اللعب بالمسبحة جائز بدليل000
ـ[الموحد99]ــــــــ[19 - 06 - 04, 07:40 م]ـ
الحمد لله
استدل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى على جواز العبث " اللعب "
بالمسبحة وغيرها كالمفاتيح وطرف الغترة أو المشلح
بحديث "أنس رضي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال كان خاتم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في يده وفي يد أبي بكر وفي يد عمر بعد أبي بكر فلمّا كان عثمان جلس على بئر أريس قال: فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط قال: فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان فننزح البئر فلم نجده "
ومما قاله رحمه الله تعالى لا وجه لمن انتقد ذلك (أي اللعب بالسبحة 0
ـ[الحمد لله]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:08 م]ـ
الحمد لله:
الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى شيخٌ عالمٌ ولكنه غير معصوم
وما نقل عنه لا يصلح دليلا لتعزيز وتقرير جواز هذا العبث، بغض النظر عن مسألة جواز استخدام المسبحة في التسبيح أو الأذكار عامة ..
وما ذكر عن العبث بالخاتم من قبل الخليفة الشهيد ذي النطاقين رضي الله عنه، لا ينبغي أن يحمل على العبث بمعناه العصري
ولماذا لا يقال، مثلا، أنه كان ينظر فيه ويحركه من باب التدبر وتذكر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وحينئذ لا يصح تسمية هذا عبثا.
والله أعلم.
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[20 - 06 - 04, 01:48 ص]ـ
لكن ما معنى العبث في لغة العرب التي هي لغة راوي الحديث؟
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[20 - 06 - 04, 02:49 م]ـ
((وما ذكر عن العبث بالخاتم من قبل الخليفة الشهيد ذي النطاقين رضي الله عنه،))
لعلك
اردت قول ذي النورين
ـ[محب الخير]ــــــــ[21 - 06 - 04, 02:07 ص]ـ
السلام عليكم:
ماأصل الخلاف في المسأله حتى نستفيد معكم من هذه المسأله
لأنني أحس كأنني أقرأ مسألة مبتورة الأول .. وجزاكم الله خيرا
ـ[الموحد99]ــــــــ[22 - 06 - 04, 06:13 م]ـ
الحمد لله
المسبحة باختصار: هي عبارة عن خرز من " أي مادة " منظومة في خيط تستخدم أحياناً لعد الأذكار وأحياناً للعب بها في اليد وغير ذلك "
قال بعض أهل العلم:
أن استخدام المسبحة لعد الأذكار وسيلة محدثة و بدعة محرمة
واستخدامها للعب والتسلي فيه تشبه بالكفار وتكثير لسواد المبتدعة ومن قلة الأدب أن تخاطب الشخص وهو يعبث بالسبحة ويتسلى
ورأي الشيخ ابن عثيمين الجواز في ذلك كله
فتجوز عنده في العبادة مع أن الأفضل استخدام الأصابع
ويجوز اللعب بالسبحة واستدل بهذا الحديث
قال لا ينبغي أن نشدد عى الناس في هذا 0
قال ابن حجر في الفتح:
قال بن بطال: وفيه " الحديث المتقدم " أن من فعل الصالحين العبث بخواتيمهم وما يكون بأيديهم وليس ذلك بعائب لهم 000الخ
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[03 - 11 - 04, 03:17 ص]ـ
الموحد
إضافة طيبة بارك الله فيك(33/158)
أود المساعدة ممن لديه الخبرة والدراية بكتاب التاريخ للإمام البخاري
ـ[تابع السلف]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:02 م]ـ
ذكر الحافظ ابن حجر نقلا عن عبد الحق الإشبيلي قوله " أن البخاري قال: في -التاريخ- ما لم أبين فيه جرحة فهو على الاحتمال و إذا قلت فيه نظر فلا يحتمل"
هل منكم من وقف على موضع هذه الكلمة في التاريخ
ـ[تابع السلف]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:12 م]ـ
أين أنتم يا أهل الحديث
ـ[الحمد لله]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:12 م]ـ
حاول أن تقف على كتاب الشيخ مسفر الدميني حول قول البخاري (فيه نظر)، فلعلك تجد فيه بغيتك.
ـ[عثمان]ــــــــ[20 - 06 - 04, 03:34 ص]ـ
قال الشيخ د. محمود الطحان في كتابه أصول التخريج ودراسة الاسانيد ص155 عن كتاب التاريخ الكبير للبخاري:
{{ويذكر البخاري ألفاظ الجرح والتعديل، لكنه يستعمل عبارات لطيفة في الجرح. فيقول مثلا: ((فيه نظر)) أو ((سكتوا عنه)) وأشد ما يقول من العبارات في الجرح: ((منكر الحديث)) واصطلاح البخاري في هذه العبارات هو: أنه يقول:
((فلان فيه نظر)) أو ((فلان سكتوا عنه)) فيمن تركوا حديثه (1)
وأما إذا قال: ((فلان منكر الحديث)) فلا تحل الرواية عنه (2)
وكثيرا ما يسكت عن الرجل، فلا يذكر توثيقا ولا تجريحا ومعنى ذلك توثيق له.
______________________________
(1) انظر فتح المغيث للسخاوي 1/ 372.
(2) انظر ميزان الاعتدال 1/ 6 و2/ 202.}}.
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[23 - 12 - 05, 03:48 م]ـ
كيف ينسب للساكت كلام؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 12 - 05, 03:56 م]ـ
نصُّ البخاريِّ في حالِ من سكت عنهم في تاريخه الكبير:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38165(33/159)
فائدة حول سكوت البخاري عن الراوي في التاريخ
ـ[تابع السلف]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:06 م]ـ
ذكر الحافظ ابن حجر نقلا عن عبد الحق الإشبيلي قوله " أن البخاري قال: في -التاريخ- ما لم أبين فيه جرحة فهو على الاحتمال و إذا قلت فيه نظر فلا يحتمل"
هل منكم من وقف على موضع هذه الكلمة في التاريخ
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 06 - 04, 12:35 ص]ـ
نقل هذا الكلام الحافظ المزي رحمه الله تعالى في تهذيب الكمال عن عبد الحق الإشبيلي رحمه الله، ولا يحضرني في ترجمة من، لكن مما يجدر الانتباه إليه أن المزي نقلها عن الإشبيلي وهي في التاريخ
فهل هي غير موجودة في نسخته
الظاهر أنها غير موجودة
فليتأمل.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 07:37 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
في آخر ترجمة عبدالكريم بن أبي المخارق من تهذيب الكمال
ـ[تابع السلف]ــــــــ[24 - 06 - 04, 04:00 ص]ـ
أنا أقصد أين هي في التاريخ
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[24 - 06 - 04, 11:15 م]ـ
بارك الله بكم
ليست هي في المطبوع من التاريخ الكبير(33/160)
الإمام الحاكم من خلال "معرفة علوم الحديث"
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[20 - 06 - 04, 02:43 ص]ـ
لقد وصف الإمام الحاكم -رحمه الله تعالى- في كتابه العظيم "معرفة علوم الحديث" بعض رواة الحديث بأوصاف جرح وتعديل وشيء مما يرتبط بذلك؛ فكان من العبارات التي أطلقها الحاكم -رحمه الله- قوله عن بعض الرواة: عزيز الحديث، أو: عزيز الحديث جداً، أو: أعز الناس حديثاً.
وسوف أورد من وقفت عليه من الرجال الذين وصفهم بذلك في هذا السفر، ويا حبذا لو أتحفنا طلاب العلم الأفاضل، من خلال هذا الموقع المبارك حول ما يتعلق بمقصود الحاكم من هذه العبارة، وهل ذلك مطرد في منهجه أم لا.
1 - معقل بن منبه. ص243
2 - سعد الكاتب. ص246
3 - عبدالله بن طاوس. ص243
4 - عريف بن إبراهيم الصنعاني. ص243
5 - كلثوم بن الأقمر الوادعي. ص244
6 - خصاف بن عبدالرحمن. ص247
7 - عثمان بن أبي رواد العتكي. ص249
مع ملاحظة أن الطبعة التي نقلت عنها هي الطبعة التي اعتنى بها: معظم حسين.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[03 - 03 - 05, 01:35 ص]ـ
شيخنا الفاضل: صلاح الزيات ... جزاه الله خير الجزاء.
==========================================
أهل خراسان:
(عثمان بن أبي رواد العتكي، سمع الزهري وغيره وهو عزيز الحديث).
قال في تهذيب الكمال (4398) (5/ 108) بتصرف:
روى عن: داود بن أبي هند والزهري (خ)
روى عنه: أبو سلمة حماد بن معقل العرفاني البصري وشعبة بن الحجاج ومحمد بن أبي بكر البرساني (خت) وابنه يحيى بن عثمان بن أبي رواد وأبو عبيدة الحداد (خ)
...
روى له البخاري حديثا واحدا ... إلخ.
فيعلم مما سبق أن الحاكم قصد بعزة الحديث: قلته.
===============================
ومن أهل الجزيرة:
(وخصاف بن عبد الرحمن عزيز الحديث)
وقد ترجم له ابن حجر في اللسان وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن حبان في الثقات.
ونقل ابن حجر عن الجوزجاني أنه قال: ليس بذاك.
ولم أجد أحدا بهذا الاسم غيره، وهو أخو خصيف وقيل أنهما توأمان.
أرجوا التأكد من النصوص فهذا النقل من حفظي.
===============================
علي بن الأقمر الوادعي أخوه كلثوم بن الأقمر عزيز الحديث جدا.
قال المزي في التهذيب (5577) (6/ 173):
كلثوم بن المصطلق وهو كلثوم بن علقمة بن ناجية بن المصطلق ويقال: كلثوم بن الأقمر ...
روى عن: النبي ? (ق) وعن أٍسامة بن زيد وعبد الله بن مسعود (س) وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن المصطلق ويقال: إنها عمته، وزينب بنت جحش (د) وأم سلمة أزواج [كذا، ولعلها: زوج] النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
روى عنه: أبو صخرة جامع بن شداد (دق) والزبير بن عدي (س) وعمران بن عمير، ومهاجر أبو الحسن.
...
روى له أبو داود والنسائي وابن ماجه.
===============================
قلت: يظهر مما سبق أن الحاكم قصد بعزة الحديث قلته، وهذا اصطلاح مشهور.
وهذا أحد معاني العزيز لغة.
والله تعالى أعلم.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[08 - 06 - 10, 02:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا المقداد .. الأمر كما تفضلت به فيما أظن ..
وقد بلغ عمر الرد عمر مولود .. (ابتسامة) ..
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[08 - 06 - 10, 03:17 ص]ـ
حياكم الله شيخنا الفاضل وأهلا بعودتكم.(33/161)
المقصودبـ (ناقصات عدل ودين)
ـ[أحمدالفايدي]ــــــــ[20 - 06 - 04, 04:11 ص]ـ
فائدة (8): قول النبي?"ما رأيت من ناقصات عقل ودين".ما المراد بالعقل هنا؟
المراد به هنا: ضبط الأشياء وحفظها؛ لأن العقل نوعان: أ) عقل رشد. ب) عقل إدراك.
والذي أُثبت نقصه بالنسبة للمرأة هو عقل الإدراك.
*نقص الدين بالنسبة للمرأة بسبب تركها الصلاة والصوم في وقت الحيض. فإذا قال قائل: كيف تُوصف المرأة بأنها ناقصة الدين وهي إنما تركت ذلك بأمر الله سبحانه وتعالى؟
الجواب: إن نقصان الدين: أ-تارة لا يُلام الإنسان عليه. ب-وتارة يُلام الإنسان عليه.
#إن كان نقصان الدين بسبب ترك واجب أو بفعل محرّم، فهذا النقصان يُلام عليه الإنسان؛ لأنه في جانب الواجب مفرّط وفي جانب المحرّم متعدٍّ بارتكابه.
#وإن كان من نقصان الدين الذي لا يُلام عليه الإنسان، مثل: إن ترك المستحبات، فالمستحبات يزيد بها الإيمان، فتركها أي المستحبات ربما ينقص الإيمان، فكذا المرأة في زمن الحيض هو نقص لا تُلام عليه.
س-إذا قال قائل: إلى الآن لا يُوجد حلّ لهذا الإشكال، يعني كيف الرجل أفضل منها من جهة الإيمان، مع أنها هي بأمر الله؟
الجواب: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ولهذا ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-أن فقراء المهاجرين أَتَوا إلى النبي ?فقالوا: يارسول الله. ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم-وفي رواية-ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، فأرشدهم النبي?أن يسبّحوا الله ويكبّروه ويحمدوه ثلاثاً وثلاثين، ثم أَتَوه مرّة ثانية، فقالوا: علم إخواننا الأغنياء بذلك، ففعلوا كما فعلنا، فصاروا مثلهم، فقال-عليه الصلاة والسلام"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".
فالله عزّ وجلّ يفضّل بعض الناس على بعض، قال الله تعالى:?تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض ...... ?فالله يفضّل بعض الناس على بعض في العبادة، ويفضّل بعضهم على بعض في العلم، وفي الولاية، وفي الجاه، فَفَضْلُ الله واسع يؤتيه من يشاء، ومن هذا تفضيل هذه الأمة على غيرها من الأمم السابقة.
**تنبيه: الكفار وإن كان عندهم عقول، وذكاء، لكنهم من جهة الرشد، ما عندهم رُشد، فالكافر عنده عقل وإدراك وليس عنده رشد، بل هو من جهة العقل سفيه، والدليل قوله تعالى:?ومن يرغب عن ملّة إبراهيم إلاّ من سَفِهَ نفسه?.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[20 - 06 - 04, 11:56 م]ـ
السلام عليكم
فائدة جيدة .. تستحق الحفظ
و كنت أظن أنني سأدخل أشارك و أضيف معلومة في هذا الباب .. بيد أني وجدت الخلاصة قد كتبت بالفعل.
فجزى الله أخانا أحمد الفايدي خير الجزاء
و الحمد لله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[22 - 06 - 04, 11:07 م]ـ
أخي الحبيب الفايدي
قرأت رسالتك .. فجزاك الله خيرا على الاهتمام
و أسأل الله أن يرفع درجتك و درجة شيخك الفاضل
و أرجو أن نكون من أحبابه في الله بالغيب و قبل أن نراه
و الحمد لله
ـ[المستفيد7]ــــــــ[23 - 06 - 04, 08:19 م]ـ
للفائدة .......
لماذا النساء أكثر أهل النار؟
المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف السنة النبوية وعلومها/مسائل متفرقة في السنة النبوية
التاريخ 1/ 3/1425هـ
السؤال
ورد في الحديث الصحيح أن أكثر أهل النار من النساء، ثم ذكر سببين لذلك: كونهن ناقصات في العقل والدين. ثم سألت امرأة عن النقصان في العقل فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم أن نقصان عقلها شهادتها على النصف من شهادة الرجل، ونقصان دينها تركها للصلاة عند الحيض.
لكننا نرى من واقع الحياة كثيراً من النساء أعقل من الرجال، ومسألة الحيض هي شيء كما ورد في خطاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها- "كتبه الله على بنات آدم". فكيف تحاسب النساء على شيء مكتوب عليهن؟
أنا حديثة التزام بديني ومثل هذه المسائل سببت لي قلقاً لعدة أشهر، ولم يستطع أهل الدين عندنا أن يجيبوني. أرجو التكرم بتقديم إجابة شافية. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أولاً: ما ذكرته الأخت السائلة من أنه ورد في الحديث الصحيح أن عامة أهل النار من النساء صحيح، بل هو حديث متفق على صحته، غير أن الحديث جاء بلفظ "أُرِيتكن أكثر أهل النار".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/162)
ثانياً: ما ذكرته من أن الرسول صلى الله عليه وسلم- ذكر سببين لذلك كونهن ناقصات عقل ودين غير صحيح، بل إنه صلى الله عليه وسلم ذكر سببين هما: "كثرة اللعن، وكفران العشير، - أي الزوج- وبناءاً على هذا فالسببان اللذان جعلتهن أكثر أهل النار هما: اللعن، وكفران الزوج. وجاء ذكر نقص العقل والدين زيادة على الجواب يُسميها العلماء بالاستتباع، لا أنهما السبب في كونهن أكثر أهل النار.
وتتميماً للفائدة أنقل نص الحديث فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى، أو في فطر إلى المصلى فمر على النساء، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر النساء: تصدقن؛ فإني أُرِيتكن أكثر أهل النار، فقلن وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لِلُبِّ الرجل الحازم من إحداكن، قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل، ولم تصم؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها" صحيح البخاري (304)، وقد رواه مسلم أيضاً عن ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ قريب من لفظ البخاري حديث (79) فالحديث متفق عليه.
هذا، وقول السائلة -في وصف النبي صلى الله عليه وسلم النساء بنقصان العقل والدين- لكننا نرى من واقع الحياة أن كثيراً من النساء أعقل من الرجال، ومسألة الحيض ... إلى آخر سؤالها جوابه ما قاله المازري وغيره، فقد قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (ج2ص67)، وما بعدها ما نصه: (قال الإمام أبو عبد الله المازري رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: "أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل" تنبيه منه صلى الله عليه وسلم على ما وراءه وهو ما نبه الله تعالى عليه في كتابه بقول تعالى: "أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" [البقرة:282]، أي أنهن قليلات الضبط، قال وقد اختلف الناس في العقل ما هو؟ فقيل هو العلم، وقيل بعض العلوم الضرورية، وقيل قوة يميز بها بين حقائق المعلومات، هذا كلامه، قلت: والاختلاف في حقيقة العقل وأقسامه كثير معروف، لا حاجة هنا إلى الإطالة فيه، واختلفوا في محله، فقال أصحابنا المتكلمون هو في القلب، وقال بعض العلماء وهو في الرأس والله أعلم.
وأما وصفه صلى الله عليه وسلم النساء بنقصان الدين لتركهن الصلاة والصوم في زمن الحيض، فقد يستشكل معناه وليس بمشكل، بل هو ظاهر، فإن الدين والإسلام مشتركة في معنى واحد، كما قدمنا في مواضع، وقد قدمنا أيضاً في مواضع أن الطاعات تسمى إيماناً وديناً، وإذا ثبت هذا علمنا أن من كثرة عبادته زاد إيمانه ودينه، ومن نقصت عبادته نقص دينه، ثم نقص الدين قد يكون على وجه يأثم به؛ كمن ترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من العبادات الواجبة عليه بلا عذر، وقد يكون على وجه لا إثم فيه؛ كمن ترك الجمعة أو الغزو أو غير ذلك مما لا يجب عليه لعذر، وقد يكون على وجه هو مكلف به؛ كترك الحائض الصلاة والصوم.
فإن قيل فإن كانت معذورة، فهل تثاب على الصلاة في زمن الحيض؟ وإن كانت لا تقضيها كما يثاب المريض والمسافر، ويكتب له في مرضه وسفره مثل نوافل الصلوات التي كان يفعلها في صحته وحضره.
فالجواب: أن ظاهر هذا الحديث أنها لا تثاب، والفرق أن المريض والمسافر كان يفعلها بنية الدوام عليها مع أهليته لها، والحائض ليست كذلك، بل نيتها ترك الصلاة في زمن الحيض، بل يحرم عليها نية الصلاة في زمن الحيض، فنظيرها مسافر أو مريض كان يصلي النافلة في وقت، ويترك في وقت غير ناوٍ الدوام عليها، فهذا لا يكتب له في سفره ومرضه في الزمن الذي لم يكن يتنفل فيه) انتهى كلام النووي.
هذا وقول السائلة: ومسألة الحيض هي شيء كما ورد في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها كتبه الله على بنات آدم فكيف تحاسب النساء على شيء مكتوب عليهن؟ انظر ما رواه البخاري (294)، ومسلم (1211).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/163)
جوابه: أن نقول: ومن الذي قال بأنها تحاسب على ذلك؟ ليس في الحديث ما يدل على ذلك، وما جاء في الحديث من أن النساء أكثر أهل النار تقدم ذكر سببه وهو اللعن، وكفران العشير لا الحيض، وما جاء في الحديث من وصف المرأة بنقص الدين بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها تجلس الأيام لا تصلي، وهذا نقص دين فمن كثرت عبادته زاد إيمانه ودينه، ومن نقصت عبادته نقص دينه. فالكامل مثلا ناقص عن الأكمل، ومن ذلك الحائض لا تأثم بترك الصلاة زمن الحيض لكنها ناقصة عمن يصليها على الدوام، ومن طال عمره وحسن عمله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بنقص العقل فليس معناه نقص أصل العقل، وإنما المراد به قلة ضبط المرأة وضعف ذاكرتها غالباً، ولهذا جعل الله شهادة المرأتين تقوم مقام شهادة الرجل، وبين سبحانه العلة في ذلك بقوله: "أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" [البقرة:282]، وهذا تشريع من الحكيم العليم الخالق الذي أوجد الخليقة من العدم قال تعالى: "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" [الملك: 14]، وقال تعالى: "هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" [النجم: 32]، والله سبحانه وتعالى لم يجعل المرأة مساوية للرجل في كل شيء، قال –تعالى-: "وليس الذكر كالأنثى" [مريم: 36]، وقال –تعالى-: "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" [النساء: 34]، وقال تعالى: "وللرجال عليهن درجة" [البقرة: 228]، قال ابن كثير في تفسيره (ج1 ص271)، أي في الفضيلة والخَلق، والخُلق والمنزلة، وطاعة الأمر، والقيام بالمصالح، والفضل في الدنيا والآخرة" انتهى، هذا، وقد جعل الله – سبحانه وتعالى- المرأة على النصف من الرجل في عدة أحكام: أحدها الشهادة كما تقدم، والثاني في الميراث، والثالث في الدية، والرابع في العقيقة، والخامس في العتق. والله سبحانه يخلق ما يشاء ويختار، قال –تعالى-: "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة" [القصص: 68]، ولقد فضل الله بعض الرسل على بعض؛ قال –تعالى-: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" [البقرة: 253]، وفضل بعض الأماكن على بعض، وبعض الزمان على بعض ... إلخ.
هذا وعلى المرء المسلم التسليم لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من غير تردد ولا شك، قال –تعالى-: "وما كان لمؤمنة ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" [الأحزاب: 36]، وقال –تعالى- في شأن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً" [النساء: 65]، هذا، وأكتفي بهذا القدر من الإجابة. سائلاً الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يثبتنا على دين الإسلام، وأن يتوفانا عليه، وأن يرزقنا التسليم لما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يعيذنا من همزات الشياطين إنه على كل شيء قدير، وأن يرزق الأخت السائلة الثبات على الدين وطمأنينة القلب وحسن الختام وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=45443(33/164)
حديث جود أسناده العلامه ابن باز رحمه الله لم أجده اخبرونا عنه.
ـ[نايف بن سمير بن سليم]ــــــــ[20 - 06 - 04, 03:55 م]ـ
أبحث عن حديث في العلل للدار قطني عن ابن عمر رضى الله عنه مرفوعا:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في كل تكبيره من تكبيرات الجنازة.
وقد جود إسناده العلامه ابن باز رحمه الله (انظر فتاوى الشيخ فتاوى الجنائز)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 06 - 04, 07:49 م]ـ
هنا تجد مقصودك وأكثر إن شاء الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5119&highlight=%CA%DF%C8%ED%D1%C7%CA
وهذا رابط يفيدك حول الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4316&highlight=%C7%E1%CC%E4%C7%D2%C9(33/165)
الوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبوديه
ـ[بدر الدين احمد]ــــــــ[20 - 06 - 04, 08:21 م]ـ
قال الشيخ ابن قاسم الحنبلي في حاشيته علي الروض المربع:
((وذكر ابن القيم وغيره ان الوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبوديه))
فهل اذا وجد ماء دافئ و بارد يستحب العدول عن الدافئ واستعمال البارد في شدة البرد؟؟ وعند عدم البارد هل يشرع تبريد الماء؟؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 08:44 م]ـ
كلا ثم كلا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ,والله تبارك وتعالى يحب ان يرى أثر نعمته على عبده وإنما يكون الوضوء بالماء البارد عبوديه عند عدم غيره وفي الحديث "إن خيردينكم أيسره" قالها ثلاثا وهكذا يخطىء بعض الناس في فهم حديث"أجرك على قدر نصبك"والمراد إن لم تتأتى العبادة إلا بمشقة لاتعمد الشقة"وما جعل عليكم في الدين من حرج"ولا يشك في هذا من عنده مسكة من علم بمقاصد الشريعة الغراء.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 08:26 ص]ـ
فائدة نفيسة يُرحل إليها من شيخ الإسلام ابن تيمية.
قال - رحمه الله -:
قول بعض الناس: " الثواب على قدر المشقة " ليس بمستقيم على الإطلاق، كما قد يستدل به طوائف على أنواع من الرهبانيات، والعبادات المبتدعة التي لم يشرعها اللّه ورسوله من جنس تحريمات المشركين وغيرهم ما أحل اللّه من الطيبات، ومثل التعمق والتنطع الذي ذمه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: " هلك المتنطعون "، وقال: " لو مد لي الشهر لواصلت وصالًا يدع المتعمقون تعمقهم "، مثل الجوع أو العطش المفرط، الذي يضر العقل والجسم، ويمنع أداء واجبات أو مستحبات أنفع منه، وكذلك الاحتفاء والتعري والمشي الذي يضر الإنسان بلا فائدة، مثل حديث أبي إسرائيل الذي نذر أن يصوم، وأن يقوم قائما ولا يجلس ولا يستظل ولا يتكلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مروه فليجلس، وليستظل، وليتكلم، وليتم صومه) " رواه البخاري، وهذا باب واسع.
وأما " الأجر على قدر الطاعة " فقد تكون الطاعة للّه ورسوله في عمل ميسر، كما يسر اللّه على أهل الإسلام: الكلمتين، وهما أفضل الأعمال؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان اللّه وبحمده، سبحان اللّه العظيم) " أخرجاه في الصحيحين.
ولو قيل: " الأجر على قدر منفعة العمل، وفائدته " لكان صحيحًا اتصاف الأول باعتبار تعلقه بالأمر والثاني باعتبار صفته في نفسه.
والعمل تكون منفعته وفائدته تارة من جهة الأمر فقط، وتارة من جهة صفته في نفسه، وتارة من كلا الأمرين، فبالاعتبار الأول ينقسم إلى طاعة ومعصية، وبالثاني ينقسم إلى حسنة وسيئة، والطاعة والمعصية اسم له من جهة الأمر، والحسنة والسيئة اسم له من جهة نفسه، وإن كان كثير من الناس لا يثبت إلا الأول، كما تقوله الأشعرية وطائفة من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم.
ومن الناس من لايثبت إلا الثاني، كما تقوله المعتزلة وطائفة من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم، والصواب إثبات الاعتبارين، كما تدل عليه نصوص الأئمة وكلام السلف وجمهور العلماء من أصحابنا وغيرهم.
فأما كونه مشقًا: فليس هو سببًا لفضل العمل ورجحانه، ولكن قد يكون العمل الفاضل مشقًا، ففضله لمعنى غير مشقته، والصبر عليه مع المشقة يزيد ثوابه وأجره، فيزداد الثواب بالمشقة، كما أن من كان بعده عن البيت في الحج والعمرة أكثر يكون أجره أعظم من القريب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في العمرة: " أجرك على قدر نصبك) " لأن الأجر على قدر العمل في بعد المسافة، وبالبعد يكثر النصب فيكثر الأجر، وكذلك الجهاد، وقوله صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه ويتتعتع فيه، وهو عليه شاق له أجران ".
فكثيرًا ما يكثر الثواب على قدر المشقة والتعب، لا لأن التعب والمشقة مقصود من العمل، لكن لأن العمل مستلزم للمشقة والتعب، هذا في شرعنا الذي رفعت عنا فيه الآصار والأغلال، ولم يجعل علينا فيه حرج، ولا أريد بنا فيه العسر، وأما في شرع من قبلنا فقد تكون المشقة مطلوبة منهم.
وكثير من العباد يرى جنس المشقة والألم والتعب مطلوبًا مقربًا إلى اللّه؛ لما فيه من نفرة النفس عن اللذات والركون إلى الدنيا وانقطاع القلب عن علاقة الجسد، وهذا من جنس زهد الصابئة والهند وغيرهم.
ولهذا تجد هؤلاء مع من شابههم من الرهبان يعالجون الأعمال الشاقة الشديدة المتعبة من أنواع العبادات والزهادات، مع أنه لا فائدة فيها ولا ثمرة لها، ولا منفعة إلا أن يكون شيئًا يسيرًا لا يقاوم العذاب الأليم الذي يجدونه.
ونظير هذا الأصل الفاسد مدح بعض الجهال بأن يقول: فلان ما نكح ولا ذبح، وهذا مدح الرهبان الذين لا ينكحون ولا يذبحون، وأما الحنفاء فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لكني أصوم وأفطر وأتزوج النساء، وآكل اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
وهذه الأشياء هي من الدين الفاسد، وهو مذموم، كما أن الطمأنينة إلى الحياة الدنيا مذموم. ...
" مجموع الفتاوى " (10/ 620 - 623)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/166)
ـ[راشد]ــــــــ[22 - 06 - 04, 08:34 ص]ـ
اعتبر عمر -رضي الله تعالى عنه- إسباغ الوضوء على المكاره في شدة البرد من أعلى خصال الإيمان، فقد روى ابن سعد بإسناده عنه -رضي الله عنه- أنه وصى ابنه عند موته فقال له: "أي بني: عليك بخصال الإيمان". قال: وما هي؟ قال: "الصوم في شدة الحر أيام الصيف، وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي، وتعجيل الصلاة في يوم الغيم، وترك ردغة الخبال". قال: وما ردغة الخبال؟ قال: "شرب الخمر".
وفي فضل إسباغ الوضوء على المكاره، ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرباط". رواه مسلم، (3/ 143 - 144 - نووي).
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 01:48 م]ـ
الأخوين الكريمين بدر الدين وراشداً _ وفقكما الله _
ما جاء من أحاديث وآثار في ثواب الوضوء بالماء البارد في شدة البرد إنما هو في حق من لم يجد غيره ولا وجد ما يسخن به الماء، فله الأجر إن شاء الله على قدر نصبه.
أما من وجد ماءً دافئا وماءً باردا في أيام الشتاء وآثر البارد مع ما فيه من مشقة وحرج فهذا قد فعل خلاف السنة وليس له زيادة أجر على تعمده التعسير على نفسه، بل يخشى عليه من إثم ابتداع التعبد بما لا يشرع لنا التعبد به.
وأرجو أن تتأملا كلام شيخ الإسلام الوارد في مشاركة الشيخ إحسان حفظه الله، وهي المشاركة رقم (3) فهو كلام نفيس فيه جواب على الإشكال الذي استشكلتماه.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 06:19 ص]ـ
هذا يذكرني تماما
بمن يقدر على الركوب للحج ويتركه ليمشي
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
فيما رواه الطبراني في الكبير عند عبدالرحمن بن غنم قال:
سألت معاذا: أأتسوك وأنا صائم 0000إلى قوله أي معاذ (إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدا. قلت: والغبار في سبيل الله أيضا كذلك،
إنما يؤجر من أضطر إليه،
ولا يجد عنه محيصا؟ قال نعم، فأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا، فما له في ذلك من أجر))
قال الزيلعي:
((ويدخل فيه أيضا من تكلف الدوران، وكثرة المشي إلى المساجد، ومن يصنع في طلوع الشيب شعرة بالنسبة لقوله (من شاب شيبة في الإسلام)
إنما يؤجر عليهما من بلي بهما)).
وأذكر بالمناسبة هنا أنني التقيت يوما وبعد صلاة الفجر والبرد قارس
والأمطار غزيرة خمسة أشخاص تقريبا أشكالهم غريبة عن حيينا
فسألناهم من أنتم ومن أين أتيتم
فقالوا نحن من البلاد الروسية قلنا لهم وكيف وصلتم إلى هنا قالوا مشيا على الأقدام نريد الذهاب إلىالحج ومنذ ثلاثة أشهر ونحن نمشي
وقد أذهل هذا الناس وظنوا أنهم على أجر عظيم
فلما تكلمت مع بعض المصلين ينصحونهم بأن يكملوا المسير بالسيارة أو الطائرة وهم مازالوا يحتاجون إلى أكثر من شهر مشيا على الأقدام غير الذي قطعوه ليصلوا مكة
وعللت لهم ذلك أن الله ما تعبدنا بالتعب والمشقة سخروا ولم تعجبهم النصيحة بل وعجبوا منها وأكمل هؤلاء الحجاج مسيرهم مشيا على الأقدام
وعلى كل نسأل الله لهم القبول وعظم الأجر. ولكن هذا على خلاف السنة.
والله المستعان.(33/167)
(خير الكلام ما قل ودل) أين مخرجه؟
ـ[صلاح]ــــــــ[20 - 06 - 04, 10:21 م]ـ
(خير الكلام ما قل ودل) أين مخرجه؟
بحثت عنه كثيراً دون جدوى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 06 - 04, 08:20 ص]ـ
هذا ليس بحديث وإنما هو من الكلام الدارج
ومعناه صحيح يستنبط من قول الله تعالى {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ} (51) سورة فصلت
قال الحافظ ابن كثير في التفسير
(فذو دعاء عريض) أي يطيل المسألة في الشيء الواحد فالكلام العريض ما طال لفظه وقل معناه والوجيز عكسه وهو ما قل ودل) انتهى.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 08:22 م]ـ
جزاك الله شيخنا الفقيه:
قال الأمير بادشاه في تيسير التحرير (1/ 7) توزيع دار الباز
شارحا لكلام المصنف ابن الهمام الحنفي رحمه الله (في غير الفقه إلى المختصرات. وإعراضهم عن الكتب المطولات) فقال:
فقال: قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: " خير الكلام ما قل ودل، ولم يطل فيمل "
قلت: الله أعلم بهذا الأثر.
وجاء كذلك في كتاب التقرير والتحبير كما في هذا الرابط، والكتاب ليس عندي:
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&DocID=53&MaksamID=262&ParagraphID=9&Sharh=0&HitNo=0&Source=1&SearchString=G%241%23%E3%C7%20%DE%E1%20%E6%CF%E1%2 30%232%230%23%23%23%23%23
لا أدري لِمَ (1) لا يعمل هذا الرابط؟؟
----------------------هامش-----------------------
(1) يقول ابن مالك:
وما للاستفهام إن جُرت حُذف---------أَلِفُها، وأَوْلِهَا الْهَا إِن تَقِفْ
أي إن ألف ما تحذف عند جره كقوله تعالى: "عَمَّ" و "فِيمَ"، ونجعل في آخرها حرف الهاء إن وقفنا عليها.
بعكس ما الموصولة كقوله تعالى " بما أنزل إليك" أي بالذي أنزل إليك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 06 - 04, 03:37 ص]ـ
أحسنت جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وقد نسبه بعضهم كذلك لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال ابن ضويان في منار السبيل ج: 1 ص: 13
قال علي رضي الله عنه خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل
وكذلك قال البهوتي في مقدمة الروض المربع قال علي رضي الله عنه: خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل
ولكن عزوه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه غريب، حيث أنه لم يذكر في الكتب المشهورة ولا في الكتب التي اختصت بجمع كلامه رضي الله عنه مثل نهج البلاغة مع مافيه وغيرها وكذلك لايوجد في كتب الأمثال ولاغيرها
وبعض الفقهاء والأصوليين تكون بضاعتهم في الروايات مزجية، وقد ذكر ذلك عدد من أهل العلم ممن اعتنوا بتخريج الآثار في كتب الفقه.(33/168)
زواج عمر من أم كلثوم بنت علي رضي الله عن الجميع
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 12:17 ص]ـ
هل ثبت زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي رضي الله عن الجميع؟؟؟،
القصة التي وردت في ذلك ضعيفة
http://gesah.net/mag/modules.php?name=News&file=article&sid=689
ـ[سمير محمد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 10:17 ص]ـ
الشيخ الالباني رحمه الله ذكر الاتي في السلسلة الصحيحة ما تعليقكم؟؟
نوع الحديث صحيح
نص الحديث [كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلا سببي ونسبي]. (صحيح بمجموع طرقه) عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم، فقال: أنكحنيها، فقال: إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر، فقال عمر: أنكحنيها، فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده، فأنكحه علي، فأتى عمر المهاجرين فقال: ألا تهنوني؟ فقالوا بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال: أم كلثوم بنت علي وابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. وفي رواية من طريق الزبير بن بكار معضلا بدون اسناد: فقال له علي: أنا أبعثها إليك، فإن رضيت فقد زوجتكها، فبعثها إليه ببرد وقال لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك، فقالت ذلك لعمر، فقال لها: قولي له، قد رضيته رضي الله عنك، ووضع يده على ساقها، فكشفها، فقالت له: أتفعل هذا؟! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك! ثم خرجت حتى جاءت أباها، فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء! فقال: مهلا يا بنية، فإنه زوجك، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين ... الحديث
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=12871
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 06 - 04, 10:39 ص]ـ
الحديث منكر مردود لأنه يخالف كتاب الله
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} (101) سورة المؤمنون(33/169)
من هم الفقهاء الذين لم يعتنوا بحفظ الأحاديث والآثار؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 06 - 04, 01:03 ص]ـ
يغلب على ظني أن أكثرهم من أهل الكوفة، فهل هذا صحيح؟(33/170)
حديث الاثني عشر خليفة هل هو صحيح
ـ[ابن حذافة]ــــــــ[21 - 06 - 04, 06:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ... أحبتي في الله: ما هي مدى صحة حديث سيكون في امتي اثني عشر خليفة ,,, وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 06 - 04, 08:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث ثابت في الصحيحين
قال الحافظ ابن كثير في التفسير
(قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن زيد عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله كم يملك هذه الأمة من خليفة فقال عبد الله ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال نعم ولقد سألنا رسول الله فقال إثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل هذا حديث غريب من هذا الوجه
وأصل هذا الحديث ثابت في الصحيحين من حديث جابر بن سمرة قال سمعت النبي يقول لا يزال أمر الناس ماضيا ماوليهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم النبي بكلمة خفيت علي فسألت أي ماذا قال النبي قال كلهم من قريش وهذا لفظ مسلم
ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم ولايلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم بل وقد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس ولاتقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لامحالة
والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره فذكر أنه يواطىء إسمه إسم النبي وإسم أبيه إسم أبيه فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما
وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية بل هو من هوس العقول السخيفة وتوهم الخيالات الضعيفة
وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الإثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الإثنا عشر من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم
وفي التوراة البشارة بإسماعيل عليه السلام وأن الله يقيم من صلبه اثني عشر عظما وهم هؤلاء الخلفاء الإثنا عشر المذكورون في حديث بن مسعود وجابر بن سمرة
وبعض الجهلة ممن أسلم من اليهود إذا اقترن بهم بعض الشيعة يوهمونهم أنهم الأئمة الاثنا عشر فيتشيع كثير منهم جهلا وسفها لقلة علمهم وعلم من لقنهم ذلك بالسنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى.
ـ[ابن حذافة]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:00 م]ـ
جزيت كل خير أخي الفاضل , وبارك الله فيك.(33/171)
أعيتنى تراجم شيوخ الطبرانى
ـ[ياسر30]ــــــــ[21 - 06 - 04, 12:03 م]ـ
كثيرا ما أواجه صعوبة فى البحث عن تراجم شيوخ الطبرانى فهل هناك كتب تختص بذلك وماذا أفعل للحصول على ترجمة كاملة لهم؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 06 - 04, 12:57 م]ـ
للشيخ حماد الأنصاري
كتاب اسمه: بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني
لعله ينفعك.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 06 - 04, 01:43 م]ـ
هذا مشروع مهم إن تم فسيكون مرجعا في هذا الباب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6483&highlight=%C7%E1%DB%D1%C8%C7%C1
ومؤلفه كما في المشاركة رقم (19)
أما المؤلف فهو من الرس من بلاد القصيم يقال له خليفة بن سليمان بن خليفة الخليفة يعمل معلما لمادة الحديث الشريف وقد دار رحاه في هذا البحث مدة أربع سنوات تقريبا حتى جنا ثماره
و الله ولي التوفيق.
ـ[أبوالخيرالحنبلي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 01:22 ص]ـ
إبن الشيخ حماد الشيخ عبد الأول له اهتمام بنفس الموضوع فو تم الاتصال به لعله يفيد الأخ الكريم
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 04:40 م]ـ
محقق كتاب مجمع البحرين في زوائد المعجمين (عبد القدوس نذير) طبعة الرشد
وضع فهارس لتراجم الرواة في نهاية المجلد التاسع لعلها تفيد إن شاء الله
ـ[ياسر30]ــــــــ[24 - 06 - 04, 11:02 ص]ـ
أكرمكم الله يا إخوانى وزادكم علما
ولكن هل أجد كتاب بلغة القاصى عندنا فى مصر؟
وكيف يمكن الاتصال بابن الشيخ حماد؟
ـ[الطبراني]ــــــــ[26 - 06 - 04, 02:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله جميعا و بارك الله فيك يا لأخ ياسر ويمكنك أخي طرح ما يشكل عليك في شيوخ الطبراني و إفادتكم عبر هذا الموقع العامر
و هذا للأخ ياسر وغيره ممن يريد الفائدة أما من يريد أن يضيف إلى ما جمع في هذا البحث فل يعذرني لشتراط صاحب الكتاب هذا الشرط
و يمكنك التواصل عبر هذا الموقع أو عير المسنجر و الله يحفظ الجميع و أتمنا من المشرف تثبيت الموضوع – لعد إطلاع بعض الباحثين على هذا البحث - و الله يراعاكم
موضوع شيوخ الطبراني للأستاذ خليفة الخليفة
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&postid=98882#post98882
المسنجر /
hkhk999@hotmail.com
ـ[المنصور]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:56 ص]ـ
قام محقق كتاب الدعاء للطبراني بترجمة عدد من شيوخه، فلعلك تستفيد من ذلك.
تنبيه: يتعين الرجوع للطبعة التي صدرت في 3 مجلدات، وليست الطبعة التي في مجلد واحد، فالتراجم في الطبعة الكبيرة فقط.,(33/172)
سؤال عن صحة حديث؟ (لاتكذب ولو كنت مازحاً)
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 04:20 م]ـ
أرجو من الأخوان في الموقع الغالي الإجابة عن التالي:
هل رود حديث بهذا اللفظ (لاتكذب ولو كنت مازحاً)
ـ[مبارك]ــــــــ[21 - 06 - 04, 07:05 م]ـ
حديث: " أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ".
حسنه الألباني في " الصحيحة " برقم (273) وفي " صحيح أبي داود " برقم (4015) وفي " صحيح الجامع " برقم (1464) وفي " صحيح الترغيب والترهيب " برقم (139) و (2648) و (2927).
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 08:59 م]ـ
هذه مشاركة بسيطة لعلها تساعد مبدئيا:
روى أبو داود والترمذي والتسائي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له"
والحديث حسن
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 09:06 م]ـ
خرج العجلوني في كشف الخفا (2/ 143) مؤسسة مناهل العرفان:
حديث 2050:
" لعن الله الكذاب ولو كان مازحا".
قال في المقاصد ما علمته في المرفوع، نعم في الأدب المفرد للبخاري عن ابن مسعود أنه قال: لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم ولده شيئا ثم لا ينجز له،
ولأبي داود عن عبد الله ابن عامر أنه قال دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد بيننا فقالت ها، تعال أعطيك. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه؟ قالت أعطيه تمرا، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنك لو لم تعطه شيئا كتبت عليك كذبة،
وأخرجه البخاري أيضا في تاريخه والإمام أحمد وابن سعد والطبراني والديلمي بسند حسن
لكن نقل ابن سعد أن الواقدي قال ما أرى هذا الحديث محفوظا مع أن عبد الله بن عامر المذكور كان عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس سنين وقيل أربع،
وأجاب الحافظ ابن حجر بأنه يحتمل أن تكون أمه أخبرته بذلك، فأرسله هو، على أن كثير من أئمة الحديث ذكروا عبد الله في الصحابة: فقال الترمذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه أحرفا،
وقال أبو حاتم الرازي رأى النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على أمه وهو صغير،
وقال ابن حبان في الصحابة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم وهو غلام،
ورواه أبو يعلى من حديث واثلة وأبو نعيم من وجه آخر كلاهما عن أبي هريرة رفعه بلفظ يا أبا هريرة دع الكذب وإن كنت مازحا تكن أعبد الناس،
ورواه أحمد والطبراني عن أبي هريرة بلفظ لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاح والمراء وإن كان صادقا اهـ
ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 06 - 04, 02:40 ص]ـ
حديث: " لا يؤمن الرجل بالإيمان كله حتَّى يدع الكذب في المزاح ".
ذكره الإمام ابن حزم في " طوق الحمامة " (237).
قال المحقق عبدالحق التركماني:
" رواه من حديث عمر ـ رضي الله عنه ـ أبو يعلى في " المسند الكبير "، كما في: " المقصد العلي " (23)، و "المطالب العالية " (6023، ط: قرطبة)؛ بلفظ: " لا يبلغُ عبدٌ صريح الإيمان؛ حتى يدع المزاح والكذب، ويد المِراء؛ وإن كان محِقاً "، وفي إسناده مجهولان وضعيفٌ. ولم أقف عليه من حديث ابن عمر، لكن رواه أحمد 2/ 352 ـ 323 و 346 (8630، 8766)، والطبراني في " الأوسط " (5103)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لا يؤمن العبد الإيمان ـ كله ـ حتى يترك الكذب في المُزاحة، ويترك المراءَ وإن كان صادقاً " وإسناده ضعيفٌ؛ لانقطاعه وجهالة أحد رواته ".
قال مبا ك: قال ابن حزم بعد إيراده الحديث المذكور: حدثنا بهذا أبو عمر أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى بن رفاعة، عن علي بن عبدالعزيز، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، عن شيوخه. والآخر مسند إلى عمر بن الخطاب، وابنه عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 04:07 ص]ـ
نفعنا الله بعلمكم وبارك فيكم
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[04 - 04 - 10, 02:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابنة السنة النبوية]ــــــــ[05 - 04 - 10, 05:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[05 - 04 - 10, 08:45 م]ـ
راجع هذا الرابط، المشاركة رقم 16
http://www.hadethmasr.com/showthread.php?t=516&page=2(33/173)
حوار علمي بين الإمام الألباني والشيخ مساعد الراشد
ـ[مبارك]ــــــــ[21 - 06 - 04, 04:50 م]ـ
مناقشة حول قولهم على شرط الشيخين بين الإمام محمد ناصر الدين الالباني والشيخ الفاضل مساعد الراشد. وهذا نص الحوار
الراشد: هل تعد العنعنة من شرط مسلم؟ أم شرط مسلم الرجال هم الرجال.
الألباني: لا مشاحة في الاصطلاح والتعبير ـ يعني هو من شرط مسلم أي: في التساهل ـ.
الراشد: يعني في عموم الأشياء.
الألباني: في قبوله. أي: في قبول العنعنة من غير مدلس هذا شرط مسلم.
الراشد: مقصود كتب المصطلح لما قالت مكان على شرط مسلم وإن لم يخرج المرتبة السادسة. هل أرادوا الشرطية التي تشرح في مكان آخر من كتب المصطلح والتي هي المراد بها: أن يكون الرجال هم الرجال وأن يكون التلميذ روى عن هذا الشيخ بعينه دون أن يكون روى عن غيره. إذا أردت أن تحكم عن حديث بأنه على شرط مسلم لا بد أن يكون الرجال هم الرجال والحديث الذي عندك أخرج بنفس الهيئة بهيئة الاجتماع التي أخرج. هل هذا هو المراد بالشرط؟ أم يدخل العنعنة في هذا الكلام.
الألباني: في اعتقادي يدخل العنعنة، لكن الأول أقوى، يعني: إذا كان السند نفس السند بعموم رجاله من الصحابي إلى شيخ مسلم بلا شك هذا أقوى أنه على شرط مسلم، لكن ليس هذا بالأمر اللازم، فقد يختلف الرجال لكن يشترط أنه ما يكون فيه هناك شبه انقطاع، أو تدليس، أو ما شبه ذلك. حتى يتمكن المتأخر أن يقول هذا الحديث على شرط مسلم.
الصورة الأولى هي أقوى ولا شك أن تكون السلسلة نفسها جاءت خارج مسلم كما هي في مسلم، ويوجد من هذا القبيل أحاديث غير قليلة في مسند الإمام أحمد وغيره. لكن إذا ما اختل راوٍ أو أكثر وحل أحدهما محل الآخر وكان مثله في الثقة والضبط والخلو من سوء الحفظ ونحو ذلك من العلل أن أرى جواز اطلاق أنه على شرط مسلم وعلى هذا جرى كما تعلم الحاكم وغيره، حينما يقولون هذا حديث على شرط مسلم لا يلتزمون الصورة الأولى أبداً، وكذلك الحافظ الذهبي والحافظ العسقلاني حينما يقولون أنه وافق الذهبي الحاكم على تصحيح الحديث على شرط مسلم.
ولعلك تذكر أنهم (بهذه المناسبة) يتساهلون في التعبير حينما يكون مثلاً الحديث في سنده محمد بن إسحاق المدني صاحب السيرة أو فيه شريك بن عبدالله القاضي. الحاكم يقول: صحيح على شرط مسلم. هذا لوحظ بأنه فيه تسامح وتساهل في التعبير؛ لأنه لا يكون دقيقاً قوله: على شرط مسلم إلا لو كان أحد الرجلين اللذين سميتهما آنفاً قد قرنا به آخر، لأن هذا شرط مسلم. فمسلم لم يحتج بابن إسحاق، ولم يحتج بالقاضي، وإنما روى لهما مقروناً بغيرهما.
فإذا لم يكن في الرواة الذين يقال إن اسناده على شرط مسلم مثل هذا أو ذاك، وإنما احتج به مسلم على انفراده فلا مانع حين ذاك أن يقال: أنه صحيح على شرط مسلم ولو كانت هيئة التسلسل اختلفت في بعض الطبقات عن ماهو في صحيح مسلم في بعض الأحاديث.
الراشد: هل ترى أنه لا يشترط أن يكون الرجل هو الرجل في الشرطية عند البخاري ومسلم؟
الألباني: هو الرجل.
الراشد: الهيئة قد تختلف.
الألباني: أيوه.
الراشد: أنا في ظني الهيئة تختلف إذا كان مسلم أو البخاري قد احتج به مطلقاً؛ لأن هناك رواة يحتج بهم البخاري أو مسلم مطلقاً دون تقييد بسلسلة معينة أو ترجمة معينة، وهناك رواة يحتج البخاري أو مسلم بهما بهيئة الاجتماع، فيصح في الأولى أظن دون الثانية.
الألباني: لا. من أين لنا أنه يحتج به مطلقاً. نحن نأخذ من دراسة الصحيحين فنقول: فلان من رجال البخاري لكن نحن ماعندنا نص أن البخاري يحتج به مطلقاً أو مقيداً، أو أن مسلماً يحتج به مطلقاً أو مقيداً.
إنما نحن من سبرنا لرجال البخاري ومسلم ووجدنا احتجاجهم بأمثال هؤلاء نقول: نحن نحتج ـ أيضاً ـ بهم، فإذا كان سلسلة السند كلهم من هذا الوزن عند الشيخين أو أحدهما نقول: على شرط البخاري لكن ليس شرط أن تكون الهيئة ـ هيئة السند ـ من أوله إلى آخره هو الذي وجد في صحيح البخاري أو صحيح مسلم.
الاجتماعال
قولك آنفاً أنهم احتجوا به مطلقاً من أين نأخذ هذا؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/174)
الراشد: هذا الذي ذكر في كتب المصطلح وهو الذي (اذكر الأن) قرره الحافظ في " النكت " وفصل في صورة الاجتماع وصورة الانفراد، ربما يكون يعني للثقات المتفق عليهم فهؤلاء يفترض أن البخاري ومسلماً قد احتج به مطلقاً، أو إن كان البخاري أو مسلماً قد وثق هذا الراوي أو نحو ذلك، أما من كان مثل ابن إسحاق وغيره فهم أخرجوا ما توبع عليه، فمن هذا الوجه. ما أدري. هذا الذي ذكر.
الألباني: قد يوثق البخاري الرجل ولا يخرج له. أما يدور في ذهنك هذا؟
الراشد: لا. في ذهني نعم. لكن أنا مقصودي توثيقه المطلق الذي هو دون التقييد يدل على الاحتجاج المطلق الذي هو دون تقييد.
يعني: إذا وثق الرجل ولم يقيده في الشاميين أو في كذا أو في كذا هذا التقييد إذا وثقه مطلقاً يكون محتجاً به مطلقاً عنده.
الألباني: من أين عرفنا أنه وثقه مطلقاً! أمن داخل الصحيح أم من خارج الصحيح؟
يعني: لا بد أن يكون التوثيق إما من داخل الصحيح التزاماً وليس نصاً، وإما من خارج الصحيح نصاً وليس التزاماً. واضح هذا الكلام.
إذا كان الأمر كذلك فإما أن نقول عرفنا توثيقه من داخل الصحيح، قلنا هذا على شرطه وليس عندنا أنه وثقه مطلقاً،أو قلنا إنه وثقه خارج الصحيح، يرد الاعتراض السابق أنه قد يوثق الرجل خارج الصحيح لكنه لا يحتج به في الصحيح؛ إذا توثيقه خارج الصحيح لا تلازم بينه وبين احتجاجه به في الصحيح.
الراشد: لقائل أن يقول: هناك تلازم، لأنه لم يشترط أن يجمع كل حديث صحيح في صحيحه، فلا مانع أن يكون هذا الرجل الذي وثقه في خارج الصحيح هو يحتج به ولكن ما أورده؛ لكن أورد من هو أعلى منه في بابه.
الألباني: ليس هذا موضع خلاف. الموضوع ـ بارك الله فيك ـ من أين نقول: إن هذا الراوي الذي روى له في الصحيح وثقه مطلقاً؛ من أين؟!
الراشد: في ظني أنا ما وقفت على شيء من هذا.
الألباني: على كل حال الإنسان يذكر ما وقف عليه. أن الذي أعرفه الذين يوثقهم البخاري قسمان:
* قسم يحتج بهم في الصحيح.
* وقسم لا يحتج بهم في الصحيح.
وهناك في رواة البخاري من لا نجد لهم تصحيحاً ليس من لبخاري بل ولا من غير البخاري.
يقول العلماء حين ذلك: احتجاج البخاري له في صحيحه توثيقاً له.
إذاً من احتج له البخاري فهذا لا زمه أنه ثقة عنده، لكن هذا لا يعني أن كل رواة البخاري لم يوثقهم خارج الصحيح؛ كما أن العكس لا يعني أن كل من وثقه البخاري خارج الصحيح قد روى له في الصحيح مافي تلازم بين الأمرين.
ـ[مبارك]ــــــــ[23 - 06 - 04, 03:55 م]ـ
(أن أرى) الصواب (أنا أرى).
(إذا توثيقه) الصواب (إذن توثيقه).
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 11:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مبارك]ــــــــ[25 - 06 - 04, 07:07 م]ـ
(أن الذي أعرفه الذين ... ) الصواب (أنا الذي أعرفه، الذين ... )(33/175)
برنامج (التعريف بالكتب، وطبعاتها) [[شارك]]
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 06 - 04, 07:29 م]ـ
برنامج (التعريف بالكتب، وطبعاتها) [[شارك]]
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فأزف لإخواني رواد الملتقى المبارك – وفقهم الله – فكرة (برنامج التعريف بالكتب، وطبعاتها)، وسيكون البرنامج – بإذن الله – أسبوعياً، وذلك بأن يقوم أحد المشايخ الفضلاء بالتعريف بكتاب من الكتب التي تم التنسيق معه بشأنها، وتحديد الوقت لذلك معه عبر الرسائل الخاصة، ويكون هذا وفقاً للبنود التالية:
اسم الكتاب:
مؤلفه: اسمه، وكنيته، ولقبه.
مولده، ووفاته:
مذهبه: العقدي، والفقهي
وصف عام للكتاب، وطريقة المصنف ... إلخ.
مميزات الكتاب:
مآخذ على الكتاب:
طبعات الكتاب (تقويم ونقد):
وسيبدأ المشروع – بإذن الله – ابتداءً من 1/ 5 / 1425.
وهذا باكورة الإنتاج، وهو
الكتاب رقم (1) تعريف بمقدمة التفسير، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20760)
وسيكون حصيلة السنة تقريباً: التعريف بِـ (50) كتاباً تقريباً.
وخلال الأسبوع يتم إثراء الموضوع من رواد الملتقى بإضافةٍ، أو تعليق، أو تعقب ونحو ذلك.
رجاء خاص:
من يرغب المشاركة في هذا المشروع مراسلتي عبر البريد الخاص، مع بيان الفن أو الكتب التي يرغب التعريف بها.
والله يحفظكم ويرعاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ـ[مسك]ــــــــ[22 - 06 - 04, 11:09 ص]ـ
فكرة رائعة
ولعل هذا الرابط سيفيدك في هذا الموضوع.
http://www.sharia-school.com/library/index.php?PHPSESSID=73cde7b4c5726d28ece3883376a3ce b7
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 07 - 04, 05:59 ص]ـ
التعريف بكتاب الورقات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=21223)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[04 - 09 - 04, 02:54 ص]ـ
التعريف بالإمام مسلم، وكتابه الصحيح: منهجه، ميزاته، طبعاته، شروحه، وما ألف حوله ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22449)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[25 - 12 - 04, 04:10 م]ـ
ما زال برنامج التعريف بالكتب وطبعاتها يحتاج إلى مشاركات الإخوة، وبالكتاب الذي يريدون،
وهنا آخر كتاب تم التعريف به:
التعريف الموجز بكتاب [كشف الشبهات] وبعض شروحه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24944)
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[21 - 03 - 06, 07:56 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[21 - 03 - 06, 08:17 م]ـ
اثابك الله
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 03 - 06, 12:49 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.
وإني بمناسبة رفع الموضوع أشكر المشايخ الذين شاركوا في التعريف ببعض الكتب، وسأذكر من تبقى منهم؛ سائلاً المولى - عز وجل - أن يجعله في موازين حسناتهم.
التعريف بكتاب (الروض المربع شرح زاد المستقنع) للبهوتي - رحمه الله - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32568&highlight=%C7%E1%D1%E6%D6+%C7%E1%E3%D1%C8%DA)
التعريف بكتاب طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33729&highlight=%D8%C8%DE%C7%CA+%C7%E1%D4%C7%DD%DA%ED%C9 )
التعريف بكتاب (التبيان في أيمان القرآن) لابن قيم الجوزية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34792&highlight=%C7%E1%CA%DA%D1%ED%DD)
التعريف بكتاب (المنتقى) لابن الجارود. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29749&highlight=%C7%E1%CA%DA%D1%ED%DD)
تعريف أولي النهى بمتن المنتهى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33380&highlight=%C7%E1%CA%DA%D1%ED%DD)
وبقي: التعريف بكتاب (الآجرومية)، لكني لم أجده الآن!
ـ[هشام العويد]ــــــــ[23 - 03 - 06, 11:59 م]ـ
التعريف بالآجرومية: مصنفها ومذهبه في النحو شروحها منظوماتها أعاريبها ما لها وما عليها ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=37626)
ـ[عبدالله بن حسين الراجحي]ــــــــ[24 - 03 - 06, 01:01 ص]ـ
هل المشاركة محصورة في المشايخ , أم الأمر مفتوح للجميع؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/176)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[24 - 03 - 06, 01:39 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
... نوفمبر, 2004
· كتاب: الدر المختار شرح تنوير الأبصار.
· كتاب: تنوير الأبصار وجامع البحار.
· كتاب: فتح القدير.
· كتاب: كنز الدقائق.
· كتاب: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع.
· كتاب: تحفة الفقهاء في الفروع.
· كتاب: المبسوط.
· كتاب: الجامع الصغير.
· كتاب: غاية النهاية في طبقات القراء.
... فبراير, 2004
· كتاب: طبقات المفسرين (للداودي)
· كتاب: طبقات المفسرين:
· كتاب: النشر في القراءات العشر.
· كتاب: حرز الأماني ووجه التهاني.
· كتاب الحجة (لابن أبان الفالسي).
· كتاب: الحجة (لابن خالويه).
· كتاب: الإتقان في علوم القرآن.
· كتاب: البرهان في علوم القرآن.
· كتاب: أحكام القرآن (لابن العربي).
· كتاب: مقدمة في أصول التفسير.
· كتاب: أحكام القرآن (للجصاص)
· كتاب: أحكام القرآن (للهراسي الشافعي)
· كتاب: روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني.
· كتاب: تفسير الجلالين.
... يناير, 2004
· كتاب: البحر المحيط.
· كتاب: مدارك التنزيل وحقائق التأويل.
· كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل.
· كتاب: مفاتيح الغيب.
· كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور.
· كتاب: تفسير القرآن العظيم.
· كتاب: معالم التنزيل.
· كتاب: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.
· كتاب: الكشف والبيان عن تفسير القرآن.
· كتاب: جامع البيان في تفسير القرآن.
· كتاب: تاريخ التراث العربي
· كتاب: الملل والنحل
· كتاب: نحو تطوير نظام المضاربة في المصارف الاسلامية
· كتاب: لسان العرب
· كتاب: الطبقات الكبرى (طبقات ابن سعد)
· كتاب: طبقات المفسرين
· كتاب: طبقات الحنابلة
· كتاب تذكرة الحفّاظ
· كتاب: طبقات الأمم
· كتاب: الفهرست لابن النديم
· كتاب (معجم قبائل العرب)
· المتون والشروح والحواشي والتقريرات في التأليف النحوي
... نوفمبر, 2003
· الطبقات الكبرى المعروفة (طبقات ابن سعد)
· الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: للسخاويّ
· أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير
· البعث والنشور للبيهقي
... اكتوبر, 2003
. الإمام مسلم وصحيحه
. الإمام البخاري وكتابه الجامع الصحيح
في هذا الرابط تجد تعرفات بالكتب التي ذكرتها موجزة و فيه المطولة دون ذكر طبعات الكتاب
http://www.markaz1.com/modules.php?name=Stories_Archive
لعله ينفعكم
وفقني الله و اياكم لكل خير
جزى الله الاخوة الافاضل على ما قدموا وأتحفوا خير الجزاء
ـ[محمودعبدالعزيزالمصرى]ــــــــ[17 - 08 - 06, 10:41 ص]ـ
برنامج نحتاج اليه
ماذا عن كتاب الاصنام للصنعانى ومن اين يتم تنزيله او شراؤه
شكر الله لكم
ـ[محمودعبدالعزيزالمصرى]ــــــــ[17 - 08 - 06, 02:38 م]ـ
ارجو المعذرة كتاب الأصنام للكلبى
لزم التنويه
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[17 - 08 - 06, 07:27 م]ـ
ارجو المعذرة كتاب الأصنام للكلبى
لزم التنويه
اخي الكتاب مطبوع عندكم بمصر و باكثر من طبعة ..
و الاسئلة عن الطبعات تطرح في منتدى التعريف بطبعات الكتب.
جزاك الله خيرا
ـ[محمودعبدالعزيزالمصرى]ــــــــ[19 - 08 - 06, 09:35 ص]ـ
أخى أبو يوسف العامرى
جزاك الله خيرا
ـ[محمد خاطر]ــــــــ[22 - 08 - 06, 01:18 ص]ـ
زاد الله همتك أخي الحبيب للخير .... وجعلك من عباده المخلصين المتقين:)(33/177)
كيف تكلمت النملة بصوت أم .. كيف؟
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 09:52 م]ـ
هل عرف العلماء شيئاً عن لغة النمل وهل تعتمد على الصوت أم على غيره كالرائحة أو الإشارات؟؟(33/178)
اعجاز علمي من السنة
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[22 - 06 - 04, 12:12 ص]ـ
من الإعجاز العلمي في السنة الحدبث الوارد في سنن أبي داود ج 3 ص 337 قال:
حدثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني قرة بن عبد الرحمن عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري أنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب والاسناد فيه قرة وهو صدوق لكن له مناكير كما ذكر ابن حجر والحديث ورد في صحيح ابن حبان ج 12 ص 135قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا بن وهب قال أخبرني قرة بن عبد الرحمن عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي سعيد قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب
وقد ورد أيضا في المعجم الكبير ج 6 ص 125للطبراني قال رحمه الله:
حدثنا عبدان بن أحمد ثنا أبو مصعب ثنا عبد المهيمن عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينفخ في الشراب وأن يشرب من ثلمة القدح أو اذنه
وعبدالمهيمن وصف بأنه منكر الحديث لكن قد ورد عن بعض الصحابة مايؤيده ففي مصنف ابن أبي شيبة ج 5 ص 105 قال:
حدثنا أبو بكر قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن إبراهيم بن مهاجر عن ابن عمر وابن عباس قالا كان يكره أن يشرب من ثلمة القدح أو من عند أذن القدح
وفي مصنف عبد الرزاق ج 10 ص 427 قال:
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة أنه كره أن يشرب الرجل من كسر القدح أو يتوضأ منه
ووجه الإعجاز ماأثبته الطب الحديث أن ثلمة القدح يجتمع فيها الجراثيم فالشرب منها سبب في وصولها للجسد وحصول المرض فالحمدلله الذي جعلنا من أتباع هذا النبي الذي أرسل رحمة للعالمين
ونحو هذا المعنى أشار اليه الامام الطحاوي: قال في شرح معاني الآثار ج 4 ص 276
حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج قال ثنا حماد عن ليث عن مجاهد قال كان يكره الشرب من ثلمة القدح وعروة الكوز وقال هما مقعدا الشيطان فلم يكن هذا النهي من رسول الله صلى الله عليه وسلم على طريق التحريم بل كان على طريق الإشفاق منه على أمته والرأفة بهم والنظر لهم وقد قال قوم إنما نهى عن ذلك لأنه الموضع الذي يقصده الهوام فنهى عن ذلك.(33/179)
مطويات دار الحديث
ـ[ماهر]ــــــــ[22 - 06 - 04, 05:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعلم العلم
الحمد لله المبتدئ بالنعم بارئ النسم، وناشر الرمم، ورازق الأمم، الذي علمنا ما لم نكن نعلم، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطيبين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
وبعد: فالعلم مفتاح كل خير، وهو الوسيلة إلى أداء ما أوجب الله، وترك ما حرم الله، فإن العمل نتيجةً للعلم لمن وفقه الله، وهو ممّا يؤكد العزم على كل خير، فلا إيمان، ولا عمل، ولا كفاح، ولا جهاد، إلا بالعلم.
أخي المسلم: إنّ أفضل العلم هو العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، فالعلم نور والجهل ظلمات، وفي فضل العلم والعلماء، قال الله تعالى (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)، (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)، (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)،
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) (متفق عليه)، و ((من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنّة)) (رواه مسلم)، وقال: ((من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع)) (رواه الترمذي).
فأين أنت من هذا الفضل العظيم والثواب الجسيم. فيا من تقاعست عن طلب العلم، وآثرت الدنيا على الآخرة، عليك بالعلم الشرعي، فبه صفاء القلوب، وبه تنار الدروب، وبه تسمو الأمّة، واعلم أنّ الحياة خيال سار ودقائق وثوان، وأنها زائلة لا محالة، والعمر مهما طال فلا بدَّ له من نهاية، فإن الله قد جعل لكل إنسان في هذه الحياة الفانية أنفاساً محدودة وساعات محدودة عند انقضائها تقف دقات قلبه ويُطوى سجله ويُحال بينه وبين هذه الدار، أما إلى دار أنس وبهجة، وإما إلى دار شقاء ووحشة، فلا يبقى للإنسان إلاّ أشياء ثلاثة من ضمنها ((علم ينتفع به)).
آداب طالب العلم: لمّا كان العلم هو عبادة القلب، وسر حياته وموطن قوته، كان لزاماً على طالبه أن يُحَصِّل آدابه، وأن يسعى جاهداً مشمّراً في اكتسابها، وإلاّ سار مشرِّقاً وسار العلم مُغرِّباً، فمن أهم ما يلزم طالب العلم من آداب:
1 - إخلاص النِّية في طلب العلم: قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين)
، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنّما الأعمال بالنيِّات …))، فلا يكون طلبه إلاّ لله وحده، يبتغي عنده الرضوان، ويرجو لديه الثواب، لا ليرتفع به في أعين النّاس، ويعلو به فوق أعناقهم، ويركب به أكتافهم.
2 - إجهاد النّفس على العمل بمقتضى العلم: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)، وقال عليه الصلاة والسلام:
((يُجاء بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار، فتندلق به أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون: يا فلان ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه … وأنهاكم عن المنكر وآتيه)) (رواه البخاري ومسلم). وقال الخطيب: ((ثم إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النيّة في طلبه، وإجهاد النّفس على العمل بموجبه، فإنّ العلم شجَرةٌ والعمل ثمرةٌ، وليس يُعَدُّ عالماً من لم يكن بعلمه عاملاً)).
3 - التواضع في العلم والابتعاد عن الخيلاء والكبرياء: ولتعلم أخي المسلم أنّ العلم بحر لا ساحل له، فقد قيل: ((العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول: تكبّر، ومن دخل في الشبر الثاني: تواضع، ومن دخل في الشبر الثالث: علم أنه ما يعلم)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/180)
4 - مراقبة الله سبحانه وتعالى في السرِّ والعلن: فعلى طالب العلم أن يتعهّد باطنه بالرعاية وظاهره بالسنّة، حتى يفتح الله عليه من العلم أنواره، ومن الحكمة كنوزها، قال ابن القيم رحمه الله: ((وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرَّة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلاّ الله)). ولمّا جلس الشافعي بين يدي مالكٍ وقرأ عليه، أعجبه ما رأى من وفور فطنته، وتوقد ذكائه وكمال فهمه، فقال: ((إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً، فلا تطفئه بظلمة المعصية)).
5 - تلقي العلم عن الأشياخ: الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الشيوخ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب فقط، والأول: من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق وهو العلم، أما الثاني: عن الكتاب فهو جماد فأنى له اتصال النسيب.
وقد قيل: ((من دخل في العلم وحده خرج وحده)) أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق. وقال الصفدي: ((ولهذا قال العلماء: لا تأخذ العلم من صحفي، ولا من مصحفي)).
فوائد العلم:
تعلمْ ففي العلمِ الشريف فوائدُ
يحنُّ بها القلبُ السليمُ الموفق
فمنهنَّ رضوانُ الإله وجنّةٌ
وفوزٌ وعزٌّ دائمٌ متحققُ
وعَنْ زُمرةٍ الجهال إن كنتَ صادقاً
بعلمك تنجوُ يا أُخيَ وتسبقُ
فكنْ طالباً للعلمِ إنْ كنتَ حازماً
وإياكَ إن رُمتَ الهُدى تتوقفُ
ففي العلمِ ما تهواهُ منْ كلِّ مطلب
وطالبهُ بالنور والحقِّ يُشرقُ
فإن رمتَ جاهاً وارتفاعاً ورتبةً
ففي العلم ما تهدى له ويشوقُ
وإن رمت مالاً كان في العلم كسبُهُ
فَفُز بالرضا واختر لما هو أوفقُ
وفي الجهل قبلَ الموتِ موتٌ لأهله
ويومَ اللقا نارٌ تلَظَّى وتَحرقُ
كتب يُنصح بقراءتها:
اقتضاء العلم العمل، جامع بيان العلم وفضله، حلية طالب العلم، أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدَّامة، طريق التعلم وأسباب فهم الدروس، العلماء هم الدعاة.
نصيحة:
إذا كنت يا أخي تعاني من مشكلة النسيان وعدم الحفظ، فتذكر هذه الحكمة التي رويت عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى عندما شكى إلى شيخه (وكيع بن الجراح) سوء حفظه، فقال:
شَكَوْتُ إلى وكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي
فَأرْشَدَني إلى تَرْكِ المَعَاصِي
وأخْبَرَني بأنّ العِلمَ نورٌ
ونُورُ اللهِ لا يُهْدَى لعِاصِي
فما أحرانا أخي المسلم، أن نُقلع عن المعاصي، وأن نُقبل على الله بقلوب خاشعة، حتى تصفو نفوسنا وتشرق قلوبنا.
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[ماهر]ــــــــ[22 - 06 - 04, 05:58 ص]ـ
التوحيد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)). أخرجه أحمد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
إن أهمية التوحيد تكمن في أن الله تعالى ذكره في كتابه ودعا إليه في أكثر آياته، وغالب سوره بل كلها، ومما يدل على أهمية التوحيد أن جميع الرسل أرسلوا به كما قال ابن القيم – رحمه الله – وجميع الرسل إنما دعوا إلى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فإنهم كلهم دعوا إلى توحيد الله وإخلاص عبادته من أولهم إلى آخرهم، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)، فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا، فهو أول واجب وآخر واجب، وأعظم ما جاء به صلى الله عليه وسلم، هو وإخوانه من الرسل هو الدعوة إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له ومعرفته بأسمائه وصفاته وأفعاله وأنه لا شبيه له ولا نظير فهذا هو مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم من أولهم إلى آخرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/181)
ومن أهمية التوحيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشيد بالتوحيد تعظيماً لشأنه واهتماماً به حتى وهو في مرض الموت حيث قال: ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) والمرء مهما بلغ من العلم يظل مُحتاجاً إلى التوحيد ومعرفته، والدليل أيضاً على أهمية التوحيد أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا إليه عشر سنين، وذلك قبل أن تفرض عليه الفرائض تعظيماً لشأنه؛ ولأن الله لا يقبل الأعمال إلا به، والتوحيد هو فاتحة القرآن العظيم وهو خاتمته فهو فاتحة القرآن كما في أول سورة (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وهو في خاتمة القرآن العظيم (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ).
قال شيخ الإسلام: وجماع الدين أصلان أن لا نعبد إلا الله ولا نعبده إلا بما شرع، لا نعبده بالبدع كما قال تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) وذلك تحقيق الشهادتين شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله، إذن للعبادة شرطان، الإخلاص والمتابعة، قال الفضيل بن عياض: هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة ثم قرأ قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)، ومن وصايا الشيخ عبد القادر الجيلاني – رحمه الله تعالى – ما قاله لولده حين استوصاه وهو في مرض الموت: ((عليك بتقوى الله وطاعته ولا تَخَفْ أحداً ولا ترجه، وَكِلِ الحوائج كلها إلى الله عز وجل واطلبها منه ولا تثق بأحد سوى الله عز وجل، ولا تعتمد إلا عليه سبحانه، التوحيد التوحيد التوحيد، وجماع الكل التوحيد)). وقال – رحمه الله تعالى – في كتابه " فتوح الغيب"
و" الغنية ": ((ينبغي لكل مسلم موحد أن لا يتكل إلا على الله ولا يستغيث إلا بالله ولا يعتقد التصرف إلا لله وأن يجعل مرآة عمله حديث ابن عباس، قال: كنت راكباً خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا غُلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشي قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجَفت الصُحف)).
ويكفيك أيها المسترشد قوله تعالى في الفاتحة التي تقرأها في صلاتك (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فلا تعبد غيره ولا تستعن إلا به ولا تطلب إلا منه فهذا هو التوحيد)).
وإن من المؤسف اليوم أن هناك من يُهونُ من شأن التوحيد مُدعين أن الناس مسلمون، وأن البلاد هي بلاد إسلام، فهل ما تمر به الأمة الإسلامية من انحطاط في الأخلاق إلا نتيجة هجران العقائد الصحيحة، وهل تفشي الجهل وبروز المنكرات والبدع في الدين إلا نتيجة حتمية لهجران منهج التوحيد الصحيح، فلا يكفي أن يكون المسلم مسلماً بالاسم من غير أن يحقق الإسلام، ولن يحققه إلا إذا عرف أساسه وقاعدته التي يبنى عليها وهو التوحيد، والناس إذا جهلوا التوحيد وجهلوا مسائل الشرك وأمور الجاهلية وقعوا فيها من حيث يدرون أو لا يدرون وحينئذ تقوض عقيدة التوحيد.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية.
ومن هنا يجب علينا: أن نهتم بجانب التوحيد وأن نعتني به عناية تامة بأن نَدرسه ونُدرِّسه ونحاضر فيه ونعقد فيه الندوات ونكتب في الصحف وندعو إلى التوحيد؛ لأن هذا أساس ديننا وهذا مبنى عقيدتنا، ونحن أحوج الناس إلى أن نتعرف عليه وأن نتدارسه ونبينه للناس؛ فعالمنا الإسلامي اليوم فيه من المشاهد الشركية المشيدة على القبور وعبادة الموتى والتقرب إلى القبور الشيء الكثير. وهناك البعض - مع الأسف - لا يهتمون بأمر التوحيد إنما قصروا دعوتهم على الأخلاق الطيبة وإلى ترك الزنا وشرب الخمور، ولو ترك الناس الزنا وشرب الخمور وحسنوا أخلاقهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/182)
وتركوا الربا ولم يتركوا عبادة القبور فإن أساسهم غير صحيح، ودينهم غير صحيح، ولو تركوا الكبائر ما دام أنهم لم يتركوا الشرك، وحتى من لم يشرك ما دام أنه لا ينكر الشرك ولا يدعو إلى التوحيد ولا يتبرأ من المشركين فإنه يكون مثلهم.
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم معرفة الحق والعمل به والدعوة إليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إلى المرأة المسلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: فيا أختي المسلمة، يا منجبة الرجال، ومربية الأجيال، وصانعة الأبطال، أكلمك فاستمعي وأحذرك فانتبهي، وأُخوفك فارتدعي وأكتب لك فاقرئي وانتفعي، اعلمي أنني لم أكتب لك واعظاً أو مرشداً، فلست أهلاً لذلك، بل كتبت لعلمي حقوقكِ عليَّ كأخ، إذ تربطنا رابطة وثيقة
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).
أختاه: احذري قرينة السوء، من معسولة الكلام، ممّن تدس السمّ في الدسم، احذري: من اعطاها الله تعالى بلاغة في الكلام فتسخره في الطعن في الإسلام وشرعه، وتعظيم الكفر ونظمه، احذري ممّن لا تهتم بالمعاصي ولا تبالي بالمنكرات، فكم من فتاة تحطمت حياتها بسبب قرينة السوء، وتذكري قول الحق سبحانه وتعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً ?.
أختاه: احذري العمل خارج البيت، فليس هناك شيء يملأ حياة المرأة مثلَ الأمومة؛ لأنّها وظيفتُها الطبيعية الفطرية، فلا يصرفنَّك عنها شيء، ولا يكون في حياتك على حسابها شيء، واحذري أن تنازعي الرجال حقوقهم، فلكلٍ حقه ودوره ومكانته في مجتمعه، ولك أسمى وظيفة وأجل مكانة عندما تسلكين سبيل الرشاد والتقوى في التربية والاصلاح، في الأسرة والمجتمع، ومن النتائج السيئة أن العمل قد يقضي على الطفل: فهذه موظفه حان وقت دوامها، وولدها مريض وهو ينادي أمه: إلى من تتركيني وحدي في البيت؟ ولكن الأم كانت مضطرة للإلتحاق بعملها فتركته وهو يقول: أمي، أمي بصوت خافت، وحينما عادت الأم إلى البيت وجدت ولدها جثة هامدة قد فارق الحياة، وحزنت وبكت على طفلها، وندمت على فعلها حيث لا ينفع الندم، وقالت في نفسها: ما هي الفائدة من هذه الوظيفة، بل ما الفائدة من المال الذي يكون سبباً في موت طفلي، وهو أعز ما يملكه الإنسان.
أختاه: احذري التبرج، فاخفي جمالك الفتان أيتها المرأة، ولا تؤذي النفوس وتغويها، ولا تضيعي به الآداب والأخلاق وتفسديها، والزمي حدود ربك ولا تتعديها، واستري زينتك كما أمر ربك ولا تبديها، وتذكري قول الله: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)
فيا أيتها الغافلة انتبهي واسمعي وانصتي لآيات الله بقلبك واخشعي، واقنتي لربك واسجدي واركعي، ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى وبادري إلى التوبة قبل فوات الأوان، ولا تكوني ممّن قال فيهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)) (رواه مسلم).
أختاه: احذري الخرافات، وكوني بعيدة كل البعد، عن لوثة الخرافات والخزعبلات، التي تعشِّش عادة في عقول الأميات الجاهلات، احذري من الركون إلى أهل البدع والكهانة والسحر والدجل، مهما وصلت بك الحال من الضيق والألم، واعلمي أنّ ذلك من الكبائر التي تحبط العمل، قال عليه الصلاة والسلام: ((من أتى عرَّافاً فسألهُ عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)) (رواه مسلم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/183)
أختاه احذري: الأسواق، فهي مكان ينصب الشيطان رايته فيها فتتخطفك السهام وتنالك الرماح، واعلمي أنّ غالب الانحرافات تبدأ من الأسواق، فاحذري الزلل والانزلاق من خلف ابتسامة صفراء كاذبة فهذا موطن الخداع، واحذري أن تخرجي بدينك وعفافك وحيائك، وترجعين وقد سقط الحياء وثلم الدين ودنس العفاف.
أختاه: احذري ثوب الشهرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)) (رواه أحمد وأبو داود). وقال ابن الأثير: الشهرة: ظهور الشيء، والمراد أن ثوبه يشتهر بين الناس لمخالفة لونه لألوان ثيابهم، فيرفع الناس إليه أبصارهم، ويختال عليهم بالعجب والتكبر، والحديث يدل على تحريم ثوب الشهرة. وإذا كان اللباس لقصد الاشتهار في الناس، فلا فرق بين رفيع الثياب ووضيعها، والموافق لملبوس الناس والمخالف؛ لأنّ التحريم يدور مع الاشتهار.
أختاه: احذري أن تكوني امرأة إِسفنجية، قال ابن تيمية رحمه الله: ((ولا يكن قلبك مثل الإِسفنجة تشرب كل شيء، بل اجعله مثل الزجاجة ترى الحقائق من ورائها ولا يدخلها شيء، يأخذ ما ينفعه ويترك ما يضره، يأخذ الصالح ويترك الفاسد)). فالمرأة الإِسفنجية امرأة ذات فراغ ديني وخواء فكري، تقبل التبعية وترضى بالانقياد دون تمييز ولا تمحيص. فقد تحولت إلى ما يشبه المادة الإسفنجية التي تمتص كل مادة سائلة ترد إليها، لا تفرق بين الماء النقي أو الكدر.
أختاه احذري: الهاتف. قالت وهي تذرف دموع الندم: كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية، تطورت إلى قصة (حب) وهمية .. أوهمني أنّه يحبني وسيتقدم لخطبتي .. طلب رؤيتي .. رفضت .. هددني بالهجر .. بقطع العلاقة!! ضعفت .. أرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة .. توالت الرسائل .. طلب مني أن أخرج معه .. رفضت بشدة .. هددني بالصور، بالرسائل المعطرة بصوتي في الهاتف – وقد كان يسجله – خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن .. لقد عدت ولكن، عدت وأنا أحمل العار .. قلت له: الزواج .. الفضيحة .. قال لي بكل احتقار وسخرية: إنّي لا أتزوج فاجرة.
أختاه: احذري الدش.
قال القائل: أختاه .. ما هذا الذي أراه فوق سطح الدار .. تمدين أسلاكه لبيتك وللجار .. تقربين به نفسك وأبنائك من النار .. ألا تخافين غضبة الجبار .. ألا تخشين دار البوار جهنم وبئس القرار .. هل فكرت يوماً لماذا ومن أين أتى؟ من صنعه لك وماذا يريد بك؟ اسألي أصحاب الحجا والعقول .. اسألي أهل الدين والأصول، لا شك سيجيبون: لقد صنعهُ لك الأشرار .. يريدون لكِ الخزي والذل والعار. يريدون أن تكون من أصحاب النار .. أخيتي .. انقذي نفسكِ وأسرتك قبل أن يحل بك الدمار.
وتذكري ذلك اليوم يوم يختم على فيكِ ويُقال لأركانك انطقي فتنطق بأعمالك فليت شعري بم ستنطق عينك وهي تنظر للحرام، وبم ستنطق أذنك وهي تستمع للغناء، وبم ستنطق يدك وهي تقلّب تلك القنوات، وتأكدي أننا سنقف جميعاً بين يدي الجبار فيسألنا عن كل صغيرة وكبيرة، فيا ترى ماذا سنقول وأي جواب سنجيب؟!
أختاه: احذري الإنترنت، الحذر كل الحذر من مقاهي الإنترنت، التي تشجع الفتاة على الخروج من بيتها دون حاجة أو ضرورة، ففي هذه الشبكة الكثير من المساوئ والأضرار، فعليها تظهر المواقع التي تنشر الرذيلة وتهدم الفضيلة كالمواقع الجنسية الإباحية، والتي تقدر بمليوني موقع، إضافة إلى مواقع المخدرات والقمار والسرقة والكذب، والمراسلات المحرقة بين الشباب والفتيات، ومواقع العنف والعنصرية وغيرها من المساوئ والمفاسد الكثيرة، وهي في تطور مستمر، ففي كل يوم ينطلق في مسار الشبكة ما لا يقل عن مئة موقع إباحي جديد، نسأل الله العافية والسلامة.
أختاه: احذري الاختلاط، فإنّ من الشر العظيم والبلاء الكبير اختلاط النساء بالرجال، ومزاحمتهن لهم، وهذا موجود في كثير من محلات البيع والشراء، وهو خلاف الشرع وخلاف هدي السلف الصالح فلقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد، وقد اختلط النساء مع الرجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((استأخرت فإنّه ليس لكن أن تحقُقْنَ الطريق، عليكن بحافّات الطريق)) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى أن ثوبها ليعلق به. (رواه أبو داود).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/184)
أختاه: لا تظني السعادة في مال، أو جمال، أو ثناء، أو شهوة عابرة، وإنّما هي بطاعة الله، والتزام أوامره، فحافظي على صلواتك وعلى أخلاقك وعرضك والحجاب الشرعي، وغير ذلك ممّا أمر الله به، وتجنبي مساخط الله من التبرج والسفور والصدقات المحرمة، والزميلات المنحرفات، والمجلات الماجنة، والأفلام الداعرة، وغير ذلك ممّا حرم الله.
أختاه: تذكري أنكِ ستمتحنين في قبركِ، وستُسألين يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة، ولا مؤنس لكِ في قبرك، إلاّ العمل الصالح، تذكري البعث والنشور، وهول القيامة، وافتراق الناس إلى جنّة أو نار، ولا تدرين عن نفسك في أيّ الفريقين تكونين، هذا الجسد الناعم الذي طالما عنيت به وحرصت على تجميله ستحرقه النار ما لم تقيه بالعمل الصالح.
أختاه: لم يبق لي بعد هذا، إلاّ أن أوصيك بتقوى الله، والتزام دينه، ولك الفوز والسعادة في الدنيا والآخرة، واحرصي على النصيحة لأخواتك، ستر الله وجهك عن النار، وأدخلك برحمته دارٌ لا نصب فيها ولا تعب.
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الولاء والبراء
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.أما بعد: فإن أصل الرسالة المحمدية: كلمة التوحيد
((لا إله إلا الله محمد رسول الله)) وهي كما يقول ابن القيم: ((لأجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكافرين، والأبرار والفجار، وأسست الملة، ولأجلها جردت السيوف للجهاد، وهي حق الله على جميع العباد)). هذه الكلمة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علماً والتصديق به عقداً، والإقرار به نطقاً، والانقياد له محبة وخضوعاً والعمل به باطناً وظاهراً، وكماله في الحب في الله، والبغض في الله والعطاء لله، والمنع لله، والطريق إليه: تجريد متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً. فإن الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، وتحقيقه في واقعنا هو المقياس السديد تجاه الناس بشتى أنواعهم، والحب في الله، والبغض في الله هو الحصن لعقائد المسلمين وأخلاقهم أمام تيارات التذويب والمسخ كزمالة الأديان، والنظام العالمي الجديد، والعولمة، والحب والبغض في الله متفرع عن حب الله، وهذا ما نسميه مختصراً ب" الولاء والبراء ". فالولاء والبراء من مفاهيم لا إله إلا الله ومقتضاها، وهما التطبيق الواقعي لهذه العقيدة، وهو مفهوم عظيم في حس المسلم بمقدار وعظمة هذه العقيدة. فأصل الموالاة: الحب، وأصل المعاداة: البغض، وينشأ عنهما من أعمال القلب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة؛ كالنصرة والأنس والمعاونة وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك من الأعمال، ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقق الولاء لمن يستحق الولاء، والبراء ممن يستحق البراء قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (التوبة:23)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) (الممتحنة:1)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)، وقال تعالى: (تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/185)
وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:80 - 81) فالإنسان لا يستقيم إسلامه ولو وَحَّد الله، وترك الشرك إلا بعداوة المشركين، كما قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) (المجادلة:22)، هذه الكلمة العظيمة بكل مفاهيمها ومقتضياتها قد غابت عن حس الناس اليوم إلا من رحم الله، وَحسبَ بعض الناس جهلاً أو قصداً أن هذا المفهوم العقدي الكبير يندرج ضمن القضايا الجزئية أو الثانوية ولكن حقيقة الأمر بعكس ذلك. وفي وقتنا الراهن نجد أن لهذا المفهوم الجليل من مفاهيم" لا إله إلا الله " مناسبة خاصة يفرض علينا واجب الوقت الحتمي مضاعفة المجهود في ترسيخه لدى المسلمين، وتبيينه أشد البيان وأوضحه، فأمتنا الإسلامية تمر بأشد أوقاتها عسراً واستضعافاً، وقد تكالبت عليها الأمم الكافرة من كل حدب وصوب بما لم يسبق له نظير في سالف تاريخها، واجتالت بقضها وقضيضها وحدها وحديدها الأخضر واليابس، ووطئت المدن والقرى والبوادي، واختلط أعداء الله بالمدنيين وغيرهم، ونشأ عن ذلك مصالح وتعاملات، وبدأت تبرز دعوات مشبوهة كثيرة تنادي بالإخاء، والمساواة، والاتحاد بين الأمم على اختلاف مشاربها وعقائدها وأهدافها، مع احتفاظ كل ذي دين بدينه، شريطة أن يكون ديناً كهنوتياً لا صلة له بالحياة، وللأسف الشديد انساق كثير من المسلمين وراء هذه الدعوات، وغاب عنهم المفهوم العقدي للولاء والبراء وربما تعاون بعضهم مع المحتل وسيروا له أموره تحت شعارات " إننا نتعامل لا نتعاون "، وهذه الدعوات تشبه دعوى المنافقين المذكورين في قوله تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52)، وقد انكشف للقاصي والداني زيف هذه الشعارات وعوارها فهم بين مخدوع وضال نسي أو تناسى أن الأصل هو الاتباع لا الابتداع وأن الفلاح والصلاح والرشاد إنما بسلوك خُطا من سلف فضلاً عن أنه دين وعقيدة وتشريع. مما تقدم علم ضرورة هذا المفهوم من مفاهيم لا إله إلا الله، فالإنسان لا يستقيم إسلامه ولو وحَّد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين، ولا إله إلا الله معناها لا معبود بحق إلا الله، وبذلك تنفي الإلهية عما سوى الله وتثبتها لله وحده، وليس للقلب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذه حقيقة لا إله إلا الله، فلا إله إلا الله، ولاء وبراء ونفي وإثبات، ولاء لله ولدينه وكتابه وسنة نبيه ? وعباده الصالحين، وبراء من كل طاغوت عبد من دون الله، قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (البقرة:256)، ولما كان أصل الموالاة: الحب وأصل المعاداة البغض وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة، كالنصرة والأنس والمعاونة وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك؛ فإن الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله. وأدلة ذلك كثيرة من الكتاب والسنة، قال تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران:28). وقد روى الإمام أحمد في مسنده [4/ 357] من حديث جرير بن عبد الله البجلي: أن رسول الله بايعه على أن: ((تنصح لكل مسلم، وتبرأ من الكافر))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)) [مسند أحمد 4/ 286]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)) [أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي وصححه الألباني]، وقال رسول الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/186)
صلى الله عليه وسلم: ((لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) [رواه أبو داود وصححه الألباني]. مما تقدم عرف أن الولاء والبراء عقيدة وأصلٌ من أصول الدين، وأنه لا نصرة ولا موالاة مع الكفار البتة، وأنها ليست بالأمر الجزئي كما يصوره بعضهم ويتهاون فيه بأعذار شتى، فبعضهم حصل له تلبيس وقلب للمفاهيم، فتجد بعض الناس إذا تحدثت عن الحب في الله والبغض في الله قال: هذا يؤدي إلى نفرة الناس، ويؤدي إلى كراهية الناس لدين الله عزوجل. وهذا الفهم مصيبة، ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله عن مكائد النفس الأمارة بالسوء: ((إن النفس الأمارة بالسوء تري صاحبها صورة الصدق وجهاد من خرج عن دينه وأمره في قالب الانتصاب لعداوة الخلق وأذاهم وحربهم، وأنه يعرض نفسه للبلاء ما لا يطيق، وأنه يصير غرضاً لسهام الطاعنين وأمثال ذلك من الشبه)) وقد نسي هؤلاء قول الله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:36)، وقوله تعالى:) وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق: من الآية3). فالناس يقعون في المداهنة والتنازلات في دين الله عز وجل باسم السماحة، ولا شك أن هذا من التلبيس، خاصة إذا علم أن من لوازم هذا الأمر أن يظهر على جوارح المرء، فلا يستقيم لإنسان يدعي أنه يوالي في الله ويحب في الله ويبغض في الله وتجده ينبسط وينصر ويؤيد من أبغضه الله، فبغض أعداء الله من النصارى واليهود وغيرهم محله القلب، لكن يظهر على الجوارح لا أن يمد يده للكفار من قريب أو بعيد، بل العكس عليه أن يجهر بمعاداة أعداء الله وإظهار بغضهم ومنابذتهم بالسنان واللسان والجنان ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وعدم التعاون معهم، ولا المشاركة بأعيادهم، يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72) والزور كما قال بعض المفسرين هو: أعياد المشركين ولهذا تجد أهل العلم في غاية التحذير من هذا الأمر حتى إن بعض علماء الأحناف قال: ((من أهدى لمجوسي بيضة في يوم النيروز فقد كفر))، بل ولا بدئهم بالسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام؛ فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى
أضيقه)) [رواه مسلم]، ولا التشبه بهم فيما هو من خصائصهم من أمور الدنيا كالأخلاق وكالملبس وطريقة الأكل والشرب وعاداتهم الخاصة الأخرى أو أمور الدين كالتشبه بشعائر دينهم وعبادتهم، أو ترجمة كتبهم وأخذ علومهم برمتها من غير تمحيص ومعرفة وتنقية، أو استعارة قوانينهم ومناهجهم في الحكم والتربية، والعمل بها، وإلزام الناس عليها، وعدم الترحم عليهم، ولا مداهنتهم ومجاملتهم ومداراتهم على حساب الدين، أو السكوت على ما هم عليه من المنكر والباطل، قال الله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم:9)، وقال: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (هود:113) وعدم التحاكم إليهم، أو الرضى بحكمهم؛ لأن متابعتهم تعني: ترك حكم الله تعالى، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120)، ولا تعظيمهم ومخاطبتهم بالسيد والمولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل)). وهذا هو الأصل في التعامل مع أعداء الله، وقد بين أهل العلم أن المؤمن تجب محبته وإن أساء إليك، والكافر يجب بغضه وعداوته وإن أحسن إليك، وقد أوجب الله معاداة الكفار والمشركين، وحرم موالاتهم وشدد فيه، حتى أنه ليس في كتاب الله حكم فيه من الأدلة أكثر وأبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده، ولا يستثنى من إظهار هذا البغض والكره والمعاداة إلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/187)
خشية فوت النفس أو تعاظم المفاسد ومعلوم أن الضرورات تقدر بقدرها، وبضابط الشرع لا الهوى كما يحصل في كثير من بلاد المسلمين وخاصة المحتلة من الكفار، وما يجري الآن من تمييع لهذه العقيدة، وهذا الحد الفاصل بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان وبتنظيم شيطاني وأسلوب خبيث من محاولات لمحو هذا المفهوم من مناهج التعليم حتى وصل الأمر إلى المنابر وعلى لسان أئمة السوء أو من أطم الجهل عقله أو من غُرر به فاغتر وسار بركب من عتى وتجبر وبدأ يبث هذا الزيغ بغطاء الدعوى آنفة الذكر ممرراً هذا المكر على بسطاء الناس ومن هم على شاكلته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال أبو الوفاء بن عقيل: ((إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة)). وقد كان الإمام أحمد - رحمه الله - إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له ذلك، فقال - رحمه الله -: ((لا أستطيع أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه)) فانظر أخي المسلم كيف كان الإمام أحمد يغار على الله من أن ينظر إلى من افترى وقال: أنَّ لله ولداً - تعالى الله عما يقول علواً كبيراً - وقارن بمن ذكرنا سابقاً ممن يتعامل ولا يتعاون على حد زعمه، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شأن النصارى: ((أهينوهم ولا تظلموهم، فإنهم سبوا الله تعالى أعظم المسبة))، على أن لا ننسى أن لا يحملنا هذا الأمر على الظلم؛ فقد أمرنا الله تعالى بالعدل حيث قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8) ويقول في الحديث القدسي: ((ياعبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))، كذلك من مقتضى الولاء والبراء الانضمام إلى جماعة المسلمين، وعدم التفرق عنهم، والتعاون معهم على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)، وكذلك من مقتضى الولاء والبراء عدم التجسس على المسلمين، أو نقل أخبارهم وأسرارهم إلى عدوهم، وكف الأذى عنهم، وإصلاح ذات بينهم، قال تعالى: (وَلا تَجَسَّسُوا) (الحجرات: 12) وكذلك نصرتهم، وأداء حقوقهم من عيادة مريض واتباع جنائز، والرفق بهم واللين والرقة والذل وخفض الجناح معهم. وأهل السنة والجماعة يقسمون الناس في الموالاة إلى ثلاثة أقسام: أولاً: من يستحق الموالاة والحب المطلق وهم المؤمنون الخلص الذين آمنوا بالله تعالى رباً، وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبياً، وقاموا بشعائر الدين علماً وعملاً واعتقاداً قال الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) [رواه البخاري] وقال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه)) [رواه البخاري]. ثانياً: من يستحق الموالاة والحب من جهة والمعاداة والبغض من جهة أخرى، وهم عصاة المؤمنين يحبون لما فيهم من الإيمان والطاعة، ويبغضون لما فيهم من المعصية والفجور التي هي دون الكفر والشرك. ثالثاً: من يستحق المعاداة والبغض المطلق وهم الكفار الخلص الذين يظهر كفرهم وزندقتهم، وعلى اختلاف أجناسهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والملحدين، والوثنيين، والمجوس، والمنافقين، أو من تبعهم من أصحاب المذاهب الهدامة، والأحزاب العلمانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/188)
ختاماً إخوة الإيمان نقول: عودة إلى مفهوم " لا إله إلا الله محمد رسول الله " الفهم الصحيح، كما فهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار، وتحكيماً لشريعة الله واتباعاً لما أنزله وكفراً بكل طاغوت وبكل عرف وبكل هوى وبكل عادة أو تقليد تشرع للناس ما لم يُنَزِّل الله، عند ذاك وحسب يكون صلاح الدين والدنيا، وخير الآخرة والأولى، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ((فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل، فيكون حبه لله ولما يحبه الله، وبغضه لله ولما يبغضه الله، وكذلك موالاته ومعاداته))، هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ذم التعصب
إن مِمَّا تتعرض لَهُ أمتنا الإسلامية في ظل ظروفنا الراهنة - من ضعف وخور وتكالب أعداء وتمزق - محاولات لتغريب كل عناصر الوحدة الَّتي هي من أهم عناصر القوة وأساليب تحقيق المكنة لهذه الأمة، ومن هذِهِ المحاولات - وإن لَمْ تكن جديدة – التعصب المذموم، والتقليد الأعمى، والذي هُوَ دخيل عَلَى أخلاق المسلم وَقَدْ يؤدي بصاحبه إلى العمى عن طريق الحق، وتحكيم شرع الهوى عَلَى شرع الله والعياذ بالله.
والتعصب أنواعه كثيرة جداً، وفي كل مرحلة من مراحل تاريخنا السالف عدى العصور الثلاثة الخيرية الأولى كَانَ التعصب موجوداً وجوداً نسبياً، يحمل سمات ذَلِكَ العصر، فمن تعصب مذهبي فقهي في عصر برزت فِيهِ المذاهب الفقهية كأبرز سمات ذَلِكَ العصر، إلى تعصب فكري برزت فِيهِ المذاهب الكلامية والفكرية، إلى تعصب أممي أو قومي، إلى غير ذَلِكَ. وكل تلك الحالات من التعصب أخذت نارها تخفت وتلتهب بَيْنَ آونة وأخرى، تاركة نكبات عَلَى هذِهِ الأمة عَلَى حسب شدة تلك الفتن، وفي عصرنا الراهن حيث برزت فِيهِ الأحزاب والتكتلات السياسية وربما هي أبرز مَا يميز هَذَا العصر، فلم يزل عدو الله إبليس يحرش بين المسلمين، ويوغر صدورهم ويوسوس لهم ويلقي في قلوبهم العداوة والبغضاء والحسد والتهاجر؛ حتى وصلت الأمة الإسلامية إلى ما وصلت إليه من العداوة والاختلاف والتفرق شيعاً وأحزاباً، وهذا مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم)) (رواه مسلم). وفي هذه الأيام برز نوع آخر من أنواع التعصب، ألا وهو التعصب للأحزاب والجماعات، وأخذت هذِهِ الظاهرة تطفو عَلَى السطح بشكل جلي ومقرف، وأخذت النزاعات بَيْنَ الأفراد والجماعات تصل حد الإقصاء للآخرين فمن مظلل ومبدع ومفسق ومكفر، وكلها تصب في خانة واحدة هي خدمة أعداء الله وأعداء هَذَا الدين الحنيف، حتى خرج كون هذه الأحزاب والجماعات وسائل حديثة للدعوة إلى وسائل للتنفير والفرقة وشق صف المسلمين ووحدتهم وإضعاف شكيمتهم، وغدا التعصب لها ولأفكار رجالاتها، لا تعصباً للحق، وفي ذَلِكَ يقول الإمام الشافعي
– رحمه الله -: ((وبالتقليد أغفل من أغفل مِنْهُمْ والله يغفر لنا ولهم))،
فالمسلم همه الحق وبغيته رضا الله وسيره عَلَى منهج يحكمه الدليل لا الهوى، أما التعصب للأشخاص أو الجماعات أو الأفكار أو الأحزاب، فإنه لا محالة سيورد صاحبه التطرف بَيْنَ إفراط وتفريط، والمؤمن مطالب أن ينتصف من نفسه للحق، وكما قَالَ عمار بن ياسر رضي الله عَنْهُ: ((ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار)) (رواه البخاري معلقاً) وعلى هَذَا كَانَ أصحاب رسول الله وقَّافين عِنْدَ كتاب الله وسنة نبيه، وجمهور الأمة متفق عَلَى أن العصمة للرسول وللأمة في مجموعها وَمَا عدا ذَلِكَ فيؤخذ مِنْهُ، ويرد بقدر قربه وبعده عن الحق، وَمَا اختلف فِيهِ الأئمة والناس من بعدهم فمرجعه الكتاب والسنة، لا آراء الرجال ومناهج الأحزاب ومصالحهم، وإن إثبات خطأ الحزب أو المرجع الديني لا يعد قدحاً في نيته أو إخلاصه، بل هو تصحيح لمنهج أو فكر أو فهم بشري لا يكاد يخلوا بشر من حاجته إليه، وفي ذلك يقول الإمام أحمد: ((ومن يعْرى عن الخطأ والتصحيف))، ويقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/189)
الإمام مالك: ((كل يؤخذ منه ويرد، إلا صاحب هذا القبر)) وأشار إلى قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كان لا بد للمسلم إلا أن ينخرط في هذه الجماعات، فعلى الأقل عليه أن لا ينسى أنها وسائل لا غايات، وأنها نتاج بشري غير معصوم، وأخذ المعترض بحسن الظن، وأنه تكلم لتصحيح خطأ ما، لا للانتقاص أو التشهير.
فيا أمة الإسلام عوداً لما أصلح أول أمركم، كتاب الله وسنة نبيه وفهم سلفنا الصالح، وودعاً لكل ما يشق عصاكم مما لم يأت الدليل داعماً له، ونبذاً لكل أنواع التعصب المذموم، والذي قد يجر إلى ويلات لا يحمد عقباها، وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قاله في مقام تبيان فضله على هذه الأمة: ((ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فجمعكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي)) (رواه البخاري ومسلم).
سبع وقفات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الكون ومدبر أموره (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) والصلاة والسلام على سيد سادات العرب والعجم وإمام طيبة والحرم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فمن المعلوم أنَّ الإنسان قد خُلِقَ محدود العمر، تتناوشه النزعات والشهوات، ضعيف الحول والقوة، التبعات الملقاة على عاتقه ضخمة ثقيلة، كيف وقد عُرضت على السماوات والأرض والجبال فأبينَّ أن يحملنها، وأشفقن منها، وحملها الإنسان، ولأجل صون هذه الأمانة التي حملناها كانت هذه الوقفات التي سُطّرَت للتذكرة (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) فالذكرى نافعة لا محالة إن لم تنفع بالعاجل نفعت بالآجل:
1 - الوقفة الأولى: قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة تلك العابدة الزاهدة: ((يا فاطمة بنت محمد: أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لك لا ضراً ولا نفعاً)) (صحيح الجامع)، هكذا قال صلى الله عليه وسلم لابنته وقد كانت خير نساء العالمين، وأنت أيها الأب الغيور: ماذا قُلتَ لابنتك؟ ماذا قلت لها وهي تجلس إمام التلفاز (الدش)، راجع نفسك، ولا تكن كما قال الشاعر:
أنا الذي أغلقَ الأبوابَ مُجتهداً
على المعاصي وعينُ اللهِ تَنظُرُهُ
وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم عليه الجنة)).
2 - الوقفة الثانية: تشيعُ اليوم في مجتمعاتنا ظاهرة: ((التعميم في إطلاق الحكم))، ومثال ذلك: أنَّ بعض الناس عندما يبلغه خبرٌ عن أمر خاطيء عن شخص ما فإنَّ ذلك السامع يُصدر حُكماً عاماً يشمل كل من انتسبَ إلى صاحب الخطأ من بعيد أو قريب، بل وإذا تكلم عن أصحاب ذلك المخطيء وصمهم جميعاً بالخطأ، وجعل تلك القضية الخاطئة قاسماً مشتركاً بين الجميع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: نرى صورة مباينة في حالة بلوغه خبراً عن أمر حسن فتجده يقصد المدح والثناء على ذلك الشخص وحده، فالله الله في اللسان:
لسانك لا تذكر به عَورةَ امريء
فكلكَ عوراتٌ وللناسِ ألسنُ
3 - الوقفة الثالثة: تَصَيُّد الأخطاءِ: هناك بعض الناس لا عَملَ لهم سوى تصنيف الناس والبحث عن زلاتهم، ومعلوم أنَّ كل من يعمل يُخطيء، ولكن من لا يعمل لا يخطيء، فهؤلاء – والعياذ بالله – ليس لهم عمل دعوي مُطلقاً، وإنَّما عملهم الغيبة والتثبيط والوقوع في الأعراض، قال الإمام الشعبي: ((لو أصبتُ تسعاً وتسعين، وأخطأتُ واحدة، لأخذوا الواحدة وتركوا التسعَ والتسعين)).
إنَّ هؤلاء وأمثالهم شبههم شيخ الإسلام بالذباب، فقال – رحمه الله -: ((إنَّ بعض الناس لا تراه إلا مُنتقداً داءً، يَنسى حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم، فهو مثل الذباب يترك مواضع البرد والسلامة، ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج)) ولو تركَ هؤلاء النقد الهَدَّام، وعملوا ولو قليلاً لكان خيراً لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/190)
4 - الوقفة الرابعة: الحرص على الأعمال التي يجري ثوابها إلى ما بعد الممات: إنَّ من عظم فضل الله تعالى على هذه الأمة القصيرة آجالها أنْ دَلَّها على أعمال يستمر ثوابها إلى ما بعد الممات، قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة، إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)). (أخرجه مسلم في الصحيح).
فينبغي على الإنسان العاقل أن يستعد للرحيل في كل ساعة (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
5 - الوقفة الخامسة: ينبغي على كل مسلم تذكر أول ليلة له في قبره؛ فإنَّ ذلك مُعينٌ له على التخفف من الأوزار في هذه الدنيا؟ قال الشاعر:
فارقتُ موضع مرقدي
يوماً ففارقني السكون
القبرُ أولُ ليلةٍ
بالله قل لي ما يكون؟!
وكان الربيع بن خثيم يتجهز لتلك الليلة، ويُروى أنَّه حفر في بيته حفرة، فكان إذا وجد في قلبه قساوةً دخل فيها، وكان يمثل نفسه أنَّه قد مات وندم وسأل الرجعة، فيقول: (رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ)، ثم يجيب نفسه فيقول: قد رجعت يا ربيع.
6 - الوقفة السادسة: ومما ينفع المسلم في دُنياه وآخرته مُجالسةُ من يستعينُ بهم على فِعل الخير؛ ليكونوا مُترجمين للمقالة المشهورة: ((اجلس بنا نؤمن ساعة)) فتذكر الآخرة يعين على الاستقامة.
رويَ أنَّ أحدَ خُلفاء بني العباس بنى قصراً وزيَّنه، وأعدَّ وليمةً كبيرة، ودعا إليها أبا العتاهية، وقال له:
صِف لنا ما نحن فيه من النعيم، فقال أبو العتاهية:
عِشْ ما بَدا لك سالماً
في ظل شاهقةِ القُصور
فقال له الخليفة: أحسنت، ثم ماذا، فقال أبو العتاهية:
يُسعى عليك بما اشتهيت
لدى الرواحِ وفي البُكور
فقال له الخليفة: أحسنت، ثم ماذا، فقال أبو العتاهية:
فإذا النفوسُ تقعقعت
في ضيقِ حَشرجةِ الصدور
فهناك تعلمُ مُوقناً
ما كُنتَ إلا في غرور
فبكى الخليفة لهذه الموعظة، فقال حاجبه لأبي العتاهية:
أرسل إليك الخليفة لتسعده فأحزنته، فقال الخليفة:
دَعهُ، فقد رآنا في عمًى فكَرِهَ أنْ يَزيدَنا عمى.
7 – الوقفة السابعة: والوقفة الأخيرة هي مع قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ) فهذه البشارة الإلهية تَنصُّ على أنَّ زمام الأمور ومقاليدها سيكون من نصيب الصالحين وحدهم في نهاية المطاف، وفي هذا باعث كبير للأمل في نفوس المسلمين، لكي يعلموا أنَّ الليل مهما طال لا بد أن يَعقبه الفجر (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)، قال الشاعر:
أرى قميصاً يُعيدُ النورَ ثانيةً
لعينِ يعقوبَ حقاً بعدما نَحبا
أرى عصًا هزت الدنيا بما فعلت
فرعون طاحَ بها والسحرُ قد نُكبا
إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب وألقى السمع أو أبصر.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
سيذكر من يخشى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على حبيبه المصطفى، وعلى آله وصبحه ومن بهم اقتدى وبعد:
فهذه تذكرة تنفعنا جميعاً في هذه الأيام التي كثرت فيها الحوادث والخطوب وتكالبت فيها الأمم على أمة الإسلام، وهذا ما أخبرنا به الله تعالى في كتابه العزيز (وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) وتتضمن هذه الأسطر تذكرتان:
1 - التذكرة الأولى: حول الإشاعة وخطرها على المسلمين …
الإشاعة: هي الخبر الذي يكون مصدره مجهولاً في أغلب الأحيان، وهي سريعة الانتشار.
والذي يستفيده المغرضون من بث الإشاعات هو:
1 – الشماتة: وذلك بأن يكون الدافع والمحرك لنشر الإشاعة وترويجها بين الناس إنما هو الشماتة بصاحبها والوقيعة فيه.
2 – الفضول: وهذا حال أغلب المروِّجين للإشاعات، فتراه فضولياً يبحث عن ما لا يعنيه من أمور الناس.
3 – قتل أوقات مجالس المسلمين بذكرها: وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على خلو المجالس من ذكر الله والتواصي بالخير والمعروف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/191)
4 – تشوية الصورة: وذلك يكون بالانتقاص من الشخص المُشاع عنه، وتشويه صورته بالمجتمع لغاية في نفس المغرضين، أعاذنا الله من ذلك كله.
خطر الإشاعة:
يَكمنُ خطر الإشاعة في أنَّها تزيد من تفرُّق المسلمين وتوقد نار الشحناء والبغضاء بينهم، فينبغي الابتعاد عن هذا العمل؛ لأنه يُبغض الله تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) فذكر سبحانه أنَّ هذا الصنف من الناس يتلقى أعظم الأمور وأخطرها بلا مبالاة ولا اهتمام، فلسان يتلقى عن آخر بلا تدبر ولا فحص ولا إمعان، حتى لكأن القول لا يمر على الآذان، ولا تتملاه الرؤوس، ولا تتدبره العقول، فينطق اللسان بالإشاعة الباطلة من غير وعي ولا عقل ولا قلب.
فعلى ناقل الإشاعة أن يتقي الله في نفسه ويراقبه في كل ما يقول ويفعل، وعليه أن يتذكر أنَّه مُحاسب على كل كلمة يتكلم بها، قال صلى الله عليه وسلم: ((رُبَّ كلمةٍ لا يُلقى لها بال تهوي بصاحبها سبعين خريفاً في النار)).
وقال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلاً).
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله عن هذه الآية الكريمة:
((هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنَّه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر بل يردونه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى أولي الأمر منهم، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها)).
طرق دحض الإشاعة:
1 – تذكير الناقل للإشاعة بالله وتحذيره من مَغَبَّة القول بلا علم.
2 – تذكير الناقل بالعاقبة المتحصلة إذا كانت الإشاعة كذباً.
3 – عدم التعجل في تقبل الإشاعة دون استفهام أو اعتراض.
4 – عدم ترديد الإشاعة؛ لأن في ذلك انتشار لها.
5 – اقتفاء سير الإشاعة وتتبع مسارها؛ للوصول إلى مُطلقيها ومحاسبتهم.
6 – إماتتها بالإعراض عنها، قال الإمام مسلم صاحب الصحيح: ((إذ الإعراض عن القول المطّرح أحرى لإماتته وإخمال ذكر قائله، وأجدر ألا يكون ذلك تنبيهاً للجُهَّال عليه)).
7 – محاولة الرد على الإشاعة في الصحف إذا كانت ناشئة من الصحف.
هذا وينبغي على الجميع حفظ الألسن عن اتهام البريء بما ليس فيه؛ لأن ذلك يؤدي إلى تلوث الذمم والأخلاق.
2 – التذكرة الثانية: حول قوله صلى الله عليه وسلم:
((… وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، والتقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم الحرام: دمه وعرضه وماله)).
فهذا الحديث الشريف فيه القواعد العِظام التي تكون جامعة لقلوب المسلمين على الأُلفة والمودة.
قال مجاهد: ((بلغني أنَّه إذا تراءى المتحابان، فضحك أحدهما إلى الآخر وتصافحا تحاتت خطاياهما كما يُتحاتُّ الورق من الشجر، فقيل له: إن هذا ليسيرٌ من العمل، فقال: تقول يسيرٌ والله يقول: (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
والمسلم أخو المسلم يَكُفُّ عنه الضر، ويجلب إليه النفع.
والتقوى محلها القلب، وهي الميزان عنه الله تعالى، وإذا كان أصل التقوى في القلوب فلا يطلع على حقيقتها إلا الله عز وجل، وحينئذٍ فقد يكون كثير ممن له صورة حسنة، أو مال، أو جاه، أو رياسة في الدنيا، قلبه خراباً من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك مملوءً من التقوى، فيكون أكبر عند الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/192)
قال محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ) قال: تخفض رجالاً كانوا في الدنيا مُرتفعين، وترفع رجالاً كانوا في الدنيا مخفوضين.
وجاءت في خاتمة هذا الحديث الشريف القاعدة العظيمة: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله)).
وهذه القاعدة مما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بها في المجامع العظيمة، فإنَّه خطب بها في حجة الوادع يوم النحر، ويوم عرفة، واليوم الثاني من أيام التشريق، ولولا أهميتها لما كررها في أكثر من موضع.
ختاماً:
لقد تضمن هذا الحديث الشريف: أنَّ المسلم لا يَحلُ له إيصال الأذى إلى أخيه المسلم بوجه من الوجوه من قول أو فعل بغير حق، وقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً).
قال رجل لعمر بن عبد العزيز: اجعل كبير المسلمين عندك أباً، وصغيرهم ابناً، وأوسطهم أخاً، فأي أولئك تحب أن تسيء إليه.
ومن كلام يحيى بن معاذ الرازي: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تُفرحه فلا تَغُمَّهُ، وإن لم تمدحه فلا تذمه.
وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.
فضل الصدقة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله تعالى آمراً نبيه: ((قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ)) [إبراهيم: 31]. وقال تعالى: ((وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)) [البقرة: 195]. وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم)) [البقرة: 254]. وقال تعالى: ((أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ)) [البقرة: 267]. وقال تعالى: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) [التغابن: 16].
وقد جاءت الأحاديث النبوية بفضل الصدقة، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة)) [رواه البخاري ومسلم]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ((ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم)) [صحيح الترغيب].
فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى)) [صحيح الترغيب].
ثانياً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار)) [صحيح الترغيب].
ثالثاً: أنها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((فاتقوا النار، ولو بشق تمرة)) [رواه البخاري].
رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر قال: سمعت رسول اللهيقول: ((كل امرىء في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس)). قال يزيد: ((فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء، ولو كعكة أو بصلة))، فقد ذكر النبيَّ أنَّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ((رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه)) [رواه البخاري ومسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/193)
خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((داووا مرضاكم بالصدقة)) [صحيح الجامع]. يقول ابن شقيق: (سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ)
[صحيح الترغيب].
سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكى إليه قسوة قلبه: ((إذا أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم)) [رواه أحمد].
سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ((وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم)) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاسق أو ظالمٍ بل من كافر؛ فإنَّ الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند اناس خاصتهم وعامتهم، وأهل الأرض مقرون به لأنَّهم قد جربوه.
ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: ((لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)) [آل عمران: 92].
تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)) [رواه البخاري ومسلم].
عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي عن ذلك بقوله: ((ما نقص مال من صدقة)) [رواه مسلم].
الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى: ((وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ)) [البقرة: 272]. ولما سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: ((بقي كلها غير كتفها)) [رواه مسلم].
الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل: ((إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)) [الحديد: 18]. وقوله سبحانه:
((مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) [البقرة: 245].
الثالث عشر: أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له: باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان)) قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة؛ فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها، قال: ((نعم وأرجو أنْ تكون منهم)) [في الصحيحين].
الرابع عشر: أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة أنَّ رسول الله قال: ((من أصبح منكم اليوم صائماً؟)) قال أبو بكر: أنا. قال: ((فمن تبع منكم اليوم جنازة؟)) قال أبو بكر: أنا. قال: ((فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟)) قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله: ((ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة)) [رواه مسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/194)
الخامس عشر: أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلمضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أنْ ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها، ولا تتسع [رواه البخاري ومسلم] (فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: ((وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ)) [الحشر: 9].
السادس عشر: أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله: ((إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل ... )) الحديث.
السابع عشر: أنَّ النبَّي جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله: ((لا حسد إلا في اثنين .. رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار))، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.
الثامن عشر: أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا: ((إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِي بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ)) [التوبة: 111].
التاسع عشر: أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله: ((والصدقة برهان)) [رواه مسلم].
العشرون: أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي يوصي التَّجار بقوله: ((يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة)) [صحيح الجامع].
أفضل الصدقات
الأول: الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا: ((إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ)) [البقرة: 271]، ((فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهارها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقام الفضيحة، وأنْ يرى الناس أنَّ يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المَحْمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي صدقة السِّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته)) [طريق الهجرتين].
الثانية: الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا)) [رواه البخاري ومسلم].
الثالثة: الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل: ((وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/195)
العَفْوَ)) [البقرة: 219]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا صدقة إلا عن ظهر غنى ... ))، وفي رواية: ((وخير الصدقة ظهر غنى)) [رواهما البخاري].
الرابعة: بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول)) [رواه أبو داود]، وقال: ((سبق درهم مئة ألف درهم))، قالوا: وكيف؟! قال: ((كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مئة ألف درهم فتصدق بها)) [صحيح الجامع]، قال البغوي رحمه الله: (والاختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر خروجه من ماله أجمع، لما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقوله: ((وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ))
[الحشر: 9] وهي الحاجة والفقر [شرح السنة].
الخامسة: الإنفاق على الأولاد كما في قوله: ((الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له
صدقة)) [رواه البخاري ومسلم]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك)) [رواه مسلم].
السادسة: الصدقة على القريب، كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّبٍ. قال أنس: (فلما أنزلت هذه الآية: ((لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)) [آل عمران: 92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، إنَّ الله يقول في كتابه: ((لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)) وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله، حيث شئت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بخ بخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين)). فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه [رواه البخاري ومسلم].
وقال: ((الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة)) [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم ? اثنان:
الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا: ((فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِي يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ)) [البلد: 11 - 16]. والمسبغة: الجوع والشِّدة.
الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح)) [صحيح الجامع].
السابعة: الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله: ((وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ)) [النساء: 36] وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر بقوله: ((وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها)) [رواه مسلم].
الثامنة: الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله: ((أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل)) [رواه مسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/196)
التاسعة: النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه: ((انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)) [التوبة: 41]، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدق: ((إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)) [الحجرات: 15]، وأثنى سبحانه وتعالى على رسوله وأصحابه رضوان الله عليهم بذلك في قوله: ((لَكِن الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ)) [التوبة:89، 88]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله)) [صحيح الجامع]، وقال: ((من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا)) [رواه البخاري ومسلم]، ولكن ليُعلم أنَّ أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً، ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى: ((وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)) [الحديد: 11، 10]. (إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرةً من عقيدته، وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأوليين) [في ظلال القرآن].
العاشرة: الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) [رواه مسلم].
وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:
مجالات الصدقة الجارية
1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصدقة سقي الماء)) [صحيح الجامع].
2 - ? إطعام الطعام؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: ((تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)) [رواه البخاري ومسلم].
3 - بناء المساجد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة)) [رواه البخاري ومسلم]، وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة)) [صحيح الترغيب].
4 - الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته)) [صحيح الترغيب].
ولتعلم أخي، أنَّ الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ((كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة)) [رواه البخاري ومسلم]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام)) يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء)) [رواه البخاري]، وقد علمت أنَّ الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله.
ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون الناس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قوله سبحانه: ((فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ))
[البلد: 11 - 14].
فمن نعمة الله عز وجل على العبد أنْ يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيه أنْ يكون عوناً له على طاعة الله ((فنعم المال الصالح للمرء الصالح)) [رواه البخاري].
هذا، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/197)
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 09:41 م]ـ
بارك الله هذه الجهود
وحمدا لله على سلامتكم(33/198)
من يعيننا على إيجادِ نسخٍ لهذه الرسائلِ الجامعيةِ؟؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[22 - 06 - 04, 02:22 م]ـ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
طالبُ علمٍ لديهِ بحثٌ عن الإمامِ جعفرِ الصادقِ، ويحتاجُ إلى بعضِ الرسائلِ الجامعيةِ المهمةِ لبحثهِ، وقد وُجدت هذه الرسائلُ في موقع " مركز الملك فيصل للبحوثِ والدراساتِ الإسلاميةِ "، وبعد الاتصالِ بأحدِ الأحبةِ هناك زودني - جزاهُ اللهُ خيراً - بمعلوماتٍ كاملةٍ عن الرسائلِ في الموقع.
فمن يستطيعُ في هذا الملتقى المبارك أن يعيننا على إيجادِ نسخٍ لهذه الرسائل؟؟؟
ونتحملُ جميعَ مصروفاتِ البريدِ.
- عناوبن الرسائل:
1 - العنوان: الإمام جعفر الصادق وآراؤه في الإمامة: دراسة نقدية لما نسبه إليه الشيعة من الأباطيل
الباحث: محمد محفوظ أبوعكاز
المستوى: ماجستير
المانح: جامعة أم القرى بمكة.
كلية: الشريعة وأصول الدين
المشرف: أحمد بن ناصر الحمد
2 - العنوان: الإمام جعفر الصادق ومنهجه في الدعوة إلى الله تعالى
الباحث: عزت علي محمد السروجي
المستوى: دكتوراه
المانح: جامعة الأزهر.
كلية: أصول الدين
المشرف: موسى شاهين.
3 - العنوان: الإمام جعفر الصادق ومنهجه ومدرسته وأثره
الباحث: عبدالقادر محمود أحمد الدسوقي
المستوى: ماجستير
المانح: جامعة الأسكندرية.
كلية: الآداب.
المشرف: علي سامي النشار.
4 - العنوان: مرويات جعفر الصادق في السنة النبوية وأحوال الرواة عنه ونماذج مما نسب إليه
الباحث: لطيفة إبراهيم القاسم الهادي
المستوى: دكتوراه
المانح: جامعة أم القرى بمكة.
كلية: الشريعة وأصول الدين
المشرف: منصور العبدلي.
5 - العنوان: مرويات الإمام جعفر الصادق في الكتب التسعة
الباحث: مؤيد أسعد حسين دناوي
المستوى: ماجستير
المانح: جامعة آل البيت.
المشرف: صديق محمد مقبول.
أرجو أن لا يهمل طلبنا هذا، واحتسبوا الأجر.
بالمناسبة الرسائل الجامعية الموجودة في الموقعِ المشارِ هي مجردُ قاعدة بيانات فقط، ولا يوجدُ منها نسخٌ في المركز.
محبكم: عبد الله زقيل.
ـ[خالد الزهراني]ــــــــ[27 - 06 - 04, 12:03 ص]ـ
أرجو أن لا يهمل طلبنا هذا، واحتسبوا الأجر.(33/199)
نفيس الفوائد من كتاب (المدخل) للعلامة بكر أبو زيد
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 06 - 04, 11:11 م]ـ
هذه بعض الفوائد كنت أقيدها أثناء القراءة لهذا الكتاب النفيس والممتع بحق
فأحببت أن اطلع الاخوة على شيء منها.
كتاب " المدخل المفصل إلى فقه الإمام احمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب"
تأليف معالي الشيخ د. بكر بن عبد الله أبو زيد
وقد طٌبع الكتاب عند دار العاصمة في مجلدين الطبعة الأولى 1417هـ
الفوائد من المجلد الأول
من حِكَم ومصالح الاجتهاد (ص 102)
ترويض النفس على إجالة النظر، والصبر والدأب، وتحريك الثورة الفقهية طلباً لمزيد الربح من استنباط الأحكام، وعمارة الحواس باستخراجها وهذا من فضائل هذا الدين.
من الأغاليط على الإمام احمد – رحمه الله تعالى – (ص124)
ما حكاه بعضهم عنه: انه يُجوز للقادر على الاستدلال: تقليد الأعلم.
وهذا غلط عليه، كما هو المنصوص عن احمد (فتاوى ابن تيمية20/ 225)
ومن تلك الأغاليط: ما حكي عنه من جواز تقليد العالم للعالم.
وهذا غلط عليه، و إنما هو محكي عن شيخه محمد بن الحسن الشيباني تلميذ الإمام أبي حنيفة – رحم الله الجميع –، نبه على ذلك شيخ الإسلام في (منهاج السنة 2/ 244)
ومن تلك الأغاليط: غلط الحافظ ابن عبد البر – رحمه الله تعالى – من أن التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة لا يجب عند الإمام احمد؟
وقد رده شيخ الإسلام ابن تيمية في بحث مطول من الفتاوى22/ 588 - 591
ومن تلك الأغاليط: القول بوجوب صيام يوم الغيم!
فانه لا اصل للوجوب في كلام الإمام احمد ولا أحد من أصحابه، و إنما القول بالاستحباب كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى25/ 99)
ومن تلك الأغاليط: تتابع جماعة من فقهاء المذهب: أبو الخطاب في الهداية، وابن قدامة في المقنع، والجد المجد ابن تيمية في المحرر وغيرهم
من انه يصح تراخي القبول مطلقا عن الإيجاب في النكاح ولو بعد المجلس.
وقد نفاه شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى21/ 140)
* أوسع الكتب التي اشتهرت بالغلط كتاب (مفردات الإمام احمد) للكيا الشافعي
الديوان الجامع للتصحيح والتضعيف في المذهب وكشف الغلط (ص125)
عليك بكتاب خاتمة المذهب المرداوي ((الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف))
الكتب التي تعرف بالمذاهب الأخرى (الحنفي - المالكي - الشافعي)
من صفحة 143 حتى صفحة 145
أول من كتب في أصول المذهب الحنبلي (ص149 - 150)
هو الحسن بن حامد (ت:403هـ) في كتابه ((تهذيب الأجوبة))
ويقول الشيخ في ص227 هامش (1) طُبع هذا الكتاب بتحقيق الأستاذ: صبحي السامرائي،
ثم حقق رسالة في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وقد حلاه محققه الشيخ/عبد العزيز القائدي بحاشية نفيسة وتعليقات جيدة.
شيخ المذهب، أطلق على ثلاثة (ص 205)
على القاضي أبي يعلى (ت:458هـ)، و الموفق ابن قدامة (ت:620هـ)، و المرداوي صاحب الإنصاف (ت:882هـ)
حروف الخلاف في المذهب ص317+هامش (1)
(ولو) =يشار به إلى الخلاف القوي
(حتى) = يشار به إلى الخلاف المتوسط
(وان) = يشار به إلى الخلاف الضعيف
أوفى الكتب المفردة في ترجمة الإمام احمد (ص 323)
أوفى الكتب المطبوعة على الإطلاق كتاب ابن الجوزي ((مناقب الإمام احمد بن حنبل))
فإنه – رحمه الله – استفرغ جل ما في الكتب المسندة في ترجمة أحمد، في نحو (600) صفحة فالمترجمون بعده عيال عليه.
وإذا تأملت في أسانيده فيها، رأيتها من كتب متعددة وجلها من كتاب الخلال والخطيب في مناقب أحمد .............. والعجب من ابن جرير فلم يترجم له في (تاريخه)، كما أن ابن عساكر لم يذكر خبر المحنة في (تاريخه)!
هل من معتبر؟ (ص 330 - 331)
كان والد الإمام احمد من أجناد مرو .... وجده: حنبل كان والياً على سرخس، ومن القائمين بالدعوة العباسية.
قال الشيخ بكر/وهذه السابقة من جده، لم تشفع له عند المأمون، والمعتصم، والواثق، من خلفاء بني العباس في موقفهم من أحمد الإمام، فهل من معتبر؟
مؤلفات الإمام احمد -رحمه الله - (ص352 - 354)
1) المسند. طبع مراراً.، ألف المسند قبل المحنة وما سمعه ابن عبد الله إلا بعدها في حدود سنة 227هـ أو سنة 228هـ
2) فضائل الصحابة. مطبوع في مجلدين.
3) العلل ومعرفة الرجال. مطبوع
4) الأسامي والكنى. مطبوع
5) حديث شعبة.
6) التاريخ
7) الزهد. مطبوع
8) الورع. مطبوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/200)
9) الرد على الزنادقة والجهمية. طبع مراراً
10) كتاب أهل الردة والزنادقة وتارك الصلاة والفرائض ونحو ذلك.
وهل هو تأليف مستقل للإمام أحمد أم جزء من كتاب الخلال (الجامع لعلوم الإمام احمد) مطبوع
11) الإيمان. مخطوط في المتحف البريطاني،كما في تاريخ التراث العربي: 1/ 3/226
12) طاعة الرسول
13) الإمامة
14) نفي التشبيه
15) المقدم والمؤخر في القران
16) جوابات القران
17) الناسخ والمنسوخ، مصورته في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري بالمدينة
18) رسالة في الصلاة. مطبوعة، وهي في طبقات ابن أبي يعلى 1/ 348 - 381
19) حديث الشيوخ
20) المناسك الكبير
21) المناسك الصغير
22) الفرائض
23) الأشربة. مطبوع
24) كتاب الوقوف والوصايا. مطبوع
25) أحكام النساء. مطبوع
26) الترجل. مطبوع
وهذه الثلاثة يظهر – والله اعلم- أنها من كتاب (الجامع) للخلال، وان وجدت نسخ خطية مفردة لها.
ولم اذكر كتاب (التفسير) لان نقد الذهبي لنسبته وإنكار وجود تفسير له مقنع كما في ترجمته للإمام احمد في السير (11/ 328)، (13/ 522)
أما رسائله –رحمه الله – فهي في الاعتقاد، وقد ساق ابن أبي يعلى في الطبقات منها ست رسائل هي:
1) رسالة الاصطخري: 1/ 24 - 36.
2) رسالة الربعي الحسن بن إسماعيل: 1/ 130 - 131.
3) رسالة عبدوس بن مالك العطار: 1/ 241 - 246
4) رسالة محمد بن عوف الطائي: 1/ 311 - 313
5) رسالة السنة رواية الاتدراني والسرخسي: 1/ 329 - 330
6) رسالة الإمام احمد إلى مسد بن مسرهد: 1/ 341 - 345
أربعة كتب هي العمدة في معرفة طبقات الحنابلة (ص 191 - 492)
((طبقات الحنابلة)) للخلال (ت:311هـ) فقد عني عناية فائقة بتراجم تلاميذ الإمام، و عليه بنى القاضي ابن أبي يعلى (ت:526هـ) النصف الأول من كتابه، وهو ((الطبقات))، و ((ذيل طبقات الحنابلة)) لابن رجب (ت:795هـ)، ثم من حيث وقف ابن رجب إلى قُرب تمام القرن الثالث عشر لابن حميد (ت:1295هـ) في كتابه ((السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة))
* موقف غريب حصل للشيخ بكر أبو زيد لما كان بدمشق من شهر شعبان عام 1412هـ
حكاه في صفحة 602 - 603، فانظره.
يتبع إن شاء الله الفوائد من المجلد الثاني ..(33/201)
المحرر ... أم البلوغ لابن حجر؟
ـ[السني]ــــــــ[23 - 06 - 04, 01:12 ص]ـ
نريد مقارنة بين كتابي المحرر لابن عبدالهادي، وبلوغ المرام لابن حجر العسقلاني، فأيهما يفضل في الحفظ، نرجو الإفادة.
ـ[صلاح]ــــــــ[23 - 06 - 04, 03:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا السؤال، كنت سأسأل عنه، فبارك الله فيك
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[23 - 06 - 04, 06:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في المقدمة لكتاب المحرر لابن عبد الهادي رحمه الله بتحقيق عادل الهدبا ومحمد علوش ما نصه: أما المحرر فهو مختصر من كتاب الإلمام لابن دقيق العيد , مع زيادات وتعليقات مهمة جدا , نص على ذلك الذهبي ناقلا ذلك عن الشوكاني في البدر الطالع. ونص عليه ايضا الحافظ ابن حجر رحم الله الجميع فقال الاخير: المحرر في الحديث , اختصر من الالمام فجوده جدا.
منهج الحافظ ابن عبد الهادي في المحرر:
1 - الأختصار.
2 - الانتقاء.
3 - الترتيب
4 - التصحيح والتعليل
منهجه في تعليقاته على الحديث:
يعد هذا الكتاب مختصرا في علل الأحاديث حسبما يتبين لنا من منهجه
حيث يذكر من يصحح الحديث أو من يضعفه من كلام الائمة النقاد , انظر حديث رقم 3 وإذا كان يميل لصحته مع وجود من أعله رد كلامه ردا علميا قويا منصفا انظر رقم 56. وغالبا ما يعتمد كلام الإمامين الجليلين أحمد والبخاري رحمهم الله تصحيحا وتضعيفا وإعلالا , كما في رقم 123 ,
منزلة الكتاب بالمقارنة مع غيره:
الحديث عند المجد في المنتقى:
ولابي داوود عن عائشة قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينام وهو جنب , ولا يمس ماء.
الحديث عند ابن حجر في البلوغ:
وللاربعة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينام وهو جنب من غير أن يمس ماء. وهو معلول
الحديث عند ابن عبد الهادي في المحرر:
وعن ابي اسحاق السبيعي عن الاسود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ينام وهو جنب من غير أن يمس ماء.
رواه احمد وابو داود وابن ماجه والنسائي والترمذي وقال يرون ان هذا الحديث غلط من ابي اسحاق. وقال يزيد بن هارون: هذا الحديث وهم. وقال احمد ليس صحيحا. وصححه البيهقي وغيره
وقال بعض الحذاق من المتأخرين: اجمع من تقدم من المحدثين ومن تأخر منهم أن هذا الحديث غلط منذ زمان أبي اسحاق إلى اليوم , وعلى ذلك تلقوه منه وحملوه عنه وهو أول حديث او ثان مما ذكره مسلم في كتاب التمييز له مما حمل من الحديث على الخطأ
وروى احمد من حديث شريك عن محمد عن عبد الرحمن عن كريب عن عائشة قالت: كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يجنب ثم ينام ثم ينتبه ثم ينام ولا يمس ماء وإسناده غير قوي
إن هذه المقارنة غنية عن التعليق لما احتوته من قوائد قل أن تجدها في غير المحرر.
قلت: قال ابن حجر في مقدمة مصنفه: فهذا مختصر يشتمل على أصول الادلة الحديثية للأحكام الشرعية حررته تحريرا بالغا ليصير من يحفظه من بين اقرانه نابغا ويستعين به الطالب المبتدي ولا يستغني عنه الراغب المنتهي وقد بينت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة لارادة نصح الامه. اهـ
قلت: ومن مزايا البلوغ انه نال اهتماما منقطع النظير من الشراح قديما وحديثا , وهو اكثر اختصارا من سابقه واقل تعليقا.
فانظر همتك واستعن بالله.واصلح القصد , وفي كل خير.
اعاننا الله واياكم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 09:18 م]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين عن كتاب " المحرر " لابن عبدالهادي أليس خيراً من " بلوغ المرام "؟
فأجاب قائلاً: بلوغ المرام متداول بين الناس، وصاحبه محقق - رجمه الله -، والشيء المتداول ينبغي للإنسان أن يعتني به أكثر من غيره؛ لأن الشيء المهجور لا ينتفع به الناس كثيراً، و " البلوغ " كما هو معلوم خُدم، وقرأ به علماؤنا ومشائنا.
انتهى من " كتاب العلم " (ص 101 / رقم 10 - ط: الإيمان).(33/202)
التحدث عن المعاصي التي كانت قبل الهداية
ـ[أحمدالفايدي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 04:07 ص]ـ
فائدة (9): مسألة مهمة: أن الإنسان قد يمُنّ الله عليه بالهداية، ويكون قبل استقامته يفعل بعض المعاصي، فيتحدث بها بعد استقامته، فهل تحدُّثُهُ بها من باب التحدّث بنعم الله عليه أو لا؟
في الواقع إن هذه المسألة: تحدُّث الإنسان بما يفعله من المعاصي قبل أن يمُنّ الله عليه بالهداية تنقسم إلى أقسام:
أ/ أن يتحدّث الإنسان عن نفسه، فهذا أقسام:
1 - أن يتحدّث عنها مفاخرة، فهذا على خطر عظيم أن يقلب الله عز وجل قلبه وان يطمس عليه، وهو أيضاً من المجاهرة بالمعصية، ولهذا قال النبي?"كل أمتي مُعافى إلا المجاهرين، يعمل الرجل العمل بالليل ويصبح وقد ستره الله عليه، فيكشف ستر الله عز وجل".
2 - أن يتحدثّ بها لبيان مِنّة الله عز وجل عليه بالهداية، وهذا جائز وهو من التحدّث بنعمة الله، ولهذا قال عمرو بن العاص أنه كلن قبل أن يُسْلِم حريصاً على قتل النبي?،وكان عليه الصلاة والسلام من اشدّ الناس بالنسبة إليه بغضاً، فلما أسلم كان? لا يرفع طرْفُه حياءً من النبي? وإجلالاً له، حتى قال ? (لو قيل لي صِفْهُ، ما استطعت أن أصفه) مع أنه مع النبي? كل يوم، فعمرو بن العاص في هذا الحديث قوله: (قد كنت أشدّ الناس حرصاً على قتله، وقد كان أبغض الناس إليّ) ثمّ بعد ذلك تحدّث، فهذا الحديث بيان لنعمة الله تعالى عليه بالهداية.
3 - أن يتحدث بها لا لسبب، بل مجرّد خبر، بأن يقول: كنت أفعل كذا وكذا، فهذا لا له ولا عليه، لكن إذا خُشِيَ أن يتأسّى الناس به وأن يغترّوا بكلامه فإنه يُنهى عن ذلك. هذا بالنسبة لتحدّث الإنسان عن نفسه.
ب/ما يتحدّ أحد عن غيره بما كان يفعله، فهذا أيضاً أقسام: (هذا القسم الثاني للمسألة)
1 - أن يريد بذلك العيب والقدح، فهذا حرام؛ لأنه أدنى أحواله ان يكون غيبة.
2 - أن يتحدّث بها لبيان منّة الله تعالى عليه بالهداية، فهذا لا بأس به وهو جائز.
3 - أن يتحدّث بذلك على سبيل الدفاع عنه، كما لو سمع قائلاً يقول: إن فلان يشرب الخمر، ويفعل كذا وكذا قبل استقامته، فيقول المتحدّث: نعم. كان يفعل كذا وكذا لكن مَنَّ الله عليه بالهداية، فهذا جائز، بل هو واجب؛ لأنه من رَدَّ عرض المسلم، وفيه حفظ لعرض المسلم ومدافعة عنه.
4 - أن يتحدّث بها مجرّد خبر، لا بسبب من الأسباب، فهذا حرام، لأنّه من الغيبة.
هذه الفوائد والنكت العلمية، من شرح أحد مشايخنا-حفظهم الله تعالى، فو الله لا أستطيع أن أبوح باسمه؛ لأنني أجزم أنه لن يوافق على ذلك، لكن هذا من أقل القليل الذي نقدمه تجاه هذا الشيخ المبارك؛ ولأنه لا يوافق على نقل دروسه عبر الشبكة، فقلت: أنقلها هنا عبر هذا الملتقى المبارك نشراً للعلم والفائدة، وأنقلها على فترات، وأرجو من الإخوة في الملتقى أن يضيفوا أشياء لكي نستفيد منها. وجزاكم الله خيراً.(33/203)
نفائس من كتاب قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 06:14 م]ـ
إن كتاب قواعد الأحكام لسلطان العلماء العز بن عبد السلام لهو من أنفس ما كُتب في باب المصالح المرسلة، أو ما يسمونه بعض الدعاة المعاصرين بفقه الأولويات، ولهذا قد سجلت بعض النِقاط - وللأسف هي قليلة على أهميتها - أثناء قراءتي للكتاب فأردت أن تعم الفائدة بين إخوتي في هذا الملتقى المبارك:
فَإِلَيْكُمُوهَا:
يقول المؤلف رحمه الله والمسلمين:
الجزء (1/ 26 - 27)
ومما يدل أيضا على أن الله قد يؤجر على قليل الأعمال ما لا يؤجر على كثيرها ما روي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مثلكم ومثل أهل الكتابين كرجل استأجر أجراء فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط، فعملت اليهود، ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط فعملت النصارى، ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين، فهم أنتم، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء؟، فقال هل نقصتكم من حقكم شيئا؟ قالوا لا قال فذلك فضلي أوتيه من أشاء)، أخرجه البخاري.
ويدل هذا الحديث أيضا على أن الثواب ليس على قدر النصب، قوله صلى الله عليه وسلم. (الإيمان بضع وستون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، وهو من المصالح العامة لكل مجتاز بالطريق بإزالة الشوك والأحجار والأقذار مع مشقة ذلك وخفة النطق بكلمة الإيمان.
الجزء (1/ 26 - 27)
[ SIZE=4] وقيد ذلك رحمه الله فقال في (1/ 30)
والحاصل بأن الثواب يترتب على تفاوت الرتب في الشرف، فإن تساوى العملان من كل وجه كان أكثر الثواب على أكثرهما لقوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره).
يتبع إن شاء الله
ـ[الرايه]ــــــــ[24 - 06 - 04, 12:36 ص]ـ
الاخ الكريم / مصطفى الفاسي
شكرا لك هذه الفوائد ......
وبانتظار المزيد من قلمك وفقك الله ...
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 06 - 04, 01:04 ص]ـ
الأخ الفاضل مصطفى
جزاك الله خيرا على اختيارك لهذا الموضوع
و بخصوص الفائدة المذكورة، فهذا رابط فيه تصويب للقاعدة المشهورة:الأجر على قدر المشقة
و فيه: النقل عن العز من كتاب الأشباه و النظائر للسيوطي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6445&perpage=15&pagenumber=5
الفائدة رقم 62
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 12:15 ص]ـ
واستطرد رحمه الله قائلا فيما يتعلق بالمشقة: (1/ 32 - 33)
وقد علمنا من موارد الشرع ومصادره أن مطلوب الشرع إنما هو مصالح العباد في دينهم ودنياهم، وليست المشقة مصلحة.
بل الأمر بما يستلزم المشقة بمثابة أمر الطبيب المريض باستعمال الدواء المر البشع، فإنه ليس غرضه إلا الشفاء، ولو قال قائل كان غرض الطبيب أن يوجده مشقة ألم مرارة الدواء، لما حسن ذلك فيمن يقصد الإصلاح. وكذلك الوالد يقطع من ولده اليد المتآكلة حفظا لمهجته ليس غرضه إيجاده ألم القطع، وإنما غرضه حفظ مهجته مع أنه يفعل ذلك متوجعا متألما لقطع يده.
وقد قال عليه السلام فيما حكاه عن ربه عز وجل أنه قال: "وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه" ولا شك أن المشاق من حيث إنها مشاق تسوء المؤمن وغيره، وإنما يهون أمرها لما يبتنى على تحملها من الأجر والثواب،
ويكون قليل العمل البدني أفضل من كثيره، وخفيفه أفضل من ثقيله،
كتفضيل القصر على الإتمام (1)
وكتفضيل صلاة الصبح مع نقص ركعاتها على سائر الصلوات عند من رآها الصلاة الوسطى، مع أنها أقصر من صلاة العصر على ما جاءت به السنة، والله تعالى يؤتي فضله من يشاء، ولو كان الثواب على قدر النصب مطلقا، لما كان الأمر كذلك، ولما فضلت ركعة الوتر على ركعتي الفجر، ولما فضلت ركعتا الفجر على مثلها من الرواتب.
وأما الإبراد بالظهر مع ما فيه من تفويت المبادرة إلى الصلاة فإنه من باب تقديم مصلحة راجحة على مصلحة مرجوحة. اهـ
______________________________________
(1) عند القائلين به
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 12:18 ص]ـ
وقال المصنف رحمه الله (1/ 33):
لا يلزم من ذكر ثواب العمل أن يكون أفضل من غيره،لأنه لا يلزم من ذكر الفضيلة حصول الرجحان بالأفضلية.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 11:44 م]ـ
وقال رحمه الله (1/ 34 - 35)
ولا يلزم من الاستواء في العقوبة العاجلة الاستواء في العقوبة الآجلة
قال
فإن قيل هل يكون وزر من سرق ربع دينار كوزر من سرق ألف دينار لاستوائهما في القطع؟ قلنا: لا، بل يتفاوت وزرهما في الدار الآخرة بتفاوت مفسدة سرقتيهما. قال تعالى: "ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"، "وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين". والقطع الواجب في الألف متعلق بربع دينار من الألف، ولا يلزم من الاستواء في العقوبة العاجلة الاستواء في العقوبة الآجلة، ويجوز أن يجاب بمثل هذا في حدي القطرة والسكرة. لكن الحدود كفارة لأهلها، فقد استويا في الحدين وتكفير الذنبين. وفي السرقتين. استويا في المفسدتين، وهما أخذ ربع دينار، فيكفر الحدان ما يتعلق بربع الدينار من السرقتين، ويبقى الزائد إلى تمام الألف لا مقابل له ولا تكفير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/204)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 11:52 م]ـ
وقال في (1/ 36):
قد يحرم الله ما لا مفسدة فيه
قال:
فإن قيل هل يحرم الرب ما لا مفسدة فيه؟
قلنا: نعم، قد يحرم الرب ما لا مفسدة فيه عقوبة لمخالفته وحرمانا لهم أو تعبدا.
أما تحريم الحرمات، فكما حرم على اليهود كل ذي ظفر، وكما حرم عليهم الثروب من البقر والغنم، عقوبة لهم لا لمفسدة في ذلك،
ولو كان فيه مفسدة لما أحل ذلك لنا مع أنا أكرم عليه منهم.
وقد نص على ذلك بقوله: "كذلك جزيناهم ببغيهم"، وبقوله: "فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم".
وأما تحريم التعبد فكتحريم الصيد في الإحرام، والدهن والطيب واللباس، فإنها لم تحرم لصفة قائمة بها تقتضي تحريمها، بل لأمر خارج عن أوصافها، وصار ذلك بمثابة أكل مال الغير،
فإنه لم يحرم لصفة قائمة به، وإنما حرم لأمر خارج.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 05:16 م]ـ
وقال في (1/ 70 - 71):
فإذا جوز رسول الله صلى الله عليه وسلم لهند أن تأخذ من مال زوجها أبي سفيان ما يكفيها وولدها بالمعروف، مع كون المصلحة خاصة، فلأن يجوز ذلك في المصالح العامة أولى
ولا سيما غلبة الظلمة للحقوق. ولا شك أن القيام بهذه المصالح أتم من ترك هذه الأموال بأيدي الظلمة يأكلونها بغير حقها، ويصرفونها إلى غير مستحقها.
ويحتمل أن يجب ذلك على من ظفر به كمن وجد اللقطة في مضيعة، وإذا جوز الشرع لمن جحد حقه أن يأخذ من مال جاحده إذا ظفر به إن كان من جنسه، وأن يأخذه ويبيعه إن كان من غير جنسه، مع أن هذه مصلحة خاصة فجواز ما ذكرناه مع عمومه أولى.
وقد خير بعض أصحاب الشافعي واجد ذلك بين أن يصرفه في مصارفه، وبين أن يحفظه إلى أن يلي المسلمين من هو أهل يصرف ذلك في مصارفه،
وينبغي أن يتقيد بما ذكره بعض الأصحاب بوقت يتوقع فيه ظهور إمام عدل.
وأما في مثل هذا الزمان المأيوس فيه من ذلك فيتعين على واجده أن يصرفه على الفور في مصارفه، لما في إبقائه من التغرير به وحرمان مستحقيه من تعجيل أخذه، ولا سيما إن كانت الحاجة ماسة إليه بحيث يجب على الإمام تعجيلها. اهـ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 05:41 م]ـ
وجاء في (1/ 75):
قد يجوز الإعانة على المعصية لا لكونها معصية بل لكونها وسيلة إلى تحصيل المصلحة الراجحة
فقال رحمه الله:
فإن قيل: أيجوز القتال مع أحدهما لإقامة ولايته وإدامة تصرفه مع إعانته على معصيته؟ قلنا: نعم دفعا لما بين مفسدتي الفسوقين من التفاوت ودرءا للأفسد فالأفسد، وفي هذا وقفة وإشكال من جهة أنا نعين الظالم على فساد الأموال دفعا لمفسدة الأبضاع وهي معصية. وكذلك نعين الآخر على إفساد الأبضاع دفعا لمفسدة الدماء وهي معصية،
ولكن قد يجوز الإعانة على المعصية لا لكونها معصية بل لكونها وسيلة إلى تحصيل المصلحة الراجحة وكذلك إذا حصل بالإعانة مصلحة تربو على مصلحة تفويت المفسدة
كما، تبذل الأموال في فدى الأسرى الأحرار المسلمين من أيدي الكفرة والفجرة. المثال السادس: إذا لم تجد المرأة وليا ولا حاكما فهل لها أن تحكم أجنبيا يزوجها؟ أو تفوض إليه التزويج من غير تحكيم؟ فيه اختلاف، ومبنى هذه المسائل كلها على الضرورات ومسيس الحاجات، وقد يجوز في حال الاضطرار ما لا يجوز في حال الاختيار، كما يجوز لمن ظفر بمال غريمه الجاحد لدينه أن يأخذ من ماله مثل حقه، فإن كان من غير جنسه فله أن يأخذه ويبيعه. وكذلك مسألة هروب الجمال وتركه الجمال، كذلك الالتقاط وتخيير الملتقط في التمليك بعد التعريف المعتبر، وكذلك أكل المضطر الطعام بغير إذن ربه.
وجاء نحو هذا الكلام في (2/ 35)
وكذلك لقد جاء في منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام وقد قرأته منذ مدة ولم أستطع العثور عليه الآن لقدم طبعتي ولعدم تذكري للألفاظ كما هي للبحث في الشبكة
ويفيد كلامه أنه يجوز فعل بعض المحرمات لنيل السلطة، إن تحققنا من عظم المفسدة الحاصلة بتولي هذا الفاسق المعين لها، (وهذا طبعا بالمعنى)
وكذلك نحو كلام العز بن عبد السلام كلام آخر له في فتاوه، وليست عندي ولكني قرأتها في مقال نشرته مجلة البيان
فأرجو مساعدي والإخوة، بنقل نصوص هذه المصادر وأرقام صفحاتها لنستفيد منها جزاكم الله خيرا(33/205)
أريد أسئلة على البيقونية للبيقوني والقواعد الفقهية لابن سعدي رحمها الله
ـ[علي الكناني]ــــــــ[23 - 06 - 04, 07:39 م]ـ
لدينا دورة علمية للمبتدئين في البيقونية للبيقوني والقواعد الفقهية لابن سعدي رحمهما الله تعالى
نحتاج أسئلة على البيقونية والقواعد الفقهية لطرحها على الطلاب لامتحان يهدف لشحذ الهمم
ولضيق الوقت عن إعدادها أرجو ممن لديه مطلبي أن يتحفنا بالأسئلة
وله منا خالص الدعاء
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 10:56 ص]ـ
بخصوص أسئلة القواعد الفقهية، فتجدها في بريدك
ـ[خالد القسري]ــــــــ[24 - 06 - 04, 10:44 م]ـ
:)
من مؤلف المنظومة؟ وكم عدد أبياتها؟ هل أعجبتك المنظومة؟ هل حفظتها؟ استفدت منها؟ إيش رايك تسردها؟
خذ هذه الأسئلة أخي في الله ولا تنسى الدعاء لصاحبك:)
ـ[علي الكناني]ــــــــ[24 - 06 - 04, 11:21 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي أبا المنهال
وأسأله سبحانه أن يجعلك مباركاً أينما كنت على بذلك وجهدك
وجزاك الله كل خير أخي خالد القسري
والمطلوب هو أسئلة على المادة العلمية التي تظمنتها المنظومة
بارك الله فيك
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 01:10 ص]ـ
تنبيه:
لقد وضعن رابط لأسئلة البيقونية في " المشاركة السابقة، ولكن الأخوة المشرفين حذفوه!
ـ[علي الكناني]ــــــــ[25 - 06 - 04, 03:49 م]ـ
راجع بريدك أخي الكريم: أبو المنهال
ـ[سليمان]ــــــــ[27 - 06 - 04, 03:14 م]ـ
1/ هل يلزم من صحة السند أو ضعفه صحة المتن أو ضعفه؟
2/اذكر بعض ألفاظ التعديل الدالة على رجال الحديث الحسن؟
3/عرف المبهم؟ وحكم المبهم من حيث القبول والرد مع التعليل؟
4/اذكر بعض علامات الوضع في المتن؟
5/ بين ما حكم العمل بالحديث الحسن؟ والضعيف؟
والله أعلم
ـ[علي الكناني]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي سليمان(33/206)
لي سؤال في القواعد المثلى أحسن الله إليكم.
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[23 - 06 - 04, 08:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله في (القواعد المثلى)
في القاعدة الرابعة: " دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة وبالتضمن وبالالتزام"
أن اللازم من قول أحد سوى قول الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - له ثلاث حالات:
قال في الحالة الثالثة:
(أن يكون اللازم مسكوتا عنه فلا يذكر بالتزام ولامنع فحكمه في هذه الحال أن لا ينسب إلى القائل لأنه يحتمل لو ذكر له أن يلتزم به أو منع التلازم ويحتمل لو ذكر له فتبين له لزومه وبطلانه أن يرجع عنه قوله لأن فساد اللازم يدل على فسا الملزوم.
ولورود هذين الاحتمالين لا يمكن الحكم بأن لازم القول قول.
فإن قيل: إذا كان هذا اللازم لازماً من قوله، لزم أن يكون قولاً له لأن ذلك هو الأصل لا سيما مع قرب التلازم .. )
****
فهل لكم جزاكم الله خيرا أن تشرحوا لي هذه الفقرة .. ؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 01:54 ص]ـ
أختى الكريمة: الدلالات أقسام ثلاثة: مطابقة وتضمن والتزام ,فدلالة المطابقة هى دلالة اللفظ على جميع معناه ,ودلالة التضمن هي دلالته على جزء معناه , ودلالة الالتزام هي دلالته على أمر خارج عن معناه لكنه لازم له. فكلمة"دار " دلالتها على جميع الدار دلالة مطابقة ,ودلالتها علىالحمام أوالمستراح فقط دلالة تضمن, ودلالتها على من بنى الدار دلالة التزام إذ الباني ليس من اجزاء الدار إلا أنه لازم للدار إذ ما من بناء إلا وله بان, وكذلك لفظ الخالق يدل على ذات الله وعلى صفة الخلق فدلالته على الذات والصفة دلالة مطابقة ودلالته على الذات وحدها أو على الصفة وحدها دلالة تضمن , ودلالته علىالعلم والقدرة دلالة التزام لأن الخالق لايمكن أن يخلق إلا وهو يعلم كيف يخلق ويقدر على ذلك.
وأما شرح الفقرة الثانية: أن يكون اللازم مسكوتا عنه يعني لم يذكر للقائل فيلزمه أو يمنعه , فلا يكون قولا له لأنه يحتمل أنه لو ذكر له لا يلتزمه أو ير جع عن قوله
أصلا إذا تبين له بطلان الازم فلما كان الأمر محتملا فإننا لانلزمه بلازم قوله.والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 06 - 04, 07:54 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وللفائدة حول لازم القول ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15009
ـ[الدرعمى]ــــــــ[06 - 07 - 04, 12:54 م]ـ
الأخ الكريم الحنبلى السلفى أشكرك على دقتك فى عرض تلك المسألة وإن كنت أتحرج من الكلام فى صفات الله تعالى ولكن لى تعليقً بسيطًا من باب زيادة العلم فتقسيم الدلالة إلى الأقسام التى ذكرتها يكاد يكون متفقًا عليه إلا أننا يجب أن نضيف فى التعريف قيدا فنقول فى دلالة التضمن ((هى دلالة اللفظ على جزء معناه من حيث هو جزؤه)) وفى دلالة الالتزام (( ... من حيث هو لازمه)) وذلك حتى يصير التعريف مضطردًا وبيان ذلك أنه كما يصح أن يوضع اللفظ للمعنى فإنه يصح أيضًا أن يوضع نفس اللفظ لجزء المعنى ذاته ويكون دلالة اللفظ على كل واحد منهما بالمطابقة من باب الاشتراك ومن ذلك لفظ ((الركعة)) فإنها تستعمل للدلالة على المجموع المركب من الأقوال والأفعال الخاصة ومنه ما رواه ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم ((صلام الليل مثنى مثنى فإذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة .. )) الحديث.
وتستعمل للدلالة على الركن المخصوص ومنه ((من أدرك الركعة فقد ادرك السجدة))
وكذلك فى دلالة الالتزام فقد يوضع اللفظ للدلالة على الشىء ولازمه بالاشتراك كما فى لفظ الشمس فإنها تستعمل للدلالة على الجرم كما فى حديث ((تدنو الشمس من الرؤوس)) وتستعمل فى لازم الشمس وهو الضوء كما فى قوله تعالى ((ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً)) فإذا قيدنا بالقيد السابق ذكره خرجت دلالة الاشتراك.
على أنه من المحظور استخدام تلك القواعد فى أبواب الأسماء والصفات فإنها مزلة للأقدام(33/207)
مأدلة المجوزين لضرب الدف للنساء في غير الاعراس والاعياد؟؟
ـ[اللجين]ــــــــ[23 - 06 - 04, 10:44 م]ـ
السؤال
uestion السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مأدلة المجوزين لضرب الدف للنساء في غير الاعراس والاعياد؟؟
وجزاكم الله خيرا.
السؤال
uestion
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:17 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعد:
نقلاً عن بعض أهل العلم:
باب من نذر أن ينحر بغيرها أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا داود بن رشيد ثنا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة حدثني ثابت بن الضحاك قال ثم نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر ببوانة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد قالوا لا قال فهل كان فيها عيد من أعيادهم قالوا لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوف بنذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك بن آدم. سنن البيهقي 10/ 83
ففي هذه الرواية فضلاً عن صحتها بينت أن النذر لو كان حراماً لا يجوز الوفاء به.
والرواية التالية:
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا زياد بن أيوب قال حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح قال حدثنا الحسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض مغازيه فجائت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني نذرت إن ردك الله سالما أن اضرب على رأسك بالدف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن نذرت فافعلي وإلا فلا قالت إني كنت نذرت فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت بالدف. صحيح ابن حبان 10/ 231
فلو كان ضرب الدف للنساء حراماً لنهى صلىالله عليه وسلم فيما نذرت من ضربها للدف.
هذا والله أعلم.
ـ[اللجين]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم ..
لكن اريد توضيحا اكثر .. وبما رد من حرم الدف للنساء في غير الاعراس والاعياد ..
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:46 م]ـ
تفضل ما كتبه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في كتاب آداب الزفاف.
الغناء والضرب بالدف:
ويجوز له أن يسمح للنساء في العرس بإعلان النكاح بالضرب على الدف فقط، وبالغناء المباح الذي ليس فيه وصف الجمال وذكر الفجور، وفي ذلك أحاديث:
[108]
الأول: عن الربيع بنت معوذ قالت:
((جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل حين بُني علي، فجلس على فراشي مجلسك مني، (الخطاب للراوي عنها)، فجعلت جويرات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال: دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين)). البخاري والبيهقي وأحمد والمحاملي في صلاة العيدين. وغيرهم.
الثاني: عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة! ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو؟)) البخاري والحاكم وعنه البيهقي.
[109]
وفي رواية بلفظ:
((فقال: فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟ قلت: ماذا تقول؟ قال: تقول:
أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم
لولا الذهب الأحمـ ـر ما حلت بواديكم
لولا الحنطة السمرا ء ما سمنت عذاريكم))
الثالث: عنها أيضاً:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع ناساً يغنون في عرس وهم يقولون:
وأهدي لها أكبش يبحبحن في المربد
وحبك في النادي ويعلم ما في غد
وفي رواية:
[110]
وزوجك في النادي ويعلم ما في غد
قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يعلم ما في غد إلا الله سبحانه)). أخرجه الطبرانفي في الصغير والحاكم، البيهقي، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
الرابع: عن عامر بن سعد البجلي، قال:
((دخلت على قرظة بنت كعب وأبي مسعود، وذكر ثالثاً- ذهب علي- وجواري يضربن بالدف ويغنين، فقلت: تقرون على وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: إنه قد رخص لنا في العرسات، والنياحة عند المصيبة))، وفي رواية:
((وفي البكاء على الميت في غير نياحة)) أخرجه الحاكم، والبيهقي، والنسائي، والطيالسي.
[111]
الخامس: عن أبي بلج يحيى بن سليم قال:
((قلت لمحمد بن حاطب: تزوجت امرأتين ما كان في واحدة منهما صوت، يعني دفاً، فقال محمد رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((فصل ما بين الحلال والحرام الصوت بالدف)). النسائي، والترمذي وقال: حديث حسن، وابن ماجه.وغيرهم.
السادس: ((أعلنوا النكاح)). ابن حبان والطبراني.
هذا و الله أعلم.(33/208)
الوضوء من ماء البرادات
ـ[الدرة]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:03 م]ـ
مشايخي الكرام:
ما حكم الوضوء من الماء المسبل للشرب؟
وإذا كان هناك بحث أو كتاب أو فتوى حول الموضوع أرجو إفادتي مأجورين.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[24 - 06 - 04, 12:39 ص]ـ
تفضل هذا الرابط:
قال الإمام ابن باز: من توضأ بماء البرادة فصلاته باطلة، ثم ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14290&highlight=%C8%D1%C7%CF%C7%CA)
ـ[الدرة]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:38 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد ولكن هل من رجع مقروء لهذه الفائدة لأني أريد تدويبنها في بحث علمي
ـ[الدرة]ــــــــ[28 - 06 - 04, 10:03 م]ـ
أرجوكم لاتهملوا سؤالي فهو مهم بالنسبة لي(33/209)
القول الفاصل عند السجود من تقديم اليدين قبل الركبتين،،،، دعوة للمشاركة,,,
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:29 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعد:
أرجوا من الإخوة الكرام أن يتفضلوا بالقول الفاصل والراجح في المسألة،،،،، وأنا أنقل لكم كما هو موجود في كتاب العلامة الألباني رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وجمعنا وإياكم به ....
