مسألة ; قال: (ومن وجب عليه حق , فذكر أنه معسر به , حبس إلى أن يأتي ببينة تشهد بعسرته) وجملته أن من وجب عليه دين حال , فطولب به , ولم يؤده , نظر الحاكم ; فإن كان في يده مال ظاهر أمره بالقضاء , فإن ذكر أنه لغيره , فقد ذكرنا حكمه في الفصل الذي قبل هذا , وإن لم يجد له مالا ظاهرا , فادعى الإعسار , فصدقه غريمه , لم يحبس , ووجب إنظاره , ولم تجز ملازمته , لقول الله تعالى {: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لغرماء الذي كثر دينه: {خذوا ما وجدتم , وليس لكم إلا ذلك.} ولأن الحبس إما أن يكون لإثبات عسرته أو لقضاء دينه , وعسرته ثابتة , والقضاء متعذر , فلا فائدة في الحبس. وإن كذبه غريمه فلا يخلو , إما أن يكون عرف له مال أو لم يعرف , فإن عرف له مال لكون الدين ثبت عن معاوضة , كالقرض والبيع , أو عرف له أصل مال سوى هذا , فالقول قول غريمه مع يمينه. فإذا حلف أنه ذو مال , حبس حتى تشهد البينة بإعساره. قال ابن المنذر: أكثر من نحفظ عنه من علماء الأمصار وقضاتهم , يرون الحبس في الدين , منهم مالك والشافعي وأبو عبيد والنعمان وسوار وعبيد الله بن الحسن وروي عن شريح , والشعبي. وكان عمر بن عبد العزيز يقول: يقسم ماله بين الغرماء , ولا يحبس. وبه قال عبد الله بن جعفر , والليث بن سعد ولنا أن الظاهر قول الغريم , فكان القول قوله , كسائر الدعاوى. فإن شهدت البينة بتلف ماله , قبلت شهادتهم , سواء كانت من أهل الخبرة الباطنة أو لم تكن ; لأن التلف يطلع عليه أهل الخبرة وغيرهم. وإن طلب الغريم إحلافه على ذلك , لم يجب إليه ; لأن ذلك تكذيب للبينة , وإن شهدت مع ذلك بالإعسار اكتفي بشهادتها , وثبتت عسرته , وإن لم تشهد بعسرته , وإنما شهدت بالتلف لا غير , وطلب الغريم يمينه على عسره , وأنه ليس له مال آخر , استحلف على ذلك ; لأنه غير ما شهدت به البينة. وإن لم تشهد بالتلف , وإنما شهدت بالإعسار , لم تقبل الشهادة إلا من ذي خبرة باطنة , ومعرفة متقادمة لأن هذا من الأمور الباطنة , لا يطلع عليه في الغالب إلا أهل الخبرة والمخالطة. وهذا مذهب الشافعي وحكي عن مالك أنه قال: لا تسمع البينة على الإعسار ; لأنها شهادة على النفي , فلم تسمع , كالشهادة على أنه لا دين عليه. ولنا , ما روى قبيصة بن المخارق , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له {: يا قبيصة , إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة , فحلت المسألة حتى يصيبها , ثم يمسك , ورجل أصابته جائحة , فاجتاحت ماله , فحلت له المسألة , حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا من عيش , ورجل أصابته فاقة , حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة. فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال: سدادا من عيش.} رواه مسلم وأبو داود. وقولهم: إن الشهادة على النفي لا تقبل. قلنا: لا ترد مطلقا , فإنه لو شهدت البينة أن هذا وارث الميت , لا وارث له سواه قبلت , ولأن هذه وإن كانت تتضمن النفي , فهي تثبت حالة تظهر , ويوقف عليها بالمشاهدة , بخلاف ما إذا شهدت أنه لا حق له , فإن هذا مما لا يوقف عليه , ولا يشهد به حال يتوصل بها إلى معرفته به , بخلاف مسألتنا. وتسمع البينة في الحال , وبهذا قال الشافعي وقال أبو حنيفة: لا تسمع في الحال , ويحبس شهرا , وروي ثلاثة أشهر , وروي أربعة أشهر , حتى يغلب على ظن الحاكم أنه لو كان له مال لأظهره. ولنا , أن كل بينة جاز سماعها بعد مدة , جاز سماعها في الحال , كسائر البينات , وما ذكروه لو كان صحيحا لأغنى عن البينة. فإن قال الغريم: أحلفوه لي مع يمينه أنه لا مال له , لم يستحلف في ظاهر كلام أحمد لأنه قال , في رواية إسحاق بن إبراهيم في رجل جاء بشهود على حق , فقال الغريم استحلفوه: لا يستحلف ; لأن ظاهر الحديث: " البينة على المدعي , واليمين على من أنكر ". قال القاضي: سواء شهدت البينة بتلف المال أو بالإعسار وهذا أحد قولي الشافعي ; لأنها بينة مقبولة , فلم يستحلف معها , كما لو شهدت بأن هذا عبده , أو هذه داره. ويحتمل أن يستحلف. وهذا القول الثاني للشافعي لأنه يحتمل أن له مالا خفي على البينة. ويصح عندي إلزامه اليمين على الإعسار , فيما إذا شهدت البينة بتلف المال , وسقوطها عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/1)
فيما إذا شهدت بالإعسار , لأنها إذا شهدت بالتلف , صار كمن لم يثبت له أصل مال أو بمنزلة من أقر له غريمه بتلف ذلك المال , وادعى أن له مالا سواه , أو أنه استحدث مالا بعد تلفه. ولو لم تقم البينة , وأقر له غريمه بتلف ماله وادعى أن له مالا سواه , لزمته اليمين , فكذلك إذا قامت به البينة , فإنها لا تزيد على الإقرار. وإن كان الحق يثبت عليه في غير مقابلة مال أخذه , كأرش جناية , وقيمة متلف , ومهر أو ضمان أو كفالة , أو عوض خلع , إن كان امرأة , وإن لم يعرف له مال , حلف أنه لا مال له , وخلى سبيله , ولم يحبس. وهذا قول الشافعي وابن المنذر فإن شهدت البينة بإعساره , قبلت , ولم يستحلف معها ; لما تقدم. وإن شهدت أنه كان له مال , فتلف , لم يستغن بذلك عن يمينه ; لما ذكرناه. وكذلك لو أقر له به غريمه , وإنما اكتفينا بيمينه ; لأن الأصل عدم المال , لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحبة وسواء ابني خالد بن سواء {: لا تيئسا من الرزق ما اهتزت رءوسكما , فإن ابن آدم يخلق وليس له إلا قشرتاه , ثم يرزقه الله تعالى.} قال ابن المنذر: الحبس عقوبة , ولا نعلم له ذنبا يعاقب به. والأصل عدم ماله , بخلاف المسألة الأولى , فإن الأصل ثبوت ماله , فيحبس حتى يعلم ذهابه. والخرقي لم يفرق بين الحالين , لكنه يحمل كلامه على ما ذكرنا , لقيام الدليل على الفرق.
وفي المحلى:
كتاب المداينات والتفليس
مسألة: ومن ثبت للناس عليه حقوق من مال أو مما يوجب غرم مال ببينة عدل , أو بإقرار منه صحيح: بيع عليه كل ما يوجد له , وأنصف الغرماء , ولا يحل أن يسجن أصلا , إلا أن يوجد له من نوع ما عليه فينصف الناس منه بغير بيع , كمن عليه دراهم ووجدت له دراهم , أو عليه طعام ووجد له طعام , وهكذا في كل شيء لقول الله تعالى: {كونوا قوامين بالقسط}. {ولتصويب رسول الله صلى الله عليه وسلم قول سلمان: أعط كل ذي حق حقه} ; ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مطل الغني ظلم}. فسجنه مع القدرة على إنصاف غرمائه ظلم له ولهم معا , وحكم بما لم يوجبه الله تعالى قط , ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سجن قط -: روينا من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام نا أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق عن محمد بن علي بن الحسين قال: قال علي بن أبي طالب: حبس الرجل في السجن بعد ما يعرف ما عليه من الدين ظلم. وقال الحنفيون: لا يباع شيء من ماله , لكن يسجن - وإن كان ماله حاضرا - حتى يكون هو الذي ينصف من نفسه. ثم تناقضوا فقالوا: إلا إن كان الدين دراهم فتوجد له دنانير , أو يكون الدين دنانير فتوجد له دراهم , فإن الذي يوجد من ذلك يباع فيما عليه منها. فليت شعري ما الفرق بين بيع الدنانير وابتياع دراهم , وبين بيع العروض وابتياع ما عليه؟ وإنما أوجب الله تعالى علينا , وعلى كل أحد إنصاف ذي الحق من أنفسنا , ومن غيرنا. ومنع تعالى من السجن بقوله تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} وافترض حضور الجمعة والجماعات. فمنعوا المدين من حضور الصلوات في الجماعة , ومن حضور الجمعة , ومن المشي في مناكب الأرض ومنعوا صاحب الحق من تعجيل إنصافه - وهم قادرون على ذلك - فظلموا الفريقين. واحتجوا بآثار واهية -: منها: رواية من طريق أبي بكر بن عياش عن أنس: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس في تهمة}. ومن طريق عبد الرزاق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده: {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حبس في تهمة}. ومن طريق أبي مجلز: {أن غلامين من جهينة كان بينهما غلام فأعتقه أحدهما فحبسه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى باع غنيمته} وعن الحسن: {أن قوما اقتتلوا فقتل بينهم قتيل فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم}. قال أبو محمد: كل هذا باطل , أما حديث أنس ففيه أبو بكر بن عياش وهو ضعيف وانفرد عنه أيضا إبراهيم بن زكريا الواسطي ولا يدرى من هو , وحديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ضعيف. ومن هذه الطريق بعينها فيمن منع الزكاة: {إنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا} فإن احتجوا به في الحبس في التهمة فليأخذوا بروايته هذه وإلا فالقوم متلاعبون بالدين. فإن قالوا: هذا منسوخ؟ قيل لهم: أترون خصمكم يعجز عن أن يقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/2)
لكم: والحبس في التهمة منسوخ بقوله صلى الله عليه وسلم: {إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث}؟ والحبس في غير التهمة منسوخ بوجوب حضور الجمعة , والجماعات وحديث الحبس حتى باع غنيمته مرسل ولا حجة في مرسل. ولو صح لما كان لهم فيه حجة ; لأنه قد يخاف عليه الهرب بغنيمته فحبس ليبيعها , وهذا حق لا ننكره وليس فيه الحبس الذي يرون هم , ولا أنه امتنع من بيعها. وقد يكون الضمير الذي في باعها راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد يكون هذا الحبس إمساكا في المدينة. وليس فيه أصلا أنه حبس في سجن - فلا حجة لهم فيه أصلا , وحديث الحسن مرسل. وأيضا: فإنما هو حبس في قتيل , وحاشا لله أن يكون عليه السلام يحبس من لم يصح عليه قتل بسجن فيسجن البريء مع النطف , هذا فعل أهل الظلم والعدوان , لا فعله عليه السلام , والله لقد قتل عبد الله بن سهل رضوان الله عليه وهو من أفاضل الصحابة رضي الله عنهم فيما بين أظهر شر الأمة وهم اليهود لعنهم الله فما استجاز عليه السلام سجنهم , فكيف أن يسجن في تهمة قوما من المسلمين؟ فهذا الباطل الذي لا شك فيه. ثم ليت شعري إلى متى يكون هذا الحبس في التهمة بالدم وغيره؟ فإن حدوا حدا زادوا في التحكم بالباطل. وإن قالوا: إلى الأبد , تركوا قولهم , فهم أبدا يتكسعون في ظلمة الخطأ. واحتجوا أيضا بقول الله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا} هذه أحكام منسوخة. فمن أضل ممن يستشهد بآية قد نسخت , وبطل حكمها فيما لم ينزل فيه أيضا , وفيما ليس فيها منه لا نص ولا دليل ولا أثر. والحق في هذا هو قولنا -: كما روينا من طريق مسلم بن الحجاج نا قتيبة بن سعيد نا الليث هو ابن سعد - عن بكير بن الأشج عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال: {أصيب رجل في ثمار ابتاعها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكثر دينه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا عليه؟ فتصدق الناس عليه , فلم يبلغ ذلك وفاء دينه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك}. فهذا نص جلي على أن ليس لهم شيء غير ما وجدوا له , وأنه ليس لهم حبسه , وأن ما وجد من ماله للغرماء , وهذا هو الحق الذي لا يحل سواه ; فإن قيل: روي أنه عليه السلام باع لهم مال معاذ؟ قلنا: هكذا نقول - وإن لم يصح من طريق السند ; لأنه مرسل , لكن الحكم أنه إنما يقضي لهم بعين ماله , ثم يباع لهم ويقسم عليهم الحصص ; لأنه لا سبيل إلى إنصافهم بغير هذا. فإن موهوا بما روي عن عمر , وعلي , وشريح , والشعبي , فإن الرواية عن عمر إنما هي من طريق سعيد بن المسيب أن عمر حبس عصبة منفوس ينفقون عليه الرجال دون النساء - وأن نافع بن عبد الحارث اشترى دارا للسجن من صفوان بن أمية بأربعة آلاف فإن لم يرض عمر فلصفوان أربعمائة. وهذان خبران لا حجة لهم فيها ; لأن حبس عمر للعصبة للنفقة على الصبي إنما هو إمساك وحكم وقصر , لا سجن ; لأن من الباطل أن يسجنهم أبدا ولم يذكر عنهم امتناع. ثم هم لا يقولون بإيجاب النفقة على العصبة , فقد خالفوا عمر , فكيف يحتجون به في شيء هم أول مخالف له؟ وأما الخبر الثاني: فكلهم لا يراه بيعا صحيحا , بل فاسدا مفسوخا , فكيف يستجيز مسلم أن يحتج بحكم يراه باطلا؟ والمحفوظ عن عمر مثل قولنا على ما نذكر بعد هذا إن شاء الله تعالى , والرواية عن علي أنه حبس في دين: هي من طريق جابر الجعفي وهو كذاب. وقد روينا عن علي خلاف هذا كما ذكرنا ونذكر. وأما شريح , والشعبي , فما علمنا حكمهما حجة , وأقرب ذلك أنهما قد ثبت عنهما أن الأجير , والمستأجر - كل واحد منهما يفسخ الإجارة إذا شاء , وإن كره الآخر , وهم كلهم مخالف لهذا الحكم , فالشعبي , وشريح حجة إذا اشتهوا , وليسا حجة إذا اشتهوا , أف لهذه العقول , والأديان , وقد ذكرنا قبل عن علي إنكار السجن. وقد روينا عن عمر ما روينا من طريق مالك عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف عن أبيه أن رجلا من جهينة كان يشتري الرواحل إلى أجل فيغالي بها فأفلس , فرفع إلى عمر بن الخطاب؟ قال: أما بعد أيها الناس , فإن الأسفع أسفع بني جهينة رضي من دينه وأمانته بأن يقال: سبق الحاج , وأنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/3)
ادان معرضا , فأصبح قد دين به , فمن كان له عليه شيء فليفد بالغداة؟ فإنا قاسمون ماله بالحصص - ورويناه أيضا من طريق حماد بن سلمة عن أيوب السختياني عن نافع مولى ابن عمر. ومن طريق أبي عبيد نا ابن أبي زائدة عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن عبد الملك بن عمير قال: كان علي بن أبي طالب إذا أتاه رجل برجل له عليه دين فقال: أحبسه؟ قال له علي: أله مال؟ فإن قال: نعم , قد لجأه مال؟ قال: أقم البينة على أنه لجأه وإلا أحلفناه بالله ما لجأه. ومن طريق أبي عبيد نا أحمد بن عثمان عن عبد الله بن المبارك عن محمد بن سليم عن غالب القطان عن أبي المهزم عن أبي هريرة: أن رجلا أتاه بآخر فقال له إن لي على هذا دينا؟ فقال للآخر: ما تقول؟ قال: صدق؟ قال: فاقضه قال: إني معسر , فقال للآخر: ما تريد؟ قال: أحبسه؟ قال أبو هريرة: لا , ولكن يطلب لك ولنفسه ولعياله - قال غالب القطان: وشهدت الحسن - وهو على القضاء - قضى بمثل ذلك. ومن طريق ابن أبي شيبة عن زيد بن حباب , وعبيد الله كلاهما عن أبي هلال عن غالب القطان عن أبي المهزم عن أبي هريرة فذكره كما أوردناه - وزاد فيه أن أبا هريرة قال لصاحب الدين: هل تعلم له عين مال فآخذه به؟ قال: لا , قال: هل تعلم له عقارا أكسره؟ قال: لا , ثم ذكر امتناعه من أن يحبسه كما أوردناه. وعن عمر بن عبد العزيز أنه قضى في ذلك بأن يقسم ماله بين الغرماء ثم يترك حتى يرزقه الله. ونا محمد بن سعيد بن نبات نا أحمد بن عبد البصير نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن المثنى نا أبو عامر العقدي عن عمرو بن ميمون بن مهران: أن عمر بن عبد العزيز كان يؤاجر المفلس في شر صنعة. قال أبو محمد: أمر الله تعالى بالقيام بالقسط , ونهى عن المطل والسجن , فالسجن مطل وظلم , ومنع الذي له الحق من تعجيل حقه مطل وظلم , ثم ترك من صح إفلاسه لا يؤاجر لغرمائه مطل وظلم فلا يجوز شيء من ذلك , وهو مفترض عليه إنصاف غرمائه وإعطاؤهم حقهم , فإن امتنع من ذلك وهو قادر عليه بالإجارة؟ أجبر على ذلك - وبالله تعالى التوفيق. ومن طريق أبي عبيد حدثني يحيى بن بكير عن الليث بن سعد عن عبيد الله بن أبي جعفر في المفلس قال: لا يحبسه , ولكن يرسله يسعى في دينه. وهو قول الليث بن سعد - وبه يقول أبو سليمان , وأصحابه - وبالله تعالى التوفيق.
1277 - مسألة: فإن لم يوجد له مال , فإن كانت الحقوق من بيع أو قرض؟ ألزم الغرم وسجن حتى يثبت العدم , ولا يمنع من الخروج في طلب شهود له بذلك , ولا يمنع خصمه من لزومه والمشي معه حيث مشى , أو وكيله على المشي معه , فإن أثبت عدمه سرح بعد أن يحلفه: ما له مال باطن , ومنع خصمه من لزومه , وأوجر لخصومه , ومتى ظهر له مال أنصف منه. فإن كانت الحقوق من نفقات , أو صداق , أو ضمان , أو جناية , فالقول قوله مع يمينه في أنه عديم , ولا سبيل إليه , حتى يثبت خصمه أن له مالا , لكن يؤاجر كما قدمنا. وإن صح أن له مالا غيبه أدب وضرب حتى يحضره أو يموت , لقول الله تعالى: {كونوا قوامين بالقسط شهداء لله}. ولما روينا من طريق مسلم نا محمد بن المثنى نا محمد بن جعفر غندر نا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: قال أبو سعيد الخدري , سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان}. ومن طريق مسلم نا أحمد بن عيسى نا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج أن سليمان بن يسار حدثهم قال: حدثني عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه عن أبي بردة الأنصاري: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله}. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغيير المنكر باليد , ومن المنكر مطل الغني , فمن صح غناه ومنع خصمه فقد أتى منكرا وظلما , وكل ظلم منكر , فواجب على الحاكم تغييره باليد , ومنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يجلد أحد في غير حد أكثر من عشرة أسواط ; فواجب أن يضرب عشرة ; فإن أنصف فلا سبيل إليه , وإن تمادى على المطل فقد أحدث منكرا آخر غير الذي ضرب عليه فيضرب أيضا عشرة , وهكذا أبدا حتى ينصف , ويترك الظلم , أو يقتله الحق وأمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/4)
الله تعالى. وأما التفريق بين وجوه الحقوق: فإن من كان أصل الحق عليه من دين أو بيع فقد صح أنه قد ملك مالا , ومن صح أنه قد ملك مالا فواجب أن ينصف من ذلك المال حتى يصح أن ذلك المال قد تلف - وهو في تلفه مدعي - وقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبينة على المدعي. ومن كان أصل الحق عليه من ضمان , أو جناية , أو صداق , أو نفقة , فاليقين الذي لا شك فيه عند أحد: هو أن كل أحد ولد عريان لا شيء له , فالناس كلهم قد صح لهم الفقر , فهم على ما صح منهم حتى يصح أنهم كسبوا مالا وهو في أنه قد كسب مالا مدعى عليه , وقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمين على المدعى عليه وهذا قول أبي سليمان , ومحمد بن شجاع البلخي , وغيرهما. وخالف في هذا بعض المتعسفين فقال: قال الله تعالى: {خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم} فصح أن الله تعالى رزق الجميع. قال أبو محمد: لم نخالفه في الرزق , بل الرزق متيقن , وأوله لبن التي أرضعته , فلولا رزق الله تعالى ما عاش أحد يوما فما فوقه , وليس من كل الرزق ينصف الغرماء , وإنما ينصفون من فضول الرزق وهي التي لا يصح أن الله تعالى آتاها الإنسان إلا ببينة. وأما المؤاجرة: فلما ذكرنا قبل في المسألة المتقدمة لهذه وبالله تعالى التوفيق. 1278 - مسألة: فإن قيل: إن قول الله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} يمنع من استئجاره؟ قلنا: بل يوجب استئجاره ; لأن الميسرة لا تكون إلا بأحد وجهين -: إما بسعي , وإما بلا سعي ; وقد قال تعالى: {وابتغوا من فضل الله} فنحن نجبره على ابتغاء فضل الله تعالى الذي أمره تعالى بابتغائه , فنأمره ونلزمه التكسب لينصف غرماءه ويقوم بعياله ونفسه , ولا ندعه يضيع نفسه وعياله والحق اللازم له.
وإذا أردت الاستزادة فعليك أيضا بمراجعة كتب التفسير عند تفسير قوله تعالى: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 08:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل(36/5)
أيها أجل عند العلماء فتح الباري أم عمدة القاري
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 09 - 04, 01:40 م]ـ
نرجوا الإفادة وفقكم الله
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[16 - 09 - 04, 03:36 م]ـ
http://67.15.76.39/~ahlalhde/vb/showthread.php?t=11086&highlight=%D4%D1%E6%CD+%C7%E1%C8%CE%C7%D1%ED
واستخدم خاصية البحث، توفر عليك وقتك.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[16 - 09 - 04, 04:08 م]ـ
لا هجرة بعد الفتح
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 09 - 04, 04:50 م]ـ
في باكستان مع أنها بلد حنفي متعصب، يجري تدريس فتح الباري وليس عمدة القاري. مع أن ابن حجر متحامل على الحنفية.
وأظن أن العيني كان بإمكانه الإتيان بكتاب في مستوى فتح الباري، لو أنه لم يجعل غرضه الرد على ابن حجر.
وعلى أية حال فكتابه في مناقشات لا تخلو من فوائد عن كثير من أخطاء ابن حجر في الفتح.(36/6)
رأي في مسألة بيعتين في بيعة
ـ[عبد العزيز الشبل]ــــــــ[16 - 09 - 04, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمبسم الله الرحمن الرحيم
النهي عن بيعتين في بيعة ورد عن النبي r واختلف الفقهاء في تفسير
المراد ببيعتين في بيعة، وهذه المسألة من المسائل المهمة جداً في كتاب البيوع، وينبني
عليها كثير من المسائل المعاصرة، ومن تلك المسائل على سبيل المثال مسألة
التأجير المنتهي بالتمليك، ولعل الله أن ييسر عرض هذه المسألة فريباً، والذي لاحظته عند
كثير من المشايخ وطلبة العلم انتشار الرأي الذي اختاره ابن القيم وكأنه قول مسلم لا
يقبل النقاش، في هذه العجالة سأعرض للخلاف في هذه المسألة وآمل أن يكون فيها ما
يفيد الإخوة.
العمدة في هذا الباب حديث أبي هريرة t أن النبي r قال: (من باع بيعتين في بيعة
فله
أوكسهما أو الربا.) ([1])
وللعلماء ـ رحمهم الله ـ في معنى (بيعتين في بيعة) الوارد في الحديث
تفسيرات ([2])،
أشهرها ما يلي:
التفسير الأول: أن المراد بـ (بيعتين في بيعة) قول البائع: أبيعك هذه السلعة
نقداً بعشرة، ونسيئة بأحد عشر، ويعقدان العقد من غير تحديد لأحد الثمنين وقد قال بهذا
القول: جمع من السلف ([3]) منهم ابن مسعود ([4])، والحنفية ([5])، والمالكية ([6])،
وذكر الشافعي أنه أحد الوجهين في تفسير بيعتين في بيعة ([7])، وذكر النووي أنه الأشهر ([8])، وهذا التفسير رواية عن الإمام أحمد ([9])،وذكره ابن حزم تفسيراً لبيعتين في بيعة. ([10])
واستدلوا لهذا التفسير بما يلي:
الدليل الأول: أن هذا التفسير مما لا يختلف الناس فيه. ([11])
الدليل الثاني: أن هذا التفسير يصدق عليه أنه بيعتين في بيعة؛ لأن هناك بيعاً
بثمن مؤجل، وبيعاً بثمن معجل، ولم يحددا أحد البيعتين، كما أنه يصدق على من فعل ذلك
أنه له أوكسهما أو الربا، لأن مقصوده جعلُ الدراهمِ ـ إذا لم يدفع الثمن المعجل ـ
مقابلَ الأجل، فهو بيع دراهم بدراهم نسيئة، فليس له إلا الأوكس أي ليس له إلا
الثمن الأقل، وإلا فسيقع في الربا. ([12])
الاعتراض على هذا التفسير:
أن هذا البيع ليس فيه ربا ولا جهالة ولا غرر ولا قمار ولا شيء من المفاسد، وليس
هذا بأبعد من تخييره بعد البيع بين الأخذ والإمضاء ثلاثة أيام. ([13])
ويجاب عن هذا الاعتراض:
أولاً: لا نسلم أن هذا الفعل ليس فيه غرر، بل فيه غرر في الثمن؛ لأنه عقد العقد
وهو لا يدري على أي ثمن تمّ العقد.
ثانياً: بأن هذا التفسير هو تفسير غالب السلف، وهم أعلم بتفسير النصوص، كما
أنهم أعلم بمدلول اللغة.
التفسير الثاني: أن (بيعتين في بيعة) يراد به: اشتراط عقد في عقد، كأن يقول له:
لا أبعيك هذه السلعة، حتى تؤجرني بيتك، وقد قال بهذا القول: الحنفية ([14]) وهو أحد
تفسيري الشافعية ([15])، وقال به الحنابلة ([16]) وذكره ابن حزم تفسيراً لبيعتين
في بيعة. ([17])
التفسير الثالث: أن يعقد البائع مع المشتري بيعتين (عقدين) على أن لا تتم منهما
إلا واحدة مع كون العقد لازماً بأحدهما، مثل أن يتبايعا هذا الثوب بدينار, وهذا
الآخر بدينارين على أن يختار أحدهما أي ذلك شاء, وقد لزمهما ذلك أو لزم أحدهما فهذا
يوصف بأنه بيعتان; لأنه قد عقد بيعتين: بيعة في الثوب الذي بالدينارين, وبيعة أخرى
في الثوب الذي بالدينار, ولم تجمعهما صفقة; لأنه لا يتم البيع فيهما, ويوصف بأنه
في بيعة; لأنه إحدى البيعتين.
وقد ذكر هذا التفسير بعض المالكية. ([18]) ويلحظ أنه في هذا التفسير تم التعاقد
من غير تحديد للمبيع. ([19])
ومثل هذا التفسير ما لو عقد العقد من غير تحديد للثمن كما لو باعه السلعة بصاع
قمح أو صاعي شعير، وهذا التفسير ذكره مالك في الموطأ كما ذكره بعض الحنفية. ([20])
واعترض على مثل هذا التفسير بأنه:
لا يصدق على أنه بيعتين في بيعة، وإنما هي بيعة واحدة بثمن مجهول. ([21])
التفسير الرابع: أن المراد ببيعتين في بيعة، بيع العينة، وهي: أن يبيع الشيء
نسيئة ثم يشتريه بأقل من الثمن الذي باعه به نقداً (عاجلاً)، وقد قال بهذا القول: شيخ
الإسلام ابن تيمية ([22])، وتلميذه ابن القيم ([23]).
كما أن هذا القول قد يفهم من صنيع الإمام مالك في الموطأ فإنه بوّب
للنهي عن بيعتين في بيعة ثم أورد فيه أثراً لابن عمر رضي الله عنهما، وهو: أنه بلغه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/7)
أن رجلاً قال لرجل: ابتع لي هذا البعير بنقد حتى أبتاعه منك إلى أجل، فسئل عن ذلك
عبد الله بن عمر فكرهه, ونهي عنه.
قال الباجي في المنتقى: (قوله ابتع لي هذا البعير بنقد فابتاعه منه إلى
أجل أدخله في باب بيعتين في بيعة, ولا يمتنع أن يوصف بذلك من جهة أنه انعقد بينهما
أن المبتاع للبعير بالنقد إنما يشتريه على أنه قد لزم مبتاعه بأجل بأكثر من ذلك
الثمن فصار قد انعقد بينهما عقد بيع تضمن بيعتين إحداهما الأولى: وهي بالنقد,
والثانية: المؤجلة, وفيها مع ذلك بيع ما ليس عنده; لأن المبتاع بالنقد قد باع من المبتاع بالأجل البعير قبل أن يملكه, وفيها سلف بزيادة; لأنه يبتاع له البعير بعشرة على أن يبيعه منه بعشرين إلى أجل يتضمن ذلك أنه سلفه عشرة في عشرين إلى أجل, وهذه كلها معان تمنع جواز البيع, والعينة فيها أظهر من سائرها , والله أعلم) ([24])
ووجه هذا القول: أن البائع جمع بين بيعتين في بيعة واحدة، وذلك لأنه باع السلعة، ثم اشتراها، وقصده من ذلك بيع دراهم بدراهم، بزيادة مقابل النسيئة، فليس له في هذه الحال إلا الأوكس (الأقل) أو فإنه سيقع في الربا، وعلى ذلك فهذا هو التفسير الذي يمكن أن ينطبق عليه قوله r ( فله أوكسهما أو الربا). ([25])
واعترض على الاستدلال بهذه اللفظة من الحديث (له أوكسهما أو الربا)
بما يلي:
الأول: ضعف هذه اللفظة. ([26])
الثاني: رد ذلك النووي بأنه يحتمل أن يكون هذا في قصة معينة. ([27])
الثالث: أن الحديث يمكن حمله على ما ذكره أصحاب القول الأول، وهذا التفسير الذي
ذكره ابن القيم ليس متعيّناً، ولهذا فإن طاووساً والثوري فسرا الحديث بأن
المراد به أقل الثمنين إلى أبعد الأجلين وذلك إذا كانت السلعة قد استهلكت. ([28])
وبعد هذا العرض الموجز لتفسيرات (بيعتين في بيعة) لا يمكنني الجزم بتفسير من
هذه التفسيرات، ولكني أرى أن التفسير الأول هو الأقوى؛ لأنه هو ما عليه أكثر السلف،
كما أنه مقبول من الناحية اللغوية، وأما باقي التفسيرات فلا مانع من جعلها تفسيراً
للحديث، ومعاني النصّ إذا لم يكن بينها تعارض، وكانت مقبولة من الناحية اللغوية
فلا مانع من القول بأن تلك التفسيرات كلها صحيحة. ([29])
وفي المنتقى للباجي أن عيسى بن دينار سأل ابن القاسم عن تفسير بيعتين في بيعة
فقال:
بيعتان في بيعة أكثر من أن يبلغ ذلك بتفسير وأصل يبنى عليه , ومما يعرف به
مكروههما
أن يتبايعا بأمرين ... ([30])
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(([1] الحديث: أخرجه الإمام أحمد (9584) (15/ 358) و (10148) (16/ 134) والنسائي في
الصغرى كتاب البيوع باب بيعتين في بيعة، وهو أن يقول أبيعك هذه السلعة بمائة
درهم
نقداً وبمائتي درهم نسيئة (4646) (7/ 340) وفي الكبرى (6228) (4/ 43) وابن الجارود
في
المنتقى (600) (2/ 181) عن يحيى بن سعيد.
وأخرجه الترمذي كتاب البيوع باب النهي عن بيعتين في بيعة (1249) (4/ 357) وابن
حبان
(4973) (10/ 348) عن عبدة بن سليمان.
وأخرجه البغوي في شرح السنة (2111) (8/ 142) عن يزيد بن هارون.
وأخرجه أبو يعلى (6124) (10/ 507) والبيهقي (5/ 343) عن عبد الوهاب بن عطاء، ثم
قال
(وكذلك رواه إسماعيل بن جعفر والداروردي ومعاذ بن معاذ)، كل هؤلاء رووا الحديث
عن
محمد بن عمرو ثنا أبو سلمة عن أبي هريرة أن النبي r نهى عن بيعتين في بيعة.
والحديث بهذا الإسناد حسن؛ لأن مداره على محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، وهو:
صدوق
له أوهام أخرج حديثه الجماعة (لكن رواية البخاري عنه مقرونة وروى مسلم عنه
متابعة)،
(انظر التهذيب (3/ 662) والتقريب (6228) (884) والإرواء (5/ 150))، وقد حسن هذا
الحديث
الألباني ومحقق المسند وابن حبان، ومحقق مسند أبي يعلى.
والحديث رواه أبو داود كتاب الإجارة باب فيمن باع بيعتين في بيعة (3457) (9/ 238)
وابن أبي شيبة (6/ 120) وابن حبان (4976) (10/ 347) والحاكم (2/ 45) والبيهقي
(5/ 343)
عن يحيى بن زكريا عن محمد بن عمرو ولكن بزيادة (فله أوكسهما أو الربا)
ويحيى بن زكريا وإن كان ثقة متقناً (التقريب (7598) (1054)) إلا أنه خالف غيره
في
ذكر هذه الزيادة، فهل هذا من أوهام محمد بن عمرو؟ ومع أن الألباني حسّن الحديث
بهذه
الزيادة في الإرواء (5/ 150) فإني متوقف في تحسين هذه الزيادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/8)
والحديث جاء ما يشهد له، فقد روى الإمام أحمد (6628) (11/ 203) و (6918) (11/ 516)
والبيهقي (5/ 348) والدراقطني (3/ 74) والحاكم (2/ 17) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده
أن النبي r ( نهى عن بيع وسلف ونهى عن بيعتين في بيعة ونهى عن ربح ما لم يضمن)
ولفظ
الحاكم (لا يجوز بيعان في بيع) وحسن إسناده محقق المسند.
وقد رواه الإمام أحمد (6671) (11/ 253) والنسائي كتاب البيوع باب شرطان في بيع ..
(6226) (4/ 43) والترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في كراهية بيع ما ليس عنده
(1252)
(4/ 360) وغيرهم بلفظ: (شرطين في بيع) بدلاً من (بيعتين في بيعة)، وقال الترمذي
عنه:
حسن صحيح.
ومما يشهد للحديث ما رواه الإمام أحمد (5395) (9/ 292) والترمذي كتاب البيوع باب
ما
جاء في مطل الغني أنه ظلم (1309) (6/ 37مع عارضة الأحوذي، والحديث ليس موجوداً في
النسخة التي عندي لتحفة الأحوذي) وابن الجارود (599) (2/ 181) والبيهقي (6/ 70)
والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 48) من طريق هشيم ثنا يونس بن عبيد عن نافع عن ابن
عمر
مرفوعاً: (مطل الغني ظلم، .. ، ولا تبع بيعتين في بيعة)، ولكن قال الترمذي عن
هذا
الحديث في كتابه العلل (1/ 523): (سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: ما أرى يونس
بن
عبيد سمع من نافع، وروى يونس بن عبيد عن ابن نافع عن أبيه حديثاً.)
ويشهد له ـ أيضاً ـ ما رواه أحمد (3783) (6/ 324) والبزار (2017) (5/ 384) والشاشي
في
مسنده (1/ 324) عن شريك عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه
مرفوعاً
النهي عن صفقتين في صفقة.
والحديث فيه شريك صدوق يخطئ كثيراً تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة (التقريب
(436) (2802))، وسماك صدوق ... وقد تغير بأخرة، فكان ربما يلقن (التقريب
(2639) (415))
وقد خالف شريكاً شعبة فرواه موقوفاً على ابن مسعود رواه أحمد (3725) (6/ 138)
بلفظ
(سفقتان) وكذلك خالفه الثوري (رواه عبد الرزاق (14636) (8/ 138) والبزار (2016)
(5/ 383)) وإسرائيل رواه عبد الرزاق (الموضع السابق)
وعلى ذلك فحديث ابن مسعود ضعيف.
والحديث كما تبيّن حسن في بعض طرقه وقابل للتصحيح بمجموع طرقه، وأما
زيادة (فله أوكسهما أو الربا) فأنا متوقف في تحسينها كما سبق، والله أعلم.
وانظر
الاستذكار (20/ 171)
(([2] آثرت التعبير بـ (تفسيرات) ولم أعبّر بـ (أقوال)؛ لأن بعض العلماء يحمل
الحديث
على أكثر من معنى كما عند الإمام الشافعي وابن حزم.
(([3] انظر: المصنف لابن أبي شيبة (6/ 119ـ 121) والمصنف لعبد الرزاق
(8/ 136ـ139)
والترمذي مع التحفة (3/ 358) والسنن الكبرى للبيهقي (5/ 343) وشرح السنة للبغوي
(8/ 143) والاستذكار (20/ 179) والسلسلة الصحيحة (5/ 420ـ422)، ونقله الإمام أحمد
في
المسند (6/ 325) عن سماك، وهذا هو تبويب النسائي وابن حبان (الموضعان السابقان
في
تخريج الحديث) وأما أبو داود (الموضع السابق) فقد بوّب لهذا الحديث بباب وبوّب
للعينة بباب آخر مما يدلّ على أنهما متغايران عنده.
(([4] المصنف لابن أبي شيبة باب الرجل يشتري من الرجل المبيع فيقول إن كان بكذا
(الموضع السابق) وفيه نَصَّ جمع من السلف على أنه إذا عقد بأحد الثمنين فلا بأس
فانظره.
(([5] انظر: المبسوط (13/ 8) وحاشية تبيين الحقائق (4/ 44) (ويلحظ أنهما فسرا به
شرطين
في شرط)
(([6] انظر: المدونة (3/ 412) والمنتقى للباجي (5/ 39) والتاج والإكليل (6/ 228)
وشرح
الخرشي (5/ 73)
(([7] مختصر المزني (5/ 341) والتهذيب للبغوي (3/ 536) وتحفة المحتاج (4/ 294)
(([8] المجموع (9/ 328)، وقد ذكر النووي أنه على التقديرين (أي بثمن حال أو
مؤجل، أو
عقدين في عقد) البيع باطل بالإجماع.
(([9] الفروع (4/ 48) والإنصاف (11/ 232)
(([10] المحلى (9/ 15)
(([11] المدونة (3/ 412)، والذي ذكر ذلك هو يحيى بن سعيد. وانظر الاستذكار
(20/ 174)
(([12] إقامة الدليل (6/ 52)
(([13] أعلام الموقعين (3/ 135)
(([14] انظر: المبسوط (13/ 16)
(([15] التهذيب للبغوي (3/ 537) والمجموع (9/ 328) وتحفة المحتاج (4/ 294)
(([16] المغني (6/ 332) والفروع (4/ 48) والإنصاف (11/ 231)، ويلحظ أنهم على هذه
الرواية يحملون القول الأول على مسألة النهي عن شرطين في بيع.
(([17] المحلى (الموضع السابق)
(([18] المنتقى للباجي (5/ 36) والتاج والإكليل (6/ 228) وشرح الخرشي (5/ 73)
(([19] المنتقى (5/ 42)
(([20] انظر: الموطأ مع المنتقى (5/ 40) وبدائع الصنائع (4/ 358) وحاشية تبيين
الحقائق (4/ 44)
(([21] إقامة الدليل (6/ 52) وتهذيب السنن لابن القيم (9/ 247و295)
(([22] انظر: إقامة الدليل (6/ 52ـ53الفتاوى الكبرى) وتهديب السنن (9/ 247)
(([23] أعلام الموقعين (3/ 134ـ135) وتهذيب السنن (الموضع السابق)
(([24] المنتقى (5/ 38ـ39)، وأصرح من ذلك ما في الاستذكار (20/ 175)
(([25] إقامة الدليل (6/ 52) وأعلام الموقعين (3/ 135)
(([26] انظر: نيل الأوطار (5/ 170) وتحفة الأحوذي (4/ 358)
(([27] المجموع (9/ 328)
(([28] مصنف عبد الرزاق (8/ 138)، وانظر أيضاً: سنن البيهقي (5/ 343) وتحفة
الأحوذي (
3/ 358)
(([29] انظر: مقدمة التفسير لشيخ الإسلام مع شرحها لابن عثيمين (53)
(([30] (5/ 39)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/9)
ـ[عبد العزيز الشبل]ــــــــ[18 - 09 - 04, 06:12 م]ـ
ما رأي أهل الحديث في مسألة بيعتين في بيعة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 09 - 04, 10:31 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل على ما تفضلت به في هذا المبحث حول مسالة مهمة
وأما زيادة (فله أو كسهما أو الربا) فالزيادة لاتصح كما أشرت إلى ذلك وقد سبق بحثها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=45825#post45825
ونتيجتك التي توصلت لها نتيجة موفقة مسددة فجزاك الله خيرا
((وبعد هذا العرض الموجز لتفسيرات (بيعتين في بيعة) لا يمكنني الجزم بتفسير من
هذه التفسيرات، ولكني أرى أن التفسير الأول هو الأقوى؛ لأنه هو ما عليه أكثر السلف،
كما أنه مقبول من الناحية اللغوية، وأما باقي التفسيرات فلا مانع من جعلها تفسيراً
للحديث، ومعاني النصّ إذا لم يكن بينها تعارض، وكانت مقبولة من الناحية اللغوية
فلا مانع من القول بأن تلك التفسيرات كلها صحيحة)).
ـ[عبد العزيز الشبل]ــــــــ[22 - 09 - 04, 02:33 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمن أشكر لك تعليقك، وقد أستفدت من الرابط،
ولكني حاليا بعد التأمل والقراءة في المسألة أكثر (وإن كنت لم أضع ذلك لأني لا أريد إثقال الموضوع) قد أميل إلى أن القول الأول هو القول الراجح وأن القول الثاني ممكن أن يكون سائغا،لكن القول بأن بيعتين في بيعة هي مسألة العينة قول ضعيف ولكني حاليا لا أجسر على الجزم بذلك، لحاجة المسألة مزيد تأمل، وكلما ازدت قراءة للمسألة ازددت توقفاً.
وفي انتظار إثرائك للموضوع لأن كثيرا من المسائل المعاصرة مبنية على هذه المسألة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 09 - 04, 05:11 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
والأمر في بيع العينة يحتاج إلى تفصيل فبيع العينة عدة صور وبعض صوره قد تدخل في حديث بيعيتين في بيعة كالاتفاق مثلا على أن يشتري الرجل من رجل آخر سلعة نسيئة أو بالتقسيط ثم يشترطا من الثاني أن يشريها نقدا بأقل من ثمن الآجل
فدخول هذه الصورة في بيعيتين في بيعة له وجه قوي
ولكن لولم يحصل اتفاق بين البائع والمشترى فاشترى منه سلعة بالدين ثم اراد ان يبيعها فباعها على الأول بثمن أقل ولكن بدون تواطىء منهم فهذا قد لايدخل في بيعتين في بيعة، وينظر كلام ابن قدامة في المغني
فليتك حفظك الله تفيدنا بمسألة بيع العين وصورها المتعددة، وخاصة أن الأحاديث التي وردت في بيع العينة قد تكلم فيها من ناحية الصحة ومن ناحية الصراحة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 05:58 م]ـ
اسمحوا لي بمداخلة حفظكم الله:
الصحيح المعتمد أن زيادة "فله أوكسهما أو الربا" شاذة ضعيفة
قد خالف فيها ابنَ أبي زائدة عدد من الحفاظ وهم: عبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون، واسماعيل بن جعفر، والدراوردي، ومعاذ بن معاذ وعبد الوهاب بن عطاء، فهؤلاء كلهم رووا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة يرفعه بلفظ: " نهى عن بيعتين في بيعة"
وضعف الزيادة الإمام الخطابي والمنذري والبغوي والشوكاني والمباركفوري وغيرهم.
ولهذا فالتفسير الأول لعله هو أرجح الأقوال إن شاء الله.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 06:18 م]ـ
للفائدة إن شاء الله
كتبت كتب كثيرة في هذا الباب إلا أن كتابين من بينهم قد أمتعاني بشكل كبير لقلة نظرائهما: وهما:
البيع بالتقسيط للدكتور رفيق يونس المصري وهو من هو في الاقتصاد الإسلامي بأعلى أنواع التخصص ومؤلفاته عديدة جدا في هذا المجال. /دار الشامية بيروت ط الثانية 1997.
وكتاب الوهم والتخليط عند الألباني في البيع بالتقسيط لشيخ زبير دحان أبي سلمان/ مطبعة إليت، سلا، المغرب. الهاتف: 0021237814145، ط 2002
وإن كان هذا الأخير دون الأول إلا أنه حوى الصناعتين الفقهية والحديثية.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[13 - 02 - 06, 05:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على ما تفضلتم به.
لدي سؤال حول التفسير الأول:
التفسير الأول: أن المراد بـ (بيعتين في بيعة) قول البائع: أبيعك هذه السلعة نقداً بعشرة، ونسيئة بأحد عشر، ويعقدان العقد من غير تحديد لأحد الثمنين.
السؤال: ماذا لو عقدا العقد على أن يشتري المشتري السلعة نسيئة؟
مثال: شخص يريد شراء سيارة فذهب إلى بائع فخيَّره البائع بثمنين, إن كان الدفع عاجلاً فسعر السيارة ألف, وإن كان مؤجلاً فسعرها ألف ومئتان, فوافق المشتري على شراء السيارة نسيئة, ثم عقدا على ذلك. فهل هذه الصورة جائزة؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[14 - 02 - 06, 03:21 م]ـ
شكر الله للجميع
الحمد لله بالنسبة لما تفضل به الشيخ أبو غازي وفقه الله تعالى فإن البائع لو قال هو نسيئة بكذا ونقدا بكذا فاختار المشتري أحد العرضين وعقد عليه لا يقال هذا بيعتان في بيعة بل هي بيعة واحدة، وإنما كان عند المشترى أكثر من خيار ليختار منهما ما يريد، فإذا أختار إحداهما وعقد عليه البيع فهي بيعة واحدة.
وأما الحديث فلا ينبغي أن نحصره في صورة واحدة، بل كل ما يطلق عليه أنه بيعتان في بيعة يدخل تحت هذا الحديث، وقد تتعدد الصور، وقد يُحدث الناس صورا كثيرة يصح أن يطلق عليها بيعتان في بيعة لم تكون موجودة من قبل عند سلفنا الصالح.
ولفظ الحديث يبين-في فهمي-أن هناك بيعتين داخلتين في بيعة واحدة فهما مترابطتان لا تنفكان ولذا قيل عنهما بيعتان في بيعة أما إذا لم يكونا مرتبطتين فليسا في بيعة واحدة، وعلى ذلك فإني أرى أن التفسير الأول هو أحد صور البيعتين في بيعة والتفسير الثاني هو بيع وتأجير في صفقة واحدة وليس بيعتين في صفقة واحدة ولو غير المثال بحيث يقال لو قال أبيعك هذه بكذا على أن تبيعني تلك بكذا لصح أن يفسر به الحديث وأما التفسير الثالث-فعلى ما فهمت من كلام الشيخ الشارح- فلست أرى أنه يدخل في معني الحديث، وأما التفسير الرابع فهو مما يصدق عليه أنه بيعتان في بيعة،
عصمنا الله وإياكم من الخطل ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/10)
ـ[أبو غازي]ــــــــ[15 - 02 - 06, 03:25 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[15 - 02 - 06, 05:06 م]ـ
الأخ ابو عمر الطباطبي قولك أن: (التفسير الثاني هو بيع وتأجير في صفقة واحدة وليس بيعتين في صفقة واحدة ولو غير المثال بحيث يقال لو قال أبيعك هذه بكذا على أن تبيعني تلك بكذا لصح أن يفسر به الحديث)
هذا فيه نظر ومثال الإجارة صحيح إذ إن الاجارة نوع من انواع البيوع؛ فهي عبارة عن بيع المنفعة
قال صاحب كتاب الاختيار في كتاب البيوع: (البيع في اللغة: مطلق المبادلة ... ، وفي الشرع مبادلة المال المتقوم بالمال المتقوم تمليكا وتملكا، فإن وجد تمليك المال بالمنافع فهو إجارة ... وقال في كتاب الاجارة: (وهي - اي الاجارة - بيع المنافع)
وورد في كتاب الانصاف في الفقه الحنبلي في تعريف البيع: (وَقَالَ فِي الرِّعَايَةِ الْكُبْرَى: هُوَ بَيْعُ عَيْنٍ وَمَنْفَعَةٍ، وَمَا تَعَلَّقَ بِذَلِكَ.وَقَالَ فِي الْوَجِيزِ: هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ تَمْلِيكِعَيْنٍ مَالِيَّةٍ، أَوْ مَنْفَعَةٍ مُبَاحَةٍ، عَلَى التَّأْبِيدِ، بِعِوَضٍ مَالِيٍّ.
اما بخصوص بيع بيعتين في بيعة؛ فأرى والله تعالى اعلم ان النص عام يندرج تحته كل ما من شأنه ان يعتبر بيعين في بيعة والله تعالى أعلم.
والغاية من ذلك -والله اعلم - سد ذريعة التحايل للربا او الاستغلال او الغبن الفاحش
ـ[ابو عبدالعزيز المشرفي]ــــــــ[22 - 06 - 08, 02:00 ص]ـ
هل يدخل في مسألة بيعتين في بيعة الصورة التالية:
رجل اشترى من آخر سلعة ب 100000 مثلاً وقال له خذ هذه السيارة ب 40000 ويبقى لك 60000؟(36/11)
ماهي أبرز متون المذاهب المعتمده
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[16 - 09 - 04, 07:51 م]ـ
الإخوة الأكارم أفيدوني أفادكم الله عن أبرز متون المذاهب المعتمدة الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي جزاكم الله خيرا وزادكم علما
ـ[أبو غازي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 02:32 ص]ـ
المصدر: رسالة للشيخ محمد حسين يعقوب, موجودة في موقع صيد الفوائد saaid.net
في الفقه الحنفي:
" مختصر القدوري " المسمى بـ " الكتاب " مع شرحه " اللباب في شرح الكتاب " للشيخ عبد الغني الغنيمي الميداني.
ثمَّ " بداية المبتدي " وشرحه " الهداية شرح بداية المبتدي " للمرغيناني، وشرحها " العناية " للبابرتي.
ثمَّ " بدائع الصنائع " للكاساني.
وينتهي بموسوعة الفقه الحنفي " المبسوط " للسرخسي، و" حاشية ابن عابدين " المسماه بـ " حاشية رد المحتار على الدر المختار "
وفي الفقه المالكي: " رسالة ابن أبي زيد القيرواني " المسماه بـ (باكورة السعد) أو (مختصر خليل).
ثم عليه بـ:
" مواهب الجليل شرح مختصر الخليل " للحطَّاب، وهو من أشهر شروح "مختصر الخليل".
ثم عليه ب:
" الشرح الكبير على مختصر الخليل " لأحمد بن محمد بن محمد بن احمد العدوى المالكى الشهير بالدردير (ت 1201 ه)، وهو من الشروح المعتمدة فى المذهب.
ثم " حاشية الدسوقى على الشرح الكبير" لابن عرفة الدسوقى (ت 1230 ه).
ومن الكتب الحديثة:
" مواهب الجليل من أدلة الخليل " للشيخ أحمد بن أحمد المختار الشنقيطى –وهو ابن عام صاحب " أضواء البيان"، وطبعته إدارة إحياء التراث الإسلامى بقطر.
وفي الفقه الشافعي:
" متن أبي شجاع " أو يحفظ " متن المهذب " للشيرازي.
ثم عليه ب " الروضة "، و " منهاج الطالبين" للإمام النووى –رحمه الله-.
فأما " الروضة"، فهو مختصرُ من كتاب " فتح العزيز شرح الوجيز" للرافعىِّ.
وأمَّا " المنهاج "، فإنه من الكتب المعتمدة عند المتأخرين من فقهاء الشافعية وهو مختصر لكتاب " المحرر " للرافعى كذلك.
ثم عليه ب " المجموع شرح المهذب " للإمام النووى أيضاً وهو أصلُ عظيمُ فى المذهب كله.
قال النووى –رحمه الله-: .............
وفي الفقه الحنبلي:
متن " العمدة" لابن قدامة المقدسي، وشرحه " العدة ".
ثمَّ " المقنع " لابن قدامة وشرحه " الروض المربع ".
ثمَّ " الكافي " لابن قدامة أيضًا.
وينتهي بـ " المغني " لابن قدامة، الذي يعد مرجعًا مهم في الفقه المقارن، وأنت ترى أنَّه في آخر الطريق، وللأسف الشديد يبدأ به الكثيرون. أهـ.
ولا تنس في الفقه الحنبلي زاد المستقنع وشرحه الشرح الممتع, للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 09:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أبو غازي ونفع الله بك أحسنت وأجدت وأصبت المبتغى
ـ[رابح]ــــــــ[05 - 10 - 04, 09:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم أبو غازي
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 10:41 م]ـ
- أهم وأوسع كتابٍ ألِّف في بيان المتون المعتمدة في كلِّ الفنون، وليس في الفقه على المذاهب الأربعة فقط = هو كتاب:
الدليل إلى المتون العلمية للشيخ عبدالعزيز بن قاسم، اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6527&highlight=%DE%C7%D3%E3)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 11:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
لكن هناك ملحوظة مهمة وهي ان بعض طلاب العلم وحملته أذا تكلم عن المتون في المذاهب الاربعة تكلم عليها من جهة المتون المعتمدة تدريسا وحفظا، لا من جهة المتون المعتمدة في الفتوى و التقرير، (العمد). و الوصف بالمتون اوسع من معناها الاصطلاحي الخاص فهم يعنون المتون حتى لو كانت شروحا مبسوطة.
وذلك ان بعض المتون تشتهر من جهة انها ما يدرس لطلاب المذهب لسهولته او غير ذلك، لكنها ليست العمدة عند التحرير والفتوى.
فوصف العلماء للناس بالعكوف عليها انما هو وصف خاص اي بالعكوف عليها تدريسا وشرحا.
فمثلا في المذهب الحنبلي تجد أن المتون المشهورة (تدريسا) عند المتأخرين زاد المستقنع، دليل الطالب.
لكن الكتب المعتمدة في الفتوى ليست هي هذه الكتب في كل المدارس الحنبلية في ذلك الوقت المشهورة (الشامية و النجدية* وهي متابعة للمدرسة الشامية، والمدرسة الحنبلية المصرية). وراجع مقدمة الانصاف لتتبين هذا الامر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/12)
عند الشافعية كذلك المتن المعتمد (تدريسا) متن ابن ابي شجاع - الغاية التقريب - لكن في الفتوى لا فالعمدة عند المتأخرين على النهاية والتحفة ثم على حواشيهما.
ولعلي افرد الكلام على المتون المعتمدة في هذه العجالة وأحب ان انبه على خطأ مطبعي في الكلام المنقول وذلك في قول الشيخ: (ثمَّ: المقنع وشرحه الروض المربع). لان الروض هو شرح لزاد المستقنع وليس للمقنع الاصل.
ولعلي ابدء بمذهب الحنفيه باعتباره السابق ثم اختم بمذهب الحنابلة لاني اود التطويل فيه نوعا ما.
وسوف اذكر حتى كتب المذاهب المندثرة كالطبرية والراهوية و بعض الفرق المنحرفة من باب العلم بالشئ كالاباضية والزيدية والامامية.
فنبدأ بالحنفيه وهم السواد الاعظم في عامة المسلمين:
فأول الكتب المعتمدة عندهم كتب شيخ المذهب والاسلام والمسلمين المجتهد المستقل محمد بن الحسن رحمه الله رحمة واسعة فهو من دون المذهب تدوينا جامعا فصنف فيه الكتب المشهورة الجامعين الصغير والكبير والسير الصغير و الكبير والمبسوط والزيادات.
وهذه الكتب تسمى بكتب ظاهر الرواية ثم تأتي كتب النوادر وهي المسائل له مثل الكيسانيات والهارونيات وغيرها ثم النوازل عند الحنفيه وهي من تصنيف من بعدهم حسب الوقائع والفتاوى.
هذه الكتب المذكورة و المشايخ الخمسة في المذهب ابوحنيفه وابو يوسف ومحمد بن الحسن وزفر بن الهذيل والحسن بن زياد، ثم بقية علماء المذهب في تلك الطبقة المتقدمة كحماد ابن ابي حنيفه وغيرهم.
هؤلاء المشايخ هم من قام بتشكيل المذهب الحنفي وجعله مذهب ذا اصول منضبطة وقواعد معتبرة فليس بصحيح ما يظن البعض ان المذهب هو ابو حنيفة او المذهب هو الشافعي او مالك او أحمد لا.
المذهب بناء فكري شامخ يتعاقب على بناءه فحول أهل العلم وهذا البناء يبنى أصله عبر كوكبة من أهل العلم فتجد ان محمد بن الحسن تأثيره واضح في بناء اصول المذهب الحنفى حتى ان كثير من الاصول الفقهيه لهم بنيت على فتاواه وقيل ان ابا يوسف يخالف شيخه (ابا حنيفه) في ثلث المذهب!
ثم يتعاقب بعدهم علماء اجلاء كل في تخصصه في الحديث كالطحاوي والزيلعي وغيرهم وفي الاصول كالبزدوي والدبوسي وغيرهم وفي اللغة ... الخ الفنون يتعاقب هؤلاء في بناء المذهب، قيخرج لك نظاما فريدا يوسم بالمذهب مكتمل الاركان قوي البنيان.
وعليه يتبين لك انه لايستطاع بل ولايجوز لاحد ان يقول انا انتحل مذهب اسحاق، او الاوزاعي ولو وقف على كل كلامهما؟
لان المذهب ليس هو اسحاق فقط أو الاوزاعي؟ ومن هنا يعلم ان القول بعدم جواز التفقه على غير المذاهب الاربعة هو المتعين ((التفقه أي التعلم)) - وليس الفتوى والاخذ بالقول - فتنبه، وهذا موضع يحتاج الى تطويل وبسط فلعله يكون في غير هذا الموضع. فأن هذا الموضع محتاج الى تحرير واظهار.
الكتب الستة السابقة جمعها الحاكم الشهيد في كتاب سماه الكافي وأختصر منها ثم جاء السرخسي وشرحه في كتاب اسماه المبسوط وهذا من اعظم كتب الحنفيه بل وكتب الاسلام.
والكتب المعتمدة في الفتوى عند الحنفيه هي كتب المتون وعليه فيتبين لك عدم ظهور قول من عد كتب الشروح من الكتب المعتمدة في المذهب من جهة الفتوى، والا الشروح مبينة و مقررة وخاصة للادلة لكنها اذا تعارضت مع المتون فالمقدم هو المتون.
ومن أشهر هذه الشروح واعلاها رتبة شرح ابن الهمام الموسوم بفتح القدير وشرح ابن عابدين الموسوم برد المحتار على الدر المختار، وهو تتمة لشرح صاحب المتن وقد نسيت ماذا أسمى صاحب المتن شرحه الذي لم يتم الا جزء يسير منه والكتاب ليس عندي الان. لعل الاخوة يذكرونه.
وكتاب بدائع الصنائع للكاشاني ويقال الكاساني لانها نسبة الى (كاشان او كاسان) فهو لطيف جدا وانا له محب لسلاسة اسلوبه وحسن عرضه.
أما المتون وهي المقصودة فالمتون المعتمدة عند الحنفيه كثيرة منها كنز الدقائق للنسفي وعليه شرح مشهور للزيلعي شيخ صاحب نصب الراية وبلديه لانهم ينتسبون الى زيلع بلاد بالحبشة.
ثم متن المختار للموصلي وقد شرحه مصنفه و وسم شرحه بالتعليل، و الاخ محمد بن رشيد الحنفي له عناية هذه الايام به.
ومنها مختصر القدوري، وكتاب الوقاية لصدر الشريعة صاحب التنقيح في الاصول- الكتاب المشهور -. هذه هي ابرز الكتب المعتمدة في الفتوى عند الحنفيه.
و يتبع بأذن الله في بيان المتون عند المالكية.
_____________________________________________
* كانت مدرسة نجد الحنبلية هي المستحوذة على الحجاز وكان مقام الحنابلة في مكة أكثر من يتصدره النجديون وهذا اغضب الشريف حاكم مكة فأمر من يدرس المذهب الحنبلي من ابناء مكة فدرسه الشيخ الخوقير الحنفي فلما برز فيه تولى منصب افتاء الحنابلة في مكة لكنه (وهذه صفة كل أحمدي متبع) بادر بانكار البدع والمحدثات والشركيات في مكة فغضب منه الشريف و صبره مدة طويلة وعزله.
وفي مكة عائلة تشتهر بهذه النسبة ولعلهم من نسائله.ولم يتيسر لي لقاء احد منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/13)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[06 - 10 - 04, 12:38 ص]ـ
عند الشافعية كذلك المتن المعتمد (تدريسا) متن ابن ابي شجاع - الغاية التقريب
- جزاكم الله خيراً ... وهذه ملاحظة بسيطة: الصواب: أبي شجاع، لا ابن أبي شجاع.
____________________________
ولعلي افرد الكلام على المتون المعتمدة في هذه العجالة وأحب ان انبه على خطأ مطبعي في الكلام المنقول وذلك في قول الشيخ: (ثمَّ: المقنع وشرحه الروض المربع). لان الروض هو شرح لزاد المستقنع وليس للمقنع الاصل
- وللمقنع شرحٌ بديعٌ، وهو المبدع، لبرهان الدين ابن مفلح.
وشرحٌ آخر، وهو الشرح الكبير لابن أبي عمر المقدسي، وهو مستلٌّ من كتاب أبي محمد المقدسي (المغني).
وعليه تصحيح، وهو الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي.
____________________________
وكتاب بدائع الصنائع للكاشاني ويقال الكاساني لانها نسبة الى (كاشان او كاسان) فهو لطيف جدا وانا له محب لسلاسة اسلوبه وحسن عرضه.
- لعلَّي أوافقكم في سلاسة أسلوبه وترتيبه وحسن إيراده لأدلة المذهب ومناقشة المخالفين.
وههنا ملاحظة بسيطة: وهي أنَّ كتاب الكاساني شرحٌ وليس بمتن.
____________________________
ولعلهم من نسائله.ولم يتيسر لي لقاء احد منهم
- هو كذلك ..
فبعض الموجودين في مكة الآن من آل خوقير من نسل الشيخ أبي بكر رحمه الله، ولكن .. خلف من بعده خلفٌ ... !
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 10 - 04, 01:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب ابو عمر السمرقندي المكي.
أما فيما يتعلق بكتب الحنابلة فسوف نطيل الكلام على هذه المتون بأذن الله.
أما فيما يتعلق بقولكم: (وههنا ملاحظة بسيطة: وهي أنَّ كتاب الكاساني شرحٌ وليس بمتن).
فقد قدمت قولي: (و الوصف بالمتون اوسع من معناها الاصطلاحي الخاص فهم يعنون المتون حتى لو كانت شروحا مبسوطة).
وهذا ثبوت بالتبع ولذلك فتجدني قد ذكرت المبسوط للسرخسي وفتح القدير ورد المحتار وسوف اذكر المغنى و المجموع وغيرها.
أما في قولي ابن ابي شجاع فهو خطأ وجزاكم الله خيرا على تنبيهي عليه.
ولو لم يكن في هذا الموضوع الا تعقيبكم ومشاركتكم لكانت كافية فمدارسة العلم مع امثالكم مما تقر به العين ويفرح به القلب، فقد جمع الله لكم الحسنين الحلم و العلم.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[06 - 10 - 04, 02:32 ص]ـ
فضيلة الشيخ المتمسك بالحق حفظه الله، لعلك تسمح لأخيك بهذا المداخلة،،
الأصح في الكيسانيات أن يقال لها الكيانيات لأنه ألفها لرجل اسمه كيان.
وأما كتاب ابن عابدين فإليك بداية أصوله وكيف تفرعت الحواشي والتكملات، فهو كما قلت من أعلى شروح المذهب رتبة:
1 - تنوير الأبصار وجامع البحار: تأليف الشيخ محمد بن عبد الله بن تمرتاش الغزّي وهو في مسائل فروع المذهب الحنفي استخلصها من متون المذهب، وشرحها في كتاب سماه منح الغفار.
2 - ثم جاء بعده شُرَّاحٌ كثر شرحوا تنوير الأبصار، منهم الحصكفي شرحه في " الدر المختار شرح تنوير الأبصار " الذي وصفه ابن عابدين في مقدمة رد المحتار بأنه طارت شهرته في الآفاق، شرحَه الحصكفي شرحاً مطولاً في عشرة أسفار، كتب منه سفراً واحداً، ولعلك هو الذي تقصده بقولك (وهو تتمة لشرح صاحب المتن وقد نسيت ماذا أسمى صاحب المتن شرحه الذي لم يتم الا جزء يسير منه). لكني قرأت في المقدمة أن هذا الجزء اسمه أيضاً خزائن الأسرار وبدائع الأفكار!!.
3 - ثم جاء محمد أمين (ابن عابدين) فوضع حاشيته عليه " رد المحتار على الدر المختار ".
4 - ثم جاء ابن (ابن عابدين) واسمه علاء الدين محمد فأكمل حاشية ابيه وسماها (قرة عيون الأخبار لتكملة رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار).
وكتب الأحناف كثيرة الحواشي تحتاج إلى بسط طويل حتى يُفهم ترتيبها وتقسيمها، وما أوجزت فيه فائدة عظيمة، وهو ترتيبُ حاذق.
أعتذر عن قطع موضوعك فواصل بارك الله فيك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 12 - 04, 07:28 ص]ـ
شيخنا الفقيه
بارك الله فيك
قال الأستاذ علي الطنطاوي رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/14)
(كنت قبل أن ألي القضاء وبعد أن أنهيت عهد الطلب وأيام الدراسة كنت عاكفا على كتب الأدب والتاريخ ,قلما أنظر في كتاب فقه أو أصول إلا ان احتجت إلى مراجعة مسألة أو تحقيقها ولكني كنت على ذلك أقرأ في اليوم عشرين أو ثلاثين صفحة من مثل كتاب الخراج لأبي يوسف أو كتاب الأم للشافعي أو المبسوط للسرخسي لا لاستيعاب ما فيه ولكن إعجابا بأسلوبه واستئناسا ببلاغة عبارته وسلامة لغته كذلك كانت كتبنا الأولى ثم فسد الأسلوب وغلبت عليه العجمة)
وقال في موضع آخر
(ولقد ظهر في هذه القرون الثلاثة علماء لايحصيهم العد ألفوا مؤلفات لايحيط بها الحصر ولم يكن هولاء جميعا على أغلب الظن من هو أوثق في الفقه وأنفذ فيه فكرا من ابن عابدين الذي كتب الله لمؤلفاته أن تكون أكثر الكتب ذيوعا وأعهما نفعا وأن تكون حاشيته المشهورة عمدة المفتين في المذهب الحنفي من أكثر من مئة سنة لايضارعها في تحقيق مسائلها وفي إقبال الناس عليها كتاب من كتب الفقهاء المتأخرين في المذهب الحنفي على بعض العجمة في أسلوبها وبعده عن الأسلوب العربي النير الذي تجدون مثاله في المبسوط للسرخسي الحنفي أو في كتاب الأم للشافعي ..... )
وقال في موضع آخر
(كانت أكثر الكتب التي يعكفون عليها بعيدة عن البيان بعد الأرض عن السماء معقدة العبارة أعجمية السبك وإن كانت عربية الكلمات فيأتي من يوضح غامض المتن فيدخل جملة من عنده بين كل جملتين منه كما يرقعون اليوم الجلد المحروق من الإنسان بقطعة من جلده السليم فينجح الرتق أو يظهر الفتق وهذا هو (الشرح) ويأتي من يضع لهذا الشرح حواشي وذيولا يطوله فيها فيجمله أو يقبحه ويعطله وهذه هي (الحاشية) ويبدو ضعف الإنشاء في القرون المتأخرة حتى في مثل حاشية ابن عابدين التي هي اليوم عمدة المفتين على المذهب الحنفي ثم يجيء من يعلقعلى هذه الحاشية تعليقات وتسمى (التقريرات) فلا الأسلوب عربي فصيح ولا المنهج قويم العبارة وانظروا (المبسوط) للسرخسي أو (البدائع) للكاساني ثم انظروا الحاشية أو انظروا في مذهب الشافعية (الأم) ثم (مغني المحتاج) إن ما بينهما كالذي بين (أسرار البلاغة) و (شروح التلخيص) في كتب الأولين البلاغة والبيان والأسلوب العربي النير وفي حواشي الآخرين فيها ما تعرفون)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 12 - 04, 07:37 ص]ـ
كنت أود كتابة هذا تحت هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23315&page=2&pp=15
ولكن قدر الله وماشاء فعل(36/15)
رأي ابن باز رحمه في الباب الموجود في كتاب السنة عن أبي حنيفة رحمهما الله
ـ[آل حسين]ــــــــ[16 - 09 - 04, 10:26 م]ـ
السلام عليكم
بعدصلاة العصر وبعد إنتهاء درس رياض الصالحين والشيخ يركب سيارته رحمه الله تعالى سألت الشيخ عن صحة الباب في الطعن في أبي حنيفة رحمه الله تعالى الموجود في كتاب عبدالله إبن الإمام أحمد رحمه الله تعالى
قال لي الشيخ الباب صحيح ولكن ياولدي لا ينبغي للإنسان أن يشغل نفسه بذلك
قاله بكلمات لطيفة تجمع بين علم العالم وصدقه ورحمة الأب المعلم فرحمه الله تعالى
أتمنى من الاخوان كتابة أرآهم حول هذا الموقف
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 01:05 ص]ـ
لفته تربويه من عالم رباني وهكذا هم العلماء
ـ[رابح]ــــــــ[18 - 09 - 04, 01:15 ص]ـ
عالم مربي
ـ[عصمت الله]ــــــــ[18 - 09 - 04, 09:06 ص]ـ
رحم الله تعالى الشيخ ابن باز و جمعنا و إياه في جنات النعيم، ما أعقله من رأي و ما أجمله من خلق و ما أحوجنا نحن إلى مثل هذا الأدب الرفيع
ـ[آل حسين]ــــــــ[20 - 09 - 04, 07:44 م]ـ
السلام عليكم
جزى الله المشاركين خيراً وكان بودي أن المشاركين أكثر فالحقيقة دراسة أقوال الأئمة شيء مهم لكثير من طلاب العلم
طلاب العلم كثير منهم محتاج للأمور التربوية أكثر من حاجتهم للعلمية آلان
كما قال تعالى " كونوا ربانيين " فهذا أمر إلهي على الإختلاف في التفسير
والله أعلم
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 08:40 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن باز
لا تعجبوا اخوتي اذا علمتم ان هناك من اعرفهم في بلدي ممن ينسبون انفسهم للسنه يعتمدون علي ما ورد في هذا الباب في الطعن علي ابي حنيفة و هم فرقة واحدة اجتمعوا علي القول بتبديع ابي حنيفة و عدم جواز الترحم عليه و تجاوز بعض سفهائهم فكفره و قد سمعت تسجيلا بصوته باذني يقول بكفر ابي حنيفة
و الله المستعان
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 11:16 م]ـ
ومع ذلك يبقى الكلام في كتاب السنة مُشكل؟
فهل يصحح الامام - رحمه الله - الروايات التي جائت في هذا الكتاب بتكفير أبي حنيفة!
لكن لايشتغل بها ..
ـ[آل حسين]ــــــــ[21 - 09 - 04, 01:44 م]ـ
السلام عليكم
سؤالي للشيخ عن صحة الباب نفسه فالبعض أنكر هذا الباب من الكتاب وقال ليس فيه هذا الباب أصلاً
أما صحة الروايات ففيها الصحيح والحسن والضعيف
وأتمنى أن نقتصر على الفائدة ولا نفتح النقاش في هذه المسئلة فليس هناك مبرر لها وجزاك الله خيراً أخي
ـ[أبو علي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:21 م]ـ
عن معنى تكفير السَّلف لأبي حنيفة، واستتابتهم له؛ تكلَّم العلاَّمة المعلِّميُّ في كتابة (التَّنكيل)؛ لأنَّ الكوثريَّ قد تكلَّم في عبدالله بن الأمام لهذا السَّبب
ـ[الرايه]ــــــــ[27 - 09 - 04, 12:33 ص]ـ
رسالة الخميِّس (أصول الدين عند أبي حنيفة) هل تكلم فيها عن هذه المسألة؟
من عنده الكتاب فليفدنا مشكورا(36/16)
هل عمل (المؤذون الشرعي) عبادة وقربة؟
ـ[السني]ــــــــ[16 - 09 - 04, 11:10 م]ـ
وماذا عن المال الذي يتقاضاه (المؤذون الشرعي) من غير شرطٍ من أحد العاقدين؟
أرجو المشاركة من الجميع وإفادة أخيكم.
حفظكم الله.
ـ[ابراهيم العلي]ــــــــ[17 - 09 - 04, 12:03 ص]ـ
ان كنت تقصد مجرد التوثيق (كتابة العقد) فهو ليس من العبادات المحضة بل النية تجعله عباده لكن لو مارسة بدون نية فلا يظهر انه آثم
ولذا فيجوز له اخذ المال من احد المتعاقدين اذا اعطاه بطيب نفس وبدون شرط لقوله صلى الله عليه وسلم لعمر وما جاءك من هذا المال وانت غير مشرف ولا سائل فخذ اخرجه مسلم
والحديث هنا على المؤذون في السعودية(36/17)
حول الكتابة بالاسم المستعار
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[17 - 09 - 04, 02:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد:
فقد رأيت بعض من ظنَّ شيئًا لم أكتبه، وتوهم أمرًا لم أتجشمه أصلاً، كتبه غيري باسم مستعار.
فوجب عليَّ البيان لأمرين.
الأول: البراءة من الكتابة تحت أي اسم مستعارٍ مهما كانت الظروف والأحوال؛ لأنها ليست من عادتي ولا من شأني.
ثم هي مخالفة لما أراه في المسألة.
الثاني: وجهة نظري في المسألة وإن لم أكن أهلاً لبحثها ولا لطرحها، خاصة وفي الملتقى من أهل العلم والفضل من هم أقدر على ذلك مني، لكن شجعني على الخوض تركهم لي.
فأقول وبالله التوفيق:
المسألة على شقين:
الأول: الكتابة باسم مستعار، أيًّا كان لون هذا الاسم.
الثاني: قبول المكتوب بالاسم المستعار.
فأما الأول: فالناس فيه على طريقين:
فمنهم من يرى جواز ذلك بشرط أن يكون اسمًا موافقًا أو دالاً على المراد بوجهٍ؛ مثل: ((عبد الله)) أو نحو ذلك؛ لأن الناس كلهم عبيد الله بلا شك.
خاصة وأن بعض الناس لا يستطيع الظهور باسمه الحقيقي في كل أحيانه تحت طغيان الظلم في هذا الزمان.
ولعل مأخذ بعضهم أن هذا من باب المعاريض والتورية عن النفس، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها.
والمعاريض والتورية ليستا من الكذب.
وخالفهم آخرون فقالوا: ثمة فرقٌ بين أمور الحركة والمشورة، وبين الأمور العلمية التي لابد من بيان القائل ومعرفته من كل الوجوه ليثق الناس بكلامه، وينظر أهل العلم في حاله جرحًا وتعديلاً ... إلخ.
أما الشق الثاني من المسألة وهو: قبول المكتوب بالاسم المستعار.
فالأصل فيه الرد؛ لأن الاسم المستعار سواء كان دالاً على المراد، أو كان تورية ... إلخ.
لكن يظل على حاله من فقدان الأهلية لقبوله حتى يُعْلم القائل؛ لأنا قد أمرنا بأخذ الدين عن الثقات المشهود لهم بالدين والعلم.
ولا شك أن صاحب الاسم المستعار مجهول العين والحال من كل وجهٍ، وربما ظهر للقادر على البحث والتمحيص شيئًا من حال صاحب الاسم المستعار؛ لكن ليس بإمكان جميع الناس فهم سياقات الكلام، ودلالات الألفاظ، واستنباط ما وراء السطور.
ولذا يبقى صاحب الاسم المستعار مشكوكًا فيه حتى يتبين أمره؛ وقد عُلِم من سيرة بعض الرواة تكنية الضعيف والمجروح لإخفاء حاله على الناس.
ولذا فالمسألة لا تتعلق بجواز الكتابة بالاسم المستعار من عدمها فقط بل لابد من النظر في جواز الاعتماد على كلام صاحب الاسم المستعار.
ولا يصلح هنا أن نقيد جواز الاعتماد على هذا للخبير العارف الفطن دون غيره من عامة الناس؛ لأن مثل هذه القيود غالبًا ما يتركها الناس، وينفرط العقد.
ولذا كان من القواعد المقرّرَة لدى جماعة من أهل العلم: حرص المفتي على عدم تعليق الحل والحرمة في الفتوى على قيدٍ من شأن العامة تركه وتجاهله؛ لأنهم سرعان ما يتركون هذا القيد، ويأخذون بحكمه الذي أصَّلَه لهم حلًّا أو حرمة.
فمن هنا لم يكن مقبولاً أن نفرق للناس في الاعتماد على كلام صاحب الاسم المستعار بين العامة والخاصة، هذا من حيث الفتوى.
وإن كنت لا أنكر أن ما لا يصلح للعامة قد يصلح على قواعد الخاصة.
وبناءً على هذا التصور: لم أجد ما يدفعني إلى القول بصحة الكتابة بالاسم المستعار.
ولذا: حين قام الأخوة الأفاضل في الملتقى بتجديده وتطويره وتعذر عليَّ الدخول ثانية: حاولت التسجيل باسم آخر مع وضع بريدي الألكتروني الصريح باسمي ففشلت في التسجيل آنذاك، فكلفت أخي وصديقي الطبيب الفاضل هشام عزمي حفظه الله بمراسلة الأخ هيثم حمدان حفظه الله، وكان أخي هشام قد تمكن من الدخول للملتقى قبلي.
وأذكر أني كتبت للأخ هشام في رسالتي يومها نحوًا مما هنا، وطلبت منه إرساله للأخ هيثم بارك الله في الجميع.
لكن تبقى هنا مسألة:
وهي أن أغلب أعضاء الملتقى من أصحاب الأسماء المستعارة، مع العلم أن من بينهم علماء أفاضل، نفع الله بهم جميعًا.
فما الحل؟
ولعل الحل في ذلك يكون عند أخي هيثم حمدان وغيره من أعضاء الملتقى الكرام فلست أهلاً لمثل هذا.
لكن يمكنني هنا المشورة وفقط:
فيمكن أن يكتب الناس لإدارة الملتقى بأسمائهم الشخصية، وتقوم إدارة الملتقى بوضع علامة مميزة بعد اسم كل عضو.
فتكتب لنا مثلاً: ((م)) إشارة إلى أن الرجل معروف، و ((ج)) إشارةً لجهالته.
وعند أعضاء الملتقى أجوبة أخرى أفضل من هذا؛ لفضلهم.
والله يتولانا جميعًا.
وأرجو من إخواني المشورة حول هذه المسألة.
كذا أرجو أن يضع المشرف الكريم رابط هذا الموضوع في مشاركتي التي تحت موضوع أخي النقاد حول استخدام برامج الكمبيوتر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وينظر في ضوابط الكتابة في هذا الملتقى
هذا الرابط الجميل:
http://65.54.186.250/cgi-bin/linkrd?_lang=EN&lah=246186f3601abe7833f1789bf58d9c2a&lat=1095368384&hm___action=http%3a%2f%2fwww%2eahlalhdeeth%2ecom%2 fvb%2fprofile%2ephp%3fdo%3deditpassword
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/18)
ـ[ابراهيم العلي]ــــــــ[17 - 09 - 04, 03:06 م]ـ
عزيزنا صلاح لا اظن ان هناك ما يستدعي هذا التخوف من الاسماء المستعارة خصوصا في هذا المنتدى لأن غالب المطروح مسائل علمية لن يعتمد طالب العلم على المنقول فيها دون التحقق من صحة النقول ان اسند كاتب الموضوع، وان لم يسند فهو رأي يعرض على كلام اهل العلم، واما القصص ونحوها التي ينقلها بعض الاعضاء عن بعض العلماء وطلبة العلم مما يحتاج الى توثيق فهي قليلة والحكم للغالب والنادر لا حكم له،
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[17 - 09 - 04, 03:36 م]ـ
ولعل مما يؤيد ما سبق في مشاركتي السابقة:
حرص أهل العلم وطلبته على الكتابة والفتوى بأسمائهم الحقيقة إلا عند الضرورة والاضطرار.
فالأصل الحقيقة، وأمثلتهم في الملتقى كثير والحمد لله.
لكن ربما ألجأَتْ الضرورة بعض أهل العلم إلى التكنية عن نفسه بما لا يجلب عليه ضررًا في ضرورات الدين الخمس.
ولا يخفى أن الورع ونحوه من الأسباب ليست ضرورةً يُبْنَى الحكم على أساسها.
ثم في بعض الأوصاف والأسماء المستعارة ما يفيد التزكية للنفس ولو لم يقصده واضعه.
فينبغي تأصيل المسألة بعيدًا عن حال الملتقى الكريم أو غيره من الملتقيات.
ولكن ينظر فيها بناءً على قواعد الشريعة وأصول الملة: هل يجوز التكنية عن الشخص لغير ضرورة أم لا؟
ثم هل يجوز له التكنية عن نفسه بما يستفاد منه معنى التزكية؟
ثم هل يصح تلقي العلم عن المكنى عنه؟
ثم ما هو حال المكنى عنه من حيث المعرفة والجهالة؟ وهل لنا أن نجزم بعدالته لمجرد إصابته في مسألة أو مسألتين، وإن لم نكن نعرفه؟
إلى آخر ما ينبغي طرحه هنا والجواب عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[17 - 09 - 04, 03:37 م]ـ
للمشورة(36/19)
إجابة لطيفة في حكم الدش! (للشيخ السدحان)
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 09 - 04, 02:59 م]ـ
سُئل الشيخ /عبدالعزيز السدحان وفقه الله تعالى عن حكم الدش؟
فأجاب:
الدش دشان:
1 - دش في مكان النجاسة ويأتي بالطهارة، فحكمه على حسبه، الاستحباب او الوجوب او الاباحة.
2 - دش في مكان الطهارة ويأتي بالنجاسة، فحكمه التحريم.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[20 - 09 - 04, 10:23 م]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا الحبيب (المسيطير).
ومِن مَليح ما يُذْكَر هنا، بجامع الطرافة:
1 - أن فضيلة الشيخ (صفوت الشوادفي)، رئيس تحرير مجلة التوحيد المصرية الأسبق –رحمه الله تعالى- سُئِل في مجلس عام عَن حُكم النَّظَر إلى التلفاز؛ فقال: يجوز! فتعجب الحاضِرون مِن هذا الجواب، فتابع الشيخ قائلاً: إذا كان مُغلَقًا!!!
2 - ويُحْكَى عن فضيلة الشيخ (عبد الحميد كشك) –رحمه الله تعالى- أنه قال:
للدخان (السجاير) ثلاث فوائد:
الأولى: أن المُدَخِّن لا يجرؤ اللصوص على اقتحام بيته!
الثانية: أن المُدَخِّن يجود بطعامه للآخَرين!
الثالثة: أن المُدَخِّن لا يتعرَّض للشيخوخة!!!
فكيف يكون ذلك؟!
قال الشيخ:
أما الأولى: فلأنه طوال الليل يَكُحُّ (يسعل) بشدة مِن جراء التَّدخين؛ فيسمع اللصوص صوته فيعلمون أنه مُستيقظ؛ فلا يتجرأون على اقتحام البيت!
وأما الثانية: فلأنه المُدَخِّن مِن كثرة التدخين لا تطيب نفسه للطعام؛ فيجود به للمُحتاجين!
وأما الثالثة [وهي أعجبهم]: فلأن المُدَخِّن يموت في شبابه فلا يشيخ!!!
3 - ومِمَّا يُحْكَى عن علامة زمانه فضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) –رحمه الله تعالى- أنه كان في مجلس مع سماحة الشيخ العلامة (عبد العزيز بن باز) –رحمه لله تعالى- فأبي الشيخ (ابن باز) إلا أن يترك إجابة الأسئلة للشيخ (ابن عثيمين)، ولما جاء السؤال الأخير اتفق أن كان الشيخ (ابن عثيمين) يُخالف الشيخ (ابن باز) في هذه المسألة! فقال الشيخ (ابن عثيمين): وخير ما نختم به المجلس جواب الشيخ (ابن باز) عن هذا السؤال الأخير، وترك الجواب للشيخ!
فلله درهم مِن قوم، كانوا نجومًا لأهل الأرض، عليهم شآبيب الرحمة.
4 - ومِمَّا تَطيب المجالس بذكره مِن عجائب حكايات السابقين، ما روي عَن (حاتم الأصم) –رحمه الله- أن امرأة سألته سؤالاً، فاتفق أن خَرَج مِنها صوتٌ وهي تسأل؛ فقال لها (حاتم) –حتى لا يُعَرِّضها للإحراج-: ارفعي صوتَكِ! مُوهِمًا إياها أنه لم يسمع فتواها، فضلاً عَن الصوت الذي خَرَج مِنها! فمن هُنا لُقِّبَ بـ "الأصم"؛ وليس به صَممُ! فلله دَرُّ هؤلاء الرِّجال، فانظر –رحمك الله- كيف لَصَقَت به هذه النقيصة –حتى موته- لِسُمُوِّ أخلاقه ونبلها.
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 11:10 م]ـ
وهذه فتوى للشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد كانت الأطباق الفضائية (الدشوش) في أول وقت ظهورها سلاحاً يحتكره المفسدون ليبثوا سمومهم ويروّجوا أفكارهم ويفسدوا على الناس دينهم، وكان اقتناؤه في البيوت في تلك الفترة يُعد تفريطاً في رعاية الأمانة، إن لم يكن صورةً صارخة للخيانة! وأي خيانة أعظم من خيانة أمانة الله في الأهل والولد.
ومرَّت السنون، ووجد الأخيار أن محاربة تلك القنوات الهابطة المفلسة لن تُجدي جدواها المنشودة إلا بمنافسة ما فيها من الخبيث المفسد بالطيب المفيد.
وأيقن الأخيار أيضاً أن الانخذال عن تقديم البديل الهادف إنما هو هزيمة واضحة في ميدان مدافعة الباطل بالحق ومجابهة الشر بالخير. كما أدركوا أن تحذير الناس من اقتناء الأطباق الفضائية لن يجدي وحده في رد الناس عن مشاهدة تلك القنوات الساقطة.
فكان لابدّ أن يُطوّعوا هذه التقنية ويوظفوها في الإصلاح والتربية على الفضائل والأخذ بأيدي الناس وملء فراغهم بكل ما ينفعهم في معاشهم أو معادهم.
وقناة المجد شامة بين تلك القنوات، وظهر لنا من برامجها أنها قناة لا تقصد الربح على حساب المبادئ والأخلاق، ولا تستدر الأموال من خلال إثارة الغرائز. ولكنها قناة ذات رسالة سامية ومقاصد جليلة. فكانت جديرة بالاقتناء.
فلا حرج إذن أن تقتنوا الدش، ولكن بشرط أن تحجبوا كل القنوات الفاسدة، والتي يصعب إحكام الرقابة على ما فيها من المخالفات بسبب كثرتها ودخولها في أكثر برامجها، وربما تفجؤك في غير مظانها، فالسلامة أن تحجب القناة التي هي على هذه الشاكلة كلّها.
ولتبقى المشاهدة متاحة للقنوات النافعة التي تخلو أو تكاد تخلو من المنكرات، كقناة المجد، وبعض القنوات الإخبارية المعروفة التي تتيسر مراقبة برامجها.
إن الزمان قد تغير، وما يصلح في العصر الماضي قد لا يصلح في هذا العصر، ولا بد من الأخذ في كل عصرٍ بأدواته وتطويعها للصالح المفيد، الذي يجمع بين التسلية والإفادة.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=18765
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/20)
ـ[أبو علي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 01:48 ص]ـ
يكفينا كلام العلماءِ الأكابر، قال ابن عبَّاسٍ: (البركة عند اكابركم) رواه الطَّبرانيُّ في الكبير و له حكم الرَّفعِ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:41 ص]ـ
اخي الكريم/
النقل المشار اليه اعلاه فيه بيان لطافة الإجابة، ولم يُتعرض الى الحكم نفسه، اذ الفتوى فيه معروفة.
وليتك تبين لنا صحة الأثر رفعا أو وقفا؟.
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:18 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فلست أدري كيف يخفى مثل هذا الحديث على أمثالكم وقد عدّه أهل العلم – كالسيوطي في ((تدريب الراوي)) (2/ 624) – مما اشتهر عند العامة!
والحديث أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) (2/ 319 / 559 – إحسان)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (9/ 16 / 8991)، وأبونعيم في ((حلية الأولياء)) (8/ 171 – 172)، والحاكم في ((المستدرك)) (1/ 62)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (1/ 57 / 36 و 37).
من طرق عن ابن المبارك، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم – قال: " البركة مع أكابركم ".
قال ابن حبان: " لم يحدث ابن المبارك هذا الحديث بخراسان، إنما حدث به بدرب الروم، فسمع منه أهل الشام، وليس هذا الحديث في كتب ابن المبارك مرفوعاً ".
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط البخاري "، ووافقه الذهبي!
وصححه ابن دقيق العيد في ((الاقتراح))، كما في ((فيض القدير)) (3/ 220)!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:20 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك أخي المسيطر
أخي محمد بن يوسف جزاك الله خيرا على لطافة مشاركتك
وقد ذكرتني بموقفين:
الأول:
لشيخنا الدكتور عبدالله بن عبدالحميد بن منصور - حفظه الله - مدرس الحديث - (ولعله الآن يعمل أستاذا مساعدا) - بكلية أصول الدين
فقد كانت له إجابات كثيرة لطيفة
منها أنه سئل عن حكم تنظيم الأسرة
فقال: واجب!
فلما رآنا متعجبين قال للسائل:
يجب على الأسرة أن تكون منظمة، فالرجل يخرج للعمل والسعي في الرزق، والمرأة تجلس في البيت لتراعي زوجها وأولادها
والأولاد يذهبون إلى المدارس ويركزون في الدروس ... الخ
الثاني:
لشيخ أشياخنا محمد عمرو بن عبد اللطيف
وهو أكثر من رأيت تلطفا وتندرا وتبسطا مع العامة وطلبة العلم، حتى لا يكاد يجمعني به مجلس إلا وكان فيه شيء من هذا
وأذكر في أول زيارة لي إلى بيت الشيخ من فترة طويلة أنه قدم لي تمرا، فلما رآني لا آكل منه لانشغالي بالكلام معه
وفحص مكتبته العامرة
قال لي: كل. أم أن أكلي حرام؟
فقلت: لا يا شيخ بل هو حلال إن شاء الله
فقال الشيخ: خطأ. الجواب الصحيح أن أكلي حرام!
فتعجبت كثيرا، ومكثت فترة لا أفهم مراد الشيخ
ثم تبين لي أنه يعني بـ " أكله ": أن آكله هو، أي: آكل الشيخ!!
ولحم الآدمي حرام أكله!
والمعذرة إن كنا خرجنا عن مراد صاحب الموضوع.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:28 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
مهلا أبا المنهال، فلم يخفى الحديث على أحد هنا
إنما سأل المسيطر عن صحة الحديث فقط وليس في كلامك ما يبين ذلك
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[26 - 09 - 04, 12:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ومن لطائف الأجوبة:
9) سئل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله عن زوج رضع من زوجته فهل تحرم عليه؟ فأجاب: إن كان هذا الزوج لا يزال في الحولين فتحرم عليه، وإن كان قد جاوز الحولين فلا تحرم!
10) سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن حكم التأمين على السيارة فأجاب: إن كان التأمين على السيارة بأن يقف عليها ويقول " آمين " فهذا جائز!
ملاحظة واقتراح:
عددت الأجوبة اللطيفة في المشاركات السابقة فوجدتها ثمانية، فواصلت التسلسل في مشاركتي ورقمت الإجابتين بـ 9،و 10، وأقترح على إخواني الكرام متابعة التسلسل، وعدم الخروج بالمشاركات قدر الإمكان عن شرط الموضوع، وتعديل العنوان إن أمكن إلى لطائف الأجوبة ليكون في النهاية ملفا مكملا لموضوع لطائف الأسئلة.
وجزى الله أخانا الكريم الشيخ المسيطر خير الجزاء على افتتاحه هذا الموضوع اللطيف.
ـ[أبو علي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:06 م]ـ
لا تتعجَّل يا مسيطير! ما هذا حسْنُ ظَنٍ!
قصدت بكلامي الرَّدَّ على فتوى (الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) القائل فيها (فلا حرج إذن أن تقتنوا الدش، ولكن بشرط أن تحجبوا كل القنوات الفاسدة، والتي يصعب إحكام الرقابة على ما فيها من المخالفات بسبب كثرتها ودخولها في أكثر برامجها، وربما تفجؤك في غير مظانها، فالسلامة أن تحجب القناة التي هي على هذه الشاكلة كلّها.
ولتبقى المشاهدة متاحة للقنوات النافعة التي تخلو أو تكاد تخلو من المنكرات، كقناة المجد، وبعض القنوات الإخبارية المعروفة التي تتيسر مراقبة برامجها.)
فأمر الدُّشِّ أشهر من بيان الحكم فيه، أو القول بتغيَّر الزَّمان، أو وضع ((((قنوات إخباريَّةٍ))))
لم أقصد الرَّدَّ على حبيبنا الشَّيخ عبدالعزيز السَّدحان!!!
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/21)
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 09 - 04, 07:41 م]ـ
أخي الفاضل/ اباعلي جزاك الله خيرا.
ـ[حسون الحسون]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:09 م]ـ
الشيخ المسيطير توقيعك أخافني حقيقة
اللهم حلمك ولطفك بنا
ـ[حسون الحسون]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:17 م]ـ
أبو علي
مصداقا لكلامك أيهذا الفاضل
أن فك شفرات الدش يعرفه (البزران) قبل الكبار إن ذكرانا او إناثا
فلا يغترن أحد بفتوى مفتٍ عن الحجب ونحوه
بل الأولى حسم المادة من أصلها
ومن أردا المجد لوحدها فانها تُباع بدون قنواتٍ تِباع
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[26 - 09 - 04, 09:44 م]ـ
أرى أن تجمع لطائف الفتوى في موضوع خاص وتضاف عليها إضافات , فما رأي المشائخ؟؟
وهذه لطيفة في الفتوى: سؤال العلامة ابن عثيمين عن القبعة بقسميها ذات المظلة والتي لا مظلة فيها؟؟
الجواب: أما القبعة التي ليس فيها - رفرف - (كلمة عامية) فليس فيها شي , أما ذات - الرفرف - ففيها شي , وهو: أنه من ناحية الطب أن الأشعة الشمسية إذا لم تصل إلى العين فإن هذا يضرها ....... الخ كلامه من مقطع فيديو شاهدته بنفسي.
ـ[الايوبي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 10:34 م]ـ
سئل الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله عن قناة المجد و مشاهدتها فقال:
أما المبتلى بالدش فهي أفضل الموجود مع أني لم أشاهدها .. و أما المعافى فالعافية لا يعدلها شئ.
ـ[أبو علي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 08:04 ص]ـ
كتبت ملاحظاتي البارحة على هذه القناة؛ ولكن انتهى اشتراكي، ولم أتمكَّن من وضعها.
ولعلَّ الأفضلَ إلاَّ أكتب، والحمد لله
ـ[أحمد الفاضل]ــــــــ[07 - 03 - 05, 10:14 ص]ـ
مما ابتلي به الصالحون هو إدخالهم للدش بحجة القنوات الإخبارية.
والرد على ذلك من وجوه:
فإن كان مرادك الأخبار السياسية وأحوال الجهاد والمجاهدين .. فإن تلك القنوات لا يمكن أن تقدم الحق الحقيق بالتصديق عن حال أخوة الجهاد في بلاد الرافدين، وفي افغانستان .. بل تأتي بالأكاذيب كقناة العربية الفاسدة، أو تخفي الكثير الكثير قناة الجزيرة!!
وقناة الجزيرة هي أصل البلاء، وهي أساس إدخال الصالحين لهذه القنوات في بيوتهم .. لما فيها من برامج حوارية، فالقول فيها أن هذه البرامج الحوارية إنما هي إضاعة للأوقات، فالصراخ عالي، والعلم فيها معدوم.
والأخبار يمكن تحصيلها بعدة طرق.
موقع مفكرة الإسلام، وخاصة لمن معه جوال كيوتك أو آيمت فإنه يمكنه الدخول لموقع مفكرة الإسلام متى ما أراد ويرى فيها كافة الأخبار.
وأيضاً قناة الجزيرة (فتنة الصالحين) لديها خدمة أسمها (الجزيرة موبايل) وهي خدمة مدفوعة الثمن تقوم بإرسالة الأخبار على الجوال، ويمكنك اختيار أخبار معينة كـ (الأخبار العاجلة - الأخبار السياسية - الأخبار الرياضية - الأخبار الاقتصادية) لكن حذاري من الأخبار الرياضية *ابتسامة*
ثم من أجاز متابعة تلك القنوات فأقول له أن هذه القنوات لا تخلو من المنكرات .. وهي موسيقى محرمة، ونساء متبرجة مظهره لمفاتن جسدها، ثم فيها من التزييف، واستضافة الضلال الذين يفسدون دين الناس بشكل لا يمكن رده والجواب عليه.
أسأل الله أن يريحنا من مثل هذه القنوات.
ـ[احمدمحمد]ــــــــ[07 - 03 - 05, 04:14 م]ـ
ومن الاجوبة اللطيفة التي سمعتها عن سؤال يقول فيه صاحبه انه متزوج ويريد الزواج بالثانية بنية اعفاف فتاة فقال له الشيخ اعط المال لشاب فقير يتزوجها وتأخذ اجر الاثنين
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 12 - 05, 12:16 ص]ـ
ومما نُقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى هذه المواقف:
قابله أحدهم في المستشفى، فسأله: ماذا تفعل هنا يا فضيلة الشيخ؟.
قال الشيخ: أحلل السكر.
فقال السائل: كلنا نعرف أن السكر حلال، ابحث لنا عن شيء آخر وحلله لنا.
وسأله أحدهم: ما يفعل الشخص بعد أن ينتهي من الدعاء؟.
فرد الشيخ: ينزل يديه ... !!.
وسأله آخر: إذا كان الشخص يستمع إلى شريط مسجل ووردت آية فيها سجدة، هل يسجد؟.
فقال الشيخ: نعم، إذا سجد المسجل .. !!.
وكان الشيخ يلقي درساً في باب النكاح عن عيوب النساء، فسأله أحدهم: لو تزوجت ووجدت أن زوجتي ليس لها أسنان، هل يبيح لي هذا العيب فسخ النكاح؟؟.
فقال الشيخ: هذه امرأة جيدة، لإنها لا يمكن أن تعضك .. !!
لقاء مع أم عبدالله زوجة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله (مشاركة 13):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67473
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[12 - 12 - 05, 06:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[15 - 12 - 05, 05:11 م]ـ
هل ذكرتم شيخي الفاضل عبد العزيز السدحان .. ؟؟
أمّا أنا فلا أزال أدعو له، كيف لا وقد كان هو مَن أخذ بي إلى طريق العلم يوم أن تشرّفت بالتتلمذ عليه في الثانويّة وكانت لنا أيّامٌ سَقاها الله من أيّام .. !!
للهِ أبوهُ هذا الرجل!!
لا أبالِغُ إن قلتُ: هو (أخلاقٌ حسَنَةٌ تمشي على الأرض) ..
قد يقول أحدٌ: كان هذا أوّلَ الطَلَبِ و (صادف قلباً خالياً فتمكَّنا)!!
وأقول: بل هو هو منذ أن عرفته .. وما صادف قلباً خالياً ...
والكلام عن شيخي يطول ... وربّما جاء في موضوع مفرد ..
وكان له إجاباتٌ من هذا القبيلِ تحمل شيئاً من الطرافة والدعابة ...
أقترح على الإخوة جمع ما ذكر ـ من الإجابات الطريفة ـ تحت عنوانٍ خاصّ ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/22)
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 08 - 06, 11:18 م]ـ
والكلام عن شيخي يطول ... وربّما جاء في موضوع مفرد ..
وكان له إجاباتٌ من هذا القبيلِ تحمل شيئاً من الطرافة والدعابة ...
أقترح على الإخوة جمع ما ذكر ـ من الإجابات الطريفة ـ تحت عنوانٍ خاصّ ...
جزاك الله خيرا.
نحن بانتظارك.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 05:47 م]ـ
سُئل الشيخ /عبدالعزيز السدحان وفقه الله تعالى عن حكم الدش؟
فأجاب:
الدش دشان:
1 - دش في مكان النجاسة ويأتي بالطهارة، فحكمه على حسبه، الاستحباب او الوجوب او الاباحة.
2 - دش في مكان الطهارة ويأتي بالنجاسة، فحكمه التحريم.
جزاه الله خيراً
وأسأل الله أن يزيده حكمة وعلماً ..
ـ[علاء الدين بن محمد مرعي الحسني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:34 ص]ـ
جميل بارك الله في أهل الحق
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:39 ص]ـ
بوركتم
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 02 - 07, 12:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
من المناسب نقل الموضوع إلى المنتدى الشرعي العام.
ـ[أبو زيد الشمري]ــــــــ[01 - 02 - 07, 02:38 ص]ـ
من المواقف الطريفة أيضاً للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله تعالى أنه كان يشرح منسك شيخ الإسلام قبيل الحج وكان يتكلم عن مايجوز قتله في الحرم فتحدث الشيخ عن الغربان وذكر الصحيح فيها فسأله أحد كبار طلابه عن حكم الغراب الأبقع فسكت الشيخ قليلاً ثم ذكر رأيه في المسأله ثم قال: بعدين انت رايح تحج ولا رايح تصيّد غربان .. !!! فضحك الجميع.
وفي موقف آخر لفضيلته أن سأله سائل عن كيفية غض البصر (يقصد الأسباب المعينة عليه) فقال الشيخ بطريقته: غمّض عيونك .. !!
ـ[فهد الأطرم]ــــــــ[01 - 02 - 07, 07:04 م]ـ
جزاكم الله خير على هذه الفوائد .....
ـ[ريم البراهيم]ــــــــ[04 - 02 - 07, 09:11 ص]ـ
الأخ ابوعبدالله الروقي
هل الشيخ السدحان يخطب الجمة الى الآن
ـ[ريم البراهيم]ــــــــ[04 - 02 - 07, 09:14 ص]ـ
اما وقد تحدثت عن الشيخ السدحان ففي رأيي الشخصي انه فاق الكثير من أقرانه ليس بمزيد علمه وانما بحسن خلقه وعظيم تواضعه فلله دره
ـ[حاتم حمزة]ــــــــ[04 - 02 - 07, 04:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم.
و أضم صوتي لصوت من قال بفتح موضوع خاص لهذه الطرف النادرة الرائعة.
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[12 - 02 - 07, 10:52 م]ـ
السلام علكم و رحمة الله
سئل أحد مشايخنا في الجزائر عن الاحتفال بالمولد فأجاب بالجواز فتعجب الحضور ثم قال و إنما يكون ذلك بصيام يوم الاثنين ثم ذكر حديث مسلم:
{أن رسول الله صلى الله عليه و سلم َسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ}
ـ[مؤمنة إن شاء الله]ــــــــ[12 - 02 - 07, 11:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لقد أعجبتني كثيرا ردود بعض إخواننا وفتوى مشايخنا على أنه لايمكننا أن نقول ندخل الدش المنزل ونحجب ماهو ضار ونترك ماهو نافع .. فكيف يكون ذلك والشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم.؟. فنسأل الله العافية ...
أما عن من قال بأن قناة المجد تباع وحدها فأنا اتفق في أنها قناة فيها من الخير الكثير .. ولكن،،،،،
نحن نعرف كما أمر الله الرجال بغض البصر جاء ايضا الأمر للنساء بغض البصر فكيف إذا النساء في المنزل هل ستستطيع أن تغض بصرها عن الرجال والمشايخ المتواجدون في القناة؟؟؟ وإذا حاولت فلابد وان تقع عينيها عليهم ... فالأفضل أن نقرأ في الكتب ونسمع الشرائط فوالله هذا ما اهتدينا عليه ولنترك كل طريق قديفتح علينا ابواب الشر .. ثبتنا الله وإياكم على الحق حتى نلقاه"""""
{اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك}
------------
إذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى تقلب عريانا وإن كان كاسيا
وخير لباس المرء طاعة ربه ولاخير فيمن كان لله عاصيا
ـ[أبو الأشبال البريطاني]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:11 ص]ـ
وما هو الفرق بين الدش و النت مجرد سؤال وليس اعتراضا على أحد والله
هل للنت حكم الدش وكما هو معلوم الفساد على النت أكثر
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[محمد الأمين الجزائري]ــــــــ[11 - 08 - 07, 05:39 م]ـ
وما هو الفرق بين الدش و النت مجرد سؤال وليس اعتراضا على أحد والله
هل للنت حكم الدش وكما هو معلوم الفساد على النت أكثر
وجزاكم الله خير الجزاء
الواقع أنه يوجد فروق و ليس فرق
ـ[محمد السلفي المكي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 04:40 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه اللطائف
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 05 - 08, 05:51 م]ـ
الإخوة الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه.
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[29 - 05 - 08, 06:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومن اللطائف أيضاً أن اتّصلت إحدى النّساء على شيخ من الشّيوخ في قناة الرّحمة في برنامج له، فقالت: يا شيخ .. زوجي كتب كتابه امبارح .. قال لها: وإيه يعني؟ نقول مبروك؟؟!! فغضبت المرأة وقالت: إيه يا شيخ!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/23)
ـ[أبو ياسر الغامدي]ــــــــ[29 - 05 - 08, 09:08 م]ـ
قد كنت حاضراً لدرس الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في الحرم المكي فحين أتى دور الأسئلة سأله أحدهم ما حكم التأمين (يقصد التأمين على السيارات)؟ فأجاب الشيخ رحمه الله قائلا:التأمين سنة مؤكدة فلما أراد أن ينتقل إلى السؤال الذي يليه استدرك أحد الطلاب فأوضح للشيخ قائلا:يقصد ياشيخ لو أن عنده عشر سيارات وأراد أن يؤمن عليها تأمينا تجاريا؟ فرد الشيخ ولماذا يقتني عشر كثير عشر سيارات ..................
ـ[أبو ياسر الغامدي]ــــــــ[29 - 05 - 08, 09:17 م]ـ
كنت في مجلس العلامة ابن عثيمين رحمه الله في بيته في لقاءه المفتوح صباح الخميس فلما فسر الشيخ رحمه الله بعض الآيات أتى دور الأسئلة وكان بجانب الشيخ رجل كبير السن فأخرج ورقة صفراء فقال ياشيخ ماتفسير هذه الآيات ثم قرأ (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ........ ) إلى آخر الآيات ومعلوم أن تفسير آيات المواريث تأخذ دروسا فقال الشيخ ولم تفسير هذه الآيات بالذات فأجاب هذا الأخ لأني لا أعرف تفسيرها!!! فقال الشيخ وهل تعرف تفسير القرآن كله إلا هذه الآيات أنا الآن أريد أن أسألك سوالاً أين كوعك وأين بوعك وأين كرسوعك فضحك الحضور
رحمه الله رحمة واسعه
ـ[أبو الريان]ــــــــ[30 - 05 - 08, 03:48 ص]ـ
جزا الله خيرا أخانا المسيطير ..
وهذا موقف للشيخ د. محمد بن عبد الله الخضير (أخ الشيخ عبد الكريم)
في درس في المصطلح، فكان الكلام عن المشهور على ألسنة الناس، فسأله أحد الطلاب:
يا شيخ وحديث ((النظافة من الإيمان)).
قال الشيخ: ((اسأل عنه البلدية!!))
*البلدية-لمن لا يعرفها-:جهاز حكومي في السعودية من جملة مهامه جمع الزبائل.
ملاحظة:
تمنيت أن أرقم لكن صعب علي، لكثرة المشاركات.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 08 - 08, 12:23 ص]ـ
الإخوة الأكارم /
أسعدكم الله بطاعته ... على ما أتحفتمونا به من مواقف.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[05 - 08 - 08, 01:04 ص]ـ
بارك الله في الشيخ والإخوة
ومن اللطائف أن أحد مشايخ صحراء الجزائر كان يحارب بدعة "القصعة" التي توضع في أعلى المنازل وعلى الأبواب وفي السطوح لطرد العين كما كانوا يعتقدون، والحمد لله قضى عليها بعد جهد جهيد وعقود متتالية من الزمن، فلم يلبث أن جاءه أحد العوام قائلا: يا شيخ لو رأيت الناس!! استبدلوا قصعة "العين" بقصعة أخرى (يعني الدش) ...
ـ[ابو يعلى الزواوي]ــــــــ[05 - 08 - 08, 02:46 م]ـ
و من لطائف الشيخ العلامة احمد حماني الجزائري (على كثرتها) رحمه الله انه سئل عن حكم ذبج الديك بالمنشار فاجاب ان ذلك يجوز لكن ان كان الديك من خشب.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 12 - 08, 07:40 م]ـ
الإخوة الأكارم /
أسعدكم الله بطاعته ... على ما أتحفتمونا به من مواقف.
ـ[ساعي]ــــــــ[09 - 12 - 08, 08:38 م]ـ
تشدني مواضيعك وأستمتع بها
زادك الله من فضله أخ المسيطير
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[24 - 02 - 10, 12:16 ص]ـ
دومما نُقل عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى هذه المواقف:
قابله أحدهم في المستشفى، فسأله: ماذا تفعل هنا يا فضيلة الشيخ؟.
قال الشيخ: أحلل السكر.
فقال السائل: كلنا نعرف أن السكر حلال، ابحث لنا عن شيء آخر وحلله لنا.
أضحك الله سنكم
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 12:44 ص]ـ
سئل الشيخ العبود المدرس بالمسجد النبوي الشريف بعد درسه في التفسير عن رجل يأكل وهو يقرأ القرآن فقال:
هذا مثل الجراده! فضحك الحضور ثم عقب الشيخ قائلا ياأخي نحن لا نقول عن الأكل أنه حرام إلا في الصلاة لكن من المفسدات إدخال الطعام على الطعام، وعلى المسلم أن يراعي حال قراءته للقران التدبر واحتساب الثواب الكثير.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 06:23 ص]ـ
جزاكم الله خير جميعاً ونفع الله بكم ...
فوائد رائعة يطرحها الأحبه هنا مفيدة جداً ..
بورك في أخي المسيطير ..(36/24)
فائدة:أول مقال في هذا الملتقى المبارك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 09 - 04, 05:52 م]ـ
اطلعت على الرابط الذي وضعه الشيخ المبارك / عبدالرحمن الفقيه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/f-26-p-1.html ، فوجدت أن أول مقال كُتب في هذا الملتقى هو ماخطته يد الأخ / خليل بن محمد وإليك المشاركة (بعد تكبيرها):
Version : نقولات عن بعض الأئمة حول ما يسمى بـ ((القرائن))
--------------------------------------------------------------------------------
خليل بن محمد06/ 03/2002, 07:44 PM
هذه بعض النقولات عن بعض الأئمة حول ما يسمى بـ ((القرائن)).
((سير أعلام النبلاء)) (7/ 464)
[اشترك الحمادان في الرواية عن كثير من المشايخ وروى عنهما جميعاً جماعة من المحدثين فربما روى الرجل منهم عن حماد لم ينسبه فلا يعرف أي الحمادين هو إلا بقرينة فإن عري السند من القرائن وذلك قليل لم نقطع بأنه ابن زيد ولا أنه ابن سلمة بل نتردد أو نقدره ابن سلمة ونقول هذا الحديث على شرط مسلم إذ مسلم قد احتج بهما جميعا]
قال ابن القيم في ((المنار المنيف)) برقم (192):
[ومنها ما يقترن بالحديث من القرائن التي يعلم بها أنه باطل]
قال الحافظ ابن حجر في ((هدي الساري)) الحديث الخامس والأربعون:
[قلت إذا صح أصل الحديث صح قول من وصله وقد بين البخاري الخلاف فيه وقد قدمناه أنه في مثل هذا يعتمد عن القرائن والله الموفق]
وقال أيضاً:
[وتبين بهذا وأمثاله أن الاختلاف بين النقاد لا يضر إذا قامت القرائن على ترجيح إحدى الروايات أو أمكن الجمع على قواعدهم والله أعلم]
قال السيوطي في ((تدريب الراوي)) (1/ 222):
[وقد سئل البخاري عن حديث لا نكاح إلا بولي وهو حديث اختلف فيه على أبي إسحاق السبيعي فرواه شعبة والثوري عنه عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ورواه إسرائيل بن يونس في آخرين عن جده أبي إسحاق عن أبي بردة عن موسى متصلا فحكم البخاري لمن وصله وقال الزيادة من الثقة مقبولة هذا مع أن من أرسله شعبة وسفيان وهما جبلان في الحفظ والإتقان وقيل لم يحكم البخاري بذلك لمجرد الزيادة بل لأن لحذاق المحدثين نظرا آخر وهو الرجوع في ذلك إلى القرائن دون الحكم بحكم مطرد وإنما حكم البخاري لهذا الحديث بالوصل لأن الذي وصله عن أبي إسحاق سبعة منهم إسرائيل حفيده وهو أثبت الناس في حديثه لكثرة ممارسته له ولأن شعبة وسفيان سمعاه في مجلس واحد ... ].
وفي (1/ 176):
[قلت: ومن القرائن كون الراوي رافضيا والحديث في فضائل أهل البيت]
قال في ((السنن الأبين)) (52):
[ولوجود القرائن المفهمة للإتصال من إيراد الإسناد وإرادة الرفع بعضهم عن بعض]
--------------------------------------------------------------------------------
أبو عبد الوهاب07/ 03/2002, 12:00 AM
إن الكلام حول مفهوم القرائن يحتاج إلى أبحاث مستقلة مع الحريص على جمع النظير مع نظيره، وفهم مقصد من تكلم من الأئمة في هذه القرائن، اضف إلى ذلك النظر في مدى تحقق هذه القرائن هل يعمل بها في كل وقت؟ أم هي في وقت دون آخر.
ومن القرائن التي أرى أن يعتنى بها:
1_ القرائن المفيدة في ترجيح حال الراوي المختلف فيه، وكذلك في حال الحديث المختلف فيه.
وقد جمعت بفضل الله قدراً من ذلك لعلّه يتسنى لي طرحه في وقت لاحق (والله الموفق).
--------------------------------------------------------------------------------
خليل بن محمد07/ 03/2002, 01:11 PM
بارك الله فيك
ولعلك تفيدنا بما جمعت
--------------------------------------------------------------------------------
أبو عبد الوهاب07/ 03/2002, 05:35 PM
من القرائن التي ينبغي اعتمادها في ترجيح حال الراوي المختلف فيه: أن بلدي الرجل أعلم بأهل بلده.
وقد نص من الأئمة على هذه القاعدة، اذكر منهم الآن:
1_ أبو حاتم الرازي حيث قال في العلل لابنه (1: 173): والأوزاعي أعلم به؛ لأن شداد دمشقي وقع إلى اليمامة، والأوزاعي من أهل بلده، والأوزاعي أفهم به.
2_ ابن شاهين، حيث قال فيمن اختلف فيه نقاد الديث (ص108 ترجمة: صدقة بن عبد الله السمين): وسعيد بن عبد العزيز والأوزاعي إماما أهل الشام، وهما بصاحبهما أعرف.
3_ ابن ماكولا الأمير حيث قال في الإكمال (2: 396): ذكره ابن يونس كذلك وعبد الغني بن سعيد وهما أعرف بأهل بلدهما.
وللحديث بقية.
--------------------------------------------------------------------------------
عبدالله العتيبي12/ 06/2002, 01:07 PM
شكر الله لكما هذه الافادات ونفع بكما
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[30 - 12 - 08, 01:05 ص]ـ
أحسنت , بارك الله فيكم
ـ[أبي عبدالله الأثري المديني]ــــــــ[30 - 12 - 08, 07:07 ص]ـ
احسنتم وسلمكم الله ورعاكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/25)
ـ[الكردستاني]ــــــــ[21 - 10 - 09, 05:45 ص]ـ
بارك الله فيكم(36/26)
عجيبة من العجب من الحافظ ابن رجب (حول الشهرة والإخلاص)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 09 - 04, 10:30 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي النذير والسراج المنير محمد وعلى آله، وصحبه أما بعد:
فهذه حكاية فيها عبرة، وعظة، ودرس لمن أراد لنفسه الخير، والنجاة ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة قال في ص 39:
أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام [البعلي المشهور صاحب الاختيارات والقواعد] أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها، فعجبت من ذلك، ومن إتقانه لها، فوقعت بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب، وغيرهم فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة!
فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمت فيها بذلك الكلام؟!
قال: إنما أتكلم بما أرجو ثوابه، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس، أو ما هذا معناه.اهـ.
قلت: رحم الله ابن رجب فقد كان مدرسة في الإخلاص، وفي التيقظ للنفس، وحظوظها، وهذا نتيجة لتعظيم الله عز وجل في قلبه، وعدم الالتفات لغيره، وهو كما لا يخفى من أكثر المتأخرين عناية بعلم السلف، ونقل كلامهم فلعل هذا من نتاجه.
وأين فعله من فعلٍ آخر عكسه تماما! فترى بعض المتعالمين ـ خصوصا في شبكة الإنترنت ـ يرى سؤالا، أو كلاما في مسألة ما، هو خالي الذهن منها، فينطلق إلى أحد المراجع التي ذكرتها، فينظر فيها من كل جانب، بل قد ينقل نصه بعد شيء من التغيير، وربما توسع، وذكر الخلاف أيضا، ولا يشير إلى مرجع، ولا كتاب، وهو بهذا يشعر القاري أنها من معلومه، ومحفوظه! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
فلينظر العاقل لنفسه خلاصها، فلن ينفعك مدح كاذب لست أهلا له،
فلو كنتَ تعقل لعلمت أن من مدحك بما ليس فيك فقد نبه على نقصك، كما ذكر ذلك العلامة ابن حزم في مداوة النفوس ص14، هذا من جهة،
ومن أخرى تكون قد وقعت في حبائل إبليس، ويوم البعث ستسأل عن هذا التدليس، ولن يقال تَعلمت ليقال عالم وقد قيل، بل قد يقال تعالمت ليقال عالم .. !
فإذا بطل سعي من تكبد مشقة التعلم لذاك الغرض، فكيف بمن تعالم؟!
اللهم جنبنا الخزي والخسارة.
ولو تبع المسلم ما أرشده نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ".، وقوله صلى الله عليه وسلم:" احرص على ما ينفعك ".
لأراح، واستراح.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[17 - 09 - 04, 10:34 م]ـ
جزيت خيراً
وهذه لفتة مهمة ذكرتنا به ((حفظك الله))
فنسأل الله الإخلاص في القول والعمل
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 01:41 ص]ـ
اللهم اجعل لنا من هذه الأخلاق نصيبا واجز الشيخ السديس خيرا
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[18 - 09 - 04, 05:32 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8659
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 04, 05:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ومن فوائد شيخنا عصام البشير عن كتاب المدخل للشيخ بكر
(الفائدة 49: التأليف للتفوق على الأقران:
--------------------------------------------------------------------------------
قال الشيخ (2/ 1047):
( .. ومن الجميل سياقه هنا أن شيخنا محمد الأمين الشنقيطي، المتوفى في حج عام 1393 هـ بمكة – رحمه الله تعالى – حدثني: أن له ''نظما'': في النسب، نظمه في صغره، ثم دفنه؛ لأنه نظمه بنية التفوق على الأقران، قال: ولو استقبلت من أمري ما استدبرت، لصححت النية، وأبقيت عليه. وقد ساق مقاطع منه في تفسيره: ''أضواء البيان'').
)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22586&page=4&pp=15
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 09 - 04, 05:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا، ونفع بكم ..
وذكرتني هذا الحكاية بقصة للفضيل بن عياض تبين مدى عناية السلف ـ رحمهم الله ـ بأنفسهم، وتعاهدها، والتفكر في الغرض من الكلام، والدافع له،
ذكر الذهبي في السير في ترجمة الفضيل 8/ 433:
روى أحمد بن إبراهيم الدورقي عن علي بن الحسن قال: بلغ الفضيل أن حريزا يريد أن يأتيه، فأقفل الباب من خارج، فجاء فرأى الباب مقفلا، فرجع، فأتيته فقلت له: حريز! قال: مايصنع بي يظهر لي محاسن كلامه، وأظهر له محاسن كلامي، فلا يتزين لي، ولا أتزين له خير له.
وقال فيض سمعت الفضيل يقول: إن استطعت أن لا تكون محدثا ولا قارئا ولا متكلما.
إن كنتَ بليغا قالوا ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته!
فيعجبك ذلك فتنتفخ، وإن لم تكن بليغا، ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يحسن يحدث، وليس صوته بحسن أحزنك ذلك، وشق عليك فتكون مرائيا، وإذا جلست فتكلمت فلم تبال من ذمك، ومن مدحك فتكلم.
قلت [الذهبي]: هكذا هو فقد ترى الرجل ورِعا في مأكله وملبسه، ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق، فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليعظم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليثني عليه، ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة. اهـ مختصرا.
وفي 8/ 439: قال أحمد بن أبي الحواري حدثنا أبو عبدالله الأنطاكي قال اجتمع الفضيل والثوري فتذاكروا فَرَقّ سفيانُ، وبكى، ثم قال: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة، وبركة،
فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله أخاف أن لا يكون أضر علينا منه! ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إليك أحسن حديثي، فتزينت لي، وتزينت لك؟
فبكى سفيان، وقال: أحييتني أحياك الله.
وفي الآداب الشرعية 2/ 29: قال المروذي: ذكرتُ لأبي عبد الله عبدَ الوهاب على أن يلتقيا، فقال أليس قد كره بعضهم اللقاء؟ وقال: يتزين لي، وأتزين له، وكفى بالعزلة علما، والفقيه الذي يخاف الله.
----------------------------------------------------
نظم الإمام الشنقيطي اسمه " خالص الجمان " إن لم تخني الذاكرة ذكره اسمه الشيخ سعود الشريم في مقدمة كتابه الذي لخصه من كلام الشيخ على أحكام المناسك في أضواء البيان وسماه على اسم كتاب الشيخ، وليس هو بين يدي الآن لأتأكد من الاسم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/27)
ـ[رابح]ــــــــ[20 - 09 - 04, 04:31 ص]ـ
الله أكبر ما أبر تلك القلوب
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:19 م]ـ
قال أبو بكر بن مجاهد: بلغنا أنه [ابن جرير الطبري] التقى مع المزني فلا تسأل كيف استظهاره عليه، والشافعيون حضور يسمعونه، ولم يذكر مما جرى بينهما شيئا.
قال أبو بكر بن كامل: سألت أبا جعفر عن المسألة التي تناظر فيها هو والمزني، فلم يذكرها؛ لأنه كان أفضل من أن يرفع نفسه، وأن يذكر ظفره على خصم في مسألة.
معجم الأدباء 5/ 250 - 251.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[20 - 03 - 05, 11:52 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن
أليس هذا هو المقتل ولا حول ولا قوة إلا بالله
كل من يستطيع أن يبرئ ساحته ولكن من لا تخفى عليه خافية عليم بما تخفي الظنون
الرياء والنفاق وعدم الإخلاص من أشد ما يضر بنا معاشر طلبة العلم
ألم يرو البخاري في صحيحه في قصة الأسود لما كان جالسا في حلقة ابن مسعود "جلسة طلبة علم " فجاء حذيفة حتى قام فسلم فقال " لقد أنزل النفاق على قوم خير منكم " فقال الأسود سبحان الله إن الله يقول " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار " فتبسم عبد الله .. الحديث
هذه إلماحة من هذا الصحابي بهلكة طلاب العلم
فهم بحمد الله لا يأبهون لكثير من المعاصي التي ابتلي منها غيرهم ولكن كيف السبيل لصلاح القلوب والنوايا
ما أقبحها أن يتحول العلم شركا، ما أقبحها أن تكون ثمرة البحث والحفظ طردا
ما أجمل هذه الفوائد يا شيخ عبد الرحمن وإن كان وقعها على النفس أشد من وقع السياط ولكن لعل شدتها علينا في الدنيا تزيل عنا شدة الآخرة
جزاك الله خيرا وأحسن عملك فلقد قلقلت بكلمتك ركائبنا
اللهم ارحم وتجاوز وأصلح السريرة يا حي يا قيوم
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 03 - 05, 12:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرالجزاء.
قال سهل بن عبدالله رحمه الله كما في جامع العلوم والحكم:" ليس على النفس شئ أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ".
وقال الخريبي رحمه الله كما في السير (9/ 349):" كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها ".
وقال ابن القيم رحمه الله كما في الفوائد:" لا شيء أفسد للأعمال من العجب ورؤية النفس، ولا شيء أصلح لها من شهود العبد منة الله وتوفيقه، والإستعانة به، والإفتقار إليه، وإخلاص العمل له ".
اعتذار:
كُتبت هذه السطور موعظة لكاتبها.
ـ[هشام التميمي]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:57 ص]ـ
لله درك يا أبا عبد الله
اللهم اصلح
فساد قلوبنا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:09 ص]ـ
وفي ترجمة الإمام عيسى بن يونس - رحمه الله
(و قال أحمد بن داود الحدانى: سمعت عيسى بن يونس يقول: لم يكن من أسنانى ـ
أو قال: من أترابى ـ أبصر بالنحو منى، فدخلنى منه نخوة فتركته.)
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 06:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا
و
بارك الله فيك
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 07:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
برغم أنكم أوجعتمونى من شدة الضغط على جروح فى القلب يعانى منها الكثير من طلاب العلم ولكن هذا خير لنا اللهم نسألك الإخلاص فى القول والعمل
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[05 - 03 - 08, 03:48 م]ـ
لا يخفى على الكثير
ان ما ميز الله به اهل العلم الاتقياء الابهذه الثمرة - الاخلاص - ولكن .........
الذي ينبغي علي طلبة العلم - العمل بالعلم - وتدريسه وتعليمه لاسيما في فساد هذا الزمان
وقد يتحدث الانسان الحديث لايبتغى فيه الا وجه الله ثم تنصرف هذه النية نسأل الله السلامة
وقد يكون العكس .. كما ذكر عن غير واحد من السلف
تعلمنا العلم نبتغي فيه عرض الدنيا ......... او كما قيل
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[06 - 03 - 08, 03:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[06 - 03 - 08, 04:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 07:03 ص]ـ
رحم الله حالنا
و الله إننا بحاجة إلى من يذكرنا بمثل هذا.
جزاك الله خيراً شيخنا عبد الرحمن، و أخلص الله لنا النيات. آمين.(36/28)
من أول من حكى الخلاف في افادة خبر الواحد
ـ[محمد حسين بشري]ــــــــ[17 - 09 - 04, 11:48 م]ـ
هل لدى اخواني طلاب العلم اطلاع حول البدايات الأولى لحكاية الخلاف حول افادة خبر الواحد
لغلبة الظن.
وهل يصح القول أن خبر الواحد المحتف بالقرائن يفيد العلم عند جميع أهل السنة. كما أشار الى ذلك العلامة حافظ حكمي بقوله
بل يوجب العلم على التحقيق عند قيام موجب التصديق
والتزم القول به فانه به يقول كل أهل السنة(36/29)
عاجل: ابحث عن بحث في ذكر الكلب (في الكتاب والسنة)
ـ[مسك]ــــــــ[18 - 09 - 04, 12:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابحث عن بحث او ما يقوم مقامه حول موضوع الكلب (وذكره في الكتاب والسنة) والنصوص التي وردت في ذكره ..
فهل من مساعد بارك الله فيكم ..
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 12:49 ص]ـ
أخي مسك هناك كتاب للشيخ الفاضل إحسان بن محمد بن عايش العتيبي الذي يكتب هنا في المنتدى ... وعنوان الكتاب ((الفوائد العِذاب فيما جاء في الكلاب)) ..
وعلى هذا الرابط نجد مقدمته:
http://saaid.net/Doat/ehsan/55.htm
ـ[مسك]ــــــــ[18 - 09 - 04, 06:26 ص]ـ
بارك الله فيك ..
ولكن اين أجد الكتاب
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 08:43 ص]ـ
جزاكما الله خيراً
تجده إن شاء الله في دار الهجرة في الدمام
وأظن أنه في الرياض في بعض المكتبات الكبيرة
والذي طبعه في الأردن " دار النفائس "
وفقكم الله
ـ[مسك]ــــــــ[18 - 09 - 04, 02:35 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ إحسان ..
ودار الهجرة بمدينة الخبر ..
وهل الكتاب موجود على الشبكة!
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[18 - 09 - 04, 11:22 م]ـ
السلام عليكم
ـ[مسك]ــــــــ[19 - 09 - 04, 06:43 ص]ـ
جزاك الله خير أخونا عبدالجبار ..
والكتاب يا شيخ إحسان مخلص من مكتبة دار الهجرة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 09 - 04, 08:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً
والكتاب ليس موجوداً على الشبكة
وسأنظر من عنده الكتاب من المكتبات لأخبرك إن شاء الله(36/30)
عن عمرو بن ميمون قال رأيت في الجاهلية قرده
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 12:26 ص]ـ
روى الإمامُ البخاري في " صحيحه " (3849)، كتاب مناقب الأنصار، بابٌ القسامة في الجاهليةِ:
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ:
رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ.
كيف عرف التابعي عمرو بن ميمون أن تلك القردة قد زنت وهل يحتج بهذ الحديث على أن البهائم
تقام عليها الحدود.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 09 - 04, 12:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ولعل في هذا الرابط فوائد حول الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=46531#post46531
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 12:46 ص]ـ
أكرمك الباري شيخنا الفاضل فالموضوع غاية في الجمال(36/31)
هل من مترجم للشيخ صالح العصيمي
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 07:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزا الله خيرا القائمين على هذا المنتدى المبارك بإذن الله و وفقهم لكل خير و كل من شارك في هذا المنتدى الذي فيه فائده عظيمه بإذن الله علينا. جعل الله عملكم هذا في موازين حسناتكم اللهم آمين
استفساري وفقكم الله لكل خير عن الشيخ صالح بن عبدالله العصمي حفظه الله هل من ترجمه له بارك الله فيكم وهل السمعيات التي له في موقع لايف اسلام المبارك بإذن الله مسجلة على اشرطه و أي تسجيلات قامت بذلك ولكم مني جزيل الشكر
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 09 - 04, 01:35 ص]ـ
لقد توفي والد الشيخ صالح، وصلي عليه فيه جامع الراجحي ظهر يوم الثلاثاء 7/ 8 / 1425.
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 03:40 ص]ـ
إن لله و إن إليه راجعون
لا إله إلا الله الحي القيوم
الله يرحم والد الشيخ
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 04:02 م]ـ
لا اريد ترجمه
عرفت الشيخ من ارشيف دروسه على موقع لايف اسلام. وكنت اتمنىأن تكون معرفتي بالعربيه تأهليني لكتابة كلمة في الشيخ صالح حفظه الله
وما عرفت عنه من خلال دروسه المعروضه على الشبكه العنكبوتيه .. لكن مع الاسف بالاعجميه مبتلي
****
اطلب من الاخوة وخاصة من اهل الرياض افادتي بصوتيات الشيخ صالح حفظه الله ورعاه هل هي مسجله على اشرطه واذا كانت مسجلة. في أي تسجيلات احصل على هذي الاشرطه
لانه فيه بعض السقوط من بعض الدروس التي تعرض في موقع لايف اسلام
ملاحظه.,, لا اريد التسجيل يكون عن طريق الشبكه العنكبوتيه. وجزاكم الله خير
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 10 - 04, 04:23 م]ـ
عناوين مؤلفاته ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15716&highlight=%C7%E1%DA%D5%ED%E3%ED
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 06:16 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخ خليل
وانا اريد ادعو لك و لي .. بأن يجمعنا الله في الجنة على سرر متقابلين
طرأ على بالي سؤال .. انه للعلم لذة في هذه الدنيا وأيما لذة
فيه طمأنينه لما فيه من ذكر الله سبحانه , وفيه أنس لما في الدنيا من وحشة الغربه , وفيه فرحة لرفع عنا الجهالة , فوائد العلم كثيره و المجالس العلميه نعمه عظيمة.
**** السؤال
أهل الجنة اذا كان في مجمع لابد لهم من حديث أليس كذلك؟ .. فعن ماذا حديثهم؟ .. هل ورد شي في ذلك؟
اسأل الله الكريم ان يرحمنا في الدنيا و الآخره ولا يكلنا لأنفسنا اللهم آمين يا رحمن يا رحيم
ـ[أبو علي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 07:45 ص]ـ
لايوجد للشَّيخ أشرطة تباع؛ لأنَّه لايسمح إلاَّ بالتَّسجيل الشَّخصيِّ.
وعندي جمع تسجيلات برنامج درس اليوم الواحد الأوَّل على (سيدي)؛ وقد أخذته ممن يسجِّل للشَّيخِ على الشَّبكةِ.
والشَّهادة لله! الشَّيخ بَحْرٌ في العلومِ.
وشيوخه في الشَّرق والغرب؛ فالشَّيخُ صاحب رحلةٍ واسعة.
والَّذي أعرفه أنَّه يقرأُ بالعشر؛ وحافظٌ للأحاديث متنها وسندها؛ أمَّا في اللُّغة والأصول فلا يُجارى.
وله كتبٌ منقَّحةٌ على طريقةِ أهل الحديث في الرِّجال والأحاديث؛ ولكنَّه لم يطبع شيئًا حتَّى الآن، وذكر لي أنَّه سيصدر شيئًا من مؤلَّفاته قريبًا.
وقد سألت الشَّيخ ذات يومٍ عن مؤلَّفاته القديمة؟
فقال: (أين وجدتها؟) فذكرت أنَّها في الجريسيِّ، فقال: (هل لازالت موجودة؟ هذا عبث شباب)
وطريقة الشَّيخ الآن في الحكم على الأحاديث ليست كما في مؤلَّفاته القديمة.
وعلمه الآن ليس كعلمه في مؤلَّفاته تلك.
وأخشى إن واصلت في التَّعريف به أن يتعرَّف الشَّيخ عليَّ؛ لذلك اقتصر على هذا.
والله أعلم
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[04 - 10 - 04, 10:11 ص]ـ
يا أخ أبا علي
هناك اشتباه في اسم شيخين كلاهما يحمل نفس الاسم والنسب (صالح العصيمي) أحدهما تميمي والآخر برقاوي. فأيهما هذا الشيخ الذي تتحدث عنه؟
أرجو الإفادة.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[04 - 10 - 04, 12:26 م]ـ
أعرف الشيخ العالم المتفنن صالح بن عبدالله العصيمي ودرست عليه، سنه في منتصف الأربعين، وهناك سمي له وهو الشيخ صالح بن مقبل العصيمي والأخير من تميم والأول من عتيبة، رحالة، رحل الى المغرب والشام ومصر وباكستان والهند والسند وتركيا وغيرها.
له مؤلفات بديعة نفيسة في جميع الفنون لكنه رسائل مختصرة كتبها قديما.
معتني جداً بالاجازات حتى بلغ الغاية التي لا يكاد يدانيه فيها أحد، ودروسة قائمة عامرة في منزلة وفي جامع الايمان في حي النسيم بالرياض
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:51 م]ـ
ليس للشَّيخ دروس في منزله؛ بل طلابه هم الَّذين يقرؤن عليهِ في الدَّرس العامِّ.
ليس له دروسٌ خاصَّةٌ، وهذا ما قاله لي بنفسه
أقصد صالح بن عبدالله العصيميَّ(36/32)
تشييد المساجد موضوع للمناقشة
ـ[محب الخبر]ــــــــ[18 - 09 - 04, 08:55 ص]ـ
اختلف أهل العلم حول المقصود نتشييد المساجد
فهل يدخل في ذلك عمل بعض الزخارف الخارجية وإن كانت غير مكلفة
وهل منكم من وقف على بحث يعنى بهذا الأمر
ـ[محب الخبر]ــــــــ[18 - 09 - 04, 07:06 م]ـ
هل الأمر صعب لهذه الدرجة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 05:44 م]ـ
بارك الله فيكم
من باب الفائدة أنقل لك كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري
62 - باب
بنيان المسجد
وقال أبو سعيد: كان سقف المسجد من جريد النخل.
وأمر عمر ببناء المسجد، وقال: أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس.
وقال أنس: يتباهون بها، لا يعمرونها إلا قليلا.
وقال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى.
وأما حديث أبي سعيد فقد خرجه بتمامه في مواضع من ((كتابه)) في
((الصلاة)) و ((الاعتكاف)) وغيروهما.
وفي الحديث: إن السماء مطرت فوكف المسجد، فانصرف النبي ?من صلاة الصبح وعلى جبهته وانفه اثر الماء والطين.
وهذا يدل على أن سقف المسجد لم يكن يكن الناس من المطر، ولا يمنع من نزول ماء المطر إليه.
وقد ذكرنا فيما سبق من مراسيل الزهري أن النبي ? جعل طول جداره بسطه وعمده الجذوع وسقفه جريدا. فقيل له: إلا نسقفه؟ فَقَالَ: ((عريشا كعريش موسى، خشبات وثمام، الأمر أعجل من ذَلِكَ)).
وقال المروذي في ((كتاب الورع)): قرئ على أبي عبد الله - يعني: أحمد -: سفيان، عن عمرو، عن أبي جعفر، قال: قيل للنبي? في المسجد: هده، طده. قال: ((لا عريش كعريش موسى))؟ قال أبو عبد الله: قد سألوا النبي ? أن يكحل المسجد، فقال: ((لا، عريش كعريش موسى)).
قال أبو عبد الله: إنما هو شيء مثل الكحل يطلى، أي: فلم يرخص النبي ?.
قال أبو عبيد: كان سفيان بن عيينة يقول: معنى قوله: ((هده)): أصلحه. قال: وتأويله كما قال، واصله: أنه يراد به الإصلاح بعد الهدم، وكل شيء حركته فقد هدته، فكان المعنى أنه يهدم ثم يستأنف ويصلح.
قال المروذي: وقلت لأبي عبد الله: أن محمد بن أسلم الطوسي لا يجصص مسجده، ولا بطوس مسجد مجصص إلا قلع جصه؟ فقال أبو عبد الله: هو من زينة الدنيا.
وروى ابن أبي الدنيا من حديث إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، قال: لما بنى رسول الله ? المسجد أعانه عليه أصحابه وهو معهم يتناول اللبن حتى اغبر صدره، فقال: ((ابنوه عريشا كعريش موسى)). فقيل للحسن: وما عريش موسى؟ قال: إذا رفع يده بلغ العريش - يعني السقف.
ومن رواية ليث، عن طاووس، قال: لما قدم معاذ اليمن، قالوا له: لو أمرت بصخر وشجر فينقل فبنيت مسجدا؟ قال: إني أكره أن انقله على ظهري يوم القيامة - كأنه يخاف إذا أتقن بناءه بالصخر والخشب.
وروى سفيان، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ?: ((ما أمرت بتشييد المساجد)).
قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفها اليهود والنصارى. خرجه الإمام أحمد وأبو داود.
كذا رواه ابن عيينة، عن الثوري.
ورواه وكيع عن الثوري فجعل أوله مرسلا عن يزيد بن الأصم، لم يذكر فيه: ((ابن عباس)). وكذا رواه ابن مهدي عن سفيان.
وخرج ابن ماجه كلام ابن عباس من وجه آخر - مرفوعا -: ((ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم)).
وروى حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي ?، قال: ((لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد)).
خرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
وروى المروذي في كتاب الورع بإسناد عن أبي الدر داء، قال: إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم؛ فعليكم الدمار.
وقال المروذي: ذكرت لأبي عبد الله مسجدا قد بنى وانفق عليه مال كثير، فاسترجع وأنكر ما قلت.
قال حرب: قلت لإسحاق - يعني: ابن راهويه -: فتجصيص المساجد؟ قال: أشد وأشد. المساجد لا ينبغي أن تزين، إلا بالصلاة والبر.
وقال سفيان الثوري: يكره النقش والتزويق في المساجد، وكل ما تزين به المساجد.
ويقال: إنما عمارته ذكر الله ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/33)
وممن كره زخرفة المساجد وتزو يقها: عمر بن عبد العزيز، وكان قد أراد إزالة الزخرفة التي كان الوليد وضعها في مسجد دمشق الجامع فكبر ذلك على من يستحسنه ممن تعجبه زينة الحياة الدنيا، واحتالوا عليه بأنواع الحيل، وأوهموه أنه يغيظ الكفار، حتى كف عن ذلك.
وقد روي عن ابن جريج، قال: أول من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك.
ذكره الأزرقي.
ولأصحابنا وأصحاب الشافعي في تحريم تحلية المساجد بالذهب والفضة وجهان، وكرهه المالكية وبعض الحنفية، ومنهم من رخص فيه، وقالوا: أن فعل ذلك من مال الوقف فقد ضمنه من ماله.
وأما ما حكاه البخاري عن عمر وأنس [ ............ .............................. ].
وقد روي عن أنس - مرفوعا -، رواه سعيد بن عامر: ثنا صالح بن رستم، قال: قال أبو قلابة: سمع أنس بن مالك يقول - وقد مروا بمسجد أحدث -، فذكر أن النبي ? قال ((يأتي على أمتي زمان يتباهون فيه بالمساجد ولا يعمرونها إلا قليلا)) - أو قال: ((لا يعمرونها إلا قليلا)).
خرجه ابن خزيمة في صحيحه.
ثم خرج البخاري هاهنا حديثا، فقال:
446 - ثنا علي بن عبد الله: ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن صالح بن كيسان: ثنا نافع، أن عبد الله اخبره، أن المسجد كان على عهد رسول الله ? مبنيا باللبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه أبو بكر شيئا، وزاد فيه
عمر، وبناه على بنيانه في عهد رسول الله ? باللبن والجريد، وأعاد عمده خشبا، ثم غيره عثمان، فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالساج.
القصة: الجص.
والساج: نوع من أرفع أنواع الخشب، يجلب من بلاد الهند والزنج.
ويستدل بما فعله عثمان من يرخص في تجصيص المساجد وتزويقها ونقشها. وقد روي عن ابن عمر في هذا الباب روايات أخر:
فخرج أبو داود من طريق فراس، عن عطية، عن ابن عمر، أن مسجد النبي ? كانت سواريه على عهد النبي ? من جذوع النخل، أعلاه مظلل بجريد النخل، ثم إنها تخربت في خلافة أبي بكر، فبناها بجذوع النخل وجريد النخل، ثم إنها تخربت في خلافة عمر، فبناها بجذوع النخل وجريد النخل، وتخربت في خلافة عثمان فبناها بالآجر، فلم تزل ثابتة حتى الآن.
وفي هذه الرواية زيادة تجديد أبي بكر له وإعادته على ما كان، لكنه لم يزد في بقعة المسجد شيئا، وإنما زاد فيه عمر.
وروى الإمام أحمد: ثنا حماد الخياط: ثنا عبد الله، عن نافع، أن عمر زاد في المسجد من الاسطوانة إلى المقصورة، وزاد عثمان، فقال عمر: لو لا أني سمعت
رسول الله ? يقول: ((ينبغي أن نزيد في مسجدنا)) ما زدت.
وليس في رواية ذكر ابن عمر، وهو منقطع.
وفيما فعله عمر وعثمان من تخريب المسجد والزيادة فيه: دليل على جواز الزيادة في المساجد وتخريبها لتوسعتها وإعادة بناءها على وجه أصلح من البناء الأول؛ فإن هذا فعله عمر وعثمان بمشهد من المهاجرين والأنصار واقروا عليه.
فأما توسعة المساجد إذا احتيج إلى ذلك لضيقها وكثرة أهلها فقد صرح بجوازه أكثر العلماء من المالكية والحنفية وغيرهم.
وأما توسعة المسجد العامر، وإعادة بنائه على وجه أصلح من الأول فقد نص على جواز الإمام أحمد.
قال أبو داود في ((مسائله)): سئل أحمد عن رجل بنى مسجدا فعتق، فجاء رجل فأراد أن يهدمه فيبنيه بناء أجود من ذلك، فأبى عليه الباني الأول وأحب الجيران لو تركه يهدمه؟ فقال: لو صار إلى رضا جيرانه لم يكن به باس.
قال: وسمعت أحمد سئل عن مسجد يريدون أن يرفعوه من الأرض، فمنعهم من ذلك مشايخ يقولون: لا نقدر نصعد؟ قال: أحمد: ما تصنع بأسفله؟ قال: اجعله سقاية. قال: لا أعلم به باسا. قال أحمد: ينظر إلى قول أكثرهم - يعني: أهل المسجد.
وبوب عليه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في ((كتاب الشافي)): ((باب: المسجد يبنى بناء أجود من بنائه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/34)
وهو - أيضا - قول أصحاب أبي حنيفة، ومذهب سفيان الثوري، حكى أصحابه عنه في تصانيفهم على مذهبه أنه قال في المسجد يكون فيه ضيق، فأراد أهله أن يوسعوه من ملك رجل منهم، فلهم ذلك، وان أرادوا أن يوسعوه من الطريق والطريق واسع لا يضر بالمارة فيه فليس لهم ذلك، إلا إن يأذن الإمام.قال: وللإمام أن يحول الجامع من موضع إلى غيره إذا كان فيه صلاح للرعية ونوى الشد فيه؛ ذكروا أن ابن مسعود حول مسجد الكوفة من موضع التمارين.
قال: وسئل سفيان عن بيع حصير المسجد الخلق فيجعل في ثمن الجديد؟ فلم يره به باسا.
ومذهب الإمام أحمد أن ما خرب من الأوقاف كلها ولم يمكن عمارتها، فأنها تباع ويستبدل بها ما يقوم مقامها.
وعنه في المساجد روايتان: إحداهما كذلك. و الثانية: لا تباع وتنقل آلاتها إلى موضع آخر يبنى بها مثله.
ونقل عنه حرب في مسجد خرب، فنقلت آلاته وبني بها مسجد في مكان آخر: أن العتيق يرم ولا يعطل، ولا يبنى في مكانه بيت ولا خان للسبيل، ولكن يرم ويتعاهد.
ونقل حرب، عن إسحاق بن راهويه أنه أجاز للسلطان خاصة أن يبني مكان المسجد الخراب خانا للسبيل أو غيره، مما يكون للمسلمين، فيفعل ما هو خير لهم.
وروى حرب بإسناده عن عبيد الله بن الحسن العنبري في مسجد خافض أراد أهله أن يستبدلوا به؟ قال: إذا كان الخليفة هو الذي يفعل ذلك أراه جائزا.
وروى وكيع بإسناد، عن جابر، عن الشعبي، قال: لا بأس أن يجعل المسجد حشا والحش مسجدا.
ومما يدل على جواز ذلك: أن النبي ? عزم على هدم بناء الكعبة، وإعادتها على قواعد إبراهيم، فيدخل فيها غالب الحجر، ويجعل لها بابين لاصقين بالأرض.
وقد فعل ذلك ابن الزبير، وزاد مع ذلك في طولها، ثم أعادها الحجاج بأمر عبد الملك إلى حالها الأول، واقر الزيادة في طولها.
فيالله العجب!! كيف تقر زيادة لم يذكرها النبي ?، وتزال زيادة ذكرها وعزم عليها؛ ولهذا ندم عبد الملك على ما فعل لما بلغه الحديث عن عائشة.
ومما يدل على جواز ذلك: أن العبادات يجوز إبطالها لأعادتها على وجه أكمل مما كانت، كما أمر النبي ? أصحابه بفسخ الحج إلى العمرة؛ ليعيدوا الحج على وجه أكمل مما كان، وهو وجه التمتع؛ فإنه لفضل من الأفراد والقران بغير سوق هدي، كما دل عليه هذه النصوص بالأمر بالفسخ.
وكما أن من دخل في صلاة مكتوبة منفردا، ثم حضر جماعة، فإن إبطال صلاته أو قلبها نفلا؛ ليعيد فرضه في جماعة، فإنه أكمل من صلاته منفردا.
وهذا قول جمهور العلماء، منهم: أحمد، والشافعي في أحد قوليه، وكذلك قال مالك وأبو حنيفة إذا لم يكن قد صلى أكثر صلاته.
وكذلك الهدي المعين والأضحية المعينة يجوز إبدالها بخير منهما عند أبي حنيفة واحمد وغيرهما.
وإذا هدم المسجد، ثم أعيد بناؤه أو وسع، فالبناء المعاد يقوم مقام الأول، ولا يحتاج إلى تجديد وقفه.
وهذا يدل على قول من يرى أن الوقف ينعقد بالقول وبالفعل الدال عليه، وان المسجد يصير مسجدا بالأذان وصلاة الناس فيه، كما قول هُوَ مالك وأبي حنيفة والثوري واحمد - ظاهر، وتصير الزيادة في المسجد مسجدا بمجرد وصلها في المسجد وصلاة الناس فيها.
وقد قال مجاهد والأوزاعي في الفرس الحبيس إذا عطب، فاشتري بثمنه فرس آخر، وزيد في ثمنه زيادة: أن الفرس كله يكون حبيسا كالأول.
وحكم الزيادة حكم المزيد فيه في الفضل - أيضا - فما زيد في المسجد الحرام ومسجد النبي ? كله، والصلاة فيه كله سواء في المضاعفة والفضل.
وقد قيل: أنه لا يعلم عن السلف في ذلك خلاف، إنما خالف فيه بعض المتأخرين من أصحابنا، منهم ابن عقيل وابن الجوزي، وبعض الشافعية.
ولكن قد روي عن الإمام أحمد التوقف في ذلك:
قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: الصف الأول في مسجد النبي ?: أي صف
هو، فإني رأيتهم يتوخون دون المنبر، ويدعون الصف الأول؟ قال: ما أدري. قلت لأبي عبد الله: فما زيد في مسجد النبي ?، فهو عندك منه؟ فقال: وما عندي، إنما هم أعلم بهذا - يعني: أهل المدينة.
وقد روى عمر بن شبة في كتاب ((أخبار المدينة)) بإسناد فيه نظر، عن أبي هريرة، عن النبي ?، قال: ((لو بني هذا المسجد إلى صنعاء لكان مسجدي)). فكان أبو هريرة يقول: لو مد هذا المسجد إلى باب داري ما عدوت أن أصلي فيه.
وبإسناد فيه ضعف، عن أبي عمرة، قال: زاد عمر في المسجد في شاميه، ثم قال: لو زدنا فيه حتى نبلغ الجبانة كان مسجد النبي ?.
وبإسناده، عن ابن أبي ذئب، قال: قال عمر: لو مد مسجد النبي ? إلى ذي الحليفة كان منه.
وكذلك الزيادة في المسجد الحرام:
روى مثنى بن الصباح، عن عطاء، أنه قيل له في المضاعفة في المسجد وحده، أو في الحرم؟ قال: في الحرم كله؛ فإن الحرم كله مسجد.
وروى الأزرقي بإسناده، عن أبي هريرة، قال: إنا لنجد في كتاب الله أن حد المسجد الحرام من الحزورة إلى المسعى.
وبإسناده، عن عبد الله بن عمرو، قال: أساس المسجد الحرام الذي وضعه إبراهيم ? من الحزورة إلى المسعى.
وبإسناده، عن عطاء، قال: المسجد الحرام الحرم كله.
وروى عبد الرزاق في ((كتابه)) من رواية ليث، عن مجاهد، قال: الحرم كله مسجد، يعتكف في أيه شاء، وإن شاء في منزله، إلا أنه لا يصلي إلا في جماعة.
وقد ذكر الشافعية: أنه لو حلف لا يدخل هذا المسجد، فزيد فيه، فدخل موضع الزيادة لم يحنث، فلو حلف لا يدخل مسجد بني فلان، فزيد فيه، فدخل موضع الزيادة حنث.
وهذا مما يشهد لأن حكم الزيادة حكم المزيد في المسجد الحرام ومسجد النبي
?؛ لأنه عرف المسجد الحرام بالألف واللام، ومسجده بإضافته إليه، ولكنه جمع بين الإشارة إليه وتعريفه بالإضافة، فقال: ((مسجدي هذا)). والله سبحانه وتعالى أعلم.(36/35)
الصلاة قبل دخول الوقت للمسافر.
ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[18 - 09 - 04, 12:56 م]ـ
السلام عليكم.
أنا على سفر لقطر بإذن الله وستنطلق الطائرة قبل الفجر بساعتين وستصل لقطر بعد الشروق.
فهل أصلي الصبح في المطار قبل وقته أم ماذا؟
أفيدوني أفادكم الله.
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[18 - 09 - 04, 02:04 م]ـ
أخي الفاضل:
لم يجز أحد من أهل العلم أن تصلى صلاة الفجر قبل الوقت أو بعده، لأنها هي الصلاة الوحيدة التي لا تجمع مع غيرها من الصلوات.
أما ماذا تفعل في هذه الحالة، فنقول لك صل الصلاة لوقتها في الطائرة على حسب مقدرتك وحالتك فإن استطعت أن تصلى قائما فصل قائما وإلا جالسا.
والله تعالى أعلم.(36/36)
إشكال فى عمر سيدنا حمزة رضى الله عنه
ـ[أبو مسعر]ــــــــ[18 - 09 - 04, 02:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشهور أن حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه كان أسن من النبى عليه الصلاة والسلام بسنتين أو أربع.
لكن طائفة من الروايات فى كتب السيرة تؤكد أنه رضى الله عنه ولد فى نفس توقيت مولد النبى عليه الصلاة والسلام.
أرجو من مشايخنا الأفاضل توجيه الإشكال بواسع علمهم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 05:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المشهور في السيرة أن جعفر رضي الله عنه ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين أو أربع
والإشكال الحاصل أنه قد ثبت في الصحيحن وغيرها أن ثويبة مولاة أبي لهب أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك جعفر رضي الله عنه وهذا الإشكال ذكره ابن عبدالبر في الاستذكار حيث قال
(وهذا لايصح عندي لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبدالله بن عبدالأسد أرضعتهما ثويبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين) انتهى.
وهذا الذي ذكره ابن عبدالبر في قوله (إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين) له وجه قوي في الجمع بين النصوص، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 09 - 04, 10:07 ص]ـ
جاء في الصحيحين من حديث أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ لَكَ فِي بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: فَأَفْعَلُ مَاذَا قُلْتُ: تَنْكِحُ؛ قَالَ: أَتُحِبِّينَ قُلْتُ: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ، وَأَحَبُّ مَنْ شَرَكَنِي فِيكَ أُخْتِي قَالَ: إِنَّهَا لاَ تَحِلُّ لِي قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَخْطُبُ قَالَ: ابْنَةَ أُمِّ سَلَمَةَ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: لَوْ لَمْ تَكُنْ رَبِيبَتِي مَا حَلَّتْ لِي، أَرْضَعَتْنِي وَأَبَاهَا ثُوَيْبَةُ، فَلاَ تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ وَلاَ أَخَوَاتِكُنَّ
وقال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد
فصل
في أمهاته اللاتي أرضعنه
فمنهن ثُويبة مولاة أبي لهب، أرضعته أياماً، وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح، وأرضعت معهما عمَّه حمزةَ بن عبد المطلب. واختلف في إسلامها، فالله أعلم.
ثم أرضعته حليمةُ السعدية بلبن ابنها عبد الله أخي أنيسة، وجُدامة، وهي الشيماء أولاد الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، واختُلِف في إسلام أبويه من الرضاعة، فالله أعلم، وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان شديدَ العداوة لرسول الله، ثم أسلم عامَ الفتح وحسن إسلامه، وكان عمه حمزة مسترضعاً في بني سعد بن بكر فأرضعت أمه رسول الله يوماً وهو عند أمه حليمة، فكان حمزة رضيعَ رسول الله من جهتين: من جهة ثويبة، ومن جهة السعدية.
قال ابن عبدالبر في الاستيعاب
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم عم النبي عليه الصلاة والسّلام ــــ كان يقال له: أسد الله، وأسد رسوله يكنّى أبا عمارة وأبا يعلى أيضاً بابنيه عمارة ويعلى، أسلم في السنة الثانية من المبعث، وقيل: بل كان إسلام حمزة بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وسلّم دار الأرقم في السنة السادسة من مبعثه، وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأربع سنين، وهذا لا يصح عندي لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن عبد الأسد، أرضعتهما ثوبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم ألاّ أن يكون أرضعتهما في زمانين؛ وذكر البكائي عن ابن إسحاق، قال: كان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلّم بسنتين،
وقال ابن الأثير في أسد الغابة
حَمْزة بن عبْد المُطَّلِب ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبو يعلى، وقيل: أبو عمارة، كنى بابنيه: يعلى، وعمارة. وأمه: هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم النبي، وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير، وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأخوه من الرضاعة؛ أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، وأرضعت أبو سلمة بن عبد الأسد، وكان حمزة، رضي الله عنه وأرضاه، أسنَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلّم بسنتين، وقيل: بأربع سنين، والأول أصح. وهو سيد الشهداء، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بينه وبين زيد بن حارثة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 09 - 04, 10:58 ص]ـ
قال ابن سعد في الطبقات (1/ 108 - 110)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/37)
(ذكر من أرضع رسول الله وتسمية إخوته وأخواته من الرضاعة)
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن برة بنت أبي تجراة قالت أول من أرضع رسول الله ثويبة بلبن بن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي
قال وأخبرنا محمد بن عمر عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور عن بن عباس قال كانت ثويبة مولاة أبي لهب قد أرضعت رسول الله أياما قبل أن تقدم حليمة وأرضعت أبا سلمة بن عبد الأسد معه فكان أخاه من الرضاعة
000
قال أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب أخي من الرضاعة
قال أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن سعيد بن أبي حسين عن بن أبي مليكة قال كان حمزة بن عبد المطلب رضيع رسول الله أرضعتهما امرأة من العرب كان حمزة مسترضعا له عند قوم من بني سعد بن بكر وكانت أم حمزة قد أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو عند أمه حليمة) انتهى.
و في السيرة الحلبية
فلما رجع عبد المطلب إلى مكة تزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف فولدت له حمزة وصفية وزوّج ابنه عبد الله آمنة بنت و هب أخي وهيب فولدت له رسول الله كما تقدم،
فكانت قريش تقول فلج عبد الله على أبيه: أي فاز وظفر لأن الفلج بالفاء واللام المفتوحتين والجيم الفوز والظفر، أي فاز وظفر بما لم ينله أبوه من وجود هذا المولود العظيم الذي وجد عند ولادته ما لم يوجد عند ولادة غيره.
وفي كلام ابن المحدّث أن عبد المطلب خطب هالة بنت وهيب عم آمنة في مجلس خطبة عبد الله لآمنة وتزوّجا وأولما ثم ابتنيا بهما. ثم رأيت في أسد الغابة ما يوافقه، وهو أن عبد المطلب تزوج هو وعبد الله في مجلس واحد،
0000
00000
ثم رأيت ابن دحية رحمه الله تعالى ذكر في التنوير عن البرقي: أن سبب تزويج عبد الله آمنة أن عبد المطلب كان يأتي اليمن، وكان ينزل فيها على عظيم من عظمائهم فنزل عنده مرة فإذا عنده رجل ممن قرأ الكتب، فقال له ائذن لي أن أفتش منخرك، فقال دونك فانظر، فقال: أرى نبوّة وملكاً، وأراهما في المنافين عبد مناف بن قصي وعبد مناف بن زهرة، فلما انصرف عبد المطلب انطلق بابنه عبد الله فتزوج عبد المطلب هالة بنت وهيب فولدت له حمزة، وزوج ابنه عبد الله آمنة فولدت له رسول الله، وهذا واضح لأنه أسقط قول الحبر لعبد المطلب هل لك من شاعة إلى آخره، فاحتاط عبد المطلب فتزوج من بني زهرة وزوّج ولده عبد الله منهم، وحينئذ كان المناسب للبر في رحمة الله تعالى أن يزيد بعد قوله إن سبب تزويج عبد الله آمنة قوله وتزوج عبد المطلب هالة) انتهى.
فمن خلال النقول السابقة عن أهل العلم قد يقال إن حمزة رضي الله عنه أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بنحو السنتين بل قد تكون أقل، والله أعلم.
ـ[أبو مسعر]ــــــــ[02 - 10 - 04, 02:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وجزاك الله خيراً شيخنا الكريم
الإشكال عندى ليس فى رضاع حمزة رضى الله عنه مع النبى عليه الصلاة والسلام، ولكن فى كون حمزة رضى الله عنه أسن من النبى عليه الصلاة والسلام، مع أن طائفة من الروايات تؤكد أنهما ولدا فى توقيت واحد.
قال ابن كثير فى البداية والنهاية فى الجزء الثانى:
ذكر تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب الزهرية
قال ابن إسحاق ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد ابنه عبد الله فمر به - فيما يزعمون - على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أم قنال أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي عند الكعبة، فنظرت إلى وجهه فقالت: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك، وقع على الآن قال: أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وهو يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب، وهي يومئذ سيدة نساء قومها، فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه فوقع عليها، فحملت منه برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج من عندها، فأتى المرأة التي عرضت عليه ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/38)
عرضت فقال لها: ما لك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت بالأمس؟ قالت له: فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة
.................................................. ..........
.................................................. ..........
وقال أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي: حدثنا علي بن حرب حدثنا محمد بن عمارة القرشي، حدثنا مسلم بن خالد الزنجي حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه مر به على كاهنة من أهل تبالة متهودة قد قرأت الكتب يقال لها: فاطمة بنت مر الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت: يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل فقال عبد الله
أما الحرام فالممات دونه .. والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه .. يحمي الكريم عرضه ودينه
ثم مضى مع أبيه، فزوجه آمنة نبت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثا ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة، فأتاها فقالت: ما صنعت بعدي؟ فأخبرها فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكني رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون في، وأبى الله إلا أن يجعله حيث أراد
.................................................. ..........
.................................................. ..........
وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس قال: إن عبد المطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء، فنزل على حبر من اليهود قال: فقال لي رجل من أهل الزبور: يعني أهل الكتاب: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قال: نعم إذا لم يكن عورة قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخر فقال: أشهد أن في إحدى يديك ملكا، وفي الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ قلت: لا أدري قال: هل لك من شاعة؟ قلت: وما الشاعة؟ قال: زوجة قلت: أما اليوم فلا قال: فإذا رجعت، فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب، فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، فولدت حمزة وصفية ثم تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب، فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله بآمنة: فلج أي فاز وغلب عبد الله على أبيه عبد المطلب.
فكيف يكونا ولدا معاً مع أن الثابت كون حمزة رضى الله عنه أسن من النبى عليه الصلاة والسلام بسنتين على الأقل؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 10 - 04, 11:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الفاضل وقد ذكرت سابقا في النقول ما يتعلق بالرضاع والسن ولكن ذكر الرضاع يفيد تقاربهما في السن
وتأمل هذا النقل الذي ذكرته سابقا
قال ابن سعد في الطبقات (1/ 108 - 110)
(ذكر من أرضع رسول الله وتسمية إخوته وأخواته من الرضاعة)
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن برة بنت أبي تجراة قالت أول من أرضع رسول الله ثويبة بلبن بن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي
فهذا قد يستدل به على كون حمزة اسن من النبي صلى الله عليه وسلم
والنقول التي نقلتها بارك الله فيك ليس فيه نص صريح على أن النبي صلى الله عليه وسلم وحمزة ولدا في توقيت واحد، فنرجع هنا إلى مسألة الرضاع فالوارد أن ثويبة مولاة أبي لهب أرضعتهما سويا وكذلك حليمة السعدية أرضعتهما سويا وكان حمزة رضي الله عنه قد أُسترضع عندها قبل النبي صلى الله عليه وسلم فهذه من القرائن التي يستدل بها على أن حمزة رضي الله عنه اسن من النبي صلى الله عليه وسلم
كذلك فيما نقلته (
وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس قال: إن عبد المطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء، فنزل على حبر من اليهود قال: فقال لي رجل من أهل الزبور: يعني أهل الكتاب: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قال: نعم إذا لم يكن عورة قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخر فقال: أشهد أن في إحدى يديك ملكا، وفي الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ قلت: لا أدري قال: هل لك من شاعة؟ قلت: وما الشاعة؟ قال: زوجة قلت: أما اليوم فلا قال: فإذا رجعت، فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب، فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، فولدت حمزة وصفية ثم تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب، فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قريش حين تزوج عبد الله بآمنة: فلج أي فاز وغلب عبد الله على أبيه عبد المطلب.
فهذه كذلك تدل على ما سبق من تقدم ولادة حمزة رضي الله عنه، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/39)
ـ[أبو مسعر]ــــــــ[03 - 10 - 04, 03:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله، وبارك الله لنا فى علمكم ..
