4. ما رواه الترمذي في جامعه (3474) من حديث أبي ذر – رضي الله عنه - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " من قال في دبر صلاة الفجر- وهو ثان رجليه - قبل أن يتكلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتبت له عشر حسنات ومحيت عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله " قال أبو عيسى: " هذا حديث حسن غريب صحيح ". وقال الألباني – رحمه الله -: " حسن لغيره ".
وجه الدلالة: قوله – صلى الله عليه وسلم -: " وهو ثان رجليه – قبل أن يتكلم – " فيه دلالة على أن الثواب متعلق بالمكث في نفس المكان الذي وقعت فيه الصلاة، فإذا غير مكانه فإنه لم يحقق الأسباب التي حصول المسبب وهو الثواب.
* ثالثاً: أقوال أهل العلم في هذه المسألة:
- الإمام مالك – رحمه الله -: " سئل مالك عن رجل صلى في غير جماعة ثم قعد بموضعه ينتظر صلاة أخرى أتراه في صلاة بمنزلة من كان في المسجد كما جاء في الحديث قال نعم إن شاء الله أرجو أن يكون كذلك ما لم يحدث فيبطل ذلك ولو استمر جالساً " [4].
- القاضي عياض – رحمه الله –: " قال صاحب كتاب " مواهب الجليل ": وقال بعضهم وأظنه القاضي عياضا: إنه البيت الذي اتخذه مسجداً لصلاته وإن لم يجلس في الموضع الذي أوقع فيه الصلاة، مثاله أنه إذا صلى في المسجد ثم انتقل من الموضع الذي صلى فيه ولم يخرج من المسجد إنه يبقى تدعو له الملائكة ". [5]
- ابن عبد البر – رحمه الله -: " ومصلاه موضع صلاته وذلك عندي في المسجد، لأن هناك يحصل منتظراً للصلاة في الجماعة،وهذا هو الأغلب في معنى انتظار الصلاة " [6].
- ابن رجب: - رحمه الله -: " دل هذا الحديث على فضل أمرين: أحدهما: الجلوس في المصلى وهو موضع الصلاة التي صلاها، والمراد به المسجد دون البيت " [7].
- الحافظ العراقي - رحمه الله -: " ما المراد بمصلاه؟ هل البقعة التي صلى فيها من المسجد، حتى لو انتقل إلى بقعة أخرى في المسجد لم يكن له هذا الثواب المترتب عليه، أو المراد بمصلاه جميع المسجد الذي صلى فيه؟ يحتمل كلا الأمرين والاحتمال الثاني أظهر وأرجح " [8].
- الحافظ ابن حجر – رحمه الله -: " (مصلاه) أي في المكان الذي أوقع فيه الصلاة من المسجد، وكأنه خرج مخرج الغالب، وإلا فلو قام إلى بقعة أخرى من المسجد مستمراً على نية انتظار الصلاة كان كذلك " [9]
- العلامة العيني – رحمه الله -: " فيه بيان فضيلة من انتظر الصلاة مطلقاً سواء ثبت في مجلسه ذلك من المسجد أو تحول إلى غيره " [10].
- العلامة القاري – رحمه الله -: " (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله) أي استمر في مكانه ومسجده الذي صلى فيه، فلا ينافيه القيام لطواف أو لطلب علم أو مجلس وعظ في المسجد، بل وكذا لو رجع إلى بيته واستمر على الذكر حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين " [11]
- الزرقاني – رحمه الله -: " للمنتظر حكم المصلي سواء بقي في مجلسه ذلك من المسجد أم تحول إلى غيره فيمكن حمل قوله في مصلاه على المكان المعد للصلاة لا الموضع الخاص به الذي صلى فيه ... فلو قام إلى بقعة أخرى من المسجد مستمراً على نية انتظار الصلاة كان كذلك ... ولو قعدت امرأة في مصلى بيتها تنتظر وقت صلاة أخرى لم يبعد أن تدخل في معنى الحديث لأنها حبست نفسها عن التصرف رغبة في الصلاة " [12]
- وفي " الدرر السنية " سئل الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين – رحمه الله - عن حديث " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه " هل إذا تحول من مجلسه إلى موضع آخر في المسجد يحصل له ذلك؟
فأجاب: الذي يظهر أن حكم المسجد الذي صلى فيه، حكم موضع صلاته.
- الشيخ شمس الحق العظيم آبادي صاحب كتاب " عون المعبود: " (في مصلاه) من المسجد أو البيت مشتغلاً بالذكر أو الفكر أو مفيداً للعلم أو مستفيداً وطائفاً بالبيت " [13].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/305)
- الشيخ محمد الشنقيطي صاحب كتاب " كوثر المعاني ": " فضيلة من انتظر الصلاة مطلقاً، سواء ثبت في مجلسه ذلك من المسجد، أم تحول إلى غيره، ولفظه " ولا يزال في صلاة ما انتظر " فأثبت للمنتظر حكم المصلي، فيمكن أن يحمل قوله " في مصلاه " على المكان المعد للصلاة، لا الموضع الخاص بالسجود " [14]
- العلامة الوزاني المالكي صاحب كتاب " النوازل الكبرى ": " جلوس الإمام في المسجد ينتظر الصلاة يستدفع به مشقة الرجوع، لمطر أو بعد دار لا يمنع من نيل الثواب المذكور في انتظار الإمام ذلك، وفي انتظار الإمام الصلاة بالدويرة التي بالجامع " [15]
- قال الباجي – رحمه الله - " قوله ما دام فِي مصلاهُ الذي صَلَّى فيه يعني موضع صلاته،ويحتمل ذلك وجهين: أحدهما أنها تدعو له ما دام في مصلاه قبل أن يصلي فيه منتظراً للصلاة حتى يصلي فيه، إلا أن يحدث قبل صلاته فيجب عليه القيام للوضوء، فلا يصلي حينئذ لجلوسه، والوجه الثاني: أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مكانه الذي صلى فيه جالساً بعد صلاته فيه إلا أن جلوسه فيه يكون لأحد وجهين أما للذكر بعد الصلاة، وإما لانتظار صلاة أخرى " [16].
- الشيخ ابن باز - رحمه الله -: " سئل: هل المكوث في المنزل بعد صلاة الفجر لقراءة القرآن حتى تطلع الشمس، ثم يصلي الإنسان ركعتي الشروق له نفس الأجر الذي يحصل بالمكوث في المسجد؟
فأجاب: هذا العمل فيه خير كثير وأجر عظيم، ولكن ظاهر الأحاديث الواردة في ذلك أنه لا يحصل له نفس الأجر الذي وعد به من جلس في مصلاه في المسجد، لكن لو صلى في بيته صلاة الفجر لمرض أو خوف ثم جلس في مصلاه يذكر الله أو يقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس، ثم يصلي ركعتين فإنه يحصل له ما ورد في الأحاديث لكونه معذوراً حين صلى في بيته.
وهكذا المرأة إذا جلست في مصلاها بعد صلاة الفجر تذكر الله أو تقرأ القرآن، حتى ترتفع الشمس ثم تصلي ركعتين فإنه يحصل لها الأجر الذي جاءت به الأحاديث، وهو أن الله يكتب لمن فعل ذلك أجر حجة وعمرة تامتين، والأحاديث في ذلك كثيرة يشدّ بعضها بعضاً وهي من قسم الحديث الحسن لغيره والله ولي التوفيق " [17]
لترجيح:
القول الراجح في هذه المسألة – والله أعلم – أن القول الأول هو أقرب للصواب، لقوة الأدلة من حيث ثبوتها ودلالتها على حد سواء، أما الأدلة التي استدل بها أصحاب القول الثاني فالرد عليها كما يأتي:
· استدلالهم بالحديث الذي رواه مسلم في صحيحه:" كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناً " فالرد يكون عليه من وجوه مختلفة:
- أولها: ثبت في صحيح مسلم (592) من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: " كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يقعد إلا مقدار ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام " وعند البخاري (850) من حديث أم سلمة – رضي الله عنها – قالت: " كان إذا سلم يمكث في مكانه يسيراً "،وقد ذهب الإمام مالك – رحمه الله – إلى حديث عائشة وأم سلمة، فكره للإمام المقام في موضع صلاته بعد سلامه،وعلى أية حال فهذه الأدلة توضح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يفعل ذلك أحياناً ويمكث كثيراً في مصلاه عند عدم الشغل، وفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا غاية ما فيه أنه يدل على الاستحباب، لكن لا يدل على انتفاء الثواب لمن تحول عن مكانه.
- ثانيها: قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: " العبادات الواردة على وجوه متنوعة ينبغي أن تفعل على جميع الوجوه هذا تارة وهذا تارة بشرط أن لا يكون في هذا تشويش على العامة " [18] وقال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: "إن العبادات الواردة على وجوه متنوعة ينبغي للإنسان أن يفعلها على هذه الوجوه، وتنويعها فيه فوائد أولاً: حفظ السنة بوجوهها ثانياً: التيسير على المكلف ثالثاً: حضور القلب وعدم ملله وسآمته رابعاً: حفظ الشريعة وصيانتها " [19].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/306)
- ثالثها: في قوله " كان إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس " لا يلزم من ذلك مداومة النبي – صلى الله عليه وسلم -، وإنما قد تدل على فعل ماضي وقع لمرة واحدة فقط، قال النووي – رحمه الله -: " المختار الذي عليه الأكثرون والمحققون من الأصوليين أن لفظة كان لا يلزمها الدوام ولا التكرار، وإنما هي فعل ماض تدل على وقوعه مرة،فإن دل دليل على التكرار عمل به وإلا فلا تقتضيه بوضعها " [20]
- رابعها: من أصول قواعد الفقه أن فعل الرسول على وجه الذي فعله على وجه التعبد يكون للاستحباب لا الوجوب، إلا أن يقرن بأمر، أو يكون بياناً لأمر، وما أشبه ذلك من القرائن التي تدل على الوجوب، أما مجرد الفعل فإنه للاستحباب، وليس فيه اية دلالة على انتفاء الأجر لمن غيّر مكانه الذي صلى فيه إلى أي مكان في المسجد، قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: " من فعل شيئاً على وجه صحيح بمقتضى الدليل الشرعي فإنه لا يمكن إبطاله إلا بدليل شرعي لأننا لو أبطلنا ما قام الدليل على صحته لكان في هذا جناية على الشرع والمكلف، وإعناة له ومشقة عليه " [21]
· أما استدلالهم بقوله – صلى الله عليه وسلم -: " وهو ثان رجليه – قبل أن يتكلم – " ليس فيه دليل على أن الثواب متعلق بالمكث في نفس المكان الذي وقعت فيه الصلاة، فإذا غير مكانه فإنه انتفى عنه الأجر، وإنما فيه الحث والمبادرة والإسراع بهذا الذكر المخصوص بعد صلاة الفجر ليحترس به من الشيطان، قال ابن مفلح - رحمه الله -: " ولهذا مناسبة، ويكون الشارع شرعه أول النهار والليل ليحترس به عن الشيطان فيهما" [22].
· عدم وجود الدليل الصحيح الصريح على انتفاء الأجر لمن تحول من مكانه إلى موضع آخر في المسجد، والأجر أثبته النبي – صلى الله عليه وسلم - لمن ذكر الله بعد صلاة الفجر حتى طلعت الشمس، ثم صلى ركعتين!!. قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: " إن ما ورد عن الشارع مطلقاً فإنه لا يجوز إدخال أي قيد من القيود إلا بدليل، لأنه ليس لنا أن نقيد ما أطلقه الشارع " [23]
· في هذا القول تيسير على كثير من المسلمين خاصة لمن كان يشعر بألم في ركبتيه أو ظهره، لأنه سينتقل إلى مكان آخر من المسجد ليذكر الله بطمأنينة وحضور قلب، ومن جهة أخرى في هذا القول مراعاة لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – " لا ضرر ولا ضرار " [24]، إذ أن احتباسه في مكان واحد دون استناد لجدار أو حائط لفترة طويلة يضر ببدنه ضرراً بيناً، لذلك نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – الصلاة بحضرة الطعام أو عند مدافعة الأخبثين مراعاة لأداء الصلاة بخشوع وحضور قلب، قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله -: " إن المدافعة تقتضي انشغال القلب عن الصلاة، وهذا خلل في نفس العبادة، وترك الجماعة خلل في أمر خارج عن العبادة، لأن الجماعة واجبة للصلاة، والمحافظة على ما يتعلق بذات العبادة أولى من المحافظة على ما يتعلق بأمر خارج عنها، فلهذا نقول: المحافظة على أداء الصلاة بطمأنينة وحضور قلب أولى من حضور الجماعة أو الجمعة " [25].
كتبه أبو عبد العزيز سعود الزمانان
10/ 11/2001
--------------------------------------------------------------------------------
[1] طرح التثريب 2/ 367.
[2] البش: اللطف في المسألة والإقبال على الرجل، وقيل: هو أن يضحك له ويلقاه لقاء جميلاً (لسان العرب – مادة بشش –6/ 266)
[3] صحيح الترغيب 1/ 319.
[4] شرح الزرقاني 1/ 326.
[5] مواهب الجليل 2/ 74.
[6] الاستذكار لابن عبد البر 6/ 210.
[7] فتح الباري لابن رجب 6/ 40.
[8] طرح التثريب 2/ 367.
[9] فتح الباري حديث رقم 674.
[10] عمدة القاري 4/ 204.
[11] مرقاة المفاتيح حديث رقم 971 للملا القاري.
[12] شرح الزرقاني 1/ 326.
[13] عون المعبود 4/ 117.
[14] كوثر المعاني في كشف خبايا صحيح البخاري لمحمد الخضر الشنقيطي 7/ 175.
[15] النوازل الكبرى 1/ 553.
[16] المنتقى 2/ 292 حديث رقم 378.
[17] مجموع فتاوى ومقالات 11/ 403
[18] مجموع الفتاوى 22/ 335 - 337.
[19] الشرح الممتع 2/ 52.
[20] شرح مسلم 6/ 21.
[21] الشرح الممتع 4/ 340.
http://www.almanhaj.net/article.php?ID=100
ـ[المستفيد7]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:09 ص]ـ
-
ـ[خالد بن أحمد]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:42 م]ـ
كنت محتاج لهذه الروايات بشدة و قد عثرت على قليل منها فقط
و لله الحمد قيد الله من يجمعها لنا، جزاكم الله خيراً كلكم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[04 - 03 - 10, 08:38 م]ـ
جزاكم الله خيرًا(32/307)
نص عليها مالك في العتبية
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[05 - 06 - 04, 11:41 م]ـ
قال أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغربي المعروف بالحطاب في كتابه مواهب الجليل شرح مختصر خليل:
وقال القرافي ما حصله يجوز لمن حفظ رواية المذهب وعلم مطلقها ومقيدها وعامها وخاصها أن يفتي بمحفوظه منها وما ليس محفوظا له منها لا يجوز له تخريجه على ما هو محفوظ له منها إلا إن حصل علم أصول الفقه وكتاب القياس وأحكامه وترجيحاته وشرائطه وموانعه وإلا حرم عليه التخريج قال: وكثير من الناس يقدمون على التخريج دون هذه الشرائط بل صار يفتي من لم يحط بالتقييدات ولا التخصيصات من منقول إمامه وذلك فسق ولعب وشرط التخريج على قول إمامه أن يكون القول المخرج عليه ليس مخالفا للإجماع ولا لنص ولا لقياس جلي لأن القياس عليه حينئذ معصية وقول إمامه ذلك غير معصية لأنه باجتهاد أخطأ فيه فلا يأثم وتحصيل حفظ قواعد الشريعة إنما هو بالمبالغة في تحصيل مسائل الفقه بأصولها وأصول الفقه لا تفيد ذلك ولذا ألفت هذا الكتاب المسمى بالقواعد قلت (الآن الكلام للحطاب): قوله ليس مخالفا للإجماع ولا لنص أما الإجماع فمسلم وأما النص فليس كذلك لنص مالك في كتاب الجامع من العتبية وغيره على مخالفة نص الحديث الصحيح إذا كان العمل بخلافه. انتهى وكلام القرافي هذا في الفرق الثامن والتسعين.) 6/ 96
فيا طلبة العلم هل يكون هذا؟ وكيف؟
علما أني استفدت هذه الإحالة من الدكتور محمد ولد سيدي ولد حبيب الشنقيطي محقق نثر الورود خلال تعليقه على قول الشيخ الأمين في مبحث الإستقراء: مثاله تتبع أفراد خبر الآحاد في مذهب مالك فإنه باستقراء الجزئيات التي عمل فيها مالك بأخبار الآحاد يستدل على قاعدة كلية هي: كل خبر آحاد ثبت فإن مالكا يعمل به فيلزم من ذلك عمله به في كل صورة حتى ولو وقع النزاع في صورة معينة لكانت تلك الكلية حجة فيها.)(32/308)
ما الحد المجزيء للقراءة في الصلاة .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما الحد المجزيء للقراءة في الصلاة
هل هو آية طويلة
أم ثلاث آيات كأقصر سورة في القرآن
أم تجزيء الفاتحة وحدها أم غير ذلك .. ؟
جزاكم الله خيراً
ـ[بوشهاب]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:35 ص]ـ
ما اعرفه ان الفاتحة تكفي لصحة الصلاة فمن صلى بالفاتحة صحة صلاته
و الله اعلم
ـ[بوشهاب]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:59 ص]ـ
السؤال:
عندما نلحق بالجماعة في الركعة الثالثة أو الرابعة فهل يجب أن نقرأ سورة بعد الفاتحة حين نقضي الركعات الفائتة؟.
الجواب:
الحمد لله
قراءة القرءان بعد الفاتحة في الصلاة ليس بواجب لا في الفرض ولا في النافلة، ولا في الجهر، ولا في السر، ولا لمسبوق، ولا لغيره.
عن عطاء قال: قال أبو هريرة: في كل صلاة قراءة، فما أسمعَنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعْناكم، وما أخفى منا أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه ومن زاد فهو أفضل.
رواه البخاري (738) وعنده " وإن زدت فهو خير "، ومسلم (396).
قال النووي:
قوله " ومن قرأ بأم الكتاب أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل ": فيه دليل لوجوب الفاتحة، وأنه لا يجزى غيرها.
وفيه استحباب السورة بعدها، وهذا مجمع عليه في الصبح والجمعة والأولييْن من كل الصلوات وهو سنة عند جميع العلماء، وحكى القاضي عياض رحمه الله تعالى عن بعض أصحاب مالك وجوب السورة وهو شاذ مردود.
وأما السورة في الثالثة والرابعة فاختلف العلماء هل تستحب أم لا وكره ذلك مالك رحمه الله تعالى واستحبه الشافعي رضي الله عنه في قوله الجديد دون القديم والقديم هنا أصح.
" شرح مسلم " (4/ 105، 106).
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
وقراءة السورة (بعد الفاتحة) على قول جمهور أهل العلم سنة و ليست واجبة لأنه لا يجب إلا قراءة الفاتحة.
" الشرح الممتع " (3/ 103).
وإذا قمت بعد تسليم الإمام لإتمام صلاتك، فإن الصحيح من أقوال أهل العلم أن ما أدركته مع الإمام هو أول صلاتك راجع سؤال رقم (23426)، فإن كان بقي من صلاتك الركعة الثالثة والرابعة فإنك تقرأ فيهما بالفاتحة فقط، وإذا كان بقي من صلاتك الركعة الثانية وما بعدها فإنك تقرأ في الثانية بالفاتحة وسورة، وفيما بعدها بالفاتحة فقط.
ويجوز للمصلي أن يقرأ سورة بعد الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة غير أنه يفعل ذلك أحياناً، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم بحديث رقم (452)
والله أعلم.
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=6422&dgn=4(32/309)
أحتاج توثيق لهذا الراوي
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[06 - 06 - 04, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم
وجدت هذا الراوي في السنن الكبرى للبيهقي رحمه الله
ولم اعثر فيما لدي من مصادر على اقوال العلماء فيه جرحا أو تعديلا
وهو
زيد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم العلوي
فمن يساعدني؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:21 م]ـ
يروي عن من ومن يروي عنه؟
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[07 - 06 - 04, 12:52 م]ـ
ربما هذه الرواية من السنن الكبرى للبيهقي تساعد
أخبرنا أبو عبدالله الحافظ بنيسابور
و أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي بالكوفة (المطلوب)
قالا
ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني
ثنا إبراهيم بن عبدالله العبسي
ثنا وكيع
عن الأعمش
قال سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس عن إبن عباس
قال: مر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على قبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ... الحديث
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 06 - 04, 06:33 م]ـ
ترجمة: (زيد بن جعفر بن محمد العلوي)، المعروف بـ (زيد بن أبي هاشم العلوي)، ويكنى بـ (أبي القاسم).
روى عنه:
1 - الشيخ الثقة أبو البقاء المعمر بن محمد بن علي بن إسماعيل الكوفي الحبال الخزاز. [سير أعلام النبلاء (19/ 209)].
2 - الشيخ الثقة أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسين الدهقان الصريفيني المقرئ. [لسان الميزان (3/ 137 - 138/ 2827 - ط. دار الفاروق الحديثة)].
3 - إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين ابن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو علي العدوي الزيدي الكوفي. [تاريخ دمشق (7/ 213)].
4 - الإمام المحدث الثقة العالم الفقيه مسند الكوفة أبو عبد الله محمد ابن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الكوفي. [مقدمة كتاب التعازي للمؤلف].
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[08 - 06 - 04, 04:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هل الراوي ثقة؟؟ هذا ما أحتاجه
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 06 - 04, 01:18 ص]ـ
خلاصة القول في هذا الراوي: أنه صدوق حسن الحديث - إن شاء الله - لرواية الأئمة الثقات عنه، ولم يأت بما ينكر عليه.
وإليك الدليل على ترجيحنا السابق:
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/ 1/36):
[سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة، مما يقويه؟
قال: إن كان معروفاً بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإن كان مجهولاً نفعه رواية الثقات عنه]. انتهى.
وقال أيضاً:
[سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل، مما يقوي حديثه؟
قال: إي لعمري.
قلت: الكلبي روى عنه الثوري.
قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه.
قلت: فما معنى رواية الثوري عنه، وعو غير ثقة عنده؟
قال: كان الثوري يذكر الرواية عن الرجل على الإنكار والتعجب، فيعقلون عنه روايته عنه، ولم تكن روايته عن الكلبي قبوله له]. انتهى.
قلت: فإذا أردنا أن نطبق ذلك على الراوي المذكور فنجد التالي:
1 - أن الراوي قد روى عنه جماعة من الثقات.
2 - لم يتكلم فيه أحد من أهل الجرح والتعديل.
3 - لم يأت بما ينكر عليه.
فبذلك يتقوى حديثه ويصل إلى درجة الحسن - إن شاء الله _
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[09 - 06 - 04, 09:09 ص]ـ
درر أيها المصري زادك الله علما
ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:13 ص]ـ
أخي الفاضل عدو المشركين جعلنا الله وإياك من الصالحين يكفيك ياأخي
متابعة الحاكم النيسابوري لهذا الراوي الذي طلبت ترجمته والله الموفق.(32/310)
من فوائد الحديث: القسم بمخلوق! ما رأيكم؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 12:38 م]ـ
السلام عليكم
في الحديث المشهور في أضياف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وامتناعهم عن الأكل حتى يحضر ويأكل معهم ... فيه قول امرأته:
" لا وقرة عيني "
قال ابن رجب:
وفيه القسم بمخلوق قيل أرادت بقرة عينها النبي صلى الله عليه وسلم فأقسمت به ...
" الآداب الشرعية " (3/ 188).
ومثله في " الفتح "
فماذا تقولون؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 - 06 - 04, 02:40 م]ـ
ماذا لو قيل عنه: قسم أو توسل بعمل صالح هو قرة عينها؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 06 - 04, 04:44 م]ـ
الأخ إحسان
القائل ابن مفلح ..
المسألة لغوية فينظر معناها عند أهل اللغة ..
وقد استشكلتها لما وقفت عليها قبل مدة، وخطر لي من غير بحث أنه يحتمل أن يكون المعنى: لا وأنت قرة عيني، أو لا ياقرة عيني أو نحو ذلك ..
وينظر في معاني الحروف، ونيابة بعضها عن بعض ..
ولا يظهر كونه قسما.
والثابت الذي لا محيد عنه النهي عن الحلف بغير الله، فليقرر ...
ويخرج هذا على أي تخريج يصح ..
فقد يكون ليس قسما إن صح حمل المعنى على مشابهة القسم ..
وقد يكون قبل النهي أو ....
وكان بودي ألا ينشر مثل هذا فيستفيد منه الذي في قلبه مرض، ويمكن إرساله للمشايخ على الخاص، لا نشره على الناس.
راجي رحمة ربه: حكاية التوسل فجميلة!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 06 - 04, 05:36 م]ـ
قال ابن رجب في فتح الباري 5/ 173:
وفي الحديث جواز الحلف بقرة العين؛ فإن امرأة أبي بكر حلفت ولم ينكر عليها، وقرة عين المؤمن: هو ربه، وكلامه، وذكره، وطاعته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[06 - 06 - 04, 05:49 م]ـ
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من حلف منكم فقال في حلفه: باللات فليقل: لا إله إلا الله .. "
مراعاة لما علق بألسنتهم من الألفاظ التي اعتادوها ..
فقد يكون هذا منها
وأما كونه لم ينكره، فيحتمل، ويحتمل أنه أنكره، ولم ينقله عبدالرحمن ..
وإن لم ينكره؛ فليس قسما قطعا لأن أبا بكر لا يخفاه النهي، وهو من أعلم الصحابة، وأكثرهم تعضيما لله، ولا يقر مثل هذا المنكر.
هذا كله على فرض كونه المعنى قسما
وهذا القسم ليس على التأويل الذي ذكره ابن رجب.
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:04 م]ـ
الأخ عبد الرحمن السديس
تعجبت من ظنك أن شهرة سؤالي هذا أوسع تقرير أصحاب " فتح الباري " و " الآداب الشرعية "!!!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:11 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر:
وزعم الداودي أنها أرادت بـ " قرة عينها " النبي صلى الله عليه وسلم فأقسمت به.
وفيه بعد!
" فتح الباري " (6/ 599).
وليس الكلام عن استباط الفائدة من الحديث فالبعد فيه واضح، لكن الكلام عن تقريرها كما في كلام ابن رجب والداودي.
ولا يعارض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصريحة البينة بقول أحد من الناس إلا وفي قلبه مرض.
فالكلام هنا هو:
هل يرى هؤلاء الأئمة استثناء الحلف به صلى الله عليه وسلم؟
أما خطؤهم في الاستنباط فظاهر.
وكلام هؤلاء الأئمة منتشر مشتهر ولست ناقلا له من مخطوطة نفيسة لا يوجد منها إلا نسخة واحدة عندي:) بل من كتب تعد بمئات الآلاف.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:39 م]ـ
القسم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أعرف أن أحدا من الفقهاء الأربعة أجازه إلا الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه.
كما أذكر أن هناك من بحث هذه الألفاظ على أنها ترد عند العرب من باب التأكيد اللفظي، ولا يراد بها حقيقة اليمين. كقوله أفلح وأبيه إن صدق ونحوه
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:37 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل " راجي رحمة ربه "
وحبذا توثيق ما ذكرت لتعم الفائدة
ـ[أبو مروة]ــــــــ[08 - 06 - 04, 04:40 ص]ـ
أخرج مسلم (كتاب الإيمان ـ بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام) قال:
حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقولا
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق
حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد جميعا عن إسمعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث نحو حديث مالك غير أنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق
قال الإمام النووي: " قوله صلى الله عليه وسلم: (أفلح وأبيه إن صدق)
هذا مما جرت عادتهم أن يسألوا عن الجواب عنه مع قوله صلى الله عليه وسلم: " من كان حالفا فليحلف بالله " وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم " وجوابه أن قوله صلى الله عليه وسلم: " أفلح وأبيه " ليس هو حلفا إنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف. والنهي إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف لما فيه من إعظام المحلوف به ومضاهاته به الله سبحانه وتعالى. فهذا هو الجواب المرضي. وقيل: يحتمل أن يكون هذا قبل النهي عن الحلف بغير الله - تعالى - والله أعلم."
فهذا في رأيي الجواب الأصوب أنه مما يجري على ألسنة العرب فنطقه الصحابة دون قصد، فهو معفو عنه، وله في الشريعة نظائر والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/311)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 06 - 04, 07:28 م]ـ
يصحح السطر الخامس من المشاركة رقم 5: وأكثرهم تعظيما لله. بالظاء.
الأخ الكريم إحسان أحسن الله أيامه، وختامه
أنا لم أظن أن شهرة كلامك أشهر مما في الكتب ...
لكن لا يخفى على أمثالكم أن الوصول لهذه الكلمات في هذه الكتب فيه عُسْرٌ،
لأن هذه الكتب ليست مطالعتها، والوقوع على ذخائرها،، وما فيها متيسرة لكل أحد خصوصا من أشرتُ إليه،
ولا يخفى أن الكتب الكبار فيها النافع المفيد وهو: الأكثر،
وفيها بعض الأمور المستنكرة ...
وبالنسبة لما ذكر عن ابن مفلح، والداودي، فيحتمل أنهم أرادوا أن هذا مما يستفاد من الحديث، ولا يلزم منه أن يستفاد الحكم، وهو = جواز الحلف بمخلوق، لوجود المعارضة في الأدلة الأخرى، والتأويل للأدلة المجيزة ... الخ، والله أعلم.
الأخ إحسان صندوق رسائلك الخاصة ممتلئ، وأرسلت رسالة لبريدك.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[08 - 06 - 04, 07:29 م]ـ
أقول ومثله تصرفاته صلى الله عليه وسلم التي يطلق عليها التصرفات الجبلية. وهي تصرفاته بحكم بشريته. وهي نابعة من كونه بشرا مثل سائر الناس غير أنه يوحى إليه، ومن أن رسالته لا تلغي بشريته.
وقد درج العلماء هنا على التمييز بين أفعاله وأقواله.
أما الأقوال الجبلية فيمكن أن يدخل فيها ما يصدر عنه صلى الله عليه وسلم حين الغضب أحيانا مما لم يقصده، ومن ذلك حديث أنس بن مالك قال: كانت عند أم سليم - وهي أم أنس - يتيمة، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة، فقال: آنت هيه؟ لقد كبرت لا كبر سنك. فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم ما لك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني أبدا، أو قالت: قرني. فخرجت أم سليم متعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك يا أم سليم؟ فقالت: يا نبي الله، أدعوت على يتيمتي؟ قال: وما ذاك يا أم سليم؟ قالت: زعمت أنك دعوت أن لا تكبر سنها، أو أن لا يكبر قرنها، قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا أم سليم! أما تعلمين شرطي على ربي؟ إني اشترطت على ربي فقلت: "إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل، أن يجعلها طهورا وزكاة وقربة يقربه بها يوم القيامة" رواه مسلم (كتاب البر والصلة / باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه أو ليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة).
وعن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم إنما أنا بشر، فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا ".
وقد علق محمد ناصر الدين الألباني في الصحيحة على دعائه صلى الله عليه وسلم على معاوية: "لا أشبع الله بطنه"، بقوله: "فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية كقوله صلى الله عليه وسلم في بعض نسائه: “عقرى حلقى” و“تربت يمينك”، ويمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها نفسه عليه السلام في أحاديث كثيرة متواترة”، ثم قال: “فقد رواه مسلم من حديث عائشة وأم سلمة كما ذكرنا، ومن حديث أبي هريرة وجابر رضي الله عنهما، ومن حديث سلمان وأنس وسمرة وأبي الطفيل وأبي سعيد وغيرهم ”.
.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[08 - 06 - 04, 07:35 م]ـ
شكر الله لك الشيخ عبد الرحمن السديس على توضيحك، إن جريان مثل هذه الأمور على لسان الأنبياء أو الصحابة لا يعني في شيء جواز تعمدها، كما أنها ليست حاكمة على أدلة الشريعة الواضحة والوافرة. وجزاك الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 10:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(الأخ إحسان صندوق رسائلك الخاصة ممتلئ، وأرسلت رسالة لبريدك.)
وقد أصبحت عضوا مخضرما وصار صندوق رسائلي يتسع ل (400) رسالة!
ولا أدري هل هذا صار للجميع أم للمخضرمين!!
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[27 - 08 - 05, 12:29 م]ـ
قال الشيخ صديق حسن خان في (عون الباري لحل أدلة البخاري) (2/ 63):
(لا) شيء غير ما أقوله.
(و) وحق.
(قرة عيني) صلى الله عليه وسلم.
وفيه: الحلف بالمخلوق! , أو المراد: وخالق قرة عيني , أو لفظة (لا) زائدة. أهـ
قلت: فهذه ثلاثة احتمالات - لعله نقلها من أحد الشارح - , والذي يتعين المصير إليه هو الثاني.
ـ[محمد فوزي الحفناوي]ــــــــ[30 - 08 - 05, 02:27 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده
(لا وقرة عيني ... )
المعلوم أن من أصول أهل السنة التي لا ينبغى إغفالها =رد المحكم إلى المتشابه.
ومن المعلوم أن القسم بغير الله أو أحد صفاته منهي عنه بنص النبي صلى الله علية وسلم وإتفاق أهل العلم خاصة المتقدمين منهي عنه فهذا الأحكم.
أما قولها رضي الله عنها (وقرة عيني ... ) فمحتمل:
من باب معاني الواو
ومن باب المحذوف العائد على المقر للعين: فهل هو صفة لله كالإسلام أو الصلاة , أو القرآن ... أو هو الذات الإلهية ..... أو هو مخلوق كالنبي عليه الصلاة والسلام أو زوجها رضي الله عنهما ..
وإذا كان مخلوق فهل هو سبق لسان بسبب تعودها على ذلك في الجاهلية كما حدث في قسمهم باللآت والعزى ... أو كانت جاهلة للنهي رضي الله عنها
فيصبح هذا من المتشابه الذي ينبغي ردّه للمحكم فنقول أن المحذوف هو الذات الإلهية أو أحد صفاته ... فهذا الأسلم والأحكم. والله أعلم.
وسدد الله خطاكم
أخوكم محب أهل الحديث الأستاذ محمد فوزي
ومعذرتا لأني جديد على الأنترنت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/312)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:27 ص]ـ
وحبذا توثيق ما ذكرت لتعم الفائدة
الرواية عن أحمد في جواز الحلف بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ ذكرها ابن تيمية (مجموع الفتاوى 27/ 349).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 12:27 ص]ـ
قال ابن عبد البر: " لا يجوز الحلف بغير الله _عز وجل_ في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه " (التمهيد 14/ 366، وعنه: الصنعاني في سبل السلام 4/ 1367، وابن ضويان في منار السبيل 3/ 1047).
وانظر نقل الإجماع في: " مجموع فتاوى ابن تيمية " (3/ 398) و (27/ 349)، و " حاشية اللبدي على نيل المآرب " (ص 432).
قلت: وفي حكاية هذا الإجماع نظر، فقد ذهب أكثر الشافعية (انظر: روضة الطالبين للنووي 11/ 7، والإقناع للشربيني 2/ 588 - 589).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 05, 10:22 ص]ـ
ابن عبدالر رحمه الله ذكروا عنه التساهل في حكاية الإجماع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10860#post10860
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=113292#post113292
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=10172
وأما كلام الشافعية واختلافهم فهم لم يخالفوا في النهي عن الحلف بغير الله ولكنهم يرون أنه من باب كراهة التنزيه وليس التحريم.
قال النووي في الروضة (الخامسة الحلف بالمخلوق مكروه كالنبي والكعبة وجبريل والصحابة والآل
قال الشافعي رحمه الله أخشى أن يكون الحلف بغير الله تعالى معصية
قال الأصحاب أي حراما وإثما فأشار إلى تردد فيه قال الإمام والمذهب القطع بأنه ليس بحرام بل مكروه
ثم من حلف بمخلوق لم تنعقد يمينه ولا كفارة في حنثه) انتهى.
وجاء في الموسوعة الفقهية (ولا خلاف بين الفقهاء أيضاً في أنّ الحلف بغير اللّه منهيّ عنه، لكن في مرتبة هذا النّهي اختلاف، والحنابلة قالوا: إنّه حرام إلاّ الحلف بالأمانة، فإنّ بعضهم قال بالكراهة، والحنفيّة قالوا مكروه تحريماً، والمعتمد عند المالكيّة والشّافعيّة أنّه تنزيهاً.
وصرّح الشّافعيّة أنّه إن كان بسبق اللّسان من غير قصدٍ فلا كراهة، وعليه يحمل حديث الصّحيحين في قصّة الأعرابيّ - الّذي قال لا أزيد على هذا ولا أنقص - أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «أفلح وأبيه إن صدق».
فتبين أن الاتفاق على النهي صحيح، ولكن الخلاف في مرتبة النهي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 05, 10:31 ص]ـ
وينظر للفائدة كذلك هذا الموضوع
هل اختلف أهل العلم في جواز الحلف بغير الله؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=119037#post119037)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[29 - 09 - 05, 01:26 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وقد سقط من كلامي: " وفي حكاية هذا الإجماع نظر، فقد ذهب أكثر الشافعية إلى الكراهة فقط ".
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 05, 07:41 ص]ـ
أحسنت، بارك الله فيكم ونفعنا بعلكم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 11 - 05, 03:33 م]ـ
الرواية عن أحمد في جواز الحلف بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ ذكرها ابن تيمية (مجموع الفتاوى 27/ 349).
وكذا ذكرها في الرد على الإخنائي (ص 151).
ـ[الساري]ــــــــ[10 - 11 - 05, 09:49 ص]ـ
الذي توصل إليه الشيخ عبد العزيز الطريفي في شرح مفيد المستفيد في معرض كلامه عن حكم الحلف بغير الله أن الحلف بغير الله محرم وليس بشرك، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: أما وأبيك لتنبأن. ولثبوت ذلك عن عدد من الصحابة كأبي بكر وعمر وعلي، وأما عن حديث: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك. فقد قال عنه الشيخ: ففي إسناده غرابة .....
وهذا هو كلامه حرفياً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/313)
وكالحلف بغير الله سبحانه وتعالى، وهذا من الشرك الأصغر عند سائر العلماء، وهو محرم، وقد حكي الإجماع على النهي عنه، إلا أن النهي عن الحلف بغير الله سبحانه وتعالى وحكاية الإجماع فيه، فيه نظر، وذلك أن الإجماع فيما يبدو أنه لم ينعقد على جعل الحلف بغير الله سبحانه وتعالى من الإشراك، ولذلك قد ثبت عن الإمام أحمد عليه رحمة الله تعالى أنه قال بجواز الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، بل أنه رأى أن اليمين التي يحلف بها بالنبي عليه الصلاة والسلام تنعقد يجب فيها الكفارة، خلافا لما ذهب إليه جمهور العلماء كالإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي، وكذلك في رواية عن الإمام أحمد عليه رحمة الله، وهذا الذي عليه جماهير أهل العلم، أما في ما عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فالذي عليه سائر العلماء المنع، لكن هل يكون من الشرك، أم يكون من المنهي عنه، أم لا؟ ذهب جماهير العلماء إلى أنه من الإشراك بالله سبحانه وتعالى، وهذا الذي عليه جماهير السلف، وذهب بعض الأئمة إلى أنه من جملة المحرمات وجملة المنهيات عنه، ولذلك ذهب جملة من الفقهاء بل جماهير من الفقهاء كالمالكية والشافعية إلى أنه النهي الوارد في الشرع عن الحلف بغير الله سبحانه وتعالى نهي تنزيه لا نهي تحريم، وهذا قد ذهب إليه جماهير الفقهاء من كالمالكية والشافعية وكذلك ذهب إليه جماعة من الفقهاء من الحنفية، وذهب جمهور الحنابلة بل عامتهم إلى أنه من باب الإشراك بالله سبحانه وتعالى الشرك الأصغر، ومن حلف بغير الله سبحانه وتعالى فقد أثم، ويستثنى من هذا ما يخرج على لسان الإنسان من غير تأمل، كقوله: وفلان ... ونحو ذلك، كما جاء على لسان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل جرى على لسان النبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث طلحة بن عبيد الله في قول النبي عليه الصلاة والسلام (أفلح وأبيه إن صدق) وإن تكلم عليها بعض الحفاظ، إلا أنها ثبتت من وجوه أُخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيح: لما سئل النبي عليه الصلاة والسلام، قال: من أحق الناس بصحبتي يا رسول الله؟ قال: أما وأبيك لتنبأن،) وجاء أيضا هذا على لسان أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب عليهم رضوان الله تعالى، بل حكى الخلاف في ذلك الإمام القرطبي عليه رحمة الله تعالى في تفسيره عند قول الله جل وعلا (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) قال: فعُطف (كما في قراءة: حمزة وكذلك مجاهد بن جبر، وهي قراءة صحيحة) الأرحام على الله سبحانه وتعالى، قالوا: وفي هذا دليل على جواز الحلف بغير الله سبحانه وتعالى، فقوله جل وعلا (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) فيه دليل على السؤال بغير الله سبحانه وتعالى كالأرحام، وهذا على تجويز العطف على الضمير، وقد اختلف النحويون في هذا، فذهب جمهور البصريين إلى المنع خلافا للكوفيين الذين قالوا بالجواز، وقد نصر هذا أئمة من أئمة اللغة، كأبي حيان، وكذلك قد مال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى، كما في كتابه: التوسل والوسيلة، فقد تكلم على هذه المسألة بما لا مزيد عليه، وهذا يحمل على الخلاف لكن لما ثبتت هذه القراءة في جواز ذلك، وهو كذلك سائغ في لغة العرب، ولذلك قد ذهب إليه جمهور الكوفيين وهو قراءة صحيحة عن حمزة وكذلك مجاهد بن جبر كما أسنده عنه ابن جرير الطبري عليه رحمة الله تعالى في تفسيره، وكذلك ابن أبي حاتم عليه رحمة الله تعالى في التفسير أيضا، وهي قراءة صحيحة، ويقال أن الحلف بغير الله سبحانه وتعالى الأصل فيه أنه محرم، إلا ماجرى على لسان الإنسان من غير تعمد وقصد وتعظيم، فإنه حينئذ يحمل على خلاف الأولى إلا أنه لا يحمل على الإشراك بالله سبحانه وتعالى، لوروده على لسان بعض أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، كأبي بكر، بل جاء للسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن مال إلى تضعيف ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الأعرابي لما جاء إليه قال: (أفلح وأبيه إن صدق) من مال إلى تضعيفها فإنه لا يمكن أن يكون بضعف، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه آخر (قال: من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله؟ قال: أمك، قال قبل ذلك: أما وأبيك لتنبأن، ثم قال: أمك ثم أمك ثم أمك، قال: ثم أبيك) وثبت كذلك عن أبي بكر الصديق عليه رضوان الله تعالى و عن عبد الله بن عمر، وكذلك عن علي بن أبي طالب عليهم رضوان الله تعالى، وفي الآية دلالة الإشارة بالجواز مما يجري على لسان الإنسان مما تعمد، إما إن كان متعمدا فإنه ينهى عنه، ويدخل في باب المحرمات، إلا أنه لا يدخل في باب الإشراك بالله عز وجل فيما يظهر، وأما ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) ففي إسناده غرابة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 03 - 06, 07:16 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63719&highlight=%ED%D1%DD%DA+%C7%E1%CE%E1%C7%DD
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/314)
ـ[سالم عدود]ــــــــ[10 - 08 - 07, 01:25 م]ـ
بارك الله فيكم(32/315)
كم هي أحاديثهم في الصحيحين
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[06 - 06 - 04, 03:17 م]ـ
يذكر ابن حزم أحاديث صحابة بالعدد
مثل علي بن ابي طالب 586حديث
وكذلك ابن الجوزي في كتابه تلقيح فهوم الأثر
ذكر أن له 536
حقيقة اريد أن اعرف كم حديث لعلي بن ابي طالب في الصحيحين
وكم لزوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابنيهما الحسن والحسين.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[06 - 06 - 04, 11:06 م]ـ
يا أخوة الموضوع مهم للغاية ارجو المسارعة في الخيرات
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:58 ص]ـ
عدد أحاديث علي بن أبي طالب عند:
البخاري: 89 حديثاً.
مسلم: 64 حديثاً.
وهذا العدد تقريبي، والله أعلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 06 - 04, 12:09 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن دحيان
يذكر ابن حزم: أحاديث علي بن أبي طالب: 586 حديث
وابن الجوزي في ((تلقيح فهوم أهل الأثر)): 536 حديث
حقيقة اريد أن اعرف كم حديث لعلي بن ابي طالب في ((الصحيحين))
وكم لزوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولابنيهما الحسن والحسين.
الحمد لله الهادى من استهداه. الواقى من اتقاه. والصلاة والسلام على أكمل خلق الله. وبعد ..
العدد المذكور لجملة أحادبث على بن أبى طالب غير متقن ولا محرر، وبيان خطئه لا يحتاج إلى تكلف ولا عناء، فإن أيسر جواب لرده وعدم قبوله أن يقال: كتب الأحاديث لا تنحصر بعددٍ، وليست مقصورة على ((المسانيد)) أو ((الصحاح)) أو ((السنن)) أو ((المستخرجات)) أو ((الأمالى)) ....... وغيرها، فعلى أيِّها يُعتمد فى هذا العدِّ الإجمالى؟!، فإذا انضاف إلى ذلك أن تحرير عدد الأحاديث يحتاج إلى معرفة مخارج الأحاديث وطرق الروايات، لحصر الأصول وضبطها، وتجنيب المكررات وحذفها، علم الناظر فى هذه المسالك أنه لا سبيل إلى معرفة العدد الجملى لكل راوٍ على وجه التحديد!!.
وإذا وقع الاختلاف فى عدد أحاديث أشهر كتب الأحاديث، وهو ((الجامع الصحيح)) لإمام المحدثين، فكيف يحدث الاتفاق على جملة أحاديث راوٍ مفرقة فى عدة مصادر لا تنحصر فى عدد؟!.
قال الحافظ العسقلانى فى ((هدى السارى)): ((إن كثيرا من المحدثين وغيرهم يستروحون بنقل كلام من يتقدمهم مقلدين له، ويكون المتقدم ما أتقن ولا حرَّر، بل يتبعونه تحسينا للظن به، والإتقان بخلافه)).
وهذا الاعتراض ذكره تعقيباً على كلام شيخ الإسلام أبى زكريا النووى عن عدة أحاديث ((صحيح البخارى))، حيث ذكر فى ((تقريبه)): أن عدد أحاديث ((صحيح البخاري)) سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون بالأحاديث المكررة.
ثم قال شيخ الإسلام: ((وقد رأيت أن أذكرها مفصلة، ليكون كالفهرسة لأبواب الكتاب، وتسهل معرفة مظان أحاديثه على الطلاب))، ثم ساقها ناقلا لذلك من كتاب ((جواب المتعنت)) لأبي الفضل بن طاهر بروايته من طريق أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي. قال: ((عدد أحاديث صحيح البخاري. بدء الوحي: خمسة أحاديث)).
فتعقبه الحافظ العسقلانى بقوله: ((بل هي سبعة، وكأنه لم يعد حديث الأعمال، ولم يعد حديث جابر في أول ما نزل.
وبيان كونها سبعة: أن أول ما في الكتاب حديث عمر ((الأعمال بالنيات)). الثاني حديث عائشة في سؤال الحارث بن هشام. الثالث حديثها أول ما بدء به من الوحي. الرابع حديث جابر وهو يحدث عن فترة الوحي، وهو معطوف على إسناد حديث عائشة، وهما حديثان مختلفان لا ريب في ذلك. الخامس حديث ابن عباس في نزول لا تحرك به لسانك. السادس حديثه في معارضة جبريل في رمضان. السابع حديثه عن أبي سفيان في قصة هرقل، وفي أثنائه حديث آخر موقوف، وهو حديث الزهري عن ابن الناطور في شأن هرقل)).
وقال الحافظ: ((فياعجباه لشخص يتصدى لعد أحاديث كتاب، وله به عناية ورواية، ثم يذكر ذلك جملة وتفصيلا، فيقلد في ذلك لظهور عنايته به، حتى يتداوله المصنفون، ويعتمده الأئمة الناقدون، ويتكلف نظمه ليستمر على استحضاره المذاكرون)).
وقال فى تحرير عدد أحاديث ((الجامع الصحيح)) خلافاً لما ذكره أسلافه من الأئمة: ((فجميع أحاديثه بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات على ما حررته وأتقنته سبعة آلاف وثلاث مائة وسبعة وتسعون حديثا، فقد زاد على ما ذكروه مائة حديث واثنان وعشرون حديثا، على أنني لا أدعي العصمة، ولا السلامة من السهو، ولكن هذا جهد من لا جهد له والله الموفق)).
والخلاصة أن العدد الجملى لأحاديث راوٍ ما عسير لا ينضبط، وقد أحسنت إذ أوردتَ السؤال على هذا السياق: كم عدد أحاديثهم فى ((الصحيحين))؟.
فإنما المقصود تحرير عدة أحاديث كل صحابى على حدة فى كتاب معين، كـ ((صحيح البخارى))، أو ((صحيح مسلم))، أو ((سنن الترمذى))، وغيرها مما يجرى مجراها من شيوع الذكر ونباهة القدر. كأن يقال: فى ((صحيح البخارى)):
عدد أحاديث أبى بكر الصديق: 17 سبعة عشر حديثاً.
عدد أحاديث عمر بن الخطاب: 61 واحد وستون حديثاً.
عدد أحاديث عثمان بن عفان: 11 أحد عشر حديثاً.
عدد أحاديث على بن أبى طالب: 35 خمسة وثلاثون حديثاً.
وهذه الأعداد المذكورة حررتها وضبطتها؛ خلافاً لما ذكره الحافظ العسقلانى فى ((هدى السارى))، فقد عدَّها هكذا:
عدد أحاديث أبى بكر الصديق: 22 اثنان وعشرون حديثاً.
عدد أحاديث عمر بن الخطاب: 60 ستون حديثاً.
عدد أحاديث عثمان بن عفان: 9 تسعة أحاديث.
عدد أحاديث على بن أبى طالب: 29 تسعة وعشرون حديثاً.
ولو شئت أوضحتها على التفصيل والبيان، بذكر أصول مخارجها، ومكرر رواياتها.
والحمد لله أولاً وآخراً، والصلاة والسلام الناميان الزاكيان على أشرف خلقه.
وكتبه أبو محمد الألفى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/316)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:46 م]ـ
الأخ أحمد جزاك ربي خيرا وبارك فيك
أخي الكريم والكريم حقاً وصدقاًُ الشيخ/ أبو محمد الألفىـ وفقه الله
لا أملك إلا أن اقول
حدث عن البلسم الشافي يمر به ** على الجراح قد استشرت فتلتئم
حدث عن البلبل الغريد مختلفا ... بين الافانين من تطريبه النغم
حدث عن الضيغم الساجي يثور به **تحرش بحمى الاشبال لا القرم
حدث عن السيل يجري وهو مصطخب **حدث عن النار تعلو وهي تحتدم
حدث عن البحر والارواح عاصفة **والسحب عازفة والفلك ترتطم
وقد كنتُ عَلَّقتُ بكم أملاً فحققته، وصَرفتُ إليكم ظناً فصدّقته
وقد فعلت ما يوجبه كرم الأخلاق، ويحكم به شَرَف الأعراق
فلله درك وعلى الله أجرك
ولن ازيد فحالي معكم كحال مهدي الماء إلي البحر أو مهدي الضوء إلي القمر
لكن سلمك ربي ورعاك وجعل الخير والجنة مبتغاك ومثواك
ايريد حصرا إجماليا في عدد أحاديث علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عن الجميع في الصحيحين فقط
وهل صحيح أن لعلي أحديث أكث من أبي بك وعمر في الصحيحين رضي الله عن الجميع
فهاتِ ما عندكَ هاتِ أيها المفضال المقدام
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:43 م]ـ
الأخ الفاضل الكريم / ابن دحيان
وافانى مدحُك ـ فأكرم به من وافدٍ ـ ببينات الإخلاص والوفاء. مصدقاً لما بين يديه من ذمَّة الوداد والإخاء. ومعبراً عن خلقٍ أبهى من الروض النضير. وأدبٍ أشهى من العذب النمير. وإن مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب مما تسترق الأرواح. وإن لم تتلاقى الأشباح. فقد ـ والله ـ ترآينا بأعين الطروس. قبل أعين الرؤوس. وإن من سنن الله فى خلقه أن يؤلف بين الأرواح وأشباهها. ويجانس بين المكارم وأشكالها.
إنَّ القلوبَ لأجْنَادٌ مجنَّدةٌ ... لله فى الأرض بالأهْوَاءِ تعترفُ
فما تعَارَفَ منها فهو مؤتلفٌ ... وما تَناكر منها فهو مختلفُ
وكتبت ـ دام علاك ـ عن ضمير انطوى على حسن ظنك دُرُّه. وتبلج فى سطور ثناءِك فجرُه. فكنتَ كمن قال:
لقد سمعنا بأوصافٍ لكمْ كمُلتْ ... فَسَرَّنا ما سمعناه وأحيانا
من قبلِ رؤيتِكم نِلْنَا محبتكم ... والأذن تعشق قبل العينِ أحيانا
وأنا شاكرك على فضل المراسلة. وأريحية المجاملة. والله يتولى عنى إيفاءك. مثوبةً تكافئ وفاءك.
وأما الجواب عن بيان ما أجملته آنفاً، من ذكر عدَّة أحاديث على بن أبى طالب وزوجه وبنيه، فهاكه:
[أولاً] فى ((صحيح البخارى))
أحاديث على بن أبى طالبٍ رَضِي الله عَنْه: 34 أربعة وثلاثون حديثاً، وبالمكرر 98 حديثاً.
أحاديث فاطمة الزهراء رَضِي الله عَنْها: حديثاً واحداً لا ثانى له.
أما الحسين رَضِي الله عَنْه، فليس له من المرفوع شئ، وإنما له حديثان عن أبيه على، كما سيأتى بيانه.
وأما الحسن رَضِي الله عَنْه، فليس له رواية فى ((الجامع)) بمرة.
[تفصيل أحاديث على بن أبى طالبٍ رَضِي الله عَنْه]
جملة من روى عنه: 25 خمس وعشرون راوياً، بيان أحاديثهم عنه كالتالى:
(1) الحارث بن سويد عنه [حديث واحد، وروايتان]
قال فى ((كتاب الأشربة)) (5594): حدثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان حدثني سليمان ـ يعنى الأعمش ـ عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْمُزَفَّتِ.
حدثنا عثمان حدثنا جرير عن الأعمش بهذا.
(2) الحسين بن على بن أبى طالب عنه [حديثان، و 9 روايات]
[الأول] قال فى ((كتاب الجمعة)) (1127): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلام لَيْلَةً، فَقَالَ: أَلا تُصَلِّيَانِ؟، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ ((وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)).
وباقى رواياته فى ((الجامع)): 4724، 7347، 7465.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/317)
[الثانى] قال فى ((فرض الخمس)) (3091): حدثنا عبدان أخبرنا عبدالله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني علي بن الحسين أن حسين بن علي عليهما السلام أخبره أن عليا قال: كَانَتْ لِي شَارِفٌ مِنْ نَصِيبِي مِنَ الْمَغْنَمِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَانِي شَارِفًا مِنَ الْخُمُسِ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَبْتَنِيَ بِفَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاعَدْتُ رَجُلاً صَوَّاغًا مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنْ يَرْتَحِلَ مَعِيَ، فَنَأْتِيَ بِإِذْخِرٍ أَرَدْتُ أَنْ أَبِيعَهُ الصَّوَّاغِينَ، وَأَسْتَعِينَ بِهِ فِي وَلِيمَةِ عُرْسِي، فَبَيْنَا أَنَا أَجْمَعُ لِشَارِفَيَّ مَتَاعًا مِنَ الأَقْتَابِ وَالْغَرَائِرِ وَالْحِبَالِ، وَشَارِفَايَ مُنَاخَتَانِ إِلَى جَنْبِ حُجْرَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، رَجَعْتُ حِينَ جَمَعْتُ مَا جَمَعْتُ، فَإِذَا شَارِفَايَ قَدِ اجْتُبَّ أَسْنِمَتُهُمَا، وَبُقِرَتْ خَوَاصِرُهُمَا، وَأُخِذَ مِنْ أَكْبَادِهِمَا، فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَيَّ حِينَ رَأَيْتُ ذَلِكَ الْمَنْظَرَ مِنْهُمَا، فَقُلْتُ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟، فَقَالُوا: فَعَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ فِي شَرْبٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَعَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِي الَّذِي لَقِيتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكَ؟، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ!، عَدَا حَمْزَةُ عَلَى نَاقَتَيَّ، فَأَجَبَّ أَسْنِمَتَهُمَا، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيْتٍ مَعَهُ شَرْبٌ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرِدَائِهِ، فَارْتَدَى، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي، وَاتَّبَعْتُهُ أَنَا وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، حَتَّى جَاءَ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ حَمْزَةُ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنُوا لَهُمْ، فَإِذَا هُمْ شَرْبٌ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلُومُ حَمْزَةَ فِيمَا فَعَلَ، فَإِذَا حَمْزَةُ قَدْ ثَمِلَ مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ، فَنَظَرَ حَمْزَةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ، فَنَظَرَ إِلَى رُكْبَتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى سُرَّتِهِ، ثُمَّ صَعَّدَ النَّظَرَ فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ حَمْزَةُ: هَلْ أَنْتُمْ إِلا عَبِيدٌ لأَبِي، فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ ثَمِلَ، فَنَكَصَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى، وَخَرَجْنَا مَعَهُ.
وباقى رواياته فى ((الجامع)): 2089، 2375، 4003، 5793.
(3) ربعى بن حراش [حديث واحد برواية واحدة]
قال فى ((كتاب العلم)) (106) حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة أخبرني منصور سمعت ربعي بن حراش يقول سمعت عليا يقول: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجِ النَّارَ)).
(4) زيد بن وهبٍ الجهنى عنه [حديث واحد، و 4 روايات]
قال فى ((كتاب اللباس)) (5840): حدثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة ح وحدثني محمد بن بشار ثنا غندر ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن زيد بن وهب عن علي بن أبي طالب قال: كَسَانِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّةً سِيَرَاءَ، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَرَأَيْتُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ، فَشَقَّقْتُهَا بَيْنَ نِسَائِي.
فهاتان روايتان، والباقيتان: 2614، 5366.
(5) سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر عنه [حديث واحد برواية واحدة]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/318)
قال فى ((كتاب الأضاحى)) (5573): حدثنا حبان بن موسى أخبرنا عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ أخبرني يونس عن الزهري حدثني أبو عبيد مولى ابن أزهر: أَنه شَهِدَ الْعِيدَ يَوْمَ الأَضْحَى مَعَ عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ الْعِيدَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ مِنْ نُسُكِكُمْ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ثُمَّ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي فَلْيَنْتَظِرْ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ، فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ثُمَّ شَهِدْتُهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَاكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا لُحُومَ نُسُكِكُمْ فَوْقَ ثَلاثٍ.
(6) سعيد بن المسيب عنه [حديث واحد برواية واحدة]
قال فى ((الحج)) (1569): حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا حجاج بن محمد الأعور عن شعبة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن المسيب قال: اختلف علي وعثمان وهما بعسفان في المتعة، فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا تُرِيدُ إِلا أَنْ تَنْهَى عَنْ أَمْرٍ فَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَلِيٌّ أَهَلَّ بِهِمَا جَمِيعًا.
(7) سويد بن غفلة عنه [حديث واحد، و 3 روايات]
قال فى ((كتاب المناقب)) (3611): حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال قال علي رَضِي الله عَنْه: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
والروايتان الباقيتان: 5057، 6930.
(8) عامر بن شراحيل الشعبى عنه [حديث واحد برواية واحدة]
قال فى ((كتاب الحدود)) (6812): حدثنا آدم ثنا شعبة ثنا سلمة بن كهيل سمعت الشعبي يحدث عن علي رَضِي الله عَنْه حين رجم المرأة يوم الجمعة، وقال: قَدْ رَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(9) عامر بن واثلة أبو الطفيل عنه [حديث واحد برواية واحدة]
قال فى ((كتاب العلم)) (137): وقال علي رَضِي الله عَنْه: حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُهُ!.
حدثنا عبيد الله بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي بذلك.
(10) عبد الرحمن بن أبى ليلى عنه [حديثان، و 10 روايات]
[الأول] قال فى ((كتاب الحج)) (1717): حدثنا مسدد ثنا يحيى عن ابن جريج أخبرني الحسن بن مسلم وعبد الكريم الجزري أن مجاهدا أخبرهما أن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخبره أن علياً رَضِي الله عَنْه أخبره: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ أَنْ يَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ يَقْسِمَ بُدْنَهُ كُلَّهَا، لُحُومَهَا وَجُلُودَهَا وَجِلالَهَا، وَلا يُعْطِيَ فِي جِزَارَتِهَا شَيْئًا.
وباقى رواياته فى ((الجامع)): 1707، 1716، 1718، 2299.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/319)
[الثانى] قال فى ((كتاب النفقات)) (5361): حدثنا مسدد ثنا يحيى عن شعبة حدثني الحكم عن ابن أبي ليلى حدثنا علي: أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهِا السَّلام أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ، فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ: فَجَاءَنَا، وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَالَ: عَلَى مَكَانِكُمَا، فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ: ((أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا، فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ)).
وباقى رواياته فى ((الجامع)): 3113، 3705، 5362، 6318.
(11) عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عنه [حديث واحد، و 3 روايات]
قال فى ((كتاب المناقب)): حدثني محمد أخبرنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه سمعت عبدالله بن جعفر سمعت علياً رَضِي الله عَنْه يقول: سمعت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ح وحدثني صدقة أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه قال سمعت عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب رَضِي الله عَنْه عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ)).
فهاتان روايتان، والثالثة: 3432.
(12) عبد الله بن شداد عنه [حديث واحد، و 5 روايات]
قال فى ((الجهاد والسير)) (2905): حدثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان حدثني سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي ح وحدثنا قبيصة ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم حدثني عبد الله بن شداد سمعت علياً رَضِي الله عَنْه يقول: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَدِّي رَجُلاً بَعْدَ سَعْدٍ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: ((ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)).
فهاتان روايتان، والثلاث البواقى: 4058، 4059، 6184.
(13) عبد الله بن عباس عنه [حديثان، و 4 روايات]
[الأول] قال فى ((كتاب المناقب)) (3685): حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ ثنا عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة أنه سمع ابن عباس يقول: وُضِعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلا رَجُلٌ آخِذٌ مَنْكِبِي، فَإِذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَتَرَحَّمَ عَلَى عُمَرَ، وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَلْقَى الله بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ اللهِ إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَحَسِبْتُ إِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((ذَهَبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ)).
فهذه رواية، والثانية: 3677.
[الثانى] قال فى ((كتاب المغازى)) (6266): حدثنا إسحاق أخبرنا بشر بن شعيب حدثني أبي عن الزهري أخبرني عبد الله بن كعب أن عبد الله بن عباس أخبره أن عليا رَضِي الله عَنْه خرج من عند النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وحدثنا أحمد بن صالح ثنا عنبسة ثنا يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن عباس أخبره أن علي بن أبي طالب رَضِي الله عَنْه خرج من عند النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وجعه الذي توفي فيه، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللهِ بَارِئًا، فَأَخَذَ بِيَدِهِ الْعَبَّاسُ، فَقَالَ: أَلا تَرَاهُ أَنْتَ وَاللهِ بَعْدَ الثَّلاثِ عَبْدُ الْعَصَا، وَاللهِ إِنِّي لأُرَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيُتَوَفَّى فِي وَجَعِهِ، وَإِنِّي لأَعْرِفُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمَوْتَ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَسْأَلَهُ: فِيمَنْ يَكُونُ الأَمْرُ، فَإِنْ كَانَ فِينَا عَلِمْنَا ذَلِكَ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا أَمَرْنَاهُ، فَأَوْصَى بِنَا، قَالَ عَلِيٌّ: وَاللهِ لَئِنْ سَأَلْنَاهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَمْنَعُنَا لا يُعْطِينَاهَا النَّاسُ أَبَدًا، وَإِنِّي لا أَسْأَلُهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدًا.
فهذه رواية، والثانية: 4447.
(14) عبد الله بن معقل بن مقرن المزنى عنه [حديث واحد برواية واحدة]
قال فى ((كتاب المغازى)) (4004): حدثني محمد بن عباد أخبرنا ابن عيينة قال أنفذه لنا ابن الأصبهاني سمعه من ابن معقل أن علياً رَضِي الله عَنْه كَبَّرَ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا.
فهذا تمام سبعة عشر حديثاً، أو 45 خمس وأربعون رواية.
ويتبع بتوفيق الله وعونه، مبتدئاً بـ عبيد الله بن أبى رافع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/320)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[08 - 06 - 04, 10:54 م]ـ
سلامُ الله يتبعه سلامٌ"="على من في الضمير له مقامٌ
أخي سلمك الله وحياك،وأسعدني برؤية محياك،وزاد عزك وعلياك،وحرس دينك ودنياك وجمعني على بساط المسرة وإياك،ولا حرمني دوام لقياك .... أنت والإخوة الأفاضل ومن يطلع على ما أنا قائل ...... في هذا المنتدى الحافل والله لي ولكم أنا سائل أن يرزقنا عفوه ومغفرته ويجعلنا من الأوائل آمين
يَاربِّ زَيِّنْهٌُ بِعِلمٍ نافعٍ ... وأعِذْهُ يَاربِّ مِنَ الشَّيْطانِ
يَاربِّ وَفِّقْهُ لِكُلِّ كَرِيمَةٍ ... يَاربِّ عَلِّمْهُ هُدَى القُرْآنِ
يَاربِّ وَاغْمُرْهُ بِرِزقٍ صَالِحٍ ... واجْعَلْ لهُ ذِكْراً عَلَى الأَزْمَانِ
هذا الدُّعاءُ دُعاءُ قَلْبٍ وَالِهٍ ... لِلرَّبِّ مقصوداً عَظيمِ الشَّانِ
وقد تكحلت العينان بإثمد كتاباتكم الرائقة، وتعطرت بعبق مسك ذي الرائحة الفائقة، وعرفت قدركم، وخبرت وصفكم، وإن لم أجتمع بكم، فقد دلني على الليث زئيره، وعلى البحر خريره، وعلى العقل أثره، وعلى السيف أثره
وفي انتظار إبداعكم القادم وآمل أن يكون قبل الخميس
فالأمر مهم وسوف يكون له أثر بين في الأيام القادمة فلك الأجر إن شاء الله
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 06 - 04, 02:42 ص]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة. والتوفيق لما أردناه من الإبانة.
الأخ الفاضل الكريم / ابن دحيان.
قرأت كَلِمَك. أحسن ما أملاه خاطر. واجتلاه ناظر. من ألفاظٍ ومعان. انتظمت فى سلكٍ إبداعٍ وبيان. تفترُّ عن صادق الودِّ مباسمُه. وتنهلُّ بواكفات البر غمائمُه. ووصَلْتَنى ـ وصلَكَ الله بالمنن ـ بأبياتٍٍ تعبق فى أنف المتنسِّم. وتبهج فى عين الناظر المتوسِّم. فتأملت فيها نوراً يتألق ويميل. وماء طبعٍ يتدفق ويسيل. وقلتُ لما قرأتُ فحواها. واستوعبتُ محتواها. هذه مكارم الأخلاق. ونفائس الأعلاق. وهكذا تكون جزالة الأفاضل. وأصالة الموارد والمناهل.