ومن (كيفية الهوي إلى السجود والرفع منه) قوله وقد ذكر حديث وائل الاتي قريبا: " قال ابن القيم: هذا هو الصحيح. . . ولم يرو في فعله ما يخالف ذلك ". كذا قال، وهذا النفي من أوهامه رحمه الله، فقد ذكر هو نفسه بعد نحو صفحتين حديث ابن عمر الاتي وقال: " رواه لحاكم
في " المستدرك "، وقال: على شرط مسلم ". وسكت عنه، وهذا معناه أنه ستم بصحته، فالعجب منه كيف ينفي وروده؟! وقد غفل عن هذا أو تغافل عنه المعلق على كتابه، فقال متعقبا عليه نفيه بقوله: " بل ثبت ذلك فيفا رواه الحاكم. . . ". ولقد كان الاولى به أن يرد نفيه المذكور بما أثبته هو نفسه بعد، فإنه أقوى للحجة، وأبعد عن التشوف وهوى النفس! وبخاصة أنه أعاد تخريج الحديث هناك أيضا! وأما تصحيح ابن القيم لحديث شريك فلا وجه له من الناحية الحديثية كما يأتي بيانه، ولا من الناحية الفقهية لمعارضته لحديث ابن عمر الصحيح من فعله، ولحديث أبي هريرة المرفوع من أمره كما يأتي بيانه. قوله: " وهو (يعني وضع اليدين قبل الركبتين عند الهوى) قول أصحاب الحديث ". قلت: وهو الصواب لانه الذي ثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) فعلا وأمرا: أما الفعل فمن حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: " كان (صلى الله عليه وسلم) إذا سجد يضع يدية قبل ركبتيه ". أخرجه جماعة منهم الحاكم،
وقال: " صحيح على شرط مسلم "، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا. وصححه أيضا ابن خزيمة (1/ 318 / 627)، وهو مخرج في " الارواء " (2/ 77 - 78). وأما الامر فمن حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه ". أخرجه أبو داود والنسائي وجماعة، وإسناده جيد كما قال النووي والزرقاني، وقواه الحافظ ابن حجر كما يأتي. وهو مخرج أيضا في المصدر المذكور آنفا (2/ 78)، وفي " صحيح أبي داود " (789). وليس لهذين ابحديثين ما يعارضهما إلا حديث وائل بن حجر الذي نقله المؤلف عن ابن القيم، وهو حديث ضعيف، لانه من حديث شريك، وهو ابن عبد الله القاضي، وهو ضعيف سيئ الحفظ، فلا يحتج به إذا انفرد، فكيف إذا خالف؟ ولذلك قال الحافظ في بلوغ المرام: " إن حديث أبي هريرة هذا أقوى من حديث وائل ". وذكر نحوه عبد الحق الاشبيلي، فانظر " صفة الصلاة " (ص 147). ولقد أخطأ ابن القيم في " زاد المعاد " خطأ بينا حين رجح حديث وائل على حديث ابن عمرو أبي هريرة، كما أخطأ أخطاء أخرى في هذه المسألة قد قمت بالرد عليه مفصلا في " التعليقات الجياد على زاد المعاد " وغيرها، ويحسن بي هنا أن أضرب على ذلك مثلا واحدا، لانه شديد الاتصال بما نحن فيه، وبه يتضح معنى قوله (صلى الله عليه وسلم): ". . . فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه ". زعم ابن الميم رحمه الته أن الحديث انقلب على الراوي، وأن أصله: " وليضع ركبتيه قبل يديه "، وإنما حمله على هذا، زعم آخر له، وهو قوله: " إن البعير يضع يديه قبل ركبتيه "، قال: " فمقتضى النهي عن البروك كبروك البعير، أن يضع المصلي ركبتيه قبل يديه "! وسبب هذا كله أنه خفي عليه ما ذكره علماء اللغة كالفيروز آبادي وغيره: " أن ركبتي البعير في يديه الاماميتين ". ولذلك قال الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (1/ 150): " إن البعير ركبتاه في يديه، وكذلك في سائر البهائم، وبنو آدم ليسوا كذلك، فقال: لا يبرك على ركبتيه اللتين في رجليه كما يبرك البعير على ركبتيه اللتين في يديه، ولكن يبدأ فيضع أولا يديه اللتين ليس فيهما ركبتاه، ثم يضع ركبتيه، فيكون ما يفعل في ذلك بخلاف ما يفعل البعير ". وبهذا ظهر معنى الحديث ظهورا لا غموض فيه. والحمد لله على توفيقه. ثم إن ظاهر الامر بهذه السنة يفيد وجوبها، وقد قال به ابن حزم في " المحلى " (4/ 128)، وما نقله المؤلف عنه من الاستحباب خطأ واضح. ولازم القول بالوجوب أن العكس لا يجوز، ففيه رد للاتفاق الذي نقله شيخ الاسلام في " الفتاوى " (1/ 88) على جواز الامرين! قلت: وهنا سنة مهجورة ينبغي التنبيه عليها للاهتمام بفعلها، وهي ما جاء في حديث أبي حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان. . . يهوي إلى الارض مجافيا يديه عن جنبيه ثم يسجد. وقالوا جميعا: صدقت، هكذا كان النبي (ص) يصلي. رواه ابن خزيمة في " صحيحه " (1/ 317 - 318) بسند صحيح وغيره. إذا عرفت هذا وتأملت معي معنى (الهوي) الذي هو السقوط مع مجافاة اليدين عن الجنبين، تبين لك بوضوح لا غموض فيه أن ذلك لا يمكن عادة إلا بتلقي الارض باليدين وليس بالركبتين، ففيه دليل آخر على ضعف حديث وائل. . . والله تعالى هو الهادي ...
فهذا قوله رحمه الله تعالى فأرجوا المشاركة للتوضيح والقول الفاصل. ودمتم بخير وعافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/210)
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:40 م]ـ
أنقل لكم النص من شرح ابن عثيمين رحمه الله تعالى في هذا الموضوع:
وقوله: «ثم ركبتيه، ثم يديه» أفادنا المؤلِّفُ بالنصِّ الصَّريح أنَّ الرُّكبتين مقدمتان على اليدين في السُّجود، كما ذَهَبَ إليه عُمرُ بنُ الخطَّاب، وعامةُ أهلِ العِلم؛ ومنهم الأئمةُ الثلاثةُ: أحمدُ وأبو حنيفة والشافعيُّ، وهذا مقتضى النصِّ المرويِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من فِعْلِه، والذي ثبت عنه أو كاد يثبت من قوله، وأيضاً: هو مقتضى النظر.
أمَّا أنه مقتضى النصِّ المرويِّ من فِعْلِ النبي صلى الله عليه وسلم، فلأن النبي صلى الله عليه وسلم رُوي عنه أنَّه كان إذا سَجَدَ بدأ بركبتيه قبل يديه. لكن هذا الحديث طَعَنَ فيه كثيرٌ من أهلِ العِلم، وقالوا: إنه ضعيف.
وأما أنَّه ثَبَتَ عنه من قوله، أو كاد يثبت؛ فلحديث أبي هريرة، وهو قوله عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «إذا سَجَد أحدُكم فلا يَبْرُك كما يبرك البعيرُ» فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يَبْرُكَ الرَّجلُ كما يَبْرُك البعيرُ، والبعيرُ إذا بَرَكَ يُقدِّم يديه، فيقدِّم مقدمه على مؤخره كما هو مشاهد، وقد ظَنَّ بعضُ أهل العِلم أن معنى قوله: «فلا يبرك كما يبرك البعير» يعني: فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير، وأنه نهى أن يبركَ الإِنسانُ على رُكبتيه، وعلى هذا؛ فيقدِّم يديه، ولكن بين اللفظين فَرْقاً واضحاً، فإنَّ النهيَ في قوله: «كما يبرك» نهيٌ عن الكيفية؛ لأن الكاف للتشبيه، ولو كان اللفظ: «فلا يبرك على ما يبرك» لكان نهياً على ما يسجد عليه، وعلى هذا؛ فلا يسجد على رُكبتيه؛ لأن البعير يبرك على ركبتيه، وعلى هذا فيقدِّم يديه.
وأما كونه مقتضى النظر: فلأن الوضعَ الطبيعيَّ للبدن أن ينزلَ شيئاً فشيئاً، كما أنه يقومُ مِن الأرض شيئاً فشيئاً، فإذا كان ينزلُ شيئاً فشيئاً، فالأسفلُ منه ينزل قبل الأعلى، وإذا قامَ شيئاً فشيئاً، فالأعلى يكون قبل الأسفل. وعلى هذا؛ فيكون هذا القول الذي عليه عامة أهل العِلم هو الموافق للمنقول والطبيعة، لكن مع ذلك لو أن إنساناً كان ثقيلاً، أو مريضاً، أو في ركبتيه ما يشقُّ عليه به السُّجودُ على الرُّكبتين، ففي هذه الحال لا بأس أن يُقدِّمَ اليدين، ويكون النَّهيُ ما لم يوجد سببٌ يقتضيه، فإن وُجِدَ سببٌ يقتضيه فإن هذا لا بأس به؛ لأن مبنى الدِّين الإسلامي ولله الحمد على اليسر والسهولة، ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى) يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْر) (البقرة: من الآية185) والإرادة هنا شرعية، يعني: أن الشَّرعَ هو التيسير، وفي السُّنَّة: «بُعثتُ بالحنيفية السَّمحة» و «يسِّرُوا ولا تعسِّرُوا». فالمقصود الوصول إلى السجود، فإن تمكَّن الإنسانُ أن يأتيَ به على الوجهِ الأكملِ فهو أكملُ، وإنْ شَقَّ عليه فإنه يفعل ما تيسَّر.
ومِن العلماء مَن يقول: بل يسجدُ على يديه أولاً، ظنًّا منه أن قوله: «فلا يبركْ كما يبركُ البعيرُ» يُراد به: فلا يبركْ على ما يَبركُ عليه البعيرُ، وقال: إن ركبتي البعير في يديه، وهذا صحيحٌ أنَّ ركبتي البعيرِ وكلُّ ذات أربع في اليدين، لكن الحديث لا يساعدُ لفظُه على هذا المعنى، وأما آخرُ الحديث المفرَّع على أوله وهو قوله: «وليضعْ يديه قبل ركبيته» ففيه اُنقلابٌ كما حقَّقه ابنُ القيم؛ لأنه لو لم يكن فيه اُنقلابٌ لكان مناقضاً لأول الحديث، وكلامُ النبي صلى الله عليه وسلم لا مناقضةَ فيه.
ومِن الإخوة المبتدئين مَن حاول أن يجمعَ بين الأمرين، فقال: لا أُنْزل أعالي بدني، ولا أسجدُ على الرُّكبتين، أجلسُ مستوفزاً، ثم أضعُ يدي على الأرض، ثم أرفعهما إلى الأمام، فنقول: مَنْ جاء بهذه الصِّفة؟!
فهذه الصِّفة ما قال بها أحدٌ مِن المتقدِّمين، والجَمْعُ بين النصوص في صفةٍ تُخالفُ ما تقتضيه النصوص، وتخرج عما قاله العلماءُ خطأ، ثم إن هذا فِعْلٌ يُخالف الطبيعةَ والجِبِلَّةَ، وكلُّ فِعْلٍ يُخالفُ الطبيعةَ والجِبِلَّةَ في الصَّلاةِ يحتاجُ إلى دليل، لأن الصَّلاة عبادةٌ كلَّها بأفعالها وأقوالها، وهذه قاعدةٌ أُحِبُّ أن يُنْتَبَه لها:
«كلُّ فِعْلٍ يُخالفُ مقتضى الطَّبيعةِ الحاصلةِ عند تنقلاتِ البَدَن يحتاجُ إلى دليلٍ على إثباته، ليكون مشروعاً».
وبناءً على ذلك نقول: الأصلُ وَضْعُ الأعضاء على ما هي عليه بمقتضى الطَّبيعةِ حتى يقوم دليلٌ على المخالفة، ولهذا لولا أنه وَرَدَ ما يدلُّ على تطابق الرِّجلين في السُّجُودِ، لكنا نقول: إنَّ الإنسانَ يجعلها طبيعيتين، فإذا كانت الرُّكبتان متباعدتين فلتكن القدمان كذلك، لكن لمَّا وَرَدَ ما يدلُّ على أنه يلصَقُ بعضُها ببعض، خرجنا عن هذا الأصل، فكلُّ شيء لم ينقل عن عادة البدن؛ فإنه يبقى على ما هو عليه مِن عادة البدن.
الشرح الممتع 3/ 154
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 12:09 ص]ـ
السلام عليكم أخي المغامر الصغير، ونفع الله بكم
لَكَمْ كنت أتمنى أن تبحث في الملتقى قبل وضع أي مشاركة، سؤالا كانت، أو موضوعا للبحث.
تفضل هذه الروابط فإن ضالتك فيها والله الموفق.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=19893&highlight=%ED%C8%D1%DF+%C7%E1%C8%DA%ED%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=9592&highlight=%ED%C8%D1%DF+%C7%E1%C8%DA%ED%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4268&highlight=%ED%C8%D1%DF+%C7%E1%C8%DA%ED%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4783&highlight=%ED%C8%D1%DF+%C7%E1%C8%DA%ED%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=738&highlight=%ED%C8%D1%DF+%C7%E1%C8%DA%ED%D1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=367&highlight=%ED%C8%D1%DF+%C7%E1%C8%DA%ED%D1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/211)
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[24 - 06 - 04, 02:32 ص]ـ
جزاك الله خير على مجهوداتك و جعلها فى ميزان حسناتك يوم تلقاه(33/212)
المصحف العثماني
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[23 - 06 - 04, 11:58 م]ـ
المصحف العثماني
توصيفه -تاريخه -هل كتبه عثمان بيده؟ - هل هو موجود الآن؟
عوض احمد الناشري الشهري
المعيد بكلية الشريعة وأصول الدين - جامعة الملك خالد بأبها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فهذا بحث مختصر حول (المصحف العثماني) أو (المصحف الإمام) الذي كتبه الخليفة الراشد عثمان بن عفان - رضي الله عنه – وهذا البحث مُقسم لعدة مباحث قصيرة أرجو أن يكون فيها النفع والفائدة وأن يكون العمل خالصاً متقبلاً عنده سبحانه.
المبحث الأول
تعريف المصحف العثماني والمنهج في كتابته
* التعريف:- يقول الكردي في (تاريخ القرآن): والمراد بالمصحف العثماني مصحف عثمان بن عفان – رضي الله عنه – الذي أمر بكتابته وجمعه وكانوا يسمونه "المصحف الإمام"، وسبب هذه التسمية "الإمام" هي مقولة عثمان ( ..... يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماماً). (1)
ولعل كلمة المصحف الإمام كانت تشمل جميع المصاحف التي كتبت بأمر عثمان – رضي الله عنه – في أي مصر من الأمصار، وليس مصحف المدينة أو المصحف الخاص بالخليفة فحسب. (2)
* الطريقة والمنهج الذي كتب به:-
وحدد عثمان – رضي الله عنه - مع الكُتّاب – رضي الله عنهم – الأسس والمنهج الذي يعتمدون عليه في نسخ المصاحف العثمانية وهي:-
1 - لا يكتب شيء إلا بعد التحقق من أنه قرآن.
2 - لا يكتب شيء إلا بعد العلم بأنه استقر في العرضة الأخيرة.
3 - لا يكتب شيء إلا بعد التأكد أنه لم ينسخ.
4 - لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة.
5 - إذا اختلفوا في شيء من القرآن كتبوه بلغة قريش.
6 - يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة.
7 - اللفظ الذي لا تختلف فيه وجوه القراءات يرسم بصورة واحدة.
8 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ويمكن رسمه في الخط محتملاً لها كلها يكتب برسم واحد مثل: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، فإنها تصح أن تقرأ بالقراءة الأخرى (فتثبتوا) لأن الكتابة كانت خالية من النقط والشكل.
9 - اللفظ الذي تختلف فيه وجوه القراءات ولا يمكن رسمه في الخط محتملاً لها يكتب في نسخة برسم يوافق بعض الوجوه وفي نسخة أخرى برسم يوافق الوجه الآخر. مثل (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب)، فإنها تكتب في نسخة أخرى (وأوصى). (3)
وبهذا المنهج الدقيق والأسس السلمية كتب المصحف العثماني فكان في غاية الدقة والضبط والتحري. ولله الحمد والمنة.
المبحث الثاني
وصفه ومزاياه
* وصفه:- لا نستطيع فيما يتعلق بوصف المصحف الإمام العثماني أن نقف على وصف دقيق في الوقت الحاضر وذلك بسبب تعدد الروايات واختلافها حول مصير المصحف العثماني أو المصاحف العثمانية الأصلية وهل من المحتمل أن يكون قد بقي منها شيء؟!! وهذه مسألة تاريخية كبيرة سوف أشير لها في البحث الخاص بها.
ولكن سوف أكتفي بذكر بعض الروايات التي ذكرها المعاصرون عن الأقدمين الذين رأوا المصحف الإمام في تلك العصور وهذه قد تعتبر من أصّح ما يمكن أن نستقي منه وصف المصحف الإمام مع إحتمال أنه قد يوجد ورقات منه الآن.
تذكر الدكتورة / سحر السيد رواية عن السهودي أن القاسم بن سلاّم، ت 223هـ، رأي مصحف عثمان المنقوط بدمه وشاهد آثار الدماء بصفحات منه.
وتذكر رواية أخرى تُجلّي لنا صفة ذلك المصحف فيقول صاحب الرواية بعد أن ذكرت الكاتبة سند الرواية كاملاً ومصدرها يقول: (حدثني أبي: رأيت الإمام مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه في شهر ربيع الأول سنة 223هـ فشبرتُ طول المصحف فإذا في الورقة ثمانية وعشرون سطراً، ورأيت أثر دم فيه كثيراً في أوراق من المصحف كثيرة، بعض الورق قدر نصف الورقة وبعضه قدر الثلث وفي بعض الورق أقل وأكثر ورأيت عظم الدم نفسه في سورة النجم .... إلى آخر ما جاء في الرواية. (4)
وكذلك هذه المصاحف غير منقوطة ولا معجمه ولا مزينة وليست هناك علامات بين الآيات والخط طبعاً مدني بدائي غير كوفي أو ثلث أو ما أشبه. (5)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/213)
ويقول صاحب كتاب (سمير الطالبين) كتبت المصاحف العثمانية على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام للنبي – صلي الله عليه وسلم – على ذلك وإعلامه عند نزول كل أية بموضعها، مجردة من النقط والشكل، والذي عليه الجماهير من السلف والخلف أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة جامعة للعرضية الأخيرة التي عرضها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه والسلام ولم تترك حرفاً منها. (6)
* مزايا المصحف العثماني:-
يقول الزرقاني – رحمه الله -: إن المصاحف العثمانية قد توافر فيها من المزايا مالم يتوافر في غيرها ومن هذه المزايا:
1 - الاقتصار على ما ثبت بالتواتر دون ما كانت روايته آحاداً.
2 - إهمال ما نسخت تلاوته ولم يستقرّ في العرضة الأخيرة.
3 - ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن.
4 - كتابتها – أي المصاحف العثمانية – كانت تجمع وجوه القراءات المختلفة والأحرف التي نزل عليها القرآن.
5 - تجريدها من كل ما ليس قرآناً كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة شرحاً المعنى أو بياناً لناسخ أو منسوخ أو نحو ذلك. (7)
المبحث الثالث
تاريخه وأعضاء اللجنة التي كتبته وهل كتبه عثمان بيده؟
* تاريخ كتابة المصحف العثماني:-
كان ذلك في أو واخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، كما قال أبن حجر العسقلاني – رحمه الله – وقال أيضاً: "وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثلاثين ولم يذكر له مستنداً". (8)
وليس هناك من حدد المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابه المصحف، وهذا الكلام من خلال ما وقفتُ عليه من مراجع والله أعلم.
* أعضاء اللجنة التي كتبت المصحف العثماني:-
يقول الشيخ أبو زهرة: وجمع – أي عثمان – من الصحابة الحافظين الكرام بضعة على رأسهم زيد ابن ثابت الجامع الأول والثقة الثبت الذي كان له فضل التثبت في كل كلمة وآية وكان جملة من ضمهم إلى زيد ثلاثة هم: عبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث وقال لهذا الرهط من قريش: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد، فاكتبوه بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم. (9)
ويقول أحمد إسماعيل في كتابه (مفتاح الراغبين) وقدوردت بعض الروايات أن الذين ندبوا لنسخ المصاحف كانوا أثني عشر رجلاً. (10)
ولا تعارض بين هذه الروايات وما هو ثابتٌ من أن أعضاء اللجنة هم الأربعة الذين سبق ذكرهم لأنه وكما يقول الشيخ أبوزهرة: ويظهر أن سيدنا عثمان لم يكتف بهولاء الأربعة بل كان يضم إلى معاونتهم من يكون عنده علم بالقرآن يعاونهم في كتابته.
* هل كتب عثمان – رضي الله عنه – المصحف بيده؟:-
كما هو معروف أن عثمان بن عفان لم يكتب المصحف بيده وهذا الذي عليه المحققون
تقول الدكتورة سحر السيد: فالخليفة عثمان كما سبق أن ذكرنا في الصفحات السابقة قد عهد إلى عدد من الصحابة بنسخ المصحف على قراءة واحدة بلسان قريش ولم يكتب بنفسه أي نسخة. (11)
وكذلك من الذين ينفون أن يكون عثمان – رضي الله عنه – قد كتب شيء من المصحف صاحب كتاب (تاريخ القرآن) الكردي حيث يقول: ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفاً وإنما أمر بجمعه وكتابته. (12)
وكذلك الدكتور: محمد أمين فرشوخ في كتابه وصاحب كتاب (سمير الطالبين) علي محمد الضباع. وغيرهم ممن ينفون كتابة عثمان للمصحف بيده.
المبحث الرابع
عدد المصاحف العثمانية وكيفية إنتشارها
* عددها:-
قال الزركشي – رحمه الله – (قال أبو عمرو الداني في المقنع: أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً، الكوفة والبصرة والشام وترك واحداً عنده، وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين، قال: والأول أصح وعليه الأئمة). (13)
ويقول الإمام السيوطي – رحمه الله – أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال ابو داود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدنية واحداً. (14)
وكانت كلها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلا المصحف الذي خص به نفسه فقد قيل: إنه على رق الغزال. (15)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/214)
والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً والسادس هو المصحف الشامي. (16)
وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف – أي الإمام – فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها. (17)
* كيفية انتشارها:-
ولم يكتف سيدنا عثمان – رضي الله عنه- بإرسال المصاحف إلى الأمصار، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف،وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن شهاب مع الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة. (18)
وبهذا يُعرف كيفية إنتشار هذه المصاحف لإن الإعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في الأكثر الأغلب. (19)
المبحث الخامس
هل المصحف العثماني (الإمام) إو أحد المصاحف العثمانية الأولى موجود الآن!!!؟؟
في الحقيقة أن هذه المسألة وهي هل المصحف الإمام أو أحد المصاحف العثمانية موجود الآن أم لا؟!! مسألة طويلة ومتفرعة وتحتوي على إدعاءات ومزاعم وردود عليها ولكني لن أتعرض هنا لطولها الشديد ولكني سأُحيل إلى كتاب الدكتورة سحر السيد فقد وفت الموضوع وأعطته حقه في بسط علمي رائع وتأصيل تاريخي جميل.
وسأكتفي هنا بالخلاصة فقط وبالله التوفيق.
تقول الدكتورة: سحر السيد / ويقترن مصير هذا المصحف الإمام بآراء وادعاءات مختلفة حول مكانة لقد ظل هذا المصحف المصطبغة صفحات منه بدماء الخليفة الشهيد في المدنية فترة من الزمن بعد إستشهاده ثم اختفي منها ومنذ ذلك الحين بدأت بعض المساجد الجامعة تزعم حيازتها له ومن هنا تبدأ مشكلة مصير هذا المصحف.
ثم ذكرت الدكتورة. سحر خمس ادعاءات وفندتها ثم ردت عليها ومن هذه الإدعاءات:-
1 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في القاهرة.
2 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في البصرة.
3 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في طقشند.
4 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في حمص.
5 - أن المصحف الإمام كان محفوظاً في متحف طوب قابوسراي في اسطنبول.
وبعد أن أسهبت الدكتورة سحر في الرد على هذه المزاعم والإدعاءات تقول: وأعتقد لكشف الغموض الذي يكتنف مصحف عثمان الإمام أن المصحف الذي كان محفوظاً بجامع قرطبة لم يكن كله مصحف عثمان الذي كان يقرأ فيه يوم إستشهاده، وإنما كان يشتمل على أربع ورقات فقط منه أما بقية أوراقه فقد تكون قد نسخت على نفس نظام المصحف العثماني، ثم بعد ذلك انتقل من دولة إلى دولة إلى أن استقر في دولة الموحدين ومن بعدهم عند المرينيون الذين هزموا على يد البرتغاليين وغنموا المصحف إلى أن استرده السلطان المريني بآلاف الدنانير سنة 745هـ.
وهكذا أعيد المصحف الإمام إلى فاس بعد أن جرد البرتغاليون أغشيته ومزقوا ما كان على دفتيه من أحجار كريمة وغيرها واستمر المصحف محفوظاً في خزائن المرينيين وكان ذلك آخر العهد به إذا انقطعت أخباره منذ ذلك التاريخ. (20)
والذي يلاحظ على الدكتورة/ سحر أنها قطعت أخبار المصحف العثماني منذ تاريخ بعيد أي في القرن الثامن الهجري تقريباً ولكننا نجد في المقابل مجموعة من المهتمين بالقرآن وعلومه يوضحون بالشواهد أن أحد هذه المصاحف العثمانية ظلَّ محفوظاً في الجامع الأموي إلى أوائل القرن الرابع عشر الهجري حيث قيل إنه احترق في الحريق الذي شبَّ في الجامع الأموي سنة 1310هـ. وقيل نقل إلى استانبول وبعضهم يرى أنه موجود في مكتبة من مكتباتها وهذا نقلٌ عن الدكتور / محمد الصباغ في كتابه وكذلك الدكتور / صبحي الصاع في كتابه أيضاً. والدكتور / فهد الرومي كذلك. ويروي هذا أيضاً الشيخ مناع القطان – رحمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/215)
الله – في كتابه ولكنه مع هذا ستبعد وجود أي مصحف من المصاحف العثمانية.
والذي يُرجَّح في هذه القضية ما قاله الدكتور / غانم قدوري حيث قال: أن أغلب الباحثين أميل إلى استبعاد ذلك؛ إذ من المتعذر – اليوم – العثور على مصحف كامل كتب في القرن الهجري الأول أو الثاني وذلك يحتاج إلى أدلة تاريخية ومادية واضحة وقوية ودراسة متعددة الوجوه. (21)
ثم إن عدم بقاء المصاحف العثمانية قاطبة لا يضرنا شيئاً مادام المعول عليه هو النقل والتلقي ثقة عن ثقة وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذلك متواتر مستفيض على أكمل وجه في القرآن حتى الآن. (22)
ومن عنده أي ملحوظة علمية أو زيادة حول الموضوع فلا يبخل علينا بها وله جزيل الشكر ... وخالص الدعاء.
هذا والحمد لله رب العالمين
(1) تاريخ القرآن الكريم – للكردي، ص 3 (مطبعة الفتح – جدة. ط1365.1هـ)
(2) رسم المصحف – لغانم قدوري، ص 189 - 190 (اللجنة الوطنية – بغداد.ط1402.1هـ)
(3) أنظر كتاب دراسات في علوم القرآن – للدكتور/محمد بكر إسماعيل ص 128 - 129 (دار المنار – القاهرة ط.1411.1هـ) وكتاب القرآن ونصوصه للدكتور عدنان زرزور ص 85 - 86 (مطبعة خالد بن الوليد – دمشق 1399هـ) ومناهل العرفان للزرقاني (1/ 211) (الكتاب العربي – بيروت ط1419.3 هـ)
(4) أضواء على مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه للدكتورة / سحر السيد، ص 38 - 39 (مؤسسة شباب الجامعة – الإسكندرية)
(5) المدخل إلى علوم القرآن للدكتور / محمد أمين فرشوخ، ص 145 (دار الفكر – بيروت ط 1990.1م)
(6) سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين: على محمد الضباع ص 15 (طبع عبد الحميد حنفي ط1)
وللإستزاده ينظر (مباحث في علوم القرآن) د/ صبحي الصالح ص 84 - 85 و (لمحات في علوم القرآن) د/ محمد بن لطفي الصباغ ص 125. و (التبيان في علوم القرآن) د/ كامل موسى ص 43
(7) مناهل العرفان – للزرقاني ص 213 - 214ج1،للإستزادة ينظر (المدخل لدراسة القرآن الكريم) د/محمد أبو شهبه ص215، (مفتاح الراغبين في معرفة القرآن الكريم) أحمد إسماعيل يحيى ص 88
(8) جمع لقرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ. د. فهد الرومي ص19 (ندوة عناية المملكة بالقرآن وعلومه – المدينة المنورة. رجب – 1421هـ)
(9) المعجزة الكبرى القرآن محمد أبو زهرة ص 29 (دار الفكر العربي – القاهرة 1418هـ)
(10) مفتاح الراغبين أحمد إسماعيل يحيى ص 87 (الدار المصرية و اللبنانية – القاهرة، ط1420.1هـ)
(11) أضواء على مصحف عثمان بن عفان د/ سحر السيد ص 47
(12) تاريخ القرآن محمد طاهر الكردي ص 32
(13) البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ،1/ 334 (دار المعرفة، بيروت، ط3 - 1415هـ)
(14) الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911هـ (1/ 132) (الكتب العلمية – بيروت ط 1415.3هـ)
(15) سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16
(16) جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21 (دار الفرقان –الرياض، 1410هـ)
(17) المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30
(18) رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19 (دار الثقافة – قطر، ط 1412.1هـ)
(19) مناهل العرفان للزرقاني (1/ 330)
(20) أضواء على مصحف عثمان بن عفان د/سحر السيد ص124 - 135، بتصرف واختصار
(21) رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية د/ غانم قدوري ص190 بتصرف
(22) مناهل العرفان للزرقاني (1/ 331)(33/216)
أسأل عن حديث ينهي عن وصل السنة بالفريضة؟؟؟
ـ[الكتاب والحديث]ــــــــ[24 - 06 - 04, 12:34 ص]ـ
أفيدونا به, وبقول الإئمة الفقهاء فيه ...
جزاكم الله خيرا ..
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 01:03 ص]ـ
عن السائب بن يزيد أن معاوية رضي الله عنه قال له"إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك ألا نصل صلاة حتى نتكلم أو نخرج"روام مسلم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 02:44 ص]ـ
السلام عليكم إخوتي
إن هذا الموضوع قد أثير في هذا الملتقى:
فذها الرابط يدلك على الضالَّة، فتجدها فيه حالَّة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=15209&highlight=%E4%CA%DF%E1%E3+%C3%E6+%E4%CE%D1%CC
وهذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4896&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C8%D5%E1%C7%C9(33/217)
هل من كتاب يخرج احاديث البلوغ ويذكر جميع الروايات والألفاظ والشواهد؟
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[24 - 06 - 04, 02:20 ص]ـ
وشكرا
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[25 - 06 - 04, 07:10 ص]ـ
كتاب للشيخ خالد الشلاحي، اسمه (التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام)، وانتهى من العبادات.
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 09:08 ص]ـ
لشيخنا بدر بن علي العتيبي حفظه الله تخريج مطول لاحاديث البلوغ و قال عنه هو روحي، و أظنه لم يطبع بعد.
ـ[طالب الحقيقة]ــــــــ[26 - 06 - 04, 12:30 ص]ـ
الأخ أبو محمد
قيمة كتاب الشيخ خالد الشلاحي في أغلب مكتبات الرياض200 ريال.
ووجدته في مكتبة بلنسية في قسم التخفيضات ب80 ريال.
ومكانها في السويدي غرب النفق بجوار مكتبة طيبة والصميعي ..
وليت الأخ أبو أسيد يتحفنا بما استجد من تخريج الشيخ بدر(33/218)
من عرف الحديث قويت حجته ...
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[24 - 06 - 04, 07:40 ص]ـ
قال أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله:
من عرف الحديث قويت حجته
ومن نظر في النحو رقّ طبعه
ومن حفظ القرءان مثل قدره
ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم
التمهيد لابن عبدالبر 23/ 151
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 12:13 م]ـ
جزاك الله ألف خير!! كم هي عظيمة هذه الكلمات للإمام الظاهرة .. الشافعي.
لكن ما معنى قوله -رحمه الله: " .. مثل قدره"؟؟؟
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[25 - 06 - 04, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم
أحسن الله للأخ الدرعاني ..
و كم هي جميلة لفتاته هذه.
و الأخ الغزي .. بارك الله فيكم
(مثل قدره): تعني .. أن يكون قدره مثاليا .. و الخلاصة .. أي أن من أراد أن يكون صاحب قدر عالي و مثالي فليحفظ القرآن .. كتاب الله سبحانه و تعالى.
و الحمد لله
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 01:16 ص]ـ
جزيت خيراً، أخي ’أبو وكيع الغمري‘. نعم هذا ما فهمته لوحدي لكني أردت التأكد.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[27 - 06 - 04, 05:17 ص]ـ
السلام عليكم
و هذا ما كنت قد ظننته بك أخي الغزي
و لكني ما شاركت الا لحبي في المشاركة مع اخواني
و الحمد لله
ـ[عثمان]ــــــــ[27 - 06 - 04, 08:56 ص]ـ
لقد تعجبت من قول الامام الشافعي:
((ومن نظر في النحو رق طبعه))
فما علاقة النحو في رقة الطبع؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[11 - 11 - 06, 10:33 م]ـ
ينظر ويتأمل ....
ـ[أم البراء]ــــــــ[12 - 11 - 06, 02:19 ص]ـ
هذه الكلمة الرائعة قراتها قبل اكثر من 12 عام .. وكنت أحاول أن أطبقها على من أرى من أستاذاتي .. فمثلا أستاذة اللغة العربية أنظر هل فعلا طبعها رقيق .. فوجدت هذا هو الغالب (ولكل قاعدة شواذ) ..
والله اعلم
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[12 - 11 - 06, 10:04 م]ـ
العلاقة بين رقة الطبع و النحو مثل العلاقة بين علم الحديث و قوة الحجة فمعرفة النحو الذي كان يقصده الامام كان آنذاك يشمل الاطلاع على كافة علم العربية و ليس فقط معرفة العلم المستقل المعروف الآن و معرفة النحو كان يتطلب اطلاعا كبيرا على فنون اللغة لا دراك الطرق التي كانت تنحو بها العرب كلامها لتصل الى المعاني الانسانية التي تختلج النفس و ما ينتج من التلاعب بالتراكيب اللغوية من ابراز الأواصر الرفيعة بين الكلام و معاني النفس البشرية الدقيقة ما يورث العالم المباشر لهذه العلوم رقة في النفس و احساسا مرهفا بالجمال
و كذلك الاطلاع على الحديث و مباشرة الحكمة التي فيه فمن كثرة التمرس بمطالعة أقوال النبي صلى الله عليه و سلم تتراكم في نفس الباحث مع الأيام خبرة بطرق صياغة الحجج العقلية و البيانية الحقة و يزداد ادراكا للنظام المعرفي الذي أتى به الأنبياء لمعرفة الحق تصورا و تصديقا و بالتالي تزداد فطرته قوة و ابصارا بمعرفة الحقائق الواردة في كلام الأنبياء و تيقنه من صحتها- لأن الحق في ذاته مبصر و مبصر - و هكذا يصبح أكثر قدرة على الابصار و النقد و تمييز صحيح الأقوال من سقيمها في كل العلوم
و الله أعلم بالحال و المآل(33/219)
قضية للمناقشة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 12:09 م]ـ
السلام عليكم
تبيع بعض النقابات قطع أراضي للبناء عليها، وهذه القطع مختلفة المستويات فبعضها قريب من الخدمات، وأخرى على الشارع، وثالثة على شارعين ... وهكذا.
ولما كان الأمر كذلك: فإن البيع للمنتسبين يكون عن طريق القرعة، فالثمن لكل القطع واحد باعتبار مساحتها، ولكن مواصفاتها تختلف كما سبق بيانه.
ولمن خرجت له القرعة بقطعة لا يرغب بها فإن بإمكانه التنازل عنها لغيره وسيجد من يأخذها أو التنازل عن شرائها للنقابة.
وللعلم: فإن الثمن المدفوع يساوي أقل قطعة من حيث المواصفات.
فهل يكون هذا من بيع الغرر؟ -
وهل هو مثل: بيع الحصاة، الملامسة، المجهول، وهي من أنواع الغرر؟
ومن استطاع أن يوصل هذا السؤال لبعض المشايخ الكبار فخير يقدمه لإخوانه
والقضية مطروحة للبحث والنقاش
وفقكم الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 06 - 04, 09:55 م]ـ
الشيخ الكريم / احسان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
حاولت نقل المسألة للمشايخ، ولكنها لم تكن واضحة لا لي ولا لهم.
اتمنى ايضاح المسألة اكثر.
واتمنى ممن عنده جواب ان يتحفنا به.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[27 - 06 - 04, 02:25 ص]ـ
هذه المسألة التي ذكرها الأخ إحسان تحدث عندنا في الكويت و صورتها أن الحكومة مثلا تنبي بيوت لذوي الدخل المحدود مثلا أو تريد ان تقسم بعض الأراضي في منطقة معينة على المواطنين و معلوم أن هذه البيوت او الأراضي لا بد يكون منها ما قريب من الشارع العام أو الرئيسي و منها ما هو على شارعين أو ثلاثة أو قرب الخدمات كالأسواق و المدارس و غيرها من الخدمات و هذا أمر ضروري لا بد منه و يلزم من الحصول على هذا الموقع زيادة في ثمن الأرض أو البيت فيما لو أراد صاحبه بيعه مستقبلا.
ولا تستطيع الحكومة أن تعطي كل مواطن نفس المميزات فتضظر إلى إجراء قرعة تدعو لها المواطنين الذين يتقدمون للسكن في هذه المنطقة.
و هذه الصورة و الله أعلم لا محذور شرعي فيها لأن هذه المميزات لا يمكن توفيرها لكل مواطن و لا بد من أن تكون لأحدهم و لكل واحد منهم الحق فيها و لا يمكن قسمتها بينهم فلا بد من إجراء القرعة بينهم فمن وقعت عليه القرعة استحقها برضا الجميع و هذا هو العدل الذي أمر الله تعالى به كما قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) (النساء: 58).
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (والقرعة فيها آية من كتاب الله وستة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم منها هذا الحديث. ومنها قوله: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ولم يجدوا إلا أن يستهموا عليه)، ومنها: (إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه)، ومنها: أن الأنصار كانوا يستهمون على المهاجرين لما هاجروا إليهم، ومنها في المتداعيين اللذين أمرهما النبي صلى الله عليه وسلم أن يستهما على اليمين حبا أم كرها، ومنها: في اللذين اختصما في مواريث درست فقال لهما: (توخيا الحق واستهما وليحلل كل منكما صاحبه). والقرعة يقول بها أهل المدينة ومن وافقهم كالشافعي وأحمد وغيرهما، ومن خالفهم من الكوفيين لا يقول بها؛ بل نقل عن بعضهم أنه قال: القرعة قمار وجعلوها من الميسر.
والفرق بين القرعة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الميسر الذي حرمه ظاهر بين؛ فإن القرعة إنما تكون مع استواء الحقوق وعدم إمكان تعيين واحد وعلى نوعين: أحدهما: أن لا يكون المستحق معينا كالمشتركين إذا عدم المقسوم فيعين لكل واحد بالقرعة، وكالعبيد الذين جزأهم النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء، وكالنساء اللاتي يريد السفر بواحدة منهن فهذا لا نزاع بين القائلين بالقرعة أنه يقرع فيه. والثاني: ما يكون المعين مستحقا في الباطن كقصة يونس، والمتداعيين، وكالقرعة فيما إذا أعتق واحدا بعينه ثم أنسيه، وفيما إذا طلق امرأة من نسائه ثم أنسيها أو مات: أو نحو ذلك. فهذه القرعة فيها نزاع وأحمد يجوز ذلك دون الشافعي.).
و مسألتنا هذه من النوع الأول و هو (أن لا يكون المستحق معينا كالمشتركين إذا عدم المقسوم فيعين لكل واحد بالقرعة).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 04:47 م]ـ
جزاكما الله خيراً
الأمر باختصار ووضوح:
هل يجوز شراء قطعة أرض بدفع ثمنها على أقساط دون تحديد عينها، فإذا تم دفع القسط الأخير دخل المشتري بقرعة لتحديدها؟؟
علماً بأن القطع الداخلة في القرعة معروفة المساحة والعين لكن لا أعرف عين قطعتي إلا بعد انتهائي من الأقساط ودخولي في القرعة
آمل لأن لا أكون عقدت الأمر:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/220)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[27 - 06 - 04, 06:11 م]ـ
و ما ذكره الأخ إحسان يقع عندنا كما ذكرت في المسألة السابقة حيث أن الحكومة تخصم من راتب كل مواطن قسط شهري مقابل هذه الأرض أو البيت و لكن لا يحل القسط حتى يسلم البيت أو الأرض و يسجل باسمه بعد القرعة.
و كل البيوت و الأراضي بنفس القيمة و إن اختلفت المميزات الخارجية كوقوعها على شارعين أو قريب من الخدمات فتقوم الحكومة عندها بعمل القرعة لتسليم كل مواطن ما وقع عليه نصيبه من أرض أو بيت.
و الفرق بين ما ذكره الإخ إحسان و بين ما يقع عندنا أن مقدم الطلب عندنا يستحق الأرض و البيت بمجرد انتهاء القرعة و يسجل باسمه و حينها يحل أول قسط للأرض او البيت بينما عند الأخ إحسان تكون القرعة عند دفع آخر قسط من القيمة فيدخل عندها في القرعة فيؤخر تسليم الأرض حتى يكتمل المبلغ ثم تتم القرعة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 06:51 م]ـ
أحسنت
جزاك الله خيرا
وهذا واضح وقد زدتَه توضيحا
وننتظر كلام أهل العلم
وقد أجاب بعضهم بجوازه باعتباره بيع مشاع!
ولم يظهر لي ذلك لاختلاف المشاع عن المعين
والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 10:05 ص]ـ
أين المسيطير؟؟؟؟
ـ[أبو رواحة]ــــــــ[27 - 08 - 05, 06:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
تقول: " فإن الثمن المدفوع يساوي أقل قطعة من حيث المواصفات " وهذا تحديد لمواصفات السلعة بحيث يزول الغرر فهي مضبوطة المواصفات وعلى هذا الأساس جاز بيع السلم " ثمن معلوم الى أجل معلوم لعين مضبوطة الصفة " ...
- الثمن وقد علمناه
- السلعة وقد علمنا مواصفاتها المضبوطه ,
تبقى مشكلتان:
1 - الغبن في الثمن وهو منتف ٍ بسبب أنه يدفع ثمن أقل قطعة فهو إما أن يكسب وإما أن يحصل على ما دفع ثمنه " أقل قطعة من حيث المواصفات ".
2 - أن يخالف حقيقة السلعة الوصف المتفق عليه وهذا يجوز له الفسخ لأن " المسلمون على شروطهم " وماله لن يضيع.
تبقى أيضا مسألة التفاضل بين الناس في مواصفات القطع:
فيقال هذا " فضل عام " بين كل المتبايعين وجب تقسيمه فيما بينهم فتم توزيعه بالقرعة والقرعة وسيلة شرعية.
هذا الكلام للمدارسة ... وننتظر كلام أهل العلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 09:00 ص]ـ
جزاك الله خيراً
للرفع
ـ[أبو عامر القصيمي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 11:23 ص]ـ
احسنت ابا رواحة
لما دفع المشاركون قيمة اقل وحدة سكنية انتفى الغرر في ذلك
ولذا من اصاب اقل وحدة سكنية او ارضا داخل المخطط ذات قيمة تساوي ما دفع تجده يرضى ويسلم لعدم خسارته
بخلاف ما لو دفع قيمة تساوي احسن المعروض ثم خرجت القرعة له على الاقل فانه يجد في نفسه انه غبن
والله اعلم
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 12:08 م]ـ
كيف عرفنا أن:
الثمن المدفوع يساوي أقل قطعة من حيث المواصفات
مع أن السعر المحدد متساوي لجميع القطع .. وربما يكون هذا السعر هو المتوسط لا الأقل!
ـ[أبو عامر القصيمي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 12:41 م]ـ
عرفناه عن طريق السائل والجواب بناء عليه
فلو تغير الامر لتغير الجواب
وليس على المجيب ان يتقصى الحقائق في كل مسالة تعرض عليه فمثل هذه المسالة يفصل بالجواب اما ماذكرت انه ربما يكون السعر المتوسط لا الاقل فهذا حكمه الغرر كما هو واضح من الاجابة
فتأمل00
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 01:23 م]ـ
أحسنت هذا الذي أردت أن أتوصل إليه فالمسألة مدارها على ذلك .. وطبعا لا يكفي قول السائل في بيان الحكم في مسألة عامة .. فتنبه
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيراً
في الحقيقة يوجد كلا الصورتين
وفي الغالب: النقابات على الصورة الأولى، والحكومات على الصورة الثانية
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 02:46 م]ـ
وتتمة للبحث
ماذا لو طلب أصحاب العقار من الراغبين بشراء تلك القطع أن يودعوا جزء من المال في بنك ربوي
فإن اختيروا في القرعة أتموا الشراء
وإن لم يختاروا رجعت إليهم أموالهم بفوائدهم!
هكذا تفعل بعض المؤسسات
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 08 - 07, 03:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا، لكن أليس هناك فرق بين سؤال أخينا الشيخ إحسان، وما تفضل به أخونا المخلف؟ من حيث:
أن ما ذكره المخلف هو محض تبرع من الدولة، والدليل أنها حتى ثمن بناء القسيمة أو القطعة يكون من الدولة بالتقسيط المريح.، وحينئذ يكون من باب {ما على المحسنين من سبيل}. بخلاف سؤال العتيبي - حفظه الله تعالى - أمّاذا؟.(33/221)
قول لعلي بن أبي طالب في [أيها الناس، لا تطيعوا للنساء أمراً ولا ... ] ما رأيكم به؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 12:42 م]ـ
ما تخريج هذا الأثر، وما مدى صحته وتعليقاتكم عليه؟؟
"أيها الناس، لا تطيعوا للنساء أمراً ولا تأمنوهن على مال ولا تدعوهن بدون أمر، فأنهن إن تركن وما يردن أفسدن الملك وعصين المالك!! وجدناهن لا دين لهن فى خلواتهن ولا روع لهن عند شهواتهن، اللذة بهن يسيرة والحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات وأما طوالحهن فعاهرات وأما المعصومات فهن المعدومات. فيهن ثلاث خصال من اليهود: يتظلمن وهن ظالمات، ويحلفن وهن كاذبات، ويتمنعن وهن راغبات"!!!
وجزاكم الله خيراً.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 01:07 م]ـ
لا نظن بالإمام علي قول مثل هذا الكلام
الكلام لا أصل له
أظن أن القرطبي قد ذكره في التذكرة، ونقله السخاوي في المقاصد
والله أعلم
سوف أنظر في الكتابين عندما أرجع إلى البيت إن شاء الله
ـ[أبو مروة]ــــــــ[11 - 07 - 04, 03:07 ص]ـ
لم أجد هذا النص في أي من الكتب المتداولة بما فيها كتب الموضوعات. لكن علامات الوضخع صارخة في ألفاظه ومعانيه التي حاشا أن يقولها مسلم، بله صحابي، بله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. المعاني الواردة فيه تعارض ما تواترت به النصوص والأدلة الشرعية، وما أجمعت عليه الأمة، وما هو معلوم من الدين بالضرورة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[11 - 07 - 04, 07:18 ص]ـ
ذكره القرطبي في التذكرة (ص 429)
باب ما جاء في أكثر أهل الجنة و أكثر أهل النار
(( ... و من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أيها الناس لا تطيعوا للنساء أمراً و لا تأمنوهن على مال و لا تدعوهن يدبرن أمر عشير، فإنهن إن تركن و ما يردن أفسدن الملك و عصين المالك و جدناهن لا دين لهن في خلواتهن و لا ورع لهن عند شهواتهن اللذة بهن يسيرة و الحيرة بهن كثيرة، فأما صوالحهن ففاجرات و أما طوالحهن فعاهرات و أما المعصومات فهن المعدومات فيهن ثلاث خصال من اليهود: يتظلمن و هن ظالمات، و يحلفن و هن كاذبات، و يتمنعن و هن راغبات، فاستعيذوا بالله من شرارهن و كونوا على حذر من خيارهن و السلام))
وقد ذكره العجلوني في كشف الخفاء
وعزاه للتذكرة للقرطبي
وتستطيع تحميل كتاب التذكرة للقرطبي من هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20126&highlight=%C7%E1%DE%D1%D8%C8%ED
ـ[أبو تقي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 05:43 ص]ـ
قال سبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص 85: ذكر علماء السير أن عليا رضي الله عنه صعد منبر البصرة فخطب الناس وقال: ان النساء نواقص الايمان،،، فاتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر.
وهذه الخطبة (التي ذكرها سبط ابن الجوزي) موجودة في نهج البلاغة ايضا.
السلام عليكم(33/222)
مساعدة عاجلة يرحمكم الله
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 06:42 م]ـ
أريد دراسة علمية حول البعد الأخلاق في الإسلام
جزاكم الله خيرا
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 06:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد دراسة علمية على النت حول البعد الأخلاق في الإسلام أو المنهج الإخلاقي في الإسلام
جزاكم الله خيرا
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[25 - 06 - 04, 05:58 ص]ـ
هذه أخلاقنا للدكتور مصطفى السباعي رحمه الله
النظرية الخلقية عند شيخ الإسلام ابن تيمية و نسيت المؤلف و هو دكتور سوداني و هو من طبع مركز الملك فيصل و هذا عنوان المركز
http://www.kfcris.com/index.asp
و دستور الأخلاق في القرآن د. محمد عبدالله دراز
هذه كتب اطلعت عليها و بعضها قرر علينا أيام الدراسة و إن احببت المزيد فعليك بالبحث في كتب الثقافة الإسلامية المعروفة و تستطيع البحث أيضا في هذه المكتبة الضخمة:
http://213.150.161.217/scripts/minisa.dll?LOGON
و أعانك الله
ـ[جهاد النوبي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 01:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي المسلم الحر http://213.150.161.217/scripts/minisa.dll?LOGON فهذا الرابط لا يعمل
أرجو من الإخوة الكرام المساعدة في هذه الدراسة
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 03:53 م]ـ
وكذلك انظر كتاب "الأخلاق في الإسلام والفلسفة القديمة"
للدكتور أسعد السحمراني الأستاذ في جامعة بيروت
وفيه عرض للنظام الأخلاقي في الديانات القديمة
ومقارنتها بالنظام الأخلاقي في الإسلام،
واتخذ الدكتور كتاب "تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق" لابن مسكويه، وكتاب "مداواة النفوس" لابن حزم مرتكزأ يرتكز عليه في بحثه.
وإن كان الكتاب متواضعا إلا أن فيه إفادات جميلة فيما يتعلق بنظام الأخلاق في الديانات القديمة.
ويعتبر كتاب دراز أفضل منه بكثير.(33/223)
لا يجمل العلم ولا يحسن إلا ..
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[24 - 06 - 04, 07:41 م]ـ
قال الشافعي رحمه الله
لا يجمل العلم ولا يحسن إلا بثلاث:
تقوى الله
وإصابة السنة
والخشية
مناقب الشافعي للبيهقي (2/ 148)
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[25 - 06 - 04, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم
أحسنت يا أخي ..
فهذا _ و الله _ كلام حق , كله فقه.
نسأل الله أن يسدل علينا ستره في الدنيا و الآخرة.
و ليتنا نتعلم هذه الثلاثة و نتدرب عليها.
و الحمد لله(33/224)
المسائل الطبية المعاصرة للشيخ خالد المشيقح التي شرحها في الدورة العلمية ببريدة لعام 1
ـ[محب المشايخ]ــــــــ[24 - 06 - 04, 08:01 م]ـ
المسائل الطبية المعاصرة للشيخ خالد المشيقح التي شرحها في الدورة العلمية ببريدة بجامع الراجحي لعام 1425
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 06 - 04, 08:54 م]ـ
للفائدة:
يوجد رسالة بعنوان (أحكام الجراحة الطبية، والآثار المترتبة عليها)
وهي رسالة الدكتوراة التي تقدم بها الشيخ الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي لنيل الدرجة في قسم الفقه بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية.
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:39 ص]ـ
رسالة دكتوراة نوقشت في جامعة الإمام قبل أشهر حول نقل الاعضاء للشيخ يوسف بن عبدالله الاحمد، و ما أظنها طبعت
ـ[محب المشايخ]ــــــــ[01 - 07 - 04, 01:55 ص]ـ
للرفع
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[09 - 07 - 04, 06:24 م]ـ
هل تكلم أحد العلماء المعاصرين حول حكم التحكم فى جنس الجنين .. ؟؟
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 11 - 08, 06:41 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك وبالشيخ المشيقح
ـ[أبو مريم مغربي]ــــــــ[11 - 11 - 08, 07:55 ص]ـ
قد صدر من مجمع الفقه الإسلامي قرار بشأن موضوع: "اختيار جنس الجنين" ونصه:
"الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في دورته التاسعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في الفترة من 22ـ27/شوال/1428هـ التي يوافقها 3ـ8/نوفمبر/2007م قد نظر في موضوع: (اختيار جنس الجنين)، وبعد الاستماع للبحوث المقدمة، وعرض أهل الاختصاص، والمناقشات المستفيضة.
فإن المجمع يؤكد على أن الأصل في المسلم التسليم بقضاء الله وقدره، والرضى بما يرزقه الله؛ من ولد، ذكراً كان أو أنثى، ويحمد الله تعالى على ذلك، فالخيرة فيما يختاره الباري جل وعلا، ولقد جاء في القرآن الكريم ذم فعل أهل الجاهلية من عدم التسليم والرضى بالمولود إذا كان أنثى قال تعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)، ولا بأس أن يرغب المرء في الولد ذكراً كان أو أنثى، بدليل أن القرآن الكريم أشار إلى دعاء بعض الأنبياء بأن يرزقهم الولد الذكر، وعلى ضوء ذلك قرر المجمع ما يلي:
أولاً: يجوز اختيار جنس الجنين بالطرق الطبعية؛ كالنظام الغذائي، والغسول الكيميائي، وتوقيت الجماع بتحري وقت الإباضة؛ لكونها أسباباً مباحة لا محذور فيها.
ثانياً: لا يجوز أي تدخل طبي لاختيار جنس الجنين، إلا في حال الضرورة العلاجية في الأمراض الوراثية، التي تصيب الذكور دون الإناث، أو بالعكس، فيجوز حينئذٍ التدخل، بالضوابط الشرعية المقررة، على أن يكون ذلك بقرار من لجنة طبية مختصة، لا يقل عدد أعضائها عن ثلاثة من الأطباء العدول، تقدم تقريراً طبياً بالإجماع يؤكد أن حالة المريضة تستدعي أن يكون هناك تدخل طبي حتى لا يصاب الجنين بالمرض الوراثي ومن ثم يعرض هذا التقرير على جهة الإفتاء المختصة لإصدار ما تراه في ذلك.
ثالثاً: ضرورة إيجاد جهات للرقابة المباشرة والدقيقة على المستشفيات والمراكز الطبية؛ التي تمارس مثل هذه العمليات في الدول الإسلامية، لتمنع أي مخالفة لمضمون هذا القرار. وعلى الجهات المختصة في الدول الإسلامية إصدار الأنظمة والتعليمات في ذلك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه" انتهى(33/225)
هل وقف أحد على هذا الحديث
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[24 - 06 - 04, 08:57 م]ـ
وجدت في كتاب البيان والتحصيل لابن رشد الجد- رحمه الله- قال: وعنه - والظاهر عود الضمير على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (استراحة الملائكة في الصلاة، وضع اليمنى على كوع اليسرى
في الصلاة). 18/ 71
فهل وقف أحد من إخواننا أهل الحديث على حديث بهذا اللفظ، من استطاع المساعدة فليفعل – بار ك الله فيكم-.(33/226)
أرجل الشياطين ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[24 - 06 - 04, 09:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
في القصة المشهورة المذكورة في تاريخ بغداد عن أبي هدبة إبراهيم بن هدبة البصري - وكان كذابا - أنه دخل بغداد وحدث عن أنس، فسألوه أن يخرج رجله، خافوا أن يكون شيطانا قد تمثل لهم فأرادوا أن يعرفوه بذلك.
------------------------
هذا يفيد أن أرجل الشياطين تختلف عن أرجل الإنس، وهذا اعتقاد مشهور عند العامة.
ولكن، هل له من أصل في النصوص الشرعية، أو كلم أهل الاختصاص؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 07 - 04, 01:44 م]ـ
للرفع والتفاعل
ـ[الفضيل]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:57 م]ـ
هناك رسالة لا أذكر هل هي ماجستير أم دكتوراه للشيخ عارف الشمراني في الجامعة الإسلامية
عنوانه {المرويات الواردة في الشيطان} أو عنوان آخر قريب منه
لعلها تفيدك
والله أعلم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 10 - 04, 06:47 م]ـ
للتذكير
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 10:45 ص]ـ
العامة يتحدثون بأن أرجل الجن شبيهة بأرجل الماعز
وقد حدثتني من أثق بها، أنها أثناء نومها أحست وكأن شيئا ألقى بثقله على كتفها، فأمسكت به، فإذا بملمسه قريب من ملمس الماعز أو الضأن، فألقته، فأحدث إلقاؤه ضجة هرع على أثرها من كان في البيت، فلما أضاءت النور لم تر شيئا ...
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[07 - 10 - 04, 04:04 م]ـ
شيخنا الكريم عصام - حفظه الله -
أولاً:
يذكر بعض المفسرين شيئاً قريبا من هذا عند تفسير قوله تعالى "وكشفت عن ساقيها"، يزعمون أن بلقيس عليها السلام كان أبوها أو أمها من الجن فلذا كان ساقها يشبه ساق الجن في نحافته وكثرة شعره فتوصل سليمان عليه السلام إلى رؤية ساقيها بذلك الصرح الممرد.
ثانياً:
وكذا ورد في أثر أن عمر لقي شيطانا فأمسك بعضادته فقال مالي أرى عضادتيك كعضادتي كلب؟ فقال إني فيهم لقوي (أو كما جاء في الأثر) وكون عضد الشيطان كعضد الكلب يشهد لما تفضلتم بذكره من كون ساقه كذلك.
###حرره المشرف###(33/227)
روايات عبيد الله بن موسى العبسي
ـ[الرميح]ــــــــ[25 - 06 - 04, 04:06 ص]ـ
تركه البعض لتشيعه وأخرج له البخاري .. !
ما هو الرأي الراجح فيه
السؤال
uestion(33/228)
هذا الجزء الأول من اللقاء
ـ[الأذرعي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 07:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم إخوتي في ملتقى أهل الحديث هذا الجزء الأول من اللقاء مع شيخنا عبد القادر الأرناؤوط
ويتبعه الجزء الثاني إن شاء الله
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 10:58 م]ـ
جزاك الله خيراً، بانتظار الجزء الثاني!!!!!!!
ـ[فارس89]ــــــــ[30 - 06 - 04, 11:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد وعدكم الأخ الأذرعي حفظه الله بتنزيل الجزء الأول من لقائه مع شيخه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط
ولكن ولأسباب فنيه لم يستطع انزل الملف في الملتقى
فنيابة عن أخي الأذرعي أحاول ان أنزل ملف اللقاء والله ولى التوفيق
ـ[فارس89]ــــــــ[02 - 07 - 04, 11:50 ص]ـ
.
ـ[فارس89]ــــــــ[07 - 07 - 04, 09:10 م]ـ
.(33/229)
تغيير الإمام صوته بالتكبير في التشهد الأول والأخير
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[25 - 06 - 04, 06:15 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
مقدّم الأسئلة: يقول السائل سماحة الوالد هل للإمام أن يغيّر صوته عند التشهد الأول وعند التشهد الأخير؟
الشيخ ابن باز - رحمه الله -:
الأمر في هذا واسع، لا حرج لأن هذا من باب التعاون على الخير لأجل تنبيههم على أنه محل جلوس، ما أعلم فيه شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم، من فعل هذا أو هذا فلا حرج، الأمر فيه واسع.
انتهى من الوجه الأول من الشريط الثالث من سلسلة لقاء مع إخوة في الله.
وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله رأي مغاير في هذه المسألة ورأيه رحمه
الله أن لا يُفرّق بين التكبيرات لئلا تكون سببا للمأموم بعدم ضبط صلاته
وسرحه ووسوسته في الصلاة خاصة إذا عرف نبرة صوت إمامه في
التكبير للجلوس في التشهد وغيرها.
السؤال للإخوة الفضلاء الأمر في المسألة واسع كما ذكر الشيخ ابن باز
رحمه الله لكن أيهما أوجه تنبييهم وذلك بأن يجعل نبرة صوته كما جرت
به العادة في الصلاة بأن تكون متغيّرة في الجلوس للتشهد أم ما ذكره
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأنه تكون مدعاة لأن يسهو المأموم ويتّكل
على إمامه؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[26 - 06 - 04, 12:16 ص]ـ
الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله - ذكر هذه المسألة في كتاب تصحيح الدعاء، ومما قاله أن هذا الأمر ليس به بأس، وذكر أن من أساليب العرب في النداء والدعاء وغير ذلك أن يغيروا نبرة صوتهم لاختلاف الداعي.
هذا ما أذكره ولعلي آتيك بنص كلامه لا حقًا بإذن الله.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[26 - 06 - 04, 07:47 ص]ـ
هل يجوز القياس أو الاستحسان في العبادات؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[26 - 06 - 04, 07:50 ص]ـ
نعم استمله الفقهاء في بعض مواضع راجع كتب الفقه والأصول تجد ذلك
ـ[آل حسين]ــــــــ[26 - 06 - 04, 03:11 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً على هذا النقل لكلام شيخنا إمام أهل السنة والجماعة ولقد سمعت منه هذا الكلام رحمه الله تعالى في مسجد اليحى فلقد قاله في عدت مواضع
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[28 - 06 - 04, 12:59 ص]ـ
السنه ان يكن التكبير جزم من غير تمطيط ومن قال مبغايره الصوت فعليه الدليل والصحابه نقلوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في لذكر بعد الو تر ان كان يرفع صوته ويمده في الثالثه فلو كان يفعل ذلك في الصلوات الخمس لكن النقل واضح فيها وهي تقام خمس مرات في اليوم ولليله والله اعلم
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 09:09 م]ـ
الذي ذكرته أخي عمر هو ما ذكره الشيخ محمد رحمه الله في شرحه على الروض لكن أخي لا يعني أنه إذا لم يُنقل إلينا مغايرة صوته صلى الله عليه وسلم للتكبير أنه أمر مبتدع أو ليس الأمر فيه واسع كما قد يُفهم.
وسؤالي للمشايخ غفر الله لهم أليس كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أوجه سداً لما قد يتوسع فيه الناس أم كلام الشيخ ابن باز رحمه الله وذلك تنبيههم لأمر في مصلحة الصلاة، وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 09:16 م]ـ
يُرفع للخلل الفني
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[08 - 07 - 04, 10:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن يرفع الإمام صوته عند القيام من السجدة الثانية لكل ركعة، يتنبه المأموم لألا يجلس حينذاك. وأيضا بخفض الصوت عند الجلسة الأخيرة في الركعة الثانية أو الرابعة يتنبه لألا يقام ... وأحيانا نشاهد القيام مكان الجلوس عند التشهد الأخير لأجل رتابة صوت الإمام.
لذا تغيير نبرة الصوت في الصلاة مستحسن للمصلّين (الذاهلين خاصة) خلف الإمام. وهذا الوضع في نظري يشير إلى أهمية تربية الصوت للموظفين في المساجد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[03 - 04 - 07, 06:58 م]ـ
سمعت الشيخ (عبر المذياع) في أحد فتاويه يستدل بحديث سهل بن سعد الساعدي الذي في الصحيحين في قصة الذين تماروا في منبر رسول الله فقال سهل من طرفاء الغابة وقد رأيت النبي قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته
يقول: فلو أن النبي كان له نبرة خاصة بالجلوس للتشهد لما احتاج أن ينزل ويسجد في أصل المنبر.
انظروا كيف استدل بهذا الحديث رحمه الله تعالى
وعهدي بهذه الفتيا بعيد جداً.
ـ[عبد المعين]ــــــــ[04 - 04 - 07, 08:50 ص]ـ
سبحان الله ... !!
و ضعتوا أنفسكم حكماً بين ابن باز و ابن عثيمين.؟(33/230)
موجز أدلة إبطال الرأي و القياس في الدين
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[25 - 06 - 04, 06:24 م]ـ
الكتاب والسنة فيهما ما يكفي لإصلاح أمر الدين دون الحاجة إلى أي زيادة عليهما باجتهاد أو رأي أو قياس، و الدين قد اكتمل يوم أن نزل قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم) و في لغتنا الشيء الذي يكتمل لا يمكن الزيادة عليه أصلا. ولذا فكل من يحاول وضع أحكام جديدة في الدين عن طريق الاجتهاد فقد ناقض الآية السابقة، و كأنه يتهم الله بعدم إكمال الدين.
و من هنا فأي اجتهاد بالرأي أو قياس أو استحسان هو مردود على صاحبه لقوله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقوله تعالى (تبيانا لكل شيء)، وقد أرشدنا الله تعالى ألا نأخذ الأحكام عن أحد غير الله ورسوله، وذلك من تمام البيان، ولذا فإن كل من يحاول باستخدام الاجتهاد تعميم حكم ليس له سند في الكتاب والسنة يكون قد ناقض هذه الآيات. وقد اتفق أهل القياس والاجتهاد في الدين أنه لا يجوز استعمالهما مادام يوجد نص، وقد شهد الله تعالى أن النص لم يفرط فيه شيئا، وأن محمد صلى الله عليه وسلم قد بين للناس كل ما نزل إليهم، وأن الدين قد كمل،فصح بذلك أن النص قد استوفى جميع الدين، فإذا كان الأمر كذلك فلا حاجة بأحد إلى الاجتهاد في الدين.
فالاجتهاد لا يكون إلا أمور الدنيا و الحديث (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) فيه أن الحاكم المجتهد يخطئ ويصيب، و من تعلق بهذا الأثر فقد أحل الحكم في الدين بالخطأ، و هذا مذهب فاسد، فمراد الاجتهاد هو الحكم في نزاع حول أمر من أمور الدنيا، وهذا مراد الاجتهاد الشرعي، و هو الاجتهاد من القاضي في الحكم في موضع نزاع بين متنازعين في أمر من أمور الدنيا وليس الدين، فإذا اجتهد الحاكم فأصاب في فصل النزاع برد الحق لأهله فله أجران و إن أخطأ فله أجر.
و لو كان الاجتهاد في الدين جائزا لكان معنى ذلك أن الله يأمرنا بالاختلاف لأن الاجتهادات بالرأي و القياسات تتعد و لا تتفق، وإقرار الاجتهاد بالرأي يعني إقرار الخلاف، وهذا يناقض الأمر الصريح بعدم التفرق في الدين كما في قوله تعالى (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه).
و قد دلت الكثير من الآيات على ما ذكرناه ..
منها قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)
أو ضحت الآية أن وضع حكم فيما لا نص فيه هو شئ لم يأذن به الله، وهذا ما يقوم عليه الاجتهاد،والآية تُبطله.
و منها قوله تعالى (و إن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب و ما هو من الكتاب و يقولون هو من عند الله وما هو من عند الله)
هل الأحكام المأخوذة من الاجتهاد موجودة في الكتاب؟ فإن قيل نعم، فكذب صريح، و إن قيل لا،فقد كفتنا الآية الرد.
فكل شئ لم يرد فيه نص وجاء شخص وأوجبه أو حرمه فهو من عند غير الله، والاجتهاد بالرأي والقياس غير منصوص على الأمر بهما، فهما من عند غير الله، وما كان من عند غير الله فهو باطل قطعا بنص الآية.
و منها قوله تعالى (أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم)
دلت الآية على أن ما لم يوصنا الله به فهو افتراء على الله الكذب، ولم تأتنا وصية من الله قط في الحكم في الدين بالاجتهاد والقياس.
و منها قوله تعالى (قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم)
و هذه الآية تجزم بما لا يدع مجالا للشك أن كل ما لم يحرمه الله هو حلال لا يحق لأحد أن يشهد بتحريمه باجتهاد أو قياس.
و منها قوله تعالى (لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم و إن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم)
فنهى الله عن السؤال عن أشياء لم ينزل فيها نص، فكيف بأهل الرأي والقياس الذين يسألون حول أمور لم ينزل فيها نص، و يضعون فيها أحكاما من عندهم؟ و هذا ما أدى إلى تفريق الدين إلى مذاهب وجعله مهلهلا.
و قد جاء في الحديث الصحيح (ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشئ فاتوا منه من استطعتم، و إذا نهيتكم عن شئ فدعوه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/231)
فنهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كثرة السؤال فيما سكت الله عنه (كما فعل بنو اسرائيل مع موسى في قصة البقرة مثلا)، لأن هذا السؤال يؤدي إلى الاختلاف، وهذا ما شهدناه فيما جره الاجتهاد والقياس من خلاف تبعه تفريق الأمة إلى مذاهب و شيع، و دل الأثر كذلك على أن كل ما لم يوجبه الرسول فهو غير واجب، وكل ما لم يحرمه فهو حلال.
فكيف يقول أصحاب الاجتهاد والقياس بعد هذا أنه يجوز لهم تحريم أو إيجاب ما لم يرد فيه نص أو وضع حكم شرعي له؟
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:51 م]ـ
تفنيد أدلة من قال بجواز الرأي و القياس في الدين
لعل أبرز الأدلة التي استدل بها أصحاب الرأي و القياس هو حديث معاذ بن الجبل حيث روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أرسله إلى اليمن (بم تحكم؟ قال بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو. قال – في الحديث-: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
هذا الحديث ضعيف السند،لأنه مرسل و في سنده مجهول هو الحارث بن عمرو
و قد فصل الألباني الكلام في هذا الحديث و بين أنه منكر أيضا فقال:
فيجب أن نعلم أن هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده عند علماء الحديث تنصيصا وتفريعا، وأعني بالتنصيص: أن كثيرا من علماء الحديث قد نصوا على ضعف إسناد هذا الحديث، كالإمام البخاري إمام المحدثين وغيره، وقد جاوز عددهم العشرة من أئمة الحديث قديما وحديثا، من أقدمهم الإمام البخاري فيما أذكر، ومن آخرهم الإمام ابن حجر العسقلاني، وما بينهما أئمة آخرون، كنت ذكرت أقوالهم في كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة " فمن أراد البسط والتفصيل رجع إليه، الشاهد أن هذا الحديث لا يصح بتنصيص الأئمة على ذلك، وأيضا كما تدل على ذلك قواعدهم، حيث أن هذا الحديث مداره على رجل معروف بالجهالة، أي: ليس معروفا بالرواية، فضلا عن أن يكون معروفا بالصدق، فضلا عن أن يكون معروفا بالحفظ، كل ذلك مجهول عنه، فكان مجهول العين، كما نص على جهالته الإمام النقاد الحافظ الذهبي الدمشقي في كتابه العظيم المعروف " بميزان الاعتدال في نقد الرجال "
فهذا الحديث إذا عرفتم أنه ضعيف عند علماء الحديث تنصيصاً وتفريعاً كما ذكرنا، فيجب بهذه المناسبة أن نذكر لكم أنه منكر أيضاً من حيث متنه، وذلك يفهم من بياني السابق، لكن الأمر أوضح في هذا الحديث بطلاناً مما سبق بيانه، من وجوب الرجوع إلى السنة مع القرآن الكريم معاً.
ذلك لأنه صنف السنة بعد القرآن، وبعد السنة الرأي، فنزل منزلة السنة إلى القرآن، ومنزلة الرأي إلى السنة.
فمتى يرجع الباحث أو الفقيه إلى الرأي؟
إذا لم يجد السنة.
ومتى يرجع إلى السنة؟
إذا لم يجد القرآن.
هذا لا يستقيم إسلامياُ أبداً، ولا أحد من أئمة الحديث والفقه يجري على هذا التصنيف الذي تضمنه هذا الحديث. "بم تحكم؟ قال: بكتاب الله فان لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله.
وينبغي أن نقرب نكارة متن هذا الحديث ببعض الأمثلة ولو كان مثالاً واحداً حتى لا نطيل.
كلنا يعلم قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (حرمت عليكم الميتة والدم) الآية لو أن سائلاً سأل فقيهاً يمشي على التصنيف المذكور في حديث معاذ عن ميتة البحر، نظر في القرآن فوجد الجواب في هذه الآية الصريحة (حرمت عليكم الميتة والدم) فسيكون جوابه إذا ما اعتمد على هذه الآية: أنه يحرم أكل ميتة السمك، كذلك إذا سئل عن الكبد والطحال؟ سيقول أيضاً: حرام " لأنه معطوف على الميتة (حرمت عليكم الميتة والدم) فالكبد والطحال دم، فإذاً سيكون حكمه بناء على اعتماده على هذه الآية الكريمة وحدها غير إسلامي؟ ذلك لأن الإسلام كما ذكرت آنفاً ليس هو القرآن فقط بل القرآن والبيان، القرآن والسنة. فماذا كان بيان الرسول عليه السلام فيما يتعلق بهذه الآية الكريمة؟
لقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد فيه كلام، ولكنه صح عن ابن عمر موقوفاً، وكما يقول علماء الحديث: هو في حكم المرفوع؟ لأن لفظه (اُحلت لنا ميتتان ودمان: الحوت والجراد، والكبد والطحال) [سلسلة الأحاديث الصحيحة (1118)] كذلك بالإضافة إلى هذا الحديث، وفيه التصريح بإباحة بعض الميتة وبعض الدم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 07:25 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المقاتل 7
الكتاب والسنة فيهما ما يكفي لإصلاح أمر الدين دون الحاجة إلى أي زيادة عليهما باجتهاد أو رأي أو قياس، و الدين قد اكتمل يوم أن نزل قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم)
تعليق:
أخي الفاضل ألا ترى معي أن من إكمال الدين أن يُشرع للفقيه أن يجتهد فيما لم يجد فيه نصاً.
هكذا ـ أخي الحبيب ـ فهم الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، ولذا نقلت عنهم اجتهاداتٌ كثيرة، قالوا فيها برأي صحيح، وقد بسط ابن القيم ـ رحمه الله ـ الكلام في المسألة في الإعلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/232)
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[08 - 07 - 04, 06:00 ص]ـ
أخي الفاضل ألا ترى معي أن من إكمال الدين أن يُشرع للفقيه أن يجتهد فيما لم يجد فيه نصاً.
ليس لأحد الحق أن يشرع في الدين عن طريق الاجتهاد بالرأي أو القياس أو غيرهما، و ما لم يرد فيه نص فهو متروك لنتصرف فيه كيفما نشاء، لأن النص قد استوفى الدين كله، وقد أوضحت ذلك تفصيلا في صلب الموضوع الأساس.
هكذا ـ أخي الحبيب ـ فهم الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، ولذا نقلت عنهم اجتهاداتٌ كثيرة، قالوا فيها برأي صحيح، وقد بسط ابن القيم ـ رحمه الله ـ الكلام في المسألة في الإعلام.
ما ثبت عن الصحابة هو رد الرأي و القياس، و لكن هناك الكثير من الآثار الموقوفة الضعيفة التي لم تصح عنهم استشهد بها ابن القيم و غيره ممن أجازوا القياس، وكذلك حاول ابن القيم تحسين حديث معاذ الضعيف في اعلام الموقعين، و استشهد كذلك بأدلة ليس فيها أي وجه للدلالة أصلا .. و سيتم بيان كل ذلك تفصيلا فيما بعد في نفس هذا الموضوع، فتابعه ..
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 06:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً على طرح الموضوع.
ونرجو من الأخوة ترك الأخ مقاتل يسرد أدلة النافين , ثم بعد ذلك اثراء الموضوع بالمناقشة الهادئة والهادفة.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 07 - 04, 07:28 ص]ـ
الأخ الكريم المقاتل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
فإن موضوعك بلا شك يتسم بالقوة وهو جدير بالاهتمام وأرجو أن يشاركنا فيه الأخوة خاصة من المتخصصين والباحثين فى الفقه وأصوله ..
اعلم أيها الأخ الكريم أن إيراد الأدلة على إبطال القياس لا حاجة لنا بها فالقيام فى مقام المنع يكفيك وإنما إيراد الدليل على القائلين به، وقد سبقك بالقول بإبطال القياس النظام المعتزلى وهو أول من باح به وتابعه قوم من المعتزلة كجعفر بن حرب وجعفر بن حبشة ومحمد بن عبدالله الاسكافي وتابعهم على نفيه في الأحكام داود الظاهري قال ابو القاسم البغدادي فيما حكاه عنه ابن عبد البر في كتاب جامع العلم ما علمت احدا سبق النظام الى القول به (انظر إرشاد الفحول ص 340 وروضة الناظر لابن قدامة ص279 والآمدى فى الإحكام 4/ 9) ثم راجع قول القاضى ابن العربى المالكى فى المحصول ص125 وما بعدها.
والواقع يا أخى أننى كدت أعتنق مذهبك فى نفى القياس إلا أن أدلة القائلين به وحججهم كانت دامغة ولم أجد لى أسوة إلا شيعة أو ظاهرية أو معتزلة على أن القياس خلاف الرأى وليسا بمعنى واحد فقد وضع أئمة السلف كالشافعى ومالك وأبى حنيفة وكذلك علماء الحنابلة للقياس شرو وطًا وضوابط أعتقد أنه يخرج بها عن الرأى والهوىولله الحمد والمنة ثم إنهم عافانا الله وإياك قد حكوا فيه إجماع الصحابة والتابعين
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[09 - 07 - 04, 08:15 ص]ـ
تابع تفنيد أدلة من قال بجواز الرأي و القياس في الدين (2)
أستدل أهل القياس بهذا الحديث، وقالوا أن النبي كان يعلم السائلة القياس:
أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ فقال: [أرأيتِ لو كان عليها دين، أكنتِ تقضينه؟] قالت: نعم قال: [فدَين الله أحق بالقضاء]
أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم فدين الله أولي بالقضاء فليس قياسا، لأن الرسول لم يكن يقيس أصلا، بل يوضح الحكم للسائلة،و ليس في هذا الحديث قياس أصلا، و لا دلالة على قياس، و لكنه نص من الله أخبر به في آية المواريث (من بعد وصية توصون بها أودين) فعم الله الديون كلها. فأعلم النبي السائلة أن الحج من الدين الذي يجب قضاؤه عن الميت، لأن كل ما أوجبه الله في أموالنا يندرج تحت اسم الدين من الناحية اللغوية لدلالة لفظ (الدين). و الحج و الزكاة يستلزمان المال، فيجب قضاؤهما عن الميت إن كان عليه منهما شئ.
و استدلوا أيضا بما قاله صلى الله عليه وسلم لعمر – لما قال له: صنعت اليوم أمرًا عظيمًا؛ قبّلتُ وأنا صائم! – فقال: [أرأيت لو تمضمضتَ بالماء وأنت صائم؟] فقال رضي الله عنه: لا بأس بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ففيمَ؟]
و العجيب أن هذا الحديث هو حجة عليهم في إبطال القياس وليس لهم!!
لأن عمر ظن أن القبلة تُفطر الصائم قياسا على الجماع، فأخبره صلى الله عليه وسلم أن الأشياء المشتبهة و المتقاربة لا تستوي أحكامها، و أن المضمضة لا تفطر، ولكن لو تجاوز الماء الحلق عمدا لأفطر، و أن الجماع يفطر و القبلة لا تفطر، و هذا إبطال القياس حقا!
و لا يمكن القول أنه تم قياس القبلة على المضمضة لأن القياس لا يكون إلا بين شيئين مشتبهين فالقبلة أقرب للجماع و لا يربطها بالمضمضة أي علة يقوم عليها القياس!!
يتبع تفنيد باقي الأدلة ..
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الدرعمى
الأخ الكريم المقاتل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
والواقع يا أخى أننى كدت أعتنق مذهبك فى نفى القياس إلا أن أدلة القائلين به وحججهم كانت دامغة ولم أجد لى أسوة إلا شيعة أو ظاهرية أو معتزلة على أن القياس خلاف الرأى وليسا بمعنى واحد فقد وضع أئمة السلف كالشافعى ومالك وأبى حنيفة وكذلك علماء الحنابلة للقياس شرو وطًا وضوابط أعتقد أنه يخرج بها عن الرأى والهوىولله الحمد والمنة ثم إنهم عافانا الله وإياك قد حكوا فيه إجماع الصحابة والتابعين
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
لا يهمنا من الذي أبطل القياس من المتقدمين فنحن نتبع النص و الدليل لا أقوال الرجال، و قد أقررت بنفسك أن أئمة السلف وضعوا للقياس شروطا و ضوابط، فهل تظن أن النص قد فرط في بيان تلك الشروط و الضوابط و تركها لنا لنضعها؟ كيف وقد قال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شئ)؟
أما قولك أنهم قد حكوا فيه إجماع عن الصحابة و التابعين، فأقول لقد زعموا وجود هذا الاجماع و لم يصح عن الصحابة أثر واحد يجيز القياس، فقد استدلوا بآثار ضعيفة سيتم بيانها لاحقا في هذا الموضوع إن شاء الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/233)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[09 - 07 - 04, 08:48 ص]ـ
الأخ الكريم المقاتل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
أعتقد يا أخى الكريم أن ثمت خلافات لفظية كثيرة بيننا وبينك يجب حسمها قبل النقاش وسوف انتظر حتى تنتهى من سرد حججك ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق لما يحبه ويرضاه
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[09 - 07 - 04, 09:10 ص]ـ
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حبذا لو أشرت إلى تلك الخلافات اللفظية، فلم أفهم ما المراد بها تحديدا
هل المقصود هو دلالة اللفظ؟
_____
أستدل أهل القياس بهذا الحديث، وقالوا أن النبي كان يعلم السائلة القياس:
أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ فقال: [أرأيتِ لو كان عليها دين، أكنتِ تقضينه؟] قالت: نعم قال: [فدَين الله أحق بالقضاء]
أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم فدين الله أولي بالقضاء فليس قياسا، لأن الرسول لم يكن يقيس أصلا، بل يوضح الحكم للسائلة،و ليس في هذا الحديث قياس أصلا، و لا دلالة على قياس، و لكنه نص من الله أخبر به في آية المواريث (من بعد وصية توصون بها أودين) فعم الله الديون كلها. فأعلم النبي السائلة أن الحج من الدين الذي يجب قضاؤه عن الميت، لأن كل ما أوجبه الله في أموالنا يندرج تحت اسم الدين من الناحية اللغوية لدلالة لفظ (الدين). و الحج و الزكاة يستلزمان المال، فيجب قضاؤهما عن الميت إن كان عليه منهما شئ.
سقطت الإضافة التالية سهوا من المشاركة السابقة:
و في الحديث بيان بأن الصوم أيضا يندرج ضمن الدين، فسماه (دين الله)، و لم يقل أنه مثل الدين، و هذا ليس قياسا، بل هو تفصيل للفظ مجمل هو (الدين) الذي ورد في قوله تعالى (من بعد وصية توصون بها أو دين).
ـ[الدرعمى]ــــــــ[09 - 07 - 04, 09:47 ص]ـ
أخى الكريم
السلام عليكم ورجمة الله وبركاته .. وبعد
مثل قولك: ((أما قولك أنهم قد حكوا فيه إجماع عن الصحابة و التابعين، فأقول لقد زعموا وجود هذا الاجماع و لم يصح عن الصحابة أثر واحد يجيز القياس، فقد استدلوا بآثار ضعيفة)) فإن الإجماع عندك يحتاج إلى دليل والإجماع فى حد ذاته دليل وهو كاف عن نقل الدليل إذا لم تدع الحاجة إليه أنظر الجوينى فى البرهان 1/ 647 - 675 والآمدى فى الإحكام 1/ 182 - 183 وإنما مدرك الإجماع الاستقراء وهؤلاء هم أهل الآستقراء الكامل.
وقولك فى قوله تعالى: (ما فرطنا فى الكتاب من شىء) فأنت تنزلها على غير ما ننزلها عليه فيما يتعلق بالأحكام ففى اكتاب الله تعالى قواعد الأحكام قد جاءت كلية مجملة وقد بينت السنة ما أجمله القرآن ودور الفقهاء هو إنزال تلك القواعد الكلية على الحالات الجزئية أو ((استنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية))
وقولك: ((و قد أقررت بنفسك أن أئمة السلف وضعوا للقياس شروطا و ضوابط، فهل تظن أن النص قد فرط في بيان تلك الشروط و الضوابط و تركها لنا لنضعها؟ كيف وقد قال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شئ)؟
هل تعنى به أن أئمة السلف قد ابتدعوا فى الدين؟؟ إن وضعوا هنا بمعنى استنبطوا من أدلة الشرع والعقل وليس بمعن أنهم ابتدعوا
هذه بعض الأمثلة يا أخى الكريم وأحيطك علمًا بأن للخلاف حول اللفظ الذى منشأه عدم التحديد الدقيق للمصطلحات المستخدمة والذى قلما يقع فيه أهل العلم الراسخين قد كان له أكبر الأثر فى تفكك الأمة ونشأة الفرق وقد جر هذا الخلاف الظاهر خلافات حقيقية أصلتها الأحقاد وسوء النية
نسأل الله لنا ولك العفو والعافية
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 04, 11:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما كنت أحب أن أكتب تعليقاً على مثل هذه المواضيع، لولا كثرة التعليقات. فوجبت من الواجب تبيان الحق أمام الناس، وإنكار المنكر، كما أمر الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (2\ 71): وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ. كما قال الإمام أحمد بن حنبل: «إياك أن تتكلم في السؤال ليس لك فيه إمام».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/234)
وقد نظرنا من هو إمام الظاهرية ومؤسس مذهبهم في إنكار القياس، فوجدناه إبراهيم النظّام. وهو المعتزلي الخبيث الذي عشق فتىً نصرانياً فوضع له كتاباً في تفضيل التثليث على التوحيد. وكان إمامهم النّظَّام شاطرا من الشطار (أي قاطع طريق). يغدو على سكر، ويروح على سكر، ويبيت على جرائرها. ويدخل في الأدناس، ويرتكب الفواحش والشائنات. وهو القائل:
ما زلت آخذ روح الزّق في لطف * وأستبيح دماً من غير مجروح
حتى انثنيت -ولي روحان في جسدي * والزق مطرح- جسم بلا روح
وكان حاد اللسان، سيء الخلق، منكراً للقياس، جاحداً للإجماع، معتداً بنفسه، وناسباً الأمة إلى الاجتماع على الضلالة. وقال: «قد يجوز أن يجمع المسلمون جميعا على الخطأ»! وهذه قد صارت هذه الأفكار أصولاً لمذهب الظاهرية. فمن ابن داود الظاهري الذي رمى الإمام السني ابن جرير الطبري بالعظائم والرفض. إلى ابن حزم الظاهري الذي وصفه الآلوسي في تفسيره (21\ 76) بأنه: «الضال المضل». إلى العبدري المجسّم البذيء اللسان المتطاول على الأئمة الأبرار بالشتائم والسباب. إلى ابن طاهر الإباحي، صاحب فتوى استباحة النظر إلى المردان بشهوة. إلى الأقزام الظاهرية المعاصرين الذين صعدوا على الأكتاف، وقالوا بآراء ابن حزم الشاذة، ونشروها بين الناس، ودافعوا عنها، وشوَّشوا على طلاب العلم. ولما أخذوا هذه الأقوال، وتبنوها، أخذوا معها أخلاق ابن حزم، ونَفَسَه في الردِّ على مخالفيه، والقسوة عليهم، ولو كانوا إخواناً لهم. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وما علمنا تبنى هذا المذهب الظاهري الشاذ من الفرق، إلا الرافضة والخوارج وطائفة من المعتزلة. فبئس السلف هذا.
الفقه هو القياس. ولذلك الظاهرية ليسوا من أهل الفقه. ولا تظن أنهم من أهل الحديث أيضاً. فها هم أهل الحديث ينتمون للمذاهب الفقهية المعروفة: ابن معين حنفي، وأبو داود حنبلي، والنسائي والدراقطني وابن خزيمة شافعية، عدا من كان إماماً مجتهداً في نفسه كمالك وأحمد والبخاري. وقد أشار الحافظ ابن رجب إلى التفريق بين الظاهرية وبين أهل الحديث. وبينهما فرق شاسع ولله الحمد.
ثم إن أنكر الظاهري القياس والإجماع، فأي فرق بين الظاهري وبين العامي؟ بل العامي أفقه من أئمة الظاهرية. والذي لا شك فيه عند كل ذي عقل له معرفة بشيء من اللغة العربية، أنه أول ما يقرأ قوله تعالى {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} يفهم من أن النهي عن قول "أف" للوالدين، يستلزم كذلك النهي عن الأعظم من ذلك كالضرب واللعن والقتل. حتى الطفل يفهم هذا، فضلا عن العاقل البالغ. أما ابن حزم فيقول أن هذا النهي «ليس نهياً عن القتل ولا عن الضرب ولا عن القذف، وأنه إنما هو نهي عن قول (أف) فقط»!
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (1\ 327) وفي مجموع الفتاوى (21\ 207): «ومن لم يلحظ المعاني من خطاب الله ورسوله، ولا يفهم تنبيه الخطاب وفحواه من أهل الظاهر، كالذين يقولون إن قوله {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} (الإسراء: من الآية23) لا يفيد النهي عن الضرب!! وهو إحدى الروايتين عن داود، واختاره ابن حزم. وهذا في غاية الضعف. بل وكذلك قياس الأَولى، وإن لم يدل عليه الخطاب، لكن عُرِفَ أنه أولى بالحُكم من المنطوق بهذا. فإنكاره من بدع الظاهرية التي لم يسبقهم بها أحدٌ من السلف. فما زل السلف يحتجون بمثل هذا».
وأختم مقالي بمقولة بليغة للحافظ ابن رجب الحنبلي: «وفي زماننا يتعيّن كتابة كلام أئمة السلف المقتدى بهم إلى زمن الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد. وليكن الإنسان على حذر مما حدث بعدهم. فإنه حدث بعدهم حوادث كثيرة. وحدث من انتسب إلى متابعة السنة والحديث من الظاهرية ونحوهم (يقصد ابن حزم)، وهو أشد مخالفة لها، لشذوذه عن الأئمة وانفراده عنهم بفهم يفهمه، أو يأخذ ما لم يأخذ به الأئمة من قبله».
ـ[الدرعمى]ــــــــ[09 - 07 - 04, 12:07 م]ـ
الأخ الكريم محمد الأمين
دع أخانا المقاتل يسرد ما عنده ثم تفضل بما يليق من جواب فإن إفراطنا فى الهجزم هو دعوة للتعاطف مع هذا المذهب و قد ردوا الأصوليون على ابن حزم بما يليق بمكانته ومكانتهم ولا نرى أخانا المقاتل إلا ناقلا عن ابن حزم رحمه الله تعالى ولا صلة له بالنظام
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 07 - 04, 12:57 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/235)
كنت أود من مشايخنا الكرام عدم الالتفات إلى هذا الموضوع من الأصل، فما فيه جديد، مجرد كلام يعاد ويزاد في إبطال القياس وذم الرأي ـ و ليتهم يحددوا لنا معنى الرأي الذي يبطلوه ـ و إنما هي مجرد شعارات لا نفهم محتواها، و المناقشة لن تصل إلى نتيجة
ـــــــــــــــــــــ
شيخينا الأمين و الدرعمي ... لا داعي مطلقا للخوض في الموضوع و المناقشة فالأمر مجرد اتباع تيار ضعيف أكثر منه بحثا علميا
هذا ما أرى للمحافظة على الوقت
و الله أعلم
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[09 - 07 - 04, 01:33 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد رشيد
ـ و ليتهم يحددوا لنا معنى الرأي الذي يبطلوه ـ
!!!!!!
الأخ محمد الأمين
السلام عليكم
أراك كتبت ردا طويلا تهاجم فيه الموضوع دون الاستناد إلى دليل!!
إن كنت ترى بطلان الكلام فلم لا ترد و تفند بدلا من إثارة هذه الزوبعة؟
الفقه هو القياس
هذه جديدة!!!
هل تعني أن الكتاب و السنة ليسا من الفقه؟
ولذلك الظاهرية ليسوا من أهل الفقه. ولا تظن أنهم من أهل الحديث أيضاً
يا أخي سمانا الله مسلمين، ألا تكفي هذه التسمية فنقول ظاهرية وشافعية و مالكية؟
فها هم أهل الحديث ينتمون للمذاهب الفقهية
و هل كان من هدي محمد صلى الله عليه سلم و أصحابه الانتماء للمذاهب؟
أليست هذه المذاهب من تفريق الدين؟
والذي لا شك فيه عند كل ذي عقل له معرفة بشيء من اللغة العربية، أنه أول ما يقرأ قوله تعالى {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} يفهم من أن النهي عن قول "أف" للوالدين، يستلزم كذلك النهي عن الأعظم من ذلك كالضرب واللعن والقتل. حتى الطفل يفهم هذا، فضلا عن العاقل البالغ. أما ابن حزم فيقول أن هذا النهي «ليس نهياً عن القتل ولا عن الضرب ولا عن القذف، وأنه إنما هو نهي عن قول (أف) فقط»!
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (1\ 327) وفي مجموع الفتاوى (21\ 207): «ومن لم يلحظ المعاني من خطاب الله ورسوله، ولا يفهم تنبيه الخطاب وفحواه من أهل الظاهر، كالذين يقولون إن قوله {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} (الإسراء: من الآية23) لا يفيد النهي عن الضرب!! وهو إحدى الروايتين عن داود، واختاره ابن حزم. وهذا في غاية الضعف. بل وكذلك قياس الأَولى، وإن لم يدل عليه الخطاب، لكن عُرِفَ أنه أولى بالحُكم من المنطوق بهذا. فإنكاره من بدع الظاهرية التي لم يسبقهم بها أحدٌ من السلف. فما زل السلف يحتجون بمثل هذا».
هذا الكلام غير صحيح، فلم يقل ابن حزم أنه يجوز ضرب أو قذف الوالدين!!
و في هذا الكلام تمويه عجيب و إيحاء بأن تحريم ضرب الوالدين يأتي من باب قياس الأولى، في حين أن أن تحريم ضربهم مأخوذ من قوله تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)
الأخ الدرعمي
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
فإن الإجماع عندك يحتاج إلى دليل والإجماع فى حد ذاته دليل وهو كاف عن نقل الدليل إذا لم تدع الحاجة إليه أنظر الجوينى فى البرهان 1/ 647 - 675 والآمدى فى الإحكام 1/ 182 - 183 وإنما مدرك الإجماع الاستقراء وهؤلاء هم أهل الآستقراء الكامل كيف يكون الاستقراء إذا؟
ألا يُبنى على الأدلة و الآثار؟
وقولك فى قوله تعالى (ما فرطنا فى الكتاب من شىء) فأنت تنزلها على غير ما ننزلها عليه فيما يتعلق بالأحكام ففى اكتاب الله تعالى قواعد الأحكام قد جاءت كلية مجملة وقد بينت السنة ما أجمله القرآن ودور الفقهاء هو إنزال تلك القواعد الكلية على الحالات الجزئية أو ((استنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية))
أنت تقصد (تنقيح المناط) .. لم أُنكر استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية .. و إنما أنكرت القياس الصرف أو (تخريج المناط) كما يسمونه
وقولك: ((و قد أقررت بنفسك أن أئمة السلف وضعوا للقياس شروطا و ضوابط، فهل تظن أن النص قد فرط في بيان تلك الشروط و الضوابط و تركها لنا لنضعها؟ كيف وقد قال تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شئ)؟
هل تعنى به أن أئمة السلف قد ابتدعوا فى الدين؟؟ إن وضعوا هنا بمعنى استنبطوا من أدلة الشرع والعقل وليس بمعن أنهم ابتدعوا
لم أقصد أنهم ابتدعوا
و لكن قصدت أنهم أخطأوا و بنوا كلامهم على أدلة لا تقوم بها الحجة، و قد قال تعالى (ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به و لكن ما تعمدت قلوبكم)
ولا نرى أخانا المقاتل إلا ناقلا عن ابن حزم رحمه الله تعالى
ابن حزم له كثير من الأخطاء، و لذا لا تظن أنني أقلده أو أقلد غيره أو أنقل عنهما دون النظر في الدليل
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[09 - 07 - 04, 04:01 م]ـ
أخي المقاتل: ننتظر انتهاء عرضك لموضوع " إبطال الاجتهاد والقياس والرأي " ...
ولا بأسَ أن تُعرِض عن إيرادات الإخوة الكرام مؤقتاً، كما ذكرتَ في البداية.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[09 - 07 - 04, 04:38 م]ـ
الأخ الكريم المقاتل ... أرجو أن تكمل أدلتك ولا تلتفت إلى معارضيك حتى تنتهي من سرد الأدلة.
فإن كلامك وجيه جداً وبعيد عن التقليد المذموم. ما دام أنه يستند إلى أدلة.
وفقك الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/236)
ـ[مبارك]ــــــــ[10 - 07 - 04, 07:42 م]ـ
أبو
* قال الإمام الكبير أبو محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه الفريد " الإحكام في أصول الأحكام " (7/ 203 ـ 204):
" وشنع بعضهم بأن قال: إن إبطال القياس مذهب النظام، ومحمد بن عبدالله الاسكافي، وجعفر بن حرب،وجعفر بن مبشر، وعيسى المراد، وأبي عفار، وبعض الخوارج. وأن من هؤلاء من يقول: إن بنات البنين حلال، وكذلك الجدات، وكذلك دماغ الخنزير.
قال أبو محمد: ولسنا ننكر أن تقول اليهود لا إله إلا الله، ونقولها أيضاً، ولكن إذا ذكروا هؤلاء فلا تنسوا القائلين بقولهم في القياس: أبا الهذيل العلاف، وأبا بكر بن كيسان الأصم، وجهم بن صفوان، وبشر بن المعتمر، ومعمراً وبشراً المريسي، والأزارقة، وأحمد بن حائط. ومن هؤلاء من يقول بقياس الأطفال على الكبار، وأنهم نسخت أرواحهم في الأطفال! وبالقياس على قوم نوح، فأباحوا قتل الأطفال! وقاسوا فناء الجنة والنار على فناء الدنيا! وغير ذلك من شنيع الأقوال " أ. ه.
* ابن داود هو: محمد بن داود بن علي بن خلف البغدادي.
قال الحاكم: ثقة.
وقال ابن حزم: كان ابن داود من أجمل الناس، وأكرمهم خُلُقاً، وأبلغِهم لسَاناً، وأنظفِهم هيئةً، مع الدين والورع، وكلِّ خلَّةٍ محمودة، محبباً إلى الناس، حفظ القرآن وله سبع سنين، وذاكر الرِّجال بالآداب والشعر وله عشر سنين، وكان يُشاهَد في مجلسه أربع مئة صَاحب محبرة ...
وقال القاضي أبو الطيب: كان الخضري شافعي المذهب إلا أنه كان يعجب بابن داود يقرظه ويصف فضله.
وقال الذهبي: العلامة، البارعُ، ذو الفنون ... أحد من يُضرب المثَلُ بذكائه ... وله بصرٌ تامٌ بالحديث، وبأقوال الصَّحابة، وكلن يجتهد ولا يُقلِّد أحداً.
وقال أيضاً: الإمام البارع ... الفقيه الأديب، مصنف كتاب " الزّهرة " ... وكان من أذكياء العالم. جلس للفُتْيا بعد والده، وناظر أبا العباس بن سُريج.
وقال ابن الجوزي: كان عالماً أديباً، وفقيهاً مناظراً، وشاعراً فصيحاً.
وقال ابن خلكان: كان عالماً في الفقه، وله تصانيف عديدة ...
وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان فقيهاً أديباً شاعراً ظريفاً ...
ولما بلغ ابن سريج موت محمد بن داود، حزِن لَهُ، ونَحَّى مخادَّه ن وجلس للتعزية، وقال: ما آسى إلا على تُرابٍ يأكل لسَانَ محمد بن داود.
* أما قول الآلوسي في حق الإمام الأوحد البحر، ذو الفنون والمعارف، الثقة، الفقيه، الحافظ، الأديب، الحجة أبي محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ: (الضال المضل) فهذا الشتم الفاحش اللاذع البذيء يجب طيه ونسيانه وعدم ذكره والتحذير ممن يتعاطى هذه الوسيلة القذرة؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان، ولا بالفاحش، ولا بالبذي "، ودافع هذه الكلمات الوقحة على لسان الطاعن أو من يروج لها ما يكمن في صدره من الكبْر، ونفسه من العجب، وكأن الكبر والتعالي والحقد تحول في نفسه على هيئة كلمات بدت على لسانه، بانت في الغيبة أو البهتان والافتراء، أو التنابز بالألقاب، ذلك لأن كلامه لم يستحسنه، أو ينتقم منه تعصباً لمذهبه أو ما ورثه من البئية التي عاش فيها، وغير ذلك، كل هذا، وهو غافل عن قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذرة من كبر". قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة. قال: " إنّ الله جميل يُحب الجمال، الكِبْر بطر الحق، وغمط الناس ".
قال الإمام أبو عبدالله الحميدي (هو الإمام، القدوة، الأثري، المتقن، الحافظ) كما وصفه الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (19/ 120) عن شيخه وأستاذه ابن حزم في كتابه " جذوة المقتبس " (308ـ 309) وهو أعرف الناس به من غيره: كان حافظاً عالماً بعلوم الحديث وفقهه، مستنبطاً للأحكام من الكتاب والسنة، متفنناً في علوم جمة عاملاً بعلمه، زاهداً في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبير الملك، متواضعاً ذا فضائل جمة، وتواليف كثيرة في كل ما تحقق به من علوم، وجمع من الكتب في علم الحديث والمصنفات والمسندات شيئاً كثيراً وسمع سماعاً جما ... وما رأينا مثله ـ رحمه الله ـ فيما اجتمع له مع الذكاء وسرعة الحفظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/237)
وكرم النفس والتدين.
وقال ابن تيمية: وإن كان له من الإيمان والدين والعلوم الكثيرة ما لا يدفعه إلا مكابر ويوجد في كتبه من كثرة الإطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة مالا يجتمع لغيره.
قال مبارك: من يعتد به من الأئمة أهل السنة والجماعة لم يقدحوا في دين ابن حزم ولا في ورعه وأمانته وإمامته وإنما عارضوه في آرائه واستدركوا عليه من السهو البشري.
واختم كلامي عن الإمام الجليل فخر الأندلس أبي محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ بما قاله الأخ المفضال الكريم العزيز زياد (المتمسك بالحق) وما أحسن ماقال: وكفى به فخراً ـ رحمه الله ـ أن يتسنم الصغار إلى هجوه، ويتقرب الرعاع إلى شجوه. كأنهم ماعرفوا علمه ولا تأملوا ما يدهش العاقل من وافر فهمه ويبهر الأحلام من سيلان ذهنه ... رحمه الله رحمة واسعة. فقد أوذي حياً وميتاً وهذه سنة العظماء وطريق الفضلاء.
* أبو عامر محمد بن سعدون بن مُرجَّي بن سعدون القرشي العبدري، الميُورقي المغربي الظاهري، نزيل بغداد.
قال أبو بكر بن العربي: هو أنبل من لقيتُه ... هو ثقةٌ حافظٌ مقيِّد، لقيته فتى السن، كهل العلم.
وقال ابن ناصر: كان فهماً عالماً، متعففاً مع فقره.
وقال ابن عساكر: كان العبدريُّ أحفظَ شيخٍ لقيتُه، وكان فقيهاً داوودياً.
وقال الِّلَفيّ: كان من أعيان الإسلام بمدينة السّلام، متصرّف في فنون من العلوم أدباً ونحواً، ومعرفةً بالأنساب. وكان داوودي ّ المذهب، قُرَشِيَّ النَّسَب. كتب عنّي وكتبت عنه. ومولده بقُرْطُبَة من مدن الأندلس.
وقال ابن نقطة: كان فَهِماً عَالِماً ذا مَعْرِفةٍ بالحديث.
وقال أيضاً: هو إمام حافظ، متقِنٌ، عالم بالحديث واللغة، من أهل الظاهر، حدثني أحمد بن أبي بكر البَنْدَنيجي قال: لما مات أبو عامر العبدري قال أبو الفضل بن ناصر الحافظ حين دُفِن: خلا لك الجوُّ واصْفِرِي، مات أبو عامر حافظُ أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَمَنْ شاء فَلْيَقُلْ ماشاء.
وقال الصّفدي: الإمام ... أحد الحفاظ والعلماء المبرّزين كان من كبار أهل الظاهر.
وقال ابن كثير: الحافظ ... وكانت له معرفة جيدة بالحديث، وكان يذهب في الفروع مذهب الظاهرية.
وقال ابن الجوزي: كانت له معرفة بالحديث حسنة وفهم جيد وكان متعففاً في فقره.
وقال الذهبي: الشيخ الإمام، الحافظ الناقد الأوحد ... وكان من بحور العلم ...
وقال أيضاً: الإمام ... أحد الحفاظ والعلماء المبرّزين، ومن كبار الفقهاء الظاهرية.
وقال ابن عبدالهادي: الإمام، الحافظ، العلامة ... وكان فقيهاً ظاهرياً من أعيان الحُفَّاظ.
قال مبارك: التهمة التي وجهة إليه، والدفاع عنها:
قال ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (53/ 60): وكان سيىء الاعتقاد، يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرَهَا، بلغني عنه أنه قال في سوق باب الأزج (يوم يُكْشَفُ عن سَاقٍ) [القلم:42] فضرب على ساقه، وقال: ساقٌ كساقي هذه.
قال الإمام الذهبي معلقاً على هذه الحكاية في" تذكرة الحفاظ " (4/ 1273): هذه حكاية منقطعة، وهذا قول الضلال، وما أعتقد أن بلغ بالعبدري هذا.
وقال ابن عساكر ـ أيضاً ـ: وبلغني عنه أنه قال: أهل البدع يحتجون بقوله تعالى: (ليس كمثله شيء) [الشورى: 11]،أي: في الإلهية، فأما في الصورة، فهو مثلي ومثلُك.
علق العلامة المعلمي اليماني في حاشية " تذكرة الحفاظ " (4/ 1273) على قوله " بلغني "، فقال وما أجمل ماقال: " بلغني " أخت " زعموا " فإذا رأيت العالم يمتطيها للغض من مخالفيه، فاعلم أنها مطية مهزولة ألجأته إليها الضرورة، وقد حدث ابن عساكر عنشيخه العبدري، وشهد له أنه أحفظ شيخ لقيه كما مر.
قال مبارك: وقد نفى هذه التهمة الجائرة الإمام ابن عبدالهادي في كتابه " طبقات علماء الحديث " (4/ 46) بعدما نقل قوله ـ أي: ابن عساكر ـ: كان داودياً، وكان أحفظ شيخٍ لَقِيتُه، قال ـ أي: ابن عبدالهادي ـ: ثم إنه حَطَّ عليه، وحكى عنه أشياء لا تَثْبُتُ عنه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/238)
فهل بعد هذا يحق لك أن تطعن في علم من علماء الإسلام من غير تثبت ولا برهان إلا قوله: " بلغني "، وسبب ذلك العجلة، والنظرة السوداوية للأمور، والجهل بحال ذلك العالم، والتعصب المذهبي أو العقدي ما يجعله يطير بالأمر الذي سمعه أو قرأه كل مطار على أنه خطأ شنيع وجرم فظيع. وكأن هذا المتسرع في النقل ما سمع قوله تعالى: (ياأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين) [الحجرات: 6] وكأنه لا يدري ـ أيضاً ـ أن حرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة. لكن هكذا حب الظهور، وما يدري أن حب الظهور يقصم الظهور.
* محمد بن طاهر، أبو الفضل بن أبي الحسين بن القيسراني، المقدسي الأثري، الظاهري.
قال إسماعيل بن محمد الحافظ: أحفظ من رأيت محمد بن طاهر.
وقال أبو زكريا يحيى بن منده: كان ابن طاهر أحد الحفاظ، حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، صدوفاً، عالماً بالصحيح والسقيم، كثير التصانيف، لا زماً للأثر.
وقال أبو معمر الأنصاري: كان حافظاً متقناً.
وقال عبدالله بن محمد الأنصاري الهروي: ينبغي لصاحب الحديث أن يكون سريع القراءة سريع النسخ، سريع المشي. وقد جمع الله هذه الخصال في هذا الشاب، وأشار إلى محمد بن طاهر وكان بين يديه.
وقال شيرويه في تاريخ همذان: ابن طاهر سكن همذان وبنى داراً، وكان ثقة حافظاً، عالماً بالصحيح والسقيم، حسن المعرفة بالرجال والمتون، كثير التصانيف جيد الخط، لا زماً للأثر بعيداً من الفضول والتعصب، خفيف الروح، قوي السير في السفر، كثير الحج والعمرة.
وقال ابن ناصر الدين: كان حافظاً جوالاً في البلاد، كثير الكتابة، جيد المعرفة، ثقة في نفسه، حسن الاعتقاد، ولولا ماذهب إليه من إباحة السماع، لا نعقد على ثقته الإجماع.
وقال اليافعي: كان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله في ذلك مصنفات وجموعات تدل على غزارة علمه، وجودة معرفته ...
وقال أبو جعفر الساوي: كنت بالمدينة مع ابن طاهر، فقال: لا أعلم أحد أعلم بنسب هذا السيد ـ وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وآثاره وأحواله مني.
قال مبارك: التهم التي وجهها العلماء إليه، والدفاع عنها:
1ـ السماع.
قلت: وهذا لا يوجب غمزه إذا اعتقد حله باجتهاد، وبيان ذلك أن اسلافنا ـ رضوان الله عليهم ـ اختلفوا في مسألة الغناء والمعازف. فالبعض ير التحريم وهم الأكثر، والبعض ير الجواز وهم الأقل عن اجنهاد منهم. فما كان مختلفاً فيه في ذلك الزمان فلا يجوز إسقاط الاحتجاج به؛ لأنه خالف اجتهاد الآخرين ولو كان مخطئاً في مخالفته.
2ـ جواز النظر إلى المردان.
وقد دافع الإمام الذهبي عن ابن طاهر فقال:
قولهم: " كان يذهب مذهب الإباحة " يعني في النظر إلى الملاح ـ ومعلوم جوازه عند الظاهرية، وهو منهم ـ وإلا فلو كان يذهب إلى إباحة مطلقة، لكان كافراً.
والرجل مسلم، متبع للأثر سني، وإن كان قد خالف في أمور مثل جواز السماع.
3ـ تأليفه كتاب " صفوة التصوف ".
قال الحافظ ابن حجر: له انحراف عن السنة إلى تصوف غير مرضي، وهو في نفسه صدوق لم يتهم، وله حفظ ورحلة واسعة.
وقال السمعاني: بعد ذكر هذه التهم: لعله قد تاب ...
وأختم كلامي هذا بما قاله الإمام الذهبي في حق علماء الظاهر: وفي الجملة، فداود بن علي بصيرٌ بالفقه، عالمٌ بالقرآن، حافظٌ للأثر، رأس في معرفة الخلاف، من أوعية العلم، له ذكاء خارق، وفيه دينٌ متينٌ. وكذلك في فقهاء الظاهرية جماعة لهم علمٌ باهرٌ، وذكاء قويٌ، فالكمال عزيزٌ.
ـ[مبارك]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:15 ص]ـ
* قولك: " فمن ابن داود الظاهري الذي رمى الإمام السني ابن جرير الطبري بالعظائم والرفض "، فيه نظر؛ لأنك لم تشر إلى المصدر الذي نقلته منه، ولم تبين لنا صحة السند إلى الإمام محمد بن داود، ومثل هذا النقل المرسل على عواهنه لا يلتفت إليه؛ مع أنهم ذكروا في ترجمة الإمام الفقيه محمد بن داود أن من تصانيفه كتاب " الانتصار على محمد بن جرير "، غير أنهم لم يذكروا عنه أنه طعن في الإمام العظيم ابن جرير بالعظائم والرفض، ولعل الأمر قد اشتبه عليك بين إمام أهل الظاهر ابن داود وبين إمام الحنابلة ابن أبي داود وهو أبو بكر عبدالله بن سليمان الأشعث السجستاني وقد وقع بينه وبين ابن جرير خصومة. فقد جاء في " سير أعلام النبلاء " (14/ 277) مانصه: قيل لا بن جرير: إن أبا بكر بن أبي داود يُملي في مناقب علي. فقال: تكبيرة من حارس. وقد وقع بين ابن جرير وبين ابن أبي داود، وكان كل منهما لا يُنْصِفُ الآخر، وكانت الحنابلة حزب أبي بكر بن أبي داود، فكثروا وشغبوا على ابن جرير، وناله أذًى، ولزم بيته، نعوذُ بالله من الهوى.
من أجل ذلك قال الإمام الكبير ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة.
قال مبارك: لهذا وذاك انصحك بالتثبت والتأني وعدم التسرع في الكتابة، وعدم الخوض فيما لا يعنيك، وأذكرك بقوله تعالى: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا)، وبقوله ـ عليه السلام ـ: " ومن قال في مؤمن ماليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال ".
وأذكرك بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/239)
ـ[أبو داود]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:55 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله
ـ[أبو داود]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:58 ص]ـ
الحمد لله في عليائه و صلى الله على محمد و آله أمابعد:
أخونا الحبيب المقاتل جزاك الله خيراً و أنصحك بأن لا تلتفت للمخالفين فهناك الكثير من الأخوة يريدون أن يهتدوا بهدي القرءان و السنة دون الإلتفات لأحد و نحن معك إن شاء الله طالما أنت على الحق.
الأخ الحبيب مبارك بارك الله فيك و جزاك الله كل خير.
الأخ محمد الامين أعجبتني لهفتك لحب الحديث و أهله و تبيينك للناس أن أبا حنيفة رحمه الله كان مسكيناً في الحديث فقلت إن هذا الرجل سيف من سيوف السنة مدافع عن ورثة الأنبياء نابذ للآراء ثم بدأت تسقط من عيني حينما بدأت تسب الشوكاني رحمه الله و ترميه بأنه شيعي معتزلي زيدي و كلنا يعلم أن كتبه الأخيرة تدل على أنه من أهل السنة فماهذا البهتان و كل هذا من أجل خلاف في مسألة اختلف فيها من هو أعلم منك
و ليس مع القائلين بالتحريم دليل أصلاً فقد قرأنا تفسير الصحابة و التابعين لهذه الآية و ما قال أحد منهم أنها تدل على حرمة الإستمناء و متى كنا نرمي الناس بماضيهم
و إن كنت ترمي الناس بهذه الطريقة فابدأ بالصحابة إذاً.
أخي الحبيب اعلم أنه لا ينكر علمك إلا جاهل و لكن هذا العلم بدأ يتهافت أمام ناظري بعد قراءتي لكلامك المتقدم و اتضح لي أن هذا الكلام لا يخرج من عالم أبدأ،و ما أردت أن أستخدم هذا الأسلوب و لكنكم اضررتمونا إليه فإنكم لا تحسنون أدب الحوار و هب أننا مخطئون فأثبت لنا خطأنا لا أن ينطلق لسانك بالسباب و الكذب.قال محمد الامين غفر الله له و هداه إلى الصراط المستقيم:"
وقد نظرنا من هو إمام الظاهرية ومؤسس مذهبهم في إنكار القياس، فوجدناه إبراهيم النظّام. وهو المعتزلي الخبيث الذي عشق فتىً نصرانياً فوضع له كتاباً في تفضيل التثليث على التوحيد. وكان إمامهم النّظَّام شاطرا من الشطار (أي قاطع طريق). يغدو على سكر، ويروح على سكر، ويبيت على جرائرها. ويدخل في الأدناس، ويرتكب الفواحش والشائنات. وهو القائل:
ما زلت آخذ روح الزّق في لطف * وأستبيح دماً من غير مجروح
حتى انثنيت -ولي روحان في جسدي * والزق مطرح- جسم بلا روح
وكان حاد اللسان، سيء الخلق، منكراً للقياس، جاحداً للإجماع، معتداً بنفسه، وناسباً الأمة إلى الاجتماع على الضلالة. وقال: «قد يجوز أن يجمع المسلمون جميعا على الخطأ»! وهذه قد صارت هذه الأفكار أصولاً لمذهب الظاهرية. فمن ابن داود الظاهري الذي رمى الإمام السني ابن جرير الطبري بالعظائم والرفض. إلى ابن حزم الظاهري الذي وصفه الآلوسي في تفسيره (21\ 76) بأنه: «الضال المضل». إلى العبدري المجسّم البذيء اللسان المتطاول على الأئمة الأبرار بالشتائم والسباب. إلى ابن طاهر الإباحي، صاحب فتوى استباحة النظر إلى المردان بشهوة. إلى الأقزام الظاهرية المعاصرين الذين صعدوا على الأكتاف، وقالوا بآراء ابن حزم الشاذة، ونشروها بين الناس، ودافعوا عنها، وشوَّشوا على طلاب العلم. ولما أخذوا هذه الأقوال، وتبنوها، أخذوا معها أخلاق ابن حزم، ونَفَسَه في الردِّ على مخالفيه، والقسوة عليهم، ولو كانوا إخواناً لهم. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
وما علمنا تبنى هذا المذهب الظاهري الشاذ من الفرق، إلا الرافضة والخوارج وطائفة من المعتزلة. فبئس السلف هذا.
الفقه هو القياس. ولذلك الظاهرية ليسوا من أهل الفقه. ولا تظن أنهم من أهل الحديث أيضاً. فها هم أهل الحديث ينتمون للمذاهب الفقهية المعروفة: ابن معين حنفي، وأبو داود حنبلي، والنسائي والدراقطني وابن خزيمة شافعية، عدا من كان إماماً مجتهداً في نفسه كمالك وأحمد والبخاري. وقد أشار الحافظ ابن رجب إلى التفريق بين الظاهرية وبين أهل الحديث. وبينهما فرق شاسع ولله الحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/240)
ثم إن أنكر الظاهري القياس والإجماع، فأي فرق بين الظاهري وبين العامي؟ بل العامي أفقه من أئمة الظاهرية. والذي لا شك فيه عند كل ذي عقل له معرفة بشيء من اللغة العربية، أنه أول ما يقرأ قوله تعالى {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} يفهم من أن النهي عن قول "أف" للوالدين، يستلزم كذلك النهي عن الأعظم من ذلك كالضرب واللعن والقتل. حتى الطفل يفهم هذا، فضلا عن العاقل البالغ. أما ابن حزم فيقول أن هذا النهي «ليس نهياً عن القتل ولا عن الضرب ولا عن القذف، وأنه إنما هو نهي عن قول (أف) فقط»! "
قال أبو داود: هذا كلام في غاية السقوط و هو إن دل على شيء فعلى جهل قائله فهلا جئتنا و لو بآية واحدة أو حديث صحيح أو حتى قول صحابي أو تابعي يثبت هذا الذي يسمى بالقياس أم أنك ما عرفت إلى ذلك من سبيل فلجأت إلى السباب و الشتائم و بحق من بحق من شهد له فطاحل العلماء ممن لا تبلغ شعرة في مفرقهم
بأنه عالم زمانه و فريد عصره و حافظ لا يجارى و في سعة حفظه تضرب الأمثال لتأتي لتنقل لنا قول الألوسي بأنه الضال المضل و تدلس على الناس ثناء العلماء عليه هذا إن صح هذا القول فأنت لم تعد عندنا ثقة في نقولك بعد كذبك على ابن حزم و ادعائك أنه يجيز قذف الوالدين و هذه المهزلة و هذا المثال بالذات نسمعه كثيراً من الصبية الذين اتخذوا مجالس العلم أماكن للسخرية و السباب و مع ذلك سأرد عليك و على أمثالك قال تبارك و تعالى"و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولاً كريما و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا"فالله لم ينه فقط عن قول أف بل و على النهر و الأقوال الفاحشة و التكبر و غيرها هذا الذي يفهم من الآية و القذف يدخل في الأقوال الفاحشة و الله يقول و قل لهما قولاً كريماً و الضرب ينافي قوله تعالى و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة، ثم تأتون لتجزؤوا الآية و ترموا ابن حزم بهذه العظائم و أنتم الذين جزؤوا كلام الملك لنصرة مذاهبهم الكاسدة.
ثم إثباتك للقياس بأن تموه على الناس بأن أول من أبطل القياس هم الفجار و قطاع الطرق و العقلانيين
قأقول بئست الحجة و كبر به دليلاً على جهلك فالقياس لم يكن موجوداً أصلاً و ما صنعه الصحابة و حاشى لله أن يأمرنا بهذا القياس ثم لا يبين لنا كيف نقيس و على ماذا نقيس و ما الفرق بين القياس الصحيح من الكاسد أو من القياس مع الفارق ثم رميك للإمام داود من بين العلماء بحجة أنه اتهم الطبري رحمه الله رحمة واسعة بالرفض فأقول هذا هو الذي تحسنونه و لا تحسنون سياق الأدلة و هذا هو منتهى علومكم و أقول هب أن هذا الكلام صحيح -و هذا أبعد الظن فما قرأت في ترجمة الإمام ولا في ترجمة ابن جرير رحمهما الله هذا الكلام
فمن أين جئت به؟!! --فأنت آنفاً رميت الشوكاني ثم ثنيت بداود بن علي و أتبعته بابن حزم فهل قلنا أن محمد الامين خرج من دائرة أهل السنة أو أهل الحديث؟!!!
ثم قولك أن الفقه هو القياس وهذا ما سمعنا به لا من صحابي و لا تابعي فالفقه هو فهم الكتاب و السنة لا ضرب الأمثال و كان يلزمك ان تقول الفقه هو القياس و الاستحسان و سد الذرائع .....
ثم قولك الظاهرية ليسوا من أهل الفقه و كبر به بهتاناً و الرد في هذه المسألة أننا لا نبتدع أسماء و نفرق بين المسلمين بعد ما سمانا ربنا مسلمين و القارئ في المحلى يجد الكثير من أقوال ابن حزم و هو قول أهل الظاهر و هو قول أصحابنا فما نسب نفسه للظاهرية و لا تعصب لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم
و قولك ليسوا من اهل الفقه باطل فإن كنت تعني ابن حزم فلا تستحق الرد عليك فيكفي القارئ قراءة صفحة من المحلى ليعلم بطلان كلامك و كذلك بطلان كلامك بأنهم ليسوا من أهل الحديث فأيضاً يكفي الناظر قراءة صفحات من المحلى ليعلم أن الرجل حافظ لا يجارى و ناقد نحرير قل نظيره و العلماء يقولون أنه ما أتى بعد ابن حزم في سعة حفظه إلا ابن تيمية رحمه الله و لا أظنك تقول ان أحمد شاكر أيضاً ليس من أهل الحديث و أظنني بينت للناس فساد أقوالك و الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/241)
أما قولك فأبو داود حنبلي و ابن معين حنفي وغيرهما من أهل الحديث شافعية فأقول بأي آية أو بأي سنة صحيحة أو سقيمة أمرنا أن نقلد ابن معين أو ابن حبان أو ابن خزيمة ومن قال لك بأنهم يقدمون الأقيسة على الآثار و في فتح الباري لابن حجر و كتب ابن عبد البر و كتب ابن تيمية و ابن القيم الجواب الكافي، فإن قلت نعم لا يقدمون القياس على الآثار و لكنهم يأخذون بالقياس عند عدم وجود النص فأقول لك:قال تعالى"ما فرطنا في الكتاب من شيئ".
أما نقلك عن ابن رجب هذا إن صح نقلك أنه هناك فرق بين الظاهرية و أهل الحديث فأقول و بالله التوفيق:من قال لك بأننا ظاهرية و لماذا تنعتوننا بهذه الأسماء و قد سمانا الله مسلمين ألأننا نعتصم بكتاب ربنا و سنة نبينا صلى الله عليه و سلم و لا نريد غير ذلك شرعاً و لكن حسبنا الله و نعم الوكيل أما إن كنت تقصد الخلاف ببعض مصطلحات الحديث فبينها حتى نعرف كيف نجيب و لعلك لا تنسى ان من تطلق عليهم أهل الحديث هناك خلاف بينهم في المصطلحات و مذاهب بين المتقدمين و المتأخرين فلم لم تقل هذا و لماذا لا تقول ما لك و ما عليك حسبنا الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و لا إله إلا هو سبحانه.
أما قولك و ما علمنا أنه تبنى هذا المذهب إلا الخوارج و المعتزلة و الرافضة فأقول: ما هذا البهتان و ما هذا الكذب فأولاً هذا ليس مذهباً بل هو الحق الذي كان عيه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته و التابعون قبل أن يتفرق الناس كل حزب بما لديهم فرحون ثم كيف تشبهنا بالخوارج و الخوارج رفضوا السنن و الرافضة رفضوا من نقل السنن و لا حاجة لتفنيد آراء المعتزلة فهم أسقط من ذلك، لا أقول إلا أن هذا منتهى علمكم و حججكم و أفوض أمري إلى الله هو حسبي و نعم الوكيل.
أما نقلك عن ابن تيمية رحمه الله أنه لا يجوز أن نقول بأقوال ليس لنا فيها سلف فأقول هذا عليكم و ليس علينا فمن قال لك بأننا نقول بأقوال ليس لنا فيها سلف من الصحابة أو التابعين بل إننا نقول بأن الأولين لم يدعوا للآخرين مقالاً و الناظر في المحلى يجد بأن أبا محمد رحمه الله أكثر أقواله مدعمة بمن عمل بها من السلف أما كتب المقلدة و خصوصاً المتأخرين منهم فما أكثر ما يقولون بأقوال ليس لهم فيها لا سلف و لا خلف فلم لم تكروا عليهم كما فعلتم معنا؟!! لا أراه إلا الهوى أعمى القلوب.
أخيراً ما كنت أريد أن يصل الحد بيننا إلى هذا الأمر و لكنكم لا تحسنون أدب الحوار و طلب العلم فمجرد أن خالفنا آراءكم انهلتم علينا بالسباب و رمينا بالظاهرية و أننا أقزام حسبنا الله فيكم فما و سعني هذا إلا أن أرد عليكم و نحن و الحمد لله لا نعرف السباب مع الكفار فكيف مع المسلمين.
و الحمد لله رب العالمين عليه اعتمادنا و هو ملجأنا و إليم نسلم نفوسنا و نوجه وجوهنا و نلجئ ظهورنا و نفوض أمورنا رغبة و رهبة إليه لا ملجأ و لا منجا منه إلا إليه آمنا بكتابه الذي أنزل و بنبيه الذي أرسل.
سأتبع هذا المقال إن شاء الله بتفنيد القياس و تبيين تناقض القائلين به و كل ذلك إن شاء الله بالأمثلة و الحجج الدامغة ثم تبيين مقدار علم الإمام ابن حزم كذا نحسبه و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحداً من كتب التراجم و التاريخ وكتبه خاصة و تبيين ثناء العلماء عليه و لا ندعي لأحد العصمة لا ابن حزم و لا غيره و هو رحمه الله يخطئ كما يخطئ غيره و ليعذرني لأخوة إن تأخرت نظراً لضيق الوقت.
ـ[أبو داود]ــــــــ[11 - 07 - 04, 02:09 ص]ـ
قال سيف السنة الناطق أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي نور الله قبره و أندى بالرحمة ثراه في حلية السنة الموسومة بالمحلى بالآثار:
وَلاَ يَحِلُّ الْقَوْلُ بِالْقِيَاسِ فِي الدِّينِ، وَلاَ بِالرَّأْيِ لاَِنَّ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى عِنْدَ التَّنَازُعِ بِالرَّدِّ إلَى كِتَابِهِ وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَحَّ , فَمَنْ رَدَّ إلَى قِيَاسٍ وَإِلَى تَعْلِيلٍ يَدَّعِيه أَوْ إلَى رَأْيٍ فَقَدْ خَالَفَ أَمْرَ اللَّهِ تَعَالَى الْمُعَلَّقَ بِالإِيمَانِ وَرَدَّ إلَى غَيْرِ مَنْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالرَّدِّ إلَيْهِ , وَفِي هَذَا مَا فِيهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/242)
قَالَ عَلِيٌّ: وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} وقوله تعالى: {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} وقوله تعالى {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ} قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} إبْطَالٌ لِلْقِيَاسِ وَلِلرَّأْيِ ; لاَِنَّهُ لاَ يَخْتَلِفُ أَهْلُ الْقِيَاسِ وَالرَّأْيِ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُمَا مَا دَامَ يُوجَدُ نَصٌّ , وَقَدْ شَهِدَ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنَّ النَّصَّ لَمْ يُفَرِّطْ فِيهِ شَيْئًا , وَأَنَّ رَسُولَهُ عليه الصلاة والسلام قَدْ بَيَّنَ لِلنَّاسِ كُلَّ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ , وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ كَمُلَ
فَصَحَّ أَنَّ النَّصَّ قَدْ اسْتَوْفَى جَمِيعَ الدِّينِ , فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَلاَ حَاجَةَ بِأَحَدٍ إلَى قِيَاسٍ، وَلاَ إلَى رَأْيِهِ، وَلاَ إلَى رَأْيِ غَيْرِهِ. وَنَسْأَلُ مَنْ قَالَ بِالْقِيَاسِ: هَلْ كُلُّ قِيَاسٍ قَاسَهُ قَائِسٌ حَقٌّ , أَمْ مِنْهُ حَقٌّ وَمِنْهُ بَاطِلٌ فَإِنْ قَالَ كُلُّ قِيَاسٍ حَقٌّ أَحَالَ , لاَِنَّ الْمَقَايِيسَ تَتَعَارَضُ وَيُبْطِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا , وَمِنْ الْمُحَالِ أَنْ يَكُونَ الشَّيْءُ وَضِدُّهُ مِنْ التَّحْرِيمِ وَالتَّحْلِيلِ حَقًّا مَعًا , وَلَيْسَ هَذَا مَكَانَ نَسْخٍ، وَلاَ تَخْصِيصٍ , كَالأَخْبَارِ الْمُتَعَارِضَةِ الَّتِي يَنْسَخُ بَعْضُهَا بَعْضًا , وَيُخَصِّصُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَإِنْ قَالَ مِنْهَا حَقٌّ وَمِنْهَا بَاطِلٌ , قِيلَ لَهُ فَعَرِّفْنَا بِمَاذَا تَعْرِفُ الْقِيَاسَ الصَّحِيحَ مِنْ الْفَاسِدِ , وَلاَ سَبِيلَ لَهُمْ إلَى وُجُودِ ذَلِكَ أَبَدًا , وَإِذَا لَمْ يُوجَدْ دَلِيلٌ عَلَى تَصْحِيحِ الصَّحِيحِ مِنْ الْقِيَاسِ مِنْ الْبَاطِلِ مِنْهُ , فَقَدْ بَطَلَ كُلُّهُ وَصَارَ دَعْوَى بِلاَ بُرْهَانٍ , فَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّ الْقِيَاسَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ سَأَلُوا أَيْنَ وَجَدُوا ذَلِكَ , فَإِنْ قَالُوا:
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} قِيلَ لَهُمْ: إنَّ الاِعْتِبَارَ لَيْسَ هُوَ فِي كَلاَمِ الْعَرَبِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ إلاَّ التَّعَجُّبَ ,
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً} أَيْ لَعَجَبًا.
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} أَيْ عَجَبٌ , وَمِنْ الْعَجِيبِ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الاِعْتِبَارِ الْقِيَاسَ , وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَنَا قِيسُوا , ثُمَّ لاَ يُبَيِّنُ لَنَا مَاذَا نَقِيسُ، وَلاَ كَيْفَ نَقِيسُ، وَلاَ عَلَى مَاذَا نَقِيسُ. هَذَا مَا لاَ سَبِيلَ إلَيْهِ لاَِنَّهُ لَيْسَ فِي وُسْعِ أَحَدٍ أَنْ يَعْلَمَ شَيْئًا مِنْ الدِّينِ إلاَّ بِتَعْلِيمِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ إيَّاهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا}
فَإِنْ ذَكَرُوا أَحَادِيثَ وَآيَاتٍ فِيهَا تَشْبِيهُ شَيْءٍ بِشَيْءٍ , وَأَنَّ اللَّهَ قَضَى وَحَكَمَ بِأَمْرِ كَذَا مِنْ أَجْلِ أَمْرِ كَذَا ,
قلنا لَهُمْ: كُلُّ مَا قَالَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ حَقٌّ لاَ يَحِلُّ لاَِحَدٍ خِلاَفُهُ , وَهُوَ نَصٌّ بِهِ نَقُولُ: وَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ تُشَبِّهُوهُ فِي الدِّينِ وَأَنْ تُعَلِّلُوهُ مِمَّا لَمْ يَنُصَّ عَلَيْهِ اللَّهُ تَعَالَى، وَلاَ رَسُولُهُ عليه الصلاة والسلام فَهُوَ بَاطِلٌ، وَلاَ بُدَّ وَشَرْعٌ لَمْ يَأْذَنْ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ , وَهَذَا يُبْطِلُ عَلَيْهِمْ تَهْوِيلَهُمْ بِذِكْرِ آيَةِ جَزَاءِ الصَّيْدِ وَ أَرَأَيْتَ لَوْ مَضْمَضْتَ وَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ. وَكُلُّ آيَةٍ وَحَدِيثٍ مَوَّهُوا بِإِيرَادِهِ هُوَ مَعَ ذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ عَلَى مَا قَدْ بَيَّنَاهُ فِي كِتَابِ الإِحْكَامِ لاُِصُولِ الأَحْكَامِ وَفِي كِتَابِ النُّكَتِ وَفِي كِتَابِ الدُّرَّةِ وَفِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/243)
كِتَابِ النُّبْذَةِ
قَالَ عَلِيٌّ: وَقَدْ عَارَضْنَاهُمْ فِي كُلِّ قِيَاسٍ قَاسُوهُ بِقِيَاسٍ مِثْلِهِ وَأَوْضَحَ مِنْهُ عَلَى أُصُولِهِمْ لِنُرِيَهُمْ فَسَادَ الْقِيَاسِ جُمْلَةً , فَمَوَّهَ مِنْهُمْ مُمَوِّهُونَ بِأَنْ قَالُوا: أَنْتُمْ دَأَبًا تُبْطِلُونَ الْقِيَاسَ بِالْقِيَاسِ , وَهَذَا مِنْكُمْ رُجُوعٌ إلَى الْقِيَاسِ وَاحْتِجَاجٌ بِهِ , وَأَنْتُمْ فِي ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الْمُحْتَجِّ عَلَى غَيْرِهِ بِحُجَّةِ الْعَقْلِ لِيُبْطِلَ حُجَّةَ الْعَقْلِ وَبِدَلِيلٍ مِنْ النَّظَرِ لِيُبْطِلَ بِهِ النَّظَرَ
قَالَ عَلِيٌّ:
فَقُلْنَا هَذَا شَغَبٌ سَهْلٌ إفْسَادُهُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ , وَنَحْنُ لَمْ نَحْتَجَّ بِالْقِيَاسِ فِي إبْطَالِ الْقِيَاسِ , وَمَعَاذَ اللَّهِ مِنْ هَذَا , لَكِنْ أَرَيْنَاكُمْ أَنَّ أَصْلَكُمْ الَّذِي أَثْبَتُّمُوهُ مِنْ تَصْحِيحِ الْقِيَاسِ يَشْهَدُ بِفَسَادِ جَمِيعِ قِيَاسَاتِكُمْ. وَلاَ قَوْلَ أَظْهَرُ بَاطِلاً مِنْ قَوْلٍ أَكْذَبَ نَفْسَهُ. وَقَدْ نَصَّ تَعَالَى عَلَى هَذَا. فَقَالَ تَعَالَى: {وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} فَلَيْسَ هَذَا تَصْحِيحًا لِقَوْلِهِمْ إنَّهُمْ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ. وَلَكِنْ إلْزَامٌ لَهُمْ مَا يَفْسُدُ بِهِ قَوْلُهُمْ وَلَسْنَا فِي ذَلِكَ كَمَنْ ذَكَرْتُمْ مِمَّنْ يَحْتَجُّ فِي إبْطَالِ حُجَّةِ الْعَقْلِ بِحُجَّةِ الْعَقْلِ. لَكِنَّ فَاعِلَ ذَلِكَ مُصَحِّحٌ لِقَضِيَّتِهِ الْعَقْلِيَّةِ الَّتِي يَحْتَجُّ بِهَا فَظَهَرَ تَنَاقُضُهُ مِنْ قَرِيبٍ. وَلاَ حُجَّةَ لَهُ غَيْرُهَا فَقَدْ ظَهَرَ بُطْلاَنُ قَوْلِهِ.
وَأَمَّا نَحْنُ فَلَمْ نَحْتَجَّ قَطُّ فِي إبْطَالِ الْقِيَاسِ بِقِيَاسٍ نُصَحِّحُهُ. لَكِنْ نُبْطِلُ الْقِيَاسَ بِالنُّصُوصِ وَبِبَرَاهِينِ الْعَقْلِ. ثُمَّ نَزِيدُ بَيَانًا فِي فَسَادِهِ مِنْهُ نَفْسِهِ بِأَنْ نُرِيَ تَنَاقُضَهُ جُمْلَةً فَقَطْ وَالْقِيَاسَ الَّذِي نُعَارِضُ بِهِ قِيَاسَكُمْ. نَحْنُ نُقِرُّ بِفَسَادِهِ وَفَسَادِ قِيَاسِكُمْ الَّذِي هُوَ مِثْلُهُ أَوْ أَضْعَفُ مِنْهُ. كَمَا نَحْتَجُّ عَلَى أَهْلِ كُلِّ مَقَالَةٍ مِنْ مُعْتَزِلَةٍ وَرَافِضَةٍ وَمُرْجِئَةٍ وَخَوَارِج وَيَهُودٍ وَنَصَارَى وَدَهْرِيَّةٍ مِنْ أَقْوَالِهِمْ الَّتِي يَشْهَدُونَ بِصِحَّتِهَا. فَنُرِيهِمْ تَفَاسُدَهَا وَتَنَاقُضَهَا. وَأَنْتُمْ تَحْتَجُّونَ عَلَيْهِمْ مَعَنَا بِذَلِكَ. وَلَسْنَا نَحْنُ، وَلاَ أَنْتُمْ مِمَّنْ يُقِرُّ بِتِلْكَ الأَقْوَالِ الَّتِي نَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِهَا , بَلْ هِيَ عِنْدَنَا فِي غَايَةِ الْبُطْلاَنِ وَالْفَسَاد. وَكَاحْتِجَاجِنَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مِنْ كُتُبِهِمْ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ. وَنَحْنُ لاَ نُصَحِّحُهَا. بَلْ نَقُولُ إنَّهَا لَمُحَرَّفَةٌ مُبَدَّلَةٌ. لَكِنْ لِنُرِيَهُمْ تَنَاقُضَ أُصُولِهِمْ وَفُرُوعِهِمْ. لاَ سِيَّمَا وَجَمِيعُ أَصْحَابِ الْقِيَاسِ مُخْتَلِفُونَ فِي قِيَاسَاتِهِمْ. لاَ تَكَادُ تُوجَدُ. مَسْأَلَةٌ إلاَّ وَكُلُّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ تَأْتِي بِقِيَاسٍ تَدَّعِي صِحَّتَهُ تُعَارِضُ بِهِ قِيَاسَ الآُخْرَى. وَهُمْ كُلُّهُمْ مُقِرُّونَ مُجْمِعُونَ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ قِيَاسٍ صَحِيحًا، وَلاَ كُلُّ رَأْيٍ حَقًّا.
فَقُلْنَا لَهُمْ: فَهَاتُوا حَدَّ الْقِيَاسِ الصَّحِيحِ وَالرَّأْيَ الصَّحِيحَ الَّذِي يَتَمَيَّزَانِ بِهِ مِنْ الْقِيَاسِ الْفَاسِدِ وَالرَّأْيِ الْفَاسِدِ. وَهَاتُوا حَدَّ الْعِلَّةِ الصَّحِيحَةِ الَّتِي لاَ تَقِيسُونَ إلاَّ عَلَيْهَا مِنْ الْعِلَّةِ الْفَاسِدَةِ فَلَجْلَجُوا.
قال علي: وهذا مَكَانٌ إنْ زُمَّ عَلَيْهِمْ فِيهِ ظَهَرَ فَسَادُ قَوْلِهِمْ جُمْلَةً. وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ إلَى جَوَابٍ يُفْهَمُ سَبِيلٌ أَبَدًا. وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ. فَإِنْ أَتَوْا فِي ذَلِكَ بِنَصٍّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/244)
قلنا النَّصُّ حَقٌّ وَاَلَّذِي تُرِيدُونَ أَنْتُمْ إضَافَتَهُ إلَى النَّصِّ بِآرَائِكُمْ بَاطِلٌ وَفِي هَذَا خُولِفْتُمْ. وَهَكَذَا أَبَدًا. فَإِنْ ادَّعَوْا أَنَّ الصَّحَابَةَ، رضي الله عنهم، أَجْمَعُوا عَلَى الْقَوْلِ بِالْقِيَاسِ قِيلَ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ بَلْ الْحَقُّ أَنَّهُمْ كُلُّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَى إبْطَالِهِ.
بُرْهَانُ كَذِبِهِمْ أَنَّهُ لاَ سَبِيلَ لَهُمْ إلَى وُجُودِ حَدِيثٍ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ، رضي الله عنهم، أَنَّهُ أَطْلَقَ الأَمْرَ بِالْقَوْلِ بِالْقِيَاسِ أَبَدًا إلاَّ فِي الرِّسَالَةِ الْمَكْذُوبَةِ الْمَوْضُوعَةِ عَلَى عُمَرَ رضي الله عنه فَإِنَّ فِيهَا:
وَاعْرِفْ الأَشْبَاهَ وَالأَمْثَالَ وَقِسْ الآُمُورَ وَهَذِهِ رِسَالَةٌ لَمْ يَرْوِهَا إلاَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ سَاقِطٌ بِلاَ خِلاَفٍ وَأَبُوهُ أَسَقْطُ مِنْهُ أَوْ هُوَ مِثْلُهُ فِي السُّقُوطِ , فَكَيْفَ وَفِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ نَفْسِهَا أَشْيَاءُ خَالَفُوا فِيهَا عُمَرَ رضي الله عنه وَمِنْهَا قَوْلُهُ فِيهَا: وَالْمُسْلِمُونَ عُدُولٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إلاَّ مَجْلُودًا فِي حَدٍّ أَوْ ظَنِينًا فِي وَلاَءٍ أَوْ نَسَبٍ. وَهُمْ لاَ يَقُولُونَ بِهَذَا يَعْنِي جَمِيعَ الْحَاضِرِينَ مِنْ أَصْحَابِ الْقِيَاسِ حَنَفِيَّهُمْ وَشَافِعِيَّهُمْ وَمَالِكِيَّهُمْ , وَإِنْ كَانَ قَوْلُ عُمَرَ لَوْ صَحَّ فِي تِلْكَ الرِّسَالَةِ فِي الْقِيَاسِ حُجَّةً , فَقَوْلُهُ فِي أَنَّ الْمُسْلِمِينَ عُدُولٌ كُلُّهُمْ إلاَّ مَجْلُودًا فِي حَدٍّ حُجَّةٌ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حُجَّةً , فَلَيْسَ قَوْلُهُ فِي الْقِيَاسِ حُجَّةً , لَوْ صَحَّ فَكَيْفَ وَلَمْ يَصِحَّ.
وَأَمَّا بُرْهَانُ صِحَّةِ قَوْلِنَا فِي إجْمَاعِ الصَّحَابَةِ، رضي الله عنهم، عَلَى إبْطَالِ الْقِيَاسِ فَإِنَّهُ لاَ يَخْتَلِفُ اثْنَانِ فِي أَنَّ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ مُصَدِّقُونَ بِالْقُرْآنِ وَفِيهِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَفِيهِ: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمِنْ الْبَاطِلِ الْمُحَالِ أَنْ يَكُونَ الصَّحَابَةُ، رضي الله عنهم، يَعْلَمُونَ هَذَا وَيُؤْمِنُونَ بِهِ , ثُمَّ يَرُدُّونَ عِنْدَ التَّنَازُعِ إلَى قِيَاسٍ أَوْ رَأْيٍ. هَذَا مَا لاَ يَظُنُّهُ بِهِمْ ذُو عَقْلٍ , فَكَيْفَ وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّنِي أَوْ أَيُّ سَمَاءٍ تُظِلُّنِي إنْ قُلْتَ فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِرَأْيِي أَوْ بِمَا لاَ أَعْلَمُ , وَصَحَّ عَنْ الْفَارُوقِ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: اتَّهِمُوا الرَّأْيَ عَلَى الدِّينِ وَإِنَّ الرَّأْيَ مِنَّا هُوَ الظَّنُّ وَالتَّكَلُّفُ , وَعَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه فِي فُتْيَا أَفْتَى بِهَا إنَّمَا كَانَ رَأْيًا رَأَيْته فَمَنْ شَاءَ أَخَذَ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ. وَعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه: لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلاَهُ. وَعَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا رَأْيَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: مَنْ قَالَ فِي الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: سَأَقُولُ فِيهَا بِجَهْدِ رَأْيِي , فَإِنْ كَانَ صَوَابًا فَمِنْ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ خَطَأً فَمِنِّي وَمِنْ الشَّيْطَانِ , وَاَللَّهُ وَرَسُولُهُ بَرِيءٌ. وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ فِي حَدِيثِ: يُبْتَدَعُ كَلاَمًا لَيْسَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلاَ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُ فَإِنَّهُ بِدْعَةٌ وَضَلاَلَةٌ. وَعَلَى هَذَا النَّحْوِ كُلُّ رَأْيٍ رُوِيَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، رضي الله عنهم، لاَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/245)
عَلَى أَنَّهُ إلْزَامٌ، وَلاَ أَنَّهُ حَقٌّ , لَكِنَّهُ إشَارَةٌ بِعَفْوٍ أَوْ صُلْحٍ أَوْ تَوَرُّعٍ فَقَطْ لاَ عَلَى سَبِيلِ الإِيجَابِ. وَحَدِيثُ مُعَاذٍ الَّذِي فِيهِ أَجْتَهِدُ رَأْيِي، وَلاَ آلُو , لاَ يَصِحُّ لاَِنَّهُ لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ إلاَّ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ مَجْهُولٌ لاَ نَدْرِي مَنْ هُوَ عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ لَمْ يُسَمِّهِمْ عَنْ مُعَاذٍ.
وَقَدْ تَقَصَّيْنَا أَسَانِيدَ هَذِهِ الأَحَادِيثِ كُلَّهَا فِي كِتَابِنَا الْمَذْكُورِ وَلِلَّهِ تَعَالَى الْحَمْدُ.
حدثنا أحمد بن قاسم حَدَّثَنَا أَبُو قَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا جَدِّي قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عَنْ حُرَيْزِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الآُمُورَ بِآرَائِهِمْ فَيُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلاَلَ.
قَالَ عَلِيٌّ: وَالشَّرِيعَةُ كُلُّهَا إمَّا فَرْضٌ يَعْصِي مَنْ تَرَكَهُ.
وَأَمَّا حَرَامٌ يَعْصِي مَنْ فَعَلَهُ. وَأَمَّا مُبَاحٌ لاَ يَعْصِي مَنْ فَعَلَهُ، وَلاَ مَنْ تَرَكَهُ. وَهَذَا الْمُبَاحُ يَنْقَسِمُ ثَلاَثَةَ أَقْسَامٍ: إمَّا مَنْدُوبٌ إلَيْهِ يُؤْجَرُ مَنْ فَعَلَهُ، وَلاَ يَعْصِي مَنْ تَرَكَهُ.
وَأَمَّا مَكْرُوهٌ يُؤْجَرُ مَنْ تَرَكَهُ، وَلاَ يَعْصِي مَنْ فَعَلَهُ.
وَأَمَّا مُطْلَقٌ لاَ يُؤْجَرُ مَنْ فَعَلَهُ، وَلاَ مَنْ تَرَكَهُ، وَلاَ يَعْصِي مَنْ فَعَلَهُ، وَلاَ مَنْ تَرَكَهُ.
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا}
وَقَالَ تَعَالَى: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ}
فَصَحَّ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ حَلاَلٌ إلاَّ مَا فَصَّلَ تَحْرِيمَهُ فِي الْقُرْآنِ أَوْ السُّنَّةِ.
حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا أحمد بْنُ فَتْحٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَخْبَرَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا , فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى أَعَادَهَا ثَلاَثًا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ , ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ , فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ , وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ
قَالَ عَلِيٌّ: فَجَمَعَ هَذَا الْحَدِيثُ جَمِيعَ أَحْكَامِ الدِّينِ , أَوَّلِهَا عَنْ آخِرِهَا , فَفِيهِ أَنَّ مَا سَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَأْمُرْ بِهِ، وَلاَ نَهَى عَنْهُ فَهُوَ مُبَاحٌ وَلَيْسَ حَرَامًا، وَلاَ فَرْضًا , وَأَنَّ مَا أَمَرَ بِهِ فَهُوَ فَرْضٌ , وَمَا نَهَى عَنْهُ فَهُوَ حَرَامٌ , وَأَنَّ مَا أَمَرَنَا بِهِ فَإِنَّمَا يَلْزَمُنَا مِنْهُ مَا نَسْتَطِيعُ فَقَطْ , وَأَنْ نَفْعَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً تُؤَدِّي مَا أَلْزَمَنَا , وَلاَ يَلْزَمُنَا تَكْرَارُهُ , فَأَيُّ حَاجَةٍ بِأَحَدٍ إلَى قِيَاسٍ أَوْ رَأْيٍ مَعَ هَذَا الْبَيَانِ الْوَاضِحِ , وَنَحْمَدُ اللَّهَ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ.
فإن قال قائل: لاَ يَجُوزُ إبْطَالُ الْقَوْلِ بِالْقِيَاسِ إلاَّ حَتَّى تُوجِدُونَا تَحْرِيمَ الْقَوْلِ بِهِ نَصًّا فِي الْقُرْآنِ.
قلنا لَهُمْ: قَدْ أَوْجَدْنَا لَكُمْ الْبُرْهَانَ نَصًّا بِذَلِكَ وَبِأَنْ لاَ يَرِدَ التَّنَازُعُ إلاَّ إلَى الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ فَقَطْ ,
وَقَالَ تَعَالَى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ، وَلاَ تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ}
وَقَالَ تَعَالَى: {فَلاَ تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} وَالْقِيَاسُ ضَرْبُ أَمْثَالٍ فِي الدِّينِ لِلَّهِ تَعَالَى. ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ: إنْ عَارَضَكُمْ الرَّوَافِضُ بِمِثْلِ هَذَا فَقَالُوا لَكُمْ: لاَ يَجُوزُ الْقَوْلُ بِإِبْطَالِ الإِلْهَامِ، وَلاَ بِإِبْطَالِ اتِّبَاعِ الإِمَامِ إلاَّ حَتَّى تُوجِدُوا لَنَا تَحْرِيمَ ذَلِكَ نَصًّا , أَوْ قَالَ لَكُمْ ذَلِكَ أَهْلُ كُلِّ مَقَالَةٍ فِي تَقْلِيدِ كُلِّ إنْسَانٍ بِعَيْنِهِ. بِمَاذَا تَنْفَصِلُونَ بَلْ الْحَقُّ أَنَّهُ لاَ يَحِلُّ أَنْ يُقَالَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ حَرَّمَ أَوْ حَلَّلَ أَوْ أَوْجَبَ إلاَّ بِنَصٍّ فَقَطْ. وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/246)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 04, 10:26 ص]ـ
(كل هذا من أجل خلاف في مسألة اختلف فيها من هو أعلم منك
و ليس مع القائلين بالتحريم دليل أصلاً فقد قرأنا تفسير الصحابة و التابعين لهذه الآية و ما قال أحد منهم أنها تدل على حرمة الإستمناء)
والقاسم بن محمد من أي طبقة
(كلنا يعلم أن كتبه الأخيرة تدل على أنه من أهل السنة) الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار يقول قال أئمتنا ويقصد الزيدية وقد سبق ان نقلت كلام شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله في نقل أقوال الزيدية والرافضة
وهذا لم أرد ذكره لاني لااقصد الطعن في الامام الشوكاني وهو الامام الذي نصر مذهب السلف في كثير من القضايا
ولم ارد ذكر شيء قد لايفهمه بعض الناس
(قال سيف السنة الناطق أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي)
رحم الله الامام ابن خزم لولا هذا الحوار ما أحببت ذكر هذا ولكني دفعت اليه دفعا
أقول لمن قال (
سيف السنة) اقرا ما قاله ابن عبدالهادي عن عقيدة الامام ابن حزم رحمه الله في الصفات
واقرا ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية عنه في منهاج السنة
وهذا من باب الزام الخصم والمخالف
ومكانة ابن حزم في قلوبنا أعظم وأجل ولكن الأمر كما قاله المعلمي في موضع من التنكيل لما تعرض لذكر بعض الأمور وانه لم يكن يحب ذكر ذلك
(أما نقلك عن ابن رجب هذا إن صح نقلك أنه هناك فرق بين الظاهرية و أهل الحديث)
أخي الحبيب لماذا لاتدرس كتب ابن رجب افتح فتح الباري لابن رجب افتح جامع العلوم والحكم شرح علل الترمذي افتح فضل علم السلف على الخلف هل تعرف هذا الكتاب
ستجد اقوال ابن رجب في الظاهرية لاتنسى الكتاب الأخير
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:05 م]ـ
ذكر الأخ محمد الأمين أن أبا داود كان حنبليا؟؟؟
و لا ادري ما الدليل على ذلك؟؟
بل المعروف عند اهل التحقيق أنه إمام مجتهد و لم يتبع لمذهب من المذاهب الأربعة المشهورة، و إن نسبه أصحاب كل مذهب إليهم كما نسبو البخاري و مسلم، و يتبين انه إمام مجتهد من تبويباته في السنن فهو فقيه و آراؤه تؤخذ من تبويباته للأحاديث.
و لا يقال عن الرجل إنه حنبليا لأنه أخذ من الإمام احمد بل كثير من الأئمة أخذوا من أحمد ثم صاروا شافعية و غيرهم أخذ من الشافعي و صار حنبليا و هكذا، و إلا فإن الإمام مسلم قد أخذ من الإمام احمد و لكن لا احد يقول إنه حنبليا
و السلام خير ختام
ـ[مبارك]ــــــــ[11 - 07 - 04, 07:50 م]ـ
قال ابن عبدالهادي في كتابه " طبقات علماء الحديث ":
" ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد، لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل، كالخالق والحق، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلاً، كالرحيم والعليم والقدير ونحوها، بل العلم عنده هو القدرة، والقدرة هي العلم، وهما عين الذات، ولا يدل العلم على شيء زائد على الذات المجرد أصلاً. وهذا عين السفسطة والمكابرة ".
قال أبو عبدالرحمن: وهذا الخطأ من الإمام أبي محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ ليس ذلك لأنه ظاهري، بل سببه أنه أخطأ في تطبيق أصول أهل الظاهر.
وخطئه يعني: إن العليم والعزيز والحكيم والغفور والودود والوهاب والجبار ... إلى أخر اسمائه وصفاته إنما هي اسماء أعلام مترادفة كلها بمعنى الله، ولا يدل أحد منها على معنى مستقل بذاته.
ولا شك ولا ريب إن هذه جهمية وتعطيل، الغى فيها وغفل فيها عن أصول أهل الظاهر؛ لأننا نؤمن بأن هذه الأسماء والصفات تدل على الرب سبحانه وتعالى، وتدلُ على الله دلالة مرادفة، وتدلُ ـ أيضاً ـ بمعانيها، فإنما من كان خائفاً من عدو يقول: ياجبار يامغيث، ولا يقول: ياكريم مثلاً، أو ياوهاب.
فإن كان فقيراً معدماً قال: ياجواد، ياوهاب ... لماذا؟ لإن لكل اسم من أسماء الله وصفاته معناه اللغوي ومدلوله.
قال مبارك: والإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ مذهبه مضطرب في باب الصفات فنجده ينفي اطلاق لفظ الصفات لله تعالى فيقول في موسوعته الخالدة " الفصل " (2/ 120ـ 121):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/247)
" واما اطلاق لفظ الصفات لله تعالى عز وجل فمحال لا يجوز؛ لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظ الصفات ولا على لفظ الصفة، ولا حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن لله تعالى صفة أو صفات. نعم ولا جاء قط ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين، ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين، ومن كان هكذا فلا يحل لأحد أن ينطق به ولو قلنا أن الإجماع قد تيقن على ترك هذه اللفظة لصدقنا؛ فلا يجوز القول بلفظ الصفات ولا اعتقاده، بل هي بدعة منكرة، قال الله تعالى: (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم واباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى) ".
بينما انظر إليه وهو يقول ما يخالف ذلك في كتابه الماتع " مداواة النفوس " (67):
" وقف العلم عند الجهل بصفات الباري عزَّ وجلَّ ".
واصرح من ذلك ماقاله في كتابه " الأصول والفروع " (197 ـ 198) في اثناء رده على الجهمية القائلين بخلق القرآن:
" وكلام الله تعالى صفة قديمة من صفاته، ولا توجد صفاته إلا به ولا تبين منه ... وكلام الله لا ينفد ولا ينقطع أبداً؛ لأن كلامه صفة من صفاته تعالى لا تنفد ولا تنقطع ولا تفارق ذاته والله عز وجل لم يزل متكلماً ليس لكلامه أول ولا آخر كما ليس لذاته لا أول ولا آخر وجميع صفاته مثل ذاته وقدرته وعلمه وكلامه ونفسه ووجهه مما وصف به نفسه في كتابه العزيز كل هذه الصفات غير مباينة منه تعالى ولا متجزئة ولا نافدة ولا منقطعة ".
بعد هذا أقول: مذهب الإمام في هذا الباب مضطرب مما يدل على عدم اطمئنانه في النفي والإثبات في مسألة الصفات؛ ولماذا لا نحسن الظن بهذا الإمام العظيم ونقول أن مذهب الإثبات هو الذي استقر عليه ومات عليه مادام أن هناك مايثبت ذلك ويؤيده. وهب أن الأمر خلاف ذلك فهو إمام مجتهد مأجور أجراً واحداً لنيته الجميلة في إرادة الخير وقد رفع عنه الإثم في خطئه؛ لأنه لم يتعمد الخطأ ولم يقصده ولا استهان في طلبه بل بذل كل مافي وسعه وطاقته، قال الإمام الأثري الشوكاني اليماني في رسالته " شرح الصدور في تحريم رفع القبور " (2):
" فمن كان دليل الكتاب والسنة عليه معه فهو الحق، وهو أولى بالحق، ومن كان دليل الكتاب والسنة عليه لا له كان هو المخطىء ولا ذنب عليه في هذا الخطأ إن كان قد وفى الإجتهاد حقه بل هو معذور بل مأجور كما ثبت في الحديث الصحيح: " إذا اجتهد فأصاب فله أجران، وإن اجتهد فأخطأ فله أجر " فناهيك بخطأٍ يؤجر عليه فاعله ولكن هذا إنما هو المجتهد نفسه إذا أخطأ لا يجوز لغيره أن يتبعه في خطئه، ولا يعذر كعذره، ولا يؤجر كأجره، بل واجب على من عداه من المكلفين أن يترك الأقتداء به في الخطأ ويرجع إلى الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة ... ".
وهذا الخطأ مغفور حتى في المسائل العلمية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في " مجموع الفتاوى " (3/ 345):
" ... وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها، قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون بلغته ولم تثبت عنده أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون عرضت له شبهات يعذره الله تعالى بها، فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ، فإن الله سبحانه وتعالى يغفر له خطأه كائناً ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العلمية، هذا الذي عليه أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجماهير أئمة المسلمين ... ".
وقال أيضاً ابن تيمية (20/ 165ـ 166):
" ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفورٌ للأمة، وإن كان ذلك في المسائل العلمية، ولولا ذلك لهلك أكثرُ فضلاء الأمة!
وإذا كان الله يغفرُ لمن جهِلَ تحريم الخمر لكونه نشأ بأرضِ جهلٍ مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضلُ المجتهدُ في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه، إذا كان مقصوده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته، ويثيبُ على اجتهاداته، ولا يؤخذه بما أخطأ، تحقيقاً لقوله: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) ".
* ولا شك أن أبا محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ هو سيف السنة وناصرها، وقامع البدعة ومحذر منها فحياته رحمه الله كلها جهاد في سبيل الله؛ لأنه عرف الناس بالنصوص وحرر العقول من التقليد، ونشر السنة ورد على الأباطيل التي شوهت جمال الإسلام وعظمته، وحارب العصبية، والاستماتة في التقليد وابعد كلمة (الأصحاب) و (علمائنا) من ميدان الحجة والبرهان، وتجد في كتبه من كثرة الإطلاع على الأقوال والمعرفة بالأحوال والتعظيم لدعائم الإسلام ولجانب الرسالة ما لا يجتمع مثله لغيره، وما يدهشك أيها القارىء لكتبه وتصانيفه من سحر البيان وقوة البرهان. فكل هذا وذاك يؤكد أنه بحق سيف السنة وناصرها، وقامع البدعة، رحمه الله رحمة واسعة.
قال مبارك: أخي الفاضل الكريم ابن وهب ـ حفظك الله من كل فتنة وشر ـ تمنيت أنك ابتعدت عن الكلام عن ترجمان المعارف الإسلامية أبي محمد بن حزم لما أكنه لك من تقدير وأدب واحترام وعهدي بك أن لا تخوض في مثل ذلك.
اشكر الإخوة جميعاً واخص بالذكر (مقاتل 7) و (ابو داود) و (واحد من المسلمين).
* الرجاء من الإخوة عدم الخوض والكلام عن الأئمة الأعلام حتى لا يحصل بذلك فرقة وتنافر وضغائن بل يجب أن يكون شعارنا هو حب العلماء والترحم عليهم والترضي عنهم والاستغفار لهم ويصبح شعارنا هو قوله نعالى: (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/248)
ـ[أبو تقي]ــــــــ[13 - 07 - 04, 03:11 ص]ـ
قال الحافظ ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية، الجزء 4، صفحة 341:
:
وأما نحن فقولنا إن الحديث الضعيف خير من الرأي ليس المراد به الضعيف المتروك لكن المراد به الحسن كحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وحديث إبراهيم الهجري وأمثالهما ممن يحسن الترمذي.
إبراهيم الهجري مجمع على ضعفه.
ما هو ردكم على من يعمل بالحديث الضعيف الغير المتروك ويقدمه على الراي والقياس؟
ـ[ yousef] ــــــــ[13 - 07 - 04, 05:20 ص]ـ
و الرد في هذه المسألة أننا لا نبتدع أسماء و نفرق بين المسلمين بعد ما سمانا ربنا مسلمين و القارئ في المحلى يجد الكثير من أقوال ابن حزم و هو قول أهل الظاهر و هو قول أصحابنا فما نسب نفسه للظاهرية و لا تعصب لأحد إلا لرسول الله صلى الله عليه و سلم
أخي الفاضل أبو داود
اسمح لي أن أسألك مستفسرا، فابن حزم رحمه الله كثيراً ما يردد هذه العبارة في المحلى (وهو قول أهل الظاهر)، وتقول أنت أنه لم ينسب نفسه للظاهرية، ولكننا نجده يقول في كتابه الإحكام (أصحابنا أهل الظاهر)، فهو ينسب نفسه لهم، ولم نجده يستنكر تسميتهم بأهل الظاهر؟؟؟
وكذلك كان يسمي القائلين بالقياس بأهل أصحاب القياس كما في كتابه الإحكام.
فما الضير من التسمية إذا كانت للتمييز، مثل قولنا المهاجرون والأنصار، والأوس والخزرج والسلف والخلف والمتقدمون والمتأخرون ولا يختلف إنثان في كونهم مسلمين.
وكذلك من يقول الشافعية والحنابلة والظاهرية، إنما هي لتمييز من يأخذ بأصولهم، وأنا لا أنكر أن الله سمانا مسلمين، ولكن كيف تميز بين مسلم يسير على نهج الشافعي في فهم الكتاب والسنة وبين حنبلي يسير على نهج ابن حنبل؟؟؟
أرجو أن يسعني صدرك، ولا تنساني من صالح الدعاء
ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 07 - 04, 07:44 م]ـ
* الظاهرية كما يراها العلامة الكبير ابن عقيل الظاهري هي: دعوة إلى منهج فكري وليس إلى إمام بعينه.
قال مبارك: وإلى هذا المعنى الجميل ألمح إلى ذلك الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ بقوله: وبالجملة فمذهب الظاهر هو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهم بوجه من وجوه الدلالة.
وأنت إذا أمعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من مذهب الظاهر بعينه بل إذا رزقت الإنصاف وعرفت العلوم والاجتهاد كما ينبغي ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهرياً أي عاملاً بظاهر الشرع منسوباً إليه لا إلى داود الظاهري، فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة، وهذه النسبة هي مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات والتسليم. (البدر الطالع 2/ 290).
قال مبارك: ولا يخفى على من رزق الإنصاف أن أبرز سمات الأخذ بالظاهر والإتباع ترك التعصب والتبعية والتقليد الأعمى. يُشير إلى ذلك مانقله الإمام محمد بن خليل العبدري في كتابه " المورد الأحلى في اختصار المحلى " عن الإمام ابن حزم بقوله: ولسنا نرضى عمن يغضب لنا، إنما نرضى عمن يغضب للحق، ولا نسر بمن ينصر أقوالنا، إنما نسر بمن ينصر الحق حيث هو، ولا يجهل علينا جاهل فيظن أننا متبعون مذهب الإمام أبي سليمان داود بن علي، إنما أبو سليمان شيخ من شيوخي ومعلم من معلمينا، إن أصاب الحق فنحن معه اتباعأ للحق، وإن أخطأ اعتذرنا له، واتبعنا الحق حيث فهمناه، وبالله تعالى التوفيق.
قال محمد بن خليل: وكذلك أقول: لا يجهل علي جاهل فيظن أني متبع للإمام أبي محمد، أبو محمد شيخ من شيوخي ومعلم من معلمي، إن أصاب الحق فأنا معه اتباعاً للحق، وإلا فأنا مع الحق حيث فهمته، بحسب ما يوفقني الله تعالى له وينعم به علي.
قال أبو عبدالرحمن بن عقيل معلقاً: وأنا أقول ذلك أيضاً.
قال مبارك: من خلال هذا النقل اتضح لنا أن النسبة إلى الظاهرية هي: نسبة إلى العمل بالظاهر والاكتفاء به، وليست إلى إمام بعينه؛ وهذا خلاف النسبة إلى الشافعية مثلاً، فهي نسبة إلى إمام بعينه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 07 - 04, 09:38 م]ـ
أخي الحبيب الشيخ مبارك وفقه الله
كلامي كان مع أحد الأخوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/249)
لانه زعم (فيما اذكر) ان من أسباب عدم أخذه من كتب الفقه التي صنفها علماء الشافعية او بعض علماء الشافعية انهم أشاعرة
فأحببت أن ألزمه الحجة ليس الا
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو غازي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 03:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني ..
دعونا من الطعن في العلماء.
يا من تقولون ببطلان القياس .. ما تقولون في المخدرات أحرام هي؟
ـ[أبو داود]ــــــــ[15 - 07 - 04, 09:27 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيك يا ابن وهب و جزاك الله خيراً على نصحك و عذراً لتأخري عن الرد.
قبل البدء أود أن أعلم الأخوة أنني ما إن قرأت رد محمد الأمين حتى استشاط غضبي و ثارت براكين الغضب في صدري فشرعت بالكتابة وسكرة الغضب مخامرة عقلي و علمت أنني سأتعقب على الأمور التي تعقبتني بها حاشا قولي سيف السنة و سيأتي التفصيل إن شاء الله،وعندما أردت إرسال الرد رأيت الرد المبارك لأخينا المبارك و لكن نفسي ماسكنت حتى أنني لم أقرأ إلا بعض السطور فأرفقت الرد بالشكر لأخينا الحبيب ثم أرسلت الرد و يا ليتني قرأت رده قبل إرسالي لمقالي المتقدم فقد طوى بساط وحشتي و أثلج صدري فبارك الله فيه و جزاه خير الجزاء.