والنقول التي نقلتها بارك الله فيك ليس فيه نص صريح على أن النبي صلى الله عليه وسلم وحمزة ولدا في توقيت واحد
فى السيرة الحلبية:
(وفي كلام ابن المحدّث: أن عبد المطلب خطب هالة بنت وهيب عم آمنة في مجلس خطبة عبد الله لآمنة، وتزوّجا، وأولما، ثم ابتنيا بهما. ثم رأيت في أسد الغابة ما يوافقه، وهو أن عبد المطلب تزوج هو وعبد الله في مجلس واحد)
قال ابن إسحاق:
(ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد ابنه عبد الله فمر به - فيما يزعمون - على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أم قنال أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي عند الكعبة، فنظرت إلى وجهه فقالت: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك، وقع على الآن قال: أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وهو يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب، وهي يومئذ سيدة نساء قومها ..
فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه فوقع عليها، فحملت منه برسول الله صلى الله عليه وسلم ..
ثم خرج من عندها، فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها: ما لك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت بالأمس؟ قالت له: فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة)
والحاصل: أن كثيراً من الروايات تخبر عن المرأة التى عرضت نفسها على عبد الله بن عبد المطلب، وأن العرض كان فى أثناء اصطحاب أبيه له ليزوجه من آمنة، وأن أباه تزوج هو أيضاً معه فى نفس المجلس، وأن كلاً منهما دخل بزوجته عقيب هذا المجلس، وكان نتيجة ذلك مولد حمزة رضى الله عنه والنبى عليه الصلاة والسلام.
فهل يكون الرأى السليم فى التعامل إزاء هذا الإشكال هو رفض كل تلك الروايات؟
أم أن هناك وجهاً لحل الإشكال؟
وهل رفضنا لتلك الروايات سيعنى بالتبعية رفض كل ما جاء بها، من تنبؤ البعض قبل مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام بكون النبوة فى ولد عبد المطلب؟
لا حرمنا الله سعة صدركم .. ولا واسع علمكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 10 - 04, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا بارك فيكم ونفعنا بعلكم وقد استفدت كثيرا من مشاركتك في هذا الموضوع فنسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب
والترجيح هو المتعين للجمع بين الروايات التي ظاهرها التعارض
والروايات التي فيها أن حمزة أسن من النبي صلى الله عليه وسلم كما في المشاركة 6 أسند وأقوى مما ذكره ابن إسحاق وابن المحدث هكذا بدون سند من أن عبدالمطلب وابنه عبدالله بنيا في يوم واحد.
ـ[عبدالله محمود عدوي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 12:55 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
لدي المزيد من التوضيح في هذا التداخل، و قد أضفت إليه كل ما سبق لتكون الصورة كلها واضحة، بعد إذنكم:
هذا هو النص الذي بنيت عليه هذه الادعاءات: من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد:
(ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه و سلم)
قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين
قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ((((في حجر عمها)))) وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه و سلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم في النسب وأخاه من الرضاعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/40)
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها
ياريت تقرأ كويس: قالا: كانت آمنة في حجر عمها، اللي في حجر عمها دي نظامها ايه بالظبط؟؟؟ لسه مش في سن الزواج أصلا،
يعني اللي حصل ده تمام نفس اللي حصل عند زواج النبي " صلى الله عليه و سلم " بعائشة، و لم يدخل بها إلا بعد الزواج بثلاث سنوات، بعد أن بلغت،،،
أي أن عبدالمطلب تزوج هالة و دخل بها، و أنجبت له حمزة بن عبد المطلب، و بعد أن بلغت آمنة تزوجها عبدالله، و أنجبت له النبي محمد صلى الله عليه و سلم،
قال ابن كثير فى البداية والنهاية فى الجزء الثانى:
ذكر تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب الزهرية
قال ابن إسحاق ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد ابنه عبد الله فمر به - فيما يزعمون - على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أم قنال أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي عند الكعبة، فنظرت إلى وجهه فقالت: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك، وقع على الآن قال: أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وهو يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب، ((((وهي يومئذ سيدة نساء قومها)))، فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه فوقع عليها، فحملت منه برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج من عندها، فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها: ما لك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت بالأمس؟ قالت له: فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة
.................................................. ..........
.................................................. ..........
وقال أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي: حدثنا علي بن حرب حدثنا محمد بن عمارة القرشي، حدثنا مسلم بن خالد الزنجي حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه مر به على كاهنة من أهل تبالة متهودة قد قرأت الكتب يقال لها: فاطمة بنت مر الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت: يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل فقال عبد الله
أما الحرام فالممات دونه .. والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه .. يحمي الكريم عرضه ودينه
ثم مضى مع أبيه، فزوجه آمنة نبت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثا ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة، فأتاها فقالت: ما صنعت بعدي؟ فأخبرها فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكني رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون في، وأبى الله إلا أن يجعله حيث أراد
و هذه هي المرة الثانية التي ذهب فيها عبدالله مع أبيه، و التي دخل فيها بآمنة،، و كانت آمنة حينها سيدة نساء قومها، بخلاف المرة الأولى التي كانت فيها صغيرة في حجر عمها، و لم يذكر في هذه المرة زواج عبد المطلب من هالة، لأنه كان قد دخل بها قبلها بسنتين أو بأربع سنوات و قد ولدت له حمزة.
و أيضا:
وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس قال: إن عبد المطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء، فنزل على حبر من اليهود قال: فقال لي رجل من أهل الزبور: يعني أهل الكتاب: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قال: نعم إذا لم يكن عورة قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخر فقال: أشهد أن في إحدى يديك ملكا، وفي الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ قلت: لا أدري قال: هل لك من شاعة؟ قلت: وما الشاعة؟ قال: زوجة قلت: أما اليوم فلا قال: فإذا رجعت، فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب، فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، (((((فولدت حمزة وصفية ثم تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب، فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم))))) فقالت قريش حين تزوج عبد الله بآمنة: فلج أي فاز وغلب عبد الله على أبيه عبد المطلب.
لايوجد سوى هذه الرواية التي اعتمد صاحبها على كتاب أسد الغابة:
فى السيرة الحلبية:
(وفي كلام ابن المحدّث: أن عبد المطلب خطب هالة بنت وهيب عم آمنة في مجلس خطبة عبد الله لآمنة، وتزوّجا، وأولما، ثم ابتنيا بهما. ثم رأيت في أسد الغابة ما يوافقه، وهو أن عبد المطلب تزوج هو وعبد الله في مجلس واحد)
و هو مخطيء، لأن كتاب أسد الغابة جاء فيه أنهما تزوجا في مجلس واحد فقط، و ليس ابتنيا في وقت واحد، فالبناء عند العرب لم يكن دائما في وقت الزواج، و قد كانت آمنة في حجر عمها، أي كانت صغيرة، لم تبلغ بعد،
و كما في زواج النبي صلى الله عليه و سلم من عائشة.
و بخصوص الرضاعة أيضا:
قال ابن سعد في الطبقات (1/ 108 - 110)
(ذكر من أرضع رسول الله وتسمية إخوته وأخواته من الرضاعة)
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن برة بنت أبي تجراة قالت أول من أرضع رسول الله ثويبة بلبن ابن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة – (((((وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب-)))) وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/41)
ـ[عبدالله محمود عدوي]ــــــــ[26 - 10 - 10, 01:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
لدي المزيد من التوضيح في هذا التداخل، و قد أضفت إليه كل ما سبق لتكون الصورة كلها واضحة، بعد إذنكم:
هذا هو النص الذي بنيت عليه هذه الادعاءات: من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد:
(ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه و سلم)
قال حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين
قالا كانت آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ((((في حجر عمها)))) وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى اليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه و سلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب وخطب اليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ابنته هالة بنت وهيب على نفسه فزوجه إياها فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه و سلم في النسب وأخاه من الرضاعة
قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه وعن أبي الفياض الخثعمي قالا لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا وكانت تلك السنة عندهم إذا دخل الرجل على امرأته في أهلها
ياريت تقرأ كويس: قالا: كانت آمنة في حجر عمها، اللي في حجر عمها دي نظامها ايه بالظبط؟؟؟ لسه مش في سن الزواج أصلا،
يعني اللي حصل ده تمام نفس اللي حصل عند زواج النبي " صلى الله عليه و سلم " بعائشة، و لم يدخل بها إلا بعد الزواج بثلاث سنوات، بعد أن بلغت،،،
أي أن عبدالمطلب تزوج هالة و دخل بها، و أنجبت له حمزة بن عبد المطلب، و بعد أن بلغت آمنة تزوجها عبدالله، و أنجبت له النبي محمد صلى الله عليه و سلم،
قال ابن كثير فى البداية والنهاية فى الجزء الثانى:
ذكر تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله من آمنة بنت وهب الزهرية
قال ابن إسحاق ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد ابنه عبد الله فمر به - فيما يزعمون - على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أم قنال أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهي عند الكعبة، فنظرت إلى وجهه فقالت: أين تذهب يا عبد الله؟ قال: مع أبي قالت: لك مثل الإبل التي نحرت عنك، وقع على الآن قال: أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وهو يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب، ((((وهي يومئذ سيدة نساء قومها)))، فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه فوقع عليها، فحملت منه برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج من عندها، فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت فقال لها: ما لك لا تعرضين علي اليوم ما كنت عرضت بالأمس؟ قالت له: فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لي بك اليوم حاجة
.................................................. ..........
.................................................. ..........
وقال أبو بكر محمد بن جعفر بن سهل الخرائطي: حدثنا علي بن حرب حدثنا محمد بن عمارة القرشي، حدثنا مسلم بن خالد الزنجي حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: لما انطلق عبد المطلب بابنه عبد الله ليزوجه مر به على كاهنة من أهل تبالة متهودة قد قرأت الكتب يقال لها: فاطمة بنت مر الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله فقالت: يا فتى هل لك أن تقع علي الآن وأعطيك مائة من الإبل فقال عبد الله
أما الحرام فالممات دونه .. والحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه .. يحمي الكريم عرضه ودينه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/42)
ثم مضى مع أبيه، فزوجه آمنة نبت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فأقام عندها ثلاثا ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته إليه الكاهنة، فأتاها فقالت: ما صنعت بعدي؟ فأخبرها فقالت: والله ما أنا بصاحبة ريبة، ولكني رأيت في وجهك نورا فأردت أن يكون في، وأبى الله إلا أن يجعله حيث أراد
و هذه هي المرة الثانية التي ذهب فيها عبدالله مع أبيه، و التي دخل فيها بآمنة،، و كانت آمنة حينها سيدة نساء قومها، بخلاف المرة الأولى التي كانت فيها صغيرة في حجر عمها، و لم يذكر في هذه المرة زواج عبد المطلب من هالة، لأنه كان قد دخل بها قبلها بسنتين أو بأربع سنوات و قد ولدت له حمزة.
و أيضا:
وروى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر عن أبي عون عن المسور بن مخرمة عن ابن عباس قال: إن عبد المطلب قدم اليمن في رحلة الشتاء، فنزل على حبر من اليهود قال: فقال لي رجل من أهل الزبور: يعني أهل الكتاب: يا عبد المطلب أتأذن لي أن أنظر إلى بعضك؟ قال: نعم إذا لم يكن عورة قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه ثم نظر في الآخر فقال: أشهد أن في إحدى يديك ملكا، وفي الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك في بني زهرة فكيف ذلك؟ قلت: لا أدري قال: هل لك من شاعة؟ قلت: وما الشاعة؟ قال: زوجة قلت: أما اليوم فلا قال: فإذا رجعت، فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب، فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، (((((فولدت حمزة وصفية ثم تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب، فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم))))) فقالت قريش حين تزوج عبد الله بآمنة: فلج أي فاز وغلب عبد الله على أبيه عبد المطلب.
لايوجد سوى هذه الرواية التي اعتمد صاحبها على كتاب أسد الغابة:
فى السيرة الحلبية:
(وفي كلام ابن المحدّث: أن عبد المطلب خطب هالة بنت وهيب عم آمنة في مجلس خطبة عبد الله لآمنة، وتزوّجا، وأولما، ثم ابتنيا بهما. ثم رأيت في أسد الغابة ما يوافقه، وهو أن عبد المطلب تزوج هو وعبد الله في مجلس واحد)
و هو مخطيء، لأن كتاب أسد الغابة جاء فيه أنهما تزوجا في مجلس واحد فقط، و ليس ابتنيا في وقت واحد، فالبناء عند العرب لم يكن دائما في وقت الزواج، و قد كانت آمنة في حجر عمها، أي كانت صغيرة، لم تبلغ بعد،
و كما في زواج النبي صلى الله عليه و سلم من عائشة.
و بخصوص الرضاعة أيضا:
قال ابن سعد في الطبقات (1/ 108 - 110)
(ذكر من أرضع رسول الله وتسمية إخوته وأخواته من الرضاعة)
قال أخبرنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال حدثني موسى بن شيبة عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن برة بنت أبي تجراة قالت أول من أرضع رسول الله ثويبة بلبن ابن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة – (((((وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب-)))) وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي.(36/43)
حكم من افطر عمدا في نهار رمضان
ـ[ابو تركي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 03:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
ماحكم من افطر نهار رمضان عمدا هل يواصل الصوم ام لا.
وهل يجب عليه القضاء ام لا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[19 - 09 - 04, 12:29 ص]ـ
نعم عليه الإمساك بقية يومه والتوبة وقضاء ذلك اليوم وإن كان أفطر بالجماع فعليه الكفارة المغلظة مع القضاء والله أعلم.
ـ[ابو تركي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 09:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن لماذا يجب ان امسك باقي اليوم وانا قدافطرت وقد قال ابن مسعود من اكل اول النهار فلياكل اخره.
ارجوا الافاده وبارك الله فيك
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 12:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي:ابو تركي
جزاك الله خيرا اخي محمد
اختلف العلماء فيمن افطر متعمدا في نهار رمضان فمنهم من ذهب الى ان المفطر في نهار عليه القضاء والكفارة سواء كان افطاره بسبب الجماع او الطعام وهذا قول الحنفية
وذهب الشافعية والحنابلة الى ان الكفارة لمن جامع فقط
وسبب الاختلاف اصولي فالحد يث الوارد في الامر هو هذا الحديث
"عن أبي هريرة قال أتاه رجل فقال يا رسول الله هلكت قال وما أهلكك قال وقعت على امرأتي في رمضان قال هل تستطيع أن تعتق رقبة قال لا قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا قال اجلس فجلس فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر والعرق المكتل الضخم قال تصدق به فقال ما بين لابتيها أحد أفقر منا قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه قال فخذه فأطعمه أهلك (صحيح) _ ابن ماجه 1671: وأخرجه البخاري ومسلم. "
قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم في من أفطر في رمضان متعمدا من جماع وأما من أفطر متعمدا من أكل أو شرب فإن أهل العلم قد اختلفوا في ذلك فقال بعضهم عليه القضاء والكفارة وشبهوا الأكل والشرب بالجماع وهو قول سفيان الثوري وابن المبارك وإسحق
و قال بعضهم عليه القضاء ولا كفارة عليه لأنه إنما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم الكفارة في الجماع ولم تذكر عنه في الأكل والشرب
وقالوا لا يشبه الأكل والشرب الجماع وهو قول الشافعي وأحمد
و قال الشافعي وقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي أفطر فتصدق عليه خذه فأطعمه أهلك يحتمل هذا معاني يحتمل أن تكون الكفارة على من قدر عليها وهذا رجل لم يقدر على الكفارة فلما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا وملكه فقال الرجل ما أحد أفقر إليه منا فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذه فأطعمه أهلك لأن الكفارة إنما تكون بعد الفضل عن قوته واختار الشافعي لمن كان على مثل هذا الحال أن يأكله وتكون الكفارة عليه دينا فمتى ما ملك يوما ما كفر *
"
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 09 - 04, 03:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن لماذا يجب ان امسك باقي اليوم وانا قد افطرت وقد قال ابن مسعود من اكل اول النهار فلياكل اخره.
كلام ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنما هو على من أبيح له الفطر بعارض شرعي أول النهار ثم زال هذا العارض كمسافر قدم بلده قبل غياب الشمس أو حائض طهرت بعد الظهر مثلا. وكثير من أهل العلم يلزمه بالامساك والقضاء قالوا لحرمة الشهر والصحيح انه لايلزمه.
أما من أنتهك حرمة الصوم فيقضى لانه أتلف صومه، ويمسك باقي اليوم لحرمة اليوم، وردعا له، ولان كل اجزاء اليوم يحرم عليه الفطر فيها، فالصوم واجب عليه من طلوع الفجر الى غروب الشمس، فأذا أبطل صومه بالفطر بقي الزامه بصوم باقي اليوم.
أرايت لو أن أهل بلد لم يعلموا بدخول شهر رمضان الا بعد الزوال، فهنا يلزمهم الامساك رغم أنهم أفطروا سائر يومهم.
وهل يلزمهم القضاء فيه قولان الاشهر والذي عليه الاكثر يلزمهم القضاء والقول الثاني لايلزمهم واختاره شيخ الاسلام رحمه الله وأحتج الفريقان بحديث صوم يوم عاشوراء.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 09 - 04, 05:58 م]ـ
ص 162: ولا يقضي متعمد بلا عذر صوما، ولا صلاة، ولا تصح منه. وما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر المجامع في رمضان بالقضاء فضعيف؛ لعدول البخاري ومسلم عنه. وتقدم نحوه ص53.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=110391&posted=1#post110391
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 02:37 ص]ـ
الذي أفهمه ياشيخنا السديس أن هذا فيمن لم ينو الصوم أصلا أما من صام ثم أفطر في أثناء اليوم فلابد من القضاء.(36/44)
(الفقيه من اسكتته الخشيه) هل قالها سفيان الثوري رحمه الله
ـ[سؤول]ــــــــ[18 - 09 - 04, 04:20 م]ـ
الفقيه من اسكتته الخشيةن فاذا نطقن نطق بقال الله ورسوله، واذا اشتبه عليه الامر رده الى الله ورسوله.
من قائلها، هل صحيح انه سفيان؟
مع ذكر المصدر كرما
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 09 - 04, 06:20 م]ـ
قالها الفضيل بن عياض
طبقات الحنابلة 3/ 267 في ترجمة ابن بطة.
ـ[سؤول]ــــــــ[19 - 09 - 04, 01:15 ص]ـ
جزا الله خيرا جناب الشيخ عبد الرحمن السديس ..
اثابك الله .. وسدد خطاك .. ورزقك الاخلاص في القول والعمل ..
سعدت كثيرا ان ياتي الرد من حضرتكم ..(36/45)
فائدة من معرفة السنن للامام البيهقي رحمه الله (حول حديث بسرة في مس الذكر)
ـ[أبو رشيد الأيوبي]ــــــــ[19 - 09 - 04, 04:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام البيهقي رحمه الله: وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَأَلْتُ أَبِي، وَأَبَا زُرْعَةَ: عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ (مَسِّ الذَّكَرِ)، فَقَالَا: " قَيْسُ بْنُ طَلْقٍ لَيْسَ مِمَّنْ يَقُومُ بِهِ حُجَّةٌ "، وَوَهَّنَاهُ وَلَمْ يُثْبِتَاهُ. قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ كَمَا لَمْ يُخَرِّجْهُ صَاحِبَا الصَّحِيحِ فِي الصَّحِيحِ، لَمْ يَحْتَجَّا بِشَيْءٍ مِنْ رِوَايَاتِهِ وَلَا بِرِوَايَاتِ أَكْثَرِ رُوَاةِ حَدِيثِهِ فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ. وَحَدِيثُ بُسْرَةَ بِنْتِ صَفْوَانَ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ لِاخْتِلَافٍ وَقَعَ فِي سَمَاعِ عُرْوَةَ مِنْ بُسْرَةَ، أَوْ هُوَ عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ بُسْرَةَ؟ فَقَدِ احْتَجَّا بِسَائِرِ رُوَاةِ حَدِيثِهَا. وَاحْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِرِوَايَةِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فِي حَدِيثِهِ مُتْعَةِ الْحَجِّ، وَحَدِيثِ الْقِرَاءَةِ فِي الْمَغْرِبِ. وَحَدِيثِ الْجِهَادِ. وَحَدِيثِ الشِّعْرِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ بِكُلِّ حَالٍ. وَإِذَا ثَبَتَ سُؤَالُ عُرْوَةَ بُسْرَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، كَانَ الْحَدِيثُ صَحِيحًا عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَمُسْلِمٍ جَمِيعًا. وَقَدْ مَضَتِ الدَّلَالَةُ عَلَى سُؤَالِهِ إِيَّاهَا عَنِ الْحَدِيثِ، وَتَصْدِيقِهَا مَرْوَانَ فِيمَا رَوَى عَنْهَا. فَهَذَا وَجْهُ رُجْحَانِ حَدِيثِهَا عَلَى حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ مِنْ طَرِيقِ الْإِسْنَادِ، كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الشَّافِعِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ. قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: وَالرُّجْحَانُ إِنَّمَا يَقَعُ بِوُجُودِ شَرَائِطِ الصِّحَّةِ وَالْعَدَالَةِ فِي هَؤُلَاءِ الرُّوَاةِ. دُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ. وَشَرْحُهَا هَهُنَا يَطُولُ. فَجَعَلْتُ احْتِجَاجَ صَاحِبَيِ الصَّحِيحِ بِهِمْ فِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ دُونَ غَيْرِهِمْ مِمَّنْ خَالَفَهُمْ عَلَامَةً لِمَنْ عَرَفَ تَقَدُّمَهَا فِي عَلِمِ الْحَدِيثِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُمْ عَلَى وُجَودِهَا فِيهِمْ دُونَ مَنْ خَالَفَهُمْ.
فَتَبَيَّنَ بِذَلِكَ صِحَّةُ مَا قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ، مِنْ رُجْحَانِ حَدِيثِ بُسْرَةَ عَلَى حَدِيثِ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ مِنْ طَرِيقِ الْإِسْنَادِ. فَأَمَّا مَا احْتَجُّوا بِهِ مِنْ أَقَاوِيلِ الصَّحَابَةِ، فَقَدْ رَجَّحَ الشَّافِعِيُّ قَوْلَ مَنْ أَوْجَبَ مِنْهُ الْوُضُوءَ عَلَى قَوْلِ مَنْ لَمْ يُوجِبْهُ، بِأَنَّ الَّذِي قَالَ: لَا وُضُوءَ فِيهِ، إِنَّمَا قَالَهُ بِالرَّأْيِ. وَالَّذِي أَوْجَبَ الْوُضُوءَ فِيهِ لَا يُوجِبُهُ إِلَّا بِالِاتِّبَاعِ، لِأَنَّ الرَّأْيَ لَا يُوجِبُهُ. هَذَا وَالْوُضُوءُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَابِتٌ، وَمَا ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ فِي قَوْلِ أَحَدٍ خَالَفَهُ حُجَّةٌ عَلَى قَوْلِهِ. وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ *(36/46)
اللحية و الاسبال
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد ان أسأل هل مشط (تمشيط) اللحية فيه شيء لأني أرى بعض العلماء لحاهم كأنهم لايلمسونها بل تبقى كما هي؟
ماهي الطريقة الصحيحة والتي من السنه في رفع الثوب أعلى من الكعبين لأن هناك من يجعله اعلى الكعب مباشرة ومنهم من يجعله الى نصف الساق فأي هذه الطريقتين الصحيحة؟ وهل هناك احاديث لهذا وهذا؟
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 09:37 م]ـ
أين الأحبة
سؤال آخر هناك حديث ان الرجلة اي المتشبهة بالرجال لاتدخل الجنة فأين أجده وماهي صحته؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[20 - 09 - 04, 09:54 م]ـ
أخي الكريم: استخدم خاصيّة البحث في الملتقى، وإليك رابط الموضوع الأول:
http://67.15.76.39/~ahlalhde/vb/showthread.php?t=15525&highlight=%C5%D3%C8%C7%E1+%C7%E1%CB%ED%C7%C8
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[21 - 09 - 04, 11:35 م]ـ
الله يعافيك
وجزاك الله خير(36/47)
"نهى رسول عن السدل والكفت والوصل"! ... كيف؟؟
ـ[أمين هشام]ــــــــ[20 - 09 - 04, 12:33 ص]ـ
"نهى رسول عن السدل والكفت والوصل"!.
سمعت أحد المشايخ يذكر في الصلاة فذكر هذا القول ...
فما صحته, وما معناه إن صح؟؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 09 - 04, 12:40 ص]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2578&highlight=%C7%E1%DF%DD%CA(36/48)
من يخرج: ((جاءت إمراءة الى داوود عليه السلام ..
ـ[موسى التبوكي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 12:36 ص]ـ
اخواني الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وجدت القول ادناه قد انتشر في كثير من المنتديات و ارغب الرد عليه فهل يساعدني احد في تخريجه و هل هو من الاسرائيليات
جاءت امرأة إلى داوود عليه السلام
قالت: يا نبي الله .... اربك ... !!! ظالم أم عادل؟؟؟
فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور،
ثم قال لها ما قصتك
قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي
فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء
و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي
فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب،
و بقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلّغ به أطفالي.
فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام
إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول
وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده: مائة دينار
فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها.
فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال
قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا
على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها
غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد
العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار
و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت،
فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة و قال لها: ـ
رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا،
و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[16 - 10 - 08, 02:47 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70352&highlight=%CE%D1%DE%C9+%CD%E3%D1%C7%C1(36/49)
بين علماء السلف والأشاعرة
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[20 - 09 - 04, 01:18 ص]ـ
هذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى الرائع المفيد وأتمنى الأستفاده من أخواني طلاب العلم 0 أطلب من أخواني أن يذكروا لي بعض علماء السلف الذين وقفوا أمام بدع الأشاعرة غير شيخ الأسلام وتلاميذه وكذلك بعض الكتب غير كتب شيخ الأسلام رحمه الله.(36/50)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أهل الحديث
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 01:19 م]ـ
السلام عليكم اخوتي
ضيف جديد يحل بساحتكم و ارضكم طالبا الإستفادة و التعلم من إخوانه
و راجيا ان يكون بينه و بينهم حبا صادقا في الله و نصحا خالصا لوجهه
أخوكم سعيد
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[20 - 09 - 04, 05:33 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله أخي الكريم.
ـ[داود البلجيكي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 08:25 م]ـ
علبكم السلام
اسعد الله ايامك و جعلك الله سلفيا حقا
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 08:36 م]ـ
الأخ هيثم بارك الله فيك و لعلك كمشرف تعرف كم تعبت انا حتي اسجل هنا فحياكم الله
الأخ داود بارك الله فيك اخي و حياك و رزقنا و إياك اتباع السنه
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[20 - 09 - 04, 11:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيك اخي سعيد
وجعلك نافع للملتقى و للمسلمين
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 01:19 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا أخي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 04, 04:02 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وبياك
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 09 - 04, 04:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. بارك الله فيك اخي سعيد
ونتظر مشاركاتك ومداخلاتك الهادفة والمفيدة.
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 07:44 م]ـ
حياكم الله أجمعين(36/51)
هام:هل قال البيهقي هذا الكلام ?????
ـ[المهندي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 01:46 م]ـ
قرأت في أحد المنتديات مكتوبا
___________________________________________
يقول الإمام البيهقي رضي الله عنه وأرضاه:
" يجب أن يُعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج، ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه، كما أخبر بلا كيف، بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة.
وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف ـ أي الكتاب والسنة ـ فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال الله تعالى (ليس كمثله شيء) وقال (ولم يكن له كفوا أحد) وقال (هل تعلم له سميا) ـ أي مثلا ـ "
_____________________________________________
هل يصح هذا الكلام عنه ???
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 04, 02:18 م]ـ
قال البيهقي في أواخر كتابه الإعتقاد
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، ثنا أحمد بن سلمان، قال: قرئ على سليمان بن الأشعث، وأخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له " قال رحمه الله: وهذا حديث صحيح رواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا، ولم يتكلم أحد من الصحابة والتابعين في تأويله، ثم إنهم على قسمين: منهم من قبله وآمن به ولم يؤوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه عنه. ومنهم من قبله وآمن به وحمله على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد. وقد ذكرنا هاتين الطريقتين في كتاب الأسماء والصفات في المسائل التي تكلموا فيها من هذا الباب، وفي الجملة يجب أن يعلم أن استواء الله سبحانه وتعالى ليس باستواء اعتدال عن اعوجاج ولا استقرار في مكان، ولا مماسة لشيء من خلقه، لكنه مستو على عرشه كما أخبر بلا كيف بلا أين، بائن من جميع خلقه، وأن إتيانه ليس بإتيان من مكان إلى مكان، وأن مجيئه ليس بحركة، وأن نزوله ليس بنقلة، وأن نفسه ليس بجسم، وأن وجهه ليس بصورة، وأن يده ليست بجارحة، وأن عينه ليست بحدقة، وإنما هذه أوصاف جاء بها التوقيف، فقلنا بها ونفينا عنها التكييف، فقد قال: ليس كمثله شيء، وقال: ولم يكن له كفوا أحد، وقال: هل تعلم له سميا *) انتهى.
وفي بعض ما في كلامه السابق نظر.(36/52)
التعريف بالإمام أبو الحسن االأشعري
ـ[المهندي]ــــــــ[20 - 09 - 04, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبة ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.
وبعد: لما كان كثير من الناس في الاقطار الاسلامية ينتسب إلى أبي الحسن الأشعري، مع ذلك لا يعرف شيئا عن أبي الحسن الأشعري ولا عن عقيدته التي استقر عليها أمره أخيراً واستحق بها أن يكونن من الأئمة المقتدى بهم –أحببنا أن نفيد أولئك عن حقائق هذا الامام المجهول عند كثير ممن ينتسب اليه وينتحل عقيدته، حسب ما تتبعنا من المراجع المعتبرة.
وقبل كل شيء أتحف القارئ بنبذة قليلة من ترجمة الأشعري فأقول وبالله أستعين:
التعريف بالامام وذكر أبرز المصادر التي ترجمت له:
(أما أبو الحسن االأشعري) فهو: علي بن اسماعيل ابن اسحاق ابن سالم بن اسماعيل بن موسى الأشعري، ولد سنة ستين ومئتين من الهجرة النبوية260هـ، ترجمه أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي في كتابة "تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري" والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" وابن خلكان في وفيات الأعيان، والذهبي في "تاريخ الإسلام" وابن كثير في "البداية والنهاية" وطبقات الشافعية والتاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" وابن فرحون المالكي في "الديباج المذهب في أعيان أهل المذهب" ومرتضي الزبيدي في "اتحاد السادة المتقين بشرح أسرار غحياء علوم الدين" زابن العماد الحنبلي في "شذرات الذهب في أعيان من ذهب" وغيرهم.
عمن أخذ الأشعري العلم والكلام:
دخل هذا الامام بغداد وأخذ الحديث عن زكريا بن يحيى الساجي أحد أئمة الحديث والفقة وعن أبي خليفة الجمحي وسهل بن سرح ومحمد بن بعقوب المقريء وعبدالرحمن ابن خلف البصريين، وروى عنهم كثيراً في تفسيره ((المختزن)) وأخذ علم الكلام عن شيخة زوج أمه أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة، ولما تبحر في كلام الاعتزال وبلغ فيه الغاية كان يورد الأسئلة على استاذه في الدرس ولايجد فيها جواباً شافياً فتحير في ذلك فحُكي عنه أنه قال: وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد فقمت وصليت ركعتين وسألت الله تعالى أن يهديني الطريق المستقيم ونمت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر، فقال لي رسول الله صلى الله علية وسلم ((عليك بسنتي)) فانتبهت!!، وعارضت مسائل الكلام بما وجدت في القرآن والأخبار، فأثبته ونبذت ماسواه ورائى ظهري. قال أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب الغدادي المتوَفى سنة 463هـ في الجزء الحادي عشر من تاريخه المشهور صفحة 346هـ ((أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة والجهمية، والخوارج وسائر أصناف المبتدعة ... إلى أن قال: وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري فجزهم في أقماع السمسم.
قال ابن فرحون في الديباج: ((أثنى على أبي الحسن الأشعري أبو محمد بن أبي زيد القيرواني وغيره من أئمة المسلمين اهـ))
أبو الحسن الأشعري يناهظ شيخه الجبائي فيفحمه!!!
وقال ابن العماد الحنبلي في الشذرات الجزء الثاني صفحة 303 ومما بيض به أبو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية، فأبان به وجه الحق الأبلج ولصدور أهل الايمان والعرفان أثلج مناظرة كما قال ابن خلكان: ((سأل أبو الحسن الأشعري أستاذه أبا على الجبائي عن ثلاثة إخوة؛ كان أحدهم مؤمناً براً تقيلً والثاني كان كافراً فاسقً شقياً، والثالث كان صغيراً، فماتوا فكيف حالهم؟، فقال الجبائي: أما الزاهد ففي الدرجات أما الكافر ففي الدركات، وأما الصغير فمن أهل السلامة فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟، فقال الجبائي: لا!!؛ لأنه يقال له: أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بعطائه الكثير وليس لك تلك الطاعات، فقال الأشعري: فان قال ذلك التقصير ليس مني، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة، فقال الجبائي: يقول البارئ جل وعلا: كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك، فقال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/53)
الأشعري: فلو قال الأخ الأكبر يا إله العالمي كما علمت حاله فقد علمت حالي، فلم راعيت مصلحته دوني فانقطع الجبائي!!!
وقال ابن العماد ((وفي هذه المناظرة دلالة على أن الله تعالى خص من شاء برحمته’ واختص آخر بعذابه)) اهـ.
ثناء السبكي، على عقيدة أبي الحسن الأشعري
وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعيه الكبرى: ((أبو الحسن الأشعري كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد ابن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمة الله واحدة لاشك في ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعري في تصانيفه وذكره غير مامرة من أن عقيدتي هي عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه)) اهـ.
وفضائل أبي الحسن الأشعري ومناقبه أكثر من أن يمكن حصرها في هذه العجالة، ومن وقف على تواليفه بعد توبته من الاعتزال –رأى أن الله تعالى قد أمده؛ فاالمالكي يدعي أنه مالكي؛ والشافعي يزعم أنه شافعي، والحنفي كذلك. قال ابن عساكر: لقيت الشيخ الفاضل رافعاً الحمال الفقيه، فذكر لي عن شيوخه أن أب الحسن الأشعري كان مالكياً فنسب من تعلق اليوم بمذهبه وتفقه في معرفة أصول الدين من سائر المذاهب –إلى الأشعري لكثرة تواليفة وكثرة قراءة الناس لها.
وقال ابن فروك: توفي أبو الحسن الأشعري سنة 324هـ
رجوع أبي الحسن الأشعري عن الاعتزال إالى عقيدة السلف
قال الحافظ مؤرخ الشام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر الدمشقي المتوفى سنة هـ في كتابه ((التبيين)) قال أبو بكر اسماعيل بن أبي محمد بن اسحق الأردي القيرواني المعروف بابن عزره: إن أبا الحسن الأشعري كان معتزلياً وإنه أقام على مذهب الاعتزال أربعين سنة وكان لهم إماماً، ثم غاب عن الناس في بيته خمسة عشر يوماً، فبعد ذلك خرج إلى الجامع بالبصرة فصعد المنبر بعد صلاة الجمعة، وقال: معاشر الناس إني إنما تغيبت عنكم في هذه المدة لأني نظرت فتكافأت عندي الأدلة ولم يترجح عندي حق على باطل ولا باطل على حق، فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى ما أودعته في كتبي هذه، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده، كما انخلعت من ثوبي هذا،وانخلع من ثوب كان عليه، ورمى به ودفع الكتب إلى الناس؛ فمنها كتاب اللمع وغيره من تواليفه الآتي ذكر بعضها قريبا إنشاءالله: فلما قرأ تلك الكتب أهل الحديث والفقه من أهل السنة والجماعة أخذوا بما فيها وانتحوها، واعتقدوا تقدمة واتخذوه إماماً حتى نسب مذهبهم إليه فصار عند المعتزلة (ككتابيٍ أسلم وأظهر عوار ما تركه فهو أعدى الخلق إلى أهل الذمة)، وكذلك أبو الحسن الأشعري أعدى الخلق إلى المعتزلة؛ فهم يشنعون علية وينشنعون علية وينسبون إليه الأباطيل، وليس طول مقام أبي الحسن الأشعري على مذهب المعتزلة مما يفضى به إلى انحطاط النمزلة بل يقضي له في معرفة الأصول بعلو المرتبة ويدل عند ذوي البصائر له على سمو المنقبة؛ لأن من رجع عن مذهب كان بعواره أخبر وعلى رد شبه أهله وكشف تمويهاتهم أقدر، وتبيين ما يلبسون به لمن يهتدي باستبصاره أبصر، فاستراحتة من يعيره بذلك كاستراحة مناظر هرون بن موسى الأعور؛ وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامة، وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو، وناظره انسان يوماً في مسألة فغلبه هرون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له: أنت كنت يهودياً فأسلمت فقال له هرون فبئس ما صنعت فغلبه هرون في هذا.
واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعري كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث؛ تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سبفاً مسلولاً ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السؤ في جميع أهل السنة، ولم يكن أبو الحسن الأشعري أول متكلم بلسان أهل السنة وإنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف، فزاده حجةً وبياناً، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهباً انفرد به وليس له في المذهب أكثر من شرحه كغيرة من الأئمة.
وقال أبوبكر بن فروك: رجع أبو الحسن الأشعري عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة300هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/54)
وممن قال من العلماء برجوع الأشعري عن الاعتزال أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان الشافعي المتوفى سنة681هـ؛ قال في ((وفيات الأعيان)) الجز الثاني صفحة 446: كان أبو الحسن الأشعري معتزلياً ثم تاب. ومنهم عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 774هـ؛ قال في البداية والنهاية الجزء الحادي عشر صفحة187: ((إن الأشعري كان معتزلياً فتاب منه بالبصرة فوق المنبر، ثم أظهر فضائح المعتزلة وقبائحهم)) ومنهم شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الدمشقي الشافعي الشهير بالذهبي المتوفى سنة 748هـ؛ قال في كتابه ((العلول للعلى الغفار)): ((كان أبو الحسن أولا معتزلياً أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه وصار متكلماً للسنة، ووافق أئمة الحديث، فلو انتهى أصحابنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن ولزموها لأحسنوا ولكنهم خاضوا كخوض حكماْ الأوائل في الأشياء ومشوا خلف المنطق فلا قوة إلا بالله))، وممن قال برجوعه تاج الدن أبو نصر عبدالوهاب بن تقي الدين السبكي الشافعي المتوفى سنة771هـ قال في طبقات الشافعية الكبرى، الجزء الثاني صفحة 246هـ: أقام أبو الحسن على الاعتزال أربعين سنة حتى صار للمعتزلة إماماً فلما أرادة الله لنصرة دينة وشرح صدره لإتباع الحق غاب عن الناس في بيته، وذكر كلام ابن عساكر المتقدم بحروفه ومنهم برهان الدين إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون اليعمري المدني المالكي المتوفى سنة 799هـ قال في كتابه ((الديباج المذهب في أعيان علماء المذهب)) صفحة193: "كان أبو الحسن الأشعري في ابتداء أمره معتزلياً، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق، ومذهب أهل السنة فكثر التعجب منه، زسئل عن ذلك، فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فأمره بالرجوع إلى الحق ونصره، فكان ذلك والحمد لله تعالى.
ومنهم السيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي الشهير بمرتضى؛ قال في كتابه ((إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار احياء علوم الدين)) الجزء الثاني صفحة 3 قال: "أبو الحسن الأشعري أخذ الكلام عن شيخ أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة، ثم فارقه لمنام رآه، ورجع عن الاعتزال وأظهر ذلك إظهاراً، فصعد منبر البصرة يوم الجمعة ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان كنت أقول بخلق القرآن وإن الله لايُرى في الدار الآخرة بالأبصار وإن العباد يخلقون أفعالهم وها أنا تائب من الغعتزال معتقداً الرد على المعتزلة، ثم شرع في الرد عليم والتصنيف على خلافهم، ثم قال: قال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبي الحسن الأشعري ثلاثة أحوال أولها حال الاعتزال التي رجع عنها ولا محالة والحال الثاني إثبات الصفات العقلية؛ وهي الحياة والعلم، والقدرة، والارادة، والسمع، والبصر، والكلام. زتأويل الخبرية كالوجة واليدين والقدم والساق ونحو ذلك، الحال الثالث إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهي طريقته في الإنابه التي صنفها آخراً.
وبهذه النقول عن هؤلاء الأعلام ثبت ثبوتاً لاشك فيه ولا مرية أن أبا الحسن الأشعري استقر أمره أخيراً بعد أن كان معتزلياً على عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم وسنة النبي الكريم عليه أزكى الصلاة والتسليم.
صحة نسبة ((الابانة في أصول الديانة))
ثبوت نسبة الابانة إلى أبي الحسن الأشعري والرد على من أنكر ذلك وزعم أنها مدسوسة:
وقبل البحث في صحة نسبة هذا الكتاب إلى أبي الحسن الأشعري نذكر نبذة قليلة من تواليفة التي ألفها بعد توبته من الاعتزال، فنقول: قال الحافظ ابن عساكر في كتابه ((تبيين كذب المفتري)) ذكر ابن حزم الظاهري أن لأبي الحسن الأشعري خمسة وخمسين تصنيفاً، ثم قال: ترك ابن حزم من عدد مصنفاته أكثر من مقدار النصف، وبعد ذلك سردها، فقال: منها كتاب اللمع، وكتاب أظهر فيه عوار المعتزلة سماه بكتاب ((كشف الأسرار وهتك الأستار)) ومنها تفسيره المختزن؛ وهو خمسمئة مجلد لم يترك فيه آية تعلق بها بدعي إلا أبطل تعلقه بها، وجعلها حجة لأهل الحق، وبين المجمل وشرح المشكل ونقض فيه ما حرفه الجبائي والبلخي في تفسيريهما ومنها الفصول في الرد على الملحدين والخارجين على الملة كالفلاسفة والطبائعيين والطبائعيين والدهريين وأهل التشبيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/55)
ومنها مقالات المسلمين استوعب فيه جميع اختلافهم ومقالاتهم وذكرها الحافظ ابن عساكر بأسمائها وموضوعاتها في كتابه التبيين من صفحة 128 إلى صفحة 136، وقد أطلعت أنا الجامع لهذه الرسالة على ثلاثة من الكتب المذكورة، وهي مطبوعة: اللمع، والابانة، والمقالات الاسلامية، وقال ابن عساكر في صفحة28 من التبيين: وتصانيف أبي الحسن الأشعري بين أهل العلم مشهورة معروفة وبالاجادة والاصابة للتحقيق عند المحققين موصوفة، ومن وقف على كتابه المسمى بالإبانة عرف موضعه من العلم والديانه، ثم قال في صفحة 152: فإذا كان أبو الحسن كما ذكر عنه من حسن الاعتقاد مستصوب المذهب عند أهل المعرفة بالعلم والانتقاد يوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد، ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد فلا بد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة، ونتجنب أن نزيد فيه أو ننقص منه تركاً للخيانة لتعلم الحقيقه حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة؛ فاسمع ماذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة ونذكر ما يأتي في آخر الرسالة إنشاء الله تعالى ثم قال في صفحة 171 في جملة أبيات نسبها لبعض المعاصرين له:
لو لم يصنف عمره----غير الإبانة واللمع
لكفى فكيف وقد----تفنن في العلوم بما جمع
مجموعة تربى علىالمئت----ين مما صنع
لم يأل في تصنيفها----أخذاً بأحسن ما استمع
فهدى بها المسترشد----ين ومن تصفحها انتفع
تتلى معاني كتبه----فوق المنابر في الجمع
ويخاف منإفحامه----أهل الكنائس والبيع
فهو الشجا في حلق من----ترك المحجة وابتدع
وممن عزا الإبانة إلى أبي الحسن الأشعري الحافظ الكبير أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الشافعي المتوفى في سنة 458هـ؛ قال في كتاب ((الاعتقاد الهداية إلى سبيل الرشاد)) في باب القول في القرآن صفحة31؛: ذكر الشافعي رحمه الله مادل على أن مانتلوه من القرآن بألسنتنا ونسمعه بآذاننا، ونكتبه في مصاحفنا يسمى كلام الله عز وجل وان الله عز وجل كلم به عباده بأن أرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم وبمعناه ذكره أيضاً علي بن إسماعيل في كتابه الإبانة وقال في صفحة 23 من الكتاب المذكور آنفاً: قال أبو الحسن علي بن إسماعيل في كتابه؛ يعني الإبانة فإن قال قائل حدثونا أتقولون إن كلام الله عز وجل في اللوح المحفوظ قيل له نقول ذلك؛ لأن الله قال ((بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ))، فالقرآن في اللوح المحفوظ وهو في صدور الذين أوتوا العلم ‘ وهو بالالسنة قال تعالى: ((لاتحرك به لسانك)) والقرآن مكتوب في مصاحفنا في الحقيقة محفوظ في صدورنا في الحقيقة متلو بألسنتنا في الحقيقة. مسموع لنا في الحقيقة كما قال تعالى: ((فأجره حتى يسمع كلام الله)) ثم قال في صفحة 26 بعد سرد الأدلة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق: وقد احتج علي ابن إسماعيل الأشعري رحمة الله بهذه الفصول اهـ. من نسخة مخطوطة يرجع تاريخ خطها إلى سنة1086هـ[وهي محفوظة لدى الأخ اسماعيل الأنصاري طبعت في مصر قريباً].
وممن ذكر الإبانة وعزاها لأبي الحسن الأشعري الحافظ المعروف بالذهبي قال في كتابه ((العلو العلي للغفار)) صفحة278 قال الأشعري في كتاب (الابانة في أصول الديانة) له في باب الاستواء: فإن قال قائل: (الرحمن على العرش استوى) الى آخر مافي الابانة. ثم قال: وكتاب الابانة من أشهر تصانيف أبي الحسن الأشعري شهره الحافظ ابن عساكر واعتمد عليه ونسخة بخط الامام محيي الدين النواوي وذكر الذهبي عن الحافظ أبي العباس أحمد بن ثابت الطرقي أنه قال: ونقل عن أبي علي الدقاق أنه سمع زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الاشعري رحمة الله ورأسه في حجري فكان يقول شيئاً في حال نزعه: لعن الله المعتزله موهوا ومخرقوا اهـ كلام الذهبي.
وممن نسبها إلى أبي الحسن الاشعري ابن فرحون المالكي؛ قال في كتابه الديباج صفحة 193: إلىصفحة194 ولأبي الحسن الأشعري كتب منها كتاب اللمع الكبير واللمع الصغير وكتاب الابانه في أصول الديانةاهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/56)
وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري أبو الفلاح عبد الحي ابن العماد الحنبلي المتوفى سنة 1089هـ؛ قال في الجزء الثاني من كتابه؛ ((شذرات الذهب في أعيان من ذهب)) صفحة 303، قال أبو الحسن في كتابه الابانة في أصول الديانة وهو آخر كتاب صنفه. وعليه يعتمد أصحابه في الذب عنه عند من يطعن عليه، ثم ذكر فصلاً كاملاً من الابانه.
وممن عزاها لأبي الحسن الأشعري السيد مرتضى الزبيدي قال في ((إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين)) في الجزء الثاني صفحة2 قال: صنف أبو الحسن الأشعري بعد رجوعة من الاعتزال الموجز؛ وهو في ثلاث مجلدات كتاب مفيد في الرد على الجهمية والمعتزلة ومقالات الاسلاميين وكتاب الابانة، وقد تقدم حكاية عن ابن كثير أن الابانة هي آخر كتاب صنفه أبو الحسن الأشعري.
وممن ذكر أن الابانة تأليف أبي الحسن الأشعري أبو القاسم عبالملك بن عيسى بن درباس الشافعي قال في رسالته ((الذب عن أبي الحسن الاشعري)): إعلموا معشر الاخوان أن كتاب الابانة عن أصول الديانة، الذي الفه الامام أبو الحسن علي بن إسماعيل الاشعري هو الذي استقر عليه أمره فيما كان يعتقده وبه كان يدين الله سبحانه وتعالى بعد رجوعه من الاعتزال بمن الله ولطفه، وكل مقالة تنسب إليه الآن مما يخالف مافيه فقد رجع عنها وتبرأ إلى الله سبحانه منها وكيف وقد نص فيه على أنه ديانته التي يدين الله سبحانه بها: وروي أثبت أنه ديانة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث الماضين وقول أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين، وأن مافيه هو الذي يدل علية كتاب الله وسنة رسولة صلى الله علية وسلم، فهل يسوغ أن يقال إنه رجع عن هذا إلى غيره فإلى ماذا يرجع أتراه يرجع عن كتاب الله وسنة نبي الله خلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون وأئمة الحديث المرضيون وقد علم أنه مذهبهم، ورواه عنهم؟؟!! هذا لعمري ما لا يليق نسبته إلى عوام المسلمين وكيف بأئمة الدين أوهل يقال:: إنه جهل الأمر فيما نقلة عن السلف الماضين مع افنائه جل عمره في استقراء المذاهب وتعرف الديانات، هذا مما لا يتوهمه منصف، ولا يزعمه إلا مكابر مسرف، وقد ذكر الابانه واعتمد عليها وأثبتها عن الامام أبي الحسن الأشعري وأثنى عليه بما ذكره فيها وبرأه من كل بدعة نسبت إليه، ونقل منها إلى تصنيفه جماعة من الأئمة الأعلالم من فقهاء الاسلام وأئمة القراء وحفاظ الحديث وغيرهم.
وذكر ابن درباس طائفة من الذين قدمنا ذكرهم وزاد الحافظ أبا عباس أحمد بن ثابت العراقي، وذكر عنه أنه قال في بيان مسألة الاستواء من تأليفه رأيت هؤلاء الجهمية ينتمون في نفي علو الله على العرش وتأويل الاستواء إلى أبي الحسن الأشعري، وما هذا بأول باطل إدعوه وكذب تعاطوه، فقد قرأت في كتابه الموسم بالابانه عن أصول الديانة أدلة من جملة ما ذكرته على اثبات الاستواء، ومنهم الامام الاستاذ الحافظ أبو العثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني، ذكر عنه أنه ما كان يخرج إلى مجلس درسه إلا بيده كتاب الابانه لابي الحسن الأشعري ويظهر الاعجاب بها، ويقول مالذي ينكر على من هذا الكتاب شرح مذهبه (هذا قول الامام أبي عثمان وهو من أعيان أهل الأثر بخرسان).
ومنهم امام القراء أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم الفارسي ذكر الامام أبا الحسن الأشعري رحمة الله عليه، فقال: وله كتاب في السنة سماه كتاب الابانه صنفه ببغداد لما دخلها وذكر ابن درباس أنه وجد كتاب الابانة في كتب أبي الفتح نصر المقدسي-رحمه الله ببيت المقدس وقال رأيت في بعض تآليفه في الاصول فصولا منه بخطه.
ومنهم الفقيه أبو المعالي مجلى صاحب كتاب الذخائر في الفقة، قال ابن درباس أنبأني غير واحد عن الحافظ أبي محمد المبارك بن علي البغدادي ونقلته أنا من خطه في آخر كتاب الابانه قال نقلت هذا الكتاب جميعه من نسخة كانت مع الشيخ الفقيه مجلى الشافعي أخرجها في مجلدة فنقلتها وعارضت بها وكان رحمه الله يعتمد عليها وعلى ماذكره فيها ويقول لله من صنفه ويناظر على ذلك من ينكره وذكر ذلك لي وشافنى به وقال: هذا مذهبي وإليه أذهب نقلت هذا في سنة 540هـ بمكة وهذا آخر مانقلت منخط ابن الطباخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/57)
وذكر فيمن غزاها إلى أبي الحسن أبا محمد بن علي البغدادي نزيل مكة قال ابن درباس شاهدت نسخة من كتاب الابانة بخطه من أوله إلى آخره، وهي بيد شيخنا الإمام رئيس العلماء الفقيه الحافظ العلامة أبي الحسن بن المضل المقدسي ونسخت منها نسخة، وقابلتها عليها بعد أن كنت كتبت نسخة أخرى مما وجدته في كتاب الامام نصر المقدسي ببيت المقدس ولقد عرضها بعض أصحابنا على عظيم من عظماء الجهمية المنتمين افتراءاً إلى أبي الحسن الأشعري ببيت المقدس فأنكرها وجحدها وقال: ماسمعنابها قط ولاهي من تصنيفه واجتهد آخر في إعمال رويته ليزيل الشبهة بفطنته، فقال بعد تحريك لحيته لعله ألفها لما كان حشوياً، قال ابن درباس فمادريت من أي أمر به أعجب أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في تصانيفه من العلماء أومن جهله بحال شيخة الذي يفتري عليه بانتمائه إليه واشتهاره قبل توبته من الاعتزال بين الأمة عالمها وجاهلها، فإذا كانوا بحال من ينتمون إليه بهذه المثابة فكيف يكونون بحال السلف الماضين وأئمة الدين من الصحابة والتابعين وأعلام الفقهاء والحدثين وهم لايلوون على كتبهم ولا ينظرون في آثارهم وهم والله بذلك أجهل وأجهل كيف لا وقد قنع بعض من ينتمي منهم إلى أبي الحسن الأشعري بمجرد دعواه وهو في الحقيقة مخالف لمقالة الأولى، وكان خلاف ذلك أحرى به وأولى لتستمر القاعدة وتصير الكلمة واحدة اهـ (كلام ابن درباس رحمه الله).
وممن ذكر بالابانه ونسبها إلى أبي الحسن الأشعري تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن عبدالسلام الشهير بابن تيمية المتوفى سنة 728هـ؛ قال في الفتوى الحموية الكبرى صفحة72: قال أبو الحسن الأشعري في كتابه الذي سماه الابانة في أصول اليانة، وقد ذكر أصحابه أنه آخر كتاب صنفه وعليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن عليه فقال: فصل في ابانة قول أهل الحق والسنة وذكر مافي أول كتاب الابانة بحروفه وسيأتي ذكره إنشاء الله قريباً.
وممن عزاها إلى أبي الحسن الأشعري شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي المعروف بابن قيم الجوزية الحنبلي الدمشقي المتوفى سنة 751هـ قال في كتابه اجتماع الجيوش الاسلامية على غزو المعطلة والجهمية الطبعة الهندية صفحة111: قال شيخ الاسلام ابن تيمية ولما رجع الأشعري من مذهب المعتزلة سلك طريق أهل السنة والحديث وانتسب إلى الامام أحمد بن حنبل كما في كتبه كلها والموجز والمقالات وغيرها ثم قال ابن القيم: وأبو الحسن الأشعري وأئمة أصحابه كالحسن الطبري وأبي عبدالله بن المجاهد والقاضي أبي بكر الباقلاني متفقون على اثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن كالاستواء والوجه واليدين وعلى ابطال تأويلها وليس للأشعري في ذلك قولان أصلاً ولم يذكر أحد عن الأشعري في ذلك قولين ولكن لاتباعه قولان في ذلك ولأبي المعالي الجويني في تأويلها قولان: أولها في الارشاد ورجع عن تأويلها في رسالته النظامية وحرمه، ونقل اجماع السلف على تحريمه وأنه ليس بواجب ولا جائز، ثم ذكر ابن القيم قول أبي الحسن الأشعري إمام الطائفة الأشعرية، ثم قال: نذكر كلامه فيما وقفنا عليه من كتبه كالموجز والابانة والمقالات وقال ابن القيم في قصيدته النونية التي سماها الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية الطبعة المصرية صفحة 68 والأشعري قال تفسير استوى بحقيقة استولى من البهتان:
هوقول أهل الاعتزال وقول أتبـ----ــــاع لجهم وهو ذو بطلان
في كتبه قد قال ذا من موجز----وابانة ومقالة ببيان
وقد قال في صفحة 69 من الكتاب المذكو آنفاً:
وحكى ابن العلم أن الله فو----ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى هناك بماشفى أهل الهدى----لكنه مرض العميان
وكذا علي الأشعري فإنه----في كتبه قد جاء بالتبيان
من مؤجز وابانة ومقالة----ورسائل للثغر ذات بيان
وأتى بتقرير استواء الرب فو----ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى بقرير العلو بأحسن التقر----ير فانظر كتبه بعيان
قلت هذه نقول الأئمة الأعلام التي تضمنت بالصراحة التي لا يتناطح عليها عنزان أن كتاب الابانة ليس مدسوساً على أبي الحسن الأشعري كما زعمه الأغمار من المقلدة بل هو من تواليفه التي ألفها أخيراً واستقر أمره على مافيها من عقيدة السلف التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية.
عقيدة الإمام أبو الحسن الأشعري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/58)
وبعد هذا رغبت أن أتحف القارئ بقطعة من عقيدة هذا الامام التي رجع إليها وذكرها في ابانته؛ أذكرها بفصها ونصها ليظهر لكل منصف قرأها يفهم أن أبا الحسن الأشعري تاب من التعطيل والتأويل كما أنه ليس بممثل بل هو مثبت ومعتقد كل ما أخبر الله به عن نفسه في كتابه أو أخبر به عنه نبيه عليه الصلاة والسلام من غير تعطيل ولا تأويل ولا تمثيل؛ فأقول قال أبو الحسن الأشعري في ابانته: (باب في ابانة قول أهل الحق والسنة) فإن قال لنا قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه السلام وما رُويا عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون لأنه الامام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من امام مقدم وجليل معظم مفخم وجملة قولنا أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاءوا من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لا نرد من ذلك شيئاً وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولداً وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله مستو على عرشه كما قال (الرحمن على العرش استوى) وأن له وحهاً كما قال: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) وأن له يدين بلا كيف كما قال (لما خلقت بيدي) وكما قال (بل يداه مبسوطتان) وأن له عينين بلا كيف كما قال (تجري بأعيننا) وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالاً وأن لله علماً كما قال (أنزله بعلمه) وكما قال (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه) ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج ونثبت أن لله قوة كما قال: (أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) ونقول إن كلام الله غير مخلوق وأنه لم يخلق شيئاً إلا وقد قال له كن كما قال (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله وأن الأشياء قبل أن يفعله ولا يستغني عن الله ولا يقدر على الخروج عن علم الله عز وجل وأنه لا خالق إلا الله وأن أعمال العبد مخلوقه لله مقدرة كما قال: (خلقكم وما تعملون) وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً وهم يخلقون كما قال: (أفمن يخلق كمن لا يخلق) وكما قال (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) وهذا في كتاب الله كثير وأن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظرلهم وأصلحهم وهداهم وأضل الكافرين ولم يهدهم ولم يلطف بهم بالآيات كا زعم أهل الزيغ والطغيان ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين ولو هدادم لكانوا مهتدين وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين ولكنه أرد أن يكونا كافرين كما علم وخذلهم وطبع على قلوبهم وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره وإنا نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره حلوه ومره ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ايصيبنا وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا بالله كما قال عز وجل ونلجئ أمورنا إلى الله نثبت الحاجة والفقر في كل وقت إليه ونقول إن كلام الله غير مخلوق وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر وندين بأن الله تعالى يُرى في الآخرة بالأبصار كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقول: إن الكافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنه كما قال عز وجل: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) وأن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا وأن الله سبحانه تجلى للجبل فجعله دكا فعلم بذلك موسى أنه لا يراه في الدنيا و ندين بأن لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب يرتكبة كالزنى والسرقة وشرب الخمور كما دانت بذلك الخوارج وزعمت أنهم كافرين ونقول إن من عمل كبيرة من هذه الكبائر مثل الزنى والسرقة وما أشبههما مستحلا لها غير معتقد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/59)
لتحريمها كان كافراً، ونقول إن الاسلام أوسع من الايمان وليس كل إسلام ايمان، وندين الله عز وجل بأنه يقلب القلوب بين أصبعين من أصابع الله عز وجل وأنه عز وجل يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله علية وسلم ونديد بأن لا ننزل أحداً من أهل التوحيد والمتمسكين بالايمان جنة ولا نار اً إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وترجوا الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين ونقول إن الله عز وجل يخرج قوماً من النار بعد أن امتحشوا بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديقاً لما جاءت به الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بعذاب القبر وبالحوض وأن الميزان حق والصراط حق والبعث بعد الموت حق وأن الله عز وجل يوقف العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين. وأن الايمان قول وعمل يزيد وينقص. ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقات عدل عن عدل حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وندين بحب السلف الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه عليه السلام ونثني عليهم بما أثنى الله به عليهم ونتولاهم أجمعين، ونقول إن الإمام الفاضل بعد رسول الله صلى الله علية وسلم أبو بكر الصديق رضوان الله عليه إن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين وقدمه المسلمون بالامامة كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة وسموه أجمعهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه وإن الذين قاتلوه قاتلوه ظلماً وعدواناً ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافتهم خلافة النبوة ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ونتولى سائر أصحاب النبي صلى الله علية وسلم ونكف عما شجر بينهم وندين الله بأن الأئمة الأربعة خلفاء راشدون مهديون فضلاً لا يوازيهم في الفضل غيرهم ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا وأن الرب عز وجل يقول هل من سائل هل من مستغفر وبسائر ما نقولوه وأثبتوه خلافاً لما قال أهل الزيغ والتضليل ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع المسلمين وما كا في معناه: ولا نبتدع في دين الله مالم يأذن لنا ولا نقول على الله ما لا نعلم ونقول إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة كما قال (وجاء ربك والملك صفاً صفاً) وأن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء كما قال: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد). وكما قال: (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وغيره. كما روي عن عبدالله بن رضي الله عنهما كان يصلي خلف الحجاج. وأن المسح على الخفين سنة في الحضر والسفر خلافاً لمن أنكر ذلك ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والاقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم وإذا ظهر منهم ترك الاستقامة وندين بانكار الخروج بالسيف وترك القتال في الفتنة ونقر بخروج الدجال كما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونؤمن بعذاب القبر ونكير ومنكر ومسائلتهما المدفونين بقبورهم. ونصدق بأن في الدنيا سحرة وسحراً. وأن السحر كائن موجود في الدنيا. وندين بالصلاة على من مات من أهل القبلة برهم وفاجرهم وتوراتهم ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان وأن من مات وقتل فبأجله مات وقتل وأن الأرزاق من قبل الله يرزقها عباده حلالاً وحراماً. وأن الشياطان يوسوس للانسان ويسلكه ويتخبطه خلافاً لقول المعتزلة والجهمية كما قال الله عز وجل: (الذين يأكلون الربى لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) وكما قال: (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس) ونقول إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله عز وجل بآيات يظهرها عليهم. وقولنا في أطفال المشركين أن الله يؤجج لهم في الآخرة ناراً ثم يقول لهم اقتحموها كما جاءت بذلك الرواية، وندين الله عز وجل بأنه يعلم ماالعباد عاملون وإلى ماهم صائرون. وما كان ومايكون ومالا يكون أن لو كان كيف يكون وبطاعة الأئمة ونصيحة المسلمين ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعته ومجانبة أهل الهوى. ((انتهى بحروفه))
هذا مجمل عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري التي استقر أمره عليها بعد أن أقام على مذهب الاعتزال أربعين عاماً. ذكره في أول كتابه الإبانة وفصله باباً باباً فراجها إن شئت تجد ما يشفي ويكفي. فتأمل أيها الأخ المنصف هذه العقيدة ما أوضحها وأبينها وعترف بفضل هذا الإمام العالم الذي شرحها وبينها وانظر سهولة لفظها فما أفصحه وأحسنة. وكن ممن قال الله فيهم (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وتبين فضل أبي الحسن الأشعري واعرف إنصافه واسمع وصفه للإمام أحمد ابن حنبل بالفضل لتعلم أنهما كانا في الاعتقاد متفقين وفي أصول الدين ومذهب السنة غير مفترقين، ولعمري إن هذه العقيدة ينبغي لكل مسلم أن يعتقدها ولا يخرج عن شيء منها إلا من في قلبه غش ونكد، ونسأل الله تعالى الثبات عليها ونستودعها عند من لا تضيع عنده وديعة. والحمد لله وبنعمتة تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد معلم الخيرات وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم تجزى فيه الحسنات.
بقلم فضيلة الشيخ: حماد بن محمد الأنصاري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/60)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[21 - 09 - 04, 12:20 ص]ـ
جزاك الله خير على هذا النقل , ولدي سؤال هل أنت من قطر وبالأخص من الخور؟؟ إن كان هناك تحرجاً في الإجابة فلا بأس على الخاص , والسلام عليكم.
ـ[المهندي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 02:25 م]ـ
حياك الله شيخنا أبو محمد القحطاني
لا لست من قطر أنا فلسطيني مقيم في شرق أوروبا
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[22 - 09 - 04, 03:02 ص]ـ
الله يحيك , غريبة مهندي فلسطني!!! على العموم حياك الله وبياك ونفع بك الإسلام و المسلمين ,,
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[13 - 10 - 05, 04:54 م]ـ
جزيتم خير الجزاء على هذا البحث والفائدة غير أن عندي إشكالا حول رجوع الأشعري إلى مذهب السلف، ولعلكم تتحفوني بالجواب وذلك أن رجوعه عن الاعتزال أمر مجمع عليه وإن احتلف الناس في سبب رجوعه عنه، وأما رجوعه عنف الكلابية إلى مذهب السلف فمشكل فأتمنى إثباته ومن قرأ رسالة السجزي إلى أهل زبيد رأى غير ما تم تقريره، فمما قال السجزي في الأشعري وما قيل من ثناء أبي زيد القيرواني وغيره عليه:. ولقد حكى (محمد بن عبد الله المغربي المالكي) وكان فقيهاً صالحا عن الشيخ أبي سعيد البرقي وهو من شيوخ المالكيين ببرقة عن أستاذه خلف المعلم وكان من فقهاء المالكيين " أيضاً أنه " قال أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال ثم أظهر التوبة، فرجع عن الفروع وثبت على الأصول. وهذا كلام خبير بمذهب الأشعري وغوره. ففي هذا القدر كفاية، ولعل غير هذه الرسالة يأتي على شرح موافقته لهم فيقفوا عليه إن شاء الله تعالى.
وقال أيضا:
ويتعلق قوم من المغاربة علينا بأن أبا محمد بن أبي زيد وأبا الحسن (القابسي) قالا: إن الأشعري إمام وإذا بان صحة حكايتهم عن هذين فلا (يخلو) حالهما من أحد وجهين: أن يدعى أنهما كانا على مذهبه فلا يحكم بقولهما بإمامته وإن كانت لهم منزلة كبيرة كما لم يحكم بما يقول ابن الباقلاني وأشكاله.
وهذه رسالة أبي محمد بن أبي زيد في الفقه ورسالة لأبي الحسن القابسي في الاعتقاد موجودتان.
فأبو محمد قال في رسالته:"إن الله فوق عرشه بائن من خلقه " وعند الأشعري أن اعتقاد هذا كفر وعندنا أن أبا محمد محق فيما قال والسنة معه فيه.
ولأبي محمد كتاب (إنكار) الكلام والجدل والحث على الأثر واتباع السلف.
وأبو الحسن القابسي ذكر في كتابه: " إن الاعتماد على السمع وإن الكلام والجدال مذموم وذكر فيه "إن لله يدين كما يقول أهل الأثر"
وعند بعض أصحاب الأشعري أن لله يد واحدة ومن قال إن له يدي صفة ذاتية فهو زائغ.
فبان بما ذكرنا أن هذين الشيخين رحمهما الله (إن) قالا ما يحكى عنهما من إمامة الأشعري فإنما قالاه لحسن ظنهما به لتظاهره بالرد على المعتزلة والروافض ولم يخبرا مذهبه ولو خبراه لما قالاه والله أعلم.
وإذا جاز لأبي محمد أن يخالفه في كرامات الأولياء وفي معنى الاستواء وغير ذلك وجاز لأبي محمد مخالفته والقول بما نطق به الكتاب وثبت به الأثر فهو غير قائل بإمامته في السنة. وبالله التوفيق.
فما تعليق المشايخ وطلبة العلم على ذلك
أبو عبد الباري
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[13 - 10 - 05, 05:04 م]ـ
ومما قال الزبيدي في رسالته المذكورة:
" فلقد وقفت على رسالة عملها / رجل من أهل أصبهان يعرف بابن اللبان وهو حي بعد فيما بلغني وسماها بـ " شرح مقالة الإمام الأوحد أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل " وذكر فيها مذهب الأشعري المخالف لأحمد (أعطى) منها نسخاً إلى جماعة يطوفون بها في البلاد ويقولون هذا إمام من (أئمة أصحاب) أحمد رحمة الله عليه قد شرح مقالته لكتبها العوام ويظنوا صدق الناقل فيقعوا في الضلالة وأخرج هذا الرجل من بغداد بهذا السبب وعاد إلى أصبهان وهو من أصحاب أبي بكر بن الباقلاني." اهـ
--------------------------------
وقرأت بعد ذلك مقالا نشر في الشبكة الإسلامية جاء فيه ما نصه:
التعريف: الأشاعرة فرقة إسلامية تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - وتنتهج أسلوب أهل الكلام في تقرير العقائد والرد على المخالفين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/61)
المؤسس: الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ولد بالبصرة سنة 260هـ وسكن بغداد وتوفي بها سنة 324هـ. وعاش – رحمه الله - ملازما لزوج أمه شيخ المعتزلة في زمنه أبي علي الجبائي، فعنه أخذ الاعتزال حتى تبحر فيه وصار من أئمته ودعاته.
تحوله عن الاعتزال:
يجمع المؤرخون لحياة أبي الحسن رحمه الله على التحول الأول في حياته، وهو خروجه من مذهب الاعتزال ونبذه له.
فيذكر ابن عساكر وغيره أن أبا الحسن الأشعري - رحمه الله - اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.
ومع اتفاق الباحثين على رجوعه عن مذهب الاعتزال، إلا أنهم اختلفوا في تحديد سبب ذلك الرجوع، فقيل إن سبب رجوعه ما رآه في مذهب المعتزلة من عجز ظاهر في بعض جوانبه، فقد كان - رحمه الله - دائم السؤال لأساتذته عما أشكل عليه من مذهبهم، ومما يروى في ذلك أن رجلا دخل على أبي علي الجبائي وفي حضرته أبو الحسن الأشعري، فقال الرجل لأبي علي: هل يجوز أن يسمى الله عاقلا؟ فقال: الجبائي: لا، لأن العقل مشتق من العقال، وهو المنع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق، فاعترض أبو الحسن على جواب أبي علي قائلا: لو كان قياسك المذكور صحيحا، لامتنع إطلاق اسم الحكيم على الله، لأنه مشتق من حَكَمَةِ اللجام، وهي حديدة تمنع الدابة من الخروج، وذكر شواهد من الشعر على ذلك، فلم يحر أبو علي الجبائي جوابا، إلا أنه قال لأبي الحسن، فَلِمَ منعت أنت أن يسمى الله عاقلا، وأجزت أن يسمى حكيما؟ فقال: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه، ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه، ولو أطلقه الشرع لأطلقته ".
ومما يذكر أيضا في سبب رجوعه عن مذهب الاعتزال مع ما سبق، رؤيا رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو الحسن: " وقع في صدري في بعض الليالي شيء مما كنت فيه من العقائد، فقمت وصليت ركعتين، وسألت الله أن يهديني الصراط المستقيم، ونمت فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فشكوت إليه بعض ما بي من الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم عليك بسنتي، قال: فانتبهت وعارضت مسائل الكلام بما وجدت من القرآن والأخبار، فأثبته ونبذت ما سواه ورائي ظهريا " (التبيين 38 - 39) وهذه القصة يقول الدكتور عبدالرحمن المحمود: " ينتهي إسنادها إلى بعض الأصحاب من غير تحديد".
ولو صحت هذه القصة لكانت نصا في بيان سبب رجوعه، إلا أنه من الملاحظ من خلال مناظرات أبي الحسن للمعتزلة أنه بدأت تتشكل عنده رؤية خاصة به في بعض المسائل وهو ما زال منضويا في عباءة المعتزلة، ولعل الرؤيا التي رآها هي التي وضعت حدا لإنهاء تلك الحيرة، ورسمت له طريق التخلص كليا من مذهب الاعتزال.
واختلف الباحثون كذلك حول المذهب الذي تحول إليه أبو الحسن رحمه الله، فقيل تحول إلى مذهب الكلابية وعنه إلى مذهب السلف وهذا قول جمع من العلماء، وقيل تحول إلى مذهب الكلابية وبقي عليه، وكانت له آراء مستقلة توسط فيها بين المعتزلة والمثبتة نشأ عنها المذهب الأشعري وهو قول الأشعرية.
ويعتمد أصحاب القول الأول - القائلين بتحوله إلى الكلابية ومنها إلى مذهب السلف - على ما كتبه الأشعري في الإبانة، ويقولون إنها من آخر كتبه، وفيها نصَّ على أنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.
إلا أن مقارنة دقيقة بين ما كتبه - رحمه الله - في الإبانة ومذهب الكلابية لا تظهر كبير فرق بين المذهبين، فما قال به الكلابية قال به الأشعري، كإثبات الصفات الخبرية كالوجه واليدين وغيرهما، وما نفاه الكلابية نفاه الأشعري كنفيه قيام الأفعال الاختيارية بالله سبحانه، حيث ذهب إلى أن صفة الإرادة صفة أزلية قديمة، لا تتجدد لفعل فعل ولا لإنشائه.
وكذلك قال - في غير الإبانة - إن الكلام صفة ذات، وأنكر على من قال إن الله تكلم بالقرآن.
أما انتسابه لمذهب الإمام أحمد فلا يمكن أن ينسب إليه بمجرد الانتساب، مع أن أقواله وأراءه تخالف ما قال به أحمد، فأحمد رحمه لم يقل بنفي اتصاف الله بالأفعال الاختيارية كالنزول والمجيء.
أما قوله بإثبات الاستواء والعلو فهو أيضا مذهب ابن كلاب، وعليه فلا ينقض هذا الاستشهاد قول من قال بأنه تحول عن الاعتزال إلى الكلابية وبقي عليها.
فهذه نبذة عن حياة الرجل الفكرية وهي توضح أهمية البحث والمطالعة، ومناقشة المرء لما عنده مما نشأ عليه، فإن البحث والاستقصاء لا يزيد الحق إلا جلاء وقوة، ولا يزيد الباطل إلا اضمحلالا ونفرة. انتهى المنقول
فهل من توجيه؟
أبو عبد الباري
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[13 - 10 - 05, 05:57 م]ـ
ولعل قراءة الربط التالي يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29081&highlight=%C3%C8%E6+%C7%E1%CD%D3%E4+%C7%E1%C3%D4%D A%D1%ED
والرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33229&highlight=%C3%C8%E6+%C7%E1%CD%D3%E4+%C7%E1%C3%D4%D A%D1%ED
والرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24175&highlight=%C3%C8%E6+%C7%E1%CD%D3%E4+%C7%E1%C3%D4%D A%D1%ED(36/62)
خذ الأجر
ـ[محمد بن جرير]ــــــــ[20 - 09 - 04, 01:59 م]ـ
كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[20 - 09 - 04, 11:19 م]ـ
كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن:
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
أسعدك الله كما أسعدتنا بالنطق بها.
وجزاكم الله خيرًا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(36/63)
يوجد مشكله فى كلمه المرور مع اكثر من عضو؟
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[20 - 09 - 04, 06:52 م]ـ
منهم محمد الرشيد وعادل الحنبلى هذا ما اعلمه(36/64)
ما معنى قيد رمح
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[20 - 09 - 04, 11:49 م]ـ
ما معنى قيد رمح؟ وكيف يمكن تطبيقه؟ وكم يبلغ بالدقائق بالضبط؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 09 - 04, 01:17 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع في باب صلاة التطوع -في اوقات النهي-:
(قول الماتن: ومن طلوعها حتى ترتفع قيد رمح.
قال الشيخ رحمه الله:
قيد رمح:يعني قدر رمح برأي العين.
فإذا طلعت الشمس فانظر اليها، فاذا ارتفعت قدر رمح، يعني قدر متر تقريبا في رأي العين فحينئذ خرج وقت النهي.
ويقدر بالنسبة للساعات باثنتي عشرة دقيقة الى عشر دقائق، أي ليس بطويل، ولكن الاحتياط أن يزيد الى ربع ساعة، فنقول بعد طلوع الشمس بربع ساعة ينتهي وقت النهي.
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[23 - 09 - 04, 12:54 ص]ـ
المعذرة كيف قدر رمح في رأي العين وهل من الممكن لإخواننا المختصين بالفلك تقدير ذلك بالدرجات مع ما يقابلها بالدقائق تحديدا.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 10:15 م]ـ
و هل هو يحتاج متخصص في الفلك؟؟؟
ـ[الدرة]ــــــــ[24 - 09 - 04, 08:28 م]ـ
نعم والله أعلم وقد سبق أن طرحت مثل هذا السؤال وكان للشيخ محمد الأمين كلام جميل حول هذا فليراجع
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[28 - 09 - 04, 09:45 م]ـ
لم يبين(36/65)
صيام شعبان؟
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[20 - 09 - 04, 11:57 م]ـ
أيها الأحبة في الله ها قد بدأ شهر شعبان .. هذه بعض الآحاديث التي تحث على صيامه:
عن أسامة بن زيد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: " ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "
رواه النسائي
عن عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قالت: " كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان "
متفق عليه
ولا تنسى أخي رعاك الله أنه من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين عاما .. واجعله استعداداً لك لشهر الرحمات رمضان(36/66)
أسئلة
ـ[متسائل1]ــــــــ[21 - 09 - 04, 02:48 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لما لاحظته من رقي المستوى العلمي في أعضاء وشيوخ هذا المنتدى الطيب
أقترح مايلي:
أنا قارئ متتبع لما يطرح من شبهات في الأنترنت من قبل أعداء الاسلام وخاصة في المنتديات النصرانية .. وبعض هذه الشبهات متهالكة تدل على تحامل وكذب مقصود .. وبعضها الآخر تجد لها بعض المستندات في نصوص ومتون علمائنا الأمر الذي يستحق أن تبحث ويرد عليها.
لذا هل تقبلوا مني أن أطرح بعض هذه الشبه لتتناولوها بالرد والنقض،فأستفيد ويستفيد القراء؟؟
وأبدأ بأول هذه الشبه:
حينا يقولون أن القرآن مقتبس من الإنجيل وحينا من التوارة .. وحينا من الشعر
بالنسبة لمزاعم الاقتباس من التوراة والانجيل فهي أسخف من أن نهتم بالرد عليها .. لكنهم يزعمون
وجود آيات قرأنية في بعض أشعار العرب القديمة مثل:
قول امرئ القيس:
إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها
تقوم الأنام على رسلها * ليوم الحساب ترى حالها
وقوله:
اقتربت الساعة وانشق القمر * من غزال صاد قلبي ونفر
وقال أيضا
يتمنى المرء في الصيف الشتاء * حتى إذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضى بحال واحد * قتل الإنسان ما أكفره
فهل صحت نسبة هذه الأبيات إلى امرئ القبس؟؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 10:22 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أخي الفاضل لا أظن أن الملتقى هنا يقبل بطرح الشبهات للرد عليها و أنا أدعوك لطرح شبهاتك هذه في منتديات شبكة الجامع الإسلامية المتخصصة في الدفاع عن الإسلام ضد النصارى و المنصرين
http://www.aljame3.com/forums/index.php?s=
و نحن بالتاكيد سنرحب بك و بتساؤلاتك بيننا.
أما عن شبهة أمرئ القيس فيكفيك أن تعلم أن هذه الأبيات المنحولة لا توجد في ديوان أمرئ القيس و لم يذكرها أي من العلماء عنه، و أنا شخصيًا اجتهدت بحثًا عن مصدر هذه الشبهة و وجدت أن أول من ذكر هذه الأبيات المنسوبة زورًا و بهتانًا لأمرئ القيس هو الإمام المناوي (القرن العاشر الهجري) في فتح القدير نقلاً عن بعضهم!!
و يكفي النصارى خزيًا أن المنصر تسدال الذين ينقلون من كتابه (ينابيع الإسلام) هذه الشبهة قد تراجع عنها في كتابه التالي بناءًا على نصيحة بعض المستشرقين المتخصصين في الشعر العربي الذين أكدوا له أن هذه الأبيات لم تثبت نسبتها لأمرئ القيس أولاً و لا تناسبه من ناحية البحر و الأسلوب ثانيًا.(36/67)
رجل بعد أدائه العمرة سافر إلى المدينة فجلس فيها أسبوعافهل يجوز له أن يعتمر مرة أخرى؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[21 - 09 - 04, 08:42 ص]ـ
رجل بعد أدائه العمرة سافر إلى المدينة فجلس فيها أسبوعافهل يجوز له أن يعتمر مرة أخرى إذا رجع إلى مكة؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 - 09 - 04, 11:37 ص]ـ
هل من مجيب
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[22 - 09 - 04, 12:16 م]ـ
والله أعلم يجوز له ذلك وفهمي أن العلماء مختلفون فيمن أدى العمرة هل يجوز له أن يخرج إلى التنعيم أو إلى الحل ويحرم ويعتمر مرة أخرى
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=7359
أما هذا فالأمر فيه سهل فإنه قد سافر فيحرم من ذي الحليفة ويعتمر
ولعله يقويه أن من العلماء من اشترط على المتمع أن لا يسافر
وأنتظر تعليق المشايخ والإخوة على ذلك
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 01:45 م]ـ
يجوز له أن يعتمر مرة أخرى إن شاء الله، باعتبار أنها في سفر آخر مباين وهو الراجح، لأنه لم ينقل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه الموالاة بين العُمَر، فكان اتباعهم أولى. والله أعلم
قال ابن قدامة في المغني: (3/ 160 - 161) تحقيق عبد السلام محمد علي شاهين ما نصه:
ولا بأس أن يعتمر في السنة مرارا.
روي ذلك عن علي، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وعائشة، وعطاء، وطاوس، وعكرمة، والشافعي. وكره العمرة في السنة مرتين الحسن، وابن سيرين، ومالك.
وقال النخعي: ما كانوا يعتمرون في السنة إلا مرة. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله.
ولنا، أن عائشة اعتمرت في شهر مرتين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمرة مع قرانها، وعمرة بعد حجها، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما}. متفق عليه.
وقال علي رضي الله عنه في كل شهر مرة. وكان أنس إذا حمم رأسه خرج فاعتمر. رواهما الشافعي، في (مسنده).
وقال عكرمة: يعتمر إذا أمكن الموسى من شعره.
وقال عطاء: إن شاء اعتمر في كل شهر مرتين.
فأما الإكثار من الاعتمار، والموالاة بينهما، فلا يستحب في ظاهر قول السلف الذي حكيناه.
وكذلك قال أحمد: إذا اعتمر فلا بد من أن يحلق أو يقصر، وفي عشرة أيام يمكن حلق الرأس. فظاهر هذا أنه لا يستحب أن يعتمر في أقل من عشرة أيام.
وقال في رواية الأثرم: إن شاء اعتمر في كل شهر. وقال بعض أصحابنا: يستحب الإكثار من الاعتمار.
وأقوال السلف وأحوالهم تدل على ما قلناه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم ينقل عنهم الموالاة بينهما، وإنما نقل عنهم إنكار ذلك، والحق في اتباعهم.
قال طاوس: الذين يعتمرون من التنعيم، ما أدري يؤجرون عليها أو يعذبون؟ قيل له: فلم يعذبون؟ قال: لأنه يدع الطواف بالبيت، ويخرج إلى أربعة أميال ويجيء، وإلى أن يجيء من أربعة أميال قد طاف مائتي طواف، وكلما طاف بالبيت كان أفضل من أن يمشي في غير شيء. وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمر في أربع سفرات، لم يزد في كل سفرة على عمرة واحدة، ولا أحد ممن معه،
ولم يبلغنا أن أحدا منهم جمع بين عمرتين في سفر واحد معه، إلا عائشة حين حاضت فأعمرها من التنعيم؛ لأنها اعتقدت أن عمرة قرانها بطلت، ولهذا قالت: يا رسول الله، يرجع الناس بحج وعمرة، وأرجع أنا بحجة. فأعمرها لذلك. ولو كان في هذا فضل لما اتفقوا على تركه. انتهى
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 - 09 - 04, 01:05 ص]ـ
للمزيد
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 07:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الرابط ربما يثري الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22781
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[24 - 09 - 04, 10:35 ص]ـ
أخي جزاك الله خيراُ
على الرابط ........
ولكن عندي سؤال لو سمحت.
لنفترض ان شخص اداء العمرة و بلده بعيدة!!
وقام بتكرار العمرة لوالده او امه يكون فيها كراهيه أيضاً؟
وقد يكون فقيراً ولا يستطيع أن يأتي عدة مرات فما الحكم؟
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[29 - 09 - 04, 01:08 ص]ـ
للرفع(36/68)
هل يوجد من يساعدني من طلبة العلم
ـ[فارس]ــــــــ[21 - 09 - 04, 01:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي العربي الأمي الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , هذه هي المشاركه الأولى لي في هذا النتدى المبارك وانا لست بطالب علم ولكني أرغب في التعلم في هذا المجال من العلم الشرعي وأغلب مشاراكاتي ستكون عباره عن أسئله بحكم عدم علمي الكافي في علم مصطلح الحديث
وفي احدى المرات كنت اتصفح احدى المواقع وهو موقع فيصل نور وهو موقع لأهل السنه ولكني قرأت موضوع لاحدى الروافض وقد وضع فيه حديثين يدعي فيها أن معاويه رضوان الله عليه كان يسب علي رضي الله عنه
121حدثنا علي بن محمد ثنا أبو معاوية ثنا موسى بن مسلم عن بن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال ثم قدم معاوية في بعض حاجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعد وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وسمعته يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله
سنن ابن ماجة
32078 حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال قدم معاوية في بعض حجاته فأتاه سعد فذكروا عليا فنال منه معاوية فغضب سعد فقال تقول هذا الرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله
مصنف ابن أبي شيبة
فأرجو من طلبة العلم ومن لديه رد على تلك الشبهات ان يضع لي الرد وبارك الله فيكم وفي علمكم(36/69)
حول توحيد الاذان
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 04:01 م]ـ
احبتي في الله:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخر ما يحدث في مصر من (اختراعات) في الدين:
نشرت جريدة الاهرام خبر عن دراسة
اجرتها وزارة الاوقاف بمساعدة اساتذة من كلية الهندسة
والدراسة باختصار عن توحيد الاذان في كل مساجد مصر
وسيبدأ التنفيذ في محافظة القاهرة ويزحف بعدها الي باقي المحافظات
السبب في هذا القرار كما قال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف
هو انزعاج السكان المحيطين بالمساجد من سوء استخدام مكبرات الصوت
بالاضافة الي قبح اصوات بعض ممن يقومون باداء الاذان ...
فقول الامام ابو حنفية عن الاذان انه:سنة محكمة. وقال في قوم صلوا في المصر بجماعة بغير أذان او إقامة:خالفوا السنة وأثموا
وقيل هو واجب لقول محمد:لو اجتمع اهل بلد على ترك الاذان لقاتلهم وذلك إنما يكون على الواجب
فما اراه (ابن حسين) ان هذا الامر لا يجوز شرعا بناء علىاراء العلماء وانه من باب هدم شرائع الدين
ارجو من الاخوة توضيح اراء العلماء في هذا الامر
وبارك الله فيكم جميعا
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[21 - 09 - 04, 04:19 م]ـ
قرأت موضوع توحيد الأذان في الجرايد ومن العجب أن البعض يؤيده
ونسوا أن من شروط المؤذن ان يكون رجلا؟؟
عدلا؟؟؟؟؟؟
عند البعض
قال في زاد المستقنع
ولا يصح إلا مرتبا متواليا من (عدل ولو ملحونا)
قال العثيمين رحمه الله تعالى:
فكلمة عدل تضمنت أن يكون مسلما عاقلا ذكرا واحدا عدلا
وقال إن الأذان بالمسجل غير صحيح فهو غير رجل ولا عدل ولأن الأذان عبادة وسبق (عند الشيخ
رحمه الله) أنه أفضل من الإمامة
والله أعلم
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 07:48 م]ـ
الفكرة المزمع تطبيقها تختلف عن كون المسجل هو المؤذن
فهم قالوا ان هناك رجلا واحدا سيؤذن و ينتقل اذا نه لا سلكيا للقاهرة كلها
اذا هو ليس مسجلا بل رجل ذكر و ربما عدل
لكن الفكرة غريبة و ربما مريبة و اظن ان فيها ابطال متخفي و علي استحياء لشعيرة الاذان
نسأل الله ان يرد عنا شرور الخائنين و المنافقين
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 11:29 م]ـ
بارك الله فيكم اخواني ولكن كون المؤذن رجلا او عدلا لا اراه يؤثر في الحكم كثيرا
فهنا هدم شعيرة من شعائر الاسلام
وفي انتظار المزيد من الاراء
وبارك الله فيكم
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 01:07 ص]ـ
هوكذلك فالأذان من رجل وعلى الهواء مباشرة إلا أن القوم لايحسن بهم الظن فلماذا لايمنعون أجراس الكنائس التي تدوي في بلاد المسلمين منعا من الإزعاج ألا شاهت وجوه أعداء الملة ورد الله كيدهم في نحورهم.
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 02:41 ص]ـ
اللهم آمين
بارك الله فيك اخي الحبيب محمد
وفي انتظار المزيد من اقوال العلماء
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 09 - 04, 04:18 ص]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
قال الأستاذ محمد قطب
(ولعل خير نموذج نقدمه فى مجال الغزو الفكرى هو التجربة المصرية .. فقد كانت للصليبيين عناية خاصة بمصر بالذات، وبالقضاء على الإسلام فيها، بسبب مركزها الحيوى المؤثر فى قلب العالم الإسلامى، وبالذات بسبب وجود الأزهر فيها، مما جعلها مركز الإشعاع الروحى والثقافى للعالم الإسلامى كله.)
(ركز الصليبيون في محاولتهم القضاء علي الإسلام علي نقطتين رئيسيتين: الآستانة والقاهرة. الآستانة بباعتبارها مركز القوة والسياسة والعسكرية للعالم الإسلامي, والقاهرة باعتبارها مركز الإشعاع الروحي والثقاقي. ولكن جهودهم في الآستانة كانت سياسية وعسكرية في المقام الأول, بينما كانت جهودهم في القاهرة فكرية وثقافية في المقام الأول. لذلك فإننا - في مجال الغزو الفكري - نركز علي التجربة المصرية, وسنتعرض للتجربة التركية في أثناء السرد التاريخي.)
(قلنا من قبل إن الأعداء ركزوا علي تركيا ومصر بالذات في مخططاتهم للقضاء علي الإسلام.
(قلنا من قبل إن الأعداء اتجهوا إلي تحطيم الإسلام في تركيا ومصر أكثر من أي مكان آخر في العالم الإسلامي, باعتبار تركيا مقر الخلافة ومركز القوة السياسية والعسكرية, ومصر مقر الأزهر ومركز الإشعاع العلمي والروجي للمسلمين)
(لذلك كانت عنايتهم بإفساد الإسلام فى مصر – أو بعبارة أخرى محاولة إخراج مصر من الإسلام – عناية شديدة، وبذلوا فى سبيل تحقيقها جهودا مركزة قد تكون أوسع نطاقا وأعمق أثرا من أى محاولة أخرى قاموا بها فى بقية العالم الإسلامى (فيما عدا محاولاتهم التى بذلوها فى تركيا لإزالة الخلافة حتى حققوا هدفهم على يد كمال أتاتورك)
(نعم إنه ينافس بريطانيا ويلاحقها ويضيق عليها. ولكنه جاء ومعه مخططه الصليبى الكامل لإخراج مصر من دائرة الإسلام، لعلها تكون بعد ذلك نقطة ارتكاز لإفساد بقية العالم الإسلامى الذى يلتقى فيها العلم، ويستمد منها النور .. )
(وفى ذات الوقت كانت الخطة هى تغريب مصر – بعد استقلالها – لضمان تبعيتها الدائمة للغرب وانفصالها النهائى عن الإسلام.)
انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/70)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 09 - 04, 04:27 ص]ـ
وانظر ما قاله الشيخ بكر أبو زيد في اليوبيل الفضي والذهبي
حول دور مصر
وان اي تجربة اول ما تبدأ تبدأ في مصر ثم تعمم على بقية البلدان
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 09:26 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
تصحيح:
الخبر الذي ذكر في الأهرام ليس مجرد دراسة عن توحيد الأذان زعموا ...
لكن دراسة عن كيفية تنفيذ المشروع
فالقرار قد صدر بتوحيد الأذان
ولو لاحظ الإخوة ما يحصل منذ فترة لتوقعوا ذلك
في البداية: منع الإقامة بمكبرات الصوت وجعلها داخل المسجد فقط رسميا بقرار وزاري
ثم: إصدار قرار بتخفيض أصوات هذه المكبرات في صلاة الفجر
وكل هذه الخطوات المرتبة تكون بعد تحسس رد فعل الناس، وتهيئتهم لذلك إعلاميا
ومن تابع مقالات ذلك العلماني عدو المعطي حجازي علم ذلك
ثم: مشروع الأذان المركزي
وأقول: على القول بأن المصلحة الآن تقتضي هذا التمركز في الأذان [وهذا فرض جدلي وإلا فلا حسن ظن بالعلمانيين]
كم سيكلف مثل هذا المشروع؟!
مليارات الجنيهات في مثل هذه الأحوال المعيشية المتردية؟
وكل ذلك لأن صوت الأذان يؤذي الناس!!
الذين اشتكوا للوزير على حد تعبيره
وهل سيكون الاتصال اللاسلكي بين (المركز الرئيس) وكل المساجد؟!
وما العمل لو حصل عطل في هذا الاتصال اللاسلكي؟!
يا قوم
إن أردتم استئصال الاسلام
فلا تهزؤوا بعقولنا
والله الموعد
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 07:20 م]ـ
بارك الله في الاخ:ابن وهب
وفي الاخ الحبيب الازهري
وفي انتظار مزيد من التوضيح والتفصيل جول الحكم
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 11:35 م]ـ
لوكان هذا الزقزوق جادا في ادعائه فيمكنه أن يأتي بمؤذنين على مستوى راق ويجزل لهم الرواتب بدل ان يأتي من القرى بالأميين الذين يلحنون في الأذان لحنا يحيل المعنى فضلا عن قبح أصواتهم ورقة دينهم فأكثرهم قبوريون مدخنون وحسبنا الله ونعم الوكيل ألا لوأرادوا حمايتنا من الإزعاج فليكفوا عنا جشاءهم.
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 01:03 ص]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب محمد
ولكن كيف يتم الاستغناء عن مثل هؤلاء القرويين وهم حلقة من حلقات هدم الدين
اي اخواني .. انتبهوا
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[23 - 09 - 04, 01:28 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع ج2
((وكذلك الأذان بالمُسجِّل غير صحيح؛ لأنَّه حكاية لأذان سابق، ولأنَّ الأذان عبادة، وسَبَقَ أنه أفضل من الإمامة، فكما أنَّه لا يصحُّ أن نسجِّل صلاة إمام ثم نقول للناس ائتمُّوا بهذا «المسجِّل»، فكذلك لا يصح الاعتماد على «المسجِّل» في الأذان، فمن اقتصر عليه لم يكن قائماً بفرض الكفاية.)).
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 11:08 م]ـ
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (البقرة: 114)
أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (هود: 18)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[03 - 10 - 04, 01:16 ص]ـ
وكم ذا بمصر من المضحكات ... ولكنه ضحك كالبكا
يحاربون توحيد الله والموحدين ويريدون توحيد الأذان!!! وللحديث بقية ...
وأرجو من الأخوة الأفاضل من عنده نص كلام هؤلأ القوم وما ذكروه من شبه أرجو من عنده ذلك يضعه هنا أو يرسله لي على الخاص حتى نرد شبهاتهم وتلبيسهم وحتى دراسة الأمر نقول: إن القاعدة في هؤلأ إساءة الظن بهم إلى أقصى حد فما فعلوا للإسلام إلا كل ما يعيق تقدمه والله المستعان.
ـ[أبوعبدالله الشافعي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 08:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل شيخنا الفاضل أبوعمرو هذا الرابط
http://www.muslm.org/showthread.php?threadid=118907
وهذا أيضا
http://www.muslm.org/showthread.php?threadid=118904
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[04 - 10 - 04, 08:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 08:27 م]ـ
لو أذن رجل في مكبر الصوت ...
كيف سيتصرفون معه
هل سيحاكم بتهمة الأذان
ـ[ابن زهران]ــــــــ[05 - 10 - 04, 04:14 م]ـ
من المضحكات المبكيات ما يصدر عن وزارة الأوقاف المصرية من قرارات لحفظ الدين (على زعمهم) منها توحيد الأذان وتوحيد خطبة الجمعة وأخيرا وليس آخرا منع ختم القرآن في صلاة التراويح في المساجد الأهلية والتابعة للوزارة إلا في 51 مسجد على مستوى الجمهورية وفي القاهرة ثلاثة مساجد هي النور وعمر مكرم وعمرو بن العاص!!!!!
أما باقي المساجد فعليهم مراعاة ؤالتخفيف على الناس وعدم الإطالة عليهم!!!!!
فأما الأولى وهي توحيد الأذان فقد قال الوزير المبجل كما نقلت صحيفة الجمهورية عنه: أن أصوات المؤذنين تمثل جعجة في مكبرات الصوت الخارجية وتمثل إيذاء للناس خاصة في صلاة الفجر!!!!!!
وقد نفى الوزير أن يكون هذا ضغطًا عليه ولا أمرًا خارجيًا أُمر به!!!!!!
فيا للعجب نصب الشراك لنفسه ليقع فيه.
فلا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/71)
ـ[ابن زهران]ــــــــ[05 - 10 - 04, 04:17 م]ـ
من المضحكات المبكيات ما يصدر عن وزارة الأوقاف المصرية من قرارات لحفظ الدين (على زعمهم) منها توحيد الأذان وتوحيد خطبة الجمعة وأخيرا وليس آخرا منع ختم القرآن في صلاة التراويح في المساجد الأهلية والتابعة للوزارة إلا في 51 مسجد على مستوى الجمهورية وفي القاهرة ثلاثة مساجد هي النور وعمر مكرم وعمرو بن العاص!!!!!
أما باقي المساجد فعليهم مراعاة النظام والتخفيف على الناس وعدم الإطالة عليهم!!!!!
فأما الأولى وهي توحيد الأذان فقد قال الوزير المبجل كما نقلت صحيفة الجمهورية عنه: أن أصوات المؤذنين تمثل جعجة في مكبرات الصوت الخارجية وتمثل إيذاء للناس خاصة في صلاة الفجر!!!!!!
وقد نفى الوزير أن يكون هذا ضغطًا عليه ولا أمرًا خارجيًا أُمر به!!!!!!
فيا للعجب نصب الشراك لنفسه ليقع فيه.
فلا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون.
وللعلم يا إخوتاه إن هذا النظام يسلك طريقة ماكرة من إصدار القرار بعد الدندنة حوله مع إيقاف العمل به ثم بعد ذلك يعمل به.
وإذا سألت عن ذلك قالوا إن هذا قرار مطبق من زمن وأخبرني بذلك من يعمل معهم.
فالله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[أبو يوسف المصري]ــــــــ[07 - 10 - 04, 10:41 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن ما يحدث من وزارة الأوقاف من حين لأخر إنما يدل على الأميه الدينيه، والطفح الذي يطفح من صدورهم من حين لأخر يدل على أنهم يعبثون في الدين ولا يعملون لمصلحته
وأحب أن أشير إلى أننى لما سمعت مثل هذه الأخبار لم تهتز لي شعره ................ زتعلمون لماذا؟
لأن الأوقاف من أفشل المؤسسات الدينيه ولن تستطيع أن تفعل شيئا ولا بالتعاون حتى مع الأمم المتحدة، تعلمون لماذا؟
لأنهم لو أتوا بأحدث الأجهزه في العالم - ولن يحدث - فإن المؤذنين المعينين من قبل الأوقاف سيقومون بسرقتها ثم بيعها ثم الإدعاء أنها سرقت
ولا يخفى عليكم الفشل الذريع في موضوع توحيد الخطبة من ذي قبل وإعداد الخطباء فإذا بهم يذهب الخطيب للمسجد ليخطب فنعطيه عشرون جنيها ومثلها للمفتش ونقوم نحن بالخطابه عادي جدا كأن شيئا لم يكن
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 04:42 م]ـ
أحسنت يا أخي الكريم "والله متم نوره" "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 12:55 ص]ـ
أما أنا أخواني فلي رأيي آخر
أعتقد أن هذا و كان شعور الناس عند حدوث موضوع الحجاب للدعو قاسم أمين -عليه من الله ما يستحقه-
أرى أن علينا الانتباه حتى أن البعض ممن يدعون العلم قاموا بإجازة هذه المسائل وماأكثرهم في زماننا
ألا قد بلغت اللهم فاشهد ..
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[09 - 10 - 04, 01:25 ص]ـ
تطبيق مشروع الأذان الموحد في أبو ظبي:
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_*******.cfm?id=34309
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 02:28 ص]ـ
إن كان عدوك نمله، فلا تنم له
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[09 - 10 - 04, 02:30 م]ـ
سألت الشيخ /عبدالله الطيار
فقال هذا النظام موجود قديما في الاردن وهو غير شرعي.
فقلت له:أيقال أنه بدعي
قال: نعم
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
عنوان الخبر: الطبطبائي: لايجوز خلو المساجد من المؤذنين
فيما أقر مفتى مصر توحيد الأذان في جميع مساجد المدينة الواحدة عبر دائرة صوتية، قال عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة الكويت د. محمد الطبطبائي ان هذه من المسائل المستجدة، التي لم يتناولها العلماء في كتبهم، والذي يظهر لي أنه لا يجزىء الأذان المسجل او المنقول على الهواء مباشرة من مسجد آخر عن الأذان في المساجد الاخرى،
فيما أقر مفتى مصر توحيد الأذان في جميع مساجد المدينة الواحدة عبر دائرة صوتية، قال عميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة الكويت د. محمد الطبطبائي ان هذه من المسائل المستجدة، التي لم يتناولها العلماء في كتبهم، والذي يظهر لي أنه لا يجزىء الأذان المسجل او المنقول على الهواء مباشرة من مسجد آخر عن الأذان في المساجد الاخرى، فلو اجتمع جماعة في مكان واستمعوا الى الأذان عبر المذياع، يعتبر دخولا للوقت، ولكن يشرع لهم ان يؤذنوا لانفسهم، أيضا لا يجب ان تخلو المساجد من المؤذنين، لما لهم من وظائف متعددة، منها الاقامة للصلاة، فالسنة ان يقوم بالاقامة من قام بالأذان، وهو مؤهل للإنابة عن الامام في حالة غيابه.
واشار الى ان فضل الأذان سيفوت على كثير من الناس، وقد ذهب بعض العلماء أن فضله أكثر من الإمام، فما من شجر ولا حجر يصل اليه صوته الا يشهد له يوم القيامه، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «اطول الناس اعناقا يوم القيامة المؤذنون».
ولو قال قائل ان هناك مصلحة من توحيد مصدر الاذان، وهي عدم التفاوت في الوقت، نقول ان التفاوت اليسير معفو عنه في الشريعة الاسلامية، ولا يترتب على ذلك ضرر، خصوصا في هذا الزمن الذي اصبح المؤذن يعرف الوقت من خلال الساعة، وليس بالظل، والشمس.
ولا يعتبر ذلك رفضا للوسائل التقنية الحديثة، فنحن نستعمل المكبرات للصوت في إذاعة الأذان، وإيصاله للناس، وهو أمر طيب، وفيه زيادة في الخير.
المصدر: البوابة الاسلامية
http://islam.gov.kw/news/article.php?sdd=655
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/72)
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 10 - 04, 02:57 ص]ـ
قال الشيخ/ مشهور حسن سلمان في كتابه (القول المبين في أخطاء المصلين):
وإن الأذان عن طريق مسجلات الصّوت فيه محاذير كثيرة، منها:
1ـ تفويت الأجر و الثواب على المؤذّنين، وقصره على المؤذّن الأصلي.
2ـ فيه مخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حضرت الصلاة، فليؤذّن لكم أحدكم، و ليؤمكم أكبركم)).
3 - إنّ فيه مخالفة للمتوارث بين المسلمين من تاريخ تشريعه في السنّة الأولى من الهجرة وإلى الآن، بنقل العمل المستمر بالأذان لكل صلاة من الصّلوات الخمس، في كل مسجد، وإن تعددت المساجد في البلد الواحد.
4 - إن النية من شروط الأذان، ولهذا لا يصح من المجنون، ولا من السكران، ونحوهما، لعدم وجود النية في أدائه، فكذلك في التسجيل المذكور.
5 - إن الأذان عبادة بدنيّة.قال ابن قدامة رحمه الله تعالى (وليس للرجل أن يبني على أذان غيره، لأنه عبادة بدنيّة، فلا يصح من شخصين كالصلاة)).
6 - إنه يرتبط بمشروعية الأذان لكل صلاة، في كلّ مسجد، سنن وآداب، ففي الأذان عن طريق التسجيل، تفويت لها، وإماتة لنشرها، مع فوات شروط النية فيه.
7 - إنه يفتح على المسلمين، باب التلاعب بالذّين، ودخول البدع على المسلمين، في عباداتهم وشعائرهم، لما يفضي إليه من ترك الأذان بالكليّة، والاكتفاء بالتّسجيل.
وبناء على ما تقدم فإن مجلس المجمع الفقهي الإِسلامي برابطة العالم الإسلامي، المنعقد بدورته التاسعة، في مكة المكرمة، من يوم السبت 12/ 7/1406هـ قرر ما يلي:
إن الاكتفاء بإذاعة الأذان في المساجد، عند دخول وقت الصلاة، بواسطة آلة التسجيل ونحوها، لا يجرىء ولا يجوز في أداء هذه العبادة، ولا يحصل به الأذان المشروع، وأنه يجب على المسلمين، مباشرة الأذان لكل وقتٍ من أوقات الصلوات، في كلّ مسجدٍ، على ما توارثه المسلمون من عهد نبيّنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الآن، والله الموفق.
وقد صدرت مجموعة من الفتاوى من فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ برقم (35) في 3/ 1/1387هـ ومن هيئة كبار العلماء بالمملكة في دورتها المنعقدة في شهر ربيع الآخر/ عام 1398هـ ومن الهيئة الدائمة بالرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية و الدعوة و الإرشاد في المملكة برقم (5779) في 4/ 7/1403 هـ، وتتضمن هذه الفتاوى الثلاث عدم الأخذ بذلك، وأن إذاعة الأذان عند دخول وقت الصلاة في المساجد، بواسطة آل التسجيل و نحوها لا تجزىء في أداء هذه العبادة.
-------------------
ونقل الشيخ عبدالله زقيل مانصه:
السؤال:
ما حكم الأذان بالراديو، يعني: إذا أتى وقت الأذان نقوم بتشغيل المسجل أو الراديو على تسجيل للأذان أو صوت مؤذن يؤدي الأذان؟.
الجواب:
الحمد لله
الأذان من آلة التسجيل، أو من المذياع، أو من مكان واحد وإرساله عن طريق الأجهزة إلى باقي المساجد: فبدعة محدثة.
سئل علماء اللجنة الدائمة:
هل الأذان سنة للصلوات المفروضة، وما حكمه بآلة التسجيل إن كان المؤذنون لا يتقنونه؟.
فأجابوا:
الأذان فرض كفاية بالإضافة إلى كونه إعلاماً بدخول وقت الصلاة ودعوة إليها، فلا يكفي عن إنشائه عند دخول وقت الصلاة إعلانه مما سجل به من قبل، وعلى المسلمين في كل جهة تقام فيها الصلاة أن يعيِّنوا من بينهم من يحسن أداءه عند دخول وقت الصلاة.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.
وسئلوا:
قد سمعت من بعض الناس في الدول الإسلامية أنهم يسجلون بالشريط المذياع أذان الحرمين الشريفين ويضعون المذياع أمام المكبر ويؤذن بدل المؤذن، فهل تجوز الصلاة؟ مع ورود الدليل من الكتاب والسنة، ومع تعليق بسيط؟.
فأجابوا:
إنه لا يكفي في الأذان المشروع للصلوات المفروضة أن يؤذن من الشريط المسجل عليه الأذان، بل الواجب أن يؤذن المؤذن للصلاة بنفسه؛ لما ثبت من أمره عليه الصلاة والسلام بالأذان، والأصل في الأمر الوجوب.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (6/ 66، 67).
وقد قرر " مجلس المجمع الفقهي الإِسلامي برابطة العالم الإسلامي "، الدورة التاسعة – في مكة المكرمة - من يوم السبت لعام 1406هـ ما يلي:
إن الاكتفاء بإذاعة الأذان في المساجد عند دخول وقت الصلاة بواسطة آلة التسجيل، ونحوها: لا يجزئ، ولا يجوز في أداء هذه العبادة، ولا يحصل به الأذان المشروع، وأنه يجب على المسلمين مباشرة الأذان لكل وقتٍ من أوقات الصلوات، في كلّ مسجدٍ، على ما توارثه المسلمون من عهد نبيّنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الآن.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
منقول.
ـ[ابن زهران]ــــــــ[02 - 12 - 04, 04:29 م]ـ
أخبرت قبل أمس من أحد أئمة الأوقاف الذين نحسبهم على خير ولانزكي على الله أحد أنه قد نزل عليهم قرار يمنعهم من الصلاة وإلقاء الدروس في المكبرات الخارجية ويحصر هذا على السماعات الداخلية وقد شدد في هذا الأمر عليهم
قال: ولا تعمل المكبرات الخارجية إلا في الأذان وخطبة الجمعة (قلت ولعل ذلك يمنع في وقت قريب تقربا وتعبدا لمن يعبدون)
فإنا لله وإنا إليه راجعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/73)
ـ[اياس]ــــــــ[10 - 03 - 06, 06:19 م]ـ
الاخوة الكرام ما أريد السؤال عنه متعلق بالموضوع
وهو هل ما يفعل الآن في بعض الدوائر الحكومية من وضع أذان مسجل
يدخل في هذا الباب أم أنه من باب التذكير حيث إن بعض هذه الدوائر
لها مسجد قريب يؤذن فيه.
أرجو الافادة وجزاكم الله خيراً.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 - 03 - 06, 09:48 م]ـ
الاذان الموحد في مدينة نابلس له اكثر من 15عاما
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 12:16 ص]ـ
الأذان الموحد في أبوظبي هناك مؤذن حقيقي يؤذن في مسجد رئيسي و في نفس اللحظة يقوم الرسيفر بإذاعة الأذان في بقية المساجد بصوت هذا المؤذن(36/74)
هام تابع: من فوايد الأوسط لابن المنذر
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[21 - 09 - 04, 04:40 م]ـ
[انتقاد للأحناف]
قال أبو بكر ابن المنذر رحمه الله
واختلفوا في الرجل يستعير الدابة من الرجل فيقضي حاجته ثم يردها ولم يلق صاخبها فربطها في معلف صاحبها.
فقالت طايفة:
يضمن لأن الواجب عليه ردها إلى صاحبها هذا مذهب الشافعي وبه قال بعض اصحابنا وكذلك نقول.
وقال ابن الحسن:القياس أن يضمن ولكن أستحسن ألا أضمنه.
قال أبو بكر:
القياس عنده حق وقد ترك الحق على لسانه وقضى بغير الحق.اه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[21 - 09 - 04, 04:56 م]ـ
قال في المبسوط:
(وإذا رد المستعير الدابة فلم يجد صاحبها ولا خادمه فربطها في دار صاحبها على معلفها فضاعت فهو ضامن لها في القياس؛ لأنه ضيعها حين أخرجها من يده ولم يسلمها إلى أحد يحفظها.
ألا ترى أن الغاصب لو فعل ذلك كان مضيعاً ضامناً فكذلك المستعير.
وفي الاستحسان لا ضمان عليه؛ لأنه ربطها في موضعها المعروف، ولو ردها على صاحبها لكان يربطها في هذا الموضع فكذلك إذا ربطها بنفسه وهذا للعادة الظاهرة أن المستعير يأخذ الدابة من مربطها ويردها إلى مربطها فيثبت الإذن له من جهة صاحبها في ذلك بهذا الطريق دلالة.
وهذا بخلاف الغاصب؛ لأنه ضامن محتاج إلى إسقاط الضمان عن نفسه بنسخ فعله وذلك لا يتم بردها إلى مربطها بعد ما أخذها من صاحبها، فأما المستعير فهو أمين فإنما الحاجة إلى دفع سبب الضمان عنه وهو التضييع وقد اندفع باعتبار العادة؛ لأن المربط في يد صاحب الدابة فإعادتها إلى المربط بمنزلة الإعادة إلى يد صاحبها حكماً).
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[21 - 09 - 04, 05:00 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأيها المتمسك بالحق(36/75)
هل رواية ندم عمر قبل موته على مسألة الطلاق الثلاث- صحيحة؟؟
ـ[راشد]ــــــــ[21 - 09 - 04, 04:53 م]ـ
ثم إنه ندم على ذلك قبل موته كما ذكره الإسماعيلي في مسند عمر
كتاب الطرق الحكمية، الجزء 1، صفحة 23
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=104&id=23
ـ[راشد]ــــــــ[25 - 09 - 04, 06:08 م]ـ
للرفع(36/76)
هل يدخل ضمن الآثار أقوال اتباع التابعين؟
ـ[الدرة]ــــــــ[21 - 09 - 04, 04:55 م]ـ
مشايخي الكرام
أريد إجابة شافية عن هذا السؤال: أريد أن أعمل فهرس للآثار في البحث الذي أقوم به فهل المقصود بالأثر قول الصحابي فقط أم يدخل ضمن الآثار أقوال الأئمة كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم؟
سؤال آخر: هل إختصار كلمة (إلى آخره) تكتب (الخ) أم (إلخ) يعني بهمزة أم لا علماٍ أن جميع الرسائل الجامعية والكتب التي اطلعت عليها تكتب ها بدون همزة فما السبب؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[الدرة]ــــــــ[22 - 09 - 04, 06:22 م]ـ
في انتظار الرد عاجل لأهمية الموضوع بالنسبة لي
ـ[أبو غازي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 02:16 ص]ـ
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في نخبة الفكر:
"ثم الإسناد إما أن ينتهي إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم تصريحاً أو حكماً: من قوله, أو فعله, أ, تقريره. أو إلى الصحابي كذلك, وهو من لقي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مؤمناً به ومات على الإسلام: ولو تخللت ردة في الأصح. أو إلى التابعين وهو من لقي الصحابة كذلك.
فالأول: المرفوع, والثاني: الموقوف, والثالث: المقطوع, ومن دون التابعي فيه مثله.
ويقال للأخيرين: الأثر ... "
قال في نزهة النظر:
(والثالث المقطوع) وهو ما انتهى إلى التابعي (ومن دون التابعي) من أتباع التابعين فمن بعدهم (فيه) أي بالتسمية".
ـ[الدرة]ــــــــ[23 - 09 - 04, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبو غازي ونفع بكم ولدي سؤال:
هل قول ابن حجر يفهم منه أن أقوال أتباع التابعين مثل الأئمة الأربعة لايعتبر أثر؟
أرجو التوضيح بارك الله فيكم
ـ[الدرة]ــــــــ[24 - 09 - 04, 08:15 م]ـ
أرجو التوضيح حفظكم الله
ـ[أبو غازي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 09:06 م]ـ
بل يعتبر أثراً.
فقد قال رحمه الله:
(ومن دون التابعي) من أتباع التابعين فمن بعدهم (فيه) أي بالتسمية". أهـ
فدون التابعي هو تابع التابعي وتابعيهم وهكذا.
والله أعلم.
إن كان للمشايخ فهم آخر فليتحفونا به.
ـ[الدرة]ــــــــ[26 - 09 - 04, 11:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبو غازي
وسؤالي للمشايخ هل هناك قول آخر أم أن هذ شبه متفق عليه؟
أين أنت يا شيخ عبد الرحمن لاحرمنا الله من علمكم؟(36/77)
من غرائب وعجائب التعاريف!
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 05:32 م]ـ
من غرائب وعجائب التعاريف!
يقول أبو عبد الله محمد بن عرفه ((ما يشق عليَّّ فهم شيء ما يشق فهم كلام القاضي عياض في بعض المواضع من الإكمال.))
يقول الشيخ عبد الكريم الخضير
مع أن ابن عرفه الذي يشق عليه فهم كلام القاضي عياض، له بعض العبارات يشق على القارئ فهمها!
- فمثلا- يقول في تعريف الإجارة
((بيع منفعة ما أمكن نقله غير سفينة ولا حيوان لا يعقل بعوض غير ناشئ عنها بعضه يتبعض بتبعضها!))
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 09 - 04, 07:19 م]ـ
التعريفات التي يأتي بها ابن عرفة في ''حدوده'' مبنية على إرادة الإتيان بالحد المنطقي الجامع المانع.
فينتج عن ذلك تعقيد الضمائر، وغرابة الاستثناءات، وإبهام العبارات.
والله أعلم.(36/78)
هل في هذه العبارات السائرة .... محاذير .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 06:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تدور بعض العبارات على ألسنة الناس وأسألكم عن دخنها وما يُحذر منها
كعبارة:
(من شان الله تبيت عندي الليلة مثلاً)
وهي لهجة أهل الشام وتكثر عندهم
ولعل معناها: من أجل الله ...
أو
(كِرْما للنبي تتغدى عندنا اليوم مثلاً)
وهي لهجة أهل الشام وتكثر عندهم
ولعل معناها: إكراماً للنبي ...
ثم ماذا عن هذه العبارة:
(بحق محمد تشرب هذا الكوب من العصير مثلاً)
(عليَّ الحرام ما تطلع من الدار مثلاً)
مع التفضل بإجابة كل عبارة على حِدةٍ وعدم إهمال الأُخَر
أجزل الله لكم المثوبة وأعظم لكم الأجر - آمين-
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 03:33 م]ـ
هل نقول بأن هذه الجُمل والعبارات محتملات وتحتاج إلى استفصال
وما هو الإستفصال في كل عبارة جزاكم الله خيراً؟(36/79)
أفيدونا أفداكم الله
ـ[صالحى]ــــــــ[21 - 09 - 04, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذى أول مشركة لى فى هذا المنتدى المبارك
اقول لكم إخوانى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدونا برك الله فيكم فى أمر قد أشكل علينا فى المنتديات و هو حديث الامام المهدى المنتظر.
وعن فيروز الديلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يكون في رمضان صوت قالوا:
يا رسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره قال: بل في النصف من رمضان إذا كانت ليلة النصف ليله الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألف ويصم سبعون ألفاً قالوا: يا رسول الله فمن السالم من أمتك قال: من لزم بيته وتعوذ بالسجود وجهر بالتكبير لله ثم يتبعه صوت آخر فالصوت الأول صوت جبريل والثاني صوت الشيطان فالصوت في رمضان والمعمعة في شوال ويميز القبائل في ذي القعدة ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم، ما المحرم أوله بلاء على أمتي وآخرة فرج لأمتي الراحلة بقتبها ينجو عليها المؤمن خير له من دسكره تغل مائه ألف.
قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك
مجمع الزوائد (7/ 313)
إليكم إخوانى كل الموضوع المنشور فى أغلب المنتديات ارجوا منكم التوضيح جزاكم الله كل خير
عام وعلامات خروج المهدي
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاشك ان من العلامات التي تسبق خروج المهدي هي حدوث هدة في رمضان
وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم وتفزع اليقظان، ثم تظهر عصابه في شوال ثم معمعة في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون موت في صفر، ثم تنازع القبائل في الربيع ثم العجب كل العجب بين جمادي ورجب، ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل مائه الف.
المستدرك (8627)
قال الحاكم قد أحتج الشيخان رضي الله عنهما برواة هذا الحديث عن آخرهم غير مسلمة بن علي الخشني وهو حديث غريب المتن، ومسلمة أيضا ممن لا تقوم الحجة به.
- وعن فيروز الديلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يكون في رمضان صوت قالوا:
يا رسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره قال: بل في النصف من رمضان إذا كانت ليلة النصف ليله الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألف ويصم سبعون ألفاً قالوا: يا رسول الله فمن السالم من أمتك قال: من لزم بيته وتعوذ بالسجود وجهر بالتكبير لله ثم يتبعه صوت آخر فالصوت الأول صوت جبريل والثاني صوت الشيطان فالصوت في رمضان والمعمعة في شوال ويميز القبائل في ذي القعدة ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم، ما المحرم أوله بلاء على أمتي وآخرة فرج لأمتي الراحلة بقتبها ينجو عليها المؤمن خير له من دسكره تغل مائه ألف.
قال الهيثمي رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك
مجمع الزوائد (7/ 313)
عن ابن مسعود رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال: إذا كانت صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال، وتمييز القبائل في ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة، والمحرم وما المحرم؟! - يقولها ثلاثاً – هيهات هيهات، يقتل الناس فيها هرجاً هرجاً، قال قلنا وما الصيحة يارسول الله؟ قال: هدّهً في النصف من رمضان ليلة جمعة، فتكون هدة توقظ النائم، وتقعد القائم ويخرج العواتق من خدورهن، في ليلة جمعه، في سنة كثيرة الزلازل، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعه فأدخلوا بيوتكم، وأغلقوا أبوابكم، وسدوا كواكم، ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجداً، وقولاً: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا القدوس، فإنه من يفعل ذلك نجا، ومن لم يفعل ذلك هلك.
نعيم بن حماد (641)
اذا تحقق وقوع الهدة فى منتصف شهررمضان القادم فى يوم الجمعة منه كما ذكرت اللاحاديث كون رمضان القادم ان شاء الله وكما تظهر التقاويم هو انة سيكون الاول منها يوم الجمعة ومنتصفة يوم الجمعة واخرة جمعة فعندها نأمل ان يكون قد اقترب خروج المهدى فى ذى الحجة والله اعلم
- ثم قد نرى علامة فلكية فى اول رمضان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/80)
- ولا شك اننا نعيش الان فترة خراب يثرب كما هو الحال فى المشاكل الحاصلة فى الحجاز والتى تسبق خرو ج الملحمة والتى ستكون على يد المهدى كون الجدار الاسرائيلى العازل ارى انه هو والله اعلم هو المعنى بعمران بيت المقدس
- وهناك علامةايضا تسبق خروجة وهى علامة العمود من نار يظهر فى المشرق لمدة ثلاثة ايام
- واليك بعض العلامات التى تسبق خروجة ساوضحة فى مواضيع قادمة:
- قد نشهد فى الاشهر القادمة ان يمسخ بعض الناس قردة وخنازير وهم فى الملاهى والمراقص اليلية المنتشرة الان بشكل مخيف وهم على مؤائد الشراب والغناء
- كثرت الزلزل فى المنطقة العربية
- سقوط بعض الأجسام السماوية على دولنا
قد نشهد ايضا اعاصير ورياح قوية تضرب ارض العرب
وانتشار امراض او وباء عالمي لن يرفع الا بخروج المهدي
على الجانب السياسي
قد يفوز بوش في الانتخابات القادمة ويستفيد من نتيجة محاكمة صدام
ومعنى استمراره في الحكم هوان تكون الملاحم مع الروم على يديه ضد الاسلام
وظهور المهدي للتصدي لهم واستدل على ذلك من حديث في الفتن لنعيم بن حماد:
(اذا التقى العتيقان عتيق الروم وعتيق العرب كانت على يديهما الملاحم)
وهو لسان الواقع فقد بدات الملاحم على افغانستان والعراق على يد بوش
قد تمتد يد الغدر والعدوان الامريكى على سوريا بعد العراق
- وعن أبي نضرة رضي الله عنه قال: كنا عند جابر رضي الله عنه فقال: يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا من أين ذلك؟ قال: العجم يمنعونك ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا قدى، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: {يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثاً لا يعده عداً} *.
قال: قلت لأبي ندرة: أترى أنه عمر بن عبد العزيز؟ قال: لا.
وقد راينا كيف منعت العراق قفيزها ومن ثم احتلالها بعد الحصار
والان قد منعت الشام مديها وهو قرار امريكا بفرض حصار على سوريا يعقب ذلك خروج الخليفة الذي يحثو المال حثا.ولاحظ ان حصار العراق كان من قبل مجلس الامن ودولة المكونة مندول اعجمية مختلفة والان فرض الحصار على الشام من قبل امريكا الروم منفردة بالقرار
وهذا الحديث ذكر ه القرطبي في التذكرة وقال هو من علامات خروج المهدي في صفحة 569
في باب الخليفة الكائن في اخر الزمان المسمى المهدي وعلامة خروجه
ولا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالاعماق بدابق في صحيح مسلم
واتوقع ارتفاع شدة المقاومة ضد الامريكان وارتفاع خسائرهم على ايدي تنظيم القاعدة.
ثم اليك هذا الحديث العجيب وهو للنقاش:
حدثنا رشدين عن ابي لهيعة عن ابي قبيل قال
(: اجتماع الناس على المهدي سنة سنة اربع ومائتين , قال ابن لهيعة (بحساب العجم , ليس بحساب العرب)
نعيم بن حماد (971) اسنادة ضعيف
لاحظ هنا هذا الحديث الذي يحدد تاريخ خروج المهدي بالعام
(سنة اربع ومائتين ثم قال بحساب العجم , ليس بحساب العرب)
اي بالتاريخ الميلادي وليس بالهجري
وانظر الى عامنا هذا الذي نحن فية 2004
فهل المائتين المذكورة فى الحديث هيا اشارة الى الفين , وهو الامر الذي عجزت عن فهمة
ثم قارن التوافق بين عام الفين واربعة ميلادية مع عامنا هذا 1425 هـ وهو عام وتر وهو يتوافق مع احاديث تذكر ان خروج المهدي فى عام وتر
أعلن الدكتور أنس إبراهيم رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية أن كسوفا جزئيا للشمس سوف يحدث يوم الخميس 14 أكتوبر القادم ..
حيث يغطي 93 % من قرص الشمس في تمام الساعة الثانية والدقيقة 54 صباحا.
واضاف ان أقصي تغطية لقرص الشمس سوف تكون في تمام الساعة الرابعة والدقيقة 59 صباحا وهي لحظة ميلاد هلال شهر رمضان المبارك.
وسيكون هناك خسوف كلي للقمر في رمضان بتاريخ 28 اكتوبر ... فيظهر نصف القمر باللون البرتقالي ..
ومع الخسوف يبدأ اللون الطبيعي للقمر بالانحسار ويبدو القمر بأكمله بالظهور باللون البرتقالي ..
برك الله فيكم
يسعدنى و يشرفنى إنضمامى بينكم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 08:04 م]ـ
أولا و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
أهلا بك و سهلا و مرحبا بين أهل الحديث جعلني الله و إاياك منهم فقد سبقتك الي هنا بيوم واحد
أما ثانيا فاترك الاجابة لأهل العلم و طلبته جزاهم الله خيرا
ـ[صالحى]ــــــــ[22 - 09 - 04, 06:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أخى سعيد السلفى برك الله فيك و مرحبا بك بين إخوانك جعلنا الله و إياكم من الذين يستبقون لدخول الجنة
اللهم أمين
أرجوا من الاخواة اهل الحديث ان يفيدونا جزاهم الله كل خير
ماصحت هذا الحديث: قال إمام المجاهدين عليه الصلاة والسلام:
((يأتي على الناس زمان قلوبهم قلوب الأعاجم ... يعدون الصدقة مغرماً، والجهاد ضرارا))
رواه عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه , وإسناده صحيح.
و عن هذا الاثر برك الله فيكم
وعن زياد بن حُديّر الأسدي رضي الله عنه قال: قال لي عمر رضي الله عنه: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟! قال: قلت لا!
قال ((يهدمه زلة العالم , وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين)).
رواه الدارمي في السنن , وإبن المبارك في الزهد , والتبريزي في مشكاة المصابيح: وإسناده صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/81)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 09 - 04, 06:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حديث المعمعة في رمضان حديث منكر باطل وقد سبق بيانه على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=67351#post67351
وهذا كذلك:
فتحُ المنانِ في بيانِ بطلانِ حديثِ الصيحةِ في رمضان
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
إن الناظرَ في هذه الأزمانِ المتأخرةِ يجدُ مظاهرَ العبثِ بأشراطِ الساعةِ كثيرةً لم يسبق لها مثيلٌ، وهو أمرٌ له أسبابهُ الكثيرة، وقد تكلم عن مظاهرِ العبثِ بأشراطِ الساعةِ الشيخ محمدُ بن إسماعيلَ المقدم في كتابه " المهدي وفقهُ أشراطِ الساعةِ "، فقد بوب الفصلَ الثاني من الكتابِ بعنوان " ظَاهِرةُ العبَثِ بأشراطِ الساعةِ " (ص 607 - 688)، وذكر تحتهُ مطلبين:
المطلبُ الأولُ: مجالاتُ العبثِ بأشراطِ الساعةِ.
المطلبُ الثاني: مظاهرُ العبثِ بأشراطِ الساعةِ.
وقال في بدايةِ الفصل: " لقد شاع في السنواتِ الأخيرةِ ظاهرةُ الإلحاحِ في محاولة المطابقة بين النصوصِ الواردةِ في أحداثِ آخرِ الزمانِ، وبين بعضِ الوقائعِ المعاصرةِ والمتوقعةِ، وقذفت المطابعُ بعشراتِ الكتبِ، وعشراتِ النشراتِ، والمقالاتِ، والأشرطةِ، فيها خوضٌ في " أشراطِ الساعةِ "، مرةً بحقٍ، ومراتٍ بالظنِ، والقول على اللهِ بغير علمٍ، واختلط الحقُ بالباطل، والتبست الأمورُ على الجمهورِ ... ".ا. هـ.
وكلامُ الشيخِ فيه صورةٌ حقيقةٌ لواقع الأمةِ مع هذه القضايا، فجزاهُ اللهُ خيرَ الجزاءِ على ما قال.
ومما ذكرهُ من مظاهرِ العبثِ بأشراطِ الساعةِ (ص 639) - وهو ما يهمنا - هنا:
الاستدلالُ بما لا يصلحُ دليلاً، ثم قال: " الاستدلالُ بالأحاديث الضعيفةِ والموضوعةِ "، وأنقلُ ما قالهُ تحت هذا العنوانِ لأهميتهِ: " وهذه الآفةُ " قاسمٌ مشتركٌ " بين الخائضين بالظنِ في أشراطِ الساعةِ، فهم يوردون الأحاديثَ الضعيفةَ والباطلةَ، ثم يؤسسون عليها توقعاتٍ وأحكاماً، متناسين أن التفسيرَ فرعٌ التصحيحِ، ولو أعلمنا قول بعضِ السلف " أثبتِ العرشَ ثم انقش " لطرح ذلك عن كاهلنا عبئاً ثقيلاً من هذه المروياتِ الباطلةِ، ولا أرحنا واسترحنا من عناءِ الجوابِ عما يطرأُ بسببها من إشكالاتٍ، وتوقعاتٍ، ولعل أشهر كتاب يعتمدُ عليه القومُ هو كتابُ " الفتن " للحافظِ نعيم بن حماد المروزي ... ".ا. هـ.
وسنأتي في هذا المقالِ على أحدها، وهو حديثٌ انتشر بين الناسِ انتشار النارِ في الهشيمِ، وأصبح يرددُهُ العوامُ، عند قُربِ منتصفِ رمضان من كلِ عامٍ، وكأنه حديثٌ ثابتٌ ثبوت الجبالِ، وأَنَّى لهُ ذلك!
وسأبينُ تهافت الحديثِ من جهةِ السندِ والمتنِ، وننقلُ كلام أهلِ الشأنِ فيه لكي يكون المسلمُ على بينةً من دينه، وأن يحذرَ من نسبةِ شيءٍ إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم بعد علمهِ ببطلانهِ، وأن نتعاونَ فيما بيننا في التحذيرِ والتصدي من نشرِ الأحاديثِ الضعيفةِ والباطلةِ والموضوعةِ والمكذوبةِ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، نسألُ اللهَ أن يوفقنا لما يحبهُ ويرضاهُ.
تخريجُ الحديثِ من جهةِ السندِ:
عن فيروز الديلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يكون في رمضان صوت "، قالوا: " يا رسول الله؛ في أوله، أو في وسطه، أو في آخره "، قال: " لا؛ بل في النصف من رمضان، إذا كان ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوت من السماء يصعق له سبعون ألفا، ويخرس سبعون ألفا، ويعمى سبعون ألفا، ويصم سبعون ألفا "، قالوا: " يا رسول الله؛ فمن السالم من أمتك "؟ قال: " من لزم بيته، وتعوذ بالسجود، وجهر بالتكبير لله، ثم يتبعه صوت آخر، والصوت الأول صوت جبريل، والثاني صوت الشيطان؛ فالصوت في رمضان، والمعمعة في شوال، وتميز القبائل في ذي القعدة، ويغار على الحجاج في ذي الحجة، وفي المحرم، وما المحرم؟ أوله بلاء على أمتي، وآخره فرح لأمتي؛ راحلة في ذلك الزمان بقتبها ينجو عليها المؤمن له من دسكرة تغل مائة ألف ".
أخرجهُ الطبراني في " الكبير " (18/ 333 ح 853) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن عبدة بن أبي لبابة به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/82)
وأخرجه من طريق الطبراني ابنُ الجوزي في " الموضوعات " (1687) وقال: هذا حديث لا يصحُ، قال العقيلي: عبد الوهاب ليس بشيء. وقال العقيلي: هو متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث، لا يحل الاحتجاج به. وقال الدارقطني: منكر الحديث.
وأما إسماعيل فضعيف، وعبدة لم يلق فيروزا، وفيروز لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روى هذا الحديث غُلامُ خليل، عن محمد بن إبراهيم الشامي، عن يحيى بن سعيد العطار، عن أبي المهاجر، عن الأوزاعي، ولكهم ضعافٌ في الغايةِ، وغلام خليل كان يضع الحديث.ا. هـ.
أما فيروزُ الديلمي فقد اختلف فيه أهلُ العلمِ في رؤيته للنبي صلى اللهُ عليه وسلم، قال الذهبي في " تجريد أسماء الصحابة " (2/ 90): " فيروز الديلمي قاتل الأسود الكذاب. أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ووفد وله صحبة.ا. هـ.
وقال االحافظ ابن حجر في " الإصابة ": " وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذُكر أنه قتل الأسود العنسي، ومات في خلافة عثمان، ونقل عن ابن عبد البر والجوزجاني عدم لقائه بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكنهما تُعقبا بأن حديثه في نسائهِ يدل على أنه رآه.ا. هـ.
وتعقب المباركفوري محقق كتاب " الفتن " (5/ 971) لأبي عمرو الداني الإمامَ ابنَ الجوزي فيه كلامه على الحديث فقال: " قلت: كذا أطلق قوله " كلهم ضعاف " وليس الأمر كذلك. فإن أبا المهاجر والأوزاعي من الثقات، ثم إن المؤلف لا يوجد في سنده غلام خليل.ا. هـ.
وأخرجه أبو عمرو الداني في " الفتن " (518) من طريق الأوزاعي به، وذكره يوسف المقدسي السلمي في " عقد الدرر في أخبار المنتظر " (159) ولكن رواه عن أبي أمامة وقال: " أخرجه الإمام أبو عمر عثمان بن سعيد المقرىء في " سننه " هكذا. وأخرجه الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من حديث الديلمي.ا. هـ.
وقد أخطأ السلمي في عزو الحديث إلى أبي عمرو الداني من طريق أبي أمامة، ولذلك قال المحقق لكتاب " الفتن " المباركفوري (5/ 971): ويبدو أن السلمي وقع له اختلاط في عزو الحديث، حيث عزا ما للمؤلف إلى ابن المنادى، وما لابن المنادى إلى المؤلف.ا. هـ.
والحديث أورده الهيثمي في " المجمع " (7/ 310) وقال: " رواه الطبراني، وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك ".ا. هـ.
وقد جاء الحديثُ عن أبي هريرةَ مرفوعاً وموقوفاً.
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (3/ 52) من طريق الأوزاعي قال خدثني عبد الواحد بن قيس، قال سمعت أبا هريرة يقول: ... فذكره بنحو لفظ فيروز الديلمي.
وأخرجه ابن الجوزي من طريق العقيلي في " الموضوعات " (1686)، وقال الذهبي في " الميزان " (2/ 675): هذا كذب على الأوزاعي، فأساء العقيلي كونه ساق هذا في ترجمة عبد الواحد وهو بريء منه، وهو لم يلق أبا هريرة.ا. هـ.
وأورده ابن الجوزي من طريق آخر عن أبي هريرة مرفوعا من طريق مسلمة بن علي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب.
وفي سنده مسلمة بن علي الخُشني، ترجم له الذهبي في " الميزان (4/ 109) وقال: " شامي واهٍ ... تركوه؛ قال دحيم: ليس بشيء. وقال أبو حاتم: لا يشتغل به. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة ".ا. هـ.
وأورد له هذا الحديث من مناكيره وقال: " هذا منكر، ومسلمة لم يدرك قتادة ". ا. هـ
وأخرجه أيضا ابن الجوزي موقوفا على أبي هريرة رضي الله عنه فقال: وروى إسماعيل بن عياش، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة موقوفا قال: يكون في رمضان هدة توقظ النائم، وتقعد القائم، وتخرج العواتق من خدورها.
وجاء الحديث أيضا عن عبد الله بن مسعود، عبد الله بن عمرو، ومرسل مكحول، وشهر بن حوشب وعن كعب الأحبار من قولهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/83)
والحديث لا يثبت مرفوعا أو موقوفا بوجه من الوجوه، فجميع أسانيده معلولة، وقد ساقها السلمي في " عقد الدرر " كلها، ولذا قال المباركفوري في تحقيقه لـ " الفتن " لأبي عمرو الداني (5/ 973 – 975): " وقد روي ذلك من أوجه أخرى متصلة، ومن أحاديث عديد من الصحابة، ولكنها لم ترفع الحديث إلى درجة الاستدلال به لأن جميعها معلولة، وبعضها أوهى من بعض، وقد حكم عليها بعض الأئمة بالبطلان والوضع ... والغريب أن بعض العلماء اعتمدوا هذه الأحاديث والآثار وعدوا ما ورد فيها من ذكر لوقوع الصوت والهدة وتحارب القبائل وغيرها من الأمور ضمن العلامات الدالة على ظهور المهدي ... وكذلك عد هذه الأمور ضمن العلامات الدالة على ظهور المهدي مرعي بن يوسف والبرزنجي والسفاريني ... ومن المعلوم أن مثل هذه القضايا لا تقوم على أحاديث واهية وآثار مقطوعة فينبغي الإعراض عنها.ا. هـ.
إعلالُ الحديثِ من جهة المتنِ:
بعد أن تبين لنا أن الحديثَ لا يثبت سندا سواء المرفوع أو الموقوف، نأتي على مثل هذه المتون التي تذكرُ التواريخ المستقبلة.
لقد قعد العلماءُ قواعد كلية لمعرفةِ بطلانِ الحديثِ من غير النظرِ في سنده، وممن أقام هذه القواعد الإمام ابن القيم في " المتار المنيف " (ص 63) فقال: " ومنها: 8 – أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا مثل قوله: " إذا كان سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت، وإذا كان شهر كذا وكذا، وقع كيت وكيت ".ا. هـ.
وقال بعد ذلك أيضا (ص 110): ومنها: أحاديث التواريخ المستقبلة. وقد تقدمت الإشارةُ إليها ... كحديث: " يكون في رمضان هدة توقظ النائم ... الحديث.ا. هـ.
وأورد كلامَ الإمامِ ابنِ القيم ملا علي القاري في " الأسرار المرفوعة " (ص 450).
فالخلاصةٌ أنهُ يجتمعُ لنا بطلانُ السندِ والمتنِ، وللهِ الحمدُ والمنةُ.
أثرُ هذه الأحاديث على الأمةِ:
بعد بيانِ بطلانِ سندِ الحديثِ والمتنِ، فإن المسلمين – مع الأسف - تعلقوا بمثلِ هذا الحديثِ وغيرهِ من الأحاديث التي لا تثبتُ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبح واقعُ المسلمين يتقطع له القلب من انتظار الوقت المستقبلي لحدوث ما جاء في الحديث، وتكثر الأسئلة، ويضطرب الناسُ، ويصاب الناس بحالة من الهستريا، بل تجد أهل المعاصي والموابقات يرجع إلى الله بسبب هذا الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ محمد إسماعيل المقدم في " المهدي " (ص 640): وقد لمسنا أثر الأحاديث الضعيفة في رمضان الماضي (1422 هـ) حيث كان بعض الشباب يجزم بأن الفزعة سوف تحصل منتصف الشهر الكريم، بناء على الأحداث السياسية، والعسكرية الصاخبة في ذلك الوقت، مع ضعف الحديث الذي اتَّكئُوا عليه.ا. هـ.
والحقيقة أن كتابَ الشيخِ محمد بنِ إسماعيل المقدم – جزاه الله خيرا – " المهدي وفقه أشراط الساعة " جيد في مثل هذه الأحاديث، فليرجع إليه، فهو نفيسٌ في بابه، وخاصة الفصول الأخيرة منه، فقد عالج كثيرا من القضايا التي تعلق بها الناس في هذه الأزمنة، وضرب الأمثلةَ، ورد على المتعالمين الذي ألفوا في أشراط الساعة، والذين رفعوا عقيرتهم عندما فشا الجهل في الناس، واغتر بهم فئام من عوام الأمة، وخاصةً في ساحاتِ الحوار على الشبكة العنكبوتيةِ، وبرنامج البال توك، وغير ذلك من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، نسأل الله لنا ولهم الهداية والسداد، والفقه في الدين.
لا يجوز رواياتها فضلاً عن تصديقها:
الشيخ العويد لـ «الجزيرة» حديث صيحة «15» رمضان حديث موضوع ومكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم
الدمام خالد المرشود:
حذر فضيلة الشيخ سلطان بن حمد العويد عضو مكتب الدعوة والإرشاد بالدمام إمام وخطيب جامع الإمام فيصل بن تركي من نشر أو رواية ما يسمى حديث الصيحة الذي يوافق ليلة الجمعة 15 من رمضان حيث ورد في بعض المجاميع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يكون في رمضان صوت قالوا: يا رسول الله في أوله أو في وسطه أو في آخره، قال: لا بل في النصف من رمضان إذا كانت ليلة النصف ليلة الجمعة يكون صوتاً من السماء يصعق له سبعون ألفاً ويصم سبعون ألفاً، قالوا: يا رسول الله فمن السالم من أمتك قال من لزم بيته وتعوذ بالسجود وجهر بالتكبير لله ثم يتبعه صوت آخر فالصوت الأول صوت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/84)
جبريل والثاني صوت الشيطان فالصوت في رمضان والمعمعة في شوال ويميز القبائل في ذي القعدة ويغار على الحاج في ذي الحجة والمحرم وما المحرم أوله بلاء على أمتي وآخره فرج لأمتي الراحلة بقتبها ينجو عليها المؤمن خير له من «سكرة تغل مائة ألف» وفي الحديث الثاني «فإذا وافق رمضان في تلك السنة ليلة جمعة فإذا صليتم الفجر يوم جمعة في النصف من رمضان فادخلوا بيوتكم وسددوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا سبحان القدوس سبحان القدوس ربنا القدوس فإنه من فعل ذلك نجا ومن ترك هلك».
وأضاف فضيلته في حديثه لـ «الجزيرة» لا يجوز رواياتها فضلا عن تصديقها مبينا من جهته أن الأحاديث الواردة فيها موضوعة ومكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم وأن جميعها خرافات وأباطيل لا أصل لها في السنة وقال الشيخ العويد: إن مثل هذه الأحاديث غالبا لا تنشر إلا في الفتن والأحداث لأن الناس يكونون في حالة قبول، وشدد من جهته على عدم نشرها لأن الذي ينشرها يكون كاذباً على النبي صلى الله عليه وسلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من حدث بحديث يُرى «أي يظن» أنه كذب فهو أحد الكاذبين» رواه مسلم كما أكد أنه يجب على المسلم ألا يكون أداة لنشر الإشاعات التي تثير الشكوك والشبهات عند الناس والرعب فيهم وعدم الانسياق وراء الخرافات كما يجب على المسلم الرجوع لأهل العلم الإثبات.
تجدر الإشارة إلى أن الحديثين آنفي الذكر قد انتشرا وروج لهما ضعاف النفوس عبر المدارس والمجمعات التجارية مما ينبغي التصدي لمثل هذه الخزعبلات الموضوعة والمكذوبة على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.
http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/nov/29/rr3.htm
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
11 رمضان 1424 هـ
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/288.htm
----------------
ويظر حول اللحيدية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4693
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[24 - 09 - 04, 11:15 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكن ما حقيقة المهدي
تكلم مع أخي واحد من الرافضة
قال:- انتي سني
قال أخي:- نعم، والحمد لله
قال:- سؤال لماذا نحقد عليكم انتم أهل السنة
قال أخي:- لا ادري أخبرني لماذا تحقدوا علينا
قال:- انكم تنكروا ولا تعترفوا بوجود المهدي أو ظهوره
أخواني بينوا لي حقيقة المهدي
ومن اين سيخرج(36/85)
من هم اهل الكتاب؟
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[21 - 09 - 04, 07:53 م]ـ
السلام عليكم
اهل الكتاب هم النصارى فقط ام اليهود والنصارى
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 10:08 م]ـ
اليهود و النصارى(36/86)
هل يسوغ الخلاف في مسألة جواز مكث الحائض بالمسجد؟
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 08:01 م]ـ
السلام عليكم
أفيدوني بعدد من أقوال أهل العلم من السلف و المعاصرين في مسألة مكث الحائض بالمسجد
و هل الخلاف في هذا محدث شاذ ام انه قديم معتبر سائغ؟
و اذا كان الراجح عدم جوازه فما الصور التي تستثني منه هل مثلا حضور درس او الدعوة الي الله؟
و هل تعتبر مسالة امكانية تحفظ النساء هذه الايام و ضمان نظافة المسجد ام لا؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[21 - 09 - 04, 11:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بكم أخي الحبيب
لست لك مجيبا
فذا له أهله
إنما هي مداخلة مما أحفظ
فالقول بالجواز له نصيب وافر من العلم إن شاء الله تعالى
وهو مذهب
داود
وابن حزم
وابن المنذر
والمزني
وفي كلام النووي رحمه الله تعالى في المجموع ما يشعر بقوته
فقال ما معناه
أن أقوى أدلى القائلين بالجواز أن المانعين ليس لديهم دليل صحيح صريح بالمنع
وهذا موافق للأصول لمن تأمل وأنصف
أما أنا فأرهب أن يكون لي قول في مثل هذا
أخوك أبو بكر
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 01:39 ص]ـ
اخي ابي بكر جزاك الله خيرا
و في انتظار المزيد من التوضيح من خواننا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 02:18 ص]ـ
تخريج حديث "لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب"
حديث ضعيف
رواه أبو داود من طريق أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة (عون المعبود 1/ 267) وذلك من أجل جسرة بنت دجاجة
قال البخاري:عندها عجائب
وقد ضعف الحديث جماعة منهم البيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي،
بل قال ابن حزم إنه باطل، كما في إرواء الغليل (ج1ص162)،
أما شيخها أفلت ويقال له فُليت العامري فقد وثقه الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي (ميزان الاعتدال1/ 399).
أما رواية أم سلمة " إن المسجد لا يحل لجنب ولا حائض" فقد رواها ابن ماجة (1/ 511 مع تحقيق بشار عواد معروف)
ففيها مجهولان أبو الخطاب كما في التقريب (2/ 392)،
ومحدوج الذهلي: التقريب (2/ 161).
قلت: تحسين الزيلعي له في نصب الراية (1/ 255)، ونقله تحسين ابن القطان في نفس الصفحة، وتصحيح الشوكاني في السيل الجرار (1/ 109) رحمهم الله ظانين أن الحديث بسندين وهم يحتاج إلى مناقشة:
فالعلل فيه كثيرة:
أولا جسرة كوفية تفردت ولا تحتمل مثل هذا الحديث،
ثانيا متكلم فيها فقد قال فيها البخاري عندها عجائب كما سبق، و قال البيهقي فيها نظر،
وقال ابن حبان فيما نقله أبو العباس البناني: عندها عجائب (ميزان الاعتدال 1/ 399)،
ثالثا: فليت العامري مجهول، فقال الخطابي: ضعف هذا الحديث جماعة وقالوا أفلت مجهول اهـ (شرح السنن 1/ 67)،
وقال البغوي: وضعف أحمد الحديث، لأن راويه وهو أفلت بن خليفة مجهول (شرح السنة 2/ 46)،
رابعا: جسرة ليست مشهورة بالرواية عن عائشة فأين الرواة عن عائشة كعمرة، وعروة، والقاسم بن محمد، والأسود بن يزيد النخعي، وإن كان كوفيا فإن أمنا عائشة قالت فيه: ما دخل علي من تحت سماء الكوفة رجل أكرم علي من الأسود بن يزيد.
خامسا والأهم: أن الحديث واحد بإسناد واحد وليس اثنين كما يتوهم، والصحيح أن جسرة اضطربت فيه فروته مرة عن عائشة ومرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة، قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: جسرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة اهـ نقلا عن (تفسبر ابن كثير (1/ 475)، تمام المنة (ص118، 119).
إذن فالعلة في اضطراب جسرة من جهة، وتفردها بالحديث من جهة أخرى فهي لا تحتمل مثل هذا، وكذلك في جهالة أفلت،
فكانت الخلاصة أن الحديث ضعيف وقد ضعفه الإمام أحمد والبيهقي، وعبد الحق الإشبيلي، وابن حزم كما سبق. وهو الصحيح إن شاء الله.
تنبيه: هذا تخريج محض وليس حكما في مسألة دخول الحائض والجنب المساجد. لأن في المسألة أدلة أخرى ومناقشات.
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 09:01 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الفارسي و فعلا هذا تخريج
و في انتظار المزيد من مشاركات الاخوة
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[25 - 09 - 04, 11:34 ص]ـ
و من المعاصرين الشيخ الألباني و الشيخ مقبل رحمهما الله - و جلّ تلاميذهما - يذهبان إلى جواز:
1 - مكث الحائض في المسجد
2 - قراءتها للقرآن
3 - مسها للمصحف
و أقوى الأدلة هي البراءة الأصلية و عدم وجود الدليل،
و ما روي من احاديث في المنع فصحيحها غير صريح و صريحها غير صحيح ..
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 04:34 م]ـ
جزاك الله خيرا(36/87)
مسائل مهمة في النسب والمصاهرة
ـ[سهل السهلي]ــــــــ[21 - 09 - 04, 10:40 م]ـ
أنا أقوم بعمل بحث شرعي يهم كل مسلم وأود أن أنشره على الجميع بعد الانتهاء منه والبحث عنوانه:
النسب والمصاهرة وأثرهما على الأحكام الشرعية)
أعرض فيه المسائل الشرعية التي اختلف حكمها بسبب وجود قرابة أو نسب.
والذي أريده هو أن يتعاون معي الأخوة القراء في مسألتين هما:
الأولى: أريد رؤس مسائل تتحدث عن هذا الموضوع، وسأقوم أنا بنفسي في البحث في هذه المسألة، علما بأنني وجدت قريب من مئة مسألة ولكن أريد المزيد فهل من مزيد
الثانية: هل من كتب تتحدث عن نفس الموضوع الذي أبحث فيه؟(36/88)
قال أحد الطلاب لزميله: لم يزد الشيخ على ما في الشرح!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 09 - 04, 11:38 م]ـ
الحمد لله يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على محمد خير بشير ونذير أما بعد:فهذه حكاية قرأتها في ترجمة العالم الحنبلي محمد بن عبد الرحمن بن عفالق الأحسائي (1) في كتاب السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة في 3/ 928: هذا نصها:
وكان شخص من أقاربه يقرأ عليه [مع] (2) رفقة له في " قواعد الإعراب " فلما خرج قال لبعض الطلبة: لم يزدنا الشيخ على ما في الشرح، فنُقِلتْ (3) هذه الكلمة إلى الشيخ، فلما كان من الغد، وحضر الطلبة، قال الشيخ لذلك الشخص: اقرأ الدرس الماضي، فقرأه، وشرع الشيخ في التقرير في أبلغ عبارة، وأوسع نقل إلى الضحوة، ثم قال لذلك التلميذ: ما فَهِمْتَ من هذا؟
فقال: لم أفهم شيئا منه، فقال: لهذا لم أزدك على ما في الشرح. (4) اهـ.
هذه المسألة "التدرج في التعليم"، وإعطاء الطلاب ما يدركون، وترك التعمق فيما لا يفهمونه، وتقسيمهم طبقات، منهج معروف في ذاك الزمان، وقبله، وبعده، أما الآن فقل، أو انعدم من يفعله، وهذا يُحدث خللا كبيرا في التلقي، فالطالب المبتدئ الذي يحضر درسا، ثم يجد الشيخ يتوسع بكل ما آتاه الله من قدرة سيخرج كما خرج هذا: لم يفهم شيئا.
كما أن الطالب الفطن المتقدم في الطلب إذا حضر درسا للشيخ لم يزد فيه الشيخ شيئا على معلومه، سيفتر، أو يقف عن الحضور، لأنه لم يجد أهم ما جاء من أجله.
والتعليم فن يحتاج إلى إتقان، وبعد نظر
فكم رأيتم مَن بدأ بكتاب مختصر في أحد الفنون كالعمدة في الفقه، مثلا للمبتدئين فطول العبارة، وتوسع في ذكر الفروع، والخلاف، والكلام على علل الأدلة .. الخ، فصار الكتاب أوسع من المغني، والمجموع، وهو درس للمبتدئين!
وكمن شرح النخبة فزاد في بعض مباحثه على فتح المغيث .. والضحية مَن خرج، ولم يفهم، بل ربما ترك طلب العلم مطلقا.
فهلا طبق ذلك المشايخ، وطلبة العلم؟
والعجيب أنك دائما تسمع الوصية للطلبة بالتدرج، ثم يقل أن تجد من يطبق.
ومن صور الفوضى في ذلك أن يَترك الشيخ للطالب اختيار الكتاب الذي يريده، فيجهز الطالب على كتاب كبير ليس منه بسبيل، أو علم هو فيه دخيل.
وعكسها أن ينظر الشيخ لمصلحته هو، فيأمر الطالب أن يقرأ عليه في كتاب يريده هو، فينظر مصلحته، وينسى ما ينفع التلميذ المسكين، وهذا فيه نوع غش لهذا الطالب المسكين فليس من النصح للمسلمين ـ وقد وقفت على شيء من ذلك ـ.
هذه خواطر كانت تجول في الذهن من زمن مررت بهذه القصة، فكانت مناسبة لها.
والله أعلم، والسلام عليكم ورحمة الله، وبركاته.
-------------------
(1) هذا الرجل من المتعصبين ضد دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ نعوذ بالله ـ كما في ترجمته هناك.
(2) في المطبوع: من، وأظن الصواب ما أثبت.
(3) هذه نميمة قبيحة، وكان الأولى بهذا الناقل أن لا يسمي من نقل بل يذكر الكلام على الإبهام.
(4) يبدو أن هذا الشيخ حريص على هذا الذي ذكرت ففي ترجمته أنه قال عند موته لتلميذه: في صدري أربعة عشر علما لم أسأل عن مسألة منها قبلك. 3/ 928.
ـ[أبو علي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
لقد صدقت أخي عبدالرحمن فيما قلت.
من أعجب ما سمعت عن صبر الشَّيخ في التَّعليم؛ ما حدثَ لشيخنا محمَّد الحديثيِّ حفظه اللهُ.
ذلك أنَّ كُلَّ من أراد القراءة عليه، بدأ بثلاثة الأصولِ شرح ابن عثيمين، حتَّى أنَّ بعضَ الإخوةِ كرَّره عليه خمس مرَّاتٍ. وكلُّ من أتى إليه أقرأه هذا الكتابَ حتَّى لو كان للتَّوِ قد فرغ منه؛ بل يأمر الطَّالبَ المبتديء بذلك، ولا يملُّ من تَكرارهِ له.
والشَّيخ من العجائب في سمتهِ و خلقهِ وسماحته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 09 - 04, 11:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله، وجزاك الله خيرا على الإضافة
وللشيخ عبدالقادر بدران في كتابه المدخل إلى مذهب الإمام أحمد ص 485 - 492: لطائف وقواعد نافعة للمتعلمين، والمعلمين.
.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 03:38 م]ـ
- أحسنتم ... أبا عبدالله ..
وهناك قضيَّةٌ يجب التنبُّه لها.
ألا وهي قراءة العرض والمذاكرة التي تكون بين كبار الطلاَّب والشيخ المتبحِّر، فلا يصلح للطالب المبتديء حضور مثل هذه المجالس، لأنَّ البحث فيها إنما يكون في العويص والمشكل على الأكابر.
ولا يصلح للشيخ أن يشرح كلَّ شيءٍ من مبتدءات العلم الذي يقرأ فيه؛ لأنَّ المجال ليس كذلك.
- وطريقة (العرض) والقراءة التي يقوم بها بعض الطلبة على بعض كبار الشيوخ تكون في الغالب للاستذكار والمدارسة وتحرير ما يهم تحريره، والتعليق المقتضب على الأهم.
- وكثير من دروس الشيخ ابن باز كانت على هذا النحو، أعني قراءةً على الشيخ، وتعليقاً منه بما تيسَّر مما يراه مهمَّاً.
- ومنه دروس الشيخ عبدالله بن غديان، أو بالأحرى (الكتب التي تقرأ عليه) في مسجد الإفتاء.
فالشيخ يُقرأ عليه كلام طويل من كتبٍ شتَّى فليخِّص المهم ويعلِّق على الأهمِّ منه.
- ومن هذا ما يُسمَّى: بـ (سمْ .. برَكة).
- وقد يقرأ الطلاب أحياناً كلاماً طويلاً - مشكلاً بعض الشيء ! - فيقول الشيخ: هذا كلام واضحٌ جداً، هل عندكم فيه إشكال؟
وعليه فإني لم أرَ حضر عنده في الغالب إلاَّ الفاهم.
- لذا قد لا يرى الطالب المبتديء الذي يحضر مثل تلك الحلق المباركة فائدة كبيرة، لأنَّ القوم يخوضون في أمورٍ لم يفهم أصولها بعدُ.
- وقد يحضر عنده بعضهم، ثم يقول عقب الدرس: لم أفهم شيئاً.
وقد يزيد بعضهم فيقول: الشيخ لا يحسن يشرح؟!
وصدق أبوالطيب إذ قال:
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً * * * وآفته من الفهم السقيمِ
ولكن تأخذ الآذان منه * * * على قدر المدارك والفهومِ
- وفي بداية درسٍ لأحد الأساتذة في (تدريب الراوي للسيوطي) قال أحد الطلبة الذين لا يفهمون شيئاً في المصطلح: ما فائدة هذا العلم الذي تدرسونه؟
وقال آخر: ما معنى حديث مرسل؟
وقال ثالث: ما معنى موضوع؟
- وهذه محنةٌ للأستاذ، إذ سيضيع كثير من الوقت في العودة إلى المبتدءات !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/89)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 03 - 05, 02:59 م]ـ
جزاكما الله خيرا، ونفع بما قلتم
هذا بعض الكلام المشار إليه في كلامي السابق
قال العلامة عبد القادر بن بدران في المدخل ص485 وبعدها:
لطائف قواعد
اعلم أن كثيرا من الناس يقضون السنين الطوال في تعلم العلم بل في علم واحد، ولا يحصلون منه على طائل، وربما قضوا أعمارهم فيه، ولم يرتقوا عن درجة المبتدئين، وإنما يكون ذلك لأحد أمرين:
أحدهما: عدم الذكاء الفطري، وانتفاء الإدراك التصوري، وهذا لا كلام لنا فيه، ولا في علاجه.
والثاني: الجهل بطرق التعليم، وهذا قد وقع فيه غالب المعلمين، فتراهم يأتي إليهم الطالب المبتدىء ليتعلم النحو مثلا، فيشغلونه بالكلام على البسملة، ثم على الحمدلة أياما، بل شهورا! ليوهموه سعة مداركهم، وغزارة علمهم، ثم إذا قدر له الخلاص من ذلك، أخذوا يلقنونه متنا، أو شرحا بحواشيه، وحواشي حواشيه، ويحشرون له خلاف العلماء، ويشغلونه بكلام من رد على القائل، وما أجيب به عن الرد، ولا يزالون يضربون له على ذلك الوتر حتى يرتكز في ذهنه أن نوال هذا الفن من قبيل الصعب الذي لا يصل إليه إلا من أوتي الولاية! وحضر مجلس القرب! والاختصاص.
هذا إذا كان الملقن يفهم ظاهرا من عبارات المصنفين، وأما إذا كان من أهل الشغف بالرسوم أشير إليه بأنه عالم فموه على الناس، وأنزل نفسه منزلة العلماء المحققين، وجلس للتعليم، فيأتيه الطالب بكتاب مطول، أو مختصر فيتلقاه منه سردا لا يفتح له منه مغلقا، ولا يحل له طلسما، فإذا سأله ذلك الطالب المسكين عن حل مشكل انتفخ أنفه، وورم، وقابله بالسب، والشتم ونسبه إلى البهائم، ورماه بالزندقة، وأشاع عنه أنه يطلب الاجتهاد!.
ومن أولئك من لا يروم الحماقة لكنه يقول إننا نقرأ الكتب للتبرك بمصنفيها، وأكثر هؤلاء هم الذين يتصدرون لإقراء كتب المتصوفة فإنهم يصرحون بأن كتبهم لا يفهمها إلا أهلها، وأنهم إنما يشغلون أوقاتهم بها تبركا!
ولعمري لو تبرك هؤلاء بكتاب الله المنزل لكان خيرا لهم من ذلك الفضول، وهؤلاء كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
ومنهم من يكون داريا بالمسائل وحل العبارات، ولكنه متعاظم في نفسه فإذا جاءه طالب علم الفقه أحاله على شرح منتهى الإرادات إن كان حنبليا، وعلى الهداية إن كان حنفيا، وعلى التحفة إن كان شافعيا، وعلى شرح مختصر خليل للحطاب إن كان مالكيا، ثم إن كان مبتدئا صاح قائلا إلى الملتقى يوم الدين وإن كان ممن زاول العربية، وأخذ طرفا من فن أصول الفقه انتفع انتفاعا نسبيا لا حقيقيا.
ـ إلى أن قال ـ: فالواجب الديني على المعلم إذا أراد إقراء المبتدئين أن يقرئهم أولا كتاب أخصر المختصرات أو العمدة للشيخ منصور متنا إن كان حنبليا، أو الغاية لأبي شجاع إن كان شافعيا، أو العشماوية إن كان مالكيا أو منية المصلي أو نور الإيضاح إن كان حنفيا، ويجب عليه أن يشرح له المتن بلا زيادة ولا نقصان بحيث يفهم ما اشتمل عليه ويأمره أن يصور مسائله في ذهنه، ولا يشغله بما زاد على ذلك.
وقد كانت هذه طريقة شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي المشهور بـ"خطيب دوما" المتوفى بالمدينة المنورة سنة ثمان وثلاثمائة بعد الألف ـ وكان ـ رحمه الله ـ يقول لنا: لا ينبغي لمن يقرأ كتابا أن يتصور أنه يريد قراءته مرة ثانية؛ لأن هذا التصور يمنعه عن فهم جميع الكتاب، بل يتصور أنه لا يعود إليه مرة ثانية أبدا، وكان يقول كل كتاب يشتمل على مسائل ما دونه وزيادة، فحقق مسائل ما دونه لتوفر جدك على فهم الزيادة، انتهى.
ـ إلى أن قال ـ: وطرق التعليم أمر ذوقي، وأمانة مودعة عند الأساتذة، فمن أداها أثيب على أدائها، ومن جحدها كان مطالبا بها، وقد أودع ابن خلدون في مقدمة تاريخه نفائس من هذه المباحث كالمقدمات، ومطالعتها تهدي النتيجة لصادق الهمة مطلق من قيد التقليد، ولله در ابن عرفة المالكي حيث قال:
إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة * وتقرير إيضاح لمشكل صورة
وعزو غريب النقل أو حل مقفل * أو إشكال أبدته نتيجة فكرة
فدع سعيه وانظر لنفسك واجتهد * ولا تتركن فالترك أقبح خلة.
والله أعلم.(36/90)
سؤال عن كتاب المصاحف للسجستاني لماذا في كل الروايات حدثنا عبدالله ..
ـ[أبو عبدالوهاب العبدلي]ــــــــ[22 - 09 - 04, 01:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أيها الإخوة الكرام فلدي استفسار أرجو أن أجد منكم من يفيدني فيه ألا وهو:
في كتاب المصاحف لعبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني (ابن أبي داوود)
في كل الروايات يذكر:
حدثنا عبدالله ... ثم يكمل، مع أن صاحب الكتاب هو عبدالله، فهل يتحدث عن نفسه أم عن غيره؟
وما رأي المحدّثين في الكتاب ومؤلفه؟
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[22 - 09 - 04, 05:37 م]ـ
أخي أبا عبد الوهاب العبدلي:
القائل حدثنا عبد الله هو راوي الكتاب عن عبد الله بن سليمان بن الأشعث مصنف الكتاب.
وهذا كثيرا ما يحدث في الكتب الحديثية، أن راوي الكتاب يصدر جميع أحاديث الكتاب بروايته عن مصنف الكتاب.
أما عن المؤلف فهو ابن أبي داود العالم الحافظ وهو ابن أبي داود صاحب السنن المشهور،
وأما كتابه فهو كغيره من كتب الحديث التي تروي الأحاديث بالأسانيد فيه الصحيح والضعيف ..