نفسى فداؤك من خليلٍ واصلِ ... أهْدى إلىَّ الدرَّ من آدابِهْ
وكسوتنى من حُر شعرِك مَلبساً ... قد كان غيرُ مناكبى أولى بِهْ
فاعْذُرْ أخا عَجْزٍ لدى تقصيرِه ... فالشعرُ مما لا أطوفُ ببابِه
أخى الحبيب. ثنائى على برِّك موصول. وحبى لك لا مقطوعٌ ولا معلول. ولا ارتياب عندى بصحة مودِّتك باطناً وظاهرا. وسلامى إليك أولاً وآخرا.
وهذه متابعة ما سبق:
(15) عبيد الله بن أبى رافع عنه [حديث واحد، و 6 روايات]
قال فى ((كتاب الجهاد والسير)) (3007): حدثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار سمعته منه مرتين قال أخبرني حسن بن محمد قال أخبرني عبيدالله بن أبي رافع قال سمعت عَلِيًّا رَضِي الله عَنْه يقول: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ، قَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً، وَمَعَهَا كِتَابٌ، فَخُذُوهُ مِنْهَا، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا، حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكِتَابَ، فَقَالَتْ: مَا مَعِي مِنْ كِتَابٍ، فَقُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ، أَوْ لَنُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا حَاطِبُ مَا هَذَا؟، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، لا تَعْجَلْ عَلَيَّ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ بِمَكَّةَ، يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي، وَمَا فَعَلْتُ كُفْرًا، وَلا ارْتِدَادًا، وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلامِ، فَقَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/321)
رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ صَدَقَكُمْ، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَكُونَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ.
وروايتان أخريان بهذه الترجمة: 4274، 4890.
وثلاث روايات من حديث أبى عبد الرحمن السلمى عنه.
قال فى ((كتاب المغازى)) (3983): حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن إدريس سمعت حصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عَلِيٍّ رَضِي الله عَنْه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَدٍ الْغَنَوِيَّ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ .... الحديث.
وروايتات أخريان بهذه الترجمة: 3983، 6939.
[تنبيه وإيضاح] فحديث روضة خاخ فى الأصل حديث واحد، وله ست روايات، وترجمتان:
الأولى: عبيد الله بن أبى رافع عن على.
الثانية: أبو عبد الرحمن السلمى عن على.
وذكره هاهنا يغنى عن إعادة ذكره فى الترجمة الثانية.
(16) عبيدة بن عمرو السلمانى عنه [حديثان، و 6 روايات]
[الحديث الأول] قال فى ((كتاب تفسير القرآن)) (4533): حدثنا عبد الله بن محمد ثنا يزيد أخبرنا هشام ـ يعنى ابن حسان ـ عن محمد عن عبيدة عن علي رَضِي الله عَنْه قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح وحدثني عبد الرحمن ثنا يحيى بن سعيد ثنا هشام ثنا محمد عن عبيدة عن علي رَضِي الله عَنْه أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوم الخندق: ((حَبَسُونَا عَنْ صَلاةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ أَوْ أَجْوَافَهُمْ ـ شَكَّ يَحْيَى ـ نَارًا)).
فهاتان روايتان، وثلاث روايات أخرى: 2931، 4111، 6396.
[الحديث الثانى] قال فى ((كتاب المناقب)) (3707): حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة عن علي رَضِي الله عَنْه قال: اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ، فَإِنِّي أَكْرَهُ الاخْتِلافَ، حَتَّى يَكُونَ لِلنَّاسِ جَمَاعَةٌ، أَوْ أَمُوتَ كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي. فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى: أَنَّ عَامَّةَ مَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ الْكَذِبُ.
(17) عمير بن سعيد النخعى عنه [حديث واحد برواية واحدة]
قال فى ((كتاب الحدود)) (6778): حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ثنا خالد بن الحارث ثنا سفيان ثنا أبو حصين سمعت عمير بن سعيد النخعي سمعت علي بن أبي طالب رَضِي الله عَنْه قال: مَا كُنْتُ لأُقِيمَ حَدًّا عَلَى أَحَدٍ، فَيَمُوتَ، فَأَجِدَ فِي نَفْسِي، إِلا صَاحِبَ الْخَمْرِ، فَإِنَّهُ لَوْ مَاتَ وَدَيْتُهُ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَسُنَّهُ.
(18) قيس بن عباد عنه [حديث واحد، و 3 روايات]
قال فى ((كتاب المغازى)) (3965): حدثني محمد بن عبد الله الرقاشي ثنا معتمر سمعت أبي يقول حدثنا أبو مجلز عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب رَضِي الله عَنْه أنه قال: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ: وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ ((هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ))، قَالَ: هُمِ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ، حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ وَعُبَيْدَةُ أَوْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْحَارِثِ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ.
والروايتان الباقيتان: 3967، 4744.
(19) مالك بن أوس بن الحدثان عنه [حديث واحد، و 5 روايات]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/322)
قال فى ((كتاب الفرائض)) (6728): حدثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكر لي من حديثه ذلك، فانطلقت حتى دخلت عليه فسألته، فقال: انطلقت حتى أدخل على عمر، فأتاه حاجبه يرفأ، فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد؟، قال: نعم، فأذن لهم، ثم قال: هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ عَبَّاسٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ))، يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ، فَقَالَ الرَّهْطُ: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقَالَ: هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ، قَالا: قَدْ قَالَ ذَلِكَ، قَالَ عُمَرُ: فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الأَمْرِ، إِنَّ اللهَ قَدْ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ ((مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ)) إِلَى قَوْلِهِ ((قَدِيرٌ))، فَكَانَتْ خَالِصَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ، وَلا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ، لَقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا، وَبَثَّهَا فِيكُمْ، حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ، فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ هَذَا الْمَالِ نَفَقَةَ سَنَتِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ، فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللهِ، فَعَمِلَ بِذَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ بِاللهِ: هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ؟، قَالُوا: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ؟، قَالا: نَعَمْ، فَتَوَفَّى اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَضَهَا فَعَمِلَ بِمَا عَمِلَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تَوَفَّى اللهُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: أَنَا وَلِيُّ وَلِيِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَعْمَلُ فِيهَا مَا عَمِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي، وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ، وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ، جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ، وَأَتَانِي هَذَا يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا، فَقُلْتُ: إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ، فَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، فَوَاللهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ، لا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فَإِنْ عَجَزْتُمَا فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ، فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا.
والروايات الأربع الباقية: 3094، 4034، 5358، 7305.
[تنبيه وإيضاح] وإنما عددتُ هذا الحديث فى جملة أحاديث على بن أبى طالبٍ، وإن كان كله لعمر بن الخطاب رَضِي الله عَنْه، لإن له منه الإقرار والتصديق بقول رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ))، فقد قال: نعم ـ يعنى قاله ـ، حين سأله عمر رَضِي الله عَنْه عن هذا الحديث. وما أحسن وأبدع صنيع أبى بكر البزار، حيث جعله فى ((مسند على)) من ((مسنده)) (2/ 153/518)، وأسنده من طريق عمرو بن دينار عن الزهرى عن مالك بن أوس بن الحدثان: أن عمر رضي الله عنه نشد الناس، فيهم طلحة والزبير وعبد الرحمن، وقال لعلي والعباس: هل تعلمان أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/323)
نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ))، فقالوا: نعم، وقال علي بن أبي طالب رَضِي الله عَنْه: ((نعم)).
ثم قال أبو بكر البزار: ((ولا نعلم روى مالك بن أوس عن علي رَضِي الله عَنْه إلا هذا الحديث)).
وأما الحافظ العسقلانى، فلم يعدّه فى أحاديث على بن أبى طالب، والصواب ما أوضحناه، والله الموفق.
(20) محمد بن على بن الحنفية عنه [4 أحاديث، و 10 روايات]
[الحديث الأول] قال فى ((كتاب الوضوء)) (178): حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن الأعمش عن منذر أبي يعلى الثوري عن محمد بن الحنفية قال قَالَ عَلِيٌّ: كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: ((فِيهِ الْوُضُوءُ)).
ورواية ثانية بهذه الترجمة: 132.
ورواية ثالثة من حديث أبى عبد الرحمن السلمى عنه.
قال فى ((كتاب الغسل)): حدثنا أبو الوليد ثنا زائدة عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن عن علي قال: كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ رَجُلاً أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَسَأَلَ، فَقَالَ: ((تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ)).
[الحديث الثانى] قال فى ((كتاب)) (3112): حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان عن محمد بن سوقة عن منذر عن ابن الحنفية قال: لَوْ كَانَ عَلِيٌّ رَضِي الله عَنْه ذَاكِرًا عُثْمَانَ رَضِي الله عَنْه، ذَكَرَهُ يَوْمَ جَاءَهُ نَاسٌ، فَشَكَوْا سُعَاةَ عُثْمَانَ، فَقَالَ لِي عَلِيٌّ: اذْهَبْ إِلَى عُثْمَانَ، فَأَخْبِرْهُ أَنَّهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمُرْ سُعَاتَكَ يَعْمَلُونَ فِيهَا، فَأَتَيْتُهُ بِهَا، فَقَالَ: أَغْنِهَا عَنَّا، فَأَتَيْتُ بِهَا عَلِيًّا، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ضَعْهَا حَيْثُ أَخَذْتَهَا.
وقال الحميدي ثنا سفيان ثنا محمد بن سوقة قال سمعت منذرا الثوري عن ابن الحنفية قال: أَرْسَلَنِي أَبِي: خُذْ هَذَا الْكِتَابَ، فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى عُثْمَانَ، فَإِنَّ فِيهِ أَمْرَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّدَقَةِ.
فهاتان روايتان.
[الحديث الثالث] قال فى ((كتاب المناقب)) (3671): حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان ثنا جامع بن أبي راشد ثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قال: قُلْتُ لأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: أَبُو بَكْرٍ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟، قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ: عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟، قَالَ: مَا أَنَا إِلا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
[الحديث الرابع] قال فى ((كتاب الذبائح)) (5523): حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما عَنْ عَلِيٍّ رَضِي الله عَنْه قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُتْعَةِ عَامَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ حُمُرِ الإِنْسِيَّةِ.
والروايات الثلاث الأخرى: 4216، 5115، 6961.
(21) مروان بن الحكم عنه [حديث واحد برواية واحدة]
قال فى ((كتاب الحج)) (1563): حدثنا محمد بن بشار ثنا غندر ثنا شعبة عن الحكم عن علي بن حسين عن مروان بن الحكم قال: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا رَضِي الله عَنْهمَا، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ ذلك، أَهَلَّ بِهِمَا: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، قَالَ: مَا كُنْتُ لأَدَعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِ أَحَدٍ.
(22) النزال بن سبرة عنه [حديث واحد، وروايتان]
قال فى ((كتاب الأشربة)) (5616): حدثنا آدم ثنا شعبة ثنا عبد الملك بن ميسرة سمعت النزال بن سبرة يحدث عن عَلِيٍّ رَضِي الله عَنْه: أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ فِي رَحَبَةِ الْكُوفَةِ، حَتَّى حَضَرَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ فَشَرِبَ، وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَذَكَرَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَامَ، فَشَرِبَ فَضْلَهُ، وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قِيَامًا، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ.
ورواية ثانية: 5615.
(23) يزيد بن شريك التيمى عنه [حديث واحد، و 5 روايات]
قال فى ((كتاب الحج)) (1870): حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عَلِيٍّ رَضِي الله عنه قال: مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ إِلا كِتَابُ اللهِ، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((الْمَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عَائِرٍ إِلَى كَذَا، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، أَوْ آوَى مُحْدِثًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، وَذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ، وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ، وَلا عَدْلٌ)).
والروايات الأربع الباقية: 3172، 3180، 6755، 7300.
ويتبع بتوفيق الله وعونه، مبتدئاً بـ أبى عبد الرحمن السلمى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/324)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 06 - 04, 04:39 ص]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة. والتوفيق لما أردناه من الإبانة.
هذه متابعة ما سبق:
(24) أبو عبد الرحمن السلمى عنه [حديثان، و 12 روايات]
[الحديث الأول] قال فى ((كتاب الجنائز)) (1362): حدثنا عثمان ـ يعنى ابن أبى شيبة ـ حدثني جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عَلِيٍّ رَضِي الله عَنْه قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِي بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَأَتَانَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَعَدَ وَقَعَدْنَا حَوْلَهُ، وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ، فَنَكَّسَ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِمِخْصَرَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ، إِلا كُتِبَ مَكَانُهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِلا قَدْ كُتِبَ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً))، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ الْعَمَلَ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَّا مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، قَالَ: ((أَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ، فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ، فَيُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ الشَّقَاوَةِ))، ثُمَّ قَرَأَ ((فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى)) الآيَةَ.
والروايات الثمان البواقى: 4945، 4946، 4947، 4948، 4949، 6217، 6605، 7552.
[الحديث الثانى] قال فى ((كتاب)) (7257): حدثنا محمد بن بشار ثنا غندر ثنا شعبة عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن عَلِيٍّ رَضِي الله عَنْه: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلاً، فَأَوْقَدَ نَارًا، وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا: ((لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ))، وَقَالَ لِلآخَرِينَ: ((لا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ)).
وروايتان أخريان: 4340، 7145.
(25) أبو جحيفة وهب بن عبد الله السوائى عنه [حديث واحد، و 4 روايات]
قال فى ((كتاب العلم)) (111): حدثنا محمد بن سلام أخبرنا وكيع عن سفيان عن مطرف عن الشعبي عن أبي جحيفة قال: قلت لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: هَلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ؟، قَالَ: لا إِلا كِتَابُ اللهِ، أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أَوْ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قَالَ قُلْتُ: فَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ؟، قَالَ: الْعَقْلُ، وَفَكَاكُ الأَسِيرِ، وَلا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ.
والروايات الثلاث الباقية: 3047، 6903، 6915.
فهذا تمام حديث على بن أبى طالب فى ((الجامع الصحيح))، وقد استدركتُ بهذا البيان والتفصيل ما أخطأتُ فيه آنفاً من الزيادة فى أصول الأحاديث، والنقص فى عدد الروايات. وعليه، فالعدد الصحيح لأحاديث على بن أبى طالب فى ((الجامع الصحيح)): 33 ثلاثة وثلاثون حديثاً كأصول، و 100 مائة حديث بالمكرر.
[تفصيل أحاديث فاطمة بنت رسول الله رَضِي الله عَنْها]
ليس لها فى ((الجامع الصحيح)) غير حديثٍ واحدٍ بروايةٍ واحدةٍ.
قال فى ((كتاب المغازى)) (4462): حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ عن ثابت عن أنس قال: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلام: وَا كَرْبَ أَبَاهُ!، فَقَالَ لَهَا: ((لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ))، فَلَمَّا مَاتَ، قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ، قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلام: يَا أَنَسُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/325)
! أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ!.
[تفصيل أحاديث السبطين رَضِي الله عَنْهما]
وأما الحسن رَضِي الله عَنْه، فليس له رواية فى ((الجامع)) بمرة.
أما الحسين رَضِي الله عَنْه، فليس له من المرفوع شئ، وإنما له حديثان عن أبيه على، كما سبق بيانه.
ويتبع تفصيل وبيان أحاديثهم فى ((صحيح مسلم))، ومن الله العون والتوفيق.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:03 م]ـ
الحمد لله على آلائه، وصلواته على محمد خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه وأصفيائه. وبعد ..
وهذه متابعة ما سبق:
[ثانياًً] فى ((صحيح مسلم))
أحاديث على بن أبى طالبٍ رَضِي الله عَنْه: 38 ثمانية وثلاثون حديثاً.
وأما فاطمة الزهراء والحسن رَضِي الله عَنْهما، فليس لهما رواية فى ((صحيح مسلم)) بمرة.
أما الحسين رَضِي الله عَنْه، فليس له من المرفوع شئ، وإنما له حديثان عن أبيه على، كنحو ما ذكرناه فى ((صحيح البخارى)).
[تفصيل أحاديث على بن أبى طالبٍ رَضِي الله عَنْه]
جملة من روى عنه من الرواة: 30 ثلاثون راوياً، ومن زيادات رواته على رواة ((صحيح البخارى)):
(1) حضين بن المنذر أبو ساسان.
(2) زر بن حبيش الأسدى.
(3) شتير بن شكل بن حميد العبسى.
(4) شريح بن هانئ الحارثى.
(5) عبد الله بن حنين الهاشمى.
(6) مسعود بن الحكم بن الربيع الأنصارى.
(7) يحيى بن الجزار العرنى.
(8) أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى.
(9) أبو صالح الحنفى عبد الرحمن بن قيس.
(10) أبو الهياج الأسدى حيان بن حصين.
وبقية رواته رواة البخارى المذكورن آنفاً، ما خلا خمسة: الشعبى، وعبد الله بن معقل، وقيس بن عباد، والنزال بن سبرة، وأبو جحيفة السوائى.
وأما تفصيل أحاديث على بن أبى طالب، فعلى ثلاثة أقسام:
[أولاً] متفق عليه حيث شارك البخارى فى إخراجه: 22 اثنان وعشرون حديثاً.
[ثانياً] زيادات لرواة شارك البخارى فى الرواية عنهم: 8 ثمانية أحاديث.
[ثالثاً] زيادات لرواة تفرد بالتخريج لهم دون البخارى: 8 ثمانية أحاديث.
فجملة ذلك: 38 ثمانية وثلاثون حديثاً.
ولنبدأ من ذلك بثالث هذه الأقسام، وجملته: 8 ثمانية أحاديث، بيانها على تراجم الرواة كالتالى:
(1) حضين بن المنذر أبو ساسان عنه [حديث واحد]
قال مسلم فى ((كتاب الحدود)) (3220): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعلي بن حجر قالوا حدثنا إسمعيل بن علية عن ابن أبي عروبة عن عبد الله الداناج ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا يحيى بن حماد ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا عبد الله بن فيروز مولى ابن عامر الداناج ثنا حضين بن المنذر أبو ساسان قال: شَهِدْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَأُتِيَ بِالْوَلِيدِ قَدْ صَلَّى الصُّبْحَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: أَزِيدُكُمْ، فَشَهِدَ عَلَيْهِ رَجُلانِ ـ أَحَدُهُمَا حُمْرَانُ ـ أَنَّهُ شَرِبَ الْخَمْرَ، وَشَهِدَ آخَرُ أَنَّهُ رَآهُ يَتَقَيَّأُ، فَقَالَ عُثْمَانُ: إِنَّهُ لَمْ يَتَقَيَّأْ حَتَّى شَرِبَهَا، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، قُمْ فَاجْلِدْهُ، فَقَالَ عَلِيٌّ: قُمْ يَا حَسَنُ، فَاجْلِدْهُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا، فَكَأَنَّهُ وَجَدَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، قُمْ فَاجْلِدْهُ، فَجَلَدَهُ، وَعَلِيٌّ يَعُدُّ حَتَّى بَلَغَ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: أَمْسِكْ، ثُمَّ قَالَ: جَلَدَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ، وَعُمَرُ ثَمَانِينَ، وَكُلٌّ سُنَّةٌ، وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ.
(2) حيان بن حصين أبو الهياج الأسدى [حديث واحد]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/326)
قال مسلم فى ((كتاب الجنائز)) (1609): حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ لا تَدَعَ تِمْثَالاً إِلا طَمَسْتَهُ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلا سَوَّيْتَهُ.
(3) زر بن حبيش الأسدى عنه [حديث واحد]
قال مسلم فى ((كتاب الإيمان)) (113): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال: قَالَ عَلِيٌّ: وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ: ((أَنْ لا يُحِبَّنِي إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضَنِي إِلا مُنَافِقٌ)).
(4) شريح بن هانئ الحارثى عنه [حديث واحد]
قال مسلم فى ((كتاب الطهارة)) (414): حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن عمرو بن قيس الملائي عن الحكم بن عتيبة عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانئ قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله، فإنه كان يسافر مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسألناه، فقال: جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ.
(5) عامر أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى عنه [حديثان]
[الحديث الأول] قال مسلم فى ((كتاب اللباس)) (3910): حدثني محمد بن عبد الله بن نمير وأبو كريب جميعا عن ابن إدريس ثنا ابن إدريس سمعت عاصم بن كليب عن أبي بردة عن عَلِيٍّ قَالَ: نَهَانِي النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَجْعَلَ خَاتَمِي فِي هَذِهِ، أَوِ الَّتِي تَلِيهَا ـ لَمْ يَدْرِ عَاصِمٌ فِي أَيِّ الثِّنْتَيْنِ ـ، وَنَهَانِي عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَعَنْ جُلُوسٍ عَلَى الْمَيَاثِرِ.
[الحديث الثانى] قال مسلم فى ((كتاب الذكر والدعاء)) (4904): حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ثنا ابن إدريس سمعت عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلِ اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ سَدَادَ السَّهْمِ.
(6) عبد الله بن حنين الهاشمى عنه [حديث واحد]
قال مسلم فى ((كتاب اللباس)) (3874): حدثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ، وَالْمُعَصْفَرِ، وَعَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ، وَعَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الرُّكُوعِ.
(7) مسعود بن الحكم بن الربيع الأنصارى عنه [حديث واحد]
قال مسلم فى ((كتاب الجنائز)) (1599): حدثني زهير بن حرب ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت مسعود بن الحكم يحدث عن عَلِيٍّ قَالَ: رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَقُمْنَا، وَقَعَدَ فَقَعَدْنَا ـ يَعْنِي فِي الْجَنَازَةِ ـ.
ويتبع تفصيل وبيان بقية الأقسام، ومن الله العون والتوفيق.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:26 م]ـ
لله درك وعلى الله أجرك
سوف أعلمك بأهمية هذا الجهد الذي بذلته وسوف تفرح كثيرا بإذن الله لكن انتظر إن غدا لناظريه قريب
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[08 - 10 - 04, 05:15 م]ـ
يرفع رفع الله قدر الشيخ الألفى
في الكافي
مجموع روايات علي: 868
868 - 66 رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم = 802 المتبقى
مجموع روايات الحسن: 20
20 – 1 رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم = 19 المتبقى
مجموع روايات الحسين: 16
16 - 1 رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم = 15 المتبقى
مجموع روايات فاطمة: 2
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم = 0
فائدة
هذا في كتابهم الكافي "أعني الإمامية" فما بالك بغيره
مكانة الكافي عندهم
وقال المجلسي:" كتاب الكافي أضبط الأصول وأجمعها وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها "
[مرأة العقول 1/ 3]
وقال الفيض الكاشاني:" الكافي ... أشرفها وأوثقها وأتمها وأجمعها لاشتماله على الأصول من بينها وخلوه من الفضول وشينها"
[الوافي 1/ 6]
بل هم غصوا بكلام عبد الحسين شرف الدين الموسوي الذي قال:"وأحسن ما جمع منها الكتب الأربعة، التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي: الكافي، والتهذيب، والإستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها "
[المراجعات 370 مراجعة رقم 110]
فمن منا قصر في نقل تراث أهل البيت يا شيعة العالم؟
مع أن نقلنا صحيح صريح لا يتصادم مع كتاب الله ولا سنة مصطفاه عليه الصلاة والسلام
ونقلكم باطل ضعيف هزيل لا طعم ولا لون لا إسناد ولا توثيق مع ما فيها من غلو وكفر وشناعة.(32/327)
أريد منكم معاونة فى كيف يحفظ الإنسان أسانيد الأحاديث؟؟؟
ـ[ابن عمر أزهرى سلفى]ــــــــ[06 - 06 - 04, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم معاونة فى كيف يحفظ الإنسان أسانيد الأحاديث؟؟؟
بارك الله فيكم
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:15 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7645&highlight=%DA%C7%CF%E1+%C7%E1%D2%D1%DE%ED
ـ[ابن عمر أزهرى سلفى]ــــــــ[07 - 06 - 04, 05:06 م]ـ
شكراً لك أخى الحبيب
ولكن أريد أن أعرف هل هناك كتب تختص بهذا الموضوع وهو الأسانيد المشهورة والضعيفة وكيفية التفريق بينها؟؟؟
أدعوا الله أن تجاوبونى بسرعة بارك الله فيكم أهل الحديث(32/328)
ما رأيكم بهذا الاحتمال أيصح أم لا يصح؟!!
ـ[المقرئ.]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:49 م]ـ
مر علي من قديم حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه
رواه أحمد والترمذي وغيرهما
والحديث مداره على سعد بن إبراهيم واختلف عليه:
فمرة جاء عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
ومرة جاء عنه عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة ورجح هذا الوجه الترمذي والدراقطني
ومرة جاء عنه عن عمر بن أبي سلمة عن أبي هريرة به
وقد صحح الحديث يحيى بن سعيد وابن معين وحسنه الترمذي وقال أبو نعيم: صحيح ثابت
وإشكالي هو:
روى ابن حبان في صحيحه هذا الحديث
من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به
وهذا إسناد غاية
ولكن طرق إلي احتمال وشبهة أرجو كشفها وإزالتها فإنها تكاد تتغلغل في نفسي فإما أن تؤيدوها أو أن تردوها وقد حكمتكم فيها ولن أتجاوز رأيكم:
هذا الإسناد في نفسي منه شيء من وجوه:
1 - أن سعد بن إبراهيم هو زهري أيضا أفلا يكون رواية معمر أيضا هي عن سعد بن إبراهيم الزهري ولكنه اختصر هذا @ وذلك أن الحديث معروف بسعد بن إبراهيم
2 - ذكر الدارقطني في العلل طرق هذا الحديث ولم يذكر طريق الزهري هذا مع أهميته
3 - انتبه لهذا الأمر:
قال الدارقطني في العلل: رواه زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة لم يذكر فيه عمر واختلف عن صالح بن كيسان فقيل عنه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال ذلك محمد بن عبد الله الرقاشي عن مسلم بن خالد عنه وسعد بن إبراهيم زهري فإن كان أراد بقوله الزهري سعد بن إبراهيم وإلا فقد وهم.]
فانتبه لقول الدارقطني: [وسعد بن إبراهيم زهري فإن كان أراد بقوله الزهري سعد بن إبراهيم وإلا فقد وهم.]
وكأن الدارقطني - وكأن - يرى استبعاد مجيئه من طريق الزهري محمد بن شهاب
4 - على كثرة تلاميذ الزهري لم يرو هذا عنه إلا معمرا مما قد يقوي الاحتمال
ولكن يشكل على هذا الوارد أو إن شئت سمه الخاطر أن معمرا لم يعرف بالرواية عن سعد بن إبراهيم بل لا يكاد يوجد له إلا حديث أو حديثان
وكذلك أيضا: معمر معروف بالرواية عن الزهري والإكثار منه
لا أريد الإطالة فأخوكم مسترشد وسائل لا غير
أخوكم: المقرئ
ـ[المقرئ.]ــــــــ[05 - 12 - 04, 04:18 م]ـ
للرفع والتوجيه
وأذكر فائدة عزيزة من أجل هذا الرفع:
هو أن طريق شعبة عن سعد بن إبراهيم به كل من خرجه يذكره معلقا عند البيهقي ولا يذكره موصولا
ولا أعلمه موصولا إلا في كتاب غرائب شعبة لابن المظفر لا غير
عموما هل تبين لأحد وجهة ما ذكرته؟
المقرئ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 04, 04:46 م]ـ
شيخنا الحبيب
بارك الله فيكم
وهذا هو اسناده عند ابن حبان
(أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين)
وهذا من مسند إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
قال ابن عبدالبر
(ذكر عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة قال قال رسول الله عرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة ومزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن محسر ومنى كلها منحر وللحاج مكة كلها منحر)
وهذا الحديث في مسند اسحاق عن عبدالرازق
وهو غريب
يراجع ترجمة اسحاق بن ابراهيم الحنظلي
ففي بعض مرويات اسحاق بن ابراهيم الحنظلي عن عبدالرزاق غرائب والله أعلم
من ذلك حديث ذات عرق
وهذا الموضوع كنت أود طرحه
ولاأدري هل الخطأ من اسحاق أو من عبدالرزاق حال تحديثه لاسحاق
وهذا يوجب نوع توقف في مثل هذا الحديث وهل ورد في بقية كتب السنة
ونحو ذلك
والمسألة تحتاج مزيد بسط
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 12 - 04, 06:28 م]ـ
الشيخ الفاضل ..
كنت قد حبرت رداً غير أن الحاسب أصابته سكتة فجمح عن الاستجابة .... فضاع!
وخلاصته أن جمع كبير من الحفاظ رجح الرواية من حديث عمر منهم يحيى بن معين وابن عدي ومن المتأخرين ابن التركماني في تعليقاته على البيهقي، وقد ضعفه أشار لضعفه البيهقي في النكاح لكونه من طريق عمر، وغير هؤلاء بالإضافة إلى من ذكرتم.
وما انقذف في روعكم له وجاهة، بيد أنه أشكل علي قول ابن عبد البر: "قال أحمد بن زهير سئل يحيى بن سعيد عن هذا الحديث فقال هو صحيح. وسئل عن عمر ابن أبي سلمة فقال: ضعيف الحديث.
وقال علي بن المديني عن يحيى القطان كان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة".
فهذا يومي إلى وقوف القطان على أصل آخر له والله أعلم، فإن صح فلا يبعد أن يكون طريق معمر عن الزهري صحيح، وتفرد معمر عن الزهري -باطراح رواية بن كيسان- إن ثبت فلعله لاختصاص معمر به فهو ثاني اثنين فيه، بل بعضهم قدمه على مالك فيه ومن كان بمثل هذا الاختصاص فلايبعد سماعه لما لم يسمعه غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/329)
ـ[المقرئ.]ــــــــ[08 - 12 - 04, 05:04 م]ـ
شيخنا المبدع المفيد: ابن وهب وفقه الله
لازلت مقتنعا بأن الله أعطاك فهما ثاقبا أعانك الله على شكر مسديه وزادك فهما وفقها وتقوى
لم يطرأ على بالي هذا الاحتمال ولعلي أزيده بحثا
والمهم في الموضوع أنك توافقني أن في الإسناد إشكالا
شيخنا حارث وفقه الله: [عندنا مثل يقول " أبشر جاك ولد ومات " وهو أنت فرحتني الرد ثم حال الجهاز بيني وبينه أصلحه الله]
لا أعتقد أن في مسألة التصحيح والتضعيف علاقة قوية في صحة الإسناد أو خطئه
فالحديث صححه ابن معين، والقطان وحسنه الترمذي، وأبو نعيم وابن حبان والحاكم والبغوي
وضعفه ابن حزم
وما أريده أن تتأمل ما يلي:
إسناد معمر: عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
والأئمة عند ذكرهم لهذا الحديث لا يذكرون إلا رواية عمر بن أبي سلمة
ولو كان الطريق محفوظة لم يلجأوا إلى عمر بن أبي سلمة في هذه الرواية
أليس هذا مشكلا
محبكما: المقرئ
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 12 - 04, 06:14 م]ـ
شيخنا الحبيب، كلامكم وجيه ولكن كيف تفسرون -أحسن الله إليكم- تصيح يحيى بن سعيد له، إذا كان من طريق عمر فقط، وعمر ضعيف عنده؟
ـ[المقرئ.]ــــــــ[08 - 12 - 04, 08:40 م]ـ
شيخنا حارث:
الحديث ليس فقط من طريق عمر بل كما تعلمون:
روى أحمد والترمذي وغيرهما
من طريق سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
رواه عن سعد: زكريا بن أبي زائدة وصالح بن كيسان
فلعل الإمام يحيى رأى أنه ثبت من الطريقين فعضد طريق عمر
محبكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 12 - 04, 09:21 م]ـ
بل كنت أجهله فشكر الله لكم التعليم والتنبيه.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[08 - 12 - 04, 10:02 م]ـ
شيخنا حارث: لله درك كيف استطعت قولها في هذا الزمن ومن مثلك!! من شيوخ الملتقى -علم الله لو كنت مشرفا لثبت هذه المشاركة فقط لا الموضوع
لو تعلم أثرها على نفسي لعلمت أن ما أسديته لي لا يساوي معشار ما أفدتك في هذا الموضوع
{بل كنت أجهله فشكر الله لكم التعليم والتنبيه.}
آه ما أحلاها وما أقساها .... ليت لي لسانا هواها، وفؤادا كيفما مضى ما قلاها
ـ[الموسوي]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:42 ص]ـ
أخي المقريء زادك الله فهما وتسديدا ونفعك بعلمك:
ما ذكرته وجيه جدا, ومما قد يُسعفك-والله أعلم-أن رواية ابن حبان من طريق إسحاق بن إبراهيم, وهو الدبري ولا يخفى عليك ما قيل في روايته عن عبد الرزاق, وقيل: إنه صحف عنه أشياء هذا أونحوه, فلعل هذا منها.
ولأحد الحفاظ المغاربة كتابا في ذكر ما صحفه الدبري في المصنف, لا يحضرني اسم المؤلَّف ولا مؤلِّفه, وتجده في الجذوة أو البغية.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 12 - 04, 01:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
شيخنا الموسوي وفقه الله
اسحاق بن ابراهيم هو اسحاق بن ابراهيم الحنظلي
وهذا الحديث خرجه ابن حبان من مسند اسحاق (قطعا)
=========
شيخنا الحبيب المقرىء وفقه الله
الأخ الكريم (حارث همام) معروف عنه هذا فهو يتواضع مع من ه دونه بمراحل
فكيف يكون حاله مع المشايخ والفضلاء أمثالكم
وسبق أن ذكر مثل هذا الكلام في مواطن شتى
ودائما يقول لاأعلم ويشكر كل من دله على شيء
ولايقول لشيء لايعلمه او لم يكن يعلمه (كنت أعلمه)
فالأخ الفاضل (حارث همام) من خيرة الأعضاء في الملتقى
-------
وأما المسألة فهي بحاجة إلى مزيد بحث(32/330)
مسألة في البيوع (محطات النزين مثلا)
ـ[البدر المنير]ــــــــ[07 - 06 - 04, 12:52 ص]ـ
تعلمون انه انتشر في كثير من المحطات توزيع علب مناديل لمن يعبئ بـ 20 ريال مثلا
وهذا يجر الى امور:
1 - جلب السوق الى هذه المحطات مما قد يضر بالمحطات الأخرى
2 - أن هذا قد يكون من هدايا الضرار.
ما رأي الإخوة؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:59 ص]ـ
هذه هبة أخي الحبيب ليس فيها شيئا بأذن الله.
ومسألة الاضرار فليس فيها اضرار، والا كانت الدعاية اشد اضرار.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[07 - 06 - 04, 11:30 ص]ـ
الشيخ المتمسك بالحق
كيف (((والا كانت الدعاية اشد اضرار.)))؟؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 12:04 م]ـ
لان من قال بتحريم مثل هذه الهبات قال ان فيها إضرار ببقية التجار الذين لايهدون.
أي أن المحطة التى تعطي هذه الهدايا تضر المحطات التى لاتعطي مثل هذه الهدايا، لان الناس سوف يقبلون على التى تعطي.
نقول فأن الدعايات الكبار مآلها واحد اذ انها تجعل الناس يقبلون على المحطات ذات الدعاية دون غيرها.
وكذا كل طرق التسويق المعروفة، لان أصحاب علم التسويق يجعلون هذه الهدايا من وسائل التسويق المعروفة.
وللجنة الدائمة فتوى بجواز هذا النوع من الهدايا مثل تجميع الكوبونات وفتواهم قائلة بالجواز.(32/331)
حديث انتشر على النت .. فما صحته؟!
ـ[طالبة علم]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:57 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر حديث فى الآونة الاخيرة بكثرة على النت ونريد نعرف درجته من الصحة سأنقل لكم الرسالة كاملة كما جاءت .. أسأل الله أن يتقبل منكم ويزيدكم علما وفضلا ... وجزاكم الله خيرا
__________________________________
الرجاء قراءة الموضوع بالكامل
جهنم
.أسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما نقرأ. . .
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((مالي أراك متغير اللون)) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها.
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها ..
حرّها شديد، و قعرها بعيد، و حليها حديد، و شرابها الحميم و الصديد، و ثيابها مقطعات النيران، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((أهي كأبوابنا هذه؟!))
قال: لا، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة، ويُسحَبُ على وجهه، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سكّان هذه الأبواب؟!))
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون، و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ، و المجوس، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع؟))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا. فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: ((يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي، و اشتدّ حزني، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار؟؟؟))
قال: نعم، أهل الكبائر من أمتك. .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل ..
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى.
فلما كان اليوم الثالث، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/332)
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. .
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان علي رضي الله عنه غائباً، فقال: يا ابنة رسول الله، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول ..
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت: يا رسول الله أنا فاطمة، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: ((ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني؟ افتحوا لها الباب))
ففتح لها الباب فدخلت، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك؟!
فقال: ((يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم، و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي، فذلك الذي أبكاني و أحزنني))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها؟!
قال: ((بلى تسوقهم الملائكة إلى النار، و لا تَسْوَدّ وجوههم، و لا تَزْرَقّ أعينهم، و لا يُخْتَم على أفواههم، و لا يقرّنون مع الشياطين، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة؟!
قال: ((أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه، و كم من شاب قد قُبض على لحيته، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه، حتى يُنتهى بهم إلى مالك، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم!!
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..
فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم؟!
وروي في خبر آخر: أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا: وامحمداه، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته، فيقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن، ونحن ممن يصوم رمضان. فيقول لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا: نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
فيقول لهم مالك: أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى .. فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا، فيأذن لهم، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع، فيبكون الدم، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم ..
فيقول مالك للزبانية: ألقوهم .. ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم: لا إله إلا الله، فترجع النار عنهم، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول: كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان .. فيبقون ما شاء الله فيها، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم. فيقول انطلق فانظر ما حالهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/333)
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له، فيقول له يا جبريل: ماأدخلك هذا الموضع؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم، قد أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان.
فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم. قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون: من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه؟ فيقول مالك: هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا.
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم.
فيقول: هل سألوك شيئاً؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم. فيقول الله تعالى: انطلق فأخبره ..
فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب، فيقول: يا محمد. . قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا.
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
فيقول الله تعالى: ارفع رأسك، و سَلْ تُعْطَ، و اشفع تُشفّع.
فيقول: ((يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم))
فيقول الله تعالى: قد شفّعتك فيهم، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله. فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول: ((يا مالك ما حال أمتي الأشقياء؟!))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم. فيقول محمد صلى الله عليه وسلم: ((افتح الباب و ارفع الطبق))، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار"، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله تعالى:
رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {[الحجر:2]
*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه))
* و قال: ((إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً))
* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية:} وَ إِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ {[الحجر:43]، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة أيام، لا يُقدر عليه حتى جيء به.
اللهم أَجِرْنَا من النار .. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار ..
اللهم أجر مرسلها من النار .. اللهم أجرنا والمسلمين من النار ..
آمين. . آمين. . آمين
** انشرها و لك الدعاء و الأجر إن شاء الله تعالى
_____________________________
ننتظر الرد ......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:22 ص]ـ
أورد الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة حديثا قريبا منه عن عمر بن الخطاب، وقال: موضوع. (رقم 91)
قلت: آثار الوضع بادية على هذا النص، وفي الأيات القرآنية الكريمة والأحاديث الصحيحة ما يغني عن مثله.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:23 ص]ـ
قلت: هذا حديث موضوع كذب.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 89 - 91/ 2583) من طريق سلام الطويل، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن عدي بن عدي الكندي قال: قال عمر بن الخطاب: [فذكر الحديث بطوله].
قلت: هذا إسناد تالف؛ فيه علتان:
الأولى: سلام الطويل؛ قال الحافظ ابن حجر: "متروك".
الثانية: الانقطاع بين عدي الكندي، وبين عمر بن الخطاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/334)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:41 ص]ـ
تفضلوا هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=19895&highlight=%C7%E1%E1%E5%E3+%C3%CC%D1%E4%C7+%E3%E4+% C7%E1%E4%C7%D1
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[08 - 06 - 04, 09:47 ص]ـ
طالبة علم
خرجتُ الحديثَ وذكرتُ ثلاثَ وقفاتٍ معهُ، وإليكِ الرابط:
http://alsaha2.fares.net/sahat?128@40.txbjlaxdH2G.14@.1dd5b095(32/335)
هل من معين لاستيعاب طرق هذا الحديث؟؟؟
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:03 ص]ـ
ردت في السيرة القصة المشهورة للحباب بن المنذر في غزوة بدر وفيها قال للرسول صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله أهذا منزل أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه ولا أن نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة…”. فقال صلى الله عليه وسلم: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة".
وأنا أعلم أن الشيخ الألباني رحمة الله قد ضعفها في تخريجه لأحاديث فقه السيرة النبوية لمحمد الغزالي. لكني لم أر بعد من استوعب أسانيدها حتى نرى هل يمكن أن تنجبر وترتقي إلى درجة الحسن أم لا، وخصوصا أن جماهير الأصوليين ورجال السيرة يوردونها.
فعسى أن يعين الإخوة الأكارم على ذلك، وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[10 - 07 - 04, 02:01 ص]ـ
لم أتلق بعد أي مساعدة على استيعاب طرق هذا الحديث. فهل هو فعلا ضعيف لإرساله؟ أم أنه يمكن أن ينجبر؟(32/336)
(سؤال) من يُقدّم للإمامة؟
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:16 ص]ـ
تنازع اثنان من الاخوة الاشقاء على الامامة
الأصغر احفظ من الاكبر، فمن يقدم؟؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:18 ص]ـ
" يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله "
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:21 ص]ـ
نعم بارك الله فيك، و لكن الاخر الاكبر يستدل بحديث (كبّر، كبّر) المتفق عليه، و هنا حصل التنازع، فما العمل؟!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:22 ص]ـ
وإنما يقدم الأكبر إذا استويا في القرآن والسنة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانت قراءتهم سواء: فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء: فليؤمهم أكبرهم سنا ".
رواه مسلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:23 ص]ـ
و " كبر كبر "
في التكلم والإعطاء لا في التقديم للإمامة كما هي مناسبة الحديث
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:25 ص]ـ
أحسن الله اليك و جزاك خيرا و نفعك بما كتبت
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:33 ص]ـ
عن سهل بن أبي حثمة قال: انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر وهي يومئذ صلح فتفرقا فأتى محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشمط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن بن سهل ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذهب عبد الرحمن يتكلم فقال: كبِّر كبِّر، وهو أحدث القوم، فسكت، فتكلما، فقال: تحلفون وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم قالوا وكيف نحلف ولم نشهد ولم نر قال فتبريكم يهود بخمسين فقالوا كيف نأخذ أيمان قوم كفار فعقله النبي صلى الله عليه وسلم من عنده ".
وفي لفظ:
" فتكلم عبد الرحمن في أمر أخيه وهو أصغر منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر الكبر، أو قال: ليبدأ الأكبر، فتكلما في أمر صاحبهما ".
متفق عليه
قال البخاري:
باب دفع السواك إلى الأكبر
وقال عفان: حدثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أراني أتسوك بسواك فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر فناولت السواك الأصغر منهما فقيل لي: كبِّر فدفعته إلى الأكبر منهما.
متفق عليه
قال الحافظ:
قوله: (أراني) بفتح الهمزة من الرؤية , ووهم من ضمها. وفي رواية المستملي " رآني " بتقديم الراء والأول أشهر , ولمسلم من طريق علي بن نصر الجهضمي عن صخر " أراني في المنام " وللإسماعيلي " رأيت في المنام " فعلى هذا فهو من الرؤيا.
قوله: (فقيل لي) قائل ذلك له جبريل عليه السلام كما سيذكر من رواية ابن المبارك.
قوله: (كبر) أي قدم الأكبر في السن.
....
وقد رواه جماعة من أصحاب ابن المبارك عنه بغير اختصار أخرجه أحمد والإسماعيلي والبيهقي عنهم بلفظ " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن , فأعطاه أكبر القوم , ثم قال: إن جبريل أمرني أن أكبر " , وهذا يقتضي أن تكون القضية وقعت في اليقظة.
ويجمع بينه وبين رواية صخر:
أن ذلك لما وقع في اليقظة أخبرهم صلى الله عليه وسلم بما رآه في النوم تنبيها على أن أمره بذلك بوحي متقدم , فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظ بعض.
ويشهد لرواية ابن المبارك ما رواه أبو داود بإسناد حسن عن عائشة قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستن وعنده رجلان , فأوحى إليه أن أعط السواك الأكبر ".
قال ابن بطال:
فيه: تقديم ذي السن في السواك , ويلتحق به الطعام والشراب والمشي والكلام.
وقال المهلب:
هذا ما لم يترتب القوم في الجلوس , فإذا ترتبوا فالسنة حينئذ تقدم الأيمن , وهو صحيح , وسيأتي الحديث فيه في الأشربة.
" فتح الباري "(32/337)
تراجم شيوخ الطبرانى
ـ[ياسر30]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:31 ص]ـ
كيف لى بتراجم كاملة لشيوخ الطبرانى
ـ[الفضيل]ــــــــ[07 - 06 - 04, 06:49 م]ـ
الذي أعرف أن الشيخ عبدالأول بن حماد الأنصاري
يجمع شيوخ الطبراني
وقد أخبرني منذ مدة طويلة أنه وصل إلى المحمدين
فلعلك ترجع إليه فسيفيدك إن شاء الله
وفقك الله تعالى(32/338)
ما معنى كلام شيخ الإسلام هذا؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:43 ص]ـ
قال شيخ الإسلام رحمه الله (والأصل في الصفة أن تكون لتقييد الموصوف لا لتوضيحه) و كلامه هذا في اقتضاء الصراط، الجزء 1، صفحة 112.
فالرجاء من الإخوة الأفاضل ممن عنده علم بهذه المسألة أن يفيدنا مشكورا مأجورا إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:53 م]ـ
الأخ الشيخ عبد الرحمن بن طلاع المخلف حفظه الله تعالى ونفعنا به
لعل شيخ الإسلام رحمه الله أراد أن أصل الصفة قيد يلزم منه حكم لا مجرد توضيح
ومثل هذا (أي الذي للتوضيح) يسميه الفقهاء في العادة (وصفا كاشفا)
ومثاله قوله تعالى (وربائبكم التي في حجوركم)
فهل كونهن في الحجور علة في الحكم أم لا، فيه خلاف داود والله أعلم.
فأراد شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أن يقول إن قوله صلى الله عليه وسلم (مثل الأعاجم) علة في الحكم جريانا على الأصل في الصفة.
ويقال مثل هذا في قوله صلى الله عليه وسلم (ولا ألبس القميص المكفف بالحرير)
وقد استخدم هذا التفريق شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بعد صفحة واحدة من موضع كلامه (ص111 الفكر) فقال رحمه الله تعالى بعد ذكر قوله صلى الله عليه وسلم .....
(أما السن: فعظم، وأما الظفر: فمدى الحبشة).
قال شيخ الإسلام رحمه الله
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الذبح بالظفر، معللاً بأنها مدى الحبشة، كما علل السن: بأنه عظم.
وقد اختلف الفقهاء في هذا، فذهب أهل الرأي: إلى أن علة النهي كون الذبح بالسن والظفر يشبه الخنق، أو هو مظنة الخنق، والمنخنقة محرمة، وسوغوا على هذا، الذبح بالسن والظفر المنزوعين، لأن التذكية بالآلات المنفصلة المحددة، لا خنق فيه، والجمهور منعوا من ذلك مطلقاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم: استثنى السن والظفر مما أنهر الدم، فعلم أنه من المحدد الذي لا يجوز التذكية به، ولو كان لكونه خنقاً، لم يستثنه، والمظنة إنما تقام مقام الحقيقة إذا كانت الحكمة خفية أو غير منضبطة، فأما مع ظهورها وانضباطها فلا.
وأيضاً - فإنه مخالف لتعليل رسول الله صلى الله عليه وسلم المنصوص في الحديث، ثم اختلف هؤلاء، هل يمنع من التذكية بسائر العظام، عملاً بعموم العلة؟ على قولين، في مذهب أحمد وغيره.
وعلى الأقوال الثلاثة: فقوله صلى الله عليه وسلم: (وأما الظفر فمدى الحبشة)، بعد قوله: (وسأحدثكم عن ذلك)، يقتضي أن هذا الوصف - وهو كونه مدى الحبشة - له تأثير في المنع: إما أن يكون علة، أو دليلاً على العلة، أو وصفاً من أوصاف العلة، أو دليلها، والحبشة في أظفارهم طول، فيذكون بها دون سائر الأمم، فيجوز أن يكون نهى عن ذلك: لما فيه من مشابهتهم فيما يختصمون به.
أخوك أبو بكر.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[08 - 06 - 04, 01:46 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخ أبا بكر.
الصفة تأتي موضحة و مخصصة و مؤكدة و غيرها من المعاني التي ذكرها النحويون.
فالذي يظهر لي و الله أعلم أن مراد الشيخ رحمه الله أن الصفة متى ما لم يترجح وجهها وجب حملها على التخصيص و هو ما عبر عنه بالتقييد لأنه الأصل و علة أنه أصل أن التخصيص زيادة حكم.
و أما التوضيح فهو بيان للحكم لا زيادة فيه و هو من باب التأكيد فالتخصيص تأسيس و التوضيح تأكيد فيقدم التأسيس على التأكيد ترجيحا بهذه القاعدة العامة و الأصل الذي ذكره شيخ الإسلام فرع من هذه القاعدة.
و الله أعلم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 05:56 م]ـ
روى أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث عياش بن عباس عن أبي الحصين المصري يعني الهيثم بن شفي قال خرجت أنا وصاحب لي يكنى أبا عامر رجل من المعافر لنصلي بإيلياء وكان قاصهم رجل من الأزد يقال له أبو ريحانة من الصحابة قال أبو الحصين فسبقني صاحبي إلى المسجد ثم ردفته فجلست إلى جنبه فسألني هل أدركت قصص أبي ريحانة قلت لا قال سمعته يقول نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عشر عن الوشر والوشم والنتف وعن مكامعة الرجل الرجل بغير شعار ومكامعة المرأة المرأة بغير شعار وأن يجعل الرجل بأسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم أو يجعل على منكبيه حريرا مثل الأعاجم وعن النهبى وركوب النمور ولبوس الخاتم إلا لذي سلطان وفي رواية عن أبي ريحانة قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
وهذا الحديث محفوظ من حديث عياش بن عباس رواه عنه المفضل ابن فضالة وجيوة بن شريح المصري ويحيى بن أيوب وكل منهم ثقة وعياش بن عباس روى له مسلم وقال يحيى بن معين ثقة وقال أبو حاتم صالح وأما أبو الحصين الهيثم بن شفي قال الدارقطني شفي بفتح الشين وتخفيف الفاء وأكثر المحدثين يقولون شفي وهو غلط وأبو عامر الحجري الأزدي فشيخان قد روى عن كل واحد منهما أكثر من واحد وهما من الشيوخ القدماء
وهذا الحديث قد أشكل على أكثر الفقهاء من جهة أن يسير الحرير قد دل على جوازه نصوص متعددة ويتوجه تحريمه على الأصل وهو أن يكون صلى الله عليه و سلم إنما كره أن يجعل الرجل بأسفل ثيابه أو على منكبيه حريرا مثل الأعاجم فيكون المنهي عنه نوعا كان شعارا للأعاجم فنهى عنه لذلك لا لكونه حريرا فإنه لو كان النهي عنه لكونه حريرا لعم الثوب كله ولم يخص هذين الموضعين ولهذا قال فيه مثل الأعاجم والأصل في الصفة أن تكون لتقييد الموصوف لا لتوضيحه
الكلام واضح بحمد الله فيسير الحرير جائز للحاجة والمقصود هنا ليس تحريمه وإنما تقييد المحرم منه وهو ما كان على الصفة المذكورة فقوله مثل الأعاجم صفة أريجد بها التقييد لا التوضيح فلو أريد التوضيح لعم كل ما كان يسيرا
والله أعلم(32/339)
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا .. وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون، كيف الجمع؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون (الشعراء)،
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا (الفرقان)،
ظاهر هاتين الآيتين الكريمتين التعارض، فكيف يجمع المفسّر بينهما؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:40 م]ـ
قوله تعالى (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ) (الشعراء: 208).
المراد هنا أن الله تعالى لا يعاقب أمة إلا و يقيم عليها الحجة كما قال تعالى (مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء: 15).
و قوله تعالى (وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ) (الحجر: 4).
و قال (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى) (طه: 134).
فهذه الآيات تدل على أن الله تعالى لا يهلك قرية إلا و يرسل إليها من ينذرها و ليس من شرط الإنذار هنا أن يأتيهم رسول بنفسه لينذرهم و لكن المراد أن تأتيهم نذارة الرسل.
و كذلك ليس من شرط إقامة الحجة أن تبلغ الرسالة كل فرد بل متى بلغت الرسالة بلاغا عاما بحيث من تمكن منها و كان مريدا للحق قبلها فقد أقيمت الحجة على من لم يؤمن بسبب إعراضه عن الحجة و إن لم تبلغه.
فعلى هذا ليس هناك أي تعارض بين الآيتين لأن المراد بآية الشعراء إقامة الحجة و أقامتها كما ذكرنا ليس من شرطه أن يبلغها الرسول بنفسه.
و في آية الفرقان المريد بالنذير الرسول نفسه فإن الله تعالى لم يرسل لكل قوم رسول و لكن تقوم الحجة في أصل الدين بأي رسول و إن لم يبعث إلا إلى قومه لأن الإسلام العام لا يخص قوم دون و إنما يجب على الأمم جميعا بخلاف الشرائع فأنها تجب على من أرسل إليهم الرسول لذا أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء أخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد).
دينهم واحد أي الإسلام العام كما قال تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (النحل: 36).
فالآية عامة في كل الأمم فكل أمة أتاهم رسول دعاهم إلى أصل الدين و معلوم أن ليس كل أمة أتاها رسول فكل رسول أتى دعوته إلى الإسلام العام تعم كل أمة.
و أما قوله صلى الله عليه و سلم (و أمهاتهم شتى) أي شرائعهم و هذه الشرائع لا تلزم كل أمة و لكن تلزم الأمة التي بعث فيها كما قال تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (المائدة: 48).
ثم لما بعث النبي صلى الله عليه و سلم بعث إلى الناس كافة و نسخت شريعته جميع الشرائع كما في آية المائدة السابقة ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ..... ).
و هذه الهيمنة في الشرائع لا في الأصول لأن الأصول واحدة و هذه الأصول لا تنسخ باتفاق الملل.
و الله اعلم.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:48 م]ـ
معنى أية الشعراء مختلف تماما عن معنى آية الفرقان بدلالة السياق الذي وردت فيه كل واحدة منهما.
يقول القرطبي في تفسيره: "القول في تأويل قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون} يقول تعالى ذكره: {وما أهلكنا من قرية} من هذه القرى التي وصفت في هذه السور {إلا لها منذرون} يقول: إلا بعد إرسالنا إليهم رسلا ينذرونهم بأسنا على كفرهم وسخطنا عليهم "
وقال ابن كثير في تفسيره: "ثم قال تعالى مخبرا عن عدله في خلقه أنه ما أهلك أمة من الأمم إلا بعد الإعذار إليهم والإنذار لهم وبعثه الرسل إليهم وقيام الحجة عليهم ولهذا قال تعالى " وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين " كما قال تعالى: " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " وقال تعالى " وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا " - إلى قوله - " وأهلها ظالمون " ".
فالمقصود من الأية أن القرى لا تهلك عبثا وإنما بعد أن تنذر وتكذب بمنذريها. أما آية سورة الفرقان فهي تشير إلى معنى مغاير لا علاقة له بالقرى التي نزل عليها عقاب الله لتكذيبها برسلها، بل هي تشير إلى حقيقة أن الرسول صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى جميع القرى التي أدركته والتي لم تدركه، وأن مشيئة الله اقتضت أن يكون رسولهم جميعا، يقول تعالى: "ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا، فلا تطع الكافرين، وجاهدهم به جهادا كبيرا".
يقول القرطبي: "القول في تأويل قوله تعالى: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا} يقول تعالى ذكره: ولو شئنا يا محمد لأرسلنا في كل مصر ومدينة نذيرا ينذرهم بأسنا على كفرهم بنا , فيخف عنك كثير من أعباء ما حملناك منه , ويسقط عنك بذلك مؤنة عظيمة , ولكنا حملناك ثقل نذارة جميع القرى ; لتستوجب بصبرك عليه إن صبرت ما أعد الله لك من الكرامة عنده , والمنازل الرفيعة قبله"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/340)
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[07 - 06 - 04, 04:11 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
فكما تعلم أخي ان التعارض يستحيل ان يكون حقيقياً.
اما بالنسبة للآية الاولى فمعنى "منذرون" فيها هم الرسل صلوات الله عليهم و على نبينا فإن كان الامر كذلك فالآية إذن تتحدث عن الأمم الذين كانوا قبل الرسول صلى الله عليه وسلم حيث انه لا نبياً بعده صلى الله عليه وسلم، واما الآية الثانية فمعناها كما قال الامام بن جرير الطبري "ولو شئنا يا محمد لأرسلنا في كل مصر ومدينة نذيرا ينذرهم بأسنا على كفرهم بنا , فيخف عنك كثير من أعباء ما حملناك منه , ويسقط عنك بذلك مؤنة عظيمة , ولكنا حملناك ثقل نذارة جميع القرى ; لتستوجب بصبرك عليه إن صبرت ما أعد الله لك من الكرامة عنده , والمنازل الرفيعة قبله " وهذا في أمته هو دون من كان قبله من الرسل عليه الصلاة والسلام.
وأنصحك أخي بسماع شرح الشيخ محمد إسماعيل لكتاب دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب لكاتبه الشيخ محمد أمين الشنقيطي – رحمه الله - إن كنت مهتم بمشكل القرآن. فهذه السلسلة فيها خير كثير ولله الحمد. تجدها هنا http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1544
هي مقسمه على 95 جزء لكن يوجد منهم ما هو دقيقتين فقط
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[07 - 06 - 04, 07:22 م]ـ
وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون
لعل في هذه الاية تقريب لفهم هذا الاشكال
قال الشوكاني: ((أي وما صح ولا استقام أن يكون الله مهلك القرى الكافرة: أي الكافر أهلها حتى يبعث في أمها رسولاً ينذرهم ويتلوا عليهم آيات الله الناطقة بما أوجبه الله عليهم وما أعده من الثواب للمطيع والعقاب للعاصي \\\ ثم قال \\\ ومعنى أمها: أكبرها وأعظمها، وخص الأعظم منها بالبعثة إليها، لأن فيها أشراف القوم، وأهل الفهم والرأي، وفيها الملوك والأكابر، فصارت بهذا الاعتبار كالأم لما حولها من القرى)).
وهذا نقل جميل لشيخ الاسلام بن تيمية في شرح العمده ((قال تعالى و ما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا و قال تعالى لأنذركم به و من بلغ فالإنذار لمن بلغه القرآن بلفظه أو معناه فإذا بلغته الرسالة بواسطة أو بغير واسطة قامت عليه الحجة و انقطع عذره)).
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:55 م]ـ
قوله تعالى (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً) (الفرقان: 51).
قال ابن جرير رحمه الله في هذه الآية (الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلّ قَرْيَة نَذِيرًا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: وَلَوْ شِئْنَا يَا مُحَمَّد لَأَرْسَلْنَا فِي كُلّ مِصْر وَمَدِينَة نَذِيرًا يُنْذِرهُمْ بَأْسنَا عَلَى كُفْرهمْ بِنَا , فَيَخِفّ عَنْك كَثِير مِنْ أَعْبَاء مَا حَمَّلْنَاك مِنْهُ , وَيَسْقُط عَنْك بِذَلِكَ مُؤْنَة عَظِيمَة , وَلَكِنَّا حَمَّلْنَاك ثِقَل نِذَارَة جَمِيع الْقُرَى ; لِتَسْتَوْجِب بِصَبْرِك عَلَيْهِ إِنْ صَبَرْت مَا أَعَدَّ اللَّه لَك مِنَ الْكَرَامَة عِنْده , وَالْمَنَازِل الرَّفِيعَة قِبَله ,).
و قال ابن كثير (يَقُول تَعَالَى: " وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلّ قَرْيَة نَذِيرًا " يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَلَكِنَّا خَصَصْنَاك يَا مُحَمَّد بِالْبَعْثَةِ إِلَى جَمِيع أَهْل الْأَرْض وَأَمَرْنَاك أَنْ تُبَلِّغهُمْ هَذَا الْقُرْآن" لِأُنْذِركُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " " وَمَنْ يَكْفُر بِهِ مِنْ الْأَحْزَاب فَالنَّار مَوْعِده " " لِتُنْذِر أُمّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلهَا " " قُلْ يَا أَيّهَا النَّاس إِنِّي رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا" وَفِي الصَّحِيحَيْنِ " بُعِثْت إِلَى الْأَحْمَر وَالْأَسْوَد " وَفِيهِمَا" وَكَانَ النَّبِيّ يُبْعَث إِلَى قَوْمه خَاصَّة وَبُعِثْت إِلَى النَّاس عَامَّة ".).
و نقلت هذين التفسيرين لهذه الآية لأبين ما قد يقع في وهل بعض من قرأ قولي في هذه الآية (و في آية الفرقان المريد بالنذير الرسول نفسه فإن الله تعالى لم يرسل لكل قوم رسول و لكن تقوم الحجة في أصل الدين بأي رسول و إن لم يبعث إلا إلى قومه لأن الإسلام العام لا يخص قوم دون و إنما يجب على الأمم جميعا بخلاف الشرائع فأنها تجب على من أرسل إليهم الرسول).
فتفسير ابن جرير و ابن كثير رحمهما نظرا فيه إلى سياق الآيات فبعد آية الفرقان (51) قال تعالى (فلا تطع الكافرين و جاهدهم به جهادا كبيرا) و هذا الخطاب للنبي صلى الله عليه و سلم فقيدا عموم آية الفرقان بسياق الآيات أي أن الخطاب كان للنبي صلى الله عليه و سلم و أن الله تعالى كان قادرا على أن يبعث في كل قرية نذيرا و لكن أرسل الرسول صلى الله عليه و سلم للناس كافة و هذا المعنى صحيح لا غبار عليه و لكن لا يعني أنه هو الوحيد الذي يستفاد من هذه الآية فقوله تعالى (ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرًا) أي أن الله تعالى لم يبعث في كل قرية رسولا و كلام الله تعالى هذا مكانه قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم أي أن الله تعالى قبل بعثتك لم يبعث في كل قرية رسولا و هذا واضح من هذه الآية ثم لما بعثك بعثك للناس كافة و كان قادرا على أن لا يبعثك للناس كافة و يبعث في كل قرية رسولا فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب و كذلك السياق و إن كان يدخل المعنى المساق له و لكن لا يمنع دخول غيره فمن فهم أن تفسير الآية هو ما قرره ابن جرير و ابن كثير فقط فقد أخطأ.
فظاهر الآية عام أن الله تعالى لم يبعث في كل قرية رسولا و يدخل فيها دخولا أوليا ما سيق له من معنى فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب و هذه القاعدة أعم من ذلك فكل تخصيص للعموم لا يمنع دخول معاني أخرى في هذا العموم.
و الله أعلم.(32/341)
الزهرى عن مالك بن يخامر السكسكى
ـ[ياسر30]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:26 م]ـ
هل سمع الزهرى من مالك بن يخامر السكسكى؟(32/342)
سؤال/ هل ثمة حديث نبوي يفيد أن حر وبرد الدنيا جزء مرسل لأهلها من حر وزمهرير جهنم؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 06:36 م]ـ
سمعت هذا مرة في أحد الأشرطة لأحد الخطباء (نسيت اسمه)!
وجزاكم الله خيراً.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:54 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
لعلك أخي تريد ما أخرجه الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اشتكت النار إلى ربها فقالت يا رب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير)(32/343)
لمن له القدرة المساعدة في الحل
ـ[الممتع15]ــــــــ[07 - 06 - 04, 07:59 م]ـ
فقد كتبت في منتدى الفتاوى الذي يشرف عليه الشيخ / خالد المصلح حفظه الله هذا الاستشكال ولكن يبدو أن الشيخ عنده من الأعمال ما يعيقه عن مساعدة الجميع فجزاه الله عنا خيرا
وبما أن في هذا المنتدى المبارك كوكبة من طلبة العلم الأفذاذ الذين باستطاعتهم حل لإشكالي نقلته هنا والإشكال هو
فقد قال الشيخ رحمه الله في الشرح الممتع ج7ص19ط آسام:
" وذهب بعض العلماء إلى أن الرقيق يصح منه الحج بأذن سيده ... وليس عندي ترجيح في الموضوع لأن التعليل بأنه ليس أهلاً للحج تعليل قوي، والتعليل بأنه إنما منع من أجل حق السيد قوي أيضاً فالأصل أنه من أهل العبادات ... وأنا متوقف في هذا " أهـ
والذي يظهر لي من هذا النص أن الشيخ متوقف في مسألة حج الرقيق هل يجزيء أم لا
ثم قال في نفس المجلد في ص 27: " والصواب أنه إذا حج بأذن سيده ونواه عن الفريضة فإنه يجزئه لأننا نقول لا يجب عليه الحج لأنه كالفقير، والفقير لو حج حال فقره وتكلف المشقة يسقط عنه الفرض فكذلك العبد إذا حج بإذن سيده فإنه يسقط عنه الفرض " أهـ
كأن الشيخ في الموضع رجح بعد أن كان متوقفاً فهل فهمي هذا صحيح أم لا أرشدوني أرشدكم الله إلى طاعته.
ـ[الممتع15]ــــــــ[10 - 06 - 04, 12:54 ص]ـ
هذا المنتدى المبارك مليء بالمشائخ وطلبة العلم
أرجو منهم المساعدة في حل إشكالي هذا
وجزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:04 ص]ـ
إن هذا كثيرا ما يقع من الشيخ رحمه الله وقد صادفت ذلك غير ما مرة عند قراءتي للشرح الممتع، فإنه يتوقف في مسألة ما ثم بعد صفحات من الكتاب تجده قد رجح في المسألة.
وهذا ليس بدعا من قول وإنما هو رجوع بعد المراجعة والبحث والتتبع وهذا يقع للكثيرين.
وإن أردت جوابا شافيا فارجع إلى الأصل وهي أشرطته في شرح زاد المستقنع ولعلك تجد ضالتك إن شاء الله.
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - 06 - 04, 06:48 ص]ـ
ما سألته من رأي شيخنا في مسألة حج الرقيق هل يجزئه أم لا؟
شيخنا هذه عادته رحمه الله في المسائل الكبيرة ينشط أحيانا ويستظر قولا معينا وفي حين آخر يتوقف في المسألة، وكذا في المسائل النادرة وخاصة مسائل المملوكين لا يحرص الشيخ أن يرجح فيها لعدم الوقوع في بلادنا ولهذا دائما له كلمته المعروفة: إذا وقعت يسر الله الفتوى فيها
وأما هذه المسألة فهو كما قلت فإن شيخنا توقف فيها نظرا للعلة التي ذكرها
وقد حكي عدم الإجزاء إجماعا نقله الترمذي والنووي وابن المنذر وابن عبد البر وغيرهم
ومرة استظهر رأي ابن حزم وهو ما نقلته ثانيا وهو الإجزاء بشرط إذن السيد
وقد قرأنا الممتع على الشيخ في دروسه في عام 1419 هـ من شهر ذي القعدة فلما جاء الموضع الثاني علق الشيخ قائلا:
[إلا إذا صح الحديث الوارد بالأمر بالإعادة]
ومرة فصل هذا التفصيل في بعض دروسه:
[إذا منع السيد العبد فحج فإحرامه غير صحيح لأن سيده منعه
إذا استأذنه فأذن له يصح إحرامه
أن لا يعلم أنه أذن له أم لا ففيه خلاف والصحيح أنه يحل لكن للسيد أن يحلله أي يقول له اترك النسك والأحسن أن يبقيه على إحرامه
إذا أذن له ثم رجع إن علم قبل أن يحرم فلا يصح وإن علم بعد إحرامه فهي مخرجة على مسألة عزل الوكيل]
وهذا التفصيل مذكور في كتب الحنابلة
أخوك: المقرئ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 06 - 04, 05:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وينظر اختيارات الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في هذه المسألة فقد يكون له فائدة حول الموضوع.