أم الآن فإن سورة الغضب فقد بردت، وفورة الغيظ فقد خمدت وليعلم أنني لست نادماً على شيئ مما قلته سوى قولي (و ليس مع القائلين بالتحريم دليل أصلاً فقد قرأنا تفسير الصحابة و التابعين لهذه الآية و ما قال أحد منهم أنها تدل على حرمة الإستمناء) و قولي (أما نقلك عن ابن رجب هذا إن صح نقلك) و ما قلته إلا من باب التشكيك بأقوال ابن الأمين بعد الكذبة القبيحة على ابن حزم و نسأل الله المغفرة، و قولي (كلنا يعلم أن كتبه الأخيرة تدل على أنه من أهل السنة) فما كان يجب أن تطلق هكذا و لكنه الغضب نسأل الله العافية.
قال أبو داود: القاسم بن محمد يصنف في الطبقة الثانية من طبقات التابعين أحد الأئمة من طبقة الحسن رحمهم الله جميعاً و ليتك أخي ابن وهب تتحفنا بقوله مسندأً وجزاك الله خيراً على التنبيه فإن كمال العلم عزيز.
أما مسألة الشوكاني فمسألة يطول بسطها و لا يتسع المقام لذكرها و الرجل من أهل الأثر و لا مجال للمقارنة بين نيل الأوطار و البحر الزخار مثلاً
و لا أحد ينكر كذلك أنه ينقل عن صاحب البحر و غيره و لكن أصله هو الكتاب و السنة و على كل فإخراج الشوكاني من دائرة أهل السنة مسألة أكبر من أن أخوض فيها و أتمنى من الأخ مبارك أن يغنينا بما عنده في المسألة و بالله التوفيق.
أما ردك علي بشأن قولي عن أبي محمد رحمه الله أنه سيف السنة فهذا لا أوافقك عليه أبداً بل لو وجدت عبارة أقوى منها لقلتها ونحن إن شاء الله لا نكذب و لا ندلس على الناس ما كان من كلام أبي محمد في الفصل بل من أخطأ نقول عنه مخطئاً مهما عظم مقامه و مهما كان له في القلوب من الحب فالرجل أخطأ و لا أحد ينكر ذلك بل هو نفسه لو كان بين أظهرنا لأنكر على من يقول بقوله في الصفات في كتابه الفصل لأنه عند الموت تنكشف الحقائق ولعل في ما قاله أخي المبارك الجواب الكافي و أزيد:
الأصل في القول عن أي عالم أنه من أهل السنة هي أصوله التي يبني عليها أقواله فإن وافقت أصول سنة خير الأبرار صلى الله عليه و سلم فهو من أهل السنة حتى و إن خالف السنة في بعض أقواله فليس أحد معصوماً في شيئ مما يقول بل كلامنا نحن البشر يسري فيه الخطأ من بين يديه و من خلفه فانظر رحمك الله إلى الأصل لا إلى النتائج قال أبو محمد: (لأن الله تعالى لم ينص قط في كلامه المنزل على لفظ الصفات ولا على لفظ الصفة، ولا حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن لله تعالى صفة أو صفات. نعم ولا جاء قط ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولا عن أحد من خيار التابعين، ولا عن أحد من خيار تابعي التابعين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/250)
قال أبو داود: أرأيت الأصل الطيب يا أخي أرأيت قوله لأن الله تعالى لم ينص و قوله و لا حفظ عن النبي و رأيت اقتفائه لآثار السلف من الصحابة و التابعين و تابعيهم،هذا هو الأصل الذي سيحاسبنا عليه ربنا فإن أصبنا فلنا أجران و إن أخطأنا فلنا أجر و الرجل نور الله قبره و حشره في زمرة النبيين و الصديقين و الشهداء ما قال لم يأت بذلك خبر متواتر بل كلها آحاد و ما قال هو مذهب فلان و لا قال هذا الذي يقتضيه القياس و لا قال العقل مقدم على النقل عند التعارض بل لو أنه قال ذلك ثم أصاب الحق في هذه المسألة فلن نأخذ بنتائجه طالما أنها بنيت على أصل فاسد كما أننا لن نأخذ بأخطائه و إن بنا اجتهاداته على الأصل الصحيح وهذا هو الحق و بالله تعالى التوفيق.
قال أبو داود:أذكر في هذا السياق أننا كنا مرة نذكر ابن حزم فزعق أحدهم قائلاً "هذا الذي أباح المعازف" فقلت له أتدري لو أن أبا محمد حرمها لسقط من عيني فحديث البخاري لم يثبت عند الرجل ولا يجوز له أن يقول هي حرام طالما أنه لم يثبت عنده في المسألة حديث صحيح بل لو قال أن المعازف حرام نصرة لهواه لأثم لأنه لم يبن فتواه على حكم الله و رسوله وقد قال رحمه الله و لو ثبت عندنا حديث صحيح لأخذنا به فهو مأجور إن شاء الله،أما السوقة و الرعاع و إمعة الرجال الذين قلدوه فهم آثمون و إن أصابوا لأنهم بنوا فتواهم على التقليد الأعمى على هذه الكبيرة الجاثمة فوق صدور المسلمين لا على حكم رب العالمين، وسأشفع هذا المقال إن شاء الله بما يثبت أن أبا محمد سيف السنة الناطق و على الله التكلان، وبالنسبة لمسألة الصفات خاصة فالقول كما قال أخي المبارك و إن حسن ظني بالله لا يسعني إلا أن أقول عسى الله أن يكون قد توفاه و هو على الحق إن شاء الله فرجل كأبي محمد أفنى عمره بين الصحاح و المسانيد ذاباً عن دين الله لن يخذله الله أبداً نسأل الله له واسعة المغفرة و العفو.
أما ردك الثاني
فما أحببت هذا منك يا ابن وهب
قال أبو داود: أنا لم أقل أن سببي في عدم الأخذ عن كتب الشافعية هي أنهم أشاعرة بل الذي قلته أنه لا ينبغي أن نضيع أوقاتنا في كتب الفقه التي يفتقر مؤلفوها لتمييزالصحيح من السقيم من الآثار سواء شافعية كانت أو غيرها و أما الأشاعرة فأنا لا آخذ عنهم من أمر الدين شيئ لا فقه و لا غيره لأنهم مبتدعة و أصولهم فاسدة وكنت قد نقلت طائفة من أقوال السلف في ذلك
و أما ابن حزم بل الله بالرحمة ثراه فلا يدخل في هذا الباب أصلاً و هو من أهل السنة و إن خالف السنة ببعض الأمور لأن أصله طيب لا تشوبه الأهواء و كنت قد قلت"كتب أهل الحق أصولها طيبة و الطيب لا ينبت إلا طيباً و تمييز الأخطاء فيها سهل جداً لأن أصولهم واضحة وضوح الشمس في كبد السماء فعندما يخطئ ابن جرير أو ابن حزم أو ابن تيمية رحمهم الله فخطأه يظهر للمتأمل ممن صفيت بصيرته ألا ترى أن الثوب الأبيض يميز ماعليه من أوساخ بخلاف الأسود
أما أهل الأهواء فلا تعلم لهم أصلاً و لا يرتكنون إلا ركن وثيق فلا سبيل إلى التمييز، وهب أنك تستطيع التمييز فأقول لك بأن الأولين ما تركوا للآخرين شيئاً يسأل عنه و بالله تعالى نتأيد".
أخيراً أخي ابن وهب جزاك الله خيراً على نصحك و أنا أتقبل نصحك إن شاء الله بصدر رحب و السلام عليكم و رحمة الله.
الأخ يوسف: السلام عليكم و رحمة الله أما بعد
فأظن الأخ مبارك قد شفا في المسألة و أزيد قول أبي محمد أصحابنا أهل الظاهر لا يدل على أنه منهم فتجده يقول مرات أصحابنا و مرات الحنفيين و الشافعيين و أهل الحديث من أصحابنا و مرات أصحابنا القياسيون وقد يقول قائل فلان صاحبي من الشافعية و هو ليس شافعياً فليتنبه، و هو رحمه الله كثيراً ما يقول قال أصحابنا ثم يقول بخلاف قولهم و الحمد لله رب العالمين، وكنت قد رأيت أبا محمد يقول لبن عبد البر في آخر بيت شعر لا يحضرني ألم تعلم بأني ظاهري ولكنه على سبيل المداعبة كما يفهم منه و على كل قد أكون مخطئاً و لكنا لا نتبع إلى الوحي و بالله تعالى نتأيد.
الأخ أبو تقي: السلام عليكم و رحمة الله و بعد:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل" سمعت أبي يقول الحديث الضعيف أحب إلينا من الرأي"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/251)
وقال سألت أبي عن الرجل يكون ببلد لا يجد فيه إلا صاحب حديث لا يعرف صحيحه من سقيمه و أصحاب رأي، فتنزل به النازلة من يسأل فقال أبي: يسأل صاحب الحديث و لا يسأل صاحب الرأي،ضعيف الحديث أقوى من رأي أبي حنيفة".
لكن هذا لا يعني جواز العمل بالضعيف مطلقاً كما هو بين بل يعني أن الضعيف مقدم على الرأي لأن مظنته الوحي و الله أعلم أما إن كنت تعني الحديث الضعيف الذي تلقاه بعض علماء المذاهب بالقبول كما يقول البعض، فإن تعجب فعجب قولهم و بالله التوفيق، و السؤال الموجه إليهم بأي آية أو بأي حديث قرأتم أن نذارة المجروحين تفيد العلم إن تلقاها بعض العلماء بالقبول، فإن قالوا لا تفيد العلم و لكن يعمل بها نقول لهم إن الشرائع لا تؤخذ بالظنون قال تعالى"إن الظن لا يغني من الحق شيئاً "أما الأحاديث التي يقول فيها أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح فلا أتجرأ على الدخول في هذه المسألة و لعلنا إن شاء الله نتحاور مع الأخوة في موضوع الحسن و الصحيح و الضعيف و الموضوع و الفرق بينهما مصطلحاً و معنى و ندخل في مواضيع تقوية الضعيف بكثرة الطرق و تفرد الثقة و طرق تحمل الحديث و مفهوم العدالة بإذن المولى.
الحبيب الدرعمي:أُخيَ لسنا بحاجة إلى عواطفك و أتمنى أن تدقق في كلامك جيداً و العلمي منه على و جه الخصوص و لو أردت الرد على كل كلمة قلتها لما و سعنا المقام و لخرجنا عن بحثنا فانتبه و خصوصاً لتعريفك للإجماع (لا تغضب فأنا أخوك).
محمد رشيد لسنا بحاجة إلى إلتفاتاتك و نحن إن شاء الله سنحدد مانريده بقي أن تحدد لنا معاني أقيستكم و ما أملته عقولكم.
الأخوة الكرام إما أن تردوا علينا بالكتاب و السنة أو تلتزموا الصمت.
الأخ أبو غازي و عليكم السلام و رحمة الله،واعلم أننا لسنا هنا لعرض الفتاوى و أنا لست مفتياً و إما ناقل عن العلماء بما وافق الدليل و لا أتجرأ على القول في الحلال و الحرام و إن حدث و قلت هذا حلال و هذا حرام فأرجوا من الإخوة الإغلاظ علي و التنبيه التبيه فإن هذه أمانة و ما نحن بصدده هو طلب العلم و تبادل الأدلة بما وافق الكتاب و السنة فإن قال أحدنا قد يكون هذا حرام بدليل كذا و ذاك حرام بدليل كذا فلا يعني أنه يفتي و إنما هذا من باب الوصول للحق، وفي مجالس العلم قد يقول الرجل بالقول ثم لا ينصرف حتى يعدل عنه فليتنبه، ولا تؤخذ مثل هذه الأمور إلا من العلماء.
أما عن المخدرات فلعلك تقصد أن لا سبيل إلى حرمتها إلا قياسها على الخمر،و إليك بسط المقال:
المخدرات مسكرة لا خلاف في ذلك و عند مسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم"كل مسكر خمر و كل خمر حرام"فتحرم لهذا الدليل.
وعند البخاري و مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البتع و هو نبيذ العسل و كان أهل اليمن يشربونه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"كل شراب أسكر فهو حرام".
و عندهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قام عمر على المنبر فقال:"أما بعد نزل تحريم الخمر و هي من خمسة: العنب و التمر و العسل و الحنطة و الشعير و الخمر ما خامر العقل".و آخر الأثر هو موضع الشاهد.
وتبين للناظر أن النص من حرمها و ليس القياس إذ النصوص لم تفرط في شيئ قال تعالى:"ما فرطنا في الكتاب من شيئ".
و ما قلت هذا إلا من باب طلب العلم و تبادله مع الأخوة لا إلا و لا يحل الأخذ بشيئ من أقوالي فأنا لست عالماً.
أخيراً أشكر جميع الأخوة وعلى وجه الخصوص (المقاتل7) و (أبو البراء) و (يوسف) وأخص بالذكر الشيخ المبارك مبارك بارك الله فيه و زاده من علمه فقد أفاد و أجاد.
أما الآن فإليكم الحجة الدامغة في أن أبا محمد سيف السنة الناطق و سيتبين للقارئ من أن الرجل سيف صلد ناطق ثائر لكتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم إذ فعل بكلامه ما فلت دونه السيوف وليدقق على أن شعره كان ارتجالاً.
نرجوا من الأخوة عدم إخراجنا عن موضوعنا لنتابع سرد الأدلة و الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه و السلام عليكم و رحمة الله.
أبو داود
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 07 - 04, 01:41 ص]ـ
المشكلة في الانتساب الى المذهب الظاهري ان الكثير من المنتسبين اليه يظلمونه و يشوهون صورته.
وقد يكون سبب هذا اندارس المعالم الاساسية للمذهب الظاهري الا بعضها على طريقة ابن حزم وهو قد خالف اصحابه في بعض الاصول والفروع.
فيحسن ان يسمي متأخروا المنتسبين الى الظاهرية بالحزمية دون الظاهرية.
والشوكاني ليس بظاهري وان كان فيه ميل الى طريقتهم لكنه ليس (بظاهري). وقد شنع على الظاهرية في ارشاد الفحول.
واعمال العقل في الدين امر لاينفك عنه مسلم فضلا عن عالم.
فتحقق مناطات المسائل فيه اعمال للعقل، فالقاضى قد ُامر ان لا يحكم الا بقول شاهدين عدلين، ومعرفة عدل الشهود امر يستخدم فيه العقل فتحقيق مناط الحكم امر لابد فيه من استخدام الرأى.
بقى معرفة الحكم فيدخل فيه العقل ايضا ويدخل فيه القياس. وشذوذ الظاهرية فيه امر فر منه بعض الظاهرية.
أما ابو محمد بن حزم ففر الى المنطق وقياساته المنطقية لانه وجده ملاذا له للحكم دون اعمال القياس.
وخلف من بعده خلف لم يأخذوا بالقياس الفقهي ونازعوا المنطقي، فضاعت اصولهم وتشوهت معالم مذهبهم.
فلم يسلكو طريقة ابن حزم، ولم يسلكوا طريقة أبي سليمان داود.
وعلى العموم نرجوا من الاخ ان يعجل بذكر ادلته ليتم بدء النقاش معه حول حجية القياس إن أراد.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/252)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 07 - 04, 02:16 ص]ـ
سأعمل بنصيحة الشيخ مبارك وفقه الله
لأني لو دخلت مع الأخ أبي داود في حوار فأني سأضطر الى ذكر بعض
ما أكره ذكره
ولا أود أن أخوض فيه
وكلام الأخ أبي داود فيه من التعصب الشيء الذي لايخفى على اللبيب
وحبك للشيء ............
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 07 - 04, 03:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الشيخ الفقيه أبو عمر
(المشكلة في الانتساب الى المذهب الظاهري ان الكثير من المنتسبين اليه يظلمونه و يشوهون صورته.
)
بارك الله فيكم
ومن باب الانصاف والعدل
فإن هناك من شوه مذهب أهل الظاهر من أصحاب المذاهب الأخرى
فنسبوا الى مذهب أهل الظاهر أقوال ومذاهب لم يقل بها أحد من أهل الظاهر
و بعض ذلك مما حسبوه من لوازم مذهب أهل الظاهر وبعضه من النقل عن المصادر غير الأصلية
فهذا ينقل عن آخر أن داود قال كذاوداود لم يقل بذلك وهكذا وهذا كثير في كتب أصحاب المذاهبكل هذه الأمور أبعدت الناس عن مذهب أهل الظاهروقد كان لأهل الظاهر ظهور في أصفهان وبغداد
فمن أعلام أهل الظاهر بأصبهان الامام ابن أبي عاصم رحمه الله
وقد أحسنتم في تعليقكم الموجز وأفدتم وفقكم الله
ـ[مبارك]ــــــــ[17 - 07 - 04, 07:02 م]ـ
* أخي الكريم المفضال (المتمسك بالحق) لو ذكرت لنا بعض صور تشويه من ينتسب للظاهرية في عصرنا لمذهب أهل الظاهر حتى تكتمل المتعة العلمية؟!
* أما كون ابن حزم خالف أهل الظاهر فما المانع من ذلك؛ لأن أبرز سمات الأخذ بالظاهر والإتباع ترك التعصب والتبعية والتقليد الأعمى.
* الانتساب إلى مذهب أهل الظاهر يعني: نسبة إلى مذهب الأخذ بالظاهر والاكتفاء به. أما التسمي بالحزمية فهي نسبة إلى الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ، كيف هذا!! وهو يقول: والتقليد حرام ولا يحل لأحد أن يأخذ بقول أحد بلا برهان.
وقد سئل الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ هل أنت ظاهري؟ فأجاب: إن كنت تقصد أني اقلد ابن حزم فأنا لا اقلد ابن حزم ولا غيره، وأن كنت تقصد بالظاهري، أي نسبة إلى الأخذ بالظاهر فنعم.
وما أجمل ما قال الإمام ابن حزم في رسالته الموسومة " الرد على الهاتف من بعد " (3/ 124 ـ 125ـ رسائله):
" وأما قوله إننا نحض أتباعنا على تقليدنا فقد كذب صراحاً بواحاً، وما نحض أصحابنا وغيرهم، ولا نملأ كتبنا إلا بالأمر باتباع القرآن وسنن النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة، ومطالعة أقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من العلماء وعرضها على كلام الله عز وجل، وكلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فلأيِّها شَهِدَا قلناه ".
ويقول أيضاً قي كتابه العظيم " المحلى ":
" والمجتهد المخطىءأفضل عند الله تعالى من المقلد المصيب. هذا في أهل الإسلام خاصة، وأما غير أهل الإسلام فلا عذر للمجتهد للمستدل ولا المقلد، وكلاهما هالك ... ".
* أما الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ فهو إن لم يكن ظاهرياً فهو من المتعاطفين والمتأثرين بابن حزم وأهل الظاهر، وقد كانت له جهوده الكبيرة في الحرب على التقليد وفي الوقوف أمام جمود الفقاء، والدعوة إلى بعث الاجتهاد والرجوع إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح، وكان ـ رحمه الله ـ كثير النقل لمذهب ابن حزم وأهل الظاهر، بل تجده في " نيل الأوطار " يقول: ولك سلف صالح داود بن علي، بل كان الشوكاني كثير التنديد بمعارضي أهل الظاهر.
قال عن أثير الدين بن حيان (صاحب تفسير بحر المحيط):
وكان ظاهرياً وبعد ذلك انتمى إلى الشافعي وكان أبو البقاء يقول إنه لم يزل ظاهرياً، قال ابن حجر كان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه انتهى.
ولقد صدق في مقاله فمذهب الظاهر هو أول الفكر وآخر العمل عند من منح الإنصاف ولم يرد على فطرته ما يغيرها عن أصلها وليس هو مذهب داود الظاهري وأتباعه فقط بل هو مذهب أكابر العلماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن وداود واحد منهم وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقف على الظاهر حيث لا ينبغي الوقوف وأهمل من أنواع القياس ما لا ينبغي لمنصف إهماله.
وبالجملة فمذهب الظاهر هو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/253)
وأنت إذا امعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من مذهب الظاهر بعينه بل إذا رزقت الإنصاف وعرفت العلوم والإجتهاد كما ينبغي ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهرياً أي عاملاً بظاهر الشرع منسوباً إليه لا إلى داود الظاهري فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات والتسليم.
وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذي أوضحناه أشار ابن حزم بقوله:
وما أنا إلا ظاهري وإنني ....... على ما بدا حتى يقوم دليل (1).
وقال عن السواك:
قال النووي: وقد أنكر أصحابنا المتأخرون على الشيخ أبي حامد وغيره نقل الوجوب عن داود وقالوا: مذهبه أنه سنة كالجماعة، ولو صح إيجابه عن داود لم يضر مخالفته في انعقاد الإجماع على المختار عليه المحققون والأكثرون. قال: وأما إسحاق فلم يصح هذا المحكي عنه انتهى.
وعدم الاعتداد بخلاف داود مع علمه وورعه، وأخذ جماعة من الأئمة الأكابر بمذهبه من التعصبات التي لا مستند لها إلا مجرد الهوى والعصبية، وقد كثر هذا الجنس في أهل المذاهب، وما أدري ماهو البرهان الذي قام لهؤلاء المحققين حتى أخرجوه من دائرة علماء المسلمين، فإن كان لما وقع منه من المقالات المستبعدة فهي بالنسبة إلى مقالات غير المؤسسة على محض الرأي المضادة لصريح الرواية في حيز القلة المتبالغة، فإن التعويل على الرأي وعدم الاعتناء بعلم الأدلة قد أفضى بقوم إلى التمذهب بمذاهب لا يوافق الشريعة منها إلا القليل النادر، وأما داود فما في مذهبه من البدع التي أوقعه فيها تمسكه بالظاهر وجموده عليه هي في غاية الندرة، ولكن:
* لهوى النفوس سريرة لا تعلم * (2).
قال مبارك: كون الإمام الشوكاني خالف ابن حزم أو أهل الظاهر أو غيرهم فذلك من باب الاجتهاد الذي توجبه أصول الظاهرية نفسها.
أما تشنيع الشوكاني على الظاهرية في " إرشاد الفحول " فلم أجده إلا قوله في مبحث المجاز عندما قال: قد روي عن الظاهرية نفيه في الكتاب العزيز، وما هذا بأول مسائلهم التي جمدوا فيها جموداً يأباه الإنصاف وينكره الفهم ويجحده العقل. (3).
قال مبارك: وهذا النفي لبعض أهل الظاهر وليس جميعهم، بل ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه في ذلك ابن قيم إلى نفي المجاز ليس في القرآن فحسب بل في اللغة العربية ورجح ذلك العلامة الشنقيطي (صاحب أضواء البيان) في رسالة له.
* اعلم أخي الحبيب أن أبا محمد بن حزم رحمه الله يبني آراءه ـ في كل مسألة على العقل ـ والعقل عنده اول مصادر المعرفة ولقد نفى ظنون العقل من الشرع كالقياس فظنوا أنه عدو العقل ولم يعلموا أن العقل منطقه. بل إن ابن حزم قد أعطى " العقل " في منهجه مكانة تقترب من مكانة " النقل "، وبتعبير آخر: إنه جمع بين منهجي النقل والعقل في تآزر وتكامل موقناً بأن هذا هو المنهج الصحيح للبحث، فالنقل وحده لا يكفي في صحة الرواية التاريخيه، فلربما كان مضمونها عند التحليل الداخلي لا يستقيم ولا يصح عقلاً، وابن حزم يناقش الذي لا يرى إلا طريق النقل قائلاً له:
" أخبرنا الخبر كله حق أم باطل؟ فإن قال هو باطل كله أبطل ماذكر أنه لا يعلم شيء إلا به .. وإن قال حق كله عورض بأخبار مبطلة لمذهبه فلزم ترك مذهبه لذلك .. فلم يبق إلا ما كان من الخبر حقاً وباطلاً .. فإذا كان كذلك بطل أن يعلم صحة الخبر بنفسه إذ لا فرق بين صورة الحق منه وصورة الباطل، فلا بد من دليل يفرق بينهما، وليس ذلك إلا لحجة العقل المفرقة بين الحق والباطل.
والمتأمل في نقد ابن حزم للكثير من القصص الديني الذي ورد في التوراة والأناجيل يلاحظ أنه كان يحكم عقله في كل رواية من الروايات الواردة في هذين الكتابين بل الحكم بقبولها أو رفضها، ولعل هذا هو السبب في أننا نجده يقرر أحياناً أن بعض روايات التوارة هي أقرب إلى الخرافات منها إلى أي شيء آخر.
انظر إلى هذا الاستنباط الماتع من الإمام ابن حزم في تحريم أكل القرد يدلك على ذكائه الخارق وموهبته الفذه رحمه الله تعالى:
" والقرد حرام أكله؛ لأن الله تعالى مسخ ناساً عصاة عقوبة لهم على صورة الخنازير. والقردة وبالضرورة يدري كل ذي حس سليم أنه تعالى لا يمسخ عقوبة في صورة الطيبات من الحيوان، فصح أنه ليس منها وإذ ليس هو منها فهو من الخبائث، لأنه ليس إلا طيب أو خبيث فما لم يكن من الطيبات طيباً فهو من الخبائث خبيث فإذاً القرد خبيث والخنزير خبيث فهما محرمان، وهذا من البراهين أيضاً على تحريم الخنزير جملة وكل شيء منه وكل ما جاء في المسوخ في غير القرد والخنزير فباطل وكذب موضوع، وبالله تعالى التوفيق. (7/ 429 ـ 430).
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) البدر الطالع (2/ 290)
(2) نيل الأوطار (1/ 117 ـ 118)
(3) إرشاد الفحول (ص/ 51).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/254)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 07 - 04, 08:15 م]ـ
(انظر إلى هذا الاستنباط الماتع من الإمام ابن حزم في تحريم أكل القرد يدلك على ذكائه الخارق وموهبته الفذه رحمه الله تعالى:
" والقرد حرام أكله؛ لأن الله تعالى مسخ ناساً عصاة عقوبة لهم على صورة الخنازير. والقردة وبالضرورة يدري كل ذي حس سليم أنه تعالى لا يمسخ عقوبة في صورة الطيبات من الحيوان، فصح أنه ليس منها وإذ ليس هو منها فهو من الخبائث، لأنه ليس إلا طيب أو خبيث فما لم يكن من الطيبات طيباً فهو من الخبائث خبيث فإذاً القرد خبيث والخنزير خبيث فهما محرمان، وهذا من البراهين أيضاً على تحريم الخنزير جملة وكل شيء منه وكل ما جاء في المسوخ في غير القرد والخنزير فباطل وكذب موضوع، وبالله تعالى التوفيق. (7/ 429 ـ 430).
)
أحسب أنه قد سبق الى هذا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 07 - 04, 09:42 م]ـ
الاخ الكريم مبارك، وفقه الله لكل خير.
الاخذ بالظاهر (مذهب) له أصول ينطلق منها، فلا يقال لمن نظر الى ظاهر (آية) فعمل به انه منسوب في عمله هذا الي مذهب داود الظاهري.
ولا يصح هذا وليس كل من نبذ التقليد وتقصد الاجتهاد من أهل الظاهر.
أذ انه قد يكون (قياسيا).
فلو وجدنا من يحرم التقليد ويعمل بالاجتهاد المطلق ولكنه قياسيا هل نسمية ظاهريا؟؟
لايكون هذا ابدا لان مذهب داود وابن حزم ترك القياس وعدم العمل به.
فأذا كان الامر كذلك فلا يصح ان يكون مذهب أهل الظاهر هو مجرد الاخذ بالظاهر او تحريم التقليد اذ انه مذهب له اصول كثيرة لاتخفاكم خالفوا فيه الكثير ولهم فروع اكثر.
وعليه فلو اراد مسلم ان ينتسب الى مذهب أهل الظاهر في هذه العصور في الاصول والفروع.
فكيف يكون طريقه في هذا!
لان الاخذ بالظاهر لابد ان يكون على طريقة الظاهرية. والظاهرية لهم طريقة في التعامل مع ظاهر النص.
و أصول الظاهرية شبه معدومة الا ما كان من طريق ابي محمد.
وأبو محمد لم يخالف اصحابه في بضعة اصول وفروع، او في طرائق الحجاج ومسالك الاحتجاج.
بل أبن حزم أستخدم أدوات فكرية في تقرير المسائل لم يستخدمها أصحابه.
فابن حزم منطقي الصناعة، فلسفي التصوير.
فنهج ابن حزم نهج ميال الى التقرير العقلي.
أخي الحبيب أبن حزم له فكر مستقل جعله في أطار مذهب الظاهرية.
هذا أمر.
أما الشوكاني فكونه ينبذ التقليد ويقول بالاجتهاد لايجعله ظاهريا لما تقدم آنفا، والرجل خالف أصول الظاهرية فهو في الاصول مخالف لهم. وهو قياسي.
و هو يثنى على الظاهرية لانهم يوافقونه في نبذ التقليد و دعوى الاجتهاد وفي مسائل (التعامل مع النص).
وهذه الطريقة لما اراد صديق حسن خان المشى عليها تبعا لشيخه رحمة الله عليهم أجمعين وقع في أخطاء كثيرة فهم مثلا في مسائل الشروط وغيرها يريدون نصا صريحا يقول (هذا شرط لصحة الصلاة)؟
وهذا ليس بلازم اذ ان من صفات الشرط ان يكون مما أذا وجد صحت العبادة واذا فقد لم تصح وهذا قد يعلم بالنص الصريح وقد يعلم بقرائن أخرى.
وهذا خطأ منهجي أكثر من وقع فيه من أنتسب الى الظاهر في العصور المتأخرة.
نعم لا أنكر أنه قد حصل بعض الافراط في تقرير بعض الشروط وليس ثمة دليل قوي عليها لكن هذا لايعنى أبطال كل هذه والبحث عن نص يصرح بأن هذا شرط.
أما الذين يشوهون مذهب الظاهرية فهم كثير وخاصة في الاعصر المتأخره.
وسبب هذا عُسر الاخذ بمذهب أهل الظاهر، وأبو محمد نفعه علم المنطق في هذا الباب وأستعان به.
وللمنطق أثر بارز جدا في تقريره للمسائل التى تفتقد النص.
وأذا أردت ان تعرف مقدار تخبط المنتسبين الى هذا المذهب في هذا الزمان فلا تبحث عنهم في المسائل التى فيها نصوص حتى لو متعارضة بل ابحث عنهم في المسائل التى تقل فيها النصوص او تنعدم.
المذهب الظاهري يحتاج الى عقل واسع , وعلم باللغة بسيط , و فتوة جدلية , وروح حزمية.
وهذه يفتقدها أكثر أهل الظاهر في هذا الزمان.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 07 - 04, 09:56 م]ـ
نسيت أن أضرب مثالا على ان أكثر المنتسبين الى الظاهر في هذه الاعصار انما ينسبون الى طريقة ابي محمد لا الى مذهب الظاهرية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/255)
وهو حول مهمة من مهمات أهل الظاهر، وهي مسألة القياس فداود الظاهري لم يمنع القياس كله فهو يقول بقياس الاولى كما نص على ذلك في رسالته الى نقل بعضها السبكي في طبقات الشافعية بالاسناد الصحيح.
فهو لم يمنع القياس كله. وانما منع بعض صوره وهو قياس الشبه.
وأبن حزم منع القياس (الفقهي) كله.
فمن ترك القياس كله ومنع منه في هذه الاعصار فهو على طريقة ابن حزم وليس على طريقة الظاهرية وخاصة أهل المشرق منهم.
لان المغاربة من أهل الظاهر أكثرهم على طريقة ابن حزم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 07 - 04, 01:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ومن باب الفائدة أذكر ما ذكره الشيخ عن طبقات الشافعية
في طبقات الشافعية للسبكي
(وسماعى من الشيخ الإمام الوالد رحمه الله أن الذى صح عنده عن داود أنه لا ينكر القياس الجلى وإن نقل إنكاره عنه ناقلون قال وإنما ينكر الخفى فقط
قال ومنكر القياس مطلقا جليه وخفيه طائفة من أصحابه زعيمهم ابن حزم
قلت ووقفت لداود رحمه الله على رسالة أرسلها إلى أبى الوليد موسى بن أبى الجارود طويلة دلت على عظيم معرفته بالجدل وكثرة صناعته فى المناظرة وقصدى من ذكرها الآن أن مضمونها الرد على أبى إسماعيل المزنى رحمه الله فى رده على داود إنكار القياس وشنع فيه على المزنى كثيرا ولم أجد فى هذا الكتاب لفظة تدل على أنه يقول بشئ من القياس بل ظاهر كلامه إنكاره جملة وإن لم يصرح بذلك وهذه الرسالة التى عندى أصل صحيح قديم أعتقده كتب فى حدود سنة ثلاثمائة أو قبلها بكثير ثم وقفت لداود رحمه الله على أوراق يسيرة سماها الأصول نقلت منها ما نصه
والحكم بالقياس لا يجب والقول بالاستحسان لا يجوز انتهى
ثم قال ولا يجوز أن يحرم النبى فيحرم محرم غير ما حرم لأنه يشبهه إلا أن يوقفنا النبى على علة من أجلها وقع التحريم مثل أن يقول حرمت الحنطة بالحنطة لأنها مكيلة واغسل هذا الثوب لأن فيه دما أو اقتل هذا إنه أسود يعلم بهذا أن الذى أوجب الحكم من أجله هو ما وقف عليه وما لم يكن ذلك فالبعيد واقع بظاهر التوقيف وما جاوز ذلك فمسكوت عنه داخل فى باب ما عفى عنه انتهى
فكأنه لا يسمى منصوص العلة قياسا وهذا يؤيد منقول الشيخ الإمام وهو قريب من نقل الآمدى
) انتهى
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 07 - 04, 04:09 ص]ـ
أخي الكريم الحبيب الغالي زياد (المتمسك بالحق) حفظك المولى تعالى من كل فتنة وشر.
* الأخذ بالظاهر ليس محلاً للخلاف بين الظاهرية وخصومهم كما تعرف.
وإنما الخلاف هل التسليم بالأخذ بالظاهر يحتم الاكتفاء بالظاهر أم لا؟
وإذا كان الأخذ بالظاهر لا يحتم الاكتفاء بالظاهر فلنا أن نطلب معارف شرعية بغير ظاهر اللغة التي نزل بها الشرع كالقياس والاستحسان.
والظاهريون في حل هذه القضية منطقيون إلى آخر حد لو وجدوا أذناً صاغية. فهم ـ رضي الله عنهم ـ يقولون:
إن أردتم طلب معرفة بشرية لا شرعية فالباب مفتوح لكم بكل وسائل المعرفة البشرية التي تحصل اليقين، والظنون الراجحة، والاحتمالات المرجوحة.
وإن أردتم معرفة شرعية فلا يحق لكم أن تسموا أي معرفة معرفة شرعية إلا بشرط أن تكون مراداً للشرع وبنفس وسائل المعرفة الاتي يدرك بها الشرع.
ولا يدرك الشرع إلا بلغة العرب في ملاحنها وأساليبها، لأن الشرع نزل بلغة العرب.
فكل مفهوم من نص شرعي لا يعينه أو يرجحه أصح المآخذ في لغة العرب فليس معرفة شرعية.
والله الذي نزل الشرع وخلق العقل البشري حدد دور المعرفة العقلية في مجال الشرع فلم يجعل له أن يزيد على الشرع أو ينقص منه أو يستبدله باقتراح.
وإنما جعل الله دور العقل في فهم الشرع على ماهو عليه، والتمييز بين أحكامه، واستنباط قوانينه العامة، وتركيب البرهان من جملة النصوص؛ لأن أحكام الديانة ليست في آية واحدة ولا حديث واحد.
وجعل الله للعقل البشري في نطاق الشرع مجالاً إيجابياً حتمياً ليس من باب الإضافة أو النقص أو الاقتراح وإنما هو من باب الحتمية في الفهم، وهذه الحتمية مبنية على حتميات لغوية ورد بها الشرع أو حتميات حسية ضرورية.
فأما الحتمية اللغوية كقوله تعالى: (فإن لم يكن له ولدٌ وورثهُ أبواهُ فلاُمِهِ الثُّلُثُ).
فعندنا هاهنا هالك ليس له وارث غير أبيه وأمه، وأن لأمه الثلث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/256)
ففهم العقل فهماً حتمياً أن للأب الثلثين وإن لم يرد ذلك نصاً، ولم يحتم العقل هذا الفهم إلا بدلالة لغوية من النص ذاته.
ذلك أنه ورد في النص أن أبويه وارثان، ولم يذكر وارث غيرهما، ونص على أن أحد الأبوين وهو الأم يأخذ الثلث.
فصح أن مابقي من الإرث لمن بقي من الورثة ولم يبقى من الورثة بالنص غير الأب ولم يبق من الإرث بالعقل والحس غير الثلثين.
ولو جاء في الأية: وله أبوان لما تحتم هذا الفهم، وإنما تحتم بدلالة من النص وهو (وورثه أبواه) فنص على أن الأب وارث.
وأما الحتمية الحسية فكقوله تعالى:
(الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم).
فبضرورة العقل التي اكتسبها من ضرورة حسية علمنا أن المراد ناساً معينين لا كل الناس منذ فجر البشرية.
بعد هذه التوطئة أقول المراد بالظاهر: ظاهر الشرع، فالاكتفاء به يعني الاكتفاء بما يسمى شرعاً. ورد ما سواه يعني المنع من تسميته شرعاً. فأهل الظاهر يكتفون بالظاهر الشرعي " في رد مايعارضه مما يظن أنه أولى منه من المعقولات بغير الشرع " لأن المعقول بالشرع بعض المعقولات فلا يمكن أن ينفي معقوليته آخر، وهذا بخلاف المعرفة الشرية التي لها مصادر غير ظاهر الشرع، ولكل مصدر زظيفته ولكننا نماري في تسمية المعقول من هذه المصادر شرعياً، لأنه غير وارد بظاهر الشرع.
وقصارى القول إن الاكتفاء بالظاهر نتيجة للأخذ بالظاهر وهو نتيجة حتمية لتمييز الشرعي من غيره، فالشرعي مانطق به الشرع، وهو الظاهر، فكان مالم ينطق به حتماً غير شرعي.
الخلاصة: أن من أخذ بالظاهر واكتفا به فهو من أهل الظاهر وإلا فلا.
* من أراد أن ينتسب إلى أهل الظاهر فما عليه إلا أن " يستكثر من تتبع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وجعل كل ذلك دأبه ووجه إليه همته واستعان بالله عز وجل واستمد منه التوفيق وكان معظم همه ومرمى قصده الوقوف على الحق والعثور على الصواب من دون تعصب لمذهب من المذاهب وجد فيهما ما يطلبه فإنهما الكثير الطيب والبحر الذي لا ينزف والنهر الذي يشرب نته كل وارد عليه العذب الزلال والمعتصم الذي يأوي إليه كل خائف فاشدد يديك على هذا فإنك إن قبلته بصدر منشرح وقلب موفق وعقل قد حلت به الهداية وجدت فيهما كل ما تطلبه من أدلة الأحكام التي تريد الوقوف على دلائلها كائناً ما كان، فإن استبعدت هذا المقال واستعظمت هذا الكلام وقلت كما قاله كثير من الناس إن أدلة الكتاب والسنة لا تفي بجميع الحوادث فمن نفسك أتيت ومن قبل تقصيرك أصبت وعلى نفسها براقش تجني وإنما تنشرح لهذا الكلام صدور قوم وقلوب رجال مستعدين لهذه المرتبة العلية " (إرشاد الفحول 433 ـ 434).
* أصول الظاهرية ليست معدومة بل هي شاخصة قائمة للعيان وهي: التقيد بنصوص الكتاب والسنة الصحيحة،وطرح التقليد،مع كثرة الاشتغال بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة، من نحوٍ، وصرفٍ، وبيانٍ،وأصولٍ، ولُغةٍ، قال الإمام الحجة ابن حزم ـ رحمه الله ـ: وما نحض أصحابنا وغيرهم، ولا نملأ كتبنا إلا بالأمر باتباع القرآن وسنن النبي صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة، ومطالعة الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من العلماء، وعرضها على كلام الله عز وجل، وكلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فلأيِّها شَهِدَا قلناه ".
فلو طالعت كتاب الإمام ابن حزم " الإحكام في أصول الأحكام " لوجدت فيه البساطة والتسهيل وعدم التعقيد وقد شحنه بدلائل الشرع وبراهين الشرع بخلاف الكتب الأصولية الأخرى تجد فيها صعوبة وتعقيد، وقلة الأدلة الشرعية مع التوسع في علم الكلام والمنطق. من أجل ذلك اتفقت كلمة أئمة العصر الكبار: أحمد شاكر، والألباني، وبديع الراشدي السندي، ومقبل بن هادي الوادعي على أفضلية كتاب ابن حزم على غيره وأنه لم يؤلف مثله ـ أي في الأصول ـ.
* أما موقف الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في القياس فقد ناقش هذه القضية في كتابه " إرشاد الفحول " ثم ختم بحثه بقوله:
" وإذا عرفت ما حرّرناه وتقرر لديك جميع ما قرّرناه فاعلم أن القياس المأخوذ به هو ما وقع النص علته وما قطع فيه بنفي الفارق وماكان من باب فحوى الخطاب أو لحن الخطاب على اصطلاح من يسمي ذلك قياساً وقد قدمنا أنه من مفهوم الموافقة (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/257)
ثم اعلم أن نفاة القياس لم يقولوا بإهدار كل ما يسمى قياساً وإن كان منصوصاً على علته أو مقطوعاً فيه بنفي الفارق بل جعلوا هذا النوع من القياس مدلولاً عليه بدليل الأصل مشمولاً به مندرجاً تحته وبهذا يهون عليك الخطب ويصغر عندك ما استعظموه ويقرب لديك ما بعدوه؛ لأن الخلاف في هذا النوع الخاص صارلفظياً وهو من حيث المعنى متفق على الأخذ به والعمل عليه واختلاف طريقة العمل لا يستلزم الاختلاف المعنوي لا عقلاً ولا شرعاً ولا عرفاً. وقد قدمنا لك أن ما جاءوا به من الأدلة العقلية لا تقوم الحجة بشيء منها ولا تستحق تطويل ذيول البحث بذكرها. وبيان ذلك أن نهض ماقالوه في ذلك أن النصوص لا تفي بالأحكام فإنها متناهية والحوادث غير متناهية. ويجاب عن هذا بما قدمنا من إخباره عز وجل لهذه الأمة بأنه قد أكمل لها دينها وبما أخبرها رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه قد تركها على الواضحة التي ليلها كنهارها.
ثم لا يخفى على ذي لب صحيح وفهم صالح أن في عمومات الكتاب والسنة ومطلقاتها وخصوص نصوصهما ما يفي بكل حادثة تحدث ويقوم ببيان كل نازلة تنزل عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله. (2).
قال مبارك: عندما تعرض الشيح محمد أبو زهرة ـ رحمه الله ـ لمبحث الدليل عند ابن حزم والظاهرية في كتابه " ابن حزم حياته وعصره ـ آرؤه وفقهه " (400ـ 403) ختم بحثه بقوله:
" ولقد ختم ابن حزم بيان هذه الدلالات اللفظية هي وما سبق القول فيها بقوله: " فهذه هي الأدلة التي نستعملها. وهي معان ومفهومها، وهي كلعا واقعة تحت النص وليست خارجة عنه أصلاً، وجميع هذه الأنواع، إما تفصيل لجملة، وإما عبارة عن معنى واحد بألفاظ شتى، كأنه يعبر عنه بلغة أخرى ".
وإنا ـ أي محمد أبو زهرة ـ نوافق ابن حزم كل الموافقة على أن ما أسماه من هذه الأقسام كلها هي مفهومة من النص. وليست خارجة عنه إنما هي منه كلها وليست من القياس في شيء إلا على رأي اللذين يقولون إن دلالة الأولى من باب القياس فإنه يصح أن تكون دلالة اللفظ على المعاني المتلائمة من قبيل ذلك، لكن الحق في هذا أنه من مفهوم اللفظ لا من شيء خارج عنه كما أشرنا في موضعه " أ. ه.
قال العلامة الكبير أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله تعالى ـ:
" أن المعاني التي يكشف عنها القياس لا تخلو من أن تكون معتبرة شرعاً، أو غير معتبرة ... فإن كانت معتبرة معتبرة فالمقيس منصوص عليه بالمعنى؛ لأن المعتبر شرعاً موجود فيه؛ فمهمة القياس حينئذ إظهار ماهو معتبر شرعاً، وليست مهمته إثبات الحكم بما نعتبره نحن معنى يقتضي التسوية في الحكم ... وإن كان غير معتبر شرعاً فلا يحق لنا أن نجري الأحكام بمعاني غيرمعتبرة شرعاً .. وبرهان المعتبر وغير المعتبر خارج نطاق عملية القياس.
وقال أيضاً العلامة ابن عقيل:
" أن معملي القياس بشتى مسالكه يوجبون به قضيتين:
أ ـ تماثل ما بين المقيس والمقيس عليه.
ب ـ إيجاب حكم واحد للطرفين.
قال أبو عبدالرحمن: القضية الأولى لا غبار عليها تعرف بوسائل المعرفة البشرية.
أما القضية الثانية فلا تجوز مطلقاً إلا ببرهان من الشرع. فإن نص الشرع على عين لم يجز أن نتجاوز بحكمهما عيناً غيرها.
وإن ورد النص بالصفة فالحكم للصفة في أي عين وجدت.
وهذا فرق دقيق لم ينتبه له الخائضون في الأصول قبل أبي محمد، ولم يحذقه الأصوليون بعده! " أ. ه.
* أما الشرط: هو ماتبطل الصلاة بتركه عمداً ونسياناً، ولا بد من دليل خاص يدل على شرطيته فلا يكفي في ذلك الأمر؛ لأن البطلان أمر زائد على الوجوب.
وأما الواجب: فيأثم تاركه عمداً لا سهواً، وليس هناك بطلان في الحالتين، وقال البعض إن تركه عمداً فهو آثم وصلاته باطلة؛ لأنه تعمد ترك ترك ما اعتقد وجوبه بلا برهان فَعَمِل عملاً ليس عليه أمر الشرع. والأول أصوب وهو مارجحه الإمام الألباني و الإمام مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمهما الله تعالى ـ.
قولك: " يعلم بالنص الصريح " هذا لا غبار عليه.
قولك: " وقد يعلم بقرائن أخرى " هذا نخالفك فيه ونطالبك بالدليل.
قولك: " وإذا أردت مقدار تخبط المنتسبين إلى هذا المذهب .... بل ابحث عنهم في المسائل التي تقل فيها النصوص أو تنعدم " أقول هذه المسائل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/258)
إما منصوص عليها باسمها كالنص على حكم الربا باسمه، وإما منصوص عليها بصفاتها ومعانيها كالاعتداء الذي يضم مسميات عديدة كالضرب والقتل؛ فالحكم لوصف الاعتداء بأي اسم وجد، وكتحريم أكل المال بالباطل؛ فيشمل الغرر والمغامرة والرشوة؛ فالحكم لهذا الوصف في أي محل وجد .. وإما مسكوت عنها لم ينص عليها لا بالاسم ولا بالمعنى فالحكم فيها الإباحة؛ لأنها عفو بنص الحديث، ويُستصحب فيها حكم البراءة الأصلية بضرورة النظر.
ونقل الأستاذ سعيد الأفغاني في تعليقه على تلخيص ابن عربي (ملخص ابطال القياس)، قول البخاري: " لا أعلم شيئاً يُحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة ". ومر معنا قبل قليل قول الإمام الشوكاني: ثم لا يخفى على ذي لب صحيح وفهم صالح أن في عمومات الكتاب والسنة ومطلقاتهما وخصوص نصوصهما ما يفي بكل حادثة ويقوم ببيان كل نازلة تنزل، عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله.
قال مبارك: التخبط تجده والله عند المقلدة لا من سار على نهج السلف الصالح في العمل بما يدلُّ عليه كتابُ الله، وماصحَّ من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع إعمال علمه وموهبته في تحرير مفهومات الشرع ليأخذ الحكم اجتهاداً لا تقليداً، ولينال أجور المجتهدين بمعاناة المشقة في فهم مراد الله من الشرع. بينما تجد المقلد عندما تعرض عليه مسألة فقهية يجيب بما أفتى به الشيخ الفلاني على أن هذا الاستنباط والاستدلال هو من كيسه وفي نفس الوقت يعقبه بسؤال آخر فيتلعثم في الجواب ولا يقول: لا أعلم. هذا هو حال المقلدة اليوم وظفوا معارفهم للتخريج على مراد إمامهم أو مشايخهم.
في الختام اشكر الأخ المفضال الحبيب زياد (المتمسك بالحق) على وجهة النظر التي قدمها، وأنا أعرف عنك: إنك من المعجبين بعقلية ابن حزم الفذة، لهذا احتفظت لك بكلمة جميلة مدافعاً فيها عن ابن حزم وقد ذكرتها في أول مشاركة لي في هذا الموضوع.
اشكرا أيضاً صاحب الأدب الرفيع الأخ المفضال ابن وهب.
واشكر أيضاً الأخ المفضال الغالي أبو داود.
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 07 - 04, 04:19 ص]ـ
الحواشي:
(1) قال محقق " إرشاد الفحول " أبو مصعب محمد سعيد البدْري معلقاً على كلام الإمام الشوكاني: خلاصة القول أن الجامع الذي ذكروه بين الفرع والأصل لا بد أن يكون بدليل تقوم به الحجة أما بالظنون والأهواء فلا. وإذا اتفقوا على هذا المعنى بطل مجرد الاسم الذي ابتدعوه؛ لأنه ليس له أساس شرعي كمصطلح، وأيضاً لشموله على الطرق الفاسدة لا ستنباط الأحكام كالشبه مثلاً، ولذا فالواجب تركه.
(2) قال محقق " إرشاد الفحول ": هذا بيان واضح لا لبس فيه ولا غموض للاقتصار على الكتاب والسنة دون غيرهم من مصادر التشريع المبتدعة. وهي من روائع الشوكاني ولا ريب.
ـ[الشعبي]ــــــــ[19 - 07 - 04, 07:44 ص]ـ
بارك الله فيكم أيها المشايخ على هذه الدرر " سواءًا الموافق منها أم المخالف "
* خواطر:
## يقال عن أبي محمد بن حزم رحمه الله، ليته عندما نفى القياس (الفقهي) في الفروع لم يستخدمه في الأصول وخاصةً في باب الأسماء والصفات.
## يحمد لأبي محمد رحمه الله تعظيمه للآثار وموافقته في باب الأسماء والأحكام لمنهج أهل السنة والجماعة كما نبه على ذلك شيخ الإسلام رحمه الله.
## كنت منذ زمن ليس بالبعيد ((4 - 5 سنوات)) أحضر لدرس أ.د الشيخ / عبدالكريم النملة وفقه الله في الأصول، وكان درسه عن القياس وأدلته، ورده على العلامة ابن حزم رحمه الله، وكان من بين رده قوله " وجدت في كتاب المحلى لابن حزم أكثر من موطن يستخدم فيه القياس، (أوصلها والله أعلم إلى أكثر من 40 موطناً) وقال بأني سأخرج هذا الكتاب .... " ولا أدري هل أخرجه أم لا؟.
بانتظار مزيد من الفوائد من المشايخ الفضلاء ....
ـ[أبو داود]ــــــــ[19 - 07 - 04, 02:19 م]ـ
الحمد لله في عليائه و صلى الله على محمد و آله أما بعد:
بئست الحجج وليت شعري لو أتيتم بآية أو حديث أو حتى أثر تنقضون فيه كلامنا و لكن ما رأينا منكم إلا تضييع الأوقات و المداد في أمور ليس لكم فيها برهان ليس إلا حشو الكلمات ولكن حسبنا الله و نعم الوكيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/259)
الأخ الغالي المبارك بركة هذا الملتقى (مبارك) جزاك الله كل خير و بارك فيك و بأمثالك و إن لأسوبك لوقع في النفوس قل نظيره بارك الله فيك فقد أفدت و أجدت.
الأخ ابن وهب نصحتني و نبهتني إلى ما وقع مني من أخطاء فكنت لك شاكراً و لدعوتك مجيباً و سأكون رحب الصدر أكثر لو أنك قلت الذي تكره فنحن طلاب حق إن شاء الله وإني أود الخوض فيه مثلما أنك لا تريد فائت بما عندك، و أما عن قولك أني متعصب فأسأل الله أن أكون متعصباً للحق لا إلا الرجال و أتمنى منك و من غيرك أن لا تستخدموا هذا الأسلوب بل إن وجدتم تقليداً بغير برهان نبهتم و إن وجدتم هوى و اتباع غير الحق بينتم لا أن تطلقوا كلمات في الهواء لمجرد الرد فما هكذا يطلب العلم و إني أسأل الله أن لا يجعل للشيطان سبيلاً للتفريق بيننا وحبذا لوأكملت قولك و حبك للشيئ ... وحبذا لو أتيتنا بقول القاسم مسنداً.
الأخ المستمسك بالحق بارك الله فيك و زادك من علمه أنبهك إلى أن موضوعنا حول القياس و الرأي في الدين لا على أخطاء من سميتموهم الظاهرية المعاصرين وأتمنا أن تدققوا في كل ما تقولونه فأغلبه حشو كلمات و كله ليس فيه أي برهان ولا يدل على ما تريد فإن كنت مع القائلين بالقياس فاسرد أدلتك و إلا استمع إلى أدلتنا ثم جادلنا فيها وحبذا لو عرفت القياس المنطقي من فضلك لا أن تطلق عباراتك دون برهان و أتمنى من جميع الأخوة حصر أقوالهم في الموضوع الذي نحن بصدده.
وأنبهك على أننا نرفض تسميتنا بالحزميين أو الداووديين فنحن مسلمين متبعيين للكتاب و السنة كما يريد ربنا لا كما يريد الرجال نسأل الله ذلك، وأنا أوافقك على أنه ليس كل من نبذ التقليد يسمى ظاهرياً فقد أصبت بهذا وشيخ الإسلام و تلميذه رحمهما الله أقرب الأمثلة على ذلك فهم لا ينفون القياس جملة.
أراك في قولك المتقدم بارك الله فيك قد قسمت الناس إلى قسمين قسم يثبت القياس و هم أتباع المذاهب و قسم ينفيه و هم الظاهرية و قسمت الظاهرية إلى حزميين لا يأخذوا بالقياس مطلقاً و داووديين يأخذون بقياس الأولى و غيره، و سؤالي لك الصحابة رضي الله عنهم إلى أي الفرقتين ينتمون؟!.
قولك أننا يجب أن تستخدم العقل في فهم المسائل فأقول منذا الذي قال لك بأننا لا نستخدم العقل بل إننا نقول بأن لا تعارض بين العقل و النقل أبداً و لا يستطيع أحد أن لا يستخدم العقل، فالفقه هو إعمال العقل في فهم النص و لكن نحن نخالفكم في أنه هناك نتائج عقلية تفيد اليقين و أخرى تفيد الظن كالقياس مثلاً و أما ما تشنعون به في أننا هربنا من القياس باصطلاح فقهاء المذاهب إلى القياس اليوناني فخطأ لأننا لا نستخدم هذا القياس الذي تظنه في فهم النتائج فاليونانيين قاسوا أموراً كثيراً فخرجوا بالطامات و إنما نستخدم مبادئ المنطق التي تدرك بالفطرة و المؤدية إلى نتائج لا تقبل الظن
فإن قلتم من أين جئتم بهذا المنطق نقول بأن هذا المنطق هو أمر فطري أضاعه الناس بعدما صمسوا أبصارهم في بحور التقليد كما ترك الناس لسانهم العربي ليستبدلوه باللحن و ألفاظ الأعاجم مع أن الدماء الجارية في عروقهم عربية، على كل كل هذا سنبينه إن شاء الله بالأمثلة عند بسط المسائل فهذا سيظهر الحق إن شاء الله، لذالك لا داعي لكثرة الكلام في هذا المقام، و نحن يا أخي نذكر الأدلة تباعاً وليس لها منتهى فابدأ بالنقاش متى شئت بارك الله فيك و أظن أنه في ما ذكر قدر كاف لتبدأ بالنقاش فائتنى بما عندك وفقك الله.
أخيراً أخوي ابن وهب و المستمسك بالحق إني أحبكما في الله و أسأل الله أن لا يفرقنا الشيطان و نوفر ثورات غضبنا لقصم ظهور الكفرة و المبتدعة إن شاء الله و أن لا يتعصب أحدنا لشيئ ليس له عنده فيه من الله برهان و ليمهلني الأخوة قليلاً نظراً لانشغالي هذه الأيام بالامتحانات و الله الموفق و السلام عليكم و رحمة الله.
الأخ الشعبي ليتك تبين هذه المسائل الأربعين التي اعتمد فيها ابن حزم بل الله بالرحمة ثراه على القياس و أذكرك بأن أبا محمد عندما أخطأ في الفصَل ما كان هذا بسبب القياس و السلام.
إلى الأخوة المريدين لنص ابن حزم المتقدم في نفيه للقياس بدون تشكيل،دونكم إياه و السلام.
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 07 - 04, 05:39 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/260)
* خطأ الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ في باب الصفات، ليس ذلك لأنه ظاهري أو رفض القياس، بل سبب ذلك أنه أخطأ في تطبيق أصول أهل الظاهر، والخطأ في التطبيق غير الخطأ في التأصيل.
فهذا الإمام الكبير داود بن علي وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " شرح العقيدة الأصفهانية ": وأيضاً فإن إمامهم داود وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث ..
قال مبارك: بينما نجد أكثر أهل القياس على مذهب الأشاعرة والماتريدية.
ولا يخفى أن القياس ليس له مدخل في اسماء الله وصفاته؛ لأن اسماء الله وصفاته يجب أن نمررها حسب ظواهر الشرع وقطعياته وموجبات العقل، وقضايا الأسماء والصفات لا تؤخذ من ظواهر العقل المجرد، وإنما تؤخذ من الظواهر النصية ومن قضايا العقل الحتمية التي كونها العقل بالفهم والاستنباط والتمييز من جملة نصوص شرعية وأصول إسلامية، والعقل مضطر إلى الإيمان بالكمال المطلق في اسمائه وصفاته، ولا يجوز له أن يسمي الله بصفة كمال إلا حيث ورد النص، ولا مجال له في تصوير الكيفية مطلقاً.
ولا أريد الاطالة لأنني تكلمت حول هذه النقطة في مشاركة سابقة فليرجع إليها من يريد إيضاح وزيادة بيان.
* الإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ ينكر القياس إذا لم يجمع بين الطرفين دلالة لغوية، أما إذا كان المقيس مدلولا عليه باللغة كقياس الوخز بالابر في المقاصة على القتل بالسيف بجامع الاعتداء، فهذا المعول فيه النص اللغوي الذي ورد به الشرع وهو قوله تعالى: (فمن اعتدى) فالوخز اعتداء، والضرب باليسف اعتداء، ونحن على المقاصة في الاعتداء مالم يقم دليل على التخصيص أو الالغاء، قال ابن حزم في " الإحكام ": ظن قوم بجهلهم أن قولنا بالدليل خروج منا عن النص والإجماع، وظن آخرون أن القياس والدليل واحد، فأخطؤا في ظنهم أفحش خطأ ......
وكلام ابن حزم حول الدليل الذي يتميز به المذهب الظاهري ولا يمكن تصور المذهب الظاهري إلا من خلال هذا الأصل ماتع جدا بل غاية في النفاسة، وروعة في الجمال، ولولا طوله لنقلته هاهنا لعزته انظر: الإحكام (5/ 105 ـ 108)
نموذج للخلط بين الدليل والقياس:
قال الإمام أبو محمد بن حزم ـ رحمه الله ـ: ومن أكل وهو يظن أنه ليل أو جامع كذلك أو شرب كذلك فإذا به نهار إما بطلوع الفجر وإما بأن الشمس لم تغرب: فكلاهما لم يتعمد إبطال صومه، وكلاهما ظن أنه في غير صيام، والناسي ظن أنه في غير صيام ولا فرق، فهما والناسي سواء ولا فرق.
وليس هذا قياساً ـ ومعاذ الله من ذلك ـ وإنما يكون قياساً لو جعلنا الناسي أصلاً ثم شبهنا به من أكل وشرب وهو يظن أنه في ليل فإذا به في نهار، ولم نفعل هذا بل كلهم سواء في قول الله تعالى " ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم " وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز لأمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ".
قال العلامة الكبير أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ حفظه المولى تعالى ـ:
إلا أن محقق المحلى تعقبه فقال: سواء رضي المؤلف أن يكون هذا قياساً أو لم يرضى فإنه قياس في الحقيقة على الناسي؛ لأن النص لم يدل على عدم بطلان صوم من أفطر ظاناً في ليل، والقياس على الناسي ـ الذي ذكره المؤلف ـ قياس صحيح، وإن تحاشى هو أن يسميه قياساً.
قال أبو عبدالرحمن ـ أي ابن عقيل ـ: لا والله ليس هذا قياساً، وإنما رأيت كثيراً من المتمذهبين تعوزهم الدقة، ولجلاء اللبس أقول هاهنا أمور:
أ ـ تماثل الخطأ والنسيان في عدم القصد، أي أن الناسي والمخطىء غير عامدين للمخالفة.
ب ـ عدم العمد نتيجة حتمية لمعنى الخطأ والنسيان لغة؛ لأن المخطىء من ضل مراده فلم يصبه وأصاب غيره ولا يكون مخطئا حتى يكون غير عامد.
ولهذا عرفت المعجمات الخطأ بأنه ضد الصواب بشرط عدم التعمد، فإن كانت مفارقة الصواب عمداً فهو خطأ بكسر الخاء والنسيان لغة ضد الحفظ، وهو بمعنى الترك، والترك أعم من النسيان، وإنما يتخصص النسيان بهذا القيد (الترك دون تعمد).
والخطأ أيضاً (ترك للصواب دون تعمد).
والفارق بينهما: أن المخطىء ترك الصواب وهو يحسب أن الصواب ما هو فيه أما الناسي فقد ترك الصواب؛ لأنه غاب عن حافظته أنه مطلوب منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/261)
ج ـ الخطأ والنسيان اسمان لمسميين مختلفين من وجوه متفقين من وجه واحد هو عدم العمد.
د ـ إذن الخطأ والصواب مثلان في عدم العمد.
ه ـ رغم هذه المثلية فلا يجوز أن يقاس النسيان على الخطأ ولا الخطأ على النسيان في إثبات حكم أو نفيه إذا ورد الشرع نصاً على النسيان فقط أو الخطأ فقط.
و ـ إذا ورد النص على عدم العمد فالخطأ والنسيان سواء في الحكم وليس ذلك من باب قياس أحدهما على الآخر وإنما النص ورد في معنى من المعاني هو عدم العمد فالحكم للمعنى في أي مسمى وجد.
وفي هذه الحالة يقال حكم النسيان هو حكم الخطأ ولا فرق؛ لأن النص ورد في حكم العمد، وعدم العمد موجود فيهما.
ز ـ تسوية أبي محمد بين الخطأ والنسيان بناها على النص بالمعنى لا على القياس وهو قوله تعالى (ولكن ماتعمدت قلوبكم) والناسي والمخطىء ـ لغة لا عقلاً ـ غير متعمد.
ح ـ وبناها على النص بالاسم وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لأمتي الخطأ والنسيان) فهذا نص في الخطأ والنسيان.
فكيف يحق لمحقق المحلى أن يلزم ابن حزم بالقياس مع وضوح هذه الحقائق، إنما ينكر ابن حزم القياس إذا لم يجمع بين الطرفين دلالة لغوية، فهذا النوع من القياس لا يمكن أن يجري على لسان ابن حزم في التفريع.
مثال ذلك: قياس العدس على البر في حكم الربا، فليس للبر والعدس دلالة لغوية تجمع بينهما والنص ورد بالبر باسمه فلا يقاس عليه العدس وهو ليس مسمى للبر.
ومن قاس بينهما يورد جامعاً عقلياً أو حسياً لا تدل عليه اللغة كالوزن أو الكيل أو الادخار أو الاقتيات ... ألخ.
ولنكتف بمناقشة وصف واحد لجلاء الصورة وهو الكيل، فنقول لا نماري في أن البر مثل العدس في الكيل، فكلاهما يكال.
إلا أن هذا التماثل لا يوجب التسوية بينهما في الحكم لثلاثة أسباب:
أولها: أن لغة العرب لم تجعل صفة الكيل اسما للبر والعدس، وإذاً فلا يجمع بينهما معنى لغوي.
وثانيها: أن النص لم يوجب الربا في صفة الكيل، فلم يقل الربا في كل مكيل، إذاً صفة الكيل ليست معنى شرعياً يجب به حكم شرعي.
ولو ورد النص بالربا في كل مكيل لكان الحكم حينئذ للنص لا للقياس.
وثالثها: أن تماثل البر والعدس في الكيل صفة حسية موجودة قائمة بعرف الناس، بيد أن التسوية بينهما في حكم الربا زيادة شرع لم يدل عليه نص آخر، ولا يفهم من النص الوارد في المقيس عليه.
* الظاهر قسمان: لفظي وعقلي.
فالظاهر اللفظي: دلالة اللفظ وهو مرتَّبة أولويته على هذا النحو:
أ ـ معهود الشرع ذاته، أي اصطلاحه الخاص، أو ما عرف أنه مقصوده من سياقه في مواضع مختلفة.
ب ـ معهود العرف العام للمخاطبين؛ لأننا إذا لم نجد عرفاً خاصاً للمتكلم رجعنا إلى عرف المخاطب.
وهذا العرف العام هو المجاز الغالب الاستعمال كغلبة استعمال (أف) على أقل الإيذاء، وكغلبة نيابة صمات البكر عن نطقها.
ج ـ معهود الحقيقة اللغوية إذا لم يوجد اصطلاح للمتكلم خاص، ولا عرف للمخاطب غالب الاستعمال، لأن الأصل الحمل على حقيقة لغة العرب، ومنزل الشرع ومبلغه متكلمان بلغة العرب.
د ـ معهود المجاز العربي غير غالب الاستعمال بشرط أن لا يوجد معهود شرعي، ولا مجاز غالب الاستعمال، وبشرط أن يقوم برهان على أن الحقيقة اللغوية غير مرادة، وبشرط أن يكون ذلك المجاز صحيحاً في لغة العرب.
ثم إن قام برهان يعين ذلك المجاز دون غيره فهو قطعي أو راجح فإن لم يقم برهان يعينه فهو مراد للشرع محتمل.
إلا أن الحق لا يعدو المجازات المحتملة المتكافئة.
والظاهر العقلي: كل ماجاز للعقل تصوره من دلالة المسألة وكل مالا يتصوره العقل غيره، وسر هذا التقسيم أن محل الظاهر إما نص من الله، وإما من رسوله صلى الله عليه وسلم وإما إجماع، وإما دليل منهما كأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم والاستصحاب، وما نص على معناه.
فمدلول قول الرسول صلى الله عليه وسلم " ظاهر لفظي ". ومدلول فعله صلى الله عليه وسلم " ظاهر عقلي ".
وهذان الظاهران قد تكون دلالتهما بعيدة، وقد تكون قريبة. وهما يتعلقان بحقيقة المدلول أو بكيفيته أو بكميته، أو بزمانه، أو بمكانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/262)
قال مبارك: لعل اكتفي بهذه التعقبات، لأنها شغلتني عن أهلي ودرسي ومشاريعي العلمية فلكم مني جميعاً خالص الشكر والتقدير زيادة على ذلك أن الموضوع ليس لي وإنما هو لغيري ودخلتُ فيه عرضا.
ـ[أبو داود]ــــــــ[04 - 08 - 04, 04:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أشكر الأخ الكريم الحبيب الغالي مبارك كثيراً جزاه الله كل خير
أما بعد فيا حسرة الحسرات و يا عبرة العبرات فيالله و يا للمسلمين كيف يفكرون.
فالناظر في ما أخطأ فيه أبو محمد رضي الله عنه لا يراها تتجاوز أربعاً أو خمس وريقات من أصل ثمانين ألف رقة ما كلت يده في خطها كلها في نصرة السنن و قمع البدع و الذب عن سنة أبي القاسم صلى الله عليه و سلم حتى أن الواحد مننا و الذي اختلط أسلوب الإمام وجرى بين دمائه ليعجب و يقول ماذا أصاب الرجل وكيف يكتب هذا؟!!
و لكن يأبى الله إلا أن يخطئ الناس و هو على كل حال مأجور طالما أن مستنده و مرجعه كتاب الله و سنة نبيه عليه السلام.
فليكف أناس عن الطعن و التقريع مع العلم أن هناك من العلماء من تعدت أخطاؤه الكتب و المصنفات و لكن هؤلاء لا تقربونهم طالما أنهم من أصحاب المذاهب!!!!!
قال أبو محمد أندى الله بالرحمة ثراه:
" حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا أحمد بن فتح ثنا عبد الوهاب بن عيسى ثنا أحمد بن محمد ثنا أحمد بن علي ثنا مسلم بن الحجاج ثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع العتكي وقتيبة قالوا ثنا حماد هو ابن زيد عن أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وزاد العتكي وسعيد في روايتهما وهم كذلك
وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمداني ثنا أبو اسحق البلخي ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا الحميدي ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جابر هو ابن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني عمير ابن هاني أنه سمع معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي أمة قائمة بأمر الله ما يضرهم من كذبهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. "
قال أبو داود: وبحسب من يشنع على أهل الحديث من أهل الظاهر رضي الله عنهم أن اسمهم مشتق من قوله عليه السلام ظاهرين نسأل الله أن نكون منهم.
والآن نتابع إبطال القياس و على الله اعتمادنا و هوحسبنا و نعم الوكيل
قال سيف السنة الناطق أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الفارسي رضي الله عنه و أعلى مقامه في الآخرة كما أعلى مقامه في الدنيا في كافيته الشافية الموسومة بالنبذة الكافية في فصل القياس:
" و لا يحل الحكم بالقياس في الدين والقول به باطل مقطوع على بطلانه عند الله تعالى
برهان ذلك ما ذكرناه آنفا في إبطال الرأي فان قالوا إن القول بالقياس في القرآن وذكروا قول الله تعالى: (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار) وجزاء الصيد وكذلك الجروح
قلنا لهم ليس معنى اعتبروا في لغة العرب قيسوا ولا عرف ذلك أحد من أهل اللغة وإنما معنى اعتبروا تعجبوا واتعظوا قال الله تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) أي عجب وموعظة وقال تعالى: (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون) أي عجبا
بل في هذه الآيات إبطال القياس لأنه تعالى اخبر أن اللبن حلال وهو خارج من بين فرث ودم حرام وان ثمرة واحدة يخرج منها رزق حسن حلال و سكر حرام فبطل أن يكون للنظيرين حكم واحد ولو كان معنى اعتبروا قيسوا للزمنا اخراب بيوتنا كما أخربوا بيوتهم وإذ ليس الأمر كذلك فقوله تعالى: (اعتبروا) إبطال للقياس وحتى لو كان معنى اعتبروا قيسوا ولم يحتمل معنى غيره لما كان في ذلك إيجاب ما يدعونه من القياس لأنه يكون حينئذ من المجمل الذي لا يفهم من نصه المراد به وإنما يكون مثل قوله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) ومثل قوله تعالى: (وآتوا حقه يوم حصاده) فهذا الأمر لا يفهم منه ما هي الصلاة والزكاة ولا ما هو حق الله تعالى في ما حصد ما لم يعين ولا كيف تؤدى الصلاة والزكاة حتى جاء بيان النبي صلى الله عليه وسلم بكل ذلك فلو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/263)
كان معنى اعتبروا قيسوا وسلمنا هذا لما علم أحد كيف يكون هذا القياس ولا على ماذا يقيس ولا على الشيء الذي يقيس ولااضطررنا في ذلك إلى بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذ لم يأت بذلك كله بيان كيف نعمل فبيقين ندري أن الله تعالى لم يكلفنا ما لا ندري كيف هو ولا ما هو ولا كلفنا البناء على أقوال مختلفة لا يقوم بشيء منها دليل فبطل أنها تفهم بهذه الآية بيقين وصح أنه لم يرد تعالى قط بها القياس بيقين لا شك فيه وبالله تعالى التوفيق.
وأما جزاء الصيد فلا مدخل فيه للقياس أصلا لأنه إنما أمر الله تعالى من قتل صيدا متعمدا وهو حرام أن يجزيه بمثله من النعم لا بالصيد فقد شهدت الآية بإبطال القياس وأما كذلك الخروج فإبطال للقياس بلا شك لأن إخراج الموتى مرة في الأبد يثمر خلودا في النار أو الجنة وإخراج النبات من الأرض يكون كل عام ثم يبطل وكل ما ذكروا من هذا وغيره لا يجوز أن يؤخذ منه تحريم بيع التين بالتين متفاضلا وإلى أجل
وبرهان قاطع في كل ما يوهمون به من القرآن والحديث وهو أن قولنا هو أن الحق في الدين إنما هو فيما جاء به القرآن وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالوا هم بالقياس وأبطلناه نحن وكل آية أتونا بها وكل حديث ذكروه فكل ذلك حق وكل ما أرادوا هم أن يضيفوه إليه فهو باطل ولم يزيدونا على أكثر من أن كرروا لنا قولهم بالقياس فقط وفي هذا نازعناهم ولا يجوز أن يحتجوا لقولهم بقولهم وإنما كان يكون لهم حجة في هذه الأخبار لو كان في شيء منها قيسوا ما أشبه النص على النص الذي يشبهه فان لم يجدوا هذا ولا سبيل إلى وجوده أبدا فلا حجة لهم في شيء من القرآن والأخبار لما ذكرنا من أن القرآن والأخبار لما ذكرنا من أن القرآن كله وصحيح الحديث حق وأما ما يريدون هم أضافته إلى ذلك فهو باطل وعنه طالبناهم بالدليل الذي لا يجدونه وبالله تعالى التوفيق.
ومن البراهين في إبطال القياس قوله تعالى: (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) وقال تعالى: (ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) وقال تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)
فحرم الله تعالى أن نقول عليه ما لا نعلم وما لم يعلمنا فلما لم نجد الله أر بالقياس ولا علمنا إياه علمنا أنه باطل لا يحل القول به في الدين
وأيضا فإنه يقال في أي شيء يحتاج إلى القياس أفي ما جاء به النص والحكم من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أم فيما لم يأت به نص ولا حكم من الله تعالى ولا من رسوله عليه السلام ولا سبيل إلى ثالث
فان قالوا فيما جاء به النص علم انه باطل لأنه لو كان كذلك لكان الواجب تحريم ما أحل الله تعالى بالقياس وتحليل ما حرم الله تعالى وإيجاب ما لم يوجبه الله تعالى وإسقاط ما أوجبه الله عز وجل
وان قالوا بل فيما لا نص فيه قلنا قد ذم الله تعالى هذا وكذب قائله فأما ذمه ذلك ففي قوله عز وجل: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) وأما تكذيبه تعالى من قال ذلك ففي قوله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) و (تبيانا لكل شيء) و (لتبين للناس ما نزل إليهم) و (اليوم أكملت لكم دينكم) فصح يقينا بطلان القياس.
وأيضا فان القياس عند أهله إنما هو أن تحكم لشيء بالحكم في مثله لاتفاقهما في العلة الموجبة للحكم أو لمشبهه به في بعض صفاته في قول بعضهم فيقال لهم أخبرونا عن هذه العلة التي ادعيتموها وجعلتموها علة بالتحريم أو بالتحليل أو بالإيجاب من أخبركم بأنها علة الحكم ومن جعلها علة الحكم
فان قالوا أن الله تعالى جعلها علة الحكم كذبوا على الله عز وجل إلا أن يأتوا بنص منه تعالى في القرآن أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها علة الحكم وهذا مالا يجدونه
فان قالوا نحن شرعناها فقد شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله تعالى وهذا حرام بنص القرآن
وان قالوا قلنا أنها علة لغالب الظن وهذا هو قولهم قلنا لهم فعلتم ما حرم الله تعالى عليكم إذ يقول (إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) وإذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إياكم والظن فان الظن اكذب الحديث "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/264)
قال أبو محمد رحمه الله تعالى وعللهم مختلفة فمن أين لهم بأن هذه العلة هي مراد الله تعالى منا دون أن ينص لفاعلها وهو تعالى قد حرم علينا القول بغير علم والقول بالظن وكذلك يقال لهم في قياسهم الشيء لشبهه به
ونزيدهم بأن نقول لهم ما هذا الشبه أفي جميع صفاتهما أم في بعضها دون بعض
فان قالوا في جميع صفاتهما فهذا باطل لأنه ليس في العالم شيئان يتشابهان في جميع صفاتهما وان قالوا في بعض صفاتهما قلنا من أين قلتم هذا وما الفرق بينكم وبين من قصد إلى الصفات التي قسمتم عليها وقصد إلى الصفات التي لم تقيسوا عليها فقاس هو عليها
ويقال لهم ما الفرق بينكم وبين من قال افرق بين حكم الشيئين ولا بد من افتراقهما في بعض الصفات وهذا مالا محيص لهم منه البتة
فقد صح أن القول بالقياس والتعليل باطل وكذب وقول على الله تعالى بغير علم وحرام لا يحل البتة لأنه إما قطع على الله تعالى بالظن الكاذب المحرم وإما شرع في الدين ما لم يأذن به الله تعالى وكلا الأمرين باطل بلا شك والحمد لله رب العالمين
فان قالوا إن العقول تقتضي أن يحكم للشيء بحكم نظيره قلنا لهم أما نظيره في النوعية أو الجنس فنعم وأما في ما اقتحموه بآرائهم مما لا برهان لهم انه مراد الله تعالى فلا
وهكذا نقول في الشريعة لأنه إذا حكم الله عز وجل في البر كان ذلك في كل بر وإذا حكم في الزاني كان ذلك في كل زان وهكذا في كل شيء وإلا فما قضت العقول قط ولا الشريعة في أن للتين حكم البر ولا للجوز حكم التمر بل هذا هو الحكم للشيء بحكم الجسم أو حكم للإنسان بحكم الحمار فقد اخطأ لكن إذا وجب في الجسم الكلى حكم كان ذلك في كل جسم وإذا حكم إنسان بحكم كان ذلك في كل إنسان وما عرف العقل قط غير هذا."
قال أبو داود عفا الله عنه بمنه و كرمه رحمك الله يا أبا محمد فقد أديت الأمانة و نصحت الأمة و أرى أن في هذا كفاية لمن عقل.
و للتوضيح أقول و بالله التوفيق:
لو قلنا لأهل هذه الصنعة ما قولكم في الحديث الضعيف هل يعمل عندكم به في الأحكام قالوا لا قلنا لماذا قالوا لأنه يفيد الظن قلنا لهم فما قولكم في القياس هل يفيد اليقين قالوا لا بل يفيد الظن قلنا لهم قد حكمتم عليه بأنفسكم بأنه باطل و الحمد لله رب العالمين فوقع القوم في التناقض فهم لا يعملون بالضعيف لأنه ظن و يعملون بالقياس و هم يوقنون بأنه ظن فيالله و يا للمسلمين اتقوا الله عباد الله.
ثم إن الله حرم العمل بالظن قال تعالى:
إن الظن لا يغني من الحق شيئا
وقال عليه السلام
إن الظن أكذب الحديث
ثم نقول لهم هل تقولون بهذا القياس في أمور فيها نص أم في أمور ليس فيها نص فإن قالوا في أمور فيها نص قلنا لهم هذا حرام و كبيرة فلا يحل العدول عن النص لقول أحد.
وإن قالوا في أمور ليس فيها نص كذبوا الله و رسوله إذ ليس هناك أمور ليس فيها نص قال تعالى
ما فرطنا في الكتاب من شيئ
تبياناً لكل شيئ
فبينا تناقض أقوالهم و فساد مذاهبهم و الحمد لله رب العالمين.
أبو داود بن ابراهيم الظاهري (ابتسامة)
18 – جمادة الآخرة - 1425
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 08 - 04, 03:03 ص]ـ
الاخ الفاضل: (أبو داود).
يظهر انكم قد أنتهيتم، فهل تأذنون لنا بالكلام معكم وهذا على طريقين.
أما أن أسائلكم وتتكرمون بالاجابة.
وأما أن نستعرض أدلتك و ننظر فيها معا فما كان صالحا آخذنا به وما لم يصلح به الاستدلال أسقطناه.
ـ[أبو داود]ــــــــ[09 - 08 - 04, 11:31 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو عمر كنت قد طلبت منك أن تبدأ متى شئت و الكلام من الصعب أن نقول عنه انتهينا و لكن نقول بأنه قدر كاف لنبدأ النقاش و اختر الطريقة الثانية رحمك الله فهي الأسهل كي نحصر النقاش في ما قلنا ثم ننصرف للأسئلة الأخرى و الله الموفق و السلام عليكم و رحمة الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 08 - 04, 01:18 م]ـ
الأخ الكريم: أبو داود.
نسأل ان ينفعنا بهذه المذاكرة وليكن مقصود الواحد منا معرفة الحق وأتباعه.
دعنا أخي الكريم ننطلق من مسألة مهمة وهي مسألة تحرير المصطلحات حتى لا أحمل كلامكم ما يحتمل.
اولا: دعنا نعرف معنى منعك للاجتهاد مطلقا على هل هو على ظاهره؟
لان ظاهر كلامك أنكم تمنعون الاجتهاد مطلقا. أي لايجوز عندكم الاجتهاد حتى في فهم النص.
حيث قلتم ما نصه: (فالاجتهاد لا يكون إلا أمور الدنيا).
وقلتم ما نصه: (فمراد الاجتهاد هو الحكم في نزاع حول أمر من أمور الدنيا، وهذا مراد الاجتهاد الشرعي، و هو الاجتهاد من القاضي في الحكم في موضع نزاع بين متنازعين في أمر من أمور الدنيا وليس الدين، فإذا اجتهد الحاكم فأصاب في فصل النزاع برد الحق لأهله فله أجران و إن أخطأ فله أجر).
وقلتم ما نصه: (ولذا فكل من يحاول وضع أحكام جديدة في الدين عن طريق الاجتهاد فقد ناقض الآية السابقة، و كأنه يتهم الله بعدم إكمال الدين).
وقلتم ما نصه (الحاجة إلى أي زيادة عليهما باجتهاد أو رأي أو قياس). - فغايرتم هنا بين الاجتهاد والرأى والقياس.
ولا أدري هذا الحصر في الاجتهاد هل هو حصر مطلق منكم؟
فأذا كان الاجتهاد عندكم كما هو عند عامة أهل الاسلام (بذل الجهد في معرفة الحكم) ممنوع ((وهذا يطابق قول غلاة المقلدة الذين يمنعون من الاجتهاد مطلقا) وعهدي بأهل الظاهر أنهم أهل أجتهاد وأستقلال نظر!!
فهل تحررون لنا معنى الاجتهاد عندكم أو هو كما يظهر من كلامكم ممنوع لايجوز منه الا نوعا واحدا وهو أجتهاد القاضي في تحقيق الحكم.
ثانيا: وهي مسألة مهمة حتى نعرف موضع الخلاف بيننا. هل تقولون بتعليل الاحكام. بمعنى هل ربنا عز وجل يأمر بأمر او ينهى عنه (لعلة - قد تكون ظاهرة لنا وقد تكون غير ظاهرة -).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/265)
ـ[المهندي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 07:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
في البداية أود أن أقول أن الموضوع مهم وشيق وأرجو أن تكملوا النقاش بهدوء حتى تتحقق الإستفادة للجميع.
وأما قولكم أن الرأي والقياس لم يكن في عهد الصحابة والتابعين فلا أظنه صحيحا والله أعلم ولو كان
أخذ الصحابه رضي الله عنهم بظاهر النصوص لما فسر حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه هذه الآية على هذا النحو:
قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورة المجادلة (3)
"وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " مِنْ قَبْل أَنْ يَتَمَاسَّا " وَالْمَسّ النِّكَاح وَكَذَا قَالَ عَطَاء وَالزُّهْرِيّ " كما جاء في
تفسير ابن كثير. ولو أخذ بظاهر الآية لفسرها بملامسة البشرة .....
قال صلى الله عليه وسلم مخاطباً زوجاته أمهات المؤمنين: ((أسرعكن لحوقاً بي أطولكنَّ
يداً)) ففهمن رضي الله عنهن ظاهريا _أي طول اليد فعليا _
فقالت عائشة: فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً، وكانت زينب بنت جحش تعمل وتتصدق ....
فجاء قصد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بخلاف ظاهر الحديث والله أعلم.
ـ[المهندي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 08:07 م]ـ
وبالإضافة هذا التفسير
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا}
كما جاء في تفسير بن كثير " أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاء " فَقُرِئَ لَمَسْتُمْ وَلَامَسْتُمْ وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ وَالْأَئِمَّة فِي مَعْنَى ذَلِكَ عَلَى قَوْلَيْنِ " أَحَدهمَا " أَنَّ ذَلِكَ كِنَايَة عَنْ الْجِمَاع لِقَوْلِهِ " وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْل أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَة فَنِصْف مَا فَرَضْتُمْ " وَقَالَ تَعَالَى " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَات ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْل أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّة تَعْتَدُّونَهَا " قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَجّ حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله " أَوْ لَمَسْتُمْ النِّسَاء " قَالَ: الْجِمَاع. وَرُوِيَ عَنْ عَلِيّ وَأُبَيّ بْن كَعْب وَمُجَاهِد وَطَاوُس وَالْحَسَن وَعُبَيْد بْن عُمَيْر وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَالشَّعْبِيّ وَقَتَادَة وَمُقَاتِل بْن حَيَّان نَحْو ذَلِكَ
ـ[أبو داود]ــــــــ[12 - 08 - 04, 03:08 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين و بعد السلام عليكم و رحمة الله
قال أبو عمر"اولا: دعنا نعرف معنى منعك للاجتهاد مطلقا على هل هو على ظاهره؟
لان ظاهر كلامك أنكم تمنعون الاجتهاد مطلقا. أي لايجوز عندكم الاجتهاد حتى في فهم النص."
قال أبو داود: أنا لا أمنع الاجتهاد و ما قلت هذا أبداً بل أقول الاجتهاد فرض لازم على كل أحد عالماً كان أو عامياً و لكن الخلاف بيننا هو كيف يكون و ما معنى هذا الاجتهاد و الذي سنأتي عليه إن شاء الله و سبب التأخر أنني لست كأكثر من في هذا الملتقى أعمل موضوعاً و أنهيه في أيام لا يا أخي هذا علم يحتاج أن تتدبر كل كلمة تقولها قال تعالى " و ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
وقد قلت في هذا الموضوع الفقه هو إعمال العقل في فهم النص.
و قال أبو عمر رحمه المولى:
" حيث قلتم ما نصه: (فالاجتهاد لا يكون إلا أمور الدنيا).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/266)
وقلتم ما نصه: (فمراد الاجتهاد هو الحكم في نزاع حول أمر من أمور الدنيا، وهذا مراد الاجتهاد الشرعي، و هو الاجتهاد من القاضي في الحكم في موضع نزؤاع بين متنازعين في أمر من أمور الدنيا وليس الدين، فإذا اجتهد الحاكم فأصاب في فصل النزاع برد الحق لأهله فله أجران و إن أخطأ فله أجر).
وقلتم ما نصه: (ولذا فكل من يحاول وضع أحكام جديدة في الدين عن طريق الاجتهاد فقد ناقض الآية السابقة، و كأنه يتهم الله بعدم إكمال الدين).
وقلتم ما نصه (الحاجة إلى أي زيادة عليهما باجتهاد أو رأي أو قياس). - فغايرتم هنا بين الاجتهاد والرأى والقياس.
ولا أدري هذا الحصر في الاجتهاد هل هو حصر مطلق منكم؟ "
قال أبو داود كان الله له:
أنا لم أقل شيئاً من هذا بل هذا كلام المقاتل و أنا كنت سأعقد فصلاً للرد على بعض كلامه و منها قوله" فالاجتهاد لا يكون إلا لأمور الدنيا"
ولا يعني سكوتي على كلامه أنني أوافقه على كل ما يقول.
فقوله:" فمراد الاجتهاد هو الحكم في نزاع حول أمر من أمور الدنيا، وهذا مراد الاجتهاد الشرعي، و هو الاجتهاد من القاضي في الحكم في موضع نزؤاع بين متنازعين في أمر من أمور الدنيا وليس الدين، فإذا اجتهد الحاكم فأصاب في فصل النزاع برد الحق لأهله فله أجران و إن أخطأ فله أجر.
عجيب غريب فهل يحكم القاضي إلا بالشرع!!!!
قال أبو داود رحمه الله: الاجتهاد واجب على كل أحد أي أن يجتهد المرء في جمع النصوص في المسألة الواحدة و سؤال أهل العلم عنها و الاجتهاد في فهمها لغة و الاجتهاد في تمييز صحيح الآثار من سقيمها و معرفة ناسخها و منسوخها و مفصلها و مجملها عندها سيخرج بأمرين لا ثالث لهما إما حكم الله في المسألة و هو الحق و هو واحد فله أجران أجر اجتهاده و أجر إصابته الحق و إما أن يخطئ فلا يصيب حكم الله فله أجر اجتهاده فقط ولا يؤاخذ بخطأه لأنه لم يتعمد ذلك و فرض عليه العمل بهذا حتى يتبين خطأه و لا يجوز له تقليد أحد فإن كان الذي يقلده قد أصاب في المسألة فهو آثم بتقليده و ليس له أجر إصابته الحق لأنه ما عمله على أنه حكم الله و رسوله و لكن عمله على أنه قول فلان و إن أخطأ فعيه وزران وزر التقليد و وزر خلاف الحق و بالله التوفيق.
قال نور الله مرقده في النبذة:" وأما من قلد دون النبي صلى الله عليه وسلم فان صادف أمر النبي صلى الله عليه وسلم به فهو عاص لله تعالى آثم بتقليده ولا سلامه ولا أجر له على موافقته للحق وما يدري كيف هذا فإنه لم يقصد إلى الحق وان أخطأ فيه أثم إثمان إثم تقليده وإثم خلافه للحق ولا أجر له البتة ونعوذ بالله من الخذلان"
قال أبو داود:أما ما فهمه الأغلب من أن الاجتهاد هو الاجتهاد في الأقيسة و في تشريعات سد الذرائع و تشريعات الاستحسان و الاجتهاد في تحرير أقوال أبو حنبفة و مالك و الشافعي و معرفة قديمها و جديدها و ناسخها و منسوخها والاجتهاد في إقحام الآراء في فهم النصوص وغيرها من الفضائح فهذا ليس اجتهادأ و إنما بدع محرقة و ضلال مركب و نسأل الله السلامة.
و قوله" الحاجة إلى أي زيادة عليهما باجتهاد أو رأي أو قياس"
يجب أن يحذف منه الاجتهاد فيصبح صحيحاً أي فأي حاجة برأي أو قياس فالرأي و القياس باطل لأنه شرع لا دليل عليه.
قال رضي الله عنه في المحلى:
" ولا يحل لأحد أن يقلد أحدا , لا حيا، ولا ميتا , وعلى كل أحد من الاجتهاد حسب طاقته , فمن سأل عن دينه فإنما يريد معرفة ما ألزمه الله عز وجل في هذا الدين , ففرض عليه إن كان أجهل البرية أن يسأل عن أعلم أهل موضعه بالدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا دل عليه سأله , فإذا أفتاه قال له هكذا
قال الله عز وجل ورسوله فإن قال له نعم أخذ بذلك وعمل به أبدا , وإن قال له هذا رأيي , أو هذا قياس , أو هذا قول فلان , وذكر له صاحبا أو تابعا أو فقيها قديما أو حديثا , أو سكت أو انتهره أو قال له لا أدري , فلا يحل له أن يأخذ بقوله , ولكنه يسأل غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/267)
برهان ذلك قول الله عز وجل: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فلم يأمرنا عز وجل قط بطاعة بعض أولي الأمر , فمن قلد عالما أو جماعة علماء فلم يطع الله تعالى، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أولي الأمر , وإذا لم يرد إلى من ذكرنا فقد خالف أمر الله عز وجل ولم يأمر الله عز وجل قط بطاعة بعض أولي الأمر دون بعض.
فإن قيل: فإن الله عز وجل قال: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}
وقال تعالى: {ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم}
قلنا: نعم , ولم يأمر الله عز وجل أن يقبل من النافر للتفقه في الدين رأيه , ولا أن يطاع أهل الذكر في رأيهم، ولا في دين يشرعونه لم يأذن به الله عز وجل , وإنما أمر تعالى بأن يسأل أهل الذكر عما يعلمونه في الذكر الوارد من عند الله تعالى فقط , لا عمن قاله من لا سمع له، ولا طاعة , وإنما أمر الله تعالى بقبول نذارة النافر للتفقه في الدين فيما تفقه فيه من دين الله تعالى الذي أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في دين لم يشرعه الله عز وجل.
ومن ادعى وجوب تقليد العامي للمفتي فقد ادعى الباطل وقال قولا لم يأت به قط نص قرآن، ولا سنة، ولا إجماع، ولا قياس , وما كان هكذا فهو باطل لانه قول بلا دليل , بل البرهان قد جاء بإبطاله , قال تعالى ذاما لقوم قالوا: {إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا} والاجتهاد إنما معناه بلوغ الجهد في طلب دين الله عز وجل الذي أوجبه على عباده , وبالضرورة يدري كل ذي حس سليم أن المسلم لا يكون مسلما إلا حتى يقر بأن الله تعالى إلهه لا إله غيره , وأن محمدا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدين إليه وإلى غيره , فإذ لا شك في هذا فكل سائل في الأرض عن نازلة في دينه , فإنما يسأل عما حكم الله تعالى به في هذه النازلة , فإذا لا شك في هذا ففرض عليه أن يسأل إذا سمع فتيا: أهذا حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا لا يعجز عنه من يدري ما الإسلام , ولو أنه كما جلب من قوقوا وبالله تعالى التوفيق."
قال أبو محمد طارق (أبو داود): و قوله أندى الله بالرحمة ثراه" والاجتهاد إنما معناه بلوغ الجهد في طلب دين الله عز وجل الذي أوجبه على عباده"
أظنه كاف شاف في المسألة لمن أراد الهدى.
فلاح لك رحمك الله أن الاجتهاد عندنا هو بذل الجهد في معرفة الحكم كما قلت بارك الله فيك و لا نقول إلا بهذا.
وقال في المحلى:
"والمجتهد المخطئ أفضل عند الله تعالى من المقلد المصيب. هذا في أهل الإسلام خاصة ,
وأما غير أهل الإسلام فلا عذر للمجتهد المستدل، ولا للمقلد , وكلاهما هالك.
برهان هذا ما ذكرناه آنفا بإسناده من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر وذم الله التقليد جملة , فالمقلد عاص والمجتهد مأجور , وليس من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقلدا لانه فعل ما أمره الله تعالى به. وإنما المقلد من اتبع من دون رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه فعل ما لم يأمره الله تعالى به
وأما غير أهل الإسلام فإن الله تعالى يقول: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. "
قال أبو داود أظن أننا انتهينا من موضوع الاجتهاد فلنبدأ بمسألة التعليل.
أقول و بالله التوفيق: عند ورود نهي ننتهي دون النظر لما يسمونه بعلة النهي و كذلك الأمر نمتثل له دون النظر لعلة الأمر كما يقول أصحاب هذه المقالة قال تعالى مثنياً على عباده المؤمنين في آخر سورة البقرة "وقالوا سمعنا و أطعنا" فما قال تعالى سمعنا و نظرنا في العلة ثم صنعنا ما تلزمنا العلة
فإن كان للنص علة فقد بينها الله في كتابه أو في وحيه و إلا فلا
قال تعالى "ما فرطنا في الكتاب من شيئ" و قال جل و علا "تبياناً لكل شيئ" أي لو كان ثمة علة لبينها الله فلا يجوز لنا أن نخترع عللاً من حصاد أفكارنا فكله في الكتاب مسطور.
قال أبو داود عفا عنه المولى تعالى: ليتك أخي ترد على أقوالي حصراً فليس سكوتي على كل الأقوال يعني موافقتي عليها فقد أخالف منكري القياس في سرد أدلتهم و لا أتبع إلا اله و رسوله صلى الله عليه و سلم.
الأخ المهندي:
السلام عليكم و رحمة الله حياك الله و أهلاً و سهلاً بك بين إخوتك
اعلم رحمك الله أن قول ابن عباس رضي الله عنه في المس أنه الجماع ليس رأياً و لا قياساً بل هو أخذ بظاهر النص فالمس في لغة العرب يقع على شيئين إما الوطئ أو مس البشرة البشرة.
فقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
هنا المس الوطئ وهذا إجماع لا خلاف فيه.
وقوله تعالى أو لامستم النساء في آية الوضوء إما أن يكون معناه الوطئ أو مس البشرة و لا سبيل إلا ثالث و لا سبيل إلا إلا أحدهما وقد اختلف الناس في هذا على أقوال هي قول من قال إن المس هنا هو الوطئ وقول من قال المس هنا مس البشرة و قد افترقت هذه الفرقة على ثلاثة أقوال الساقط منها قول من قال إن مس بشرتها بشهوة انتقض و ضوؤه و إلا فلا وهو قول واه لا يعضده دليل ثم الفرقة التي لا ترى للشهوة اعتباراً افترقت لفرقتين فرقة قالت مس كل من تحل له ناقض و من لا تحل له ليس بناقط و هو قول واه ليس له مستند و لا مؤيد ببرهان
وفرقة قالت لا اعتبار للمحارم و غير المحارم و لا لبالغة دون صغيرة.
فلاح للناظر أنه لم يبق في المسألة إلا قولان لاثالث لهما إما الوطئ و إما مس البشرة و لا فرق بين أمه و زوجه و بين صغيرة و كبيرة لعموم قوله تعالى أو لامستم النساء
ولا سبيل إلا لأحدهما فإن بطل أحدهما كان الآخر حقاً و لا يجوز لأحد أن يقلد ابن عباس في ما ذهب إليه من أن المعنى هو الوطئ و لا يجوز لأحد أن يقلد ابن حزم و هو صاحب القول الثاني ولكن ينظر دليل هذا و دليل ذاك ثم يجتهد في طلب الحق و أحدهما مخطئ لا محالة و بالله التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/268)
ـ[مبارك]ــــــــ[12 - 08 - 04, 04:47 ص]ـ
جاء في جريدة الجزيرة السعودية العدد (8077) صفحة (مهاتفات للفكر والوجدان) وهي عبارة عن أسئلة توجه إلى العلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري فيجيب في شتى الفنون ومن ذلك، يقول الأستاذ عبدالله: ألا يعتقد الشيخ أبو عبدالرحمن: أن سبب إنكار ابن حزم للقياس إنما هو إنكاره لتعليل أفعال الله سبحانه؟!
الجواب: إنكار تعليل أفعال الله لا يلزم منه إبطال القياس جملة، وإنما يلزم منه إبطال القياس الذي جامعه العلة، فيخرج مثلاً القياس المبني على الوصف المنضبط.
وإنكار تعليل أفعال الله لا يلزم منه إنكار تعليل شرع الله؛ لأن الشرع علل بعض الأحكام والأفعال، وإنما المنكر تعليل لم يرد به شرع ولا مجال لادراكه بالعقل والحس.
ثم إنه يوجد فرق بين علة توجب على الرب سبحانه فعلاً أو تركاً أو شرعاً، وبين علة يجعلها الرب سبحانه بإرادته وحكمته وقهره باعثة لفعل أو شرع أو ترك.
وابن حزم ينكر العلة الأولى.
والله سبحانه حكيم عليم، فأفعاله وشرعه كل ذلك معلل بحكمته سبحانه.
ولا نعلم من حكمته إلا ما علمنا أو استنتجته عقولنا بيقين.
والقياس من طرق العقل في الاستنباط، وهو ظني سيتخدم لا كتشاف الفارق المؤثر أو انتفائه. وابن حزم فرق بين النص على الشيء بمعناه ووصفه، أو النص عليه باسمه، وقرر أن ما لا نص فيه بالاسم أو المعنى لا يمكن أن يلحق بالمنصوص عليه باسمه، بل لا بد من وجود فارق مؤثر.
فابن حزم نفى القياس؛ لأنه ليس من طرق العقل اليقينيه التي لا احتمال فيها.
وابن حزم يرفض ثنائية المنصوص عليه وغير المنصوص عليه، بل كل شيء لم ينص عليه باسمه فهو منصوص عليه بمعناه، والعفو وبراءة الأصل من النص بالمعنى.
وإذا وجد في المنصوص عليه باسمه معنى ثم وجد ذلك المعنى في غير منصوص عليه باسمه فلا يثبت حكم الثاني بالقياس حتى يقوم دليل على أن ذلك المعنى ثابت فيه حكم ذلك المنصوص عليه باسمه " أ. ه.
وقال أعجوبة الزمان الشيخ ابن عقيل ـ أيضاً ـ في كتابه " هكذا علمني وُردزورُث " (ص/49 ـ 50):
" القاعدة عند جمهور علماء المسلمين كما هو مفهوم الشرع أن الخطاب من الله جل جلاله أو من رسوله صلى الله عليه وسلم يقتضي الامتثال عقداً وقولاً وعملاً.
والغاية من الامتثال تحقيق رضى الرب والنجاة من النار ودخول الجنة بدءا برحمة الله.
هذه هي الحكمة العامة والعلة الكافية
لأن المكلفين من الجن والإنس ما خلقوا إلا لهذا الامتثال.
وهذا لا يعني المنع من تحري حكمة الشرع في تفصيلاته.
وإنما المحرم أمران:
أولهما: وقف الامتثال على معرفة الحكمة.
فهذا شغب على الشرع، بل الواجب على المكلف الامتثال فور تبليغه بالنص وفهمه له واستطاعته ما طلب منه امتثاله.
وثانيهما: تأسيس أي حكم شرعي على أي حكمة شرعية إلا بشرط أن تكون هذه الحكمة منصوصاً عليها أو مستنبطة متيقنة أو غالبة الرجحان، وبشرط أن يكون الحكم المبني على الحكمة اجتهادياً في موضع لم ينص عليه باسمه؛ لأن النص على المحكوم فيه باسمه أخص من النص على معناه.
وإنما قلت: إن الحكمة مقصد مندوب المجتهد إلى تحريه بذينك القيدين، لأن الحكيم من أسماء الله ومن صفات تدبيره، ولأن الله وصف تدبيره الشرعي بالحكمة في عشرين آية من كتاب الله، ولأن استحث عقول المكلفين على التدبر والاعتبار.
والحكمة تكون مصلحة دنيوية منصوصة كأثر القصاص في تحقيق الأمن، وتكون مستنبطة لتحقيق مصلحة دينية أو دنيوية كندب الشرع إلى التخفف من المباحات، فالمجتهد يرجح أن الحكمة دينية وهي التخفف من الحساب يوم العرض الأكبر.
ولن يستوحش المكلف من هذا الاستنباط وهو يجد في دين ربه أنه مسؤول عن النعيم وأن الكفار مبكتون باستهلاك المتعة في حياتهم الدنيا.
وحق على المجتهد إذا لم يجد الحكمة منصوصاً عليها ألا يجزم بأنها مراد للشرع حتى لا يقول على الله بغير علم، وإنما الحكمة ثمرة لا متثاله.
فعلى سبيل المثال ألف أحد المعاصرين وهو الأستاذ عبدالرزاق نوفل كتاباً عن (الصلاة) وأحصى ما فيها من حكم دنيوية لا سيما ما ينفع البدن.
فلا يحق للمجتهد أن يجزم بأن هذه المصالح هي مراد الشرع من فريضة الصلاة أو جزء من مراده، لأن هذا قفو محرم، وقول بغير علم يقيني أو راجح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/269)
ولكن المجتهد إذا داوم على الصلاة وتحققت له من الديمومة مصالح دنيوية فليقل بغير خوف ولا وجل: هذه حكمة حققتها من امتثالي لحكم الشرع.
فهذا هو الفارق بين حكمة الشرع وحكمة الامتثال.
وبعكس ذلك تحقق قوة المسلم في مواجهة صعاب حياته بسبب الصلاة، وتحقق عصمته عن كثير من الخطايا.
فهذه حكمة راجحة لأن الله نص على أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وحثنا ربنا على الاستعانة بالصلاة، واستراح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلت قرة عينه فيها.
ولقد تذوق هذه الحلاوة الشيخ يحيى بن مالك بن عائذ الأندلسي رحمه الله فكان إذا دخل المسجد قال لا حنا عن الصلاة:
يارب لا تسلبني حبها أبدا ... ويرحم الله عبدا قال آمينا
والبيت في الغزل، فكان هذا من مليح التمثل ونقل الشاهد.
قال أبو عبدالرحمن: والمواظبون على الصلوات الخمس جماعة أحرص الناس على الدقة والنظام وإنجاز العمل في يومه، وأبعدهم عن الكسل والتثاؤب.
فهذا ثمرة للامتثال بلا ريب وحكمة التشريع علمها عند الله.
وهناك مواضع لا ينبغي فيها قفو الحكمة مطلقاً كالمتشابه وأوائل السور المقطعة والبادات المحضة ككون صلاة الظهر أربعاً لا ثلاثاً، وكون صلاة المغرب ثلاثاً لا ثنتين والرمي بسبع حصيات، وتقبيل الحجر الأسود، وكون الحد الفلاني ثمانين جلدة لا خمسين ولا مئة.
والقاعدة في هذا أن الله لا يسأل عما يفعل، وأن لله غيوباً استأثر بها، ومن حكمة الله ما هو داخل في غيبه والله المستعان " أ. ه.
وقال أيضاً العلامة ابن عقيل الظاهري في كتابه " العقل اللُّغوي " (ص/ 35ـ 36) وهو بصدد الحديث عن الأخذ بالظاهر واللغة:
" فالظاهر ليس هو الجمود على الحرفية، وإنما هو تحقيق القضية، فما لا تدل عليه اللغة من النص، وما لا يحتم العقل مفهوميته من ملاحنه: فليس قضية نصية.
قال أبو عبدالرحمن: ولقد رأيت الغالب عند طلبت العلم (بل هو المشهور فيما درسناه من كتب مراجعنا في الدراسة المرحلية): أن الأخذ بالظاهر يعني الأخذ بالواضح وإلغاء الخفي.
أي أن المدلول عليه إذا كان خفياً لا يكون ظاهراً حتى يكون واضحاً. وهذا وهم شائع مضلل سببه أن القوم لم يطابقوا منهج أهل الظاهر في الاستدلال على مقتضى أصول اللغة العربية.
والواقع أن الظاهر يعني الواضح الجلي والخفي الذي لا يدرك إلا بلطف. أما غير الظاهر فهو ما أبى النص أن يدل عليه.
قال عبدالقاهر عن المسرفين في التأويل: " فهم يستكرهون الألفاظ على ما لا تقله من المعاني " (1).
فهذه اللمحة من عبدالقادر أذكى عبارة في تحديد الظاهر النصي، فما لا تقله الألفاظ من المعاني فليس ظاهراً. وما تقله فهو الظاهر سواء أكان جلياً أم خفياً والظاهر النصي ظاهران:
الظاهر العرفي اللغوي الأعم الذي لا يخرج مراد المتكلم عن أحد أفراده، ومراد المتكلم المتعين. والأول هو جميع الإحتمالات الجائز استعمالها لغة كاستعمال العين للباصرة والنبع والذات والطليعة والذهب ... ألخ.
وكل احتمال لمعنى لا يصح ارتباطه باللفظ لغة أو بلاغة فهو غير ظاهر.
والظاهر الأخص المتعين إنما هو مراد المتكلم ومراد المتكلم أخص من عموم معاني اللغة. فإذا كان ما زعم أنه مراد للمتكلم ليس أحد أفراد الظاهر العرفي فليس ظاهراً، بل هو تقويل للمتكلم بما لم يقله حقيقة.
ويحمل على هذا كثير من كلام المتلاعبين بكلام الله كالصوفية والباطنية وبعض المتفلسفة والإنشائيين. وإذا لم يقم برهان من سياق الكلام أو خارجه يعين مراد المتكلم فالمدلول احتمالي وليس ظاهراً. وقد تفقه أولئك الأجلة في لغة العرب ومنطق الفكر قبل أن يتعرضوا لتفسير النصوص والاستنباط منها
قال أبو عبدالرحمن: وقد ينطلق مفسرو النصوص منطلقات تسهب في تأويل الكلام تأويلاً يخرجه عن ظاهره لظنهم أن الظاهر غير مراد في حين أن النص لا يتحقق فهمه بغير حمله على ظاهره ... " أ. ه.
* الاجتهاد: في اللغة مأخوذ من الجهد وهو المشقة والطاقة (فيختص بما فيه مشقة ليخرج ما لا مشقة فيه).
ويعرفه ابن حزم بقوله: بلوغ الجهد في طلب الحق وإجهاد النفس في تفتيشه في مواضع طلبه.
وقال مرة: بلوغ الغاية، واستنفاد الجهد في المواضع التي يرجى وجوده فيها في طلب الحق، فمصيب موفق أو محروم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/270)
ويعرفه غير الإمام ابن حزم بقوله: اسْتِفْراغُ الفقيه وُسْعَهُ في طَلَبِ العِلْمِ بالأحكام الشَّرعيَّةِ بطريقِ الاستنباط من أدلَّةِ الشَّرْعِ.
قال العلامة الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع في كتابه الموسوم ب " تيسير علم أصول الفقه " (ص/ 377ـ 378):
" لمَّا كان الاجتهاد تنزيلاً للقواعد والعُمومات الشرعية على المسائل المُعيَّنَةِ بنظر المُجْتَهِدِ، فإنه مهما قويت ملكَتُهُ وقُدْرَتُهُ فقوله غيرُ معصومٍ، فيجوز عليه الخطاُ، ومن أجل هذا وقع الاختلافُ بينَ الفقهاءِ، إلَّا أنه لَما كان قصدُ المجتهدِ إصابة الحقِّ من الدين، كان خطؤهُ مغفوراً، بل لجلالة قدْرِ الاجتهاد فإنه لمْ يُجازَ بمُجرَّدِ العُذْرِ في الخطإِ، إنما أُثيبَ على ما بذل من الجهد في الاجتهاد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا حكم الحاكِمُ فاجْتَهَدَ ثُمَّ أصاب فلهُ أجرانِ، وإذا حَكَمَ فاجتهدَ ثُمَّ أخطَأ فلهُ أجرٌ " (متفق عليه عن عمرو بن العاص وأبي هريرة).
ومن لازِم هذا: ضرورة استمرار طَلَبِ الحقِّ في المسائِلِ المُخْتَلَفِ فيها حِرْصاً على إصابَةِ وجْهِه، فإن الحق واحدٌ لا يتعددُ ولا يمكنُ أن يُرادَ في حُكْمِ الله وَرَسولِهِ صلى الله عليه وسلم القولان المُخْتلِفانِ.
ومِن لا زِمِهِ أيضاً: بُطلان العصبية للمذاهِبِ الفقهيةِ، وامتناعُ ظَنِّ العِصْمَةِ لأحدٍ من الفقهاءِ "
* ما يمتنع فيه الاجتهاد:
فالقضايا والأحكام التي قطعت فيها النصوص فالأصل فيها التوقف عند النص من غير زيادةٍ ولا استدراك ولا وجْهٍ من التغيير، وعليه فيخرج من الاجتهاد أمورٌ، هي:
1ـ العقائد، فهي كلها توقيفية، ولهذا امتنع اشتقاق الأسماء الحُسنى من صفات الأفعال، فإن الله تعالى هُو الذي سمَّى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بما شاء من الأسماء، فلا يسمى الله تعالى: راضياً ولا ساخطاً ولا غاضباً ولا ماكراً ولا مهلكاً، ولا غير ذلك من الأسماء اشتقاقاً من صفات فعله: الرِّضى، والسخط، والغضب، والمكر، والإهلاك.
2ـ المقطوع بحكمه ضرورة، وهو ما انعقد إجماعُ الأمة عليه، كفرض الصلاة والزكاة والصيام والحج، وحرمة الزنا واسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بغير الحق، فإن هذه وشِبْهُها شرائع أُحكِمَتْ على ما عُلِمَ للكافة من أحكامِها، لا تقبلُ الاستنباط في هذا الجانب المعلوم منها.
3ـ المقطوع بصحة نقله ودلالته، كألفاظِ الخاصِّ التي هي نصوص قطعية ٌ على ما وردتْ به، مثل تحديد عددِ الجلداتِ في الزنا والقذف، وفرائض الورثة، ونحو ذلك.
وهذه الأنواع هي التي يُقالُ فيها: (لا اجتهاد في موضع النصِّ) المراد به النص القطعي في ثبوته ودلالته، لا مطلق النص.
* ما يجوز فيه الاجتهاد:
جميع ما لا يندرج تحت صُورَةٍ من الثلاثِ المتقدمة فإنه يسوغ فيه الاجتهاد، وهو يعود في جملته إلى صورتين:
1ـ ما ورد فيه النص الظَّنِّيُّ:
وحيث أن الظنية واردةٌ على النقل والثبوت في نصوص السنة خاصةً، وعلى الدَّلالةِ على الحكم في نصوص الكتاب والسنة جميعاً، فمجال الاجتهاد في الأمر الأوَّل أن يبذل المجتهد وسعه للوصول إلى ثُبوتِ الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم بما يُزيل الشُّبْهَةَ في بِناءِ الأحكام على الأحاديث الضعيفة، فلا يبني ويُفَرِّعُ على الحديث قبل العلم بثبوته.
ومجال الاجتهاد في الأمر الثاني وهو دلالة النص على الحُكْمِ، فذلك بالنظر إلى ما يدلُّ عليه ذلك النص من الأحكام، وهنا يأتي دور (قواعد الاستنباط) فيتبين المجتهد ما أُريدَ بالعامِّ في هذا الموضع هل هو باقٍ على شمولهِ جميع أفراده أم خُصِّصَ، والمُطْلَقُ؛ هل هو باق على إطلاقه أم قيدَ، والمشتركُ، ما السبيل إلى ترجيح المعنى المُراد، والأمرُ والنهي؛ هل هُما في هذا النص على الأصل في دلالتِهما أم مصروفان عنها، وهكذا في سائر القواعِدِ.
2ـ ما لا نصَّ فيه:
عند أهل الظاهر يقولون: نعم توجد وقائع غير منصوص عليها لا بالاسم ولا بالوصف، ولكن حكمها منصوص عليه بوصف " ماسكت عنه الشرع " وهو الإباحة، فلا يجوز أن نبتغي حكماً غير ذلك. وغير أهل الظاهر يقولون: وهذا يستعمل فيه المجتهد قواعد النظر، كالقياس، والمصالح المرسلة .. كلًّا بأصوله، ليصل إلى استفادة الحُكم في الواقعة النازلة.
* قال مبارك: السؤال عن الدليل الشرعي للعمل به هو " اجتهاد " ولكنه دون الباحث عن هذه الأدلة من مظانها المختلفة القريب منها والبعيد. فكل المسلمين مجتهدون ولكن كلٌ على قدر طاقته. انظر " الإحكام في أصول الأحكام " (6/ 151ـ 152) للإمام ابن حزم ـ رحمه الله ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أسرار البلاغة (ص/ 363).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 08 - 04, 12:49 ص]ـ
الاخ الكريم أبو داود.
اولا: كنت أظن أنكم (مقاتل) وسبب ذلك أنكم أتممت نقل الادلة. فالمعذرة.
ثانيا: قلتم حفظكم الله تعالى:
(فإن كان للنص علة فقد بينها الله في كتابه أو في وحيه و إلا فلا). أهـ
السؤال بارك الله فيكم: أذا نص الخالق الحكيم في كتابه أو من لفظ رسوله على ان هذا الحكم وقع لاجل هذه العلة، بأحرف التعليل الصريحة أو كلمات التعليل المعلومة.
فهل تفهم منه أنه لولا وجود هذه العلة لما كان هذا الحكم كقوله تعالى (من أجل ذلك) او قوله صلى الله عليه وسلم (أنما الاستئذان من أجل البصر).
وبارك الله فيكم و وفقكم لكل خير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/271)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 08 - 04, 12:24 م]ـ
الجزم بأنه لولا العلة ما وجد الحكم لا يستطاع .... فكم من الأحكام منصوصة دون ظهور العلة لشدة خفائها و دقة استنباطها، أو لعدم ذكرها من الأصل، كما أظنه في غالب الأحكام، فالنص الصريح على العلة لا يلزم منه النفي عند عدم العلة، و إلا لزم نفي الأحكام التي لا نص على العلة فيها، و هذا خلاف المشاهد و المجمع عليه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 08 - 04, 12:32 ص]ـ
الاخ الكريم: محمد بن رشيد.
نحن في درج المناظرة بارك الله فيك والقصد ليس عين المسألة بل ما يأتي بعدها وأنتم أعلم بأن المناظر قد يلتزم قولا يناسب المخالف حتى يلزمه بقوله.
وتأمل قولي بارك الله فيك: (فهل تفهم منه أنه لولا وجود هذه العلة لما كان هذا الحكم كقوله تعالى (من أجل ذلك) او قوله صلى الله عليه وسلم (أنما الاستئذان من أجل البصر)).
وأعرف ما وراءه من القصد!
ثم الكلام علي العلة المؤثرة في الحكم.
وهي علة القياس والتى تثبت بطرق وليس الكلام على الحكمة وأنت حفى بالفرق بينهما، وحتى يسهل التفريق بينها أعرف مذهب الاشاعرة نفاة الحكمة في أفعال الرب جل وعلى.
فهم يثبتون علل الاحكام ويجعلونها أمارات وعلامات للحكم وليست ((عللا)) بمعنى الحكم نفسه.
ثم أنت تعرف الخلاف في أنعكاس العلة ولنا في ذلك قول ذكرناه في هذا الملتقى قديما، والقول بعدم انعكاس العلة يبطل الاحتجاج على الاخ ابو داود من أصله.
ومع هذا طلبت منه تقرير فهمه. لاجل ما سيأتي لاني أتوقع رده واعرفه وأريد أن يلتزمه لابين له أهمية القياس وأثره في الاحكام.
وأنا أعرف ان هذا الكلام قد يضيع مقصودي كله من أساسه.
لكن الله المستعان التوضيح لازم ومطلوب.
وأنتظر (فهم) الاخ ابو داود و قوله فيما ذكرت له.
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 08 - 04, 02:43 ص]ـ
قال الإمام الجليل أبو محمد بن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ في " الإحكام في أصول الأحكام " (8/ 82ـ 84):
" أحتج القائلون بالعلل بآيات ظاهرها كون بعض الأحكام من أجل بعض الأحوال.
فمن ذلك قول الله عز وجل وقد ذكر قتل أحد بني آدم عليه السلام لأخيه: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)
قال أبو محمد: فيقال لهم وبالله تعالى التوفيق: هذا أعظم حجة عليكم، لأن الله تعالى لم يلزم هذا الأصر غير بني إسرائيل فقط، ولو أن ذلك علة مطردة كما يدعون للزم جميع الناس.
فإن قالوا: هو لازم لجميع الناس، سألناهم: ما تقولون في جميع الكبائر أهي فساد في الأرض أم ليست فساداً في الأرض إلا ما سمى فساداً في الأرض، وليس هذا واقعاً إلا على المحاربة فقط؟ ولا بد من الجوابين.
فإن قالوا: الكبائر كلها فساد في الأرض. أريناهم شارب الخمر والسارق والمربي وآكل أموال اليتامى والزاني غير المحصن وآكل لحم الخنزير والدم والميتة والغاصب والقاذف ـ: مفسدين في الأرض ولا يحل قتلهم، بل من قتلهم قتل بهم قوداً، فقد نقضوا قولهم إن حكم الآية المذكورة جار علينا، لأن في نص تلك الآية إباحة قتل كل مفسد في الأرض.
فإن قالوا: ليس شيء من الكبائر فساداً في الأرض حاشا المحاربة. أريناهم الزاني المحصن يقتل وليس مفسداً في الأرض، فنتفضت العلة التي ادعوها علة، لأن في الآية المذكورة أن لا تقتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض، والزاني المحصن لم يقتل نفساً ولا أفسد في الأرض، وهو يقتل ولا بد، ولا يكون قاتله كأنه قتل الناس جميعاً.
فإن قالوا: إن زنى المحصن وحده ووطء امرأة الأب وردة المرتد وشرب المحدود ثلاث مرات في الخمر مرة رابعة ـ: هو فساد في الأرض، وما عدا هذه فليس فساداً في الأرض كابروا وتحكموا بلا دليل. وقد جعل النبي عليه السلام الزاني وهو شيخ أو بامرأة جاره أو بامرأة المجاهد في سبيل الله أعظم جرماً من سائر الزناة، وسواء كانوا محصنين أو غير محصنين، إلا أن غير المحصن على كل حال لا يقتل وإن كان أعظم جرماً من المحصن في بعض الأحوال التي ذكرنا. والمحصن على كل حال يقتل، وإن كان غير المحصن أعظم جرماً منه في بعض الأحوال التي ذكرنا.
وأيضاً: فإن هذا القول الذي قالوه ناقض لأصولهم في العلل، وموجب أن لا يكون الشيء علة إلا حيث نص الله عز وجل على أنه علة، لأنهم يقولون: إن الكبيرة لا تكون فساداً إلا حيث نص على أنها فساد، وحيث أمر الله تعالى بقتل فاعلها. وبطل اجراؤهم العلة حيث وجدت. وهذا قولنا نفسه حاشا التسمية بعلة أو سبب، فإنا لا نطلقه، لأن النص لم يأت به، وإ ليس بيننا إلا التسمية فقط فقد أرتفع الخلاف، إذ إنما نضايق في تصحيح المعنى المسمى أو إبطاله، ولا معنى للاسم ولا للمضايقة فيه إذا حققنا المعنى، وإنما نمنع منه خوف التشكيك به والتلبيس، وتسمية الباطل باسم الحق، فهذا نوقف على فساد عمله، ونبين قبح مغبته. وبالله تعالى التوفيق ".
وقال أبو محمد بن حزم (8/ 91):
" واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل الإذن من أجل البصر ".
قال أبو محمد: وهذا موافق لقولنا لا لقولهم، لأننا لم ننكر وجود النص حاكماً بأحكام ماَّ لأسباب منصوصة، لكنا أنكرنا تعدي تلك الحدود إلى غيرها، ووضع تلك الأحكام في غير ما نصت فيه، واختراع أسباب لم يأذن بها الله تعالى.
وأيضاً فهذا الحديث حجة عليهم، لأنهم أول عاص له، وأكثر أهل القياس مخالفون لما في هذا الحديث، من أن من اطلع على آخر ففقأ المطلع عليه عين المطلع فلا شيء عليه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/272)
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 08 - 04, 05:50 م]ـ
قال الإمام الجليل أبو محمد بن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ في " الإحكام في أصول الأحكام " (8/ 82ـ 84):
" أحتج القائلون بالعلل بآيات ظاهرها كون بعض الأحكام من أجل بعض الأحوال.
فمن ذلك قول الله عز وجل وقد ذكر قتل أحد بني آدم عليه السلام لأخيه: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)
قال أبو محمد: فيقال لهم وبالله تعالى التوفيق: هذا أعظم حجة عليكم، لأن الله تعالى لم يلزم هذا الأصر غير بني إسرائيل فقط، ولو أن ذلك علة مطردة كما يدعون للزم جميع الناس.
فإن قالوا: هو لازم لجميع الناس، سألناهم: ما تقولون في جميع الكبائر أهي فساد في الأرض أم ليست فساداً في الأرض إلا ما سمى فساداً في الأرض، وليس هذا واقعاً إلا على المحاربة فقط؟ ولا بد من الجوابين.
فإن قالوا: الكبائر كلها فساد في الأرض. أريناهم شارب الخمر والسارق والمربي وآكل أموال اليتامى والزاني غير المحصن وآكل لحم الخنزير والدم والميتة والغاصب والقاذف ـ: مفسدين في الأرض ولا يحل قتلهم، بل من قتلهم قتل بهم قوداً، فقد نقضوا قولهم إن حكم الآية المذكورة جار علينا، لأن في نص تلك الآية إباحة قتل كل مفسد في الأرض.
فإن قالوا: ليس شيء من الكبائر فساداً في الأرض حاشا المحاربة. أريناهم الزاني المحصن يقتل وليس مفسداً في الأرض، فنتفضت العلة التي ادعوها علة، لأن في الآية المذكورة أن لا تقتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض، والزاني المحصن لم يقتل نفساً ولا أفسد في الأرض، وهو يقتل ولا بد، ولا يكون قاتله كأنه قتل الناس جميعاً.
فإن قالوا: إن زنى المحصن وحده ووطء امرأة الأب وردة المرتد وشرب المحدود ثلاث مرات في الخمر مرة رابعة ـ: هو فساد في الأرض، وما عدا هذه فليس فساداً في الأرض كابروا وتحكموا بلا دليل. وقد جعل النبي عليه السلام الزاني وهو شيخ أو بامرأة جاره أو بامرأة المجاهد في سبيل الله أعظم جرماً من سائر الزناة، وسواء كانوا محصنين أو غير محصنين، إلا أن غير المحصن على كل حال لا يقتل وإن كان أعظم جرماً من المحصن في بعض الأحوال التي ذكرنا. والمحصن على كل حال يقتل، وإن كان غير المحصن أعظم جرماً منه في بعض الأحوال التي ذكرنا.
وأيضاً: فإن هذا القول الذي قالوه ناقض لأصولهم في العلل، وموجب أن لا يكون الشيء علة إلا حيث نص الله عز وجل على أنه علة، لأنهم يقولون: إن الكبيرة لا تكون فساداً إلا حيث نص على أنها فساد، وحيث أمر الله تعالى بقتل فاعلها. وبطل اجراؤهم العلة حيث وجدت. وهذا قولنا نفسه حاشا التسمية بعلة أو سبب، فإنا لا نطلقه، لأن النص لم يأت به، وإ ليس بيننا إلا التسمية فقط فقد أرتفع الخلاف، إذ إنما نضايق في تصحيح المعنى المسمى أو إبطاله، ولا معنى للاسم ولا للمضايقة فيه إذا حققنا المعنى، وإنما نمنع منه خوف التشكيك به والتلبيس، وتسمية الباطل باسم الحق، فهذا نوقف على فساد عمله، ونبين قبح مغبته. وبالله تعالى التوفيق ".
وقال أبو محمد بن حزم (8/ 91):
" واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل الإذن من أجل البصر ".
قال أبو محمد: وهذا موافق لقولنا لا لقولهم، لأننا لم ننكر وجود النص حاكماً بأحكام ماَّ لأسباب منصوصة، لكنا أنكرنا تعدي تلك الحدود إلى غيرها، ووضع تلك الأحكام في غير ما نصت فيه، واختراع أسباب لم يأذن بها الله تعالى.
وأيضاً فهذا الحديث حجة عليهم، لأنهم أول عاص له، وأكثر أهل القياس مخالفون لما في هذا الحديث، من أن من اطلع على آخر ففقأ المطلع عليه عين المطلع فلا شيء عليه ".
* قال العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل ـ حفظه المولى تعالى ـ في كتابه " من أحكام الديانة " (1/ 350ـ 351):
" القياس عمل مجتهد، وليس هو نصّاً شرعياً، وهذا العمل قد يكشف عن الحكم بدليله فيكون المتبع الدليل، وقد لا يكشف عن حكم بدليله يقيناً أو رجحاناً فيكون القياس غير معتبر لأنه موصل.
وقد يكشف القياس عن حكم ويقوم البرهان على خلافه فيكون القياس خطاً.
إذن في القياس ما يكشف عن حق فيكون قياساً صحيحاً لكشفه عن البرهان وليس هو البرهان ذاته، لأنه عمل من يريد البرهنة. ومنه ما يوقع في باطل، ومنه ما لا يحصل حقّاً ولا باطلاً ".
ـ[المهندي]ــــــــ[20 - 08 - 04, 08:08 م]ـ
ماذا عن هذا الدليل
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مخاطباً زوجاته أمهات المؤمنين: ((أسرعكن لحوقاً بي أطولكنَّ
يداً)) ففهمن رضي الله عنهن ظاهريا _أي طول اليد فعليا _
فقالت عائشة: فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً، وكانت زينب بنت جحش تعمل وتتصدق ....
فجاء قصد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بخلاف ظاهر الحديث والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/273)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[21 - 08 - 04, 12:38 ص]ـ
أحبتي في الله
مذهب الظاهرية قائم على نفي القياس، وهو مرتبط بالعقيدة، فالظاهرية ينفون الحكمة لله، كما أشار إلى ذلك الأشقر في كتابه (المدخل لدراسة المذاهب الفقهية)، وأظن ابن تيمية في في جامع الرسائل كما نقله المحمود في (القضاء والقدر) إن لم أكن واهما
وكنت قد نقلتُ في هذا المنتدى أنه جاء في ترجمة دواد أن أكثر أهل هجروه لأنه خالف السلف وقال بعدم القياس، فالذي أريد من إخواننا من سلف دواد من الصحابة أو التابعين بسند صحيح عنه، لأن صح عن المعصوم (أنه لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) فكيف تغيب هذه الطائفة في العصور الأولى، وتظهر في القرون المتأخرة بقوة، وخاصة القرن الأخير، خاصة أن نفي القياس مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله عن الصحابة، لأنه نقض لأصل من اصول الاستدلال
وجاء في فتاوى العلامة محمد بن إبراهيم أنه أمر بإخراج رجل ظاهري من أهل البدع ينشر مذهب الظاهرية المبتدع
الأخ مبارك ابن حزم جمد في الفروع وسال في الأصول كما قاله كمت قاله ابن كثير في (البداية)
أما مذهبه في القرآن فهو ليس مذهب أهل السنة والجماعة، فقد رد عليه سيف السنة بحق ابن القيم في النونية، وتجدها في توضيح ابن سعدي للنونية
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[21 - 08 - 04, 01:51 ص]ـ
قال بعض أهل العلم: ليت ابن حزم كان ظاهرياً في العقائد كما كان ظاهرياً في الفروع!!!!!
قلت: رحم الله ابن حزم ,,,,,,
ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 08 - 04, 03:38 م]ـ
* اعلم أخي الكريم أن الأخذ بالظاهر مقتضى يظل صحيحاً إلى أن يقوم البرهان على منع الأخذ به، أو يقوم البرهان على أن ما حسبناه ظاهراً لغوياً ليس هو الظاهر كله، قال الإمام الجليل أبومحمد بن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه العظيم " الفصل " (5/ 23): ونحن لا ننكر إزالة النص عن ظاهره وعمومه ببرهان من نص آخر أو إجماع متيقن أو ضرورة حس وإنما ننكر ونمنع من إزالة النص عن ظاهره وعمومه بالدعوى.
أما قوله صلى الله عليه وسلم: " أطولكن يداً " كناية عن كثرة الصدقة.
قال ابن حبان في " صحيحه " (4/ 557): العرب تصف باذل الشيء الكثير بطول اليد.
وقال النووي في " شرح صحيح مسلم " (16/ 8ـ 9): معنى الحديث أنهن ظنن أن المراد بطول اليد طول اليد الحقيقية وهي الجارحة فكن يذرعن أيديهن بقصبة فكانت سودة أطولهن جارحة وكانت زينب أطولهن يداً في الصدقة وفعل الخير فماتت زينب أولهن فعلموا أن المراد طول اليد في الصدقة والجود، قال أهل اللغة: يقال فلان طويل اليد وطويل الباع إذا كان سمحاً جواداً، وضده قصير اليد والباع وجد الأنامل.
وقال الحافظ في " فتح الباري " (3/ 288): وفيه أن من حمل الكلام على ظاهره وحقيقته لم يلم وإن كان مراد المتكلم مجازه، لأن نسوة النبي حملن طول اليد على الحقيقة فلم ينكر عليهن.
* قولك: (مذهب الظاهرية قائم على نفي القياس، وهو مرتبط في العقيدة) الجزء الأول من كلامك صحيح وهو عدم حجية القياس، لأنه غير وارد بظاهر الشرع، والظاهريون في حل هذه القضية منطقيون إلى أخر حد لو وجدوا أذناً صاغية. فهم ـ رضي الله عنهم ـ يقولون: إن أردتم معرفة بشرية لا شرعية فالباب مفتوح لكم بكل وسيلة من وسائل المعرفة الشرعية البشرية التي تحصل القين، والظنون الراجحة، والاحتمالات المرجوحة، وإن أردتم معرفة شرعية فلا يحق لكم أن تسموا أي معرفة معرفة شرعية إلا بشرط أن تكون مراداً للشرع وبنفس وسائل المعرفة التي يدرك بها الشرع، ولا يدرك الشرع إلا بلغة العرب في ملاحنها وأساليبها، لأن الشرع نزل بلغة العرب. فكل مفهوم من نص شرعي لا يعينه أو يرجحه أصح المآخذ في لغة العرب فليس معرفة شرعية. والله الذي نزل الشرع وخلق العقل البشري حدد دور المعرفة العقلية في مجال الشرع فلم يجعل له أن يزيد على الشرع أو ينقص منه أو يستبدله باقتراح. وإنما جعل الله دور العقل في فهم الشرع على ما هو عليه، والتمييز بين أحكامه، واستنباط قوانينه العامة، وتركيب البرهان من جملة النصوص، لأن أحكام الديانة ليست في آية واحدة ولا حديث واحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/274)
أما الجزء الثاني من كلامك وهو قولك (وهو مرتبط في العقيدة) تعني بذلك (القياس) تمنيت أن لا تخرج منك يا أبا عبدالرحمن بن أحمد؛ لأن القياس ليس له مدخل في اسماء الله وصفاته، واسماء الله وصفاته يجب أن نمررها حسب ظواهر الشرع وقطعياته وموجبات العقل. وقضايا الأسماء والصفات لا تؤخذ من ظواهر العقل المجرد. وإنما تؤخذ من الظواهر النصية ومن قضايا العقل الحتمية التي كونها العقل بالفهم والإستنباط والتمييز من جملة نصوص شرعية وأصول إسلامية. والعقل مضطر إلى الإيمان بالكمال المطلق في اسمائه وصفاته، ولا يجوز أن يسمى الله بصفة كمال إلا حيث ورد النص، ولا مجال له في تصوير الكيفية مطلقاً. فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية في " شرح العقيدة الأصفهانية " (ص76ـ 78) يقول: فإن داود وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث.
قال مبارك: انظر كتاب " السنة " لابن أبي عاصم الضحاك وهو من أجل علماء أهل الظاهر وقد سلك في هذا الكتاب طريقة السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ، قال عارف خليل محمد أبو عيد في رسالته العالمية التي هي بعنوان " الإمام داود الظاهري وأثره في الفقه الإسلامي " (ص 56): إذ يلاحظ أن داود الظاهري والظاهرية عموماً أعظم تشدداً من الإمام أحمد بن حنبل في عقيدة خلق القرآن فهذ تلميذ داود الظاهري إبراهيم بن محمد بن عرفه الشهير بنفطويه يصنف كتاباً في الرد على من قال بخلق القرآن (1).
* قولك: (فالظاهرية ينفون الحكمة لله) هذا كلام غير محقق، بل هو من التجني على أهل الظاهر؛ لأن الحكيم من أسماء الله ومن صفات تدبيره، ولأن الله وصف تدبيره الشرعي بالحكمة في عشرين آية من كتاب الله، ولأن استحث عقول المكلفين على التدبر والاعتبار.
ثم اعلم أخي الكريم ـ عفا الله عنا وعنك: إنكار تعليل أفعال الله لا يلزم منه إبطال القياس جملة، وإنما يلزم منه إبطال القياس الذي جامعه العلة، فيخرج مثلاً القياس المبني على الوصف المنضبط.
وإنكار تعليل أفعال الله لا يلزم منه إنكار تعليل شرع الله، لأن الشرع علل بعض الأحكام والأفعال، وإنما المنكر تعليل لم يرد به شرع ولا مجال لادراكه بالعقل والحس.
ثم أنه يوجد فرق بين علة توجب على الرب سبحانه فعلاً أو تركاً أو شرعاً، وبين علة يجعلها الرب سبحانه بإرادته وحكمته وقهره باعثة لفعل أو شرع أو ترك.
وابن حزم ينكر العلة الأولى.
والله سبحانه حكيم عليم، فأفعاله وشرعه كل ذلك معلل بحكمته سبحانه.
ولا نعلم من حكمته إلا ما علمنا أو استنتجته عقولنا بيقين.
قال مبارك: كل ما قلته هنا منقول من المشاركة رقم (51) في نفس هذا الموضوع فارجع إليها غير مأمور.
* قولك: (من سلف داود من الصحابة أو التابعين ـ تعني في إبطال القياس ـ) انظر كتاب " الإحكام في أصول الأحكام " (8/ 26ـ 36) لا بن حزم تجد مبتغاك إن شاء الله، وكذا كتاب ابن عبدالبر " جامع بيان العلم وفضله ".
قال ابن حزم في " الإحكام " (8/ 38): فقد قلنا وبينا أنه لم يصح قط عن أحد من الصحابة القول بالقياس يعني باسمه، وباليقين فإنه لم يتكلم أحد منهم بلا شك، ولا من التابعين بل شك، ـ: باستخراج علة يكون القياس عليها، ولا بأن القياس لا يصح إلا على علة جامعة بين الحكمين، فهذا أمر مجمع عليه لا شك فيه البته، إلا عند من أراد أن يطمس عين الشمس، وهذا أمر إنما ظهر في القرن الرابع فقط مع ظهور التقليد، وإنما ظهر القياس في التابعين على سبيل الرأي والاحتياط والظن، لا على إيجاب حكم به، ولا أنه حق مقطوع به، ولا كانوا يبيحون كتابه عنهم.
قال مبارك: ليس هناك محل اتفاق بين الصحابة على القياس الذي يأباه أهل الظاهر، وعلى التسليم بصحة الرسالة التي بعثها عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ وفيها: وقس الأمور، وأعرف الأشباه والنظائر والأمثال، واعمد إلى أولاها بالحق، وأحبها إلى الله عز وجل؛ فاقض به.فقد أجاب عنها العلامة ابن عقيل الظاهري فقال: على التسليم بصحة الرسالة فهي محمولة على القياس الذي يُظهر أن المختلف فيه أو المسئول عنه منصوص على حكمه، فتُظهر عدم الفارق في الحكم .. بل قد تُظهر أولويته كقياس رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الله على دين العباد في أولوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/275)
القضاء .. مع العلم أن وفاء العباد ثابت بالنصوص القطعية، وإنما أظهر القياس أولوية حق الله .. وهذا القياس نص شرعي في موعه، فيكون الأصل أولوية حق الله في أركان الإسلام .. وفيما دون ذلك يقدم حق العباد؛ لأن الله سبحانه يعفو عن حقه، والعباد لا يعفون.
وقال العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في " ابن حزم خلال ألف عام " (4/ 78):
ومما احتجوا به قياس الصحابة رضوان الله عليهم وخير جواب قولي:
ودعوا التعلل بالصحاب فإنهم ... خير الورى للدين بل أبطاله
ودليلنا من نقلهم لا رأيهم ... ونحبهم حباً لنا أحفاله
وقال الإمام ابن حزم في " الإحكام " (8/ 37): ولا معنى لفشو القول بالقياس وغلبته على أكثر الناس، فهذا برهان بطلانه وفساده، وقد أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلبة الباطل وظهوره، وخفاء الحق ودثوره.ثم ساق بسنده إلى صحيح مسلم حديث أبي هريرة قال: فال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء "، وذكر أيضاً حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرِز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها "، وذكر أيضاً حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء؟ قال: نزاعُ القبائل ".
* قولك: (جمد في الفروع وسال في الأصول) كلام فيه نظر، وخطأ الإمام ابن حزم في باب الصفات سببه أنه أخطأ في تطبيق أصول أهل الظاهر، والخطأ في التطبيق غير الخطأ في التأصيل. ولا أريد الاطالة لأنني تكلمت حول هذه النقطة في مشاركة سابقة في نفس هذا الموضوع ـ أعني القياس ـ فليرجع إليها من يريد إيضاح وزيادة بيان.
* قولك: (أما مذهبه في القرآن فليس مذهب أهل السنة والجماعة، فقد رد عليه سيف السنة بحق ابن القيم في النونية ... ) قد أجاب عن ذلك العلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه الموسوم ب " الفنون الصّغرى " (ص/243) قال:
" ومما يرد من قوله ـ يعني ابن قيم الجوزية ـ تسرعه في نقل مذاهب الآخرين كتسرعه في نقل مذهب شاذ عن الإمام أبي محمد بن حزم في مسألة القرآن (كلام القرآن).
وابن حزم برىء من هذا المذهب وليس في كتبه شيء من ذلك، ومذهبه بخلاف ما نقل عنه، ومع الأسف أن من جاءوا بعد ابن القيم منذ القرن الثامن حتى عهد الأستاذ محمد خليل هراس كلهم تابعوه في هذا الوهم ".
قال مبارك: قال ابن حزم في " الفصل " (3/ 7): ثم نقول إن قولنا القرآن وقولنا كلام الله لفظ مشترك يعبر به عن خمسة أشياء:
1ـ الصوت المسموع.
2ـ الملفوظ به، أو (المنطوق).
3ـ المصحف.
4ـ المستقر في الصدور.
5ـ القرآن هو كلام الله، وهو علمه ...
ثم قال بعد سرد الأدلة على ذلك: فهذه خمسة معان يعبر عن كل معنى منها بأنه قرآن وأنه كلام الله ويخبر عن كل واحد منها إخباراً صحيحاً بأنه القرآن وأنه كلام الله تعالى بنصّ القرآن والسنة اللذين أجمع عليهما جميع الأمة.
ثم قرر أن الصوت فهو هواء مندفع من الحلق والصدر والحنك واللسان والأسنان والشفتين إلى آذان السامعين وهو حروف الهجاء والهواء والورق والمداد كل ذلك مخلوق.
ثم قال ولما كان اسم القرآن يقع على خمسة أشياء وقوعاً مستوياً صحيحاً منها أربعة مخلوقة وواحد غير مخلوق لم يجز البتة لأحد أن يقول أن القرآن مخلوق ولا أن يقول أن كلام الله مخلوق، لأن قائل هذا كاذب إذ أوقع صفة الخلق على ما لا يقع عليه مما يقع عليه اسم قرآن واسم كلام الله ... ألخ
قال مبارك: ثم جاء الإمام ابن قيم الجوزية في " النونية " فقال:
وأتى ابن حزم بعد ذلك فقال ما ... للناس قرآن ولا إثنان
بل أربع كل يسمى بالقرآن ... وذلك قول بين البطلان
هذا الذي يتلى وآخر ثابت ... في الرسم يدعى المصحف العثماني
والثالث المحفوظ بين صدورنا ... هذي الثلاث خليفة الرحمن
والرابع المعنى القديم كعلمه ... كل يبعبر عنه بالقرآن
وأظنه قد رام شيئاً لم يجد ... عنه عبارة ناطق ببيان
إن المعين ذو مراتب أربع ... عقلت فلا تخفى على إنسان
في العين ثم الذهن ثم اللفظ ثم ... الرسم حين تخطه ببنان
وعلى الجميع الاسم يطلق لكن ... الأولى به الموجود في الأعيان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/276)
قال مبارك: أراد الإمام ابن حزم بقوله: (منها أربعة مخلوقة) رتب الوجود لما يسمى قرأناً، يوضح ذلك ما جاء عنه في كتاب " الدُّرة " (255 ـ 256):
" والقرآن كلامُ الله، (عز وجل)، وهو علم الله تعالى (2)، غير مخلوق، ويُعبر بالقرآن، وبكلام الله ـ تعالى ـ عن خمسة مُسميات: يُعَبَّر بذلك عن علم الله، عز وجل، وعن المسموع في المحاريب. قال تعالى: (حتى يسمعَ كلامَ اللهِ). وعن المحفوظ في الصدور، قال تعالى: (بل هو آيات بيناتٌ في صدور الذين أوتُوا العلم). وعن المكتوب في المصحف، قال تعالى: (بل هُوَ قرآنٌ مجيد. في لوحٍ محفوظ). وقال تعالى: (فمن شاءَ ذكره. في صُحُفٍ مُكرَّمَةٍ. مرفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ. بأيدي سَفَرَةٍ كرامٍ بَرَرةً).ونهى ـ عليه السلام ـ " أن يُسافر بالقرآن إلى أرض الحرب ". وعن المعاني المفهومة من التلاوة. فكُلُّ هذه الأربعة إذا أُفْرِدت، وعُبِّرَ عنها بالصوت، والخط (وعلمنا)، والمسميات ـ حاشى الله (تعالى) ـ فكُلُّ ذلك مخلوقٌ، وإذا عُبِّر به عن علم الله، عز وجل، فهو غيرُ مخلوق، وإذا أُطلق جملةً فهو غير مخلوقٍ، لأنه يُعَبَّرُ به عن علم الله، عز وجل ... ".
قال مبارك: فالقول المنسوب إلى الإمام ابن حزم في مسألة القرآن ليس (بصحيح) انظر حول هذه المسألة ما سطره في كتابه الموسوم ب " الأصول والفروع " (2/ 394ـ 400)، قال شيخ الإسلام ابن نيمية في " نقض المنطق " (ص 17ـ 18): ويقول إنه موافق للإمام أحمد في مسألة القرآن وغيرها ولا ريب أنه موافق له ولهم في بعض ذلك.
قال مبارك: ورتب الوجود أربعة: وجود عيني ووجود ذهني ووجود لفظي ووجود رسمي. وقد فصل القول فيها الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه الجليل " الصواعق المرسلة ".
ملاحظة: نرجوا من الإخوة المحاورين والمناقشين الالتزام بموضوع النقاش وهو القياس والتخلي عن غير ذلك مما ليس له صلة بموضوع النقاش لا من قريب ولا من بعيد.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر الوافي بالوفيات (6/ 130)، والفهرست (ص 81).
(2) لا شك أن القرآن الكريم من علم، كما أخبر الله عن ذلك بقوله: (ولئن آتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين)، وقوله: (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم)، ففي الآيات دليبل على أن الذي جاء به رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من العلم هو القرآن المنزل من عند الله تبارك وتعالى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 08 - 04, 08:52 م]ـ
ملاحظة: نرجوا من الإخوة المحاورين والمناقشين الالتزام بموضوع النقاش وهو القياس والتخلي عن غير ذلك مما ليس له صلة بموضوع النقاش لا من قريب ولا من بعيد.
قد كتبت، وجمعت كلاما مطولا عن بعض مسائل العقيدة، وغيرها عند بعض علماء الظاهر مما خالفوا فيه الصواب والمنهج الحق،
وكنت سأنشره اليوم لكن بدا لي الآن التريث قليلا لو جود بعض الأمور المقتضية لذلك
وسيكون بإذن الله خلال هذه اليومين.
فليته يقتصر هنا على الموضوع المطروح كما قال أخي الفاضل مبارك
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[24 - 08 - 04, 01:25 م]ـ
الأخ مبارك، عتذر عن عباراتي لم تكن محررة، لكن مرادي أن نفاة القياس يرون أن أفعال الله عندهم غير معللة وهو خلاف قول أهل السنة
قال المحمود في كتابه القضاء والقدر ص 166 (أن الله تعالى خلق المخلوقات و أمر المأمورات، لا لعلة ولا لداع ولا باعث، بل إنه 0 تعالى فعل ذلك لمحض المشيئة وصرف الإرادة وهذا قول الأشاعرة ... وبهذا القول - كما يقول ابن تيمية - (كثير ممن يثبت القدر، وينتسب إلى السنة من أهل الكلام والفقه وغيرهم، وقد قال بهذا طوائف من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم، وهو قول الأشعري وأصحابه، وقول كثير من نفاة القياس الظاهرية، كابن حزم وأمثاله)
والقول الصحيح في هذه المسألة كما الشيخ المحمود ص 168 (قول جمهور أهل السنة والطوائف من الذين يقولون بالتعليل من الفقهاء، وأهل الحديث، والصوفية، ,اهل الكلام وغيرهم، هو أن الله
- سبحانه وتعالى - يفعل لحكمة يعلمها هو، وهو يعلم العباد والبعض من حكمته ما يطلعهم وقد لا يعلمون ذلك ... )
والمقصود أن ابن حزم - رحمه الله - التزم هذا الأصل في الفروع والأصول، بخلاف غيره ممن اضطرب
ففرق بين الأصول والفروع
ـ[مبارك]ــــــــ[24 - 08 - 04, 03:04 م]ـ
* أخي الكريم المفضال أبا عبدالرحمن بن أحمد ـ حفظك المولى تعالى ـ جزاك الله خيرا الجزاء وعتابي عليك دافعه الحب في الله والتقدير لما لمسته منك من حب الدليل ونصرته، واقول ينبغي أن لا ننسب قولاً إلا بعد التأكد من صحته إلى من نسب إليه ولا يكفي الرجوع إلى كتاب عالم معين أو الرجوع إلى رسالة ونقله ـ أي صاحب الرسالة ـ ليس مباشراً إلى كتاب من نسبت إليه وإنما بالواسطة. وقد لا يخفى أن هناك أقوالاً قد نسبت إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من باب تشويه صورته عند العامة روج لها اعدائه وعندما طبع " مجموع الفتاوى " وغيره من كتبه اتضح أن مانسب إليه هو من باب الحسد والكذب والإفتراء والتشويه المتعمد من قبل خصومه.
* ما نقلته أخي الكريم من كتاب " القضاء والقدر " عن شيخ الإسلام ابن تيمية يثبت أن أهل السنة اختلفوا ولم يتفقوا حول هذه المسألة. وإذا أردت تحرير مذهب أهل الظاهر حول هذه المسألة انظر المشاركة رقم (51) في موضوعنا هذا وهو " موجز أدلة إبطال الرأي والقياس في الدين ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/277)
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[28 - 08 - 04, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم
أعتذر عن الانقطاع عن إكمال الموضوع ..
و رغم خروجه عن مساره إلا أنني سأحاول إعادة ترتيب الأفكار و الرد على بعض ما أورده الأخوة إن شاء الله
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[28 - 08 - 04, 03:15 ص]ـ
ثانيا: قلتم حفظكم الله تعالى:
(فإن كان للنص علة فقد بينها الله في كتابه أو في وحيه و إلا فلا). أهـ
السؤال بارك الله فيكم: أذا نص الخالق الحكيم في كتابه أو من لفظ رسوله على ان هذا الحكم وقع لاجل هذه العلة، بأحرف التعليل الصريحة أو كلمات التعليل المعلومة.
فهل تفهم منه أنه لولا وجود هذه العلة لما كان هذا الحكم كقوله تعالى (من أجل ذلك) او قوله صلى الله عليه وسلم (أنما الاستئذان من أجل البصر).
وبارك الله فيكم و وفقكم لكل خير.
رغم أن السؤال موجه للأخ الفاضل أبي داود الذي تطوع و أثرى الموضوع بالكثير – فجزاه الله خيرا – فإنني أستأذنه في الرد
عندما يبدي الله لنا علة الحكم، فذلك من آياته سبحانه، و لا نقول أن الحكم مرهون بتلك العلة المذكورة و لولاها ما كان هذا الحكم، فقد يكون للحكم علل أخرى لم يذكرها الله تعالى، أو قد تكون علة الحكم هي الاختبار و الابتلاء إذا سلمنا بعدم وجود علة مذكورة للحكم، و كما تعلم -أخي الفاضل- أن الابتلاء علة مطلقة غير مقيدة بأحكام معينة، إذ حرم الله على بني إسرائيل صيد السبت و الشحوم، و حرم على أصحاب طالوت الشرب من ماء نهر إلا من اغترف غرفة بيده،و عندما أمر الله ابراهيم عليه السلام بذبح ولده اسماعيل لم يسأل عن العلة، و في علة تغيير القبلة قال تعالى (و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) فالحكم قد تكون علته مجرد الابتلاء و اختبار الإيمان، فإن كان الابتلاء يمكن أن يكون علة لأي حكم سكت الله عن بيان علته، فلا يسعنا عندما نعلم الحكم إلا أن نقول سمعنا و أطعنا دون أن نحاول استنباط علل لم يبينها الله لنا، إذ كيف نفرق بيقين بين الحكم المعلل بالابتلاء عن غيره دون بيان من الله تعالى؟
و هنا نسأل .. إن كان الله قد سكت عن بيان علة الحكم، فهل أراد لنا أن نعرف تلك العلة أم لا؟
و سأواصل إن شاء الله الردود ..
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[28 - 08 - 04, 04:54 ص]ـ
الأخ الكريم: مقاتل.
اولا: الحوار كان مع الاخ داود ثم تدخل الكثير فأثرت تركه لان الامر لايستقيم بهذه الطريقة ويصبح مضيعة للوقت.
ثانيا: جزاك الله خيرا على مبادرتك وأنا أقبل النقاش معك أخي الكريم.
ثالثا: أذكر أحد الاخوة وكان منتسبا الى مذهب الظاهر وكان شديد الحملة على القياسين من جمهور أمة الاسلام وعلمائها.
فطلبت منه طلبا واحدا وهو أن يفتح كتابا متوسطا في أصول الفقه ويطالع مبحث العلة ويرى كم من الضوابط والدقائق والمسالك التى وضعها أهل العلم لمسائل العلة، فليست المسألة بالتشهي والهوى كما يزعم البعض هداهم الله.
وأنا أطلب منك نفس الطلب وهو أمر اليك، فان قبلته ونفذته كان فيه خيرا عظيما.
رابعا: أخي الحبيب هناك علة قياسية لموضع القياس وهناك علة لاجلها وضع الحكم ((باالنص)) فالتفريق لازم ولهذا مبحث طويل، ليس هذا موضعه.
خامسا: أراك تتكلم أخي عن أستنباط العلة؟؟
ولما نصل بعد الى مسألة الاستنباط دعنا نفرغ اولا مما نص عليه الشارع الحكيم ثم نصل الى مسألة استنباط العلة الغير منصوص عليها.
سادسا: قد ذهب ما كنت ارجوه من طرحي لهذا السؤال وقد بينت المقصد بسبب مداخلة الاخ محمد بن رشيد غفر الله له! ومع هذا فلا مانع من الاستمرارا.
سابعا: أخي الحبيب وأسمح لي ولاتغضب أنت لم تطالع مباحث العلة، ولم تعرفها فكيف بالله عليك تصفها بما وصفت!!
تتكلم عن العلل في العبادات!! وان القياسيين يتتبعون العلل في العبادة؟
أخي الكريم لا تتعجل ففرق كبير بين العبادات والمعاملات ففي الاولى لاينظر الى العلة لان القصد هو التعبد فلا يلتفت الى علة يقاس عليها؟ فلا قياس في العبادات الا في مواضع دقيقة وهذا من دقائق علم العلل نأتيه اذا فرغنا.
وأنما القياس في المعاملات دون العبادات (بالجملة) لماذا؟؟ لانها شرعت لصلاح ما بين العابد وتيسير معايشهم فهي معقولة المعنى.
فلا تخلط بين الموضعين فهو خلط غير مقبول.
ثامنا:
وعودا على بدء فسؤالك: هنا نسأل إن كان الله قد سكت عن بيان علة الحكم، فهل أراد لنا أن نعرف تلك العلة أم لا؟. اهـ.
ليس هذا محله لاننا لازلنا نتناقش - كما صرحت بوضوح - فيما نص الشارع على انه لاجله شرع هذا الحكم.
ولم نصل بعد الى ما لم ينص الشارع عليه وما سكت عنه الشارع وخلافه.
فالنقاش يكون درجة درجة.
فالان لم تجب وفقك الله ولم يجب الاخ ابو داود ولم يجب حتى من داخل بعده.
أحكام الله عندك (تعلل) يعنى أنما يشرع الله لحكمة، فالسؤال: أذا نص الشارع الحكيم أنه وضع هذا الحكم لهذه العلة.
وقدمها بحرف الحصر والتنزيل عربي والعرب لها أحرف تعلل بها وأحرف تحصر بها:
فيقول عليه الصلاة والسلام: (أنما جعل الاستئذان من أجل البصر).
(والاستئذان ليس عبادة محضة مجهولة المعنى، بل سبب تشريعه ظاهر كما هو النص).
فالشارع بين انه (انما) جعل هذا الحكم (من أجل البصر).
فهل تفهم أنت أيها العربي، أنه بسبب هذه العلة وهي (البصر والنظر الى العورات) جعل حكم الاستئذان وشرع؟؟
أرجو الجوب أخي الحبيب ولنأخذ المسألة بالتدرج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/278)
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[28 - 08 - 04, 09:53 ص]ـ
أشكر أخي الكريم المتمسك بالحق، و أسأل الله أن يجعله من المتمسكين بالحق دوما ..
الأخ الفاضل أراك تتكلم أخي عن أستنباط العلة؟؟
ولما نصل بعد الى مسألة الاستنباط دعنا نفرغ اولا مما نص عليه الشارع الحكيم ثم نصل الى مسألة استنباط العلة الغير منصوص عليها.
نعم .. وقد قلت في العلل المنصوص عليها:
عندما يبدي الله لنا علة الحكم، فذلك من آياته سبحانه، و لا نقول أن الحكم مرهون بتلك العلة المذكورة و لولاها ما كان هذا الحكم، فقد يكون للحكم علل أخرى لم يذكرها الله تعالى، أو قد تكون علة الحكم هي الاختبار و الابتلاء.
و أضيف:
و لا يمكن ربط الحكم بعلة معينة إلا إذا جاء نص صريح يفيد القصر و الحصر بالنفي و الاستثناء مثلا كما في قوله تعالى (و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه)
فإن لم يدل النص على الحصر فلا يمكننا ربط الحكم بالعلة المذكورة وحدها.
أخي الحبيب وأسمح لي ولاتغضب أنت لم تطالع مباحث العلة، ولم تعرفها فكيف بالله عليك تصفها بما وصفت!!
تتكلم عن العلل في العبادات!! وان القياسيين يتتبعون العلل في العبادة؟
أخي الكريم لا تتعجل ففرق كبير بين العبادات والمعاملات ففي الاولى لاينظر الى العلة لان القصد هو التعبد فلا يلتفت الى علة يقاس عليها؟ فلا قياس في العبادات الا في مواضع دقيقة وهذا من دقائق علم العلل نأتيه اذا فرغنا.
وأنما القياس في المعاملات دون العبادات (بالجملة) لماذا؟؟ لانها شرعت لصلاح ما بين العابد وتيسير معايشهم فهي معقولة المعنى.
فلا تخلط بين الموضعين فهو خلط غير مقبول.
أولا: أنا لا أغضب لنفسي أبدا. و جزاك الله خيرا على أسلوبك الطيب في الحوار.
ثانيا: تكلمت في المشاركة السابقة عن العلل في الأحكام عموما (عبادات ومعاملات) و لم أشر قط إلى أن القياسيين يتبعون العلل في العبادة!! و هذا ما أدهشني في كلامك، إذ لم يأت ذكر القياس في مشاركتي السابقة قط!! بل كانت مقصورة على العلل عموما.
ثالثا: عندما قلت أن الابتلاء و الاختبار قد يكون علة مطلقة لأي حكم، ضربت أمثلة للعبادات و المعاملات و ليس العبادات فقط كما يوحي ردكم فتحريم صيد السبت على اليهود و كذلك تحريم كل ذي ظفر و شحوم البقر و الغنم عليهم، و تحريم الشرب من النهر على أصحاب طالوت، كل هذا ليس من العبادات، و في ذلك الرد على قولكم: و إنما القياس (تقصد العلل) في المعاملات دون العبادات بالجملة.
وعودا على بدء فسؤالك: هنا نسأل إن كان الله قد سكت عن بيان علة الحكم، فهل أراد لنا أن نعرف تلك العلة أم لا؟. اهـ.
ليس هذا محله لاننا لازلنا نتناقش – كما صرحت بوضوح – فيما نص الشارع على انه لاجله شرع هذا الحكم.
ولم نصل بعد الى ما لم ينص الشارع عليه وما سكت عنه الشارع وخلافه.
فالنقاش يكون درجة درجة.لا بأس .. و جزاك الله خيرا على الصبر معنا.
أحكام الله عندك (تعلل) يعنى أنما يشرع الله لحكمة، فالسؤال: أذا نص الشارع الحكيم أنه وضع هذا الحكم لهذه العلة.
وقدمها بحرف الحصر والتنزيل عربي والعرب لها أحرف تعلل بها وأحرف تحصر بها:
فيقول عليه الصلاة والسلام: (أنما جعل الاستئذان من أجل البصر).
(والاستئذان ليس عبادة محضة مجهولة المعنى، بل سبب تشريعه ظاهر كما هو النص).
فالشارع بين انه (انما) جعل هذا الحكم (من أجل البصر).
فهل تفهم أنت أيها العربي، أنه بسبب هذه العلة وهي (البصر والنظر الى العورات) جعل حكم الاستئذان وشرع؟؟
أرجو الجوب أخي الحبيب ولنأخذ المسألة بالتدرج.
لا يا أخي الفاضل
(البصر و النظر إلى العورات) ليس العلة الوحيدة لتشريع حكم الاستئذان، رغم أن ظاهر الحديث يدل على ذلك، ولكن ظاهر النص لا يُرد إلا بنص آخر!
و تأمل قول الله تعالى (فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم)، فلو كان البصر وحده هو علة الاستئذان لأباح الله دخول البيوت التي لا نجد فيها أحدا، ولكن الله نهى عن ذلك!
و لو كان البصر وحده هو علة الاستئذان لاُبيح للأعمى أن يدخل البيوت دون استئذان، و لا أعلم أحدا من الفقهاء قال بذلك.
نخرج من ذلك أن هناك علل أخرى لا نعلمها شرع من أجلها الاستئذان، و لا يحق لنا أن نستنبطها فندعي العلم بما لم يُنبئنا به الله و رسوله.
و قد قال الأخ مبارك جزاه الله خيرا على المجهود الكبير الذي بذله في هذا الموضوع
نقلا عن ابن حزم في المشاركة 55:
وقال أبو محمد بن حزم (8/ 91):
" واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم: " إنما جعل الإذن من أجل البصر ".
قال أبو محمد: وهذا موافق لقولنا لا لقولهم، لأننا لم ننكر وجود النص حاكماً بأحكام ماَّ لأسباب منصوصة، لكنا أنكرنا تعدي تلك الحدود إلى غيرها، ووضع تلك الأحكام في غير ما نصت فيه، واختراع أسباب لم يأذن بها الله تعالى.
وأيضاً فهذا الحديث حجة عليهم، لأنهم أول عاص له، وأكثر أهل القياس مخالفون لما في هذا الحديث، من أن من اطلع على آخر ففقأ المطلع عليه عين المطلع فلا شيء عليه ".
و أقول: لقد فرق ابن حزم بين (العلة) و (السبب) .. فقد قال ما معناه أن العلة (التي أنكرها) هي التي لا يقوم الحكم إلا بها و بغيابها يسقط الحكم، أما السبب فبغيابه لا يسقط الحكم ..
و رغم عدم دقة هذا القول إلا أنني أفضل عدم مناقشته الآن حتى لا يتشتت سير النقاش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/279)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[28 - 08 - 04, 07:58 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم:
أخي الحبيب (نص) سؤالي هو:
فهل تفهم أنت أيها العربي، أنه بسبب هذه العلة وهي (البصر والنظر الى العورات) جعل حكم الاستئذان وشرع؟؟
أخي الكريم أنا أسالك ماذا تفهم من النص ولم أسئل عن حكم الاستئذان ولم أقس على شئ بعد، ولم أسأل عن العلة او السبب!!
أخي الحبيب: سؤالي عن هذا الحديث عن فهمه، فأنت ماذا تفهم من هذا الحديث مجردا لاننا لانتكلم عن حكم شرعي حتى نجمع الادلة!
ماذا تفهم من هذا الحديث أسال عن فهمك: (ماذا تفهم من قوله صلى الله عليه وسلم أنما جعل الاستئذان من أجل البصر).
أنت كعربي ماذا تفهم من قوله عليه الصلاة والسلام: من أجل.
ماذا تسمى هذا اللون من الخطاب، هذه الكلمة أيش مدلولها عندك.
وأجعلنا بعيدين عن مسألة الحكم ومسألة القياس فلم نتطرق لها أبدا.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[29 - 08 - 04, 01:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم:
أخي الحبيب (نص) سؤالي هو:
فهل تفهم أنت أيها العربي، أنه بسبب هذه العلة وهي (البصر والنظر الى العورات) جعل حكم الاستئذان وشرع؟؟
الفهم في اللغة هو حسن تصور المعنى.
و الحديث من الناحية اللغوية يفهم منه أن حكم الاستئذان شرع من أجل علة (البصر)،
و لكن ذلك ليس على سبيل الحصر، فقد تكون هناك علل أخرى شرع من أجلها الاستئذان، فهل توافق على ذلك؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 08 - 04, 02:23 م]ـ
و الحديث من الناحية اللغوية يفهم منه أن حكم الاستئذان شرع من أجل علة (البصر)،
و لكن ذلك ليس على سبيل الحصر، فقد تكون هناك علل أخرى شرع من أجلها الاستئذان، فهل توافق على ذلك؟
أخي الحبيب جزاك الله خيرا وفتح على قلبك.
أذا (البصر) علة شرع من أجلها الاستئذان، هل هي على سبيل الحصر أم لا؟ كلام صحيح و جيد، هذه سنأتي اليها وننظر كيف نعرف هذا؟
و دعنا أخي الحبيب ننتهي من مسألة البصر ثم نأتي مسألة الاستئذان.
ما رأيك أيها الحبيب في أن نتأمل في قصة الحديث ونخرج منه بفائدة، هذا الحديث الذي رواه اصحاب الصحيح قصته:
أن رجلا اطلع في جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرى يرجل به رأسه؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الله الإذن من أجل البصر).
أخي الحبيب الان أيضا ماذا تفهم من قصة الحديث؟؟
أما عن فهمي فأنا أفهم أن من أطلع على أهل بيت دون أذنهم ففقأ صاحب البيت عينه فليس له ضمان التلف.
ما رأيك أخي الحبيب هل توافقني في هذا الفهم. هل يجوز ان أفقأ عين من أطلع على أهل بيتي دون أذني.
ولاتنسى الاحاديث الاخرى في الصحيح من حديث أبي هريرة وغيره: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أذا أطلع عليك رجلا من غير أذنك فلا عليك أن تفقأ عينه. أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[29 - 08 - 04, 04:23 م]ـ
هذا الحديث الذي رواه اصحاب الصحيح قصته:
أن رجلا اطلع في جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرى يرجل به رأسه؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الله الإذن من أجل البصر).
أخي الحبيب الان أيضا ماذا تفهم من قصة الحديث؟؟
أما عن فهمي فأنا أفهم أن من أطلع على أهل بيت دون أذنهم ففقأ صاحب البيت عينه فليس له ضمان التلف.
ما رأيك أخي الحبيب هل توافقني في هذا الفهم. هل يجوز ان أفقأ عين من أطلع على أهل بيتي دون أذني.
.
نعم أوافقك الفهم .. فيجوز ذلك لصاحب البيت دون وجوب.
و لكن الإجازة مقيدة بالبينة، لقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 08 - 04, 06:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب، سؤال أخير في مسائل النظر ثم نعود الى مسائل الاستئذان.
هل تفهم من النصوص السالفه أن علة أباحة جزء معصوم من معصوم - وهي العين - أن علة الاباحة هي النظر الى داخل البيت (البصر) كما نص على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[29 - 08 - 04, 11:59 م]ـ
نعم .. علة إباحة العين (دون وجوب) هي تعمد النظر إلى أهل بيت و هم فيه دون إذن.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 08 - 04, 12:15 ص]ـ
جواب مسدد موفق أخي الحبيب و موافق للعقل والنقل.
أخي المبارك مقاتل وفقه الله، ننتهي بجوابك عن هذه المسألة.