والله الموفق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 09 - 04, 09:06 ص]ـ
هل الكتاب مطبوع؟ فأنا أبحث عنه منذ زمن
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 09 - 04, 09:35 ص]ـ
طُبع في دار البشائر، بيروت ..
ـ[أبو عبدالوهاب العبدلي]ــــــــ[25 - 09 - 04, 10:13 ص]ـ
أخي الكريم: هادي آل غانم وفقك الله
جزاك الله خيراً على ما أفدتني به، وأسأله سبحانه أن يوفقك لما يحبه ويرضاه ويزيدك من فضله.
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[27 - 09 - 04, 11:52 م]ـ
وفيك بارك!(36/91)
حكم مسّ الطفل للمصحف.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[22 - 09 - 04, 08:15 م]ـ
*هذه المسألة على قول من يقول بتحريم مس المصحف على المحدث وهو قول جمهور العلماء.
قال الشيخ بن عثيمين: في كلامه على مسأله هل المحرم مسّ القرآن، أو مسّ المصحف الذي فيه القرآن؟
وقال الحنابلة يحرم مسّ القرآن وما كتب فيه،إلا أنه يجوز للصغير أن يمس لوحاً فيه قرآن بشرط ألا تقع يده على الحروف. وهذا هو الاحوط، لأنه يثبت تبعاً ما لايثبت استقلالاً.
(مسالة) هل يشمل هذا الحكم من دون البلوغ؟
قال بعض العلماء لايشمل الصغار لانهم غير مكلفين واذا كانوا غير مكلفين فكيف
نلزمهم بشيء لايتعلق به كفر و لاما دون الكفر إلا أنه معصية للكبير وهؤلاء ليسوا
من أهل المعاصي لرفع القلم عنهم.
وهل يلزم وليه أن يامره بذلك او لا يلزمه؟
الصحيح عند الشا فعية انه لايلزمه الوضو ء ولا يلزم وليه أن يلزمه به لانه غير مكلّف
ولأن الزام وليه به فيه مشقة وهو غير واجب عليه، واذا كان فيه مشقة في امر لا يجب
على الصغير فانه لا يلزمه به وليه.
والمشهور عند الحنابله انه لا يجوز للصغير أن يمس القران بلا وضو ء وعلى وليه ان يلزمه
به كما يلزمه بالوضو ء للصلاة لانه فعل تشترط لحله الطهارة فلا بد من الزام وليه به.
واستثنوا اللوح فيجوز للصغير ان يمسه ما لم تقع يده على الحروف وعلل بعضهم ذلك
بالمشقه وعلل اخرون بأن هذه الكتابة ليست كالتي في المصحف لان التي في المصحف
تكتب للثبوت والاستمرار اما هذه فلا.
((الممتع)): (1/ 370_371).
واذكر أن الشيخ في أحد أشرطته سأله سائل عن قضيه الطلاب الصغار وماذا يفعل معهم؟ فأجاب رحمه الله تعالى: (ارخ يديك واكرب وجهك).
_________________
هل يجوز أن يمكّن الطفل من مس المصحف من غير طهارة؟
الحمد لله.
نعم يجوز أن يمكّن الصبي من مس المصحف إذا كان المقصود أن يتعلم بأن كان مميزاً، ويراد منه أن يقرأ في المصحف؛ لأنه غير مكلَّف، وينبغي تدريب الصغار المميزين على التطهر من أجل القراءة في المصحف، فإن هذا حسن، وهو من التربية على الأمر المشروع كما يؤمر بالصلاة تدريباً عليها وإن لم تكن واجبة عليه قبل البلوغ. والله أعلم. (الشيخ عبدالرحمن البراك)
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=466
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[25 - 02 - 05, 07:14 م]ـ
هل يلزم الأطفال الوضوء لمس المصحف؟
س: سؤال من المستمعة: ج. م. ع- تقول: أنا معلمة في مدرسة ابتدائية أقوم بتدريس مادة القرآن الكريم لطالبات الصف الثاني الابتدائي، وهؤلاء الطالبات صغار في السن ولا يحسن الوضوء، وربما لا يبالين بذلك، وهن يلمسن المصاحف ويتابعنني فيه، وهن على غير وضوء، فهل يلحقني إثم في ذلك وأنا قد أوضحت لهن كيفية الوضوء وعرفنها، أم لا؟
ج: إذا كن بنات السبع فأعلى يعلمن الوضوء حتى يعرفنه، ثم يمكن من مس المصحف، أما إذا كن دون ذلك فإنهن لا يصح منهن الوضوء، وليس من شأنهن الوضوء، ولكن يكتب لهن المطلوب في ألواح أو أوراق، ولا يلمسن المصحف، ويكفي ذلك إن شاء الله، ويجاهدن في هذا الشيء، وعليك التوجيه والإرشاد والتعليم لهن، جزاكم الله خيرا. (الشيخ ابن باز)
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=Bz02035.htm(36/92)
الحكم إذا خالف رأي الراوي روايته. من الأوسط لابن المنذر
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[22 - 09 - 04, 08:44 م]ـ
الأوسط: المجلد الرابع الورقة139 الوجه أ.
[قال أبو بكر بن المنذر رحمه الله]:
حدثنا إسماعيل بن قتيبة قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا شريك عن حسين بن عبيد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال:قال رسول الله r :" أيما رجل ولدت منه أمته فهي معتقة عن دبر "
قال أبو بكر:
وهذا إسناد فيه مقال.
[ثم قال بعد ذلك ورقة 139 ب و140أ]
وقد دفع بعضهم حديث حسين بن عبيد الله وقال: تركه أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وقال:إذا لم يثبت خبر فسبيله النظر.
ومن الدليل على ضعف حديث حسين هذا: الثابت عن ابن عباس من وجوه شتى أنه كان يرى بيعهن ,ولو كان عنده فيه حديث عن رسول الله r ما خالفه ولا عدل عن القول به.(36/93)
من غرائب جزء الحفار
ـ[الأثري22]ــــــــ[22 - 09 - 04, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بعد غياب أتحفكم بهذه الغريبة حتى قد سمعنا شبهها في الشجاع الأقرع الذي يكون في قبر تارك الصلاة .... >
أخبرنا الحسين ثنا أبو الأشعث ثنا عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن واصل عن عمرو بن هرم عن عبد الحميد بن محمود قال: كنت عند ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فأتاه رجل، فقال: أقبلنا حجاجاً حتى إذا كنا بالصفاح توفي صاحب لنا فحفرنا له فإذا أسود قد أخذ اللحد ثم حفرنا قبرا آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد قال: فحفرنا له قبراً آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد كله فتركناه وأتيناك نسألك ما تأمرنا، قال: ذاك عمله الذي كان يعمل اذهبوا فادفنوه في بعضها فوالله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذاك، قال: فألقيناه في قبر منها، قال: فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه فقالت كان رجلا يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم ثم ينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه فيجعله في طعامه وكان يأكل ما كان يأخذ.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 4/ 334
رجال الإسناد:
1 - أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار: قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقاً (تاريخ بغداد 14/ 75).
2 - الحسين بن يحيى بن عياش القطان: ذكره يوسف القواس في جملة شيوخه الثقات (تاريخ بغداد 8/ 148).
3 - أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي البصري: قال أبو حاتم: صالح الحديث محله الصدق، وقال الحافظ في التقريب: صدوق صاحب حديث طعن أبو داود في مروءته.
4 - عبد الأعلى بن عبد الأعلى بن محمد وقيل بن شراحيل القرشي البصري السامي ـ بالمهملة ـ من بني سامة بن لؤي أبو محمد ويلقب أبا همام وكان يغضب منه. قال بن معين وأبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: لا بأس به. وذكره بن حبان في الثقات وقال: كان متقنا في الحديث (ترجمه الحافظ في التهذيب).
5 - هشام بن حسان الأزدي القردوسي – بالدال- أبو عبد الله البصري. قال الحافظ في التقريب: ثقة من أثبت الناس في بن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما.
6 - واصل مولى أبي عيينة بتحتانية مصغر. قال الحافظ: صدوق عابد.
7 - عمرو بن هرم الأزدي البصري. قال الحافظ: ثقة.
8 - عبد الحميد بن محمود المعولي بمهملة البصري أو الكوفي قال الحافظ: ثقة مقل.
الحكم على الإسناد:
تلاحظ أن الإسناد رجاله كلهم ثقات ومحال للصدق فالإسناد صحيح إلى ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
الصفاح: بكسر الصاد وتخفيف الفاء، موضع بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة.
أرجو لكم الفائدة ... ومن لديه تعقيب فلا يبخل.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 09 - 04, 11:04 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث لم يتفرد به الحفَّار، بل اخرجه ابن ابي الدنيا أيضا ولكني لا أعلم في أي كتاب، فلم أبحث عن الرواية كثيرا
وهذا إسناد الحفار من المخطوط
وفي الأسفل صورة الرواية (ق/1/ب)
[8] أخبرنا الحسين ثنا أبو الأشعث ثنا عبدالأعلى عن هشام بن حسان عن واصل عن عمرو بن هرم عن عبدالحميد بن محمود [1/ب] قال كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فقال أقبلنا حجاجا حتى اذا كنا بالصّفاح توفي صاحب لنا فحفرنا له فإذا أسود قد أخذ اللحد ثم حفرنا قبرا آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد كله قال فتركنا وأتيناك نسألك ما تأمرنا
قال ذاك عمله الذي كان يعمل اذهبوا فادفنوه في بعضها، فوالله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذاك (1)
قال فألقيناه في قبر
قال فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه
فقالت كان رجلا يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم ثم ينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه فيخلطه في طعامهم وكان يأكل ما كان يأخذ.
وقد أخرجه ابن أبي الدنيا في ( ... ) كما ذكر السيوطي في شرح الصُّدور ص 174 رقم 49.ط دار المؤيد، وساق إسناده ابن القيم رحمه الله في كتاب (الروح)
=========
(1) عند ابن أبي الدنيا:
... فقال ابن عباس ذاك الغل الذى يغل به انطلقوا فادفنوه في بعضها فوالذى نفسى بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيه ...
وهذه صورة الرواية من جزء الحفار
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=6012&stc=1&d=1145297894
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/94)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 09 - 04, 05:30 ص]ـ
ثم وجدت الأثر عند ابن ابي الدنيا في الكتاب المسمى بـ (العقوبات)
(338) حدثنا عبد الله قال حدثنا أحمد بن المقدام العجلي قال حدثنا عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن واصل عن عمرو بن هرم عن عبد الحميد بن محمود قال:
كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فقال أقبلنا حجاجاً حتى إذا كنا بالصفا توفى صاحب لنا فحفرنا له فإذا أسود بداخل اللحد ثم حفرنا قبرا آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد قال ثم ناله آخر فإذا أسود قد أخذ اللحد كله فتركناه وأتيناك نسألك ما تأمر.
قال ذاك علة الدين، كان يغل، اذهبوا فادفنوه في بعضها فوالله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذلك
قال وألفينا في قبر .......
فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه
فقالت كان رجلا يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم ثم ينظر مثله من الشعير والقصب فيقطعه ويخلطه في طعامه. ا.هـ هكذا في المطبوع، ويظهر التحريف في بعض الكلمات
وأخرجه اللالكائي في شرح اصول اعتقاد أهل السنة (6/ 1215) رقم2151، ط 8 دار طيبة
2151_ أنا عبدالعزيز بن محمد أنا الحسين بن يحيى قال نا أحمد ابن المقدام قال نا عبدالأعلى بن عبدالأعلى عن هشام بن حسان عن واصل عن عمرو بن هرم عن عبدالحميد بن محمود قال ... بمثل متن الحفار في المشاركة السابقة
وابن القيم ذكر الاسناد في كتاب الروح هكذا:
وقال يزيد بن هارون أخبر هشام بن حسان عن واصل مولى أبى عيينة عن عمر بن زهدم عن عبد الحميد بن محمود قال:
كنت جالسا عند ابن عباس فأتاه قوم فقالوا إنا خرجنا حجاجا ومعنا صاحب لنا إذ أتينا فاذا الصفاح مات فهيأناه ثم انطلقنا فحفرنا له ولحدنا له فلما فرغنا من لحده إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد فحفرنا له آخر فإذا به قد ملأ لحده فحفرنا له آخر فاذا به
فقال ابن عباس ذاك الغل الذى يغل به انطلقوا فادفنوه في بعضها فوالذى نفسى بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيه
فانطلقنا فوضعناه في بعضها
فلما رجعنا أتينا أهله بمتاع له معنا فقلنا لامرأته ما كان يعمل زوجك
قالت كان يبيع الطعام فيأخذ منه كل يوم قوت أهله ثم يقرض الفضل مثله فيلقيه فيه
وهذا الاسناد من كتاب " القبور " لابن ابي الدنيا لأن ابن القيم نقل من بداية هذا الفصل عدة روايات من هذا الكتاب وهذه منها.
و " كتاب القبور" ليس بين يدي الآن وأظنه طبع والعلم عند الله، فليت أحد الإخوة ينقل لنا الاسناد من الكتاب.
فيظهر أن هذه الرواية ليست من غرائب جزء هلال الحفّار
والله أعلم واحكم
ـ[الأثري22]ــــــــ[23 - 09 - 04, 11:29 م]ـ
أحسنت ياشيخ خالد وجزاك الله خيراً
لكن لم أقصد بالغرابة المعروفة عند المحدثين وهي التفرد ... وإنما قصدت عدم مشابهتها في الجزء ..
فالجزء حديثي أكثر من أن يذكر هذه الرواية عن ابن عباس!!!
وعلى كل أرغب في معرفة معلومات عن الجزء الذي صورته عند وخاصة أنها سقيمة في أكثرها ..
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[25 - 09 - 04, 05:39 م]ـ
جزاكما الله خيرا ..
ولكن هل لي أن أعلم ما هي معصية الرجل؟
ـ[الأثري22]ــــــــ[25 - 09 - 04, 08:53 م]ـ
وإياك يا أخ علي.
ومعصيته ذكرت في الأثر: كان رجلا يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم ثم ينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه فيخلطه في طعامهم وكان يأكل ما كان يأخذ.
أي أنه كان يسرق من طعام غيره فيجعله في قوته.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 09 - 04, 02:39 م]ـ
يسمى هذا الجزء بـ حديث الحسين بن يحيى القطان أيضا
وقد استوعب غالبه البيهقي في مصنفاته المنشورة المشهورة، وكذلك الخطيب البغدادي في بعض كتبه روايات من هذا الجزء.
وأعلى ما يقع للذهبي عن الحسن البصري هو من روايته لهذا الجزء، كما ذكر ذلك في احد المواضع من السير بعد أن أخرج اثرا عن الحسن. والله أعلم
أما معصية الرجل فهي: أنه كان ياخذ من القوت الذي يبيعه نقيا صافيا لأهله لياكلوا منه، ثم يأخذ قصب الشعير فيدقه ويخلطه مع بقية القوت الذي عنده ليبيعه للناس بدون أن يخسر قيمة ذلك الذي أخذه لأهله.
وهذا فيه غش للناس حيث إن البضاعة لا تكون صافية بل تكون مخلوطة من القوت وغيره مما يضيفه عليه.
والنبي صلى الله عليه وسلَّم قال لصاحب الطعام (من غش فليس منا) مع أنه لم يبع إلا صنفا واحدا ولكن بعضه لحقه البلل، فكيف بهذا الذي يخلط مع القوت غيره ويبيعه على أنه نوعه واحد.
والله أعلم
وهذه صورة الرواية من كتاب القبور لابن أبي الدنيا ص 119، تحقيق طارق العمودي، ط مكتبة الغرباء 1420.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=6057&stc=1&d=1145298112
ـ[الأثري22]ــــــــ[30 - 09 - 04, 09:54 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه وأستغفر الله عن الزلل ...
اقتباس من الرد 7
أما معصية الرجل فهي: أنه كان ياخذ من القوت الذي يبيعه نقيا صافيا لأهله لياكلوا منه، ثم يأخذ قصب الشعير فيدقه ويخلطه مع بقية القوت الذي عنده ليبيعه للناس بدون أن يخسر قيمة ذلك الذي أخذه لأهله.
وهذا فيه غش للناس حيث إن البضاعة لا تكون صافية بل تكون مخلوطة من القوت وغيره مما يضيفه عليه.
والنبي صلى الله عليه وسلَّم قال لصاحب الطعام (من غش فليس منا) مع أنه لم يبع إلا صنفا واحدا ولكن بعضه لحقه البلل، فكيف بهذا الذي يخلط مع القوت غيره ويبيعه على أنه نوعه واحد.(36/95)
مسائل في تاريخ فرض صيام شهر رمضان
ـ[أبو ذر اللبناني]ــــــــ[23 - 09 - 04, 12:06 ص]ـ
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:
{فصل في فرضية صوم شهر رمضان سنة ثنتين قبل وقعة بدر
قال ابن جرير وفي هذه السنة فرض صيام شهر رمضان. وقد قيل: إنه فرض في شعبان منها. ثم حكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عنه فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى. فقال نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر الناس بصيامه وهذا الحديث ثابت في "الصحيحين" عن ابن عباس وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ الآية. وقد تكلمنا على ذلك في التفسير بما فيه الكفاية من إيراد الأحاديث المتعلقة بذلك والآثار المروية في ذلك والأحكام المستفادة منه ولله الحمد.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر حدثنا المسعودي حدثنا عمرو بن مرة عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال وأحيل الصيام ثلاثة أحوال فذكر أحوال الصلاة قال وأما أحوال الصيام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام عاشوراء ثم إن الله عز وجل فرض عليه الصيام وأنزل: " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " إلى قوله " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين " فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينا فاجزأ ذلك عنه ثم إن الله عز وجل أنزل الآية الأخرى " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " إلى قوله " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " فأثبت صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وأثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام فهذان حولان قال وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا فإذا ناموا امتنعوا ثم إن رجلا من الأنصار يقال له صرمة كان يعمل صائما حتى أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائما فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جهد جهدا شديدا فقال مالي أراك قد جهدت جهدا شديدا فأخبره قال وكان عمر قد أصاب من النساء بعد ما نام فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم " إلى قوله: " ثم أتموا الصيام إلى الليل " ورواه أبو داود في "سننه" والحاكم في "مستدركه" من حديث المسعودي نحوه.
وفي "الصحيحين" من حديث الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت: كان عاشوراء يصام فلما نزل رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر وللبخاري عن ابن عمر وابن مسعود مثله ولتحرير هذا موضع آخر من "التفسير" ومن "الأحكام الكبير" وبالله المستعان.
قال ابن جرير وفي هذه السنة أمر الناس بزكاة الفطر وقد قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس قبل الفطر بيوم أو يومين وأمرهم بذلك. قال: وفيها صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد وخرج بالناس إلى المصلى فكان أول صلاة عيد صلاها وخرجوا بين يديه بالحربة وكانت للزبير وهبها له النجاشي فكانت تحمل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأعياد.
}
...(36/96)
في فضل النصف من شعبان!! هناك كلام
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 02:29 ص]ـ
كما تعلمون أيها الأحبة أن من البدع المنكرة مايفعله بعض الجهال في ليلة النصف من شعبان وإذا نوصحوا يسردون جملة من الأحاديث الموضوعة واللتي لاتثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هاهنا حديثان أشكلا علي فرجائي من الإخوة تتبع طرق هذين الحديثين وهما:
الأول: فحديث أبي ثعلبة أخرجه الطبراني وغيره يقول عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى جميع خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين, ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه)).
وأما الحديث الثاني: حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه وهو عند ابن حبان في صحيحه يقول: ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسيني]ــــــــ[24 - 09 - 04, 02:06 م]ـ
لاحق
سنن ابن ماجه ج1/ص444
191 باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان
1388 حدثنا الحسن بن علي الخلال ثنا عبد الرزاق أنبأنا بن أبي سبرة عن إبراهيم بن محمد عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر لي فأغفر له ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلي فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر
1389 حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي ومحمد بن عبد الملك أبو بكر قالا ثنا يزيد بن هارون أنبأنا حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قالت قد قلت وما بي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب
سنن ابن ماجه ج1/ص445
حدثنا راشد بن سعيد بن راشد الرملي ثنا الوليد عن بن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقة إلا لمشرك أو مشاحن 1391
حدثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ثنا بن لهيعة عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبيه قال سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه 1392
سنن ابن ماجه ج:1 ص:444
--------------------------------------------------------------------------------
سنن الترمذي ج3/ص116
39 باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان
739 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فخرجت فإذا هو بالبقيع فقال أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله قلت يا رسول الله إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب وفي الباب عن أبي بكر الصديق قال أبو عيسى حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعت محمدا يضعف هذا الحديث وقال يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة والحجاج بن أرطاة لم يسمع من يحيى بن أبي كثير
--------------------------------------------------------------------------------
سنن البيهقي الكبرى ج3/ص319
6087 أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد قال قال ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء قال من قام ليلتي العيد لله محتسبا فلم يمت قلبه حين تموت القلوب قال الشافعي وبلغنا أنه كان يقال إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان قال وبلغنا أن بن عمر كان يحيي ليلة جمع وليلة جمع هي ليلة العيد لأن في صبحها النحر 6081(36/97)
هل يجب تحصيل الإستطاعة؟
ـ[احمد بن سامي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 04:05 ص]ـ
إخوتي في الله
هل يجب السعي في تحصيل الإستطاعة؟
كالإستطاعة في الحج مثلا
ـ[داود البلجيكي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 10:20 ص]ـ
سلام عليكم و رحمة الله
الذي تعلمناه مع احد اساتذتنا ان لا فاورد قاعدة فقهية تقول
ما لا يتم الوجوب الا به فليس بواجب
و الله اعلم
ـ[احمد بن سامي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 04:51 ص]ـ
ما الفرق بين هذين الصورتين:
1 - تحصيل الاستطاعة للقيام بفريضة الحج
2 - تحصيل النصاب للقيام بفريضة الزكاة
لماذا الاولي واجبة دون الثانية؟
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[24 - 09 - 04, 06:48 ص]ـ
في فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله تعالى 28/ 259:
كما يجب على المعسر السعي في وفاء دينه، وإن كان في الحال لا يطلب منه إلا ما يقدر عليه، وكما يجب الاستعداد للجهاد، بإعداد القوة ورباط الخيل في وقت سقوطه للعجز، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، بخلاف الاستطاعة في الحج ونحوها فإنه لا يجب تحصيلها؛ لأن الوجوب هنا لا يتم إلا بها.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[25 - 09 - 04, 01:02 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخ ابن مسعود، فهذه فائدة ذهبية أوردها شيخ الإسلام ابن تيمية وآخرون، وهي ضرورة التفريق بين قاعدة: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، و: ما لا يتم الوجوب إلا به وهو غير واجب. وكثيرون لا يفرقون بين الأمرين. والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 07:13 م]ـ
إضافة إلى تلك القاعدتين التي ذكرت وهي مهمة خاصة من ناحية التفريق بينهما.
وأضيف: أنه ينبغي التفريق بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي، فمن الفروق:
أن الحكم الوضعي لا يستطيع الإنسان تحصيله {كرؤية هلال رمضان وزوال الشمس مثلا} وإن استطاع تحصيله فإنه لا يطالب بذلك {مثل الاستطاعة في الحج}.
وهنا مسألة: هل يصير غير المستطيع مستطيعا ببذل غيره له؟ الحنابلة أن لا. وهو المتجه(36/98)
وقفة مع بعض الاحاديث
ـ[ابو معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[23 - 09 - 04, 06:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين هذا مبحث بسيط في بعض ابواب الاجر نسال الله ان ينفع بها:.
1 - الدعوة الى الله قال صلى الله عليه وسلم:. (من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لاينقص ذلك من اجورهم شيئاً). رواه مسلم
اخي وزع مطوية اهدي شريط وزع كتاب امر الى الصلاة انفق في الدعوة دل على محاضرة اعمل للاسلام.
2 - قراءة القران الكريم قال صلى الله عليه وسلم:. (اقرؤوا القران فانه ياتي يوم القيامة شفيعاً لاصحابة).
رواة مسلم.
اخي تعلم ان كل حرف من كتاب الله بحسنة والحسنة بعشرة فلماذا زهد الناس في قراءته اخي كل ما اذن الموذن سارع الى المسجد واقراء منه ماتيسر فوالله ان فيه الهدى والنور.
3 - الستر على الناس قال صلى الله عليه وسلم:. (لايستر عبد عبداً في الدنيا الاستره الله يوم القيامة). رواه مسلم
اخي لماذا نشر هذه الفضائح هل فيه شك في وعد الله ام رغبه عن الاجر.
4 - صلاة الفجر والعصر قال صلى الله عليه وسلم:. (من صلى البردين دخل الجنة). رواه البخاري.
لماذا يتخلف الناس عن هذه الصلاتين ويوثرون الدنيا على الاخرة.
5 - بناء المساجد قال صلى الله عليه وسلم:. (من بنى مسجداًيبتغي به وجه الله بني له مثله في الجنة). رواه البخاري.
اخي لايفوتك هذا الاجر وساهم في بناء المساجد ولو بالقليل فاتقوا النار ولو بشق تمرة.
6 - كفارة المجلس قال صلى الله عليه وسلم:. (من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل ان يقوم من مجلسه
ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الاغفر له ما كان في مجلسه ذلك).رواه الترمذي.
اخي كم في المجلس من امور لاترضي الله فلا تنسى هذا الذكر قله قبل ان تقوم.
7 - الصدقة قال صلى الله عليه وسلم:. (الصدقة تطفي الخطيئة كما يطفي الماء النار). رواه الترمذي
اخي اعلم رحمك الله ان مالك هو ماتنفقه في طاعة الله عز وجل فلاتنسى نفسك.
8 - الذهاب الى المسجد قال صلى الله عليه وسلم من غدا الى المسجد او راح اعد الله له نزلاًفي الجنه كلماغدا او راح). رواه البخاري ومسلم.
9 - قال صلى الله عليه وسلم:. (من قال: استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه غفرت ذنوبه وان كان قد فر من الزحف).
رواه ابو داوود والترمذي وصححه الالباني.
10 - قال صلى الله عليه وسلم:. (من قال يعني اذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله ولا حول ولاقوة الا بالله يقال له: كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان). رواه الترمذي والنسائي.
صححه الترمذي وابن حبان والالباني.
اخي انظر الى فضل هذا الذكر حتى تعرف كم نحن مقصرون في حق انفسنا.
وصلى الله وسلم على محمد والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[23 - 09 - 04, 06:59 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا معاذ
على تلكم الوقفات
وجعلها لنا عبر وعظات
إنه جواد كريم الأُ عطيات(36/99)
حكم قول أحد الزوجين للآخر: ماما وبابا
ـ[زيدان]ــــــــ[23 - 09 - 04, 07:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يكثر عندنا في "مصر" وبعض البلاد الأخرى؛ قول الرجل لزوجته يا أمي، والعكس يحدث من المرأة.
وهم بالطبع لا يقصدون ظهارا، إنما هي كلمات اعتادوا سماعها من وسائل الإذاعة ومن مخالطتهم للنصارى.
فما حكم هذه الكلمات؟
أرجو التفصيل؛
وبارك الله في كل من شارك معنا.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 09 - 04, 08:22 م]ـ
في سنن ابي داود: (أن رجلاً قال لامرأته: يا أخيَّة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أختك هي؟ فكره ذلك ونهى عنه).
و هو ليس بظهار لعدم القصد، ولكنه مكروه لدلالة الحديث وحتى لايشتبه بالفاظ الظهار.
لكن إن قال انت بمنزلة أمي أو بمقام أمي فلا يظهر وجه للكراهه لان السياق يعينه ويبينه، وكذلك أذا دعت الضرورة كما قال أبراهيم عليه السلام عن سارة هي أختى.
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[23 - 09 - 04, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي المتمسك بالحق
معنى ما قلت إذا قال أنت بمنزلة أمي أو بمقام أمي لامرأته لا يظهر وجه للكراهه
بمعنى ان هذا أمر جائز ..........
أرجوا التوضيح وفقك الله .....
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 09 - 04, 01:37 ص]ـ
أيها الأخ الكريم: لعلك تراجع كتاب المناهي اللفظية، للشيخ بكر - حفظه الله -.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 09 - 04, 09:20 ص]ـ
الفاظ الظهار الصريحه والتفريق بينها وبين الكنايات مما وقع فيه الخلف بين أهل العلم، فبعضهم مثلا يجعل قول الرجل أنت على كأمي من الصريح في الظهار لكاف التشبيه، وبعضهم لايجعله كذلك بل يجعل قوله أنت مثل أمي هو الصريح دون كأمي، وكل ذلك يرجع فيه الى نية المتكلم ديانة الا أذا رجع الى القضاء فهناك ينظر الى ظاهر اللفظ.
ولذلك قوله أنت عندي مثل منزلة أمي، او في مقام أمي، لايظهر فيها وجه للكراهه، لان العرف قد جرى في أستخدامها للتعزيز والتكريم، ولذلك ابن قدامة في بعض اللفظ الذي يجعله بعض أهل العلم من صريح الظهار كان يقول ينظر الى القرائن حال خروج اللفظ فأذا خرج وقت الغضب كان ظاهرا وأذا خرج زمن المقاربة وحسن العشرة كان تكريما.
واللفظ من الفاظ التكريم (فما هو مقام الأم؟؟؟) هو مقام الاكرام، وأيضا قد يحصل نزاع بين الزوجة والام فيقول الزوج مقامك كمقام أمي عندي، وهذا كثير، هذا الذي يظهر والله أعلم.
وهذا مقام مذاكرة ومدارسة.
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[24 - 09 - 04, 10:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً(36/100)
ما صورة زواج المسيار؟؟ وما حكمه؟؟
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[23 - 09 - 04, 10:51 م]ـ
أفتونا حفظكم الله عن ماهية زواج المسيار وحكمه
وهل بينه وبين نكاح المتغة وجه اشتراك
وفقكم الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 01:31 ص]ـ
http://saaid.net/Doat/ehsan/139.htm
http://saaid.net/Doat/ehsan/9.htm
آمل أن تستفيد منهما(36/101)
مبحث في اسم الله الاعظم
ـ[ابو معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[24 - 09 - 04, 12:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين اما بعد:.
فان الدعاء نعمة كبرى جاد بها المولى تبارك وتعالى على عباده حيث امرهم بالدعاء
ووعدهم بالاجابه فشان الدعاء عظيم ونفعه عميم.
وان لاجابة الدعاء اسباب ومن اعظم الاسباب هو ان تسال الله عز وجل باسمه
الاعظم الذي اذا سئال به اعطى واذا دعي به اجاب.
وهذا مبحث بسيط اسال الله عز وجل ان ينفع به عن اسم الله الاعظم:.
ذكر اهل العلم عن اسم الله الاعظم اكثر من عشرة اقوال واصح ماذكر مايلي:.
1 - عن بريدة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول:.
اللهم اني اسالك باني اشهد انك انت الله لااله الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن له كفواً احد. فقال:. (لقد سالت الله تعالى بالاسم الذي اذا سئل به اعطى
واذا دعي به اجاب) وفي رواية:. (لقد سالت الله تعالى باسمه الاعظم).
رواه الاربعة وصححه ابن حبان.
قال ابن حجر:. ان هذا الحديث ارجح ماورد في الاسم الاعظم من حيث السند.
وحسنه الترمذي وصححه الحاكم والذهبي وقواه المقدسي وصححه الالباني.
2 - عن انس رضي الله عنه انه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً
ورجل يصلي ثم دعا:. اللهم اني أسالك بان لك الحمد لااله الا انت المنان بديع
السماوات و الارض ياذا الجلال و الاكرام ياحي ياقيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
:. (لقد دعا الله تعالى باسمه العظيم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى).
رواه أحمد و البخاري في الادب المفرد وأبو داود وغيرهم.
وقد صححه ابن حبان والحاكم و الذهبي و الالباني.
3 - روى الترمذي عن سعد قال:. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:.
(دعوة ذي النون اذ دعا ربه وهو في بطن الحوت:. لااله الاانت سبحانك اني
كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شي قط الااستجاب له).
رواه احمد والترمذي والنسائي.
وقد صححه الحاكم واقره الذهبي والالباني وحسنه العسقلاني.
4 - ياحي يا قيوم. قال به بعض اهل العلم.
اعلم أخي رحمك الله أن الافضل أن يحفظ الأنسان هذه الاربعة ويدعوا بها حيث أن من
دعا بها كلها فانه باذن الله عز وجل يكون قد أصاب اسم الله الاعظم.
ولاكن عليك أن تعرف أن هناك اسباب أخرى لاجابة الدعاء وأن الاجابه قد تتاخر
لحكم يعلمها الله عز وجل.
المراجع لمن أراد المزيد:
1 - فتح الباري شرح صحيح البخاري أخر كتاب الدعوات.
2 - الاذكار النوويه تحقيق عامر بن علي ياسين. وهذا والله من احسن ماشهدت من كتب الاذكار
وقد حققه المحقق تحقيقاً قل مثله وانه حري بكل طالب للخير ان يقتنيه.
3 - الدعاء مفهومه واحكامه. محمد بن ابراهيم الحمد.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[24 - 09 - 04, 12:33 م]ـ
جزاك الله خيراً
وجعلها في ميزان حسناتك
اللهم آمين
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 08 - 08, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ابو معاذ عبدالرحمن
وقد اختلف العلماء في ذلك على نحو أربعين قولا كما في تحفة الذاكرين للشوكاني ص71
وأقوى الأقوال هي فيمن يرى انه
(الحي القيوم)
او (الله)
واختار ابن القيم أنه الحي القيوم كما في زاد المعاد 4/ 204
[والجزم بتحديد الاسم وتعيينه على نحو قطعي من الامور المتعذرة؛ لان العلم به من الامور الموقوفة على وحي سماوي لامجال للاجتهاد فيه ويعوزه الدليل وما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذا الموضوع مما يمكن الاحتجاج به ليس حري في تعيينه، وماروي عن العلماء ومنهم ابن القيم هو اجتهاد منهم في فهم هذه النصوص الواردة]
من كتاب منهج ابن القيم في شرح أسماء الله الحسنى
صفحة:193 - 198
تاليف: مشرف بن علي بن عبدالله الحمراني الغامدي
الطبعة: الأولى 1426هـ - 2005م
دار ابن الجوزي - سلسلة الرسائل الجامعية (52)(36/102)
إمام الحي يقّسم مكافأة المسجد على الفروض!
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 09 - 04, 03:21 م]ـ
بعض الأئمة وفقهم الله يقومون بتقسيم مكافأة المسجد على الفروض، فإذا كانت مكافأة المسجد (2000) ريال مثلا فإنه يقوم بقسمة هذا المبلغ على 5 فروض*30يوم = 150فرض.
أي 2000ريال /150فرض = 14 ريال تقريبا للفرض الواحد.
فإذا تخلف عن صلاة العصر مثلا أخرج (14).
أو أنه يحصر عدد الفروض التي تخلف عنها لنفرض أنها 10 فروض في الشهر يقوم بإخراج (140) ريال في آخر الشهر.
وهذ قد يكون ورعا من الإمام لعدم استحقاقه للمكافأة عن ماتخلف عنه.
وقد يكون أمرا نظاميا من الجهة المسئولة، تجبره عليه - وهذا كما حدّث به الشيخ محمد الفراج في دروس (الفروق والتقاسيم الفقهية) -.
وذكر الشيخ محمد الفراج وفقه الله أن هذا الأمر لايجوز، بحيث تكون المكافأة عوضا عن الصلاة، وأن هذه المكافأة رَزْق من الوالي، وليست راتبا عن الصلاة.
وأذكر فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ذكر فيها أن لايجب على إمام المسجد إذا تخلف عن الإمامة أن يخرج مبلغا من المال - مقطوعا لا محدودا بمايقابل الفرض من المال-، أي لو قال في آخر الشهر أني تخلفت كذا فرض دون تحديد، لذلك سأخرج 200 او 300 او 500 ريال عن تقصيري في الإمامة فلابأس لكن لايعتقد انها مقابل اداء الفرائض.
وإذا وجدت الفتوى بنصها سأنقلها بحروفها بإذن الله.
فما رأي الأكارم؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 09 - 04, 03:53 م]ـ
استدراك:
(وقد يكون أمرا نظاميا من الجهة المسئولة، تجبره عليه - وهذا كما حدّث به الشيخ محمد الفراج في دروس (الفروق والتقاسيم الفقهية) -)
الشيخ محمد الفراج ينقل عن مايحدث في بعض الدول استنكارا لا تقريرا.
ايضا:
نطلب من شيخنا المفضال / المقرئ حفظه الله إفادتنا عن فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 09 - 04, 12:06 ص]ـ
لقاء رقم (20) من لقاءات الباب المفتوح للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى:
سئل رحمه الله:
ماحكم من أذن لأخذ الأجرة فقط؟
فأجاب رحمه الله:
أولا: يجب أن نعلم أن ماتعطيه الحكومة من المكافآت للأئمة والمؤذنين ليس بأجرة ولكنه عطاء من بيت المال لمن قام بمصالح المسلمين، كالمدرسين والأئمة والمؤذنين والقضاة والأمراء وماأشبه ذلك.
فليس هذا من باب الأجرة حتى نقول إن الأجرة على القرب لاتجوز، بل هو من باب العطاء من بيت المال لمن قام بهذا الوظيفة.
ولكن يبقى النظر في مسألة: هل يجوز للمؤذن أو الإمام أن يقول: أنا أؤذن من أجل الراتب أو أكون إماما للناس من أجل الراتب؟
الجواب نقول:
لا تنو هذه النية، هذه النية تحبط عملك ولايكون لك أجر من الآذان، ولا أجر من الإمامة، ولا أجر من القضاء، ولا أجر من التدريس.
أنو أنك تدرس وأنك تقبل ما يأتي من الحكومة من هذا الراتب لتستعين به على أمور حياتك.
فإذا فعلت ذلك فإن الراتب لايفوتك والنية الصالحة تبقى لك، ولكن قد يغلب الشيطان بني آدم يقول: أؤذن لهذا العطاء، أدرس لهذا العطاء، فهذا قال فيه شيخ الإسلام رحمه الله:" إن عمل عبادة لأجل المال فليس له في الآخرة من خلاق " أي ليس له في الآخرة من نصيب.
المهم أن ندعو الناس الى تصحيح النية.أ. هـ
وللبحث بقية.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 09 - 04, 12:27 ص]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8478&highlight=%C3%CE%D0+%C7%E1%C3%CC%D1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13223&highlight=%C3%CE%D0+%C7%E1%C3%CC%D1%C9
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 09 - 04, 12:42 ص]ـ
قال شيخنا الكريم ابن الكرام /المقرئ حفظه الله ورعاه:
(قال شيخنا - ابن عثيمين رحمه الله - ما نصه " إذا حدث للإمام حادث من شغل أو غيره وذهب إليه وأناب من فيه الكفاية فلا بأس لأن هذا شيء عارض والمكافأة التي يأخذها حلال له وهي تسمى عند العلماء رزقا من بيت المال وليست بأجرة على الصلاة ").
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 10 - 04, 12:25 ص]ـ
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع ج2 (باب الآذان والإقامة):
قوله: «وتَحْرُمُ أجرتُهُمَا»، أي: أن يعقدَ عليهما عقد إجارة، بأن يستأجرَ شخصاً يؤذِّن أو يُقيم؛ لأنهما قُربة من القُرَب وعبادةٌ من العبادات، والعبادات لا يجوز أخذ الأجرة عليها؛ لقوله تعالى:) مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ) (هود:15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (هود:16)
ولأنه إذا أراد بأذانه أو إقامته الدُّنيا بطل عملُه، فلم يكن أذانه ولا إقامته صحيحة، قال (صلى الله عليه وسلم): «من عَمِل عَمَلاً ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ» (1).
أما الجُعَالة؛ بأن يقول: من أذَّن في هذا المسجد فله كذا وكذا دُونَ عقدٍ وإلزام فهذه جائزة؛ لأنَّه لا إلزام فيها، فهي كالمكافأة لمن أذَّن، ولا بأس بالمكافأة لمن أذَّن، وكذلك الإقامة.
قوله: «لا رَزْقٍ من بيتِ المَالِ»، الرَّزْق بفتح الراء: الإعطاء، والرِّزْق بكسر الراء: المرزوق، فلا يحرم أن يُعْطَى المؤذِّن والمُقيم عطاءً من بيت المال، وهو ما يُعرفَ في وقتنا بالرَّاتب؛ لأن بيت المال إنما وُضِعَ لمصالح المسلمين، والأذان والإقامة من مصالح المسلمين.
قوله: «لعدم مُتَطَوِّع»، هذا شرط لأخذ الرَّزْق، فإن وُجِدَ مُتَطَوِّعٌ أَهْلٌ فلا يجوز أن يُعطَى من بيت المال، حمايةً لبيت المال من أن يُصرفَ دُونَ حاجة إلى صرفه. وبهذا الذي قَرَّره الفقهاء يُعرف تحريم استغلال بيت المال بغير مسوِّغ شرعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/103)
ـ[العارض]ــــــــ[22 - 10 - 07, 11:39 ص]ـ
......
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 01:39 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل المسيطير.
السؤال:
إذا غاب إمام المسجد عن بعض الفروض لعذر شرعي، فهل يجوز له أن يأخذ راتب تلك الفروض؟
الجواب:
[أما اليوم، واليومان فلا بأس بهما، لأن هذا مما جرت به العادة، والإنسان قد يعرض له عذر في الأسبوع مرة، أو ما أشبه ذلك، ولا يلزمه أن يخصم ما يقابل هذا الفرض].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " لقاء الباب المفتوح ". تتمة شريط (112).
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 02 - 09, 09:17 ص]ـ
سُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى في لقاء الباب المفتوح الثامن:
حكم أخذ أئمة المساجد أجرة على الإمامة
السؤال 364:
إمام مسجد أحياناً يكون عنده ارتباط فيترك المسجد، ويوكل شخصاً آخر ثقة، فهل عليه شيء؟، وهل المال حلال أم لا؟، ثم أقول: إن المال الذي يحصل عليه مكافأة وليس مقابل للصلاة، وكذلك الأوقاف في عملها، وهذا شيء طبيعي أن الشخص لن يواظب عليه بالتمام مهما كان الحال؟.
الجواب:
إذا كان الإمام يعرف من نفسه أنه لا يستطيع القيام بواجب الإمامة لكونه صاحب أسفار وشغل، فإن لا يحل له أصلا أن يترسم في هذا المسجد.
أما إذا كان يعلم أنه سيقوم بالواجب ويواظب على الصلوات، ولكن حدث له حادث من شغل أو غيره وذهب إليه وأناب من فيه الكفاية؛ فلا بأس، لأن هذا شيء عارض والمكافأة التي يأخذها حلالٌ له، وهي تسمى عند العلماء رزقاً من بيت المال، وليست أجرة على الصلاة، لو كانت أجرة على الصلاة لكانت الصلاة وإمامته بأجرة.
وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن شخص قال: لا أصلي لكم في رمضان إلا بكذا وكذا، أي: كلموه أن يقوم بهم في رمضان، فقال: لا أقوم إلا بكذا وكذا، فقال رحمه الله: نعوذ بالله، مَنْ يصلي خلف هذا؟!، لأنه جعل إمامته على عوض، وأعمال الآخرة لا يجوز أن يراد بها الدنيا؛ لقول الله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [هود:15 - 16].
فأمور الآخرة يجب أن تكون للآخرة، لكن ما نأخذه نحن الأئمة والمؤذنون، وكذلك أيضاً ما يأخذه المدرسون والقضاة وغيرهم من الحكومة ليس من باب الأجرة ولكن من باب الرزق من بيت المال للقيام بهذه المصالح العامة. أ. هـ
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 09 - 09, 01:28 ص]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي وفقه الله تعالى في الشرح والإبانة (الإبانة الصغرى):
أخذ الأجرة على الأذان والإمامة
ومن البدع: أخذ الأجرة على الأذان، والإمامة، وتعليم القرآن، وتغسيل الموتى.
نعم، "ومن البدع: أخذ الأجرة على الأذان والإمامة، وتعليم القرآن، وتغسيل الموتى" يعني: يُستأجر إمام يصلي بالناس، أو مؤذن يصلي بالناس، هذا استئجار ممنوع، أو يستأجر إنسانا يحج؛ هذا أخذ أجرا على القربى، والقُرَب لا يؤخذ عليها أجر، لا يؤخذ على القُرَب أجر.
والأذان عبادة فلا يؤخذ لا يؤخذ عليه أجرة، والإمامة عبادة لا يؤخذ عليها أجرة، وكذلك -أيضا- الحج عبادة لا يؤخذ عليه أجرة؛ ولهذا سئل الإمام أحمد عن رجل يقول: أصلي بكم رمضان بكذا وكذا درهما، فقال: -أسأل الله العافية- ومن يصلي خلف هذا؟! هذا كونه يُستأجر.
أما الرواتب من بيت المال هذا ليس من الأجرة، كونه يعطي المؤذن راتب بيت المال، أو الإمام أو رجال الحسبة، والهيئة والقضاة، والمعلمين والمتعلمين، هذه أرزاق من بيت المال.
وكذلك إذا أعطي إعانة من غير شرط، ومن غير مشارطة هذا لا بأس به، وإن كان الأفضل كون الإنسان يتبرأ، هذا أفضل الأخذ من بيت المال لا بأس به، لكن المشارطة، يقول -مثلا-: أنا أصلي بكم كل شهر بكذا وكذا، شارط أهل الحي، وأؤذن الشهر بكذا وكذا بأجرة، أو لا أحج إلا بكذا وكذا، هذا ممنوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/104)
ولهذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: هناك فرق بين من يحج ليأخذ، ومن أخذ ليحج. حج ليأخذ أو أخذ ليحج؟ إحداهما ممنوعة والأخرى جائزة، أخذ ليحج و حج ليأخذ، حج ليأخذ الدراهم أو أخذ الدراهم ليحج، أيهما الجائزة؟ نعم أخذ ليحج هذا لا بأس، أخذ المال ليحج به، ليتوصل به إلى الحج؛ لأنه عنده رغبة، وله شوق إلى المشاعر ولكن ما عنده استطاعة، فهو يأخذ الدراهم ليتوصل بها إلى الحج، ويقضي الحج عن أخيه المسلم ويستفيد ما زاد من العبادات.
أما حج ليأخذ معناه: ما حج إلا ليأخذ الدراهم، هذا هو الذي قال فيه شيخ الإسلام: يخشى أن يكون داخلاً في قوله -تعالى-: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
فالقاعدة أن العبادات لا تؤخذ عليها أجرة، العبادات لله، ما تؤخذ أجرة على الأذان، ولا على الإمامة، ولا على الحج، ولا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أما مسألة التعليم كما قال المؤلف -رحمه الله- فأخذ الأجرة على الأذان والإمامة عرفناه، لكن الأرزاق من بيت المال. .. رزق من بيت المال والرواتب والإعانات التي تُعطىَ من دون أجرة، من دون مشارطة لا بأس بها.
أما تعليم القرآن فالصواب أنه لا بأس بأخذ الأجرة عليه؛ لما ثبت في صحيح البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله لأن الإنسان قد -يعني- ينشغل عن كسبه لأولاده.
تغسيل الموتى كذلك لا بأس بأخذ الأجرة عليه إذا لم يوجد من يتبرع، فلا بأس بأخذ الأجرة؛ فثبت في حديث عثمان بن العاص أنه قال: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، قال: أنت إمامهم، واقْتَدِ بأضعفهم، واتخذ مؤذنًا لا يأخذ على أذانه أجرًا.
ولهذا قال الترمذي: العمل على هذا عند أكثر أهل العلم، كرهوا أن يأخذ على الأذان أجرا، واستحبوا للمؤذن أن يحتسب في أذانه، لا شك أن هذا أفضل، يتبرأ، لكن إذا أخذ من بيت المال لا حرج، أو إعانات تُعطىَ من قِبل المحسنين من دون اشتراط المال. .. نوع المشارطة، نعم.
http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=1&t=book51&f=eban-00509.htm(36/105)
عقد التسبيح باليمين موضوع للمناقشة
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 05:31 م]ـ
ايها الإخوة الكرام عندي إشكال في مسألة عقد التسبيح باليمنى وهوأن الصنعة الحديثية تقتضي الحكم بشذوذ هذه اللفظة لتفرد محمدبن قدامة بها عن عثام فخالف غيره من الثقات الذين رووه عن الأعمش بل وخالف أقران الأعمش الذين رووه عن عطاء وقد أشار أبو داود إلى هذه المخالفة بعد ما خرج رواية ابن قدامة لكن الإشكال أن الحكم بالشذوذ إنما يكون عند المخالفة والذي يظهر أن لفظة بيمينه لاتخالف لفظة بيده التي رواها الجمع عن عثام ورواها أقران الأعمش عن عطاء فمن يحل هذا الإشكال بفهم المتقدمين أكرمكم الله؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 05:59 م]ـ
لكن الإشكال أن الحكم بالشذوذ إنما يكون عند المخالفة والذي يظهر أن لفظة بيمينه لاتخالف لفظة بيده التي رواها الجمع عن عثام ورواها أقران الأعمش عن عطاء فمن يحل هذا الإشكال بفهم المتقدمين أكرمكم الله؟
الحمد لله وحده ...
الأخ المكرم الحنبلي
ما اقتبسته أنا من كلامك غير دقيق من جهة الصنعة الحديثية
فأهل هذه الصنعة لا يشترطون المخالفة أو (عدم إمكان الجمع) قبل الحكم بالشذوذ
فهذا يجري على منهج الفقهاء
أما على منهج المحدثين فلا
فالمبحث هو:
هل ثبتت هذه اللفظة عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لا
فإذا كان الجواب لا
فلا معنى لمحاولة التوفيق بينها وبين ما ثبت من جهة المعنى
لأن هذا التوفيق إنما هو فرع التصحيح لا أداة التصحيح
وإن كان نعم، ينظر حينئذ في التعارض الظاهري
ويوفق بينهما على وفق منهج الفقهاء
وهذا هو منهج المتقدمين الذي أردت ...
والسلام(36/106)
ما هي الشروط العمرية التي تحدث عن أهل الذمة؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 08:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
بارك الله فيكم ما هي الشروط العمرية التي تحدثت عن أهل الذمة؟ كثيراً ما أسمعها ولا أدري ما هي؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[24 - 09 - 04, 10:55 م]ـ
عقد ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه أحكام أهل الذمة (3/ 1159)، فصلاً فقال: " ذكر الشروط العمرية وأحكامها وموجباتها ":
قال عبدالله بن الإمام أحمد: حدثني أبو شرحبيل الحمصي عيسى بن خالد قال: حدثني عمي أبو اليمان وأبو المغيرة، قالا: أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا غير واحد من أهل العلم قالوا: كتب أهل الجزيرة إلى عبدالرحمن بن غنم: إنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا، على أنا شرطنا لك على أنفسنا ألا نحدث في مدينتنا كنيسة
ولا فيما حولها ديراً ولا قلاية ولا صومعة راهب
ولا نجدد ما خرب من كنائسنا
ولا ما كان منها في خطط المسلمين
وألا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار
وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل
ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً
وألا نكتم غشاً للمسلمين، وألا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفياً في جوف كنائسنا
ولا نظهر عليها صليباً
ولا نرفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون
وألا نخرج صليباً ولا كتاباً في سوق المسلمين
وألا نخرج باعوثاً
قال: والباعوث يجتمعون كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر
ولا شعانين ولا نرفع أصواتنا مع موتانا
ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين
وألا نجاورهم بالخنازير ولا ببيع الخمور
ولا نظهر شركاً
ولا نرغِّب في ديننا ولا ندعو إليه أحداً
ولا نتخذ شيئاً من الرقيق الذي جرت عليه سهام المسلمين
وألا نمنع أحداً من أقربائنا أرادوا الدخول في الإسلام
وأن نلزم زينا حيثما كنا
وألا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا في مراكبهم ولا
نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم
وأن نجز مقادم رؤوسنا ولا نفرق نواصينا
ونشد الزنانير على أوساطنا
ولا ننقش خواتمنا بالعربية
ولا نركب السروج ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله ولا نتقلد السيوف
وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم الطريق، ونقوم لهم عن المجالس إن أرادوا الجلوس
ولا نطلع عليهم في منازلهم، ولا نعلم أولادنا القرآن
ولا يشارك أحد منا مسلماً في تجارة، إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة
وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام
ونطعمه من أوسط ما نجد
ضمنَّا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا، وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا، وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق
فكتب بذلك عبدالرحمن بن غنم إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ، فكتب إليه عمر أن أمض لهم ما سألوا، وألحق فيهم حرفين أشترطهما عليهم مع ما شرطوا على أنفسهم، ألا يشتروا من سبايانا شيئاً، ومن ضرب مسلماً عمداً فقد خلع عهده، فأنفذ عبدالرحمن بن غنم ذلك، وأقر من أقام من الروم في مدائن الشام على هذا الشرط.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ (3/ 1164): " وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها، فإن الأئمة تلقوها بالقبول، وذكروها في كتبهم، واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها "اهـ.
كذا قال.
من النسخة الإلكترونية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 09 - 04, 04:29 ص]ـ
شهرة الحديث لا تفيده إن كان ضعيفا كما هي الحال هنا.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 04:23 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ محمد هل تقصد أن الحديث ضعيف؟ وإن كان كذلك فما هي علته؟
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 - 09 - 04, 04:27 م]ـ
العهدة العمرية رجح الكثير من العلماء عدم صحتها
انظر كتب حذر العلماء منها
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:26 م]ـ
هل العهدة العمرية أو وثيقة المدينة هي نفسها الشروط العمرية؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:35 م]ـ
ضعف الألباني إسناد الشروط العمرية في الإرواء (5\ 103)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 12:44 ص]ـ
الله يهديك يا محمد الأمين ماهو الغرض من هذا الكلام العجيب؟ أما قرأت قول ابن القيم إن شهرتها تغني عن إسنادها وأن الأمة تلقتها بالقبول, أما قرأت في كتب الفقه على المذاهب الأربعة قط؟؟؟!!!!
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[30 - 03 - 07, 01:47 م]ـ
الله يهديك يا محمد الأمين ماهو الغرض من هذا الكلام العجيب؟ أما قرأت قول ابن القيم إن شهرتها تغني عن إسنادها وأن الأمة تلقتها بالقبول, أما قرأت في كتب الفقه على المذاهب الأربعة قط؟؟؟!!!!
أحسن الله اليك أخي الحنبلي, هل من شرط صحة الراوية أن تكون مشتهرة؟
وهل ترى أن الأحاديث الضعيفة في كتب الفقهاء يعمل بها؟
والسلام عليكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/107)
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:26 م]ـ
الشيخ أنس بن عبدالرحمن العقيل و هو حفيد الشيخ الفقيه عبدالله العقيل حفظه الله قام بتحقيق المسألة في كتابه " الشروط العمرية ".
و أظنه صدر مؤخرا.(36/108)
ما مدى صحة هذا الحديث؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[25 - 09 - 04, 05:51 ص]ـ
بين يدي الساعة: تسليم الخاصة، و فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، و قطع الأرحام، و فشو القلم، و ظهور الشهادة بالزور، و كتمان الشهادة الحق.
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[25 - 09 - 04, 07:19 ص]ـ
أخي الكريم: طلال
في المسند:
حدثنا يحيى بن آدم أخبرنا بشير أبو إسماعيل عن سيار أبي الحكم عن طارق عن عبد الله قال له يا أبا عبد الرحمن تسليم الرجل عليك فقلت صدق الله ورسوله قال فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين يدي الساعة تسليم الخاصة وتفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وتقطع الأرحام). ورجاله ثقات.
وله متابع من طريق آخر عند أحمد:
حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا بشير بن سلمان عن سيار عن طارق بن شهاب قال كنا عند عبد الله جلوسا فجاء رجل فقال قد أقيمت الصلاة فقام وقمنا معه فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعا في مقدم المسجد فكبر وركع وركعنا ثم مشينا وصنعنا مثل الذي صنع فمر رجل يسرع فقال عليك السلام يا أبا عبد الرحمن فقال صدق الله ورسوله فلما صلينا ورجعنا دخل إلى أهله جلسنا فقال بعضنا لبعض أما سمعتم رده على الرجل صدق الله وبلغت رسله أيكم يسأله فقال طارق أنا أسأله فسأله حين خرج فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم).
ورجاله ثقات ما عدا:ابو أحمد فقد وثقه جماعة وقال عنه أحمد:كثير الخطأ في سفيان.
وقال أبو حاتم:حافظ للحديث له أوهام.
وقال العجلي:ثقة يتشيع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 09 - 04, 06:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
و ما جاء في الإسناد من ذكر سيار أبو الحكم وهم والصواب هو سيار أبو حمزة الكوفي كما نبه على ذلك عدد من أهل العلم منهم أحمد ويحيى وأبي داود وغيرهم
في مسند الإمام أحمد (1/ 442) (قال عبدالله بن أحمد قال أبي وهو الصواب سيار أبو حمزة، قال وسيار أبو الحكم لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيء) انتهى.
وفي العلل للإمام الدارقطني (5\ 115)
وسئل عن حديث طارق بن شهاب عن ابن مسعود قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزداد منهم إلا بعدا وبين يدي الساعة تسليم الخاصة ويفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها ومن أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم يسد فاقته ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنا
فقال يرويه بشير بن سلمان عن سيار واختلف عنه
فرواه جماعة منهم مخلد بن يزيد ووكيع ويحيى بن آدم وعبد الله بن داود الخريبي وأبو أحمد الزبيري فقالوا كلهم عن سيار أبي الحكم
وقولهم سيار أبو الحكم وهم وإنما هو سيار أبو حمزة الكوفي كذلك رواه عبد الرزاق عن الثوري عن بشير عن سيار أبي حمزة وهو الصواب
وسيار أبو الحكم لم يسمع من طارق بن شهاب شيئا ولم يرو عنه انتهى.
وينظر تهذيب الكمال (12/ 316).
وأبو حمزة الكوفي روى عنه شعبة وغيره وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 412).
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[25 - 09 - 04, 10:45 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا وللفائدة فهذا كلام الحافظ الهيثمي في المجمع- وفيه إشارة إلى أن سيارا هو أبو الحكم- وأيضا كلام للشيخ الألباني رحمه الله في هذا - حتى يكتمل البحث هنا:
قال الحافظ الهيثمي رحمه الله:
عن طارق بن شهاب قال: كنا عند عبد الله - يعني ابن مسعود - جلوساً فجاء رجل فقال: قد أقيمت الصلاة فقام وقمنا معه فلما دخلنا المسجد رأينا الناس ركوعاً في مقدم المسجد فكبر وركع وركعنا ومشينا وصنعنا مثل الذي صنع فمر رجل يسرع فقال: عليك السلام [يا] أبا عبد الرحمن فقال: صدق الله ورسوله وبلغت رسله فلما صلينا ورجعنا ودخل إلى أهله جلسنا فقال بعضنا: أما سمعتم رده على الرجل: صدق الله ورسوله وبلغت رسله؟ أيكم يسأله؟ فقال طارق: أنا أسأله فسأله حين خرج. فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حين تعين المرأة زوجها [على التجارة] وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور العلم ". 12460 - وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/109)
أشراط الساعة أن يسلم الرجل لا يسلم إلا للمعرفة ". ص. 634
** رواه كله أحمد والبزار ببعضه وزاد: " وأن يجتاز الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه ". 12461 - والطبراني إلا أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة ". إن هذا عرفني من بينكم فسلم علي " وحتى تتخذ المساجد طرقاً فلا يسجد لله فيها وحتى يبعث الغلام الشيخ بريداً بين الأفقين وحتى يبلغ التاجر بين الأفقين فلا يجد ربحاً ". 12462 - وفي رواية عنده: " وأن تغلو النساء والخيل ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة وأن يتجر الرجل والمرأة جميعاً ".
** ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح. أهـ
==========================================
وهذا كلام للشيخ الألباني:
" إن من أشراط الساعة أن يفيض المال و يكثر الجهل و تظهر الفتن و تفشو التجارة
[و يظهر العلم] ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 631 رقم2767:
أخرجه النسائي في " سننه " (2/ 212) و الحاكم في " مستدركه " (2/ 7) و
اللفظ له , و الطيالسي (1171) و عنه ابن منده في " المعرفة " (2/ 59 / 2)
و الخطابي في " غريب الحديث " (81/ 2) من طريق وهب بن جرير: حدثنا أبي قال
: سمعت يونس بن عبيد يحدث عن # الحسن عن عمرو بن تغلب # قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فذكره. و الزيادة للنسائي , و لها عنده تتمة و هي: " و
يبيع الرجل البيع فيقول: لا حتى أستأمر تاجر بني فلان , و يلتمس في الحي
العظيم الكاتب فلا يوجد ". و قال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين , إلا أن
عمرو بن تغلب ليس به راو غير الحسن ". كذا قال! و كأنه لم يقف على قول ابن
أبي حاتم في كتابه (3/ 1 / 222/ 1235) و تبعه ابن عبد البر في " الاستيعاب
": " ... روى عنه الحسن البصري و الحكم بن الأعرج ". قلت: و قد روى البخاري
في " صحيحه " (2927 و 3592) و ابن ماجه (4098) و أحمد (4/ 69 - 70)
حديثا في أشراط الساعة في مقاتلة الترك , من طريق الحسن عن عمرو بن تغلب , لكن
صرح فيه بالتحديث , و هذا شرط مهم بالنسبة لصحة الحديث بصورة عامة , و على شرط
البخاري بصورة خاصة , لما هو معلوم عند المتمكنين في هذا العلم أن الحسن البصري
مدلس , ففي ثبوت هذا الحديث توقف عن عمرو بن تغلب لعدم تصريحه بالسماع منه ,
لكن الحديث صحيح لما يأتي مما يقويه. و بالجملة , فعلة هذا الإسناد هي العنعنة
, و ليس الإرسال كما توهم الدكتور فؤاد في تعليقه على " الحكم و الأمثال "
للماوردي (ص 100) , فقال بعد أن صرح بضعف الحديث و ذكر قول الحاكم: " ليس
لعمرو بن تغلب راو غير الحسن " , و زاد عليه: " و هو البصري تابعي , و قد رفعه
إلى الرسول مباشرة , فالحديث مرسل "! قلت: و هذه الزيادة موصولة عنده بكلام
الحاكم , بحيث أنه لا يمكن لأحد لم يكن قد اطلع على كلام الحاكم المتقدم أولا ,
أن يميزه عن ما بعده الذي هو من كلام الدكتور ثانيا! إلا إذا تنبه لما فيه من
الجهل بهذا العلم الذي يترفع عما دونه من كان دون الحاكم في العلم بمراحل!! و
الله المستعان. و الحديث وقع في " الأمثال ": (الهرج) مكان (الجهل) , و (
الظلم) مكان (العلم) , و أظنه تصحيفا. و لم ينبه على شيء من ذلك الدكتور
فؤاد , بل عزا الحديث إلى الحاكم كما تقدم - على ما بين روايته و رواية "
الأمثال " من الاختلاف!! - و لم أجد للفظ (الظلم) شاهدا بخلاف (العلم) ,
فقد رأيت الحديث في " الفتن " لأبي عمرو الداني (ق 15/ 2) من طريق علي بن
معبد قال: حدثنا عبد الله بن عصمة عن أبي حمزة عن الحسن قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فذكر الحديث دون فقرتي الجهل و الفتن , و زاد: " قال ابن
معبد: يعني الكتاب ". قلت: و عبد الله بن عصمة لم أعرفه. و أبو حمزة الظاهر
أنه الذي في " كنى الدولابي " (1/ 156): " و أبو حمزة إسحاق بن الربيع ,
يروي عن الحسن , بصري ". و في " المقتنى " للذهبي (26/ 1): " أبو حمزة
العطار: إسحاق بن الربيع ". و هو من رجال " التهذيب " , و في " التقريب ": "
إسحاق بن الربيع البصري الأبلي - بضم الهمزة الموحدة و تشديد اللام - أبو حمزة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/110)
العطار , صدوق تكلم فيه للقدر , من السابعة ". و بالجملة , ففي هذه الرواية مع
الإرسال ضعف لا يعلل به الرواية المسندة التي قبلها , و إنما علتها العنعنة كما
ذكرنا , و إنما ذكرت هذه المرسلة لنرجح لفظة (العلم) على لفظة (الظلم). و
قد وجدت لها شاهدا من حديث سيار عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه
وسلم: " إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة و فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها
على التجارة و قطع الأرحام و شهادة الزور و كتمان شهادة الحق و ظهور القلم ".
رواه البخاري في " الأدب المفرد " (1049) و أحمد (1/ 407) بإسناد صحيح ,
رجاله ثقات رجال مسلم غير سيار , و هو سيار أبو الحكم كما وقع في رواية البخاري
, و كذا الطحاوي في " مشكل الآثار " (4/ 385) و أحمد في رواية (1/ 419) و
كذا في رواية الحاكم لهذا الحديث ببعض اختصار في " المستدرك " (4/ 445) و في
حديث آخر عند أحمد (1/ 389) و هو ثقة من رجال الشيخين , لكن قيل: إنه سيار
أبو حمزة , و رجحه الحافظ في " التهذيب " , و رده الشيخ أحمد شاكر في تعليقه
على " المسند " (5/ 257 - 258) و ادعى أن أبا حمزة هذا لم توجد له ترجمة ,
مع أنه من رجال " التهذيب " , ذكره عقب ترجمة سيار أبي الحكم , و ذكر الحافظ
المزي أنه ذكره ابن حبان في " الثقات " , فقال الحافظ ابن حجر: " و لم أجد
لأبي حمزة ذكرا في " ثقات ابن حبان " , فينظر ". قلت: هو عنده في " أتباع
التابعين " قبيل ترجمة سيار أبي الحكم (6/ 421 - هندية). و كذلك ترجمه
البخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 2 / 160) و ابن أبي حاتم (2/ 1 / 255)
. و الأول ثقة من رجال الشيخين , و هذا لم يوثقه غير ابن حبان , و روى عنه جمع
, و لكن لم نجد حجة لمن ادعى أنه هو راوي هذا الحديث مع تصريح الراوي عنه - و
هو بشير بن سلمان - أنه سيار أبو الحكم , إلا مجرد ادعاء أنه أخطأ في ذلك و أن
الصواب أنه سيار أبو حمزة. و لو سلمنا بذلك فالإسناد لا ينزل عن مرتبة الحسن
لما سبق من توثيق ابن حبان إياه مع رواية جمع عنه. و الحديث أورده الهيثمي في
" مجمع الزوائد " (7/ 329) برواية أحمد بتمامه , و البزار ببعضه ثم قال: "
و رجالهما رجال الصحيح ". (فائدة): وقع في " المجمع " (العلم) مكان (
القلم) , و الظاهر أنه تحريف , و الصواب ما في " المسند ": (القلم)
لمطابقته لما في " جامع المسانيد " (27/ 166 - 167) عنه , و لرواية " الأدب
المفرد " من الطبعة السلفية , و الطبعة التازية و الطبعة الهندية , خلافا
للطبعة الجيلانية , و لا ينافي ذلك زيادة النسائي و رواية الداني , لأنها بمعنى
(القلم) أو قريبة منه , و لاسيما و قد فسرها علي بن معبد بقوله: " يعني
الكتاب " أي الكتابة. قال العلامة أحمد شاكر: " يريد الكتابة ". قلت: ففي
الحديث إشارة قوية إلى اهتمام الحكومات اليوم في أغلب البلاد بتعليم الناس
القراءة و الكتابة , و القضاء على الأمية حتى صارت الحكومات تتباهى بذلك ,
فتعلن أن نسبة الأمية قد قلت عندها حتى كادت أن تمحى! فالحديث علم من أعلام
نبوته صلى الله عليه وسلم , بأبي هو و أمي. و لا يخالف ذلك - كما قد يتوهم
البعض - ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أن من أشراط الساعة أن
يرفع العلم و يظهر الجهل لأن المقصود به العلم الشرعي الذي به يعرف الناس ربهم
و يعبدونه حق عبادته , و ليس بالكتابة و محو الأمية كما يدل على ذلك المشاهدة
اليوم , فإن كثيرا من الشعوب الإسلامية فضلا عن غيرها , لم تستفد من تعلمها
القراءة و الكتابة على المناهج العصرية إلا الجهل و البعد عن الشريعة الإسلامية
, إلا ما قل و ندر , و ذلك مما لا حكم له. و إن مما يدل على ما ذكرنا قوله صلى
الله عليه وسلم: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد , و لكن
يقبض العلم بقبض العلماء , حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا
, فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا ". رواه الشيخان و غيرهما من حديث ابن عمرو و
صدقته عائشة , و هو مخرج في " الروض النضير " (رقم 579). ثم بدا لي أن
الحديث صحيح من جهة أخرى , و هي أنه وقع عند الطيالسي تماما لحديث البخاري الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/111)
صرح فيه الحسن بالسماع. و الله تعالى أعلم. (تنبيه): في حديث ابن مسعود من
رواية " الأدب المفرد " زيادة هامة , يستفاد منها حكمان شرعيان هامان جدا , و
قد بينتهما في كثير من مؤلفاتي من آخرها في التعليق على كتابي الجديد " صحيح
الأدب المفرد " (رقم 801/ 1049) و هو وشيك الانتهاء إن شاء الله تعالى. ثم
طبع و صدر هو و قسيمه " ضعيف الأدب المفرد " , و الحمد لله على توفيقه.
=====================================
وهذا كلام آخر له:
" إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة و فشو التجارة , حتى تعين المرأة زوجها على
التجارة و قطع الأرحام و شهادة الزور و كتمان شهادة الحق و ظهور القلم ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 250 رقم 647:
أخرجه أحمد (1/ 407 - 408): حدثنا أبو أحمد الزبيري , حدثنا بشير ابن سلمان
عن سيار , عن طارق بن شهاب قال: " كنا عند # عبد الله # جلوسا , فجاء رجل فقال
: قد أقيمت الصلاة , فقام , و قمنا معه , فلما دخلنا المسجد , رأينا الناس
ركوعا في مقدم المسجد , فكبر , و ركع , و ركعنا , ثم مشينا , و صنعنا مثل الذي
صنع , فمر رجل يسرع فقال: عليك السلام يا أبا عبد الرحمن , فقال: صدق الله ,
و رسوله , فلما صلينا و رجعنا , دخل إلى أهله , جلسنا , فقال بعضنا لبعض: أما
سمعتم رده على الرجل: صدق الله , و بلغت رسله , أيكم يسأله ? فقال طارق: أنا
أسأله , فسأله حين خرج , فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم , فذكره.
قلت: و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم. ثم قال أحمد (1/ 419 - 420): حدثنا
يحيى بن آدم أنبأنا بشير أبو إسماعيل به دون قوله: " و شهادة الزور ..... " ,
و دون قصة الركوع و المشي. و إسناده صحيح أيضا.
و خالفهما أبو نعيم حدثنا بشير بن سلمان به مثل رواية الزبيري , إلا أنه لم
يذكر: " و قطع الأرحام .... ". و قال بدلها: " و حتى يخرج الرجل بماله إلى
أطراف الأرض فيرجع فيقول: لم أربح شيئا ". أخرجه الحاكم (4/ 445 - 446) من
طريق السري بن خزيمة , حدثنا أبو نعيم. و سكت عليه هو و الذهبي. و أبو نعيم
ثقة حجة و هو الفضل بن دكين. لكن الراوي عنه السري بن خزيمة لم أجد له ترجمة.
و قد وجدت لآخر الحديث شاهدا من حديث عمرو بن تغلب: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: " .... و إن من أشراط الساعة أن يكثر التجار , و يظهر القلم "
. أخرجه الطيالسي في " مسنده " (1171): حدثنا ابن فضالة عن الحسن قال: قال
عمرو بن تغلب به. و من طريق الطيالسي أخرجه ابن منده في " المعرفة " (2/ 59
/ 2).
قلت: و ابن فضالة - و اسمه مبارك - صدوق , و لكنه يدلس , و كذلك الحسن و هو
البصري , لكن هذا قد صرح بالتحديث عن عمرو في " مسند أحمد " (5/ 69) و قد
أخرج الطرف الأول من الحديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 09 - 04, 11:57 م]ـ
جزى الله الشيخ أبو عمرو المصري خيرا على هذه الإضافة
وولاشك أن سيارا هو أبو حمزة الكوفي وقد وقع على الصواب عند أبي داود ونبه عليه أهل العلم المتقدمين كما سبق.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[26 - 09 - 04, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفقيه، وإضافتي ليست لترجيح أحد الرأيين فلا أخفي عليكم لم أتفرغ لتتبع أقوال علمائنا المتقدمين فيما قيل في هذا الإسناد وإنما إضافتي- كما ذكرتُ سابقا- لإثراء الموضوع ولا شك أن حفاظ الحديث وعلماء العلل هم أولى بل أوجب بتقديم أقوالهم ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 04:20 م]ـ
بارك الله في علمكم(36/112)
عند جمع الصلاتين (هل تجمع معها الرواتب والأذكار)
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[25 - 09 - 04, 11:28 ص]ـ
عند جمع الصلاتين بلا سفر ماذا يعمل بالسنن الرواتب هل تصلى كلها بعد الثانية، وكذلك الأذكار حال السفر وغيره، ماذا يصنع بها هل ذكر الأخيرة كاف للاثنتين؟
هل ثبت في هذا شيء عن السلف؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 09 - 04, 06:36 م]ـ
الأخ المنيف حفظه الله تعالى .. مسألتُك مهمّة
وهناك فرقٌ بين جمع صلاة الظهر والعصر، وجمع صلاة المغرب والعشاء.
حيث إنّ الأولى مترتبٌ عليها نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر، وهل النهي هنا لذات الصلاة أم الوقت، وفي ذلك خلاف بين الجواز والكراهة، وفي التحديد أيضاً خلاف حكاه النووي رحمه الله.
وأما الجمع بين المغرب والعشاء فنقل مشهور حسن سلمان في رسالته " الجمع بين الصلاتين في الحضر بعذر المطر "، أنه ليس هناك اختلاف بين المذاهب الثلاثة.
أيضاً مسألة صلاة الوتر إذا صلَّاها قبل غروب الشفق بعد الجمع بين الفريضتين، المالكية يشترطون مغيب الشفق، والشافعية والحنابلة لا يشترطون، واختلافهم مبني على متعلّق وقت الوتر.
وبارك الله فيك ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 09 - 04, 10:45 م]ـ
إتمام
وأما الجمع بين المغرب والعشاء فنقل مشهور حسن سلمان في رسالته " الجمع بين الصلاتين في الحضر بعذر المطر "، أنه ليس هناك اختلاف بين المذاهب الثلاثة.
ليس هناك اختلاف بين المذاهب الثلاثة في أنه تؤدّى سنة المغرب والعشاء بعد العشاء في حال جمعها مع المغرب وقبل مغيب الشفق.(36/113)
فيما يتعلق بالإسراء والمعراج أي الحديثين صح عن رسول الله؟
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[25 - 09 - 04, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك حديثان بهذا الخصوص أحدهما يذكر ترحيب الأنبياء برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بطريقة والآخر بطريقة أخرى فالأول تكون صيغة الترحيب (((فرحب بي و دعا لي بخير))) والثاني كما هو في هذا المقطع من الحديث:
....... هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال: ((مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح)) ; ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك؟ قال: محمد قيل و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا بيحيى و عيسى و هما ابنا الخالة قال: هذا يحيى و عيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا: ((مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح)) ; ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك؟ قال: محمد قيل: و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا يوسف قال: هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال: ((مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح)) ; ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك؟ قال: محمد قيل: و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا إدريس قال: هذا إدريس فسلم عليه فسلمت فرد ثم قال: ((مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح)) ; ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك؟ قال: محمد قيل: و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت إذا هارون قال: هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال: ((مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح)) ; ثم صعد بي إلى السماء السادسة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك؟ قال: محمد قيل: و قد أرسل إليه؟ قال: نعم قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا موسى قال: هذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال: ((مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح)) فلما تجاوزت بكى قيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخل من أمتي ; ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: و من معك؟ قال محمد قيل: و قد بعث إليه؟ قال: نعم قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت إذا إبراهيم قال: هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام فقال: ((مرحبا بالابن الصالح و النبي الصالح)) ; ثم رفعت لي سدرة المنتهى ........
فأي الحديثين صح عن رسول الله؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 04, 10:41 ص]ـ
كلا اللفظين صحيح، وقد يكون اختلاف اللفظ بحسب الرواية، فلفظ الترحيب كما جاء في الرواية (مرحبا بالنبي الصالح وألأخ الصالح)
والدعاء بالخير لم يذكر لفظه في الرواية
فالمقصود أن هذه الروايات يفسر بعضها بعضا ويكمل بعضا بعضا.
ـ[ .. فارس .. ]ــــــــ[26 - 09 - 04, 01:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالرحمن الفقيه وجزاك الله خيرا ...
فقط أردت أن أعرف هنا إن كان هذا الترحيب صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام (((مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح))) .....
والله يا أخي ينشرح صدري عندما يكون الرد من قبلكم .....(36/114)
قول الرجل لزوجه ياأمي!!!!!
ـ[زيدان]ــــــــ[25 - 09 - 04, 03:32 م]ـ
كثر في بعض بلاد المسلمين قول الرجل لامرأته ياأمي، وقول الالمرأة لزوجها ياأبي!
أرجو الاستفسار عن حكم مثل هذه الكلمات ..
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[25 - 09 - 04, 05:22 م]ـ
أخوي جزاك الله خيراً
حكم قول أحد الزوجين للآخر ماما أو بابا كما ذكر في أحد المشاركات
فسؤالي كان ما معنى إذا قال أنت بمنزلة أمي أو بمقام أمي لامرأته لايظهر وحه للكراهه فهل هذا جائز؟
أجابني أحد الأخوة قال هنا يختلف كما قال الفاظ الظهارة الصريحه والتفريق بينهما وبين الكنايات.
و مما وقع فيه الخلاف بين أهل العلم، فبعضهم مثلاً يجعل قول الرجل أنتِ عليّ كأمي من الصريح في الظهار
لكاف التشبيه، وبعضهم لا يجعله كذلك بل يجعل قوله انت مثل أمي هو صريح دون كأمي، وكل ذلك يرجع فيه
إلى نية المتكلم واللفظ من الفاظ التكريم (فما هو مقام الأم؟؟؟) هو مقام الإكرام.
وأيضاً قد يحصل نزاع بين الزوجة والأم فيقول الزوج مقامك كمقام أمي عندي وهذا كثير،
هذا الذي يظهر والله أعلم
وأتوقع أن يقول أنتي عليّ كظهر أمي هنا تكون لا تجوز له كما ورد في سورة المجادلة حين جاءت
أمرأة تشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها بإنه قال لها أنتي عليّ كظهر أمي
هنا لا تجوز له، وإما إذا قال أنتي أمي أي أنتي بمقام أمي هو بمقام الإكرام كما ذُكر.
والله وأعلم
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[27 - 09 - 04, 03:57 م]ـ
من تفسير السعدي:
قال رحمه الله بعد تفسيره للآيات (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم)
وفي هذه الآيات عدة أحكام:
منها: لطف الله بعباده واعتناؤه بهم , حيث ذكر شكوي هذه المرأة المصابة , وأزالها ورفع عنها البلوي , بل رفع البلوي بحمه العام لكل من ابتلي بمثل هذه القضية ...........
إلي أن قال رحمه الله
ومنها: أنه يكره للرجل أن ينادي زوجته ويسميها باسم محارمه , كقوله:"يا أمي" , "يا أختي" ونحوه ,لأن ذلك يشبه المحرم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:54 م]ـ
أخي الكريم (زيدان) هذا موضوعك عن نفس السؤال؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22991
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 09 - 04, 03:50 م]ـ
قال ابن كثير في تفسيره (8/ 39): ... كما رواه أبو داود: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سمع رجلاً يقول لامرأته: يا أختي. فاقل: أختك هي؟!
فهذا إنكار، ولكن لم يحرمها عليه بمجرد ذلك، لأنه لم يقصده، ولو قصده لحرمت عليه؛ لأنه لا فرق على الصحيح بين الأم وبين غيرها من سائر المحارم من أخت وعمة وخالة وما أشبه ذلك. اهـ.
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 04, 06:46 م]ـ
علماء المالكية رحمهم الله نصوا في غير موضع على على تسفيه زوج قائل لزوجه يا أمي ويا أختي!
ولكنهم يوردون هذا في كتاب الطلاق عادة، والذي يظهر والله أعلم أن من أطلقها وذهنه بعيد أو خال عن التحريم والتطليق، بل كان من قبيل تعليم الصغار، أو جرى العرف بأن اللفظة فيها نوع احترام، أو غير ذلك مما هو مقصد صحيح فلعل الذي يظهر للمتأمل أنه لابأس به. أما من قصد به نوع تهديد أو تحذير بتحريم أو تطليق أو زجر فلعل المنع منه أقرب.
ولشيخ الإسلام فتوى حول من قال عن امرأته هي مثل أمي، وفرق فيها بين من يقولها يريد بها هي مثل أمي تستر علي ولاتهتكني ولا تلومني كما تفعل الأم مع ولدها، فقال مثل هذا يؤدب واستدل بما روي عن تأديب عمر لمن قال لامرأته يا أختي ... فأنت ترى الإمام جعل من قال زوجه مثل أمه ومراده غير الظهار يؤدب ولايعد مظاهراً واستدل له بما ورد من تأديب عمر في قول (يا أختي)، ولعل الإمام أراد ما سئل عنه (هي مثل أمي) وقد فرق بعض الفقهاء بين قولهم هي أختي وبين يا أختي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/115)
ولهذا قال ابن القيم في حاشيته على السنن: "وفيه دليل على أن من قال لامرأته إنها أختي أو أمي على سبيل الكرامة والتوقير لا يكون مظاهراً".
أما حديث أبي داود فيحتاج إلى مزيد تحرير فقد رواه مرسلاً غير أن ابن حجر ذكر في أخرى أنه رواه عن رجل من قومه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الرجل على ما أفاد الحافظ المزي هو أبوجري فإذا ثبت ماذكره ابن حجر ولم يكن شاذاً فالرجل المبهم هو أبو جري الهجيمي جابر بن سليم، غير أن البيهقي ساق عدة أسانيد كلها عن خالد الحذاء عن أبي تميمة، وخالفهم شعبة وعبدالعزيز بن المختار فرواه شعبة عن خالد عن رجل عن أبي تميمة مرسلا، ورواه المختار عن خالد عن أبي عثمان عن أبي تميمة مرسلاً. وبهذا يكون الأثر محل إشكال حتى يتبين من أبو عثمان هذا! فإن كان صالح أو ضعفه ليس بالشديد ففللأثر شواهد تقويه منها حديث ذكره ابن أبي شيبة بمعناه من طريق عمر بن شعيب عن أبيه عن جده. وعلى كل حال من أجل هذا الأثر كره النداء بغير مسوغ للأم بيا أخية ونحوها.
أما دليل الجواز للحاجة فحديث الصحيح وفيه قول إبراهيم لزوجه إنها أختي، فإن قيل بوب البخاري عليه: إذا قال لامرأته وهو مكره هذه أختي فلا شيء عليه، قيل تعقب ذلك بعض الشراح (أظنه الكرماني) فقال بأن الحديث ليس فيه وقوع إكراه، قال ابن حجر وهو كذلك ثم قال: "لكن لا تعقب على البخاري لأنه أراد بذكر قصة إبراهيم الاستدلال على أن من قال ذلك في حالة الإكراه لا يضره قياسا على ما وقع في قصة إبراهيم" وتعقب ابن حجرَ العينيُ فقال: "قلت قوله وهو كذلك ليس كذلك لأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يتحقق أن هذا الفرعون كان يقتل من خالفه". ولعل الناظر بعين الإنصاف يظهر له أن تعقب العيني يحتاج إلى دليل ظاهر، وأياً ما كان فلئن ساغ أن يقال هذه أختي أو هي أختي لمقتض صحيح فجواز قول يا أختي أو ياأمي أظهر فإن كثيراً من الفقهاء عدوا الأولى ظهاراً أما الثانية فلا.
ولعل تبويب البيهقي في السنن يشعر بهذا فقد بوب: باب الرجل يقول لأخته يا أمي يريد أخوة الإسلام ثم ساق قصة إبراهيم عليه السلام مع فرعون. ثم ذكر ما يكره من ذلك فساق حديث أبي داود.
والله أعلم.(36/116)
حكم تغسيل موتى الكفار!!
ـ[عبد الله]ــــــــ[25 - 09 - 04, 06:16 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله.
أحد الإخوة الأوربيين سألني عن حكم تغسيل موتى الكفار و اتخاذ هذا كمهنة أي العمل عند من يتولى تجهيز الموتى هناك
ما حكم الشرع في هذا؟؟؟؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 04, 10:39 م]ـ
لايجوز تغسيل الكافر ولا الصلاة عليه ولاالدعاء له بالرحمة ولادفنه مع المسلمين ولااتباع جنازته ولاالتعزية فيه.
ـ[عبد الله]ــــــــ[26 - 09 - 04, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم
جزيت خيراً يا حنبلي ... لكن هل ممكن أن تُفصل أكثر, أي تذكر الأدلة على ما تفضلت به؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 05:48 ص]ـ
الحمد لله والصلاة، والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اقتضى بهداه.
أما بعدُ،،،
فقد اختلف العلماء في ذلك، فذهب الشافعية إلى الجواز، وذهب المالكية إلى التحريم، وكذا الحنابلة على المشهور.
والقول بالتحريم هو الصحيح؛ لأن في ذلك تعظيماً للكفار.
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في ((الشرح الممتع)) (5/ 344): " ووجه التحريم: أن الله - تعالى - قال لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره} فإذا نهى عن الصلاة على الكافر، وهي أعظم ما يُفعل بالميت وأنفع ما يكون للميت، فما دونها من باب أولى؛ ولأن الكافر نجس، وتطهيره لا يرفع نجاسته؛ لقوله - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس} ولمفهوم قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن المسلم لا ينجس "، فيحرم غسله ". اهـ.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 05:50 ص]ـ
ونعتذر لأخينا محمد الحنبلي - حفظه الله تعالى - على تطفلنا.
ـ[عبد الله]ــــــــ[26 - 09 - 04, 09:26 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
جزيت خيراً أبا المنهال ..
لكن ألا ترى أن قول الشيخ العثيمين: "فإذا نهى عن الصلاة على الكافر، وهي أعظم ما يُفعل بالميت وأنفع ما يكون للميت، فما دونها من باب أولى " لو عُكس لكان أقرب للصواب , أي أن يقال أن الشرع يمكن أن يتساهل في التغسيل الذي هو أدنى من الصلاة.
أما نجاسة المشرك-المعنوية- فهي حق ... و لكن هل تغسيل الميت المشرك -إذا ما قلنا بالجواز- مقصده رفع النجاسة المعنوية عنه؟؟؟
هذا من باب المذاكرة فقط
و إلا فيهمني معرفة أدلة القائلين بالجواز
أم أن دليلهم هو عدم وجود دليل عل المنع؟
و معذرة على هذا الإلحاح في الطلب
وما هذا إلا لعدم تمكني من البحث حالياً لغياب المراجع
و الشكر موصول لكل من شارك(36/117)
من منظومة علم الرجال كتبها الفقير أبو سليمان
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[25 - 09 - 04, 06:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه عوني
المقدمة
يقول [اسمي] العبد الفقير ......... لعفو ربه الملك القدير
أحمد ربي راجيا لرحمته .......... مصليا على النبي وعترته
وصحبه ومن تلا على الهدى ........ وبعد هذا نظم علم قد بدا
على كتاب شيخنا المعلمي ....... منظومةسميتها ري الظمي
نظمتها لأحفظ الكتابا ....... والله أرجو طالبا ثوابا
مصادر التشريع وأهمية الرواية
مصادر التلقي للشريعة ............. قران ثم سنة رفيعة
وهْي عبارة عن الذي ثبت ........ من قول اَو فعل ونحوها اتت
عن النبي تبين القرانا .............. وأمره وما الذي نهانا
عنه وأول الذين أخذوا .............. هم الصحابة الذين حفظوا
سنته جملةاَو تفصيلا ............. وبلغوها جيلا ثم جيلا
فذاعت وجاءت الروايه ............. عن الذين هم في الحفظ آيه
وجاء قوم مغرضون بكذب ......... وباطل ورده حتما يجب
وليس من سبيل للنجاة ......... إلا بسبر أحوال الرواة
وتلك في التاريخ حاجة أشد ..... كي نعرف المقبول والذي يرد
فقيض الله رجالا بينوا .......... منها الصحيح والذي يوهن
الحمد لله
هذا ما وفقني الله لكتابته الآن
وسأكملها لكم فيما بعد إن شاء الله تعالى وإن كان هناك خطأ فأرجوا إعلامي فالدين النصيحة والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[25 - 09 - 04, 06:29 م]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل وجزاك عنا خيرا(36/118)
عبد الله بن بريدة عن عائشة رضي الله عنها
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[25 - 09 - 04, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام الدارقطني رحمه الله في سننه ج: 3 ص: 233:
نا محمد بن مخلد نا الرمادي نا أبو ظفر عبد السلام بن مطهر عن جعفر بن سليمان عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن عائشة قالت ثم جاءت امرأة تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تلقه فجلست تنتظره حتى جاء فقلت يا رسول الله إن لهذه المرأة إليك حاجة قال لها وما حاجتك قالت إن أبي زوجني بن أخ له ليرفع خسيسته بي ولم يستأمرني فهل لي في نفسي أمر قال نعم قالت ما كنت لأرد على أبي شيئا صنعه ولكني أحببت أن تعلم النساء ألهن في أنفسهن أمر أم لا هذه كلها مراسيل بن بريدة لم يسمع من عائشة شيئا.
هل اختلف في سماع عبد الله بن بريدة من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟
السلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 04, 12:26 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ خالد الدريس في كتابه (موقف الإمامين من السند المعنعن) ص 287
وفي نص آخر قال الدارقطني: (هذه كلها مراسيل، ابن بريدة لم يسمع من عائشة شيئًا) (1).
وعبدالله بن بريدة ولد سنة خمس عشرة (2)، فيكون أدرك من حياة أم المؤمنين عائشة أكثر من أربعين سنة، وهو ليس بمدلس، ولم يدخل بينه وبين عائشة واسطة فيما رواه عنها حسب علمي، وفي هذا النص دلالة على أن الدارقطني يشترط في الاتصال ثبوت السماع) انتهى كلام الدريس.
---------------------
(1) السنن للدارقطني (3/ 233).
(2) تهذيب التهذيب (5/ 157 - 158).
وقال الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (17/ 6) بعد ان ذكر كلام الدارقطني السابق
(قلت: صحح له الترمذي حديثه عن عائشة في القول ليلة القدر، من رواية جعفر بن سليمان بهذا الإسناد، ومقتضى ذلك أن يكون سمع منها، ولم أقف على قول أحد وصفه بالتدليس) انتهى.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 04, 01:27 ص]ـ
وقال البيهقي في السنن الكبرى (7/ 118) (وهذا مرسل ابن بريدة لم يسمع من عائشة) انتهى.
وقال ابن التركماني في الجوهر النقي (وابن بريدة ولد سنة خمس عشرة وسمع جماعة من الصحابة وقد ذكر مسلم في مقدمة كتابه ان المتفق عليه ان إمكان اللقاء والسماع يكفى للاتصال ولا شك في إمكان سماع ابن بريدة من عائشة فروايته عنها محمولة على الاتصال على أن صاحب الكمال صرح بسماعه منها) انتهى.
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 09:27 ص]ـ
جزاكم الله شيخنا الفاضل عبد الرحمن ونفع بكم.
قال الشيخ خالد الدريس في كتابه (موقف الإمامين من السند المعنعن) ص 287:
وعبدالله بن بريدة ولد سنة خمس عشرة (2)، فيكون أدرك من حياة أم المؤمنين عائشة أكثر من أربعين سنة، وهو ليس بمدلس، ولم يدخل بينه وبين عائشة واسطة فيما رواه عنها حسب علمي، وفي هذا النص دلالة على أن الدارقطني يشترط في الاتصال ثبوت السماع) انتهى كلام الدريس.
ماذا عن الحديث الذي خرجه الامام البخاري رحمه الله في صحيحه 3/ 1281؟
قال: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ثم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد.
وقال الامام البيهقي رحمه الله في معرفة السنن والأثار: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار قال: حدثنا ابن أبي قماش قال: حدثنا أبو ظفر عبد السلام بن مطهر، عن جعفر بن سليمان، عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبي زوجني من ابن أخ له ليرفع خسيسته، ولم يستأمرني، فهل لي في نفسي أمر؟ قال: " نعم "، قالت: ما كنت لأرد على أبي شيئا صنعه، ولكن أحببت أن تعلم النساء ألهن في أنفسهن أمر أم لا؟ "
وقد ارسله ابن بريدة في الحديث الذي خرجه الطبراني في الاوسط 7/ 58، قال:
7034 حدثنا محمد بن معاذ، نا محمد بن كثير العبدي، نا جعفر بن سليمان الضبعي، عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة الأسلمي، عن عائشة، قالت: جاءت امرأة تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم،،،
تارة يسند، وتارة يرسل. فكيف نعلم يقينا أن أحاديثه الاخرى لم يسقط منها الواسطة بينه وبين أم المؤمنين رضي الله عنها؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 09 - 04, 09:37 ص]ـ
والذين قالوا بأن عبدالله بن بريدة لايعرف بالتدليس لاينافي قول من قال بأنه لم يسمع من عائشة لأنه قد يرسل الحديث كما قال أبوزرعة (عبدالله بن بريدة عن عمر مرسل) (المراسيل 111)
فعبدالله بن بريدة يرسل عن عمر، فإذا ثبت هذا فما الذي يمنع إرساله عن عائشة رضي الله عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/119)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 02:20 م]ـ
ذكر البيهقي في معرفة السنن والآثار (5/ 254):
وفي حديث عبد الله بن بريدة قال جائت فتاة إلى عائشة فقالت إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته وإني كرهت ذلك .. الحديث (للاختصار)
وهذا منقطع
ابن بريدة لم يسمع من عائشة، قاله الدارقطني فيما أخبرني أبو عبد الرحمن وغيره عنه.
ولكن شيخنا الفقيه ألا ترى معي أن قول الشيخ خالد الدريس: ولم يدخل بينه وبين عائشة واسطة فيما رواه عنها حسب علمي
معقب بالأحاديث التي ساقها أخونا سلمان الأيوبي حفظه الله. بأن ابن بريده روى بالواسطة مما جعل الدارقطني والبيهقي يقولان بعدم ثبوت السماع وإن عاصر عائشة؟؟؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 02:45 م]ـ
قلت (5/ 254) والصحيح 245
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفعنا بعلمكم
ولاشك أن من القرائن التي يستدل بها الأئمة على عدم سماع راو من آخر إدخاله واسطة بينه وبين الراوي في بعض مروياته وهذه وإن كانت غير مطردة إلا أنها قرينة مهمة في مثل هذه المسائل
وكذلك كون عبدالله بن بريدة تولى القضاء بعد أخيه سليمان في مرو فقد يكون خرج من المدينة مبكرا والله أعلم
وكذلك قد جاء في بعض روايات حديث ليلة القدر وجود بريدة بين عبدالله وعائشة، ولكن هذه الرواية وهم كما بين ذلك الإمام الدارقطني في العلل (مخطوط (5/ 133)).
والنقل الذي ذكره الشيخ مصطفى الفاسي حفظه الله من المعرفة للبيهقي يفيد ان البيهقي أخذ بقول الدارقطني في ذلك.
وأما ما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله من استدلاله بتصحيح الترمذي لروايته حديث الدعاء ليلة القدر على سماعه من عائشة ففي ذلك كلام لعلي أذكره فيما بعد بإذن الله تعالى مع بحث حديث الدعاء ليلة القدر.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:42 ص]ـ
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/60.htm
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 05:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
بانتظار مشايخنا الكرام حفظهم الله وخلاصة الحوار
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 09 - 04, 08:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وحديث عائشة رضي الله عنها قد اختلف في رفعه ووقفه وكذلك في الراوي عنها هل هو عبدالله أم سليمان ابنا بريدة
ولعلي أذكر الكلام حول الحديث تباعا بإذن الله تعالى
وهذا كلام الدارقطني في العلل عن الحديث
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 10 - 04, 02:33 ص]ـ
وممن أشار إلى كذلك إلى إرسال عبدالله بن بريدة عن عائشة الإمام النسائي رحمه الله في السنن الكبرى (9/ 323رسالة)
حيث قال
(أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر قال سمعت كهمسا عن ابن بريدة أن عائشة قالت يا نبي الله مرسل)
وأما قول الترمذي عن الحديث حسن صحيح فهو كذلك في نسخة الكروخي الخطيةل240 وكذلك نقله ابن كثير وغيره، وبعد أن تبين لنا من كلام أهل العلم السابقين أن عبدالله بن بريدة يرسل عن عائشة وأنه في بعض الروايات يدخل واسطة بينه وبينها فقد يترجح القول بأنه يرسل عن عائشة وخاصة أنه في رواية المعنمر عن كهمس عنه قال إن عائشة قالت فهي كذلك من القرائن التي قد يستدل بها على الإرسال.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 08:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الشيخ الفاضل الفقيه ونفع بكم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 04:57 م]ـ
للفائدة ينظر هنا:
http://www.alukah.net/articles/1/6076.aspx
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 10 - 09, 07:53 ص]ـ
بارك الله فيكم.
للفائدة ينظر هنا:
http://www.alukah.net/articles/1/6076.aspx
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=33301
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:55 ص]ـ
وفيكم بارك الله وجزاكم خيرا.
إحالتك موجودة في الرابط المشار إليه يا شيخنا الفاضل في التعقيب رقم 2
فلا تظنن أني أغفلت موضوعك!(36/120)
سؤال وردني
ـ[العويشز]ــــــــ[26 - 09 - 04, 12:39 ص]ـ
هذا سؤال وردني من الأخ عبد المجيد الغيث وفقه الله، طلب مني طرحه في هذا الملتقى المبارك للمناقشة حوله، فمن كان عند علم في هذه المسألة أو يحفظ كلاما لأهل العلم فليجد به. وجزاك الله خيرا.
مسألة (1):
هل يجوز دفع الزكاة في أوجه العلم، ونشره، ونشر الدعوة من مثل مواقع الانترنت،وطباعة الكتب، والاذاعة الإسلامية ونحو ذلك؟
مسألة (2):
في بعض البلدان الكافرة تعطي البنوك فوائد ربوية. هل يجوز دفع هذا الفائض لصالح المشاريع الخيرية مثل بناء المساجد والمدارس ورواتب مدرسي القرآن ونحوه؟
ـ[منيرة]ــــــــ[26 - 09 - 04, 05:21 ص]ـ
اجابة على السؤال الاول:
مصارف الزكاة ثمانية وهي معروفة مذكورة في قوله تعالى: انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل.
فلم يذكر الله تعالى في المصارف الدعوة، خلافا لمن جعل من مصرف في سبيل الله بابا يدخل منه كل شي وهذا غلط لان المراد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 09 - 04, 11:45 م]ـ
أما المواقع الإسلامية على (الإنترنت) فهناك فتوى للشيخ العلامة بقية السلف عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله - في مجلة الدعوة قبل شهرين (وفيها)!
وقد أفتى بالجواز،
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 12:26 ص]ـ
أما السؤال الثاني فنعم يجوز صرفه في تلك المصارف لكن بنية التخلص لاالصدقة
ـ[عبدالمجيد الغيث]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:02 ص]ـ
أشكركم على تلك الفوائد، لكن هل من مزيد يا أخي الحنبلي السلفي من جهة قائل ذلك الرأي من العلماء المتقدمين أو المعاصرين. والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[ابوعبدالله القاضي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 09:58 م]ـ
أود من المشايخ الفضلاء الاستدلال لما يذكرون من آراء
فهذا المنتدى متخصص وليس عام
فما المانع من دخول جميع الأعمال الخيرية في قوله (في سبيل الله) لعموم اللفظ ولا مخصص
وجزيتم خيرا
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[25 - 08 - 06, 10:13 م]ـ
أود من المشايخ الفضلاء الاستدلال لما يذكرون من آراء
فهذا المنتدى متخصص وليس عام
فما المانع من دخول جميع الأعمال الخيرية في قوله (في سبيل الله) لعموم اللفظ ولا مخصص
وجزيتم خيرا
الشيخ ناصر الألباني له شريط في تقرير عدم عموم (في سبيل الله) فراجعه فهو مفيد.(36/121)
قول الصحابي
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 04:02 ص]ـ
السلام عليكم
هل قول الصحابي حجة؟
أرجو ذكر المصدر بارك الله فيكم
ـ[منيرة]ــــــــ[26 - 09 - 04, 05:10 ص]ـ
قول الصحابي إذا اشتهر ولم يعلم له مخالف فهو إجماع عند الجمهور
وخالفهم الأقل فقالوا بأنه حجة
أما قول الصحابي إذا خالفه غيره فليس بحجة ولا إجماعا
والأئمة الأربعة في حدود علمي القاصر يأخذون به ولكن اختلفوا في منزلته من الأدلة هل يقدم على القياس ام يقدم القياس عليه
ولمعرفة المزيد يراجع شرح الطوفي على مختصر الروضة(36/122)
قال بعض السلف: لا تنصحني حتى تقول في وجهي ما أكره!
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:48 ص]ـ
من الرسالة الفرق بين النصيحة والتعيير للحافظ ابن رجب
النصيحة
فصل
كيفيتها
ومن هذا الباب أن يقال للرجل في وجهه ما يكرهه فإن كان هذا على وجه النصح فهو حسن وقد قال بعض السلف لبعض إخوانه: (لا تنصحني حتى تقول في وجهي ما أكره).
فإذا أخبر أحد أخاه بعيب ليجتنبه كان ذلك حسناً لمن أُخبر بعيب من عيوبه أن يعتذر منها إن كان له منها عذر وإن كان ذلك على وجه التوبيخ بالذنب فهو قبح مذموم.
وقيل لبعض السلف: أتحبُّ أن يخبرك أحد بعيوبك؟ فقال: (إن كان يريد أن يوبخني فلا).
فالتوبيخ والتعيير بالذنب مذموم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تُثَرَّبَ الأمة الزانية مع أمره بجلدها فتجلد حداً ولا تعير بالذنب ولا توبخ به.
وفي الترمذي وغيره مرفوعاً: " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله ". وحُمل ذلك على الذنب الذي تاب منه صاحبه. قال الفضيل: (المؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويُعيِّر).
فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير، وهو أن النصح يقترن به الستر والتعيير يقترن به الإعلان.
وكان يقال: (من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره) أو بهذا المعنى.
وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه ويحبون أن يكون سراً فيما بين الآمر والمأمور فإن هذا من علامات النصح فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها. وأما إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله ورسوله قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19)
والأحاديث في فضل السر كثيرةٌ جدَّاً.
وقال بعض العلماء لمن يأمر بالمعروف: (واجتهد أن تستر العصاة فإن ظهور عوراتهم وهن في الإسلام أحقُّ شيء بالستر: العورة).
فلهذا كان إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير وهما من خصال الفجار لأن الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن وهتك عرضه فهو يعيد ذلك ويبديه ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساويه للناس ليُدخل عليه الضرر في الدنيا. وأما الناصح فغرضُه بذلك إزالة عيب أخيه المؤمن واجتنابه له وبذلك وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)
ووصف بذلك أصحابه فقال: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29).
ووصف المؤمنين بالصبر والتواصي بالمرحمة. وأما الحامل للفاجر على إشاعة السوء وهتكه فهو القوة والغلظة ومحبته إيذاء أخيه المؤمن وإدخال الضرر عليه وهذه صفة الشيطان الذي يزيِّن لبني آدم الكفر والفسوق والعصيان ليصيروا بذلك من أهل النيران كما قال الله: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (فاطر:6).
وقال بعد أن قص علينا قصته مع نبي الله آدم عليه السلام ومكرَه به حتى توصل إلى إخراجه من الجنة: (يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا) (لأعراف: من الآية27).
فشتان بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوي العقول الصحيحة.
فصل
في العقوبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/123)
وعقوبة من أشاع السوء على أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكَشَفَ عورته أن يتبع الله عورته ويفضحه ولو في جوف بيته كما رُوي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه وقد أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من وجوه متعددة.
وأخرج الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تُظْهِر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ". وقال: حسن غريب.
وخرَّج أيضاً من حديث معاذ مرفوعاً: " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حت يعمله " وإسناده منقطع.
وقال الحسن: (كان يقال: من عيَّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به "
ويُروى من حديث ابن مسعود بإسناد فيه ضعف: " البلاء موكل بالمنطق فلو أن رجلاً عيَّر رجلاً برضاع كلبة لرضعها ".
وقد رُوي هذا المعنى عن جماعة من السلف.
ولما ركب ابن سيرين الدَّيْن وحبس به قال: (إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا عيَّرت رجلاً منذ أربعين سنة فقلت له: يا مفلس).
فصل
في التعيير
ومِن أظهرِ التعيير: إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب إما عاماً أو خاصاً وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع فإن الله تعالى ذم من أظهر فعلاً أو قولاً حسناً وأراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده في الباطن وعدَّ ذلك من خصال النفاق كما في سورة براءة التي هتك فيها المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادَاً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (التوبة:107).
وقال تعالى: (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (آل عمران:188)، وهذه الآية نزلت في اليهود لما سألهم النبي صلى اله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك عليه وفرحوا بما أتوا من كتمانه وما سألهم عنه. كذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما وحديثه بذلك مخرّج في الصحيحين وغيرهما.
وعن أبي سعيد الخدري: أن رجالاً من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلَّفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قدِم رسول الله اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت هذه الآية.
فهذه الخصال خصال اليهود والمنافقين وهو أن يظهر الإنسان في الظاهر قولاً أو فعلاً وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن ومقصوده بذلك التوصل إلى غرض فاسد فيحمده على ما أظهر من ذلك الحسن ويتوصل هو به إلى غرضه الفاسد الذي هو أبطنه ويفرح هو بحمده على ذلك الذي أظهر أنه حسن وفي الباطن شيء وعلى توصله في الباطن إلى غرضه السيء فتتم له الفائدة وتُنَفَّذُ له الحيلة بهذا الخداع.
ومن كانت هذه همته فهو داخل في هذه الآية ولا بد فهو متوعد بالعذاب الأليم، ومثال ذلك: أن يريد الإنسان ذمَّ رجل وتنقصه وإظهار عيبه لينفر الناس عنه إما محبة لإيذائه [أو] لعداوته أو مخافة من مزاحمته على مال أو رئاسة أو غير ذلك من الأسباب المذمومة فلا يتوصل إلى ذلك إلا بإظهار الطعن فيه بسبب ديني مثل: أن يكون قد ردَّ قولاً ضعيفاً من أقوال عالم مشهور فيشيع بين من يعظِّم ذلك العالم أن فلاناً يُبغِضُ هذا العالم ويذمُّه ويطعن عليه فيغرُّ بذلك كل من يعظِّمه ويوهمهم أن بغض الراد وأذاه من أعمال العرب لأنه ذبٌّ عن ذلك العالم ورفع الأذى عنه وذلك قُربة إلى تعالى وطاعته فيجمع هذا المظهر للنصح بين أمرين قبيحين محرَّمين:
أحدهما: أن يحمل ردُّ العالم القول الآخر على البغض والطعن والهوى وقد يكون إنما أراد به النصح للمؤمنين وإظهار ما لا له كتمانه من العلم.
والثاني: أن يظهر الطعن عليه ليتوصل بذلك إلى هواه وغرضه الفاسد في قالب النصح والذب عن علماء الشرع وبمثل هذه المكيدة كان ظلم بني مروان وأتباعهم يستميلون الناس إليهم وينفِّرون قلوبهم عن علي بن أبي طالب والحسن والحسين وذريتهم رضي الله عنهم أجمعين.
وأنه لما قُتِل عثمان رضي الله عنه لم ترَ الأمة أحق من علي رضي الله عنه فبايعوه فتوصل من توصل إلى التنفير عنه بأن أظهر تعظيم قتل عثمان وقُبحه وهو في نفس الأمر كذلك ضُمَّ إلى ذلك أن المؤلَّب على قتله والساعي فيه علي رضي الله عنه وهذا كان كذباً وبهتاً. وكان علي رضي الله عنه يحلف ويغلِّظ الحلف على نفي ذلك وهو الصادق البارُّ في يمينه رضي الله عنه وبادروا إلى قتاله ديانةً وتقرُّباً ثم إلى قتال أولاده رضوان الله عليهم واجتهد أولئك في إظهار ذلك وإشاعته على المنابر في أيام الجُمَع وغيرها من المجامع العظيمة حتى استقر في قلوب أتباعهم أن الأمر على ما قالوه وأن بني مروان أحق بالأمر من علي وولده لقربهم من عثمان وأخذهم بثأره فتوصلوا بذلك إلى تأليف قلوب الناس عليهم وقتالهم لعلي وولده من بعده ويثبُت بذلك لهم الملك واستوثق لهم الأمر.
وكان بعضهم يقول في الخلوة لمن يثق إليه كلاماً ما معناه: (لم يكن أحد من الصحابة أكفأ عن عثمان من علي) فيقال له: لِمَ يسبُّونه إذاً؟ فيقول: (إن المُلك لا يقوم إلا بذلك).
ومراده أنه لولا تنفير قلوب الناس على علي وولده ونسبتُهم إلى ظلم عثمان لما مالت قلوب الناس إليهم لما علموه من صفاتهم الجميلة وخصائصهم الجليلة فكانوا يسرعون إلى متابعتهم ومبايعتهم فيزول بذلك ملك أمية وينصرف الناس عن طاعتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/124)
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[03 - 03 - 07, 07:19 م]ـ
للرفع
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[03 - 03 - 07, 10:31 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[04 - 03 - 07, 06:54 ص]ـ
صدقت وصاحب هذه المقالة هو مالك بن مغول رحمه الله(36/125)
الاسماء والصفات والبلاغة
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 - 09 - 04, 12:43 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد النبي الامي ,وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد:
فان اكثر شبه نفات الصفات وتفسيرهم لاسماء الله وصفاته قائمة على استخدام اللغة في نفي الاسماء والصفات, واكثر ما يستخدم لنفي الصفات بشكل خاص هو اعتبار الالفاظ استخدمت كاستعارات بلاغية , ومع اننا نعلم ان القران كلام الله كله بلاغة واعجاز ,الا اننا لا نوافقهم فيما ذهبوا اليه من انهم استخدموا البلاغة لنفي الصفات, وهو زعمهم ان الكلمات المذكورة ليست مقصودة وغير جائز نسبتها للرحمن الرحيم, واحب من اخواني مساعدتي في الموضوع , ليس لدي شبة وانما اريد مساعدتي في الدلالة ان الالفاظ المذكورة الدالة على الصفات مقصودة حتى لو كانت استعارة, لي مبحث صغير اود اكماله وعرضه عليكم ,لنتعاون على البر والتقوى, وان شاء الله
نطرحه للفائدة
والله الموفق
وجزاكم الله خيرا(36/126)
حمل مخطوط (نهج الرشاد في نظم الاعتقاد) ليوسف بن محمد السرمري المقدسي
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 09 - 04, 01:21 م]ـ
هذا مخطوط (نهج الرشاد في نظم الاعتقاد) للإمام يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن إبراهيم العبادي الحنبلي جمال الدين السرمري ثم الدمشقي العقيلي (ت776هـ)
تراجع ترجمته في الدرر الكامنة (6/ 247) وذيل تذكرة الحفاظ (ص160)، وشذرات الذهب (6/ 249).
حمل من هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/hadeeth/NahjAlrashad.rar)
ولا تنسونا من صالح دعواتكم،،
تم تعديل الرابط من قبل المشرف الفني
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 04, 02:04 م]ـ
بارك الله فيك،،
لكن الرابط لا يعمل
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 09 - 04, 04:51 م]ـ
تم تعديل الرابط، جربوا الآن،،
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 04, 05:19 م]ـ
تم التحميل، وحجمه 1.44 م. ب،،
لكن بأي برنامج يُفتح ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 09 - 04, 05:38 م]ـ
يفتح ببرنامج الـ ( Winrar)
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:50 م]ـ
لايعمل!
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 04, 07:08 م]ـ
الآن يعمل ..
جزاك الله خيراً ..
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:05 م]ـ
هاكم الملف ..
ـ[المشرف الفني]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:53 م]ـ
الأخ: التطواني
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
الأخ: خليل جزاكم الله خير وبإمكانك إزالة الملف المرفق
الرابط يعمل الآن 100%
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 04, 07:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً هو كذلك
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 10 - 04, 11:38 ص]ـ
سؤال!
قال رحمه الله:
وأوباش ناس أضرموا نار بدعة * يؤججها ذو الطعن منهم وذو الغمر
فلولا مكان الشيخ حسان أصبحت * مدينة سامراء في غاية الضر
فمن المراد بالشيخ حسان؟
ـ[ابوباسم]ــــــــ[28 - 10 - 04, 08:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا أخي: أبو إسحاق التطواني
وبارك فيك.
وجزى الله خيرًا كل من ساهم في هذا الموضوع.
ـ[محمد عبد الرحيم البيومى]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو منكم مساعدتى فى العثور على أسماء وتراجم أفراد السماع الموجودون على مخطوط نهج الرشاد فى نظم الاعتقاد للإمام السرمرى وجزاكم الله خيرا أرجو منكم سرعة الرد والمساعدة
ـ[محمد عبد الرحيم البيومى]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرجو منكم مساعدتى فى العثور على أسماء وتراجم أفراد السماع الموجودون على مخطوط نهج الرشاد فى نظم الاعتقاد للإمام السرمرى وجزاكم الله خيرا أرجو منكم سرعة الرد والمساعدة
ـ[الألوسي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 11:24 ص]ـ
سؤال!
قال رحمه الله:
وأوباش ناس أضرموا نار بدعة * يؤججها ذو الطعن منهم وذو الغمر
فلولا مكان الشيخ حسان أصبحت * مدينة سامراء في غاية الضر
فمن المراد بالشيخ حسان؟(36/127)
سؤال عاجل ????
ـ[المهندي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 01:34 م]ـ
كيف يرد على من قال أن الأحياء يمكن أن ينتفعوا بالأموات مستدلا بقصة موسى عليه السلام أنه خفف على أمتنا الصلاة إلى خمس صلوات????
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 01:58 م]ـ
بحديث انقطاع عمل المؤمن إلا من ثلاث، وما كان بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبين موسى عليه السلام، هي خصوصية لهما
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[26 - 09 - 04, 02:09 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد
للتذكير
المقصود بالمنفعة هي الزيادة بالاجر وحط الخطايا هذا الذي لايستطيع الميت ان ينفع به الحي
اما الاعمال فان الحي يفيد الاحياء بعد مماته ويفيده بعد مماته
اما فائدته الاحياء:فبمثل قصة موسى عليه السلام مع الرجل الصالح ,وقصة الجدار. ومثل اجابة الدعاء للذرية.
,اما منفعة الميت لنفسه لعمل عمله قبل مماته: فمن حديث النبي صلى الله عليه وسلم:اذا مات ابن ادم انقطع عمله .... الحديث
والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يرد السلام على امته كما صح بالحديث بالكيفية التي ذكرها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وتذكر ان الله اخبرنا عن الشهداء انهم يستبشرون للذين لم يلحقوا بهم من خلفهم.
والله تعلى اعلم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 02:47 م]ـ
أخي الحبيب الكلام عن إفادة الميت للحي، لا إفادة الحي للميت
فالدقة مطلوبة حفظك الله.(36/128)
ما معنى قول الجوزجاني عن ابن اسحاق (كان يمضغ حديث الزهري بمنطقه)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:36 م]ـ
في شرح علل الترمذي لابن رجب قول الجوزجاني " وابن إسحاق روى عن الزهري إلا أنه يمضغ حديث الزهري بمنطقه حتى يعرف من رسخ في علمه أنه خلاف رواية أصحابه عنه "
فما معنى قول الجوزجاني (كان يمضغ حديث الزهري بمنطقه)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:32 م]ـ
يبدو لي أن المقصود هو رواية ابن إسحاق للحديث بالمعنى. وهذا يقبل في السير لكنه لا يقبل في الأحكام.(36/129)
من من العلماء المعاصرين شرح شرح علل الترمذي وكيف السبيل للحصول على هذه الشروح
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:39 م]ـ
من من العلماء المعاصرين شرح شرح علل الترمذي وكيف السبيل للحصول على هذه الشروح؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:49 م]ـ
شرح أجزاءً منه الشَّيخ عبدالله السَّعد في أشرطةٍ اسمها (أصول دراسة الأسانيد)
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:54 م]ـ
نظم مهمات هذا الشرح، و علق على النظم الشيخ علي بن آدم الأثيوبي ..
في كتابٍ أسماه: " مزيل الخلل عن أبيات شافية الغُلل بمهمات علم العلل " ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4853
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8297
ـ[حسون الحسون]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:21 م]ـ
وكذا الشيخ سليمان العلوان له تعليقات تجدها عند بعض خاصة طلابه
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:49 م]ـ
الشيخ عبد الله السعد ـ فرَّج الله عنه ـ له تعليقات على الكتاب، وهي مكتوبة عند أحد طلبة الشيخ ..
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[26 - 09 - 04, 10:47 م]ـ
الأَخَوَان .. خليل بن محمد وَ حسون الحسون ..
هل تعليقات الشيخين -سليمان العلوان و عبدالله السعد- المذكورة على كامل الكتاب أم على جزءٍ منه؟؟ ..
و هل هي موجودة في مذكرات متداولة في مراكز الخدمات -كما هي حال كثير من شروح الشيخ سليمان-، أم أنها ليست كذلك؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 04, 10:59 م]ـ
تعليقات الشيخ عبد الله على كامل الكتاب، وهي ليست متداولة،،
أسأل الله تعالى أن ييسر نشرها ..
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[27 - 09 - 04, 12:01 ص]ـ
الأخوة في الكويت أخبرونا قديما بوجود شرح نفيس للكتاب على أشرطة لعبد الله بن يوسف الجديع.
فهل من دالّ عليه؟!
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 12:24 ص]ـ
ولشيخنا الفاضل طارق بن عوض الله شرح عليه تجده مسجلا في أشرطة بعد درس الشيخ يوم الأحد عند بعض الإخوة
ـ[أبو علي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 07:57 ص]ـ
أحسن الله إليكم!
نريد أن نرى شيئًا، فمن كان عنده فليضعه؛ فكلامكم يسيل اللُّعاب.
ـ[منيرة]ــــــــ[27 - 09 - 04, 03:31 م]ـ
العسيري
نعم يوجد شرح الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع عند احد طلبته القديمين حاولت الحصول عليها ولكن لم استطع لطبيعة حالي
والله المستعان
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 03:48 م]ـ
هناك شرح لأحد العلماء في الأردن اسمه همام - فاتني الاسم الآخر- وهو مقرر في أحد الجامعات.
لعل الأخوة لديهم خبرة عن الكتاب فيفيدوننا مأجورين.
ـ[حسون الحسون]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:01 م]ـ
الأَخَوَان .. خليل بن محمد وَ حسون الحسون ..
هل تعليقات الشيخين -سليمان العلوان و عبدالله السعد- المذكورة على كامل الكتاب أم على جزءٍ منه؟؟ ..
و هل هي موجودة في مذكرات متداولة في مراكز الخدمات -كما هي حال كثير من شروح الشيخ سليمان-، أم أنها ليست كذلك؟
الشيخ عبد الله العقيل
لست على علم هل اكمل الاخ الذي كان يقرا على الشيخ قراءة التعليقات عليه؟ وإن كان ذلك أغلب ظني (علما ان درسه كان خاصا فان شئت بعثت لك برقم الطالب على الخاص)
وليس شرحه متداولا
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:07 م]ـ
..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:07 م]ـ
بالنسبة لقول الأخ طلال العولقي حفظه الله
هناك شرح لأحد العلماء في الأردن اسمه همام - فاتني الاسم الآخر- وهو مقرر في أحد الجامعات.
لعل الأخوة لديهم خبرة عن الكتاب فيفيدوننا مأجورين.
لعلك تقصد مقدمة شرح علل الترمذي للدكتور همام عبدالرحيم سعيد وهي مقدمة مهمة في علم العلل وقد طبعت مفردة
وتجدها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=60678#post60678
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 09:16 م]ـ
حفظك الله يا أخي عبدالرحمن.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[27 - 09 - 04, 11:23 م]ـ
أما فيما يتعلق بشرح شيخنا المحدث إنسان عيوننا و الطاف حوايا قلوبنا / عبدالله بن عبدالرحمن ال سعد فرج الله عنه.
فهو من أنفس الشروح وهو على طريقة الشافعي في التصنيف، وهو درس خاص وطريقته فيه بديعة يكون فيها مناقشة مع الطلبة وهم من خواص الشيخ ومنهم بعض مشاهير الفضلاء، وتكون المراجعة من الكتب مباشرة و دراسة العلل وجمع الطرق لان الدرس في مكتبة احد الاحبة العامرة ثم يلخص الشيخ ما في الدرس في أوراق أملاءً على بعض الاخوة. وهو كاتب الدرس.
وفي السنين الاخيرة لما بدأ الشيخ في آخر الكتاب وهو تراجم كما تعلمون صارت تراجع الترجمة من مظانها ثم يلخص الشيخ كلامه على المترجم له في تلخيص بديع، وبالجملة فهو شرح حافل نفيس تشد له الرحال وقد قيدت كثيرٌ من التعليقات على نسختى من العلل لكن يبقى الكلام على الاوراق التى مع الاخ الفاضل و لم أستحصل عليها لسبب آفة التسويف.
وقد من الله علينا أيضا بحضور التعليقات على شرح العلل للشيخ الفاضل عبدالعزيز الطريفي كاملا ولله الحمد الا ما تعذر علي حضوره وهو درس خاص أيضا وهو محفوظ عند الاخ الفاضل القارئ. أنتهينا منه قبل أشهر فقط.
ولشيخنا وحبيبنا ابي عبدالله الدكتور / عادل بن عبدالشكور الزرقي تحقيق كتاب العلل الصغير للترمذي مع تعليقات مفيدة وكتاب (قواعد العلل) وهو نفيس وكلاهما يخرجان قريبا ان شاء الله ان لم يكونا.
فهما قد يفيدان في هذا الباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/130)
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[27 - 09 - 04, 11:41 م]ـ
لقد أثرت أشجانا يا شيخ زياد نسأل الله أن يثبت شيخنا وأن يهيء له فرجا ومخرجا وأن يعلي قدره
ولأبي صفوت ففي أشرطة مباحث في الجرح و التعديل تكلم الشيخ على مواضع من الكتاب قليلة تجد تفريغ الأشرطة هنا -وفيها نقص-
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6402&highlight=%D4%D1%CD+%DA%E1%E1+%C7%E1%CA%D1%E3%D0%E D+%E1%E1%D4%ED%CE+%C7%E1%D3%DA%CF
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 01:18 ص]ـ
وبالمناسبة هل تحقيق الدكتور همام لشرح العلل أفضل أم تحقيق نور الدين عتر؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 - 09 - 04, 07:57 ص]ـ
الشيخ محمد عمرو يرى أن تحقيق الدكتور نور الدين عتر أفضل(36/131)
............. المزح ................
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 06:45 م]ـ
المزح - بفتح الميم ـ لغة:- هو الدعابة وأما في اصطلاح العلماء فقد عرفه الزبيدي في تاج العروس بقوله. ((هو المباسطة إلى الخير على جهة التلطف والاستعطاف دون أذيه))
إضاءة:-
قال الماوردي رحمه الله:- ((العاقل يتوخى حالين لا ثالث لهما:- أحدهما:- إيناس المصاحبين, والتودد إلى المخاطبين, وهذا يكون مما أنس من جميل القول وبسط من مستحسن الفعل.
والثاني:-أن ينفي بالمزاح ما طرأ عليه, وحدث به من هم, وقد قيل:- لابد للمصدور أن ينفث)) أما حكم المزاح فالأصل فيه الإباحة بل ربما كان مستحبا. قال الحافظ ((فإن صادف- أي المزاح المباح – مصلحة مثل تطييب نفس المخاطب ومؤانسته فهو مستحب))
إلا أن حكم الإباحة الذي هو أصل, لابد فيه من قيدين اثنين:-
الأول:- ألا يكثر الرجل منه بحيث يخرج عن حد الاعتدال.
يقول بدر الدين الغزي في كتابه الموسوم في المزاح في المزاح "قد ورد في ذم المزح و مدحه أخبار, فحملنا ما وردفي ذمه على ما إذا وصل إلى حد المثابرة والإكثار".
وقال الحافظ:- المنهي عنه ما فيه إفراط أو مداومة عليه لما فيه من الشغل عن ذكر الله، والتفكر في مهمات الدين، ويئول كثيراً إلى قسوة القلب والإيذاء والحقد، وسقوط المهابة والوقار.
وقد قيل:- من كثر مزاحه زالت هيبته.
أفد طبعك المكدود بالجد راحة
يجم وعلله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيته المزح فليكن
بمقدار ما تعطي الطعام من الملح
الثاني:- ألا يتضمن أمراً محرماً، فإن تضمن محرماً فإن حكمه حكم ما تضمنه.
ومن أمثلة ذلك:-
1 - الكذب:- عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:-" ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له ". رواه الترمذي وحسنه.
وحرمة الكذب مما هو معلوم، ولا يخفى على أحد.
فلا يجوز المزاح إن تخلله الكذب أبداً.
2 - الترويع: - فعن النبي صلى الله عليه وسلم "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما " أخرجه أبو داود وهو صحيح.
وعن السائب بن يزيد عن أبيه عن جده مرفوعاً " لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعباً أو جاداً، فمن أخذ عصا أخيه فليردها إليه" أخرجه الترمذي وفي رواية لأبي داود" لا يأخذن أحدكم متاع أخيه جاداً ولا لاعباً" والحديث حسن.
وعليه فكل صورة من صور المزاح التي تقوم على ترويع المسلم لأخيه المسلم فهي محرمة، ومن أمثلة ذلك:- ما يسمى بالهجوم الليلي في المخيمات بحجة تمرين الشباب على الشجاعة والثبات.
فذلك محرم لما فيه من ترويع، وأما ما ذكر من غاية، فالغاية لا تبرر الوسيلة وعلى هذا فقس.
3 - أن يشتمل المزح على غيبة.
وغالب المزح هذه الأيام من هذا النوع نسأل الله الستر والمغفرة. والكلام عن الغيبة معلوم لككل مسلم.
4 - أن يتضمن سخرية واستهزاءاً وهما محرمان إجماعاً. قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن}
وعن واثلة بن الأسقع-رضي الله عنه- مرفوعا " لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك " رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن غريب.
فكل مزح فيه احتقار واستصغار واستذلال للآخرين فهو محرم.
ويلحق بذلك الاستهزاء بسنة من سنن النبي كتقصير الثوب، أو فرض من الفرائض كإعفاء اللحية، فهو محرم وقد يلج بصاحبه باب الكفر عياذا بالله.
هذان قيدان ينبغي مراعاتهما والعناية بهما حتى يصان المنطق عن كل ما يكون سببا في أن يكب وجه صاحبه في النار.
****** ألا وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولذا فإني لا بد وأن أقف وقفة مع هديه في هذا الباب، وسيكون قريبا بإذن الله.(36/132)
ما الصحيح في مسألة أين النار؟؟
ـ[راشد]ــــــــ[26 - 09 - 04, 08:52 م]ـ
وقال تعالى وفي السماء رزقكم وما توعدون
قال ابن أبي نجيح عن مجاهد هو الجنة
وكذلك تلقاه الناس عنه
وقد ذكر ابن المنذر في تفسيره وغيره أيضا عن مجاهد قال هو الجنة والنار
وهذا يحتاج إلى تفسير، فإن النار في اسفل السافلين ليست في السماء
ومعنى هذا ما قاله في رواية ابن أبي نجيح عنه وقاله أبو صالح عن ابن عباس الخير والشر كلاهما يأتي من السماء وعلى هذا فالمعنى أسباب الجنة والنار بقدر ثابت في السماء من عند الله
وقال الحارث بن أبي أسامة حدثنا عبد العزيز بن أبان حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف قال سمعت عبد الله بن سلام يقول أن اكرم خليقة الله أبو القاسم وإن الجنة في السماء رواه ابو نعيم عنه قال ورواه معمر بن راشد عن محمد بن ابي يعقوب مرفوعا ثم ساقه من طريق ابن منيع قال ثنا عمرو والناقد ثنا عمرو بن عثمان ثنا موسى بن أعين عن معمر به مرفوعا ثم ساق من طريق محمد بن فضيل ثنا محمد بن عبد الله عن عطية عن أبن عباس أنه قال الجنة فوق السماء السابعة ويجعلها الله حيث شاء يوم القيامة وجهنم في الأرض السابعة وقال ابن منده ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا محمد بن عبد الله عن سلمة بن كهيل عن ابي الزعراء عن عبد الله قال الجنة في السماء الرابعة فإذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث يشاء والنار في الأرض السابعة فأذا كان يوم القيامة جعلها الله حيث يشاء وقال مجاهد قلت لإبن عباس أين الجنة قال فوق سبع سموات قلت فأين النار قال تحت سبعة أبحر مطبقة رواه ابن منده عن احمد بن إسحاق عن الزبيري عن إسرائيل عن ابن أبي يحيى عن مجاهد
كتاب حادي الأرواح، الجزء 1، صفحة 46
ـ[راشد]ــــــــ[01 - 10 - 04, 04:50 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[01 - 10 - 04, 09:37 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع المجلد الثالث
أين مكان وجودها؟ يعني النار
الجواب: مكانها في الأرض، ولكن قال بعضُ أهل العِلْم: إنَّها البحار. وقال آخرون: بل هي في باطن الأرض. والذي يظهر: أنَّها في الأرض، ولكن لا ندري أين هي مِن الأرض على وَجْهِ التعيين.
والدَّليل على أنَّ النَّارَ في الأرض:
قول الله تعالى (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (المطففين:7) وسِجِّين الأرض السُّفلى كما جاء في حديث البَراءِ بن عَازبٍ فيمن احتُضِرَ وقُبِضَ مِن الكافرين، أنَّها لا تُفتَّحُ لهم أبوابُ السَّماءِ، ويقول الله تعالى: «اُكتبوا كتابَ عبدي في سِجِّين في الأرض السُّفلى، وأعيدوه إلى الأرض» ولو كانت النَّارُ في السَّماء لكانت تُفتَّحُ لهم أبوابُ السَّماءِ ليدخلوها؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى أصحابَها يعذَّبون فيها، وإذا كانت في السَّماءِ لَزِمَ مِن دخولهم في النَّارِ التي في السماء أن تُفَتَّحَ لهم أبوابُ السَّماءِ.
لكن؛ بعضُ الطَّلبة اُستشكلَ وقال: كيف يراها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة عُرِجَ به وهي في الأرض؟
وأنا أعجب لهذا الاستشكال! ولا سيَّما وقد وَرَدَ مِن طالب عِلم، فإذا كُنَّا - ونحن في الطائرة - نرى الأرضَ تحتنا بعيدة وندركها، فكيف لا يرى النبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ النَّارَ وهو في السماء؟!!
ثم إن أمورَ الغيب لا تُقاس بأمور الشهادة.
فالحاصل: أنَّ النَّارَ في الأرض، وقد رُوِيَ في هذا أحاديثُ؛ لكنها ضعيفة، ورُوِيَ آثار عن السَّلف كابن عباس، وابن مسعود، وهو ظاهر القرآن قال تعالى:) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ) (لأعراف:40) والذين كذَّبوا بالآيات واُستكبروا عنها لا شَكَّ أنهم في النّار(36/133)
ماصحة هذا الحديث (ان اليقطين يفرح القلب الحزين)؟
ـ[اللجين]ــــــــ[26 - 09 - 04, 11:03 م]ـ
السؤال
uestion ماصحة هذا الحديث (ان اليقطين يفرح القلب الحزين)؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[26 - 09 - 04, 11:56 م]ـ
أخي الكريم لوائح الوضع عليه ظاهرة ولم أجده حتى في الموضوعات!
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[27 - 09 - 04, 12:28 ص]ـ
الحديث عزاه ابن القيم في الزاد (4/ 404) وابن مفلح في الآداب (3/ 39) إلى الغيلانيات، وسكتا عنه.
وهو فيه برقم (956) (957) / ط. ابن الجوزي
من طريقين عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
ولفظ الأول: (يا عائشة إذا طبخت فأكثري فيه الدباء؛ فإنه يشد قلب الحزين)، والثاني: (يا عائشة إذا طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء؛ فإنه يشد قلب الحزين).
ونقل المحقق _ بعد أن ضعّف الإسنادين _ عن المناوي في الفيض (5/ 207 المكتبة التجارية الكبرى) أن الحافظ العراقي قال: (لا يصح).(36/134)
مع اقتراب نصف شعبانن ما حكم القر قيعان (حق الليلة)؟
ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 12:28 ص]ـ
وهو أمر انتشر في الخليج خاصة
يقوم فيه الناس بتوزيع الحلويات والمكسرات على الأطفال
يخرج الأطفال من بيوتهم من بعد العصر تقريبا يمرون على المنازل لاستلام الحلويات
ويرددون معها بعض الأناشيد والأهازيج
وقد يقوم بها البعض في النصف من رمضان.
وهناك فتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة العلامة الوالد عبدالعزيز بن باز رحمه الله
بعدم جوازها وأنها من البدع والمحدثات فيجب تركها والتحذير منها.
ولكن قد يورد مبيحها بعضا من الأمور:
منها أنها ليست عبادة بل هي عادة
وأنها جعلت لإفراح الأطفال ومؤانستهم.
فما الحكم فيها شكر الله لكم
ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 11:48 م]ـ
يا جماعة ..
بقي يوم واحد
وقد كثر فيه الجدال في بلدنا
فأرجوا المساعدة إن أمكن
ـ[بوشهاب]ــــــــ[28 - 09 - 04, 09:49 ص]ـ
http://www.alislam4all.com/index.php?cat=03&act=01&id=74
http://www.alislam4all.com/index.php?cat=03&act=01&id=73
ـ[عبيدالله]ــــــــ[28 - 09 - 04, 07:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أنقل لك أخي نص الفتوى التي أشرت إليها للفائدة علك تحتاج إليها عند الرد على من يجيزها أما بالنسبة للرد على الشبهات فنترك ذلك للمشائخ حفظهم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة الرئيس العام من المستفتي / مدير مركز الدعوة بالدمام بالنيابة والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5054) وتاريخ 6/ 10/1413هـ.وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه:
انه جرت العادة في دول الخليج وشرق المملكة أن يكون هناك مهرجان (القريقعان) وهذا يكون في منتصف شهر رمضان أو قبله وكان يقوم الأطفال يتجولون على البيوت يرددون أناشيد ومن الناس من يعطيهم حلوى أو مكسرات أو قليل من النقود وكانت لا ضابط لها إلا انه في الوقت الحاضر بدأت العناية به وصار له احتفال في بعض المواقع والمدارس وغيرها. وصار ليس للأطفال وحدهم وصار تجمع له الأموال؟
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء المذكور أجابت عنه بان الاحتفال في ليلة الخامس عشر من رمضان أو في غيرها بمناسبة ما يسمى مهرجان القريقعان بدعة لا اصل لها في الإسلام (وكل بدعة ضلالة) فيجب تركها والتحذير منها ولاتجوز إقامتها في أي مكان لا في المدارس ولا في المؤسسات أو غيرها. والمشروع في ليالي رمضان بعد العناية بالفرائض الاجتهاد بالقيام وتلاوة القران والدعاء. والله الموفق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
عضو: عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
عضو: عبد الله بن عبد الرحمن الغديان.
عضو: صالح بن فوزان الفوزان.
عضو: بكر بن عبد الله أبو زيد.
الفتوى صادرة من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد. الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء فتوى رقم (155532) وتاريخ 24/ 11/1413هـ.
ـ[عبيدالله]ــــــــ[28 - 09 - 04, 11:05 م]ـ
بالنسبة لإيراد بعضهم شبهة أنها عادة وليست عبادة فأقول - غير مستبق لقول العلماء - أن تخصيص هذا العيد بليلة النصف من شبعان أو رمضان مع اعتقاد أن القرقيعان تقرب إلى الله بصدقة على الناس أو إكرام لهم طلبا للأجر هي الإشكالات في كونها بدعة وعليه فلم هذا القرقيعان -بزعمهم - فقط في هذه الليلة بالذات دون سائر الليالي كذلك إذا عرف أن الناس يعتبرون هذا القرقيعان نوعا من الأعياد ورد إشكال آخر وهو أنه ليس من أعياد المسلمين ويشبه إلى حد بعيد أعياد النصارى والعياذ بالله، كذلك إن لم يكن في نظرهم عيدا الآن فهو ذريعة لجعله عيدا فيما بعد.
أما إفراح الأطفال ومؤانستهم فهو بما يرضي الله تعالى بعيدا عن المحدثات من الأمور وفي حدود الشرع فهل يقال: يؤانس الأطفال بما يخالف الشرع، هذا خطأ ظاهر وليس عليه أهل السنة والجماعة.
ـ[محمد سيف]ــــــــ[29 - 09 - 04, 02:38 ص]ـ
يذكرني هذا بما يسمى بيوم الهيللوين الذي يحتفل به الامريكيون في أكتوبر ,و يخرج فيه الاطفال يطوفون بالبيوت و يوزع الناس عليهم حلوى الهيللوين و غيرها ....
ـ[بن نصار]ــــــــ[29 - 09 - 04, 06:53 ص]ـ
وكذلك تعلم الأطفال التسول ..
نصها: عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم!!
ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 11:44 م]ـ
وما رأيكم بمن يقول
أنها تشبه فرحة الأطفال يوم العيد
فهم يمرون على الناس لجمع المال
وهذا يحصل في كثير من بلدان المسلمين
فما حكم جمع المال يوم العيد بالنسبة للصغار؟(36/135)
عضو جديد
ـ[ابو وافي القاضي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انا اخوكم عضو جديد اتمنى ان تقبلوني معكم في هذا المنتدى المبارك ان شاء الله
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 01:39 ص]ـ
حياك الله وبياك وبارك فيك وأهلا بك بين إخوانك(36/136)
هل هذا الحديث رواه مسلم (من قال لااله الا الله الملك الحق المبين .... ؟
ـ[اللجين]ــــــــ[27 - 09 - 04, 06:45 ص]ـ
السؤال
uestion هل هذا الحديث رواه مسلم, ارجو منكم التكرم ببيان اسناده
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {من قال لااله الا الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مره كان له امان من الفقر ومن وحشة القبرواستجلب به الغنى واستقرع به باب الجنه}
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 04, 08:35 ص]ـ
هذا الحديث لم يخرجه الإمام مسلم في صحيحه وهو حديث لايصح
أخرجه ابن المقرىء في المنتخب من غرائب مالك وأبو نعيم في صفة الجنة والخطيب في التاريخ وابن الجوزي في العلل المتناهية والديلمي في مسند الفردوس وغيرهم
وقد ذكره الدارقطني في العلل (3/ 106 - 107) وقال
وسئل عن حديث الحسين بن علي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الملك الحق المبين كان له أمانا من الفقر واستجلب به الغنى
فقال يروي عن مالك بن أنس واختلف عنه فرواه الفضل بن غانم عن مالك عن جعفر عن أبيه عن جده عن علي قال ذلك إبراهيم المخرمي وحميد بن يونس الزيات عنه
وخالفهما محمد بن أحمد بن البراء فرواه عن الفضل بن غانم عن مالك عن جعفر عن أبيه مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه عمر بن إبراهيم كردي عن مالك فتابع رواية بن أيوب عن الفضل بن غانم وكذلك رواه أبو حنيفة سلم بن المغيرة عن مالك عن جعفر عن أبيه عن جده عن علي والفضل بن غانم ليس بالقوي) انتهى.
وقال الحافظ ابن عبدالبر في التمهيد (6\ 54) (وهذا حديث غريب من حديث مالك لا يصح عنه والله أعلم).(36/137)
موضوع للنقاش: ظاهرة إخراج الكتب الكبيرة في مجلد أو مجلدات قليلة،، بين مؤيد ومعارض
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 09 - 04, 01:20 م]ـ
أطرح هذا الموضوع للنقاش ..
ما قولكم في ظاهرة إخراج الكتب الكبيرة في مجلد أو مجلدات قليلة.
ما هي الإجابيات، والسلبيات.
انتظر مشاركاتكم ..
وأبدأها بما ذكره الشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي فقد قال في مقالٍ له نُشر بعنوان: [الفارق بين المحقِّق والسارق ( http://search.suhuf.net.sa/2000jaz/dec/24/wo1.htm) ] :
[ وهذه الظاهرة الجديدة أعني إخراج الكتب الكبيرة في مجلد أو مجلدات قليلة ظاهرة جيدة بشرط:
1 ـ ضبط متن الكتاب حسب أصله الخطي.
2 ـ تصحيحه.
3 ـ اختيار حجم مناسب لحرف الطباعة، لا يتعب القارئ.
4 جودة الورق.
وقد سهلت هذه الطريقة على طلاب العلم اصطحاب كتبهم سفراً وحضراً، كما يسرت لهم مراجعتها، ووفرت مساحة كبيرة في رفوف مكتباتهم.
وهذه وإن كانت بادرة حديثة، إلا أنها كانت الطريقة المتبعة في الطباعة أول دخولها البلاد العربية والإسلامية، ولبثت مدة طويلة على ذلك، وبعد انتشار الطباعة وكثرة دور النشر، وحصول طفرة مالية في بعض الدول العربية، توجهت تلك الدور إلى نفخ الكتب بحواشٍ وتعليقات لاطائل تحت أكثرها، بما يسمونه تحقيقاً، فزادت أحجامها بأضعاف أحجام أصلها، وزادت لذلك قيمتها، ولما تقلصت هذه الطفرة ولأسباب أخرى تقلصت أحجام الكتب تارة أخرى].
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:14 م]ـ
أظن ذلك يختلف حسب طبيعة الكتاب ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 09 - 04, 08:16 م]ـ
من عيوبها الفنية:
صغر الخط.
وثقل الوزن فلا يصلح للقراءة، لمشقة حمله.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 09 - 04, 08:37 م]ـ
الإخوة الكرام المشايخ عبدالله بن عقيل، وعبد الرحمن السديس،، جزاكم الله خيرا ً
علَّق على موضوع الشيخ عبد العزيز الراجحي الشيخ عبد الله الشيمراني بمقالٍ نُشر له عنوانه [تعقيباً على ما نشره الراجحي في (ورّاق الجزيرة) ( http://search.suhuf.net.sa/2001jaz/feb/11/wo1.htm) ] أستلّ منه ما له علاقة بالموضوع، قال:
[قوله: عن ظاهرة ضغط الكتب: (وهذه وإن كنت بادرة حديثة، إلا أنها كانت الطريقة المتبعة في الطباعة أول دخولها البلاد العربية).
قلت: إن كان الكلام متعلقاً بالطبع والنشر فنعم, أما الظاهرة نفسها (ضغط الكتب الكبيرة)، فجادة معروفة عند السلف، على بعض الناس للورق الرقيق، لعدم تحمله الاستعمال الكثير، ولا يرغبون في الخط الدقيق، لصعوبة قراءته، وكانت تسمى هذه الطريقة: (القرمطة).
قال صاحب: (القاموس) (ص682): ((القرمطة): دقة الكتابة، ومقاربة الخطو) ا, هـ.
إلا أن السلف لم يكرهوا ذلك، للحاجة اليه, أما لغير حاجة فهو مكروه.
يقول الخطيب في: (الجامع) (537): (بلغني عن بعض الشيوخ: أنه كان إذا رأى خطا دقيقا، قال: هذا خط من لا يوقن بالخلف من الله).
وقال النووي في: (التقريب) (ص67): (يستحب تحقيق الخط، دون مشقة، وتعليقه, ويكره تدقيقه، إلا من عذر، كضيق الورق، وتخفيفه للحمل في السفر، ونحوه) ا, ه.
قلت: (مشق الكتابة): (مد حروفها) ا, هـ من: (القاموس) (ص924)، ومثالها: (ناقة) , وجاء في: (فتح المغيث) (2/ 151): ((التعليق): هو فيما قيل: خلط الحروف التي ينبغي تفرقتها، وإذهاب أسنان (ما) ينبغي إقامة أسنانه، وطمس ما ينبغي إظهار بياضه.
وكذا (المشق) بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وهو: خفة اليد، وإرسالها، مع بعثرة الحروف، وعدم إقامة الأسنان,, فيجتمعان في عدم إقامة الأسنان، ويختص (التعليق) بخلط الحروف، وضمها، و (المشق) ببعثرتها، وإيضاحها بدون القانون المألوف) ا, هـ.
وقال أبو سعد السمعاني - رحمه الله - في: (أدب الإملاء) (2/ 585): (لا ينبغي للطالب أن يكتب خطا دقيقا، إلا في حالة العذر، مثل أن يكون فقيرا لا يجد من الكاغد سعة، أو يكون مسافرا فيدق خطه، ليخف حمل كتابه عليه).
وأسند الى: إسماعيل بن طاهر النسفي: (قيل لطالب الحديث، أو غيره، لمَ تقرمط؟ فقال: لقلة الورَق، والورِق، والحمل على العنق) ا, هـ.
وجاء في: (فتح المغيث) 2/ 150 - نقلا عن ابن عساكر - أن ابن عبدالله الصوري كتب (صحيح البخاري)، و (صحيح مسلم) في مجلد لطيف، وبيع بعشرين دينارا.
وحدثني الشيخ أبو تراب الظاهري، قال:
(وجدت عند شيخنا أحمد شاكر - رحمه الله - بمصر مجلد متوسط، بخط المحدث: محمد عابد السندي، فيه الكتب الستة، بخط دقيق، ومقروء، وهي نسخة جيدة، وكان شيخنا يعول عليها، ويهتم بها، لأنها بخط محدث) ا, هـ.
كما ذكر المحدث أحمد شاكر في (مسند الإمام أحمد) (15/ 249) - 250) أنه اطلع على نسخة فريدة من: (تهذيب الكمال) في مجلد واحد متوسط، على ورق رفيع جميل، كتبت لأحد الأمراء في (اليمن).
قلت: (و تهذيب الكمال) مطبوع في (35) مجلدا.
وقد اعتنى السلف قديما بهذا الجانب، (الاهتمام بالكتابة، وما يتعلق بها)، ومن أراد المزيد في هذا الباب فلينظر:
(الجامع لأخلاق الراوي) (1/ 398 - 405)، و (أدب الإملاء) (2/ 564 586)، و (إرشاد طلاب الحقائق) (2/ 429 - 433)، و (فتح المغيث) (2/ 141 - 164)].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/138)
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[27 - 09 - 04, 09:00 م]ـ
كما ذكر الشيخ عبدالرحمن، فعيبها الرئيسي هو أنها لا تصلح للقراءة. لكن لو كانت هذه "المضغوطات" فهارساً أو معاجماً و نحو ذلك مما ليس معدّاً للقراءة أصلاً - فهذا مما يُمتَدَح "ضَغطُه".
ـ[راجح]ــــــــ[28 - 09 - 04, 11:34 ص]ـ
من الأشياء المهمة عند طباعة الكتب بهذا الشكل أن توجد في كل صفحة إحالة إلى ما يقابلها من الصفحات في إحدى الطبعات المعتمدة للكتاب
كما هو الحال في طبعة بيت الأفكار الدولية لمسند الإمام أحمد مثلا
ـ[متعلم 1]ــــــــ[29 - 09 - 04, 09:47 ص]ـ
لقد انتشر في الآونة الأخيرة الكتب المضغوطة، والتي كانت بالأمس ذات المجلدات الكثيرة. وأظن أن بداية ذلك في خروج مسند الإمام أحمد ومن ثم المجلد الضخم للكتب الستة، ومن ثم توالت وتتابعت، حتى خرج الكثير من كتب أهل العلم في عدة فنون، مثل: الكتب الستة مجتمعة ومتفرقة، والمسند، والمغني، والمحلى، وتاريخ ابن خلدون، وفتح الباري، وغيرها.
ولاشك أن لها فؤائد ولها عيوب، فمن فوائدها:
- سهولة الحمل والنقل لاسيما في الأسفار
- توفير المساحات في الرفوف
- الرخص في الأسعار نسبيا
- سهولة المراجعة عند البحث في مسألة ما، فبدلاً من تناول مجلد وآخر، فالكتاب كله في مجلد بين يديك
- كسر الحاجز النفسي الوهمي لدى من يتخوف من قرآءة الكتاب ذي المجلدات الكثيرة
ولهذه الطبعات عيوب منها الفنية ومنها الشكلية وغيرها، أجملها فيما يلي:
= التوجه لهذه الطبعات للتنافس التجاري
= صغر الخط
= رقة الورق وخفته
= صعوبة القرآءة فيها واستدامة النظر مما قد يسبب مشاكل صحية في النظر لمن أدام النظر فيها
= مع مرور الزمن تنسى الطبعات الأصلية القديمة ويصبح الهم في اقتناء هذه الطبعات
= عدم الثقة في سلامة النص
وبالنظر في الجانبين، ومع مراعاة للزمان والمكان أوقل والله المستعان:
إن مثل هذه الطبعات ستخدم ولا شك، ولكنها لاتغني بأي حال عن الطبعات الأصلية، فإن مهمتها تظهر بصورة واضحة عند السفر والتنقل ولقد رأيت الشيخ عبد الله السعد - فك الله أسره - يستفيد من طبعة الكتب الستة في سفره، ولكن عند النزول الاستقرار فإن مضرتها أكثر من مصلحتها لا سيما وأن لها تأثير صحي على العين.
ويبقى جزء من هذه المسألة نسبية بين شخص وآخر، فشخص لا تلائمه وشخص تلائمه.
والله أعلم.(36/139)
فوائد مهمة في الرجال للشيخ عبد الله بن يوسف الجديع
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[27 - 09 - 04, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فوائد من ورقات بخط الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع أرجو الله أن بنفعنا بها وإياكم وأن يثيبني بنشرها خيرا وأسألكم الاستغفار لأخيكم
1 - كل"عطاء" يأتي مهملا فهو: ابن أبي رباح
2 - كل "زائدة" يأتي مهملا فهو: ابن قدامة
3 - كل "الليث"يأتي مهملا في أسانيد مسلم ,أو في إسناد مصري فهو: ابن سعد
4 - كل"عبدالله"يأتي مهملا يروي عنه مروزي فهو: ابن المبارك
5 - كل "عمرو "يأتي مهملا يروي عن ابن عيينة فهو ابن دينار
6 - كل "عمرو" يأتي مهملا يروي عنه شعبة فهو ابن مرة
7 - كل عبد الرحمن"يأتي مهملا يروي عن سفيان فهو ابن مهدي
8 - كل "سعيد " يأتي مهملا يروي عن أبي هريرة ويروي عنه الزهري فهو: ابن المسيب
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 11:31 ص]ـ
سلمت يداك اخي وبارك الله فيك
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 - 09 - 04, 04:45 م]ـ
الشيخ الفاضل أبوسليمان هل لك أن تدلنا على كيفية الحصول على شرح الشيخ الجديع لعلل الترمذي
ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[12 - 07 - 09, 03:01 ص]ـ
للفائدة(36/140)
من يملك فهرسا لأشرطة شرح الترمذي للشيخ السعد؟
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[27 - 09 - 04, 11:22 م]ـ
كما هو بالعنوان.
اللهم فرِّج عنه.(36/141)
ما حكم هذا العقد
ـ[العوضي]ــــــــ[27 - 09 - 04, 11:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صورة العقد: مثلا في إحدى المسلسلات التفزبونبة كانت البنت والأب يمثلون دور الأب والبنت , وجاء العريس , وحضر الشاهدان وكاتب العقد , وتم كتابةالعقد في المسلسل على أنها أدوار تمثيل , فهل هذا زواج صحيح أم ماذا؟
وفقكم الله لكل خير(36/142)
شرح كتاب عمدة الاحكام للشيخ بن باز رحمه الله
ـ[أم المجاهد]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إنما الأعمال بالنيات وفي رواية بالنية وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلي ما هاجر إليه)
2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى توضأ))
3 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة رضي الله عنهم قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ويل للأعقاب من النار))
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد ...
فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالطهارة ,والطهارة هي رفع الحدث وإزالة النجس , فالوضوء من الأحداث يقال له طهارة , والغسل من الجنابة ومن الحيض يقال له طهارة , وإزالة النجاسة من البدن والثوب أو البقعة يسمى طهارة , فالطهارة في الشرع هي رفع الأحداث وإزالة الأخباث.
والطهارة طهارتان:
طهارة حسية وطهارة معنوية ,والطهارة الحسية شطر الإيمان كما في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم "الطهور شطر الإيمان " , والطهارة المعنوية بالتوحيد والأعمال الصالحات الشطر الثاني , والله جل وعلا شرع لعباده الطهارتين , الطهارة من الأحداث والأنجاس بما شرع من الوضوء والغسل والتيمم عند العجز عن الماء أو فقده, وشرع لهم الطهارة الثانية بما أمرهم به من الطاعات وترك المعاصي وهي طهارة لقلوبهم وصلاح لهم , ففعل العبد للأوامر وتركه للنواهي طهارة لقلبه وصلاح لدينه وسبب لهدايته في الدنيا والآخرة.
والأعمال مبنية على أمرين: صلاح الباطن وصلاح الظاهر , والعمل لا يقبل إلا بأمرين:
بنية لله خالصة هذه فيما يتعلق بالباطن بالقلوب , ويتعلق بهذا حديث عمر رضي الله عنه "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ " فهذا يتعلق بالقلوب , فلا يقبل العمل إلا إذا صدر عن إخلاص لله , ولابد من أمر ثاني وهو موافقة الشريعة ولهذا قال جمع من أهل العلم أن حديث عمر يعتبر شطر الدين , لأن مبنى الأعمال أمرين: الإخلاص في الباطن وموافقة الشريعة في الظاهر , فكل عمل لا يكون خالصا لله يكون باطلا وكل عمل لا يوافق الشريعة يكون باطلا.
حديث عمر فيما يتعلق بالإخلاص , الأعمال بالنيات وليس للعبد إلا ما نوى , وحديث عائشة الآتي وهو (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي لفظ آخر (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) يتعلق بالظاهر , فجميع الأعمال التي يتقرب بها العباد إلى الله ويتعبدون بها لا تصح إلا بإخلاص لله وموافقة لشريعته التي جاء بها نبيه علية الصلاة والسلام. وقال بعض أهل العلم أن حديث عمر ربع الدين , وانشدو في ذلك:
عمدة الدين عندنا كلمات أربع من كلام خير البرية
اتق الشبهات وازهد ودع ما ليس يعنيك واعبدن بنية
والأول أظهر فهو في الحقيقة شطر الإسلام لأنه يتعلق فيما يصلح الأعمال في الباطن وهو الإخلاص لله في جميع العبادات , ولابد مع هذا من موافقة العمل لشريعة الله كما قال عليه الصلاة والسلام " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " " ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي مردود.
وضرب مثالا لهذا فقال عليه الصلاة والسلام " فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " وهذا مثال للنية , فالأعمال في الظاهر قد تكون مستوية متشابهة لكن (((كلمه غير واضحة))) على النيات , فالمهاجر إذا أراد الله والدار الآخرة فهذا هجرته إلى الله ورسوله وعمله صالح , وإن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فليس بمهاجر شرعي , وإنما هجرته إلى ما هاجر إليه من قصد النكاح أو الدنيا.
سفر الإنسان من بلاد إلى بلاد إن كان في طلب العلم والجهاد فله ما نوى وأن كان للدنيا والتجارة فله ما نوى , هكذا خروجه من بيته إن كان للمسجد أو لعيادة مريض فله ما نوى , وله أعمالة الصالحة في ذلك , وإن كان خروجا آخر لمعنى آخر لتجارة أو أسباب أخرى فله ما نوى , وله ما قصد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/143)
و الحديث الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ " , هذا الحديث يدل على أنه لابد من طهارة للصلاة , لا تقبل إلا بذلك فمن صلى بغير طهارة فلا صلاة له , وفي الحديث الآخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول " خرجه مسلم في صحيحه. فلا بد من طهور للصلاة طهورا كاملا من الحدث الأكبر من الجنابة والحيض والنفاس , ومن الحدث الأصغر (((كلمه غير واضحة))) الوضوء في الريح والبول ونحو ذلك. وفي الحديث الآخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم " مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم " فلا بد لها من مفتاح , ومفتاحها الطهور , وهو التطهر فمن دخلها بغير ذلك فلا صلاة له , إلا عند الضرورة كالذي لا يستطيع طهورا لا ماء ولا تيمما فهذا معذور كالمريض العاجز.
ملاحظة: شرح الحديث الثالث لم نجده في الشريط.
4 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم لينتثر ومن استجمر فليوتر وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ثلاثاً فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده)) وفي لفظ لمسلم ((فليستنشق بمنخريه من الماء)) وفي لفظ ((من توضأ فليستنشق))
5 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغسل فيه)) ولمسلم ((لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب))
6 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إذا شرب الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً)) ولمسلم ((أولاهن بالتراب))
7 - وله في حديث عبد الله بن مغفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبعاً وعفروه الثامنة بالتراب)).
هذه الأحاديث كلها تتعلق بالطهارة , فالحديث الأول فيه دلالة على وجوب الاستنشاق في الوضوء , ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " إذا توضأ أحدكم فليجعل في أنفه ماء ثم ليستنثر " وفي لفظ " فليستنشق بمنخريه من الماء " فهذا يدل على وجوب الاستنشاق والإستنثار وأن الواجب على المتوضئ أن يستنشق ماء وينثره لما فيه من النظافة والنشاط وإذهاب الأذى , والواجب مرة واحدة وإذا كررها ثلاثا فهو الأفضل, وهكذا بقية فروض الوضوء - ماعدا مسح الرأس مع الأذنين- السنة ثلاثا والواحدة مجزئة كافية , فإن كررها ثنتين كان أفضل والكمال ثلاثا. أما الغسل الواجب فغسلة واحدة لوجهه ويديه وهكذا المضمضة , لأن الرسول توضأ مرة مرة , وتوضأ مرتين مرتين , وتوضأ ثلاثا ثلاثا.
وفيه دلالة على وجوب غسل اليدين إذا استيقظ من النوم ثلاث مرات لأن الرسول أمر بهذا عليه الصلاة والسلام , ونهى عن إدخال اليدين في الإناء إلا بعد غسلهما ثلاثا , فدل ذلك على وجوب غسل اليدين عند القيام من نوم الليل.
واختلف العلماء هل يلحق نوم النهار بذلك أم أنه خاص بنوم الليل , والأقرب والله اعلم أنه يعم , وأن التعبير بقوله " أين باتت يده " ((كلمتان غير واضحتان ولعه قال: قيد أغلبي)) لان الغالب أن النوم في الليل , فإذا استيقظ من نومه وجب أن يغسلهما قبل أن يدخلهما في الإناء كما دل عليه الحديث العظيم الصحيح.
الحديث الرابع فيه دلالة على أنه لا يجوز البول في الماء الدائم مطلقا ولا يجوز للجنب أن يغتسل فيه , ولهذا نهى النبي عن هذا وعن هذا عليه الصلاة والسلام فنهى عن البول في الماء الدائم و الاغتسال فيه من الجنابة , وما ذلك والله أعلم إلا لأن هذا وسيلة إلى تقذيره وتنجيسه , لأنه إذا توالى فيه البول والغسل من الجنابة أفضى إلى تنجيسه أو على تقذيره على الناس حتى لايشتهى بسبب ما يحصل فيه من الغسل من الجنابة والأبوال التي تتكرر وتكثر فتؤثر فيه في طعمه أو لونه أو ريحه فيكون نجسا , والغسل من الجنابة قد يؤثر في الماء بأن يكون عليه آثار من الجنابة من المني أو المذي فيؤثر ذلك في الماء كدرا وتقذيرا , وربما كانت عليه نجاسة فأثر في الماء أيضا فلهذا نهى النبي عن ذلك عليه الصلاة والسلام بالكلية , حسما لمادة إفساد الماء , فلا يبول فيه ولا يغتسل ولكن يغترف لحاجته, ومفهوم ذلك أنه إذا كان جاريا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/144)
فلا يضر , فالاغتسال في الماء الجاري كالنهر أو البول فيه لا يضر ذلك وإنما يضر إذا كان الماء دائما , كالأحواض الدائمة , فلا يجوز البول فيها ولا الاغتسال فيها من الجنابة.
والحديث التالي حديث أبو هريرة فيه دلالة على وجوب غسل الإناء من ولوغ الكلب سبع مرات , وهذا من خصائص الكلاب فلا يقاس عليها غيرها , فلا يجب غسل الإناء من ولوغ الخنزير أو الذئب أو الأسد أو الحمار أو البغل , إنما هذا خاص بالكلب إذ ورد فيه النص وحده , فلا يلحق به غيره , وفي رواية لمسلم " طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب " دل على نجاسة الكلب وأنها مغلظة لابد فيها من سبع ولابد فيها من تراب في إحداهن , والأفضل أن تكون الأولى لقوله " أولاهن بالتراب " حتى يكون ما بعدها من المياه منظفا للإناء من التراب ومن الولوغ جميعا.
وفي حديث عبد الله بن المغفل " وعفروه الثامنة بالتراب " يعني ليكن إحدى الغسلات فيها تراب فتكون ثامنة بالنسبة إلى التراب , و إلا فهي سبع بالنسبة إلى الماء , وظن بعض العلماء أن المراد ثمان غسلات وليس له ذلك , وإنما المراد أن الثامنة بالنسبة إلى كونها من التراب تعتبر ثامنة وبالنسبة إلى كونها مخلوطة مع الماء تكون سابعة وهذا من باب التنظيف وإزالة آثار هذا الولوغ فيكون سبع غسلات إحداهن بالتراب والأفضل أن تكون الأولى حتى يكون ما بعدها منظفا للإناء مزيلا لآثار الولوغ , وإذا لم يتيسر التراب فما يقوم مقامة يكفي كالإشنان والصابون والسدر ونحو ذلك , لأن الرسول نص على التراب عليه الصلاة والسلام فينبغي الأخذ بذلك عند وجوده فان عدم التراب استعمل ما يقوم مقامه.
8 - عن حمران مولى عثمان بن عفان أنه رأى عثمان رضي الله عنه دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثاً ويديه إلي المرفقين ثلاثاً ثم مسح برأسه ثم غسل كلتا رجليه ثلاثاً ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا وقال ((من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه))
9 - عن عمرو بن يحي المازني عن أبيه قال شهدت عمرو بن أبي الحسن سأل عبد الله بن زيد عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكفأ على يديه من التور فغسل يديه ثلاثاً ثم أدخل يديه في التور فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثاً بثلاث غرفات ثم أدخل يده في التور فغسل وجهه ثلاثاً ثم أدخل يده فغسلهما مرتين إلي المرفقين ثم أدخل يديه فمسح بهما رأسه فأقبل بهما وأدبر مرة واحدة ثم غسل رجليه وفي رواية ((بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلي قفاه ثم ردهما حتى رجع إلي المكان الذي بدأ منه)) ((أتانا رسول الله صلى الله وسلم فأخرجنا له ماء في تور من صفر)) شبه الطست
10 - عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله))
11 - عن نعيم المجمر عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)) وفي لفظ لمسلم رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلي الساقين ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء)) فمن استطاع منكم أن يطيل غرته وتحجيله فليفعل وفي لفظ لمسلم سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول ((تبلغ الحيلة من المؤمن حيث يبلغ الوضوء))
هذه الأحاديث الأربعة تتعلق بالوضوء.
الحديث الأول حديث عثمان رضي الله عنه , وهو عثمان بن عفان الأموي القرشي رضي الله عنه ثالث الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عن الجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/145)
يخبر أن الرسول صلى الله علية وسلم كان إذا توضأ غسل يديه ثلاث مرات وهذا الغسل سنة , ويستحب للمتوضئ أن يبدأ وضوءه بغسل الكفين ثلاث مرات , في جميع الأوقات إلا إذا قام من النوم فإنه يغسلهما وجوبا ثلاث مرات , ثم تمضمض واستنشق واستنثر , وفي حديث عبدالله بن زيد وحديث علي رضي الله عنه وأحاديث أخرى أنه تمضمض واستنشق واستنثر ثلاث مرات بثلاث غرفات , وهو السنة أن يتمضمض ويستنشق ويستنثر ثلاثا بثلاث غرفات , وإن اقتصر على واحدة أجزأ ذلك , ولكن الفضل والكمال ثلالثا , ثم غسل وجهه ثلالثا , وهذا هو الكمال وإن غسل واحده كفى لانه فرض , ثم غسل يديه , إما ثلاثا كما في حديث عثمان رضي الله عنه , وفي حديث عبد الله بن زيد غسلهما مرتين , وذلك يدل على جواز الاقتصار على اثنتين , وجاء في الحديث الصحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة , وهو في البخاري ويدل على جواز الاقتصار على مره واثنتان أفضل وثلاث هي الكمال , ثم مسح رأسه , وفي حديث عبد الله مرة واحدة , وفي حديث عبد الله بن عمرو وأحاديث أنه مسح رأسه وأذنيه , وغسل رجليه مع الكعبين ثلاثا هذا هو الأفضل وإن غسلهما واحدة أو اثنتين أجزأ ذلك.