ـ[الممتع15]ــــــــ[14 - 06 - 04, 04:10 م]ـ
أشكر لجميع الإخوة الكرام هذه الإفادة، وجعلها الله في ميزان حسناتكم
الأخ / مصطفى الفاسي أجزل الله لك الأجر والمثوبة
الأخ / المقرىء أفدتني كثيراً فأسأل الله أن لا يحرمك الأجر
الأخ / عبد الرحمن الفقيه شكراً لإفادتك
الإخوة المشائخ الكرام جميعاً: يحصل لي أحيانا استشكالات في قراءتي للشر ح فهل تتفضلون بحلها كما تفضلتم هنا آمل أن لا يشق عليكم(32/344)
غير جائز أن يظن أحد بالعلماء إلا ذلك
ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[07 - 06 - 04, 09:06 م]ـ
قال ابن عبد البر في التمهيد 19/ 183 - 184: ولم يختلف قول أبي حنيفة وأصحابه في جواز بيع العنب بالزبيب مثلا بمثل، فهذا خلاف السنة الثابتة، والله المستعان.
والذي أقول أنهم لو علموا نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك نصا وثبت عندهم ما خالفوه، فإنما دخلت عليهم الداخلة من قلة اتساعهم في علم السنن، وغير جائز أن يَظن بهم أحد إلا ذلك، ولو خالفوا السنة جهارا بغير تأويل لسقطت عدالتهم، وهذا لا يجوز أن يُظن بهم مع اتباعهم ما صح عندهم من السنن.
فهذا شأن العلماء أجمع، ولكن الحجة في السنة وفي قول من قال بها وعلمها، لا في قول من جهلها وخالفها، وبالله التوفيق.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 06 - 04, 11:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبدالعزيز
وللفائدة فلتراجع الرسالة القيِّمة لابن تيمية رحمه الله
((رفع الملام عن الأئمة الأعلام))
ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:55 ص]ـ
وجزاك أخي الكريم ورزقنا الله سبحانه وتعالى حسن الظن بالعلماء(32/345)
هل ينكر اذا غلب على الظن عدم الانتفاع (فذكر ان نفعت الذكرى)؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:38 م]ـ
يتحرج البعض من الانكار اذا غلب على الظن عدم الانتفاع بالموعظة او عدم جدوى النصح استدلالا بقول الله تعالى (فذكر ان نفعت الذكرى)،
وهذا الحرج يقع كثيرا عند رؤية المنكر العام المنتشر، اوعند رؤية المنكر عند علية القوم ممن يُخشى بطشهم وضررهم عند نصحهم.
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:" (فذكر) بشرع الله وآياته (ان نفعت الذكرى) اي مادامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة، سواء حصل من الذكرى جميع المقصود او بعضه.
ومفهوم الآية انه ان لم تنفع الذكرى، بأن كان التذكير يزيد في الشر، او ينقص من الخير، لم تكن الذكرى مأمورا بها، بل منهيا عنها، فالذكرى ينقسم الناس فيها الى قسمين: منتفعون، وغير منتفعين " أ. هـ
فهل يستدل بهذه الآية على عموم المنكرات المنتشرة او الاوقات التي يغلب على الظن عدم جدوى النصح فيها؟ ام يقال ان حديث: " من رأى منكم منكرا فليغيره ... الحديث " عام عند رؤية اي منكر، سواء غلب على الظن جدوى النصح او لم يغلب؟.
واذكر كلاما لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى حول هذا الامر في رسالة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لكنها ليست في منتاول يديّ لأنقل لكم ماذكره رحمه الله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 06 - 04, 12:44 ص]ـ
ذهب شيخ الاسلام رحمه الله تعالى الى ان مفهوم المخالفة هنا معتبر وعليه فأن من لم تنفعه الذكرى والامر بالمعروف والنهى عن المنكر فليس بواجب عليك أمره ونهيه.
وبالطبع الحنفيه لايقولون بهذا القول لان مفهوم المخالفة عندهم ليس بالمعتبر أصلا وكذلك من لم يعتبر مفهوم الشرط من مفاهيم المخالفة.
فبقي عندنا الجمهور، فالجمهور ذهبوا الى ان االقيد هنا لا اعتبار له.
وتأولوا الاية تأويلات كثيرة ذكر جملة منها الشيخ الشنقيطي في الاضواء.
وكلها فيها ضعف ظاهر، أنما المعتبر كما ذكر ذلك الشيخ الشنقيطي، هو تحقيق المناط، فكيف يعرف الانسان ان الذكرى لن تنفع هل هو بعد مرة او مرتين او عشر، هذا فيه تعذر وتعسر لان الانسان قد ينزجر بعد الذكرى الثانية وقد ينزجر بعد الاكثار عليه.
وعليه فحتى لو كان مفهوم المخالفة هنا معتبر فإن أنزاله على الواقع متعسر ان لم يكن متعذر.
فيبقى الوجوب على وجهه.
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 06 - 04, 02:44 ص]ـ
قال الشيخ الشنقيطي:
المسألة الثالثة: يشترط في جواز الأمر بالمعروف، ألا يؤدي إلى مفسدة أعظم من ذلك المنكر، لإجماع المسلمين على ارتكاب أخف الضررين.
قال في مراقي السعود:
وارتكب لأخف من ضرين وخيرن لدى استوا هذين
ويشترط في وجوبه مظنة النفع به، فإن جزم بعدم الفائدة فيه لم يجب عليه، كما يدل له ظاهر قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ?لذِّكْرَى?}، وقوله صلى الله عليه وسلم «بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العوام، فإن من ورائكم أياماً، الصابر فيهن كالقابض على الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم»، وفي لفظ «قيل: يا رسول الله أجر خمسين رجلاً منا، أو منهم قال: بل أجر خمسين منكم»، أخرجه الترمذي، والحاكم وصححاه، وأبو داود وابن ماجه وابن جرير، والبغوي في معجمه، وابن أبي حاتم، والطبراني وأبو الشيخ، وابن مردوديه، والبيهقي في الشعب من حديث ثعلبة الخشني رضي الله عنه، وقال الراوي هذا الحديث عنه أبو أمية الشعباني، وقد سأله عن قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} والله لقد سألت عنها خبيراً، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «بل ائتمر» إلى آخر الحديث.
وهذه الصفات المذكورة في الحديث من الشح المطاع والهوى المتبع الخ مظنة لعدم نفع الأمر بالمعروف. فدل الحديث على أنه إن عدمت فائدته سقط وجوبه. * * *
تنبيه
الأمر بالمعروف له ثلاث حكم:
الأولى: إقامة حجة الله على خلقه، كما قال تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ?للَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ?لرُّسُلِ}.
الثانية: خروج الآمر من عهدة التكليف بالأمر بالمعروف، كما قال تعالى في صالحي القوم الذين اعتدى بعضهم في السبت، {قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى? رَبِّكُمْ}، وقال تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَآ أَنتَ بِمَلُومٍ}، فدل على أنه لو لم يخرج من العهدة، لكان ملوماً.
الثالثة: رجاء النفع للمأمور، كما قال تعالى: {مَعْذِرَةً إِلَى? رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، وقال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ ?لذِّكْرَى? تَنفَعُ ?لْمُؤْمِنِينَ}، وقد أوضحنا هذا البحث في كتابنا (دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب) في سورة الأعلى في الكلام على قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ?لذِّكْرَى?}، ويجب على الإنسان أن يأمر أهله بالمعروف كزوجته وأولاده ونحوهم، وينهاهم عن المنكر. لقوله تعالى: {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ قُو?اْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيَّته»، الحديث. * * *
" أضواء البيان "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/346)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 06 - 04, 02:46 ص]ـ
الكلام السابق كان في تفسير قوله تعالى:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(32/347)
المؤيدين والمعارضين لحقوق المرأة السياسية
ـ[(محب الصحابة)]ــــــــ[08 - 06 - 04, 10:15 ص]ـ
الاخوة الاعضاء
السلام عليكم ورحمة الله،،،
أبحث عن أقوال المعارضين والمؤيدين لحقوق المرأة السياسية (الترشيح، التصويت، الولاية العامة، وغيرها) من المعاصرين.
ولكم الشكر مقدما
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع لا يسمح بطرحه أو غيره من المواضيع السياسية في الملتقى
جزاك الله خيرا
## المشرف ##(32/348)
ساعدني،، أبحث عن حديث؟!
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[08 - 06 - 04, 01:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أكتب هذه الرسالة بعد أن تاهت بي السبل في إيجاد حديث أورده الحافظ ابن حجر في فتح الباري،، (الجزء العاشر، صفحة 735،حديث 6221)،،،، وهو كما يذكر ابن حجر أنه في التهذيب للطبري،،، ونص الحديث:::
عن أم سلمة قالت: "عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الحمد لله، فقال له النبي: يرحمك الله، وعطس آخر، فقال: الحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه، فقال: ارتفع هذا على هذا تسع عشرة درجة".
ويعلم الله أني صار لي أكثر من شهر وأنا أبحث عن هذا الحديث في كل مكان ولم أتوصل إليه الى الآن .... فهل من مساعد لي في إيجاده وله الثواب الجزيل؟
والسلام عليكم ورحمة الله ....
أخوكم: النعيمي [ SIZE=5](32/349)
ما معنى قولهم: سنة على الكفاية؟
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[08 - 06 - 04, 06:41 م]ـ
كنت أقرء في أحكام السلام، فقال المصنيف:
ابتداء السلام سنة عين من المنفرد، وسنة على الكفاية من الجماعة.
فلم أفهم سنة على الكفاية؟
أي اذا قام به البعض فماذا ينال الآخرون؟
وجزاكم الله خيراً.
كتبه: النعيمي
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[09 - 06 - 04, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد
فسنة الكفاية، هي أحد قسمي السنة باعتبار المكلف، كما أوضح ذلك تقي الدين أبو البقاء الفتوحي الحنبلي رحمه الله، حيث قسم السنة باعتبار المكلف إلى:
سنة عين: حيث طلب الشارع عز وجل فعل العبادة من كل واحد بالذات، أو من معين كرسول الله صلى الله عليه وسلم في خصائصه، ولم يكن طلب الشارع ذلك على سبيل الجزم، وذلك كسنن الرواتب وصوم يوم وإفطار يوم، فهي كالواجب العيني، من حيث تعلق العبادة بذات المكلف، ولكنها تفترق عنه، من جهة الإلزام، فالواجب العيني مطلوب على سبيل الجزم، وأما سنة العين، فقد تقدم أنها ليست على سبيل الجزم.
سنة الكفاية: حيث طلب الشارع عز وجل الفعل فقط، وليس من واحد بذاته، أو من معين ولم يكن الطلب جازما، وذلك كابتداء السلام من جماعة، فسلام واحد منهم يكفي، لأن مقصود الشارع عز وجل قد حصل بوقوع السلام، (فمقصود الشارع عز وجل هو وقوع الفعل، بغض النظر عن الفاعل، فهي كالواجب الكفائي، من حيث تعلق مقصود الشارع بوقوع الفعل دون النظر إلى فاعله، ولكنها تفترق عنه من جهة الإلزام، فالواجب الكفائي مطلوب على سبيل الجزم، وأما سنة الكفاية، فقد تقدم أنها ليست على سبيل الجزم)، من الحكم الشرعي التكليفي للدكتور صلاح زيدان، بتصرف، والله أعلم، وجزاك الله خيرا على السؤال.(32/350)
ارجو من الاخوان افادتي في هذا الامر الخطير
ـ[ابو الوليد]ــــــــ[08 - 06 - 04, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد
فخلال تصفحي لاحد المواقع الاسلاميه قرات هذا الموضوع
يقول كاتب الموضوع ان اضائة منارات المساجد (الخضر والبيضاء)
هي شعار للصوفيه وللشيعه
فمن يعرف مسجد فيه هذه النجفات الخضراء على المئذنه فليخبر الامام عن اصل هذه البدعه
علما ان وزارة الاوقاف نبهت الى ازالتها ولكن بعض المساجد لم يغيرها
هل هي فعلاً شعار للصوفيه وللشيعه ولا يجوز تشغيلها ويجب ازالتها؟؟
ارجووووووووووووووووووووووو افااااااااااادتي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 06 - 04, 05:26 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2089(32/351)
صيد الطرائد وجمع الفوائد
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[08 - 06 - 04, 11:09 م]ـ
بسم الله
فهذا جمع كنت قد نشرته في إحدى المنتديات باسم آخر والقصد منه الفائدة وحسن العائدة.
قيمة المرء ما يُحسن
حَسَودٌ مريضُ الطرفِ يُخفي أنينهُ " " ويُضحي كئيبَ البالِ عندي حزينهُ
يَلومُ على أن رُحتُ للعلم طالباً " " أُجّمَّعُ من عِندِ الرُّواةِ فنونهُ
وأكتُبُ أبكارَ الكَلامِ وعُونهٌ " " وأحفظُ مما أستفيدُ عُيُونهُ
فيا لائِمي دَعني أُغالِ بقيمتي " " فَقيمةُ كُلِّ النَّاسِ ما يُحسِنُونَهُ
محمد بن طباطبا (معجم الأدباء)
قال يحي بن خالد لولده:
اكتبوا أحسن ما تسمعون
واحفظوا أحسن ما تكتبون
وحدثوا بأحسن ما تحفظون
وخذوا من كل شيءٍ طرفاً، فأنه من جهل شيئا عاداه.
(مقدمة ديوان الصبابة لبن أبي حجلة)
قال ابو داود سليمان بن الأشعث السِّجِستاني"275":
"" خير الكلام ما دَخَل الأذُنَ بغير إذنٍ""
((سير أعلام النبلاء 13/ 217))
قال الخطيب البغدادي:
من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس.
(سير أعلام النبلاء19/ 308)
قال علي بن زيد الزُّبيدي ـ نسبة إلي قرية بشارف اليمن (813_741)
ما العلمُ إلا كتابُ الله والأثر" "وما سوى ذاكَ لا عِلم ولا أثر
إلا هَوى وخُصوماتٌ مُلَفقّةً" "فلا يَغُرَّ نذَكَ مِن أربابِها هَذَرُ
وعَدِّ عن هَذَيانِ القوم مُكتَفيا" "بما تضَمَّنتِ الأخبارُ والسُّوَرُ
(ذيل الدرر الكامنة لابن حجر 146)
الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين حين فرَّ الناس عنه
قال خليل بن أبيك الصفدي في شرحه على لامية العجم (2/ 108)
والذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين حين فرّ الناس عنه تسعة، وهم:
أبو بكر، وعمر، وعلي، والعباس، وأبو سفيان ابن الحارث، وابنه الفضل، وربيعة بن الحارث، وأسامة بن زيد، وأيمن بن أم أيمن بن عبيد، وفتل يومئذ، وبعض الناس يعد قثم بن العباس، ولم يعد أبا سفيان.
حروف الجر
قال ابن مالك في ألفيته:
هاك حروفَ الجر، وهي: مِن،إلي" "حيَّ، خلا، حاشا، عدا، في، عن عَلى
مذ، مُنذُ، رُبَّ الاّمُ، كي، واوٌ، و تا" "والكاف، والباءُ، ولَعَلَّ، ومَتى
بسمل وحوقل ماذا تعني؟
بسمل: يقال لمن قال: بسم الله الرحمن الرحيم
حوقل: لمن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله
هيلل: لمن قال لا إله إلا الله
سبحل: لمن قال: سبحان الله
حمدل: لمن قال: الحمد لله
حيصل: لمن قال: حي على الصلاة،
حيعل: لمن قال: حي على الفلاح (_وقيل حيفل)
وجعفل: لمن قال: جعلت فداك
وهذا ضرب من النحت اللغوي، وهو عند العرب خاصة بالنسبة، أي أنهم يأخذون اسمين فينحتون منهما اسما واحدا فينسبون إليه، كقولهم:"حضرمي" نسبة إلي حضر موت، و" عبشي" نسبة لعبد شمس، ونحتوا من اسم وحرف كقولهم: "تلاشى" منحوت من لا شيء ونحتوا من حرفين قال الخليل: أن "لن" منحوتة من " لا"و "أن" وأنها تضمنت بعد تركيبها معنى لم يكن في أصليها مجتمعين. إهـ
(إعراب القرآن وبيانه 1/ 11)
استيلاء النقص على جملة البشر
قال العماد الأصفهاني:
إني رأيت أنه لا يكتب أحد كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر.
(مقدمة ديوان عروة ابن الورد تحقيق د. سعيد حنفاوي)
معنى " أشهد أن لا إله إلا الله"
أي أذعن بقلبي، واعترف بلساني، واعمل بمقتضى 1لك، أن لا معبود بحق في الوجود إلا الله، فمن عبد دونه، أو معه، فعبادته زور، وظلم، وبهتان، وأنا بريء من العابد، وعِبَادة ذلك المعبود.
واشتقاق الإله من التولُّه، ومعناه: المألوه، وهو الذي تتألَّهُهُ القلوب بالمحبة والتعظيم والإجلال والخوف والرجاء والالتجاء والتوكل، والإنابة، وذبح النسك، ثم استعمل في كل ما يعبد بما ذكر من دون الله أو معه،فَنَفَى ذلك بـ"لا" النافية للجنس، وأثبت الألوهية لمستحقها وهو الله بـ"إلا" المفيدة للحصر. إهـ
(الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين للقاسمي 69)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/352)
نظام حروف الهجاء في كتاب العين نظام حروف الهجاء الذي سار عليه أبو عبد الرحمن الخليل أحمد الفراهيدي، وتبعه أبو منصور الأزهري في كتابه تهذيب اللغة، وهو يتبع مخارج الحروف، يبدأ بأقصاها في الحلق وهو العين، ثم ما يقرب مخرجه منه وهكذا حتى يأتي على آخر الحروف وهو الياء وهي:
ع ح هـ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط د ت ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و ا ي
وقد نظمها أبو الفرج سلمة بين عبد الله المعارفي كما في (المزهر1/ 89)
يا سائلي عن حروف العين دونكها" " في رتبة ضمها وزن وإحصاءُ
العين والحاء ثم الهاء والخاء" " والغين والقاف ثم الكاف أكفاء
والجيم والشين ثم الضاد يتبعها" " صاد وسين وزاي بعدها طاء
والدال والتاء ثم الظاء متصل" "بالظاء ذال وثاء بعدها راء
واللام والنون ثم الفاء والباء" "والميم والواو والمهموز والياء
أول من ألف في الأوزان وجمع الأعاريض: الخليل بت أحمد الفراهيدي هو أول من ألف في جمع الأوزان في كتاب اسماه (العروض)
ثم ألف الناس بعده، حتى وصل الأمر إلي أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري فبيّن الأشياء وأوضحها باختصار،وإلي مذهبه يذهب حذاق أهل الوقت وأرباب الصناعة
العمدة لابن رشيق1/ 17
أركان علوم اللسان العربي:
قال ابن خلدون في مقدمته:
(أركان علوم اللسان العربي أربعة وهي: اللغة والنحو والبيان والأدب ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة، إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، ونقلها الصحابة والتابعون عرب، وشرح مشكلاتها من لغاتهم، فلا بد من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة)
المقدمة 35
أحسن ما قيل في الرثاء:
قال الأصمعي: أرثى بيت قيل في الجاهلية:
أيتها النفس أجملي جَزَعاً""إن الذي تحذرين قد وقعا
وهذا البيت لأوس ابن حجر، وهذا هو قول ابن قتيبة
وقال خلف: أرثى بيت:
الآن، لما كنتَ أكمل من مشى""وافترّ نابك عن شباةِ القارح
وتكملتْ فيك المروءة كلها""وأعنتَ ذلك بالفعال الصالح
المصون 16ـ عيون الأخبار 2/ 191
أحسن الكلام:
يقول أبو حيان التوحيدي:
((وأحسن الكلام مارق لفظه، ولطف معناه، وتلألأ رونقه، وقامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم، يطمع مشهوده بالسمع، ويمتنع مقصوده على الطبع، حتى إذا رامه مريغٌ حلَّق وإذا حلَّق أسفّ، أعني يبعد عن المحاوِل بعنف، ويقرب من المتناول بلطف))
الدر الفريد وبيت القصيد1/ 46
قال الجاحظ:
(وكان عامر بن عبد قيس يقول: الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجتْ من اللسان لم تجاوز الآذان .. )
كيف بدأ الشعر؟
قال ابن رشيق:
وكان الكلام كله منثوراً، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم أخلاقها، وطيب أعراقها، وذكر أيامها الصالحة،وأواطانها النازحة، وفرسانها الأنجاد، وسمحائها الأجواد، لتهز أنفاسها إلى الكريم، وتدل أبناءها على حُسن الشيَم، فتوهموا أعاريض جعلوها موازين الكلام، فلما تمّ لهم وزنه سموه شعراً، لأنهم شعروا به أي فطِنوا.
العمدة1/ 25
يتبع إن شاء الله
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[21 - 01 - 05, 04:41 م]ـ
بسم الله
فهذا جهد مقل من أخيكم
وهو: ترتيب وتنسيق الأمثال الشعرية على حروف المعجم، لكي يسهل حفظها، ويرجع إليها الحاذق اللبيب عند استشهاده, والداعية عند وعظه واستطراده.
حرف الألف
أتمَنَّى على الزمان مُحالا "=" أن ترَى مُقلتايَ طلعة حُر
إخوان صِدقٍ ما رَأوْكَ بغِبْطةٍ "=" فإذا افتَقرْتَ فقد هَوَى بكَ مَنْ هَوَى
إذا أنت عِبْتَ المَرْءَ ثمَّ أتيتَهُ "=" فأنت ومن تُزْرِي عليه سَواء
إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنى "=" أصَبْتَ حليما أو أصابك جاهل
إذا أنت لم تنصفْ أخاك وجدته"=" على طرفِ الهجران إن كان يعقل
إذا ثارت خطوبُ الدهر يوما "=" عليك فكن لها ثبتَ الجنان
إذا جاء موسَى وألقى العصا "="فقد بطلَ السِّحرُ والساحر
إذا لم يكن فِيكُنَّ ظلٌّ ولا خبا"=" فأبعدكن الله من شجرات
إذا كان رَبُّ البيت بالطبل ضاربا "=" فلا تلم الصبيان فيه على الرقص
إذا كنت في فكري وقلبي ومُقلتي "=" فأي مكان من مكانك ألطف
إذا ما أتيت الأمر من غير بابه "=" ظللتَ وإن تقصدْ إلى الباب تهتد
إذا لم يكن عندي نوالٌ هجرتني "=" وإن كان لي مال فأنت صديقي
إذا لم تستطع أمرا فدَعْهُ "=" وجاوزْهُ إلى ما تستطيع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/353)
إذا ما أراد الله إهلاك نملة "=" سمت بجناحيها إلى الجو تصعد
إذا ما قضيتَ الدَّيْنَ بالدينِ لم يكن "=" قضاءً ولكن ذاك غرْمٌ على غرم
إذا محاسني اللاتي أتيت بها "=" عُدَّتْ ذنوبا فقل لي كيف أعتذر
إذا مَلِكٌ لم يكن ذا هِبة "=" فَدَعْهُ فدولتُهُ ذاهبة
أقلِّبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ "=" يَمِيلُ مع النعماء حيث تميل
أكلُّ خليلٍ هكذا غيرُ مُنْصِفٍ "=" وكل زمان بالكرام بخيل
ألا كل شيء ما خلا الله باطل "=" وكل نعيم لا محالة زائل
ألم تَرَ أنَّ المرء تدوي يمينه "=" فيقطعها عمدا ليسلم سائره
إن الأمور إذا بدت لزوالها "=" فعلامة الإدبار فيها تظهر
إن العدوَّ وإن أبْدَى مسالمة "=" إذا رأى منك يوما غرَّة وثبا
إنما أنفسنا عارية "=" والعواري حكمُها أن تُسترد
أهن عامرا تكرم عليه فإنما "=" أخو عامر من مَسَّه بهوان
أيا دارَهُمْ ما كنتِ أنتِ بدارهِم "=" ولا أنا مُذ سار الرّكاب بهم أنا
أيها السائل عما قد مضى "=" هل جديد مثل ملبوس خلق
حرف االباء الموحدة
بنا فوق ما تشكو فصبرًا لعلنا "=" نرَى فرَجًا يشفي السقام قريبا
بالملح نُصلح ما نخشى تغيره "=" فكيف بالمِلح إن حلت به الغِيَرُ
بَنِي عَمِّنا إن العداوة شأنها "=" ضغائن تبقى في نفوس الأقارب
حرف التاء الفوقية
تفرَّقتِ الظِباءُ علَى حراش "=" وما يدري حراش ما يصيد
تلومُ على القطيعةِ مَنْ أتاها "=" وأنتَ سَنَنْتَها للناس قبلي
حرف الجيم
جربت أهلي وأهليه فما ترَكَتْ "=" إِلَىَّ التجارب في ود امرىء غرضا
جنَّ له الدهرُ فنال الغِنى "=" آهٍ لِمَنْ أغْفَلَهُ الدَّهْرُ
حرف الحاء المهملة
حياك من لم تكن ترجو تحيته "=" لولا الدراهم ما حياك إنسان
حرف الخاء المعجمة
خفِّض ِالجأش واصْبِرَنْ رُوَيْدًا "=" فالرزايا إذا توالت تَوَلت
خليليَّ إن الحُبَّ صعبٌ مِراسُه "=" وإنَّ عزيزَ القوم فيه يُهان
الخير لا يأتيك متصلا "=" والشر يسبق سيله مطره
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة "=" إن الجلوس مع العيال قبيح
خيالك في عيني وذكرُك في فمي "=" ومثواك في قلبي فأين تغيب
حرف الذال المعجمة
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله "=" وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
حرف الراء
رُبَّ مهزول سمين عرضه "=" وسمين الجسم مهزول الحسب
رب يوم بكيت منه فلما "=" صرت في غيره بكيت عليه
حرف السين المهملة
سبكناه و نحسبه لُجَيْنا "=" فأبدى الكيرُ عن خبَثِ الحديد
ستذكرني إذا جرَّبت غيري "=" وتعلم أنني نعم الصديق
سروري أن تبقى بخير ونعمة "=" وإني من الدنيا بذلك قانع
سوء حظي أنالني منك هجرا "=" فعلى الحظ لا عليك العتاب
حرف الطاء المهملة
طوبى لأعين قوم أنت بينهم "=" القوم في نزهة من وجهك الحسن
حرف العين المهملة
عتبت على عمرو فلما تركته "=" وجربت أقواما بكيت على عمرو
عسى فرج يأتي به الله أنه "=" له كل يوم في خليقته أمر
على المرء أن يسعى لما فيه نفعه "=" وليس عليه أن يساعده الدهر
العلم ينهض بالخسيس إلى العُلا "=" والجهل يقعد بالفتى المنسوب
حرف الفاء
فإن تفق الأنام وأنت منهم "=" فإن المسك بعض دم الغزال
فإن كانت الأجسام منا تباعدت "=" فإن المدى بين القلوب قريب
فصبر جميل إن في اليأس راحة "=" إذا الغيث لم يمطر بلادك ماطره
فلم أرَ كالأيام للمرء واعظا "=" ولا كصروف الدهر للمرء هاديا
فما أكثر الأصحاب حين تعدهم "=" ولكنهم في النائبات قليل
فنفسك اكرمها فإنك إن تَهُنْ "=" عليك فلن تلقى لها الدهر مكرما
حرف القاف
قد يجمع المال غير آكله "=" ويأكل المال غير من جمعه
قد يدرك المتأني نجح حاجته "=" وقد يكون مع المستعجل الزلل
حرف الكاف
كأنك من كل النفوس مركب "=" فأنت إلى كل الأنام حبيبُ
كفى زاجرا للمرء أيام دهره "=" تروح له بالواعظات وتغتدي
كالكلب إن جاع لم يمنعك بصبصة "=" وإن ينل شبعا ينبح من الأشر
كل المصائب قد تمر إلى الفتى "=" فتهون غير شماته الأعداء
كلوا اليوم من رزق الإله وأبشروا "=" فإن على الخلاق رزقكم غدا
كنت من كربتي أفر أليهمُ "=" فهم كربتي فأين الفرار
حرف اللام
لعمرك ما الأيام إلا معارة "=" فما استطعت من معروفها فتزود
لعمرك ما يدري الفتى كيف يتقى "=" إذا هو لم يجعل له الله واقيا
لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها "=" ولكن أخلاق الرجال تضيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/354)
للموت فينا سهام وهي صائبة "=" من فاته اليوم سهم لم يفته غداً
لو إن خفة عقله في رجله "=" سبق الغزال ولم يفته الأرنب
لو كان ما بي في صخر لأنخله "=" فكيف يحمله خلق من الطين
حرف الميم
متى يبلغ البنيان يوما تمامه "=" إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
من كان فوق محل الشمس رتبته "=" فليس يرفعه شيء ولا يضع
من الناس من يغشَ الأباعد نفعه "=" ويشقَى به حتى الممات أقاربه
من يحمد الناس يحمدوه "=" والناس من عابهم يعاب
حرف النون
نحن بنو الموتى فما لنا "=" نعاف مالا بُدَّ من شربه
نسَوِّدُ أعلاها وتأبى أصولها "=" وليس إلى ردِّ الشباب سبيل
حرف الهاء
هب الدنيا تقاد إليك عفوا "=" أليس مصير ذاك إلى الزوال
هل بالحوادث والأيام من عجب "=" أم هل إلى ردَّ ما قد فات من طلب
هم يحسدوني على موتى فواحزني "=" حتى على الموت لا أخلو من
الحسد
هناكم الله بالدنيا ومتعكم "=" بما نحب لكم منها ونرضاه
هنيئا لمن لا ذاق للدهر لوعة "=" ولم تأخذ الأيام منه نصيبا
حرف الواو
وأحسن فإن المرء لا بد ميت "=" وإنك مجزي بما كنت ساعيا
وإذا أتتك مذمتي من ناقص "=" فهي الشهادة لي بأني كامل
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد "=" ذخرا يكون كصالح الأعمال
وتجلدي للشامتين أريهم "=" إني لريب الدهر أتضعضع
و رب نازلة يضيق بها الفتى "=" ذرعا وعند الله منها المخرج
والرزق يخطىء باب عاقل قومه "=" ويبيت بوابا بباب الأحمق
وقد تسلب الأيام حالات أهلها "=" وتعدو على أسد الرجال الثعالب
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة "=" يواسيك أو يسليك أو يتوجع
ولا ترين الناس إلا تجملا "=" وإن كنت صفر الكف والبطن طاويا
ولا خير فيمن لا يوطن نفسه "=" على نائبات الدهر حين تنوب
ولا يغررك طول الحلم مني "=" فما أبداً تصادفني حليما
ولربما مَنَعَ الكريم وما به "=" بخل ولكن سوء حظ الطالب
ولم أر كالمعروف، أما مذاقه "=" فَخٌلْوٌ وأمّا وجهُهُ فجميلُ
ولو دامت الدولات دامت لغيرنا "=" رعايا ولكن ما لهن دوام
وما لأمرىء طول الخلود وإنما "=" يخلده طول الثناء فيخلد
وما للمرء خير في حياة "=" إذا ما عدا من سقط المتاع
وما المرء إلا كالهلال وَضَوْئه "=" يوفي تمام الشهر ثم يغيب
ومن عاش في الدنيا فلا بد أن يرى "=" من العيش ما يصفو وما يتكدر
ومن يأمن الدهر الخؤون فإنني "=" برأي الذي لا يأمن الدهر أقتدي
ومن يكن الغراب له دليلا "=" يمر به على جيف الكلاب
ويوم علينا ويوم لنا "=" ويوم نساء ويوم نُسَر
حرف اللام ألف
لا تسأل المرء عن خلائقه "=" في وجهه شاهد من الخبر
لا تنظرن إلى امرىء ما أصله "=" وانظر إلى أفعاله ثم احكم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله "=" عار عليك إذا فعلت عظيم
لا يسكن المرء في أرض يهان بها "=" إلا من العجز أو من قلة الحيل
حرف الياء المثناة التحتية
يريك البشاشة عند اللقا "=" ويبريك في السر بري القلم
يزيد تفضلا وأزيد شكراً "=" وذلك دأبه أبدا و دأبي
يغر الفتى مر الليالي سليمة "=" وهن به غما قليل غوائر
يفارقني من لا أطيق فراقه "=" ويصحبني في الناس من لا أريده
يهون علينا أن تصاب جسومنا "=" وتسلم أعراض لنا وعقول
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[21 - 01 - 05, 04:55 م]ـ
سألني أحد الفضلاء عن شعراء رثوا أنفسهم؟
فكان هذا الجمع:
1: ابو حفص الشطرنجي
هو مولى لبني العباس، نشأ في دار الخليفة المهدي وتربى مع أولاده وصار واحدا منهم وتأدب ودرس وتعلم مثلهم وكان شغوفا متفوقا بلعب الشطرنج حتى لقب به
وقد رثى ابو حفص نفسه قبل موته في علته الأخيرة بقصيدة طويلة كم ذكر ذلك الصفدي في شرح لامية العجم
منها:
كن مستعدا لداعي الفناء""فان الذي هو آت قريب
ألسنا نرى شهوات النفوس""تفنى وتبقى عليها الذنوب
يخاف على نفسه من يتوب""فكيف ترى حال من لا يتوب
2: ابن حذاق العبدي، قيل أنه أول من رثى نفسه
هل للفتى من تبات الدهر من واق""أم هل له من حمام الموت من راق
قد رحلوني وما رحلت من سغب"" وألبسوني ثياباً غير أخلاقي
وقسموا المال وارفضت غوايتهم""وقال قائلهم مات ابن حذاق
هون عليك ولا تولع بإشفاق""فإنما مالنا للوارث الباقي
3:: مالك بن الريب كما ذكر ذلك ابن حزم في جمهرة أنساب العرب
ألا ليت شعر هل أبيتن ليلة"" بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا
تذكرن من يبكي علي فلم أجد"" سوى السيف والرمح الرديني باكيا
4: أحمد بن يحي الكوفي ذكر ذلك السخاوي في الضوء اللامع
قال ابنه أبو المنصور أنشدني أبي قبل موته بساعة:
وكم شامت بي إن هلكت بزعمه"" وجاذب سيف عند ذكر وفاتي
ولو علم المسكين ماذا يصيبه"" من الذل بعدي مات قبل مماتي
5: ومنهم عمرو بن أحمر الباهلي و القيني
قال ابو الطمحان القيني:
ألا علِّلاني قبل نوحِ النوائِحِ""وقبل اتقاءِ النفس بين الجوانح
وقبل غدٍ يا لهفَ نفسي على غدٍ""إذا راح أصحابي ولست برائحِ
إذا راح أصحابي تفيض عيونهم""وغودرت في لحد على صفائحي
يقولون هل أصلحتم لأخيكم"" وما القبر في الأرض الفضاء بصالح
6: لبيد بن ربيعة العامري
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما""وهل أنا إلاّ من ربيعة أو مضر
فإن حان يوم أن يموت أبوكما""فلا تخمشا وجهاً ولا تحلِقا شعر
وقُولا: وهو المرء الذي لا خليله"" أضاع ولا خان الصديق ولا غدر
7: عبدة بن الطيب:
أبنيّ إني قد كبرت ورابني""بصري وفي لمصلح مستمع
فلئن هلكت فقد بنيت مساعياً""يبقى لكم منها مآثر أربع
ذكر إذا ذكر الكِرام يزينكم""ووارثةُ الحسب المقدمِ تنفع
ونصيحة في الصدر ثابتة لكم""ما دُمت أبصر في الحياة وأسمع
أُوصيكم بتقوى الإله فإنه""يعطي الرغائب من يشاء ويمنع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/355)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[23 - 01 - 05, 08:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه نبذة يسيرة في علم الأدب ومنتهى الأرب وسر بلاغة العرب
*تعريف الأدب: هو علم يُعرف به أساليب الكلام البليغ، أو قل معرفة ما يُتحرز به عن جميع أنواع الخطأ
*موضوعه: الكلام المنظوم والمنثور من حيث فصاحته وبلاغته.
*غايته: تهذيب العقل وتذكية الجنان، والتمرس على إجادة الفنون المنظومة والمنثورة على أساليب العرب
*فائدته: أنه يُروض الأخلاق ويُلين الطبائع وأنه يُعين على المُرُوءة
* أركانه:
1: قوة العقل ويُراد بها الذكاء ـ والخيال ـ والحافظة ـ والحس ـ والذوق
2: معرفة أصول الكتابة والإنشاء وفنون الخطابة.
3: مطالعة تصانيف الأدباء والنبلاء والبُلغاء
وهذه نصائح مهمة لكل مريد في هذا الفن الفريد
1: الإكثار من مطالعة ما تُخلفَ من الكتب والتراث الأدبي، ولا محيص عن مقولة الأديب الأريب / ابن خلدون حيث قال بما معناه:
أركان الأدب أربعة:
أدب الكاتب - لابن قتيبة
والبيان والتبين - للجاحظ
والنوادر والأمالي - لابي علي القالي
واخير كتاب الكامل في اللغة - للمبرد.
والكتب في هذا الفن كثيرة جداً ولكن من أفضلها ما ذُكر
2: حفظ الدرر من الأشعار والأمثال والتمرس على ذلك مع تقليد أديب فرد في بداية الأمر حتى ينجلي عنه غمامة البلاغة
ومن أفضل ما يُنصح بحفظه في هذا الفن
1: المعلقات
2: أشعار الهًذليين
2: الجمهرة
4: مختارت البارودي
5:المثل السائر
6:فرائد الخرائد
مع قطوف من دواوين الشعراء الكثيرة
هذا ما أستطعنا أن نكتبه في هذه العُجالة
والحمد لله رب العاليمن
ملخص من كتاب جواهر الأدب للهاشمي(32/356)
من يدلنا على ما يلي:
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[08 - 06 - 04, 11:30 م]ـ
1) أسئلة وتمارين وتدريبات في الفرائض (إلى باب الحجب) مع حلها.
2) فتوى فيمن صام في بلده من أول شهر رمضان ثم انتقل إلى بلد آخر دخ عندهم الشهر فصام معهم وتبين في تلك السنة أن الشهر عندهم 29 يوماً هل يفطر معهم أم يتم الشهر على ما كان في بلده؟ مع ذكر الخلاف إن أمكن.(32/357)
من يكمل مشروع ابي عمر (المنتقى من الملتقى)؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 06 - 04, 01:55 ص]ـ
(المنتقى من الملتقى) مشروع علمي بديع بدأ به أخونا الفاضل / أبوعمر وفقه الله، فيسر الله به العسير، وقرب به البعيد، وفك الله به العقد، فجزى الله الأخ الفاضل أبي عمر على مابذل وقدم وجعله الله في ميزان حسناته.
وقد كتبت مرارا للأخ الكريم أبي عمر أطلب منه الإستمرار في مشروعه، ولكن لم يكمله، اسأل الله تعالى أن يكون المانع خيرا.
ومن هنا أطلب من الإخوة الأفاضل ممن يجد في نفسه القدرة على اكمال المشروع ان يحمل رايته ويقول أنا لها.
وله منا الدعاء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12150
وهذا رابط متفرع منه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15504
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 06 - 04, 10:54 م]ـ
من يقول أنا لها؟(32/358)
ما هي أفضل الكتب في الجرح والتعديل للمبتدئين
ـ[عثمان]ــــــــ[09 - 06 - 04, 05:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني ارجوا إفادتي عن أفضل الكتب في الجرح والتعديل للمبتدئين؟
وجزاكم الله خيرا .....
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 09:03 ص]ـ
عليك بكتاب (شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل) للشيخ: أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني المأربي - حفظه الله -، فهو كتاب فذ ماتع.
قال الشيخ أبوعبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في تقديمه لهذا الكتاب: " جمع فوائد ليست في (الرفع والتكميل) الفائدة الواحدة تستحق رحلة ".
وقال: " إن يسر الله نشره، أرجو أن يكون المرجع الوحيد في بابه ".
ـ[عثمان]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخينا
ـ[الفضيل]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:57 م]ـ
وهناك كتاب قيم جدا للشيخ العلامة عبدالعزيز عبداللطيف رحمه الله تعالى
المدرس في الجامعة الإسلامية في كلية الحديث الشريف
والكتاب عنوانه ضوابط الجرح والتعديل
وقد طبعته الجامعة الإسلامية
فارجع إليه فهو مفيد جدا
وفقك الله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 08 - 04, 07:41 ص]ـ
وللفائدة فقد أخبرني الأخ أبو إسحاق السمنودي أن الجزء الثاني من " شفاء العليل " تحت الطبع، كما أخبره بذلك الشيخ أبوالحسن مصطفى بن إسماعيل المصري ثم المأربي.(32/359)
كتاب تعجيل المنفعة
ـ[ياسر30]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:32 ص]ـ
بما يختص كتاب تعجيل المنفعة لابن حجر؟ بأى نوع من الرواة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:57 ص]ـ
هذه مقدمة الحافظ ابن حجر على الكتاب وفيها الجواب عما سألت عنه مع فوائد أخرى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على احسانه المترادف المتوال * واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال * واشهد ان محمدا عبده ورسوله الذى اضاءت اوصافه الحسنى اضاءة اللآل * صلى الله وسلم عليه وعلى آله واصحابه اولى الهمم العوال * صلاة وسلاما دائمين ما دامت الايام والليال *
(اما بعد) فقد وقفت على مصنف للحافظ ابى عبدالله محمد بن على بن حمزة الحسينى الدمشقي سماه (التذكرة برجال العشرة) ضم إلى من في (تهذيب الكمال) لشيخه المزى من في الكتب الاربعة وهى (الموطأ) و (مسند الشافعي) و (مسند احمد) و (المسند الذى خرجه الحسين بن محمد بن خسرو) من حديث الامام ابى حنيفة وحذا حذو الذهبي في الكاشف في الاقتصار على من في الكتب الستة دون من اخرج لهم في تصانيف لمصنفيها خارجة عن ذلك كالادب المفرد) للبخاري و (المراسيل) لابي داود و (الشمائل) للترمذي فلزم من ذلك ان ينسب ما خرج له الترمذي أو النسائي مثلا إلى من اخرج له في بعض المسانيد المذكورة وهو صنيع سواه اولى منه فان النفوس تركن إلى من اخرج له بعض الائمة الستة اكثر من غيرهم لجلالتهم في النفوس وشهرتهم
ولان اصل وضع التصنيف للحديث على الابواب ان يقتصر فيه على ما يصلح للاحتجاج أو الاستشهاد بخلاف من رتب على المسانيد فان اصل وضعه مطلق الجمع
وجعل الحسينى علامة مالك (ك) وعلامة الشافعي (فع) وعلامة ابى حنيفة (فه) وعلامة احمد (ا) ولمن اخرج له عبدالله بن احمد عن غير ابيه (عب) ورموز الستة على حالها *
وكنت قد لخصت (تهذيب الكمال) وزدت عليه فوائد كثيرة * وسميته (تهذيب التهذيب) وجاء نحو ثلث الاصل * ثم لخصته في تصنيف لطيف سميته (التقريب) وهو مجلد واحد يحتوى على جميع من ذكر في التهذيب مع زياداته في التراجم
فالتقطت الآن من كتاب الحسينى من لم يترجم له المزى في التهذيب وجعلت رموز الاربعة على ما اختاره الشريف
* ثم عثرت في اثناء كلامه على اوهام صعبة فتعقبتها *
ثم وقفت على تصنيف له افرد فيه رجال احمد سماه (الاكمال عن من في مسند احمد من الرجال) ممن ليس في (تهذيب الكمال) فتتبعت ما فيه من فائدة زائدة على التذكرة *
ثم وقفت على جزء لشيخنا الحافظ نور الدين الهيثمى استدرك فيه ما فات الحسينى من رجال احمد لقطه من المسند لما كان يكتب زوائد احاديثه على الكتب الستة وهو جزء لطيف جدا وعثرت فيه مع ذلك على اوهام وقد جعلت على من تفرد به (هب) *
ثم وقفت على تصنيف للامام ابى زرعة ابن شيخنا حافظ العصر ابى الفضل ابن الحسين العراقى سماه (ذيل الكاشف) تتبع الاسماء التى في (تهذيب الكمال) ممن اهمله الكاشف وضم إليه من ذكره الحسينى من رجال احمد وبعض من استدركه الهيثمى وصير ذلك كتابا واحدا واختصر التراجم فيه على طريقة الذهبي فاختبرته فوجدته قلد الحسينى والهيثمي في اوهامهما واضاف إلى اوهامهما من قبله اوهاما اخرى *
وقد تعقبت جميع ذلك مبينا محررا مع انى لا ادعى العصمة من الخطاء والسهو بل اوضحت ما ظهر لى فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له فما القصد الا بيان الصواب طلبا للثواب *
ثم قال الحسينى في خطبة (التذكرة) مرغبا في كتابه ذكرت رجال الائمة الاربعة المقتدى بهم لان عمدتهم في الاستدلال لهم لمذاهبهم في الغالب على ما رووه في مسانيدهم باسانيدهم فان (الموطأ) لما لك هو مذهبه الذى يدين الله به اتباعه ويقلدونه مع انه لم يرو فيه الا الصحيح عنده * وكذلك (مسند الشافعي) موضوع لادلته على ما صح عنده من مروياته * وكذلك (مسند ابى حنيفة) واما (مسند احمد) فانه اعم من ذلك كله واشمل انتهى كلامه *
وفيه مناقشات
(الاولى) ليس الامر عند المالكية كما ذكر بل اعتمادهم في الاحكام والفتوى على ما رواه أبو القاسم عن مالك سواء وافق ما في الموطأ ام لا وقد جمع بعض المغاربة كتابا فيما خالف فيه المالكية نصوص الموطأ كالرفع عند الركوع والاعتدال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/360)
(الثانية) قوله ان مالكا لم يخرج في كتابه الا ما صح عنده في مقام المنع وبيان ذلك يعرفه من امعن النظر في كتابه
(الثالثة) ما نسبه لمسند الشافعي ليس الامر فيه كذلك بل الاحاديث المذكورة فيه منها ما يستدل به لمذهبه ومنها ما يورده مستدلا لغيره ويوهيه *
ثم ان الشافعي لم يعمل هذا المسند وانما التقطه بعض النيسابوريين من (الام) وغيرها من مسموعات ابى العباس الاصم التى كان انفرد بروايتها عن الربيع وبقى من حديث الشافعي شئ كثير لم يقع في هذا المسند ويكفى في الدلالة على ذلك قول امام الائمة ابى بكر بن خزيمة انه لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم سنة لم يودعها الشافعي كتابه وكم من سنة وردت عنه صلى الله عليه وآله وسلم لا توجد في هذا المسند ولم يرتب الذى جمع حديث الشافعي احاديثه المذكورة لا على المسانيد ولا على الابواب وهو قصور شديد فانه اكتفى بالتقاطها
من كتب الام وغيرها كيف ما اتفق ولذلك وقع فيها تكرار في كثير من المواضع *
ومن اراد الوقوف على حديث الشافعي مستوعبا فعليه بكتاب (معرفة السنن والآثار) للبيهقي فانه تتبع ذلك اتم تتبع فلم يترك له في تصانيفه القديمة والجديدة حديثا الا ذكره واورده مرتبا على ابواب الاحكام فلو كان الحسينى اعتبر ما فيه لكان اولى
(الرابعة) قوله وكذلك مسند ابى حنيفة توهم انه جمع ابى حنيفة وليس كذلك والموجود من حديث ابى حنيفة مفردا انما هو كتاب الآثار التى رواها محمد بن الحسن عنه ويوجد في تصانيف محمد بن الحسن وابى يوسف قبله من حديث ابى حنيفة اشياء اخرى *
وقد اعتنى الحافظ أبو محمد الحارثى وكان بعد الثلاثمائة بحديث ابى حنيفة فجمعه في مجلدة ورتبه على شيوخ ابى حنيفة وكذلك خرج المرفوع منه الحافظ أبو بكر بن المقرى وتصنيفه اصغر من تصنيف الحارثى ونظيره مسند ابى حنيفة للحافظ ابى الحسين ابن المظفر واما الذى اعتمد الحسينى على تخريج رجاله فهو ابن خسرو كما قدمت وهو متأخر وفى كتابه زيادات على ما في كتابي الحارثى وابن المقرى
(الخامسة)
قوله واما مسند احمد إلى آخره فكأنه اراد انه اكثر هذه الكتب حديثا وهو كذلك لكن فيها عدة احاديث ورجال ليسوا في مسند احمد ففى التعبير بأعم نظر * ومسند احمد ادعى قوم فيه الصحة وكذا في شيوخه وصنف الحافظ أبو موسى المدينى في ذلك تصنيفا *
والحق ان احاديثه غالبها جياد والضعاف منها انما يوردها للمتابعات وفيه القليل من الضعاف الغرائب الافراد اخرجها ثم صار يضرب عليها شيئا فشيئا وبقى منها بعده بقية * وقد ادعى قوم ان فيه احاديث موضوعات * وتتبع شيخنا امام الحافظ أبو الفضل العراقى من كلام ابن الجوزى في الموضوعات تسعة احاديث اخرجها من المسند وحكم عليها بالوضع وكنت قرأت ذلك الجزء عليه ثم تتبعت بعده من كلام ابن الجوزى في الموضوعات ما يلتحق به فكملت نحو العشرين ثم تعقبت كلام ابن الجوزى فيها حديثا حديثا فظهر من ذلك ان غالبها جياد وانه لا يتأتى القطع بالوضع في شئ منها بل ولا الحكم بكون واحد منها موضوعا الا الفرد النادر مع الاحتمال القوى في دفع ذلك وسميته (القول المسدد في الذب عن مسند احمد)
وانما حد ابى على هذا التلخيص ان اعادة ما كتب وشاع واشتهر تستلزم التشاغل بغير ما هو اولى وكتابة ما لم يشتهر ربما كانت اعود منفعة واحرى ورجال الكتب الستة قد جمعوا في عدة تصانيف كرجال الصحيحين لابي الفضل محمد بن طاهر ومن قبله للحاكم ورجال البخاري لابي نصر الكلابا ذى ثم لابي الوليد الباجى ورجال مسلم لابي بكر بن منجويه ورجال الصحيحين وابى داود والترمذي لبعض المغاربة سماه الزهرة وقد ذكر عدة ما لكل منهم عند من اخرج له واظنه اقتصر فيه على شيوخهم ورجال ابى داود لابي على الغساني وكذا رجال النسائي. ثم جمع الحافظ عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسي رجال البخاري ومسلم وابى داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في كتابه الكمال وكان سبب ذلك ان ابن طاهر اهمل اطراف هذه الكتب الستة فاراد عبد الغنى ان يفرد رجالها بالذكر وهو الذى هذبه المزى وسماه (تهذيب الكمال) ثم اختصره الذهبي في (تذهيب التهذيب) ثم اختصره في (الكاشف) واشتهرت هذه الكتب قديما وحديثا وانما حد ابى على عمل تهذيب التهذيب ان العلامة شيخ الشيوخ علاء الدين مغلطاى وضع عليه كتابا سماه (اكمال تهذيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/361)
الكمال) تتبع فيه ما فاته من رواة الشخص الذى يترجم له ومن شيوخه ومن الكلام فيه من مدح وقدح وما ظهر له مما يرد على المزى من تعقب وجاء كتابا كبيرا يقرب حجمه من حجم التهذيب وقفت عليه بخطه وفيه له اوهام كثيرة وقد اختصره هو في قدر نصف /حجمه ثم اقتصر منه على التعقبات في مجلد واحد *
فعمدت انا إلى التهذيب فلخصته بان حذفت منه الاحاديث التى يسوقها المزى باسانيده من رواية ذلك الشخص المترجم فان ذلك بالمعاجم والمشيخات اشبه وكذلك ما يورده من مناقب الصحابة والائمة ومن سير الملوك والامراء في تراجمهم لان لذلك محلا آخر. وموضع الكتاب انما هو لبيان حال الشخص المترجم من جرح أو تعديل
فاقتصرت على ما في كتابه من ذلك واضفت إليه ما في كتاب مغلطاى من هذا الغرض متجنبا ما ظهر لى انه وهم فيه غالبا.
وميزت كلام المزى مما زدته عليه من عند مغلطاى ثم تتبعت بمبلغ نظرى وتفتيشى على ما يتعلق بهذا الغرض بعينه فالحقت في كل ترجمة ما عثرت عليه من ذلك فلما رأيت كتاب الحسينى احببت ان التقط منه ما زاد لينتفع به من اراد معرفة حال ذلك الشخص فلذلك اقتصرت على رجال الاربعة وسميته (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الائمة الاربعة)
وعزمي انى اتتبع ما في كتاب الغرائب عن مالك الذى جمعه الدار قطني فان فيه من الاحاديث مما ليس في الموطأ شيئا كثيرا ومن الرواة كذلك
ثم اتتبع ما في معرفة السنن والآثار للبيهقي من الرجال الذين وقع ذكرهم في روايات الشافعي مما ليس في المسند
ثم اتتبع ما في (كتاب الزهد) لاحمد فالتقط منه ما فيه من الرجال مما ليس في المسند فانه كتاب كبير يكون في قدر ثلث المسند مع كبر المسند وفيه من الاحاديث والآثار مما ليس في المسند شئ كثير
ثم اتتبع ما في (كتاب الآثار) لمحمد بن الحسن فانى افردته بالتصنيف لسؤال سائل من حذاق اهل العلم الحنفية سألني في افراده فاجبته وتتبعته واستوعبت الاسماء التى فيه فمن كان في (التهذيب) اقتصرت على اسمه فقط وقلت هو في التهذيب ومن زاد عليه ذكرت ما وقفت عليه من حاله ملخصا
وبانضمام هذه المذكورات يصير تعجيل المنفعة إذا انضم إلى رجال التهذيب حاويا ان شاء الله تعالى لغالب رواة الحديث في القرون الفاضلة إلى رأس الثلاثمائة
وقد كنت افردت الاوهام التى وقعت للحسيني وتبعه عليها ابن شيخنا في جزء مفرد كتب عنى بعضه العلامة شيخ الاقراء شمس الدين الجزري لما قدم القاهرة سنة سبع وعشرين وثمانماته واعجله السفر عن تكملته وبلغني انه ضمه إلى شئ مما يتعلق بالمسند الاحمدي فلما وقفت على اكمال الحسينى عزوت الوهم إليه فان تفرد به ابن شيخنا أو شيخنا الهيثمى بينته فاقول عقب كل ترجمة عثرت فيها على شئ من ذلك
(قلت) فما بعد قلت فهو كلامي وكذا اصنع فيما ازيده من الفوائد من جرح أو تعديل أو ما يتعلق بترجمة ذلك الشخص غالبا وبالله استعين فيما قصدت وعليه اتوكل فيما اعتمدت لا اله الا هو عليه توكلت واليه انيب واياه اسأل ان ينفع به كاتبه وجامعه وناظره وسامعه انه قريب مجيب *) انتهت مقدمة الحافظ ابن حجر رحمه الله.
وللفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2072
وقال الشيخ المعلمي رحمه الله
كل من له إلمام بالفن يعلم أن ليس في كتب الرجال المطبوعة أجمع و لا أوسع ولا أنفع من (تهذيب التهذيب) و (لسان الميزان) و يشاركهما (تعجيل المنفعة)، في عظمها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4356
ـ[ياسر30]ــــــــ[12 - 06 - 04, 10:14 ص]ـ
نفعنا الله تعالى بك وبارك لك يا شيخ عبد الرحمن(32/362)
ما حكم الخطبة عند دفن الميت أو بعده؟
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم الخطبة عند دفن الميت أو بعده؟
ـ[الألمعي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 01:37 م]ـ
سؤال: ماحكم إلقاء الموعظة في العزاء لتذكير الناس؟ أو إلقاء موعظة عند الدفن في المقبرة؟
جواب: الاجتماع في العزاء ليس له أصل عند السلف الصالح، وأصله غير مشروع وبناء على ذلك فإن كان غير مشروع، فلا اجتماع ولا خطبة، أما الخطبة عند الدفن في المقبرة، فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام خطيبا يخطب الناس، إنما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى المقبرة، والقبر لم يلحد بعد، فجلس وحوله أصحابه فجعل يحدثهم عن الإنسان حين احتضاره، وبعد دفنه وكذلك كان قائما على قبر إحدى بناته وهي تدفن فحدثهم، عليه الصلاة والسلام ولكن ليس بحديث قام فيه خطيبا أو واعظا 0
(فتاوى التعزية ص34) الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
بواسطة (كتاب البدع والمحدثات ومالا أصل له) ص360
جمع وإعداد: حمود بن عبد الله المطر (جزاه الله خيرا)
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[10 - 09 - 09, 05:08 ص]ـ
بارك الله فيكم ووفقناالله للصواب(32/363)
ما حكم مس القرآن الكريم من به حدث أصغر؟
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:37 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على آله وصحبه ومن وآلاه وبعد:
أحببت أن أشارك مع إخوة لي في الله تعالى وذلك بطرح مسألة اختلفت فيها مع بعض الأحباب وذلك لورود الأدلة وتعارض بعض النصوص ......... في مسألة مس المصحف دون طهارة وسوف أكتب لكم بإذن الله تعالى هذه المسألة حتى أستفيد من إرشاداتكم البناءة والطيبة،،،، وأسأل الله تعالى أن ينتفع بها كل من قرأها ....
ولذا ,,,, كل من كان علمه في هذه المسألة أرجوا منه التكرم بإيضاح هذه المسألة مع إيراد الألة عليها.
ودمتم بخير وعافية.
أخوكم المحب: المغامر الصغير.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 03:25 م]ـ
حكم الطهارة لمس القرآن الكريم
دراسة فقهية مقارنة
د. عمر بن محمد السبيل
أستاذ مساعد - كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - جامعة أم القرى
عرض فيه أدلة الفريقين وردود كل فريق على الآخر والترجيح
للتحميل
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 06 - 04, 10:23 م]ـ
هذه روابط قد تفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11361&highlight=%E3%D3+%C7%E1%E3%D5%CD%DD
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13039&highlight=%E3%D3+%C7%E1%E3%D5%CD%DD
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:13 م]ـ
مس المصحف للمحدث حدثا أضغر ــ و أكبر ــ يحرم بإجماعالمذاهب المذاهب الأربعة، للحديث المشهور في موطأ مالك مرسلا و الدار قطني موصولا في كتابه صلى الله عليه و سلم لعمرو بن حزم و الذي فيه: ((ألا يمس القرآن إلا طاهر))(32/364)
هذا ما وقفت عليه من أحاديث منقطعة في صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد فهذه جملة أحاديث فيها انقطاع وقفت عليها في صحيح الإمام الجهبذ أبي عبد الله البخاري رحمه الله تعالى وقد أجاب عنها الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح.
الحديث الأول:
الجنائز، باب فضل اتباع الجنائز 2/ 105
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم قال سمعت نافعا يقول حُدث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنهم يقول من تبع جنازة فله قيراط فقال أكثر أبو هريرة علينا فصدقت يعني عائشة أبا هريرة وقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله فقال ابن عمر رضي الله عنهما لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
فرطت ضيعت من أمر الله.
قال الحافظ في الفتح 3/ 247:
قوله: (حدث ابن عمر) كذا في جميع الطرق " حدث " بضم المهملة على البناء للمجهول , ولم أقف في شيء من الطرق عن نافع على تسمية من حدث ابن عمر عن أبي هريرة بذلك , وقد أورده أصحاب الأطراف والحميدي في جمعه في ترجمة نافع عن أبي هريرة , وليس في شيء من طرقه ما يدل على أنه سمع منه وإن كان ذلك محتملا , ووقفت على تسمية من حدث ابن عمر بذلك صريحا في موضعين: أحدهما في صحيح مسلم وهو خباب بمعجمة وموحدتين الأولى مشددة وهو أبو السائب المدني صاحب المقصورة قيل إن له صحبة , ولفظه من طريق داود بن عامر بن سعد عن أبيه " أنه كان قاعدا عند عبد الله بن عمر إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال: يا عبد الله بن عمر , ألا تسمع ما يقول أبو هريرة "؟ فذكر الحديث. والثاني في جامع الترمذي من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة فذكر الحديث , قال أبو سلمة فذكرت ذلك لابن عمر فأرسل إلى عائشة.
قوله: (أن أبا هريرة يقول من تبع) كذا في جميع: الطرق لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم , وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق إبراهيم بن راشد عن أبي النعمان شيخ البخاري فيه , لكن أخرجه أبو عوانة في صحيحه عن مهدي بن الحارث عن موسى بن إسماعيل , عن أبي أمية عن أبي النعمان , وعن التستري عن شيبان ثلاثتهم عن جرير بن حازم عن نافع قال " قيل لابن عمر إن أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تبع جنازة فله قيراط من الأجر " فذكره ولم يبين لمن السياق , وقد أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ كذلك , فالظاهر أن السياق له.
(تكملة): وقع لي حديث الباب من رواية عشرة من الصحاية غير أبي هريرة وعائشة: من حديث ثوبان عند مسلم , والبراء , وعبد الله بن مغفل عند التسائي , وأبي سعيد عند أحمد , وابن مسعود عند أبي عوانة وأسانيد هؤلاء الخمسة صحاح. ومن حديث أبي بن كعب عند ابن ماجه , وابن عباس عند البيهقي في الشعب , وأنس عند الطبراني في الأوسط , وواثلة بن الأسقع عند ابن عدي , وحفصة عند حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال وفي كل من أسانيد هؤلاء الخمسة ضعف. وسأشير إلى ما فيها من فائدة زائدة في الكلام على الحديث في الباب الذي يلي هذا.
الحديث الثاني:
الجنائز، باب من يُقَدَّم في اللحد 2/ 110
قال أبو عبد الله
حدثنا (1) ابن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا ليث بن سعد حدثني ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال أنا شهيد على هؤلاء وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يُغَسِّلْهُم (2).
و (3) أخبرنا الأوزاعي عن الزهري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقتلى أحد أي هؤلاء أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى رجل قدمه في اللحد قبل صاحبه (4) وقال جابر فكفن أبي وعمي في نمرة واحدة.
وقال سليمان بن كثير حدثني الزهري حدثني من سمع جابرا رضي الله عنه.
قال الحافظ في الفتح 3/ 272:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/365)
قوله: (وقال سليمان بن كثير إلخ) هو موصول في الزهريات للذهلي , وفي رواية سليمان المذكور إبهام شيخ الزهري وقد تقدم البحث فيه قبل بابين , قال الدارقطني في " التتبع ": اضطرب فيه الزهري , وأجيب بمنع الاضطراب لأن الحاصل من الاختلاف فيه على الثقات أن الزهري حمله عن شيخين , وأما إبهام سليمان لشيخ الزهري وحذف الأوزاعي له فلا يؤثر ذلك في رواية من سماه , لأن الحجة لمن ضبط وزاد إذا كان ثقة لا سيما إذا كان حافظا , وأما رواية أسامة وابن عبد العزيز فلا تقدح في الرواية الصحيحة لضعفهما , وقد بينا أن البخاري صرح بغلط أسامة فيه.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (محمد ابن مقاتل). صحـ
(2) وقع عند الهروي هكذا (يَغْسِلْهُم). صحـ
(3) وقع عند الهروي هكذا (وأخبرنا ابن المبارك) صحـ ـ أي أخبرنا الأوزاعي .... ـ
(4) في أصول كثيرة قال جابر بدون واو.
هذه الحواشي الأربع من هامش النسخة السلطانية.
الحديث الثالث:
الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه وهل يعرض على الصبي الإسلام 2/ 113
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب قال ابن شهاب يصلى على كل مولود متوفى وإن كان لغية من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام يدعي أبواه الإسلام أو أبوه خاصة وإن كانت أمه على غير الإسلام إذا استهل صارخا صلي عليه ولا يصلى على من لا يستهل من أجل أنه سقط فإن أبا هريرة رضي الله عنه كان يحدث قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه فطرة الله التي فطر الناس عليها الآية.
قال الحافظ في الفتح 3/ 282:
حديث أبي هريرة في أن كل مولود يولد على الفطرة , أخرجه من طريق ابن شهاب عن أبي هريرة منقطعا , ومن طريق آخر عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة , فالاعتماد في المرفوع على الطريق الموصولة , وإنما أورد المنقطعة لقول ابن شهاب الذي استنبطه من الحديث.
الحديث الرابع:
الزكاة، باب قول الله تعالى وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله 2/ 144
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة فقيل منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا قد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله وأما العباس بن عبد المطلب فعم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها.
تابعه ابن أبي الزناد عن أبيه.
وقال ابن إسحاق عن أبي الزناد هي عليه ومثلها معها.
وقال ابن جريج حُدثت عن الأعرج بمثله.
الحديث الخامس:
الشركة، باب الاشتراك في الهدي والبدن وإذا أشرك الرجلُ الرجلَ (1) في هديه بعد ما أهدى
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد أخبرنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن جابر وعن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهم قال (2) قدم (3) النبي صلى الله عليه وسلم (4) صبحَ رابعةٍ من ذي الحجة مهلين (5) بالحج لا يخلطهم شيء فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة وأن نحل إلى نسائنا ففشت في ذلك القالة (6) قال عطاء فقال جابر فيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا فقال جابر بكفه (7) فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام خطيبا فقال بلغني أن أقواما يقولون كذا وكذا والله لأنا أبر وأتقى لله منهم ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله هي لنا أو للأبد فقال لا بل للأبد قال وجاء علي بن أبي طالب فقال أحدهما يقول لبيك بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال (8) وقال الآخر لبيك بحجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر النبي (9) صلى الله عليه وسلم أن يقيم على إحرامه وأشركه في الهدي.
قال الحافظ في الفتح 5/ 171:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/366)
(تنبيه): حديث ابن عباس في هذا من هذا الوجه أغفله المزي فلم يذكره في ترجمة طاوس لا في رواية ابن جريج عنه ولا في رواية عطاء عنه , بل لم يذكر لواحد منهما رواية عن طاوس , وكذا صنع الحميدي فلم يذكر طريق طاوس عن ابن عباس هذه لا في المتفق ولا في أفراد البخاري , لكن تبين من " مستخرج أبي نعيم " أنه من رواية ابن جريج عن طاوس , فإنه أخرجه من " مسند أبي يعلى " قال: " حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد بن زيد عن ابن جريج عن عطاء عن جابر " قال: " وحدثنا حماد عن ابن جريج عن طاوس عن ابن عباس " ولم أر لابن جريج عن طاوس رواية في غير هذا الموضع , وإنما يروي عنه في الصحيحين وغيرهما بواسطة , ولم أر هذا الحديث من رواية طاوس عن ابن عباس في " مسند أحمد " مع كبره , والذي يظهر لي أن ابن جريج عن طاوس منقطع , فقد قال الأئمة إنه لم يسمع من مجاهد ولا من عكرمة وإنما أرسل عنهما وطاوس من أقرانهما. وإنما سمع من عطاء لكونه تأخرت عنهما وفاته نحو عشرين سنة. والله أعلم.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (رجلاً) صحـ
(2) وقع عند الهروي هكذا (قالا) صحـ
(3) وقع عند الكشميهني هكذا (قال لما قدم).