أّذا وضع رجل (أعمى) عينه في جحر الغرفة من غير أذن أهل الدار فهل (يباح) لصاحب الدار طعن عينه (الغير مبصرة).
للفائدة:
قال عليه الصلاة والسلام: لو أعلم أنك تنظر لطعنت ... الخ الحديث.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[30 - 08 - 04, 02:33 ص]ـ
لا يُباح طعن عين الأعمى، لأنه غير قادر على النظر أصلا، و كما قلت فتعمد النظر هو علة إباحة طعن العين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/280)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 08 - 04, 03:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب قد دخلت القياس من أوسع أبوابه (إبتسامة محب).
فصار عندنا إذا علة منصوص عليها مؤثرة في الحكم أذا فقدت فقد الحكم وهي علة النظر.
وهذه هي العلة المؤثرة و لاعلة سواها في أباحة طعن العين.
فهي علة وحيدة والدليل على الحصر انها اذا فقدت فقد الحكم ولا يصح الحكم الا بوجودها فصارت علة مؤثرة.
فهذه المسألة الاولى وهي انه يوجد علل منصوص عليها وتكون (علة) وحيدة مؤثرة على الحكم.
ودعنا أخي الحبيب نحصر الاوصاف الورادة في هذا الحديث كل الاوصاف:
1 - ان الرائي رجل.
2 - انه ينظر الى أهل البيت.
3 - انه ينظر من (جحر).
فأبحت في المسألة الاولى طعن عينه وهي الة النظر اعتمادا على نص الحديث.
ثم في الصورة الاخرى منعت من طعن عينه!! فلماذا؟؟ وقد وجدت كل الصور السابقة بنفس الكيفية الا صورةً واحدة وهي التى أتفقنا على انها (علة).
فهنا انتقلنا من الحكم بأنها علة الى الحكم بانها علة مؤثرة في الحكم وجودا وعدما.
وبهذا أظن اننا انتهينا من المسألة الاولى وهي أثبات وجود علة واحدة مؤثرة في الحكم، في الاحكام الشرعية.
وتوصلنا اليها بضروب الانتقالات: 1 - اثبات انها وصف 2 - اثبات انها علة 3 - اثبات انها علة الحكم التى اذا فقدت فقد حكم واذا وجدت وجد الحكم.
لان بقية الاوصاف كانت موجودة ولم يقع الحكم.
أذا وافقتني على هذا نكون قد فرغنا من المسألة الاولى وهي اثبات العلل المؤثرة في الاحكام المنصوص عليها.
___________________________
وأذا أردت ننتقل الى المسألة الثانية: وهي اثبات وجود علل غير منصوص عليها وتكون مؤثرة في الحكم.
ثم المسألة الثالثة والاخيرة: وهي (وجوب) تعدية الحكم المنصوص عليه في الاصل الى الفرع بجامع العلة التى اتفقنا وسوف نتفق بأذن الله على أنها مؤثرة في الحكم.
إذ اننا نتكلم عن قياس العلة ولم نتكلم عن بقية انواع القياس باعتباره محط النقد.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[30 - 08 - 04, 06:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب قد دخلت القياس من أوسع أبوابه (إبتسامة محب).
تمهل يا أخي العزيز .. و لا تجزم ب (قد)، فقد تكون مخطئا، و تجدني لم أقرب أضيق أبواب القياس (ايتسامة)
ودعنا أخي الحبيب نحصر الاوصاف الورادة في هذا الحديث كل الاوصاف:
1 - ان الرائي رجل.
2 - انه ينظر الى أهل البيت.
3 - انه ينظر من (جحر).
فأبحت في المسألة الاولى طعن عينه وهي الة النظر اعتمادا على نص الحديث.
ثم في الصورة الاخرى منعت من طعن عينه!! فلماذا؟؟ وقد وجدت كل الصور السابقة بنفس الكيفية الا صورةً واحدة وهي التى أتفقنا على انها (علة).
فهنا انتقلنا من الحكم بأنها علة الى الحكم بانها علة مؤثرة في الحكم وجودا وعدما.
في الحقيقة لم تكن بحاجة إلى كل الأسئلة السابقة لتصل معي إلى هذه النتيجة، فلو سألتني من البداية: هل علة البصر هي العلة الوحيدة لطعن العين، و التي بغيابها يسقط إباحة طعن العين؟
لأجبتك: نعم.
فصار عندنا إذا علة منصوص عليها مؤثرة في الحكم أذا فقدت فقد الحكم وهي علة النظر.
وهذه هي العلة المؤثرة و لاعلة سواها في أباحة طعن العين.
فهي علة وحيدة والدليل على الحصر انها اذا فقدت فقد الحكم ولا يصح الحكم الا بوجودها فصارت علة مؤثرة.
فهذه المسألة الاولى وهي انه يوجد علل منصوص عليها وتكون (علة) وحيدة مؤثرة على الحكم.
وبهذا أظن اننا انتهينا من المسألة الاولى وهي أثبات وجود علة واحدة مؤثرة في الحكم، في الاحكام الشرعية.
حتى لا تختلط المعاني و المسميات -أخي الفاضل - نحدد أولا عناصر كلامك و هي:
1 - الحكم الشرعي: طعن العين
2 - علة الحكم الشرعي المؤثرة الوحيدة: البصر
و هنا سؤال:
ما الحكم؟
الحكم في اللغة و الشرع هو القضاء، فحكم الله هو ما قضاه الله.
و الحُكم لا يأتي أبدا لمسمى منفرد، بل يُلحق مسمى بآخر.
و لنضرب بعض الأمثلة لتوضيح المراد:
1 - يُقال: قضى الله بتحريم الربا، أي أن الحكم الشرعي هنا هو تحريم الربا، فتم إلحاق مسمى التحريم بمسمى الربا، و لا يصح أن نقول أن الحكم الشرعي (ما قضاه الله) هو التحريم و نسكت، أو نقول أن الحكم الشرعي هو الربا و نسكت، فيكون الكلام مفتقدا للمعنى!
2 - و يُقال: قضى الله بقطع يد السارق، أي أن الحكم الشرعي هنا قطع يد السارق، فتم إلحاق مسمى قطع اليد بمسمى السارق، ولا يصح أن نقول أن الحكم الشرعي (ما قضاه الله) هو قطع اليد و نسكت، أو نقول الحكم الشرعي هو السارق و نسكت، فيكون الكلام أيضا مفتقدا للمعنى أو ناقصا!
3 - و في المثل الخاص بالنظر نقول: قضى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بإباحة طعن عين من ينظر إلى أهل البيت دون إذن، أي أن الحكم الشرعي هو إباحة طعن عين من ينظر إلى أهل البيت دون، فتم إلحاق مسمى طعن العين بمسمى النظر إلى أهل البيت دون إذن، و لا يصح أن نقول أن الحكم الشرعي (ما قضاه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) هو طعن العين ونسكت (كما فهمت من كلامك)، فيكون الكلام أيضا مفتقدا للمعنى أو ناقصا.
و نخرج من ذلك بنتيجة:
أن طعن العين ليس حكما شرعيا بل الحكم الشرعي (ما قضاه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) في هذه المسألة هو إباحة طعن عين من ينظر إلى أهل البيت دون إذن.
فماذا يسمى طعن العين إذا مادام لا يُسمى حكما شرعيا؟
(طعن العين) يسمى عقوبة أو حد، مثلها مثل قطع اليد أو الرجم أو الجلد.
و أي عقوبة لابد أن تُذكر عللها حصرا، و علة العقوبة هي الجريمة التي توجبها، و هي و لابد علة مؤثرة و بغيابها تسقط العقوبة، و إلا لأقام أي إنسان أي عقوبة أو حد على أي إنسان دون رادع!! (ابتسامه)
جعلنا الله و إياك أخي الحبيب من المتمسكين بالحق دائما ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/281)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 08 - 04, 10:11 ص]ـ
أخي الحبيب.
دعنا نحاول ان نرتب الكلام:
قال المقاتل في هذا الرد: (هل علة البصر هي العلة الوحيدة لطعن العين، و التي بغيابها يسقط إباحة طعن العين؟ لأجبتك: نعم).
وتعريف الحكم الشرعي عند الاخ مقاتل هو: (هو إباحة طعن عين من ينظر إلى أهل البيت دون إذن).
و هذا الحكم الشرعي وهو إباحة طعن العين له علة وحيدة وهي البصر كما في كلامه الآنف.
لكنك أخي الحبيب قلت في أول رد لك ما نصه:
(عندما يبدي الله لنا علة الحكم، فذلك من آياته سبحانه، و لا نقول أن الحكم مرهون بتلك العلة المذكورة و لولاها ما كان هذا الحكم، فقد يكون للحكم علل أخرى لم يذكرها الله تعالى).
فلماذا رهنت هذا الحكم وهو إباحة طعن العين بعلة وحيدة وهي البصر؟؟
لماذا لايكون هناك عللا أخرى لم يبدها الله لنا لاباحة طعن عين الناظر، غير البصر؟
لماذا قصرت الحكم هنا مع هذه العلة وجودا وعدما.
أما الكلام الطويل حول التفريق فلا ادري مالحاجة اليه؟؟
ما الفائدة منه! أنا منذ البداية سئلتك وقلت لك: هل تفهم من هذا الحديث أن علة (إباحة) طعن العين .... الخ.
وهذا معناه على تعريفك: علة (الحكم الشرعي) وهو إباحة طعن العين.
وقد أجبت انت بما نصه في الرد رقم 73: (نعم .. علة إباحة العين (دون وجوب) هي تعمد النظر إلى أهل بيت و هم فيه دون إذن) اهـ.
وهذا دليل فهمك لعبارتي على وجهها.
فما فائدة كل الكلام هذا حول التفريق - على أني لست مقرا لك لا بمبناه ولابمعناه -!!
النقاش كان دائرا حول (أثبات أن للاحكام عللا تدور عليها أذا وجدت وجد الحكم ولابد وأذا أرتفعت أرتفع الحكم).
وقد قد ذكرتم سابقا انه لايمكن الجزم بأن الحكم مبنى على علة واحدة لاحتمال ان هناك عللا أخرى شرع الحكم من أجلها ولم يذكرها ربنا جل وعلا.
وهذا هو المقصود وأنتم أقررتم به ولله الحمد فلا حاجة لبقية الكلام. وقد بينت لك أن تصريحك بأنكار وجود علل يمكن جعل الحكم يدور معها وجودا وعدما هو الذي قادني الى هذه الاسئلة.
وما دمت قد أقررت بهذا الامر فهذه هي المقدمة الاولى لاثبات القياس وهي لب القياس وأساسه.
و عليها سوف نبني بقية الحوار.
فان شئت أن ننتقل الى المقدمة الثانية المهمة وهي أننا: يجب ان نعدى الحكم الثابت في الاصل الى الفرع بجامع العلة المؤثرة الواحدة. (التى أقررتم بوجودها وتأثيرها على الاحكام وجودا وعدما).
ثم المسألة الثالثة وهي: وجوب أستنباط العلل من الاحكام الغير تعبدية التى لم ينص الشارع على عللها.
فأن أردت البدء في المقدمة الثانية فأخبرني وفقكم الله لكل خير.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[30 - 08 - 04, 04:55 م]ـ
أخي الفاضل
يبدو لي أنك لم تفهم كلامي .. سأحاول تبسيط الأفكار بأقصى ما أستطيع من تبسيط
قال المقاتل في هذا الرد: (هل علة البصر هي العلة الوحيدة لطعن العين، و التي بغيابها يسقط إباحة طعن العين؟ لأجبتك: نعم).
وتعريف الحكم الشرعي عند الاخ مقاتل هو: (هو إباحة طعن عين من ينظر إلى أهل البيت دون إذن).
و هذا الحكم الشرعي وهو إباحة طعن العين له علة وحيدة وهي البصر كما في كلامه الآنف.
في البداية لاحظ التناقض في كلامكم حيث تقول:
أن الحكم الشرعي عند الأخ مقاتل: هو إباحة طعن عين من ينظر إلى أهل البيت دون إذن،
وأقول هذا صواب،
ثم تضيف و هذا الحكم الشرعي وهو إباحة طعن العين،
و أقول و هذا ليس الحكم بل العقوبة الشرعية.
قد استخدمنا كلمة البصر بمعنى النظر إلى العورات دون إذن.
و بالتالي فعندما أقول علة البصر هي العلة الوحيدة لإباحة طعن العين، فمعنى الكلام أن العلة هنا هي استخدام البصر في النظر إلى العورات. و هذه العلة هي التي تبيح طعن العين.
و ذلك مجاراة لكم حيث قلتم في المشاركة رقم 72
هل تفهم من النصوص السالفه أن علة أباحة جزء معصوم من معصوم - وهي العين - أن علة الاباحة هي النظر الى داخل البيت (البصر) كما نص على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم.
هنا تستخدمون كلمة البصر بمعنى النظر إلى داخل البيت، بل و تصرح بأن النظر إلى داخل البيت هو (علة) إباحة طعن العين.
و نحن نتفق على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/282)
لقد حاولت تبسيط المعنى في المشاركة السابقة إلى أبعد حد، و ضربت أمثلة حتى تتضح الصورة كاملة، لأن كلامك فيه خلط بين أمرين:
1 - الحكم الشرعي، وعلته
2 - الحد أو العقوبة الشرعية، وعلتها
و لذلك أوضحت بالتفصيل في المشاركة السابقة معنى الحكم الشرعي و ضربت أمثلة حتى لا تقع في هذا الخلط.
فنراك اعتبرت أن (إباحة طعن العين) حكم شرعي، بينما هو عقوبة شرعية، أما الحكم الشرعي فهو (إباحة طعن عين الناظر بدون إذن)
ثم خلطت بين علة هذا الحكم الشرعي و التي لم تُذكر أصلا، و لا نعرفها، و بين علة هذه العقوبة الشرعية و هي البصر (بمعنى استخدام البصر في النظر إلى العورات).
و لنتأمل كلامك في المشاركة الأخيرة:
تقول أخي:
فلماذا رهنت هذا الحكم وهو إباحة طعن العين بعلة وحيدة وهي البصر؟؟
انظر .. هنا تسمي إباحة طعن العين حكما شرعيا بينما هو عقوبة شرعية.
و البصر (بمعنى استخدام البصر في النظر إلى العورات كما اتفقنا) هو علة هذه العقوبة.
ثم تغاير كلامك بعدها مباشرة فتقول
لماذا لايكون هناك عللا أخرى لم يبدها الله لنا لاباحة طعن عين الناظر، غير البصر؟
لماذا قصرت الحكم هنا مع هذه العلة وجودا وعدما
لقد ذكرت هنا (إباحة طعن عين الناظر) على أنه الحكم الشرعي، فرجعت إلى الصواب .. أما علته فلا نعرفها و لم تذكر أصلا.
ثم قلت بعد ذلك أن علته البصر!!
، و هذا الكلام يحتمل و جهين لا ثالث لهما
الأول:
لو كنت تقصد أن علته البصر (بمعنى النظر إلى العورات كما اتفقنا و كما صرحت بنفسك في المشاركة رقم 72)، فهنا يأتي الخلط، فالبصر (بمعنى النظر إلى العورات) ليس علة الحكم الشرعي و الذي هو إباحة طعن عين الناظر إلى العورات،و هذا الحكم لا نعرف علته أصلا، و لكن البصر (بمعنى النظر إلى العورات) هو علة العقوبة الشرعية و هي عملية الطعن ذاتها على سبيل الإباحة و ليس الوجوب.
و لو أخذنا هذا المعنى لما استقام كلامك لغويا حيث كأنك تقول (علة إيجاب قطع يد السارق هي السرقة) ..
فعلة إيجاب قطع يد السارق (الحكم الشرعي) لا نعرفها، أما السرقة فهي علة إيجاب قطع اليد (العقوبة الشرعية)!
الثاني:
أنك تستخدم كلمة البصر بمعنى القدرة على الإبصار، و بذلك تكون قد ناقضت ما اتفقنا عليه و ما صرحت به بنفسك في المشاركة رقم 72 من أن البصر سنستخدمه بمعنى (النظر إلى العورات)، ولا أحسبك تقصد ذلك أيضا.!!
أما الكلام الطويل حول التفريق فلا ادري مالحاجة اليه؟؟
هذا الكلام كان لرفع الخلط بين الحكم الشرعي و العقوبة الشرعية و الذي ورد في كلامك، فجعلت البصر (بمعنى النظر إلى العورات) علة لحكم شرعي بينما هو علة لعقوبة شرعية، ويبدو أنك تقرأ كلامي في المشاركة السابقة بعناية، فالخلط لا يزال قائما.
وقد أجبت انت بما نصه في الرد رقم 73: (نعم .. علة إباحة العين (دون وجوب) هي تعمد النظر إلى أهل بيت و هم فيه دون إذن) اهـ.
مفاد كلامي هذا أن تعمد النظر إلى أهل بيت دون إذن هو علة إباحة طعن العين (و هي العقوبة الشرعية و ليس الحكم الشرعي)
و لا حظ أن الإباحة هنا لعقوبة شرعية و ليست لحكم شرعي، و راجع ما ذكرته في المشاركة السابقة من أن الحكم لابد أن يلحق مسمى بآخر، فلا يصح أن نقول أن الحكم الشرعي (ما قضاه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) هو إباحة طعن العين فقط و نسكت فيكون الكلام ناقصا، و لكن لا بد من إلحاق مسمى إباحة الطعن بمسمى النظر إلى العورات فنقول الحكم الشرعي (ما قضاه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) هو إباحة طعن عين الناظر إلى العورات.
فهنا مكمن الخلط عندكم ..
حيث تخلط بين الحكم الشرعي (المباح دون وجوب) و العقوبة الشرعية (المباحة دون وجوب)
و لا يجوز الخلط بين أمرين
1 - حكم شرعي (واجب أو مباح)
2 - عقوبة شرعية و اجبة كقطع يد أو عقوبة شرعية مباحة كطعن العين
وقد قد ذكرتم سابقا انه لايمكن الجزم بأن الحكم مبنى على علة واحدة لاحتمال ان هناك عللا أخرى شرع الحكم من أجلها ولم يذكرها ربنا جل وعلا.
و لم يأت ما ينقض هذا القول حتى الآن.
و أرجو أخي الكريم ألا تتعجل في الرد قبل استيعاب كلامي جيدا، لأن ردكم السابق دل على عدم استيعابه، و قد بذلت أقصى ما في وسعي لتبسبيط المعنى.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[30 - 08 - 04, 05:49 م]ـ
و أضيف:
يمكن إيجاز ما سبق في جملة واحدة
الحكم الشرعي في حالة العقوبات و الحدود هو الجمع بين
1 - (العقوبة سواء كانت واجبة أو مباحة)
و
2 - (علة هذه العقوبة و هي الجريمة أو الفعل التي توجب هذه العقوبة أو تبيحها)
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[30 - 08 - 04, 06:24 م]ـ
في المشاركة قبل السابقة أخطأ سهوا عندما قلت:
فهنا مكمن الخلط عندكم ..
حيث تخلط بين الحكم الشرعي (المباح دون وجوب) و العقوبة الشرعية (المباحة دون وجوب)
و لا يجوز الخلط بين أمرين
1 - حكم شرعي (واجب أو مباح)
2 - عقوبة شرعية و اجبة كقطع يد أو عقوبة شرعية مباحة كطعن العين
و الصواب
فهنا مكمن الخلط عندكم ..
حيث تخلط بين الحكم الشرعي (لأمر مباح دون وجوب) و العقوبة الشرعية (المباحة دون وجوب)
و لا يجوز الخلط بين أمرين
1 - حكم شرعي (لأمر واجب أو مباح)
2 - عقوبة شرعية و اجبة كقطع يد أو عقوبة شرعية مباحة كطعن العين
إذ لا يصح وصف الحكم الشرعي بأنه مباح، و لكن يوصف الأمر الذي اشتمل عليه بالإباحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/283)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 08 - 04, 08:20 م]ـ
أخي الكريم.
نستفيد من كلامك أنك لاتدري و تجهل لماذا أباح الله لنا (طعن عين الناظر) على أصطلاحك.
ليس لانه نظر الى العوارت في البيوت!!!
على العموم يظهر انك لاتفرق بين اسباب العقوبات و العلل التى يدور عليها حكم العقوبة، والحكم المرعية بمعنى (الحكمة).
وحتى لاتنطيل في الجدل أحب أن انبهك الى أن الكلام كله يدور حول الحكم الشرعي فحكم الزاني المحصن (الرجم) وغير المحصن حكمه الشرعي (الجلد).
وفي البخاري عن ابي هريرة: (قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رجل فقال: أنشدك الله إلا ما قضيت بيننا بكتاب الله ........... فقال رسول الله: لاقضين بينكم بكتاب الله:
وعلى ابنك جلد مائة ..... وأغد يا أنيس على أمراة هذا فأن أعترفت فارجمها).
ولعل هذا الحديث يكفى في تنبيهك الى ما قعت فيه.
وما دامت المسائل المتعلقة بالعقوبات مشكلة عندك.
فالامر فيه سعة والامثلة من الكتاب والسنة فوق الحصر.
ولنأخذ مثالا أخرا:
وهذا المثال سيفيدنا في المسألتين جميعا الاولى والثانية.
قال عليه الصلاة والسلام:
(إن رميت بسهمك فأذكر اسم الله فإن غاب عنك يوما فلم تجد فيه إلا أثر سهمك فكل وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل).
فهاهنا حكمان:
الاول: إباحة الصيد الذي أصابه السهم وغاب ولم يوجد فيه الا أثر السهم.
الثاني: تحريم الصيد الذي أصابه السهم وسقط في الماء.
فعندنا حكمان (إباحة) و (تحريم). و وقعت هذه الاباحة والتحريم على صورتين مختلفتين من صور الصيد.
فهل توافق في أن الحكم الشرعي في الصورة الثاني ((هو التحريم)).
أم أن للحكم الشرعي معنى آخر عندك.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[31 - 08 - 04, 06:22 ص]ـ
أخي الفاضل
أعتقد أن الصورة اتضحت الآن، و ظهر من أين يأتي التخليط ..
عندما تحدثت عن العلل في بداية هذا الحوار، كنت أقصد علل الأحكام الشرعية، أي علل الأمور التي قضاها الله، و ذلك أن الحكم هو القضاء، و حكم الله هو ما قضاه الله، وقد أوضحت هذا المعنى لكلمة الحكم و ضربت أمثلة لذلك في المشاركة رقم 77
و بالاضافة إلى المعنى السابق لكلمة حكم، و هو المعنى الأصلي، فقد اصطلح الفقهاء على إطلاق كلمة حكم على (القول بالتحريم أو الإباحة أو الندب أو المشروعية أو الإيجاب و نحو ذلك).
نخرج من ذلك أن اسم (الحكم) يُطلق على مسميين هما:
1 - ما قضاه الله، و هذا الذي نبحث عن علته.
2 - القول بالحريم أو الإيجاب و نحوهما، و هذا لا مجال لبحث علته لأنها جزء مما قضاه الله.
و في مشاركتك استخدمت الحكم بمعناه الأول عندما قلت
فهاهنا حكمان:
الاول: إباحة الصيد الذي أصابه السهم وغاب ولم يوجد فيه الا أثر السهم.
الثاني: تحريم الصيد الذي أصابه السهم وسقط في الماء.
ثم استخدمت الحكم بمعناه الثاني بعدها مباشرة عندما قلت
فعندنا حكمان (إباحة) و (تحريم). و وقعت هذه الاباحة والتحريم على صورتين مختلفتين من صور الصيد.
فهل توافق في أن الحكم الشرعي في الصورة الثاني ((هو التحريم)).
هل علمت الآن من أين يأتي التخليط؟
عند البحث عن العلة في الصورة الثانية يجب أن نستخدم المعنى الأول لكلمة الحكم، و هو ما قضاه الله.
فنسأل: لماذا حرم الله الصيد الذي أصابه السهم وسقط في الماء؟
أو ما العلة التي لأجلها قضى الله بتحريم الصيد الذي أصابه السهم و سقط في الماء؟
و الجواب: لا نعلم
أما إذا استخدمنا المعنى الثاني لكلمة الحكم و هو القول بالتحريم
فإننا نسأل: ما علة التحريم لهذا الصيد؟
و الجواب: لأنه وقع في الماء
هذا مكمن التخليط
فالحكم الذي قضاه الله يجمع بين (التحريم) و (صفة التحريم و هي الإصابة بالسهم و الوقوع في الماء)
و لا يصح أن نفصل بين التحريم و صفته، فنجعل التحريم هو الحكم الذي قضاه الله و صفة التحريم هي العلة التي لأجلها شرع التحريم، لأن التحريم و صفته (أو علته) معا هما الحكم الذي قضاه الله، و هذا الحكم الذي قضاه الله وحدة واحدة لا تتجزأ.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 08 - 04, 07:08 ص]ـ
أخي الكريم.
عين التخليط أن تخترع لنفسك مصطلحا جديدا يخالف معهود الناس في مخاطباتهم ومتفق العلماء في أصطلاحهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/284)
ثم تجعله مخبوء في دواخل نفسك، مخفيا في عقلك، وتحاكم الناس الى هذه الاصطلاحات فلا أنت بينت لهم أصطلاحك المخترع و لا أنت خاطبت الناس بما اتفقوا عليه في معهودهم.
هذا أخي الكريم ما يطلق عليه عقلا و عرفا (تخليط)، وقد أخبرتك سابقا أن تفريقك مبنيى على جهلك باصطلاح اهل العلم في الفرق بين الحكمة وهي التى تراعى في الحكم فهذه: مجهولة غير معلومه، وقد تستبين لنا بتملس معانيها، وقد يبينها الله تعالى لنا وينص عليها.
هذه: حكمة. وهذه التى تسميها أنت باختراعك علة حكم الله. وهذه لايقاس عليها.
وهناك: مايسمى علة وهي الوصف المؤثر في الحكم، وهي التى يقاس عليها.
فأنت مرة تنفى ((العلم)) وليس الوجود، تنفى العلم بالامرين: (الحكمة) و (العلة). وأخرى تثبت العلم لبعضها؟
ولم اكن ارغب في مناقشتك في ذلك التفريق وقد قلت لك سابقا أنه خطأ: في معناه ومبناه.
و على العموم لست في حاجة الى كل هذه الاصطلاحات فيكفيك ان تقول أني انفي العلل القياسية فقط!!
الم أقل لك اقرأ في العلل قبل تناقش في بطلانها.
ولم تعرف الفرق بين الحكمة والعلة وكان هذا واضحا من أول مشاركة لك.
وهذا التفريق مبتدع لاحاجة له وليس فيه فائدة البتة، ولم أكن أرغب في نقاشه حتى ننتهي من تقرير المسائل الاهم. مع وضوح ضعفه وتهافته.
وعلى العموم دعنا ننتهي من هذا المثال ثم نعود الى تقرير بطلان تفريقك وسو ف نجاريك فيه وننظر في صدقه:
قلت يا أيه المقاتل ما نصه:
فإننا نسأل: ما علة التحريم لهذا الصيد؟
و الجواب: لأنه وقع في الماء.
قلت: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك).
الان هذه العلة التى بينها رسولنا صلى الله عليه وسلم وهي انك لاتدري اقتله الماء فيصير غريقا ام قلته سهمك؟؟ في أي أحكامك تقع والى أي علة تصنفها في مصطلحاتك؟؟
وما تأثيرها في الحكم سوءا على أصطلاحك او على أصطلاح الامة.
وأرجو ان تتكلم حول هذه العلة، وسوف نعود الى تفريقك لابين لك بطلانه بعد ان ننتهي من هذا المثال إن شاء الله تعالى.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[31 - 08 - 04, 05:07 م]ـ
أخي الكريم
عين التخليط أن تخترع لنفسك مصطلحا جديدا يخالف معهود الناس في مخاطباتهم ومتفق العلماء في أصطلاحهم.
ثم تجعله مخبوء في دواخل نفسك، مخفيا في عقلك، وتحاكم الناس الى هذه الاصطلاحات فلا أنت بينت لهم أصطلاحك المخترع و لا أنت خاطبت الناس بما اتفقوا عليه في معهودهم.
ما المصطلح الذي اخترعته و الذي يخالف متفق العلماء في اصطلاحهم؟
هل تقصد المعنى الأول لكلمة الحكم و و هو ما قضاه الله؟
عندما أقول أن الحكم الشرعي هو (قضاء الله بتحريم الصيد الذي أصابه السهم وسقط في الماء) أكون قد اخترعت مصطلحا جديدا لمعنى الحكم؟
إذا ماذا تسمون (قضاء الله بتحريم الصيد الذي أصابه السهم وسقط في الماء)؟
ألا تسمونه حكما أيضا؟
لقد استخدمت بنفسك المعنيين لكلمة الحكم. مرة بمعنى ما قضاه الله و مرة أخرى بمعنى القول بالتحريم؟
فكيف تسمي هذا مصطلحا جديدا وقد أوضحت في المشاركة السابقة لي أنك استخدمته بنفسك؟
هذا أخي الكريم ما يطلق عليه عقلا و عرفا (تخليط)، وقد أخبرتك سابقا أن تفريقك مبنيى على جهلك باصطلاح اهل العلم في الفرق بين الحكمة وهي التى تراعى في الحكم فهذه: مجهولة غير معلومه، وقد تستبين لنا بتملس معانيها، وقد يبينها الله تعالى لنا وينص عليها.
هذه: حكمة. وهذه التى تسميها أنت باختراعك علة حكم الله. وهذه لايقاس عليها.
وهناك: مايسمى علة وهي الوصف المؤثر في الحكم، وهي التى يقاس عليها.
أولا: يجب عدم الخلط بين الجهل بمصطلحاتكم و عدم الاعتراف بما اصطلح عليه أصحاب القياس. فسؤالك كان في البداية عن الاعتراف بالعلة المؤثرة في الحكم،فأقررت أنا وجود العلة و لم أُقر إسقاط الحكم بغياب العلة لاحتمال تعدد العلل، و قلت أنه لا يمكن ربط حكم بعلة واحدة يسقط بغيابها إلا إذا ذكر ذلك بأسلوب صريح يفيد الحصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/285)
ثانيا: تقول أنني أخلط بين الحكمة و العلة، و أقول: كان يُفترض أن تفهم من كلامي بتعدد العلل للحكم الواحد أن ما تسمونه حكمة أعتبره أنا علة ضمن العلل و عليها مجتمعه يقوم الحكم، فحكمة الفعل في أصلها علة له، و قد قلت في البداية ما نصه (أن الابتلاء و اختبار الإيمان قد يكون علة مطلقة لأي حكم)، و اختبار الإيمان عندكم تسمونه حكمه، كما ضربت أمثلة أخرى لبيان مراد العلة، فمراد العلة عندي كان واضحا من البداية.
ثالثا: الوصف المؤثر في الحكم لا أسميه علة الحكم، فهو ليس علة الحكم، بل هو جزء من الحكم ذاته، فأنتم بذلك تسمون صفة الحكم علة، وهذا جائز كما أوضحت، و هو مكمن التخليط، كما أوضحت في المشاركة السابقة.
رابعا: لو كنت قد دخلت في الموضوع القياس مباشرة، أو العلل القياسية مباشرة، لما طال الحديث على هذا النحو حول العلل.
وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك
إن رميت بسهمك فأذكر اسم الله فإن غاب عنك يوما فلم تجد فيه إلا أثر سهمك فكل وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل
قلت: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك).
الان هذه العلة التى بينها رسولنا صلى الله عليه وسلم وهي انك لاتدري اقتله الماء فيصير غريقا ام قلته سهمك؟؟ في أي أحكامك تقع والى أي علة تصنفها في مصطلحاتك؟؟
وما تأثيرها في الحكم سوءا على أصطلاحك او على أصطلاح الامة.
(وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك)
يؤخذ منها أن علة التحريم (أو كما تسمونها علة الحكم) هي الموت غرقا بالوقوع في الماء
تأثير العلة على التحريم، يسقط التحريم بغيابها (أو يسقط الحكم حسب مصطلحكم بغيابها)
و لكن لا يصح أن نقول يسقط الحكم بغيابها، لأن الحكم هو ما قضاه الله، و هو (تحريم الميت غرقا)، فإن قلنا يسقط الحكم فمعنى ذلك تحليل الميت غرقا، فالحكم هو إلحاق التحريم بعلته كما أوضحت في المشاركة السابقة.
الخلاصة:
إن كنت تريد أن تعرف إن كنت اُنكر ما تسمونه (تحقيق المناط) و (تنقيح المناط) فأنا لا أنكر ذلك، ولكن الإنكار للقياس الصرف و هو ما تسمونه (تخريج المناط).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 08 - 04, 07:54 م]ـ
قال الأخ مقاتل: (يؤخذ منها أن علة التحريم (أو كما تسمونها علة الحكم) هي الموت غرقا بالوقوع في الماء).
وأقول: لم تجب على السؤال بارك الله فيك.
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك).
مالذي تفهمه من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأنك لاتدري الماء قتله أو سهمك).
إن علة التحريم هنا ليست الغرق أيها الاخ الكريم! بل الاشتباه في سبب القتل هل هو الغرق فيصير غريقا محرما او هو السهم فيصير صيدا مباحا.
فلما وجدت الشبهه غلب جانب الحظر فصار حراما لهذا الأمر.
فهل لازال الغرق هو علة التحريم عندك او هو الاشتباه (كما هو نص الحديث).
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[01 - 09 - 04, 12:12 ص]ـ
معذرة أخي الفاضل، كنت متعجلا في الرد السابق ولم أنتبه إلى السؤال.
الحكم الشرعي هنا: (تحريم الصيد الذي سقط في الماء ووجد ميتا).
علة القول بالتحريم: هي السقوط في الماء.
أما الاشتباه فهو علة الحكم ذاته. و لكن النص هنا لا يفيد الحصر، و بالتالي لا نستطيع أن نقول أنه العلة الوحيدة لهذا الحكم.
و هنا يتضح الفرق بين علة الحكم و علة التحريم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 09 - 04, 01:14 ص]ـ
دعنى أبسط الامر أخي الكريم:
الصيد مباح، وقد بين رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعض ما أشتبه على بعض الصحابة فيه فبين بأبي هو وأمي مسألتين:
الاولى: أذا رميت الصيد ثم أختفى ثم وجدته بعد أمد؟ فأذا لم تجد فيه الا أثر سهمك فكل؟
لماذا هذا القيد (لم تجد الا أثر سهمك) لانه يحصل اليقين او ما يشبه اليقين من الظن الغالب بأن سبب موته هو السهم فيصير حلالا.
الثانية: أذا رميت الصيد وسقط في الماء فهذا حكمه التحريم لانك لاتعرف هل مات بسبب الماء فيصير غريقا والغريق حرام الاكل (ميته)، أو قتله السهم فيصير حلالا، فلما حصل الاشتباه غلب جانب الحظر لقيام القرينة عليه وعدم التمييز فصار حراما.
ولو لم يبين هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لوجب على كل فقيه عارف بلسان العرب غير أعجمي الفهم واللسان أن يقدر هذا.
ومع هذا فقد جاء زيادة بيان وتوضيح وذلك بالتعقيب بالفاء وهي تستخدم عند العرب لبيان العلل. فصار تأكيدا بعد تأكيد. (فأنك لاتدري؟ الماء قتله أم سهمك).
وأنا أسالك: أذا رميت الصيد وسقط في الماء لكنك تأكدت أنه مات وقتل بسهمك قبل سقوطه في الماء فما حكمه عندك هل هو مباح او حرام. (الحكم الشرعي).
لاحظ ان غلبة الظن هنا هي أقوى من غلبة الظن فيمن رمي صيدا بسهمه فوجده بعد زمن ميتا ولم يجد أثرا الا أثر سهمه.
والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/286)
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[01 - 09 - 04, 03:02 ص]ـ
وأنا أسالك: أذا رميت الصيد وسقط في الماء لكنك تأكدت أنه مات وقتل بسهمك قبل سقوطه في الماء فما حكمه عندك هل هو مباح او حرام. (الحكم الشرعي).
هذا السؤال فيه إشكال، ونص الحديث يُبطله:
التأكد من موت الصيد يلزم أن تجده .. و لا يمكن التأكد من موته قبل أن تجده كما يفترض هذا السؤال ..
و لاحظ نص الحديث (وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك)
هذا النص ينفي الافتراض الذي وضعته في سؤالك .. فمفاد النص أن من يجد الصيد غريقا (لن) يدري كيف مات، ولاحظ توكيد الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بحرف التوكيد إن، فجزم بذلك أن من يجد الصيد غريقا سيقع ولابد في الاشتباه، و لا يمكنه التأكد من كيفية الموت، و هذا يُبطل إمكانية طرح سؤالك.
فإن قلت كيف يكون حكمه إن وجد الصيد و تأكد من موته ثم سقط بعدها في الماء؟ الجواب مباح ..
لماذا؟
لأن الحكم معلق بالعثور على الصيد.
فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (فإن وجدته و ليس فيه إلا أثر سهمك فكل) فجاءت الإباحة بمجرد أن يجد الصيد. و لا يمكن إسقاط الإباحة هنا و القول بالتحريم إلا بنص جديد أي (حكم جديد).
و الخلاصة:
أنك تريد أن تثبت أن الاشتباه هو العلة الوحيدة لهذا الحكم، و أنا أقول أنه لا يمكن إثبات ذلك.
و لكن إذا افترضنا جدلا أن الاشتباه هو العلة الوحيدة لهذا الحكم، (وهذا لم تتمكن من إثباته، ولم أقره أنا)، فهل يتعدى هذا الاشتباه هذا الحكم إلى غيره من الأحكام؟
الجواب لا و الدليل:
1 - شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يجد في الصلاة شيئا، أيقطع الصلاة؟. قال: (لا، حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا).
الاشتباه هنا لا يلتفت إليه
2 –قيل يا رسول الله إن قوما يأتونا بلحم لا ندري ذكر اسم الله عليه أم لا قال سموا أنتم وكلوا وكانوا حديث عهد بالكفر صحيح ابن ماجه 2570
الاشتباه هنا أيضا لا يلتفت إليه، و يبقى اللحم مباحا
و بالتالي يسقط القول أن الاشتباه يُغلب جانب الحظر، ومادام ذلك كذلك فلا يمكن أن يكون هو العلة الوحيدة لهذا الحكم و هو (تحريم أكل الصيد الذي تجده غريقا)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 09 - 04, 04:45 ص]ـ
هذا السؤال فيه إشكال، ونص الحديث يُبطله:
التأكد من موت الصيد يلزم أن تجده .. و لا يمكن التأكد من موته قبل أن تجده كما يفترض هذا السؤال ..
و لاحظ نص الحديث (وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك)
هذا النص ينفي الافتراض الذي وضعته في سؤالك .. فمفاد النص أن من يجد الصيد غريقا (لن) يدري كيف مات، ولاحظ توكيد الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بحرف التوكيد إن، فجزم بذلك أن من يجد الصيد غريقا سيقع ولابد في الاشتباه، و لا يمكنه التأكد من كيفية الموت، و هذا يُبطل إمكانية طرح سؤالك.
فإن قلت كيف يكون حكمه إن وجد الصيد و تأكد من موته ثم سقط بعدها في الماء؟ الجواب مباح ..
لماذا؟
لأن الحكم معلق بالعثور على الصيد.
[/ COLOR][/U]
يا أخي الكريم هل أنت جاد في حديثك يا رجل أتق الله وأخشه، الحكم معلق بالعثور على الصيد! بالله عليك مافائدة ها الحديث اذا لم يجد الصيد؟؟؟؟
أسألك بالله العظيم أنسان لم يجد صيدا ما علاقته بهذا الحديث؟؟
ثم أنا أقول لك ما نصه (تأكدت أنه مات وقتل بسهمك قبل سقوطه في الماء)
فتأتي وتقول لي: (فجزم بذلك أن من يجد الصيد غريقا سيقع ولابد في الاشتباه).
يا أخي الكريم أنا قلت لك قبل سقوطه في الماء؟ فتقول لي أذا وجده غريقا ... الخ.
ثم تقول أيها المقاتل جعلك الله مقاتلا في سبيله: (لأن الحكم معلق بالعثور على الصيد) فقال (فإن وجدته و ليس فيه إلا أثر سهمك فكل) فجاءت الإباحة بمجرد أن يجد الصيد. و لا يمكن إسقاط الإباحة هنا و القول بالتحريم إلا بنص جديد أي (حكم جديد). أنتهى كلامك.
وأنا أقول لك أيها المبارك: فأذا وجد الصيد و وجد معه أثرا لغير السهم (نهش سبع) فهل يصير الصيد مباحا؟؟؟؟؟
ثم كيف لايكون الاشتباه علة في هذا الحكم وقد أباحة في الصورة الاولى لما جاءت القرينة بأن الصيد قتل بالسهم وأرتفعت الشبهه ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: لم تجد الا أثر سهمك.
أي قد زال الاشتباه هنا.
وفي الماء قال عليه الصلاة و السلام: فأنك لاتدري الماء قلته ام سهمك.
فمفهوم المخالفة أنك أذا دريت أن سهمك قتله ((كما في الصورة الاولى)) فهو مباح فدل هذا على ان علة النهي هنا هو عدم التيقن من ان السهم هو سبب الموت (الاشتباه).
أما كلامك حول ان اليقين لايزول بالشك.
فأن الاشتباه على أقسام ومن هذه الاقسام أختلاط الحلال بالحرام و ألاختلاط أنواع منه أخنلاط ممازجة فلا يمكن التمييز بينهما، ومنه اشتباه في السبب ومنه اشتباه في الحكم:
والاشتباه في السبب على ثلاثة أقسام:
الاول: ما يعلم أنه حرام واشتبه هل (زال) تحريمه أم لم يزل. وهذا كمسألتنا فهنا يبقى على أصل التحريم.
الثاني: ما كان أصله حلالا وأشتبه في وقوع سبب لتحريمه فهذا يبقى على الاصل وهو الاباحة ومنها حديث عبدالله بن زيدفي الذي يشك في نقض الطهارة.
الثالث: ما شك في أصله هل هو حلال ام حرام فهذا فيه تفصيل ليس هذا محله.
وعليه فمن شك في شئ أصله حرام هل وقع سبب اباحته فلا يجوز له الاقدام عليه لغلبة الاصل وهو التحريم.
وأما الحديث الذي في سنن ابن ماجه فهو من القسم الثاني فأن الذابح هنا مسلم وهم الاعراب فالاصل حل ذبيحتهم فلا يلتفت الى ما يخالف هذا الاصل.
وانما خشي الصحابة انهم لايسمون على ذباحئهم لانهم حديثوا عهد بكفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/287)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 09 - 04, 04:52 ص]ـ
وأني معدي الحكم الى صورة أخرى وبنفس العلة الجامعة:
أذا خرج اثنان للصيد فرمى أحدهما ولم يسم، ورمى الآخر وسمى، وأشتبه عليهما الامر أي الطلقتين قتلت الصيد فبناء على العلة السابقة فلا يجوز لهما أكل هذا الصيد لانه قد اشتبه سبب جعله حلالا.
فما تقول انت في هذه الصورة.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[01 - 09 - 04, 09:14 م]ـ
قبل الرد على هذا السؤال الذي سيظهر فيه عظيم تناقض أصحاب القياس، ينبغي توضيح بعض ذكرتموه في ردكم السابق ..
قال المقاتل فإن قلت كيف يكون حكمه إن وجد الصيد و تأكد من موته ثم سقط بعدها في الماء؟ الجواب مباح ..
لماذا؟
لأن الحكم معلق بالعثور على الصيد. انتهى كلامه
يا أخي الكريم هل أنت جاد في حديثك يا رجل أتق الله وأخشه، الحكم معلق بالعثور على الصيد! بالله عليك مافائدة ها الحديث اذا لم يجد الصيد؟؟؟؟
أسألك بالله العظيم أنسان لم يجد صيدا ما علاقته بهذا الحديث؟؟
لو أتممت نقل عبارتي، لما اشتبه عليكم الفهم فمعنى قولي (الحكم معلق بالعثور على الصيد) أن إباحة الصيد مرهونة بلحظة العثور عليه لا قبل ذلك، و هذا ما يدل عليه كلامي الذي نقلته بعد ذلك فقلت:
ثم تقول أيها المقاتل جعلك الله مقاتلا في سبيله: (لأن الحكم معلق بالعثور على الصيد) فقال (فإن وجدته و ليس فيه إلا أثر سهمك فكل) فجاءت الإباحة بمجرد أن يجد الصيد. و لا يمكن إسقاط الإباحة هنا و القول بالتحريم إلا بنص جديد أي (حكم جديد). أنتهى كلامك.
وأنا أقول لك أيها المبارك: فأذا وجد الصيد و وجد معه أثرا لغير السهم (نهش سبع) فهل يصير الصيد مباحا؟؟؟؟؟
مرة أخرى تفهم كلامي على نحو خاطئ، هل يجب أن أقول (فجاءت الإباحة بمجرد أن يجد الصيد و ليس فيه إلا أثر السهم) وأكرر ما ورد في الحديث الذي أدرجته قبل هذه الجملة مباشرة؟، أعتقد أن ذلك يجب أن يُفهم تلقائيا .. !
ثم أنا أقول لك ما نصه (تأكدت أنه مات وقتل بسهمك قبل سقوطه في الماء)
فتأتي وتقول لي: (فجزم بذلك أن من يجد الصيد غريقا سيقع ولابد في الاشتباه).
يا أخي الكريم أنا قلت لك قبل سقوطه في الماء؟ فتقول لي أذا وجده غريقا … الخ.
ثم كيف لايكون الاشتباه علة في هذا الحكم وقد أباحة في الصورة الاولى لما جاءت القرينة بأن الصيد قتل بالسهم وأرتفعت الشبهه ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: لم تجد الا أثر سهمك.
أي قد زال الاشتباه هنا.
وفي الماء قال عليه الصلاة و السلام: فأنك لاتدري الماء قلته ام سهمك.
فمفهوم المخالفة أنك أذا دريت أن سهمك قتله ((كما في الصورة الاولى)) فهو مباح فدل هذا على ان علة النهي هنا هو عدم التيقن من ان السهم هو سبب الموت (الاشتباه).
قولكم يفيد أنه تأكد من موت الصيد قبل أن يجده، و هذا محال عقلا و نقلا، و قد افترضت أنك ربما تقصد أن الصيد سقط في الماء بعد أن وجده من صاده فتأكد من موته ثم سقط منه بعد ذلك،فقلت لك أنه مباح في هذه الحالة لأن الإباحة مرهونة باللحظة التي يجد فيها الصيد. فيكون زمن وقوع صفات الحكم قد انتهي بلحظة العثور على الصيد و أصبح الصيد مباحا، و يكون الوقوع في الماء هنا بعد انتهاء زمن وقوع صفات الحكم، و بالتالي فهو خارج صفات الحكم و لا يُلتفت إليه، أما في حالة السقوط في الماء قبل أن يجد الصائد الصيد فيكون السقوط قد تم في زمن وقوع صفات الحكم، لأن هذا الزمن يبقى ساريا حتى يعثر على الصيد و هي اللحظة التي يتحدد فيها التحليل أو التحريم، و بالتالي فالسقوط هنا في هذه الحالة من صفات الحكم بعكس الحالة الأولى.
و قد قلت أن الاشتباه ليس العلة الوحيدة، فالحكم قد يكون له علل أخرى غير الاشتباه.
. والاشتباه في السبب على ثلاثة أقسام:
الاول: ما يعلم أنه حرام واشتبه هل (زال) تحريمه أم لم يزل. وهذا كمسألتنا فهنا يبقى على أصل التحريم.
الثاني: ما كان أصله حلالا وأشتبه في وقوع سبب لتحريمه فهذا يبقى على الاصل وهو الاباحة ومنها حديث عبدالله بن زيدفي الذي يشك في نقض الطهارة.
الثالث: ما شك في أصله هل هو حلال ام حرام فهذا فيه تفصيل ليس هذا محله.
وعليه فمن شك في شئ أصله حرام هل وقع سبب اباحته فلا يجوز له الاقدام عليه لغلبة الاصل وهو التحريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/288)
وأما الحديث الذي في سنن ابن ماجه فهو من القسم الثاني فأن الذابح هنا مسلم وهم الاعراب فالاصل حل ذبيحتهم فلا يلتفت الى ما يخالف هذا الاصل.
وانما خشي الصحابة انهم لايسمون على ذباحئهم لانهم حديثوا عهد بكفر.
الاشتباه إما أن يكون علة مطلقة وحيدة يسقط الحكم بغيابها أو لا يكون علة .. !
و لما أوردت لك النصوص التي تثبت أن الاشتباه ليست بعلة للتحريم، رجعت عن قولك السابق بأن الاشتباه على إطلاقه هو العلة لحكم التحريم المذكور، و قلت أن نوعا واحدا منه هو الذي يمكن أن يكون علة للحكم و هو:
(ما يعلم أنه حرام واشتبه هل (زال) تحريمه أم لم يزل. وهذا كمسألتنا فهنا يبقى على أصل التحريم).
هذا الكلام غير صحيح، فالصيد مع التسمية أصله حلال، و الشك هنا إن كان قد طرأ سبب التحريم (الغرق) أم لا. فهو يتطابق مع حديث نقض الطهارة في نوع الاشتباه.
و حتى لو تعلقت بأن أصله التحريم كما تقول فذلك مردود أيضا بحديث الذبائح، فالذبائح بدون تسمية أصلها التحريم و الشك (كما ورد في النص) كان في إن كان قد طرأ عليها سبب التحليل (التسمية) أم لا.
و بذلك يسقط قولك من الوجهين!! و لا يمكن أن يكون الاشتباه هو علة الحكم بالتحريم بحال.!!
ننتقل الآن إلى الرد على سؤالك الأخير و الذي يظهر فيه عظيم تناقض أقوال أصحاب القياس:
وأني معدي الحكم الى صورة أخرى وبنفس العلة الجامعة:
أذا خرج اثنان للصيد فرمى أحدهما ولم يسم، ورمى الآخر وسمى، وأشتبه عليهما الامر أي الطلقتين قتلت الصيد فبناء على العلة السابقة فلا يجوز لهما أكل هذا الصيد لانه قد اشتبه سبب جعله حلالا.
فما تقول انت في هذه الصورة.
لو استخدمت القياس لقلت بغير ذلك .. و لاستحللت هذا الصيد!!
و هذا من الأدلة الظاهر على مدى تناقض أصحاب القياس ..
مفاد قولك أن علة الحكم بتحريم هذا الصيد هي (الاشتباه في السبب الذي يجعله حلالا و هو التسمية)!
و كان يجب أن تقيسه على حديث –:
(قيل يا رسول الله إن قوما يأتونا بلحم لا ندري ذكر اسم الله عليه أم لا قال سموا أنتم وكلوا وكانوا حديث عهد بالكفر صحيح ابن ماجه 2570)
لأن العلة هنا تتطابق تمام التطابق و هي (الاشتباه في السبب الذي يجعله حلالا و هو التسمية).
فمن أين تترك العلة المتطابقة تماما و تقيس على حكم علتة أقل تطابقا و هي التي لا تشتمل على التسمية؟
هل رأيت مدى التناقض ..
أما هذا الصيد فهو محرم كما قلتم، وقد عرفنا ذلك بنص صرح قال فيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) صحيح الجامع 3377
فدل ذلك أنه أينما و جد الارتياب و الاشتباه وجب الترك، وهذا حكم عام لا يجوز نقضه إلا بتخصيص كما في حديث انتقاض الطهارة و حديث الذبائح، و الله الموفق.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 09 - 04, 12:04 ص]ـ
نسأل الله رحمته وفضله ورحم الله الشافعي.
أخي الحبيب وفقك الله لكل خير.
تقول أيه المقاتل: (مرة أخرى تفهم كلامي على نحو خاطئ، هل يجب أن أقول (فجاءت الإباحة بمجرد أن يجد الصيد و ليس فيه إلا أثر السهم) وأكرر ما ورد في الحديث الذي أدرجته قبل هذه الجملة مباشرة؟، أعتقد أن ذلك يجب أن يُفهم تلقائيا .. !.
انتهى كلامك!!!!
يا أخي أتق الله، وهل يمكن أن يجد أثر لسهمه دون أن يجد الصيد!!!!!!
يعنى أذا قلت (وجد اثرا لسهمه) قد لايعنى هذا انه وجد الصيد؟
أما قولك: (و هذا محال عقلا و نقلا).
فهذه حيدة، وأنا أقول لك ليس بمحال عقلا بل قد يحدث، والانسان لا يجعل عقله ميزان الاقوال الشرعية و أساس الاحكام الشرعية فيخوض فيها بضروب من التأويل الذي يحذر عنه.
هذا محتمل عقلا وقد يقع وليس بمستبعد.
ثم هب أنه مستبعد، أنا أسألك أذا وقع ما حكمه.
فأن قلت هو حلال فقد قلت بأن العلة الوحيدة للحكم هي الاشتباه لانه قد زال الحكم وهو التحريم بزوالها.
وأن قلت انه حرام دللت على حالك بمقولك.
ثم قلت أيها المقاتل: (الاشتباه إما أن يكون علة مطلقة وحيدة يسقط الحكم بغيابها أو لا يكون علة .. !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/289)
و لما أوردت لك النصوص التي تثبت أن الاشتباه ليست بعلة للتحريم، رجعت عن قولك السابق بأن الاشتباه على إطلاقه هو العلة لحكم التحريم المذكور، و قلت أن نوعا واحدا منه هو الذي يمكن أن يكون علة للحكم و هو .. الخ).
يا أخي عامة المسلمين يعلمون أن الاشتباه في الحكم الشرعي على ثلاثة أقسام وهذا الامر قد بينه علماء المسلمين وكثير منهم قد بينه في شرحه لحديث النعمان بن بشير الحلال بين والحرام بين، فصغار الطلبة يعرف هذا!
وهذا التقسيم الذي ذكرت لك نقله علماء المسلمين وتلقوه بالقبول وهو تقسيم مشهور متدوال بين أهل العلم يعرفه الصغار قبل الكبار فهل يلزمني أن اقعد لك كل باب وأفصل لك في كل جواب!!
ومن المعلوم قطعا ان الصيد لايجوز الا بشروط منها ان يموت بسبب آلة الصيد. فأذا حصل الاشتباه في هذا الامر، وهو سبب الموت فهذا الاشتباه يستلزم العود الى الاصل وهو عدم التيقن من صيرورتها لى المباح من المطعوم؟ فلا يجوز الاقدام عليها.
وهذا التقسيم تأتلف به الاحاديث الذي يظن انها متعارضة.
ثم كيف تجيز لنفسك ان تجعل حديث (دع مايريبك) عاما وتخصص ما جاء من النص بزعمك من أباح لك الحكم في دين الله وتأويل النصوص بما تريد اليس هذا ما تحارب من أجله.
ولماذا لايكون العكس وهو ان الاصل براءة الذمم وحل الاعيان فأذا حصلت الشبهه لم يجز ان تكون قاطعة على هذا الاصل والدليل حديث عبدالله بن زيد في نقض الطهارة؟
يقول ابن حزم موجها الخطاب للبعض: (من حرم المشتبه، وأفتى بذلك، وحكم به على الناس، فقد زاد في الدين مالم يأذن به الله تعالى، وخالف النبي صلى الله عليه وسلم، وأستدرك به على ربه تعالى).
ومن تأمل في الاحاديث السالفة علم ان التقسيم السابق هو الحجة والبيان وبه تأتلف اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وتجتمع.
ثم تقول (هذا الكلام غير صحيح، فالصيد مع التسمية أصله حلال، و الشك هنا إن كان قد طرأ سبب التحريم (الغرق) أم لا. فهو يتطابق مع حديث نقض الطهارة في نوع الاشتباه).
أقول سبحان الله يا أخي الصيد عندك حلال وأنما أشتبه في سبب التحريم لابأس نقبل هذا لان هذا ما أداك ايه عقلك. فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر ان لايأكل الصيد مع ان سبب التحريم مشكوك فيه عندك وهو الغرق؟؟
فكيف بالله عليك يتطابق مع حديث نقض الطهارة؟؟؟
حديث الطهارة شك في سبب النقض وهو خروج الريح ومع هذا أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام ان لايعملوا بهذا السبب لانه لا يقوى على المتيقن فيه.
ففي حديث الصيد عمل بالسبب وحرم الصيد من أجله رغم انه (مشكوك فيه) وفي حديث الطهارة (لم يعمل بالسبب وهو الشك في خروج الريح) ولم نقل بنقض الطهارة!!!
فكيف بالله عليك يتطابق بزعمك؟؟
ثم تقول: (حتى لو تعلقت بأن أصله التحريم كما تقول فذلك مردود أيضا بحديث الذبائح، فالذبائح بدون تسمية أصلها التحريم و الشك (كما ورد في النص) كان في إن كان قد طرأ عليها سبب التحليل (التسمية) أم لا). أنتهى كلامك.
يا أخي الذبائح ذبحت بايدي مسلمين والاصل فيما ذبح بايدي المسلمين بل حتى أهل الكتاب الحل، الحل أي بمعنى انها حلال؟؟؟
فهي ليست كالصيد الصيد قد اشتبه على صائدة إذ وقع في الماء فلا يدري اي السببين قتله المبيح وهو السهم او الغرق الذي لايبيح.
والذبائح قد ذبحت بايدي مسلمين وليس ثم شبهه في هذا؟ وهذا الشك لا يعمل به، الا ان الصحابة رأو انهم حديثوا عهد بكفر وهذه شبهة ضعيفه وشك لامحل له؟ إذ لاملازمة بينهما، فارشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم الى نبذ هذا الامر لان الاصل انها ذبحت بايدي مسلمين.فهي حلال ولايوجد سبب للشك في أصله.
والشك في الاسباب على أقسام منها قسمان قد أجمع عليها اهل الاسلام:
1 - نوع شك مجمع على اعبتاره حجة وهو الشك في المذكاة او في الميته.
2 - نوع شك مجمع على الغائه وعدم اعتباره كمن شك هل طلق زوجه ام لم يطلق فهذا لايقع الطلاق به قطعا.
فهل امراته طالق عندك!!!! فنقول له دع ما يريبك الى مالايريبك؟؟؟
قال القرافي في الفروق مبينا قاعدة الشك في السبب، والسبب في الشك:
(لقد أشكل على جمع من الفضلاء وانبني على عدم تحريره هذا الفرق الاشكال في مواضع ومسائل حتى خرق بعضهم الاجماع فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/290)
والمخرج في هذا ان الشارع شرع الاحكام وشرع لها اسباب وجعل من جملة الاسباب الشك فشرعه في عدة من الصور حيث شاء.
فإذا شك في الميته و المذكاة حرمتا معا، وسبب التحريم هو الشك، وأذا شك في عين الصلاة المنسية وجب عليه خمس صلوات وسبب وجوب الخمس هو الشك ...... و الثاني لايمنع التقرب وتتقرر معه الاحكام ولا ندعى ان صاحب الشرع نصب الشك سببا في جميع صوره بل في بعض الصور ..... الخ كلامه رحمه الله).
أما قولك: (فمن أين تترك العلة المتطابقة تماما و تقيس على حكم علتة أقل تطابقا و هي التي لا تشتمل على التسمية؟).
ياأخي هداك الله أيش الذي لايحتوى على البسملة؟؟؟
يا أخي اتق الله، هل يصح صيد بدون تسمية؟ في الحديث الذي ذكرته لك فيه انهما كلاهما قد رميا ذلك الصيد وأشتبه في ايهما ذبحه واحدهما سمى والاخر لم يفعل أي:
أجتمع هنا سببان صحيح و باطل الاول رمية المسمى، والاخر رمية الذي لم يسمى، ففيه مثل ما في حديث الماء.
وأما حديث الذبائح فهو سبب واحد لكن لايعرف الصحابة هل صح هذا السبب وهو التسمية فهل سموا ام لم يسموا؟
وهذه شبهة ضعيفة كما تقدم، فكيف نقيس على هذه الشبهه الضعيفة التى لم يحرم بها المأكول على الشبهة التى حرم بها المأكول.
وحتى أبين لك صحة هذا القياس فخذ هذا الحديث الذي يقرر لك ان العلة في التحريم هي الاشتباه في السبب خذ هذا الحديث الذي هو مطابق لنص مسألتنا وهو في صحيح البخاري:
(أرسل كلبي فأجد عليه كلباً آخر؟
فقال: لا تأكل، لأنك إنّما سميت على كلبك ولم تسمى على كلب آخر)
هل قرأت الحديث وهو مطابق لنفس مسألتنا الا اني استبدلت الكلبين وهما أداة الصيد بالرمي. وعمدا فعلت هذا حتى تعرف ان العلة في الاشتباه في السبب.
فهلت تأملت كيف ان رسول صلى الله عليه وسلم قال: لانك أنما سميت على كلبك ولم تسمى على كلب آخر.
هذا بيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سبب التحريم هنا الاشتباه في أي الكلبين قتل هذا الصيد فأذا زال الاشتباه زال الحكم.
كأن يجد كلبا آخر مع كلبه لكن يتيقن بأن كلبه هو الذي قتله فهنا يجوز له أكل الصيد وهو مباح. مثل أن يجد الكلب الاخر موثق الفم والجوارح وليس له أداة يقتل بها او غير ذلك من سبل اليقين.
وأقول لك أخي الكريم نصحية تسأل عنها أمام الله يوم العرض عليه أتق الله فيما تخوض فيه، فوالله الذي لا اله غيره انك معرض نفسك لسخط من الله، وانت عليم بغضب الله.
أن الحديث في الشرائع والاحكام ليس ضربا من العبث او نوع من التشهي هو توقيع عن رب العالمين لايخوض فيه اي احد بما يمليه على عقله ويظن انه صواب نفسه بل له أصول يدرج عليها، وعلوم يترقى فيها، و أصول أجمع أهل الاسلام عليها، تعطيه نظرا صحيحا في النصوص، وفهما دقيقا على الخصوص، فليست المسألة مشاعة بين الخلق لكل خائض:
قال ربنا: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب أليم).
والخوض في أصول الشريعة ضرب من هذا الباب فهو أصل التحليل والتحريم. فلا يتكلم فيه الانسان بما يشاء فيقعد ما يريد ويقسم كما يحب ويشاء، الا أذا حصل الادوات التى تمكنه من فهم النص و معرفة مؤداه ومعناه.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[03 - 09 - 04, 11:08 م]ـ
أخونا الفاضل ..
رحم الله الإمام أحمد
كان يكره وضع كتب التفريع و الرأي، و يأمر بتجريد هذه الكتب من أي كلام غير قول الله و رسوله (راجع ماقاله ابن الجوزي في المناقب)
أراك في هذا الرد أكثرت من النقل عن أصحاب الرأي و تركت النص، و إنما الحجة في النص، فما دل عليه النص فأهلا به، و ما لم يدل عليه النص فلسنا بحاجة إليه.
أما قولك: (و هذا محال عقلا و نقلا).
فهذه حيدة، وأنا أقول لك ليس بمحال عقلا بل قد يحدث، والانسان لا يجعل عقله ميزان الاقوال الشرعية و أساس الاحكام الشرعية فيخوض فيها بضروب من التأويل الذي يحذر عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/291)
لقد قلت عقلا و نقلا، و لم أقل عقلا فقط كما يوحي ردكم، لأن النص فيه (فإنك لا تدري) و هذا تأكيد أن من يجد الصيد بعد سقوطه في الماء لن يدري كيف مات، و إن كان من الممكن أن يتأكد من موت الصيد قبل أن يجده في الماء لقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (فإن كنت لا تدري)
ثم هب أنه مستبعد، أنا أسألك أذا وقع ما حكمه.
فأن قلت هو حلال فقد قلت بأن العلة الوحيدة للحكم هي الاشتباه لانه قد زال الحكم وهو التحريم بزوالها.
وأن قلت انه حرام دللت على حالك بمقولك.
أولا: لو قلنا أنه جائز لأنكرنا ما يدل عليه النص، و لا أدري كيف تصر على أن الاشتباه هو علة الحكم بعد أن أوردت لك نصين لا يُتفلت فيهما إلى الاشتباه، فإن كان الاشتباه هو علة التحريم لسرى ذلك على كل أحوال الاشتباه دون استثناء و هذا لم يحدث.
ثانيا: فإن قلت:
أن الاشتباه علة التحريم فيما يُعلم أنه حرام، و اشتبه هل زال سبب تحريمه أم لم يزل،
فذلك مردود بحديث:
قيل يا رسول الله إن قوما يأتونا بلحم لا ندري ذكر اسم الله عليه أم لا قال سموا أنتم وكلوا وكانوا حديث عهد بالكفر صحيح ابن ماجه 2570
فإن قلت:
والذبائح قد ذبحت بايدي مسلمين وليس ثم شبهه في هذا؟ وهذا الشك لا يعمل به، الا ان الصحابة رأو انهم حديثوا عهد بكفر وهذه شبهة ضعيفه وشك لامحل له؟ إذ لاملازمة بينهما، فارشدهم الرسول صلى الله عليه وسلم الى نبذ هذا الامر لان الاصل انها ذبحت بايدي مسلمين.فهي حلال ولايوجد سبب للشك في أصله.
لقد سكت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على بيان هذا الذي تقوله، وفي سكوته تقرير بوقوع الاشتباه، فلم يرد في النص ما يُستند إليه لنفي الاشتباه. كما أن الله تعالى أخبرنا أن أغلب الأعراب كانوا أهل كفر و نفاق، و هذا يؤكد الاشتباه.
ثالثا: لا أرى سببا لتعلقك بهذا المثال، بعد أن أوردت لك نصا يفيد أن الاشتباه يوجب الترك و هو قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (دع ما يريبك إلى مالا يريبك)، و مادام هذا النص موجودا فنحن نرجع إليه لا إلى القياس عند قيام الشبهة.
يقول ابن حزم موجها الخطاب للبعض: (من حرم المشتبه، وأفتى بذلك، وحكم به على الناس، فقد زاد في الدين مالم يأذن به الله تعالى، وخالف النبي صلى الله عليه وسلم، وأستدرك به على ربه تعالى).
نقلت قول ابن حزم ناقصا، فهو يقصد النوع الثالث الاشتباه (ما شك في أصله هل هو حلال ام حرام)
واستدل على ذلك بحديث (الحلال بين و الحرام وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه ….)
و قال ما مفاده أنه مادام كثير من الناس لا يعلم حكم هذه الأمور، فذلك لا ينفي إمكانية العلم عن الجميع، فيمكن للبعض أن يعرف الحكم بالاجتهاد و البحث، فيرتفع بذلك الاشتباه،و يعرف إن كانت حلالا أم حراما، أما في حالة النوعين الأول و الثاني من الاشتباه فلا سبيل أصلا لرفع لاشتباه.
ثم تقول (هذا الكلام غير صحيح، فالصيد مع التسمية أصله حلال، و الشك هنا إن كان قد طرأ سبب التحريم (الغرق) أم لا. فهو يتطابق مع حديث نقض الطهارة في نوع الاشتباه).
أقول سبحان الله يا أخي الصيد عندك حلال وأنما أشتبه في سبب التحريم لابأس نقبل هذا لان هذا ما أداك ايه عقلك. فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر ان لايأكل الصيد مع ان سبب التحريم مشكوك فيه عندك وهو الغرق؟؟
فكيف بالله عليك يتطابق مع حديث نقض الطهارة؟؟؟
حديث الطهارة شك في سبب النقض وهو خروج الريح ومع هذا أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام ان لايعملوا بهذا السبب لانه لا يقوى على المتيقن فيه.
ففي حديث الصيد عمل بالسبب وحرم الصيد من أجله رغم انه (مشكوك فيه) وفي حديث الطهارة (لم يعمل بالسبب وهو الشك في خروج الريح) ولم نقل بنقض الطهارة!!!
فكيف بالله عليك يتطابق بزعمك؟؟
عجبا .. كأنك تتحدث بلساني و تثبت الحجة على نفسك ..
نوع الاشتباه واحد في الحالتين
في حالة الشك نقض الطهارة لم يُلتفت إلى الاشتباه ..
و لو كان الاشتباه هو العلة لتحريم الصيد لوجب أن يسرى ذلك على الشك في الطهارة أيضا، فتحرم الصلاة مع الاشتباه في الطهارة مثل الصيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/292)
و هذا دليل ظاهر أن الاشتباه ليس علة التحريم الوحيدة، إذ كيف توجب العلة التحريم على حالة دون أخرى؟
ثم كيف تجيز لنفسك ان تجعل حديث (دع مايريبك) عاما وتخصص ما جاء من النص بزعمك من أباح لك الحكم في دين الله وتأويل النصوص بما تريد اليس هذا ما تحارب من أجله.
نحن جميعا نقر أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، و النص واضح، فإن كنت تقول أن كلامي فيه تأويل فعليك التفنيد و الرد والبيان لا الإنكار دون برهان!!
ولماذا لايكون العكس وهو ان الاصل براءة الذمم وحل الاعيان فأذا حصلت الشبهه لم يجز ان تكون قاطعة على هذا الاصل والدليل حديث عبدالله بن زيد في نقض الطهارة؟
هذا الكلام تقوله لمن يجيز القياس، و يبدو أنك نسيت أنني أنكر القياس!!!
و لذلك فهذا الكلام حجة عليك!!
نوع شك مجمع على الغائه وعدم اعتباره كمن شك هل طلق زوجه ام لم يطلق فهذا لايقع الطلاق به قطعا.
فهل امراته طالق عندك!!!! فنقول له دع ما يريبك الى مالايريبك؟؟؟
الذي يشك في طلاقه سيقع في الريبة في جميع الأحوال
لأن أمامة ثلاثة خيارات:
1/ أن يسري الطلاق، و في هذا الحالة سيكون في ريبة إن كان قد أوقع الطلاق دون أن يطلق
2/ ألا يلتفت إلى الاشتباه، وفي هذه الحالة سيكون في ريبة إن كان قد طلق
3/ أن يطلق، وفي هذه الحالة سيكون في ريبة إن كان قد طلق مطلقة بالفعل و هذا غير جائز، فالطلاق لا يكون إلا للمحصنة
و بالتالي فلا مجال لأن يدع ما يريبه، فالريبة واقعه في كل الأحوال، و لا علاقة لهذا المثل بالحديث (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)
و قد وضع الله ضمانا لعدم وقوع هذا النوع من الشك فأمر بإشهاد ذوي عدل عند الطلاق
لقد سبق و أثبت لك أن الحكم قد يكون له أكثر من علة واحدة، وذلك في مسألة علة البصر التي من أجلها و غيرها شرع الله الاستئذان، فإن كان ذلك كذلك، فيلزمك قبل أن تستخدم أي قياس أن تثبت أن الحكم الذي تريد أن تقيس عليه له علة وحيدة ..
ابن حزم أنكر العلل، وقد أخطأ في ذلك، و أصحاب القياس قالوا بوجود علة واحدة و قد أخطأوا أيضا، و حاولوا الرد على ابن حزم بإثبات وجود علة وحيدة للحكم ما، وظنوا أنهم بذلك يثبتون أن ذلك يسري على جميع الأحكام!!
و الصواب أن علل الحكم الواحد تتعدد، و لا سبيل لمعرفة هذه العلل مجتمعة، إلا أن يدلنا النص على ذلك.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 09 - 04, 12:15 ص]ـ
أخي الحبيب:
أقسم بالله الذي رفع السماء بلا عمد قسما أسال به عند الله تعالى، أنك معرض نفسك لعقوبة الله جل وعلا لانك تقع فيما حذر الله منه من الكلام بلا علم.
قال رب العزة تبارك وتعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب أليم).
وأعذرني أخي الحبيب فوالله اني مشفق عليك أشفاق الاخ المحب لاخيه الحبيب.
ولو كنت في زمن الامام أحمد لرأيت منه ما لا يقر عينك.
أخي من أين أبدء؟؟؟
هل من أخر كلامك وفيه: (و أصحاب القياس قالوا بوجود علة واحدة و قد أخطأوا أيضا، و حاولوا الرد على ابن حزم بإثبات وجود علة وحيدة للحكم ما، وظنوا أنهم بذلك يثبتون أن ذلك يسري على جميع الأحكام!!).
الا تتق الله تعالى يا أخي في أصغر كتاب للاصول يذكر أهل العلم أن من العلل ما هو مركب ومن العلل ما هو قاصر ومن العلل ماهو متعدى ومن العلل مالايتعدى الا في صور ومن العلل ما يدخله التخصيص ... الخ.
فيكف تقول انهم يثبتون علة واحدة على الاطلاق؟
يا أخي هناك علل مركبة وهناك علل وحيدة مؤثرة، يا أخي العلة ليست سبب الحكم وليست هي الحكمة وقد ناديت فيك بهذا القول مرار فاتق الله.
العلة أمارة وعلامة و منوط الحكم هي كاشف عن حكم الله تعالى وإلا فالحكم موجود على كل من كانت صورته كصورة الاصل.
الله المستعان.
و تقول: (لأن النص فيه (فإنك لا تدري) و هذا تأكيد أن من يجد الصيد بعد سقوطه في الماء لن يدري كيف مات، و إن كان من الممكن أن يتأكد من موت الصيد قبل أن يجده في الماء لقال (فإن كنت لا تدري)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/293)
هل يقول مسلم بهذا القول؟ هل يقول عاقل بهذا القول؟ يعنى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول لعدى بن حاتم فأنك ((لن تدري)) اي يقول له فأنك لاتدري.
هل يقول بالغ عاقل ان الفرق بين إن الشرطية في فإن كنت وبين فإنك هو على النفى مثل (لن).
وحتى لو قال (لن) اتراه عليه الصلاة والسلام يحكى بغير لغة العرب؟؟
ثم تقول: (لو قلنا أنه جائز لأنكرنا ما يدل عليه النص، و لا أدري كيف تصر على أن الاشتباه هو علة الحكم بعد أن أوردت لك نصين لا يُتفلت فيهما إلى الاشتباه، فإن كان الاشتباه هو علة التحريم لسرى ذلك على كل أحوال الاشتباه دون استثناء و هذا لم يحدث).
يا أخي الم تقرأ ما سطرته لك أتراه من الحسن ان انسخه لك مرة أخرى الا تفرق بين أصناف الاشتباه والشك وقد وقع الاطباق عليه من أكثر اهل العلم بل هو الحق الذي لايبغى سواه.
تقول: (أرى سببا لتعلقك بهذا المثال، بعد أن أوردت لك نصا يفيد أن الاشتباه يوجب الترك و هو قوله (دع ما يريبك إلى مالا يريبك)).
يا رجل أقرأ كلام أهل العلم على هذا الحديث غفر الله لك لتعرف معنى ترك الريب عند أهل العلم؟؟
ثم ثالثة الاثافي وهي قولك: (أن يطلق، وفي هذه الحالة سيكون في ريبة إن كان قد طلق مطلقة بالفعل و هذا غير جائز، فالطلاق لا يكون إلا للمحصنة).
فأنا لله وأنا اليه راجعون (يطلق المطلقة؟؟؟) أحسن الله عزاء هذه المطلقة التى سوف تطلق وتطليق المطلقة غير جائز.
يا أخي دع مايريبك معناه ترك الشك على (مفهومك) فمعناه ان يبنى على اليقين ويبعد الشك فتصير مطلقة فتنقض بقولك أجماع المسلمين.
وأكرر النص الذي تجاوزته:
(أرسل كلبي فأجد عليه كلباً آخر؟
فقال: لا تأكل، لأنك إنّما سميت على كلبك ولم تسمى على كلب آخر)
وأقول لك أخي الكريم ان الاحتساب على مثل هذا الكلام الذي تقوله من أوجب الواجبات ولو كان السلطان حاضرا والدين قائما لصار لكلامك أثر عليك تعرف منه وتنكر. ولكن الى الله نشتكى من حالنا وأليه (وحده) نجئر بما يحيق بنا.
ثم أين أهل الرأى الذين اوردت قولهم؟ أن كان ابن حزم منهم فهي موعظة منهم وانما هو كلام القرافي رحمه الله وهو كلام نفيس قد سبقه اليه جماهير اهل العلم غير انه اصل فيه وفصل.
ثم لماذا تجازوت الكثير الست طالب حق؟؟
لماذا لم ترد على الحديث الاخير حديث عدى بن حاتم الذي خالفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[05 - 09 - 04, 07:30 م]ـ
قال رب العزة تبارك وتعالى: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب أليم).
هذا النص أوردته في صلب الموضوع الأصلي و هو حجة عليكم يا أصحاب القياس، فكم قلتم بتحريم أمور استنادا إلى القياس.
أخي الفاضل ..
ألا ترى أنك تركت صلب الموضوع و هو أدلة إبطال الرأي و القياس، و حاولت إثبات القياس من خلال العلل؟
و ليت حديثك اقتصر على ما تسمونه العلل القياسية، بل أدخلتنا في متاهات العلل فخرجنا عن صلب الموضوع ..
هل من أخر كلامك وفيه: (و أصحاب القياس قالوا بوجود علة واحدة و قد أخطأوا أيضا، و حاولوا الرد على ابن حزم بإثبات وجود علة وحيدة للحكم ما، وظنوا أنهم بذلك يثبتون أن ذلك يسري على جميع الأحكام!!).
الا تتق الله تعالى يا أخي في أصغر كتاب للاصول يذكر أهل العلم أن من العلل ما هو مركب ومن العلل ما هو قاصر ومن العلل ماهو متعدى ومن العلل مالايتعدى الا في صور ومن العلل ما يدخله التخصيص ... الخ.
فيكف تقول انهم يثبتون علة واحدة على الاطلاق؟
يا أخي هناك علل مركبة وهناك علل وحيدة مؤثرة، يا أخي العلة ليست سبب الحكم وليست هي الحكمة وقد ناديت فيك بهذا القول مرار فاتق الله.
العلة أمارة وعلامة و منوط الحكم هي كاشف عن حكم الله تعالى وإلا فالحكم موجود على كل من كانت صورته كصورة الاصل.
أخي الفاضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/294)
أولا: عندما يدور حوار بين متحاورين مختلفين، يجب أن تكون هناك ارضية مشتركة معترف بها من كلا الطرفين، و هذه الأرضية تمثل المرجعية المشتركة بينهما، و هذه المرجعية هي (النص و اللغة)، و قد سبق أن قلت لك أنني لا أعترف بتصنيفاتكم إلا أن تكون مبنية على دليل، و لذا عندما ترد على كلامي فعليك الرجوع إلى النص و اللغة و لا ثالث لهما.
ثانيا: كلامك فيه تناقض، فأنتم لم تقولوا بتعدد العلل، و لكن قلتم بوجود علة واحدة و قمتم بتصنيف هذه العلة الواحدة إلى علة مركبة و علة متعدية و غير ذلك. أما تعدد العلل فيعني عدم وجود رابط بين هذه العلل التي يقوم عليها الحكم، وكل علة يمكن أن تكون علة قائمة بذاتها.
ثالثا: الباب مفتوح أمامك لتأتي لنا بعلة قياسية واحدة ثم تثبت أنها العلة الوحيدة للحكم .. فإن لم تستطع، فدع أمر العلل، و لا سبيل أمامك لإثبات القياس إلا بالرد على ما ورد في الموضوع الأصلي!
و حتى لو استطعت إثبات أن لحكم ما علة واحدة (و هذا محال)، فذلك لن يتيح لك استخدام القياس إلا في هذا الحكم فقط
و تقول: (لأن النص فيه (فإنك لا تدري) و هذا تأكيد أن من يجد الصيد بعد سقوطه في الماء لن يدري كيف مات، و إن كان من الممكن أن يتأكد من موت الصيد قبل أن يجده في الماء لقال (فإن كنت لا تدري)).
هل يقول مسلم بهذا القول؟ هل يقول عاقل بهذا القول؟ يعنى الرسول يقول لعدى بن حاتم فأنك ((لن تدري)) أي يقول له فأنك لاتدري.
هل يقول بالغ عاقل ان الفرق بين إن الشرطية في فإن كنت وبين فإنك هو على النفى مثل (لن).
وحتى لو قال (لن) اتراه عليه الصلاة والسلام يحكى بغير لغة العرب؟؟
أولا: كلامك هنا مبهم المعنى، كأنك لم تفهم كلامي!!
ثانيا: التمسك بهذا المثل لن يجدي بعد أن أثبت لك أن الاشتباه في هذا المثل ليس هو العلة للتحريم في ردي السابق، وأوضحت أنه يتماثل مع الاشتباه في نقض الطهارة، فكيف يكون علة للتحريم و هو لا يُلتفت إليه في حالة نقض الطهارة؟
يا أخي الم تقرأ ما سطرته لك أتراه من الحسن ان انسخه لك مرة أخرى الا تفرق بين أصناف الاشتباه والشك وقد وقع الاطباق عليه من أكثر اهل العلم بل هو الحق الذي لايبغى سواه.
كيف لا أفرق بين أنواع الاشتباه؟
.. لقد أبطلت لك اعتبار نوعي الاشتباه علة للحكم بالتحريم .. و لكن يبدو أنك تريدني أن أكرر الكلام .. فلنعد الصياغة ..
مفاد قولك أن الاشتباه الذي يعتبر علة للتحريم هو:
ما يعلم أنه حرام واشتبه هل (زال) تحريمه أم لم يزل.فهنا يبقى على أصل التحريم.
و ضربت لذلك مثلا:
أرسل كلبي فأجد عليه كلباً آخر؟
فقال: لا تأكل، لأنك إنّما سميت على كلبك ولم تسمى على كلب آخر)
إذا فالاشتباه هنا في السبب الذي جعل الصيد حلالا و هو التسمية
و هذا يتطابق مع حديث:
قيل يا رسول الله إن قوما يأتونا بلحم لا ندري ذكر اسم الله عليه أم لا قال سموا أنتم وكلوا وكانوا حديث عهد بالكفر
فالاشتباه هنا أيضا في السبب الذي جعل الذبح حلالا و هو التسمية
و مادام الاشتباه واحدا في الحالتين (الصيد والذبائح)، فهو ليس العلة (الوحيدة) للتحريم في حالة الصيد، لأنه لو كان العلة الوحيدة لتحريم الصيد لوجب أن ينطبق ذلك على ذبائح الأعراب أيضا.
تقول: (أرى سببا لتعلقك بهذا المثال، بعد أن أوردت لك نصا يفيد أن الاشتباه يوجب الترك و هو قوله (دع ما يريبك إلى مالا يريبك)).
يا رجل أقرأ كلام أهل العلم على هذا الحديث غفر الله لك لتعرف معنى ترك الريب عند أهل العلم؟؟
الريبة في اللغة هي: الحيرة و اختلاط الرأي ..
و في نوعي الاشتباه تحدث الحيرة و اختلاط الرأي!!
فإن كان لبعض العلماء تأويلا يخالف ظاهر النص، فاتنا به لنناقشه و نكشف بطلانه.
ثم ثالثة الاثافي وهي قولك: (أن يطلق، وفي هذه الحالة سيكون في ريبة إن كان قد طلق مطلقة بالفعل و هذا غير جائز، فالطلاق لا يكون إلا للمحصنة).
فأنا لله وأنا اليه راجعون (يطلق المطلقة؟؟؟) أحسن الله عزاء هذه المطلقة التى سوف تطلق وتطليق المطلقة غير جائز.
يا أخي دع مايريبك معناه ترك الشك على (مفهومك) فمعناه ان يبنى على اليقين ويبعد الشك فتصير مطلقة فتنقض بقولك أجماع المسلمين
لا أفهم كيف تحمل كلامي مالا يحتمل من معان، و تصر أن دع ما يريبك على مفهومي (حسب تعبيرك) أن تصير مطلقة وقد قلت لك:
(أن يسري الطلاق، و في هذا الحالة سيكون في ريبة إن كان قد أوقع الطلاق دون أن يطلق)
فالريبة واقعة في كل الأحوال!! و هذا المثل لا علاقه له بحديث دع ما يريبك
ثم لماذا تجازوت الكثير الست طالب حق؟؟
لماذا لم ترد على الحديث الاخير حديث عدى بن حاتم الذي خالفت فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
لم أتجاوز عن شئ، و الحديث الأخير كان يُفترض أن تفهم سقوط استدلالك به من خلال حديثي عن ذبائح الأعراب و إثبات وقوع الاشتباه بتقرير الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و على كل حال فقد أدرجته في هذا الرد وأعدت البيان.
أخي الفاضل
المشكلة عند أكثرنا هي عدم التجرد عند النظر في الأدلة، لقد دافعت بنفسي عن الرأي و القياس يوما، و كنت أنظر إلى أدلة إبطاله بتهكم، فلما نظرت إلى هذه الأدلة بحياد تبين لي الصواب، و من يعتقد أن القياس هو الصواب الذي لا جدال فيه، لن يستطيع أن يرى أدلة إبطاله بحياد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/295)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 09 - 04, 10:20 م]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
كنت قد حررت ردا طويلا في تتبع كلامك ثم عدلت عن هذا لاني أجزم بأن الحق قد ظهر لك، وبان لكل عاقل، (وقد جرك الحوار الى خوضك في الاحكام بكلام باطل وهذا من أعظم الذنب ولهذا فأني أخشى من تبعته) و قد نصحتك اثنتين وهذه الثالثة فأسمع لي اني لك من الناصحين.
أن ما تقع فيه من أعظم المنكر، وأبطل القول، وأنت محاسب عليه حسابا عسيرا.
إذ تخوض في آيات الله و وتتكلم عن شرع الله وانت تجهل أبسط أصوله وأقل معانيه.
وقد ابان كلامك عن جهل مطبق بالظاهرية و بالقياس وباللغة وبالشرع، ففيما التكلف؟؟
وقد قلت أيها المبارك قولة لطيفة وهي:
(المشكلة عند أكثرنا هي عدم التجرد عند النظر في الأدلة، لقد دافعت بنفسي عن الرأي و القياس يوما، و كنت أنظر إلى أدلة إبطاله بتهكم، فلما نظرت إلى هذه الأدلة بحياد تبين لي الصواب، و من يعتقد أن القياس هو الصواب الذي لا جدال فيه، لن يستطيع أن يرى أدلة إبطاله بحياد).
وأقول لك: لقد اخطأت في دفاعك عن القياس لانك لاتعرفه حتى تدافع عنه فكلامك ينم عن أن معانيه خافية عنك و أنت تجهل أبسط قواعده فكيف تدافع عنه؟
ثم أخطأت في زعمك إبطاله، لانك تبطل ما لاتعرف فأنت في الحالين مأزور غير مأجور وهل الكلام في الشرع أمر مباح لكل أحد؟؟
ثم أنك قد أتلفت سمعة نفاة القياس، وأبطلت ما جاهدنا سنين في محاولة تحسينه؟ فأتيت بجرة قلم فهدمت كل بناء، وكشفت كل مستور؟
فيكفى من أراد أن يدلل على عظيم غلط من سلك مسلكك الغريب، أن يحيل على هذا الموضوع ويقول دونكم فهذا من منتحلي قولتهم.
وقد أخبرت بعض الاخوة في هذا الملتقى وأردت ان اتكلم حول الظاهرية المتأخرة و من يزعم الاجتهاد وهو لايفهم لفظة عربية؟ ويجعل نفسه في مصاف الاجلة العظماء فحول العلماء!
فغضب هذا الأخ فأراد الله تعالى وقدر برحمته وحكمته أن يرى بأم عينيه تخبط البعض وجرأتهم على الايات والنذر، بل ويخطئون أهل العلم بجهل مطبق؟
فالظاهرية على خطأ عندك وبقية العلماء على خطأ؟ فلم يبقى في أمة الاسلام حري بالصواب الا أنت وحدك، فاللهم رحمتك التى بسطتها على خلقك!!
والغريب جراءتك على العلماء أذ انك تصم كل من قال بالقياس انه من أهل الرأى فسلم منك النظام المعتزلى والرافضة (جهلتهم) ومن سلك مسلكهم في نفى القياس.
وصار أحمد والشافعي ومالك وإسحاق و من قبلهم ومن بعدهم كابن المنذر وابن عبدالبر وابن تيمية و ابن القيم بل والصنعاني والشوكاني وغيرهم كثير كثير يتكملون في الدين بالرأى الفاسد عياذا بالله ولياذا به سبحانه فهو أرحم الراحمين.
وأقول: أما أنا فقد قضيت نهمتى منك، ونصيحتى لك أن تبدأ في طلب العلم على العلماء، وتثنى ركبك عندهم، وتتقى الله فيما تأتي وتذر، وهناك منتدى في هذا الملتقى يسمى (التحصيل الشرعي) وفيه أخوة فضلاء فلعلك تستفيد منهم. وينتفعون بك.
ودع عنك الاجتهاد المطلق على الاقل مدة سنة او سنتين لعل الله ان يفتح على قلبك.
لا تكن قياسيا ولكن على الاقل كن ظاهريا على الجادة.
هذه النصيحه وهي الاخيرة فأن اصررت على المضى فيما انت فيه، وأقسمت على انك غير مكابر وأنك (مقتنع) بما تقول، عرفتُ حالك ورجعت الى كلامك فابينه لك للمرة الاخيرة إن أنست منك صدقا.
والله الموفق.
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[07 - 09 - 04, 08:57 م]ـ
كنت قد حررت ردا طويلا في تتبع كلامك ثم عدلت عن هذا لاني أجزم بأن الحق قد ظهر لك، وبان لكل عاقل
هذه النصيحه وهي الاخيرة فأن اصررت على المضى فيما انت فيه، وأقسمت على انك غير مكابر وأنك (مقتنع) بما تقول، عرفتُ حالك ورجعت الى كلامك فابينه لك للمرة الاخيرة إن أنست منك صدقا.
أتعجب من هذا الكلام!!
لماذا تأخر البيان حتى الآن؟
الحوار الذي دار بيننا موجود و مسجل .. و لو كان لديك ما تفند به أقوالي لذكرته في وقته.!!
فالظاهرية على خطأ عندك وبقية العلماء على خطأ؟ فلم يبقى في أمة الاسلام حري بالصواب الا أنت وحدك، فاللهم رحمتك التى بسطتها على خلقك!!
مغالطة!!
لا أحد له العصمة .. والجميع يخطئ و يصيب!!
و كل العلماء نأخذ من أقوالهم ونرد منها ..
فلتثبت لي خطأ أقوالي بالدليل و أنا أتراجع عنها ..
والغريب جراءتك على العلماء أذ انك تصم كل من قال بالقياس انه من أهل الرأى فسلم منك النظام المعتزلى والرافضة (جهلتهم) ومن سلك مسلكهم في نفى القياس.
(ابتسامة)
وصار أحمد والشافعي ومالك وإسحاق و من قبلهم ومن بعدهم كابن المنذر وابن عبدالبر وابن تيمية و ابن القيم بل والصنعاني والشوكاني وغيرهم كثير كثير يتكملون في الدين بالرأى الفاسد عياذا بالله ولياذا به سبحانه فهو أرحم الراحمين.
(ابتسامة)
لا تكن قياسيا ولكن على الاقل كن ظاهريا على الجادة.
لست قياسيا و لا ظاهريا، و لا أقبل لنفسي إلا الاسم الذي سماه الله لنا.
ثم أنك قد أتلفت سمعة نفاة القياس، وأبطلت ما جاهدنا سنين في محاولة تحسينه؟ فأتيت بجرة قلم فهدمت كل بناء، وكشفت كل مستور؟
من السهل إطلاق الكلام ولكن من الصعب إثبات صحته.
___
و لا أدري لماذا هذا التحامل!!
الحوار مسجل .. وفيه الدليل على تحاملك .. و جزاكم الله خيرا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/296)
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[28 - 08 - 07, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
للرفع رفع الله قدركم.(33/297)
سؤال حول بدع الزواج في بعض البلدان
ـ[إدريس السنوسي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 06:43 م]ـ
بدع الزواج في مصر
مسألة عقد النكاح من الأمور التي تناولتها النصوص الشرعية و حددت لها ضوابطها و شروطها و أركانها، ووفقا لما ورد في هذه النصوص فهذه الأركان هي
1/ المهر
2/ و جود ولي للزوجة بيده عقدة النكاح، و يجري معه العقد (الإيجاب و القبول)
3/ الإعلان (بما قد يشتمل عليه من شهود و وليمة و غير ذلك)
و لكن عند أهل مصر هذه الأيام يجري العجب، فقد تجاهلوا اركانا، و ابتدعوا أركانا من عند أنفسهم.
بدع الزواج المصري:
1/ تجاهل المهر كركن شرعي.
2/ ابتداع تسمية جديدة في الدين يطلقون عليها (مؤخر الصداق) يكتب في العقد و يُدفع في حالة الطلاق فقط! و الصداق هو المهر و قد سماه الله فريضة، و لكن في مصر جعلوا من الصداق مؤخرا و مقدما، فيتجاهلون المقدم و يقرون المؤخر!
3/ ابتداع ركن جديد يطلقون عليه (الشبكة) و هو عبارة هدية ذهبية تقدم للزوجة قبل العقد كشرط لإعلان الخِطبة!
4/ قيام الزوجة بتأثيث نصف المنزل، و توقيع الزوج على إقرار بأن كل محتويات المنزل ملكا خاصا لها!! و ذلك لضمان عدم الغدر منه .. و لعل هذه البدعة تكشف كيف صارت العلاقة الزوجية تقوم على التوجس و الخوف من الغدر!
السؤال للأخوة:
هل يصح إقرار هذه الأركان تأويلا لقول الله تعالى (و لا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة)، و ذلك إن تم إقرار الفريضة بشئ رمزي كخاتم من حديد؟
السؤال بصيغة أخرى:
هل ثبت تقييد الإطلاق في الآية؟ و ما الدليل؟
أبحث هذه المسألة الآن و كنت أخشى أن يفوتني دليل أو آخر فأقع في الخطأ، فرأيت عرض الموضوع للنقاش.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:18 ص]ـ
الأخ إدريس السنوسي _ وفقه الله _
حيث إن هذه المشاركة هي مشاركتكم الأولى فأرحب بكم باسمي وباسم إخوانكم في الملتقى، وأحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما ذكرتموه وفقكم الله يفتقر إلى التدقيق العلمي اللائق بطالب العلم، وكان الأفضل أن تراجعوا ما لديكم من كتب الفقه للاستيثاق من أركان الزواج وشروطه، ومن حكم الصداق وتسميته وتعجيله وتأجيله، لتكونوا على بينة في إنكار ما أنكرتموه وسميتموه بدعا، وللفائدة فهذه نقولات في أركان النكاح وشروطه:
الفتاوى الهندية (حنفي):
(وأما ركنه) فالإيجاب والقبول، كذا في الكافي، والإيجاب ما يُتَلفظ به أولا من أي جانب كان والقبول جوابه هكذا في العناية (وَأَمَّا شُرُوطُهُ) فَمِنْهَا الْعَقْلُ وَالْبُلُوغُ وَالْحُرِّيَّةُ فِي الْعَاقِدِ إلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ شَرْطُ الِانْعِقَادِ فَلَا يَنْعَقِدُ نِكَاحُ الْمَجْنُونِ وَالصَّبِيِّ الَّذِي لَا يَعْقِلُ وَالْأَخِيرَانِ شَرْطَا النَّفَاذِ؛ فَإِنَّ نِكَاحَ الصَّبِيِّ الْعَاقِلِ يَتَوَقَّفُ نَفَاذُهُ عَلَى إجَازَةِ وَلِيِّهِ هَكَذَا فِي الْبَدَائِعِ
متن أبي شجاع (شافعي):
أركان النكاح: ولا يصح عقد النكاح إلا بولي وشاهدي عدل ويفتقر الولي والشاهدان إلى ستة شرائط الإسلام والبلوغ والعقل والحرية والذكورة والعدالة إلا أنه لا يفتقر نكاح الذمية إلى إسلام الولي ولا نكاح الأمة إلى عدالة السيد
فتوحات الوهاب بتوضيح شرح منهج الطلاب المعروف بحاشية الجمل (شافعي):
(أَرْكَانُهُ) خَمْسَةٌ (زَوْجٌ وَزَوْجَةٌ وَوَلِيٌّ وَشَاهِدَانِ وَصِيغَةٌ)
الموسوعة الفقهية (مقارن):
* أركان عقد النكاح ثلاثة:
1 - وجود الزوجين الخاليين من الموانع التي تمنع صحة النكاح كالرضاع، واختلاف الدين ونحوهما.
2 - حصول الإيجاب وهو اللفظ الصادر من الولي أو من يقوم مقامه بأن يقول زوجتك أو أنكحتك أو ملَّكتك فلانة ونحوه.
3 - حصول القبول، وهو اللفظ الصادر من الزوج أو من يقوم مقامه، بأن يقول: قبلت هذا النكاح ونحوه، فإذا حصل الإيجاب والقبول انعقد النكاح
* شروط النكاح:
1 - تعيين الزوجين.
2 - رضا الزوجين.
3 - الولي، فلا يجوز نكاح امرأة إلا بولي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/298)
ويشترط أن يكون الولي ذكراً، حراً، بالغاً عاقلاً، رشيداً، ويشترط الاتفاق في الدين، وللسلطان تزويج كافرة لا ولي لها، والولي: هو أبو المرأة، وهو أحق بتزويجها، ثم وصيُّه في النكاح، ثم جدها لأب، ثم ابنها، ثم أخوها، ثم عمها، ثم أقرب العصبة نسباً، ثم السلطان.
4 - الشهادة على عقد النكاح، فلا تصح إلا بشاهدين عدلين، ذكرين، مكلفين.
5 - خلو الزوجين من الموانع بأن لا يكون بهما أو بأحدهما ما يمنع التزويج من نسب، أو سبب كرضاع واختلاف دين ونحوهما. اهـ
فالخلاصة أن الصداق لا يلزم تسميته في العقد، لأن الله تعالى قال: (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً) (البقرة:236) فأثبت صحة الطلاق، وصحة الطلاق فرع عن صحة النكاح رغم عدم فرض فريضة أي عدم تسمية الصداق.
وهذه مناقشة خفيفة لبعض ما أوردتموه، أرجو أن يتسع لها صدركم، جعلت كلامكم باللون الأحمر وعقبت عليه باللون الأسود
بدع الزواج المصري:
(كان يجدر بكم أن تقولوا بعض الناس في مصر يفعلون كذا وكذا، لأن المصريين كما تعلم 70 مليونا ولهم عادات شتى وطبائع مختلفة وليسوا كلهم يفعلون هذا، فالتعميم ليس بجيد)
1/تجاهل المهر كركن شرعي
(أولا المهر ليس بركن عند الجمهور، وثانيا من قال هو ركن فيكفي عندهم تسميته ولا يلزم تعجيله في مجلس العقد، وثالثا كيف نوفق بين قولك يتجاهلون المهر وبين كونهم يتفقون على مقدار المهر وقيمة المعجل منه وقيمة المؤجل؟)
/ ابتداع تسمية جديدة في الدين يطلقون عليها (مؤخر الصداق) يكتب في العقد و يُدفع في حالة الطلاق فقط! و الصداق هو المهر و قد سماه الله فريضة، و لكن في مصر جعلوا من الصداق مؤخرا و مقدما، فيتجاهلون المقدم و يقرون المؤخر!
2 (تقسيم المهر إلى معجل ومؤجل من المسائل العرفية التي لا حرج فيها، ولا أعلم أن أحدا من الفقهاء السابقين أو اللاحقين منع من ذلك)
3/ ابتداع ركن جديد يطلقون عليه (الشبكة) و هو عبارة هدية ذهبية تقدم للزوجة قبل العقد كشرط لإعلان الخِطبة!
(الشبكة كذلك من المسائل العرفية، ولم يقل دافعوها أو آخذوها إنها ركن من أركان العقد! وتبديع الناس هكذا بدون بينة من المجازفات غير اللائقة)
4/ قيام الزوجة بتأثيث نصف المنزل، و توقيع الزوج على إقرار بأن كل محتويات المنزل ملكا خاصا لها!! و ذلك لضمان عدم الغدر منه ..
(لو قلت إن ذلك من العادات السيئة لوافقناك لكن لا نوافقك على تسميتها بدعة ولا على تعميم الكلام لأنه لا يزال الكثيرون في مصر يرون ذلك معيبا ولا يعملون بهذه العادة السيئة)
ـ[إدريس السنوسي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 06:53 م]ـ
الأخ الفاضل أبو خالد السلمي
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
أشكركم على الاهتمام بالموضوع و طرح ذلك الرد المطول، فجزاكم الله خيرا ..
و أنا يتسع صدري لأي رد على ما أكتبه فهدفي هو الوصول إلى الصواب، و لذا لا أستكبر أن أعترف بخطئي إن وجدت ما يرد قولي بالدليل.
و لي تعقيب على ما أوردته و سأميز كلامك باللون الفاتح
أولا المهر ليس بركن عند الجمهور، وثانيا من قال هو ركن فيكفي عندهم تسميته ولا يلزم تعجيله في مجلس العقد، وثالثا كيف نوفق بين قولك يتجاهلون المهر وبين كونهم يتفقون على مقدار المهر وقيمة المعجل منه وقيمة المؤجل؟
المهر ركن و لا ريب، و من خالف ذلك فقوله مردود بالأمر الصريح الذي لا يقبل نقضا ولا تأويلا في قول الله تعالى (وآتوا النساء صدقاتهن نحلة)، و قد سماه الله فريضة، و إن كان قد صح أنه يجوز عدم تسميته في مجلس العقد، فهذا لا يُسقط وجوب تسميته لاحقا.
أما قولي يتجاهلون المهر فذلك أنهم يتفقون على يسمونه مؤجلا فقط، وذلك ليس من المهر بحال، بل هو أقرب إلى متاع المطلقات، أما المعجل فلا يسمونه أصلا!
تقسيم المهر إلى معجل ومؤجل من المسائل العرفية التي لا حرج فيها، ولا أعلم أن أحدا من الفقهاء السابقين أو اللاحقين منع من ذلك
كما ذكرت لا يمكن اعتبار المؤجل من المهر أصلا لأنه لا يصبح مفروضا إلا عند الطلاق، فهو أقرب إلى متاع المطلقات و ليس من المهر في شئ، و لم يصح أنه يتم تسمية متاع المطلقات أو شئ منه عند العقد، و اشتراط تسميته عند العقد باطل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل شرط ليس في كتاب الله عزل وجل باطل)
و المسائل العرفية لا حرج فيها عندما لا تقوم على تعديل الأركان الشرعية، أما الحال هنا فتختلف، فتم إطلاق اسم الصداق (مؤخره) على غير مسماه الحقيقي، و أصبح المسمى الجديد واجبا! ألا يدخلنا ذلك في باب التشريع في الدين لما لم يأذن به الله؟
الشبكة كذلك من المسائل العرفية، ولم يقل دافعوها أو آخذوها إنها ركن من أركان العقد! وتبديع الناس هكذا بدون بينة من المجازفات غير اللائقة
و ماذا إذا علمت أن هناك من يرفض الزواج دون هذه الشبكة؟
ألا ترى الأمر هنا قد أصبح بدعة؟
ألا يكون بذلك قد أوجب ما لم يوجبه الله؟
لاحظ أنه لا تعمييم هنا، و لكني أتحدث على ما عليه أغلب المصريين و ليس كلهم بالطبع.
قيام الزوجة بتأثيث نصف المنزل، و توقيع الزوج على إقرار بأن كل محتويات المنزل ملكا خاصا لها!! لو قلت إن ذلك من العادات السيئة لوافقناك لكن لا نوافقك على تسميتها بدعة ولا على تعميم الكلام لأنه لا يزال الكثيرون في مصر يرون ذلك معيبا ولا يعملون بهذه العادة السيئة
يبدو أن هناك خلطا بين البدعة و العادة السيئة!
الزواج من أمور الدين التي استوفتها النصوص بالبيان، و عندما نضع له شروطا جديدة لابد من تسميتها عند العقد فذلك بدعة، و هذا ما قصدته، أما حتى لو قامت الزوجة بتأثيث المنزل كاملا من باب التراض من بعد الفريضة فذلك ليس ببدعة ولا بعادة سيئة ما لم تُتخذ شرطا يجري العرف عليه! أليس كذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/299)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 01 - 09, 08:40 م]ـ
يرفع .........(33/300)
ما تحقيق حديث: أهل الجوع هم الذين قبض الله أرواحهم وما بهم سقم
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 11:04 م]ـ
ما تحقيق حديث: أهل الجوع هم الذين قبض الله أرواحهم وما بهم سقم
وجزاكم الله كل خير
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 08:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم النبين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ....
فالحديث رواه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/ 496 / 1659).
قال - كما في " تمهيد الفرش " للسيوطي (ص 91) -: أنا عبدوس بن عبدالله بن محمد بن عبدوس، عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن إبراهيم بن حازم، عن عبدالرحمن بن حمدان، عن أحمد بن إبراهيم بن فيل، عن إسحاق بن سعيد بن أبي سلمة الدمشقي، عن سعيد بن عبدالعزيز التنوخي، عن مكحول، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" أهل الجوع في الدنيا: هم الذين يقبض الله أرواحهم، وهم الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإن شهدوا لم يحضروا، أخفياء في الدنيا، معروفون في السماء، إذا رآهم الجاهل ظن أن بهم سقم، وما به مسقم إلا الخوف من الله، يستظلون يوم القيامة يوم لا ظله إلا ظله ".
وقال السيوطي: " هذا حديث غريب، وإسحاق بن سعيد، قال أبوحاتم: مجهول، وقال الدارقطني: منكر الحديث، وقال الذهبي: ضعفوه.
ورواية مكحول أخرجها أبوداود والترمذي، ويقال: إنها مرسلة ".
قال مقيده - عفا الله عنه -: وهو كما قال، ولكن أبا حاتم قال: " ليس بثقة " كذا في " الجرح والتعديل " لابنه (2/ 221).
وأما قوله: " يقال: إنها مرسلة " فليس بجيد؛ لأنها مرسلة فعلاً فقد قال أبوزرعة - كما في " المراسيل " لابن أبي حاتم (ص 212) -: " لم يلق مكحول أبا هريرة ".
وقال أبوحاتم - كما في " جامع التحصيل " (ص 285) -: " سألت أبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما صح عندي إلا أنس بن مالك ".
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
وكتب: أبوالمنهال محمد بن عبده بن محمد الأبيضي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:50 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد السيد السلفي
وجزاكم الله كل خير
الأولى الاقتصار على ما ورد في السنة، فقد قال النبي: " من صنع إليه معروفاً، فقال لفاعله: جزاك الله خيراً؛ فقد أبلغ في الثناء " (رواه الترمذي بسند صحيح)، فلا داعي للزيادة.
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 12:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ولكن الحديث الذي ذكرتموه معلول،
قال الامام ابو حاتم في (العلل) رقم 2570: هذا حديث منكر بهذا الاسناد
وأقره الشيخ مقبل في " أحاديث معلة " رقم 7
فتنبه، ولا تتسرع في الحكم على الحديث، بل تمهل.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 03:12 ص]ـ
أخي الفاضل أنا لم أتسرع في ذلك، وليس معنى اختصاري للكلام أني تعجلت، والحديث رواه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (180)، والترمذي في " سننه " (4/ 380 / 2035)، وفي " العلل الكبير " (2/ 308 - ترتيبه)، والبزار في "البحر الزخار " (7/ 54 / 2601)، وابن حبان في " صحيحه " (8/ 202 / 3413 - إحسان)، والطبراني في " المعجم الصغير " (1183 - الروض الداني)، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (276)، وأبونعيم في " أخبار أصبهان " (2/ 345)، والخطيب في " تالي تلخيص المتشابه " (160)، وأبوبكر الشافعي في " الغيلانيات " (140 و 141)، وأبوالشيخ في " طبقات المحدثين بأصبهان " (4/ 164)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6/ 521 / 9137)، وأبوالقاسم الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (2/ 70، 71/ 1173)، والضياء في " المختارة " (1/ 110 و 111/ 1321 و 1322).
من طرق عن الأحوص بن جواب، عن سعير بن الخمس، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" من صنع إليه معروفاً، فقال لفاعله: جزاك الله خيراً؛ فقد أبلغ في الثناء ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/301)
قال الترمذي: " هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله، وسألت محمداً فلم يعرفه ".
قلت: هكذا في نسخة عطوة، ونقل الضياء في " المختارة، وكذا ابن مفلح في " الآداب الشرعية " (1/ 331)، أنه قال: " هذا حديث حسن صحيح غريب "، ولكن نقل المنذري في " الترغيب " (1/ 96 / 1439) أنه قال: " حديث حسن غريب ".
وحديث أبي هريرة يأتي الكلام عليه، إن شاء الله.
وقال البزار: " هذا الحديث لا نعلم رواه عن سليمان التيمي إلا سعير، ولا عن سعير إلا الأحوص بن جواب ".
وقال البخاري - كما في " العلل الكبير " للترمذي (2/ 308 - ترتيبه) -: " هذا منكر، وسعير بن الخمس كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير ".
وقال أبوحاتم - كما في " العلل " لابنه (2/ 350 / 2570): " هذا حديث منكر بهذا الاسناد ".
قلت: الذي يظهر لي أن هذا الإسناد صحيح؛ سعير بن الخمس وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان واحتج به مسلم.
والأحوص بن جواب وثقه ابن معين، وقال أبوحاتم: " صدوق "، واحتج به مسلم.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة.
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب " (1418)، عبدالرزاق في " مصنفه " (2/ 216 / 3118)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (5/ 322 / 26518)، والحميدي في " مسنده " (1160)، والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (914 - بغية الباحث)، [وابن منيع في " مسنده "، ومسدد في " مسنده "، وابن أبي عمر العدني في " مسنده "، كما في " إتحاف الخيرة المهرة " (7/ 317، 318)]، والطبراني في " المعجم الصغير " (1184 و 1185 - الروض الداني)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (11/ 203).
من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيراً؛ فقد ابلغ في الثناء ".
رواه عن موسى بن عبيدة هكذا: سفيان الثوري، ووكيع، وعبيدالله بن موسى، وروح بن عبادة، وسعيد بن سلام العطار.
وخالفهم سليم بن مسلم فرواه: عن موسى بن عبيدة، عن ثابت مولى أم سلمة، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيراً؛ فقد أبلغ في الثناء ".
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (3/ 319).
وقال: " هذا حديث يرويه عبيدالله بن موسى وأبوعاصم وغيرهما: عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة.
وسليم بن مسلم هذا لم يضبط إسناده فأقلبها، فقال: عن ثابت، وإنما هو عن محمد بن ثابت، ونسب ثابت فقال: مولى أم سلمة، وقال: عن أم سلمة، وإنما هو عن أبي هريرة ".
قلت: فهذا الوجه منكر جداً؛ سليم بن مسلم تركه ابن معين والنسائي.
والمحفوظ عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة، ولكنه ضعيف فإن موسى بن عبيدة قال أحمد وأبوحاتم: " منكر الحديث "، وضعفه ابن معين والنسائي والترمذي وابن حبان.
ـ[صاعقة]ــــــــ[27 - 06 - 04, 03:42 ص]ـ
تفرد سعير بن الخمس بهذا الحديث عن سليمان بن طرخان التيمي ولم يتابعه عليه أحد من أصحابه الثقات، وقال عنه البخاري منكر، وكذا أبو حاتم
ثم يرده المعاصر بقوله: الذي يظهر لي أن هذا الإسناد صحيح (!)
استفد من كلام من يفهم تعليلات الأئمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44092&page=2
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً، فلقد استفدت من هذا الرابط كثيراً، وكم لأخينا الفاضل أبي إسحاق التطواني من مثل هذه الفوائد، ولكن لم أزدد إلا يقيناً في ثبوت الحديث، وحتى لو أخذنا بكون سعيراً لا يحتمل تفرده - وأنا بعد قراءة الرابط أميل إلى ذلك ولكن ليس ميلاً كبيراً - فحديث أبي هريرة يجعله يرتقى إلى الحسن لغيره، وهذا في أقل أحواله، والله أعلم.
وجزاك الله خيراً على دلالتك لي على مثل هذا الموضوع المفيد، ولعلي أقوم بعمل موضوع مثله، والله المستعان وعليه التكلان.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[27 - 06 - 04, 09:22 ص]ـ
وقال البخاري - كما في " العلل الكبير " للترمذي (2/ 308 - ترتيبه) -: " هذا منكر، وسعير بن الخمس كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير ".
وقال أبوحاتم - كما في " العلل " لابنه (2/ 350 / 2570): " هذا حديث منكر بهذا الاسناد ".
والأخ أبو المنهال إزداد يقينا بصحة الحديث!!
فهل تريد أن نترك قول البخاري وأبي حاتم وغيرهم من أئمة الحديث الجهابذة ونأخذ بقولك في تصحيح الحديث المنكر
لا وألف لا(33/302)
المعذرة .. هذا الجزء الأول من اللقاء
ـ[الأذرعي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 02:09 ص]ـ
حدثت مشكلة أثناء تنزيلي الملف آنفا
فاستغرب الإخوة إشارتي إلى الملف وهو غير موجود. لاسيما أخانا المفضال السيد محمد السلفي. فرويدك رويدك يا (السلفي)
وهذا هو الملف
ـ[الأذرعي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 02:31 ص]ـ
أوعدكم أن أنزله لاحقا بعد إجراء بعض التعديلات
يظهر أن ولادة هذا اللقاء متعسرة قليلا .....(33/303)
حول معاجم الطبراني وموطأ مالك
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[26 - 06 - 04, 03:54 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد، فهذه فوائد حول معاجم الطبراني الثلاثة وموطأ مالك، وأعتذر عن ضآلة هذه الفوائد، لأنها أقصى ما توفر لي، وأسأل الله أن ينفع بها، والله من وراء القصد
معاجم الطبراني الثلاثة:
وبداية لابد من توضيح الفارق بين المعاجم والمسانيد، حيث أن الناظر فيهما، قد لا يتضح له الفارق بينهما للوهلة الأولى، وممن نبه على ذلك الشيخ سعد الحميد حفظه الله فقال بأن المقصود من المسانيد، هو سرد أحاديث كل صحابي على حدة سردا كاملا ما أمكن ذلك دون ذكر ترجمة لهذا الصحابي، وأما المعاجم فإنها تعنى بذكر ترجمة الصحابي أولا، ثم إيراد بعض أو كل أحاديث هذا الصحابي، وعلى هذا يمكن اعتبار كتب المعاجم قسما من كتب التراجم والرجال، ويغلب أن ترتب على حروف المعجم، بالنسبة للصحابة رضي الله عنهم، أو بالنسبة لشيوخ المصنف.
ويحسن بنا أن نقدم نبذة مختصرة عن معاجم الطبراني، فهي أشهر المعاجم على الإطلاق:
المعجم الكبير:
وهو مرتب على مسانيد الصحابة بحسب حروف المعجم، عدا مسند أبي هريرة فإنه أفرده في مصنف مستقل لكثرة أحاديثه، وهو أكبر معاجم الدنيا، ويقال بأن فيه ستين ألف حديث، وقيل ثمانين ألفا، ولكننا، كما يقول الشيخ السعد حفظه الله، لا نستطيع أن نحدد عدد أحاديثه بالضبط، لأن هناك جزءا مفقودا منه.
ورغم ذلك فإن عدد المرفوعات عند أحمد أكبر من عددها عند الطبراني، فالمسند، هو أكبر كتاب في المرفوعات، وأما إذا ضم إلى هذه المرفوعات، الآثار عن الصحابة وما قيل في أوصافهم ووفياتهم وما إلى ذلك، فإن عدد أحاديث معجم الطبراني الكبير أكبر.
المعجم الأوسط:
وهو مرتب على أسماء شيوخ الطبراني، وهم حوالي ألفين، ويقال بأن فيه ثلاثين ألف حديث، وهو من مظان الغريب، وقد أثر عن الطبراني أنه قال: هذا الكتاب روحي (أي المعجم الأوسط).
المعجم الصغير:
وقد خرج فيه عن ألف من شيوخه، مقتصرا غالبا على حديث واحد لكل منهم. حجية السنة ص203و 204.
ومن أبرز معالم منهج الطبراني:
أنه قسم الصحابة إلى قسمين:
قسم له رواية.
قسم ليس له رواية، فهو معجم صحابة، كما تقدم ذكر ذلك.
فما كان فيه من صحابة ليس لهم رواية، فإن الطبراني يعرف بهم من خلال كتب السير والمغازي.
وأما من لهم رواية، فهم إما:
مكثرون من الرواية: وهؤلاء لا يخرج لهم إلا النزر اليسير وربما لا يخرج لهم أصلا، لأنه أفردهم بمسانيد خاصة كأبي هريرة رضي الله عنه، ومن أبرز الأمثلة على عدم استيعابه لأحاديث المكثرين، أنه لم يخرج لأنس رضي الله عنه إلا نحو 40 حديثا فقط، وقد يسهب أحيانا في ذكر أحاديث المكثرين كعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، ولكن الأصل في معجمه، عدم الإسهاب في ذكر رواية المكثرين , وجدير بالذكر أن الطبراني، يورد الأحاديث دون ترتيب، إلا في الصحابة المكثرين ممن لهم تلاميذ كثر، وهؤلاء التلاميذ بدورهم مكثرون، فإنه يرتب أحاديث الصحابي تبعا لمن رووا عنه، فيرتب أحاديث ابن عباس رضي الله عنهما، على سبيل المثال، طبقا للرواة عنه، كعكرمة وسعيد بن جبير.
مقلون من الرواية: وهؤلاء يحرص كل الحرص على استيفاء مروياتهم.
¨ يبدأ بتعريف الصحابي وذكر اسمه كاملا، وكنيته، وأوصافه، وهل يخضب أم لا، وما إلى ذلك، ثم يذكر فضائله، إن ورد فيها أحاديث، ويذكر مغازيه، ثم يورد أحاديثه، وما سبق ذكره من الصفات، يورده الطبراني مسندا، فكل قول يرويه في ترجمة أحد الصحابة مسندا إلى قائله، هو حديث، ولو كان لراو متأخر، كقول يونس بن بكير: توفي معاذ رضي الله عنه سنة 18 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/304)
¨ بدأ بذكر أحاديث الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، ومن ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم، فلم يلتزم الترتيب الأبجدي في ذكر العشرة رضي الله عنهم، ومن ثم أتبعهم بذكر أحاديث بقية الصحابة مبتدئا بأحاديث من عرفت أسماؤهم من رجال الصحابة رضي الله عنهم، ثم أحاديث من عرفت كناهم، ثم أحاديث المبهمين من رجال الصحابة، ثم أحاديث من عرفت أسماؤهن من الصحابيات، ثم من عرفت كناهن، ثم المبهمات من الصحابيات.
¨ اعتمد على الحرف الأول فقط في ترتيبه الأبجدي لأسماء من يروي عنهم، سواءا كانوا من الصحابة، كما في معجمه الكبير، أو من شيوخه كما في معجمه الأوسط، فهو قد يقدم أنس رضي الله عنه على آبي اللحم رضي الله عنه، على سبيل المثال، رغم أن (آب)، مقدمة على (أن) إذا أخذنا في الإعتبار الترتيب الأبجدي كاملا.
¨ يرتب الطبراني أحاديث معاجمه على الأبواب الفقهية أحيانا، وليس دائما.
وأما الموطأت فمن أبرزها موطأ مالك، وأحاديثه تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
¨ المتصل: وكل المرفوع المتصل عند مالك صحيح، بل هو في الصحة كأحاديث الصحيحين، كما ذكر ذلك السيوطي في شرح الموطأ.
¨ المرسل: حيث أن مالك يحتج بالمرسل، وقد رجح بعض العلماء مراسيله على مراسيل التابعين، رغم أنه من طبقة تابعي التابعين، لأنه كان شديد التحري في الرجال، وهو من أعلم الناس برواة المدينة.
¨ البلاغات: حيث أن مالك من طبقة تابعي التابعين، كما تقدم، وعلى ذلك فقد يقول: بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يكون بلاغه إلى صحابي، وهذا يعني أنه أسقط من السند رجلين أو أكثر وهذا يمنع الحكم بإتصال الحديث، ومن الأمثلة على ذلك:
ما رواه الحاكم رحمه الله في معرفة علوم الحديث، بسنده إلى القعنبي عن مالك أنه بلغه أن أبا هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق، قال الحاكم رحمه الله: هذا معضل عن مالك، أعضله هكذا في الموطأ، لأنه أسقط منه رجلين، محمد بن عجلان وأباه، وعرف ذلك من رواية الحديث خارج الموطأ.
وجدير بالذكر أن المقطوعات والمراسيل والبلاغات في موطأ مالك كلها مسندة من طرق أخرى، حيث قام بوصلها الحافظ ابن عبد البر في كتابه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد)، عدا أربعة أحاديث لم يجد لها سندا، فوصلها الحافظ ابن الصلاح في رسالة سماها: (وصل البلاغات الأربعة في الموطأ). (حجية السنة ص199).
مسألة: علو الإسناد عند مالك:
الإمام مالك من طبقة أتباع التابعين، وعليه فإن سنده بلا شك أعلى من سند أصحاب الكتب الستة لأنه متقدم عليهم بطبقتين، فلم يلقه أي منهم، وإنما روى عنه بعضهم بواسطة واحدة، حيث أخرج له البخاري من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي وطريق إسماعيل بن أبي أويس، وروى له مسلم من طريق يحيى بن يحيى الليثي، وأعلى الأسانيد عند مالك هي الأسانيد الثنائية، كروايته عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما.(33/305)
قتل الوزغ
ـ[دريد]ــــــــ[26 - 06 - 04, 07:43 ص]ـ
هل صح شيئ في قتل الوزغ؟ وهل هناك علة ظاهرة لذلك؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 07:56 ص]ـ
الحديث في الصحيحين.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 08:15 ص]ـ
روى البخاري (3307 و 3359)، ومسلم (2237) من طريق عبدالحميد بن جبير بن شيبة، عن سعيد بن المسيب، عن أم شريك، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بقتل الأوزاغ.
وروى البخاري (3306)، ومسلم (2238 و 2239) من طريق الزهري، عن عامر بن سعد، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ، وسماه: فويسقاً.
وروى مسلم (2240) من طرق عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قتل وزغة في أول ضربة؛ كتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك ".
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[26 - 06 - 04, 09:55 ص]ـ
و أما علة قتلها فهي كونها فويسقا كما سماها النبي صلى الله عليه و سلم لذا يستفاد من هذا الحديث أن كل ما سمي فويسقا من الدواب جاز قتله و يؤيد هذا التعليل قول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح من حديث عائشه عن مسلم و غيره قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس فواسق يقتلن في الحرم الفأرة والعقرب والغراب والحديا والكلب العقور).
و الحكمة من تسميته فويسقا ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم في حديث عائشه عن ابن ماجه و صححه الألباني رحمه الله.
قال ابن ماجه رحمه الله حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد عن جرير بن حازم عن نافع عن سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة أنها دخلت على عائشة فرأت في بيتها رمحا موضوعا فقالت يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا قالت نقتل به هذه الأوزاغ فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا أطفأت النار غير الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله).
و الله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 06 - 04, 05:37 م]ـ
رابط قد يفيد في الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18418&highlight=%C7%E1%E6%D2%DB
ـ[السدوسي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 09:48 م]ـ
ومن فقه البخاري رحمه الله أنه أورد بعد ذكر الفواسق الخمس التي تقتل في الحل والحرم أورد الحديث في تسمية الوزغ فويسق ليبين جواز قتله في الحرم.م
ـ[دريد]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البيان ......(33/306)
هل لبس الخاتم وتطويل الشعر سنه؟؟؟
ـ[نايف بن سمير بن سليم]ــــــــ[26 - 06 - 04, 03:19 م]ـ
كثيراً مايسأل طلاب العلم هل لبس الخاتم سنه وكذلك تطويل الشعر هل حقق هذه المسأله احد؟؟؟؟؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 03:54 م]ـ
لقد سبق الكلام عن هذا الموضوع:
فمن أجوبة الطريفي على لقاء شبكة الفوائد:
السؤال الحادي والأربعون: ما حكم إطالة شعر الرأس وهل هو سنة أم لا؟
الجواب: ثبت أن للنبي صلى الله عليه وسلم لمة وظفائر وثبت أن له شعراً يبلغ أذنيه، وثبت أنه حلق رأسه في النسك.
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث
همام حدثنا قتادة عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعره منكبيه.
وروى مسلم من حديث عن حميد عن أنس قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه.
وقد كان لعيسى عليه السلام لمة كما رواه البخاري وغيره من حديث
مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أراني الليلة عند الكعبة فرأيت رجلاً آدم كأحسن ما أنت راء من آدم الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين أو على عواتق رجلين يطوف بالبيت فسألت من هذا؟ فقيل المسيح بن مريم.
وروي في الصحيح من حديث البراء وغيره في صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وثبت أن للنبي جمة ولمة ووفرة قال: أهل اللغة الجمة أكثر من الوفرة فالجمة الشعر الذي نزل إلى المنكبين والوفرة ما نزل إلى شحمة الأذنين واللمة التي ألمت بالمنكبين.
وهذه بحسب اختلاف الحال.
واتخاذ شعر الرأس سنة عادة، فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، كما كان يفعلها سائر العرب، من مسلمين وكفار، وقد جاء في أشعار العرب في الجاهلية مدح من أطال شعرة، وكانت له جمة، وقد قال زياد بن أيوب قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا بأس بتطويل الشعر. خرجه الخلال في الترجل.
يترك الرجل شعره؟ قال: نعم إن قوي عليه وقد سئل أحمد كما عند الخلال في الترجل:
وسئل عن الرجل يتخذ الشعر؟ فقال: سنة حسنة، لو أمكنّا اتخذناه.
ومن العلماء من قال بسنيته، وهو ظاهر قول ابن مفلح في الفروع.
وقد كان مرغباً فيه عند العرب في الجاهلية والإسلام، وللعرب في الجاهلية أشعار في مدح اتخاذ الشعر وتطويله. .
وقال ابن عبد البر في التمهيد: (قد حلق الناس رؤوسهم وتقصصوا وعرفوا كيف ذلك قرنا بعد قرن من غير نكير والحمد لله.
قال أبو عمر: صار أهل عصرنا لا يحبس الشعر منهم إلا الجند عندنا لهم الجمم والوفرات وأضرب عنها أهل الصلاح والستر والعلم حتى صار ذلك علامة من علاماتهم وصارت الجمم اليوم عندنا تكاد تكون علامة السفهاء.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من تشبه بقوم فهو منهم - أو حشر معهم -.
فقيل من تشبه بهم في أفعالهم وقيل من تشبه بهم في هيئاتهم، وحسبك بهذا فهو مجمل في الإقتداء بهدى من الصالحين على أي حال كانو، ا والشعر والحلق لا يغنيان يوم القيامة شيئاً وإنما المجازاة على النيات والأعمال، فرب محلوق خير من ذي شعر ورب ذي شعر رجلا صالحاً.
وقد كان التختم في اليمين مباحاً حسناً لأنه قد تختم به جماعة من السلف في اليمين كما تختم منهم جماعة في الشمال وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الوجهان جميعا فلما غلبت الروافض على التختم في اليمين ولم يخلطوا به غيره كرهه العلماء منابذة لهم وكراهية للتشبه بهم لا أنه حرام ولا أنه مكروه وبالله التوفيق) انتهى كلامه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17318&highlight=%E6%D9%DD%C7%C6%D1(33/307)
حول شبه الجنين .. أرجو الرد سريعا ..
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[26 - 06 - 04, 06:53 م]ـ
بالنسبة لقضية (شبه الجنين لأبيه أو أمه) فقد وردت النصوص أن ذلك نتيجة لسبق ماء الرجل أو المرأة ...
وجدت بعد ذلك عشرات المواقع تلقى بشبهة حول هذا الحديث من علمانيين و منكرى السنة و نصارى ...
و يقولون أنه من المسلم به أن الشبه خاضع لقوانين مندل فى الوراثة و لا يتعلق بحال بأيهما سبق ماؤه ...
بل و سألنى أحد العامة عن هذه الأحاديث و خاصة حديث أم سليم رضى ألله عنها ...
فقلت له دعنى أراجع ... فوجدت رأى للقرطبى أن السبق هنا بمعنى الغلبة و كما فى قوله تعالى (و ما نحن بمسبوقين) ...
فقلت قد يحمل النص على غلبة الصفات فى الحيوان المنوى على الصفات التى فى البويضة ..
و لكن وجدت أن حديث أم سليم يتحدث عن المنى الذى ينزل من المرأة عند الشهوة و هذا أيضا ليس له علاقة بالبويضة القادمة من الرحم ..
أرجو من الإخوة رد مفصل عن هذه القضية حيث أن الأمر منتشر بشدة و لم أجد من رد هذه الشبهة سوى الشيخ الشعراوى رحمه الله و لم يشفى ما فى نفسى ..
و لم جزيل الشكر و المحبة ...
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 08:10 م]ـ
الجواب إن شاء الله كالتالي:
إن مني الرجل يحمل كروموزومات الذكورة والأنوثة، X و Y، ف ( X) للمؤنثة منها، و ( X) للمذكرة منها، بخلاف المرأة فإنها لا تملك إلا الكروموزومات المؤنثة X X،
هنا أقول إذا ما قذف الرجل داخل الرحم تتحلق حيوانات الرجل المنوية حول بييضة المرأة، وتتلاشى كثير من هذه الحيوانات العرجاء منها وذات الرأسين وغيرها كثير، وتبقى القوية منها حول بييضة المرأة، ومنها المذكرة ( Y)، ومنها المؤنثة ( X). والأقوى منهما هو الذي يدخل.
فماذا بعد:؟؟
فإن دخلت الحيوانات المذكرة ( Y) داخل الييضة كان المولود ذكرا لاتقاءه ب ( X) عند المرأة فكانت ( X,Y) ، وإن دخلت الحيوانات المؤنثة ( X) كان المولود أنثى لالتقائه ب ( X) عند المرأة فكانت ( X,X)،
وهنا أقول إن معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا غلب ماء الرجل ماء المرأة، أي غلب حيوان المتعلق بالذكورة الحيوان المتعلق بالأنوثة عند الرجل فدخل، يكون المولود ذكرا أي ( Y,X) ولا يكون إلى للذكر، وإن غلب الحيوان المتعلق بالأنوثة الحيوان المتعلق بالذكورة عند الرجل كذلك فدخل كان المولود أنثى ولا شك أي ( X,X) ولا تكون إلا للأنثى.
أما مسألة الشبه، فما دام أن حيوانات الرجل والمرأة _ وإن كان للمرأة إلا فرصة واحدة في الشهر في اليوم الرابع عشر من أول يوم من أيام الحيض عند المعتادة، أو قبل مجيء حيضها المستقبِل بأربعة عشر يوما _ كلها تشارك في تكوين هذا الجنين _ بإذن الله _ فلا بد وأن يكون هناك شبه بهما أو أحدهما ولو كان شبها خفيفا.
والله أعلم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 10:37 م]ـ
أخي الفاضل مصطفى الفاسي،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
من أين اتيت بهذا التفسير للحديث هدانا الله و إياك؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:03 م]ـ
أخي د هشام عزمي حفظه الله ونفع به
جزاك الله على هذا التنبيه.
إنما تبادر إلى ذهني رواية ابن عباس في المسند عندما سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم اليهودُ أسئلة خمس وفيه
"يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت"
وأصله في البخاري عن أنس عن عبد الله بن سلام أنه سأل النبي خمسة أشياء.
فظننته المراد دون المسألة الشبه،
فأستغفر الله وأتوب إليه.
لكن ما ذكرته _ بعيدا عن الحديث _ من الناحية الطبية صحيح كما هو معلوم. عند من له أبسط إلمام بقضايا الولادة وما يتعلق بها.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:51 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم و يا ليت أحدهم يضع هنا نص الحديث موضع النقاش لتكتمل الصورة.
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[27 - 06 - 04, 02:29 ص]ـ
الأخ مصطفى الفاسى ..
جزاك ألله كل خير للتعقيب ...
الأخ د هشام عزمى .. جزاك ألله خيرا و نفع بعلمك و أعانك على دحض شبهات النصارى و أعداء الدين ..
أوضح أكثر ..
جاءت النصوص النبوية بقضيتين حول صفة الجنين, شبهه لأحد أبويه, و تذكيره أو تأنيثه ..
بالنسبة للتذكير و التأنيث فهناك كلام رائع للزندانى, أفضل نقله فيما بعد كى لا تختلط الأمور ..
أنا أتكلم عن قضية الشبه ...
الإشكال عندى فى الحديث الآتى:
عن أم سلمة؛ قالت:
جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعم. إذا رأت الماء" فقالت أم سلمة: يا رسول الله! وتحتلم المرأة؟ فقال "تربت يداك. فبم يشبهها ولدها".
و فى رواية عند مسلم أيضا:
عن عائشة؛
أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ فقال "نعم" فقالت لها عائشة: تربت يداك. وألت. قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعيها. وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك. إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله. وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه".
و فى رواية البخارى:
: أن أم سليم قالت:
يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت؟ قال: (نعم، إذا رأت الماء). فضحكت أم سلمة، فقالت: تحتلم المرأة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فبم يشبه الولد).
الإشكال يتمثل فى أن الحديث يفيد أن الشبه يأتى نتيجة لسبق ماء المرأة أو الرجل ..
فذهب ابن القيم الى أن الشبه نتيجة للسبق و التذكير و التأنيث نتيجة للعلو ..
و عكس الحافظ الأمر ..
فهل لمنى المرأة الناتج من الشبه و وقت نزوله علاقة بالشبه .. أم للحديث تفسير آخر ..
أرجو أن أكون قد أوضحت ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/308)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:30 ص]ـ
بأمانة السؤال صعب و مكمن الصعوبة في أن ظاهر الحديث يجعل ماء المرأة هو الافرازات المهبلية أو إفرازات عنق الرحم لأن قوله - صلى الله عليه و سلم - (إذا رأت الماء) يُفهم منه هذا.
و هذا لا يتفق و فهمنا أن ماء المرأة المقصود منه نصيبها من التركيب الجيني الوراثي للطفل.
عموماً، اعطني بضعة أيام لمراجعة بعض المسائل و اعود لإجابة سؤالك إن شاء العلي القدير.
ـ[عثمان]ــــــــ[27 - 06 - 04, 08:35 ص]ـ
إخواني بما أنكم فتحتم هذا الموضوع فأود أن أقول:
إن هناك مسأله مشهورة بين العوام ألا وهي: أن الجنين إذا شابه أمه معناه أن الام أثناء الجماع كانت أكثر شهوة.!!
وأيضا الجنين إذا شابه أباه معناه أن الاب أثناء الجماع كان أكثر شهوة.!!
فهل قول العوام في هذا صحيح؟؟؟!!
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 08:37 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عثمان
إخواني بما أنكم فتحتم هذا الموضوع فأود أن أقول:
إن هناك مسأله مشهورة بين العوام ألا وهي: أن الجنين إذا شابه أمه معناه أن الام أثناء الجماع كانت أكثر شهوة.!!
وأيضا الجنين إذا شابه أباه معناه أن الاب أثناء الجماع كان أكثر شهوة.!!
فهل قول العوام في هذا صحيح؟؟؟!!
هذا كلام فارغ لا نذكره إلا للسخرية منه أخي الحبيب:)
ـ[عثمان]ــــــــ[27 - 06 - 04, 09:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدكتور هشام عزمي ونفع بك الامه
ـ[بوشهاب]ــــــــ[28 - 06 - 04, 10:06 ص]ـ
السلام عليكم
عندي ملاحظة, هل قوانين مندل قطعية ام انها مرتكزة عل نظريات قابلة للرد و الاخذ عند اهل الطب و الوراثة؟؟
اذا كانت نظرية, فيسقط الاشكال فهي ليست من العلم القطعي الذي لا يمكن ان يعارضه الوحي, فيكون هناك احتمال ان النظرية خاطئة.
والله اعلم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 - 06 - 04, 10:59 م]ـ
حسب معلوماتي قوانين مندل قطعية و لكنها لا تنطبق على كل الصفات الوراثية بل على عدد قلييييييييييييييل جداً منها و علم الوراثة اكثر تعقيداً بمراحل من قوانين مندل التي يدرسها تلاميذ المرحلة الإعدادية في بلادنا.
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[30 - 06 - 04, 02:28 ص]ـ
أخونا الدكتور هشام عزمى ..
على حسب ما بينت أن قوانين مندل تنطبق على عدد قليل من الصفات الوراثية, فهل يمكن القول أن الصفات التى لو اجتمعت سويا حددت الشبه الى حد كبير ينطبق عليها هذا الحديث, و الصفات الخاضعة لقوانين مندل أقل بحيث لا تؤثر بشكل كبير فى شبه الجنين .. ؟
و هل يمكن القول أن قوانين مندل تصف نتائج و لكنها لا تصف المسببات .. ؟
و أيضا مما يفيد فى حل الإشكال معرفة معنى السبق, هل هو السبق فى النزول, أم السبق إلى الرحم, أم الغلبة أم السبق فى الخروج من غدد افرازه مما يستلزم أن يتدخل الأطباء لفهم هذا الحديث ..
أفيدونا مأجورين إن شاء الله ...
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 - 06 - 04, 03:22 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
من المعلوم طبياً و فسيولوجياً أن المرأة ليس لديها ما يقابل قذف السائل المنوي في الرجل، و إن لديها فقط إفرازات من المهبل و من عنق الرحم و من غدة بارثولين، و لكنها كلها إفرازات ناتجة عن الإثارة الجنسية و تعمل على تهيئة المهبل لعملية الجماع، لكن بالتأكيد ليس هناك ما يقابل القذف عند الرجل.
و عليه فإنه من الخطأ الحديث عن هذه الإفرازات كنوع من الماء المقابل لماء الرجل. . لذا فكلام النبي المعصوم صلى الله عليه و سلم عن (إذا رأت الماء) أو (إذا أبصرت الماء) لا يجوز حمله على معنى الماء المقابل لماء الرجل؛ بل هو ما يفرزه المهبل و عنق الرحم عند حدوث الإثارة الجنسية و هو المستوجب للغسل.
أما حديث الرسول صلى الله عليه و سلم عن ماء المرأة المقابل لماء الرجل فهو عن إفراز المبيض من بويضات (بويضة كل شهر) تلتقي و الحيوانات المنوية و ينتج عنها الجنين: فإن سادت الصفات الوراثية المحمولة على المادة الوراثية الموجودة في الحيوان المنوي (ماء الرجل) كان الجنين أشبه بالأب و إن سادت الصفات الوراثية المحمولة على المادة الوراثية الموجودة في البويضة (ماء المرأة) كان الجنين أشبه بالأم. و هذا هو المقصود بالعلو و هو علو بمعنى السيادة في الصفات الوراثية و الله أعلم.
و حتى يستقيم تفسير الحديث مع العلوم الحديثة لا بد من التفريق بين نوعين من الماء مذكورين في الأحاديث: الماء الذي يستوجب الغسل و ماء المرأة المقابل لماء الرجل. . و نحن قد اضطرنا البرهان العلمي لهذا التفريق فقلنا به مضطرين و إلا فإن العلم الحديث لا يعترف بكون الإفرازات المهبلية لدى المرأة تحتوي على اي عنصر له دخل في تحديد شكل الجنين من الناحية الوراثية.
علماً بأن هناك من أساتذتي من لا يوافق على هذا الرأي و يرى أن الرسول قد قصد شيئاً آخر و أن ما يستوجب الغسل في المرأة هو الوصول إلى ذروة النشوة سواء في الحلم أو في اللقاء الجنسي إن كانت متزوجة، أو التقاء الختانين في حد ذاته و يعلق أحدهم: "لست أدري بالطبع كم واحدة في بلادنا تغتسل كلما أحست إحساساً جنسياً صاحبه بعض الإفرازات المهبلية، و ربما قابلت يوماً من تستحم حتى و إن لم تر الماء لأن نظرها ضعيف، و هي تريد أن تكون في الجانب الآمن"!!
و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/309)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[30 - 06 - 04, 04:33 ص]ـ
إخواني الكرام أظن أن المسألة كلها مبنية على أصل آخر هو هل كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الطب والعلوم المتخصصة وحي أم اجتهاد بشري يخطئ ويصيب؟
والذي أظنه والله أعلم أن كلامه صلى الله عليه وسلم في الأمور الطبية التخصصية، مثل الوصفات الطبية رأي اجتهادي مبني على معارف عصره صلى الله عليه وسلم. وهي من جنس أمور الزراعة مثل تأبير النخل في صحيح مسلم، عندما قال صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم". هذا حديث عائشة وأنس. أما حديث رافع بن خديج عند مسلمدائما ففيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر". قال النووي في شرحه لمسلم: "باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره صلى الله عليه وسلم من معايش الدنيا على سبيل الرأي".
أما ما قاله أحد الإخوة من أن هذا وحي، فالصحيح إن كلام رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام ليس كله وحي، بل فيه أيضا ما هو اجتهاد ورأي كما في الحديث المتقدم باللفظ الصريح. والحمد لله رب العالمين.
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:48 م]ـ
السلام عليكم ..
لى العديد من التعقيبات على كلام الأخوين د هشام و الأخ أبو مروة حفظهما ألله ...
بالنسبة لكلام الأخ أبو مروة, فالظاهر أن هناك لبس عنده بين ما يشير به النبى على صحابته من أمور الدنيا كمثال النخل الذى ذكره, و بين ما يخبر به صلى ألله عليه و سلم عن سنة كونية ..
فالأول هو الذى ذهب العلماء الى جواز إجتهاده صلى ألله عليه و سلم فيه, إذ أنه مجرد رأى يشير به النبى من واقع معرفته بالزراعة مثلا ..
و لم يدعى أحد أن النبى صلى ألله عليه و سلم يعلم الحقائق الكلية و الجزئية عن الزراعة و الكيمياء و و و ...
أما حين يخبر النبى عن سنة كونية كما فى الحديث السابق, فليس هناك مجال للإجتهاد, انما هو خبر أوحاه الله جل و علا إليه. فتنبه أخى الكريم.
و أرجو من الإخوة فى الملتقى الإدلاء برأيهم فى هذه المسألة الأصولية ..
أما بالنسبة لكلام أخونا د هشام عزمى, فأنا لا أرى يا أستاذنا أى ما يدل على تقسيم الماء المذكور فى الحديث الى ماءين ..
و لكن أود طرح الأسئلة الآتية:
1) هل يمكن القول أن الصفات التى لو اجتمعت سويا حددت الشبه الى حد كبير ينطبق عليها هذا الحديث, و الصفات الخاضعة لقوانين مندل أقل بحيث لا تؤثر بشكل كبير فى شبه الجنين .. ؟
2) ما هى النسبى التى علمها العلماء حتى الآن من العوامل المحددة للشبه؟؟
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:51 م]ـ
أود الإضافة أن كلام النبى عن سبق الماء لا يستلزم باضرورة مشاركة هذا الماء فى تكوين الجنين, بل يمكن أن يكون عامل خارجى ...
ـ[أبو مروة]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:05 ص]ـ
أخي الفقير إلى الله حفظك الله، أي فرق بين "ما يشير به النبى على صحابته من أمور الدنيا كمثال النخل ... , و بين ما يخبر به صلى ألله عليه و سلم عن سنة كونية"؟ وهل أمور الدنيا إلا سنن كونية؟
لكني لم أر من العلماء من فرق هذا التفريق، لكنهم يميزون من كلامه الشريف بين و وحي وما هو اجتهاد أو ظن، أو بين ما هو من أمر الدين وما هو من أمر الدنيا.
لذلك قال القاضي عياضفي الشفا: “ أما أحواله في أمر الدنيا فقد يعتقد صلى الله عليه وسلم الشيء منها على وجه يظهر خلافه”.
يروي عبد الله بن عباس حادثة ثالثة فيقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف في النخل بالمدينة، فجعل الناس يقولون: فيها وسق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيها كذا وكذا، فقالوا: صدق الله ورسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، فما حدثتكم من الله فهو حق، وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ”. (أخرجه البزار في مسنده بإسناد حسن، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، ج1/ 739)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:12 ص]ـ
أستسمح وقع اضطراب في كلامي السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/310)
أقول هذا الحديث الذي يرويه ابن عباس وقد في حادثة مستقلة عن حادثة تأبير النخل، ويميز فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم بين "ما حدث فيه عن الله" وهو الوحي، وهو يكون في أمور الدين، وما قال فيه "من قبل نفسه"، فهو اجتهاد ورأي، وهو فيه صلى الله عليه وسلم "بشر يصيب ويخطئ".
ولا ضير في ذلك، ولا انتقاص من قدره الشريف، لأنه كما في الآيات القرآنية الوافرة والأحاديث النبوية الصحيحة بشر من البشر، غير أنه يوحى إليه. والله أعلم وأحكم
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:35 م]ـ
أخى الفاضل أبو مروة ...
ألا توافقنى أخى الفاضل أن الأصل فى كلام النبى صلى الله عليه و سلم أنه (ما ينطق عن الهوى)؟؟
بالنسبة لحديث النخل, فهو كما فى صحيح مسلم:
عَنْ مُوسَىَ بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقَوْمٍ عَلَىَ رُؤُسِ النَّخْلِ، فَقَالَ: "مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟ ".
فَقَالُوا: يُلَقِّحُونَهُ، يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الأُنْثَىَ فَتَلْقَحُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئاً".
قَالَ: فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَلِكَ فَقَالَ: "إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ، فَإِنَّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنَّاً، فَلاَ تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللهِ شَيْئاً، فَخُذُوا بِهِ، فَإِنَّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَىَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ".
من الواضح يا أخى أن هذا الحديث قد قاله النبى صلى الله عليه و سلم من باب إجتهاده فى أمور الدنيا و أحوال المعيشة, و هو هنا يشير الى أن هذا ظن منه. فمن الواضح ان هذا ليس من قبيل الخبر عن الله من سياق القصة و من حيث لفظ الحديث.
قال النووى رحمه الله:
(قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبراً وإنما كان ظناً كما بينه في هذه الروايات.
قالوا: ورأيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أمور المعايش وظنه كغيره فلا يمتنع وقوع مثل هذا ولا نقص في ذلك وسببه تعلق هممهم بالآخرة ومعارفها، والله أعلم.)
و أنت يا أخى الكريم قد نقلت كلام القاضى عياض:
(أما أحواله في أمر الدنيا فقد يعتقد صلى الله عليه وسلم الشيء منها على وجه يظهر خلافه)
و لا شك أن الحديث الذى نتكلم عنه ليس من أمور المعيشة أو أمور الدنيا التى يقصدها العلماء إذ أن النبى لم يشر أو يأمر بشىء, و لا يمكن قياسه على حديث النخل لأن الحديث يفيد الإخبار عن سنة كونية, و ليس أمر من أمور المعيشة التى للإنسان دخل فى فعلها أو عدم فعلها, فهو من باب الأخبار, و لا يمكن بحال أن يخبر النبى بسنة لله فى خلقه أو كونه و تعارض العلم القطعى, و الا كان قد أدى ذلك الى رد كثير من الأحاديث التى يخبر بها النبى عن حقائق فى الكون و فى أنفسنا, و أثبت العلم بعد ذلك صحتها
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 03:44 م]ـ
الرجاء بشدة من مشايخ الملتقى حفظهم الله أن يشاركونا ...
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 - 07 - 04, 03:47 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الفقير الى ربه
الرجاء بشدة من مشايخ الملتقى حفظهم الله أن يشاركونا ...
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 07 - 04, 05:00 م]ـ
ماء المرأة ينقسم إلي ثلاثة أقسام
1:ماء الفرج وهو ما يُعبر عنه بالرطوبة
2: ماء الشهوة وهو ماء غليظ نوع ماء يتدرج إلي اللون الأصفر
3: ماء الترائب كما قال ربي:"يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ "
فهذا الجنين الذي قال الله عن بدأ تكوينه "خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ " يتجمع في بويضة المرأة اعني ماء الرجل وماء المرأة الذي يخرج من ترائبها وهي مقدمة صدرها.
فهذا هو توجيه الحديث ماء الرجل وماء المرأة يلتقيان في البويضة
والله تعالى أعلم
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 07 - 04, 07:06 م]ـ
إلى لإخوة الأفاضل:
هذه المسألة فيها بضعة أحاديث
وقد تكلم عنها ابن القيم رحمه الله وقرر:
أن شيخ الإسلام قال في حديث ثوبان الذي فيه " أذكرا، آنثا " في صحة هذا اللفظ نظر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/311)
وأن سبق الماء له تأثير في الشبه واستدل بحديث أنس في صحيح البخاري وقال إن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشبه وأما الإذكار والإيناث فليس بسبب طبيعي وإنما سببه: الفاعل المختار الذي يأمر الملك به مع تقدير الشقاوة والسعادة والرزق والأجل وقد رد الله هذا إلى محض مشيئته فقال " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور .... " الآية وقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث أم سليم " ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن أيهما علا أو سبق يكون الشبه " فجعل للشبه سببين: علو الماء، وسبقه، فعامة الأحاديث إنما هي في تأثير سبق الماء وعلوه في الشبه وإنما جاء تأثير ذلك في الإذكار والإيناث في حديث ثوبان وحده وهو فرد بإسناده فيحتمل أنه اشتبه على الراوي فيه الشبه بالإذكار والإيناث، وإن كان قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الحق الذي لا شك فيه ولا ينافي سائر الأحاديث فإن الشبه من السبق والإذكار والإيناث من العلو وبينهما فرق وتعليقه على المشيئة لا ينافي تعليقه على السبب كما أن الشقاوة والسعادة والرزق معلقات بالمشيئة وحاصلة بالسبب " إنتهى مختصرا
قلت: في عبارة الإمام ابن القيم " كما أن الشقاوة والسعادة والرزق معلقات بالمشيئة وحاصلة بالسبب " غموض
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله " وعلى هذا لايكون الإذكار والإيناث سببا لعلو ماء الرجل أو المرأة وإنما يؤثر في الشبه فقط أما الإذكار والإيناث فلا وهذا هو الصواب "
وقال ابن حجر في كلام مهم "
قوله نزع الولد بالنصب على المفعولية أي جذبه إليه وفي رواية الفزاري كان الشبه له ووقع عند مسلم من حديث عائشة إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله ونحوه للبزار عن بن مسعود وفيه ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما أعلى كان الشبه له والمراد بالعلو هنا السبق لان كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله فهو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للاعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكر لا أنثى وعكسه والمشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه قال القرطبي يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق قلت والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث والعلو علامة الشبه فيرتفع الاشكال وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه وينقسم ذلك ستة أقسام الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه والثاني عكسه والثالث أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة والرابع عكسه والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه والسادس عكسه
المقرئ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 09:29 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي
أما حديث الرسول صلى الله عليه و سلم عن ماء المرأة المقابل لماء الرجل فهو عن إفراز المبيض من بويضات (بويضة كل شهر) تلتقي و الحيوانات المنوية و ينتج عنها الجنين: فإن سادت الصفات الوراثية المحمولة على المادة الوراثية الموجودة في الحيوان المنوي (ماء الرجل) كان الجنين أشبه بالأب و إن سادت الصفات الوراثية المحمولة على المادة الوراثية الموجودة في البويضة (ماء المرأة) كان الجنين أشبه بالأم. و هذا هو المقصود بالعلو و هو علو بمعنى السيادة في الصفات الوراثية و الله أعلم.
لعل هذا أحسن ما قيل في تفسير الحديث. أما تفسير ابن حجر فبعيد.
=======
ملاحظة:
حديث «أنتم أعلم بأمور دنياكم»
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/312)
أخرج مسلم في صحيحه في الأصول: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وأبو كامل الجحدري –وتقاربا في اللفظ وهذا حديث قتيبة– قالا حدثنا أبو عوانة عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: مررت مع رسول الله ? بقوم على رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح. فقال رسول الله ?: «ما أظن يُغني ذلك شيئاً». قال فأُخبِروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسول الله ? بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه. فإني إنما ظننت ظناً. فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل».
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (15\ 116): «قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبراً، وإنما كان ظناً كما بيّنه في هذه الروايات».
وأخرج مسلم في الشواهد:
حدثنا عبد الله بن الرومي اليمامي وعباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري قالوا حدثنا النضر بن محمد (مستور) حدثنا عكرمة –وهو ابن عمار– (مدلّسٌ فيه كلام) حدثنا أبو النجاشي حدثني رافع بن خديج قال: قدم نبي الله ? المدينة وهم يأبرون النخل –يقولون يلقحون النخل– فقال: «ما تصنعون؟». قالوا كنا نصنعه. قال: «لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً». فتركوه فنفضت أو فنقصت. قال فذكروا ذلك له، فقال: «إنما أنا بشر. إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به. وإذا أمرتكم بشيء من رأي، فإنما أنا بشر». قال عكرمة: «أو نحو هذا» (قلت هذا دلالة على عدم حفظه). قال المعقري: «فنفضت»، ولم يشك.
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن الأسود بن عامر، قال أبو بكر حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة (له أوهام كثيرة): عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن ثابت عن أنس: أن النبي ? مَرَّ بقوم يلقحون. فقال: «لو لم تفعلوا لصلح». قال فخرج شيصا. فمر بهم، فقال: «ما لنخلكم؟». قالوا: قلت كذا وكذا. قال: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (ص29): «عادة مسلم أن يرتب روايات الحديث بحسب قوتها: يقدم الأصح فالأصح. قوله ? في حديث طلحة "ما أظن يغني ذلك شيئاً"، إخبارٌ عن ظنه. وكذلك كان ظنه، فالخبرُ صِدقٌ قطعاً. وخطأ الظن ليس كَذِباً. وفي معناه قوله في حديث رافع "لعلكم ... ". وذلك كما أشار إليه مسلم أصح مما في رواية حماد (بن سلمة)، لأن حماداً كان يخطئ. وقوله في حديث طلحة "فإني لن أكذب على الله" فيه دليلٌ على امتناع أن يكذب على الله خطأ، لأن السياق في احتمال الخطأ. وامتناعه عمداً معلومٌ من باب أولى، بل كان معلوماً عندهم قطعاً».
يتبين من الرواية الصحيحة أن النبي ? لم يقل «أنتم أعلم بأمر دنياكم» وحاشاه أن يقول ذلك. كما بيّن النبي ? أن ذلك مجرد ظنٌّ منه. وبهذا يُعلم أن ذلك ليس نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً، وهذا ضابط مهم في الفقه. فقال منذ البداية «ما أظن»، ولم ينههم. ثم أكد على هذا البيان مرة أخرى حين بلغه ما بلغه، فقال: «فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن». فالله الذي رضي لنا الإسلام دينا إلى يوم القيامة، أعلم بأمور دنيانا منا.
ونلاحظ كذلك أنه لم يكن يخاطبهم أصلاً، ولم يسمعوه هم يتكلم بل نقل هذا الكلام عنه أحد أصحابه. فلما علم بذلك، أخبرهم أن ذلك كان من الظن (كما صرح أول مرة) ولم يكن خبراً من الله. فلم يتركوا تلقيح النخل أصلاً، كما في الروايتين الضعيفتين اللتين في الشواهد. ففي إسناد الشاهد الأول عكرمة بن عمار، وفيه كلام. وبالغ ابن حزم فاتهمه بالكذب ووضع الحديث كما في كتابه الإحكام (6\ 199). وهو غير عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس، فلا تخلط بينهما. والراوي عنه هو النضر بن محمد، فيه جهالة، لم يوثقه إلا العجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وتوثيقهما أضعف أنواع التوثيق. وإخراج مسلم له ليس بتوثيق، لأنه في الشواهد لا في الأصول.
كما أن في إسناد تلك الرواية الموضوعة حماد بن سلمة. وهو وإن كان من أئمة أهل السنة، فهو كثير الأوهام خاصة لما كبر. وفوق هذا فهو يروي بالمعنى ويتوسع جداً بهذا، وكثيراً ما يتحرّف الحديث ويصبح حسب فهمه أو وهمه. قال عنه ابن حبان في صحيحه (1\ 154): «كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون ويونس وخالد وقتادة عن ابن سيرين، فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ». وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (9\ 66): «حماد ساء حفظه في آخر عمره». وروى الذهلي عن أحمد أنه قال: «كان حماد بن سلمة يخطئ –وأومأ أحمد بيده– خطأً كثيراً». وقال الذهبي في "السير" (7\ 446): «قال أبو عبد الله الحاكم: قد قيل في سوء حفظ حماد بن سلمة، وجمعه بين جماعة في الإسناد بلفظ واحد، ولم يخّرج له مسلم في الأصول إلا من حديثه عن ثابت، وله في كتابه أحاديث في الشواهد عن غير ثابت». وكلام الحاكم موجود مطولاً بالأمثلة في كتابه "المدخل إلى الصحيح" باب "من عيب على مسلم إخراج حديثه والإجابة عنه". وأشار الترمذي في علله (1\ 120) إلى أن بعض أهل الحديث قد تكلموا في حفظ حماد. ونقل الذهبي في السير (7\ 446 و 452) والزيلعي في نصب الراية (1\ 285)، عن البيهقي في "الخلافيات" أنه قال في حماد بن سلمة: « .. لما طعن في السن ساء حفظه. فلذلك لم يحتج به البخاري. وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سُمِعَ منه قبل تغيّره. وأما سوى حديثه عن ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثاً في الشواهد دون الاحتجاج. فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات». قلت وهو هنا قد أخطأ وخالف بروايته رواية الثقات، والكتاب والسنة وأمراً معلوماً من الدِّين بالضرورة، وهو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء، بما في ذلك أمور دنياهم.
وهذه الزيادة الباطلة صارت مفتاحاً لبني علمان ضدنا. حتى أن أحد العلمانيين كتب كتاباً بعنوان «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، يدعو به للفصل بين الدين والسياسة، وهذا كفرٌ وردة بلا خلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/313)
ـ[بوشهاب]ــــــــ[04 - 07 - 04, 10:04 ص]ـ
هذا كلام للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق,
(10) لماذا يأتي الولد تارة لأبيه وتارة لأمه.
* الاعتراض العاشر هو:
يقول محمد أن جبريل كشف له عن سر تشابه الطفل لأبيه أو لأمه. (فبالنسبة لتشابه الطفل لوالديه: إذا حدثت علاقة جنسية بين الرجل وزوجته فإذا أفرز الرجل أولا كان الطفل مشابها لأبيه وإذا أفرزت المرأة أولا كان الطفل مشابها لها) (جزء 4:نمرة 546). فمن من المسلمين في هذا العصر مستعد لإثبات أن أسبقية الإفراز هي السبب الأساسي للصفات الجسمانية لأطفالنا؟
* الجواب:
إن هذا الحديث صحيح وهو موجود أيضا عند أهل الكتاب، فقد سأل عبدالله بن سلام رضي الله عنه وهو حبر اليهود وعالمهم رسول الله عن ذلك فانتظر الرسول الوحي ونزل عليه بذلك. وليس المراد بالسبق هو القذف أولا .. وإنما المراد به هو الغلبة فقد جاء الحديث يلفظ فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة خرج الولد لأبيه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل خرج الولد لأمها والعلو هو الظهور والغلبة والسبق.
وقد قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي لم تكن العرب ولا غيرها يعلمون أن للمرأة ماءا أو أن الولد يخلق باجتماع ماء المرأة وماء الرجل، فما كان هذا معلوما قط.
وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، وبراهين رسالته، وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا. والشاهد أن العلو هو الغلبة .. وستظل كيفية هذه الغلبة غير معلومة للبشر، رحمة من الله بعباده لأنهم لو عرفوا سر ذلك لفسدت حياتهم إذ من هو على استعداد لينجب الأنثى إذا كان في مقدور كل أحد أن يتحكم في نوع المولود الذي يريد؟ فنحمد الله أن جعل ذلك مما استأثره بعلمه وإلا لفسدت حياة البشر على الأرض، ولقد أخبر رسول الله في ذلك الشأن بما يدل حقا وصدقا على أنه رسول الله ..
والحمد لله رب العالمين، الذي أكرمنا وأكرم البشرية جمعاء ببعث هذا النبي الكريم الخالد محمد ابن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه، وعلى سائر إخوانه المرسلين الذين دعوا جميعا إلى توحيد رب العالمين، وأنه الإله الواحد الفرد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وسبحان الله رب العالمين وسلاما على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
المصدر: الرد على أسئلة (توني بولدروجوفاك) وتشكيكاته حول
القرآن الكريم والنبي العظيم
http://www.salafi.net
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 07 - 04, 05:12 ص]ـ
أخي محمد الأمين حفظه الله لي رأي فيما كتبت من جانبين الرواية والدراية.
أما الأول فقد أخرج البزار قال: "حدثنا أبو كامل الجحدري قال: نا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه قال:: (مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل فرأى قوماً في رؤوس النخل يلحقون فقال: ما تصنعون أو مايصنع هؤلاء؟ قال: يأخذون من الذكر ويجعلون في الأنثى فقال: ما أظن هذا يغني شيئاً فبلغهم ذلك فتركوه فصار شيصاً فقال: أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم، وإني قلت لكم ظناً ظننته فما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله تبارك وتعالى.) ".
فهذا سند مثل الشمس، والنص يتضمن قريبا من العبارة التي عددتها موضوعة.
ثم قال البزار: حدثنا أحمد بن عبدة قال: أنا حفص بن جميع عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (بنحوه وقد روى هذا الحديث عن سماك إسرائيل و أسباط بن نصر وغير واحد، ولا نعلم يروى عن طلحة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.
وعبارة تمييز المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم بين أمور الدين وأمور الدنيا واردة في أحاديث أخر أرجو أن أجمعها أو يجمعها غيري في المستقبل إن شاء الله.
أما من حيث المعنى فلا ضير ألا يعلم الرسول عليه السلام بعضا من أمور الدنيا أو يخطئ فيه. على ذلك جماهير العلماء. فهو صلى الله عليه وسلم لم يبعث لبيان أمور الدنيا بل لبيان أمور الدين. وقد سردت بعض كلام القاضي عياض سايقا. ولابن القيم قريب من هذا المعنى في مفتاح دار السعادة أثناء مناقشة معاني قوله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة". والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 07 - 04, 05:17 ص]ـ
أضيف وأقول أن لا علاقة بين العبارة التي نتحدث عنها والعلمانية. والذين يستغلونها إنما يفعلون ذلك من باب إرادة الباطل بقولة حق. وليس معناها أن كل أمور الدنيا متروكة للإنسان دون توجيه الوحي وأحكام الشريعة، فهذا باطل ترده النصوص الوافرة من الكتاب والسنة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 07 - 04, 06:19 ص]ـ
كيف إسناده كالشمس وقد خالف فيه الجحدري لإمام الحفظ قتيبة؟ إذ روى هذا الحديث عن أبي عوانة ولم يذكر تلك الزيادة المنكرة. ولا تصح. ومع ذلك فسياق الخبر أحسن بكثير من سياق حديث حماد.
والشيء المعلوم عندنا من الدِّين بالضرورة، هو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء، بما في ذلك أمور دنياهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/314)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 07 - 04, 05:21 م]ـ
أخي محمد الأمين رأيي ـ والله أعلم ـ أن رواية أبي كامل الجحدري فيها زيادة على رواية قتيبة بن سعيد، وهذه زيادة ثقة لا مخالفة. وأظن أن حديث حماد بن سلمة عن عائشة شهد قوي. فما رأيك؟
والحديث ليس فيه أنهم أعلم بأمور الدنيا من الله تعالى، حاشا لله، بل فيه ـ أخي الحبيب ـ أنهم أعلم بأمور الدنيا من النبي صلى الله عليه. ولا ضير في ذلك على ما علمت. فقد قال القاضي عياض في الشفا: "أما أحواله في أمر الدنيا فقد يعتقد صلى الله عليه وسلم الشيء منها على وجه يظهر خلافه”.
يروي عبد الله بن عباس فيقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف في النخل بالمدينة، فجعل الناس يقولون: فيها وسق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيها كذا وكذا، فقالوا: صدق الله ورسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، فما حدثتكم من الله فهو حق، وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ”. (أخرجه البزار في مسنده بإسناد حسن، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، ج1/ 739)
والله أعلم
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[07 - 07 - 04, 08:52 ص]ـ
لعل أقرب الإجابات منطقية هى تفسير السبق بالغلبة للكروموزومات فى الحيوان المنوى على تلك التى فى البويضة ..
و لكنى أرى أن النبى يتكلم عن الماء النازل من المرأة نتيجة الشهوة.
و هذا فى حد علمى ليس له أى علاقة بالبويضة إنما هو من افرازات المهبل و عنق الرحم ..
فما الدليل على حمله على ماء البويضة؟؟؟؟؟
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[08 - 07 - 04, 08:13 ص]ـ
أرجو من الإخوة التوضيح.
كيف يمكن حمل معنى الماء فى الحديث على البويضة و سياق الحديث عن إحتلام المرأة؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[10 - 07 - 04, 08:42 م]ـ
يا مشايخنا ..
حتى الآن 30 رد و لم نجد رد واحد مقنع ...
أرجو من الإخوة التوضيح.
كيف يمكن حمل معنى الماء فى الحديث على البويضة و سياق الحديث عن إحتلام المرأة؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 12:37 ص]ـ
رأيي الذي سبق و قلته و لم يفنده احد أو يأتي بخير منه هو أن الرسول صلى الله عليه و سلم يتحدث عن مائين و ليس مائًا واحدًا و الله أعلم.
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[11 - 07 - 04, 09:56 م]ـ
هل من مفند لرأى الدكتور هشام .. ؟؟؟
و أشهد ألله على حبى لك فى الله يا دكتور هشام ..
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[13 - 07 - 04, 03:50 م]ـ
السلام عليكم ..
يا إخوة قد قررت أن هذه الشبهة يلقيها علينا النصارى و العلمانيين بل و حتى الرافضة ..
و لو أردتم قائمة بأسماء تلك المواقع لأفدتكم ..
أرجو من المشايخ عبد الرحمن الفقيه و محمد الأمين و كل مشايخ الملتقى المشاركة لدحض هذه الشبهة ...
و أقرب الإجابات هى تقسيم الماء المذكور فى الحديث إلى مائين, و لكنى أراه رد غير مقنع لأن النبى صلى ألله عليه و سلم ذكر الشبه (فمما يكون الشبه) بعد السؤال عن ماء الإحتلام ..
ارجو أخذ الموضوع باهتمام أستحلفكم بالله ...
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 12:11 ص]ـ
نعم هو غير مقنع إلى حد ما و لكني اضطررت إليه اضطرارًا كما وضحت في مشاركتي.
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[18 - 07 - 04, 05:47 م]ـ
من الإخوة محاولة حل هذا الإشكال و لو بسؤال علمائنا .. حيث أن كل من سألت لم يشفى ما فى صدرى ...
أرجوكم المساعدة يا إخوة ..
ـ[الدرعمى]ــــــــ[18 - 07 - 04, 07:20 م]ـ
أخى الكريم لا أكون مبالغًا إن قلت لك إننى والحمد لله لا أجد أى مشكلة فى لفظ هذا الحديث لماذا تعتبر سبق الماء علة فى شبه الجنين بمعنى السبب ولماذا لا يكون بمعنى العلامة أو الأمارة أو مطلق التعلق وينتهى كل هذا الجدال.
على كل حال هذه وجهة نظرى المتواضعة جدًا ويبقى قول علمائنا الأفاضل هو الفيصل فى تلك المسأله التى لا أراها على هذه الدرجة من الخطورة والتعقيد.
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[19 - 07 - 04, 04:47 م]ـ
أخى الكريم الدرعمى ...
أشهد الله أنى أحبك فى الله ..
هلا وضحت أكثر أخى الكريم.؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[19 - 07 - 04, 05:03 م]ـ
وجهة نظر جيدة أخي الدرعمي!