وفي حديث أبي هريرة عند مسلم أنه غسل ذراعيه حتى اشرع في العضد وغسل رجليه حتى اشرع في الساق , يعني غسل الكعبين مع الرجلين وغسل المرفقين مع اليدين فدل ذلك على أن المرافق تغسل وكذلك الكعبان يغسلان , فهذا معنى قوله جل وعلا (وأيديكم إلى المرافق) يعني مع المرافق , والمراد بقوله (إلى الكعبين) أي مع الكعبين كما تقدم.
وفي حديث عبد الله بن زيد أنه بدأ بمقدم رأسه عند المسح حتى ذهب إلى قفاه حتى ردهما إلى المكان الذي بدأ منه هذا هو الأفضل , وعلى أي صفة مسح أجزأه , بيد واحدة أو باليدين , بدأ بالمقدم أو المؤخر , كله يجزئ , ولكن يجب أن يعمم الرأس على الصحيح ولا يجزئ بعضه على الصحيح , قوله " الوضوء " بالفتح هو الماء المعد للوضوء , وبالضم هو نفس الوضوء ونفس الفعل.
والتور إناء من الصفر , ويدل على جواز استعمال الأواني من الصفر والنحاس , كما يجوز استعمال الأواني من الحديد والفخار ماعدا الذهب والفضة , فإنه لا يجوز استعمال أواني الذهب والفضة , فالرسول صلى الله عليه وسلم زجر عن ذلك فلا يجوز للمسلمين استعمال أواني الذهب والفضة رجالا ونساء.
وفي حديث عثمان دلالة على شرعية صلاة ركعتين بعد الوضوء , فيستحب صلاة ركعتين يقبل عليهما بقلبه وقالبه ويخشع فيهما لربه وأنها من أسباب المغفرة , فإذا توضأ الإنسان الوضوء الشرعي ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه , هذا فضل عظيم , وهذه يقال لها صلاة سنة الوضوء.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها الدلالة على أن السنة التيامن في الوضوء وغيره لهذا قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن, وفي اللفظ الآخر يحب التيمن في تنعله وترجله و طهوره أي تطهره , وفي شأنه كله, فهذا فيه دلالة على شرعية التيمن في الوضوء والغسل , وهل هذا أمر واجب أم لا؟ على قولين لأهل العلم , منهم من رآه واجبا في الوضوء , ومنهم من رآه مستحبا (كلمة غير واضحة) يستحب في الغسل يبدأ بشقه الأيمن قبل الأيسر , وهكذا في لباسه يستحب أن يبدأ باليمين, يدخل كمه الأيمن قبل الأيسر في القميص والسراويل والبشت , عند اللبس يبدأ بالأيمن وعند الخلع يبدأ بالأيسر , وفي النعلين والخفين كذلك.
والحديث الرابع حديث أبي هريرة فيه دلالة على أن هذه الأمة لها علامة يوم القيامة وأنهم يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء, هذه علامة لأمة محمد عليه الصلاة والسلام يوم القيامة يحشرون غرا محجلين من آثار الوضوء , الغرة في الوجه و التحجيل في اليدين والرجلين , يعني لهم أنوار في وجوههم وفي أيديهم و أرجلهم من آثار الوضوء الذي فعله في الدنيا , وفي الحديث " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " يحلون بحلية أعد الله لهم في الجنة إلى نهاية الوضوء , وفيه كما في رواية مسلم أن أبا هريرة كان يبالغ في الوضوء من اجل هذا الحديث , وكان إذا غسل يديه يكاد يصل إلى المنكبين وهكذا في الرجلين يبالغ , وهذا الذي يفعله أبو هريرة اجتهاد منه , والصواب خلاف ذلك , الصواب أن يكتفي بغسل المرفقين والكعبين ويكتفي بذلك و لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/146)
حاجة إلى أن يزيد إلى المنكب أو الركبة , فالسنة الاكتفاء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم يغسل رجليه مع الكعبين واليدين مع المرافق , أما قوله فمن استطاع منكم أن يطيل غرته و تحجيله فليفعل هذا فيه اختلاف بين أهل العلم هل هو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم مرفوع أو من كلام أبي هريرة مدرج وقد رجح جمع من الأمة انه مدرج وانه من كلام أبي هريرة استنباطا من الحديث , فلا يستحب للمؤمن أن يزيد على الوضوء الشرعي , وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غسل يديه اشرع في العضد و إذا غسل رجليه اشرع في الساق ومعنى اشرع يعني أخذ بعض العضد عند غسل يديه , وهكذا بعض الساق حين غسل الرجلين وذلك لإدخال المرافق وإدخال الكعبين في الوضوء , فيكون معنى الآية " إلى المرافق " أي مع المرافق وكذلك قوله " إلى الكعبين " أي مع الكعبين كما قال الله تعالى " ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم" يعني مع أموالكم وهذا هو الصواب ...
1ـ باب دخول الخلاء و الاستطابة
12 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال ((اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث))
13 - عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا)) قال أبو أيوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل
14 - عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال رقيت يوماً على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة.
هذه الأحاديث الثلاثة تتعلق بآداب قضاء الحاجة.
الرسول عليه الصلاة والسلام بعثه الله بالدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عن سفساف الأخلاق وسيء الأعمال , وهو صلى الله عليه وسلم يدعو إلى كل خير , وينهى عن كل شر, وقد دعا إلى الآداب الشرعية في قضاء الحاجة والصلاة والصوم و الصدقات والحج والجهاد وغير هذا من شؤون الإسلام , وهو دعا إلى كل خلق كريم ونهى عن كل ما يخالف ذلك , ومن ذلك انه كان عليه الصلاة والسلام إذا أراد دخول الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث , عند محل قضاء الحاجة وفي بعضها " بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث " والخبث بالضم جمع خبيث والمراد بذلك ذكور الشياطين و إناثهم , والخبث بالتسكين معناه الشر والخبائث أهله , والمعنى انه استعان بالله من شر الشر وأهله من الشياطين وغيرهم , هذا هو السنة لمن أراد أن يقضي حاجته عند دخوله الخلاء أن يقدم رجله اليسرى عند الدخول ويقول بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث , وان كان في الصحراء فعندما يريد قضاء الحاجة, إذا أراد المكان الذي يمكث فيه لقضاء الحاجة قال عند ذلك بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث , وعند الخروج يقدم رجله اليمنى ويقول غفرانك , وهي أسألك غفرانك عما قصرنا فيه من شكر نعمك , وعما قدمت من الذنوب , لان قضاء الحاجة من نعم الله والعبد من شأنه التقصير في شكر الله.
وحديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا أتيتم الغائط " أي محل قضاء الحاجة " فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا" هذا بالنسبة إلى المدينة ومن كان على سمتها فيشرق أو يغرب وهكذا في الجنوب , أما من كان في الشرق والغرب فإنه يجنب أو يشمل حتى لا يستقبل القبلة و لا يستدبرها عند قضاء الحاجة , قال أبو أيوب رضي الله عنه " فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة فننحرف عنها ونستغفر الله عز وجل" فأبو أيوب حمل الحديث على العموم وانه عام للمباني والصحراء , يشرع للمؤمن قضاء حاجته سواء في المباني أو في الصحراء فينحرف عن القبلة فيجعلها عن يمينه أو شماله عند قضاء الحاجة , لعموم الحديث الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم , فالأولى و الأفضل للمؤمن حتى في بيته أن يجعل محل قضاء الحاجة إلى غير القبلة , هذا هو المشروع وهذا هو الذي ينبغي , لكن في البناء يتساهل في ذلك , ليس بلازم في البناء , وإنما هذا في الصحراء عند جمع من أهل العلم لحديث عبد الله بن عمر بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/147)
الخطاب رضي الله عنهما انه قال " رقيت يوما " أي صعدت "على بيت حفصة " يعني بذلك بيت أخته حفصة رضي الله عنها " فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستقبلا الشام مستدبرا الكعبة " فهذا يدل على أن الاستدبار والاستقبال في المبنى أي المحل المستور ليس بلازم , وإنما ذلك في الصحراء , وهذه رجحه جمع من أهل العلم انه لا بأس أن يستقبل ويستدبر في المبنى, وهو قول البخاري رحمه الله وجماعة من أهل العلم لهذا الحديث حديث عبد الله بن عمر , ولكن الأفضل والأولى للمؤمن أن لا يستقبلها مطلقا , لان حديث عبد الله بن عمر يحتمل انه كان قبل النهي , ويحتمل انه خاص كما قال جماعة , فالأولى للمؤمن أن تكون مراحيضه منحرفة عن القبلة لا يستقبلها ولا يستدبرها أخذا بحديث أبي أيوب العام وما جاء في معناه , ولكنه في المبنى أسهل و أقل تبعة بسبب حديث عبد الله بن عمر المذكور فيكون خاصا وحديث أبي أيوب عاما.
15 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي معي إداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء
العنزة: الحربة الصغيرة والأداوة: إناء صغير من الجلد
16 - عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمنه ولا يتنفس في الإناء))
17 – عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال ((فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)) فأخذ جريدة رطبة فشقها نصفين فغرز في كل قبر واحدة فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال ((لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا))
هذا الحديث حديث انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدخل الخلاء , فيحمل انس وغلام معه , وفي الرواية الأخرى انه من الأنصار , اداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء عليه الصلاة والسلام.
هذا الحديث يدل على فوائد منها شرعية الاستنجاء بالماء في غسل الدبر والذكر من آثار البول والغائط وانه كان يستعمله في بعض الأحيان عليه الصلاة والسلام. وكان في بعض الأحيان يستجمر عليه الصلاة والسلام وكلاهما جائز , فإن شاء المؤمن استجمر بالحجارة ونحوهما , وان شاء استنجى بالماء , وان شاء جمع بينهما. والاستنجاء بالماء أنقى واذهب لآثار النجاسة , والاستجمار بالحجارة والمناديل الطاهرة ونحوها مما يزيل الأذى جائز أيضا عند أهل العلم وقد دلت عليه أحاديث كثيرة فعن الرسول صلى الله عليه وسلم " انه إذا أتى أحدكم الغائط فليذهب معه بثلاثة أحجار فإنها تجزئ عنه " وقال سلمان رضي الله عنه " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى بأقل من ثلاثة أحجار " فإذا استنجى الإنسان بثلاثة أحجار أو أكثر أو أخشاب أو مناديل أو تراب أو غيرها مما يزيل الأذى وينقي المحل ثلاثا فأكثر أجزأه ذلك. وفيه من الفوائد جواز خدمة الشخص بحمل الماء معه لحاجته أو الحجارة كما في حديث ابن مسعود , فلا بأس أن يأمر الإنسان بعض أولاده وطلابه أن يتبعوه بما يحتاج إليه من الماء أو الحجارة ليستنجي بذلك. وفيه من الفوائد أيضا استصحاب العنزة وهي عصا صغيرة لها حربه , تركز أمامه إذا جاء يصلي عليه الصلاة والسلام سترة, وكان يستخدمها في السفر عليه الصلاة والسلام إذا أراد يصلي ركزت أمامه سترة له عليه الصلاة والسلام , والسترة سنة مؤكدة قال عليه الصلاة والسلام " إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها ".
والحديث الثاني حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه فيه مسائل: المسألة الأولى: انه لا يجوز للمسلم أن يمسك ذكره بيمينه وهو يتبول لأنه قد يناله شيء من النجاسة , واليمنى يجب أن تبعد عن هذا , فاليمنى للمصافحة والأكل والأخذ والعطاء , فإذا أراد أن يمسك ذكره فليمسك باليسرى لا باليمنى. المسألة الثانية: ليس للمؤمن ولا للمؤمنة أن يتمسح من الخلاء باليمين , ولكن باليسار وهذا من الآداب الشرعية , فالرسول صلى الله عليه وسلم علم أمته الآداب الشرعية في الوضوء والاستجمار وغير ذلك عليه الصلاة والسلام , فقد دعا الأمة إلى كل خلق كريم ونهاها عن كل خلق ذميم , فالله جل وعلا شرع لعبادة مكارم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/148)
الأخلاق ومحاسن الأعمال ونهاهم عن سفاسف الأخلاق وسيء الأعمال, ومن الآداب الشرعية في الشرب أن يشرب بيمينه وان لا يتنفس في الإناء , والأفضل أن يكون الشرب بثلاثة أنفاس , ويفصل الإناء عن فمه ويتنفس , ولا يتنفس في الإناء لأنه قد يشرق به او يخرج منه شيء يقذر الماء , والسنة الفصل فيفصل الإناء عن فمه ويتنفس.
والحديث الثالث حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عيه وسلم, يقول "انه صلى الله عليه وسلم مر بقبرين , فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير " وفي رواية قال " بلى انه لكبير " " أما أحدهما فكان لا يستتر من البول " وفي اللفظ الآخر "لا يتنزه من البول " "وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة ".
هذا الحديث فيه دلالة على تحريم النميمة وتحريم التساهل بالبول, وان الواجب العناية بالنزاهة من البول والتطهر من البول في بدنه وثيابه, وفي الحديث الآخر " استنزهوا من البول فان عامة عذاب القبر منه " , والنميمة فيها فساد عظيم , لأنها تثير الفتن بين الناس والشحناء , والنميمة هي نقل الكلام السيئ من زيد إلى عمرو, ومن جماعة إلى جماعة, ومن قبيلة إلى قبيلة, كلاما سيئا يثير الشحناء ويثير العداوات , فالكلام الذي تنقله من قوم إلى قوم , ومن شخص إلى شخص لا يرضى به المنقول إليه فيسبب فتنه يسمى نميمة , وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة نمام " , والنميمة من الكبائر , ولهذا استحق العقاب من تعاطاها في قبره مقدما على عقاب النار , فالتنزه من البول أمر واجب والتلطخ به أمر محرم , ولهذا استحق من تلطخ بالبول ولم يتنزه منه استحق العذاب في القبر مقدما نسأل الله السلامة. وفيه انه اخذ جريدة فشقها نصفين وقال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا , هذا خاص بالقبرين ولا يشرع أن يفعل مع القبور , لان الرسول صلى الله عليه وسلم ما فعله إلا مع القبرين اللذين أطلعه على اصحابهما , لم يفعل ذلك مع القبور الأخرى , فدل ذلك على انه لا يشرع أن تغرز الجرائد أو أغصان الشجر , فلا يشرع هذا الفعل لعدم الدليل , نعم لو اطلع إنسان على عذاب صاحب قبر فغرزه عليه فهذا مثل ما وقع مع النبي صلى الله عليه وسلم , ولكن الله أخفى علينا عذاب أهل القبور ولم يطلعنا على ذلك رحمة بنا , ولو اطلع الناس على عذاب القبور ما تهنؤا بنوم ولا راحة نسأل الله السلامة.
2ـ باب السواك
18 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة))
19 - عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك
20 - عن عائشة رضي الله عنها قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلي صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فأخذت السواك فقضمته وطيبته ثم دفعته إلي النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال ((في الرفيق الأعلى ـ ثلاثاً)) ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي)) وفي لفظ ((فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك فأشار برأسه ((أن نعم)) هذا لفظ البخاري ولمسلم نحوه
21 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستاك بسواك رطب قال وطرف السواك على لسانه وهو يقول ((أع أع والسواك في فيه كأنه يتهوع)).
هذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق بالسواك , والسواك سنه وقربة في مواضع كثيرة , منها الوضوء والصلاة , ومنها عند دخول المنزل ومنها عند القيام من النوم , فيستحب للمؤمن التسوك عند إرادة الوضوء , في أول الوضوء , وهكذا في أول الصلاة عندما يكبر , لأنه كان يفعله عليه الصلاة والسلام يقول ((لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) وبلفظ ((مع كل وضوء)) , هذا يدل على شرعية السواك عند الوضوء وعند الصلاة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/149)
والعود الذي يتسوك به يقال له سواك , ويقال للعمل سواك وتسوك , ويكون بالأراك وبغيره من الأعواد المناسبة التي تلين عند التسوك بها وتزيل الأوساخ , وأحسنها الأراك.
وكان النبي يحب السواك علية الصلاة والسلام ويستعمله ويحث عليه , وسئلت عائشة رضي الله عنها عن أي يبدأ به إذا دخل المنزل قالت بالسواك.
وفي حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام في الليل يشوص فاه بالسواك أي يدلكه بالسواك , فهذا يدل على شرعية السواك وتأكده وعند القيام من النوم , وهكذا يستحب عند تغير الفم وإطالة السكوت لأنه يطيب النكهة ويشد اللثة وينظف الأسنان وينشط ويطرد النعاس وفيه فوائد كثيرة.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها انه عليه الصلاة والسلام استاك عند الموت , دخل عبد الرحمن صهر النبي صلى الله عليه وسلم ,أخو عائشة , ومعه سواك والنبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه وكانت رضي الله عنها قد أسندته إلى صدرها , فلما رأته ينظر السواك , فأشارت إليه آخذه لك , قال نعم , وعرفت انه يحب السواك , فأرادته من عبد الحمن فأعطاها عبد الرحمن إياه , فقضمته ودفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم , واستن به استنانا حسنا ثم رفع بصره إلى السماء وقال " في الرفيق الأعلى " ثلاث مرات , يطلب ربه أن يكون في الرفيق الأعلى , مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين عليه الصلاة والسلام , ثم قضى أي توفي عليه الصلاة والسلام تلك الساعة فكان آخر عمله التسوك , فدل ذلك على شرعية السواك في كل وقت , ولا سيما عند الأمور التي ذكرت سابقا.
وفي حديث عائشة عند النسائي وغيره بسند صحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم " السواك مطهر للفم مرضاة للرب " فهذا يدل على شرعيته دائما.
وحديث أبو موسى يدل على هذا فإنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم , وهو يستن ولم يقل عند الصلاة , والسواك على طرف لسانه وهو يقول أع أع كأنه يتهوع , والظاهر والله اعلم أن ذلك من اجل ما قد يلحق بالحلق من شعرات السواك , فإن السواك قد ينتثر منه بعض الشعرات القليلة , فتؤثر على الحلق , فلعله كان يتهوع من اجل هذا , والمقصود من هذا انه رآه يستاك في مجلسه عليه الصلاة والسلام , فدل ذلك أن السواك أمر مشروع في المجالس وفي الطريق , وفي المنزل وغير ذلك فليس له وقت محدود , فمتى شاء استاك فعل , والسواك مطهرة للفم مرضاة للرب , ولكنه يتأكد في مواضع.
3ـ باب المسح على الخفين
22 - عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأهويت لأنزع خفيه فقال ((دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين)) فمسح عليهما
23 - عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فبال وتوضأ ومسح على خفيه مختصراً.
المسح على الخفين سنة مشروع ,لما فيه قبول رخص , ولما فيه من التسهيل والتيسير , لكن يشترط أن يلبسهما على طهارة , وان يكون الخفان ساترين , خفان من الجلد (بعض الكلمات الغير واضحة) إذا كانا ساترين و لبسهما على طهارة فإنه يمسح , ولهذا لما أراد المغيرة أن ينزع الخفين قل له " دعهما فاني أدخلتهما طاهرتين " وفي الحديث الآخر " إذا توضأ أحدكم فلبس خفه فليمسح عليهما".
وفي حديث علي رضي الله عنه لما سئل عن مسح الخفين قال " يوم وليلة للمقيم وثلاثة للمسافر بلياليها", فالمسافر يمسح ثلاثا بلياليها والمقيم يمسح يوم وليلة , إذا كان لبسهما على طهارة , وكانا ساترين تستران الكعبين والقدم , ولو كان من غير الجلد , سواء كان ذلك عن ريح أو بول أو غائط , لكن إذا كان عليه جنابة فلابد من الخلع , فيغسل بدنه كله , و إنما يمسح إذا كان الحدث اصغر, فيتوضأ ويمسح.
والمبدأ من أول مسح بعد الحدث يحسب يوما وليلة من مسحه بعد الحدث و الحائض و النفساء أيضا لابد من الخلع.
يتبع ,,,,
ـ[محمد سيف]ــــــــ[29 - 09 - 04, 02:46 ص]ـ
مشكورة أختنا ....
واصلي بارك الله في عملك و جهدك و جعله صدقة جارية تجديها في ميزانك يوم لا ينفع مال و لا بنون
ـ[أم المجاهد]ــــــــ[20 - 10 - 04, 04:38 ص]ـ
4ـ باب في المذي وغيره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/150)
24 - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت رجلاً مذاء فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته مني فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال ((يغسل ذكره ويتوضأ)) وللبخاري ((توضأ واغسل ذكرك)) ولمسلم ((توضأ وانضح فرجك)).
في حديث علي رضي الله عنه يدل على أن المذي نجس , فإذا امذى يتوضأ وضوء الصلاة.
و المذي ماء لزج خفيف يخرج على طرف الذكر عند تحرك الشهوة , فإذا تحركت الشهوة وتحرك الذكر يخرج ماء يقال له المذي فهذا ينقض الوضوء ويوجب غسل الذكر والأنثيين , ولهذا قال لعلي " يغسل ذكره ويتوضأ "وفي اللفظ الآخر " اغسل ذكرك وأنثييك " وهما الخصيتين , فيغسل الذكر والأنثيين , ويتوضأ وضوء الصلاة سواء خرج من الرجل أو من المرأة.
أما المني فيوجب الغسل إذا خرج دفقا بلذة سواء في اليقظة أو في النوم , والفرق بينه وبين المذي أن المني ماء غليظ ابيض ثخين يخرج بقوة.
و المذي إذا اصاب الثوب أو البدن ينضح ولا يحتاج إلى غسل , فلو رشه بالماء كفى.
25 - عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني رضي الله عنه قال شكي إلي النبي صلى الله عليه وسلم الرجل [الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال ((فقال لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)).
وحديث عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري رضي الله عنه انه شكى للنبي الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة , يخيل له انه خرج منه شيء في الصلاة , ريح أو بول , فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا , فيلغي الوساوس , لأن هذا يسبب عليه مشاكل ويجترئ عليه الشيطان ويؤذيه , فلا يلتفت إلى هذه الوسوسة حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا أو يتحقق شيئا وجزم انه خرج منه شيء فانه يتوضأ ,ولكن ما دام عنده شك أخرج منه شيء أم لا فان طهارته باقية وليس عليه وضوء , وهذا من رحمة الله وتيسير الله جل وعلا أن الإنسان لا يلتفت إلى ............. (هنا قطع التسجيل)
26 - وعن أم قيس بنت محصن الأسدية ((أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه في حجره فبال على ثوبه فدعا بماء فنضحه على ثوبه ولم يغسله))
27 - عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولمسلم فأتبعه بوله ولم يغسله
28 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما قضى بوله أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذنوب من ماء فأهريق عليه
29 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((الفطرة خمس الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط))
هذا الحديث حديث أم قيس بنت محصن الاسدية وهي أخت عكاشة بن محصن الصحابي الجليل تقول أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها لم يأكل الطعام , أي صغير رضيع لم يأكل الطعام فبال على ثوب النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بماء فنضحه على ثوبه ولم يغسله, هكذا في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله
هذان الحديثان الصحيحان يدلان على أن بول الصبي الصغير الذي لا يتغذى إلا بالحليب بوله يرش وينضح ولا يحتاج إلى غسل لان نجاسته مخففة ولهذا في حديث أبي السمح رضي الله عنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال " بول الغلام الرضيع ينضح وبول الجارية يغسل " وهكذا في حديث علي رضي الله عنه " بول الغلام الرضيع ينضح وبول الجارية يغسل " وهذه الأحاديث كلها تدل على أن الصبي الصغير الذي لا يأكل الطعام عندما يتغذى بحليب أمه يرش بوله إذا أصاب الثوب أو البدن من غير حاجة إلى غسل ولا عصر ولا دلك
أما الجارية فبولها أغلظ يغسل ولو كانت لم تأكل , يعني يغسل غسلا بالعصر والفرك,
هذا إذا لم يأكلا الطعام أما إذا أكلا الطعام وتغذيا بالطعام فإنه يغسل الجميع الذكر و الأنثى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/151)
والحديث الثالث حديث انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أعرابي بال في طائفة المسجد فزجره الناس يعني أنكروا عليه لخبث عمله وهو البول في المسجد , وكان جاهلا حديث العهد بالإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوه , فلما قضى بوله علمه النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من البول والقذر إنما بنيت لذكر الله و قرآءة القرآن والصلاة وقال للصحابة كما في الحديث الآخر حديث أبي هريرة " إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين " ثم أمر بدلو من الماء فصبه على البول ولم يأمر بنقل التراب ولا تحجير الماء بل صب عليه الماء وكفى وهذا يدل على فوائد:
منها الرفق بالجاهل وعدم الشدة على الجاهل حتى لا ينفر من الإسلام ومنها تعليمه و إرشاده إلى الحكم الشرعي حتى ينتبه في المرة الأخرى لا يفعل ما فعل
ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وانه كان رفيقا لينا عليه الصلاة والسلام حليما كما قال عز وجل " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك " ولهذا أرشدهم إلى الرفق بهذا الجاهل وقال إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين " رواه البخاري في الصحيح عن أبي هريرة وهذا يدل على انه ينبغي على الأمة أن يتأسوا به صلى الله عليه وسلم في ذلك وان يرفقوا و يحلموا ولا يعجلوا
وفيه من الفوائد أن البول إذا وقع في المسجد مثلا أو في أي بقعة يكاثر بالماء , يصب عليه الماء ويكفي , يعني يصب عليه ماء أكثر منه و يكفي لطهارته , ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصب عليه سجلا من ماء, والسجل والدلو شيء واحد ولم يأمر أن ينقل التراب أو تحجر الأرض , بل يصب عليه الماء ويكفي, فيسيح به وبهذا تتفرق أجزائه ويغلب عليه الماء الطهور وينتهي الأمر, لكن لو كان للنجاسة جرم فانه يأخذ الجرم ويطرح بعيدا, مثل الغائط أو قطعه الدم فإنها ترفع ويصب الماء على محلها إذا كان محلها رطب, أما إذا كانت يابسة فإنها ترفع ويكفي ولا يحتاج إلى صب الماء , كأن تكون قطعة يابسة وقعت في المسجد فإنها ترفع عن المسجد و لا يحتاج إلى صب الماء على محلها لأنها يابسة, وهكذا لو كانت في بيت الإنسان أو في حوشه أو في سطحه أو في أي مكان إذا صب الماء على البول طهر, وكذا إذا كان في الفراش فإنه يصب عليها الماء وتكاثر بالماء ويطهر ولا يحتاج إلى دلك وغسل ولو كان على بلاط فانه يصب عليه الماء ويكفي.
والحديث الرابع حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الفطرة خمس " الفطرة أي السنة التي فطر الله عليها العباد خمس خصال " الختان و الاستحداد وقص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط " فينبغي للمسلمين الأخذ بها
أولها الختان فيختن الذكر بأخذ القلفة التي على رأس الذكر, لان هذا أنظف له وابعد له عن آثار النجاسة و أعون له على جماع أهلة, فهو في الفطرة , والأنثى كذلك يؤخذ منها شيء يسير من اللحمة التي في مقدمة الفرج, لحمة حمراء يؤخذ منها شيء يسير فهو ختانها, إذا تيسر من يفهم ذلك, وهو سنه مؤكدة وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبه في حق الرجال وهو المشهور عن ابن عباس وجماعة والجمهور على أنة سنة مؤكدة
والثاني الاستحداد وهو حلق العانة الشعرة من الرجل والمرأة وهو سنة, وإذا أزيل الشعر بشيء من الأدوية بدلا من الاستحداد بالموس فلا بأس, فلو وضع على العانة والشعرة دواء يزيله مثل ما يفعل الناس اليوم كفى
والثالث قص الشارب , فالسنة قص الشارب ولا يجوز تطويله, بل يجب قصه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " ومن لم يأخذ من شاربة فليس منا " وقال " قصوا وأوفوا اللحى " وقال " أوفروا اللحى " وقال " أرخوا اللحى " فاللحى يجب توفيرها و إرخاءها و إعفاءها و لا يجوز حلقها ولا قصها فكثير من الناس اليوم ابتلي بهذا نسأل الله العافية وهذا منكر
الرابع قلم الظفر, فالسنة قلم الأظفار فلا تترك لتطول لا للرجال ولا للنساء فتقلم
والخامس نتف الإبط , وان أزاله بغير النتف بدواء مثلا كفى, وكذلك لو أزال الأظفار بالقص لا بالقلم كفى
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه أوصى الصحابة بان لا تترك أكثر من أربعين ليلة قال انس رضي الله عنه " وقت لنا بقص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك ذلك أكثر من أربعين ليلة "فلا يجوز أن تترك فوق أربعين ليلة فيتعاهدها المؤمن فيقص شاربه ويقلم أظفره وينتف إبطه ويحلق العانة في اقل من أربعين ليلة ....
يتبع ,,,
ـ[آل حسين]ــــــــ[21 - 10 - 04, 08:11 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً على هذا التفريغ المبارك وأتمنى أن يكون على شكل ملف وورد مع الامكانية وتثبيت الموضوع
ـ[آل نظيف]ــــــــ[20 - 11 - 04, 10:09 م]ـ
بارك الله فيك وزادك علماً وعملاً وإخلاصاً وتقوى
جزاك الله خيراً على هذا التفريغ المبارك وأتمنى أن يكون على شكل ملف وورد مع الامكانية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/152)
ـ[ابوورده]ــــــــ[21 - 11 - 04, 07:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[16 - 11 - 09, 07:53 م]ـ
هل لها بقية
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[12 - 06 - 10, 07:03 م]ـ
أين أم المجاهد؟ هل تقرؤني؟
ـ[حيدره]ــــــــ[13 - 06 - 10, 12:44 م]ـ
ماشاءالله ..
أم المجاهد عمل طيب وجهد مبارك ..
ووننتظر باقي تفريغك نفع الله بك ..
واتمنى من الاخوه تثبيت الموضوع لاهميته ..
استمري يا ام المجاهد فنحن متابعين لك ..(36/153)
هل تستطيع مساعدتي في اكمال بحثي الفقهي عن لعاب الكلب و بيعه وشرائه وبيع عسبه
ـ[نورالدين]ــــــــ[28 - 09 - 04, 03:57 م]ـ
هل تستطيع مساعدتي في اكمال بحثي الفقهي عن لعاب الكلب و بيعه وشرائه وبيع عسبه
واي الكلاب التي تقتل هل الاسود البهيمي ام الاسود ذو النكتتين وغيره
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 05:53 م]ـ
أولاً:
الكلب والقتل
1 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أمَرَ بِقَتْلِ الكِلاَبِ.
رواه البخاري [6/ 443] و مسلم [10/ 234] وعنده عن ميمونة [14/ 83] بلفظه.
2 - عن عبد الله بن عمر: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِقَتْلِ الكِلابِ، فَنَبْعَثُ في المَدِينَةِ وَأطْرَافِهَا، فَلاَ نَدَعُ كَلْباً إِلاَّ قَتَلْنَاهُ حَتَّى إِنَّا لَنَقْتُلُ كَلْبَ المُرَيَّةِ مِنْ أهْلِ البَادِيَةِ يَتْبَعُها.
رواه مسلم [10/ 235].
3 - عن عبد الله بن عمر: أمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الكِلابِ إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ أوْ غَنمٍ أوْ مَاشِيةٍ.
رواه مسلم [10/ 235].
4 - عن عبد الله بن مُغفَّل قال: أمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الكِلابِ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُهُم وَبَالُ الكِلابِ ثُمَّ رَخَّصَ في كَلْبِ الصَّيْدِ وَالغَنَمِ.
رواه مسلم [3/ 183] و [10/ 237].
5 - عن جابر بن عبد الله ? قال: أمَرَنا رَسُولُ اللهِ ?صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الكِلابِ، حَتَّى إِنَّ المَرْأةَ تَقْدُمُ مِنَ البَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ ثُمَّ نَهَى النَّبيُّ ? عَنْ قَتْلِهَا، وَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالأسْوَدِ البَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ (1) فَإنَّهُ شَيْطَانٌ.
رواه مسلم [10/ 237].
6 - عن عبد الله بن مغفل عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم? قال: لَوْلاَ أَنَّ الكِلاَبَ أمَّةٌ [مِنَ الأمَمِ] لأمَرْتُ بِقَتْلِهَا، فَاقْتُلُوا كُلَّ أسْوَدَ بَهِيمٍ.
رواه الترمذي [4/ 78] و أبو داود [3/ 108] و النسائي [7/ 185] و ابن ماجه [2/ 1069] وصححه الترمذي والبغوي في (شرح السنة [11/ 211]).
7 - عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ?صلى الله عليه وسلم:خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لَيْسَ عَلَى المحُرِمِ في قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ: العَقْرَبُ وَالفَأرَةُ وَالكَلْبُ العَقُورُ وَالغُرَابُ وَالحِدَأةُ.
رواه البخاري [6/ 437] و مسلم [8/ 116].
8 - ومن طريق آخر عن ابن عمر في مسلم [8/ 116] زاد فيه (الحيَّة).
9 - عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قال رسولُ الله ?صلى الله عليه وسلم: خَمْسُ فَوَاسِقَ يُقْتَلْنَ في الحِلِّ وَالحَرَمِ، الغُرَابُ وَالحِدَأةُ وَالعَقْرَبُ وَالفَأرَةُ وَالكَلْبُ العَقُورُ.
رواه البخاري [6/ 437] ومسلم [8/ 113]. وفي لفظ له [8/ 113] (الحيَّة) بدلاً من (العقرب). وفي لفظ لـ مسلم [8/ 113] تقييد الغراب بـ (الأبقع). وهو الذي فيه بياض.
فوائد الأحاديث:
1 - قال الخطابي- في معنى حديث ابن مغفل-:
معنى هذا الكلام: أنَّ النَّبيَّ ?صلى الله عليه وسلم كَرِه إفناءَ أمَّةٍ من الأمم، وإعدامَ جيلٍ من الخَلْق حتى يأتي عليه كله فلا يبقى منه باقيةٌ لأنَّه ما مِن خلقٍ لله تعالى إلا وفيه نوعٌ مِن الحكمةِ وضربٌ من المصلحة يقول: إذا كان الأمر على هذا ولا سبيل إلى قتلهن كلهن فاقتلوا شرارهن وهي السود البهم (2)، وأبقوا ما سواها، لتنتفعوا بهن في الحراسة. ا. هـ
(معالم السنن [4/ 132] هامش مختصر سنن أبي داود).
2 - قال البغوي:
قيل: جعل الأسود منها شيطاناً لخبثها، لأنَّ الأسود البهيم: أضرُّها وأعقرُها، والكَلَبُ أسرَعُ إليه منه إلى جميعها، وهي مع هذا أقلُّها نفعاً وأسوؤها حراسةً وأبعدُها من الصيد وأكثرُها نعاساً. ا. هـ (شرح السنة [11/ 212]).
3 - قال النووي:
وأما الأمر بقتل الكلاب، فقال أصحابنا: إن كان الكلبُ عقوراً قُتِل، وإنْ لم يكن عقوراً لم يجز قتله، سواء كان فيه منفعةٌ من المنافع المذكورة أو لم يكن. قال الإمام أبو المعالي إمام الحرمين: الأمر بقتل الكلاب منسوخٌ، قال: وقد صحَّ أنَّ رسولَ الله ? أمر بقتل الكلاب مرّةً، ثم صحَّ أنَّه نهى عن قتلها قال: واستقر الشرع عليه على التفصيل الذي ذكرناه، قال: وأمر بقتل الأسود البهيم وكان هذا في الابتداء وهو الآن منسوخٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/154)
قال النووي: هذا كلام إمام الحرمين، ولا مزيد على تحقيقه. ا.هـ (شرح مسلم [3/ 186]).
قلت: قال الشيخ جمال الدين القاسمي: وقول إمام الحرمين (ثم استقر الشرع على النهي عن قتل جميع الكلاب حيث لا ضرر فيها حتى الأسود البهيم) يحتاج إلى برهانٍ. ا.هـ (محاسن التأويل [3/ 41]).
4 - قال القاضي عياض:
عندي أنَّ النهيَ أولاً كان نهياً عاماً عن اقتناء جميعها، وأمر بقتل جميعها، ثم نهى عن قتل ما سوى الأسود، ومنع الاقتناء في جميعها إلا كلب صيدٍ أو زرعٍ أو ماشيةٍ.
قال النووي: وهذا الذي قاله القاضي هو ظاهر الأحاديث، ويكون حديث ابن مغفل مخصوصاً بما سوى الأسود، لأنَّه عامٌّ، فيُخص منه الأسود بالحديث الآخر. ا. هـ (3).
5 - قال أبو عمر بن عبد البر:
والذي أختاره في هذا الباب أنْ لا يُقتل شيءٌ من الكلاب إذا لم تضرَّ بأحدٍ، ولم تعقر أحداً وأما قول من ذهب إلى قتل الأسود منها بأنَّها شيطانٌ على ما روي في ذلك، فلا حجة فيه، لأنَّ الله عز وجل قد سمَّى ما غلب عليه مِن الشرِّ مِن الإنس والجنِّ شيطاناً بقوله: ?شَيَاطِينَ الجِنِّ وَالإِنْسِ? [المائدة/112]، ولم يجب بذلك قتله، وقد جاء في الحديث المرفوع (أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رَأى رَجُلاً يَتْبَعُ حَمَامةً فَقَالَ: شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانةً) (4)، وليس في ذلك ما يدل على أنَّه كان مسخاً مِن الجنِّ ولا أنَّ الحمامة مسخت من الجنِّ، ولا أنَّ ذلك واجبٌ قتله…ا. هـ (التمهيد [14/ 233]).
قلت: وهذا عجيبٌ من مثل هذا الإمام فالأمر بقتل الكلب الأسود هو مِن نصِّ حديث النَّبيِّ ? ولم يوجد مثلُ هذا الأمر في حديث (شيطان يتبع شيطانة)!! إذ ليس كلُّ مَن استحق وصف الشيطان بمستحقٍّ للقتل إلا أنْ يأتيَ بذلك نصٌّ عنه ?.
=====
(1) قال ابن حزم رحمه الله: أينما كانت النقطتان منه، فإنْ عظمتا حتى لا تسمَّيا في اللغة العربية نقطتين، لكن تسمَّى لمعتين لم يجز قتله. ا.هـ المحلى [9/ 9 - 10].
(2) وذو النقطتين أيضاً كما في الحديث الخامس وهما نقطتان بيضاوان فوق عينيه في الغالب.
(3) شرح مسلم [10/ 235 - 236] وقد وصف الحافظُ ابنُ حجر كلامَ النووي بأنهّ فيه (اختلاف شديد). الفتح [4/ 48].
قلت: وتأييده رحمه الله للقاضي هو الذي يوافق النصوص -وخاصَّة حديث جابر الخامس- وهو الذي ينبغي ترجيحه.
سؤال: هل يقتل الكلب الأسود المعلَّم؟. ينظر (الكلب في الصيد) [الباب14].
(4) أخرجه: أبو داود [4/ 285] و ابن ماجه [2/ 1238]. وهو حديثٌ صحيحٌ.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 05:57 م]ـ
ثانياً:
حكم ذات الكلب:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما الكلب فقد تنازع العلماء فيه على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنَّه طاهرٌ حتى ريقه، وهذا هو مذهب مالك.
والثاني: نجس حتى شعره، وهذا هو مذهب الشافعي، وإحدى الروايتين عن أحمد.
والثالث: شعره طاهر، وريقه نجسٌ. وهذا هو مذهب أبي حنيفة وأحمد في إحدى الروايتين عنه.
وهذا أصحُّ الأقوال، فإذا أصاب الثوبَ أو البدنَ رطوبةُ شعره لم ينجس بذلك. ا. هـ (مجموع الفتاوى [21/ 530]).
وفي موضعٍ آخر قال رحمه الله:
وذلك لأنَّ الأصل في الأعيان الطهارة، فلا يجوز تنجيس شيء ولا تحريمه إلا بدليلٍ كما قال تعالى: ? {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُّرِرْتُم إِلَيْهِ} ? [الأنعام/119]. وقال تعالى:? {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُم حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَا يَتَّقُونَ} ? [التوبة/115]. .. وإذا كان كذلك، فالنَّبيُّ? صلى الله عليه وسلم قال: طُهُورُ إِنَاءِ أحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الكَلْبُ أنْ يَغْسِلَهُ سَبْعاً، أولاَهُنَّ بِالتُّرَابِ، وفي الحديث الآخر:إذَا وَلَغَ الكَلْبُ ... فأحاديثُه كلُّها ليس فيها إلا ذكر الولوغ لم يذكر سائر الأجزاء، فتنجيسها إنما هو بالقياس ..
وأيضاً: فالنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم رخَّص في اقتناء كلب الصيد والماشية والحرث، ولا بد لمن اقتناه أنْ يصيبه رطوبةُ شعوره كما يصيبه رطوبةُ البغل والحمار وغير ذلك. فالقول بنجاسة شعورها والحال هذه من الحرج المرفوع عن الأمة. ا. هـ (مجموع الفتاوى [21/ 617 و 619]).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 06:06 م]ـ
ثالثاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/155)
وسيكون البحث فيه مِن جهة (ثمن الكلب)، وهل يجوز بيعه وشراؤه، أو لا؟
1 - عن أبي مسعود الأنصاري أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم?: «نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ، وَمَهْرِ البَغِيِّ (1) وَحُلْوَانِ الكَاهِنِ (2)».
رواه البخاري [4/ 536]، و مسلم [10/ 231].
2 - عن رافع بن خديج أنَّ رَسُولَ اللهِ ?صلى الله عليه وسلم?قَالَ: «ثَمَنُ الكَلْبِ خَبِيثٌ، وَمَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ، وَكَسْبُ الحَجَّامِ خَبِيثٌ».
رواه مسلم [10/ 232].
3 - عن أبي الزبير قال: سَألتُ جابراً عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ، وَالسِّنَّوْر؛ فَقَالَ: زَجَرَ النَّبيُّ ?صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ.
رواه مسلم [10/ 234].
4 - عن جابر بن عبد الله: أنَّ رَسُولَ اللهِ ?صلى الله عليه وسلم?نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ، وَالسِّنَّوْرِ، إِلاَّ كَلْبَ الصَّيْدِ.
رواه النسائي [7/ 309] وقال: هذا منكرٌ.
5 - عن أبي هريرة ?: عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم?: أنَّهُ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ؛ إِلاَّ كَلْبَ الصَّيْدِ.
رواه الترمذي [4/ 418 - أحوذي] وقال: هذا حديثٌ لا يصحُّ مِن هذا الوجه، وأبو المهزَّم اسمه: يزيد بن سفيان، وتكلم فيه شعبة (3)، وروي عن جابر عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم?نحو هذا، ولا يصحُّ إسناده أيضاً. ا. هـ
قلت: وقال ابن حزم رحمه الله: وأبو المهزِّم ضعيفٌ جدّاً ا. هـ (المحلى [9/ 12]).
فوائد الأحاديث:
1 - تحريم بيع الكلب، وذلك يتناول كلَّ كلبٍ، صغيراً كان، أو كبيراً، للصيد، أو للماشية، أو للحرث، وهذا مذهب فقهاء أهل الحديث قاطبةً، وهو مذهب أبي هريرة، والحسن، والأوزاعي، وربيعة، والحكم، وحماد، وأحمد، وداود، وابن حزم، وابن المنذر (4).
قال ابن القيِّم: والنِّزاع في ذلك معروفٌ، عن أصحاب مالك، وأبي حنيفة، فجوَّز أصحاب أبي حنيفة بيع الكلاب، وأكل أثمانها، وقال القاضي عبد الوهاب: اخْتَلَف أصحابنا في بيع ما أُذِنَ في اتخاذه من الكلاب، فمنهم من قال: يكره، ومنهم من قال: يحرم. ا. هـ (5).
• ذِكْرُ الخلاف في ذلك:
1 - القول بجواز بيعها على الإطلاق، وهو مذهب الأحناف:
أ- قالوا: يجوز بيع الكلاب قياساً على الحمار والبغل.
قال ابن القيم: أمَّا قياس الكلب على البغل، والحمار، فمِن أفسد القياس، بل قياسه على الخنزير، أصحُّ مِن قياسه عليها، لأنَّ الشبه الذي بينه وبين الخنزير، أقرب مِن الشبه الذي بينه وبين البغل، والحمار (6)، ولو تعارض القياسان؛ لكان القياس المؤيد بالنَّص الموافق له أصحًّ، وأولى مِن القياس المخالف له. ا. هـ (زاد المعاد [5/ 772]).
وذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وجهين في الفرق بين بيع الكلب، وبيع الحمار.
الوجه الأول: شدةُ خبثِ الكلب، ويدل عليه غسل الإناء سبع مرات، مِن ولوغه.
الوجه الثاني: أنَّ منفعةَ الكلبِ مقيَّدةٌ بثلاثة أشياء، وهي الصيد، والحرث، والماشية بخلاف الحمار فمنفعته مطلقة. (شرح بلوغ المرام، البيوع، [شريط رقم 3]).
ب- وقالوا (7): كان النهيُ عن ثمنها حين كان الأمر بقتلها، فلما حَرُم قتلها، وأبيح اتخاذ بعضها، نُسخ النهي، فنُسخ تحريم البيع.
قال ابن القيم: هذه دعوى باطلةٌ، ليس مع مدَّعيها لصحتها دليلٌ، ولا شبهه، وليس في الأثر ما يدل على صحة هذه الدعوى ألبتة، بوجهٍ مِن الوجوه.
ويدل على بطلانِها: أنَّ أحاديثَ تحريم بيعها، وأكل ثمنها، مطلقةٌ عامَّةٌ كلها، وأحاديث الأمر بقتلها، والنهي عن اقتنائها، نوعان: نوعٌ كذلك، وهو المتقدِّم، ونوعٌ مقيَّد مخصَّص، وهو المتأخر.
فلو كان النهي عن بيعها مقيَّداً مخصوصاً؛ لجاءت به الآثارُ كذلك، فلمَّا جاءت عامَّةً، مُطلقةً، عُلم أنَّ عمومها، وإطلاقها مرادٌ، فلا يجوز إبطاله. والله أعلم. ا. هـ (الزاد [5/ 772]).
وقال أيضاً:
وأسهل ما في هذه الطريقة، أنَّها دعوى مجردة، لا دليل عليها فلا تُقبل، كيف وفي الحديث نفسِه ما يبطلها؟! فإنَّه ?صلى الله عليه وسلم? (أمَرَ بِقَتْلِ الكِلاَبِ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُهُمْ وَبَالُ الكِلاَبِ) ثُمَّ (رَخَّصَ لَهُمْ في كَلْبِ الصَّيْدِ وَكَلْبِ الغَنَمِ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/156)
وقال ابن عمر: (أمَرَ رَسُولُ اللهِ ?صلى الله عليه وسلم?بقَتْلِ الكِلاَبِ، إِلاَّ كَلْبَ الصَّيْدِ، أوْ كَلْبَ غَنَمٍ، أوْ مَاشِيَةٍ)، والحديثان في الصحيح،- قلت: انظر-لتخريجهما- (باب (9) الكلب والقتل) -.
فدلّ على أنَّ الرخصةَ في كلبِ الصيد، وكلب الغنم، وقعت بعد الأمر بقتل الكلاب، فالكلب الذي أذِنَ رسولُ الله ? في اقتنائه هو: الذي حرَّم ثمنه، وأخبر أنَّه خبيثٌ، دون الكلب الذي أمر بقتله، فإنَّ المأمور بقتله غيرُ مستبقى، حتى تحتاج الأمة إلى بيان حكم ثمنه، ولم تجر العادة ببيعه، وشرائه، بخلاف الكلب المأذون في اقتنائه، فإنَّ الحاجةَ داعيةٌ إلى بيان حكم ثمنه، أولى مِن حاجتهم إلى بيان ما لم تجر عادتهم ببيعه، بل قد أمروا بقتله.
ومما يبيِّن هذا: أنَّه ?صلى الله عليه وسلم?ذكر الأربعة التي تُبذل فيها الأموال عادةً، لحرص النُّفوس عليها، وهي ما تأخذه الزانيةُ، والكاهنُ، والحجَّامُ، وبائعُ الكلب، فكيف يُحمل هذا على كلبٍ لم تجر العادة ببيعه؟! وتخرج منه الكلاب التي إنما جرت العادة ببيعها؟! هذا مِن الممتنع البيِّن امتناعه. ا. هـ (الزاد [791 - 792]).
2 - القول بجواز بيع الكلب المأذون في اقتنائه: وهو قول عطاء، وإبراهيم النخعي، وهو قول سحنون من المالكية (8).
قال الشنقيطي رحمه الله- مقرِّراً تحريم بيع الكلاب المأذون في اتخاذها، وغير المأذون فيها، رادًّا على مَن استثنى-:
... فاعلم أنَّ العلماءَ اختلفوا في بيعه.
فمنهم مَن قال: بيعُه تابعٌ لِلَحْمِه، ولحمُه حرامٌ، فبيعُه حرامٌ، وهذا هو أظهر الأقوال دليلاً لما قدمنا مِن أنَّ (ثَمَن الكَلْبِ خَبِيثٌ) و (أنَّ النَّبيَّ ?صلى الله عليه وسلم?نَهَى عنه مقروناً بِحُلْوَانِ الكَاهِنِ، وَمَهْرِ البَغِيِّ) وهو نصٌّ صحيحٌ صريحٌ في منع بيعه ويؤيده ما رواه أبو داود بإسنادٍ صحيحٍ من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً قال: (نَهَى رَسُولُ اللهِ ?صلى الله عليه وسلم?عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ وَقَالَ: إِنْ جَاءَ يَطْلَبُ ثَمَنَ الكَلْبِ فَاملأْ كَفَّهُ تَرَاباً)، قال النووي في "شرح المهذب" وابن حجر في "الفتح": إسناده صحيح- (المجموع [9/ 273])، (الفتح [4/ 536]) -.
وروى أبو داود أيضاً من حديث أبي هريرة مرفوعاً: (لاَ يَحِلُّ ثَمَنُ الكَلْبِ، وَلاَ حُلْوَانُ الكَاهِنِ وَلاَ مَهْرُ البَغِيِّ). قال ابن حجر في "الفتح": إسناده حسن، وقال النووي في "شرح المهذب": إسناده حسن صحيح - (الفتح [4/ 536])، (المجموع [9/ 273]).
وإذا حقَّقْتَ ذلك: فاعلم أنَّ القول بمنع بيع الكلب الذي ذكرنا أنَّه هو الحق عامٌّ في المأذون في اتخاذه وغيره لعموم الأدلة.
وممن قال بذلك: أبو هريرة والحسن البصري والأوزاعي وربيعة الحكم وحماد والشافعي وأحمد وداود وابن المنذر وغيرهم. وهو المشهور الصحيح مِن مذهب مالك (9)، خلافاً لما ذكره القرطبي في "المفهم" مِن أنَّ مشهور مذهبه الكراهة. وروي عن مالك أيضاً جواز بيع كلب الصيد ونحوه، دون الذي لم يؤذن في اتخاذه وهو قول سحنون، لأنَّه قال: أبيع كلب الصيد وأحجُّ بثمنه.
وأجاز بيعه أبو حنيفة مطلقاً إنْ كانت فيه منفعةٌ مِن صيدٍ أو حراسةٍ لماشيةٍ مثلاً، وحكى نحوه ابن المنذر عن جابر وعطاء والنخعي قاله النووي.
... واحتج مَن أجاز بيع الكلب وألزم قيمتَه إنْ قتل بما روي عن أبي هريرة ?: أنَّ النَّبيّ ?صلى الله عليه وسلم? (نَهَى عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ إِلاَّ كَلْبَ الصَّيْدِ).
وعن عمر ?: أنَّه غرَّم رجلاً عن كلبٍ قتله، عشرين بعيراً.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنَّه قضى في كلبِ صيدٍ قتله رجلٌ بأربعينَ درهماً وقضى في كلبِ ماشيةٍ بكبشٍ.
واحتجوا أيضاً: بأنَّ الكلبَ المأذون فيه تجوز الوصيةُ به والانتفاع به فأشبه الحمار.
وأجاب الجمهور:
أ- بأنَّ الأحاديثَ والآثارَ المرويةَ في جواز بيع كلب الصيد ولزوم قيمته كلها ضعيفةٌ. قال النووي في "شرح المهذب" ما نصُّه [وأما الجواب عما احتجوا به من الأحاديث والآثار فكلها ضعيفةٌ باتفاق المحدِّثين وهكذا أوضح الترمذي والدارقطني والبيهقي: ضعفها] ا. هـ كلام النووي (10). (أضواء البيان [2/ 233 - 234]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/157)
ب- والاحتجاج بجواز الوصية (11) به وتشبيهه بالحمار مردودٌ بالنصوصِ الصحيحةِ الصريحةِ بعدم حلِّيَّة ثمنه.
وما ذكره ابن عاصم المالكي في (تحفته) من قوله:
واتفقوا أنَّ كلابَ البادية يجوز بيعها ككلب ماشية
فقد ردَّه عليه رحمه الله علماءُ المالكية وقد قدَّمنا أنَّه قول سحنون.
جـ- واعلم أنَّ ما روي عن جابر وابن عمر مما يدل على جواز بيع كلب الصيد فكلُّه ضعيفٌ، كما بيَّن تضعيفَه ابنُ حجر في (فتح الباري [536 - 537]) في باب ثمن الكلب (12).
وقال ابن القيم - بعد أنْ ضعَّف الآثارَ الموقوفةَ على بعض الصحابة-:
ومثل هذه الآثار الساقطة المعلولة لا تقدَّم على الآثار التي رواها الأئمةُ الثقاتُ الأثباتُ حتى قال بعضُ الحفَّاظ: إنَّ نقلها نقلُ تواترٍ، وقد ظهر أنَّه لم يصحَّ عن صحابيٍّ خلافها ألبتة بل هذا جابر وأبو هريرة وابن عباس يقولون: (ثمن الكلب خبيث).ا. هـ (الزاد [5/ 767]).
فائدة:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
وعجيبٌ ممن يتكلم عن الحديث فيرد ما فيه صريحاً بالأمر المحتمل، وما سبب ذلك إلا إيثار الراحة بترك تتبع طرق الحديث، فإنها توصل إلى الوقوف على المراد غالباً ا. هـ (الفتح [4/ 275]).
3 - إن اضطر صاحبُ ماشيةٍ، أو زرعٍ أو دارٍ بعيدةٍ إلى كلبٍ ولم يجد إلا أنْ يشتريَ مِن آخر، فما الحكم؟
الجواب: أنَّ الإثم على الآخذ لا المعطي.
قال ابن القيم رحمه الله:
وهذا أصلٌ معروفٌ مِن أصولِ الشرع: أنَّ العقدَ والبذلَ قد يكون جائزاً أو مستحبّاً أو واجباً مِن أحد الطرفين، مكروهاً أو محرَّماً مِن الطرف الآخر فيجب على الباذل أنْ يبذل ويحرم على الآخذِ أنْ يأخذه. ا.هـ (زاد المعاد [5/ 792]).
قلت: ومثله يقال فيمن لم يجد (فحلاً) لغنمه إلا بالبذل.
قال ابن حزم رحمه الله: ولا يحلُّ بيعُ كلبٍ أصلاً لا المباح اتخاذه ولا غيره، لصحة نهي النَّبيِّ ? عنه، فمَن اضطر إليه: فله أخذه ممن يستغني عنه بلا ثمنٍ. وإنْ لم يتمكَّن له فله ابتياعه، والثمنُ حرامٌ على البائع باقٍ على ملك المشتري، وإنما هو كالرشوة في المظلمة وفداء الأسير، لأنه أخذُ مالٍ بالباطل. ا. هـ (المحلى [6/ 175]).
===
(1) مهر البغي: ما تأخذه الزانية على الزنا، سمَّاه مهراً، لكونه على صورته، وهو حرامٌ بإجماع المسلمين.
(2) حلوان الكاهن: ما يُعطاه الكاهن على كهانته.
(3) وقال النسائي والدارقطني: متروك وهو ما رجحه الحافظ في التقريب. انظر: تهذيب التهذيب [12/ 248].
(4) المحلى [6/ 174]، المجموع [9/ 272]، وإذا ثبت تحريم البيع؛ بُنِيَ عليه أحكام كثيرة، مثل عدم جواز كونه مهراً أو عوضاً عن خلع، ومثل عدم جواز رهنه، وأن لا قطع في سرقته، وسيأتي بعض هذه الأحكام إن شاء الله.
(5) زاد المعاد [5/ 767]، وقال ابن عبد البر في التمهيد [8/ 399]: ظاهر هذا الحديث - أي: الأول -يشهد لصحة قول من نهى عنه وحرّمه ا. هـ. وانظر: شرح مشكل الآثار [12/ 98].
(6) في الحُكم لا في الشَّكلِ!! فتنبه.
(7) شرح مشكل الآثار [12/ 84 - 89].
(8) الفتح [4/ 536]، تحفة الأحوذي [4/ 418]، أضواء البيان [2/ 233]، والقول عن عطاء، والنخعي: إنما هو إباحة كلب الصيد دون غيره.
(9) وقد نسبه إليه ابن حزم في المحلى [9/ 10].
(10) المجموع [1/ 273].
قال البيهقي -بعد أنْ ضعف أحاديث بيع كلب الصيد، والماشية -: والأحاديثُ الصحيحةُ عن النَّبيِّ ? في النهيِ عن ثمن الكلب خاليةٌ عن هذا الاستثناء وإنما الاستثناء في الأحاديث الصحاح في النهي عن الاقتناء ولعله شُبِّه على مَن ذكر في حديث النهي عن ثمنه مِن هؤلاء الرواة الذين هم دون الصحابة والتابعين ا. هـ سنن البيهقي [6/ 7].
(11) ورَدَّ النووي على هذا فقال: والجواب عن قياسهم على الوصية: أنها يحتمل فيها ما لا يحتمل في غيرها ولهذا تجوز الوصية بالمجهول والمعدوم والآبق. المجموع [9/ 273].
(12) هذه الردود من كلام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان [2/ 233 - 234].
والله أعلم(36/158)
هل يجوز الدخول بالمراة وهى لم تبلغ بعد؟
ـ[اشهب]ــــــــ[28 - 09 - 04, 05:34 م]ـ
اسال واريد التوثيق العلمى بالمصادر والمراجع من كافة الفرق والمذاهب للاجابة على سؤالى هذا اعلاه
وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 04, 08:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
لعلك تستفيد من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=86295#post86295
ـ[اشهب]ــــــــ[28 - 09 - 04, 08:17 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى عبد الرحمن الفقيه
نعم قرات هذا الحوار ولكنى اريد تفصيل اكثر فى المذاهب الاربعة والاقوال المختلفة فى هذا الصدد
مقصدى هوا اقوال العلماء المتباينة على ان المراة يلزم ان تبلغ وتكون صالحة للوطء قبل ان يدخل بها الزوج
شكرا لاهتمامك اخى
وارجو ان يشاركنا الاخوة بما عندهم من العلم
ـ[اشهب]ــــــــ[30 - 09 - 04, 01:11 ص]ـ
الا يوجد مساعد هنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لا احد عنده اضافة على سؤالى؟
ـ[حسيني]ــــــــ[30 - 09 - 04, 06:46 م]ـ
المبسوط للسرخسي ج 9 ص 77
ثُمَّ يَحِلُّ وَطْءُ الصَّغِيرَةِ الَّتِي تُشْتَهَى بِالنِّكَاحِ وَلَا يَحِلُّ وَطْءُ الصَّغِيرَةِ الَّتِي لَا تُشْتَهَى
************************************************** **
المغني لإبن قدامة ج 7 ص 90
وَوَطْءُ الصَّغِيرَةِ مَمْنُوعٌ
...
المغني لإبن قدامة ج 7 ص 399
قَالَ الْقَاضِي: وَيُشْتَرَطُ أَنْ يَكُونَ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً ; لِأَنَّ مَنْ دُونَ ذَلِكَ لَا يُمْكِنُهُ الْمُجَامَعَةُ
...
المغني لإبن قدامة ج 8 ص 372
(6985) مَسْأَلَةٌ ; قَالَ: (وَمَنْ وَطِئَ زَوْجَتَهُ , وَهِيَ صَغِيرَةٌ , فَفَتَقَهَا , لَزِمَهُ ثُلُثُ الدِّيَةِ) ..... الْفَصْلُ الْأَوَّلُ , فِي أَصْلِ وُجُوبِ الضَّمَانِ. وَالثَّانِي: فِي قَدْرِهِ: أَمَّا الْأَوَّلُ , فَإِنَّ الضَّمَانَ إنَّمَا يَجِبُ بِوَطْءِ الصَّغِيرَةِ أَوْ النَّحِيفَةِ الَّتِي لَا تَحَمَّلُ الْوَطْءَ , دُونَ الْكَبِيرَةِ الْمُحْتَمِلَةِ لَهُ. وَبِهَذَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: يَجِبُ الضَّمَانُ فِي الْجَمِيعِ ; لِأَنَّهُ جِنَايَةٌ , فَيَجِبُ الضَّمَانُ بِهِ , كَمَا لَوْ كَانَ فِي أَجْنَبِيَّةٍ. وَلَنَا , أَنَّهُ وَطْءٌ مُسْتَحَقٌّ , فَلَمْ يَجِبْ ضَمَانُ مَا تَلِفَ بِهِ كَالْبَكَارَةِ , وَلِأَنَّهُ فِعْلٌ مَأْذُونٌ فِيهِ مِمَّنْ يَصِحُّ إذْنُهُ , فَلَمْ يُضْمَنْ مَا تَلِفَ بِسِرَايَتِهِ , كَمَا لَوْ أَذِنَتْ فِي مُدَاوَاتِهَا بِمَا يُفْضِي إلَى ذَلِكَ , وَكَقَطْعِ السَّارِقِ , أَوْ اسْتِيفَاءِ الْقِصَاصِ , وَعَكْسُهُ الصَّغِيرَةُ وَالْمُكْرَهَةُ عَلَى الزِّنَا.
...
المغني لإبن قدامة ج 9 ص 54
قَالَ الْقَاضِي: لَا حَدَّ عَلَى مِنْ وَطِئَ صَغِيرَةً لَمْ تَبْلُغْ تِسْعًا ; لِأَنَّهَا لَا يُشْتَهَى مِثْلُهَا ,************************************************* *
مواهب الجليل للحطاب ج 3 ص 468
ص (بِلَا مَنْعٍ) ش: يَدْخُلُ فِيهِ كُلُّ وَطْءٍ نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَمِنْهُ وَطْءُ الصَّغِيرَةِ الَّتِي لَا تُطِيقُ الْوَطْءَ ابْنُ عَرَفَةَ عَنْ اللَّخْمِيِّ هُوَ لَغْوٌ ; لِأَنَّهُ جِنَايَةٌ وَفُهِمَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ الْمُصَنِّفِ بِلَا مَنْعٍ ; لِأَنَّ الْجِنَايَةَ مَمْنُوعَةٌ , وَمُنِعَ الْوَطْءُ فِي الدُّبُرِ فَلَا اعْتِرَاضَ عَلَى الْمُصَنِّفِ بِأَنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُقَيِّدَ ذَلِكَ بِالْقُبُلِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
************************************************** *
الفواكه الدواني للنفراوي ج 1 ص 307
تَنْبِيهَانِ) الْأَوَّلُ: مِمَّا يَتَفَرَّعُ عَلَى جَوَازِ اسْتِمْرَارِ الْفِطْرِ لِلْمُسَافِرِ وَمَنْ مَعَهُ جَوَازُ وَطْءِ كُلٍّ زَوْجَتَهُ الَّتِي طَهُرَتْ مِنْ حَيْضِهَا أَوْ نِفَاسِهَا يَوْمَ قُدُومِهِ وَيَجُوزُ لَهَا تَمْكِينُهُ , كَمَا يَجُوزُ لَهُ وَطْءُ الصَّغِيرَةِ وَالْمَجْنُونَةِ وَالْكِتَابِيَّةِ الَّتِي لَمْ تَكُنْ صَائِمَةً أَوْ صَائِمَةً حَيْثُ لَا يُفْسِدُ الْوَطْءُ صَوْمَهَا فِي دِينِهَا ; لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ لَهُ إكْرَاهُهَا عَلَى مَا لَا يَحِلُّ لَهَا فِي دِينِهَا , كَمَا لَا يَجُوزُ لَهُ مَنْعُهَا مِنْ التَّوَجُّهِ إلَى نَحْوِ الْكَنِيسَةِ أَوْ مِنْ شُرْبِ خَمْرٍ أَوْ أَكْلِ خِنْزِيرٍ ِهِ نُدِبَ لَهُ الْإِمْسَاكُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ لِيَظْهَرَ عَلَيْهِ عَلَامَةُ الْإِسْلَامِ بِسُرْعَةٍ , وَإِنَّمَا لَمْ يَجِبْ عَلَيْهِ الْإِمْسَاكُ تَرْغ
************************************************** **
ـ[اشهب]ــــــــ[02 - 10 - 04, 10:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخى حسينى
هل من مزيد؟؟؟؟
اريد كلام الائمة فى قضية وجوب بلوغ المراة قبل الدخول بها يا اخوة
عن جد احتاج المصادر وتعاونكم معى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/159)
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[03 - 10 - 04, 11:20 م]ـ
القاعدة أن الاصل في الزوجة جواز الاستمتاع ويمنع مما يضرها عادة
وهكذا الصغيرة يجوز العقد عليها ويجوز الاستمتاع بها بما لا يضر
لذا نص الفقهاء وقيدوا المنع من وطء الصغيرة بما اذا لم تكن تطيقه فان اطاقت الوطء ولو لم تبلغ جاز لزوجها وطئها لعدم وجود الضرر المانع من الوطء ويبقى اصل جواز الوطء له من غير معارض فهو زوجها.
فالاصل في حقه الجواز و من اهل العلم من فرق بين القبلة لشهوة والقبلة لغير شهوة كما ذكر ذلك الخرقي، فمنع قبلة الزوج لزوجته الصغيرة ان كانت القبلة بشهوة وان كانت من غير شهوة جاز تقبله اياها.
ولا يظهر وجه التفريق هنا بين ما كان لشهوة او بدون فالعمل الظاهر جائز ولا يفرق بين القبلتين الا من اطلع على قلب المقبل لزوجته الصغيرة
ولا يمنعنا ما يقال عن بعض رؤس المبتدعه ان نمنع ما نعرفه من ديننا. والله اعلم(36/160)
الاسبال واقوال اهل العلم؟
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[28 - 09 - 04, 10:53 م]ـ
قال الجمهور فى الاسبال من الكراهه ليس من التحريم
وهو مذهب الاخوه فى مصر
ارجو الدليل على القول
تنبيه من المشرف
سبق طرح الموضوع عدة مرات فاستخدم خاصية البحث.(36/161)
هل هذا الحديث صحيح؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 11:01 م]ـ
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((مالي أراك متغير اللون)) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها.
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها ..
حرّها شديد، و قعرها بعيد، و حليها حديد، و شرابها الحميم و الصديد، و ثيابها مقطعات النيران، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((أهي كأبوابنا هذه؟!))
قال: لا، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة، ويُسحَبُ على وجهه، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سكّان هذه الأبواب؟!))
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون، و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ، و المجوس، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع؟))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا. فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: ((يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي، و اشتدّ حزني، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار؟؟؟))
قال: نعم، أهل الكبائر من أمتك. .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وصلني هذا الحديث بالبريد فا جتهدت في تخريجه لكني لم أصل إلى نتيجة ... فما قولكم بارك الله فيكم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 04, 11:16 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19895&highlight=%C8%E3%E4%C7%DD%CE+%C7%E1%E4%C7%D1
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 12:40 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي عبدالرحمن.(36/162)
موضوع في غاية الأهمية بادر إلى قراءته الآن
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 04, 11:15 م]ـ
إخواني في الله بمناسبة ليلة النصف من شعبان أوصيكم ونفسي ويعلم الله أني أحوج الناس إلى هذه الوصية أوصيكم بإزالة ما بيننا وبين إخواننا المسلمين جميعا من شحناء فإن هذا مع التوحيد سبب لمغفرة الذنوب كما صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال "إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله على عباده فيغفر لهم لإلا المشرك والمشاحن " والحديث له طرق كثيرة لايخلو طريق منها من ضعف ولكن يشد بعضها بعضا فيالله ما أحوجنا إلى مغفرة الل لنا "وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم " اللهم ياحي ياقيوم اغفر لي ولكل مسلم يقرأهذا الموضوع ذنوبنا كلها آمين.
.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 09 - 04, 11:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والحديث لايصح ولا يتقوي
وليس لهذه الليلة خصيصة عن غيرها.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10023#post10023(36/163)
مصاب بالربو ويحتاج إلى استعمال البخاخة أثناء صيامه فماذا يفعل؟ الجواب بالداخل
ـ[أم المجاهد]ــــــــ[29 - 09 - 04, 12:55 ص]ـ
سئل الشيخ بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ: بعض الناس مصاب بالربو ويحتاج إلى استعمال البخاخة أثناء صيامه فما حكم ذلك؟
فأجاب فضيلته بقوله: اختناق النفس المعروف بالربو يصيب بعض الناس، نسأل الله لنا ولهم العافية، فيستعمل دوائين، دواء يسمى (كبسولات) يستعملها فهذه تفطر، لأنه دواء ذو جرم يدخل إلى المعدة، ولا يستعمله الصائم في رمضان إلا في حالة الضرورة، وإذا استعمله في حال الضرورة فإنه يكون مفطراً يأكل ويشرب بقية يومه، ويقضي يوماً بدله، وإذا قدر أن هذا المرض مستمر دائماً معه فإنه يكون كالشيخ الكبير، عليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، ولا يجب عليه الصوم.
والنوع الثاني: من دواء الربو غاز ليس فيه إلا هواء يفتح مسام الشرايين حتى يتنفس بسهولة، فهذا لا يفطر ولا يفسد الصوم، وللصائم أن يستعمله وصومه صحيح.(36/164)
هل النحنحه فى الصلاه تبطل الصلاه؟
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[29 - 09 - 04, 01:06 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[29 - 09 - 04, 10:21 م]ـ
القول الصحيح: أن النحنحة لا تبطل الصلاة , لأنها ليست من جنس الكلام ,, وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية
نعم ... قال الحنابلة ببطلان صلاة من تنحنح في الصلاة عمداً - وهو المذهب - وأستدلوا: بأن النحنحة مكونة من حرفين وهما (أ - ح) فإذا كان من حرفين أصبح كلاماً و الكلام في الصلاة عمداً يبطل الصلاة إجماعاً!! هكذا قالوا الأصحاب , لكنه غير صحيح كما أسلفتُ ,,,, والله تعالى أعلم.
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[29 - 09 - 04, 10:42 م]ـ
نرجو محاولة نقل المزيد من الأقوال في المسألة
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[01 - 10 - 04, 12:32 ص]ـ
أما مزيد من الأقوال فليس لدي , لكن لعلي أُتحفك بهذا الدليل الذي أستدل به من قال بقول الشيخ وهو:
لو فرضنا أن رجلاً نذر لله أن لا يتلكم ثم بعد ذلك تنحنح فهل يُقال أنه تكلم؟
الجواب: لا , لأن النحنحة لا تُعد من جنس الكلام , والله أعلم.
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[01 - 10 - 04, 03:55 م]ـ
نرجو محاولة نقل المزيد من الأقوال في المسألة
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[01 - 10 - 04, 08:54 م]ـ
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني في كتاب الصلاة
فصل
فأما النحنحة فقال أصحابنا: إن بان منها حرفان , بطلت الصلاة بها كالنفخ ونقل المروذي قال: كنت آتى أبا عبد الله فيتنحنح في صلاته لأعلم أنه يصلي وقال مهنا: رأيت أبا عبد الله يتنحنح في الصلاة قال أصحابنا: هذا محمول على أنه لم ينتظم حرفين وظاهر حال أحمد أنه لم يعتبر ذلك لأن النحنحة لا تسمى كلاما وتدعو الحاجة إليها في الصلاة وقد روي عن على رضي الله عنه قال (كانت لي ساعة في السحر أدخل فيها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فإن كان في صلاة تنحنح , فكان ذلك إذنى وإن لم يكن في صلاة أذن لي) رواه الخلال بإسناده واختلفت الرواية عن أحمد في كراهة تنبيه المصلى بالنحنحة في صلاته فقال في موضع: لا تنحنح في الصلاة قال النبي - صلى الله عليه وسلم- (إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال , ولتصفق النساء) وروى عنه المروذي أنه كان يتنحنح ليعلمه أنه في صلاة وحديث على يدل عليه وهو خاص فيقدم على العام.
وسئل ـ شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن النحنحة، والسعال، والنفخ، والأنين، وما أشبه ذلك في الصلاة: فهل تبطل بذلك أم لا؟ وأي شيء الذي تبطل الصلاة به من هذا أو غيره؟ وفي أي مذهب؟ وإيش الدليل على ذلك؟
فأجاب:
الحمد لله رب العالمين، الأصل في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين). وقال: (إن الله يحدث من أمره ما يشاء، ومما أحدث ألا تكلموا في الصلاة) قال زيد بن أرقم: فأمرنا بالسكوت، ونهينا عن الكلام. وهذا مما اتفق عليه المسلمون. قال ابن المنذر: وأجمع أهل العلم على أن من تكلم في صلاته عامدًا وهو لا يريد إصلاح شيء من أمرها أن صلاته فاسدة، والعامد من يعلم أنه في صلاة، وأن الكلام محرم.
قلت: وقد تنازع العلماء في الناسي والجاهل والمكره والمتكلم لمصلحة الصلاة، وفي ذلك كله نزاع في مذهب أحمد وغيره من العلماء. إذا عرف ذلك فاللفظ على ثلاث درجات:
أحدها: أن يدل على معنى بالوضع إما بنفسه، وإما مع لفظ غيره، كفى، وعن، فهذا الكلام مثل: يد، ودم، وفم، وخذ.
الثاني: أن يدل على معنى بالطبع كالتأوه، والأنين، والبكاء، ونحو ذلك.
الثالث: ألا يدل على معنى لا بالطبع ولا بالوضع، كالنحنحة. فهذا القسم كان أحمد يفعله في صلاته، وذكر أصحابه عنه روايتين في بطلان الصلاة بالنحنحة. فإن قلنا: تبطل، ففعل ذلك لضرورة فوجهان.
فصارت الأقوال فيها ثلاثة:
أحدها: أنها لا تبطل بحال، وهو قول أبي يوسف، وإحدى الروايتين عن مالك؛ بل ظاهر مذهبه.
والثاني: تبطل بكل حال، وهو قول الشافعي وأحد القولين في مذهب أحمد ومالك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/165)
والثالث: إن فعله لعذر لم تبطل وإلا بَطَلَت، وهو قول أبي حنيفة ومحمد، وغيرهما، وقالوا: إن فعله لتحسين الصوت وإصلاحه، لم تبطل، قالوا: لأن الحاجة تدعو إلى ذلك كثيرًا فرخص فيه للحاجة. ومن أبطلها قال: إنه يتضمن حرفين، وليس من جنس أذكار الصلاة، فأشبه القهقهة، والقول الأول أصح، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما حرم التكلم في الصلاة، وقال: (إنه لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين)، وأمثال ذلك من الألفاظ التي تتناول الكلام. والنحنحة لا تدخل في مسمي الكلام أصلاً، فإنها لا تدل بنفسها، ولا مع غيرها من الألفاظ على معنى، ولا يسمى فاعلها متكلمًا، وإنما يفهم مراده بقرينة، فصارت كالإشارة.
وأما القهقهة ونحوها ففيها جوابان:
أحدهما: أن تدل على معنى بالطبع.
والثاني: أنا لا نسلم أن تلك أبطلت لأجل كونها كلامًا. يدل على ذلك أن القهقهة تبطل بالإجماع، ذكره ابن المنذر.
وهذه الأنواع فيها نزاع، بل قد يقال: إن القهقهة فيها أصوات عالية تنافي حال الصلاة، وتنافي الخشوع الواجب في الصلاة، فهي كالصوت العالي الممتد، الذي لا حرف معه. وأيضًا، فإن فيها من الاستخفاف بالصلاة والتلاعب بها ما يناقض مقصودها، فأبطلت لذلك لا لكونه متكلمًا. وبطلانها بمثل ذلك لا يحتاج إلى كونه كلامًا، وليس مجرد الصوت كلامًا، وقد روي عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدخلان بالليل والنهار، وكنت إذا دخلت عليه وهو يصلي يتنحنح لي رواه الإمام أحمد، وابن ماجه، والنسائي بمعناه.
وأما النوع الثاني وهو ما يدل على المعنى طبعًا لا وضعًا فمنه النفخ، وفيه عن مالك وأحمد روايتان أيضًا:
إحداهما: لا تبطل، وهو قول إبراهيم النخعي، وابن سيرين، وغيرهما من السلف، وقول أبي يوسف وإسحاق.
والثانية: أنها تبطل، وهو قول أبي حنيفة، ومحمد، والثوري والشافعي، وعلى هذا فالمبطل فيه ما أبان حرفين.
وقد قيل عن أحمد: إن حكمه حكم الكلام، وإن لم يبن حرفين.
واحتجوا لهذا القول بما روي عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من نفخ في الصلاة فقد تكلم) رواه الخلال؛ لكن مثل هذا الحديث لا يصح مرفوعًا، فلا يعتمد عليه، لكن حكى أحمد هذا اللفظ عن ابن عباس، وفي لفظ عنه: النفخ في الصلاة كلام. رواه سعيد في سننه.
قالوا: ولأنه تضمن حرفين، وليس هذا من جنس أذكارالصلاة، فأشبه القهقهة، والحجة مع القول، كما في النحنحة، والنزاع، كالنزاع، فإن هذا لا يسمي كلامًا في اللغة التي خاطبنا بها النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يتناوله عموم النهي عن الكلام في الصلاة، ولو حلف لا يتكلم لم يحنث بهذه الأمور، ولو حلف ليتكلمن لم يبر بمثل هذه الأمور، والكلام لابد فيه من لفظ دال على المعنى، دلالة وضعية، تعرف بالعقل، فأما مجرد الأصوات الدالة على أحوال المصوتين، فهو دلالة طبعية حسية، فهو وإن شارك الكلام المطلق في الدلالة فليس كل ما دل منهيا عنه في الصلاة، كالإشارة فإنها تدل وتقوم مقام العبارة، بل تدل بقصد المشير، وهي تسمى كلامًا، ومع هذا لا تبطل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلموا عليه رد عليهم بالإشارة، فعلم أنه لم ينه عن كل ما يدل ويفهم، وكذلك إذا قصد التنبيه بالقرآن والتسبيح جاز، كما دلت عليه النصوص.
ومع هذا، فلما كان مشروعًا في الصلاة لم يبطل، فإذا كان قد قصد إفهام المستمع ومع هذا لم تبطل، فكيف بما دل بالطبع، وهو لم يقصد به إفهام أحد، ولكن المستمع يعلم منه حاله، كما يعلم ذلك من حركته، ومن سكوته، فإذا رآه يرتعش أو يضطرب أو يدمع أو يبتسم علم حاله، وإنما امتاز هذا بأنه من نوع الصوت، هذا لو لم يرد به سنة، فكيف وفي المسند عن المغيرة بن شعبة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في صلاة الكسوف، فجعل ينفخ، فلما انصرف قال: إن النار أدنيت مني حتى نفخت حرها عن وجهي). وفي المسند وسنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة كسوف الشمس نفخ في آخر سجوده، فقال: (أف أف أف، رب! ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم؟!). وقد أجاب بعض أصحابنا عن هذا بأنه محمول على أنه فعله قبل تحريم الكلام، أو فعله خوفًا من الله، أو من النار. قالوا: فإن ذلك لا يبطل عندنا، نص عليه أحمد. كالتأوه والأنين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/166)
عنده، والجوابان ضعيفان:
أما الأول: فإن صلاة الكسوف كانت في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه إبراهيم، وإبراهيم كان من مارية القبطية، ومارية أهداها له المقوقس، بعد أن أرسل إليه المغيرة، وذلك بعد صلح الحديبية، فإنه بعد الحديبية أرسل رسله إلى الملوك، ومعلوم أن الكلام حرم قبل هذا باتفاق المسلمين، لاسيما وقد أنكر جمهور العلماء على من زعم أن قصة ذي اليدين كانت قبل تحريم الكلام؛ لأن أبا هريرة شهدها، فكيف يجوز أن يقال بمثل هذا في صلاة الكسوف، بل قد قيل: الشمس كسفت بعد حجة الوداع، قبل موته بقليل.
وأما كونه من الخشية، ففيه أنه نفخ حرها عن وجهه، وهذا نفخ لدفع ما يؤذي من خارج، كما ينفخ الإنسان في المصباح ليطفئه، أو ينفخ في التراب. ونفخ الخشية من نوع البكاء والأنين، وليس هذا ذاك.
وأما السعال والعطاس والتثاؤب والبكاء ـ الذي يمكن دفعه ـ والتأوه والأنين، فهذه الأشياء هي كالنفخ. فإنها تدل على المعنى طبعًا، وهي أولى بألا تبطل، فإن النفخ أشبه بالكلام من هذه، إذ النفخ يشبه التأفيف كما قال: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ} [الإسراء: 23]، لكن الذين ذكروا هذه الأمور من أصحاب أحمد كأبي الخطاب ومتبعيه، ذكروا أنها تبطل، إذ أبان حرفين، ولم يذكروا خلافًا.
ثم منهم من ذكر نصه في النحنحة، ومنهم من ذكر الرواية الأخري عنه في النفخ، فصار ذلك موهمًا أن النزاع في ذلك فقط، وليس كذلك، بل لا يجوز أن يقال: إن هذه تبطل، والنفخ لا يبطل. وأبو يوسف يقول في التأوه والأنين لا يبطل مطلقًا على أصله، وهو أصح الأقوال في هذه المسألة.
ومالك مع الاختلاف عنه في النحنحة والنفخ قال: الأنين لا يقطع صلاة المريض، وأكرهه للصحيح. ولا ريب أن الأنين من غير حاجة مكروه، ولكنه لم يره مبطلاً.
وأما الشافعي، فجرى على أصله الذي وافقه عليه كثير من متأخري أصحاب أحمد، وهو أن ما أبان حرفين من هذه الأصوات كان كلامًا مبطلاً، وهو أشد الأقوال في هذه المسألة، وأبعدها عن الحجة، فإن الإبطال إن أثبتوه بدخولها في مسمى الكلام في لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن المعلوم الضروري أن هذه لا تدخل في مسمى الكلام، وإن كان بالقياس لم يصح ذلك، فإن في الكلام يقصد المتكلم معاني يعبر عنها بلفظه، وذلك يشغل المصلي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الصلاة لشغلاً) وأما هذه الأصوات فهي طبيعية كالتنفس ومعلوم أنه لو زاد في التنفس على قدر الحاجة لم تبطل صلاته، وإنما تفارق التنفس بأن فيها صوتًا، وإبطال الصلاة بمجرد الصوت إثبات حكم بلا أصل، ولا نظير.
وأيضًا، فقد جاءت أحاديث بالنحنحة والنفخ، كما تقدم، وأيضًا فالصلاة صحيحة بيقين، فلا يجوز إبطالها بالشك، ونحن لا نعلم أن العلة في تحريم الكلام، هو ما يدعى من القدر المشترك، بل هذا إثبات حكم بالشك الذي لا دليل معه، وهذا النزاع إذا فعل ذلك لغير خشية الله، فإن فعل ذلك لخشية الله فمذهب أحمد وأبي حنيفة أن صلاته لا تبطل، ومذهب الشافعي أنها تبطل؛ لأنه كلام، والأول أصح، فإن هذا إذا كان من خشية الله كان من جنس ذكر الله ودعائه، فإنه كلام يقتضي الرهبة من الله والرغبة إليه، وهذا خوف الله في الصلاة، وقد مدح الله إبراهيم بأنه أوَّاه، وقد فسر بالذي يتأوه من خشية الله. ولو صرح بمعنى ذلك بأن استجار من النار أو سأل الجنة لم تبطل صلاته، بخلاف الأنين والتأوه في المرض والمصيبة، فإنه لو صرح بمعناه كان كلامًا مبطلاً.
وفي الصحيحين أن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ غلبه البكاء، قال: (مروه فليصل، إنكن لأنتن صواحب يُوُسف) وكان عمر يسمع ـ نشيجه من وراء الصفوف لما قرأ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} [يوسف: 86]. والنشيج: رفع الصوت بالبكاء، كما فسره أبو عبيد. وهذا محفوظ عن عمر، ذكره مالك وأحمد، وغيرهما، وهذا النزاع فيما إذا لم يكن مغلوبًا.
فأما ما يغلب عليه المصلي من عطاس وبكاء وتثاؤب، فالصحيح عند الجمهور أنه لايبطل، وهو منصوص أحمد وغيره، وقد قال بعض أصحابه: إنه يبطل، وإن كان معذورًا، كالناسي. وكلام الناسي فيه روايتان عن أحمد:
أحدهما: وهو مذهب أبي حنيفة أنه يبطل.
والثاني: وهو مذهب مالك والشافعي أنه لا يبطل، وهذا أظهر، وهذا أولى من الناسي، لأن هذه أمور معتادة لا يمكنه دفعها، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع).
وأيضًا، فقد ثبت حديث الذي عطس في الصلاة وشمته معاوية بن الحكم السلمي، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم معاوية عن الكلام في الصلاة؛ ولم يقل للعاطس شيئًا. والقول بأن العطاس يبطل تكليف من الأقوال المحدثة التي لا أصل لها عن السلف ـ رضي الله عنهم.
وقد تبين أن هذه الأصوات الحلقية التي لا تدل بالوضع، فيها نزاع في مذهب أبي حنيفة ومالك وأحمد، وأن الأظهر فيها جميعًا أنها لا تبطل. فإن الأصوات من جنس الحركات، وكما أن العمل اليسير لا يبطل، فالصوت اليسير لا يبطل، بخلاف صوت القهقهة، فإنه بمنزلة العمل اليسير، وذلك ينافي الصلاة، بل القهقهة تنافي مقصود الصلاة أكثر؛ ولهذا لا تجوز فيها بحال، بخلاف العمل الكثير، فإنه يرخص فيه للضرورة، والله أعلم
المرجع مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله.(36/167)
ما الفرق بين العشق والحب؟
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[29 - 09 - 04, 02:33 م]ـ
ما الفرق بين العشق والحب؟
وهل يجوز أن يقول المسلم أنا أعشق الله أو الإسلام أو الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 03:02 م]ـ
- الحمدلله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده ... أما بعد
- الفرق بينهما العموم والخصوص.
فالعشق نوعٌ من أنواع المحبة، التي من انواعها الخلة، والهيام، والعشق، و غير ذلك.
ولا يشرع قول: (أنا أعشق الله ورسوله) كفعل بعض أهل التصوِّف المذموم؛ لأنَّ العشق فيه نوع شهوةٍ مع المحبة!
ولا يليق ربط محبة الله أورسوله بالشهوة !
- وانظر: كتاب: روضة المحبين لابن القيم، ففيه تفصيل ما أجملته ههنا.
- وأورد شارح الطحاوية - ابن أبي العز- شيئاً من هذا على ما أذكر، فراجعه.
- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[29 - 09 - 04, 03:17 م]ـ
أحسن الله إليك أخي أبو عمر وغفر لك
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 03:22 م]ـ
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في شرح المحبة:
فأما المحبة فقيل أصلها الصفاء لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها حبب الأسنان
وقيل مأخوذة من الحباب وهو ما يعلو الماء عند المطر الشديد فعلى هذا المحبة غليان القلب وثورانه عند الاهتياج إلى لقاء المحبوب
وقيل مشتقة من اللزوم والثبات ومنه أحب البعير إذا برك فلم يقم، قال الشاعر:
حلت عليه بالفلاة ضربا ** ضرب بعير السوء إذ أحبا
فكأن المحب قد لزم قلبه محبوبه فلم يرم عنه انتقالا
وقيل بل هي مأخوذة من القلق والاضطراب ومنه سمي القرط حبا لقلقه في الأذن واضطرابه، قال الشاعر:
تبيت الحية النضناض منه ** مكان الحب تستمع السرارا
وقيل بل هي مأخوذة من الحب جمع حبة وهو لباب الشيء وخالصه وأصله فإن الحب أصل النبات والشجر
وقيل بل هي مأخوذة من الحب الذي هو إناء واسع يوضع فيه الشيء فيمتلئ به بحيث لا يسع غيره وكذلك قلب المحب ليس فيه سعة لغير محبوبة
وقيل مأخوذة من الحب وهو الخشبات الأربع التي يستقر عليها ما يوضع عليها من جرة أو غيرها فسمى الحب بذلك لأن المحب يتحمل لأجل محبوبه الأثقال كما تتحمل الخشبات ثقل ما يوضع عليها
وقيل بل هي مأخوذة من حبة القلب وهي سويداؤه ويقال ثمرته فسميت المحبة بذلك لوصولها إلى حبة القلب وذلك قريب من قولهم ظهره إذا أصاب ظهره ورأسه إذا أصاب رأسه ورآه إذا أصاب رئته وبطنه إذا أصاب بطنه ولكن في هذه الأفعال وصل أثر الفاعل إلى المفعول وأما في المحبة فالأثر إنما وصل إلى المحب
وبعد ففيه لغتان حب وأحب قال الشاعر:
أحب أبا مروان من أجل تمره ** وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق
ووالله لولا تمره ما حببته ** ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
كذلك أنشده الجوهري بالإقواء فجمع بين اللغتين ولكن في جانب الفعل واسم الفاعل غلبوا الرباعي فقالوا أحبه يحبه فهو محب وفي المفعول غلبوا فعل فقالوا في الأكثر محبوب ولم يقولوا محب إلا نادرا، قال الشاعر:
ولقد نزلت فلا تظني غيره ** مني بمنزلة المحب المكرم
فهذا من أفعل وأما حبيب فأكثر استعمالهم له بمعنى المحبوب، قال الشاعر:
وما زرت ليلى أن تكون حبيبة ** إلي ولا دين لها أنا طالبه
وقد استعملوه بمعنى المحب قال الشاعر:
وما هجرتك النفس أنك عندها ** قليل ولا أن قل منك نصيبها
ولكنهم يا أحسن الناس أولعوا ** بقول إذا ما جئت هذا حبيبها
فهذا يحتمل أن يكون بمعنى المحبوب وأن يكون بمعنى المحب وأما الحب بكسر الحاء فلغة في الحب وغالب استعماله بمعنى المحبوب قال في الصحاح الحب المحبة وكذلك الحب بالكسر والحب أيضا الحبيب مثل خدن وخدين
قلت: وهذا نظير ذبح بمعنى مذبوح ونهب بمعنى منهوب ورشق بمعنى مرشوق ومنه السب ويشترك فيه الفاعل والمفعول قال أبو عبيد السب بالكسر الكثير السباب قال الجوهري وسبك الذي يسابك، قال حسان:
لا تسبنني فلست بسبي ** إن سبي من الرجال الكريم
والصواب أنه عبدالرحمن بن حسان
وقد يشترك فيه المصدر والمفعول نحو رزق وفي إعطائهم ضمة الحاء للمصدر سر لطيف فإن الكسرة أخف من الضمة والمحبوب أخف على قلوبهم من نفس الحب فأعطوا الحركة الخفيفة للأخف والثقيلة للأثقل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/168)
ويقال أحبه حبا ومحبة والمحبة أم باب هذه الأسماء
وأما كلام الناس في حدها فكثير:
فقيل هي الميل الدائم بالقلب الهائم
وقيل إيثار المحبوب على جميع المصحوب
وقيل موافقة الحبيب في المشهد والمغيب
وقيل اتحاد مراد المحب ومراد المحبوب
وقيل إيثار مراد المحبوب على مراد المحب
وقيل إقامة الخدمة مع القيام بالحرمة
وقيل استقلال الكثير منك لمحبوبك واستكثار القليل منه إليك
وقيل استيلاء ذكر المحبوب على قلب المحب
وقيل حقيقتها أن تهب كلك لمن أحببته فلا يبقى لك منك شيء
وقيل هي أن تمحو من قلبك ما سوى المحبوب
وقيل هي الغيرة للمحبوب أن تنتقص حرمته والغيرة على القلب أن يكون فيه سواه
وقيل هي الإرادة التي لا تنقص بالجفاء ولا تزيد بالبر
وقيل هي حفظ الحدود فليس بصادق من ادعى محبة من لم يحفظ حدوده
وقيل هي قيامك لمحبوبك بكل ما يحبه منك
وقيل هي مجانبة السلو على كل حال كما قيل:
ومن كان من طول الهوى ذاق سلوة ** فإني من ليلي لها غير ذائق
وأكثر شيء نلته من وصالها ** أماني لم تصدق كلمعة بارق
وقيل نار تحرق من القلب ما سوى مراد المحبوب
وقيل ذكر المحبوب على عدد الأنفاس، كما قيل:
يراد من القلب نسيانكم ** وتأبى الطباع على الناقل
وقيل عمى القلب عن رؤية غير المحبوب وصممه عن سماع العذل فيه. وفي الحديث: "حبك للشيء يعمي ويصم" رواه الإمام أحمد
وقيل ميلك إلى المحبوب بكليتك ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك ثم موافقتك له سرا وجهرا ثم علمك بتقصيرك في حبه
وقيل هي بذلك المجهود فيما يرضى الحبيب
وقيل هي سكون بلا اضطراب واضطراب بلا سكون فيضطرب القلب فلا يسكن إلا إلى محبوبه فيضطرب شوقا إليه ويسكن عنده، وهذا معنى قول بعضهم هي حركة القلب على الدوام إلى المحبوب وسكونه عنده
وقيل هي مصاحبة المحبوب على الدوام، كما قيل:
ومن عجب أني أحن إليهم ** وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ** ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
وقيل هي أن يكون المحبوب أقرب إلى المحب من روحه، كما قيل:
يا مقيما في خاطري وجناني ** وبعيدا عن ناظري وعياني
أنت روحي إن كنت لست أراها ** فهي أدنى إلي من كل داني
وقيل هي حضور المحبوب عند المحب دائما، كما قيل:
خيالك في عيني وذكرك في فمي ** ومثواك في قلبي فأين تغيب
وقيل هي أن يستوي قرب دار المحبوب وبعدها عند المحب، كما قيل:
يا ثاويا بين الجوانح والحشى ** مني وإن بعدت علي دياره
عطفا على صب يحبك هائم ** إن لم تصله تصدعت أعشاره
لا يستفيق من الغرام وكلما ** حجبوك عنه تهتكت أستاره
وقيل هي ثبات القلب على أحكام الغرام واستلذاذ العذل فيه والملام، كما قيل:
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ** متأخر عنه ولا متقدم
وأهنتني فأهنت نفسي جاهدا ** ما من يهون عليك ممن يكرم
أشبهت أعدائي فصرت أحبهم ** إذ كان حظي منك حظي منهم
أجد الملامة في هواك لذيذة ** حبا لذكرك فليلمني اللوم
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 03:24 م]ـ
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في شرح العشق:
وأما العشق فهو أمرّ هذه الأسماء وأخبثها وقل ما ولعت به العرب وكأنهم ستروا اسمه وكنوا عنه بهذه الأسماء فلم يكادوا يفصحوا به ولا تكاد تجده في شعرهم القديم وإنما أولع به المتأخرون ولم يقع هذا اللفظ في القرآن ولا في السنة إلا في حديث سويد بن سعيد وسنتكلم عليه إن شاء الله تعالى
وبعد فقد استعملوه في كلامهم، قال الشاعر:
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا ** سوى أن يقولوا إنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت حبيبة ** إلي وإن لم تصف منك الخلائق
قال في الصحاح العشق فرط الحب وقد عشقها عشقا مثل علم علما وعشقا أيضا عن الفراء، قال رؤبة:
ولم يضعها بين فرك وعشق
قال ابن السراج إنما حركه ضرورة وإنما لم يحركه بالكسر إتباعا للعين كأنه كره الجمع بين كسرتين فإن هذا عزيز في الأسماء ورجل عشيق مثل فسيق أي كثير العشق والتعشق تكلف العشق
قال الفراء: يقولون امرأة محب لزوجها وعاشق
وقال ابن سيده العشق عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته يعني في العفة والفجور
وقيل العشق الاسم والعشق المصدر وقيل هو مأخوذ من شجرة يقال لها عاشقة تخضر ثم تدق وتصفر قال الزجاج واشتقاق العاشق من ذلك
وقال الفراء عشق عشقا وعشقا إذا أفرط في الحب والعاشق الفاعل والمعشوق المفعول والعشيق يقال لهذا ولهذا وامرأة عاشق وعاشقة، قال:
ولذ كطعم الصرخدي طرحته ** عشية خمس القوم والعين عاشقه
وقال الفراء العشق نبت لزج وسمي العشق الذي يكون من الإنسان للصوقه بالقلب
وقال ابن الأعرابي العشقة اللبلابة تخضر وتصفر وتعلق بالذي يليها من الأشجار فاشتق من ذلك العاشق
وقد اختلف الناس هل يطلق هذا الاسم في حق الله تعالى؟
فقالت طائفة من الصوفية لا بأس بإطلاقه وذكروا فيه أثرا لا يثبت وفيه: "فإذا فعل ذلك عشقني وعشقته"
وقال جمهور الناس لا يطلق ذلك في حقه سبحانه وتعالى فلا يقال إنه يعشق ولا يقال عشقه عبده ثم اختلفوا في سبب المنع على ثلاثة أقوال أحدها عدم التوقيف بخلاف المحبة، الثاني أن العشق إفراط المحبة ولا يمكن ذلك في حق الرب تعالى فإن الله تعالى لا يوصف بالإفراط في الشيء ولا يبلغ عبده ما يستحقه من حبه فضلا أن يقال أفرط في حبه، الثالث أنه مأخوذ من التغير كما يقال للشجرة المذكورة عاشقة ولا يطلق ذلك على الله سبحانه وتعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/169)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 03:43 م]ـ
أحسن الله إليك أخي أبو عمر وغفر لك
- آمين .. وإياكم والقارئين أجمعين ..
الأخ أبو الحسن .. جزيتم خيراً وبورك فيكم ...
- تتمَّة:
- وقال أبوهلال العسكري في الفروق اللغوية (ص/140):
" الفرق بين المحبة والعشق: أنَّ العشق شدَّة الشهوة، لنيل المراد من المعشوق إذا كان إنساناً، والعزم على مواقعته عند التمكُّن منه.
- ولو كان العشق مفارقاً للشهوة لجاز أن يكون العاشق خالياً من أن يشتهي النيل ممَّن يعشقه.
إلاَّ أنها: (شهوة مخصوصة لا تفارق موضعها، وهي شهوة الرجل للنيل ممَّن يعشقه).
ولا تسمَّى شهوته لشرب الخمر وأكل الطيِّب: عشقاً.
- والعشق - أيضاً - هو الشهوة التي إذا أفرطت وامتنع نيل ما يتعلَّق بها قتلت صاحبها، ولا يقتل من الشهوات غيرها، ألا ترى أنَّ أحداً لم يمت من شهوة الخمر والطعام والطيِّب، ولا من محبَّة داره أوماله، ومات خلقٌ كثير [!] من شهوة الخلوة مع المعشوق والنيل منه ".
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا وليعلم أن محبة المؤمن لربه محبة إجلال وتعظيم وخشية وليست محبة عشق كما يذكر عن بعض المتصوفة فلايصح أن ينسب العشق إلى الله لامنه ولاإليه سبحانه وعز وجل.
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[30 - 09 - 04, 03:34 ص]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً إخواني على هذه الفوائد المنتقاة
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 02:47 م]ـ
- فتوى:
س1: إن كثيراً من الناس يسمون: عاشق الله، ومحمد الله، ومحب الله، فهل يجوز التسمية بهذه الأسماء أم لا؟
ج1: في التسمية بعاشق الله سوء أدب.
• ولا بأس بالتسمية بمحمد الله، ومحب الله، والأولى ترك ذلك، والتسمية بالتعبيد لله أو نحو محمد وصالح وأحمد ونحو ذلك، من غير إضافة.
• وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن قعود
عضو: عبدالله بن غديان
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 11 - 04, 06:38 م]ـ
- الحمدلله وحده، والصلاة على من لا نبي بعده ... أما بعد
- الفرق بينهما العموم والخصوص.
فالعشق نوعٌ من أنواع المحبة، التي من انواعها الخلة، والهيام، والعشق، و غير ذلك.
ولا يشرع قول: (أنا أعشق الله ورسوله) كفعل بعض أهل التصوِّف المذموم؛ لأنَّ العشق فيه نوع شهوةٍ مع المحبة!
ولا يليق ربط محبة الله أورسوله بالشهوة !
- ومما يشبه هذا من حيث غلطه من جهة اللغة وعدم استقامة معناه أن يقال: (أنا أعشق الإسلام، أو أعشق الشهادة، أو: هم عشّاق الشهادة أو الجهاد، أو أعشق العلم، أو الكتابة) الى غير ذلك، من كل ما لاعلاقة شهوة نكاحٍ فيه بين المحب والمحبوب.
- لذا كان العشق محرَّماً إلاَّ من جهة الحلال، الزوجة وملك اليمين.
ـ[أحمد المحيل]ــــــــ[29 - 11 - 04, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم .. لعلك تستفيد من هذا الموضوع:
http://www.islamiyyat.com/kalima_letterh.htm
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[23 - 01 - 05, 03:01 م]ـ
وهذا بحثٌ عن العبارةِ
بَابٌ هَلْ يُقَالُ: " إِنَّنِي أَعْشَقُ اللهَ أَو أَعْشَقُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25521)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[24 - 01 - 05, 09:47 ص]ـ
ذكر الامام العز ابن عبد السلام
في فتاويه انه لا يجوز ذلك اي ان يقول شخص انه يعشق الله او ان الله يعشقه
وقال:
((ومن اطلق محبته علي الله ذلك عزر وإطلاقه علي محبة الله اياه اقبح وأعظم فيعزر تعزيرا أعظم من تعزير من أطلق هذا اللفظ علي محبته لربه))
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[الوليد]ــــــــ[24 - 01 - 05, 02:22 م]ـ
وهل يقال: الرسول عاشق لزوجه؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 05 - 05, 10:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهنا فوائد
قال بشار بن برد
أقول لبسام عليه جلالة
غدا أريحيا عاشقا للمكارم
وانظر ديوان المعاني لأبي هلال
وفي العقد الفريد
دخل أعرابي على بعض الملوك فقال إن جهلا أن يقول المادح بخلاف ما يعرف من الممدوح
وإني والله ما رأيت أعشق للمكارم في زمان اللؤم منك
فأنشد
........
إني رأيتك للمكارم عاشقا
والمكرمات قليلة العشاق
-----
وذكر أعرابي رجلا فقال: ما رأيت أعشق للمعروف منه
-----
وفي الكامل للمبرد
(وكان كثير
المحاورة، عاشقاً للكلام الجيد، مستحسناً للصواب منه؛ لا يزال يبحث عن عذره، فإذا سمع
الكلمة الجيدة عرج عليها.)
-----
وأعلى من هذا كله
ما جاء في كتاب أبي نعيم
(حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان قال ثنا اسماعيل بن اسحاق قال ثنا نصر
بن علي قال ثنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن هشام قال كان عروة يقول إني لأعشق الشرف كما أعشق الجمال فعل الله بفلانة ألفت بني فلان وهم بيض طوال فقلبتم سودا قصارا
)
انتهى
وهذا الاسناد مسلسل بأئمة اللغة
والله أعلم
وقد جاء هذا الكلام في كتب الأدب
مصعب بن الزبير
وقد كثر في كلام العرب قولهم
قد كنت للشرب عاشقا
أو أعشق الخمرة
ونحو ذلك
وجاء في الرسائل للجاحظ
(وأنا - أبقاك الله - أعشق انصافك كما تعشق المرأة الحسناء)
وفي كتاب أبي حيان التوحيدي
(
أعشق الحياة لأني بها أحيا
)
تنبيه
لااتكلم هنا عن حكم اطلاق (أعشق الله وأعشق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونحو ذلك من العبارات)
وانما المقصود توسع العرب في اطلاق كلمة العشق في مواضع غير مواضع شهوة النكاح
قد يقول قائل وكيف تحتج ببشار وهو متأخر
فأقول انما ذكرت هذا للفائدة
وذكرت عبارة المبرد
ونقلت عبارة الجاحظ لانه بليغ
ونقلت عبارة أبي حيان التوحيدي للفائدة
وهكذا فليعلم(36/170)
السيمياء
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[29 - 09 - 04, 05:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت فى كتاب معارج القبول فصل / طوائف الملاحدة فى التوحيد / مؤسس طائفة الاتحادية:
ابن سبعين الرقوطى، واشتغل بعلم الاوائل والفلسفة فتولد له الالحاد من ذلك وصنف فيه، وكان يعرف السيمياء ويلبس بذلك على الاغبياء من الامراء والاغنياء، ويزعم انه حال من احوال القوم.
فما هى "السيمياء"؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 08:59 م]ـ
السيمياء نوعٌ من استخدام العقاقير الكيميائية والسحر، يتوصَّل بها -فيما زعموا قديماً- إلى قلب الأشياء عن حقائقها إلى أشياء أخرى.
وكان أكثر اشتغال أهل الشعبذة بها في زعمهم القدرة على قلب الأشياء إلى ذهب.
هذا ما يحضر ذاكرتي الآن.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[30 - 09 - 04, 09:18 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 04:38 م]ـ
- قال العلاَّمة عبدالرحمن بن خلدون رحمه الله في مقدمة تأريخه (1/ 719 - 727): الفصل الثالث والثلاثون: في إنكار ثمرة الكيمياء واستحالة وجودها وما ينشأ من المفاسد عن انتحالها:
((اعلم أنَّ كثيراً من العاجزين عن معاشهم تحملهم المطامع على انتحال هذه الصنائع، ويرون أنها أحد مذاهب المعاش ووجوهه، وأنَّ اقتناء المال منها أيسر وأسهل على مبتغيه، فيرتكبون فيها من المتاعب والمشاق ومعاناة الصعاب وعسف الحكَّام وخسارة الأموال في النفقات ...
وإنما يحملهم في ذلك رؤية أنَّ صيرورة الفضَّة ذهباً والنحاس والقصدير فضةً، ويحسبون أنها من ممكنات عالم الطبيعة، ولهم في علاج ذلك طُرُقٌ مختلفة، لاختلاف مذاهبهم في التدبير وصورته والمادة الموضوعة عندهم للعلاج ...
مع نَّا لا نعلم أنَّ أحداً من أهل العالم تمَّ له هذا الغرض أو حصل منه على بغية ...
واعلم أنَّ انتحال هذه الصنعة قديمٌ في العالم، وقد تكلَّم الناس فيها من المتقدِّمين والمتأخرين ... الخ)).
- قال أبو عمر: واستعمال الكيمياء في صنع تراكيب للدهن أوغير ذلك للتمويه والشعبذة على الناس بدعوى الولاية والكرامة كثيرٌ في ممخرقي الصوفية، ومن أشهرهم الحلاَّج، المقتول على الزندقة.
- ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع بعضهم قصة في مسألة دهن الضفادع والوقاية من الحرق.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 09:12 ص]ـ
- ثم وقفت بعد ذلك أيضاً على قول العلاَّمة ابن خلدون رحمه الله في مقدِّمته (1/ 664 - 671) إذ قال: ((علمُ أسرار الحروف: وهو المسمَّى لهذا العهد بالسيمياء: نقل وضعُهُ من الطلِّسْمات إليه في اصطلاحِ أهل التصرُّف من الصوفية، فاستُعمِل استعمال العام في الخاص، وحدث هذا العلم في الملَّة بعد صدرٍ منها، وعند ظهور الغلاة من المتصوِّفة وجنوحهم إلى كشف الحِسِ، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرُّفات في علم العناصر، وتدوين الكتب والاصطلاحات ...
فحدث لذلك علم أسرار الحروف، وهو من تفاريع علم السيمياء، لا يوقفُ على موضوعه، ولا تحاط بالعدد مسائله، تعدَّدت فيه تآليف البوني وابن العربي وغيرهما ممن اتَّبع آثارهما.
وحاصله عندهم: تصرُّف النفوس الربَّانيَّة في عالم الطبيعة بالأسماء الحسنى والكلمات الإلهيَّة الناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرار السارية في الأكوان ... )).
- قال أبوعمر السمرقندي عامله الله بعفوه ورحمته:
- ساق ابن خلدون بعده كلاماً طويلاً فيه إثباتُ وتصديق ما يذهبُ إليه هؤلاء المشعبذة من هذا العلم السحري الباطل؟!!
بزعم أنَّه واقعٌ لا ينكره حدس أو عقلٌ، وأنه كرامة وكشف إلهي، يحصل بالرياضة ومعرفة أسماء الله الحسنى؟!!
وهذه هفوةٌ كبيرةٌ منه رحمه الله؛ فإنَّ أصل الأمر - وحقيقته - إنما هو تعلُّقٌ بالكواكب وشياطينها والجنِّ، وهو الكفر الصراح !
- وقد نُسِبَ إلى ابن الخطيب (فخر الدين الرازي) تأليفه لكتاب: (السرِّ المكتوم في معرفةالطلِّسمات والمخاطبة النجوم)، أو نحو هذا الاسم.
وأكفره بعض أهل العلم - إن ثبتت نسبة الكتاب إليه - لما فيه من الكفر المتقدِّم ذكره.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[10 - 10 - 04, 10:04 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/171)
اصل الكلمة العلامة وكانوا يستخدمون اساليب لبيان انهم اولياء لله ,لا عن طريق العبادة والتقرب اليه عز وجل وانما بخداع الناس باحوال.كالتي ذكرت من اجل ايهام الناس انها علامة الولاية.
وأضر شيء في فعلهم انهم يستخدمون هذه العلامات للدلالة على اسقاط الفرائض عنهم وانهم انما اسقطوها و اعطوا هذه العلامات لدلالة صدقهم.
ولذلك تجد العلماء يقولوا عنهم: كانوا يستخدمون ولم يقولوا كانت سيماهم.
والله اعلم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 02:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
هذا المقال من أنفع المقالات في "السيمياء" سواء كانت بمفهومها الحديث أو القديم، فهو يتناول المصطلح لغة، تاريخيا، استعمالا ....
وإليكم المقال:
علم السيمياء في التراث العربي ـــ د. بلقاسم دقّة*
مقدمة:
لم يكن علم السيمياء وليد العصر الحديث كما يزعم بعضهم، بل هو قديم النشأة؛ فقد اهتم القدامى من عرب وعجم بهذا الجانب من علوم اللسانيات منذ أكثر من ألفي سنة. لقد أفرد الفيلسوف أفلاطون هذا الموضوع في كتابه « Cartyle»، وأكد أن للأشياء جوهراً ثابتاً، وأن الكلمة أداة للتوصيل، وبذلك يكون بين الكلمة ومعناها، أي بين الدال ( Signifiant) والمدلول ( Signifié) تلاؤم طبيعي ( Justesse naturelle)، فلهذا كان اللفظ يعبر عن حقيقة الشيء. وقد أشار أفلاطون إلى ما تمتاز به الأصوات اللغوية من خواص تعبيرية، أي العلاقة الطبيعية بين الدال والمدلول. ولذلك كانت الأصوات أدوات تعبير عن ظواهر عديدة (1)، تلتقي فيها لغات البشر باعتبارها ظاهرة إنسانية.
وقد ربط علماء العرب قديماً بين هذه المعطيات وبين ما أسموه بعلم أسرار الحروف، أي: علم السيمياء. وقد تعددت في ذلك دراسات الحاتمي، والبوني، وابن خلدون، وابن سينا، والفارابي، والغزالي، والجرجاني، والقرطاجني، وغيرهم.
ولهذا يمكن القول: إن دراسات النظام الإشاري في التراث العربي هي دراسة قديمة قدم الدرس اللساني، إلا أن الأفكار والتأملات السيميائية التي وصلت ظلت في إطار التجربة الذاتية، ولم تتجسد في إطار التجربة العلمية الموضوعية. ومن ثم فالمنطلقات السيميائية للدراسة العربية تنقصها الإجراءات التطبيقية الموسعة.
أما الدراسات السيميائية الحديثة فقد تشعبت في مجالات عديدة وحضارات مختلفة، بحيث لم تبق حكراً على أمة دون أمة، وثقافة دون أخرى. وأخذ العلماء يفحصون نصوص الحضارات القديمة بحثاً عن تأملات وخواطر سيميائية لعلهم يعثرون على بدايات معمقة وجادة لهذا العلم. فالرغبة الكامنة في السيمياء والتي ما تزال توجه مسيرة البحث فيها هي الرغبة في الإحاطة الشاملة، ولو أن الإحاطة تبدو صعبة التحقيق، إلا أنه لا بد من إجهاد العقول لتحقيق ذلك الطموح.
مصطلح "سيمياء":
أتحدث بادئ ذي بدء عن معنى "السيمياء" لغة، ثم أنتقل إلى معناها اصطلاحاً.
أ-معنى (السيمياء) باللغة العربية:
السيمياء: العلامة، مشتقة من الفعل "سام" الذي هو مقلوب "وَسَمَ"، وزنها "عِفْلَى"، وهي في الصورة "فِعْلَى"، يدل على ذلك قولهم: سِمَةٌ، فإن أصلها: وِسْمَةٌ، ويقولون: سِيمَى بالقصر، وسيماء بالمد، وسيمياء بزيادة الياء وبالمد، ويقولون: سَوَّمَ إذا جَعَلَ سمة، وكأنهم إنما قلبوا حروف الكلمة لقصد التوصّل إلى التخفيف لهذه الأوزان، لأن قلب عين الكلمة متأتٍ خلاف قلب فائها، ولم يسمع من كلامهم فعل مجرد من "سَوَمَ" المقلوب، وإنما سمع منه فعل مضاعف في قولهم: سَوَّمَ فرسَهُ، أي: جعل عليه السيمة، وقيل: الخيل المسومة هي التي عليها السيما والسومةُ، وهي العلامةُ (2).
وقد ورد هذا المعنى في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى:) تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناسَ إلحافاً (. البقرة (273). وقوله:) وبينهما حجابٌ وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلا بسيماهم (، الأعراف (46). وقوله:) ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم (، الأعراف (48)، وقوله:) سيماهم في وجوههم من أثر السجود (، الفتح (29). وقوله:) يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام (، الرحمن (41).
وقد وردت كلمة السيمياء كذلك في الشعر، ومنه قول أسيد بن عنقاء الفزاري يمدح عميلة حين قاسمه ماله:
غُلاَمٌ رماه اللهُ بالحسنِ يافعاً لَهُ سيمياءٌ لا تَشُقُّ على البصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/172)
كَأنَّ الثُّرَيا عُلِّقَتْ فوقَ نحرهِ وفِي جيدِه الشعرَى وفي وجهه القَمر (3)
وفي مقدمة ابن خلدون بحث كامل عنوانه: (علم أسرار الحروف) أو علم السيمياء كما فهمه القدماء.
يتَّضحُ مما أوردنا أن كلمة سيمياء مشتقة، وهي بمعنى العلامة أو الآية، أي بالفرنسية ( Signe)(4). والأولى لنا استخدام هذا المصطلح (سيمياء) دون غيره لأنه مصطلح ضارب في الأصل العربي. ويعبر عنه حالياً بمصطلحين، هما: " Sémiologie" بالفرنسية و" Sémiotice" بالإنكليزية. وهذان المصطلحان مشتقان من اللفظة الإغريقية لـ " Sémion" بمعنى الإشارة أو العلامة.
ب- (سيمياء) اصطلاحاً:
إن مصطلح «سيمياء» يعني في أبسط تعريفاته وأكثرها استخداماً نظام السمة أو الشبكة من العلاقات النظمية المتسلسلة (5)، وفق قواعد لغوية متفق عليها في بيئة معينة.
إن السيمياء هي "عبارة عن لعبة التفكيك والتركيب، وتحديد البنيات العميقة الثاوية وراء البينات السطحية المتمظهرة فونولوجياً ودلالياً" (6)، وهي بأسلوب آخر "دراسة شكلانية للمضمون، تمر عبر الشكل لمساءلة الدوال من أجل تحقيق معرفة دقيقة بالمعنى" (7).
وهناك شبه اتفاق بين العلماء يعطي مكانة مستقلة للغة، يسمح بتعريف السيمياء على أنها دراسة الأنماط والأنساق العلاماتية غير اللسانية (9). إلا أن العلامة في أصلها قد تكون لسانية (لفظية)، وغير لسانية (غير لفظية) (10).
فالسيماء "هي علم الإشارة الدالة مهما كان نوعها وأصلها. وهذا يعني أن النظام الكوني بكل ما فيه من إشارات ورموز هو نظام ذو دلالة. وهكذا فإن السيميولوجية هي العلم الذي يدرس بنية الإشارات وعلائقها في هذا الكون، ويدرس بالتالي توزعها ووظائفها الداخلية والخارجية" (11).
إن السيمياء أو السيميولوجيا كما عرّفها فرديناند دوسوسير هي عبارة عن علم يدرس الإشارات أو العلامات داخل الحياة الاجتماعية (12).
والنص الذي يتلى دوماً هو "اللغة نظام علامات، يعبر عن أفكار، ولذا يمكن مقارنتها بالكتابة، بأبجدية الصم إليكم، بأشكال اللياقة، بالإشارات العسكرية، وبالطقوس الرمزية، إلخ .. على أن اللغة هي أهم هذه النظم على الإطلاق" (13).
إن سوسير يضع العلامات داخل أحضان المجتمع، ويجعل اللسانيات فرعاً من السيمياء خلافاً لغيره من العلماء، وهكذا فإن علم السيمياء هو ذلك العلم الذي يدرس حياة الإشارات في قلب المجتمع، ويهتم بإنتاج الإشارات أو العلامات واستعمالها، بحيث تبرز الأنظمة السيمائية من خلال العلاقات بين العلامات.
والواقع أن السيمياء لم تصبح علماً قائماً بذاته إلا بالعمل الذي قام به الفيلسوف الأمريكي تشارلز سندرس بيرس Ch. S Peirce (1839-1914 م). فالسيمياء أو السيميولوجيا تبعاً لرؤيته هي علم الإشارة، وهو يضم جميع العلوم الإنسانية والطبيعية، حيث يقول: "ليس باستطاعتي أن أدرس أي شيء في هذا الكون كالرياضيات، والأخلاق .. وعلم النفس، وعلم الصوتيات، وعلم الاقتصاد .. إلا على أنه نظام سيميولوجي" (14).
إن نظام بيرس السيميائي (السيميولوجي) هو عبارة عن مثلث، تشكل الإشارة فيه الضلع الأول، وهو الذي له صلة حقيقية بالموضوع الذي يشكل الضلع الثاني المحدد للمعنى. وهذا الضلع الثالث –أي المعني- هو إشارة كذلك تعود على موضوعها الذي أنتج المعنى (15).
فالعلامة عنده متعددة الأوجه على خلاف العلامة (الدليل) عن دوسوسير، فإنها ذات وجهين: دال ( Signifiant) ومدلول ( Signifié).
وتبعاً لرؤية بيرس فإن كل العلامات تدرك من خلال تلك المستويات الثلاثة (الإشارة-الموضوع-المعنى). ولهذا فإن المدلول هو معنى الإشارة، أي أنه يمثل العلاقة الأفقية بين إشارة وأخرى. وهذا هو الذي يجعل من المدلول إشارة أيضاً تحتاج إلى مدلول آخر يفسر غموضها ويزيح إبهامها.
ومن الملاحظ أن بيرس يركز على الوظيفة المنطقية للإشارة، بينما يركز دوسوسير على الوظيفة الاجتماعية، ولكن المظهرين على علاقة متينة.
والمصطلحان سيميولوجيا ( sémiologie) وسيميوطيقا ( Sémiotice) يغطيان اليوم نظاماً واحداً متكاملاً. والفرق الوحيد بين هاتين اللفظتين أن Sémiolgie مفضلة عند الأوروبيين تقديراً لصياغة سوسير لهذه اللفظة، بينما يبدو أن الناطقين بالإنجليزية يميلون إلى تفضيل Sémiotice احتراماً للعالم الأمريكي بيرس.
يتبع .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/173)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 02:16 م]ـ
العلامة وطبيعتها في التراث العربي:
نتناول الموضوع من حيث النقاط التالية:
أولاً: العلامات في التراث:
يبدو البحث في هذا الموضوع مثيراً للجدل، لما يتضمنه من مفارقة؛ لأن علم العلامات أو علم السيمياء –كما يسمى اليوم- علم حديث، يزعم لنفسه القدرة الكاملة على دراسة أنظمة العلامات التي ابتكرها الإنسان. فكيف نربط بين هذا العلم الحديث، وبين ما هو موجود في التراث العربي؟ وما جدوى هذا الربط؟ أهي نزعة تأصيل التراث تدفعنا لذلك؟ أم هي صيحة جاءتنا من غيرنا جعلتنا نعود إلى تراثنا لعلنا نجد فيه ما يشبه هذا العلم الوافد إلينا من الغرب؟.
هذه الأسئلة وغيرها مما يدور في فلكها تحتاج إلى مواجهة، وإلى عودة إلى التراث قصد تفهمه وتحليله وتقويمه.
إن الموروث الفكري العربي لا يعدو أن يكون في كنهه مخزوناً علمياً أو ثقافياً، يظهر في شكل نظام من العلامات الدالة. وتتجلى سيميائية هذا النظام في إطاره اللغوي والثقافي والحضاري.
وقد تبلور علم السيمياء على يد علماء الأصول والتفسير والمنطق واللغة والبلاغة. وكان الباحث والموجه للدرس السيميائي هو القرآن الكريم؛ إذ منذ نزوله كان التأمل في العلامة بغية اكتشاف بنيتها الدلالية. فقد أرشد القرآن الكريم في مواضع عدة إلى تدبرها، ومن ذلك قوله تعالى:) إن في ذلك لآياتٍ لقوم يعقلون (. الرعد، 4. وقوله:) وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون (. النحل، 16.
ففي هذا التوجيه الرباني كان التعامل مع العلامة قصد فهم دلالته الروحية والعقلية والكونية، والاستدلال بحاضرها على غائبها. يقول القاضي عبد الجبار: "إن من حق الأسماء أن يعلم معناها في الشاهد ثم يبنى عليه الغائب" (16). وقد أشار إلى هذا المعنى –كذلك- الراغب الأصفهاني، وذلك حينما تحدث عن الفقه، فيقول: "إن الفقه هو معرفة علم غائب بعلم شاهد" (17).
فمن هذه الوجهة تعامل العلماء مع العلامة من حيث هي علامة تدل على حقيقة حسية حاضرة تحيل إلى علامة دالة على حقيقة مجردة غائبة.
ثالثاً: ماهية العلامة:
الواقع أن دراسة نظام العلامات قديم قدم الحياة نفسها، ولكن المنطلقات النظرية لهذه الدراسة اختلفت من عصر إلى عصر، ومن أمة إلى أخرى، وذلك لاختلاف الحقب التاريخية، واختلاف الحضارات. وقد وصلت بعض الأفكار السيميائية من حضارات قديمة كالحضارة اليونانية والعربية، إلا أن تلك الأفكار السيميائية ظلت في إطار التجربة الذاتية، ولم تدخل في إطار التجربة العلمية الموضوعية (18).
فقد رأى الباحثون أن القدامى من عرب وعجم اهتموا بهذا الجانب من علوم اللسان منذ أكثر من ألفي سنة. فقد أفرد الفيلسوف أفلاطون بالتأليف. وأكد أن للأشياء جوهراً ثابتاً، وأن الكلمة أداة التعبير عن الحقيقة، وبذلك يتم تبين الكلمة وحقيقتها الدالة عليها، أي: بين الدال والمدلول، أو المبنى والمعنى تلاؤم طبيعي. فلهذا كان اللفظ يعبر عن جوهر الأشياء، وكانت الكلمة تظهر أول ما تظهر في وسط بدائي، وهذا ما حدا بسقراط إلى القول بأن المجتمع البدائي هو المنبع الأصيل للكلمة.
وقد أشار أفلاطون إلى ما تمتاز به أصوات الكلمة من دلائل، أي العلاقة الطبيعية مع المدلول، ولذلك كانت الأصوات اللغوية أدوات للتوصيل عن معان عدة كالحركة والخفة والاضطراب والخوف والطموح والعظمة والاستبطان وغير ذلك من المعاني (19).
وإذا كانت السيمياء تتناول العلامة، فقد اهتم الدارسون العرب القدامى بتعريفها. ويتقارب مفهومها عندهم مع مفهوم السمة والأمارة والأثر والدليل. فكل ذلك يتعلق بالدلالة. وهي في اعتقادهم "كون الشيء بحالة يلزم من العلم به العلم بشيء آخر" (20).
يقول أحمد بن فارس حين كلامه عن مادة (دلّ): " .. أصل يدل على إبانة الشيء بأمارة تتعلمها، والدليل الأمارة في الشيء" (21).
ويقول أبو هلال العسكري في هذا الأمر حين كان بصدد الحديث عن العلامة والدلالة: "يمكن أن يستدل بها، أَقَصَدَ فاعلها ذلك، أم لم يقصد، والشاهد أن أفعال البهائم تدل على حدثها، وليس لها قصد إلى ذلك .. وآثار اللص تدل عليه، وهو لم يقصد ذلك، وما هو معروف في عرف اللغويين يقولون استدللنا علينا بأثره، وليس هو فاعل لأثره من قصد" (22).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/174)
هذه إيماءة من أبي هلال إلى إشكالية القصدية في العلامة، وهي الإشكالية التي تعد في الفكر السيميائي الحديث، موضوع نقاش بين اتجاهين: اتجاه يؤكد على الطبيعة الإبلاغية التواصلية للعامة، ويمثل هذا الاتجاه كل من مونان، ومارتيني، وبرييطو في الفكر السيميائي الفرنسي. وهم يعتقدون أن العلامة تتألف في أساسها من دال ومدلول وقصد. واتجاه آخر يركز على الجانب التأويلي للعلامة، أي من حيث إمكانية العلامة للتأويل بالنسبة للمتلقي. ويمثل هذا الاتجاه رولان بارت الفرنسي، وهو اتجاه يوصف بالسيميمائية الدلالية.
نجد هذا التصور نفسه للعلامة عند الراغب الأصفهاني، إذ يقول: "الدلالة ما يتوصل به إلى معرفة الشيء، كدلالة الألفاظ على المعنى، ودلالات الإشارات والرموز والكتابة، وسواء أكان ذلك بقصد من يجعله دلالة، أم لم يكن يقصد، كمن يرى حركة إنسان فيعلم أنه حي" (23).
ويستشهد الأصفهاني على تصوره هذا بما ورد في قوله تعالى:) ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل مِنْسأَته (سبأ، 14. فالراغب بهذا المفهوم للدلالة يوسع المجال التطبيقي الإجرائي للعلاقة لتشمل أنماطاً سيميائية، هي: (الألفاظ، الإشارات، الرموز، الكتابة، الهيئة). ثم يركز على مسألة الدلالة القصدية وعدمها في العلامة، وقد كان مدركاً عندما جسد ذلك بصورة سيلمان –عليه السلام- كما ورد في الآية الكريمة –حيث ظل بعد وفاته عاماً منتصباً ومستنداً على منسأته (عصاه). هذه الهيئة أو النصبة كما يسميها الجاحظ (24)، أوّلها الجن بدلالة الحياة، لذلك كانت تعمل، وكأنها مأمورة. وبالتقادم الزمني أكلت الأرضة منسأته، فخر ساقطاً، وهذه الهيئة هي علامة موت وفناء، وهذه الصورة التي مثل بها الأصفهاني تنطبق على أي هيئة.
يتضح مما سبق أن التأويل وجد طريقه في الدراسات العربية، وبخاصة في الدراسات القرآنية، وقد اتسعت دائرته لدى الشيعة والمتصوفة والفلاسفة والمعتزلة وإخوان الصفا .. واتخذ بعضهم المصحف جلّه موضع تأويل، رغم اختلاف مستويات خطاب النص القرآني. وانتقى آخرون نصوصاً تخدم مقاصدهم المختلفة، إلا أنه يمكن القول: إن المفسرين على اختلاف مشاربهم استثمروا النصوص الوارد فيها التشبيه بكيفية صريحة أو مجازية.
ولم يقتصر منظور القدامى لمفهوم العلامة التأويلية على النص القرآني، وإنما تجاوز إلى كل ما له علاقة بالعمل الأدبي، فقد تعاملوا مع الإشارة الموحية، وهو نوع من الأساليب البلاغية التي تخرج إلى المعنى المجازي.
3 - طبيعة العلامة:
لقد اهتم الدارسون القدامى على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم العلمية، من لغويين وفلاسفة وعلماء أصول، بطبيعة العلامة من حيث هي شيء محسوس يدلّ على شيء مجرد غائب عن الأعيان. يقول ابن سينا: "إن الإنسان قد أوتي قوة حسية ترتسم فيها صور الأمور الخارجية .. فترتسم فيها ارتساماً ثانياً ثابتاً، وإن غابت عن الحس ... ومعنى دلالة اللفظ (هو) أن يكون إذا ارتسم في الخيال مسموع اسم، ارتسم في النفس معنى، فتعرف النفس أن هذا المسموع لهذا المفهوم، فكلما أورده الحس على النفس التفتت إلى معناه" (25).
إذا تدبرنا مفهوم ابن سينا لدلالة اللفظ نجده يتفق ومفهوم دوسوسير للعلامة. فالعلامة في منظور ابن سينا ثنائية المبنى، تتألف من مسموع، ومعنى (مفهوم). وبهذا التصور يلغى من مفهوم العلامة المرجع الذي تحيل إليه العلامة، وذلك ما نجده عند دوسوسير أيضاً، إذ تتألف العلامة عنده من صورة سمعية (دال) وصورة ذهنية أو تصور (مدلول). وهناك بعض العلماء يعدون المرجع طرفاً أساسياً في العلامة. من أولئك أبو حامد الغزالي الذي يرى أن الأشياء في الوجود لها أربع مراتب، إذ يقول: "إن للشيء وجوداً في الأعيان، ثم في الأذهان، ثم في الألفاظ، ثم في الكتابة. فالكتابة دالة على اللفظ، واللفظ دال على المعنى الذي في النفس، والذي في النفس هو مثال الوجود في الأعيان" (26). فالعلامة في نظر الغزالي تتألف من أطراف أربع أساسية، هي: الموجود في الأعيان، الموجود في الأذهان، الموجود في الألفاظ، الموجود في الكتابة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/175)
يبدو أن الغزالي قد أدرك أهمية اللغة في إبداع النظام التواصلي، إذ أن الإنسان يكيّف تعامله مع الواقع الخارجي، من خلال كفاءته العقلية التي تسمح له بابتكار النمط الترميزي الدال وفق التصور الحسي، وما يوفره المحيط الاجتماعي من إشارات ورموز ترتبط بعالم الأشياء المحسوسة. وقد أصبح هذا التصور لعالم الأشياء محوراً أساسياً في النظرية الدلالية الإحالية التي جاء بها ريتشاردز، ( Richards)، وأوجدن ( Ogden) في مؤلفهما ( The meaning of meaning)، أي: معنى المعنى، والذي أصدره سنة 1923م، حيث أشارا إلى أهمية التحليل المزدوج الذي يتناول العلاقة بين الألفاظ والأفكار من جهة، والأشياء المشار إليها من جهة ثانية.
وقد أوجزا فكرتهما في شكل مثلث، اشتهر في الدراسات الدلالية (27).
1
-الرمز: هو الدال، ويأتي كلمة مكتوبة أو منطوقة، تتألف من مجموعة وحدات صوتية. وهو يقابل اللفظ في التراث، ويقابل الدال عند دوسوسير. والعلاقة بين الرمز والمرجع علاقة غير معللة وغير مباشرة، ولا تتم إلا من خلال جانبي المثلث أي: المرجع-الفكرة-الرمز.
-الفكرة (المفهوم): وهي الصورة الذهنية التي تتراءى من خلال الدال، والفكرة تقابل المعنى أو المدلول عند دوسوسير. والعلاقة بين الرمز والفكرة هي علاقة سببية، أي أن الفكرة هي العلة في وجود الرمز.
-المرجع: وهو الواقع الخارجي (المشار إليه) الموجود في الأعيان. وهذا لا وجود له عند دوسوسير. ويقابل المشار إليه في تعريف أوجدن وريتشاردز.
فالعلاقة بين الموجود في الألفاظ (الرمز)، والموجود في الأذهان (الفكرة) علاقة سببية، أي: أن الدال يتطلب في ذهن المتلقي المدلول، كما أن المدلول يتطلب هو الآخر في ذهن المتكلم الدال الملازم له، لذلك فإن المفاهيم المستوحاة من المرجع الخارجي قابلة لأن تكون مشتركة بين أفراد المجتمع، بينما هذه الخاصية تفتقر إليها الموجودات في الألفاظ (الدوال) وارتباطها بالمدلولات؛ لأنها تواضعية اصطلاحية. وقد ذكر ذلك الغزالي بصريح قوله: "الموجود في الأعيان والأذهان لا يختلف باختلاف البلاد والأمم بخلاف الألفاظ والكتابة، فإنهما دالتان بالوضع والاصطلاح" (28).
نجد هذا المفهوم للعلامة بأطرافها المذكورة عند حازم القرطاجني، حيث يقول: "قد تبين أن المعاني لها حقائق موجودة في الأعيان، ولها صور موجودة في الأذهان ولها من جهة على ما يدل على تلك الصور من الألفاظ وجود في الأفهام والأذهان" (29). وتبعاً لهذه الرؤية، فإن كل العلامات تدرك من خلال تلك المستويات الثلاثة. ولهذا فإن المدلول هو معنى الإشارة، أي: أنه يمثل العلاقة الأفقية بين إشارة وأخرى. وهذا هو الذي يجعل المدلول إشارة أيضاً تحتاج إلى مدلول آخر يفسر غموضها ويزيح إبْهامها.
إن المعاني، بوصفها مدلولاً تدل على العلامات اللغوية، هي فيما يذهب إليه حازم القرطاجني "الصور الحاصلة في الأذهان عن الأشياء الموجودة في الأعيان" (30). وهذه الصور الحاصلة في الأذهان (المفاهيم الذهنية) ليست إلا محصلة لعملية إدراك الواقع الخارجي، وليست العلامات اللغوية إلا عبارة عن هذه الصور الذهنية المدركة. من هنا تتساوى العلامات المنطوقة بالعلامات المكتوبة، أي: أن الألفاظ تتحول في الذهن إلى مجموعة من الصور والمفاهيم. وبعبارة أخرى تتحول من وجود عيني محسوس إلى وجود ذهني متخيل، ثم تتحول من هذا الوجود الذهني المتخيل إلى معان صوتية، فرموز كتابية. يقول حازم القرطاجني: "كل شيء له وجود خارج الذهن فإنه إذا أدرك حصلت له صورة في الذهن تطابق ما أدرك منه، فإذا عبر عن تلك الصور الذهنية الحاصلة عن الإدراك، أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة الذهنية في أفهام السامعين وأذهانهم، فصار للمعنى وجود آخر من جهة دلالة الألفاظ. فإذا احتيج إلى وضع رسوم من الخط تدل على الألفاظ لمن لم يتهيأ لها سمعها من المتلفظ بها، صارت رسوم الخط تقيم في الأفهام هيئات الألفاظ، فتقوم بها في الأذهان صور المعاني، فيكون لها أيضاً وجود من جهة دلالة الخط على الألفاظ الدالة عليه" (31).
إن ما قدمه القرطاجني في هذا النص يقيم العلاقة بين الدلالات الصوتية والرموز الكتابية على أساس من الترابط الدلالي، حيث تجسد الرموز الكتابية هيئات الألفاظ في الأفهام. فإذا قامت هيئات الألفاظ في الأفهام تطلبت واستدعت الصورة الذهنية. والصورة الذهنية تشير بدورها إلى المدركات العينية الخارجية. وهكذا تجد العلاقات الدلالية قائمة على الترابط بين كل طرفين. وهذه العلاقات الدلالية عند القرطاجني يمكن تمثلها على النحو الآتي:
-الرموز الكتابية (دال) f الصورة السمعية للألفاظ (مدلول).
-الصورة السمعية للألفاظ (دال) f الصورة الذهنية (مدلول).
-الصورة الذهنية (دال) f الأعيان المدركة (مدلول).
وترى أن كل مدلول يصير بدوره دالاً؛ فالصورة السمعية للألفاظ تكون مدلولاً في علاقتها بالرموز الكتابية، ولكنها تصير دالاً في علاقتها بالصور الذهنية. والصور الذهنية تكون مدلولاً في علاقتها بالصورة السمعية، ولكنها تتحول إلى دال في علاقتها بالمدركات العينية الخارجية.
يتبع ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/176)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 02:20 م]ـ
4 - أنواع العلامات ومجالها الدلالي:
إذا كانت السيمياء تبدأ بالعلامة، فقد اهتم العلماء بتصنيف العلامات وتميزها وتعليلها من أجل إدراك مجال أوسع لماهيتها، وتوصلوا إلى أن النظام السيميائي للعلامة يتأسس على أنواع من العلامات، يمكن الإشارة إليها فيما يأتي:
1 - إذا نظرنا إلى العلامة من حيث طبيعة الدال فهي إما أن تكون لفظية أو غير لفظية (32).
2 - أما إذا نظرنا إلى العلامة اللفظية الوضعية أو الاصطلاحية، فهي لا تعدو أن تكون واحدة من ثلاث، وهي: المطابقة، والتضمن والالتزام. فإن لفظ "البيت" –مثلاً- يدل على معنى البيت بطريق المطابقة، ويدل على السقف بطريق التضمن، لأن البيت يتضمن السقف. وأما دلالة الالتزام فهي كدلالة لفظ السقف على الحائط، فهو كالرفيق الملازم الخارج عن ذات السقف الذي لا ينفصل عنه (33).
3 - وإذا نظرنا إلى العلامة من حيث طبيعة العلاقة القائمة بين طرفي الدال ( significant) والمدلول ( signifié)، فهي إما وضعية أو طبيعية أو عقلية (34). ويمكن توضيح هذه المفاهيم في الآتي:
أ-الوضعية: هي العلامة الاصطلاحية المتفق عليها في وسط اجتماعي، أو المتواضع عليها بين أفراد المجتمع، ويضم هذا النوع كل العلامات اللفظية.
فقد توصف الفتاة فتسمى غزالاً دلالة على رشاقتها، وقد تسمى حمامة، وزهرة، وقضيباً، .. وقد يسمى الرجل جملاً دلالة على صبره وتحمله المشاق، وقد يسمى ثوراً وسيفاً ونجماً، .. وبعض هذا النوع من العلامات يدخل في إطار المجاز.
ب-العلامة الطبيعية: المقصود بالعلامة الطبيعية هي تلك العلامة الناتجة عن أحداث طبيعية، سواء أكانت طبيعة اللفظ، أم طبيعة الحامل المادي للعلامة. فكل العلامات التي تعكس أصوات الطبيعة من خرير المياه، وحفيف الأشجار، وولولة الريح تنسحب ضمن هذا النوع، وكذلك الأصوات الملازمة للانفعالات، والتعبيرات الفيزيولوجية، كملامح الوجه، وتغير لونه من حالة إلى أخرى (35).
جـ-العلامة العقلية: المراد بها دلالة الأثر على المؤثر، كدلالة السحاب على المطر، والدخان على النار. فالعلاقة العقلية في التراث العربي تنحصر في علاقة السببية، أي: يجد العقل ثمة علاقة ذاتية بين طرفي الدال والمدلول.
إن العلامة بنمطها السيميائي ذات فضاء، ليس من السهل إخضاعه لثنائية الدال والمدلول، لأن العلامة في أساسها تتسم بدينامية وحركية، وبالأحرى فهي انزياحية، وتكتسب دلالتها من الوسط الاجتماعي.
5 - العلامة اللغوية والتحول الدلالي:
إن الألفاظ المفردة في التركيب "تجري مجرى العلامات والسمات ولا معنى للعلامة والسمة حتى يحتمل الشيء ما جعلت العلامة دليلاً عليه وخلافه" (36).
ولكن هذه العلامات اللسانية، لما تتميز بقابليتها للدخول في علاقات تركيبية، تتميز أيضاً بقابليتها للتحول الدلالي، بحيث تتحول العلامة في سياق معين إلى علامة ذات دلالة مركبة، يتحول مدلولها إلى دال باحثاً عن مدلول آخر. فإذا وصفت فتاة –مثلاً- في سياق معين بأنها نؤوم الضحى، فإن الصفة هذه تشير إلى مدلول آخر، هو أن الفتاة تنام حتى ترتفع الشمس في السماء. ولكن هذا المدلول يتحول إلى دال باحثاً عن مدلول، وهو أن الفتاة هذه مترفة، ولها من يخدمها.
وعبد القاهر الجرجاني وإن كان لا يتحدث عمّا يسمى بالتحول الدلالي، فإنه يتحدث عن المعنى ومعنى المعنى. فقد بين عبد القاهر الميدان الإجرائي للعلامة حين صنف الخطاب المنجز في الفكر الإنساني، فيقول: "الكلام على ضربين: ضرب أنت تصل منه إلى الغرض بدلالة اللفظ وحده، .. وضرب آخر أنت لا تصل منه إلى الغرض بدلالة اللفظ وحده، ولكن يدلك اللفظ على معناه الذي يقتضيه موضوعه في اللغة، ثم تجد لذلك المعنى دلالة ثانية تصل بها إلى الغرض .. أولاً ترى أنك إذا قلت: "هو كثير رماد القدر"، أو قلت: "طويل النجاد"، أو قلت في المرأة: "نؤوم الضحى"، فإنك في جميع ذلك لا تفيد غرضك الذي تعني من مجرد اللفظ، ولكن بذلك اللفظ على معناه الذي يوحيه ظاهره، ثم يعقل السامع من ذلك المعنى على سبيل الاستدلال معنى ثانياً (37).
وإذا تأملنا قول الجرجاني، فإننا نجده يماثل مفهوم بيرس للعلامة، من حيث قابلية التفسير، لأن تتحول إلى متوالية من العلامات، لها فضاء دلالي غير محدد فيقول: "المعنى ومعنى المعنى، تعني بالمعنى المفهوم من ظاهر اللفظ الذي تصل إليه بغير واسطة، ومعنى المعنى هو أن تعقل من لفظ معنى، ثم يقضي بك ذلك المعنى إلى معنى آخر" (38).
يفهم من هذا القول أن المعنى (المدلول)، قد يتحول إلى مبنى (دال) باحثاً عن مدلول آخر، أي: أن المعنى بحد ذاته إشارة تعود على موضوعها الذي أفرز المعنى.
الخاتمة:
يتضح من هذا البحث المتواضع، حول علم السيمياء في التراث العربي، أن القدامى قد تفطنوا في وقت مبكر إلى قيمة العلامة، من حيث هي حقيقة حسية تعود وتحيل إلى حقيقة مجردة غائبة. وكانت دراستهم التطبيقية تتمركز حول الدراسات القرآنية؛ فالقرآن هو الموجه والباعث الحقيقي للدرس السيميائي.
ولعلنا نكون في النهاية قد لفتنا أنظار الدارسين إلى أهمية علم السيمياء فيما يمكن أن يفتح لنا من مداخل، تمكننا من إعادة قراءة التراث بكل جوانبه ومناحيه قراءة جديدة، فنعيد اكتشاف ذاتنا الثقافية والحضارية من خلاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/177)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 02:20 م]ـ
الهوامش:
(1) -ينظر، عبد العزيز بن عبد الله، التعريب ومستقبل اللغة العربية، معهد البحوث والدراسات العربية، 1975، ص 78، 79.
(2) -ينظر، ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، (د. ت)، 12/ 311، 312، مادة (سوم).
(3) -ذكره الجوهري في الصحاح، دار العلم للملايين، بيروت، ط3، 1984، 5/ 1956، (سوم). وابن منظور، لسان العرب، 12/ 312، (سوم).
(4) -ينظر، عبد العزيز بن عبد الله، الدلالة المقارنة في خدمة تاريخ الحضارة المقارن، مجلة اللسان العربي، العدد 23، الدورة المالية 1982، 1983، ص166.
(5) - Greimas. couteé sémiotique. Hedrette. Paris. 1979. p 339
(6)- جميل حمداوي، مجلة عالم الفكر، الكويت، المجلد 25، العدد 3، مارس 1997، ص79.
(7) -المرجع السابق، ص 79.
(8) -بيير جيرو، علم الإشارة –السيميولوجيا- ترجمه عن الفرنسية منذر عيّاشي، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق، ط1، 1988، ص 23.
(9) -ينظر، المرجع السابق، ص 23.
(10) -ينظر، حنون مبارك، دروس في السيميائيات، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب،
ط1، 1987، ص29 وما بعدها.
(11) -مازن الوعر، مقدمة علم الإشارة –السيميولوجيا- لبييرجيور، ص9.
(12) -ينظر، ترنس هوكز، البنيوية وعلم الإشارة، ترجمة مجيد الماشطا، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1986، ص113.
(13) -بيير جيرو، علم الإشارة، السيميولوجيا، ص 23، 24.
(14) - C. Peirce, Iettrs to welby, ed. i. Clieb, New haven, 1953, p 32.
(15)-C. Peirce, colle ceted papers, vol 2, combridge, mass, 1960, p156.
(16)- القاضي عبد الجبار، المغني، تحقيق تحت إشراف طه حسين إبراهيم مدكور، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، مصر، 1960 - 1965، ص 186.
(17) -الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن ت: محمد أحمد خلف الله، مكتبة الأنجلو المصرية، (د، ت)، مادة (فقه).
(18) -ينظر، مازن الوعر، مقدمة علم الإشارة، لبيير جيرو، ص 10.
(19) -ينظر، عبد العزيز بن عبد الله، التعريب ومستقبل اللغة، ص 78 - 79.
(20) -الجرجاني، كتابة التعريفات، ت: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1985، ص 139.
(21) -ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر، 1979، 2/ 259، مادة (دل).
(22) -أبو هلال العسكري، الفروق في اللغة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط4، 1963، ص13.
(23) -الراغب الأصفهاني، مفردات في غريب القرآن، مادة (دل).
(24) -الجاحظ، البيان والتبيين، ت: عبد السلام محمد هارون، ط3، (د، ت)، 1/ 76.
(25) -ابن سينا، العبارة، ت: محمود الخضيري، القاهرة، 1970، ص3، 4.
(26) -الغزالي، معيار العلم، ت: سليمان دنيا-دار المعارف، القاهرة، ط2، (د، ت)، ص، 35، 36.
(27) -ينظر، كمال البشر، دراسات في علم اللغة، القسم الثاني، دار المعارف بمصر، ط3، 1971، ص159.
(28) -الغزالي، معيار العلم، ص،75، 76.
(29) -حازم القرطاجني، منهاج البلغاء، وسراج الأدباء، ت: محمد الحبيب بن الخوجة، دار الكتب الشرقية، تونس، 1966، ص19.
(30) -ينظر المصدر السابق، ص، 18.
(31) -ينظر، المصدر السابق، ص، 18، 19.
(32) -ينظر، عادل فاخوري، علم الدلالة عند العرب، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1985، ص، 13 - 37.
(33) -الغزالي، المستصفى من علم الأصول، ت: محمد مصطفى أبو العلاء، شركة الطباعة الفنية المتحدة، 1971، ص41، ماهر مهدي هلال، حرس الألفاظ ودلالتها في البحث البلاغي والنقدي عند العرب، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1980، ص، 286.
(34) -ينظر، الآمدي، الإحكام في أصول الأحكام، مؤسسة الحلبي وشركائه، القاهرة، 1967، 1/ 17.
(35) -عادل فاخوري، علم الدلالة عند العرب، ص18 وما بعدها.
(36) -الجرجاني، دلائل الإعجاز، دار المعرفة، بيروت، 1984، ص 202.
(37) -المصدر السابق، ص 262، 263.
(38) -المصدر السابق، ص 203.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 02:24 م]ـ
نحن نثق بعلمكم ولذلك نعلم أنكم سوف تأخذون من هذا المقال ما صَفَا منه، وتدَعون ما كَدر.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 02:42 م]ـ
- الأخ الكريم المبدع فاروق الفاسي ... وفقه الله
جزاكم الله خيراً على هذه الإفادات، وليست بأول بركاتكم العلمية.
____________________________________________
- تتمَّة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/178)
- وقال ابن خلدون رحمه الله أيضاً في مقدِّمته (1/ 655 - 664): ((الفصل الثامن والعشرون: في علوم السحر والطِّلِّسْمات:
وهي علومٌ بكيفيَّة استعدادات تقتر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصِر، إما بغير معينٍ، أو بمعينٍ، من الأمور السماوية، والأول هو السِّحر، والثاني هو الطلِّسمات.
ولما كانت هذه العلوم مهجورةً عند الشرائع، لما فيها من الضرر، ولما يُشتَرطُ فيها من الوجهة إلى غير الله، من كوكبٍ أو غيره =كانت كتبها كالمفقودة بين الناس ...
ثم ظهر بالمشرق ((جابر بن حيَّان))، كبير السحرة في هذه الملَّة، فتصفَّح كتب القوم، واستخرجَ الصناعة، وغاص في زبدتها، واستخرجها، ووضع فيها غيرها من التآليف، وأكثر الكلام فيها وفي صناعة ((السيمياء))؛ لأنها من توابعها، لأنَّ إحالة الأجسام النوعية من صورةٍ إلى أخرى إنما تكون بالقوَّة النفسية، لا بالصناعة العمليَّة، فهو من قبيل السحر، كما نذكره في موضعه.
ثم جاء مسلمة بن أحمد المجريطي إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريَّات فلخَّص جميع تلك الكتب وهذَّبها وجمع طرقها في كتابه الذي سمَّاه (غاية الحكيم)، ولم يكتب أحدٌ في هذا العلم بعده.
- والنفوس الساحرة على مراتب ثلاثٍ يأتي شرحها، فأوَّلها: المؤثِّرة بالهمَّةِ فقط من غير آلةٍ ولا معينٍ، وهذا هو الذي تسمِّيه الفلاسفة: السحر.
والثاني: بمعينٍ، من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواصِّ الأعداد، ويسمُّونه الطلِّسْمات، وهو أضعف رتبةً من الأول.
والثالث: تأثيرٌ في القوى المتخيَّلة، يعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المتخيَّلة فيتصرَّفُ فيها بنوعٍ من التصرُّف، ويلقي فيها أنواعاً من الخيالات والمحاكاة، وصوراً ممَّا يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحسِّ من الرائين بقوَّة نفسه المؤثرة فيه، فينظر الرَّاؤن كأنها في الخارج، وليس هناك شيءٌ من ذلك؟ ! ...
ويسمَّى هذا عند الفلاسفة: الشعوذة أو الشعبذة؟!)). انتهى المقصود منه.
- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
.
.
.(36/179)
هل صحيح ما قاله العلامة بكر أبو زيد؟ واكان كذلك فلا يقبل النسخ بل هو حكم مؤبد فهل نص أ
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 04, 11:48 م]ـ
من منكم وقف على تحرير لهذا الكلام الذي قاله الشيخ بكر أبوزيد وحاصله أن ما توعد عليه بلعن أو غضب أونار فهو من الكبائر _وهذالا إشكال فيه_ لكنه قال:واكان كذلك فلا يقبل النسخ بل هو حكم مؤبد فهل نص أحد من الأئمة على أن هذه القاعدة مطردة؟
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 01:26 ص]ـ
المتكلم محمد رشيد /
لا أعلم لذلك نقل عن أحد من المتقدمين من أهل العلم، و لكن أقرب الأوجه عندي ـ و إن كان فيه نظر ـ أن الإعلام بالكبيرة هو من باب الأخبار التي لا تقبل النسخ أو مما يتعلق بالتوحيد و أصول الدين كالإخبار بعظمة الله تعالى، فكان الإخبار بالكبيرة إخبارا بمعارضة ارتكابها لتعظيم الله تعالى وشعائره ....
فكان إلى باب التوحيد و الأخبار أقرب منه إلى الأحكام القابلة للنسخ، و لكن هذا فيه نظر عندي لكون بعض الأحكام التي كانت جائزة صارت من الكبائر كنكاح المتعة، فلو كان فعلها ينافي التعظيم أو كان إخبارا لكانت كذلك قبل النسخ و لما جاز في حقها النسخ، و لكن الواقع أنها نسخت ... فالله تعالى أعلم
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 02:24 ص]ـ
هذا لايستقيم أخي لأنه حتى الصغيرة على مقتضى كلامك يكون تحريمها من باب الإخبار بأنها تناقض تعظيم شعائر الله.(36/180)
ما درجة هذا الحديث؟؟ أخرج الحاكم في المستدرك عن معاوية قال: ملك الارض اربعة, سليمان بن
ـ[أمين هشام]ــــــــ[30 - 09 - 04, 01:49 ص]ـ
أخرج الحاكم في المستدرك عن معاوية قال: ملك الارض اربعة, سليمان بن داود وذو القرنين, ورجل من حلوان ورجل آخر ....
ما درجة الحديث, يرحكم الله؟؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 06:16 ص]ـ
بحثت عنه في ((المستدرك)) فلم أهتد إليه، فلعلك تنقل الإسناد، وجزاك الله خيراً.
ـ[مريم محمد حسن]ــــــــ[30 - 09 - 04, 07:08 ص]ـ
أخرجه الحاكم، في المستدرك 2/ 645 (4143) قال:
حدثنا علي بن حمشاد العدل حدثنا الحسين بن الفضل البجلي حدثنا إسماعيل بن أبان الأزدي حدثني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو بن عبد الله الوادعي قال سمعت معاوية يقول ملك الأرض أربعة سليمان بن داود وذو القرنين ورجل من أهل حلوان ورجل آخر فقيل له الخضر فقال لا
إسناده ضعيفٌ، أولا هو موقوف من قول معاوية.
وثانيا: أبو إسحاق لم يصرح بالسماع، وزكريا بن أبي زائدة سماعه من أبي إسحاق بأخرة.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 03:42 م]ـ
سند الحديث: (المستدرك 2/ 582) الطبعة القديمة
حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا الحسين بن الفضل البجلي، حدثنا إسماعيل بن أبان الأزدي، حدثني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن عبد الله الوادعي قال:
سمعت معاوية يقول:
ملك الأرض أربعة: سليمان بن داود، وذو القرنين، ورجل من أهل حلوان، ورجل آخر.
فقيل له: الخضر؟
فقال: لا.
قال ابن حجر في الفتح:
وأخرج الزبير بن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه عن سفيان الثوري قال: بلغني أنه ملك الدنيا كلها أربعة: مؤمنان وكافران، سليمان النبي عليه السلام وذو القرنين ونمرود وبختنصر.
ورواه وكيع في تفسيره عن العلاء بن عبد الكريم سمعت مجاهدا يقول: ملك الأرض أربعة فسماهم.
وذكر السيوطي في الذر المنثور
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر، عن مجاهد رضي الله عنه قال: إن ذا القرنين ملك الأرض كلها إلا بلقيس صاحبة مأرب،
وأخرج السيوطي في الحاوي أحاديث المهدي التي جمعها أبو نعيم، وزاد عليها: وهو ما رمز له ب (ك)
وأخرج (ك) ابن الجوزي في تاريخه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك الأرض أربعة مؤمنان و كافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان والكافران نمروذ وبخت نصر وسيملكها خامس من أهل بيتي.
هذا ما تيسر إلى الآن، وأمهلونا شيئا من الوقت للبحث في الموضوع(36/181)
هل ذهب إلى هذا أحد من أهل العلم قول ابن عبدالبر بأن هناك نهي تحريم ونهي أدب
ـ[أبو مروة]ــــــــ[30 - 09 - 04, 02:36 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
يقسم الحافظ ابن عبد البر النمري في كتابه: "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد" ما جاء من نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى قسمين:
ـــ نهي تحريم، وهو الأصل عنده، مثل النهي عن نكاح الشغار، وعن نكاح المحرم، وعن نكاح المرأة على عمتها وخالتها، وعن قليل ما أسكر كثيره
ـــ نهي "على جهة الأدب وحسن المعاملة والإرشاد إلى المرء" وذلك مثل نهيه صلى الله عليه وسلم عن أن يمشي المرء في نعل واحدة، وأن يقرن بين ثمرتين في الأكل، وأن يأكل من رأس الصحفة، وغيره كثير. ونسب إلى البعض أن "من فعل (هذا) فلا حرج". (1/ 140 ـ 141).
فهل هناك من أهل العلم من ذهب إلى مثل هذا الكلام؟ وما رأي الأساتذة والإخوة الأفاضل؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 03:25 ص]ـ
أخي الكريم كتب علماء الأصول مليئة بذلك كما لا يخفى عليك، والنهي الثاني هو ما يعبر عنه الفقهاء والأصوليون بالمكروه، أو بنهي التنزيه.
كما أن الأمر يكون للوجوب في الغالب، ويكون للاستحباب، ويكون للإباحة أحيانا، ويكون للتحذير، ويكون للإهانة وأوصله العلماء إلى بضعة عشر حالة، كما هو مبسوط في كتب الأصوليين.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 10:19 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19400&highlight=%C7%E1%D4%ED%D8%C7%E4
ـ[أبو مروة]ــــــــ[30 - 09 - 04, 02:25 م]ـ
جزى الله جميع الإخوة على توضيحاتهم، لكني أظن أن ابن عبد البر لا يقصد من نهي الأدب والإرشاد ما حكم تركه الاستحباب (أو ما حكمه الكراهة)، بدليل إشارته إلى أن من أهل العلم من قال "من فعل هذا فلاحرج". وما لا حرد في فعله هو المباح وليس المستحب. وأظن أنه ذكر ذلك في مواضع من كتابه التمهيد، لكنه ليس معي الآن فأنقل قوله. وهل هذا من جنس ما يسميه الأصوليون أمر إرشاد ونهي إرشاد. وهو أمر (أو نهي) لمصالح الدنيا، بينما أمر الاستحباب (ونهي الاستحباب) هو لمصالح الآخرة. وهذا التقسيم لدى ابن عبد البر في ظاهره لم يقل به من أهل العلم أحد فيما أعلم. والله أعلم وأحكم
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 12:25 ص]ـ
وجدت نصا آخر لابن عبد البر النمري في التمهيد (13/ 93) يفرق فيه بين ما هو إرشاد من السنة وما هو من باب الديانة، فقد علق على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم ” بقوله: “ وفيه دليل على أن من نهيه عليه السلام ما يكون أدبا ورفقا وإحسانا إلى أمته ليس من باب الديانة، ولو نهى عن الغيلة كان ذلك وجه نهيه والله أعلم".
ووجدت أيضا الزركشي في البحر المحيط (2/ 356) يفرق بين الندب والإرشاد “بأن المندوب مطلوب لمنافع الآخرة والإرشاد لمنافع الدنيا، والأول فيه الثواب، والثاني لا ثواب فيه”.
فالموضوع دقيق أرجو الإعانة على تتبع أقوال العلماء فيه، وتتبع الأمثلة التي سردوها حول الموضوع ـ إن وجدت ـ، وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 12:27 م]ـ
أخي أبا مروة حفظه الله:
إن ما عبر عنه ابن عبد البر ب"الديانة" هو ما كان فيه تبليغ عن الله، وكان فيه تشريع للأمة، فالنبي في هذا مؤيد بالوحي، ولهذا كان القرآن ينزل فيصحح ويوجه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في غير ما حادثة،
مثل:
مسألة الأسرى، ومسألة درع قتادة بن النعمان الذي سرقه طعمة بن أبيرق، مسألة الأعمى .....
والذي عبر عنه ابن عبد البر "بالإرشاد" هو ما كان صادرا من باب اجتهاده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وما كان من قبيل بشريته.
مثال:
مسألة ماء بدر وقصته مع الحباب بن المنذر، مسألة تأبير النخل، مسألة: عدم التلقي للضّوال من الإبل وإلا ما كان لعثمان أن يخالف النص إلا لأنه علم أن نهيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، كان من هذا القبيل. وقصة قضائه بين الناس لحديث أم سلمة "إنما أنا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إلي ولعل أحدكم ألحن بحجة من الآخر .... الحديث"
هذا هو الفرق بين ما كان من قبيل التبليغ عن الله، (الداينة) في تعبير ابن عبد البر، وبين ما كان من قبيل بشريته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واجتهاده - بأبي هو وأمي_.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:22 م]ـ
العلماء رحمهم الله يفرقون في أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم بين ما كان منها على سبيل التشريع، وما كان على سبيل الارشاد، وما كان منها على سبيل القضاء، وما كان منها على سبيل الحكم والامامة.
وهذا التقسيم مقرر عند أهل العلم رحمهم الله وقد بسطه المتكلمون في المقاصد مثل الشاطبي وغيره.
وان أردت الاحالة على ملئ في هذا الباب ففي كتاب الطاهر بن عاشور رحمه الله (مقاصد الشريعة) تجد بغيتك بأذن الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/182)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:29 م]ـ
أما على كلام ابن عبدالبر الذي في رأس الموضوع ومبتداه وهو قوله رحمه الله:
(نهي "على جهة الأدب وحسن المعاملة والإرشاد إلى المرء" وذلك مثل نهيه صلى الله عليه وسلم عن أن يمشي المرء في نعل واحدة، وأن يقرن بين ثمرتين في الأكل، وأن يأكل من رأس الصحفة، وغيره كثير. ونسب إلى البعض أن "من فعل (هذا) فلا حرج".).
فهذا والله أعلم ما كان مترددا بين ان يكون نهي تشريع ولو (كراهة) لان الكراهة نهي تشريع، وما كان نهي أرشاد.
لان نهي الادب من قسم المكروه شرعا، وليس من قسم الارشاد.
ولذلك قال ابن عبدالبر رحمه الله: ونسب إلى البعض أن "من فعل (هذا) فلا حرج.
فهذا البعض هم من قال ان نهي الارشاد ليس فيه كراهة ولا حرج لانه من قبيل الارشاد بخلاف نهي الكراهة ففيه الحرج وليس فيه الاثم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:33 م]ـ
العلماء رحمهم الله يفرقون في أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم بين ما كان منها على سبيل التشريع، وما كان على سبيل الارشاد، وما كان منها على سبيل القضاء، وما كان منها على سبيل الحكم والامامة.
وفي الصنفين الأخيرين عليكم بكتاب القرافي رحمه الله: "الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام"، وإن وجدته بتحقيق عبد الفتاح أبي غدة كان أفضل.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:45 م]ـ
ومن المسائل التى وقع فيها الاختلاف بين أهل العلم من أي الاقسام هي وقد ذكرها من تقدم كالطاهر وغيره، مسألة السلب، من قتل قتيلا فله سلبه.
هذه المسألة البعض (وهو الصحيح للدليل الاثري) جعلها من قبيل التشريع فصار حكما عاما في الشريعة فلا يدخل السلب في الغنيمة والقسمة، الا أذا كان غير معتاد ككيس ذهب كثير او مبلغ مليون ريال مثلا؟ (على الصحيح).
أما ما كان معتادا كمنطقة ذهب او سلاح الكافر وتجهيزاته وان كانت غالية كالمنظار الليلي والسكين وغيرها فهذه لقاتله سلبه ولاتدخل في القسمة.
ولكن ذهب الامام مالك رحمه الله وبعض أهل العلم الى انها من ضمن الغنيمة ومن أخذها فهو غال وهي للامام وداخلة في قسمة الغنيمة!
لماذا مع ثبوت النص؟ لان الامام مالك جعله من حكم الامامة في ذلك الوقت وليست من قبيل التشريع وانما وجد سببها في ذلك الوقت ففعهلا الامام وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهذه مسألة فروعية مبنية على هذا الاصل في التفريق والامثلة كثيرة جدا في هذا الباب.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:54 م]ـ
لا حرمنا الله فوائدك يا شيخ المتمسك بالحق
بدأت بكتابة مسألة سلب القتيل حتى فوجئت بها مزبورة أمامي.
إن الإمام مالك علق أخذ سلب القتيل بإذن الإمام، فالإمام يقدر المصلحة والمفسدة فإن رأى أن ذلك يحفز المجاهدين على الصمود في القتال لصعوبة الموقف، أذن لهم بأخذ السلب. لأنه يرى أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فعل ذلك من قبل إمامته، أو قُل بصفته قائدا للجيش. لا من قبل التشريع العام للأمة، ولذلك فالأمر له في هذه الأمور.
وهو الرأي الذي ترجح عندي، ولمن تعمق في حقيقة هذه المسألة. وهذا ليس عدولا عن النص إنما هو فهم له، وهو من قبيل أن "الحكم يدور مع علته وجودا وعدما"
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 03:28 م]ـ
أخي الحبيب الفاضل مصطفى الفاسي المغربي حفظه الله.
المسألة طويلة الذيول كما تعلم، وفيها تفصيل حتى عند من قال ان السلب من الحكم التشريعي، مثلا عند أصحابنا الحنابلة من المشهور ان السلب يكون حين المبارزة فقط؟ لكن هذا القول فيه بعد.
وقد قال بان السلب للقاتل مطلقا الشافعية والحنابلة و خالفهم في ذلك الحنفيه والمالكية وفيها أقوال أخر.
والقول الاظهر من ذلك ان هذا حكما شرعيا عاما ليس أمره الى الامام ولا يحتاج الى أذنه، الا ان يحصل ما يوجب ان يمنع الامام هذا الامر فلا حجر حينها من منعه كما يحصل ان يحتاج الامام الى منع (السبي) لنساء المشركين والكافرين لحاجة، كما حصل في هذه الازمنة اما غير ذلك فالسلب للقاتل مبارزا كان او غير مبارز صبيا كان او كبيرا امراة مسلمة او رجلا ولا يصح تخميسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/183)
وسوف أذكر بعض الادلة الدالة على ان هذا الامر كان متفق عليه عند الصحابة مشتهر عندهم وباقي الادلة معروفة مبسوطة في مظانها.