(4) وقع عند الهروي عن الكشميهني هكذا (وأصحابه صبح).
(6) وقع عند الهروي عن الكشميهني هكذا (المقالة).
(7) وقع عند الكشميهني هكذا (يَكُفُّهُ).
(8) قوله (وقال) ليس عند الهروي.
(9) وقع عند الهروي هكذا (فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الحديث السادس:
بدء الخلق، باب ما جاء في قول الله تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه 4/ 128
قال أبو عبد الله
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعقلت ناقتي بالباب فأتاه ناس من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا مرتين ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض فنادى مناد ذهبت ناقتك يا ابن الحصين فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب فوالله لوددت أني كنت تركتها.
وروى عيسى عن (1) رقبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه.
قال الحافظ في الفتح 6/ 349:
قوله: (وروى عيسى عن رقبة) كذا للأكثر وسقط منه رجل فقال ابن الفلكي: ينبغي أن يكون بين عيسى ورقبة أبو حمزة , وبذلك جزم أبو مسعود , وقال الطرقي: سقط أبو حمزة من كتاب الفربري وثبت في رواية حماد بن شاكر فعنده عن البخاري " روى عيسى عن أبي حمزة عن رقبة قال " وكذا قال ابن رميح عن الفربري , قلت: وبذلك جزم أبو نعيم في " المستخرج " وهو يروي الصحيح عن الجرجاني عن الفربري , فالاختلاف فيه حينئذ عن الفربري , ثم رأيته أسقط أيضا من رواية النسفي , لكن جعل بين عيسى ورقبة ضبة , ويغلب على الظن أن أبا حمزة ألحق في رواية الجرجاني وقد وصفوه بقلة الإتقان , وعيسى المذكور هو ابن موسى البخاري ولقبه غنجار بمعجمة مضمومة ثم نون ساكنة ثم جيم , وليس له في البخاري إلا هذا الموضع , وقد وصل الحديث المذكور من طريق عيسى المذكور عن أبي حمزة وهو محمد ابن ميمون السكري عن رقبة الطبراني في مسند رقبة المذكور , وهو بفتح الراء والقاف والموحدة الخفيفة ابن مصقلة بفتح الميم وسكون الصاد المهملة وقد تبدل سينا بعدها قاف , ولم ينفرد به عيسى فقد أخرجه أبو نعيم من طريق علي بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة نحوه , لكن بإسناد ضعيف.
الحاشية:
(1) وضع فوق قوله (عن رقبة) (هاء ه) للهروي وعليها صحـ صحـ مرتان.
الحديث السابع:
أحاديث الأنبياء، باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام 4/ 190
قال أبو عبد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/367)
حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما بَرَصٌٍ وإما أَدْرَةٌٍ وإما آفةٌٍ وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملإ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها.
قال الحافظ في الفتح 6/ 530:
قوله: (عن الحسن ومحمد وخلاس) أما الحسن فهو البصري وأما محمد فهو ابن سيرين وسماعه من أبي هريرة ثابت , فقد أخرج أحمد هذا الحديث عن روح عن عوف عن محمد وحده عن أبي هريرة. وأما خلاس فبكسر المعجمة وتخفيف اللام وآخره مهملة هو ابن عمر بصري , يقال إنه كان على شرطة علي , وحديثه عنه في الترمذي والنسائي , وجزم يحيى القطان بأن روايته عنه من صحيفته. وقال أبو داود عن أحمد: لم يسمع خلاص من أبي هريرة. وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة كان يحيى القطان يقول: روايته عن علي من كتاب , وقد سمع من عمار وعائشة وابن عباس قلت: إذا ثبت سماعه من عمار وكان على شرطة علي كيف يمتنع سماعه من علي؟ وقال أبو حاتم: يقال وقعت عنده صحيفة عن علي , وليس بقوي , يعنى في علي. وقال صالح بن أحمد عن أبيه: كان يحيى القطان يتوقى أن يحدث عن خلاس عن علي خاصة. وأطلق بقية الأئمة توثيقه. قلت: وما له في البخاري سوى هذا الحديت , وقد أخرجه له مقرونا بغيره , وأعاده سندا ومتنا في تفسير الأحزاب. وله عنه حديث آخر أخرجه في الأيمان والنذور مقرونا أيضا بمحمد بن سيرين عن أبي هريرة , ووهم المزي فنسبه إلى الصوم.
وأما الحسن البصري فلم يسمع من أبي هريرة عند الحفاظ النقاد , وما وقع في بعض الروايات مما يخالف ذلك فهو محكوم بوهمه عندهم , وما له في البخاري عن أبي هريرة سوى هذا مقرونا. وله حديث آخر في بدء الخلق مقرونا بابن سيرين , وثالث ذكره في أوائل الكتاب في الإيمان مقرونا بابن سيرين أيضا.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
أبو بكر
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 10 - 04, 05:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وننتظر التتمة حفظكم الله
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 10 - 04, 11:03 ص]ـ
وإياكم شيخنا أبا عمر
الحديث الثامن:
المناقب، باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة 5/ 81
قال أبو عبد الله
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني عبيد الله بن عمر عن نافع (1) يعني عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمس مائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف فقال إنما هاجر به أبواه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه.
قال الحافظ في الفتح 7/ 317:
قوله: (عن عمر كان فرض للمهاجرين) هذا صورته منقطع , لأن نافعا لم يلحق عمر , لكن سياق الحديث يشعر بأن نافعا حمله عن ابن عمر. ووقع في رواية غير أبي ذر هنا " عن نافع يعني عن ابن عمر " , ولعلها من إصلاح بعض الرواة , واغتر بها شيخنا ابن الملقن فأنكر على ابن التين قوله أن الحديث مرسل وقال: لعل نسخته التي وقعت له ليس فيها ابن عمر , وقد روى الدراوردي عن عبيد الله بن عمر فقال: " عن نافع عن ابن عمر قال: فرض عمر لأسامة أكثر مما فرض لي , فذكر قصة أخرى شبيهة بهذه أخرجها أبو نعيم في " المستخرج " هنا.
وقال القسطلاني في إرشاد الساري 6/ 224
ولأبي ذر عن نافع عن عمر بن الخطاب فأسقط (يعني عن ابن عمر) وفيها انقطاع لأن نافعا لم يدرك عمر.
الحاشية:
(1) قوله (يعني عن ابن عمر) عُلِّم عليه (لا ه صحـ إلى) أي غير موجودة في رواية الهروي.
الحديث التاسع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/368)
المغازي، باب وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد مسح وجهه عام الفتح 5/ 192
قال أبو عبد الله
حدثني عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أن يقبض ابن وليدة زمعة وقال عتبة إنه ابني فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه عبد بن زمعة فقال سعد بن أبي وقاص هذا ابن أخي عهد إلي أنه ابنه قال عبد بن زمعة يا رسول الله هذا أخي هذا ابن زمعة ولد على فراشه فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لك هو أخوك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراشه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبي منه يا سودة لما رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص.
قال ابن شهاب قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر.
وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك.
قال الحافظ في الفتح 8/ 31:
قوله: (وقال ابن شهاب وكان أبو هريرة يصيح بذلك) أي يعلن بهذا الحديث وهذا موصول إلى ابن شهاب ومنقطع بين ابن شهاب وأبي هريرة , وهو حديث مستقل أغفل المزي التنبيه عليه في " الأطراف " وقد أخرج مسلم والترمذي والنسائي من طريق سفيان بن عيينة ومسلم أيضا من طريق معمر كلاهما عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب , زاد معمر " وأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الولد للفراش وللعاهر الحجر " وفي رواية لمسلم عن ابن عيينة عن سعيد وأبي سلمة معا ; وفي أخرى عن سعيد أو أبي سلمة. قال الدارقطني في " العلل ": هو محفوظ لابن شهاب عنهما. قلت: وسيأتي في الفرائض من وجه آخر عن أبي هريرة باختصار , لكن من غير طريق ابن شهاب , فلعل هذا الاختلاف هو السبب في ترك إخراج البخاري لحديث أبي هريرة من طريق ابن شهاب.
الحديث العاشر:
المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وقول الله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون 6/ 17
قال أبو عبد الله
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أخبرني أبو سلمة أن عائشة أخبرته أن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغشى بثوب حبرة فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى ثم قال بأبي أنت وأمي والله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها.
قال الزهري وحدثني أبو سلمة عن عبد الله بن عباس أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس فقال اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فأقبل الناس إليه وتركوا عمر فقال أبو بكر أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى قوله الشاكرين وقال والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر قال والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات.
قال الحافظ في الفتح 8/ 183:
قوله: (فأخبرني سعيد بن المسيب) هو مقول الزهري , وأغرب الخطابي فقال: ما أدري القائل: " فأخبرني سعيد بن المسيب " الزهري أو شيخه أبو مسلمة؟ فقلت: صرح عبد الرزاق عن معمر بأنه الزهري , وأثر ابن المسيب عن عمر هذا أهمله المزي في الأطراف مع أنه على شرطه اهـ.
قلت: الصحيح أن ابن المسيب سمع شيئا من عمر رضي الله تعالى عنه بلا ريب، أما أكثر حديثه عنه فمرسل، فالأصل في روايته عنه الانقطاع والله تعالى أعلم.
يتبع إن شاء الله بعد عودتي من السفر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/369)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[09 - 10 - 04, 02:51 م]ـ
بارك الله فيك وأعادك سالما غانما.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 10 - 04, 08:35 م]ـ
أحسن الله إليكم
الحديث الحادي عشر:
المناقب، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر 4/ 252
قال أبو عبد الله
حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان حدثنا شبيب بن غرقدة قال سمعت الحي يحدثون عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه قال سفيان كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال سمعه شبيب من عروة فأتيته فقال شبيب إني لم أسمعه من عروة قال سمعت الحي يخبرونه عنه ولكن سمعته يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة قال وقد رأيت في داره سبعين فرسا قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية.
قال الحافظ في الفتح 6/ 774:
حديث عروة وهو البارقي.
قوله: (حدثنا شبيب بن غرقدة) هو بفتح المعجمة وموحدتين وزن سعيد , وغرقدة بفتح المعجمة وسكون الراء بعدها قاف , تابعي صغير ثقة عندهم , ما له في البخاري سوى هذا الحديث.
قوله: (سمعت الحي يتحدثون) أي قبيلته , وهم منسوبون إلى بارق جبل باليمن نزله بنو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر مزيقيا فنسبوا إليه , وهذا يقتضي أن يكون سمعه من جماعة أقلهم ثلاثة.
...... وأما قول الخطابي والبيهقي وغيرهما: أنه غير متصل لأن الحي لم يسم أحد منهم فهو على طريقة بعض أهل الحديث يسمون ما في إسناده مبهم مرسلا أو منقطعا , والتحقيق إذا وقع التصريح بالسماع أنه متصل في إسناده مبهم , إذ لا فرق فيما يتعلق بالاتصال والانقطاع بين رواية المجهول والمعروف , فالمبهم نظير المجهول في ذلك , ومع ذلك فلا يقال في إسناد صرح كل من فيه بالسماع من شيخه إنه منقطع وإن كانوا أو بعضهم غير معروف.
قوله: (قال سفيان) هو ابن عيينة , وهو موصول بالإسناد المذكور.
قوله: (كان الحسن بن عمارة) هو الكوفي أحد الفقهاء المتفق على ضعف حديثهم , وكان قاضي بغداد في زمن المنصور ثاني خلفاء بني العباس , ومات في خلافته سنة ثلات أو أربع وخمسين ومائة. وقال ابن المبارك: جرحه عندي شعبة وسفيان كلاهما. وقال ابن حبان: كان يدلس عن الثقات ما سمعه من الضعفاء عنهم فالتصقت به تلك الموضوعات. قلت: وما له في البخاري إلا هذا الموضع.
قوله: (جاءنا بهذا الحديث عنه) أي عن شبيب بن غرقدة.
قوله: (قال) أي الحسن (سمعه شبيب عن عروة فأتيته) القائل سفيان والضمير لشبيب , وأراد البخاري بذلك بيان ضعف رواية الحسن بن عمارة وأن شبيبا لم يسمع الخبر من عروة وإنما سمعه من الحي ولم يسمعه عن عروة فالحديث بهذا ضعيف للجهل بحالهم , لكن وجد له متابع عند أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه من طريق سعيد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال حدثني عروة البارقي فذكر الحديث بمعناه , وقد قدمت ما في روايته من الفائدة , وله شاهد من حديث حكيم بن حزام وقد أخرجه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان عن شبيب عن عروة ولم يذكر بينهما أحدا , ورواية علي بن عبد الله وهو ابن المديني شيخ البخاري فيه تدل على أنه وقعت في هذه الرواية تسوية , وقد وافق عليا على إدخاله الواسطة بين شبيب وعروة أحمد والحميدي في مسنديهما وكذا مسدد عند أبي داود وابن أبو عمر والعباس بن الوليد عند الإسماعيلي , وهذا هو المعتمد.
قوله: (قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية) هو موصول أيضا , ولم أر في شيء من طرقه أنه أراد أضحية , وحديث الخيل تقدم الكلام عليه في الجهاد مستوفى , وزعم ابن القطان أن البخاري لم يرد بسياق هذا الحديث إلا حديث الخيل ولم يرد حديث الشاة وبالغ في الرد على من زعم أن البخاري أخرج حديث الشاة محتجا به لأنه ليس على شرطه لإبهام الواسطة فيه بين شبيب وعروة , وهو كما قال لكن ليس بذلك ما يمنع تخريجه ولا ما يحطه عن شرطه , لأن الحي يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب , ويضاف إلى ذلك ورود الحديث من الطريق التي هي الشاهد لصحة الحديث , ولأن المقصود منه الذي يدخل في علامات النبوة دعاء النبي صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/370)
الله عليه وسلم لعروة فاستجيب له حتى كان لو اشترى التراب لربح فيه. وأما مسألة بيع الفضولي فلم يردها إذ لو أرادها لأوردها في البيوع , كذا قرره المنذري , وفيه نظر لأنه لم يطرد له في ذلك عمل , فقد يكون الحديث على شرطه ويعارضه عنده ما هو أولى بالعمل به من حديث آخر فلا يخرج ذلك الحديث في بابه ويخرجه في باب آخر أخفى لينبه بذلك على أنه صحيح إلا أن ما دل ظاهره عليه غير معمول به عنده والله أعلم.
راجع غير مأمور هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4210&highlight=%DB%D1%DE%CF%C9
الحديث الثاني عشر:
فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد 6/ 233
قال أبو عبد الله
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فشق ذلك عليهم وقالوا أينا يطيق ذلك يا رسول الله فقال الله الواحد الصمد ثلث القرآن (1) قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك المشرقي مسند.
قال الحافظ في الفتح 9/ 76
والضحاك المذكور هو ابن شراحيل ويقال شراحبيل , وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وآخر يأتي في كتاب الأدب قرنه فيه بأبي سلمة بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي سعيد الخدري , وحكى البزار أن بعضهم زعم أنه الضحاك ابن مزاحم وهو غلط.
قوله: (قال الفربري: سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبي عبد الله يقول قال أبو عبد الله: عن إبراهيم مرسل , وعن الضحاك المشرقي مسند) ثبت هذا عند أبي ذر عن شيوخه , والمراد أن رواية إبراهيم النخعي عن أبي سعيد منقطعة ورواية الضحاك عنه متصلة , وأبو عبد الله المذكور هو البخاري المصنف , وكأن الفربري ما سمع هذا الكلام منه فحمله عن أبي جعفر عنه , وأبو جعفر كان يورق للبخاري أي ينسخ له وكان من الملازمين له والعارفين به والمكثرين عنه , وقد ذكر الفربري عنه في الحج والمظالم والاعتصام وغيرها فوائد عن البخاري ويؤخذ من هذا الكلام أن البخاري كان يطلق على المنقطع لفظ المرسل وعلى المتصل لفظ المسند, والمشهور في الاستعمال أن المرسل ما يضيفه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمسند ما يضيفه الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن يكون ظاهر الإسناد إليه الاتصال , وهذا الثاني لا ينافي ما أطلقه المصنف.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي (قال الفربري سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبي عبد الله) صحـ
ووضع على قوله (قال أبو عبد الله عن إبراهيم مرسل وعن الضحاك المشرقي مسند) (لا ص س ط إلى) أي غير موجودة في نسخة الأصيلي وابن عساكر وأبي الوقت.
راجع غير مأمور هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19484&highlight=%E4%DD%ED%D3%C9
الحديث الثالث عشر:
فضائل القرآن، باب البكاء عند قراءة القرآن 6/ 243
قال أبو عبد الله
حدثنا صدقة أخبرنا يحيى عن سفيان عن سليمان عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال يحيى بعض الحديث عن عمرو بن مرة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا مسدد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال الأعمش وبعض الحديث حدثني عمرو بن مرة عن إبراهيم (1) عن أبيه عن أبي الضحى عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي قال قلت أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أشتهي أن أسمعه من غيري قال فقرأت النساء حتى إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال لي كف أو أمسك فرأيت عينيه تذرفان.
قال القسطلاني في إرشاد الساري 7/ 485
.... لكن رواية أبي الضحى عن ابن مسعود منقطعة لأنه لم يدركه.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (وعن أبيه) صحـ.
الحديث الرابع عشر:
الحدود، باب لا يرجم المجنون والمجنونة 8/ 205
قال أبو عبد الله
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إني زنيت فأعرض عنه حتى ردد عليه أربع مرات فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبك جنون قال لا قال فهل أحصنت قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه قال ابن شهاب فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال فكنت فيمن رجمه فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه.
قال الحافظ في الفتح 12/ 151:
قوله (فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله) صرح يونس ومعمر في روايتهما بأنه أبو سلمة ابن عبد الرحمن , فكأن الحديث كان عند أبي سلمة عن أبي هريرة كما عند سعيد بن المسيب وعنده زيادة عليه عن جابر.
الحديث الخامس عشر:
المغازي، باب ((ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون)) 5/ 127
قال أبو عبد الله
حدثنا يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله ليس لك من الأمر شيء إلى قوله فإنهم ظالمون. وعن حنظلة بن أبي سفيان سمعت سالم بن عبد الله يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت ليس لك من الأمر شيء إلى قوله فإنهم ظالمون.
قال الحافظ في الفتح 7/ 457
قوله: (وعن حنظلة بن أبي سفيان) هو معطوف على قوله. " أخبرنا معمر إلخ " والراوي له عن حنظلة هو عبد الله بن المبارك , ووهم من زعم أنه معلق.
وقوله: " سمعت سالم بن عبد الله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلخ " هو مرسل , والثلاثة الذين سماهم قد أسلموا يوم الفتح , ولعل هذا هو السر في نزول قوله تعالى: (ليس لك من الأمر شيء) ....
يتبع إن شاء الله تعالى ...............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/371)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 10 - 04, 06:48 م]ـ
الحديث السادس عشر:
الإيمان، باب اتباع الجنائز من الإيمان 1/ 19
قال أبو عبد الله
حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي المنجوفي قال حدثنا روح قال حدثنا عوف عن الحسن ومحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط تابعه عثمان المؤذن قال حدثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
قال الحافظ في الفتح 1/ 145
..... ومحمد هو ابن سيرين , وهو مجرور بالعطف على الحسن , فالحسن وابن سيرين حدثنا به عوفا عن أبي هريرة إما مجتمعين وإما متفرقين , فأما ابن سيرين فسماعه عن أبي هريرة صحيح , وأما الحسن فمختلف في سماعه منه , والأكثر على نفيه وتوهيم من أثبته , وهو مع ذلك كثير الإرسال فلا تحمل عنعنته على السماع , وإنما أورده المصنف كما سمع , وقد وقع له نظير هذا في قصة موسى , فإنه أخرج فيها حديثا من طريق روح بن عبادة بهذا الإسناد , وأخرج أيضا في بدء الخلق من طريق عوف عنهما عن أبي هريرة حديثا آخر , واعتماده في كل ذلك على محمد بن سيرين.
الحديث السابع عشر:
بدء الخلق، باب ذكر الملائكة 4/ 135
قال أبو عبد الله
حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة ح و قال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد وهشام قالا حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان ............. (الحديث بطوله) ............ وقال همام عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في البيت المعمور.
قال الحافظ في الفتح 6/ 371
وقوله في آخره " وقال همام عن قتادة إلخ " يريد أن هماما فصل في سياقه قصة البيت المعمور من قصة الإسراء , فروى أصل الحديث عن قتادة عن أنس , وقصة البيت عن قتادة عن الحسن , وأما سعيد وهو ابن أبي عروبة وهشام وهو الدستوائي فأدرجا قصة البيت المعمور في حديث أنس , والصواب رواية همام وهي موصولة هنا عن هدبة عنه , ووهم من زعم أنها معلقة , فقد روى الحسن بن سفيان في مسنده الحديث بطوله عن هدبة فاقتص الحديث إلى قوله " فرفع لي البيت المعمور " قال قتادة " فحدثنا الحسن عن أبي هريرة أنه رأى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ولا يعودون فيه " وأخرجه الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان وأبي يعلى والبغوي وغير واحد كلهم عن هدبة به مفصلا , وعرف بذلك مراد البخاري بقوله " في البيت المعمور " ....
الحديث الثامن عشر:
بدء الخلق، باب إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى شفاء 4/ 158 والفتح 6/ 433
قال أبو عبد الله
حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا عوف عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك.
الحديث التاسع عشر:
الحدود، باب البكران يجلدان وينفيان 8/ 212
قال أبو عبد الله
حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز أخبرنا ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يأمر فيمن زنى ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام.
قال ابن شهاب وأخبرني عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب غرب ثم لم تزل تلك السنة.
قال الحافظ في الفتح 12/ 195:
قوله (عن زيد بن خالد) هكذا اختصر عبد العزيز من السند ذكر أبي هريرة ومن المتن سياق قصة العسيف كلها واقتصر منها على قوله " يأمر فيمن زنى ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام " ويحتمل أن يكون ابن شهاب اختصره لما حدث به عبد العزيز.
ملاحظة: (والحديث مكرر في عدة مواضع في الصحيح مقرونا بين أبي هريرة وزيد بن خالد رضي الله عنهما).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/372)
قوله (أن عمر بن الخطاب) هو منقطع لأن عروة لم يسمع من عمر , لكنه ثبت عن عمر من وجه آخر أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن خزيمة والحاكم من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما " أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغرب , وأن أبا بكر ضرب وغرب , وأن عمر ضرب وغرب " أخرجوه من رواية عبد الله بن إدريس عنه , وذكر الترمذي أن أكثر أصحاب عبيد الله بن عمر رووه عنه موقوفا على أبي بكر وعمر.
الحديث العشرون:
تفسير القرآن، الأحزاب باب لا تكونوا كالذين آذوا موسى 6/ 151 والفتح 8/ 678
قال أبو عبد الله
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى كان رجلا حييا وذلك قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها.
(مكرر الحديث السابع)
الحديث الواحد والعشرون:
النكاح، ما يحل من النساء وما يحرم 7/ 14
قال أبو عبد الله
........... وقال لنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع .............
ويحيى هذا غير معروف ولم يتابع عليه ..........
ويذكر عن أبي نصر أن ابن عباس حرمه وأبو نصر هذا لم يعرف بسماعه من ابن عباس ........
وقال الزهري قال علي لا تحرم وهذا مرسل.
قال الحافظ في الفتح 9/ 196
قوله (وقال لنا أحمد بن حنبل) هذا فيما قيل أخذه المصنف عن الإمام أحمد في المذاكرة أو الإجازة , والذي ظهر لي بالاستقراء أنه إنما استعمل هذه الصيغة في الموقوفات , وربما استعملها فيما فيه قصور ما عن شرطه , والذي هنا من الشق الأول , وليس للمصنف في هذا الكتاب رواية عن أحمد إلا في هذا الموضع , وأخرج عنه في آخر المغازي حديثا بواسطة وكأنه لم يكثر عنه لأنه في رحلته القديمة لقى كثيرا من مشايخ أحمد فاستغنى بهم , وفي رحلته الأخيرة كان أحمد قد قطع التحديث فكان لا يحدث إلا نادرا فمن ثم أكثر البخاري عن علي بن المديني دون أحمد ..............
قوله (ويحيى هذا غير معروف ولم يتابع عليه) انتهى وهو ابن قيس , روى أيضا عن شريح روى عنه الثوري وأبو عوانة وشريك. فقول المصنف " غير معروف " أي غير معروف العدالة وإلا فاسم الجهالة ارتفع عنه برواية هؤلاء , وقد ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا , وذكره ابن حبان في الثقات كعادته فيمن لم يجرح ..........
قوله (وأبو نصر هذا لم يعرف بسماعه من ابن عباس) كذا للأكثر , وفي رواية ابن المهدي عن المستملي لا يعرف سماعه وهي أوجه وأبو نصر هذا بصري أسدي , وثقه أبو زرعة .............
قوله (وقال الزهري قال علي: لا يحرم وهذا مرسل) أما قول الزهري فوصله البيهقي من طريق يحيى بن أيوب عن عقيل عنه أنه سئل عن رجل وطئ أم امرأته , فقال: قال علي بن أبي طالب لا يحرم الحرام الحلال. وأما قوله: وهذا مرسل , ففي رواية الكشميهني وهو مرسل أي منقطع , فأطلق المرسل على المنقطع كما تقدم في فضائل القرآن والخطب فيه سهل , والله أعلم.
الحديث الثاني والعشرون:
الأيمان والنذور، باب إذا حنث ناسيا في الأيمان 8/ 170
قال أبو عبد الله
حدثني يوسف بن موسى حدثنا أبو أسامة قال حدثني عوف عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه.
قال الحافظ في الفتح 11/ 674
...... والبخاري لا يخرج لخلاس إلا مقرونا. ومما ينبه عليه هنا أن المزي في " الأطراف " ذكر هذا الحديث في ترجمة خلاس عن أبي هريرة فقال " خلاس في الصيام عن يوسف بن موسى " فوهم في ذلك وإنما هو في الأيمان والنذور , ولم يورده في الصيام من طريق خلاس أصلا .....
يتبع بإذن الله .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[13 - 10 - 04, 01:18 م]ـ
ملحق للحديث التاسع:
وقال الحافظ في الفتح أيضا 12/ 45
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/373)
.... تقدم في غزوة الفتح تعليقا من رواية يونس عن ابن شهاب " قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر " وهذا منقطع , وقد وصله غيره عن ابن شهاب , ووقع في رواية يونس أيضا , قال ابن شهاب: وكان أبو هريرة يصيح بذلك , وقد قدمت هناك أن مسلما أخرجه موصولا من رواية ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة وأبي هريرة ........
الحديث الثالث والعشرون:
حديث مروان والمسور قالا خرج النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية من المدينة في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد النبي صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعر وأحرم بالعمرة.
قلت:
هو في عدة مواضع في الصحيح مع تغاير أو زيادة في بعض الألفاظ وهي:
1ـ الحج، من أشعر وقلد بذي الحليفة ثم أحرم 2/ 197
قال أبو عبد الله
حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان به ........
2ـ المغازي، باب غزوة الحديبية 5/ 157
قال أبو عبد الله
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة ....... به.
3ـ المغازي، باب غزوة الحديبية 5/ 161
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان قال سمعت الزهري حين حدث هذا الحديث حفظت بعضه وثبتني معمر عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يزيد أحدهما على صاحبه قالا ....... به.
قلت: ومروان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه مرسل، ذكر ذلك الحافظ في الفتح 5/ 408 قال ولا صحبة له.
الحديث الرابع والعشرون:
حديث مروان والمسور في وفد هوازن.
قلت:
هو في عدة مواضع في الصحيح مع تغاير أو زيادة في بعض الألفاظ وهي:
1ـ الوكالة، باب إذا وهب شيئا لوكيل أو شفيع قوم جاز 3/ 124
قال أبو عبد الله
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين ....... به.
2ـ العتق، من ملك من العرب رقيقا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية 3/ 183
قال أبو عبد الله
حدثنا ابن أبي مريم قال أخبرنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب ذكر عروة أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن فسألوه .......... به.
3ـ الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب من رأى الهبة الغائبة جائزة 3/ 195
قال أبو عبد الله
حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال ذكر عروة أن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما ومروان أخبراه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه وفد هوازن قام في الناس ........ به.
4ـ الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب إذا وهب جماعة لقوم 3/ 200
قال أبو عبد الله
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه ........ به.
5ـ فرض الخمس، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين 4/ 108
قال أبو عبد الله
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث قال حدثني عقيل عن ابن شهاب قال وزعم عروة أن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين ...... به.
6ـ المغازي، باب قول الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين 5/ 195
قال أبو عبد الله
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب ح و حدثني إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب قال محمد بن شهاب وزعم عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه ........... به.
7ـ الأحكام، باب العرفاء للناس 9/ 89
قال أبو عبد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/374)
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة قال ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أذن لهم المسلمون في عتق سبي هوازن إني لا أدري من أذن منكم ممن لم يأذن .......... الحديث.
قلت: ومروان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه مرسل، ذكر ذلك الحافظ في الفتح 5/ 408 قال ولا صحبة له.
الحديث الخامس والعشرون:
حديث مروان والمسور لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو يوم الحديبية ...... الحديث.
المغازي، باب غزوة الحديبية 5/ 161
قال أبو عبد الله
حدثني إسحاق أخبرنا يعقوب حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة يخبران خبرا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية فكان فيما أخبرني عروة عنهما أنه لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو .......... الحديث.
قلت:
قلت: ومروان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه مرسل، ذكر ذلك الحافظ في الفتح 5/ 408 قال ولا صحبة له.
الحديث السادس والعشرون:
الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط 3/ 239 - 245
قال أبو عبد الله (في الحديث الطويل)
حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين ...........
قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سهل لكم من أمركم.
قال معمر قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا .......
قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا .............
قال أبو عبد الله معرة العر الجرب تزيلوا تميزوا وحميت القوم منعتهم حماية وأحميت الحمى جعلته حمى لا يدخل وأحميت الحديد وأحميت الرجل إذا أغضبته إحماء
وقال عقيل عن الزهري قال عروة فأخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحنهن
وبلغنا أنه لما أنزل الله تعالى أن يردوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم وحكم على المسلمين أن لا يمسكوا بعصم الكوافر أن عمر طلق امرأتين .............
وبلغنا أن أبا بصير بن أسيد الثقفي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا مهاجرا في المدة فكتب الأخنس بن شريق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله أبا بصير فذكر الحديث.
قال الحافظ في الفتح 5/ 408
قوله: (عن المسور بن مخرمة ومروان) أي ابن الحكم
(قالا خرج) هذه الرواية بالنسبة إلى مروان مرسلة لأنه لا صحبة له , وأما المسور فهي بالنسبة إلبه أيضا مرسلة لأنه لم يحضر القصة , وقد تقدم في أول الشروط من طريق أخرى عن الزهري عن عروة " أنه سمع المسور ومروان يخبران عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " فذكر بعض هذا الحديث , وقد سمع المسور ومروان من جماعة من الصحابة شهدوا هذه القصة كعمر وعثمان وعلي والمغيرة وأم سلمة وسهل بن حنيف وغيرهم , ووقع في نفس هذا الحديث شيء يدل على أنه عن عمر كما سيأتي التنبيه عليه في مكانه , وقد روى أبو الأسود عن عروة هذه القصة فلم يذكر المسور ولا مروان لكن أرسلها , وهي كذلك في " مغازي عروة بن الزبير " أخرجها ابن عائذ في المغازي له بطولها , وأخرجها الحاكم في " الإكليل " من طريق أبي الأسود عن عروة أيضا مقطعة.
وفي 5/ 425
قوله: (قال الزهري قال عمر: فعملت لذلك أعمالا) هو موصول إلى الزهري بالسند المذكور وهو منقطع بين الزهري وعمر , قال بعض الشراح. قوله " أعمالا " أي من الذهاب والمجيء والسؤال والجواب , ولما يكن ذلك شكا من عمر , بل طلبا لكشف ما خفي عليه , وحثا على إذلال الكفار , لما عرف من قوته في نصرة الدين ا هـ
وفي 5/ 431
قوله: (وبلغنا أنه لما أنزل) هو مقول الزهري وصله ابن مردويه في تفسيره من طريق عقيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/375)
وقوله: (وبلغنا أن أبا بصير إلخ) هو من قول الزهري أيضا والمراد به أن قصة أبي بصير في رواية عقيل من مرسل الزهري , وفي رواية معمر موصولة إلى المسور , لكن قد تابع معمرا على وصلها ابن إسحاق كما تقدم , وتابع عقيلا الأوزاعي على إرسالها. فلعل الزهري كان يرسلها تارة ويوصلها أخرى والله أعلم .......
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 10 - 04, 10:07 ص]ـ
كُليمات فكن منها على بال
اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته والقيام بطاعته في هذا الشهر وكل شهر، أن ما أوردَه أخاك من الحديث في هذا الموضوع على أنه منقطع وهو عمن لم يُسَمَ، كعن رجل أو عن فلان، أو كان عن تابع أرسله، فإن للناس فيه أنظار من حيثُ تسميتُه منقطعا، ولا مشاحة في هذا، فمن أجاز ومن منع لم يأت بما ينكر، وليس هذا محل الكلام فيه إنما لزم التنبيه أمنا للبس والاعتراض، وقد أُوردُ ما كان عن صاحب لم يسمع ما رواه، فما كان من هذا الضرب فإني أذكره للتنبيه عليه حتى يعم النفع، لا أني أقول إنه منقطع، فليتفطن إلى هذا.
وقد كان يلزم التنبيه على هذا في أول ما كتبت، لكني ما تذكرت إلا حين مررت بمثل ما أشرت إليه، فإن هذه الأحاديث ما هي إلا تعليقات وضعتها في دفتر الفوائد بحسب ما كنت أتنبه إليه، وكذلك عذرا ممن قرأ هذا الموضوع أني لم أرتب فيه الأحاديث بحسب موضعها من الكتاب أو الأبواب، وعذري فيه ما قدمت قبل سطرين، والله الهادي للصواب.
الحديث السابع والعشرون:
الذبائح والصيد، باب ذبيحة المرأة والأمة 7/ 119 والفتح 9/ 782
حديث جارية كعب بن مالك أنها كانت ترعى غنما بسلع فأصيبت شاة منها ...... الحديث.
قلت: روى البخاري هذا الحديث من ستة طرق وهذا بيانها:
1ـ إسحاق بن إبراهيم عن المعتمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن كعب بن مالك عن أبيه .... الحديث 3/ 123
2ـ محمد بن أبي بكر المقدمي عن المعتمر عن عبيد الله عن نافع سمع ابن كعب بن مالك يخبر ابن عمر أن أباه أخبره ..... الحديث 7/ 119
3ـ موسى عن جويرية عن نافع عن رجل من بني سلمة أخبر عبد الله أن جارية لكعب بن مالك ترعى غنما ......... الحديث 7/ 119
4ـ إسماعيل عن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أخبره أن جارية لكعب بن مالك ......... 7/ 119
5ـ صدقة عن عبدة عن عبيد الله عن نافع عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أن امرأة ........ 7/ 199
6ـ وقال الليث حدثنا نافع أنه سمع رجلا من الأنصار يخبر عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جارية لكعب ...... 7/ 119
قال القسطلاني في الطريق الثالث 8/ 278
قيل هو ابن لكعب بن مالك
وقال في الطريق السادس 8/ 279
يحتمل أن يكون ابن كعب وإن لم يكن هو فمجهول، لكن الرواية الأخرى دلت على أن له أصلا اهـ.
على أي حال
الذي يظهر أن إخراج البخاري رحمه الله تعالى لهذه الطرق إشارة منه إلى أن الاختلاف فيه لم يؤثر عنده، والله تعالى أعلم.
وهذا الحديث من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني بالاختلاف
قال أبو الحسن رحمه الله تعالى ص 245 برقم 106
وأخرج البخاري حديث عبيدالله عن نافع عن ابن كعب عن أبيه: أن جارية لكعب.
وعن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ: أن جارية لكعب.
وعن موسى عن جويرية عن نافع عن رجل من بني سلمة أخبر عبدالله: أن جارية لكعب.
وقال الليث عن نافع سمع رجلاً من الأنصار خبَّر عبدالله أن جارية لكعب، وهذا اختلاف بيّن وقد أخرجه. قال: وهذا قد اختلف فيه على نافع وعلى أصحابه عنه.
اختلف فيه على عبيدالله وعلى يحيى بن سعيد وعلى أيوب وعلى قتادة وعلى موسى بن عقبة وعلى إسماعيل بن أمية وعلى غيرهم فقيل عن نافع عن ابن عمر ولا يصح.
والاختلاف فيه كثير اهـ.
قال الحافظ في المقدمة بعد ذكر كلام الدارقظني ص540
قلت: هو كما قال، وعلته ظاهرة والجواب عنه فيه تكلف وتعسف.
الحديث الثامن والعشرون:
الحج، باب نحر البدن قائمة 2/ 200
قال أبو عبد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/376)
حدثنا مسدد حدثنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين وعن أيوب عن رجل عن أنس رضي الله عنه ثم بات حتى أصبح فصلى الصبح ثم ركب راحلته حتى إذا استوت به البيداء أهل بعمرة وحجة.
قال الحافظ في الفتح 3/ 700
قوله: (وعن أيوب عن رجل عن أنس) المراد به بيان اختلاف إسماعيل بن علية ووهيب على أيوب فيه , فساقه وهيب عنه بإسناد واحد وفصل إسماعيل بعضه فقال " عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس " وقال في بعضه " عن أيوب عن رجل عن أنس " قال الداودي: لو كان كله عند أيوب عن أبي قلابة ما أبهمه , وقال ابن التين: يحتمل أن يكون إسماعيل شك فيه أو نسيه , ووهيب ثقة فقد جزم بأن جميع الحديث عنه , وقد تقدم الكلام على شيء من هذا في " باب التسبيح والتحميد " في أوائل الحج.
قال الحافظ في المقدمة ص415
أيوب عن رجل عن أنس قيل هو أبو قلابة ............
الحديث الناسع والعشرون:
الزكاة، باب العرض في الزكاة 2/ 137
قال أبو عبد الله
باب العرض في الزكاة وقال طاوس قال معاذ رضي الله عنه لأهل اليمن ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقال النبي صلى الله عليه وسلم وأما خالد فقد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم تصدقن ولو من حليكن فلم يستثن صدقة الفرض من غيرها فجعلت المرأة تلقي خرصها وسخابها ولم يخص الذهب والفضة من العروض.
قال الحافظ في الفتح 3/ 393
قوله: (باب العرض في الزكاة) أي جواز أخذ العرض .......... قال ابن رشيد: وافق البخاري في هذه المسألة الحنفية مع كثرة مخالفته لهم , لكن قاده إلى ذلك الدليل ......
قوله: (وقال طاوس: قال معاذ لأهل اليمن) هذا التعليق صحيح الإسناد إلى طاوس , لكن طاوس لم يسمع من معاذ فهو منقطع , فلا يغتر بقول من قال ذكره البخاري بالتعليق الجازم فهو صحيح عنده لأن ذلك لا يفيد إلا الصحة إلى من علق عنه , وأما باقي الإسناد فلا , إلا أن إيراده له في معرض الاحتجاج به يقتضي قوته عنده , وكأنه عضده عنده الأحاديث التي ذكرها في الباب.
الحديث الثلاثون:
الحج، باب النزول بذي طوى قبل أن يدخل مكة والنزول بالبطحاء التي بذي الحليفة إذا رجع من مكة 2/ 212
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث قال سئل عبيد الله عن المحصب فحدثنا عبيد الله عن نافع قال نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر وابن عمر.
وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يصلي بها يعني المحصب الظهر والعصر أحسبه قال والمغرب قال خالد لا أشك في العشاء ويهجع هجعة ويذكر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ في الفتح 3/ 748
قوله: (سئل عبيد الله) يعني ابن عمر بن حفصن بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري.
قوله: (نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو وابن عمر) هو عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل وعن عمر منقطع وعن ابن عمر موصول , ويحتمل أن يكون نافع سمع ذلك من ابن عمر فيكون الجميع موصولا ويدل عليه رواية عبد الرزاق التي قدمتها في الباب الذي قبله.
قوله: (وعن نافع) هو معطوف على الإسناد الذي قبله وليس بمعلق ........
الحديث الواحد والثلاثون:
الفتن، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما 9/ 64
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد عن رجل لم يسمه عن الحسن قال خرجت بسلاحي ليالي الفتنة فاستقبلني أبو بكرة فقال أين تريد قلت أريد نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما من أهل النار قيل فهذا القاتل فما بال المقتول قال إنه أراد قتل صاحبه قال حماد بن زيد فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عبيد وأنا أريد أن يحدثاني به فقالا إنما روى هذا الحديث الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة حدثنا سليمان حدثنا حماد بهذا وقال مؤمل حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب ويونس وهشام ومعلى بن زياد عن الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه معمر عن أيوب ورواه بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة وقال غندر حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرفعه سفيان عن منصور.
قال الحافظ في الفتح 13/ 41
قوله (عن رجل لم يسمه) هو عمرو بن عبيد شيخ المعتزلة وكان سيئ الضبط , هكذا جزم المزي في التهذيب بأنه المبهم في هذا الموضع , وجوز غيره كمغلطاي أن يكون هو هشام بن حسان وفيه بعد.
قوله (قال حماد بن زيد) هو موصول بالسند المذكور.
قوله (فقالا إنما روى هذا الحديث الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي بكرة) يعني أن عمرو بن عبيد أخطأ في حذف الأحنف بين الحسن وأبي بكرة , لكن وافقه قتادة أخرجه النسائي من وجهين عنه عن الحسن عن أبي بكرة, إلا أنه اقتصر على الحديث دون القصة, فكأن الحسن كان يرسله عن أبي بكرة فإذا ذكر القصة أسنده, وقد رواه سليمان التيمي عن الحسن عن أبي موسى أخرجه النسائي أيضا , وتعقب بعض الشراح قول البزار لا يعرف الحديث بهذا اللفظ إلا عن أبي بكرة وهو ظاهر , ولكن لعل البزار يرى أن رواية التيمي شاذة لأن المحفوظ عن الحسن رواية من قال عنه عن الأحنف عن أبي بكرة ..........
قال الحافظ في المقدمة ص499
حماد عن رجل لم يسمه هو عمرو بن عبيد رأس الاعتزال، وإنما ساق الحديث من طريقه ليبين غلطه فيه.
يتبع بعد رمضان إن شاء الله تعالى ........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/377)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 03:22 م]ـ
الحديث الثاني والثلاثون:
الأدب، باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه 8/ 53 - 54
قال أبو عبد الله
حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام أن ابن جريج أخبرهم قال أخبرني عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال جلست إلى سعيد بن المسيب فحدثني أن جده حزنا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال اسمي حزن قال بل أنت سهل قال ما أنا بمغير اسما سمانيه أبي قال ابن المسيب فما زالت فينا الحزونة بعد.
قال الحافظ في الفتح 10/ 707
قوله: (فحدثني أن جده حزنا) هكذا أرسل سعيد الحديث لما حدث به عبد الحميد , ولما حدث به الزهري وصله عن أبيه كما تقدم بيانه في الباب الذي قبله , وهذا على قاعدة الشافعي أن المرسل إذا جاء موصولا من وجه آخر تبين صحة مخرج المرسل , وقاعدة البخاري أن الاختلاف في الوصل والإرسال لا يقدح المرسل في الموصول إذا كان الواصل أحفظ من المرسل , كالذي هنا فإن الزهري أحفظ من عبد الحميد ......
قلت:
والحديث الذي نبه عليه الحافظ رحمه الله هو
في الأدب، باب اسم الحزن 8/ 53
قال أبو عبد الله
حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبيه أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما اسمك قال حزن قال أنت سهل قال لا أغير اسما سمانيه أبي قال ابن المسيب فما زالت الحزونة فينا بعد حدثنا علي بن عبد الله ومحمود هو ابن غيلان قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبيه عن جده بهذا.
الحديث الثالث والثلاثون:
الصلاة، باب الصلاة على الفراش 1/ 102
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن يوسف قال حدثنا الليث عن يزيد عن عراك عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان عليه.
قال الحافظ في الفتح 1/ 638
قوله: (عن يزيد) هو ابن أبي حبيب , وعراك هو ابن مالك , وعروة هو ابن الزبير , والثلاثة من التابعين , وصورة سياقه بهذا الإرسال , لكنه محمول على أنه سمع ذلك من عائشة بدليل الرواية التي قبلها. والنكتة في إيراده أن فيه تقييد الفراش بكونه الذي ينامان عليه كما تقدمت الإشارة إليه أول الباب , بخلاف الرواية التي قبلها فإن قولها " فراش أهله " أعم من أن يكون هو الذي نام عليه أو غيره , وفيه أن الصلاة إلى النائم لا تكره ; وقد وردت أحاديث ضعيفة في النهي عن ذلك , وهي محمولة - إن ثبتت - على ما إذا حصل شغل الفكر به.
الحديث الرابع والثلاثون:
المناقب، باب بنيان الكعبة 5/ 51
قال أبو عبد الله
حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق قال أخبرني ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء ثم أفاق فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره.
قال الحافظ في الفتح 7/ 185
قوله: في حديث جابر (لما بنيت الكعبة) هو من مراسيل الصحابة , ولعل جابرا سمعه من العباس بن عبد المطلب , وتقدم بيان ذلك واضحا في كتاب الحج.
الحديث الخامس والثلاثون:
المناقب، باب بنيان الكعبة 5/ 51
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد قالا لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول البيت حائط كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر فبنى حوله حائطا قال عبيد الله جدره قصير فبناه ابن الزبير.
قال الحافظ في الفتح 7/ 185
قوله: (قالا: لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول البيت حائط) هذا مرسل , وقيل: منقطع , لأن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد من أصاغر التابعين.
وأما قوله: " حتى كان عمر " فمنقطع فإنهما لم يدركا عمر أيضا.
الحديث السادس والثلاثون:
الشركة، الاشتراك في الهدي والبدن وإذا أشرك الرجل الرجلَ في هديه بعد ما أهدى 3/ 175
قال أبو عبد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/378)
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد أخبرنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن جابر وعن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهم قالا قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبح رابعة من ذي الحجة مهلين بالحج لا يخلطهم شيء فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة وأن نحل إلى نسائنا ففشت في ذلك القالة قال عطاء فقال جابر فيروح أحدنا إلى منى وذكره يقطر منيا فقال جابر بكفه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام خطيبا فقال بلغني أن أقواما يقولون كذا وكذا والله لأنا أبر وأتقى لله منهم ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله هي لنا أو للأبد فقال لا بل للأبد قال وجاء علي بن أبي طالب فقال أحدهما يقول لبيك بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال وقال الآخر لبيك بحجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيم على إحرامه وأشركه في الهدي.
قال الحافظ في الفتح 5/ 171
(تنبيه): حديث ابن عباس في هذا من هذا الوجه أغفله المزي فلم يذكره في ترجمة طاوس لا في رواية ابن جريج عنه ولا في رواية عطاء عنه , بل لم يذكر لواحد منهما رواية عن طاوس , وكذا صنع الحميدي فلم يذكر طريق طاوس عن ابن عباس هذه لا في المتفق ولا في أفراد البخاري , لكن تبين من " مستخرج أبي نعيم " أنه من رواية ابن جريج عن طاوس , فإنه أخرجه من " مسند أبي يعلى " قال: " حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد بن زيد عن ابن جريج عن عطاء عن جابر " قال: " وحدثنا حماد عن ابن جريج عن طاوس عن ابن عباس " ولم أر لابن جريج عن طاوس رواية في غير هذا الموضع , وإنما يروي عنه في الصحيحين وغيرهما بواسطة , ولم أر هذا الحديث من رواية طاوس عن ابن عباس في " مسند أحمد " مع كبره , والذي يظهر لي أن ابن جريج عن طاوس منقطع , فقد قال الأئمة إنه لم يسمع من مجاهد ولا من عكرمة وإنما أرسل عنهما وطاوس من أقرانهما. وإنما سمع من عطاء لكونه تأخرت عنهما وفاته نحو عشرين سنة. والله أعلم.
الحديث السابع والثلاثون:
اللباس، باب الجعد 7/ 208
قال أبو عبد الله
حدثني عمرو بن علي حدثنا معاذ بن هانئ حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك أو عن رجل عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم القدمين حسن الوجه لم أر بعده مثله وقال هشام عن معمر عن قتادة عن أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم شثن القدمين والكفين وقال أبو هلال حدثنا قتادة عن أنس أو جابر بن عبد الله كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الكفين والقدمين لم أر بعده شبها له.
قال الحافظ في الفتح 10/ 441
....... وكأن المصنف أراد بسياق هذه الطرق بيان الاختلاف فيه على قتادة وأنه لا تأثير له ولا يقدح في صحة الحديث , وخفي مراده على بعض الناس فقال: هذه الروايات الواردة في صفة الكفين والقدمين لا تعلق لها بالترجمة , وجوابه أنها كلها حديث واحد اختلفت رواته بالزيادة فيه والنقص , والمراد منه بالأصالة صفة الشعر وما عدا ذلك فهو تبع والله أعلم.
قال الحافظ في المقدمة ص487
هذا الرجل يحتمل أن يكون سعيد بن المسيب فقد رواه ابن سعد من حديثه عن أبي هريرة وقتادة مكثر عنه.
يتبع ......
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 12 - 04, 08:09 ص]ـ
الحديث الثامن والثلاثون:
استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب ما جاء في المتأولين 9/ 23
قال أبو عبد الله
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن فلان قال تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية فقال أبو عبد الرحمن لحبان لقد علمت ما الذي جرأ صاحبك على الدماء يعني عليا قال ما هو لا أبا لك قال شيء سمعته يقوله قال ما هو قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير وأبا مرثد وكلنا فارس ............. حديث حاطب بطوله اهـ.
وفلان هو سعد بن عبيدة كما يظهر في مواضع أخرى.
قال الحافظ في الفتح 12/ 381
قوله (عن فلان) كذا وقع مبهما وسمي في رواية هشيم في الجهاد وعبد الله بن إدريس في الاستئذان ((سعد بن عبيدة)) وكذا وقع في رواية خالد بن عبد الله ومحمد بن فضيل عند مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/379)
وأخرجه أحمد عن عفان عن أبي عوانة فسماه ونحوه للإسماعيلي من طريق عثمان بن أبي شيبة عن عفان قالا ((حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبد الرحمن حدثني سعد بن عبيدة هو السلمي الكوفي يكنى أبا حمزة وكان زوج بنت أبي عبد الرحمن السلمي شيخه في هذا الحديث)) وقد وقع نسخه الصغاني هنا بعد قوله ((عن فلان)) ما نصه ((هو أبو حمزة سعد بن عبيدة السلمي ختن أبي عبد الرحمن السلمي)) انتهى
ولعل القائل ((هو إلخ)) من دون البخاري , وسعد تابعي روى عن جماعة من الصحابة منهم ابن عمر والبراء.
الحديث التاسع والثلاثون:
المغازي، باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح 5/ 186
قال أبو عبد الله
حدثني إسحاق حدثنا عبد الصمد قال حدثني أبي حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه تابعه معمر عن أيوب وقال وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ في الفتح 8/ 23
قوله: (وقال وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم) يعني أنه أرسله. ووقع في نسخة الصغاني بإثبات ابن عباس في التعليق عن وهيب وهو خطأ , ورجحت الرواية الموصولة عند البخاري لاتفاق عبد الوارث ومعمر على ذلك عن أيوب.
الحديث الأربعون:
تفسير القرآن، باب ليس لك من الأمر من شيء 6/ 47
قال أبو عبد الله
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب حتى أنزل الله ليس لك من الأمر شيء الآية.
قال الحافظ في الفتح8/ 286
قوله: (حتى أنزل الله: ليس لك من الأمر شيء) تقدم استشكاله في غزوة أحد , وأن قصة رعل وذكوان كانت بعد أحد , ونزول (ليس لك من الأمر شيء) كان في قصة أحد فكيف يتأخر السبب عن النزول؟ ثم ظهر لي علة الخبر وأن فيه إدراجا , وأن قوله ((حتى أنزل الله)) منقطع من رواية الزهري عمن بلغه , بين ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة فقال هنا: قال: ـ يعني الزهري ـ ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته , وقد ورد في سبب نزول الآية شيء آخر لكنه لا ينافي ما تقدم , بخلاف قصة رعل وذكوان , فعند أحمد ومسلم من حديث أنس ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج وجهه حتى سال الدم على وجهه فقال: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم , فأنزل الله تعالى (ليس لك من الأمر شيء) الآية)). وطريق الجمع بينه وبين حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم دعا على المذكورين بعد ذلك في صلاته فنزلت الآية في الأمرين معا، فيما وقع له من الأمر المذكور وفيما نشأ عنه من الدعاء عليهم، وذلك كله في أحد، بخلاف قصة رعل وذكوان فإنها أجنبية، ويحتمل أن يقال إن قصتهم كانت عقب ذلك وتأخر نزول الآية عن سببها قليلا، ثم نزلت في جميع ذلك، والله أعلم.
الحديث الواحد والأربعون:
تفسير القرآن، باب ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق 6/ 199
قال أبو عبد الله
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وقال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد أما ود كانت لكلب بدومة الجندل وأما سواع كانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجوف عند سبإ وأما يعوق فكانت لهمدان وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/380)
قال الحافظ في الفتح 8/ 851
قوله: (ابن جريج وقال عطاء) كذا فيه وهو معطوف على كلام محذوف , وقد بينه الفاكهي من وجه آخر عن ابن جريج قال في قوله تعالى (ودا ولا سواعا) الآية قال: أوثان كان قوم نوح يعبدونهم وقال عطاء كان ابن عباس إلخ.
قوله: (عن ابن عباس) قيل هذا منقطع لأن عطاء المذكور هو الخراساني ولم يلق ابن عباس , فقد أخرج عبد الرزاق هذا الحديث في تفسيره عن ابن جريج فقال: أخبرني عطاء الخراساني عن ابن عباس , وقال أبو مسعود: ثبت هذا الحديث في تفسير ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس , وابن جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني وإنما أخذه من ابنه عثمان بن عطاء فنظر فيه.
وذكر صالح بن أحمد بن حنبل في ((العلل)) عن علي بن المديني قال: سألت يحيى القطان عن حديث ابن جريج عن عطاء الخراساني فقال: ضعيف. فقلت: إنه يقول أخبرنا. قال: لا شيء , إنما هو كتاب دفعه إليه انتهى.
وكان ابن جريج يستجيز إطلاق أخبرنا في المناولة والمكاتبة.
وقال الإسماعيلي أخبرت عن علي بن المديني أنه ذكر عن ((تفسير ابن جريج)) كلاما معناه أنه كان يقول عن عطاء الخراساني عن ابن عباس , فطال على الوراق أن يكتب الخراساني في كل حديث فتركه فرواه من روى على أنه عطاء بن أبي رباح انتهى.
وأشار بهذا إلى القصة التي ذكرها صالح بن أحمد عن علي بن المديني ونبه عليها أبو علي الجياني في ((تقييد المهمل)) قال ابن المديني سمعت هشام بن يوسف يقول: قال لي ابن جريج سألت عطاء عن التفسير من البقرة وآل عمران ثم قال: اعفني من هذا.
قال: قال هشام: فكان بعدُ إذا قال: قال عطاء عن ابن عباس قال: عطاء الخراساني.
قال هشام: فكتبنا ثم مللنا , يعني كَتْبنا الخراساني.
قال ابن المديني: وإنما بينت هذا لأن محمد بن ثور كان يجعلها - يعني في روايته عن ابن جريج - عن عطاء عن ابن عباس فيظن أنه عطاء بن أبي رباح.
وقد أخرج الفاكهي الحديث المذكور من طريق محمد بن ثور عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ولم يقل الخراساني , وأخرجه عبد الرزاق كما تقدم فقال الخراساني.
وهذا مما استعظم على البخاري أن يخفى عليه , لكن الذي قوي عندي أن هذا الحديث بخصوصه عند ابن جريج عن عطاء الخراساني وعن عطاء بن أبي رباح جميعا، ولا يلزم من امتناع عطاء بن أبي رباح من التحديث بالتفسير أن لا يحدث بهذا الحديث في باب آخر من الأبواب أو في المذاكرة , وإلا فكيف يخفي على البخاري ذلك مع تشدده ما شرط الاتصال واعتماده غالبا في العلل على علي بن المديني شيخه وهو الذي نبه على هذه القصة.
ومما يؤيد ذلك أنه لم يكثر من تخريج هذه النسخة وإنما ذكر بهذا الإسناد موضعين هذا وآخر في النكاح , ولو كان خفي عليه لاستكثر من إخراجها لأن ظاهرها أنها على شرطه.
الحديث الثاني والأربعون:
النكاح، باب نكاح من أسلم من المشركات وعدتهن 7/ 62
قال أبو عبد الله
حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وقال عطاء عن ابن عباس كان المشركون على منزلتين من النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين كانوا مشركي أهل حرب يقاتلهم ويقاتلونه ومشركي أهل عهد لا يقاتلهم ولا يقاتلونه وكان إذا هاجرت امرأة من أهل الحرب لم تخطب حتى تحيض وتطهر فإذا طهرت حل لها النكاح فإن هاجر زوجها قبل أن تنكح ردت إليه وإن هاجر عبد منهم أو أمة فهما حران ولهما ما للمهاجرين ثم ذكر من أهل العهد مثل حديث مجاهد وإن هاجر عبد أو أمة للمشركين أهل العهد لم يردوا وردت أثمانهم.
وقال عطاء عن ابن عباس كانت قريبة بنت أبي أمية عند عمر بن الخطاب فطلقها فتزوجها معاوية بن أبي سفيان وكانت أم الحكم بنت أبي سفيان تحت عياض بن غنم الفهري فطلقها فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي.
قال الحافظ في الفتح 9/ 517
قوله (وقال عطاء) هو معطوف على شيء محذوف , كأنه كان في جملة أحاديث حدث بها ابن جريج عن عطاء ثم قال: ((وقال عطاء)) كما قال بعد فراغه من الحديث: ((قال: وقال عطاء)) فذكر الحديث الثاني بعد سياقه ما أشار إليه من أنه مثل حديث مجاهد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/381)
وفي هذا الحديث بهذا الإسناد علة كالتي تقدمت في تفسير سورة نوح , وقد قدمت الجواب عنها , وحاصلها أن أبا مسعود الدمشقي ومن تبعه جزموا بأن عطاء المذكور هو الخراساني , وأن ابن جرير ((قال أبو بكر: هكذا في نسخة الفتح عندي وصوابه جريج)) لم يسمع منه التفسير وإنما أخذه عن أبيه عثمان عنه , وعثمان ضعيف , وعطاء الخراساني لم يسمع من ابن عباس. وحاصله الجواب جواز أن يكون الحديث عند ابن جريج بالإسنادين , لأن مثل ذلك لا يخفى على البخاري مع تشدده في شرط الاتصال , مع كون الذي نبه على العلة المذكورة هو علي بن المديني شيخ البخاري المشهور به , وعليه يعول غالبا في هذا الفن خصوصا علل الحديث.
وقد ضاق مخرج هذا الحديث على الإسماعيلي ثم على أبي نعيم فلم يخرجاه إلا من طريق البخاري نفسه.
الحديث الثالث والأربعون:
مواقيت الصلاة، باب مواقيت الصلاة وفضلها 1/ 131
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن مسلمة قال قرأت على مالك عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يوما فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوما وهو بالعراق فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال ما هذا يا مغيرة أليس قد علمت أن جبريل صلى الله عليه وسلم نزل فصلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بهذا أمرت فقال عمر لعروة اعلم ما تحدث أوأن جبريل هو أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة قال عروة كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه قال عروة ولقد حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر.
قال الحافظ في الفتح 2/ 8
قوله (كذلك كان بشير) هو بفتح الموحدة بعدها معجمة بوزن فعيل. وهو تابعي جليل ذكر في الصحابة لكونه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ورآه.
قال ابن عبد البر: هذا السياق منقطع عند جماعة من العلماء لأن ابن شهاب لم يقل حضرت مراجعة عروة لعمر , وعروة لم يقل حدثني بشير , لكن الاعتبار عند الجمهور بثبوت اللقاء والمجالسة لا بالصيغ ا هـ.
وقال الكرماني: اعلم أن الحديث بهذا الطريق ليس متصل الإسناد إذ لم يقل أبو مسعود: شاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: هذا لا يسمى منقطعا اصطلاحا , وإنما هو مرسل صحابي لأنه لم يدرك القصة , فاحتمل أن يكون سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أو بلغه عنه بتبليغ من شاهده أو سمعه كصحابي آخر.
على أن رواية الليث عند المصنف تزيل الإشكال كله , ولفظه ((فقال عروة: سمعت بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)) فذكر الحديث.
وكذا سياق ابن شهاب , وليس فيه التصريح بسماعه له من عروة , وابن شهاب قد جرب عليه التدليس , لكن وقع في رواية عبد الرزاق عن معمر عن ابن شهاب قال ((كنا مع عمر بن عبد العزيز)) ; فذكره.
وفي رواية شعيب عن الزهري ((سمعت عروة يحدث عمر بن عبد العزيز)) الحديث.
....................... وفي الحديث من الفوائد:
دخول العلماء على الأمراء , وإنكارهم عليهم ما يخالف السنة , واستثبات العالم فيما يستغربه السامع , والرجوع عند التنازع إلى السنة. وفيه فضيلة عمر بن عبد العزيز. وفيه فضيلة المبادرة بالصلاة في الوقت الفاضل. وقبول خبر الواحد الثبت. واستدل به ابن بطال وغيره على أن الحجة بالمتصل دون المنقطع لأن عروة أجاب عن استفهام عمر له لما أن أرسل الحديث بذكر من حدثه به فرجع إليه , فكأن عمر قال له: تأمل ما تقول , فلعله بلغك عن غير ثبت. فكأن عروة قال له: بل قد سمعته ممن قد سمع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , والصاحب قد سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم. واستدل به عياض على جواز الاحتجاج بمرسل الثقة كصنيع عروة حين احتج على عمر قال: وإنما راجعه عمر لتثبته فيه لا لكونه لم يرض به مرسلا. كذا قال , وظاهر السياق يشهد لما قال ابن بطال .......
الحديث الرابع والأربعون:
الحج، باب التحميد والتسبيح والتكبير 2/ 163
قال أبو عبد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/382)
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه بالمدينة الظهر أربعا والعصر بذي الحليفة ركعتين ثم بات بها حتى أصبح ثم ركب حتى استوت به على البيداء حمد الله وسبح وكبر ثم أهل بحج وعمرة وأهل الناس بهما فلما قدمنا أمر الناس فحلوا حتى كان يوم التروية أهلوا بالحج قال ونحر النبي صلى الله عليه وسلم بدنات بيده قياما وذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة كبشين أملحين قال أبو عبد الله قال بعضهم هذا عن أيوب عن رجل عن أنس.
قال الحافظ في الفتح 3/ 519
قوله: (ونحر النبي صلى الله عليه وسلم بدنات بيده قياما , وذبح بالمدينة كبشين أملحين. قال أبو عبد الله ـ هو المصنف ـ قال بعضهم: هذا عن أيوب عن رجل عن أنس)
هكذا وقع عند الكشميهني , والبعض المبهم هنا ليس هو إسماعيل بن علية كما زعم بعضهم فقد أخرجه المصنف عن مسدد عنه في ((باب نحر البدن قائمة)) بدون هذه الزيادة , ويحتمل أن يكون حماد بن سلمة , فقد أخرجه الإسماعيلي من طريقه عن أيوب لكن صرح بذكر أبي قلابة , ووهيب أيضا ثقة حجة فقد جعله من رواية أيوب عن أبي قلابة عن أنس فعرف أنه المبهم , وقد تابعه عبد الوهاب الثقفي على حديث ذبح الكبشين الأملحين عن أيوب عن أبي قلابة كما سيأتي في الأضاحي إن شاء الله تعالى.
الحديث الخامس والأربعون:
الحج، باب من صلى ركعتي الطواف خارجاً من المسجد 2/ 180
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن زينب عن أم سلمة رضي الله عنها شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ح و حدثني محمد بن حرب حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي زكرياء الغساني عن هشام عن عروة عن أم سلمة زوج النبي رضي الله عنها صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو بمكة وأراد الخروج ولم تكن أم سلمة طافت بالبيت وأرادت الخروج فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون ففعلت ذلك فلم تصل حتى خرجت.
قال الحافظ في الفتح 3/ 615
قوله: (عن عروة عن أم سلمة) كذا للأكثر , ووقع للأصيلي عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة , وقوله ((عن زينب)) زيادة في هذه الطريق، فقد أخرجه أبو علي بن السكن عن علي بن عبد الله بن مبشر عن محمد بن حرب شيخ البخاري فيه ليس فيه زينب.
وقال الدارقطني في ((كتاب التتبع)) في طريق يحيى بن أبي زكريا هذه: هذا منقطع , فقد رواه حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أمها أم سلمة ولم يسمعه عروة عن أم سلمة انتهى.
ويحتمل أن يكون ذلك حديثا آخر فإن حديثها هذا في طواف الوداع كما بيناه قبل قليل , وأما هذه الرواية فذكرها الأثرم قال: قال لي أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافيه يوم النحر بمكة.
قال أبو عبد الله: هذا خطأ , فقد قال وكيع عن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن توافيه صلاة الصبح يوم النحر بمكة. قال: وهذا أيضا عجيب , ما يفعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمكة؟ وقد سألت يحيى بن سعيد ـ يعني القطان ـ عن هذا فحدثني به عن هشام بلفظ أمرها أن توافي ليس فيه هاء. قال أحمد: وبين هذين فرق , فإذا عرف ذلك تبين التغاير بين القصتين , فإن إحداهما صلاة الصبح يوم النحر والأخرى صلاة صبح يوم الرحيل من مكة.
وقد أخرج الإسماعيلي حديث الباب من طريق حسان بن إبراهيم وعلي بن هاشم ومحاضر بن المورع وعبدة بن سليمان , وهو عند النسائي أيضا من طريق عبدة كلهم عن هشام عن أبيه عن أم سلمة وهذا هو المحفوظ , وسماع عروة من أم سلمة ممكن فإنه أدرك من حياتها نيفا وثلاثين سنة وهو معها في بلد واحد .....
قال الحافظ في المقدمة ص519
الحديث الرابع والعشرون: قال الدارقطني أخرج البخاري حديث أبي مروان عن هشام بن عروة عن أبيه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إذا صليت الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون الحديث، وهذا منقطع وقد وصله حفص بن غياث عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة، ووصله مالك عن أبي الأسود عن عروة كذلك في الموطأ.
قلت: حديث مالك عند البخاري في هذا المكان مقرون بحديث أبي مروان، وقد وقع في بعض النسخ ـ وهي رواية الأصيلي ـ في هذا عن هشام عن أبيه عن زينب عن أم سلمة موصولا، وعلى هذا اعتمد المزي في الأطراف، ولكن معظم الروايات على إسقاط زينب، قال أبو علي الجياني: وهو الصحيح، ثم ساقه من طريق أبي علي بن السكن عن علي بن عبد الله بن مبشر عن محمد بن حرب شيخ البخاري فيه على الموافقة وليس فيه زينب، وكذا أخرجه الإسماعيلي من حديث عبدة بن سليمان ومحاضر وحسان بن إبراهيم كلهم عن هشام ليس فيه زينب وهو المحفوظ من حديث هشام، وإنما اعتمد البخاري فيه رواية مالك التي أثبت فيها ذكر زينب ثم ساق معها رواية هشام التي سقطت منها حاكيا للخلاف فيه على عروة كعادته، مع أن سماع عروة من أم سلمة ليس بمستبعد والله أعلم.