ما راي باقي الأخوة الأفاضل؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 11:51 ص]ـ
تحديد جنس الجنين .. دراسة شرعية طبية
د. عبدالرشيد قاسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/315)
جاءت السنة النبوية بتفسير تكون جنس الجنين، وللعلماء المتقدمين والمعاصرين تفسيرات حولها. والأحاديث أشهرها ما يلي:
1 - حديث ثوبان: "أن يهودياً جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: جئت أسألك عن الولد؟ قال: ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله، قال اليهودي: لقد صدقت وإنك لنبي" (3).
2 - حديث أم سليم ولفظه: "أن ماء الرجل غليظ أبيض وماء المرأة رقيق أصفر فمن علا أو سبق يكون منه الشبه" (4).
3 - حديث عبد الله بن سلام ولفظه: "وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه به، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها" (1).
4 - حديث عائشة بلفظ: "وهل يكون الشبه إلا من قِبَلِ ذلك، إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه" (2).
فهذه الأحاديث تبين سبب الشبه لأحد الأبوين وسبب الإذكار والإيناث صادرة من مشكاة النبوة. ولكن يحتاج إلى فهم دلالتها اللغوية ثم بيان التفسيرات لها وهي تدور حول لفظين: (العلو – السبق) وهذا أصل معناها في اللغة:
قال ابن فارس: "علو: العين واللام والحرف المعتل ياء كان أو واواً أو ألفاً أصل واحد يدل على السمو والارتفاع لا يشذ عنه شيء" (3).
أما السبق فقال: "سبق: السين والباء والقاف أصل واحد صحيح يدل على التقدم" (4).
ولنسوق توجهيات المتقدمين للأحاديث:
أولاً: ذهب ابن القيم في تفسير السبق والعلو إلى إن سبق أحد المائيين سبب لشبه السابق ماؤه، وعلو أحدهما سبب لمجانسة الولد العالي ماؤه.
فهنا أمران: سبق وعلو، وقد يتفقان وقد يفترقان، فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة وعلاه، كان الولد ذكراً أشبه بالرجل، وإن سبق ماء المرأ ة وعلا ماء الرجل كانت أنثى والشبه للأم، وإن سبق أحدهما وعلا الآخر كان الشبه للسابق ماؤه والإذكار والإيناث لمن علا ماؤه (1).
ثانياً: وحكى النووي أن العلو والسبق بمعنى واحد فتكون اللفظتان معناهما واحد، وقيل: أن المراد بالعلو الكثرة والقوة، أي بحسب كثرة الشهوة فإن كانت للرجل أذكر بإذن الله وإن كانت المرأة أكثر شهوة آنث بإذن الله (2).
ثالثاً: ذهب ابن حجر إلى تأويل العلو الوارد في حديث عائشة بالسبق لأن كل من سبق علا شأنه فهو علو معنوي وهو يؤثر بالشبه بالأخوال والأعمام، أما حديث ثوبان تأثير العلو فيه بالتذكير والتأنيث قال ابن حجر: "والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة، وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث، والعلو علامة الشبه فيرتفع الإشكال، وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغموراً فيه، فبذلك يحصل الشبه، وينقسم ذلك إلى ستة أقسام:
الأول: أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه، الثاني: عكسه، والثالث: أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر، فتحصل الذكورة والشبه للمرأة، والرابع: عكسه، والخامس: أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه، والسادس: عكسه" (3).
وهذه اجتهادات من علماء السلف تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث وعرضها على نتائج البحوث المعاصرة حيث تهيأ في هذا الزمان من الوسائل والأجهزة ما لم يكن في الماضي، ويكفي أنهم وضعوا لبنات في توجيه الأحاديث وأصاب عدد منهم كبد الحقيقة كما سيأتي. وقد بينت بشيء من التفصيل الطرق المساعدة التي يرى الأطباء أنها ترجح جنس المولود في كتابي "اختيار جنس الجنين" دراسة فقهية طبية طبع ونشر دار الأسدي بمكة المكرمة.
أما المعاصرون فقد فسروا الحديث بعدة تفسيرات، ومن أبرزها:
الأول: إذا علا مني الرجل مني المرأة: أي جاء فوقه. وبالطبع لا يأتي شيء فوق شيء إلا إذا كان هذا الشيء موجوداً قبل، وهذا يعني أن المرأة تصل إلى ذروتها فيأتي سائله المنوي بعد إفرازات المرأة ويأتي فوقه، وفي هذه الحالة يأتي المولود ذكراً بإذن الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/316)
وأما إذا علا مني المرأة مني الرجل أي إذا وصلت المرأة ذروتها وقذفت بالسوائل في المهبل بعد أن يقذف الرجل سائله المنوي في مهبلها وتأتي إفرازاتها على سائل الرجل المنوي فإن المولود يكون أنثى حيث يصل الرجل أولاً ثم المرأة ووصول المرأة لذروتها بعد الرجل يساعد على إنجاب البنات (1).
فهذا التفسير يقوم على الوصول للشهوة وإنزال الماء قبل الآخر، وأنه سبب لتحديد جنس الجنين.
لكن هناك من الأطباء من عكس النتيجة حيث قال: "إن جنس الجنين يتوقف على أي من الزوجين ينزل أولا، فإذا ما أنزل الرجل أولاً كان المولود ذكراً بإذن الله تعالى، وإذا ما أنزلت المرأة أولا كان المولود أنثى بإذن الله تعالى، وقد أرجعوا هذا إلى أن التفاعل الكيميائي لماء المرأة يختلف عن تفاعل ماء الرجل وأن النطف المذكرة يختلف تفاعلها عن النطف المؤنثة، فإذا اختلف التفاعل داخل المهبل نتيجة مَنْ مِن الزوجين ينزل أولاً اختلف نشاط النطف فسبق الذكران أو سبق الإناث، والله تعالى أعلم " (1).
الثاني: السبق يأتي بمعنى الغلبة، كما قاله القرطبي لقوله تعالى:) وما نحن بمسبوقين أي مغلوبين (2).
فالسبق في حديث الشبه هو سبق غلبة فمن المعلوم أن الحوين يحمل في جيناته صفات وراثية سائدة (غالبة) أو متنحية (مغلوبة) وكذلك تحمل البييضة في صبغياتها صفات وراثية سائدة (غالبة) أو متنحية (مغلوبة) فلو حدث أن لقح حوين يحمل صفات غالبة بييضة تحمل صفات مغلوبة لأتى الولد شِبْهَ أبيه، والعكس، وبذلك يكون السبق الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم هو غلبة حوين الرجل بص فاته القاهرة الغالبة أو غلبة بييضة المرأة بصفاتها القاهرة الغالبة أو السائدة فيأتي الولد شبه أمه، فالحديث إذاً يتعلق بالشبه ولم يذكر الأنوثة والذكورة.
أما الحديث الآخر: "فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنث بإذن الله …".
الحوينات المنوية في الرجل نصفها يحمل الصبغي المذكر ( Y ) والنصف الآخر يحمل الصبغي المؤنث ( X ) أما بييضة المرأة فلا تحمل إلا الصبغي المؤنث ( X ) وحده، فإذا تلقحت البييضة بحوين يحمل الصبغي المذكر ( Y ) أصبح في النطفة الأمشاج الصبغيان الجنسيان ( X) و ( Y ) وكان الجنين ذكراً، وأما إذا تلقحت البييضة بحوين يحمل الصبغي المؤنث ( X) أصبح في النطفة الأمشاج الصبغيان ( X ) و ( X) المتماثلان وكان الجنين أنثى.
فالحاصل أن العلو هاهنا باعتبار وصول الخلية المنوية الذكرية ( Y ) والذي يتأثر بالوسط الكيميائي في المهبل فإذا غلب ووصل للبييضة قهرها وأذعنت لها البييضة وكان المولود ذكراً، وأما إذا وصلت الخلية الأنثوية القوية فإن البييضة يعلو كعبها وتنتصر لبنات جنسها وتفرض على الحوين الذي أتاها من ذكر غلبتها، وهو أن يكون الجنين أنثى بإذن الله، وبذلك يعلو ماء المرأة وتفرض بييضتها على الجنين جنسها (1).
وهذا الحديث يقوم على إفراد حديث الشبه بالصفات الوراثية السائدة، والمتنحية وحديث العلو بالتذكير والتأنيث، وأيضاً يصب التحديد كله على مني الرجل فقط، بينما تبقى البييضة مستقبلة، وظاهر الحديث بخلافه حيث إن مفهومه اشتراك المائيين في التحديد، فعلو ماء المرأة يقابله علو ماء الرجل، وهذا يدل على أن للمرأة دخلاً في تحديد الجنس. والله أعلم.
الثالث: إن حدوث الجماع خلال الإثني عشر ساعة التي تسبق الإباضة حين تتحول فيه ذروة المخاط – الذي يخرج من عنق الرحم – وفحص التمدد إلى الأكثر سمكاً وأقل صفاء أدعى لترجيح الجنين للذكورة، وذلك إذا حدث الجماع وقذف الرجل مباشرة (علا ماء الرجل) قبل خروج البييضة مع الماء الذي يحيطها بحويصلة جراف (ماء المرأة) أذكر. والله أعلم (2).
وهذا الرأي مبني على تفسير العلو بسبق خروج ماء الرجل ماء المرأة (البييضة)، وعليه فمن أراد الحصول على ذكر جامع قبل التبويض بهذه الفترة المذكورة وقبل خروج البييضة فيتحقق السبق والعلو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/317)
الرابع: أن المراد بالعلو الغلبة؛ لأن هذا هو المفهوم من الحديث الذي أوضح أن العلو يكون بعد الاجتماع، وهي مرحلة متأخرة عن السبق، وعند الاجتماع ينتهي السبق وتبدأ الغلبة، ففي قوله عليه الصلاة والسلام: "فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنث بإذن الله " وما يدل على أن هناك فعلين يحدثان:
الأول: انفصال مني الرجل ومني المرأة عن أماكن تخلقهما.
والثاني: التقاء هذين المنيين واجتماعهما في محل واحد وهو فرج المرأة.
ثم بعد الانفصال والالتقاء يكون العلو إما من مني الرجل وإما من مني المرأة، ولا يمكن اعتبار العلو إلا الغلبة؛ لأن السبق يكون منتهياً عند الاجتماع والاختلاط بين المنيين، إذ السبق كالمسابقة لابد من المفاعلة بين أمرين، وبما أن الاجتماع أحال المنيين إلى شيء واحد، فإن القول بالسبق لم يعد له وجود بعد الاختلاط والامتزاج، فتكون الغلبة بالعلو هي علة التذكير والتأنيث.
أما حديث الشبه فهو إما أن يكون الشبه في الجنس من حيث التذكير والتأنيث أو أن المراد بالشبه شبه الخلق والصورة فيكون الابن شبيهاً بالأب في مظهره وصورته أو شبيهتاً الأم في مظهرها وصورتها.
وليس هناك ما يمنع أن يكون كلا الأمرين مراداً ومقصوداً، فقد يشبه المولود أحد أبويه في صورته ومظهره، حيث جاء في بعض الأحاديث الأخرى الواردة في الموضوع أن مني الأب إذا علا مني الأم أشبه ال ولد أعمامه في صورتهم، أما إذا علا مني الأم مني الأب أشبه الولد أخواله (1).
وهذا التحليل لم يوضح معنى العلو بدقة، ولم يربطه بسبب عملي، ولعل التفسير التالي هو الذي ينشرح له الصدر.
الخامس: ثبت أن ماء الرجل قلوي وماء المرأة حمضي .. فإذا التقى الماءان وغلب ماء المرأة ماء الرجل وكان الوسط حامضياً تضعف حركة الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الذكورة وتنجح الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الأنوثة في تلقيح البييضة فيكون المولود أنثى. والعكس صحيح (1).
ويبدو أن هذا التفسير الأخير هو الذي يتفق مع ظاهر الحديث، والذي وصل إليه العلم مؤخراً. ولعل من المناسب أن أسوق قصة الوصول لهذه الفائدة النفيسة، التي ذكرها الزنداني، وحاصلها يقول: "كنت أبحث عن حديث رسول الله e : " إذا علا ماء الرجل …" الحديث النبوي يذكر سنة مادية لحدوث الذكورة والأنوثة، أخذنا نبحث عن جواب لهذا السؤال، فأرسلنا إلى فرنسا وإلى بريطانيا وإلى ألمانيا وإلى أمريكا وإلى اليابان نبحث عمن يجيبنا عن هذا السؤال، فكان الجواب بالنفي في العام قبل الماضي.
وفي العام الماضي بدأنا نجد بداية جواب في "عالم الحيوان" …قالوا: إن هناك شيئا يشير إلى هذا .. ليس في الإنسان ولكنه في الحيوان .. فقد وجدوا في بعض الحيوانات إفرازات الذكر قلوية والأنثى حمضية .. فإذا التقى الماءان وتغلبت الحموضة التي للأنثى على القلوية التي للذكر فإن الفرصة تتاح لأن يلقح الحيوان المنوي الذي يحمل الأنوثة، ولا تتاح الفرصة للحيوان المنوي الذي يحمل الذكورة. أي إذا غلبت صفة الحموضة (التي هي من خصائص الأنثى) كان الناتج أنثى، وإذا غلبت "خصائص الذكورة القلوية" كان الناتج ذكراً، فجربوها في فرنسا على الأبقار لزيادة الإناث فحققت نتائج 70% ثيران و30% أبقار .. فأرجؤوا التجارب .. هم في بداياتهم .. وفي العام الماضي جاءنا هذا الخبر، ففي المؤتمر الطبي الذي عقد بالدمام "جامعة الملك فيصل" حضره مجموعة من مشاهير العلماء في العالم فقالوا: لا يوجد سوى شخص واحد يستطيع أن يجيبكم عن هذا السؤال .. قلنا: من هو؟ قالوا: هو البروفيسور "سعد حافظ" مسلم مصري .. أين هو؟ قالوا: في أمريكا .. لم يكن بالمؤتمر، تقابلنا معه بعد ذلك. وقلنا له: عرفنا بنفسك قال: مؤسس علم جديد في العالم أسمه: "علم العقم عند الرجل" .. وأنه رئيس مجلتين علميتين في أمريكا، وله 34 كتاباً، وقد عكف على دراسة "العلاقة بين ماء الرجل وماء المرأة" عشر سنوات مستخدماً الميكروسكوب الإلكتروني والكمبيوتر و "صدفة" وصلت إلى النتيجة التي نقولها في هذا الحديث!! "حقيقة صحيحة 100%" ماء الرجل قلوي، وماء المرأة حمضي، فإذا التقى الماءان وغلب ماء المرأة ماء الرجل، وكان الوسط حامضياً، تضعف حركة الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الذكورة، وتنجح الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الأنوثة في تلقيح البييضة، فيكون المولود أنثى، والعكس صحيح! سبحان الله!!
وقلت: إن هذا ذكر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم .. قال: هذا صحيح 100%، ولكن لعلمكم هو لا يزال سراً علمياً إلى الآن لا يعلمه أحد في العالم، وما زال في أدراجي في الجامعة، ولم آخذ إذناً من الجامعة لنشره، ولكن تقدم أبحاثكم هو الذي أرغمني على أن أحدثكم عن هذا السر .. قلنا له: الذي أخبرتنا عنه هو حالة واحدة من "ست حالات" ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم وشرحها علماء المسلمين لتحديد العلاقة بين ماء الرجل وماء المرأة، فقال بلهجته المصرية: "أبوس إيدك قل لي ما هي؟! " فأقول لكم غداً: "أبوس إيديكم" "لا تصدقوا الصحف" فإنهم سيضخمون الأمور وسيكبرونه، واعلموا أن الأمر مرهون بمشيئة الله سبحانه وتعالى (1)
http://www.lahaonline.com/Studies/
السؤال
andA/a1-24-02-2004.doc_cvt.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/318)
ـ[أبو فاطمة الزعفراني]ــــــــ[13 - 03 - 05, 09:25 ص]ـ
لعل في هذا البحث المنقول ما يفيد في هذا الموضوع
العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين
اختيار جنس المولود
مقدمة وتعريف
العزل هو إحدى الوسائل المستخدمة لتنظيم الحمل، ويتلخص تعريفه بأنه أثناء مجامعة الرجل لزوجته وعند الإنزال يلقي بالمنى خارج الفرج (أو الجهاز التناسلي) للزوجة. والهدف من ذلك هو منع وصول النطف الذكرية (الحيوانات المنوية) التي في المني إلى النطفة الأنثوية (البويضة) والتي توجد داخل قناة المبيض للمرأة وذلك لمنع حدوث الحمل.
أما متى وكيف يتم العزل فالعملية تتلخص بأنْ يعرف الزوجان موعد الإباضة بالضبط (أي نزول البويضة من المبيض إلى قناة البيض) فيعزل الزوج عن زوجته (أي يلقي بمنيه خارج فرج الزوجة) بثلاثة أيام قبل موعد التبييض وثلاثة أيام بعد التبويض (أي يبدأ بالعزل بعد اليوم الثاني من الطهر (نهاية الطمث)، إلى اليوم الحادي عشر بعده تقريباً) لكن لا بد من معرفة موعد التبويض حتى يتحاشيا الجماع في ذلك اليوم أو الأيام التي يتوقع فيه نزول البويضة. وللزيادة في الحرص، والأفضل أنْ يتم العزل في معظم الأيام المتبقية من الشهر.
أما فيما يخص كيفية تفاوت جنس الجنين بين ذكر وأنثى فمن المعلوم أنَّ منى الرجل يحتوي على النطف التي تؤدي إلى الذكورة - Y- والنصف الآخر يحتوي على العوامل التي تؤدي إلى الأنوثة - X ) بينما المرأة تحتوي فقط على بويضات تحمل صفة الأنوثة - x- فإذا قُدر للنطفة الذكرية التي تحمل شارة الذكورة - y- أنْ تخصب البويضة ( x ) أصبح جنس هذا الجنين ذكراً ( xy ) وإذا قُدر للنطفة الذكرية التي تحمل صفة الأنوثة ( x ) أنْ تخصب البويضة التي تحمل صفة الأنثى ( x ) فإن جنس الجنين يصبح أنثى ( xx )
ولقد توصل العلماء في هذا العصر إلى معرفة الفوارق بين هذه النطف الذكرية والأنثوية ومنها أنْ المشيج الذي يحمل صفة الذكورة يكون أخف وزناً نسبياً ويفضل الوسط القاعدي وأسرع في الوصول إلى موقع الإخصاب قبل الحيوانات المنوية التي تحمل شارة الأنوثة والتي تكون أثقل نسبياً وتصل فيما بعد ولكنها تدوم أطول في الوسط الحامضي من السابقة فمتى ما لاقى أحدهم البويضة يكون السبق له في تحديد جنس الجنين بإذن الله.
كيف يتم تحديد وقت خروج البويضة
نظراً لأهمية معرفة موعد فترة خروج البويضة إلى قناة البيض وذلك لأنها تعتبر هي الفترة المناسبة لعملية الإخصاب وتكوين الجنين، فتلافيها يمنع عملية الحمل، وكذلك اختيار الوقت المناسب في عملية الجماع بين الزوجين يساعد عملية ترجيح جنس الجنين
فمن المعلوم أنَّ فترة نزول البويضة من المبيض إلى قناة البيض تكون غالباً حول منتصف الدورة الشهرية، وتحدث العملية خلال يوم أو يزيد أو يقل عن ذلك وتبقى البويضة خلالها قابلة للإخصاب لمدة تتراوح بين 24 - 48 ساعة ثم تبدأ تقل حيويتها بعد تلك الفترة حتى لو أخصبت. وعليه فإنَّ الفترة ما بين يوم قبل منتصف الدورة الشهرية ويوم بعدها تعد الفترة المناسبة لعملية الإخصاب، هذا في غالب الأحوال لكن هناك حالات شاذة تؤدي إلى نزول البويضة في غير هذه الأوقات كالنساء اللاتي ليس لديهن دورة منتظمة. كما أنَّ نزول البويضة قد يختلف من شهر لشهر حتى لدى النساء اللاتي لديهن دورة منتظمة. وسوف نقتصر في هذا المبحث على تحديد موعد الإباضة نظراً لأهميته.
هناك عدة طرق لمعرفة وقت خروج البويضة من المبيض إلى قناة البيض وهذه الطرق هي كالتالي
أولا: بواسطة قياس درجات حرارة الجسم اليومية
ثانيا: بواسطة تغير طبيعة إفرازات مخاط عنق الرحم.
ثالثاً: بواسطة أدوات ومواد لتحديد وقت الإباضة.
أولاً: قياس درجة حرارة الجسم اليومية
يمكن للمرأة أنْ تحدد الوقت الذي تنزل فيه البويضة من المبيض إلى قناة البيض وذلك بقياس درجة حرارة الجسم اليومية حول الأيام التي يتوقع فيها نزل البويضة والتي تتراوح بين نهاية الأسبوع الثاني وبداية الأسبوع الثالث (من بداية نزول الطمث). إذ ترتفع درجة حرارة الجسم عن الحرارة الاعتيادية للجسم ارتفاعاً بسيطاً (يتراوح بين 5ر0 ْ م إلى 1ْم) خلال اليوم الذي تخرج فيه البويضة وذلك لتدفق هرمون التبويض ( lh ) قبل نزول البويضة بوقت يتراوح بين 12 - 24 ساعة.
كيف يتم ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/319)
يجب أنْ تسجل المرأة اليوم والتاريخ الذي تبدأ فيه لديها الدورة الشهرية وذلك منذ بداية نزول الطمث لهذا الشهر
بعد توقف الطمث بيوم أو بيومين تبدأ المرأة بتسجيل درجة حرارة جسمها اليومية مرتين كل يوم وذلك بواسطة مقياس درجة حرارة الجسم الطبي الحساس. (ويفضل قياس درجة الحرارة مرتين بعد الاستيقاظ من النوم صباحاً والأخرى مساءاً في فترة الراحة ويسجل ذلك على ورقة مربعات أو رسم بياني) ويوضع أمامه اليوم والتاريخ
يتم أخذ درجات الحرارة وتسجيلها مرتين يومياً لمدة أسبوعين، أي من اليوم التاسع إلى اليوم الثاني والعشرين من الدورة الشهرية على الأقل. فمن المعلوم أنَّ درجة حرارة الجسم هي 37 ْم بالمقياس المئوي، وإن أي تغير طفيف في درجات حرارة الجسم اليومية سواء بالزيادة أم النقصان بدرجة مئوية واحدة أو أقل من ذلك (نصف درجة مئوية) يدل على حدوث التبويض في ذلك اليوم أو الفترة (هذا بالنسبة للمرأة السليمة لأن أي ارتفاع أو انخفاض في درجات حرارة الجسم نتيجة لمرض ما لا يدخل ضمن هذا الحساب
يعاد تسجيل ذلك لعدة دورات شهرية حتى تعرف المرأة موعد نزول البويضة عندها خلال دورتها وبالتالي يستطيع الزوجان ترتيب أمور النسل بينهما
بعض الملاحظات والاحتياطات على هذه الطريقة:
سوف تلاحظ بعض النساء التي تتبع هذه الطريقة أنَّ موعد نزول البويضة عندها قد يختلف من شهر إلى شهر ولكنها تتراوح حول أيام منتصف الدورة الشهرية وذلك لعدة أمور منها تغير الظروف والأحوال التي تمر بها المرأة من أحوال صحية، وعوامل نفسية، والحالة الاجتماعية التي تعيشها من إجهاد أو سفر أو تغير مكان الإقامة ووجود نساء أخريات معها بنفس المكان، وكذلك غياب الزوج لفترة أو عودته بعد غياب. كل هذه الأمور تلعب دوراً مهماً في تنشيط أو تثبيط الهرمونات في المخ لدى المرأة وبالتالي تؤثر على الدورة بشكل أو بآخر. لذلك تشترط هذه الطريقة الاستقرار الأسري وأنْ لا يكون هناك ارتفاع في درجة الحرارة نتيجة للإصابة بمرض أو خلافه.
ثانياً: تغير طبيعة مخاط عنق الرحم - أو المهبل
تعتمد هذه الطريقة على دقة ملاحظة المرأة لنوعية إفراز مخاط عنق الرحم أثناء الدورة الشهرية لديها فهو يتغير من حيث اللون واللزوجة والكمية حسب أيام الدورة كالآتي
يبدأ إفراز مخاط عنق الرحم تقريباً قبل خمسة أيام من وقت التبويض ففي البداية (اليوم التاسع من بداية الدورة مثلاً) يكون ذا قوام سميك ولون كدر (غير شفاف) ولزج بشكل أكبر ثم يبدأ بالتغير إلى أنْ يصبح ذا سيولة (مائي إلى حد ما) صافي اللون (شفاف) قليل اللزوجة مثل زلال البيض مما يدل على قرب موعد التبويض (حول منتصف الدورة الشهرية) ثم يعود هذا الإفراز بأنْ يصبح قليلاً ثم جافاً مما يدل على انتهاء الفترة الخصبة أو فترة نزول البويضة وذلك في بقية أيام الدورة وبعد نزول البويضة بيومين.
وتستطيع أنْ تتعرف المرأة على ذلك بسهولة ولكن بملاحظة متأنية لهذا الإفراز؛ وذلك بمسح الفرج بقطعة منديل نظيفة وتتابع الملاحظة بشأن اللزوجة واللون والقوام. فكلما كان مائياً صافي اللون قليل اللزوجة كثير البلل دل على طبيعة هذا المخاط فهو يزداد بزيادة إفراز هذا الهرمون من بداية الأسبوع الثاني للدورة الشهرية إلى وقت التبويض. ثم يبدأ بعد ذلك بالتغير مرة أخرى إلى القوام السميك واللزوجة والجفاف في النصف الثاني من الدورة الشهرية (نهاية الأسبوع الثالث) نتيجة لإفراز الهرمون الثاني (البروجسترون
ثالثاً: أدوات ومواد لتحديد وقت الإباضة
توجد في الأسواق أدوات ومواد للكشف عن موعد التبويض إذ تعتمد هذه المواد بالكشف عن تدفق هرمون الأستروجين (بعد توقف الطمث فهو يزداد بزيادة أيام الدورة بعد توقف الطمث) أو الهرمون المكون للجسم الأصفر ( lh ) وهرمون التبويض (والذي يفرز بشكل كبير من الغدة النخامية بالمخ قبيل موعد التبويض أو بالأحرى هو الذي يعمل على خروج البويضة من المبيض إلى قناة البيض). فقد تحتوي هذه المواد على مضادات لهذه الهرمونات فهي تشبه إلى حد كبير تلك المواد تعمل على الكشف عن الحمل إذ تعمل على تغير لون المحلول وبالتالي تشير إلى موعد تدفق هذا الهرمون والذي تنبيء باليوم الذي يحصل فيه التبويض. أو بواسطة جهاز الكشف عن نوع اللعاب وترسبه على شريحة زجاجية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/320)
إذ تختلف أيضاَ إفرازات اللعاب باختلاف أيام الدورة متأثراً بهرمون الأستروجين لدى المرأة. وعليه فإن هذه الأدوات لا تستخدم إلا في الأيام القريبة من منتصف الدورة الشهرية وتباع في الصيدليات
وتحدث الإباضة (أي خروج البويضة) خلال فترة تتراوح من 12 - 30 ساعة من بداية تدفق هرمون التبويض (من الغدة النخامية بالمخ). إذ تختلف باختلاف كميته المفرزة لدى كل امرأة وكذلك موعد تدفقه.
وبعد فهذه الطرق سواء مجتمعة أم كل على حدة ترشد إلى الأهمية القصوى في تحديد موعد التبويض، والتي بدورها تعتمد عليها عملية تنظيم الحمل أو المساعدة في الاختيار المسبق لجنس الجنين كما سنرى في المبحثين القادمين.
والمرأة جيدة الملاحظة والتي تتابع دورتها الشهرية بشكل منتظم تستطيع أنْ تكتسب الخبرة في تحديد موعد الإباضة بإتباع إحدى الطرق السابقة وكذلك تحس بعض النساء بآلام تشبه الشد العضلي أو النغز على الجانبين الخلفيين (جانبي الكليتين) وذلك نتيجة خروج البويضة من المبيض (عند منتصف الدورة الشهرية) ولكن بالطبع لا يمكن الاعتماد على هذا الإحساس لوحده في تحديد موعد الإباضة حيث إنَّ هناك آلاماً كثيرة تشبه هذا الألم تصاحب المرأة خلال دورتها الشهرية. وبعض النساء تصاحب عملية خروج البويضة لديهن خروج بعض قطرات من الدم؛ وذلك نتيجة لتمزق الحويصلة وخروج البويضة من المبيض
لمن يستخدم العزل
العزل من الوسائل المعروفة منذ القدم في تنظيم الحمل. وفي عصرنا هذا وبفضل تقدم العلوم فهناك وسائل لمنع الحمل كثيرة سوف نتحدث عنها فيما بعد. لكن هناك عدد كبير من الأزواج لا تناسبهم إلا هذه الطريقة أو بالاشتراك مع طرق أخرى. وقد كانت هذه الوسيلة الشائعة التي يلجأ إليها الناس لمنع الحمل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم
أولا: يستخدم العزل خاصة مع النساء اللاتي لا تناسبهن الطرق الأخرى وخاصة حبوب منع الحمل، وذلك لما يصيبهن من أعراض جانبية من تعاطي هذه الحبوب ويرغبن في المباعدة بين الحمل والآخر أو أنَّ الحمل يؤثر على صحتهن
ثانيا: يستخدم العزل لتنظيم الحمل، وبشكل خاص للأزواج الذين يرغبون بإذن الله بنوع معين من جنس المولود فيعزل في أوقات معينة حسب الرغبة في الجنس
ثالثاً: يستخدم العزل مع الزوجات في فترة الرضاعة وخاصة اللاتي لا يرغبن في الحمل أثناء الرضاعة ولا يستطعن أنْ يستخدمن، أو يرغبن في استخدام الطرق المانعة للحمل الأخرى أثناء فترة الرضاعة. فيمكن للزوجين استخدام طريقة العزل طوال فترة الرضاعة إلى أنْ تبدأ الدورة الشهرية
رابعاً: يستخدم العزل الأزواج الراغبون في تنظيم الحمل والذين يستخدمون طرقاً أخرى ولكن لأسباب ما لم تتوافر لديهم المواد التي كانوا يستخدمونها مثل نسيان الزوجة أخذ حبوبها خلال إحدى دوراتها الشهرية أو أثناء السفر فيكون العزل هو الحل الأمثل لمثل هذه الأمور
العزل وسيلة لتحقيق الرغبة في جنس الجنين
- بإذن الله تعالي -
كيف يكون العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين:
لقد اكتشف الباحثون وبناء على الفروقات في خصائص النطف الذكرية، أنَّ النطف الذكرية الحاملة لمورثات الذكورة ( Y أو ذ) تكون أسرع في الوصول إلى موقع إخصاب البويضة (في قناة البيض) فتصل كمية كبيرة منها إلى موقع الإخصاب في الساعات الأولى بعد الجماع (أي أنَّ حوالي 70% من النطف الذكرية التي تصل إلى قناة البيض تكون من تلك التي تحمل مورثات الذكورة خلال الساعات الأولى بعد الجماع). ثم فيما بعد تصل المجموعات الأخرى من النطف الذكرية ويكون غالبها في هذه المرة من النطف الذكرية الحاملة لمورثات الأنوثة ( X أو أ) (أي تنقلب النسبة). ويرجع الباحثون ذلك إلى سرعة أو خفة حركة النطف الذكرية الحاملة لمورثات الذكورة في السباحة في سوائل الجهاز التناسلي للأنثى. فإذا تم الجماع والبويضة موجودة (خلال يوم نزولها من المبيض) فيكون السبق للذكورة بإذن الله أما إذا تم الجماع قبل فترة أطول من نزولها فإن السبق يكون لصالح الأنثى بإذن الله. "فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل منى المرأة أذكر بإذن الله وإذا علا مني المرأة منى الرجل أنثا بإذن الله " وعليه يتم العزل في الأيام التي لا يرغب فيها جنس الجنين أنْ يتكون ويمتنع عن العزل في الفترة التي ترجح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/321)
فيها كفة الجنس المرغوب فيه، وبهذا يكون العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين.
طريقة العزل لتحقيق الرغبة في ترجيح جانب جنس الجنين بأن يكون أنثى
إن هذه الطريقة ماهي إلا أسلوب لترجيح جانب على جانب آخر وهي نسبية أي أنها تزيد من فرصة نسبة الجانب الذي نرغب فيه سواء كان ذكراً أم أنثى أما التوفيق فنوكله لجاعل الأسباب ومقدر النطف في الأرحام جلت قدرته
إنَّ طريقة ترجيح اختيار جنس المولود يعتمد بعد الله عز وجل على المعرفة الدقيقة لموعد نزول البويضة خلال الدورة الشهرية للمرأة
ولتحقيق الرغبة في أنْ يكون جنس المولود أنثى - بإذن الله تعالى - على الزوجين اتباع الخطوات التالية:
لا بد من حضور النية المشروعة في طلب الذرية لدى الزوجين. والدعاء عند الجماع بأن يجنبهما الشيطان وأْنْ يرزقهم الذرية الصالحة.
على الزوجة معرفة موعد نزول البويضة خلال دورتها الشهرية.
أنْ يتم الجماع قبل فترة نزول البويضة بثلاثة أيام على الأقل. - الأيام الأولى بعد الطهر.
أنْ يتمنع الزوجان عن الجماع خلال الفترة التي يتوقع فيها أنْ تنزل البويضة - وذلك غالباً من اليوم الخامس بعد الطمث إلى اليوم الثاني عشر بعد توقف الطمث.
بعد ذلك تستخدم طريقة العزل خلال الفترة التي تلي فترة نزول البويضة. - أي من اليوم الثالث عشر إلى اليوم الثامن عشر بعد توقف الطمث
بعد ذلك وقرب نهاية الدورة الشهرية يمكن للزوجين استئناف الجماع مرة أخرى بدون استخدام العزل ولكن يفضل استمرار العزل
الرغبة في ترجيح بأنْ يكون جنس الجنين ذكر
نظراً لأهمية تحديد موعد الإباضة أو نزول البويضة من المبيض إلى قناة البيض فموعد نزول البويضة من المبيض غالباً ما يكون حول منتصف الدورة الشهرية في الوقت الذي يتم فيه إفراز الهرمون المكون للجسم الأصفر ( lh ) من الغدة النخامية إلى المبيض. فيعمل على خروج البويضة منه إذ يصحب ذلك اليوم انخفاض قليل لدرجة حرارة الجسم ثم يعقبه ارتفاع لدرجة حرارة الجسم يتراوح (من 5ر0 إلى 1ْم) وكذلك يصبح لون الإفرازات الخارجية من الفرج شفافة (لا لون لها) قليلة اللزوجة ذات قوام رقيق.
ولتحقيق الرغبة في أنْ يكون جنس المولود ذكراً (بإذن الله) على الزوجين اتباع الخطوات التالية:
في نفس اليوم الذي يتوقع أنْ تنزل فيه البويضة من المبيض إلى قناة البيض يفضل الجماع فيه من أجل تحقيق الرغبة في جنس الجنين في أنْ يكون ذكراً.
وعليه يجب على الزوجين الامتناع عن الجماع قبل الفترة التي يتوقع أنْ تنزل فيها البويضة (أي يمتنعان عن الجماع بعد اليوم الثالث من توقف الطمث إلى اليوم الذي يتوقع أنْ تنزل فيه البويضة). وإذا لزم الأمر يجب على الزوجين استخدام العزل ولبس الواقي للذكر الكبوت
يستخدم الزوجان طريقة العزل خلال الخمسة أيام الأول بعد الطمث من أجل الاحتياط لعدم الحمل بأنثى
كذلك يستخدم الزوجان طريقة العزل في بقية أيام الدورة بعد موعد نزول البويضة بثلاثة أيام
و لا ينس الزوجان الدعاء بأنْ يرزقهما الله الولد الصالح، وأنْ يجنبهما وذريتهما الشيطان
المصدر: هل العزل وسيلة لترجيح جنس الجنين وتنظيم الحمل؟ د. احمد بن راشد الحميدي
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[11 - 04 - 10, 09:12 ص]ـ
من المهم جداً في هذه المسألة ونحوها
أن يكون على بالنا أن الصحابة رضوان الله عليهم فهموا من النبي صلى الله عليه وسلم مراده بالعلو والسبق في الأحاديث التي ذكرها الإخوة
فإذا أثبتنا أمراً زيادة على ما فهمه الصحابة فيجب ألا يكون مخالفاً للغة العربية، فلا يصح أن نثبت أمراً طبياً اكتشفه المعاصرون وهو بعيد عن ظاهر اللفظ و لا تساعد عليه اللغة العربية
بل لو كان ظاهر اللفظ النبوي مخالفاً لما عليه الطب فلا يجوز لنا العدول عن معنى الحديث النبوي الذي تدل عليه اللغة من أجل ما اكتشفه الطب لأن الطب قد تتغير بعض علومه من وقت لأخر.
أما إذا كان ما اكتشفه الأطباء موافقاً للفظ النبوي بدلالة اللغة العربية واللفظ يحتمله فلا بأس بحمل معنى الحديث عليه والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 04 - 10, 01:42 م]ـ
و فى رواية عند مسلم أيضا:
عن عائشة؛
أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء؟ فقال "نعم" فقالت لها عائشة: تربت يداك. وألت. قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعيها. وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك. إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله. وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه".
>>>
الإشكال يتمثل فى أن الحديث يفيد أن الشبه يأتى نتيجة لسبق ماء المرأة أو الرجل ....
كما تفضلت فالحديث السابق هو عن الشبه وليس عن مسالة الذكورة والأنوثة
يجدر الملاحظة هنا أنه قد تلك المرأة توأمين ذكر وأنثى فمسألة الشبه ومسألة تحديد الجنس ليست متعلقة بالإفرازات المنوية. ولا أجد أصح من تفسير السبق والعلو بالغلبة أي غلبة المورثات. لكن الإشكال الوحيد أن بويضة المرأة منفصلة عن مني المراة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/322)
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[12 - 04 - 10, 05:52 م]ـ
مجرد فائدة له تعلق بخلق الجنين
قال الشيخ المحقق دبيان الدبيان حفظه الله: الاعتقاد بأن الجنين يخلق من ماء المرأة والرجل رأيته في بعض كتب فقه الحنفية والمالكية والطب قد حسم هذه المسألة وثبت له أن الولد إنما يخلق من ماء الرجل وبويضة المرأة وليس لماء المرأة أي دور في تخلق الجنين بإذن الله تعالى فإذا صادف جماع الرجل نزول البويضة حبلت سواء أنزلت أم لم تنزل وإذا لم يصادف ذلك نزول البويضة لم تحبل ولو أنزلت وهذا الأمر أصبح من الحقائق الطبية اهـ
موسوعة أحكام الطهارة م 11 ص 44(33/323)
الرد على شبهة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بصفية دون عدة
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[26 - 06 - 04, 10:48 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ..
فإن النصارى أثاروا شبهة زواج النبي عليه السلام من أم المؤمنين صفية رضي الله عنها، وقالوا كيف يدخل بها دون عدة؟؟؟
وللرد نقول وبالله تعالى نتأيد:
إن أصل الإشكال عند أصحاب الشبهة هو جهلهم بعدة المسبية وعدم التفريق بينها وبين غيرها، فعدة المسبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة، لما رواه أبو داود والإمام أحمد عن أبي سعيد (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سبي أوطاس: لا توطأ حامل حتى تحيض، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة). وصححه الألباني، وهو مخرج عنده في الإرواء.
وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار عقب الحديث (حديث أبي سعيد أخرجه أيضا الحاكم وصححه وإسناده حسن).
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام في كلامه عن حديث أبي سعيد (وأخرج أحمد أيضا {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا ينكح شيئا من السبايا حتى تحيض حيضة}).
وعند أبي داود عن حنش الصنعاني عن رويفع بن ثابت الأنصاري قال (قام فينا خطيبا قال أما إني لا أقول لكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم حنين قال لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره يعني إتيان الحبالى ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم) ورواه أحمد في مسنده.
والحديث حسّنه الألباني في صحيح أبي دواد.
أما إن كانت المسبية حاملاً فعدتها أن تضع حملها وبرهان ذلك حديث أبي سعيد الذي مرّ معنا و ما أخرجه الترمذي من حديث العرباض بن سارية (أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم وطء السبايا حتى يضعن ما في بطونهن).
والآن بعد هذا الشرح نأتي لزواج النبي عليه السلام من صفية لنرى هل دخل بها النبي عليه السلام دون أن يستبرئها؟؟؟؟
الجواب لا، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها إلا بعد استبرائها، وبرهان قولنا ما رواه البخاري في صحيحه – كتاب المغازي – غزوة خيبر:
حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ح و حدثني أحمد حدثنا ابن وهب قال أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
((قدمنا خيبر فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها وكانت عروسا فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء، حَلَّتْ فبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صنع حيسا في نطع صغير ثم قال لي آذن من حولك فكانت تلك وليمته على صفية ثم خرجنا إلى المدينة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب)).
فكما نرى أنّه يقول (حَلَّتْ) أي طهرت، قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
((قوله: (حَلَّتْ) أي طهرت من الحيض)).
وعند مسلم من طريق ثابت عن أنس:
(ثم دفعها - أي صفية - إلى أم سليم تصنعها له وتهيئها قال وأحسبه قال وتعتد في بيتها).
قال الإمام النووي في شرح الحديث ((أما قوله: (تعتد) فمعناه تستبرئ فإن كانت مسبية يجب استبراؤها وجعلها في مدة الاستبراء في بيت أم سليم , فلما انقضى الاستبراء جهزتها أم سليم وهيأتها أي زينتها وجملتها على عادة العروس بما ليس بمنهي عنه من وشم)).
فكما نرى أن النبي عليه السلام لم يدخل على أم المؤمنين صفية حتى استبرئها، وفي هذا كفاية لردّ هذه الشبهة التي بنيت على جهل قائلها وعدم تفريقه بين المسبية وغيرها.
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.
أخوكم بلال
(منقووووووووووووووووووووووول)
المصدر: http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=1868&st=0&(33/324)
للمتزوجين حديثا: الكيس الكيس.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 06 - 04, 10:57 م]ـ
قال الامام البخاري رحمه الله:
باب طلب الولد
حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سيار عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليك بالكيس الكيس
تابعه عبيد الله عن وهب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكيس
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله (إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك)
معنى الدخول الأول القدوم أي إذا دخلت البلد فلا تدخل البيت.
قوله (قال: قال)
في رواية النسائي عن أحمد بن عبد الله بن الحكم عن محمد بن جعفر " قال وقال " بإثبات الواو , وكذا أخرجه أحمد عن محمد بن جعفر ولفظه " قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت فعليك بالكيس الكيس ".
قوله (تابعه عبيد الله عن وهب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكيس)
عبيد الله هو ابن عمر العمري , ووهب هو ابن كيسان , والمتابع في الحقيقة هو وهب لكنه نسبها إلى عبيد الله لتفرده بذلك عن وهب , نعم قد روى محمد بن إسحاق عن وهب بن كيسان هذا الحديث مطولا وفيه مقصود الباب , لكن بلفظ آخر كما سأبينه , ورواية عبيد الله بن عمر تقدمت موصولة في أوائل البيوع في أثناء حديث أوله " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي " فذكر الحديث في قصة الجمل بطولها ,
وفيه قصة تزويج جابر وقوله " أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك " وفيه " أما إنك قادم , فإذا قدمت زفر الكيس " وقوله زفر بالفتح فيهما على الإغراء وقيل على التحذير من ترك الجماع.
قال الخطابي: الكيس هنا بمعنى الحذر , وقد يكون الكيس بمعنى الرفق وحسن التأتي.
وقال ابن الأعرابي: الكيس العقل , كأنه جعل طلب الولد عقلا.
وقال غيره: أراد الحذر من العجز عن الجماع فكأنه حث على الجماع.
قلت: جزم ابن حبان في صحيحه بعد تخريج هذا الحديث بأن الكيس الجماع وتوجيهه على ما ذكر , ويؤيده قوله في رواية محمد بن إسحاق " فإذا قدمت فاعمل عملا كيسا " وفيه " قال جابر: فدخلنا حين أمسينا , فقلت للمرأة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أعمل عملا كيسا , قالت: سمعا وطاعة , فدونك. قال: فبت معها حتى أصبحت " أخرجه ابن خزيمة في صحيحه.
قال عياض: فسر البخاري وغيره الكيس بطلب الولد والنسل , وهو صحيح.
قال صاحب " الأفعال ": كاس الرجل في عمله حذق , وكاس ولد ولدا كيسا. وقال الكسائي: كاس الرجل ولد له ولد كيس ا ه مجرده.
وأصل الكيس العقل كما ذكر الخطابي, لكنه بمجرده ليس المراد هنا , والشاهد لكون الكيس يراد به العقل قول الشاعر: وإنما الشعر لب المرء يعرضه على الرجال فإن كيسا وإن حمقا، فقابله بالحمق وهو ضد العقل , ومنه حديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت , والأحمق من أتبع نفسه هواها " وأما حديث " كل شيء بقدر , حتى العجز والكيس " فالمراد به الفطنة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 07 - 04, 01:02 ص]ـ
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذا مات الإنسان انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له} رواه مسلم.
حال البعض: تأخر في الزواج ثم تأخر في الانجاب، فمتى يدعو لك ولدك.
الكيس لكيس ياحديث العهد بالعرس او حتى قديم العهد:).
واليك بهذه المناسبة هذه الفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12701&highlight=%C7%D0%C7+%E3%C7%CA+%C7%E1%C7%E4%D3%C7%E 4(33/325)
للمتزوجين حديثا: الكيس الكيس.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 06 - 04, 10:57 م]ـ
قال الامام البخاري رحمه الله:
باب طلب الولد
حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سيار عن الشعبي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليك بالكيس الكيس
تابعه عبيد الله عن وهب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكيس
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله (إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك)
معنى الدخول الأول القدوم أي إذا دخلت البلد فلا تدخل البيت.
قوله (قال: قال)
في رواية النسائي عن أحمد بن عبد الله بن الحكم عن محمد بن جعفر " قال وقال " بإثبات الواو , وكذا أخرجه أحمد عن محمد بن جعفر ولفظه " قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت فعليك بالكيس الكيس ".
قوله (تابعه عبيد الله عن وهب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكيس)
عبيد الله هو ابن عمر العمري , ووهب هو ابن كيسان , والمتابع في الحقيقة هو وهب لكنه نسبها إلى عبيد الله لتفرده بذلك عن وهب , نعم قد روى محمد بن إسحاق عن وهب بن كيسان هذا الحديث مطولا وفيه مقصود الباب , لكن بلفظ آخر كما سأبينه , ورواية عبيد الله بن عمر تقدمت موصولة في أوائل البيوع في أثناء حديث أوله " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأبطأ بي جملي " فذكر الحديث في قصة الجمل بطولها ,
وفيه قصة تزويج جابر وقوله " أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك " وفيه " أما إنك قادم , فإذا قدمت زفر الكيس " وقوله زفر بالفتح فيهما على الإغراء وقيل على التحذير من ترك الجماع.
قال الخطابي: الكيس هنا بمعنى الحذر , وقد يكون الكيس بمعنى الرفق وحسن التأتي.
وقال ابن الأعرابي: الكيس العقل , كأنه جعل طلب الولد عقلا.
وقال غيره: أراد الحذر من العجز عن الجماع فكأنه حث على الجماع.
قلت: جزم ابن حبان في صحيحه بعد تخريج هذا الحديث بأن الكيس الجماع وتوجيهه على ما ذكر , ويؤيده قوله في رواية محمد بن إسحاق " فإذا قدمت فاعمل عملا كيسا " وفيه " قال جابر: فدخلنا حين أمسينا , فقلت للمرأة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أعمل عملا كيسا , قالت: سمعا وطاعة , فدونك. قال: فبت معها حتى أصبحت " أخرجه ابن خزيمة في صحيحه.
قال عياض: فسر البخاري وغيره الكيس بطلب الولد والنسل , وهو صحيح.
قال صاحب " الأفعال ": كاس الرجل في عمله حذق , وكاس ولد ولدا كيسا. وقال الكسائي: كاس الرجل ولد له ولد كيس ا ه مجرده.
وأصل الكيس العقل كما ذكر الخطابي, لكنه بمجرده ليس المراد هنا , والشاهد لكون الكيس يراد به العقل قول الشاعر: وإنما الشعر لب المرء يعرضه على الرجال فإن كيسا وإن حمقا، فقابله بالحمق وهو ضد العقل , ومنه حديث " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت , والأحمق من أتبع نفسه هواها " وأما حديث " كل شيء بقدر , حتى العجز والكيس " فالمراد به الفطنة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 07 - 04, 01:02 ص]ـ
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذا مات الإنسان انقطع عمله الا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له} رواه مسلم.
حال البعض: تأخر في الزواج ثم تأخر في الانجاب، فمتى يدعو لك ولدك.
الكيس لكيس ياحديث العهد بالعرس او حتى قديم العهد:).
واليك بهذه المناسبة هذه الفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12701&highlight=%C7%D0%C7+%E3%C7%CA+%C7%E1%C7%E4%D3%C7%E 4
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 07 - 05, 08:44 م]ـ
وهذه هدايا أيضا للمتزوجين حديثا وفقهم الله وأعانهم:
هل لليلة العرس ... (صلاة) .. بناءاً .. على هذه الرواية .. ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=3910&highlight=%C7%E1%CA%E6%D3%E1+%C8%C7%E1%DA%E3%E1+%C 7%E1%D5%C7%E1%CD
طلب الدعاء للمولود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14846&highlight=%C7%E1%DF%ED%D3
للمقبلين علي الزواج فقط.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14604&highlight=%C7%E1%CF%DA%C7%C1+%C7%E1%D2%E6%C7%CC
( آداب شرعية في ليلة الزفاف) هذا الموضوع مفيد في هذه الليالي لكثرة الزواج.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10280&highlight=%C7%E1%CF%DA%C7%C1+%C7%E1%D2%E6%C7%CC
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[01 - 07 - 05, 10:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المسيطير ..
و أمثالنا ليس لهم من هذه المواضيع الا القرآءة أمّا التطبيق العلمى فهو متعذر.:)
ـ[الحمادي]ــــــــ[01 - 07 - 05, 10:25 م]ـ
أحسنَ الله إليك يا أبا محمد،، توقيتٌ مناسب:
فأما المتزوِّجون حديثاً أو الذين في طريقهم إلى الزواج = فلتبصيرهم.
وأما المتقدِّمون فلتقوية عزيمتهم واستعادة بعض ما مضى:)
أخي أبا حذيفة وفقه الله:
يحسنُ بطالب العلم العملُ بمثل هذه المسائل، فمثلُها لا يكفي دراستُه نظرياً:)
أعانك الله، ويسَّر لك الخير حيثُ كنت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/326)
ـ[طارق أبو عبد الله]ــــــــ[15 - 08 - 05, 12:10 ص]ـ
الإخوة الكرام قد يكون وصف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لجماع الرجل أهله بعد عودته من السفر بالفعل الكيس موحيا بأن الجماع على اشتياق من الزوجين أرجى في إنجاب الذرية الحسنة و يعضد ذلك نهي النبي الرجل أن يطرق أهله ليلا إذا عاد من سفر و أمره بأن يتمهل الزوج حتي تصلح زوجته من شأنها و يكون الزوج أرغب في مباشرتها
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 06 - 07, 11:29 م]ـ
يرفع لمناسبته ..... هذه الأيام.
أسأل الله تعالى أن يوفق المقدمين، والقديمين:).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:03 ص]ـ
يرفع لمناسبته ..... هذه الأيام.
أسأل الله تعالى أن يوفق المقدمين، والقديمين:).
ليه يا مولانا انت ناوي تتجوز؟؟؟
لو كده أضف: والمعددين ....
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:18 ص]ـ
ليه يا مولانا انت ناوي تتجوز؟؟؟
لو كده أضف: والمعددين ....
أضحك الله سنك يا أبا فهر
ده أنا ناوي إن شاء الله، فرفع الموضوع كان فيه فائدة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:34 ص]ـ
نفع الله بك
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
للمقبلين علي الزواج فقط.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14604&highlight=%22%E6%CC%E3%DA+%C8%ED%E4%DF%E3%C7+%DA%E 1%EC+%CE%ED%D1%22)
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 07 - 07, 11:46 م]ـ
سنة أولى زواج من موقع الشيخ المبارك / محمد صالح المنجد وفقه الله ( http://www.islam-qa.com/special/index.php?subsite=1&ln=ara)
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 07 - 08, 11:59 م]ـ
يرفع لمناسبته ..... هذه الأيام.
أسأل الله تعالى أن يوفق المُقْدمين، والقَديمين:).
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 07 - 08, 08:04 ص]ـ
حكم السفر فيما يسمى بـ "شهر العسل"
السؤال /
يسافر الزوجان بعد الزواج إلى بلد بقصد السياحة والترفيه، وهذا يسمى بشهر العسل. فما حكم هذا؟.
الجواب /
الحمد لله
ما يسميه الناس بـ (شهر العسل) وهو أن يصحب الزوج زوجته ويسافر بها إلى مدينة أو بلد آخر.
الغالب على هذا السفر أنه يكون إلى أماكن اللهو والمعصية، وبذلك يكون من العادات المنكرة والظواهر السيئة.
ويزيد هذا السفر قبحا إذا كان إلى بلاد الكفار، إذ يترتب عليه مفاسد كثيرة وأضرار تعود على الزوج والزوجة معا، فقد يتأثر الزوج بعادات الكفار وتقاليدهم فيزهد في دينه وعاداته الطيبة، وتتأثر الزوجة بالكافرات فتخلع ربقة الدين وتاج الحياء، وتزهد في أخلاق وعادات أهلها الطيبة، وتنجرف في تيار الفساد والخلاعة والتبرج.
قال الشيخ صالح الفوزان في "الملخص الفقهي" (2/ 581):
" وما تعورف عليه في هذا الزمان لدى كثير من المترفين من الشباب وذوي الثروة من السفر صبيحة الزواج إلى البلاد الخارجية الكافرة لإمضاء شهر العسل كما يسمونه، وهو في الواقع شهر السم؛ لأنه شهر محرم، يؤدي إلى شرور كثيرة؛ من خلع الحجاب، والتزيي بزي الكفار، ومشاهدة أفعال الكفار وتقاليدهم السخيفة، وزيارة أمكنة اللهو، حتى ترجع المرأة متأثرة بتلك الأخلاق الرذيلة، زاهدة بأخلاق مجتمعها المسلم، فإن هذا السفر حرام شديد التحريم، يجب الأخذ على يد مرتكبيه، ومنعهم منه، ويجب على أولياء المرأة منعها من ذلك السفر " انتهى.
نعم، إذا سافر الزوجان إلى مكان ما بقصد الترفيه، ولم يكن في هذا السفر شيء من المنكرات، أو سافروا سفراً مشروعاً، كالسفر لأداء العمرة مثلا، فإن هذا السفر لا بأس به.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/67587/ السياحة
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 07 - 08, 06:10 م]ـ
من المناسب أن نجلس مع إخواننا ممن يريد أن يقبل على الزواج لنصحه وتوجيهه وتعليمه وإرشاده في حياته الجديدة ...
فقد يكون في بعض النصائح - بعد توفيق الله - الخير الكثير لهما.
-
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 07 - 08, 06:41 ص]ـ
ومن المناسب أيضا:
- الاستماع للمحاضرات والدروس المتعلقة بالزواج، وأحكام الزواج، والحياة الزوجية، والمشكلات والحلول ... إلخ وهي متوفرة بكثرة ولله الحمد في التسجيلات وفي الشبكة.
- قراءة الكتب المتعلقة بالحياة الزوجية، فقد يُقْدم الشاب أو الفتاة على الحياة الجديدة دون أن يكون عندهم أدنى تصور عن هذه الحياة؛ وكما يقال (دي عشرة عمر) فلا ينبغي الإقدام قبل إلا بعد الاطلاع والقراءة.
وهنا لفتة /
احرص على القراءة في كل أمر تريد الإقدام عليه، فمثلا:
- تخصص في الجامعة ... اقرأ قبل الدخول فيه.
- وظيفة ... اقرأ عنها قبل الدخول فيها.
- خطبة ... اقرأ عنها وعن أحكامها.
- زواج ... اقرأ قبل الإقدام، وحين الإقدام.
- ولادة ... اقرأ عن أحكام الولادة، وما يتبعها (تسمية، عقيقة، تربية ... إلخ).
- شراء سيارة ... اقرأ عنها قبل شراءها.
- جهاز كمبيوتر ... اقرأ عنه قبل شراءه.
- عندك مشكلة في تصرفاتك، في تعاملك، في عملك ... اقرأ عنها وعن حلولها.
وغيرها كثير ... :
فالقاعدة:
(اقرأ واستمع قبل أن تُقْدم)
-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/327)
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 08 - 08, 07:08 م]ـ
وهذا موقع يحوي الكثير من الموضوعات المهمة للأسرة، نحتاجها جميعا؛ المُقْدم على الزواج، والمتزوج، والكحيان:) للمستقبل بإذن الله:
http://www.islamselect.com/cat/33(33/328)
ما معناة قول الامام الترمذي .....
ـ[صناع المستقبل]ــــــــ[27 - 06 - 04, 04:06 ص]ـ
ما معناة قول الامام الترمذي حديث حسن غريب؟
وارجو تبليغي بالمرجع
مثال على ذلك ما انقله لكم من مقالة تخريج حديث الثقلين
للدكتور على السالوس
قرأت الروايتين والتخريج فكانت المفاجأة مذهلة، وأثبت هنا ما جاء الكتاب بالنص: هاتان هما الروايتان، أما التخريج فهو كما بلي:
الرواية الأولى:
" وقال - أي الترمذي: حديث حسن غريب.
فقلت - أي الألباني: وإسناده ضعيف ".
الرواية الثانية: -
" وقال: حديث حسن غريب.
قلت: وإسناده ضعيفا أيضا، لكنه شاهد للذي قبله ".
واقصد الروايتين هما حديث الثقلين
فهل كل ما اسمع قول الترمذي حديث حسن غريب
يعني بذلك ضعيف
افيدوني جزاكم الله خير
ولا تنسو ذكر المراجع
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[27 - 06 - 04, 04:25 ص]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
حسن غريب:قال بعض العلماء أن مصطلح (حسن غريب) يقصد به الترمذي أن متن الحديث سليم من الشذوذ والغرابة، لكن السند فيه غرابة وإشكال. ومما يزول به شذوذ المتن أن يكون قد عمل به بعض الصحابة مثلا (وكثيرا ما يلجأ الترمذي إلى ذلك فيقول مثلا والعمل عليه عند أهل العلم). وهناك من فرق بين قول الترمذي (حسن غريب من هذا الوجه) وقوله (حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) فقالوا:
¨ (حسن غريب من هذا الوجه): يعني الترمذي بالغرابة هنا الغرابة النسبية فقد لا يرد الحديث عن الصحابي الذي رواه إلا من طريق واحد فيكون غريبا من هذا الوجه ولكنه ورد عن صحابة آخرين من طرق أخرى فزالت الغرابة المطلقة بهذه الطرق ولم تزل الغرابة النسبية لأنه لم يرد عن هذا الصحابي من طريق آخر. (فهو غريب الإسناد لا المتن)
¨ وأما (حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه): فهذا تأكيد منه على غرابته المطلقة وقال بعض العلماء أن الترمذي يعني بهذا القول الحسن لذاته لأنه لا يحتاج إلى طريق آخر ليرتقي إلى الحسن فهو حسن بدون وروده من طريق آخر وهذا هو الحسن لذاته. (فهو غريب الإسناد والمتن)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:15 ص]ـ
انظر هذا الرابط أخي الكريم
إتحاف الأريب بمعنى قول الترمذي حسن غريب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19232://)
ـ[صناع المستقبل]ــــــــ[28 - 06 - 04, 01:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجمعني واياكم في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر(33/329)
للمناقشة
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[27 - 06 - 04, 04:18 ص]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد،
فقد نبه الشيخ طارق حفظه الله، إلى مسألة مهمة، وهي أنه يجب التفريق بين مصطلحات أهل العلم، لنعرف ما مقصودهم من إستعمال هذه المصطلحات، فربما استخدم أكثر من إمام لفظا واحدا، مع إختلاف مقصودهم، ويعرف ذلك:
¨ من خلال سياق كلام الإمام.
¨ من خلال معرفة اصطلاح الإمام، الذي نص عليه، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
نص الترمذي رحمه الله على معنى الحسن عنده.
قول البخاري رحمه الله: منكر الحديث، فهو يعني الكذاب.
قول النسائي رحمه الله: ليس بالقوي.
اصطلاح الخراسانيين، على جعل الخبر ما كان عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والأثر ما كان عن الصحابي، كما نبه على ذلك أبو القاسم الفوراني رحمه الله.
اصطلاح المغاربة على جعل العنعنة خاصة بالإجازات.
اصطلاح أبي نعيم رحمه الله، على إستخدام لفظ: أخبرنا في الإجازة، ولذا وصفه الخطيب رحمه الله بتدليس الإجازة، وشدد عليه النكير.
إستعمال بعض العلماء للفظ التدليس في الدلالة على الإرسال.
اختلاف مفهوم الثقة بين المتقدمين والمتأخرين، فالمتقدمون، يعنون بلفظ (ثقة)، وصف الراوي بكمال العدالة والضبط، بينما المتأخرون يطلقونه، على من ثبتت صحة سماعه لما يرويه، وإن لم يكن من أهل الشأن.
قول الذهبي: ((لا يعرف)) يريد جهالة العين أحياناً، ويريد جهالة العدالة أحياناً، والقرائن هي التي ترشح المراد، فهذا كلام لإمام واحد، ومع ذلك اختلف مقصوده، تبعا للقرائن، كما أشار إلى ذلك الشيخ الدكتور / ماهر ياسين الفحل حفظه الله.
اصطلاح الرازيين أبي حاتم وابنه، وأبي زرعة في ((المجهول)): يقصد بها مجهول الحال، وقد يريدون جهالة العين، وقد يطلق أبو حاتم: ((مجهول)) في بعض أعراب الصحابة، ويقال فيه ما قيل في المثال السابق، وقد أشار الشيخ ماهر حفظه الله إلى هذا المثال أيضا في فرائد الفوائد.
والموضوع يحتاج إلى مزيد، أمثلة، فأرجو من إخواني، أن يزيدوا الأمر توضيحا، بإستقصاء هذه الأمثلة، حسبما يتيسر لهم، وجزاكم الله خير.(33/330)
أحتاج إلى نبذه عن الشيخ عمرو عبد المنعم سليم؟؟
ـ[عثمان]ــــــــ[27 - 06 - 04, 09:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من يتحفني من اخواننا بنبذه عن الشيخ عمرو عبد المنعم سليم؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[28 - 06 - 04, 12:07 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
لعل أقدر من ييستطيع الرد على هذا السؤال هو الشيخ عمرو نفسه.
و هو عضو في ملتقانا المبارك باسم (الضياء).
فعليك به مباشرة .. و الله الموفق
و الحمد لله
ـ[سمير محمد]ــــــــ[28 - 06 - 04, 12:17 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=1397&highlight=%C7%E1%DB%ED%C8
ـ[عثمان]ــــــــ[29 - 06 - 04, 04:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا إخواني وبارك فيكم(33/331)
إلى الأخ الطبرانى حفظه الله تعالى
ـ[ياسر30]ــــــــ[27 - 06 - 04, 10:30 ص]ـ
إليك بعض الشيوخ الذين لم أقف على تراجمهم فأرجو منك أن تذكر لى تراجمهم مع ذكر المصدر والصفحة والطبعة وخلافه ولك جزيل الشكر
فالطبرانى أعلم بشيوخه!!!
يحيى بن عبد الباقى الحمصى
محمد بن جعفر بن سفيان الرقى
معاذ بن المثنى
أبو حصين محمد بن الحسين القاضى
ـ[الطبراني]ــــــــ[03 - 07 - 04, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
المعذرة لنشغالي مع الأهل فقد رزقني الله مولود فارجوا منكم الدعاء
له بالصلاح و الدعاء لي بالشفاء
وسأجيبك قريبا من كتاب شيوخ الطبراني لخليفة الخليفة ولاكن بعد إستأذانه و الله يحفظ الجميع
ـ[الطبراني]ــــــــ[03 - 07 - 04, 12:49 ص]ـ
السلام عليكم
هذه أحد التراجم التي طلبت يا الأخ ياسر و المرجع لهذه الترجمة هو كتاب تراجم شيوخ الطبراني لخليفة الخليفة و رقم الترجمة هي 822 مع العلم أن حاشية الكتاب مليأة بالحواشي لكل شيخ أو تلميذ من شيوخ الطبراني و الله يحفظك و أرجو الرد هل أستمر بإتحافك لبقية ما طلبت؟
822 - 204 - محمد بن الحسين بن حبيب الوَادِعي القاضي الكوفي أبو حصين
حدث عن:
أحمد بن يونس اليربوعي ويحيى بن عبد الحميد الحماني و أكثر عنه وعون بن سلام الكوفي وجندل بن والق الكوفي
وعبد الحميد بن صالح بن عجلان الكوفي و عبيد بن يعيش المحاملي الكوفي و إبراهيم بن محمد خازم الكوفي
و عبد الرحمن بن يونس بن محمد الرقي و ضرار بن صرد و إبراهيم بن إسحاق الصيني و مناجب بن الحارث و عبادة بن زياد الأسدي و أحمد بن عيسى بن عبد الله العلوي و علي بن حكيم الأودي و أحمد بن عبد الملك البجلي المقرئ و عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري و سعيد بن عمرو الأشعثي
روى عنه:
يحيى بن محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبو عمرو بن السماك وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وإسماعيل بن على الخطبي و عثمان بن احمد الدقاق و عثمان بن محمد الذهبي و علي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي و أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن الفارسي الرامهرمزي و جعفر بن محمد بن عمرو الأحمسي و أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي و الطبراني و العقيلي و محمد بن أحمد بن بندار الإستراباذي أبو الحسين و محمد بن محرز بن مساور الأدمي و محمد بن معن بن هشام الفارسي و أحمد بن محمود الأهوازي
جرح و تعديل:
قال إبراهيم بن إسحاق الصواف أبو حصين صدوق معروف بالطلب ثقة
وقال الدارقطني كان ثقة
قال الخطيب البغدادي وتبعه السمعاني: قدم بغداد وحدث بها .. . وكان فهما صنف
المسند
وقال الذهبي عن الوادعي المحدث الإمام الحافظ، كان من حفاظ الكوفة، وصنف المسند
وفاته:
قال إسماعيل بن علي الخطبي مات أبو حصين الكوفي بالكوفة سنة ست وتسعين – أي ومائتين-
قال على بن المنادى البغدادي وجاءنا الخبر بوفاة أبى حصين الوادعي من الكوفة أنها كانت في شهر رمضان سنة ست وتسعين وقد كان قاضيا كتبنا عنه بالكوفة في سنة ثمانين ومائتين ثم قدم إلي مدينتنا ولم اكتب هاهنا عنه شيئا. وتبع ابن المنادي على هذا القول السمعاني و الذهبي.
ـ[ياسر30]ــــــــ[04 - 07 - 04, 09:55 ص]ـ
بارك الله لك فى الموهوب لك وشكرت الواهب وبلغ أشده ورزقت بره،وبما سميته؟ ولا تنس نصيبنا فى العقيقة
وأشكرك على إرسال هذه الترجمة العزيزة وأرجو أن تتحفنى بالمزيد
وهل ذكر الشيخ الخليفة بعد ذكره مقولة الذهبى أو الخطيب أو غيرهما فى أى كتبهم هى؟
ـ[الطبراني]ــــــــ[05 - 07 - 04, 10:20 م]ـ
حياك الله أخي ياسر بالنسبة عن استفسارك السابق فإن صاحب تراجم الطبراني لا يذكر معلوم عن تلميذ أو شيخ أو توثيق أو وفات لأحد شيوخ الطبراني إلا ذكر في حاشية الكتاب المرجع لهذه المعلوم – توثيق النقل – و إن كان من قوله هو ذكر في الحاشية السبب لهذه المقوله على وجه التفصيل وعذرني بذكر الحواشي التي في أسفل الكتاب وهل ترغب الاستمرار في ذكر التراجم؟ و إليك هذه الترجمة رقم
1177 - يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله الثغري الأذني أبو القاسم
حدث عن:
أبو أحمد الخشاب التنيسي و محمد بن سليمان لوين وإبراهيم بن سعيد الجوهري وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي وأبي عمير بن النحاس الرملي وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي وأحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني ومحمد بن وزير الدمشقي والمسيب بن واضح السلمي ويحيى بن عثمان الحمصي وأبيه والعباس بن الوليد بن مزيد وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الجوبري والمؤمل بن إهاب ويزيد بن خالد بن موهب وعلي بن سهل ومحمد بن مصفى وعمرو بن عثمان وحاجب بن سليمان المنبجي وسعيد بن أبي زيدون القيسراني وعبد الله بن محمد الأدرمي
روى عنه:
يحيى بن محمد بن صاعد وأبو الحسين بن المنادى وأحمد بن إسحاق بن وهب البندار وأبو عمرو بن السماك وإسماعيل بن علي الخطبي وعبد الباقي بن قانع و ابن أخيه أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي وأحمد بن جعفر بن سلم وأبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرسوسي
جرح وتعديل:
قال ابن المنادى جاءتنا وفاة أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي من اذنه أنها كانت في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين كتب عنه الناس فأكثروا لثقته وضبطه
وروى الدار قطني من طريق حديثا في الطلاق ثم قال الدارقطني رواته مجهولون وضعفاء إلا شيخنا وابن عبد الباقي.
قلت على هذا فهذا الشيخ معروف ثقة عند الدارقطني
قال الخطيب من أهل أذنه قدم بغداد وحدث بها وكان ثقة
وقال الذهبي: المحدث المتقن
وفاته:
قال ابن المنادى جاءتنا وفاة أبي القاسم يحيى بن عبد الباقي من اذنه أنها كانت في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين كتب عنه الناس فاكثروا لثقته وضبطه
قال ابن قانع: يحيى بن عبد الباقي بلغنا يعني خبر وفاته بطرسوس سنة ثلاث وتسعين ومائتين وكان ببغداد قبل ذلك قد حدث أيام المعتضد.
وذكر الذهبي وفاته في سنة اثنتين وتسعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/332)
ـ[ياسر30]ــــــــ[11 - 07 - 04, 09:49 ص]ـ
أكرمكم الله زدنى يا أخى من فضل الله
ـ[الطبراني]ــــــــ[17 - 07 - 04, 01:34 ص]ـ
1087 - 26 - معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش التميمي أبو المثنى العنبري البصري
سمع:
القعنبي ومسدد ومحمد بن كثير العبدي ومسلم بن إبراهيم و أبو الحسن القطان وأبو داود الفامي وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وعبد الله بن سلمة الأفطس ومحمد بن عبد الله الخزاعي وشيبان بن فروخ ويحيى بن هاشم السمسار وأبي مسلم المستملي و صالح بن حاتم و عمرو بن موسى الحادي الكديمي
وهو أحد أصحاب الإمام أحمد رحمه الله
وعنه:
احمد بن علي الأبار ويحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد وإسماعيل بن علي الخطبي وعبد الباقي بن قانع وأبو بكر الشافعي وعمر بن سلم وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب وغيرهم
جرح وتعديل:
قال الخطيب البغدادي سكن بغداد وحدث بها وكان ثقة
وقال أبو يعلى الخليلي مشهور ثقة قدم بغداد في آخر عمره فسمع منه شيوخ بغداد وشيوخ الجبل أبو الحسن القطان وابو داود الفامي وغيرهما وآخر من روى عنه ببغداد محمد بن إبراهيم الشافعي سمع اباه عن جده معاذ بن معاذ ومحمد بن كثير واقرانهما
وقال ابن الجوزي ثقة
وقال الذهبي ثقة متقن
مولده ووفاته:
قال إسماعيل بن علي الخطبي مات أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين وصلى عليه محمد بن هارون العباسي ودفن في مقبرة باب الكوفة إلى جنب الكديمي.
و قال السلمي قال الدار قطني سمعت أبا طاهر القاضي يقول ولد معاذ بن المثنى سنة ثمان ومائتين و مات سنة ثمان و ثمانين ومائتين.
وقال الخطيب البغدادي كان مولده في سنة ثمان ومائتين
قال أبو يعلى الحنبلي ولد سنة ثمان ومائتين ومات سنة ثمان وثمانين ومائتين
قال الذهبي عاش ثمانين سنة توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين وكذلك أرخه محمد بن محمد بن عبد الواحد الشيباني.
والله تعالى أعلم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - 04 - 07, 12:00 ص]ـ
سمع:
القعنبي ومسدد ومحمد بن كثير العبدي ومسلم بن إبراهيم و أبو الحسن القطان وأبو داود الفامي
أبو داود الفامي وأبو الحسن القطان (وهو راوية السنن لابن ماجه) من الرواة عن معاذ وليسا من شيوخه
والصحيح ما نقلته عن الخليلي
وقال أبو يعلى الخليلي: مشهور ثقة قدم بغداد في آخر عمره فسمع منه شيوخ بغداد وشيوخ الجبل أبو الحسن القطان وابو داود الفامي(33/333)
كتاب فيه ما جاء من الحديث في النظر الى الله تبارك وتعالى ......
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[27 - 06 - 04, 02:15 م]ـ
... عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه والتابعين باحسان
من تأليف أبي عبد الله محمد بن وضاح
حدثني بجميعه سعيد بن شعبان الخولاني
لمحمد بن أحمد بن تميم التميمي
(مخطوط القيروان , ورقة واحدة فقط على الرق , بخط أبي العرب التميمي , كتبه لنفسه برواية شيخه المذكور المتوفى 295 بالقيروان).
الورقة 1 وجه:
بسم الله الرحمن الرحيم
ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه في النظر الى الرب تبارك وتعالى مما حفظنا , حدثني سعيد بن شعبان بن قرة الخولاني عن (أبي) عبد الله محمد بن وضاح قال:
حدثني موسى بن معاوية الصمادحي قال:
حدثنا وكيع بن الجراح عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال:
كنا عند (رسول الله صلى) الله عيله وسلم ليلة البدر فقال:
هل ترون هذا القمر؟ قلنا: نعم , فقال:
هكذا ترون ربكم لا تضامون في رؤيته.
وحدثنا الحسن بن عيسى قال حدثنا جرير بن الحميد عن اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي عن النبي عليه السلام , ثم ذكره.
............................................
يذكر المؤلف بعد ذلك 18 طريقا لهذه الحديث فيها اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عبد الله بن جابر عن النبي عليه السلام.
وفي آخر الورق (ظهر) زيادة لموسى بن معاوية كما يلي:
( ....................... ) زاد موسى في حديثه مرة في آخره وغير واحد مما سمينا , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فان استطعتم ألا تغلبوا على الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا.
ثم قرأ: فسبح (كذا) بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها , قال موسى: قبل الغروب.
وحدثني حامد بن يحيى قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال:
حدثنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت عمارة بن رؤيبة الثقفي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها.
وحدثني أيضا حامد بن يحيى قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثنا اسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن عمارة ............
............... سقط الباقي.
.............................................
من المعلوم أنّ يحيى بن معين جمع الأسانيد للحديث في رؤية الله كما جمعه طرق الدارقطني في كتيب في رؤية الله عز وجل (أنظر فتح الباري لابن حجر , ج 13 , ص 434. المخطوط في مكتبة Escorial
الرقم 1445.)
وفي ذلك العصر ألف يحيى بن عمر الكناني (ت 289) بالقيروان كتابه النظر الى الله تبارك وتعالى يوم القيامة.
سيأتي التعليق الموجز في تتمة.
موراني
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 02:46 م]ـ
شكرا لكم على هذا الجهد الطيب يا موراني
سؤالي:
هل من الممكن تصوير الصفحة الأصلية وإيرادها في المنتدى، في قسم المخطوطات؟؟
مصطفى
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[27 - 06 - 04, 08:33 م]ـ
أشكرك على هذا الاهتمام
لقد درست هذا المخطوط وغيره قبل أعوام ولم أصور الورقة بل نسخت ما فيها لنفسي , لللأسف.
موراني
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[27 - 06 - 04, 09:26 م]ـ
التعليق:
وهو يتعلق بزيادة موسى بن معاوية الصمادحي (ت 225 بالقيروان) , وأصله من الاندلس , نزل المنستير قرب مدينة سوسة على الساحل بعد رحلته الى المشرق حيث درس في الكوفة والبصرة وفي الري.
يصحح الصمادحي الآية المذكورة من سورة ق (قبل الغروب) وبذلك يرى أن الآية من سورة ق ولا من سورة طه , الآية 130.
روي الحديث أيضا بعدم ذكر الآية (وسبح بحمد ربك .... ) كما أشار ابن حجر العسقلاني على ادراج في الحديث بلفظ البخاري. وفي صحيح مسلم نجد أن قراءة الآية لجرير المذكور في الاسناد: ثم قرأ جرير: وسبح .... (مسلم , ج 1 , الرقم 633). وكلّ من يراجع شواهد الحديث سيجد اختلافا يسيرا في الروايات.
هذا , وقد يتساءل المرء بعد قراءة هذه الورقة الوحيدة التي فيها هذا الحديث في النظر الى الله يوم القيامة:
ما هي منزلة هذا الحديث بالقيروان بذات بأسانيده عن المشارقة؟ وخاصة في ذلك العصر , أي في منتصف القرن الثالث الهجري ...
لم يتسيطر على القيروان حينئذ أصحاب الشيعة الرافضة فقط بل كان لتعاليم المعتزلة أيضا أثر ملموس على الحياة السياسة والدينية في البلاد غير أنّ اهل السنة بالقيروان رفض هذه التعاليم رفضا تاما بما فيه خلق القرآن وانفاء الرؤية.
وكانت هذه الأحاديث بمثابة الطيار المضاد تجاه المعتزلة ليس في ذلك العصر فحسب بل بعد مضى مائتين عام على هذه الحوادث حيث نشاهد منقوشا على قبر بالقيروان في ذي الحجة من سنة اربع وثلاثين وأربعمائة النص التالي:
هذا قبر حسن بن أبي تميم التميمي ....... وهو يشهد ...... أن الله يبعث من في القبور وان الله يرى يوم القيامة وهو مصر على بغض أعداء الله بني عبيد ولعنتهم على ذلك ..... الخ.
وكذلك يختم أبو الحسن القابسي الفقيه (ت 403) جزء من المدونة لسحنون في حلقته بقوله:
لعن الله بني عبيد وشيعتهم ومن يقول بقولهم
ويتخذ بذلك موقفا سياسيا واضحا ضد الفاطميين.
موراني(33/334)
ما معنى هذا البيت الذي قاله الزمخشري
ـ[سيف الحق]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:03 م]ـ
قال الزمخشري عفا الله عنا وعنه:
مذ أفلح الجهال أيقنت أنني أنا الميم والأيام أفلح أعلمُ.
قرأت هذا البيت ولم أفهم معناه، وربما كان في البيت خطأ، فأرجو من الأخوة إفادتي بشرح معنى البيت.
علماً أن هذا البيت في قصيدة مطلعها:
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به وأكتمه كتمانه لي أسلمُ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 06 - 04, 10:10 م]ـ
هذه القصيدة:
قال الزمخشري (المعتزلي):
وإن يسألوا عن مذهبي لم أبح به ** وأكتمه، كتمانه ليَ أسلم
فإن حنفيا قلت قاوا بأنني ** أبيح الطلا وهو الشراب المُحَرَّم
وإن مالكيا قلت قالوا بأنني ** أبيح لهم لحم الكلاب، وهُمْ هُمُ
وإن شافعيا قلت قالوا بأنني ** أبيح نكاح البنت، والبنت تَحْرُمُ
وإن حنبليا قلت قالوا بأنني ** ثقيلٌ، حَلُولِيٌ، بَغِيْضٌ، مُجَسِّمُ
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه ** يقولن تَيْسٌ، ليس يدري ويفهم
تعجبت من هذا الزمان وأهله ** فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخرني دهري وقدم معشرا ** على أنهم لا يعلمون وأعلم
ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني ** أنا الميم والايام أفلح أعلم
في هذا البيت يعد الزمخشري نفسه وحيد دهره الذي لم تجُدِ الأيَّام بمثله
فيشبه نفسه بـ: حرف الميم
وأن الأيام: (أفلح) مشقوقة الشفة السفلى
ومن كان هذا حاله لم يستطع أن ينطق بحرف الميم
والله أعلم
ـ[سيف الحق]ــــــــ[28 - 06 - 04, 04:24 م]ـ
شكراً لك أخي خالد، وحبذا زيادة الإيضاح من بقية الأخوان.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 06 - 04, 08:36 م]ـ
ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني ** أنا الميم والأيام أفلح أعلم
إذا كانت الأيام "أفلح وأعلم"، فإنها لا تستطيع إخراج الميم من مخرجها الصحيح، ,
وما دام أهل الجهل قد أفلحوا ونفشوا أرياشَهم ووجدوا من يستمع إليهم ولا ينكر عليهم، على عكس ما ينبغي أن يكون عليه الحال،
فدل ذلكم على أن الزمان قد دار، وأهين فيه أهل العلم كالإمام الزمخشري بحيث أن أمثاله لا حظ لهم من الوقار والاحترام عند المجاهيل، لأنهم لا يُقَدِّرون علمهم ووضعهم. بل ولا حظ للعلماء في عوالي القدر والمكانة بين أولائكم.
فلهذا كانت أيامه عليلة _ حسب قوله _ لا يخرج ولا يبرز فيها أمثاله، لأن الميم لا بد لها من شفاه سوية تنطق بها على وجه الكمال حكما ومخرجا وصفة ومقامة _ إن جازت الأخيرة _
وهذا تشبيه من الزمخشري في غاية من الدقة والجمال وإن قلتَ: فيه استعارةٌ، قلتُ: صدقت، وإن قلتَ: فيه كناية، قلتُ: صدقت.
يدل على ذلكم الشرح البيت الذي قبله:
وأخرني دهري وقدم معشرا ** على أنهم لا يعلمون وأعلم
فأهل زمانِه لا يفهمونه، ولذا كان حائرا لا يبوح بقناعاته المذهبية _ على عِلَّاتِهَا _ لأن المتفهمين قلة.
وهذا ليس ببعيد عن عصرنا هذا، فإن أهل العلم محتقرون ومهمشون، في حين أن الفضائيات _ بعيدا عن المشائخ _ صارت مليئة بالمتردية والنطيحة من المذيعين والمذيعات والراقصين والراقصات الأحياء منهم والأموات، يُفتون ويُدلون بآرائهم حول جميع الأمور الشرعية التي ربما لو سُئل عالمٌ عن بعضها لقال إنها تحتاج إلى مجمع فقهي.
هذا فهمي البسيط للبيت فإن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمني ومن الشيطان.
والله المستعان.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 06 - 04, 09:40 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمد تتوالى.
لقد أبان الشيخان خالد بن عمر والفاسى المعنى بياناً كافياً، وليس فيما سأذكره زيادة، ولكنه تأصيل للمعنى الذى بيّناه.
ولكن لى تعليق، أرجو أن يتسع له صدر الشيخ الفاسى:
ما كنت أظن أن الشيخ الفاسى يرضى عن تعالى وأنفة وكبر الزمخشرى على علماء زمانه، وفيهم كبراء علماء المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة، وإلا فكلامه محمول على بيان المعنى على ما هو عليه، بغض النظر عن الموافقة أو المخالفة له.
وهاك التأصيل المعنوى:
العَلَمُ والعَلَمة والعُلْمة: الشَّقُّ في الشَّفة العُلْيا. وعَلِمَ عَلَماً، فهو أَعْلَمُ، يعنى مَشْقُوقُ الشَّفَة العُلْيَا. و عَلَمْتُه أَعْلِمُه عَلْماً: شَقَقْتُ شَفَتَه العُليا. ويقال للبعير أَعْلَمُ لِعَلَمٍ في مِشْفَرِه الأَعلى. والرجل أعْلَم , والمرأة عَلْمَاء.
فإِن كان الشق في الشفة السفلى فهو أَفْلَحُ. وقيل: الفَلَحُ شق في الشفَّة في وسطها دون العَلَمِ. وقيل: هو تَشَقُّق في الشفَّة وضِخَمٌ واسترخاء كما يُصِيبُ شِفاهَ الزِّنْجِ. ورجل أَفْلَحُ، وامرأَة فَلْحَاء.
فإذا تبين معنى الأعلم والأفلح، فالذى عناه الزمخشرى أنه كحرف الميم على لسان الأعلم الأفلح، لا يقدر أن ينطق به أو يتفوه على الوجه الصحيح، فهو يتحاشاه ويتجنبه. كأنه يقول: لا ذكر لى على لسان الزمان ولا شهرة , فقد فاز الجهال وأفلحوا وذاعت شهرتهم، فأنى لمثلى أن يُذكر والحال كهذه.
ولا يذهبن عنك أن الزمخشرى كان أحد رؤوس المعتزلة فى وقته، وكان داعية إلى مذهبه، وقد دسَّ أصول المعتزلة فى كتابه فى التفسير المسمى ((الكشاف))، وكان قد استفتحه بأول أصول الاعتزال، وهو ((خلق القرآن)). قال العلامة ابن خلكان: ((وكان الزمخشري معتزلى الاعتقاد، وأول ما صنف كتاب الكشاف كتب استفتاح الخطبة: الحمد لله الذي خلق القرآن، فقيل له متى تركته على هذه الهيئة هجره الناس، فغيَّره بقوله: الحمد لله الذي جعل القرآن، وجعل عندهم بمعنى خلق)) اهـ.
وقد تصدى علماء السنة للكشف عن دسائس الاعتزال فى ((الكشاف))، وألفوا كتباً كثيرة لنقض أصولها وفروعها وخباياها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/335)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 07 - 04, 12:47 ص]ـ
صدقت والله شيخنا الألفي لا أرضى بمذهبه المعتزلي، وأعوذ بالله من ذلك.
وإنما أنساني تبحره في اللغة العربية مذهبه العقدي، وهو الذي جر - أعني المذهب_ على الإمام أحمد وأحمد بن نصر المروزي وغيرهم ما جر.
فأستغفر الله وأتوب إليه
وأشكركم على هذه التذكرة
ـ[أبو غازي]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:08 م]ـ
شكر الله لكم هذه الشروحات الممتعة ..
لا يعني أن الإمام الزمخشري معتزلي المذهب أن لا نستفيد منه في علوم اللغة, فهو بحر لا يستهان به .. وهذا لا يخفى على أحد.
وبودي أنا أسأل عن كتبه؟ غير الكشاف والمفصل و أساس البلاغة.
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[23 - 09 - 05, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[23 - 09 - 05, 01:33 ص]ـ
من ابيات الزمخشري التي يعتد فيها بنفسه قوله:
إن التصانيف في الدنيا ذوو عدد**وليس فيها لعمري مثل كشاف
............................ **الكتب كالداء والكشاف كشاف
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[10 - 07 - 09, 12:08 م]ـ
هذه القصيدة:
قال الزمخشري (المعتزلي):
وإن يسألوا عن مذهبي لم أبح به ** وأكتمه، كتمانه ليَ أسلم
فإن حنفيا قلت قاوا بأنني ** أبيح الطلا وهو الشراب المُحَرَّم
وإن مالكيا قلت قالوا بأنني ** أبيح لهم لحم الكلاب، وهُمْ هُمُ
وإن شافعيا قلت قالوا بأنني ** أبيح نكاح البنت، والبنت تَحْرُمُ
وإن حنبليا قلت قالوا بأنني ** ثقيلٌ، حَلُولِيٌ، بَغِيْضٌ، مُجَسِّمُ
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه ** يقولن تَيْسٌ، ليس يدري ويفهم
تعجبت من هذا الزمان وأهله ** فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخرني دهري وقدم معشرا ** على أنهم لا يعلمون وأعلم
ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني ** أنا الميم والايام أفلح أعلم
في هذا البيت يعدالزمخشري نفسه وحيد دهره الذي لم تجُدِ الأيَّام بمثله
فيشبه نفسه بـ: حرف الميم
وأن الأيام: (أفلح) مشقوقة الشفة السفلى
ومن كان هذا حاله لم يستطع أن ينطق بحرف الميم
والله أعلم
ايهما الصواب ياشيخ خالد في البيت الثاني: قاوا أم قالو.
وايهما الصواب في البيت السادس: يقولن أم يقولون.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 07 - 09, 03:16 م]ـ
ايهما الصواب ياشيخ خالد في البيت الثاني: قاوا أم قالو.
وايهما الصواب في البيت السادس: يقولن أم يقولون.
الصواب ما قلتَ حفظك الله، وقد سقطت مني أثناء النقل
بارك الله فيك
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[10 - 07 - 09, 03:21 م]ـ
الصواب ما قلتَ حفظك الله، وقد سقطت مني أثناء النقل
بارك الله فيك
شكرا الله لكم .. وبارك فيكم.(33/336)
فوائد من كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد بن عثيمين
ـ[أبو البراء]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:09 م]ـ
هذه فوائد استقيتها من كتاب الشرح الممتع للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، بعد ما قرأت المجلد الأول منه، وهي فوائد متفرقة، أردت أن أتحف بها إخواني، وسأوردها باختصار قدر الطاقة، والكتاب طبعة مؤسسة آسام.
مقدمة المؤلف:
ص10: الفقه في الشرع ليس خاصا بأفعال المكلفين أو بالأحكام العملية بل يشمل الأحكام العقدية.
كتاب الطهارة:
ص26: إذا كان الماء محكم الغطاء وسخن بنجس لا يكره.
ص34: نهي أن يبول في الماء الدائم ثم يغتسل فيه لا لأنه نجس ولكن ليس من المعقول أن يجعل هذا مبالا ثم يرجع ويغتسل فيه.
ص37: والصحيح أن النهي في الحديث – أن يغتسل الرجل بفضل المرأة - ليس على سبيل التحريم بل على الأولوية وكراهة التنزيه.
ص48: والصواب أن غير الماء كالماء لا ينجس إلا بالتغير. (مفيد في العسل والزيت)
ص52: ولاشك أن استعماله لأحد الماءين الذين شك في طهارتهما – بعد التحري - فيه شيء من الضعف لكنه خير من العدول إلى التيمم.
الآنية:
ص62: والصحيح أن الاتخاذ والاستعمال (الآنية) في غير الأكل والشرب ليس بحرام.
ص76: اللبن في ضرع الميتة حرام لنجاسته (على خلاف ما ذهب إليه ابن تيمية).
ص78: المصران والكرش جعلها حبالا ليس دباغا لأنها من صلب الميتة.
الاستنجاء:
ص86: مادامت المسألة ليست فيها سنة ثابتة فكون الإنسان يبقى على طبيعته معتمدا على الرجلين – في قضاء الحاجة – هو الأولى والأيسر.
ص88: قال شيخ الإسلام: الذكر – بفتح الكاف - كالضرع إن حلبته در وإن تركته قر.
ص91: أما المصحف إن خاف أن يسرق، فلا بأس أن يدخل بها الخلاء.
ص97: والأحوط أن يجتنب مسه – أي ذكره بيمينه – مطلقا.
ص105: ولا أعلمه واردا عن النبي صلى الله عليه وسلم – التطهر بالحجر ثم الماء - لكن من حيث المعنى لاشك أنه أكمل تطهيرا.
ص114: إن خرج شيء نادر كالحصاة فإن لوث وجب الاستنجاء وإن لم تلوث لم يجب لعدم الحاجة.
يتبع ..
ـ[أبو البراء]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:17 م]ـ
السواك وسنن الوضوء:
ص115: أما مجرد الفعل – أي تقديم الوضوء على الاستنجاء أو الاستجمار – فالصحيح أنه دال على الاستحباب (توضأ وانضح فرجك) رواية مسلم.
ص118: حديث "أدخل أصبعه عند الوضوء وحركها" أحمد: وهذا يدل على أن التسوك بالأصبع كاف، ولكنه ليس كالعود.
ص126: حديث حذيفة (في الصحيحين) رأى النبي صلى الله عليه وسلم عند الانتباه من نوم الليل، ولا يمنع أن يكون ذلك أيضا عند الانتباه من نوم النهار لأن العلة واحدة.
ص129: وقد يقال إذا كان في عين الرجل عيب يحتاج إلى الاكتحال فهو مشروع له، وإلا فلا يشرع.
ص140: أن اللحية وإن طالت تحصل بها المواجهة فهي داخلة في حد الوجه.
ص142: الأخرس لا يحرك لسانه وشفتيه عند قراءة الفاتحة لأن تحريكهما هنا عبث والغرض إظهار النطق وهذا متعذر.
ص146: والصواب لا يكره فإنه ثبت أن الرسول صلى اله عليه وسلم خالف فغسل الوجه ثلاثا واليدين مرتين والرجلين مرة.
فروض الوضوء وصفته:
ص151: ولا ريب أن المسح – للرأس – أفضل من الغسل، وإجزاء الغسل مطلقا عن المسح فيه نظر، أما مع إمرار اليد فالأمر في هذا قريب.
ص151: ولو مسح ناصيته فقط دون بقية الرأس، فإنه لا يجزئه، لقوله تعالى: (وامسحوا برؤوسكم).
ص154: الترتيب - -في الوضوء - فرض لا يسقط سهوا ولا جهلا، لكن يعذر رجل في بادية بجهله.
ص163: إذا كان عليه غسلان: واجب ومسنون، واغتسل للمسنون ناسيا الواجب فيعذر، لكن مع العلم فإن الإجزاء بالنفس منه شيء.
ص169: وهذا لا يسع الناس إلا العمل به، لأنه في الحقيقة كثيرا ما يغيب عن الإنسان تعيين الصلاة، لكن نيته هو أنها فرض الوقت.
ص170: لا يجب عليه إزالة الأسنان المركبة عند الوضوء، لشبهها بالخاتم.
ص178: وإن قطع من فوق المفصل – مفصل المرفق - لا يجب غسله.
مسح الخفين:
ص184: والصحيح أنه ليس هناك إلا استيطان أو سفر، وأن الإقامة لا توجد في الكتاب والسنة.
ص187: والصواب أن العبرة – في بداية مدة المسح – بالمسح وليس بالحدث.
ص191: لايشترط أن يكون ساترا للفرض، لأن النصوص الواردة في المسح مطلقة.
ص192: يجوز المسح على الخف الكبيرة الذي يسقط من القدم دون شد.
ص195: يسن أن يمسح معها – العمامة – ما ظهر من الراس.
ص201: والصحيح أنه لا يجب الجمع بينهما – المسح والتيمم – لصاحب الجبيرة، لأن القائلين بوجوب التيمم لا يقولون بوجوب المسح ولا العكس.
ص202: "أدخلتهما طاهرتين" (الصحيحين) فالمعنى أدخلهما بعد كمال الطهارة أو أن المعنى: أدخلت كل واحدة طاهرة، فتجوز الصورة التي ذكرنا فهذا يحتمل، وهو اختيار شخ الإسلام، والأحوط ألا يفعل.
ص207: القبع الشامل للرأس والأذنين والذي قد تكون أسفله لفة على الرقبة، فإن هذا مثل العمامة لمشقة نزعه فيمسح عليه (في الهامش).
ص211: لو توضأ ومسح على الجوارب ثم لبس عليها جوارب أخرى أو كنادر ومسح العليا فلا باس (في الهامش).
يتبع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/337)
ـ[أبو البراء]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:23 م]ـ
نواقض الوضوء:
ص230: وتنقض الحصاة إذا خرجت من القبل أو الدبر.
ص234: وإذا مسه لشهوة – أي ذكره – فالقول بالوجوب قوي، لكنه ليس بظاهر، والاحتياط أن يتوضأ.
ص251: اللحم يشمل جميع الأجزاء إذا أكل من لحم الجزور فعليه الوضوء.
ص253: الوضوء من ألبان الإبل الصحيح أنه مستحب وليس بواجب، والوضوء من مرق لحم الإبل إن خرج الطعم في المرق فالأحوط أن يتوضأ، وإن كان اللحم في الطعام ولم يظهر أثره، ولم يتبين فإنه لا يضر.
ص257: جميع موجبات الغسل لا توجب إلا الغسل لعدم الدليل على إيجاب الوضوء.
ص265: كنت في هذه المسألة – الطهارة من الحدث الأصغر عند مس المصحف – أميل إلى قول الظاهرية، تبين لي أنه لا يجوز.
ص270: يجوز أن يسجد للتلاوة أو الشكر وهو غير طاهر.
ص275: ولا شك أن الأفضل أن يطوف بطهارة بالإجماع.
الغسل:
ص306: أن الغسل المجزيء أن يعم بدنه بالغسل مرة واحدة.
التيمم:
ص323: التيمم لا يشترط فيه ترتيب ولا موالاة وهذا قول قوي في المذهب واختاره شيخ الإسلام.
ص326: إذا وجد الماء في الوقت بعد ما صلى بالتيمم، الأحوط أن يعيد.
ص346: إذا كان يعلم وجود الماء فالراجح أنه لا يتعين التأخير أي تأخير الصلاة.
ص348: وظاهر الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وضرب بيديه الأرض، ولم يرد أنها كانت مفرجتي الأصابع.
الحيض:
ص444: والغالب أنه إذا تم للحمل تسعون يوما تبين فيه خلق الإنسان، وعلى هذا إذا وضعت لتسعين يوما فهو نفاس على الغالب ومابعد التسعين يتأكد انه ولد وأنه نفاس، وما قبل التسعين يحتاج إلى تثبت.
ص446: والذي يترجح عندي – في النفاس -: أن الدم إذا كان مستمرا على وتيرة واحدة، فإنها تبقى إلى تمام ستين ولا تجاوزه.
ص452: في الإيلاء لا تحسب عليه مدة النفاس، على عكس الحيض.
انتهى المجلد الأول ..
ـ[أبو البراء]ــــــــ[14 - 07 - 04, 06:39 م]ـ
هذه فوائد من كتاب الشرح الممتع للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، المجلد الثاني.
كتاب الصلاة:
ص6: مضاعفة الصلاة تكون بخمسين في الميزان، هذا غير الحسنة بعشر أمثالها.
ص16: إذا أغمي عليه فإنه لا يقضي الصلاة.
ص17: من زال عقله ببنج فإنه يقضي أي الصلاة، لأن هذا وقع باختياره.
ص21: من بلغ أثناء الصلاة أو بعدها في وقتها، فإنه لا يقضي، وكذلك الصوم، لأنه صلى وصام على الوجه الذي أمر به.
ص24: استثنى العلماء من ذلك ما إذا كان حديث عهد بكفر وجحد وجوبها - أي الصلاة - فإنه لا يكفر.
ص26: الذي يظهر من الأدلة أنه لا يكفر إلا بترك الصلاة دائما، فإن كان يصلي فرضا أو فرضين فإنه لا يكفر.
باب الأذان والإقامة:
ص36: الأذان أفضل من الإمامة، لورود الأدلة على فضله، ولأنه أشق.
ص36: ولو قال قائل بسنية الإقامة دون الأذان - للنساء - لأجل اجتماعهن على الصلاة لكان له وجه.
ص53: الطهارة من الحدثين في الأذان سنة، وكره أذان الجنب.
ص54: يجعل إصبعيه في أذنيه أقوى للصوت.
ص62: قول المؤذن "الله أكبار" لا يصح، لأنه يحيل المعنى، لأن أكبار جمع كبر وهو الطبل.
ص65: لا يشترط البلوغ في الأذان لأنه ذكر، وإن كان المميز لا يعتمد عليه.
ص73: ما فعل بعد الوقت من الفوائت إن كان بعذر فهو أداء وليس بقضاء.
ص82: حديث "آت محمدا الوسيلة"، إن كان من باب الخبر فلا حرج في تسميته محمدا، أما إن كان يدعى في حياته فيقال: "يا رسول الله"، جمعا بين الحديث والآية "لا تجعلوا دعاء الرسول" (النور:63).
ـ[أبو البراء]ــــــــ[14 - 07 - 04, 06:44 م]ـ
باب شروط الصلاة:
ص87: كل عبادة لا تصح إلا بإسلام وعقل وتمييز، إلا الزكاة فإنها تلزم المجنون والصغير على القول الراجح.
ص89: الصلاة لا تصح بعد الوقت من دون عذر خلاف قول الجمهور.
ص98: إذا كانت الشمس تزول أيام الصيف (12) والعصر على (4) يكون الإبراد إلى (4) تقريبا.
ص102: وقت العصر ما لم تصفر الشمس، وهو في الغالب يزيد على مصير ظل كل شيء مثليه، وهي زيادة مقبولة.
ص109: وقت العشاء ينتهي عند منتصف الليل، وهذا الذي دلت عليه السنة، وظاهر القرآن "إلى غسق الليل".
ص131: من صار من أهل وجوب الصلاة فلا تلزمه إلا التي أدرك جزءا من وقتها.
ص135: القضاء يحكي الأداء، من قضى صلاة الليل بالنهار يقضيها على صفتها بالجهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/338)
ص145: لو عبر بما جاء في القرآن والسنة، بدل ستر العورة "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" (الأعراف:31).
ص153: عورة الأمة في الصلاة كالحرة، وهو قول شيخ الإسلام.
ص156: والحرة عورتها في الصلاة كلها ما عدا الوجه والكفين والقدمين وهو قول شيخ الإسلام.
ص159: في باب النظر أعلى الفخذ عورة له حكم السوأتين، وما دون ذلك من الفخذ فليس بعورة، لكن الشاب لا بد أن يستر فخذه خوفا عليه من الفتنة.
ص164: ستر أحد العاتقين سنة وليس بواجب لحديث "إن كان ضيقا فاتزر به" البخاري.
ص179: إن كانت النجاسة رطبة صلى قاعدا على قدميه بالإيماء.
ص185: إمام العراة يتقدمهم في الصلاة لأن ذلك السنة.
ص192: كف الغترة في السجود ليس من كف الثوب.
ص193: شد الوسط بزنار حرام وليس بمكروه.
ص194: الخيلاء ليست في جر الثوب فقط، بل في كل هيئة للثوب، وهو قول شيخ الإسلام.
ص197: التصوير بأشرطة الفديو لا يكون له منظر ولا مشهد ولا مظهر فهذا لا يدخل في التحريم، والتصوير الثابت بآلة فوتوغرافية لا يدخل في التصوير، لكن إن كانت للذكرى فهي حرام.
ص202: لا تستعمل الصور ولو على سبيل الامتهان، لأنه الأحوط.
ص205: صور البنات البلاستيكية، أتوقف في تحريمها، لكن يمكن التخلص من الشبهة بطمس وجهها بالنار.
ص207: الحرير المحرم الطبيعي دون الصناعي.
ص221: العفو عن يسير النجاسات إذا شق التحرز منها، وهو قول شيخ الإسلام.
ص231: ذهب كثير من أهل العلم إلى أن دم الآدمي طاهر.
ص233: الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام.
ص241: سبب المنع من الصلاة في معاطن الإبل الأقرب أنها مخلوقة من الشياطين.
ص243: سطح المقبرة لا تصح الصلاة فيه على عكس سطح الحش.
ص253: الصلاة في الكعبة صحيحة، فرضا ونفلا.
ص262: الأفضل أن يبتدىء الصلاة متجها للقبلة وليس بواجب.
ص263: يجوز للماشي المسافرالتنقل ولا يلزمه الركوع والسجود إلى القبلة لمشقته.
ص270: والصحيح أن اتخاذ المحراب مستحب وليس بسنة، لما فيه من المصالح.
ص277: إذا كان لكل واحد اجتهاده في القبلة وجب أن يتبع أحدهما الآخر إذا كانت الصلاة واجبة.
ص279: إذا لم يكن من أهل الاجتهاد الذين يعرفون القبلة وصلى، فإن أصاب فلا يعيد، وإن اخطأ فعليه الإعادة. (مثل شخص ضيفا عن آخر ولم يسأل عن القبلة ولا يعرفها فيصلي)
ص291: شخص يتنفل ثم ذكر أن له شغلا فقطع النية، فإن الصلاة تبطل.
ص292: جميع العبادات تبطل بالعزم على القطع إلا الحج.
ص311: إذا اتفق المسبوقان على أن يأتم أحدهما بالآخر في القضاء، فهو جائز لكن لا ينبغي، لأن ذلك لم يكن معروفا عند السلف.
ـ[خالد الأثري]ــــــــ[15 - 07 - 04, 04:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم أبو البراء وزادك علما وحرصا
واصل ونحن نتابع ما تنتقي من فوائد من خضم هذا البحر العذب الزلال (الشرح الممتع)
أخوك خالد
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[27 - 05 - 10, 09:01 م]ـ
للفائدة
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[28 - 05 - 10, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا البراء على هذا الإنتقاء القيم
جعله الله في ميزان حسناتك(33/339)
التنبيه على وجود برنامج تجسس في برنامج "المحدث" الشهير
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 04, 09:06 م]ـ
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?s=&threadid=24888
ورغم ما فيه من كتب تراثية وحديثية كثيرة، فيجب التنبه لهذه المسألة. خاصة أن المشرف عليه (الدكتور حبش) لا يستبعد عليه هذه الأعمال.
ومن كان مضطراً إليه، فليستعمل الموقع، أو ليستعمل النسخ القديمة.
والله أعلم بحقيقة الحال، لكن الدين النصيحة.
ـ[راشد]ــــــــ[28 - 06 - 04, 08:18 ص]ـ
الرابط لا يعمل!!
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[28 - 06 - 04, 04:21 م]ـ
ما هو الموقع؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[28 - 06 - 04, 08:18 م]ـ
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/a_Optns.exe?
هل تقصد هذا يا شيخ محمد؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 06 - 04, 07:46 ص]ـ
...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:41 ص]ـ
نعم هو نفس البرنامج، لكن الموقع الذي يحذر منه، مغلق مؤقتا للصيانة، وكأن الشيعة فعلوا فعلتهم مجددا
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[30 - 06 - 04, 08:00 م]ـ
أخي محمد الأمين الوضوح شيء جيد أم أنها كلها ظنون
{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} (28) سورة النجم(33/340)
هل من قصص موثقة عن المباهلة؟؟
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[27 - 06 - 04, 10:08 م]ـ
هل لأحد أن يتحفنا بقصص موثقة (أو مسندة) تمت فيها المباهلة بين أهل السنة و الملحدين أو بعض المبتدعة ...
فقد قرأت كلام للحافظ أنه جرت العادة ألا يمر على من باهل من أهل الإلحاد أكثر من شهر ..
و قرأت أن العلامة السلفى صديق حسن خان باهل أحد المبتدعة فى مسألة العلو ...
أرجو المشاركة من كل من عنده مصادر لهذه القصص ....
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 06 - 04, 10:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13158&highlight=%C7%E1%E3%C8%C7%E5%E1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3555&highlight=%C7%E1%E3%C8%C7%E5%E1%C9
ـ[إبراهيم باجس]ــــــــ[28 - 06 - 04, 11:41 ص]ـ
قال السخاوي في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر 3/ 1001 - 1002: ومع وفور علمه (يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني) وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله ... إلى أن قال: واتفق كما سمعته منه مراراًً أنه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي، أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعالَ نتباهل؛ فقلما تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب. فأجاب لذلك، وعلَّمه شيخنا أن يقول: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك، فقال ذلك. وقال شيخناك اللهم غن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك. وافترقا.
قال: وكان المعاند يسكن الروضة، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له أن يتركهم، وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه إلى الشختور، فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله، فقال لأصحابه: مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئاً. وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي، وما أصبح إلا ميتاً. وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين (وسبع مئة)، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنو. انتهى
قلت وقد ذكر هذه القصة الحافظ ابن حجر نفسه في أواخر كتاب فتح الباري، وذكرها أيضاً البقاعي في كتاب مصرع التصوف.(33/341)
الطريق إلى علم النحو تأصيلًا ودرسًا
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[27 - 06 - 04, 10:58 م]ـ
الطريق إلى علم النحو تأصيلًا ودرسًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النحوُ أحدُ العلوم ِ الشريفةِ الأصيلةِ، يُقيمُ الألسنَ ويمحو عارَ اللّحن ِ، ويُزينُ البيانَ والمنطقَ، ولهذا صارَ قبلة ً لأهل ِ العلم ِ، في درسهِ والتأليفِ فيهِ، فتنافسوا في ذلكَ، حتّى صارَ لهذا الفنِّ مدارسُ عدّة ٌ، وقد علمَ أهلُ كلِّ مدرسةٍ منهم مشربَهم.
واليومَ: صارَ النحْو والنحْويُّ غريباً، وانتشرَ اللحنُ، وفشا الغلطُ، وأصبحَ من يتعلّمُ النحوَ فريداً بينَ النّاس ِ، فالأكثرونَ تحاموهُ وجفوهُ، ومنهم من خذّلَ عنهُ وعن تعلّمهِ، ولو فتّشتَ حقيقة َ أمرهِ وحالهِ لوجدتهُ جاهلاً بقدر ِ النحو ِ، أو مُستصعباً لهُ.
ولكن لماذا هذا البعدُ عن النحْو ِ، وهو علمٌ جليلٌ؟.
ربّما كانَ الباعثُ على تركهِ والتجافي عنهُ هو سوءُ عرضهِ من قبل ِ بعض ِ المدرّسينَ، والذين أخذوا يعلّمونَ النحوَ ولمّا يفهموهُ بعدُ، فصارَ تدريسُهم لهُ طلاسمَ وأحاجي، وأصبحَ ما يعلمهُ الطالبُ من صحيح ِ النحْو ِ مشوباً بأضعافهِ من الغلطِ والخلطِ، فضعفتْ ملكة ُ الطلاّبِ، وقلّتْ إمكانيّاتُهم، فرموا علمَ النحْو ِ بالنقائص ِ، وكُتبهُ ودواوينهُ بالغرابةِ والصعوبةِ، وما دروا أنَّ مكمنَ العلّةِ هو ذاكَ الأستاذ ُ المسيءُ للصنعةِ، ممّا أدى إلى الجفوةِ.
كانَ النحْو ِ عزيزَ الجانبِ، مهيبَ الرّكن ِ، ينقلهُ العلماءُ كابراً عن كابر ٍ، ويُسطّرونهُ في دواوينهم بحرفةٍ وإتقان ٍ، ويُسدّدونهُ بالتلقين ِ رطباً من الأفواهِ إلى الآذان ِ، حتّى يأمنوا غوائلَ التصحيفِ واللّحن ِ، ويؤدّونهُ كما سمعوهُ غضّاً طريّاً.
واليومَ: غاضَ ذلكَ النبعُ، وحُبسَ قطرهُ، فسادتَْ بينَ النّاس ِ لغة ُ العوامِّ، وحديثُ الجرائدِ، وأصبحوا في حالةٍ من الضعفٍ باديةٍ، واللّحن ِ فاشيةٍ، وستروا سوءتهم بصُبابةٍ من القواعدِ المنتثرةِ هنا وهناكَ، والتي علقتْ بذاكرتِهم كعلوق ِ الأحلام ِ باليقِظِ المُفيق ِ، واختفتْ من عالمنا تلكَ الصورُ الزاهية ُ لأولئكَ الذينَ كانوا يحفظونَ مئاتِ الآلافِ من شواهدِ الشعر ِ، وشواردِ الأدلّةِ، ومنهم من كانَ يحفظ ُ الأسفارَ الكبيرة َ، ويسردُ المتونَ، كما يسردُ أحدُنا السورة َ القصيرة َ من القرءان ِ.
تلكَ الصورُ التي أيسنا من وجودِها، وحسبُنا أنّها في بطون ِ كتبِ التراثِ، نقرأها حيناً فنطربُ وننتشي، ونسكبُ العبراتِ الحرّى على أولئكَ النفر ِ العظام ِ، الذين حفظوا الدينَ واللّسانَ والعقلَ، فأدّوهُ كما كانَ، حتّى كأنّا نُجالسُ الرعيلَ الأوّلَ، ونُزاحمهم بالرّكبِ في ثنايا تلكَ السطور ِ.
النحوُ لم يكنْ يوماً باباً صعبَ المرام ِ، وعرَ المسلكِ، بل هو علمٌ يسيرٌ سهلٌ، من رامَ أخذهُ وتعلّمهُ وُفّقَ وهُديَ، ومن حجّبهُ بالوهم ِ واليأس ِ منهُ، فقد وقعَ في سوءِ نيّتهِ، وحُرمَ منهُ لدخَل ِ مقصدهِ.
لكلِّ علم ٍ أصولٌ ومراتبُ يرتقي في معارجها من أرادَ الوصولُ إلى الغايةِ فيها، فمن الخطأ القفزُ من مرتبةٍ إلى أخرى، دونَ إتمام ِ وحذق ِ ما قبلها، وكذلكَ من التهوّر ِ المواصلة ُ إلى أسنى المراتبِ، إذا كانَ ذلك العلمُ ليسَ بمطلوبٍ لذاتهِ، وليسَ المُتخصّصُ كالمُتلصّص ِ، ويجبُ على هذا ما لا يُستحبُ لذلكَ.
وعلمُ النحْو ِ كذلكَ، دخلهُ بعضُ النّاس ِ من أوعر ِ طرقهِ وأبأسها، ألا وهو التعليلُ والصنعة ُ الدقيقة ُ، فاستهواهُ التعليلُ والنقدُ، وأطربهُ ما يحملهُ من نِقاشاتٍ ذهنيّةٍ جدليّةٍ، ليستْ من علم ِ النحْو ِ في شيءٍ، بل هي دخيلة ٌ عليهِ، وهي بعلوم ِ المنطق ِ الذهنيّةِ أشبهُ منها بعلوم ِ الشرع ِ واللسان ِ، وعلمُ النحْو ِ كصناعةٍ وتعليل ٍ قليلُ الفائدةِ كثيرُ المزالق ِ، لا يُجتنى منهُ إلا كدُّ الذهن ِ وترويضُ العقل ِ، وأمّا الفائدة ُ اللغويّةِ أو تركيبُ الجمل ِ تركيباً سليماً، فهذا لا يدخلُ فيهِ البتّة َ، ولهذا قالوا قديماً: أضعفُ من حُجّةِ نحْويٍّ، وذلكَ لأنَّ حُججهم واهية ٌ ومُتخيّلة ٌ، ومن عرفَ كلامَ العربِ بلهجاتهِ، قلَّ أن يُخطأ أحداً منهم كما قالَ ذلكَ الأصمعيُّ – رحمهُ اللهُ -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/342)
ومن هنا لا بُدَّ للوالج ِ إلى علم ِ النحْو ِ أن يلجهُ من بابهِ المعروفِ، ويدرسهُ من أصلهِ الأوّل ِ، ألا وهو تركيبُ الجمل ِ والمفرادتِ تركيباً سليماً، وإعطاءُ كلِّ حرفٍ منها حقّهُ من الحركاتِ اللاحقةِ في آخرهِ، حتّى يسلمَ المرءُ من اللحن ِ، ويستقيمَ لهُ نِظامُ الكلام ِ، وعمودُ اللفظِ.
والثمرة ُ من علم ِ النحو ِ هو عدمُ اللحن ِ، فمن حصّلَ ذلكَ وكمّلهُ فقد استغنى عن بقيّةِ ما فيهِ، حتى لو كانَ ذلكَ عن طبع ٍ فيهِ وسليقةٍ مركّبةٍ، دونَ تعلّم ٍ أو معرفةٍ بالقواعدِ النحْويّةِ، كما كانَ الفرزدقُ يقولُ: علينا أن نقولَ الشعرَ وعليكم أن تتأوّلوا، ومقصدهُ بذلكَ – واللهُ أعلمُ – أنّهُ يقولُ الشعرَ سليقة ً وطبعاً، فتخرجُ ألفاظهُ عربيّة ً مُستقيمة ً في الإعرابِ، لا لحنَ فيها، فهو سليمُ اللسان ِ فصيحُ اللغةِ، وهذا هو ثمرة ُ النحْو ِ وفائدتهُ، فمن كانَ فصيحاً لا يلحنُ، فقد أتى النحْوَ من أوسع ِ أبوابهِ.
وقد ذكرَ الجاحظ ُ في بعض ِ رسائلهِ أنَّ الغرضَ من علم ِ النحْو ِ إقامة ُ نِظام ِ الكلام ِ، على وفق ِ لغةِ العربِ بلا لحن ٍ أو خلطٍ، فما كانَ من هذا العلم ِ يؤدي هذا الغرضَ فهو المطلوبُ، وما زادَ عنهُ فهو فضولٌ مُضن ٍ، يُشغلُ عمّا هو أهمُّ وأفيدُ، وتركهُ لما هو أولى منهُ أولى وأحرى، وقالَ مثلَ هذا الكلام ِ العالمُ الربّانيُّ: ابنُ رجبٍ الحنبليُّ، في كتابهِ الشهير ِ " فضلُ علم ِ السلفِ على علم ِ الخلفِ ".
يقولُ ابنُ الأثير ِ: أمّا علمُ النحْو ِ فإنّهُ في علم ِ البيان ِ من المنظوم ِ والمنثور ِ، بمنزلةِ أبجد في تعليم ِ الخطِّ، وهو أوّلُ ما ينبغي إتقانُ معرفتهِ لكلِّ أحدٍ ينطقُ باللسان ِ العربيِّ، ليأمنَ معرّة َ اللحن ِ.
إذا عُلمَ ذلكَ وتقرّرَ، صارَ المؤكّدُ على الكاتبِ أن يبحثَ عمّا يسترُ عيبهُ من اللحن ِ، ويسُدَّ ثغرتهِ من الخطأ في الإعرابِ، وبداية ُ ذلكَ أن يقرأ في كتبِ النحْو ِ المؤسّسةِ للقواعدِ والمقرّرةِ لأصول ِ ومبادئِ هذا العلم ِ، بحيثُ يسهلُ عليهِ تصوّرُ مباحثهِ وأبوابهِ على جهةِ الإجمال ِ، ويتعوّدَ رويداً رويداً على الإعرابِ، ثمَّ ينتقلَ لما بعدَ ذلكَ إلى الاستدلال ِ والتفريع ِ.
ومن أفضل ِ ما كُتبَ في هذا المجال ِ: كتابُ الآجرّوميّةِ، وهو متنٌ صغيرٌ نافعٌ جدّاً، كانَ أهلُ العلم ِ – وما زالوا – يدرّسونهُ صغارَ الطلبةِ ويلقّنونهم إيّاهُ، حتّى صارَ مع الأيام ِ فاتحة َ هذا العلم ِ، فهو مفتاحُ رِتاجها، خِداجٌ بدونها، وقد أحسنَ بعضُهم في وصفهِ قائلاً: متنُ الآجرّوميّةِ لم يُطاولهُ متنٌ آخرُ: ضبطاً لقواعدِ النحْو ِ وحصراً لمسائلهِ ويُسراً في صياغتهِ، ولا يزالُ موضعَ التلقِّي والقبول ِ إلى يومِنا هذا.
ولهذا الكِتابِ شروحٌ كثيرة ٌ جدّاً، ولا زالَ يُشرحُ في المساجدِ والمدارس ِ والمكتباتِ، وتُعقدُ لهُ مجالسُ الدرس ِ والمُذاكرةِ، وذلكَ لسهولةِ لفظهِ، وغزارةِ مادّتهِ، ومن أفضل ِ شروحهِ " التحفة ُ السنيّة ُ " لسيبويهِ العصر ِ: محمّد مُحيى الدين ِ عبدالحميدِ، وهذا الرجلُ إمامٌ في النحْو ِ، وقد أحسنَ في وصفهِ العلاّمة ُ: محمودُ بنُ محمّدٍ الطناحيُّ – حواريُّ العبقريِّ الفذِّ: محمودُ شاكر – بقولهِ: ويكفيهِ فضلاً – أي محمد محيى الدين عبدالحميدِ – أنَّ كلَّ من تعلّمَ النحْوَ في شرق ِ الدنيا وغربِها بعدهُ، مدينٌ لهُ بدين ٍ كبير ٍ لما بذلهُ من جُهدٍ بالغ ٍ في إخراج ِ كتبِ النحْو ِ، في أسلوبٍ يُمتعُ الدارسَ ويصقلُ اللسانَ.
وهناكَ شروحٌ أخرى للآجرّوميّةِ، ولكنّ هذا منها بمنزلةِ الرأس ِ للبدن ِ، والنهر ِ للساقيةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/343)
ومن الكتبِ الرائدةِ في تصوّر ِ علم ِ النحْو ِ، والتي تفتحُ الآفاقَ نحْوَ تحريرهِ وتقريرهِ، كتابُ " ملحةِ الإعرابِ " للعلاّمةِ الحريريِّ، وقد امتازَ بعذوبةِ ألفاظهِ، وسلاسةِ نظمهِ، حتّى أصبحَ مقطوعة ً فنيّة ً مُطربة ً وغاية ً في الدقّةِ والنظم ِ، وقد تميّزتْ بسهولةِ اللفظِ، وكثرةِ التمثيل ِ، وهو تُضارعُ الآجرّومية َ، وفي بعض ِ الأقطار ِ يُقدّمونها على الآجروميّةِ، وذلكَ لكونها أشبعَ منها مادّة ً، وأغزرَ فائدة ً، وإن كانتْ الآجروميّة ُ قد سبتْ لُبَّ المعلّمينَ، وطارتْ بالشهرةِ آفاقاً بعيدة ً، وفي كُلٍّ خيرٌ.
وللمُلحةِ شرحٌ مطبوعٌ مشهورٌ مُتداولٌ لمؤلّفها الحريريُّ.
فإذا تيّسّرَ للدارس ِ القراءة ُ في هذين ِ الكتابين ِ، وضبطُ ما فيها من مباحثَ وفصول ٍ، فلْيستعنْ باللهِ، ويرتقي درجة ً عُليا، وليبدأ في دراسةِ " مُتمّمةِ الآجروميّةِ " للعلاّمةِ الرّعينيِّ الحطّابِ، وهو كِتابٌ جمعَ فيهِ مباحثَ زائدة ً على ما في متن ِ الآجرّوميّةِ، وتمّمَ فصولها، فصارَ واسطة َ العقدِ بينَها وبينَ المطوّلاتِ في هذا الفنِّ، وهو كتابٌ سهلُ المأخذِ، حسنُ التريبِ، مجوّدُ اللفظِ، ليسَ بمغرق ٍ في الغرابةِ، ولا مستوغل ٍ في التعقيدِ، بل ألفاظهُ سهلة ٌ وجملهُ واضحة ٌ، وإذا شاءَ الطالبُ أخذ َ كتابَ " شرح ِ قطر ِ النّدى " لإمام ِ النحْو ِ وحُجّتهِ: ابن ِ هشام ٍ المصريِّ، فهو كتابٌ ماتعٌ جداً، غزيرُ المادّةِ، ولربّما أغربَ قليلاً في المتن ِ، إلا أنّهُ يُجلّي ذلكَ الغموضَ في شرحهِ، ويزيدُهُ بسطاً وإيضاحاً، ويفرّعُ المسائلَ، وممّا زادَ الكِتابَ بهاءً وحُسناً، حاشية ٌ عالية َُ القدر ِ كتبها العلاّمة ُ: محمّد مُحيى الدين ِ عبدالحميدِ، فصارَ الكتابُ آخذاً بآخيةِ مجدِ النحْو.
ومن الكتبِ المناسبةِ في هذه المرحلةِ كذلكَ كتابُ: الجمل ِ للزجّاجيِّ، وهو كتابٌ سهلٌ رهوٌ – كما وصفهُ الطناحيُّ – ولهُ شروحٌ عدّة ٌ منها شرحُ ابن ِ هشام ٍ، وأفضلُها شرحُ ابن ِ عصفور ٍ.
فإذا تمَّ ذلكَ للطالبِ، وفهمَ مباحثَ ما مضى، فالألفية ُ المُبتغى، وهي المُنتجعُ، وهي للنحْو ِ كالكعبةِ للبيتِ، فكلُّ من قصدَ النحوَ فإياها يريدُ، ولحماها يطلبُ، وقد صارتْ من الشهرةِ بحيثُ إذا ذُكرَ النحوُ ذكرتْ معهُ، فكأنّها مرادفة ٌ لهُ وكاشفة ٌ لمعناهُ، ومؤلّفها ابنُ مالكٍ إمامٌ فحلٌ من علماءِ العربيّةِ والنحْو ِ، أذعنَ لهُ الكبراءُ ورحلَ إليهِ النّاسُ، وطارتْ شهرتهُ في الآفاق ِ، وحسبهُ وكفى أنّهُ مؤلّفُ الألفيةِ، وتُسمّى أيضاً الخلاصة ُ، لقولهِ في خاتمتِها:
أحصى من الكافيةِ الخلاصهْ ********* كما اقتضى غنىً بلا خصاصه
وللألفيةِ شروحٌ كثيرة ٌ، وأشهرُها وأحسنُها شرحُ العلاّمةِ النحْويِّ: ابنُ عقيل ٍ، وهو شرحٌ سهلُ المتناول ِ، ألفاظهُ دانية ٌ، ليسَ فيهِ جفاءُ الإغرابِ، ولا إملالُ الإطنابِ، بل جاءَ وسطاً سهلاً، ولهذا انتفعَ بهِ الناسُ، وصارَ هو الشرحَ الُمعتمدَ للألفيّةِ في كثير ٍ من الجامعاتِ والأقطار ِ، ولهُ شروحٌ أخرى إلا أنَّ بعضها أغربَ فيها مؤلّفوها حتّى صارتْ ألغازاً، كما هو صنيعُ الأشمونيِّ في شرحهِ.
وممّا يجري في فلكِ الألفيةِ ويحوي مباحثها كتابُ: المفصّل ِ، للعلاّمةِ جاراللهِ الزمخشريِّ، وهو كتابٌ مشهورٌ عندَ أهل ِ العلم ِ، ولهُ شرحٌ متداولٌ للعلاّمةِ ابن ِ يعيشَ، جلّى فيهِ غوامضَ الكتابِ وفتحَ كنوزهُ.
ومن الكتبِ المفيدةِ لمن أرادَ إرساءَ دعائم ِ النحْو ِ، بعدَ أن يدرسَ أصولهُ ومقدّماتهِ، كتابُ: النحْو ِ الواضح ِ، من تأليفِ علي الجارم ِ وأصحابهِ، وهو كتابٌ سهلٌ مُيسّرٌ، وفيهِ الكثيرُ من الأمثلةِ والتوضيحاتِ، ويُساعدُ على ضبطِ مباحثِ النحْو ِ، ويقرّرها بوضوح ٍ، وهو كتابٌ بارعٌ في الشرح ِ والتوضيح ِ، وفي تقريبِ النحْو ِ وتيسيرهِ، وقد أراحَ مئاتِ المُعلمينَ، ويسّرَ على ألوفٍ من الطلبةِ، وأزاحَ عن علم ِ النحْو ِ سُحباً من النفور ِ والكراهيةِ، كانتْ تُحيطُ بهِ وتغشاهُ فتصدُّ المتعلّمينَ عنهُ وعن دراستهِ، كما وصفهُ بذلكَ بعضُ العلماءِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/344)
ومن أرادَ موسوعة ً نحْويةٍ جامعة ً، فلا أرفعَ قدراً من كتابِ العلاّمةِ: عبّاس ِ بن ِ حسن ٍ، ألا وهو: النحوُ الوافي، فهو خزينة ٌ جامعة ٌ لمسائل ِ ومباحثِ علم ِ النحْو ِ، ولا يسدُّ مسدّهُ إلا الكتابُ العظيمُ: شرحُ الكافيةِ للشريفِ الرّضيِّ، وهذا الكتابُ – بحسبِ وصفِ العلاّمةِ الرافعيِّ -: كاتبٌ ضخمٌ ليسَ في كتبِ العربيّةِ ما يساويهِ بحثاً وفلسفة ً.
ولا نُغفلُ كذلكَ قرءانَ النحْو ِ: كتابَ سيويهَ – كما لقّبهُ بذلكَ بعضُ العلماءِ -، وهو الحُجّة ُ في علمهم، وأكثرهُ مأخوذ ٌ من كلام ِ الخليل ِ، ويكفي القارئ دلالة ً على يُسر ِ هذا العلم ِ وسُهولتهِ، أنَّ مؤلّفَ الكتابِ – وهو سيبويهَ – رجلٌ أعجميٌّ، ولكنّهُ بالتجلّدِ والصبر ِ وملازمةِ العلماءِ، تفوّقَ على أهل ِ عصرهِ، وصارَ مرجعَ النحاةِ، وكتابهُ الحكمُ والفيصلُ بينهم.
هذا هو معينُ النحْو ِ العذبُ الثرُّ، لا زالَ كما بدأ يكتنفهُ النورُ من جوانبهِ، وتجلّلهُ الهيبة ُ، وينهلُ منهُ الدارسونَ والباحثونَ.
فلماذا القطيعة ُ بيننا وبينَ النحْو ِ؟، ومن المُتسبّبُ في ذلكَ؟.
لا إخالُ السببَ إلا حاجزاً نفسياً، ترسّبَ في الأعماق ِ، مع كثرةِ من يرمي النحْوَ بالصعوبةِ، ويحولُ دونَ النّاس ِ وطلبهم لهُ، فصدّقوا الظنونَ، ورضوا من حياتِهم بالكسل ِ والقعودِ، ومن الغنيمةِ بالإيابِ.
لا أظنُّ الأفهامَ تبلّدتْ، ولا القرائحَ كلّتْ، ولكنّهُ نفورٌ بعدَ إشاعةِ صعوبةِ هذا العلم ِ، ونشر ِ ثقافةِ الوهن ِ والخمول ِ والكسل ِ، حتّى صارَ طلبُ المعالي والعلوم ِ ضرباً من المخاطرةِ والتهوّر ِ، وحيلَ بينها وبينَ النّاس ِ بمجموعةٍ من المنفّراتِ والأكاذيبِ المُضلّلةِ، فصارَ سهلُها وعراً، ويسيرُها صعباً، فما فجئنا الزمانُ بشيءٍ مثلَ هذا الضعفِ العظيم ِ في العربيّةِ، وفشوِّ اللّحن ِ، وانتشار ِ العاميّةِ.
نحنُ نحتاجُ – أيّها المعلّمونَ – إلى طرق ٍ ترغيبيّةٍ لتدريس ِ هذا العلم ِ، وتأسيسهِ على أصول ٍ صحيحةٍ، فنُلقّنُ الطالبَ صِغارَ المسائل ِ، ونغذوهُ بها، حتّى يتمرّنَ عقلهُ على الفهم ِ، ويرتاضَ ذهنهُ على الإعرابِ، ثمَّ نفتحَ لهُ آفاقَ العلل ِ والحُجج ِ، ونوسّعَ مداركهُ بذكر ِ الخلافِ بينَ المدارس ِ النحْويةِ والنّحاةِ، أمّا أن يفتحَ الطالبُ عينهُ على الخلاف ِ، ويقعَ بصرهُ على الأحاجي والألغاز ِ في هذا العلم ِ، فهذا هو المنفّرُ من النحْو ِ، والداعي إلى تركهِ وتحاميهِ.
إنَّ هذا العلمَ سهلُ في متناول ِ الجميع ِ، ولا أدلَّ على ذلكَ من سرعةِ حذق ِ الأعجميِّ لهُ، وبراعتهِ فيهِ، حتّى إنّهُ ليتكلّمُ فيهِ بأفصحَ من أهلهِ، ويسردُ مفرداتهِ مُعربة ً غيرَ ملحونةٍ، بكلِّ يُسر ٍ وسهولةٍ، فهل كانوا أنطقَ منّا بلغةِ الضادِ؟، أم كانتْ لهم هممٌ أشرفُ وأعلى من همَمِنا؟.
نحنُ – يا سادة ُ – يُعوزنا دوماً البدءُ والخطوة ُ الأولى، فنمكثُ دهراً وعمراً نقدّمُ رجلاً ونؤخرُ أخرى، ونستسهلُ تارة ً ونستصعبُ أخرى، فيمضي العمرُ وتتوالى السنونُ، ونحنُ في الخطوةِ الأولى نعتركُ، بينما بلغَ غيرُنا من المكانةِ والمنزلةِ ما بلغَ، وأعظمُ ما يصدّنا عن العلم ِ وإتقانهِ هو تلكَ الهالة ُ من التخويفِ والإرهابِ، والتي ينسجها البطالونَ، ممّن كسدتْ بضاعتهم، وبارتْ تجارتهم، فأخذوا يُفسدونَ على النّاس ِ هممهم، ويصدّونهم عن سبيل ِ العلم ِ، تارة ً باسم ِ التنصّل ِ من رواسبِ التخلّفِ والتراثِ الصدءِ، وتارة ً باسم ِ التنوير ِ والتقدّم ِ، وهم في كلِّ ذلكَ يحملونَ في جنباتِهم حقداً ودغلاً، ويُعالجونَ في أنفسهم مرضاً وخوراً، فأينَ هم من مصافِّ أولئكَ؟، فلا أدركوا أهلَ عصرهم، ولا بزّوا من سبقهم، بل ما زالوا في ريبهم يتردّدونَ!.
هي الخطوة ُ الأولى، فابدأوا بها مستعينينَ باللهِ تعالى، ومهّدوا لأنفسكم الطريقَ، ويوشكَ أن تمرَّ الأيّامُ والليالي، فتصنعَ مع كرّها من أحدكم عالماً نبيهاً حصيفاً، والعاقلُ من ألغى عجلة َ الزمان ِ في سعيهِ للمجدِ، وراقبَ نفسهُ وعقلهُ، فما تمضي عليهِ غفلة ُ الدهر ِ إلا وهو مستيقظ ٌ على مجدٍ حاضر ٍ، وعزٍّ مُنيفٍ.
دمتم بخير ٍ. منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/345)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[28 - 06 - 04, 11:55 م]ـ
السلام عليكم
تنبيه هذا المقال منقول وليست مني ...
وشكر
ـ[بن ام عبد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 07:16 ص]ـ
أحسن الله اليك و نفع بك
و جزاك الله خيرا
ـ[بن طاهر]ــــــــ[03 - 08 - 07, 07:41 م]ـ
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا.
مقال طيِّبٌ، أسألُ الله أنْ ينفعني وإخوتي به. وليتَكَ - أخي أبا حمزة، بارك الله فيك - إذْ نقلتَ المقالَ ذكَرْتَ لنا مِن أينَ نقلتَهُ أو اسمَ صاحبِ المقال.
أعجبني قولُهُ - جزاه الله خيرًا -:
فلماذا القطيعة ُ بيننا وبينَ النحْو ِ؟، ومن المُتسبّبُ في ذلكَ؟.
لا إخالُ السببَ إلا حاجزاً نفسياً، ترسّبَ في الأعماق ِ، مع كثرةِ من يرمي النحْوَ بالصعوبةِ، ويحولُ دونَ النّاس ِ وطلبهم لهُ، فصدّقوا الظنونَ، ورضوا من حياتِهم بالكسل ِ والقعودِ، ومن الغنيمةِ بالإيابِ.
لا أظنُّ الأفهامَ تبلّدتْ، ولا القرائحَ كلّتْ، ولكنّهُ نفورٌ بعدَ إشاعةِ صعوبةِ هذا العلم ِ، ونشر ِ ثقافةِ الوهن ِ والخمول ِ والكسل ِ، حتّى صارَ طلبُ المعالي والعلوم ِ ضرباً من المخاطرةِ والتهوّر ِ، وحيلَ بينها وبينَ النّاس ِ بمجموعةٍ من المنفّراتِ والأكاذيبِ المُضلّلةِ، فصارَ سهلُها وعراً، ويسيرُها صعباً، فما فجئنا الزمانُ بشيءٍ مثلَ هذا الضعفِ العظيم ِ في العربيّةِ، وفشوِّ اللّحن ِ، وانتشار ِ العاميّةِ.
نحنُ – يا سادة ُ – يُعوزنا دوماً البدءُ والخطوة ُ الأولى، فنمكثُ دهراً وعمراً نقدّمُ رجلاً ونؤخرُ أخرى، ونستسهلُ تارة ً ونستصعبُ أخرى، فيمضي العمرُ وتتوالى السنونُ، ونحنُ في الخطوةِ الأولى نعتركُ، بينما بلغَ غيرُنا من المكانةِ والمنزلةِ ما بلغَ، وأعظمُ ما يصدّنا عن العلم ِ وإتقانهِ هو تلكَ الهالة ُ من التخويفِ والإرهابِ، والتي ينسجها البطالونَ، ...
هي الخطوة ُ الأولى، فابدأوا بها مستعينينَ باللهِ تعالى، ومهّدوا لأنفسكم الطريقَ، ويوشكَ أن تمرَّ الأيّامُ والليالي، فتصنعَ مع كرّها من أحدكم عالماً نبيهاً حصيفاً، والعاقلُ من ألغى عجلة َ الزمان ِ في سعيهِ للمجدِ، وراقبَ نفسهُ وعقلهُ، فما تمضي عليهِ غفلة ُ الدهر ِ إلا وهو مستيقظ ٌ على مجدٍ حاضر ٍ، وعزٍّ مُنيفٍ.
وفي النّصَِّ بعضُ الهفوات (المطبعيّة) في الضّبط لا تخفى عليكم إن شاء الله.
وفّقنا الله وإيّاكم لما فيه صلاحُنا.
ـ[صخر]ــــــــ[03 - 08 - 07, 10:10 م]ـ
أظن المقال للكاتب الاديب الباكستاني "فتى الأدغال"(33/346)
يا أهل الحديث أفيدونا عن صحة هذا الحديث؟!!
ـ[الألباني]ــــــــ[28 - 06 - 04, 08:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
حج النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ثم أخذ بحلقة باب الكعبة قال: أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة؟
فقام إليه سلمان رضي الله عنه فقال: أخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله.
قال: إن من أشراط الساعة إضاعة الصلاة، والميل مع الهوى، وتعظيم رب المال.
فقال سلمان: ويكون هذا يا رسول الله؟
قال: نعم والذي نفس محمد بيده، فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرما والفيء مغنما، ويصدق الكاذب، ويكذب الصادق، ويؤتمن الخائن، ويخون الأمين، ويتكلم الرويبضة.
قال: وما الرويبضة؟
قال: يتكلم في الناس من لم يتكلم، وينكر الحق تسعة أعشارهم، ويذهب الإسلام فلا يبقى إلا اسمه، ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه، وتحلى المصاحف بالذهب ..
وتتسمن ذكور أمتي وتكون المشورة للإماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء ..
فعند ذلك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع، وتطول المنائر وتكثر الصفوف، مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة.
قال سلمان: ويكون ذلك يا رسول الله؟
قال: نعم والذي نفس محمد بيده، عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم أذل من الأمة يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره ..
ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية البكر ..
فعند ذلك يا سلمان يكون أمراء فسقة ووزراء فجرة وأمناء خونة يضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات، فإن أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها.
عند ذلك يا سلمان يجي سبي من المشرق وسبي من المغرب جثاؤهم جثاء الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ..
عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها وأغنياؤهم للتجارة ومساكينهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة.
قال: ويكون ذلك يا رسول الله؟
قال: نعم والذي نفسي بيده، عند ذلك يا سلمان يفشوا الكذب ويظهر الكوكب له الذنب، وتشارك المرأة زوجها في التجارة وتتقارب الأسواق.
قال: وما تقاربها؟
قال: كسادها وقلة أرباحها، عند ذلك يا سلمان يبعث الله ريحا فيها حيات صفر فتلتقط رؤساء العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه ..
قال: ويكون ذلك يا رسول الله؟
قال: نعم والذي بعث محمدا بالحق "
ـ[الألباني]ــــــــ[28 - 06 - 04, 07:05 م]ـ
هل من مجيب؟
الموضوع هامٌ جداً ّّّ!!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 06 - 04, 09:17 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كتاب التفسير لابن مردويه ليس من الكتب التي طبعت ولايعرف عن وجودها شيء، وتفرده بمثل هذا الحديث في الغالب لايكون صحيحا.
ولبعض فقرات منه شواهد.
وما ورد في لفظ الحديث (ويظهر الكوكب له الذنب) لايعرف له شاهد، والله أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 06 - 04, 08:16 م]ـ
عليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته
وجدت إسنادين لهذا الحديث من كتب الرافضة قبحهم الله تعالى
ولكني لم أعتمد عليهما، وإن كنت أظن أن اسناد ابن مردوية لن يخرج عن واحد منهما
فلعلي أبحثهما قريبا وأضع النتيجة هنا إن يسَّر الله ذلك(33/347)
نظرة الفقهاء للحديث الضعيف!!!؟؟
ـ[عثمان]ــــــــ[28 - 06 - 04, 09:11 ص]ـ
اذكر مرة في أثناء دراستي في الجامعه كان الذي يدرسنا فقه شيخ حنفي متعصب -وكان يقول دوما أنا ثلثي سلفي!! - وكان يدرسنا كتاب منار السبيل وهو ليس راض بتدريس هذا الكتاب السلفي كما يدعي المهم شرح لنا حديث في كتاب منار السبيل وكان مكتوب بالهامش ضعفه الالباني.
فقلنا له: ان الحديث ضعيف، ضعفه الالباني؟؟!
فقال: يصطفل_ يقصد الالباني رحمه الله وهي كلمه سوريه _ ثم قال: عند الفقهاء الحديث الذي عمل به الائمة _ ابوحنيفة والشافعي .. ._ فهو الصحيح ولذلك تصحيح وتضعيف المتأخرين لا يسري على الفقهاء، والفقهاء يعملون بالسند المتقدم.
الفقهاء يعتمدون على المتن دون النظر إلى السند.
فما قولكم يا إخواني في قول هذا الشيخ وما مدى صحته؟؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[28 - 06 - 04, 10:53 م]ـ
بسم الله ...
هناك فعلاً اختلاف بين أهل الفقه و أهل الحديث في قبول الأحاديث و أشهر مثال هو كون المراسيل حجة في الأحكام لدى الفقهاء في حين يعتبرها أهل الحديث ضعيفة لا يجوز الاحتجاج بها و الله أعلم.
ـ[عثمان]ــــــــ[29 - 06 - 04, 04:15 ص]ـ
ولكن ليس كل المراسيل عند أهل الحديث ليست بحجة فمرسل الصحابي مقبول.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 04, 11:19 ص]ـ
هذا قول شخص جاهل بعلم الحديث. ومن جهل علماً عاداه. والأصل أنه في كل علم يجرب الرجوع إلى أهله. فينظر في كل حديث ما قاله أهل العلم فيه. وأكثر أئمة أهل الحديث هم من الفقهاء، فبعضهم بلغ درجات عالية جدا في الفقه كالبخاري وأحمد، وبعضهم كان نصيبه قليلاً كمسلم.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 - 06 - 04, 04:08 م]ـ
و لكن يا فضيلة الشيخ ألا يحمل كلامه قدراً من الصحة؟ فقد نقل ابن كثير في الباعث الحثيث أن المراسيل حجة عند مالك و أبي حنيفة و أصحابهما في حين نقل قول مسلم و ابن عبد البر و ابن الصلاح عن سقوط الاحتجاج بالمرسل.
و المرسل المقصود هو مرسل التابعي. فما رأي فضيلتكم؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 04, 04:25 م]ـ
أخي الفاضل لاحظ قوله:
عند الفقهاء الحديث الذي عمل به الائمة _ ابوحنيفة والشافعي .. ._ فهو الصحيح ... الفقهاء يعتمدون على المتن دون النظر إلى السند.
هو لا يتكلم عن المراسيل، بل يتكلم عن علم الحديث ككل. هناك عدد من الفقهاء يقول لك: الغزالي قد أحتج بهذا الحديث، وهو أعلم من العراقي الذي ضعفه، والفقهاء يعتمدون على المتن دون السند .... هذا الكلام المراد منه إسقاط علم الحديث. والحقيقة أن الشافعي نفسه كان يستشير أهل الحديث. فيطلب من أحمد بن حنبل إرشاده لأي حديث صحيح حتى يأخذ به. وتراه يقول: هذا حديث لا يصححه أهل الحديث ...
أما المراسيل فأبو حنيفة ومالك لا يقبلونها بإطلاق كما نسب إليهم البعض. ولعل عيسى بن أبان هو الذي نسب هذا لأبي حنيفة ثم شاع. ومالك مثلا يأخذ بالمرسل إذا وافق عمل أهل المدينة، ويقول: شهرة الحديث في المدينة تغني عن اسناده. وأما إذا خالف عملهم فهو يرده ولا يعمل به.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 - 06 - 04, 05:14 م]ـ
جزاك الله خيرا على التوضيح و نفع بك. . . و اطنني بالغت في حسن الظن بالرجل.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[03 - 07 - 04, 08:26 ص]ـ
الإشكال أيها الإخوان من وجهة نظرى أن هناك نزعة ظاهرية مفرطة ظهرت مؤخرًا.
ليكن معلومًا للجميع أنه ليس أحد أعلم الآن بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبى حنيفة أو الشافعى وأن من قال غير ذلك فهو جاهل معاند لا يعلم قدر الأئمة. إن هناك خلاف جوهرى بين طريقة القدماء وطريقة المحدثين ليس فى فهم المتن فحسب بل فى طريقة الحكم عى الحديث بصفة عامة فقد صحح المتأخرون كل ما صح سنده وأوجبوا العمل به وضعفوا كل ما ضعف سنده وتركو العمل به بل وربما قالو بضده وهذا المنهج هو الذى أوقعهم فى خلاف مع فقهاء السلف فلم تكن تلك النظرة الآلية هى نظرتهم إلى الحديث
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 09:10 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الدرعمى
ليكن معلومًا للجميع أنه ليس أحد أعلم الآن بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبى حنيفة أو الشافعى وأن من قال غير ذلك فهو جاهل معاند لا يعلم قدر الأئمة
بل العكس هو الصحيح
قال ابن المبارك: كان أبو حنيفة مسكيناً في الحديث
هناك خلاف جوهرى بين طريقة القدماء وطريقة المحدثين ليس فى فهم المتن فحسب بل فى طريقة الحكم عى الحديث بصفة عامة
إذا كنت تقصد الفروق بين المتقدمين من علماء الحديث وبين المتأخرين فهو صحيح، لكنك لا تقصد هذا! بل أنت تريد أن تفعل مثل ما فعل الغزالي الهالك حينما اتهم أهل الحديث بأنهم حشوية لا فقه لهم
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 07 - 04, 05:38 م]ـ
إلى أخي: عثمان:
موضوعكم مهم غاية ولكن حتى يكون البحث واضحا لا بد من تحرير القضية:
هل تقصدون من طرحكم لموضوعكم طريقة التصحيح التضعيف عند الفقها؟
أم تقصدون العمل عند الفقهاء بالحديث الضعيف؟
فكلا المضوعين دقيق ومهم فأيهما قصدتم في موضوعكم؟
المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/348)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[06 - 07 - 04, 03:01 ص]ـ
الأخ الكريم محمد ###
إننى لم أقارن بين أبى حنيفة وابن المبارك فى الحديث وإذا كان ابن المبارك رحمه الله تعالى قد قال ذلك حقًا فقد قال الشافعى: الناس فى الفقه عيال على أبى حنيفة، أما حديثك عن الغزالى فيؤسفنى أن أسمع هذا الكلام منك فأين أنت من الإمام الغزالى، وحسبك منه أنه قد مات والبخارى على صدره والمرأ يبعث على ما مات عليه ..
لقد ترددت كثيرًا فى الجواب لكن إذا كان لديك ما يستحق الرد فلا بأس
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 07 - 04, 05:31 ص]ـ
### الدرعمى
### إن ظننت أن ما قاله ابن المبارك في أبي حنيفة مذمة، فأنت لم تقرأ شيئا فيما قاله باقي الأئمة في أبي حنيفة. وكلامنا هنا عن مرتبة أبي حنيفة في الحديث، وليس عن فقهه، ###.
###
أما عن أبي حامد الغزالي فقد قال ابن الجوزي في "المنتظم": «وذكر في كتاب "الإحياء" من الأحاديث الموضوعة وما لا يصح غير قليل. وسبب ذلك قلة معرفته بالنقل. فليته عرض تلك الأحاديث على من يعرف. وإنما نقَل نقْل حاطب ليل»، وضرب أمثلة واضحة جداً. بل إن الغزالي نفسه قد حكم على نفسه بذلك، فقال في "قانون التأويل" (ص16): «وبضاعتي في الحديث مزجاة».
ـ[أبو داود]ــــــــ[06 - 07 - 04, 09:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الأخ محمد الأمين جزاك الله خيراً وجعلك سيفاً من سيوف السنة
### فالذي أراه أن أخي الدرعمي بعيد كل البعد عن منهج ذلك الدعي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 07 - 04, 09:04 م]ـ
جزاك الله خيراً وقد أرسل ليس الأخ الدرعمى -عفا الله عنه- رسالة خاصة يوضح فيها مراده، والحمد لله رب العالمين.
وللتوضيح فإن مقصودي لم يكن انتقاصاً للإمام أبي حنيفة النعمان رحمه الله، وإنما لوضع الأمور في مواضعها. فقد كان إماما في الفقه والعبادة، لكنه كان مقصراً في علم الحديث. وهو قال عن نفسه: عامة ما أحدثكم إياه خطأ.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[07 - 07 - 04, 08:34 ص]ـ
ي الاخ عثمان
نعم بعض الفقهاء وقعوا في ذلك ولكن ليس كل الفقهاء
بعض الفقهاء
يحتجون بالاحاديث الضعيفة ويبنون عليها احكام
ورسالة الامام البيهقي الي الامام الحرمين مشهورة
حيث ان الامام البيهقي الشافعي سمع ان الامام يكتب
كتاب في الفقه وشحن فيه احاديث ضعيفة فنصحه البيهقي رحمه الله واخذ الامام الحرمين رحمه الله بالنصيحة
وقال مقولته المشهورة في الامام البيهقي
ولذلك تري بعض العلماء الفقه يتساهلون في حديث الضعيف
ولذلك كان الفقهاء المحدثين افضل من الفقهاء الذين بضاعتهم قليلة في الحديث
اما الحديث المرسل
فهو حجة عند بعض الفقهاء المذاهب الاربعة ...
لقد قرأت في كتاب في مصطلح الحديث لولي الله الدهلوي
ذكر ان المالكية والحنفية يأخذون بالحديث المرسل
ولقد تكلم الامام النووي رحمه الله
في مقدمة صحيح المسلم عن مذاهب العلماء الاربعة في الحديث المرسل
وذكر عن الامام الشافعي أانه لا يأخذ بالحديث المرسل الا مراسيل سعيد بن المسيب
وذكر كذلك انه لا يأخذ من الاحاديث المرسلة الا بالشروط ثم ذكر شروطها ... ومن شروطها ان يكون الحديث منتشر بين اهل العلم
فنستطيع ان نقول ان الامام الشافعي لا ياخذ بالحديث المرسل الا بالشروط
اما غيرهم من المذاهب الاربعة فالحديث المرسل عندهم حجة ..
وان شاء اذا حصلت كلامه اكتبه هنا
والسلام عليكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 04, 10:17 ص]ـ
قال السيوطي في تدريب الراوي (1\ 198): «المرسَلُ: حديثٌ ضعيفٌ، لا يُحتجّ به عند جماهير المحدِّثين والشافعي، كما حكاه عنهم مسلمٌ في صدر صحيحه، وابن عبد البر في التمهيد، وحكاه الحاكم عن ابن المسيّب ومالك، وكثيرٌ من الفقهاء وأصحاب الأصول والنظر، للجهل بحال المحذوف».
وقال ابن أبي حاتم (ص6): حدثني أبي قال: سمعت يونس بن عبد الأعلى الصدفي يقول: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: «نقول الأصل قرآن أو سنة. فإن لم يكن فقياس عليهما. وإذا اتصل الحديث عن رسول الله ? وصح الإسناد به، فهو سُنة. وليس المنقطع بشيء، ما عدا منقطع سعيد بن المسيب». قال ابن أبي حاتم: «يعني ما عدا منقطع سعيد بن المسيب أن يُعتبر به». ويشهد لذلك ما نقله البيهقي من قول الشافعي: «نَقبَلُ مَرَاسِيلَ كبار التابعين، إذا انضمَّ إليها ما يؤكِّدُها. فإن لم ينضمَّ، لم نقبلها، سواءٌ كان مُرْسَلَ ابن المسيِّب أو غيرِه».
وقد رد الإمام الشافعي مراسيل سعيد بن المسيب في زكاة الفطر بمُدّين من حنطة، وفي التوليّة في الطعام قبل استيفائه، وفي ديّة المعاهد، وفي قتل من ضرب أباه.
وظاهر كلام أحمد أن المرسل عنده من نوع الضعيف، لكنه يأخذ بالحديث إذا كان فيه ضعف، ما لم يجيء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلافه، وقد نص أحمد على تقديم قول الصحابي على المرسل
قال الإمام الشافعي في الأم (7\ 323) للإمام محمد بن الحسن (صاحب أبي حنيفة): «أفتَقبَلُ عن الزُّهريِّ مُرسَلَهُ عن النبي ? أو عن أبي بكر أو عن عمر أو عن عثمان، فنَحتَجُّ عليكَ بمرسَلِهِ؟». قال: «ما يُقْبَلُ المُرسَلُ من أحدٍ. وإن الزهري لقبيحُ المرسَل».
وقال محمد للشافعي عن إحدى الروايات: لكنها رُوِيَتْ فيما علِمنا من حديثٍ مُنقطعٍ. ونحن لا نُثْبِتُهُ». فقال الشافعي: «فقد كانت لك كفايةٌ تُصَدَّقُ بها وتُنْصَفُ وتكون لك الحجة في رَدِّها لو قلت: "إنها رُويت من حديثٍ مُنقطِع". لأنّا وإياك وأهل الحديث، لا نُثبِتُ حديثاً منقطعاً بنفسِهِ بحال».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/349)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[07 - 07 - 04, 07:11 م]ـ
شيخنا محمد الأمين ـ بارك الله تعالى فيكم ـ
أراكم شيخنا تتهاونون في الكلام على أئمتنا و رؤوسنا بما لا يليق بحالهم، فأنا لن أقول لو كان أبو حنيفة حيا ما نقلت ما نقلته، بل أقول / لو كان ابن المبارك حيا ما تجرأت أن تنقل منه هذا النقل عن أبي حنيفة في هذا السياق ...
فنرجو إعطاء هؤلاء الرؤوس ما يستحقون
فما نحن و لا غيرنا من يتكلم فيهم بهذه الطريقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ الدرعمي .. جزاك الله تعالى ألف خير
كل حرف كتبته ينطق بالصواب
و لو كنت رددت أنا لكدت أوافقك في اللفظ و الحرف ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا طلبة علم الحديث المعاصرين .. بارك الله تعالى لكم في علمكم و أوقاتكم ...
اعلموا أن النظرة الفقهية، أو رياض البحث الفقهي، أرفع و أدق و أعلى و أوسع من هذه النظرة الضيقة جدا جدا لمن يسمون طلبة التخريج من المعاصرين ... الذين هم في الحقيقة يلعبون لعبة هي أشبه بلعب الأطفال ... ينظر إلى السند، و يأتي بالتهذيب لابن حجر أو المزي، و كلما قرأ على أحدهم ـ هذا لو أصاب في الوصول لترجمة الراوي ـ أنه ثقة، وضع عليه علامة في السند، فإذا سقطت علامة من أحد الرواة يحكم بضعف الحديث .. نعم نعم .. حديث ضعيف .. و لكن سبحان الله .. كيف يقول به الأئمة الأربعة!! و يظل يتعجب، وربما يضلل الأئمة و يجهلهم تحت شعار لحق أريد به باطل (ما من أحد إلا يؤخذ منه و يرد إلا صاحب هذا القبر)
إن هذا النوع ممن يسمون طلبة، بينهم و بين الوصول للفهم الصحيح مراحل واسعة جدا، فهو يحتاج أولا أن يفهم العلم الذي يدعي أنه طالبه ـ علم الحديث ـ و أمامه مرحلتين على الأقل، مرحلة يتعلم فيها و يدرك ما عليه علماؤه ممن ينتمي إليهم من المتأخرين، فهو تحت ذلك بكثير، فإن منّ الله تعالى عليه بذلك، فليدرك حديث العصر (المتقدمين و المتأخرين) و ليعرف لكل فضله ... ثم بعد ذلك إن أراد الله تعالى به الخير العظيم لينظر طرق استدلال الفقهاء على حديثهم، فمجال الفقه مختلف تماما عن مجال علم الحديث، و أوسع بكثير، و لذا فإنه كان على أخينا صاحب هذا الموضوع أن يوضح مراده من كلمة الحديث (الضعيف) في عنوانه، هل هو بمراد الفقهاء أم هو بمراد المحدثين ... والظاهر بالطبع هو الثاني فلو نبه على ذلك لكان أفضل ليتبين لكل أحد قبل المشاركة أن المحل مختلف، و أنه قبل أن يكتب فعليه أن يكون ملما أو على إدراك بمحل طريقة الفقهاء التي هي تباين طريقة المحدثين .. حتى لا يحمل طريقتهما على التعارض ...
فنحن نرى الشيخ شاكر صحح أحاديث قتل شارب الخمر في الرابعة، ونجد الأئمة من قبله يصححون هذه النقول، و مع ذلك فهي من الناحية (الفقهية) ضعيفة جدا، بل ساقطة، للإجماع على نسخها كما ذكره الترمذي في سننه و النووي في شرحه على مسلم ..
و بعض الطلبة قد يخلط بين منهج المتقدمين في الحديث و بين طريقة استدلال الفقهاء، من حيث الاعتماد على القرائن الخارجة عن السند في التصحيح و التضعيف .. يعني كالمخالفة للمتواتر أو للقطعي أو للسنة المشهورة و نحو ذلك ..
نعم .. يحدث الالتقاء في نقاط كالمذكورة سابقا ..
لكن هذا مجال و هذا مجال آخر ..
و هذا إمام أهل السنة و الجماعة / أحمد بن حنبل و هو إمام المتقدمين، يستدل بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مع كونه يضعف هذا السند، و لكنه وجده على قول عثمان و فقهاء المدينة ..
فهو كمتقدم / ضعّف السند
و كفقيه / استدل به على الحكم رغم ضعف سنده ... تأمل
و ينظر هذا المبحث في (قواعد في علوم الحديث) للتهانوي ـ تحقيق أبي غدة ـ و لا أذكر موضعه فعهدي به بعيد بعض الشيء، و لكن التهانوي فصّل الأمر في ذلك و أيده بالنقول
و الله تعالى من وراء القصد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 04, 09:35 م]ـ
الأخ الفاضل محمد رشيد
بالنسبة للإمام أبي حنيفة فكأنك لم تقرأ ما قيل فيه. فانظر ترجمته في "تاريخ بغداد" وما قيل فيه. فأنا اخترت أخف هذه الأقوال، وهو قول ابن المبارك. وقوله حق، فلم يجتمع لأبي حنيفة من الحديث الصحيح إلا القليل. وأكثرها عن حماد عن إبراهيم. وحماد فقيه لكنه ضعيف الحفظ، وكذلك أبو حنيفة. وهذه حقائق لا يجوز التغاضي عنها.
الشيء الآخر: الأصل أنه في كل علم يجرب الرجوع إلى أهله. فينظر في كل حديث ما قاله أهل الحديث فيه. وأكثر أئمة أهل الحديث هم من الفقهاء، فبعضهم بلغ درجات عالية جدا في الفقه كالبخاري وأحمد، وبعضهم كان نصيبه قليلاً كمسلم.
أما كتاب التهناوي فقد قرأته، وهو كتاب سيء مليء بالمغالطات. والأصح تسميته: قواعد هدم علم الحديث. وهو بالضبط ما يريده فقهاء الحنفية المتأخرين، الذين هم أبعد الناس عن علم الحديث، كما هو معلوم. ومن جهل علماً عاداه.
وبالنسبة لحديث "قتل شارب الخمر في الرابعة" فليس الشيخ شاكر أول من صححه. بل هو حديث صحيح، لكنه منسوخ بالإجماع. وقد عمل به ابن حزم متوهماً بطلان الإجماع، لأنه غفل عن عدم سماع الحسن البصري من عمرو بن العاص. والشيخ أحمد شاكر ظاهري المذهب كما صرح. والألباني ظاهري الفكر (ولا أقول المذهب). وكثير من المحققين في هذا العلم عندهم تأثر كبير بالفكر الظاهري، مثل الشوكاني والصنعاني وكثير من الحنابلة المعاصرين.
لكن عامة أهل الحديث المتقدمين هم من الفقهاء كذلك. فبعضهم من متبعي (ولا أقول مقلدي) المذاهب الأربعة، وكثير منهم كانت له مذاهب مستقلة، لأنه وصل لمرتبة المجتهدين الكبار. وقد أشار الحافظ ابن رجب إلى التفريق بين الظاهرية وبين أهل الحديث.
لكن العكس غير ممكن. فلا يمكن لأحد أن يكون فقيهاً مجتهداً بدون علم الحديث. لأن الفقه هو القياس، والقياس يكون على الكتاب والسنة. فالجاهل بالسنة على ماذا يقيس؟
أما المحدثين المتأخرين فلا أنكر أن كثيراً منهم حشوية لا يفهمون الأحاديث التي يروونها. وهؤلاء مجرد رواة، والرواي يهمنا ضبطه وليس فقهه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/350)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 02:25 ص]ـ
شيخنا محمد الأمين .. جزاكم الله تعالى خير الجزاء على الاهتمام و الرد ..
أما بما يتعلق بالإمام أبي حنيفة فالكلام فيه لا يقدم و لا يؤخر و لا يغير شيئا و لا يحرك ساكنا من جبل عظيم ــ و هذا لا ينافي وجود المآخذ على الجبل ـ و لكنه في النهاية (((((جبل))))) وفوق مستوى كلامنا
ــــــــــــــــــــــ
و لا أظن انطباق كلامكم على حال الحنفية المتأخرين أنهم معادون لعلم الحديث و عليه فقد عادوا هذا العلم .....
هل تحب النقاش في حال علماء بلاد ما وراء النهر من الحنفية؟ .. لا أظن شيخنا أن حالهم يخفى عليكم
ـــــــــــــــــــــــــ
سؤال / ما الذي جعل الألباني و بعض المتأخرين من المشتغلين بهذا العلم كالشوكاني و الصنعاني يميل فكرهم إلى الظاهرية؟
هذا سؤال استفهامي و ليس استنكاري
ـــــــــــــــــــــــــ
شيخنا محمد / هل تنكر كون التهانوي من علماء الحديث؟ أم هو ممن يجهلون هذا العلم و لهذا عادوه؟
أرجو الإجابة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 07 - 04, 04:01 ص]ـ
شيخنا محمد الأمين .. جزاكم الله تعالى خير الجزاء على الاهتمام و الرد ..
أما بما يتعلق بالإمام أبي حنيفة فالكلام فيه لا يقدم و لا يؤخر و لا يغير شيئا و لا يحرك ساكنا من جبل عظيم ــ و هذا لا ينافي وجود المآخذ على الجبل ـ و لكنه في النهاية (((((جبل))))) وفوق مستوى كلامنا
هو جبل في الفقه وليس في الحديث. ثم الذين تكلموا فيه هم جبال من مثله أو ربما أكبر
و لا أظن انطباق كلامكم على حال الحنفية المتأخرين أنهم معادون لعلم الحديث و عليه فقد عادوا هذا العلم .....
هل تحب النقاش في حال علماء بلاد ما وراء النهر من الحنفية؟ .. لا أظن شيخنا أن حالهم يخفى عليكم
لي موضوع قديم عن الأحناف المحدثين. لكن عددهم قليل للغاية.
شيخنا محمد / هل تنكر كون التهانوي من علماء الحديث؟ أم هو ممن يجهلون هذا العلم و لهذا عادوه؟ عليك بكتاب: نقض قواعد في علوم الحديث للتهانوي بتحقيق عبدالفتاح أبو غدة، تأليف بديع الدين الراشدي السندي، تحقيق صلاح مقبول أحمد، دار غراس، الكويت.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[09 - 07 - 04, 12:00 ص]ـ
قلتم شيخنا الأمين: ((لكن العكس غير ممكن. فلا يمكن لأحد أن يكون فقيهاً مجتهداً بدون علم الحديث))
ثم قلتم: (هو جبل في الفقه و ليس في الحديث))
و بالنسبة للكتاب المشار إليه فأنا أعرفه و لم أطلع عليه، و لكن أنوي الاطلاع، و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 04, 11:15 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد رشيد
قلتم شيخنا الأمين: ((لكن العكس غير ممكن. فلا يمكن لأحد أن يكون فقيهاً مجتهداً بدون علم الحديث))
ثم قلتم: (هو جبل في الفقه و ليس في الحديث))
أحسنت! فهذا فعلاً تناقض، لكن ما علينا إلا السكوت عنه. أما السلف فما سكتوا عنه. وأما بعد فرض الدولة العباسية للمذهب الحنفي، فلم يعد هناك فائدة في التوضيح. لكن باختصار: لولا ضعف أبي حنيفة رضي الله عنه في الحديث، لما أتى بكثير من أخطاءه التي شددوا النكير عليها. أقول "كثير" وليس "كل".
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 07:08 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء شيخنا / محمد الأمين
و أحبكم في الله تعالى(33/351)
هل تجوز الصدقة على نساء النبي أم لا؟
ـ[سمير محمد]ــــــــ[28 - 06 - 04, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم
هل تجوز الصدقة على نساء النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟؟
مع الأدلة وجزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 06 - 04, 06:50 م]ـ
رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14398&highlight=%C7%E1%D2%DF%C7%C9+%DA%E1%EC+%C2%E1+%C7% E1%C8%ED%CA
ـ[سمير محمد]ــــــــ[28 - 06 - 04, 07:30 م]ـ
الشيخ محمد الأمين وفقك الله رابط البحث الذي وضعته عن أهل البيت ((لا يعمل)) رغم اننا فعلنا الطريقة التي اشرت لها
وارجو التفصيل في الجواب على سؤالي وفقكم الله للاهمية(33/352)
هل كل دعاء الأنبياء مستجاب؟؟ سألت الله ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة
ـ[راشد]ــــــــ[28 - 06 - 04, 02:10 م]ـ
قال صلى الله عليه وسلم:
سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة
سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها
وسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها
وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.
ـ[أخوكم]ــــــــ[01 - 07 - 04, 09:35 م]ـ
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم
بما أن الله قال ذلك، فالله يستجيب لدعاء المسلم فضلا عن الأنبياء عليهم السلام
ولكن
الإجابة ليست محصورة في أمر واحد فقط وهو الإجابة لنفس مطلب الداعي
بل الإجابة تكون بإحدى ثلاثة أمور كما ورد في الحديث الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم:
"ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله بها احدى ثلاث: اما ان يعجل له دعوته واما ان يدخرها له في الآخرة، واما ان يصرف عنه السوء مثلها "(33/353)
أريد ترجمة لمحمد بن عبد الله بن عمران البياضي يروي عن طلحة بن يحيى
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[28 - 06 - 04, 11:11 م]ـ
أريد ترجمة لمحمد بن عبد الله بن عمران البياضي يروي عن طلحة بن يحيى في الدارقطني 4/ 158 - 160 والبيهقي 10/ 45 وهو من رجال الحاكم
فمن عنده كتاب تراجم رجال الدارقطني أو رجال الحاكم فليفدنا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[29 - 06 - 04, 08:52 م]ـ
للرفع رفع الله منزلتكم(33/354)
ما هو ضابط المحرم من حيث السن هل يشترط البلوغ
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[29 - 06 - 04, 02:08 ص]ـ
افيدونا وفقكم الله
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[30 - 06 - 04, 04:52 م]ـ
هل من كتاب توسع في هذا الموضوع(33/355)
ما الجمع بين (إني مكاثر بكم) وبين (ولكنكم غثاء كغثاء السيل) .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[29 - 06 - 04, 03:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما الجمع بين قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قيل: يا رسول الله! فمن قلة يومئذ؟ قال: لا و لكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم و ينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا و كراهيتكم الموت.