فمن الادلة على اشتهار ذلك عند الصحابة منها ما ذكره ابن عبدالبر عن عبدالزاق (وهو في مصنفه) عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: (بارز البراء بن مالك مرزبان فقتله وأخذ سلبه فبلغ سلبه ثلاثين الف قبلغ ذلك عمر فقال لابي طلحه إن كنا لانخمس السلب و إن سلب البراء قد بلغ مالا كثيرا ولا أرنا الاخامسيه).
ورواه ابن ابي شبية عن ابن سيرين عن أنس بمعناه، قال محمد فحدثني انس أنه اول سلب (خمس) في الاسلام وعند عبدالرزاق عن ابن جريج قال سمعت نافعا مولى بان عمر يقول: (لم نزل نسمع إذا التقى السملون والكفار فقتل رجلا من الكفار فان سلبه له).
وقد رواها ابن حزم رحمه الله باسناده.
قال الشافعي رحمه الله في الأم:
قال أبو حنيفة في الرجل يقتل الرجل ويأخذ سلبه لا ينبغي للإمام أن ينفله إياه لأنه صار من الغنيمة.
و قال الأوزاعي مضت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {من قتل علجا فله سلبه} وعملت به أئمة المسلمين بعده إلى اليوم.
وقال أبو يوسف حدثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم أنه قال إذا نفل الإمام أصحابه فقال من قتل قتيلا فله سلبه فهو مستقيم جائز وهذا النفل وأما إن لم ينفل الإمام شيئا من هذا فلا ينفل أحد دون أحد والغنيمة كلها بين جميع الجند على ما وقعت عليه المقاسم وهذا أوضح وأبين من أن يشك فيه أحد من أهل العلم.
(قال الشافعي) القول فيها ما قال الأوزاعي وأقول قوله.
أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن كثير بن أفلح عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين {من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه}. (قال الشافعي) رحمه الله تعالى: وهذا حديث ثابت صحيح لا مخالف له علمته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه دلالة على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما قاله بعد تقضي الحرب لأنه وجد سلب قتيل أبي قتادة في يدي رجل فأخرجه من يديه وهذا يدل على خلاف قول أبي حنيفة لأن الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل هذا قبل الحرب إنما قاله بعد تقضي الحرب.
وممن اطال الكلام في هذه المسألة ابن حزم في المحلى وابن عبدالبر في التمهيد وغيرهم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 04:37 م]ـ
ومن الادلة على أشتهار هذا الامر، ما ذكره الحافظ في الفتح قال: روى الحاكم والبيهقي بإسناد صحيح عن سعد ابن أبي وقاص: (أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد تعال بنا ندعو، فدعا سعد فقال: اللهم ارزقني رجلا شديدا بأسه فأقاتله ويقاتلني ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه).
وكما روى أحمد بإسناد قوي عن عبد الله بن الزبير قال: (كانت صفية في حصن حسان بن ثابت يوم الخندق - فذكر الحديث في قصة قتلها اليهودي، وقولها لحسان - أنزل فأسلبه؛ فقال: ما لي بسلبه حاجة) انتهى.
وقول الاوزاعي ان هذا عمل ائمة المسلمين، قلت: من قديم وحديث، هو الصواب وأهل الشام بل و الاوزاعي من أعلم الناس بالمغازي كما ذكر ذلك غير واحد كشيخ الاسلام و غيره.
وهذا هو الذي يكاد يقطع به المتأمل لسير الناس في غزواتهم ولايعلم ان الامام كان يلزمه قبل كل غزاة او بعدها ان يبيح السلب للقاتل من المسلمين. وهذا المتواتر من أحوال الناس في الغزو والمحاربة.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[05 - 10 - 04, 05:54 م]ـ
اخواني في الله أحب أن شارككم في موضوع السلب بنقل التالي من كتاب المغني لبن قدامه فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
قال رحمه الله مسألة:
قال (ومن قتل أحدا منهم مقبلا على القتال , فله سلبه غير مخموس قال ذلك الإمام أو لم يقل)
و في هذه المسألة: فصول ستة:
الفصل الأول أن القاتل يستحق السلب في الجملة ولا نعلم فيه خلافا
والأصل فيه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (من قتل كافرا فله سلبه) رواه جماعة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منهم أنس وسمرة بن جندب , وغيرهما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/184)
وروى أبو قتادة قال: (خرجنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عام حنين فلما التقينا , رأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين فاستدرت له حتى أتيته من ورائه فضربته بالسيف على حبل عاتقه ضربة , فأدركه الموت ثم إن الناس رجعوا وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من قتل قتيلا له عليه بينة , فله سلبه قال: فقمت فقلت: من يشهد لي؟ فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ما لك يا أبا قتادة فاقتصصت عليه القصة فقال رجل من القوم: صدق يا رسول الله سلب ذلك القتيل عندي , فأرضه منه فقال أبو بكر الصديق: لا ها الله إذا تعمد إلى أسد من أسد الله تعالى يقاتل عن الله وعن رسوله , فيعطيك سلبه فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: صدق فأسلمه إليه قال: فأعطانيه) متفق عليه.
وعن أنس قال (قال: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم حنين: من قتل قتيلا , فله سلبه) فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا فأخذ أسلابهم رواه أبو داود.
أن السلب للقاتل في كل حال , إلا أن ينهزم العدو وبه قال الشافعي وأبو ثور وداود , وابن المنذر
وقال مسروق: إذا التقى الزحفان فلا سلب له إنما النفل قبل وبعد ونحوه قول نافع كذلك
قال الأوزاعي , وسعيد بن عبد العزيز وأبو بكر بن أبي مريم السلب للقاتل ما لم تمتد الصفوف بعضها إلى بعض , فإذا كان كذلك فلا سلب لأحد
(ترجيح ابن قدامه) ولنا عموم قوله عليه السلام: (من قتل قتيلا , فله سلبه).
ولأن أبا قتادة إنما قتل الذي أخذ سلبه في حال التقاء الزحفين ألا تراه يقول: فلما التقينا رأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين.
وكذلك قول أنس: فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم وكان ذلك بعد التقاء الزحفين , لأن هوازن لقوا المسلمين فجأة فألحموا الحرب قبل أن تتقدمها مبارزة.
وروى سعيد: حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو , عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: غزونا إلى طرف الشام , فأمر علينا خالد بن الوليد فانضم إلينا رجل من أمداد حمير فقضى لنا أنا لقينا عدونا , فقاتلونا قتالا شديدا وفي القوم رجل من الروم على فرس له أشقر , وسرج مذهب ومنطقة ملطخة وسيف مثل ذلك , فجعل يحمل على القوم ويغري بهم فلم يزل المددى يحتال لذلك الرومي حتى مر به , فاستقفاه فضرب عرقوب فرسه بالسيف ثم وقع , فأتبعه ضربا بالسيف حتى قتله فلما فتح الله الفتح أقبل بسلب القتيل وقد شهد له الناس أنه قاتله , فأعطاه خالد بعض سلبه وأمسك سائره فلما قدم المدينة استعدى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدعا خالدا , فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ما منعك يا خالد أن تدفع إلى هذا سلب قتيله؟ " قال: استكثرته له قال: " فادفعه إليه " وذكر الحديث رواه أبو داود.
أنه إنما يستحق السلب بشروط أربعة:
أحدها أن يكون المقتول من المقاتلة الذين يجوز قتلهم فأما إن قتل امرأة , أو صبيا أو شيخا فانيا أو ضعيفا مهينا , ونحوهم ممن لا يقاتل لم يستحق سلبه لا نعلم فيه خلافا وإن كان أحد هؤلاء يقاتل استحق قاتله سلبه , لأنه يجوز قتله ومن قتل أسيرا له أو لغيره لم يستحق سلبه لذلك.
الثاني أن يكون المقتول فيه منعة , غير مثخن بالجراح فإن كان مثخنا بالجراح فليس لقاتله شيء من سلبه وبهذا قال مكحول , وجرير بن عثمان والشافعي لأن معاذ بن عمرو بن الجموح أثبت أبا جهل وذفف عليه ابن مسعود , فقضى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ولم يعط ابن مسعود شيئا وإن قطع يدي رجل ورجليه وقتله آخر , فالسلب للقاطع دون القاتل لأن القاطع هو الذي كفى المسلمين شره وإن قطع يديه أو رجليه وقتله الآخر فالسلب للقاطع , في أحد الوجهين لأنه عطله فأشبه الذي قتله والثاني سلبه في الغنيمة لأنه إن كانت رجلاه سالمتين , فإنه يعدو ويكثر وإن كانت يداه سالمتين فإنه يقاتل بهما , فلم يكف القاطع شره كله ولا يستحق القاتل سلبه لأنه مثخن بالجراح وإن قطع يده ورجله من خلاف فكذلك وإن قطع إحدى يديه وإحدى رجليه , ثم قتله آخر فسلبه غنيمة ويحتمل أنه للقاتل لأنه قاتل لمن لم يكف المسلمين شره وإن عانق رجل رجلا فقتله آخر , فالسلب للقاتل وبهذا قال الشافعي وقال الأوزاعي: هو للمعانق ولنا قول النبي ـ صلى الله عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/185)
وسلم ـ: (من قتل قتيلا فله سلبه) ولأنه كفى المسلمين شره , فأشبه ما لو لم يعانقه الآخر وكذلك لو كان الكافر مقبلا على رجل يقاتله فجاء آخر من ورائه , فضربه فقتله فسلبه لقاتله بدليل قصة قتيل أبي قتادة الثالث , أن يقتله أو يثخنه بجراح تجعله في حكم المقتول قال أحمد: لا يكون السلب إلا للقاتل وإن أسر رجلا لم يستحق سلبه سواء قتله الإمام أو لم يقتله وقال مكحول: لا يكون السلب إلا لمن أسر علجا أو قتله.
وقال القاضي: إذا أسر رجل , فقتله الإمام صبرا فسلبه لمن أسره لأن الأسر أصعب من القتل فإذا استحق سلبه بالقتل , كان تنبيها على استحقاقه بالأسر قال: وإن استبقاه الإمام كان له فداؤه أو رقبته وسلبه , لأنه كفى المسلمين شره
(ترجيح ابن قدامه) ولنا أن المسلمين أسروا أسرى يوم بدر فقتل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عقبة والنضر بن الحارث , واستبقى سائرهم فلم يعط من أسرهم أسلابهم ولا فداءهم , وكان فداؤهم غنيمة ولأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنما جعل السلب للقاتل وليس الآسر بقاتل ولأن الإمام مخير في الأسرى , ولو كان لمن أسره كان أمره إليه دون الإمام الرابع أن يغرر بنفسه في قتله , فأما إن رماه بسهم من صف المسلمين فقتله فلا سلب له قال أحمد: السلب للقاتل إنما هو في المبارزة , لا يكون في الهزيمة وإن حمل جماعة من المسلمين على واحد فقتلوه فالسلب في الغنيمة لأنهم لم يغرروا بأنفسهم في قتله وإن اشترك في قتله اثنان فظاهر كلام أحمد أن سلبه غنيمة , فإنه قال في رواية حرب: له السلب إذا انفرد بقتله وحكى أبو الخطاب عن القاضي , إنهما يشتركان في سلبه لقوله: (من قتل قتيلا فله سلبه) وهذا يتناول الواحد والجماعة ولأنهما اشتركا في السبب , فاشتركا في السلب
(ترجيح ابن قدامه) ولنا أن السلب إنما يستحق بالتغرير في قتله ولا يحصل ذلك بقتل الاثنين , فلم يستحق به السلب كما لو قتله جماعة ولم يبلغنا أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرك بين اثنين في سلب فإن اشترك اثنان في ضربه , وكان أحدهما أبلغ في قتله من الآخر فالسلب له لأن أبا جهل ضربه معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ ابن عفراء , وأتيا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبراه فقال: (كلاكما قتله وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح)
وإن انهزم الكفار كلهم فأدرك إنسان منهزما منهم , فقتله فلا سلب له لأنه لم يغرر في قتله وإن كانت الحرب قائمة فانهزم أحدهم فقتله إنسان , فسلبه لقاتله لأن الحرب فر وكر وقد قتل سلمة بن الأكوع طليعة للكفار وهو منهزم (فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: من قتله؟ قالوا: سلمة بن الأكوع قال: له سلبه أجمع) وبهذا قال الشافعي وقال أبو ثور وداود , وابن المنذر: السلب لكل قاتل لعموم الخبر واحتجاجا بحديث سلمة هذا
(ترجيح ابن قدامه) ولنا أن ابن مسعود ذفف على أبي جهل , فلم يعطه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سلبه وأمر بقتل عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث صبرا ولم يعط سلبهما من قتلهما , وقتل بني قريظة صبرا فلم يعط من قتلهم أسلابهم وإنما أعطى السلب من قتل مبارزا , أو كفى المسلمين شره وغرر في قتله والمنهزم بعد انقضاء الحرب , قد كفى المسلمين شر نفسه ولم يغرر قاتله بنفسه في قتله فلم يستحق سلبه كالأسير وأما الذي قتله سلمة , فكان متحيزا إلى فئة وكذلك من قتل حال قيام الحرب فإنه إن كان منهزما فهو متحيز إلى فئة , وراجع إلى القتال فأشبه الكار فإن القتال فر وكر إذا ثبت هذا , فإنه لا يشترط في استحقاق السلب أن تكون المبارزة بإذن الأمير لأن كل من قضى له بالسلب في عصر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس فيهم من نقل إلينا أنه أذن له في المبارزة مع أن عموم الخبر يقتضي استحقاق السلب لكل قاتل إلا من خصه الدليل.
أن السلب لا يخمس روي ذلك عن سعد بن أبي وقاص وبه قال الشافعي , وابن المنذر وابن جرير
وقال ابن عباس: يخمس وبه قال الأوزاعي ومكحول لعموم قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه} [الأنفال: 41].
وقال إسحاق: إن استكثر الإمام السلب خمسه وذلك إليه لما روى ابن سيرين , أن البراء بن مالك بارز مرزبان الزأرة بالبحرين فطعنه فدق صلبه وأخذ سواريه وسلبه , فلما صلى عمر الظهر أتى أبا طلحة في داره فقال: إنا كنا لا نخمس السلب , وإن سلب البراء قد بلغ مالا وأنا خامسه فكان أول سلب خمس في الإسلام سلب البراء رواه سعيد في السنن وفيها أن سلب البراء بلغ ثلاثين ألفا.
(ترجيح ابن قدامه) ولنا ما روي عوف بن مالك , وخالد بن الوليد أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قضى بالسلب للقاتل ولم يخمس السلب رواه أبو داود وعموم الأخبار التي ذكرناها , وخبر عمر حجة لنا فإنه قال: إنا كنا لا نخمس السلب وقول الراوي: كان أول سلب خمس في الإسلام يعني أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبا بكر وعمر صدرا من خلافته لم يخمسوا سلبا , واتباع ذلك أولى قال الجوزجاني: لا أظنه يجوز لأحد في شيء سبق فيه من الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيء إلا اتباعه ولا حجة في قول أحد مع قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما ذكرناه يصلح أن يخصص به عموم الآية وإذا ثبت هذا فإن السلب من أصل الغنيمة
وقال مالك: يحتسب من خمس الخمس
(ترجيح ابن قدامه) ولنا , أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قضى بالسلب للقاتل مطلقا ولم ينقل عنه أنه احتسب به من خمس الخمس ولأنه لو احتسب به من خمس الخمس , احتيج إلى معرفة قيمته وقدره ولم ينقل ذلك ولأن سببه لا يفتقر إلى اجتهاد الإمام فلم يكن من خمس الخمس , كسهم الفارس والراجل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/186)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 10 - 04, 02:46 م]ـ
أستسمح الإخوة الذين ناقشوا الموضوع، جزاهم الله خيرا، لكن هناك فرقا بين تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم بالإمامة، بوصفه إماما ورئيسا للدولة، وبين تصرفاته "الإرشادية".
فالتصرف بالإمامة ملزم لمن توجه إليه، إنه قرار يصدره الإمام. وهذا ما ينطبق ـ في أحد القولين ـ على قوله صلة الله عليه وسلم: "من قتيلا فله سلبه". وهو تصرف اجتهادي، نعم، لكنه تصرف لمصلحة الأمة أو المجتمع. ولذلك فأفضل تكييف له أنه "سنة خاصة". هو سنة لأنه للاقتداء والاتباع، لكنه سنة خاصة لأنه ليس عاما للأمة كلهاـ بل لمن توجه إليهم فقط. وبعبارة أخرى هو من التصرفات الخاصة بزمانها أو مكانها أو حالها ...
أما التصرفات الإرشادية فهي تصرفات غير ملزمة، وهذا ما ينطبق عليه قول ابن عبد البر بأنه لا حرج في عدم فعلها. وهي تهدف أساسا إلى تحقيق مصلحة خاصة لا يؤثر عدم تحقيقها على المجتمع كله.
والله أعلم وأحكم(36/187)
حول سنة العادة؟؟؟؟
ـ[أبو مروة]ــــــــ[30 - 09 - 04, 03:01 ص]ـ
قرأت في هذا المنتدى أن الشيخ الألباني رحمه الله يقسم السنة إلى سنة عبادة وسنة عادة. فأين أورد الشيخ ذلك؟ وهل هناك من العلماء من تحدث عن هذا التقسيم أو تبناه. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مروة]ــــــــ[30 - 09 - 04, 03:58 م]ـ
؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 04, 08:36 م]ـ
لكن اهم شي ما حكم هذا التقسيم؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 01:52 ص]ـ
من أراد التوسع الطيب في هذه المسألة فليطالع كتاب أفعال الرسول للأشقر حفظه الله تعالى.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[01 - 10 - 04, 01:59 م]ـ
جزاك الله كل خير، أبحث عن المواضع التي ذكر فيها الشيخ الألباني التقسيم.
أما أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم للأشقر فلم يتحث عن "سنة العادة"، لأن الفعل العادي (أو العرفي) ـ حسب ما فهمت ـ عنده وعند الأصوليين ليس سنة أصلا. والله أعلم وأحكم.
ـ[بن نصار]ــــــــ[01 - 10 - 04, 11:19 م]ـ
هل نستطيع القول أن السنة في العادات موافق الاعراف الموجودة وذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ..
إلا العادات المخالفة للشريعة؟؟
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 12:24 ص]ـ
محمد رشيد /
من العجيب في المسألة أني رأيت أحدهم لا يسير في الطريق إلا بالعصا، و الناس ينظرون له بكل ريبة، فلما كلمته في ذلك، إذا به يحتج عليّ بأنها (سنة عادة) مستشهدا بذلك على سنيتها و إن خالفت الأعراف و الزمان
و الأعجب من ذلك أن يقول لي / أسير بها في الفجر و العشاء لأبعد بها الكلاب
فقلت له / و الله إن الكلاب في زماننا قد أصبتها العدوى منا و ما اصبحت تحتاج إلى العصا لإخافتها
ــــــــــ
و شخص آخر يسير و قد حل كل أزرار القميص و ظهر صدره في هيئة تقزز الناس، و لما كلمته فيها احتج ايضا بأنها فعل الرسول صلى الله عليه و سلم
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا عندي شريط تسجيلي وفيه كلام الشيخ الالباني عن هذا التقسيم
وفيه ذكر حديث فتح ازرار القميص
لكن كيف استطيع التواصل معك
ـ[أبو مروة]ــــــــ[18 - 11 - 04, 04:12 م]ـ
جزاك الله خيرا أخ أبوعلي
ما هو عنوان الشريط؟ ولا أدري هل هذا الشريط موجود على الأنترنيت في المواقع التي تهتم بالأعمال العلمية للشيخ الألباني أم لا؟
وإن استطعت أن تلخص كلام الشيخ فلك من الله الجزاء الأوفى. وبريدي الالكتروني مثبت في توقيعي.
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 04:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ ابو مروة
حدد مكانك وسوف اوصله لك
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيرا يا ابو علي النوحي ,,
اذكر اسم الشريط لنا على الاقل فانت لاتستطيع ارساله لنا جميعا!!!!!!!
فانا سمعته رحمه الله يذكر هذه النقطة في احد اشرطته ولا اذكر اسم الشريط، فلعلك اذا
ذكرته لنا ان يكون هو وربما يكون شريط آخر توسع في المسألة بشكل افضل فالشريط الذي
سمعته لم يتوسع في سنة العادة إنما ذكرها فقط
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[23 - 11 - 04, 04:10 م]ـ
ياأخوان الشريط غير موجود في الاسواق
هو عبارة عن لقاء مع الشيخ في احد اللقاءات الخاصة وسجل هذا اللقاء وكان عبارة عن رد الشيخ على بعض مؤيدي قطب وقصته مع عبدالله عزام
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:04 م]ـ
يا أخ ابو علي المناحي،،،
اليس هو الشريط الذي يحوي قصة العلامة الالباني مع الشيخ عبد الله عزام عن ان عبد الله عزام كان يتردد على الشيخ ثم قطعه بسبب تعميم جماعة الاخوان بمقاطعة العلامة؟؟؟؟؟
إن كان هو فهو موجود عندي وهو الذي اخبرتك عنه في الاعلى ولكن للأسف لا أذكر الاسم المكتوب عليه وهو موجود في زحمة الاشرطة عندي!!!!!!!
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ طالب علوم الحديث
نعم هو هذا الشريط
وبالمناسبة انا ابوعلي النوحي وليس المناحي
جزاكم الله خيرا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[26 - 11 - 04, 01:29 م]ـ
آسف على كتابة الاسم بسرعة،، يا أخي
وشكرا
ـ[أبو مروة]ــــــــ[29 - 11 - 04, 01:49 ص]ـ
أخي أبا علي النوحي جزاك الله خيرا
أنا من المغرب، لذلك تصورت صعوبة إيصالك الشريط إلي. لكن سأحاول البحث عنه عندنا هنا إن شاء الله. وفي انتظار ذلك هل تعطيني ملخص كلام الشيخ في الموضوع، والأمثلة التي أعطاها فتعم الفائدة، وجزاك الله خيرا.
ـ[طارق الحربي]ــــــــ[31 - 05 - 05, 10:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام مارأيت أشد من حاجة طالب العلم للتأصيل عند تحرير المسائل العلمية وخصوصا تلك التي يصعب استنباطها وقد تستعصي على التقعيد إلا على الراسخين في العلم.
ومن تلك المسائل أبواب العادات كما أبواب الدعوة والحسبة واجتهادات الناس فيها وغيرها.
وقد ثار في هذا الملتقى جزء من مباحث الألبسة (العمامة والشماغ والعقال) في باب العادات، وقد كان يغنينا عن كثير من الإنشاءات لو أصلنا المسألة من أساسها، وهذا سبب رفعي لهذا الموضوع، فهل من إخوتنا الأصوليين من يفيدنا في هذا الباب (فقه اتباع السنة في العادات)، أو هل من مطلع على بحث في هذا الموضوع فيفيدنا.
وفي حال غياب كل ذلك هل يحق لنا أن نسد هذا الفراغ مدارسة باستنباط وصياغة قاعدة أصولية تعالج ذلك.
وقد أبدؤكم ولست بمقدم عليكم:
ماذا عن تلك الصياغة:
الإقتداء بعادات النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سنة في حقيقة العادة لا في صورتها
وشرح تلك القاعدة (الموضوعة لنقدها والتدارس حيالها) في تطبيقها على الألبسة مثلا أن نقول إرتداء النبي صلى الله عليه وسلم للعمامة كان موافقا لعادة القوم (وتلك هي الحقيقة في حين أن العمامة هي الصورة)
فمن لبس الغترة أو الشماغ (وهذه أيضا صورة) كما هي عادة قومه (وتلك هي الحقيقة - مسألة العرف) فقد استن بالنبي صلى الله عليه وسلم لموافقته لحقيقة العادة.
ويقاس الترك بالفعل في مسألة ترك لبس العقال لطالب العلم في بيئة عادتها وعرفها ذلك.
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/188)
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[01 - 06 - 05, 12:38 ص]ـ
1 - أدب المسلم في العادات والعبادات والمعاملات
تأليف: مبيض، محمد سعيد
2 - حكم الشرع في اللحية والأزياء والتقاليد والعادات /
تأليف الصافي، عثمان عبدالقادر(36/189)
ما حكم الصلاة في دور عبادة غير المسلمين؟؟
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[30 - 09 - 04, 01:45 م]ـ
هناك حالات تسوغ دخول دور عبادات غير المسلمين كما ورد في هذه المسألة: ج11، ص48 الحاوي الكبير.
مَسْأَلَةٌ: قَالَ الشَّافِعِيُّ: "أَوْ كَانَتْ مُشْرِكَةً الْتَعَنَتْ فِي الْكَنِيسَةِ وَحَيْثُ تُعَظِّمُ ".
قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: وَهَذَا صَحِيحٌ إِذَا تَرَافَعَ إِلَى حُكَّامِنَا زَوْجَانِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِي لِعَانٍ لَاعَنَ بَيْنَهُمَا فِي الْمَوَاضِعِ الْمُعَظَّمَةِ عِنْدَهُمَا، وَلَمْ يُلَاعِنْ فِي مَسَاجِدِنَا وَإِنْ كَانَتْ أَعْظَمَ حُرْمَةً، لِأَنَّ الْمَقْصُودَ بِمَوَاضِعِ اللِّعَانِ مَا يَعْتَقِدُهُ الْمُتَلَاعِنَانِ مِنْ تَعْظِيمِهِمَا وَعِظَمِ الْمَآثِمِ فِي هَتْكِ حُرْمَتِهَا، وَأَهْلُ الذِّمَّةِ لَا يَرَوْنَ لِتَعْظِيمِ مَسَاجِدِنَا مَا يَرَوْنَهُ مِنْ تَعْظِيمِ بِيَعِهِمْ وَكَنَائِسِهِمْ؛ فَلِذَلِكَ خَصَّهُمْ بِالِالْتِعَانِ فِيهَا؛ فَإِنْ كَانَا يَهُودِيَّيْنِ لَاعَنَ بَيْنَهُمَا فِي الْكَنِيسَةِ لِأَنَّهَا أَشْرَفُ مَوَاضِعِهِمْ، وَإِنْ كَانَا نَصْرَانِيَّيْنِ لَاعَنَ بَيْنَهُمَا فِي بِيَعِهِمْ لِأَنَّهَا أَشْرَفُ مَوَاضِعِهِمْ، وَإِنْ كَانَا مَجُوسِيَّيْنِ لَاعَنَ بَيْنَهُمَا فِي بَيْتِ نِيرَانِهِمْ، وَجَازَ لِلْحَاكِمِ أَنْ يَحْضُرَهَا فِي لِعَانِهِمْ، لِأَنَّ حُضُورَهَا لَيْسَ بِمَحْظُورٍ، وَإِنَّمَا إِظْهَارُ الْمَعَاصِي فِيهَا مَحْظُورٌ، فَإِذَا لَمْ يُشَاهِدْهَا فِي بِيَعِهِمْ وَكَنَائِسِهِمْ جَازَ الدُّخُولُ إِلَيْهَا.
والسؤال: هل تجوز الصلاة في دور عبادة غير المسلمين؛ حيث قد استمعت إلى أحد العلماء يقول ببطلانها؟ وقال: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يصل في كنيسة القيامة لعدم الجواز، لا لئلا يتخذها المسلمون بعده مسجدا ويقولوا: هنا صلى عمر.
أفيدونا أفادكم الله.
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[01 - 10 - 04, 12:54 م]ـ
قال شيخ الاسلام في شرح العمدة
فصل
قال اكثر اصحابنا لا تكره الصلاة في الكنيسة و البيعة النظيفة
و ذكر ابن عقيل فيهما روايتان
احداهما كذلك
و الثانية تكره و اختارها لأن فيه تعظيما لها و تكثيرا لجمعهم و لانهم ربما كرهوا دخولنا اليها فيكون غصبا ولانها مواضع الكفر و محل الشياطين فكرهت الصلاة فيها كما كرهت في المكان الذي حضرهم فيه الشيطان
و وجه الاول ما روي عن عمر رضي الله عنه أنه صلى في كنيسة بالشام رواه حرب و عن ابن عباس أنه لم يكن يرى بأسا بالصلاة في البيع إذا استقبل القبلة و عن أبي موسى أنه صلى بحمص في كنيسة تدعى كنيسة حنا ثم خطبهم ثم قال ايها الناس انكم في زمان لعامل الله فيه اجر واحد و انكم سيكون بعدكم زمان يكون لعامل الله فيه اجران و عن أبي راشد التنوخي قال صلى المسلمون حين فتح حمص في كنيسة النصارى حتى بنوا المسجد رواهن سعيد و لم يبلغنا عن صحابي خلاف ذلك مع أن هذه الأقوال و الافعال في مظنة الشهرة و لانه صلى الله عليه و سلم قال جعلت لي الارض مسجدا و لم يستثن البيع و الكنائس فيما استثناه و لأن الكفار لو استولوا على مساجد الله و اتخذوها معابد لدينهم الذي لم يأذن به الله لم تكره الصلاة فيها لذلك
... فاما ان كان فيها صور فمن اصحابنا من لم يكره الصلاة فيها ايضا قال لأن النبي صلى الله عليه و سلم لما كان يوم الفتح دخل إلى البيت فصلى فيه و كانت فيه تماثيل
و المذهب الذي نص عليه عامة الاصحاب كراهة الصلاة فيها بلا كراهة الدخول إلى كل موضع فيه تصاوير فالصلاة فيه أشد كراهة من دخوله
... فان كانت الصورة قد مثلت في بيوت العبادة فالصلاة هناك اقبح و أشد كراهة حتى قد قال احمد فيمن صلى و في كمه منديل حرير فيه صور اكرهه قال القاضي لأن التصاوير في الثوب المحرم فكأنه حامل لشيء محرم فجرى مجرى جلوسه في بيت فيه صور و ذلك مكروه ــ و هذا هو الصواب الذي لا ريب فيه و لا ينبغي ان يشك فيه لظهوره في دين الاسلام ــ فان الذين نقل عنهم الرخصة في الصلاة في الكنائس من الصحابة (((شرطوا ذلك بأن لا تكون بها تماثيل))) و قد ذكرناه عن ابن عباس و ذكر ابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لنصراني انا لا ندخل بيعكم من اجل الصور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/190)
التي فيها و عن مقسم قال كان ابن عباس لا يصلي في بيت فيه تماثيل و عنه عن ابن عباس أنه قال لا يصلي فى كنيسة فيها تماثيل و ان صار ان يخرج فيصلي في المطر رواهما سعيد و لأن النبي صلى الله عليه و سلم لما ذكرت له الكنيسة التي بارض الحبشة و ما فيها من التصاوير قال اولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا و صوروا فيه تلك التصاوير اولئك شرار الخلق عند الله و كل واحد من اتخاذ القبور مساجد و من التصاوير فيها محرم فالصلاة فيها تشبه الصلاة في المسجد على القبر و لانه بعث عليا رضي الله عنه على ان لا يدع تمثالا الا طمسه و لا قبرا مشرفا الا سواه فاذا كان طمسها واجبا لانها بمنزلة الاوثان فالصلاة في المكان الذي فيه الصور كالصلاة في بيوت الأوثان فهل يقول أحد ان هذا جائز بلا كراهة من غير ضرورة و قد قال صلى الله عليه و سلم لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة فكيف لا تكره الصلاة في مكان تمنع الملائكة من الدخول اليه دائما و لأن الصور قد تعبد من دون الله و فيها مضاهاة لخلق الله فالصلاة عندها تشبه بمن يعبدها و يعظمها لا سيما ان كانت الصورة في جهة القبلة فان السجود إلى جهتها يشبه السجود لغير الله
و اما صلاة النبي صلى الله عليه و سلم في الكعبة فهو حجة ايضا قوية لما روى عن ابن عباس قال دخل النبي صلى الله عليه و سلم البيت فوجد فيه صورة ابراهيم و صورة مريم فقال اما هم فقد سمعوا ان الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة هذا ابراهيم مصور فما له يستقسم و في رواية لما راى الصور في البيت لم يدخل حتى امر بها فمحيت و راى ابراهيم و اسماعيل بايديهما الازلام فقال قاتلهم الله و الله ان استقسما بالازلام قط و في رواية لما قدم أبى ان يدخل البيت و فيه الآلهة فامر بها فاخرجت و اخرجوا صورة ابراهيم و اسماعيل في ايديهما الازلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قاتلهم الله و الله قد علموا انهما لم يستقسما بها قط فدخل البيت فكبر في نواحيه و لم يصل رواه البخاري
فهذا نص في أنه امتنع من الدخول حتى محيت الصور فكيف يقال أنه صلى الله عليه و سلم صلى في الكعبة و التماثيل فيها .... الخ)
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 04, 02:44 م]ـ
روابط قد تثري الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6602&highlight=%C7%E1%D5%E1%C7%C9+%DD%ED+%C7%E1%DF%E4%E D%D3%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3428&highlight=%C7%E1%D5%E1%C7%C9+%DD%ED+%C7%E1%DF%E4%E D%D3%C9
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[02 - 10 - 04, 03:34 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي، وبارك الله فيك، ونفع بك.
ـ[عبدالمجيد الغيث]ــــــــ[04 - 10 - 04, 02:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قد وقفت على جامعة في بلاد كافرة قد جعلت قاعة من قاعاتها كنسية ولما طالب المسلمون بمسجد ليصلوا فيه الجمعة قالت إدارة الجامعة إذا أردتم الصلاة صلوا في تلك القاعة ونفصل مكانكم بفاصل من قماش ولا يكون فيه أي صورة أو صليب، ثم إذا انتهت صلاتكم يرجع الأمر كما كان أي يزال الفاصل القماشي وترجع الكنسية كما كانت.
فهل تجوز الصلاة في هذا المكان والحالة هذه؟(36/191)
سؤال في الميراث
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[30 - 09 - 04, 01:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
المسألة:
ماتت وتركت:
1 - إخوةً وأخوات لأم.
2 - أولادًا ذكورًا وإناثًا لأخٍ شقيقٍ مُتَوَفَّى.
فمن يرث ومن لا يرث؟ وما نصيب كل وارث؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 03:35 م]ـ
الحمد لله وبعد
1 - الإخوة والأخوات لأم
لهم الثلث يقسم بينهم بالتساوي على عدد رؤوسهم للذكر مثل حظ الأنثى الواحدة
2 - الأبناء الذكور للأخ الشقيق المُتَوَفَّى
لهم الباقي تعصيبا وهو الثلثان يقسم بينهم بالتساوي على عدد رؤوسهم
3 - بنات الأخ الشقيق لا شيء لهن
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[30 - 09 - 04, 06:24 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك، وجزاك الله خيرا.(36/192)
من منظومة علم الرجال:المكثرون من الكلام في الجرح والتعديل بترتيب الوفيات
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[30 - 09 - 04, 05:06 م]ـ
وشعبة أول من تجردا ..................................... للجرح والتعديل وتشددا
والثوري جاء عنه من قوليه ............................ خذوا عن ثور واتقوا قرنيه
تلاه النجم مالك هو الثقه ............. .................. وليس يروي دوما الا عن ثقه
وابن المبارك وربما جعل .............................. كلامه شِعراً ويحيى ما اعتدل
هو القطان لكن ابن مهدي ................................ توسطَ ومحمد بن سعدِ
صاحب الطبقات ثم يحيى ................................. ابن معينٍ النجم المحيا
وابن المديني وأبو خيثمة ال ............................... نسوي ثم أحمد بن حنبل
والبخاري فياض القرائحِ ............................... ومسلم وأحمد بن صالحِ
وأبو زرعة الحبر الرازيُّ .............................. وأبو داود السجستانيُّ
سأله أبو عبيد وجمع .................................... كتابه وابو حاتم قد تبع
ثم العقيلي وابن أبي حاتمِ ............................. وأبو سعيد بن يونس ينتمي
لمصر والبستي ابن حبان ......................... يتلوه ابن عديٍّ الجرجاني
وابن شاهين وتلاه الحاكمُ ........................ النيسابوري والسهميُّ العالمُ
وابن حزم ذكر في المحلى ...................... رجالا والخطيب تجلى
من بعده وجاء ابن ماكولا ........................ والذهلي وابن السمعاني والى
الشنتريني ثم أبو القاسمِ ............................. ابن عساكر الإمام فاعلمِ
ومغلطاي صاحب الإكمالِ ........................ وللعراقي معجم الرجالِ
والعسقلاني ذو العلوم الحاوي ..................... كثيرها والحافظ السخاوي
من بعده جاء الإمام الناقدُ ......................... فريد عصره اليماني الرائدُ
ففاق في الجرح وفي التعديلْ ..................... وانظر لذا كتابه التنكيلْ
فالله يسكنه الجنان الواسعة ...................... لما ورثنا من علوم نافعة
خلفها ويغفرُ لمن كتب ......................... ومن قرا ومن على الخَطَا عتب
ـ[أبو علي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 12:16 ص]ـ
أخي أنصحك بالعدول عن نشرها، ففيها أبياتٌ غير موزونةٍ، وتكلُّفٌ في بعض المعاني؛ مثل قولك:
(والثوري جاء عنه من قوليه ............................ خذوا عن ثور واتقوا قرنيه)
فهذا قولٌ واحدٌ، لا قولان.
كما أحثُّكَ على الرَّوِيَّةِ في التَّصدر لنشر العلم.
والله أعلم
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 12:34 ص]ـ
محمد رشيد /
أخي أبا علي .... ترو أنت بارك الله تعالى فيك في توجيه النصيحة
فبعد ما كتبه أخوك على بحر الرجز يستحق إلى ـ إلى جانب النصيحة بتصحيح الأوزان ـ إلى الدعاء بالإثابة على هذه النقلة و الخطوة الرائعة جدا، فيكفيه أخي ما جمع من النقول و الترتيب المستحسن
و هي و إن كان فيها أبيات غير موزونة إلا أنها بداية رائعة، و لو أتمها ـ و كانت غير طويلة ـ و الله لحفظتها، فالأبيات الموزونة منها سلسة جدا، و حلوة المذاق، كالماء البارد في أيام رمضان الرمضاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكمل أبا سليمان بارك الله تعالى فيك
و أصلح ما اختل من الأوزان
و لكن اجعلها على بحر واحد و هو الرجز، و لكونه سهل أيضا للحفظ جدا كما ينص عليه أهل العلم
ــــــــــــــ
أخوكم المحب / محمد رشيد الحنفي
ـ[أبوسليمان الأثري]ــــــــ[02 - 10 - 04, 07:44 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ام بعد
فانا ابو سليمان واحد من المسلمين ادرس الحديث وقرأت كتابا للشيخ المعلمي رحمه الله تعالى في علم الرجال واردت ان اسهل حفظه على نفسي فنظمته نظما كما يقال على قدري ثم اردت ان يحفظه من شاء فيثيبني الله تعالى والله اعلم بقصدي ولما نصحني الاخ ابو علي جزاه الله خيرا
ان اكف عن نشره قلت لا تقرأه ان شيت ولكن دع من شاء ليقراه وما قصدت الا الخير
واما عن قولي
خذوا عن ثور واتقوا قرنيه
فهذان قولان ويصح ان يكون قولا واحدا فلا يتوجه انتقادك لي والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[الدارقطني]ــــــــ[03 - 10 - 04, 09:09 ص]ـ
أبا سليمان أكمل بارك الله فيك ونفع بك المسلمين فوالله لا أريد أن أتكلم لكن أكمل فالعلم ألف خطوة يبدأ بخطوة إن صح التعبير لا بد من الخطأ ونصيحتي لك أن تعرض نظمك هذا وبعد الإنتهاء
منه على عروضي وشاعر متقن حتى يكون بعيداً عن الإنتقاد أقول لك خاصة تابع ولا ترد على
أحد والزم عدم الرد فهو خير لك وبدلاً من أن تعمل فكرك في الرد ركّز على هذا النظم وفقك الله لما يحب ويرضى والله الموفق.
ـ[الفاضل]ــــــــ[03 - 10 - 04, 10:52 ص]ـ
ونصيحتي لك أن تعرض نظمك هذا وبعد الإنتهاء
منه على عروضي وشاعر متقن حتى يكون بعيداً عن الإنتقاد أقول لك خاصة تابع ولا ترد على
أحد والزم عدم الرد فهو خير لك وبدلاً من أن تعمل فكرك في الرد ركّز على هذا النظم وفقك الله لما يحب ويرضى والله الموفق.
زادك الله علما ويسر لك التمام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/193)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 10 - 04, 12:46 م]ـ
أرجوزة لطيفه نافعة، وأنصحك ايضا أن تعرضها على حديثي حذق.
والذي وجدنا الناس عليه وعهدناه من مشايخنا و وقفنا عليه عن من سلف من علماءنا انهم صنفوا كثير من النظم والنثر زمن الطلب ومبتدأه وبعضه قد نفع الله به وانتشر وعم ونفع. ولم نجد بعضهم يعيب على بعض مثل هذا الامر. اللهم طبعها ونشرها بين الخلق دون مراجعة و تمحيص أو جعلها من جنس التصدر بالتصنيف
فاستمر بارك الله فيك لعل الله ان يجعل فيها خيرا. ولو تثنى بشرحها وخاصة ذكر الكتب التى صنفها من ذكرت في الرجال لان بعضهم قد ذكرت وبعضهم قد أغفلت لكان أمرا حسنا.(36/194)
يصح: ما لم يتم المحرم إلا به فهو محرم؟
ـ[الغواص]ــــــــ[30 - 09 - 04, 08:27 م]ـ
ذكر أحدهم أن قاعدة ما لم يتم الواجب إلا به ما هي إلا مثال تحت قاعدة أعم، وبالتالي يمكن التوسع فيها والقياس عليها فقال:
ما لم يتم الواجب إلا به فهو واجب وإن كان في أصله غير واجب
ما لم يتم المحرم إلا به فهو محرم وإن كان في أصله غير محرم
ما لم يتم المكروه إلا به فهو مكروه وإن كان في أصله غير مكروه
ما لا يتم المستحب إلا به فهو مستحب وإن كان في أصله غير مستحب
فهل هذا التوسع صحيح؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 12:40 ص]ـ
نعم صحيح؛ مثاله: من باع عنبًا لخمَّارٍ وهو يعلم حاله.
أفضل من تكلَّم في هذه القواعد المحقِّق المجتهد: محمَّد الأمين الشَّنقيطيُّ في (مذكرة في أصول الفقه).
وإذا كنت مهتمًّا بالأصولِ فعليك بهذه المذكِّرةِ، وكتابه الآخر (نثر الورود)، وما ذكره في تفسير أضواءِ البيان من مباحث في أصول الفقهِ. ولعلَّك تستعين بكتاب (المسائل الأصوليَّة في أضواء البيان) أو نحو هذا الموضوع. لعبدالرَّحمن السّديس، وقد نسيت اسم الكتاب.
وعليك بما كتبه المحقِّقين مثل شيخ الإسلامِ ابن تيميَّة، وابن القيِّم.
والله أعلم
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 06:07 م]ـ
يقول صاحب المراقي
وما وجوب واجب قد أطلقا * به وجوبه تحققا
ويقول في موضع آخر
فما به ترك المحرم يرى * وجوب تركه جميع من درى
ممّا سبق يتضح أن التوسّع الذي ذكرت صحيح وهذا يدخل تحت قاعدة أصولية عظيمة ومعروفة وهي أن الأمور بمقاصدها أو الوسائل لها أحكام المقاصد فمثلاّ المشي وسيلة فإذا كانت لأمر مباح كالذهاب للمطعم مثلاً كان المشي مباحاً وإذا كانت لأمر واجب كالصلاة فإن المشي واجب لأنه لايتم الواجب وهو الصلاة إلا بهذه الوسيلة وقس على ذلك المحرم والمكروه والمندوب وللعلماء في شرح هذه القاعدة كلام نفيس وجميل وأضيف إلى ماذكره الأخ أبو علي شروح منظومة القواعد الفقهية لإبن سعدي ومنها شرح الشيخ سعد الشثري وهو موجود على النت. هذا والله أعلم
ـ[الغواص]ــــــــ[15 - 12 - 05, 03:05 م]ـ
جزاكم الله كل خير وأجزل لكم العطاء وجمعنا الله في جنته
ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[15 - 12 - 05, 09:01 م]ـ
السلام عليكم
هذا الباب يتعلق بسد الدريعة
ويجب ان يكون لها شروط منها ان يكون الباعث علي السد يكون غير موجود في عهد النبي عليه الصلاة والسلام
وكذالك في غير عهد الخلافاء الراشدين وهذا وهذا لان النبي عليه الصلاة والسلام اعلم بدين الله من غيره والمصلحة ان كان مقتضاها وتوفر في عهده سدا او نفعا فالاولي ان لا يسبق اليه غيره
وكما نعلم ان القواعد الفقهية يدخلها الاستثناء غير المنصصة
وهذه القاعدة يدخلها الانستثناء بانه يكون احيانا ما يتم الحرام مكروه والمكروه كما هو معروف من قبل النهي
فيجب ان يلتفت اخواني الي هذه القضية
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[15 - 12 - 05, 10:01 م]ـ
بكتاب (المسائل الأصوليَّة في أضواء البيان) أو نحو هذا الموضوع. لعبدالرَّحمن السّديس، وقد نسيت اسم الكتاب.
أين أجد هذا الكتاب؟، وجزاكم الله خيرًا.(36/195)
ما حكم الشيشة؟
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 04:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أعلم أني قد أكون أزعحت البعض بهذا السؤال .. لكن الذي دفعني موقف حصل لي ..
هل قال بشرب الشيشة أحد من العلماء وإن كان ذلك فأرجو إرشادي لكتب ترد بجواب تفصيلي عن ذلك؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 05:51 م]ـ
الأخ طلال العولقي حفظه الله
حكم الشيشية حكم الدُّخان (التبغ) مثلاً بمثل سواءً بسواء. والله أعلم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 06:04 م]ـ
وإليك هذه الفتوى للشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله:
السؤال:
نحن نعمل ست حصص يومياُ ونصلي بعدها الظهر ويتقدمنا للإمامة في الصلاة أئمة منهم من يشرب الدخان ومن يشرب الشيشة، ومنهم من هو مخنفس (مربي شعره)، ما الحكم في تقدمهم؟ وهل تجوز الصلاة وراء هؤلاء؟.
الجواب:
الحمد لله
نعم تصح الصلاة لكن الأولى أن يتقدم للصلاة بكم من هو أقرؤكم لكتاب الله، وأفقهكم في الدين، فهذا هو الأولى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يقوم القوم أقرؤهم لكتاب الله" (رواه مسلم برقم 673)، ومعنى أقرأ هو الذي يقرأ القرآن، ويعمل بمعانيه، ولو كان يقرأه ولا يعمل بمعانيه فلا خير فيه، أما إذا أم القوم رجل وبين المأمومين من هو أقرأ منه فلا ينبغي ذلك. وقد ذكر ذلك في الحديث.
وذكر الإمام أحمد في كتابه (رسالة السنية): " من أم قوما ومنهم من هو خير منه، لم يزالوا في سفال أي هبوط وانحطاط "، فالأولى أن يؤمكم أتقاكم وأفقهكم وأعلمكم بكتاب الله. لكن لو فرضنا أن هذا الشارب للدخان أو الذي حلق لحيته أو الذي شرب الشيشة أو الذي تخنفس تقدم وصلى بكم فنقول: الصلاة صحيحة، ولا يلزم إعادتها لأنه مسلم، ولكنها ناقصة، والله أعلم.
فتاوى سماحة الشيخ عبد الله بن حميد ص 127 ( www.islam-qa.com)
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 09:11 م]ـ
جزاك الله خير،، يا أخ أبو إبراهيم
يبدو أنني أخطأت في صياغة السؤال ما أريده هو ما شبه القوم الذي قالوا بأنه يجوز شرب الشيشة؟ هذا ما أقصده بارك الله فيك.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[01 - 10 - 04, 11:02 م]ـ
أخي طلال العولقي مسألة تحريم الشيشة واضح من خلال قوله تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) (الأعراف: 157) وقد أتضح بالطب الحديث ضرر التدخين والشيشة بما لا يدع مجالا للشك من أن الشيشة ضارة وبهذا تكون من الخبياث فتكون محرمة بهذه الآية وبقوله تعالى (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) (البقرة: 195).
وهذا رابط يبين ضررها طبيا
http://www.khayma.com/maalbar/Smoking.htm (http://)
وقد تضمن الرابط ما يلي
التدخين: مخاطر التدخين وشركات التبغ
العودة إلى الصفحة الرئيسة الدكتور محمد علي البار
ما هي مخاطر التدخين واستخدام التبغ؟
مخاطر التدخين على الصحة كبيرة جدا. وتقرر منظمة الصحة العالمية وجميع الهيئات الطبية في العالم أن التدخين هو أكبر خطر على الصحة يواجه البشرية اليوم. ومع ذلك يمكن بجهود منسقة أن يتم التغلب على مشاكله العديدة. يقتل التدخين أربعة ملايين شخص كل العام. والعدد في ازدياد بسبب الزيادة السكانية وخاصة في العالم الثالث. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن يصل العدد إلى 10 ملايين شخص يتوفون سنويا بحلول عام 2020 م. وبالمقارنة، فإن القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 قتلت مباشرة 140 ألفا ثم مات بعد ذلك عدد آخر بسبب الأشعة القاتلة، ويقدر العدد الإجمالي لضحايا القنبلتين الذريتين بربع مليون شخص.
فكيف يمكن أن نقارن ضحايا التدخين (أربعة ملايين شخص يتوفون سنويا) بضحايا القنابل الذرية (ربع مليون شخص)؟
كم تصنع شركات التبغ من السجائر يوميا؟
تصنع هذه الشركات الضخمة (أغلبها أمريكية) ثلاث سجائر لكل إنسان على وجه الأرض يوميا، أي 18 ألف مليون سيجارة. وهي تكفي لإبادة الجنس البشري بأكمله لو أخذ ما فيها من النيكوتين بطريقة الحقن، بحيث لا تبقي على إنسان على وجه الأرض
الوفيات من التبغ والخمور والمخدرات سنويا
المخدرات مع الجرائم
الخمور
التبغ
20.000
125.000
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/196)
400.000
في الولايات المتحدة
188
25.000
110.000
في المملكة المتحدة
140.000
ألمانيا
23.000
أستراليا
لا توجد إحصائيات من العالم الثالث يمكن الاعتماد عليها، هناك زيادة مضطردة في استهلاك السجائر والتبغ:
26 ألف مليون سيجارة
1977
مصر
45 ألف مليون سيجارة
1985
85 ألف مليون سيجارة
2000
5.6 ألف مليون سيجارة
1972
السعودية
52.5 ألف مليون سيجارة
1984
56.5 ألف مليون سيجارة
1994
60.000 هكتار لزراعة التبغ.
250 مليون سيجارة محلية يوميا.
تدخين خمس سجائر يحرم الأسرة من ربع حاجتها من الطعام ويؤدي إلى وفاة 18.000 طفل.
بنجلاديش
مدى الحملة في الولايات المتحدة ضد شركات التبغ:
لقد نجحت الحملات في الولايات المتحدة في العقد الخير من القرن العشرين في كسب مجموعة من القضايا ضد شركات التبغ، وفرضت عليها مجموعة من التعويضات بآلاف الملايين، وأهمها ما يلي:
1. اضطرت شركات التبغ إلى تسويات مع الحكومات المحلية للولايات المتحدة بدفع تعويض بمبلغ 386 ألف مليون دولار يتم دفعه على أقساط على مدى عشرين سنة تبدأ من سنة 1999.
2. بلغت القضايا ضد شركات التبغ في الولايات المتحدة أكثر من 800 قضية. هذا مع العلم أن الولايات المتحدة لا تقبل أي قضية ضد شركات التبغ من دول أجنبية. وقد رفضت الولايات المتحدة مئات بل آلاف القضايا من مختلف دور العالم، بما فيها دعوى مقدمه عن مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بالمملكة الذي طالب بآلاف الملايين من الدولارات التي أنفقها المستشفى لمعالجة مرضى التدخين خلال السنوات العشرين الماضية.
3. كسب مضيفو الطيران في فلوريدا قضية ضد شركات التبغ، وحصلوا على تعويض بمبلغ 350 مليون دولار، كما كسبت شركة بلوكروس شيلو 469 مليون كتعويضات لموظفيها من أضرار التدخين.
كم تستورد المملكة من التبغ؟
تزداد الكمية المستوردة من التبغ باضطراد. ففي عام 1972 استوردت المملكة 4.5 مليون كيلوجراما من التبغ، ويعادل الكيلوجرام 1250 سيجارة. وازدادت الكمية المستوردة تباعا حتى وصلت 42.5 مليون كيلوجرام عام 1984 بنسبة زيادة سنوية أكثر من 80 %. وانخفض الاستهلاك قليلا عام 1991 بسبب حرب الخليج الثانية وغزو الكويت. ولكن الاستهلاك ارتفع مرة أخرى، ففي عام 1994 كانت المملكة تستورد 45 مليون كيلوجراما من التبغ تبلغ قيمتها السوقية أكثر من ألفي مليون دولار.
ما هو المعسل والجراك والشيشة؟
المعسل هو تبغ يضاف إليه الدبس (العسل الأسود، الشيرة). أما الجراك فهو تبغ تضاف إليه مجموعة من الفواكه المتعفنة.
ونتيجة وجود هذه المواد السكرية في الدبس أو الفواكه المتعفنة، فإن هذه تتحول إلى مجموعة من الكحول، وبالذات الكحول الإيثيلي (روح الخمر) والكحول الميثيلي (الأشد سمية)، والكحول البروبيلي. وتتطاير هذه الكحول أثناء التدخين ولكنها تساعد في إيجاد السطلة المطلوبة وإن لم تصل إلى حد الإسكار. أما الشيشة فهي تحتوي على التبغ وأنواع خاصة من الفواكه.
وفي بحث من جامعة الملك عبد العزيز للأساتذة الدكاترة عن الشيشة في جدة 1988 تبين أن تأثير الشيشة من جهة أول أكسيد الكربون وهو غاز سام يتحد بالهيموجلوبين في الدم، ويسبب ارتفاع الكولسترول ولزوجة الدم وبالتالي زيادة الجلطات، تبين أن تأثير الشيشة يبلغ ضعف تأثير السجائر. وبلغ المعدل لمدخن الشيشة من الرجال 10.6 % ومدخنات الشيشة 7 %. وللأسف فقد انتشر تدخين الجراك والشيشة والمعسل انتشارا فظيعا في المملكة العربية السعودية بعد أن بدأت الموجة في لبنان، ومنها إلى سوريا ومصر والأردن ...
هل التدخين يسبب الإدمان أم أن ذلك عادة؟
يسبب استخدام التبغ في الإنسان والحيوان إدمانا شديدا.فمن بين كل مئة شخص يتعاطون التبغ، فإن ما بين 85 و 90 % سيصحبون مدمنين له وإذا قارنا ذلك بالخمور مثلا فغن من بين كل مئة يتعاطون الخمور فإن نسبة 15 % فقط هم الذين سيصبحون مدمنين لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/197)
ويعتبر إدمان النيكوتين (وهو المادة المسببة للاعتماد في التبغ) من أشد أنواع الإدمان. وقد قامت الكلية الملكية للأطباء بلندن بإجراء بحث مطول على الإنسان والحيوان لمعرفة مدى الإدمان الذي يسببه النيكوتين، ومقارنته بالمواد المعروفة باسم المخدرات. والمذهل حقا أن الباحثين قد وجدوا بدرجة يقينية أن النيكوتين في التبغ لا يقل عن إدمان أعتى المخدرات تسببا للإدمان وهما الهيروين والكوكايين. بل إن بعض الأبحاث تشير إلى أن إدمان النيكوتين أشد من إدمان الهيروين وإدمان الكوكايين. وبدون ريب فإن إدمان النيكوتين هو أوسع انتشارا من جميع أنواع المخدرات والخمور مجتمعة، وذلك لكثافة استخدام التبغ، ففي كل يوم يتم استنشاق دخان 18 ألف مليون سيجارة وأطنان من التبغ على هيئة سعوط وشمة وأنواع من الأرجيلة.
هل يمكن التغلب على إدمان النيكوتين؟
نعم يمكن ذلك دون ريب. وقد توقف أكثر من 30 مليون أمريكي عن التدخين في الفترة ما بين عام 1964 وعام 1986. وفي بريطانيا توقف في نفس الفترة أكثر من عشرة ملايين شخص. ويختلف الناس في قدرتهم على ترك التدخين. وهناك 15 % من المدخنين يستطيعون أن يتركونه بدون أي معاناة، ويسهل ترك التدخين على من بدأ التدخين بعد العشرين، بينما يصعب على من يبدأ التدخين دون العشرين. كذلك فإن من يدخن عددا محدودا من السجائر يستطيع الترك أكثر ممن كان يدخين أربعين أو ستين سيجارة. ولا بد لترك التدخين من الخطوات التالية:
1. الاقتناع التام بضرر التدخين وحرمة استعماله.
2. الالتجاء إلى الله تعالى ليساعده على ترك التدخين.
3. إخبار أسرته وأصدقائه بذلك، والطلب منهم أن يساعدوه في ذلك، وأن يمتنع الأصدقاء عن تقديم السجائر له.
4. استخدام السواك بدلا من السجائر.
5. الإكثار من استخدام الفواكه وفيتامين ج.
6. الاهتمام بالرياضة.
7. قد يحتاج بعض المرضى إلى مساعدة طبية كالآتي:
- علكة النيكوتين.
- أقراص مضادة للكآبة والقلق.
- لصقة النيكوتين.
- يمكن استخدام الإبر الصينية ولها دور مساعد في كثير من الحالات
ويرى المختصون أن الاقتناع التام بضرورة التوقف عن التدخين والجانب النفسي والديني لها أهمية كبيرة في التوقف عن التدخين، وجميع المواد المسببة للإدمان. ويحتاج بعض الأشخاص إلى مساعدة بعلكة النيكوتين أو لصقة النيكوتين بالإضافة إلى الأقراص الخاصة المضادة للكآبة وبالذات عقار.
هل التدخين حرام؟
التدخين يقتل أربعة ملايين شخص كل عام، ويصيب مئات الملايين بالأمراض ويسبب خسائر تصل إلى التريليونات من الدولارات سنويا إذا حسبت أيام التغيب عن العمل وفقدان الحياة وخسائر التداوي، والحرائق الناتجة عن التدخين، والأضرار بغير المدخنين وإذا كان ثمن التبغ المستهلك عالميا وتجارته تصل إلى 300 ألف مليون دولار، فلا شك أن مجموع الخسائر من التبغ تصل إلى التريليونات من الدولارات على مستوى العالم
ومن يقتل شخصا واحدا متعمدا يعتبر قاتلا. قال تعالى: " وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه ".
وتجفيف التبغ يؤدي إلى حرق سبعة ملايين هكتار من الغابات سنويا، وذلك يؤدي إلى خسارة بيئية ومادية وتسبب التصحر وعشرات المخاطر الفظيعة. وهو إفساد في الأرض والدخان خبيث الرائحة، ويسبب التلوث الجوي، بل هو من أهم أسباب التلوث(36/198)
عجيبة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 08:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
روى الامام البخاري رحمه الله في صحيحه عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن للنبي صلى الله عليه وسلم أينا أسرع بك لحوقا قال أطولكن يدا فأخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا فعلمنا بعد أنما كانت طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة.
خالفه الامام مسلم رحمه الله. روى في صحيحه عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق.
اليست عجيبة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ان يتطاولن أيتهن أطول يدا ظنا ان المراد اطولهن جارحة وليس طول اليد في الصدقة؟
السلام عليكم
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[02 - 10 - 04, 12:03 ص]ـ
أخي سلمان الأيوبي
قال الإمام النووي رحمه الله في المنهاج في كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم
معنى الحديث أنهن ظنن أن المراد بطول اليد طول اليد الحقيقية وهي الجارحة فكن يذرعن أيديهن بقصبة فكانت سودة أطولهن جارحة وكانت زينب أطولهن يداً في الصدقة وفعل الخير فماتت زينب أولهن فعلموا أن المراد طول اليد في الصدقة والجود. قال أهل اللغة: يقال فلان طويل اليد وطويل الباع إذا كان سمحاً جواداً، وضده قصير اليد والباع وجد الأنامل، وفيه معجزة باهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة ظاهرة لزينب، ووقع هذا الحديث في كتاب الزكاة من البخاري بلفظ متعقد يوهم أن أسرعهن لحاقاً سودة وهذا الوهم باطل بالإجماع
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 07:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي أبو عبد الرحمن.
نعم هي معجزة باهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمراد من قوله عليه الصلاة والسلام طول اليد في الصدقة وليس الجارحة والا لدل عليه الصلاة والسلام على اطولهن وكانت سودة رضي الله عنها وهذا ليس بسر وقد ابلغ عليه الصلاة والسلام ابنته فاطمة رضي الله عنها انها أول أهله لحوقا به عليه الصلاة والسلام.
العجيب من امهات المؤمنين رضي الله عنهن هو مد ايديهن في الجدار يتطاولن والاعجب انهن ما زلن يفعلن ذلك حتى توفيت زينب رضي الله عنها.(36/199)
اقتراح لمكتب الشيخ
ـ[ابو وافي القاضي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 08:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتمنى من مكتب الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله جمع اقوال الشيخ وفوائده للكتب من تحقيق وطبعات وجمعها في مؤلف واحد
والأمنيه منكم مضاعفة الجهود
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[01 - 10 - 04, 03:44 م]ـ
سيصل هذا الطلب باذن الله تعالى لشيخنا وسيكون هذا محل اهتمام ان شاء الله تعالى ولعل مكتبة طالب العلم تكون نواة لهذا المشروع.
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[01 - 10 - 04, 06:31 م]ـ
اقتراح طيب .. ونسأل الله ان يبارك في جهود الأخوان في المكتب العلمي للشيخ وان يوفقهم لعمل المزيد في خدمة العلم واهله ....(36/200)
المطلوب ترجمة مختصرة لمؤلف كتاب (جواهر الاكليل في شرح مختصر خليل)
ـ[محي الدين]ــــــــ[01 - 10 - 04, 03:26 م]ـ
أحد الإخوة راسلني على الماسنجر و قد سجل في الملتقى لكن إلى الآن لم يحصل على كلمة المرور و هو في عجلة من أمره يريد إجابة على سؤاله الذي سأعرضه عليكم فمن يجد له إجابة فلا يبخل على أخيه .. و فق الله الجميع.
الاخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. واسعد الله اوقاتكم بكل خير .. فها هنا طلب مساعدة اتمنى ممن يملك الاجابة ان يفيدني به عاجلا، وله مني اجزل الشكر واصدق الدعاء .. المطلوب ترجمة مختصرة لمؤلف كتاب (جواهر الاكليل في شرح مختصر خليل) وهو صالح بن عبد السميع الابي الازهري .. فقد بحثت عن ترجمته فلم اجد شيئا، فليت من يسعفني بترجمة مختصرة عن ولادته وفاته وبعض تلاميذه ومشايخه .. وله مني جزيل الشكر و كل التقدير.
ـ[حسيني]ــــــــ[04 - 10 - 04, 07:17 م]ـ
معجم المطبوعات العربية - اليان سركيس ج 2 ص 1186:
الشيخ صالح عبد السميع الابي الازهري (أحد علماء القرن الرابع عشر ه)
1 - الثمر الداني في تقريب المعاني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني - (فقه مالك - الوهبية 1330
2 - جواهر الاكليل شرح مختصر الشيخ خليل في مذهب الامام مالك امام دار التنزيل - جزء 2 مصر 1332
3 - هداية المتعبد السالك شرح مختصر العلامة الاخضري في مذهب الامام مالك - الميمنية
ـ[محي الدين]ــــــــ[28 - 10 - 04, 07:42 ص]ـ
الأخ حسيني:
شكرا على مشاركتك. و اعذرني على التأخر في الرد.(36/201)
هل من اقوال لعلماء الجرح و التعديل في "ابن ابي الحديد"؟
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[01 - 10 - 04, 03:52 م]ـ
هل من اقوال لعلماء الجرح و التعديل في "ابن ابي الحديد"
وهو عز الدين ابى حامد عبد الحميد بن هبة الله المدائنى الشهير بابن ابى الحديد
وهل كتاب شرح البلاغة له اخباره مسندة؟؟؟؟
اجيبونا عن هذا الموضوع بإجمال وجزاكم الله خيرا
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[01 - 10 - 04, 04:36 م]ـ
الشيخ محمود شكري الألوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية ص9،ص 33: ذكر أنه ممن يقولون بألوهية على بن أبي طالب رضي الله عنه وأورد له شعراً منه:
تقيلت أخلاق الربوبة التي عذرت بها من شك أنك مربوب
وقوله:
يجل عن الأعراض والأين والمتى ويكبر عن تشبيهه بالعناصر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 10 - 04, 10:12 م]ـ
رافضي معتزلي لا تقبل روايته ولا كرامه.
له ترجمه في كتب الرافضة،
وله ترجمة في الوافي للصفدي.
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[02 - 10 - 04, 02:34 ص]ـ
شيخى الخبيب عبد الرحمن السديس جزاكم الله حيراعلى الرد ولكن ما المقصود بـ (ولا كرامه.)
ـ[ابن نائلة]ــــــــ[02 - 10 - 04, 10:43 ص]ـ
أذكر أن الشيخ المعلمي رحمه الله تكلم عليه وأنه رافضي يكذب ويختلق الكذب في الطعن على أبي هريرة رضي الله عنه
ذكر ذلك في كتاب الأنوار الكاشفة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:13 ص]ـ
هذا أسلوب عربي ومعناه هنا:
ولا كرامة: أي لا نُكْرِمُهُ كَرَامةً بروايتِنَا عنهُ، أوْ قَبُوْلِ روايته؛ إذ ليس أهلا لذلك.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:50 م]ـ
إبن أبي الحديد رافضي حجة على رافضي مثله لا علينا.
قال الخونساري «هو عز الدين عبد الحميد بن أبي الحسن بن أبي الحديد المدائني "صاحب شرح نهج البلاغة، المشهور "هو من أكابر الفضلاء المتتبعين، وأعاظم النبلاء المتبحرين موالياً لأهل بيت العصمة والطهارة .. وحسب الدلالة على علو منزلته في الدين وغلوه في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، شرحه الشريف الجامع لكل نفيسة وغريب، والحاوي لكل نافحة ذات طيب .. كان مولده في غرة ذي الحجة 586، فمن تصانيفه "شرح نهج البلاغة" عشرين مجلداً، صنفه لخزانة كتب الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي، ولما فرغ من تصنيف أنفذه على يد أخيه موفق الدين أبي المعالي، فبعث له مائة ألف دينار، وخلعة سنية، وفرساً»
(روضات الجنات5/ 20 - 21 وانظر الكنى والألقاب للقمي1/ 185 الذريعة- آغا بزرك الطهراني41/ 158)
وقد مدحه الخوئي في منهاج البراعة شرح نهج البلاغة
ومن اعظم طوام هذا الرجل اعني ابن ابي الحديد شرحه لذلك الكتاب المكذوب على علي رضي الله عنه وإخارجه للناس وهو مكذوب ملفق فعليه من الله ما يستحق.
ونلاحظ هنا أمر مهم وهو شهادة الخنساري وهو إمام عند الروافض بأن ابن ابي الحديد صنف هذا الشرح لابن العلقمي الخبيث .. تشابهت قلوبهم.
أما حال الرجل عند أهل السنة فمشهور معروف معتزلي إخباري
لكن ذكر له أبيات ذكرها ابن قيم الجوزية في الصواعق والشفاء وكذا غيره في توبته من علم الكلام وحزنه على الخوض في الصفات وغيرها.
والله اعلم(36/202)
هل هناك علاقة بين الروافض والخوارج؟
ـ[عمر بن إبراهيم]ــــــــ[01 - 10 - 04, 10:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله - تعالى - وبركاته
أرجو أن أجد الإجابة عندكم
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[03 - 10 - 04, 12:13 ص]ـ
نعم العلاقة وطيدة وأصيلة.
على سبيل المثال لا الحصر فيما يحضرني الآن:
1:أتباع المتشابه من القرآن وهي كثيرة جدا عند الفريقين خذ هذا المثال:
الرافضة يتمسكون بآيات متشابهة يحرفونها إلي مبتغهم كآية التطهير وآية البلاغ وآية المباهلة وغيرها الكثير، وكذا الحال عند الخوارج في نصوص التكفير والتفسيق وتحيكم الرجال.
2:الطعن في الصحابة وهذا ظاهر بين بل والطعن في آل البيت عند هؤلاء وهؤلاء فإن الرافضة يطعنون في زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهنَّ من أهل بيته وكذا ابن عباس والحسن يقولون عنه" مسود وجوه المؤمنين" والعياذ بالله.
3:الموقف من الحكام على الإطلاق فإن الرافضة يقولون كل راية قبل المهدي فهي رأية طاغية وحكم طاغوت وكذا الحال عند الخوارج في تكفيرهم للحكام والولاة.
وغيرها الكثير
هذا ما استطعت ذكره في هذه العجالة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 10 - 04, 02:11 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزى الله الشيخ ابن دحيان خيرا لبيانه بعض أوجه التشابه بين الشيعة والخوارج
والفرق المتأخرة من الشيعة وغيرهم عندهم خليط من العقائد وكذلك حال الخوارج كالإباضية المعاصرين فتجد أن بعضهم يوافق المعتزلة في باب الإيمان ونفي الرؤية ونحو ذلك وهكذا
ولكن الأصل أن بينهم عداوة مثل العداوة التي بين الحمار والغراب خاصة في موقفهم من علي بن ابي طالب رضي الله عنه فهم فيه على طرفي نقيض
وللفائدة هذا نقل من كتاب الحيوان للجاحظ حول قصة الغراب مع الحمار
قال الجاحظ
عداوة الحمار للغراب
ويقال: إنّ بين الغراب والحمار عداوةً، كذا قال صاحب المنطق.
وأنشدني بعض النحويِّين:
عاديتنا لا زلْت في تبابِ ... عداوة الحمار للغراب
وقال كذلك
وزعم صاحبُ المنطق أن بين الحِمار وعصفورِ الشَّوك عداوةً، وقال: لأن الحمارَ يدخل الشجر والشّوك، فربما زاحَمَ الموضع الذي فيه وَكْرُه فيبدِّد عُشَّه، وربما نهق الحِمارُ فسقَطَ فرخُ العُصفور أو بيضه من جوفِ وكْره، قال: ولذلك إذا رآه العصفورَ رَنَّق فوقَ رأسه، وعلى عينيه، وآذاه بطيرانه وصِياحه.
وقال كذلك
عداوات الحيوان
وذكر صاحب المنطق عداوةَ الغرابِ للحمار، والنَّحويون ينشدون في ذلك قولَ الشَّاعر:
عاديتنَا لا زِلْتَ في تَبابِ ... عَدَاوَةَ الْحِمارِ للغُرَابِ
ولا أدري من أينَ وقعَ هذا إليهم.
وذكر أيضاً عداوة البُوم للغراب، وكذلك عصفور الشَّوك للحمار، وفي هذا كلامٌ كثيرٌ قد ذكرنا بعضه في أوَّل كتابنا هذا من الحيوان.
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[04 - 10 - 04, 01:47 ص]ـ
في مجموع الفتاوى 28/ 493 قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بعد كلام له ذكر فيه حديث "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض":
"من أن هؤلاء الرافضة المحاربين شر من الخوارج، وكل من الطائفتين انتحلت إحدى الثقلين؛ لكن القرآن أعظم. فلهذا كانت الخوارج أقل ضلالا من الروافض .. ".
وذكر بعده في نفس الصفحة كلاما فيه ما قد يستغرب في حجية إجماع العترة قال فيه بعض مشائخنا أنه مما أدخل في صلب كلام الشيخ وليس منه بل قد يكون هامشا من متأخر.
وموضع ذكر هذا في "الاستدراك على صيانة مجموع الفتاوى" وإنما ذكرته هنا لعل أحدا ممن يطلع عليه يفيدنا فيه.
ـ[عمر بن إبراهيم]ــــــــ[05 - 10 - 04, 10:11 ص]ـ
جزا الله - تعالى - المشائخ الفضلاء، ابن دحيان، وعبد الرحمن الفقيه، وابن مسعود على خير ما قدمتوه فقد أوضحتم.
نفع الله - تعالى - بكم وبعلمكم وزادكم علما إلى علمكم(36/203)
تحرير الرواية المنقولة عن الإمام أحمد في وجوب صوم يوم الشك
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 09:04 ص]ـ
رواية الوجوب هذه نفاها عن الإمام أحمد بعض محققي الحنابلة:
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (25/ 98): ((وأما صوم يوم الغيم إذا حال دون رؤية الهلال غيم أو قتر فللعلماء فيه عدة أقوال .... والقول الثاني: أن صيامه واجب كاختيار القاضي والخرقي وغيرهما من اصحاب أحمد وهذا يقال أنه أشهر الروايات عن أحمد لكن الثابت عن أحمد لمن عرف نصوصه وألفاظه أنه كان يستحب صيام يوم الغيم اتباعاً لعبد الله بن عمر وغيره من الصحابة ولم يكن عبد الله بن عمر يوجبه على الناس بل كان يفعله احتياطاً .... فأحمد رضي الله عنه كان يصومه احتياطاً.)) ا. هـ.
وللشيخ البسام بحث طيب لهذه المسألة في كتابه تيسير العلام (2/ 432) فقال رحمه الله: ((اختلف العلماء في حكم صيام يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في مغيب الهلال غيم، أو قتر، أو نحوهما من الأشياء المانعة لرؤيته.
فالمشهور في مذهب الإمام "أحمد" الذي قال كثير من أصحابه: إنه مذهبه- هو وجوب صومه من باب الظن والاحتياط، واستدلوا على ذلك بقوله: "فاقدروا له" وفسروها بمعنى: ضيقوا على شعبان، فقدروه تسعة وعشرين يوماً.
وهذه الرواية عن الإمام "أحمد" من المفردات، وهي مروية عن جملة من الصحابة، منهم أبو هريرة، وابن عمر، وعائشة، وأسماء.
وذهب جمهور العلماء ومنهم الأئمة الثلاثة "أبو حنيفة " و"مالك" و"الشافعي" إلى أنه لا يجب صومه، ولو صامه عن رمضان لم يجزئه.
واختار هذا القول، شيخ الإسلام "ابن تيمية" وقال: المنقولات الكثيرة المستفيضة عن أحمد، على هذا. وقال صاحب "الفروع": لم أجد عن أحمد صريح الوجوب ولا أمر به ولا يتوجه إضافته إليه. واختار هذه الرواية من كبار أئمة المذهب "أبو الخطاب"، و"ابن عقيل".
ودليل هذا القول ما رواه الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً: " صُومُوا لِرُؤيتهِ، وأفْطِروُا لِرؤيتهِ، فَإن غُمَّ عَلَيكم فَأكْمِلوا عِدَّةَ شعْبَانَ ثَلاِثين يَوماً". وهذا الحديث وأمثاله يبين أن معنى " فاقدروا له، يعني قدروا حسابه بجعل شعبان ثلاثين يوماً.
وقد حقق " ابن القيم" هذا الموضوع في كتابه "الهدي" (2/ 36 - 47) ونصر قول الجمهور، ورد غيره، وبين أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة قول صريح، إلا عن ابن عمر الذي مذهبه الاحتياط والتشديد. وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن إيجاب صوم يوم الشك لا أصل له في كلام أحمد، ولا كلام أحد من أصحابه وإن كان بعضهم قد اعتقد أن من مذهبه إيجاب صومه. ومذهبه الصريح المنصوص عليه هو جواز فطره وجواز صومه وهو مذهب أبي حنيفة ومذهب كثير من الصحابة والتابعين. وأصول الشريعة كلها مستقرة على أن الاحتياط ليس بواجب ولا محرم.)) ا. هـ وانظر المدخل المفصل للشيخ بكر أبو زيد (1/ 52).(36/204)
هل يصح أن نقول عن القتلى في المسلمين انهم شهداء
ـ[ابو تركي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 07:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كان هناك حرب بين المسلمين والكافرين مثل ما هو حاصل بين إخواننا في فلسطين واليهود فهل يصح أن نقول عن القتلى في المسلمين انهم شهداء مثل ما يقال ألان استشهد عشرون شهيدا.
وجزاكم الله خيرا
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 10 - 04, 07:48 م]ـ
المسألة فيها خلاف ولعل الأمر واسع ..(36/205)
مسائل فقهيةهامة للفهم والإستضاح
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 07:52 م]ـ
المسألة الأولى: تعدد الزوجات
ماقول الإخوة الأفاضل الكرام من طلبة العلم والعلماء في منتدانا الكريم في هذه الأطروحات لبعض طلاب العلم.
1 - أن العرب قبل الإسلام كان الواحد منهم تحته العشرة والعشرين من النساء فجاء الإسلام ليعالج ذلك الأمر بهذا العدد المحدود، ولمراعاة التددرج في الأحكام.
2 - أن حكم التعدد في الإسلام على سبيل الإباحة وليس على سبيل الوجوب.
3 - أن التعدد إن كان ولابد فلا بد فيلزم تحقيق العدل بين الزوجات، ورغم هذا أستبعد المشرع تحقيقه بقول الحق سبحانه (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً (129) النساء
4 - أن التعدد جاء في سياق الولاية على مال اليتيم فجاء لسد ذريعة عدم القسط في اليتامى بالزواج منهن أو من أمهن لقول الحق سبحانه (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا) النساء 3 وليس الأمر على إطلاقه.
5 - و لهذه الأسباب السابقة فإن الأصل هو واحدة والفرع هو التعدد لمقتضى الحاجة التي يبنى عليها سبب التعدد وبوجود الجواز به.
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 08:04 م]ـ
الأفاضل العلماء وطلبة العلم كما تعودنا في هذا المنتدى المبارك، التأصيل العلمي للمسائل للوقوف على الحق ولزومه، وللحاجة الماسة لمثل هذه المسائل في هذا الزمان. جزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 04:15 م]ـ
إلى علمائنا وطلاب علم نثق فيهم ولولا هذا ماشاركنا، فقد كنت مسافرا اليومين السابقين مما لم يدع لي فرصة متابعة، فلما رجعت لم أجد ردا واحدا رغم أهمية الأمر ولا حتى مشاركة إعتراض أو أن أدل على طريق فالأمر والله جد هام لا من حيث الموضوع فحسب لكن من حيث تأصيله للمسلمين ولغير المسلمين لحساسية الموقع الذي أنا فيه فأرجوا من شيوخنا وأحبائنا مشاركة وردا، مع العلم أن هذه هي أولى المسائل المطروحة والتي أشارك في مناقشتها فرجاءا رجاءا أفيدوني يرحمكم الله.(36/206)
ما صحة حديث معناه "ان من ادرك تكبيرة الاحرام خلف الامام اربعين يوما
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[02 - 10 - 04, 08:30 م]ـ
سمعت حديثا معناه "ان من ادرك تكبيرة الاحرام خلف الامام اربعين يوما كتبت له براءتان براءة من النفاق وبراءة من النار "
اريدنص الحديث و درجة صحته؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 10 - 04, 08:42 م]ـ
هذا الحديث لايصح
وينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=103988#post103988
ـ[ابن قانع]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:14 م]ـ
صححه الالباني في السلسلة الصحيحة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 10 - 04, 10:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ولكن يتبين من خلال الرابط السابق أن الحديث لايصح وإن صححه الشيخ الألباني رحمه الله.(36/207)
للحنابلة ... بول الآدمي لماذا يُنجّس الماء الكثير وإن لم يتغير؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 09:06 م]ـ
ما الدليل على أن بول الآدمي وعذرته المائعة تنجس الماء الكثير - القلتين فما فوق دون أن يستبحر - حتى وإن لم يتغير, مع أن النجاسات الأخرى لا تُنجّس الماء الكثير حتى يتغير؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[03 - 10 - 04, 12:06 ص]ـ
دليلهم: ما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه).
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 12:38 ص]ـ
وأثر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الصبي الذي بال في البئر فأمرهم بنزحها قال الخلال: رويناه بإسناد صحيح.
ولكن المذهب عند المتأخرين عدم التفريق بين بول الآدمي وغيره من النجاسات.
وهذه المسألة هي أول مسألة خالف فيها صاحب الزاد المذهب.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 01:41 م]ـ
لماذا لم يحملوا حديث " لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه " على حديث " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث " كباقي المذاهب؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 10 - 04, 02:19 م]ـ
الأخ أبو غازي وفقه الله.
اولا فيه رواية بعدم التفريق بين بول الادمي وبول غيره للقياس، والمشهوره هي التفريق فبول الادمي و (عذرته المائعة) قياسا، وعذرته اليابسة اذا ذابت، كلها تنجس ما فوق القلتين.
ثانيا: لم يحملوا حديث القلتين على حديث البول لان حديث النهى عن البول أخص من حديث القلتين.
وهذا من جنس تعارض العمومين فحديث القلتين عام في كل ماء بلغ القلتين، وحديث البول عام في كل ماء بلغ القلتين ام لم يبلغ.
فهم قد خصصوا عموم حديث القلتين بحديث النهى عن البول. وغيرهم قد خصص عموم حديث النهي عن البول بحديث القلتين.
فمرد المسألة الى مسائل تعارض العمومين وأيهما يجب ان يخص بالآخر وهي مسألة أصولية مهمة.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 05:30 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 11:52 ص]ـ
عموم النهي عن البول في الماء الذي بلغ قلتين أقوى من العموم الآخر
لأن عموم طهارة الماء ببلوغه قلتين مخصص بالتغير بالنجاسة
وكما نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط المستقيم:أن العموم الذي لم يخصص أقوى من العموم الذي خُصص.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 08:30 م]ـ
ولكن ليس هذا هو الشأن
ولكن الشأن في أن حديث النهي عن البول في الماء الدائم ليس فيه تعرض لنجاسة الماء من عدمها
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 08:31 م]ـ
ولكن ليس هذا هو الشأن
بل الشأن في أن حديث النهي عن البول في الماء الدائم ليس فيه تعرض لنجاسة الماء من عدمها
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 12:27 ص]ـ
الأخ الفاضل الكريم / حامد الحنبلي:
النهي عن البول عندهم رحمهم الله ليس نهيا تعبديا بل هو معلوم العلة، ولا علة له الا ان البول فيه مفضى الى تنجيسه.
وعليه فالحديث فيه دليل على نجاسة الماء الذي يقع فيه بول الادمي لعمومه. هكذا هو صوغ الاحتجاج عندهم وتركيبه.
و بعض من وافقهم في وجود علة، قال العلة معلومة وليست تعبديه لكنها خشية ان يفضى كثرة البول من الناس الى غلبة النجاسة وعليه فالحديث ليس فيه دلالة.
ومنهم من قال العلة تعبديه غير معقولة.
ومنهم من قال بل هي معقولة لكنها استقذار و استقباح وتنزيه لموراد الماء.(36/208)
نرجو بيان الحكم الشرعي في أسهم بطاقات سوا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:06 م]ـ
السلام عليكم
فقد سألت عنها و ما أدري ما هي كيفية المعاملة و السائل لا يعلم عنها بوضوح
فالرجاء افادتنا عن ذلك
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[03 - 10 - 04, 11:18 م]ـ
تضاربت آراء أهل العلم فيها مابين مجيز ومحرم فالذي أعلمه أن أحد الإخوة سأل عنها الشيخ عبدالله المطلق وأجابه بإنها حرام لاتجوز معللا الحكم بما يجري من عمليات النصب والإحتيال وذكر أن المسألة بحثت مع خبير في الإتصالات وستصدر الهيئة بيان بخصوص ذلك , أما بخصوص نفس المعاملة فالذي يظهر والله أعلم أنها شرعية وأفتى بذلك مجموعة من العلماء ومنهم أبو عاصم الشيخ أحمد العماري(36/209)
هل صوت المراة عوره؟
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:06 م]ـ
جزاكم الله حيرا
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:54 م]ـ
لا
ولكن من غير خضوع في القول كما قال ربي سبحانه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 10 - 04, 01:34 ص]ـ
روابط قد تثري الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18654&highlight=%D5%E6%CA+%C7%E1%E3%D1%C3%C9+%DA%E6%D1%C 9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21737&highlight=%D5%E6%CA+%C7%E1%E3%D1%C3%C9+%DA%E6%D1%C 9(36/210)
كيف نميز إذا كان في هذه المعاملة ميسر أو قمار أو غرر.
ـ[ابو تركي]ــــــــ[02 - 10 - 04, 11:20 م]ـ
السلام عليكم
مشائخنا الأفاضل اسأل الله ان يرفع قدركم ويرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
نسمع أحيانا أن بعض المعاملات حكمها حرام وذلك لانه يوجد فيها قمار أو ميسر أو غرر فنريد معرفة هذه الأحكام وأنواعها مع ألامثله وكيف نميز إذا كان في هذه المعاملة ميسر أو قمار أو غرر.
وجزاكم الله خيرا(36/211)
إلى كل طالبة علم إهداء قيم من قافلة الداعيات ..
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[03 - 10 - 04, 01:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونشكره ونستهديه ونستغفره ونسأله من فضله
العظيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا رسول الله وصفيه وخليله،
صلِّ اللهم عليه ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من بعد
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وعلى جميع إخوانه النبيين
والمرسلين وسلم تسليمًا ..
لا يخفى علينا ما للقلم من أهمية في طلب العلم وخاصة تدوين
ما يسمع وما يقرأ لذلك قد أقسم الله بالقلم أداة العلم والكتابة تكريما
له فقال سبحانه:" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " (القلم 1)
لذلك كخطوة منا في سبيل طلب العلم الشرعي جمعنا لكم هذه
المحاضرات المفرغة في هذا الإصدار
سائلين الله عز وجل أن ينفعنا به وأن يسدد خطانا ويبارك في جهدنا
الحجم 2.41 ميغا بايت
لتحميل البرنامج ولاتنسى ذكر الله والإستغفار ( http://www.islamcvoice.com/qafelh.exe )
لا تنسوا الدعاء لأخواتكن في الله
من موقع قافلة الداعيات
وساهموا بنشر البرنامج ولكم الأجر إن شاء الله
http://www.gafelh.com/modules/Cards/images/upimg/m77m.gif
ـ[عبدالقدير]ــــــــ[07 - 10 - 04, 12:21 ص]ـ
ما شاء الله عليكِ
وجزاك الله خير الجزاء
الله يهدينا لطاعتهِ
ويبارك في جميع الاخوات الداعيات في كل مكان
وأن ينفع بهن ويسدد على الطريق خُطاهن
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[07 - 10 - 04, 01:43 ص]ـ
بارك الله فيك أختي الرميصاء وزادك الله من فضله
والشكر موصول الى أخواتنا في موقع قافلة الداعيات
ـ[أم عبدالرحمن السلفية]ــــــــ[06 - 04 - 05, 03:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....
أخية أحاول تحميل البرنامج ولكن محاولاتي تبوء بالفشل في كل مرة فأرجوايضاح طريقة التحميل بارك الله فيك
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[06 - 04 - 05, 10:31 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
حياكِ الله وبياكِ أختي أم عبدالرحمن السلفية
بالنسبة لتحميل البرنامج
أضغطي بزر الفأرة الأيمن على مكان التحميل واختاري حفظ باسم الهدف يظهر لكِ صفحة اين تحفظين هذا الملف اختاري اما سطح المكتب أو المستندات واختاري حفظ وبعد سيتم التحميل إن شاء الله ..
او أضغطي على الرابط فتظهر لكِ صفحة أختاري حفظ وسوف يتم التحميل إن شاء الله
وإذا اُشكل عليك الأمر فلا تتحرجي من السؤال ...
وفقكِ الله ..
ـ[شجرة الدر]ــــــــ[08 - 04 - 05, 09:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكن الله خيرا يااخواتي
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[09 - 04 - 05, 08:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
وجزيتِ خيراً
ـ[هداية]ــــــــ[19 - 04 - 05, 06:09 م]ـ
السلام عليكم ..
لا أملك إلا الدعاء لكِ من قلب محب، وجعلك الله كالنخلة تثمر ولا تسقط ورقها.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[25 - 04 - 05, 07:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
اللهم آمين
جزاك الله خيراً
ـ[أسماء العنزي]ــــــــ[01 - 07 - 05, 08:57 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء واتمة
وأسأل الله الحي القيوم أن يزيدكم علماً وتقى وينفع بعلمكم المسلمين ويجعلة خالص لوجهه الكريم
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[01 - 07 - 05, 09:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
حياكِ الله وبياكِ أختنا الفاضلة أسماء العنزي
اللهم آمين وإياك،،
ـ[محبة السلف]ــــــــ[02 - 07 - 05, 04:05 ص]ـ
جزاك الله خيرآ اختنا الفاضله اسال الله ان ينفع بك ويزيدك حرصآ على الخير
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[13 - 07 - 05, 10:29 م]ـ
اللهم آمين وإياكِ أختي الفاضلة
ـ[الحميراء]ــــــــ[17 - 08 - 05, 11:46 ص]ـ
أختي طويلبة علم يشهد الله أني أحبك في الله
جمعني الله بك في جنات النعيم
لا حرمك ربي الأجر و الثواب و ثبت قلبك على دينه
إنه ولي ذلك والقادر عليه
جاري التحميل جزاك الله خير(36/212)
هل هكذا اخرج البخاري هذا الحديث
ـ[فارس]ــــــــ[03 - 10 - 04, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هذا الحديث آورده البخاري رضي الله عنه في صحيحه
عن جبير ابن مطعم أنه جاء هو وعثمان بن عفان يكلمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قسم من الخمس بين بني هاشم وبني المطلب فقلت يا رسول الله قسمت لإخواننا بني المطلب ولم تعطنا شيئا وقرابتنا وقرابتهم منك واحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد قال جبير ولم يقسم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من ذلك الخمس كما قسم لبني هاشم وبني المطلب قال وكان أبو بكر يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن يعطي قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيهم قال وكان عمر بن الخطاب يعطيهم منه وعثمان بعده *) صحيح) _ الارواء1242: وأخرجه البخاري
أحد الأخوه اخبرني أن في هذا الحديث زياده وهذه الزياده لم ترد في البخاري فأريد معرفة الزياده بارك الله فيكم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[03 - 10 - 04, 07:10 م]ـ
أخي الكريم:
أولا: اللفظ الذي ذكرته معزوا إلى إرواء الغليل ليس هكذا في الإرواء بل هو هكذا:"حديث جبير بن مطعم: " لما كان يوم خيبر قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوى القربى بين بنى هشام و بنى المطلب , فأتيت أنا و عثمان ابن عفان فقلنا: يا رسول الله: أما بنو هاشم فلا ننكر فضلهم لمكانك الذى وضعك الله به منهم , فما بال إخواننا من بنى المطلب أعطيتهم و تركتنا و إنما نحن و هم بمنزلة واحدة ?!
فقال: إنهم لم يفارقونى فى جاهلية و لا إسلام , و إنما بنو هاشم و بنو المطلب شىء واحد و شبك أصابعه " رواه أحمد و البخارى (ص 294).
قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 5/ 78:صحيح."
ثانيا: اللفظ الذي ذكره في منار السبيل الذي تخريجه إرواء الغليل أقرب رواية له رواية الإمام أحمد في المسند رقم (16299) والنسائي في سننه رقم (4137) وأبي داود رقم (2980).
ثالثا: لم أجد الحديث هكذا عند البخاري بل في اللفظ المذكور زيادة لم ترد وسأذكر لك روايات البخاري أولا ثم أذكر الزيادة فيما بعد:
رواه البخاري رقم (3140) هكذا:
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد قال الليث حدثني يونس وزاد قال جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل وقال ابن إسحاق عبد شمس وهاشم والمطلب إخوة لأم وأمهم عاتكة بنت مرة وكان نوفل أخاهم لأبيهم.
ورواه في رقم (3503) هكذا:
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت أنا وعثمان بن عفان فقال يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد وقال الليث حدثني أبو الأسود محمد عن عروة بن الزبير قال ذهب عبد الله بن الزبير مع أناس من بني زهرة إلى عائشة وكانت أرق شيء عليهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه في رقم (4229) هكذا:
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن جبير بن مطعم أخبره قال مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا أعطيت بني المطلب من خمس خيبر وتركتنا ونحن بمنزلة واحدة منك فقال إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد قال جبير ولم يقسم النبي صلى الله عليه وسلم لبني عبد شمس وبني نوفل شيئا.
رابعا: الزيادة التي ليست عند البخاري هي مابينه الحافظ في الفتح في شرحه للحديث بقوله:"وَزَادَ أَبُو دَاوُدَ فِي رِوَايَةِ يُونُسَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ " وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَقْسِمُ الْخُمُسَ نَحْوَ قَسْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُعْطِي قُرْبَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ عُمَرُ يُعْطِيهِمْ مِنْهُ وَعُثْمَانُ بَعْدَهُ " وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ بَيْنَ الذُّهْلِيِّ فِي " جَمْعِ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ " أَنَّهَا مُدْرَجَةٌ مِنْ كَلَامِ الزُّهْرِيِّ , وَأَخْرَجَ ذَلِكَ مُفَصَّلًا مِنْ رِوَايَةِ اللَّيْثِ عَنْ يُونُسَ , وَكَأَنَّ هَذَا هُوَ السِّرُّ فِي حَذْفِ الْبُخَارِيِّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ مَعَ ذِكْرِهِ لِرِوَايَةِ يُونُسَ".اهـ
والله أعلم
ـ[فارس]ــــــــ[04 - 10 - 04, 10:54 م]ـ
بارك الله فيك اخي على هذه المعلومه القيمه وجزاك ربي اللجنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/213)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - 10 - 04, 12:58 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم(36/214)
حقيقة المعلوم من الدين بالضرورة
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[03 - 10 - 04, 12:00 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
يجب أن يعلم بأن المعلوم من الدين بالضرورة على قسمين:
الأول: ما يوجب العقل إدراكه و أتى الشرع بإثباته و تفصيله و ترتيب العقوبه على مخالفه و ما يوجب العقل إدراكه كذلك على قسمين من المعلوم من الدين بالضرورة و قسم غير معلوم من الدين بالضرورة فأما ما كان معلوم من الدين بالضرورة فمخالفه كافر لا يعذر بجهل و لا تأويل و من هذا إفراد الله بالعبادة و إثبات ربوبية الخالق و إثبات أسماء الله و صفاته التي بنفيها ينتفي استحقاق الله تعالى للألوهية.
و أما ما يوجب العقل إدراكه و لكن ليس من الدين بالضرورة بعض جزيئات الأسماء و الصفات كإنكار عموم قدرة الله تعالى مع الإيمان بقدرة الله و خلقه كما هو قول المعتزلة بنفيهم لخلق الله تعالى لأفعال العباد التي فيها شر تنزيها لله تعالى بزعمهم لذا لم يكفر السلف مثل هذا الصنف إلا بعد إقامة الحجه بخلاف من أنكر علم الله تعالى و قال بأن الأمر أنف و أن الله تعالى لا يعلم الشئ إلا بعد وقوعه فهذا من القسم الأول و هو الذي يوجب العقل إدراكه و من المعلوم من الدين بالضرورة و هم المعتزلة نفاة العلم و هؤلاء كفرهم السلف و لم يعذروهم بجهل و لا تأويل و أجمعوا على كفرهم.
و هنا مسألة تكلم عليها بعض أهل العلم منهم شيخ الإسلام بن تيمية و هي لو أن أحدهم يقر بعلم الله تعالى على العموم و لكن جهل جزئية من جزئيات علم الله تعالى كمن جهل أن الله تعالى يعلم ما يخفي الإنسان في قلبه و يكتمه قال بعضهم إذا كان هذا يقر بعلم الله تعالى على العموم و يقر بأن الله تعالى يعلم بالأشياء قبل وقوعها فإن لا يكفر و يعذر بجهله و استدل شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله بحديث عائشه رضي الله عنها
قال رحمه الله (فغاية ما فى هذا انه كان رجلا لم يكن عالما بجميع ما يستحقه الله من الصفات وبتفصيل انه القادر وكثير من المؤمنين قد يجهل مثل ذلك فلا يكون كافرا
ومن تتبع الاحاديث الصحيحة وجد فيها من هذا الجنس ما يوافقه كما روى مسلم فى صحيحه عن عائشة رضى الله عنها قالت (الا احدثكم عنى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا بلى قالت لما كانت ليلتى التى النبى فيها عندى انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعها عند رجليه وبسط طرف إزاره على فراشه واضطجع فلم يثبت الا ريثما ظن انى رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتقل رويدا وفتح الباب رويدا فخرج ثم اجافه رويدا فجعلت درعى فى رأسى واختمرت وتقنعت ازارى ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه
ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت واسرع فأسرعت فهرول وهرولت وأحضر وأحضرت فسبقته فدخلت فليس الا ان اضطجعت فقال مالك يا عائشة حشيى رابية قالت لا شىء قال لتخبرينى أو ليخبرنى اللطيف الخبير قالت قلت يا رسول الله بأبى أنت وأمى فأخبرته قال فأنت السواد الذى رأيت أمامى قلت نعم فلهزنى فى صدرى لهزة اوجعتنى ثم قال أظننت ان يحيف الله عليك ورسوله قالت قلت مهما يكتم الناس يعلمه الله قال نعم قال فان جبريل عليه السلام أتانى حين رأيت فنادانى فأخفاه منك فأجبته واخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت انك رقدت وكرهت ان أوقظك وخشيت ان تستوحشى فقال ان ربك يأمرك ان تأتى أهل البقيع فتستغفر لهم قلت كيف أقول يا رسول الله قال قولى السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وانا ان شاء الله للاحقون
فهذه عائشة أم المؤمنين سألت النبى هل يعلم الله كل ما يكتم الناس فقال لها النبى نعم وهذا يدل على انها لم تكن تعلم ذلك ولم تكن قبل معرفتها بأن الله عالم بكل شىء يكتمه الناس كافرة وان كان الاقرار (بذلك (
بعد قيام الحجة من أصول الايمان وانكار علمه بكل شىء كانكار قدرته على كل شىء هذا مع انها كانت ممن يستحق اللوم على الذنب ولهذا لهزها النبى وقال أتخافين ان يحيف الله عليك ورسوله وهذا الأصل مبسوط فى غير هذا الموضع
فقد تبين أن هذا القول كفر ولكن تكفير قائله لا يحكم به حتى يكون قد بلغه من العلم ما تقوم به عليه الحجة التى يكفر تاركها)
و كذلك حديث الرجل الذي ذرى نفسه كما في الصحيحين و غيرهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/215)
فمثل هذه الأحاديث تدل على أن الجهل ببعض الجزئيات يعذر من وقع فيه بالجهل أو التأويل أو الجهل بأصل الدين و هو إثبات ربوبية الخالق و ألوهيته و أسماءه و صفاته التي بانتفائها تنتفي الألوهية فمثل هذا لا يعذر بجهل أو تأويل لأن أصل الإسلام لا يثبت إلا بهذا فكيف يبقى إسلام إذا عدم مثل هذا.
فمثلا الرجل الذي ذرى نفسه لم ينف قدرة الله على العموم و إنما لشدة خوفه من الله تعالى مع إيمانه بقدرة الله تعالى على العقاب و كذلك إيمانه بالبعث و الحساب و لكن لما اشتد خوفه من هذا العذاب و الحساب أراد أن يفعل شيئا لعله إذا فعله لا يستطيع الله تعالى أن يعذبه مع إيمانه بوجود العذاب و الحساب و قدرة الله تعالى على عذاب و حساب غيره فهذا الرجل لم ينكر البعث و الحساب و العذاب بل هو من أشد الناس إيمانا بهذا لأنه من شدة علمه بهذا فعل ما فعل و إلا لو لم يكن متيقن من عذابه الله تعالى و حسابه لما شدد هذا التشديد على أولاده بأن يحرقوه و يسحقوه و يذروا نصفه في البر و نصفه في البحر و مع ذلك لم يكن متيقنا بأن مثل هذا ينجيه بل قال (لعل الله تعالى أن يضلني) فهل بعد هذا حجة لمحتج بأن من أنكر البعث أو أنكر قدرة الله تعالى على العموم أو أنكر خلق الله تعالى على العموم هل لأحد أن يحتج بهذا الحديث على عذر من كان هذا حاله بالجهل أو التأويل فالفرق واضح جدا عقلا و شرعا بين من أنكر الصفة على العموم و بين من أنكر عموم الصفة فمن أنكر الصفة على العموم كمن أنكر القدرة على العموم أو أنكر العلم على العموم فهذا لا ينفعه جهل أو تأويل لأنه من غير المعقول أنه هناك ربا مألوها لا يعلم شيئا أو لا يقدر على شئ و أما من أنكر عموم الصفة كمن أنكر عموم قدرة الله تعالى كما أنكر المعتزلة قدرة الله تعالى على خلق أفعال العباد أو أنكر عموم العلم كما في حديث عائشه رضي الله عنها فمثل هذا يقال بأنه لا يكفر حتى تقام عليه الحجه و تزال عنه الشبهه فتدبر هذا فإنه تفصيل قل أن تجده عند أحد اليوم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم.
و نلخص هذا القسم فنقول بأن ما كان العقل يوجبه قسمان:
قسم لا يعذر فيه بالجهل و هو ما يثبت به استحقاق الرب للألوهية
و قسم يعذر فيه بالجهل و هو ما كان في جزيئات بعض الصفات العقلية
و هذا التقسيم يفيدنا كذلك أن مدارك العقول تتفاوت و مسائله تتباين.
و هذا تنبيه يجب علينا ذكره و هو أنه يجب التفريق بين اعتقاد المعتزلة و بين ذكرناه هنا فالمعتزلة يرتبون على العقل العقاب و الثواب و أما نحن فنرتب الأسماء أي الشرعية كالشرك و غيرها من الأسماء على العقل فهذه الأسماء لها حقائق و قد ركز الله تعالى في عقول الناس و فطرهم بغض هذه الأسماء و حقائقها و أما العذاب و العقاب فلا يكون إلا بعد قيام الحجة فهنا اسماء شرعية علمت قبل ورود الشرع لأن مدركها العقل قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (فصل
وقد فرق الله بين ما قبل الرسالة وما بعدها فى أسماء وأحكام وجمع بينهما فى أسماء وأحكام وذلك حجة على الطائفتين على من قال ان الافعال ليس فيها حسن وقبيح ومن قال انهم يستحقون العذاب على القولين
اما الاول فانه سماهم ظالمين وطاغين ومفسدين لقوله (إذهب إلى فرعون إنه طغى) وقوله (وإذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين قوم فرعون الا يتقون) وقوله (ان فرعون علا فى الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحيى نساءهم انه كان من المفسدين) فاخبر انه ظالما وطاغيا ومفسدا هو وقومه وهذه اسماء ذم الافعال والذم انما يكون فى الافعال السيئة القبيحة فدل ذلك على ان الأفعال تكون قبيحة مذمومة قبل مجىء الرسول اليهم لا يستحقون العذاب الا بعد اتيان الرسول اليهم لقوله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)
وكذلك أخبر عن هود انه قال لقومه (اعبدوا الله ما لكم من
اله غيره إن أنتم إلا مفترون) فجعلهم مفترين قبل أن يحكم بحكم يخالفونه لكونهم جعلوا مع الله الها آخر فاسم المشرك ثبت قبل الرسالة فانه يشرك بربه ويعدل به ويجعل معه آلهه أخرى ويجعل له أندادا قبل الرسول ويثبت أن هذه الاسماء مقدم عليها وكذلك اسم الجهل والجاهلية يقال جاهلية وجاهلا قبل مجىء الرسول واما التعذيب فلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/216)
والتولى عن الطاعة كقوله (فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى) فهذا لا يكون الا بعد الرسول مثل قوله عن فرعون (فكذب وعصى) كان هذا بعد مجىء الرسول اليه كما قال تعالى ..... ) انتهي كلام الشيخ رحمه الله
هذا هو القسم الأول من المعلوم من الدين بالضرورة.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (واعلم أن عامة مسائل أصول الدين الكبار مثل الاقرار بوجود الخالق وبوحدانيته وعلمه وقدرته ومشيئته وعظمته والاقرار بالثواب وبرسالة محمد وغير ذلك مما يعلم بالعقل قد دل الشارع على أدلته العقلية وهذه الأصول التى يسميها أهل الكلام العقليات وهى ما تعلم بالعقل فانها تعلم بالشرع لا أعنى بمجرد أخباره فان ذلك لا يفيد العلم إلا بعد العلم بصدق المخبر فالعلم بها من هذا الوجه موقوف على ما يعلم بالعقل من الاقرار بالربوبية وبالرسالة وإنما أعنى بدلالته وهدايته كما أن ما يتعلمه المتعلمون ببيان المعلمين وتصنيف المصنفين إنما هو لما بينوه للعقول من الأدلة
فهذا موضع يجب التفطن له فان كثيرا من الغالطين من متكلم ومحدث ومتفقه وعامى وغيرهم يظن أن العلم المستفاد من الشرع إنما هو لمجرد اخباره تصديقا له فقط وليس كذلك بل يستفاد منه بالدلالة والتنبيه والارشاد جميع ما يمكن ذلك فيه من علم الدين)
القسم الثاني: و هو ما جاء الخبر به أي أن العقل لا يوجبه و لا يحيله و جاء الخبر بإثباته و مثل هذا وجوب الصلاة و و وجوب الزكاة و غيرها من الشرائع من الدين بالضرورة فمثل هذا تتفاوت مدارك الناس فيه
و مثل قد يجهله بعض الناس لعدم بلوغ العلم له كالناشئ في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام و من كان في مثل حالهم بخلاف من يكون بين المسلمين و يخالطهم ثم يدعي الجهل فمثل هذا لا يقبل من الإعتذار بالجهل.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله) والقسم الثانى من الشرعى ما يعلم باخبار الشارع فهذا لا يخلو إما أن يمكن علمه بالعقل أيضا أولا يمكن فان لم يمكن فهذا يعلم بمجرد اخبار الشارع وأن امكن علمه بالعقل فهل يوجد مثل هذا وهو أن يكون أمر أخبر الشارع به وعلمه ممكن بالعقل أيضا ولم يدل الشارع على دليل له عقلى فهذا ممكن ولا نقص إذا وقع مثل هذا فى الشريعة فانه اذا عرف صدق المبلغ جاز أن يعلم بخبره كل ما يحتاج اليه ولا ريب ان كثيرا من الناس لا ينالون علم ذلك الا من جهة خبر الشارع وقد أحسنوا فى ذلك حيث آمنوا به لكن هل ذلك واقع مطلقا
وقد ذهب خلائق من المتفلسفة والمتكلمة والمتفقهة والمتصوفة والعامة وغير ذلك الى وقوع ذلك وهو ان فيما أخبر به الشارع أمور قد تعلم بالعقل أيضا وان كان الشارع لم يذكر دلالته العقلية
وهذا فيه نظر فان من تأمل وجوه دلالة الكتاب والسنة وما فيها من جلى وخفى وظاهر وباطن قد يقول ان الشارع نبه فى كل ما يمكن علمه بالعقل على دلالة عقلية كما قد حصل الاتفاق على أن ذلك واقع فى مسائل أصول الدين الكبار وفى هذا نظر
فصارت العلوم بهذا الاعتبار أما أن تعلم بالشرع فقط وهو ما يعلم بمجرد اخبار الشرع مما لا يهتدى العقل اليه بحال لكن هذه العلوم قد تعلم بخبر آخر غير خبر شارعنا محمد واما أن تعلم بالعقل فقط كمرويات الطب والحساب والصناعات واما أن تعلم بهما فاما أن يكون الشارع قد هدى الى دلالتها كما أخبر بها أم لا فإن كان الأول فهى عقليات الشرعيات أو عقلى
الشارع أو ما شرع عقله أو العقل المشروع واما أن يكون قد أخبر بها فقط فهذه عقلية من غير الشارع فيجب التفطن
لكن العقلى قد يعقل من الشارع وهو عامة أصول الدين وقد يعقل من غيره ولم يعقل منه فهذا فى وجوده نظر
وبهذا التحرير يتبين لك أن عامة المتفلسفة وجمهور المتكلمة جاهلة بمقدار العلوم الشرعية ودلالة الشارع عليها ويوهمهم علو العقلية عليها فان جهلهم ابتنى على مقدمتين جاهليتين
إحداهما ان الشريعة ما أخبر الشارع بها
والثانية أن ما يستفاد بخبره فرع للعقليات التى هى الأصول فلزم من ذلك تشريف العقلية على الشرعية
وكلا المقدمتين باطلة فان الشرعيات ما أخبر الشارع بها وما دل الشارع عليها وما دل الشارع عليه وينتظم جميع ما يحتاج الى علمه بالعقل وجميع الأدلة والبراهين وأصول الدين ومسائل العقائد بل قد تدبرت عامة ما يذكره المتفلسفة والمتكلمة والدلائل العقلية فوجدت دلائل الكتاب والسنة تأتى بخلاصته الصافيه عن الكدر .... )
و قال رحمه الله (وأيضا فكون المسألة قطعية أو ظنية هو أمر إضافى بحسب حال المعتقدين ليس هو وصفا للقول فى نفسه فان الانسان قد يقطع بأشياء علمها بالضرورة أو بالنقل المعلوم صدقه عنده وغيره لا يعرف ذلك لا قطعا ولا ظنا وقد يكون الانسان ذكيا قوى الذهن سريع الاداراك فيعرف من الحق ويقطع به مالا يتصوره غيره ولا يعرفه لا علما ولا ظنا
فالقطع والظن يكون بحسب ما وصل الى الانسان من الأدلة وبحسب قدرته على الاستدلال والناس يختلفون فى هذا وهذا فكون المسألة قطعية أو ظنية ليس هو صفة ملازمة للقول المتنازع فيه حتى يقال كل من خالفه قد خالف القطعى بل هو صفة لحال الناظر المستدل المعتقد وهذا مما يختلف فيه الناس فعلم أن هذا الفرق لا يطرد ولا ينعكس).
فالخبريات تتفاوت في ذاتها و تتفاوت كذلك في محلها فوجوب الصلاة مثلا ليس كوجوب الصيام أو الحج أو الزكاة و تحريم الخمر ليس كتحريم الربا و زواج المتعة أو إتيام المرأة من دبرها.
و أما في محالها فمن الناس من لم يبلغه التحريم او الوجوب و منهم من بلغه و لكن طرأت عليه بعض الشبه ما منعته من اعتقاد الحق و هذا يختلف من مسألة إلى أخرى فبعض المسائل يعذر فيها بالجهل و التأويل و منها ما لا يعذر فيه و هذا ينظر فيه لعين المسألة و عين المحل.
و الله أعلم.(36/217)
تذكرة ابن عبدوس، أحتاجها مكتوبة.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 10 - 04, 02:41 م]ـ
من يعرف رابط لها او يتمكن من تحميلها كما عودتمنا أيه الافاضل الاكارم.(36/218)
قول الأئمة "حديث محفوظ "ليس تقوية له
ـ[الرازي الثالث]ــــــــ[03 - 10 - 04, 08:40 م]ـ
فى كتاب العلل لأبى بكر الخلال عن ابى بكر المروذى قال:قيل لأبى عبد الله -يعنى احمد -:حديث حميد بن عبد الرحمن عن هشام بن سعد عن نعيم المجمر عن ابى هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه دخل المسجد فاحتبى ولم يصل ركعتين،
أمحفوظ هو؟ قال: نعم
نقل هذا ابن رجب فى الفتح ثم قال: هذا حديث غريب جدا ورفعه عجيب ولعله موقوف
ولعل الإمام يعني بالمحفوظ اى ان له أصل ولا يلزم منه تقوية الحديث
كما انه لا يعني المحفوظ باصطلاح اهل المصطلح: ماكان ضد الشاذ
فهل من تعليق لعلي أستفيد.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 10 - 04, 08:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً
فائدة حول (الحديث المحفوظ) وأنه لا يلزم أن يكون صحيحاً دائماً:
قال الشيخ حمزة المليباري حفظه الله في كتابه ((الموازنة)) ص 28:
[ ... فالحديث المحفوظ لا يلزم كونه صحيحاً دائماً، إلا إذا كان محفوظاً عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لأن معناه ثبوت الرواية عن شخص، وقد يكون الشخص مخطئاً، أو يكون ما رواه منقطعاً أو مدلَّساً، أو مرسلاً، وقد يكون صحيحاً أيضاً، وبيان ذلك بالأمثلة في موضع آخر إن شاء الله].
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=102410#post102410
ـ[بو الوليد]ــــــــ[04 - 10 - 04, 03:56 ص]ـ
نعم أخي الكريم ولكن ليس بالإطلاق الذي ذكرته، فكون الحديث معلولاً بعلةٍ غيرِ النكارة؛ لا ينفي عنه أن يكون محفوظاً.
وكون الحديث أو الإسناد محفوظ هو أمر ضروري للصحّة، ولكن لا يكفي ذلك لوحده، فلابد من توفر شروط الصحة الأخرى.
ولذلك قد يعل الناقد الحديث ومع ذلك يصفه بأنه محفوظ!!
والله أعلم.
ـ[تميم1]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:45 ص]ـ
يطلق المحفوظ ويراد به مقابل الشاذ وهو ما استقر عليه الاصطلاح
ويطلق ويراد به الثابت مقابل الصحيح فيكون بمعنى المعروف على اصطلاح المتأخرين
وهو ظاهر صنيع المتقدمين كالعقيلي في الضعفاء وابن حزم بل الحافظ ابن حجر في الفتح
ولعل ذلك من باب التوسع في استعمال المصطلحات والله أعلم ...(36/219)
من يزني يُزنى بأهله! كيف؟
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[04 - 10 - 04, 02:29 ص]ـ
قال الشافعي رحمه الله
إن الزنا دينٌ إن أقرضته ____________________ كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ
هل هذا دائم؟ وهل له أصل في الشرع؟ مسألة حيرتني كثيراً.
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[04 - 10 - 04, 06:07 ص]ـ
في شريط للشيخ سلمان العودة نفى أن تكون هذه المقولة صحيحة والله أعلم
إذ ما ذنب أهله أن يعاقبهم الله بعمل لم يفعلوه وقد قال الله في محكم التنزيل:
{قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (164) سورة الأنعام
{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (15) سورة الإسراء
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} (18) سورة فاطر
{إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (7) سورة الزمر
{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (38) سورة النجم
ـ[الفضيل]ــــــــ[04 - 10 - 04, 06:30 ص]ـ
وجهة نظر
في بعض الأحيان يكون هذا الذي وقع في المعصية شخصا مستهترا ومهملا لأهله فتحصل هذه المصيبة - نسأل الله العافية والسلامة -
والله أعلم
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[04 - 10 - 04, 06:39 ص]ـ
وجهة نظر
في بعض الأحيان يكون هذا الذي وقع في المعصية شخصا مستهترا ومهملا لأهله فتحصل هذه المصيبة - نسأل الله العافية والسلامة -
والله أعلم
إذا السبب في الاستهتار والإهمال للأهل وليس في الزنى
ـ[بو الوليد]ــــــــ[04 - 10 - 04, 07:16 ص]ـ
غالب بيوت الزناة والزواني (وأقصد بذلك من امتهن الفاحشة والعياذ بالله تعالى) أوكار للفواحش، ولذلك تتعاقب ذريتهم على الفواحش والآثام؛ فقد يظن ظانٌ أنهم _أي الذرية_ معاقبون بفعل آبائهم، والله أعلم.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[04 - 10 - 04, 09:58 ص]ـ
يقول ابن عبد القوي رحمه الله:
فمن مد طرفاً أو زنا يزن أهله ... فعف يعفوا قاله خير مرشد
فلو لم يكن فعل الزناء كبيرة ... ولم يخش من عقباه ذو اللب في غد
لكان جديراً أن يصون حريمه ... بهجر الزنا خوف القصاص كما ابتُدي
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[04 - 10 - 04, 11:09 م]ـ
كذلك أذكر أن الشيخ صالح الأسمري ضعفها
لمخالفتها النصوص.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 11:11 م]ـ
لعلهم يستندون للأثر " كما تدين تُدان ".
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[05 - 10 - 04, 04:26 ص]ـ
لعلهم يستندون للأثر " كما تدين تُدان ".
أحسن الله إليك بل بالعكس هذا دليل على ضعف المقولة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:57 م]ـ
نعم، هو كذلك أخي سعد
وشهرة ضعف هذا الأثر تغني عن بيانه.
وأحسن الله إليك أيها الفاضل ..
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[06 - 10 - 04, 09:05 ص]ـ
لعلهم أخذوه من حديث رواه الحاكم والطبراني (عفوا تعف نسائكم)
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[12 - 09 - 06, 05:25 ص]ـ
عن أبي أمامة، أن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتأذن لي في الزنا؟ قال: فصاح القوم به وقالوا: مه مه (1)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقروه وادنه (2)» فدنا حتى كان قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتحبه لأمك؟» فقال: لا يا رسول الله، جعلني الله فداك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولا الناس يحبونه لأمهاتهم» قال: «أفتحبه لابنتك؟» قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم» قال: «فتحبه لأختك؟» قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداك، قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم» - ثم ذكر الحديث في العمة والخالة كذلك - قال: فقال يا رسول الله، ادع الله لي، قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليه ثم قال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن (3) فرجه» قال: فكان لا يلتفت إلى شيء بعد
__________
(1) مه: اسم فعل بمعنى اكفف عما تفعل ويكرر للتوكيد
(2) الدنو: الاقتراب
(3) حصِّنْ فرجه: امنعه واحفظه من الفاحشة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/220)
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[12 - 09 - 06, 07:13 ص]ـ
أخي الفاضل ..
البيت المذكور للمقري وليس للشافعي رحمهما الله تعالى وانظر (كشف الخفاء) للعجلوني (2/ 79)
و هُنا جواب للشيخ القاضي نايف الحمد حول هذا السؤال:
السؤال:
دائماً ما يقال عمن يفعل منكرا في بيت غيره " دقة بدقة "، وقول "ازن يزن ولو بجدار بيتك"، والناس إذا ظُلموا من شخص يقولون: "الله سيريه في بناته أو أبنائه" حتى لو كان الأبناء ليس لهم ذنب في ذلك ..
فكيف يكون ذلك، والله عز وجل يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}؟
وجزاكم الله خيراً.
الاجابة:
الحمد لله وحده وبعد:
فالصواب في ذلك ما جاء في قوله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}، وقوله تعالى: {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}، وقوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
أما الشعر المتداول عن التحذير من الزنا، فليس على إطلاقه، فقد يحدث ذلك وقد لا يحدث، فكم من مشرك، فضلا عن زان، أولاده صالحون مصلحون؟!
والشعر المذكور هو للعلامة المقري، ذكره في كشف الخفا 2/ 79، ولفظه:
عفوا تعف نساؤكم في المحرموتجنبوا ما لا يليق بمسلم
من يزن في الناس بألفي درهمفي بيته يزنى بغير الدرهم
من يَزن يُزْن به ولو بجدارهإن كنت يا هذا لبيبا فافهم
إن الزنا دين فإن أديته كان*الوفا من أهل بيتك فاعلم
ياهاتكا ستر النساء وقاطعاسبل المودة عشت غير مكرم
لو كنت حرا من سلالة ماجدما كنت هتاكا لحرمة مسلم
أما حديث "عُفوا تعف نساؤكم"، فقد رواه الحاكم 4/ 154، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه وتعقبه الذهبي قائلا: "بل سويد ضعيف"، ورواه كذلك من حديث جابر - رضي الله عنه - قال ابن عبد البر - رحمه الله - عن حديث جابر: "وهذا حديث غريب من حديث مالك، ولا أصل له في حديث مالك عندي والله أعلم"، التمهيد 2/ 309، وقال الذهبي "علي ـ يعني ابن قتيبة ـ قال ابن عدي: روى الأباطيل"، وقد رواه الطبراني في الأوسط (1002)، من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - ورقم (6295) وفي إسناده راو لا يعرف، انظر مجمع الزوائد 8/ 138، ومن حديث عائشة - رضي الله عنها - وفي إسناده خالد بن يزيد العمري كذاب، مجمع الزوائد 8/ 81، وقال أبو حاتم: "هذا الحديث باطل" العلل 1/ 412، وفي الجملة الحديث لا يصح.
وأشير إلى أن الزنا من كبائر الذنوب، قال تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً).
والأدلة من الكتاب والسنة على تحريمه كثيرة جدا ..
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
http://www.lahaonline.com/index-counsels.php?option=*******&task=view&id=3893§ionid=2
ـ[مصلح]ــــــــ[12 - 09 - 06, 12:02 م]ـ
لعلهم يستندون للأثر " كما تدين تُدان ".
وربما استدل بعضهم بقوله تعالى:
((يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً))
ـ[أبو لبابة]ــــــــ[12 - 09 - 06, 01:15 م]ـ
ولعلهم يستدلون بقوله تعالى:
وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82)
فقد أكرم الأبناء بسبب صلاح الأب ومفهوم المخالفة يقتضي أن تهان الذرية بفساد الآباء والله أعلم
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[12 - 09 - 06, 06:54 م]ـ
بارك الله فيكم
انصحكم بقراءة كتاب شؤم المعصية للدكتور عبدالله الطيار ففيه كلام جميل يفيدكم في ذلك.
ـ[البتيري]ــــــــ[15 - 09 - 06, 04:55 م]ـ
بسم الله
لحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
سالت هذا السؤال لشيخ فقرأ علي قوله تعالى:
" والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/221)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 10:33 م]ـ
رابط للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40710
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[19 - 09 - 06, 10:31 ص]ـ
يا أخوتاه
الواقع خير دليل.
و أسأل رجال الهيئة , و اليوم سمعت شريط عن الزنا فذكر قصصا حقيقية لهذه القاعدة.(36/222)
سؤال يا فقهاء أهل الحديث! هل يشرع لمن كثُر في بيته النمل أن يؤذن؟ وكم مرة يؤذن؟
ـ[تيميّ]ــــــــ[04 - 10 - 04, 08:19 ص]ـ
الحمد لله وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
هل يشرع لمن كثُر في بيته النمل أن يؤذن؟ وكم مرة يؤذن؟ وهل يفرق بين عدد الآذان بالأيام؟ و إذا كان النمل في المرحاض أو حوض الغسل - أكرمكم الله - فهل يشرع الآذان؟ وهل يشرع للرجل دون المرأة أم لكليهما؟ وهل يلحّن الآذان أم يكتفي بترديد ألفاظه؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 10 - 04, 11:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإن كان ما عنونت به (فقهاء .. ) كبيرا ينبغي لك تجنبه
في الآداب الشرعية لابن مفلح 3/ 350 بحث نفيس في قتل الحشرات، ومنها النمل .. وذكر حكم قتلهن، وكيف .. الخ
ومنه 3/ 353: وقال الخلال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبو عبد الله الكواز حدثتني حبيبة مولاة الأحنف أنها رأت الأحنف بن قيس ـ رحمه الله ـ ورآها تقتل نملة، فقال لا تقتليها، ثم دعا بكرسي، فجلس عليه فحمد الله، وأثنى عليه فقال: إني أحرج عليكن إلا خرجتن من داري، فإني أكره أن تقتلن في داري، قال فخرجن فما رؤي منهن بعد ذلك اليوم واحدة.
قال عبد الله بن احمد رأيت أبي فعل ذلك خرج على النمل، وأكبر علمي أنه جلس على كرسي كان يجلس عليه لوضوء الصلاة ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك نمل كبار سود فلم أرهن بعد ذلك.
ـ[الفضلي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 04:01 م]ـ
لا شك انه لا يجوز قتل النمل بدون أي سبب اذ جاء النهي عن قتلها ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ــ أربعة من الدواب لا يقتلن *:* النملة و النحلة و الهدهد و الصرد. صححه الألباني
ولكن ذهب البعض مثل البغوي وبعض الشافعية الى النمل المنهي عن قتله هو النمل الكبير ذوات الأرجل الطوال حيث انها قليلة الأذي المسمى بالسليماني أما النمل الصغير فليس في قتله شيء 0
لكن اذا وجد الأذى منه اي الصغير والكبير فيجوز قتله لأنه بحكم الصائل الذي يصول عليك فإنك تقتله من غير تحريق اذ لا يعذب بالنار الا رب النار 0
والله أعلم
لكن هل صح الأذان عند وجود النمل نرجوا الاجابة للأستقادة 0*
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 10 - 04, 04:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وأما الأذان لإخراج النمل فلم يرد فيه شيء، وقد ذكر الدميري في كتاب (حياة الحيوان الكبرى) عدد من الأمور التي يخرج بها النمل وفيما ذكره طلاسم وأشياء لاتصح، وهذا الكتاب ينبغي الحذر منه ففيه كثير من الخرافات نسأل الله الحماية والعافية.
ـ[الرايه]ــــــــ[04 - 10 - 04, 06:27 م]ـ
ذكر سماحة الامام ابن باز - رحمه الله -
انه اذا حصل منه الضرر فيلحق بما أمر بقتله مما جاء في حديث مسلم في الصحيح: (خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الفأرة والحدأة والحية والعقرب والكلب العقور)
وهذا الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على شرعية قتل هذه الأشياء المذكورة وما في معناها من المؤذيات كالنمل.
وكذا أجاب الشيخ عبد العزيز بن عبدالله الراجحي
حيث بقول
جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (نهى عن قتل أربع النحلة والنملة والهدهد والصرد)،أخرجه أحمد وأبوداود وابن ماجة بسند صحيح.
وكذلك (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الضفدع للدواء)، أخرجه أحمد وأبوداود والنسائي بسند صحيح.
ولا يجوز قتل غير المؤذي من الحشرات حتى لو غير النملة، ولكن المؤذي لا بأس بقتله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الفأرة والحدأة والحية والعقرب والكلب العقور)،أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها.
قال العلماء: يقاس عليه كل مؤذٍ من الحيوانات والحشرات، أما ما لا يؤذي فلا يقتل. أهـ.
والمقصود أن النملة لا تؤذي، وقد جاء في حديث أبي داود النهي عن قتل النملة؛ لأنه لا مبرر لقتلها، لكن إذا ثبت ضررها ولايدفع هذا الضرر إلا بقتلها فلابأس بذلك، والله أعلم.
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1884
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=3427(36/223)
هل السباع من البهائم والطير نجسة؟
ـ[العنبري]ــــــــ[04 - 10 - 04, 10:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الإخوة ممن لديه فائدة في هذا الموضوع أن يفيدنا.(36/224)
حيض المرأة بعد السبعين!
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[04 - 10 - 04, 02:44 م]ـ
قرأت هذه المسألة في كتاب الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي، وهو شرح مختصر المزني، تصنيف أبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي البصري، ج11، ص189.
.. فَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ لَمْ تَحِضِ امْرَأَةٌ لِخَمْسِينَ سَنَةً إِلَّا أَنْ تَكُونَ عَرَبِيَّةً، وَلَمْ تَحِضْ لِسِتِّينَ سَنَةً إِلَّا أَنْ تَكُونَ قُرَشِيَّةً، وَهُوَ قَوْلٌ لَمْ يَتَحَقَّقْ، وَحَضَرَتْنِي وَأَنَا بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ امْرَأَةٌ ذَاتُ خَفَرٍ وَخُشُوعٍ، فَقَالَتْ: قَدْ عَاوَدَنِي الدَّمُ بَعْدَ الْإِيَاسِ، فَهَلْ يَكُونُ حَيْضًا؟ فَقُلْتُ: كَيْفَ عَاوَدَكِ؟ قَالَتْ: أَرَاهُ كُلَّ شَهْرٍ كَمَا يَعْتَادُنِي فِي زَمَانِ الشَّبَابِ، فَقُلْتُ: وَمُذْ كَمْ رَأَيْتِيهِ؟ فَقَالَتْ: مُذْ نَحْوٍ مِنْ سَنَةٍ قُلْتُ: كَمْ سِنُّكِ؟ قَالَتْ: سَبْعِينَ سَنَةً، قُلْتُ: مِنْ أَيِّ النَّاسِ أَنْتِ؟ قَالَتْ: مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قُلْتُ: أَيْنَ مَنْزِلُكِ؟ قَالَتْ: فِي بَنِي حَصِينٍ، فَأَفْتَيْتُهَا أَنَّهُ حَيْضٌ يَلْزَمُهَا أَحْكَامُهُ.
ولو علم أحد الإخوة خلافا في المسألة فليدل بدلوه، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 09:40 م]ـ
هل يوجد (دليل) على أن الحيض ينقطع في سن معين؟
إن لم يكن هناك دليل ففتوى الشيخ رحمه الله لا معارض لها.
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[04 - 10 - 04, 10:00 م]ـ
ارجع الى كتاب الدماء الطبيعية للنساء للعثيمين
وكتاب تمام المنةللشيخ عادل العزازى ص140
وكتاب منار السبيل
ص55
واللة من وراء القصد
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[05 - 10 - 04, 02:45 م]ـ
جزاكما الله خير الجزاء.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[11 - 10 - 04, 03:43 م]ـ
الموضوع طبي وليس شرعيا حتى يرجع فيه إلى فتوى المفتين. والصواب البناء على كلام الأطباء المبني على الحقائق العلمية الثابتة. وفي هذا الموضوع بالذات فإن الحيض إذا انقطع عن المرأة نهائيا فلا يمكن أن يعود، وليس هناك أي إمكانية طبية لعودة الحيض لدى امرأة في السبعين من عمرها. وإن نزل منها دم فهو دم علة ومرض. وأضيف أن هذا مما ينطبق عليه قول الرسول صلة الله عليهوسلم: " ... وإن كان من أمر دينكم فشأنكم". والله أعلم وأحكم
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[12 - 10 - 04, 02:53 م]ـ
جزاك الله خيرا، ولكن هل أثبت الأطباء بالفعل أن الدم النازل من المرأة في هذا السن يقتضي بالضرورة أن يكون مرضا ناتجا عن كبر السن؟ فإن لم يكن فهو حيض.
والله أعلم.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[12 - 10 - 04, 09:03 م]ـ
وماذا عن حمل سارة زوجة إبراهيم عليه السلام بعد أن كبرت وانقطع عنها الحيض.
كذا زوجة زكريا عليه السلام.
هل هذه الحادثتين تعتبران من المعجزات ولا يمكن أن يحدث لغيرهما؟ أم هو ممكن الحدوث؟(36/225)
من العلماء الذين قالوا بوجوب علاج الزوجة المريضة؟
ـ[المنصور]ــــــــ[04 - 10 - 04, 03:37 م]ـ
المشهور عند الفقهاء أن الزوجة المريضة لايلزم الزوج علاجها، فهل تعرفون أحداً قال بوجوب ذلك على الزوج، وهل هناك تفريق بين الزوج الموسر وغيره؟ وهل هناك فرق بين المرض المكلف من غيره؟
نسأل الله تعالى للجميع السلامة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 10 - 04, 04:16 م]ـ
لم أقف على من قال بالوجوب من الفقهاء السابقين
وأما المعاصرون فقد قال وهبة الزحيلي في كتابه الفقه الإسلامي وأدلته (7/ 794)
(ويظهر لي أن المداواة لم تكن في الماضي حاجة أساسية فلا يحتاج غالبا إلى العلاج، لأنه يلتزم قواعد الصحة والوقاية، فاجتهاد الفقهاء مبني على عرف قائم في عصرهم. أما الآن فقد أصبحت الحاجة إلى العلاج كالحاجة إلى الطعام والغذاء، بل أهم، لأن المريض غالبا ما يتداوى به على كل شيء، وهل يمكنه تناول الطعام وهو يشكو ويتوجع من الآلام والأوجاع التي تبرح به وتجهده وتهددة بالموت؟! لذا فإنا نرى وجوب الدواء على الزوج كغيرها من النفقات الضرورية، وكما تجب على الوالد نفقة الدواء اللازم للولد بالإجماع، وهل من حسن العشرة أن يستمتع الزوج بزوجته حال الصحة، ثم يردها إلى أهلها لمعالجتها حال المرض؟!) انتهى.
والتعليلات التي ذكرها الشيخ مستدلا بها على الوجوب لاتساعده في ذلك
فقوله (فاجتهاد الفقهاء مبني على عرف قائم في عصرهم)
فهذا غير صحيح بل استدلال الفقهاء بقوله تعالى (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله)
(موجهين استدلالهم بأن الله عز وجل ألزم الزوج بالنفقة المستمرة على زوجته، وليست نفقة العلاج داخلة تحتها، لأنها من الأمور العارضة.
ولأن شراء الأدوية واجرة الطبيب إنما تراد لإصلاح الجسم فلا تلزم الزوج (الموسوعة الفقهية (41/ 43)).
وقوله (أما الآن فقد أصبحت الحاجة إلى العلاج كالحاجة إلى الطعام والغذاء، بل أهم ... ) فهذا فيه نظر ظاهر
وأما قياسه وجوب النفقة لعلاج الزوجة على وجوبها على الولد فهو قياس مع الفارق
فالولد له حقوق تختلف عن حقوق الزوجة وعليه تكاليف ليست على الزوجة فالولد تلزمه نفقة والدة المعسر إذا كان موسرا بينما الزوجة لايلزمها النفقة على زوجها إذا كان معسرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 10 - 04, 12:52 ص]ـ
وقال الشوكاني في السيل الجرار (2/ 448) في تعليقه على الزيدي صاحب حدائق الأزهار في إيجابه للدواء للزوجة
(وأما إيجاب الدواء فوجهه أن وجوب النفقة عليه هي لحفظ صحتها والدواء من جملة ما يحفظ به صحتها) انتهى.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:03 م]ـ
وقوله (أما الآن فقد أصبحت الحاجة إلى العلاج كالحاجة إلى الطعام والغذاء، بل أهم ... ) فهذا فيه نظر ظاهر
شيخنا الفقيه بارك الله فيكم
ألا يمكن أن يقال بالتفصيل بين مرض يكون طلب مداواته أولى من الأكل والشرب – وذلك إن كان قد يفضي إلى هلاك أو تلف عضو ونحو ذلك - وبين آخر يكون علاجه من قبيل الكماليات والتحسينيات؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 10 - 04, 03:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا، أما ما ذكره الشيخ وهبة الزحيلي فغير متجه من ناحية تخصيصه للمرض بأنه ضرورة في هذا العصر ولم يكن كذلك في العصور الماضية، فهذا لايوافق عليه من هذه الناحية، فحتى في العصور الماضية كان هناك أمراض علاجها من قبيل الضروريات.
أما كون علاج الأمراض يتنوع بين الضروة والحاجة فهذا صحيح، ولكن إيجاب دفع قيمة الدواء على الزوج يحتاج إلى دليل واضح خاصة مع إطباق أهل العلم على عدم إيجاب نفقة العلاج على الزوج،وقياس إيجاب علاجها على الأكل والشرب غير متجه لأن شراء الأدوية وأجرة الطبيب إنما تراد لإصلاح الجسم فلا تلزم الزوج فاختلفت عن الأكل والشرب، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف).
ـ[المنصور]ــــــــ[06 - 10 - 04, 01:10 ص]ـ
قالت الأخت: نوال الطيار في بحث لها حول النفقة موجود على الرابط www.lahaonline.com/Studies/Issues
( ذهب الأئمة الأربعة (20) على أن العلاج لا يجب على الزوج لزوجته، ولكنه واجب عليها في مالها، فإذا لم يكن لها مال وجب على من تجب عليه نفقتها لولا زوجها كالأب والأبن، لأن الواجب على الزوج النفقة العادية، وهذه نفقة طارئة فلا تجيب عليه. لكن هناك من قال بوجوب تكفل الزوج بنفقات علاج الزوجة وهو قول لبعض علماء الحنفية وبعض علماء المالكية (21) وهو الراجح – إن شاء الله – للأدلة التالية:
1 - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال لهند بنت عتبة "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. وهنا أمر بأخذ الكفاية بلفظ عام، باعتبار لفظ ما، ومن كفايتها: القيام بعلاجها.
2 - قوله ـ صلى الله عليه وسلم -: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" (22). فأمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – برزق الزوجات، وهو لفظ عام، ومن الرزق: القيام بعلاجها.
3 - لأن علاج الزوجة مراد لحفظ الروح، فكأن شبيها بالنفقة (23).
4 - لأن الحاجة إلى الدواء والعلاج أشد من الحاجة إلى المأكل والمشرب، فإذا وجبت النفقة وجب الدواء وهو أولى.
5 - لأنه ليس من مكارم الأخلاق التخلي عن الزوجة في حال مرضها، حيث لا يخلوا حالها من أن تكون غنية فتستطيع القيام بأمر نفسها، وإما فقيرة لا مال لها، فمن أين لها المال لعلاج نفسها، هل من إكرامها ردها لأهلها ليداووها وقد قال تعالى: {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} (24) ومن تمام الأخلاق القيام بعلاجها).
انتهى كلامها.
وأنا أبحث عن الذين يرون القول بلزوم النفقة على الزوج في علاج الزوجة، فهل هناك من أهل العلم الأوائل من قال به.
وجزاكم الله تعالى شيخنا الفاضل: عبد الرحمن الفقية على هذه الفوائد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/226)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 08:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وأما قولها وفقها الله (لكن هناك من قال بوجوب تكفل الزوج بنفقات علاج الزوجة وهو قول لبعض علماء الحنفية وبعض علماء المالكية (21)
(21) منح الجليل للشيخ عليش 2/ 425، الفقه على المذاهب الأربعة 4/ 558.
فأما قول الشيخ عليش وهوأبو عبدالله بن أحمد عليش (ت1299) (شجرة النور الزكية ص247) بالوجوب فإن تفرداته غير معتمدة عند المالكية وقد نبهوا لذلك
قال محمد بن علي بن حسين في التنقيح لحكم التلقيح ص 7 نقلا عن المعيار الجديد للشيخ أبو عيسى (وفي نوازل الشيخ عليش كثير مما لايعتمد، (فنوازله تهدي ولايعتمد عليها في الفتوى)
ينظركتاب (اصطلاح المذهب عند المالكية) (1) للشخ المكي الدكتور محمد إبراهيم أحمد علي حفظه الله ص 560
وينظر قبلها من نفس الكتاب ص (554 - 562).
وأما قولها بأن بعض علماء الحنفية قال بالوجوب واعتمدت في ذلك على كتاب (الفقه على المذاهب الأربعة) للجزري غير دقيق، وقد تكلم بعض أهل العلم في كتاب الجزري
وهذا كلام الجزري
واعترض بعضهم بأن الدواء من الأمور الضرورية لحياة الإنسان، والفاكهة قد تكون ضرورية لمن اعتاد عليها من الموسرين، والجواب: أن الدواء والفاكهة لا تجبان في حالة التنازع ورفع الأمر للقاضي، فالواجب على الزوج في هذه الحالة، هو الحاجيات التي تقوم عليها الحياة غالباً. أما في حالة الرضا فهو مكلف بينه وبين اللّه بمعاملة زوجته أحسن معاملة، هذا ما قرره الحنفية. وقد يقال: إن هذا يكون ظاهراً فيما إذا كانا غنيين أو فقيرين، أو كانت الزوجة غنية والزوج فقيراً، فإنهما إن كانا غنيين، أو الزوجة غنية، فإنها يمكنها أن تعالج نفسها وتتفكه بدون ضرر، وإذا كانا فقيرين فالأمر ظاهر، إذ ليس من المعقول أن يكلف الفقير بالدواء والفاكهة وهو لا يقدر على القوت الضروري إلا بجهد ومشقة أما إذا كانت الزوجة فقيرة والزوج غني فإن قواعد الإسلام تقضي بإلزامه بمعالجتها، فإنه يجب على الأغنياء أن يغيثوا المكروب ويعينوا المريض، فالزوجة المريضة إذا لم يعالجها زوجها الغني وينقذها من كربها، فمن يعالجها غيره من الأغنياء؟ أليس من المعقول الظاهر أن يعالجها زوجها ويدفع لها ثمن الدواء إلزاماً؟ وهذا الكلام تستريح له النفس، ولكن فقهاء الحنفية أجمعوا على ما ذكرنا طرداً للأحكام لأن حق الزوجة على الزوج من حيث هي زوجة يوجب عليه أن ينفق ما به قوام الحياة العامة، وهي حياة الصحيحة لا المريضة، فلا يجب عليه الدواء على أي حال بل إن بعض المذاهب يرى أن النفقة لا تجب إلا في نظير الاستمتاع، والزوجة المريضة لا تصلح للاستمتاع فلا تجب لها نفقة، ولكن الحنفية قالوا: إن النفقة تجب في نظير حبس الزوجة في منزل زوجها، ولم لم تكن صالحة للاستمتاع كما ستعرفه في الشروط.
وإذا كان الدواء وأجرة الطبيب لا يجبان عليه، فكذلك لا يجب عليه ثمن الدخان والقهوة والشاي ونحوهما، ولو تضررت من تركها، وقد اختلف في أجرة القابلة - الداية - فقيل: عليها، وقيل: عليه، وقيل: على من استدعاها منهما، واستظهر بعضهم أنها على الرجل، لأن منفعتها راجعة إلى الولد ونفقته على والده، وهو المعقول) انتهى.
-----------------------------------------------------
(1) (كتاب اصطلاح المذهب عند المالكية) هو كتاب نفيس في بابه، وقد أهداني المؤلف نسخة منه فجزاه الله خيرا وبارك فيه ورزقه حسن الختام فقد أوصانا بالدعاء له، وقد طبع الكتاب بدار البحوث والدراسات الإسلامية وإحياء التراث.
ـ[ابراهيم العلي]ــــــــ[06 - 10 - 04, 07:59 م]ـ
الاخوة الاعزاء
قد يقال الآن بالوجوب لأن المعروف عرفا كالمشروط شرطا، ومن المتعارف عليه الآن خاصة في المملكة العربية السعودية ان الزوج يتحمل علاج زوجته، فهو واجب الآن من هذه الجهه
ـ[المنصور]ــــــــ[07 - 10 - 04, 12:31 ص]ـ
أظن أن الشيخ عليش نقل القول بالوجوب عن ابن عبد الحكم - وهو من أعيان المالكية - وكتاب منح الجليل ليس عندي، فليت الإخوة يتثبتون لنا من ذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 10 - 04, 01:30 ص]ـ
نعم أحسنت بارك الله فيك
وهذا نص كلام عليش
(و) لا يفرض (دواء ولا حجامة) ولا أجرة طبيب.
ابن عرفة ابن حبيب ليس عليه أجر الحجامة ولا الطبيب ونحوه قول أبي حفص بن العطار يلزمه أن يداويها بقدر ما كان لها من نفقة صحتها لا أزيد.
ابن زرقون في نفقات ابن رشيق عن ابن عبد الحكم عليه أجر الطبيب والمداواة.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 01:31 ص]ـ
للفائدة:
يوجد بحيث صغير يقع في الصفحات 313 - 319 في مجلة البحوث الفقهية (العدد 61 السنة 16، عدد شوال وذو القعدة وذوالحجة سنة 1424 هـ) وكاتبه الدكتور عبد الرحمن بن حسن النفيسة
وقد نقل فيه عن المذاهب الأربعة أنه لا يجب على الزوج شراء الدواء للزوجة المريضة ولا يجب عليه أجرة طبيبها وأحال على حاشية ابن عابدين والفتاوى الهندية والخرشي على مختصر خليل وحاشية الدسوقي وروضة الطالبين والمهذب ومغني المحتاج وكشاف القناع والمبدع
ونقل تعليلهم لعدم الوجوب بأن العلاج إصلاح للجسد ومن شرط وجوب النفقة الزوجية أن تكون المرأة صالحة للاستمتاع، فكما لا يجب على مستأجر الدار إصلاحها من ماله فلا يجب على الزوج علاج زوجته
ونقل عن المذاهب الأربعة أنه يستثنى من ذلك وجوب أجرة القابلة وما يصلح للزوجة عند الولادة مما جرت به العادة
ثم نقل القول بوجوب علاج الزوجة المريضة عن صديق حسن خان في الروضة الندية 2/ 76 وعن السيد سابق في فقه السنة 2/ 309 وعن وهبة الزحيلي في الفقه الإسلامي 10/ 7380 وعن الدكتور حسين أحمد عبد الغني سمرة، ورجح الدكتور النفيسة هذا القول من جهة أنه داخل في العشرة بالمعروف وفي أخذ المرأة ما يكفيها وولدها بالمعروف ومن جهة الفرق بين العلاج في الماضي والعلاج في الحاضر ومن جهة أن العلاج حفظ لنفس الزوجة وفي حفظ نفسها منفعة للزوج والغرم بالغنم.
هذه خلاصة ما في البحث المشار إليه، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/227)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 11 - 06, 07:36 م]ـ
فائدة:
(ابن زرقون في نفقات ابن رشيق عن ابن عبد الحكم عليه أجر الطبيب والمداواة.)
ينظر من أين نقل هذا الشيخ عليش
لأن عليش متأخر جدا ولا يعتمد على المصادر الأصلية
فلينظر في كتب ابن عرفة وغيره
فالبطبع الشيخ عليش لم ينقل هذا عن ابن زرقون فلا أحسب قد وقف على كتب ابن زرقون
تنبيه
ذكرت هذا من باب الرجوع إلى المصادر الأصلية
ـ[أم حنان]ــــــــ[15 - 11 - 06, 11:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,,,أظن أن قول الفقهاء فى هذه المسألة فى عدم وجوب مداواة الزوجة يرجع إلى رأى العلماء فى مسألة التداوى ,,,,يقول الإمام ابن تيمية -رحمه الله-فى مجموع الفتاوى: والتداوى ليس بواجب عند جماهير الأئمة وإنما أوجبه طائفة قليلة , كما قاله أصحاب الشافعى وأحمد , بل تنازع العلماء أيما أفضل التداوى أم الصبر؟ للحديث الصحيح حديث ابن عباس عن الجارية التى كانت تصرع وسألت النبى عليه الصلاة والسلام أن يدعو لها فقال: (إن أحببت أن تصبرى ولك الجنة , وإن أحببت دعوت الله أن يشفيك) فقالت: بل أصبر ولكنى أتكشف فادع الله لى أن لا أتكشف فدعا لها أن لاتتكشف) (ولأن خلقا من الصحابة والتابعين لم يكونوا يتداوون , بل فيهم من اختار المرض كأبى بن كعب وأبى ذر ومع هذا فلم ينكر عليهم ترك التداوى) مجموع الفتاوى (24/ 269 و21/ 563) من كتاب (فتح المنان فى جمع كلام شيخ الاسلام ابن تيمية عن الجان) مشهور بن حسن ال سلمان
فإذا كان العلماء لايرون أن التداوى واجبا فليس بمستغرب أن يروا أن مداواة الزوجة ليس بواجب
,,,والله أعلم.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[16 - 11 - 06, 09:03 ص]ـ
لم أقف على من قال بالوجوب من الفقهاء السابقين
وأما المعاصرون فقد قال وهبة الزحيلي في كتابه الفقه الإسلامي وأدلته (7/ 794)
(ويظهر لي أن المداواة لم تكن في الماضي حاجة أساسية فلا يحتاج غالبا إلى العلاج، لأنه يلتزم قواعد الصحة والوقاية، فاجتهاد الفقهاء مبني على عرف قائم في عصرهم. أما الآن فقد أصبحت الحاجة إلى العلاج كالحاجة إلى الطعام والغذاء، بل أهم، لأن المريض غالبا ما يتداوى به على كل شيء، وهل يمكنه تناول الطعام وهو يشكو ويتوجع من الآلام والأوجاع التي تبرح به وتجهده وتهددة بالموت؟! لذا فإنا نرى وجوب الدواء على الزوج كغيرها من النفقات الضرورية، وكما تجب على الوالد نفقة الدواء اللازم للولد بالإجماع، وهل من حسن العشرة أن يستمتع الزوج بزوجته حال الصحة، ثم يردها إلى أهلها لمعالجتها حال المرض؟!) انتهى.
نشكر الشيخ عبد الرحمن على هذه الفوائد التي أتحفنا بها
هل من الممكن يا شيخ عبدالرحمن أن نقول المرض إذا كان في بيت الزوجية وكان بتفريط من الزوج أو بسبب اعتداء من الزوج وكان قادراً صار واجباً خاصة إذا تُرك صار مهلكاً كإنقاذ الغريق للقادر! (كلمة صعبة شوي)
\وقد يستدل بحديث (كلكم راع وكلكم مسؤؤل عن رعيته) فالزوجة من الرعية
وقد يقال بالوجوب أيضاً إذا كان مرض الزوجة في الأماكن الخاصة! ومالايتم الواجب إلا به فهو واجب
ولعل هذا مما نُقل لم أُدقق النظر!
مع الاتفاق أن تطبيب الزوجة من مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وهو من العشرة المحمودة ولا ينبغي التفريط فيه
عصام البشير
شيخنا الفقيه بارك الله فيكم
ألا يمكن أن يقال بالتفصيل بين مرض يكون طلب مداواته أولى من الأكل والشرب – وذلك إن كان قد يفضي إلى هلاك أو تلف عضو ونحو ذلك - وبين آخر يكون علاجه من قبيل الكماليات والتحسينيات؟
هذا سؤال مشروع(36/228)
اشكال في استدلا ل ابن القيم؟؟؟؟
ـ[اللجين]ــــــــ[04 - 10 - 04, 04:32 م]ـ
السلام عليكم.
ورد اشكال باستدلال ابن القيم ارجو الاجابه عنه.
قال ابن القيم رحمه الله حينما استدل على منع القسمين في تقسيم الفعل (القسمين هما:
1 - وسيله موضوعه للمباح يقصد بها التوصل الى مفسده.
2 - "" "" "" لم يقصد بها التوصل الى مفسده لكنها في الغالب مفضيه الى المفسده ومفسدتها ارجح من مصلحتها)
قال {قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من حديث عبد الله ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ما {من الكبائر شتم الرجل والديه قالو يارسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه} فجعل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرجل سابا لاعنا لوالديه بتسببه في ذلك وتوسله اليه وان لم يقصده ..
الاشكال الوارد/كيف يمثل ابن القيم للوسائل الموضوعه للمباح بسب ابا الرجل مع انه في الاصل محرم؟
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[04 - 10 - 04, 05:59 م]ـ
ربما أراد الإمام أن يشرح مفهوم "التوصل"، خارج هذا التقسيم.
ـ[اللجين]ــــــــ[09 - 10 - 04, 08:04 ص]ـ
يرفع للاستزاده.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 10:02 ص]ـ
- بعضُ السبِّ إذا كان على وجه الاقتصاص كان مباحاً، كأن يقول رجلٌ لآخر: يا حيوان!
فقال له الآخر: بل أنت الحيوان!
فقد اقتص لنفسه، فتساقط حق الاثنين على بعضهما عند الحاكم لو رُفِع إليه أمرهما.
- وقد يزيد الأول فيقول: يا حيوان أنت وأبوك!
فيجيبه الآخر: بل أنت حيوان وأبوك!
فقد يتضاعف الأمر بردِّ الأول (الباديء) على المجيب بأنَّ أباه كذا وكذا .. من السباب التي كان قد حبسها أول مرةٍ.
- ((فلعلَّ)) مراد الشيخ ابن القيم أنَّ المباح (وهو الاقتصاص) قد يفضي إلى غير المباح وهو رجوع السبِّ إلى أبي الرجل وأمه .
- والله تعالى أعلم.
ـ[اللجين]ــــــــ[12 - 10 - 04, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
لكن ألا يرد اشكال على هذا الجواب .. بأن السب قد حصل من الشخص الأول فلما يفضي الاقتصاص الى غير المباح؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 10 - 04, 09:40 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
لكن ألا يرد اشكال على هذا الجواب .. بأن السب قد حصل من الشخص الأول فلما يفضي الاقتصاص الى غير المباح؟
- لعلَّك تقصد - بارك الله فيك - (فلمَ) يفضي الاقتصاص إلى غير المباح؟
الجواب يظهر بالمثال التالي: إنكار المنكر المحرَّم (وهو واجبٌ) لو أفضى إلى منكرٍ أكبر أو آخر مماثل له لكان ذاك الإنكار منكراً في حدِّ ذاته، فيصير الواجب محرَّماً.
وكذا الشأن بأمرٍ مباحٍ يفضي إلى محرم (وهو ردُّ السبِّ على السابِّ)، فلا شكَّ أنه محرمٌ.
- فلا ريب أنَّ سبَّ السابِّ الأول محرَّمٌ، ثم ردَّ السابِّ الآخر عليه مباحٌ (فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عاقبتم به)، وتركه أولى (ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين).
لكن إن أفضى ذاك المباح للمحرَّم المذكور صار محرَّماً.
- والله تعالى أعلم ..(36/229)
ياأهل الملتقى أجيبوني يرحمكم الله حول التعدد
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 04:38 م]ـ
المسألة الأولى: تعدد الزوجات
ماقول الإخوة الأفاضل الكرام من طلبة العلم والعلماء في منتدانا الكريم في هذه الأطروحات لبعض طلاب العلم.
1 - أن العرب قبل الإسلام كان الواحد منهم تحته العشرة والعشرين من النساء فجاء الإسلام ليعالج ذلك الأمر بهذا العدد المحدود، ولمراعاة التددرج في الأحكام.
2 - أن حكم التعدد في الإسلام على سبيل الإباحة وليس على سبيل الوجوب.
3 - أن التعدد إن كان ولابد فلا بد فيلزم تحقيق العدل بين الزوجات، ورغم هذا أستبعد المشرع تحقيقه بقول الحق سبحانه (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً (129) النساء
4 - أن التعدد جاء في سياق الولاية على مال اليتيم فجاء لسد ذريعة عدم القسط في اليتامى بالزواج منهن أو من أمهن لقول الحق سبحانه (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا) النساء 3 وليس الأمر على إطلاقه.
5 - و لهذه الأسباب السابقة فإن الأصل هو واحدة والفرع هو التعدد لمقتضى الحاجة التي يبنى عليها سبب التعدد وبوجود الجواز به.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 09:26 م]ـ
أخي ...
كلامك غامض, أرجو توضيح السؤال حتى يتسنى للإخوة الرد عليك إن كان لديهم علم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[04 - 10 - 04, 10:34 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على محمدوعلى آله وصحبه اجمعين وبعد
اما قوله:1
- أن العرب قبل الإسلام كان الواحد منهم تحته العشرة والعشرين من النساء فجاء الإسلام ليعالج ذلك الأمر بهذا العدد المحدود، ولمراعاة التددرج في الأحكام
فيه عدة اخطاء
- لم تكن عادة العرب (الجمع بين اعداد كبيرة) وان وجد من يجمع اكثر من ذلك فيجب عليه تبيان مصدر مقولته.
-التعدد معروف في غير العرب ايضا فلا يجوز ربط التعدد بالعرب فقط.
-من كلمة التدرج قد يكون يقصد كراهية التعدد كما هو واضح من طرحه في النقاط الاخرى.
-الحكمة قد تعرف اما ان كانت علة كما يزعم لحرمت فيما بعد.
قوله:- أن التعدد إن كان ولابد فلا بد فيلزم تحقيق العدل بين الزوجات، ورغم هذا أستبعد المشرع تحقيقه بقول الحق سبحانه (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً (129) النساء
والمشكلة انه لم يفرق بين العدل المادي الواجب والعدل القلبي الممتنع
ولا يمكن للشارع عز وجل الحكيم بقضائه ان يعلق حكم على ممتنع.
واستدلاله بالاية يدل عدم فهمه لمعانيها.
وقوله "ان كان ولا بد " تدل على انه يكره التعدد. وهذا عدم فهم للاحكام والنصوص الصريحة.
واستشهاده باليتامى يدل انه لا يعلم لما خصت اليتامى في الذكر
فانظر هداك الله الى الصحابة الكرام هل كان تعددهم من اليتامى فقط؟؟ , واعلم ان من يطرح مثل تلك المقولات سواء اكانت نيته حسنة ام غير ذلك ,انه من الذين يحبون ان يرضوا الكفار واعوانهم ,ولو كان ذلك على حساب دينهم.
اود من الجميع الرجوع الى التفاسير لينظر الفرق بين قول العلماء وقول من ساد هذه الايام.
-المنتديات يدخلها الجميع , قد لا تعلم عن الكاتب من هو وما دينه اصلا وان كان مسلما ما اعتقاده وما علمه وما هدفه, نسأل الله ان لا يضلنا بعد ان هدانا للاسلام.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[04 - 10 - 04, 11:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أنقل لكم البحث التالي وجدته في موقع صيد الفوائد وأعجبني و لعل السائلة تجد فيه بعض ما تسأل عنه ولم أضع الرابط هنا كوني لم استطع الدخول على موقع صيد الفوائد حيث يوجد خلل فني في الموقع يتعذر معه عرض كامل المحتويات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/230)
وكان البحث مخزن على جهازي منذ زمن ولذا نقلته هنا جزا الله كاتبه خير الجزاء.
البحث
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة قبل الإسلام و بعده
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
أما بعد
• تمهيد *
اخوتي الأعزاء: لقد كلفني هذا البحث وقتاً لا يستهان به، وكلي رجاء أن ينال حظ القراءة منكم، حتى يتم لي مناي المتمثل في تعميم الفائدة، وعند الله كرم الأجر، وجزيل الثواب.
• حقائق *
الحق أن هذه المرأة عانت معاناة كثيرة، بل كانت ضحية كل نظام، وحسرة كل زمان، صفحات الحرمان، ومنابع الأحزان، ظلمت ظلماً، وهضمت هضماً، لم تشهد البشرية مثله أبداً
• صفحات من العار *
إن من صفحات العار على البشرية، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر، لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة، إلا وسقت هذه المرأة ألوان العذاب، وأصناف الظلم والقهر
فعند الإغريقيين قالوا عنها: شجرة مسمومة، وقالوا هي رجس من عمل الشيطان، وتباع كأي سلعة متاع
وعند الرومان قالوا عنها: ليس لها روح، وكان من صور عذابها أن يصب عليها الزيت الحار، وتسحب بالخيول حتى الموت
وعند الصينيين قالوا عنها: مياه مؤلمة تغسل السعادة، وللصيني الحق أن يدفن زوجته حية، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها
وعند الهنود قالوا عنها: ليس الموت، والجحيم، والسم، والأفاعي، والنار، أسوأ من المرأة، بل وليس للمرأة الحق عند الهنود أن تعيش بعد ممات زوجها، بل يجب أن تحرق معه
وعند الفرس: أباحوا الزواج من المحرمات دون استثناء، ويجوز للفارسي أن يحكم على زوجته بالموت
وعند اليهود: قالوا عنها: لعنة لأنها سبب الغواية، ونجسة في حال حيضها، ويجوز لأبيها بيعها
وعند النصارى: عقد الفرنسيون في عام 586م مؤتمراً للبحث: هل تعد المرأة إنساناً أم غير إنسان؟! وهل لها روح أم ليست لها روح؟ وإذا كانت لها روح فهل هي روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحاً إنسانية فهل هي على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيراً" قرروا أنَّها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب". وأصدر البرلمان الإنكليزي قراراً في عصر هنري الثامن ملك إنكلترا يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب (العهد الجديد) أي الإنجيل (المحرف)؛ لأنَّها تعتبر نجسة
وعند العرب قبل الإسلام: تبغض بغض الموت، بل يؤدي الحال إلى وأدها، أي دفنها حية أو قذفها في بئر بصورة تذيب القلوب الميتة
تحرير المرأة
ثم جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء، بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً
جاء الإسلام ليقول ((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف))
جاء الإسلام ليقول ((ٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ))
جاء الإسلام ليقول ((فَلا تَعْضُلُوهُـ ـــنَّ))
جاء الإسلام ليقول ((وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ))
جاء الإسلام ليقول ((أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ))
جاء الإسلام ليقول ((وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ))
جاء الإسلام ليقول ((فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة))
جاء الإسلام ليقول ((وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ))
جاء الإسلام ليقول ((وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ))
جاء الإسلام ليقول ((وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُم))
جاء الإسلام ليقول ((وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ))
جاء الإسلام ليقول ((هَؤُلاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ))
جاء الإسلام ليقول ((فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً))
جاء الإسلام ليقول ((لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً))
جاء الإسلام ليقول ((وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُن))
جاء الإسلام ليقول ((ِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ))
وجاء الرسول الكريم ليبين لنا مكانة المرأة فسئل صلى الله عليه وسلم من أحب الناس إليك؟ قال: " عائشة "
وكان يؤتى صلى الله عليه وسلم بالهدية، فيقول: " اذهبوا بها على فلانة، فإنها كانت صديقة لخديجة "
وهو القائل: ((استوصوابالنساء خيراً))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/231)
وهو القائل: ((لا يفرك مؤمن مؤمنه إن كره منها خلقا رضى منها آخر))
وهو القائل: ((إنما النساء شقائق الرجال))
وهو القائل: ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي))
وهو القائل: ((ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف))
وهو القائل: ((أعظمها أجرا الدينار الذي تنفقه على أهلك))
وهو القائل: ((من سعادة بن آدم المرأة الصالحة))
ومن هديه: ((عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد))
وهو القائل: ((وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك))
ومن مشكاته: ((أن امرأة قالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى زوجك))
وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي لعبودية المرأة، وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أو ضح، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام وهي جنين في بطن أمها إلى أن تنزل قبرها
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
بيانات وآيات
1. حفظ الإسلام حق المرأة:- وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها ((وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن))
2. حفظ الإسلام حق المرأة:- بحيث لا يُقام على أمها الحد، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها ((ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها: حتى تضعي ما في بطنك))
3. حفظ الإسلام حق المرأة:- راضعة؛ فلما وضعت الغامدية ولدها، وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم ((اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه))
4. حفظ الإسلام حق المرأة:- مولودة من حيث النفقة والكسوة ((وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف))
5. حفظ الإسلام حق المرأة:- في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين، وأوجب على الأب النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء
6. حفظ الإسلام حق المرأة:- في الميراث عموماً، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله ((فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ))
7. حفظ الإسلام حق المرأة:- في اختيار الزوج المناسب، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله عليه الصلاة والسلام ((لا تنكح الأيم حتى تستأمر))
8. حفظ الإسلام حق المرأة:- إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقوله عليه الصلاة والسلام ((ولا تنكح البكر حتى تستأذن))
9. حفظ الإسلام حق المرأة:- في صداقها، وأوجب لها المهر ((فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً))
10. حفظ الإسلام حق المرأة:- مختلعة، إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلاة والسلام ((أقبل الحديقة وطلقها))
11. حفظ الإسلام حق المرأة:- مطلقة، ((وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ))
12. حفظ الإسلام حق المرأة:- أرملة، وجعل لها حقاً في تركة زوجها، قال الله ((وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ))
13. حفظ الإسلام حق المرأة:- في الطلاق قبل الدخول، وذلك في عدم العدة، قال الله ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا))
14. حفظ الإسلام حق المرأة:- يتيمة، وجعل لها من المغانم نصيباً، قال الله ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى)) وجعل لها من بيت المال نصيباً قال الله ((مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى)) وجعل لها في القسمة نصيباً ((وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى)) وجعل لها في النفقة نصيباً ((قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/232)
خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى))
15. حفظ الإسلام حق المرأة:- في حياتها الاجتماعية، وحافظ على سلامة صدرها، ووحدة صفها مع أقاربها، فحرم الجمع بينها وبين أختها، وعمتها، وخالتها، كما في الآية، والحديث المتواتر
16. حفظ الإسلام حق المرأة:- في صيانة عرضها، فحرم النظر إليها ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ))
17. حفظ الإسلام حق المرأة:- في معاقبة من رماها بالفاحشة، من غير بينة بالجلد ((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً))
18. حفظ الإسلام حق المرأة:- إذا كانت أماً، أوجب لها الإحسان، والبر، وحذر من كلمة أف في حقها
19. حفظ الإسلام حق المرأة:- مُرضِعة، فجعل لها أجراً، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة ((فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ))
20. حفظ الإسلام حق المرأة:- حاملاً، وهو حق مشترك بينها وبين المحمول ((وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ))
21. حفظ الإسلام حق المرأة:- في السكنى ((أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ))
22. حفظ الإسلام حق المرأة:- في صحتها فأسقط عنها الصيام إذا كانت مرضع أو حبلى
23. حفظ الإسلام حق المرأة:- في الوصية، فلها أن توصي لِما بعد موتها ((مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ))
24. حفظ الإسلام حق المرأة:- في جسدها بعد موتها، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم ((كسر عظم الميت ككسره حيا))
25. حفظ الإسلام حق المرأة:- وهي في قبرها، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم ((لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر))
والحق أنني لا أستطيع أن أجمل حقوق المرأة في الإسلام فضلاً عن تفصيلها
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
الحضارة الغربية
والسؤال هنا لأي شيءٍ دعت الحضارة المدنية اليوم؟ وماهي الحقوق التي ضمنتها للمرأة؟
1. أجمل لك القول أن الحضارة الغربية اليوم هي: ضمان للمارسة قتل هوية المرأة، وهضم لأدنى حقوقها.