الحديث السادس والأربعون:
الأذان، أهل العلم والفضل أحق بالإمامة 1/ 163
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة قلت إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس فقالت عائشة فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس فقالت حفصة لعائشة ما كنت لأصيب منك خيرا.
قال الحافظ في الفتح 2/ 214
قوله: (عن أبيه عن عائشة) كذا رواه جماعة عن مالك موصولا , وهو في أكثر نسخ الموطأ مرسلا ليس فيه عائشة.
يتبع إن شاء الله تعالى ............
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/383)
ـ[أبو العلاء2]ــــــــ[23 - 12 - 04, 01:14 م]ـ
أعادك الله سالما غانما
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 01 - 05, 06:25 م]ـ
الحديث السابع والأربعون:
فرض الخمس، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه 4/ 113
قال أبو عبد الله
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله إنه كان علي اعتكاف يوم في الجاهلية فأمره أن يفي به قال وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين فوضعهما في بعض بيوت مكة قال فمن رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبي حنين فجعلوا يسعون في السكك فقال عمر يا عبد الله انظر ما هذا فقال من رسول الله صلى الله عليه وسلم على السبي قال اذهب فأرسل الجاريتين قال نافع ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف على عبد الله وزاد جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال من الخمس ورواه معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر في النذر ولم يقل يوم.
قال الحافظ في الفتح 6/ 303
قوله: (عن نافع أن عمر قال: يا رسول الله إنه كان علي اعتكاف يوم) كذا رواه حماد بن زيد عن أيوب عن نافع مرسلا ليس فيه ابن عمر , وسيأتي في المغازي أن البخاري نقل أن بعضهم رواه عن حماد بن زيد موصولا , وهو عند مسلم وابن خزيمة لكن في القصة الثالثة المتعلقة بعمرة الجعرانة لا في جميع الحديث , وذكر هنا أن معمرا وصله أيضا عن أيوب , ورواية معمر وصلها في المغازي وهو في قصة النذر فقط , وذكر في المغازي أيضا أن حماد بن سلمة رواه موصولا , وسيأتي بيان ذلك واضحا أيضا هناك وأنه أيضا في النذر فقط , ويأتي الكلام على ما يتعلق منه بالنذر في كتاب الأيمان والنذور , والذي قدمته اتفق عليه جميع رواة البخاري إلا الجرجاني فقال ((عن نافع عن ابن عمر)) وهو وهم منه , ويظهر ذلك من تصرف البخاري هنا , وهو في المغازي , وبذلك جزم أبو علي الجياني , وقال الدارقطني: حديث حماد بن زيد مرسل وحديث جرير بن حازم موصول , وحماد أثبت في أيوب من جرير , فأما رواية معمر الموصولة فهي في قصة النذر فقط دون قصة الجاريتين , قال: وقد روى سفيان بن عيينة عن أيوب حديث الجاريتين فوصله عنه قوم وأرسله آخرون.
....................
قوله: (قال نافع: ولم يعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ولو اعتمر لم يخف علي عبد الله) هكذا رواه أبو النعمان شيخ البخاري مرسلا , ووصله مسلم وابن خزيمة جميعا عن أحمد بن عبدة عن حماد بن زيد فقال في روايته عن نافع ((ذكر عند ابن عمر عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة فقال: لم يعتمر منها)) وقد ذكرت في أبواب العمرة الأحاديث الوارد في اعتماره من الجعرانة , وتقدم في أواخر الجهاد في ((باب من قسم الغنيمة في غزوه)) أيضا حديث أنس في ذلك , وذكرت في أبواب العمرة سبب خفاء عمرة النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة على كثير من أصحابه فليراجع منه , ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. قال ابن التين: ليس كل ما علمه ابن عمر حدث به نافعا , ولا كل ما حدث به نافعا حفظه. قلت: وهذا يرده رواية مسلم التي ذكرتها , فإن حاصله أن ابن عمر كان يعرفها ولم يحدث بها نافعا. ودلت رواية مسلم على أن ابن عمر كان ينفيها. قال ((وليس كل ما علمه ابن عمر لم يدخل عليه فيه نسيان)) انتهى. وهذا أيضا يقتضي أنه كان عرف بها ونسيها , وليس كذلك بل لم يعرف بها لا هو ولا عدد كثير من الصحابة.
قلت:
وحديث نافع عن ابن عمر عن عمر رضي الله عنهما في نذره فقط وقع عند البخاري رحمه الله تعالى في عدة مواضع منها:
الاعتكاف، باب الاعتكاف ليلا 3/ 60
الاعتكاف، باب من لم ير عليه صوما إذا اعتكف 3/ 63
الاعتكاف، باب إذا نذر في الجاهلية أن يعتكف ثم أسلم 3/ 63
الأيمان والنذور، باب إذا نذر أو حلف أن لا يكلم إنسانا في الجاهلية ثم أسلم 8/ 177والفتح 11/ 709
المغازي، باب قول الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ........ 5/ 196
قال الحافظ رحمه الله تعالى في هذا الموضع في الفتح 8/ 44
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/384)
قوله: (عن نافع أن عمر قال: يا رسول الله) هكذا ذكره مرسلا مختصرا , ثم عقبه برواية معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر موصولا تاما. وقد عاب عليه الإسماعيلي جمعهما لأن قوله: ((لما قفلنا من حنين)) لم يقع في رواية حماد بن زيد أي الرواية الأولى المرسلة , والجواب أن البخاري إنما نظر إلى أصل الحديث لا إلى النقص والزيادة في ألفاظ الرواة , وإنما أورد طريق حماد بن زيد المرسلة للإشارة إلى أن روايته مرجوحة , لأن جماعة من أصحاب شيخه أيوب خالفوه فيه فوصلوه , بل بعض أصحاب حماد بن زيد رواه عنه موصولا كما أشار إليه البخاري أيضا هنا , على أن رواية حماد بن زيد وإن لم يقع فيها ذكر القفول من حنين صريحا لكنه فيها ضمنا كما سأبينه , وقد وقع في رواية بعضهم ما ليس عند معمر أيضا مما هو أدخل في مقصود الباب كما سأبينه , فأما بقية لفظ الرواية الأولى فقد ساقها هو في فرض الخمس بلفظ ((أن عمر قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان علي اعتكاف ليلة في الجاهلية , فأمره أن يفي به. قال: وأصاب عمر جاريتين من سبي حنين فوضعهما في بعض بيوت مكة .. الحديث)) , وكذا أورده الإسماعيلي من طريق سليمان بن حرب وأبي الربيع الزهراني وخلف بن هشام كلهم عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع ((أن عمر كان عليه اعتكاف ليلة في الجاهلية , فلما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة سأله عنه , فأمره أن يعتكف ((لفظ أبي الربيع قلت: وكان نزول النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة بعد رجوعه من الطائف بالاتفاق , وكذا سبي حنين إنما قسم بعد الرجوع منها فاتحدت رواية حماد بن زيد ومعمر معنى , وظهر رد ما اعترض به الإسماعيلي. وأما رواية من رواه عن حماد بن زيد موصولا فأشار إليه البخاري بقوله: ((وقال بعضهم عن حماد إلخ)) فالمراد بحماد ابن زيد , فإنه ذكر عقبه رواية حماد بن سلمة وهي مخالفة لسياقه , والمراد بالبعض المبهم أحمد بن عبدة الضبي , كذلك أخرجه الإسماعيلي من طريقه فقال: ((أخبرني القاسم هو ابن زكريا حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: كان عمر نذر اعتكاف ليلة في الجاهلية , فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يفي به)) وكذا أخرجه مسلم وابن خزيمة عن أحمد بن عبدة وذكرا فيه إنكار ابن عمر عمرة الجعرانة , ولم يسق مسلم لفظه , وقد أوضحته في ((باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة)) من كتاب فرض الخمس.
وأما رواية من رواه عن أيوب موصولا فأشار إليه البخاري بقوله: ((ورواه جرير بن حازم وحماد بن سلمة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر)) فرواية جرير بن حازم وصلها مسلم وغيره من رواية ابن وهب عن جرير بن حازم ((أن أيوب حدثه أن نافعا حدثه أن عبد الله بن عمر حدثه أن عمر بن الخطاب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة بعد أن رجع من الطائف فقال: يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف يوما في المسجد الحرام فكيف ترى؟ قال: اذهب فاعتكف يوما. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه جارية من الخمس , فلما أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا الناس قال عمر: يا عبد الله اذهب إلى تلك الجارية فخل سبيلها)) فاشتمل هذا السياق على فوائد زوائد , وعرف وجه دخول هذا الحديث في ((باب غزوة حنين)).
ورواية حماد بن سلمة وصلها مسلم من طريق حجاج بن منهال ((حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب)) مقرونة برواية محمد بن إسحاق كلاهما عن نافع عن ابن عمر , قال في قصة النذر يعني دون غيره من ذكر الجارية والسبي , وقد ذكرت في فرض الخمس كلام الدارقطني على هذا الحديث وأنه قال: رواه ابن عيينة عن أيوب , فاختلف الرواة عنه , فمنهم من أرسله ومنهم من وصله , وممن رواه موصولا محمد بن أبي خلف وهو من شيوخ مسلم أخرجه الإسماعيلي من طريقه وفيه ذكر النذر والسبي والجارية كما في رواية جرير بن حازم , وفي المغازي لابن إسحاق في قصة الجارية فائدة أخرى ((قال: حدثني أبو وجزة [في المطبوع وجرة وصوابه بالزاي المعجمة] يزيد بن عبيد السعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى من سبي هوازن علي بن أبي طالب جارية يقال لها ريطة بنت حبان بن عمير , وأعطى عثمان جارية يقال لها زينب بنت خناس , وأعطى عمر قلابة فوهبها لابنه , قال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/385)
ابن إسحاق: فحدثني نافع عن ابن عمر قال: بعثت جاريتي إلى أخوالي في بني جمح ليصلحوا لي منها حتى أطوف بالبيت , ثم أتيتهم فخرجت من المسجد فإذا الناس يشتدون , قلت ما شأنكم؟ قالوا: رد علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءنا وأبناءنا ففلت دونكم صاحبتكم فهي في بني جمح , فانطلقوا فأخذوها)) وهذا لا ينافي قوله في رواية حماد بن زيد إنه وهب عمر جاريتين , فيجمع بينهما بأن عمر أعطى إحدى جاريتيه لولده عبد الله , والله أعلم.
وذكر الواقدي أنه أعطى لعبد الرحمن بن عوف وآخرين معه من الجواري , وأن جارية سعد بن أبي وقاص اختارته فأقامت عنده وولدت له والله أعلم.
وقد تقدم ما يتعلق بالاعتكاف في بابه , ويأتي ما يتعلق بالنذر في بابه إن شاء الله تعالى.
الحديث الثامن والأربعون:
الصلاة، باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها 1/ 96
قال أبو عبد الله
حدثنا مطر بن الفضل قال حدثنا روح قال حدثنا زكرياء بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة قال فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشيا عليه فما رئي بعد ذلك عريانا صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ في الفتح 1/ 615
قوله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم) أي مع قريش لما بنوا الكعبة , وكان ذلك قبل البعثة , فرواية جابر لذلك من مراسيل الصحابة , فإما أن يكون سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أو من بعض من حضر ذلك من الصحابة.
والذي يظهر أنه العباس , وقد حدث به عن العباس أيضا ابنه عبد الله وسياقه أتم، أخرجه الطبراني وفيه ((فقام فأخذ إزاره وقال نهيت أن أمشي عريانا)) وسيأتي ذكره في كتاب الحج مع بقية فوائده في باب بنيان الكعبة إن شاء الله تعالى.
يتبع إن شاء الله تعالى .......
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 01 - 05, 03:51 م]ـ
الحديث التاسع والأربعون:
الأحكام، باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء أو قبل ذلك للخصم 9/ 86
قال أبو عبد الله
باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته (1) القضاء أو قبل ذلك للخصم وقال شريح القاضي وسأله إنسان الشهادة فقال ائت الأمير حتى أشهد لك وقال عكرمة قال عمر لعبد الرحمن بن عوف لو رأيت رجلا على حد زنا أو سرقة وأنت أمير فقال شهادتك شهادة رجل من المسلمين قال صدقت قال عمر لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي وأقر ماعز عند النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا أربعا فأمر برجمه ولم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أشهد من حضره وقال حماد إذا أقر مرة عند الحاكم رجم وقال الحكم أربعا
قال الحافظ في الفتح 13/ 197 - 198
وهذا السند منقطع بين عكرمة ومن ذكره عنه لأنه لم يدرك عبد الرحمن فضلا عن عمر , وهذا من المواضع التي ينبه عليها من يغتر بتعميم قولهم إن التعليق الجازم صحيح , فيجب تقييد ذلك بأن يزاد إلى من علق عنه ويبقى النظر فيما فوق ذلك.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (في ولاية القضاء) صحـ
الحديث الخمسون:
الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع .... 9/
120
قال أبو عبد الله
حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا وكيع عن (1) نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كاد الخيران أن يهلكا (2) أبو بكر وعمر لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس (3) الحنظلي أخي (4) بني مجاشع وأشار الآخر بغيره فقال أبو بكر لعمر إنما أردت خلافي فقال عمر ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم إلى قوله عظيم قال ابن أبي مليكة قال ابن الزبير فكان عمر بعد ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى يستفهمه.
قال الحافظ في الفتح 13/ 342
....... تقدم شرحه مستوفى في تفسير سورة الحجرات ........ وقال ابن التين عن الداودي: إن هذا الحديث مرسل لم يتصل منه سوى شيء يسير ومن نظر إلى ما تقدم في الحجرات استغنى بما فيه عن تعقب كلامه ......
قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/386)
وقد تقدم الحديث أيضا على صورة الإرسال في تفسير القرآن، باب لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي 6/ 171
قال أبو عبد الله
حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال كاد الخيران أن يهلكا (5) أبا (6) بكر وعمر رضي الله عنهما رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم ........ الحديث.
وأما الحديث الذي أشار إليه الحافظ فهو في تفسير القرآن، باب إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون 6/ 172
قال أبو عبد الله
حدثنا الحسن بن محمد حدثنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني ابن أبي مليكة أن عبد الله بن الزبير أخبرهم أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أمِّر القعقاع بن معبد وقال عمر بل أمر الأقرع بن حابس، فقال أبو بكر ما أردت إلى أو إلا خلافي، فقال عمر ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله حتى انقضت الآية.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (أخبرنا نافع) صحـ
(2) وقع عند الهروي هكذا (يهلكان) صحـ
(3) وقع عند الهروي هكذا (التميمي) صحـ
(4) وقع عند الهروي عن الكشميهني هكذا (أخو) صحـ
(5) وقع عند الهروي هكذا (أن يهلكان) صحـ
(6) وقع عند الهروي هكذا (أبو بكر وعمر) صحـ
الحديث الواحد والخمسون:
تفسير القرآن، باب وأنذر عشيرتك 6/ 140
قال أبو عبد الله
حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال حدثني عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو فجاء أبو لهب وقريش فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا فنزلت تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب.
قال الحافظ في الفتح 8/ 637
قوله: (عن ابن عباس قال: لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين) هذا من مراسيل الصحابة , وبذلك جزم الإسماعيلي لأن أبا هريرة إنما أسلم بالمدينة , وهذه القصة وقعت بمكة , وابن عباس كان حينئذ إما لم يولد , وإما طفلا. ويؤيد الثاني نداء فاطمة فإنه يشعر بأنها كانت حينئذ بحيث تخاطب بالأحكام , وقد قدمت في ((باب من انتسب إلى آبائه)) في أوائل السيرة النبوية احتمال أن تكون هذه القصة وقعت مرتين , لكن الأصل عدم تكرار النزول , وقد صرح في هذه الرواية بأن ذلك وقع حين نزلت. نعم وقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة قال: ((لما نزلت (وأنذر عشيرتك) جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم ونساءه وأهله فقال: يا بني هاشم , اشتروا أنفسكم من النار , واسعوا في فكاك رقابكم يا عائشة بنت أبي بكر , يا حفصة بنت عمر , يا أم سلمة)) فذكر حديثا طويلا , فهذا إن ثبت دل على تعدد القصة , لأن القصة الأولى وقعت بمكة لتصريحه في حديث الباب أنه صعد الصفا ...........
الحديث الثاني والخمسون:
الأحكام، باب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء أو قبل ذلك للخصم 9/ 87
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله (1) حدثنا إبراهيم (2) عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية بنت حيي فلما رجعت انطلق معها فمر به رجلان من الأنصار فدعاهما فقال إنما هي صفية قالا سبحان الله قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مَجرى الدم. رواه شعيب وابن مسافر وابن أبي عتيق وإسحاق بن يحيى عن الزهري عن علي يعني ابن حسين (3) عن صفية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ في الفتح 13/ 201
قوله (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية بنت حيي) هذا صورته مرسل , ومن ثمَّ عقبه البخاري بقوله ((رواه شعيب وابن مسافر وابن أبي عتيق وإسحاق بن يحيى عن الزهري عن علي ـ أي ابن الحسين ـ عن صفية)) يعني فوصلوه , فتحمل رواية إبراهيم بن سعد على أن علي بن حسين تلقاه عن صفية , وقد تقدم مثل ذلك في رواية سفيان عن الزهري مع شرح حديث صفية مستوفى في ((كتاب الاعتكاف)) فإنه ساقه هناك تاما وأورده هنا مختصرا.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (ابن عبد الله الأويسي) صحـ
(2) وقع عند الهروي هكذا (إبراهيم بن سعد) صحـ
(3) وقع عند الهروي هكذا (عن علي عن صفية) يعني بدون (يعني ابن حسين)
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[24 - 01 - 05, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظكم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[25 - 01 - 05, 10:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفعنا بعلمكم
فما أكثر ما استفدت من منتداكم المبارك
محبكم ماهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/387)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[25 - 01 - 05, 07:13 م]ـ
أحببت أن أدرج حديثا لعل عينيّ لم تَرَيَاه من بينها، فلعله وهم مني.
أخرج البخاري في صحيحه هذا الحديث وهو أول حديث في كتاب التعبير، وهو حديث عائشة عن بدء الوحي:
حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر: قال الزُهري: فأخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - علم الإنسان ما لم يعلم}). فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: (زمِّلوني زمِّلوني). فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: (يا خديجة، ما لي). وأخبرها الخبر، وقال: (قد خشيت على نفسي). فقالت له: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عمِّ، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ياليتني فيها جذعاً، أكون حياً حين يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو مخرجيَّ هم). فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزَّراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفي،
وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه، وتقرُّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح:
قوله (وفتر الوحي) تقدم القول في مدة هذه الفترة في أول الكتاب، وقوله هنا " فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا " هذا وما بعده من زيادة معمر على رواية عقيل يونس.
وصنيع المؤلف يوهم أنه داخل في رواية عقيل، وقد جرى على ذلك الحميدي في جمعه فساق الحديث إلى قوله " وفتر الوحي " ثم قال: انتهى حديث عقيل المفرد عن ابن شهاب إلى حيث ذكرنا، وزاد عنه البخاري في حديثه المقترن بمعمر عن الزهري فقال " وفتر الوحي فترة حتى حزن " فساقه إلى آخره، والذي عندي أن هذه الزيادة خاصة برواية معمر،
فقد أخرج طريق عقيل أبو نعيم في مستخرجه من طريق أبي زرعة الرازي عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه في أول الكتاب بدونها،
وأخرجه مقرونا هنا برواية معمر وبين أن اللفظ لمعمر
وكذلك صرح الإسماعيلي أن الزيادة في رواية معمر،
وأخرجه أحمد ومسلم والإسماعيلي وغيرهم وأبو نعيم أيضا من طريق جمع من أصحاب الليث عن الليث بدونها،
ثم إن القائل فيما بلغنا هو الزهري، ومعنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة وهو من بلاغات الزهري وليس موصولا.
وقال الكرماني: هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون بلغه بالإسناد المذكور، ووقع عند ابن مردويه في التفسير من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله " فيما بلغنا " ولفظه " فترة حزن النبي صلى الله عليه وسلم منها حزنا غدا منه " إلى آخره، فصار كله مدرجا على رواية الزهري وعن عروة عن عائشة، والأول هو المعتمد، قوله فيها " فإذا طالت عليه فترة الوحي " قد يتمسك به من يصحح مرسل الشعبي في أن مدة الفترة كانت سنتين ونصفا كما نقلته في أول بدء الوحي، ولكن يعارضه ما أخرجه ابن سعد من حديث ابن عباس بنحو هذا البلاغ الذي ذكره الزهري، اهـ
قلت: إذن، زيادة التردي من شواهق الجبال هي من بلاغات الزهري وليست بقيةَ الموصول من حديث عائشة. كما بين ابن حجر،. إذن رواها كما وصلته ولم يقصد البخاري الاحتجاج بها وإنما أوردها كما حصلت عنده واحتجاجه إنما هو بأصل الحديث عن عائشة كعادته في ذلك.
فالظاهر والله أعلم أن في المتن علة. وهي أن التردي "الانتحار" من شواهق الجبال، لا يليق بأي مسلم وهو ما يفعله عندنا من لم يعرف الإيمان قلبه. فضلا عن أن يكون ذلك من سيد ولد آدم؟؟ الذي بعث للعالمين كافة،
فإن قال قائل كان هذا قبل استتباع الوحي وألفته، فكان ذلك من قبيل بشريته وخِلقته.!!!
قلت فما بال أبي بكر كما تحكي كتب السير، أنه أسلم في أول يوم،فإذا به يأتي بستة أو سبعة من الصحابة في أول أسبوع!!، وسيدنا محمد على عكس ذلك ذهب ليرمي نفسه من أعالي الجبال.!!! ?
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/388)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 01 - 05, 11:05 ص]ـ
شيخنا الحبيب الشنضيض الفاسي
جزاكم الله خيرا
والموضوع للجميع
فمن أحب فليزد مأجورا
بارك الله بك
محبكم
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 03 - 05, 11:18 ص]ـ
الحديث الثالث والخمسون:
الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب من أهدى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض 3/ 193 - 194
قال أبو عبد الله
حدثنا إسماعيل قال حدثني أخي عن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين ............ الحديث بطوله.
قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة.
قال الحافظ في الفتح 5/ 254
قوله: (عن هشام بن عروة) زاد فيه على رواية حماد بن زيد في آخره: ((فقالت ـ أي أم سلمة ـ أتوب إلى الله من ذلك يا رسول الله)) وزاد فيه أيضا إرسالهن فاطمة ثم إرسالهن زينب بنت جحش , وقد تصرف الرواة في هذا الحديث بالزيادة والنقص , ومنهم من جعله ثلاثة أحاديث. قال البخاري ((الكلام الأخير قصة فاطمة ـ أي إرسال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم إليه ـ يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن)) يعني أنه اختلف فيه على هشام بن عروة فرواه سليمان بن بلال عنه عن أبيه عن عائشة في جملة الحديث الأول , ورواه عنه غيره بهذا الإسناد الأخير .........
قوله: (وقال أبو مروان الغساني) كذا للأكثر بغين معجمة وسين مهملة ثقيلة , ووقع في رواية القابسي عن أبي زيد فيه تغيير فغيره ((العثماني)) حكاه أبو علي الجياني وقال إنه خطأ , وقد تقدمت لأبي مروان هذا رواية موصولة في كتاب الحج , ووقع للقابسي فيه تصحيف غير هذا.
وقوله: ((وقال أبو مروان إلخ)) يعني أن أبا مروان فصل بين الحديثين في روايته عن هشام فجعل الأول ـ وهو التحري ـ كما قال حماد بن زيد عن هشام , وجعل الثاني ـ وهو قصة فاطمة ـ عن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة. قلت: وطريق محمد بن عبد الرحمن عن عائشة بهذه القصة مشهورة من غير هذا الوجه , أخرجها مسلم والنسائي من طريق صالح بن كيسان , زاد مسلم ((ويونس)) , وزاد النسائي ((وشعيب بن أبي حمزة)) ثلاثتهم عن الزهري عنه , وهكذا قال موسى بن أعين عن معمر عن الزهري , وخالفه عبد الرزاق فقال: ((عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة)) وخالفهم إسحاق الكلبي فجعل أبا بكر بن عبد الرحمن بدل محمد بن الرحمن , قال الذهلي والدارقطني وغيرهما: المحفوظ من حديث الزهري ((عن محمد بن عبد الرحمن عن عائشة)) وأبو مروان هذا هو يحيى بن أبي زكريا الغساني , وهو شامي نزل واسط , واسم أبي زكريا يحيى أيضا , ووهم من زعم أنه محمد بن عثمان العثماني فإنه وإن كان يكنى أبا مروان لكنه لم يدرك هشام بن عروة وإنما يروي عنه بواسطة , وطريقه هذه وصلها الذهلي في ((الزهريات)). وقد اختلف على هشام فيه اختلافا آخر فرواه حماد بن سلمة عنه ((عن عوف بن الحارث عن أخته رميثة عن أم سلمة أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم قلن لها: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة)) الحديث أخرجه أحمد , ويحتمل أن يكون لهشام فيه طريقان , فإن عبدة بن سليمان رواه عنه بالوجهين , أخرجه الشيخان من طريقه بالإسناد الأول كما مضى في الباب الذي قبله , وأخرجه النسائي من طريقه متابعا لحماد بن سلمة , والله أعلم.
وقد قال الحافظ في المقدمة ص 54
ورواية هشام عن رجل، ورواية أبي مروان عن هشام لم أجدهما.
وقال أيضا ص 429
هشام بن عروة عن رجل عن الزهري، لم يسم الرجل من قريش ولا الرجل الذي من الموالي، وأبو مروان هو يحيى بن أبي زكريا يحيى الغساني.
الحديث الرابع والخمسون:
الحج، باب من أين يخرج من مكة 2/ 170
قال أبو عبد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/389)
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حاتم عن هشام عن عروة دخل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح من كداء من أعلى مكة (1) وكان عروة أكثر ما يدخل من كداء (2) وكان أقربهما إلى منزله.
قال أبو عبد الله 2/ 170
حدثنا موسى حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه دخل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح من كداء وكان عروة يدخل منهما كليهما (3) وأكثر (4) ما يدخل من كداء (5) أقربهما إلى منزله قال أبو عبد الله كداء وكدا موضعان.
قال الحافظ في الفتح 3/ 553
(التنبيه الثاني): اختلف على هشام بن عروة في وصل هذا الحديث وإرساله , وأورد البخاري الوجهين مشيرا إلى أن رواية الإرسال لا تقدح في رواية الوصل لأن الذي وصله حافظ وهو ابن عيينة وقد تابعه ثقتان , ولعله إنما أورد الطريقين المرسلين ليستظهر بهما على وهم أبي أسامة الذي أشرت إليه أولا.
(التنبيه الثالث): وقع في رواية المستملي وحده في آخر الباب ((قال أبو عبد الله: كداء وكدا موضعان)) والمراد بأبي عبد الله المصنف , وهذا تفسير غير مفيد فمعلوم أنهما موضعان بمجرد السياق , وقد يسر الله بنقل ما فيها من ضبط وتعيين جهة كل منهما.
وفي المغازي أيضا، باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى مكة 5/ 188
قال أبو عبد الله
حدثنا عبيد بن إسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه دخل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح من أعلى مكة من كداء.
قلت وقد بين أبو عبد الله أن عروة إنما أخذه عائشة
قال أبو عبد الله 5/ 189
دثنا الهيثم بن خارجة حدثنا حفص بن ميسرة عن هشام بن عروة عن أبيه أن (6) عائشة رضي الله عنها أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء التي بأعلى مكة تابعه أبو أسامة ووهيب في كداء.
قال أبو عبد الله 2/ 170
حدثنا محمود بن غيلان المروزي (7) حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء وخرج من كدا من أعلى مكة.
قال أبو عبد الله 2/ 170
حدثنا أحمد حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء أعلى مكة، قال هشام وكان عروة يدخل على (8) كلتيهما من كداء وكدا، وأكثر ما يدخل من كداء، وكانت أقربهما إلى منزله.
الحاشية:
(1) من أعلى مكة علم عليها (لا ــ إلى)
(2) وقع عند الهروي وأبي القوت هكذا (كُداً) صحـ
3) وقع عند الهروي هكذا (كليهما) وعليها علامة صحـ ووقع عند الأصيلي هكذا (كلاهما) بالألف على لغة من أعربه بالحركات المقدرة في الأحوال الثلاثة أفاده القسطلاني.
(4) وقع عند الهروي هكذا (وكان أكثر) صحـ
(5) وقع عند الهروي وأبي القوت هكذا (كُداً) صحـ
(6) وقع عند الهروي عن الكشميهني هكذا (عن عائشة).
(7) قوله (بن غيلان المروزي) غير موجودة في عند الهروي.
(8) وقع عند الهروي عن الحموي والمستملي هكذا (من).
الحديث الخامس والخمسون:
الأحكام، باب أمر الوالي إذا وجَّه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا ولا يتعاصيا 9/ 87
قال أبو عبد الله
حدثنا محمد بن بشار حدثنا العقدي حدثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة قال سمعت أبي قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبي ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقال يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا فقال له أبو موسى إنه يصنع بأرضنا البتع فقال كل مسكر حرام. وقال النضر وأبو داود ويزيد بن هارون ووكيع عن شعبة عن سعيد (1) عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت:
هذا صورته مرسل لذلك عقبه البخاري بقوله ((وقال النضر وأبو داود ويزيد بن هارون ووكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم)) ليبين أن أبا بردة إنما حمله عن أبيه والله تعالى أعلم.
قال الحافظ في الفتح 13/ 202
قوله: ((وقال النضر وأبو داود ويزيد بن هارون ووكيع عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم)) يعني موصولا.
الحاشية:
(1) وقع عند الهروي هكذا (سعيد بن أبي بردة) صحـ
يتبع إن شاء الله تعالى ...............
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 03 - 05, 10:38 م]ـ
الحديث السادس والخمسون:
الذبائح والصيد، باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب 7/ 126
قال أبو عبد الله
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري عن الدابة تموت في الزيت والسمن وهو جامد أو غير جامد الفأرة أو غيرها قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بفأرة ماتت في سمن فأمر بما قرب منها فطرح ثم أكل عن حديث عبيد الله بن عبد الله.
قلت:
تقدم موصولا في نفس الباب عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة سقطت في سمن فقال ..... الحديث.
من طريق سفيان ومالك عنه به.
وهو في الوضوء أيضا، باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء 1/ 65
من طريق مالك عنه به.
الحديث السابع والخمسون:
((حررته للمراجعة، فقد ورد عليَّ فيه إشكال .......... ماهر))
الحديث الثامن والخمسون:
الأدب، باب الساعي على الأرملة 8/ 10
قال أبو عبد الله
حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن صفوان بن سليم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل.
قال أبو عبد الله
حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث مولى ابن مطيع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
قال الحافظ في الفتح 10/ 537
حديث أبي هريرة ذكره موصولا وحديث صفوان بن سليم مرسلا كلاهما من رواية مالك , وقد تقدم شرحه في كتاب النفقات.
والذي أشار إليه الحافظ في كتاب النفقات هو في باب فضل النفقة على الأهل 7/ 80
قال أبو عبد الله
حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا مالك عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار.
يتبع إن شاء الله تعالى ...........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/390)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 03 - 05, 11:48 م]ـ
الحديث السابع والخمسون:
((حررته للمراجعة، فقد ورد عليَّ فيه إشكال .......... ماهر))
لا إشكال ولله الحمد
الحديث السابع والخمسون:
الأضاحي، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بردة ضح بالجذع من المعز ولن تجزي عن أحد بعدك 7/ 131
قال أبو عبد الله
حدثنا مسدد حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا مطرف عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال ضحى خال لي يقال له أبو بردة قبل الصلاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتك شاة لحم فقال يا رسول الله إن عندي داجنا جذعة من المعز قال اذبحها ولن تصلح لغيرك ثم قال من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين.
تابعه عبيدة عن الشعبي وإبراهيم وتابعه وكيع عن حريث عن الشعبي وقال عاصم وداود عن الشعبي عندي عناق لبن وقال زبيد وفراس عن الشعبي عندي جذعة وقال أبو الأحوص حدثنا منصور عناق جذعة وقال ابن عون عناق جذع عناق لبن.
قال الحافظ في الفتح 10/ 22
قوله: (تابعه عبيدة عن الشعبي وإبراهيم , وتابعه وكيع عن حريث عن الشعبي) قلت: أما عبيدة فهو بصيغة التصغير وهو ابن معتب بضم أوله وفتح المهملة وتشديد المثناة وكسرها بعدها موحدة الضبي , وروايته عن الشعبي يعني عن البراء بهذه القصة , وأما قوله ((وإبراهيم)) فيعني النخعي , وهو من طريق إبراهيم منقطع , وليس لعبيدة في البخاري سوى هذا الموضع الواحد , وأما متابعة حريث وهو بصيغة التصغير وهو ابن أبي مطر واسمه عمرو الأسدي الكوفي وما له أيضا في البخاري سوى هذا الموضع , وقد وصله أبو الشيخ في كتاب الأضاحي ............
قال القسطلاني 8/ 304
قوله ((إبراهيم)) أي النخعي، يعني عن البراء بن عازب وهو منقطع لأن إبراهيم لم يلق أحدا من الصحابة.
يتبع إن شاء الله ......
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 03 - 05, 11:43 ص]ـ
الحديث التاسع والخمسون:
الأدب، باب المداراة مع الناس 8/ 38
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب أخبرنا ابن علية أخبرنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له أقبية من ديباج مزررة بالذهب فقسمها في ناس من أصحابه وعزل منها واحدا لمخرمة فلما جاء قال قد خبأت هذا لك، قال أيوب بثوبه أنه يريه إياه وكان في خلقه شيء رواه حماد بن زيد عن أيوب وقال حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية.
قلت:
هذا الحديث مرسل لكن صنيع الإمام البخاري رحمه الله تعالى يدل على اتصاله من طريق حاتم بن وردان كما بينه من حديث المسور رضي الله تعالى عنه والله تعالى أعلم.
فائدة:
ويتأكد هنا ما ذكره الحافظ رحمه الله تعالى في غير ما موضع من الصحيح أن الإمام البخاري رحمه الله لا يكرر الحديث إلا بإسناد جديد، وإن لم يسعه ذلك علقه حتى يأمن التكرار، فليتفطن إلى هذا فإنها قاعدة من خبير.
وهو في فرض الخمس، باب قسمة الإمام ما يقدم عليه ويخبأ لمن لم يحضره أو غاب عنه 4/ 105
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم أهديت له أقبية من ديباج مزررة بالذهب فقسمها في ناس من أصحابه وعزل منها واحدا لمخرمة بن نوفل فجاء ومعه ابنه المسور بن مخرمة فقام على الباب فقال ادعه لي فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته فأخذ قباء فتلقاه به واستقبله بأزراره فقال يا أبا المسور خبأت هذا لك يا أبا المسور خبأت هذا لك وكان في خلقه شدة ورواه ابن علية عن أيوب وقال حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية تابعه الليث عن ابن أبي مليكة.
قال الحافظ في الفتح 6/ 272
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/391)
قوله (عن عبد الله بن أبي مليكة أن النبي صلى الله عليه وسلم) هذا هو المعتمد أنه من هذا الوجه مرسل , ووقع في رواية الأصيلي عن ابن أبي مليكة عن المسور , وهو وهم , ويدل عليه أن المصنف قال في آخره ((رواه ابن علية عن أيوب)) أي مثل الرواية الأولى , قال وقال حاتم بن وردان عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن المسور , وتابعه الليث عن ابن أبي مليكة، فاتفق اثنان عن أيوب على إرساله ووصله ثالث عن أيوب , ووافقه آخر عن شيخهم , واعتمد البخاري الموصول لحفظ من وصله , ورواية إسماعيل بن علية تأتي موصولة في الأدب , ورواية حاتم بن وردان تقدمت موصولة في الشهادات , ورواية الليث تقدمت موصولة في الهبة ......
وهو في الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب كيف يُقبض العبد والمتاع 3/ 198
قال أبو عبد الله
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ولم يعط مخرمة منها شيئا فقال مخرمة يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فقال ادخل فادعه لي قال فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال خبأنا هذا لك قال فنظر إليه فقال رضي مخرمة.
وهو في الشهادات، باب شهادةِ الأعمى وأمره ونكاحه وإنكاحه ومبايعته وقبوله في التأذين وغيره وما يعرف بالأصوات 3/ 213
قال أبو عبد الله
حدثنا زياد بن يحيى حدثنا حاتم بن وردان حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية فقال لي أبي مخرمة انطلق بنا إليه عسى أن يعطينا منها شيئا فقام أبي على الباب فتكلم فعرف النبي صلى الله عليه وسلم صوته فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ومعه قباء وهو يريه محاسنه وهو يقول خبأت هذا لك خبأت هذا لك.
وهو أيضا موصول في اللباس، باب القباء وفَرُّوج حرير 7/ 186
قال أبو عبد الله
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ولم يعط مخرمة شيئا فقال مخرمة يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت معه فقال ادخل فادعه لي قال فدعوته له فخرج إليه وعليه قباء منها فقال خبأت هذا لك قال فنظر إليه فقال رضي مخرمة.
أبو بكر
يتبع إن شاء الله ........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 03 - 05, 06:59 م]ـ
الحديث الستون:
فرض الخمس، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه 4/ 115
قال أبو عبد الله
حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام قال أخبرني أبي عن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنهما قالت كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي مني على ثلثي فرسخ وقال أبو ضمرة عن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير أرضا من أموال بني النضير.
قال الحافظ في الفتح 6/ 306
حديث أسماء بنت أبي بكر ((كنت أنقل النوى من أرض الزبير)) الحديث , وسيأتي في كتاب النكاح بأتم من هذا السياق , ويأتي شرحه هناك. وقوله ((وقال أبو ضمرة)) هو أنس بن عياض , وهشام هو ابن عروة بن الزبير , والغرض بهذا التعليق بيان فائدتين: إحداهما أن أبا ضمرة خالف أبا أسامة في وصله فأرسله , ثانيتهما أن في رواية أبي ضمرة تعيين الأرض المذكورة وأنها كانت مما أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير فأقطع الزبير منها , وبذلك يرتفع استشكال الخطابي حيث قال: لا أدري كيف أقطع النبي صلى الله عليه وسلم أرض المدينة وأهلها قد أسلموا راغبين في الدين , إلا أن يكون المراد ما وقع من الأنصار أنهم جعلوا للنبي صلى الله عليه وسلم ما لا يبلغه المأمن من أرضهم , فأقطع النبي صلى الله عليه وسلم من شاء منه.
الحديث الواحد والستون:
الصوم، باب إذا صام أياما من رمضان ثم سافر 3/ 41
قال أبو عبد الله
حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ الكديد أفطر فأفطر الناس قال أبو عبد الله والكديد ماء بين عُسْفان وقديد.
قال الحافظ في الفتح 4/ 232
(تنبيه): قال القابسي: هذا الحديث من مرسلات الصحابة لأن ابن عباس كان في هذه السفرة مقيما مع أبويه بمكة فلم يشاهد هذه القصة , فكأنه سمعها من غيره من الصحابة.
يتبع إن شاء الله .......(32/392)
سؤال هام عن التدليس
ـ[العصام]ــــــــ[09 - 06 - 04, 03:31 م]ـ
هل هناك من الرواة من يدلس في شيخ معين ولا يدلس في آخر .. ؟ وهل إبراهيم التيمي مدلس كما قال الكرابيسي؟ وهل يدلس عن كل من روى عنه؟(32/393)
بشارتان طيبتان
ـ[العوضي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلام والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد:
البشارة الأولى: هو أن الجمعية العليمة السعودية للقرآن الكريم وعلومه تعتزم العمل على جمع أسانيد وإجازات أعضائها وذلك لحفظها في ملف خاص وإيجاد ترجمة لرجال أسانيد القراء وتشجيع الراغبين في حفظ القرآن الكريم لحصولهم على إجازات القرّاء.
بريدنا الإلكتروني ( info@alquran.org.sa) أو فاكس الجمعية (2590442).
و
تأمل من جميع الأعضاء اللذين لديهم رسائل جامعية (رسائل الدكتوراه أو الماجستير فقط) موافاتنا بعناوين رسائلهم مع نبذة عن الرسالة وملخص لها وأهم نتائجها والكلية والقسم الذي سجلت فيه وأسماء أعضاء لجنة المناقشة, وذلك لرغبة الجمعية بطباعة بعض رسائل الأعضاء بعد عرضها على اللجنة المكلفة بذلك, كما أنها ستضاف إلى سيرة العضو الذاتية.
ــــــــــــــ
البشارة الثانية: أنه سيتم إطلاق موقع على الانترنت اسمه (مشروع التفاسير الكبير) والمشرف على الموقع هو العلامة العراقي أ. د بشار عواد معروف
وللمزيد راجع هذا الرابط
http://www.alrai.batelco.jo/11-03-2004/culture/03-2004/Article-20040310-36a85ef0-c000-00a8-0117-a4c6f1bad52f/story.html
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(32/394)
هل دخل جعفر الصادق العراق؟
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[09 - 06 - 04, 08:49 م]ـ
يذكر علماء الشيعة أن جعفر الصادق دخل العراق وهذا ما لم اجده في كتب التاريخ والسير
والعجيب في الأمر أن اكثر تلامذة جعفر من أهل العراق وخاصة الكوفة؟!!
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:25 م]ـ
في إنتظار فارس يظفر بها
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 06 - 04, 12:50 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن دحيان
في إنتظار فارس يظفر بها
يا أخى الكريم. حيَّاك الله بكل خير.
الذى لا أشك فيه، وأحلف عليه غير حانث، ولا مرتاب، أنَّ الإمام جعفر الصادق نزل العراق، والتقى به كبراء فقهائها ومحدثوها، وأخذ عنه الثورى، وأبو حنيفة، والحسن بن صالح بن حى وغيرهم من الكبراء الرفعاء، وناظره أبو حنيفة مراراً. وكان نزوله بالحيرة قريباً من شط الفرات. فلماذا هذا التردد؟!. وسلامى إليكم.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[11 - 06 - 04, 03:13 م]ـ
أحسنت شيخي الكريم
وانت بار صادق عندي إن شاء الله
لكن لعلك تذكر لي من ذكر هذا فإني بحثت في السير وكتب التاريخ فلم اظفر بهذه الجزئية
وعليها سوف يترتب أمر مهم للغاية
ومعذرة على إشغالك معي، فإني والله مقدر هذه الجهود البراقه التي تبذلها.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:45 ص]ـ
أخي واستاذي الحبيب
ارجو الرد سريعاً رفع الله قدرك
من ذكر من أهل السير وأخبار الناس أنه دخل العراق
المصدر جزء صفحة طبعة إن أمكن
للأهمية
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:32 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن دحيان
أخي واستاذي الحبيب
ارجو الرد سريعاً رفع الله قدرك
من ذكر من أهل السير وأخبار الناس أنه دخل العراق
للأهمية
يا أخى الكريم. حيَّاك الله بكل خير.
ما ذكرته من دخول الإمام جعفر الصادق العراق مذكور فى تواريخ الحافظ الذهبى، ومنها ((سير الأعلام)) و ((تذكرة الحفاظ))، وذكره كذلك الحافظ المزى فى ترجمته من ((تهذيب الكمال)) (5/ 79).
ومعتمدهما ما أسنده أبو أحمد بن عدى فى ((الكامل)) (2/ 132) قال: حدثنا ابن سعيد ـ يعنى أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ـ ثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم ثنا إبراهيم بن محمد الرماني أبو نجيح قال سمعت حسن بن زياد يقول: سمعت أبا حنيفة، وسئل من أفقه من رأيت؟، فقال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد ـ يعنى الصادق ـ، لما أقدمه المنصور الحيرة، بعث إليَّ، فقال: يا أبا حنيفة إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من مسائلك تلك الصعاب، فقال: فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلي أبو جعفر ـ يعنى المنصور ـ، فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه، وجعفر الصادق جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما، دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلَّمت، وأذن لي أبو جعفر، فجلست، ثم التفتُ إلى جعفر، فقال: يا أبا عبد الله ـ كنية الصادق ـ تعرف هذا؟، قال: نعم هذا أبو حنيفة، ثم أتبعها: قد أتانا، ثم قال أبو جعفر: يا أبا حنيفة، هاتِ من مسائلك .. سل أبا عبد الله، فابتدأت أسأله، قال: فكان يقول في المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على أربعين مسألة ما أخرج منها مسألة، ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف!.
قلت: ولعل ذلك كان بعد رضا أبى جعفر المنصور عنه، فقد كان قبل غاضباً عليه. وتحقيق أسانيد وقائع آل البيت الهاشميين مما تطول، ولكن هذه الأسانيد مما اعتمدها الحافظ الذهبى، ومشاها وأكثر من ذكرها فى تواريخه.(32/395)
ماسند هذا الأثر؟
ـ[السمرقندية]ــــــــ[09 - 06 - 04, 11:23 م]ـ
السلام عليكم
يُروى عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وتعالى أنه كان يقول
(لو ان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان)
ماصحة نسبة هذه الجملة إلى هذا الإمام
وبالمقابل ماصحة هذا الخبر أيضاً
ان الإمام كان يدعو على المأمون ألا يريه الله وجهه
فمات المأمون قبل ان يحمل إليه الإمام رحمه الله
جزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 12:38 ص]ـ
هذه مقولة للفضيل بن عياض ,ولا علم لي إن كانت للإمام أحمد أو لا.
أخرجها اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 197) ط دار طيبة، في " اعتقاد أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله:
أخبرنا أحمد بن محمد بن حفص الهروي، قال: ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سلمة، قال: ثنا أبو الحسين محمد بن عمران بن موسى الجرجاني قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري يقول" لقيت أكثر من ألف رجل ......... إلى أن قال: وقال الفضيل: "لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام، لأنه إذا صلح الإمام أمن البلاد والعباد .... "
وأبو نعيم في حلية الأولياء: ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي، ولقّبه من دونه قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: "لو أن لي دعوة مستجابة ما صيَّرتها إلا في الإمام، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لم تجرني، ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد "
ـ[السمرقندية]ــــــــ[10 - 06 - 04, 08:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ولكن الجزء الأهم من السؤال
هل تصح نسبة هذه المقولة إلى أصحابها؟
ـ[آل حسين]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:20 م]ـ
السلام عليكم
سئل إمام أهل السنة والجماعة ابن باز رحمه الله تعالى عن هذه المقالة وعن صحته عن الامام أحمد
فقال حتى لو لم تصح عن الإمام أحمد فإنها صحيحة المعنى
ـ[السمرقندية]ــــــــ[11 - 06 - 04, 03:18 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آل حسين بارك الله فيك
مصدرك أين هو؟
ـ[آل حسين]ــــــــ[11 - 06 - 04, 07:21 م]ـ
السلام عليكم
هذه كتبتها سماعاً من الشيخ رحمه الله تعالى
والله أعلم
ـ[السمرقندية]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:10 ص]ـ
أحسن الله إليكم
أنت صادق إن شاء الله
ولكن التوثيق يفتقر إلى مصادر
وبالتالي لن تخدمني هذه العبارة
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(32/396)
هل المرأة تقطع صلاة المرأة
ـ[يوسف المشولي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 11:25 م]ـ
مشائخ الملتقى جزاكم الله خيرا
هل المرأة تقطع صلاة المرأة؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:34 ص]ـ
لا، والحديث فيه كلام
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:04 ص]ـ
ذكر الشيخ ابن بسام - رحمه الله - بأن المرأة لا تقطع صلاة المرأة، وذلك أخذاً من اللفظ الذي أورده الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في البلوغ " يقطع صلاة الرجل ... "،
وقد كتبت تعليقاً على كلام الشيخ - رحمه الله- سأنقله فيما بعد؛ لأن كتابي قد استعاره بعض الإخوة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:44 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=20435(32/397)
هذا حال من يخشى عليه الشرك،، و هذا حالنا،، و نفثة مصدور!!
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فيقول ابن عابدين ـ رضي الله تعالى عنه وأرضاه ـ:
((مطلب في إطالة الركوع للجائي
[قوله و كره تحريما] لما في البدائع و الذخيرة عن أبي يوسف قال: سألت أبا حنيفة و ابن أبي ليلى عن ذلك فكرهاه.
و قال أبو حنيفة: أخشى عليه أمرا عظيما: يعني الشرك.
و روى هشام عن محمد أنه كره ذلك أيضا، و كذا روي عن مالك و الشافعي في الجديد، و توهم بعضهم من كلام الإمام أنه صار مشركا فأفتى بإباحة دمه و ليس كذلك، و إنما أراد الشرك في العمل لأن أول الركوع كان لله تعالى و آخره للجائي و لا يكفر، لأنه ما أراد التذلل و العبادة له، و تمامه في الحلية و البحر))
رد المحتار على الدر المختار 1/ 516 حلبي
أقول ــ محمد رشيد ــ:
إنا لله و إنا إليه راجعون
انظروا كيف أن هذه المسألة التي لا يظن الناظر فيها إلا أنها مسألة فروعية محضة، انظروا كيف جرى فيها هذا الكلام و التوضيح و خشية الشرك ... إلخ
آه لو رأيتم ما رأيت عند هذا الوثن الذي يعبد من دون الله، و الذي أطلقوا عليه اسم حفيد رسول الله صلى الله عليه و سلم ...
ذهبت و أنا طفل مع أمي إلى هذا المكان فلم أهتم بشيء و كنت أقول (أمي تعرف أكثر مني)
ثم ذهبت و أنا مراهق في بداية المرحلة الإعدادية فقلت (ما هذا التخريف و هذه الخزعبلات و هذه الطقوس الوثنية!! ما هذا الذي يقبل مقبض الباب!!! و ما هذا الذي يقبل عتبة الباب!! و ماذا يقول هذا لهذا السور المعدني!!!)
ثم ذهبت منذ شهور بعد أن منّ الله تعالى عليّ بالدراسة و معرفة التوحيد فوالله اقشعر بدني ... و خشيت حلول اللعنة
هذا يدخل على القبر و يصيح بأعلى صوته (مدد يا حسين مدد)
و هذا يخرج بظهره و يشير بيديه رافعا و يودع قائلا (سلام يا حسين، سلام يا حسين)
و هذا شاب مسكين منهار يظهر الفسق عليه الفسق في ثيابه و هيئته رأيته يحتضن إحدى زوايا السور المحيط بالوثن و يضع خده عليه و يقبله و يزرف من الدموع ما لا يزرفه الطفل و الله
و هذا يسر إلى الباب النحاسي بطلباته
و هذه تطلب الإنجاب و تعبد من دون الله ما لا يرزقها ــ وأنا أستعمل أداة غير العاقل ليقيني بأن هذا الوثن ليس قبرا لأحد .. وعلى سمعي هو قبر لرأس حمار!!
و هذا و هذا و هذا
و كلهم يشتركون في الإتيان بأعواد من القش و (النعنع) ليعلقوها على الأبواب ثم يدعون هذه الجمادات
منّ الله تعالى عليّ بأني علمت أمي أن هذا من الشرك المخرج من الملة و أنها بعد أن علمت فلو ذهبت تكون خارجة من الملة،، فلله الحمد لم تقرب من حينها منطقة الحين من الأصل رغم كونها منطقة تجارية شهيرة للأقمشة و غيرها مما يهم النساء
حين رأيت ما رأيت،، حينها ــ وحينها فقط ــ هان عليّ أمر العراق و ما يحدث فيه، هان عليّ هذا السفك و الإهدار
الله تعالى يهدر دم عباده بالمعصية
فماذا بعد التوحيد!!!!!
إنا لله و إنا إليه راجعون
اللهم أمتني على التوحيد و ابعثني عليه، و نجني من الشرك و كل ما يوصل إليه،، آمين آمين آمين
و ما هي إلا نفثة صدر محترق
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:54 ص]ـ
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[11 - 06 - 04, 12:31 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد رشيد
((مطلب في إطالة الركوع للجائي
مطلب في إطالة الركوع للجائي
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:40 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5259&highlight=%CA%CD%E3%ED%D3
السلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[12 - 06 - 04, 05:28 ص]ـ
نعم والله صدقت يا اخي،
انا ذهبت الى هذا المسجد (إن صح التعبير) عندما كنت ا صغيراً وكنت كل ما ارى من يكلم الحديد ومن يقبلة ومن يمسح به رأسه ... الخ كنت اتسائل في نفسي عن هذه الأشياء وكان الناس يفعلون اشياء عجيبة وهم انفسهم يعلمون ان هذا الحديد مصنوع في ورشة او مصنع لكنهم يعاملونه كأنه نزل من السماء.
فالحمد لله على نعمة العقل
وعندما علمت ان هذا كله لا يجوز و ان اصلاً الحسين رضي الله عنه لم يدفن هناك كنت احاول ان اقول هذا للناس وكان فيهم من ينظر الي بنظرة المتحسر على الجاهل وكان اغلب الناس فيهم يقين ان الحسين رضي الله عنه مدفون هناك، لكن الآن الحمد لله اغلب من تكلمت معهم في هذا الامر يعلم الحق.
بالمناسبة انت شكلك بلدياتنا إن كنت من القاهرة ;)(32/398)
الدرزي
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 06 - 04, 02:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ابن عابدين:
((مطلب في حكم القاضي الدرزي والنصراني
[تنبيه] ظهر من كلامهم حكم القاضي المنصوب في بلاد الدروز في القطر الشامي و يكون درزيا و يكون نصرانيا فكل منهما لا يجوز حكمه على المسلمين، فإن الدرزي لا ملة له كالمنافق و الزنديق و إن سمى نفسه مسلما.
و قد أفتى في الخيرية بأنه لا تقبل شهادته على المسلم.
))
حاشية رد المحتار على الدر المختار 5/ 375 حلبي(32/399)
ما هكذا يترجم للإمام مالك!!!!!
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد،،
فأنا أتوقع أن يحذف أخونا المشرف هذه المشاركة بل يغلب ذلك على ظني، ولكن المشاركة مع الحذف في هذا الموضع أولى من السكوت على هذا الأمر و كأنه أمرا هينا لا يلتفت إليه، فمعذرة إلى ربي ففد أردت التبليغ
أرسل لي أحد الإخوة جزاه الله خيرا ترجمة الإمام مالك التي صاغها شيخنا الكريم الفاضل / محمد الأمين في موقعه الخاص
و في الحقيقة قد اقشعر بدني من هذه الترجمة
فما وجدت فيها إلا الازدراء من هذا الإمام المبجل المجمع على جلالته، و قد تعجبت كل العجب من صنيع الشيخ الأمين
و أنا لم أشأ أن أراسل الشيخ الأمين شخصيا لعلمي أن بعض من على هذا الملتقى المبارك قد اطلع على هذه الترجمة لعدة أسباب منها أن الأخ أبا حمزة قد اعترض عليها في ثنايا أحد المواضيع و لكن لم يهتم به أحد، و لا أنا أيضا اهتممت حينها لظني أن الأخ أبا حمزة قد أساء الفهم فنحن لا نعرفه و لا نعرف حدود فهمه، ثم نحن نعرف الشيخ الأمين جيدا، و لم أتوقع أن تخرج منه هذه المعزوفة التجريحية التي لا أراها تناسبه بل وجدتها أليق بهؤلاء (((المتسلفة))) الذين اعتدنا منهم النقد اللاذع بمناسبة و غير مناسبة،،
لا يعترض عليّ الشيخ الأمين بأن أثبت له خطأ شيء مما نقل؛ لأن ليس على صحة ما نقل أو ضعفه و هل ينسب للإمام أو لا ينسب، و إنما اعتراضي على هذه الطريقة في التجميع، فكأنه قد نخل مثالب الإمام ثم سبكها في صفحة واحدة خالصة لوجه النفس أو الشيطان
يا إخوان // بالله عليكم،،، هل تدرون عمن نتكلم؟!!!!!
عن الإمام (((((مالك بن أنس)))))!!!!!!!!!!
عالم المدينة، و الذي أجمعت الأمة على إمامته
هل وصل بهذا التيار المنحل عن كل قيد،، المجتهد اجتهادا مطلقا عن كل ضابط أن يطعن في الأسياد الأوائل؟!!!
من نحن و من هم أيها الإخوة؟!!
ما الذي نجنيه من وقوعنا في أمثال الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه؟
ما هو إلا الهوس الاجتهادي الذي أسقط هيبة هؤلاء من نفوسنا، و جعل الأخ الذي يدرس على الطريقة (الشوكانية) (الصنعانية) ــ إن صح أنه يدرس و إلا فهو كاذب فارغ ــ هذا الهوس الاجتهادي الذي جعل هذا الأخ يتصور بأنه لو بعث الإمام أبو حنيفة الآن أو مالك أو أحمد أو الشافعي أنه يستطيع مناظرته على ما فهمه و أن يفحمه و يلقمه الحجة
و أنا لا قصد بكلامي هذا شيخنا الأمين ــ حاشاني و الله ــ
و لكن أتكلم الآن على هذه الموجة العارمة في إسقاط الرؤوس، فأنا أتكلم عن الداء الآن لا عن الصورة الواقعة ..
ما الدافع لك شيخنا الأمين لجمع مثل هذه الترجمة؟
ألا تعلم أننا نحن الجهلة إذا قرأنا مثل قولك في الإمام مالك: ((وأياً كان، فإن الإمام مالك كان متهماً باللحن بالعربية. وقد اتهمه بذلك الإمام أبو عبد الرحمن النسائي، كما أخرجه الخطيب في الكفاية (2\ 555) بإسناد صحيح.))
ألا ترى أن القارئ لمثل هذه الكلمة تسقط من نفسه هيبة الإمام مالك لا سيما إن كانوا طلابا أزهريين مثلنا درسوا شرح ابن عقيل كاملا في المرحلة الثانوية و نعيد دراسته الآن في مجالس بالجامع الأزهر، ألا ترى أن هذا الكلام لو التفت أنا له قد يسقط هيبة الإمام من عيني و يجعلني أظن أنا الجاهل الأغر أني فعلت ما لم يفعل؟!!
شيخنا الأمين // علمت منكم أنكم ليس لكم مذهب فقهي
طيب،، سلمت،، الأمر أظنه واسع
و لو قلت لي بأنك مجتهد سأسلم أيضا فلا داعي و لا قرينة لتكذيبك
أما أن تعتدي بهذه الطريقة على إمام دار الهجرة فهذا ما لا يسمحه اجتهادك المطلق أو المستقل
انظر إلى سلفنا كيف كانوا
انظر كيف ترجم السيوطي الشافعي لمالك و أبي حنيفة .....
إنا لله و إنا إليه راجعون
و حتى لا يظن أحد أني متجن؛ أنقل لكم هنا ما ترجم ــ أو ما تتبع ــ به شيخنا الأمين للإمام مالك
و أسأل الله تعالى أن يجعل القارئ من المنصفين
يقول الشيخ الأمين::
((الإمام مالك وانتشار المذهب المالكي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/400)
اختلف المؤرخون في ولادة الإمام مالك بن أنس بن مالك، فمنهم قال عام 93 هجرية وقيل 94 هجرية وقيل 95 هجرية وقيل 96 هجرية في المدينة المنورة. وقد يرجع أسباب الاختلاف إلى اعتقاد البعض أن أم مالك حملته في بطنها ثلاثة سنين! قال ابن عبد البر: وقد ذكر غير الواقدي أن أُم مالك حملت به ثلاث سنين (مناقب مالك للسيوطي ص 6). لم يكن أنس والد الإمام مالك معروفاً حيث لم يُذكر شيئاً عن حياته في كتب التاريخ، ولم يكن مالك من أسرة علمية، إلا أن عمه كان مقرئاً.
واختلفوا في نسب مالك، لكن عامة الناس على أنه من العرب وليس من الموالي. ومع ذلك فقد طعن الكوثري في نسب الإمام مالكٍ، وجعله من الموالي لا من العرب. وسيأتي كيف أن الإمام مالك قد طعن في القاضي الثبت سعد لأنه تكلم في نسبه، وكذلك فعل مع ابن إسحاق. وأياً كان، فإن الإمام مالك كان متهماً باللحن بالعربية. وقد اتهمه بذلك الإمام أبو عبد الرحمن النسائي، كما أخرجه الخطيب في الكفاية (2\ 555) بإسناد صحيح. و قال الكوثري الهالك في "تأنيب الخطيب" (ص27): «أن المبرَّد ذكر في كتاب "اللُّحْنَةَ" عن محمد بن القاسم عن الأصمعيّ قال: دخلت المدينةَ على مالك بن أنس فما هِبْتُ أحداً هيبتي له، فتكلّم فَلَحَنَ، فقال: مُطِرْنا البارَحةَ مَطَراً أي مَطَراً، فَخَفّ في عيني. فقلت: يا أبا عبد الله، قد بَلَغْتَ من العلم هذا المبلغَ فَلَو أصلحتَ من لسانك. فقال: فكيفَ لو رأيتمُ ربيعةَ؟ كُنّا نقول له: كيف أصبحت؟ فيقول: بخيراً بخيراً. قال (الأصمعي): وإذا هو (مالك) قد جعلَهُ (جعل ربيعة) لنفسه قدوةً في اللّحْنِ وعذْراً».
ومع ذلك تجد عند مالك عنصرية عجيبة. ففي تذكرة الحفاظ (1\ 210): أن إسماعيل بن داود المخراقي قال: سمعت مالكاً يقول: «كان عطاء بن أبي رباح أسوداً ضعيف العقل»!! فهكذا يطعن على أحد أعظم أئمة مكة من التابعين لأنه أسود اللون. وقد روى عبد الحميد الحماني، عن أبي حنيفة: «ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء بن أبي رباح». وأبو حنيفة قد لقي مالكاً! وروى عمر بن سعيد (ثقة)، عن أمه: قدم عبد الله بن عمر t ( وهو الصحابي الفقيه الذي أخذ مالك كثيراً من فقهه) مكة، فسألوه، فقال: «أتجمعون لي –يا أهل مكة– المسائل، و فيكم ابن أبي رباح؟!». وأنها أرسلت إلى ابن عباس t تسأله عن شيء، فقال: «يا أهل مكة، تجتمعون عليّ و عندكم عطاء؟!».
ولذلك أفتى بكثير من الأحكام الشرعية بعنصرية. فمثلاً قال مالك (عن مسألة تزويج المرأة بغير ولي): «أما الدنيئة كالسوداء أو التي أسلمت أو الفقيرة أو النبطية أو المولاة، فإن زَوَّجَها الجار وغيره –ممن ليس هو لها بولي– فهو جائز! وأما المرأة التي لها الموضع (أي الشرف) فإن وليها، فُرِّقَ بينهما. فإن أجاز ذلك الولي أو السلطان، جاز. فإن تقادم أمرها ولم يفسخ وولدت له الأولاد، لم يُفسَخ».
فرد عليه ابن حزم في المحلى (9\ 456): «وأما قول مالك فظاهر الفساد، لأنه فَرَّقَ بين الدَّنِيَّة وغير الدنية. وما عَلِمنا الدناءة، إلا معاصي الله تعالى. وأما السوداء والمولاة، فقد كانت أم أيمن –رضي الله عنها– سوداء ومولاة. و والله ما بعد أزواجه –عليه الصلاة والسلام– في هذه الأُمَّةِ امرأةٌ أعلى قدراً عند الله تعالى وعند أهل الإسلام كلهم، منها. وأما الفقيرة، فما الفقر دناءة. فقد كان في الأنبياء –عليهم الصلاة والسلام– الفقير الذي أهلكه الفقر، وهم أهل الشرف والرفعة حقاً. وقد كان قارون وفرعون وهامان من الغنى بحيث عرف، وهم أهل الدناءة والرذالة حقاً. وأما النبطية، فرُبَّ نبطية لا يطمع فيها كثيرٌ من قريش، ليسارها وعلوِّ حالها في الدنيا. ورب بنت خليفة هلكت فاقةً وجهداً وضياعاً. ثم قوله "يفرق بينهما، فإن طال الأمر وولدت منه الأولاد، لم يفرق بينهما" فهذا عين الخطأ. إنما هو حق أو باطل، ولا سبيل إلى ثالث. فإن كان حقاً، فليس لأحدٍ نقض الحق إثر عقده، ولا بعد ذلك. وإن كان باطلاً، فالباطل مردود أبداً، إلا أن يأتي نص من قرآن أو سنة عن رسول الله r فيوقف عنده. وما نعلم قول مالك هذا، قاله أحدٌ قبله، ولا غيره، إلا من قلده. ولا مُتَعَلَّقٌ له بقرآنٍ ولا وسنةٍ صحيحةٍ ولا بأثرٍ غير ساقطٍ ولا بقول صاحبٍ ولا تابعٍ ولا معقولٍ ولا قياسٍ ولا رأيٍ له وجهٌ يُعرف».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/401)
أصبح الإمام مالك فقيهاً وأخذ يفتي، وتعرض لكثير من السخرية لمخالفته من هم أعلم منه. قال سعيد بن أيوب: «لو أن الليث ومالك اجتمعا لكان مالك عند الليث أبكم، ولباع الليث مالكاً فيمن يريد»! (الرحمة الغيثية لابن حجر ص6). ونقل ابن عبد البر المالكي في "جامع بيان العلم وفضله" (2\ 1109) عن سلمة بن سليمان (ثقة ثبت) قال: قلت لابن المبارك (فقيه خراسان): «وضعتَ في رأي أبي حنيفة، ولم تضع في رأي مالك؟». قال: «لم أره عالماً».
بالمقابل فقد قال أتباع مالك كلاماً كثيراً فيه بلغ حد المبالغة. حيث قالوا أنه مكتوب على فخذ مالك أن مالك حجة الله! وقالوا أنه لا يدخل الخلاء إلا مرة كل ثلاثة أيام لأنه يستحي! وقالوا أنهم رأوا في المنام أخبار عن أمواتهم أنهم لما ماتوا وجاء الملكين إليهم لمحاسبتهم ظهر مالك لهما وصرفهما عن الموتى! (انظر مشارق الأنوار للعدوي ص288). وذكر البعض أنهم رأوا في المنام النبي r فقالوا له أن مالك والليث يختلفان فمن هو الأعلم؟ فقال النبي r: مالك وارث جدي إبراهيم! (مناقب مالك للزاوي ص18). وقيل أنهم سئلوا النبي r من بعدك؟ فقال: مالك!
ومالك –وإن كان ثقة في الحديث– فهو صاحب رأي، أخذه من شيخه ربيعة الرأي. وربيعة صاحب رأي مشهور به حتى صار جزءاً من اسمه. وقد تكلم أهل الحديث في مالك في هذا، مع توثيقهم لإياه في الحديث. وأهل الحديث عندما يمدحون مالكاً فإنهم غالباً يقصدون ثقته في الحديث وعلو إسناده ووثاقة رجاله. لكن أغلبهم كان يذم رأيه. وقد لخص أحمد رأيه بمالك فقال: «حديثٌ صحيح، ورأيٌ ضعيف».