حديث رقم: 8183 في صحيح الجامع.
وقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني و تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة و من كان ذا طول فلينكح و من لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء.
حديث رقم: 6807 في صحيح الجامع.
جزاكم ربي خيراً كثيراً
ـ[راشد]ــــــــ[29 - 06 - 04, 08:25 ص]ـ
وأين وجه التناقض بين الحديثين؟؟(33/356)
مسألة النيكوتين
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[29 - 06 - 04, 04:09 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
فهذا بحث موجز حول نجاسة النيكوتين، مأخوذ من محاضرات الشيخ الدكتور محمد عبد المقصود حفظه الله في شرح مذكرة أصول الفقه، للشيخ الشنقيطي رحمه الله، أسأل أن ينفع به، والله من وراء القصد
مسالة النيكوتين، والرد على من قال بنجاسته، أو نقضه للوضوء، مع التسليم بحرمة التدخين:
أولا: الأصل في الأعيان، الطهارة، حتى يرد الدليل الناقل عنها، وهنا لا دليل، فالحجة هنا عدم الحجة، لأن القول بنجاسة عين من الأعيان لابد له من مستند شرعي.
ثانيا: ولو سلمنا للمخالف، بنجاسة النيكوتين، فإن ابتلاع النجس، لا ينقض الوضوء.
ويتفرع على هذه المسألة، مناقشة، من قال بأن التبغ يغمس في الكحول، فترة طويلة، حتى يبقى مشتعلا بعد إيقاد السيجارة، والكحول نجس، وعليه فالتبغ قد تنجس بملاقاته للكحول، حيث قال الشيخ حفظه الله، بأن العلماء انقسموا في مسألة نجاسة الكحول إلى فريقين:
الفريق الأول: قال بنجاسته حكما، وهذا مذهب الشافعي رحمه الله، وإحدى الروايتين عن أحمد رحمه الله.
الفريق الثاني: قال بطهارته، وهذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله، وأهل الظاهر، والرواية الثانية عن أحمد رحمه الله، وهي التي نصرها شيخ الإسلام رحمه الله، وعليه فإنه يمكن أن يحتج على من قال بنجاسة الكحول بأحد أمرين:
أولا: مذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر والرواية الثانية عن أحمد، كما سبق.
ثانيا: إن سلمنا بنجاسة الكحول، ونجاسة التبغ الملاقي له، فإن هذا إنما يكون في حالة عدم الإشتعال، وأما إذا اشتعل، فقد استحال إلى دخان، والإستحالة مطهرة للأعيان النجسة، وممن نص على ذلك، ابن حزم رحمه الله في المحلى، حيث قال: (وإذا أحرقت العذرة، أو الميتة، أو تغيرت فصارت رمادا، أو ترابا فكل ذلك طاهر).
ورغم حصول الخلاف في مسألة الإستحالة، حيث نص الشافعي رحمه الله، وأحمد رحمه الله في رواية له، على أن الدخان المنبعث من حرق العين النجسة، نجس، إلا أن الشيخ محمد حفظه الله، رجح الرأي الثاني، وهو عدم نجاسة هذا الدخان، لأن الشرع إذا حكم بنجاسة جرم معين، فإن هذا الجرم قد استحال إلى جرم آخر لم يحكم عليه الشرع بالنجاسة، وهذا مذهب أبي حنيفة وأهل الظاهر والرواية الثانية عن أحمد، وقد نصر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هذا الرأي في الشرح الممتع، والله أعلم.(33/357)
النساء وطلب الحديث
ـ[عثمان]ــــــــ[29 - 06 - 04, 04:45 ص]ـ
نحن نعلم من تاريخنا ان هناك عدد من النساء لهن حظ كبير من العلم وتدريسه، ولكن هل يوجد في هذا العصر نساء عالمات في علم الحديث والجرح والتعديل ... فلقد سمعت أحد المشايخ يستغرب عدم وجود نساء في هذا العصر عالمات في الشريعة الاسلاميه كما في السابق وإنما الذي يوجد الان مجرد واعظات وداعيات في الرقائق والزهد وعلم بسيط في الشريعة؟؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:44 ص]ـ
إذا كان علم الحديث لا يفلح به إلا فحول الرجال، فكيف يفلح به النساء؟!!
ـ[أبو مروة]ــــــــ[11 - 07 - 04, 02:40 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
عجبا منك الأخ محمد الأمين، وهل فرق الله بين الرجال والنساء في شرعه في طلب العلم؟
وأين عائشة أم المؤمنين وغزارة علمها وحديثها، بل واستدراكها غلى الصحابة؟
وأين المحدثات اللواتي فخر بهن الكثير من المحدثين؟
إن قلة النساء هنا سببه في رأيي قلة تعليمهن وإتاحة الفرصة لهن. ورأيي أن وجود محدثات وأصوليات وفقيهات من فروض الكفاية التي يجب على المجتمع المسلم التعاون لتوفيرها في نفس مستوى توفير الطبيبات والمهندسات.
والله أعلم وأحكم(33/358)
مزاعم الزنادقة في أبي هريرة!!!
ـ[عثمان]ــــــــ[29 - 06 - 04, 04:55 ص]ـ
لقد زعم الزنادقه بأن راوية الاسلام أبي هريرة:
1 - أسلم حبا في الدنيا.
2 - غير فقيه.
3 - خان الامانه.
4 - متشيع لبني أمية ...
إلى آخره من الافتراءات، وسؤالي من هم أشهر الزنادقة في هذا العصر الذين افتروا على الصحابة وحملت الحديث؟
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[29 - 06 - 04, 06:40 ص]ـ
لقد تصدى لهذه المزاعم أو بعضها:
1 - العلامة الشيخ المعلمي رحمه الله في كتابه:
التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الاباطيل
2 - العلامة المعلمي في الأنوار الكاشفة في الرد على محمود ابي رية
3 - العلامة الشيخ عبدالرزاق حمزة في كتابه:
ظلمات أبي رية
4 - الدكتور عبدالمنعم العلي في كتابه:
دفاع عن أبي هريرة
5 - الشيخ عبدالقادر السندي في بحثه:
إزالة الشبهة عن حديث خلق الله التربة
وكتب أخرى فب الرد على المستشرقين والرافضة والمتعصبين مذهبيا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 06 - 04, 06:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي مسدد الشامي
حمل من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11997&highlight=%C7%E1%DF%C7%D4%DD%C9
1- التنكيل --------- للمعلمي رحمه الله
2 - الأنوار الكاشفة ------- للمعلمي رحمه الله
وهذا رابط مفيد أيضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5913&highlight=%E5%D1%ED%D1%C9
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[29 - 06 - 04, 08:20 ص]ـ
و كذلك الشيخ الدكتور مصطفى السباعي في كتابه (السنة و مكانتها في التشريع الإسلامي) و الدكتور محمد أبو شهبة في (دفاع عن السنة)
ـ[عثمان]ــــــــ[29 - 06 - 04, 03:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم الامة
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[15 - 04 - 07, 01:14 م]ـ
جاء في صحيح مسلم أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم حبب عُبيدك هذا ـ يعني أبا هريرة ـ وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين) فما خُلِق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني)
هذا الحديث يكفي في رد مزاعم القوم , ومفهومه أن من أبغضه فليس بمؤمن.
اللهم إنا نشدك ونشهد ملائكتك وعبادك المؤمنين أنا نحب أبا هريرة.
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[16 - 04 - 07, 02:59 ص]ـ
هذا وقد سوّد أحدهم في المغرب كتيب سماه: أكثر أبو هريرة. يهدف من وراءه إلى تكذيب جمع غفير من أحاديث الرسول صلبى الله عليه وسلم التي رواها الصحابي الجليل. فاعجب من هذا أشد العجب.
"التشيع والعلمانية والطعن في السنة النبوية" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95806)(33/359)
هل المُغَمّس من الأماكن المنهي عن الجلوس بها
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 06 - 04, 11:09 ص]ـ
من المشهور في السيرة أن إبرهة الحبشي ومن معه نزلوا بالمغمس فوقع عليهم العذاب بالطير الأبابيل كما أخبر تعالى عنهم بقوله (
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)
وقد ورد في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما
النهي عن الدخول في مساكن الذين ظلموا أنفسهم
فالمغمس قد وقع بها عذاب الله لأصحاب الفيل بإرسال الطير الأبابيل
ولكنها لم تكن مسكنا من مساكن الذين ظلموا أنفسهم وإنما نزلوا بها
وقد سمعت من البعض أن المغمس يشملها النهي الوارد في الأحاديث التي تنهى عن دخول ديار المعذبين ويستدل بما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع
قوله: "فإذا بلغ محسراً أسرع رمية حجر".
ودليله أن النبي صلّى الله عليه وسلّم حرك ناقته حين بلغ محسراً فيسرع؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أسرع فيه، وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]
ومحسر بطن واد عظيم سُمي بذلك؛ لأنه يحسر سالكه، أي: يعيقه، لأن الوادي الذي هو مجرى السيل يكون في الغالب رملياً ويعيق سالكه؛ ولهذا سمي مُحسِّراً، وبهذا نعرف أن بين المشاعر أودية. فبين المشعر الحرام والمشعر الحلال واد، وهو وادي عرنة، وبين المشعرين الحرامين منى ومزدلفة واد، وهو وادي محسر.
واختلف العلماء في سبب الإسراع،
فقال بعضهم: أسرع؛ لأن بطن الوادي يكون ليناً يحتاج أن يحرك الإنسان بعيره؛ لأن مشي البعير على الأرض الصلبة، أسرع من مشيه على الأرض الرخوة، فحرك من أجل أن يتساوى سيرها في الأرض الصلبة وسيرها في الأرض الرخوة، وعلى هذا فالملاحظ هنا هو مصلحة السير فقط.
وقيل: أسرع؛ لأن الله أهلك فيه أصحاب الفيل، فينبغي أن يسرع؛ لأن المشروع للإنسان إذا مر بأراضي العذاب أن يسرع، كما فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم: حين مر بديار ثمود في غزوة تبوك زجر الناقة - عليه الصلاة والسلام - وقنّع رأسه وأسرع،
وبعض الناس يتخذ اليوم هذه الأماكن أعني ديار ثمود سياحة ونزهة - والعياذ بالله - مع أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أسرع فيها، وقال: "لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين، إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم"، ففي عملهم خطر عظيم؛ لأن الإنسان إذا دخل على هؤلاء بهذه الصفة فقلبه يكون غير لين خاشع، فيكون قاسياً مع مشاهدته آثار العذاب، وحينئذٍ يصيبه ما أصابهم من التكذيب والتولي، هذا معنى الحديث، وليس المراد أن يصيبكم العذاب الرجز الحسي، فقد يراد به العذاب والرجز المعنوي، وهو أن يقسو قلب الإنسان، فيكذب بالخبر، ويتولى عن الأمر.
والذين يذهبون إلى النزهة أو للتفرج، الظاهر أنهم للضحك أقرب منهم للبكاء، فنسأل الله لنا ولهم العبرة والهداية.
وتعليل إسراع النبي صلّى الله عليه وسلّم في وادي محسر بذلك؛ فيه نظر لأن أصحاب الفيل لم يهلكوا هنا،
بل في مكان يقال له المُغَمَّسُ حول الأبطح، وفي هذا يقول الشاعر الجاهلي: حبس الفيل بالمُغَمَّسِ حتى ظل يحبو كأنه مكسور
وقال بعض العلماء: إن النبي صلّى الله عليه وسلّم أسرع؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يقفون في هذا الوادي، ويذكرون أمجاد آبائهم. فأراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يخالفهم، كما خالفهم في الخروج من عرفة وفي الخروج من مزدلفة، ولعل هذا أقرب التعاليل، ولهذا قال الله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ} [البقرة: 198]، ثم قال: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) (البقرة:200)}.
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=4615
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/360)
وهذا الكلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ليس فيه دلالة على اعتبار المغمس من المواضع المنهي عن الجلوس بها
فقد رجح الشيخ رحمه الله أن وادي محسر ليس من المغمس بل هو من منى كما ورد في حديث جابر عند مسلم، فعلى هذا لايكون هناك دلالة من إسراع النبي صلى الله عليه وسلم في وادي محسر على أنه موضع عذاب فقد يكون لأمر آخر كما ذكر العلماء.
وكذلك فقد وقع عذاب الله للمشركين في المعارك في بدر وغيرها وأنزل الله الملائكة وعذب الذين كفروا في هذه الأمكنة، ومع ذلك لم يكن هناك نهي عن الدخول في هذه الأماكن التي عذب الله فيها الكفار
فالمقصود بالنهي في الحديث هو الدخول في ديار الذين ظلموا أنفسهم وعذبهم الله بها مثل ديار ثمود ونحوها
والمغمس ملاصقة لحدود عرفة ومزدلفة ومنى ومع ذلك لم ينهى النبي صلى الله عليه وسلم الحجاج من الدخول بها مع وجود الداعي لذلك، وقد جاء أن عبدالله بن عمرو كان في يأتي للجمعة من المغمس
وقد جاء في حديث أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلي في المسند وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى المغمس لقضاء حاجته لأنها خارج الحرم، وفيه غرابة!
ولم أقف على قول لأحد من أهل العلم يمنع من دخول المغمس،فالقول بالمنع من دخول المغمس قول غريب وليس عليه دليل واضح، والله أعلم.
فوائد عن المغمس وحدودها
قال ابن دهيش في تعليقه على أخبار مكة للفاكهي (4/ 168)
المغمس: هو السهل الفسيح الواسع الذي يبدأ من أرض الصفاح والشرائع العليا (حنين) إلى سهل عرفات، بل إن سهل عرفات كله ما هو إلا امتداد لأرض المغمس، ويقع في وسط أرض المغمس وادي عرنة، وشق الآن طريق مزفت يصل بين عرفات وبين طريق الطائف على السيل، طوله حوالي 15 كم إذا سلكته تكون قد توسطت أرض المغمس) انتهى
وقال ياقوت في معجم البلدان
المغمس: بالضم ثم الفتح، وتشديد الميم وفتحها، اسم المفعول من غمست الشئ في الماء إذا غيبته فيه:
موضع قرب مكة في طريق الطائف، مات فيه أبو رغال وقبره يرجم لانه كان دليل صاحب الفيل فمات هناك،
قال أمية بن أبي الصلت الثقفي يذكر ذلك:
إن آيات ربنا ظاهرات * ما يماري فيهن إلا الكفور
حبس الفيل بالمغمس حنى * ظل يحبو كأنه معقور
كل دين يوم القيامة عند ال * له إلا دين الحنيفة بور
وقال نفيل: ألا حييت عنا يا ردينا، * نعمناكم مع الاصباح عينا
رديعة لو رأيت، ولن تريه، * لدى جنب المغمس ما رأينا
إذا لعذرتني ورضيت أمري، * ولن تأسي على ما فات بينا
حمدت الله أن أبصرت طيرا، * وخفت حجارة تلقى علينا
وكل القوم يسأل عن نفيل، * كأن علي للحبشان دينا
قال السهيلي: المغمس، بضم أوله، هكذا لقيته في نسخة الشيخ أبي بحر المقيدة على أبي الوليد القاضي بفتح الميم الاخيرة من المغمس، وذكر السكري في كتاب المعجم عن ابن دريد وعن غيره من أئمة اللغة أن المغمس، بكسر الميم الاخيرة، فإنه أصح ما قيل فيه، وذكر أيضا أنه يروى بالفتح، فعلى رواية الكسر هو مغمس مفعل كأنه اشتق من الغميس وهو الغميز يعني النبات الاخضر الذي ينبت في الخريف من تحت اليابس، يقال: غمس المكان وغمز إذا نبت فيه ذلك، كما يقال مصوح ومشجر، وأما على رواية الفتح فكأنه من غمست الشئ إذا غطيته وذلك أنه مكان مستور إما بهضاب وإما بعضاه، وإنما قلنا هذا لان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما كان بمكة كان إذا أراد حاجة الانسان خرج إلى المغمس وهو علي ثلثي فرسخ من مكة، كذلك رواه أبو علي بن السكن في كتاب السنن له، وفي السنن لابي داود: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد التبرز أبعد، ولم يبين مقدار البعد وهو مبين في حديث ابن السكن، ولم يكن، صلى الله عليه وسلم، ليأتي المذهب إلا وهو مستور متحفظ، فاستقام المعنى فيه على الروايتين جميعا، وقد ذكرته في رغال، وقال ثعلبة بن غيلان الايادي يذكر خروج إياد من تهامة ونفي العرب إياها إلى أرض فارس:
تحن إلى أرض المغمس ناقتي، * ومن دونها ظهر الجريب وراكس
بها قطعت عنا الوذيم نساؤنا، * وغرقت الابناء فينا الخوارس
إذا شئت غناني الحمام بأيكة، * وليس سواء صوتها والعرانس
تجوب من الموماة كل شملة * إذا أعرضت منها القفار البسابس
فيا حبذا أعلام بيشة واللوى، * ويا حبذا أجشامها والجوارس!
أقامت بها جسر بن عمرو وأصبحت * إياد بها قد ذل منها المعاطس
وفي معجم ما استعجم للبكري الأندلسي ج 4 ص 1248:
(المغمس) *
بضم أوله، وفتح ثانيه، بعده ميم أخرى مشددة مكسورة، وسين مهملة: موضع في طرف الحرم، وهو الموضع الذي ربض فيه القيل حين جاء به أبرهة، فجعلوا ينخسونه بالحراب، فلا ينبعث، حتى بعث الله عليهم طيرا أبابيل فأهلكتهم.
قال أبو الصلت الثقفى:
حبس الفيل بالمغمس حتى * ظل يحبو كأنه معقور
وقال طفيل الغنوى:
ترعى منابت وسمى أطاع لها * بالجزع حيث عصى أصحابه الفيل
وقال ابن أبي ربيعة:
ألم تسأل الاطلال والمتربعا * ببطن حليات دوارس بلقعا *
إلى السرح من وادى المغمس بدلت * معالمه وبلا ونكباء زعزعا
هكذا رواه أبو على في شعر ابن أبى ربيعة: المغمس، بفتح الميم. ونقلته من كتابه الذى بخط ابن سعدان. وروان أبو على عن أبي بكر ابن دريد في شعر المؤرق الهذلى: المغمس بالكسر، قال المؤرق. غدرتم غدرة فضحت أباكم * ونتقت المغمس والظرابا ورواه السكرى وثبتت المغمس، بكسر الميم أيضا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/361)
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[29 - 06 - 04, 06:20 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
لكن عندي ان تعميم هذه العلة يحتاج الي نظر هل النهي مخصوص ام لا
لان الله عز وجل قال في كتابه (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا)
فهل يكون هذا امر بمحال ام امرا بالمحال لانه قد يقضي ان لا يسكن في محل لانه في النهاية كل قرية سيمر عليها هلاك
الا إن قصد إهلاك مخصوص وهو ما كان بعذاب الله المباشر او الاستئصال التام.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 06 - 04, 12:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
قد يقال
وكذلك قد أغرق الله الأرض كلها بما فيها إلا نوح ومن معه في السفينة
وهذا استئصال تام
فلم يبق مكان في الأرض إلا وقع عليه الطوفان
وأما ما كان مثل ديار ثمود ومساكنهم التي وقع فيها العذاب فإن النهي يشملها
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6/ 380) (وهذا يتناول مساكن ثمود وغيرهم ممن هو كصفتهم، وإن كان السبب ورد فيهم) انتهى.
فقد يكون المقصود المساكن والقرى التي عذب أهلها بالاستئصال، وليس كل موطن عذاب.
ولعلك تفيدنا حفظك الله حول هذا الموضوع
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:34 ص]ـ
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك انك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم
الإهلاك أو الهلاك يكون على حالات كما ورد في حديث ثوبان عند مسلم (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا)
فذكر هنا أكثر من طريقة للإهلاك ان صح التعبير والاهلاك و العذاب الوارد في الاية (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا)
يعم جميع الطرق، فهل النهي الذي في البخاري من حديث عبد الله بن عمر (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم) عام في كل بلدة أهلكت أو عذبت ام ان النهي هنا مخصوص بإهلاك مخصوص؟
لعله يجمع بان اماكن القوم المعذبين المراد بها عذاب الله الاستئصالي أو الذي يجزم فيه بأنه عذاب من الله كما في الحديث (هؤلاء المعذبين) فقد كان الله تعالى يتكفل بإهلاك الكافرين به وبرسله، من لدن نوح إلى موسى عليهم السلام، ثم شرع سبحانه الجهاد في شريعة موسى بعد نجاة بني إسرائيل وهلاك فرعون، فقال تعالى: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}
وفي قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى} دليل انه بعد موسى عليه السلام وبعد ان شرع الله الجهاد لم يحدث عذاب إستصال عام قال ابن كثير: [قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأُولَى} يعني أنه بعد إنزال التوراة لم يُعَذب أمة بعامة، بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين، كما قال تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً}
ومن الجهة الأخرى ان يعين قوم وقع بهم هلاك فيقال أن هلاكهم عذاب لا يكون الا بوحي والله اعلم او فيمن تبين انهم أهلكوا وهم على معاصيهم كما ورد ان قوم يمسخون وهم على معاصيهم ... إن صح الحديث
المقصود ان الهلاك قد يكون إبتلاءً وقد يكون عذابا من الله فلا يجزم ان الهلاك الواقع انه عذاب الا بما سبق فهذا من ما يبين ان ليس كل هلاك داخل في حديث بن عمر السابق في النهي عن الدخول على القوم المعذبين. والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/362)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 04, 09:12 ص]ـ
ما رأيكم بزيارة الأهرام؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[02 - 07 - 04, 10:13 ص]ـ
بارك الله فيكم
حول زيارة الأهرام ينظر كتاب (أحكام السياحة وآثارها) لهاشم بن محمد بن حسين ناقور ص 229 - 234 دار ابن الجوزي.
فوائد:
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري
الصلاة في موضع الخسف والعذاب
ويذكر أن علياً - رضوان الله عليه - كره الصلاة بخسف بابل.
هذا مروي عن علي من وجوه:
فروى وكيع عن سفيان، عن عبدالله بن شريك العامري، عن عبدالله بن أبي المحل، عن علي أنه كره الصلاة في الخسوف.
ورواه غير وكيع، فقال: عن عبدالله بن أبي المحل، عن أبيه، عن علي.
قال عبدالله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يسأل عن الأرض الخسف: أيصلى فيها؟ فكره ذلك، وقال: حديث علي – وذكر هَذَا الحديث.
وروى يعقوب بن شيبة، عن أبي النعيم: ثنا المغيرة بن أبي الحر الكندي: حدثني حجر بن عنبس، قال: خرجنا مع علي إلى الحرورية، فلما وقع في أرض بابل قلنا: أمسيت يا أمير المؤمنين، الصلاة! الصلاة! قال: لم أكن أصلي في أرض قد خسف الله بها.
وخرجه وكيع، عن مغيرة بن أبي الحر، به بنحوه.
وهذا إسناد جيد،
والمغيرة بن أبي الحر وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم: ليس به بأس. وحجر بن عنبس، قال ابن معين: شيخ كوفي مشهور.
وروي عن علي مرفوعا.
خرجه أبو داود من طريق ابن وهب: ثنا ابن لهيعة ويحيى بن أزهر، عن عمارة بن سعد المرادي، عن أبي صالح الغفاري، أن عليا مر ببابل وهو يسير، فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر، فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة، فلما فرغ قال: إن حبي نهاني أن أصلي في المقبرة، ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة.
وخرجه - أيضا - من وجه آخر عن ابن وهب: أخبرني يحيى بن أزهر وابن لهيعة، عن الحجاج بن شداد، عن أبي صالح الغفاري، عن علي، بمعناه.
وقال ابن عبد البر: هو إسناد ضعيف، مجمع على ضعفه، وهو منقطع غير متصل، وعمارة بن سعد والحجاج وأبو صالح مجهولون.
قلت: الموقوف أصح، وضعف أبو الحسين ابن المنادي الجميع. والله أعلم.
قال البخاري - رحمه الله -:
433 - ثنا إسماعيل بن عبدالله: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن
عبد الله بن عمر، أن رسول الله ? قال: ((لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين، إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، لا يصيبكم ما أصابهم)).
هذا الحديث: نص في المنع من الدخول على مواضع العذاب، إلا على أكمل حالات الخشوع والاعتبار، وهو البكاء من خشية الله وخوف عقابه الذي نزل بمن كان في تلك البقعة، وان الدخول على غير هذا الوجه يخشى منه إصابة العذاب الذي أصابهم.
وفي هذا تحذير من الغفلة عن تدبر الآيات فمن رأى ما حل بالعصاة ولم يتنبه بذلك من غفلته، ولم يتفكر في حالهم، ويعتبر بهم فليحذر من حلول العقوبة به، فإنها إنما حلت بالعصاة لغفلتهم عن التدبر وإهمالهم اليقظة والتذكر.
وهذا يدل على أنه لا يجوز السكنى بمثل هذه الأرض، ولا الإقامة بها، وقد صرح بذلك طائفة من العلماء، منهم: الخطابي وغيره، ونص عليه أحمد.
قال مهنا: سألت أحمد عمن نزل الحجر: أيشرب من مائها ويعجن به؟ قال: لا، إلا لضرورة، ولا يقيم بها.
وعلى هذا: فيتوجه أن من صلى بها لغير ضرورة، ولم يكن في صلاته على حالة الخشوع والخشية التي رخص النبي ? في الدخول عليها أن لا تصح صلاته، على قياس قول من قال: إن الصلاة في المقبرة وأعطان الإبل لا تصح، إلا أن يفرق: بأن النهي هنا عن الدخول لا يخص الصلاة، بخلاف النهي عن الصلاة في المقبرة والأعطان، فيتخرج حينئذ الصلاة فيها على الصلاة في الأرض المغصوبة، كما سبق ذكره.
وأحمد - في رواية - مع جماعة من أهل الظاهر: يوجبون الإعادة على من صلى في أرض غصب، وكذلك إسحاق - في رواية عنه -، إذا كان عالما بالنهي.
وأما الوضوء من مائها: فقد صرح طائفة من الظاهرية بأنه لا يصح، ويتخرج على قواعد الإمام أحمد وأصحابه على الخلاف عندهم في الوضوء بالماء المغصوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/363)
وقد ورد النهي عن الوضوء بخصوصه في حديث خرجه الطبراني في ((أوسطه)) من رواية ابن إسحاق: حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: مر رسول الله ? بالحجر واستقى الناس من بئرها، ثم راح فيها، فلما استقل أمر الناس ألا يشربوا من مائها، ولا يتوضئوا منه، وما كان من عجين عجن بشيء من مائها أن يعلف به، ففعل الناس.
وروى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني عبدالله بن أبي بكر بن حزم، عن العباس بن سهل بن سعد - أو عن العباس بن سعد -، أن رسول الله ? حين مر بالحجر ونزلها استقى الناس من بئرها، فلما راحوا منها قال رسول الله ? للناس: ((لا تشربوا من مائها شيئا، ولا تتوضئوا منه للصلاة، وما كان من عجين عجنتم به فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئا)).
وهذا مرسل.
وقد خرج البخاري حديث ابن عمر هذا في ((قصص الأنبياء)) من ((كتابه)) هذا من حديث عبدالله بن دينار ونافع وسالم، عن ابن عمر. وفي رواية عبدالله ونافع: أنهم نزلوا الحجر. وفي حديث سالم: أنه مر بالحجر وتقنع بردائه، وهو على الرحل.
وخرج مسلم حديث سالم، وفيه: ثم زجر فأسرع حتى خلفها.
وحمل أبو الحسين ابن المنادي من متقدمي أصحابنا النهي عن دخولها وعن شرب مائها على الكراهة دون التحريم. والله أعلم.
--------------------------------------------
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج1
قوله باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب أي ما حكمها وذكر العذاب بعد الخسف من العام بعد الخاص لأن الخسف من جملة العذاب
قوله ويذكر أن عليا هذا الأثر رواه بن أبي شيبة من طريق عبد الله أين أبي المحل وهو بضم الميم وكسر المهملة وتشديد اللام قال كنا مع على فمررنا على الخسف الذي ببابل فلم يصل حتى إجازة أي تعداه ومن طريق أخرى عن على قال ما كنت لأصلي في أرض خسف الله بها ثلاث مرار
والظاهر أن قوله ثلاث مرار ليس متعلقا بالخسف لأنه ليس فيها الا خسف واحد وإنما أراد أن عليا قال ذلك ثلاثا
ورواه أبو داود مرفوعا من وجه آخر عن على ولفظه نهاني حبيبي صلى الله عليه وسلم أن أصلي في أرض بإبل فإنها ملعونة في إسناده ضعف
واللائق بتعليق المصنف ما تقدم والمراد بالخسف هنا ما ذكر الله تعالى في قوله فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم الآية ذكر أهل التفسير والاخبار أن المراد بذلك أن النمروذ بن كنعان بني ببابل بنيانا عظيما يقال إن ارتفاعه كان خمسة آلاف ذراع فخسف الله بهم
قال الخطابي لا أعلم أحدا من العلماء حرم الصلاة في أرض بابل فإن كان حديث على ثابتا فلعله نهاه أن يتخذها وطنا لأنه إذا أقام بها كانت صلاته فيها يعني أطلق الملزوم وأراد اللازم قال فيحتمل أن النهي خاص بعلي انذارا له بما لقي من الفتنة بالعراق قلت وسياق قصة الأولى يبعد هذا التأويل والله اعلم
[423] قوله حدثنا إسماعيل بن عبد الله هو بن أبي أويس بن أخت مالك قوله لا تدخلوا كان هذا النهي لما مروا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر ديار ثمود في حال توجههم إلى تبوك وقد صرح المصنف في أحاديث الأنبياء من وجه آخر عن بن عمر ببعض ذلك قوله هؤلاء المعذبين بفتح الذال المعجمه وله في أحاديث الأنبياء لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم
قوله الا أن تكونوا باكين ليس المراد الاقتصار في ذلك على ابتداء الدخول بل دائما عند كل جزء من الدخول وأما الاستقرار فالكيفية المذكورة مطلوبه فيه بالاولويه وسيأتي أنه صلى الله عليه وسلم لم ينزل فيه البتة
قال بن بطال هذا يدل على إباحة الصلاة هناك لأن الصلاة موضع بكاء وتضرع كأنه يشير إلى عدم مطابقة الحديث لاثر على
قلت والحديث مطابق له من جهة أن كلا منهما فيه ترك النزول كما وقع عند المصنف في المغازي في آخر الحديث ثم قنع صلى الله عليه وسلم رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي فدل على أنه لم ينزل ولم يصل هناك كما صنع على في خسف بابل
وروى الحاكم في الإكليل عن أبي سعيد الخدري قال رأيت رجلا جاء بخاتم وجده بالحجر في بيوت المعذبين فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم واستتر بيده أن ينظر إليه وقال القه فألقاه لكن إسناده ضعيف
وسيأتي نهيه صلى الله عليه وسلم أن يستقي من مياههم في كتاب أحاديث الأنبياء إن شاء الله تعالى
قوله لا يصيبكم بالرفع على أن لا نافية والمعنى لئلا يصيبكم ويجوز الجزم على أنها ناهية وهو أوجه وهو نهى بمعنى الخبر
وللمصنف في أحاديث الأنبياء أن يصيبكم أي خشية أن يصيبكم ووجه هذه الخشية أن البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وأمهالهم مدة طويلة ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك والتفكر أيضا في مقابلة أولئك نعمة الله بالكفر وأهمالهم واعمال عقولهم فيما يوجب الإيمان به والطاعة له فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب البكاء اعتبارا باحوالهم فقد شابههم في الاهمال ودل على قساوة قلبه وعدم خشوعه فلا يأمن أن يجره ذلك إلى العمل بمثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم وبهذا يندفع اعتراض من قال كيف يصيب عذاب الظالمين من ليس بظالم لأنه بهذا التقدير لا يأمن أن يصير ظالما فيعذب بظلمه وفي الحديث الحث على المراقبة والزجر عن السكنى في ديار المعذبين والاسراع عند المرور بها
وقد اشير الى ذلك في قوله تعالى وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم
---------------------------------------
وقال ابن حجر في فتح الباري 6
وفي الحديث كراهة الاستقاء من بيار ثمود ويلتحق بها نظائرها من الآبار والعيون التي كانت لمن هلك بتعذيب الله تعالى على كفره
واختلف في الكراهة المذكورة هل هي للتنزيه أو للتحريم وعلى التحريم هل يمتنع صحة التطهر من ذلك الماء أم لا وقد تقدم كثير من مباحث هذا الحديث في باب الصلاة في مواضع الخسف والعذاب من أوائل الصلاة
-----------------------(33/364)
ما صحة حديث [ان أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة من الصلاة ... ]
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[29 - 06 - 04, 12:57 م]ـ
روى الإمام أحمد في مسنده
حدثنا إسماعيل قال أنا يونس يعني بن عبيد عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي أنه خاف زمن زياد أو بن زياد فأتى المدينة فلقي أبا هريرة فانتسبني فانتسبت له فقال يا فتى الا أحدثك حديثا لعل الله ان ينفعك به قلت بلى رحمك الله قال ان أول ما يحاسب به الناس يوم القيامة من الصلاة قال يقول ربنا عز وجل لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت له تامة وإن كان انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذلكم قال يونس وأحسبه قد ذكر النبي
ما صحة هذا الحديث وقد أكثر الخطباء والوعاظ من ذكره؟
قال الترمذي (حسن غريب)
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[29 - 06 - 04, 04:35 م]ـ
لك أخي الكريم أن تنظر في نتيجة البحث هنا:
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/srch_cgi.exe/form
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[29 - 06 - 04, 05:41 م]ـ
قال الشيخ محمد الأمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20978(33/365)
ما هو هدي النبي صلى الله عليه و سلم في نوى التمر
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 04, 05:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هو هدي لبنبي في التعامل مع نوى التمر؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[29 - 06 - 04, 08:18 م]ـ
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/dspl_cgi.exe/form
صحيح مسلم. الإصدار 2.06 - للإمام مسلم
22 - باب: استحباب وضع النوى خارج التمر، واستحباب دعاء الضيف
لأهل الطعام، وطلب الدعاء من الضيف الصالح، وإجابته لذلك
146 - (2042) حدثني محمد بن المثنى العنزي. حدثنا محمد بن جعفر.
حدثنا شعبة عن يزيد ابن خمير، عن عبدالله بن بسر. قال:
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي. قال فقربنا إليه طعاما
ووطبة. فأكل منها. ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه
ويجمع السبابة والوسطى (قال شعبة: هو ظني. وهو فيه، إن شاء الله،
إلقاء النوى بين الإصبعين). ثم أتي بشراب فشربه. ثم ناوله الذي عن
يمينه. قال فقال أبي، وأخذ بلجام دابته: ادع الله لنا. فقال (اللهم! بارك
لهم في ما رزقتهم. واغفر لهم وارحمهم).
[ش (وطبة) بالواو وإسكان الطاء. وهكذا رواه النضر بن شميل راوي هذا
الحديث عن شعبة. والنضر إمام من أئمة اللغة. وفسره النضر فقال:
الوطبة الحيس يجمع التمر البرني والأقط المدقوق والسمن. (ويلقي
النوى بين إصبعيه) أي يجعله بينهما لقلته. ولم يلقه في إناء التمر لئلا
يختلط بالتمر. وقيل: كان يجمعه على ظهر الإصبعين ثم يرمي به).
(2042) - وحدثنا محمد بن بشار. حدثنا ابن أبي عدي. ح وحدثنيه
محمد بن المثنى. حدثنا يحيى ابن حماد. كلاهما عن شعبة، بهذا
الإسناد. ولم يشكا في إلقاء النوى بين الإصبعين.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 06 - 04, 12:10 ص]ـ
رفع الله قدرك و أكرمك أفدت و أجدت(33/366)
بين يدي ورقة على الرق وأبحث عن القول التالي
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[29 - 06 - 04, 06:56 م]ـ
الى العالمي الكرام بالحديث والجرح التعديل
اتقدم اليكم بالسؤال التالي:
بين يدي ورقة واحدة من كتاب أبي العرب التميمي القيرواني (ت 333) بخط يده جمع فيه أحاديث ضد محدثي أهل العراق على مثال ما تجده في كتاب المعرفة والتأريخ للفسوي , ج 2 , ص 746 وما بعدها (ضد سليمان الأعمش) , وما جمعه أبو القاسم البلخي في كتابه قبول الأخبار ومعرفة الرجال.
وعلى هذه الورقة المنفردة نجد أقوال عن كل من زكرياء بن عدي الكوفي (نزيل مصر , توفي في بغداد عام 211)
ومسدد بن مسرهد البصري (ت 288)
وعلي بن عبد الله , ابن المديني (ت 234).
وبين هذه الأقوال مثلا قول ابن شهاب الزهري:
اذا وغل الحديث هناك يعني العراق فرويدا بك ....
وله شاهد عند الفسوي , ج 2 , ص 760.
غير انني لم أستطع أن أعثر على شاهد للقول التالي الذي ينسبه زكرياء بن عدي المذكور أعلاه الى وكيع بن الجراح:
سمعت وكيعا يقول: والله , لكأنّ النبي الذي بعث بالحجاز ليس هو النبي الذي يحدث عنه أهل العراق!
لقد بحثت في الكتب الالكترونية وغيرها من الأقراص بلا فائدة للأسف
الى هذا اليوم.
هل عند أحد من العالمي بالحديث هذا القول؟
لست في الحاجة الى قول آخر , ومثله كثير , بل كل ما أبحث عنه هو قول وكيع هذا في كتب أخرى.
وجزاكم الله خيرا
موراني
ملحوظة: انّ جمع هذه الأقوال بالقيروان يتفق وموقف أهل السنة في افريقيا برفضهم لما جاء من أهل العراق ان لم يكن من أهل السنة والجماعة , ومنه ما جاء في الرسالة في طلب العلم لابن أبي زيد القيرواني وهو يخاطب تلميذه بقوله:
واذا قضى الله عنك فريضتك ورمت طلب العلم , فان عوفيت من دخول العراق فهو أسلم لك (!!!!) , وان دخلته فاحذر ثم احذر خلطة أهل الجدل والكلام. فان وجدت من صالحي رواة الحديث وأهل الفقه فخالطهم دون غيرهم , وان كتبت الحديث فعليك تصحيحه على من يدلك أهله ........
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 06 - 04, 08:23 م]ـ
ما اسم هذا الكتاب؟
هل هو جزء من كتاب الضعفاء
أو من كتاب الطبقات
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[29 - 06 - 04, 08:39 م]ـ
كما قلت:
لدي ورقة منفردة من كتاب ما!
بخط أبي العرب التميمي
من المؤكد أنه ليس من كتاب الرجال (أو الضعفاء) وما الى ذلك ....
الكتاب قد يكون رسالة في (ذم أهل العراق) .....
وأشباه ذلك .........
ليس لدينا غير هذه الورقة الوحيدة للأسف.
شكرا على اهتمامك يا ابن وهب.
موراني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 06 - 04, 01:18 ص]ـ
أشكرك على الايضاح
ولكن نحن نضع جميع الخيارات
لابي العرب التميمي عدة كتب
مثال
كتاب فضائل مالك
كتاب الطبقات
وله كتاب التاريخ
وله كتاب الضعفاء الذي ينقل عنه غير واحد منهم ابن حجر في
مقدمة الفتح وفي التهذيب
ومثل هذه الاثار يضعها بعض أهل العلم في مقدمة كتبهم
كما هو الحال في مقدمة صحيح مسلم
مقدمة الضعفاء الكبير للعقيلي
او انه يرد ضمن كتاب مصنف
ونحن نعرف أن بعض المصادر تذكر انه (اعني التميمي) قد صنف العديد من الكتب وبعض تلك الكتب اجزاء فقط او اوراق كما رجح ذلك بعض الباحثين فهذا أيضا محتمل
على أن الأثر الذي ذكرتموه قد دار في أذني ولعله في بعض كتب الرجال
والله أعلم
فائدة قال الامام احمد
(سمعت أبي يقول ما اشبهه أ
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[30 - 06 - 04, 01:44 ص]ـ
على أن الأثر الذي ذكرتموه قد دار في أذني ولعله في بعض كتب الرجال
نعم , يا ابن وهب
هذا ما أبحث عنه وما يهمني!
أما كتب أبي العرب , فهي معروفة وروايات الكتب التي رواها ونسخها لنفسه معروفة أيضا حسبما لدينا من الأوراق المتبقية بالقيروان التي رتبتها ونظمتها خلال الأعوام الماضية
لقد روى أبو العرب كتاب العجلي في (الثقات) وعلق عليه تعليقا حسنا على هامش نسخته أو في النص مباشرة.
ونجد هذه التعليقات أو بعضها (بمعني الأصح) عند ابن حجر (خاصة في لسان الميزان) فيما بعد وهو يسمي أبا العرب (الصقلي ... هكذا)
ليس هذا بمشكلة!
المشكلة أن ما على هذه الورقة الوحيدة هو ليس من كتب أبي العرب, بل هو نسخته من كتاب آخر.
وكل ما بين يدينا من كتبه هو: أجزاء من طبقات علماء أفريقيا
وكتاب المحن. أما الباقي فليس لدينا الا اسماء كتب مختلفة باسم كذا أو باسم كذا ما لا يساعدنا في جهودنا الى تعريف ما كان في هذه الكتب من النصوص.
وأقول: انّ اعادة ذكر العناوين للكتب لا يؤدي الى معرفة الكتب!
موراني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 06 - 04, 02:07 ص]ـ
كتاب فضائل مالك على سبيل المثال نجد نصا في كتاب المحن يعيطنا صورة عن كتاب فضائل مالك الذي ألفه التميمي
في ذكر ضرب مالك بن أنس رحمه الله
قال محمد بن أحمد بن تميم (بقية هذا الحديث في الجزء الثاني من فضائل مالك التي ألفتها تركت ذلك لأنه يخرج من المعنى الذي ألفنا له هذا الكتاب)
انتهى
أيضا نجد نصوص أخرى في الكتب التي نقلت عن أبي العرب تعطينا لمحة عن بعض كتب ابي العرب
وكل هذا معروف لديكم ولاشك فهل من دراسة حول هذا الموضوع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/367)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[30 - 06 - 04, 02:23 ص]ـ
يا ابن وهب العزيز
هذا كل من استخراجات من الكتب المطبوعة والالكترونية ولا بأس به.
لدينا عدة أوراق على الرق من فضائل مالك بن أنس بتأليف محمد بن سحنون الذي اعتمد عليه أبو العرب التميمي.
اعتمادي كما ترى على النص ولا على العناوين ولا على ما جاء (فيما بعد) في كتب المتأخرين.
لكي أعود الى السؤال المطروح الأصلي من جانبي المتواضع:
لكأن النبي الذي ..... الخ.
وما انتم بصدده هاهنا وهو مسألة أخرى تماما.
أشكر لك مرة أخرى على اهتمامك بهذا الموضوع ودمت بخير
موراني
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[02 - 12 - 04, 06:37 م]ـ
بين أوراق متفرقة (على الرق) بخط أبي العرب التميمي القيرواني ورد بعض أقوال المحدثين ضد الكوفيين , منها قول وكيع بن الجراح كمل يلي:
وحدثني زكرياء بن عدي قال: سمعت وكيعا يقول: والله لكأنّ النبي الذي بعث بالحجاز ليس هو النبي الذي يحدّث عنه أهل الكوفة.
لم أجد شاهدا آخر لهذا القول أو حتى شبيها له.
لذا أطرح هذا السؤال مرة أخرى في الملتقى , لعل أحدا من رواد الحديث وأصحاب الكتب الألكترونية يأتي بما عنده في هذا الاتجاه.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[02 - 12 - 04, 07:17 م]ـ
أشكر للمشرفين على الحاق الموضوع بمشاركتي الأولى القديمة مع هذا السؤال.
أما قول وكيع فهو كذا حرفا حرفا
وفي مشاركتي الأولى أعلاه خطأ مني في آخر القول: (يحدث عنه أهل العراق)
الصواب: أهل الكوفة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[03 - 12 - 04, 10:00 ص]ـ
سؤال:
أنت تُريد (شواهد) للنص، أم (تخريجا وتوثيقا) له من مصدر آخر؟
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[03 - 12 - 04, 10:44 ص]ـ
أبحث عن توثيق هذا القول في كتب أخرى.(33/368)
ما معنى قولك: فلانٌ عليه اللعنة، أو لعنة الله على فلان؟
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[29 - 06 - 04, 07:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما معنى قولك: فلانٌ عليه اللعنة، أو لعنة الله علي فلان؟؟
وحزاكم الله خيراً(33/369)
انك لاتهدي من احببت
ـ[المتعلم8]ــــــــ[30 - 06 - 04, 12:03 ص]ـ
ثناء ابن تيمية رحمه الله علىامير المؤمنين علي بن ابي طالب واهل البيت y
هذا كتيب بنفس الاسم من جمع وترتيب ابي خليفة علي بن محمد القضيبي
يتكون من 31 صفحة فقط اراد المؤلف ان يبين الحقيقة التي يحاول اهل الاهواء ان يضللو بها عامة الناس وخاصة الشيعة
والمؤلف هو شيعي سابق واصبح الآن من اهل السنة والجماعة: يقول كنت اظن في الجاهلية ان اهل السنة يكنون العداوة لآل البيت y فتبين لي ان اهل السنة اشد مايكونون اعظاما الخ
يبدأالكتيب بالتقديم للشيخ سليمان بن صالح الخراشي
ثم مقدمه للمؤلف
ثم تبدأ فصول الكتاب:
الفصل الاول: ذم شيخ الاسلام ابن تيمية للنواصب
والثاني: اقوال شيخ الاسلام في فضل علي t
والثالث: اقوال شيخ الاسلام في قتلة الحسين t
الرابع: مكانة اهل بيت النبي r عند اهل السنة والجماعة
ثم الخاتمة
للمزيد انظر شبكة الدفاع عن السنة www.d-sunnah.net
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 12:18 ص]ـ
هل الموضوع عن (إنك لا تهدي من أحببت) أم الموضوع يختص بأبن تيمية أم أن الموضوع يتكلم عن الشيعة أو عن منهج السنة أم أنه يتكلم عن أهل البيت أم عن الشيخ سليمان الخراشي أم عن علي رضي الله عنه أم عن الخاتمة وموقع الدفاع عن السنة!!!! (ابتسامة)
========== جزاكم الله خيرا
اوصي اخواني الافاضل في هذا المنتدى الفاضل باختيار العنوان المناسب للموضوع وشكر الله لكم
ـ[المتعلم8]ــــــــ[30 - 06 - 04, 09:19 م]ـ
أخي الكريم الا ترى معي ان الكاتب كان شيعيا وهداه الله برحمته واخنار السنة وفي مقدمته يقول عندما كنت في الجاهلية الخ الا يناسب هذا هداية الله له: نسأل الله الهداية لنا جميعا والثبات حتى الممات وشكرا لك على ما طرحت(33/370)
موقف بين الشيخين الالباني واحسان الهي ظهير!
ـ[الرايه]ــــــــ[30 - 06 - 04, 01:12 ص]ـ
درس الشيخ احسان الهي ظهير بالجامعة الاسلامية ايام كان بها الشيخ الالباني ويديرها الامام ابن باز - رحمه الله تلك الكوكبة من العلماء-
فكان الشيخ احسان يحب شيخه الالباني ويقدره، وحدث ان كانت بينهما مناظرة في بعض المسائل المختلف فيها.
فيذكر الشيخ الالباني خلق الشيخ احسان فيقول:
سافرت معه الى لندن فكان ((يُدَلِّك)) قدمي احتراما وتقديراً.
هكذا فليكن العلم رحما بين أهله.
وهكذا فلتكن أخلاق طلبة العلم مع مشايخهم.
الموقف من كتاب /
الشيخ احسان الهي ظهير منهجه وجهوده في تقرير العقيدة والرد على الفرق المخالفة
تأليف/
د. علي بن موسى الزهراني (رسالة دكتوراة)
صفحة 114
وانصح أحبتي بهذا الكتاب.
وفق الله الجميع
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 04, 05:26 ص]ـ
ذكرتني بصنيع الطلبة مع شيوخهم ببلاد شنقيط
فلطول مدة التدريس؛ حيث يشرح الشيخ لكل طالب لوحده و الاخرون يستمعون وهكذا بالدور فيحصل للشيخ تعب فيحتاج الى الاستلقاء على ظهره او على جنب و يشرح و ترى بعض الطلبة يدلكون ساق الشيخ وقدمه و احدهم يمشط راسه ليحصل له النشاط
بعض هؤلاء الطلبة اجلس معهم فيمد يده ليدلك قدمي -فامنعه -!!! والله و هو اعلم مني ومن ابي وامي!!! وسني حينذاك 20 سنة بل اقل!!
فمن اراد دورة في الادب و التواضع و لين الجانب فعليه ببلاد شنقيط(33/371)
من هو هذا الرجل؟
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[30 - 06 - 04, 01:21 ص]ـ
في هذه الأيام أصادف كثيرا عبارة في لسان العرب و تاج العروس والتي هي: "قال أبو الهيثم ... ".
من هو؟ لم أحصل على أية معلومة فيه.
وأنتظر من الإخوان الجواب الشافى. والسلام عليكم.
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[01 - 07 - 04, 12:21 ص]ـ
أفلا يوجد أى واحد معوان من الإخوان؟
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[01 - 07 - 04, 10:39 م]ـ
وجدت في الأعلام للزيركلي: خالد بن يزيد البغدادي (ت. 296) ولم أومن بصحته. وابن منظور والزبيدي يكثران النقل عن أبي الهيثم في مقام الاستشهاد أو الاستدلال. يا ترى من هو؟(33/372)
هل صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على السفر بالليل لان الارض تطوى؟
ـ[اللجين]ــــــــ[30 - 06 - 04, 03:18 ص]ـ
هل صحيح ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حث على السفر بالليل لان الارض تطوى؟
ارجو التوضيح وجزاكم الله خيرا.
السؤال
uestion
ـ[علي الكناني]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:20 ص]ـ
الحديث أخرجه أبو داوود
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ فَإِنَّ الْأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: فِي إِسْنَاده أَبُو جَعْفَر الرَّازِيُّ اِسْمه عِيسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مَاهَان وَقَدْ وَثَّقَهُ بَعْضهمْ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد.(33/373)
من هو عبد الله بن كثير أبو صديف الآملي يروي عن هاشم بن القاسم وعنه ابن جرير الطبري؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[30 - 06 - 04, 07:06 ص]ـ
من هو عبد الله بن كثير أبو صديف الآملي يروي عن هاشم بن القاسم وعنه ابن جرير الطبري؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 - 07 - 04, 01:54 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 - 07 - 04, 12:10 م]ـ
للرفع
ـ[مبارك]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:00 م]ـ
قال العلامة أحمد أو محمود محمد شاكر ـ رحمهما الله تعالى ـ:
" عبدالله بن كثير، أبو صديف الآملي، شيخ الطبري: لم أعرف من هو، ولم أجد له ذكراً، وأخشى أن يكون فيه تحريف ".
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:35 م]ـ
جزاك الله خيرا وشكر لك
أين أجد كلام العلامة أحمد شاكر
ـ[مبارك]ــــــــ[01 - 07 - 04, 06:33 م]ـ
انظر: " تفسير الطبري " (1/ 175) عند تخريج الأثر رقم (184).(33/374)
هل صح هذا القول عن الإمام أحمد بن حنبل؟
ـ[راشد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:03 ص]ـ
(ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:29 ص]ـ
نعم لكن أكثرها موضوع
ـ[راشد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:42 ص]ـ
ليس السؤال عن صحة هذه الروايات وإنما عن هذا القول، هل صح عن الإمام أحمد؟؟
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[30 - 06 - 04, 07:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الأسلام ابن تيمية في"منهاج السنةج8ص421" ... وقول من قال صح لعلي من الفضائل مالم يصح لغيره كذب لا يقوله أحمد ولا غيره من أئمة الحديث لكن قد يقال روي له ما لم يرو لغيره لكن أكثر ذلك من نقل من علم كذبه أو خطؤه ودليل واحد صحيح المقدمات سليم عن المعارضة خير من عشرين دليلا مقدماتها ضعيفة بل باطلة وهي معارضة بأصح منها يدل على نقيضها .. أهـ
قال ابن أبي يعلى في"طبقات الحنابلةج2ص358_ترجمة محمد بن منصور الطوسي_" ... وأنبأنا أبو الحسين بن الأبنوسي قال: أخبرنا عمر بن إبراهيم الكتاني قال: حدثنا أبو الحسين بن عمر بن الحسن القاضي الأشناني حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال: حدثني محمد بن منصور الطوسي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول ما روى لأحد من الفضائل أكثر مما روي لعلي بن أبي طالب. أهـ
قال الحاكم في"المستدرك ج3ص107" .. سمعت القاضي أبا الحسن علي بن الحسن الجراحي وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ يقولان سمعنا أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه. أهـ
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[30 - 06 - 04, 08:14 م]ـ
قال ابن الجوزي في"مناقب الأمام أحمد ص212" ... أخبرنا محمد بن أبي منصور قال أنبانا المؤتمن بن أحمد قال أنا محمد بن الوراق قال أنا محمد بن الحسين الصنعانى قال أنا سعيد بن محمد بلبل قال سمعت أبا الفضل الطوسى يقول سمعت عبدالله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول: مالأحد من الصحابة من الفضائل بالأسنايد الصحاح مثل مالعلي رضى الله عنه. أهـ
قال ابن عراق في"تنزيه الشريعة ج1ص407" ... فائدة: قال الذهبى فى تلخيص الموضوعات: لم يرو لأحد من الصحابة فى الفضائل أكثر مما روى لعلي بن أبي طالب رضى اله عنه وهي ثلاثة أقسام قسم صحاح وحسان وقسم ضعاف وفبها كثرة وقسم موضوعات وهي كثيرة إلى الغاية ولعل بعضها ضلال وزندقة انتهى وقال الخليلي في الإرشاد: قال بعض الحفاظ تأملت مأوضعه أهل الكوفة فى فضائل علي وأهل بيته فزاد على ثلاثمائة ألف والله أعلم. أهـ(33/375)
هل تسهيل الهمزات في الفاتحة من اللحن الجلي؟
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[30 - 06 - 04, 04:49 م]ـ
هل يعتبر تسهيل الهمزات في الفاتحة وعدم ظهورها مقطوعة كما في " إياك " و " أنعمت " هل يعتبر من اللحن الجلي الذي لا يجوز الائتمام بمن يقرؤ به؟
وكذا لو وصل صراط الذين نعمت؟ أي جعل همزة أنعمت همزة وصل.
وما الحكم لو قال الإمام الله وكبر أو قال الله أكبر بتسهيل الهمزة وعدم قطعها. هل يصح الائتمام به؟
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[06 - 07 - 04, 11:52 م]ـ
.
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:44 م]ـ
أسئلة مهمة أخي بارك الله فيك
ننتظر من المشايخ أو طلبة العلم التبيين ..
والله المستعان
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 01:39 م]ـ
هو لحن جلى لكنه لا يحيل المعنى فتصح الصلا ة ,واما قوله "الله وكبر"فليست لحنا بل هي لغة.
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 11:52 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 02:38 م]ـ
.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 10:04 م]ـ
بخصوص الشق الثاني من السؤال وهو قول (الله وَكْبر) بإبدال الهمزة المفتوحة في أول الكلمة الموقوف عليها واوا مفتوحة حيث إنها مسبوقة بضم.
فهذا كما تفضل أخونا الحنبلي السلفي هو لغة فصيحة، وأضيف أن هذه اللغة مقروء بها في قراءة من السبع المتواترة وهي قراءة حمزة من بعض طرق طيبة النشر، وعليه فلا حرج البتة على من قال (الله وَكْبر) عامدا كان أو مخطئا، عالما أو جاهلا، ويجوز على هذه القراءة أن تقرأ (قل هو الله وَحَد) ونظائرها من القرآن.
ويمكنك الاطلاع على ما يتعلق بهذه القراءة في كتاب النشر لابن الجزري أو في إتحاف فضلاء البشر للبنا الدمياطي وغيرهما من كتب القراءات العشر الكبري.
وواضح إن شاء الله أن هذه اللغة وهذه القراءة تختلف تماما عن الخطأ الشائع لدى بعض الناس حين يقولون (الله و أكبر) حيث يضيفون واوا بين الكلمتين فهذا لحن جلي، وإنما الجائز إبدال الهمزة واوا كما أسلفنا.
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[16 - 07 - 04, 01:19 ص]ـ
>
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[19 - 07 - 04, 03:09 م]ـ
لا جديد(33/376)
رسالة للماجشون في القدر
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[30 - 06 - 04, 06:31 م]ـ
في مجموعة المخطوطات لدي 9 أوراق من الجزء الثامن من الابانة الكبرى
لابن بطة تحتوي على رسالة عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون (ت 164) في القدر.
لقد أرسل اليّ بهذه الأوراق صديقي العزيز المرحوم عبد الفتاح محمد الحلو قبل أعوام وهي محفوظة في الجزء المذكور للابانة في دار الكتب , عقائد , الرقم 181.
مجرد سؤال: هل طبع هذا الكتاب بهذا الجزء الثامن الذي فيه هذه الرسالة؟
موراني
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[30 - 06 - 04, 07:21 م]ـ
نعم طبع كتاب الأبانة لابن بطة العكبري في:
1) دار الراية الرياض السعودية
2) دار الكتب العلمية بيروت لبنان
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[30 - 06 - 04, 07:48 م]ـ
بارك الله فيك!
موراني(33/377)
ما درجة هذه الأحاديث في فضل العلماء؟؟؟؟
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[30 - 06 - 04, 10:11 م]ـ
روى الدرامي في سننه قوله صلى الله عليه وسلم:" من جاءه الموت و هو يطلب العلم ليحيي به الاسلام فبينه و بين الانبياء درجه واحده في الجنة "
وروى الترمذي في جامعه قوله صلى الله عليه وسلم " من طلب العلم فهو كفارة لما مضى"
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 06 - 04, 11:09 م]ـ
الحديث الأول ضعفه الإمام الألباني انظر:
* الضعيفة رقم (5156).
* مشكاة المصابيح رقم (240).
* ضعبف الترغيب رقم (49).
الحديث الثاني حكم عليه الإمام الألباني بالوضع كما في " ضعيف الترمذي " رقم (495).(33/378)
التآليف في الفقه لم تنتهِ!! للعلامة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري ـ عفا الله عنه ـ
ـ[مبارك]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:06 ص]ـ
http://www.suhuf.net.sa/1999jaz/apr/3/ar2.htm(33/379)
أرفخشذ بن سام بن نوح (مهم)
ـ[كلمات]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:51 ص]ـ
أرفخشذ بن سام بن نبي الله نوح عليه السلام
رأيته مكتوبا بالدال المهملة في بعض الكتب، وبالذال المعجمة في بعضها
ولم أقف على الصواب في ذلك، هل هو بالمهمة أو المعجمة.
ثم ما هو ضبطه الصحيح في النطق به بحركات التشكيل.
أرجو الإفادة للأهمية.
والسلام عليكم ورحمة الله(33/380)
هل هناك علاقة حقيقية بين المذهب الفقهى والمذهب العقائدى؟
ـ[الدرعمى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 06:01 ص]ـ
الأخوة الأعزاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
هل هناك صلة حقيقية بين المذهب الفقهى والكلامى أو العقدى؟ لماذا نجد أكثر الشافعية من الأشاعرة سواء متكلمين أو على عقيدة الأشاعرة فى مسائل الصفات وكذلك الحال مضطرد فى بقية المذاهب الفقهية فالمذهب الماتريدى منتشر فى أوساط الأحناف ومعظم الحنابلة متبعون لمذهب السلف ...
هل العلاقة مجرد علاقة جغرافية أم هى نابعة من المنهج العلمى الذى يميز كل مذهب أم أن للقضية أبعاد أخرى؟(33/381)
الحلف بالمصحف الشريف
ـ[الدرعمى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 06:50 ص]ـ
فضيلة الشيخ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركانه .. وبعد
ما حكم الحلف بالمصحف الشريف إذا كان صاحبه يقصد الحلف بكلام الله تعالى الذى هو صفة من صفات الله عز وجل؟
والك جزيل الشكر(33/382)
الحلف بالمصحف الشريف
ـ[الدرعمى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 06:56 ص]ـ
فضيلة الشيخ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
ما حكم الحلف بالمصحف الشريف؟
وجزاكم الله خيرً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 07 - 04, 07:21 ص]ـ
سئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين عليه سحائب الرحمة: عن حكم الحلف بالمصحف؟
فأجاب قائلاً: هذا السؤال ينبغي أن نبسط الجواب فيه وذلك أن القسم بالشيء يدل على تعظيم ذلك المقسم به تعظيماً خاصاً لدى المقسم، ولهذا لا يجوز لأحد أن يحلف إلا بالله - تعالى - بأحد أسمائه، أو بصفة من صفاته مثل أن يقول: والله لأفعلن، ورب الكعبة لأفعلن، وعزة الله لأفعلن، وما أشبه ذلك من صفات الله- تعالى-.
والمصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله - تعالى -من صفاته وهو - أعني كلام الله - صفة ذاتية فعلية؛ لأنه بالنظر إلى أصله وأن الله لم يزل ولا يزال موصوفاً به لأن الكلام كمال فهو من هذه الناحية من صفات الله الذاتية إذ لم يزل ولا يزال متكلماً فعالاً لما يريده، وبالنظر إلى آحاده يكون من الصفات الفعلية لأنه يتكلم متى شاء قال الله - تعالى -: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} فقرن القول بالإرادة وهو دليل على أن كلام الله يتعلق بإرادته ومشيئته - سبحانه وتعالى - والنصوص في هذا متضافرة كثيرة وأن كلام الله تحدث آحاده حسب ما تقتضيه حكمته، وبهذا نعرف بطلان قول من يقول: إن كلام الله أزلي، ولا يمكن أن يكون تابعاً لمشيئته، وأنه هو المعنى القائم بنفسه، وليس هو الشيء المسموع الذي يسمعه من يكلمه الله - عز وجل - فإن هذا قول باطل حقيقته أن قائله جعل كلام الله المسموع مخلوقاً.
وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كتاباً يعرف باسم " التسعينية بين فيه بطلان هذا القول من تسعين وجهاً.
فإذا كان المصحف يتضمن كلام الله، وكلام الله - تعالى - من صفاته فإنه يجوز الحلف بالمصحف بأن يقول الإنسان: والمصحف ويقصد ما فيه من كلام الله - عز وجل - وقد نص على ذلك فقهاء الحنابلة - رحمهم الله - ومع هذا فإن الأولى للإنسان أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله - عز وجل - فيقول: والله، ورب الكعبة، أو والذي نفسي بيده وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تستنكرها العامة ولا يحصل لديهم فيها تشويش، فإن تحديث الناس بما يعرفون وتطمئن إليه قلوبهم خير وأولى، وإذا كان الحلف إنما يكون بالله وأسمائه وصفاته فإنه لا يجوز أن يحلف أحد بغير الله لا بالنبي، صلى الله عليه وسلم، ولا بجبريل، ولا بالكعبة، ولا بغير ذلك من المخلوقات، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت). وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك). فإذا سمع الإنسان شخصاً يحلف بالنبي، أو بحياة النبي، أو بحياة شخص آخر فلينهه عن ذلك، وليبين له أن هذا حرام ولا يجوز، ولكن ليكن نهيه وبيانه على وفق الحكمة حيث يكون باللطف واللين والإقبال على الشخص وهو يريد نصحه وانتشاله من هذا المحرم؛ لأن بعض الناس تأخذه الغيرة عند الأمر والنهي فيغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه وربما يشعر في هذه الحال أنه ينهاه انتقاماً لنفسه فيلقي الشيطان في نفسه هذه العلة، ولو أن الإنسان أنزل الناس منازلهم ودعا إلى الله بالحكمة واللين والرفق لكان ذلك أقرب إلى القبول وقد ثبت عن النبي، صلى الله عليه وسلم: (إن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف). ولا يخفى على الكثير ما حصل من النبي، صلى الله عليه وسلم، في قصة الأعرابي الذي جاء إلى المسجد فبال في طائفة منه فزجره الناس، وصاحوا به، فنهاهم النبي، صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فلما قضى بوله دعاه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: (إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى أو القذر وإنما هي للتكبير والتسبيح وقراءة القرآن). أو كما قال، صلى الله عليه وسلم، ثم أمر أصحابه أن يصبوا على البول ذنوباً من ماء، فبهذا زالت المفسدة وطهر المكان، وحصل المقصود بالنسبة لنصيحة الأعرابي الجاهل، وهكذا ينبغي لنا نحن في دعوة عباد الله إلى دين الله أن نكون داعين إلى الله - سبحانه وتعالى - فنسلك الطريق التي تكون أقرب إلى إيصال الحق إلى قلوب الخلق وإصلاحهم والله الموفق.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[01 - 07 - 04, 08:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم(33/383)
هل لحفظ الأسانيد فائدة؟ أم أنه مضيعة للوقت؟؟ نريد كلمة فصل ....
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[01 - 07 - 04, 07:46 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني الكرام ...
قرأت في بعض المشاركات للاخوة الأفاضل أن حفظ الأسانيد مضيعة للوقت اهدار للعمر , فهل هذا الكلام صحيح؟؟
أم أن لحفظ الأسانيد مزايا و فوائد؟ أرجو من الاخوة الأفاضل المشاركة بما يفيد.
و لعل هذه تكون مذاكرة فيما بيننا حول هذه المسألة .. حتى نخلص جميعا بقول واحد يهدي الحائر و يثلج صدره.
و أسأل الله أن ينفعنا بمشاركة اخواننا الأعزاء
و الحمد لله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[02 - 07 - 04, 01:14 ص]ـ
يا اخوة ..
و الله العظيم هذا الموضوع مفيد لي جدا!!
ألا من معين؟؟
و الله المعين
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[02 - 07 - 04, 01:28 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الحبيب (أبا وكيع) -وفقه الله-
رأيتُ سؤالَك قبل تكراره في مشاركتك الثانية، فامتنعتُ عن إبداء رأيي لأرى آراء مشايخنا الكرام في الملتقى، وهم كثير بفضل الله، فلما رأيتُك تحلف لم أجد بُدًّا من الكلام، والله المُستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله:
أرى -والله أعلم- أن ذلك يختلف باختلاف الطالب وباختلاف ما ينوي التخصص فيه من علوم الشريعة:
فينبغي النظر أولاً إلى حال الطالب ونبوغه وملكة الحفظ عنده: فإن كانت ملكة الحفظ عنده قوية ولديه استعداد قوي للحفظ ومنهجية راسخة له، فلينظر -ثانيًا- إلى ما سيتخصص فيه من علوم الشريعة: فإن تخصص في الحديث ومصطلحه وعلله، وأبي إلا أن يعكُف على التخريج ودراسة الأسانيد = فحفظ الأسانيد -والحال هكذا- هام جدًّا له، ويوفر عليه الكثير من الوقت والجهد في المستقبل، وإن أخذ منه وقتًا وجهدًا كبيرَين أول الأمر، ولكن هذا سيوفر عليه تكرار فتح كتب التخاريج، وسيسهل عليه المرور على كُتب العلل مرورًا سريعًا دون ضجر من كثرة تكرار التراجم والرجال.
ويَقبُح بالمشتغل بعلم الحديث والتخريج أن يكون حظه من التخريج النظر في الكتب دون حِفظها في صدره!
أما إن نوى الطالب الاشتغال بعلم الفقه -مثلاً-: فهذا قد يُقال فيه أن الانشغال بحفظ الأسانيد على حساب حفظ مسائل الفقه = مضيعة للوقت، لا فائدة فيها، وإن كانت لا تَخلو من فائدة، ولكن تكرار حفظ مسائل الفقه أولى بالابتداء بحفظ الأسانيد، والقاعدة أن: الاهتمام بالموجود أولى من الاهتمام بالمفقود.
ولا يفوتني أن أُنَبِّه إلى أن الطالب ينبغي ألا يهمل فنًّا من فنون الشريعة، وإنما يكون نصيبه منها كما قال القائل: خُذ شيئًا من كل شىء، وكل شىء من شىء.
هذا والله -تعالى- أعلم.
ـ[سليمان]ــــــــ[02 - 07 - 04, 02:08 ص]ـ
ويختلف أيضاً على عمر الشخص فكلما كان الطالب صغيراً بالعمر كلما سهل عليه الحفظ ونفعه عند كبره ..
وعلى كل حال كم رأينا وسمعنا من يحفظ الصحيحين بأسانيدهما ولم يحط بمعانيها بل ويتأول الأحاديث وهذا كله من إسرافه بالحفظ دون النظر في الشروحات والفقه أو كان على حساب الفنون الآخرى لاسيما العقيدة ...
وليس من شرط المشتغل بالحديث حفظ الأسانيد ...
وفقك الله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[02 - 07 - 04, 10:16 ص]ـ
بارك الله فيكما جميعا ..
و أرجو أن يفيدنا الأخوة أكثر و أكثر
و الحمد لله
ـ[أبو غازي]ــــــــ[02 - 07 - 04, 04:25 م]ـ
جزاكم الله خيراً إخوتي الأحبة ..
فكما قال الأخ سليمان .. أن هناك من يحفظ الصحيحين بأسانيدهما ولا يفقه منها شيئاً.
فالفهم أولى من الحفظ .. وقد قرأت ترجمة الشيخ سليمان العلوان حفظه الله .. وكان كاتب هذه الترجمة يقول أنه سأل الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي عن الشيخ سليمان العلوان فأجاب:" لقد التقيت بكثير من الحفظة, ولكني لم أر من جمع بين الحفظ والفهم إلا الشيخ سليمان"
ويقول المترجم للشيخ سليمان العلوان:" لم يكن يحفظ المتن حتى يقرأ شرحه ويفهم معناه".
فإذا كنت تنوي حفظ الأسانيد فلا بد لك من فهم المتون وأحكامها وفقهها أولاً لكي تنال الفائدة.
هذه مشاركة بسيطة مني أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقك ويثبتك ويعلمك العلم النافع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[02 - 07 - 04, 08:25 م]ـ
كلام الشيخ محمد بن يوسف جيد فجزاه الله خيرا
وبانتظار رأي شيوخنا الكرام
وهذه ليست إجابة للأخ أبو وكيع إنما رأي
إذا كان النزاع عند طالب علم الحديث الراجي التخصص به فلا بد من الحفظ
لكن ما يحفظ؟
من الممكن أن يقال عليه بحفظ أشهر أسانيد المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن بعدهم، والمقصود هنا أسانيدهم المخرجة في الكتب الستة
مع الانتباه إلى النسخ المشهورة بالصحة أو الضعف أو المختلف فيها
وكما يهتم بالإسناد الصحيح المتفق عليه وما هو دونه عليه أن يهتم بالإسناد الضعيف والهالك.
وعلى سبيل المثال لا الحصر من الممكن أن يركز على أحاديث
أبي هريرة
وأنس بن مالك
وابن عمر وابن عمرو
وابن عباس وابن مسعود
وأبي سعيد وأبي ذر
وعائشة وأم سلمة
وجابر ومعاذ
وأبو الدرداء والمغيرة وأبو بكرة
وأبي بن كعب والزبير
رضي الله تعالى عنهم جميعا
إن الحفظ لا بد فيه من تعب ومشقة لكن يعقبه راحة
فمثلا من الفرق بين من لا يحفظ ومن يحفظ
قال عبد الله حدثني أبي (أحمد بن حنبل رحمه الله) قال حدثنا سفيان .....
تجد الأول يرجع إلى الكتب ليرى من سفيان
وتجد الثاني يقول هو ابن عيينة لأن أحمد لم يدرك الثوري
وكذا إن قال علي بن المديني حدثنا سفيان
فهو لم يدرك الثوري أيضا
ومثل هذا يكثر
فتأمل الفرق بين من يرجع في كل صغيرة وكبيرة إلى الكتب وبين من تسعفه ذاكرته بكثير ما يريد (على الأقل في الأسانيد المشهورة).
والله تعالى أعلم
وأستغفر الله العظيم من الزلل والخطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/384)
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[03 - 07 - 04, 04:41 ص]ـ
جزى الله الاخوة المشاركين خيرا على هذه المشاركات القيمة.
و أرى أن خلاصة الأمر هكذا:.
1 - حفظ دون فهم = صفر. (ذكره الأخ سليمان).
2 - لا ينبغي الاهتمام بجانب الحفظ على جانب الفهم. (ذكره الأخ سليمان).
3 - أولى الناس بحفظ الأسانيد هم المشتغلين بعلوم الاسناد. (ذكره ابن يوسف و أبو بكر).
4 - ينبغي على متعلم الفقه أن يهتم بحفظ المسائل و لا يهتم بحفظ الأسانيد. (ذكره ابن يوسف).
5 - اذا حفظ الأسانيد هو أمر تخصصي بحت لمن أراد التخصص في هذا العلم. (أبو وكيع).
6 - اذا قصرت همة طالب الحديث , فعليه بحفظ الأسانيد المشهورة للرواة المشهورين (و قد ذكر الأخ أبو بكر بن عبد الوهاب نحوا من ذلك).
و أرجو من الاخوة الأفاضل التعليق _ ان كان هناك ما يستدعي ذلك _ حتى نستفيد جميعا.
و الحمد لله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[03 - 07 - 04, 04:42 ص]ـ
و لا ينبغي أن أنسى الأخ أبو غازي
فمشاركته مفيدة جدا .. و بالأخ نقله عن الشيخ سليمان العلوان.
و الحمد لله
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 07 - 04, 05:48 م]ـ
إلى الأخ الكريم: أبي وكيع [مجرد رأي ومشاركة]
حفظ الأسانيد ذهب زمانه لا أعلم إلى ساعتي من يحفظ صحيح مسلم على شهرته من يحفظه بأسانيده من أول الإسناد إلى آخره لأن الهمم قلت والفائدة ليست كبيرة
وإن كنت تقصد مخارج الأسانيد أو السلاسل الإسنادية وهي المشتهرة في زماننا هذا بأن يقول الشيخ رواه أحمد من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
أو يقول رواه الشيخان من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر ونحو هذا فهذا:
أولا: هو ليس بالصعب وتستطيع حصر السلاسل المشتهرة التي تدور عليها عامة الأحاديث
ثانيا: حفظك لمخرج الإسناد أو السلسلة يعينك على ضبط العلة للحديث إن كان هناك علة
وإن كنت أقول أن ذكر مخرج الإسناد أو السلسلة المشهورة في المواعظ والخطب لا يعجبني لما فيه من تشتيت ذهن السامع ولما فيه من الوقوع في الخطأ بالنسبة للملقي بخلاف الدروس العلمية في الحديث فهو مهم لتعليم الطلبة
المقرئ
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[03 - 07 - 04, 08:28 م]ـ
السلام عليكم
أحسنت أخي المقريء
و بارك الله فيك
و أسأل الله أن يجعلك سباقا للخير دائما
و الحمد لله قد وجدت بغيتي من الموضوع من مجموع مشاركات الاخوة الأفاضل
و الحمد لله
ـ[سليمان]ــــــــ[04 - 07 - 04, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وقفت اليوم على ما نقله ابن طولون الصالحي عن أبي شامه قال: " علوم الحديث الآن ثلاثة: أشرفها حفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها. والثاني حفظ أسانيدها ومعرفة رجالها وتمييز صحيحها من سقيمها، وهذا كان مهماً، وقد كُفيه المشتغل بالعلم بما صنف وألف في ذلك فلا فائدة تدعو إلى ما هو حاصل. الثالث جمعه وكتابته وسماعه وتطريقه وطلب العلو فيه والرحلة بسببه إلى البلدان. انتهى
نقد الطالب لزغل المناصب ص 98
المهم يا أخي المبارك حفظ المتون والإكثار من ذلك ومطالعة كتب الحديث وكتب التخريج والاشتغال به ثم العمل بالحديث حتى لا يكون حجة علينا ثم تبليغه للناس وهذا والله هو العلم النافع.
إن الذي يروي ولكنه ..... يجهل ما يروي وما يكتب
كصخرة تنبع أمواهها ..... تسقي الأراضي وهي لا تشرب
وفقكم الله وجمعنا بكم في جنته آمين
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[04 - 07 - 04, 07:32 ص]ـ
بارك الله فيك يا سليمان ..
و لعلك تكون فتحت باب النقولات عن العلماء
فأرجو أن تتوافر همم الاخوة على ذلك
و أسأل الله أن يزيدنا و اياهم علما نافعا و عملا صالحا
و لكن لي بيان لبعض الأشياء: 1 - أن الحفظ (حفظ الأسانيد) أنفع من عدمه و لا شك في حال بعض المتخصصين فقد ذكر الأخ أبو بكر شيئا طيبا في هذا الباب (أن الأسانيد في الكتب و لا حاجة للحفظ):
((فمثلا من الفرق بين من لا يحفظ ومن يحفظ
قال عبد الله حدثني أبي (أحمد بن حنبل رحمه الله) قال حدثنا سفيان .....
تجد الأول يرجع إلى الكتب ليرى من سفيان
وتجد الثاني يقول هو ابن عيينة لأن أحمد لم يدرك الثوري
وكذا إن قال علي بن المديني حدثنا سفيان
فهو لم يدرك الثوري أيضا
ومثل هذا يكثر
فتأمل الفرق بين من يرجع في كل صغيرة وكبيرة إلى الكتب وبين من تسعفه ذاكرته بكثير ما يريد (على الأقل في الأسانيد المشهورة).
والله تعالى أعلم)) انتهى كلام أبى بكر.
2 - ليس شرطا أن يضيع الحافظ العمل بما يحفظ , و الأمثلة لدينا لا حصر لها , فالحمد لله أئمتنا كانوا يحفظون بلا نظير و يعملون بلا نظير , فأنا أرى أنه ليس هناك تلازم بين الحفظ و عدم العمل , بل المسألة ترجع الى الشخص نفسه ..
و أعطيك مثالين بسيطين .. الأول: حافظ القرآن يهيجه قرآنه الذي في صدره على قيام الليل , و هذه في حد ذاتها لذة.
أما الثاني: و الله و هذه مجربة .. أنك عندما تحفظ حديثا باسناده تشعر بتهييج عجيب للعمل به. و الله أعلى و أعلم.
و قد حض الشيخ سليمان العلوان في (الاجابة المختصرة في التنبيه على حفظ المتون المختصرة): فأرى بعد حفظ الكتب المتقدمة البدء بحفظ الصحيحين و السنن الأربعة بأسانيدها الا أن يعسر ذلك عليه فيجردها من الأسانيد. انتهى كلام الشيخ حفظه الله من كل سوء.
و الحمد لله(33/385)
أبحث عن حديث أو أثر في إنكار صنع القباب على المنازل ونحو ذلك!!
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[01 - 07 - 04, 07:59 ص]ـ
أنتقد بناء بعض البنايات في دول إسلامية بشكل لا تتلائم فيه أشكالها الغريبة العجيبة مع البيئة الإسلامية المحيطة بها ولا حتى مع الزمان الذي بنيت فيه!! تلك بنايات بدت لي وكأنها من الفضاء الخارجي، من صنع مخلوقات فضائية، بسبب أشكالها الهندسية الغريبة والتي لا توحي للرائي بشيء سوى بالعجرفة والكبر والبذخ والمنافسة بين الأغنياء، إلى آخر ذلك.
أذكر أني مررت منذ زمن طويل على قصة رجل في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد بنى قبة فوق منزله، فأنكر عليه رسول الله فأزالها، أو شيء من قبيل هذا، فمن يعرف هذه الرواية ويضعها لي هنا؟؟ وإن كان ثمة آثار إسلامية أخرى حول ضوابط البناء والمعمار .. فيا حبذا لو ترسلوها لي سريعاً كذلك.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابن رجب الحنبلي]ــــــــ[01 - 07 - 04, 11:09 ص]ـ
الأخ ابو بكر قد مر بي تحريم القباب على البيوت .... وهذا متأكد منه لكن المشكله في الحفظ فنحن نقرألكي نأخذ المعلومه العامه لكنني وكثيرا مثلي لانحفظ الا قليل ... وأذكر اني كذلك سمعته في فتوى من فتاوى نور على الدرب
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 07:43 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13175
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18187
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6528
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12455
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18146
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18146
العمارة الإسلامية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12523(33/386)
الأخوة الحنابلة , تنبيه لمسألة!!
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 04, 09:11 ص]ـ
رأيت بعض شراح زاد المستقنع في بعض الدروس العامة والمفرغة عند مسألة مس الذكر أو القبل ونقضهما للوضوء , يطرح المسألة هكذا ... :
إذا مس الذكر رجل أو امرأة انتقض وضوءه!!
وإذا مس القبل رجل أو امرأة انتقض وضوءه!!
ولكن مذهب الحنابلة أن مس الذكر ناقض للماس إن كان رجل ...
ومس قبل الأنثى ناقض إن كان الماس امرأة!!
هذا للتنبيه فقط , وإلا أعلم أن كثير من الأخوة يعلم ذلك.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[02 - 07 - 04, 02:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وبالمناسبة فإن ما أخبرتني عن العلامة الشيخ عثمان النجدي تبين لي خطؤه جزما فقد توفي رحمه الله سنة1097أي قبل ولادة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمة الله على الجميع.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 12:23 م]ـ
الأخ سلطان العتيبي وفقه الله
ما ذكرته أنت هو وجه في مذهب أحمد
وما أنكرته على بعض شراح الزاد هو الصحيح من مذهب أحمد
قال المرداوي في الإنصاف (بعد أن قرر أن مس الفرج من نواقض الوضوء على الصحيح من المذهب):
" هل مس الرجل فرج المرأة، أو مس المرأة فرج الرجل: من قبيل مس النساء، أو من قبيل مس الفرج؟ فيه وجهان، حكاهما القاضي في شرحه. وأطلقهما ابن تميم، وابن عبيدان، والرعاية، وغيرهم، والصحيح من المذهب: أنه من قبيل لمس الفرج. فلا يشترط لذلك شهوة. قال في النكت: وهو الأظهر، وإن قلنا: هو من قبيل مس النساء: اشترط الشهوة على الصحيح." اهـ(33/387)
ما المقصود بالقراءة على الشيخ؟
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[01 - 07 - 04, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد وضعت هذه الاسئلة في منتدى كيفية تحصيل العلم الشرعي لكن يبدو لي انه لايتم الاجابة على السائل فيه الا بعد فترة طويلة ولذلك قمت بنقل الاسئلة هنا لعلنا نستفيد من اهل الحديث ...
الاسئلة هي كالتالي:
س1: نسمع من بعض المشائخ من يقول قرأت على الشيخ فلان كتاب التوحيد وقرأت على الشيخ فلان كتاب بلوغ المرام ... فمالمقصود بالقراءة هنا هل هي قراءة خاصة بينه وبين الشيخ ام ان الشيخ درسها اياه في المسجد مع الطلاب الآخرين؟
س2: ماهو افضل مايبدأ طالب علم الحديث به؟
س3: ايهما افضل حفظًا نخبة الفكر ام قصب السكر نظم نخبة الفكر؟
س4:ايهما افضل واغزر علما الفية العراقي ام الفية السيوطي؟
وشكرا لكم
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[01 - 07 - 04, 11:13 م]ـ
??????
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 04, 02:12 ص]ـ
بالنسبة للتعلم على أهل العلم , فهو على ضربين:
الأول: الشروح والدروس , بحيث يقرأ على الشيخ متن , ثم يسكت القاريء , فيبدأ الشيخ أو المعلم بشرح هذا المتن وتبسيطه وذكر الفوائد بما فتح الله عليه , وهذا عادة يكون عند المبتدئين وصغار طلبة العلم , ومثاله ما يكون في الدورات العلمية.
الثاني: القراءة , وصفتها , أن يقرأ الطالب كتاباً معيناً , وعادة يكون كتاباً كبيراً كالموطأ أو صحيح البخاري , ويسترسل في القراءة , والشيخ يستمع ولا يعقب إلا في وقت الحاجة , أو عند السؤال , وهذا مفيد لطلبة العلم الكبار , وأمثال ذلك دروس سماحة والدنا الشيخ ابن باز , عندما تقرأ عليه أمهات الكتب ويكون جالس تحته أمثال الشيخ الراجحي والحمين والعيد وغيرهم من العلماء , فهؤلاء لا يحتاجون إلى شرح البسملة مثلاً!!
ولكن هناك من يتجوز في العبارات فيطلق هذه على هذه ولا بأس.
ـ[أبو محمد الحوشان]ــــــــ[02 - 07 - 04, 02:46 ص]ـ
بسم الله
أخي الفاضل: مجاهد نفسه (نصرك الله عليها)
إليك الإجابات، لكني تعمدت أن أقلبها لحاجة في نفسي.
ج 4: ألفية العراقي أفضل وأجل، وذلك لأمور منها
1 - أنّ الإمام العراقي أقعد بالفن من السيوطي.
2 - ترجيحات العراقي أقوى من ترجيحات السيوطي، لماذ ذُكر في النقطة الأولى.
3 - أنّ ألفية العراقي مخدومة ومشروحة، واعتنى بها العلماء قديماً وحديثاً، بما يفوق ألفية السيوطي.
بقي أنّ نقول إنّ ألفية السيوطي فيها زيادات على ألفية العراقي، وهي أسهل في الحفظ ولا شك، لكنّ ذلك لا يفضّلها على ألفية العراقي.
والله أعلم.
ج 3: الأفضل حفظ النخبة المتن، وذلك لما يلي:
1 - اعتماد كلام الحافظ أولى في فهم مقصوده والاحتجاج بقوله من النظم.
2 - أنّ حفظ النظم سينتج عند الحافظ تشويش عند حفظه لإحدى الألفيتين (العراقي والسيوطي) وهذا مجّرب، بخلاف حفظ النثر.
ج 2: يبدأ بصغار العلم قبل كباره.
ويتدرج في العلم، ولا يخوض في كبار المسائل حتى يعلم ويضبط الصغار، والتفصيل يطول.
ج 1: الأصل في قول قرأت: أنّ الطالب قرأ ـ بنفسه ـ على الشيخ سواء على انفراد، أو مع مجموعة. فإن كان مع غيره أُذن له في قول قرأنا.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[02 - 07 - 04, 10:25 ص]ـ
السلام عليكم
الأخ مجاهد .. سلمك الله
أما سؤالك عن البداية , فينبغي أن تبدأ و تسارع في ذلك , و قد اخترت شيئا جيدا في البداية في الحديث , ألا و هو متن نخبة الفكر , فهو بداية جيدة و متدرجة. و قد سألت شيخنا أبا معاذ طارق بن عوض الله حفظه الله عما سألت , فقال: المهم أن تبدأ , قلت: و لا ينبغي للطالب أن ينفق كثيرا من الوقت في السؤال عن كيفية البدأ , و لكن عليه بالبدأ و سريعا. و الله أعلم.
و أما عن نخبة الفكر أم منظومتها , فما أراه _ و هي و جهة نظر تحتمل الخطأ طبعا _ أن حفظ النخبة نفسها أسهل و أخصر في الوقت , اذ أنني رأيت المنظومة قد طالت بعض الشيء , أضف الى ذلك أن العلماء قد شرحوا المتن و لم يعنو بالمنظومة مثل المتن الأصلي , فالشروح المعتمدة هي شروح للمتن و ليس لمنظومته , فاستعن بالله و ابدأ.
و سؤالك الأخير لعلك تجد جوابه في الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20704
و أخيرا .. ما رأيت نفسي أهلا كي أرد على بعض ما سألت و لكن لعل الله ينفع بالشخص الضعيف فيهدي به ضالا أو يرشد به حائرا.
و الله المستعان
و الحمد لله(33/388)
ابحث عن الحكم الشرعي لشراء سيارة بالتقسيط من بنك البركة الاسلامي الجزائري؟
ـ[احمد الجزائري]ــــــــ[01 - 07 - 04, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابحث عن الحكم الشرعي لشراء سيارة بالتقسيط من بنك البركة الاسلامي الجزائري؟
وهذا السؤال موجه للاخوة الجزائريين بصفة خاصة وأن بعضهم يعلم كيفية هذه المعاملة بين العميل والبنك وبائع السيارات المعتمد و اذا كان بامكان شرح وافي لهذه المعاملة من طرف أحد الاخوة فليتفضل بطرحها في هذا المنتدى المبارك
وجزاكم الله عنا كل خير.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[03 - 07 - 04, 03:13 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ينبغي أن تضع هذا السؤال في منتدى الأسئلة و الفتاوى
و الله الموفق
و الحمد لله
ـ[احمد الجزائري]ــــــــ[05 - 07 - 04, 01:35 م]ـ
و هل يوجد منتدى الاسئلة والفتاوي في هذا المنتدى المبارك
السؤال
uestion(33/389)
من أهل القيروان الى أهل مكة: سؤال
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[01 - 07 - 04, 04:37 م]ـ
انّ أهل مكة أعلم بشعبها ................. !
فلذا اوجّه اليكم سوالا , وقبل السؤال اليكم بهذه الروايات حول حجة الوداع التي بلا شك معروفة لدى الجميع ما عدا رواية الماجشون (ت164) في كتاب الحج له (مخطوط القيروان).
لقد لمست هذا الموضوع في دراسة متواضعة في المؤتمر العلمي الأول حول القاضي عبد الوهاب في دبي قبل أكثر من عام , غير أنه لم يزل سؤال مفتوحا لدي الى الآن حتى ولو لم تكن له أهمية كبرى في الدراسة.
فاليكم أولا رواية الماجشون حرفا حرفا منقولا من المخطوط الفريد بالقيروان:
وقد بلغنا أنّ أسامة كان رديف رسول الله صلى الله عليه وأنّه حدث عن سيره فقال: سيره كان العتق والتزيد واذا وجد فرجة نصّ.
ما رأيت ناقته رفعت يديها بشدّ حتى جاء المزدلفة.
وقد دخل رسول الله صلى الله عليه الشعب الذي بالمزدلفة. وكان الأئمة في زمان بني مروان يصلون فيه.
وكان ابن عمر , وهو أوثق وأعلم ان شاء الله, يقول: لم يصل فيه , انما توضأ وصلى بالمزدلفة. وكان ابن عمر يصلي بالمزدلفة.
انتهى كلام الماجشون.
أنظر أيضا الموطأ , رواية يحيى بن يحيى , ج 1 , ص 392 و400 ورواية أبي مصعب , ج 1 الرقم 373 و1347 الى 1350 ورواية ابن القاسم في تلخيص القابسي , الرقم 190 وهلم جرا ....
وما يهمني في هذه الرواية هو ما جاء عند الماجشون:
وقد دخل رسول الله صلى الله عليه الشعب الذي بالمزدلفة. وكان الأئمة في زمان بني مروان يصلون فيه.
وللأزرقي في ذلك باب: ذكر الشعب الذي بال فيه رسول الله (ص) ليلة الدفعة (أخبار مكة , ج 2 , ص 159 (المطبعة الماجدية , مكة المكرمة , 1352)
برواية ابن جريج: .... فلما جاء الشعب الذي يصلي فيه الآن الخلفاء المغرب , يعني خلفاء بني مروان , نزل فيه فأهراق الماء ثم توضأ ....
وفي نفس الموضع:
وكان عطاء يقول اذا ذكر له الشعب قال: اتخذه رسول الله (ص) مبالا واتخذتموه مصلا , يعني خلفاء بني مروان وكانوا يصلون فيه المغرب.
ويتبين من هذه الفقرات أعلاه أن كل من ابن جريج وعطاء بن أبي رباح عرفا في عصرهما عمل بني مروان في هذا الشعب وصلاتهم فيه قبل وصولهم الى المزدلفة.
وهناك أتسائل وأوجّه الى أهل مكة بسؤالي:
هل هذا الشعب بذات معروف اليوم , مثلا أنّ فيه مسجد أو مصلى في أيامنا هذه؟ هل هذا المكان مزار اليوم مثلا في أيام الحج أو بعدها؟
اذ الأزرقي يروي في نفس الموضع أيضا:
دفعت مع عبد الله بن عمر بن الخطاب من عرفة حتى اذا وازنا بالشعب الذي يصلي فيه الخلفاء المغرب , دخله ابن عمر فتنفض فيه ثم توضأ وركب .... الخ
(ومعناه أنه لم يصل فيه , بل جمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة , كما هو السنة فيه)
بتحياتي
موراني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 07 - 04, 03:53 ص]ـ
لايوجد مصلى ولامسجد ولامزار في هذا الشعب
بل المسجد الموجود هو مسجد المشعر الحرام
وهو في مزدلفة
واما الشعب فبه حمامات عمومية ومركز صحي رقم ...
والشعب على طريق المشاة
والله أعلم
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[02 - 07 - 04, 11:33 ص]ـ
شكرا لك , يا ابن وهب
هل لهذه الحمامات العمومية التي لا أظنها الا في خدمة الحجاج في موسم الحج
أي علاقة بهذه الروايات القديمة؟
اذ توضأ الرسول فيه كما فعل بعده ابن عمر حسب الروايات
موراني
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[02 - 07 - 04, 04:03 م]ـ
المشهور في الروايات أن الشعب دون المزدلفة، وأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نزل فيه قبل أن يأتي جمعاً.
فإن كانت الرواية المذكورة محفوظة فيمكن حمل قوله: (الشعب الذي بالمزدلفة) على أنه قريبٌ من المزدلفة، على يسار القادم إليها من عرفة، والله تعالى أعلم
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[02 - 07 - 04, 06:16 م]ـ
هذا الصحيح, فانه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يصل فيه بل قال: الصلاة أمامك.
وكل ما يتعلق بهذا الشعب أن ابن عمر دخله فتنفض فيه بغير اداء الصلاة , دخله ربما أسوة بالرسول .......
فلم يصل فيه كما صلى فيه أمراء بني أمية
فلذلك كان الأقرب الى ظني أن في هذه الشعب نوع من مصلى أو مسجد.
وقد فهمت أن فيه حمامات عمومية _ للحجاج فقط؟
موراني(33/390)
لُبْسُ الخَاتَمِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ أَحْكَامٍ شَرْعِيَّةٍ
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[01 - 07 - 04, 07:52 م]ـ
لُبْسُ الخَاتَمِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنْ أَحْكَامٍ شَرْعِيَّةٍ
أبو عبد العزيز سعود الزمانان
حكمُ لُبْسُ الخَاتَمِ:
يختلفُ الحكمُ الشرعي للبسِ الخاتمِ باختلافِ نوعهِ وموضعهِ وتفصيلُ ذلك نوردهُ كما يأتي:
أولاً: التختمُ بالذهبِ:
اتفقُ العلماءُ على جوازِ التختمِ بالذهبِ للنساءِ، وتحريمِ ذلك على الرجالِ، و نقل ابنُ عبدِ البرِ – رحمه اللهُ - في " الاستذكار " الإجماعَ على جوازِ التختمِ بالذهبِ للنساءِ، وأنهُ يحرمُ على الرجالِ.
قَالَ النَّوَوِيُّ - رحمهُ اللهُ - فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ (14/ 65): " أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى إِبَاحَةِ خَاتَمِ الذَّهَبِ لِلنِّسَاءِ وَأَجْمَعُوا عَلَى تَحْرِيمِهِ عَلَى الرِّجَالِ إِلَّا مَا حُكِيَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ أَنَّهُ أَبَاحَهُ , وَعَنْ بَعْضٍ أَنَّهُ مَكْرُوهٌ لَا حَرَامٌ , وَهَذَانِ النَّقْلَانِ بَاطِلَانِ وَقَائِلُهُمَا مَحْجُوجٌ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي ذَكَرَهَا مُسْلِمٌ مَعَ إِجْمَاعِ مَنْ قَبْلَهُ عَلَى تَحْرِيمِهِ مَعَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ: " إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي حِلٌّ لِإِنَاثِهَا " [أخرجه الترمذي (1/ 321) والنسائي (2/ 285) وقال الألباني في " الإرواء ": " صحيحٌ].
قال صاحب " الهداية شرح البداية ":" والتختم بالذهب على الرجال حرام ".
قلت: جاءت أحاديث صحيحة في الرخصةِ بلبسِ خاتمِ الذهبِ للرجالِ في أولِ الأمرِ، ووردت آثارٌ صحيحةٌ عن بعضِ الصحابةِ بلبسِ خاتمِ الذهبِ، فيحملُ ذلك على أنهُ كان قبل النهي ثم نسخ بهذه الأحاديث.
قال الطحاوي - رحمه الله - في " شرح معاني الآثار (4/ 262): " فثبت بهذه الآثار أن خواتيم الذهب قد كان لبسها مباحاً،ثم نهي عنه بعد ذلك، فثبت أن ما فيه تحريم لبسها: هو الناسخ لما فيه إباحة لبسها ... ولكن السنة في ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النهي عن ذلك،قد حظرت ذلك، ومنعت منه ".
وقال ابنُ رجبٍ - رحمه الله - في " أحكام لبس الخواتم (ص 60): " ويحملُ فعلُ من لبسهُ من الصحابةِ على أنهُ لم يبلغهم الناسخ ".
ثانياً: تختمُ الصبي بالذهبِ:
اختلف أهلُ العلمِ في هذه المسألةِ، فذهب الأحنافُ والمالكيةُ إلى أن تختمَ الصبي الذكرِ بالذهبِ مكروهٌ، ونقل ابنُ عبدِ البر - رحمه الله - في " الاستذكار " (26/ 174) الإجماعَ على كراهتهِ فقال: " وكلهم يكرهونهُ لذكورِ الصبيانِ،لأن الآباءَ متَعبدون فيهم ".
والمعتمدُ عند الشافعيةِ أن الصبي غير البالغِ مثلُ المرأةِ في جوازِ التختمِ بالذهبِ، وأن للولي تزيينهُ بالحلي من الذهبِ أو الفضةِ ولو في غيرِ عيدٍ [انظر: حاشية الجمل 2/ 83]، بينما نص الحنابلةُ على حرمةِ إلباسِ الصبي الذهب ومنه الخاتم [انظر: الانصاف (1/ 480)، شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/ 292)].
ثالثاً: التختمُ بالفضةِ:
اتفق الفقهاءُ على جوازِ تختمِ المرأةِ بالفضةِ أما الرجلُ فعلى التفصيلِ الآتي:
- ذهب الأحنافُ إلى أن التختمَ بالفضةِ سنةٌ لمن يحتاجُ إليه كالسلطانِ أو القاضي، وتركهُ أفضلُ لمن لم يكن محتاجاً إليه [انظر: البناية (11/ 133)]، بينما يرى المالكيةُ أنهُ لا بأس بالخاتمِ من الفضةِ بل يستحبُ بشرطِ قصدِ الاقتداءِ برسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - ولا يجوزُ لبسهُ عُجباً ومباهاةً ونحوهما.
قال الشيخُ عليش المالكي - رحمه اللهُ - في " منح الجليل " (1/ 58): " فيجوزُ لبسهُ - أي خاتم الفضة - للذكرِ البالغِ إن قصدَ به الاقتداءَ بالنبي - صلى اللهُ عليه وسلم - وكان واحداً ووزنهُ درهمين شرعيين أو أقل وإلا حرم، وإن استوفى الشروطَ ندب "، ويري الشافعية أنه يسن للرجل لبس الخاتم من الفضة سواء من له ولاية أم من ليس له ولاية [انظر: مغني المحتاج (1/ 579)].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/391)
وذهب الحنابلةُ في الصحيحِ من المذهبِ إلى أن اتخاذَ الفضةِ للرجالِ مباحٌ وليس مستحباً، كما جزم به المرداوي - رحمه اللهُ - في " الإنصاف " (3/ 142) فقال: " اتخاذُ الفضةِ للرجلِ مباحٌ على الصحيحِ من المذهبِ وعليه أكثرُ الأصحابِ ".
الراجحُ في هذه المسألةِ:
لبسُ خاتمِ الفضةِ للرجالِ مباحٌ وليس سنةً، والأدلةُ على ذلك ما يلي:
- إن النبي - صلى اللهُ عليه وسلم - لم يلبس الخاتم حتى قيل له: إن الملوكَ لا يقبلون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ الخاتمَ، كما في الصحيحين من حديث أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ، فَقِيلَ: " إِنَّهُمْ لَا يَقْبَلُونَ كِتَابًا إِلَّا بِخَاتَمٍ "، فَصَاغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاتَمًا حَلْقَتُهُ فِضَّةً، وَنَقَشَ فِيهِ: " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ". [البخاري (5872)، ومسلم (2092) واللفظُ له].
- أفعالُ النبي - صلى اللهُ عليه وسلم - التي لم يدل دليلٌ على أنهُ قصد بها القربةَ فلا يندبُ فعلها، وأما قوله تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " [الأحزاب: 21] فتأويلها أنهُ يجبُ علينا متابعةُ قصدِ النبي - صلى اللهُ عليه وسلم - فإن قصدَ الإباحةَ لا يجوز لنا أن نقصدَ الطاعةَ والتقربَ، فنخالفهُ في قصدهِ وندعي أننا تابعناه وأتسينا به، فما فعلهُ - صلى اللهُ عليه وسلم - بحكمِ الاتفاقِ ولم يقصدهُ مثل أن ينزلَ بمكانٍ ما ويصلي فيه، لكونه نزله لا قصداً منه لتخصيصهِ بالصلاةِ والنزولِ فيه، فمن نزل وخصص ذلك المكانَ بالصلاةِ لا يكونُ متأسياً به - صلى اللهُ عليه وسلم - لأنه لم يقصد ذلك المكانَ بالعبادةِ.
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ - رحمهُ اللهُ -: في " الفتاوى " (1/ 280): " الْمُتَابَعَةَ أَنْ يَفْعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي فَعَلَ، فَإِذَا فَعَلَ فِعْلًا عَلَى وَجْهِ الْعِبَادَةِ شَرَعَ لَنَا أَنْ نَفْعَلَهُ عَلَى وَجْهِ الْعِبَادَةِ، وَإِذَا قَصَدَ تَخْصِيصَ مَكَانٍ أَوْ زَمَانٍ بِالْعِبَادَةِ خَصَّصْنَاهُ بِذَلِكَ ".
- عدمُ وجودِ القرينةِ التي تدلُ على أن لبسَ النبي - صلى اللهُ عليه وسلم - للخاتمِ كان على وجهِ القربةِ والطاعةِ، فلبسُ الخاتمِ مباحٌ ليس بمستحبٍ، وهذا ينطبقُ على رفضهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - التنشيف من الغسلِ بالمنديلِ ونفضه الماء بيده، واستعمالهِ آنيةً معينةً في الوضوءِ، وأكلهِ من كبدِ أضحيتهِ يوم عيد الأضحى، وذهابهِ إلى عرفة من طريق ضب، ورجوعهِ من طريق المأزمين، وركوبه أثناء الطواف والسعي والوقوف، وكونُ الركوب في تلك المواضع على بعيرٍ، والتفاته بالصلاة وقت الخطرِ، وسيرهِ فيها حتى فتح البابَ لعائشةَ، وإشارته بيده ليرد السلام، واختيارهِ ما أكله وشربه أثناء حجه، ونزوله في خيمةٍ حينذاك ونحوه، فكلُ ذلك يدلُ على الإباحةِ فقط، ولا قدوة فيه ولا استحباب.
- من قال باستحبابِ لبسِ خاتمِ الفضةِ يلزمهُ القول بأن لبسَ الرداءِ والإزارِ مستحبٌ، وهو الأفضلُ لكلِ أحدٍ أن يرتدي ويأتزر ولو مع القميصِ، وكذلك لبسُ العمامةِ والنعالِ السبتيةِ، فالنبي - صلى اللهُ عليه وسلم - لم يقصد القربةَ في هذهِ الأفعالِ، فيحمل لبسه - صلى اللهُ عليه وسلم - للخاتمِ على الإباحةِ في حقهِ وحقِ أمتهِ.
رابعاً: التختمُ بالمعادنِ الثمينةِ كاليواقيتِ أو اللآلئ للرجالِ:
نقل النووي – رحمه الله - في " المجموع " (4/ 466) عن الشافعي – رحمه الله - قوله: " قَالَ فِي الْأُمِّ: وَلَا أَكْرَهُ لِلرِّجَالِ لُبْسَ اللُّؤْلُؤِ إلَّا لِلْأَدَبِ، وَأَنَّهُ مِنْ زِيِّ النِّسَاءِ لَا لِلتَّحْرِيمِ، ولا أكره لبس ياقوت أو زبرجد إلا من جهة السرف والخيلاء "، هذا نصه , وكذا نقله الأصحاب واتفقوا على أنه لا يحرم".
وقال الشلبي الحنفي في " حاشيته على تبيين الحقائق " (6/ 15 - 16): " نقل صاحب الأجناس لا بأس للرجل أن يتخذ خاتما من فضة فصه منه , وإن جعل فصه من جزع أو عقيق أو فيروزج أو ياقوت أو زمرد فلا بأس".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/392)
وقال ابن حزم - رحمه الله - في " المحلى " (10/ 86) مسألة 1920: " والتحلي بالفضة , واللؤلؤ , والياقوت , والزمرد: حلال في كل شيء للرجال والنساء "
وقال ابن مفلح – رحمه الله - في " الفروع " (2/ 480): " وللرجل والمرأة التحلي بالجوهر ونحوه. .. واختلفوا في ذلك للرجال , إلا في الخاتم فإنهم اتفقوا على أن التختم لهم بجميع الأحجار مباح من الياقوت وغيره ".
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - في " المنتقى " (5/ 336): " أما الخاتم من غير الذهب من الفضة أو غيرها من أنواع المعادن فيجوز للرجل أن يلبسه، ولو كان من المعادن الثمينة ".
خامساً: حكمُ لبسِ خاتمِ الحديدِ:
اختلف أهلُ العلمِ في هذه المسألةِ على التفصيلِ الآتي:
يرى الأحنافُ أن التختمَ بالحديدِ محرمٌ في حقِ الرجالِ والنساءِ، جاء في " الجوهرة النيرة " (2/ 381)، وفي " الهداية مع تكملة شرح القدير " (10/ 22): " وفي الجامع الصغير: ولا يتختم إلا بالفضة وهذا نص على أن التختم بالحجر والحديد والصفر حرام ".
وذهب المالكيةُ والحنابلةُ إلى أن التختمَ بالحديدِ والنحاسِ والرصاصِ مكروهٌ للرجالِ والنساءِ، قال صاحب " الفواكه الدواني " (2/ 404): " (وَنَهَى) عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ النِّسَاءَ كَالرِّجَالِ (عَنْ التَّخَتُّمِ بِالْحَدِيدِ) وَتَقَدَّمَ أَنَّ النَّهْيَ عَلَى جِهَةِ الْكَرَاهَةِ عَلَى الْمُعْتَمَدِ ".
وفي " كشاف القناع " (2/ 237): للحنابلة: " وَيُكْرَهُ لِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ خَاتَمٌ حَدِيدٍ ".
وعند الشافعيةِ يباحُ التختمُ بالحديدِ أو النحاسِ، قال صاحبُ " أسنى المطالب " (1/ 278): " (وَيُبَاحُ) بِلَا كَرَاهَةٍ (خَاتَمُ حَدِيدٍ وَنُحَاسٍ وَرَصَاصٍ) بِفَتْحِ الرَّاءِ لِخَبَرِ الصَّحِيحَيْنِ " الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ "، وَأَمَّا خَبَرُ " مَا لِي أَرَى عَلَيْك حِلْيَةَ أَهْلِ النَّارِ " فَسَيَأْتِي أَنَّهُ ضَعِيفٌ ".
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله - في " فتاوى إسلامية " (4/ 255): " لا حرج في لبسِ الحديدِ من الساعةِ والخاتمِ لما ثبت عن النبي - صلى اللهُ عليه وسلم - في الصحيحين أنه قال للخاطب: " الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ " أما ما يروى عنه - صلى الله عليه وسلم - في التنفيرِ من ذلك فشاذٌ مخالفٌ لهذا الحديثِ الصحيحِ ".
سادساً: حكمُ التختمِ في اليمينِ أو اليسارِ:
يجوزُ التختمُ في اليمينِ أو اليسارِ، فقد ثبت: " أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كَانَ يَلْبَس خَاتَمه فِي يَمِينه " رواهُ أبو داود في السننِ وإسنادهُ على شرطِ الشيخين [راجع إرواء الغليل (3/ 2989 و 302)]، كما ثبت " كَانَ الْحَسَن وَالْحُسَيْن يَتَخَتَّمَانِ فِي يَسَارهمَا " [رواه الترمذي (1743)، وإسناده صحيح].
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في " مختصر الشمائل المحمدية " (ص 63): " وهذه الأحاديث تدل على أن الغالب هو تختم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – باليمين وهذا لا يمنع جواز التختم باليسار كما ثبت في بعض الأحاديث ".
سابعاً: حكمُ التختمِ في السبابةِ أو الوسطى:
أخرج الإمامُ مسلمٌ في صحيحهِ (2078) من حديثِ علي - رضي الله عنه -: " نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَخَتَّمَ فِي إِصْبَعِي هَذِهِ أَوْ هَذِهِ، قَالَ: " فَأَوْمَأَ إِلَى الْوُسْطَى، وَالَّتِي تَلِيهَا "، وبوب الإمامُ النووي - رحمه الله - باباً فقال: " باب النهي عن التختم في الوسطى والتي تليها " فقال في " شرح مسلم " (14/ 71): " وَيُكْرَه لِلرَّجُلِ جَعْله فِي الْوُسْطَى وَاَلَّتِي تَلِيهَا لِهَذَا الْحَدِيث , وَهِيَ كَرَاهَة تَنْزِيه ".
وقال أبو العباس القرطبي - رحمه الله - في " المفهم " (5/ 414): " ولو تختم في البنصر لم يكن ممنوعا، وإنما الذي نهي عنه في حديث علي - رضي الله عنه - الوسطى والتي تليها من جهة الإبهام، وهي التي تسمى المسبحة، والسبابة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/393)
وذهب الإمامُ ابنُ حزمٍ - رحمهُ اللهُ - إلى حرمةِ التختمِ بالسبابةِ والوسطى فقال في " المحلى " (4/ 50) بعد أن ساقَ حديث علي - رضي الله عنه -: " وَلَا فَرْقَ بَيْنَ مَنْ صَلَّى مُتَخَتِّمًا فِي إصْبَعٍ نُهِيَ عَنْ التَّخَتُّمِ فِيهَا وَبَيْنَ مَنْ صَلَّى لَابِسَ حَرِيرٍ أَوْ عَلَى حَالٍ مُحَرَّمَةٍ، لِأَنَّ كُلَّهُمْ قَدْ فَعَلَ فِي الصَّلَاةِ فِعْلًا نُهِيَ عَنْهُ ".
قلتُ: ما ذهب إليه الإمامُ ابنُ حزم - رحمهُ اللهُ - في حرمةِ التختمِ في السبابةِ أو الوسطى هو الصوابُ، لأن الأصلَ في النهي الحرمةُ ما لم تأتِ قرينةٌ تصرفهُ من الحرمةِ إلى حكمٍ آخر، واللهُ تعالى أعلم.
ثامناً: وزنُ خاتمِ الرجلِ:
اختلف الفقهاءُ في الوزنِ المباحِ لخاتمِ الرجلِ، فعند الحنفيةِ لا يزيدُ الرجلُ خاتمهُ عن مثقال، وقال المالكيةُ: يجوزُ للذكرِ لبسُ خاتمِ الفضةِ إن كان وزنُهُ درهمين شرعيين أو أقل، فإن زادَ عن درهمين حرم. [انظر: رد المحتار 5/ 229 - 230، جواهر الإكليل 1/ 10].
قلتُ: وزنُ الدرهمِ الشرعي يعادلُ 2,975 جراما. [انظر: الموسوعة الفقهية 11/ 27].
ولم يحدد الشافعيةُ وزناً للخاتمِ المباحِ.
قال الشربيني في " مغني المحتاج " (1/ 578): " وَلَمْ يَتَعَرَّضْ الْأَصْحَابُ لِمِقْدَارِ الْخَاتَمِ الْمُبَاحِ وَلَعَلَّهُمْ اكْتَفَوْا فِيهِ بِالْعُرْفِ ".
وقال الحنابلة كما في " كشاف القناع " (2/ 236): " (وَلَا بَأْسَ بِجَعْلِهِ مِثْقَالًا فَأَكْثَرَ لِأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِيهِ تَحْدِيدٌ مَا لَمْ يَخْرُجْ عَنْ الْعَادَةِ) وَإِلَّا حَرُمَ ".
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في " آداب الزفاف " (ص 150): " وفي هذا الحديثِ - أي قوله: فاتخذ خاتماً من ورقٍ - أيضاً جوازُ اتخاذِ خاتمِ الفضةِ، وإطلاقه يقتضي إباحته ولو كان أكثرَ من مثقالٍ،وأما حديث " ولا تتمه مثقالاً " فضعيف ".
تاسعاً: عددُ خواتمِ الرجلِ:
ذهب المالكيةُ إلى أنهُ لا يباحُ للرجلِ أكثر من خاتمٍ واحدٍ، فإن تعدد الخاتمُ حرم ولو كان في حدودِ الوزنِ المباحِ شرعاً.
قال الخرشي في" حاشيته " (1/ 184): " وَلَا يَجُوزُ تَعَدُّدُ الْخَاتَمِ وَلَوْ كَانَ وَزْنُ جَمِيعِ الْمُتَعَدِّدِ دِرْهَمَيْنِ ".
والمعتمدُ عند الشافعيةِ جوازُ تعددِ الخواتمِ مالم يؤدِ إلى إسرافٍ.
قال الشربيني في " مغني المحتاج " (1/ 579): " وَاَلَّذِي يَنْبَغِي اعْتِمَادُهُ فِيهِ مَا أَفَادَهُ شَيْخِي مِنْ أَنَّهُ جَائِزٌ - أي تعدد الخواتم - مَا لَمْ يُؤَدِّ إلَى سَرَفٍ ".
وقال البهوتي الحنبلي في " كشاف القناع " (2/ 238) مقرراً مذهبَ الحنابلةِ في هذه المسألةِ: " وَلَوْ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ عِدَّةَ خَوَاتِيمَ أَوْ مَنَاطِقَ وَنَحْوِهَا فَالْأَظْهَرُ جَوَازُهُ ".
عاشراً: النقشُ على الخاتمِ:
اتفق الفقهاءُ على جوازِ النقشِ على الخاتمِ، وعلى أنهُ يجوزُ نقشُ اسمِ صاحبِ الخاتمِ عليه [انظر: الموسوعة الفقهية (11/ 28)]، واختلفوا في تفاصيلِ ذلك وهي كما يأتي:
مسألة: هل يجوزُ نقشُ لفظِ الجلالةِ أو ألفاظِ الذكرِ؟
قال الحنفيةُ والمالكيةُ والشافعيةُ: يجوزُ أن ينقشَ لفظُ الجلالةِ أو ألفاظُ الذكرِ على الخاتمِ [انظر: رد المحتار (5/ 230)، حاشية الخرشي (1/ 184)، المجموع (4/ 463)].
وذهب الحنابلةُ إلى كراهةِ ذلك.
قال المرداوي في" الإنصاف " (3/ 145): " وَيُكْرَهُ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْهِ يَعْنِي الْخَاتَمَ ذِكْرَ اللَّهِ - تَعَالَى - مِنْ قُرْآنٍ أَوْ غَيْرِهِ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ , وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ ".
مسالة: هل يجوزُ نقشُ الخاتمِ بصورةِ حيوانٍ؟
إن نقشَ على الخاتمِ صورةَ حيوانٍ لم يجز للنصوصِ الثابتةِ المستفيضةِ في تحريمِ التصويرِ.
قال الشيخ الرحيباني الحنبلي - رحمه الله - في " مطالب أولي النهى " (2/ 95): " (وحرم نقش صورة حيوان) على الخاتم (ولبسه بها) أي: الصورة كالثوب المصور "، وإلى هذا ذهب الأحنافُ ولكنهم قالوا: لا بأس في نقش ذي الروح إن كان صغيراً بحيث لا يبصر عن بعد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/394)
قال ابن عابدين في حاشيته (5/ 230): " (وَيَنْقُشُهُ اسْمَهُ أَوْ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى) ... (لَا تِمْثَالَ إنْسَانٍ) ... (أَوْ طَيْرٍ) لِحُرْمَةِ تَصْوِيرِ ذِي الرُّوحِ لَكِنَّهُ سَبَقَ فِي مَكْرُوهَاتِ الصَّلَاةِ أَنَّ نَقْشَ غَيْرِ الْمُسْتَبِينِ الَّذِي لَا يُبْصِرُ مِنْ بُعْدٍ لَا يَضُرُّ ".
أحد عشر: فصُ الخاتمِ:
ذهب الفقهاءُ إلى أنهُ يجوزُ أن يكونَ لخاتمِ الرجلِ المباحِ فصٌ من مادتهِ الفضيةِ، وفصُ الخاتمِ تارةً يكونُ منه، وتارةً من غيرهِ فإن كان منه، وكان الخاتمُ فضةً فهو مباحٌ، فإن أنساً روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كَانَ خَاتَمُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَكَانَ فَصُّهُ مِنْهُ " أخرجهُ البخاري.
واختلفوا فيما لو كان الفصُ من الموادِ الأخرى على التفصيلِ الآتي:
إن كان الفصُ من ذهبٍ وكان يسيراً ففيه قولان:
- أحدهما: التحريمُ، وهو قولُ المالكيةِ والشافعيةِ واختيار القاضي وأبي الخطاب من الحنابلة [انظر: كتاب الخواتم لابن رجب 82] لعمومِ قولِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " هَذَانِ حَرَام عَلَى ذُكُور أُمَّتِي حِلّ لِإِنَاثِهَا "أخرجه أبو داود (4/ 50).
- القولُ الثاني: الإباحةُ: وهو قولُ أبي حنيفةَ ومالك وظاهر كلامِ الإمامِ أحمدَ واختارهُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ.
واستدلوا بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه: " نَهَى عَنْ الذَّهَبِ إِلَّا مُقَطَّعًا " [أبو داود 4/ 67 - 68 وقال الألباني في " آداب الزفاف " (ص163): " إسناده صحيح "].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - في " الفتاوى " (21/ 82): " وَفِي يَسِيرِ الذَّهَبِ فِي بَابِ اللِّبَاسِ عَنْ أَحْمَد أَقْوَالٌ:
أَحَدُهَا: الرُّخْصَةُ مُطْلَقًا؛ لِحَدِيثِ مُعَاوِيَةَ " نَهَى عَنْ الذَّهَبِ إلَّا مُقَطَّعًا " وَلَعَلَّ هَذَا الْقَوْلَ أَقْوَى مِنْ غَيْرِهِ وَهُوَ قَوْلُ أَبِي بَكْرٍ ".ا. هـ.
قلتُ: وهذا القول اختاره الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في " الشرح الممتع " (6/ 125).
اثنا عشر: تحريكُ الخاتمِ في الوضوءِ أو الغسلِ:
المتوضأُ أو المغتسلُ إذا كان في يدهِ خاتمٌ فله حالتان:
- إحداهما: أن يكونَ الخاتمُ ضيقاً بحيثُ يشكُ وصولُ الماءِ إلى ما تحتهُ أو يغلبُ على الظنِ ذلك، فهنا ذهب جمهورُ أهلِ العلمِ من الأحنافِ والشافعيةِ والحنابلةِ إلى وجوبِ تحريكِ الخاتمِ أثناء غسل اليدِ في الوضوءِ أو الغسلِ.
قال السرخسي في " المبسوط " (1/ 10): " وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ إنْ كَانَ وَاسِعًا يَدْخُلُهُ الْمَاءُ، فَلَا حَاجَةَ إلَى النَّزْعِ وَالتَّحْرِيكِ، وَإِنْ كَانَ ضَيِّقًا لَا يَدْخُلُ الْمَاءُ تَحْتَهُ، فَلَا بُدَّ مِنْ تَحْرِيكِهِ ".
وذكر ابنُ قدامةَ - رحمه الله - في " المغني " (1/ 153) أنه سئل الإمام أحمد: " قِيلَ لَهُ: مَنْ تَوَضَّأَ يُحَرِّكُ خَاتَمَهُ؟ قَالَ: إنْ كَانَ ضَيِّقًا لَا بُدَّ أَنْ يُحَرِّكَهُ، وَإِنْ كَانَ وَاسِعًا يَدْخُلُ فِيهِ الْمَاءُ أَجْزَأَهُ ".
قال النووي في " المجموع " (1/ 394): " قَالَ أَصْحَابُنَا: إذَا كَانَ فِي أُصْبُعِهِ خَاتَمٌ فَلَمْ يَصِلْ الْمَاءُ إلَى مَا تَحْتَهُ وَجَبَ إيصَالُ الْمَاءِ إلَى مَا تَحْتَهُ بِتَحْرِيكِهِ أَوْ خَلْعِهِ ".
وخالف المالكيةُ في ذلك وقالوا: " لا يجبُ تحريكهُ ولو كان ضيقاً ".
قلتُ: والصوابُ: هو ما ذهب إليه الجمهورُ، لأنهُ يجبُ إزالةُ جميعِ ما يمنعُ وصول الماء إلى البشرة.
قال ابن قدامة في " المغني " (1/ 153): " وَإِذَا شَكَّ فِي وُصُولِ الْمَاءِ إلَى مَا تَحْتَهُ وَجَبَ تَحْرِيكُهُ؛ لِيَتَيَقَّنَ وُصُولَ الْمَاءِ إلَيْهِ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ وُصُولِهِ ". والله تعالى أعلم.
- الحالة الثانية: أن يكونَ الخاتمُ واسعاً بحيثُ يبلُ الماءُ ما تحته بدون تحريكٍ، فذهب جمهورُ الفقهاءِ من الحنفيةِ والشافعيةِ والحنابلةِ استحبابهُ.
الثالث عشر: نزعُ الخاتمِ في التيممِ:
ذهب الجمهورُ - المالكيةُ والشافعيةُ والحنابلةُ - إلى أنهُ يجبُ على من يريدُ التيممَ نزع خاتمهِ ليصل الترابُ إلى ما تحته عند المسحِ، ولا يكفي تحريكُ الخاتمِ، لأن الترابَ لا يسري إلى ما تحت الخاتمِ بخلافِ الماءِ في الوضوءِ.
قال الشربيني الشافعي في "حاشيته على الغرر البهية " (1/ 537): " وَنَبَّهَ الْأَذْرَعِيُّ عَلَى أَنَّ الْوَاجِبَ إيصَالُ التُّرَابِ إلَى مَا تَحْتَهُ لَا نَزْعُهُ جُمْلَةً وَيُوَافِقُهُ مَا ذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ مِنْ أَنَّ إيجَابَ النَّزْعِ هُنَا وَعَدَمَهُ فِي الْوُضُوءِ جَرَى عَلَى الْغَالِبِ وَإِلَّا فَلَوْ اتَّسَعَ الْخَاتَمُ بِحَيْثُ لَا يَمْنَعُ وُصُولَ الْغُبَارِ لِمَا تَحْتَهُ لَا يَجِبُ النَّزْعُ هُنَا وَلَوْ ضَاقَ بِحَيْثُ مَنَعَ وُصُولَ الْمَاءِ لِمَا تَحْتَهُ وَجَبَ النَّزْعُ هُنَاكَ أَيْ أَوْ تَحْرِيكٌ يَحْصُلُ بِهِ وُصُولُ الْمَاءِ تَحْتَهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ".
قلتُ: هذا ما تطمئنُ إليه النفسُ، فالمؤمنُ يتركُ ما يريبه إلى ما لا يريبه من بابِ الاحتياطِ والاستبراءِ للدينِ؛ والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/395)
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[02 - 07 - 04, 06:08 ص]ـ
جزاكم الله الشيخ خالد الفارس ونفع الله بكم
اسال الله ان يزيدكم علما ويجعل علمكم حجة لكم لا حجة عليكم
تقبل تحياتي والسلام عليكم
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:31 م]ـ
الأخ الكريم رياض:
آمين، ونفع الله بكم
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[27 - 12 - 09, 11:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[05 - 01 - 10, 07:15 م]ـ
ما شاء الله
و جزاك الله خيرا
ـ[يوسف المصري السلفي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 04:43 م]ـ
بارك الله فيك أخي خالد على هذا التأصيل القيم.
ـ[وحيد البيضاوي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 05:29 م]ـ
بارك الله فيك أخي خالد على هذا التأصيل القيم.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[12 - 11 - 10, 06:58 م]ـ
تلخيصات وأجوبة قيمة نافعة.(33/396)
سؤال مهم جدا للمحدثين
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[01 - 07 - 04, 08:51 م]ـ
ما رأيكم في من يضعف حديث صيام عرفه وفضله في صحيح مسلم
وحجته في ذلك ان احد رواته وهو عبد الله ابن معبد الزماني قال عنه البخاري في كتابيه التاريخ الاوسط و التاريخ الكبير بالحرف الواحد
1 - " لم يذكر سماعا من ابي قتادة "
2 - " لا نعرف سماعه من ابي قتادة "
بالنسبة لي المسالة شبه واضحة ولكن اريد رد محدثين لهم باع في هذا المجال للرد على هذا المتعالم ...
وجزاكم الله خيرا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[03 - 07 - 04, 10:57 م]ـ
أرجو الإجابة على سؤالي وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 11:12 م]ـ
أخرج مسلم في صحيحه (2\ 819 #1162): حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير سمع عبد الله بن معبد الزماني (مرسلاً) عن أبي قتادة الأنصاري ? أن رسول الله ? سُئِلَ عن صومه، قال: فغضب رسول الله ?. فقال عمر ?: «رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ رسولاً، وببيعتنا بيعة». قال: «فسُئِلَ عن صيام الدهر»، فقال: «لا صام ولا أفطر –أو ما صام وما أفطر–». قال: «فسُئِلَ عن صوم يومين وإفطار يوم»، قال: «ومن يطيق ذلك؟». قال: «وسُئل عن صوم يوم وإفطار يومين»، قال: «ليت أن الله قوانا لذلك». قال: «وسُئل عن صوم يوم وإفطار يوم»، قال: «ذاك صوم أخي داود عليه السلام». قال: «وسُئِل عن صوم يوم الإثنين»، قال: «ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت –أو أنزل علي فيه–». قال: فقال: «صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان صوم الدهر. قال: «وسُئل عن صوم يوم عرفة»، فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية». قال: «وسئل عن صوم يوم عاشوراء»، فقال: «يكفر السنة الماضية».
قال مسلم: وفي هذا الحديث من رواية شعبة: قال: «وسُئِلَ عن صوم يوم الإثنين والخميس فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهماً».
قلت: عبد الله بن معبد ليس بمشهور وحديثه عزيز وقد وثقه النسائي، لكنه لم يسمع هذا الحديث من أبي قتادة ?. قال البخاري في التاريخ الكبير (5\ 198): «عبد الله بن معبد الزماني البصري، عن أبي قتادة. روى عنه حجاج بن عتاب وغيلان بن جرير وقتادة. ولا نعرف سماعه من أبي قتادة». وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5\ 173): «عبد الله بن معبد الزماني. روى عن عمر وأبي قتادة وأبي هريرة وعبد الله بن عتبة. روى عنه قتادة وغيلان بن جرير وحجاج بن عتاب وثابت. سمعت أبي يقول ذلك. نا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن عبد الله بن معبد، فقال: لم يدرك عمر». قلت: روايته عن أبي هريرة ليست في الكتب التسعة. وعبد الله بن عتبة تابعي.
وقد ذكر ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (4\ 224) ابن معبد هذا، ثم نقل عن البخاري قوله: «عبد الله بن معبد الزماني الأنصاري عن أبي قتادة لا يعرف له سماع من أبي قتادة». ثم أيد ذلك وذكر هذا الحديث. والحديث رواه الترمذي كذلك مجزأً، فحسّنه في موضعين (3\ 138) (3\ 124) وسكت عنه في موضع (3\ 126). ولم يصححه أبداً لعلمه بعدم صحة سماع ابن معبد من أبي قتادة. وقد صححه بعض المتأخرين كابن حزم مغتراً بظاهره، وصححه ابن عبد البر وذكر أن هذا الحديث في الفضائل التي يُتساهل بها، ولأن بعض ألفاظه لها شواهد.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[05 - 07 - 04, 01:25 ص]ـ
الا تظن يا اخي محمد
ان المسألة هي متوقفة على شرط البخاري و شرط مسلم
حيث ان البخاري يشترط ثبوت اللقيا و مسلم يشترط ثبوت عدم اللقيا
وكلام البخاري واضح جدا حيث انه ليس تأكيد على عدم اللقيا بل يذكر
انه هو لايعرف سماع ابن معبد من ابي قتادة او لا يذكر عنده هو ان ابن
معبد سمع من ابي قتادة
لذا فهنا يتحقق شرط مسلم بعدم ثبوت عدم اللقيا،، فعدم اللقيا عند البخاري ممرض وليس مأكد؟؟؟؟؟
وفي هذه الحالة لا يمكن تطبيق شرط البخاري على صحيح مسلم؟؟!!
ومعروف عند المحدثين ان ابن ابي حاتم من المتشددين في الجرح ومع ذلك لاحظ ان ابن ابي حاتم ذكر ان ابن معبد لم يدرك عمر و روايته عن ابي هريرة ليست في الكتب التسعة و ان عبد الله بن عتبة تابعي لكن لم يذكر أي شئ عن سماعه من ابي قتادة؟؟؟
واعذرني يا أخي ولا تفهم اني ارد عليك او اي شئ من هذا القبيل ولكني ابحث عن الحق واحببت ان احاور احد في مثل علمك وجزاك الله
خيرا
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[05 - 07 - 04, 08:30 م]ـ
وأتأسف حيث ربما فهمت كلامك خطأ من حيث أظن انك تقصد ان كلام ابن ابي حاتم كان فقط ان ابن معبد لم يدرك عمر وانت اكملت من كلامك عن ابي هريرة وعن عبدالله بن عتبة؟؟؟
وعلى العموم في الحالتين سواء اذا كان فهمي الاول صحيح او الثاني ففي الحالتين انه لم يذكر شئ في سماعه عن ابي قتاده سوى من البخاري وكلام البخاري غير مأكد فهو لم يأكد بعدم السماع بل قال لم نسمع فهذا يعني انه ربما سمع غيره ولكن لم يصل إليه ذلك؟؟!!(33/397)
الى الاخوة المالكية ....
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[02 - 07 - 04, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم
أيها الاخوة الأفاضل
الى أصحابنا المالكية ..
أين أجد منظومة الشنقيطي في الفقه المالكي؟
على الشبكة أو مطبوعة.
و جزاكم الله خيرا
و الحمد لله
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[02 - 07 - 04, 01:36 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لعل هذا الرابط يفيدك:
العلامة الشيخ محمد سالم الهاشمي الشنقيطي -حفظه الله- ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7199&highlight=%C7%E1%DA%E1%C7%E3%C9+%C7%E1%D4%ED%CE+%E 3%CD%E3%CF%D3%C7%E1%E3+%C7%E1%E5%C7%D4%E3%ED+%C7%E 1%D4%E4%DE%ED%D8%ED+%CD%DD%D9%E5+%C7%E1%E1%E5)
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[03 - 07 - 04, 03:48 ص]ـ
و لكن في المشاركة التي تفضلتم بارفاقها .. لم أجد منها الا مجموعة أبيات فقط.
فأرجو من الاخوة الأفاضل: أن يرشدوني الى مكان هذه المنظومة على الشبكة أو مطبوعة.
و الله الموفق
و الحمد لله(33/398)
أسئلة في علم الحديث، أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[02 - 07 - 04, 03:39 ص]ـ
- ماذا يقصد الإمام عبد الرحمن بن مهدي بقوله: ما هو - يعني الغَرام بطلب الحديث - إلا مثلُ لعب الحمَام ونطاح الكِباش. قلت (الذهبي): صدقَ والله، إلاَّ لَمنْ أرادَ به اللهَ، وقليلٌ ما هم.
انظر السير الجزء 7 ص134، طبعة المكتبة التوفيقية
- من أول من أطلق أو استخدم اصطلاح (الحسن لغيره) وكذلك (الصحيح لغيره)؟
- من هم المتقدمين؟ أو بعبارة أخرى .. كيف نعرف لو كان هذا الإمام على مذهب المتقدمين أو لا؟ هل المتقدمين محصورون في زمن معين؟ أم المسئلة متعلقة بالمنهج فحسب؟ أرجو توضيح هذه المسئلة بارك الله فيكم .. أبحث عن ضوابط وشروط للتمييز بين المتقدمين (أو من يسير على دربهم) وغيرهم من المتأخرين
- هل كلام الأئمة يعتبر من الأخبار التي يجب قبولها؟ أو هي من الاجتهاد الذي ينظر فيه؟
- إذا اختلف الأئمة في الحكم على حديثٍ ما أو رجل معين .. كيف نرجح؟ ما هي الوسائل التي يرجع إليها من أجل الترجيح
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 08:23 ص]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
1 - ماذا يقصد الإمام عبد الرحمن بن مهدي بقوله: ما هو - يعني الغَرام بطلب الحديث - إلا مثلُ لعب الحمَام ونطاح الكِباش. قلت (الذهبي): صدقَ والله، إلاَّ لَمنْ أرادَ به اللهَ، وقليلٌ ما هم.
انظر السير الجزء 7 ص134، طبعة المكتبة التوفيقية
-------------
يذكر الفقهاء في كتاب الشهادات من الأمور التي تقدح في الشهادة اللعب بالحمام ويكون محرما إذا كان فيه سرقة لحمام الآخرين، وكذلك من يقوم بتنطيع الكباش ونحوها
قال في مغني المحتاج ج 4 ص 428:
وأطلق الشافعي رضي الله تعالى عنه كراهة اللعب بالحمام، قال القاضي الحسين: هذا حيث لم يسرق اللاعب طيور الناس، فإن فعل حرم وبطلت شهادته.
واتخاذ الحمام للفراخ والبيض والانس بها وحمل البطائق على أجنحتها جائز بلا كراهة.
ويحرم كما قال الحليمي التحريش بين الديوك والكلاب وترقيص القرود ونطاح الكباش، والتفرج على هذه الاشياء المحرمة، واللعب بالصور، وجمع الناس عليها.
انتهى.
فبعض الناس قد يكون هدفه في تعلم الحديث وجمع طرقه والتهافت على ذلك التعالي والتفاخر ونحو ذلك، وقد يحصل له بذلك انتقاص لغيره وقلة إخلاص في طلبة.
وكلام الإمام عبدالرحمن بن مهدي رحمه الله يصح إطلاقه على من كان حاطب ليل في جمعه فيكتب عن الهلكى والوضاعين وغير ذلك أو يقصد الإكثار من الطرق والروايات التي قد لاتفيد كثيرا، وقد أشار ابن الجوزي في صيد الخاطر والذهبي في زغل العلم وغيرهم إلى شيء من هذا.
وأما من تعلق قلبه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر من جمعها وتحصيلها لحفظها ونشرها بين الناس فهذا محمود، وقد كان أئمة الحديث يجدون في تحصيل الحديث والرحلة في طلبه والتنقير عنه وتتبعه، وهم محمودون في ذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 08:42 ص]ـ
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر
فصل ((مشارب أهل العلم))
قد ثبت بالدليل شرف العلم وفضله، إلا أن طلاب العلم افترقوا، فكل تدعوه نفسه إلى شيء.
فمنهم من أذهب عمره في القراءات، وذاك تفريط في العلم، لأنه إنما ينبغي أن يعتمد على المشهور منها لا على الشاذ.
وما أقبح القارىء يسأل عن مسألة الفقه وهو لا يدري.
وليس ما شغله عن ذلك إلا كثرة الطرق في روايات القراءات.
ومنهم من يتشاغل بالنحو وعلله فحسب، ومنهم من يتشاغل باللغة فحسب، ومنهم من يكتب الحديث ويكثر ولا ينظر في فهم ما كتب.
وقد رأينا في مشايخنا المحدثين من كان يسأل عن مسألة في الصلاة فلا يدري ما يقول.
وكذلك القراء وكذلك أهل اللغة والنحو.
وحدثني عبد الرحمن بن عيسى الفقيه قال حدثني ابن المنصوري قال حضرنا مع أبي محمد بن الخشاب وكان إمام الناس في النحو واللغة فتذاكروا الفقه فقال: سلوني عما شئتم فقال له رجل: إن قيل لنا رفع اليدين في الصلاة ما هو فماذا نقول فقال: هو ركن! فدهشت الجماعة من قلة فقهه.
وإنما ينبغي للعاقل أن يأخذ من كل علم طرفاً ثم يهتم بالفقه.
ثم ينظر في مقصود العلوم وهو المعاملة لله سبحانه والمعرفة به والحب له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/399)
وما أبله من يقطع عمره في معرفة علم النجوم وإنما ينبغي أن يعرف من ذلك اليسير والمنازل لعلم الأوقات فأما النظر فيما يدعى أنه القضاء والحكم فجهل محض لأنه لا سبيل إلى علم ذلك حقيقة وقد جرب فبان جهل مدعيه.
وقد تقع الإصابة في وقت.
وعلى تقدير الإصابة لا فائدة فيه إلا التعجيل الغم.
فإن قال قائل: يمكن دفع ذلك فقد سلم أنه لا حقيقة له.
وأبله من هؤلاء من يتشاغل بعلم الكيمياء فإنه هذيان فارغ.
وإذا كان لا يتصور قلب الذهب نحاساً لم يتصور قلب النحاس ذهباً.
فإنما فاعل هذا مستحل للتدليس على الناس في النقود.
هذا إذا صح له مراده.
وينبغي لطالب العلم أن يصحح قصده إذ فقدان الإخلاص يمنع قبول الأعمال.
وليجتهد في مجالسة العلماء والنظر في الأقوال المختلفة وتحصيل الكتب فلا يخلو كتاب من فائدة.
وليجعل همته للحفظ ولا ينظر ولا يكتب إلا وقت التعب من الحفظ.
وليحذر صحبة السلطان ولينظر في منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وليجتهد في رياضة نفسه والعمل بعلمه ومن تولاه الحق وفقه.
طال تعجبي من أقوام لهم أنفة وعندهم كبر زائد في الحد.
خصوصاً العرب الذين من كلمة ينفرون ويحاربون ويرضون بالقل والذل حتى أن قوماً منهم أدركوا الإسلام فقالوا: كيف نركع ونسجد فتعلونا أستاهنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود.
ومع هذه الأنفة يذلون لمن هم خير منه هذا يعبد حجراً وهذا يعبد خشبة.
وقد كان قوم يعبدون الخيل والبقر وإن هؤلاء لأخس من إبليس فإن إبليس أنف لادعائه الكمال أن يسجد لناقص فقال: " أنا خير منه " وفرعون أنف أن يعبد شيئاً أصلاً.
فالعجب ذل هؤلاء المفتخرين المتعجبين المتكبرين لحجر أو خشبة.
وإنما ينبغي أن يذل الناقص للكاملين.
وقد أشير إلى هذا في ذم الأصنام في قوله تعالى: " ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها ".
والمعنى أن لكم هذه الآلات المدركة وهم ليس لهم شيء منها فكيف يعبد الكامل الناقص.
غير أن هوى القوم في متابعة الأسلاف واستحلاء ما اخترعوه بآرائهم غطى على العقول فلم تتأمل حقائق الأمور.
ثم غطى الحسد على أقوام فتركوا الحق وقد عرفوه.
فأمية بن أبي الصلت يقر برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقصده ليؤمن به ثم يعود فيقول: لا أؤمن برسول ليس من ثقيف.
وأبو جهل يقول والله ما كذب محمد قط ولكن إذا كانت السدانة والحجابة في بني هاشم ثم النبوة فما بقي لنا.
وأبو طالب يرى المعجزات ويقول: إني لأعلم أنك على الحق ولولا أن تعيرني نساء قريش لأقررت بها عينك.
فنعوذ بالله من ظلمة حسد وغيابة كبر وحماقة هوى يغطي على نور العقل.
ونسأله إلهام الرشد والعمل بمقتضى الحق.
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=188&CID=10#s7
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 08:56 ص]ـ
2 - - من أول من أطلق أو استخدم اصطلاح (الحسن لغيره) وكذلك (الصحيح لغيره)؟
-------
لايعرف في كلام العلماء المتقدمين كلمة الحسن لغيره او الصحيح لغيره وإنما كانوا يعبرون عن مثل هذا بتقوي الطرق أو بأن الحديث جاء من وجه آخر بنحو ذلك وهكذا، وهذه المصطلحات إنما تعرف عند المتأخرين في تصانيفهم في علوم الحديث كابن الصلاح وغيره.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=94302#post94302
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 09:00 ص]ـ
3 - من هم المتقدمين؟ أو بعبارة أخرى .. كيف نعرف لو كان هذا الإمام على مذهب المتقدمين أو لا؟ هل المتقدمين محصورون في زمن معين؟ أم المسئلة متعلقة بالمنهج فحسب؟ أرجو توضيح هذه المسئلة بارك الله فيكم .. أبحث عن ضوابط وشروط للتمييز بين المتقدمين (أو من يسير على دربهم) وغيرهم من المتأخرين
---------------------
لعلك تجد في هذا الرابط فوائد حول الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2091
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 09:04 ص]ـ
4 - هل كلام الأئمة يعتبر من الأخبار التي يجب قبولها؟ أو هي من الاجتهاد الذي ينظر فيه؟
-------
لعل في هذا الرابط ما يفيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=671
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 09:10 ص]ـ
5 - إذا اختلف الأئمة في الحكم على حديثٍ ما أو رجل معين .. كيف نرجح؟ ما هي الوسائل التي يرجع إليها من أجل الترجيح
-----------------------
تجد في هذه الروابط بإذن الله تعالى فوائد حول الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=536
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19660(33/400)
تعليق على: روايات الجامع الصحيح ونسخه ... لعبد الرحمن الفقيه
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[02 - 07 - 04, 01:46 م]ـ
تعليقا على هذه الدراسة القيمة الشاملة للشيخ عبد الرحمن الفقيه
أودّ أن أشير الى بعض التفاصيل حول روايات الصحيح للبخاري من ناحية والى طبع جديد للكتاب من ناحية أخرى.
جاء ذكر كتاب البخاري لأوّل مرة عند المغاربة في الرسالة في طلب العلم لابن أبي زيد القيرواني (وهي محفوظة , كما سبق ذكرها بمناسبة أخرى في هذا الملتقى, في كتاب الذبّ عن مذهب مالك بن أنس ... في آخر الجزء الثاني منه وقبل بدء الثالث في مخطوط Chester Beatty ) . كتبت هذه النسخ بالقيروان في حلقة ابن أبي زيد في صدر شعبان سنة 371.
وخاطب فيها ابن أبي زيد تلميذه قائلا:
وان كتبت الحديث فعليك تصحيحه على من يدلّك أهله وكتاب البخاري لك كفاية .....
هذا , وفي المكتبة العتيقة بالقيروان عدة كراريس وأوراق متفرقة من الصحيح للبخاري ترجع كلها الى رواية أبي الحسن القابسي (ت 402) , الذي درس الكتاب في حلقة أبي زيد المروزي عن الفربري في مكة مع زميله الأصيلي عام 353 (أنظر فهرس ابن عطية , ص 47). بهذه المناسبة نسخ الأصيلي نسخة لشيخه القابسي (أنظر ترتيب المدارك , ج 7 , ص 93) بهذه الرواية.
وكان للقابسي أهمية كبرى في نشر الصحيح عند المغاربة في هذه الرواية في أواخر القرن الرابع الهجري , كما اعتمد أيضا على رواية أبي أحمد محمد بن محمد الجرجاني (ت 374): أنظر فتح الباري ج 1 , ص 5 الي6.
أما النسخ المبتورة بالقيروان فقد كان أغلبها في حوزة عبد الخالق بن عبد الوارث السيوري (ت 462 بالقيروان , وقبره مشهور هناك الى يومنا هذا) الذي حبسها للجامع الكبير بالقيروان (المسمى أيضا بجامع عقبة بن نافع) قبل وفاته.
وكذلك حبس السيوري كتبا أخرى للجامع الكبير منها الموطأ لمالك بن أنس برواية ابن القاسم:
حبس الشيخ الفقيه أبو القاسم عبد الخالق بن عبد الوارث السيوري رحمه الله جميع هذا الديوان على أهل العلم بمدينة القيروان في سنة اثنين (كذا) وستين وأربمائة.
وفي هذه النسخ للصحيح البخاري بعض التعليقات للقابسي مثل:
قال الشيخ (وهو القابسي): قال أبو زيد: سمعت الفربري يقول: سمعت محمد بن عياش يقول: لم يجيء أبوعبد الله في هذه الكتاب من أحاديث هشيم الا بالخبر , وذلك أنّ هشيما كان مدلسا. قال الشيخ (وهو القابسي): يريد أن البخاري لم يخرج في الصحيح من حديث هشيم عنعنا ألا ما قال فيه هشيم: حدثنا وأخبرنا.
وباحالة على هذا المصطلح الغريب (عنعن) جاء في هامش هذه الورقة (على الرق): كذا في أصل الشيخ.
(أنظر أيضا: فتح الباري لابن حجر , ج 8 , ص 405.
ومعناه أن ما بين يدينا من هذه النسخة فهي نسخت من نسخة أبي الحسن القابسي غير أنّ لدينا في مكتبة القيروان نسخ أخرى عليها التملك للقابسي.
من التعليقات المباشرة في نسخ القابسي ما جاء على الهامش في نسخة أخرى حول اسناد في (حديث الافك):
قال: حدثني مسروق بن الأجدع: قال أبو الحسن (وهو القابسي) هذا صحيح وقد سقط مسروق من كتابي ووجدناه عند (د) حاشية.
أما الرمز (د) فهو اشارة القابسي الى نسخة أبي زيد المروزي.
ويتبين من هذه الوثائق أن الصحيح للبخاري لم يصل الى المغرب الا في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري أي متأخرا نسبيا مقارنة بتداول الكتاب لدى المشارقة. وأقدم الاحالات اليه عند ابن أبي زيد القيرواني في رسالته في طلب العلم , ومرة واحدة في الذب عن مذهب مالك بن أنس حيث يذكر فقرة واحدة من الصحيح , كتاب النكاح , باب 23.
.........................
لقد تم طبع صحيح البخاري في:
جمعية المكنز الاسلامي عام 2000 (المقر الفرعي: 21 طريق مصر حلوان الزراعي. المعادي , القاهرة
وعني بطبعه:
Thesaurus Islamic Foundation : Vaduz. Liechtenstein
وأخرجت هذه الجمعية أيضا الطبعة السلطانية (مصورا من الأصل)
موراني
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[02 - 07 - 04, 02:05 م]ـ
د. موراني ..
على ذكر جمعية المكنز الإسلامي -إن كان لك علاقة بهم- ..
ما هي .. و ما مشاريعها -عدا إعادة تحقيق الكتب الستة و الموطأ- ..
و ما ميزات تحقيقهم للمسند ..
فقد سمعنا عنها الكثير و لم نر إلا القليل ..
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[02 - 07 - 04, 02:54 م]ـ
أنظر الرابط:
http://www.thesaurus-islamicus.li/index1.htm
لقد تلقيت من هذه الجمعية الكتب الستة والموطأ برواية يحيى عام 2001.
وحسب علمي تأخرت الجمعية في اخراج الكتب الأخرى في المشروع
موراني
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 07 - 04, 03:50 م]ـ
تنبيه
البحث ليس للشيخ عبدالرحمن الفقيه
وإنما هو:
دراسة وتحليل
د. محمد بن عبد الكريم بن عبيد
أستاذ السنة النبوية وعلومها المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12966
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/401)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 09:10 م]ـ
بارك الله فيك أخي خالد على هذا التوضيح
ونشكر موراني على هذه المعلومات القيمة التي أفادنا بها
ولعلي أكتب تعليقا فيما بعد بإذن الله تعالى حول بعض الأمور التي ذكرها
وهناك فائدة حول نسخة القابسي في إشكال حصل لبعض مشايخنا وهو على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8678
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[02 - 07 - 04, 10:35 م]ـ
.... وأنا أعتذر للخطأ في تسمية هذا التعليق
موراني
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:35 م]ـ
قال د. م. موراني
هذا , وفي المكتبة العتيقة بالقيروان عدة كراريس وأوراق متفرقة من الصحيح للبخاري ترجع كلها الى رواية أبي الحسن القابسي (ت 402) , الذي درس الكتاب في حلقة أبي زيد المروزي عن الفربري في مكة مع زميله الأصيلي عام 353 (أنظر فهرس ابن عطية , ص 47). بهذه المناسبة نسخ الأصيلي نسخة لشيخه القابسي (أنظر ترتيب المدارك , ج 7 , ص 93) بهذه الرواية.
وفي هذه النسخ للصحيح البخاري بعض التعليقات للقابسي مثل:
قال الشيخ (وهو القابسي): قال أبو زيد: سمعت الفربري يقول: سمعت محمد بن عياش يقول: لم يجيء أبوعبد الله في هذه الكتاب من أحاديث هشيم الا بالخبر , وذلك أنّ هشيما كان مدلسا. قال الشيخ (وهو القابسي): يريد أن البخاري لم يخرج في الصحيح من حديث هشيم عنعنا ألا ما قال فيه هشيم: حدثنا وأخبرنا.
وباحالة على هذا المصطلح الغريب (عنعن) جاء في هامش هذه الورقة (على الرق): كذا في أصل الشيخ.
(أنظر أيضا: فتح الباري لابن حجر , ج 8 , ص 405.
ومعناه أن ما بين يدينا من هذه النسخة فهي نسخت من نسخة أبي الحسن القابسي غير أنّ لدينا في مكتبة القيروان نسخ أخرى عليها التملك للقابسي.
من التعليقات المباشرة في نسخ القابسي ما جاء على الهامش في نسخة أخرى حول اسناد في (حديث الافك):
قال: حدثني مسروق بن الأجدع: قال أبو الحسن (وهو القابسي) هذا صحيح وقد سقط مسروق من كتابي ووجدناه عند (د) حاشية.
أما الرمز (د) فهو اشارة القابسي الى نسخة أبي زيد المروزي.
=====================
والسؤال هو
جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى، كتاب الصيام باب شهرا عيد لاينقصان
في بعض نسخ البخاري بعد رواية الحديث (1912) (وقال أبو الحسن كان إسحق بن راهوية يقول: لاينقصان في الفضيلة إن كان تسعا وعشرين أو ثلاثين) انتهى. وهذا النص ذكره ابن حجر في الفتح (4/ 125).
هل هذا موجود في نسخة القابسي التي ذكرتها
وهل يمكن تصوير هذه النسخة النفيسة؟
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[11 - 07 - 04, 02:06 م]ـ
الى الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله ,
أشكر لكم على هذا الاهتمام بالتراث.
في حقيقة الأمر انني رأيت عددا لا يحصى من أوراق متفرقة وكراريس مبتورة من صحيح البخاري وتصفحت فيها.
نظرا الى حالة هذه المجموعة من الأوراق لا أذكر اذ كان الباب المشار اليه موجودا فيها أم لا.
كل ما في وسعي أن أبحث عن هذا الباب في رصيد المكتبة
أثناء اقامتي القادمة بالقيروان بعد شهرين تقريبا.
تقديرا
موراني(33/402)
سؤال مهم لأهل الحديث
ـ[الدرعمى]ــــــــ[03 - 07 - 04, 12:48 ص]ـ
السؤال الأول: ما مدى صحة حديث معاذ رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل معاذًا إلى اليمن فقال كيف تقضى .. الجديث؟ ولماذا اعتمده الأصوليون دليلا فى حجية القياس الفقهى وقبلوه جميعًا؟
والسؤال الثانى:هل أحاديث الأحاد الصحيحة تفيد اليقين ويمكن الأستدلل بها فى مسائل الاعتقاد كالقرآن والسنة المتواترة أم أنها تفيد العمل ولا تفيد العلم؟ نرجو الإجابة مشفوعة بالأدلة والمصادر.
وجزاكم الله خيرًا
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[08 - 07 - 04, 03:23 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد،
أحاديث الآحاد:
بداية، كما هو معلوم، فإن وصول أخبار وتكاليف الشريعة إلينا:
¨ إما أن يكون من طريق التواتر (وهو القرآن والسنة المتواترة)، وهذا الطريق قطعي الثبوت، لا إشكال في نقله، وإنما الإشكال في بعض مواضع الإستدلال به، لأنه قد يكون ظني الدلالة، فلا تتضح دلالته، إلا بالإجتهاد وإعمال النظر فيه.
¨ وإما أن يكون من طريق غير متواتر، (ويشمل، مأ أطلق عليه علماء المصطلح: أخبار الآحاد، التي قسمها العلماء، إلى مشهور وعزيز وغريب، وتعريفها مبثوث في كتب المصطلح، كما هو معروف، وليس هذا هدف هذه الدراسة الموجزة)، والمشهور من كلام العلماء أن أخبار الآحاد ظنية الثبوت، وهي مع ذلك إما أن تكون قطعية الدلالة، أو ظنية الدلالة، كما هو الحال في الأخبار المتواترة، فلا فرق بين المتواتر وغير المتواتر، من جهة الإستدلال.
¨ وقد زاد الأحناف رحمهم الله، قسما ثالثا، سموه، السنة المشهورة، وقالوا بأنها: السنة التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم، واحد أو اثنان، أي أن عدد لم يبلغ حد التواتر، ثم تواترت في عصر التابعين، وتابعي التابعين، فهي آحاد في طبقات السند المتقدمة، متواترة في طبقات السند المتأخرة، وهذا النوع، عند الجمهور، هو من سنة الآحاد، لأن العبرة، كما هو معروف في علم المصطلح، بأدنى طبقات السند.
وإذا نظرنا إلى الأحاديث المتواترة، نجد أنها تشكل جزءا ليس بالكبير، من إجمالي السنة النبوية، وعليه فإن الإشكال يرد، إذا ما سلمنا بصحة قول من قال بأن: أحاديث الآحاد لا يحتج بها في العقائد، لأنها لا تفيد العلم، وإنما تفيد الظن، وهي المقولة، التي اشتهرت على ألسنة، كثير من أصحاب البدع العقائدية، وخاصة نفاة الصفات، كالجهمية والمعتزلة، ومؤولوها كالأشاعرة والماتريدية، وسرت، مع الأسف، إلى كلام بعض كبار علماء أهل السنة، كما سرى التأويل إلى كلام بعضهم.
وممن أشار إلى منهج المعتزلة، في التعامل مع أخبار الآحاد، الدكتور مصطفى حلمي، حفظه الله، في كتابه "منهج علماء الحديث والسنة في أصول الدين"، حيث نقل عن الشاطبي رحمه الله قوله بأنهم ذهبوا إلى نفي أخبار الآحاد جملة، والإقتصار على ما تستحسنه عقولهم في فهم القرآن. ا÷ـ، وقال رحمه الله في موضع آخر في "الإعتصام": أنهم بنفيهم أخبار الآحاد، وإستحسان عقولهم، أباحوا الخمر بفهمهم المعوج، لقوله تعالى: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا). اهـ، ومعلوم أن هذه الآية، نزلت عذرا لمن مات قبل تحريم الخمر، ولا يفهم منا إباحة الخمر، كما زعموا، ثم استطرد رحمه الله، بقوله: ففي هؤلاء وأمثالهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه) وهذا وعيد شديد تضمنه النهي، لاحق بمن رد السنة.
ويتضح من هذا النقل ما يلي:
¨ أولا: أن المعتزلة قبحهم الله، أشد الفرق المنحرفة تطرفا في رد أخبار الآحاد، فقد ردوها جملة، كما قرر الشاطبي رحمه الله.
¨ ثانيا: أن ردهم لأحاديث الآحاد، كان جزءا من منهجهم المنحرف، في رد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يكتفوا بذلك، بل تعدوه إلى القدح في نقلة السنة من الصحابة والتابعين ومن اتفق الأئمة من المحدثين على عدالتهم وإمامتهم، بل كانوا يردون فتاوى الصحابة رضي الله عنهم، أمام العامة لينفروا الأمة عن إتباع السنة وأهلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/403)
وأشار الدكتور عمر عبد العزيز، حفظه الله، في كتابه، أصول الفرق الإسلامية، إلى منهج الأشاعرة والماتريدية، في التعامل مع أخبار الأحاد، حيث قال: بأن الأشاعرة، ساروا على منهج، عدم الإحتجاج بأخبار الآحاد، في العقائد، إلا في السمعيات (وهي المغيبات من أمور الآخرة، وعذاب القبر ونحو ذلك)، وما لا يعارض العقل، وهذا فرع عن أصلهم الفاسد في تقديم العقل على النص، عند حدوث التعارض، بل وقدم بعضهم ممن تلبس ببدعة التصوف، كالغزالي رحمه الله، الكشف والذوق على النص، ويعلق الدكتور عمر حفظه الله بقوله: ولا يخفى ما في هذا من البطلان والمخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، وإلا ما الفائدة من إرسال الرسل، وإنزال الكتب.
وأشار، حفظه الله، إلى منهج الماتريدية، في التعامل مع أخبار الآحاد، في موضع آخر من كتابه، حيث قال بأن أحاديث الآحاد، عندهم تفيد الظن، ولا تفيد العلم اليقين، ولا يعمل بها في الأحكام الشرعية مطلقا بل وفق قواعدهم وأصولهم التي قرروها، وأما في العقائد فإنه لا يحتج بها، ولا تثبت بها عقيدة، وإن اشتملت على جميع الشروط المذكورة في أصول الفقه، وإن وردت مخالفة للعقل، ولا تحتمل التأويل، ردت بإفتراء نقلتها أو سهوهم أو غلطهم، وإن كانت ظاهرة، فظاهرها غير مراد، حتى أن الكوثري، ومن وافقه من الديوبندية طعنوا في كتب السنة بما فيها الصحيحين، وطعنوا في عقيدة أئمة السنة، من أمثال: حماد بن سلمة رحمه الله، راوي أحاديث الصفات، والإمام الدارمي رحمه الله، صاحب السنن. اهـ، فهم كما يظهر من حالهم، أشد تطرفا من الأشاعرة، بل يكاد حالهم أن يماثل حال المعتزلة.
ولم يكن الخلاف في الإحتجاج بأحاديث الآحاد، مقتصرا على الفرق العقائدية، وإنما سرى الخلاف إلى المذاهب الفقهية، كما ظهر من شروط الماكية والأحناف رحمهم الله لقبول سنة الأحاد، وقد أشار إليها الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه "الوجيز"، فقال ما ملخصه:
أولا: شروط المالكية، رحمه الله، لقبول خبر الآحاد:
¨ أن لايكون مخالفا لعمل أهل المدينة، لأن عمل أهل المدينة، عندهم بمثابة السنة المتواترة، كما هو معروف من أصول مذهبهم، والمتواتر يتقدم على خبر الآحاد، وعلى هذا الأساس لم يأخذ الإمام مالك رحمه الله، بحديث: (البيعان بالخيار …)، فقد قال رحمه الله: ليس عندنا حد معروف، ولا أمر معمول به. اهـ، ومما يلفت النظر، أن مالك رحمه الله، خرج هذا الحديث في موطئه، رغم عدم أخذه به، وقال بأن الفرقة المقصودة، في قوله صلى الله عليه وسلم: (مالم يتفرقا)، هي الفرقة اللفظية، أي بمجرد التلفظ بالإيجاب والقبول، وليست الفرقة الجسدية، أي (الإنصراف من مجلس العقد، كما قال الجمهور)، والله أعلم.
¨ أن لا يخالف خبر الآحاد الأصول الثابتة والقواعد المرعية في الشريعة، وعلى هذا الأساس، لم يأخذوا بحديث المصراة، وفيه: (لا تصروا الإبل والغنم، ومن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها، إن شاء أمسك، وإن شاء ردها وصاعا من تمر)، لأن هذا الخبر، في نظرهم، قد خالف أصل: (الخراج بالضمان)، وأصل: (إن متلف الشيء إنما يغرم مثله إن كان مثليا، وقيمته إن كان قيميا)، فلا يضمن في إتلاف المثلي جنس غيرم من طعام أو عروض، وقد رد ابن القيم رحمه الله، عليهم في أعلام الموقعين، فقال ما ملخصه: إن هذا الحديث غير مخالف للأصول، التي قالوها، فقاعدة (الخراج بالضمان)، لا تعمل هنا، لأن اللبن المصرى لم يحدث بعد الشراء، وإنما كان قبله، فليس هذا من قبيل الغلة التي تحدث عند المشتري حتى يستحقه، وقاعدة الضمان، لا تعمل هنا أيضا، لتعذر معرفة مقدار اللبن الحادث عند المشتري لإختلاطه باللبن الذي كان قبل الشراء، فلا يمكن الضمان بالمثل، وإنما صار الرد بصاع من تمر لأن التمر أقرب المثليات إلى اللبن، بجامع أن كلا منهما مكيل، ومطعوم، ومقتات، فأين المخالفة للقياس والأصول؟
ثانيا: شروط الأحناف رحمهم الله، لقبول خبر الآحاد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/404)
¨ أن لا تكون السنة متعلقة بما يكثر وقوعه، (أو فيما تعم به البلوى)، لأن ما يكون كذلك لا بد أن ينقل عن طريق التواتر، أو الشهرة (بمفهومهم، الذي اصطلحوا عليه في سنة المشهورة، وقد تقدم)، لتوافر الدواعي للنقل، فإذا لم ينقل على هذا الوجه، ونقل عن طريق الأحاد، دل ذلك، على عدم صحة هذه السنة، وعلى هذا قالوا بعدم رفع اليدين في الصلاة، لأنه ورد من طريق الآحاد، مع كثرة وقوع الصلاة، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رد الدكتور عبد الكريم زيدان على هذا الرأي بقوله: إن الحاجة لمعرفة حكم ما يقل وقوعه كالحاجة لمعرفة حكم ما يكثر وقوعه، وكلاهما قد ينقله الآحاد، فضلا عن أن الكثرة أو القلة لا ضابط لها في هذا الباب اهـ، وجدير بالذكر أن البخاري ألف جزءا في هذه المسألة بعينها، للرد على الأحناف رحمهم الله، وهو جزء رفع اليدين، والله أعلم.
¨ أن لا تكون السنة مخالفة للقياس الصحيح، ولذا اشترطوا أن يكون راوي الخبر فقيها، ولا حجة لهم في ذلك، لأن السنة في حد ذاتها أصل، لا يعارض بقياس أو إستحسان، وما قالوه عن فقه الراوي غير مقبول، لأن الصحابة رضي الله عنهم، وإن تفاوت علمهم، هم أعلم الناس بألفاظ الحديث ودلالاتها، وبمقاصد الشارع عز وجل، لأنهم شهدوا التنزيل، والله أعلم.
¨ ألا يعمل الراوي بخلاف الحديث، فالعبرة بما رأى لا بما روى، خلاف الجمهور، الذين قدموا رواية الصحابي على فعله، إن تعارضا، ولذا قالوا بصحة النكاح، بلا ولي، لأن عائشة رضي الله عنها، راوية حديث: (لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأة نفسها) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، خالفت روايتها، بتزويجها بنت أخيها.
وبعد إستعراض الخلاف في قبول خبر الآحاد، عند الفرق العقائدية، والمذاهب الفقهية، يحسن بنا أن ننقل رأي أهل السنة والجماعة، المعتمد في هذه المسألة، كالتالي:
بداية ننقل نقرير الحافظ ابن حجر في شرح النخبة، مذهب متأخري أهل الحديث والفقهاء، من أن أحاديث الآحاد ظنية الثبوت، وقد أشار الشيخ مقبل رحمه الله إلى أن تقسيم الحديث إلى آحاد ومتواتر تقسيم مبتدع، وأول من قال به هو عبدالرحمن بن كيسان الأصم، وتبعه على ذلك تلميذه إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الشهير بابن علية، وهو الإبن لا الأب، وأما ما جاء عن الشافعي أنه استعمل في "الرسالة" متواترًا فلعله أخذها عن أهل الكلام، وفصل الشيخ عمرو بن عبد المنعم حفظه الله في تعليقه على شرح النخبة، مذهب متقدمي أهل الحديث، وأهل السنة والجماعة، من أن حديث الواحد الصحيح الإسناد بنقل العدل الضابط عن مثله، إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة يفيد العلم والعمل جميعا، أي أنه قطعي الثبوت مثله مثل الحديث المتواتر.
ونقل ابن عبد البر في التمهيد (1/ 8) هذا القول عن قوم كثير من أهل الأثر، وبعض أهل النظر، منهم الحسين الكرابيسي وغيره، وذكر ابن خويز منداد أن هذا القول يخرج (من التخريج) على مذهب مالك، وهذا أمر بدهي، فمالك يحتج بالمرسل، فكيف بالمتصل إذا صح سنده؟، وإليه ذهب ابن حزم، وبه أخذ، حيث قال: إن خبر الواحد العدل عن مثله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجب العلم والعمل معا، واستدل لذلك بقوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم}، وقوله تعالى: {إن يتّبعون إلاّ الظّنّ وإنّ الظّنّ لا يغني من الحقّ شيئًا}، وعلى هذا يكون الظن مذموما، وقد علق الصنعاني على هذا بقوله: إنه يفيد الظن، واستدل بحديث ((لا يموتنّ أحدكم إلاّ وهو يحسن الظّنّ بالله عزّ وجلّ)) وليس كل الظن ممقوتًا، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((إذا شكّ أحدكم في صلاته فليتحرّ الصّواب))، أي: مبناها على التحري (أي على غالب الظن)، وهي من أشرف العبادات، ويقول أيضًا في شأن بيان العمل بالظن: ((إنّكم تختصمون إليّ، ولعلّ بعضكم ألحن بحجّته من بعض، فمن قضيت له بحقّ أخيه شيئًا، فإنّما أقطع له قطعةً من النّار))، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد يحكم بغير العلم، ويحكم بالظن، ويجوز أن يكون في حكمه مصيبًا وأن يكون مخطئًا، وأضاف الشيخ مقبل رحمه الله قيدا مهما لرأي ابن حزم، فقال: الصحيح أن الحديث إذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجب قبوله،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/405)
ونقول يجب قبوله ولا نقول: يجب العمل به، لأن العمل قد يكون واجبًا، وقد يكون محرمًا وقد يكون مكروهًا، وقد يكون مستحبًّا، وقد يكون مباحًا، ونقل ابن حزم هذا الرأي عن داود الظاهري والحارث بن أسد المحاسبي، كما في كتابه (الإحكام في أصول الأحكام)، ونقل الشيخ أحمد شاكر في الباعث الحثيث، اختيار ابن الصلاح للقطع بصحة ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما أو خرجه أحدهما، والعلم اليقيني النظري واقع به، واستثنى من ذلك أحاديث قليلة تكلم عليها بعض أهل النقد من الحفاظ، كالدارقطني وغيره، وهي معروفة عند أهل عذا الشأن، وليس معنى ذلك أنها غير صحيحة، وإنما غاية ما هناك أن اجماع الحفاظ قد فاتها، ثم نقل الشيخ أحمد، عن العراقي، هذا القول عن عدد من فقهاء المذاهب، وأكثر أهل الكلام من الأشاعرة، وابن كثير، والحافظ ابن حجر، ولكن يبدو والله أعلم، أن هذا يخالف ما سبق نقله من شرح النخبة آنفا، من تبني الحافظ رحمه الله، لمذهب متأخري الفقهاء، وبعد ذكر هذه الأقوال، رجح الشيخ أحمد رحمه الله، ما ذهب إليه أصحاب هذا القول (أي أنها تفيد العلم اليقيني).