2. المرأة الغربية حياتها منذ الصغر نظر إلى مستقبل في صورة شبح قاتل، لا تقوى على صراعه، فهي منذ أن تبلغ السادسة عشرة تطرد من بيتها، لتُسلِم أُنوثتها مخالب الشهوات الباطشة، وأنياب الاستغلال العابثة، أوساط الرجال
3. فما إن تدخل زحمة الأوهام الحضارية، وإذا بأعين الناس تطاردها بمعاول النظر التي تحبل منها العذارى
4. تتوجه نحوها الكلمات الفاسدة، وكأنها لكمات قاتلات، تبلد من الحياء، وتفقدها أغلى صفة ميزها الله بها، هي: " حلاوة أنوثتها " التي هي أخص خصائصها، ورمز هويتها
5. تُستغل أحوالها المادية، فتدعى لكل رذيلة، حتى تصبح كأي سلعة، تداولها أيدي تجار الأخلاق، وبأبخس الأثمان، فإذا فقدت شرفها، وهان الإثم عندها، هان عليها ممارسته
6. يخلق النظام الأخلاقي الغربي اليوم في المجتمعات ثمرات سامة لكل مقومات الحياة، أولها الحكم على هوية المرأة بالإعدام السريع، على بوابة شهوات العالم الليبرالي، الديمقراطي، والرأسمالي
7. فالمرأة اليوم أسوأ حالاً مما مضى، كانوا من قبل يقتلون المرأة، فاليوم يجعلون المرأة هي التي تقوم بقتل نفسها
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
• شهادات الأعداء *
شهد القوم على فساد نهجهم
• تقول " هيليسيان ستانسيري " امنعوا الاختلاط، وقيِّدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا، وأمريكا
• وتقول " بيرية الفرنسية " وهي تخاطب بنات الإسلام " لا تأخذنَّ من العائلة الأوربية مثالاً لكُنَّ، لأن عائلاتها هي أُنموذج رديء لا يصلح مثالاً يحتذى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/233)
• وتقول الممثلة الشهيرة "مارلين مونرو" التي كتبت قبيل انتحارها نصيحة لبنات جنسها تقول فيها: " إحذري المجد …إحذري من كل من يخدعك بالأضواء …إنى أتعس امرأة على هذه الأرض… لم أستطع أن أكون أما … إني امرأة أفضل البيت … الحياة العائلية الشريفة على كل شيء … إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية " وتقول في النهاية " لقد ظلمني كل الناس … وأن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة ".
• وتقول وتقول الكاتبة " اللادى كوك " أيضا: " إن الاختلاط يألفه الرجال، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها، وعلى قدر الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا، ولا يخفى ما فى هذا من البلاء العظيم عن المرأة، فيه أيها الآباء لا يغرونكم بعض دريهمات تكسبها بناتكم باشتغالهن فى المعامل ونحوها ومصيرهن إلى ما ذكرنا فعلموهن الابتعاد عن الرجال، إذا دلنا الإحصاء على أن البلاء الناتج عن الزنا يعظم ويتفاقم حيث يكثر الاختلاط بين الرجال والنساء. ألم تروا أن أكثر أولاد الزنا أمهاتهن من المشتغلات فى المعامل ومن الخادمات فى البيوت ومن أكثر السيدات المعرضات للأنظار .. ولولا الأطباء الذين يعطون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعاف مما نرى الآن، ولقد أدت بنا الحال إلى حد من الدناءة لم يكن تصوره فى الإمكان حتى أصبح رجال مقاطعات فى بلادنا لا يقبلون البنت ما لم تكن مجربة، أعنى عندها أولاد من الزنا، فينتفع بشغلهم وهذا غاية الهبوط فى المدينة، فكم قاست هذه المرأة من مرارة الحياة.
• وتقول. تقول الكاتبة الإنجليزية " أنى رود " عن ذلك: " إذا اشتغلت بناتنا فى البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاء من اشتغالهن فى المعامل حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ... أياليت بلادنا كبلاد المسلمين حيث فيها الحشمة والعفاف والطهارة رداء الخادمة والرقيق اللذين يتنعمان بأرغد عيش ويعاملان معاملة أولاد رب البيت ولا يمس عرضهما بسوء. نعم إنه عار على بلاد الإنكليز أن تجعل بناتها مثل للرذائل بكثرة مخالطتهن للرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل ما يوافق فطرتها الطبيعية كما قضت بذلك الديانة السماوية وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها
• نشرت صحيفة الأخبار المصرية (في عددها الصادر في 20/ 10/1972م، ص 4): أنه قد أقيمت في هذا الأسبوع الحفلة السنوية لسيدة العام وحضرها عدد كبير من السيدات على اختلاف مهنهن .. وكان موضوع الحديث والخطب التي ألقيت في حضور الأميرة (آن) البريطانية هو حرية المرأة وماذا تطلب المرأة .. وحصلت على تأييد الاجتماع الشامل فتاة عمرها 17 عاماً رفضت رفضاً باتاً حركة التحرير النسائية وقالت أنها تريد أن تظل لها أنوثتها ولا تريد أن ترتدي البنطلون بمعنى تحدي الرجل. وأنها تريد أن تكون امرأة وتريد زوجها أن يكون رجلاً. وصفق لها الجميع وعلى رأسهن الأميرة (آن) (كتاب المرأة العربية المعاصرة إلى أين؟! ص 50).
• ومن هذا صرح الدكتور " جون كيشلر " أحد علماء النفس الأمريكيين في شيكاغو (أن 90% من الأمريكيات مصابات بالبرود الجنسي وأن 40% من الرجال مصابون بالعقم، وقال الدكتور أن الإعلانات التي تعتمد على صور الفتيات العارية هي السبب في هبوط المستوى الجنسي للشعب الأمريكي. ومن شاء المزيد فليرجع الى تقرير لجنة الكونجرس الأمريكية لتحقيق جرائم الأحداث في أمريكا تحت عنوان (أخلاق المجتمع الأمريكي المنهارة). (المجتمع العاري بالوثائق والأرقام، ص 11).
.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
• خاتمة *
يتضح لنا جلياً مما مضى أن الَّذين يدعون لتحرير المرأة من تعاليم الإسلام ينقسمون إلى ثلاثة أقسام
1 - إما أن يكونوا أعداءً للإسلام وأهله، ممَّن لم يدينوا بالملة السمحة، ولزموا الكفر، وهنا ليس بعد الكفر ذنب كما يقال.
2 - وإما أن يكونوا تحت مسمى الإسلام من المنافقيين، والعلمانيين، لكنهم عملاء يتاجرون بالديانة، ولا يرقبون في مخلوقٍ إلاً ولا ذمة.
3 - أن يكون مسلماً لكنه جاهل لا يعرف الإسلام ولا أحكامه ولا يعرف معنى الحضارة القائمة اليوم ملبس عليه.
ولكن كيف يصل هذا البيان إلى نساء أهل الإسلام، ليعلمنَ أنهنَ أضاعنَ جوهرة الحياة، ودرة الوجود، ومنبع السعادة، وروح السرور، ونكهة اللذائذ، عندما تركنَ تعاليم هذا الدين
ومن يخبر المسلمة ان الكافرات يتمنين أن يعشنَ حياتهنَ على منهج أهل الإسلام؟
من يقنع المسلمات اليوم أن الحضارة الغربية هي:- الحكم السريع بالإعدام على هوية المرأة
أخيراً ساهم أخي في نشر هذا الموضوع لتتوعى الأجيال ولو برفعه
أخوكم / ابن القرية الفلاح المعتصم 4/ 3 / 1424 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/234)
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الأخ عبد الرحمن الشهري على هذا البحث، وسوف أستفيد منه بإذن الله تعالى، والحق أنني أريد مناقشة النقاط المطروحة سابقا إذا أمكن لعلماء وطلاب العلم في هذا المنتدى الكريم.
كذلك أعتب على أخي محمد أبو عيشة في رده وكذلك طرحة، فكابت الرسالة من المسلمين الموحدين بحمد الله تعالى كما هو فقير إلى الله بعلمه ودرايته وأنا غالبا لا أكتب في أي منتدى إلا هذا المنتدى الكريم لوجود الفائدة المرجوة بإذن الله تعالى، وليس من حق أحد أن يلقي بالتهم حتى وإن كان المرأ مخطئا فكما تعودنا في هذا المنتدى الإجابات العلمية المفيدة التي يستفيد منها المسلم وربما غير المسلم وإن كنا طلبة علم وأنا طويلب بينكم نتعلم وإن كنا لا يعرف بعضنا بعضا فالعلم رحم بيننا وكفى به بعد الإسلام رحما، وأنا مازلت في انتظار ردود شافية حول الأقوال المطروحة لأهميتها، وإن كنت لا أود أن أقول أنني واحد من المشاركين في بعض المناقشات العلمية للرد على المستشرقين أولا وإيقاف المفرطين ثانيا والمتحدثين باسم الإسلام جهلا ثالثا. أسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق ونفعنا الله بهذا المنتدى لما فيه نفعا للإسلام المسلمين اللهم آمين
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الأخ عبد الرحمن الشهري على هذا البحث، وسوف أستفيد منه بإذن الله تعالى، والحق أنني أريد مناقشة النقاط المطروحة سابقا إذا أمكن لعلماء وطلاب العلم في هذا المنتدى الكريم.
كذلك أعتب على أخي محمد أبو عيشة في رده وكذلك طرحة، فكاتب الرسالة من المسلمين الموحدين بحمد الله تعالى كما هو فقير إلى الله بعلمه ودرايته وأنا غالبا لا أكتب في أي منتدى إلا هذا المنتدى الكريم لوجود الفائدة المرجوة بإذن الله تعالى، وليس من حق أحد أن يلقي بالتهم حتى وإن كان المرأ مخطئا فكما تعودنا في هذا المنتدى الإجابات العلمية المفيدة التي يستفيد منها المسلم وربما غير المسلم وإن كنا طلبة علم وأنا طويلب بينكم نتعلم وإن كنا لا يعرف بعضنا بعضا فالعلم رحم بيننا وكفى به بعد الإسلام رحما، وأنا مازلت في انتظار ردود شافية حول الأقوال المطروحة لأهميتها، وإن كنت لا أود أن أقول أنني واحد من المشاركين في بعض المناقشات العلمية للرد على المستشرقين أولا وإيقاف المفرطين ثانيا والمتحدثين باسم الإسلام جهلا ثالثا. أسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق ونفعنا الله بهذا المنتدى لما فيه نفعا للإسلام المسلمين اللهم آمين
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 03:09 ص]ـ
من ألطف الأجوبة التي اطلعت عليها على الذين يدندنون حول العدل بين الزوجات وأنه لصعوبته فعلينا أن نمنع التعدد، أن يقال لهم:
سبحان الله! وهل العدل لم يوجبه الله تعالى إلا بين الزوجات؟
ألم يوجب الله تعالى العدل بين الأولاد؟ وما أكثر من يظلمون أولادهم ويفضلون بعضهم على بعض في العطايا، وحدث ذلك في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فها رأيتم من يفتي بمنع تعدد الأولاد ووجوب الاقتصار على طفل واحد خشية عدم التكن من العدل بين الطفلين؟
بل حتى الطفل الواحد ألا يجب العدل معه؟ وكذلك الأولاد ألا يجب عليهم العدل مع والديهم؟ فلماذا لا يفتون بمنع الإنجاب خشية عدم العدل؟
ألم يوجب الله تعالى على الشريك في تجارة أن يعدل مع شريكه، وقال تعالى عن الشركاء " وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم " فما بالكم لا تمنعون الشركات التجارية خشية الظلم؟
ألم يوجب الله تعالى على كل إمام أن يعدل في رعيته؟ والإمام يشمل كل من ولي أمر آخرين لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " كلكم راع .. " فيشمل كل أمير ووزير ورئيس شركة ومدير مدرسة أو مستشفى .. إلخ، فلماذا لا يمنعون تولي الإدارات خشية عدم العدل؟
وكذلك حتى الزوجة الواحدة كم من الأزواج يظلم زوجته الوحيدة؟ وكم من الزوجات تظلم زوجها؟
فلماذا لا يمنعون بالمرة الزواج من أساسه خشية الظلم؟
فكما أنهم في هذه النظائر سيقولون ليس الحل في منع الإنجاب ولا في منع الزواج ولا في منع تولي الإدارات ولا في منع الشركات، ولكن الحل في أمر الناس بالعدل، فنقول: وكذا التعدد.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 09:53 ص]ـ
أخي العزيز جهاد النوبي
اعتذر على قسوتي عليك ولكنه دين الله وليس اهوائنا, ان الطرح العلمي قائم على التفسير الذي لا يضرب النصوص بعضها ببعض , ويعتمد على الاخبار الصحيحة لنصرة الطرح ولا يستخدم النظريات المبنية على فرضيات.
فحسب الطرح الذي طرحته كانت نسبة الرجال الى النساء 1 الى 15 تقريبا فهل هذا مقبول عندك,
ثم ان قضية التعدد يضع غير المسلمين حلول تعتمد على البغاء لقضاء الحوائج, واذكرك بقول الله تعالى"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم"
اسأل كل الفقهاء العلمين هل يكره التعدد بشكل عام؟ لا احد يجبر على ان يتزوج باكثر من واحدة, ولا امرأة تجبر ان تكون الثانية, الا ترى ان المرأة هي التي تقبل ان تكون الثانية , الم تسأل لم تقبل ان تكون الثانية؟؟ , واحكام الله هي الانسب لنا, والتعدد ليس فقط عادة العرب, ففي التوراة امثال كثيرة على التعدد لبني اسرائيل وغيرهم من الامم, فوالله الذي لا اله الا هو حتى لو منعنا التعدد لن يرضوا عنا مصداقا لقوله تعالى"وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِير"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/235)
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 06:35 م]ـ
أخي الكريم مجدي أبو عيشة جزاكم الله خيرا ولا شئ عليك فالحوار دائما مفيد للجميع طالما بعيدا عن الهوى والإنتصار للنفس أسأل الله الصدق والإخلاص.
نعم لا بد من التسليم للنصوص فهذه أحسب أنه لا خلاف عليها، لكن نحن نناقش طرفين وربما ثالث ولابد في الحوارات المفتوحة من قرائن وأدلة ربما تقول النصوص الوارده يكفي التسليم بها هذا عندي وعندك لكن طرفين أساسيين أمامي في مائدة المناقشات مسلم يطرح هذا الطرح السالف الذكر وهذا يحتاج إلى أقوال أخري لتفسير النصوص (نقطة بنقطة) وفي نفس مائدة الحوار غير مسلم إما يبحث عن الحقيقة _ وهذا موجود _ أو غير مسلم محاور أي إلى حد باحث معتدل يمكن أن يسلم بالحق في حالة وجود القرائن ولا يعنية أن يكون مسلما هذا في ظاهره أو غير مسلم متحامل وهذا أسهل مايمكن أن أتعامل معه من خلال تحاملة أو مايحمله. وأنا إذ أود من طرح هذه المسائل في هذا المنتدى الوصول إلى صيغية نتعبد بها الله أولا وندعوا غير المسلمين للحق أو على أقل تقدير الدفع بالشبهات أمامهم ورد غير المسلم إلى الجادة مع العلم أن هذه أولى المسائل التي سوف أتلوها بأخرى وياليت السادة المشرفين على هذا المنتدى الكريم المساعدة والمشاركة في هذا الحوار مع تكراري القول بالأسلوب العلمي المقرون بالنصوص بعيدا عن الأسلوب الخطابي أو العاطفي.وجزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 08:40 م]ـ
قال تعالى {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم، فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} [النساء /129].
أ- قال الشافعي رحمه الله: فقال بعض أهل العلم بالتفسير: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء} بما في القلوب، فإن الله عز وجل وعلا تجاوز للعباد عما في القلوب، {فلا تميلوا} تتبعوا أهواءكم {كل الميل} بالفعل مع الهوى، وهذا يشبه ما قال والله أعلم. "الأم" (5/ 158).
ب- قال البخاري رحمه الله: باب العدل بين النساء {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء} إلى قوله {واسعاً حكيماً}.
قال الحافظ ابن حجر: أشار بذكر الآية إلى أن المنتهى فيها العدل بينهن من كل جهة، وبالحديث إلى أن المراد بالعدل: التسوية بينهن بما يليق بكل منهن، فإذا وفّى لكل واحدة منهن كسوتها ونفقتها والإيواء إليها لم يضره ما زاد على ذلك من ميل قلب، أو تبرع بتحفة …. قال الترمذي: يعني به الحب والمودة. كذلك فسرّه أهل العلم …. وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {ولن تستطيعوا} الآية، قال: في الحب والجماع. وعن عبيدة بن عمرو السلماني مثله.أ. هـ. "فتح الباري" (9/ 391).
ج- قال القرطبي رحمه الله: أخبر تعالى بنفي الاستطاعة في العدل بين النساء، وذلك في ميل الطبع في المحبة والجماع والحظ من القلب. فوصف الله تعالى حالة البشر وأنهم بحكم الخلقة لا يملكون ميل قلوبهم إلى بعض دون بعض، ولهذا كان عليه السلام يقول " اللهم إن هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (1) ثم نهى فقال {فلا تميلوا كل الميل}. قال مجاهد: لا تتعمدوا الإساءة بل الزموا التسوية في القسم والنفقة، لأن هذا مما يستطاع أ. هـ. "تفسير القرطبي" (5/ 407).
د- قال الإمام ابن كثير رحمه الله: أي لن تستطيعوا أيها الناس أن تساووا بين النساء من جميع الوجوه فإنه وإن وقع القسم الصوري ليلة وليلة فلا بد من التفاوت في المحبة والشهوة والجماع كما قال ابن عباس وعبيدة السلماني والحسن البصري والضحاك بن مزاحم.أ. هـ. " تفسير ابن كثير" (1/ 564).
ه- قال الإمام العيني رحمه الله: المنفي في الآية: العدل من كل جهة، ألا ترى كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم " فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" وقال الترمذي: يعني به الحب والمودة، لأن ذلك مما لا يملكه الرجل ولا هو في قدرته. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: لا تستطيع أن تعدل بالشهوة فيما بينهن ولو حرصت. وقال ابن المنذر: دلت هذه الآية على أن التسوية بينهن في المحبة غير واجبة، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن عائشة أحب إليه من غيرها من أزواجه" فلا تميلوا كل الميل بأهوائكم حتى يحملكم ذلك على أن تجوروا في القسم على التي لا تحبون.أ. هـ. "عمدة القاري" (20/ 199).
و- قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله: هذا العدل الذي ذكر الله تعالى هنا انه لا يستطاع هو العدل في المحبة والميل الطبيعي لأنه ليس تحت قدرة البشر، بخلاف العدل في الحقوق الشرعية فإنه مستطاع.
وقد أشار تعالى إلى هذا بقوله {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم، ذلك أدنى ألا تعولوا} أي: تجوروا في الحقوق الشرعية.أ. هـ. "أضواء البيان" (1/ 375).
===
(1) رواه الترمذي (3/ 446) وصحح إرساله، وأبو داود (2/ 242) والنسائي (7/ 64) وابن ماجه (1/ 634) وضعفه شيخنا الألباني. ونقل تضعيفه عن أبي زرعة وابن ابي حاتم والنسائي "الإرواء" (7/ 82).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/236)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 08:41 م]ـ
ميل القلب والمحبة لواحدة دون الأخرى
وقد سبق شيء من ذلك في تفسير قوله تعالى {ولن تستطيعوا أن تعدلوا…} وقد اشتهر بين الصحابة وأزواجه صلى الله عليه وسلم حبه لعائشة رضي الله عنها أكثر من غيرها.
أ- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم " أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. قيل: ومن الرجال؟ قال: أبوها ".
رواه البخاري (7/ 22) ومسلم (15/ 153).
ب- قال البخاري رحمه الله: باب حب الرجل بعض نسائه أفضل من بعض.
عن ابن عباس رضي الله عنهما "عن عمر أنه دخل على حفصة، فقال: يا بني لا يَغُرَّنَّك هذه التي أعجبها حسنُها حبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها - يريد عائشة - فقصصتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم"
رواه البخاري (9/ 396) مسلم (10/ 86).
وفي البخاري (9/ 346) ومسلم (10/ 91) - وفيه "أوسم" بدل "أوضأ"- قول عمر لحفصة ابنته أم المؤمنين " ولا يَغُرَّنَّك أن كانت جارتكِ أوضأ منك وأحبَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم" - يريد عائشة -.
? قال الحافظ العيني: ولا حرج على الرجل إذا آثر بعض نسائه في المحبة إذا سوى بينهن في القسم. والمحبة مما لا تجلب بالاكتساب، والقلب لا يملكها ولا يستطاع فيه العدل، ورفع الله عز وجل فيه عن عباده الحرج، قال الله عز وجل {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}.أ. هـ. " عمدة القاري " (20/ 203).
? وقال ابن القيم: إنه لا تجب التسوية بين النساء في المحبة فإنها لا تُملك وكانت عائشة رضي الله عنها أحب نسائه إليه.أ. هـ. قاله رحمه الله استنباطا من هبة سودة رضي الله عنها يومها لعائشة - وسيأتي إن شاء الله في باب الهبة - "زاد المعاد" (5/ 151).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 08:43 م]ـ
ما يجب على الزوج المعدّد
القسم ابتداء. القسم (1) على الدوام "المبيت، النفقة والكسوة، السكن "
1 - لا شك ولا ريب أن الله تعالى لم يترك الزوج - ولا سيما المعدد- حبله على غاربه، بل أوجب عليه واجبات لإصلاح نفسه وإصلاح بيته، فبتركها تحصل الفوضى مع الإثم وتنقطع أواصر المحبة بين الزوج ونسائه، وقد تخرب من جرائه البيوت التي سعى الإسلام لإقامتها بتشريع التعدد. وهذه الواجبات هي: النفقة والمبيت والإيواء. وسنذكرها إن شاء الله مع أدلتها ومسائلها واللهَ أسأل أن يكون ذلك رادعا لمن قصر أو أهمل فيها، ومثبتا لمن أعطاها حقها.
عن عائشة رضي الله عنها قالت في قوله تعالى {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا} [النساء/128] أنزلت في المرأة تكون عند الرجل، فتطول صحبتها فيريد طلاقها، فتقول، لا تطلقني وأمسكني وأنت في حل من النفقة علي والقسم لي، فذلك قوله {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير} [النساء/128]. رواه البخاري (9/ 380) مسلم (18/ 157).
? قال مجاهد: لا تتعمدوا الإساءة. بل الزموا التسوية في القسم والنفقة، لأن هذا مما يستطاع.أ. هـ. " تفسير القرطبي" (5/ 407).
? قال شيخ الإسلام رحمه الله: وأما العدل في النفقة والكسوة فهو السنة أيضاً اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يعدل بين أزواجه في النفقة كما كان يعدل في القسمة …أ. هـ. "مجموع الفتاوى" (32/ 269).
? وقال ابن القيم رحمه الله: وكان يقسم صلى الله عليه وسلم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة…. ولا تجب التسوية في ذلك - أي الحب والجماع- لأنه مما لا يملك.أ. هـ. "زاد المعاد" (1/ 151).
? قال الحافظ: فإذا وفّى لكل واحدة منهن كسوتها ونفقتها والإيواء إليها: لم يضره ما زاد على ذلك من ميل قلب أو تبرع بتحفة … أ. هـ." الفتح " (9/ 391).
==
(1) القسْم: الحصة والنصيب.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 08:44 م]ـ
حُكم التعدد
لم أقف على من قال بوجوب التعدد، وإنما القول عند أهل العلم الإباحة والاستحباب.
أ- قال الطبري رحمه الله: فإن قال قائل: فإن أمر الله ونهيه على الإيجاب والإلزام حتى تقوم حجة بأن ذلك على التأدب والإرشاد والإعلام. وقد قال تعالى ذكره {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} وذلك أمر. فهل من دليل على أنه من الأمر الذي هو على غير وجه الإلزام والإيجاب؟ قيل: نعم. والدليل على ذلك قوله {فإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة}، فكان معلوماً بذلك أن قوله {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} وإن كان مخرجه مخرج الأمر، فإنه بمعنى الدلالة على النهي عن نكاح ما خاف الناكح الجور فيه من عدد النساء، لا بمعنى الأمر بالنكاح فإن المعنى به " وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فتحرجتم فيهن، فكذلك فتحرجوا في النساء، فلا تنكحوا إلا ما أمنتم الجور فيه منهن، ما أحللته لكم من الواحدة إلى الأربع". وقد بينا في غير هذا الموضع بأن العرب تخرج الكلام بلفظ الأمر ومعناها فيه النهي أو التهديد أو الوعيد، كما قال جل ثناؤه {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} [الكهف/29] وكما قال {ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون} [الروم/34]. فخرج ذلك مخرج الأمر، والمقصود به التهديد والوعيد والزجر والنهي. فكذلك قوله {فانكحوا ما طاب لكم من النساء} بمعنى النهي، فلا تنكحوا إلا ما طاب لكم من النساء أ. هـ. "تفسير الطبري " (4/ 238).
ب- وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: وأما هل الأصل التعدد أو عدمه؟ فلم أر في كلام المفسرين الذين اطلعت على كلامهم شيئا من ذلك. والآية الكريمة تدل على أن الذي عنده الاستعداد للقيام بحقوق النساء على التمام فله أن يعدد الزوجات إلى الأربع، والذي ليس عنده الاستعداد يقتصر على واحدة، أو على ملك اليمين. والله أعلم. أ. هـ.
" فتاوى المرأة المسلمة " (2/ 690) جمع أشرف عبد المقصود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/237)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 - 10 - 04, 09:35 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد
اخي الحبيب, قبل الخوض في الاجابة يجب ان نضع المشكلة على الارض حقيقة, هل التعدد هو ما يمنعهم من دخول الاسلام؟؟ ,صدقني ان اكبر مشكلة في الحوار على شبكة المعلومات انك لا تعلم من تحاور اصلا ,ففي شبكة اللادينين مثلا يوجد الكثير من النصارى يهاجمون الاسلام تحت اسم الالحاد, وكلهم يزعم انه كان مسلما ولكن بسبب كذا تركت الاسلام ,وهكذا كلهم يزعمون وقد سجل احد الاخوة حوار مع احد هؤلاء الذين يزعمون انهم كانوا مسلمين متدينين ,ثم انه لاجل مسألة من هذه المسائل ارتد على عقبه, وكان الاخ المحاور حذقا فساله ما هي الصلاة من الفروض الخمس ,لا يتوجب عليك ادائها, وبعد ارتباك اجاب الصبح , وبعد مراجعة الاخ له اجاب الظهر,
والتسجيل موجود على احدى المنتديات الاسلامية, والمشكلة الاكبر انك تحاور اناس من مذاهب مختلفة , وبعضهم يخالفك في العقيدة ,وفي الادلة وفي اصول الدين, فيكون ضرر كبير اذا وقع الخلاف بينك وبين غيرك من المسلمين.
واكبر المشاكل هي ان اكثر هؤلاء يعرفون ان الكثير من طروحاتهم لا تدلل على صحة او فساد الدين, مثل وضع قول لعالم على انه قول المسلمين بشكل عام, وطرح قضايا بشكل يبشع الكلام ويجعله منفراز, ويتعرضون للجزية على انها مشكلة ولا يتعرضون الى الضرائب التي هي اثقلت الناس انها مشكلة؟ وكل عاقل يعرف ان الجزية لا تساوي شيءمقابا اي ضريبة مفروضة من القوانين الوضعية
اخي العزيز: اول شيء يجب ان يناقش فيه الملحد او المشرك هو وجود الله ووحدانيته واثبات نبوة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ولا مانع من توضيح الاحكام وحكمتها التشريعية.
ثم ان اسهل طريقة لمناقشة هؤلاء هو الاستفسار منهم عن ما يقابل طرحهم للمسالة , لتعلمه الحكمة التشريعية بشكل مباشر, ثم النظر الى حال المجتمع الاسلامي بعيدا عن المخالفات الشرعية ,والمجتمع الغير مسلم.
اخي العزيز: ان التعدد ليس مشكلة وهم يطرحونه مشكلة لعلاقته بالمسلمين, فاول شيء هو لماذا تقبل الانثى ان تكون الثانية او الثالثة او الرابعة, الا تستأذن في الزواج, اليس ذلك لحاجتها للزواج ,وماذا يحدث لو لم تتزوج؟؟؟.
واعلم ان الزواج بالنسبة للمرأة ليس فقط للرغبة الجنسية , بل هي بحاجة اليه للاستقرار ولحماية نفسها من الاستغلال الذي قد يحدث لها كما يحصل الان في الغرب, فقد استخدموا النساء في الدعاية بطريقة بشعة , واستغلالها في مواطن الرذيلة , فلا تجدها عندهم الا متعة ,وحالهم معروف للجميع.
هذه اساسيات عن القوم وعن التعدد , فهم لا يؤمنون بالقران اصلا ولا بسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومع هذا قد يحتجون بحديث موضوع عليك وهل يفعل ذلك منصف او باحث عن الحقيقة؟؟
لا ادعوك الى عدم حوارهم فان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حاور الكفار مع انه يعلم ما بهم من عناد.
فجزا الله خيرا كل من ذب عن هذا الدين.
والله الموفق
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[06 - 10 - 04, 06:20 م]ـ
الإخوة الأكارم سوف أوافيكم بنتائج الدراسة هذا الموضوع من خلال ماكتب لي وتوصلت إليه للمناقشة بإذن الله تعالى(36/238)
الهَدْيُ في سَيْر الرجل مع زوجه
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 04:40 م]ـ
إخواني الكرام:
هل ورد في الآثار ما بيين كيف كان السلف الصالح يسيرون مع أزواجهم في الطريق؟
هل كل يمشي على حدة
أم يمسك أحدهما بالآخر؟ وكيف ذلك؟
ـ[أبو داود]ــــــــ[05 - 10 - 04, 02:00 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله
ـ[عصمت الله]ــــــــ[05 - 10 - 04, 08:29 ص]ـ
و أنا أزيد في السؤال: كيف كان هدي الرسول صلى الله عليه و سلم في السير في الطريق مع أزواجه؟؟
والسؤال مازال يتطلب إجابة و لا يجوز نهر السائل أو المستفتي بالحوقلة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 10:17 م]ـ
فائدة
في العلل لابن أبي حاتم ج:2 ص:383
سألت أبي عن حديث رواه أحمد بن اليسع قال حدثنى أبو مرحوم الارطبائي عن عاصم بن سليمان الاحول عن شيخ حدثه ان عمر بن الخطاب مر في سكك المدينة فاذا هو برجل يكلم امرأة سرا فضربه بدرته فقال الرجل مالى ولك يا امير المؤمنين امرأتي ورب الكعبة تضربني تظلمنى
فقال له عمر رحمك الله فهلا اذا كانت امرأتك كلمتها في بيت أو خلف شىء أو استترت بحائط
قال ياأمير المؤمنين كانت اليها حاجة فلم أحب أن يعلم أحد بسري
فانطلق عمر باكيا نادما حين عجل على الرجل فضربه من قبل أن يسأله فاتى منزل ابي بن كعب فاستأذن عليه فخرج اليه ابنه فقال ابوك ثم قال نعم فاذن له فدخل عليه فلما رآه قال مرحبا يا أمير المؤمنين فألقى له وسادة من أدم حشوها ليف فقال يا أبي ليس لهذا جئت قال اجلس يا أمير المؤمنين فاني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل مسلم دخل على أخيه المسلم فرفعه من الارض غفر الله له فجلس عمر فذكر الحديث وذكر أبي حديثا في فضيلة عمر بن الخطاب وفضل أبي بكر عن النبي قال أبي هذا حديث باطل لا اصل له غير معروف
والأثر خرجه كذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن غطريف في جزئه.
وفي لفظ الرياض النضرة (2/ 46)
فقال له عمر (فلم تقف مع زوجتك في الطريق تعرضان المسلمين إ لى غيبتكما) مستفاد من أخبار عمر للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ص 190.
ـ[أبو داود]ــــــــ[08 - 10 - 04, 03:51 ص]ـ
عذراً من الأخ المكي و جزاك الله خيراً أخ عصمت على التنبيه
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[08 - 10 - 04, 04:02 ص]ـ
نعم و هل تمشى المرأة وراء زوجها أم بجانبه؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[01 - 01 - 05, 07:49 ص]ـ
يرفع لنستفيد من طلبة العلم
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[01 - 01 - 05, 10:54 ص]ـ
ما ورد من أدب نبوي مذكور في القرآن في قصة موسى حيث ورد أن إحدى ابنتي
شعيب حين جاءته لتدعوه أمرها موسى أن تمشي خلفه وتدله الطريق.
و ما زال أهل الأرياف والبادية في كثير من البلدان التي زرتها تمشي المرأة
وراء بعلها لا تتقدمه ...
ـ[محي الدين]ــــــــ[01 - 01 - 05, 05:31 م]ـ
هذه المسألة تتبع العرف و العادة لأهل البلد، و ليست مما شرع فيها أمر محدد إلا ما يكون من ضوابط شرعية تؤطر لأي خروج للمرأة.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[02 - 01 - 05, 03:46 ص]ـ
ما ورد من أدب نبوي مذكور في القرآن في قصة موسى حيث ورد أن إحدى ابنتي
شعيب حين جاءته لتدعوه أمرها موسى أن تمشي خلفه وتدله الطريق.
و ما زال أهل الأرياف والبادية في كثير من البلدان التي زرتها تمشي المرأة
وراء بعلها لا تتقدمه ...
أخي الكريم: رضا صمدي وفقه الله
لايستقيم استدلالك بقصة موسى حتى تجيب عن السؤال التالي:
هل كانت المرأة التي قادت موسى في ذلك الوقت زوجته؟!
بل - حسب ما أذكر - وقع الخلاف بين المفسرين: هل هي زوجته، أم أختها، والله أعلم.
والذي أراه - والله أعلم - في مثل هذا الزمن الذي كثر فيه الفساق، وطالت أيديهم نساء المسلمين ... أن تكون بجانب محرمها أو أمامه.
ـ[الغواص]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:19 م]ـ
وكل ما أتى ولم يحدد بالشرع كالحرز فبالعرف احدد
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 11:55 ص]ـ
سألت الشيخ أبا إسحاق الحويني حفظه الله وشفاه فقلت:
هل يجوز للرجل أن تمشي زوجه بجانبه يدها في يده أو في ذراعه وهل ورد في ذلك شيء عن السلف؟
أجاب: لا حرج ولا يحضرني في ذلك شيء عن السلف.
كذلك سألت الشيخ ياسر برهامي فأجاب بـ: لا شيء في ذلك.
ـ[عصمت الله]ــــــــ[17 - 09 - 05, 11:59 ص]ـ
هل يُستأنس في الموضوع
بحديث مشي النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجته صفية رضي الله عنها في الليل لقلبها إلى بيتها جاءته تتحدث معه وهو معتكف في رمضان؟
و بحديث مسابقة الرسول صلى الله عليه و سلم عائشة زوجها في سفر؟
والسؤال موجه لكل من له اهتمام بفقه الحديث(36/239)
تقديم فدية رمضان للكبير ونحوه ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 10 - 04, 06:25 م]ـ
هل يجوز للكبير والمريض مرضا لا يرجى برؤه أن يقدم الفدية عن شهر رمضان كاملا؟
قال الشيخ الفقيه ابن عثيمين رحمة الله عليه:
((وهل يقدم ذلك؟ لا يقدم، لأن تقديم الفدية كتقديم الصوم فهل يجزئ أن تقدم الصوم في شعبان؟
الجواب: لا يجزئ.))
(الشرح الممتع 6/ 335)
ما رأيكم في هذا التعليل، بارك الله فيكم
ووجه الإشكال عندي أنه لو صح هذا القياس لما أجزأ تأخير الفدية عن الشهر كاملا، كما لا يجزئ تأخير الصوم إلى آخر رمضان، مع أن تأخير الفدية جائز لفعل أنس رضي الله عنه.
وأيضا فهل من مانع من تقديم الفدية غير هذا القياس؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 04, 11:55 م]ـ
نعم يا أخي الكريم لأن الشئ لايقدم على سببه كما لايخفى عليكم وسبب الفدية لم يوجد بعد.(36/240)
هل نسخ تحريم الأشهر الحرم؟
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[04 - 10 - 04, 10:54 م]ـ
تحريم الأشهر الحرم في أول الأمر محلّ اتّفاق، وقد دلَّت عليه النصوص والآيات، فمنها قوله تعالى:) مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم (، وقوله:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ (الآية، والنهي عن تحليلها حكمٌ صريحٌ بحرمتها، وقوله:) إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ (فأخبر الله أنّه حرّم الأشهر، وذكر أنّ الكفّار استحلّوها على جهة الإنكار عليهم، وجعل ذلك كفرًا منهم.
كما دلّت عليه الأحاديث، ومنها قوله صلى الله عليه وسلّم: "ألا إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمةِ يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"، وذهب أحمد والشافعي ومالك وأبو حنيفة، وجماهير السلف والخلف إلى أنَّ تحريم القتال في الأشهر الحرم منسوخٌ، واختلفُوا في النَّاسخ:
فمنهم من قال: إنَّ النَّاسخَ قولُهُ تعالى:) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ (، وهو قول الشافعيِّ، وجهه أنَّ الله عمَّ الأزمان فقال:) حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ (، فدلَّ على أنَّ ما قبل هذه الغاية مأمورٌ فيه بالقتال.
ومنهم من قال: إنَّ النَّاسخَ قولُهُ تعالى:) فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ (، ووجهه أنَّه عموم مؤكّد بقوله تعالى:) حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ (، والأوَّل أقوى دلالةً على النسخ لأنَّ الثاني نصَّ على الأمكنة، والأوَّل نصَّ على الأزمنة، والأشهر الحرم من الأزمنة.
وجميع آيات السيف والقتال، يُحتمل أن تكون ناسخةً لتحريم الأشهر الحرم، ولكنها مجملة في النسخ غير مبيَّنة، فلا يُكتفى بها في ذلك بل لا بدَّ من دليل مبيِّنٍ للنسخ، لما تقرَّر من أنَّ العام لا ينسخ الخاصَّ، إلاَّ أنَّ السُّنَّة جاءت مُبيِّنةً لها، فقاتل النبي صلى الله عليه وسلَّم بعد آيات براءة أهلَ الطائف، وأرسل سريَّةً إلى أوطاسٍ، في الأشهر الحرم.
وأمثل ما ذكروا أنَّه الناسخ، قوله تعالى:) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً (، وهو قول الزهري وغيره.
وجهه أن الآية جمعت بين تحريم الأشهر الحرم وقتال المشركين، وقوله قاتلوا المشركين، متعلّقٌ به محذوفٌ تقديره "فيهنَّ"، كما تقول: فلا تأكل منه ولا تشرب، تعني: ولا تشرب منه، وعلى هذا التَّوجيهِ يكون نصًّا خاصًّّا في القتال في الأشهر الحرم.
وإن نُوزع في التقدير الذي يقتضي أنَّ الآية نصٌّ في إباحة الأشهر الحرم، فقد يُقال إنَّ الآية عامةٌ في القتال، ووردت في سياق الأشهر الحرم فهي داخلةٌ فيها بدلالة السياق.
فتكون الآيةُ قرَّرت أحد حكمي الأشهر الحرم، وهو تغليظ المعاصي عمومًا، ونسخت الآخر، وهو تحريم القتال فيهنَّ.
وذهبَ عطاء، ونصره شيخ الإسلام ابنُ تيميةَ وابنُ القيِّم: إلى بقاء حكم الأشهر الحرم، واستدلُّوا بحديث جابرٍ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم: "كان لا يغزو في الشهر الحرام إلاَّ أن يُغزى، فإذا حضره أقام حتّى ينسلخَ"، ولا يخفى أنَّ دلالته ضعيفةٌ، لأمرين:
الأوَّل: أنَّ التَّرك لا يلزم منه التحريم، فقد يكون مجانبةً لما يشنّع عليه العرب به، كما ترك قتل بعض المنافقين الّذين لم تقم عليهم بيّنة بكفر صريح، لئلاّ يُقال إنَّ محمّدًا يقتل أصحابه.
الثاني: أنَّ كلام جابرٍ يحتمل أنه حكايةٌ منه لحال النّبيِّ صلى الله عليه وسلم قبل النَّسخ، والنزاع ليس في تحريم الأشهر الحرم أوَّل الأمر، وإنَّما النزاع في صحَّة النسخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/241)
واستدلُّوا بعمومات النّصوص المحرّمة للأشهر الحرم، وأجاب شيخ الإسلام ثمّ من تبعه عن غزو النّبيِّ صلى الله عليه وسلَّم للطائف بأنَّه تبعًا لقتالٍ هم بدؤوه فيه، فهو تبعٌ لقتال هوازن، لمّا انهزم ملكهم إلى الطائف فاحتمى بحصن ثقيف فيها، وعن سريّة أوطاس بأنَّها من تمام الغزوة التي بدأ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الكفَّارَ فيها بالقتال.
والظَّاهر والله أعلم، أنَّ الصَّواب ما رجّحه أبو العباس ابن تيمية، لعموم النصوص المحرّمة للأشهر الحرم وتوكيدها، فهي محرّمة) يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ (، ووصف الله القتال في الشهر الحرام بأنَّه كبير كما في قوله:) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ (فيبعُدُ أن يكون حلالاً بعد تغليظ تحريمه.
ونهى الله عن تحليل الشهر الحرام كما في قوله:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ (، وذلك في سورة المائدة وهي من آخر القرآن نزولاً، وأظهرُ ما يتنزَّل عليه التحليل المنهي عنه هو القتالُ.
وفي الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم النحر عام حجّة الوداع، فذكر في خطبته أنَّه قال: "أي شهر هذا؟ "، فسكت الصحابة حتَّى ظنُّوا أنه سيسمّيه بغير اسمه، قال: "أليس بذي الحجة؟ "، ثم قال في آخر الحديث: "فإنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا".
وهذا الحديث متأخِّر منه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، بعد سرية أوطاس، وبعد حصار الطائف، فلا يُمكن أن تكون تلك الغزوات دليلاً على النسخ مع ثبوت الحكم بعدها، وهذا من أقوى الوجوه.
وفيه أيضًا: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جعل الشهر الحرام دليلاً على ثبوت الحرمة وتغليظها، ولا يُمكن أن تؤكَّد حرمة الشهر الحرام بما هو أضعف منها، بل بما صار بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حلالاً مباحًا لا شيء فيه، وأقل ما في تشبيه حرمة الدماء والأموال والأعراض بحرمة الشهر الحرام، استواء الحرمتين في الثبوت والديمومة، وفي التغليظ والقوَّة، وظاهر الحديث أنَّ حرمة الشهر الحرام إذا اجتمعت مع حرمة البلد الحرام، وحرمة يوم النحر، أغلظ من حرمة الدم والمال، والظاهر أنَّ هذا الظاهر غير مراد، وإنَّما أكَّد الحكم المجهول لدى أكثرهم بالحكم الذي يعرفونه ويقرُّون به، مع العلم بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ليؤكِّد الحكم الغليظ ويبيّن استمراره، بحكم مؤقَّتٍ يعلمون نسخة بعد هذا الكلام بمدة يسيرةٍ.
وقال جل وعلا:) جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِد (فبيّن أنَّه جعلها قيامًا للناس يقوم بها أمرهم ويأمنون ويسعون في معايشهم، ومثل هذا لا غنىً عنه للناس في أي زمان، وقد قرن الله سبحانه بين الكعبة والشهر الحرام في هذا المقصد وهذا الأمر، والكعبة حرام لا تحل إلى يوم الدين، فدلالة الاقتران تقتضي أنَّ الشهر الحرام كذلك.
ودعوى النسخ لا تستقيم في شيء من النصوص التي استدلُّوا بها:
فأمَّا العمومات؛ فلأنَّ نصوص التحريم خاصَّة، فما جاء عامًّا بعدها حمل على ما عدا الأشهر الحرم، والعامّ لا ينسخ الخاصّ، وما ذكروا من السُّنَّة لا ينتهض على الدلالة على النسخ، لما ذكر أبو العباس ابن تيمية رحمه الله، من أنَّها كانت تبعًا لا ابتداءً، ولما ذكره ابن العربي من أنَّها نصوص ضعيفةٌ، وهذا يحتاج إلى تحرير، والله أعلم.
وأمَّا قوله تعالى:) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً (؛ فهو وإن كان أظهر من غيره في النّسخ إلاَّ أنَّه لا ينتهض به، فقوله) كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً (يُحمل على قتالهم معاملةً بالمثل لا ابتداءً، فيكون موافقًا لقوله تعالى:) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ (، وتكون الكاف فيه للتعليل.
وقد يُقال أيضًا: إن كان قوله:) قَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً (، داخلاً فيه الأشهر الحرم، فإنَّ قوله:) كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّة (كذلك لا محالة، فدلَّ على أنَّ المراد قومٌ من المشركين يُقاتلوننا كافَّةً في الشهر الحرام وغيره، وهؤلاء لا خلاف في مُقاتلتهم في الشهر الحرام كما يأتي بإذن الله.
وقد يُقال: إنَّ لفظ) حُرُمٌ (في الآية تضمّن تحريم القِتال، فيكون العموم في قوله) كَآفَّةً (متعلّقًا بمحذوفٍ تقديرُهُ "بعدها" أو نحوه، فيكون كقولك: هذا الشهر حرامٌ، وافعل ما بدا لك في كلِّ وقتٍ، فيُفهم منه: ما عدا الشهر المحرَّم.
وتبقى النصوص المحكمة الظاهرة الصريحة، المؤكّدةُ بأنواع المؤكِّدات، سالمةً على ظاهرها، من غير معارِضٍ، وتجتمعُ النُّصوص عليه بلا إشكال.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/242)
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[12 - 03 - 05, 11:44 م]ـ
للرفع
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[13 - 03 - 05, 06:01 ص]ـ
ويرى سماحة الشيخ ابن باز انها نسخت بدليل فتوحات الصحابة رضي الله عنهم حيث لم تتوقف في هذه الاشهر وغيرها.
اما الشيخ ابن عثيمين فيرى ان المنع فيها هو للابتداء، ام المدافعه فلا.
والله اعلم
ـ[أبو صديق]ــــــــ[17 - 04 - 05, 12:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي الكريم ليس الرجل هو من ذُكِر في الصفحة التي أوردت رابطها، بل هو أصلاً لا يسمى بعبد الله بن ناصر الرشيد إلا في مقالاته وكتبه وهذا اسم مستعار له وليس اسمه الحقيقي.(36/243)
(احبوا العرب لثلاث) ماصحة هذا الحديث؟؟؟
ـ[سؤول]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:17 ص]ـ
ماصحة هذا الحديث: (احبوا العرب لثلاث، لاني عربي، ولان القران عربي، وكلام اهل الجنة عربي)
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:26 ص]ـ
فائدة عاجلة:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في كتابه مصطلح الحديث:
د -والأحاديث الموضوعة كثيرة منها:
1 - أحاديث في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - أحاديث في فضائل شهر رجب ومزية الصلاة فيه
3 - أحاديث في حياة الخضر صاحب موسى عليه الصلاة والسلام وأنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحضر دفنه.
4 - أحاديث في أبواب مختلفة نذكر منها ما يلي:
أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي ولسان أهل الجنة عربي- اختلاف أمتي رحمة- اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كانك تموت غدا- حب الدنيا رأس كل خطيئة- حب الوطن من الإيمان- خير الإسماء ما حمد وعبد- نهى عن بيع وشرط- يوم صومكم يوم نحركم.
وقد ألف كثير من أهل الحديث في بيان الأحاديث الموضوعة دفاعا عن السنة وتحذيرا للأمة مثل:
1 - الموضوعات الكبرى لابن الجوزي توفي سنة 597 هـ لكنه لم يستوعبها وأدخل فيها ماليس منها.
2 - الفوائد المجموعة في الأحاديث المضوعة للشوكاني توفي سنة 1250 هـ وفيها تساهل بإدخال ما ليس بموضوع.
3 - تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة لابن عراق توفي سنة 963هـ وهو من أجمع ما كتب فيها.
هـ-والوضاعون كثيرون ومن أكابرهم المشهورين:
إسحاق بن نجيح الملطي- مأمون بن أحمد الهروي – محمد بن السائب الكلبي- المغيرة بن سعيد الكوفي- مقاتل ابن أبي سليمان- الواقدي- ابن أبي يحيى.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 09:39 ص]ـ
وحكم بوضعه أيضاً الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)) (رقم 160).
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 10 - 04, 10:30 ص]ـ
تنبيه الحديث لايثبت كما ذكر الإخوة.
ولكن حب العرب واعتقاد فضل جنسهم من جملة الإيمان وقد جاءت في معناه أحاديث متعدة ألف فيها الحافظ العراقي جزءً ومن أجلها حسن بعض أهل العلم هذا الحديث المذكور على الرغم من أن سند مثله لايتقوى أبداً.
وهذا الموضوع (فضل العرب) ألف فيه غير واحد من أهل العلم مصنفاً، وقال غير واحد أن العرب هم "رأس الأمة وسابقوها إلى المكارم" ,انهم "أفضل من العجم" بل "أفضل من غيرهم" بل "أفضل الأمم" قاطبة، قال شيخ الإسلام: "ولهذا ذكر أبومحمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها: هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها: وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق، وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم، فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية، وساق كلاما طويلاً إلى أن قال: ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم، لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حب العرب إيمان وبغضهم نفاق) [قلت: هذا الحديث ضعيف ولكن في معناه أحاديث عدة ربما تقوى بها كما أشار شيخ الإسلام في مواضع أخرى] ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي، الذين لا يحبون العرب، ولا يقرون بفضلهم، فإن قولهم بدعة وخلاف. ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه، في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه إن صحت، وهو قوله وقول عامة أهل العلم" وقال الكرماني أيضاً: "فالعرب أفضل الناس، وقريش أفضلهم، هذا مذهب الأئمة وأهل الأثر والسنة .. "
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - 10 - 04, 01:09 م]ـ
قال الهيثمي في المجمع: [عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي ".
** رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا أنه قال: " ولسان أهل الجنة عربي ". وفيه العلاء بن عمرو الحنفي وهو مجمع على ضعفه.]
وهذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله:
" أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي , و القرآن عربي , و كلام أهل الجنة عربي ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/244)
قال في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 293): موضوع.
أخرجه الحاكم في " المستدرك " (4/ 87) و في " معرفة علوم الحديث (ص 161 -
162) و العقيلي في " الضعفاء " (327) و الطبراني في " الكبير " (3/ 122 /
1) و " الأوسط " , و تمام في " الفوائد " (22/ 1) و من طريقه الضياء
المقدسي في " صفة الجنة " (3/ 79 / 1) و البيهقي في " شعب الأيمان "
و الواحدي في " تفسيره " (81/ 1) و ابن عساكر (6/ 230 / 1 و 7/ 34 / 1)
و كذا أبو بكر الأنباري في " إيضاح الوقف و الابتداء " (ق 6/ 1 نسخة
الإسكندرية) كلهم من طريق العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن يزيد الأشعري
أنبأنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد موضوع , و له ثلاث علل:
الأولى: العلاء بن عمرو , قال الذهبي في " الميزان ": متروك , و قال
ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال , ثم ساق له هذا الحديث من طريق العقيلي
ثم قال: هذا موضوع , قال أبو حاتم: هذا كذب , ثم ساق له حديثا آخر ثم قال:
و هو كذب , و قال في " اللسان ": و قال الأزدي: لا يكتب حديثه , و ذكره ابن
حبان في " الثقات " و قال: ربما خالف , و قال النسائي: ضعيف , و قال صالح
جزرة: لا بأس به , و قال أبو حاتم: كتبت عنه و ما رأيت إلا خيرا.
قلت: لعل قول أبي حاتم هذا و هو في " الجرح و التعديل " (3/ 1 / 359) قبل
أن يطلع على روايته للأحاديث المكذوبة , و إلا فتوثيقه لا يتفق في شيء مع
تكذيبه لحديثه كما نقله الذهبي عنه , و هو في كتاب " العلل " لابنه قال: (2 /
375 - 376) قال: سألت أبي عن حديث رواه العلاء بن عمرو الحنفي (قلت: فذكره
قال): فسمعت أبي يقول: هذا حديث كذب.
لكن قد يقال: ما دام أن الحديث له علل كثيرة فجائز أن تكون العلة عند أبي حاتم
في غير العلاء هذا , والله أعلم.
و قال في ترجمته من " اللسان ": و قال العقيلي بعد تخريجه: منكر ضعيف المتن
لا أصل له و أقره الحافظ.
قلت: و ليس في نسختنا من العقيلي قوله: ضعيف المتن , والله أعلم.
و توثيق ابن حبان إياه مع قوله فيما نقله الذهبي عنه لا يجوز الاحتجاج به بحال
فيه تناقض ظاهر , فلعل التوثيق كان قبل الاطلاع على حقيقة أمره , والله أعلم.
و قد يؤيده قول الهيثمي في " المجمع " (10/ 52) بعد أن عزاه للطبراني:
و فيه العلاء بن عمرو الحنفي و هو مجمع على ضعفه.
الثانية: يحيى بن يزيد كذا وقع في هذه الرواية: يزيد , قال الذهبي: (و هو
تصحيف , و إنما هو: بريد).
قلت: و كذلك وقع في " الضعفاء " للعقيلى و " المعرفة " للحاكم و هكذا أورده
ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " (4/ 12 / 131) و روى عن ابن معين أنه
قال: ضعيف , و عن ابن نمير قال: ما يسوى تمرة ? و عن أبي زرعة: منكر الحديث
و عن أبيه قال: ضعيف الحديث ليس بالمتروك يكتب حديثه قال في " اللسان ":
و ذكره الساجي و العقيلي و ابن الجارود في الضعفاء , و قد تابعه عند الحاكم
محمد بن الفضل و هو متهم كما سبق في الحديث (26) ثم قال الحاكم: حديث يحيى
ابن يزيد عن ابن جريج صحيح , فتعقبه الذهبي بقوله: بل يحيى ضعفه أحمد و غيره ,
و العلاء بن عمرو الحنفي ليس بعمدة , و أما محمد بن الفضل فمتهم و أظن الحديث
موضوعا , و كذلك تعقبه الحافظ العراقي في " محجة القرب إلى محبة العرب " (5 /
1) فقال: قلت: و ليس كما قال , بل هو ضعيف لأن يحيى بن يزيد بن أبي بردة
ضعيف عندهم , و كذلك راويه عنه: العلاء بن عمرو الحنفي.
الثالثة: عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا , قال أحمد: بعض هذه الأحاديث التي
كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة , كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها:
يعني قوله: أخبرت و حدثت عن فلان كذا في " الميزان ".
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/ 41) من طريق العقيلي , ثم
قال: قال العقيلي: منكر لا أصل له , قال ابن الجوزي: يحيى يروي المقلوبات.
قال السيوطي في " اللآليء " (1/ 442): قلت: إنما أورده العقيلي في ترجمة
العلاء بن عمرو على أنه من مناكيره , و كذا فعل صاحب " الميزان " ثم ذكر توثيق
ابن حبان و صالح جزرة للعلاء متغافلا عن قاعدة (الجرح مقدم على التعديل) و عن
قول ابن حبان الآخر فيه: لا يحل الاحتجاج به بحال , و عن قول الحافظ العراقي:
ضعيف عندهم , كما تقدم , ثم ذكر تصحيح الحاكم له و ما تعقبه الذهبي به , ثم
تعقبه السيوطي بقوله: و له شاهد.
قلت: و لكنه منكر باعتراف السيوطي نفسه فلم يصنع شيئا! و هو الآتي بعده.
و الحديث أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم " (ص 76
طبعة الخانجي) من طريق العقيلي و أنه قال: لا أصل له و أن ابن الجوزي ذكره في
" الموضوعات " و أقرهما على ذلك , إلا أنه نقل قبل ذلك عن الحافظ السلفي: هذا
حديث حسن , قال شيخ الإسلام: فما أدري أراد (حسن إسناده) على طريقة المحدثين
أو (حسن متنه) على الاصطلاح العام.
قلت: و غالب الظن أنه أراد الثاني و به جزم في " الفيض " لكنه عزاه لابن تيمية
مع أن كلامه كما رأيت لا يدل على جزمه بذلك , و على كل حال فإني أستبعد جدا أن
يستحسن السلفي إسناد هذا الحديث مع أن أحسن أحواله أن يكون ضعيفا جدا , و قد
حكم بوضعه غير واحد من الأئمة الذين سبقوه مثل أبي حاتم و العقيلي دون أن
يخالفهم في ذلك أحد ممن يوثق بعلمه.
و الشاهد الذي أشار إليه السيوطي فيما سبق هو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/245)
ـ[سؤول]ــــــــ[05 - 10 - 04, 11:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. وبارك الله فيكم اخوتي في الله ..(36/246)
ماحكم تقبيل الرجل لأخته أو إبنت أخيه أو ابنت أخته على خدها إذا كانت بالغه؟
ـ[رماح]ــــــــ[05 - 10 - 04, 05:15 ص]ـ
ماحكم تقبيل الرجل لأخته أو إبنت أخيه أو ابنت أخته على خدها إذا كانت بالغه؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 10 - 04, 08:38 ص]ـ
روابط قد تساهم في اثراء الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22158&highlight=%CA%DE%C8%ED%E1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22160&highlight=%CA%DE%C8%ED%E1
ـ[رماح]ــــــــ[05 - 10 - 04, 10:40 ص]ـ
جزاك الله ألف خير
ـ[رماح]ــــــــ[05 - 10 - 04, 10:47 ص]ـ
أخي الحبيب المسيطر أثابك الله لم أجد جوابا في الروابط على سؤالي
ماحكم تقبيل الرجل لأخته أو إبنت أخيه أو ابنت أخته على خدها إذا كانت بالغه؟
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[05 - 10 - 04, 07:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في فتاوى للمرأة ما يلي.
وأما تقبيل المحارم فتقبيلهن على الرأس والجبهة لا بأس به وتقبيلهن على الخد لا بأس به من قبل الأب، لأن أبا بكر رضي الله عنه دخل على ابنته عائشة وهي مريضة فقبل خدها، فهذا لا بأس به، أما إذا كان من غير البنت فإنه يكون التقبيل على الجبهة وعلى الرأس.
ـ[رماح]ــــــــ[06 - 10 - 04, 12:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياأبو عبدالرحمن
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[06 - 10 - 04, 10:32 ص]ـ
http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowChapter.php?lang=A&BabId=78&ChapterId=7&BookId=542&CatId=213&startno=0
السلام عليكم
للفائدة
في كفاية الاخيار ذكر تقي الدين كلاما انقله لك:
قال رحمه الله:
واعلم أنه حيث حرم النظر حرم المس بطريق الأولى لأنه أبلغ لذة، فيحرم على الرجل مس فخذ الرجل بلا حائل، فإن كان من فوق حائل وخاف فتنة حرم أيضاً وقد يحرم المس وإن لم يحرم النظر فيحرم مس المحارم حتى يحرم على الشخص مس بطن أمه وظهرها، وكذلك يحرم عليه أن يكبس ساقها ورجلها، وكذا يحرم تقبيل وجهها، قاله القفال. وكذا لا يجوز للرجل أن يأمر ابنته أو أخته أن تكبس رجله ولهذا قال القاضي حسين: العجائز اللاتي يكحلن الرجال يوم عاشوراء مرتكبات الحرام والله أعلم انتهي
http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowChapter.php?lang=A&BabId=78&ChapterId=7&BookId=542&CatId=213&startno=0
قول الامام تقي الدين وكذا يرحم تقبيل وجهها؟ لا ادري هل هذا هو المذهب ائمتنا الشافعية
ام لا وان شاء الله سابحث واسئل ممن هو اعلم مني ...
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[06 - 10 - 04, 05:22 م]ـ
وهذين رابطين لها علاقة بالموضوع
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1909
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=1905
ـ[بزيد]ــــــــ[06 - 10 - 04, 07:32 م]ـ
للشيخ المنجد محاضرة في المعانقة والمصافحة والتقبيل(36/247)
ميراث الأقارب من الرضاع
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[05 - 10 - 04, 02:56 م]ـ
ففي تفسير المنار للسيد محمد رشيد رضا، ج5، ص27، في تفسير قوله تعالى: (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم):
"وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ بَعْضَ بَدَنِ الرَّضِيعِ يَتَكَوَّنُ مِنْ لَبَنِ الْمُرْضِعِ، وَفَاتَنَا أَنْ نَذْكُرَ هُنَاكَ أَنَّهُ بِذَلِكَ يَرِثُ مِنْهَا كَمَا يَرِثُ وَلَدُهَا الَّذِي وَلَدَتْهُ".
والسؤال: هل هناك خلاف في المسألة من أن الأقرباء بالرضاع يرثون، أم هو إجماع، أم اجتهاد صاحب تفسير المنار؟
أفيدونا وجزاكم الله خيرا
ـ[حسيني]ــــــــ[05 - 10 - 04, 06:39 م]ـ
لا ميراث بالرضاع وما قاله محمد رشيد رضا أن الرضيع يأخذ بعض خصوصيات المرضع كالولد من أمه(36/248)
مابال اللحم لايمر بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[الرازي الثالث]ــــــــ[05 - 10 - 04, 07:01 م]ـ
نقل حنبل عن أحمد قال: مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لا ينشد فيه الشعر ولا يمر فيه بقطع اللحم، يجتنب ذلك كله كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم) الفتح لابن رجب 3/ 335
هل لتخصيص اللحم علة معقولة؟ وهل لهذا الكلا م أصل أو أثر أحك به رأسي؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 03:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
رواية غريبة تفرد بها حنبل!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=16553#post16553
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 10 - 04, 10:24 ص]ـ
وقد يكون مقصد الإمام أحمد رحمه الله ما جاء في هذه الآثار
في تاريخ ابن معين (رواية الدوري) ج:4 ص:486
حدثنا العباس قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا حمزة بن أبي حمزة النصيبي عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يمر باللحم النيىء في المسجد
سمعت يحيى يقول حمزة النصيبي ليس يسوى فلسا (تاريخ ابن معين (1/ 219 ترتيب الأحاديث)
وقد روى ابن ماجة 748 وغيره بسند لايصح من حديث ابن عمر مرفوعا قال خصال لا تنبغي في المسجد لا يتخذ طريقا ولا يشهر فيه سلاح ولاينبض فيه بقوس ولاينثر فيه نبل ولايمر فيه بلحم نيء ولايضرب فيه حد ولايقتص فيه أحد ولايتخذ سوقا
قال الحافظ ابن كثير في التفسير
(وأما النهي عن المرور باللحم النيء فيه فلما يخشى من تقاطر الدم منه كما نهيت الحائض عن المرور فيه إذا خافت التلويث) انتهى.(36/249)
دراسة لفظ {مقبول} في تقريب التهذيب
ـ[أبو بسمة النجدي]ــــــــ[06 - 10 - 04, 11:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام أعضاء ملتقى الحديث أسأل الله الكريم أن يزيدكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً، وأن يلهمكم الرشاد.
من ألفاظ الجرح والتعديل الشائكة في كتاب تقريب التهذيب لفظ: "مقبول"، وهذا اللفظ لم يحظ بدراسة وافية حسب اطلاعي، وقد رأيت كتاباً للدكتور وليد العاني رحمه الله، وقد انتهى فيه إلى نتائج بعيدةٍ عن المنهج العلمي في البحث.
وقد ذكر الشيخان شعيب وبشار في مقدمة تحرير التقريب بعضاً من الإشكالات الواردة حول هذه المرتبة.
ولدي دراسة حول هذا اللفظ، وقد أوشكت على الانتهاء منها، فأرجو من الأخوة الكرام الذين وقفوا على دراسات حول هذه المرتبة، أو كانت لديهم بحوث أو تجارب حول هذه المرتبة أن يفيدوني بها، سواء بنشرها أو بإرسالها إلى عنواني البريدي
سائلاً المولى القدير أن يرزقنا جميعاً العلم النافع والعمل الصالح
وأن يجعلنا جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 03:03 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل في هذه الروابط ما يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=13151#post13151
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=86184#post86184
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=86199#post86199
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=14792#post14792
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=84291#post84291(36/250)
هل لـ (بقي بن مخلد) شيء بمتناول الأيدي؟
ـ[رابح]ــــــــ[06 - 10 - 04, 06:26 م]ـ
هل له شيء مطبوع أو مخطوط تناله أيديكم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 08:11 م]ـ
بارك الله فيكم
وجد قطعة صغيرة من مقدمة مسنده فيها أسماء الصحابة وعدد رواياتهم وقد طبعت.
وانظر الكتاب الذي ألّفه د. أكرم العمري في ترجمة بقي بن مخلد.
وينظر كذلك للفائدة
تراث المغاربة في الحديث النبوي وعلومه للتليدي ص 147.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[06 - 10 - 04, 10:03 م]ـ
طبع لشيخ الحديث في الأندلس بقي بن مخلد مرويات الحوض والمستدرك عليه لابن بشكوال.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 10:32 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك وجزاك خيرا
وهذه مقدمة الكتاب
كتاب فيه ما روي في الحوض والكوثر
مما جمع أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد رحمه الله
ألفيت في مثل هذا الموضع في الكتاب الذي نقلت منه هذا ما نصه ألفيت بخط الشيخ الإمام المحدث أبي القاسم ابن بشكوال ما صورته فيه أبو أمامة الباهلي وأبو سعيد الخدري وابن عمر وعقبة بن عامر وعتبة بن عبد السلمي وحذيفة بن أسيد وزيد بن أرقم وثوبان وحذيفة بن اليمان وجندب وجابر بن سمرة وأبو ذر والصنابح (انتهى ما ذكره بقي في الحوض)
وألفيت أنا زائدا جابر بن عبد الله وميمونه وأسيد هو ابن حضير وابن مسعود وأنس وحارثة بن وهب والمستورد وأبو بردة وبريدة وعبد الله بن عمر والبراء وسهل بن سعد وأسماء وأبو الدرداء وزيد بن أبي أوفى وجماعة معه
والخاتمة
آخر ما كتب بقي من أحاديث الحوض
كمل بحمد الله تعالى وسط شعبان المكرم سنة ست وأربعين وسبعمائة نقل من خط الشيخ الفقيه الإمام الحافظ المحدث أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال رحمه الله نقله من خط أبي الوليد الدباغ ونقله ابن الدباغ من أصل أبي محمد بن عتاب مقابلة له وقراءة عليه والحمد لله.
ويوجد كذلك في الظاهرية مخطوط المنتقى من حديث بقي بن مخلد.
هو في مجموع129 (ق224 - 235) لأبي حفص المؤدب عمر بن محمد بن طبرزد (فهرس مخطوطات الظاهرية للألباني ص222)
وفي الفهرس الشامل (3/ 1599)
الظاهرية 160 (مجموع 129) -و (224 - 235) - (سز1/ 111،152).(36/251)
فرصة:دروس اليوم العلمي عن الصيام يوم الخميس23/ 8
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 10 - 04, 09:10 م]ـ
نسخته لمنتدى العلوم الشرعية لقرب الموعد ولكثرة القراء.
تقام بإذن الله تعالى في جامع عثمان بن عفان في حي الوادي في الرياض دروس اليوم العلمي الكامل عن الصيام وذلك يوم الخميس القادم الموافق 23/ 8/1425هـ وسيكون الجدول كالتالي:
كتاب الصيام من عمدة الأحكام للشيخ عبدالمحسن الزامل حفظه الله -- بعد الفجر.
باب الإعتكاف وقيام الليل من بلوغ المرام للشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله -- بعد الظهر.
فتاوى وتنبيهات للأئمة والمؤذنين في رمضان (او نحو هذا العنوان) للشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله --بعد العصر.
محاضرة عن الصيام للشيخ صالح بن حميد -- بعد المغرب.
موقع الجامع في مدينة الرياض:
http://www.heartsactions.com/kroki/norayn.htm(36/252)
حكم بناء الكنائس
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 07:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله
أرجو من الأخوة الأفاضل توضيح االدليل و الحكم التفصيلي لحرمة بناء الكنائس في أراضي المسلمين
وجزاكم الله خيرا
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[07 - 10 - 04, 11:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم ابن حسين بارك الله فيك.
تفضل على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22328&highlight=%CD%DF%E3+%C8%E4%C7%C1+%C7%E1%DF%E4%C7%C 6%D3
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 01:51 م]ـ
اخي الحبيب بارك الله فيك
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[02 - 10 - 05, 06:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نقلاً عن الوفاق ..
الأحساء: طلال الدخنان
نادى عدد من مثقفي المنطقة الشرقية أثناء عقد الجولة الرابعة من اللقاءات الحوارية التحضيرية للقاء الوطني الخامس للحوار الفكري المزمع عقده في منتصف شهر ذوالقعدة المقبل بمدينة أبها , بالسماح في بناء دور للعبادة للمقيمين من غير المسلمين بالمملكة , معتبرين ذلك من قبيل الحرية الدينية والتي تمسك بها المسلمون في عديد من الدول غير المسلمة ومنحتهم هذا الحق , فيما لا يزال عدد من الدول العربية لا يسمح بذلك وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية. مؤكدين أن خطوة كهذه لن يكون لها إنعكاسات على العقيدة الإسلامية التي يتشبث بها مواطنو هذه البلاد , بل إنهم يرون أن ذلك يزيد من حوار الثقافات والحضارات ويحوله من حالة الصدام إلى حالة التفاهم وليس شرطاً الإلتقاء المتطابق.
وقد عبر عن هذا الرأي صراحة كل من الأديبة والكاتبة ثريا العريض , والمثقف الدكتور محمد جاسم المحفوظ , فيما تناوله مثقفون آخرون بالتلميح أو الإشارة في سياق أطروحاتهم الفكرية التي تعدت ألـ (60) مداخلة أو مشاركة.
عموماً، أردت أن اسأل عن:
حكم بناء الكنائس والبيع ودور العبادة عموماً .. ؟
هل هناك قول واضح، والله يرعاكم ويرزقكم علماً نافعاً وعملاً متقبلاً ...
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[02 - 10 - 05, 06:58 م]ـ
حصل حديثا مالك هايبرماركت "لولو" كبرى محلات التجارية في الامارات وقطر، على جائزة من المنظمات المسيحية بكيرالا الهند على بذل نفوذه لدى حكام الامارات لحصول قطعة أرض في الامارات العربية المتحدة لبناء الكنيسة.
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[02 - 10 - 05, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل كان من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الصحابة الكرام الإذن لغير المسلمين ببناء معابد لهم من أجل التقريب والحوار؟.
هل سنرى الكنائس والأديرة وعباد البد الأعظم وعبدة النار والفئران والقردة والبقر والغنم والصراصير والشيطان في بلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب الحوار وإظهار تسامح المسلمين وحبهم للإنسانية؟.
هل سنرى أهل المعرفة ممن يسمون مفكرين وهم المنفذون المسهلون لمخططات أعداء المسلمين مع بعض المفتين يضعون أيديهم في بلاد النبوة والتوحيد يدا بيد مع الأحبار والرهبان وعباد البقر يسيرون في الطرقات متوجهين إلى مطعم لتناول عشاء على حساب الحوار الإنساني.
وهل سيكتفي الأعداء بهذا القدر من المطالبة أم لا بد من المطالبة بمزيد من التحرر لنظهر للعالم أن لا شيء يؤثر فينا حتى لو خلعت النساء الحجاب فلن تزني الحرة وإن أكلنا الربا وشربنا الخمر فإن باب التوبة مفتوح لكن نفذوا ما أردتم على مهل.
ومن اعترض من المسلمين فهو إرهابي وإن صبر وسكت فهو موافق تحرري ولو كان في ذلك هدم لكل ما بناه المخلصون من لدن رسول الله صلى الله علي وسلم إلى يومنا هذا.
إن مطرقة العقوبة الموجهة إلى بلاد التوحيد ما زالت مرفوعة وجاهزة لأي ذريعة لا ترضي شخصا رجع من خمارة لم يجد الطريق أمامه معبدة.
وماذا عسى المتشدقون أن يفعلوا لو نفذ العدو مراده غير التباكي على الأطلال والانتظار بالدور عله يأخذ جائزته الوزارية أو البلدية أو أي شيء من الحطام الذي كان المعول الأكبر في هدمه لأمته.
نسأل الله أن لا يحقق للكافرين والمنافقين مآربهم وحمى الله جناب بلاد التوحيد من كل خيلنة ومؤامرة وبلاد المسلمين.
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[02 - 10 - 05, 11:09 م]ـ
أليس هذا من موالاتهم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 10 - 05, 11:55 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=106925#post106925
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن:
فهذا كتاب جديد نود اتحاف الإخوة به , وهو من تأليف الشيخ العلامة: حماد الأنصاري - رحمه الله - , وتقديم الشيخ العلامة - عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -.
أسأل الله العظيم أن ينتفع به الأخوة , ولاتنسوا الدعاء للشخص الذي طبع هذا الكتاب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم في الله: أبو خطاب العوضي
تنبيه:
ذكلا الأخ العوضي حفظه الله في الكتاب السابق أن مؤلفه الشيخ حماد الأنصاري، والصواب أنه لإسماعيل الأنصاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/253)
ـ[نياف]ــــــــ[03 - 10 - 05, 12:11 ص]ـ
فتوى رقم (21413) وتاريخ 1/ 4 / 1421 هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. وبعد:
فقد اطّلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين المقيدة استفتاءاتهم في الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (86) وتاريخ 5/ 1/1421 هـ. ورقم (1326 - 1327 - 1328) وتاريخ 2/ 3/1421 هـ. بشأن حكم بناء المعابد الكفرية في جزيرة العرب مثل: بناء الكنائس للنصارى، والمعابد لليهود وغيرهم من الكفرة، أو أن يخصّص صاحب شركة أو مؤسسة مكاناً للعمالة الكافرة لديه يؤدون فيه عباداتهم الكفرية .. إلخ.
وبعد دراسة اللجنة لهذه الاستفتاءات أجابت بما يلي:
كل دين غير دين الإسلام فهو كفر وضلال، وكل مكان يعدّ للعبادة على غير دين الإسلام فهو بيت كفر وضلال، إذ لا تجوز عبادة الله إلا بما شرع الله سبحانه في الإسلام، وشريعة الإسلام خاتمة الشرائع، عامة للثقلين الجن والإنس وناسخة لما قبلها، وهذا مُجمع عليه بحمد الله تعالى.
ومن زعم أن اليهود على حق، أو النصارى على حق سواء كان منهم أو من غيرهم فهو مكّذب لكتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد وإجماع الأمة، وهو مرتد عن الإسلام إن كان يدّعي الإسلام بعد إقامة الحُجة عليه إن كان مثله ممن يخفى عليه ذلك، قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً [سبأ:28]، وقال عز شأنه: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً [الأعراف:158]، وقال سبحانه: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ [آل عمران:19]، وقال جل وعلا: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران:85]، وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ [البينة:6]، وثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي قال: {كان النبي يُبْعَث إلى قومه خاصة، وبُعثْتُ إلى الناس عامة}.
ولهذا صار من ضروريات الدين: تحريم الكفر الذي يقتضي تحريم التعبد لله على خلاف ما جاء في شريعة الإسلام، ومنه تحريم بناء معابد وفق شرائع منسوخة يهودية أو نصرانية أو غيرهما؛ لأن تلك المعابد سواء كانت كنيسة أو غيرها تعتبر معابد كفرية؛ لأن العبادات التي تُؤدى فيها على خلاف شريعة الإسلام الناسخة لجميع الشرائع قبلها والمبطلة لها، والله تعالى يقول عن الكفار وأعمالهم: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً [الفرقان:23].
ولهذا أجمع العلماء على تحريم بناء المعابد الكفرية مثل: الكنائس في بلاد المسلمين، وأنه لا يجوز اجتماع قبلتين في بلد واحد من بلاد الإسلام، وألا يكون فيها شيء من شعائر الكفار لا كنائس ولا غيرها، وأجمعوا على وجوب هدم الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا أُحدثت في الإسلام، ولا تجوز معارضة ولي الأمر في هدمها بل تجب طاعته.
وأجمع العلماء رحمهم الله تعالى على أن بناء المعابد الكفرية ومنها: الكنائس في جزيرة العرب أشد إثماً وأعظم جرماً، للأحاديث الصحيحة الصريحة بخصوص النهي عن اجتماع دينين في جزيرة العرب، منها قول النبي: {لا يجتمع دينان في جزيرة العرب} [رواه الإمام مالك وغيره وأصله في الصحيحين].
فجزيرة العرب: حرمُ الإسلام وقاعدته التي لا يجوز السماح أو الإذن لكافر باختراقها، ولا التجنس بجنسيتها، ولا التملك فيها، فضلاً عن إقامة كنيسة فيها لعبّاد الصليب، فلا يجتمع فيها دينان إلا ديناً واحداً هو دين الإسلام الذي بَعَثَ الله به نبيه ورسوله محمداً، ولا يكون فيها قبلتان إلا قبلة واحدة هي قبلة المسلمين إلى البيت العتيق، والحمد لله الذي الذي وفّق ولاة أمر هذه البلاد إلى صدّ هذه المعابد الكفرية عن هذه الأرض الإسلامية الطاهرة.
وإلى الله المشتكى مما جلبه أعداء الإسلام من المعابد الكفرية من الكنائس وغيرها في كثير من بلاد المسلمين، نسأل الله أن يحفظ الإسلام من كيدهم ومكرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/254)
وبهذا يُعلم أن السماح والرضا بإنشاء المعابد الكفرية مثل الكنائس، أو تخصيص مكان لها في أي بلد من بلاد الإسلام من أعظم الإعانة على الكفر وإظهار شعائره، والله عز شأنه يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (من اعتقد أن الكنائس بيوت الله، وأن الله يُعبد فيها، أو أن ما يفعله اليهود والنصارى عبَادة لله وطاعة لرسوله، أو أنه يحب ذلك أو يرضاه، أو أعانهم على فتحها وإقامة دينهم، وأن ذلك قربة أو طاعة فهو كافر).
وقال أيضاً: (من اعتقد أن زيارة أهل الذمة في كنائسهم قربة إلى الله فهو مرتد، وإن جهل أن ذلك محرّم عُرّف ذلك، فإن أصرّ صار مرتداً). انتهى.
عائذين بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهداية، وليحذر المسلم أن يكون له نصيب من قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ (26) فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ [محمد:25 - 28]، وبالله التوفيق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
عضو / عبدالله بن عبدالرحمن الغديان.
عضو / بكر بن عبدالله أبو زيد.
عضو / صالح بن فوزان الفوزان
---------------------------------------------
ارجو من الإخوان الإحتساب ونشرها في المنتديات
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[04 - 10 - 05, 05:34 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ...
إذا مطالبة هؤلاء .. لا أدري ما اسميها .. !!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 05:25 م]ـ
بارك الله فيكم.
يرفع بمناسبة البلية التي خرجت من القرضاوي.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[25 - 05 - 08, 01:56 م]ـ
ما حكم من يقول أنه يرى بطلان دين النصارى و لكنه يفتح الكنائس لهم في بلاده بحجة الضغوطات التي تمارسها الدول النصرانية عليه؟
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 06 - 08, 04:32 م]ـ
حصل حديثا مالك هايبرماركت "لولو" كبرى محلات التجارية في الامارات وقطر، على جائزة من المنظمات المسيحية بكيرالا الهند على بذل نفوذه لدى حكام الامارات لحصول قطعة أرض في الامارات العربية المتحدة لبناء الكنيسة.
اعرف أن الرد متأخر قليلاً
ولكن صاحب مركز (لولو) مسلم ولا اعتقد أن مثل هذا الخبر صحيح(36/255)
سؤال عن صفة صيام رسول الله صلى الله عليه و سلم
ـ[الهادي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 07:56 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
وردت احاديث نبوية شريفة عن فضل صيام التطوع و لكن اختلفت الصور المسنونة لهذا الصيام المبارك و منها:
(أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما) رواه البخارى
(عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين؟ فقال
"فيه ولدت. وفيه أنزل علي".) رواه مسلم
عن أنس رضى الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته، ولا نائما إلا رأيته.)
فإن كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يفطر حتى يقول القائل لا يصوم و العكس .... فكيف نجمع بين هذا و بين صيام داود أو الحفاظ على صيام الاثنين و الخميس؟
جزاكم الله خيراً
ـ[الهادي]ــــــــ[13 - 10 - 04, 03:25 م]ـ
هل من مجيب لسؤالى أكرمكم الله؟(36/256)
إشكال في الروضة , فمن يكشفه لي وله .........
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 12:15 م]ـ
يقول ابن قدامة رحمه الله في الروضة عندما سرد الأدلة الدالة على كون المندوب مأمورا به: " ولأن فعله طاعة , وليس ذلك لكونه مرادا , إذ الأمر يفارق الإرادة ............. " مامعنى قوله وليس ذلك لكونه مرادا , ولا لكونه موجودا , ولا لكونه مثابا.
ثم كيف يقول وليس ذلك لكونه مرادا , إذ هذا الإطلاق لا يتأتى ولا يتمشى إلا مع معتقد أهل البدع الذين لا يفرقون بين الإرادتين , وابن قدامة قطعا ليس منهم , عموما لعلي فهمتها على غير وجهها , إذ كم من عائب قولا سليما ........... .
من يشرح لي عبارة ابن قدامة ولأن فعله طاعة ـــ أي: وكل طاعة مأمور بها , فالمندوب مأمور به ـ , أرجو شرح مابعدها وتوضيحه توضيحا كافيا شافيا , سائلا الله أن يرزق من تفضل بالتوضيح جنة عرضها السماء والأرض.
تنبيه: أتمنى ألا يحكم أحد عقله , فيأتي لي بما لم يأت به أحد قبله , إذ كثر هذا الصنف من الناس في هذا الملتقلى المبارك , أسأل الله أن يشفينا جميعا , إنما المقصود من عنده علم بهذه العبارة. والله الموفق.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 03:59 م]ـ
قد يكون الجواب موجوداً في مختصر الطوفي أو إتحاف ذوي البصائر شرح روضة الناظر للشيخ عبدالكريم النملة.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[07 - 10 - 04, 03:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبو يحيى التركي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
شرح ذلك الشيخ الدكتور عبد الكريم بن علي النملة في كتابه المسمى إتحاف ذوي البصائر بشرح روضة الناظر ولكتاب ثمانية مجلدات.
فقول ابن قدامه رحمه الله ولأن فعله طاعة , وليس ذلك لكونه مرادا إذ الأمر لا يفارق الإرادة , ولا لكونه موجودا فإنه موجود في غير الطاعات, ولا لكونه مثابا فإن الممتثل يكون مطيعا وإن لم يثب، وإنما الثواب للترغيب في الطاعات.
شرح/ د. عبد الكريم
ليس سبب تسمية المندوب طاعة كونه مرادا لله تعالى لأنه لو كان سبب تسمية المندوب بالطاعة بسبب كونه مرادا لكان كل مراد الوقوع طاعة وليس كذلك لأن الأمر عندنا يفارق الإرادة،حيث يريد الله المباح وما يقع من المحظورات وليس ذلك مأمور به بالإجماع.
وليس سبب تسمية فعل المندوب طاعة: كونه موجودا أو حادثا أو لذاته أو صفة بنفسه لأنه يجري ذلك في المباحات فالمندوب غير موجود في غير الطاعات.
وليس سبب تسمية فعل المندوب طاعة كون فاعله مثابا فإنه لا يخرج عن كونه طاعة وإن لم يثاب عليه، بمعنى أن المأمور وإن لم يثب ولم يعاقب عليه إذا أمتثل كان مطيعا وإنما الثواب بسبب الترغيب في الطاعة.
وليس سبب تسمية المندوب طاعة كونه موعودا بالثواب عليه: لأنه لو ورد فيه وعد لتحقق، حيث يستحيل الخلف في خبر الشارع، والثواب غير لازم له بالإجماع.
والأصل عدم ما سوى هذه التقديرات الأربعة فتعين أن يكون فعل المندوب طاعة لما فيه من امتثال الأمر، حيث أن امتثال الأمر يسمى طاعة ولهذا يقال، فلان مطاع الأمر.
وإذا ثبت أن المندوب طاعة كان مأمورا به على الحقيقة.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 10 - 04, 04:22 م]ـ
قول الشيخ النملة: (ليس سبب تسمية المندوب طاعة كونه مرادا لله تعالى لأنه لو كان سبب تسمية المندوب بالطاعة بسبب كونه مرادا لكان كل مراد الوقوع طاعة وليس كذلك لأن الأمر عندنا يفارق الإرادة،حيث يريد الله المباح وما يقع من المحظورات وليس ذلك مأمور به بالإجماع).
قلت هذا مبنى على عدم التفريق بين الارادة الكونية والارادة الشرعية. وليت الشيخ نبه على هذا.
وهذا القول متفرع من أختيار ابن قدامة وجمهور أهل الاصول ان الامر لايستلزم الارادة، وقد نص ابن قدامة على اختياره هذا في مبحث الامر.
وهذا يقوله الجمهور ردا على من قال باشتراط الارادة وهو قول المعتزلة وفيه نظر من حيث نسبته الى المعتزلة على اطلاق.
والقول الصحيح في هذا التفريق بين الارادتين الكونية والشرعية، فتكون الطاعة مرادة من جهة الارادة الشرعية.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[07 - 10 - 04, 05:36 م]ـ
أحسنت أخي المتمسك بالحق جزاك الله خيرا
حيث يتضح من شرح الشيخ أن المقصود لإرادته الكونية ولكن لم ينبه إلى ذلك.
حيث أن إرادة الله تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: إرادة كونية: وهذه الإرادة مرادفة تماماً للمشيئة، فـ (أراد) فيها بمعنى (شاء)، وهذه الإرادة: تتعلق فيما يحبه الله وفيما لا يحبه ويلزم فيها وقوع المراد، يعني: أن ما أراده الله فلا بد أن يقع، ولا يمكن أن يتخلف.
القسم الثاني: إرادة شرعية: وهي مرادفة للمحبة، فـ (أراد) فيها بمعنى (أحب)، فهي: تختص بما يحبه الله، فلا يريد الله الكفر بالإرادة الشرعية ولا الفسق، ولا يلزم فيها وقوع المراد، بمعنى: أن الله يريد شيئاً ولا يقع، فهو سبحانه يريد من الخلق أن يعبدوه، ولا يلزم وقوع هذا المراد، قد يعبدونه وقد لا يعبدونه، بخلاف الإرادة الكونية.
فصار الفرق بين الإرادتين من وجهين:
1 - الإرادة الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم.
2 - الإرادة الشرعية تختص فيما يحبه الله، والكونية عامة فيما يحبه وما لا يحبه.(36/257)
هل يوجد كتاب أُفرد في معاني "الحمد" بتوسع
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[07 - 10 - 04, 05:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هل يوجد كتاب بارك الله فيكم أُفرد في معاني الحمد بتوسع
مع ذكر الفرق بين الحمد والشكر. و مع توضيح معناة ذكر الحمدلله في الحالات
الآتية
1 - ما معنى قولي الحمدلله عند حصول نعمة. هل الحمد يكون هنا شكرا
2 - ما معنى قولي الحمد الله على كل حال عند حصول مصيبه. هل الحمد هنا يكون لا كمال مطلق إلا لله
3 - ما معنى قول المأموم الحمدلله بعد قول الامام سمع الله لمن حمده؟!؟!؟
4 - ما معنى قولي الحمدلله بعد ما اعطس؟!؟!؟
ويمكن توجد حالات أخرى اجهلها
هل يمكن أن يكون الحمد معناته إثبات الاسماء الحسنى والصفات الكاملة لله وحده
عكس سبحان الله الذي معناته تنزيه الله عن النقص
اشكالات وتفكرات تخطر على بالي اريد اقيدها بالعلم فأجيبوا يا أهل الذكر
...
ارجو إفادتي بالكتب ..
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[08 - 10 - 04, 03:24 م]ـ
هناك رسالة: فتيا في صيغة الحمد (لابن القيم)، ضمن مجموعة دار الفوائد التي طبعت حديثًا.
وكذلك: انظر في مدارج السالكين، لابن القيم أيضًا.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 03:59 م]ـ
- وانظر: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين لابن القيم
ـ[أبو محمد الشايعي الكويتي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 06:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الشيخ علي بن حميد اتقصد كتاب << مطالع السعد بكشف مواقع الحمد>> لإبن القيم رحمه الله
الذي طبع بتحقيق وتخريج الشيخ فهد بن عبدالعزيز بن مقحم العسكر
كتيب قيم جداً بيّن فيه ابن القيم مواقع الحمد في كلام الله و رسوله عليه الصلاة والسلام و أصحابه والملائكه.
ومن هذا اردت معرفة مناسبة ذكر الحمد في هذي المواقع كما ذكرت في سؤالي اول الصفحة
هل فهمتم ماذا اريد يا اخواني واذا لم تفهموني اظن بسبب تعبيري القاصر
واعلمو ا اخواني ما أردت ذلك الا استحضار فكري وقلبي في قولي الحمدلله في المواقع المسنونه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الاكل بعد العطاس .. إلخ
وجزاكم الله عني كل خير(36/258)
هل من تعليق من المشايخ
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[07 - 10 - 04, 07:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الكرام، والأساتذة الفضلاء آمل تعليقاتكم على رسالة جمعتها في مسألة من نوزال العصر والزمان تضاربت فيها الآراء، وأقدم إليكم هنا خاتمتها لأستفيد من تعليقاتكم قبل طباعتها، وجزاكم الله خير.
هذه الرسالة في موضوع العلاقة الزوجية والعشرة، وهي مسألة الأعضاء التناسيلة، وسميتها " القول النفيس في ترحيم الفعل الخسيس ".
خاتمة: تلخيص الرسالة
وبعد أن استكملنا في مباحث هذه الرسالة جولة طويلة حول هذه النازلة ما بين دليل التحريم والجواب عن شبه المخالفين نلخص مباحثها لمن قد تطول عليه قراءتها أو يريد استحضار ما قرأ فيها باختصار.
فأقول: خلاصة هذه الرسالة في مباحثها ومناقشاتها على النحو التالي:
أولا: الوجوه الدالة على التحريم
دل على تحريم هذه الفعلة التي هي موضع البحث (لعق الأعضاء التناسلية) وجوه متعددة خلاصتها:
الوجه الأول: دلالة الكتاب على التحريم
وهو قوله تعالى في سورة البقرة ? نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ?.
ووجه الدلالة منها: أن الله سبحانه سمى المرأة حرثا تشبيها لها بالحرث الذي هو الزرع، وذلك للإشارة إلى محل الحرث هو الذي وقعت عليه الإباحة فقط لا غير، ومن هذا المنطلق صح الاستدلال بهذه الآية الكريمة في تحريم الحشوش (أي إتيان المرأة في دبرها)، وكاد العلماء يطبقون على إفادة الآية تخصيص الإباحة بموضع الحرث، وقد علم يقينا أن الفم ليس من الحرث في شيء فاقتضى معنى الآية تحريمه.
الوجه الثاني: دلالة السنة على التحريم
وذلك في عدة أحاديث تتعلق بتفسير الآية السابقة، وتفيد المعنى الذي أفادته الآية وزيادة، وذلك بمقتضى الشرط الذي تضمنته الأحاديث الصحيحة مما أفاد حصر الإباحة في موضع الزرع، ويقال في دلالتها مثل ما قيل في دلالة الآية، وقد تقدم التفصيل.
الوجه الثالث: دلالة القياس الجلي على التحريم
وذلك بقياس الفم واللسان على اليمين التي ورد في النصوص الصحيحة الصريحة النهي عن لمسها إما مطلقا وإما مقيدا على ما تقدم بيانه وتفصيله، وهو من أقوى الوجوه الدالة على التحريم.
ووجه القياس: أن النهي الوارد في لمس الفرج باليمين معلل بصيانة اليمين عن الأماكن القذرة، وقد علم أن الفم واللسان أولى بهذه الصيانة من اليمين، لأنهما موضع الذكر والتهليل والتسبيح.
الوجه الرابع: دلالة مباشرة النجاسة على التحريم
وهو من أقوى الأدلة أيضا، وذلك لما بيناه من لزوم مباشرة الفم واللسان للنجاسة، حيث يتلاقى مع المذي الخارج عند الملاعبة وثوران الشهوة، وهو سائل نجس بالنص والإجماع، وقد علم بالإجماع تحريم أكل النجاسة ومخالطتها فيما يتصل ببدن الإنسان كما تقدم بيانه.
وحاصل ذلك: أن المذي نجس، وأنه يخرج عند الملاعبة وثوران الشهوة، وأن مباشرة ذلك بالفم واللسان محرم، وهو قوي جدا.
الوجه الخامس: طوبة فرج المرأة ودلالتها على التحريم
وهذا الوجه من باب الإلزام لمن قال بنجاسة هذه الرطوبة، وهو قول طائفة غير قليلة من العلماء تقدم ذكر بعضهم ودليلهم على النجاسة، فلازم قول من قال بنجاسة هذه الرطوبة هو القول بتحريم لعق الأعضاء التناسلية للمرأة لما تقدم من الإجماع على تحريم مباشرة النجاسة بالفم واللسان، وقد تقدم أن ممن قال بالنجاسة الشيخ ابن باز وعبد الرزاق عفيفي وابن غديان من علماء هذا العصر.
الوجه السادس: ما قيل من نجاسة المني ودلالته على التحريم
وهذا الوجه كسابقه من باب الإلزام لمن يقول بنجاسة مني الآدمي وهو مذهب الحنفية واختاره بعض المحققين كالشوكاني، ولازم ذلك هو القول بتحريم لعق الأعضاء التناسلية للجنسين كما تقدم بيانه.
الوجه السابع: قذارة إفرازات الفرجين ودلالتها على التحريم
وهو وجه قوي في الدلالة على التحريم، لنص القرآن على تحريم الخبائث، واتفاق المعتبرين من أهل العلم على أن الخبث دليل على التحريم، وقد بينا هناك أن ما يجري بين الزوجين من الإفرازات قد صح بالنص تسميته أذى واستدل بذلك على النجاسة فدل على تحريم هذه الفعلة الشنيعة.
الوجه الثامن: الضرر الصحي لهذه الفعلة ودلالته على التحريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/259)
وهو وجه من القوة بمكان، وقد تقرر عن طريق دراسة طبية حديثة أن ممارسة هذه الفعلة ينجم عنه سرطان الفم ويزيد بسببه إن كان الشخص مصابا به قبل ذلك، وقد تقرر أن من علم حجة على من لم يعلم، وأن من قال بعدم وجود الضرر فيه إنما بناه على معومات غير صحيحة، وفي القواعدة الفقهية أنه" لا عبرة بالخطأ البين خطؤه "، كما تقرر فيما سبق الترابط والمناسبة بين التحريم والضرر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
وعليه فهذا الوجه قوي جدا في الدلالة على التحريم لما علم من تحريم ذوات الأضرار على النفس في الشريعة الإسلامية، وهو يدل على تحريم هذا النوع من العشرة على الجنسين (الذكور والإناث).
ثانيا: في الرد على شبهات المبيحين
وقد تم العثور على خمس شبهات مما احتج به من ذهب إلى الإباحة، وهي:
الشبهة الأولى: الاستدلال بالبراءة الأصلية والإباحة العقلية
وفي الرد على هذه الشبهة بينا أن الاستدلال بالبراءة الأصلية من أضعف الأدلة، وأنه لا يصار إليها إلا عند عدم الدليل المعتبر، وأن الأمر هنا ليس كذلك، كما بينا أن رفع الاستصحاب لا يعتبر نسخا، فلا يكون هناك ناسخ ومنسوخ، إذ لا تعارض بين الدليل الرافع للبراءة العقلية (الأصلية) وبين البراءة نفسها.
وبينا أيضا أن القياس بجميع أنواعه أقوى من البراءة الأصلية، فلا يبقى فيها متمسك للقول بالإباحة، لعدم قوة هذه البراءة في معارضة الأدلة المتعددة.
الشبهة الثانية: الاستدلال بالقياس على النظائر المباحة
وفي الرد على هذه الشبهة بينا أن هذا القياس المزعوم غير صحيح لوجهين:
أولهما: أنه من القياس مع الفارق، وبينا أن الفارق بين المقيس والمقيس عليه من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: أنه لا يوجد في هذه النظائر المذكورة مثل ما يوجد في الفم واللسان من الحرمة والتكريم عن النجاسات، فقياسه على هذه النظائر التي لا تشاركه في هذا التكريم والصيانة من النجاسات من باب القياس مع الفارق.
الوجه الثاني: أنه ليس في هذه النظائر من حرمة أكل النجاسة المستلزم لمباشرتها مثل ما في الفم واللسان، وذلك لأن الفم هو موضع الأكل وتناول الطعام، وليس التفخيذ ونحوه مما ذكر كذلك فافترقا.
الوجه الثالث: أن تحريم الخبائث ينطبق لزوما على الفم واللسان بخلاف الفخذ وما ذكر معها من النظائر، فلا يصح إلحاقهما بها، وهذا وجه ثالث للفرق بينهما.
ثانيهما: أنه يجوز تبعا ما لا يجوز استقلالا، وكل النظائر المذكورة من باب التابع، وليس الفم واللسان كذلك، فدل على عدم صحة القياس على هذه النظائر المذكورة.
الشبهة الثالثة: الاستدلال بمفهوم المباشرة المباحة
وفي الرد على هذه الشبهة الواهية ذكرنا أنها باطلة من وجهين:
الوجه الأول: أن المراد بقوله " خارجا منه " المفاخذة ونحوها مما يجوز تبعا لا استقلالا كما تقدم في موضعه، وأن هذا هو مراد الشيخ الألباني رحمه الله تعالى وهو الصواب، بدليل أنه صح من حديث عائشة نفسها تحريم الوطء في الفرج مدة الحيض.
الوجه الثاني: أن لازم هذا الفهم الافتراء على المحدث الألباني في أنه يجيز إتيان المرأة في دبرها لأنه لم يستثن هنا، والدبر داخلة في العموم المزعوم، وهذا غير صحيح لأن الشيخ بين في فصول هذا الكتاب المبارك تحريم ذلك، ورد على القاسمي في تضعيفه لأحاديث التحريم، وهذا يدل على أن الشيخ لم يفهم من هذه العبارة العموم وإلا لاستثنى من العموم تحريم الدبر.
فإن قيل: ذلك مخصوص من عموم المباشرة المباحة للدليل الخاص؟ قلنا: كذلك لعق الأعضاء التناسلية ومصها مخصوص من هذا العموم – إن صحت الدعوى – للدليل الخاص المتقدم.
الشبهة الرابعة: إيراد حلول لتجنب النجاسة ومباشرتها
وفي الرد على هذه الشبهة ذكرنا أنها باطلة لثلاثة أمور:
الأول: أن هذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على قوة هذا الدليل، وصحة دلالته على التحريم وإلا لما لجأ صاحبها إلى الحيل، وذكرنا أن الحيل على المحرمات ممنوعة شرعا.
الثاني: أن هذه الحيلة لو نفعت مع مباشرة النجاسة فلا تنفع مع قياس الفم على اليمين كنا بينا أن لمس اليمين بالفرج بآلة مع وجود النجاسة هو المقصود بالنهي.
الثالث: أن تعليل النهي المذكور بالكرامة والصيانة يقتضي تحريم هذه الفعلة ولو بعد اللف المذكور، لأنه لا يرفع الإهانة، ولا يزال موضعا مهينا مستقذرا.
يؤيده: أن القذارة المذكورة في الوجه السابع ووجوب صيانة الفم واللسان عن الأماكن القذرة لا ترتفع بلف الأعضاء التناسلية فلزم بقاء التحريم.
الشبهة الخامسة: أقوال بعض العلماء
وهو أن بعض العلماء أباح لحس فرج النساء وعدوها من باب التمتع المباح بين الزوجين، وقالوا: قد أباح الشرع للرجل من زوجته ما هو أبعد من ذلك وهو المجامعة.
وفي الرد على هذه الشبهة بينا أن هذا قول لا يصح الاعتماد عليه لوجهين:
الأول: أن هذه أقوال لا دليل عليها، وقد علم بالاضطرار من دين الإسلام أن أي أحد من أفراد الأمة وعلمائها لا بد لقوله من دليل، وصح عن الأئمة المتبوعين النهي عن أخذ قولهم ما لم يعرف دليل ذلك القول، كما صح عنهم ضرب قولهم عرض الحائط إذا خالف الدليل المعتبر، وقد قام الدليل على خلاف قول من أباح ذلك رحمهم الله تعالى، وقد تقرر أن أقوال العلماء يستدل لها ولا يستدل بها، ومن كان عنده دليل معتبر في ذلك فليتحفنا به.
الثاني: أن هذا من تتبع زلات العلماء، وقد جاء التحذير عن غير واحد من العلماء ونقلنا جملة طيبة منها في هذه الرسالة، يعرف من مراجعتها عدم صحة الاعتماد على مثل هذه الهفوات والله أعلم.
آمل توجيهات المشايخ والأساتذة
أبو عبد الباري السبلي(36/260)
حديث: " من أخذ السبع فهو حبر", يعني السبع الطوال!!.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[08 - 10 - 04, 12:44 ص]ـ
ما صحة هذا الحديث, وهو في شعب الإيمان للبيهقي من حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[08 - 10 - 04, 08:59 ص]ـ
الحديث مخرج في الصحيحة للعلامة الألباني رحمه الله برقم (2305) فراجعه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 10 - 04, 06:19 م]ـ
بارك الله فيكم
والحديث قال عنه ابن كثير رحمه الله (غريب) والسبب في ذلك أن راويه حبيب بن هند لم يوثقه معتبر ولايعرف سمع من عروة أم لا
وقدجاء في مسند الإمام أحمد في بعد روايته لحديث عائشة
ثنا حسين قال ثنا بن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مثله
قال أبو عبد الرحمن (عبدالله بن أحمد) وهذا أرى أن فيه عن أبيه عن الأعرج ولكن كذا كان في الكتاب فلا أدري أغفله أبي أو كذا هو مرسل) انتهى.
وعبدالرحمن بن أبي الزناد فيه كلام ثم هو على رواية أحمد منقطع.
وضعفه الشيخ مقبل في تعليقه على مستدرك الحاكم وكذلك الحويني في تعليقه على تفسير ابن كثير (2/ 43).
ـ[الغواص]ــــــــ[09 - 10 - 04, 06:33 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن جزاك الله خيرا
إن كان الأمر كما ذكرت بارك الله فيك فما الذي جعل الألباني رحمه الله يضعه في السلسلة الصحيحة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 10 - 04, 08:14 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم ولعلي أنقل كلام الشيخ رحمه الله للفائدة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 10 - 04, 09:34 م]ـ
وأيضا مما يذكر حول الحديث هو تفرد هذا الراوي الذي هو حبيب بن هند بهذا الحديث عن عروة فأين أصحاب عروة عنه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 10 - 04, 08:35 ص]ـ
واللفظ الثاني لنفس الرواية هو السبع الطول وبعضهم جعلها مدرجة من تفسير بعض الرواة
قال البيهقي الأشبه أن يكون المراد بالسبع في هذا الحديث السبع الطوال.
وكذلك (حبر) وردت في بعض الروايات (خير)
وممن ضعف الحديث كذلك الشيخ سعد الحميد في تعليقه على تفسير سعيد بن منصور (2/ 286).(36/261)
مهم جدا: ما معنى سنة ماضية؟؟؟؟
ـ[أبو مروة]ــــــــ[08 - 10 - 04, 02:00 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
ورد في كثير من الآثار مصطلح "سنة ماضية". وذلك مثل ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (كتاب الصلاة، الحديث:1097) فقال: نا سلم بن جنادة، نا وكيع عن سفيان عن زبيد اليمامي، قال:
سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القنوت في الفجر فقال: سنة ماضية.
وأخرج في مصنف عبدالرزاق (كتاب العقول، الحديث:18245 ج10 ص24) عن معمر و محمد بن يحيى عن عبد الرحمن ابن حرملة أن رجلاً ضرب رجلاً حتى سلح، فخاصمه إلى عمر بن عبد العزيز، فأرسل عمر إلى ابن المسيب يسأله عن ذلك، هل كان في هذا سنة ماضية؟ فقال ابن المسيب: أخبره أن ذلك قد كان في زمان عثمان، فأغرمه عثمان أربعين قلوصاً.
فما معنى سنة ماضية؟ هل هو للتأكيد أم يضيف معنى للفظ السنة؟ أم يبين كونها مستمرة معمولا بها؟؟؟
أرجو من أهل العلم التوضيح وجزاكم الله خيرا.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 04:39 م]ـ
ماضية أي باقية غير منسوخة مضى عليها العمل
ـ[أبو مروة]ــــــــ[08 - 10 - 04, 06:13 م]ـ
جزاك الله خيرا، هل من العلماء من شرحها بذلك.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[09 - 10 - 04, 12:46 ص]ـ
وفي البداية والنهاية لابن كثير في تعريف لسعيد بن المسيب ضمن من توفي سنة 94 هـ من الأعلام: "وقال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علما منه، وإذا قال سعيد: مضت السنة فحسبك به، وهو عندي أجل التابعين".
فهل قوله مضت السنة له نفس معنى: ورد في السنة، ثبت في السنة، أم له معنى زائد؟ ولا زلت أبحث عمن شرح اللفظة من العلماء.
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 02:50 ص]ـ
جزاكم الله اخي الحنبلي السلفي.
سال رجلا شريح عن امرأة نذرت أن تعتكف رجب ذلك العام في المسجد، قال: فقال شريح، إني لا أقول إنه في كتاب منزل، ولا في سنة ماضية، إنما هو رأي، تصوم رجب ذلك العام، فإذا أفطرت أفطر معها كل يوم مسكينا، أو أطعمت كل ليلة مسكينا، نسكان بنسك واحد، يفعل الله ما يشاء ".
وقد روي عن جابر بن زيد، أن ابن عمر لقيه في الطواف فقال له: " يا أبا الشعثاء إنك من فقهاء البصرة فلا تفت إلا بقرآن ناطق، أو سنة ماضية، فإنك إن فعلت غير ذلك، هلكت وأهلكت ".
الذي يفهم من كلام شريح وابن عمر رضي الله عنه ان السنة الماضية هي السنة الثابتة.
والله اعلم.
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 05:36 ص]ـ
وقد تكون سنة سنها الخلفاء.
روى عبد الرزاق في " مصنفه " (ج10/ 24) عن معمر بن راشد , عن عبد الرحمن بن حرملة الاسلمي , أن رجلا ضرب رجلا , حتى سلح , فخاصمه إلى عمر بن عبد العزيز , فأرسل عمر إلى ابن المسيب (سعيد) يسأله عن ذلك هل كان في هذا سنة ماضية؟ فقال ابن المسيب: " أخبره أن ذلك قد كان في زمان عثمان فأغرمه عثمان أربعين قلوصا.(36/262)
جمال يوسف عليه السلام شطر جمال نبينا
ـ[احمد بن سامي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 02:08 ص]ـ
السلام عليكم
كنت أستمع الي إذاعة القراَن الكريم فذكر أحد المقدمين للبرنامج أن أكثر الناس يفهم ما ورد من أن يوسف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعطي شطر الحسن فهماً خاطئاً وهو أنه أعطي شطر الحسن وباقي العالمين بما فيهم نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعطوا الشطر الأخر وأن الصواب هو أن يوسف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعطي شطر جمال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وذكر حديثاً لا أذكره معناه (أنه ما من نبي الا كان حسن الهيئة ومحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أحسنهم هيئة)
فهل قال بهذا أحد من قبل؟
ـ[محمد بن القاسم]ــــــــ[08 - 10 - 04, 06:59 ص]ـ
الله أعلم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[08 - 10 - 04, 11:53 ص]ـ
هذا قاله ابن المنير - كما نقله في الفتح - و المناوي في فيض القدير 2/ 2.
قال العيني في العمدة: (فيه ما فيه).
و الحديث الذي سقته هو ما رواه الترمذي في الشمائل عن قتادة قال: ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت، و كان نبيكم صلى الله عليه وسلم حسن الوجه حسن الصوت وكان لا يرجع.
و الحديث مرسل، و لم يصح أيضا عن قتادة.
و على كل؛ فالمسألة اجتهادية.
لكن بقي أن يقال: ليس هناك نص في أن يوسف أجمل من نبينا صلى الله عليه و سلم، و لا أعلم حديثا صحيحا أو أثرا فيه المفاضلة بينهما في مسألة الجمال، و لقد سمعت غير واحد ممن ينتسب للعلم يفاضل بينهما.
و لا أعرف لهم مستندا صحيحا صريحا، و حديث أنس (أعطي شطر الحسن) لا دلالة فيه على ما نحن بصدده.
و الشطر اختلف فيه، هل هو النصف من الشيء أو الجزء؟
و قد ثبت عن ابن مسعود أنه و أمه أخذا ثلث الحسن.
الشاهد القول بأن يوسف أجمل من رسول الله = لا ينبغي إطلاقه، و في ظني - و العلم عند الله - أنه ليس من الأدب مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، و في المسألة كلام طويل، أكتفي بهذا.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[09 - 01 - 09, 06:35 م]ـ
يرفع لمزيد بيان
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[12 - 01 - 09, 07:11 ص]ـ
جزاكم المولى خيرا
ذكر شيخ الاسلام ان يوسف اجمل من غيره من الانبياء
الاستقامة - (1/ 218)
ولو كان كذلك كان يوسف عليه السلام لمجرد حسنه أفضل من غيره من الانبياء لحسنه)
-والشطر هو النصف في اللغة ولا تعرف العرب الا هذا او الجهة وحتى لو صح في اللغة غيره فهي لغة مهجورة لا يحمل عليها اللفظ الا لقرينة قوية,
-فهي من الالفاظ التي يقول فيها بن تيمية تصح مقيدة لا مطلقة اي اذا اطلق اللفظ فلا يحمل الا على ماهو معروف واذا اريد المعنى الاخر فلابد من تقييده
-وايضا فان السياق يأبا ان يكون المقصود هو الجزء فان السياق في المدح والثناء فان الجزء من الجمال قد اعطيه اكثر الناس فليس احد الا وله جزء من الجمال
-وايضا فلما ذكر يوسف بهذه الصفة دون سائر الانبياء في حديث واحد دل ان المقصود هو النصف
-وايضا لما قطع النساء ايديهم دل على ذلك ايضا وسائر الانبياء لم يحدث معهم شيء من ذلك
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[12 - 01 - 09, 02:06 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97077
ـ[الطالبة أحلام]ــــــــ[12 - 01 - 09, 09:41 م]ـ
أنا قرأت أو سمعت ذات مرة أنه أعطي نصف جمال آدم عليه السلام والله اعلم ..
**ولا أدري هل يقصد من ذلك أن آدم كان أجمل من يوسف عليه السلام؟؟؟
هل من إجاااااااااااابة؟؟
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[13 - 01 - 09, 08:28 ص]ـ
لا يا اختي لم يرد حديث في ذلك ولكن هكذا فهم بعض اهل العلم لان الله خلقه بيده واهل الجنة على صورة ادم
ولكن قد جاء حديث انهم على صورة يوسف
السلسلة الصحيحة الكاملة - (6/ 11)
2512 - " ما من أحد يموت سقطا و لا هرما - و إنما الناس فيما بين ذلك - إلا بعث ابن
ثلاثين سنة، فإن كان من أهل الجنة كان على مسحة آدم، و صورة يوسف، و قلب
أيوب، و من كان من أهل النار عظموا، أو فخموا كالجبال ".
ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[13 - 01 - 09, 08:51 ص]ـ
(وجهة نظر)
أيها الإخوة موضوع كهذا لا يقدم ولا يؤخر!!
يعني ليس من وراءه طائل
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى نبي الله يوسف وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ما علمنا منهم وما لم نعلم ..
في اعتقادي أن الحديث في مثل هذا من الترف العلمي
والسموح ..
ـ[سيد العدوى]ــــــــ[14 - 01 - 09, 02:33 ص]ـ
اخى كاتب الموضوع والاخوة
كل منكم
فى عنوان الموضوع
او الموضوع نفسه تقعوا فى خطأ وهو عدم كتابة صلى الله وعلسه وسلم بعد النبى او الرسول
فارجو التعديل لكل مشاركتكم وان تفعلوا الصواب المرة القادمة(36/263)
ما القول فى من يقول الله موجود؟!
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[08 - 10 - 04, 12:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت انه لا يجوز قول "الله موجود" لانها لا تحق في حق الخالق وتدل على وحدة الوجود، فما صحة هذا القول؟
وما الواجب قوله لاثبات وجود الله بدون مخالفة شرعية؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[08 - 10 - 04, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الجندي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله عند شرحه حديث جبريل الطويل مايلي:
الإيمان بالله
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أن تؤمن بالله". والإيمان بالله - عز وجل - يتضمن الإيمان بأربعة أمور:
الإيمان بوجود الله، والإيمان بربوبية الله، والإيمان بألوهية الله، والإيمان بأسمائه وصفاته.
أولاً: الإيمان بوجود الله:
وهو أن تؤمن بأن الله تعالى موجود، والدليل على وجوده العقل، والحس والفطرة، والشرع.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 02:38 م]ـ
القاعدة في هذا الباب أن باب الأسماء توقيفي وباب الصفات أوسع منه فيجوز تشتق من الإسم صفة لله دون العكس.
أما باب الإخبار فهو أوسع من باب الأسماء وباب الصفات فيجوز ذكر أمر من باب الإخبار دون ورود نص في ذلك إذا كان هذا الأمر جائز إطلاقه على الله كلفظة (الوجود).
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[08 - 10 - 04, 02:56 م]ـ
من المبتدعة من قال: لا يجوز أبداً أن نصف الله لا بوجود ولا بعدم، لأنه إن وصف بالوجود، أشبه الموجودات، وإن وصف بالعدم، أشبه المعدومات، وعليه يجب نفي الوجود والعدم عنه.
وقولهم هذا، تشبيه للخالق بالممتنعات والمستحيلات.
لأن تقابل العدم والوجود تقابل نقيضين، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعا.
فإما أن تقول الله موجود وهذا هو الحق.
وإما أن تقول الله معدوم وهذا باطل.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 04, 04:24 م]ـ
التحقيق في هذا أن قولك "الله موجود " ليس من باب التسمية ولكن من باب الإخباروقد تقرر أن باب الإخبار أوسع من باب التسمية فالله تعالى يمكر بالماكرين بالمؤمنين لكن لانسميه بالماكر وهكذا ولهذا ينكر على من تسمى "عبد الموجود" كما ينكر على من تسمى "عبد المعطي" مع أننا نخبر بأن الله سبحانه يعطي.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[08 - 10 - 04, 04:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة للنقطة الاولى حول قول "الله موجود" وجدت هذا القول من أحد الاخوة
اقول الوصف -- موجود -- لا تحق في حق الخالق- الله- واما الخالق فهو -- ازلي واجب الوجود.
فما قول الاخوة؟
=============
بالنسبة للنقطة الثانية لمن يقول بانها توحى بوحدة الوجود فانا اعتقد والله اعلم انهم يقصدون من يقول "الله موجود فى كل مكان".
والله اعلى واعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[08 - 10 - 04, 07:36 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة
فصل
# الطريق الثالث # إنه قد ثبت بصريح العقل أن الأمرين المتقابلين إذا كان أحدهما صفة كمال والآخر صفة نقص فإن الله سبحانه يوصف بالكمال منهما دون النقص ولهذا لما تقابل الموت والحياة وصف بالحياة دون الموت ولما تقابل العلم والجهل وصف بالعلم دون الجهل وكذلك العجز والقدرة والكلام والخرس والبصر والعمى والسمع والصمم والغنى والفقر ولما تقابلت المباينة للعالم والمداخلة له وصف بالمباينة دون المداخلة وإذا كانت المباينة تستلزم علوه على العالم أو سفوله عنه وتقابل العلو والسفول وصف بالعلو دون السفول وإذا كان مباينا للعالم كان من لوازم مباينته أن يكون فوق العالم ولما كان العلو صفة كمال كان ذلك من لوازم ذاته فلا يكون مع وجود العالم إلا عاليا عليه ضرورة ولا يكون سبحانه إلا فوق المخلوقات كلها ولا تكون المخلوقات محيطة به أصلا وإذا قابلت بين هذه المقدمات ومقدمات شبه المعطلة ظهر لك الحق من
أنتهى كلامه رحمه الله
وكل موجود فلا بد أن يكون فيه صفة الوجود.
مع العلم أن ما يوصف الله به ويوصف به العباد، أن الله يوصف به على الوجه الذي يليق به (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى: 11) ويوصف به العباد بما يليق بهم.
قال الشيخ ابن عثيمين في تقريب التدمرية
لأنه إذا نفي عن الله تعالى صفة الوجود "مثلاً" بحجة أن للمخلوق صفة وجود فإثباتها للخالق يستلزم التشبيه على هذا التقدير، لزم على نفيه أن يكون الخالق معدوماً، ثم يلزمه على هذا اللازم الفاسد أن يقع في تشبيه آخر وهو تشبيه الخالق بالمعدوم لاشتراكهما في صفة العدم فيلزمه على قاعدته – تشبيه بالمعدوم – فإن نفى عنه الوجود والعدم وقع في تشبيه ثالث أشد وهو تشبيه بالممتنعات؛ لأن الوجود والعدم نقيضان يمتنع انتفاؤهما كما يمتنع اجتماعهما.
وقا أيضا رحمه الله في نفس المرجع السابق
اشتركا في صفة الوجود (يعني المخلوق والخالق)، والحياة، والعلم، والقدرة، واختص كل موصوف بما يستحقه ويليق به كان اشتراكهما في ذلك أمراً ممكناً لا محذور فيه أصلاً، بل إثبات هذا من لوازم الوجود، فإن كل موجودين لابد بينهما من مثل هذا، ومن نفاه لزمه تعطيل وجود كل موجود، لأن نفي القدر المشترك يلزم منه التعطيل العام.
وهذا الموضع من فهمه فهماً جيداً وتدبره زالت عنه عامة الشبهات وانكشف له غلط كثير من الأذكياء في هذا المقام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/264)
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[12 - 10 - 04, 03:07 م]ـ
وإذا كان يريد أن يسأل عن أن (موجود) اسم مفعول، وكل موجود لابد له من واجد؟
فالجواب والله تعالى أعلم:
أن العرب جاء في كلامهم استعمال لفظ اسم الفاعل بدلا من اسم المفعول، واسم المفعول بدلا من اسم الفاعل؛ فالأول مثل: بيت عامر، والمراد: معمور. ومنه قوله تعالى: "خلق من ماء دافق" أي مدفوق.
والثاني مثل قوله تعالى: "حجابا مستورا" أي ساترا.
وعلى هذا يكون المراد بقولهم: الله موجود؛ أي أنه واجد. والله تعالى أعلى وأعلم.
فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[12 - 10 - 04, 08:04 م]ـ
وإذا كان يريد أن يسأل عن أن (موجود) اسم مفعول، وكل موجود لابد له من واجد؟
موجود اسم مفعول من (وجد) و المصدر (وجود).
و انا عندما أقول (وجدت قلمًا) فهذا لا يُفهم منه إحداث القلم، بل العثور عليه.
و لا أعتقد أن هناك أي مانع شرعي من قولنا (وجدت الله) أو (وجدت ربي).
و نحن ننسب الوجود لله بلا تردد فهو موجود و وجوده حقيقي.
أما فعل (أوجد) بمعنى أحدث و اسم الفاعل منه (موجد) بكسر الجيم و اسم المفعول بفتحها و مصدره (إيجاد)، فلا تجوز نسبته لله.
و لا يجوز شرعًا أن نقول (أوجدت الله)!!
و على أية حال، فقد صرح علمائنا بقولهم أن الله موجود و هم أعلم منا باللغة و ما علينا إلا الاتباع.
و الله أعلم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[12 - 10 - 04, 08:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بالنسبة للنقطة الاولى حول قول "الله موجود" وجدت هذا القول من أحد الاخوة
اقول الوصف -- موجود -- لا تحق في حق الخالق- الله- واما الخالق فهو -- ازلي واجب الوجود.
فما قول الاخوة؟
=============
بالنسبة للنقطة الثانية لمن يقول بانها توحى بوحدة الوجود فانا اعتقد والله اعلم انهم يقصدون من يقول "الله موجود فى كل مكان".
والله اعلى واعلم
اخي الجندي لقد اجاب هو بقوله واجب الوجود , اما الثاني فيقال له بل الله موجود فوق كل شيء وعلمه في كل مكان
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[13 - 10 - 04, 02:41 م]ـ
جزاك الله أخي د. هشام عزمي على إزالة اللبس.
ـ[أبومهدي]ــــــــ[17 - 11 - 07, 05:59 م]ـ
وإذا كان يريد أن يسأل عن أن (موجود) اسم مفعول، وكل موجود لابد له من واجد؟
فالجواب والله تعالى أعلم:
أن العرب جاء في كلامهم استعمال لفظ اسم الفاعل بدلا من اسم المفعول، واسم المفعول بدلا من اسم الفاعل؛ فالأول مثل: بيت عامر، والمراد: معمور. ومنه قوله تعالى: "خلق من ماء دافق" أي مدفوق.
والثاني مثل قوله تعالى: "حجابا مستورا" أي ساترا.
وعلى هذا يكون المراد بقولهم: الله موجود؛ أي أنه واجد. والله تعالى أعلى وأعلم.
فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
حفظك الله شيخنا و بارك فيك
و لكن بناءً على هذه القاعدة، هل يجوز مثلاً أن نقول أن الله مخلوق أو مغفور؟؟
ـ[أبومهدي]ــــــــ[17 - 11 - 07, 06:00 م]ـ
الصحيح أنها من باب الإخبار عن الله، و لكن لي بعض الإستفسارات بالنسبة للألفاظ المستخدمة للإخبار عن الله
هل يجوز أن تستخدم هذه الألفاظ و توظف كما توظف الأسماء و الصفات؟؟ فمثلاً هل يجوز نداء الله و دعاؤه بها، كأن تقول يا موجود يا الله؟؟
و هل تجوز التسمية بهذه الألفاظ، كاسم عبد الموجود مثلاً؟؟
و هل لفظة (ساكن السماء) او (ساكن العرش) تدخل في باب الإخبار كنايةً عن علو الله و فوقيته؟؟
أفيدونا جزاكم الله عنا خيراً
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[17 - 06 - 08, 08:42 م]ـ
الصحيح أنها من باب الإخبار عن الله، و لكن لي بعض الإستفسارات بالنسبة للألفاظ المستخدمة للإخبار عن الله
هل يجوز أن تستخدم هذه الألفاظ و توظف كما توظف الأسماء و الصفات؟؟ فمثلاً هل يجوز نداء الله و دعاؤه بها، كأن تقول يا موجود يا الله؟؟
و هل تجوز التسمية بهذه الألفاظ، كاسم عبد الموجود مثلاً؟؟
للفائدة اطلع على هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140074
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 169):
(ويجب أن تعلم هنا أمور:
أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا)
فلا يجوز دعاء الله بما يخبر به؛ لأنه لا يدعى الله إلا بأسمائه وصفاته، وما يخبر به عنه ـ سبحانه ـ غير الأسماء والصفات؛ وعليه ـ أيضا ـ لا يجوز التسمية بـ"عبد الموجود".
والله أعلم.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - 06 - 08, 08:32 ص]ـ
الشيخ ياسر برهامى يرى ان ما فيها شئ(36/265)
(يوم صومكم يوم نحركم)؟؟
ـ[اللجين]ــــــــ[08 - 10 - 04, 03:43 م]ـ
أرجو افادتي حول هذه المقوله (يوم صومكم يوم نحركم)
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 10 - 04, 03:47 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=76512#post76512(36/266)
مريض نفسي خطب بهم الجمعة فأنزلوه فهل تصح جمعتهم؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 10 - 04, 07:25 م]ـ
في هذا اليوم (الجمعة 24/ 8) في احدى الدول، وبينما الناس ينتظرون خطيبهم، اذ صعد رجل المنبر فسلم، فقام المؤذن وأذن ظنا منه ان الامام الرسمي قد وكله بالخطابة، فقام الخطيب فخطبة خطبة غريبة فيها من الأخطاء في الايات والاحاديث مافيها، ثم جلس وقام في الخطبة الثانية فكانت الطامة اذ ادعى انه المهدي المنتظر، فعرف الناس انه معتوه فقاموا وأنزلوه من المنبر، فاختلفوا هل يصلونها ظهرا، ام جمعة.
وكان الخطيب الاساسي قد حضر، فقام وخطب بهم خطبة يسيرة ثم امّهم في الصلاة.
فما رأي الأكارم؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 10 - 04, 09:12 م]ـ
ما دام الخطيب قد حضر وخطب فجمعتهم صحيحة.
لانه لم يحصل ما يبطل صلاتهم فيما يظهر والله أعلم.
لكن لو يبعثونه الى الرافضة، فقد يكون نص من السرداب دون علم من حوله خاصة مع هذه الاحداث في العراق:)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[08 - 10 - 04, 10:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني في الله
أحب أن شارككم في تدارس هذا الموضوع بما يلي:
قال ابن قدامه رحمه الله في المغني
فصل
والسنة أن يتولى الصلاة من يتولى الخطبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتولاهما بنفسه، وكذلك خلفاؤه من بعده. وإن خطب رجل، وصلى آخر لعذر، جاز. نص عليه أحمد. ولو خطب أمير، فعزل وولي غيره، فصلى بهم، فصلاتهم تامة. نص عليه؛ لأنه إذا جاز الاستخلاف في الصلاة الواحدة للعذر، ففي الخطبة مع الصلاة أولى. وإن لم يكن عذر، فقال أحمد - رحمه الله -: لا يعجبني من غير عذر. فيحتمل المنع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتولاهما، وقد قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي). ولأن الخطبة أقيمت مقام ركعتين. ويحتمل الجواز؛ لأن الخطبة منفصلة عن الصلاة، فأشبهتا صلاتين. وهل يشترط أن يكون المصلي ممن حضر الخطبة؟ فيه روايتان: إحداهما، يشترط ذلك. وهو قول الثوري، وأصحاب الرأي، وأبي ثور؛ لأنه إمام في الجمعة، فاشترط حضوره الخطبة، كما لو لم يستخلف. والثانية، لا يشترط. وهو قول الأوزاعي، والشافعي؛ لأنه ممن تنعقد به الجمعة، فجاز أن يؤم فيها. كما لو حضر الخطبة. وقد روي عن أحمد - رحمه الله - أنه لا يجوز الاستخلاف لعذر ولا غيره. قال, في رواية حنبل، في الإمام إذا أحدث بعد ما خطب، فقدم رجلا يصلي بهم: لم يصل بهم إلا أربعا، إلا أن يعيد الخطبة، ثم يصلي بهم ركعتين. وذلك لأن هذا لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من خلفائه والأول المذهب.
فصل
والموالاة شرط في صحة الخطبة فإن فصل بعضها من بعض , بكلام طويل أو سكوت طويل أو شيء غير ذلك يقطع الموالاة , استأنفها والمرجع في طول الفصل وقصره إلى العادة وكذلك يشترط الموالاة بين الخطبة والصلاة وإن احتاج إلى الطهارة تطهر وبنى على خطبته ما لم يطل الفصل.
ومن فتاوى اللجنة الدائمة
س2: هل يجوز أن يتولى الخطبة في الجمعة رجل، ويتولى الإمامة فيها رجل آخر؟
ج2: الحمد لله: ذهب جمهور أهل العلم إلى عدم اشتراط أن يكون خطيب الجمعة هو إمام صلاتها؛ لعدم ورود نص يلزم بذلك، وخالف في ذلك المالكية؛ فذهبوا إلى اشتراط أن يكون خطيب الجمعة هو الإمام في صلاته، معللين ذلك بأن الخطبة منضمة إلى الصلاة، فلا يجوز أن تفرقا على إمامين بالقصد إلا لعذر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة
عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي
والفتوى رقم (7739)
س: مضمونه: أنه دخل جامعاً بالبحرين ليصلي الجمعة، فتأخر الخطيب لعذر ما، فخطب أحد الحاضرين، ثم صلى آخر بالناس أربع ركعات، وأسر في القراءة، وعدد المصلين حول أربعمائة رجل، فقال له عبدالجواد جاسم: لم صليت أربع ركعات سراً والجمعة ركعتان؟ فأجاب بأن الخطبة عن ركعتين، ولكن الذي خطب غير إمام المسجد فتكون الصلاة أربع ركعات، ويرجو السائل الإفادة عن الحكم في هذا الموضوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/267)
ج: إذا كان الواقع كما ذكر فصلاة من صلى بهم أربع ركعات باطلة، وكان الواجب أن يصلي بهم الجمعة ركعتين، يقرأ فيهما جهراً، وكون من خطب خطبة الجمعة غير إمام المسجد لا يسوّغ العدول عن صلاة الجمعة ركعتين إلى صلاة أربع ركعات، وعلى هذا فعليهم أن يعيدوها ظهراً لفوات وقتها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع
لم يذكر صاحب المتن ما يبطل الخطبتين، لكن ذكر الشارح في الروض أنهما تبطلان بالكلام المحرم، أي: لو أن الخطيب في أثناء الخطبة تكلم كلاماً محرماً، كقذف أو لعن، أو ما أشبه ذلك، فإنها تبطل؛ لأن ذلك ينافي مقتضى الخطبة.
فالمقصود بالخطبة وعظ الناس وزجرهم عن الحرام، فإذا كان الخطيب نفسه يفعل الحرام فإنها تبطل.
وفي فتاواه المجلد السادس عشر
سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، أفتونا جزاكم الله خيراً في هذه المسألة: حصل أن سها الخطيب وخطب بالناس خطبة واحدة، صلى بعدها بالناس، والسؤال يا فضيلة الشيخ هو: هل هذه الجمعة صحيحة أم لا؟ وهل تلزم الإعادة للإمام والمأمومين، أم الإمام فقط، فيصليها ظهراً؟ وفقكم الله وسدد خطاكم وجزاكم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء؟
فأجاب فضيلته بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يجب على الإمام والمأمومين أن يعيدوها ظهراً. 42/ 3/6141هـ.
وبناء على ما ذكر علاه من أقوال أهل العلم
فالقول بصحة صلاتهم جمعة فيها نظر حسب رأيي الضعيف
لأن الخطبة التي خطبها المريض النفسي في صحتها نظر منذ ابتدائها ثم أبطلها بكلامه المحرم بادعائه أنه المهدي.
ثم الفصل الذي حصل بين خطبت المريض وخطبة الإمام الرسمي ما مقداره
ولماذا أقتصر الإمام الرسمي على خطبة لماذا لم يجعلها خطبتين حتى وإن قصرها ما في وقت الجمعة.
فأرى أن الأحوط أن يعيدوا تلك الصلاة ظهرا كون الوقت قدخرج والله أعلم بالصواب
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 10 - 04, 10:45 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عبدالرحمن الشهري وفقه الله.
لم يكن هناك خطبة أصلا!! حتى تكون صحيحة او باطلة وعليه فشروط الخطبة غير معتبرة.
لان الخطبة الصحيحة هي خطبة الامام الذي قد حضر. وخطبة المريض غير معتبرة شرعا ولا عقلا فلا وجود لها، لان المعدوم شرعا كالمعدوم حسا.
هب ان هذا الخطيب تكلم بكلام حسن صحيح ثم صلى بهم فهل صلاتهم صحيحة؟؟؟
لا صلاتهم غير صحيحة اذا كان هذا الرجل مجنون لانه غير مكلف.
وعليه فخطبته لا اعتبار بها وقد حضر الامام وخطب خطبة صحيحة وصلى بهم صلاة صحيحة.
أما قول الاخ: (فقام وخطب بهم خطبة يسيرة ثم امّهم في الصلاة) فيظهر انه لايقصد انه خطب بهم خطبة واحدة بل يقصد خطبتان قصيرتان.
وهذا مشهور عندنا فنحن نقول خطبة الجمعة ونعنى بها الاثنتين، وخطب الخطيب ونعنى به الاثنتين، ولعل الاخ يوضح المقصود رغم اني اظنه لايفارق ما ذكرت.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[08 - 10 - 04, 11:42 م]ـ
أخي المتمسك بالحق جزاك الله خيرا وزادني الله وأياك علما وجعلنا أخوة متحابين في الله.
وأعلم أخي أنني ما أردت بمشاركتي إلا مدارسة العلم مع أخوني وبيان الحق ولم أقصد الخلاف وقد فهمت من كلام أخينا المسيطر من قوله (وكان الخطيب الاساسي قد حضر، فقام وخطب بهم خطبة يسيرة ثم امّهم في الصلاة) أنها خطبة واحده فقط.
وأما إذا كان خطب الامام الراتب خطبتين فالصلاة تكون صحيحة.
وإذا كانت الخطبة واحدة كما ذكر فقد بينت ذلك سابقا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 10 - 04, 01:27 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ايها الفضلاء:
وأقصد من قولي خطبة يسيرة هو ما أشار اليه شيخنا المفضال المتمسك بالحق من انها خطبتان.
وأقصد من قولي (يسيرة) انه لم يطل الخطبة، إذ أن ذاك الرجل أخذ على المصلين جل الوقت فلم يرد الخطيب الاساسي ان بطيل عليهم فوق ما اطال عليهم ذاك المدعي.
الغريب انه الى وقت قريب - اي قبل ساعة او تزيد من كتابتي لهذا التعليق - والرجل مصر على انه هو المهدي، فلعل اقتراح الشيخ زياد يصل اليه او الى الرافضة فقد يكون له سوق رائجة هناك:)
والحمد لله على نعمة السنة ونعمة العقل.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 02:36 ص]ـ
وخطبة المريض غير معتبرة شرعا ولا عقلا فلا وجود لها، لان المعدوم شرعا كالمعدوم حسا.
هب ان هذا الخطيب تكلم بكلام حسن صحيح ثم صلى بهم فهل صلاتهم صحيحة؟؟؟
لا صلاتهم غير صحيحة اذا كان هذا الرجل مجنون لانه غير مكلف.
وعليه فخطبته لا اعتبار بها وقد حضر الامام وخطب خطبة صحيحة وصلى بهم صلاة صحيحة.
مشايخي الأفاضل حفظكم الله:
قول شيخنا المتمسك بالحق:
"لا صلاتهم غير صحيحة إذا كان هذا الرجل مجنونا، لأنه غير مكلف"
قلت إن الصبي غير مكلف شرعا وصلاته بغيره إن استوفت شروطها وأركانها فهي صحيحة بدليل أن عمرو بن سلمة صلى بالصحابة وهو صغير كما جاء في الصحيح.
إذن لعل كلام شيخنا حفظه الله يحتاج إلى قيد، وأرجو أن لا يضيق صدره فإنما أريد أن أتعلم.
- إن استوفت خطبة المجنون وصلاته شروطها ففي المسألة وجهان:
1. إن عَلِم المأمومون بجنونه لم تجز الصلاة وراءه، وإن صلوا بطلت صلاتهم. فإن قلت لِمَ فرقت بين الصبي والمجنون، قلت إن الفرق واسع لأن الصبي المميز تصح منه التكاليف نافلةً، لسلامة مناط التكليف الذي هو العقل، ويفترف في هذا مع المجنون.
2. وإن لم يعلم المأمومون إلا بعد الانتهاء فصلاتهم صحيحة، كالذي صلى بالناس وهو على غير وضوء، فالذي صلى وراءه وهو عالم بذلك من المأمومين كانت صلاته باطلة، والذين لم يعلموا صلاتهم صحيحة.
-
فما رأيكم حفظكم الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/268)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 10 - 04, 12:49 م]ـ
أخي الحبيب مصطفى الفاسي، جزاك الله خيرا على مدارسة العلم ومباحثته.
اولا: الصلاة خلف المجنون لا تصح لانها لاتصح لنفسه فلا تصح لغيره واقول هذا دفعا للتوهم حتى لايظن ان الصلاة خلفه داخلة تحت مسألة الصلاة خلف الصبي.
ثانيا: وقع الخلاف في صحة الصلاة خلف الصبي (المميز)، ولذا فقد نُقل الاجماع على ان صلاة الصبي (غير المميز غير صحيحة) وعليه فيمكن ان يقال ان صلاة المجنون تتشابه مع صلاة الصبي (غير المميز) ومثله الذي غلبه السكر وما أشبههم ممن غطي عقلهم او ارتقع.
بقي مسألة الصبي (الممميز) فقد أشكل على أهل العلم حديث (عمرو بن سلمة) ولهذا ذهب الجمهور على تأويله، والجمهور كما تعلم على عدم جواز صلاة (الفرض) خلف الصبي مطلقا حتى لو كان مميزا، ولذلك لما سئل الامام أحمد عنه قال رحمه الله: لا ادري اي شئ هذا؟ ومن تأويلاتهم قول بعضهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلع على هذا الفعل.
وهذا داخل تحت مسألة (صدور الفعل زمن حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهي المسألة الاصولية المعروفة، وسوف اتكلم عليها في آخر المقال *.
أما الصبي المميز فهل تصح او لاتصح؟ هذا كما تقدم فيه خلاف بعضهم اجازة في النفل دن الفريضة وبعضهم علق الخلاف بسبب ان الصبي لاتجب عليه الصلاة وعليه فصلاته نفل وصلاة المفترض خلف المتنفل لاتصح عندهم، وبعضهم جعله اعم كون الصبي ليس محلا لامامة.
و الاظهر في هذه المسألة (مسألة امامة الصبي المميز) جوازه بشروط منها أن يكون احفظهم و لامامتة تدعو الحاجة. ومنها ان يؤمن منه عدم الاخلال باركان الصلاة.
ثالثا: قولكم بارك الله فيكم ونفع بكم: (كالذي صلى بالناس وهو على غير وضوء) أقول هذا لايسلم فالفرق واسع ايضا بين من الاصل فيه صحة الصلاة، وبين من الاصل فيه عدم الصحة كالكافر، ولهذا فالاشبه بالمجنون الصبي غير المميز، والذي يظهر انهم يلزمون باعادة الصلاة لما تقدم مطلقا حتى لو خرج الوقت.
_____________________________
* مسألة صدور الفعل في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدخل في مسألة (اقرار الفعل) ويمكن ان تقسم الافعال الى أقسام:
الاول: صدور الفعل بحضرته عليه الصلاة والسلام و سكوته فهذا لاشك انه من قبيل السنة التقريرية ومثله: اكل خالد لحم الضب بحضرته.
الثاني: صدور الفعل بعدم حضرته وثبوت علم رسول الله به فهذا داخل في الاول.
الثالث: صدور فعل مثله يكون ظاهرا لايخفى، وعدم انكاره صلى الله عليه وسلم فهذا اقل من القسم الاول من جهة الاحتجاج غير انه داخل في السنة التقريرية ومثله حديث ذبح الفرس كما قالت اسماء ذبحنا فرسا .. الخ الحديث، ومثله مما يشتهر ولايخفى.
الرابع: صدور الفعل وهذا الفعل مما يمكن ان يخفى ولكن دلت قرينة على اشتهاره: ومثله حديث جابر في العزل، فالعزل مما يخفى عادة لانه بين الرجل وامراته، ولكن قول جابر (كنا نعزل) دليل على ان هذا الامر مما كان يفعل عند جماعة.
الخامس: ان يكون الفعل مما يخفى ولم تأت قرينة على انه ينتشر فعله (فهذا موضع الاشكال) والصحيح انه داخل في السنة التقريرية، وان زمن التشريع زمن احتجاج كما احتج به جابر.
هذا إجمال لهذه المسألة الاصولية والله اعلم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 01:37 م]ـ
الخلاف في مسألة إمامة الصبي مشهور مبسوط في مظانه، وإنما تكلمت على الراجح فيه بشرائطه التي ذكرتَ. ومسألة أفعال الصحابة وأقوالهم زمن النبي كذلك مشهورة
لكن الذي لفت انتباهي هو:
ثالثا: قولكم بارك الله فيكم ونفع بكم: (كالذي صلى بالناس وهو على غير وضوء) أقول هذا لايسلم فالفرق واسع ايضا بين من الاصل فيه صحة الصلاة، وبين من الاصل فيه عدم الصحة كالكافر، ولهذا فالاشبه بالمجنون الصبي غير المميز، والذي يظهر انهم يلزمون باعادة الصلاة لما تقدم مطلقا حتى لو خرج الوقت.
ولذلكم فإني رجعت عن قولي السابق واستغفر الله سبحانه.
وأسأل الله سبحانه أن يحفظك في علمك ودينك وأهلك
ـ[الحاجة مريم]ــــــــ[10 - 10 - 04, 07:48 ص]ـ
عجبت كثيرا من هذا السؤال الطيب
لأنه إذا بطلت الجمعة، فأغلب الجمع باطلة في بلادنا العربية، لأن الغالب الأعم من الخطباء، الذين تعينهم الدول، من هذا النوع، ورب العالمين يستر؛
هل الأفضل الذي صعد المنبر، وهو فاقد لعقله، ولم يقل شيئا وأنزلوه، شفاه الله.
أو هذا الذي صعد، فكذب على الله، وساق مجموعة من الأحاديث الموضوعة، وذكر حفنة من حكايات الجنيد، والرفاعي، والنقشبندي، وعدة قصص لا يعرف لها مصدرا، ثم دعا للظالمين، والحاكمين بغير ما أنزل الله، وحذر من المتبعين لشرع الله، ونزل.
أيهم، إخوتي الأعزاء الذي تبطل صلاته؟
قوموا أيها الإخوة لنصلي صلاة الجنازة، من باب ستر العورة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/269)
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 10 - 04, 05:27 م]ـ
تصديقاً لقول الحاجة مريم حضرت في بعض بلاد الله الجمعة خلف إمام اضطرني له الطريق فكنت أفكر طوال الخطبة الثانية هل يجب علي أن أخرج أم يجوز لي البقاء بغير تعقيب!!!
ولايفوتني أن أشكر الشيخ زياد على فوائده وكذلك الإخوان.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[10 - 10 - 04, 09:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوني في الله
أحب أن أنبه على مسألة الصلاة خلف الفاسق وهي مسألة خلافية أختلف فيها العلماء والراجح صحة الصلاة خلف الفاسق.
وأما إذا كان الإمام كافر كفرا بواحا عندهم فيه من الله برهان فلا تجوز الصلاة خلفة.
وأحب أن أنبه أن خطبة الجمعة متروكة لجتهاد الخطيب فإن أصاب فله أجران وإن أخطاء فله أجر وإذا تعمد الباطل فقد جني على نفسة.
أسأل الله جل وعلى أن يجعلني وإياكم أخوة متحابين في الله وأن يطهر قلوبنا من النفاق وألسنتنا من الكذب وأعيينا من الخيانة.
وهذا رابط فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله في الصلاة خلف العاصي
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=3818
ومن أرد بحث المسألة بتوسع فسوف يجدها في مضانها
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 10 - 08, 09:00 م]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خيرا ... أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين.(36/270)
الوائد و الموؤودة في النار
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[09 - 10 - 04, 03:25 ص]ـ
هل حديث "الوائد و الموؤودة في النار" صحيح؟
ان كان كذلك فما ذنب الموؤودة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 10 - 04, 05:42 ص]ـ
المقصود في هذا الحديث المشركين الذين كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليهم وسلم وهم من أهل النار فالوائدة والموؤدة منهم
والحديث اختلف فيه هل هو من حديث ابن مسعود أم من حديث سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنهما
قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير ج:4 ص:72
سلمة بن يزيد له صحبة
قال مسدد نا معتمر عن داود عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد ويقال الجعفي أتيت أنا وأخي النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن أمنا مليكة ماتت في الجاهلية وكانت تصل الرحم وتقري الضيف فهل ينفعها من عملها ذلك قال لا قلنا فإن أمنا وأدت قال الموءودة والوائدة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيعفو الله عنها فتسلم
حدثني بشر بن يوسف نا سهل بن زياد سمع داود عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد سألت النبي صلى الله عليه وسلم قال الوائدة والموئودة في النار
حدثني إبراهيم بن موسى نا بن أبي زائدة سمع أباه عن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال أبي فحدثني أبو إسحاق أن عامرا حدثه عن علقمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله قوله
وقال لنا عارم نا سعيد بن زيد سمع علي بن الحكم البناني عن عثمان بن عمير عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود جاء ابنا مليكة فسألا النبي صلى الله عليه وسلم إن أمنا وأدت فقال أمكما في النار بطوله
وقال عارم نا الصعق بن حزن عن علي عن عثمان عن أبي وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
وقال عارم قال حماد بن زيد
حديث سعيد بن زيد أصح
وقال الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل
وقال لي محمد أبو يحيى حدثنا شبابة نا شعبة عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه سأل يزيد بن سلمة الجعفي النبي صلى الله عليه وسلم فقال اسمعوا وأطيعوا عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
حدثني محمد بن معمر نا روح نا شعبة عن سماك عن علقمة عن أبيه سأل سلمة بن يزيد النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى.
وقال الإمام الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج:5 ص:161
وسئل عن حديث علقمة عن عبد الله عن النبي الوائدة والموؤدة في النار
فقال يرويه زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال زكريا فحدثني أبو إسحاق أن الشعبي حدثه عن علقمة عن عبد الله قال ذلك مرزوق بن المرزبان عن يحيى عن زكريا عن أبيه
وهكذا رواه أبو إسحاق عن علقمة عن عبد الله
وقال إسحاق الأزرق عن زكريا عن أبي إسحاق السبيعي مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال زياد بن أيوب عن يحيى بن إسماعيل الواسطي عن يحيى بن زكريا عن أبيه عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
وخالفه داود بن أبي هند واختلف عن داود:
فرواه حفص بن غياث عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة قال حدثني ابنى مليكة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر ابن مسعود
وخالفه معتمر بن سليمان وابن أبي عدي والخليل بن موسى فرووه عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن سلمة بن يزيد الجعفي وهو أحد ابني مليكة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا ابن مسعود
ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن ابني مليكة ولم يذكر علقمة ولا ابن مسعود
ورواه أبو اليقظان عثمان بن عمير واختلف عنه:
فرواه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد عن علي بن الحكم عن أبي اليقظان عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله بن مسعود قال جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وخالفه الصعق بن حزن فرواه عن أبي اليقظان عثمان بن عمير عن أبي وائل عن عبد الله
وروى هذا الحديث أبو إسحاق السبيعي وقد اختلف عنه:
فرواه شريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وعلقمة عن عبد الله
ورواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله
وروى هذا الحديث أيضا عاصم عن زر عن عبد الله حدث به محمد بن أبان الجعفي عن عاصم) انتهى.
وقد ألزم الدارقطني البخاري ومسلم بإخراجه في صحيحيهما كما في كتابه الإلزامات والصحيح أنه لايلزمهم لوجود الاختلاف فيه وغير ذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 10 - 04, 05:51 ص]ـ
والمقصود أن هذا الحديث صحيح والأقرب أنه من مسند عبدالله بن مسعود رضي الله عنه كما يفهم مما سبق من كلام الإمام البخاري والدارقطني يذكر فيه قصة سلمة بن يزيد رضي الله عنه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 10 - 04, 08:47 ص]ـ
وللفائدة فمشركو قريش ليسوا أهل فترة فأبوي النبي صلى الله عليه وسلم في النار كما صحت بذلك الأحاديث
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=82264#post82264
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/271)
ـ[عبدالله حسن]ــــــــ[09 - 10 - 04, 09:52 ص]ـ
لا أجد اشكالا في دخول الوائدة في النار .. لكن ما ذنب الموؤودة؟ الا يعارض هذا قوله تعالى " و ان ليس للانسان الا ما سعى " فلماذا تعذب الموؤودة في نار جهنم و لم يكن لها دور في عملية الوأد
بالاضافة طبعا الى ان الطفلة الموؤودة ليست بالمكلفة
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[09 - 10 - 04, 10:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم ما ذكر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره أضواء عند قول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى? نَبْعَثَ رَسُولاً} فقد ذكر أقوال أهل العلم فيما يتعلق بأهل الفترة ثم رجح رحمه الله.
قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى? نَبْعَثَ رَسُولاً}. ظاهر هذه الآية الكريمة: أن الله جلَّ وعلا لا يعذب أحداً من خلقه لا في الدنيا ولا في الآخرة. حتى يبعث إليه رسولاً ينذره ويحذره فيعصى ذلك الرسول، ويستمر على الكفر والمعصية بعد الإنذار والإعذار.
وقد أوضح جلَّ وعلا هذا المعنى في آيات كثيرة، كقوله تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ?للَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ?لرُّسُلِ} فصرح في هذه الآية الكريمة: بأن لا بد أن يقطع حجة كل أحد بإرسال الرسل، مبشرين من أطاعهم بالجنة، ومنذرين من عصاهم النار.
وهذه الحجة التي أوضح هنا قطعها بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين. بينها في آخر سورة طه بقوله {وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَـ?هُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلا? أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءَايَـ?تِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى?}.
وأشار لها في سورة القصص بقوله: {وَلَوْلا? أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلا? أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتِّبِعَ ءايَـ?تِكَ وَنَكُونَ مِنَ ?لْمُؤْمِنِينَ}، وقوله جلَّ وعلا: {ذ?لِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ مُهْلِكَ ?لْقُرَى? بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَـ?فِلُونَ}، وقوله: {يَأَهْلَ ?لْكِتَـ?بِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى? فَتْرَةٍ مَّنَ ?لرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ}، وكقوله: {وَهَـ?ذَا كِتَـ?بٌ أَنزَلْنَـ?هُ مُبَارَكٌ فَ?تَّبِعُوهُ وَ?تَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَأَن تَقُولُو?اْ إِنَّمَآ أُنزِلَ ?لْكِتَـ?بُ عَلَى? طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَـ?فِلِينَأَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّآ أُنزِلَ عَلَيْنَا ?لْكِتَـ?بُ لَكُنَّآ أَهْدَى? مِنْهُمْ فَقَدْ جَآءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ}، إلى غير ذلك من الآيات.
ويوضح ما دلت عليه هذه الآيات المذكورة وأمثالها في القرآن العظيم من أن الله جلَّ وعلا لا يعذب أحداً إلا بعد الإنذار والإعذار على ألسنة الرسل عليهم الصلاة والسلام ـ تصريحه جلَّ وعلا في آيات كثيرة: «بأن لم يدخل أحداً النار إلا بعد الإعذار والإنذار على ألسنة الرسل. فمن ذلك قوله جلَّ وعلا: {كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌقَالُواْ بَلَى? قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ?للَّهُ مِن شَىْءٍ}.
ومعلوم أن قوله جلَّ وعلا: {كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ} يعم جميع الأفواج الملقين في النار.
قال أبو حيان في «البحر المحيط» في تفسير هذه الآية التي نحن بصددها ما نصه: «وكلما» تدل على عموم أزمان الإلقاء فتعم الملقين. ومن ذلك قوله جلَّ وعلا: {وَسِيقَ ?لَّذِينَ كَفَرُو?اْ إِلَى? جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى? إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَ?بُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ ءَايَـ?تِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـ?ذَا قَالُواْ بَلَى? وَلَـ?كِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ?لْعَذَابِ عَلَى ?لْكَـ?فِرِينَ}،وقوله في هذه الآية: {وَسِيقَ ?لَّذِينَ كَفَرُو?اْ} عام لجميع الكفار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/272)
وقد تقرر في الأصول: أن الموصولات كالذي والتي وفروعهما من صيغ العموم. لعمومها في كل ما تشمله صلاتها، وعقده في مراقي السعود بقوله في صيغ العموم: صيغة كل أو الجميع وقد تلا الذي التي الفروع
ومراده بالبيت: أن لفظة «كل، وجميع، والذي، والتي» وفروعهما كل ذلك من صيغ العموم. فقوله تعالى: {وَسِيقَ ?لَّذِينَ كَفَرُو?اْ إِلَى? جَهَنَّمَ زُمَراً} إلى قوله {يَوْمِكُمْ هَـ?ذَا} عام في جميع الكفار. وهو ظاهر في أن جميع أهل النار قد أنذرتهم الرسل في دار الدنيا. فعصوا أمر ربهم كما هو واضح.
ونظيره أيضاً قوله تعالى: {وَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى? عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍوَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَـ?لِحاً غَيْرَ ?لَّذِى كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ?لنَّذِيرُ}. فقوله {وَسِيقَ ?لَّذِينَ كَفَرُو?اْ إِلَى? جَهَنَّمَ} إلى قوله {?لنَّذِيرُ فَذُوقُواْ} عام أيضاً في جميع أهل النار. كما تقدم إيضاحه قريباً.
ونظير ذلك قوله تعالى: {وَقَالَ ?لَّذِينَ فِى ?لنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ?دْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ ?لْعَذَابِقَالُو?اْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِ?لْبَيِّنَـ?تِ قَالُواْ بَلَى? قَالُواْ فَ?دْعُواْ وَمَا دُعَاءُ ?لْكَـ?فِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَـ?لٍ}، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن جميع أهل النار أنذرتهم الرسل في دار الدنيا.
وهذه الآيات التي ذكرنا وأمثالها في القرآن تدل على عذر أهل الفترة بأنهم لم يأتهم نذير ولو ماتوا على الكفر. وبهذا قالت جماعة من أهل العلم.
وذهبت جماعة أخرى من أهل العلم إلى أن كل من مات على الكفر فهو في النار ولو لم يأته نذير، واستدلوا بظواهر آيات من كتاب الله، وبأحاديث عن النَّبي صلى الله عليه وسلم. فمن الآيات التي استدلوا بها قوله تعالى: {وَلاَ ?لَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـ?ئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}، وقوله: {إِن ?لَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـ?ئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ ?للَّهِ وَ?لْمَلـ?ئِكَةِ وَ?لنَّاسِ أَجْمَعِينَ}، وقوله: {إِنَّ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ ?لاٌّرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ ?فْتَدَى? بِهِ أُوْلَـ?ئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّـ?صِرِينَ}، وقوله: {إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ}، وقوله: {وَمَن يُشْرِكْ بِ?للَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ?لسَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ ?لطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ?لرِّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ}، وقوله {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِ?للَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ ?للَّهُ عَلَيهِ ?لْجَنَّةَ}، وقوله: {قَالُو?اْ إِنَّ ?للَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ?لْكَـ?فِرِينَ}،إلى غير ذلك من الآيات.
وظاهر جميع هذه الآيات العموم. لأنها لم تخصص كافراً دون كافر، بل ظاهرها شمول جميع الكفار.
ومن الأحاديث الدالة على أن الكفار لا يعذرون في كفرهم بالفترة ما أخرجه مسلم في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أَنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، أَين أَبي؟. قال: «في النَّار» فلما قفى دعاه فقال: «إنَّ أَبي وأباك في النَّار» اهـ وقال مسلم رحمه الله في صحيحه أيضاً: حدثنا يَحْيَى بن أيوب، ومحمد بن عباد ـ واللفظ ليحيى ـ قالا: حدثنا مروان بن معاوية، عن يزيد يعني ابن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي» حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب قالا: حدثنا محمد بن عبيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: زار النَّبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأَبكى من حوله. فقال: «استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكِّر الموت» اهـ إلى غير ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/273)
من الأحاديث الدالة على عدم عذر المشركين بالفترة.
وهذا الخلاف مشهور بين أهل الأصول ـ هل المشركون الذين ماتوا في الفترة وهم يعبدون الأوثان في النار لكفرهم. أو معذورون بالفترة؟ وعقده في «مراقي السعود» بقوله: ذو فترة بالفرع لا يراع وفي الأصول بينهم نزاع
وممن ذهب إلى أن أهل الفترة الذين ماتوا على الكفر في النار: النووي في شرح مسلم، وحكى عليه القرافي في شرح التنقيح الإجماع. كما نقله عنه صاحب «نشر البنود».
وأجاب أهل هذا القول عن قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى? نَبْعَثَ رَسُولاً} من أربعة أوجه:
الأول ـ أن التعذيب المنفى في قوله {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ}، وأمثالها من الآيات. إنما هو التعذيب الدنيوي. كما وقع في الدنيا من العذاب بقوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، وقوم موسى وأمثالهم. وإذاً فلا ينافي ذلك التعذيب في الآخرة.
ونسب هذا القول القرطبي، وأبو حيان، والشوكاني وغيرهم في تفاسيرهم إلى الجمهور.
والوجه الثاني ـ أن محل العذر بالفترة المنصوص في قوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ} وأمثالها في غير الواضح الذي لا يخفى على أدنى عاقل. أما الواضح الذي لا يخفى على من عنده عقل كعبادة الأوثان فلا يعذر فيه أحد. لأن الكفار يقرون بأن الله هو ربهم، الخالق الرازق، النافع، الضار. ويتحققون كل التحقق أن الأوثان لا تقدر على جلب نفع ولا على دفع ضر. كما قال عن قوم إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـ?ؤُلا?ءِ يَنطِقُونَ} وكما جاءت الآيات القرآنية بكثرة بأنهم وقت الشدائد يخلصون الدعاء لله وحده. لعلمهم أن غيره لا ينفع ولا يضر. كقوله {فَإِذَا رَكِبُواْ فِى ?لْفُلْكِ دَعَوُاْ ?للَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ?لدِّينَ}، وقوله: {وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَ?لظُّلَلِ دَعَوُاْ ?للَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ?لدِّينَ}، وقوله: {وَإِذَا مَسَّكُمُ ?لْضُّرُّ فِى ?لْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَ إِيَّاهُ}، إلى غير ذلك من الآيات. ولكن الكفار غالطوا أنفسهم لشدة تعصبهم لأوثانهم ـ فزعموا أنها تقربهم إلى الله زلفى، وأنها شفعاؤهم عند الله. مع أن العقل يقطع بنفي ذلك.
الوجه الثالث ـ أن عندهم بقية إنذار مما جاءت به الرسل الذين أرسلوا قبل نبينا صلى الله عليه وسلم. كإبراهيم وغيره. وأن الحجة قائمة عليهم بذلك. وجزم بهذا النووي في شرح مسلم، ومال إليه العبادي في (الآيات البينات).
الوجه الرابع ـ ما جاء من الأحاديث الصحيحة عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، الدالة على أن بعض أهل الفترة في النار. كما قدمنا بعض الأحاديث الواردة بذلك في صحيح مسلم وغيره.
وأجاب القائلون بعذرهم بالفترة عن هذه الأوجه الأربعة ـ فأجابوا عن الوجه الأول، وهو كون التعذيب في قوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى? نَبْعَثَ رَسُولاً}
إنما هو التعذيب الدنيوي دون الأخروي من وجهين:
الأول ـ أنه خلاف ظاهر القرآن. لأن ظاهر القرآن انتفاء التعذيب مطلقاً، فهو أعم من كونه في الدنيا. وصرف القرآن عن ظاهره ممنوع إلا بدليل يجب الرجوع إليه.
الثاني ـ أن القرآن دل في آيات كثيرة على شمول التعذيب المنفي في الآية للتعذيب في الآخرة. كقوله: {كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌقَالُواْ بَلَى?} وهو دليل على أن جميع أفواج أهل النار ما عذبوا في الآخرة إلا بعد إنذار الرسل. كما تقدم إيضاحه بالآيات القرآنية.
وأجابوا عن الوجه الثاني ـ وهو أن محل العذر بالفترة في غير الواضح الذي لا يخفى على أحد ـ بنفس الجوابين المذكورين آنفاً. لأن الفرق بين الواضح وغيره مخالف لظاهر القرآن، فلا بد له من دليل يجب الرجوع إليه، ولأن الله نص على أن أهل النار ما عذبوا بها حتى كذبوا الرسل في دار الدنيا، بعد إنذارهم من ذلك الكفر الواضح، كما تقدم إيضاحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/274)
وأجابوا عن الوجه الثالث الذي جزم به النووي، ومال إليه العبادي وهو قيام الحجة عليهم بإنذار الرسل الذين أرسلوا قبله صلى الله عليه وسلم بأنه قول باطل بلا شك. لكثرة الآيات القرآنية المصرحة ببطلانه، لأن مقتضاه أنهم أنذروا على ألسنة بعض الرسل والقرآن ينفي هذا نفياً باتاً في آيات كثيرة. كقوله في «يس»: {لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ فَهُمْ غَـ?فِلُونَ} و «مَا» في قوله {مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُمْ} نافية على التحقيق، لا موصولة، وتدل لذلك الفاء في قوله {فَهُمْ غَـ?فِلُونَ}، وكقوله في «القصص»: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ?لطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـ?كِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَـ?هُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ}، وكقوله في «سبأ» {وَمَآ ءَاتَيْنَـ?هُمْ مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ}، وكقوله في «ألم السجدة»: {أَمْ يَقُولُونَ ?فْتَرَاهُ بَلْ هُوَ ?لْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَـ?هُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ}، إلى غير ذلك من الآيات.
وأجابوا عن الوجه الرابع ـ بأن تلك الأحاديث الواردة في صحيح مسلم وغيره أخبار آحاد يقدم عليها القاطع، وهو قوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى? نَبْعَثَ رَسُولاً}، وقوله: {كُلَّمَا أُلْقِىَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌقَالُواْ بَلَى?}، ونحو ذلك من الآيات.
وأجاب القائلون بالعذر بالفترة أيضاً عن الآيات التي استدل بها مخالفوهم كقوله:
{وَلاَ ?لَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـ?ئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}، إلى آخر ما تقدم من الآيات ـ بأن محل ذلك فيما إذا أرسلت إليهم الرسل فكذبوهم بدليل قوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى? نَبْعَثَ رَسُولاً}.
وأجاب القائلون بتعذيب عبده الأوثان من أهل الفترة عن قول مخالفيهم: إن القاطع الذي هو قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى? نَبْعَثَ رَسُولاً} يجب تقديمه على أخبار الآحاد الدالة على تعذيب بعض أهل الفترة، كحديثي مسلم في صحيحه المتقدمين ـ بأن الآية عامة، والحديثين كلاهما خاص في شخص معين. والمعروف في الأصول أنه لا يتعارض عام وخاص. لأن الخاص يقضي على العام كما هو مذهب الجمهور، خلافاً لأبي حنيفة رحمه الله، كما بيناه في غير هذا الموضع.
فما أخرجه دليل خاص خرج من العموم، وما لم يخرجه دليل خاص بقي داخلاً في العموم. كما تقرر في الأصول.
وأجاب المانعون بأن هذا التخصيص يبطل حكمة العام. لأن الله جل وعلا تمدح بكمال الإنصاف. وأنه لا يعذب حتى يقطع حجة المعذب بإنذار الرسل في دار الدنيا، وأشار لأن ذلك الإنصاف الكامل، والإعذار الذي هو قطع العذر علة لعدم التعذيب. فلو عذب إنساناً واحداً من غير إنذار لاختلت تلك الحكمة التي تمدح الله بها، ولثبتت لذلك الإنسان الحجة التي أرسل الله الرسل لقطعها. كما بينه بقوله: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ?للَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ?لرُّسُلِ}، وقوله: {وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَـ?هُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلا? أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ ءَايَـ?تِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى?} كما تقدم إيضاحه.
وأجاب المخالفون عن هذا ـ بأنه لو سلم أن عدم الإنذار في دار الدنيا علة لعدم التعذيب في الآخرة، وحصلت علة الحكم التي هي عدم الإنذار في الدنيا، مع فقد الحكم الذي هو عدم التعذيب في الآخرة للنص في الأحاديث على التعذيب فيها. فإن وجود علة الحكم مع فقد الحكم المسمى في اصطلاح أهل الأصول. بـ «النقض» تخصيص للعلة، بمعنى أنه قصر لها على بعض أفراد معلولها بدليل خارج كتخصيص العام. أي قصره على بعض أفراده بدليل. والخلاف في النقض هل هو إبطال للعلة، أو تخصيص لها معروف في الأصول، وعقد الأقول في ذلك صاحب «مراقي السعود» بقوله في مبحث القوادح: منها وجود الوصف دون الحكم سماه بالنقض وعاة العلم والأكثرون عندهم لا يقدح بل هو تخصيص وذا مصحح.
وقد روي عن مالك تخصيص إن يك الاستنباط لا التنصيص
وعكس هذا قد رآه البعض ومنتقى ذي الاختصار النقض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/275)
إن لم تكن منصوصة بظاهر وليس فيما استنبطت بضائر
إن جا لفقد الشرط أو لما منع والوفق في مثل العرايا قد وقع
فقد أشار في الأبيات إلى خمسة أقوال في النقض: هل هو تخصيص، أو إبطال للعلة، مع التفاصيل التي ذكرها في الأقوال المذكورة.
واختار بعض المحققين من أهل الأصول: أن تخلف الحكم عن الوصف إن كان لأجل مانع منع من تأثير العلة، أو لفقد شرط تأثيرها فهو تخصيص للعلة، وإلا فهو نقض وإبطال لها. فالقتل العمد العدوان علة لوجوب القصاص إجماعاً.
فإذا وجد هذا الوصف المركب الذي هو القتل العمد العدوان، ولم يوجد الحكم الذي هو القصاص في قتل الوالد ولده لكون الأبوة مانعاً من تأثير العلة في الحكم ـ فلا يقال هذه العلة منقوضة. لتخلف الحكم عنها في هذه الصورة، بل هي علة منع من تأثيرها مانع. فيخصص تأثيرها بما لم يمنع منه مانع.
وكذلك من زوج أمته من رجل، وغره فزعم له أنها حرة فولد منها. فإن الولد يكون حراً، مع أن رق الأم علة لرق الولد إجماعاً. لأن كل ذات رحم فولدها بمنزلتها. لأن الغرور مانع منع من تأثير العلة التي هي رق الأم في الحكم الذي هو رق الولد.
وكذلك الزنى: فإنه علم للرجم إجماعاً.
فإذا تخلف شرط تأثير هذه العلة التي هي الزنى في هذا الحكم الذي هي الرجم، ونعني بذلك الشرط الإحصان. فلا يقال إنها علة منقوضة، بل هي علة تخلف شرط تأثيرها. وأمثال هذا كثيرة جداً. هكذا قاله بعض المحققين.
قال مقيده عفا الله عنه: الذي يظهر: أن آية «الحشر» دليل على أن النقض تخصيص للعلة مطلقاً، والله تعالى أعلم. ونعني بآية «الحشر» قوله تعالى في بني النضير: {وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ ?للَّهُ عَلَيْهِمُ ?لْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِى ?لدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى ?لاٌّخِرَةِ عَذَابُ ?لنَّارِ}.
ثم بين جل وعلا علة هذا العقاب بقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ}. وقد يوجد بعض من شاق الله ورسوله، ولم يعذب بمثل العذاب الذي عذب به بنو النضير، مع الاشتراك في العلة التي هي مشاقة الله ورسوله.
فدل ذلك على أن تخلف الحكم عن العلة في بعض الصور تخصيص للعلة لا نقض لها. والعلم عند الله تعالى.