إذ روى الخطيب في تاريخ بغداد (13\ 445) عن إبراهيم بن إسحاق الحربي قال سمعت أحمد بن حنبل أنه سُئل عن مالك، فقال: «حديثٌ صحيح، ورأيٌ ضعيف». فانظر لإنصاف إمام أهل الحديث في عصره، كيف فرّق بين قوة حفظ مالك وبين ضعف رأيه. وقال أحمد بن حنبل: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكاً لم يأخذ بحديث "البيعان بالخيار". فقال: «يُستتاب. فإن تاب، وإلا ضربت عنقه». ثم قال أحمد: «هو أورع وأقوَلُ بالحق من مالك». أي أن أحمد موافق لفتوى ابن أبي ذئب في استتابة مالك.
وروى حيان بن موسى المروزي قال: سُئِلَ ابن المبارك: مالك أفقه أو أبو حنيفة؟ قال: «أبو حنيفة (أفقه من مالك)». وفي تاريخ بغداد (13\ 343) عن محمد بن مقاتل (أبو الحسن الكسائي، ثقة متقن) قال: سمعت ابن المبارك قال: «إن كان الأثر قد عُرِفَ واحتيج إلى الرأي، فرأي: مالك وسفيان وأبي حنيفة. وأبو حنيفة: أحسنهم وأدَقّهم فِطنةً وأغوصهم على الفقه. وهو أفقه الثلاثة».
وابن المبارك من كبار أئمة الإسلام. قال عنه ابن حجر: «ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير». و قال عن ابن حبان: «كان فيه خصال لم تجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الأرض كلها». و قال ابن عيينة: «نظرت في أمر الصحابة، فما رأيت لهم فضلاً على ابن المبارك، إلا بصحبتهم النبي r و غزوهم معه». بل إن مالك نفسه كان يعظمه ويقول عنه: «فقيه خراسان». وقد صاحب ابن المبارك هؤلاء الثلاثة.
ونقل ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله" (2\ 1109) عن سلمة بن سليمان قال: قلت لابن المبارك: «وضعتَ من رأي أبي حنيفة، ولم تضع من رأي مالك؟». قال: «لم أره عالماً». ونقل (2\ 1105) عن المروزي قال: «وكذلك كان كلام مالك في محمد بن إسحاق، لشيءٍ بلَغَه عنه تكلّم به في نَسَبه وعِلْمه». ونقل (2\ 1080) عن الليث بن سعد أنه قال: «أحصيتُ على مالك بن أنس سبعينَ مسألة، كلها مخالفة لسُنة رسول الله r مما قال فيها برأيه. ولقد كتبت إليه أعِظهُ في ذلك». وسيأتي بيان فضل الليث على مالك في الفقه، كما نص الشافعي وغيره، وأقر ذلك بعض كبار تلاميذ مالك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/402)
وقال ابن عبد البر (2\ 1115): «وقد تكلّم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلامٍ فيه جفاء وخشونة، كرهتُ ذِكره، وهو مشهورٌ عنه. قاله إنكاراً لقول مالك في حديث البيِّعين بالخيار ... ، وتكلم في مالك أيضاً -فيما ذكره الساجي في كتاب "العلل": عبد العزيز بن أبي سلمة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن إسحاق (إمام المغازي)، وابن أبي يحيى، وابن أبي الزناد، وعابوا عليه أشياء من مذهبه. وتكلم فيه غيرهم لتركه الرواية عن سعد بن إبراهيم، وروايته عن داود بن الحصين وثور بن زيد. وتحامل (!) عليه الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسَداً (!) لموضع إمامته. وعابَهُ قوم في إنكاره المسح على الخفَّين في الحضر والسفر، وفي كلامه في علي وعثمان، وفتياه إتيان النساء من الأعجاز (أي في أدبارهن)، وفي قعوده عن مشاهدة الجماعة في مسجد رسول الله r. ونسبوه بذلك إلى ما لا يحسن ذِكره».
وابن عبد البر مالكي المذهب، لم يسرد هذه الأقوال ليطعن بالإمام مالك –وحاشاه–. إنما ذكرها ليُبَيِّنَ أن مالكاً قد طعن به أهل الحديث بسبب كراهيتهم للرأي. ولكن مالك شفع له عندهم أنه كان ثبتاً في الحديث، وما استطاعوا الاستغناء عن حديثه. فكان غالب كلامهم على أبي حنيفة الذي لم يكن عنده كثير الحديث، وما كان يعتني بألفاظه. فشاع عند بعض المتأخرين أن أبا حنيفة وحده كان صاحب رأي، والصواب أن مالكاً كذلك. إلا أن الشذوذ في مذهب مالك أقل، لاعتماده –في الغالب– على عمل أهل المدينة. علماً بأن العلامة ابن عابدين الحنفي ذكر في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" أن أقرب المذاهب لمذهب الإمام أبي حنيفة هو مذهب الإمام مالك. والسبب أن كلاهما من أصحاب الرأي.
ثم ليس المقصود بأن مالك هو أحفظ الناس. وإنما كان ثقة ثبتاً، لكنه أخطأ في عدة أحاديث. حتى أن سفيان الثوري يقول (كما في تاريخ بغداد 10\ 164): «مالك ليس له حفظ»، ويقصد مقارنة بأئمة أهل الحديث الكبار. ويُرى عن يحيى بن معين قوله: «سفيان أحب إليّ من مالك في كلّ شيء». وقد رويت هذه المقولة عن يحيى بن سعيد، كما في سير أعلام النبلاء (8\ 75) أنه قال: «مالك كان إماماً في الحديث. وسفيان الثوري فوقه في كل شيء».
قال الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1\ 223): «قد ذكر بعض العلماء أن مالكاً عابه جماعة من أهل العلم في زمانه، بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة»، ثم ذكر أمثلة على ذلك. ثم ذكر ممن عابه: ابن أبي ذؤيب، وعبد العزيز الماجشون، وابن أبي حازم، ومحمد بن إسحاق. كما قد تكلّم في مالك: إبراهيم بن سعد، وكان يدعو عليه. وناظره عمر بن قيس –في شيء من أمر الحج بحضرة هارون– فقال عمر لمالك: «أنت أحياناً تخطئ، وأحياناً لا تصيب». فقال مالك: «كذاك الناس».
وقد طعن مالك في إمام المغازي محمد بن إسحاق، واتهمه بأنه دجال من الدجاجلة، لمجرد أنه تكلم في نسبه. مع أن هذا الأمر قد اختلف فيه اختلافاً كبيراً. جاء في سير أعلام النبلاء (8\ 71): «قال القاضي عياض (مالكي المذهب): أختلف في نسب "ذي أصبح" اختلافاً كثيراً. وروي عن ابن إسحاق أنه زعم أن مالكا وآله موالي بني تيم، فأخطأ. وكان ذلك أقوى سبب في تكذيب الإمام مالك له وطعنه عليه».
وفي تهذيب التهذيب (3\ 403): قال الساجي: ويُقال إن سعداً (يقصد قاضي المدينة الثقة الثبت الإمام سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف) وعَظَ مالكاً فوجد عليه، فلم يروِ عنه. حدثني أحمد بن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول: «سعدٌ ثقة». فقيل له: «إن مالكاً لا يحدِّث عنه». فقال: «من يلتفت إلى هذا؟ سعد ثقة، رجل صالح». حدثنا أحمد بن محمد سمعت المعيطي يقول لابن معين: «كان مالك يتكلم في سعد، سيّد من سادات قريش. و يروي عن ثور و داود بن الحصين، خارجيّين خبيثين!» ... وقال أحمد بن البرقي: سألت يحيى عن قول بعض الناس في سعد أنه كان يرى القدر وترك مالك الرواية عنه. فقال: «لم يكن يرى القدر، وإنما ترك مالك الرواية عنه لأنه تكلم في نسب مالك، فكان مالك لا يروي عنه. وهو (أي سعد) ثَبْتٌ لا شك فيه». انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/403)
ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (8\ 156) عن الشافعي أنه قال: «الليث أفقه من مالك، ولكن الخطوة لمالك». وقال: «الليث أتبع للأثر من مالك». وفي تاريخ بغداد (2\ 298) عن أحمد بن حنبل قال: «كان ابن أبي ذئب ثقة صدوقاً، أفضل من مالك بن أنس». وفي (2\ 175) عن يحيى بن صالح قال: «محمد بن الحسن –فيما يأخذه لنفسه– أفقه من مالك». وفي (9\ 164) عن علي بن المديني قال: سألت يحيى بن سعيد قلت له: «أيما أحب إليك، رأي مالك أو رأي سفيان؟». قال: «سفيان! لا يُشَكُّ في هذا ... سفيان فوق مالك في كل شيء، يعني في الحديث وفي الفقه وفي الزهد». وفي (2\ 301) أن شامياً سأل الإمام أحمد: «من أعلم، مالك أو ابن أبي ذئب؟». فقال: «ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعاً، وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين. وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر، فلم يهبه أن قال له الحق. قال: "الظلم فاشٍ ببابك". وأبو جعفر: أبو جعفر (يقصد في ظلمه وبطشه، حتى أنه قتل عمه)».
وفي تهذيب التهذيب (8\ 415): قال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: «ما فاتني أحدٌ فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب». وقال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: سمعت الشافعي يقول: «الليث أفقه من مالك، إلاّ أنّ أصحابه لم يقوموا به». وقال أبو زرعة الرازي: سمعت يحيى بن بكير يقول: «الليث أفقه من مالك، ولكن الحظوة لمالك». وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: «الليث أتبع للأثر من مالك». وفي طبقات المحدثين بأصبهان (1\ 406): عن الربيع عن الشافعي قال: «كان الليث بن سعد أفقه من مالك بن أنس، إلا أنه ضيعه أصحابه». قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (2\ 11): «فهذان صاحبا مالك رحمه الله (الشافعي ويحيى) ـ وقد شهدا بما شهدا. وهما بالمنزلة المعروفة من الإتقان والورع وإجلال مالك ومعرفتهما بأحواله».
لم يكن الإمام مالك معروفاً في العهد الأموي الذي عاش فيه ما يقارب الأربعين عاماً، لكنه عُرِفَ أثناء خلافة المنصور الخليفة العباسي حينما اشتد الخلاف بين أهل الرأي في الكوفة (مذهب أبو حنيفة ومذهب الثوري) وبين أهل المدينة (أساتذة مالك). ومن الملاحظ أن الداهية المنصور قد استغل –في أوائل خلافته– النزاع الفكري الذي حدث بين أهل العراق وأهل المدينة، فأخذ يقوي جانب العراقيين ويشد أزر الإمام أبي حنيفة وأصحابه ويستغل الموالي، ليحط بذلك أنفة العرب، وخصوصاً المدنيين منهم الذين كانوا يصرحون بعدم شرعية خلافة بني العباس.
وقد عاش الإمام مالك مستمتعاً بزينة الحياة الدنيا التي أحلها الله لعباده والطيبات من الرزق، نائيا بنفسه عن السياسة، راغبا عن مصاولة الحكام وإن كانوا ظالمين حتى لقد أفتى بوجوب الطاعة للحاكم حتى إن كان ظالماً. وعلى هذا سار أيام الأمويين، ثم في دولة العباسيين ... يحاول جهده أن يكون على الحياد.
وبعد أن نجح المنصور في إخماد ثورة "النفس الذكية"، قام واليه بضرب مالك بسبب فتوى مالك للناس أثناء الثورة، ببطلان طلاق المكره. وكان المنصور قد أخذ البيعة على الناس لنفسه بالإكراه وحلف الناس بالطلاق إن نكثوا. ففهم والي المدينة جعفر بن سليمان عمّ المنصور العباسي فتوى مالك على أنها تحريض على نقض عهدهم، فأمر بضربه بالسياط. مما أثار سخط الناس على الخليفة، فهذا عالم يلتزم الحياد، ينأى بنفسه عن السياسة ودوران دولاتها، ويعكف على العلم. فإذا بالدولة بكل قوتها تبطش به!
فلما بلغ هذا المنصور خاف من عواقب هذا الأمر، فادعى أن ضرب مالك لم يكن بأمره! وبعد أن قام بإخماد ثورة أهل المدينة، رأى أن يتودد إليهم عن طريق عالم معتدل، فوقع اختياره على مالك. فلما ورد المدينة رحّب بمالك وأدناه وأجلسه إليه. فلما وجد استجابة من مالك، أعجب المنصور بذلك، وعرض عليه إجبار عامة المسلمين في كل البلاد على اعتناق مذهبه، لأنه يريد بذلك التخلص من فقهاء العراق المعارضين له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/404)
قال المنصور للإمام مالك: «ضع للناس كتابا أحملهم عليه». فحاول مالك أن يعتذر عن المهمة، ولكن المنصور ألحّ: «ضعه فما أحد اليوم أعلم منك». فقال مالك: «إن الناس تفرقوا في البلاد فأفتى كل مِصرٍ (أي بلد) بما رأى: فلأهل المدينة قول، ولأهل العراق قول تعدوا فيه طورهم». فقال الخليفة المنصور: «أما أهل العراق فلا أقبل منهم صرفاً ولا عدلاً. فالعلم علم أهل المدينة». فقال مالك: «إن أهل العراق لا يرضون عِلْمَنَا». فقال المنصور: «يضرب عليه عامتهم بالسيف، وتقطع عليه ظهورهم بالسياط» (انظر ترتيب المدارك: 30). فصنّف مالك كتابه الشهير: «الموطَّأ». هذا والمعروف أن مالكاً قد وضع الموطأ، وما كان يفرغ منه حتى مات المنصور (ترتيب المدارك 1\ 192)، أي أنه ألفه في أواخر عهد المنصور.
والملاحظ أن جملة المنصور: «أما أهل العراق فلا أقبل منهم صرفاً ولا عدلاً» فيها إشارة إلى يأسه منهم لكونهم علويين عقيدة يؤيدون بني هاشم، ولوجود أبي حنيفة والثوري بينهم اللذان لم يكونا على وفاقٍ مع الحكام. بل إن أبا حنيفة متهم بتحريض الناس على الانضمام إلى ثورة "النفس الذكية". وقد أبقاه المنصور في السجن حتى الموت. أما سفيان الثوري فقد حاول المنصور اعتقاله لكنه اختفى. وكان أكثر فقهاء أهل العراق معارضين للمنصور. ولأجل ذلك نرى المنصور يولي مالكاً عناية خاصة، ويطلب منه أن يكتب الموطأ، ويقول له في خبر آخر: «لنحمل الناس –إن شاء اللّه– على علمك وكتبك ونبثّها في الأمصار، ونعهد إليهم أن لا يخالفوها ولا يقضوا سواها». وقال له (كما في تذكرة الحفاظ 1\ 290): «لئن بقيتُ، لأكتبنّ قولك كما تُكتب المصاحف، ولأبعثنّ به إلى الآفاق فأحملهم عليه».
ومما شجّع العباسيين على نشر مذهب مالك، أنه كان يرى مساواة علي t لسائر الناس، فكان يقول بأن أفضل الأمّة هم أبو بكر وعمر وعثمان ثم يقف ويقول: «هنا يتساوى الناس» (انظر: ترتيب المدارك ـ ترجمة مالك). وكان في هذا الرأي تبعاً لابن عمر t في الحديث الصحيح المرفوع الذي رواه حيث قال: «كنا نقول على عهد رسول الله r: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت». يعني فلا نفاضل. وكانت المدينة قد ثارت زمن المنصور مطالبة بالحكم لأحد سلالة علي t المسمى بالنفس الذكية. وبذلك كانت الدولة العباسية مضطرة لإظهار هذه الرأي، ومحتاجة لنشره.
لكن المنصور توفي فور انتهاء مالك من كتابه. فجاء ولده المهدي من بعده ليكمل نفس الخطة. جاء في سير أعلام النبلاء (8\ 78): عن إبراهيم بن حماد الزهري، قال: سمعت مالكاً يقول: قال لي المهدي: «ضع يا أبا عبد الله كتاباً أحمِلُ الأُمّة عليه». فقلت: «يا أمير المؤمنين، أما هذا الصقع –وأشرتُ إلى المغرب– فقد كفيته. وأما الشام ففيهم من قد عَلِمت –يعني الأوزاعي–. وأما العراق فهم أهل العراق». يشير إلى تمكنه من فرض مذهبه في الحجاز وإفريقيا، وعجزه عن فرضه في الشام، لوجود إمامها الأوزاعي، وعجزه عن فرضه في العراق، لشدة كراهية العراقيين لمذهبه. وهنا اقتنع العباسيون بضرورة وجود مفتي ثاني عراقي موالٍ لهم، فكان اختيارهم لأبي يوسف، كما سيمر.
وروى أبو نعيم في "الحلية" (كما في كشف الظنون 2\ 1908) أن هارون الرشيد أراد أن يعلّق الموطّأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه! وجاء في مفتاح السعادة (2\ 87): لما أراد الرشيد الشخوص إلى العراق، قال لمالك: «ينبغي أن تخرج معي، فإني عزمت أن احمل الناس على الموطّأ كما حمل عثمان الناس على القرآن». وهي في حلية الأولياء (6\ 331) لكن ذكر فيها المأمون بدلاً من الرشيد، وهو خطأ، والأول أصح.
فالخلفاء رغم جهودهم المتواصلة لم يتمكنوا من احتواء الإمامين سفيان الثوري وأبي حنيفة. أما الإمام مالك فقد تعاون مع السلطة ودخل في سلكها بعد الفتنة والإطاحة بثورة النفس الزكية وأخيه إبراهيم، فدوّن لها الموطأ. ونحن نعلم بأن الإمام مالكاً –وقبل توجُّه الحكومة إليه– لم تكن له تلك المكانة. بل إن والده أنس بن مالك بن أبي عامر لم يكن معروفاً عند العلماء، ولم يفصح التاريخ بشيء من حياته ولا تاريخ وفاته. بل كل ما كان يقال عن مالك بأنه أخو النضر المقرئ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/405)
ونقل أبو بكر الصنعاني: أتينا مالك بن أنس فحدثنا ربيعة الرأي –وهو أُستاذ مالك ومعلمه– فكنا نستزيده، فقال لنا ذات يوم: «ما تصنعون بربيعة وهو نائم في ذاك الطاق؟». فأتينا ربيعة، فقلنا: كيف يُحْظَى بِكَ مالِكُ، ولم تُحظَ أنت بنفسك؟ فقال: «أما علمتم أن مثقالاً من دولة، خيرٌ من حِمل علم». انظر: طبقات الفقهاء لأبي إسحاق (ص54)، و تاريخ بغداد (8\ 424). وفي هذا النص إشارة إلى دور السياسة والحكومة في ترسيخ المذاهب وتقديم المفضول مع وجود الفاضل. وقد جاء في تاريخ بغداد (8\ 424) أن أبا العباس أمر لربيعة الرأي بجائزة فرفض أن يقبلها، فأعطاه خمسة آلاف درهم ليشتري بها جارية فامتنع عن قبولها. وجاء في صفوة الصفوة (2\ 151) أن الخليفة السفاح عرض عليه القضاء فأبى. فهذا سبب أُفول نجم ربيعة، وبروز تلميذه مالك الأقل علماً منه. لكن الحكام تمكنوا –بمرور الأيام– من احتواء نهج الإمام أبي حنيفة النعمان، بتقريبهم لأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني والحسن بن زياد اللؤلؤي، وإناطة القضاء والإفتاء بهم. وكان ذلك بالطبع بعد وفاة شيخهم النعمان.
واتخاذ هذا الموقف من قِبَلِ مالك لمصالح الحكام، جعل أُستاذه ربيعة الرأي يبتعد عنه ويكرهه، لأنه كان لا يداهن السلطان ولا يرتضي التعامل معهم. فلذلك هجر الناس –تبعاً للحكومة– ربيعة الرأي، والتفوا حول مالك. فاستجاب مالك لطلب المنصور، وألف "الموطأ" مع علمه بأن أهل العراق لا يستجيبون لما كتبه، لكن المنصور طمأنه بأنه سيحملهم عليها بالقوة والسلطان! فصار "الموطأ" دستور الحكومة، وأول كتاب دون في الحديث للدولة العباسية. وروى أن القزاز قرأ الموطأ على مالك ليعلمه للرشيد ويبينه. وأمر الرشيد عامله على المدينة بأن لا يقطع أمراً دون مالك. واشتهر عن الرشيد أنه كان يجلس على الأرض أمامه لاستماع حديثه.
وقد ثبت في التاريخ أن السلطة حصرت الإفتاء أيام الموسم بمالك. وجاء عن مالك انه كان يعترض على من يخالف رأيه وإجماع أهل المدينة (المزعوم)! فقد جاء في كتابه إلى الليث بن سعد (كما في ترتيب المدارك 1\ 36): «اعلم رحمك الله أنه بلغني أنك تفتي الناس بأشياء مختلفة، مخالفه لما عليه جماعة الناس عندنا وبلدنا الذي نحن فيه ... ». قال الدهلوي في "حجة الله البالغة" (1\ 151): «فأي مذهب كان أصحابه مشهورين واُسند إليهم القضاء والإفتاء واشتهرت تصانيفهم في الناس، ودرسوا درساً ظاهراً انتشر في أقطار الأرض، لم يزل ينتشر كل حين. وأي مذهب كان أصحابه خاملين، ولم يولوا القضاء والإفتاء، ولم يرغب فيهم الناس اندرس بعد حين». والمنصور بتقريبه مالكاً وإعطائه المكانة العليا، ومحاولة توحيد الحديث والفقه على يده، قد قلّل من نفوذ الآخرين. ومنذ أواخر عهد المنصور وحتى أواخر عهد الرشيد تمكنت الحكومة من السيطرة على الاتجاهين: فقه العراق وفقه الحجاز، وذلك بتقريبهم أبا يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني في بغداد وتقليدهم منصب القضاء، ووجود مالك في المدينة من قبل في ركابهم.
وبعد لقاء المنصور بمالك، أصبح مالك بعد ذلك يعد من رجالات الخليفة، حتى أصبح الولاة يخشونه بعدما أصبح أمْر عزلهم على يد مالك سهلاً. حتى أن المنصور قال له: «إن رابك ريبٌ (شكٌّ) من عامل المدينة أو مكة أو عمال (أي ولاة) الحجاز في ذاتك أو ذات غيرك، أو سواء أو شر بالرعية فاكتب إلي أنزل بهم ما يستحقونه». و استمر تعظيم مالك في أواخر حكم الخليفة المنصور. وفي عهد الخليفة المهدي والرشيد أصبح لمالك سلطة تنفيذية يستطيع ضرب وسجن من يشاء (انظر مناقب مالك للزاوي ص30). وكان مالك قد أفتى بجواز ضرب المتَّهم، فلقي أثر تلك الفتوى الاستحسان لدى الخلفاء العباسيين، وعُرف ذلك فيما بعد بالمصالح المرسلة في الفقه المالكي. وكان مالك يعمل جولات تفقدية في السجون ويصدر الأوامر بالضرب والقطع والصلب (انظر كتاب مالك بن أنس لأمين الخولي ص139).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/406)
وبذلك صار ذا منزلة ومكانة في الدولة، وقد اعتنى به المنصور وغيره من خلفاء بني العباس، حتى أنّ المنادي كان يهتف أيام الحجّ أنّ: «لا يُفتي الناس إلاّ مالك بن أنس، وابن الماجِشون». وقد رووا عن ابن وهب، قال: حججت سنة ثمان وأربعين ومئة (148 هـ، أي في آخر خلافة المنصور) وصائح يصيح: «لا يفتي الناس إلاّ مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة». وقد ساعد ذلك في انتشار مذهب مالك، واتساع دائرته، خاصة في شمال إفريقيا (القيروان) حيث لم يكن له منافس. ثم منها انتشر فيما بعد إلى إفريقيا الغربية والوسطى. وكان الناس يأتون من إفريقيا للحج، فلا يجدون فقيهاً تجيز له الدولة الفتوى إلا مالكاً، فأخذوا مذهبه. بل انتشر في مصر كذلك بعد وفاة إمامها الليث، حيث ساهم تلامذة مالك في إتلاف كتبه وتضييع فقهه، رغم أنه كان أفقه من مالك، كما نص الشافعي. أما في العراق، فقد وصل مذهبه إلى بغداد والبصرة، لكنه كان يواجه منافسة قوية من فقهاء العراق، رغم محاولة فرضه بالقوة. وكذلك في الشام جوبه بمذهب الإمام الأوزاعي.
قال العلامة ابن خلدون المالكي في "مقدمته" الشهيرة (ص449): «وأما مالك رحمه الله تعالى، فاختص بمذهبه أهل المغرب والأندلس، وإن كان يوجد في غيرهم (كالبصرة وبعض أطراف الجزيرة). إلا أنهم لم يقلدوا غيره إلا في القليل، لما أن رحلتهم كانت غالبا إلى الحجاز، وهو منتهى سفرهم، والمدينة يومئذ دار العلم، ومنها خرج إلى العراق. ولم يكن العراق في طريقهم، فاقتصروا عن الأخذ عن علماء المدينة يومئذ. وإمامهم مالك وشيوخه من قبله وتلميذه من بعده. فرجع إليه أهل المغرب والأندلس وقلدوه، دون غيره ممن لم تصل إليهم طريقته. وأيضاً فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس، ولم يكونوا يعانون الحضارة التي لأهل العراق، فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة. ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضّاً عندهم، ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها، كما وقع في غيره من المذاهب». ويقصد بذلك أن المذهب المالكي كان مجرد أسئلة وأجوبة مختصرة دون أدلة ومناظرات وردود على الخصوم. ولم تكن له كتب أصول، وإنما كُتبت بعد عصور من وفاة الإمام مالك.
وقد انتشر مذهب مالك –بعد وفاته– في الأندلس على يد يحيى بن يحيى بن أبي عيسى. وكان يحيى هذا مكيناً عند السلطان (هشام بن عبد الرحمن الداخل) وكان يختار للقضاء من هم على مذهبه، فأقبل الناس إليه. وتوفي بقرطبة سنة (234 هـ). وبذلك تم بالقوة استبدال مذهب الأوزاعي في الأندلس بمذهب مالك، مع منع المذاهب الأخرى. وبذلك نفهم سبب المعارضة الشديدة لابن حزم الذي حاول –عبثاً– تغيير التعصب و الجمود الفكري عند المالكية في الأندلس.
يقول ابن حزم كما في "نفح الطيب" (2\ 6): «مذهبان انتشرا –في بدء أمرهما– بالرياسة والسلطان: مذهب أبي حنيفة، فإنه لما ولي القضاء أبو يوسف، كانت القُضاة من قِبَلِهِ من أقصى المشرق إلى أقصى عمل إفريقية. فكان لا يولّي إلا أصحابه والمنتسبين لمذهبه. ومذهب مالك –عندنا بالأندلس–. فإن يحيى بن يحيى كان مكيناً عند السلطان مقبول القول في القضاة. وكان لا يلي قاضٍ في أقطار بلاد الأندلس، إلا بمشورته واختياره. ولا يشير إلا بأصحابه ومن كان على مذهبه! والناس سُرّاعٌ إلى الدنيا. فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أغراضهم به ... ».
وسبب تَبَنّي حاكم الأندلس لمذهب مالك، هو أن مالكاً سأل بعض الأندلسيين عن سيرة ملك الأندلس، فوصف له سيرته، فأعجبت مالكاً. فقال للأندلسي: «نسأل الله تعالى أن يُزيِّنَ حَرَمَنا بملِكِكُم». فبلغ هذا ملك الأندلس، فحمل الناس على مذهب الإمام مالك وترك مذهب الإمام الأوزاعي. وانظر نفح الطيب (3\ 239).
وبذلك أصبح مذهب الإمام مالك، هو المذهب الرسمي للدولة الأموية في الأندلس. وما كانوا يعينون قضاة أو يسمحون لفقيه أو عالم، بالفتيا أو إلقاء الدروس، إن لم يكن من أتباع الإمام مالك. ولم يسمحوا لمذهب غيره بالوجود في الأندلس، كما فرض العباسيون في المشرق مذهب الإمام أبي حنيفة. كما أن مذهب مالك، اصطدم في القيروان بمذهب أبي حنيفة أيام الرشيد، ودار صراع بين المذهبين. حتى جاء العبيديون الرافضة فاستولوا على إفريقيا. وبعد أن استقل عنهم المعز بن باديس، قضى على المذهب الحنفي، وفرض المذهب الحنفي فقط. قال المؤرخ ابن خلكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/407)
كما في "وفيات الأعيان" (5\ 233): «وكان مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه بإفريقية أظهر المذاهب. فحمل المعز بن باديس الصنهاجي جميع أهل المغرب على التمسك بمذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، وحسم مادة الخلاف في المذاهب. واستمر الحال في ذلك إلى الآن». وكذلك تبنى المرابطون في موريتانيا مذهب الإمام مالك لأنهم تلقوا العلم من مشايخ القيروان (بسبب قربها الجغرافي)، ونشروا مذهبه في إفريقيا الوسطى وإفريقيا الغربية.
لم يكن مالك في حقيقة الأمر صاحب مذهب مؤسس على قواعد واضحة، وإنما كان شيخاً يفتي، ثم تحول في أواخر حياته إلى رجل تنفيذي في الدولة العباسية. وبالمفهوم الحديث يمكن القول أنه كان وزيراً للعدل والشئون الدينية، لكن تلامذته هم الذين أسسوا المذهب المالكي بعد وفاته، كما حدث في المذهب الحنفي.
غير أن بعض معاصري الإمام مالك عارضوه معارضة عنيفة. وخالفه ونقده بعض أصحابه، منهم الإمام الليث بن سعد فقيه مصر، وتلميذه الإمام الشافعي (في كتاب مشهور) حتى قال عنه أنه: «يقول بالأصل ويدع الفرع، ويقول بالفرع ويدع الأصل». ولقد أرسل إليه صاحبه الليث بن سعد رسالة طويلة، ذكّرَهُ فيها بأن عمل المدينة لم يعُد سنّةً بعد، ولا يمكن أتباعه بعد عصر الرسول r والخلفاء الراشدين. فالصحابة خرجوا من المدينة بعد مقتل عمر، وتفرقوا في الأمصار، وبثوا فيها فقههم. لقد كان أوائل أهل المدينة في زمن الرسول r هم خير الأوائل، أما أواخرهم في زمن مالك، فلم يعودوا كذلك بعد.
وكان إسلوب مالك في الإفتاء بأن يجيب بنعم أو لا، حلال أو حرام. ولم يكن يذكر أدلة على أقواله. قال أبو مصعب (أحد رواة الموطأ) عن مالك: «كان يقول: "لا"، و "نعم"، ولا يُقال له: "من أين قلت ذا؟ "». بل كثيراً ما يذكر الحديث الصحيح في موطأه ثم يعلن بصراحة رفضه العمل به، دون أن يُبيّن مبرره في ذلك. وهذا مما أثار عليه نقمة بعض أهل الحديث، بما فيهم ابن أبي ذئب (أحد كبار فقهاء المدينة) وأفتى فيه الفتوى التي نقلها وأيدها الإمام أحمد بن حنبل، كما سبق ذكره.
وكان مالك إذا سُئِل سؤالاً لم يعجبه، يقوم بطرد السائل. مما نشر الخوف في مجلسه، وأكسبه هيبة كبيرة، فلا يجرئ أحد على سؤاله أو مناقشته. قال الذهبي: «كان رجلاً مهيباً نبيلاً ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع الصوت. وكان الغرباء يسألونه عن الحديث فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث ... كان له كاتب قد نسخ كتبه –يقال له حبيب– يقرأ للجماعة. فليس أحد ممن يحضره، يدنو ولا ينظر في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك».
وهذا انسحب بعده على تلامذته. فتراهم يكرهون المناظرة ولا يعرفون إيراد الأدلة، إلا بعض العراقيين منهم (أو من درس عليهم) فقد اضطروا لذلك تبعاً لبيئة العراق (كعبد الوهاب والباقلاني). لكن أتباع المدرسة العراقية المالكية هم قلة انقرضت، وصار المذهب المالكي (إجمالاً) مذهب غرب إفريقيا فحسب، ولم يعد هناك مالكية مشارقة (والنادر لا حكم له). فالسمة الغالبة للمالكية، قلة النظر في الأدلة وكراهة المناظرات مع الخصوم. فلما أتاهم ابن حزم وناظر كبرائهم في الأندلس والمغرب، وطالبهم بالأدلة من الكتاب والسنة على آراء مالك، ما استطاعوا أن يجدوا أدلة. ويصف ذلك الوضع بدقة القاضي المالكي الإشبيلي أبو بكر بن العربي في كتابه "القواصم والعواصم"، فيقول عن ابن حزم: «واتفق كونه بين قومٍ لا بصر لهم إلا بالمسائل. فإذا طالبهم بالدليل كاعوا! فيتضاحك مع أصحابه منهم». وبقي هذا الوضع إلى اليوم. وهذا واضح في ما كتب على مختصر خليل ومتن ابن عاشر ورسالة ابن أبي زيد، وهذه المتون الثلاثة هي العمدة عند المتأخرين في بلاد المغرب. فلما حاول الدكتور وهبة الزحيلي كتابة موسوعته الفقهية، فوجئ بعدد كبير من مسائل المالكية ليس له دليل إلا "قال مالك"!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/408)
وكان مالك كثير السخرية من خصومه، قليل الرد على أدلتهم. جاء في سير أعلام النبلاء (8\ 105): أن أبا خُلَيْدٍ قال لمالك: «إن أهل دمشق يَقْرَؤُونَ (في القرآن) إِبْرَاهَامُ». فقال مالك: «أهلُ دمشق بأكلِ البَطّيخِ أعلمُ منهم بالقراءة»!! قال له: أبو خليد: «إنهم يَدَّعُوْنَ قراءة عثمان». قال مالك: «فهذا مصحَفُ عثمان عندي» (أي عنده نسخة منه وليس الأصل). ودعا به، ففُتِحَ، فإذا فيه إِبْرَاهَامُ، كما قال أهل دمشق. اهـ. فهكذا يسخر مالك من قراءة متواترة للقرآن الكريم، دون أن يُكلّف نفسه بقراءة المصحف الذي في بيته (مع أن عمه كان مقرئاً)!
وقراءة "إبراهام" بدلاً من "إبراهيم" هي قراءة صحيحة متواترة. وهي قراءة ابن عامر، شيخ قراء أهل الشام. جاء في "حجة القراءات" (1\ 113): «قرأ ابن عامر إبراهام بألف ... وحُجَّته في ذلك: أن كل ما وجده (في مصحف عثمان) بألف قرأ بألف، وما وجده بالياء قرأ بالياء، اتباع المصاحف. واعلم أن "إبراهيم" اسمٌ أعجمي دخل في كلام العرب. والعرب إذا أعربت اسماً أعجمياً، تكلمت فيه بلغات. فمنهم من يقول "إبراهام" ومنهم من يقول "أبرهم"». ولم يتفرد عثمان بن بهذه القراءة، بل تبعه غيره كذلك. جاء في فتح القدير (5\ 425): «وقرأ أبو?عفان موسى وابن الزبير إبراهام بألفين». وفي روح المعاني (30\ 111): «وقرأ أبو موسى الأشعري وابن الزبير إبراهام بالغين في كل القرآن».
كما عيب على مالك قلة اطلاعه على أقوال غير المدنيين، وكثرة زعمه الإجماع، فما اختلف فيه الناس كثيراً. قال ابن حزم في "الإحكام" (4\ 565): «وهذا مالك يقول في موطئه: "إذ ذكر وجوب رد اليمين على المدعي إذا نكل المدعى عليه". ثم قال: "هذا ما لا خلاف فيه عن أحد من الناس، ولا في بلد من البلدان"!! قال أبو محمد: "وهذه عظيمةٌ جداً! وإن القائلين بالمنع من رد اليمين، أكثر من القائلين بردّها". ونا أحمد بن محمد بن الجسور نا وهب بن مسرة نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن القاسم قال نا مالك: "ليس كل أحد يعرف أن اليمين ترد". ذكر هذا في كتاب السرقة من المدوّنة».
وخالف مالك الكثير من الأحاديث الصحيحة التي رواها في موطئه، زعماً أنها مخالفة لإجماع أهل المدينة. وتتبع ذلك ابن حزم في رسالته في الرد على إجماع أهل المدينة في "الإحكام" (2\ 222)، وبَيَّنَ فيه أنه ليس من حديث ردوه إلا وقد عمل به أحدٌ من أهل المدينة. وبيّن كذلك بطلان كل أدلة الاحتجاج بعمل أهل المدينة عقلاً وشرعاً. وعلى النقيض من ذلك، كان مالك كثير المخالفة لإجماعات المسلمين، برأيه. وقد أحصى عليه الإمام محمد بن الحسن التميمي الجوهَري في كتابه "نوادر الفقهاء" 77 مسألة خالف بها مالك إجماع سائر المسلمين. وهذا أكبر عدد من المسائل الشاذة لأي فقيه ذكره الجوهري في كتابه. وما ذاك إلا لاعتماده للرأي وكرهه لمناقشة الأدلة. كما أنه --من باب أولى- قد خالف فقهاء المدنيين، كما بين الشافعي في "كتاب اختلاف مالك والشافعي" مطبوعة مع "الأم" (7\ 191 - 269).
ورد مالك للحديث الصحيح بدعوى مخالفة عمل أهل المدينة، أمر نص عليه. قال أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغربي المعروف بالحطاب في كتابه "مواهب الجليل شرح مختصر خليل": «نص مالك في كتاب الجامع من العتبية وغيره على مخالفة نص الحديث الصحيح إذا كان العمل بخلافه».
واشترط جمهور المالكية للعمل بالحديث الصحيح أن لا يَكُوْن مخالفاً لعمل أهل المدينة. وَقَدْ فند أدلتهم ابن حزم من وجوه حاصلها:
1 - إن الخبر المسند الصَّحِيْح قَبْلَ العمل بِهِ، أحق هُوَ أم باطل؟ فإن قالوا: حق، فسواء عمل بِهِ أهل المدينة أم لَمْ يعملوا، لَمْ يزد الحقَ درجةً عملُهُم بِهِ وَلَمْ ينقصه إن لَمْ يعملوا بِهِ، وإن قالوا باطل، فإن الباطل لا ينقلب حقاً بعملهم بِهِ، فثبت أن لا معنى لعمل أهل المدينة أو غيرهم.
2 - العمل بالخبر الصَّحِيْح متى أثبت الله العمل بِهِ، أقبل أن يعمل بِهِ أم بَعْدَ العمل بِهِ؟ فإن قالوا: قَبْلَ أن يعمل بِهِ، فَهُوَ كقولنا. وإن قالوا: بَعْدَ أن يعمل بِهِ، لزمهم عَلَى هَذَا أن العاملين بِهِ هم الَّذِيْنَ شرعوا الشريعة، وهذا باطل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/409)
3 - نقول: عمل من تريدون؟ عمل أمة مُحَمَّد r كافة، أم عمل عصر دُوْنَ عصر، أم عمل رسول الله r، أم أبي بكر، أم عمر، أم عمل صاحب من سكان المدينة مخصوصاً؟ فإن قالوا: عمل الأمة كلها، فَلاَ يصح. لأن الخلاف بَيْنَ الأمة مشتهر، وهم دائمو الرد عَلَى من خالفهم. فلو كَانَتْ الأمة مجمعة عَلَى هَذَا القول، فعلى من يردون؟! وإن قالوا: عصر دُوْنَ عصر، فباطل أيضاً، لأنَّهُ ما من عصر إلا وقَدْ وجد فيه خلاف، ولا سبيل إِلَى وجود مسألة متفق عَلَيْهَا بَيْنَ أهل عصر.
4 - ونقول لَهُمْ: أهل المدينة الَّذِيْنَ جعلتم عملهم حجة رددتم بِهَا خبر المعصوم، اختلفوا فِيْمَا بَيْنَهُمْ أم لا؟ فإن قالوا: لا، فإن الموطأ يشهد بخلاف هَذَا. وإن قالوا: نعم، قُلْنَا: فما الَّذِي جعل اتباع بعضهم أولى من بَعْض.
كما رد عليهم بعجزهم عن تعريف المقصود بعمل أهل المدينة. إذ أن كثيراً من تلك المسائل التي زعموا عمل أهل المدينة عليها، فيها خلاف بين فقهاء المدينة. قال ابن حزم: «ذهب أصحاب مالك إلى أنه لا يجوز العمل بالخبر حتى يصحبه العمل». قال علي: «وهذا من أفسد قول وأشده سقوطاً. فأول ذلك: أن هذا العمل الذي يذكرون، قد سألهم من سَلَفَ من الحنفيين والشافعيين وأصحاب الحديث من أصحابنا منذ مئتي عام ونيف وأربعين عاماً: "عمل من هو هذا العمل الذي يذكرون؟ ". فما عرفوا عمل من يريدون! ولا عجبَ أعجبُ من جهل قومٍ بمعنى قولهم وشرح كلامهم».
ومع ذلك فقد رفعه أتباعه لمرتبة كبيرة جداً، وبالغوا في ذكر علمه ومعرفته. يذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (8\ 76): عن ابن وهب سمعت مالكاً وقال له ابن القاسم: «ليس بعد أهل المدينة أحد أعلم بالبيوع من أهل مصر». فقال مالك: «من أين علموا ذلك؟». قال: «منك يا أبا عبد الله». فقال: «ما أعلَمُها أنا، فكيف يعلمونها بي؟!».
وكانت له فتاوى غريبة، أنكرها عليه علماء عصره. فقد أفتى بأن الحمل قد يستمر في بطن أمه ثلاث سنوات. ولقد سخر منه بعض خصومه وزعموا أنه يشجع على الفساد نساء غير صالحات من المطلقات أو ممن يغيب أو يموت عنهن الأزواج. جاء في المحلى (10\ 132): «وذهب الإمام مالك إلى أن أقصى مدة الحمل سبع سنين! فلو طلَّق الرجل امرأته أو مات عنها، فلم تنكح زوجاً آخر، ثم جاءت بولد بعد سبع سنين من الوفاة أو الطلاق، لحقه الولد، وانقضت العدة به!».
وهذا قولٌ شنيعٌ مخالفٌ للنقل والعقل معاً، ومخالف للثابت من العلم. فقد قال الله عز وجل (وهو أدرى بخلقه): { ... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ... } (15) سورة الأحقاف. طالما أن مجموع الحمل والفصال هو ثلاثين شهراً (سنتين ونصف) فمدة الحمل أقل من ذلك قطعاً. فمن ادعى مدة حمل أكثر من ذلك فقد رد كلام الله عز وجل، والعياذ بالله. وقد قال الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ... } فبعد ذلك إن بقيت المرأة ترضع ولدها فليست تلك من الرضاعة الشرعية. ولا يشك عاقل أن الآية عامة تشمل كل الحالات. وما كان ربك نسياً. ومنها استنتج الفقهاء بأن أقصر مدة للحمل هي ستة أشهر، ونقلوا الإجماع على ذلك. فكيف يصدق بعض الفقهاء نسوة جاهلات في أن مدة الحمل لوحدها قد تجاوزت الثلاثين شهراً وبلغت سنين طويلة؟! مع أن الأولى أن يحمل قولهن على الحمل الكاذب، وهو معروفٌ لدى الأطباء ومشهور. والثابت القطعي في الطب الحديث استحالة ولادة طفل حي بعد العشرة أشهر. فلله در ابن حزم حين قال: «فمن ادعى حملاً وفصالاً في أكثر من ثلاثين شهراً، فقد قال بالباطل والمُحال، وردّ كلامَ اللهِ عزَّ وجلَّ جهاراً». وأما نحن فنصدق الله عز وجل ونكذب من قال غير ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/410)
وقال مالك: «وهو الأمر عندنا بالمدينة: أن البُرَّ (الحنطة) والشعير جِنسٌ واحدٌ، لتقارب المنفعة». فقال ابن حزم: «القِطُّ أفقه من مالك! فإنه إذا رميت له لقمتان إحداهما شعير، فإنه يذهب عنها و يُقبِلُ على لقمة البُر». ومما نقموا عليه كذلك فتواه بجواز إتيان المرأة في دبرها، وكان يفعل ذلك بنفسه. إذ أخرج الخطيب في "رواة مالك" عن أبي سليمان الجرجاني قال: سألت مالك بن أنس عن وطء الحلائل في الدبر، فقال لي: «الساعة غسلت رأس ذَكَري منه». وأخرج ابن جرير في كتاب النكاح من طريق يونس عن ابن وهب عن مالك: أنه مباح. وهذا إسناد صحيح لا مجال لإنكاره. وقد اشتهر مالك بهذا حتى قيلت به الأشعار. فذكر الراغب الأصفهاني في "محاضرات الأدباء" (2|268) أن همام القاضي أراد أن يطأ امرأة في دبرها على مذهب الإمام مالك، فنظم لها رغبته في هذه الأبيات:
ومَذعورةٍ جاءتْ على غيرِ موعدٍ * تقنَّصْتُها والنَّجمُ قد كادَ يطلعُ
فقلتُ لها لما استمرَّ حديثُها * ونفسي إلى أشياءَ منها تَطَلَّعُ
أَبِيْني لنا: هل تُؤمِنين بمالكٍ؟ * فإني بِحُبِّ المالكيَّةِ مُولَعُ
فقالتْ: نَعَمْ إني أدينُ بدينِهِ * ومذهبُه عَدلٌ لديَّ ومُقْنِعُ
فبِتْنا إلى الإصباحِ ندعو لمالكٍ * ونُؤْثرُ فتياهُ احتساباً ونتبعُ
وقبيل وفاته كان مالك كثير الندم، وكان يبكي لأنه كان يفتي برأيه. وقال –رحمه الله– لصاحبه في مرض موته: «يا ابن قعنب، ومالي لا أبكي؟ ومن أحق بالبكاء مني؟ والله لوددت أني ضُرِبتُ في كل مسألة أفتيت بها برأيي سُوطاً سوطاً. وقد كانت لي السَّعةُ فيما قد سَبقتُ إليه. وليتني لم أُفتِ بالرأي». انظر: وفيات الأعيان (4\ 137)، والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (6\ 224)، وجامع بيان العلم وفضله (2\ 1072).
بعد موت مالك أسس تلامذته مذهبه وأصبح لمالك مذهب دون أن يدري أنه سيخلد كصاحب مذهب، ففي الوقت الذي مات فيه مالك نادماً على الفتاوى التي أفتاها جُمعت تلك الفتاوى وفق مذهب سُمي باسمه على يد تلامذته (خاصة من الأفارقة والأندلسيين). وكما أجرى تلامذة أبو حنيفة تعديلات على مذهبه، فعل كذلك تلامذة مالك تعديلات على مذهبه، أمثال أسد بن الفرات وعبد الملك بن حبيب ومحم بن إبراهيم بن زياد الإسكندري (انظر مقدمة ابن خلدون ص377).
قال شيخ الإسلام في مجموع فتاواه: «ومعلومٌ أن مدوّنة ابن القاسم، أصلها مسائل أسد بن الفرات التي فرعها أهل العراق. ثم سأل عنها أسد ابن القاسم، فأجابه بالنقل عن مالك، وتارة بالقياس على قوله. ثم أصَّلَها في رواية سحنون. فلهذا يقع في كلام ابن القاسم طائفة من الميل إلى أقوال أهل العراق، وإن لم يكن ذلك من أصول أهل المدينة. ثم اتفق أنه لما انتشر مذهب مالك بالأندلس، وكان يحيى بن يحيى عامل الأندلس والولاة يستشيرونه، فكانوا يأمرون القضاة أن لا يقضوا إلا بروايته عن مالك، ثم رواية غيره. فانتشرت رواية ابن القاسم عن مالك لأجل من عمل بها. وقد تكون مرجوحة في المذهب وعمل أهل المدينة والسنة، حتى صاروا يتركون رواية الموطأ –الذي هو متواتر عن مالك وما زال يحدث به إلى أن مات– لرواية ابن القاسم».))
و أترك التوجيه لمشايخ الملتقى
و اسأل الله تعالى أن يحفظ علينا هيبة أئمتنا، و أن يرفع ذكرهم في الأمة حاضرها و مستقبلها، و أن يحفظ لنا ديننا بحفظه
اللهم آمين
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 02:26 ص]ـ
أين الرابط؟؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 06 - 04, 03:44 ص]ـ
يرسله لك الأخ أبو حمزة الأفريقي؛ فقد ألغيته بعد نقل ما فيه
و أظن دخول موقع الشيخ الأمين يسهل الوصول
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:20 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل. لعلها كانت خطبة جمعة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 06 - 04, 11:24 ص]ـ
خطبة جمعة!!
تقصد أن هذه الترجمة ما هي إلا تفريغ لخطبة جمعة
تريد أن أن هذا الكلام قيل في الإمام مالك رضي الله عنه على المنبر؟؟!!!
إنا لله و إنا إليه راجعون
و أنا الذي ساءني و خشيت منه وهو يطرح للطلبة على الشبكة!!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 06 - 04, 12:02 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/411)
سامحك الله يا أخي محمد رشيد على نقلك هذه الترجمة من موقع خارجي إلى هنا. فأغلب رواد المنتدى من الحنابلة والشافعية، أما المالكية فقلة. والمقال هو موجه للمالكية أكثر من غيرهم. ولو اجتمعت بهم لعرفت أنهم منغلقين كثيراً على مذهب مالك، لا يعرفون غيره. فإن قلت لأحدهم قال الله وقال رسوله، يقول لك قال مالك كذا، فهذا هو الصحيح لأنه إجماع أهل المدينة!
وهل كتب الإمام الشافعي رده على الإمام مالك، إلا رداً على المتعصبة المالكية؟ (طبعاً مع البون الشاسع بيننا وبينه رحمه الله). قال البيهقي (كما في توالي التأسيس ص147): «إن الشافعي إنما وضع الكتب على مالك (أي في الرد على مالك) لأنه بلغه أن بالأندلس قلنسوة لمالك يُستسقى بها. وكان يقال لهم: "قال رسول الله". فيقولون: "قال مالك". فقال الشافعي: "إن مالكاً بَشَرٌ يخطئ". فدعاه ذلك إلى تصنيف الكتاب في اختلافه معه».
والمقال إنما يهدف إلى فكرة واضحة وهي أن مالك لا يمثل بالضرورة فقه أهل المدينة كلهم. فهو له آراء واجتهادات تفرد بها. والمدينة فيها الكثير من الفقهاء من طبقته، ما وافقوه في كل اجتهاداته. فاختزال كل مذاهب هؤلاء الأئمة في مذهب الإمام مالك، ظلم لهم. ومن هنا فقضية إجماع أهل المدينة التي يتمسك بها المالكية، غير مسلمة لهم. ولا بد من الإتيان بدليل من الكتاب والسنة.
والشيء الآخر الذي تجده في هذه المقالة وفي المقالات الأخرى عن المذاهب الأربعة وغيرهم، هو الإشارة لدور السلطان في نشر المذهب الفقهي. وكذلك إعطاء فكرة مختصرة عن كيفية انتشار المذاهب وأين حصل ذلك ومتى. كما حاولت باختصار إعطاء فكرة عن الفروقات المذهبية بين كل مذهب وأسبابها.
ثم تقول: "ألا ترى أن القارئ لمثل هذه الكلمة تسقط من نفسه هيبة الإمام مالك". أقول: كلا، فكثير من كبار الفقهاء والمحدثين كان يلحن. بل حتى الإمام مكحول فقيه الشام لم يكن يستطيع أن يلفظ القاف. والإمام مالك أيضاً أقوى من الإمام أبي حنيفة في العربية. وليس من شرط الفقيه أن يكون نحوياً!
أما للأخ راجي رحمة ربه، فأقول له: اطمئن، فليس هذا عنوان يصلح لخطبة الجمعة. وأنا رأيي الشخصي أن أفضل موضوع لخطبة الجمعة هو عن سير الأنبياء والصحابة. وحتى في الدروس العلمية، فأنا لا أتعرض لهذه المواضيع. وإنما هذا الموضوع مخصص للعلماء المالكية ولطلبة العلم، وليس للعوام. لأن العوام تبع لعلمائهم. ومثل هذا الموضوع قد يسبب بلبلة بينهم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 06 - 04, 02:24 م]ـ
أخي محمد رشيد
حق لك أن تثور وتغضب، فالمقال يثير الغثيان بلا شك.
والعذر فيه أقبح من الزلة.
وتعصب المالكية المتأخرين معروف، وقد عرفنا من رد عليهم بل كاد أن يكفرهم كالشيخ أحمد الغماري، ولكن ما سمعنا أحدا منسوبا إلى العلم يرد عليهم بجمع 'نقائص ومثالب' الإمام مالك.
والحق أن المقال لا يستحق الجواب أصلا، فمالك مالك.
شاء من شاء، وأبى من أبى.
وأنا أعتب عليك في نقل المقال إلى الملتقى الذي يدخل إليه أضعاف أضعاف الذين يدخلون إلى ذلك الموقع المغمور.
والله إن القلب يكاد ينفطر من غياب الحسبة الشرعية على الفتوى وعلى العلم الشرعي، حتى صار الكل يتكلم بما يشاء، دون رقيب ولا وازع.
الله المستعان.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:05 م]ـ
مالك النجم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=14184&highlight=%C7%E1%E4%CC%E3
""""""
مالك ممن تجاوز ماؤه القلتين بما لا يعلمه إلا الله، فهو ممن يقال فيه: لا يضره كلام من تكلم فيه، وممن يقال للمتكلم: قد آذى نفسه بكلامه في الإمام الفلاني.
فلعل الأخ الفاضل محمد الأمين يراجع ما كتب فيطويه ولا يرويه، ولا بأس على طالب العلم أن يرجع عما تبين له خطله، فإن الحق قديم، والرجوع خير من التمادي في الباطل.
وقد حذر العلماء قديما من الاغترار بكلام الأقران، أو الخصوم.
وما نقل من ذلك عن الأئمة فإنما يوردونه أحياناً في مقام مناظرة ونحوها، دون أن يتخذوه قانوناً مطرداً.
والله أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:55 م]ـ
السلام عليكم
شيخنا الأمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/412)
حين نوجه الكلام لمتعصبة المالكية يكون بذكر الزلات الفقهية و الأخطاء التي يظهر فيها تمام الظهور أن الخطأ فيها من قبل الإمام بالنص مثلا أو عدم علمه بالنسخ،، إلا أن ذلك أيضا ــ أي حين القيام به ــ في هذا الزمان يستدعي التنبيه على جلالة الإمام و علمه و فضله لضعف عقول كثير من الناس فيقرنون بين ذكر الأخطاء و إمامة و فضل صاحب المتكلم عليه ..
فهل ما ذكرتموه في حق مالك له أدنى تعلق بقولكم: ((والمقال إنما يهدف إلى فكرة واضحة وهي أن مالك لا يمثل بالضرورة فقه أهل المدينة كلهم. فهو له آراء واجتهادات تفرد بها. والمدينة فيها الكثير من الفقهاء من طبقته، ما وافقوه في كل اجتهاداته. فاختزال كل مذاهب هؤلاء الأئمة في مذهب الإمام مالك، ظلم لهم. ومن هنا فقضية إجماع أهل المدينة التي يتمسك بها المالكية، غير مسلمة لهم. ولا بد من الإتيان بدليل من الكتاب والسنة))؟!!
و أما تمثيلكم بصنيع الشافعي على ما فعلتم فلا والله ليس هو في محله مطلقا .. هل قام الشافعي بالطعن في مالك و تتبع مثالبه؟!!! أم نقده نقدا فروعيا فقهيا لا يسلم منه الصحابة؟
ما ذكرته يمثل له بصنيع عائشة مع الصحابة رضي الله عنهم في استدراكها على العديد منهم، و لا يمكن التمثيل به على صنيعكم مع مالك
أسألكم بالله عليكم // لو ذكرتم هذا الكلام لواحد من متعصبي المالكية المتأخرين هل تكون النتيجة المتوقعة أن يذهب أو يخف تعصبه للإمام!! لا بالطبع بل يزداد تعصبه له و يزداد نفورا لما يراه من قصد تجميع ما يسئ، بخلاف تجميع ما تراه مثلا مخالفا للإجماع أو للنص القاطع أو كان منسوخا و جهل الناسخ، لأن كل الناس مقرون أن الخطأ في هذه الفروع لا يسلم منه بشر ..
سؤال آخر // أستطيع أن أعد لكم بعض المتعصبة الحنابلة على هذا الملتقى المبارك، فهل لكم الإقدام على نفس الصنيع مع إمام أهل السنة و الجماعة أحمد بن حنبل؟
و إن فعلتم ما تكون النتيجة؟
شيخنا الأمين / يعلم الله تعالى أني أحبكم في الله تعالى بل و تعجبني طريقتكم في البحث بخلاف الكثير غيري مما يعتبرونها من الشذوذات و إنما هي في الحقيقة من الشذوذات بالنسبة لهم، ولم أر لكم ـ إلى الآن في حد علمي ـ قولا ليس لكم فيه سلف ...
و لكن حقا أفزعني هذا الصنيع بالإمام مالك
و في النهاية شيخنا سامحني إن كان بدر مني شيء من الحدة، و يعلم الله تعالى كم أحبكم فيه
تلميذكم / محمد رشيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ البشير
نقلي للترجمة حتى تكون واضحة أمام من يحكم عليها، و حتى لا يظن أحد أني أبالغ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي النجدي
كلامك صحيح و حق، و لكنه حق في نفس الأمر
فكثير من شباب الصحوة الآن ـ و لا أظن ذلك يخفى عليكم ـ مستعدون لقبول أي شيء في الأئمة المجمع على جلالتهم، فقط من باب لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه و سلم، و كل يؤخذ من قوله و يرد، فالحقيقة المرة الآن أن جلالة هؤلاء سقطت من نفوس كثير من الطلبة ـ إن صح إطلاق ذلك عليهم ـ
خليط عجيب بين (فكر ظاهري عقيم) و (إسقاط لمكانة الأئمة) و (قلة الفقه أو انعدمه على نهج المتقدمين) و (تقديم المتأخرين على المتقدمين و الثقة بهم أكثر ممن تقدم و كل ذلك بلسان الحال و أحيانا بلسان المقال) .... و عليه كان لابد من التنبيه و إنزال هؤلاء الائمة منازلهم
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:00 ص]ـ
يقابل جهل المتعصبة
شذوذ المجتهدين الجدد
والحق الوسط
###
لكن الغريب هو ما ذيل به مشاركته من نقل عن الإمام أحمد!!
فليته يلتزم به.
###
###
والتنقص من الأئمة الكبار فيه تزكية للنفس، وادعاء العلم بطريق غير مباشر.
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[السمرقندية]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:20 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
كبار الفقهاء والمحدثين كان يلحن. بل حتى الإمام مكحول فقيه الشام لم يكن يستطيع أن يلفظ القاف. والإمام مالك أيضاً أقوى من الإمام أبي حنيفة في العربية. وليس من شرط الفقيه أن يكون نحوياً!
صدقتم فالشيخ أبن باز رحمه الله لم يكن يستطيع نطق الراء
إلا غيناً
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:16 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة السمرقندية
صدقتم فالشيخ أبن باز رحمه الله لم يكن يستطيع نطق الراء
إلا غيناً
الأخت السمرقندية اللحن هو الخطأ في الإعراب
، والذي لا ينطق الراء نطقا صحيحا يسمى: ألثغا
والعلامة ابن باز ليس ألثغا، فلعلكي اشتبه عليكي بشخص آخر!!
ـ[المقرئ.]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:48 م]ـ
يا أصحاب الفضيلة، يا مشايخ، يا طلبة العلم
حسبكم وكفاكم إلى متى هذه الطريقة والله ثم والله يمين سيسألني عنها الله
أن هذه الطريقة في الطرح وهذا الكلام مما يزهدنا في هذا الملتقى
لماذا فلان كذا وفلان فيه كذا وليت الأمر توقف على علماء عصرنا بل انتقل إلى علماء الأمة من الأئمة الأربعة ثم من يبقى هذا السؤال من يبقى؟
والأشد في نفسي والأمر هو أن يتكلم من لا يحسن فإذا جاءت المسائل الفقهية والمباحثات الحديثية والأصولية واللغوية والفرضية سكت بل يتورع ويأتيه ورع السلف بالفتوى
وإذا جاء التجريح واللمز والهمز قفز وهب وبدأ يجرح العلماء والأئمة أين ورعك إذا
والله إن هذه البلية التي لا لعا لها
أيها الأحبة " ستكتب شهادتهم ويسألون "
أنت مبتلى، مبتلى @ فاسأل الله العافية، والسلامة مرجوة ومطلوبة فاطلبها
إلى الشيخ الفاضل محمد الأمين: فوجهة نظري أنك أرت خيرا وما أصبت فيكفيك أن ترد على المتعصبة بإخبارهم أن الإمام مالك بشر ولا يعتقد له العصمة وإلا كان رسولا
ثم إني أذكرك بأمر أعتقد أنه منك على بال وإنما هو ذكرى:
وهو أن المقلد العامي معذور عند الله إذا ما قلد إماما كمالك
رزقنا الله حسن القول والعمل والقصد في الرضا والغضب
أخوكم: المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/413)
ـ[المقرئ.]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:54 م]ـ
?
ـ[السمرقندية]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:15 م]ـ
الأخ عبدالله الحسني
وجميع الإخوة المشاركين
لم اكتب ماكتبت فيما رد عليه الاخ الحسني
إلا إشارة إلى دعوى الشيخ الأأمين ان ذكر مساويء العلماء في خلقتهم وأخلاقهم .. وهم الذين غطت حسناتهم على سيئاتهم
انه لا يعتبر قدحا فيهم ,, وساق لأجل ذلك أمثلة كما هو مبين في النص المقتبس
فأشرت إلى (لثغة) الشيخ ابن باز لا قصدا في القدح
ولكن تقريباً للمراد ,,, وضربا للمثل
فان كان ذلك عز وسيعز على كثير من طلاب الشيخ والشيخ اهل لان يغار عليه رحمه الله
فالأئمة امثال مالك وابو حنيفة ومكحول أولى لأن يغضب الناس لهم
وأن تستر معايبهم التي لا تتعلق بطريقتهم الفقهية
لأنه لا يسلم مخلوق من نقص
وحتى لا يتخذ هذا المنهج أهل الأهواء والبدع للطعن فيهم
وان كنت اخطأت في هذا الأمر لكن الله يعلم بالقصد والنية
واستغفر الله من القدح في العلماء
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:56 م]ـ
يا بنت الحلال الشيخ ابن باز ليس ألثغا!!
سمعنا كلامه ألوف المرات، وهو ينطق الراء خير منا، وما أدري من أين أتيتي بأنه ألثغ!!!
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:30 ص]ـ
أظن أن الأمر وضح و لله الحمد و تم الغرض من الموضوع
و الشيخ الأمين أظن الصورة واضحة له و لله الحمد
شيخنا المقري // لا تزهد في الموقع .. فكما فيه من ذكرت فيه من تجد عنده بغيتك
و مقالي و لله الحمد الغرض منه هو تعظيم الأمر و ألا يمر كما يمر في الكلام على كثير من المعاصرين ذوي الزلات أو المفترى عليهم
و أظن أن الأمر وضح و لله الحمد و اطمأننت إلى بقاء هيبة هؤلاء الأئمة في نفوسنا و الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:11 ص]ـ
مقال السيد محمد الأمين حول الإمام مالك شدني إليه منذ أحالنا الأستاذ على موقعه الخاص أ ثناء مشاركته في موضوع الأخ محمد رشيد في بحثه عن مصنف يجمع أدلة المالكية – في ما أظن- ولا أخفي عليكم أني عندما قرأت المقال للمرة الأولي لم أصدق نفسي أنني أقرأ لكاتب مميز يكتب في منتدى أهل الحديث، فعدت على الموضوع بالقراءة للمرة الثانية، فأدهشني والله ما رأيت، وقلت في نفسي لعل هذا المقال وضع خطأ أو عمدا في موقع الأستاذ لسبب ما، ورحت أبحث في وريقاتي وبالتحديد في كتابات بعض المستشرقين ممن كتب حول السنة خصوصا أو ممن كتب حول الدراسات الإسلامية والمذاهب الفقهية عموما، لأني رأيت شبها لا يخفى بين ما وجدته في المقال وبين أساليب أولئك الناس في كتاباتهم حول ما ذكر، والكلام إخواني حول الأسلوب وطريقة البحث ولا نتكلم عن الغرض والقصد، فإني يقينا لا أشك في حسن قصد الأستاذ وإن كان قد أخطأ الطريق عندي، وكان مما رجعت إليه من كتب أهل الإستشراق بعض فصول كتاب شاخت (أصول الفقه المحمدي) وبعض فصول دراسات محمدية لجو لد سيهر وقد قام بترجمتها أستاذ من أحبابنا.
ثم لما غلب على ظني أن ما كتب هو فعلا من إنشاء الأستاذ محمد الأمين قمت بكتابة رسالة تعارف وتناصح، وأرسلتها إليه عبر الخاص مرتين في وقتين متباعدين، ولكن إلى الآن لم أتلق أي رد فإن كانت الر سائل لم تصل إلى الأستاذ فهو معذور، وإن اطلع عليها فكان يكفيني منه رد السلام – بارك الله فيه- وكنت أيضا قد أشرت عليه بإعادة النظر في ما كتب في موقعه الخاص في مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، ولم يعلق بشيء. ثم لما عرض الموضوع الآن في المنتدى وعلمه الجميع، وجب البيان إظهارا للحق، ودفاعا عن علم من أعلام المسلمين- وإن كان بما قدمه من أياد بيضاء في خدمة الإسلام باقية – إن شاء الله- إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في غنى عن ذبنا عنه - ولكنه الوفاء والبر منا لهؤلاء الأعلام- رحمهم الله-.
وأنهي هذه الديباجة بنقل عن الإمام الذهبي- رحمه الله- تكفى وحدها في رد كل ما قاله أخونا محمد الأمين من أساسه، وتصلح كل فقرة منه لكتابة موضوع مطول.
قال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/ 212: (وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره، أحدها: طول العمر، وعلو الرواية، وثانيتها: الذهن الثاقب والفهم، وسعة العلم، وثالثتها: اتفاق الأئمة على أنه حجة صحيح الرواية، ورابعتها: تجمعهم على دينه وعدالته وإتباعه السنن، وخامستها: تقدمه في الفقه والفتوى، وصحة قواعده).