ومن أبرز من تكلم في هذه المسألة:
البخاري، حيث أفرد لهذه المسألة بابا من أبواب صحيحه، فقال: باب: ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق في الآذان والصلاة والصوم والفرائض والأحكام، وأورد في هذا الباب أخبارا تدل على ما ترجم له.
والشافعي في الرسالة، حيث قال: الحجة في تثبيت خبر الواحد، ثم ساق الأدلة على ذلك، فلا حجة بعد ذلك فيما نقله ابن عبد البر من أن الشافعي يذهب إلى إثبات العلم دون العمل بأحاديث الآحاد.
وأشار أبو المظفر السمعاني إلى أن القول بأن أحاديث الآحاد لا تفيد العلم أو العمل قول محدث لا أصل له، فهو من بدع الجهمية والمعتزلة لرد أحاديث الصفات التي تخالف مذهبهم المنحرف في نفي صفات الباري عز وجل، ومعظمها أخبار آحاد، فقال: وهذا رأس شغب المبتدعة في رد الأخبار، وطلب الدليل من النظر والإعتبار، وقال في موضع آخر: وإنما هذا القول الذي يذكر أن خبر الواحد لا يفيد العلم بحال، ولا بد من نقله بطريق التواتر لوقوع العلم به، شيء اخترعته القدرية والمعتزلة، وكان قصدهم منه رد الأخبار، وتلقفه منهم بعض الفقهاء الذين لم يكن لهم علم في العلم وقدم ثابت، ولم يقفوا على مقصودهم من هذا القول، ولو أنصف الفرق من الأمة لأقروا بأن خبر الواحد يوجب العلم، فإنهم تراهم مع اختلافهم في طرائقهم وعقائدهم يستدل كل فريق منهم على صحة ما يذهب إليه بالخبر الواحد، ونبه إلى خطورة هذا القول، لأنه في النهاية يؤدي إلى جرح الصحابة رضي الله عنهم، الذين هم نقلة هذه الأخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا ما حدث فعلا من بعض رؤوس البدع، كعمرو بن عبيد الذي كان يشتم الصحابة رضي الله عنهم، حيث قال: فإذا قلنا: أن خبر الواحد لا يجوز أن يوجب العلم، حملنا أمر الأمة في نقل الأخبار على الخطأ، وجعلناهم لاغين، مشتغلين بما لا يفيد أحدا شيئا، ولا ينفعه، ويصير كأنهم قد دونوا في أمور ما لا يجوز الرجوع إليه والإعتماد عليه، وربما يرتقي هذا القول إلى أمر أعظم من هذا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أدى هذا الدين إلى الواحد فالواحد من أصحابه، ليؤدوه إلى الأمة، ونقلوا عنه، فإذا لم يقبل قول الراوي لأنه واحد، رجع هذا العيب إلى المؤدي، نعوذ بالله من هذا القول الشنيع، والإعتقاد القبيح.
وتصدى الدكتور عبد الكريم زيدان، في الوجيز لتقرير مذهب أهل السنة والجماعة بعدة أدلة، من أبرزها:
¨ أولا: قوله تعالى: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)، والطائفة في اللغة تطلق على الواحد، فلولا أن خبر الواحد حجة في العمل، لما كان لإنذار من يتفقه في الدين فائدة.
¨ ثانيا: تواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إرسال أمرائه وقضاته ورسله وسعاته إلى الآفاق، وهم آحاد، ولا يرسلهم إلا لقبض الصدقات، وحل العهود وتقريرها، وتبليغ أحكام الشرع، فدل ذلك على حجية خبرهم، كما في بعثه صلى الله عليه وسلم معاذا لأهل اليمن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/406)
¨ ثالثا: إن العامي، بالإجماع مأمور بإتباع مفتيه وتصديقه، مع أنه ربما يخبره عن ظنه، فالذي يخبر بالسماع عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع كونه ثقة، أولى بالتصديق والقبول، والعمل بخبره.
¨ رابعا: إننا مأمورون بالحكم بشهادة اثنين، مع أن هذه الشهادة تحتمل الكذب، فلو كان العمل بها لا يجوز إلا بإنتفاء إحتمال الكذب بصورة قاطعة، لما عملنا بها، فالعمل بخبر الآحاد، أولى بلا شك.
¨ خامسا: إجماع الصحابة رضي الله عنهم، في حوادث لا تحصى على قبول خبر الواحد، والعمل به، فأبو بكر رضي الله عنه أعطى الجدة السدس، لورود الخبر بذلك، وعمر رضي الله عنه ورث المرأة من دية زوجها، كما في حديث الضحاك بن سفيان، لورود السنة بذلك، وهي سنة آحاد، وأخذ الجزية من المجوس بسنة آحاد أيضا، وهكذا فعل بقية الصحابة رضي الله عنهم.
وممن تصدى لهذه المسألة، الحويني حفظه الله، فقال في فتوى له عن أحاديث الآحاد، ما نصه:
لا يقول هذا القول (أي رد أحاديث الآحاد) إلاَّ أهل البدع حتى يفروا من الالتزامات التى ألزمها إياهم أهل السنة، ويكفى فى رد هذا الكلام حديث واحد هو حديث أن النبى صلى الله عليه وسلم أرسل معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن وقال له: " إنك تأتى أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة الا إله إلاَّ الله و أنى رسول الله " هل هذه عقيدة أم لا؟؟. . . عقيدة طبعا، والسؤال: هل قامت الحجة على أهل اليمن بكلام معاذ أم لا؟
إذا قلت لم تقم فإنك إذن تتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه أرسل إلى القوم من لا تقوم به الحجة! و يتنزه صلى الله عليه وسلم من ذلك.
وقد صح أن النبى صلى الله عليه وسلم أرسل بعد معاذ أبو موسى الأشعري إلى اليمن. والإثنان داخلان فى خبر الآحاد وبهما قامت الحجة.
و قد نقل ابن حزم الإجماع على أنه لو أرسل إمام المسلمين رسولا إلى بلاد الكفر يدعوهم للإسلام فإن قبلوا و أسلموا فقد قامت الحجة ببلاغ هذا الرسول و إن لم يقبلوا حلت دمائهم و أموالهم و الأصل فى الدماء و الأموال العصمة فكيف تحل بخبر واحد؟
وللإمام ابن القيم كتاب كسر فيه أصنام الجهمية صنما صنما و من ضمن هذه الأصنام أن خبر الواحد لا يحتج به فى العقيدة و الكتاب اسمه " الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة " اهـ، بتصرف يسير.
إستشكال: قد يحتج، البعض بعدم قبول أبي بكر رضي الله عنه، لقول محمد بن مسلمة رضي الله عنه، في مسألة توريث الجدة، حتى عضده قول المغيرة رضي الله عنه، والرد على هذا، بأننا، إن سلمنا بصحة هذا الخبر، فإننا لا نسلم بصحة هذا الإستدلال، وخير ما يقال في هذا الموضع، قول الذهبي رحمه الله: فعل ذلك للتثبت في الرواية، وللإحتياط في الضبط، لا لتهمة أو سوء ظن، ولو سلمنا للمخالف جدلا، فيقال عندئذ: هل متابعة المغيرة رضي الله عنه لمحمد بن مسلمة رضي الله عنه، رفعت الحديث عن مرتبة الآحاد، بالتأكيد لا فهو من الناحية الإصطلاحية لم يرتق عن مرتبة الآحاد، وإنما غاية ما هناك، أنه ارتقى من الغريب إلى العزيز، وكلاهما آحاد، وكذا حديث: (إنما الأعمال بالنيات)، فهو عمدة في كثير من المسائل، بل إننا لا نبالغ إذا قلنا بأنه أصل من أصول الدين، ومع ذلك، فقد استمر تفرد رواته به، حتى الطبقة الرابعة، كما هو معلوم، فهل يجوز لنا تعطيل هذا الأصل، وقد تلقته الأمة بالقبول، لمجرد هذا التفرد؟، مع العلم بأنه جاء في رواية، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قاله على المنبر، وهذا أدعى لإشتهاره، ومع ذلك لم يثبت عن عمر رضي الله عنه، إلا من طريق واحد، ومع هذا لم يستشكل أحد من أهل العلم المعتبرين، هذا التفرد، ولم نر أحدا رد هذا الحديث، بحجة التفرد، وما قيل في رد هذه الشبهة، يقال في رد شبهة، حديث الإستئذان، حيث طلب عمر رضي الله عنه، شاهدا لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حتى يقبل حديثه، فهو رحمه الله، لم يفعل ذلك، لتهمة أو سوء ظن، أو ليقرر عدم جواز الإحتجاج بخبر الواحد، لأنه هو نفسه، قبل خبر الواحد في عدة وقائع، كما سبق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/407)
مسألة: بعد أن تعرضنا لحكم خبر الآحاد، تتبقى مسألة، ورد ذكرها في كتب المصطلح، وهي خبر الواحد المحتف بالقرائن، وممن تكلم على هذه المسألة، الشيخ الدكتور محمود الطحان في كتابه " تيسير مصطلح الحديث"، حيث قال بأن هذه الأمور الزائدة التي اقترنت بخبر الآحاد، زادته قوة، ورجحته على خبر الآحاد الذي لم تقترن به هذه الأمور، ومن أبرزها:
أولا: ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما، مما لم يبلغ حد التواتر، فقد احتف به قرائن منها:
جلالتهما في هذا الشأن.
تقدمهما في تمييز الصحيح من غيره.
تلقي العلماء لكتابيهما بالقبول، وهذا التلقي وحده، أقوى في إفادة العلم من مجرد كثرة الطرق القاصرة عن التواتر، ويحسن بنا هنا أن نفصل أكثر في مسألة درجة أحاديث الصحيحين، كالتالي:
إننا إن سلمنا بأن أحاديث الآحاد ظنية الثبوت، فإن أحاديث الصحيحين، قد تلقتهما الأمة بالقبول، فكأن كل الأمة غلبت الظن في صحتهما، وهذا في حد ذاته، كما قرر ابن الصلاح رحمه الله، يرتقي بأحاديثهما، إلى مرتبة قطعي الثبوت، لأن ظن الأمة بأكملها معصوم، فهذا يماثل إجماع مجتهدي الأمة على حكم شرعي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل مجتهد قد غلب ظنه، فلما انضمت ظنونهم إلى بعضها ارتقت لمرتبة اليقين، إذ يستحيل أن تجتمع الأمة على خطأ، والله أعلم.
وقد خالف النووي والعز بن عبد السلام رحمهما الله، في هذه المسألة، وقالا، بأن هذا الإجماع لا يستفاد منه إلا إجماع الأمة على العمل بالحديث الصحيح (أي إذا توفرت فيه شروط الصحة الإصطلاحية)، والرد على هذا القول بـ:
¨ الإحتجاج بأن أكثر المحدثين والأصوليين، أقروا نسبة هذه الأحاديث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، نسبة قولية، لا نسبة إصطلاحية.
¨ أننا إذا قلنا بأن الإجماع، هو إجماع على العمل بها، فأي فضل يبقى لأحاديث الصحيحين، وقد تقرر عند العلماء وجوب العمل بكل حديث توفرت فيه شروط الصحة الإصطلاحية، وإن لم يكن في الصحيحين؟، ولم يرتض النووي رحمه الله، القول بأن القرائن المحتفة بأحاديث الصحيحين، تغني عن العدد الكثير المشترط في التواتر.
ثانيا: (أي من المحتف بالقرائن): المشهور إذا كانت له طرق متباينة سالمة كلها من ضعف الرواة والعلل.
ثالثا: الخبر المسلسل بالأئمة الحفاظ المتقنين حيث لا يكون غريبا، كالحديث الذي يرويه أحمد عن الشافعي ويرويه الشافعي عن مالك ويشارك أحمد غيره في الرواية عن الشافعي ويشارك الشافعي كذلك غيره في الرواية عن مالك.
مسألة: قرر الماوردي رحمه الله، في مسألة القراءات الشاذة، أنها تعامل معاملة خبر الآحاد، إن نسبها قائلها للرسول صلى الله عليه وسلم، أو إلى القرآن، ومن أبرز الأمثلة على ذلك: حديث عائشة رضي الله عنها: كان فيما نزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهن فيما يقرأ من القرآن، فقد نسبت عائشة الرضعات العشر إلى القرآن، وعليه تعامل هذه القراءة، كخبر آحاد، والله أعلم.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[31 - 07 - 04, 03:08 ص]ـ
الأخ الكريم أبو المسور المصرى جزاكم الله خيرًا ولكنى لم أقرأ ردكم إلا الآن فقد كان هناك خلل فى رفع الموضوع فضلاً عن التكرار!!!!!
وعلى كل فهى مشاركة على قدر كبير من الأهمية وسوف نستفيد منها إن شاء الله تعالى ونرجو من الإخوة والمشايخ الفضلاء مناقشة تلك النقاط التى تفضلت بعرضها حتى تعم الفائدة
ـ[ابو حذيفة البستاني]ــــــــ[20 - 05 - 07, 02:21 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو المسور المصري فوالله لقد استفدت كثيرا من هذا الموضوع ............... أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك(33/408)
ما معنى حديث (ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت زوجها .. )
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - 07 - 04, 02:02 ص]ـ
السلام عليكم
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ قَال سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ أَبِي الْجَعْدِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ أَنَّ نِسَاءً مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَوْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ دَخَلْنَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ أَنْتُنَّ اللَّاتِي يَدْخُلْنَ نِسَاؤُكُنَّ الْحَمَّامَاتِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
((مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا هَتَكَتْ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا)) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
هل معنى هذا الحديث أنه لا يجوز للنساء القياس في الغرف المخصصة لقياس الملابس في المحلات؟ (يعني لا يجوز لهن وضع ثيابهن في أي مكان غير بيت زوجها؟ كبيت والديها أو أحد قريباتها مثلا؟ لحاجة كتغيير ملابسها؟)
أم المقصود أنه لا يجوز للمرأة اظهار عورتها لغير زوجها؟
أرجو إفادتي بارك الله فيكم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 04:32 ص]ـ
أخي الفاضل
هذا الحديث منقطع لا يصح
ومما يدل على ذلك أيضا تحسين الترمذي له
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - 07 - 04, 06:34 ص]ـ
كل روايات هذا الحديث ضعيفة؟؟
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:56 ص]ـ
نأسف يا أخي العقيدة ولكني كتبت رد لك ولكن كنت مستعجلا جدا ولم استطع انتظاره حتى يحمل ما كتبت على المنتدى ولضعف الاتصال عندي عفانا الله واياك , فإني قد سمعت في لقاء مع الشيخ عبد المحسن الزامل حفظه الله يقول عندما سأل عن هذا الحديث:
لم أقف على شرح وافي لهذا الحديث ولكن الذي يظهر لي من كلمة (هتكت) أن هناك هتك لامر محرم وأن ليس المقصود مجرد نزع لباسها وإنما المقصود أنها نزعت لباسها لغرض محرم , والمرأة يجوز لها نزع لباسها للحاجة اذا كانت في بيت اهلها وغير ذلك من الحوائج. أ. هـ
والمعذرة فإني نقلته من ذاكرتي
والسلام عليكم
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي وهدى أعصابك أخي الحبيب ..
وإليك هذا أخي العزيز ..
570) باب تحريم نزع المرأة ملابسها في غير بيت زوجها:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى) صحيح-أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه .. قال الشيخ سليم الهلالي: إسنادة صحيح، صححه الحاكم والذهبي والشوكاني وغيرهم.
عن أم الدرداء رضي الله عنها: خرجت من الحمام فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أين يا أم الدرداء؟ قلت: من الحمام، فقال: (والذي نفسه بيده ما من امرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن) صحيح-أخرجه أحمد، والدولابي بإسنادين أحدهما ضعيف فيه أبن لهيعة والآخر صحيح،والله أعلم.
من فقه الباب/
1) تحريم خلع المرأة ملابسها في غير بيتها أو بيت أحد من أمهاتها.
2) لا يحمل للمرأة دخول الحمامات لأن فيها تكشف العورات وكذلك ما كان مثلها مثل صالونات التجميل أو المسابح.
(موسوعة المناهي الشرعية في صحيح السنة النبوية، المجلد الثالث، صفحة 198،كتاب اللباس، الشيخ سليم الهلالي حفظه الله تعالى)
والله الموفق ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 09:12 ص]ـ
أخي رياض
هذا نص كلام الشيخ الزامل من لقائه في قناة المجد
الحديث لا باس به والحديث فيه أشكال أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ما بينها وما بين ربها من حرمه أو من حجاب هذا يظهر والله اعلم في ما تبين والله اعلم سبق أن نظرت في شروحه لكنى وجدت ما ظهرت لكن تأملت هذا الخبر وجدت كلاما وتبين لي والذي يظهر لي والله اعلم أنها أنها أيما امرأة نزعت فقد هتكته هتكته ولهذا يقول البعض هل يجوز أن تنزع المرأة في بيت أهلها هل يجوز أن تنزع ثيابها في بيت أخواتها للحاجة كي تغير وتستحم مثلا إلي حاجة وما أشبه ذلك الظاهر والله اعلم انه في الحديث انه لا باس للمرأة لا بأس للمرأة في بيتها لا باس أما في غير بيت زوجها نقول أن للمرأة نزعها ثيابها على صنفين الأمر الأول للحاجة مثل أن تريد أن تغير لأجل أن تلبس ثياب أخرى لأجل مثلا مناسبة أو أن تنزع ثيابها من اجل الاغتسال فهذا لا باس به وكل امرأة .......
الأمر الثاني أن تنزع ثيابها في غير بيت زوجها أشار إلى انه أمر ينافى الستر ثم ذكر كلمة هتكته هذا الذي يظهر لي فيه والهتك يدل على انه فيه شيء من الظهور في وجه من عدم التستر وعدم الحجاب والمرأة لا تكون هاتكة إلي جرامات الله إلا إذا ارتكبت أمرا محرما بمعنى أنها تكون هتكت حرمة الله وتبرجت مثل ما يفعل كثير من النساء تهتك الحرمة وتتبرج في ثياب فاضحة في بعض المناسبات وبعض الزواجات هذا الذي يكون فيه الهتك أما إذا وضعته على وجه لا تهتك فيه ولا إزالة للتستر فلا باس فيه فالمرأة في الغالب أنها لا تنزعه والمرأة تكون في بيتها مدة طويلة لأسباب أو لسفر أو ربما تبقى لحاجة وتحتاج وهذا الذي يظهر لي بعد التأمل في الخبر وهذا يكون على هذا الوجه وعلى هذا يكون الهتك والنزع على الوجه الذي يكون الوجه المحرم بلباس غير محتشم سواء بين النساء أو بين الرجال من جهة التبرج هذا ما ظهر لي بعد الخبر والنظر.
http://www.almajdtv.com/prgs/archive/gawab/gawab-13-06-2004.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/409)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 12:06 م]ـ
الحديث يحتمل أمرين:
الأول: الحقيقة اللغوية من مجرد وضع الثياب , وعلى هذا يدخل في ذلك أي وضع للثياب من قبل المرأة في أي مكان غير بيت زوجها أو من يحل لها وضع الثياب فيه كأمهاتها ونحوهم.
الثاني: الحقيقة التركيبية , وتكون عند ذلك من باب الكناية , كقولهم (هزيل الفصيل وجبان الكلب) يقصدون بذلك لازم معناه.
والذي يترجح الأول , وذلك لوجهين:
الوجه الأول: دلالة سياق حديث أم الدرداء , فإنه يوضح المعنى.
الوجه الثاني: أن الأصل في الكلام الحقيقة , ولا يحمل على غير ذلك إلا بدليل.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:27 م]ـ
روى مسلم في صحيحه وغيره:
عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال والله مالك علينا من شيء فجاءت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فذكرت ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ثم قال: تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنينى قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد فكرهته ثم قال انكحى أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت"
وفي رواية الموطأ"
"ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدي عند عبد الله بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده "
رواية الترمذي:
" إن بيت أم شريك بيت يغشاه المهاجرون ولكن اعتدي في بيت ابن أم مكتوم فعسى أن تلقي ثيابك ولا يراك"
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[07 - 06 - 05, 02:42 م]ـ
مشايخنا الكرام ... بارك الله فيكم و نفع بكم ...
شيخنا مصطفى الفاسي ... جزاك الله خيرا .... هل تقصد أن الحديث يخالف ما هو أصح منه؟!
و هل يمكن الجمع بينهما بأن يكون المقصود من الحديث الأول كما قال الشيخ الزامل فى شرحه للحديث؟!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 05:14 م]ـ
الذي اطمأن إليه قلبي في شرح الحديث ما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم عن عائشة رضي الله عنها بلفظ: (أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله). ورواه أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي عن أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: (أيما امرأة نزعت ثيابها خرق الله عز وجل عنها ستره) ومراده صلى الله عليه وسلم والله اعلم: منعها من التساهل في كشف ملابسها في غير بيت زوجها على وجه ترى فيه عورتها، وتتهم فيه لقصد فعل الفاحشة ونحو ذلك، أما خلع ثيابها في محل آمن، كبيت أهلها ومحارمها لإبدالها بغيرها، أو للتنفس ونحو ذلك من المقاصد المباحة البعيدة عن الفتنة – فلا حرج في ذلك.
وبالله التوفيق.
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء 17/ 224
" بواسطة موقع الشيخ المنجد "
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[07 - 06 - 05, 06:30 م]ـ
شيخنا إحسان العتيبي ... بارك الله فيك و جزاك خيرا ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 01:45 ص]ـ
وفيك بارك وجزاك الله خيرا
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم
شيوخنا الأفاضل
_ هل يجوز الجمع بين الحديث الصحيح وغيره مما لا يرتقي إلي درجة الصحة؟؟؟
_ مناقشة فقه الحديث إنما تحصل بعد ثبوت السند.
شيخنا الأمين حفظه الله تعالي:
قلتم: (أخي الفاضل
هذا الحديث منقطع لا يصح
ومما يدل على ذلك أيضا تحسين الترمذي له)
معذرة لم أفهم مقصود هذه العبارة
برجاء التوسع قليلا في شرح معناها
والسلام عليكم
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 12:24 م]ـ
قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك)
لا يعارض به حديث الباب قبل ذلك , بل هو توكيد للقاعدة التي قررها ابن القيم: (الضرورات تبيح ما حرم لذاته , والحاجات تبيح ماحرم لغيره سداً للذريعة).
ـ[خطاب بن علي الشنقيطي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 01:01 م]ـ
السلام عليكم
بعد ثبوت اسناد الحديث نقول الكل يسمع ما يحصل في غرف اختبار الالبسة
فالواقع معلوم والحكم لله
والسلام عليكم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 01:11 م]ـ
وهو ما يطلقون عليه أنه محرم تحريم الوسائل لا تحريم المقاصد
لكن يا شخنا العتيبي، منذ فترة وأنا أبحث عن هذه العبارة عند ابن القيم فأين عساني أجدها في كتبه، فإن كان ذلكم حاضرا لديكم فتفضلوا بذكر الكتاب ورقم الصحبة، فإني أبحث عنه كثيرا.
وهناك شيء آخر، إيذن لي بمخالفتك فيه وهو أن حديث فاطمة بنت قيس من باب الحاجات لا من باب الضرورات،
لأن الضرورات تبيح المحظورات سواء كانت محرمة لذاتها أو لغيرها على حد سواء، فلعلها زلة كيبورد (لوحة المفاتيح) _ابتسامة_
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/410)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 03:45 م]ـ
- وتحريم الحرير: إنما كان سداً للذريعة؛ ولهذا أبيح للنساء وللحاجة والمصلحة الراجحة، وهذه قاعدة: " ما حرم لسد الذرائع، فإنه يُباح عند الحاجة والمصلحة الراجحة "، كما حرم النظر سداً لذريعة الفعل، وأبيح منه ما تدعو إليه الحاجة والمصلحة الراجحة، وكما حرم التنفل بالصلاة في أوقات النهي سداً لذريعة المشابهة الصورية بعبادة الشمس وأبيحت للمصلحة الراجحة، وكما حرم ربا الفضل سداً لذريعة ربا النسيئة، وأبيح منه ما تدعو إليه الحاجة من العرايا. اهـ زاد المعاد 4/ 70.
- ما حرم سداً للذريعة، أخف مما حرم تحريم المقاصد. اهـ إعلام الموقعين 2/ 159.
- وأما القول على الله بلا علم، فهو أشد هذه المحرمات تحريماً، وأعظمها إثماً؛ ولهذا ذكر في المرتبة الرابعة من المحرمات التي اتفقت عليها الشرائع والأديان، ولا تباح بحال، بل لا تكون إلا محرمة، وليست كالميتة والدم ولحم الخنزير الذي يباح في حال دون حال.
فإن المحرمات نوعان: " محرم لذاته ": لا يباح بحال، و " محرم تحريماً عارضاً " في وقت دون وقت، قال الله تعالى في المحرم لذاته: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن}، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال: {والإثم والبغي بغير الحق}، ثم انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال: {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، فهذا أعظم المحرمات عند الله، وأشدها إثماً؛ فإنه يتضمن الكذب على الله ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته وإثبات ما نفاه، وتحقيق ما أبطله وإبطال ما حققه، وعداوة من والاه وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه وبغض ما أحبه، ووصفه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله.
فليس في أجناس المحرمات أعظم عند الله منه ولا أشد إثماً، وهو أصل الشرك والكفر، وعليه أُسست البدع والضلالات، فكل بدعة مضلة في الدين أساسها القول على الله بلا علم. اهـ مدارج السالكين 1/ 372.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 06 - 05, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا أشرف على هذا النقول الطيبة،
فتلكم كانت هي ضالتي،
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:52 م]ـ
موضوع حيّرني كثيرا والحمد لله أني وجدت ضالّتي هنا
جزاكم الله خيرا(33/411)
مسألة هامة وضرورية أفتونا بها
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 02:06 ص]ـ
رجل جمع مال لأن يضم دار لتوسيع المسجد مبلغ قدره / 600000/ل س.
اشترى الدار ودفع عربونها ونظراً لمعاملة حصر الأرث والتطويل بمدتها عرضة له صفقة تجارة يتحمل خسارتها هو من كيسه والربح يضمه إلى /600000/ ل س فهل يجوز له أن يقدم إلى هذا الأمر أم لا؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 07 - 04, 05:57 م]ـ
إلى أخي الكريم: وهج البراهين
سؤالكم عن رجل جمع مالا ليشتري به بيتا ويضمه إلى المسجد ولكن فترة تخليص البيت وإنهاء المعاملة طالت فأراد أن يتاجر في هذا المال ليزيده ويضمن الخسارة إن كانت ويضع الربح مع هذه النقود؟
عملك هذا جيد ومأجور عليه وعليه العمل في الأعمال الخيرية
المقرئ
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[03 - 07 - 04, 06:49 م]ـ
لست أفتي لأني لست بشيخ
لكن الأقرب المنع
لأن يده يد أمان
وقوله يضمن لا يؤثر في الحكم
فما تراه يفعل إن ضيع المالين معا ماله ومال المسجد
والله تعالى أعلم
بانتظار كلام شيوخنا الكرام جزاهم الله تعالى خيرا
أخي الكريم وهج البراهين
حبذا لو كان عنوان الموضوع يرتبط مباشرة بمضمونه فيستطيع القارىء تقدير ما في الموضوع قبل قراءتة
بالنسبة لي نادرا ما أفتح مواضيعا كهذه لعدم معرفتي مضمونها.
أخوك أبو بكر(33/412)
هل الإمام الصنعاني شيعي زيدي؟
ـ[أبو حسين]ــــــــ[03 - 07 - 04, 07:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعنا كثيرا ان الإمام الصنعاني شيعي زيدي فمن لديه أي دليل على
ذلك؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 07 - 04, 09:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحلتني الى كتاب الشوكاني وهذا يلزم منه أنكم على معرفة بالصنعاني
السؤال
هل كان الصنعاني في يوم من الأيام من الزيدية؟
فان كان الجواب بالنفي فلاداعي للخوض في الموضوع
وان كان الجواب بغير ذلك فما الدليل على أنه تحول من مذهب الزيدية بالكلية
الذي يهمني انه كان في يوم من الأيام من الزيدية
واثار التشيع باقية في كتبه خذ هذا المثال
(-". والحديث دليل على وجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في الصلاة لظاهر الأمر أعني قولوا وإلى هذا ذهب جماعة من السلف والأئمة والشافعي وإسحق ودليلهم الحديث مع زيادته الثابتة ويقتضي أيضاً وجوب الصلاة على الآل وهو قول الهادي والقاسم وأحمد بن حنبل ولا عذر لمن قال بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مستدلاً بهذا الحديث من القول بوجوبها على الآل إذ المأمور به واحد ودعوى النووي وغيره الإجماع على أن الصلاة على الآل مندوبة غير مسلمة بل نقول الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لا تتم ويكون العبد ممتثلاً بها حتى يأتي بهذا اللفظ النبوي الذي فيه ذكر الآل لأنه قال السائل: كيف نصلي عليه فأجابه بالكيفية إنها الصلاة عليه وعلى آله فمن لم يأت بالآل فما صلى عليه بالكيفية التي أمر بها فلا يكون ممتثلاً للأمر فلا يكون مصلياً عليه صلى الله عليه وسلم وكذلك بقية الحديث من قوله: كما صليت إلى آخره يجب إذ هو من الكيفية المأمور بها ومن فرق بين ألفاظ هذه الكيفية بإيجاب بعضها وندب بعضها فلا دليل له على ذلك. وأما استدلال المهدي في البحر على أن الصلاة على الآل سنة بالقياس على الأذان فإنهم لم يذكروا معه صلى الله عليه وسلم فيه فكلام باطل فإنه كما قيل لا قياس مع النص لأنه لا يذكر الآل في تشهد الأذان لا ندباً ولا وجوباً ولأنه ليس في الأذان دعاء له صلى الله عليه وسلم بل شهادة بأنه رسول الله والآل لم يأت تعبد بالشهادة بأنهم آله ومن هنا تعلم أن حذف لفظ الآل من الصلاة كما يقع في كتب الحديث ليس على ما ينبغي وكنت سئلت عنه قديماً فأجبت أنه قد صح عند أهل الحديث بلا ريب كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهم رواتها وكأنهم حذفوها خطأ تقية لما كان في الدولة الأموية من يكره ذكرهم ثم استمر عليه عمل الناس متابعة من الآخر للأول فلا وجه له. وبسطت هذا الجواب في حواشي شرح العمدة بسطاً شافياً وأما من هم الآل ففي ذلك أقوال الأصح أنهم من حرمت عليهم الزكاة فإنه بذلك فسرهم زيد بن أرقم والصحابي أعرف بمراده صلى الله عليه وسلم فتفسيره قرينة على تعيين المراد من اللفظ المشترك وقد فسرهم بآل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس. فإن قيل يحتمل أن يراد بقوله: إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا أي إذا نحن دعونا لك في دعائنا فلا يدل على إيجاب الصلاة عليه في الصلاة قلت الجواب من وجهين الأول المتبادر في لسان الصحابة من الصلاة في قوله صلاتنا الشرعية لا اللغوية والحقيقة العرفية مقدمة إذا ترددت بين المعنيين. الثاني أنه قد ثبت وجوب الدعاء في آخر التشهد كما عرفت من الأمر به والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء واجبة لما عرفت من حديث فضالة وبهذا يتم إيجاب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بعد التشهد قبل الدعاء الدال على وجوبه.)
انتهى
وكلامه على الدولة الأموية باطل والعلماء لم يكونوا يمارسون التقية
فالزهري رحمه الله انتقد على الخليفة الذي عرض بعلي رضي الله عنه
وهكذا كان العلماء فهذا الكلام باطل
وانظر كلامه حول الفئة الباغية
وكلامه في شرح كتاب ابن دقيق العيد
الخ
ونقله لمذهب الزيدية وقوله على أئمتهم عليه السلام
فيقول امام المذهب الامام الهادي عليه السلام ونحو ذلك وثنائه على أئمة الزيدية
قال شيخناالعلامة ابن باز رحمه الله
(((ما كان يحسن من الشارح أن يذكر خلاف الإمامية لأنها طائفة ضالة وهي من أخبث طوائف الشيعة
وقد سبق للشارح أن خلاف الزيدية لايعتبر والإمامية شر من الزيدية وكلاهما من الشيعة وليسوا أهلا لأن يذكر خلافهم في مسائل الإجماع والخلاف والله أعلم
)
)
انتهى
حاشية الفتح (2/ 265)
ـ[أبو حسين]ــــــــ[06 - 07 - 04, 06:18 م]ـ
جزاك الله خير أخي الحبيب ولكن هل صرح أحد من العلماء ان الصنعاني زيدي؟(33/413)
* * مقدمة رسالة الماجستير للشيخ: مقبل الوادعي -رحمه الله- بصوته * *
ـ[أبو بيان]ــــــــ[03 - 07 - 04, 10:35 م]ـ
* هذه مقدمة رسالة الماجستير للشيخ: مقبل الوادعي -رحمه الله- بصوته.
وهي متضمنة للتعريف به, ثم تعريفه برسالته.
رابط السماع:
http://www.sohari.com/nawader_v/monawa3/listen/meqbl-wad3y-magesteer-1.ram
رابط الحفظ:
http://www.sohari.com/nawader_v/monawa3/meqbl-wad3y-magesteer-1.ram
وهو منقول للفائدة.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[04 - 07 - 04, 04:55 م]ـ
مناقشةُ الشيخِ مقبلِ الوادعي لرسالةِ الماجستير استمعت إليها قديماً في ثلاثةِ أشرطةٍ، وكانت مناقشةً ساخنةً جداً، وقد أهداني إياها أحد طلابِ الجامعةِ الإسلاميةِ.
وجزى اللهُ الأخ أبا بيان على نقلِ هذا المقطع الصوتي.
ـ[أبو بيان]ــــــــ[06 - 07 - 04, 09:53 ص]ـ
الشيخ/ عبد الله زقيل
شكر الله لك,
وهذا بعض حقِّ هذا الملتقى الذي استفدنا منه الكثير.(33/414)
* * ميزات كتب السنن للشيخ: حماد الأنصاري -رحمه الله- بصوته * *
ـ[أبو بيان]ــــــــ[03 - 07 - 04, 10:40 م]ـ
* هذا مقطع من حديث للشيخ رحمه الله عن السنن الأربعة وأهميتها وما اختص به كلٌّ منها.
رابط الاستماع:
http://www.sohari.com/nawader_v/doroos/listen/7ammad-ansary-sunan.ram
رابط الحفظ:
http://www.sohari.com/nawader_v/doroos/7ammad-ansary-sunan.ram
منقول للفائدة والدعاء.(33/415)
* * شبهات حول السنة "خبر الآحاد" للشيخ: عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- بصوته * *
ـ[أبو بيان]ــــــــ[03 - 07 - 04, 11:30 م]ـ
* هذا جواب للشيخ: عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله تعالى- في رد شبهات حول السنة, وبالأخص خبر الآحاد وحُجِّيَّتِه.
رابط الاستماع:
http://www.sohari.com/nawader_v/doroos/listen/3afify-sunnah.rm
رابط الحفظ:
http://www.sohari.com/nawader_v/doroos/3afify-sunnah.rm
منقول للفائدة والدعاء.(33/416)
دلوني على من اخذ عنه الاسناد في الحجاز
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[03 - 07 - 04, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل في الحجاز من العلماء المسندين ارجوا ممكن يعرف ان يدلني عليه
وله الاجر والامثوبه والدعاء مني بظهر الغيب
ـ[الحميدي]ــــــــ[05 - 07 - 04, 04:12 ص]ـ
أنصحك-أخي- بالتحصيل والتأصيل فلعله خير لك ولأمتك بارك الله فيك.(33/417)
سؤال في طلاق التي لم يظهر حملها بعد ثم تبين انها حامل فعلا
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[04 - 07 - 04, 01:05 ص]ـ
طلق زوجته طلاق بدعي في فترة الحيض ثم تبين بعد الطلاق انها كانت فترة حمل اولي فهل تعتبر الزوجة طالق والان هي حامل لشهور
وسؤال اخر امراة غربية تزوجت رجل عربي ولم يدخل بها لانها اكتشفت يوم الزواج انه يريد خداعها باخذ مالها بعد ان احضر لها ورقة مكتوب بالانجليزي عليها انها مدينة له بمبلغ عشرون الف دولار ويفعل ذلك في يوم زواجه فلم تدعه يدخل بها وخرجت من بلده في اليوم الثاني وكان يريد ايضا ان يستغلها ويسافر الي بلدها الغربية فماصحة عقد من هذا النوع
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[04 - 07 - 04, 11:50 م]ـ
هل من فقيه في المسألة اكرمكم الله؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 07 - 04, 01:41 ص]ـ
إلى الأخ الكريم ابن الشاطئ:
مسألتك معروفة ومشهورة وهي منصوصة في المختصرات فضلا عن المطولات
ولكن عن نفسي وعن بعض شيوخ الملتقى مما تلقيناه عن مشايخنا في نجد أن الإفتاء في مسائل الطلاق الأليق لطالب العلم أن لا يخوض فيها ويوحد الفتوى عن طريق المفتي أو من يوكل إليه الفتوى بذلك وقد كان شيخنا ابن عثيمين يوصي بذلك كثيرا
فإن كانت مسألتك مباحثة علمية فلا بأس بنقاشها وأنا أول المشاركين وأما إن كانت فتوى فأقترح أن تراسل أحدا ليستفتي لك المفتي
ولو كنت قريبا منه لكفيتك ذلك ووالله قد حز في نفسي حرصك على الجواب ولا أستطيع إجابتك
أخوك: المقرئ
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[06 - 07 - 04, 02:54 ص]ـ
طيب اخي خليها مباحث فقهية لانها مهمة الفهم ضرورية العلم نحتاجها في الغرب وهي من عموم البلوي هناويحتاج حتي ان تعرف الحدود الشرعية فيها كمسالة العقد الفاسد وهل يدخل السؤال الثاني فيه-والسؤال الاول اهم
اعتبرها مسئلة علمية تناقش وليس لها عين معينة انما هي مسالة يحتاج اليها في الغرب
احبك الله وجعلك من اهل وده ومحبته
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 07 - 04, 09:17 م]ـ
أخي ابن الشاطئ: مسألتك فيها
الأولى: قولك إن رجلا طلق امرأته في حيضها ثم تبين أنها حامل
فيه مسألة وهي: هل الحامل تحيض أم لا؟
هي مسألة خلافية بين أهل العلم:
فالمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة أنها تحيض
والمشهور عند أصحابنا الحنابلة وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي في القديم أنها لا تحيض وما رأته من الدم فهو دم فساد وهو مذهب جمهور التابعين واختيار كثير من المحدثين ولهم أدلة قوية في هذا
وعليه فمن رأى أنه حيض فقد طلقها طلاقا بدعيا ومن رأى أنه ليس بحيض فقد طلقها لعدتها وهي المسألة الثانية:
الثانية: طلاق الحائض هل يقع أم لا؟
جماهير الأمة ومنهم الأئمة الأربعة أنه يقع واستدلوا بأدلة كثيرة وقوية وحكى ابن عبد البر وابن المنذر الإحماع عليه: وقال ابن عبد البر: لم يخالف في ذلك إلا أهل البدع والضلال!! [وقد بالغ رحمه الله]
وقيل لا يقع وهو مذهب قلة من أهل العلم ومن بعض التابعين وهو قول السبعة وعليه فتوى كثير من مشايخنا ومن أفضل من بحث المسألة الإمام ابن رجب والإمام ابن القيم وشيخ الإسلام رحم الله الجميع
الثالثة: إذا طلق الرجل زوجته في طهر جامعها فيه ولم يستبن حملها فهو طلاق بدعي وهي مسألتنا هذه
فترجع المسألة الثانية: وهي من طلق في طهر جامع فيه هل تطلق ام لا على قولين كما سبق
المقرئ
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[06 - 07 - 04, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونتمني الاجابة علي السؤال الثاني
ثم اي قولين في الذي طلق زوجته في وقت ظن فيه انه وقت الحيض ولما لم يظهر حيض طلقها وبعد فترة اخبرته انها حامل وتبين فعلا انها كذلك
هل تقصد انها طلقها في طهر فتحسب طلقة او طلقها طلاق بدعي فتحسب ايضا طلقة كما ذهب اهل العلم وكما هو في اغاثة اللهفان؟(33/418)
افتونا مأجورين في الرضاع؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[04 - 07 - 04, 05:01 ص]ـ
رجل رضع اخوه من اخت زوجته من ناحية الأم فهل اخوه محرم لزوجته؟
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[04 - 07 - 04, 08:29 ص]ـ
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب)
فالذي يبدو من الصورة التي ذكرت , أن زوجتك أصبحت خالة أخيك من الرضاع , فيكون محرماً لهاً.
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[04 - 07 - 04, 03:26 م]ـ
لا يحتج الى فتوى فالامر سهل
وهو كما قال اخينا العتيبي
ان الزوجه هي خالة اخو زوجها لانه رضع من اختها لامها وكما انها خالت اولااد اختها فهي خالته لانه اصبح ابن اختها من الرضاع والله اعلم(33/419)
حكم كشف قدمي المرأة في الصلاة؟
ـ[أسنج]ــــــــ[04 - 07 - 04, 07:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أحد الإخوة قام بالبحث عن حكم كشف قدمي المرأة في الصلاة؟ أسأل هذا سؤال لأني سمعت الشيخ مشهور سلمان يقول أن صلاتها باطلة عند جمهور العلماء و أنا أريد زيادة من التفصيل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 07 - 04, 08:32 ص]ـ
صلاتها صحيحة في مذهب أبي حنيفة وهو ما رجحه شيخ الإسلام
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[04 - 07 - 04, 10:36 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8418&highlight=%E6%C7%E1%DE%CF%E3%ED%E4
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[04 - 07 - 04, 03:19 م]ـ
كشف المرأه كفيه وقدميها في الصلاة لا تبطل الصلاة
وهو قول شيخ الاسلام ورجحه شيخنا ابن عثيمين رحمه الله
ـ[أسنج]ــــــــ[05 - 07 - 04, 09:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا(33/420)
مختصر تاريخ النحو وطبقات النحاة.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[04 - 07 - 04, 07:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين:
لايخفى عليكم أيها الأحبة أن كثير من دارسي النحو , تمر عليه أسماء كثيرة في الشروح النحوية , ولايعلم عن أهلها إلا أسماءهم , فينبغي على كل طالب علم أن يلمَّ إلمامة بسيطة عن أشهر رجالات النحو ومذاهبهم , لاسيما إذا علمنا أن بعضهم كانوا معتزلة , فهذا ينبني عليه الحذر من اختياراتهم التي يترتب عليها آثار عقدية مخالفة للكتاب والسنة.
فعلم النحو كان يسمى في بداية ظهوره (علم العربية) قال ابن سلام في الطبقات: (وكان أول من استن العربية , وفتح بابها , وأنهج سبيلها , ووضع قياسها, أبو الأسود الدؤلي).
ثم هذا العلم مرَّ بأربعة مراحل وأطوار:
الأول: طور الوضع والتكوين وهو (بصري).
الثاني: طور النشوء والنمو وهو (بصري كوفي).
الثالث: طور النضوج والكمال وهو أيضاً (بصري كوفي).
الرابع: طور الترجيح والبسط (بغدادي وأندلسي ومصري وشامي)
فلعلي أنشط فأتكلم بشيء من الإختصار على تاريخ النحو وأشهر رجالاته.
هذا و صلى الله علي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.(33/421)
مختصر تاريخ النحو وطبقات النحاة
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[04 - 07 - 04, 07:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين:
لايخفى عليكم أيها الأحبة أن كثير من دارسي النحو , تمر عليه أسماء كثيرة في الشروح النحوية , ولايعلم عن أهلها إلا أسماءهم , فينبغي على كل طالب علم أن يلمَّ إلمامة بسيطة عن أشهر رجالات النحو ومذاهبهم , لاسيما إذا علمنا أن بعضهم كانوا معتزلة , فهذا ينبني عليه الحذر من اختياراتهم التي يترتب عليها آثار عقدية مخالفة للكتاب والسنة.
فعلم النحو كان يسمى في بداية ظهوره (علم العربية) قال ابن سلام في الطبقات: (وكان أول من استن العربية , وفتح بابها , وأنهج سبيلها , ووضع قياسها, أبو الأسود الدؤلي).
ثم هذا العلم مرَّ بأربعة مراحل وأطوار:
الأول: طور الوضع والتكوين وهو (بصري).
الثاني: طور النشوء والنمو وهو (بصري كوفي).
الثالث: طور النضوج والكمال وهو أيضاً (بصري كوفي).
الرابع: طور الترجيح والبسط (بغدادي وأندلسي ومصري وشامي)
فلعلي أنشط فأتكلم بشيء من الإختصار على تاريخ النحو وأشهر رجالاته.
وأسأل الله الإعانة والتيسير , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[04 - 07 - 04, 09:22 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا يا سلطان على هذه الفائدة
و هناك عدة كتب مفيدة في هذا الصدد .. الأول: (طبقات النحويين و اللغويين) لأبي بكر الزبيدي الأندلسي , الثاني: (انباه الرواة على أنباه النحاة) لجمال الدين القفطي , و الثالث: (بغية الوعاة في طبقات اللغويين و النحاة) للسيوطي , و هو من أجمع ما صنف في تراجم النحاة و اللغويين من صدر الاسلام الى أواسط القرن التاسع من الهجرة , فقد استفاد السيوطي من كتب السابقين و أضاف عليها , و اجتهد في جمع ذلك و استقصائه. رتب كتابه على حروف الهجاء. طبع الكتاب في جزأين سنة 1966 بالقاهرة. و الكتب الثلاثة بتحقيق الأستاذ الفاضل اللغوي المشهور محمد أبو الفضل ابراهيم. رحمه الله و رحم زمانه .. زمن التحقيق الجميل المتقن.
تنبيه: استفدت هذه الفائدة من كتاب (لمحات في المكتبة و البحث و المصادر) , تأليف الدكتور محمد عجاج الخطيب , طبع مؤسسة الرسالة , الطبعة السابعة عشرة , 1417 هجرية / 1997 م. ص: 335.
و الحمد لله
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[04 - 07 - 04, 07:39 م]ـ
أحسنت , وأول من ألف في ذلك أبو العباس المبرد , وضع كتاب (طبقات النحويين البصريين) , ثم صنف بعده أبو الطيب اللغوي كتابه مراتب النحويين , ثم السيرافي كتابه أخبار النحويين البصريين , وغيرهم.
وقصدي في هذا المقال هو:
الأول: كشف الخطوط العريضة في تارخ النحو , والأطوار التي مرَّ بها , وأشهر رجالاته الذين خطو له حدودا معروفة وأثروا وجددوا في هذا العلم , وكل ذلك باقتضاب شديد يفيد طالب العلم غير المتخصص (كأمثالي طبعاً).
الثاني: بيان من من النحاة كان على الجادة , ومن منهم كان فيه لوثة إعتزال أو كلام , وهذه هي الأهم في هذا المقال , وقد لاتجده في الكتب آنفة الذكر , إنما هي متفرقة في كتب كثيرة , و أسأل الله الإعانة على ذلك.
ـ[متأمل]ــــــــ[05 - 07 - 04, 10:28 ص]ـ
الحقيقة كتاب الأسعد في تاريخ النحو والمسمى الوسيط في تاريخ النحو ممتع جدا وقد أستفاد كثيرا من كتاب نشأة النحو .. والمجال فيه سعة لمن أراد أن يكتب فيه ... خاصة أن في الكتابين فترات تاريخية لم تستوفى وبعض الأعلام والمصنفات تحتاج خبيرا في الفن يصوغها لغير المتخصصين
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 07 - 04, 03:00 م]ـ
هناك كتاب مهم أيضا، أفاد فيه واضعه، ألا وهو:
الحلقة المفقودة في تاريخ النحو العربي لمؤلفه الدكتور عبد العال سالم مكرم
، طبع سنة 1977 بمؤسسة الوحدة بالكويت، و عدد صفحاته 419 صفحة.
و أذكر أنه طبع غير هذه الطبعة، لكن لا أذكر دار النشر.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[06 - 07 - 04, 06:00 ص]ـ
ولكن هل تعلمون كتاباً تكلم على مذاهب النحاة العقدية , حتى نلخصه ونفيد به الأخوة.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[06 - 07 - 04, 10:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا
يا سلطان اثابك خير
ونحن في انتظارك لنستفيد منك
ونسمع من اخبار القوم
والسلام عليكم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[07 - 07 - 04, 12:19 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العتيبي
ولكن هل تعلمون كتاباً تكلم على مذاهب النحاة العقدية , حتى نلخصه ونفيد به الأخوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
نعم ..
هناك كتاب اعتنى بعقيدة اللغويين و النحويين و المفسرين على حد سواء، ألا وهو:
الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير و النحو و اللغة
من إعداد وليد الزبيري و مجموعة من الباحثين معه.
صدر الكتاب في ثلاث مجلدات كبار
ضمن سلسلة إصدارات (الحكمة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/422)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 10 - 06, 09:52 م]ـ
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=727
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 12 - 06, 08:09 ص]ـ
هناك كتاب مهم أيضا، أفاد فيه واضعه، ألا وهو:
الحلقة المفقودة في تاريخ النحو العربي لمؤلفه الدكتور عبد العال سالم مكرم
، طبع سنة 1977 بمؤسسة الوحدة بالكويت، و عدد صفحاته 419 صفحة.
و أذكر أنه طبع غير هذه الطبعة، لكن لا أذكر دار النشر.
نعم شيخنا الفاضل طبعته مؤسسة الرسالة طبعة ثانية منقحة سنة 1993(33/423)
الموقف الصحيح من زلة العالم
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 07 - 04, 01:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فهذا موضوع هام بعنوان الموقف الصحيح من زلة العالم
من المعلوم شرعاً أنه لا معصوم من الخطأ إلا من عصمه الله عزوجل من عباده الأنبياء والرسل عليهم السلام فيما يبلغونه من رسالات ربهم فإن كل أحد يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الإمامان الجليلان مجاهد ومالك رحمهما الله:" ليس أحد من خلق الله يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم "
فكل إنسان غير المستثنين المذكورين مهما بلغ من ذروة الكمال والفضل والعلم هو عرضة للخطأ والنسيان وصدور الخطأ من بني آدم شيء محتوم لا ينكر قال الإمام الشاطبي رحمه الله بعد تقريره عصمة النبي صلى الله عليه وسلم:" وأما أمته فكل واحد منهم غير معصوم بل يجوز عليه الغلط والخطأ والنسيان فإمكان الخطأ والوهم باق ... "
وليس من شروط العالم أن لا يخطئ وما أحسن كلام الإمام الذهبي وأعدله في ترجمة الإمام أبي حامد الغزالي:" وما من شرط العالم أنه لا يخطئ "
وبعد أن ذكر الذهبي نماذج متنوعة من هفوات الغزالي وبعض ردود العلماء عليه قال: " ما زال الأئمة يخالف بعضهم بعضاً ويرد هذا على هذا ولسنا ممن يذم العالم بالهوى والجهل ". وقال رحمه الله في آخر ترجمته بعد أن ذكر ما له وما عليه:" فرحم الله الإمام أبا حامد فأين مثله في علومه وفضائله ولكن لا ندعي عصمته من الغلط والخطأ ولا تقليد في الأصول ".
قال الأمير العلامة الصنعاني رحمه الله:" وليس أحد من أفراد العلماء إلا وله نادرة ينبغي أن تغمر في جنب فضله وتجتنب ".
كم نرى في تاريخنا الإسلامي من هفوات لسان وزلات قدم وشذوذ قلم ظهرت من أساطين العلم وعمداء الفضل والأدب؟ وكما قيل: لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة وظهور الخطأ ليس عيباً وإنما العيب كل العيب الإقرار على الخطأ والدعوة إليه بعد ظهور خطورته وعدم الرجوع عنه فالتعلق بزلة عالم أو تمسك بهفوة عابد أو أخذ بغفلة صالح ليس من منهج الإسلام الصحيح ولا من طريقة أهل السنة والجماعة فالموقف الصحيح من زلة العالم هو: أنه يجب التحذير منها بكل أدب وإنصاف لئلا تكون سبباً من أسباب وقوع الناس في الغلط والهوى ولا يجوز الأخذ بها فضلاً عن نشرها وترويجها تقليداً لصاحبها وتعصباً له، ولا يصح الاعتماد عليها كما أنه ينبغي أن ينسب صاحبها إن كان من أهل الحق والاجتهاد المخلص الجاد إلى التقصير ولا أن يشنع عليه بها ولا يتنقص من أجلها.
أما المخطئ في بعض المسائل المعروف بمنهجه وسلوكه الحميد وعلمه الشرعي فإن خطئه لا يحط من شأنه ولا ينقص من قدره فإن كان حياً يرزق فيجب تنبيهه على خطئه بالأسلوب الحكيم المتعارف عليه بين العلماء المبني على التعاون على البر والتقوى لأن الدين النصيحة فتقدم النصيحة لطالب العلم بحسب مقامه بأدب واحترام وبيان للحق بدليله من غير عنف ولا تعال بل بالحكمة والموعظة الحسنة حتى تؤدي النصيحة غرضها فتبقى الكلمة واحدة والمحبة والأخوة في الله باقية فإنما المؤمنون أخوة.
وإن كان المخطئ قد أفضى إلى ربه فيدعى له لأن العصمة للأنبياء وحدهم ويبين للناس خطأهم حتى لا يتبعونهم في ذلك الخطأ.
وينبغي أن يكون هذا التحذير من باب التنبيه والنصح والحب لصيانة العلم من كل شوب وخلل لا من باب التجديع والفضيحة والتشنيع ولا نيلاً من مكانة العلماء ولا إبداء لشخصية ناقدة ولا ادعاء لأهلية الرد والرفض فكم من راد على أئمة الهدى وأهل التقى وخيرة الورى ليس الرد من صنعته وليس النقد من حرفته.
وقد تتابعت أقوال العلماء في الاعتذار عن أهل العلم فيما بدر منهم في بحر علمهم وفضلهم وأن ما يصدر من العالم من هنات وزلات لا تكون مانعة للاستفادة من علمه وفضله ولا سبباً للطعن والهجوم عليه ومن ذلك:
1/ قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله:" رب رجل في الإسلام له قدم حسن وآثار صالحة كانت منه الهفوة والزلة لا يقتدى به في هفوته وزلته ".
2/ ولشيخ الإسلام جهود مشكورة في توضيح هذا الموضوع وتبيين هذه القضية حيث أتى بعبارات عادلة وأقوال منصفة ومواقف علمية في هذا الشأن فلنذكر بعضاً من كلامه رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/424)
في أثناء حديثه عن أهل الصفة وزهاد السلف وما ألف في هذا الموضوع قال:" وكذلك ما يأثره أبو عبد الرحمن السلمي عن بعض المتكلمين في الطريق أو ينتصر له من الأقوال والأفعال والأحوال فيه من الهدى والعلم شيء كثير وفيه – أحياناً – من الخطأ أشياء وبعض ذلك يكون عن اجتهاد سائغ وبعضه باطلاً قطعاً مثل ما ذكر في حقائق التفسير قطعة كبيرة عن جعفر الصادق وغيره من الآثار الموضوعة وذكر عن بعض طائفة أنواعاً من الإشارات التي بعضها أمثال حسنة واستدلالات مناسبة وبعضها من نوع الباطل واللغو.
فالذي جمعه (الشيخ أبو عبدالرحمن) ونحوه في " تاريخ أهل الصفة " وأخبار زهاد السلف وطبقات الصوفية، يستفاد منه فوائد جليلة ويجتنب منه ما فيه من الروايات الباطلة ويتوقف فيما فيه من الروايات الضعيفة.
وهكذا كثير من أهل الروايات ومن أهل الآراء والأذواق من الفقهاء والزهاد والمتكلمين وغيرهم يوجد فيما يأثرونه عمن قبلهم وفيما يذكرونه معتقدين له شيء كثير وأمر عظيم من الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم ويوجد – أحياناً- عندهم من جنس الروايات الباطلة أو الضعيفة ومن جنس الآراء والأذواق الفاسدة أو المحتملة شيء كثير "
وما أحسن كلامه في وصفه لأئمة الهدى وأهل التقى وما يصدر منهم من أخطاء وهفوات حيث قال: " ومن له في الأمة لسان صدق عام بحيث يثني عليه ويحمد في جماهير أجناس الأمة فهؤلاء هم أئمة الهدى ومصابيح الدجى وغلطهم قليل بالنسبة إلى صوابهم، وعامته من موارد الاجتهاد التي يعذرون فيها وهم الذين يتبعون العلم والعدل فهم بُعداء عن الجهل والظلم وعن اتباع الظن وما تهوى الأنفس "
وقال:" ولا ريب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة وإن كان ذلك في المسائل العلمية ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة وإذا كان الله يغفر لمن جهل تحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل مع كونه لم يطلب العلم فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه وإذا كان مقصوده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأ تحقيقاً لقوله:" ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا "
3/ قال الحافظ الذهبي في ترجمة كبير المفسرين قتادة بن دعامة السدوسي رحمهما الله تعالى بعد أن اعتذر عن رأيه في القدر:" ثم إن المبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه وعلم تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه يغفر له ولله ولا نضلله ونطرحه وننسى محاسنه نعم: ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرج التوبة من ذلك ".
4/ وما أنصف كلام ابن القيم في بيان الموقف الصحيح من زلة العالم وهفوته فقال رحمه الله:" ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين ". (1)
والله اعلم
---------------------------
(1) " أسباب الخطأ في التفسير " د. طاهر يعقوب ج 1 ص 75. أ. هـ باختصار
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[04 - 07 - 04, 03:02 م]ـ
بورك فيك ـ اخي الكريم ـ.
و من أسقط العالم بالزلة فلن يصفو له احد.
و من اعتذر لمن يحب، و شنع على من لا يحب، فقد طفف الكيل.
بل إن من المشاهد في أحوال الناس أن من تتبع السقطات، ابتلي بمثلها. بل و باعظم منها.
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[05 - 07 - 04, 11:49 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالعزيز بن محمد]ــــــــ[06 - 07 - 04, 01:28 م]ـ
أسأل الله أن يجعله في ميزانك يوم القيامة
أخوك عبدالعزيز
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[07 - 07 - 04, 12:25 ص]ـ
يرفع.(33/425)
خطأ شنيع في أحد كتب الشيخ الألباني رحمه الله .. !
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[04 - 07 - 04, 11:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من قرأ " صحيح ابن ماجه " للشيخ الألباني رحمه الله لعله تفاجأ بتعليق غريب عجيب!! في (2/ 197) يُستغرب صدوره من الشيخ السلفي ناصر الدين الألباني!!
وذلك تعليقًا على حديث " من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل، فإني أشهد لمن مات بها "
قال في الحاشية: (قال الدميري: فائدة زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الطاعات وأعظم القربات. لقوله صلى الله عليه وسلم: " من زار قبري وجبت له شفاعتي " رواه الدارقطني وغيره، وصححه عبدالحق. ولقوله صلى الله عليه وسلم: " من جاءني زائرًا لاتحمله حاجة إلا زيارتي كان حقًا علي أن أكون له شفيعًا يوم القيامة " رواه الجماعة، منهم الحافظ أبوعلي بن السكن في كتابه المسمى بالسنن الصحاح. فهذان إمامان صححا هذين الحديثين، وقولهما أولى من قول من طعن في ذلك. نقله السندي)!!
قد يستغرب القارئ هذا التعليق المروج لبدعة شد الرحل لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي البدعة التي حمل لواءها الصوفية والقبورية، فيظنه للشيخ ناصر رحمه الله! الذي طالما رد هذه البدعة وبين وهاء ما جاء فيها من أحاديث في كتبه الكثيرة. (انظر على سبيل المثال رده على البوطي: " دفاع عن الحديث النبوي ").
ولكن الحقيقة: أن هذا التعليق الشنيع هو من طابع الكتاب: زهير الشاويش هداه الله، الذي عودنا على تجرئه على كتب الشيخ الألباني بما يستدركه عليها أو يعلق به دون استشارة الشيخ! مما حدا بالألباني أن يبحث عن ناشر غيره، كما هو معلوم.
وقد تحدث الشيخ عن هذا التعليق الجريئ في السلسلة الضعيفة (5732) تحت الحديث السابق: " من جاءني زائرًا .... "؛ فقال: (من المؤسف أن كلام السندي هذا نقله الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي في تعليقه على ابن ماجه مسلما به، الأمر الذي يدل القارئ أنه لم يكن على معرفة بهذا العلم الشريف، ثم تورط به أخونا زهير الشاويش فنقله حرفيًا في تعليقه على صحيح ابن ماجه؛ حيث اعتمد فيه أكثر تعليقات الأستاذ، ومنها هذا التعليق المخالف للمنهج العلمي الذي لا يخالفنا فيه إن شاء الله). ثم بين رحمه الله أن عمله مع مكتب التربية هو فقط (وضع مرتبة كل حديث بجانبه مع ذكر أسماء الكتب التي شرحت المرتبة فيها).
__ هذا الكلام منقول من موضوع الشيخ سليمان الخراشي في موقع الساحه العربيه
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@61.cd81m9aRj6g.5@.1dd5e76c(33/426)
طلب إثبات فضيلة لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه، الرجاء المساعدة قدر المستطاع
ـ[في إسناده مقال]ــــــــ[05 - 07 - 04, 01:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا
لقد أشكل علي طلب بعض الاخوة في المنتدبات عندما ارادوا مني إثبات أن أبا بكر الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان السبب في إسلام طلحة بن عبيد الله وعدة من الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
فلم أجد بدا من عرض القضية على حضراتكم حتى نصل لنتيجة سريعة فإن كل ما توصلت إليه من الروايات معلول السند
جزاكم الله خيرا
ـ[في إسناده مقال]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وسلم تسليما كثيرا
إلى الآن لازلت أبحث فهل وجد أحدكم شيئا يا أخوتي؟؟
ـ[في إسناده مقال]ــــــــ[09 - 07 - 04, 04:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أين ذهب الاخوة؟
ـ[في إسناده مقال]ــــــــ[12 - 07 - 04, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أين الجميع؟(33/427)
هل يجوز صيام يوم السبت تطوعا
ـ[المتوهج]ــــــــ[05 - 07 - 04, 10:16 ص]ـ
هناك حديث ذكره الالباني ينهى عن صيام يوم السبت تطوعا، وذكره ابن القيم في الزاد
هل هو حديث صحيح؟
وهل يتعارض مع حديث صيام يوم وافطار يوم؟
ارجو الافادة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 07 - 04, 08:44 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14941
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=255
ـ[المتوهج]ــــــــ[07 - 07 - 04, 07:27 ص]ـ
شكرا اخي الكريم عبدالرحمن الفقيه
وجزاك الله خيرا فقد افدتني ايما افادة ........ لك الاجر من الله والدعاء في ظهر الغيب من اخيك كاتب هذه الاحرف(33/428)
هل بحث في هذا الموقع شرب أم هانيء لبول النبي صلى الله عليه وسلم، أو شرب بركة له
ـ[العصام]ــــــــ[05 - 07 - 04, 12:28 م]ـ
هل بحث في هذا الموقع شرب أم هانيء لبول النبي صلى الله عليه وسلم، أو شرب بركة له كما روى الطبراني(33/429)
ما الفرق بين هذين الإجماعين؟!
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[05 - 07 - 04, 06:52 م]ـ
قال ابن المنذر في الإجماع (ص 56 / رقم 136): وأجمعوا على أنه لا يعطى من زكاة المال أحد من أهل الذمة.
ثم قال (ص 57 / رقم 140): وأجمعوا على أنَّ الذمي لا يعطى من زكاة الأموال شيئاً.
فهل هناك – يا مشايخي الكرام – فرقٌ بين هذين الإجماعين؟!
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 07 - 04, 10:49 م]ـ
لعل الإجماع الثاني في المنع من إعطائه.
والأول في بيان عدم إجزائه لو أعطاه وأنه تلزمه الزكاة مرة أخرى.
هذا ما يظهر من نقل الموفق لهما في المغني. وقد قال في الأول من نحفظ عنه من أهل العلم، وأطلق في الثاني أهل العلم والله أعلم.
ـ[متأمل]ــــــــ[06 - 07 - 04, 03:35 ص]ـ
الظاهر من العبارة ... والله أعلم
العبارة الاولى واضحة .. وهي أن أهل الذمة لا يعطون من الزكاة
والعبارة الثانية يقصد بها أن الزكاة لاتؤخذ من أهل الذمة ... وأن الواجب عليهم الجزية والخراج
فيكون ضبط العبارة .........
وأجمعوا على أنَّ الذمي لا يُعطي_بالياء مبني للمعلوم_ من زكاة الأموال شيئاً.
وتجدها بصورة أوضح في كتاب ابن حزم مراتب الاجماع والاقناع لابن القطان الفاسي
والله أعلم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[06 - 07 - 04, 07:26 م]ـ
شيخي الكريمين:
أسأل الله أن يبارك فيكما، وفي علمكما، وأن يغفر لكما ولوالديكما ومشايخكما.
وفقكم الله.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:34 ص]ـ
لعل ذلك التأويل يكون بعيدًا لأن الذمى ليس مخاطبًا بأحكام الشرع فلا يستخدم معه هنا لغة الطلب.
إن المنع فى العبارة الأولى متعلق بكل فرد من أفراد أهل الذمة وفى العبارة الثانية متعلق بكل جزء من أجزاء مال الزكاة .. والله أعلم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:25 م]ـ
قال ابن القطان – رحمه الله – في الإقناع في مسائل الإجماع:
(1/ 197 / رقم 1104): واتفقوا أنه لا زكاة على كافر في شيءٍ من أمواله حاشا ما أنبتت أرضه (العشرية)، فإنهم اختلفوا أتضاعف عليهم الصدقة أم لا. (المراتب ص 37) [وما بين القوسين ليس في المراتب].
(1/ 224 / رقم 1240): وأجمعوا أن الذمي لا يعطى من زكاة الأموال شيئاً. (الإجماع لابن المنذر ص 15).
(1/ 224 / رقم 1241): وأجمعوا على أن الذمي لا يعطى من زكاة الأموال،ولا من عشور الأرض وإن لم يوجد مسلم، إلا عبيد الله بن الحسن العنبري، فإنه أجاز إعطاءه منها إذا لم يوجد في بلد المعطي مسلم.
(1/ 224 / رقم 1242): لا حظ في الصدقة المفروضة لكافر.(33/430)
المرض
ـ[المتعلم8]ــــــــ[05 - 07 - 04, 08:44 م]ـ
المشائخ الفضلاء وطلاب العلم الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعلم جميعاً ان كل ما يصيب المؤمن من هم ونصب يكفر الله به من ذنوبه واريد من مشائخنا ان يبينوا عن ماجاء في المرض؟ وهل صحيح ان احد الصحابة مر ض ثلاثون عاما حتى قيل فيه انه خرج من الدنيا وليس عليه سيئة وهل صحيح ان اباذر رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يارسول الله اني احب الفقر واحب المرض واحب الموت؟ افيدونا ولاتبخلوا لما للموضوع من اهمية جزاكم الله كل خير
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 07 - 04, 11:09 م]ـ
حب الموت والمرض والفقر، مروي عن أبي ذر وابي الدرداء رضي الله عنهما، والأسانيد لم أبحثها وإن كان بعضها ظاهر الضعف البين، ولعله يتأتى وقت للنظر فيها.
أما الصحابي الذي مرض 30 سنة فلا أدري من هو، غير أن مما يروى أن أبي بن كعب سمع حديثاً في فضل الحمى فدعا الله أن لاتفارقه فكانت لاتفارقه مذ دع وحتى مات (ويحتاج إلى مراجعة) وعلى قول من قال أنه توفي رضي الله عنه في خلافة عثمان فإن المدة لاتكمل من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم 30 سنة.
والله أعلم.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[06 - 07 - 04, 11:31 م]ـ
الصحيح أن المؤمن مدعو لأن يسأل الله العافية والصحة والراحة حتى يعبد الله ويؤدي حقوقه وحقوق عياله وحقوق إخوانه من المؤمنين وحقوق أمته.
أخرج الترمذي عن العباس بن عبد المطلب قال:
قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله عز وجل قال سل الله العافية فمكثت أياما ثم جئت فقلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله فقال لي يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة.
قال أبو عيسى هذا حديث صحيح
وأخرج الإمام أحمد في المسند عن أبي بكر رضي الله عنه أنه
قام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعام فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول فقال: "إن ابن آدم لم يعط شيئا أفضل من العافية فاسألوا الله العافية وعليكم بالصدق والبر فإنهما في الجنة وإياكم والكذب والفجور فإنهما في النار"
وأخرد البخاري في كتاب الجهاد والسير من صحيحه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الناس خطيبا قال: "أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا" إلى آخر الحديث.
وهذا هو الصحيح أن المؤمن لا يتمنى المرض ولا الابتلاء، ولكن إذا نزل به صبر فجوزي على ذلك. والله أعلم وأحكم.
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:43 م]ـ
بارك الله فيكم ..
كلام أبا مروة طيب ودقيق ..
لقد أصابني قبل فترة مرض وتعطلت عن العبادة بعض الوقت ..
وهذا مما أن العافية تستطيع أن تعبد الله في كل وقت ..
ولكن إذا ابتلى المرء بالمرض فحين إذن عليه الصبر والإحتساب ..
والله الموفق ..
وبارك الله فيكم لطرح هذا الموضوع المهم ..
أخوكم في الله
ـ[المتعلم8]ــــــــ[08 - 07 - 04, 03:22 م]ـ
الاخ حارث همام ردك كان طيباً وإن كنت اتمنى المزيد
الاخوان ابو مروة ونبيل الآثري - لم تقدما شيئاً يخص الموضوع ونقلتونا الى موضوع آخر؟ فهل الاستفسار وطلب المعرفة ينافي طلب العفو والسلامة ام ان السؤال عن ماجاء في المرض لاينبغي هكذا فهمت ,,,
مشائخنا الافاضل وما اكثرهم؟ الم تقرئو الموضوع ام ان موضوع المرض لايهمكم. لم اجد اجابة واحدة فأين انتم ....
ـ[أبو مروة]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:00 ص]ـ
أخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 98) قال: أخبرنا وهب بن جرير وهشام أبو الوليد قالا حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت شيخا يحدث عن أبي الدرداء أنه قال: "أحب الفقر تواضعا لربي وأحب الموت اشتياقا إلى ربي وأحب المرض تكفيرا لخطيئتي"
وهذا سند منقطع، ومعناه يخالف التوجيهات النبوية الواردة في الأحاديث الصحيحة.(33/431)
مامدى صحة ما شاع على الألسنة أن الساعة لا تقوم حتى تأكل الأم من كد فرج ابنتها؟؟؟؟
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[06 - 07 - 04, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيكم(33/432)
سؤال عاجل أيها الإخوة لو تكرمتم: هل عندكم شىء فى الصلاة على من مات منتحرًا والدعاء ل
ـ[الدرعمى]ــــــــ[06 - 07 - 04, 04:41 ص]ـ
سؤال عاجل أيها الإخوة لو تكرمتم: هل عندكم شىء فى الصلاة على من مات منتحرًا والدعاء له؟
ـ[المقاتل 7]ــــــــ[06 - 07 - 04, 08:36 ص]ـ
في البخاري:
1/ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، ومن لعن مؤمنا فهو كقتله، ومن قذف مؤمنا بكفر فهو كقتله). صحيح البخاري
2/ كان برجل جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة. صحيح البخاري
3/ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الأخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقيل: ماأجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنه من أهل النار). فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه لكما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فخرج الرجل جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك). قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه، ثم جرح جرحا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار. إن الرجل ليعمل عمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة). صحيح البخاري
لاحظ في الحديث الثاني تصريح بأن الجنة حرمت عليه!!
فما فائدة الدعاء و الصلاة حينذاك؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 07 - 04, 08:39 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14133
ـ[الدرعمى]ــــــــ[06 - 07 - 04, 09:59 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على ما قدمتموه لى من علم كنت فى أمس الحاجة إليه الآن ورحم الله شيخنا وإمامنا الجليل سماحة الشيخ ابن باز
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:39 م]ـ
بارك الله فيكم ..
بعد أذنكم أخواني ..
وهذه إضافة وهي فتوى وجدتها للشيخ ابن باز رحمه الله وهي من مجموع الفتاوى .. الجزء الثالث عشر ..
سؤال/ من قتل نفسه فهل يصلى عليه؟
الجواب/ يصلى عليه بعض المسلمين كسائر العصاة لأنه لا يزال في حكم الإسلام عند أهل السنة.
والله الموفق
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[09 - 07 - 04, 01:06 ص]ـ
هذه كلمات كنت قد كتبتها في أحد المنتديات تتعلق بالموضوع تأصيلا وتقعيدا.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فكثيرا ما يتخبط كثير من الناس في هذه المسألة، ويخوضون فيها بلا علم، وكم كنت قد نبهت كثيرين على هذا الخطأ، فلما رأيت أن الفهم السقيم في كل واد وشعب، أردت أن أنبه إلى هذا الأمر بكلمات أكتبها من إملاء الفؤاد، لضيق الوقت، وبعدي في هذا الوقت عن الكتب والمراجع، فأقول وبالله أستعين:
إن مما هو متقرر عند أهل السنة والجماعة، أنه لا يوجب الخلود في النار إلا الكفر، أما أهل الكبائر فلا يخلدون في النار أبدا، وإن عذب الواحد منهم فمآله قطعا إلى الجنة.
وينبغي أن ينبه هنا إلى أمرين:
1ـ الأمر الأول: يتعلق بأنه لابد من أن ينفذ الوعيد ببعض أهل الكبائر، لورود النصوص أن الله يعذب قوما من أهل التوحيد، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام " يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير " وإن لم نقل بذلك فإننا نبطل النصوص الواردة بذلك.
2.الأمر الثاني: يتعلق بالواحد من أهل الكبائر فهو مؤمن ناقص الإيمان، وفي الآخرة يكون تحت مشيئة الله إن شاء غفر له بفضله، وإن شاء عذبه بعدله، وإن عُذب فيعذب بقدر ذنبه ثم يكون مآله إلى الجنة قطعا، قال النبي صلى الله عليه وسلم " ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/433)
وقال: " فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " والتحريم في هذا الحديث يأتي على قسمين:
1 ــ تحريم دخول وهذا يكون لمن حقق التوحيد أو غفر الله له فدخل الجنة ابتداءا
2 ــ تحريم خلود وهذا يكون لمن دخل النار من أهل الكبائر فإنه كما هو معلوم لا يخلد في النار أبدا.
إذا كان ذلك كذلك فبم يجاب عن الأدلة الواردة في قاتل المؤمن عمدا والمنتحر؟
الجواب كما يلي:
ينبغي أن يعلم قبل كل شيء أنه إذا أتت عشرات أو مئات النصوص مقررة لأمر ما، عُلم أن هذا مراد للشارع تماما، وأنه أصل ينبغي السير عليه والتمسك به، فإذا أتى نص أو نصين يخالفان هذا الأصل الذي دلت عليه فما العمل حينئذ؟ هل يهدم هذا الأصل الذي دلت عليه عشرات النصوص لأجل هذا النص أم أنه يبحث عن مخرج سائغ لهذا النص؟ لا شك أنه الثاني، ولعلي أضرب مثالا:
الكل يعلم أنه قد تقرر في عشرات النصوص عدم جواز الحلف بغير الله تعالى وأن ذلك محرم، وهذا لا شك أنه أصل أصيل وركن ركين، فإذا جاء قول النبي: " أفلح وأبيه إن صدق " فهل نهدم هذا الأصل ونجوز الحلف بغير الله لنص أتى مخالفا لعشرات النصوص التي انضبطت صحتها؟ قطعا لا، بل نبحث عن مخرج سائغ لهذا الحديث، وليس هذا موطن الحديث عن هذا، إنما سقته لضرب المثال، وكلام العلماء فيه معلوم فليرجع إليه.
إذا تقرر هذا فيقال:
1 ــ أما بالنسبة لقاتل المؤمن عمدا فقال الله تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها "
ففي الآية ذكر الله الخلود في النار بسبب القتل، وكما سبق فالخلود لا يكون إلا من كفر، والقتل ليس بكفر.
أجاب العلماء بعدة أجوبة منها:
أ ــ أن المقصود بالآية من استحل قتل المؤمن، وهذا ضعيف، لأن مستحل قتل المؤمن كافر وإن لم يقتل
ب ـ المقصود بالآية أن هذا جزاؤه إن جازاه، وهذا ضعيف لأن الإشكال باقٍ حال مجازاته.
جـ ـ أن كل حكم لا ينفذ إلا إذا استكمل شروطه وانتفت موانعه، ومن موانع الخلود في النار التوحيد، فالموحد لا يخلد في النار أبدا كما سبق. وهذا جيد لكن التالي أجود منه.
د ـ أن الخلود يطلق في اللغة ويراد به المكث الطويل، وهو المقصود في الآية بدليل أن الله ذكر الخلود دون أن يقرنه بالتأبيد وهذا بين واضح لمن تأمله، وهذا القول أحسنها وأجودها، وعليه تحمل الآية.
2 ـ و أما بالنسبة لقاتل نفسه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: " من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده في نار جهنم يجأ بها بطنه خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا، ومن تردى في جبل فإنه يتردى في جهنم خالداً مخلداً فيها "
فيقال هذا الحديث فيه أحد توجيهين ليزول الإشكال:
1 ـ أن التخليد في النار محمول على من استحل الانتحار، والدليل على ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه أن الطفيل بن عمرو الدوسي لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه فقال له ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم. فقال: مالي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر.
جمعا بين هذا وذاك: يحمل الأول على المستحل، واستحلال ما علم تحريمه من الدين بالضرورة كفر، وسبق أن الخلود لا يكون إلا بكفر، وأما حديث الطفيل فيدل على أن قتل المسلم نفسه لا يكون كفرا، ولذلك لا تخليد في النار أبدا، وبهذا يزول الإشكال.
2 ـ أن لفظة خالدا مخلدا فيها أبدا متكلم فيها، وليرجع لكلام الترمذي رحمه الله في جامعه.
والله تعالى أجل وأعلم.
وهذا رابط الموضوع:
http://www.dawq.com/vb/showthread.php?postid=76#post76
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[09 - 07 - 04, 01:46 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن امتنع من الصلاة على أحدهم ــ أي الغال والقاتل والمدين ــ زجراً لأمثاله عن مثل فعله كان حسناً ولو امتنع في الظاهر ودعا له في الباطن ليجمع بين المصلحتين كان أولى من تفويت إحداهما.
وشيخ الإسلام أبان أنه يجوز الدعاء له، والأحاديث التي ذكرها الإخوة يعلمها شيخ الإسلام قطعا. فتأمل.
والنبي عندما ترك الصلاة على من قتل نفسه لم ينه الصحابة عن أن يصلوا عليه، وقال فيمن عليه دين: صلوا على صاحبكم.
كذا المجاهر بالكبيرة قد يمتنع أهل الفضل والعلم عن الصلاة عليه زجراً لأمثاله عن مثل فعله، ومعلوم أنه مسلم قطعا، فليتنبه.
فلا بد مع الفقه من الاتباع، هذه نصيحتي.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/434)
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[09 - 07 - 04, 10:53 م]ـ
حماد بن أبي سليمان رحمه الله ورضي عنه ــ وهو من أهل العلم والأثر ــ كان فقيها لا شك في ذلك، لكن لما فقد ركن الاتباع عنده كان هو ومن معه ممن تبعه ينعتون بمرجئة الفقهاء، فتأمل.(33/435)
هل راسل الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- جماعة الإتحاد والترقي؟
ـ[أبو بيان]ــــــــ[06 - 07 - 04, 10:08 ص]ـ
هل ثبت أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- راسل جماعة الاتحاد والترقي في أواخر الدولة العثمانية في زمانه؟
فقد مرَّ بي ذلك في أحد كتب تاريخ الدولة العثمانية, ولا أذكره الآن, وأحتاج إلى التحقق من ذلك.
أرجوا الإفادة على عجل.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 07 - 04, 11:42 ص]ـ
لعله - إن صح - أحد أحفاده، أما هو فلم يعاصرها فيما أعلم.(33/436)
الحجامة هل هي من المفطرات للصائم
ـ[الحليصي]ــــــــ[06 - 07 - 04, 02:58 م]ـ
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد هذه أول مشاركة لي في المنتدى المبارك وطلبي من جهابذة الحديث المحترمين هو اتحافي ببحث عن الحجامة ومدى تأثيرها على الصائم فطراً مع تخريج موسع لأحاديث الحجامة في هذا الموضوع سواءً كانت عن الرسول أو من أقوال الصحابة وغيرهم آمل ان يشاهد هذا الطلب الشيخ العلامة احمد شحاتة الالفي ولكم جزيل الشكر(33/437)
ماهي مدة الإقامة التي يجوز فيها القصر؟
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[06 - 07 - 04, 03:02 م]ـ
سمعت في شريط للشيخ ابن عثيمين في مسائل الجمع والقصر
ان الأئمة الثلاثة (مالك والشافعي و أحمد) رحمهم الله حددوا المدة بأربع أيام , إلا أن الشافعي لا يحسب يوم الدخول ويوم الخروج فتصبح ستة أيام , و أبو حنيفة رحمه الله حددها بسبعة عشر يوماً.
وتبع الشيخ ابن عثيمين شيخ الاسلام ابن تيمية في عدم تحديد المدة وأن له أن يقصر ما شاء الله حتى لو نوى أن يقيم لمدة سنتين او ثلاث.
فهل يتفضل احد المشائخ الافاضل أو الإخوة طلبة العلم و يذكر لنا الأدلة التي توجه المسألة , وهي مسألة فعلا مهمة لكثرة الأسفار ولأنها ترتبط بركن من أركان الاسلام.
وجزاكم الله خيرا
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:40 م]ـ
أسمحوا لي بهذه الأضافة ..
قال الشيخ عبدالله البسام (اختلف العلماء في تقدير المسافة التي تقصر فيها الصلاة ويباح فيها الرخص السفرية:
فذهب أبو حنيفة إلى أن أقل مسافة تقصر فيها الصلاة هي مسيرة ثلاثة أيام وتقدر بثلاث مراحل لسير الإبل المحملة ولا يصح بأقل من هذا المسافة.
وذهب الأئمة الثلاثة إلى أن أقل مسافة للقصر هي مرحلتان لسير الإبل المحملة أيضاً.
وتقدر المسافة بأربعة برد والبريد أربعة فراسخ والفرسخ ثلاثة أميال فتكون على وحه التقريب حوالي 77كيلومتر وتباح رخص السفرولو قطع هذه المسافة في ساعة واحدة كما لو قطعها بسيارة أو طيارة أو غير ذلك.
وذهب كثير من محققي العلماء إلى أنه لا يوجد دليل صريح صحيح على تحديد مسافة القصر بل المشرّع العظيم أباح رخص السفر ولم يحدده لا بمدة ولا بمسافة فكل ما عد سفراً أبيحت فيه الرخص.
(نوضيح الأحكام من بلوغ المرام، الشيخ البسام، الجزء الثاني، صفحة540)
ونرجوا الإضافة من المشايخ وطلبة العلم وفقهم الله تعالى
والله الموفق ..
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 05:35 ص]ـ
اخي الفاضل نبيل الاثري حفظه الله ورعاه , جزاك الله خيرا
اضافة طيبة
ولكني قصدت من هذا الموضوع التركيز على مسألة واحدة من مسائل السفر وهي من المسائل التي فيها خلاف ليس بالهين وهي مسألة ماهي المدة التي يحق للمسافر عند اقامته في بلد غير بلده أن يقصر فيها .... وبإمكانكم حفظكم الله مراجعة ما سبق ليتبين لكم
وأرجو منكم اخي الفاضل اتحافنا بما عندكم حفظكم الله ورعاكم
++++++++++
إلى جميع مشائخنا الافاضل وطلبة العلم نرجو منكم حفظكم الله ورعاكم وجمعنا معكم في الفردوس الاعلى أن تتحفونا بما عندكم وربي يرعاكم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 07 - 04, 09:18 ص]ـ
ليس هناك من مدة محددة للقصر (وانتبه أن الجمع بين الصلوات مسألة أخرى). لكن السؤال ما هو الذي يحدد بلد الإقامة؟ وهل من الممكن أن يتعدد هذا البلد؟
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[09 - 07 - 04, 05:32 ص]ـ
اخي محمد الأمين حفظه الله ورعاه
لعلك أنت ممن يرون أن ليس هناك نص يدل على المدة والأدلة تجعل على أطلاقها ولكن لعلكم حفظكم الله ورعاكم أطلعتم على أدلة الخصوم و أقوالهم فهل من الممكن شيخنا الفاضل أن تجيب على تلك الأدلة ,,,
وفقكم الله وزادكم علما نافعا وعملا متقبلا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 04, 11:27 ص]ـ
روى مسلم في صحيحه عن موسى بن سلمة الهذلي قال: سألت ابن عباس كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام قال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن أبي جمرة نصر بن عمران قال: قلت لابن عباس: إنا نطيل المقام بخراسان فكيف ترى؟ قال: صل ركعتين وإن أقمت عشر سنين.
وروى الإمام أحمد في مسنده عن ثمامة بن شراحيل قال: خرجت إلى ابن عمر فقلت: ما صلاة المسافر؟ قال: ركعتين ركعتين إلا صلاة المغرب ثلاثاً، قلت: أرأيت إن كنا بذي المجاز؟ قال: وما ذو المجاز؟ قلت: مكان نجتمع فيه ونبيع فيه نمكث عشرين ليلة أو خمس عشرة ليلة. قال: يا أيها الرجل كنت بأذربيجان لا أدري قال أربعة أشهر أو شهرين فرأيتهم يصلونها ركعتين ركعتين، ورأيت نبي الله صلى الله عليه وسلم نصب عيني يصليها ركعتين ركعتين، ثم نزع هذه الآية: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/438)
وروى البيهقي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ارتج علينا الثلج ونحن بأذربيجان ستة أشهر في غزاة، وكنا نصلي ركعتين. قال النووي: وهذا سند على شرط الصحيحين ورواه عبد الرزاق بلفظ: أقام بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة.
وروى عبد الرزاق عن الحسن قال: كنا مع عبد الرحمن بن سمرة ببعض بلاد فارس سنتين، فكان لا يجمّع ولا يزيد على ركعتين.
وروى أيضاً عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه أقام بالشام شهرين مع عبد الملك بن مروان يصلي ركعتين ركعتين.
وذكر في المغني والفتاوى وزاد المعاد أن أنس بن مالك رضي الله عنه أقام بالشام سنتين يصلي صلاة المسافر.
وروى البيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاموا برامهرمز تسعة أشهر يقصرون الصلاة. قال النووي: إسناده صحيح، وقال ابن حجر: صحيح.
فهذه آثار عن أربعة من الصحابة عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن سمرة، وأنس بن مالك كلها تدل على جواز القصر مع المدة الطويلة.
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يقصر، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا وإن زدنا أتممنا.
وهذا يخالف ما أفتى به نصر بن عمران، فيكون لابن عباس رضي الله عنهما في ذلك قولان.
وأما الآثار عن التابعين فمنها ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن علقمة وهو من أصحاب ابن مسعود أنه أقام بخوارزم سنتين فصلى ركعتين.
وروي عن أبي وائل أنه خرج مع مسروق إلى السلسلة، فقصر وأقام سنين يقصر، قلت: يا أبا عائشة ما يحملك على هذا؟ قال: التماس السنة، وقصر حتى رجع.
وروي عن معمر عن أبي إسحاق قال: أقمنا مع وال قال: أحسبه بسجستان سنتين ومعنا رجل من أصحاب ابن مسعود، فصلى بنا ركعتين ركعتين، حتى انصرف، ثم قال: كذلك كان ابن مسعود يفعل.
وروي عن الشعري أنه قال: كنت أقيم سنة أو سنتين أصلي ركعتين، أو قال: ما أزيد على ركعتين. فهذه آثار عن جماعة من التابعين، وكلها تدل على جواز القصر مع المكث الطويل.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[09 - 07 - 04, 06:51 م]ـ
لله درك يا شيخ محمد الامين حفظك الله ورعاك
والله اني فرحت كثيرا بردكم المبارك ونسأل الله ان يجعله في ميزان حسناتكم
+++++++
وبما أن بعض السلف قد قال من سكت عن السؤال فاته العلم الكثير
فإني اطلب منكم (مأجورين مشكورين بإذن الله) أن تستعرضوا لنا أدلة المخالفين والرد عليها
فهم يستدلون (مثلا) بأن النبي صلى الله عليه وسلم في حجته حضر في اليوم الرابع ضحى وخرج في اليوم الثامن,, لذلك حددوها بأربعة أيام
+++++
وهناك أشكال حول أثر ابن عمر حينما حبسه الثلج فهو لم يقصد أن يبقى هذه الفترة وإنما كان مجبورا ,, والمقصود هو من حدد مدة الأقامة
وكذلك في أثر ابن عباس عند مسلم وكذلك عند أبن ابي شيبة لم يحدد فيه الأقامة ,, ربما يريد حتى ينتهي عمله الذي جاء من أجله
وكذلك بقية الآثار ليس فيها أنه أراد أن يبقى مدة تزيد عن اربع أيام وظل يقصر مع نية المكوث أكثر من أربع أيام
هذا الأشكال يرد علي حفظكم الله ورعاكم والسلام عليكم
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[09 - 07 - 04, 08:25 م]ـ
حكى ابن المنذر في (الأوسط) عن إسحاق بن راهوية، أن الإجماع انعقد بعد ذلك على خلاف هذه الأثار
ثم هناك أثار عن ابن عباس وابن عمر تعرض ما ذُكر، وهي أن المرجع
في ذلك إلى نية الإقامة
وسؤالي لشيخنا الفاضل الأمين، هل فعلا الإجماع انعقد على ذلك كما حكاه إسحاق
ثم من سؤالي الآخر من قال بهذا القول، أعني اختيار ابن تيمية
لأن هناك من يرى أنه قول شاذ مهجور، لا قائل به
وأرجو أن لا يكون الجواب (من ادعى الإجماع ... )
فهل هناك قائل باختيار ابن تيمية، وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 04, 10:12 م]ـ
إخواني الأفاضل
ما ذكرته هو مجرد أدلة الطرف الآخر، وليس بحثاً كاملاً ولا ترجيحاً. فقط أحببت أن أقول أن قولهم له وجهة نظر قوية. ومن تأمل تصرف الصحابة رضي الله عنهم، لوجد اختلافات كبيرة بينهم. بل منهم من لا يجيز القصر إلا في حج أو جهاد. والمدة والمسافة مختلف فيهما. والشافعي على ما أذكر احتج بحديث: الضيافة ثلاثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة. أي بعد ثلاثة أيام يكون حاله قد استقر وصار كغيره من أهل البلد. ولينظر سنن البيهقي الكبرى ج: 3 ص: 147. والنتيجة تحتاج إلى بحث واسع وشامل. أما ادعاء إجماع المتأخرين قبل عصر ابن تيمية، فلا يغير شيئاً، لثبوت الخلاف عن الصحابة رضي الله عنهم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 07 - 04, 02:53 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
النظر الدقيق والجمع بين الأدلة يرجح - في نظري - ما ذهب إليه الجمهور
فليت طلبة العلم لا يتعجلون بالترجيح إذا قرؤوا بعض الأحاديث
خاصة أن بعضها مروي فس كتب من يرى رأي الجمهور
وخذ أحمد مثالا.
ولعل الله يفسح من الوقت للاستفاضة حول المسألة إن شاء الله
وبالطبع هي مجرد وجهة نظر في مجموع الأدلة
وإلا فقد اختلف الكبار في المسألة قديما
والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/439)
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 06:15 ص]ـ
اخي الفاضل محمد الامين جزاك الله خيرا على ما سطرت يداك
=========
اخي الأزهري السلفي وفقه الله وزاده علما وأدبا وفضلا
هل من الممكن اخي الفاضي أن تذكر لنا الأدلة التي ترجح عندكم المسألة لعلنا نستفيد من بعضنا البعض حفظكم الله
+++++++++
وأدعو كل من عنده علم بالمسألة أن يتحفنا بما عندها مشكورا مأجورا بإذن الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[10 - 07 - 04, 12:16 م]ـ
قول الشيخ العلم ابن عثيمين رحمه الله، ليس هو قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بل بينهما فرق.
فشيخ الاسلام جعل الامر منوطا بالعرف، بخلاف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله اذ جعله منوطا بنية الاستيطان.
فنية الاقامة ليست مؤثرة عنده رحمه الله والعبرة بنية الاستيطان.
وقد يكون سبب هذا ان الشيخ ابن عثيمين لا يرى فرق بين النيتين من حيث الاصل.
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - 07 - 04, 01:22 م]ـ
مرحبا باشيخ: زياد وقد اشتقت كثيرا " ومن طول الغيبات جاب الغنايم "
أسمع كثيرا من يقول إن رأي شيخنا ابن عثيمين يختلف عن رأي شيخ الإسلام ابن تيمية
ولا أكتمكم أن هذا القول لم يتضح لي وجهه والشيخ يرى رأي شيهخ الإسلام وقد نوقش في ذلك أكثر من مرة ويجعل قوله هو عين قول شيخ الإسلام ابن تيمية
وأنتم ممن ترجى عنده الفائدة كيف استنبطتم هذا الاختلاف
مع وافر تقديري واحترامي
المقرئ
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - 07 - 04, 01:52 م]ـ
أعنذر من الأخ رياض إن كنت خرجت عن موضوعه
فإن رأى أن نفرد لها موضوعا مستقلا فلا مانع
المقرئ
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء المنتدى الأفاضل نشهد الله على حبكم في الله ونسأل الله أن يجمعنا وأياكم في الدنيا وفي الفردوس الأعلى كما جمعنا في هذا المنتدى المبارك الذي قل وندر ما تجد مثله على هذه الشبكة التي نسأل الله أن يكفينا وأياكم شرها وأن يعيننا على استخدامها فيما فيه نصر للأسلام والمسلمين.
==============
أخي المتمسك بالحق نفع الله بك الاسلام والمسلمين , بصراحة ليتك توضح مقصودك اكثر حفظك الله , خاصة أني قرأت كلام الشيخ ابن عثيمين يقول في الشرح الممتع (378/ 4) بعد أن ذكر الخلاف:
وعلى هذا نقول: إن القول الراجح ما ذهب إليه شيخ الإسلام رحمه الله من أن المسافرَ مسافرٌ ما لم ينو واحداً من أمرين:
- الإقامة المطلقة.
- أو الاستيطان.
والفرق: أن المستوطن نوى أن يتخذ هذا البلد وطنا , والإقامة المطلقة أنه يأي لهذا البلد ويرى أن الحركة فيه كبيرة , أو طلب العلم فيه قوي فينوي الإقامة مطلقا بدون أن يقيدها بزمن أو بعمل , لكن نيته أنه مقيم لأن البلد أعجبه إما بكثرة العلم وإما بقوة التجارة أو لأنه إنسان موظف تابع للحكومة وضعته كالسفراء مثلاً , فالأصل في هذا عدم السفر , لأنه نوى الإقامة فنقول: ينقطع حكم السفر. أ. هـ
وذكر كلاما جميلا أنصح بمراجعته.
فإذا كان هذا مقصودك اخي المتمسك بالحق فالحمد لله , وإن كان لا فليتكم تثرون الموضوع حفظكم الله وباركم فيكم
====================
اخي الفاضل صاحب العلم الغزير و الأدب الرفيع , المقرئ:
جزاكم الله خيرا على مروركم المبارك , وإني لم أضع هذا الموضوع إلا لأهميته ثم إني قد بحثت في المنتدى عن كلمة (قصر الصلاة) أو (القصر) فلم أجد سوى جمل حول هذا الموضوع مبعثرة هنا وهناك والبعض توقف فيها معتذرا أن الموضوع يحتاج إلى بحث لذلك أردت تخصيص هذا الموضوع لأن مسائل السفر كثيرة متشعبة من مسافة القصر إلى الجمع إلى الأفضلية ومتى ينقطع حكم السفر وكما طرح الأخ محمد الأمين جزاه الله خيرا سؤالا مهما (ما هو الذي يحدد بلد الإقامة) وأظنه يعني الأقامة المطلقة (وهل يمكن أن يتعدد هذ البلد)؟
فإن رأيتم ـ حفظكم الله ـ أن بطرح كل هذه المسائل هنا غير ما أرى فلكم ما تريدون والشكر لكم ولجميع القائمين على هذا المنتدى المبارك.
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - 07 - 04, 09:40 م]ـ
إلى الأخ الفاضل: رياض
أشكرك على حسن ظنك جعلنا الله وإياك من أحبابه
هذه المسألة وهي مسألة حد الإقامة الذي تنتهي به أحكام السفر
مسألة عظيمة وبحثت قديما وحديثا
وممن تكلم عنها وأشبعها في أكثر من كتاب إملاء وكتابة: شيخنا ابن عثيمين رحمه الله وقد روجع في ترجيحه من مشايخه وأقرانه وطلابه ومع ذلك لم يغير رأيه جعله الله في عليين
والذي ظهر لي من خلال بحث هذه المسألة والتعرف على منزع كل قول أن كل قول له دليله القوي ولا يمكن للآخر أن يصادر قول مخالفه ومهما حصل من مناظرة أو مدارسة فلن يستطيع الآخر أن يقنع مخالفه حتى ولو اتفقا على أصول متفقة
وإن كنت ممن يتبنى قول الجمهور لاعتبارات كثيرة ولكن الذي لا زلت أتأمله هو أن بعض المشايخ وطلاب العلم يفرقون بين رأي شيخنا ابن عثيمين ورأي شيخ الإسلام ابن تيمية مع أن الذي يظهر لي من خلال سماع الشيخ نفسه ومن خلال تأمل كلام شيخنا وكلام شيخ الإسلام
أنهما متفقان ولكن كل عبر عن القول بأسلوبه والمؤدى واحد
فخفت أن نطرح هذه القضية في موضوعك فيضيع موضوعك الأصلي في دوامة هذا
فإذا رأيت أن هذه الجزئية لا تؤثر على موضوعك فهو ما أحب
وقولكم أسعدكم الله " [وكما طرح الأخ محمد الأمين جزاه الله خيرا سؤالا مهما (ما هو الذي يحدد بلد الإقامة) وأظنه يعني الأقامة المطلقة (وهل يمكن أن يتعدد هذ البلد)؟]
قولكم: ما هو الذي يحد الإقامة؟
هذا هو محك المسألة:
فالجمهور أن الذي يحدد الإقامة هي الأيام المعدودة على اختلاف في تحديدها
ومن قائل أنه العرف واختلفوا في تحديد هذا العرف ووضع ضابط محدد للعرف وهذا مما شعب المسألة
المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/440)
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[10 - 07 - 04, 10:39 م]ـ
شيخنا المقرىء بارك الله فيك
هل راجعت الأوسط لابن المنذر، ووقفت على حكاية الإسحاق أنه لا قائل بقول ابن تيمية وابن عثيمين
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[11 - 07 - 04, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المسافرون لهم ثلاث حالات:
الأولى: أن ينووا الإقامة المطلقة في بلاد الغربة كالعمال المقيمين للعمل، والتجار المقيمين للتجارة، ونحوهم ممن عزم على الإقامة إلا لسبب يقتضي نزوحهم، فهؤلاء حكمهم حكم المستوطنين من وجوب الصوم وإتمام الصلاة وغير ذلك.
الثانية: أن ينووا إقامة لغرض معين غير مقيدة بزمن، فمتى انتهى غرضهم عادوا إلى أوطانهم كمن قدم لمراجعة دائرة حكومية، أو لبيع سلعة أو شرائها، فهؤلاء حكمهم حكم المسافرين على المذهب، وحكاه ابن المنذر إجماعا، لكن لو ظن هؤلاء أن غرضهم لا ينتهي إلا بعد أربعة أيام ففيه خلاف سيأتي في الحالة الثالثة.
الثالثة: أن ينووا إقامة لغرض معين مقيدة بزمن، متى انتهى غرضهم عادوا إلى أوطانهم، فقد اختلف العلماء في هذه المسألة على أقوال:
القول الأول: أنه إذا نوى الإقامة أكثر من أربعة أيام فيلزمه الإتمام، وهذا مذهب الحنابلة، واستدلوا على ذلك بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم مكة في حجة الوداع يوم الأحد الرابع من ذي الحجة، وأقام فيها الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء، وخرج يوم الخميس إلى منى، فأقام بمكة أربعة أيام يقصر الصلاة [خ، م] فيؤخذ من هذا أن المسافر إذا نوى إقامة أربعة أيام فإنه يقصر لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والجواب عن هذا الاستدلال من وجوه:
الأول: أن وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الرابع وقع اتفاقا لا قصدا، فلا يستطيع أحد أن يجزم أنه لو قدم قبله لأتم.
الثاني: أن الصحابة لم يقدموا كلهم في اليوم الرابع فما بعده، بل منهم من قدم قبل ذلك، بل ربما قدم بعض الناس من شهر ذي القعدة بل من شوال، وهؤلاء أقاموا أكثر من أربعة أيام، ولم يأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإتمام.
الثالث: أنه ليس في الحديث إشارة إلى أن من أقام فوق ذلك فإنه يتم، فإن قيل: إن حديث إقامة المهاجر الذي سيأتي ذكره في أدلة القول الثاني يدل على ذلك، فالجواب: أنه حينئذ يصير العمدة حديث إقامة المهاجر وليس فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - هنا، وسيأتي الجواب عن حديث إقامة المهاجر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب عن الدليل السابق [الفتاوى 24/ 140]:" وهذا الدليل مبني على أنه إذا قدم المصر فقد خرج عن حد السفر، وهو ممنوع بل مخالف للنص والإجماع والعرف " قال شيخنا في رسالة قصر الصلاة:" أما وجه منعه شرعا فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام بمكة في عام الفتح عشرة أيام .... وأقام بها في غزوة الفتح تسعة عشر يوما، وأقام بتبوك عشرين وكان يقصر الصلاة مع هذه الإقامات المختلفة، وأما وجه منعه عرفا فإن الناس يقولون في الحاج إنه مسافر، وإن كان قد سافر أول ذي الحجة، ويقولون للمسافر للدراسة إنه مسافر للدراسة في الخارج ونحو ذلك " ا. هـ
ثم الحنابلة يقولون إنه يصير مقيما، فعندهم الناس ثلاثة أقسام: مسافر ومقيم ومستوطن، وهذا الذي صار مقيما له حكم المستوطن في كل شيء إلا في الجمعة، فإنه تلزمه الجمعة لكن لا يكون فيها إماما ولا خطيبا ولا يتم به العدد، فصار مسافرا من وجه ومستوطنا من وجه، وهذا التقسيم ليس عليه دليل، وهو أيضا متناقض، إذا كيف يكون الإنسان مستوطنا من وجه ومسافرا من وجه آخر، والراجح أن الناس قسمان، مسافر ومستوطن، وإن شئت فقل: مسافر ومقيم هذا هو الذي تقتضيه الأدلة، كما قال تعالى {يوم ظعنكم ويوم إقامتكم}، وقال تعالى {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر}. [انظر الفتاوى 24/ 136 وما بعدها، 184].
القول الثاني: أنه إذا نوى الإقامة أربعة أيام فأكثر فإنه يلزمه الإتمام، لكن لا يحسب منها يوم الدخول ويوم الخروج، وعلى هذا فتكون الأيام ستة، وهذا مذهب الشافعية وقال به مالك وهو رواية عن أحمد حكاها صاحب الإنصاف، واستدلوا بأدلة منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/441)
1 - حديث العلاء بن الحضرمي مرفوعا: (يقيم المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثا) [م 1352]، قال النووي في شرح مسلم:" معنى الحديث: أن الذين هاجروا من مكة قبل الفتح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم عليهم استيطان مكة والإقامة بها، ثم أبيح لهم إذا وصلوها بحج أو عمرة أو غيرهما أن يقيموا بعد فراغهم ثلاثة أيام ولا يزيدوا على الثلاثة، واستدل أصحابنا وغيرهم بهذا الحديث على أن إقامة ثلاثة ليس لها حكم الإقامة، بل صاحبها في حكم المسافر، قالوا: فإذا نوى المسافر الإقامة في بلد ثلاثة أيام غير يوم الدخول ويوم الخروج جاز له الترخيص برخص السفر من القصر والفطر وغيرهما من رخصه، ولا يصير له حكم المقيم "
والجواب عن هذا الاستدلال من وجوه:
الأول: أن الحديث ليس فيه إشارة إلى أن العلة من التحديد بالثلاثة أيام هي أن ما فوق الثلاثة يعتبر استيطانا.
الثاني: أن المستدل بهذا الحديث لا يخلو إما أن يقول إن المهاجر إن أقام ثلاثا فإنه يقصر فيها الصلاة، أو يقول إنه إن أقام ثلاثا فإنه يتم، فإن قال إنه يقصر في الثلاثة دون ما فوقها، فيقال له: ما الجواب عن فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أقام بمكة في حجة الوداع أربعة أيام يقصر الصلاة، فهذه فوق الثلاثة وقد قصر فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن قال إنه يتم، فيقال له: إذا صار مقيما، وهو مخالف للتعليل الذي ذكرتموه، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما حدد الأيام لئلا يكون مقيما، وأيضا إذا قلنا يتم فمعنى هذا أنه مسافر إن أقام يومين فقط لا ثلاثة.
الثالث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أباح للمهاجر ثلاثة أيام، وسماه فيها مقيما، وهذا يخالف هذا القول، حيث إن أصحاب هذا القول يقولون إنه في الثلاثة فما دون يعتبر مسافرا، وقد سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - مقيما.
الرابع: أن الحديث إنما جاء لبيان المدة التي له أن يمكث فيها، وهذا كسائر التحديدات الشرعية التي يرجع فيها إلى الشرع.
الخامس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الحديث: (بعد قضاء نسكه) وهذا النسك لا يخلو من أن يكون حجا أو عمرة، فإن كان حجا فإن الحج ينتهي في خمسة أيام، وقد أباح له النبي - صلى الله عليه وسلم - الإقامة ثلاثا فوقها فصارت بذلك ثمانية أيام لا ثلاثة، فهم في الحقيقة لم يجلسوا ثلاثة أيام فقط، بل هذه الثلاثة بعد إتمام الحج، وإن كان النسك عمرة فإن العمرة تكون في يوم، وقد أباح له النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثا فوقها فصارت بذلك أربعة أيام، فمن أين التحديد بالثلاثة أو بالأربعة.
2 - أن هذا مروي عن عثمان - رضي الله عنه -
القول الثالث: إذا نوى الإقامة أكثر من خمسة عشر يوما أتم، وهذا مذهب أبي حنيفة وهو قول الثوري والمزني، واستدلوا بما روي عن ابن عباس وابن عمر - رضي الله عنهم - أنهما قالا:" إذا قدمت بلدة وأنت مسافر وفي نفسك أن تقيم خمسة عشر يوما فأكمل الصلاة " رواه الطحاوي.
وهناك مذاهب أخرى لأفراد الصحابة والتابعين، فمذهب ابن عباس - رضي الله عنهما - أن إذا نوى الإقامة تسعة عشر يوما قصر، وما زاد فإنه لا يقصر، وقد صرح - رضي الله عنه - بهذا في حديث رواه البخاري عنه أنه قال:" أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر يقصر فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا وإن زدنا أتممنا " [خ 1080]، ومذهب الأوزاعي أنه إذا نوى الإقامة ثلاثة عشر يوما أتم وإن نوى أقل من ذلك قصر، وعن ربيعة: يوم وليلة، وعن الحسن البصري: أن المسافر يصير مقيما بدخول البلد، والأقوال في هذه المسألة تزيد على العشرين.
والقول الراجح فيما أعتقد هو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو اختيار ابن القيم والشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عبد الرحمن السعدي، والشيخ محمد رشيد رضا، وشيخنا ابن عثيمين، وهو أنهم مسافرون، ما لم ينووا الاستيطان أو الإقامة المطلقة، واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 - إطلاق الأدلة كقوله تعالى {وإذا ضربتم في الأرض} وهذا عام يشمل جميع الضاربين من أطال من هم ومن قصر.
2 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقام في تبوك عشرين يوما يقصر الصلاة [حم 13726، د 1235، حب 4/ 184، هق 3/ 152، قال أبو داود غير معمر لا يسنده، ورده النووي في الخلاصة كما نقله الزيلعي في نصب الراية 2/ 186:" هو حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ومسلم، لا يقدح فيه تفرد معمر فإنه ثقة حافظ فزيادته مقبولة " وقال الحافظ في التلخيص 2/ 45:" ... ورواه ابن حبان والبيهقي من حديث معمر، وصححه ابن حزم والنووي ..... "، والحديث صححه الألباني]
قال شيخ الإسلام في الفتاوى [24/ 136]:" ومعلوم بالعادة أن مما يفعل بمكة وتبوك لم يكن ينقضي في ثلاثة أيام ولا أربعة، حتى إنه كان يقول: اليوم أسافر، غدا أسافر "
3 - أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة عام الفتح تسعة عشر يوما يقصر الصلاة [خ 1080، 4298]
4 - عن أبي جمرة نصر بن عمران قال: قلت لابن عباس: إنا نطيل المقام بخراسان فكيف ترى؟ قال:" صل ركعتين وإن أقمت عشر سنين " رواه ابن أبي شيبة.
5 - أقام ابن عمر بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة وقد حال الثلج بينه وبين الدخول [هق 3/ 152، وأخرجه عبد الرزاق 2/ 533، والأثر صححه ابن الملقن، وقال ابن حجر في الدراية 1/ 212:" إسناده صحيح "، وقال النووي معلقا على سند البيهقي: وهذا سند على شرط الشيخين، انظر التلخيص الحبير 2/ 47، نصب الراية 2/ 185]
6 - روى البيهقي [3/ 152] أن أنسا أقام بالشام يقصر سنتين.
7 - روى البيهقي كذلك عن أنس أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقاموا برامهرمز تسعة أشهر يقصرون الصلاة.
ثم نقول: من نوى الإقامة ستا وتسعين ساعة فله أن يقصر على مذهب الحنابلة، ومن نوى الإقامة ستا وتسعين ساعة وعشر دقائق فليس له أن يقصر، لأن الأول مسافر والثاني مقيم، فأين هذا التقسيم في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -. [انظر زاد المعاد 3/ 561 - 565]
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/442)
ـ[المقرئ]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:31 ص]ـ
إلى الشيخ: محب أهل العلم
نعم وقفت على قول إسحاق في الأوسط وإسحاق بن راهوية اختلف قوله في المسألة فمرة نقل عنه التحديد كما نقله الترمذي
ومرة توقف في هذا وقال: لا أفتي في هذه المسألة كما حكاه ابن نصر المروزي
وقد حكى نفسه هذا القول ونسبه إلى أهل العلم فقال: وقد قال آخرون وهم الأقلون من أهل العلم: صلاة المسافر مالم ترجع إلى أهلك إلا أن تقيم ببلدة لك بها أهل ومال فإنها تكون كوطنك ولا ينظرون في ذلك إلى إقامة أربع ولا خمس عشرة ... ثم ذكر أدلة هذا القول.إ. هـ
وهذا يبين أن حكاية الإجماع التي حكاها ابن المنذر بقوله " واعتذر - إسحاق- في تخلفه عن القول به لما أجمع عليه علماء الأمصار على توقيت وقتوه فيما بينهم فكان مما أجمعوا على توقيت أقل من عشرين ليلة.إ. هـ
يدل على أن إسحاق يقصد العلماء المشهورين من علماء الأمصار ولا أحد يشك أن القول بالتحديد هو قول جماهير الأمة
وإن كنت لم أفهم حكاية ابن المنذر هذه حق الفهم وأحس أن العبارة تحتاج إلى تأمل أطول
لكن كما ذكر القول معروف وقد حكاه جماعة كثيرة من العلماء عن الصحابة منهم ابن المنذر نفسه وإسحاق أيضا وحكاه القرطبي
وعليه فالقول معروف وهو من حكاية إسحاق نفسه
المقرئ
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[11 - 07 - 04, 07:54 ص]ـ
شيخنا الفاضل المقرئ حفظه الله ورعاه , بإذن الله سأنقل لكم بعد كلامي الخاص لكل من شارك في هذا الموضوع نقلا سيفيد في المسألة كثيرا وأظن بأنك ستجد فيه ما تبحث عنه حول مسألة الفرق بين الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن تيمية , وأود أن أشير إلى أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رغم توسعه في المسألة إلا أني أرى أنه أغفل أمورا لم يبينها منها أنه لم يذكر سببا مقنعا لإتمام العمال الذي يأتون إلى المملكة للعمل رغم أنهم يرجعون كل سنتين او اكثر , ولكن بإذن الله سوف يكون في النقل الآتي تفصيل وافيا بإذن الله , وبإمكانكم أخي الفاضل طرح ما تريدون حول هذه المسأئل جزيتم خيرا
=============
اخي محب أهل العلم نسأل الله لنا ولك العلم النفع والعمل الصالح
==============
أخي الفاضل مجرد إنسان جزاكم الله خيرا مجهودكم العظيم نفع الله بكم الإسلام والمسلمين ,وهو كما فصل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وكما ذكره الشيخ سلمان العودة كما سأنقله إن شاء الله
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[11 - 07 - 04, 07:57 ص]ـ
شيخنا الفاضل المقرئ حفظه الله ورعاه , بإذن الله سأنقل لكم بعد كلامي الخاص لكل من شارك في هذا الموضوع نقلا سيفيد في المسألة كثيرا وأظن بأنك ستجد فيه ما تبحث عنه حول مسألة الفرق بين الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن تيمية , وأود أن أشير إلى أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رغم توسعه في المسألة إلا أني أرى أنه أغفل أمورا لم يبينها منها أنه لم يذكر سببا مقنعا لإتمام العمال الذي يأتون إلى المملكة للعمل رغم أنهم يرجعون كل سنتين او اكثر , ولكن بإذن الله سوف يكون في النقل الآتي تفصيل وافيا بإذن الله , وبإمكانكم أخي الفاضل طرح ما تريدون حول هذه المسأئل جزيتم خيرا
=============
اخي محب أهل العلم نسأل الله لنا ولك العلم النفع والعمل الصالح
==============
أخي الفاضل مجرد إنسان جزاكم الله خيرا مجهودكم العظيم نفع الله بكم الإسلام والمسلمين ,وهو كما فصل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وكما ذكره الشيخ سلمان العودة كما سأنقله إن شاء الله
============
هذا شرح مفرغ للشيخ سلمان العودة على بلوغ المرام أعتقد أنه حفظه الله كفى ووفى فجزاه الله خيرا ,
ذكر غفر الله له عشرين قولا في المدة التي يسمح بالقصر فيها , وقبل أن اسردها لكم أود أن أنبه إلى أنه ذكر حفظه الله إجماعا على عدة أمور:
الأول: أنه إذا أقام إقامة دائمة في بلد معين أتم صلاته
الثاني: أن الإنسان ما دام مسافرا خارج البلد فله التمتع برخص السفر
الأمر الثالث: أجمعوا على صحة صلاة من أجتهد فأخذ بهذا القول أو ذاك
الرابع: أجمعوا على صحة إمامة بعضهم لبعض
وبعد أن ذكر اهم الأمور المجمع عليها بدأ بذكر الخلاف في مسألة المدة التي يجوز فيها القصر:
1/ إذا وضعت رجلك بأرض (بلد) تتم , وروي عن عائشة وسعيد بن جبير وطاووس
2/ الإقامة يوم وليلة , وروي عن ربيعة بن ابي عبد الرحمن (بن فروخ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/443)
3/ الأقامة ثلاثة أيام , وروي عن سعيد بن المسيب
4/ الإقامة أربعة أيام , الشافعي ومالك ورواية عن احمد , وفي هذا القول تفصيل كما سيأتي
5/ الإقامة أكثر من أربع أيام , هو قول لأحمد وداوود الظاهري
6/ ثنتان وعشرون صلاة , روي عن الأمام أحمد , وذكره ابن قدامة وقال هو المذهب
7/ الإقامة عشرة أيام , روي عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , وفي النقل نظر
8/ اثنى عشر يوما , روي عن سالم بن عبد الله عن ابيه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - , في الموطأ بسند صحيح , وكذلك مروي عن الأوزاعي
9/ ثلاثة عشر يوما , وهذا مروي عن الأوزاعي أيضا
10/ خمسة عشر يوما مذهب أهل الكوفة كأبي حنيفة وأصحابه , والثوري والليث وابن المسيب ونقل عن ابن عمر
11/ ما زاد على خمسة عشر يوما , وروي عن سعيد بن المسيب
12/ ستة عشر يوما , وروي عن الليث
13/ سبعة عشر يوما , وروي عن الشافعي رحمه الله
14/ثمانية عشر يوما روي عن الشافعي أيضا
15/ تسعة عشر يوما , روي عن إسحاق بن إبراهيم وعن ابن عباس وهو الثابت عنه
16/ عشرون يوما , عند ابن حزم في المحلى
17/ خمسة أشهر , روي عن أبن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند ابن أبي شيبة
18/ شهران , روي عن سعد بن أبي وقاص
19/ سنة , رواية عن ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
20/ يقصر مطلقا ذكره ابن المنذر في الأوسط وابن عبد البر وابو محمد البصري
أما الأقوال المختارة فهي:
1/ حد الإقامة أربعة أيام
2/ خمسة عشر يوما
3/ عشرون يوما
4/ العرف وهو قول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله , قال أن السفر مثل الحرز وغيره من الألفاظ التي وردت في الشريعة ولم تحدد لا في اللغة ولا في الشرع فيرجع في ذلك إلى العرف , واستدل ايضا بآثار عن الصحابة والتابعين (يمكن الرجوع إلى ما ذكره الشيخ محمد الامين في الرد السابق جزاه الله خيرا)
**وتابع ابن تيمية رحمه الله ابن القيم رحمه الله ومحمد رشيد رضا رحمه الله وابن سعدي رحمه الله والشيخ ابن العثيمين رحمه الله وجمع من المحققين الذين لا يلتزمون بالمذاهب الفقهية.
**والشيخ ابن عثيمين رحمه الله بناءا على هذه المسألة أفتى الطلاب الذين يسافرون للدراسة أنهم يقصرون أبدا.
- وتقريبا الشيخ سليمان الماجد عارض هذه النقطة في بحثه المشار إليه (حد الإقامة التي يجوز فيها القصر) وكأنه يرى أن رأي الشيخ ابن العثيمين يختلف عن ابن تيمية وكأن الشيخ ابن عثيمين يقيد السفر هنا بمن له حاجة يقيم حتى تنتهي أو وقت أو زمن يقيم حتى يمر هذا الزمن
** ويبدو لي وإن كان ي المسألة نوع من الإختلاف إلا أن هذا الإختلاف مرده إلى إعتقاد العرف , يعني كأن الشيخ ابن العثيمين رحمه الله يأخذ برأي ابن تيمية في مسألة العرف , ولكنه توسع في العرف وأجراه , وهذه من مشكلات الأخذ بالعرف أحيانا , أنه قد يلزم منه نوع من التسلسل , فإنه من الصعب جدا في نظري أنه لما يكون سفير في بلد معين (يلاحظ أن الشيخ ابن عثيمين يرى أتمام الصلاة للسفير وللعمال في بلاد أخرى) أو طالب يعلم علم يقين أنه سيبقى خمس أو ست سنوات للدراسة وقد يبقى للماجستير والدكتوراه أيضا مثل ذلك , يعني عشر سنوات أخرى فهو أشبه بالمقيم منه للمسافر , عنده بيت متملك وأولاد في المدرسة والبيت فيه أثاث جيد , علاقاته برامجه تنظيمه ترتيبه , كلها حالات تدل على أنه أشبه بالمقيم منه بالمسافر , بينما تجد في نصوص الشريعة فيها الإشارة إلى نوع من وعثاء السفر , يقول ربنا سبحانه: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً) (النساء: 101)
ويقول سبحانه {وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَر} كأنه راكب على سفر كأنه متمكن من هذا السفر , ولذلك ممكن نقول من ضوابط العرف أنه إن كان حاله أشبه بالمقيم فإنه يتم وإذا كانت أشبه بالمسافر فإنه يقصر.
** (ثم قال) فنحن نرجح الأخذ بالعرف ولكن ينبغي ان يكون في هذا العرف قدر من الضبط بحيث إذا كانت أحوال المسافرين تغلب عليها طابع الإقامة والإرتباطات والعلاقات والسكنى والمكث الطويل الذي قد يصل إلى شهور طويلة أو سنوات , فإن هؤلاء أقرب إلى المقيمين منه إلى المسافرين فلذلك نفتي الطلاب في أوروبا أو أمريكا أو العمال الذين يأتون إلى المملكة ويقيمون سنوات أنهم مقيمون ويلزمهم الصوم مع الناس وتلزمهم الصلاة ولا يحق لهم القصر ولا التمتع برخص السفر ,
** ومع ذلك نقول من أفتاهم بغير ذلك أو أجتهد وأخذ براي أحد من أهل العلم , الأمر فيه حرج أو مافيه حرج؟
-- ما فيه حرج
لأن المسألة كلها مسائل فقهية وفرعية وأمرها سهر وقريب.أ. هـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء ونفع الله به الإسلام والمسلمين
مع العلم أن هناك بعض الإختصار الذي بإذن الله ليس فيه إخلال بالمعنى , وما بين القوسين فهو مني , واستغفر الله العظيم
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/444)
ـ[المقرئ]ــــــــ[11 - 07 - 04, 12:43 م]ـ
إلى الشيخ: رياض
بارك الله فيكم وقد أجدتم وأثريتم الموضوع
وأما عن كتاب الشيخ سليمان الماجد في " حد الإقامة " فقد اطلعت عليه قديما
وعلقت عليه في الهوامش وكنت أنوي أن أرسلها له لكني لا أعرفه وتكاسلت عن ذلك
وأقولها شهادة لله أعجبني أدب الشيخ في مناقشته للأقوال وهذا ما جعلني أقرأه وأعلق عليه
وأما قولكم وفقكم الله " [وأود أن أشير إلى أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رغم توسعه في المسألة إلا أني أرى أنه أغفل أمورا لم يبينها منها أنه لم يذكر سببا مقنعا لإتمام العمال الذي يأتون إلى المملكة للعمل رغم أنهم يرجعون كل سنتين او اكثر]
الشيخ رحمه الله مشى على أصول هذا القول ولوازمه تماما فمن أخذ بهذا القول ففهم الشيخ له صواب
العمال الذين يأتون إلى المملكة:
لا ينوون الإقامة المطلقة بل ينتظرون إنهاء مهمتهم
العمال جاؤوا إلى عمل معين يريدون إنهاءه ثم يرجعون
قد تقول: لكنه يعرف المدة؟!
فأقول: إن هذا المناط ليس مناطا عند الشيخ ولا يعتد به فليس عند الشيخ مسألة التوقيت مناطا للحكم وعليه فلا يرد على الشيخ هذا الاعتراض
الشيخ يقول إنه ما دام لا ينوي الإقامة المطلقة ولا استيطان هذا المكان
وينوي الرجوع إلى بلده إذا انتهت المدة فهو مسافر
والشيخ يقول إن هذا موافق للعرف وأضرب لك مثالا:
لو كان لك أخوان:
أحدهما سافر للدراسة في إمريكا -قتل الله رئيسها- والآخر استقر في الرياض وبنى بيتا وتأهل هناك
لو سألك سائل عن أخيك الطالب فقال لك: أين أخوك: مباشرة ستقول: مسافر للدراسة فأنت تعتقد أنه في سفر [إياك أن تقول لكنه قد يستقر لسنوات @ فالشيخ لا يرى التوقيت مناطا]
ولو سألك سائل عن أخيك المستقر في الرياض فقال لك: أين أخوك؟
ستقول مباشرة ساكن بالرياض
هذا توجيه لقول الشيخ، وإلا فكما قلت قبل إن اختلافهم في تحديد العرف شعب المسألة كثيرا وهذا أحد المرجحات عندي للأخذ بقول الجمهور
المقرئ
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 12:55 ص]ـ
السلام عليكم
’ شيخنا الفاضل المقرئ , حفظكم الله ورعاكم:
إما أني لم استطع تصوير إشكالي حول الشيخ ابن عثيمين , أو أن الكلمات كانت عاجزة عن توصيل المعلومة (إبتسامة)
لعل المسألة تتضح بعد هذا النقل عن الشيخ ابن العثيمين رحمه الله نفسه:
الشرح الممتع (384/ 4): هناك فرق بين شخص ينوي الإقامة المطلقة وشخص آخر ينوي الإقامة المقيدة , فالذي ينوي الإقامة المقيدة لا يعد مستوطنا , والذي ينوي الإقامة المطلقة يعد مستوطنا.
** ويقول ـ رحمه الله ـ: فالإقامة المطلقة: أن ينوي أنه مقيم ما لم يوجد سبب يقتضي مغادرته , ومن ذلك سفراء الدول , فلا شك أن الأصل أن إقامتهم مطلقة لا يرتحلون إلا إذا أمروا بذلك , وعلى هذا فيلزمهم الإتمام , ويلزمهم الصوم في رمضان , ولا يزيدون عن يوم وليلة في مسح الخفين , لأن إقامتهم مطلقة , فهم في حكم المستوطنين , وكذلك ايضا الذين يسافرون إلى بلد يرتزقون فيها , هؤلاء إقامتهم مطلقة , لأنهم يقولون: سنبقى ما دام رزقنا مستمرا. أ. هـ من كلامه رحمه الله.
الآن ارجع إلى كلامك اخي المقرئ حفظكم الله , فأنا أعني أن الشيخ يرى أن الذين يسافرون إلى بلد اخر لطلب الرزق (مثل السعودي يشتغل في الهند مثلا) يتم الصلاة وليس له القصر , وجعل السبب ـ رحمه الله ـ لأنهم يقولون: سنبقى ما دام رزقنا مستمرا.
فأقول: إن الذين يسافرون للعمل أغلبهم يحددون مدة إقامتهم بسنة أو سنتين وليس قصده الإقامة المطلقة ,
وأنا يا شيخ مقرئ فهمت من ردكم السابق أنكم توافقوني على هذه النقطة
فإذا كان الشيخ أخذ بلوازم هذا القول , إذا لماذا أمر المسافرين لطلب الرزق بإتمام الصلاة؟ مع أنهم حددوا مدة إقامتهم بسنة أو سنتين كما حدد الطلاب المسافرين لطلب العلم مدة إقامتهم بسنوات يقضونها ويرجعون؟
فالحالتين واحدة. ارى ذلك بنظري القاصر رعاكم الله
=========
وأود أن أشير إلا أنه قد خطر لي جواب على ذلك ألا وهو , أن الشيخ لا يقصد المسافرين الذين يحددون مدة إقامتهم بسنة (أو اكثر) ويرجعون , بل هو يقصد بعض العمال الذين يقيمون دائما ويرسلون إلى أهليهم بالمال ويعتبرُ (اي العامل) هذا البلد هو بلد الإقامة وبلده السابق يسافر إليه لكي يرى أهله لمدة شهر (أو اكثر) ويرجع ألى بلد العمل (بلد الإقامة).
============
وتجدر الإشارة إلى اني راسلت الشيخ سلمان العودة عبر موقع الإسلام اليوم , وسألته حول مسألة القصر , فأجابني بما نصه (أما السؤال التعبدي عن قصر الصلاة فإذا كان مقامك في البلد (بريدة) لسنوات فأرى أن تتم الصلاة على رأي الجمهور والأئمة الأربعة وغيرهم.) أ. هـ
فهو هنا أجابني ليس كما في درسه السابق نقله ولكن أجابني على أنه يرى رأي الجمهور حتى أني شككت في أن المجيب هو الشيخ سلمان نفسه.
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/445)
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - 07 - 04, 02:34 ص]ـ
إلى الشيخ العزيز: رياض
كلماتكم واضحة وضوح الشمس، وجمالها جمال القمر ليلة البدر
ولتعلم عزيزي: أن المحاورة العلمية هي أمتع ساعاتي وألذ أوقاتي
أما عن استشكالكم في شرح كلام شيخنا فالأمر بحمد الله واضح وإليك الجواب:
قول الشيخ جعله الله في عليين:
[هناك فرق بين شخص ينوي الإقامة المطلقة وشخص آخر ينوي الإقامة المقيدة]
لابد أن تفرق بين إقامة دائمة وإقامة مطلقة
الإقامة الدائمة هي التي ينويس معها الشخص أن يستقر الرجل في البلد مدى حياته
والإقامة المطلقة: هي الإقامة التي يقول فيها الشخص أسكن هنا حتى يعرض علي رأي آخر
وعليه فمعنى العبارة أن هناك رجلا يقول أنا سأسكن هذا البلد ويقرر أن يجلس فيه سواء قرر أن يكون مدى الحياة أو أن يقرر أن يسكنه لكن قد يطرأ عليه أن يغادره فهذا مقيم في نظر الشيخ
وهناك رجل ينوي إقامة في بلد إقامة مقيدة بزمن بأن يقول سأسكن هنا شهرا أو سنة بزمن يحدده ثم يغادره فهذا غير مقيم في نظر الشيخ
أو يكون مقيد بعمل بأن يقول سأسكن مدة إلى إنهاء عملي المعين ثم أرجع إلى بلدي فهذا غير مقيم في نظر الشيخ
وقول الشيخ نور الله قبره:
[فالإقامة المطلقة: أن ينوي أنه مقيم ما لم يوجد سبب يقتضي مغادرته , ومن ذلك سفراء الدول , فلا شك أن الأصل أن إقامتهم مطلقة لا يرتحلون إلا إذا أمروا بذلك]
هذا هو ما أشرت إليه السفراء إقامتهم ليست دائمة ولكنها مطلقة لأنهم قرروا السكن في هذا البلد إقامة مطلقة وليس لمدة محددة يعلمها
وقوله رحمه الله:
[وكذلك ايضا الذين يسافرون إلى بلد يرتزقون فيها , هؤلاء إقامتهم مطلقة , لأنهم يقولون: سنبقى ما دام رزقنا مستمرا]
هؤلاء كذلك يرتزقون في هذه البلاد ونووا إقامة مطلقة
لكن الخلل في تخريجك على رأي الشيخ بقولك أسعدك الله "
[فأنا أعني أن الشيخ يرى أن الذين يسافرون إلى بلد اخر لطلب الرزق (مثل السعودي يشتغل في الهند مثلا) يتم الصلاة وليس له القصر , وجعل السبب ـ رحمه الله ـ لأنهم يقولون: سنبقى ما دام رزقنا مستمرا.
فأقول: إن الذين يسافرون للعمل أغلبهم يحددون مدة إقامتهم بسنة أو سنتين وليس قصده الإقامة المطلقة]
لا الشيخ يقول إن الهندي الذي يأتي وفيزته سنتين أو ثلاث أو أكثر وهي محددة فهو حكم المسافر لأن مدته محددة
بخلاف الذين تكلم عنهم بمثل شخص من القصيم سافر إلى الرياض لطلب الرزق ونوى الإقامة هناك للكسب فهذا في حكم المقيم
أرجو أن أكون وقد وضحت المسألة
المقرئ
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 06:52 ص]ـ
لا فض فوك ,, أسعدتني أسعدك الله , واضحة يا شيخ وضوح الشمس والحمد لله الذي تتم بنعمه الصالحات
جزاك الله خيرا ووفقك لتنال الفردوس الأعلى ولتنال شرف مرافقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة.
=======
بصراحة أريد أن أسألكم مالذي رجح عندكم رأي الجمهور؟ ماهي الأدلة لعله إتضح لكم شيء أو اطلعتم على أثر لم أطلع عليه ,
وفقكم الله نسأل لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - 07 - 04, 04:23 م]ـ
إلى الشيخ: رياض حفظه الله
حقيقة لا أريد أن أخوض في حيثيات الترجيح فلا يعدو أن يكون ترجيحا مبنيا على غلبة الظن
ولكن سأذكر سببين فقط احتراما لطلبك وتلبية لرغبتك:
أولا: دليل الجمهور قوي جدا في سبك أقوى دليل لهم وإليك البيان:
قالوا: الأصل في كل من دخلت رجله بلدا ليقيم فيها ولو لحظة أنه مقيم وليس بمسافر بدليل الشرع واللغة:
أما الشرع فإن الله أجاز القصر فقط لمن يضربون في الأرض أما من أقام فليس بضارب في الأرض بدليل قوله تعالى " إذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة "
والضرب في الأرض بدلالة اللغة هو لزوم السير ومن أقام فليس بسائر
لكن خص هذا الدليل فعله صلى الله عليه وسلم فوجدناه أقام ولم يأخذ بأحكام المقيم
فغلزم أن نخصص ذلك العموم بهذا الدليل فنستثني هذه المدة فمن مكثها وأقل منها فله حكم المسافر ومن نوى إقامة أكثر لزمه الإتمام
فوجدنا أكثر مكث له صلى الله عليه وسلم في مكان واحد هو عشرون صلاة فمن نوى إقامة عشرين صلاة فأقل أخذ بأحكام المسافر ومن نوى إقامة أكثر من ذلك لزمه حكم المقيم رجوعا إلى الأصل
ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه جلس في مكان واحد وقصر أكثر من هذه المدة
السبب الثاني: أن العرف في هذا الزمان لم ينضبط واختلاف الأعراف كثر والعامي يحتاج إلى سياسة والسياسة الشرعية من أجل سمات العالم ولا يخفى عليك اضطراب الناس في ذلك
بل إنني ذات مرة كنت جالسا مع شيخنا ابن عثيمين في حضرة كثير من الشيوخ فقال له أحد المشايخ وهو يناقشه في تحديد مسافة القصر والشيخ يرجح العرف:
يا شيخ العرف مختلف ومضطرب وإذا كان العلماء أنفسهم اختلفوا فكيف بالعوام، أنت يا شيخنا لومشيت من عنيزة إلى [ثم ذكر بلدا نسيت اسمه يبعد كذا كيلو عن عنيزة] هل ستقصر قال الشيخ: لا فأخذا هذا الشيخ يذكر البلدان التي بعد هذا البلد ويسأل الشيخ هل ستقصر والشيخ يقول: لا حتى وصل إلى بلد معين قال الشيخ: نعم أقصر وهو يبعد عن البلد الذي قبله قرابة الثلاثين كيلو، المهم أنه طال النقاش في ذلك
وأحسب أنه لا يلزمني ذكر أدلة على هدي الصحابة ومن بعدهم في الاهتمام بهذا الأصل العظيم
عموما كما قلت المسألة محتملة جدا وأحسب أن هذه المسألة ونظيراتها يموت المرء وفي نفسه منها شيء
المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/446)
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[29 - 01 - 06, 05:35 ص]ـ
الأخ رياض بن سعد أسعده الله برضوانه
كيف أصل لشرح الشيخ سلمان؟؟ حيث استفدت فائدة عظيمة
لأنني بصدد عمل بحث شامل لهذه المسألة واريد أن أجمع أطرافها قدر الإمكان
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[02 - 02 - 06, 12:50 ص]ـ
رجاء المساعدة هل يوجد بحث مستقل في ذلك؟
ـ[حاتم حمزة]ــــــــ[10 - 09 - 06, 11:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ رياض بن سعد
الشيخ محمد الأمين
الشيخ المقرئ
جزاكم الله خيراً علي هذا الحوار العلمي الرائع
بارك الله فيكم و زادكم علماً
أخوكم في الله
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[06 - 01 - 07, 03:16 ص]ـ
كيف أصل لشرح مفرغ للشيخ سلمان؟؟
بارك الله فيكم من يمد لنا يد العون
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[06 - 01 - 07, 02:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
آسف لأني تأخرت في الرد , فلم أعلم بوجود سؤالكم إلا الساعة
بالنسبة لشروح الشيخ سلمان العودة تجدها في مركز البازعي للتصوير في بريدة
وهذا رقمهم: 063262184
والسلام عليكم
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[08 - 01 - 07, 03:12 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي رياض وجزاكم الله كل خير وماقصرت
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 01 - 07, 10:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خير الجزاء.
معلومات قيمة و نافعة بإذن الله تعالى.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[09 - 02 - 07, 11:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والشيخ صفي رحمه الله صاحب السيرة
في تعليقه علي البلوغ رجح قول الجمهور
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 03 - 07, 10:31 ص]ـ
السببان اللذان ذكرهما الأخ المقرئ فيهما مقنع لإفتاء الناس بقول الجمهور ..
فدليل اللغة في حق من دخل بلداً أنه مقيم، وعدم انضباط العرف في المسألة هذه، فالعرف هنا لا يمكن الرجوع إليه كحد يفصل بين المسافر وغير المسافر، وهذا ما يسمى بالعُرْف المشترك عند بعض الأصوليين؛ فقد يوجد عُرف في البلد أن السير منها إلى مكان كذا: يُعَد سفراً، ويوجد عرف آخر في نفس البلد أنه لا يُعَد سفراً .. أو أن المكث بها كذا وكذا يقطع اسم المسافر عنه.
قال السيوطي في "الأشباه والنظائر" (101): (إنما تعتبر العادة إذا اطَّردت، فإن اضطربت فلا) وربما أدى إفتاء العامة بذلك إلى فوضى لا تُحمَد عقباها، فلَأن نلتزم بما حده جمهور الأئمة ليضبَط الأمر في شعيرة هي عمود الدين، خيرٌ من أن يضطرب في ذلك عموم المسلمين، أو أن يكون ذريعة للتلاعب والتساهل. وكيف يبنى حكم شرعي على ما لا ينضبط؟! والله أعلم.
أما اختيار الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مدة الإقامة فقد نوقش في بحث جيد للشيخ سليمان الماجد، وهو على الرابط التالي:
http://www.salmajed.com/publish/cat_index_32.shtml(33/447)
س/من قال لمسلم يا كافر .. هل يكفر؟؟
ـ[ابن الأثير]ــــــــ[06 - 07 - 04, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
ما هي أقوال أهل العلم في المراد بقوله (فقد باء بها أحدهما) و (حارت عليه)
في حديث (من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
هل المراد أنه يكفر؟
وما أقوال العلماء في معناه؟
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم ..
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:42 م]ـ
بارك الله فيك ..
هذه اضافة أنقلها وهي من فيض القدير للمناوي رحمه الله ..
776) .... (إذا قال الرجل لأخيه) المسلم (يا كافر فقد باء بها) أي رجع بتلك المقالة أحدهما ورجع بتلك الكلمة على ما مر بيانه موضحاً.
والله المستعان
ـ[مسدد2]ــــــــ[08 - 07 - 04, 03:08 م]ـ
في كتب الفقه الحنفي عبارة (لا يخرج الانسان من الاسلام الا بجحود ما ادخله فيه)، فلو تعدى بقوله يا كافر لمسلم، يُسأل عن مراده هل أراد ان يقول ان أخاه من أهل النار والردة لسوء طويته وعقيدته؟ أم أنه أراد تحقيره ولم يقصد التعليق على طويته ومعتقده؟ فلكل عبارة اثمها، وقد تفسر الاخيرة بأنه (يحور على القائل اثمها).
والله اعلم(33/448)
ما رأيكم بهذين النقلين؟
ـ[صلاح]ــــــــ[06 - 07 - 04, 08:21 م]ـ
طرحهما أحد الرافضة:
قال ابن حبان امام الجرح والتعديل في كتابه الثقات ج8ص456ت14411: " على بن موسى الرضا وهو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب أبو الحسن من سادات أهل البيت وعقلائهم وجلة الهاشميين ونبلائهم. مات على بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون فمات من ساعته وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين وقبره بسنا باذ خارج النوقان مشهور يزار بجنب قبر الرشيد، قد زرته مرارا كثيرة وما حلت بي شدة في وقت مقامى بطوس فزرت قبر على بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه ودعوت الله إزالتها عنى إلا أستجيب لي وزالت عنى تلك الشدة وهذا شيء جربته مرارا فوجدته كذلك "
قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج7ص339:
" قال وسمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشائخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضي بطوس قال فرأيت من تعظيمه يعني بن خزيمة لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرعه عندها ما تحيرنا ".(33/449)
هل يصح القول بأن في الأحاديث النبوية إعجازاً كالقرآن .. ؟؟
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[06 - 07 - 04, 09:17 م]ـ
البعض يبحث في مسائل كالطب النبوي وما شابه ثم يقرر أن هناك إعجازاً علمياً في السنة، فهل يصح هذا القول؟؟ أم أن تلك الأشياء كانت من الطب الشعبي المتداول وان التحدي لم يقع بتلك الأحاديث فلا يصح أن يدعى فيها إعجازا
السؤال
uestion
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[06 - 07 - 04, 11:45 م]ـ
السلام عليكم .. أخي العزيز اجابة على استفسارك ...
نعم يصح أن نقول أن في السنة النبوية اعجازا كالقرآن , اذ أنها وحي من عند الله أيضا.
و يجوز أن نبين ما في الكتاب و السنة من اعجاز علمي , سواء كان هذا الاعجاز طبيا أو غيره , و لكن الغلو في ذلك مذموم بل لا يجوز أصلا , و من الغلو في ذلك: أن يصبح الكتاب و السنة مصدرين جغرافيين أو فلكيين و ما شابه ذلك , و ذلك ما نحذر منه و نبغضه , اذ أن القرآن كتاب هدى (بضم الهاء) و كذلك سنة نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
و من الأمثلة المشهورة و الجميلة في الاعجاز العلمي في السنة النبوية: حديث الذبابة.
و الله الموفق
و الحمد لله
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[06 - 07 - 04, 11:50 م]ـ
و هذا موضوع مهم
و أرجو من الاخوة الأفاضل أن يتحفونا بمزيد تفصيل فيه
و جزى الله الجميع خير الجزاء
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[07 - 07 - 04, 12:28 ص]ـ
الى (أبو وكيع) حفظه الله
انتم تقولون:
نعم يصح أن نقول أن في السنة النبوية اعجازا كالقرآن , اذ أنها وحي من عند الله أيضا.
فأنا أتساءل: هل يعني قولكم هذا أن السنة النبوية (فهي جملة
الأحاديث الصحيحة المتفق عليها عند العلماء)
هي
(وحي من عند الله أيضا)؟
أود أن أعلم: هل الأحاديث الصحيحة كلها , مثلا عند ابخاري , وحي من عند الله؟
أم بعضها فقط؟
انني مشتاق الى التوضيح.
تقديرا
موراني
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 07 - 04, 01:27 ص]ـ
الصحيح أن الأحاديث ليست كلها وحيا، بل منها ما هو وحي ومنها ما هو اجتهاد منه صلى الله عليه وسلم. وقد فصل في هذا الأصوليون أثناء كلامهم عن اجتهاد النبي عليه السلام. والأدلة الوافرة من القرآن والسنة تدل على ذلك.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 01:52 ص]ـ
و لكن إن خالف اجتهاده - صلى الله عليه و سلم - مراد الله فهو يصححه فورًا و هذا لعصمته من الخطأ.
د. موراني،، الوحي نوعان: نوع لفظه و معناه من الله و هو القرآن الكريم، و نوع معناه من الله و لفظه من الرسول و هي السنة النبوية المشرفة. . يقول السيوطي في الإتقان ج1 ص127 - 128
وقال الجويني: كلام الله المنزل قسمان: قسم قال الله لجبريل: قل للنبي الذي أنت مرسل إليه إن الله يقول افعل كذا وكذا وأمر بكذا ففهم جبريل ما قاله ربه ثم نزل على ذلك النبي وقال له ما قاله ربه ولم تلك العبارة تلك العبارة كما يقول الملك لمن يثق به قل يقول لك الملك اجتهد في الخدمة واجمع جندك للقتال فإن قال الرسول يقول الملك لا تتهاون في خدمتي ولا تترك الجند تتفرق وحثهم على المقاتلة لا ينسب إلى كذب ولا تقصير في أداء الرسالة.
وقسم آخر قال الله لجبريل: اقرأ على النبي هذا الكتاب فنزل جبريل بكلمة من الله من غير تغيير كما يكتب الملك كتاباً ويسلمه إلى أمين ويقول اقرأه على فلان فهولا يغير منه كلمة ولاحرفاً انتهى
قلت: القرآن هو القسم الثاني والقسم الأول هو السنة كما ورد أن جبريل كان ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن ومن هنا جاز رواية السنة بالمعنى لأن جبريل أداه بالمعنى ولم تجز القراءة بالمعنى لأن جبريل أداه باللفظ ولم يبح له إيحاءه بالمعن
ى والسر في ذلك أن المقصود منه التعبد بلفظه والإعجاز به فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه وإن تحت كل حرف منه معاني لا يحاط بها كثرة فلا يقدر أحد أن يأتي بدله بما يشتمل عليه والتخفيف على الأمة حيث جعل المنزل إليهم على قسمين: قسم يروونه بلفظه الموحى به وم يروونه بالمعنى.
ولوجعل كله مما يروى باللفظ لشق أوبالمعنى لم يؤمن التبديل والتحريف فتأمل.
وقد رأيت عن السلف ما يعضد كلام الجويني.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عقيل عن الزهري سئل عن الوحي فقال: الوحي ما يوحى إلى نبي من الأنبياء فيثبته فيقلبه فيتكلم به ويكتبه وهوكلام الله
ومنه ما لا يتكلم به ولا يكتبه لأحد ولا يأمر بكتابته ولكنه يحدث به الناس حديثاً ويبين لهم أن الله أمره أن يبينه للناس ويبلغهم إياه.
و لو هناك ما تود الاستفسار عنه، فلا تتردد بوضعه هنا:)
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 08:21 ص]ـ
الى (د. موراني)
تقديرا لمشاركتكم ..
و استجابة لما طلبتموه .. نعم أعني بالسنة النبوية: الأحاديث الصحيحة التي ثبت بالبرهان الساطع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالها , و أنا لا أشترط أن تكون في البخاري فقط , اذ أنه لم يجمع كل ما صح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كتابه , و انما اقتصر على بعض ما صح فقط , و لعلكم تعلمون ذلك.
و أذكرك بقوله تعالى: ((و ما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحي يوحى)) النجم: الآيتين الثانية و الثالثة.
و لكم جزيل الشكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/450)
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 09:08 ص]ـ
هل ورد في القرآن أو السنة أو كلام السلف ما يدل على وجود نوع من الإعجاز في الحديث النبوي؟؟؟(33/451)
ابن القيم ... وشهادة أحد علماء المغرب!
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 11:11 ص]ـ
لا ريب أن بلاد المغرب طافحة بالعلماء في فنون كثيرة، بيد أنه اشتهر عن " كثير " منهم إهمال علماء المشرق، وبطرُ حقهم أحياناً ....
خصوصاً الحنابلة منهم!
وهذه شهادة مغربية على خلاف " القياس "!:
ذكر صاحب نفح الطيب عن جده قاضي الجماعة بفاس: محمد بن محمد بن أحمد القرشي التلمساني الشهير بالمَقَّرِي (ت 759 هـ) ـ رحمه الله ـ: أنه قال: شهدت شمس الدين ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ قيم الحنابلة بدمشق، وقد سأله رجلٌ عن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من مات له ثلاثة من الولد كانوا له حجابا من النار)، كيف إن أتى بعد ذلك بكبيرة؟
فقال: موت الولد حجاب، والكبيرة خرق لذلك الحجاب، وإنما يكون الحجاب حجاباً ما لم يخرق، فإذا خرق فقد زال عن أن يكون حجاباً، ألا ترى إلى قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (الصوم جنة ما لم يخرقها).
ثم قال ـ أي المقري ـ: وهذا الرجل أكبر أصحاب تقي الدين ابن تيمية. اهـ
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب (5/ 281).
رحم الله هذه الأنفس الطاهرة، وجمعنا بها في دار النعيم، ووالدينا ومشايخنا،،،،
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[08 - 07 - 04, 05:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذه الفائدة
و الغريب في الامر أن المغاربة يرمون المشارقة بنفس التهمة:
إهمال علماء المغرب، وبطرُ حقهم أحياناً ....
:)
اما على مستوى العامة فحدث ولا حرج
يسالنا بعض الاخوة الطيبين من المشارقة: لم لم تتزوج بنت فلان او فلان (من اخواننا المشارقة)
فاجيبه: نحن اشبه عندكم باهل الكتاب:) هذا هو الواقع عندنا ببلاد الكفر وهو الذي عشته ببلاد المشرق
فالله المستعان و عليه التكلان
هذه ممازحة اخوان , فلا تغضب مني شيخنا ابا عبد الله(33/452)
أكبر من لقيت من المعمرين .. عمره 127 عاماً
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[07 - 07 - 04, 01:16 م]ـ
هو الشيخ رشيد بن محمد القيسي
أكبر من لقيت من المعمرين
9 - الشيخ المعمر رشيد بن محمد بن سليمان القيسي المولود عام 1298 تقريباً قاضي حقل المتقاعد
زرته في مستشفى حقل برفقة بعض المحبين قبيل ظهر يوم السبت 15/ جمادى الأولى / 1425 ووجدناه طريح الفراش مقعدا قد ثقل لسانه جداً يفسر لنا ابنه فيصل كلامه ...
فرح بنا جداً .. وحادثنا ولاطفنا و زاد سروره عندما تذاكرنا شيئاً من العلم وقرأت عليه ترجمته من مقدمة كتابه الهدية في شرح الرحبية التي أعدها سعد آل سعدان (دار العاصمة -1425)
رأيته يتوقد ذكاءً ممتعاً بسمع وبصر على وهن في الجسد .. وعلمنا أنه كان مسدداً في قضاءه فلم ينقض له حكم قط خلال أزيد من أربعين عاماً جلس فيها للقضاء
فرضي شهير .. وفقيه مبرز .. طلب العلم على والده وغيره من المعاصرين ولقي المشاهير الذين هم جميعاً أصغر منه سناً مثل المشايخ محمد وعبداللطيف ابني ابراهيم آل الشيخ، وعبدالعزيز بن باز .. رحم الله الجميع ..
رأيت خاتماً له نُقش في مصر سنة 1331 أي أن الخاتم أكبر من الشيخ ابن باز رحمه الله
مكثنا عنده وقتاً مباركاً حصلنا فيه فوائد شتى ودعا لنا بالدعاء المأثور
وودعناه مشترطاً علينا أن إذا عدنا إلى حقل أن نزوره .. والله المستعان
اللهم اختم لنا وله بخير عمل ..
المعمرون الصلحاء الأحياء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12254&pagenumber=3)
ـ[المقرئ]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
بالنسبة للعلامة الفرضي ذي الخلق الرضي والوجه المضي القاضي: رشيد القيسي
فقد تشرفت بزيارته قبل سنوات فعجبت من حسن معشره على كبر سنه وقدره دمث الأخلاق متوقد الذكاء يحب العلم وقد خالط شغافه وتحدث معنا عن بعض الوقائع التي وقعت له وكم أتمنى أن يكون أولاده قد قيدوا مثل هذه الأحداث وقد ذكر لنا من القصص العجيبة ومنها قصة الحوت العظيم الذي وجدوه على الشاطئ
وهو محب للألغاز والمعاياة وقد أملى علي لغزا من كلمة تقرأ على الجهتين من إنشائه
بلح تعلق بقلة حلب وأمرني أن أكتبه هكذا " بلحتعلقبقلعتحلب "
وأملى علي لغزا عجيبا من إنشائه لكنه على شكل بيضاوي لا أستطيع إدراجه لأن الكمبيوتر يكتب على شكل مستقيم
وقد أهدى إلي كتابه العظيم: الهدية في شرح الرحبية "
وكتب ابنه الموقر ديباجة عليه ثم وقع الشيخ عليه توقيعه الصغير وختم لي بختميه
الأول كتب تحته: هذا الختم طبع في المدينة المنورة عام 1360هـ وفيه: رشيد محمد على شكل دائري
الثاني كتب تحته: هذا الختم طبع في مصر عام 1331 هـ قبل الحرب العالمية الأولى وهو ذو جهتين:
الجهة الأولى وفيه: رشيد محمد 1331
الجهة الثانية: وفق يا صمد رشيد محمد
ختم الله له بخير وأصلح ذريته
المقرئ
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[08 - 07 - 04, 06:15 ص]ـ
وهو كذلك .. فما ذكره الأخ المقريء ذكره لنا الشيخ وأهدى لنا كتابه الهدية في شرح الرحبية وقص علينا قصة الحوت العجيبة وغير ذلك ..
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[27 - 06 - 05, 08:21 ص]ـ
رحم الله الشيخ محمد القيسي
ـ[العاصمي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 02:17 م]ـ
قال الأخ الفاضل ناصر الدرعاني:
رأيت خاتماً له نُقش في مصر سنة 1331 أي أن الخاتم أكبر من الشيخ ابن باز رحمه الله.
ولد الشيخ الإمام ابن باز – رحمه الله رحمة واسعة - سنة 1330؛ فهو أكبر من الخاتم بسنة.
ـ[أبو عباد]ــــــــ[27 - 06 - 05, 07:19 م]ـ
الشيخ رشيد القيسي توفي يوم الأربعاء11/ 3/1426هـ وصلي عليه ودفن يوم الخميس.
رحم الله الشيخ واسكنه فسيح جناته.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[31 - 01 - 06, 02:38 ص]ـ
الأخ الفاضل
لقد رايتكم ذكرتم ما يلي:
الشيخ المعمر رشيد بن محمد بن سليمان القيسي المولود عام 1298 تقريباً قاضي حقل المتقاعد
علما بأنني وجدت في كلام الشيخ رشيد نفسه أنه ولد سنة 1316 هـ تقريبا
فقد قال بنفسه:
أنا رشيد بن محمد بن سليمان القيسي، ولدت في ضباء في عام 1316هـ تقريباً
الشيخ رشيد القيسي من العهد العثماني إلى عصر العولمة
وللفائدة أنقل لكم هذه المقابلة مع الاسلام اليوم:
الاسلام اليوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/453)
- القادمون للحج كانوا يخرجون من بلادهم كأنهم ذاهبون إلى معركة!
-المسافة بين ضباء (1) ومكة كانت تستغرق شهراً مع النساء وخمسة أيام بدونهن!
الشيخ رشيد القيسي من العهد العثماني إلى عصر العولمة
على محياه تبدو البشاشة والنور، وفي قسمات وجهة هيبة الزمان والمكان، لقد عاش عمراً يناهز الـ 110 أعوام بمحافظة حقل في أقصى شمال غربي المملكة، وامتهن التدريس والقضاء.
يجمع في مخيلته سجلاً من الحكايات عبر أكثر من قرن، عايش أحداثها وتفاعل في فصولها وتعاطى مع تفاصيلها.
إنه الشيخ رشيد بن محمد القيسي، تزوج ثلاث مرات، ماتت اثنتان من زوجاته وبقيت الأخيرة على قيد الحياة، له ثمانية أولاد، تزوجوا جميعاً، ذلك الرجل عمل 95 عاماً من عمره في التدريس والقضاء والفتوى، فعاش حياة حافلة بالمواقف والحكايات، لذلك التقينا به ليخبرنا عن مشاهداته وذكرياته عن الرحلة الأولى لبيت الله العتيق فكان هذا الحوار:
· بطاقتك الشخصية
أنا رشيد بن محمد بن سليمان القيسي، ولدت في ضباء في عام 1316هـ تقريباً وأخذت العلم من عدد من العلماء وطلبة العلم -رحمهم الله- من أمثال والدي محمد والذي قرأت عليه القرآن الكريم وتفسيراته ومجموعة من الأحاديث وشروحاتها ومجموعة أيضاً من العلوم الفقهية على المذاهب الأربعة، والفتاوى والاختلافات الفقهية وعلوم الفرائض والمواريث وغيرها من الكتب المفيدة أولاً على يد والدي مدير مدرسة ضباء، وهو خريج الجامع الأزهر ثم على يد علي أحمد البناء وهو أيضاً خريج الجامع الأزهر، ثم على يد قاضي ضباء محمد بن عبدالوهاب بن عقيل، ثم على يد ناصر بن محمد الوهيبي الذي كان وكيلاً لرئيس ديوان المظالم في ذلك الوقت "رحمهم الله جميعاً".
ولقد كان شيخناً علي البنا زاهداً، وكان يعمل في مهنة الزراعة رغم أن والده كان يعمل بمهنة البناء، إضافة إلى درسه اليومي في الفقه والحديث من خلال الجامع الكبير في ضباء، وكان يخصني – رحمه الله - من بين تلاميذه بدرس في الفرائض بعد انتهاء درسه اليومي.
· متى كانت أول حجة لك؟
حججت أول مرة عام 1349هـ وكنا في ضباء في الماضي نجهز للحج قبل موعده؛ حيث يتم تجهيز الأمتعة والأرزاق على ظهور الجمال؛ لأن الرحلة طويلة وتستغرق الرحلة من ضباء إلى مكة من 20 إلى 25 يوماً على الجمال، في تلك الأيام كانت الطرق غير آمنة وهناك سلب ونهب، لذلك كنا نخرج عن طريق القوافل في مجموعات، وأتذكر في أول حجة أنّ الخيمة كانت تبعد عن الخيمة نحو 500 متر.
وقافلة الحج إذا كان بها نساء تصبح المدة 30 يوماً فأكثر، وكنا نتوقف دائماً ونمشي في طرق وعرة وغير آمنة، ونحاول قدر المستطاع سلك الطرق التي يكون بها ماء ومراعٍ من أجل الجمال.
· ماذا عن قطاع الطرق، وهل كان وجودهم يؤثر على أعداد الحجاج؟
في أواخر العهد العثماني انتشر الفساد وقطع الطريق وكان عدد الحجاج القادمين إلى الديار المقدسة قليل وحتى الذين يخرجون إلى الحج يخرجون وكأنهم ذاهبون إلى معركة وهذا ما لاحظه الملك عبدالعزيز، فحينما فتح الحجاز أخبر الحجاج أنه أمن لهم الطرق وهو يتكفل بحمايتهم إذا دخلوا أراضيه، وكان الحجاج في السابق قبل الملك عبدالعزيز يأتون من شمال الجزيرة وغربها على محملين وهما المحمل الشامي والمحمل المصري، وكان مع كل محمل قوة لحمايتهم، أما الذي يتخلف عن محمل أو يتأخر عنه فإنه يسلب ويقتل من قبل قطاع الطرق، وخاصة أن طرق هذين المحملين معروفة.
كم كانت تستغرق المسافة بين ضباء ومكة المكرمة؟
المدة تختلف إذا كان معك نساء تأخذ شهراً أو عشرة أيام للمسرع، وإذا كان ليس معك نساء تقطعها بسرعة في خمسة أيام، وكان أبرز الصعوبات في الطريق قلة الأمن.
كم كان عدد الحجاج؟
مكة في تلك السنة كانت صغيرة وقليلة البيوت، فكان عدد الحجاج خمسة آلاف أو سبعة آلاف من غير إحصائية معتمدة.
لكن هناك علامات تدل على ذلك، منها أن الخيام كانت متباعدة في منى وكان بين الخيمة والأخرى خمسة أمتار، وعلامة أخرى هي أننا كنا نقبّل الحجر من غير زحام، ومسجد الخيف لم يكن يمتلئ.
وكيف كانت وسيلة التنقل بين المشاعر؟
وينتقل الناس بين المشاعر على الإبل
وكنت أمشي على رجلي من عرفة إلى مزدلفة إلى منى، وكنت أحمل متاعي، وكنا نسافر أحياناً من ضباء إلى جدة عن طريق البحر على السفن الشراعية، وإذا كان هناك هواء يستغرق منا يومين أو ثلاثة، أما إذا كان من غير هواء فيستغرق شهراً.
متى كانت أول صلاة لكم في الحرم المكي؟
أول ما صليت في الحرم كان (أيام الحكم التركي)
وكان هناك أربعة أئمة على المذاهب الأربعة، يصلي كل واحد منهم في وقت فيصلي منهم الشافعي ثم الحنبلي ثم المالكي ثم الحنفي، وأكثر الجماعات هم الحنفية خاصة في وقت الحج، لأن الترك كلهم أحناف، والعرب قليل فيهم الأحناف.
وخطبة الجمعة كل مرة واحدة، ولا أذكر اسم الخطيب ولم أكن ألقي البال لاسم الخطيب ذاك الزمن.
وكان خطيب عرفة يخطب في المسجد ولا يمتلئ عن آخره.
هل قابلت أحداً من العلماء في الحج تلك السنة؟
قابلت عدداً منهم وجالستهم لكني لا أذكر أحداً منهم الآن، لكن كان أكثرهم من علماء مصر!
من رافقك في الحج؟
رافقني في الحج أبي وأمي.
كيف كانت فتوى الناس في الحج في ذلك الوقت؟
كل جماعة ومذهب لوحدهم، الشافعين .. الحنابلة .. وكان أقل المذاهب الحنابلة، وأكثرهم الحنفية كما تقدم.
كيف كان اهتمام حكومة الأشراف؟
كانوا يؤمنونهم من البادية وكان الحاج من الحجاز أكرم عندهم من غيره.
ماذا عن النساء في مكة؟
في مكة كانت النساء مغطيات وجوههن تماماً، إلى عام 1326هـ لما أظهر أتاتورك العلمانية، فمنع الحجاب مع أن الله –تعالى- يقول ( .. فاسألوهن من وراء حجاب).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) مدينة تقع شمال غرب المملكة وتبعد قرابة 900 كم عن مكة المكرمة على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية
فما هو المرجع الصحيح في تحقيق سنة ولادة الشيخ رشيد القيسي رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/454)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[31 - 01 - 06, 04:06 ص]ـ
ألا من محب يستجيزه لنا؟.
ـ[العاصمي]ــــــــ[31 - 01 - 06, 10:24 ص]ـ
الشيخ رشيد القيسي توفي يوم الأربعاء11/ 3/1426، وصلي عليه ودفن يوم الخميس.
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته.
آمين.
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[29 - 07 - 07, 06:49 م]ـ
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ..
اللهم اخلف علينا بخير
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - 07 - 07, 12:46 م]ـ
كانت لي مشاركات طويلة في هذا الموضوع، ويظهر أنها ضاعت حينا وقع الخلل في الملتقى فبل بضعة أشهر(33/455)
ما معنى ان القران غير مخلوق
ـ[داود البلجيكي]ــــــــ[07 - 07 - 04, 01:39 م]ـ
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني الكرام لم يتبين لي تمام البيان ما مقصود الائمة بقولهم القران غير مخلوق فلو تفضل احدكم بايضاحه لي او تدليلي الى مقالة او كتاب وضح الموضوع بشكل لا يدع مجالا للبس
جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 03:34 م]ـ
ربما هنا تجد ما تريد ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9509&highlight=%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%E3%CE%E1%E6%DE
ـ[ابن عتيق]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:00 م]ـ
أخي الكريم
قول السلف عن القرآن (غير مخلوق) أي أنه صفة من صفاته، والمقصود أن القرآن كلام الله تعالى لفظا ومعنى، تكلم به على الحقيقة، بصوت وحرف مسموع. وكلامه صفة من صفاته، وهو من الصفات الفعلية الذاتية.
فهو وحي الله وكلامه وتنزيله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فمن قال غير ذلك فقد كفر،لان كلام الله هو صفة من صفاته جل ذكره، ولا يجوز ان يُقال أن الله خالق كلامه، لأن كل مخلوق محدث، وكل محدث سيفنى، وكلام الله تعالى ليس بمحدث، وليس هو بفان، لأنه صفة من صفاته، سبحانه وتعالى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "مذهب سلف الأمة وأهل السنة أن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، هكذا قال غير واحد من السلف، روى عن سفيان عن عمرو بن دينار -وكان من التابعين الأعيان- قال: ما زلت أسمع الناس يقولون ذلك.
والقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هو هذا القرآن الذي يقرؤه المسلمون، ويكتبونه في مصاحفهم، وهو كلام الله لا كلام غيره، وإن تلاه العباد وبلغوه بحركاتهم وأصواتهم، فإن الكلام لمن قاله مبتدئاً لا لمن قاله مبلغاً مؤدياً، قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه} (التوبة:6)، وهذا القرآن في المصاحف كما قال تعالى: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} (البروج:21 - 22)، وقال تعالى: {يتلو صحفاً مطهرة* فيها كتب قيمة} (البينة:2 - 3)، وقال: {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون} (الواقعة:77 - 87)
والقرآن كلام الله بحروفه ونظمه ومعانيه، كل ذلك يدخل في القرآن وفي كلام الله، وإعراب الحروف هو من تمام الحروف" (الفتاوى 3/ 401).
قال أحمد: القرآن من علم الله و من قال إنَّ علم الله حادث فقد كفر!
ونقل الإمام البخاري في كتابه العظيم " خلق أفعال العباد) ما نصه: عن سفيان بن عيينة قوله: أدركت مشائخنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار يقولون: القرآن كلام الله وليس بمخلوق، وعن حبيب بن أبي حبيب عن أبيه عن جده قال: شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط في يوم الأضحى قال: ارجعوا فضحوا فإن مُضَحٍّ بالجعد بن درهم، زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليمًا!! تعالى الله علوا كبيرًا عما يقول الجعد بن درهم، ثم نزل فذبحه.
وقال الثوري: مَن قال القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال بعض أهل العلم: إن الجهمية هم المشبهة لأنهم شبهوا ربهم بالصنم، والأصم، والأبكم الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ولا يخلق.
ومن قال بأن القرآن مخلوق فهم المعطلة من الجهمية والمعتزلة ومن حذا حذوهم واتبع منهجهم.
خلق افعال العباد ص8 وما بعدها مكتبة التراث
وقد فتن كثير من أهل العلم وعلى رأسهم الإمام أحمد في فتنة (القول بخلق القرآن) والتي تولى كبرها ابن أبي دؤاد.
هذا باختصار.
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 02:50 م]ـ
ممكن شرح الكلام التالي للإمام الشافعي .. وجدته في الرابط الذي وضعه الأخ نبيل
السؤال
uestion :
قال الشافعي: فتقر بأن الله كان، وكان كلامه؟ أو كان الله، ولم يكن كلامه؟ فقال الرجل: بل كان الله، وكان كلامه. قال: فتبسم الشافعي وقال: يا كوفيون إنكم لتأتوني بعظيم من القول إذا كنتم تقرُّون بأن الله كان قبل القبل، وكان كلامه. فمن أين لكم الكلام: إن الكلام اللهُ، أو سوى اللهِ، أو غير اللهِ، أو دون اللهِ؟ قال: فسكت الرجل وخرج. [مناقب الشافعي ج1 ص407، 408]
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 07 - 04, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلم على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
لنعلم أيه الإخوة الأفاضل أن الخوض فى تلك المسألة مما أحدث بعد عصر الصحابة رضى الله عنهم ولولا ما شاع من قول والجهمية المعتزلة وتحريض النصارى على الخوض فى تلك المسألة ما خاض فيها أهل العلم وقد وقانا الله شر هذه الفتنة ولا أحد اليوم يقول بخلق القرآن فهلا تغاضينا عن الخوض فيها حتى لا نشوش على الناس ورحم الله قومًا أحيوا الحق بذكره وأماتوا الباطل بهجره
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 04:10 م]ـ
نعم النصارى يستعملون هذه المقولة لترويج بضاعتهم فيقولون أن القرآن كلام الله غير مخلوق و المسيح كلمة الله فهو غير مخلوق .. فيكون إلهًا!!!!