أما مثل بيع التمر اليابس بالرطب في مسألة بيع العرايا فهو تخصيص للعلة إجماعاً لا نقض لها. كما أشار له في الأبيات بقوله: * والوفق في مثل العرايا قد وقع *
قال مقيده عفا الله عنه: الظاهر أن التحقيق في هذه المسألة التي هي: هل يعذر المشركون بالفترة أو لا؟ هو أنهم معذورون بالفترة في الدنيا، وأن الله يوم القيامة يمتحنهم بنار يأمرهم باقتحامها. فمن اقتحمها دخل الجنة وهو الذي كان يصدق الرسل لو جاءته في الدنيا. ومن امتنع دخل النار وعذب فيها، وهو الذي كان يكذب الرسل لو جاءته في الدنيا. لأن الله يعلم ما كانوا عاملين لو جاءتهم الرسل.
وإنما قلنا: إن هذا هو التحقيق في هذه المسألة لأمرين:
الأول ـ أن هذا ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبوته عنه نص في محل النزاع. فلا وجه للنزاع ألبتة مع ذلك.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية التي نحن بصددها، بعد أن ساق الأحاديث الكثيرة الدالة على عذرهم بالفترة وامتحانهم يوم القيامة، رادا على ابن عبد البر تضعيف أحاديث عذرهم وامتحانهم، بأن الآخرة دار جزاء لا عمل، وأن التكليف بدخول النار تكليف بما لا يطاق وهو لا يمكن ـ ما نصه:
والجواب عما قال: أن أحاديث هذا الباب منها ما هو صحيح كما قد نص على ذلك كثير من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضيف يتقوى بالصحيح والحسن. وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متصلة متعاضدة على هذا النمط، أفادت الحجة عند الناظر فيها. وأما قوله: إن الدار الآخرة دار جزاء، فلا شك أنها دار جزاء، ولا ينافي التكليف في عرصاتها قبل دخول الجنة أو النار. كما حكاه الشيخ أبو الحسن الأشعري عن مذهب أهل السنة والجماعة من امتحان الأطفال، وقد قال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ?لسُّجُودِ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/276)
وقد ثبت في الصحاح وغيرها: «أن المؤمنين يسجدون لله يوم القيامة، وأن المنافق لا يستطيع ذلك، ويعود ظهره كالصفيحة الواحدة طبقاً واحداً، كلما أراد السجود خر لقفاه». وفي الصحيحين في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجاً منها: «أن الله يأخذ عهوده ومواثيقه ألا يسأل غير ما هو فيه، ويتكرر ذلك منه، ويقول الله تعالى: يا بن آدم، ما أعذرك? ثم يأذن له في دخول الجنة» وأما قوله: فكيف يكلفهم الله دخول النار، وليس ذلك في وسعهم؟ فليس هذا بمانع من صحة الحديث. «فإن الله يأمر العباد يوم القيامة بالجواز على الصراط وهو جسر على متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر، ويمر المؤمنون عليه بحسب أعمالهم، كالبرق، وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب. ومنهم الساعي، ومنهم الماشي، ومنهم من يحبو حبواً، ومنهم المكدوس على وجهه في النار» وليس ما ورد في أولئك بأعظم من هذا، بل هذا أطم وأعظم?
وأيضاً ـ فقد ثبتت السنة بأن الدجال يكون معه جنة ونار، وقد أمر الشارع المؤمنين الذين يدركونه أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار فإنه يكون عليه برداً وسلاماً. فهذا نظير ذلك.
وأيضاً ـ فإن الله تعالى أمر بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم. فقتل بعضهم بعضاً حتى قتلوا فيما قيل في غداة واحدة سبعين ألفاً، يقتل الرجل أباه وأخاه، وهم في عماية غمامة أرسلها الله عليهم. وذلك عقوبة لهم على عبادة العجل. وهذا أيضاً شاق على النفوس جداً لا يتقاصر عما ورد في الحديث المذكور. والله أعلم. انتهى كلام ابن كثير بلفظه.
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى أيضاً قبل هذا الكلام بقليل ما نصه:
ومنهم من ذهب إلى أنهم يمتحنون يوم القيامة في عرصات المحشر. فمن أطاع دخل الجنة، وانكشف علم الله فيه بسابق السعادة. ومن عصى دخل النار داخراً، وانكشف علم الله فيه بسابق الشقاوة.
وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها، وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة، الشاهد بعضها لبعض.
وهذا القول هو الذي حكاه الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عن أهل السنة والجماعة، وهو الذي نصره الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب (الاعتقاد) وكذلك غيره من محققي العلماء والحفاظ والنقاد. انتهى محل الغرض من كلام ابن كثير رحمه الله تعالى، وهو واضح جداً فيما ذكرنا.
الأمر الثاني ـ أن الجمع بين الأدلة واجب متى ما أمكن بلا خلاف. لأن إعمال الدليلين أولى من إلغاء أحدهما. ولا وجه للجمع بين الأدلة إلا هذا القول بالعذر والامتحان. فمن دخل النار فهو الذي لم يمتثل ما أمر به عند ذلك الامتحان، ويتفق بذلك جميع الأدلة، والعلم عند الله تعالى.
ولا يخفى أن مثل قول ابن عبد البر رحمه الله تعالى: إن الآخرة دار جزاء لا دار عمل ـ لا يصح أن ترد به النصوص الصحيحة الثابتة عن النَّبي صلى الله عليه وسلم.
أنتهى كلامه رحمه الله وكل ما ذكر أعلاه من كلامه رحمه الله
وإن تيسر لي نقل أقول بعض أهل العلم عن أطفال المشركين فسوف يكون لي عودة بإذن الله.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[10 - 10 - 04, 06:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى
وأطفال الكفار أصح الأقوال فيهم: (اللّه أعلم بما كانوا عاملين) كما أجاب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.
وطائفة من أهل الحديث وغيرهم قالوا: إنهم كلهم في النار , وذكر أنه من نصوص أحمد وهو غلط على أحمد.
وطائفة جزموا بأنهم كلهم في الجنة , واختار ذلك أبو الفرج ابن الجوزي وغيره , واحتجوا بحديث فيه رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى إبراهيم الخليل وعنده أطفال المؤمنين، قيل: يا رسول اللّه , وأطفال المشركين؟ قال: (وأطفال المشركين).
والصواب أن يقال: (اللّه أعلم بما كانوا عاملين) , ولا نحكم لمُعَيَّن منهم بِجَنَّة ولا نار , وقد جاء في عدة أحاديث: (أنهم يوم القيامة في عَرَصات القيامة يؤمرون وينهون , فمن أطاع دخل الجنة , ومن عصى دخل النار). وهذا هو الذي ذكره أبو الحسن الأشعري عن [أهل السنة والجماعة]. والتكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء , وهي الجنة والنار.
وأما عرصات القيامة , فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ , فيقال لأحدهم: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وقال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} الآية [القلم: 42].
وقد ثبت في الصحاح ـ من غير وجه ـ حديث تَجَلى اللّه لعباده في الموقف , إذا قيل: (ليَتْبَع كلُّ قوم ما كانوا يعبدون , فيتبع المشركون آلهتهم , ويبقى المؤمنون , فيتجلى لهم الرب في غير الصورة التي يعرفون فينكرونه , ثم يتجلى لهم في الصورة التي يعرفونها , فيسجد له المؤمنون , وتبقى ظهور المنافقين كقرون البقر , يريدون السجود فلا يستطيعون). وذكر قوله: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} الآية. والكلام على هذه الأمور مبسوط في غير هذا الموضع , واللّه أعلم.
وقد بسط ابن القيم رحمه الله الكلام في حكم أولاد المشركين وأهل الفترة في آخر كتابه (طريق الهجرتين) تحت عنوان طبقات المكلفين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/277)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 10 - 04, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الحديث فيه اختلاف
وقد أشار البخاري الى الاختلاف الكبير الواقع في هذا الحديث
ويبدو ان الازدي والتميمي قد اختارا طريق ابن ابي زائدة
ولكن الأمر يحتاج مزيد بحث
فأخشى ان يكون الحديث له علة
ويمكن تتبع ذلك بتتبع الطرق التي ذكرها البخاري
والله أعلم
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[22 - 11 - 04, 12:01 م]ـ
خذوها بإذن الله إجابة دقيقة من الإمام سيف الإسلام العالم النحرير أبي محمد ابن حزم الأندلسي الظاهري ... من كتابه الماتع ((الفصل في الملل والأهواء والنحل)) (2/ 324 - 331) من طبعة دار إحياء التراث العربي الرائعة للقراءة من جهة الخط وتقسيم النصوص الرديئة التخريج ...
اللهم تقبل مني واغفر لي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 06 - 08, 02:28 ص]ـ
تنبيه الموضوع قديم
جزاكم الله خيرا
قال ابن عبد البر - رحمه الله
(باب ذكر الأخبار التي احتج بها من شهد لأطفال المشركين بالنار)
حدثنا يعيش بن سعد قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال حدثنا أبو عمر الحوضي قال مرجي بن رجاء وحدثنا عبدالوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا المعتمر قالا حدثنا داود عن عامر الشعبي عن علقمة بن قيس قال حدثنا سلمة بن يزيد الجعفي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأخي فقلنا يا رسول الله إن أمنا ماتت في الجاهلية وكانت تقري الضيف وتصل الرحم وتفعل وتفعل فهل ينفعها من عملها ذلك شيء قال لا قال فقلنا إن أمنا ولدت أختا لنا في الجاهلية لم تبلغ الحنث فهل ذلك نافع أختنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيتم الوائدة والمئودة فإنهما في النار إلا إن تدرك الوائدة الإسلام فيغفر الله لها
قال أبو عمر ليس لهذا الحديث إسناد أقوى وأحسن من هذا الإسناد ورواه جماعة عن الشعبي كما رواه داود وقد رواه أبو إسحاق عن علقمة كما رواه الشعبي وهو حديث صحيح من جهة الإسناد إلا أنه محتمل أن يكون خرج على جواب السائل في عين مقصودة فكانت الإشارة إليها والله أعلم وهذا أولى ما حمل عليه هذا الحديث لمعارضة الآثار له وعلى هذا يصح معناه والله المستعان)
انتهى
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[11 - 06 - 08, 04:45 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
سمعت الشيخ الحويني حفظه الله يوجه هذا الحديث على إنه قد عُلم في علم الله أن هذه الموؤدة لو عاشت لكانت كافرة, مثلها في ذلك كمثل غلام الخضر عليه السلام ولعل هذا أقرب إلى ما نقله شيخنا بن وهب بارك الله فيه من كلام الإمام بن عبد البر الملون بالأحمر.
والله أعلى و أعلم
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[16 - 06 - 08, 11:34 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
سمعت الشيخ الحويني حفظه الله يوجه هذا الحديث على إنه قد عُلم في علم الله أن هذه الموؤدة لو عاشت لكانت كافرة, مثلها في ذلك كمثل غلام الخضر عليه السلام ولعل هذا أقرب إلى ما نقله شيخنا بن وهب بارك الله فيه من كلام الإمام بن عبد البر الملون بالأحمر.
والله أعلى و أعلم
عفوا ولكن الله تعالى لا يؤاخذ العباد بما علم منهم انهم عاملوه ,ولعلك اخطأت في نقل كلام الشيخ
والصواب ان يقال ان الله اوحى الى نبيه عليه السلام انها ممن تمتحن يوم القيامة ولا تستجيب فتكون من اهل النار.والله اعلم
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[16 - 06 - 08, 11:35 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
سمعت الشيخ الحويني حفظه الله يوجه هذا الحديث على إنه قد عُلم في علم الله أن هذه الموؤدة لو عاشت لكانت كافرة, مثلها في ذلك كمثل غلام الخضر عليه السلام ولعل هذا أقرب إلى ما نقله شيخنا بن وهب بارك الله فيه من كلام الإمام بن عبد البر الملون بالأحمر.
والله أعلى و أعلم
عفوا ولكن الله تعالى لا يؤاخذ العباد بما علم منهم انهم عاملوه ,ولعلك اخطأت في نقل كلام الشيخ
والصواب ان يقال قد يكون الله تعالى اوحى الى نبيه عليه السلام انها ممن تمتحن يوم القيامة ولا تستجيب فتكون من اهل النار.والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 06 - 08, 09:46 م]ـ
حديث الوائدة والمؤودة في النار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/278)
قال القرضاوي في كتابه "كيف نتعامل مع السنة" ص96 حين ذكر الحديث الصحيح: «الوائدة والموءودة في النار» [هذا الحديث صحيحٌ لا مطعن فيه. وقد ألزم الدارقطني البخاري ومسلم بإخراجه في صحيحيهما كما في كتابه الإلزامات والتّتبّع (ص99). والحديث أخرجه أبو داود في سننه (4\ 230)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح». وقد ذكر البخاري بعضاً من طرق الحديث في تاريخه (4\ 72). والحديث صحّحه ابن حبان (16\ 522)، والألباني في صحيح أبي داود (3948) وفي المشكاة (112).]. قال ما نصه:
«حين قرأت الحديث، انقبض صدري (!!!)، وقلت: لعل الحديث ضعيف، فليس كل ما رواه أبو داود في سننه صحيحاً كما يعلم أهل هذا الشأن. ولكن وجدت من نصّ على صِحته».
و كتاب "كيف نتعامل مع السنة النبوية" ألفه فضيلة الشيخ القرضاوي مُسانداَ لكتاب رفيقه المعتزلي الغزالي المسمى "السنة النبوية بين أهل الفقه و أهل الحديث" [والصواب في إسم كتابه هو "السنة النبوية بين أهل الهوى وأهل السنة"، كما سنوضح في كلامنا عن الغزالي نفسه]. حيث أن الغزالي ألف ذاك الكتاب استجابة لطلب "معهد الفكر الإسلامي" لصاحبه المعتزلي الخبيث "طه جابر علواني"، من أجل محاربة السنة. قال العلواني في مقدمة كتاب القرضاوي (ص9): «و حين رأى المعهد الغَبش الذي أحاط برسالة كتاب الشيخ الغزالي، و شغل معظم الأذهان عن رسالته الأساسية و شكلياته، توجّه برجائه إلى صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله تعالى و نفع به، ليُعِدّ كتاباً ضانياً في منهاج فهم السنة». قلت والصواب: منهاج رد السنة.
ولعل السؤال الذي نطرحه هنا ومنذ متى أصبح الشيخ القرضاوي محدّثاً حتى يكتب في الحديث؟ ولكنه كما قال النبي r: « المتشبع بما لم يعط، كلابس ثوبي زور» [أخرجه مسلم (2130)].
والحديث بقصته كاملاً أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" عن سلمة بن يزيد الجعفي t قال: انطلقتُ أنا وأخي إلى رسول الله r. قلنا: «يا رسول الله. إن أُمَّنا مُلَيْكَةَ كانت تَصِلُ الرَّحِمَ، وتَقْري الضّيفَ، وتفعلُ وتفعل. هَلَكَتْ في الجاهلية. فهل ذلك نافِعُها شيئاً؟». قال: «لا». قلنا: «فإنها كانت وَأَدَتْ أُختاً لنا في الجاهلية، فهل ذلك نافِعُها شيئاً؟». قال: «الوائِدَةُ والموْءُودَةُ في النار. إلا أن تُدرِكَ الوائِدَةُ الإسلام، فيعفو الله عنها».
أما عما أشكل عليه، فلو رجع لشرح الحديث لوجد جواب الحديث. فالوائدة تستحق النار، لقيامها بهذا العمل الشنيع، وهو دفن الطفلة الوليدة حَيّة. والموءودة هي الموءودة لها وهي أم الطفلة التي دفنوا ابنها برضاها. وبعضهم حمل الحديث على أنه في المرأة التي يسألون عليها وليس على سبيل العموم. ولم يَرُدَّ أحدٌ من العلماء الأثبات هذا الحديث الصحيح لأنه لم يوافق هوائهم ومزاجهم!!
وأما قول القرضاوي "انقبض صدري…"، فنقول: روى اللالكائي في كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3\ 430) عن بقية قال: قال لي الأوزاعي (إمام الشام): «يا أبا محمد. ما تقول في قوم يبغضون حديث نبيهم؟!». قلت: «قوم سوء». قال: «ليس من صاحب بدعة تحدثه عن رسول الله r بخلاف بدعته، إلا أبغض الحديث». قلت: «صدقت وربّ الكعبة». وقال الإمام الأوزاعي كذلك: «إذا بلغك عن رسول الله r حديث فلا تظنّنّ غيره، فإن محمداً r كان مبلِّغاً عن ربه».
منقول من هنا: http://www.ibnamin.com/qaradawi.htm#_Toc13728506
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 06 - 08, 09:51 م]ـ
وللفائدة فمشركو قريش ليسوا أهل فترة فأبوي النبي صلى الله عليه وسلم في النار كما صحت بذلك الأحاديث
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=82264#post82264
الرابط لا يعمل.
عموماً مسألة تعذيب مشركي قريش دلت عليها أحاديث صحيحة منها:
1. قوله r: « رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبة في النار. كان أول من سيب السوائب». أخرجه الشيخان.
2. سألته أمنا عائشة t: « يا رسول الله. ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحِم ويطعم المسكين. فهل ذاك نافعه؟». فقال: «لا ينفعه. إنه لم يقل يوماً: ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين» أخرجه مسلم.
3. رؤيته r في صلاة الكسوف صاحب المحجن يجر قصبة في النار، لأنه «كان يسرق الحاج بمحجنه». أخرجه مسلم.
لكن أليس هذا متعارضاً مع قوله تعالى: {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ}؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[19 - 06 - 08, 08:35 ص]ـ
قال الشيخ ياسر برهامى المعنى والموؤدة له
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 - 12 - 08, 01:49 ص]ـ
انظروا في هذا البحث النفيس:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29580&highlight=%C3%D8%DD%C7%E1+%C7%E1%E3%D4%D1%DF%ED%E4
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 12 - 08, 03:08 ص]ـ
الرابط لا يعمل.
هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=194007#post194007
والشاهد منه
قال القرافي في شرح تنقيح الفصول ص 297 (حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا، ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم، ولولا التكليف لما عذبوا، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه، إنما الخلاف في الفروع خاصة، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/279)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 12 - 08, 06:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو منة الرحمن]ــــــــ[24 - 12 - 08, 11:25 ص]ـ
عفوا ولكن الله تعالى لا يؤاخذ العباد بما علم منهم انهم عاملوه ,ولعلك اخطأت في نقل كلام الشيخ
والصواب ان يقال ان الله اوحى الى نبيه عليه السلام انها ممن تمتحن يوم القيامة ولا تستجيب فتكون من اهل النار.والله اعلم
الأخ - حفظه الله - لم يخطيء في نقل كلام الشيخ، فقد سمعت هذا الكلام من الشيخ الحويني - أعلى الله رتبته في الدُّنيا والآخرة - ولكن كما قلتَ أخي الحبيب:
الله سبحانه وتعالى لا يحاسب أحدًا على سابق علمه - سبحانه وتعالى -، والدّليل أننا نقول في الآيات التي فيها (حتى يعلم) والآيات التي فيها (ولمّا يعلم) نقول في مثل هذه الآيات:
يعلم الله - سبحانه وتعالى - علمًا يحاسبهم عليه،
والله تعالى أعلم، وردُّ العلم إليه أسلم ...(36/280)
الغنائِمُ في مَعرفةِ أحكامِ وآدابِ الصَائِم
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[09 - 10 - 04, 01:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاليمن، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين، المبعوث
بالحق المبين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، الأمناء
الصادقين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
قال الله سبحانه وتعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [سورة البقرة: آية 183]
--------------------------------------------------------------------------------
وقال جل في علاه وتبارك في عالي سماه"وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" [سورة الأحزاب: آية35]
--------------------------------------------------------------------------------
وقال سبحانه"كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ" [الحاقة: آية 24]
قال وكيع ـ رحمه الله ـ إنها أيام الصوم، تركوا فيها الأكل والشرب.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" إذا دخل رمضان فُتِحت أبواب الجنة، وغُلِّقّتْ أبواب جهنم، وسُلسِلَت الشياطين"" [رواه البخاري1899، ومسلم1079]
وقال صلى الله عليه وسلم"" إنَّ في الجَنَّةِ باباً يُقال له الرَّيان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومونَ لا يدخل من أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغْلِقَ فلم يَدخل من أحد"" [رواه البخاري1896،ومسلم1152]
وقيل: الصيام زكاة البدن.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"" الصلوات الخمس، والجمعة إلي الجمعة، ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتُنِبت الكبائر"" [رواه مسلم233]
وقال صلى الله عليه وسلم:"" من صام رمضان إيماناً واحتسابا غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه"" [رواه البخاري38، ومسلم760]
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: مَنْ عَطَّش نفسه لله في يوم شديد الحر من أيام الدنيا كان حقاً على الله أن يرويه يوم القيامة.
وفضل الصيام غزير عظيم لأن الله خَصَّهُ بالإضافة إليه
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مُخبرا عن ربَّهِ سبحانه وتعالى:""كلُّ عَمَلِ ابن آدم له إلاَ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ولَخَلُوف فَمش الصائمِ أطيبُ عند الله من ريح المسك"" [البخاري5927، ومسلم1151]
وقد يُكتفى في فضله بهذا الحديث العظيم
على من يجب الصوم؟
يجب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم أدرك أيام شهر رمضان. والمريض مرضاً يُرجَى بُرؤه يُفطر إن شق عليه الصوم، ويقضي بعد بُرئه، والعجز عن الصوم لسبب دائم ـ كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى بُرؤه ـ يطعم عن كل يوم مسكيناً، والحامل والمرضع إذا شَقَ عليها الصوم بسبب الحمل أو الرضا أو خافتا على ولديهما تُفطران ن وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف، والحائض والنفساء لا تصومان حال الحيض والنفاس، وتقضيان ما فاتهما، والمضطر للفطر كالذي يريد إنقاذ غريق أو حريق يفطر لينقذه، ثم يقضي، والمسافر إن شاء صام وإن شاء أفطر، ويقضي ما أفطره، سواء كان سفراً عارضاً أو دائماً كسائقي سيارات الأجرة والنقل، فيفطرون إن شاؤوا ما داموا في غير بلدهم.
ويجب تَبْييتُ النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:"" إنما الأعمالُ بالنيات""
ولقوله صلى الله عليه وسلم"" من لم يُجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"" [حديث حسن رواه أبو داود 2454، والنسائي في الكبرى2640 وغيرهم]
من غير أن يتلفظ ويقول نويت صيام كذا بل ينوي في قلبه فقط
مفسدات الصوم
1) الأكل والشرب عمداً فإن أكل وشرب ناسياً فيُتم صومه ولا قضاء عليه وصومه صحيح.
2) القئ عمداً فإن غلبه القئ فلا قضاء عليه ولا كفارة فيتم صومه وصومه صحيح.
3) الحيض والنفاس قبل غروب الشمس وعليها القضاء.
4) الحقن الغذائية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/281)
5) الجماع وهو يوجب القضاء والكفارة على الرجل وحده، وعلى المرأة القضاء فقط، والكفارة على الترتيب: العتق فإن لم يستطع يصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع يُطعم ستين مسكيناً من أوسط ما يُطعم أهله.
6) الاستمناء.
7) من نوى الفطر في نهار رمضان يبطل صومه وإن لم يتناول مفطراً، لأن النية من أركان الصيام.
حكم من مات وعليه صيام
من مات وعليه صيام فإن كان عاجزاً فلا يُصام عنه لأنه كان معذوراً، وإن تمكن من صيامه ولم يصمه يستحب لوَليِّهِ أن يصوم عنه، ويبرأ الميت، فعن ابن عباس رضي الله عنهما ـ أن رجلاً جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صيام شهر أفأقضيه عنها؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" لو كان على أمِّكَ دينٌ أكنت قاضيه؟ قال: نعم،قل " فَدَيْنُ اللهِ أَحَق أن يُقضى" [البخاري 1953، مسلم واللفظ له1148]
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال:" مَنْ ماتَ وَعَليه صِيامٌ صامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ" [البخاري1952، ومسلم 1147]
والمراد بالولي على الصحيح هو" كل قريب سواء كان من الورثة أو العصبة" ويصح كذلك أن يقضي عنه الأجنبي، وذكر الولي لكونه الغالب، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه بالدين والدين لا يختص بالقريب.
ما يستحب للصائم في رمضان
1) السحور لقوله صلى الله عليه وسلم:" تسحروا فإن في السحور بركة"
[البخاري 1923، ومسلم1095]
وبركته تقوية الصائم فيسهل عليه الصوم. والسحور يتحقق ولو بجرعة ماء لقوله صلى الله عليه وسلم:" السحور أكلُهُ بركة، فلا تدعوه ولو أن يَجرعَ أحدكم جرعة ماء، فإن الله عز وجل وملائكته يُصلون على المُتسحرين" [حديث حسن أخرجه أحمد3/ 12]
ويُستحب أن يتسَحَّرَ تمراً، لقوله صلى الله عليه وسلم:"نَعمَ سُحورُ المؤمنِ التمرُ" [حديث صحيح رواه ابو داود 2345، وغيره]
ويستحب تأخيره إلي قبيل الفجر، فعن أنس رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: تسحرنا مع النبي صل الله عليه وسلم، ثم قام إلي الصلاة. قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية"
[البخاري1957، ومسلم1097]
ولو شك في طلوع الفجر فله أن يأكل ويشرب حتى يستيقن طلوعه ولا يعمل بالشك. قال الإمام أحمد رحمه الله: إذا شك في الفجر يأكل حتى يستيقن طلوعه.
وإذا كان يشرب أو يأكل وسمع الأذان الثاني للفجر فله أن يُكمل شرابه ولقيمته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا سمعَ أحدكم النداء والإناء على يده فلا يَضَعْهُ حتى يقضي حاجته منه" [حديث صحيح رواه ابو داود 235وغيره]
2) تعجيل الفطر: لمخالفة اليهود والنصارى فإنهم يؤخرون حتى تظهر النجوم، قال صلى الله عليه وسلم:" لا يزال الناس بخير ما عَجذَلُوا الفطر"
[البخاري1957، ومسلم 1098]
3) البدء بالإفطار على الرطب، فإن لم يجد فعلى التمر، فإن لم يجد فعلى الماء، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم" يُفطر على رُطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسَا حَسَوات من ماء" [حديث حسن رواه أحمد 3/ 164]
4) ويستحب الإفطار قبل صلاة المغرب على ما ذكر، وبعد الصلاة يكمل حاجته من الطعام، إلا إذا كان الطعام حاضراً فالمستحب أن يبدأ به قبل الصلاة لأثر الذي ورد عن النبي صلى اله عليه وسلم.
5) الإكثار من الدعاء أثناء الصوم وعند الإفطار قال صلى الله عليه وسلم:"إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد" [حديث حسن رواه ابن ماجه1753]
6) اجتناب ما يخدش الصوم من السب واللغو والرَّفّث وسائر ما نهى الله عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم:"ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو، والرفث، فإن سابَّك أحد، أو جهل عليك، فقل إني صائم" [حديث صحيح رواه ابن خزيمة1996]
ولقوله صلى الله عليه وسلم:" الصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم" [رواه البخاري 1904]
7) السواك: قال صلى الله عليه وسلم:" السواك مطهرةٌ للفم، مرضاةٌ للرب" [حديث صحيح رواه النسائي4، وابن خزيمة 135]
8) الجود والسخاء والكرم والصدقة والعطاء والبذل وإطعام الطعام وإكرام الجار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/282)
9) حضور الدروس وحلق الذكر ومدارسة القرآن وقراءته وحفظه، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة" [رواه البخاري 6، ومسلم 2308]
10) الاجتهاد في العبادة وبالأخص في العشر الأواخر، فعن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" [رواه البخاري2024، ومسلم1174]
11) تحري ليلة القدر وطلبها في الوتر من العشر الأواخر لأنها أفضل ليلة في السنة كلها والعمل الصالح فيها خير من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، قال تعالى
ولقوله صلى الله عليه وسلم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" [رواه البخاري2014،ومسلم760]
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أدعو فيها؟ قال: قولي "الهُمَّ إنكَ عَفُوٌّ تُحبُّ العفوَ فاعفَ عني" [رواه الترمذي3513،وابن ماجه 3850]
12) قيام ليالي رمضان:
قال صلى الله عليه وسلم:" من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفرَ له ما تقدم من ذنبه" [رواه البخاري37، ومسلم759]
13) الإعتكاف وهو لزوم المسجد والإقامة فيه مدة محددة قليلة أو كثيرة بنية التقرب إلي الله عز وجل وطلباً لثوابه واقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً [رواه البخاري 2044]
وللمعتكف أن يقطع اعتكافه متى شاء قبل انقضاء المدة التي نوها ويستحب له قضاءه، وقيل: يجب عليه أن يقضي، والأفضل أن يعتكف في مسجد تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة ن وأفضل وقت للاعتكاف في رمضان العشر الأواخر ومن نوى اعتكفاها فإنه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس ويخرج بعد غروب الشمس آخر يوم من الشهر و يستحب أن يبقى في المسجد حتى يخرج إلي صلاة العيد، ويستحب للمعتكف الإكثار من الذكر والنوافل وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء، ومن جميع ما يُقرب العبد بربه عز وجل
ويباح للمعتكف ترجيل شعره، ونظافته، والأكل، والشرب، والنوم في المسجد، مع المحافظة على نظافة المسجد وصيانته، ويباح له توديع أهله، والخروج للحاجة التي لا بد منها، فعن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: "إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيُدْخِل عَلَيَّ رأسه وهو في المسجد فأرجِّله، وكان لا يَدْخُلُ البيتَ إلا لحاجة إذا كان معتكفاً" [رواه البخاري2029ومسلم297]
قال ابن المنذر ـ رحمه الله: أجمع العلماء على أن للمعتكف أن يخرج من معتكفه للغائط والبول.
لأن هذا مما لا بد منه، ولا يمكن فعله في المسجد، وفي معناه الحاجة إلي المأكول والمشروب إذا لم يكن له من يأتيه به فله الخروج إليه،وإن بغته القيء فله أن يخرج ليقيء خارج المسجد، وكل ما لا بد منه ولا يمكن فعله في المسجد فله خروجه له
ولا يفسد اعتكافه ما لم يبطل، ويبطل الإعتكاف بالخروج من المسجد لغير حاجة عمداً وإن قل وقته، والوطء، والمس بشهوة تُسبب الإنزال. لقوله تعالى وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا
ويبطل كذلك بالنسبة للمرأة إذا حاضت أو نَفُسَتَ.
ما يباح للصائم
1) الإغتسال والإنغماس في الماء، فعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُدركه الفجرُ وهو جُنب من أهله ثم يغتسل ويصوم. [رواه البخاري ومسلم]
فإن دخل الماء جوف الصائم من غير قصد فصومه صحيح.
2) الإكتحال والقطرة في العين
3) القبلة لمن يقدر على ضبط نفسه،، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقبل وه صائم، وكان أملككم لإربه [متفق عليه]
4) الحجامة، فقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم كما روى ذلك [البخاري 1939]
وسأل ثابتُ البُناني أنساً رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضعف. [البخاري1940]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/283)
5) المضمضة والإستنشاق، ويكره المبالغة فيهما، لقوله صلى الله عليه وسلم:" بالغ في الإستنشاق، إلا أن تكون صائماً" [حديث صحيح رواه الترمذي788وابن ماجه407]
6) يباح للصائم أ يتذوق الطعام بلسانه فقط من غير أن يصل إلي جوفه.
7) يباح له ما لا يمكن الاحتراز منه كبلع الريق.
8) شم الروائح الطيبة والتطيب
8) يباح للصائم أن يصبح جُنباً.
9) يباح للصائم أن يأكل ويشرب ويجامع من حين وقت الإفطار وحتى طلوع الفجر. فإن طلع الفجر وهو مجامع فعليه أن ينزع ويصوم وصومه صحيح.
زكاة الفطر
تجب زكاة الفطر على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين، لحديث ابن عمر رضي الله عنه: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمرٍ أو صاعاً من شعيرٍ على العبد والحر،والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين" [البخاري 1504، ومسلم984]
قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: "كُنَّا نُخرجُ زكاة الفطر صاعاً من طعام، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من تمرٍ، أو صاعاً من إقْطٍ، أو صاعاً من زبيبٍ" [البخاري1506، مسلم985]
والصاع المعتبر هو صاع أهل المدينة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الوزن وزن أهل مكة، والمكيال مكيال أهل المدينة " [حديث صحيح رواه أبو داود 3340وغيره]
ومقداره اليوم 3كيلوجرام تقريباً
وهي تُدفع للمساكين دون بقية الأصناف الثمانية لحديث ابن عباس رضي الله عنهما" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرَّفَثِ وطُعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات " [حديث حسن رواه ابو داود1609، وغيره]
وذهب بعض أهل العلم أنها تصرف للأصناف الثمانية، وهم الفقراء، والمساكين، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب،والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[09 - 10 - 04, 03:01 م]ـ
جزاك الله كل خير، وجعله في ميزان حسناتك، ونفع بك إن شاء الله
واسمح لي بهذه المشاركة البسيطة:
قال بعض المفسرين في قوله تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" المراد بالصابرين الصائمون؛ لأنهم يصبرون أنفسهم عن الشهوات.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم في حديثه المشهور: "الصيام جنة .. الحديث" أي: وقاية.
الصيام وقاية من النار؛ لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات.
الصيام وقاية من الوقوع في المعاصي: " .. فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله قليقل: إني صائم، مرتين .. الحديث"
الصيام وقاية من الأمراض المزمنة: الصيام وقاية من ضغط الدم، ومن ضعف القلب لأنه يخفف وزن الجسم وإذا خف الوزن استراح القلب، ووقاية من التهابات الكلى المزمنة، ومن التهابات المفاصل التي تصاب بها السيدات في سن الأربعين، ومن البول السكري ..... فمن الذي علم هذا العلم لرسول الله؟
(وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما)(36/284)
هل كفن الميت إزار ورداء ولفافة؟
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[09 - 10 - 04, 02:01 م]ـ
روى ابن سعد في الطبقات عن عامر، الشعبي قال: " كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب برود يمانية غلاظ إزار ورداء ولفافة "
أريد بارك الله فيكم أن أعرف هل يكون كفن الميت كذلك؟
وهل مارد في هذا الأثر إزار ورداء ولفافة صحيح
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[09 - 10 - 04, 03:59 م]ـ
أرجو تعديل العنوان فالصواب هل يكفن الميت في إزار ...(36/285)
حول صلاة التراويح؟
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 03:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخواني في الله تو جد شبهة حول امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان ربي عليه حول صلاة التراويح والشبهة وضعها احد اهل البدع من الرافضه في احدى المنتديات ويقول هذا الرافضي
صارت تلك العبادة اي صلاة التراويح بدعة واستحق بذلك سخط الله تعالى وغضبه، وهكذا هي صلاة التراويح فلم يرد فيها نص قرآني ولا حديث نبوي حتى يمكننا أن نقول بشرعية هكذا عبادة، أما إذا كانت مستندة إلى اجتهاد رجل ورأي يرتأيه فهذا ما لا تعتبره الإمامية مشروعاً بل تعتبره بدعة. واليكِ ممن اعترف بأن صلاة التراويح هي ليست من سنة النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" بل هي سنة عمر بن الخطاب وهو أول من سنها:
1 ـ نص الباجي والسيوطي والكتواري وغيرهم على أن أوّل من سن التراويح عمر بن الخطاب سنة أربع عشرة. راجع محاضرة الأوائل ص 149.
2 ـ إن أول من جمع الناس على التراويح عمر. نفس المصدر ص 98. وشرح المواهب للزرقاني.
3 ـ إن إقامة النوافل بالجماعات في شهر رمضان من محدثات عمر وأنها بدعة حسنة. راجع طرح التثريب 3/ 92.
راجع كذلك في كون صلاة التراويح ليست سنة نبوية: الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 460 وتاريخ الخلفاء ص 137، وراجع الأوائل للعسكري ص 112 والطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 281، وصحيح البخاري كتاب الصوم صلاة التراويح 3/ 58 وصحيح مسلم 1/ 523 حديث 759 كتاب الصلاة باب الترغيب في قيام رمضان
فأرجو من الاخوة الكرام أن يفسر لي قول العلماء الذين استشهد بهم هذا الرافضي ومن ثم يسرد الادله من السنة على صلاة التراويح
ـ[أبو غازي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 03:34 م]ـ
لقد نوقشت هذه المسألة في المنتدى.
وهذا هو الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13300&highlight=%CD%E3%C7%D1(36/286)
وقفات مهمة حول قراءة القرآن (بمناسبة شهر رمضان)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 03:45 م]ـ
وقفات مهمة حول قراءة القرآن (بمناسبة شهر رمضان)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بالقرآن، وما فيه من العلوم والمواعظ ماتستقيم به حياتنا، وتطمئن به قلوبنا، والصلاة والسلام على رسول الله الذي كان خلقه القرآن، وعلى أصحابه الذين كان أحدهم قرآنا يدب على الأرض أما بعد
فهذه وقفات دعا إليها حق التذكرة، ومناسبة الزمان بقرب شهر رمضان بلغنا الله إياه، وهي تتعلق بقراءة القرآن، أشير في طليعتها إلى أمرين:
1.أن القصد من هذه الوقفات ما خفي العلم به، أو قل العمل به، فخرج بهذا ماكان معلوما معمولا به عند الأكثر.
2.أنني لم أراع ترتيبا معينا في سردها بل كيفما اتفق، والجامع هو الفائدة - إن شاء الله - في إطار هذا الموضوع.
الوقفة الأولى: السواك وتطهير الفم.
وهذه - أيها الإخوة - نغفل عنها قبل القراءة، وقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك، فطهروا أفواهكم للقرآن "
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 102: رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به، وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه.والحديث جوّد إسناده الألباني في الصحيحة 3/ 215.
وقال قتادة رحمه الله:" ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن ".
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكون بين يديه تور فيه ماء إذا تنخع تمضمض ثم أخذ في الذكر، وكان كلما تنخع تمضمض. (القرطبي 1/ 27)
قال الآجري:" أحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أو نهار أن يتطهر وأن يستاك، وذلك تعظيم للقرآن، لأنه يتلو كلام الرب عز وجل " (أخلاق حملة القرآن ص73).
الوقفة الثانية: الانشغال عن قراءة القرآن.
كان السلف رحمهم الله يعتنون بالحزب أو الورد اليومي من القرآن عناية عظيمة، ولهم في ذلك أخبار عجيبة.
أما اليوم فما أقل من قطع على نفسه حزبا يوميا، وما أقل - من هذا القليل - من يحافظ على حزبه محافظته على الفريضة لايخل به، بل الواقع أنه يقع الإخلال به لأدنى شغل.
جاء في (البداية والنهاية) 9/ 162:" قال إبراهيم بن أبي عبلة: قال لي الوليد بن عبد الملك - الخليفة الأموي - يوما: في كم تختم القرآن؟ قلت: في كذا وكذا، فقال: أمير المؤمنين على شغله يختمه في كل ثلاث - وقيل في كل سبع قال - وكان يقرأ في شهر رمضان سبع عشرة ختمة ".
وقال أبو العالية: كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة مرة، فشق ذلك علينا فجعلنا نختم كل ليلتين مرة، فشق علينا فجعلنا نختم كل ثلاث ليال مرة، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمونا أن نختم كل جمعة أو قال كل سبع، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا. (طبقات ابن سعد 7/ 113)
ومما يدل على مواظبتهم ما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:" ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "
وكان عروة يقرأ ربع القرآن في كل يوم نظرا في المصحف، ويقوم به بالليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ثم عاوده من الليلة المقبلة. شعب الإيمان 2/ 410
ويحكي إبراهيم النخعي عن حالهم فيقول: كان أحدهم إذا بقي عليه من حزبه شيء فنشط قرأه بالنهار أو قرأه من ليلة أخرى، قال: وربما زاد أحدهم.
ولهذا شرع قضاؤه إذا فات، كما روى عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " رواه مسلم.
بل كان أحدهم يتأثر غاية التأثر إذا فاته حزبه، كما روى أبوداود الجفري قال دخلت على كرز بن وبرة بيته فاذا هو يبكي فقلت له ما يبكيك قال ان بابي مغلق وان ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة وما هو إلا من ذنب أحدثته. حلية الأولياء 5/ 79.
الوقفة الثالثة: الإخلال بالترتيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/287)
أمر الله تعالى بترتيل القرآن وأكده بالمصدر في قوله عز وجل: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (المزمل: من الآية4)، ومحل الإخلال الملحوظ في هذا: حينما يقرأ المرء بمفرده، بخلاف القراءة الجماعية على طريقة الإدارة بالقرآن. فتقع العجلة والهذرمة، وعدم توضيح الحروف، وإعراب الكلمات، وحسن الوقوف على الجمل.
عن حفصة أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته قاعدا حتى كان قبل وفاته بعام، فكان يصلي في سبحته قاعدا، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها. أخرجه مسلم - والشاهد آخره -
وعن يعلي بن مملك أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته، قالت: مالكم وصلاته، ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفا حرفا.أخرجه أحمد والترمذي والنسائي بسند صحيح
وجاء رجل إلى ابن عباس فقال: إني سريع القراءة وإني أقرأه في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة فى ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلى من أن أقرأ كما تقول. أخرجه البيهقي وغيره
وقال رجل له: أني رجل سريع القراءة وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس: لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلى من أن أفعل مثل الذي تفعل، فإن كنت فاعلا لا بد، فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويعيه قلبك. أخرجه البيهقي
وعن الشعبي قال: إذا قرأت القرآن فاقرأه قراءة تسمع أذنيك ويفقه قلبك، فان الأذن عدل بين اللسان والقلب. أخرجه ابن المبارك في (الزهد)
الوقفة الرابعة: الخشوع حال القراءة.
إلى الله المشتكى من قسوة القلوب التي لاتوجل، وقحط العيون التي لاتدمع حال قراءة القرآن، ورحم الله القائل:
ولو أن عينا ساعدت لتوكفت
سحائبها بالدمع ديما وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها
فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
قال تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:23)
وقال ربنا سبحانه: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (الحديد:16)
وقال عز وجل: (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (الاسراء: 106 - 109)
فحسبنا هذه الآيات السالفات، وخبر النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن مسعود في قراءته سورة النساء مشهور عند الجميع.
وهكذا كان سلف الأمة من الصحابة فمن بعدهم كما جاء عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لجدتي أسماء رضي الله عنها: كيف كان يصنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأوا القرآن؟ قالت: كانوا كما نعتهم الله تعالى؛ تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم. قلت: فإن ناسا ههنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية، فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وغيرهما
الوقفة الخامسة: التفاعل مع القراءة.
وهذا من أسباب التدبر، وحضور القلب حال القراءة.
ومن صور ذلك: السؤال والتعوذ والتسبيح في مواضعها، كما في قصة صلاة حذيفة مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: " يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ " رواه مسلم
وعن ابن عباس أنه قال: " إذا قرأ أحدكم (سبح اسم ربك الأعلى) فليقل: سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأ (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) فليقل: اللهم بلى، أو: اللهم سبحان ربي بلى " أخرجه البيهقي في الشعب.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا قرأت (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم) قالت: اللهم من علي، وقني عذاب السموم. أخرجه البيهقي في الشعب
والأمثلة في هذا كثيرة
ومن صور التفاعل: أن تتصور توجه الخطاب لك مباشرة، وأنك المعني بالكلام.
ومن صور التفاعل: تكرار الآية، وإمرارها على القلب، كما كرر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (المائدة:118).
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/288)
ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[28 - 07 - 10, 11:51 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
ـ[أم نور الدين]ــــــــ[28 - 07 - 10, 06:28 م]ـ
وقفات قيمة، بارك الله فيكم(36/289)
معذرة أنتم لا تعرفون الشيخ محمد عمرو ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 04, 05:00 م]ـ
الحمد لله وحده ...
يكثر الكلام في مصر وفي خارجها عن الشيخ محمد عمرو عبداللطيف
محدث مصر ..
فإذا كان السبيل الوحيد لتعرف طلبة العلم على الشيخ هو مطالعة كتبه ..
باعتبار أن لقاء الشيخ صعب، وباعتباره ممنوعا من المحاضرات والدروس من عام 1997 ..
وباعتبار أن آخر ما طبع للشيخ هو رسالة في حديث " يس قلب القرآن " الذي طبع منذ أحد عشر عاما ..
وإذا كان الشيخ نفسه لما أراد أن يراجع " تبييض الصحيفة " تجهيزا لطبعه طبعة جديدة ..
استدرك على نفسه!
وتعجب من بعض فعله!
فإني أجزم أنكم لا تعرفون حقيقة هذا الشيخ، فإن قرر الشيخ أن يطبع شيئا من انتاجه الحديث
فلينتظر طلبة العلم فوائد غزيرة، وتحريرات جميلة
وكيف لا؟!
والشيخ منذ سنوات وسنوات يطالع، ويحقق، ويمارس، ويدقق ..
ولن يكون انتاجه إلا تفريخا لحصيلة هذه السنوات
خاصة والشيخ لا يبخل على القارئ و طالب العلم بشيء من خبرته، ولا يضن أن يكون كتابه محشوا بالفوائد ..
مما جعل مصنفاته - على قلتها - تلقى قبولا عجيبا ..
ويحصل صاحبها على شهرة غريبة ..
ولئلا يقال أنني متحمس لشيخه، فقد استأذنت الشيخ أن أنقل شيئا من خط يده
إلى ملتقى أهل الحديث رأساً
من آخر ما خطت يد الشيخ – يسر الله خروجه قريبا - ..
فوافق الشيخ – جزاه الله خيرا -، لعل ذلك لحبه في هذا الملتقى ..
ولا يبقى إلا أنني متحير أشد ما يكون الحيران!
فلا أدري من أين أنقل، وأي فائدة أكتب!
فاجعلوا هذا القدر مني كالتوطئة والتشويق ..
واسمحوا لي أن أتأخر في نقل ما أريد نقله ..
لكنني أعدكم وعد الحر أن تفرحوا بهذا الكتاب حين يخرج، فرحي به أو أشد ..
أسأل الله أن يبارك في صاحب هذا المنتدى، ومشرفيه، ورواده ..
والسلام
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[09 - 10 - 04, 05:22 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخانا الشيخ الأزهري السلفي
ونسأل الله تعالى أن ينفع بالمحدِّث الجهبذ الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف
وأقترح على الشيخ الأزهري أن يستأذن الشيخ محمد عمرو في تصوير بعض كتبه من خطه مباشرة ووضعها بالاسكانر في الملتقى
لعل ذلك يكون أسهل على الشيخ الأزهري، وأنفع لأهل الملتقى
وإذا صعب على الشيخ الأزهري تحميل الصور بالاسكانر فأتوقع أن يهب لمساعدته في هذا الغرض النبيل العديد من إخواننا في الملتقى رغبة في الأجر الجزيل في نشر علوم ذلك الحبر الجليل
ـ[عصام البشير]ــــــــ[09 - 10 - 04, 08:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الذي أقترحه أولا أن تنزل كتبه القديمة على ملفات وورد في الملتقى، لأنها نادرة، ولا نكاد نجدها في المكتبات.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[09 - 10 - 04, 08:45 م]ـ
أولاً: أشكر الأخ الحبيب الشيخ الأزهري السلفي على جهوده الخفية والتي لا يعلم عنها الكثير من الإخوة ..
وأبشِّركم جميعًا بخصوص مؤلفات الشيخ الناقد محمد عمرو بن عبد اللطيف ..
ففي القريب العاجل ـ بعون الله ـ ترون ما يسرّكم ..
ـ[الرايه]ــــــــ[09 - 10 - 04, 10:14 م]ـ
خليل بن محمد
جزيت خيرا على بشراك
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 08:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم الأزهري , وإن كنت تريد طباعة أي شيء للشيخ فأنا على استعداد لذلك , والله الموفق(36/290)
انتبهو من تقويم ام القرى بالنسبة لصلاة الفجر فهو متقدم عن الوقت كثيرا
ـ[غندر]ــــــــ[09 - 10 - 04, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت هذا الموضوع للتنبيه
نص الرسالة
وهذا فحوى ما ذكره الشيخ الدكتور سعد الخثلان استاذ الفقه بكلية الشريعة بالرياض حيث ذكر ان هناك لجنة مشكلة لتحري وقت صلاة الفجر وتعمل منذ ما يقارب السنة ويشارك في عضويتها بالاضافة له بعض المختصين الفلكيين من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وانهم قد تابعوا الفجر عدة مرات وفي اوقات مختلفة من السنة فوجدوا ان تقويم ام القرى متقدم عن الوقت بما يصل الى قرابة 20 دقيقة في الشتاء واقل من ذلك بقليل في الصيف. واللجنة لازالت مستمرة في عملها للخروج بنتائج نهائية ويتوقع ان يكون ذلك خلال سنة تقريبا.
وهذا يعني انه لابد من التنبه بشأن اداء صلاة الفجر سواء في المساجد او للنساء والمعذورين في البيوت حيث ان اداء الصلاة قبل وقتها باطل بالاجماع الا حين جمع صلاة العصر او العشاء لما قبلهما.
وعلى ائمة المساجد الذين يبكرون بالصلاة في رمضان ان يحذروا من ان يكونوا يؤدون الصلاة قبل وقتها فالذي ينبغي ان لاتؤدى صلاة الفجر الا بعد ما لايقل ن 25 دقيقة من توقيت ام القرى الحالي.
وذكر بعض طلاب الشيخ نقلا عنه ان هناك توقيت دقيق اسمه (اسنا) ويوجد في ساعة العصر وهو مطابق الى حد كبير للتوقيت الصحيح، وقد جربت انا هذا التوقيت فوجدت بينه وبين اذان الفجر بتوقيت ام القرى 16 دقيقة وذلك في هذا اليوم الخميس الموفق 23/ 8/1425هـ. ولما سئل الشيخ عن ان هناك لجنة سبق ان خرجت في عهد الشيخ ابن باز فوجدت التوقيت صحيحا ذكر ان تلك اللجنة انما خرجت مرة واحدة وهذا لايكفي لاختلاف الوقت باختلاف الفصول وذكر الشيخ ان التقويم الحالي (ام القرى) لايعرف تحديدا من وضعه ويقال انه باكستاني وذكر الشيخ انهم بحثوا عنه ليسألوه عن مستنده في اوقاته فلم يجدوه حتى الآن. واما بالنسبة لبقية الاوقات غير الفجر فتقويم ام القرى دقيق الى حد ما ولايفرق الادقيق او دقيقتين. ونقل لي احد طلبة اعلم ان عددا من المشايخ ومنهم الشيخ عبدالرحمن البراك يؤدون سنة الفجر بعد مرور حوالي عشرين دقيقة من الاذان ونقل لي ايضا ان الشيخ عبدالكريم الخضير افتى بأنه ينبغي الاحتياط للصوم ولصلاة الفجر بالامساك على تقويم ام القرى وعدم الصلاة قبل مرور ما يقارب 20 دقيقة او تزيد.
هذا فحوى بعض ما سمعته نقلا عن بعض طلاب الشيخ والله على ما اقول شهيد.
اخوكم ابومحمد في 23شعبان 1425
http://alsaha.fares.net/sahat?128@52.cAPCnxYfHHn.0@.1dd663bd ( المصدر)
لفتة
بالنسبة للامساك ففتوى الشيخ الخضير انه يحتاط له بالامساك على التقويم الحالي احتياطا لعبادة عظيمة هي الصيام، ولكن لو لم يستيقظ الا على الاذان الحالي او احتاج الى اكل علاج ونحو ذلك لم يتذكره واكل فقد ذكر بعض العلماء انه لابأس بالاكل ولو بعد الاذان الحالي بقليل.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 10 - 04, 06:24 م]ـ
المفتي العام: تقويم أم القرى موثوق فيه من علماء الأمة
لطفي عبداللطيف- الرياض
اكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء ان التوقيت الخاص بأم القرى توقيت دقيق وشرعي وموثق ولا يمكن التشكيك فيه وقال: لقد وثق علماء الأمة هذا التوقيت وجرب وطبق وثبت انه طبقا للتوقيت الشرعي وان فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله اصدر بيانا في عام 1418هـ وثق فيه توقيت أم القرى. ورد سماحة مفتي عام المملكة على الذين يشككون في دقة هذا التقويم وقال: هؤلاء متنطعون متقولون، ولا يؤخذ بما يثيرونه، وايضا رد سماحته على من يقولون باننا نمسك قبل الامساك باربعين دقيقة وافتى بأنه لا يجوز لأي مؤذن ان يرفع الأذان قبل توقيت ام القرى، لأنه بذلك يعد من المخالفين وقال سماحته: ان شريعة الاسلام سهلة وميسرة ولا غلو ولا اغلال فيها وان التقويم مزكى من قبل علماء المسلمين، ولذا فلا تقدم في الامساك ولا تأخر كما يزعم البعض. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها سماحته في الجامع الكبير بالرياض امس وخصصها للحديث عن رمضان وفضائله وخصائصه وما يجب على المسلمين فيه ولماذا يفرح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/291)
المسلمون بقدوم هذا الشهر الكريم ثم ختم خطبته بالحديث عن تقويم ام القرى وتوثيقه ورده على من يحاولون التشكيك في وقته. وقد بدأ سماحة المفتي بالحديث عن عبادة الله تعالى وفضائل العبادات وتنوعها وقال: كل مسلم مؤمن بأن غاية خلقنا جميعا معشر الثقلين الانس والجن هي عبادة الله تعالى (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) تلك العبادة التي حقيقتها اخلاص الدين لله، وتعلق قلب العبد بربه، خوفا ورجاء واعتقادا ان الله هو المستحق وحده للعبادة، فالدعاء والرجاء والاستغاثة والخشية والخشوع لا يكون الا لله، والانسان المؤمن هو الذي قلبه متعلق بالله، ومن رحمة الله تعالى ان نوع بين العبادات، فقد شرع الله لنا عبادات متنوعة، وحكمته تعالى في تنوع هذه العبادات زيادة الايمان (ليزدادوا ايمانا على ايمانهم) ومضاعفة الاجور وتقوية الرغبة في الخير. ولذا فإن خلق الله الثقلين لم يكن لعبا، خلق بالحق ولكن اكثرهم لا يعلمون، وهناك من عباد الله من يقبل فرضا وقد لا يقبل آخر، ولكن المسلم الحق هو الذي يقبل فرائض الله كلها ويطبقها كما فرضها عليه، لأن اعظم امر عند الله هو عبادته، ولا خلاف في ذلك، ثم اداء اركان الاسلام العملية. وهناك عبادات متعلقة بالابدان مثل الصلوات الخمس وعبادات متعلقة بالمال مثل فريضة الزكاة، وهناك عبادات متعلقة بالبدن والمال مثل الحج والجهاد في سبيل الله، وعبادات متعلقة بكف النفس عن شهواتها مثل صيام شهر رمضان، واذا وفق الله العبد واستكمل اركان اسلامه، سهل الله له بقية اركان الاسلام. وصيام شهر رمضان احد اركان الاسلام الخمسة وهو احد الاركان التي بني عليها هذا الدين، وذلك باجماع الامة وعلمائها، والصيام عبادة قديمة تعبد الله بها من كان قبلنا من الامم (يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم). ولكن لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر المزيد من الفضل والخصوصية فهو شهر كريم فيه فضائل كثيرة لم تتوفر لغيرنا من الأمم، يقول تعالى (يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم). ولذا يرتقب المسلمون شهر رمضان بفرح عظيم، وسرور كبير، واغتباط وشكر لله وثناء عليه، والسؤال لماذا هذا الفرح؟ والجواب: نظرا لكثرة الخير والفضل فيه يفرح المسلمون بهذا الشهر الكريم، انهم يفرحون به لما فيه من الثواب الجزيل، ومضاعفة الحسنات، وتكفير للخطايا، ومحو للسيئات، فنحن جميعا نسأل الله ان يبلغنا رمضان، هذا الشهر الكريم، وندعوه في آخره ان يتقبل منا هذا الشهر وما قمنا به من صيام وصلاة ودعاء. فإدراك شهر رمضان نعمة من نعم الله، اذا بقي في عمرنا ان ندرك شهر الصيام، عسى التوبة النصوح والرجوع الى الله، وتكفير الخطايا، والاقلاع عن الذنوب والتكفير عنها، والدعاء المستجاب والعمل المقبول بإذن الله. ويرغب نبينا صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، ويعدد فضائله ومزاياه لحث المسلمين على صيامه وقيامه ومن خصائص رمضان ان صيامه وقيامه سبب المغفرة لما مضى من الذنوب (من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). وان صيام شهر رمضان يكفر ما بين رمضان ورمضان وحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم (الصلوات الخمس، والجمعة الى الجمعة، ورمضان الى رمضان كفارة لما بينها اذا اجتنبت الكبائر). وهناك من يستقبل رمضان للتنافس على الخير وفعل الطاعات والاكثار منها، ولكن هناك من يستقبله بالبحث عن الزلات والخطايا، والخوض في اعراض الناس، والاساءة لهم، والمفروض على المسلم ان يقلع عن هذا في رمضان وغيره، ولا يتتبع عورات الناس. في شهر رمضان تفتح ابواب الجنة الثمانية وتغلق ابواب النيران وينادي مناد يا باغي الخبر اقبل ويا باغي الشر ادبر هو شهر بركة اوله مغفرة واوسطه رحمة وآخره عتق من النار ينزل الله فيه الرحمة، ويحط الخطيئة ويستجيب الدعاء. ولقد كتب الله الصيام على الناس في هذا الشهر تشريفا لهم ورحمة بهم واحسانا عليهم، تفضل به عليهم (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات). فالمؤمنون هم الذين يستجيبون لفريضة الصيام، ولستم بدعا من الناس، ولكنها عبادة، والتقوى تتجلى في خلق الصائم لأنه يدع الطعام والشراب والنساء وكل ما هو مباح له من طلوع الفجر الثاني الى غروب الشمس، انه يترك كل ذلك من الشهوات التي تحبها نفسه وتميل اليها يتركها قربة لله، وطاعة في كل احواله، هو الرقيب عليه، لأن المرء يريد ان يكون من الذين يتقون الله في صيامهم وفي عباداتهم
المصدر صحيفة المدينة
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=647&pubid=1&CatID=3&articleid=75716
ـ[المنصور]ــــــــ[10 - 10 - 04, 05:00 م]ـ
في نظري: ماكان ينبغي لصاحب الموضوع التعجل في الحكم على تقويم المسلمين، وعلى الأقل عندنا فتوى من الإمام ابن باز في وقته،وهي مبنية على دراسة لجنة معتمدة، ثم لدينا فتوى الآن من المفتى العام، أفنترك مايلزمنا اتباعه إلى دراسة لم تعتمد بشكل نهائي، وإني أنصح إخواني جميعاً بعدم النظر في الكلام المنتشر حالياً والالتزام بما علم وتم التأكد منه سابقاً لحين ثبوت خلاف ذلك يقيناً واعتماده من الإفتاء.
هذا ماأنصح به الجميع، والله تعالى من وراء القصد،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/292)
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 10 - 04, 05:35 م]ـ
ثم إن التقويم مقارب للساعات المعاصرة التي تنبه للأذان ويصعب توارد الخطأ من أكثر من ثلاث جهات.
وعلى كل حال أنصح الإخوان باصلاة في مسجدنا فإن الإقامة تتأخر كثيراً عن الأذان!!!:)
ـ[الودعاني]ــــــــ[10 - 10 - 04, 06:14 م]ـ
سئل الشيخ سعد الخثلان في برنامج الجواب الكافي عن هذا الكلام فأجاب بأنه قد خرجت لجنة ... إلخ، لكنه قال: قال لي بعض العلماء لا يحسن التكلم بمثل هذا قبل صدوره رسميا دفعا للفتنة ..
والشيخ أعرفه شخصيا وهو من أفضل من رأيت ولا نزكي على الله احدا.
أما تقويم إسنا فيتأخر عن صلاة الفجر بنحو 17 دقيقة ويتقدم في العشاء بنحو نصف ساعة .. والحرج في ايقاع الصلاة قبل وقتها لا بالامساك .. وبالمناسبة فهذا التقويم وغيره موجود في ساعات الفجر والعصر ..
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 08:53 م]ـ
سبق نقاش في الملتقى في هذه القضية على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4034&highlight=%C5%D3%E4%C7
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 10 - 04, 03:37 م]ـ
مواقيت الصلاة صحيحة ولا أخطاء في التقاويم
بدر الشهري - الدمام
رفض فلكيون تشكيك البعض في سلامة مواقيت صلاة الفجر، وقال العالم الفلكي جبر الدوسري لـ (المدينة) ان الفجر الفلكي المعروف بـ (الصادق) والذي يتم على أساسه اقامة أذان الفجر يكون عند درجة 18 تحت الأفق. وعن تحديد وقت أذان الفجر وارتباطه بالفجر الصادق أوضح الفلكي جبر ان ذلك يعود لأمور فقهية ومذهبية فهناك مذاهب تقر اقامة الاذان قبل أو بعد الفجر الصادق بدقائق وهناك مذاهب تقره مع طلوع الفجر. واضاف الدوسري ان تقويم اتحاد مسلمي امريكا الشمالية قد تم اعداده على اسس معينة يحكمها موقع امريكا الشمالية وزاوية الشمس التي يقاس عندها الفجر الصادق .. وكان الشيخ سعد الخثلان قد وصف التقاويم الفلكية الموجودة اليوم بأنها تقدم وقت صلاة الفجر عن الوقت الشرعي معتبرا ان الصحيح مبدئيا هو تقويم جمعية اتحاد مسلمي امريكا الشمالية
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=662&pubid=1&CatID=74&sCatID=219&articleid=77780
ـ[الاعتصام]ــــــــ[24 - 10 - 04, 05:45 م]ـ
اتصلت بمكتب المفتي وأكد بأن القول بأن تقويم ام القرى متقدم غير صحيح هذا من جهة،ومن جهة اخرى أكد بأن الشيخ بن باز قد وثّق تقويم ام القرى بناءً على لجنة شكلت لهذا الغرض.(36/293)
هل فى مذهب الحنبله الصلاه على الشهيد؟؟
ـ[ابو عبد الرحمن الحنبلى]ــــــــ[09 - 10 - 04, 11:57 م]ـ
لأن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {غسل سعد بن معاذ وصلى عليه وكان شهيد}
وحديث جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - {ان النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمر بدف شهداء أحد فى دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم}
هذا منقول من كتب الحنبله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 01:20 ص]ـ
قال المرداوي في الإنصاف: (2/ 274 - 278) دار الكتب العلمية ط 1997
قوله (ولا يصلى عليه في أصح الروايتين) وهو المذهب، وعليه أكثر الأصحاب قال في مجمع البحرين: هذا أصح الروايات، وهو قول الخرقي،
والقاضي قال الزركشي: هذا المشهور من الروايات، واختيار القاضي، وعامة أصحابه وجزم به في الوجيز وغيره وقدمه في الفروع، والمغني، والشرح، وابن تميم، وغيرهم.
والرواية الثانية: تجب الصلاة عليه اختارها جماعة من الأصحاب، منهم الخلال، وأبو بكر عبد العزيز في التنبيه، وأبو الخطاب، وحكي عنه: تحرم الصلاة عليه، وعنه إن شاء صلى وإن شاء لم يصل
فعليها: الصلاة أفضل، على الصحيح قدمه في الفروع، ومجمع البحرين، والزركشي، وابن تميم، وعنه تركها أفضل وظاهر كلام القاضي في الخلاف: أنهما سواء في الأفضلية. تنبيه: محل الخلاف: في الشهيد الذي لا يغسل
فأما الشهيد الذي يغسل: فإنه يصلى عليه على سبيل الوجوب، رواية واحدة.
فائدة جليلة
قيل: سمي شهيدا لأنه حي، وقيل: لأن الله وملائكته يشهدون له بالجنة. [وقيل: لأن الملائكة تشهد له]
وقيل: لقيامه بشهادة الحق حتى قتل.
وقيل: لأنه يشهد ما أعد له من الكراهة بالقتل،
وقيل: لأنه شهد لله بالوجود والإلهية بالفعل، كما شهد غيره بالقول،
وقيل: لسقوطه بالأرض. وهي الشهادة،
وقيل: لأنه شهد له بوجوب الجنة،
وقيل: من أجل شاهده، وهو دمه،
وقيل: لأنه شهد له بالإيمان وبحسن الخاتمة بظاهر حاله،
وقيل: لأنه يشهد له بالأمان من النار،
وقيل: لأن عليه شاهدا بكونه شهيدا،
وقيل: لأنه لا يشهده عند موته إلا ملائكة الرحمة،
وقيل: لأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل فهذه أربعة عشر قولا،
ذكر السبعة الأولى: ابن الجوزي،
والثلاثة التي بعدها: ابن قرقور في المطالع،
والأربعة الباقية: ابن حجر في شرح البخاري في كتاب الجهاد وقال: وبعض هذا يختص بمن قتل في سبيل الله، وبعضها يعم غيره. انتهى.
ولا يخلو بعضها من نوع تداخل.
قوله (وإن سقط من دابته، أو وجد ميتا ولا أثر به)
يعني غسل وصلي عليه. وكذا لو سقط من شاهق فمات، أو رفسته دابة فمات منها قال الأصحاب: وكذا لو مات حتف أنفه، وهو من المفردات، وكذا من عاد عليه سهمه فيها نص عليه
فالصحيح من المذهب في ذلك كله: أنه يغسل ويصلى عليه وقدمه في الفروع وغيره. وقيل: لا يغسل ولا يصلى عليه، وحكي رواية واختاره القاضي قديما فيمن سقط عن دابته، أو عاد عليه سلاحه فمات، أو سقط من شاهق، أو في بئر، ولم يكن ذلك بفعل العدو واختاره القاضي أيضا في شرح المذهب فيمن وجد ميتا، ولا أثر به
[قدمه الشيخ في المغني، والشارح أنه إذا عاد عليه سلاحه فقتله لا يغسل، ولا يصلى عليه ونصراه]
. تنبيه
قوله (وإن وجد ميتا ولا أثر به) هكذا عبارة أكثر الأصحاب، وزاد أبو المعالي " ولا دم في أنفه ودبره، أو ذكره " قوله (أو حمل فأكل أو طال بقاؤه) يعني لو جرح فأكل فإنه يغسل، ويصلى عليه. وكذا لو جرح فشرب، أو نام، أو بال، أو تكلم، زاد جماعة: أو عطس نص عليه منهم ابن تميم، وصاحب مجمع البحرين، وابن حمدان في رعايته الكبرى،
وهذا المذهب في ذلك كله، ولو لم يطل الفصل وجزم به في التلخيص وغيره وقدمه في المستوعب، والمحرر، والفروع، ومجمع البحرين، وابن تميم، وهو ظاهر كلام الخرقي، وقيل: لا يغسل إلا إذا طال الفصل، أو أكل فقط. اختاره المجد في شرحه فقال: الصحيح عندي: التحديد بطول الفصل أو الأكل؛ لأنه عادة ذوي الحياة المستقرة، وطول الفصل دليل عليها فأما الشرب والكلام: فيوجدان ممن هو في السياق قال ابن تميم: وهو أصح وجزم به في الوجيز وصححه المصنف، قلت: وهو عين الصواب، وعنه يغسل في ذلك كله إلا مع جراحة كثيرة، ولو طال الفصل معها قال في مجمع البحرين: والأولى أنه إن لم يتطاول به ذلك، فهو كغيره من الشهداء.
واختاره جماعة من أصحابنا وقدمه في الرعايتين، وقيل: الاعتبار بتقضي الحرب فمتى مات وهي قائمة لم يغسل، ولو وجد منه شيء من ذلك، وإن مات بعد انقضائها غسل قال في مجمع البحرين، قلت: كذا نقله ابن البنا في العقود عن مذهبنا. انتهى.
قال الآمدي: إذا خرج المجروح من المعركة، ثم مات بعد تقضي القتال فهو كغيره من الموتى قال ابن تميم: وظاهر كلام القاضي في موضع: أن الاعتبار بقيام الحرب فإن مات وهي قائمة لم يغسل، وإن انقضت قبل موته غسل، ولم يعتبر خروجه من المعركة. انتهى. قال في الفروع: نقل الجماعة: إنما يترك غسل من قتل في المعركة، وإن حمل وفيه روح غسل. تنبيه: قوله " أو طال بقاؤه " قال في الفروع: والمراد عرفا.(36/294)
لم افهم هذا الحديث!. من رضع مِن مَن؟؟
ـ[أمين هشام]ــــــــ[10 - 10 - 04, 12:05 ص]ـ
هذا الحديث في صحيح مسلم, ولم افهمه, فهل من معين؟؟
3674 - وَحَدَّثَنَا اِسْحَاقُ بْنُ اِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ اَبِي عُمَرَ، جَمِيعًا عَنِ الثَّقَفِيِّ، - قَالَ ابْنُ اَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، - عَنْ اَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ اَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، اَنَّ سَالِمًا، مَوْلَى اَبِي حُذَيْفَةَ كَانَ مَعَ اَبِي حُذَيْفَةَ وَاَهْلِهِ فِي بَيْتِهِمْ فَاَتَتْ - تَعْنِي ابْنَةَ سُهَيْلٍ - النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ اِنَّ سَالِمًا قَدْ بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الرِّجَالُ وَعَقَلَ مَا عَقَلُوا وَاِنَّهُ يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَاِنِّي اَظُنُّ اَنَّ فِي نَفْسِ اَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم " اَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ وَيَذْهَبِ الَّذِي فِي نَفْسِ اَبِي حُذَيْفَةَ ". فَرَجَعَتْ فَقَالَتْ اِنِّي قَدْ اَرْضَعْتُهُ فَذَهَبَ الَّذِي فِي نَفْسِ اَبِي حُذَيْفَةَ.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[10 - 10 - 04, 10:30 م]ـ
أين من يجيبنا بعلمه؟.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[11 - 10 - 04, 12:31 ص]ـ
الجواب: والعلم عند الله ورسوله وأولو العلم - أمثال أعضاء هذا المنتدى المبارك -
زوج أبي حذيفة وهي هي بنت سهيل ((المرضعة))
وسالم وهو مولى أبي حذيفة ((هو الذي رضع من زوجة أبي حذيفة))
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 02:04 ص]ـ
لم ترضعه مباشرة بل جمعت اللبن في إناء ليشربه.
قال ابن قتيبة الدينوري:
فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم - بمحلها عنده، و ما أحب من ائتلافهما، و نفي الوحشة عنهما - أن يزيل عن أبي حذيفة هذه الكراهة، و يطيب نفسه بدخوله فقال لها "أرضعيه".
و لم يرد: ضعي ثديك في فيه، كما يفعل بالأطفال.
و لكن أراد: احلبي له من لبنك شيئا، ثم ادفعيه إليه ليشربه.
ليس يجوز غير هذا، لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها، إلى أن يقع الرضاع، فكيف يبيح له ما لا يحل له و ما لا يؤمن معه من الشهوة؟
(تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص308 - 309)
و قال الإمام الحافظ أبو عمر ابن عبد البر:
صفة رضاع الكبير أن يحلب له اللبن ويسقاه، فأما أن تلقمه المرأة ثديها، فلا ينبغي عند أحد من العلماء.
(شرح الزرقاني على الموطأ 3/ 292)
و الله أعلم.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[11 - 10 - 04, 11:03 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
رضاعة الكبير بالصفة التي ذكرت , اختلف اهي عامة للناس كما كانت ترى ام المؤمنين عائشة ام انها خاصة ,
باقي امهات المؤمنين كن يرين ان لا رضاعة الا قي الصغر , وابين ان يدخل عليهن احد قد رضع بعد ذلك , قالو لا ندري لعلها رخصة لهم من دون الناس.
واليكم شرح الحافظ في الفتح:
قوله (سالما ولدا) زاد البرقاني من طريق أبي اليمان شيخ البخاري فيه وأبو داود من رواية يونس عن الزهري ” فكان يأوي معي ومع أبي حذيفة في بيت واحد فيراني فضلا ” وفضلا بضم الفاء والمعجمة أي متبذلة في ثياب المهنة، يقال تفضلت المرأة إذا فعلت ذلك، هذا قول الخطابي وتبعه ابن الأثير وزاد ” وكانت في ثوب واحد ” وقال ابن عبد البر: قال الخليل رجل فضل متوشح في ثوب واحد يخالف بين طرفيه، قال: فعلى هذا فمعنى الحديث أنه كان يدخل عليها وهي منكشف بعضها، وعن ابن وهب: فضل مكشوفة الرأس والصدر، وقيل الفضل الذي عليه ثوب واحد ولا إزار تحته، وقال صاحب الصحاح: تفضلت المرأة في بيتها إذا كانت في ثوب واحد كقميص لا كمين له.
قوله (وقد أنزل الله فيه ما قد علمت) أي الآية التي ساقها قبل وهي (ادعوهم لآبائهم) وقوله (وما جعل أدعياءكم أبناءكم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/295)
قوله (فذكر الحديث) ساق بقيته البرقاني وأبو داود ” فكيف ترى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعيه، فأرضعته خمس رضعات فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة ” فبذلك كانت عائشة تأمر بنات إخوتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها، وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد، وقلن لعائشة: والله ما ندري لعلها رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم دون الناس، ووقع عند الإسماعيلي من طريق فياض بن زهير عن أبي اليمان فيه مع عروة أبو عائذ الله بن ربيعة ومع عائشة أم سلمة وقال في آخره: لم يذكرهما البخاري في إسناده، قلت: وقد أخرجه النسائي عن عمران بن بكار عن أبي اليمان مختصرا كرواية البخاري وأخرجه البخاري في غزوة بدر من طريق عقيل عن الزهري كذلك واختصر المتن أيضا، وأخرجه النسائي من طريق يحيى بن سعيد عن الزهري فقال: عن عروة وابن عبد الله بن أبي ربيعة كلاهما عن عائشة وأم سلمة، وأخرجه أبو داود من طريق يونس كما ترى، وأخرجه عبد الرزاق عن معمر، والنسائي من طريق جعفر بن ربيعة، والذهلي من طريق ابن أخي الزهري كلهم عن الزهري كما قال عقيل، وكذا أخرجه مالك وابن إسحاق عن الزهري، لكنه عند أكثر الرواة عن مالك مرسل، وخالف الجميع عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهري فقال: عن عروة وعمرة كلاهما عن عائشة أخرجه الطبراني، قال الذهلي في ” الزهريات ” هذه الروايات كلها عندنا محفوظة إلا رواية ابن مسافر فإنها غير محفوظة، أي ذكر عمرة في إسناده، قال: والرجل المذكور مع عروة لا أعرفه إلا أنني أتوهم أنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، فإن أمه أم كلثوم بنت أبي بكر، فهو ابن أخت عائشة، كما أن عروة ابن أختها، وقد روى عنه الزهري حديثين غير هذا قال: وهو برواية يحيى بن سعيد أشبه حيث قال ابن عبد الله بن أبي ربيعة فنسبه لجده، وأما قول شعيب أبو عائذ الله فهو مجهول، قلت: لعلها كنية إبراهيم المذكور، وقد نقل المزي في ” التهذيب ” قول الذهلي هذا وأقره، وخالف في ” الأطراف ” فقال: أظنه الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، يعني عم إبراهيم المذكور، والذي أظن أن قول الذهلي أشبه بالصواب، ثم ظهر لي أنه أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، فإن هذا الحديث بعينه عند مسلم من طريقه من وجه آخر، فهذا هو المعتمد، وكأن ما عداه تصحيف والله أعلم، وقد أخرج مسلم هذا الحديث من طريق القاسم بن محمد عن عائشة، ومن طريق زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة، فله أصل من حديثهما، ففي رواية للقاسم عنده ” جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو فقالت: يا رسول الله إن في وجه أبي حذيفة من دخول سالم وهو حليفه، فقال: أرضعيه، فقالت: وكيف أرضعه وهو رجل كبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قد علمت أنه رجل كبير ” وفي لفظ فقالت ” إن سالما قد بلغ ما يبلغ الرجال، وأنه يدخل علينا، وإني أظن أن في نفس أبي حذيفة شيئا من ذلك، فقال أرضعيه تحرمي عليه، فرجعت إليه فقالت: إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة ” وفي بعض طرق حديث زينب ” قالت أم سلمة لعائشة: إنه يدخل عليك الغلام الذي ما أحب أن يدخل علي، فقالت: أما لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة، إن امرأة أبي حذيفة ” فذكرت الحديث مختصرا، وفي رواية ” الغلام الذي قد استغنى عن الرضاعة ” وفيها ” فقال: أرضعيه، قالت: إنه ذو لحية، فقال: أرضعيه يذهب ما في وجه أبي حذيفة، قالت فوالله ما عرفته في وجه أبي حذيفة ” وفي لفظ عن أم سلمة ” أبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخلن عليهن أحدا بتلك الرضاعة، وقلن لعائشة: والله ما نرى هذا إلا رخصة لسالم، فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رأيتنا”، قلت: وهذا العموم مخصوص بغير حفصة كما سيأتي في أبواب الرضاع، ونذكر هناك حكم هذه المسألة أعني إرضاع الكبير إن شاء الله تعالى.
فمن اراد الاستزادة فليراجع ابواب الرضاعة من فتح الباري حديث "انما الرضاعة من المجاعة"
والله تعلى اعلم(36/296)
سؤالي / ما حكم قول تحياتي
ـ[ابو عبيدة التهامي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
احبتي / اتيتكم راغبا في الفائدة فلقد سمعت عن هذا المنتدى الرائع الكثير والكثير وهذا سؤال اوجهه لاستفيد وليستقيد من يقرأ هذا الموضوع:-
سؤالي / ما حكم قول {تحياتي}؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ولكم جزيل الشكر وخالص الدعاء
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[10 - 10 - 04, 01:17 ص]ـ
مرحباً بك أخي الفاضل / أبا عبيدة التهامي .. وفقك الله
آمل أن تقضي أجمل أوقاتك في أروقة هذا المنتدى المفيد
وبالنسبة لسؤالك:
فلا أعلمُ في ذلك بأساً أو حرجاً؟ وخصوصاً إن أضمرت ونويت ((تحية السلام المعروفة))
لكن من المستحسن أن تبدلها بتحية المسلمين
((السلام عليكم ورحمة الله وبركاته))
قال تعالى ((تحيتهم يوم يلقونه سلام))
وقال ((دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام))
ويبقى السؤال: هل يستحق الثواب من قال ((تحياتي))
كبديل عن التحية المعروفة؟؟
الله أعلم،،،،
ـ[الودعاني]ــــــــ[10 - 10 - 04, 03:31 ص]ـ
بسم الله ..
أما صيغ السلام الواردة فهي معروفة ولا أعلم أن تحياتي منها (وهل مرحبا منها؟ مع وروردها في الكتاب والسنة) .. ولا أعلم قائلا بإضمار التحية الشرعية مع قول شئ آخر,,
أما (تحياتي)
ففيها خلاف وصنف أحدهم في المنع منها وانها لا تصرف الا لله كما في التشهد .. ذكر ذلك الشيخ بكر أبو زيد في كتابه معجم المناهي اللفظية ..
وللشيخ ابن عثيمين فتيا أجاز فيها التحية بها .. مع أن الافضل التحية بالتحية الشرعية هذا اولى وأحرى ..
والله أعلم ..
ـ[الفضيل]ــــــــ[10 - 10 - 04, 06:36 ص]ـ
ذكر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في المناهي اللفظية وهو موجود في موقعه
جواز استخدام هذه اللفظة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 11:20 ص]ـ
السؤال:
في نهاية الخطابات الرسمية بين الدوار الحكومية وبالأخص الخاتمة يذكر (ولكم تحياتي) أو (ولكم تحياتنا) وكما هو معروف بأن التحيات لله وحده لا شريك له، فما رأيك بهذا؟.
الجواب:
الحمد لله
لا حرج أن يقول الشخص لآخر: لك تحياتي أو مع تحياتنا ونحو ذلك من العبارات.
وأما التحيات التي هي لله وحده، فهي التحيات الكاملة العامة، كما في التشهد في الصلاة: (التحيات لله والصلوات والطيبات).
وأما التحية الخاصة من رجل لآخر فلا بأس بها.
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - عن هذه الألفاظ " أرجوك "، " تحياتي "، و " أنعم صباحاً "، و " أنعم مساءً "؟
فأجاب بقوله:
لا بأس أن تقول لفلان " أرجوك " في شيء يستطيع أن يحقق رجاءك به.
وكذلك" تحياتي لك "، و " لك منى التحية "، وما أشبه ذلك لقوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) النساء/86، وكذلك " أنعم صباحاً " و " أنعم مساءً " لا بأس به، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلاً عن السلام الشرعي.
" المناهي اللفظية " (السؤال الثامن).
وفي السؤال التاسع والعشرين سئل الشيخ أيضاً رحمه الله: عن عبارة " لكم تحياتنا " وعبارة " أهدي لكم تحياتي "؟
فأجاب قائلاً:
عبارة " لكم تحياتنا "، و " أهدي لكم تحياتي " ونحوهما من العبارات: لا بأس بها، قال الله تعالى: (إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) النساء/86.
والتحية من شخصٍ لآخر جائزة، وأما التحيَّات المطلقة العامة فهي لله، كما أن الحمد لله، والشكر لله، ومع هذا فيصح أن نقول " حمدتُ فلاناً على كذا " و " شكرتُه على كذا "، قال الله تعالى (أن اشكُر لي ولوالديك) لقمان/14.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=47951&dgn=4
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 11:21 ص]ـ
السؤال:
ما رأيكم بهذه الألفاظ (أرجوك)، (تحياتي)، و (أنعم صباحا)، و (أنعم مساءً)؟.
الجواب:
الحمد لله
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
" لا بأس أن تقول لفلان (أرجوك) في شئ يستطيع أن يحقق رجاءك به، وكذلك (تحياتي لك)، و (لك منى التحية) وما أشبه ذلك؛ لقوله تعالى: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}، وكذلك (أنعم صباحا) و (أنعم مساء) لا بأس به، ولكن بشرط ألا تتخذ بديلا عن السلام الشرعي ".
انتهى من مجموع فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله 3/ 70.
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=34684&dgn=4
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 10 - 04, 05:05 م]ـ
لعل السائل يريد لك خالص تحياتي؟!
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 08:58 م]ـ
سبق نقاش في الملتقى في لفظ (خالص شكري) و (خالص تحياتي) ونحوها على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7809&highlight=%CE%C7%E1%D5
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/297)
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[09 - 11 - 09, 05:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
المسألة مازالت تطرح في بعض المنتديات
و افادتكم القيمة مرجع لمن اراد الاستضاح و البيان
وفقكم الله تعالى ...
نعم المجالس مجالسكم يا أحباب(36/298)
هل من تعريف لهذين الجهبذين ... !!! محمد بن اسماعيل المقدم ومحمد عبدالقصود
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[10 - 10 - 04, 07:56 ص]ـ
الى الاخوة فى مصر.
اسأل اللة ان يرزقكم الهمة العالية والعلم النافع.
فعندكم فى مصر جهبذين من العلماء
احدهما فى الاسكندريةوهو ** محمد بن اسماعيل المقدم **
والاخر فى القاهرة وهو ** محمد عبد المقصود**
اسأل اللة ان يمد فى اعمارهم
فهل من مشمر عن ساعدة يتحفنا بسيرتهما وجزاكم اللة خيرا
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 10 - 04, 09:34 م]ـ
أما الشيخ المقدم فهو:
هو الدكتور محمد أحمد إسماعيل المقدم ولد بالإسكندرية عام 1371 هـ (1952 م) وهو طبيب بشري متخصص في الصحة النفسية وحاصل على ليسانس الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر.
من أهم مصنفاته المطبوعة:
عودة الحجاب (3 أجزاء): وهو من أقوى المصنفات حول قضية تحرير المرأة والحكم الشرعي في النقاب.
علو الهمة
النصيحة في الأذكار والأدعية الصحيحة
حرمة أهل العلم
الإجهاز على التلفاز
الصلاة لماذا؟
وللشيخ مجموعة من المحاضرات العلمية يلقيها في مسجد الفتح بمدينة الإسكندرية في التفسير والفقه والعقيدة.
ينظر: http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=33
وهذه صفحة دروسه ومحاضرات بإذاعة طريق الإسلام:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=33
أما الشيخ محمد عبدالمقصود فلم أجد له تعريفاً عندهم وهذه هي صفحته:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=40
ـ[ابو حذيفة]ــــــــ[11 - 10 - 04, 09:37 ص]ـ
بارك اللة فيك
وكثر اللة من امثالك
ورزقك اللة الهمة العالية
ـ[أحمد المصري الشافعي]ــــــــ[13 - 02 - 05, 01:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
فإن شيخنا المفضال سمي البخاري محمد إسماعيل قد منع من إلقاء الدروس في مسجد الفتح، وهو الآن يحاضر في مسجد الإمام أبي حنيفة في منطقة بوكلا بالإسكندرية، كما أنه مضيق عليه جدا في التحرك داخل مصر وكذلك في الخروج منها للمشاركات الدعوية.
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعين دعاة الحق على ما هم فيه من البلاء. والله تعالى أعلم(36/299)
كيف يبني طالب العلم مكتبته. للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[10 - 10 - 04, 09:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحيه ومن والاه:
أمابعد فيسر اخوانكم في مكتب الشيخ العلمي أن يفوا بما وعدوكم من انزال برنامج كيف يبني طالب العلم مكتبته للشيخ مفرغا وسيكون على حلقات.
وهذا وفاء بالوعد مع التأخير.
اللقاءات الثلاثة الأولى ونهيب بالاخوة وفقهم الله بأن لايبخلوا علينا بالملحوظات بعد قراءتها سواء على البريد الالكتروني او الفاكس المبينة أدناه في التوقيع.
وفق الله الجميع لطاعته وخدمة دينه.
..............................
الحلقة الأولى
كيف يبني طالب العلم مكتبته
للشيخ عبد الكريم الخضير
قال السائل: أرى انه من المهم أن نبدأ بمقدمة حول هذا الموضوع نتحدث فيها عن بداية التدوين والتصنيف متى بدأ هذا الأمر؟
قال الشيخ: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد , فالمقصود بالتصنيف والمصنفات والكتب والمكتبات سوى القرآن الكريم المحفوظ من التبديل والتغيير الذي أنزله الله على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وتكفل بحفظه فنحن لسنا بصدد الحديث عن القرآن وكيفية نزوله وكتابته في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي عهد عثمان والحاجة الداعية إلى ذلك. إنما المقصود بالحديث ما سوى القرآن.
ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: " لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن ومن كتب شيئا غير القرآن فليمحه ". جاء النهي عن الكتابة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام في أول الأمر خشية أن يعتمد الناس عليها وينسوا الحفظ الذي هو أولى ما ينبغي أن يهتم به طالب العلم , أو أهم المهمات فيما يعتني به طالب العلم , فإذا اعتمد على الكتابة نسي الحفظ وضعف الحفظ. ومن أهل العلم من يرى أن النهي متجه إلى كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط القرآن بغيره , فلما دون القرآن وكتب في الصحف وأُمِن ذلك وزال خشية اللبس أُذِن في الكتابة إذنا عاما. ثبت أيضا في الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بالكتابة " اكتبوا لأبي شاه " وقال أبو هريرة رضي الله عنه " ما كان أحد أكثر مني حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب ". ولعل هذا على حسب وهمه رضي الله عنه وأرضاه وأنه كان يتوقع أن عبد الله بن عمرو أكثر منه لأن المكتوب الذي يرى ليس كالمحفوظ فالمحفوظ موجود في الأذهان , لاوجود له في الأعيان فلا يمكن بيان حجمه ما دام موجود في الأذهان , أو كانت مقولة أبي هريرة رضي الله عنه قبل الدعوة النبوية لما طلب منه أن يبسط رداءه فبسطه ثم ضمه بعد أن دعا له النبي عليه الصلاة والسلام لم ينس شيئا قط وصار بذلك أحفظ الصحابة وأجمع الصحابة حفظا وأكثرهم رواية ولا يقاربه ولا يدانيه أحد منهم ولجمعه هذا الكم الهائل من السنة وهو صحابي جليل دعا النبي عليه الصلاة والسلام أن يحببه إلى الناس وأن يحبب الناس إليه , ولذا لا يبغضه إلا منافق نسأل الله السلامة والعافية , ولا يطعن فيه وفي حفظه وعلمه إلا من يطعن في الدين , وفي السنة على وجه الخصوص , لأننا لم نرأحدا طعن في المقلين من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام لأن الطعن في المقل الذي لا يروي إلا حديثاً أو حديثين هذا ليس له من الأثر ما لأثر الطعن في المكثر, فنسف قدر أبي هريرة نسف لقدر كبير من السنة و من ثم الدين , " فأبيض بن حمال " الذي لا يروي إلا حديثا واحدا لم نجد أحداً يطعن فيه. إذ تتبع مثل هؤلاء متعب. بينما الطعن في واحد يحمل السنة أو جل السنة يريح الخصم. والله المستعان. المقصود أن الكتابة أذن فيها بعد المنع , وأجمع العلماء على جوازها , ولا شك أن للكتابة أثر في الحفظ , فالإنسان الذي يعتمد على الحفظ دون الكتابة تستمر حافظته قوية ويستذكر متى شاء والناس يتفاوتون في هذا الباب , لما أذن في الكتابة صار الناس يكتبون كتابات فردية في المائة الأولى ثم لما جاء عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الثانية أمر بن شهاب الزهري بتدوين السنة وهنا جاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/300)
التدوين الرسمي للسنة. فصنفت المصنفات في السنة ثم أخذت تزيد قليلا قليلا حتى جمع ما في الصدور مما تفرق في البلدان فصارت المؤلفات هذا بالنسبة للسنة.
السائل: ما كتب عن الصحابة كانت كتابات فردية؟
الشيخ: ما كتب عن الصحابة كانت كتابات فردية كل يكتب لنفسه ثم بعد ذلك أمر عمر بن عبد العزيز محمدا بن مسلم بن شهاب الزهري بالكتابة الرسمية ثم تتابع الناس في التأليف والتصنيف فألفت المصنفات والموطآت والمسانيد والجوامع والسنن وغيرها من فنون الحديث الشريف هذا بالنسبة لعلم الحديث.
علم اللغة بعد أن فتحت البلدان واختلط العرب بغيرهم وخيف على اللغة , بل وجدت مظاهر اللحن , احتيج إلى التدوين في اللغة. العلوم الأخرى سبب التدوين فيها الحاجة الماسة إليها ثم بعد أن جمعت الأحاديث والآثار عن الصحابة والتابعين ودُوِّن فقه الصحابة وفقه التابعين , بعد ذلك احتاجوا إلى مسائل وحوادث نازلة فاضطروا الناس إلى أن يقيسوا على ما جاء في الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة والتابعين وتوسعوا في هذا الباب فاحتيج إلى تدوين المسائل الفقهية في كتب الفقه على شتى المذاهب , المذاهب الأربعة المتبوعة وغيرها , ثم احتيج أيضا إلى علوم تخدم الكتاب والسنة وتخدم أيضا ما ثبت عن السلف في أبواب الدين. احتيج إلى ما يسمى بعلوم أصول الفقه ومصطلح الحديث وعلوم القرآن وغيرها من العلوم التي تخدم الأصلين الكتاب والسنة فدونت المصنفات وتشعبت وكثرت كثرة بحيث يستحيل الإحاطة بها وما من عالم إلا ولديه مكتبة وما من عالم إلا وله مصنفات إلا ما ندر إلا ما ضاع منها.
السائل: هذا بالنسبة لما يتعلق باللغة العربية وما بعدها؟
الشيخ: نعم وما بعدها من العلوم , كل العلوم احتيج إليها , ألفت الكتب الاصطلاحية التي تعين على فهم الكتاب والسنة كما ذكرنا في علوم القرآن ومصطلح الحديث وأصول الفقه , و ظهرت الفرق المخالفة للمنهج السليم الصافي المستمد من الكتاب والسنة ظهرت طوائف البدع بعد أن ترجمت الكتب فاحتيج إلى التصنيف في العقائد والرد على هؤلاء المخالفين.
السائل: لكن نستطيع أن نقول أن هذا التصنيف هو البداية الحقيقية لعناية المسلمين بالمكتبات على شتى الأنواع؟
الشيخ: لا هذا بداية التصنيف. أما لما كثرت هذه المصنفات واحتاج الناس إليها ممن يطلب هذا العلم بدأت العناية بالمكتبات الفردية والجماعية الرسمية والشعبية.
السائل: هل نستطيع يا شيخ أن نبين هذه المكتبات أشهرها وأين هي؟
الشيخ: على كل حال كثرة الكتب التي أشرنا إليها لا يمكن الإحاطة بها. وجدت محاولات قديمة وحديثة لجمع أسماء الكتب والمصنفات. صنف ابن النديم كتابه الفهرس فجمع أسماء كتب ومدونات كثيرة جدا لا يتجاوز مبلغ علمنا بها حدود عناوينها ,لا نعرف عنها إلا العناوين, ثم بعد ذلك ألف حاجي خليفة كتابه الشهير: " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " فذكر فيه الألوف من أسماء الكتب التي وصلت إلى علمه ثم ذُيِّل عليه بذيول والكل لا يفي بالمقصود وإن أسقط بعض الواجب. " كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون " كتاب نافع في هذا الباب مع ذيوله على أوهام فيه فهو لا يسلم من أوهام. وفي تراجم أهل العلم ذُكر منهم من عني بجمع الكتب وهم كثير جدا. هذا أخ للقاضي الفاضل الكاتب المشهور جمع من الكتب ما يملأ البيوت حتى كان عنده من صحاح الجوهري ست عشرة نسخة. الوزير القفطي ت 646 هـ اشتهر بحبه الشديد للكتب وكلفه بجمعها ووصف بأنه جماعة للكتب حريص عليها جدا كما وصفه بذلك عصريه ياقوت الحموي , ومن كبريات خزائن الكتب القديمة التي طار صيتها خزانة الصاحب بن عباد وخزانة القاضي الفاضل فقد تجاوز عدد كتب كل منها 100.000 مجلد , تصور هذا الكم الهائل من الكتب وليست مطبوعة ولكنها كتب قلمية ومخطوطات وهذا شخص واحد هذا الذي يملك 100.000 كتاب. الآن يوجد من المعاصرين من يملك ما يقرب من هذا العدد لكنها مطبوعات يقتني الكتاب عشرة مجلدات عشرين مجلد في لحظة. أما مثل هذه الكتب متى تكتب ومتى تصحح ومتى تقابل ومتى تجمع؟
السائل: لكن يعرف مثلا أن هذه النسخة عند فلان في مكتبة فلان معروفة التاريخ وإذا أراد شخص أن يأخذ منها نسخة يأتي وينقلها نقلا أم ماذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/301)
الشيخ: إما أن يستعير ويأخذ منها ما يحتاج ويفيد منها. والمتقدمون أهل العناية بالكتب يشددون في مسألة الإعارة ومن قول أحدهم:
(ألا يا مستعير الكتب دعني فإن إعارتي للكتب عار)
وضاع كثير من الكتب وتشتت شمل كثير من الموسوعات بهذه الطريقة. نظير ما ذكرت من مكتبة خزانة الصاحب بن عباد والقاضي الفاضل ما يوجد عند أبي مطرف القاضي بقرطبة جمع من الكتب في أنواع العلم ما لم يجمعه أحد من أهل عصره في الأندلس وكان عنده ستة وراقين ينسخون له باستمرار بمثابة مطابع عنده ستة أشخاص ينسخون وهذا كله لمكتبته فهو مثلا يجد كتاباً عند فلان أو في المكتبة الفلانية فيحضره للوراقين بإعارة أو بإجارة فينسخون له نسخة من هذا الكتاب إما أنهم يقتسمون الأجزاء أو كل واحد ينسخ له كتاباً معين.
أقول لا يخلو عالم أو طالب علم من مكتبة لأنه لا يمكن أن يستغنى عن الكتب , حتى زاد هذا الاهتمام ووصل إلى حد التكاثر والتفاخر. في " نفح الطيب " للمقري في وصف قرطبة قال: وهي أكثر بلاد الأندلس كتبا وأشد الناس اعتناء بخزائن الكتب. صار ذلك عندهم من آلات التعين والرئاسة حتى إن الرئيس منهم الذي لا تكون عنده معرفة , يحتفل ويهتم أن يكون في بيته خزانة كتب. وقد يكون لا يقرأ ولا يكتب وينتخب فيها ليس إلا أن يقال فلان عنده خزانة كتب , الكتاب الفلاني لا يوجد إلا عند فلان لا يوجد عند غيره فصارت المسألة تفاخر وتكاثر.
السائل: حتى هذا وُجد في هذا العصر فأحياناً بعض علية القوم تجده يهتم بوجود مكتبة نادرة من أجل هذا.
الشيخ: لا شك في ذلك , وأعظم من ذلك وُجد تحف على هيئة كتب تصف في خزائن بحيث يظن أنها كتب , فأين النيات والله المستعان.؟
في " نفح الطيب " نقل: قال الحضرمي: أقمت بقرطبة ولازمت سوق كتبها مدة أترقب فيه وقوع كتاب لي بطلبه اعتناء إلى أن وقع وهو بخط فصيح وتفسير مليح ففرحت به أشد الفرح فجعلت أزيد في ثمنه فيرجع إليّ المنادي بالزيادة عليّ إلى أن بلغ فوق حده فقلت له يا هذا أرني من يزيد في هذا الكتاب حتى بلّغه ما لا يساوي. قال: فأراني شخصاً عليه لباس الرئاسة فدنوت منه وقلت له أعز الله سيدنا الفقيه إذا كان لك غرض في هذا الكتاب تركته لك فقد بلغت به الزيادة بيننا فوق حده فقال لي لست بفقيه ولا أدري ما فيه ولكني أقمت خزانة كتب واحتفلت بها لأتجمل بها بين أعيان البلد وبقي فيها موضع يسع هذا الكتاب فلما رأيت حسن الخط وجودت التجليد استحسنته ولم أبالِ بما أزيد فيه والحمد لله على ما انعم به من الرزق فهو كثير. قال الحضرمي: فأحرجني وحملني إلى أن قلت له: نعم لا يكون الرزق كثيراً إلا عند مثلك يُعطى الجوز من لا له أسنان و أنا الذي أعلم ما في الكتاب وأطلب الانتفاع به يكون رزقي قليلاً وتحول فقلت ما بيدي بيني وبينه " أ. هـ. على كل حال الاعتراض على القدر مذموم يعني كون الإنسان يُزاد في رزقه أو يضيق عليه هذا قدر الله. فكل إنسان مكتوب له رزقه وأجله وليس لإنسان أن يعترض وليس بسط الرزق خير على كل حال وليس ضيق اليد شر محض على كل حال والله المستعان.
إذا وصل جمع الكتب والعناية بها إلى هذا الحد صارت ممن يلهي ويشغل عن تحصيل العلم والعمل الصالح فيدخل دخولاً أولياً في قول الله جل وعلا: " ألهاكم التكاثر " لأنه مجرد تكاثر هذا وجد في المتقدمين والمتأخرين.
السائل: هذا يا شيخ ما كنت سأسأل عنه لأن بعضهم يتفاخر بأنه وجد عنده مثلاً أوائل النسخ من هذا الكتاب. فهل لهذا مردود؟
الشيخ: أنا بلغني أن بعض الكتب التي يطبع منها أربع نسخ و خمس نسخ تودع في البنوك خشية أن يُسطا عليها. هل هذا مما يوصل إلى مرضاة الله عز وجل؟ يكون العلم المطلوب الشرعي ميسر ولله الحمد بدأً من القرآن " ولقد يسرنا القرآن للذكر " تجد أرخص الكتب في المكتبات القرآن كقيمة شرائية لا أعني القيمة الأخرى , فلا يوجد كتاب متعبد بتلاوته سوى القرآن لكن القيمة الشرائية , تجد أحوج الناس أو أشد الناس حاجة إلى كتاب تجده أرخص ما يباع وهذا من السنن الإلهية. يعني أحوج ما يكون الناس إلى شيء تجده أرخص شيء. يعني مثلاً ما يحتاجه الناس في مطاعمهم في الأكل والشرب تجده أرخص شيء ثم بعد ذلك الترف. الكماليات أغلى ثم يأتي ما يزيد عليها من أمور السرف أغلى وأغلى.
قس على هذا الكتب بالنسبة للقيمة الشرائية أرخص ما يوجد مثلاً القرآن والبخاري ومسلم ورياض الصالحين والأذكار والكتب التي يحتاجها عامة المسلمين تجدها رخيصة ولله الحمد لكن تأتي إلى كتب الناس ليسوا بحاجة إليها.
السائل: نسمع أن بعض الكتب تصل قيمتها 50.000 أو 60.000 ريالاً.
الشيخ: نعم القانون لابن سينا بيع بـ 90.000 لأنه طبعة أوربية نادرة وهذا الكتاب وهو القانون لابن سينا تدري أن النووي أدخله في مكتبته فصعب عليه الحفظ حتى أخرجه من مكتبته. أغلى ما يوجد الآن كتب الذكريات , كتب الرحلات. فهل المسلم بحاجة إلى هذه؟ نعم من حيث العبرة , المتعة , الاستجمام يحتاج إلى مثل هذه الأمور لكن أن تصل إلى هذا الحد هذا مبالغة يدخل في حيز السرف. لكن لو احتاج الإنسان إلى صحيح البخاري ولم يجد نسخة إلا بثمن مرتفع نقول (لاسرف في الخير).
على كل حال لو وصل الحد في الجمع أو وصل الجمع والنهم في الكتب إلى هذا الحد صار عائقاً عن التحصيل ولا يَعرف هذا إلا من جَرَّب. تحتاج الكتاب وعندك منه عشر نسخ يغطى بعضها على بعض ويصد بعضها عن بعض قد لا تحصل ولاعلى نسخة. يقول ابن خلدون: (كثرة التصانيف مشغلة عن التحصيل) على الإنسان أن يكون متوسطاً في أموره كلها , ما يحتاجه من الكتب يقتنيه و ما ينفعه عند المراجعة يقتنيه. أما أن يجمع كل كتاب يسمع عنه يحتاجه أو لا يحتاجه ليقال أن عنده من كل كتاب نسخة مصيبة هذه!!.
إن الفائدة من جمع الكتب تحصيل العلم الشرعي , والعلم الشرعي من أمور الأخرى المحضة التي لا يجوز التشريك فيها فإذا دخلت النوايا مثل هذه المقاصد ليقال إن عند فلان مكتبة أو عنده أكبر مكتبة خاصة أو عنده اكبر مكتبة هذه حقيقة مرة وقدح ظاهر في الإخلاص وإن وجدت عند بعض المتعلمين نسأل الله السلامة والعافية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/302)
ـ[عبد الله التميمي]ــــــــ[10 - 10 - 04, 09:56 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم ..
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[11 - 10 - 04, 03:26 ص]ـ
وفيك
ـ[سؤول]ــــــــ[11 - 10 - 04, 04:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وسددكم ..
ارجو اكمال باقي الحلقات تتابعا ..
بارك الله فيكم وفي جهودكم ..
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[11 - 10 - 04, 03:49 م]ـ
وفيكم
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[11 - 10 - 04, 04:08 م]ـ
الحلقة الثانية
السائل: هل وُجد مكتبات رسمية؟
الشيخ: وُجد مكتبات رسمية رعتها الدول الإسلامية. يعني في بغداد يوجد دور. في قرطبة وحدها أكثر من 70 مكتبة رسمية , وفي بغداد , في بلاد الحرمين في مصر وفي غيرها من بلدان المسلمين , في المغرب , في الشرق , في الهند وتكون مفتوحة طوال اليوم يستفيد منها الناس. على كل حال موجودة والحمد لله العناية بالكتب و توجد العناية الرسمية والشعبية للكتب إلى يومنا هذا. اليوم بعض المساجد فيها كتب مثل مكتبات متكاملة يستفيد منها طلاب العلم. الجامعات الآن ترعى مكتبات نادرة تضم شتى العلوم و المعارف. وأيضاً كذلك غير الجامعات , فالمكتبات العامة عندنا في هذه البلاد المباركة الشيء الكثير في بلاد الحرمين وفي نجد وفي الإحساء مكتبات عامرة. أيضاً مكتبات شعبية أسسها أفراد وهي مكتبات متكاملة فضلاً عن المكتبات الخاصة بدور العلماء وطلاب العلم.
السائل: عندما أشرتم يا شيخ إلى مكتبات المساجد وهي خطوة مهمة بدأت تظهر بحمد الله يعني لا بد أن نشير إلى شيء من هذا مثل مكتبة جامع شيخ الإسلام ابن تيمية بالرياض باعتبارها مكتبة كبيرة ولها صيت قوي وتدعم من قبل وزارة الشئون الإسلامية دعماً قوياً. بدأ عدد كبير من المساجد والجوامع يحتذون حذو هذه المكتبة التي أفادت طلبة العلم كثيراً.
الشيخ: نعم , لاشك أن الرياض الآن صارت مترامية الأطراف ويصعب على طالب العلم الذي في الرياض أو في شرقها أن يرتاد المكتبات التي في وسط الرياض أو في شماله. فوجدت هذه الفكرة وسبق إليها إخواننا في جامع شيخ الإسلام في مكتبة ابن القيم وقد زرتها أكثر من مرة وأطلعونا على شيء يَسُرّ , من كثرة الرواد ومن المنتفعين بهذه المكتبة وهي تضم كتب كثيرة جدا , ولدينا فكرة إن شاء الله لإنشاء مكتبة أيضا في شرق الرياض تضاهيها إن شاء الله.
وبعد العصور المتقدمة والاعتماد على المخطوطات والكتب القلمية ظهرت الطباعة ولنستصحب منع الكتابة في أول الأمرلأثر الكتابة على الحفظ. ظهرت الطباعة في أوروبا والأستانة ثم في سوريا وبيروت ثم في مصر وغيرها من بلدان المسلمين وخشي العلماء في هذه الحقبة على التحصيل العلمي من التأثر لسهولة الحصول على الكتب. لما كانت الخشية في أول الأمر من الكتابة في أنها تؤثر على الحفظ , الآن خشي من الطباعة أن تؤثر على التحصيل , كيف؟ التجربة أثبتت أنه كلما سهل الحصول على الكتابة أو على المعلومة ضعفت الإفادة. هذا شيء مجرب. خشي العلماء على التحصيل من جراء الطباعة فأفتى علماء الأزهر بتحريم طباعة الكتب الشرعية. هذا أول ما بدأت الطباعة , أذنوا بطباعة كتب التاريخ والأدب واللغة وغيرها أما الكتب الشرعية فلا تجوز طباعتها. كان العالم أو طالب العلم في السابق إذا احتاج إلى كتاب اضطر إلى نسخه , ومعاناة الكتابة - وهذا شيء جربناه وجربه غيرنا - أفضل من القراءة مرارا. فأنت إذا احتجت إلى كتاب لابد أن تكتب الكتاب أو تستعيره وتنسخه أو تستعيره وتقرأه وتدون ما يهمك منه. هل هذا مثل أن تذهب إلى مكتبة وتشتري كتاب وترصه مع إخوانه في الأدراج؟
أنا أقول كتابة كتاب عن قراءته عشر مرات. لا أبالغ إذا قلت هذا.
السائل: هذا ممكن في الكتب الصغيرة اليسيرة. أو بعض الفوائد فهل يمكن مثلا " فتح الباري" يكتب يا شيخ؟!
الشيخ: بعد الطباعة لا يمكن. لكن قبل الطباعة ممكن. وقد كُتِب مرارا. وشخص ما أدركناه أدركنا أحد أولاده يقول إن أباه يكتب كل يوم نسخة من النونية. والنونية 5820 بيتا وكل نسخة بريال وهو يقتات من هذا النسخ. نعم إذا لم يكن لديه الأهلية للتحصيل مجرد وراق قد لا يستفيد. لكن إذا كان من أهل العلم ولديه أرضية ولديه أهلية للتحصيل واحتاج إلى هذا الكتاب لما فيه من علم ونسخه لا شك أن مثل هذا يقع موقعه في القلب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/303)
بعد أن اضطر الناس إلى الإقرار بالواقع. الأمر الواقع الذي فرض نفسه من الطباعة. أفتى العلماء بجواز طباعة الكتب الشرعية وطبعت لكن أثرها على التحصيل ظاهر. لاشك أن الطباعة نعمة والحواسب الآلية - التي يأتي الحديث عنها - نعمة. لكن لا تكون على حساب التحصيل. يعني لا يعتمد الإنسان اعتماداً كلياً عليها ويقول أنا اقتنيت فتح الباري أو تفسير ابن كثير أو الطبري أو القرطبي ثم ماذا؟ وبعض الطلبة عنده تفسير ابن كثير ولم يقرأه أبدا.
طبعت الكتب الشرعية وأجمع الناس على جوازها والإفادة منها وأثرها على التحصيل ظاهر. قد يقول قائل هي نعمة فلماذا تمنع؟ نقول هي تيسرت والحمد لله ونقر بأنها نعمة وكذلك الحواسب الآلية نعمة لكن نستفيد منها بقد ما يعيننا على تحصيل العلم منها ولا نعتمد عليها اعتمادا كليا.
بعد الطباعة وتجاوزنا مرحلة الطباعة واقتنى الناس الكتب ورصوها في الخزائن وبعض الناس اقتنى ألوف مؤلفة من الكتب ومات ولم يطلع على شيء منها إلا العناوين. يأتي ويرتبها وينظفها وهذا قبل هذا , وهذا بعد هذا. هذه العناية مفيدة في شيء واحد وهي أن السوس والأرضة تؤمن بإذن الله بسبب تقليبها يميناً وشمالاً من درج إلى درج لكن التحصيل أين؟
قد يقول قائل إن معرفة الكتب ومعرفة الطبعات فن. نقول فن لكن ليس فن غاية لكنه فن وسيلة إلى غيره. جاءت الحواسب الآلية التي جمعت من العلوم والمعارف على أقراص صغيرة ما لم يحلم به عالم أو متعلم , أشياء مذهلة لا نبالغ إذا قلنا إن بعض العلماء من المتقدمين قبل الطباعة مثل الحواسب في حفظهم يعنى من يحفظ 700.000 حديث. أكبر برنامج للسنة فيه 523.000 حديث يعنى رأس هذا الشيخ أحسن من هذا , وليس آلة جامدة صماء إذا صحف الخبر ما خرج. يفيد يجمع طرق يقدم يؤخر ويرتب ويستنبط ويعلم ويعمل. صار طالب العلم إذا احتاج إلى أي معلومة في أي فن من الفنون بعد هذه الحواسب ما عليه إلا أن يضغط زر يصل بواسطته إلى ما يريد بأسرع وقت. وهذا أيضا على حساب التحصيل العلمي لأن العلم متين لا يستطاع براحة الجسم كما قال يحيى بن أبي كثير.
يحيي بن أبي كثير كما ذكر الإمام مسلم في صحيحه أثناء حديث المواقيت قال يحيى بن أبي كثير: " لا يستطاع العلم براحة الجسم " لوكان العلم يستطاع براحة الجسم ما أدرك الفقراء شيء ولصار الناس كلهم علماء. فالعلم لا يخفي ما ورد فيه من النصوص تحث عليه وبيان منزلة أهل العلم ورفعهم درجات. نعم كان الناس كلهم علماء إذا كان العلم يستطاع براحة الجسم , لكن لابد من معاناة لابد من سهر لابد من عكوف على الكتب لابد من مزاحمة الشيوخ والزملاء.
السائل: لو أراد طالب علم أن يخرج حديثاً عن طريق الحاسب الآلي يحصل على المعلومة بسرعة. ولو رجع إلى الكتب تجد أنه يستفيد في طريق المرورعلى هذا الحديث يستفيد مئات الفوائد من أن يصل إليه.
الشيخ: الآن يريد بحث مسألة في كتاب , فيقلب هذا الكتاب فيقف على عشرات المسائل , كثير منها أهم من مسألته التي يبحث عنها , لكن يضغط زر يطلب مسألة يجد المسألة من أولها إلى آخرها بمصادرها ثم ماذا هل يحفظها طالب العلم بهذه الطريقة. لا يمكن. لأن الشيء الذي يأتي بسهولة لا يمكن أن يستوعب بسهولة أو يحفظ بسهولة بل يفقد بسهولة.
يحيي بن أبي كثير لما قال لا يستطاع العلم براحة الجسم , لا شك من خلال معاصرة ومعايشة للعلم ولما رأى عليه شيوخه وزملاءه وأقرانه من معاناة. يتصور قبل وجود هذه النعم من الكهرباء التي لا يختلف فيها الليل عن النهار بالنسبة للضوء. فقد كانوا - أي القدماء – يكتبون على ضوء القمر. بهذا حصلوا العلم ونحن نريد الحاسب والشخص متلفلف بغطائه على فراشه يضبط حاسبه ويتعلم أو جالس في ملحق أو استراحة مع زملاء يتبادلون الأحاديث وأطراف الأحاديث وعندهم أنهم يطلبون العلم. العلم لابد له من معاناة. نعود إلى يحيي بن أبي كثير وإلى كلمته التي أودعها الإمام مسلم بين أحاديث المواقيت – مواقيت الصلاة , لماذا؟ هذا مناسبته أعجز الشراح أن يوجدوا مناسبة لكلام يحيي بن أبي كثيرالذي أودعه الإمام مسلم في هذا المكان. الإمام مسلم أعجبه سياق هذه الأحاديث. المتون والأسانيد بهذه الطريقة فأراد أن ينبه بأنه لا يمكن أن يصل الإنسان إلى مثل هذه العلوم بهذه الطريقة بهذا السبك العجيب براحة الجسم فأتى بهذا بشعور أو من لا شعور. نعم هذه الوسائل نعم إن أستفيد بها واستعين بها على الوجه المناسب ولم يعتمد عليها وإلا فهي عائق عن التحصيل. من وجوه الانتفاع بهذه الحواسب: إذا ضاق الوقت على خطيب أو محاضر وأراد أن يتثبت من حديث أو أثر أو نقل أو غير ذلك بحيث لا يستطيع الرجوع إليه لضيق الوقت , فله ذلك يرجع إلى الحاسب. كذلك من أراد اختبار عمله بحيث بحث مسالة في جميع ما وقف عليه من كتب وجميع ما قيل فيها , وإن كان حديثاً. جمع جميع ما وقف عليه من الطرق ثم أراد أن يختبر عمله إن كان هناك زيادة. فهذه الزيادة التي يأخذها من الحاسب تقع في قلبه موقع بحيث تثبت مثل ما لو بحثها في كتاب , أما أن تكون هذه الآلات وسائل للتحصيل ابتداء عوضا عن القراءة والحفظ وحضور الدروس ومجالس العلم فلا.
تابعوا معنا الحلقات ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/304)
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 10 - 04, 11:07 م]ـ
بارك الله فيكم وفي جهودكم ..
جزاكم الله خيرا وسددكم ..
ـ[متعلم 1]ــــــــ[12 - 10 - 04, 02:56 ص]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الكريم
وبارك في من يقوم بمكتبه
وننتظر المزيد من علم الشيخ المزيد. نفع الله به.
- طلب بسيط: هلا عُرض على الشيخ أن يصدر كتابا ولو مقالات متتابعة في طبعات الكتب والتمييز بينها وأجودها فهو خريت هذا الطريق - والله يرعاكم.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[12 - 10 - 04, 02:57 ص]ـ
أولا نشكر ادارة هذا الملتقى على اهتمامهم بمايفيد طلاب العلم واهتمامهم أيضا بشيخنا الشيخ عبدالكريم وبعلمه واهتمامهم أيضا بهذه المادة العلمية القيمة.
...........................
ثم نشكر الأخ الراية وفقه الله على اهتمامه بشيخنا وبعلمه وفتاويه ..
وفقنا الله واياكم لكل خير.
..............................
الحلقة الثالثة ...
...............................
اتصال هاتفي:
من الشيخ يوسف الخلاوي:
السائل: أرجو أن تحدثونا عن الاستفادة لطلبة العلم عن طريق الإنترنت.
الشيخ يوسف الخلاوي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أولا: أقدم شكري الجزيل على هذا البرنامج ثم على مثل هذه الموضوعات المهمة والقيمة. الحقيقة الاستفادة من التقنية الحديثة لبناء طالب العلم لابد أن ننتبه أنها تختلف كثيرا عن الاستفادة من هذه التقنية لمجرد الثقافة أو مطالعة الأخبار أو غير ذلك من مجالات الفوائد العلمية الأخرى. طالب العلم عنده معايير تختلف في معرفة هذه الكتب مثلا الجودة ونحو ذلك ولذلك للأسف الشديد مع ما يمكن أن يجنيه من فوائد عن طريق التقنية إلا أنها أضافت إلى هذه الفوائد جملة من المظاهر السيئة التي ينبغي أن ننتبه لها. لكنني الآن سأركز على شتى من الفوائد.
من هذه الفوائد معرفة الكتب الجديدة واقتنائها إذا كانت نسخا مصححة وهذا موجود الآن بفضل الله فيزداد يوماً بعد يوم بكثرة خاصة إذا كان طالب العلم فقيرا لا يستطيع أن يقتني كثيرا من الكتب الكبارفيمكن أن يجدها متاحة بشرط أن تكون هذه الإتاحة في مكان معروف في موقع معروف , يشْترط الشروط العلمية المعتبرة للتوثيق. هذه من أهم الفوائد. من الفوائد الأخرى المشاركة والتنادي للعمل الجماعي في كثير من الأعمال العلمية مثل البحث عن النسخ الخطية أو اقتناء النسخ الصحيحة القديمة.
السائل: هذه تقومون بها يا شيخ في موقعكم تهتمون بهذا الجانب؟
الشيخ يوسف: الموقع حتى الآن مختص بالإعلان عن الكتب الجديدة وتقديم قراءات علمية فيها. لكن هناك حاجة ماسة للتخصص في مجال الأشياء القديمة مثل الكتب القديمة ونحو ذلك.
السائل: هل نستطيع أن نقول أنه من خلال موقعكم مثلا أننا نرصد مستوى الدخول على الكتب الشرعية أنه مستوى عال أم لا نستطيع. هل عندكم مؤشرأيهما أكثر كتب الحديث أم كتب الفقه؟
الشيخ يوسف: نعم هناك مؤشرات وفي الغالب الكتب الشرعية لها حضور قوي جدا بالإضافة إلى الكتب التي تهتم بالوقائع المعاصرة لو أردنا نقارن نجد تساوي المجالين من حيث العناية من قبل الناس وهذا له جمهور وذاك له جمهور آخر. لكن لازال حضور الكتب الشرعية كثير. وأنبه هنا إلى قضية وهو أنه في عامة المعارض التي أحضرها للكتب لاشك أن حضور الكتب الشرعية هو الأول بالرغم مما قد يذاع في بعض المصادر من أن الكتاب كذا كان من أهم الكتب المقتناة , لكن دون مبالغة أقول في أي معرض يحضره الإنسان فإن مثل تفسير بن كثير بالرغم من كثرة طبعاته هو رقم (1) وصحيح البخاري أيضا هو رقم (1) وهذا يدل على تعلق الناس وحاجتهم إلى مثل هذه الكتب.
نشكر لك هذه المداخلة الطيبة ونتمنى لكم التوفيق.
السائل: هل لدى الشيخ – عبد الكريم – تعليق؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/305)
الشيخ: أخونا الشيخ يوسف معروف بالعناية بالكتب أولاً ثم بهذه الآلات , وهو يفيد منها على الوجه المطلوب , ولا شك أن هذه الآلات كما قلت مرارا أنها نعم استفيد منها على وجه المطلوب. يستفيد منها طالب العلم بعد أن يؤسس وبعد أن يحصل , ويُكون نفسه تكوينا علميا على الجادة المعروفة عند أهل العلم بالطرق المتبعة , فيستفيد من هذه لاشك , وقلنا إنه يمكن أن يختبر عمله وما نقصه من علم في بعض الجوانب , أو ضاق عليه الوقت وأراد أن يتثبت من مسألة فلا بأس.
السائل: نأتي إلى الموضوع الأهم في حديثنا وهو ما ينتظره عدد كبير من الإخوة وهو أن نذكر نماذج لما يقتنيه طالب العلم من كتب. إن أذنتم لنا أن نبدأ بالتفسير وعلوم القرآن , هل يمكن أن نقول لطالب العلم مجموعة من النماذج لما يقتنيه طالب العلم من هذه الكتب؟
الشيخ: في المقدمة التي قدمناها ذكرنا أن الكتب كثيرة جدا لا يمكن الإحاطة بها وأن الإكثار منها أيضا على حساب التحصيل , وأنه عائق عن التحصيل , لكن على طالب العلم أن ينتقي ما يفيده. ويُعْنى بهذه الكتب بطبعاتها المتميزة المعروفة لدى أهل العناية , ويسأل قبل أن يقتني عن الطبعة المناسبة , فكم من كتاب طبع مرارا وهو مشتمل على التحريف والتصحيف والنقص والزيادة أحيانا من بعض النساخ , أو إدخال بعض الحواشي في الكتاب مما تزفه هذه المطابع التي لا تعتني بالإخراج العلمي الصحيح.
على طالب العلم في البداية أن يعتني بهذا الأمر لئلا يضطر أن يشتري الكتاب مرة ثانية وثالثة ورابعة لأنه وجد في هذا الكتاب من الخلل كذا وفي هذا من الخلل كذا.
اتصال هاتفي:
معنا فضيلة الدكتور عبد المحسن العسكر.
السائل: هل لديكم تعليق؟
الشيخ عبد المحسن: أولا أشكر بادئ الرأي إذاعة القرآن في برامجها الثمينة وطرحها المميز القيم وهذا الموضوع عن الكتاب شؤونه وشجونه أقول: قد طرق فضيلة الشيخ عبد الكريم جوانب عدة من الموضوع وغني عن البيان أن نفصح عن قيمة الكتاب. الكتاب في الحقيقة هو لذة العالم وأنيس الجليس وسلوة الغريب. أقول إن العلماء لا يملكون ثروة ولكن ثروة العالم مكتبته وريحانته كتابه وقد قرأت في كتاب تقييد العلم للخطيب البغدادي رحمه الله قوله: (ومع ما في الكتب من المنافع العميمة والمفاخر العظيمة فهي أكرم مال وأنفس جمال والكتاب آمن وجليس وأسر أنيس وأسلم نديم وأنصح كليم) ثم روى الخطيب رحمه الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى " وكان تحته كنز لهما " قال اختلف أهل التأويل في ذلك الكنز فقال بعضهم كان صحفا فيها علم مدفون وقالوا ما كان ذلك ذهبا ولا فضة قال صحفا وعلما , وعلق الحسن بن صالح على ذلك: " و أي كنز أفضل من العلم ".
الذي أريد أن أقول فيه القول وأدلي فيه بدلوي مع فضيلة الدكتور هو العلاقة بين طالب العلم والكتب القديمة. أو الكتب في طباعتها الأولى فكلنا يعلم أن الثورة الطباعية لنشر الكتب في عالمنا الإسلامي والعربي إنما كان قبل قرن ونصف تقريبا , أنا لا أريد بداية الطباعة ولكن أريد الانفجار الطباعي الذي قام في منتصف القرن السالف والذي قام بهذا العمل الطباعي وقام على نشر تلك الكتب وتصحيحها في ذلك الزمان علماء كبار بل كانوا من فحول العلماء. لهم نصيب في نشر العلم ولهم مصنفات وكانوا علماء في اللغة والفقه والأصول. كان في مصر مثلا الشيخ محمد العدوي , والشيخ طه محمود , والشيخ نصر الهوريني , والشيخ إبراهيم الدسوقي , والشيخ إبراهيم الفيومي , والشيخ محمد الغمراوي , والشيخ محمد الحسيني , والشيخ محمد البلبيسي , والشيخ سيد بن على المرصفي , وكان في العراق ممن قام على نشر كتب السلف وعلومهم , والشيخ محمد شكري بن عبدالله الألوسي , وفي الشام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي. أقول إن هؤلاء العلماء وأضرابهم هم في الحقيقة الذين أخرجوا للناس الكتب ونشروا فيهم آثار السلف في الحديث واللغة والفقه والتاريخ والأدب وغير ذلك من فنون الإسلام , لا يمتري أحد في أن ما أخرج هؤلاء أصح نصاً , فهؤلاء أعلم من غيرهم وأدرى بأساليب المصنفين , لأنهم علماء , وكان الواحد منهم يعكف على الكتاب الواحد سنين عدداً , يدقق ويتحرى ويصحح , هذا " تاج العروس " في طبعته الأولى وأجزائه العشرة الضخام أخرجه رجل واحد ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/306)
" لسان العرب " بأجزائه العشرين نشره وصححه رجل واحد هو الشيخ محمد الحسيني , " اتحاف السادة المتقين في شرح إحياء علوم الدين " أخرجه الشيخ محمد الزهري الغمراوي , وهو في عشر مجلدات كبار, وهذا " مسند الإمام أحمد " بأجزائه الستة وهو معروف طبعه رجل واحد هو محمد الغمراوي , و" شرح البخاري " للقسطلاني وأجزاؤه عشرة قام بطبعه رجل واحد هو الشيخ إبراهيم الدسوقي , كان من أولئك العلماء المتقدمين من وضع مدرسة تعلم أصول النشر كما فعل الشيخ سيد بن على المرصفي المصري رحمه الله فإنه تخرج لديه في النشر والتحقيق ثلة من كبار العلماء , منهم الشيخ أحمد شاكر, وأخوه الشيخ محمود شاكر, والشيخ محمد محي الدين عبد الحميد , هؤلاء كانوا علماء وهم الذين نشروا فينا العلم في ذلك الزمان وما زلنا نقرأ في كتبهم وفيما أخرجوه لنا , ولكننا مع تقادم الأيام وتجدد معطيات الحضارة , وإعجاب الناس بالجديد , فقد توجه كثير من الناشرين إلى إعادة طباعة تلك الكتب , وربما يكون من أسباب إعادة الطبع قلة تلك الطبعات الأولى أو انعدامها , أما ما أعيد طبعه محققا تحقيقا علميا على أيد عالمة أمينة فلا بأس به. ولكني أتحدث عما طبع مجددا دون تحقيق , أو ما كتب عليه أسماء غيرمعروفة , بدعوى التحقيق ولا تجدفي تلك الكتب إلا مجرد الحرف الجديد وإلا مجرد اللون البراق للورق , وحدث ما شئت عن الأغلاط والتحريف الأعوج , وضرر ذلك على العلماء وعلى العلم فادح , ولهذا فإنني من على هذا المنبر الكريم, وعبر هذا البرنامج الأمثل أوجه نصيحة لإخواني طلاب العلم وأسترشد بفضيلة الشيخ عبد الكريم في هذا المجال أرشد إخواني أن يعنوا بالطبعات القديمة بالكتب وألا يستدبروها اغترارا بالصف الجديد والورق اللامع , وأنا أذكر الآن أن بعض مشايخنا في الجامعة أيام الطلب في كلية اللغة العربية كانوا يوصوننا باعتماد كتاب سيبوية في طبعة بولاق الأولى دون الرجوع إلى الطبعة المحققة , وذلك لأن طبعة بولاق أصح والذي قام عليها عالم من العلماء السابقين , وكل أو جل ما طبعته مطبعة بولاق هو صحيح بالجملة. وصيتي أيضا إلى الناشرين وأصحاب المطابع بألا يتعجلوا بإعادة طبع أي من الكتب التي طبعت قديما إلا إذا كان في الطبع مزيد فائدة , مثل أن تجمع عدة نسخ في كتاب , أو أن يكون في المطبوع قديما خلل ونقص. وإلا يكن الأمركذلك فأرى أن يصور الكتاب في طبعته القديمة وينشرعلى ما هو عليه , ففي تلك الطبعات خير , وصوابها أكثر من صواب الطبعات الحديثة , وغلطها أقل من غلط الطبعات المعاصرة. إنني أسمع من بعض الناس لوما لأولئك الذين يشترون الكتب في طبعاتها الأولى بدعوى أن أسعارها غالية ولكن تبين لنا – معشر الباحثين – وطلاب العلم أن في تلك الطبعات خير وأنها طبعت على أصول صحيحة وأن الذي قام عليها علماء كما أسلفت. هذا ما لدي وشكرا لكم.
السائل: هل للشيخ عبد الكريم تعليق على ما ذكره الدكتور عبد المحسن العسكر؟
الشيخ: جزى الله خيرا أخانا الدكتور عبد المحسن العسكر على ما أبداه. والعناية بما ذكره معروفة , ذكرناها في دروس ومناسبات كثيرة جدا وما زلنا نوصي طلاب العلم أن يقتنوا الطبعات القديمة لأنها أصح في الجملة. لا يماري في ذلك أحد , اللهم إلا الكتب التي جمعت لها النسخ وانبرى لتحقيقها البارع من طلاب العلم فهذا مثل ما أشار إليه الشيخ عبد المحسن ولا نختلف معه في شيء , وهذا رأيي وهذه وجهة نظري من قديم , ورددتها وكررتها , ومكتبتي جلها من هذا النوع ووصيتي أيضا لطلابي بهذا والشيخ عبد المحسن يعرف هذا , وغيره مما له معرفة بنا وبطريقتنا. على كل حال أنا خشيت من الملل من كثرة ما أوصي بالكتب القديمة , والطبعات القديمة , لأنه مثل ما أشار فضيلة الشيخ , الذين يتولون الطباعة في الزمن الأول علماء. أما الذين يتولون الطباعة وأرباب الطباعة اليوم في الغالب ولا أقول الجميع تجار يهمهم الكسب فلا يبحثون عن نوادر الرجال لتحقيق الكتب وإخراجها. كم من كتاب طبع فيه من النقص والخلل الشيء الكثير. فمثلاً نُسْأل كثيرا عن أفضل طبعات " فتح الباري " على سبيل المثال , فنقول طبعة بولاق وصورت ولكن مع الأسف حتى التصوير ندر أيضا. رغم أن الكتاب طبع مرارا بعد ذلك لكن لا يغني عن طبعة بولاق أي طبعة. من أراد أن يكتفي بالسلفية الأولى التي طبعت في حياة الشيخ عبد العزيزبن باز 1380 هـ , والشيخ عبد العزيز باز تولى تصحيح جزء ين وبعض الثالث بنفسه وترك الباقي للطابع محب الدين الخطيب على أن يعتمد على طبعة بولاق , لأنها نسخة صحيحة ومتقنة. ومتى يطبع " فتح الباري " بالمستوى الذي طبع في مطبعة بولاق مهما قيل عن الطبعات الجديدة أنها قوبلت وقدمت وعلق عليها وخرجت، لا يمكن. حتى السلفية الثانية والثالثة فيها من الخلل الكبير ما لا يوجد في السلفية الأولى. لماذا؟ لبعد البون بين الشيخ محب الدين الخطيب وبين أولاده ومن تولى الطباعة بعده. فالشيخ محب الدين تولى الطبعة الأولى بنفسه بينما الثانية والثالثة تولاها غيره. ولا شك أن للعالم بصمات فيما يتولاه. والكتب القديمة عندنا ترتيب للمطابع معروف وأولويات للاقتناء يطول بسطه , وهذا يطغى عن موضوعنا والحديث ذو شجون وذكرنا ذلك في مناسبات وفي دروس وألمحنا له في البرنامج المعروف شرح التجريد مرارا. ولا يمر بنا كتاب إلا و نذكر طبعته المهمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/307)
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[12 - 10 - 04, 09:05 م]ـ
بارك الله فيكم ولاشك ان هذا من أجلّ صور البر بوالدكم الكريم .. ثبتكم الله وزادكم
واضم صوتي لطلب الاخ الكريم متعلم1
وهو قوله:
- طلب بسيط: هلا عُرض على الشيخ أن يصدر كتابا ولو مقالات متتابعة في طبعات الكتب والتمييز بينها وأجودها فهو خريت هذا الطريق - والله يرعاكم.
ـ[أبو حفص الأزدي]ــــــــ[13 - 10 - 04, 12:18 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بجهودكم وطلبي من المشرفين أن يقوموا بحذف المشاركات التي تفصل بين حلقات التفريغ وجزاكم الله خيرا
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[13 - 10 - 04, 02:42 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا على هذا الاهتمام.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[14 - 10 - 04, 10:22 م]ـ
الحلقة الثالثة.
السائل: لعلنا نكمل ونستمر فيما يتعلق بمكتبة طالب العلم فيما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن.
الشيخ: طالب العلم يحتاج من كتب التفسير ما يعينه على فهم كتاب الله عز وجل , وما يعينه على تدبر كتاب الله , وما يعينه على الاستنباط من كتاب الله. فهناك كتب مختصرات مناسبة للمبتدئين وإن كان في بعضها بعض المخالفات التي يجب التنبيه عليها.
هناك تفسير مناسب لطبقات المجتمع كله , تفسير إنشائي مستمد من كتب التفسير الموثوقة وهو تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي , هذا مناسب للمتعلم وغير المتعلم , للمتخصص في العلوم الشرعية وفي غيرها , للطبيب , للمهندس , للمثقف , للتاجر , لرب الأسرة , لربة البيت , كل يستفيد منه , لأنه صيغ بأسلوب العصر. هناك أيضا تفسير مختصر جدا وغير منتشر بين طلاب العلم للأسف وهو يفيد كثيراً وهو تفسير الشيخ فيصل بن مبارك: " توفيق الرحمن لدروس القرآن " , هذا الكتاب مطبوع قديما وطبع حديثا. وقد طبع في أربعة أجزاء وهو مستمد ومختصر من الطبري والبغوي وابن كثير وهذا كتاب رغم اختصاره نافع في بابه لمن لا يسعفه الوقت للرجوع إلى الأصول القديمة لاسيما الثلاثة المذكورة.
هناك أيضا تفسير مناسب ومختصر جدا هو " تفسير الجلالين " جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي وهوأشبه ما يكون بالمتن , متن علمي متين بحاجة إلى مطالعة حواشي ويحتاج أيضا إلى من ينبه على ما فيه من ملحوظات من أهل العلم , وإلا فالكتاب من أنفع ما ينفع طالب العلم لأنه مختصر جداً.
السائل: هل سبق أن أخرجتم بعض الملاحظات على هذا التفسير؟
الشيخ: نحن شرحنا بعض هذا الكتاب في دروس المسجد , ونشر منه ما يتعلق بسورة الفاتحة في أربعة أشرطة , ولكن رأيته على طريقتنا هذه يطول جداً. فإذا كانت الفاتحة أربعة أشرطة فماذا عن البقرة مثلاً. على كل حال الشيخ عبدالرزاق عفيفي له تعليقات نافعة على ربعه الأخر, عندما كان مقرراً على المعاهد العلمية , وهذا التفسير في غاية الاختصار. شخص من طلاب العلم في اليمن قبل قرن أو أكثر احتاج إلى أن يقرأ في هذا التفسير فأشكل عليه هل يقرأه بطهارة أو بدون طهارة , فقيل له الحكم للغالب التفسير أو القرآن فأخذ يعد حروف القرآن وحروف التفسير فوجدها إلى سورة المزمل واحدة لا تزيد حرف. ثم من المدثر إلى آخر القرآن زاد التفسير قليلا فانحلت عنده المشكلة. على كل حال هذا التفسير رغم أهميته ومكانته إلا أن فيه شيء من المخالفات العقدية.
وهناك تفسير أوسع منه بل أشهر وهو " تفسير البيضاوي " أوسع من " الجلالين " وهو أيضا كتاب متين متقن يستفيد منه طالب العلم لاسيما ما يتعلق بالصناعة اللفظية , عليه حواشي عديدة , و العلماء لهم به عناية عجيبة , فقد بلغت الحواشي عليه أكثر من 120 حاشية , ويندر أن يأتي نسخة من تركيا أو سوريا وليس عليها حواشي قلمية فالكتاب وضع له القبول. هناك تفسير مختصر جدا يسمى " التسهيل " تفسيرابن جزي الكليبي , وهو تفسير مختصر ومحرر ومتقن ومضبوط , وهناك أيضاً تفسير النسفي , وهذه كلها مختصرات لكن تفسير الشيخ ابن سعدي لا يستغنى عنه أحد. و تفسير فيصل ابن المبارك أيضاً يحتاجه طالب العلم لا سيما عند ضيق الوقت وتفسير الجلالين أيضاً مهم بالنسبة لطالب العلم , وكذلك تفسير البيضاوي وما عليه من حواشي , ونذكر بعضها مثل حاشية زاده , التي يتفق المترجمون على أنها أفضل الحواشي , هناك حاشية الشهاب , وهناك حاشية القونوى وهناك حاشية ابن التمجيد, وهناك حاشية الكازروني , حواشي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/308)
كثيرة منها المطبوع ومنها المخطوط. هناك كتب في التفسير أطول من هذه يتصدرها تفسيرالإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى , وهو مناسب لكافة المتعلمين , قد يمله غير المتخصص في السنة لكثرة ما يسوقه من آثار بالأسانيد , وما فيها من تكرار. ولذا انبرى لاختصاره جمع من أهل العلم , من أفضل المختصرات اختصار الشيخ أحمد شاكر" عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير". ومنها " تيسير العلي القدير" للشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمة الله على الجميع , هذه مختصرات جيدة لتفسيرالحافظ ابن كثير على أن الأصل لا يغني عنه شيء , لكن من كان يمل من ذكر الأسانيد لأنها أمور قد لا يستفيد منها كثير من قراء التفسيرفهذه المختصرات تكفيه إن شاء الله. وأيضاً هناك " تفسير البغوي " وهو تفسير أثري سلفي , لا يخلو من ملاحظات يسيرة جداً لكنه في الجملة أثنى عليه شيخ الإسلام وأئمة الإسلام وواقع الكتاب يشهد بذلك.
" تفسير الخازن " وهو مختصر من البغوي مع إضافات , وله شهرة وانتشار في غير هذه البلاد , وصاحبه يذكر أقوال بعض المتصوفة وله عناية بذكر ما يتعلق بالمرققات " الرقائق ".
أما " تفسير الزمخشري ": وهو" الكشاف " على ما فيه من اعتزاليات يقرأه طالب العلم بحذر ويقرأ ما كُتب من حواشي تبين هذه الاعتزاليات. وفيه حواشي تبين اعتزاله. " ابن المُنِّير" وغيره بَين اعتزاله. وكثير من أهل العلم تصدى له. على كل حال هو مفيد في بابه يستفاد منه في الناحية اللغوية.
" تفسير الخطيب الشربيني " وهو يكاد يجمع بين البيضاوي والزمخشري. أطول من هذه الكتب تفسير إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري الذي هو أعظم تفسير على الإطلاق , ويجمع تفاسير السلف بالأسانيد , والكتاب مطبوع مراراً , طبع أولاً في المطبع الميمنية , ثم في بولاق , ثم حققه محمود شاكر , وحقق إلى " سورة إبراهيم " في ستة عشر جزءاً. أُكْمل بعد ذلك , ثم حققه الدكتور عبدالله التركي , وطبعة الشيخ أحمد شاكر أنا قرأتها بكاملها , وهي من أنفس ما يقتنيه طالب العلم , فإذا أضيفت إلى طبعة بولاق التي هي الأصل واعتمد عليها الشيخ محمود شاكر اعتماداً مع ما وجده من نسخ لكن طبعة بولاق لا يعد لها شيء , ثم طبعة الشيخ أحمد شاكر اعتمدت على هذه بدقة.
طبعة الشيخ عبدالله التركي إقتنيتها مؤخراً , ولا أستطيع الحكم عليها. كلام الشيخ عبدالمحسن اختصر علينا الكثير في العناية بالطبعات القديمة , وإلا كانت النية أن أبين طبعة كل كتاب معه في أثناء ذكره لكن أظن الوقت لا يستوعب. هناك من له عناية باللغة عليه أن يعتني بتفسير"البحر المحيط" لأبي حيان , والبحر المحيط يكاد يكون كتاب لغة , وله مختصرات: " النهر الماد من البحر" , و " الدر اللقيط من البحر المحيط " المقصود أن هذا الكتاب ينفع في الناحية اللغوية في القرآن. وهناك تفسير الرازي ويسمى " التفسير الكبير " للفخر الرازي وهذا التفسير طالب العلم المبتدئ والمتوسط الذي لم يتأهل للنقد لا ينبغي أن ينظر فيه البته , لأن مؤلفه بارع قد يمرر كثير من الشبه على آحاد المتعلمين , بل قد لا يدرك بعض المتأهلين بعض الشبه والسياقات التي يسوقها في تقرير بعض الشبه. واتهم في ذلك , حتى قيل إنه يسوق الشبه نقداً ويجيب عنها نسيئة , يضعف عند ردها. هناك شبه لا يرتضيها وليست من مذهبه يعني أعظم من مذهبه , فوق مذهبه , ثم بعد ذلك يسوقها ويجليها بقوة ثم يضعف عن ردها , ولذا لا ينصح طالب العلم بقراءة هذا التفسير حتى يتأهل. أما إذا تأهل فالتفسير فيه فوائد وقد قيل فيه: إن فيه كل شيء غير التفسير, لكن هذا جور , ففيه تفسير.
هناك " تفسير ابن عطية " أثنى عليه شيخ الإسلام متداول محقق وهو كتاب نافع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/309)
هناك تفسير الألوسي أيضاً , تفسير مطول أسمه " روح المعاني " , لأبي الثناء محمود الألوسي الجدّ , فليس المؤلف محمود شكري بل الجدّهذا التفسير جمع فيه ما هب ودب , و نقل فيه النقول المتباينة فيقول قال شيخ الإسلام ابن تيمية , ويقول قال الإمام المحقق ابن القيم , ويقول قال محيي الدين ابن عربي قُدَّس سره , وهذا خلط , والمقصود أن فيه فوائد يستفيد منه طالب العلم لا سيما المتأهل وفيه أيضاً عناية بالتفسير الإشاري تفسير الصوفية. على كل حال الطالب المتأهل لا خوف عليه , على أنه ينبغي لطالب العلم أن يجعل في مكتبته ختم لتبرأ ذمته يكتب فيه: هذا الكتاب فيه مخلفات عقدية , هذا الكتاب فيه كذا , هذا الكتاب مذهب صاحبه كذا, ليبرأ من عهدة وجوده ممن يأثره بعده أو يطلع عليه في مكتبته ويتأثر بمثل هذه الكتب , لذا كان عليه أن يختم هذا الكتاب.
هناك كتب ألفت في جوانب من القرآن مثل: " أحكام القرآن " , أحكام القرآن أولاها أهل العلم عناية من ذلك " أحكام القرآن للشافعي " فقد جمع من كلام الشافعي. و " أحكام القرآن لإبن العربي " كتاب لطيف ونفيس طبع في أربعة أجزاء , وفيه نكت ولطائف ونوادر حصلت لابن العربي مع شيوخه , ومع بعض أقرانه , وفي رحلاته. المقصود أن طالب العلم يستفيد من هذا الكتاب. هناك " أحكام القرآن للجصاص ". إستنباط أحكام القرآن من وجهة نظر الحنفية كتاب ماتع نافع جامع , لكن لا يسلم من لوثة إعتزال. هناك " أحكام القرآن للطبري الهراسي" وهو أيضاً كتاب نافع وفيه لطائف وفوائد , وللطبري موقف من الحنابلة وقصته مشهورة. وهناك الجامع وهو بحق " الجامع لأحكام القرآن " للقرطبي - وكل الصيد في جوف الفرا - هذا التفسير جامع على اسمه , وطبع مراراً وأجود طبعاته طبعة دار الكتب المصرية ليست الأولى, ولكن الطبعة الثانية , وهناك ثانية أكثر من مرة. الكتاب يشكل في طبعته. الجزء الأول طبع خمس مرات , الجزء من الثاني إلى الثاني عشر طبع ثلاث مرات ثم من الثالث عشر إلى العشرين طبع مرتين ثم من الواحد إلى العشرين هذه الطبعة الأخيرة بدار الكتب المصرية التي قوبلت على نسخ كثيرة. فبعض الأجزاء قوبل على ثلاث عشرة نسخة , فالكتاب عني به من ناحية الطباعة عناية فائقة. وفيه الإحالات السابقة واللاحقة وهذه ميزة , فالكتاب الكبير عشرون مجلداً , فإذا قال تقدم , قال الطابع: أنظر جزء كذا صفحة كذا , وإذا قال سيأتي , يقول: انظر صفحة كذا جزء كذا , هذه ميزة الطبعة الثانية , أما الطبعة الأولى فليس فيها مثل هذا , بل الطبعة الأولى الثلاث مجلدات الأولى ليس فيها إحالات , ولا فيها تعليقات , وليس فيها آيات , بينما الطبعة الأخيرة كاملة من كل وجه. المقصود أن هذا الكتاب بحر محيط فيما يتعلق بأحكام القرآن , وممكن أن يؤخذ منه فقه المالكية. يعنى ما ينسبه إلى المذاهب الأخرى قد يقع فيه شيء من الخطأ في النسبة , لا من حيث أن هذا القول لا يوجد في هذا المذهب , لكن قد لا يكون هو المعتمد في المذهب , فعلى طالب العلم أن يعنى به عناية كبيرة. هناك كتب في إعراب القرآن وكتب في علوم القرآن كثيرة جدا , كل فن من الفنون يحتاج إلى حلقة.
اتصال هاتفي: من الأستاذ عبد العزيز العويّد.
قال الأستاذ العويد بعد أن حمد الله وأثنى عليه: الحقيقة أحسن الأخوة الاختيار , وأضافوا على حسن الاختيار اختيارالعالم المتخصص في هذا المجال , فجزى الله الجميع خيرا. أنا لا أستطيع أن أقول أني أقدم شيئا , ولكنها استفسارات وأسئلة علمية أوجهها لفضيلة الشيخ وأطمح منه متفضلا مشكورا أن يضع النقاط على الحروف. المسألة الأولى هي: طريقة طلب العلم الشرعي يا فضيلة الشيخ , ألا ترى أنها تهمش دور الكتاب اليومي في حياة الطالب , باعتماد التعليم في المسجد أو في الكلية المتخصصة في العلم الشرعي على الكتابة أو على المذكرة. أريد من فضيلتكم وقفة حول هذا المنهج وذكر الطريقة الصحيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/310)
المسألة الثانية: في المكتبات , المكتبة الإلكترونية , الأقراص الكمبيوترية , يعيش طلاب العلم بين مُعَظِّم لها على حساب الكتاب المقروء ومهمش أيضا لها , وثمة رأي ثالث يرى أنها تفيد الطلبة في تقريب المعلومة وسهولة الحصول عليها مع الحاجة الشديدة للكتاب. نريد القول الصواب في الموقف الصحيح منها لطالب العلم.
المسألة الثالثة: اليوم توجد مكتبات في بيوت طلاب العلم لكن هذه المكتبات مع كونها قيمة يلحظ أنها تموت بموت أصحابها , لإهمال الورثة , أو لعدم حاجتهم إليها وعدم اعتنائهم , أولأنها تمثل مالا زهيدا بالنسبة لمال المورث. ألا يرى فضيلتكم أن أعظم وسيلة لحفظها هو التوعية بإيقاف هذه المكاتب خاصة بعد الوفاة , وخاصة أنها لا تمثل نسبة عالية من مال صاحبها مع ما لا يخفى من ابتغاء الأجر بالعلم الذي ينتفع به والصدقة جارية , والإيقاف من معاني بقاء هذه الكتب محفوظة باقية وتكون مكتبات مستديمة ثابتة. وأشكركم.
الشيخ عبد الكريم: نشكر لفضيلة الدكتور عبد العزيز على هذه الأسئلة والاستفسارات , و أما بالنسبة لطريقة تحصيل العلم الشرعي وإتيان هذا الباب المهم أو الأمر العظيم من بابه والجادة المطروقة عند أهل العلم , هذه بينت مرارا في مناسبات كثيرة , لكن مع الأسف الشديد بعض من يزاول التعليم النظامي يحيل بعض الطلبة على شيء من كتابات المعاصرين أو يكتفي الطلبة بما ينقلوه من كلامه في مذكرات. لاشك أن هذه إماتة , لاشك أن تربية طالب العلم سواء كان في التعليم النظامي أو غير النظامي على كتب المتقدمين وتعويدهم على أساليب المتقدمين , والتعامل مع كتب المتقدمين , وفهم كلام المتقدمين , لاشك أن هذا هو المهم , لأن طالب العلم الذي تخرج على هذه المذكرات لا يستطيع أن يراجع الكتب القديمة , و لو تعين في قرية وليس عنده من يحل الإشكال فيريد أن يراجع مسألة فلا يستطيع أن يفهم , لا يعلم من الفقه لا بالقوة ولا بالفعل , يعني لا يستطيع أن يراجع الكتب وليس في ذهنه حصيلة.
الشيخ العويّد: هذا واضح في التربية العلمية في الكليات الشرعية أن طلبة العلم لا يعرفون الكتب الأولوية في تخصصاتهم , فضلا عن منهجها وطريقتها وأسماء مؤلفيها.
الشيخ عبد الكريم: ولقد عتبنا على بعض المنظمين للدورات العلمية أن قرروا في هذه الدورات كتب معاصرين ووكلوا شرحها إلى أصحابها. نقول يا إخوان كتب المعاصرين كتبت بلغة العصر وبلهجة العصر , يفهمها طالب العلم وهو في بيته , دعوا هؤلاء العلماء - قبل أن تتمنوا وجودهم وحصولهم - يشرحوا ويبينوا لطلابهم كلام المتقدمين الباقي. فيكون طالب العلم ينفرد في قرية أو ينزوي إما قاضي أو معلم أو خطيب أو داعية يستطيع أن يحلل كلام أهل العلم لأنه عود عليها ومرن عليها وبينت له وشرحت له , فالإعتماد على كتب المتقدمين هذا لاشك أنه خلل , يعني إحالة طالب العلم في التعلم سواء كان النظامي أو الحر في المساجد أو البيوت أو غيرها , إحالتهم إلى المذكرات أو ما يكتبه المعاصرون رغم أهميته , نعم يستفيد منها لكن العمدة تكون كتب المتقدمين , وما أجمل ما يقرأ في " فتح القدير" مثلا للطلاب ويشرح , وكيف يستفاد من هذا الكتاب العظيم , يقرأ سبل السلام ويعلق عليه الشيخ بما آتاه الله من علم ويوضح ويحلل ويحرر المسائل ويرجح , فيربط الطلاب بكتب المتقدمين , لأنها هي التي ستبقى عنده. أيضا حصيلة الطالب من هذه المذكرات , آخر عهده بهذه المذكرة الامتحان , ولذلك نعاني من جمع هذه المذكرات عند الأبواب وامتهانها , في الجامعات وغيرها من الجامعات يؤكدون على هذا الجانب , وفي لقاءات مع المسئولين في الجامعات يحذرون أشد التحذير من اعتماد المذكرات , لأنه كيف يتخرج طالب علم متخصص في العلم الشرعي على المذكرات , كيف ينفع الجيل القادم وعمدته المذكرات. المقصود أنه لابد من العناية من كتب المتقدمين وهذه المسألة الأولى.
أما المكتبة الإلكترونية فقد تحدثنا عنها وأفضنا فيها , والقول الوسط هو المعتمد , يعني لا نقول أنها لا يمكن الاستفادة منها , ولا نقول أنه يعتمد عليها , بل يستفاد منها بقدر الإمكان , لكن الكتاب هو الأصل , يبقى أن الوسيلة الوحيدة للتحصيل هي قراءة الكتاب على الشيخ , وهذا لا يستغنى عنه وهذا يأتي التنبيه عليه إن كان الوقت يسعف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/311)
أما ما يتعلق بوقف المكتبات , فإنه يمر علينا أمور من المعاناة من الورثة. فمثلاً شخص توفي رحمه الله في بعض القرى , فما كان من أولاده إلا أن خلعوا باب المكتبة , وبنوه بالطين , وشمعوا عليها بالطين , واعتبروها غير موجودة , ولما تحدثوا مع أحد المختصين , وبينت لهم أهميتها فتحوا الباب فوجدوها قد أكلتها الأرضة. ذُكر لنا قاضي من قضاة الخرج توفي رحمه الله , ذُكر أنه كان لديه مكتبة , فذهبنا إليها لنشتريها ففوجئنا أنهم انتقلوا من البيت الأول إلى بيت ثاني فيلا جديدة , فقال أولاده وقال نساؤه إن هذه الكتب تجمع علينا الحشرات والصراصير ورميناها في الزبالة في الشارع , وقس على هذا كثير , يعني مخطوطات وجدت في الزبالة.
الشيخ العويّد: توفي أحد طلبة العلم رحمه الله وله مكتبة , تقريبا عشرة أمتارطولاً وعشرة أمتارعرضاً , فرحلوا إلى بيت آخر, وأوصوا الناس أن البيت مفتوح ومن يريد أن يأخذ منه يأخذ منها ما يريد.
الشيخ عبد الكريم: أدهى من ذلك أن أحد طلاب العلم المعروفين توفي قبل أربعين سنة , فجمعت مكتبته في دورة مياه لكنها ملغاة- ليست مستعملة- في السطح , فتلفت من الأمطار والسيول , فهذه كلها مآسي. ومعنى ذلك أن الإيقاف هو الوسيلة الوحيدة التي يستفاد منها , وعرفنا أن الجامعات لها عناية بالكتب , ولدي ملاحظة هي أن يتولى هذه المكتبات العامة أناس من هواة الكتب , من أصحاب الكتب , من أهل الكتب , لا يكفي أن يكون متخصص في المكتبات. مع الأسف الشديد أنا حضرت محاضرات في مكتبات مركزية كبيرة بين أمين المكتبة وبين المستعير. أمين المكتبة يقول لا هذه النسخة لا تعار, وهذه النسخة لا بأس خذها , فإذا النسخة المتاحة للإعارة هي الأصلية , والنسخة التي لا تعار هي نسخة دار الكتب العلمية ومكتوب عليها لا تعار. وهناك الشيء الكثير الذي يعتصر القلب , يعني مسألة التخصص أمر لابد منه ويجمع مع هؤلاء أناس الذين هم هواة الكتب.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[16 - 10 - 04, 05:11 ص]ـ
الحلقة الرابعة
والآن نعود إلى استكمال الكتب:
هناك كتب إعراب القرآن: الكعبري والنحاس , والمتأخرون أيضا لهم مساهمات جيدة في هذا الباب وعندي أن كتب إعراب القرآن ينبغي أن يستفاد منها , ويفاد منها في فهم القرآن , وفي إتقان اللغة , وفي إتقان النحو والصرف , فطالب العلم إذا عني بكتب إعراب القرآن استفاد فوائد عظيمة أتقن اللغة من جهة , وفهم القرآن. وخير ما يمرن عليه طلاب العلم في اللغة وهذا إقتراح نوجهه إلى المتخصصين في هذا الباب أن يعربوا القرآن , درس نحو مثلا أو في نهاية الفصل يكلف الطلاب بإعراب الفاتحة مثلا , ثم بعد ذلك يقابل إعرابهم بكتب إعراب القرآن فيصوب ويسدد , ويمكن أن يقوم به أي شخص , بمفرده يقوم بهذا العمل , يعرب الفاتحة ثم يعرض ما كتبه على كتب إعراب القرآن ويستفيد فوائد عظيمة.
هناك كتب علوم القرآن: " مقدمة التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيمية في غاية الأهمية , وفيها توجيهات وأمور لا توجد في غيرها , و" منظومة الزمزمي " منظومة مختصرة وعليها شروح , و" الإتقان في علوم القرآن " للسيوطي وهو كتاب جامع , و" البرهان " للزركشي كتاب حافل , و" مناهل العرفان " للزرقاني أيضا هذا كتاب مرتب ومنظم رغم أنه ناقص , و" القواعد الحسان في تفسير القرآن " للشيخ عبد الرحمن بن سعدي من خير ما يستفيد منه طالب العلم , المقصود أن الكتب كثيرة , ولسنا بصدد سرد قوائم للكتب أو أسماء الكتب , لأن هذه تكفل بها المختصون في كل فن.
أما العقيدة: لما ظهرت الفرق والطوائف واحتاج الناس إلى تدوين العقيدة المستمدة من الكتاب والسنة. ألف العلماء المتقدمون كتب العقائد وسموها كتب السنة بالأسانيد وجمعوها من الكتاب والسنة ومن أقوال الصحابة والتابعين التي هي العمدة في هذا الباب , وليس لمتأخر أن يخرج عن هذه المصادر في هذا الباب , فهناك كتب كثيرة منها " السنة " للإمام أحمد أو عبد الله بن الإمام أحمد , وهناك " الإبانة " أيضا , وهناك كتب كثيرة , لكن مما ينبغي أن يعنى به طالب العلم بالنسبة لكتب العقيدة: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أحاط بما قاله السلف في هذا الباب , وجمع ما كتبوه وما ذُكر وما نقل عنهم , وحرره وضبطه وأتقنه في كتب كثيرة كالواسطية والحموية والتدمرية ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/312)
أيضاً " مجموع الفتاوى " فيه مجموعة بحوث كثيرة جدا في هذا الباب , له أيضا كتب مطولة في هذا الباب , وله " درء تعارض العقل والنقل " الذي (ما في الوجود له نظير ثان) كما يقول ابن القيم , وله أيضا " نقض التأسيس "
(وكذلك التأسيس أصبح نقضه أعجوبة للعالم الرباني)
وله أيضا " منهاج السنة " في الرد على المخالفين من الرافضة, وله أيضا " اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم " في التشبه. المقصود أن كتب شيخ الإسلام لا يستغنى عنها طالب علم , ولا يمكن الإحاطة بها في هذه العجالة. كتب ابن القيم أيضا , " الصواعق " و" النونية " وغيرها من كتبه التي خدمت هذا المجال. مؤلفات أئمة الدعوة: الشيخ المجدد الشيخ محمد ابن عبد الوهاب وعلى رأسها " كتاب التوحيد", و" كشف الشبهات " , " الأصول الثلاثة " , " القواعد الأربعة " , كتب لا يستغني عنها طالب العلم. أيضا كتب تلاميذه من أولاده وأتباعه المدونة في الدرر السنية لا يستغني عنها أيضا طالب العلم. المقصود أن الكتب كثيرة والوقت ضاق جدا.
أما بالنسبة للفقه: فهناك كتب للمتقدمين ألفها الأوائل من أصحاب المذاهب وأتباعها من تلاميذهم , ثم وجد أيضا كتب لهذه المذاهب المتبوعة من قبل المتوسطين , والمتأخرين , ولهم طرق وقواعد في ترتيبها وأولوياتها والمذهب عندهم بالنسبة للمتقدمين والمذهب عند المتأخرين , والمذهب عند المتوسطين , وهذا يحتاج إلى مزيد بسط , لكن لو اقتصرنا على بعض الكتب المختصرة في المذاهب وجدنا مثلا عند الحنابلة كتاب " الزاد " أو " دليل الطالب " أو " عمدة الفقه ".
أما مؤلفوها: " فالزاد " لشرف الدين موسى الجحاوي , و" الدليل " للشيخ مرعي الكرمي الحنبلي , و " العمدة " للموفق , ثم بعد ذلك ألف بعده " المقنع " للطبقة الثانية , و" الكافي " للطبقة الثالثة , ثم " المغني " للمنتهين. على كل حال كتب الفقه تحتاج إلى بسط , وهي مرتبة عند أصحابها على سائر المذاهب , لكن على الطالب المنتهي الذي يحتاج إلى مراجع تهمه تحرر هذه المسائل على طريقة هذه المذاهب. وإن كانت هذه الكتب ليست دساتير لا يحاد عنها , بل هي كتب بشر من خلال ترجيحاتهم. قد يكون فيها الراجح وقد يكون فيها المرجوح فينظر فيها والحَكَم هو الدليل. إذا فالطالب المنتهي إذا اقتنى هذه الكتب المختصرة مع شروحها , اقتنى أيضا " المغني " لابن قدامة. و" المجموع " للنووي و" الاستذكار" لابن عبد البر أو أحد شروح (الخليل) على ما فيها من تعقيد لمن لم يألف مختصر خليل وشروحه. أما كتب الحنفيةعندهم كتب من أنفسها " شرح فتح القدير" لابن الهمام. والكتب مشكلتها أنها كثيرة جدا. وأيضا علم شيخ الإسلام في " مجموع الفتوى " من 21 إلى آخر الفتاوى لا يستغني عنها طالب العلم في هذا الباب. وأيضا " المحَلَّى " لابن حزم للمنتهين من طلاب العلم لا يمكن أن يستغنى عنه , لأنه فقه السلف , لولا ما فيه من شدة على الأئمة , فطالب العلم المبتدئ والمتوسط لا ينبغي أن ينظر في هذا الكتاب , لئلا يكتسب من حدة المؤلف , فشدّ على كثير من أهل العلم , وقال في حقهم بعض العبارات التي لا تليق بمقامهم.
السائل: نرجو وصية لطالب العالم!
الشيخ: طالب العلم أولاً وآخراً ينبغي أن يستحضرأثناء الطلب وأثناء الاقتناء وأثناء المطالعة أن يستحضر الإخلاص لله عز وجل , أثناء شراء الكتاب , وأثناء مطالعته , وأثناء الإفادة منه , لأن الهدف من القراءة تحصيل العلم الشرعي , والعلم الشرعي من علوم الآخرة المحضة التي لا تقبل التشريك. فعلى طالب العلم أن يستحضر الإخلاص , والنية شرود وفي خضم هذا الكم الهائل من الكتب ويبحث يمين ويسار وقد يغفل عن هذا , فعليه أن يستحضر هذا فهو الأساس وهو الأصل. على طالب العلم أن يهتم باقتناء الطبعات المصححة والمحققة وسبق أن أشار الشيخ عبدالمحسن إلى شيء من هذا ويسأل عما يشكل عليه من أمر الطبعات , فكم من طبعة مصحفة ومحرفة اعتمد عليها من لا يعرف , وأن يفرق بين المطابع. وأيضاً لا يعتمد الطالب على الكتاب ويهمل حضور الدروس فمن كان علمه من كتابه كان خطأه أكثر من صوابه. الطالب الذي لا يعرف الكتاب إلا في الدرس عند الشيخ قَلّ أن يفلح , لا بد أن يعنى بالمطالعة قبل الحضور والمراجعة بعد الحضور والمذاكرة مع الزملاء. الشيخ عبدالقادر بن بدران له درس مع مجموعة من الطلاب عند شيخ من الشيوخ يقول: أولاً نحفظ القطعة ثم كل واحد في زاوية من المكان يشرح هذه القطعة قبل الاطلاع على الشرح , ثم بعد ذلك يطالعون الشرح , الصواب يُقر ويشاد به والخطأ يصحح , وبهذا يثبت العلم , يقرءون الحواشي , يذهبون إلى الشيخ يسدد ما عندهم ويزيد ما عندهم. والمطالعة يختلف الطلاب فيها إختلافاً كبيراً , منهم من هو صبور دؤوب يأخذ الكتاب لا يخلطه بغيره حتى ينتهي , ومنهم الملول يخبط هذا ساعة وهذا ساعة. فالصبور الدؤوب ليس عنده مشكلة , فهو يقرأ الكتاب حتى ينتهي بالطريقة التي تُشْرح فيما بعد إن شاء الله.
أما الملول يجب أن يضع جدول بحيث لا يرتبك يضع جدول ثابت , فبعد صلاة الصبح له قراءة في كذا , وبعد انتشار الشمس في كذا , جدول يلزم به نفسه. أيضاً أثناء المطالعة يستحضر الطالب نفسه , ويفرغ نفسه من المشاغل , ويصحب أقلام ملونة يدون بها المسائل , وكثير من المخطوطات والمطبوعات القديمة مكتوب عليها: " قف " " تأمل " للأمور المهمة. بعض شيوخنا له طريقة في كتبه , وُجِدَت بعد موته يضع نقطة حمراء وأحياناً سوداء وأحياناً زرقاء وأحياناً خضراء. الحمراء: لما يريد أن يراجعه فيحفظه , الزرقاء: لما يريد أن يراجعه ويكرر النظر فيه , الخضراء: لما يريد أن ينقله إلى مذكراته. و كل طالب علم لا بد أن يكون لديه مذكرة. المقصود أنه لابد من التمييز بين ما يقرأ , والكلام في ذلك يطول. والله أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/313)
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[18 - 10 - 04, 04:41 ص]ـ
الحلقة الخامسة:
السائل: تحدثنا عن مكتبة طالب العلم , و تحدثنا عن بداية التدوين , وعن بعض المكتبات العامة والخاصة التي اشتهرت في العالم الإسلامي في الماضي , وأشرنا أيضاً إلى جزء يسير مما يتعلق ببناء طالب العلم لمكتبته في التفسير وعلوم القرآن. بقي لنا مواضيع عديدة حول بناء مكتبة طالب العلم , أستأذنكم بأن نبدأ فضيلة الشيخ بالحديث عن السنة النبوية عن الحديث كيف يبني طالب العلم مكتبته في هذا العلم المهم؟
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فعلم السنة بل السنة النبوية من أهم ما ينبغي أن يعنى به طالب العلم لأنها هي المبينة للقرآن , ومفسرة له. فلتكن همة طالب العلم مصروفة لحفظ ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم , وفهمه , بمطالعة ما اعتمد عند أهل العلم من شروح وإلا فالشروح لا يمكن الإحاطة بها. فعلى سبيل المثال صحيح الإمام البخاري رحمه الله شروحه بالمئات , فبما يعتني طالب العلم من هذه الشروح , وهل يغني بعضها عن بعض؟ قديماً قيل: لا يخلو كتاب من فائدة , فإذا أمكن لطالب العلم أن يجمع أكبر قدر ممكن من هذه الشروح لتكون مراجع له عند الإعواز والحاجة فهذا هو المطلوب , لكن قد لا يتيسر ذلك لضعف القدرة المادية مثلاً أو ضيق المكان أو غير ذلك من الظروف التي تضطَّر بعض طلاب العلم على عدم استكمال ما ينبغي استكماله من الشروح فضلاً عن الإحاطة بجميع ما دون في هذا الباب. فلا شك أن هذه الكتب إذا أردنا الاستغناء التام ببعضها عن بعض لم يمكن لنا ذلك , نقول لا يمكن الاستغناءالتام ببعضها عن بعض بدليل انه لا يمكن أن تستغنى بفتح الباري مثلاً بغيره من شروح الصحيح ولا يمكن أن تستغني بعمدة القارئ عن غيره من الشروح وهكذا.