يتبع إن شاء الله.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 05:14 ص]ـ
أردت أن تطب زكاما فأحدثت جزاما يا شيخ محمد ولأن ألقى الله عز وجل وأنا مقلد لمالك خير لي من هذا الإفساد في الأرض "مع أني حنبلي" وقد كان الإمام أحمد يحث على استفتاء أصحاب مالك ولا يخفى عليك يا شيخنا ما كتبه شيخ الإسلام في الفتاوى في مدح أصول الإمام مالك.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 06 - 04, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم
يا إخوان .. جزاكم الله تعالى خيرا و بارك فيكم
أظن الأمر وضح و لا حاجة لكثرة الكلام أو التعليق، بارك الله تعالى فيكم، فليس وراء ما قيل إلا إيغال الصدور
تم المراد و الحمد لله أبقينا على هيبة الإمام مالك، ووضح الأمر ــ فيما يغلب على ظني ــ للشيخ الأمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/414)
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:23 م]ـ
حاولت أخي أن أرسل رسالة لك عبر الخاص فلا أدري هل وصلت أم لا
وعلى كل فسمعا لاقترحك أخي الفاضل ولكن هذا لايمنع من مناصحتك للسيد محمد الأمين ودعوته لمراجعة ما كتب في موقعه حول الإمام مالك وغيره، ففي الكل أخطاء جسيمة أستغرب كيف صدرت من مثله -بارك الله فيه - ثم يخطيء السيد محمد الأمين كل الخطأ إن ظن أن رواد المنتدى من الشافعية أو الحنابلة ويخطي ء مرة أخرى إذا ظن أن ما قيل يخص المالكية وحدهم، وإن كنت لست من أنصار هذه الصفات، ويخطيء مرة ثالثة إذا ظن حقا أن المالكية قديما أو حديثا منغلقون على أنفسهم
فلو وسع الشيخ بارك الله فيه دائرة اطلاعه، ونظر بعين الإنصاف لرأي عجبا، وأخيرا أدعو أخانا محمد الأمين بجد لمراجعة ما كتب في موقعه الخاص، وليعرضه على من يشاء ممن يثق بعلمه وحسن اطلاعه. ليستضيءبرأيه.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والنفع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 06 - 04, 05:49 م]ـ
أخي الحبيب الشيخ محمد رشيد وفقه الله
ذكرتم
(لعلمي أن بعض من على هذا الملتقى المبارك قد اطلع على هذه الترجمة لعدة أسباب منها أن الأخ أبا حمزة قد اعترض عليها في ثنايا أحد المواضيع و لكن لم يهتم به أحد)
انا اول من اعترض على الترجمة
وتجد مشاركتي في موضوع أدلة المالكية
ولكني لم أفرغ بعد لمناقشة القضايا العلمية
وقد ذكرت ذلك في موضع ادلة المالكية
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 - 06 - 04, 03:32 ص]ـ
لا يا أخي الفهم الصحيح
أكمل ما تريد بارك الله تعالى فيك
فقط أنا لا أريد كلاما يثير الشيخ الأمين
و أما النصح فقد تم و لله الحمد
و الشيخ الأمين يعلم أني أحبه في الله جدا و الله
و لا مانع من الفائدة
واصل بارك الله فيك
ـ[كلمات]ــــــــ[14 - 06 - 04, 06:44 م]ـ
السلام عليكم
رأيت مقال الأخ محمد الأمين، وما دار حوله هنا من ملابسات، وفي المقال أمورٌ انتزعها الأخ محمد من أثناء السياقات فجاءت عنده على غيره وجهها الموضوعة له، ولذا فقد اضطر الأخ جميعَ مَن يقرأ المقال أن يراجع ما ذكره الأخ على الأصول التي نقل عنها.
وودتُ لو نقل لنا السياقات برمَّتِها وترك لنا حرية الفهم والمناقشة، لكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولاً.
وقد حاولتُ تعقُّب المقال، فلم أستطع ذلك لكثرة الملاحظات التي وقع فيها الكاتب.
فمَثَّلْتُ هنا بمثالٍ واحدٍ يُسْتَدَلُّ به على ما عداه.
وأرجو أن يفتح الله عز وجل على أخي محمد بمراجعة المقال وتعديله، وإلى هذا الحين:
أرجوه رجاءً صادقًا من محبٍّ له، حريصٍ عليه: أن يطالب إدارة الملتقى بحذف مقاله من مشاركة الأخ محمد رشيد، ويحذفه هو أيضًا من موقعه حتى يسمح له الوقت بمراجعته وتحريره إن شاء الله تعالى.
لكن لابد هنا من الإشارة لأمرين:
الأول: أننا بحاجة إلى طلبة علمٍ، لكننا بحاجة أعظم إلى معرفة الطلبة ما يمكن لهم قوله أو درسه.
الثاني: أن النصح لطلبة العلم لا يعني إهدار حقهم، ولا التنقُّص منهم، وحاصل ما في الأمر أن الناصح يرجو زَيْن المنصوح، ولولا حبنا للأخ محمد الأمين لتركناه ومقاله، لكنَّا ننصح له رجاء زَيْنه كما ذكرتُ.
وعلى ضوء هذين الأمرين أرجو فهم كلامي المذكور في الملف المرفق حول: ((قضية اللحن عند الإمام مالكٍ رحمه الله تعالى)).
والسلام عليكم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[14 - 06 - 04, 07:38 م]ـ
} جزاك الله تعالى خير الجزاء أخ كلمات على هذا النقل و بمثل هذا و الله ينتفع المنتفعون
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[14 - 06 - 04, 10:21 م]ـ
سأجتهد- إن شاء الله- في الاختصار، وأجعل التعقيب في حلقات، وأحر ص أن يكون التعقيب من خلال نصوص أهل العلم، وكلما شارك أخ بإيضاح اكتفيت به، ما لم تكن هناك فائدة مهمة فاتته.
قال الشيخ محمد الأمين في مقاله عن الإمام مالك- رحمه الله-: (اختلف المؤرخون في ولادة الإمام مالك بن أنس، فمنهم من قال عام 93هجرية، وقيل ....... ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/415)
قلت: لو اقتصر الشيخ على الرواية المشهورة التي ذكرها أهل العلم كان يكفيه وهي سنة 93ه قال القاضي عياض في المدارك 1/ 118: ( .... فالأشهر فيما روي من ذلك قول يحي بن بكير: إن مولده سنة ثلاث وتسعين من الهجرة في خلافة سليمان بن عبد الملك بن مروان). وقال الإمام الذهبي- رحمه الله- في السير 8/ 45: (مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين). وسبب اختلافهم معروف في مثل هذه الحالة وهو يرجع إلى قلة التوثيق في زمانهم واعتماد الناس على الحفظ، وقد كثر هذا الأمر في ذكر ميلاد ووفيات الصدر الأول- رحمهم الله-.
ولكن الشيخ حاول أن يعلل الأمر بطريقة أخرى فقال: (وقد يرجع-كذا- أسباب الاختلاف إلى اعتقاد البعض أن أم مالك حملته في بطنها ثلاثة- كذا- سنين قال ابن عبد البر ........ )
قلت: لو بين لنا الشيخ الرابط بين الأمرين كان مشكورا- بارك الله فيه- وهل ذكر أحد ممن ترجم للإمام أو تمذهب بمذهبه هذه العلاقة بين اختلافهم في سنة ميلاده وحمل أمه به ثلاث سنين إن صحت. وسيأتي الكلام على مدة الحمل هذه لاحقا –إن شاء الله-.
ثم قال الأستاذ: (ولم يكن أنس والد الإمام مالك معروفا، حيث لم يذكر- وعلى الياء ضمة كما في الأصل- شيئا- كذا- عن حياته في كتب التأريخ، ولم يكن مالك من أسرة علمية، إلا أن عمه كان مقرئا).
قلت: رحم الله أهل العلم ما برحوا يعلموننا أن النفي ليس بعلم، ولذلك قالوا: لا دليل على النافي. نعم صدقوا فعلى أي شيء يقيم الدليل؟.
قال الإمام ابن حبان في كتابه مشاهير علماء الأمصار ص 161: (أنس بن مالك بن أبي عامر والد مالك بن أنس، من جلة المدنيين ومتقنيهم).
وقال القاضي عياض في المدارك 1/ 111: (قال أبو القاسم اللالكائي الحافظ: كان لأبي أنس مالك ابن أبي عامر أربعة بنين، أحدهم: أنس أبو مالك الفقيه، قال غيره: وبه كان يكنى، روى عنه ابنه مالك. قال الّضراب: وقد روى ابن شهاب عنه، وقاله ابن أبي حاتم يرويه عن أبيه. قال أبو إسحاق ابن شعبان: روى مالك عن أبيه عن جده عن عمر حديث الغسل واللباس). كلام ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل المجلد 2/ 287.
وقال الذهبي في السير 8/ 44: (وقد روى الزهري عن والده أنس، وعميه أويس وأبي سهيل).
وأما جده مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو أنس فقد ذكره ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار 103قال عنه: (من أصحاب عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وهو جد مالك بن أنس، من متقني أهل المدينة).
وذكر القاضي عياض في المدارك1/ 113: (أنه توفي سنة ثنتي عشرة ومائة ........ ). وذكر القاضي أن عثمان- رضي الله عنه- أغزاه إفريقية ففتحها. وأنه كان ممن يكتب المصاحف حين جمع عثمان المصاحف. وكان عمر بن عبد العزيز يستشيره، ذكر ذلك الإمام مالك في جامع موطئه.
ولا أريد أن أسترسل في ما هو معروف مشهور من أخبار الإمام وأسرته – رحمه الله- ولمعرفة المزيد عن أعمامه وأسرته، يمكن للناظر أن يرجع إلى مدارك القاضي في باب ذكر آل مالك وبيته وبنيه، ومشاهير علماء الأمصار حيث ذكر بعض أعمامه، وتاريخ البخاري، وغير ذلك مما هو مشهور.
فهل بعد هذا وغيره مما لم يذكر يقال: ولم يكن والد الإمام معروفا ...... ؟!!!
ولا أزيد.
يتبع إن شاء الله
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[16 - 06 - 04, 02:03 م]ـ
قال الأستاذ محمد الأمين:
واختلفوا في نسب مالك، لكن عامة الناس على أنه من العرب وليس من الموالي. ومع ذلك فقد طعن الكوثري في نسب الإمام مالكٍ، وجعله من الموالي لا من العرب. وسيأتي كيف أن الإمام مالك قد طعن في القاضي الثبت سعد لأنه تكلم في نسبه.
وقال بعد ذلك في وسط المقال: (وقد طعن مالك في إمام المغازي محمد بن إسحاق، واتهمه بأنه دجال من الدجاجلة، لمجرد أنه تكلم في نسبه. مع أن هذا الأمر قد اختلف فيه اختلافاً كبيراً. جاء في سير أعلام النبلاء (8\ 71): «قال القاضي عياض (مالكي المذهب): أختلف في نسب "ذي أصبح" اختلافاً كثيراً. وروي عن ابن إسحاق أنه زعم أن مالكا وآله موالي بني تيم، فأخطأ. وكان ذلك أقوى سبب في تكذيب الإمام مالك له وطعنه عليه».
قلت: الكلام حول نسب الإمام مالك في بعض المصادر يتمحور على مسألتين.
الأولى: هل الإمام مالك عربي أصبحي، أم هو مولى من موالى آل تيم؟.وهذه هي التي تكلم فيها الشيخ وحكى فيها الاختلاف. بل الاختلاف الكبير كما قال في المرة الثانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/416)
الثانية: هي الاختلاف الكبير الذي ذكره بعض أهل العلم في نسب ذي أصبح.
ويبدو أن الشيخ لم يحرر المراد بالاختلاف في نسب ذي أصبح، فتداخلت عنده المسألتان، فاستدل بما جاء في الثانية ليثبت دعوى الاختلاف الكبير في الأولى، كيف ذلك؟ إليكم الإيضاح.
بالنسبة للمسألة الأولى: فالصحيح الذي عليه علماء النسب ممن كان في زمن الإمام أو ممن جاء بعده، وما عليه جماعة أهل العلم الذين ترجموا للإمام رحمه الله؛ أن الإمام عربي أصبحي، إلا شيئا يذكر عن محمد بن إسحاق- رحمه الله-.
قال ابن عبد البر في الانتقاء ص 11بعد أن ذكر نسب الإمام إلى ذي أصبح عن بعض أهل العلم): هذا لا أعلم أن أحدا أنكر أن مالكا و من ولده، كانوا حلفاء لبنى تيم بن مرة من قريش، ولا خالف فيه أحد إلا أن محمد بن إسحاق زعم أن مالكا وأباه وجده وأعمامه موالى لبنى تيم بن مرة وهذا هو السبب لتكذيب مالك لمحمد بن إسحاق وطعنه عليه).
ثم جاء القاضي عياض – رحمه الله- ففصل الأمر ووضحه توضيحا، فقال: (لم يختلف العلماء بالسير والخبر والنسب في نسب مالك هذا، واتصاله بذي أصبح، إلا ما ذكر عن ابن إسحاق وبعضهم، من أنه مولى لبنى تيم، وسنبين وهم من قال ذلك، والعلة التي من أجلها تطرق الوهم إليهم).
ثم بعد أن بين القاضي وهما وقع للحاكم- رحمه الله- في نسب الإمام قال: (وأما من زعم أنه مولى تيم فدخل الوهم عليه إذ وجده ينتمي إليهم ويحسب في عدادهم، بسبب حلفه معهم، وإلا فنسبه في ذي أصبح صحيح، ذكر ذلك غير واحد من زعماء قريش ونسابها، وغيرهم من أهل العلم؛ كمحمد بن عمران لطلحي ..... ). وذكر قرابة عشرين عالما ونسابا، ثم قال (ومن لا ينعد كثرة، بل كل من ذكر نسبه، ولم يتابع أحد منهم ابن إسحاق على قوله ممن جاء بعده، بل بينوا وجه وهمه).المدارك 1/ 106 - 108.
وهذا الإمام الذهبي يسير على نفس الوتيرة ويقول: (في نسب مالك اختلاف، مع اتفاقهم على أنه عربي أصبحي).هذه عبارة الذهبي في السير8/ 64.
المسألة الثانية: وهي بيان المقصود بالاختلاف في نسب الإمام الذي ذكره الذهبي في عبارته المتقدمة، وما نقله الذهبي عن القاضي عياض من أن في نسب ذي أصبح اختلافا كثيرا، وأورده الشيخ محمد الأمين، محتجا به على إثبات الاختلاف الكبير في نسب الإمام مالك.
قلت: المراد بالاختلاف واضح جلي لمن تأمله وهو الاختلاف على اسم ذي أصبح واسم أبيه، وتعداد أسماء آبائه حتى قحطان، والاختلاف في ضبط بعض الأسماء الواردة في سلسلة النسب.
قال الذهبي: (في نسب مالك اختلاف، مع اتفاقهم على أنه عربي أصبحي، فقيل في جده الأعلى: عوف بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وإلى قحطان جماع اليمن. ولم يختلفوا أن الأصبحيين من حمير، وحمير من قحطان. نعم وغيمان في نسبه مشهور بغين معجمة، ثم بآخر الحروف على المشهور، وقيل عثمان على الجادة وهذا لم يصح. وخثيل: بخاء معجمة ثم بمثلثة قاله ابن سعد وغيره، وقال إسماعيل بن أبي أويس والدار قطني: جثيل بجيم ثم بمثلثة وقيل حنبل، وقيل حسل وكلاهما تصحيف. قال القاضي عياض- والنقل للذهبي-: اختلف في نسب ذي أصبح اختلافا كثيرا).هذا كلام الذهبي في السير 8/ 64 وهو واضح في مراد الذهبي في بالاختلاف.
ويزيد الأمر وضوحا بالرجوع إلى القاضي عياض الذي نقل عنه الذهبي العبارة المتقدمة، وكتابه موجد بين أيدينا قد طبع طبعتين أو أكثر.
أورد القاضي عياض في المدارك نسب الإمام مالك إلى ذي أصبح، ثم ذكر بعض ما قيل من الاختلاف في ضبط بعض الأسماء الواردة في سلسلة النسب ثم قال: (وأما ذو أصبح فقد اختلف في نسبه اختلافا كثيرا، فقال الزبير: ذو أصبح بن سويد ...... وقال غيره: ذو أصبح الحارث بن عوف ......... وقيل ذو أصبح بن مالك ......... وقيل: هو ابن مالك ..... ) واستمر في ذكر الأقوال، ثم قال: (هذا ما ذكر في نسب ذي أصبح من الخلاف، ولا خلاف أنه من ولد قحطان).ترتيب المدارك 1/ 111 - 112 من طبعة المغرب.
أظن أن الأمر قد وضح، وظهر كيف دخل الوهم على الشيخ محمد الأمين، فاحتج بالاختلاف الوارد في المسألة الثانية، حول نسب ذي أصبح ليثبت المسألة الأولى وهي الاختلاف بل الاختلاف الكبير في نسب الإمام مالك، وبالتالي لا يحق للإمام أن يتكلم في ابن إسحاق لأن المسألة فيها اختلاف كبير.
هذا ما أردت إيضاحه في الكلام حول نسب الإمام مالك رحمه الله تعالى، وبقيت بعض الأمور شكلية تتعلق بكلام الشيخ محمد من خطأ في رقم صفحة، وتداخل في النقل، وحشر لمن لا ينبغي ذكره في هذه المسألة، والكلام حول ما بين الإمامين مالك وابن إسحاق، وكذا القاضي سعد ابن إبراهيم- رحمه الله- وذلك لنصيحة أهل العلم لنا بأن كلا م الأقران يطوى ولا يروى. وقبل أن أنتقل من هذه المسألة إلى غيرها أحب أن أذكر ما يعزز كلام أهل العلم حول ما أشرت إليه أنفا من أن كلام الأقران يطوى ولا يروى، وفيه بشرى لأهل الحديث، وبيان لحسن سريرة أئمتنا الذين بهم نفخر.
قال الإمام ابن حبان في كتاب الثقات له 7/ 381 - 382: (وقد تكلم في ابن إسحاق ............. أما مالك فإنه كان ذلك منه مرة واحدة، ثم عاد له إلى ما يحب، وذلك أنه لم يكن ..... ) وذكر سبب النزاع بينهما، ثم قال: (وكان بينهم ما يكون بين الناس، حتى عزم محمد ابن إسحاق على الخروج إلى العراق فتصالحا حينئذ، فأعطاه مالك عند الوداع خمسين دينارا نصف ثمرته تلك السنة ...... ).
هذا حال أئمتنا فما دخولنا بينهم – رحمهم الله-.
يتبع- إن شاء الله-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/417)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 06 - 04, 06:40 م]ـ
وقفت على رد الاخ الفاضل كلمات
ورده فيه ضعف
بل هو في نظري ضعيف
وهذه المسائل تحتاج الى مزيد بحث وعناية
حتى يكون في الرد ثغرة
ولذا نجد ان الذين تصدوا للرد على المستشرقين مثلا فيهم كثرة
ولكن القلة هم الذين في ردهم القوة
نجد ذلك في رد المشايخ المعلمي واحمد شاكر رحمهم الله
مثلا
نجد قوة الرد بعد البحث الشديد ومع هذا فقد يخفى عليهم امور
الكوثري مثلا وقف على كتب المكتبات التركية
والتي لم يقف عليها احد ممن عاصره
فالكتب بعثرت بعد الثورة الكمالية
وضاع منها الكثير
وبعضها في مكتبات تركيا وقف عليها بعض اهل العصر فطبعه
وهكذا فالراد عليه ان يكون على المام ومعرفة عميقة
ويحتاج الى بحث وجلد وصبر
فمثلا في مشاركة الاخ الفاضل كلمات
ولغة اهل المدينة
وهذا لامعنى له في ميزان اهل اللغة
فهذا ضعف في الرد
ايضا قوله انه يراد باللحن بالنسبة الى عصره وانه كان لايتحدث باللغة الفصيحة مثلا
هذا خطا
فمثلا لما ذكر النسائي من اشتهر باللحن ذكر منهم اسماعيل بن ابي خالد
فهل تعرف اللحن الذي كان عليه اسماعيل بن ابي خالد
؟
وقد وجد اللحن في غيره من المحدثين
وليس هو من باب التحدث بغير اللغة الفصحية
وهذا باب واسع
لولا اني لااريد ان افتح باب للمبتدعة اعداء السنة لبينت ذلك ونقلت في ذلك النقول الكثيرة
وبعض هذه الامور قد يذكرها المبتدعة وايضا يذكرها بعض اصحاب الحديث بحسن نية
او لغرض اخر
وتجد الكلام في هذا في اخر كتاب شرح العلل لابن رجب
الكرابيسي مثلا صنف كتاب في المدلسين
لم يقل الامام احمد هذا كذب او باطل
لانه جمعه من كلام اصحاب الحديث وانما حذر منه
وقد انتصر الطحاوي لاصحاب الحديث ورد على الكرابيسي
وليس هذا موضع البسط في هذه المسألة
وانما المقصود ان في الرد ضعف
ومثلا كلامه حول معرفة العربية واشتراط ذلك في الفقيه مثلا
هذا ليس هكذا باطلاق
فمثلا هم اشترطوا في الفقيه معرفة صحيح الحديث من سقيمه
واغلب الفقهاء المتاخرين لم يكن له معرفة بعلم الحديث
الجويني الغزالي
لا بل المتقدمين منهم فيهم ضعف في معرفة الحديث
لاينكره احد
ولدى بعض الفقهاء ضعف في معرفة العربية
كابن شعبان الفقيه المالكي
وهكذا
واهل اللغة يقولون عن بعض انواع اللحن
هذا من لحن الفقهاء
وبعض ذلك من لحن اصحاب الحديث
تجده في كتاب الخطابي الذي جمع بين معرفة العربية والحديث
اما قصة اللحن
في كتاب اللحنة للمبرد فقد اجاب عنه المعلمي رحمه الله
وهي قصة منكرة وباطلة ولاشك
ولكن ذكر الكوثري وعدم الثقة في نقله لايؤثر كثيرا
لانك ربما وقفت على هذا في الكتب القديمة
بل هو الغالب وليس هو من اختراعات الكوثري
ولايبعد ان يذكر هذه القصة في كتاب اللحنة للمبرد لان الكتاب كما يظهر من عنوانه
فيه ذكر فوائد وفرائد وطرائف ونكت
وهذه القصة من ذلك بغض النظر عن صحة القصة
واما السند الى مالك فسند فيه مجهول او هو ابوالعيناء
فالقصة منكرة سندا ومتنا كما بينه المعلمي في التنكيل
ولو صحت القصة
اقول على فرض ان الحكاية صحيحة فلعل مالك تعمد اللحن لكي يبين لحن شيخه ربيعة
وربيعة بالطبع لم يكن من اهل النحو والعربية
ولكنه لم يكن بالطبع لهذه الدرجة فالقصة منكرة
وقد جاء في صحيح مسلم ان القاسم كان يلحن فاذا كان هذا القرشي يلحن لانه امه ام ولد فكيف بربيعة
واذا كان اللحن قد وجد في الكوفة فما بالك بغيرهم
ولغة مالك وابن عيينة والاوزاعي وغير هولاء ليست بحجة
بل لغات شيوخهم ليست بحجة
فهذا مالك رحمه الله ورضي عنه جمع الدجال على دجاجلة
وهو جمع لم يكن سمع به ابن ادريس الكوفي
وبغض النظر عن صحة الجمع فلو لم ينقل هذا الجمع عن العرب ولم يصح الا عن مالك
لم يكن تلفظ الامام مالك رحمه الله به حجة
والعلماء الذين ذكروا ان لغة الشافعي حجة ذلك لان اهل العربية اقروا له بذلك وهو القرشي
والا فان اقرانه لم تكن لغتهم حجة
هذا باتفاق ائمة هذا الشأن
وقد كان بعض اهل العربية عندهم ضعف في علم النحو فمابالك بغيرهم
وفرق بين اللحن في الكلام واللحن في الكتابة والتصنيف
وللموضوع تتمة
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:04 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/418)
ثم ذكر الشيخ مسألة اتهام الإمام باللحن في العربية، وقد أجاب عنها الأخ- كلمات- فأحسن وأطنب في ذلك- بارك الله فيه- ولى تكملة على كلامه حفظه الله، في نقطتين
الأولى: قال السيد كلمات إنه لم يقف على الرواية التي ذكرها الكوثري من كتاب – اللحنة- للمبرد، قلت: ذكرها الشيخ محمد الأمين في مقاله، وهذا نصه: و قال الكوثري الهالك في "تأنيب الخطيب" (ص27): «أن المبرَّد ذكر في كتاب "اللُّحْنَةَ" عن محمد بن القاسم عن الأصمعيّ قال: دخلت المدينةَ على مالك بن أنس فما هِبْتُ أحداً هيبتي له، فتكلّم فَلَحَنَ، فقال: مُطِرْنا البارَحةَ مَطَراً أي مَطَراً، فَخَفّ في عيني. فقلت: يا أبا عبد الله، قد بَلَغْتَ من العلم هذا المبلغَ فَلَو أصلحتَ من لسانك. فقال: فكيفَ لو رأيتمُ ربيعةَ؟ كُنّا نقول له: كيف أصبحت؟ فيقول: بخيراً بخيراً. قال (الأصمعي): وإذا هو (مالك) قد جعلَهُ (جعل ربيعة) لنفسه قدوةً في اللّحْنِ وعذْراً».
قال الشيخ عبد الرحمن المعلمي- رحمه الله- في التنكيل 1/ 283 مفندا لهذه الحكاية: (أقول: هذه الحكاية منكرة عن الأصمعي، فلينظر من حكاها عن كتاب المبرد وعلى فرض ثبوتها عن المبرد ففيه كلام معروف، ومحمد بن القاسم التمائمي لم أعرفه، ولعله محمد بن القاسم اليمامي وهو أبو العيناء، أصله من اليمامة، وليس بثقة قد اعترف بوضع الحديث، فما بالك بالحكايات.
ومما يدل على بطلان هذه الحكاية أمور.
الأول: أن الأصمعي كان من أشد الناس توقيرا لأئمة السنة.
الثاني: أنه كان مبجلا لمالك حتى روي عنه أنه كان يفتخر بأن مالكا روى عنه.
الثالث: أن فيها قرن مالك بشيخه ربيعة، وهذا يدل على تحري الطعن في أهل المدينة، وليس ذلك دأب الأصمعي، إنما هو دأب أصحاب الرأي.
الرابع: أن اللحن الذي تضمنته الحكاية خارج عن المعتاد، فإن العامة فضلا عن العلماء يقفون بالسكون، وهذا كله يدل أن هذه الحكاية فرية قصد بها الغض من علماء أهل المدينة).
والنقطة الثانية: وهي من باب النصح للشيخ – بارك الله فيه- فلو التفت إلى قلمه حين يكتب لئلا يوقعه في مز الق هو في غنى عنها، فقد رأيت له عدة أخطاء لا يقع فيها صغار الطلبة من أمثالنا، ولعل ذلك كان سبق قلم من الشيخ حفظه الله، أو من الناسخ، مثال ذلك في هذا المقال خاصة قوله: حملته في بطنها ثلاثة سنين! وقوله: حيث لم يُذكر شيئاً عن، وقوله: مالك كان متهماً باللحن بالعربية. وقوله: «كان عطاء بن أبي رباح أسوداً ضعيف العقل»!!، وقوله: حيث قالوا أنه مكتوب على، وقد كرر الشيخ فتح همزة إن بعد القول كثيرا، والواجب الكسر كما هو معروف، وقوله: وليس المقصود بأن مالك هو أحفظ الناس.
يتبع-إن شاء الله-.
ـ[كلمات]ــــــــ[17 - 06 - 04, 04:36 ص]ـ
اطلعت على ما ذكره الأخ ابن وهب مشكورًا.
وألفت انتباه الأخ الكريم أن مدار ردي كان عن قضية اللحن عند مالكٍ خاصة، لا عند جميع الناس كما ناقشت في كلامك مشكورًا.
ثم يا أخي الكريم قد عبتَ عليَّ التفريق في المسألة بين عصرنا وعصر مالكٍ، وألفت انتباهك إلى ما أشرتُ له في كلامي السابق: أن الألسن في عصر مالكٍ لم تكن هزيلة كما هو الحال في عصرنا، فإذا قلنا: فلانٌ يلحن، فلابد من النظر إلى ملابسات ذلك، ومعناه في عصره، وإلا فهل يستوي مثلاً سباق الخيل في عصرنا مع سباق الخيل في العصور الماضية، وهذا وذاك اسمه: سباق الخيل، ولاشك أنك خبير أن السباق في العصور الماضية لم يكن قائمًا على ما يعتريه من ملابسات ومحرمات في عصرنا، فاختلف حكم الأمرين بناءً على اختلاف الزمان.
وانظر كيف اعتبر الفقهاء في فتواهم بالزمان والمكان، وكلام ابن القيم رحمه الله في الإعلام جميل في هذا الباب؛ وأنت أعلم به مني بلاشك.
وبناءً على ذلك أخي جرت المعركة بين السيوطي والسخاوي رحمه الله، وكان هذا الأمر بعينه هو السبب في تأليف السيوطي لكتابه: تنزيه الأنبياء عن تنزيه الأغبياء.
والأمثلة على ذلك كثيرة مشهورة لكم بارك الله فيكم.
ولذا كان لابد في تفسير قضية اللحن عند مالكٍ: أن ننظر فيها من هذه الحيثية، وأن نعتبر عصر مالكٍ ولسان عصره وقومه.
والمطلع على مقال الأخ الأمين يعلم أن الناس ستفهم المراد وتفسره بناءً على معناه في أزمنتنا هذه.
فكان لابد بالرجوع به إلى نصابه الصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/419)
وإلا فما فائدة: كلام العلماء حول نسخ اللغة بالعرف أو ما شابه من الأبحاث؟
وهذا واضح ظاهرٌ بارك الله فيك.
ثم إنكار اللحن جملة وتفصيلاً من عصر هؤلاء لم أنكره أنا كما فهمته من كلامكم، وأرجو أن أكون أصبت فهمكم.
وإنما الحديث عن مالك خاصة كما قدمته لكم.
وأما تفريقي بين اللهجات فهو مما لا ينازع فيه أصلا، ولذا استشكلت قولكم: ((ولغة أهل المدينة وهذا لا معنى له في ميزان أهل اللغة فهذا ضعف في الرد)) أهـ
ولم يظهر لي مرادكم هنا، وأنا أستبعد جدًا أن يكون المراد إهدار الفرق بين لغات العرب ولسانها؛ لأن هذا معلوم للكافة لا ينكره مثلكم، ولذا استشكلته وحاولت تفسيره مرادكم مرارًا فلم أستطع، والأفهام أرزاق على كل حال.
ومع هذا فلابد من اعتبار معنى اللحن وكيفيته ومنزلته من خلال ملابسات الزمان وتدهور الحال اللغوي لدى المسلمين عما كان.
وأما كلامي ((حول معرفة اللغة العربية واشتراط ذلك في الفقيه مثلاً هذا ليس هكذا بإطلاق)) هكذا عبارتكم بحروفها، وبناءً على اشتراط ذلك الذي قررته أنتم وفهمته من كلامي بدأتم بالرد وبيان الأمثلة.
ولو رجعتَ مشكورًا إلى كلامي لوجدت في عباراتي ما نصه: ((أن يتفضل الأخ محمد ببيان شروط الفقيه التي [ينبغي] توافرها فيه، وهل من شروطه أن يكون عالمًا بما [يقيم اللسان] أم لا؟
[ولم أقل: أن يكون نحويًّا] كما قال الأخ في كلامه الأخير [حتى لا يستدرك عليَّ بعدم اشتراط أن يكون الفقيه مثل سيبويه] ......... حسب معرفتي وما رأيته في كتب الفقهاء والأصوليين: أنه لابد من [توفر ما يقيم اللسان، ويؤدِّي إلى فهم النصوص، وتحرير المعاني والألفاظ، وليس مرادًا أن يكون الفقيه سيبويه عصره]، لكن كلامهم دالٌّ على أن [المبرَّز في الفقه هو ذلك المبرّز في علوم الآلة وأهمها معرفة لغة العرب] .... كيف يستطيع مثل هذا الرجل أن يكون [مبرزًا في الفقه، إلى حدِّ أن يشتهر به، فيستحق النِّسْبة إليه؟] ولا ننكر أن يفهم [العامي] بعض الأحكام من القرآن والسنة [بسليقته دون عناءٍ أو معرفة بلغة أو حديث أو فقه]، لكن المراد هنا: الكلام على [حاجة الفقيه لمعرفة لغة العرب]، ثم الإشارة إلى [مدى تأثير درجة هذه المعرفة على مكانته ومنزلته الفقهية] .. )).
فهذه عباراتي أخي الكريم بارك الله فيك، وأظن أن لا اختلاف بإذن الله تعالى بينها وبين ما تريد إثباته، بل زدتُ أنا على ما تفضلتم به إمكانية أن يفهم العامي بعض الأمور بسليقته دون لغة، لكن لا يعني هذا بالطبع أن يكون مبرزًا في الفقه أو يُنْسب إلى الفقه.
فالكلام في هذه الجزئية أخي الكريم بارك الله فيك: على حاجة الفقيه لمعرفة لغة العرب، وبيان مدى تأثير معرفته باللغة على بروزه في الفقه.
وهذا مما لا إشكال فيه بإذن الله، وأنت قد أردت إثبات ذلك، فلعل عبارتي السابقة لم تأتِ إليك بمرادي، والتعبير عن المراد من نعم الله التي لا يُؤْتيها كل أحد.
أما قضية النص الذي نقله الكوثري فقد ذهلت ساعة كتابة المشاركة عن مراجعة كلام الشيخ المعلمي رحمه الله تعالى، وقد كفيتني هذا بما ذكرتَه، ثم تفضل أخونا الفاضل الفهم الصحيح زاده الله فهمًا وبارك فيه فنقل كلام الشيخ المعلمي رحمه الله.
وأنت ترى الأخ الأمين يلمز الإمام مالك رحمه الله باللحن، ثم هو يلحن في صياغة كلامه هو الآخر على ما أفاده أخونا الفهم الصحيح حفظه الله في ملاحظته الثانية من مشاركته السابقة هنا.
فالمعصوم من عصمه الله عز وجل، فلم يكن هناك ما يدعو لهذا، ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولا.
فالحمد لله الذي شرفك وإيانا وجميع أهل السنة بالسنة الكريمة، والحمد لله رب العالمين.
وأشكرك على عنايتك بقراءة ما كتبته.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 06 - 04, 06:59 ص]ـ
قال الأخ الفاضل عصام البشير: "وتعصب المالكية المتأخرين معروف، وقد عرفنا من رد عليهم بل كاد أن يكفرهم كالشيخ أحمد الغماري، ولكن ما سمعنا أحدا منسوبا إلى العلم يرد عليهم بجمع 'نقائص ومثالب' الإمام مالك"
ومن قال أن هذا المقال هو عن مثالب الإمام مالك؟ سبحان الله!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/420)
قال الأخ الحبيب محمد رشيد حفظه الله: "حين نوجه الكلام لمتعصبة المالكية يكون بذكر الزلات الفقهية و الأخطاء التي يظهر فيها تمام الظهور أن الخطأ فيها من قبل الإمام بالنص مثلا أو عدم علمه بالنسخ،، إلا أن ذلك أيضا ــ أي حين القيام به ــ في هذا الزمان يستدعي التنبيه على جلالة الإمام و علمه و فضله لضعف عقول كثير من الناس فيقرنون بين ذكر الأخطاء و إمامة و فضل صاحب المتكلم عليه"
أقول: أما في هذه فمعك حق، وإن كان المقال ليس مخصصاً عن هذا الموضوع، لكنها لفتة جيدة، ولعلي أستدرك الأمر في المستقبل، وأعدّل المقالة إن شاء الله تعالى. أسأل الله أن يعيننا على ذلك. وجزاك الله خيراً على نصيحتك.
قال: "أسألكم بالله عليكم // لو ذكرتم هذا الكلام لواحد من متعصبي المالكية المتأخرين هل تكون النتيجة المتوقعة أن يذهب أو يخف تعصبه للإمام"
أقول: قال عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده. قال: دخل معاوية على عمر وعليه حلة خضراء؛ فنظر إليها الصحابة، فلما رأى ذلك عمر وثب إليه بالدرة فجعل يضربه بها، وجعل معاوية يقول: يا أمير المؤمنين الله الله فيّ. فرجع عمر إلى مجلسه فقال له القوم: لم ضربته يا أمير المؤمنين؟ وما في قومك مثله؟ فقال: والله ما رأيت إلا خيراً، وما بلغني إلا خير، ولو بلغني غير ذلك لكان مني إليه غير ما رأيتم، ولكن رأيته - وأشار بيده - فأحببت أن أضع منه ما شمخ.
قال: "و في النهاية شيخنا سامحني إن كان بدر مني شيء من الحدة، و يعلم الله تعالى كم أحبكم فيه "
أخي الحبيب، ليس في مقالكم هذا حدة، وقد علمت أنه ما حملكم على ما ذكرتم إلا النصيحة الواجبة، فجزاكم الله خيراً.
قال الشيخ المقرئ حفظه الله: "إلى الشيخ الفاضل محمد الأمين: فوجهة نظري أنك أرت خيرا وما أصبت فيكفيك أن ترد على المتعصبة بإخبارهم أن الإمام مالك بشر ولا يعتقد له العصمة وإلا كان رسولا"
أخي الكريم، هم يسلمون بعدم عصمة مالك. لكن زعمهم أن مالكاً يمثل مذهب المدينة. ومذهب المدينة هو حجة عندهم. فرجع القول من الناحية العملية (وإن لم يصرح أحد به) بعصمة مالك! وهذا أمر قديم منذ أيام الإمام الشافعي.
قال وفقه الله: "ثم إني أذكرك بأمر أعتقد أنه منك على بال وإنما هو ذكرى: وهو أن المقلد العامي معذور عند الله إذا ما قلد إماما كمالك"
صدقت يا أخي، وهذه المقالة ليست موجهة للعوام. ولو أردت أن يقرأها عامي، لربما حذفت نصفها.
قالت الأخت السمرقندية: "لم اكتب ماكتبت فيما رد عليه الاخ الحسني إلا إشارة إلى دعوى الشيخ الأأمين ان ذكر مساويء العلماء في خلقتهم وأخلاقهم .. وهم الذين غطت حسناتهم على سيئاتهم انه لا يعتبر قدحا فيهم ,, وساق لأجل ذلك أمثلة كما هو مبين في النص المقتبس"
أقول" وهذا حق بإذن الله.
قال الأخ الفهم الصحيح: "ثم يخطيء السيد محمد الأمين كل الخطأ إن ظن أن رواد المنتدى من الشافعية أو الحنابلة "
أقول: أنا قلت أغلبهم وليس كلهم. واهتمام الشافعية والحنابلة بالحديث (على الأقل في العصر الحالي) أكثر منه من المالكية والحنفية.
قال: "ويخطيء مرة ثالثة إذا ظن حقا أن المالكية قديما أو حديثا منغلقون على أنفسهم"
أقول: ظل المالكية في المغرب عصوراً طويلة لا يعرفون إلا مذهب مالك. وإن اطلع كثير من علمائهم على مذاهب غيرهم، فهو قليل نسيباً. أما الحنفية والشافعية، فقد كان الاحتكاك بينهم كبيراً جداً خاصة في خراسان والعراق والشام. لكن الحنفية في الهند منغلقين على أنفسهم، وإن كان بدرجة أقل من مالكية المغرب.
-يتبع إن شاء الله-
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 06 - 04, 03:16 م]ـ
أخي الحبيب كلمات وفقه الله
بارك الله فيكم
لعل الايجاز الذي استعملته هو الذي جعل فيما كتبته نوع اغلاق
فالمعذرة
أخي الحبيب
ذكرتم وفقكم الله
(ولذا كان لابد في تفسير قضية اللحن عند مالكٍ: أن ننظر فيها من هذه الحيثية، وأن نعتبر عصر مالكٍ ولسان عصره وقومه.)
أخي الحبيب
هذا الذي أردت ان اوضحه
فلو ان مستشرق او مبتدع ذكر هذا الكلام عن مالك او غيره
فان الذي يجب علينا ان نفهمه ونعيه انه لايقصد بذلك لحن اهل عصرنا
فهذا كلام لايمكن ان يقوله مبتدع ولا مستشرق
هذا عن المبتدع والمستشرق
فضلا عن غيرهم
فلا يمكن بحال حمل كلامه انه اراد اللحن الموجود في عصرنا
بل المقصود بانه كان يلحن وهذا دليل على انه لم يكن عربي الأصل
هكذا يريد ان يقرر
او يدعم هذا القول
وبالطبع في زمنهم من يلحن
(قد نعتبره في عصرنا من اللحن الخفيف)
او لانعتبره من اللحن اصلا
فهذا الكلام يرد عليه
مثلا بانه لم يثبت اللحن عن مالك او ان المراد باللحن كذا
الخ
احسب انه قد اتضح المقصود
ذكرتم وفقكم الله
(
وأما تفريقي بين اللهجات فهو مما لا ينازع فيه أصلا، ولذا استشكلت قولكم: ((ولغة أهل المدينة وهذا لا معنى له في ميزان أهل اللغة فهذا ضعف في الرد))
ولم يظهر لي مرادكم هنا، وأنا أستبعد جدًا أن يكون المراد إهدار الفرق بين لغات العرب ولسانها؛ لأن هذا معلوم للكافة لا ينكره مثلكم، ولذا استشكلته وحاولت تفسيره مرادكم مرارًا فلم أستطع، والأفهام أرزاق على كل حال.
انتهى
أخي الحبيب
ليست هناك لهجة تسمى لهجة أهل المدينة
هذا عند أهل العربية
لو قلتم لغة يمانية
او نحو ذلك لصح
اما لهجة مدنية فهذا الكلام لايمكن الاعتماد عليه في تفسير اللهجات
واللغات
ومالك اصبحي يماني الاصل او انه اصبح يتكلم بلهجة الانصار
ولغتهم في الاصل يمانية ايضا
وكلام النسائي لاعلاقة له باللهجات والله أعلم
وليس هذا موضع بسط هذه المسألة
فالمعذرة
الداروردي مدني من فقهاء المدينة فارسي الاصل وقد كان يلحن
فلا يقال انه يتحدث بلهجة اهل المدينة مثلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/421)
ـ[كلمات]ــــــــ[17 - 06 - 04, 04:01 م]ـ
الأخ ابن وهب بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي الكريم على رقتك وأدبك.
ولا عذر بين الكرام إن شاء الله تعالى.
وأعتذر عن الإيجاز في البيان.
وما ذكرته حول لغة أهل المدينة هو بالضبط الذي أردتُه أنا أيضًا فأشكرك على الإيضاح.
ولم يكن قصدي من ذلك سوى إظهار المغايرة بين منطقتي مالك والنسائي اللغوية وفقط.
بارك الله فيكم.
الأخ محمد الأمين:
رغم الاختلاف حول المقال، لكني أشكر لك نزولك على نصائح بعض الأخوة الكرام واعترافك لهم بإصابتهم فيها.
وجزاك الله خيرًا على هذا.
وجزاكم الله خير الجزاء جميعًا.
والسلام عليكم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:56 ص]ـ
شيخنا الأمين جزاكم الله تعالى خير الجزاء على حسن حديثكم و على أدبكم،،
و لكن ما وجه إيراد هذا الأثر عن عمر رضي الله تعالى عنه؟ !
إن كنتم تستدلون به على صحة المستدرك فهذا و الله لا سبيل أبدا للتمثيل به، بل التمثيل به باطل من وجهين:
الأول: أن مجرد الضرب ليس فيه الطعن في ذات الشخص بل أمر الضرب و ما نتج منه منفصل تمام الانفصال عن أمر الجرح، بدليل أن عمر رضي الله تعالى عنه و أرضاه أثنى عليه في نفس المجلس الذي قام منه و ضربه و لا قال له أحد إنك قد ناقض قولك فعلك، و لا أظنكم تقولون بالتناقض، فانظر شيخنا كيف جمع عمر بين الضرب لوضع الشموخ و بين الثناء عليه بالخير، و انظر كيف أن ذلك لم يشكل في عقول الحضور من الصحابة، و أما ما صنعتم مع الإمام مالك هل هو من باب الحط من ذات الشخص لا كسر شموخه هو، فقد مات الإمام رضي الله عنه و أفضى إلى ما قدم.
الثاني // في الأثر الذي أوردتموه من كان المقصود توجيهه من فعل عمر؟
هل الناظر إلى معاوية أم معاية نفسه؟
إن كان معاوية نفسه فظاهر تمام الظهور بطلان تمثيلكم بهذا الأثر على ما فعلتم، فقد مات الإمام مالك و لا ذنب له بالإجماع في غلو من غلا فيه
و إن كان المقصود هو الناظر لمعاوية رضي الله عنه فلا يصح إيرادي لهذا الوجه الثاني، و لكن يبقى الأول في التفريق بين الصورتين ... فليراجع
و نشكر لكم أدبكم و قراركم بتعديل مقالكم
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:46 م]ـ
ثم قال الأستاذ- وليته ماقال-:
ومع ذلك تجد عند مالك عنصرية عجيبة. ففي تذكرة الحفاظ (1\ 210): أن إسماعيل بن داود المخراقي قال: سمعت مالكاً يقول: «كان عطاء بن أبي رباح أسوداً ضعيف العقل»!! فهكذا يطعن على أحد أعظم أئمة مكة من التابعين لأنه أسود اللون. ثم ذكر الثناء على عطاء – رحمه الله- وأردفه قائلا في حق الإمام مالك. ولذلك أفتى بكثير من الأحكام الشرعية بعنصرية. فمثلاً قال مالك (عن مسألة تزويج المرأة بغير ولي): «أما الدنيئة كالسوداء أو التي أسلمت أو الفقيرة أو النبطية أو المولاة، فإن زَوَّجَها الجار وغيره –ممن ليس هو لها بولي– فهو جائز! وأما المرأة التي لها الموضع (أي الشرف) فإن وليها، فُرِّقَ بينهما. فإن أجاز ذلك الولي أو السلطان، جاز. فإن تقادم أمرها ولم يفسخ وولدت له الأولاد، لم يُفسَخ».
قلت: بل العجب كل العجب منك- يا أستاذنا الفاضل- كيف طاوعك قلمك على كتابة ما كتبت، أفي مثل الإمام مالك تقال هذه الكلمة الآثمة وغيرها، ألم تستحضر- أخي- إذ كتبت ما كتبت قول الله تعالى: [وقولوا للناس حسنا] قال الإمام عطاء- رحمه الله-: (للناس كلهم، المشرك وغيره). فكيف أخي بأئمة الدين، ومن أجمع على إمامته القريب والبعيد، ثم ألم تقف –أخي- إذ كتبت ما كتبت على قوله تعالى: [ستكتب شهادتهم ويسألون]. أين العلم والعدل – يا أخي- هلا راعيت في الإمام حق الإسلام، وحق السن، إذ لم تراع فيه حق الإمامة في الدين.
ألم تعلم –أخي- أن أهل السنة والجماعة هم على ما قال الإمام الطحاوي: (وعلماء السلف من السابقين، ومن بعدهم من التابعين- أهل الخير والأثر، وأهل الفقه والنظر- لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/422)
فهل من الذكر الجميل أن تقول عن الإمام: إن عنده عنصرية وعجيبة أيضا، ألم تعلم- أخي- أن العنصرية مذهب مرذول محتقر عند كافة البشر، إذ هو يقوم على تعصب المرء للجماعة أو الجنس، أو مذهب قائم على التفرقة بين البشر بحسب أصولهم وحسبهم، وقد تطور هذا المذهب الخبيث لدى أصحابه من النظرة الدونية للآخر القائمة على اختلاف لون البشرة إلى رفض الآخر على أساس ما يمثله من اختلافات ثقافية، ولغوية، ودينية، فهل الإمام عندك بهذه الصفة- لاسمح الله-؟. الجواب بدهي ومعروف، ولكنك تتكلم في القرن الواحد والعشرين وهذا معنى ما قلته عندهم بالضبط، فهلا تخاطبت بلغة أهل العلم واجتنبت هذه الألفاظ المحدثة- لغة- وفي هذا المقام-شرعا- فقد عهدنا القوم يقولون: أخطأ وأصاب، ولمن يستحق بعدل وعلم: مبتدع وضال.
فانظر –أخي- إلى اللسان إذا لم يلجم بلجام الشرع إلى أين يصل بصاحبه.!!!
ثم نعود إلى السبب الذي استحق به الإمام هذا الوصف، ذكر لنا الأستاذ- حفظه الله- رواية استخرجها من كتاب تذكرة الحفاظ، ومعلوم من طريقة أئمتنا في مصنفاتهم في التراجم أنهم يذكرون أغلب ما يقفون عليه من أخبار المترجمين، بما فيها من غث وسمين، فينبهون أحيانا على غثه، وأحيانا لا ينبهون، اتكالا منهم على فطنة الواقف على كتبهم.
فكان لزاما على الواقف على مثل هذه العبارة المنقولة آنفا أن يعمل عقله، ويقول: لماذا يصف الإمام مالك عطاء هذا الوصف، ولم يكن بينهم في ما علمنا ما يوجب ذلك، هذا بعد أن يكون قد رسخ في نفسه مقدار حب الأئمة بعضهم لبعض، واحترام بعضهم لبعض، فيذهب ليتحرى قبل أن يصدر الأحكام، بانيا لها على الخرافات الأوهام، وفي قصتنا هذه كان ذلك ميسورا على أخينا، ففي هامش الصفحة المذكورة، من الكتاب المذكور، كتب الشيخ الجليل عبد الرحمن المعلمي اليماني يقول: (هذه الحكاية منكرة، وإسماعيل بن داود حاكيها ليس بثقة). فإن وقف الشيخ محمد على غير هذا فليمدنا به.
ثم ماذا بعد ذلك السبب في إصدار الحكم على الإمام، نعم هناك سبب آخر، وهذه المرة فتوى للإمام، لا بل فتاوى كثيرة أفتى بها الإمام ب ... ، والشيخ لم يأتنا من هذا الكثير إلا بواحدة، ويكفي من القلادة ما أحاط بالجيد، وهي كما تقدم في النقل السابق، فلننظر إليها بعين أهل العلم.
أخي الفاضل- جنبك الله الشبهة، وحفظك من الحيرة، وجعل بينك وبين المعرفة نسبا، وحبب إليك التثبت، وزين في عينك الإنصاف، وعرفك ما في الباطل من الذلة، وما في الجهل من القلة-
المعروف من مذهب مالك في مسألة الكفاءة في النكاح؛ أنه يرى الكفاءة الدين لاغير، والمشهور الذي عليه الفتوى اليوم؛ أن الكفاءة الدين والحال، وفسر الحال بالسلامة من العيوب التي توجب للزوجة الخيار في الزوج، لا الحال بمعنى الحسب والنسب.
فإذا ما قصة هذه الفتوى عن الإمام ولما خالف أصله في هذا الباب، الجواب عند أهل العلم، وليكن معلوما ابتداء أن للإمام رأيين في هذه المسألة خاصة، الأول ما ذكره الشيخ في ما نقله عن ابن حزم- رحمه الله وغفر لنا وله- والثاني ذكره أئمة مذهبه وهو ماش على أصله في هذا الباب، فلا عتب ولا ملام.
قال الإمام ابن العربي- رحمه الله- في القبس2/ 688 - 689: (ولما كانت فائدة الولي في النكاح حفظ المرأة من الوقوع في غير الكفؤ فتلوت نفسها، وتلحق العار بحسبها، رأى مالك- رضي الله عنه- أن الدنيئة المقطوعة لا يرتبط أمرها بولي، في إحدى رواياته، لأن الذي يخاف منها، والمعنى الذي اعتبر الولي لأجله معدوم فيها، وتارة ألحق الدنيئة بالشريفة أخذا بعموم الحديث وهو الأسلم في النظر، والأسلم في الحسب، فإن تمييز الدنيئة من الشريفة يعسر في المراتب فسد الباب أولى). وبمثل هذا علل الفقيه ابن رشد الجد فتوى الإمام هذه، وأشار- رحمه الله- إلى مأخذ الإمام وهو مراعاة مصلحة الحطمة من الناس، ومراعاة الخلاف، والكتاب ليس بين يدي الآن فلينظر في البيان والتحصيل. وذكر قولي الإمام في هذه المسألة أيضا القاضي عبد الوهاب في عيون المجالس 3/ 1063، ولم يرجح أحد القولين.
هذا مذهب الإمام في هذا الباب مختصرا، وهذا رأيه في مسألتنا هذه معللا بما ذكر، وقد علمتم قبله حال الرواية عن الإمام في كلامه عن عطاء رحمه الله، فهل وجدتم- إخواني- بعد كل ذلك ما يقوله الأخ محمد الأمين حقا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/423)
وأخيرا وليس آخرا فماذا يقول الشيخ الفاضل في ما نقل إلينا من مذاهب أهل العلم الكرام في باب الكفاءة في النكاح، فيا ترى كيف يعلل- بارك الله فيه- ما جاء عنهم في ذلك؟. ننتظر الرد.
يتبع إن شاء الله.
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[19 - 06 - 04, 02:46 ص]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول، كما نعوذ بك من فتنة العمل، ونعوذ بك من التكلف لما لا نحسن، كما نعوذ بك من العجب بما نحسن، ونعوذ بك من السلاطة والهذر، كما نعوذ بك من العي والحصر.
قال الشيخ محمد الأمين- وليته ما قال-:
أصبح الإمام مالك فقيهاً وأخذ يفتي، وتعرض لكثير من السخرية لمخالفته من هم أعلم منه. قال سعيد بن أيوب: «لو أن الليث ومالك اجتمعا لكان مالك عند الليث أبكم، ولباع الليث مالكاً فيمن يريد»! (الرحمة الغيثية لابن حجر ص6). ونقل ابن عبد البر المالكي في "جامع بيان العلم وفضله" (2\ 1109) عن سلمة بن سليمان (ثقة ثبت) قال: قلت لابن المبارك (فقيه خراسان): «وضعتَ في رأي أبي حنيفة، ولم تضع في رأي مالك؟». قال: «لم أره عالماً».
قلت- والله المستعان-: حاشا أهل الصدر الأول وهم أهل العلم والفضل من السخرية من بعضهم البعض، كيف وهم يتلون قول الله تعالى: [يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم] الآيات. إنما هذا الخلق يليق بنا وبأمثالنا، نحن أهل الطيش والحمق، نحن الذين تعب أهل العلم في تربيتنا وإرشادنا فلم نتأدب ولم ننز جر عما نهونا عنه، وخضنا في ما لانحسن، وركبنا رؤوسنا وظننا أنا سنأتي بما لم تأت به الأوائل. انظروا- إخواننا- كيف انقلب ما أجمع عليه أهل العلم من ذكر وقار الإمام وعقله وهيبته عند كل من لقيه ورآه، وهي هيبة العلم، وفضل صيانته، انظروا كيف انقلبت إلى سخرية بل سخرية كثيرة، ولم هذا؟ لأنه إمام مجتهد مارس حقه في الاجتهاد فخالف غيره ممن هو أعلم منه، وكيف يصبح الإنسان فقيها إذا لم يرد ويرد عليه، ويخالف غيره عندما يظهر له أن الصواب فيما ذهب إليه، والإمام رحمه الله فيما نقل إلينا النقلة عنه لم يتصدر للفتوى حتى أجازه بذلك جماعة كبيرة من شيوخه، وكان قد جلس للعلم والفتوى في حياة كبار مشائخه، جلس بعد وفاة شيخه نافع- رحمه الله- بسنة، والإمام نافع أظنه توفي سنة 116أو117ه إن لم أنس، فلو تعرض الإمام للسخرية من أهل عصره ما كان ليجلس مجالس العلم في مثل هذه السن ويبقى إماما للمدينة المنورة طيلة ما يقارب ستين سنة، قضى معظمها إماما منفردا بالعلم والفتوى، حتى قيل: لا يفتى ومالك في المدينة، وهذه مسألة أخرى أقضت مضجع أخي محمد الأمين وبسببها وغيرها كتب ما كتب وسيأتي بيانها وما المراد بها ومن قالها- إن
شاء الله-.
ثم مالنا ولهذا الكلام والأمر قد فرغ منه منذ قرون، نعود لما كتبنا من أجله وننظر كيف تعود السخرية المدعاة مدحا، لا تستغربوا وانظروا بعين البصيرة لا البصر فالله أعظم وأجل من أن يضع دينه في يد من يسخر الناس منه وهم شهداؤه على خلقه.
بنى الشيخ مسألة السخرية- والعياذ بالله- على روايتين، الأولى: ما ذكره الحافظ ابن حجر في الرحمة الغيثية 2/ 243من مجموع الرسائل المنيرية قال- رحمه الله- (وقال أبو عبد الله البوشنجي: سمعت يحي بن بكير يقول أخبرت عن سعيد بن أبي أيوب أنه كان يقول: لو أن ...... ). وذكر ما تقدم، وأنت ترى في هذا السند قول يحي ابن بكير أخبرت وهذا يعنى أن هناك انقطاعا ولا تقوم بمنقطع حجة، ولو صح فليس فيه أكثر من إعجاب التلميذ بشيخه وهذا كثير في تراجمهم، وسبيله كما قال الحافظ ابن عبد البر في جامع بيان العلم2/ 1109: (وهذا مما ذكرنا مما لا يسمع من قولهم، ولا يلتفت إليه ولا يعرج عليه).
وإذ خلصنا من تلك فاستمع إلى هذه وهي الغريبة، التي تقلب الأمر رأسا على عقب وهذا من بركة أئمتنا بسبب صدقهم وإخلاصهم- والكلام على مجموعهم- ولو كنت من أهل الدروشة لقلت: هذه كرامة للإمام.
نقل الشيخ من جامع بيان العلم ما تقدم، وأعاده بنصه بعد عدة أسطر، وأنقله هنا من نفس المصدر والصفحة ليقارن القراء بين النصين، قال ابن عبد البر في جمع بيان العلم 2/ 1109 من طبعة أبي الأشبال الزهيري: (وذكر أبو يعقوب يوسف بن أحمد المكي، ثنا جعفر ابن إدريس المقري، ثنا محمد بن أبي يحي، ثنا محمد بن سهل، قال سمعت ليث بن طلحة يقول: سمعت سلمة بن سليمان يقول: قلت لابن المبارك: وضعت من رأي أبي حنيفة ولم تضع من رأي مالك، قال: لم أره علما). فانظر- رعاك الله- كيف تحولت من في نقل الشيخ إلى في، وتحولت لفظة علما عند ابن عبد البر إلى عالما في نقل الشيخ محمد.
أما كيف حدث هذا، وتكرر مرتين في نفس المقال، فالجواب عند الشيخ محمد الأمين.
وبهذا والحمد لله تحول ما كان سخرية إلى مدح وثناء على الإمام، لأن مفاهيم الشيوخ معتبرة كما يقولون، والرأي في كل ما تقدم لأهل الحديث الأماجد، ولا أزيد.
ثم ذكر الشيخ بعض ما قاله أتباع الإمام في الثناء عليه، وهذا لا يخالفه فيه عاقل، وإن كان هذا الأمر مشتركا بين أتباع المذاهب، والمالكية في هذا الباب أحسن حالا من أتباع بعض أصحاب المذاهب المتبعة، قال الشيخ محمد أبو زهرة- رحمه الله- في كتابه عن الإمام مالك ص2 - 3: (وإنا إذا أخذنا على كتب المناقب غلوها في المدح، وتقديم الإمام على غيره ........ فإنه من الحق علينا، ونحن ندرس إمام دار الهجرة، أن نعترف بأن الكتب التي ألفت في مناقب مالك لم تكن في غلوها كالكتب التي كتبت في مناقب ........... ). لا أطيل بذكر النص، فالكتاب مشهور متا دول.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/424)
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[19 - 06 - 04, 11:29 ص]ـ
قلت في التعقيب على الشيخ محمد الأمين وفي أثناء الحديث عن النص المنقول عن ابن عبد البر: اعاده بنصه بعد عدة أسطر. قلت: وهذا تسرع مني بل أعاده على الصواب كما هو عند ابن عبد البر في جامع بيان العلم. وعليه تصحح عبارتي الأخري من. أن الشيخ كرر النقل خطأ مرتين والصواب أنه ذكره مرة خطأ، ومرة ذكره صحيحا
والإعتراض لازال قائما على النقل الأول.
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[21 - 06 - 04, 03:48 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين
وبعد: فقد قام الشيخ محمد الأمين بالتعقيب على ما كتبه بعض الإخوة حول مقا له عن الإمام مالك- رحمه الله- فأحببت أن أضيف تعقيبات بين الإيضاحات التي أكتبها في حلقات حول المقال المذكور.
قال الشيخ محمد الأمين: قال الأخ الفاضل عصام البشير: "وتعصب المالكية المتأخرين معروف، وقد عرفنا من رد عليهم بل كاد أن يكفرهم كالشيخ أحمد الغماري، ولكن ما سمعنا أحدا منسوبا إلى العلم يرد عليهم بجمع 'نقائص ومثالب' الإمام مالك"
قال معقبا:
ومن قال أن هذا المقال هو عن مثالب الإمام مالك؟ سبحان الله!
قلت: الأخ عصام البشير-بارك الله فيك- التعصب مرض عضال أصاب الأمة منذ قرون، وطرق الوقاية منه ذكرها المجددون من أهل العلم. ولايكون ابدا بما فعله الأخ محمد.
والشيخ أحمد بن الصديق- رحمه الله- على حبه للسنة، ودعوته للاجتهاد، وطرح التقليد المذهبي، إلا أن فيه شدة على مخالفيه وغلظة نفرت الناس من الاستفادة منه، ثم هو- رحمه الله- لم يقتصر في انتقاداته على المالكية فحسب بل طالت انتقاداته جماعة من الصحابة رماهم بما برأهم الله منه، ورد بحدة مع التشنيع على جماعة من أئمة أهل السنة، فالله يغفر لنا وله. وقولك: ولكن ما سمعنا ..... الخ هذا حق بارك الله فيك.
وأما قول الشيخ محمد الأمين في تعقبه على كلام الأخ عصام: ومن قال إن هذا المقال ....... قلت يقوله كل من نظر فيه، ولا يحتاج ذلك إلى تأمل وإعمال نظر- وإن كنت فيما أحسب لا تقصد إلى هذا- بل أقول شيخنا الفاضل والعفو على هذه: لو اجتهد مجتهد أن يأتي بأسوأ مما جئت به في حق الإمام ما أظنه يفلح، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ثم ذكر الشيخ ملاحظة الأخ محمد رشيد، فقال: قال الأخ الحبيب محمد رشيد حفظه الله: "حين نوجه الكلام لمتعصبة المالكية يكون بذكر الزلات الفقهية و الأخطاء التي يظهر فيها تمام الظهور أن الخطأ فيها من قبل الإمام بالنص مثلا أو عدم علمه بالنسخ،، إلا أن ذلك أيضا ــ أي حين القيام به ــ في هذا الزمان يستدعي التنبيه على جلالة الإمام و علمه و فضله لضعف عقول كثير من الناس فيقرنون بين ذكر الأخطاء و إمامة و فضل صاحب المتكلم عليه". قلت وهذه نصيحة من أخ مشفق. ولكن مع ملاحظة الحذر من الزيادة في ذلك، لئلا يزداد غلو الأتباع.
فعقب الشيخ محمد قائلا: أقول: أما في هذه فمعك حق، وإن كان المقال ليس مخصصاً عن هذا الموضوع، لكنها لفتة جيدة، ولعلي أستدرك الأمر في المستقبل، وأعدّل المقالة إن شاء الله تعالى. أسأل الله أن يعيننا على ذلك. وجزاك الله خيراً على نصيحتك.
قلت: وفقك الله –أخي العزيز- لكل خير، ولكنني أرجو منك مع ملاحظة أخينا محمد رشيد أن تعيد صياغة المقال محل البحث- وكذلك تعيد صياغة بعض المقالات الأخرى في موقعك الخاص- بالكامل، مع التروي في الكتابة ومراجعة إخوانك من أهل العلم، أو بعض إخوانك في الملتقى وفيهم خير كثير-إن شاء الله- ولا تستكثر رجائي فالأمر يستحق.
ثم ذكر الشيخ عن الأخ محمد رشيد قوله: "أسألكم بالله عليكم // لو ذكرتم هذا الكلام لواحد من متعصبي المالكية المتأخرين هل تكون النتيجة المتوقعة أن يذهب أو يخف تعصبه للإمام"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/425)
فأجاب الشيخ محمد الأمين بالآتي: أقول: قال عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي، عن جده. قال: دخل معاوية على عمر وعليه حلة خضراء؛ فنظر إليها الصحابة، فلما رأى ذلك عمر وثب إليه بالدرة فجعل يضربه بها، وجعل معاوية يقول: يا أمير المؤمنين الله الله فيّ. فرجع عمر إلى مجلسه فقال له القوم: لم ضربته يا أمير المؤمنين؟ وما في قومك مثله؟ فقال: والله ما رأيت إلا خيراً، وما بلغني إلا خير، ولو بلغني غير ذلك لكان مني إليه غير ما رأيتم، ولكن رأيته - وأشار بيده - فأحببت أن أضع منه ما شمخ.
قلت: ما وقعت فيه- شيخنا- أشد مما حاولت دفعه، فأنت لم تبق للإمام- رحمه الله- شيئا من العلم ولا من الفضائل، وكل ذلك لم يكن بحق ولا بعلم- ولن يكون إن شاء الله-، والأغرب من ذلك أنك تقول إن ما كتبته: إنما هو مخصص للمالكية؟!!!، وأنا على يقين أن من يطلع عليه من أتباع الإمام سيزداد تمسكه بما هو عليه من تقليد الإمام والتعصب له كردة فعل أولا، وللأخطاء العلمية الفادحة في المقال ثانيا.
ثم الاستدلال بهذه القصة- على فرض صحتها- خطأ فادح من وجوه، ذكر بعضها الأخ محمد رشيد، وأزيد عليها.
أن سيدنا عمر في مقامه وعلمه يتحمل منه مثل ذلك، بعد إيضاح سببه، وهو كان- فوق الإمارة- بالنسبة للصحابة الكرام كالوالد- رضي الله عنهم أجمعين-. فلو سلمنا بصحة الإقتداء بعمر- رضي الله عنه- في هذه فالظن أن يقوم به من كان في مثل مقامه، بما يشبه فعله، عند الحاجة الملحة إليه.
أما ما جاء بها الأستاذ فالحق أن يقال فيه ما قال الشاعر:
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
وقول الآخر:
جراحات اللسان لها التآم ولا يلتام ما جرح اللسان
وقول الأخ محمد رشيد في مداخلة أخرى:
الثاني // في الأثر الذي أوردتموه من كان المقصود توجيهه من فعل عمر؟
هل الناظر إلى معاوية أم معاية نفسه؟
إن كان معاوية نفسه فظاهر تمام الظهور بطلان تمثيلكم بهذا الأثر على ما فعلتم، فقد مات الإمام مالك و لا ذنب له بالإجماع في غلو من غلا فيه
و إن كان المقصود هو الناظر لمعاوية رضي الله عنه فلا يصح إيرادي لهذا الوجه الثاني، و لكن يبقى الأول في التفريق بين الصورتين ... فليراجع
قلت: الإجابة على السوأل للشيخ محمد الأمين، وإنما تعليقي على تردد الأخ محمد رشيد، فالاعتراض قائم على الحالتين، لأنه إذا كان المقصود الإمام فقد علم بطلانه، وإذا كان المقصود بهذا المقال الأتباع- و الكاتب قد صرح بهذا- فلا يتم المراد، لأنه سلك غير الجادة– والله ما أدري ما أقول فعبارتي لا تساعدني- في بيان أخطاء الإمام، ثم هو لم يبين لمن كتب لهم غرضه بفعله هذا، كما بينه عمر- رضي الله عنه- لأصحابه لما سألوه، وإن وجد الشيخ بعض الناس فسألوه عن قصده بهذا المقال، فلن يجد ه الكثير ممن يطلع على المقال ليسألوه، وأما إن اطلع عليه بعض المتعالمين من أهل زماننا كانت المصيبة أعظم وأطم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم قال الأخ محمد الأمين: قال الشيخ المقرئ حفظه الله: "إلى الشيخ الفاضل محمد الأمين: فوجهة نظري أنك أرت خيرا وما أصبت فيكفيك أن ترد على المتعصبة بإخبارهم أن الإمام مالك بشر ولا يعتقد له العصمة وإلا كان رسولا"
أخي الكريم، هم يسلمون بعدم عصمة مالك. لكن زعمهم أن مالكاً يمثل مذهب المدينة. ومذهب المدينة هو حجة عندهم. فرجع القول من الناحية العملية (وإن لم يصرح أحد به) بعصمة مالك! وهذا أمر قديم منذ أيام الإمام الشافعي.