و الحمد لله قمنا بالرد علي هذه الشبهة منذ زمن على مواقعنا و خصوصًا بعد التدخل السخيف لبعض المعتزلة من باكستان و ترويجهم لمذهبهم البدعي في القرآن اعتمادًا على مقولة النصارى فتراهم يذهبون للمسلم الجاهل يخبرونه بإن قوله أن القرآن غير مخلوق يجعل المسيح إلهًا، فينقاد لهم.
أما عن قول الشافعي رحمه الله فهو على سبيل الإلزام فهو يقول لمخالفه كيف تسألون هذا السؤال (هل الكلام اللهُ، أو سوى اللهِ، أو غير اللهِ، أو دون اللهِ؟) و أنتم تقرون أن الله كان من الأزل و كان كلامه؟!
و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/456)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 07:24 م]ـ
و ها هو الرابط لردنا على شبهة النصارى بخصوص خلق القرآن و هو رد باللغة الإنجليزية و لكنه يتضمن نص الرد بالعربية ..
http://www.geocities.com/noorullahwebsite/monothei.html
ـ[داود البلجيكي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 07:47 م]ـ
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا على مشاركتكم في هذا الموضوع
الاخ نبيل لم يتيسر لي قراءة الكتاب الذي دللتني عليه نظرا لحجمه
الاخ ابن عتيق ساقوم بقراءة ما تكرمت بتسطيره الان ان شاء الله
الاخ الدرعمي الذي يبدو اخي الكريم ان كلامك حق و لكن لا ينطبق هنا
اذ لا اظن ان العامة الذين يخشى فتنتهم بالتعمق في مثل هذه المواضيع تطلع على منتدى اهل الحديث
و من جهة اخرى طالب العلم لا يحسن له ان يكرر كلاما لا يفهم مغزاه و ان اعتقده حقا
بارك الله ف الجميع
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته(33/457)
كيف نرد على الرافضة في طعنهم حول اختلاف أهل السنة في البسملة؟؟؟؟
ـ[ yousef] ــــــــ[07 - 07 - 04, 04:20 م]ـ
شبهة قرأتها في أحد المواقع، وهي أن الرافضة يعيبون على أهل السنة إختلافهم حول البسملة، هل هي آية في أوائل السور أم لا؟
وقالوا كيف يختلف أهل السنة حول القرآن ثم يطعنون في روايات التحريف عند الرافضة؟؟؟
وهذه الشبهة يستعملونها للرد على كشف أهل السنة لمذهب الرافضة في الاعتقاد بتحريف القرآن.
أرجو من الاخوة طلاب العلم إفادتنا وجزاكم الله خيرا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 12:48 ص]ـ
إن شاء الله لن يبخل علينا أهل العلم بعلمهم و أرجو أن يتسع صدر الأخوة المشرفون لهذا السؤال فلا يحذفوه.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 07 - 04, 04:13 ص]ـ
أخى الكريم إن شبهات الرافضة حول مذهب أهل السنة فى القرآن الكريم متهافتة أكثر مما تتصور أما عن البسملة فلا خلاف أنها من القرآن الكريم وأما كونها فى أول كل صورة هل هى من القرآن او لا فإن الصحابة رضى الله عنهم أثبتوا ذلك ولم يكونوا ليثبتوا شيئًا ليس من كتاب الله تعالى فى المصاحف وقد تركو لذلك وضع العلامات فى المصاحف والخلاف حول الجهر بها فى بداية كل سورة باستثناء سورة براءة إنما هو خلاف فى وجوه القراءة وكلها متواترة.
أما قول الرافضة بوقوع التحريف فهو مختلف عن ذلك المعنى فتحريف القرآن شىء والقول بوقوعه فى القرآن شىء واختلاف الروايات المتواترة شى ثالث.
وأنصح الأخ الكريم بزيارة موقع البرهان على شبكة الأنتر نت http://www.albrhan.com/index.html وسوف أوافيك ببعض الكتب المهمة بهذا الشأن قريبًا إن شاء الله تعالى
ـ[الدرعمى]ــــــــ[08 - 07 - 04, 04:52 ص]ـ
وهذا بعض ما تيسر لى جمعه
ـ[المسترشد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الحبيب الفاضل الرافضه قاتلهم الله لا يلحقون هذا السؤال في الغالب بتحريف القرآن بل يلحقونه أحيانا إذا قلنا لهم أنكم تنقصون القرآن وأنكم تقولون بأن كثير من الآيات غير موجودة فيردون علينا فيقولون هاء أنتم تنقصون القرآن وتزيدون فيه فإذا قلتم أن البسملة من الفاتحة كان زيادة منكم في القرآن وإذا قلتم بأنها ليست من الفاتحة كان إنقاصا منكم في القرآن هكذا في الغالب تكون شبهتهم والرد عليها بسيط جدا وهو كما يلي.
نقول لهم ولله الحمد أهل السنة قاطبة مجمعون على أن البسملة آية من كتاب الله وبذلك نكون لا زدنا ولا أنقصنا شيء من كلام الله
ولكن الخلاف بين أهل السنة فقط في كونها هل هي آية من سورة الفاتحة أو غير آيه؟ فأين الزيادة والنقصان أو التحريف؟ فلمّا أقول في الآيه هل هي جزء من السورة أو غير جزء من السورة هذا لا يعني أنني زدت أو أنقصت فآيآت القرآن هي نفس العدد لم تتغير سواء قلت بجزئية هذه الآية أو لم أقل بجزئيتها فالعدد هو العدد فأين الزيادة والنقصان أو التحريف؟ هذا والله تعالى أعلم كتبت هذا الرد على عجاله فالعذر من خطاء المكتوب
حرر هذا المكتوب بتاريخ 20/ 5 / 1425 هجري الموافق 8/ 7 /2004 ميلادي
أخوكم / أبو محمد
ـ[الفارس البكري]ــــــــ[09 - 09 - 04, 03:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فهذا بحثٌ وجدتُهُ يتعلَّقُ بالمسألةِ المَطروحةِ فأحببتُ أن أفيدَكم بهِ:
في القرآن 111 بسملة فقط .. عند جمع من علماء الشيعة ( http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=7110)
وكاتبه هو المناظر الشهير: سعد الحمد -وفقه الله وأيّده- ..
وبإمكانك الاستفسار منه إن لم يفدكَ موضوعه.
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[09 - 09 - 04, 11:43 م]ـ
نسأل الله ان يجعل كيد الرافضه في نحورهم .. وجميع شبهاتهم ضعيفة جدا يستطيع الي احد من طلبة العلم المتمكنين ان يجيب عليها وقد بذل الأخوة وفقهم الله جهودهم في مجموعة من المواقع للرد على شبهاتهم ..
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[10 - 09 - 04, 12:01 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/458)
يقول أهل السنة والجماعة أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، في بداية قراءته في بداية بعض سور القرآن، ولكن الخلاف الذي وقع بينهم هل قرأها النبي – صلى الله عليه وسلم - على أنها آية من القرآن أو قرأها للتبرك أو وضعت في المصحف للفصل بين السور.
- قال الشوكاني:" وأعلم أن الأمة أجمعه أنه لا يكفر من أثبتها ولا من نفاها لإختلاف العلماء فيها خلاف ما أن نفى حرفاً مجمعاً عليه أو اثبت مالم يقل به أحد فإنه يكفر بالإجماع ولا خلاف في إثباتها خطا في أوائل السور في المصحف إلا في أول سورة براءة " وهذا في نيل الأوطار الجزء الثالث صفحة (32)
- والشيعة ينكرون على السنة يقولون لماذا لا تقولون بسم الله الرحمن الرحيم، وحذفتوها من المصحف.
- أولا: أنتم أيضاً حذفتوها، فهذا محمد بن مسلم قال سألت أبي عبدالله " عن الرجل يكون إماماً يستفتح بالحمد ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، قال لا يضره ولا بأس عليه " التهذيب الجزء الثاني صفحة (288) والوسائل الجزء السادس صفحة (62).
- وعن مسمع البصري قال:" صليت مع أبي عبد الله عليه السلام، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قام في الثانية فقرأ الحمد لله ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم " وهذا في التهذيب الجزء الثاني صفحة (288)، وفي الوسائل كذلك الجزء السادس صفحة (62).
- وعن محمد بن علي الحلبي:" أن أبا عبد الله سئل عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب، قال نعم، إن شاء سراً وإن شاء جهراً فقيل، أفيقرأها من السورة الأخرى، قال لا " هذا في الاستبصار الجزء الأول صفحة (132)، وفي وسائل الشيعة، الجزء السادس صفحة (61).
- قال الحر العاملي:" ذكر الشيخ - يعني الطوسي وغيره - أن هذه الأحاديث محمولة على التقية " انتهت المشكلة: وهذا لا شك من أبطل الباطل، لماذا لأن التقية لا تجوز بالبسملة عندهم.
- عن جعفر بن محمد قال:" التقية ديني ودين آبائي إلا في ثلاث في الشرب المسكر، وفي المسح الخفين وفي ترك الجهر بسم الله الرحمن الرحيم " وهذا في مستدرك الوسائل الجزء الأول صفحة (334).
- قال الرافضة
- البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ما عدا براءة (مستدرك الوسائل4/ 164).
- وبينوا أن أبا حنيفة خالف في أنها آية من القرآن محتجا بالروايات الآحادية وتمسك به مع أنه خطأ (كتاب نهج الحق 6).
- قال المجلسي في الذكرى «وقد خالف ابن الجنيد من الشيعة وذهب على أنها في غير الفاتحة افتتاح وهو متروك. انتهى. وما ورد من تجويز تركها في السورة إما مبني على عدم وجوب السورة كاملة أو محمول على التقية لقول بعض المخالفين بالتفصيل» (بحار الأنوار82/ 21).
- الضحى والانشراح والفيل ولايلاف عند الرافضة سورتان فقط
- قال الحلي «روى أصحابنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذا الفيل ولإيلاف، فلا يجوز إفراد إحداهما من صاحبتها في كل ركعة. ولا يفتقر إلى البسملة بينهما على الأظهر» (شرائع الإسلام1/ 66).
- وقال بأن «الضحى والإنشراح سورة، والفيل ولإيلاف سورة: ولا بسملة بينهما» (الجامع للشرائع ص81 يحيى بن سعيد الحلي).
- وقال «والضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذلك الفيل ولايلاف وتجب البسملة بينهما على رأي» (قواعد الأحكام 1/ 273 للحلي).
- نقل الحلي عن الاستبصار أن سورتي الضحى والإنشراح عند آل محمد سورة واحدة وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا لا يفصل بينهما بسم الله الرحمن الرحيم» (). نعم وجدنا الحلي يخالف قول علمائه في ذلك ولكن مخالفته لهم تفيد على الأقل إختلافهم على ثبوت البسملة. فكيف يتناسى الرافضة ذلك؟
- وأكد الحلي أن جاحد البسملة لا يكفر لوجود شبهة عنده. (تذكرة الفقهاء1/ 114).
- وقال الحلي بأنه لا يجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وسورة الفيل ولايلاف. وهل تعاد البسملة بينهما؟ أجاب الحلي: الأقرب ذلك لأنها ثابتة في المصحف، وقال الشيخ في التبيان: لا تعاد لأنها سورة واحدةوالاجماع على أنها ليست آيتين من سورة واحدة» (تذكرة الفقهاء1/ 116 و4/ 150).
- واعترف البهائي العاملي على أن الأكثر من علماء الشيعة على وحدة السورتين (الضحى والانشراح) (الاثنا عشرية للبهائي العاملي ص 63).
- وتساءل الخوئي: سورتا الضحى والانشراح وكذلك لايلاف والفيل: هل هما سورتان أم سورة ة واحدة؟
- فأجاب بأن «المعروف بل المتسالم عليه عند الأصحاب هو الثاني» وبعد أن أطال في مناقشة هذه المسألة ووقع في تخبط كبير ودوران قال ما يلي:
- إلى ما يلي «بعدما عرفت من وجب الجمع بين السورتين عملا بقاعدة الاشتغال: فهل يجب الفصل بينهما بالبسملة أو يؤتى بهما موصولة؟ فيه خلاف بين الأعلام، بل ينسب الثاني إلى الأكثر، بل عن التهذيب عندنا لا يفصل بينهما بالبسملة، وعن التبيان ومجمع البيان أن الأصحاب لا يفصلون بينهما بها» (كتاب الصلاة للخوئي 3/ 354 - 359).
- نقل المجلسي عن الشيخ في الاستبصار أن سورة الضحى والانشراح هما سورة واحدة عند آل محمد وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا ولا يفصل بينهما بالبسملة. وحكى المجلسي الاختلاف(33/459)
العلاّمة المرابط
ـ[ثابت البناني]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:09 م]ـ
يسر إخوانكم في جامع الملك عبدالعزيز بأم الحمام في مدينة الرياض دعوتكم لحضور سلسلة الدروس العلمية لسماحة مفتي دولة موريتانيا فضيلة الشيخ احمد بن المرابط الشنقيطي في الفترة من الأحد الموافق 23/ 5/1425هـ (11/ 7/2004م) إلى يوم الخميس الموافق 19/ 6/1425هـ (5/ 8/2004م) بعد صلاة العصر من كل يوم ما عدا يوم الجمعة والدروس في الفنون التالية:
التفسير: تفسير جزء الأحقاف
العقيدة: الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية
الحديث: عمدة الأحكام للشيخ عبدالعني المقدسي
أصول الفقه: الكوكب الساطع نظم جمع الجوامع للسيوطي
النحو: ألفية ابن مالك
مع العلم أن الدروس سيتم نقلها عن طريق موقع البث الإسلامي.
ـ
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:18 م]ـ
قلت عنه في بعض المواضيع:
(((
ومن علماء نواقشوط الشيخ احمد ولد المرابط،يسكن بالبادية خارج العاصمة ولكنه يدرس بالمعهد السعودي وبالمسجد السعودي وبالمحضرة السنيةالتابعة للمعهد السعودي بالاضافة الى تدريسه بمحضرته بالبادية!! وامامته للمسجد السعودي ونيابته عن مفتي موريتانيا!!
ومن علماء نواقشوط الشيخ بداه البصيري مفتي موريتانيا سابقا الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر, يجابه الرئيس ويعظه ويقرعه والرئيس طاو راسه بين رجليه .. والشيخ بداه من كبار العلماء السلفيين بموريتانيا وله خلق كثير من التلاميذ من ابرزهم الشيخ احمد ولد المرابط المذكور اعلاه.))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=11336(33/460)
القندوزي الحنفي وكتاب ينابيع المودة
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[08 - 07 - 04, 04:03 ص]ـ
طبع كتاب له فيه الطوام فهل هو من أهل السنة وهل ذكر أحد العلماء كتابه؟
وهل هناك من ترجم له؟
وهل إنتقد أحد العلماء رواياته؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 07 - 04, 04:10 ص]ـ
هو رافضي معروف، لكن لا يحضرني الآن المرجع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 07 - 04, 09:26 ص]ـ
هو من غلاة الصوفية وظاهر كتابه هذا أنه رافضي
معلومات عن الكتاب:
قال صاحب الذريعة في تصانيف الشيعة
" ينابيع المودة لذوي القربى "
للشيخ سليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي البلخي (1220 - 1294) طبع في استنبول 1302 ثم طهران 130 8 وبعدها مكررا.
أوله: الحمد لله رب العالمين الذي أبدم الوجود. . . ويظهر أن له في مسالة مودة ذوي القربى كتاب اخر سماه " مشرق الاكوان ". والينابيع على مقدمة ومائة باب (الذريعة 25/ 290).
وقال صاحب هدية العارفين (1/ 408): القندوزي - سليمان بن خواجه كلان إبراهيم بن بابا خواجه القندوزي البلخي، الصوفي، الحسيني، نزيل القسطنطينية. ولد سنة 1220، وتوفي 1294، له " أجمع الفوائد "، " مشرق الاكوان "، " ينابيع المودة " في شمائل النبي صلى الله عليه واله وسلم وأخبار أهل البيت في مجلد مطبوع.
وقال صاحب معجم المؤلفين (4/ 252): سليمان بن إبراهيم القندوزي، البلخي " الحسيني، صوفي، من تصانيفه " أجمع الفوائد " " مشرق الاكوان، " ينابيع المودة لذوي القربى ". كما ذكر. صاحب معجم المطبوعات (586) وبركلمان الالماني (2/ 831) وايضاح المكنون (2/ 731).
ترجمته (منقوله)
سليمان بن إبراهيم المعروف بخواجه كلان بن محمد معروف المشتهر ب بابا خواجه بن إبراهيم بن محمد معروف ابن الشيخ السيد ترسون البافي الحسيني القندوزي البلخي.
ولد في سنة 1225 ه، ورقى مراقي العلوم والاداب في بلخ، وأكمل التحصيل ببخارا ونال الاجازات من أعلامها، وسافر إلى البلاد الافغانية والهندية، وصاحب كبار مشايخ الطريقة، فكمل في مقامات السلوك، وتفقه في الدين لينذر قومه إذا رجع إليهم، فعاد إلى " قندوز " وأقام بها زمانأ ينشر العلم والاداب، وبنى بها جامعا وخانقاها ومدرسة، وأراد السفر إلى بلاد الروم حيث كان يرغب في استيطان مكة ومجاورة البيت الحرام، فبداله أن ينصب بمكانه الخلينة محمد صلاح فيكون في مسند الارشاد خلفا عن أخيه محمد ميرزا خواجه بن مولانا خواجه كلان، ولامر التدريس العالم الافضل ملا عوض إذ كان هذا قد بز أقرانه من تلاميذ المترجم له ونال شرف الاجازة منه. وهاجر الشيخ المترجم له من " قندوز " في سنة 1269 ه مستصحبا معه من تلاميذه نحوا من ثلاثمائة شخص من أهل الطلب والسلوك، وكان سفره عن طريق ايران فجاء إلى بغداد. في سنة 1270 ه فأكرم والي بغداد مثواه، وأعز أصحاب الفضائل قدومه فأخذوا عنه وارتووا من نمير علومه ثم عزم علئ التوجه إلى دار الخلافة العلية - الاستانة - وكان طريقه على الموصل وديار بكر وأورفة وحلب، وفي هذه البلدان أطال المكث وربماكان ذلك أكثر من ثلاث سنين حتى إذا وصل إلى قونية أقام بها ثلاث سنين وستة اشهر، وفي مدة مكثه بها استنسخ بنفسه الفتوحات المكية، الفصوص، النصوص من النسخ التي كانت بخط مؤلفها الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي الحاتمى، وكانت تلك النفائس محفوظة بدار الكتب الكائنة في مقبرة الشيخ الكبير العارف صدر الدين القونوي. وفي شهر ذي الحجة من سنة 1277 ه خرج من قونية متوجها نحو دار الخلافة، ولما حل بها شملته عواطف السلطان عبد العزيز فنال من الالطاف السنية من الحضرة العلية السلطانية، كما يقول بعض مترجميه، وبينما كان متهيئا للعزيمة على الخروج نحو بيت الله الحرام صدر الامر العالي من جانب السلطان بتعيينه بمسند مشيخة تكية الشيخ مراد البخاري - وموقعها خارج باب أدرنة - فامتثل الامر وباشر بالوظيفة فقام بالارشاد ونشر العلوم من حديث وتفسير، وكان لا يخلو في أيامه تلك من تأليف الكتب والرسائل، ولم يصل إلينا من تأليفه سوى أسماء ثلاثة منها وهي التي أشار إليها في كتابه هذا (ينابيع المودة) وهي: أ - أجمع الفوائد. 2 - مشرق الاكوان. 3 - ينابيع المودة، وهذا هو الوحيد الذي وصل إلينا من تأليفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/461)
وكان الشيخ سليمان هذا من أعلام الحنفية في الفروع، وأساطين النقشبندية في الطريقة، وقد كتب ولده وخليفته الشيخ سيد عبد القادر أفندي إلى بعض الافاضل الذين ترجموه أن والده كان حنفي المذهب نقشبندي المشرب. . . الخ. كما انه ينتسب إلى السلالة الحسينية ولم نقف على تفصيل نسبه ومدى صحة دعواه.
توفي في القسطنطينية في يوم الخميس سادس شهر شعبان سنة 1294 ه ودفن في مقبرته الخاصة في خانقاه المرادية.
وقد اشتبه صاحب معجم المطبوعات - يوسف اليان سركيس - في لقب والده فذكر في صفحة 586 من كتابه انه خواجه إبراهيم قبلان، ونبه على وهمه ذلك في هامش إيضاح المكنون ج 2، وتبع الزركلي في الاعلام ج 3 ص 186 صاحب المعجم المشار إليه في خطأه ذلك، وتابعه في خطأ فاحش اخر وذلك في سنة وفاته، فقد ذكر صاحب المعجم انه توفي سنة 2170 ه / 1853 م فحذا الزركلي حذوه في ذلك، كلاهما تابع في الخطأ لفانديك في اكتفاء القنوع ص 491 حيث ذكر وفاته في سنة 1270 ه / 1853 م، كما انه ذكر خطأ أن لقب والده خوجه كيلان، وقد سبق أن عرفت أن لقبه (خواجه كلان).
وقد صرح المؤلف نفسه بذلك في مقدمة كتابه فكان من اللازم على باحثي العصر كالزركلي وأضرابه التثبت مما يكتبون ولا يتبع بعضهم أثر بعض في الخطأ. ومن الغريب أن يذكر المترجم له في فهرس الخزانة التيمورية ج 2 ص 336 وانه من علماء القرن الرابع عشر، مع انه من علماء القرن الثالث عشر، حيث أن المؤلف نفسه صرح في خاتمة كتابه بتاريخ تأليفه وانه كان سنة 1291 ه في أيام السلطان عبد العزيز العثماني، وذكر مترجموه انه توفي سنة 1294 ه، فهو لم يدرك القرن الرابع عشر، نعم طبع كتابه أول القرن الرابع عشر، فلعل مفهرس الخزانة اشتبه عليه الامر، فلاحظ.
--------------
وهذا الكتاب اعتنى به الشيعة وطبعوه لموافقته لمشاربهم
والمؤلف ذكر في بداية الكتاب أن مصادره هي كتب السنة وجمع فيها الغث والسمين والنكرات والأباطيل ونقل ماذكره المغازلي الذي تكلم عليه الإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة وبين أنه حاطب ليل
وكذلك ذكر المؤلف أنه اعتمد على علماء الحروف! في كتابه هذا
فالمؤلف يظهر أنه من غلاة الصوفية من اتباع ابن عربي، وهو نقشبدني الطريقة نسأل الله السلامة والعافية.
فكتابه هذا لايعتمد عليه لأنه حاطب ليل وقد أورد كثيرا من الأحاديث الموضوعة والروايات المنكرة، وقد افتتح كتابه هذا بالحديث الموضوع (لولاك لما خلقت الأفلاك!)
وينقل فيه أحاديث بلازمام ولاخطام من كتاب شرح الكبريت الأحمر ومن كتب أخرى ليست من مصادر الأحاديث المعروفة، ويكثر من النقل عن الحمويني من كتابه فرائد السبطين وينقل عنه أباطيل ومنكرات وضلالات.
ويشبه كتابه هذا كتاب الرافضي المطهر الحلي أخزاه الله الذي رد عليه الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العظيم (منهاج السنة النبوية).
ـ[عصمت الله]ــــــــ[08 - 07 - 04, 09:51 ص]ـ
الأخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله تعالى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكر الله لك على هذه التنبيهات النافعة حول القندوزي و لعل السبب في تشيعه و غلوه فيه أن معظم الدعاة الذين دخلوا الهند و أفغانستان و ما جاورهما من البلدان، كانوا من الشيعة الإيرانيين الذين نزحوا منها إلى البلدان المجاورة في الفترات التاريخية الماضية لأسباب سياسية و مذهبية فأثروا على نقافة الهند الإسلامية تأثيرا كبيرا
و نفع الله بك يا فقيه و بارك فيك
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[09 - 07 - 04, 05:23 ص]ـ
أحسن الله إليك شيخنا عبدالرحمن الفقيه
هل يوجد من انتقده خاصة من معاصريه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 07 - 04, 11:40 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الفاضل عصمت الله
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخي العجلان
ولا أعلم أن أحدا من أهل العلم نتقد الكتاب.(33/462)
الدليل فى افضل الطبعات
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[08 - 07 - 04, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نرجو من الاخوة المشاركة فى موضوع
الدليل الى افضل الطبعات
حتى تعم الفائدة
اضغط على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=100565#post100565(33/463)
أرجو الإفادة عن الأذكار والتكبير الجماعي
ـ[نبيل الأثري]ــــــــ[08 - 07 - 04, 11:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني حفظكم الله تعالى ..
أرجو الإفادة في هذا الموضوع المهم ..
1) بخصوص الأذكار بعد الصلاة .. هل تكون جهراً أم سراً؟؟ ولا أقصد الذكر الجماعي ولكن كل فرد يذكر بنفسه بصوت مرتفع؟؟
2) هل التكبير الجماعي فيه محذور شرعي .. ولطرح مثال .. مثل قول البعض كبروه .. فالكل يكبر بصوت مرتفع وهذا عادة ما يكون عند تجمع أفراد .. ؟؟ أو قول وحدوه!!! أو البعض عندما تتلكم في شيء ويشتدت النقاش يقول لك .. صلى على الرسول!!!؟؟؟
وفق الله المشايخ وطلبة العلم والأخوة المجتهدين في هذا الملتقى الطيب ..
أفيدونا بارك الله فيكم ..
والله الموفق ....(33/464)
سؤال/ ماذا تعرفون عن هذا ’الحديث‘؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 03:18 م]ـ
ورد في أحد المواقع في تحذير المسلمات من التبرج:
----------------------------------------------------------------
عن علي بن أبي طالب قال:
دخلت أنا و فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت: فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي ابكاك فقال صلى الله عليه وآله وسلم يا علي: ليلة اسري بي الى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد و اذكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن
رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها
و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها
و رأيت امرأة معلقة بثديها
و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها
و رأيت امرأة قد شد رجلاها الى يدها و قد سلط عليها الحيات والعقارب
و رأيت امرأة عمياء في تابوت من النار يخرج دماغ رأسها من فخذيها و بدنها يتقطع من الجذاع و البرص
و رأيت امرأة معلقة برجليها في النار
و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها في مقدمها و موخرها بمقارض من نار
رأيت امرأة تحرق وجهها و يدها و هي تأكل امعائها
و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار و عليها ألف ألف لون من بدنها
و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها و الملائكة يضربون على رأسها و بدنها بمقاطع من النار
فقالت فاطمة: حسبي و قرة عيني اخبرني ما كان عملهن و سيرهن حتى و ضع الله عليه هذا العذاب
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا بنيتي
اما المعلقة بشعرها فانها كانت لا تغطي شعرها من الرجال
اما المعلقة بلسانها كانت تؤذي زوجها
اما المعلقة بثديها فانها كانت تمتنع عن فراش زوجها
اما المعلقة برجلها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها
اما التي تأكل لحم جسها فانها كانت تزين بدنها للناس
اما التي شد رجلاها الى يدها و سلط عليها الحيات و العقارب فانها كانت قليلة الوضوء قذرة اللعاب و كانت لا تغتيل من الجنابة و الحيض و لا تنظف و كانت تستهين بالصلاة
اما العمياء و الصماء و الخرساء فانها كانت تلد من الزنا فتعلقه بأعنق زوجها
اما التي كانت تقرض لحمها بالمقارض فانها كانت قوادة
اما التي رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمالر فانها كانت نمامه كذابه
اما التي على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها فانها كانت معلية نواحه
ثم قال صلى الله عليه وآله و سلم: و يل لامرأة اغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضى عنها زوجها ... صدق رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم
ـ[أبو مروة]ــــــــ[10 - 07 - 04, 01:50 ص]ـ
قال عنه الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في خطبة جمعة على النت بأنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر:
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=288
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 07 - 04, 01:53 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15711(33/465)
أذكار المساء، وقتها قبل المغرب أو بعدها؟؟؟
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[08 - 07 - 04, 06:25 م]ـ
لأن كلا الوقيتن يطلق عليه مساء؟؟
وهل هناك آثار عن السلف تنصر أحد القولين؟؟؟
ومن فاتته صلاة الفجر، ولم يصلها إلا بعد طلوع الشمس، هل يُشرع له قضاء أذكار الصباح، كما يُشرع له قضاء صلاة الفجر؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 11:55 م]ـ
- انظر الكلام في المسألة في كتاب الوابل الصيب لابن القيم رحمه الله.
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[09 - 07 - 04, 01:38 م]ـ
جزاك الله خيرا(33/466)
كلام ابن حجر عن كتاب الزهد لاحمد
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[09 - 07 - 04, 01:32 ص]ـ
قال الامام ابن حجر العسقلانى فى كتابه (تعجيل المنفعه يزوائد رجال الكتب الاربعة
(كتاب الزهد لاحمد فانه كتاب كبير فى قدر ثلث المسند مع كبر حجم المسند وفيه من الاحاديث والاثار مما ليس فى المسند الشيء الكثير).
فاين هذا الشيء الكثير هل تلف او فقد
ـ[بن شداد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 07:12 م]ـ
برجاء ذكر رقم الصفحه و في أي طبعه
و جزاك الله خيرا
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[10 - 07 - 04, 10:43 م]ـ
الكلام ذكره ابن حجر فى المقدمة
طبعة دار الكتب العلمية صفحة 21 الفقرة الثالثة(33/467)
هل ثبت فى تحديد يوم للحجامة!!
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[09 - 07 - 04, 01:50 ص]ـ
قال العقيلي في " الضعفاء " (1/ 150): وليس في هذا الباب في اختيار يوم للحجامة شيء يثبت.ا. هـ.
ونقل عمر الموصلي في " المغني عن الحفظ والكتاب " (ص 517 جنة المرتاب) عن العقيلي الكلام السابق وأضاف: " وقال عبد الرحمن بن مهدي: " ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيء إلا أنه أمر بها ".ا. هـ.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 07 - 04, 07:32 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله زقيل
هَلْ ثَبَتَ شَيْءٌ فِي تَحْدِيدِ أَيَّامِ الحِجَامَةِ؟
قال العقيلي في " الضعفاء " (1/ 150): وليس في هذا الباب في اختيار يوم للحجامة شيء يثبت.ا. هـ.
ونقل عمر الموصلي في " المغني عن الحفظ والكتاب " (ص 517 جنة المرتاب) عن العقيلي الكلام السابق وأضاف: " وقال عبد الرحمن بن مهدي: " ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيء إلا أنه أمر بها ".ا. هـ. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7312)
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[10 - 07 - 04, 06:58 م]ـ
نعم الرسالة كتبت بواسطة عبد الله زقيل
فهل من معقب على هذا الكلام
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 07 - 04, 07:16 م]ـ
أخي أبا سفيان
لا تسىء الفهم وفقك الله
أنا وضعت لك رابط المناقشة وفقك الله
مرر المؤشر فوق ما وضعته واضغط عليه
وسينقلك للموضوع مباشرة
فقد نوقش هناك وأشبع بحثا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[31 - 05 - 09, 03:50 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله زقيل
هَلْ ثَبَتَ شَيْءٌ فِي تَحْدِيدِ أَيَّامِ الحِجَامَةِ؟
قال العقيلي في " الضعفاء " (1/ 150): وليس في هذا الباب في اختيار يوم للحجامة شيء يثبت.ا. هـ.
ونقل عمر الموصلي في " المغني عن الحفظ والكتاب " (ص 517 جنة المرتاب) عن العقيلي الكلام السابق وأضاف: " وقال عبد الرحمن بن مهدي: " ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيء إلا أنه أمر بها ".ا. هـ. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7312)
الرابط لا يعمل
هذا هو من جديد: هَلْ ثَبَتَ شَيْءٌ فِي تَحْدِيدِ أَيَّامِ الحِجَامَةِ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=48386)(33/468)
جديد: النسخة المعدلة والمفهرسة من المسائل الطبية المعاملات المعاصرة للشيخ خالد المشيقح
ـ[محب المشايخ]ــــــــ[09 - 07 - 04, 01:53 ص]ـ
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فهذه النسخة المعدلة والمفهرسة من المسائل الطبية المعاملات المعاصرة للشيخ خالد المشيقح.وأعتذر عن التأخر
ولك الشكر الجزيل
ـ[محب المشايخ]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:04 ص]ـ
المعذرة هذا هو الملف:
ـ[المخلافي]ــــــــ[17 - 10 - 05, 11:18 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[18 - 10 - 05, 08:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[24 - 05 - 10, 12:33 م]ـ
الرابط لا يعمل بارك الله فيكم(33/469)
جديد: النسخة المعدلة والمفهرسة من المسائل الطبية المعاملات المعاصرة للشيخ خالد المشيقح
ـ[محب المشايخ]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:00 ص]ـ
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فهذه النسخة المعدلة والمفهرسة من المسائل الطبية المعاملات المعاصرة للشيخ خالد المشيقح.وأعتذر عن التأخر
ولك الشكر الجزيل(33/470)
الشيخ وليد بن راشد السعيدان وكتابه تلقيح الأفهام العلية
ـ[إمام مسجد]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:35 ص]ـ
رأيت كتابا في هذ الموقع وهو "تلقيح الأفهام العلية بشرح القواعد الفقهية وهو كتاب نافع ومفيد جدا ورأيت كتابا آخر وهو "قواعد البيوع وفرائد الفروع "
وطلبي يا كرام هو
1/ هل من تعريف بالشيخ ولو مختصر؟!
2/ هل طبع هذان الكتابان؟
3/ إن لم يكونا مطبوعين فأرجو ممن يعرف الشيخ أن يحثه على إخراج كتبه مشكورا
ـ[إمام مسجد]ــــــــ[09 - 07 - 04, 08:33 م]ـ
هل من مفيد يا كرام؟!
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[10 - 07 - 04, 10:20 ص]ـ
الأخ إمام مسجد:
فضيلة شيخنا الشيخ / وليد بن راشد السعيدان، من أبرز مشايخ مركز الدلم بمحافظة الخرج، له جهود موفقة في الدعوة والتعليم، وشارك في دورات علمية أقيمت في محافظة أملج وجازان، له اهتمام بالفقه وأصوله وقواعده وكذا في العقيدة، ويعمل مدرساً بالمعهد العلمي في الدلم.
له صفحة على الانترنت في موقع: http://www.saaid.net/ (http://)
ولم يطبع إلى الآن شيء من مصنفاته، ولعله يطبع في الأيام القادمة كتابه: ((إتحاف أهل الألباب بمعرفة التوحيد والعقيدة في سؤال وجواب))، ودونك صفحته على الشبكة العنكبوتية:
http://saaid.net/Doat/wled/index.htm (http://)
وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[إمام مسجد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 04:08 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محب شيخ الإسلام وجمعنا جميعا مع من نحب في جنات النعيم
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[31 - 01 - 09, 12:27 ص]ـ
http://www.tysiral3lm.com/
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[31 - 01 - 09, 01:03 ص]ـ
الأخ إمام مسجد: وإياك جزى خيراً.
الأخت ندى: جزاك الله خيراً وأجزل لك المثوبة على الاستدراك.(33/471)
اَ ê َçٌ
ـ[القحطاني]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:41 ص]ـ
نزل حديثا كتاب للشيخ الافقهسي .. وهو من الشافعيه .. نزل بتعليقات الشيخ .. عمرو عبد المنعم .. وتكلم الشيخ عن مسألة اتيان النساء في ادبارهن .. فهل لاحد تعليق او محاورة على كلام المحقق .. ارجو افادتي .. وجزاكم الله خيرا.
ـ[القحطاني]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:42 ص]ـ
عنوان الكتاب .. (رفع الجناح فيما هو مباح من النساء)(33/472)
أسئلة صحيفة هندوستان للشيخ عبدالعزيز الطريفي
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[09 - 07 - 04, 02:26 م]ـ
حدثني أحد الأخوة أنه اطلع على مصورة من صحيفة لأسئلة طرحتها صحيفة هندوستان أشهر صحيفة هندية على الشيخ عبدالعزيز الطريفي قبل سنة تقريبا ونشرت في وقتها، أرجو ممن يملكها نشرها هنا، أو من يملك فحواها ومحتواها .. وجزاه الله خيرا(33/473)
لضيق الوقت عندي هل من يأتي لي باحاديث في مواضيع-كما اود تقييم كلمات
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[09 - 07 - 04, 03:38 م]ـ
لضيق الوقت عندي هل من يأتي لي باحاديث في مواضيع
كتب الله مقادير العالم قبل خلق الله السموات والارض بخمسون الف سنة
وان النبي صلي الله عليه وسلم كان نبيا وآدم منجدل في طينته او بين الروح والجسد واحدهما صحيح
وانا قرأت احاديث كثيرة- الرجاء لمن عنده وقت ان يحضرها لنا صدقة علينا في ان الرسول دخل الجنة في الاسراء والمعراج فعلا وعلي الحقيقة -وقد انكر ذلك احد محاوري
منها حديث الاستفتاح وطرق باب الجنة ففتح له صلي الله عليه وسلم واظنه في رسالة ابن حجر عن الاسراء والمعراج وغيره من الاحاديث فهل من يجمعها لنا هنا وجزاه الله خيرا
ثم هل هذه الجملة من كلامي صحيحة لمن يقيم الافكار ويظهر صحيحها من سقيمها!:
ليس هناك آية في القرآن علي ان الله وعد آدم بالجنة والخلد فيها قبل إسكانه فيها انما قال له اسكن انت وزوجك الجنة ولم يقل له اسكن الي الابد مهما حصل والا فقد أمر آدم باوامر لايجوز مخالفتها
آدم علم ان الله قال للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قبل ان يسكن الخليفة الجنة!
اذن ادم كان يعلم انه سيبقي لمدة محدودة في الجنة وان كان لا يعرف سبب الخروج لكنه يعلم انه الخليفة في الارض بعد فترة!
وفي حوار عن ترجيحي للقول بان ادم سكن الجنة السماوية وليس شيء ارضي يسمونه جنة سكنها ادم:
هل امره الله-اقصد آدم- بالعيش في الجنة الي الابد هل في النص انه اعطي خلد في الجنة ام هناك امر قرر قبل ذلك وهو انه جعل خليفة في الارض ثم امره الله ان يسكن الجنة--وليس الي الابد!
وهل كانت هي دار الخلود لكل من دخلها من قبل -طب الشيطان دخلها بصورة من الصور!
ثم الرسول دخلها في الاسراء والمعراج علي الحقيقة وخرج!
وفي محاورة قلت:
هل عندك دليل انه كتب ذلك قبل دخول ادم الجنة او قبل خلق ادم؟
وهل لو اقررنا انه كتب ذلك قبل ان يدخل ادم الجنة فهل هذا الامر يدخل فيه دخول ادم وحواء الدخول الاول او ان الكتابة هي للدخول الثاني مع البشرية لانه لو كان كتب لهم بالدخول الاول الجنة الي الابد فلم خرجوا فالمقصود هو الدخول الثاني مع البشرية المؤمنة
بل دخل الجنة وطرق بابها واستفتح ففتح له ووردت الروايات في ذلك
اما كتابة الله الاقدار فهناك امور كمقادير السموات والارض كتبت قبل خلقهما بخمسين الف سنة اما كتابة النبي محمد نبيا ورسولا فقد تم كما في الحديث اثناء خلق ادم!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[09 - 07 - 04, 06:09 م]ـ
يمكنك الاستفادة من هذا الرابط:
http://www.dorar.net/mhadith.asp
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[09 - 07 - 04, 10:29 م]ـ
عندك حق اخي ومع اني استعملته كثيرا وهو من اهم الروابط الا اني كنت اريد مشاركتكم حتي يتوسع البحث خصوصا تعقيب من الاخوة عبد الرحمن الفقيه ومحمد الامين وبقيتكم الفاهمة الدقيقة الميزان في الحكم في هذه الامور وخصوصا كلماتي والتعليق عليها
فبارك الله فيك اخي الكريم علي الرابط
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[09 - 07 - 04, 10:49 م]ـ
اثناء بحثي في المجلد الثاني من مجموع الفتاوي لابن تيمية رحمه الله وجدت كلاما ثمينا له
وهو
فإن الله علم الأشياء، وقدرها قبل أن يكونها، ولا تكون موجودة بحقائقها إلا حين توجد، ولا فرق في ذلك بين الأنبياء وغيرهم، ولم تكن حقيقته صلىالله عليه وسلم موجودة قبل أن يخلق، إلا كما كانت حقيقة غيره، بمعنى أن الله علمها وقدرها.
لكن كان ظهور خبره واسمه مشهورًا أعظم من غيره، فإنه كان مكتوبًا / في التوراة والإنجيل وقبل ذلك، كما روى الإمام أحمد في مسنده، عن العِرْباض بن سارية، عن النبي صلىالله عليه وسلم قال: (إني لعبد الله، مكتوب خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمي، رأت حين ولدتني كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام).
وحديث ميسرة الفجر: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيًا؟ ـ وفي لفظ: متي كتبت نبيًا؟ قال: (وآدم بين الروح والجسد) وهذا لفظ الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/474)
وأما قوله: (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) فلا أصل له، لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث بهذا اللفظ، وهو باطل، فإنه لم يكن بين الماء والطين، إذ الطين؛ ماء وتراب، ولكن لما خلق الله جسد آدم قبل نفخ الروح فيه، كتب نبوة محمد صلىالله عليه وسلم وقدرها، كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود، قال: حدثنا رسول الله صلىالله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق: (إن خلق أحدكم يجعل في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، فيقال: اكتب رزقه، وعمله، وأجله، وشقيًا أو سعيدًا، ثم ينفخ فيه الروح)،
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[10 - 07 - 04, 01:03 ص]ـ
بعد بحث كان هذا القدر من المسألة
بعد كلام شيخ الاسلام المتقدم نذكر
رواية البخاري وفيها:
(لما خلق الله الخلق، كتب في كتابه، وهو يكتب على نفسه، وهو وضع عنده على العرش: إن رحمتي تغلب غضبي).
وهنا تمت الكتابة بعد الخلق!
وكذلك رواية البخاري الاخريإن الله لما قضى الخلق، كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي).
http://www.dorar.net/mhadith.asp
اما حديث كتابة الله لمقادير السموات والارض قبل ان يخلقهما بخمسون الف سنة فهوفي صحيح مسلم وغيره ورواية مسلم هي:"كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. قال وعرشه على الماء". وفي رواية: مثله. غير أنهما لم يذكرا: وعرشه على الماء.
وهناك روايات اخري صحيحة وهي
قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرضين بخمسين ألف سنة-وهي رواية الترمذي
قدر الله تعالى مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء
كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء
إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: يارب، وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة
واذا اردت المزيد فراجع هذا الرابط
http://www.dorar.net/mhadith.asp
في البخاري (بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر، حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر، الذي أعطاك ربك، فإذا طينه، أو طيبه، مسك أذفر). شك هدبة. http://www.dorar.net/mhadith.asp
بينما أنا أسير في الجنة إذا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف , قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر.رواه البخاري من قول أنس: لما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ... الحديث وهو مرفوع وإن لم يكن صرح به عن النبي صلى الله عليه وسلم-تخريج الإحياء-العراقي5/ 291
http://www.dorar.net/mhadith.asp?pn...word=0&R=%20AND
وفي الترغيب الترهيب وصححه الالباني -صحيح الترغيب3720 - وغيره
بينا أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، فقلت:ما هذا يا جبريل؟ قال:هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال:فضرب الملك بيده، فإذا طينة مسك أذفر.
http://www.dorar.net/mhadith.asp?pn...word=0&R=%20AND
في قوله تعالى إنا أعطيناك الكوثر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هو نهر في الجنة قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت نهرا في الجنة حافتيه قباب اللؤلؤ قلت ما هذا يا جبرائيل قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله----صحيح الترمذي2675
http://www.dorar.net/mhadith.asp?pn...word=0&R=%20AND
بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب اللؤلؤ قلت للملك ما هذا قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله قال ثم ضرب بيده إلى طينة فاستخرج مسكا ثم رفعت لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما------- صحيح الترمذي2676
بينا أنا أسير في الجنة، إذ عرض لي نهر، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف، قلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاكه الله، ثم ضرب بيده إلى طينه فاستخرج مسكا، ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فرأيت عندها نورا عظيما --------صحيح الجامع2857
http://www.dorar.net/mhadith.asp?pn...word=0&R=%20AND
وفي رسالة الامام ابن حجر العسقلاني الشهيرة في الاسراء والمعراج التالي:
قال الحافظ رحمه الله:
(وقع من الزيادات في قصة المعراج) عند مسلم من طريق همام عن قتادة عن أنس رفعه:" بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، وإذا طينه مسك أذفر. فقال جبريل: هذا الكوثر" وله من طريق شيبان عن قتادة عن أنس: لما عرج بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. فذكر نحوه.(33/475)
من يقترح موضوعا للدراسات العليا؟
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[09 - 07 - 04, 06:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أيها الإخوة الأعزاء:
أحد الإخوة من طلبة العلم الشرعي يريد منكم أن تدلوه على موضوع يصلح لرسالة االعالميةالعالية 0 (الدكتوراة) لم يسبق طرحه أويمكن طرحه بصورة اخرى وذلك
في مواضيع الفقه المقارن أو قضايا الفقه المعاصر او الاقتصاد الإسلامي
حبث أنه متردد أويجد صعوبة في اختيار الموضوع الذي يصلح لهذه الرسالة والحمد لله أولا وآخرا(33/476)
(إبليس) حقيقته وأحواله .. دراسة عقدية
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[09 - 07 - 04, 06:37 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فهذه أخواني دراسة عقدية في إبليس نشرت في مجلة جامعة الإمام العدد 33 محرم عام 1422 بقلم الدكتور: محمد العلي
أنقلها إليكم مع الاختصار غير المخل.
------------------------------------------------------------------------------
تعريف إبليس والفرق بينه وبين الجن والشياطين:
أولاً // تعريف إبليس:
لغة:
---------- أبلس الرجل إبلاساً فهو مبلس إذا قطع به وسكت وتحير.
وأبلس من رحمة الله أي يئس وندم وحزن يقال: أُبلِسَ من رحمة الله أي أُويس
ومنه قوله تعالى: " ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون " أي ييأسون من كل
خير؛ وذلك لأنهم ما قدموا لذلك اليوم إلا الإجرام.
والبلس: من لا خير عنده.
والإبلاس: هو الانقطاع والسكوت مع الحيرة والندم والقنوط واليأس
ولهذا سمي إبليس بهذا الاسم لانقطاع حجته وحيرته ويأسه من رحمة الله تعالى إذ لا خير عنده.
وقيل: سمي بهذا الاسم لأنه لما أويس من رحمة الله أبلس يأساً أي سكت وانقطع يأساً.
روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " إبليس أبلسه الله من الخير كله وجعله شيطاناً رجيماً عقوبة لمعصيته".
وقال ابن كثير: " فلما أبى إبليس أن يسجد أبلسه الله: أي أيسه من الخير كله وجعله شيطاناً رجيماً عقوبة لمعصيته.
ترك السجود فلهذا أبلس من الرحمة: أي أويس من الرحمة فأبعده الله جل وعلا وأرغم أنفه وطرد من باب رحمته ومحل أنسه وحضرة قدسه وسماه إبليس إعلاماً له بأنه قد أبلس من الرحمة وأنزله من السماء مذموماً مدحوراً.
وجاء عند البعض أنه لم يسمى إبليس إلا بعد المعصية أما قبل المعصية وامتناعه عن السجود فقد ذكرت بعض الآثار غير الثابتة، غير الثابتة، أن اسمه كان الحارث وفي بعضها عزازيل وفي أخرى نائل وفي رابعة الحكم وخامسة يافل
وفي بعض الآثار يكنى مرة وفي بعض آخر أبا كدوس وأبا الكروبيين
=== والحق أنه لم يثبت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم شيء من تلك الأسماء والكنى فوجب الوقوف عند النص.
وإبليس اسم أعجمي غير مشتق عند الأكثر فلا ينصرف للعجمة والتعريف.
فهي كلمة معربة جمعها أبالسة وأباليس.
وقيل هو عربي وزنه إفعيل مشتق من أبلس إذا أيس لم ينصرف للتعريف ولأنهلا نظير له في الأسماء فشبه بالأسماء الأعجمية.
اصطلاحاً:
---------------------- إبليس اسم علم على عدو الله تعالى الذي خلقه من نار وأمره بالسجود لآدم عليه السلام إكراماً له وتشريفاً فأبى إبليس أن يسجد لآدم واستكبر فلعنه الله وطرده وأنظر إلى يوم الوقت المعلوم.
ولهذا يمكن أن يعرف إبليس بأنه أبو الجن المنظر إلى يوم الدين.
تعريف الجن
جَنَ الشيء يَجُنُّه جَنّاً: ستره. وكل شيء ستر عنك فقد جُنَّ عنك.
وأجنة ستره وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار.
قال الجوهري: والجن خلاف الإنس والواحد جني يقال سُميت بذلك لأنها تتقي ولا ترى.
والجن: ولد الجان الذي هو إبليس وهم نوع من العالم سموا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار: ولأنهم استجنوا من الناس فلا يرون وهم الجنة.
والجن عالم آخر غير عالم الملائكة والإنس: خلقهم الله تعالى من نار يرون الإنس في حال لا يراهم الإنس فيها وهم مشاركون للإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم إلا أنهم ليسوا مماثلين في الحد والحقيقة فلا يكون ما أمروا به ونهوا عنه مساوياً لما على الإنس في الحد فهم مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم.
تعريف الشيطان:
---------------------------- الشطن: الحبل وقيل الحبل الطويل شديد الفتل والجمع أشطان، والشطون من الآبار التي تنزع بحبلين من جانبيها وهي متسعة الأعلى ضيقة الأسفل.
يقال: بئر شطون: أي ملتوية عوجاء بعيدة القعر وحرب شطون: عسرة شديدة
وشطن عنه: بعد
وأشطنه: أبعده
والشاطن: البعيد عن الحق
والشيطان فيعال من شطن إذا بعد.
وقيل: الشيطان فعلان من شاط يشيط إذا هلك واحترق مثل هيمان وغيمان من هام وغام.
ويقال استشاط غضباً: إذا احتد في غضبه والتهب.
وكلمة الشيطان فيها للعلماء قولين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/477)
الأول: إن النون أصلية فيكون من الشطن وهو البعد فالشيطان بعد عن الخير أو من الحبل الطويل أي أنه طال في الشر.
الثاني: النون زائدة فيكون من شاط يشيط إذا هلك أو من استشاط إذا احتد والتهب.
وقد رجح الطبري الأول.
وقال ابن كثير: " الشيطان في الغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير ".
وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار.
ومنهم من يقول: كلاهما صحيح في المعنى ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب.
وقال سيبويه: العرب تقول: تشيطن فلان إذا فعل فِعل الشياطين
ولو كام من شاط لقالوا: تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطان.
فكلمة شيطان على هذا عربية فصيحة خلافاً لمن زعم غير ذلك.
والله تعالى أعلم
إطلاق لفظ الشيطان على كل متمرد
قال بعض المفسرين: إن جميع الشياطين أولاد إبليس إلا أن الذي يوسوس للإنس يسمى شيطان الإنس والذي يوسوس للجن يسمى شيطان الجن.
وهذا القول فيه نظر والحق أن لفظ الشيطان يطلق على كل متمرد من الإنس والجن والدواب وهذا ما ذلت عليه النصوص الشرعية فيطلق الشيطان على إبليس لبعده عن الحق وتمرده عليه قال تعالى: " فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه "
والمراد بالشيطان هنا إبليس
أما إطلاق لفظ الشيطان على كل متمرد من الإنس والجن فدل عليه قوله تعالى: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً "
قال الطبري في تفسير هذه الآية: " معنى به أنه جعل مردة الإنس والجن لكل نبي عدواً يوحي بعضهم إلى بعض من القول ما يؤذيهم به.
وقال في موضع آخر: والشيطان في كلام العرب كل متمرد من الجن والإنس والدواب وكل شيء وكذلك قال ربنا جل ثناؤه: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن " فجعل من الإنس شياطين مثل الذي جعل من الجن.
ومن السنة ما رواه أبو ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا ذر تعوذ بالله من شياطين الإنس والجن " فقلت: أو للإنس شياطين؟ قال: " نعم ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يتبع حمامة فقال: " شيطان يتبع شيطانة "
أما إطلاق لفظ الشيطان على المتمرد من الحيوان فيدل عليه ما رواه عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخر الرحل فإن لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود ".
قلت يا أبا ذر ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال: " الكلب الأسود شيطان ".
فالكلب الأسود شيطان الكلاب كما أن الجن تتصور بصورته كثيراً
قال أبو جعفر الطبري: وإنما سمي المتمرد من كل شيء شيطاناً لمفارقته أخلاقه وأفعاله أخلاق سائر جنسه وأفعاله وبعده عن الخير.
وقال ابن كثير: فالصحيح ما تقدم من حديث أبي ذر أن للإنس شياطين منهم وشيطان كل شيء مارده ولهذا جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الكلب الأسود شيطان "
ومعناه والله أعلم: شيطان في الكلاب.
ونقل الطبري وغيره عن بعض المفسرين أنهم قالوا: " إن من الجن شياطين ومن الإنس شياطين وإن شيطان الجن إذا أعياه المؤمن ذهب إلى متمرد من الإنس وهو شيطان الإنس فأغراه بالمؤمن ليعينه عليه.
وأورد القرطبي عن مالك بن دينار أنه قال: شياطين الإنس تغلب شياطين الجن إن شيطان الإنس أشد عليّ من شيطان الجن لأني إذا تعوذت بالله ذهب شيطان الجن عني وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعاصي عياناً.
الفرق بين إبليس والجن والشياطين
اختلف العلماء في علاقة إبليس بالجن والشياطين على ثلاثة أقوال هي:
الأول: أن إبليس هو أبو الجن مؤمنهم وكافرهم، وكفارهم هم الشياطين وعلى هذا فإبليس هو أصل الجن والشياطين ومصدرهم.
الثاني: أن إبليس هو أبو الشياطين وأصلهم أما الجن فإن أصلهم هو الجان الوارد ذكره في قوله تعالى ((والجان خلقناه من قبل من نار السموم))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/478)
الثالث: أن إبليس ليس هو أبا للجن ولا للشياطين وإنما هو واحد من الجن بدليل قوله تعالى: ((إلا إبليس كان من الجن))
قال بدر الدين العيني: " اختلف في أصلهم فعن الحسن أن الجن ولد إبليس ومنهم المؤمن والكافر، والكافر يسمى شيطان.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هم ولد الجان وليسوا شياطين منهم الكافر والمؤمن وهم يموتون والشياطين ولد إبليس لا يموتون إلا مع إبليس وقد روي عن ابن عباس أن الجان في الآية هو إبليس.
ولعل الراجح هو القول الأول: فإن الجان في قوله تعالى: " والجان خلقناه من قبل من نار السموم "،، هو إبليس على الصحيح.
قال الطبري في تفسير الآية: وعنى بالجان ههنا إبليس أبا الجن يقول تعالى ذكره وإبليس خلقناه من قبل الإنسان من نار السموم ".
وعن الحسن البصري قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنسان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولم يكن في المأمورين بالسجود أحد من الشياطين لكن أبوهم إبليس هو كان مأموراً فامتنع وعصى.
وفي موضع آخر قال: وأيضاً فإبليس الذي هو أبو الجن لم يكن معصيته تكذيباً.
وقال أيضاً: والشياطين هم مردة الإنس والجن وجميع الجن ولد إبليس.
وقد جزم ابن القيم بأن إبليس أبو الجن في أكثر من موضع.
وقال ابن حجر في حديثه عن الجن: فقد اختلف في أصلهم فقيل إن أصلهم من ولد إبليس فمن كان منهم كافراً سمي شيطاناً.
وقيل: إن الشياطين خاصة أولاد إبليس وما عداهم ليسوا من ولده.
ثم رجح أن أصلهم من ولد إبليس وأن الشياطين والجن لمسمى واحد وإنما صارا صنفين باعتبار الكفر والإيمان فلا يقال لمن آمن منهم إنه شيطان.
وقال الرازي: والأصح أن الشيطان قسم من الجن فكل من كان منهم مؤمناً فإنه لا يسمى بالشيطان، وكل من كان منهم كافلااً يسمى بهذا الاسم.
وممن رجح ذلك أيضاً السعدي رحمه الله في تفسيره.
والله تعالى أعلم
مادة خلقه
خلق الله سبحانه وتعالى إبليس من نار وقد دل على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
فمن القرآن الكريم.
قوله تعالى: " قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
وقال تعالى: " والجان خلقناه من قبل من نار السموم ".
قال أبو جعفر الطبري: " واختلف أهل التأويل في معنى نار السموم فقال بعضهم هي السموم الحار التي تقتل ونسب هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما ثم قال: وقال آخرون: يعني بذلك من لهب النار ونسبه إلى الضحاك وغيره وقال بعضهم: الحرور بالنهار والسموم بالليل.
وقال عبد الرحمن بن سعدي: " من نار السموم " أي من النار الشديدة الحرارة.
قال تعالى: " وخلق الجان من مارج من نار "
أي من طرف لهبها وخالصها كما روى ذلك ابن كثير عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وغيرهم.
وروى البغوي عن مجاهد أنه قال: هو ما اختلط بعضه ببعض من اللهب الأحمر والأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت.
أما من السنة النبوية:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: " خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ".
ومعنى " خلق الجان من مارج من نار " أي من نار مختلطة بهواء مشتعل والمرج الاختلاط فهو من عنصرين هواء ونار كما أن آدم من عنصرين تراب وماء عجن به فحدث له اسم الطين كما حدث للجن اسم المارج.
أصل إبليس:
----------------------- اختلف العلماء في أصل إبليس وهل هو من الملائكة أو من الجن؟ على قولين:
القول الأول:
إن إبليس من الجن وليس من الملائكة.
القول الثاني:
إنه من الملائكة فلما استكبر وأبى عن السجود لآدم عليه السلام أُبلس من الخير وصار شيطاناً.
الراجح:
القول الأول، الذي يقول إن إبليس من الجن وليس من الملائكة ودليل ذلك ما يلي:
1 - إخبار الله تعالى في كتابه الكريم بأنه خلق إبليس من نار.
قال تعالى: " قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
وثبت في السنة قوله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة خلقت من نور (خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار) فدل ذلك على اختلاف أصليهما إذ في حديث واحد فرق الرسول صلى الله عليه وسلم بين المادة التي خلقت منها الملائكة وهي النور والمادة التي خلق منها الجان وهي مارج من نار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/479)
2 - أخبر الله تعالى بنص القرآن الكريم أن إبليس من الجن قال تعالى: " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه "
فالآية صريحة الدلالة على أن إبليس من الجن فلا يجوز أن ينسب إلى غير ما نسبه الله إليه.
3 - أخبر الله تعالى عن الملائكة بأنهم معصومون ووصفهم بأنهم ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "
وأنهم " لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون "
ففي هذه الآيات نفى الله تعالى عن الملائكة المعصية نفياً تاماً أما إبليس فإنه خالف أمر الله تعالى وعصى وامتنع عن السجود لآدم عليه السلام فدل ذلك على أن إبليس ليس من الملائكة.
4 - أن الملائكة لا ذرية لهم لأن الذرية إنما تحصل من الذكر والأنثى وقد نفى الله عن الملائكة أن يكونوا إناثاً كما قال تعالى: " وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون " فهذه الآية وصفت الملائكة بأنهم عباد الله ليسوا ذكور وليسو إناث بل هم عباد الله وبتالي لا ذرية لهم.
أما إبليس فإن له ذرية بدليل قوله تعالى: " أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني "
فهذا صريح في إثبات الذرية له.
5 - أن الملائكة رسل قال تعالى: " الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلاً "
ورسل اللع نعصومون لقوله تعالى: " الله أعلم حيث يجعل رسالته "
فلما لم يكن إبليس كذلك وجب ألا يكون من الملائكة.
والله تعالى أعلم
حقيقة سجود الملائكة لآدم عليه السلام
لا شك أن سجود الملائكة لآدم ليس سجود عبادة لأن سجود العبادة لغير الله شرك بالله تعالى.
واختلف في حقيقة ذلك السجود على ثلاثة أقوال:
الأول:
أنه سجود تحية وسلام وإكرام وتعظيم.
الثاني:
أن السجود كان لله تعالى وآدم مجرد قبلة قالته المعتزلة وغيرهم.
الثالث:
أن المراد بذلك السجود هو الانقياد والخضوع لا حقيقة السجود والانحناء.
الراجح:
الأول: وهو أن السجدة كانت لآدم عليه السلام تعظيماً له وتحية كالسلام منهم عليه.
قال أبو جعفر الطبري: وكان سجود الملائكة لآدم تكرمة وطاعة لله لا عبادة لآدم.
وقال ابن تيمية: فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له وقربة يتقربون بها إليه وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم وسجود إخوة يوسف له تحية وسلام ألا ترى أن يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له.
فسجود الملائكة لآدم كان سجود تشريف وتكريم لا سجود عبادة وقد كان السجود تحية مشروعة في الأمم الماضية ولكنه نسخ في ملتنا كما قال تعالى: (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً وقال يا أبت هذا تأويل رءياي من قبل قد جعلها ربي حقاً).
فكانت تحية الناس يومئذ سجود بعضهم لبعض.
امتناع إبليس عن الامتثال لأمر الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام:
سبب امتناعه:
ورد في آيات من كتاب الله تعالى أنه سبحانه أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام وكان هذا الأمر قبل أن يسوي الله خلقه وينفخ فيه من روحه.
بدليل قوله تعالى: " إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ".
امتثل الملائكة لأمر الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام إلا إبليس فإنه أبى وامتنع عن السجود وكانت شبهته وحجته في ذلك أنه خير من آدم لأنه خلق من نار وآدم خلق من طين.
قال تعالى " ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ".
قال ابن كثير: وقول إبليس لعنه الله (أنا خير منه) من العذر الذي هو أكبر من الذنب، يعني لعنه الله وأنا خير منه فكيف تأمرني بالسجود له ثم بين أنه خير منه بأنه خلق من نار والنار أشرف مما خلقته منه وهو الطين فنظر اللعين إلى أصل العنصر ولم ينظر إلى التشريف العظيم وهو أن الله تعالى خلق آدم بيده ونفخ فيه من روحه.
وقال عبد الرحمن بن سعدي: امتنع عن السجود واستكبر عن أمر الله ... إباء منه واستكباراً نتيجة الكفر الذي هو منطو عليه فتبينت حينئذ عداوته لله ولآدم وكفره واستكباره أبى أن يسجد له تكبراً عليه وإعجاباً بنفسه فوبخه الله على ذلك وقال: " ما منعك ألا تسجد لما خلقت بيدي ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/480)
فإبليس قاس نفسه على أصله وهو النار وقاس آدم على أصله وهو الطين ثم زعم أن النار خير من الطين وبالتالي يكون هو خيراً من آدم على حد زعمه وهو قياس فاسد لأنه معارض لكلام رب العالمين.
فساد قياس إبليس:
حجة إبليس في امتناعه عن السجود بقوله: " أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
حجة باطلة لأنه عارض النص بالقياس ولهذا قال الحسن البصري في تفسير هذه الآية قاس إبليس وهو أول من قاس.
وقال ابن سيرين: أول من قاس إبليس وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس.
فهو قاس قياساً فاسداً في مقابلة نص قوله تعالى: " فقعوا له ساجدين "
فشذ من بين الملائكة لترك السجود فأخطأ قبحه الله في قياسه ودعواه أن النار أشرف من الطين.
قال ابن سعدي: وهذا القياس من أفسد الأقيسة.
وهوباطل من وجوه:
1 - أن الطين من شأنه الرزانة والحلم والثبات والأناة ولهذا نفع آدم عنصره بالرجوع والإنابة والانقياد والاستسلام لأمر الله تعالى وطلب التوبة والمغفرة.
== أما النار فمن شأنها الإحراق والطيش والحدة والاضطراب ولهذا خان إبليس عنصره فأبى واستكبر وشقي.
2 - أن النار طبعها الفساد وإتلاف ما تعلقت به بخلاف التراب
3 - أن التراب يتكون فيه ومنه أرزاق الحيوان وأقواتهم ولباس العباد وزينتهم وآلات معاشهم ومساكنهم
== والنار لا يتكون فيها شيء من ذلك.
4 - أن التراب ضروري للإنسان والحيوان فالحيوان لا يستغني عنه البتة ولا عما يتكون فيه ومنه.
== والنار يستغني عنها الحيوان وقد يستغني عنها الإنسان الأيام والشهور فلا تدعوه إليها الضرورة.
5 - أن التراب إذا وضع فيه القوت أخرجه أضعاف أضعاف ما وضع فيه فمن بركته يؤدي إليك ما تستودعه فيه مضاعفاً.
== ولو استودعته النار لخانتك وأكلته ولم تبق ولم تذر.
6 - أن الطين قائم بنفسه فلا يحتاج إلى حامل.
== أما النار فإنها لا تقوم بنفسها بل هي مفتقرة إلى محل تقوم به يكون حاملاً لها فالطين أكمل منها لغناه وافتقارها.
الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم عليه السلام:
اختلف العلماء في الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم أهي جنة الخلد أم لا؟
وهل هي جنة في السماء أو من جنات الأرض؟
والحق أن الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم وزوجه هي جنة الخلد لقوله تعالى: " يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة " إلى قوله " اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم غي الأرض مستقر ومتاع إلى حين "
فقد أخبر سبحانه وتعالى أنه أمرهم بالهبوط وأن بعضهم عدو لبعض وأن لهم في الأرض مستقراً ومتاعاً إلى حين وهذا يبين أنهم لم يكونوا في الأرض وإنما أهبطوا إلى الأرض فإنهم لو كانوا في الأرض وانتقلوا إلى أرض أخرى كانتقال موسى من أرض إلى أرض لكان مستقرهم ومتاعهم إلى حين في الأرض قبل الهبوط وبعده.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " والجنة التي أسكنها آدم وزوجه عند سلف الأمة وأهل السنة والجماعة هي جنة الخلد ومن قال إنها جنة في الأرض بأرض الهند أو بأرض جدة أو غير ذلك فهو من المتفلسفة والملحدين أو من إخوانهم المتكلمين المبتدعين فإن هذا يقوله من يقوله من المتفلسفة والمعتزلة.
والكتاب والسنة يرد هذا القول وسلف الأمة وأئمتها متفقون على بطلان هذا القول والنصوص في ذلك كثيرة وكذلك كلام السلف والأئمة.
قال ابن كثير: والجمهور على أنها هي التي في السماء وهي جنة المأوى لظاهر الآيات والأحاديث كقوله تعالى " وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة "
والألف واللام ليست للعموم ولا لمعهود لفظي وإنما تعود على معهود ذهني وهو المستقر شرعاً من جنة المأوى.
هل دخل إبليس الجنة بعد طرده؟
------------------------------------------------- قال بعض أهل العلم إذا كانت الجنة التي أسكنها الله تعالى آدم وزوجه هي جنة الخلد فكيف تمكن إبليس من دخولها؟ إذ أزلهما عنها وأخرجهما مما كانا فيه؟
وأجيب عن ذلك بأجوبة منها:
1 - أنه منع من دخول الجنة مكرماً أما على وجه الإهانة فلا يمتنع.
2 - كان دخوله مروراً لا استقراراً.
3 - يحتمل أنه وسوس لهما وهو واقف على باب الجنة أو خارجها.
4 - يحتمل أنه وسوس لهما وهو في الأرض وهما في السماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/481)
وظاهر النصوص الشرعية أن إبليس خاطب آدم وزوجه مباشرة حتى أزلهما كما هو ظاهر النص وذلك الدخول ليس إكراماً لإبليس بل على وجه الإهانة وبيان فساد إبليس وحرصه على إغواء آدم عليه السلام وذريته.
والمسائل الغيبية يوقف بها عند النص كما هو معلوم
أما الأخبار الإسرائيلية فما وافق شرعنا ففي شرعنا الكفاية عنه
وما خالفه رد ولم يقبل
وما لم يرد في شرعنا ما يوافقه أو يخالفه توقفنا فيه فلا نصدقه ولا نكذبه
وحسبنا ما جاء في شرعنا.
عرش إبليس:
ثبت في الصحيح أن عرش إبليس ومركزه على البحر وأنه يرسل جنوده وسراياه لإضلال بني آدم فعن جابر قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة حتى يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال قيدنيه منه ويقول نعم أنت " قال الأعمش - أحد رواة الحديث - أراه قال فيلتزمه.
وإبليس له خبرة طويلة في مجال الإضلال ولذلك فإنه يجيد وضع خططه ونصب مصائده وأحابيله فهو لم يزل حياً يضل الناس منذ وجد الإنسان إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة.
قال تعالى: " قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم "
إنظار إبليس ثم موته وحكم ذلك:
لما امتنع عدو الله إبليس عن الامتثال لأمر الله تعالى بالسجود لآدم عليه السلام وأبى واستكبر أهبطه الله وجعله من الصاغرين وسأل الله النظرة والإمهال ليتمكن من إغواء من يقدر عليه من بني آدم.
قال تعالى: " قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين قال أنظرني إلى يوم يبعثون "
فهو طلب من الله أن يؤخره فلا يموت إلى يوم أن يبعث الله الخلق من قبورهم ويحشرهم لموقف يوم القيامة.
وقال بعض العلماء: إن إبليس أراد بسؤاله الإنظار إلى يوم يبعثون الأ يموت لأن يوم البعث لا موت فيه ولا بعده.
ولما كانت حكمة الله مقتضية لابتلاء العباد واختبارهم ليتبين الصادق من الكاذب ومن يطيعه ومن يطيع عدوه أجابه لما سأله.
قال تعالى: " قال إنك من المنظرين " والغاية التي أنظره إليها جاءت في قوله تعالى: " قال فإنك من المنظرين إلى يومالوقت المعلوم ".
وأكثر العلماء على أن المراد بالوقت المعلوم أي يوم الوقت المعلوم لهلاك جميع الخلق وذلك حين لا يبقى على الأرض من بني آدم ديار.
وقال بعض المفسرين: المراد بالوقت المعلوم البعث وهو نفخة الصور الثانية.
وقيل الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه ويجهله إبليس فيموت إبليس ثم يبعث لقوله تعالى: " كل من عليها فان ".
كيف يعذب إبليس بالنار وهو مخلوق منها؟
وهذه شبهة وملخصها هي أن الله قضى بأن جزاء إبليس نار جهنم يعذب فيها هو ومن تبعه من شياطين الإنس والجن فكيف يعذب إبليس بالنار وهو مخلوق منها؟ وكيف يعذب كفرة الجن بالنار وأصلهم منها؟ وكيف ترمى الشياطين بالشهب؟
الجواب على هذه الشبهة:
1 - أنه ثبت بالنصوص الشرعية أن إبليس خلق من نار وثبت أنه يعذب في النار بدليل قوله تعالى: " لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين "
وقال تعالى: " قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفوراً "
فيجب الإيمان والوقوف مع النص ولا اجتهاد معه.
2 - أن الله سبحانه وتعالى أخبر في القرآن الكريم أنه خلق الإنسان من صلصال من حمأ مسنون.
قال تعالى: " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون "
والمراد أم أصل الإنسان كان طيناً وليس الآدمي طيناً حقيقة وكذلك إبليس والجن والشياطين كانوا ناراً في أصل الخلقة وليسوا ناراً بعد ذلك.
3 - ما رواه أبو الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول: " أعوذ بالله منك " ثم قال:" ألعنك بلعنة الله ثلاثاً " وبسط يده كأنه يتناول شيئاً فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك. قال:" إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/482)
فلو كان إبليس باقياً على عنصره الناري لما احتاج إلى أن يأتي بشهاب من نار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولكانت يد إبليس أو شيء من أعضائه كافياً.
قال الخطابي في تعليقه على هذا الحديث: فيه دليل على أن الجن ليسوا باقين على عنصرهم الناري ..... فدل على أن تلك النارية انغمرت في سائر العناصر.
الحكمة من خلق إبليس وجنوده:
الله سبحانه وتعالى حكيم لا يخلق شيئاً عبثاً ولا يفعل لغير معنى ومصلحة وحكمة هي الغاية المقصودة بالفعل بل أفعاله سبحانه صادرة عن حكمة بالغة لأجلها فعل.
والله جل وعلا خالق الخير والشر فالشر في بعض مخلوقاته لا في خلقه وفعله وخلقه وفعله وقدره خير كله ولهذا تنزه ربنا سبحانه عن الظلم الذي حقيقته وضع الشيء في غير موضعه فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها وذلك خير كله والشر وضع الشيء في غير محله فإذا وضع في محله لم يكن شراً فعلم أن الشر ليس إليه.
ومن الحكم:
1 - إكمال مراتب العبودية لأنبيائه وأوليائه بمجاهدة إبليس وجنوده ومخالفته والاستعاذة بالله تعالى منه واللجأ إليه جل وعلا أن يعيذهم من شره وكيده فيترتب لهم على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لا يحصل بدونه.
2 - أن المحبة والإنابة والتوكل والصبر والرضا ونحوها أنواع عظيمة من العبودية المحبوبة عند الله تعالى وهي إنما تتحقق بالجهاد وبذل النفس لله وتقديم محبته على كل ما سواه فكان في خلق إبليس وجنوده قيام سوق هذه العبودية وتوابعها وتتضمن من الفوائد ما لا يحصيه إلا الله تعالى.
3 - أن عدو الله إبليس محك امتحن اللع به خلقه ليتبين به خبيثهم من طيبهم فإنه سبحانه خلق النوع الإنساني من الأرض وفيها السهل والحزن والطيب والخبيث فلا بد أن يظهر فيهم ما كان في مادتهم ولا بد من سبب يظهر ذلك وكان إبليس محكاً يميز به الطيب من الخبيث كما جعل الله تعالى أنبياءه ورسله محكاً لذلك التمييز. .......... إلى غير ذلك من الحكم
الحكمة من ذكر قصة إبليس وتكرارها في القرآن الكريم:
1 - التنبيه على عظيم مخالفة النصوص
2 - بيان عداوة إبليس لآدم وذريته والتحذير من اتباعه.
3 - التحذير من الحسد والكبر وبيان عاقبتهما
4 - أخذ العظة والعبرة والمداومة على الخوف والخشية والإكثار من سؤال الله تعالى الاستقامة والثبات عليها.
والله تعالى أعلم
تم بحمد الله تعالى
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 04 - 05, 09:58 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[18 - 04 - 05, 07:13 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء .. أذكر أن رسالة علمية سجلت في قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية في هذا الموضوع.(33/483)
فائدة من شرح كتاب الطهارة من صحيح مسلم للشيخ سعد الحميد حفظه الله
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[10 - 07 - 04, 03:57 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
ذكر الشيخ سعد حفظه الله، سبب كثرة المستخرجات على صحيح مسلم، وهي أن إسناد مسلم رحمه الله، إجمالا، ليس بالعالي، حتى أن بعض مشايخه، قد تأخرت وفاته عن وفاة مسلم رحمه الله، ولذا فإن المستخرج عليه، لا يجد صعوبة كبيرة، في إيجاد طرق أعلى للحديث المستخرج.
ولعل هذا يقارب أو يماثل، ما سماه ابن الصلاح رحمه الله بـ "علو التنزيل"، فالمستخرج لن يعلو إلا بنزول صاحب المصنف الأصلي.
ورغم ذلك، فقد وجدت أحاديث لمسلم رحمه الله، علا فيها إسناده على شيخه البخاري، وععدها أربعون حديثا، جمعها الحافظ رحمه الله في مصنف أسماه "عوالي مسلم". والله أعلم.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 06:21 ص]ـ
فائدة تشتري بالغالي والنفيس
حفظ الله الشيخ سعد ونفع الله به الأسلام والمسلمين
وانت كذلك يا شيخنا ابا المسور المصري جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
ـ[الفضيل]ــــــــ[10 - 07 - 04, 02:13 م]ـ
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في السير: 12\ 569
قلت ليس في صحيح مسلم من العوالي إلا ما قل كالقعنبي عن أفلح بن حميد ثم حديث حماد بن سلمة وهمام ومالك والليث وليس في الكتاب حديث عال لشعبة ولا للثوري ولا لإسرائيل وهو
كتاب نفيس كامل في معناه فلما رآه الحفاظ أعجبوا به ولم يسمعوه لنزوله فعمدوا إلى أحاديث الكتاب فساقوها من مروياتهم عالية بدرجة وبدرجتين ونحو ذلك حتى أتوا على الجميع هكذا وسموه (المستخرج على صحيح مسلم) فعل ذلك عدة من فرسان الحديث منهم أبو بكرمحمد بن محمد بن رجاءوأبوعوانة يعقوب ابن إسحاق الإسفراييني وزاد في كتابه متونا معروفة بعضها لين والزاهد أبو جعفر أحمد بن حمدان الحيري وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه وأبو حامد أحمد بن محمد الشاركي الهروي وأبو بكر محمد بن عبدالله بن زكريا الجوزقي والإمام أبو علي الماسرجسي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني وآخرون لا يحضرني ذكرهم الآن ...........
والله أعلم
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[11 - 07 - 04, 03:05 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد
جزاكما الله عني خيرا، وأرجو أن يكون ردي على سؤال أخي رياض، حفظه الله، حول كيفية معرفة العلماء المتقدمين لعلل الحديث، لأني بعثته إليك، ولكنه لم يظهر في المشاركات الجديدة، بعد إرسال التعقيب، وربما كان ذلك بسبب خطأ في البريد الإلكتروني الخاص بي، والله أعلم
وأما تعقيب أخي الفضيل، حفظه الله، فلا شك أنه يؤيد ما قرره الشيخ سعد حفظه الله، فالله الحمد.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 07:05 ص]ـ
السلام عليكم
اخي الشيخ ابو المسور المصري حفظك الله ورعاك
هذا هو بريدي الإلكتروني , talb_3lm@hotmail.com
فأنا في شوق كبير إلى قراءة ما سطرت أياديكم الكريمة
نفع الله بكم وأجزل لكم المثوبة(33/484)
هل عندكم شىء أيها الأفاضل في آداب البحث والمناظرة
ـ[الدرعمى]ــــــــ[10 - 07 - 04, 09:56 ص]ـ
الإخوة الأفاضل بارك الله فيكم هل من مشارك فى هذا الموضوع
ـ[عبدالعزيز بن محمد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 11:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالحقيقة أنا لا اعلم هل تريد بحث أم مراجع في هذا الموضوع
أما الكتب التي اعتنت بذلك:
1/ كتاب آداب البحث والمناظرة
تأليف العلامة محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان
2/ كتاب استخراج الجدال من القرآن الكريم
تأليف الإمام ناصح الدين عبد الرحمن بن نجمالمعروف بابن الحنبلي
3/ كتاب الجدل على طريقة الفقهاء
تأليف علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي الحنبلي
4/ مناهج الجدل في القرآن الكريم
تأليف زاهر عواض الألمعي
5/ الجدل في القرآن الكريم فعاليته في بناء العقيدة الإسلامية
تأليف محمد التومي
6/ الكافية في الجدل
للجويني إمام الحرمين
ـ[بوشهاب]ــــــــ[10 - 07 - 04, 11:21 ص]ـ
قد يفيدك هذا الكتاب للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق:
http://www.salafi.net/books/hbook5.html
ـ[الدرعمى]ــــــــ[10 - 07 - 04, 11:38 ص]ـ
<زى الله أخوى الكريمين خيرًا ونفعنى بعلمهما وإنما أردت أن أطرح هذا الموضوع للنقاش
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[10 - 07 - 04, 05:31 م]ـ
أخي الدرعمي ـ سلمه الله ـ: لعل هذا الرابط يضيف شيئاً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=17605
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[10 - 07 - 04, 06:47 م]ـ
يوجد كتاب حديث صادر عن دار ابن حزم في بيروت
لشيخ أظنه كويتي
المناظره حكمها وادابها (او قريبا من ذلك)
ـ[الدرعمى]ــــــــ[11 - 07 - 04, 10:55 ص]ـ
بارك الله فيكم أيها الإخوة
ولكننى أرجو مشاركتكم الشخصية بتلخيص أو تعليق أو ملا حظة أو استفسار ..
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 04:38 ص]ـ
حيا الله الدرعمي!:)
وهناك رسالة الآداب للعلامة الشيخ محممد محي الدين عبد الحميد رحمه الله تعالى، وكانت مقررة علي الأزهر، ويدرسها أحدهم في درس له
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[13 - 07 - 05, 04:40 ص]ـ
عليك بمقدمة العلامة الشنقيطي رحمه الله لكتابه .. يتكلم عن أهمية الفن وأهمية المنطق ويرد علي ما اشكل علي البعض ....
ـ[بيان]ــــــــ[13 - 07 - 05, 06:34 ص]ـ
كيفية المناظرة مع الشيعة والرد عليهم
توطئة:
قد يضطر الإنسان إلى مجادلة أصناف من الناس المخالفين للحق، وقد يختار ذلك 0 ويتعدد الهدف من مجادلة إلى أخرى، وللهدف أثر في تحديد أسلوب المجادلة ومنهجها، كما أن للمجادِل والمجادل أثرا قويا في ذلك، لأن الأمر متعلق بنيتهما،وحكمتهما، وعلمهما، وعقلهما 0
ومن أهداف المجادلة أهداف نبيلة صحيحة، وأهداف بعكسها 0 والجدل قد استعمل في اصطلاح علماء الشريعة في مقابلة الأدلة لظهور أرجحها، وهو محمود إن كان للوقوف على الحق، وإلا فهو مذموم؛ ولهذا فإن بعض النصوص الشرعية جاءت بذم الجدل، وبعضها جاءت بالأمر به، والنصوص الشرعية التي يبدو من بعضها عموم الذم، إنما المراد بها الجدل المذموم الذي لا يراد منه الوصل للحق، لأنها مقيدة بالنصوص التي أمرت بالجدل المحمود لقوله تعالى: (وجادلهم بالتي هي أحسن) [النحل/125] وقوله تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) [العنكبوت/46] فالجدل إن كان عن علم ولغاية محمودة وبأسلوب حسن كان جائزاً؛ بل قد يكون في بعض الأحوال واجباً، وإن كان جدلا بغير علم وبأسلوب غير حسن أو لغاية ليست محمودة فهو مذموم0
أصول وقواعد مهمة في موضوع الحوار
1 - تحديد الهدف: وأن يكون هو الوصول للحق لا لإظهار الغلبة والمجادلة بالباطل ويدخل ضمن تحديد الهدف أيضاً تحديد القضية التي حولها الحوار، فإن كثيرا من الحوارات تتحول إلى جدل عقيم سائب ليس له نقطة محددة ينتهي إليها، قال الشافعي: ‘‘ما ناظرت أحدا إلا تمنيت أن يظهر الله الحق على لسانه ’’0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/485)
2 - الاتفاق على أصل يرجع إليه والأصول المرجعية عند المسلمين الكتاب والسنة 0 ومما يذكر أن الشيعة كتبوا إلى مفتي الديار السعودية سابقا الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله تعالى - يطلبون منه أن يعقد معهم مجلسا للحوار فهم الشيخ ألاّ يرد عليهم أصلا، فأشار عليه الشيخ عبدالرزاق عفيفي ألاّ يهمل طلبهم، لأنهم عندئذ سيعتبرون ذلك نوعا من النكول عن المناظرة، وضعف الحجة فالأولى أن يكتب لهم بالموافقة على المناظرة شريطة أن يكون هناك أصل يرجع إليه وأن يكون هذا الأصل هو القرآن الكريم وصحيح البخاري ومسلم، فكتب لهم بذلك فلم يردوا عليه بعد ذلك0
3 - عدم مناقشة الفرع قبل الاتفاق على الأصل لأن الحوار حينئذن يتحول إلى جدل عقيم لا طائل تحته0
4 - لا تنس التأدب والرفق مع مخالفك ومجادلك، مهما اشتدت مخالفته لك، وليكن غضبك متعلقا بخطئته لا بشخصه، ولتكن قسوتك على خطئه وما به من شر لا على شخصه هو؛ فلعله حريص على الحق الذي أنت حريص عليه، ولكن أخطأ الطريق، وإنما يحتاج إلى هادٍ ومرشد، وليس إلى مقرع ومؤنب، وإذا كانت المحاورة فإياك والصراخ ورفع الصوت، فإن الحبال الصوتية لا تنوب عن الحجة القوية كما يقال0
5 - سبّك أو شتمك للمخالف لا خير فيه، لأنه لا ينفعك ولا ينفعه بل يضرك ويضره، وخير من شتمه وأبلغ أن تقيم الحجة عليه بالدليل وتفحمه به بطريقة سهلة محببة للنفس، فإياك أن تتحمل وزر من تدعوهم وتجادلهم بسبب صرفك لهم عن الحق بأسلوبك الفظ 0
6 - لا تتجاوز الحق إذا جاءك على لسان المخالف بحجة أن دعواه في جملتها باطلة، بل اعترف بالحق وأنكر الباطل، فلن يضرك الاعتراف بالحق، ولا يضر رأيك، ولا يبطل حجتك، بل إنه مما يقويك، ويعظمك في نظر الآخرين بما فيهم المخالف0
7 - ينبغي أن تحترس مما قد يدخل على نفسك من شعور خفي وأنت تجادل المخالف من رغبة في انتصارك عليه حمية لنفسك لا للحق، فيلتبس عليك الأمر، لما تخدعك به نفسك من التظاهر باستصحاب أصل النية المخلصة التي حملتك على المجادلة، فإنك إذا انخدعت بذلك تحولت نيتك لغير الله، وأصبحت تجادل عن نفسك لا عن الحق، وإن لم تشعر فما أحراك بالهزيمة، وما أحرى عملك أن يرد عليك ولو انتصرت، نعوذ بالله من الخذلان في الدنيا ومن الخزي في الآخرة 0
آداب الحوار العلمية:
1 - العلم: والعلم المقصود هنا والذي يشترط في المحاور ليس مطلق العلم بتفاصيل الأمور وأنواع العلوم كلا؛ بل هو العلم المتعلق بموضوع الحوار والذي لا يتم الحوار إلا به0
ومن أنواع هذا العلم: أ- العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وجمع النصوص منهما في القضية المطروحة للنقاش0
ب- العلم بما يناقض الرأي المخالف للصواب، وكمعرفة الردود والأجوبة القوية التي يمكن أن تواجه بها الشبهات والاعتراضات0
2 - البدء بالنقاط المشتركة وتحديد مواضع الاتفاق: لا شك أن بين كل اثنين مختلفين حداً مشتركا من النقاط المتفق عليها بينهما والتي يسلم بها الطرفان، والمحاور الذكي الناجح هو الذي يستطيع أن يبرز أكثر قدر ممكن من مواطن الاتفاق إذ أن البدء بالأمور المتفق عليها كالمسلمات والبديهيات يقلل الفجوة، ويوثق الصلة بين الطرفين، ويشعر كلا منهما أن الخلافات ضيقة، وهذا له أثره الإيجابي، ومردوده النفسي في الحوار0
وإضافة إلى ما سبق فإن فائدة معرفة النقاط المشتركة تتخلص في أمرين:
أ- تحرير محل النزاع، وتحديد نقطة الخلاف وحجمه0 ب- التدرج وحسن ترتيب القضايا على بعضها0
3 - إن المحاور العاقل الذكي هو الذي يصل إلى هدفه بأقرب طريق، فهو لا يضيع وقته فيما لا فائدة منه ولا علاقة له بأصل موضوع الحوار0
4 - التثبت: إن من أهم مقومات الحوار الناجح أن تراعي فيه الحقائق الثابته، والأدلة الواضحة وأن يقوم على أساس الصدق واليقين، لا على مجرد الوهم والظن والشك0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/486)
5 - لا يغيب عن بال المناقش للشبهات أنه كما يلزمه الدليل على رأيه، فإنه يلزم مخالفه أن يقيم الدليل على رأيه أيضا، فليكن اجتهادك غير منحصر في إقامة الدليل على رأيك فقط، ولكن يشمل مطالبة مخالفك بالأدلة الصحيحة على رأيه أيضا، وذلك لوزن أدلة القولين بميزانٍ عدلٍ، ليظهر الحق من الباطل، والحق لا يضره البحث والتحقيق، بل ذلك من صالحه 0 ومما لوحظ أن بعض من يردّ يجهد نفسه في دحض شبهة قدمها مخالفه دون دليل على ذلك، وفي هذا تعبير عن الانطلاق من روح دفاعية قد تنطوي على استشعار شيء من الهزيمة0
6 - ‘‘ التخلية قبل التحلية ’’ - كما يقولون- فما لم تفند ما عند المخالف من أوهام يظنها حججا، فلا تطمع كثيرا في إقناعه بما لديك من حق تدعوه إليه وتجادله في إقناعه، لأنه مالم تخط معه تلك الخطوة فمهما اجتهدت في بيان أدلتك علىصواب ما تدعوه، أو على أنه الحق، فقد لا يتوصل بذلك إلى بطلان ما عنده؛ لكن ليس من اللازم أن تسلك معه هذا المسلك ابتداء، بل لعل من المناسب أو الواجب في بعض الأحيان أن تتجنب ذلك؛ لأن النفوس مجبولة على النفرة ممن يجرحها ويقابلها لأول وهلة بالتخطئة والنقد، فينبغي للداعي للحق والمجادِل عنه أن يقدم لذلك بمقدمة حسنة، والله الموفق0
7 - تفنيد دليل واحد من أدلتك أو إبطاله من جانب المخالف لا يعني أنه هو المنتصر، وأن رأيه هو الراجح لأن ذلك لا يكفي حتى يسري البُطْلان على سائر أدلتك، لأن الحجة في مجموع تلك الأدلة، بل من الخير لك أن لا تتمسك بالدليل الضعيف، فإنك بهذا تضعف الثقة بدليلك القوي 0 فلا يفت في عضدك أن يفند دليل من ادلتك فإن هذا قد يضعف ثقة المرء ببقية أدلته - ولو من طرف خفي - وإنما عليك أن تشمل الأدلة كلها بنظرك فليست الحجة منحصرة في ذلك الدليل فقط0
هذه قواعد وضوابط عامة للحوار ومناظرة المخالف ومن ضمنهم الشيعي- أما تفصيلات مناظرة الشيعي فلعل ما مضى من بيان معتقد الشيعة والرد عليه فيه الكفاية 0
وهنا يحسن بنا إيراد مثال لنصور مناظرة الشيعي وكيفيتها:
سب الصحابة: تتفق أنت والشيعي على مرجع أو أصل يرجع إليه وهو القرآن الكريم 0 فإن قال هو محرف كفر بقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وهنا تنتهي المناظرة،، وإن أقر واعترف بصحة القرآن وأنه هو المرجع بينكما، تليت عليه بعض الآيات التي أنزلها الله تعالى ثناء على الصحابة ومنه قوله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) [التوبة/10] وقوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) [الفتح/29] ثم تقول له هذه أنزلها الله مثنيا بها على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشاهدا لهم بأنهم صادقون، ومخبرا بأن لهم الجنة وقد أقررت بأنها آيات الله فيلزمك ترك الطعن عليهم والقدح فيهم لأنك إن فعلت ذلك كنت مكذبا بما تضمنته هذه الآيات وتكذيب آيات الله كفر فما تقول؟ فإن قال: إن هذه الآيات لا تشملهم، قلنا: يدفع ذلك قوله تعالى: (وكلا وعد الله الحسنى) ولو سلمنا له ذلك نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث بقي ثلاثا وعشرين سنة معهم وترك فيهم آيات عامة وخاصة وأحاديث هل هذه الأحاديث عامة أو خاصة؟ فإن قال: إنها عامة للجميع وجب عليه أن يعتقد نزاهتهم عما يعتقده فيهم ويأول كل ما وقع بينهم من الاختلاف ويحمله على الاجتهاد وطلب الحق وأن المصيب منهم له أجران والمخطئ له أجر واحد كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن يعتقد أنهم لا يجتمعون على ضلالة كما ثبت، وإن لم يفعل ذلك كان مكذبا بالآيات والأحاديث التي جاءت بذلك، وإن قال إنها في بعض منهم والسابقون فسقة مرتدون000 يسأل عن هذا البعض هل هم معروفون بأسمائهم وألقابهم أم لا؟ وهل هم كثيرون أم قليلون؟ وهل منهم الخلفاء الأربعة؟ فإن قال إنهم كثيرون وأن هؤلاء المذكورين داخلون فيهم وجب عليه أن يعتقد نزاهتهم كما تقدم، وإن قال لا إنهم قليلون - خمسة أو ستة كما اشتهر عن الرافضة- يُسأل فيقال له ما فعل الباقون؟ فإن قال إنهم ارتدوا أو فسقوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقل له إن الله تعالى قال في حق الأمة: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) 000 الآية فكيف يقول عاقل بأنهم خير أمة ثم يرتدون بعد وفاته وهم نحو مائة وعشرين ألفا، ولم يبق منهم على الإسلام إلا خمسة أو ستة فإن ذلك يقتضي أنهم أخبث أمة، وقد أثنى الله عليهم ورسوله وسمى كثيرا منهم بأسمائهم وحذر الأمة من سبهم أفيكون كذبا منه وحاشاه فهو معصوم، فإن صمم على اعتقاده ولم يَنْقَدْ لهذا الإلزام فلا تجري معه المناظرة لأنه متبع لهواه غير راغب في الحق فإن الذي يعتقد ارتداد الصحابة إلا نفر قليل يلزم منه إبطال الشريعة لأنهم هم النقلة، وهذه المناظرة لإقامة الحجة عليه ودرء شره إن كان لبس على أحد من السنة؛ أما مناقشتهم في معتقدهم فتكون من كتبهم أجدى ثم بيان الحق من الكتاب والسنة 0
مثال آخر: حوار بين الإمام مالك ومبغض للصحابة:
جاء رجل إلى مالك فقال له: إني أبغض فلانا وفلانا من الصحابة فقال له مالك: قال الله تعالى (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) فقال مالك للرجل: أأنت من هؤلاء؟ فقال الرجل: لا، ثم تلا مالك الآية التي بعدها (والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) - الآية تعني الأنصار- فقال مالك: أأنت من هؤلاء؟ قال لا 0 ثم تلا مالك الآية التي تليها: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا) [الحشر/10]، ثم قال مالك أأنت من هؤلاء؟ فقال الرجل: أرجوا، ذلك فقال مالك: ليس من هؤلاء، من سب هؤلاء ...
وانظر إلى مزيد من المناظرات مع الشيعة مؤتمر النجف في آخر كتاب الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب الذي انتهى بتسليم علماء الشيعة لعلماء السنة 0(33/487)
افتراق الأمه
ـ[دريد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 11:41 ص]ـ
قبل أيام وفي برنامج الشريعه والحياه , الذي يقدم في قناة الجزيره الفضائيه , ذكر الشيخ / يوسف القرضاوي أن حديث افتراق الأمه الى 73 فرقه هو حديث ضعيف استنادا الى تضعيف ابن حزم الظاهري له وعالم آخر ذكره الشيخ ونسيته حاليا , أيضا ذكر فضيلته بأن ماجاء في الحديث بأن هذه الفرق كلها في النار الاواحده بأن هذه الزياده تحديدا ليست في اصل الحديث وانما موضوعه ....
فنريد تعليقا من أهل الحديث حول هذا الحديث ولكم الشكر ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 07 - 04, 11:53 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2710
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2775
ـ[دريد]ــــــــ[11 - 07 - 04, 07:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه الافاده .....(33/488)
ما يلزم قارئ القرآن وحامله جمعتها وهذبتها من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
ـ[محمود أبو جهاد]ــــــــ[10 - 07 - 04, 12:42 م]ـ
ما يلزم قارئ القرآن وحامله
جمعتها من الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي مع تنسيق وتهذيب واختصار
... من حرمة القرآن ألا يمس القارئ القرآن إلا وهو طاهر.
... ومن حرمته أن يقرأه وهو على طهارة.
... ومن حرمته أن يستعمل السواك ويطيب فاه.
... ومن حرمته أن يلبس أحسن الثياب عند قراءته.
... ومن حرمته أن يستقبل القبلة.
... ومن حرمته أن يتمضمض كلما تنخع.
... ومن حرمته إذا تثاءبت وأنت تقرأ، أن تمسك عن القراءة، لأنك مناج
ربك، والتثاؤب من الشيطان.
... ومن حرمته الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند ابتدائه للقراءة وأن يقرأ
بسم الله الرحمن الرحيم.
... ومن حرمته أن يخلو بقراءته حتى لا يقطع عليه أحد بكلام فيخلطه بجوابه،
لأنه إذا فعل ذلك، ذهب عنه سلطان الاستعاذة الذي استعاذ في البدء.
... ومن حرمته إذا أخذ في القراءة،لم يقطعها ساعة فساعة بكلام الآدميين.
... ومن حرمته أن يستعمل في القرآن ذهنه وعقله، حتى يفهم ما يقرأ.
... ومن حرمته أن يقف على آية الوعد، فيرغب إلى الله تعالى ويسأله من
فضله،وأن يقف على أية الوعيد، فيستجير بالله منه.
... ومن حرمته أن يقف على أمثال القرآن فيمتثلها.
... ومن حرمته أن يؤدي لكل حرف حقه من الأداء، حتى يظهر الكلام
باللفظ تماما؛ فإن له بكل حرف عشر حسنات.
... ومن حرمته إذا انتهت قراءته، أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله r فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك، وأنا على ذلك من الشاهدين، اللهم اجعلني من شهداء الحق، القائمين بالقسط، ثم يدعو بدعوات.
... ومن حرمته إذا قرأ القرآن، ألا يلتقط الآي من كل سورة فيقرأها.
... ومن حرمته إذا وضع المصحف ألا يتركه منشورا، وألا يضع فوقه شيئا من
الكتب حتى يكون دائما عاليا لسائر الكتب.
... ومن حرمته أن يضع القرآن في حجره إذا قرأ، أو على شيء أمامه، ولا
يضعه على الأرض.
... ومن حرمته ألا يمحوه من اللوح بالبصاق، ولكن يغسله بالماء في مكان
طاهر، وألا يلقي الورق المكتوب فيه آيات قرآنية في الأماكن القذرة،
إما أن يحتفظ بها، أويحرقها.
... ومن حرمته ألا يلقي صحيفة القرآن البالية في الأماكن القبيحة، أو في
صناديق القمامة، إما أن يمحوها بالماء في مكان طاهر، أو يحرقها، أو
يحتفظ بها.
... ومن حرمته ألا يخلو يوما من أيامه من النظر في المصحف.
... ومن حرمته ألا يتأوله المسلم عندما يعرض له شيء من أمر الدنيا، ومثال
ذلك أن تقرأ قول الله تعالى للرجل إذا جاءك " جئت على قدر ياموسى "
، مثال ذلك أيضا أن تقرأ قول الله تعالى " كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم
في الأيام الخالية " عند حضور الطعام.
... ومن حرمته ألا يتلى منكوسا كفعل معلم الصبيان لإظهار المهارة والحذق.
... ومن حرمته ألا يُقَعِّرَ في قراءته.
... ومن حرمته ألا يقرأ بألحان الغناء، كلحون أهل الفسق، ولا بترجيع
النصارى، ولا بنوح الرهبانية.
... ومن حرمة القرآن الكريم أن يعظم خطه وكتابته إذا كتبه.
... ومن حرمته ألا يجهر البعض على بعض في القراءة.
... ومن حرمته ألا يجادل فيه في أنواع القراءات، إذا كان لا يعلم.
... ومن حرمته ألا يقرأ في الأسواق، ولا في مواطن اللغو واللغط ومجمتع
السفهاء.
... ومن حرمته ألا يتوسد المصحف، ولا يعتمد عليه، ولا يرمي به إلى صاحبه
إذا أراد أن يناوله.
... ومن حرمته ألا يُصَغَّر المصحف، وروي عن رسول الله r أن لا يقال
مسيجد أو مصيحف.
... ومن حرمته ألا يخلط فيه ما ليس منه.
... ومن حرمته ألا يحلى بالذهب، ولا يكتب بالذهب فتخلط به زينة الدنيا.
... ومن حرمته ألا يكتب على الأرض، ولا على حائط كما يفعل به في
المساجد الآن، وقد رأى عمربن عبد العزيز ابنا له يكتب القرآن على
الحائط فضربه.
... ومن حرمته إذا اغتسل بكتابته للاستشفاء من سقم، فلا يصبه على كناسة
،ولا في موضع نجاسة، ولا على موضع يوطأ، ولكن في موضع طاهر.
... ومن حرمته أن يفتتحه كلما ختمه، بحيث إذا ختم يقرأ من أول القرآن
قدرخمس آيات، ويستحب له إذا ختم أن يجمع أهله ويدعو.
... ومن حرمته إذا كتبه وشربه سمى الله على كل نفس وعظم النية فيه، فإن الله
يؤتيه على قدر نيته، روي عن مجاهد قال: " لا بأس أن تكتب القرآن
ثم تسقيه المريض ".
من كتاب:
الجامع لأحكام القرآن
محمود أبو جهاد
22 من جمادى الأولى 1425هـ
ـ[المخلافي]ــــــــ[10 - 07 - 04, 04:54 م]ـ
صدر لي قبل أيام ولله الحمد كتاب تحت عنوان (آداب المعلم والمتعلم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم) فإذا تريد نسخة فارسل لي عنوانك
ـ[الممتع15]ــــــــ[12 - 07 - 04, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيكما ونفع بكما الإسلام والمسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/489)
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 01:03 ص]ـ
الشيخ محمود جزاك الله خيرا ونفع الله بك
الشيخ المخلافي هل من الممكن أن تخبرنا أين طبع الكتاب وفي أي دار للنشر وجزاك الله خيرا
ـ[أبوالخيرالحنبلي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 05:27 م]ـ
الكتاب طبع في مطابع الحميضي بالرياض وهي طبعة خيرية للتوزيع وليست للبيع
ـ[محمود أبو جهاد]ــــــــ[12 - 07 - 04, 06:29 م]ـ
جزى الله أخانا الكتاب المخلافي وأخانا أبا الخير
وأرجو أن يضع هذا الكتاب على الملتقى هنا حتى ننتفع به وينتفع أخواننا المسلمون.
أخوكم محمود أبو جهاد(33/490)
هل دخل الرسول صلي الله عليه وسلم الجنة في الاسراء والمعراج علي الحقيقة
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[10 - 07 - 04, 03:49 م]ـ
سؤال الي استاذي عبد الرحمن الفقيه والاخوة الكرام هل دخل الرسول صلي الله عليه وسلم الجنة في الاسراء والمعراج علي الحقيقة اي بجسده وروحه ام فقط راي الجنة ومن الداخل بدون دخولها؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 07 - 04, 05:47 م]ـ
نعم أخي الكريم دخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة حقيقة وهناك أدلة متعددة
منها حديث أنس عند البخاري (350) وغيره (ثم اُدخلت الجنة، فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك).
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[11 - 07 - 04, 10:38 م]ـ
اولا تشرفت بالرد من اخونا الكريم ثم تشرفت بالاجابة فجزاكم الله خيرا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 11:07 م]ـ
سؤالك جميل جدًا يا اخي ابن الشاطئ لا ينافسه في الجمال إلا إجابة فضيلة الشيخ عبد الرحمن الفقيه.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[11 - 07 - 04, 11:18 م]ـ
بارك الله فيك استاذنا هشام في الحقيقة انا اتمتع بهذا الموقع جدا حتي انني انزلت جميع كتبه في اربع سيديهات واوزعها مجانا علي اخواني في اوروبا-مع كتب الموقعين ادناه
كما انني اقرأ مداخلات الاخوة هنا ومنهم بالطبع استاذنا عبد الرحمن الفقيه
وهو موقع رائع في الحقيقة كما موقع المشكاة وصيد الفوائد والمكتبات الي فيهم حاجة كده ممتازة والناس معرضة عن الخير للهزل والعي
ربنا ينفعنا بكم جميعا
ـ[أبو محمد]ــــــــ[13 - 07 - 04, 01:22 ص]ـ
حكي للإمام أحمد قول من يقول إن أحاديث الإسراء منام، فقال: هذا كلام الجهمية.
بدائع الفوائد 4/ 39
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[13 - 07 - 04, 12:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا هذه هدية ثمينة لايعرف قدرها الا طالب علم او عالم وانا الاول منهما(33/491)
هل الحجامة من المفطرات بالنسبة للصائم
ـ[الحليصي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 12:18 ص]ـ
الاخوة الكرام سبق وان طلبت من متصفحي ملتقى اهل الحديث بحث عن الحجامة وهل هي من المفطرات للصائم وللاسف لم يبحث الموضوع امل من المهتمين المشاركة واثرائنا ببعض البحوث عن هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:54 م]ـ
قال الشيخ سليمان العلون - حفظه الله:
621/ وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم (احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم).
هذا الحديث من أفراد الإمام البخاري رحمه الله عن الإمام مسلم.
قال الإمام البخاري رحمه الله حدثنا معلى بن أسد قال أخبرنا وهيب عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ورواه البخاري في صحيحه من طريق عبد الوارث بن سعيد عن أيوب بلفظ (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم).
ورواه النسائي في السنن الكبرى من طريق ابن وهب قال حدثني ابن أبي ذئب عن الحسن بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس به. ورواه النسائي من طريق عبد الله بن رجاء عن هشام عن عكرمة به.
ورواه النسائي في الكبرى من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس به واختلف فيه على حماد بن زيد فرواه أيضاً عن أيوب عن عكرمة مرسلاً وتابعه على إرساله معمر كما عند النسائي وإسماعيل ابن عُليّة كما عند النسائي أيضاً.
ومن وصله أوثق ممن أرسله ومن ثم قال الإمام الحافظ بن حجر رحمه الله وهذا الحديث صحيح لا مرية فيه.
وقد أعله الإمام أحمد وطائفة من المحدثين فرجح بعضهم إرساله وقال بعضهم الراجح عدم ذكر الصوم نص عليه الإمام أحمد رحمه الله في رواية الخلال، والصحيح ما ذهب إليه البخاري رحمه الله من أن لفظة الصوم محفوظة في الحديث وأن الصحيح في الخبر ترجيح رفعه فقد رفعه وهيب بن خالد وهو ثقة ثبت أوثق ممن أرسله كابن عليّه ومعمر وقد توبع وهيب على رفعه تابعه عبد الوارث وحماد بن زيد في رواية وكذلك توبع أيوب في روايته عن عكرمة تابعه هشام وغيره والحديث صحيح. وهو دليل على أن الحجامة لاتفطر الصائم ونظيرها أخذ الدم للتحليل وبهذا قال جمهور العلماء وهو مذهب أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد روى أبو داود في سننه بسند صحيح من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن النبي نهى عن الحجامة والوصال للصائم ولم يحرمهما إبقاءً على أصحابه).
فهذا الحديث فيه دليل أيضاً على أن الحجامة غير محرمة للصائم.
وفي البخاري أيضاً من طريق شعبة عن ثابت البناني قال سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه أكنتم تكرهون الحجامة للصائم قال لا إلا من أجل الضعف.
وكان ابن عمر يحتجم مراراً فلما رأى أنها تضعفه ترك هذا واحتجم ليلاً.
رواه عبد الرزاق وغيره وجاء بنحوه عند البخاري معلقاً وسنده صحيح. وروى البخاري في صحيحه معلقاً عن بُكير عن أم علقمة قالت: (كنا نحتجم عند عائشة فلا ننهى).
622/ وعن شداد بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع وهو يحتجم في رمضان. فقال: (أفطر الحاجم والمحجوم).
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده والدارمي وابن حبان في صحيحه من طريق أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن شداد بن أوس.
ورواه أبو داود والنسائي من طريق أبي قلابة عن شداد به.
وجاء الخبر أيضاً من طريق أبي قلابة عن الأشعث الصنعاني عن شداد به.
وجاء أيضاً من طريق أبي قلابة إلا أنه جعله من مسند ثوبان ولذلك تكلم بعض الأئمة في هذا الحديث وأعله بالاضطراب قال الإمام أبو عيسى رحمه الله في كتاب العلل قال البخاري رحمه الله ليس في الباب أصح من حديث شداد وثوبان فذكرت له الاضطراب فقال كلاهما عندي صحيح رواه أبو قلابة عنهما جميعاً.
وقد صححه أيضاً علي بن المديني رحمه الله.
وفي الباب عن بضعة عشر صحابياً فيرى الإمام أحمد رحمه الله أن أصح الأحاديث في هذا حديث رافع بن خديج ويرى علي بن المديني رحمه الله أن أصح الطرق طريق ثوبان وشداد فقال رحمه الله لا أعلم في (أفطر الحاجم والمحجوم) حديثاً أصح من هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/492)
والحديث يدل على أن الحجامة تفطر الصائم ويدل أيضاً أن الحاجم والمحجوم يفطران أيضاً أما الحاجم فربما دخل جوفه شئٌ من الدم وأما المحجوم فلأن استفراغ الدم من جسم الإنسان مضعف له ومنهك ومن ثم كان استخراج الدم من البدن إذا كان كثيراً مفطراً من المفطرات، وهذا مذهب الإمام أحمد رحمه الله واختار هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وعزى شيخ الإسلام هذا القول إلى أكثر الفقهاء وفي قول الشيخ رحمه الله بأن هذا قول أكثر الفقهاء نظر ظاهر فجماهير العلماء على أن الحجامة لا تفطر الصائم مطلقاً منهم الإمام أبو حنيفة ومالك والشافعي وهو قول عامة الصحابة والتابعين بل قال بعض الأئمة الكبار لا أعلم أحداً من الصحابة والتابعين قال بأن الحجامة تفطر وهذا قول أنس بن مالك وابن عمر وأبي سعيد الخدري وغيرهم.
قال البخاري رحمه الله حدثنا آدم ابن أبي إياس قال حدثنا شعبة عن ثابت البناني قال سئل أنس بن مالك أكنتم تكرهون الحجامة للصائم قال لا إلا من أجل الضعف.
وروى أبو داود في سننه بسند صحيح عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن الوصال والحجامة للصائم ولم يحرمهما إبقاءًا على أصحابه).
وروى الإمام ابن خزيمة في صحيحه من طريق خالد الحذاء عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (رخص للصائم في الحجامه والقبلة) وهذا سند صحيح إلى أبي سعيد رضي الله عنه وله حكم المرفوع لأنه لا يرخص أحدٌ في الحجامة والقبلة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الذي رخص فيهما والرخصة تقابلها العزيمة فأفاد هذا نسخ حديث شداد بن أوس السابق وأن الحجامة كانت تفطر في أول الأمر ثم نسخ الأمر باحتجام الرسول صلى الله عليه وسلم وهو صائم كما في البخاري عن ابن عباس كما سبق ذكره.
وبحديث عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويوضح هذا أيضاً ما ذكره المؤلف رحمه الله هنا: (حديث أنس).
623/ وعن أنس بن مالك قال: (أو ما كرهت الحجامة للصائم: إن جعفر بن أبي طلب احتجم وهو صائم، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (أفطر هذان) ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم.
هذا الخبر رواه الإمام الدارقطني رحمه الله من طريق عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا خالد بن مخلد القطواني قال حدثنا عبد الله بن المثنى عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه به.
وقال الإمام الدارقطني رحمه الله في سننه رجاله ثقات ولا أعلم له علة.
تعقبه الإمام ابن عبد الهادي رحمه الله فقال هذا خبر منكر لا يصح الاحتجاج به وقال عن هذا الإسناد بأنه شاذ والسبب في ذلك أنه ما يعرف في دواوين الإسلام المعروفة كمسند الإمام أحمد والصحيحين والسنن الأربعة وموطأ مالك ومصنف ابن أبي شيبة وإنما تفرد به الإمام الدارقطني رحمه الله، ثم إنه أيضاً قد تكلم في خالد بن مخلد القطواني وذلك أنه يتفرد عن الثقات، وكذلك تكلم في عبد الله بن المثنى فإنه وإن كان من رجال الصحيحين إلا أنه قد يهم وأصحاب ثابت البناني الكبار لم يذكروا هذا الخبر.
وأيضاً يقال لو كان مثل هذا الخبر ثابتاً والأمة تحتاج إليه لجاء من غير وجه ولكن عنه عندما سبق ذكره من الأخبار على كون الحجامة في حق الصائم منسوخة وأن استخراج الدم في نهار رمضان لا يفطر مطلقاً سواء كان كثيراً أوقليلاً وسواء كان عمداً أم سهواً الحكم واحد والله أعلم.
http://www.aliman.org/bokus/blogmram.htm
ـ[الحليصي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 03:09 م]ـ
الاخ احسان بارك الله في جهودك الطيبة وجعلها الله في موازين اعمالك ولكن هل من تخريج موسع لاحاديث الباب سواءً احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم او اثار الصحابة حول هذا الموضوع
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 07 - 04, 11:02 ص]ـ
الحمد لله الذى جعل الدعائم للإسلام أركانا، ومحبة الرسول على الإيمان دليلاً وبرهانا، فأما الذين اهتدوا فزادهم هدىً وعرفانا، وأذاق من طغى وتكبر من العذاب صنوفاً وألوانا، وتوعده فى الآخرة ذلاً وخزياً وهوانا. فلله كم فى الإيمان بالله من زاكيات الثَّمَرْ، وفى محبة رسول الرحمن من زاهيات الزَّهَرْ، فأهله فى الدنيا مُنَعَّمون وفى الآخرة فى جناتٍ ونَهَرْ، والصلاة والسلام الأتمان على المبعوث رحمةً وهدايةً للبشرْ، ما تعاقب الليل والنهار، ودار فى فلكيهما الشمس والقمرْ. وبعد ...
فإنى بعد فراغى من كتابى ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة))، وصلتنى أسئلة كثيرة تتعلق ببعض الأمور التى أجملتُ ذكرها، ولم أرد الإسهاب فى بيانها. فكان من ألطف الأسئلة الواردة: هل شرب أحد من الصحابة دم حجامة النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟.
تابع المقال على الوصلة التالية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18949
ويمكنك تحميل نسخة كتاب ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة)) من الوصلة التالية:
http://www.shehata.netfirms.com
وفيه تخريج وافٍ لأحاديث ((أفطر الحاجم والمحجوم)).(33/493)
انتشرت هذه الرسالة على البريد (الدعاء الذى هز السماء) فما صحتها بوركتم؟
ـ[طالبة علم]ــــــــ[11 - 07 - 04, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------------
>في حديث عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
>يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ولا يصحب القوافل توكلاً منه على الله تعالى ... فبينما هو راجع من الشام عرض له لص على فرس، فصاح بالتاجر: قف فوقف التاجر، وقال له: شأنك بم
>الي. فقال له اللص: المال مالي، وإنما أريد نفسك. فقال له: أنظرني حتى أصلي. قال: افعل ما بدا لك. فصلى أربع ركعات ورفع رأسه إلى السماء يقول: يا ودود يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني، ثلاث مرات. وإذا بفارس بيده حربة، فلما رآه اللص ترك التاجر ومضى نحوه فلما دنا منه طعنه فأرداه عن فرسه قتيلا، وقال الفارس للتاجر: اعلم أني ملك من السماء الثالثة .. لما دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا: أمر حدث، ثم دعوت الثانية، ففتحت أبواب السماء ولها شرر، ثم دعوت الثالثة، فهبط جبريل عليه السلام ينادي: من لهذا المكروب؟ فدعوت الله أن يوليني قتله. واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه. ثم جاء التاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم: ((لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب، وإذا سئل بها أعطى))
>صدق الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم
>
>جزى الله خير من أعان على نشرها
------------------------------------------------------------------------------
أرجوا أن تدلونا تفصيليا ما صحة هذا الحديث وجزاكم الله كل خير ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:30 ص]ـ
الاخت الكريمة / اليك هذا الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16468&highlight=%ED%C7+%E6%CF%E6%CF+%ED%C7+%E6%CF%E6%CF% A1+%ED%C7%D0%C7+%C7%E1%DA%D1%D4+%C7%E1%E3%CC%ED%CF %A1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20024&highlight=%ED%C7+%E6%CF%E6%CF+%ED%C7+%E6%CF%E6%CF% A1+%ED%C7%D0%C7+%C7%E1%DA%D1%D4+%C7%E1%E3%CC%ED%CF %A1
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7696&highlight=%ED%C7+%E6%CF%E6%CF+%ED%C7+%E6%CF%E6%CF% A1+%ED%C7%D0%C7+%C7%E1%DA%D1%D4+%C7%E1%E3%CC%ED%CF %A1
ـ[طالبة علم]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ... أسأل الله أن يتقبل منكم ويبارك فيكم ويجعلكم للمتقين اماما ..
اللهم آمين(33/494)
التدر ج في المذهب الشافعي
ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 02:51 م]ـ
ما هي أفضل طريقة للتدرج في المذهب الشافعي؟
بم يبدأ طالب العلم؟
وبم ينتهي؟
ولكم جزيل الشكر
ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[11 - 07 - 04, 05:25 م]ـ
السلام عليكم
عليك أولا الفوائد المكية لطلبة الشافعية فهو كالمدخل بالنسبة للمذهب: كتبه المعتمدة … رجالاته …الشيوخ المعتمدين للترجيح فيه ... مصطلحاته وغيرذلك وهو متوفر ضمن مجموعة سبعة كتب مفيدة طبعة الحلبي
ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 11:23 م]ـ
بارك الله فيك
من مؤلف الكتاب؟
ما موضوعاته؟
ـ[يوسف الشحي]ــــــــ[13 - 07 - 04, 11:35 م]ـ
أيها الأحبة ..
هل من مزيد؟!
ـ[محمد بن علي المصري]ــــــــ[14 - 07 - 04, 09:35 م]ـ
الكتاب ليس تحت يدي الآن - لعل من استعاره مني يقرأ هذا فيعيده لي قريبا - لكنه تأليف السقاف - ليس المعاصر بالطبع - أحمد بن علوي السقاف ... الكتب المفيدة ليست توصيفا مني وإنما هو ما كتب على طرة الكتاب
وموضوعه كما ذكرت لك مدخل للمذهب الشافعي فقبل أن تسأل ماذا أقرأ في المذهب أو لمن أقرأ أو ما هي الكتب التي جمعت الأقوال المعتمدة أو رجحت بينها وأي المتون أكثر شهرة وانتشارا وأي العلماء يأخذ بأقوالهم في الترجيح في المذهب وغير ذلك الكثير قبل أن تسأل عليك مطالعة هذا الكتاب فربما تجد الرد على معظم هذه التساؤلات وغيرها مما ربما يخفى على من يريد خوض غمار المذهب
وهذا الأمر مطرد في جميع المذاهب فلابد لطالب العلم البحث عن مفاتيح المذهب التي بواستطها يستطيع فتح الأبواب قبل أن ينتهي العمر وما زال طارقا
محبكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[16 - 07 - 04, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم
يا أخ محمد المصري
الكتاب مطبوع و موجود بمطبعة مصطفى الحلبي و متوفر جدا ـ حاليا ـ
و ثمنه حوالي 6 جنيهات مصرية
و اسمه (مجموعة سبعة كتب مفيدة) تأليف / السيد علوي بن أحمد السقاف
و يحوي الكتب السبعة الآتية:
1 ـ الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية من المسائل و الضوابط و القواعد الكلية
2 ـ مختصر الفوائد المكية
3 ـ القول الجامع المتين في بعض المهم من حقوق إخواننا المسلمين
4 ـ رسالة في قمع الشهوة عن تناول التنباك و الكفتة و القات و القهوة
5 ـ فتح العلام في أحكام السلام
6 ـ القول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسبيح
7 ـ الكوكب الأجوج في أحكام الملائكة و الجن و الشياطين و يأجوج و مأجوج
ــــــــــــــــ
و بهامشها / علاج الأمراض الردية بشرح الوصية الحدادية .. للمؤلف
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و بالنسبة للتدرج في المذهب الشافعي فأساعدك فيه أخي و عندي منهج جيد جدا فيه و لله الحمد ... و لكن بعدما تقرأ رسالة الفوائد المكية كاملة و تخبرني بتقريرك بما استفدته منها و ما خرجت به
بارك الله تعالى فيكم
و جزاكم الله تعالى خر الجزاء
ـ[محمدالفقيه]ــــــــ[17 - 07 - 04, 02:16 م]ـ
اخي الكريم
ارى أنتبدأبمختصرأبي شجاع وشروحه كتحفه الاخيار وفتح الغفار وغيرها ثم تنتقل الىالمنهاج وشروحه ثم الىالكتب المتوسطه في المذهب كاالوسيط والمهذب ثم المطولات كاالحاوي والعزيز والمجموع وعليك بالعكوف علىكتب الرافعي والنووي وكتب الامام الشافعي
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 - 07 - 04, 01:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=21333
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 - 07 - 04, 01:29 ص]ـ
السلام عليكم
اشتري يا اخي شرح ابن القاسم الغزي علي متن ابي شجاع
فهو شرح سهل
ويختلف طريقة الدراسة من منطقة الي منطقة
هذه طريقة الدراسة والتدرج في اليمن:
1 - (الذخيرة المشرفة) للحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ (وهو من الصوفية المبتدعة= تعليق المشرف)
ثم
2 - الرسالة الجامعة) للإمام أحمد بن زين الحبشي فـ
ثم
3 - (سفينة النجا) للعلامة الشيخ سالم بن سمير
وعليك بشرح العلامة الشاطري
نيل الرجا شرح سفينة النجا
إنه كتاب انعقدت الألسن على الإشادة به، وتلقفه طلبة العلم تكسوهم فرحة غامرة؛ لما تميز به هذا الكتاب من إيضاح لـ «سفينة النجاة»، وإظهار لخفاياها، في أسلوب المتمكن، وطريقة المتشبع بالفقه
وتجده في هذا الموقع
http://alminhaj.com/main/books/book.asp?B_ID=118&S_ID=3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/495)
4 - المختصر اللطيف) للعلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بافضل
ثم
5 - (المقدمة الحضرمية) للعلامة الشيخ عبدلله بن عبد الرحمن بافضل
وقيل عن هذا الكتاب:
لم يعرف كتاب في مختصرات الفقه الشافعي، خُدِم مثل هذا الكتاب .. بكثرة الشروح والحواشي المطبوعة والمخطوطة.
وهو كتاب في ربع العبادات، ومن أهم المختصرات في فقه السادة الشافعية.
فلا تكاد تجد مكاناً من أماكن الشافعية ـ في اليمن أو الشام أو الحجاز أو مصر أو غيرها .. إلا وعليه المعوّل أو على شروحه وحواشيه (من دار المنهاج)
http://alminhaj.com/main/books/book.asp?B_ID=119&S_ID=3
6- ( متن أبي شجاع) للعلامة أحمد بن الحسين
وهذا المتن له شروح كثيرة وله منظومات
ولكن عليك بشرح ابن القاسم الغزي
المسمي القول المختار في شرح غاية الاختصار
وهذا شرح سهل ومفيدا وهناك شروح عليه حاشية الباجوري ..
وله شروح اخري مثلا شرح كفاية الاخيار ولكن ليس للمتبدئين
ويذكر اختلاف الرافعي والنووي كثير
وعليك بالشرح الذي عليه تحقيق الشيخ عبد القادر الارناوؤط
فقد خدم الكتاب واظنه افضل الطبعات لانها بعناية عالم من العلماء
وهناك شرح الخطيب الشربيني الاقناع
6 - (الزبد) للعلامة أحمد بن رسلان
الكتاب: منظومة صفوة الزبد
المؤلف: الإمام العالم العلامة الزاهد أحمد بن الحسين بن علي بن رسلان الرملي (753ـ844هـ)
وهي الفية الامام ابن رسلان شارح سنن ابي دواد
ويعتني بحفظها الطلبة الشافعية في مختلف البلدان
ويستدل بها العلماء في تدريسهم كما يستدل النحاة
علي ألفية ابن مالك
وانصحك ان تبدأ في حفظها عند دراستك اياها
لانها تجعل الفقه سهلا
ومنظمومتها عذبة
وهناك شروح لها لكن بعضها صعب
ولكن اخبرني صديقي ان هناك شرح للجلال الدين المحلي
وقال لي انه سهل
وهناك مواهب الصمد في حل ألفاظ الزبد
المؤلف: الفشني
وقيل انه سهل
7 - (الياقوت النفيس) للعلامة السيد أحمد بن محمد الشاطري
8 (العمدة) للشيخ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن النقيب المصري
وهذا الكتاب ممتاز جدا انحصك باقتنائه
وصف الكتاب:
مختصر على مذهب الإمام الشافعي (رض) يقتصر على ذكر الصحيح من المذهب عند الرافعي والنووي مع ذكر الخلاف في بعض الصور إذا اختلف تصحيحها مقدماً لتصحيح النووي جازماً به، ويكون مقابله تصحيح الرافعي.
وهناك شرح للدكتور مصطفي البغا
يسمي
تسهيل المسالك بشرح وتهذيب عمدة السالك وعدة الناسك
وهو شرح لطيف وسهل للمتبدئين
وانصحك ان تقرأ هذا الكتاب فانه مفيد جدا
ويساعد علي فهم الفقه الشافعي ... وعليك بشرحه ..
http://www.furat.com/bookdetails.cgi?bookid=8191
9-( المنهاج) للإمام يحي بن شرف الدين النووي
ثم في بعد انتائهك من جميع هذه الكتب
تأتي للمنهاج وعليك بشروحه
شرح الجلال الدين المحلي
وشرح الخطيب الشربيني: مغني المحتاج
و شروح الرملي وابن حجر ...
وافضل شئ ان تحصل عالم يدرسك هذه الكتب ...
واتمني لك التوفيق والسلام عليكم
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 07 - 04, 02:48 ص]ـ
بارك الله تعالى في الإخوة الراغبين في الإفادة
و لكن ... يا إخوان، لا تشوشوا على أخيكم ... خاصة المنهج الذي وضعه أخونا أبو حمزة، فهو مزدحم جدا جدا و في تكرار، بل هو أقرب لسرد مؤلفات المذهب لا رسم منهج علمي متدرج ...
دعوا أخاكم أولا يقرأ الفوائد المكية، فإنه سيوفر عليه 80 في المائة من المشوار، و سيرسم له الصورة و الأساس العام الذي سيسير عليه ... ثم نكمل معه النصيحة
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 - 07 - 04, 08:42 ص]ـ
السلام عليكم
ما شاء الله اخونا محمد رشيد الحنفي لعلك كنت شافعيا
فتحولت يبدو عليك انك تعرف عنا الكثير
:) محمد انا امزح معك يا اخي الحبيب
لا بأس نستفيد من احناف ان شاء الله
:) ابتسامة حارة
يا اخي هذه طريقة الشافعية اليمن ولعلها تختلف من منطقة الي اخري وكلامك صحيح بعض هذه كتب فيها تكرار ...
ولعل هناك طريقة مختصرة
ولعل طريقة المصريين افضل من اليمنيين
لان مصر كانت معقل الشافعية
اخبرني يا اخي عن طريقتكم لانني في بداية الطلب
واذا اردت ان لاتشوش علي الاخ فارسله لي بالايميل
فلعلي اقومي طريقتي ونستفيد منكم
وكما تعلمون انتم احفاد شيخ الاسلام الشافعية زكريا الانصاري وهو منكم
وكذلك شيخ المحققين ابن حجر منكم
والامام الرملي ما عنكم ببعيد
والسلام عليكم
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[20 - 12 - 05, 02:00 م]ـ
^^^^^
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[31 - 01 - 07, 09:41 م]ـ
دراسة عن المنهاج للنووي
http://www.saaid.net/book/8/1730.doc(33/496)
لو تلقيت هذه الحماسة .....
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[11 - 07 - 04, 11:32 م]ـ
.... هذه الحماسة في الحديث حول التراث الاسلامي وحول ما ترك لنا
القدماء في كتبهم في المكتبات الاسلامية (بما في ذلك الزوايا الأزهرية
, نعم! لقد زرتها واستفدت منها! فلا أقصد المكتبة الأزهرية بالذات)
... لو تلقيت هذه الحماسة وهذا الاعتزاز بالدين (وفيه خير ورزق لا غيب فيه) في طلبة العلم واحياء التراث
لكنت مطمئنا أكثر أن الجيل الجديد , حديث العهد ,
سيشد الرحال الى هذه الأماكن التي تكمن وراءها أثمن كنوز
الحضارة الاسلامية.
كل ما واجهته اليوم: التحريض , الرفض (مثلا: نصراني! قضى الأمر)
وعدم الاستطاعة للحوار مع الآخر.
أنا أعلم بما أتحدث عنه: لقد قضيت أكثر من 20 عام في البحث
عن الأصول الفقهية وأمهات الكتب الفقيهة وغيرها من الكتب وقمت برحلات في طلب العلم كما قال القدماء.
هل بذلت جهدي الى يومنا هذا من أجل تشويه تعاليم الاسلام وتخريبها
أم عداوة (كما يقال) على دين الآخر؟
ياليتني وجدت أشخاصا مؤهلين لاخراج ما لديّ من هذا التراث الثمين.
كل ما وجدته هو الرفض التام , ليس على جميع الساحات هذا الملتقى ,
بل , على روابطه المعنية المعروفة لدى الجميع.
موراني
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 11:43 م]ـ
د. موراني
أشكر لك هذا الموضوع
وأقول لك ك مرحبا بك إذا أردت أن تفيد، وبالطبع إذا أردت أن تستفيد.
ولكنني أريد أن أقول باختصار:
1 - إذا كنت ترى أنك غير مؤهل (أقول: إذا) للنظر في علوم التشريع الاسلامي أو في بعضها فلا يكن لك رأي فيها
أما إذا كنت ترى أنك مؤهل لذلك، فعليك إذا طرحت موضوعا للنقاش أو دخلت فيه، أن ترد على من يتحاور معك
لا أن تقوم بطرح ما قد يراه هو شبهة، أو خطأ من الناحية العلمية، ثم إذا بين هو لك انقطعت ولم تتكلم وقلت: هذا شأنكم!!
.......
2 - لا تنس أعظم فائدة يمكن أن تحصلها من دراستك لعلوم المسلمين، وقراءة آثارهم وهي: أن تصبح مسلما إذا تبين لك أنه الحق.
ولأكون أكثر توضيحاً
هل لك أن تجيبني؟
ولتعلم أنني لا أريد من هذا السؤال أي انتقاص أو احتقار أو أي إساءة والله الذي لا إله غيره
سؤالي هو:
ما الذي يمنعك من أن تكون مسلما؟
..............................................
أرجو منك الرد بوضوح
وأرجو من الإخوة عدم التعقيب أو التدخل في هذا الموضوع
كما أرجو من المشرفين ألا يحذفوه
وتقبل تحياتي
الأزهري السلفي.
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[12 - 07 - 04, 01:06 ص]ـ
أخي الأزهري السلفي ..
أرجو أن أكون خفيفا عليكم في هذه المشاركة ,
و ما كنت أود أن أخالف رغبتك في عدم المشاركة , الا أنني نزلت عند رغبة صاحب الموضوع بابداء رأيي و نشره , اذ أنني اقتصرت على بعثه له عن طريق الخاص , و لكن نزولا عند طلبه _ كما ذكرت آنفا _ أكتب كلامي هذا , و هو محض رأيي في المسألة .. و انصافا: من تعقب فله مني الدعاء على النصيحة.
هاكم رأيي:
د. م. موراني .. أنا شخصيا أكن لك احتراما كبيرا ..
بعد التحية ..
أرجو ألا تشعر بسآمة تجاه بعض الاخوان الذين تغلب عليهم حميتهم في بعض الأحيان _ و لا أبريء نفسي _ و لكن نحن نعتبرها حمية محمودة طالما كان هدفها خيرا.
و أنا _ و غيري _ لا نقصدك بالسوء قط , اذ أن ديننا الحنيف قد تكفل لك بكثير من الحقوق على بني جلدتنا , و أنت تعلم بعض ذلك أكيد.
و أنا شخصيا أستفيد منك و غيري يستفيد أيضا , و لا نتعصب الا اذا كان هناك موضوع هو أهل لذلك.
و أرحب بك في ملتقانا دائما _ و ان تصارعت أقلامنا.
تقديرا مني (أبو وكيع الغمري)
و الحمد لله
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[12 - 07 - 04, 01:09 ص]ـ
@ الأزهري السلفي
بارك الله فيك:
السؤال: ما الذي يمنعك من أن تكون مسلما؟
أقول: السؤال خارج البحث.
أنا مستشرق (يا له من العيب!) غير أنني لست بمبشر يدعو الناس , أيا كان , لتبديل عقيدته الى عقيدة أخرى مهما كانت.
مشاركتي في هذا الملتقى خارج هذه المفاهيم ,
فهنا أسألك:
هل قرأت مني سطرا واحدا أدعوك فيه الى دين غير دينك والى غير اعتصامك بالاسلام؟
كلا.
لقد كثرت عليّ الرسائل الخاصة
فأرجو أن يتم ذلك علانية.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 07 - 04, 01:15 ص]ـ
سيتم التعامل مع الأستاذ موراني من قبل الإدارة.
ومن كان لديه ما يقوله بهذا الشأن فليراسل المشرفين.
تم غلق الموضوع.(33/497)
هل ابن القيم – رحمه الله – يرى أن الجهاد بأحد مراتب الجهاد كافٍ في الأمان من النفاق؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[12 - 07 - 04, 02:34 ص]ـ
هل ابن القيم – رحمه الله – يرى أن الجهاد بأحد مراتب الجهاد كافٍ في الأمان من النفاق؟!
قال ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد (3/ 11):
[ ... فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد، و " من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ".
وأكمل الخلق عند الله من كمَّل مراتب الجهاد كلها، والخلق متفاوتون في منازلهم عند الله، تفاوتهم في مراتب الجهاد ... ].
ـ[المنيف]ــــــــ[12 - 07 - 04, 12:39 م]ـ
لله درك يا شيخنا الكريم، اللهم ألحقنا بالمجاهدين في سبيلك
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[13 - 07 - 04, 03:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجهاد شيء، والغزو شيء آخر أخص منه. وهو كما جاء في مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني: (الغزو: الخروج إلى محاربة العدو، وقد غزا يغزو غزوا، فهو غاز، وجمعه غزاة وغزى. قال تعالى:} أو كانوا غزى {[آل عمران/156].) ولم يذكر له إلا هذا المعنى.
ونحن في هذا الزمن نحتاج إلى حث الناس على الغزو، والاستعداد له بدلاً من توسيع دائرته حتى يبرروا لأنفسهم تركه.
حتى الجهاد؛ المشهور أن لا يطلق إلا بمعنى القتال في سبيل الله، هذا هو معناه المعروف.
ينظر هنا: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=1091&highlight=%E3%DA%E4%EC+%C7%E1%CC%E5%C7%CF
فالبراءة من النفاق مرتبطة بالغزو لا بالمفهوم العام للجهاد.
قال ابن القيم رحمه الله في مقدمته للقصيدة النونية: ("من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق "
وكفى بالعبد عمى وخذلانا ان يرى عساكر الايمان وجنود السنة والقرآن وقد لبسوا للحرب لامته واعدوا له عدته واخذوا مصافهم ووقفوا مواقفهم وقد حمي الوطيس ودارت رحى الحرب واشتد القتال وتنادت الاقران: النزال النزال، وهو في الملجأ والمغارات والمدخل مع الخوالف كمين واذا ساعد القدر وعزم على الخروج قعد على التل مع الناظرين ينظر لمن الدائرة ليكون اليهم من المتحيزين ثم ياتيهم وهو يقسم بالله جهد أيمانه أني كنت معكم وكنت أتمنى أن تكونوا انتم الغالبين)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[13 - 07 - 04, 07:38 م]ـ
أخي الشيخ الفاضل / أبو مجاهد العبيدي وفقه الله
ما ذكرته من أنَّ الجهاد شيء والغزو شيءٌ آخر؛ فهذا أمر لا أخالفك فيه إطلاقاً، ومن رأى أنَّ الجهاد بأحد مراتب الجهاد – غير الغزو وتحديث النفس به – كافٍ في الأمان من النفاق فكلامه غير صحيحٍ كائناً من كان!
ولكن كان مقصودي من وضع الإشكال: أنَّ ظاهر عبارة ابن القيم -رحمه الله – المذكورة أنَّ جهاد الإنسان بأي مرتبةٍ من مراتب الجهاد كافٍ في خروجه من الوعيد الوارد في هذا الحديث.
فهل هذا الفهم صحيح؟!
وهل هناك موضع آخر لابن القيم - رحمه الله - يوضح غير هذا المراد المتبادر من العبارة؟!(33/498)
من يدلني على صحة هذا الحديث
ـ[العبدلله]ــــــــ[12 - 07 - 04, 03:29 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ترد روح الرسول محمد صلى الله عليه و سلم إليه كل يوم جمعة فيرد السلام على من سلم عليه هذا معنى الحديث أفيدوني أفادكم الله
جزاكم الله خيراً
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 07 - 04, 05:37 ص]ـ
رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19783&highlight=%D1%CF+%D1%E6%CD+%C7%E1%D1%D3%E6%E1+%D5% E1%EC
ـ[العبدلله]ــــــــ[13 - 07 - 04, 09:33 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
جزاك الله خيراً و جعلها في ميزان حسناتك
و أعانك على الخير و كثر الله من أمثالك
الآن يمكنني الرد على بني صوفان الجهلة عباد القبور(33/499)
من يعرف شيئاً عن الشيخ عبد القادر الأرناؤوط فلايبخل ..
ـ[أبو اليمان المنبجي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 03:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام أحباب ملتقى الحديث ومحبي وتلاميذ الشيخ عبد القادر
، أرجو ممن لديه أية فائدة ومعلومة تخص ترجمة عن فضيلة المحدث الشيخ عبد القادر الأرناؤط فليزودني بها عاجلا فجزاه الله كل خير، لأتمكن من استدراك ما فاتني في الطبعة الأولى عن حياته في كتاب كشف اللثام عن أحد محدثي الشام.
على عنواني alhmdon999@maktoob.com
أو على الفاكس 0096614275117
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 07 - 04, 05:32 ص]ـ
هذا رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3078&highlight=%DA%C8%CF%C7%E1%DE%C7%CF%D1+%C7%E1%C3%D1 %E4%C7%C4%E6%D8
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 07 - 04, 09:41 م]ـ
http://www.alarnaut.com
هل أنت صاحب كتاب كشف اللثام؟!
ـ[أبي اليمان المنبجي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 04:22 ص]ـ
نعم بارك الله فيك.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[02 - 08 - 04, 07:07 ص]ـ
الأخ المنبجي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اذهب إلى هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/announcement.php?f=26
وضع بريدك الالكتروني alhmdon999@maktoob.com
وسترسل لك كلمة السر الجديدة الخاصة باسمك القديم (أبو اليمان المنبجي)
وهذا أفضل من التسجيل الجديد
إذا تم ذلك فأخبرنا حتى نحذف الاشتراك الأخير (أبي اليمان المنبجي)
ـ[الاذرعي]ــــــــ[06 - 08 - 04, 03:33 م]ـ
الأخ المنبجي بارك الله فيك
لي لقاء مع فضيلة شيخنا العلامة عبد القادر الأرناؤوط , تجده على هذا الرابط
http://www.afra7.net
ـ[أبي اليمان المنبجي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 02:42 ص]ـ
الأخ الأذرعي حفظك الله ورعاك
أرجو التكرم بارسال الملف على عنواني alhmdon999@maktoob.com وذلك لعدم تمكني من تنزيله وفتحه وجزاكم الله كل خير ووفقكم لما يحب ويرضى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:45 ص]ـ
نعم بارك الله فيك.
أحسن الله إليك
أرى أن تضيف للكتاب نماذج من فتاوى الشيخ وكذلك بعض قصصه مع الطلبة ومع العلماء
ولقاء الاذرعي مع فضيلته كان رائعا(33/500)
طلب) أريد كل ما يتعلق بمقولة عمر بن الخطاب حول عزة العرب بالإسلام، رجاء!!
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 06:47 ص]ـ
أريد كل ما يتعلق بتلك المقولة لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه، سوابقها ولواحقها، تخريجها، وفي أي مناسبة قالها، إلى آخر ذلك. عاجلاً، أرجوكم. المقولة عادة ما أراها تبدأ بـ"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام"، لكن .. ما الذي يسبق هذه الجملة، وهل لنهايتها المعروفة لواحق؟؟؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 07 - 04, 09:00 ص]ـ
أخي الكريم راجع حادثة استقبال أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أتى الشام والله الموفق.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 09:04 ص]ـ
أراجعها أين؟ كما ترى يا أخي فأنا لا أعلم حتى أين أجد هذا القول لعمر -رضي الله عنه.
###
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 10:16 م]ـ
الحديث رواه البيهقي والحاكم وصححه على شرطهما ووافقه الذهبي وصححه الألباني في " صحيح الترغيب ".
واعذرني أخى في عدم كتابتى للصفحات فأنا أكتب من مكان عام ليس فيه كتاب!
ولعلى اكتب لك تخريجا موسعا غدا بعد مراجعة المصادر، فأنا أعتمدت هنا على حفظى.(34/1)
ارجو المساعده؟
ـ[شموخ 11]ــــــــ[12 - 07 - 04, 08:53 ص]ـ
ارجو من الأخوه الكرام مساعدتي
فأنا بحاجه لأستشارة طبيب مسلم في مسائل البحث
خاصة اخصائي الغدد
لأن من مسائل البحث لبن الرجل ولبن البكر
هل إذا ثاب من الرجل والبكر لبن هل يعد كلبن المرأه الثيب والمحرم شرعا ام ان حقيقته مجرد إفرازات تشبه اللبن؟؟؟؟
ارجو مساعدتي
وجزاكم الله خيرا
ـ[شموخ 11]ــــــــ[13 - 07 - 04, 10:09 ص]ـ
للرفع(34/2)
نخل بيسان وعين زغر!!
ـ[البراق]ــــــــ[12 - 07 - 04, 10:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي من يزودنا بمعلومات عن عين زغر ونخل بيسان اللذين وردا في حديث تميم وهل مازال النخل موجود وعين يسيل ماؤها .... هذا ولكم جزيل الشكر.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 07 - 04, 10:09 ص]ـ
أذكر أن احد الاخوة أخبرني بأن عين زغر في فلسطين وأن ماءها قد نقص، والله أعلم
ـ[المضري]ــــــــ[14 - 07 - 04, 02:00 ص]ـ
لا أعرف بالضبط أين قرأت أن بيسان موجودة في فلسطين أيضاً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 07 - 04, 05:54 ص]ـ
تقع مدينة بيسان في القسم الشمالي من فلسطين، في الزاوية الجنوبية الشرقية منه، عند التقاء دائرة عرض 32.30 شمالاً، وخط طول 35.30 شرقاً
تقع على أرض مرتفعة في الجانب الغربي من الغور الفلسطيني. على بعد خمسة أميال شرق نهر الأردن، بين أقضية طبرية والناصرة ونابلس وجنين. واحتلها اليهود بتاريخ 12/ 5/1948م
لكني لا أعرف عن نخلها. وقيل أنه لا يزال يثمر. مع ملاحظة أن النخل عند أهل الكتاب يرمز الى المسلمين.
عين زغر = في طرف البحيرة المنتهية في واد هناك بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام وهي من ناحية الحجاز
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 07 - 04, 02:49 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
مع ملاحظة أن النخل عند أهل الكتاب يرمز الى المسلمين.
- لكن ذكر (نخل بيسان) إنما ورد في الحديث النبوي المحمدي، لا في كلام أهل الكتاب، فهو باقٍ على ظاهره.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 07 - 04, 07:48 م]ـ
أين هذا الحديث؟
ـ[البراق]ــــــــ[19 - 07 - 04, 12:35 م]ـ
هذا هو نص الحديث عند مسلم رحمه الله وفيه ذكر عين زغر ونخل بيسان:
روى الإمام مسلم بسنده إلى عامر بن شرحبيل الشعبي- شعب همدان- أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس- وكانت من المهاجرات الأول- فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره. فقالت: لئن شئت لأفعلن. فقال لها: أجل. حدثيني فذكرت قصة تأيمها من زوجها واعتدادها عند ابن أم مكتوم. ثم قالت: فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي؟ منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: الصلاة جامعة. فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال: "ليلزم كل إنسان مصلاه، ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرفؤا إلى جزيرة ... فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقالوا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة. فقالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة، قال. فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك ما أنت؟ قال. قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم (أي هاج) فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، يدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر، لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا. ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا. وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة. قال أخبروني عن نخل بيسان (مدينة بالأردن بالغورالشامي) .. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم، قال: أما إنه يوشك ألا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قلنا: هي كثيرة الماء. قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب. قال: أخبروني عن عين زغر؟ (في طرف البحيرة المنتهية في واد هناك بينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام وهي من ناحية الحجاز). قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها. قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب. قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم. قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه. قال لهم: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني: إني أنا المسيح، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منها استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر: "هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة- يعني المدينة- ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس: نعم. فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو: من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق. قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/3)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:42 ص]ـ
واضح من الحديث أن الكلام عن نخل بيسان هو من الرجل الذي في الدير وليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
ملاحظة: الحديث يظهر أن الدجال هو الآن في جزيرة في الخليج الفارسي ربما قرب الساحل الإيراني. لكن بلغنا -والله أعلم- أنه سيخرج من خلة بين العراق والشام، ولعل المقصود بها هو سرداب سامراء. ثم سيتجه إلى أصبهان ويتبعه هناك سبعين ألف شيعي. ثم يطوف الأرض إلا المدينة ومكة. وجاء أنه يحاصر المسلمين في دمشق، مما يدل على أنه لا يدخلها كذلك والله أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[30 - 09 - 04, 10:34 ص]ـ
واضح من الحديث أن الكلام عن نخل بيسان هو من الرجل الذي في الدير وليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
- قد أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم تميم الداري رضي الله عنه في كل ما أخبر به من تفاصيل ذاك الحديث، سواءٌ من مشاهداته أو منقولاته.
ولو كان شيءٌ مما نقله خطاً أو فيه أكاذيب لكذَّبه النبي صلى الله عليه وسلَّم وبيَّن الحق فيه.
ملاحظة: الحديث يظهر أن الدجال هو الآن في جزيرة في الخليج الفارسي ربما قرب الساحل الإيراني. لكن بلغنا -والله أعلم- أنه سيخرج من خلة بين العراق والشام، ولعل المقصود بها هو سرداب سامراء. ثم سيتجه إلى أصبهان ويتبعه هناك سبعين ألف شيعي. ثم يطوف الأرض إلا المدينة ومكة. وجاء أنه يحاصر المسلمين في دمشق، مما يدل على أنه لا يدخلها كذلك والله أعلم.
- لا يلزم أن تكون جزيرة الدجال في الخليج الفارسي، لأمور:
1 - لم يُذكر في الحديث السابق أنَّ تميماً قد ركب السفينة الجارية من ساحل الخليج الفارسي.
2 - إن ذُكِر ذلك في بعض مرويات الحديث -ولا أعلمه- فالاحتمال وارد في عدم كونها في الخليج الفارسي؛ فإنَّ الريح لعبت بسفينته شهراً، وقد تكون في المحيط الهندي أو في مكان آخر، فالله أعلم، ونحن لا نعلم.
3 - الاشتغال بتفسير ((شيءٍ من الغيبيات)) على التخرُّص والظن قول بلا علم، وليس في ذا فائدةٌ تذكر، ولم يكلفنا الله به، بل جاء النهي كثيراً عنه.
- القاعدة: (أنَّ الغيبيَّات نؤمن بها ولا نشتغل بكيفيَّتها).
- قال أبو عمر: (إلاَّ ما جاءت كيفيتها بنصٍّ صحيح صريح).
- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[إبراهيم باجس]ــــــــ[19 - 10 - 04, 03:04 م]ـ
تقع بيسان في الغور الشمالي بين الأردن وفلسطين، وهي داخلة في أراضي فلسطين، فك الله أسرها.
أما عين زغر فتقع في غور الأردن الجنوبي، قرب مدينة الكرك الأردنية، التي تبعد عن عمان العاصمة 130 كيلو متر، وقد أخبرني من زارها أنها عين صغيرة ضئيلة، وأخبره من حوله من السكان أنها كانت فيما مضى دفاقة الماء قوية الجريان، ويسميها أهلها بلهجتهم المحالية: (العين الزغيرة) أي الصغيرة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 10 - 04, 07:46 ص]ـ
[ quote= أبو عمر السمرقندي] قد أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم تميم الداري رضي الله عنه في كل ما أخبر به من تفاصيل ذاك الحديث، سواءٌ من مشاهداته أو منقولاته. ولو كان شيءٌ مما نقله خطاً أو فيه أكاذيب لكذَّبه النبي صلى الله عليه وسلَّم وبيَّن الحق فيه. [/ size][/color]
هذا لم يخالف فيه أحد. لكن هذا لا ينفي أن يكون قصد القائل صاحب الدير هو مجاز وليس حرفي على ظاهره.
والظاهر أن الجزيرة هي في الخليج الفارسي للأمور التالية:
1 - ليست الجزيرة في البحر المتوسط ولا في بحر اليمن (بحر العرب)
2 - ليست بالمحيط الهادي ولا الأطلسي ولا البحر الأسود ولا الأزرق ولا ... لأن العرب لم تصل إلى هذه المحيطات.
3 - جاء في الحديث: "بل من قبل المشرق ما هو: من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق." والظاهر أن معلوماتك الجغرافية محدودة. لأن المحيط الهندي إلى الجنوب وليس إلى الشرق.
4 - الأصل أن لا يفسر شيء بغير علم إلا عبداً آتاه الله علماً وفهماً. ومن لم يكن عنده علم فلا يجوز له الخوض في هذه الأمور.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 10 - 04, 05:27 م]ـ
لكن هذا لا ينفي أن يكون قصد القائل صاحب الدير هو مجاز وليس حرفي على ظاهره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/4)
- بل ينفيه؛ لأنَّ الأصل في الكلام الحقيقة لا المجاز، فمن زعم المجاز فيه طُولِبَ بالدليل أوالقرينة، وخاصة في مسائل الغيبيَّات التي تطيش فيها أفهام كثير من الخائضين فيها.
ثم هل صاحب الدير (وهو الدجال) استعمل النخل وأراد به المسلمين مجازاً؟!
فهب أنه عربيُّ اللسان آنئذٍ وقد كلَّمَ تميماً وفهم خطابه عنه، فهل العرب تستعمل النخل رمزاً عن المسلمين؟!
ومما يفسد هذا المجاز أنَّ الرجل سأل تميماً عن نخل بيسان وعن ثمرها ولم يكن ثمَّتَ مسلمون هنالك؟! فضلاً عن أن ينقصوا أو يزيدوا؟!
وعن بحيرة طبرية وعن مائها ...
________________________________
جاء في الحديث: "بل من قبل المشرق ما هو: من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق." والظاهر أن معلوماتك الجغرافية محدودة. لأن المحيط الهندي إلى الجنوب وليس إلى الشرق.
- أما معلوماتي الجغرافية فأبشرك أنها جيدة؛ لحدِّ كشف الأخطاء التي يقع فيها الآخرون.
- وأما أنَّ الجزيرة في الخليج الفارسي فهو أقرب ما يُذكر استناداً لقوله في آخر الحديث السابق المساق: (بل من قبل المشرق ما هو ... )، لكن ليس جزماً مؤكَّداً، وذلك لأمرين يعكِّر عليهما، تقدَّم أحدهما في كلامي السابق -لو رأيتَه -:
- أما الأول: فقد تقدَّم ((أنَّ الاحتمال وارد في عدم كونها في الخليج الفارسي؛ فإنَّ الريح لعبت بسفينته شهراً، وقد تكون في المحيط الهندي أو في مكان آخر، فالله أعلم، ونحن لا نعلم ".
- وأما الثاني: فكيف تلعب الريح بسفينتهم داخل الخليج الفارس المغلق المحدود، هذا بعيد مع كونه ممكناً.
- وأما نفيك، وأنَّه ليس بالمحيط الهندي جزماً فهذا غير دقيق، لأنَّ الناظر في الخريطة يعلمُ أنَّ المحيط الهندي قِبَل الجنوب والجنوب الشرقي (أو قل: الجنوب الشرقي!!) من جزيرة العرب.
وأخيراً .. فقد تقدَّم أنَّ الخوض في تحديد مكان الجزيرة لا طائل من ورائه وخوض في الاحتمالات القابلة للخطأ.
لكن العتب والملامة على من يجزم بشيءٍ بناءً على احتمال يظهر له! وهو مربط الفرس في كلامي السابق.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 10 - 04, 05:45 م]ـ
- بل ينفيه؛ لأنَّ الأصل في الكلام الحقيقة لا المجاز، فمن زعم المجاز فيه طُولِبَ بالدليل أوالقرينة، وخاصة في مسائل الغيبيَّات التي تطيش فيها أفهام كثير من الخائضين فيها.
ثم هل صاحب الدير (وهو الدجال) استعمل النخل وأراد به المسلمين مجازاً؟!
فهب أنه عربيُّ اللسان آنئذٍ وقد كلَّمَ تميماً وفهم خطابه عنه، فهل العرب تستعمل النخل رمزاً عن المسلمين؟!
ومما يفسد هذا المجاز أنَّ الرجل سأل تميماً عن نخل بيسان وعن ثمرها ولم يكن ثمَّتَ مسلمون هنالك؟! فضلاً عن أن ينقصوا أو يزيدوا؟!
وعن بحيرة طبرية وعن مائها ...
- قد يرِدُ - أيضاً - أنَّ تميماً كان نصرانياً فتكلَّم بمصطلحهم.
ويفسده ما تقدَّم أنه تكلَّم بالعربية، وليس هذا المجاز مستعملاً في كلامهم حينئذٍ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 10 - 04, 08:21 ص]ـ
أنا لست من المؤيدين لذلك التأويل، لكن إسلوبك مردود. لأن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لقول الدجال لا يعني بالضرورة أن القول على ظاهره.
لأما بالنسبة للجغرافية فقد وقعت في خطأ آخر. وتجاهلت أن النبي عليه الصلاة والسلام قد أومأ بيده إلى المشرق. وهذا صريح جدا في أن المقصود هو المشرق، تماما مثلما أومأ إلى الشرق وذكر أن الفتنة تأتي منه. وباعتبار أن معلوماتك الجغرافية "جيدة" على حد تعبيرك، فهل تعرف المدينة الرئيسية الواقعة تماما شرق المدينة المنورة؟
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 - 10 - 04, 03:32 م]ـ
اسمحوا لي إخوتي بهذه المداخلة:
روى مسلم (نووي 14/ 58 - 59) فقال: حَدَّثَنَا يَحْيَىَ بْنُ يَحْيَىَ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لاَ يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّىَ تَقُومَ السَّاعَةُ".
قال النووي: قال عليُّ بن المدينيِّ: المراد بأهل الغرب العرب، والمراد بالغرب الدَّلو الكبير لاختصاصهم بها غالباً.
وقال آخرون: المراد به الغرب من الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/5)
وقال معاذ: هم بالشَّام، وجاء في حديث آخرهم ببيت المقدس.
وقيل: هم أهل الشَّام وما وراء ذلك.
قال القاضي: وقيل: المراد بأهل الغرب أهل الشِّدة، والجلد، وغرب كلِّ شيءٍ حدَّه. اهـ
قال ابن حجر في الفتح:
قوله (ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله) في رواية عمير بن هانئ " لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله " وتقدم بعد بابين من باب علامات النبوة من هذا الوجه بلفظ " لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك " وزاد قال عمير فقال مالك بن يخامر قال معاذ " وهم بالشام " وفي رواية يزيد بن الأصم " ولا تزال عصابة من المسلمين ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة " قال صاحب المشارق في قوله " لا يزال أهل الغرب " يعني الرواية التي في بعض طرق مسلم وهي بفتح الغين المعجمة وسكون الراء، ذكر يعقوب بن شيبة عن علي بن المديني قال: المراد بالغرب، الدلو أي الغرب بفتح المهملتين لأنهم أصحابها لا يستقي بها أحد غيرهم لكن في حديث معاذ وهم أهل الشام فالظاهر أن المراد بالغرب البلد لأن الشام غربي الحجاز كذا قال: ليس بواضح، ووقع في بعض طرق الحديث " المغرب " بفتح الميم وسكون المعجمة وهذا يرد تأويل الغرب بالعرب، لكن يحتمل أن يكون بعض رواته نقله بالمعنى الذي فهمه أن المراد الإقليم لا صفة بعض أهله، وقيل المراد بالغرب أهل القوة والاجتهاد في الجهاد، يقال في لسانه غرب بفتح ثم سكون أي حدة، ووقع في حديث أبي أمامة عند أحمد أنهم ببيت المقدس، وأضاف بيت إلى المقدس، وللطبراني من حديث النهدي نحوه، وفي حديث أبي هريرة في الأوسط للطبراني " يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها، وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم ظاهرين إلى يوم القيامة".
نستخلص مما مضى أن الراجح أن المراد من "الغرب" بيت المقدس (الشام عموما)، وهي شمال المدينة كما هومعروف، وهي إلى الشمال الغربي أقرب، فيُفهم أن الجنوب في ذلك العهد كان يطلق على البحر الأحمر، وبالتالي يكون المراد بالشرق آنذاكما هو بحر العرب/ أو المحيط الهندي،
وهذا والله أعلم قريب مما ذهب إليه الشيخ السمرقندي
ولا ينبغي أن نعرض كلامهم على الخرائط الحالية والله أعلم.
أرجو ألا يغضب مني أخي الشيخ الأمين فإنما مرادي التعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[21 - 10 - 04, 08:42 م]ـ
محمد الأمين .. على العهد المعروف .. لا يلوي ولا يتغير
لو أجبت عما أوردته على تأويلك الذي قلت به ثم رجعت عنه الآن لكن يكفي دون الروغان، وهو الأسلوب المردود الذي ينبغي لطالب العلم أن يترفَّع عنه
وجزى الله الأخ الفاضل فاروق الفاسي على بيانه، إذ كفاني المؤونة في إيضاح كلامي الذي لم يتضح لك مراده.
والله المستعان
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 12:33 ص]ـ
وتجاهلت أن النبي عليه الصلاة والسلام قد أومأ بيده إلى المشرق. وهذا صريح جدا في أن المقصود هو المشرق، تماما مثلما أومأ إلى الشرق وذكر أن الفتنة تأتي منه. وباعتبار أن معلوماتك الجغرافية "جيدة" على حد تعبيرك، فهل تعرف المدينة الرئيسية الواقعة تماما شرق المدينة المنورة؟
- النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يدرس (الجغرافيا) ولم يصر فيها إماماً كالأخ محمد الأمين، ولكنه تكلَّم بأسلوبٍ عربيٍّ لا يفهمه كثيرٌ ممن معلوماته في اللغة العربية محدودة.
فشرق المدينة النبوية الذي أشار إليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بيده الكريمة يقع فيه البلدان الرئيسية التالية (الدمام والخبر ثم الخليج العربي وإيران وباكستان) هذا لو نظرنا إليها بامتداد واتساع الشرق دون أن نظع مسطرة على الخريطة من المدينة إلى شرقها تماماً بخط مستقيم، كما يفهم من ظاهرية الأخ محمد الأمين في فهمه للفظة (المشرق) في حديث الدَّجال السابق.
- وعلى هذا الفهم الظاهري - وهو غلط بلا شكٍّ - فما ذهب إليه أكثر العلماء - وعليه دلائل السنة - من كون المقصود بالشرق الذي يظهر منه الفتن هو العراق = غلطٌ ينبغي تصحيحه!
- ومما ينبغي أن يغلَّط أيضاً ما ذكره الأخ محمد الأمين نفسه إذ ذكر كربلاء! وهي ليست على شرق المدينة تماماً بل هي في شمال شرقها (بحساب المسطرة)! باعتبار أنَّ العراق العربي والعجمي وهو شمال إيران ليس بشرق المدينة (بحساب المسطرة) بل هو في شمال شرقها!!
وهذا التغليط - بهذا المفهوم - غلطٌ بلا أدنى ريبٍ، لأمورٍ:
منها: ما تقدَّم في تعقيب الأخ فاروق الفاسي وفقه الله، من كون أهل نصرة الدين هم في الشام، ولو أردنا أن نجعلهم في الغرب (على حساب محمد الأمين الظاهري) لكان شرق المدينة (تماماً!) هو مصر والسودان فهنالك الفضل ونصر دين الله إذن!
وهذا غلط!
ومنها: أنَّ العرب لا تقول الشرق وتقصد به الخريطة الموجودة الآن ووضع المسطرة عليها! بل هو شامل لكل ما كان عن يمين، وكذا القول في الغرب والجنوب والشمال ...
- ثم إنَّ العرب (والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منهم وبلسانهم يتكلَّم) لم تكن تقول ولا تعرف هذه المصطلحات الجغرافية التي تعمَّق الأخ محمد الأمين في دراستها وعجزنا عنها، والتي يرمز لها بالآتي (ش) أي شمال، (ج) أي: جنوب، (ش - ش) يعني: شمال شرق أو شرق شمال، (غ-ج) يعني: غرب جنوب أو جنوب غربي، ونحو ذلك!
فجهة الشرق تدخل فيه الاتجاهات الفرعية التي عن يمين والغرب تدخل فيه الاتجاهات الفرعية التي عن شمال وهكذا.
- والعجيب أنَّ الأخ محمد الأمين لم يرض بالظاهرية التي يدعو إليه في قضية (المشرق) في قوله (نخل بيسان) بل حاول تأويله - بلا مستند أو برهان -.
ثم لما جاء في هذه اللفظة (المشرق) تمسَّك بالحرفية والظاهرية التي يدعو إليها!!
فإما أن يكون حرفيَّاً في اللفظتين، وإما أن يتأول الأمرين!
وإما أن يتأؤوَّل ما اقتضى الدليل تأويله ويتمسَّك بظاهر مالم يدلَّ الدليل عن خروجه عن الظاهر، وهو الذي ذكرته.
لكنه عكس الأمرين فأخطأ، ولو عكس لأصاب الحق كما بيَّنته بالبرهان!
- وبالله تعالى التوفيق ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/6)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 06:18 ص]ـ
- تصويبات وتنبيهات على التعقبات السابقات -
نظع - الصواب: (نضع).
ما ذكره الأخ محمد الأمين نفسه إذ ذكر كربلاء! - الصواب: (سامرَّاء).
والغرب تدخل فيه الاتجاهات الفرعية التي عن شمال وهكذا. - تنبيه: المقصود بالـ (شمال) الذي هو عكس اليمين، لا الشمال الذي هو عكس الجنوب.
لم يرض بالظاهرية التي يدعو إليه في قضية (المشرق) في قوله (نخل بيسان) بل حاول تأويله - بلا مستند أو برهان -. - الصواب: (يدعو إليها)، (حاول تأويلها).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 10 - 04, 08:17 م]ـ
- ومن الأدلَّة على خطأ الجزم بكون جزيرة الدجَّال في الخليج العربي (أو الفارسي) ما جاء في كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في آخر الحديث السابق المساق من صحيح مسلم.
• فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيه: ((ألا إنه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا! بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، وأومأ بيده إلى المشرق)).
- ووجه الدلالة منه:
• أنَّ تميماً لو كان ركب البحر من جهة الخليج العربي وكانت جزيرة الدجَال فيها جزماً لما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحصل له التردُّدُ باديء الأمر في تحديد مكان الجزيرة بقوله: (ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن)، بل كان يجزم ابتداءاً أنه في جهة المشرق.
• ولكان لقائلٍ أن يعيب على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (وحاشاه من ذلك بأبي هو وأمي) إذ يقول: كيف يقال ابتداءاً إنه في بحر الشام أو اليمن ثم يبيِّن أنه في المشرق مع أنه يعلم أنَّ تميماً قد ركب البحر من جهة الخليج الفارسي.
• وبالله تعالى التوفيق،،،
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 10 - 04, 10:05 م]ـ
الأخ الفاضل مصطفى الفاسي
تقول "نستخلص مما مضى أن الراجح أن المراد من "الغرب" بيت المقدس" وهذا باطل. فمن أين فهمت ذلك؟ لا تقل ابن حجر فقد قال أن ذلك ليس بواضح. أقول: وسواء قلنا "المراد بأهل الغرب العرب، والمراد بالغرب الدَّلو الكبير لاختصاصهم بها غالباً" أو قلنا "المراد بأهل الغرب أهل الشِّدة، والجلد، وغرب كلِّ شيءٍ حدَّه" فلا يتعارض مع كون آخرهم في الشام، لأن "الغرب" في كلا المفهومين ليست الجهة الجغرافية. هذا على فرض صحة الحديث الذي تحتج به، وإلا فهو غير صحيح.
ومن هنا يتبين لنا الفهم السطحي للأخ السمرقندي عفا الله عنه. فإنه أتي من محدودية معلوماته في اللغة العربية، حيث لم ينظر إلى المعاني الأخرى لـ"أهل الغرب". وهو أمر واضح من اللغة التي يستعملها حتى أنه يقول "نظع" بدلاً من "نضع"، وهو غلط لا يحدث إلا من العوام عادة. والله أعلم.
قال غفر الله له: "وعلى هذا الفهم الظاهري - وهو غلط بلا شكٍّ - فما ذهب إليه أكثر العلماء - وعليه دلائل السنة - من كون المقصود بالشرق الذي يظهر منه الفتن هو العراق = غلطٌ ينبغي تصحيحه! "
وكلامه هنا خطأ سبق إبطاله في موضوع طويل. وقد تقدم قول ابن حبان رحمه الله (15\ 24):
ذكر الإخبار بأن أول حادثة في هذه الأمة تكون من البحرين
6648 أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أنه قال ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق ويقول ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان قال أبو حاتم رضي الله عنه مشرق المدينة هو البحرين ومسيلمة منها وخروجه كان أول حادث حدث في الإسلام
ملاحظة: البحرين ليست خاصة بتلك الجزيرة المعروفة اليوم وإنما تشمل منطقة واسعة في شرق الجزيرة تضم نجد اليمامة. وهذا وليس في السلف أحد خالف مقولة ابن حبان، وعليها دلائل السنة النبوية. على أن هذا الإيراد يظهر لنا تخبط الأخ السمرقندي عافاه الله. فمرة يجعل مطلع الشمس باتجاه الشمال ومرة يقلبه باتجاه الجنوب. ويصبح الجنوب "في ذلك العهد" هو الشرق عندنا، والمراد بالشرق "آنذاكما" (!) هو بحر العرب الذي هو في الجنوب اليوم. ولا بأس بقلبه إلى الشمال قليلاً إن دعت الحاجة. وأما الشمال فيتم حرفه باتجاه الغرب، مع أن الشام سماها العرب بذلك الإسم -على أصح الأقوال- لأنها في شمال الجزيرة. وكون الشام في شمال الجزيرة هو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(34/7)