لأن لكل كتاب من هذه الشروح له ميزة لا توجد في غيره , لكن إذا أراد الطالب أن يقتصر على شرح واحد , يُنظر له فيما يحقق الهدف في الجملة , يعني في الغالب دون الإحاطة بجميع ما يحتاجه لحل هذا الكتاب , فمثلاً صحيح البخاري وهو أولى ما يعني به طالب العلم لأنه أصح ما كتب في السنة بل أصح ما دونه البشر وأصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل شُرح شروح كثيرة جداً.
ولا غرابة في أن يشرح بمئات الشروح , وأشرنا في الحلقة السابقة أن تفسير البيضاوي عليه أكثر من مائة وعشرين حاشية , هذا المدون المعروف , منها ما هو كامل ومنها ما هو ناقص ومنها ما هو مختصر ومنها ما هو مطول , هناك حواشي قلمية لا يمكن الإحاطة بها على تفسير البيضاوي , وقل مثل هذا في التفاسير الأخرى , إذا فماذا عن صحيح الإمام البخاري شرح بمئات الشروح والمعدود منها الآن أكثر من مائة سردا هذه المدونة وهناك الشروح المطولة والمختصرة والتامة والناقصة , النفيسة وهناك شروح أيضا فيها غث كثير, المقصود أننا اخترنا أهم هذه الشروح لتكون بين يدي طالب العلم , فمن ذلك أول هذه الشروح شرح الخطابي أبي سليمان حمد بن محمد البستي هذا أقدم الشروح. اسمه " أعلام الحديث " طبع باسم أعلام الحديث لأن أكثر النسخ على هذا , وكانت شهرته عند أهل العلم " أعلام السنن " في مقابل " معالم السنن " في شرح سنن أبي داود له هذا الكتاب مختصر جدا يعني لو طبع بالحرف الذي طبع به فتح الباري لجاء في مجلد واحد , لكن طبع محققا في أربعة مجلدات.
السائل: والمحقق الموجود مخدوم؟
الشيخ: هو رسالة علمية. هو أيضا طبع محققا تحقيقا أقل من مستوى هذا الذي أشرنا إليه وهو لأحد الأمراء من آل سعود طبع بجامعة أم القرى هذا تحقيق رسالة علمية , هناك طبعة قبل هذه الرسالة في المغرب في مجلدين هذه طبعة نادرة جدا. يمكن الاستفادة من شرح الخطابي , لأن الشراح ينقلون عنه كثيراً وإن كانت زُبَدُه أودعت في الشروح التي جاءت بعده يعني إذا كان الطالب يُعنى بالجمع فمن خير ما يقتنى هذا الكتاب وإن أراد الإكتفاء فيكتفي عنه بغيره من الشروح التي تليه.
ـ[عبدالحميد بن عبدالحكيم]ــــــــ[18 - 10 - 04, 10:15 م]ـ
نفعنا الله بعلم الشيخ وجزاكم الله خيرا على الموضوع وأتمنى لو يطبع في كتاب لعظيم الفائدة.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[19 - 10 - 04, 01:17 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/314)
جزاكم الله خيرا وسددكم وجزى الله شيخنا خير الجزاء
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[19 - 10 - 04, 04:27 ص]ـ
الحلقة السادسة
هناك أيضا شرح الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى واسمه " فتح الباري " , وابن رجب رحمه الله تعالى كعادته يشرح السنة بالسنة ويشرح السنة بأقوال الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة , المقصود أن هذا الشرح فيه نَفَس السلف الصالح , فعمدته كلام السلف وهذه ميزة الحافظ ابن رجب رحمه الله , ويعنى بها عناية فائقة , ويمتاز بها عن غيره في جميع مؤلفاته. والكتاب مطبوع مرتين.على كل حال الكتاب ليس بكامل فيه خروم كثيرة , هو أولاً إلى " كتاب الجنائز" في الجملة. وفي الذي وجد منه خروم كبيرة جداً , يعني بين حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه في كتاب الإيمان في الشبهات إلى الحديث الذي يليه في الطهارة أكثر من مائتي حديث مخروم , وكم في شرح هذه الأحاديث من علم عظيم من علم السلف , فالحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى يعنى بعلم السلف وبأقوال السلف , ويُنَكِّب جانباً عن أقوال المتأخرين واصطلاحاتهم , فمن يطالع هذا الكتاب وطالع أيضاً شرح الأربعين له عرف قدر هذا الرجل , وله رسالة في الباب اسمها فضل علم السلف على الخلف , رسالة نفيسة لا يستغني عنها طالب العلم , رسالة في غاية الجودة. والكتاب مطبوع مرتين إحداهما بتحقيق ثمانية , طبعتها ونشرتها دار الغرباء طبعة جيدة في الجملة فيها مقابلة نسخ وفيها تعليقات , وفيها ترقيم. فهي طبعة جيدة أنا قرأتها كلها والملاحظات عليها يسيرة , والطبعة الثانية للشيخ " طارق عوض الله " وهو من خيار طلاب العلم , كان من المجودين , لكن لا يوجد له أثر في هذا الكتاب إلا النشر, فلو أتحفنا بشيء من علمه في تعليقات على هذا الكتاب يفيد طالب العلم , لأن له عناية بالرواية وله عناية بعلل الحديث , وسبق أن نشر " جامع العلوم والحكم " ومثله نشْره أيضاً " لسبل السلام " , فهو يُعنى بتصحيح الكتاب لكن لمساته في التعليقات التي تفيد طالب العالم ليست على مستوى علمه الذي نعرفه عنه , أنا قابلته شخصياً , عرفته عن قرب , هو من خيار من يتصدى لنشر الكتب في العصر الحديث , على كل حال أنا عنايتي بتحقيق الثمانية لأنها خرجت أولاً فوقعت موقعها, وقرأتها وراجعت طبعة الشيخ طارق وهي جيدة في الجملة. هناك أيضاً شرح الكرماني اسمه " الكواكب الدراري " , وهذا الشرح شرح ماتع نفيس , فيه فوائد كثيرة جداً , وفيه لطائف وطرائف , كثيرمنها يتعلق بتراجم الرواة , فيذكر في ترجمة الراوي أطرف ما يذكر من أخباره , وهذا ينشط القارئ. على أوهام في الكتاب لأنهم يقولون إنه أُخذ علم هذا الكتاب من الكتب , ومعروف أن الذي علمه من كتبه ليس علمه كمن زاحم أهل العلم ,
وهنا أبيات ذكرها بعضهم:
يظن الغمر أن الكتب تُهْدى أخافهم لإدراك العلوم وما يدري الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الطريق المستقيم وتلتبس الأمور عليك حتى تكون أضل من توم الحكيم
وقالوا عن " ابن حزم " إنه أخذ علمه من الكتب , ولذا خف عنده الأدب بالنسبة لأهل العلم كما ينبغي وإلا فالرجل من أهل العلم كما هو معروف على ما عنده من خلل في العقيدة , لكن أرسل لسانه في بعض أفاضل هذه الأمة وخيارها , وعلى كل حال هذه من عيوبه. ويقول أهل العلم إن وضعه الاجتماعي بين وزارة وبين تضييق وإهانه وإحراق كتب. على كل حال ابن حزم له وعليه , وليس هذا مجال بسط مثل هذا الكلام. " الكواكب والدراري" هذا من أولى ما يبتدئ به طالب العلم بالقراءة , لأنه يشد الطالب ويحفزه على القراءة , والكتاب ليس بطويل طولا مملاً.
السائل: الكواكب طبع في كم مجلد.
الشيخ: طبع في خمسة وعشرين جزءاً صغار, وأجزاء صغيرة جداً يعني هو إثنى عشر مجلد وحرفه كبير, يعني هو مناسب جداً للقراءة , على أوهام فيه أحياناً تقع منه الأوهام بحيث يكون رد هذه الأوهام في الكتاب المشروح - الرد في الكتاب المشروح - حتى قال الحافظ ابن حجر: (وهذا جهل بالكتاب الذي يشرحه) أحياناً منها يفهم فهما وينجع في الفهم ويحمل الخطأ للإمام البخاري , وأحياناً - وهذا نادر- يسيء الأدب مع الإمام البخاري , ولكن هذه نادرة جداً , تعقبه الشراح و كلهم اعتمدوا عليها ممن جاء بعده , لم يستغن عنه , فاعتمدوا عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/315)
وأفادوا منه فائدة كبيرة , وكشف لهم عن كثير من الأمور, بل فتح لهم الطريق لكنهم تعقبوه , بعضهم يتعصب عليه وبعضهم ينصفه, على كل حال الكتاب نادر وماتع على الأوهام التي ذكرناها فيه , فلو قدر أن تنشر هذه الأوهام , وهي عندنا مدونة على الكتاب كله , والردود عليهم من الشروح الأخرى مع الكتاب , لكان الكتاب غاية في النفاسة , لكن طالب العلم المبتدئ يقرأ الكتاب وهو لا يعرف أن هذه أوهام , فتقع منه موقع القلب الفارغ , فعلى كل حال هذا الكتاب نفيس وممتع ويشد القارئ. أيضاً وفق بطبعة جميلة جداً , وحرف جميل , فالكتاب أنصح به ويرجع إليه , والكتاب طبع في المطبعة المصرية , والمطبعة المصرية هذه طبعت مجموعة من الكتب أبدعت في طباعتها , يعني طبعت هذا الكتاب وطبعت تفسير الرازي وطبعت شرح النووي وطبعت مجموعة من الكتب.
الشيخ: لكن لو طبعوا تفسير الطبري وتفسير ابن كثير وفتح الباري لكان وفقوا في ذلك , أيضاً هناك شرح العيني " عمدة القارئ " , و عمدة القارئ كتاب مرتب على الفنون لبدر الدين العيني.
السائل: على الفنون أم على الأحاديث يا شيخ؟
الشيخ: الأحاديث على ترتيب البخاري , لكن شرح كل حديث يرتبه يبدأ بالمناسبة , ثم الرواة , ثم اللغة , ثم المعاني , ثم البيان , والبديع , والمقصود ترتيبه بديع وهذا في رُبْع الكتاب الأول , أما في الربع الثاني فأقل , والنصف الأخير مختصر جداً , وهذا الكتاب في الجملة نافع , فبسبب ترتيبه لا تتعب في البحث عما تريده مع طول الكتاب , الكتاب مطبوع في تركيا في أحد عشر مجلداً كبار, ثم طبع في المطبعة المنيرية في خمسة وعشرين جزءاً , ثم طبع بعد ذلك في مطبعة الحلبي في عشرين جزءاً , والطبعة المنيرية نفيسة , أما الطبعة التركية فجيدة في الجملة, لكن التعامل معها فيه شيء من الصعوبة لتداخل المباحث , أما الطبعة المنيرية ففصلوا المباحث بعضها عن بعض , فصلوها وحرفه في الغالب جميل وترتيبهم بديع في الطباعة , شرح العيني هذا اعتمد على الشروح المتقدمة , بحيث كانت مقدمته مأخوذة بحروفها من مقدمة النووي على البخاري في حدود عشر أو إحدى عشرة , أو اثنى عشرة صفحة بحروفها من شرح البخاري للنووي. فالنووي شرح قطعة من البخاري فشرح بدء الوحي والإيمان فقط , وهذه القطعة طبعت في المطبعة المنيرية مع مجموعة اسمها شروح البخاري للنووي والقسطلاني وصديق لبدء الوحي والإيمان من صحيح البخاري. هذه المقدمة استلها العيني من شرح النووي , ثم بعد ذلك أخذ يشرح الأحاديث , ويفيض في الشرح وينقل عن الحافظ ابن حجر كثيراً , لكنه لا يسميه بل يبهمه , فيقول قال بعضهم , ثم يتعقبه كثيراً.
السائل: وهو معاصر له يا شيخ؟
الشيخ: نعم من الأقران. إذا انتهي مجلد من شرح الحافظ ابن حجر, اسْتُعِير بعلم الحافظ ابن حجر للعيني واطَلع عليه. ونقل منه الصفحة والصفحتين , فتصدى للرد عليه , وبينهما ما بين الأقران من المنافسة , وهناك كتاب في الباب اسمه " مبتكرات اللآليء والدرر في المحاكمة بين العيني وابن حجر" للبوصيري وهو شخص معاصر, أيضا ابن حجر له كتاب " انتقاض الاعتراض " يذكر كلامه ثم يذكر كلام العيني وتعقبه عليه , ثم ينقضه , وأجاب كثيرا من الإشكالات التي أوردها العيني والتعقبات , لكنه أبقى أشياء فبيض لها ولم يتيسر له إكمالها , " مبتكرات اللآلئ والدرر" فيه محاكمات كثيرة بين الشيخين بإنصاف , لكن بقيت هناك أشياء ما تطرق لها ابن حجر نفسه ولا البوصيري في " المبتكرات " , بقيت أمور تحتاج إلى محاكمة بين الشيخين , وتحتاج إلى مزيد عناية. وعندنا بعض المدونات في شيء منها. شرح العيني قلنا أنه طبع ثلاث مرات. ثلاث طبعات هي الطبعات التي يمكن يستفاد منها طالب العلم , الطبعة التركية ثم المنيرية ثم الحلبية , أما الطبعات الأخيرة , طبعات المطابع التجارية المتأخرة كما سبق لنا أن أشرنا في الحلقة السابقة , مع مداخلة الدكتور عبد المحسن العسكر, أشرنا إلى أن تولي هذه المطابع الحديثة للكتب الكبيرة التي تحتاج إلى لجان متخصصة لتصحيحها وتصويبها يقع فيها الخطأ الكثير, لذا من كان عنده طبعات قديمة أو مصورة على هذه الطبعات القديمة فليستمسك بها , لا سيما الكتب الكبيرة التي ما جُمع لها نسخ واعتني بها , وقورن بين هذه النسخ. فالكلام السابق ليس على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/316)
إطلاقه, فقد يتيسر وجود نسخة صحيحة من الكتاب , و يعتمد المتقدمون في المطابع القديمة على نسخ حسب تيسرها لهم. وهم مع ذلك لا يشيرون إلى فروق النسخ , ثم يتيسر للمتأخر أن وقف على نسخة المؤلف , أو نسخة قوبلت على نسخة المؤلف , أو لأحد تلاميذ المؤلف أو ما قرب من عصره , وفيها عناية ومقروءة من قبل أهل العلم , ثم يطبع الكتاب عنها , تكون له ميزة.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[21 - 10 - 04, 07:33 ص]ـ
الحلقة السابعة
شرح الحافظ ابن حجر واسمه " فتح الباري " كما هو معروف , وهو أشهر من نار على علم , عني به العلماء عناية فائقة طبع للمرة الأولى في بولاق سنة ألف وثلاثمائة , ثم بعد ذلك طبعه صديق حسن خان في الهند في ثلاثين جزء , وهي طبعة نفيسة ونادرة إلا أن الاستفادة من قبل أوساط المتعلمين في غاية الصعوبة لعدم تعلمهم وتمرنهم على الخط الفارسي , نعم هو باللغة العربية لكن الخط الفارسي متعب بالنسبة لآحاد المتعلمين , ثم بعد ذلك طبع طبعات كثيرة , فطبع في المطبعة الخيرية وهي طبعة جيدة , ليست مثل بولاق إلا أنها طيبة , يعني ينبغي لطالب العلم أن يعتني بها إذا لم يتيسر له طبعة بولاق, ثم طبع بالمطبعة البهية , ثم طبع بالمطبعة السلفية وبعناية الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
السائل: معنا اتصال هاتفي نأخذ الاتصال لأنه قد يكون تعليق على هذه. معي الشيخ صالح بن مقبل العصيمي. السلام عليكم.
الشيخ صالح: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أقول يا شيخ تحدثت كثيرا عن " فتح الباري " وعن الاشكالية التي حدثت خلال وضع نصوص البخاري في طبعة الفتح غير التي اعتمدها الحافظ ابن حجر, أولاً من المعلوم أن الحافظ ابن حجر لم يدل متون أحاديث البخاري في " الفتح " , فهل هناك إمكانية أن يعاد طبع " الفتح " مع نصوص الإمام البخاري بحيث تكون نصوص موافقة للشرح؟
الشيخ: أما ما يتعلق بفتح الباري مثل ما ذكرنا طبع الطبعة الأولى في بولاق وهي مجردة من المتن , على ما أراد الحافظ ابن حجر , المتن وضعه الطابع في الحاشية لا علاقة له في الشرح , وهكذا جاءت الطبعة الخيرية بعدها والهندية كلها المتن مفصول فصلاً تاماً عن الشرح , وأيضا البهية كذلك , والحلبية طبع فيها في سبعة عشر جزءا , المتن مفصول عن الشرح. أول من أدخل المتن في الشرح محمد فؤاد عبد الباقي في الطبعة السلفية الأولى , التي عني بها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه في الجزء الأول والثاني وشيء من الثالث أدخلوا المتن في الشرح , الحافظ ابن حجر في المقدمة أشار إلى أنه سوف يدرج المتن في الشرح , ثم عدل عنه في مقدمة المجلدالأول , فرأى أن إدخال المتن في الشرح يطيل الكتاب , والمتن معروف ومتداول ومشهور بأيدي طلاب العلم كلهم , فلا يحتاج إليه , هل يتصور أن الشخص يكتفي بفتح الباري عن صحيح البخاري ولو كان الصحيح في الشرح , إذاً الحافظ ابن حجر وجهة نظره أن المتن لا يدخل في الشرح , وهذا ما استقر عليه رأيه ومع هذا اعتمد الحافظ ابن حجر على رواية أبي ذر, وأشار إلى ما عداها عند الحاجة. والتصرف في الكتاب من قِبَل من أدخل المتن في الشرح على غير مراد المصنف , ولذا لم يوفقوا في اختيار متن يوافق الشرح , فتجد الحافظ يشرح يقول: (قوله) وتنظر إلى المتن فلا تجده , لأنه معتمد على رواية معينة. وهذا من شؤم التصرف في كتب العلماء. المؤلف ما أراد أن يدخل المتن. تدخل أنت المتن لماذا؟! الأمر الثاني: ليتك لما أدخلت المتن تدخل متن يوافق الشرح , وهي رواية أبي ذر. طبع " الفتح " بعد ذلك في المطبعة السلفية الطبعة الأولى , وهي طبعة عني بها الشيخ ابن باز رحمه الله. في المجلد الأول قابلها على نسخ خطية وقف عليها , وجئ بها وأحضرت لديه. فالمجلد الأول والثاني علق على المخالفات العقدية , وعلق على بعض المسائل الحديثية والاصطلاحية , ولكنها قليلة , نبه على جميع المسائل العقدية التي خالف فيها ابن حجر في المجلد الأول والثاني , وأوائل الثالث , ثم انشغل رحمة الله عليه لما تولى رئاسة الجامعة الإسلامية نيابة عن شيخه الشيخ محمد بن إبراهيم رحم الله الجميع , فقال لمحب الدين الخطيب صاحب المطبعة السلفية اضبط على بولاق , لأن من خلال المقابلة وجد أن بولاق ما فيها إشكال فهي طبعة نفيسة. ولنا أمنية في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/317)
طبعة بولاق - بهذه المناسبة – أن يصنع بها كما صنع في " الصحيح " الطبعة السلطانية فترقم , يوضع أمام كل حديث بداية شرحه , رقمه, وأطرافه , ورقمه في التحفة , والإحالة على الشروح الأخرى , ويصور على ورق الشمواه الجديد , فيصبح أنفس من الأصل , ويتداول بين الناس. وقد كان امتلاك النسخة السلطانية من " فتح الباري " حلم لدى طلاب العلم لماذا؟ لأنها مطبوعة سنة ألف ثلاثمائة وإحدى عشر , الأمر الثاني أن كلها مكتوب عليها وقف في كل صفحة من الكتاب , (وقف لله تعالى لا يباع ولا يوهب ولا يورث) الصفحة الأولى مكتوب عليها (وقف لله تعالى) , والتي تليها (لا يوهب ولا يورث ولا يباع) وذلك في كل صفحة من الكتاب. هذا الأمر حقيقة خدم الكتاب ونشر الكتاب بين طلاب العلم , الأمنية أن تكون هذه الخدمة أيضا لفتح الباري , لماذا لا يفعل به كما فعل بالصحيح , ترقم أحاديثه ويحال على الأطراف وعلى الشروح الأخرى , ورقم الحديث من تغليق التعليق , وتحفة الأشراف فيكمل العمل ويصور تصويراً جميلاً بالألوان مثل الأصل , فتكن أنفس من الطبعة الأصلية , هذه أمنية فنعود إلى الكلام. فقال الشيخ ابن باز: اطبعوا على طبعة بولاق , وطبعة بولاق فيها أخطاء يسيرة جدا جدا , وقف عليها صديق حسن خان العالم المعروف الهندي , الذي تولى إمارة هناك في بهوبال فأعاد طبعه عنده في الهند في ثلاثين جزءاً , ولم تسلم أيضا الطبعة الهندية وتسمى الأنصارية من الأخطاء. وطبع الكتاب بعد ذلك طبعات كثيرة لا تعد , لأهمية الكتاب وشهرته , وإفادة طلاب العلم منه , لا تسلم من أخطاء , وبعضها أمثل من بعض كما هو معروف.
السائل: لكن يا شيخ لما طبعها كما ذكرت الشيخ: محب الدين الخطيب رحمه الله أدخل أيضا المتن خلاف لرواية أبي ذر؟
الشيخ: أدخل المتن ملفقاً ليس على رواية معينة , يعني ملفق من روايات , وهذا خلاف ما يوصي به أهل الحديث , ينبغي أن يكون كتابك على رواية واحدة.
السائل: والآن لا يوجد كتاب على رواية أبي ذر بالنسبة لفتح الباري.
الشيخ: ليس هناك رواية لأبي ذر لفتح الباري , رواية أبا ذر لمتن الصحيح.
السائل: أقصد ما أحد أدخل الآن رواية أبي ذر في شرح فتح الباري مطبوعا أبدا.
الشيخ: الشيخ عبد القادر شيبة الحمد وقف على نسخة في مكتبة الحرم المدني , كُتب عليها رواية أبي ذر , ويأتي مثلها كثير من المغرب فلهم عناية بهذه الرواية , لكن يوجد بينها وبين ما اعتمده الحافظ شيء من الاختلاف , فالشيخ وفقه الله لمس الحاجة الماسة لرواية أبي ذر, فوقف على هذه النسخة وكانت مخرومة مجلد فأكملها من الأزهر. وعلى كل حال يُشكر على هذا الاهتمام , لكن يبدو أن الذين طبعوا الكتاب ما اختاروا الطبعة المناسبة من طبعات الشرح , نعم فهذه الرواية التي كتب عليها رواية أبي ذر فيها اختلاف - وإن كان يسير- بين ما اعتمده الحافظ ابن حجر وبينها. لكن الذين طبعوا الكتاب ما اختاروا الطبعة الأمثل لمّا أرادوا أن يدخلوا المتن في الشرح. و ليت الشيخ أفرد المتن الذي وقف عليه ونشره كما هو, وعني بشرح القسطلاني وذكر فروق الروايات , والطبعات القديمة للصحيح , طبعة بولاق الأولى والثانية , الأولى السلطانية والتي تليها , وإلا فالصحيح طبع قبل ذلك في بولاق طبعات لكنها خالية من ذكر الروايات. ثم ما دام الكلام في البخاري فالطبعة السلطانية التي طبعها السلطان عُني بها بضعة عشر من أهل العلم , فهي طبعة صحيحة ومتقنة , فيها ما يقرب من مائة خطأ تلافاه أصحاب مطبعة بولاق في الطبعة الثانية سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر وأربعة عشر, فصححوا هذه الأخطاء , فطلعت الطبعة الثانية أصح من الأولى , لكن الذي صور الكتاب واعتنى به صحح الأخطاء , فخرج في مجلدات كبيرة من " دار المنهاج ".
السائل: لكن هم طبقوا ما ذكرت أنت قبل قليل من الأمنية؟
الشيخ: نعم وهذه الأمنية منذ أكثر من خمسة عشر سنة وأنا أعرض الكتاب على المطابع ليخدموه هذه الخدمة , وكلهم يرحب بالفكرة و يرى أهمية هذا العمل , ومع ذلك ما رأينا شيء , لما خرج هذا الكتاب جيء لي بنماذج من مطابع , وأنهم بدءوا يشتغلون , ويرقمون وكذا , وعلى كل حال الجهود موفقة , وما زال الناس لهم عناية بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. بعد طبعة بولاق أخذ عنها الطبعة الميمنية , ثم بعدها الطبعة الخيرية , وكلها بفروق النسخ مأخوذة من بولاق , ثم الحلبية , والحلبية هذه صورت , وصور معها مقال للشيخ أحمد شاكر, عن الصحيح وعناية اليونيني به ورواية الصحيح , صور هذا المقال للشيخ أحمد شاكر وألصق بما صور عن الطبعة الحلبية واشتهر بين طلاب العلم , مع الأسف الشديد أن هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر, والشيخ أحمد شاكر لا عناية له بالصحيح أعني عناية ظاهرة منشورة , يعني ما نَشر شيء عن الصحيح إلا هذا المقال , استُل هذا المقال فوضع مع ما صور عن الطبعة الحلبية فروج باسم طبعة الشيخ أحمد شاكر هذا ترويج , وإلا فالشيخ أحمد شاكر لا عناية له بهذه الطبعة على أقل الأحوال التي ذكر اسمه عليها , هذا مجرد ترويج تجاري , ومع الأسف أنه انطلى على كثير من طلاب العلم , بل على بعض أهل العلم , أهل العناية بالكتب , يقول: هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر, لكن الشيخ أحمد شاكر ليس له طبعة للصحيح. نعم الشيخ أحمد شاكر له مقال عن الصحيح , ذكر فيه عناية اليونيني بالصحيح , وذكر بعض الروايات استل هذا المقال , وصورالطبعة الحلبية فجُعل مقدمة لها وقيل هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر.
طبع البخاري مرارا عشرات المرات لأهميته , لكن ينبغي أن يعنى طالب العلم بهذه الطبعة التي أشرنا إليها , وهي الطبعة السلطانية التي أُكملت بهذه الخدمة.
يتبع بإذن الله تعالى ,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/318)
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[22 - 10 - 04, 04:01 ص]ـ
الحلقة الثامنة
هناك أيضا من الشروح شرح القسطلاني واسمه " إرشاد الساري " , " إرشاد الساري " هذا يمكن أن يكون ملخص أمين من " فتح الباري " و" عمدة القارئ " مع إفادته من الشروح الأخرى , هذا الكتاب لا يغني عنه غيره لمن أراد ضبط الصحيح , ضبط رواة الصحيح , ضبط صيغ الأداء , ضبط المتون , يعني ضبطُ بالحرف , فيشير إلى اختلاف جميع الروايات , ولو لم يترتب عليها فائدة. فيشير إليه " القسطلاني " , وهذه عناية فائقة بالكتاب. وإذا نظرنا إلى معاناته عن البحث عن النسخة الأصلية اليونينية , بحث عنها مدة طويلة فلم يقف عليها , وقف على الفرع فرع اليونينية وقف عليها , ثم بعد ذلك قابل كتابه أكثر من خمسة عشر أو ستة عشر مرة , قابل نسخته على الفروع وعني بها , ثم بعد ذلك وقف على المجلد الثاني من الأصل من اليونينية , وجده يباع أي النصف الثاني فاشتراه , وقابل عليه الفرع , فوجده مطابق لا يختلف بشيء , ثم وجد المجلد الأول بعد مدة طويلة فقابل كذلك , ولذلك يقول (كذا في فرع اليونينية كهي) , ما يقول كذا في اليونينية فرعها , لأنه قابل كتابه على الفرع , ثم وجد الأصل كهي: أي كالأصل. أقول الكتاب له أهمية كبرى لطالب العلم , فهو يعني بالروايات , و من باب الإنصاف وقفنا على فروق عند الحافظ ابن رجب لا توجد عند اليونيني ولا عند القسطلاني فروق في الروايات , يدل على طول باع ابن رجب في هذا الباب , وعنايته بالصحيح أيضا. عرفنا أن عناية القسطلاني بالصحيح , فهو بالحرف يبين فروق الروايات , وقبله اليونيني , وهو اعتمد على اليونيني. واليونيني قبل ابن رجب , ومع ذلك ابن رجب وقف على فروق لا توجد لليونيني و لا عند القسطلاني , وإرشاد الساري هذا مطبوع مراراً , يعني إذا عرفنا أن بولاق ما طبعت " عمدة القارئ " , ولا طبعت الكرماني , وطبعت " فتح الباري " مرة واحدة , و طبعت القسطلاني الأولى والثاني الحجم الكبير جداً , والثالثة والرابعة حجم متوسط بدون حواشي بدون هوامش , الخامسة والسادسة والسابعة وعلى هامش القسطلاني شرح النووي على مسلم , يعني كم طبع في بولاق؟ سبع مرات , طبعته المطبعة الميمنية مرتين , و طبع في الهند وطبع في غيرها من أقطار الدنيا , أعني القسطلاني , لماذا؟ لأهميته , على أن هذه الشروح لا تسلم من المخالفات العقدية , فجلّ الشراح على عقيدة الأشعري رحمه الله. وهذه من أهم الشروح بلا شك , وهناك شروح متأخرة كثيرة جداً , فهناك " فيض الباري " لأنور الكشميري , وهناك " لامع الدراري ", وهناك " كوثرالمعاني" وهناك شروح لا تعد و لا تحصى , للمتقدمين والمتأخرين , فلا تحصي شروح البخاري.
السائل: نأخذ مسلم يا شيخ.
الشيخ: " صحيح مسلم " لمسلم بن الحجاج , هو ثاني كتب السنة , عند جمهور أهل العلم , وإن قدمه المغاربة مع أبي علي النيسابوري على صحيح البخاري , عني به المغاربة عناية كبيرة , عنوا به أكثر من صحيح البخاري ,
يقول الحافظ العراقي:
أول من صنف في الصحيح محمد وخص بالترجيح
ومسلم بعد وبعض الغرب مع أبي علي فضلوا ذا لونفع
وعلي النيسابوري يقول: ما تحت أديم السماء كتاب في العلم أصح من كتاب مسلم , على أنه ينازع في كون كلمة " أصح " تنفي المساواة , وهذه مسألة طويلة الذيول مبحوثة في كتب علوم الحديث. أقول صحيح مسلم عني به أهل العلم , وشروحه شروح كثيرة جدا لكنها كلها لا تسلم من إعواز, قد يحتاج طلاب العلم إلى ما يحل بعض الإشكالات مع توافر الشروح! أول هذه الشروح " المُعْلِم " لأبي عبد الله المازري , كتاب لطيف في ثلاثة أجزاء , وهو بداية باكورة.
السائل: شرح كامل لمسلم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/319)
الشيخ: مر على مسلم كله في الجملة , يعني يفوته أشياء كثيرة جداَ لم ينبه عليها , لكن الكتاب مختوم بآخر مسلم. هذا الكتاب باكورة ينبغي أن يُعني به طالب العلم من هذا الباب , لأن القاضي عياض جاء فأكمله في كتاب " إكمال المعلم " , ألف كتابه " إكمال المعلم " وهوكتاب نفيس , اعتمد عليه كثير ممن جاء بعده , وفيه شيئ من البسط. ثم " إكمال إكمال المعلم " للأُبِّي , وهذا الكتاب أيضاً فيه فوائد وطرائف , كثير مما يحتاجه طالب العلم مما يتعلق بالكتاب , وهناك أيضا , " مُكَمِّل إكمال الإكمال " للسنوسي , وهذه الشروح سلسلة , لا يغني بعضها عن بعض.
السائل: طبعت مجموعة يا شيخ؟
الشيخ: هي ما طبعت مجموعة , طبع بعدها كلها " المعلم " فقد طبع متاخراً , و" إكمال المعلم " أيضا طبع أخيراً , وطبع قبله " إكمال إكمال المعلم " للأُبّي , ومعه بنفس الطبعة " مكمل إكمال الإكمال " للسنوسي , فتصور طبع " إكمال إكمال المعلم " و" المُكَمِّل" قبل " المعلم " و" إكماله " , على كل حال طالب العلم ينبغي أن يعنى بهذه الكتب الأربعة , وإذا انضم إليها شرح النووي على مسلم , وهذا لا يستغني عنه طالب العلم على إختصاره , كتاب مبارك , فيه فوائد وقواعد , وضوابط وتحريرات , وتحقيقات , لا يستغنى عنها طالب العلم , وهذا الشرح - أعني شروح النووي – كامل.
وقد طبع شرح النووي مرارا , طبع بالهند سنة ألف ومائتين وسبعين , وست وسبعين , وطبع خمس أو ست مرات بالهند , إلى سنة سبعين بعد الثلاثمائة وهو يطبع في الهند في مجلدين , طبعته المطبعة الكستلية في خمسة مجلدات , وهي التي يعتمد عليها أوائل المحققين كالشيخ أحمد شاكر وغيره. ثم طبع بالمطبعة البهية المصرية في ثمانية عشر جزءاً في طباعة فاخرة , وهي صحيحة بالجملة , وهي لا تسلم من بعض الأخطاء كأي عمل بشري , لكنها طبعة جيدة , " شَرْحُ النووي " يمر فيه كلمات تدور كثيرا , يسأل عنها طلاب العلم , منها: قوله: (قال صاحب المطالع) , (قال صاحب التحرير) , فهو ينقل بكثرة عن هذين الكتابين , فيعني " مطالع الأنوار" لابن قرقول , وصاحب التحرير" التحرير لشرح صحيح مسلم " لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل الأصفهاني. والنووي ينقل عنهما بكثرة فيقول: حكى صاحب المطالع , وقال صاحب التحرير, وقال القاضي , فالنووي اعتمد على ما تقدمه , لكن النووي له نفس في الكتاب وتحريرات وتحقيقات , لا يستغني عنها طالب علم. هناك أيضاً " المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم " للقرطبي , " المفهم " للقرطبي , و" تلخيص مسلم " له أيضا , اختصر فيه صحيح مسلم , والمقصود بالقرطبي: أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي شيخ أبي عبدالله صاحب التفسير, و من الطرائف أن شخصاً جاء لي بقول نسبه لشيخ الإسلام ابن تيمية , فقلت له المصدر؟ قال: تفسير القرطبي , فقلت كيف؟ قال: يقول (قال شيخنا أبو العباس) وهذه العبارة يكررها ابن القيم كثيرا يقول (قال شيخنا أبو العباس) و (سألت شيحنا أبا العباس) و (رحم الله شيخنا أبو العباس) وهكذا , فجاء بهذا القول ونسبه إلى شيخ الإسلام , لأن القرطبي قال (قال شيخنا أبو العباس) , مع العلم بأن القرطبي التلميذ المفسر قبل شيخ الإسلام ابن تيمية , فالقرطبي المفسر يعني بقوله (قال شيخنا أبو العباس): أحمد بن عمر صاحب " المفهم ". " المفهم " لأبي العباس القرطبي , كتاب من نوادر الكتب ففيه فوائد غزيرة جدا في سائر العلوم , فيه قواعد وضوابط حديثية , وفقهية , وأصولية , لا يستغنى عنها طالب علم , طبع " المفهم " أخيراً أكثر من طبعة , وهو محقق في رسائل علمية
لعلها أن تنشر, وإن كان نشرها فيه شيء من الصعوبة , لأن الرسائل سبع أو ثمان رسائل وكل رسالة ثلاث مجلدات أو أربعة فيطول بذلك الكتاب.
السائل: عندكم في الجامعة كامل؟
الشيخ: نعم هو عندنا في قسم السنة وعلومها كامل , والكتاب كما ذكرنا كتاب نفيس.
يتبع بإذن الله تعالى ,,,
ـ[عبدالله زكريا]ــــــــ[22 - 10 - 04, 12:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[23 - 10 - 04, 04:56 ص]ـ
واياكم.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[24 - 10 - 04, 07:15 ص]ـ
الحلقة التاسعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/320)
هناك أيضاً " فتح الملهم بشرح صحيح مسلم " لشبير أحمد العثماني , هذا هندي متأخر من علماء الهند لكنه لم يكمله وأطال فيه النفس , وفيه فوائد و طرائف , و استطرادات , وأشياء مفيدة , تفيد طالب العلم لا سيما بالنسبة لصحيح مسلم , هذه الشروح كلها لو صيغت في شرح واحد لم تعادل فتح الباري كلها ولذا لو انبرى بارع للتنكيت على شرح النووي, يعني على صحيح مسلم وشرح للنووي , ويُذكر في مؤلفات الحافظ ابن حجر أن له نكت على شرح النووي , والنكت توضح الإشكالات وتذكر ما أغفله صاحب الكتاب , وتناقشه , فهي قريب من الحواشي , إلا أن الحواشي تعرض لكل شيء , بينما النكت تعنى بالمهمات. " فتح الملهم " هذا طبعت مقدمته وثلاث مجلدات كبار , ثم أكمل في ستة مجلدات أخرى. أقول: لا يزال الإعواز في صحيح مسلم قائم , فلو اعتنى طالب علم متمكن لشرح صحيح مسلم من كل وجه , نظير شروح البخاري , أو أقل الأحوال بالتنكيت على أحد هذه الشروح , وذكر ما أهمل أحياناً في صحيح مسلم. يرد إشكالات كثيرة , مثل (قال أبو أحمد) , وذلك في متن صحيح مسلم , فتبحث عن أبي أحمد هذا , وكثير من طلاب العلم لا يصل إليه , لأنه لا يشير إليها الشراح (أبو أحمد) هذا هو الجلودي راوي الصحيح , ففي الصحيح (قال أبو أحمد) , ثم بعد ذلك يسوق الخبر أو بعض الإسناد من غير طريق مسلم لأن في الصحيح مباشرة (قال أبو أحمد) فتذهب إلى رجال الكتب الستة فما تجده , فمثل هذه الأمور وغيرها مما اشتمل عليها الصحيح من تنبيهات ولطائف وعلل , يشير إليها الإمام مسلم , وفوائد اصطلاحية في باق سياق المتون والأسانيد , شيء ما يخطر على البال , فلو اعتنى به بارع وتصدى له , وتفرغ له , فسوف يطلع عمل جليل , وعندنا بعض المقيدات في هذا الباب , لكن نسأل الله جل وعلا أن يعين على الإتمام.
سنن أبي داود ثالث الكتب عند الأكثر, وأبو داود هو سليمان بن الأشعث السجستاني , وسننه عني بها أهل العلم , حتى قالوا: إنه يكفي المجتهد في أحاديث الأحكام , نعم هو يكاد يكون فيه أحاديث الأحكام , وفيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث في أحاديث الأحكام , وهي أصح ماوقف عليها أبو داود , وإن ذكر في رسالته إلى أهل مكة أنه ذكر فيه الصحيح وما يشبهه ويقاربه , وما فيه من ضعف أو وهن شديد بينه , على كل حال الكتاب لا يستغني عنه طالب علم. قلنا إن العناية ينبغي أن تكون بالصحيحين ثم بالسنن , " الدهلوي " له نظر آخر , يقول ينبغي أن يبدأ طالب العلم بسنن أبي داود والترمذي لأن فائدته منهما أقرب من الفائدة في الصحيحين , يعني صحيح البخاري مستواه رفيع , فليس فائدته قريبة مثل سنن أبي داود وسنن الترمذي , وإن كان في الترمذي إشارات وأشياء تحتاج إلى عناية , الدهلوي يقول ينبغي أن يعنى طالب العلم في البداية بسنن أبي داود والترمذي , ثم بالبخاري ومسلم , ثم بالنسائي وابن ماجه , على هذا الترتيب وإن كانت الأولويات عند أهل العلم بالبخاري , ثم مسلم , ثم أبي داود , ثم الترمذي , ثم النسائي , ثم ابن ماجه.
أقول: سنن أبي داوود بهذه المثابة وهو ثالث الكتب عند الأكثر , عني به أهل العلم , من أول من شرحه أبو سليمان الخطابي في كتاب أسماه " معالم السنن " وهذا الكتاب على أنه مختصر إلا أنه شرح مبارك , فيه فوائد وطرائف ولطائف وأشياء يحتاجها طالب العلم ولا يستغني عنها من يعني بسنن أبي داود.
السائل: هو نفس شارح البخاري؟
الشيخ: نعم هو نفسه.
السائل: هناك " أعلام سنن " وهنا " معالم سنن "؟
الشيخ: نعم , لكنه - كما ذكرنا هناك - أنه طبع تبعا لأكثرالنسخ باسم " أعلام الحديث ". " معالم السنن " لأبي سليمان الخطابي طبع في حلب , الطبعة الأولى في أربعة أجزاء , ثم طبع بعناية الشيخ أحمد شاكر ومحمد حامد الفقي في ثمان أجزاء , مع المختصر للمنذري ومع التهذيب لابن القيم , فالمعالم على اختصاره كتاب ينبغي أن يعنى به طالب العلم. هناك أيضاً شرح لابن رسلان أحمد ابن الحسين الشافعي , شرح حافل مشحون بالفوائد لا سيما ما يتعلق بالفقه وأصوله وقواعده , فنسأل الله جل وعلا أن ييسر نشره , لأنه محقق وجاهز للنشر في رسائل علمية , أما النشر العام فلم يتيسر إلى الآن , شرح العيني شرح جيد إلا أنه ناقص.
السائل: العيني شارح البخاري؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/321)
الشيخ: نعم بدر الدين العيني شارح البخاري , لكنه ناقص , وطبع ما وجد منه في خمسة مجلدات أو ستة. ومن هذه الشروح بل من أهمها " عون المعبود " لشمس الحق العظيم أبادي شرح متوسط مطبوع في أربعة مجلدات كبيرة في الهند , هذه الطبعة جميلة نفيسة , إلا أنها مثل ما ذكرنا عن الطبعة الهندية لفتح الباري , أن الذي لم يتعود على الحروف الفارسية تصعب عليه قراءة هذه الطبعة , طبع بعد ذلك في المطبعة السلفية بالمدينة عن الطبعة الهندية , وطابعه لم يعرف أن يقرأ تلك الحروف الفارسية , فتصحف عليه كثير, إلا أن طبعته " لعون المعبود " أمثل من طبعته " لتحفة الأحوذي " مثلاً , والشخص هو نفسه , وطبعته " لتحفة الأحوذي " أمثل من طبعته " للموضوعات " لابن الجوزي , وطبعته " للموضوعات " أمثل بكثير من طبعته " لفتح المغيث " للسخاوي.
السائل: كلها نقلها عن الطبعة الهندية؟
الشيخ: نعم فعون المعبود طبع بالهند وأخذ عنها , وتحفة الأحوذي أيضاً طبع بالهند وأخذ عنها , وفتح المغيث للسخاوي طبع بالهند وأخذ عنها , وهذا الرجل لا علاقة له بالعلم الشرعي , لكنه نشر بعض الكتب بمشورة من صاحب المكتبة السلفية , " عون المعبود " هذا كتاب متوسط , ونَفَس المؤلف حديثي , لا ينحاز إلى أي مذهب من المذاهب. ولذا وفق في كثير من مباحثه يُعنى بتخريجات المنذري , و تصويبات ابن القيم وتعليله للأحاديث , ونقل عن فتح الباري وغيره من الشروح , شرحه وسط يعني يفيد منه طالب العلم , ولا يضجره بطوله. " بذل المجهود " للسهارنفوري , كتاب مطبوع أيضاً في عشرين جزءاً , لكنه يختلف عن عون المعبود , عون المعبود يشرح الحديث بنَفَس أهل الحديث لا ينحاز إلى مذهب , لكن هذا صاحب بذل المجهود ينحاز إلى مذهب أبي حنيفة , لا شك أنه وجّه بعض الأحاديث أو كثير من الأحاديث لخدمة المذهب , والكتاب لا يخلو من فائدة , فيه فوائد كثيرة جدا ولا يمكن بالنسبة لسنن أبي داود أن يستغني عنه طالب علم لطوله وكثرة مباحثه. هناك كتاب " المنهل العذب المورود " للشيخ محمود خطاب السبكي , " المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود " هذا الكتاب أنجز منه مؤلفه عشرة أجزاء , وطريقته ترتيب مواد الشرح على الفنون , كما فعل العيني في " عمدة القارئ " فهو شرح مرتب , فيه طول , إلا انه لم يكمل , وشرح منه عشرة اجزاء , وشرع ابنه أمين بن محمود خطاب السبكي في إكماله , وخرج للابن أيضا ستة أجزاء , ويقال إنه أكمله أو قرب من إكماله.
يتبع بإذن الله تعالى ...
ـ[ابوباسم]ــــــــ[24 - 10 - 04, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا على هذا المجهود وهذا العمل الطيب.
وأثابكم خير الثواب.
ونفيد بأنا قد عزمنا بعون الله تعالى على نقل الموضوع إلى منتدى آخر
وقد قمنا برقم الحلقة الأولى تجدون ذلك على هذا الرابط:
http://www.al-hdhd.net/vb/showthread.php?s=&postid=311662#post311662
فإن كان عندكم ملاحظة حول النقل أو تمانعون في ذلك فأفيدونا ولكم جزيل الشكر.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[25 - 10 - 04, 01:08 ص]ـ
واياكم أخي.
حقوق النقل لكل مسلم.
ـ[ابوباسم]ــــــــ[25 - 10 - 04, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم وجعل ما قدمتم في موازين حسناتكم
وموازين حسنات شيخنا الفاضل.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[25 - 10 - 04, 08:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين واياكم.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[26 - 10 - 04, 02:14 ص]ـ
الحلقة العاشرة
السائل: استأذنا الشيخ ... معنا اتصال هاتفي من فضيلة الشيخ عبدالله البراك.
الدكتور عبدالله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أهلاً بكم يا شيخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/322)
الدكتور عبدالله البراك: يسمح لي الدكتور عبدالكريم بتنبيه أود أثناء إستعراضكم لهذه الشروح أن يعلق فضيلتكم عليه , وهو كما لا يخفى عليكم أن الحفاظ على التراث وحراسته من العبث والتلاعب أمر واجب ولازم , فما أسهل أن يقول بعض الناشرين قام بتحقيقه لجنة من العلماء بإشراف الناشر, وهناك من يستل فصل وينشره باسم المؤلف , ويكون هذا الفصل وهذا الكتاب لأحد الكبار, وكما سماهم فضيلة الشيخ بكر حفظه الله تنتيف الكتب , وهناك من يعبث باسم الاختصار أو الانتقاء , ويدعي تنقية الكتاب كما يقول من الأحاديث الضعيفة فالأساليب تعددت والعبث واحد , أرجو من فضيلة الشيخ وهو شيخنا في مثل هذه الأمور والمسائل , جزاه الله خيراً توجيه من فضيلته لطلاب العلم حول هؤلاء العابثين , وما رأى الشيخ لو جعلت لجنة لحفظ التراث من العبث ونقد العابثين تصريحاً لا تلويحاً , أود أن يعلق الشيخ على هذه المسألة.
الشيخ: كلام الشيخ عبدالله واضح ومفصل , وفي مكانه أيضاً , وشكراً للشيخ عبدالله على ما أبداه من ملاحظة ينبغي العناية بها. أما بالنسبة للعبث بالتراث فحدث ولا حرج , بعضهم يكتب ضبط وتحقيق وهو في الحقيقة مسخ وتحريف , والأمثلة كثيرة على هذا , وبعضهم يتصدى للتحقيق وهو لا يعرف من العلم الشرعي شيئاً , يعلق على حديث ابن عمر في طلاقه لزوجته " مُرْه فليراجعها حتى تحيض ثم تطهرثم تحيض .... " إلى آخر الحديث , فيقول: (هكذا كان الحكم لما كانت العدة قبل الطلاق) هذه هلوسة , وبعضهم كتب (تحقيق وتعليق) فتصفحت الكتاب فلم أجد فيه ولا كلمة تعليق , إلا ترقيم لبعض الآيات , وجاء في الأخير في جدول الخطأ والصواب , فكتب: الخطأ (تحقيق وتعليق) الصواب (تحقيق وشرح) , هذا عبث ويضحك على الناس , فمثل هذا ينبغي أن توجد لجنة تؤدب أمثال هؤلاء , وتحذر من صنيع هؤلاء , وتوقف هؤلاء عند حدهم. العبث بالتراث من جهه أخرى , وهي الاختصار , يعني السَّطو على كتب أهل العلم بالإختصار مما لا يحسن , يعني نوصي بعض الطلاب باختصار الكتب لماذا؟ لأن الاختصار وسيلة من وسائل التحصيل , ونوصيه بذلك للإنتفاع , لا للنشر , فمثلاً طال عليك فتح الباري , وصعبت عليك معلوماته , وتشتت في ذهنك , فبإمكانك أن تختصر, لكن لا تخرج إلى الناس بمختصر فتح الباري , كما خرج في بعض المختصرات التي أساءت إلى الكتاب , فحذفت أهم مهماته , والجوانب المشرقة فيه , واقتصر على ما يريده من الكلام الغث , وأدخل فيه ما ليس منه , وغيره , والمقصود أن العبث بالتراث على أشده , ولا يوجد جهه تحد من هذا العبث إلا أن يتصدى أهل العلم للتحذير من هؤلاء في دروسهم العامة والخاصة.
السائل: بالتصريح كما قال الدكتور عبدالله يقول: إن المفروض أن نتجاوز مسألة التلميح إلى التصريح.
الشيخ: ليس فيه ما يمنع أبداً , لأنه إذا عُرف فلان بهذا يصرح باسمه , ورأينا من كتب في الصحف في الأيام الأخيرة من انتحل كتاباً هو لغيره موجود. المقصود أن مسألة الاختصار قد يكون الكتاب فيه حشو كثير ويتولاه طالب علم متمكن , ليقرب الفائدة من هذا الكتاب , والاختصار مسلك ونوع من أنواع التصنيف بشرطه , وليس معنى هذا أنه فقط ليقال أن فلان له اسم يدور بالمكتبات , وهذا مكثر من التصنيف , هذا عبث , وهذه حقيقة مرة إذا كان هذا هو الهدف , لكن إذا رأى أن هذا الكتاب الكبير فيه فوائد عظيمة لا يمكن أن يستغنى عنها , إلا أنه يحول دون الاستفادة منها طول الكتاب فلا مانع , الحافظ ابن حجر اختصر كثيراً من الكتب , ونفع الله بمختصراته , وإن كان بعض الناس يلمزه بهذا , وأنه طمس معالم الكتب ونسبها إلى نفسه , والحافظ له حساد , ولا شك أن شهرة الحافظ ابن حجر غطت على الأصول , يعني كتابه " التلخيص الحبير " لا يكاد يذكر عند أصله " البدر المنير" , في الفائدة , و مع ذلك تأخر طبع الأصل لانتشار الفرع , وشهرة الحافظ ابن حجر, وقل مثل هذا في بقية مختصراته , لكن لا يمنع أن ينبري عالم مدرك , يميز بين ما يحتاجه طلاب العلم وما لم يحتاجونه , بين الغث والسمين , ويهذب بعض الكتب , لكن هذا ليس على إطلاقه , ينبغي مثل ما تفضل الدكتور أن تشكل لجنة لحفظ التراث من العبث , وبداية قبل تشكيل هذه اللجنة على أهل العلم أن ينبهوا , ولا تكاد تمر مناسبة في دروسنا إذا رأينا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/323)
كتاباً في يد طالب من الطلاب , نلاحظ على طبعته بعض الأشياء ننبه عليها في وقتها في الدروس في المسجد , وبعض الكتب أعرفها من مجرد حجمها , أو لونها , وأنبه على ما فيها من خلل , فالتنبيه أمر في غاية الأهمية , لا سيما أن المطابع الآن تزف إلى الناس بالمئات , بل بآلاف الكتب , هذا بلا شك أنه يحير طلاب العلم , فلا بد من ترشيد هذا الأمر وصيانته , مسألة الاستدلال وهوالأخذ من الكتب , مثل كتاب راج في الأسواق , وهو كتاب " بداية الخلق " وما فيه أي مظهر من مظاهر التحقيق بل فيه تحريف , " بداية الخلق " هذا مأخوذ من " البداية والنهاية " من أول البداية والنهاية لابن كثير, ونشره باسم: بداية الخلق لابن كثير عناية فلان , وهو من البداية والنهاية , ومثله " قصص الأنبياء " للحافظ ابن كثير من البداية والنهاية , و" السيرة النبوية " لابن كثير من البداية ولانهاية , وهكذا , أمّا إن كانت هناك مزيد عناية للمستل , بإن كان هذا الشخص الذي استل هذه المادة المتكاملة من هذا الكتاب , إذا كان هذا من أجل خدمة وشدة حاجة الناس لهذا المستل من بين هذه الموسوعة الكبيرة , فهذا هدف صحيح , والأمور بمقاصدها , ومثال آخر على العبث بالكتب باسم التحقيق: قول بعض المحققين (لم أقف على هذه الآية الكريمة في المصحف الشريف) يقول هذا تعليقاً على حديث قدسي , " قال الله تعالى كذا .... " فهل هذا محقق؟! هؤلاء هم السراق , فإذا كان بعض الرواة يطعن بأنه يسرق الحديث , فهذا أيضاً يسرق , هذا ينتحل , هذا يتقمص.
نعود إلى شروح سنن أبي داود " المنهل العذب المورود " قلنا إنه للشيخ محمود خطاب السبكي , الذي أبدع في ترتيبه , وجمع المادة العلمية من المصادر التي يعتمد عليها في الباب , ولم يكمله , فقام ابنه بإكماله , و صدر من الأصل عشرة أجزاء , ومن التكملة سته أجزاء , وفي طريقه أيضاً إلى تتميمه.
هناك كتاب ليس بشرح في الحقيقة لكنه لا يستغني عنه من يعاني سنن أبي داود , ويعنى بسنن أبي داود , وهو " تهذيب السنن " لابن القيم , وكلامه منصب على بيان علل الأحاديث , وبنَفَس الأئمة الكبار المتقدمين , إذا عرض لحديث بين جميع ما قيل فيه , وما فيه من علل , وكثير منها من استنباطاته وإدراكه للعلل والخلل , فهو إمام في هذا الباب. يتكلم عن علل حديث واحد في عشرين أو ثلاثين صفحة , يسيل واديه هناك كما يقال (حتى يملأ الخوابي ويبلغ الروابي) رحمة الله عليه , هناك حواشي على السنن مثل حاشية السيوطي " مرقاة الصعود " , هناك شخص مغربي اسمه البجمعوي اختصر بعض كتب السيوطي , فالسيوطي له شروح مختصرة جداً على الكتب الستة , فقام هذا المغربي فاختصرهذه الشروح , " فالتوشيح على الجامع الصحيح " للسيوطي في مجلد على " صحيح البخاري " شرح مختصر جداً , جاء هذا المغربي فقال " روح التوشيح " فاختصر هذا المختصر, أيضا للسيوطي " الديباج " في جزء صغيرعلى " صحيح مسلم" , جاء البجمعوي هذا فاختصره في " وشي الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ". وهكذا " مرقاة الصعود " للسيوطي فاختصره المغربي في " درجات مرقاة الصعود " , وهكذا على بقية الكتب الستة , وحواشيه على الكتب الستة مطبوعة في ستة أجزاء صغيرة. ونقتصر على هذا الحد من سنن أبي داود.
يتبع بإذن الله تعالى ...
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[28 - 10 - 04, 12:12 ص]ـ
الحلقة الحادية عشرة
السائل: إذن قبل أن نترك سنن أبي داود نأخذ هذه المداخلة فضيلة الشيخ , معي الأستاذ خالد الشنيبر.
أستاذ خالد: السلام عليكم. باختصار أنا عندي ثلاث نقاط , لفتت نظري وخاصة من الناحية الحديثية في هذا الزمن , في السنوات الأخيرة , الأولى: لاحظنا يا شيخنا أن الكتب التي بدأت تخرج في الآونة الأخيرة , بدأت كما يسمونها " موضة إطالة الحواشي في التخريج " , فأصبح يخرج حتى الأجزاء الحديثية التي لا تكاد يعرفها كثير من طلبة العلم , وأصل الحديث موجود في الصحيحين أحيانا , فأصبحت الكتب بدلاً من أن تخرج في مجلدين مثلاً , تخرج علينا في أربع أو ست مجلدات , مما يثقل كاهل طالب العلم , ومما لا تكون فيه الفائدة الكبيرة , بل تشتت أفكارنا في قراءة كتب الإمام الذي نقرأ له , هذه هي النقطة الأولى.
السائل: سواء كانت رسالة علمية أو غير رسالة علمية يا أستاذ خالد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/324)
الأستاذ خالد: لا , أحياناً الرسالة العلمية لها ظروفها الخاصة , ولكن أحياناً نشر الرسالة العلمية أيضاً له دوره.
الأستاذ خالد: النقطة الثانية يا شيخنا أيضاً ظاهرة أخرى بدأت في الآونة الأخيرة , وهي البحث في القصص الموجودة عن السلف من التابعين , ومن بعدهم , أحياناً لا ينبني عليها أي حكم فقهي , فتبدأ ظاهرة تضعيف هذه القصص , وليت هذا يقف عند هذا , بل جعل من يورد هذه القصص من الجهال بعلم الحديث , مع أنه - أقول مرة أخرى - لا ينبني عليها أي حكم شرعي , بل هي من المرققات التي تذكر, فهل هذا المنهج يا شيخ خاصة في الآونة الأخيرة التي ظهرت , هل هو منهج سليم يتبع أم هو منهج متشدد؟ فنرجو أن نسمع رأيكم في هذا. أخيراً يا شيخ وهو رجاء لك , ونحن نشاهد إلمامك بكتب الحديث , وإلمامك بطبعاتها , فهلا أتحفتنا بشرحٍ لأحد كتب السنة , لعل الله أن ينفع به بعد مماتك , وأنت تعرف أن هذا من الأشياء التي ينتفع بها العبد إذا مات , وجزاكم الله خير.
الشيخ: شكراً للأخ خالد على هذه اللفتة الكريمة. أما بالنسبة لإطالة الحواشي والتخريج بالرجوع إلى الأجزاء , والمعاجم والمشيخات , والكتب التي هي غير مشهورة ومتداولة بين الناس , مع أن أصول هذه الأحاديث موجودة في الكتب المتداولة المشهورة , نقول قبل ذلك: هذا خلل في التحصيل , فتجد بعض طلاب العلم مغرم بهذه الأجزاء والمعاجم والمشيخات , يحفظ زوائدها ويخرجها ويحققها , مع أنه من أجهل الناس بالبخاري مثلاً , لا شك أن هذا خلل في المنهجية , فنحن عندنا علم عظيم في الصحيحين , يجهل كثير من طلاب العلم ما يحويه صحيح البخاري من دقائق العلوم , و " صحيح البخاري " كتاب الإسلام بحق , يعني بعد كتاب الله , جمع أبواب الدين كلها , فتجد طالب العلم من باب الإغراب - والإغراب تميل إليه النفس- يلجأ إلى هذا.
السائل: لكن أنتم يا شيخ ما تلزمون في الدراسات العلمية العالية بهذا أثناء التحقيق؟
الشيخ: مثل ما تفضل الأخ الشيخ خالد أن الرسائل العلمية لها ظروف خاصة , فهذه ورقة اختبار, يعني بقدر اطلاع الطالب وسعة اطلاعه على هذه الكتب المشهورة وغير المشهورة ينبغ ويبرع , لكن إذا تجاوز هذه المرحلة ,أو لم يلزم بهذه الأمور , فينبغي أن تكون العلوم أولويات , فيعنى بالصحيحين قبل كل شيء , ثم بعد ذلك بالسنن , ثم المسانيد, فأهل العلم لهم ترتيب , فتصور أن " مسند الإمام أحمد " بعد " سنن ابن ماجه " في الترتيب , مع أنه في قوة الأحاديث في مصاف " سنن أبي داوود " , لماذا؟ لأن لهم نظرات دقيقة , يقدمون الصحيحين ثم الكتب الصحاح الأخرى , التي ما التزم أصحابها بما اشترطوا , كصحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم , ثم السنن ,
ثم بعد ذلك المسانيد
وبعدها في رتبة ما جعل على المسانيد فيدعى الجفلَ
لماذا؟ لأن هذه المسانيد ألفها أصحابها على أسماء الرواة من الصحابة , فالذي يصنف على السنن , ماذا يصنع؟ يترجم بحكم شرعي , فيقول: باب حكم كذا , وباب جواز كذا , وباب تحريم كذا , فإذا أراد أن يرشح لهذا الحكم من مروياته , سوف يرشح أقوى ما عنده من رواية , بينما إذا ترجم بصاحبي مثل أحاديث أبي بكر الصديق , وأحاديث عمر, وأحاديث عثمان , إلى آخره , يأتي بجميع ما وقف عليه من أحاديث ذلك الصحابي , بغض النظر عن قوة ذلك الحديث , لأنه لا يستدل لحكم شرعي ترجم به , ولذلك تأخرت مرتبة المسانيد عن مرتبة السنن, هذه أولويات , أولاها أهل العلم عناية فائقة , فكون الطالب يذهب إلى " جزء الألف دينار" مثلاً , أو مشيخة فلان أوعلان , وهو جاهل بصحيح البخاري , فهذا إغراب , وهذا خلل في المنهجية.
السائل: نتكلم عن البحث والقصص الموجودة عن السلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/325)
الشيخ: هناك قصص يذكرها السلف وتذكر عنهم و اعتمدها , لا لبناء الأحكام عليها وإنما هي من باب حفز الهمم , فينقل عن السلف في العلم والعمل والعبادة والتعب والسهر في هذا الباب , مما يشحذ همة المتأخرين لمحاكاتهم وسلوك سبيلهم , فهل نحن بحاجة إلى أن نبحث إلى صحة هذا الخبر عن فلان؟ وهل نحن نعتمد على هذا؟ لو لم يكن في هذا الباب إلا عمله لقلنا بدعة , لو لم يعتمد على الكتاب والسنة , فهذا لا شك أنه من المنشطات. بل تعدى الأمر ذلك فصاروا يبحثون في أسانيد كتب مستفيضة ومشهورة عند أهل العلم , لكن لقصورهم أو تقصيرهم ما وجدوا من الأسانيد ما يثبتونها به , فجرؤا على أن نفوا هذه الكتب , وهذه مشكلة فإن هذه الكتب تتابع أهل العلم واستفاض النقل عنها , منسوبة إلى من نسبت إليه , ثم يأتينا من يقول: هذا الكتاب لم تثبت نسبته إلى فلان , لماذا؟ لأنه لم يجد سند يسنده إلى فلان , فالاستفاضة أمر معمول به عند أهل العلم , يعني يُقطع بشهادة الاستفاضة بين الناس في الأنساب , فكيف لا تثبت بها الكتب التي ينقل عنها الأئمة الثقات الأعلام , أهل الخبرة والدراية , المميزون بين ما يثبت وما لا يثبت , فتتبع مثل هذا والتنبيه عليه لا شك أنه من الفضول , ومثل هذا لا شك أنه يعوق عن تحصيل المهمات.
أما بالنسبة لما طلبه ورجاه , من شرح أحد كتب السنة , هذا النية موجودة له. وهناك أشرطة كثيرة حول أبواب من صحيح البخاري , وصحيح مسلم , وللسنن , ولغيرها من كتب السنة , ولبلوغ المرام , وغيره من كتب الأحكام , ويحرص الطلاب على تفريغها وتصحيحها وتصويبها , لكنني غير مقتنع من تفريغ الأشرطة ونشرها في كتب , لأن التأليف فن.
السائل: لماذا لا تراجعونها يا شيخ؟
الشيخ: أنا عندي التأليف إبتداءاً أسهل من مراجعة ما كتب , والتأليف فن , والإلقاء فن آخر, نعم بعض الناس عنده ملكة في الإلقاء , وترتيب للمعلومات بحيث يقرب جدا من الكتابة , مثل هذا لا بأس , كالشيخ ابن عثيمين مثلاً , والشيخ صالح الفوزان , إلقائهم قريب من التأليف , كلامهم دقيق ومرتب ولو فُرِّغ لخرج في كتاب. وأنا أتحدث عن نفسي , ما يسجل عني في الدروس لا يصلح للنشر كتابة , نعم يقبل سماعه , لكن أنا نفسي لا أقبله ولا أطيق أن أقرأ ما يفرغ.
السائل: ومشروع التأليف يا شيخ؟
الشيخ: أما مشروع التأليف والجلوس بين الكتب والتأليف هذا لا شك أنه هم.
السائل: لكن بدأت في شيء منها يا شيخ؟
الشيخ: بدأت لكن أين الوقت؟ لأن من تصدى للشباب ومحاولة نفعهم , لا يتركون له فرصة , وإن كان باب التأليف مهم , وهو الباقي بإذن الله عز وجل نسأل الله جل وعلا أن يرزق الجميع الإخلاص.
يتبع بإذن الله تعالى ...
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[30 - 10 - 04, 03:10 ص]ـ
الحلقة الثانية عشرة
السائل: سنن الترمذي يا شيخ.
الشيخ: نعود إلى جامع أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي , وهو من الجوامع لأن كتب السنة منها الجوامع التي تشمل أبواب الدين , ومن أهمها البخاري ومسلم والترمذي , ومنها السنن ومن أهمها سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه , ومنها المصنفات كمصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبدالرازق , وهي قريبة في مادتها وترتيبها من السنن , إلا انها لكثرة ما فيها من آثار تختلف عن كتب السنن , منها أيضاً الموطأات , ومنها المعاجم , ومنها المسانيد , إلى غير ذلك من الكتب. جامع أبي عيسى الترمذي أحد الجوامع التي تشتمل على أبواب الدين , وعني به العلماء عناية فائقة , لكثرة ما يحويه من أحاديث ومن علوم ومن معارف في السنة , ومن تنبيهات اصطلاحية ونقل لأقوال أهل العلم , وذكر شواهد الحديث المذكور, فالترمذي يعقب على الحديث الذي يرويه في قوله: (وفي الباب عن فلان وفلان) هذه شواهد للحديث , يُعنى بها الشراح ويخرجونها. والآن نعرض لبعض شروح الترمذي.
السائل: أستاذنك يا شيخ قبل أن نعرض لبعض شروح سنن الترمذي معنا إتصال من الشيخ عمر المقبل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/326)
الشيخ عمر: جزاكم الله يا شيخ عبدالكريم , وبارك فيكم. شيخنا الكريم هذه الثورة الطباعية التي نعيشها اليوم , حتى لو قال قائل: إنه لو دخل المكتبة يومياً لوجد جديداً , أليس هناك نية لعمل أو إيجاد مركز معلومات يعتني بالرصد الدقيق لما نشر قديماً , وما ينشر حديثاً , بحيث يستخدم في هذا كل إمكانيات الفهرسة الممكنة لخدمة الباحثين , ولعل في هذا معالجة لمشكلة تعرض لها شيخنا من قبل في الحلقة السابقة , وهي الترف الحاصل من بعض طلاب العلم في تتبع الطبعات , التي قد لا يكون من جمعها كبيرفائدة , وفي الوقت نفسه تسد حاجة المعوزين من طلاب العلم الذين لا يستطيعون شراء ما يريدون , ولعل أيضاً في إيجاد مثل هذا المركز يكون فيه مساندة مع العمل الذي يقوم به الشيخ يوسف الخلاوي في موقع " ثمرات المطابع " لأنكم تعلمون أن جانب الإنترنت ليس كل الباحثين يتيسر لهم التعاون معه , بل بعضهم , وليسوا بالقليل لا يحسنون التعامل مع هذه الوسيلة.
السائل: هل ترون قيام المؤسسات بها أولى؟
الشيخ عمر: بلى , لكن في تقديري أنه إذا تنادى المهتمون بهذه الجوانب , بحيث تكون تحت مظلة إحدى المراكز , بحيث يكون هناك تبادل معلومات قوي ودقيق ييسر هذا بإذن الله هناك نقطة أخرى إذا أذنتم لي , وهي مسألة توثيق الكتاب إلى مؤلفه , يعني يلاحظ هناك إغراق من بعض الباحثين , أوتعمد الإطالة في ذكر ذلك , وربما يكون الكتاب مشهوراً لمؤلفه حتى لا يحتاج إلى هذا , فما أدري ما ضابط نسبة توثيق الكتاب إلى مؤلفه؟ هل هذا من الترف أم هو في حاجة إلى بعض المواطن , وفي بعض المواطن لا , و شكر الله لكم.
الشيخ: جزى الله أخانا الشيخ عمر على ما قدمه خيراً , أما بالنسبة لمركز المعلومات والرصد ونفع الباحثين وتمييز الغث من الثمين , فهذا مطلب لا شك أنه ملح , ويحتاجه طلاب العلم , ومثل ما تفضلتم , ينبغي أن تتبناه جهه رسمية , لكن هذه الجهات إذا اقترح عليها , تحتاج إلى من ينبهها إلى مثل هذه الأمور , ولا تتأخر إن شاء الله تعالى.
أما بالنسبة للتوثيق لنسبة الكتاب إلى مؤلفه , هذا لا شك أنه إذا كان الكتاب مطبوع لأول مرة وغير مشهور , فلا بد من التوثق من نسبته إلى مؤلفه , ووجد وطبع كتب نسبت إلى غير مؤلفيها , مثل " الفوائد المشوقة إلى علوم القرآن " هذا نسب إلى ابن القيم.
السائل: باعتبار أن له كتاب اسمه " الفوائد " يا شيخ؟
الشيخ: له كتاب " الفوائد " لا شك , لكن " الفوائد المشوقة إلى علوم القرآن " كله مبني على المجاز.
السائل: المجاز لا يراه ابن القيم.
الشيخ: نعم و سماه طاغوت في " الصواعق " , وهذا الكتاب يختلف تماماً عن نَفَس ابن القيم. ومثله كتاب " أخبار النساء " نسب لابن القيم , وليس لابن القيم , المقصود أن هناك كتب نسبت إلى غير مؤلفيها , وكتب لمؤلفيها سميت بأسماء كتب أخرى , فلا بد من التثبت , لكن الزيادة التي تطغى على المقاصد , هذه لا شك أنها مهمة لكنها تطغى على مقاصد , وتعوق دون تحصيل الفائدة , وتشغل حيز كبير من الكتاب ومجرد تثبت نسبة الكتاب إلى مؤلفه بالطرق المتبعة عند أهل العلم يكفي.
الشيخ: نعود إلى جامع أبي عيسى الترمذي , هو من الجوامع المعروفة المشهورة عند أهل العلم عني به العلماء قديماً وحديثاً , له شروح كثيرة منها " عارضة الأحوذي " لابن العربي المالكي , عارضة الأحوذي هذا كتاب جيد متوسط الحجم , لأبي بكر ابن العربي المالكي يُعنى بالمسائل الفقهية , وإن كان لا يغفل بعض الكلام اليسير المختصر على لطائف الإسناد وما أشبه ذلك , لكن سوء الطباعة حال دون الإفادة منه , طبع في مطبعة الصاوي والتازي طبعات سيئة للغاية. وعندنا في نسختنا التصويب أكثر من الكتابة , وفيه إسقاط أحاديث بشروحها , وفيه إدخال كلام ليس لابن العربي , فيه إقحام لكلام ليس للترمذي. هم أرادوا طباعة الكتاب فاستعاروا نسخة أحمد شاكر من جامع الترمذي , والشيخ أحمد شاكر له تعليقات على نسخته خرج بعض الأحاديث , فأدخلوها في الكتاب , ومن هذا تعرف قيمة هذه الطبعة. فالكتاب - أعني عارضة الأحوذي - لو يُبحث عن نسخ له , ويحقق ويخرج على مراد المؤلف, ويعلق على ما فيه من مخالفات عقدية يسيرة , لكان الكتاب يسد ثغرة , وإن كان لا يفي بالغرض , لكنه نافع , فيه فوائد ولطائف لا توجد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/327)
عند غيره.
يتبع بإذن الله تعالى ...
ـ[ابوباسم]ــــــــ[31 - 10 - 04, 08:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.
ولا زلنا نتابع
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[13 - 11 - 04, 02:24 ص]ـ
وعليكم السلام
و بارك فيكم.
...............................
الحلقة الثالثة عشر.
هناك أيضاً كتاب اسمه " النفح الشذي " لابن سيد الناس , وهذا من أنفع الشروح وأمتعها وأنفسها , هذا الكتاب لم يكمله ابن سيد الناس , وسعى الحافظ العراقي في إكماله , ولابنه أبي زرعة أيضاً تكملة , وللسخاوي أيضاً تكملة , المقصود أن هذا الكتاب أبدع فيه ابن سيد الناس , وأيضاً لا يقل دونه إبداع الحافظ العراقي.
السائل: أكمله بنفس الإسم " النفح الشذي "؟
الشيخ: نعم " تكملة النفح الشذي " لكنه لم يطبع منه سوى جزئين , بتحقيق الأستاذ البارع الشيخ الدكتور أحمد معبد , من خيار من عرفناهم من أهل هذا الشأن , كان عندنا في قسم السنة , ونفع الله به نفعاً عظيماً , وهو من نوادر الرجال , وبعدما ذهب الشيخ إلى مصر - حقيقة - أنا قصرت في حقه كثيراً , المقصود أن الشيخ أخرج المجلد الأول والثاني , وأطال النفس جدا في التعليقات , وليست من التعليقات التي ترهق الكتاب , مثل تعليقات بعض الناس التي هي مجرد نقل من كتاب إلى كتاب , فينقل التهذيب إلى حاشية كتاب كذا , أويفرغ كتاب من كتاب , لا , الشيخ له وقفات وله لمسات وله تحقيقات لا توجد عند غيره , وهو من أهل هذا الشأن , لكن إطالته بهذه الطريقة بحيث يترجم لراوي مثل ابن إسحاق في سبعين صفحة. طالب العلم بحاجة إلى أن يكون هذا التعليق بحثاً مستقلاً عن ابن إسحاق , فمثل هذه الاستطرادات رغم أهميتها وجودتها , وإمامة الشيخ أحمد في هذا الباب , لا شك أنها تعوق دون إخراج الكتاب , فمن سنين لم يخرج الثالث , ومن سنين يقولون الثالث في الطريق , لكن ماذا عن الرابع والخامس والعاشر, وبهذه الطريقة يمكن أن يخرج في خمسين أو ستين مجلداً والله المستعان. على كل حال شرح ابن سيد الناس لجامع الترمذي يفاد منه , وأيضاً مقدمة ابن سيد الناس فيها لفتات واختيارات اصطلاحية لا توجد عند غيره , نقل كثير منها إلى كتب المصطلح.
هناك " تحفة الأحوذي " للمباركفوري , كثير من طلاب العلم ممن لا يعنى بجمع كل ما كتب حول هذه الكتب , يقول: إذا أردت أن أقتني واحداً فهل أقتني " عارضة الأحوذي " أو" تحفة الأحوذي "؟ نقول: اقتن تحفة الأحوذي لأنه وفّى بعناصر الشرح المطلوبة , أما العارضة فقد تجد حديثاً ما شرح , وقد تجد حديثاً شرحه مبتوراً , قد يكون مردّ هذا إلى النسخة التي اعتمد عليها وسوء الطباعة , لكن على الوضع القائم " تحفة الأحوذي " أفضل بكثير, ويعنى أيضاً المباركفوري بتخريج الأحاديث التي أشار إليها الترمذي بقوله: (وفي الباب).
هناك أيضاً من مختصرات السيوطي على هذه الكتب , وهي شروح مختصرة جداً: " قوت المغتدي على جامع الترمذي " ومختصره الذي أشرنا إليه " نفع قوت المغتدي ". أيضاً تعليقات الشيخ أحمد شاكر على جامع الترمذي لا يستغني عنها طالب علم , وهي أيضاً منهج لتحقيق الكتب. وهي في مجلدين جامع الترمذي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر, يستفيد منها طالب العلم في التصحيح , يستفيد منها أيضاً منهجية التحقيق , نعم قد نختلف مع الشيخ أحمد رحمه الله في توثيق بعض الرواة وتضعيفهم , حيث وثق في تعليقاته أكثر من عشرين راوٍ جماهيرأهل العلم على تضعيفهم , نختلف معه في هذا , لكن لا يعني أننا لا نفيد منه , فالشيخ مدرسة في التحقيق. وتحقيقه لرسالة الإمام الشافعي ينبغي أن يدرس في قاعات البحث في الدراسات العليا ليحتذى , فهي إبداع , نعم عندنا نسخة مخطوطة من " الرسالة " للإمام الشافعي , فيها زوائد على ما ذكره مما وقف عليه من النسخ , لكن يبقى أنه إمام في في باب التحقيق العلمي الدقيق.
نأتي إلى سنن أبي عبدالرحمن النسائي , ورغم أهميته وما فيه من كم من أحاديث الأحكام, وما فيه من علل يشير إليها في تراجم الأبواب , إلا أنه بحاجة ماسة إلى شرح متكامل يُعنى بالرجال والمتون والتصحيح والتضعيف , يُعنى في الدرجة الأولى بهذه التراجم , التي هي علل , ويقيني أن هذه العلل التي أشار إليها في هذه التراجم هي العائق عن شرح الكتاب.
هناك شروح مختصرة للسيوطي " زهر الربى على المجتبى " وحاشية للسندي , فيها إعواز كبير , فما تفي بالغرض. هناك أيضاً شرح مطول جدا لمعاصر اسمه " ذخيرة العقبى في شرح المجتبى " للشيخ محمد بن علي آدم أثيوبي , هذا مدرس في دار الحديث , هذا شرح مطول جداً, يعني يبلغ الأربعين مجلداً , وذكر لي أنه عدل عن هذا الطول إلى النصف تقريباً , وخرج منه تسعة مجلدات بشرح مطول جدا , يأتي إلى الرواة فيترجم لكل واحد منهم , ويذكر جميع ما قيل فيه , وهذه أمور لا تنتهي , لكن جَمَع مادة تنفع القارئ , لاسيما في مثل هذا الكتاب الذي الأمة في حاجة ماسة إليه , والساحة تكاد تكون معدمة من شرح يسعف طالب العلم. هناك أيضاً الحواشي السلفية على سنن النسائي , مطبوعة في مجلد كبير في الهند , ثم طبعت بعناية الشيخ أبي الأشبال في خمسة أجزاء , فيها فوائد وطرائف ونفائس , وكتب السنة حقيقة بحاجة إلى شروح تجمع الشروح السابقة , وتصوغها صياغة يفهما طلاب العلم , وأيضاً تضيف إليها ما استجد من حوادث ونوازل تدل عليها هذه الأحاديث , يمكن أن تستنبط أدلتها من هذه الأحاديث والله المستعان.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/328)
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[17 - 11 - 04, 03:33 ص]ـ
الحلقة الرابعة عشر
سادساً: " سنن ابن ماجه " , وهذا هو سادس الكتب عند الأكثر, وأول من أدخله مع الأمهات: أبو الفضل بن طاهرفي شروط الكتب وفي أطرافه , وإن كان ابن الأثير وقبله رزين في " تجريد الأصول " جعلوا بدله الموطأ , وهناك من جعل " الدارمي " هو سادس الكتب , لكن بعد أبي الفضل بن طاهر كل الناس تتابعوا على جعل سنن ابن ماجه هو سادس الكتب لكثرة زوائده وفوائده , شروح سنن ابن ماجه كثيرة , لكن الموجود منها المطبوع قليل , منها شرح " مغلطاي " علاء الدين بن قليج الحنفي هذا شرح طويل ونفيس وماتع , إلا أنه لم يشرح المقدمة , ما شرح المقدمة التي في السنن فيها أكثر من ثلاثمائة حديث , تركها وبدأ من أبواب الطهارة , ثم أكمل العبادات إلى آخرها. شرح السيوطي اسمه " مصباح الزجاجة " مختصر جدا وطبع مختصره " نور مصباح الزجاجة " , فيما يقرب من مائة صفحة , انظر إلى شدة الإختصار!: شرح لكتاب كبير في مائة صفحة , شرح برهان الدين الحلبي سبط بن العجمي هذا لم يطبع , حاشية بن حسن السندي مطبوعة وفيها فوائد ولطائف , وهناك شرح زوائد سنن ابن ماجه لسراج الدين بن الملقن , وله أيضاً زوائد النسائي , وزوائد أبي داود , وزوائد الترمذي , تصدى لهذه الزوائد فشرحها , شرح زوائد ابن ماجه في ثمانية مجلدات , فهو شرح مطول. إلى غير ذلك من الشروح التي لا يمكن استيعابها.
السائل: عفواً يا شيخ , سائل يسأل حول اسم ابن ماجه هل هو بالتاء أم بالهاء؟ ويقول إني تعبت في البحث عن تحقيق هذه المسألة.
الشيخ: ابن ماجه وابن منده وابن داسه كلها بالهاء في الوقف والدرج , تقول: ماجه , منده , داسه , حتى في الدرج.
من أهل العلم من جعل السادس: الموطأ " موطأ الإمام مالك بن أنس " , وعلى هذا صنيع ابن الأثير في " جامع الأصول " وقبله رزين في " تجريد الأصول " , ومنهم من جعل السادس: ابن ماجه , تقدم الكلام عن ابن ماجه مع الكتب الخامسة السابقة , التي هي دواوين الإسلام المشهورة.الآن نتحدث عن موطأ الإمام مالك بن أنس , والموطأ كما هو معروف لإمام دار الهجرة مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي , إمام المذهب المشهور المعروف , نجم السنن , هذا الكتاب ألفه الإمام مالك رحمه الله تعالى وتلقاه عنه جمع غفير من أهل العلم , بحيث صارت له روايات متعددة , من أشهرها رواية يحيي بن يحيي الليثي , وعليها جلّ الشروح. ومنها رواية محمد بن الحسن , ومنها رواية أبي مصعب الزهري , والروايات كثيرة جدا يصعب حصرها , لكن أهمها ما يقرب من العشرين وهي مدونة ومعروفة يطول الكلام فيها , يهمنا رواية يحيي بن يحيي التي عليها الشروح , والتي عني بها أهل العلم , ومن أهم شروحها وأعظم تلك الشروح " التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " للإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري , كتاب عظيم مكث في تصنيفه ثلاثين عاما , وأودعه من نفائس العلوم والفنون ما يعجز اللسان عن وصفه , فالكتاب عني بالموطأ , وبأقوال مالك ومذهب مالك , وأشار إلى المذاهب الأخرى , وله اختيارات وترجيحات يخالف فيها مذهب الإمام رحمه الله , فابن عبد البر حافظ المغرب وهو إمام من أئمة المسلمين مكث في تصنيف هذا الكتاب ثلاثين عاما وقال عنه ابن حزم: إنه لا يعلم في الكتب في الكلام على فقه الحديث أنفس من هذا الكتاب , بل لا يعلم ما يماثله ولا يدانيه ولا يقاربه , هذا الكتاب رتبه ابن عبد البر على شيوخ الإمام مالك في موطئه , ولذا يصعب الوقوف على الأحاديث المرادة منه إلا بعد معرفة الشيخ , ثم الشيوخ رتبهم على حروف الهجاء على طريقة المغاربة , وهي أيضا تختلف عن ترتيب طريقة المشارقة , فالصعوبة من جهتين من كونه مرتب على الشيوخ , ولو كان مرتب على الأبواب على ترتيب مالك رحمه الله لكان أولى , لكن هذه وجهة نظر الإمام ابن عبد البر, تمنينا طويلا أن يرتب على ترتيب الموطأ , فخرج له ترتيبات كثيرة منها أول ما خرج له ترتيب " المغراوي " وهو من شيوخ المغرب , وهو ترتيب ابتكره , قدم فيه مسائل الاعتقاد وعناية الشيخ المغراوي بالعقيدة معروفة حفظه الله , لكن كنت أتمنى أن يرتب الكتاب على ترتيب الموطأ نفسه يمشي على أحاديث الموطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/329)
فتمنيت أن يرتب على ترتيب الإمام مالك , فالكتاب إما أن يبقى على أصله ترتيب ابن عبدالبر , أو يُرْجع إلى أصل الأصل وهو ترتيب الإمام مالك رحمه الله , فخرج له أكثر من ترتيب بهذه الصفة تحقيقاً لهذه الأمنية , ومن أفضل ما وقفت عليه من هذه الترتيبات: ترتيب الشيخ عطية سالم رحمه الله وله عناية فائقة بالموطأ , وعناية بالإمام مالك على وجه الخصوص , فجاء ترتيبه على الوجه المناسب , وهو من أهل الخبرة بالموطأ وله معرفة بكتب ابن عبدالبر. وترتيب الشيخ عطية سالم طبع قبل ثمان أو تسع سنوات. وهو الذي رتبه بيده مشي على الموطأ , ولما كانت طباعة " التمهيد " لابن عبد البر قد طالت حتى استغرقت خمس وعشرين سنة , فكان الشيخ رحمه الله كل ما يخرج جزء يرقم الحديث برقم الموطأ , ثم بعد ذلك يرتب هذه الأحاديث , ثم إذا خرج الثاني أضاف ما فيه من أحاديث على الطريقة التي اتبعها , ثم خرج كتاب " التمهيد " مرتباً ترتيب الموطأ , وهذا عمل جليل , وقد يبدو في ظاهر الأمر أنه ليس بشيء مجرد تقديم وتأخير و ترتيب , لكنه عمل جيد مفيد يفيد طالب العلم كثيراً. الإمام ابن عبدالبر عُني بشرح الأحاديث المرفوعة في هذا الكتاب , وأبدع في كتابه , وكمله بكتاب آخر أسماه " كتاب الاستذكار في بيان مذاهب فقهاء الأمصار " أي من خلال الموطأ شرح فيه الأحاديث المرفوعة والموقوفات , وأشار إلى أقوال مالك , وأقوال غيره من أهل العلم , فالاستذكار جاء تكميلاً للتمهيد الذي هو لما في الموطأ من المعاني والأسانيد , معاني وأسانيد هذا " التمهيد " , هذه الصفة الغالبة , وفيه كلام على فقه الحديث كثير, لكن الكلام على الأحكام في " الاستذكار" أظهر , وهما كتابان متكاملان فلو جمع بينهم. والمحقق " للاستذكار" نقل بعض النقول مما يحتاج إليه من " التمهيد " فطال الكتاب جداً حيث خرج في ثلاثين جزءاً. وهو أقصر من التمهيد.
من أهم شروح الموطأ أيضا " المنتقى " لأبي الوليد الباجي , وهو من كبار المالكية يفيد منه طالب العلم فائدة جيدة , من شروحه أيضاً شرح الزرقاني , فهوأيضاً كتاب نافع ومفيد , وشرحُ مختصر جداً للسيوطي اسمه " تنوير الحوالك ".
" ولي الله الدهلوي " نظر إلى الموطأ فوجد فيه أقوال مالك , فأضاف إليه أقوال أبي حنيفة والشافعي وسماه " المسوى " , فجاء شرحه المختصر جداً جامعاً للمذاهب الثلاثة وتولينا شرح المسوى مدة , أضفنا إليه مذهب الإمام أحمد.
السائل: ولم يكتمل عملكم يا شيخ؟
الشيخ: لا ما اكتمل المشاريع كثيرة والله المستعان. هناك شرح مطول طبع في ستة مجلدات في الهند , ثم طبع في خمسة عشر جزءاً اسمه " أوجز المسالك " هذا الكتاب مع أن مؤلفه متأخر , إلا أن جودته تظهر في رجوع المؤلف إلى كتب أصحاب المذاهب , يعني لو جئنا إلى الشروح مثل " فتح الباري " أو " عمدة القارئ " أو غيرها من الشروح , أو كتب التفسير التي تنقل أقوال الفقهاء مثلاً , تجدهم ينقلون عمن ينقل المذهب , فلا تثق بهذا النقل لا من جهة الخلل في أمانة مؤلفه , لكن قد ينقل رواية غير معروفة في المذهب , رواية عن الإمام غير معتبرة في المذهب , يعني مرجوحة , تعرف أن المذاهب فيها روايات , والشافعي عنده أقوال , وأحمد عنده روايات وهكذا , فهذا الكتاب عني بهذا عناية طيبة , فصار ينقل المذاهب من كتب أصحاب المذاهب , فهذه فائدته , وهو كتاب موسع في خمسة عشر جزءا.
السادس , أي سادس الكتب على قول: (هو سنن الدارمي) وهو كتاب نافع وماتع , وفيه أحاديث عوالي كثيرة لتقدم مؤلفه , فهو شيخ لأصحاب الكتب , فيه عوالي والعوالي يعني بها أهل العلم , وفيه زوائد أيضاً , إلا أن زوائد ابن ماجه أكثر , ولذا صارت العناية به أكثر , لا أعرف له شرحاً عند المتقدمين , إلا أنه خرج له شرح متأخراً جداً , ولا يسلم من ملاحظات كبيرة.
يتبع إن شاء الله تعالى ...
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[18 - 11 - 04, 02:40 ص]ـ
الحلقة الخامسة عشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/330)
هناك أيضاً الكتب التي رتبت على الأبواب , وتأتي بعد الصحيحين و السنن , كصحيح ابن خزيمة, وصحيح ابن حبان , ومستدك الحاكم , وسنن البيهقي , ومنتقى ابن الجارود , هذه كتب مهمة لطالب العلم , ينبغي أن يعنى بها لاسيما سنن البيهقي , الذي جمع , فهو بحر محيط يحتاجه الفقيه , ولا يستغني عنه طالب علم , ففيه أدلة المذاهب كلها , وإن كان نَفَس البيهقي شافعي , وتراجمه تؤيد في الغالب مذهب إمامه , لكنه يذكر في الباب كل ما يقف عليه , فهو كتاب عظيم , فإذا ضم سنن البيهقي إلى الكتب الستة , وأفيد من الكتب التي ذكرت: صحيح ابن خزيمة , وابن حبان , ومستدرك الحاكم , ومنتقى ابن الجارود , والدارمي , يكون طالب العلم حينئذن أنهى ما يحتاج إليه من الكتب المبوبة والكتب المبوبة التي رتبت على الأبواب يقدمها أهل العلم على المسانيد , مهما جلّت إمامة صاحب المسند , كمسند الإمام أحمد , ولذا يقول الحافظ العراقي رحمه الله تعالى:
ودونها في رتبة ما جعل على المسانيد فيدعى الجفل
ويعني بدونها السنن. لأن صاحب السنن يترجم بحكم شرعي , فيحرص على أن يستدل لهذا الحكم الشرعي بأقوى ما عنده من الأدلة , بينما صاحب المسند يترجم بترجمة راوي صحابي فيقول: أحاديث أبي بكر الصديق فيجمع ما وقف عليها من أحاديث هذا الصحابي , لأنه لا يستدل بحكم شرعي ولذا تأخرت رتبتها , وإن كان مسند الإمام أحمد على وجه الخصوص مقدم عند جمع من أهل العلم , ومعتنى به من الحنابلة وغيرهم , فالحافظ ابن كثير وهوشافعي المذهب يستظهر المسند , فشرط الإمام أحمد في مسنده لا يقل عن شرط أبي داود كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية , مع أن شرط أبي داود أقوى من شرط بقية السنن , " مسند الإمام أحمد " من دواوين السنة الجامعة , نعم ترتيبه على المسانيد عاق الإفادة منه عند كثير من طلاب العلم , فلو رتب على الأبواب وترجم لأحاديثه. وقد حصل أن رتب من قِبل جمع ممن تقدم كابن عروة المشرقي , وأيضاً الساعاتي في " الفتح الرباني ". وشرح ترتيبه عن الساعاتي بحاشية , في أولها تستطيع أن تسميها شرح , لكن في منتصفها الثاني أو قبله هي حاشية , واسم هذا الشرح " بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني ". أيضاً الشيخ عبدالله القرعاوي له ترتيب للمسند اسمه " المحصَّل " وهو كتاب جيد يفيد منه طالب العلم. فأقول ترتيب المسند على هذه الطريقة جعلت كثير من طلاب العلم لا يعنون به , مع أنه ينبغي أن يكون محط عناية لإمامة مؤلفه ولجمعه , فهو يجمع من الأحاديث ما يقرب من ثلاثين ألف , وإن قال المترجمون أن فيه أربعين ألف , لكن واقعه لا يصل إلى الثلاثين.
السائل: لكن الصعوبة هي في البحث فيه فكيف يمكن أن يتخطاها طالب العلم , فإذا كان عنده حديث عن أبي هريرة , وأبو هريرة رضي الله عنه مكثر , فكيف يمكن أن يحصل على الحديث من مسند الإمام أحمد؟
الشيخ: عن طريق المعجم المفهرس لألفاظ الحديث , ومن طريق أطراف المسند للحافظ ابن حجر. المسند عليه حواشي للشيخ أحمد شاكر نافعة يفيد منها طالب العلم , وغالبها في الرواية أي في جرح وتعديل الرواة , وإن ظهر تساهله رحمه الله وصحح بعض الأسانيد التي لا تصل إلى درجة الصحة. وعلى طالب العلم أن يعنى بكتب أحاديث الأحكام ومن أهمها: العمدة , والمحرر , والبلوغ , والمنتقي , والإلمام , وغيرها من الكتب التي ألفها أهل العلم لتقريب هذه الأحاديث لطلاب العلم, ولذا جردوها عن الأسانيد , وأتبعوها بعزو مختصر وأحكام مختصرة تناسب الحفظ , وهذه الكتب كلها مشروحة , " العمدة " لها شروح كثيرة جدا , و" المحرر" عناية الناس به أقل من البلوغ , وإن كان " المحرر" عندي أنفس وأتقن , " البلوغ " عني به الناس ودرسوه وشرحوه وله شروح كثيرة متداولة.
" المنتقى " أيضاً عني به الناس وشرحوه , مع كثرة أحاديثه. " والإلمام " لابن دقيق العيد, شرحه مؤلفه في كتاب من أعظم كتب شروح كتب أحاديث الأحكام اسمه " الإمام شرح الإلمام" ولابن دقيق العيد أيضا كتاب آخر اسمه "الإمام " بين فيه علل الأحاديث , وطوّل فيه جداً , ينبغي لطالب العلم المتقدم لا المبتدي أن يعني بكتب العلل , كعلل " علي ابن المديني " و" ابن أبي حاتم " و" الدارقطني " و" علل الترمذي " الكبرى والصغرى , ويراجع ما كتب عليها من تنبيهات وشروح وتخاريج , يفيد منها ويسأل عما يشكل عليه , وأيضا يعني بكتب مشكل الحديث , لأنه يوجد إشكالات في الأحاديث تحلها كتب المشكل , ويراد بمشكل الحديث: اختلاف الحديث , ومختلف الحديث يراد به التعارض بين الأحاديث , فهذه الكتب كفيلة بحل هذا التعارض وإزالة التعارض , والتعارض إنما هو في الظاهر فلا يوجد حديثان صحيحان متعارضان تعارضاً حقيقياً , لأنه كلام من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم , ولكن فيما يظهر ويبدو للقارئ. ثم بعد هذه الكتب: كتب اختلاف الحديث تزيل هذا الإشكال. عليه أيضا أن يُعنى بكتب غريب الحديث , التي هي بمثابة شرح ما يشكل من ألفاظ الحديث النبوي , و " غريب الحديث " غير" الغريب من الحديث " , فغريب الحديث شرح المشكل من الألفاظ , ومشكل الحديث واختلاف الحديث في التعارض الظاهر , أما الغريب من الحديث: ما يتفرد به راوي واحد فذاك في المتن وهذا في الإسناد , ومن أهم ما كتب في غريب الحديث: " غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام " وهو إمام في هذا الباب , وأيضا " غريب الحديث لابن قتيبة " و" الفائق " للزمخشري , وهو إمام في العربية وإن كانت البدعة أثرت على بعض كتبه , أيضا ابن الأثير وكتابه " النهاية " كتاب جامع بَيْن كُتب من تقدم , فكتب الغريب في الحقيقة كثيرة جداً لكن هذه من أهمها لأبي عبيد وابن قتيبة والزمخشري وابن الأثير. ومن أراد أن يقتصر على كتاب واحد لضيق ذات اليد , أو لضيق المكان , وما أشبه ذلك , فعليه " بالنهاية " لابن الأثير, وله ملخص اسمه " الدر النثير" للسيوطي.
يتبع بإذن الله تعالى.
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/331)
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 11 - 04, 11:36 ص]ـ
جهد مشكور بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً ونفع بما تقدمونه. آمين
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[19 - 11 - 04, 04:06 ص]ـ
واياك أخانا الراية.
................................
الحلقة السادسة عشر
طالب العلم عليه أن يطلع على كتب الموضوعات , وهي المكذوبة المختلقة على النبي صلى الله عليه وسلم , لئلا يروج بعضها عليه , وكانت عناية المتقدمين بها فائقة , فالبخاري رحمه الله تعالى يحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح , فمعرفة مثل هذه الأمور لئلا يغتر بها الناس , فكتب الموضوعات مثل: " الموضوعات " لابن الجوزي على تساهل في شرطه , حيث أدخل بعض الأحاديث التي لا تصل إلى درجة الوضع , فأحاديث ضعيفة كثيرة دخلت في الكتاب لا تصل إلى درجة الوضع , بل أحاديث حسنة دخلت بل صحيحة لكنها قليلة , يقول الحافظ العراقي رحمه الله تعالى:
وأكثر الجامع فيه إذ خرج لمطلق الضعف عنى أبا الفرج
يعني ابن الجوزي. وهنا كتاب " اللآلئ المصنوعة " مأخوذ من " موضوعات " ابن الجوزي وغيره , وهو أقرب منه إلى الدقة في الحكم على الحديث بالوضع , وكتاب " الأسرار المرفوعة " لعلي قارئ , و " الفوائد المجموعة " للشوكاني , المقصود أن هذا الموضوع صُنف فيه كثيرا وعلى طالب العلم أن يعنى به.
أيضا يعنى بكتب علوم الحديث من أولها كتاب " المحدث الفاصل " للرامهرمزي , نعم الكتاب لم يستوعب باعتباره من اللبنات الأولى في التأليف في هذا الفن , وطبيعي أن أول شخص يؤلف يحصل عنده نقص ثم يُكْمِل فيما بعد , و" معرفة علوم الحديث " للحاكم كتاب نفيس يُعنى به طالب العلم , وإن قال الحافظ ابن حجر: إنه لم يهذب ولم يرتب قال في مقابل ذلك ابن خلدون في مقدمته الشهيرة: إنه أول من هذب هذا العلم ورتبه , ابن حجر يقول: لم يهذب ولم يرتب , وابن خلدون يقول: أول من هذب ورتب , فهل في هذا تعارض؟ نعم فكيف يدفع مثل هذا التعارض؟ كلامهما صحيح يمكن تنزيله بأن:." لم يهذب ولم يرتب " بالنسبة لمن جاء بعده , فالذين جاءوا بعده أكثر ترتيباً وتهذيباً , لكن إذا نظرنا إليه بالنسبة لمن ألف في الفن قبله فهو " أول من هذب ورتب " على كلام ابن خلدون فلا تعارض.
ومن الكتب المهمة في الباب كتاب " الكفاية " للخطيب وفيه قوانين الرواية , كتاب مفيد ونافع , بالأسانيد , والخطيب له في كل باب وفي كل نوع من أنواع علوم الحديث مصنف خاص , حتى قال ابن نقطة: " كل من أنصف عرف أن أهل الحديث عيال على كتب الخطيب " , وإن ناله من ناله من بعض المتأخرين من أنه خلط هذا العلم وأدخل فيه أصول الفقه ومزج بينها وعلم أصول الفقه متأثر بعلم الكلام , كل هذا لا يحط من قيمة الكتاب ولا من إمامة مؤلفه , للخطيب بالمناسبة كتاب في غاية الأهمية لطالب العلم اسمه " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " كتاب يتعين على طالب العلم أن يطلع عليه , والتأدب بآداب أهل العلم , لما نرى من وجود شيء من الغلظة والجفوة بين طلاب العلم , لا أقول هذا موجود بكثرة لكنه موجود , فغالب طلاب العلم ولله الحمد أخذوا العلم من أبوابه وتحلوا بآدابه , لكن يوجد بين طلاب العلم من ينصح بقراءة مثل هذا الكتاب , فإذا قرأنا لمثل هذا الكتاب , وقرأنا " جامع بيان العلم وفضله " لابن عبد البر, و" فضل علم السلف على الخلف " لابن رجب , وطالب العلم عليه أن يقرأ مقدمة الخطيب لكتاب " موضح أوهام الجمع والتفريق " ليعرف كيف يتعامل مع الكبار , أيضا بعد " الكفاية " يقرأ " علوم الحديث " لابن الصلاح هذا الكتاب الذي لما كتبه ابن الصلاح جمع فيه غالب مؤلفات الخطيب , واطلع على كتب من تقدم: الرامهرمزي والحاكم وغيرها , من الكتب التي صنفت في هذا الباب , ورتب الباب ترتيباً بديعاً , وإن كان يحتاج بعض الأبواب إلى تقديم وتأخير لكنه جمع , فاشتغل الناس به فكان قطب رحى دار حوله الناس حتى قال الحافظ: " لا يحصى كم ناظم له ومختصر ومستدرك عليه ومقتصر ومعارض له ومنتصر" , فالكتاب اختصر مرارا , وشرح مرارا , ونظم مرارا , نظمه كثير, وشرحه كثير , وعلق عليه , ونكتوا عليه وأيضا اختصروه , فهناك مختصرات للنووي وابن كثير وغيرهم , وهناك حواشي للحافظ العراقي , والحافظ ابن حجر , وبرهان الأبناسي , والزركشي وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/332)
أما النظم فقد نظمه الخويني في ألف وخمسمائة بيت , ونظمه أيضا الحافظ العراقي في ألفيته الشهيرة التي عني بها الناس وشرحوها شروح كثيرة , هناك أيضا ألفية السيوطي , والمفاضلة بين الألفيتين يطول التصدي لها في مثل هذه الحلقة , وإلا فالسؤال عنها كثير, وأقول بكلام موجز مختصر: ألفية العراقي عندي أرجح من وجوه , والبسط لا يحتمله هذا المقام. هناك أيضا " توضيح الأفكار" للصنعاني كتاب نفيس , يحتاج إليه طالب العلم. هناك أيضاً " نخبة الفكر" للحافظ بن حجر وشروحها كثيرة , وأيضا " تدريب الراوي " للسيوطي كتاب جامع جمع فيه كثير مما يحتاجه طالب العلم , وللمتأخرين أيضا مشاركة طيبة مثل " توجيه النظر" للجزائري , و" قواعد التحديث " للقاسمي وغيرها.
يحتاج أيضا طالب العلم لكتب الرجال , ككتب السؤالات للأئمة , وهذه معروفة عند أهل الحديث , يسألون عن أحاديث , يسألون عن رواة ويجيبون بكلام لا يستغني عنه طالب العلم , لأن هؤلاء الأئمة هم العمدة , وعليهم المعول في هذا الباب , فيحتاج الطالب إلى كتب السؤالات , وكتب التواريخ , كتواريخ البخاري وابن أبي خيثمة , وتواريخ الإمام يحي بن المعين , و" الجرح والتعليل " لابن أبي حاتم , وطبقات ابن سعد , و" الثقات والمجروحين " لابن حبان , و" الكنى " للإمام مسلم , و" الكمال " للحافظ عبدالغني وما دار في فلكه , " فالكمال " جمع رجال الكتب الستة فدارالناس في فلكه , فألف الحافظ المزي " تهذيب الكمال" فأوفى على الغاية وبلغ النهاية في هذا الكتاب بحيث ألغى الأصل. ثم ذهبه الذهبي في " تذهيب تهذيب الكمال " و" الكاشف " له أيضامختصر, وهناك أيضا " الخلاصة للتذهيب " للخزرجي , وأيضا الحافظ ابن حجر له مساهمة قوية في الباب , له " تهذيب التهذيب " وله أيضاً " التقريب " وله أيضا كتب في هذا الباب يطول ذكرها.
من أهم كتب الرجال كتاب " الكامل " لابن عدي من أنفس ما يحتاجه طالب العلم في هذا الباب, وميزته أنه يذكر في ترجمة كل راوي ما يستغرب وما ينكر من مروياته وما يعل , أيضاً " الميزان " للذهبي وهو ملخص للكامل و فيه إضافات للحافظ الذهبي , و" لسان الميزان " وهو ملخص من " الميزان " لابن حجر وهناك " الضعفاء " للعقيلي , أيضا يحتاج الطلاب لتواريخ البلدان , فقد لا يجد الترجمة في كتب الرجال المعروفة فيضطر أن يرجع إلى تواريخ البلدان , ومن أهمها " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي , و" تاريخ دمشق " لابن عساكر, و" تاريخ جرجان " للسهمي , و" تاريخ أصفهان " لأبي نعيم. على كل حال هذه كتب يحتاج إليها طالب العلم , فقد يكون الراوي من أهل هذه البلاد , فينتبه له صاحب التاريخ ويغفل في كتب التراجم لقلة ما روى مثلاً , فلا يعنى به أهل العلم لندرة ما روى , لأنه قد يرد في شاهد , وقد يرد في متابع فلا يعنى به من يتصدى للتصنيف في كتب الرجال أصالة , لكن كتب تواريخ البلدان , هو بصدد أن يترجم لعلماء هذه البلاد فينقب عنهم.
السائل: ويحكمون في كتب التواريخ على الرجال؟
الشيخ: نعم يبينون ما لهم وما عليهم , وهذه ميزتهم.
هناك كتب في الكنى والأنساب والألقاب , وكتب في المشتبه والضبط ,لا يستغني عنها طالب العلم , يطول المقام لبسطها , فلعلنا نكتفي بهذا القدر فيما يتعلق بالحديث لضيق الوقت.
السائل: لعلنا نأخذ إذا تكرمتم يا شيخ ما يتعلق بكتب العقيدة على الأقل نأخذ كتب العقيدة.
الشيخ: بالنسبة للعقيدة وينبغي لطالب العلم العناية بها لأهمية العقيدة , العقيدة هي الأصل , والأصل أن اعتقاد المسلم مأخوذ من الكتاب والسنة , ولذا قدمنا الكلام على ما يتعلق بالكتاب والسنة , وإلا فالعقيدة هي الأصل , وهي ما يعقد عليه القلب مما يجب لله عز وجل , فيبدأ الطالب بمختصرات شيخ الإسلام الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله مثل: " الأصول الثلاثة " و" القواعد الأربعة " و" كشف الشبهات" و" التوحيد " وما كتب عليها من شروح وما سجل عليها من دروس , فينبغي لطالب العلم أن يعنى بها ويحضر الدروس التي تقام لشرحها , فيبدأ بالأصول الثلاثة والقواعد الأربعة وكشف الشبهات والتوحيد وشروح كتاب التوحيد , لأهمية الموضوعات التي طرقها الشيخ عليه رحمة الله مثل: " تيسير العزيز الحميد" و" فتح المجيد " و" قرة عيون الموحدين " و " إبطال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/333)
التنديد " , وشروح المشايخ المعاصرين كالشيخ ابن باز وابن عثيمين والفوزان وغيرهم , المقروءة والمسموعة , فطالب العلم عليه أن يعنى بها عناية فائقة , أيضا يعنى بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وكتب ابن القيم يعنى" بالواسطية " و" الحموية " و " التدمرية " و" شرح الأصفهانية " وهذه من كتب شيخ الإسلام وعليها شروح وتعليقات, وللعلماء بها عناية إقراء وتدريساً وتقريراً , فالواسطية شرحت شروح كثيرة , منها للشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد توفي رحمه الله والكتاب من أنفس الشروح , وأقدمها أيضا الشيخ زيد الفياض له شرح اسمه " الروضة الندية " شرح طيب استقاه من كتب شيح الإسلام وابن القيم , الشيخ ابن عثيمين له أيضا شرح على الواسطية , والشيوخ كلهم لهم شروح على الواسطية لأهميتها , المؤلف رحمه الله برع في تقديم عقيدة السلف في أبواب مهمة من أبواب العقيدة بأبسط عبارة وأيسرها , من نصوص الكتاب والسنة , وبين وسطية مذهب أهل السنة من بين سائر الفرق , فيذكر الطرفين طرفي النقيض ويخلص من هذين الطرفين إلى أن مذهب أهل السنة وسط بين هذين الطرفين.
السائل: بعض الذين قاموا بتدريس هذه المادة أخرجوا مجموعة من الكتب في هذه العقيدة, بعضها وضُع على شكل سؤال وجواب تسهيلاً لفهم هذه ا لعقيدة.
الشيخ: هذا معروف , والشيخ ابن سلمان له سؤال وجواب على العقيدة الإسلامية. نعم , هم يضعون أسئلة لطلابهم كي يجيبوا عنها من خلال الشرح , وهذه طريقة معروفة. كتب شيخ الإسلام مهمة جداً كالواسطية , والحموية والتدمرية والقواعد التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى لا يستغني عنها طالب علم , شرح " الأصفهانية " أيضا من الكتب التي ينبغي أن يعنى بها طالب العلم , و" مجموع الفتاوى " من الأول إلى التاسع مهم بالنسبة لطالب العلم أيضا , " منهاج السنة " كتاب مبسوط لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى , رد فيه على الرافضة بأقوى عبارة بالاستدلال بالكتاب والسنة , وبالنقول من كتبهم , وفيه من العلوم ما لا يعرف قدره إلا من قرأ الكتاب , وعندنا مدونات فوائد من هذا الكتاب في كل فن , أيضا لشيخ الإسلام " درء تعارض العقل و النقل " وله أيضا " نقض التأسيس " وهذه من الأعاجيب , من أعاجيب المصنفات درء تعارض العقل والنقل يقرر شيخ الإسلام في هذا الكتاب الكبير عشرة مجلدات يبين فيه ويقرر أنه لا يمكن أن يحصل التصادم بين العقل الصريح والنقل الصحيح. يستشكل بعض الناس لكن هذا سببه لوثة في عقله وتأثر في فهمه.
السائل: هل خدم الكتاب؟
الشيخ: نعم خدم و طبع " درء التعارض " و" منهاج السنة " بتحقيق الشيخ محمد رشاد سالم بإشارة من الجامعة المباركة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
يقول ابن القيم:
اقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له نظير ثاني
لكن من ينبري لفهم جميع ما كتبه الشيخ رحمه الله تعالى نعم و كذلك " التأسيس ".
السائل: نذكر في دراستنا يا شيخ أخذنا ما يقارب ستين صفحة من " درء التعارض " تعتبر فصل دراسي كامل بالنسبة لنا ولن نستطيع حتى فك بعض رموزه.
الشيخ: بل فيه موضوعات وصفحات بالمئات يطويها طالب العلم , ومرّ علي في " منهاج السنة " في الجزء الأول ثلاثمائة صفحة أنا قرأتها , لكن لا أوصي طالب العلم بقراءتها , وفي الجزء السادس أيضا كذلك صفحات يطويها طالب العلم , يصعب عليه فهمها " نقض التأسيس في الرد على أساس التقديس " كتاب عظيم جدا حقق في ثمان رسائل دكتوراه , يعني شيخ الإسلام رحمه الله تعالى وهو يكتب هذا الكتاب لا أتصور أن الكتاب أخذ عليه شهر , والكتاب حقق في أربعين سنة , يعني ثمان رسائل , وكل رسالة في خمس سنوات أوأربع سنوات , يعني ما يقرب من أربعين سنة.
وكذلك التأسيس أصبح نقضه أعجوبة للعالم الرباني ومن العجائب أنه بسلاحهم أرداهُمُ تحت الحضيض الداني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/334)
بسلاحهم: أي بمنطقهم , وبعلمهم: علم الكلام الذي جلبوه للأمة , نقضهم بكلامهم رحمة الله عليه , فكتب شيخ الإسلام لا يستغني عنها طالب علم , وإن قال فيه بعض من قال نظراً لضعف إدراكه , ونظرا للوثة في عقله ما قال عن شيخ الإسلام , سواء كان شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب أو شيخ الإسلام ابن تيمية , ونرى ونسمع من يقدح في هذين الإمامين , والسنة الإلهية تقتضي هذا , فلا بد من حساد ولا بد من أعداء , الذات الإلهية ما سلمت " يؤذيني ابن آدم ... " النبي صلى الله عليه وسلم تكلم فيه الناس , هؤلاء يتكلم فيهم الناس من باب الحسد , ومن باب العداء وتقليد الشيوخ , ومن باب الاستئجار, فبعض الأقلام مأجورة , فمثل هذا الكلام لا يجب أن يلتفت إليه.
وينبغي أن يتصدى له أهل السنة بكل ما أتوا من قدرة , أيضا تكلم فيهم الناس لما يريده الله عز وجل من رفعة لمنازلهم , تجري لهم أعمالهم وهم موتى , إضافة إلى ما دونوه في كتبهم وانتفع به الناس منهم. كتب ابن القيم أيضا لا يستغنى عنها طالب العلم , " النونية " لابن القيم كتاب نفيس فيه عقيدة السلف , وحُقق في أربع رسائل ماجستير في قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود , أيضا " مدارج السالكين" كتاب مفيد في أدواء القلوب , ولا يسلم من ملاحظات يسيرة لكنه كتاب نافع , علق عليه الشيخ حامد الفقي وشدد في العبارة أحيانا على ابن القيم بكلام لا ينبغي أن يقال في جنابه , المقصود أن ابن القيم ليس بمعصوم , وحاول رحمه الله أن يقرب الكتاب الأصل المشروح , و يدنيه لطلاب العلم ويتكلم على ما فيه من ملاحظات ولم يسلم رحمة الله عليه والكتاب نفيس , والأشياء التي تلاحظ على هذا الكتاب مغمورة في بحار ما فيه من علم جم , وفيه أدوية للقلوب المريضة , وأيضا " إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان " كتاب أبدع فيه الإمام ابن القيم , كتاب مبدع حقيقة لا يستغني عنه طالب علم , فعلى طالب العلم أن يعنى به. وكتاب " بدائع الفوائد " أودع فيه ابن القيم من الفوائد من كل فن , وهو مطبوع في أربعة أجزاء , و" الفوائد " أيضا لابن القيم فيه نفائس ولطائف واستنباطات , يعني يذهل الإنسان حين يقرأه فيما يستنبطه ابن القيم من النصوص رحمة الله عليه , وأيضا " إعلام الموقعين عن رب العالمين " وسواء قلت إعلام أو أعلام كله صحيح , والموقعون هم المفتون عن الله جل وعلا , فإن أردت إعلام الموقعين: فابن القيم يعلم ويخبر الموقعين بما يجب عليهم من شروط للفتوى و آدابها , وإن قلت أعلام: فابن القيم ذكر فيه أعلام المفتين من النبي صلى الله عليه وسلم إلى عصره. وكذلك " زاد المعاد في هدي خيرالعباد " كتاب نفيس لا يستغني عنه طالب علم , ألفه الإمام ابن القيم في حال السفر وليست له عده.
هناك الكتب المسندة وهي كتب العقيدة القديمة , وسأتحدث عنها إن شاء الله.
يتبع بإذن الله تعالى ...
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 08:59 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?128@211.asU9ogk2EHF.1@.1dd66794
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[21 - 11 - 04, 01:25 ص]ـ
الحلقة السابعة عشر
إتصال هاتفي:
من الشيخ ناصر الحنيني عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين قسم العقيدة.
قال الشيخ عبدالكريم: عندنا الآن كتب العقيدة المسندة للمتقدمين " كالرد على الجهمية " , و " السنة " للإمام أحمد , وابن أبي عاصم , والخلال , و" شرح اعتقاد أهل السنة " و" التوحيد " ابن خزيمة , " الشريعة " للآجري , و " الرد على بشر" , الردود على المخالفين , يأتي الحديث عنها , وإن أعفانا الشيخ ناصر وذكر شيء منها باعتباره متخصص في هذه الحقبة فجزاه الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/335)
قال الشيخ ناصر: بعد أن حمد الله وأثنى عليه , وشكر الشيخ عبدالكريم الخضير, وأثنى على جهده في هذا الموضوع , قال أنا أود أن أنبه إلى قضية مهمة وقبل أن أدخل في مواضيع كتب العقيدة: أن السلف رحمهم الله تركوا لنا تراثا ضخماً جداً لا يمكن أن يوازى بأي حضارة أو تراث موجود على وجه الأرض , ولا أدل على ذلك مما نشاهده الآن في كل مكتبات العالم مما تركوه لنا من مخطوطات , والتي أخرج منها الآن إنما هو نزر يسير , والسلف رحمهم الله تركوا لنا حضارة كبيرة مما يدل على اعتنائهم بالعلم , وأي أمة اعتنت بالعلم واهتمت بالعلم كما كان سلفنا فسوف تحوز السبق على غيرها من الحضارات. الأمر الآخر: السلف رحمهم الله وهو أنهم لما بدأوا يدونون السنة دونوها تدوينا عاما شاملا وبدأ على هيئة المسانيد كما ذكر فضيلة الشيخ لكن كان منطلقهم بذلك أمرين , الأمر الأول: أن غرضهم الحفظ. والأمر الثاني: أنه كان اعتقادهم وكان منهجهم أن ذلك كله دين من عند الله , فلم يفرقوا بين عقائد ولا أحكام كله يأخذونه دين لله عز وجل , ودين يتدينون لله عز وجل به. متى ظهر التفريق بين كتب العقائد والحديث وغيرها؟ لما ظهرت البدع و بدأوا يصنفون فيها اضطر السلف رحمهم الله وكان هذا اضراراً منهم أن جعلوا أول مرحلة من مراحل التدوين أن ألحقوا بكتب السنة مثل الكتب الستة وغيرها أبواب , فخصصوا كتبا وأبوابا في الاعتقاد والرد على المخالفين , وهذا أمر تكلم عنه الشيخ في " كتاب التوحيد " و" كتاب الإيمان " في مسلم والبخاري وغيرها ولا نريد أن نتكلم عنه. بعد ذلك السلف رحمهم الله لما إشتدت قوة أهل البدع , وبدأوا يصنفون , لاسيما المعتزلة - وأنا أشير إلى المعتزلة لأنهم أكثروا جدا من التصنيف - فالسلف رحمهم الله مما يدل على فقههم وذكائهم وفطنتهم ورسوخ علمهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي , بل إنهم واجهوا هذه الوسيلة الإعلامية الضخمة وهي الكتاب بأن تفننوا في التأليف , فبدأوا في إفراد كتب في الاعتقاد , وكان أمراً عجباً فنجد أن السلف رحمهم الله صنفوا مصنفات شاملة في كل أبواب الاعتقاد , منها المختصر كرسائل مختصرة مثل رسالة الإمام أحمد في الاعتقاد , ومثل رسالة الإمام البخاري في الاعتقاد , ورسالة الإمام الثوري في الاعتقاد , وهذه كلها مودعه فمن أراد أن ينظر إليها في المجلد الأول من " شرح أصول إعتقاد أهل السنة " للالكائي , ثم بعد ذلك تطوروا فكبروا وتوسعوا وجعلوا هناك مصنفات شاملة بأحاديث مسندة واستدلالات وردود , مثل كتاب " السنة " لعبدالله ابن الإمام أحمد , ومثل كتاب " السنة " لابن أبي عاصم , وكان هذا كله في الحقبة الأولى , وهي القرون الثلاثة الأولى , وبهذه المناسبة فكتاب " السنة " لابن أبي عاصم هذا أعجوبة , وأنا لم أجد أحداً من الباحثين أشاد به , كتاب " السنة " لابن أبي عاصم أنا أستطيع أن أشبهه بكتاب البخاري , فقد بوبه على أبواب تفصيلية وأودع فيه فقهاً واستنباطا وردودا على أهل البدع, شيء عجيب بل إنه كان يودع أبواباً مرسلة مثل الإمام البخاري , يقول " باب " ولا يجعل له ترجمة , وقد حصرتها فوجدت أن فيها من الفوائد والاستنباطات شيئاً عظيماً , وكمثال لمّا أورد الحديث المشهور عن ابن عباس رضي الله عنه لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا غلام إني أعلمك كلمات " الحديث , المشهور والمعروف في كتب السنة وغيرها أنه عن ابن عباس وأنها وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس , الإمام ابن أبي عاصم أورد الحديث المشهور , لكنه عقد بابا مستقلاً وقال " باب " مرسلا ثم أورد فيه هذا الحديث ليس عن ابن عباس وإنما عن جعفر ابن أبي طالب , وهذه فائدة وأراد أن ينبه إلىأنها فائدة وأفرده لوحده , وكذلك كان الإمام رحمه الله ابن أبي عاصم إذا كان الحديث فيه كلام وفي النفس منه شيء أو يكون فيه ضعف شديد , كان يفرده بباب مستقل في آخر الباب وغيرها من الفوائد. بعد ذلك انتقل السلف رحمهم الله وصنفوا في كتب عامة كتابا كبيرا من كتب الاعتقاد , مثل أن يؤلفوا في " الإيمان " كتاباً مستقلاً أو في " الأسماء والصفات " , فظهر لنا مثل كتاب " الإيمان " لأبي عبيد القاسم بن سلام , وكتاب " الإيمان " لابن أبي شيبة وكتاب " الإيمان " لأبي عمر العدني وغيرهم , ثم بعد ذلك زادوا وتفننوا فأفردوا مصنفات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/336)
في مسائل معينة ليست في أبواب وإنما في مسألة , مثل كتاب " إثبات صفة العلو " لابن قدامه وهذا متأخر , لكن هناك " كتاب خلق أفعال العباد " وهي مسألة جزئية من أبواب القدر , وهذا أيضا كتاب أشيد به لأنه كتاب عظيم فيه من فقه الاستنباط والردود على المخالفين وكثرة الاستدلال ما لا يوجد في كتاب مثله , ثم إنهم انتقلوا إلى الطريقة التي بعدها وهي أنهم أفردوا كتبا في الرد على المخالفين , وأنا أريد أن أشيد بكتابين عظيمين لا يستغني عنهما طالب علم, وهما " كتاب الرد على الجهمية " للإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله , وكتاب " الرد على بشر المريسي " للإمام الدارمي , أما كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد فهذا الكتاب العظيم أقول إنه - وللأسف الشديد - لم يعتن به عناية فائقة في إخراجه وفي تحقيقه , وهذا الكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أثنى عليه ثناء عاطرا في غالب كتبه.
أقول: الكتاب - وهذه من الأشياء التي لا يدركها كثير من طلاب العلم - أن شيخ الإسلام شرحه شرحاً وافيا في أماكن متفرقة , فيأتي إلى لفظة من ألفاظ الإمام أحمد فيشرحها شرحا مطولا وهي لفظة واحدة هذا الكتاب يعتبر مرجعاً كبيراً لأهل السنة.
الكتاب الثاني: وهو كتاب " الرد على بشر المريسي " للإمام الدارمي. أقول هذا الكتاب هو مرجع لأهل السنة , ويعتمدون عليه في ا لقديم وفي الحديث لأن الإمام رحمه الله جاء إلى قواعد أهل البدع ومسكها قاعدة قاعدة ورد عليهم ردا قوياً , واختار أقوى الأدلة وهو يعطيك الزبدة , كتاب بشر المريسي وشبهات بشر المريسى هي عمدة أهل البدع إلى يومنا هذا , فكتاب الدارمي هنا تدرك أهميته , وقد أثنى عليه ابن القيم وشيخ الإسلام وأشاد به إشادة كبيرة وكثير من العلماء.
يتبع بإذن الله تعالى ...
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[22 - 11 - 04, 02:38 ص]ـ
للرفع.
http://www.qolob.net/sin/banners/qolob_048.jpg
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[23 - 11 - 04, 05:59 م]ـ
الحقة الثامنة عشر
أخيرا أختم بأن أقول - وهي دعوة صادقة لكل من يريد نيل الأجر من طلاب العلم ومن أصحاب الدور , ومن الذين يطبعون الكتب – إن كتب السلف لم يعتن بها عناية فائقة فهي تحتاج إلى إعادة تحقيق , وإلى إخراج جيد , ونحن نشيد بالمشروع الذي خرج بمؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وكان مشروعا جيدا , وكذلك ابن القيم , لكن نقول: الأولى الآن أن تخرج كتب السلف في عصر الرواية في القرون الستة الأولى التي لم تحظ بعناية وهي أهم وأولى.
السائل: في كتابك - يا دكتور ناصر- أشرت إلى كتاب " الحيدة " للكناني و حققت ما يدور حوله؟ ونسبته إلى مؤلفه؟
الشيخ ناصر: نعم.
الشيخ عبدالكريم: أخونا الدكتور ناصر معروف بالعناية بكتب العقيدة , لا سيما الكتب المسندة التي ألفت في الصدر الأول , وذكر بعضاً منها وأراحنا من بعض ما كنت أريد أن أقوله في الباب. فذكر منها كتاب " السنة " للإمام أحمد , وابن أبي عاصم , وهناك كتاب " السنة " للخلال وذكر أيضا " الرد على الجهمية والزنادقة " للإمام أحمد , مع انه يوجد من ينكر ثبوت هذا الكتاب للإمام , لكني أثبت أكثر من مائة نقل لشيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الكتاب مع نسبته للإمام أحمد , وهو كتاب نافع وماتع يفيد منه طالب العلم , وهو كتاب أصل في الباب يرد فيه على شبه الجهمية والزنادقة , كذلك " الرد على بشر المريسي " لعثمان بن سعيد الدارمي , وكتب العقيدة المسندة للأئمة لا شك أنها هي الأصل في الباب , وإن عني المتأخرون بهذه المسائل وأصلوها وقعدوها وضبطوها ورتبوها مع حذف الأسانيد التي لا يحتاج إليها. " شرح اعتقاد أهل السنة للالكائي أشار إليه الشيخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/337)
بقي كتاب " التوحيد " لابن خزيمة وهو كتاب من أنفس الكتب , يذكر المسألة من كلامه بأسلوب واضح مفصل جميل على طريقة أهل السنة والجماعة ثم يستدل لهذه المسألة فما صح عنده من السنة , إلا أن الملاحظ عليه التكرار. فيستدل للمسألة الواحدة بأحاديث ويذكر لكل حديث طرق , فلو اختصر هذا الكتاب وقُرب , فبدل من أن يكون في مجلدين يمكن اختصاره في مائة صفحة , وقد عرضت هذا الاختصار على أخينا محقق الكتاب الدكتور عبد العزيز الشهوان , والعمل لا يكلف شيئاً , يأخذ كلام الإمام " ابن خزيمة " بحروفه يبقيه , ثم يستدل له بأقوى حديث في الباب ويقتصر على طريق واحد , فتكون المسألة بدليلها , وأتصور أنه لن يعدو مائة صفحة بهذه الطريقة.
أيضا كتاب " الشريعة " للآجري فيه كثير من مسائل الاعتقاد بالأسانيد , وهو كتاب مهم ينبغي لطالب العلم العناية به. والكتب كثيرة جدا والوقت لا يسمح باستيعابها.
والآن مع كتب الفقه والفتاوى:
أولاً يبدأ طالب العلم بالمتون الصغيرة على طريق وجادة أهل العلم , " بآداب المشي إلى الصلاة " مثلاً للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب , ثم " عمدة الفقه " للإمام الموفق ابن قدامة, وهو كتاب نفيس يتسم بالوضوح والاختصار, ولأهميتة شرحه ابن تيمية شيخ الإسلام شرحا موسعاً , طبع بعضه , ثم ينتقل الطالب إلى ما بعد ذلك مما هو أوسع , وهو مخير بين أن يقرأ في " دليل الطالب " وهو أوسع من " العمدة " وهو أيضا كتاب واضح مرتب فيه جودة تصوير المسائل. شرحه التغلبي في كتاب أسماه " نيل المآرب " وهو شرح متوسط فيه بيان علل الأحكام , وشرحه أيضا الشيخ إبراهيم بن ضويان في كتاب أسماه " منار السبيل في شرح الدليل " وهذا الكتاب له عناية بالدليل , وخدم الكتاب بهذين الشرحين , وأيضا الكتاب له شروح مسموعة لجمع من أهل العلم. ومنار السبيل أيضا صار له حظوة عند أهل العلم بالشرح والتقريب , فخرج أحاديثه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " إرواء الغليل " وكمله الشيخ صالح بن عبدالعزيز , وأيضا أخونا الشيخ عبدالعزيز الطريفي له أيضاً " تكميل لإرواء الغليل " في الآثار التي لم يقف عليها الشيخ ناصر رحمه الله , هذا الكتاب المخدوم بهذه الطريقة , خرجت أحاديثه وعلق عليها, فبهذه الطريقة انتشر الكتاب عند أهل هذه البلاد , وإن كان في وقت مضى وقبل خدمته هذه الخدمة المتكاملة كانت شهرته عند حنابلة الشام , أعني كتاب " الدليل " كانت شهرته عند حنابلة الشام , بينما الحنابلة في هذه البلاد يعنون بكتاب " زاد المستقنع " لشرف الدين الجحاوي , وهو مختصر من " المقنع " وهو أمتن متون الفقه الحنبلي وأجمعها مسائل على اختصاره الشديد وصغر حجمه , فعني به أهل العلم قراءة و إقراءاً وشرحاً ودرساً , له شروح وله أيضاً أشرطة كثيرة سجل فيها لكثير من أهل العلم في هذه البلاد فلهم عناية بهذا الكتاب عناية فائقة , شرحه الشيخ منصور بن يونس بن إدريس البهوتي في كتابه " الروض المربع " وهذا الكتاب من أشهر الكتب التي تُقرأ في هذه البلاد , وعلى هذا الشرح حواشي للشيخ عبدالله أبابطين , وهي حاشية مطبوعة , وللشيخ عبدالله العنقري كذلك حاشية مطبوعة , وللشيخ عبدالرحمن بن قاسم حاشية اكتسحت الحواشي السابقة , فأدخلت فوائدها وزبدها فيها , وطبعت في سبعة مجلدات بعناية الشيخ عبدالله بن جبرين , " الزاد" عليه تعليقات منها " كلمات السداد " للشيخ فيصل بن مبارك , والشيخ محمد بن عبدالله الحسين آل أبا الخيل له حاشية وتعليقات على الزاد طبعها مع كتاب له سماه " الزوائد " جرد فيه زوائد " الإقناع " على الزاد , وكتب عليه حاشية وطبع الأربعة الزاد بحاشيته والزوائد بحاشيته , طبع في مجلد كبير باسم " الزوائد ". الشيخ صالح البليهي أيضاً له حاشية نفيسة مهمة في الباب اسمها " السلسبيل في معرفة الدليل " , عني الشيخ بالدليل رحمه الله تعالى عناية فائقة , وأيضا عني ببيان حكمة التشريع. وبيان محاسن الشريعة وضرر العمل بالقوانين الوضعية , وحلاه باختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية , وابن القيم , والشيخ محمد بن عبدالوهاب , وأئمة الدعوة , والشيخ محمد بن إبراهيم , والشيخ ابن باز أيضاً فقد ذكر بعض اختياراته , وأيضا ذكر بعض اختيارات - وإن كانت قليلة - شيخه الشيخ " صالح الخريصي" هذا شيخنا قرأنا عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/338)
قديماً وشيخ للشيخ البليهي رحمه الله. إضافة إلى ذكر أقوال الأئمة الأربعة والظاهرية وغيرهم , فالكتاب أقرب ما يكون استدلال " للزاد " وبيان لمذاهب الأئمة الذين وافقوا المذهب وخالفوه.
وكوننا ننصح طالب العلم بقراءة هذه الكتب المختصرة والعناية بها , لا يعني أننا نظنها كتب معصومة من الخطأ , إذا ضربنا على سبيل المثال: " الزاد " الذي بين أيدينا فيه اثنتان وثلاثون مسألة خالف فيها المذهب , وخالف القول الراجح في مسائل. لكن لا يعني هذا أننا نجعل طالب العلم مربوط بهذه الكتب يعمل بها. لا نقول أن من حفظ " الزاد " وفهم " الزاد" صار حكما على العباد , كما يقوله بعض المغرضين الذين يروجون للتهوين من شأن كتب الفقه لأنه ظهرت دعوة تتضمن التهوين من الفقهاء وكتب الفقه , والأخذ مباشرة من الكتاب والسنة. نقول: إن الأصل الكتاب والسنة , ونحن نتدين بما جاء في كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم , لكن هذه الكتب المختصرة تخرج عليها طالب العلم , بمعنى أنه يجعلها عناصر أو خطة بحث يأتي إلى هذا الكتاب فيأخذ مسائله. المسألة الأولى في هذا الكتاب يصور المسألة ويتصور المسألة تصويراً دقيقا من خلال فهمه من قراءة على شيخ , أو نظر في شرح أو حاشية , أو سماع أشرطة , المقصود أن يتصور هذه المسألة تصوراً دقيقاً , ثم بعد ذلك يستدل لصاحب الكتاب على هذه المسألة , ثم بعد ذلك ينظر من وافق من الأئمة صاحب الكتاب في هذه المسألة , ثم بعد ذلك ينظر من خالف , وينظر في دليله ويوازن إذا تأهل للموازنة , ويرجح إذا صار أهلا للترجيح , وبهذا يخرج عالماً ولا أقول طالب علم. إذا أمكن قراءة كتاب كامل بهذه الطريقة , وقد تأهل لذلك بالإخلاص التام لله عز وجل فقصد بتعلمه نفع النفس , أولاً وأن يعبد الله جل وعلا على مراده , وأن ينفع الآخرين بهذه النية الصالحة , وجاء مع الجادة وسلك الطريق الذي ذكرناه , ومع ذلكم احترم أهل العلم وأدى ما يجب عليه تجاه النصوص من احترام , وجعلها هي النبراس الذي يُستضاء به , ومع ذلكم جُبِل وفُطِر على حافظة قوية تسعفه عند الحاجة , وفهم يسعفه لتصوير المسائل فسوف بإذن الله يبلغ.
فالمقصود أن التفقه بهذه الطريقة يعين طالب العلم وييسر له الطريق , ولا يعني أننا ندعو إلى التقليد لا نحن ندعو إلى الاتباع , والأصل هو الدليل لكن الطالب في بداية الأمر كيف يقال له تفقه من الكتاب والسنة , فإذا أراد أن يتفقه في باب الصلاة مثلاً , وأراد أن يعمل بما في كتاب الله جل وعلا بما يتعلق بالصلاة كيف يعمل في الصلاة , فيه الأمر بالصلاة. أما تفصيل الصلاة في السنة. كيف يأخذ أحكام الصلاة من كتب السنة؟ إذا بدأ بالبخاري يفنى عمره ولم ينته , ويأخذ عليه وقتاً طويلاً ولا يعرف كيف يصلي , لماذا؟ لأن في صيحيح مسلم أحكام زائدة على ما في صحيح البخاري فيما يتعلق بالصلاة , وفي سنن أبي داود ومتى يصل إلى سنن أبي داوود , وفي سنن الترمذي , وفي مسند أحمد , وفي البيهقي أحاديث كثيرة , فالأولى أن يتفقه بهذه الطريقة التي ذكرنا سابقاً ويرجع للاستدلال لهذه المسائل , فهي بمثابة خطوط يمشي عليها , أوخطة يمشي عليها , فإذا تفقه بهذه الطريقة مع أن الأصل ولا يختلف أحد في أن الأصل هوالكتاب والسنة , يعني إذا قلنا على سبيل المثال لطالب العلم تفقه من الكتاب والسنة , ثم قرأ في صحيح مسلم " باب الأمر بقتل الكلاب - هذه واقعة - خرج بمسدس وما رأى من كلب قتله , والدرس الذي يليه في " باب نسخ الأمر بقتل الكلاب " , بينما الفقهاء يجعلون المسألة في سطر, فيما يتعلق بهذه المسألة وأدلتها يبحث هو عنها في الكتب. المقصود أن مثل ما ذكرتُ و رددتُ مرارا في عدة مناسبات أن كتب الفقه ليست دساتير لا يحاد عنها , إنما هي مجرد خِطَط بحث وعناصر يسير عليها طالب العلم , وبهذا أدرك من أدرك. نعم وجد متعصبة في المذاهب , ووجد متعصبة يرون أن قول المؤلف ملزم لا يجوز الخروج عنه. نعم وجد في سائر المذاهب متعصبة , لكن التعصب هذا مذموم , ووجد من يقول لا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة ولو خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابي , وجد من يقول هذا الكلام. وبالمقابل وُجد من يحرم النظر في هذه الكتب , ودين الله وسط بين الغالي والجافي , و خير الأمور أوساطها , نستفيد من هذه الكتب. وألفها أئمة علماء أهل علم وعمل لكنها ليست دساتير ملزمة إنما هي بيان تبين لنا الطريق.
" الزاد " نظم من قبل الشيخ ابن عتيق , والشيخ سليمان بن عطية , فالشيخ سليمان بن عطية نظم " الزاد " بأرجوزة ماتعة.
هناك مختصرات كثيرة مثل " مختصر الخرقي " , وعني به الناس عناية كبيرة منذ القدم, و" أخصر المختصرات " وله شروح , و" كافي المبتدى " , وأيضا " التسهيل " , وهناك مختصرات كثيرة لكن ما صدرنا به الكلام هي أهم هذه المختصرات.
يتبع إن شاء الله تعالى.
http://www.muslema.com/muslema/images/articles/klm2aatt.gif
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/339)
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[26 - 11 - 04, 05:59 م]ـ
تم رفعه للفائدة.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[28 - 11 - 04, 04:45 م]ـ
الحلقة التاسعة عشر
إتصال هاتفي:
من الشيخ عبدالكريم التويجري.
الشيخ التويجري: أريد أن أتكلم في جانبين , الأول: بما أن هذه الحلقات كلها حول مكتبة طالب العلم وكيف يبنيها , وقد أجاد الشيخ وأفاد جزاه الله خيرا في هذا الجانب , حقيقة يلاحظ أن كثيرا من المنتسبين إلى العلم الحريصين على متابعة الجديد في المكتبات كثير منهم ينحصرهمه في مجرد اقتناء الكتاب لذات الاقتناء , فيكون آخر عهده بالكتاب حين ينظمه في أدراج مكتبته دون أن يكلف نفسه معرفة شيء عن هذا الكتاب , وأظن أن هذا من الخلل في منهجية الطلب , فأقل ما يترتب عليه أن الكتاب قد يوضع في غير محله , وربما أيضا لم يستفد منه في مواضع لا يكاد يستغنى عنه فيها , بل ربما لا توجد في غير هذا الكتاب , ونحن نتوجه إلى الشيخ عبدالكريم بأن ينبه طالب العلم أن يهتم عند إقتناءه للكتاب بمعرفة موضوع الكتاب ومسائله التي تضمنها , ويكون ذلك بالنظر في مقدمة الكتاب والفهارس التي وضعها المؤلف أو وضعها المحقق , وإن قُدِّر له قراءة شيء من مسائل الكتاب وفصوله فذلك غاية المرام , هذه مسألة.
والجانب الآخر: وهي ملحوظة , وقد وردت في ثنايا كلام الدكتور ناصر في مداخلته , وأيضا في كلام الشيخ عبدالكريم , وهي أن كثير من كتب متقدمي السلف لهم كتب هي أصول معتمدة عند من جاء بعدهم , " كالرد على الجهمية " للإمام أحمد و" الحيدة " لعبدالعزيز الكناني وغيره , ومتقدموا علماء هذه الأمة ينقلون عن هذه الكتب ويعتمدونها , مطمئنين إلى صحة نسبتها إلى أصحابها , ولا يشكون فيها لكن نبتت نابتة في أعقاب الزمن أصبحت ترفع لواء التشكيك في هذه الكتب وفي نسبتها إلى أصحابها , ومما لا يخفى على الجميع أنه ينعكس سلباً على قيمة هذه الكتب ومدى الثقة العلمية بها. وحقيقة نريد من الشيخ عبدالكريم توجيه.
السائل: لماذا قلت يا شيخ ينعكس سلبا؟ لماذا لا يكون فيه فتح مجال أيضا للتحقيق والبحث , وليست النابتة متأخرة في بعض الكتب , فمثلا " الحيدة " بعض المتقدمين من العلماء أشار إلى التشكيك فيه , هل فيه ما يضير؟
الشيخ التويجري: عفوا البحث شيء , والتشكيك شيء آخر.
السائل: عفوا أنا أقصد أنه ليس كل من شكك في نسبة كتاب أن نقول ان القضية خطيرة , فكتاب " الحيدة " شكك فيه بعض علماء الأمة القدامى.
الشيخ التويجري: الأمر لا يخلو من حالين إما حال نظر في واقع الكتاب للتثبت منه فهذا أمر , وأنا أريد من فضيلة الشيخ أن يتحفنا في هذا الجانب والأمر معلوم أن هناك شيء علم بالاستفاضة وتواتر بالاستفاضة , وهناك شيء لا يحتاج إلى الإسناد المتصل.
الشيخ الخضير: جزى الله الشيخ عبدالكريم التويجري خير الجزاء على التنبيه الطيب. أما بالنسبة لإفادة طالب العلم من كتبه التي يقتنيها , فهذه من إفرازات كثرة التصانيف والطباعة والكتب التي تزف بها المطابع بكثرة بالمئات بل بالألوف , تجعل طالب العلم لا يتمكن من تصفح بعض الكتب لا سيما المكثر من الجمع. لكن الفائدة من الكتب هي المطالعة فيها وإلا فمجرد جمع الكتب ليس بمزية , فقد وجد من غير المسلمين من يجمع من كتب المسلمين أضعاف ما عند المسلمين , هل يعني هذا أن جمع الكتب بحد ذاته لا يعدو أن يكون هواية مثل الهوايات , وسبق أن تحدثنا عنه , وسبق أيضا أن تحدثنا عن كيفية الإفادة من هذه الكتب , ولقد أدركنا شيوخنا ومكتباتهم كلها مقروءة ومعلق على كتبهم , ويأتي الآن تركات عن بعض العلماء لا تخلو صفحة من تعليق. وإلا كيف نسميه عالم وهو ما قرأ.
السائل: بعض الكتب يا شيخ خرجت من هذه التعليقات , فتعليقات على كتب أخرجوا منها كتب وحواشي.
الشيخ: نعم , حواشي تفسير البيضاوي وهي أكثر من 120 حاشية كلها تعليقات على تفسير البيضاوي , وكذلك تعليقات الشيخ أبابطين على " الروض " وتعليقات الشيخ العنقري , وتعليقات ابن قاسم هذه حواشي أفرزتها القراءة , وشيوخنا الذين أدركناهم لا يخلو كتاب عندهم بل لا تكاد تخلو صفحة من تعليق , من لمسة من هذا العالم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/340)
السائل: الاختيارات الفقهية لابن تيمية رحمه الله الذي أخرج الكتاب وحققه متأخرا وإن كان عليه بعض الملاحظات , لكن أفاد من تعليقات وتهميشات الشيخ ابن عثيمين رحمه الله الموجود على نسخة الكتاب.
الشيخ: نعم , المقصود أن الإفادة من الكتب هي الغاية من الاقتناء وسبق أن أشرنا إلى أن كثرة التصانيف مشغلة عن التحصيل في كلام ابن خلدون وأفضنا في هذا.
أما بالنسبة للتشكيك في الكتب فبعض الناس لا أقول من سوء قصد , لا بل قد يكون بحسن قصد يشكك في الكتاب الذي لا يطمئن إلى إسناده الذي وصله فيه فيبحث عن إسناد " الحيدة " فلا يجد , إلا في طريقة فلان أو علان أو انقطاع. لكن إذا نظرنا في واقع الكتاب وأنه على الجادة وعلى معتقد أهل السنة والجماعة فلا يضيرنا أن يشكك فيه , يهمنا العلم نعم إذاثبتت نسبته إلى هذا العالم فبها ونعمت , وإذا لم تثبت فالعلم في حد ذاته مطلوب.
الشيخ: أما بالنسبة للتشكيك في الكتب فالحافظ الذهبي رحمه الله أسهم في هذا الباب فشكك في بعض الكتب , ولكن لا يعني هذا أننا نقلد الذهبي في هذا , أولاً الأنساب تكفي فيها الاستفاضة, ونسبة الكتب مثل الأنساب.
السائل: الحيدة يا شيخ فيها مواضع لا يمكن أن يقول بها الكناني وهو من علماء السلف.
الشيخ: أنا أقول النظر ينبغي أن يكون في واقع الكتاب قبل البحث في سنده. إذا رأينا أن الكتاب متماثل وليس عليه ملاحظات , وإلا إذا وجد فيه ملاحظات تخالف ما يعتقده المؤلف يطعن فيه من هذه الحيثية , والطعن في المتن معروف عند أهل الحديث أعظم من الطعن في السند.
السائل: يعني مثل كتاب الحيدة لماذا لا نقول إن أصل المناظرة ثابته عن الإمام الكناني لكن الناس حضروا وبعضهم نقل وبعضهم كتب وأسهم وأدخل في الكتاب أخطاء كثيرة , فبالتالي لا نصل إلى هذه الدرجة من أن كل تشكيك في كتاب ممكن أن يصل إلى هذا الحد الذي ذكر الشيخ.
الشيخ: أما بالنسبة لوضع الكتب فهو موجود , وانتحال الكتب موجود , لكن كتب الأئمة ولله الحمد محفوظة بحفظ الدين ويكفينا أن يستفيض أن هذا الكتاب للإمام أحمد وماشي وجاري على قواعد الإمام أحمد ثم بعد ذلك لا يلزم أن نسأل عن سنده إلا على قول من يقول وهو ابن خير الإشبيلي وقوله منقوض عند أهل العلم. قال: إنه لا يجوز لك أن تنقل ولا تحتج ولا تستفيد ولا تروي من كتاب ليست لك به رواية
قلت ولابن خير امتناع نقل سوى مرويه إجماع
ونقل الإجماع على ذلك , ونقل " ابن برهان " الإجماع على خلافه , فينبغي أن نعرف أن هذا الكتاب استفاض عند أهل العلم الموثوقين , ونقلوا منه ونسبوه إلى مؤلفه فهذا يكفي , مثل " الرد على الجهمية والزنادقة " للإمام أحمد.
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[06 - 09 - 06, 06:52 م]ـ
من لنا ببقية الحلقات؟
ـ[أبو محمد الأزهري الشافعي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:05 م]ـ
هل تم تفريغها كاملة؟
ـ[ابوخالد الكويتي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 12:02 م]ـ
تم جمعها على ملف وورد ولله الحمد
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:47 ص]ـ
ممتاز ممتاز ممتاز
جزاكم الله خير الجزاء(36/341)
رحمك الله يا وكيع
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 - 10 - 04, 10:43 م]ـ
بعد انقطاعٍ لبضعة أشهر .. عاودني الحنين للمشاركة والاستفادة من هذا الملتقى الرائد ..
فرأيت أن تكون العودة ـ مع قلتها ـ بهذه القصة المؤثرة،وهو من أبواب الرقائق .. لعل الله أن ينفع به.
جاء في تاريخ ابن معين (رواية الدوري) 3/ 569:
قال يحيى:
ورأيت وكيع بن الجراح أخذ في كتاب الزهد يقرؤه، فلما بلغ حديثاً منه، ترك الكتاب ثم قام، فلم يحدث، فلما كان الغد وأخذ فيه بلغ ذلك الحديث، قام أيضاً، ولم يحدث، حتى صنع ذلك ثلاثة أيام.
قلت ليحيى: وأي حديث هو؟
قال: حديث مجاهد، قال: أخذ عبد الله بن عمر ببعض جسدى، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدى، فقال: يا عبد الله بن عمر! كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل.
فرحمهم الله ... حقاً إنهم أئمة علم وعمل!!
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[11 - 10 - 04, 12:14 ص]ـ
مرحباً بك شيخنا المفضال
وو الله إن الإغترار بالدنيا لهو أمر دخيل،، فكيف نكون كعابر سبيل
وفقك الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 10 - 04, 05:53 م]ـ
شيخنا الحبيب
نرحب بعودتكم
والحمدلله أن ظهر المشايخ للساحة
فكانت عودة الشيخ الفاضل النقاد
عقب ذلك عودة المشايخ أبو عمر السمرقندي
والدارقطني
وبوالوليد
وو
الخ
واعتذر للاخوة الذين نسيت اسمائهم
فحياكم الله جميعا
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 10 - 04, 02:11 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا ومرحبا بمشايخنا الكرام
وكذلك الشيخ خالد الشايع وصل بحفظه الله وكذلك غيره من مشايخنا الكرام حفظهم الله جميعا
فائدة من ترجمة ابن وهب رحمه الله من كتاب ترتيب المدارك للقاضي عياض
قال: وشهدت عبد الله بن وهب يقرأ عليه في منزله كتاب الأهوال الذي كان يرويه أنه بلغه عن أبي هريرة وشهده أبو أسامة البكاء فأخذ في البكاء، ثم أن أبا أسامة قام بتلك الرِّقة وابن وهب على حاله والقارىء يقرأ وابن وهب ينشج رافعاً صوته، حتى أني لأحسب من كان على خمسين ذراعاً يسمعه، فلم يزل كذلك حتى مال على الحائط الذي كان مستنداً إليه، ثم احتمل إلى منزله فلم يزل على حاله لا يعقل، حتى توفي. فكنا نرى أن قلبه انصدع
قال يونس. قال ابن وهب: إن أصحاب الحديث طلبوا مني أن أسمعهم صفة الجنة والنار، وما أدري القدر على ذلك ثم قعد لهم فقرأوا عليه صفة النار، فغشى عليه ورش بالماء وجهه فقيل اقرأوا عليه صفة الجنة، فلم يفق وبقي كذلك اثني عشر يوماً فدعي له طبيب فنظر إليه فقال: هذا رجل انصدع قلبه. وكانت وفاته بمصر سنة سبع وتسعين ومائة.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 10 - 04, 10:09 ص]ـ
قال الدولابي في الكنى والأسماء: حدثنا علي بن عبدالعزيز قال حدثنا هدبة بن خالد قال ثنا عون بن ذكوان أبو جناب القصاب قال:" صلى بنا زرارة بن أوفى صلاة الصبح، فقرأ يا أيها المدثر، حتى إذا بلغ "فإذا نُقر في الناقور"، خرّ ميّتاً.قلت: وإسناد الأثر جيد، والله الموفق.(36/342)
قول (أنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا) هل لها أصل؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 10 - 04, 12:48 ص]ـ
الاحظ بعض الإخوة وفقهم الله يتحرج كثيرا عندما يتحدث عن نفسه فيقدم بين يدي كلامه قول (أنا)، ثم يُتبعها مباشرة بقول: (وأعوذ بالله من كلمة أنا).
وقد رجعت الى بعض احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجد فيها التعقيب بقول: (وأعوذ بالله من كلمة أنا) عند قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا).
فهل في هذه العبارة حرج، وهل لها أصل من السنة أو من فعل الصحابة والسلف الصالح من بعدهم؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 02:14 م]ـ
- ويحتجُّ بعض من لقيته يقول بمثل هذه العبارة السابقة أنَّ مردَّ ذلك لأنَّها كلمة إبليس اللعين حين احتجَّ على الله بعدم السجود لآدم إذ قال: ((أنا خير منه)).
ومن المعلوم أنَّه ليس كلُّ كلمة استخدمها إبليس أو أحد جنوده مما ينهى عنه
وعليه .. فلا حرج في استخدام كلمة (أنا) دون إردافها بالجملة المتقدمة!
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 10 - 04, 09:47 م]ـ
لعل الإشكال ليس في لفظ (أنا) مجرداً ولكن فيما يتعبه عادة من حديث عن النفس وتزكية لها إما صريحة أو ضمنية، ومثلها تاء المتكلم، ونون الجمع للتعظيم، وقريب منها الألفاظ الصريحة التي فيها نسبة شيء من الفضل إلى النفس.
ولعل المتأمل يلحظ أن مثل تلك الألفاظ لاتليق بطالب العلم وإن دعت لها الحاجة في بعض الأحايين.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 10:15 م]ـ
لعل الإشكال ليس في لفظ (أنا) مجرداً ولكن فيما يتعبه عادة من حديث عن النفس وتزكية لها إما صريحة أو ضمنية، ومثلها تاء المتكلم، ونون الجمع للتعظيم، وقريب منها الألفاظ الصريحة التي فيها نسبة شيء من الفضل إلى النفس.
ولعل المتأمل يلحظ أن مثل تلك الألفاظ لاتليق بطالب العلم وإن دعت لها الحاجة في بعض الأحايين.
- نعم .. لا تشرع تزكية النفس وتعظيمها بالخطاب أو الحال، بأيِّ صورةً كان.
لكن .. لا يشرع أيضاً لمن أراد الخوف من تزكية النفس وتعظيمها أن يتبع كلَّما قال كلاماً بـ (أعوذ بالله من كلمة أنا)!!
فيقول في كلِّ خطابه هذه الجملة، فيقول: أنا قد اتصلت عليك يا فلان (وأعوذ بالله من كلمة أنا)، وأنا كلَّمتك قبل قليل (وأعوذ بالله من كلمة أنا)، وأنا من سيوصل أبي إلى المكان الفلاني (وأعوذ بالله من كلمة أنا) ... وهكذا مما رأيته بنفسي من بعض الأشخاص.
وقد جلس أحد العامة يخاطبني مرَّة ويقرع أذني بهذه الجملة مرات حتى أملَّنيها.
وهذا هو المقصود به ههنا.
- فالمسألة إذن في استعمال الكلمة مطلقاً، سواءٌ خشي على نفسه التزكية أو لم يخش ذلك.
- وأما استعمال تاء المتكلم فلا بأس به، في مثل قول (قلت، وذكرت، وقد سبق أن بيَّنْتُ)، لأنَّ الأصل فيها عدم التعظيم أوالزهو بالنفس.
بخلاف (نا) أو نون الجمع فإنها موضوعةٌ للجمع أو التعظيم.
- وبالله تعالى التوفيق ...(36/343)
قول (أنا، وأعوذ بالله من كلمة أنا) هل لها أصل؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 10 - 04, 12:48 ص]ـ
الاحظ بعض الإخوة وفقهم الله يتحرج كثيرا عندما يتحدث عن نفسه فيقدم بين يدي كلامه قول (أنا)، ثم يُتبعها مباشرة بقول: (وأعوذ بالله من كلمة أنا).
وقد رجعت الى بعض احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجد فيها التعقيب بقول: (وأعوذ بالله من كلمة أنا) عند قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا).
فهل في هذه العبارة حرج، وهل لها أصل من السنة أو من فعل الصحابة والسلف الصالح من بعدهم؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 02:14 م]ـ
- ويحتجُّ بعض من لقيته يقول بمثل هذه العبارة السابقة أنَّ مردَّ ذلك لأنَّها كلمة إبليس اللعين حين احتجَّ على الله بعدم السجود لآدم إذ قال: ((أنا خير منه)).
ومن المعلوم أنَّه ليس كلُّ كلمة استخدمها إبليس أو أحد جنوده مما ينهى عنه
وعليه .. فلا حرج في استخدام كلمة (أنا) دون إردافها بالجملة المتقدمة!
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 10 - 04, 09:47 م]ـ
لعل الإشكال ليس في لفظ (أنا) مجرداً ولكن فيما يتعبه عادة من حديث عن النفس وتزكية لها إما صريحة أو ضمنية، ومثلها تاء المتكلم، ونون الجمع للتعظيم، وقريب منها الألفاظ الصريحة التي فيها نسبة شيء من الفضل إلى النفس.
ولعل المتأمل يلحظ أن مثل تلك الألفاظ لاتليق بطالب العلم وإن دعت لها الحاجة في بعض الأحايين.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 10 - 04, 10:15 م]ـ
لعل الإشكال ليس في لفظ (أنا) مجرداً ولكن فيما يتعبه عادة من حديث عن النفس وتزكية لها إما صريحة أو ضمنية، ومثلها تاء المتكلم، ونون الجمع للتعظيم، وقريب منها الألفاظ الصريحة التي فيها نسبة شيء من الفضل إلى النفس.
ولعل المتأمل يلحظ أن مثل تلك الألفاظ لاتليق بطالب العلم وإن دعت لها الحاجة في بعض الأحايين.
- نعم .. لا تشرع تزكية النفس وتعظيمها بالخطاب أو الحال، بأيِّ صورةً كان.
لكن .. لا يشرع أيضاً لمن أراد الخوف من تزكية النفس وتعظيمها أن يتبع كلَّما قال كلاماً بـ (أعوذ بالله من كلمة أنا)!!
فيقول في كلِّ خطابه هذه الجملة، فيقول: أنا قد اتصلت عليك يا فلان (وأعوذ بالله من كلمة أنا)، وأنا كلَّمتك قبل قليل (وأعوذ بالله من كلمة أنا)، وأنا من سيوصل أبي إلى المكان الفلاني (وأعوذ بالله من كلمة أنا) ... وهكذا مما رأيته بنفسي من بعض الأشخاص.
وقد جلس أحد العامة يخاطبني مرَّة ويقرع أذني بهذه الجملة مرات حتى أملَّنيها.
وهذا هو المقصود به ههنا.
- فالمسألة إذن في استعمال الكلمة مطلقاً، سواءٌ خشي على نفسه التزكية أو لم يخش ذلك.
- وأما استعمال تاء المتكلم فلا بأس به، في مثل قول (قلت، وذكرت، وقد سبق أن بيَّنْتُ)، لأنَّ الأصل فيها عدم التعظيم أوالزهو بالنفس.
بخلاف (نا) أو نون الجمع فإنها موضوعةٌ للجمع أو التعظيم.
- وبالله تعالى التوفيق ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 07 - 05, 08:43 م]ـ
الشيخ الفاضل /أباعمر السمرقندي
الشيخ المبارك/ حارث همام
جزاكم الله خير الجزاء.
إضافة لما تفضل به المشايخ الفضلاء:
لا يخفى أن مقصود البعض من قول (أعوذ) أي ألتجئ إلى الله تعالى وأعتصم به من شرِ كلمة (أنا) لما قد تدخله هذه الكلمة أثناء الثناء على النفس من الغرور والعجب فيحدث ما لا يحمد عقباه مما لا يخفى، فيقول الرجل:
أنا تصدقتُ، أنا بذلتُ، أنا علّمتُ ودرستُ، أنا كذا وكذا.
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ج: 2 ص: 475
(وليحذر كل الحذر من طغيان أنا ولي وعندي، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس وفرعون وقارون، (فأنا خير منه) لإبليس، (و لي ملك مصر) لفرعون، (و إنما أوتيته على علم عندي) لقارون.
وأحسن ما وضعت أنا في قول العبد أنا العبد المذنب المخطىء المستغفر المعترف ونحوه ولي في قوله لي الذنب ولي الجرم ولي المسكنة ولي الفقر والذل وعندي في قوله اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي).أ. هـ
لذلك يحذر المسلم من الثناء على نفسه بمناسبة أو دون مناسبة، ولا يغتر.
أسأل الله تعالى أن يصلح الأنفس والقلوب.
ولا تكن هذه الكلمة - كما تفضل به الشيخ /أبوعمر السمرقندي - بعد كل كلمة، فيتعب نفسه وغيره دون سبب أو مبرر.
لفتة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" أنا ابن عبدالمطلب، أنا زعيم ببيت في ربض الجنة، أنا سيد ولد آدم، .... إلخ "، ولم يقل بعدها: وأعوذ بالله من كلمة (أنا).
خاطرة:
عن جابر رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدققت الباب، فقال: " من ذا؟ " فقلت: أنا، فقال: " أنا، أنا؟! " كأنه كرهها. متفق عليه.
والأمر يسير.
ـ[العاصمي]ــــــــ[25 - 07 - 05, 09:36 م]ـ
و رحم الله البشير الإبراهيمي، الذي استاء من ترداد هذه الجملة التي إذا تكررت؛ أملت، و سمجت؛ فبادر – رحمه الله تعالى – إلى الإشارة إلى نبذ استعمالها، و أجرى إشارته الذكية في بحر كلامه؛ فقال:
أما أنا، و لا أقول أعوذ بالله من كلمة أنا --- ثم ساق مراده، و هذا من تلطفه في تقرير و تمرير ما يريده بألطف إشارة، و أوجز عبارة، رحمه الله، و أحسن جزاءه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/344)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 07 - 05, 12:04 ص]ـ
حيّاكم الله
-----
قالها سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم. أفنتواضع نحن بتركها؟!، بل وبالتعوذ منها؟!
لا شئَ فيها البتّة، المغرور مغرور: بها وبغيرها، والمتواضع متواضع: بها وبغيرها.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 07 - 05, 12:27 ص]ـ
حيّاكم الله
-----
قالها سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم. أفنتواضع نحن بتركها؟!، بل وبالتعوذ منها؟!
لا شئَ فيها البتّة، المغرور مغرور: بها وبغيرها، والمتواضع متواضع: بها وبغيرها.
الأخ الكريم / أشرف بن محمد
سعدتُ كثيرا بمشاركتك.
أين قالها صلى الله عليه وسلم؟.
إذ إن السؤال عن أصلها في السنة، فإذا وجدت استجبنا وسلّمنا.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 07 - 05, 12:41 ص]ـ
يكره للمستأذن الإقتصار عليها، حيث ينبغي عليه التعريف بنفسه، فيقول: أنا فلان الفلاني ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[26 - 07 - 05, 12:44 ص]ـ
الأخ الكريم / أشرف بن محمد
سعدتُ كثيرا بمشاركتك.
أين قالها صلى الله عليه وسلم؟.
إذ إن السؤال عن أصلها في السنة، فإذا وجدت استجبنا وسلّمنا.
(قالها سيد المتواضعين صلى الله عليه وسلم. أفنتواضع نحن بتركها؟!، بل وبالتعوذ منها؟!
لا شئَ فيها البتّة، المغرور مغرور: بها وبغيرها، والمتواضع متواضع: بها وبغيرها.)
الهاء في كلامي ترجع إلى (أنا)، وليست إلى (أعوذ ... ).
ـ[أبو عبدالله الأثري]ــــــــ[26 - 07 - 05, 12:47 ص]ـ
((كثيرٌ مِن النَّاس إذا قال كلمة (أنا)؛ أردفها بقوله: (وأعوذ باللهِ مِن كلمة أنا) , وهذا الفعل لا أصل له, فكلمة (أنا) إنَّما هي ضميرٌ مِن الضمائر, فلا شيءَ في قولها وتداولها في الكلام, قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)) رواه مسلم, وقال: ((أنا فرطكم على الحوض)) متفق عليه, وغير ذلك كثيرٌ في كلامه صلى الله عليه وسلم, وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الكلمة مراراً رداًّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُنكر عليه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أصبح مِنكم اليوم صائماً؟)) قال أبو بكر: أنا, قال: ((فمَن تَبِعَ مِنكم اليوم جنازة؟)) قال أبو بكر: أنا, قال: ((فمَن أطعم مِنكم اليوم مسكيناً؟)) قال أبو بكر: أنا, قال: ((فمَن عادَ مِنكم اليوم مريضاً؟)) قال أبو بكر: أنا, فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمعنَ في امرئٍ إلا دخل الجنَّة)) رواه مسلم.
فلا تُكره كلمة (أنا) مفردةً إلا في حالِ الاستئذان, فإنَّه ينبغي للمُستأذن أن يُفصحَ باسمه أو كنيته إن كان مشهوراً بها, وذلك لما روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أنَّه قال: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في دَينٍ كانَ على أبي, فدققتُ الباب, فقال: ((مَن ذا؟)) , فقلتُ: أنا, فقال: ((أنا أنا!)) , كأنَّه كرهها.
وكذلك إذا كانت على سبيل مدحِ النَّفس والإعجاب بها والفخر والخيلاء, أمَّا ما كان على سبيل الإخبار فلا حرج فيه, ولا يُشرع التَّعوذ باللهِ منها)).
نقلته من مجلة التوحيد التي تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر بتصرف يسير.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 04 - 06, 07:58 م]ـ
((كثيرٌ مِن النَّاس إذا قال كلمة (أنا)؛ أردفها بقوله: (وأعوذ باللهِ مِن كلمة أنا) , وهذا الفعل لا أصل له, فكلمة (أنا) إنَّما هي ضميرٌ مِن الضمائر, فلا شيءَ في قولها وتداولها في الكلام, قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)) رواه مسلم, وقال: ((أنا فرطكم على الحوض)) متفق عليه, وغير ذلك كثيرٌ في كلامه صلى الله عليه وسلم, وقد قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه هذه الكلمة مراراً رداًّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُنكر عليه, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أصبح مِنكم اليوم صائماً؟)) قال أبو بكر: أنا, قال: ((فمَن تَبِعَ مِنكم اليوم جنازة؟)) قال أبو بكر: أنا, قال: ((فمَن أطعم مِنكم اليوم مسكيناً؟)) قال أبو بكر: أنا, قال: ((فمَن عادَ مِنكم اليوم مريضاً؟)) قال أبو بكر: أنا, فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمعنَ في امرئٍ إلا دخل الجنَّة)) رواه مسلم.
فلا تُكره كلمة (أنا) مفردةً إلا في حالِ الاستئذان, فإنَّه ينبغي للمُستأذن أن يُفصحَ باسمه أو كنيته إن كان مشهوراً بها, وذلك لما روى الشيخان عن جابر رضي الله عنه أنَّه قال: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم في دَينٍ كانَ على أبي, فدققتُ الباب, فقال: ((مَن ذا؟)) , فقلتُ: أنا, فقال: ((أنا أنا!)) , كأنَّه كرهها.
وكذلك إذا كانت على سبيل مدحِ النَّفس والإعجاب بها والفخر والخيلاء, أمَّا ما كان على سبيل الإخبار فلا حرج فيه, ولا يُشرع التَّعوذ باللهِ منها)).
نقلته من مجلة التوحيد التي تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر بتصرف يسير.
الأخ الفاضل / أباعبدالله الأثري
جزاكم الله خير الجزاء.
من الكاتب؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(36/345)