قلت: أما أن الإمام يمثل فقه أهل المدينة فحق، وخذ هذه الشهادة من غير أ تباع الإمام، قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في مجموع الفتاوى 20/ 320 بعد كلام طويل: (إذا تبين هذا؛ فلا ريب عند أحد أن مالكا- رضي الله عنه- أقوم الناس بمذهب أهل المدينة رواية ورأيا، فإنه لم يكن في عصره ولا بعده أقوم بذلك منه، كان له من المكانة عند أهل الإسلام-الخاص منهم والعام- ما لا يخفى على من له بالعلم أدنى إلمام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/426)
وأما قول الشيخ: ومذهب أهل المدينة حجة عندهم، فصحيح أيضا- مع ترك الخوض في تفصيل المراد بالعمل- ولكن فات الشيخ أن حجية العمل هذه ظنية، مثل كل الأصول المختلف فيها، وإلا لكان على الجميع التزامها. والظني لا عصمة له، فعاد الأمر إلى أن الإمام غير معصوم، وهذا الأمر على التنزل مع الشيخ في النقاش وإلا فإن كل ذلك لم يكن، وأقرب الأدلة لبطلان دعوى الأستاذ؛ مخالفة الأتباع أو بعضهم لشيخهم على مر العصور.
وقوله وهذا أمر قديم ...... لا أدري على ماذا يعود اسم الإشارة، ففي الدعوى ثلاثة فروع، وعلى التنزل ثلاث قضايا فما هو القديم من أيام الشافعي؟.
ثم قال الشيخ في تعقيب على الأخ المتقدم، مع ذكر كلام الأخ:
قال وفقه الله: "ثم إني أذكرك بأمر أعتقد أنه منك على بال وإنما هو ذكرى: وهو أن المقلد العامي معذور عند الله إذا ما قلد إماما كمالك"
قال الشيخ محمد الأمين:
صدقت يا أخي، وهذه المقالة ليست موجهة للعوام. ولو أردت أن يقرأها عامي، لربما حذفت نصفها.
قلت: أي النصفين- يا أخي بارك الله فيك- المسألة ليست أنصافا، المقال كله يحتاج إلى صياغة جديدة، إن أردت الإنصاف، فما فيه من الصواب المفيد قليل جدا للآسف الشديد. وإن كنت في شك من قولي فأهل العلم متوافرون وهم الفيصل- بارك الله فيك-.
ثم علق الشيخ على مشاركة أحدهم: قالت الأخت السمرقندية: "لم اكتب ماكتبت فيما رد عليه الاخ الحسني إلا إشارة إلى دعوى الشيخ الأأمين ان ذكر مساويء العلماء في خلقتهم وأخلاقهم .. وهم الذين غطت حسناتهم على سيئاتهم انه لا يعتبر قدحا فيهم ,, وساق لأجل ذلك أمثلة كما هو مبين في النص المقتبس"
أقول" وهذا حق بإذن الله.
قلت: أين هو الحق- يا شيخ محمد بارك الله فيك- هل من الحق أن تذكر - مساوي العلماء في خلقتهم وأخلاقهم- بدعوى أن حسناتهم غطت سيئاتهم، هل هذا الكلام يروج على ذي لب، ثم ما فائدة ما تدعيه إذا كان الأمر كما تقول، ألست تريد أن تضع منهم ما شمخ – وانظر على من يعود الضمير- فما دام الأمر هكذا، ومحبة القوم قد رسخت في النفوس، وفضلهم لا يقبل الجدل، فلم يبق إلا اطراح هذه الأمور، وسلوك سبيل أهل العلم بنشر العلم الصحيح في البوادي والأمصار، ومقارعة الحجة بالحجة، وعدم استدعاء الحزازات القديمة التي لا تورث إلا الضغائن والأحقاد. تلك أمة قد خلت، ومشاكل سلفت، فلنأخذ منها العبر، ولنتبع السنة والأثر.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 06 - 04, 06:13 ص]ـ
أخي الفهم الصحيح
قد تكلمت فأطلت جداً، وخير الكلام ما قل ودل
وبالنسبة لأثر عمر فقد أسئتم فهم مرادي منه. فسأذكر لك مثالاً أوضح: الإمام ابن المديني عندما يكون في الكوفة يظهر التسنن، وعندما يكون في البصرة يظهر التشيع، مع أنه ليس شيعياً. والسبب واضح، وهو أن أهل البصرة عندهم ميل على علي.
مثال آخر: الإمام النسائي عندما كان في الشام كتب كتاباً عن فضائل علي (وليس كل ما فيه صحيح) ورفض تحديث الناس بفضائل معاوية. تعرف لماذا؟ لأن أهل الشام يغالون في معاوية ويحملون على علي. فمن غير المعقول أن يحدثهم بفضائل معاوية، فيزيدهم غلواً فيه.
أما قولك بأن المقالة تنتقص الإمام مالك، فغير صحيح. وأنا قلت أن المقال إنما يهدف إلى فكرة واضحة وهي أن مالك لا يمثل بالضرورة فقه أهل المدينة كلهم. فهو له آراء واجتهادات تفرد بها. والمدينة فيها الكثير من الفقهاء من طبقته، ما وافقوه في كل اجتهاداته. فاختزال كل مذاهب هؤلاء الأئمة في مذهب الإمام مالك، ظلم لهم. ومن هنا فقضية إجماع أهل المدينة التي يتمسك بها المالكية، غير مسلمة لهم. ولا بد من الإتيان بدليل من الكتاب والسنة.
والقول الذي نقلته عن الإمام ابن تيمية مردود جملة وتفصيلاً. وقد فصلت ذلك في رد من صفحة أو صفحتين حذف. إن شئت أرسلته لك بالبريد.
والشيء الآخر الذي تجده في هذه المقالة وفي المقالات الأخرى عن المذاهب الأربعة وغيرهم، هو الإشارة لدور السلطان في نشر المذهب الفقهي. وكذلك إعطاء فكرة مختصرة عن كيفية انتشار المذاهب وأين حصل ذلك ومتى. كما حاولت باختصار إعطاء فكرة عن الفروقات المذهبية بين كل مذهب وأسبابها.
وهي المقالة أصلاً جزء من سلسلة مقالات عن سبب انتشار المذاهب الأربعة واختفاء المذاهب الأخرى. وأظنها استوفت هذه الغاية بحمد الله عز وجل.(32/427)
فيض الرحمن في التعليق على "لسان الميزان" (1)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[10 - 06 - 04, 04:07 ص]ـ
فيض الرحمن في التعليق على "لسان الميزان" (1):
قال الحافظ (3/ 325/1343):
[عبد الله بن أبي غسان الإفريقي:
سمع مالكا وأتى عنه بخبر باطل؛ قال: حدثنا مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما رفعه: ((طول مقام أمتي في قبورهم تمحيص لذنوبهم)).
قال أبو العرب الصقلي تفرد به عن مالك رحمه الله تعالى]. انتهى.
قلت: وكلام الحافظ فيه نظر لأمرين:
أولاً: عبد الله بن أبي غسان الإفريقي ثقة؛ قال عنه أبو العرب القيرواني في "طبقات علماء إفريقية" (ص157): [وكان ثقة].
ثانياً: إن المتهم برواية هذا الحديث هو (فرات بن محمد)؛ حيث قال أبو العرب القيرواني في "الطبقات" (ص157): حدثني فرات بن محمد، قال: حدثني عبد الله بن أبي غسان، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طول مقام أمتي في قبورهم تمحيص لذنوبهم)).
قلت: هذا إسناد تالف فيه فرات بن محمد؛ ذكره الحافظ في "لسان الميزان" (4/ 432) فقال: [وكان ضعيفاً متهماً بالكذب، أو معروفاً به].
الخلاصة:
1 - عبد الله بن أبي غسان الإفريقي ثقة، وعلى هذا يرفع من "لسان الميزان".
2 - المتهم بالحديث هو الراوي عنه (فرات بن محمد) وهو متهم بالكذب.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 09:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذه الفائدة، التي تستحق رحلة، نتمنى منكم الاستمرار - حفظكم الله -.
وقد وجدت في تعليقي على نسختي من ((اللسان)) (4/ 326 - ط الفاروق الحديثة) أن الشيخ الألباني في ((ضعيف الجامع)) قال: " موضوع ".
وليس بين يدي الآن كتاب الشيخ الألباني - رحمه الله -.(32/428)
قسمت تركه
ـ[اكرم]ــــــــ[10 - 06 - 04, 04:55 ص]ـ
ارجوا قسمت التركه التاليه
المبلغ
7600ريال
الورثه
زوجه
9 - ابناء
5 - بنات
وجزيتم خيرا
ـ[المقرئ]ــــــــ[10 - 06 - 04, 06:22 ص]ـ
قسمتها كالتالي:
الأم: 950 ريالا
الأبناء لكل واحد: 578.26 ريالا
البنات لكل واحدة: 289.13 ريالا
والله أعلم
ـ[ابوهيثم]ــــــــ[10 - 06 - 04, 12:14 م]ـ
الزوجة لها الثمن لوجود الأولاد للميت. -
والباقي يقسم على الأولاد للذكر مثل حظ الأنثيين -
- لكن قبل القسمة تؤدى الديون التي على الميت وكذا الوصية لغير وارث في الثلث أو أقل.
- بعض العوام عند حصر الورثة ينسى ذكر جميعهم ظانا أنهم لايرثون
ففي مثل هذه الحالة ينسى الأم أو الأب مثلا 0
والسلام
ـ[اكرم]ــــــــ[11 - 06 - 04, 01:51 ص]ـ
جزيتم خيرا
ووفقتم لكلي خير
ـ[اكرم]ــــــــ[18 - 06 - 04, 11:48 م]ـ
جزيتم خيرا
لكن اخي المقري المساله
فيها
زوجه
وليس ام
ارجوا اعادة القسمه لاني هذه المساله لي اناس ينتظرون
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 05:39 ص]ـ
الأخ الكريم أكرم قسمة المسألة صحيحة كما ذكر الشيخ المقري، وهو قصد زوجة المتوفى، ولكن سبقه قلمه فكتب الأم.
على كل حال الجواب مرة أخرى:
للزوجة الثمن = 7600 ÷ 8 = 950 ريالاً، لقوله تعالى (فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم)
والباقي للأولاد للذكر مثل حظ الأنثيين، الأبناء لكل واحد: 578.26 ريالا
والبنات لكل واحدة: 289.13 ريالا(32/429)
كتاب العظمة لأبي الشيخ
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[10 - 06 - 04, 06:53 ص]ـ
من يدلني على أفضل طبعة محققة لكتاب: العظمة " لأبي الشيخ، واين أجدها، وهل هناك نسخة على ورد؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:26 ص]ـ
تحقيق (رضا الله بن محمد المباركفوري) ط. دار العاصمة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 08:12 ص]ـ
ط. دار العاصمة، وتباع بدار البصيرة.(32/430)
الى من يبحث عن سيرة الحجاج فهذا ما وجدته في صيد الفوائد عن الحجاج
ـ[ sheyyabfiras] ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:14 ص]ـ
ايها الإخوة الكرام
لقد وجدت في منتدى أهل الحديث كلاما متناقضا عن الحجاج بن يوسف الثقفي مما يبعد عنا الحقيقة العلمية
و بينما أنا أتصفح في موقع صيد الفوائد ذلك الموقع المملؤء فعلا بالفوائد فجزاهم الله خيرا
فوجدت كلاما طيبا عن الحجاج الذي أشغل الدنيا والناس بسيرته. وذلك من علماء أجلاء
فأحببت أن أتحفكم به
أخوكم: الأردني: أبو همام
ورابطه:
http://saaid.net/Doat/Zugail/292.htm
وهو كما وجدته بنصه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ فِي مِيزانِ أهلِ السنةِ والجماعةِ
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةً في " الفتاوي " (3/ 278): وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَتَّبِعُونَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَيَتَّبِعُونَ الْحَقَّ وَيَرْحَمُونَ الْخَلْقَ.ا. هـ.
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ اسمٌ معروفٌ في تاريخِ الأمةِ الإسلاميةِ، اسمٌ اقترنَ بسفكِ الدمِ والبطشِ والجبروتِ، اسمٌ لا يكادُ كتابٌ من كتبِ التاريخِ إلا ولهُ فيه ذكرٌ، ولكن هل للرجلِ حسناتٌ تذكرُ في بحرِ ذنوبهِ؟
يجيبُ الإمامُ الذهبي في " السير " (4/ 344) فيقولُ في ترجمتهِ: وَكَانَ ظَلُوْماً، جَبَّاراً، نَاصِبِيّاً، خَبِيْثاً، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ، وَإِقْدَامٍ، وَمَكْرٍ، وَدَهَاءٍ، وَفَصَاحَةٍ، وَبَلاَغَةٍ، وَتعَظِيْمٍ لِلْقُرَآنِ ... وَلَهُ حَسَنَاتٌ مَغْمُوْرَةٌ فِي بَحْرِ ذُنُوْبِهِ، وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، وَلَهُ تَوْحِيْدٌ فِي الجُمْلَةِ، وَنُظَرَاءُ مِنْ ظَلَمَةِ الجَبَابِرَةِ وَالأُمَرَاءِ.ا. هـ.
فانظروا كيف ينصفُ أهلُ السنةِ أمثالَ الحجاجِ؟ ويكلون أمرهُ إلى اللهِ؟
للهِ درك أيها الإمامُ الذهبي.
وقد كثرُ الكلامُ في هذهِ الأيامِ المباركةِ من شهرِ رمضان عن الحجاجِ، فمن مسلسلٍ يبثُ في بعضِ القنواتِ الفضائيةِ عن سيرتهِ، ويقومُ بالتمثيلِ للمسلسلِ سقطُ المتاعِ من أهلِ الفسقِ والمجونِ، ويقومون بتشويهٍ لصورةِ التاريخِ الإسلامي لدولةِ بني أميةَ من خلالِ سيرةِ الحجاجِ بن يوسف، إلى جانبِ تمثيلِ الصحابةِ مثل عبد الله بن الزبير وأسماء بنت أبي بكر، وهذا - واللهِ - منتهى السخف، وكما يعلمُ الجميعُ أن العلماءَ قد منعوا من تمثيلِ أدوار الصحابةِ في هذه المسلسلات التي يقومُ بها الفسقةُ والماجنين، وحتى لو قام بهذه ألأدوار أهلُ الصلاحِ والاستقامةِ فإنه لا يقبلُ منهم لأمور عدةٍ لا مجال لذكرها هنا.
وتقومُ أيضاً " قناةُ المستقلةِ " بإلقاءِ الضوءِ على سيرةِ الحجاجِ من خلالِ استضافةِ الرافضي والعلماني والبعثي والزيدي، وهذه مهزلةٌ لم يسبق لها نظيرٌ، فكيف يعرفُ تاريخُ الحجاجِ من هؤلاءِ الزنادقةِ؟!
ولماذا يركزُ على الحجاجِ؟
فقد وجد في تاريخِ الأممِ من هو أشدُ من الحجاجِ.
أين أنتم من هولاكو؟ أين أنتم من ستالين؟ أين أنتم من هتلر؟ وأين أنتم ... ؟ وأين أنتم .... ؟ وسلسلة لا تنتهي.
وفي مقالي هذا أريدُ أن ألقي الضوءَ على سيرةِ الحجاجِ بنِ يوسف من خلالِ منظارِ أهل السنةِ والجماعةِ، لا من خلالِ التاريخِ الذي دخل فيه التشيعُ، ولا من خلالِ النظرةِ الحاقدةِ على تاريخِ بني أميةَ من قبل الرافضةِ والزيديةِ.
وأسألُ اللهَ ان يجعلَ في مقالي هذا النفعَ والفائدةَ، ومن كان لهُ تعقيبٌ أو إضافةٌ فلا يبخل بها علينا هنا، وله مني الشكرُ، ومن اللهِ الأجرُ.
من هو " المُبِيرٌُ " الذي ورد ذكرهُ في الحديثِ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/431)
عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ قَالَ: فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا، قَوَّامًا، وَصُولًا لِلرَّحِمِ، أَمَا وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيْرٌ، ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقَوْلُهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ؛ فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ؛ فَأَعَادَ عَلَيْهَاالرَّسُولَ: لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ، قَالَ: فَأَبَتْ؛ وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي، قَالَ، فَقَالَ: أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ، قَالَتْ: رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ: يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ. أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ الدَّوَابِّ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا؛ فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ قَالَ: فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا. رواهُ مسلمٌ.
" وَمُبِيرٌ ": أَيْ مُهْلِكٌ يُسْرِفُ فِي إِهْلَاكِ النَّاسِ يُقَالُ: بَارَ الرَّجُلُ يَبُورُ بَوْرًا. فَهُوَ بَائِرٌ , وَأَبَارَ غَيْرَهُ , فَهُوَ مُبِيرٌ وَهُوَ الْحَجَّاجُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي الْإِهْلَاكِ مِثْلَهُ.
فوائدُ من القصةِ:
سأنقلُ بعضَ تعليقاتِ الإمامِ النووي على القصةِ من " شرح مسلم ".
1 - قولُ ابنِ عمرَ: أَبَا خُبَيْبٍ. قال الإمامُ النووي في " شرح مسلم ": بِضَمِّ الْخَاء الْمُعْجَمَة كُنْيَة اِبْن الزُّبَيْر , كُنِّيَ بِابْنِهِ خُبَيْب , وَكَانَ أَكْبَر أَوْلَاده , وَلَهُ ثَلَاث كُنًى ذَكَرَهَا الْبُخَارِيّ فِي التَّارِيخ وَآخَرُونَ: أَبُو خُبَيْب , وَأَبُو بَكْر , وَأَبُو بُكَيْرٍ.ا. هـ.
2 - فِيهِ اِسْتِحْبَاب السَّلَام عَلَى الْمَيِّت فِي قَبْره وَغَيْره , تَكْرِير السَّلَام ثَلَاثًا كَمَا كَرَّرَ اِبْن عُمَر.ا. هـ.
3 - وَفِيهِ الثَّنَاء عَلَى الْمَوْتَى بِجَمِيلِ صِفَاتهمْ الْمَعْرُوفَة.ا. هـ.
4 - وَفِيهِ مَنْقَبَة لِابْنِ عُمَر لِقَوْلِهِ بِالْحَقِّ فِي الْمَلَأ , وَعَدَم اِكْتِرَاثه بِالْحَجَّاجِ ; لِأَنَّهُ يَعْلَم أَنَّهُ يَبْلُغهُ مَقَامه عَلَيْهِ , وَقَوْله , وَثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ , فَلَمْ يَمْنَعهُ ذَلِكَ أَنْ يَقُول الْحَقّ , يَشْهَد لِابْنِ الزُّبَيْر بِمَا يَعْلَمهُ فِيهِ مِنْ الْخَيْر , وَبُطْلَان مَا أَشَاعَ عَنْهُ الْحَجَّاج مِنْ قَوْله: إِنَّهُ عَدُوّ اللَّه , وَظَالِم , وَنَحْوه , فَأَرَادَ اِبْن عُمَر بَرَاءَة اِبْن الزُّبَيْر مِنْ ذَلِكَ الَّذِي نَسَبَهُ إِلَيْهِ الْحَجَّاج , وَأَعْلَم النَّاس بِمَحَاسِنِهِ , وَأَنَّهُ ضِدّ مَا قَالَهُ الْحَجَّاج.ا. هـ.
5 - وَصُولًا لِلرَّحِمِ: وَهُوَ الْمَعْرُوف مِنْ أَحْوَاله.ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/432)
6 - وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْكَذَّابِ هُنَا الْمُخْتَار بْن أَبِي عُبَيْد , وَبِالْمُبِيرِ الْحَجَّاج بْن يُوسُف. وَاَللَّه أَعْلَم.ا. هـ.
الحَجَّاجُ بنُ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ عذابُ اللهِ:
قال عنه الحسن البصري: إن الحجاجَ عذابُ اللهِ، فلا تدفعوا عذابَ اللهِ بأيديكم، و لكن عليكم بالاستكانةِ والتضرعِ، فإنه تعالى يقول: " وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ " [المؤمنون:76].
الطبقات لابن سعد (7/ 164) بإسناد صحيح.
وبعد هذه النصوصِ في بيانِ بطشِ الحجاجِ وجبروتهِ، سؤالٌ يطرحُ:
هل كلُ ما قيل عن الحجاجِ صحيحٌ؟ أم أن فيهِ بعضُ التحاملِ على الرجلِ مما بالغت فيه بعضُ الطوائفِ والفرقِ؟
يجيبُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ - وهو من هو في التاريخِ؟؟ ويكفيك كتاب " البدايةِ والنهايةِ " لتعلمَ مدى معرفة الرجلِ بالتاريخِ - فيقول: وقد تقدم الحديث: " إن في ثقيف كذاباً ومبيراً " وكان المختار هو الكذاب المذكور في هذا الحديث، وقد كان يظهر الرفض أولاً ويبطن الكفر المحض، وأما المبير فهو الحجاج بن يوسف هذا، وقد كان ناصبياً يبغض علياً وشيعته في هوى آل مروان بني أمية، وكان جباراً عنيداً، مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة.
وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر كما قدمنا، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه، فإن الشيعة كانوا يبغضونه جداً لوجوه، وربما حرفوا عليه بعض الكلم، وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات.
وقد روينا عنه أنه كان يتدين بترك المسكر، وكان يكثر تلاوة القرآن، ويتجنب المحارم ولم يشتهر عنه شيء من التلطخ بالفروج، وإن كان متسرعاً في سفك الدماء، فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وساترها، وخفيات الصدور وضمائرها.
قلت: الحجاج أعظم ما نقم عليه وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله عز وجل، وقد كان حريصاً على الجهاد وفتح البلاد، وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن، فكان يعطي على القرآن كثيراً، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا ثلثمائة درهم، والله أعلم.ا. هـ.
وأترككم مع كلامٍ كتبهُ الأخ الفاضلُ أبو عبد الله الذهبي عن الحجاجِ بنِ يوسف في جوابٍ عن الحجاجِ:
إن من أكثر الشخصيات التي لم تنل حقها في البحث والدراسة شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي .. لقد كان لهذه الشخصية المكان والمرتع الخصب لأصحاب الشهوات و أهل الأهواء للطعن في العصر الأموي بوصفه عصر سفك للدماء و تسلط للأمراء ..
و لقد كان لشخص الحجاج النصيب الأوفر من هذه التهم ..
فالحجاج كان ضحية المؤرخين الذين افتروا عليه شتى المفتريات تمشياً مع روح العصر الذي يكتبون فيه؛ ونرى أننا كلما بعدنا عن عصر الحجاج كثرت المفتريات والأباطيل ..
و من الإنصاف أن يسجل المؤرخ لمن يؤرخ له ما أصاب فيه بمثل ما يسجل عليه ما أخطأ فيه .. واضعاً قول الله تعالى {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى} نصب عينيه.
فإن الحجاج قد شوهت صورته و نسجت حولها الخرافات بشكل يجعلها أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة ..
نعم كان الحجاج كما قال عنه الحسن البصري: إن الحجاج عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، و لكن عليكم بالاستكانة والتضرع، فإنه تعالى يقول {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} [المؤمنون /76]. الطبقات لابن سعد (7/ 164) بإسناد صحيح.
فالحجاج كان من الولاة الذين اشتهروا بالظلم والقسوة في المعاملة، و هي شدة كان للظروف التي تولى فيها هي السبب الرئيسي في أن يكون بهذه الصفة ..
فثورات الخوارج المتتالية والتي أنهكت الدولة الأموية .. و الفتن الداخلية .. كان للحجاج الفضل بعد الله في القضاء عليها، و هذه لا ينكرها أحد حتى الأعداء .. و لا ننسى ثورة ابن الأشعث التي كادت أن تلغي و تقضي على الخلافة الإسلامية ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/433)
و مع هذا نقول: ليس كل ما يشاع عن شخص قد ثبت فعلاً .. و ليس كل ما هو مشهور معروف .. فكم سمعنا و قرأنا أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تنصح الخارجين بالثورة على عثمان و قتله!! فهل نصدق هذا، و كم سمعنا أن عثمان رضي الله عنه قد استحدث أموراً خرج بسببها من الإسلام!! فهل نصدق هذه أيضاً .. و كذلك ما اشتهر من أن عمر رضي الله عنه أمر بقتل الستة الذين اختارهم ليكون أحدهم خليفة من بعده إن تخلف أحدهم تضرب عنقه!! و هكذا ..
فليس كل ما هو مشهور صحيح ..
و إني لأستغرب من قولك بأن المناظرة التي حدثت بين طالب العلم و ذلك الشيخ، لم تنتهي على اتفاق بل و قولك بأن طالب العلم يصر على أنه إذا جمع أخبث الخبثاء .. الخ. و استدلاله به على صحة ما أشيع عن الحجاج ..
أقول:
هل ثبت كفر الحجاج حتى نقارن بينه و بين الخبثاء من الأمم السابقة؟!
و الله تعالى يقول {أفنجعل المسلمين كالمجرمين}!! و المؤمن خير من ملئ الأرض من الكافر فكيف تكون هناك مقارنة .. وعلى فرض ثبوت صحة ما أشيع حول الحجاج - ولا ننكر بعضها - فهل يعني هذا أنه قد خرج بموجبها من دائرة الإيمان؟؟!!
لقد ثبتت للحجاج سيئات كثيرة جعلته في نظر الناس من الذين لا يمكن أن يغفر الله لهم .. سبحان الله!! هل جعلنا الله موكلين بتصنيف الناس هذا مغفور له و هذا مغضوب عليه؟!
فهل نسي هذا الطالب أن فتح بلاد السند و ما وراء النهر قد تم بعد فضل الله تعالى على يد أبطال قد أرسلهم الحجاج من أجل نشر الإسلام في تلك المناطق .. و ما يدريك لعل الله أراد أن يجعل له باباً آخر للأجر و تكون أعمال أولئك القوم الذين دخلوا في الإسلام في ميزان حسنات الحجاج .. إن الله على كل شيء قدير فلا نحجر واسعاً ..
واسمع إلى ما ورد عن الحجاج حول موته .. وكما يستدلون بالصورة السيئة حول شخصه .. فإنه قد ثبتت كذلك صورة حسنة أيضاً ..
أن الحجاج عندما اشتدت عليه العلة عمل على تدبير شؤون العراق من بعده بما يحفظه من الاضطراب والفتن، و يبقيه جزءً من الدولة الأموية، حتى إذا اطمأن إلى ذلك كتب وصيته ليبرئ فيها نفسه و ذمته تجاه خالقه وخليفته المسؤول أمامه في الدنيا حتى آخر لحظة من حياته، فكتب يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف: أوصى بأنه يشهد أن لا إليه إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده و رسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث .. الخ. تهذيب تاريخ دمشق (4/ 68).
و يروى أنه قيل له قبل وفاته: ألا تتوب؟ فقال: إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع. محاضرات الأدباء (4/ 495).
و قد ورد أيضاً أنه دعا فقال: اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل. تاريخ دمشق (4/ 82). والبداية والنهاية (9/ 138).
ونقول للذين يطعنون في نيات الناس اسمعوا إلى قول الحسن رحمه الله حينما سمع أحد جلاسه يسب الحجاج بعد وفاته، فأقبل مغضباً و قال: يا ابن أخي فقد مضى الحجاج إلى ربه، و إنك حين تقدم على الله ستجد إن أحقر ذنبٍ ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنبٍ اجترحه الحجاج، و لكل منكما يومئذٍ شأن يغنيه، و اعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم، كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بسب أحد. ذكره أبو نعيم في الحلية (2/ 271).
والله أعلم ..
أما عن الدراسات التي كتبت عن الحجاج فقد قدمت عدد من الرسائل الجامعية في دراسة شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي و منجزاته الحضارية و أعماله .. و ذلك من أجل إظهار الصورة الأخرى التي كادت أن تنمحي من الوجود بسبب ما اشتهر عنه من أباطيل ..
فمن الدراسات كتاب بعنوان: (الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه) للدكتور: محمود زيادة.
و كذلك كتاب آخر بنفس العنوان تقريباً للدكتور إحسان صدقي العمد ..
و هما من أفضل ما كتب عن الحجاج ..
و أيضاً هناك رسائل أخرى صغيرة تتحدث كذلك عن بعض ما أشيع حول الحجاج ..
أخوكم: أبو عبد الله الذهبي ..
قصةٌ منكرةٌ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/434)
عُرف الحجاجُ كما ذكرنا سابقاً بأنهُ سفاكٌ للدماءِ، ومن أشهرِ من قُتل بين يديهِ العالمُ النحريرُ سعيدُ بنُ حبير، وقد وردت قصةٌ منكرةٌ في طريقةِ قتلِ الحجاجِ لسعيدِ بنِ جبير، تذكرُ في ترجمةِ الحجاجِ، وهذا لا يعني أن الحجاجَ لم يقتل سعيدَ بنَ جبير، وإنما إيرادُ القصةِ بهذا السياقِ هو الذي ينكرُ فيها، وإليكم القصة كما ذكرها الحافظُ الذهبي في " السير " (4/ 329 - 332):
حَامِدُ بنُ يَحْيَى البَلْخِيُّ: حَدَّثَنَا حَفْصٌ أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَوْنُ بنُ أَبِي شَدَّادٍ: بَلَغَنِي أَنَّ الحَجَّاجَ لَمَّا ذُكِرَ لَهُ سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِداً يُسَمَّى المُتَلَمِّسَ بنَ أَحْوَصَ فِي عِشْرِيْنَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُوْنَهُ، إِذَا هُمْ برَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَسَأَلُوْهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: صِفُوْهُ لِي. فَوَصَفُوْهُ، فَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ، فَانْطَلقُوا، فَوَجَدُوْهُ سَاجِداً يُنَاجِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ، فَدَنَوْا، وَسَلَّمُوا، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَتَمَّ بَقِيَّةَ صَلاَتِهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، فَقَالُوا: إِنَّا رُسُلُ الحَجَّاجِ إِلَيْكَ، فَأَجِبْهُ. قَالَ: وَلاَ بُدَّ مِنَ الإِجَابَةِ؟ قَالُوا: لاَ بُدَّ. فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَامَ مَعَهُم، حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَيْرِ الرَّاهِبِ، فَقَالَ الرَّاهِبُ: يَا مَعْشَرَ الفُرْسَانِ أَصَبْتُمْ صَاحِبَكُم؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَقَالَ: اصْعَدُوا، فَإِنَّ اللَّبْوَةَ وَالأَسَدَ يَأْوِيَانِ حَوْلَ الدَّيْرِ. فَفَعَلُوا، وَأَبَى سَعِيْدٌ أَنْ يَدْخُلَ، فَقَالُوا: مَا نَرَاكَ إِلاَّ وَأَنْتَ تُرِيْدُ الهَرَبَ مِنَّا. قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ لاَ أَدْخُلُ مَنْزِلَ مُشْرِكٍ أَبَداً. قَالُوا: فَإِنَّا لاَ نَدَعُكَ، فَإِنَّ السِّبَاعَ تَقْتُلُكَ. قَالَ: لاَ ضَيْرَ، إِنَّ مَعِيَ رَبِّي يَصْرِفُهَا عَنِّي، وَيَجْعَلُهَا حَرَساً تَحْرُسُنِي. قَالُوا: فَأَنْتَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: مَا أَنَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وَلَكِنْ عَبْدٌ مِنْ عَبِيْدِ اللهِ مُذْنِبٌ. قَالَ الرَّاهِبُ: فَلْيُعْطِنِي مَا أَثِقُ بِهِ عَلَى طُمَأْنِيْنَةٍ. فَعَرَضُوا عَلَى سَعِيْدٍ أَنْ يُعْطِيَ الرَّاهِبَ مَا يُرِيْدُ. قَالَ: إِنِّي أُعْطِي العَظِيْمَ الَّذِي لاَ شَرِيْكَ لَهُ، لاَ أَبْرَحُ مَكَانِي حَتَّى أُصْبِحَ - إِنْ شَاءَ اللهُ -. فَرَضِيَ الرَّاهِبُ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُم: اصْعَدُوا، وَأَوْتِرُوا القِسِّيَّ، لِتُنَفِّرُوا السِّبَاعَ عَنْ هَذَا العَبْدِ الصَّالِحِ، فَإِنَّهُ كَرِهَ الدُّخُوْلَ فِي الصَّوْمَعَةِ لِمَكَانِكُمْ. فَلَمَّا صَعِدُوا، وَأَوْتَرُوا القِسِّيَّ، إِذَا هُمْ بِلَبْوَةٍ قَدْ أَقْبَلَتْ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْ سَعِيْدٍ، تَحَكَّكَتْ بِهِ، وَتَمَسَّحَتْ بِهِ، ثُمَّ رَبَضَتْ قَرِيْباً مِنْهُ، وَأَقْبَلَ الأَسَدُ يَصْنَعُ كَذَلِكَ. فَلَمَّا رَأَى الرَّاهِبُ ذَلِكَ، وَأَصْبَحُوا، نَزَلَ إِلَيْهِ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَرَائِعِ دِيْنِهِ، وَسُنَنِ رَسُوْلِهِ، فَفَسَّرَ لَهُ سَعِيْدٌ ذَلِكَ كُلَّهُ، فَأَسْلَمَ، وَأَقْبَلَ القَوْمُ عَلَى سَعِيْدٍ يَعْتَذِرُوْنَ إِلَيْهِ، وَيُقَبِّلُوْنَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَيَأْخُذُوْنَ التُّرَابَ الَّذِي وَطِئَهُ، فَيَقُوْلُوْنَ: يَا سَعِيْدُ، حَلَّفَنَا الحَجَّاجُ بِالطَّلاَقِ وَالعَتَاقِ، إِنْ نَحْنُ رَأَيْنَاكَ لاَ نَدَعُكَ حَتَّى نُشْخِصَكَ إِلَيْهِ، فَمُرْنَا بِمَا شِئْتَ. قَالَ: امْضُوا لأَمْرِكُم، فَإِنِّي لاَئِذٌ بِخَالِقِي، وَلاَ رَادَّ لِقَضَائِهِ. فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا وَاسِطَ، فَقَالَ سَعِيْدٌ: قَدْ تَحَرَّمْتُ بِكُم وَصَحِبْتُكُم، وَلَسْتُ أَشُكُّ أَنَّ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ، فَدَعُوْنِي اللَّيْلَةَ آخُذْ أُهْبَةَ المَوْتِ، وَأَسْتَعِدَّ لِمُنْكَرٍ وَنَكِيْرٍ، وَأَذْكُرْ عَذَابَ القَبْرِ، فَإِذَا أَصْبَحْتُم، فَالمِيْعَادُ بَيْنَنَا المَكَانُ الَّذِي تُرِيْدُوْنَ. فَقَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/435)
بَعْضُهُم: لاَ تُرِيْدُوْنَ أَثَراً بَعْد عَيْنٍ.وَقَالَ بَعْضُهُم: قَدْ بَلَغْتُم أَمْنَكُم، وَاسْتَوْجَبْتُم جَوَائِزَ الأَمِيْرِ، فَلاَ تَعْجَزُوا عَنْهُ. وَقَالَ بَعْضُهُم: يُعْطِيْكُم مَا أَعْطَى الرَّاهِبَ، وَيْلَكُم! أَمَا لَكُم عِبْرَةٌ بِالأَسَدِ. وَنَظَرُوا إِلَى سَعِيْدٍ قَدْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ، وَشَعِثَ رَأْسُهُ، وَاغْبَرَّ لَوْنُهُ، وَلَمْ يَأْكُلْ، وَلَمْ يَشْرَبْ، وَلَمْ يَضْحَكْ مُنْذُ يَوْمِ لَقُوْهُ وَصَحِبُوْهُ، فَقَالُوا: يَا خَيْرَ أَهْلِ الأَرْضِ، لَيْتَنَا لَمْ نَعْرِفْكَ، وَلَمْ نُسَرَّحْ إِلَيْكَ، الوَيْلُ لَنَا وَيْلاً طَوِيْلاً، كَيْفَ ابْتُلِيْنَا بِكَ! اعْذُرْنَا عِنْدَ خَالِقِنَا يَوْمَ الحَشْرِ الأَكْبَرِ، فَإِنَّهُ القَاضِي الأَكْبَرُ، وَالعَدْلُ الَّذِي لاَ يَجُوْرُ. قَالَ: مَا أَعْذَرَنِي لَكُم وَأَرْضَانِي لِمَا سَبَقَ مِنْ عِلْمِ اللهِ فِيَّ. فَلَمَّا فَرَغُوا مِنَ البُكَاءِ وَالمُجَاوَبَةِ، قَالَ كَفِيْلُهُ: أَسْأَلُكَ بِاللهِ لَمَا زَوَّدْتَنَا مِنْ دُعَائِكَ وَكَلاَمِكَ، فَإِنَّا لَنْ نَلْقَى مِثْلَكَ أَبَداً. فَفَعَلَ ذَلِكَ، فَخَلَّوْا سَبِيْلَهُ، فَغَسَلَ رَأْسَهُ وَمِدْرَعَتَهُ وَكِسَاءهُ، وَهُم مُحْتَفُوْنَ اللَّيْلَ كُلَّهُ، يُنَادُوْنَ بِالوَيْلِ وَاللَّهْفِ. فَلَمَّا انْشَقَّ عَمُوْدُ الصُّبْحِ، جَاءهُم سَعِيْدٌ، فَقَرَعَ البَابَ، فَنَزَلُوا، وَبَكَوْا مَعَهُ، وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى الحَجَّاجِ، وَآخَرَ مَعَهُ، فَدَخَلاَ، فَقَالَ الحَجَّاجُ: أَتَيْتُمُوْنِي بِسَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَعَايَنَّا مِنَّا العَجَبَ. فَصَرَفَ بِوَجْهِهِ عَنْهُم، فَقَالَ: أَدْخِلُوْهُ عَلَيَّ. فَخَرَجَ المُتَلَمِّسُ، فَقَالَ لِسَعِيْدٍ: أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ. فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: سَعِيْدُ بنُ جُبَيْرٍ. قَالَ: أَنْتَ شَقِيُّ بنُ كُسَيْرٍ. قَالَ: بَلْ أُمِّي كَانَتْ أَعْلَمَ بِاسْمِي مِنْكَ. قَالَ: شَقِيْتَ أَنْتَ، وَشَقِيَتْ أُمُّكَ. قَالَ: الغَيْبُ يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ. قَالَ: لأُبْدِلَنَّكَ بِالدُّنْيَا نَاراً تَلَظَّى. قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ بِيَدِكَ لاتَّخَذْتُكَ إِلَهاً. قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ قَالَ: نَبِيُّ الرَّحْمَةِ، إِمَامُ الهُدَى. قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ، فِي الجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: لَوْ دَخَلْتُهَا، فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا، عَرَفْتُ. قَالَ: فَمَا قَوْلُكَ فِي الخُلَفَاءِ؟ قَالَ: لَسْتُ عَلَيْهِم بِوَكِيْلٍ. قَالَ: فَأَيُّهُم أَعْجَبُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَرْضَاهُم لِخَالِقِي. قَالَ: فَأَيُّهُم أَرْضَى لِلْخَالِقِ؟ قَالَ: عِلْمُ ذَلِكَ عِنْدَهُ. قَالَ: أَبَيْتَ أَنْ تَصْدُقَنِي. قَالَ: إِنِّي لَمْ أُحِبَّ أَنْ أَكْذِبَكَ. قَالَ: فَمَا بَالُكَ لَمْ تَضْحَكْ؟ قَالَ: لَمْ تَسْتَوِ القُلُوْبُ. قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ الحَجَّاجُ بِاللُّؤْلُؤِ وَاليَاقُوْتِ وَالزَّبَرْجَدِ، فَجَمَعَهُ بنُ يَدَيْ سَعِيْدٍ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ جَمَعْتَهُ لِتَفْتَدِيَ بِهِ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ القِيَامَةِ فَصَالِحٌ، وَإِلاَّ فَفَزْعَةٌ وَاحِدَةٌ تُذْهِلُ كُلَّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ، وَلاَ خَيْرَ فِي شَيْءٍ جُمِعَ لِلدُّنْيَا إِلاَّ مَا طَابَ وَزَكَا. ثُمَّ دَعَا الحَجَّاجُ بِالعُوْدِ وَالنَّايِ، فَلَمَّا ضُرِبَ بِالعُوْدِ وَنُفِخَ فِي النَّايِ، بَكَى، فَقَالَ الحَجَّاجُ: مَا يُبْكِيْكَ؟ هُوَ اللَّهْوُ. قَالَ: بَلْ هُوَ الحُزْنُ، أَمَّا النَّفْخُ فَذَكَّرَنِي يَوْمَ نَفْخِ الصُّوْرِ، وَأَمَّا العُوْدُ فَشَجَرَةٌ قُطِعَتْ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ، وَأَمَّا الأَوْتَارُ فَأَمْعَاءُ شَاةٍ يُبْعَثُ بِهَا مَعَكَ يَوْمَ القِيَامَةِ. فَقَالَ الحَجَّاجُ: وَيْلَكَ يَا سَعِيْدُ! قَالَ: الوَيْلُ لِمَنْ زُحْزِحَ عَنِ الجَنَّةِ، وَأُدْخِلَ النَّارُ. قَالَ: اخْتَرْ أَيَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/436)
قِتْلَةٍ تُرِيْدُ أَنْ أَقْتُلَكَ؟ قَالَ: اخْتَرْ لِنَفْسِكَ يَا حَجَّاجُ، فَوَاللهِ مَا تَقْتُلُنِي قِتْلَةً، إِلاَّ قَتَلْتُكَ قَتْلَةً فِي الآخِرَةِ. قَالَ: فَتُرِيْدُ أَنْ أَعْفُوَ عَنْكَ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ العَفْوُ، فَمِنَ اللهِ، وَأَمَّا أَنْتَ فَلاَ بَرَاءةَ لَكَ وَلاَ عُذْرَ. قَالَ: اذْهبُوا بِهِ، فَاقْتُلُوْهُ. فَلَمَّا خَرَجَ مِنَ البَابِ، ضَحِكَ، فَأُخْبِرَ الحَجَّاجُ بِذَلِكَ، فَأَمَرَ بِرَدِّهِ، فَقَالَ: مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: عَجِبْتُ مِنْ جُرْأَتِكَ عَلَى اللهِ، وَحِلْمِهِ عَنْكَ! فَأَمَرَ بِالنِّطْعِ، فَبُسِطَ، فَقَالَ: اقْتُلُوْهُ. فَقَالَ: " وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ". قَالَ: شُدُّوا بِهِ لِغَيْرِ القِبْلَةِ. قَالَ: " فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ". قَالَ: كُبُّوْهُ لِوَجْهِهِ. قَالَ: " مِنْهَا خَلَقْنَاكُم، وَفِيْهَا نُعِيْدُكُم ". قَالَ: اذْبَحُوْهُ. قَالَ: إِنِّي أَشْهَدُ وَأُحَاجُّ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، خُذْهَا مِنِّي حَتَّى تَلْقَانِي يَوْمَ القِيَامَةِ. ثُمَّ دَعَا اللهَ سَعِيْدٌ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْهُ عَلَى أَحَدٍ يَقْتُلُهُ بَعْدِي. فَذُبِحَ عَلَى النِّطْعِ.
وَبَلَغَنَا: أَنَّ الحَجَّاجَ عَاشَ بَعْدَهُ خَمْسَ عَشَرةَ لَيْلَةً، وَقَعَتْ فِي بَطْنِهِ الأَكِلَةُ، فَدَعَا بِالطَّبِيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ دَعَا بِلَحْمٍ مُنْتِنٍ، فَعَلَّقَهُ فِي خَيْطٍ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ فِي حَلْقِهِ، فَتَرَكَهُ سَاعَةً، ثُمَّ اسْتَخْرَجَهُ، وَقَدْ لَزِقَ بِهِ مِنَ الدَّمِ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِنَاجٍ.ا. هـ.
قال الإمامُ الذهبي بعد ذكر الروايةِ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُنْكَرَةٌ، غَيْرُ صَحِيْحَةٍ.ا. هـ.
والقصةُ في سندها حَفْصُ بنُ سليم أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ.
قال الذهبي في " الميزان " (1/ 557): وهاه قتيبة شديداً، وكذبهُ ابنُ مهدي لكونهِ روى عن عبيدِ الله عن نافع عن ابنِ عمر مرفوعاً: من زار قبرَ أمهِ كان كعمرةٍ. وسئل عنه إبراهيمُ بنُ طهمان فقال: خذوا عنهُ عبادتهِ وحسبكم. وذكر بعضاً من رواياتهِ.ا. هـ.
وقال الحافظُ ابنُ حجر في " اللسان " (2/ 393): قلتُ: ووهاهُ الدارقطني أيضاً. وقال الخليلي: مشهورٌ بالصدقِ، غيرُ مخرجٌ في الصحيحِ، وكان يفتي، ولهُ في الفقهِ محلٌ، وتعنى بجمع حديثهُ.
ولهُ ذكرٌ في العللِ التي في آخرِ الترمذي، وأغفلهُ المزي.
قال الترمذي: حدثنا موسى بنُ حزام، سمعتُ صالحَ بنُ عبدِ اللهِ قال: كنا عند أبي مقاتل السمرقندي، فجعل يروي عن عونِ بنِ شداد الأحاديثَ الطوال التي كانت تروى في وصيةِ لقمان، وقتلِ سعيدِ بنِ جبير، وما أشبه ذلك، فقال له ابنُ أخيه: يا عمُ لا تقل حدثنا عون، فإنك لم تسمع هذه الأشياء، فقال: بلى؛ هو كلامٌ حسنٌ.ا. هـ.
وقال الإمامُ ابنُ كثيرِ في " البداية والنهاية " (9/ 117): وقال أبو نعيم في كتابه الحلية، ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن أحمد ابن أبي خلف، ثنا شعبان، عن سالم بن أبي حفصة، قال: لما أتى بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال له: أنت الشقي بن كسير؟ قال: لا! إنما أنا سعيد بن جبير، قال: لأقتلنك، قال: أنا إذا كما سمتني أمي سعيداً! قال: شقيت وشقيت أمك، قال: الأمر ليس إليك، ثم قال: اضربوا عنقه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، قال: وجهوه إلى قبلة النصارى، قال: " فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ " [البقرة: 115] قال: إني أستعيذ منك بما استعاذت به مريم، قال: وما عاذت به؟ قال: قالت: " إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً " [مريم: 17] قال سفيان: لم يقتل بعده إلا واحداً.
وفي رواية أنه قال له: لأبدلنك بالدنيا ناراً تلظى، قال: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلهاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/437)
وفي رواية: أنه لما أراد قتله قال: وجهوه إلى قبلة النصارى، فقال: " فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ " فقال: اجلدوا به الأرض، فقال: " مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى " [طه: 55] فقال: اذبح فما أنزعه لآيات الله منذ اليوم. فقال: اللهم لا تسلطه على أحد بعدي.
وقد ذكر أبو نعيم هنا كلاماً كثيراً في مقتل سعيد ابن جبير أحسنه هذا، والله أعلم.
وقد ذكرنا صفة مقتله إياه، وقد رويت آثار غريبة في صفة مقتله، أكثرها لا يصح.ا. هـ.
والنكارةُ في القصةِ واضحةٌ جداً، ومن أوجهِ النكارةِ فيها:
1 - قولِ عَوْنِ بنِ أَبِي شَدَّادٍ: بَلَغَنِي. فمن الذي أبلغهُ؟ فالواسطةُ مجهولةٌ.
2 - قصةٌ اللَّبْوَةِ وَالأَسَدِ، فأين الأخذُ بالأسبابِ؟
وقد جاء في ترجمةِ سعيدِ بنِ جبير أنهُ تنقل بين البلادِ فراراً من بطشِ الحجاجِ حتى قال: وَاللهِ لَقَدْ فَرَرْتُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنَ اللهِ.
قال الإمامُ الذهبي في " السير " (4/ 338) معلقاً على كلامِ سعيدِ بنِ جبير: " قُلْتُ: طَالَ اخْتِفَاؤُهُ، فَإِنَّ قِيَامَ القُرَّاءِ عَلَى الحَجَّاجِ كَانَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِيْنَ، وَمَا ظَفِرُوا بِسَعِيْدٍ إِلَى سَنَةِ خَمْسٍ وَتِسْعِيْنَ؛ السَّنَةِ الَّتِي قَلَعَ اللهُ فِيْهَا الحَجَّاجَ.ا. هـ.
فهل يُعقلُ أن يفرَ سعيدُ بنُ جبير ثلاثَ سنواتٍ من الحجاجِ ويأخذُ بالأسبابِ ثم يأتي على أمرٍ ذكر في القصةِ ولا يفعلهُ؟ هذا أمرٌ مستبعدٌ جداً.
3 - سؤالُ الحجاجِ لسعيدِ بن جبير عن الخليفةِ الرابعِ على بنِ أبي طالب رضي اللهُ عنه عندما قال له: فَمَا قَوْلُكَ فِي عَلِيٍّ، فِي الجَنَّةِ هُوَ أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: لَوْ دَخَلْتُهَا، فَرَأَيْتُ أَهْلَهَا، عَرَفْتُ.
يلتمسُ منهُ إثباتُ تهمةِ الحجاجِ بأنهُ ناصبي، وهذا أمرٌ قد يكونُ من فعلِ الرافضةِ، وقد رد الإمامُ ابنُ كثيرٍ هذه الفريةِ عن الحجاجِ في " البداية والنهاية " كما تقدم في عنوان: " الحجاجُ عذابُ اللهِ ". فليرجع إليهِ.
4 - تقديمُ العودِ والناي بين يدي سعيدِ بنِ جبير.
وأكنفي بهذه الأوجه.
هل يُلعنُ الحجاج بن يوسف:
قد يقومُ بعضُ الناسِ بلعنِ الحجاجِ بنِ يوسف كلما ورد اسمهُ عليه، فهل هذا الفعلُ من الشرعِ في شيءٍ؟
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: فَلِهَذَا كَانَ أَهْل الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ فِيمَنْ عُرِفَ بِالظُّلْمِ وَنَحْوِهِ مَعَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ لَهُ أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ فِي الظَّاهِرِ - كَالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ - أَنَّهُمْ لَا يَلْعَنُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ بِعَيْنِهِ؛ بَلْ يَقُولُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " فَيَلْعَنُونَ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَامًّا. كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا " وَلَا يَلْعَنُونَ الْمُعَيَّنَ.
كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُدْعَى حِمَارًا وَكَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِدُهُ. فَأُتِيَ بِهِ مَرَّةً. فَلَعَنَهُ رَجُلٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنْهُ. فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ".
وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّعْنَةَ مِنْ بَابِ الْوَعِيدِ وَالْوَعِيدُ الْعَامُّ لَا يُقْطَعُ بِهِ لِلشَّخْصِ الْمُعَيَّنِ لِأَحَدِ الْأَسْبَابِ الْمَذْكُورَةِ: مِنْ تَوْبَةٍ أَوْ حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ أَوْ مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ أَوْ شَفَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ.ا. هـ.
فتاوى أهلِ العلمِ في الحجاجِ بنِ يوسف:
السؤال
بعض الناس عندما يتعرض لسيرة الحجاج يسبة ويلعنه، فهل ذلك يصح، علما بأنه كانت له بعض فتوحات إسلامية لأراضٍ غير إسلامية، وهل هو يعتبر من الفئة الباغية؟
الفتوى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/438)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما لعن الحجاج بن يوسف فينبغي تركه بناء على أن الفاسق المعين لا يلعن بخصوصه إما تحريماً أو تنزيها، وإذا قال قائل ألم يك ظالماً؟ ألم يقتل الصحابة فلماذا لا نلعنه؟ نجيبه بما قال شيخ الإسلام ابن تيمية قال: نحن إذا ذكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله نقول كما قال الله في القرآن "ألا لعنة الله على الظالمين" ولا نحب أن نلعن أحداً بعينه وقد لعنه-أي يزيد بن معاوية - قوم من العلماء، وهذا مذهب يسوغ فيه الاجتهاد، لكن ذلك القول أحب إلينا وأحسن ... انتهى.
وأما ذكر مثالبه وظلمه وفجوره، فلا مانع من ذكر ذلك وإن كانت له حسنات وفتوحات، وقد ترجم له الذهبي فقال: الحجاج أهلكه الله في رمضان سنة 95 كهلاً، كان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً سفاكاً للدماء .... فنسبُّه ولا نحبه بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه وأمره إلى الله .... انتهى.
والحجاج لم يك من الفئة الباغية، بل كان حاكماً على العراق والمشرق كله من قبل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/web/fatwa.showSingleFatwa?FatwaId=39213&word= الحجاج%20بن%20يوسف
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
أرجو أن تجيب على هذا السؤال فهو مهم بالنسبة لي، فقد كنت أقرأ في صفحة معادية للإسلام على الإنترنت حيث قال أحد النصارى بأن الشيخ السجستاني قال في كتابه " المصاحف " بأن الحجاج قد غيَّر في حروف المصحف وغيَّر على الأقل عشر كلمات، يدَّعي بأن السجستاني قد ألَّف كتاب اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان " وقد ادَّعى هذا النصراني بأنَّه جمع الكلمات العشر التي تم تغييرها باللغة العربية. حاولتُ الحصول على نسخةٍ من هذا الكتاب دون جدوى فأرجو التوضيح، فأنا لا أتخيَّل أنَّ جميع العلماء والحفَّاظ يسمحون لشخصٍ بأن يغيِّر القرآن ولا يقولوا شيئاً، حتى ولو أن السجستاني روى هذا. هذا الأمر لا يُعقل أبداً لأننا لسنا كاليهود والنصارى لا نحفظ كتابنا ونتركه لرجال الدين، فالمسلمون يحفظ كثير منهم القرآن وكلهم يتلوه فلا يعقل أن لا يلاحظ أحد الفروق والاختلافات.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لا يمكن أن يتطرق الشك بالنسبة للمسلم في ثبوت القرآن، فقد تكفَّل الله تعالى بحفظ القرآن فقال تعالى: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " [الحجر: 9]، وقد كان القرآن محفوظاً في صدور الحفاظ من الصحابة وعلى جذوع الأشجار واللخاف (الخزف) إلى زمان الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفي حروب الردة قتل كثير من حفاظ الصحابة فخشي أبو بكر- رضي الله عنه -أن يذهب القرآن ويضيع في صدور الصحابة، فاستشار كبار الصحابة لجمع القرآن كاملا في كتابٍ واحدٍ حتى يبقى محفوظاً من الضياع، وأوكل المهمة إلى جبل الحفظ زيد بن ثابت وغيره من كتاب الوحي فأخرج البخاري في " صحيحه " (4986) عن زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه قال: " أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال عمر: هذا والله خير فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/439)
أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} حتى خاتمة براءة فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله تعالى عنهما ".
ثانياً:
وأما الحجاج فلم يباشر بنفسه كتابة المصحف، بل أمره بعض الحاذقين بذلك، وإليك القصة كاملة:
قال الزرقاني:
والمعروف أن المصحف العثماني لم يكن منقوطاً … وسواء أكان هذا أم ذاك فإن إعجام – أي: تنقيط - المصاحف لم يحدث على المشهور إلا في عهد عبد الملك بن مروان، إذ رأى أن رقعة الإسلام قد اتسعت واختلط العرب بالعجم وكادت العجمة تمس سلامة اللغة وبدأ اللبس والإشكال في قراءة المصاحف يلح بالناس حتى ليشق على السواد منهم أن يهتدوا إلى التمييز بين حروف المصحف وكلماته وهي غير معجمة، هنالك رأى بثاقب نظره أن يتقدم للإنقاذ فأمر الحجاج أن يُعنى بهذا الأمر الجلل، وندب " الحجاج " طاعة لأمير المؤمنين رجلين يعالجان هذا المشكل هما: نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني، وكلاهما كفء قدير على ما ندب له، إذ جمعا بين العلم والعمل والصلاح والورع والخبرة بأصول اللغة ووجوه قراءة القرآن، وقد اشتركا أيضاً في التلمذة والأخذ عن أبي الأسود الدؤلي، ويرحم الله هذين الشيخين فقد نجحا في هذه المحاولة وأعجما المصحف الشريف لأول مرة ونقطا جميع حروفه المتشابهة، والتزما ألا تزيد النقط في أي حرف على ثلاث، وشاع ذلك في الناس بعدُ فكان له أثره العظيم في إزالة الإشكال واللبس عن المصحف الشريف.
وقيل: إن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي، وإن ابن سيرين كان له مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر، ويمكن التوفيق بين هذه الأقوال بأن أبا الأسود أول من نقط المصحف ولكن بصفة فردية، ثم تبعه ابن سيرين، وأن عبد الملك أول من نقط المصحف، ولكن بصفة رسميَّة عامَّة ذاعت وشاعت بين الناس دفعاً للبس، والإشكال عنهم في قراءة القرآن. " مناهل العرفان " (1/ 280، 281).
ثالثاً:
وأما ما جاء في السؤال نقلاً عن كتاب " المصاحف " لابن أبي داود: فإليك الرواية فيه والحكم عليها:
عن عبَّاد بن صهيب عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفاً، قال: كانت في البقرة: 259 {لم يتسن وانظر} بغير هاء، فغيرها " لَم يَتَسَنه ".
وكانت في المائدة: 48 {شريعة ومنهاجاً}، فغيّرها " شِرعَةً وَمِنهاجَاً ".
وكانت في يونس: 22 {هو الذي ينشركم}، فغيَّرها " يُسَيّرُكُم ".
وكانت في يوسف: 45 {أنا آتيكم بتأويله}، فغيَّرها " أنا أُنَبِئُكُم بِتَأوِيلِهِ ".
وكانت في الزخرف: 32 {نحن قسمنا بينهم معايشهم}، فغيّرها " مَعِيشَتَهُم ".
وكانت في التكوير: 24 {وما هو على الغيب بظنين}، فغيّرها {بِضَنينٍ} … الخ ..
كتاب " المصاحف " للسجستاني (ص 49).
وهذه الرواية ضعيفة جدّاً أو موضوعة؛ إذ فيها " عبَّاد بن صهيب " وهو متروك الحديث.
قال علي بن المديني: ذهب حديثه، وقال البخاري والنسائي وغيرهما: متروك، وقال ابن حبان: كان قدريّاً داعيةً، ومع ذلك يروي أشياء إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع، وقال الذهبي: أحد المتروكين. انظر " ميزان الاعتدال " للذهبي (4/ 28).
ومتن الرواية منكر باطل، إذ لا يعقل أن يغيِّر شيئاً من القرآن فيمشي هذا التغيير على نسخ العالم كله، بل إن بعض من يرى أن القرآن ناقص غير كامل من غير المسلمين كالرافضة - الشيعة – أنكرها ونقد متنها:
قال الخوئي – وهو من الرافضة -: هذه الدعوى تشبه هذيان المحمومين وخرافات المجانين والأطفال، فإنّ الحجّاج واحدٌ من ولاة بني أُمية، وهو أقصر باعاً وأصغر قدراً من أن ينال القرآن بشيءٍ، بل هو أعجز من أن يغيّر شيئاً من الفروع الإسلامية، فكيف يغير ما هو أساس الدين وقوام الشريعة؟! ومن أين له القدرة والنفوذ في جميع ممالك الإسلام وغيرها مع انتشار القرآن فيها؟ وكيف لم يذكر هذا الخطب العظيم مؤرخ في تاريخه، ولا ناقد في نقده مع ما فيه من الأهمية، وكثرة الدواعي إلى نقله؟ وكيف لم يتعرض لنقله واحد من المسلمين في وقته؟ وكيف أغضى المسلمون عن هذا العمل بعد انقضاء عهد الحجاج وانتهاء سلطته؟ وهب أنّه تمكّن من جمع نسخ المصاحف جميعها، ولم تشذّ عن قدرته نسخةٌ واحدةٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/440)
من أقطار المسلمين المتباعدة، فهل تمكّن من إزالته عن صدور المسلمين وقلوب حفظة القرآن وعددهم في ذلك الوقت لا يحصيه إلاّ الله. " البيان في تفسير القرآن " (ص 219).
وما نقله السائل عن الإمام السجستاني من أنه ألَّف كتاباً اسمه " ما غيَّره الحجاج في مصحف عثمان ": غير صحيح بل كذب ظاهر، وكل ما هنالك أن الإمام السجستاني ترجم للرواية سالفة الذكر عن الحجاج بقوله: (باب ما كتب الحجَّاج بن يوسف في المصحف).
وعلى هذا فإنه لا يمكن أن يعتمد على هذا الرواية بحال من الأحوال، ويكفي في تكذيبها أنه لم يثبت حتى الآن أن أحداً نجح في محاولة لتغيير حرف واحد، فلو كان ما روي صحيحاً لأمكن تكراره خاصة في عصور ضعف المسلمين وشدة الكيد من أعدائهم، بل مثل هذه الشبهات التي تثار هي أحد الأدلة على بطلان هذه الدعاوى، وأن الأعداء قد عجزوا عن مقارعة حجج القرآن وبيانه فلجؤوا للطعن فيه.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب ( www.islam-qa.com)
أسألُ اللهَ أن يكونَ في هذا البيانِ كفايةٌ في موضوعِ الحجاجِ بنِ يوسف الثقفي، وإذا وجدتُ إضافةً سأضعها.
كتبهُ
عبدُ الله زُقَيْل
17 رمضان 1424 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
إن من القضايا المهمةِ حال النقاشِ العلمي البعدُ عن العواطفِ، ولا شك أن ما قام به الحجاجُ من سفكٍ للدماءِ، وهدمٍ للكعبة بالمنجينق، لا يخرجهُ عن دائرةِ الإسلامِ، ولو حصل ذلك لكفرهُ الصحابةُ رضي اللهُ عنهم، وقد نقل بعضُ الإخوة ممن عقبوا على المقالِ هنا بعضَ النقولِ تثبتُ تكفير بعضِ السلفِ للحجاجِ بنِ يوسف الثقفي.
فنقولُ لهم: هل تقبلون النقاش العلمي البعيد عن العاطفةِ والتشنج؟
إن قلتم: نعم، فإليكم الرد.
إن مما قرره أهلُ السنةِ والجماعةِ في بابِ التكفيرِ عدمَ تكفيرِ صاحبِ الكبيرةِ بحالٍ، وهذا الأمرُ أصلٌ من الأصولِ، ولستُ في مقامِ التفصيلِ لهذه المسألةِ لأنها أشهرُ من أن تقررَ.
نأتي على الظالمِ الجبارِ سفاكِ الدماءِ - عاملهُ اللهُ بما يستحق - وننظرُ في النصوصِ التي وردت في حقهِ من كلامِ السلفِ، فقد وردت نصوصٌ بلعنهِ، ونصوصٌ أخرى بتكفيرهِ وعدم تكفيرهِ، وننقلُ جميعَ النصوص الواردةِ للفريقين، ثم بعد ذلك يتبين الصوابُ في المسألةِ.
مسألةُ لعنِ الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ:
نقلتُ في المقال السابقِ كلامَ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ في مسألةِ اللعنِ وأنقلهُ مرة أخرى لأهميته.
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: فَلِهَذَا كَانَ أَهْل الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ فِيمَنْ عُرِفَ بِالظُّلْمِ وَنَحْوِهِ مَعَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ لَهُ أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ فِي الظَّاهِرِ - كَالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ - أَنَّهُمْ لَا يَلْعَنُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ بِعَيْنِهِ؛ بَلْ يَقُولُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " فَيَلْعَنُونَ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَامًّا. كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَآكِلَ ثَمَنِهَا " وَلَا يَلْعَنُونَ الْمُعَيَّنَ.
كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ: " أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُدْعَى حِمَارًا وَكَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِدُهُ. فَأُتِيَ بِهِ مَرَّةً. فَلَعَنَهُ رَجُلٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنْهُ. فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ".
وَذَلِكَ لِأَنَّ اللَّعْنَةَ مِنْ بَابِ الْوَعِيدِ وَالْوَعِيدُ الْعَامُّ لَا يُقْطَعُ بِهِ لِلشَّخْصِ الْمُعَيَّنِ لِأَحَدِ الْأَسْبَابِ الْمَذْكُورَةِ: مِنْ تَوْبَةٍ أَوْ حَسَنَاتٍ مَاحِيَةٍ أَوْ مَصَائِبَ مُكَفِّرَةٍ أَوْ شَفَاعَةٍ مَقْبُولَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ.ا. هـ.
وممن امتنع عن لعنهِ الإمام أحمدُ رحمهُ اللهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/441)
- روى الخلالُ في " السنة " (851) بإسنادهِ فقال: وأخبرني محمدُ بنُ علي قال: ثنا صالح أنه قال لأبيه: الرجلُ يُذكرُ عنده الحجاجُ أو غيرهُ فيلعنهُ؟ قال: لا يعجبني لو عبر فقال: ألا لعنةُ اللهِ على الظالمين، وروى عن ابنِ سيرين أنهُ قال: المسكينُ أبو محمد.
قال المحققُ لـ " السنة ": إسناده صحيحٌ. وقال عن المقصودِ بأبي محمد: لعله يقصدُ الحجاجَ فكنيته أبو محمد.
- وروى أيضاً (853) فقال: وأخبرني زكريا بنُ يحيى أن أبا طالب حدثهم قال: قال أبو عبد اللهِ: كان الحجاجُ بن يوسف رجلُ سوءٍ.
قال المحققُ: إسنادهُ صحيحٌ.
وكذلك الواجبُ على المسلمِ أن يجتنبَ اللعن، وأن لا يعود لسانه عليه.
ولاشك أن في الأمةِ من أمثالِ الحجاجِ كثر، بل أشد منه.
- روى الخلالُ في " السنة " (858) فقال: أخبرنا الدوري قال: ثنا شاذان قال: ثنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: يأتي على الناسِ زمانٌ يصلون فيه على الحجاجِ.
قال المحققُ: إسناده صحيحٌ، وهذا صحيحٌ على معنى: " لا يأتي زمانٌ إلا والذي بعده أشر منه " كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكم من حجاجٍ تولى على المسلمين من بعد الحجاجِ فكان شره مستطيراً وعمل أكثرَ مما عمل الحجاجُ.ا. هـ.
مسألةُ تكفيرِ الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ:
أما المسألةُ الثانيةُ في هذا المبحثِ مسألةُ تكفير الحجاجِ بنِ يوسف، وهي مسألةُ وردت فيها نصوصٌ عن السلفِ حكموا بكفرهِ، وفي المقابلِ جاءت أفعالُ الصحابةِ على النقيضِ من ذلك، فقد صلوا وراءهُ، وحجوا معهُ، وسأذكرُ النصوصَ الواردةَ لكلا الفريقين.
القولُ الأول: القائلون بعدمِ كفرهِ:
أدرك بعضُ الصحابةِ زمن إمارةَ الحجاجِ ومنهم ابنُ عمر، وأنسُ بنُ مالك، وعبدُ الله بن الزبير وكانوا يعرفون ما عند الرجلِ من ظلمٍ وجورٍ وسفكٍ للدماءِ ومع هذا لم يقولوا بكفرِ الحجاجِ، وهذه بعض النصوصِ في هذا المقام:
إمارةُ الحَجَّاجِ بنِ يُوْسُفَ الثَّقَفِيُّ للحُجَّاجِ وفيهم ابنُ عمر:
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ حِينَ أَصَابَهُ سِنَانُ الرُّمْحِ فِي أَخْمَصِ قَدَمِهِ؛ فَلَزِقَتْ قَدَمُهُ بِالرِّكَابِ؛ فَنَزَلْتُ فَنَزَعْتُهَا وَذَلِكَ بِمِنًى، فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ، فَجَعَلَ يَعُودُهُ فَقَالَ الْحَجَّاجُ: لَوْ نَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَنْتَ أَصَبْتَنِي، قَالَ: وَكَيْفَ؟ قَالَ: حَمَلْتَ السِّلَاحَ فِي يَوْمٍ لَمْ يَكُنْ يُحْمَلُ فِيهِ، وَأَدْخَلْتَ السِّلَاحَ الْحَرَمَ وَلَمْ يَكُنْ السِّلَاحُ يُدْخَلُ الْحَرَمَ. رواهُ البخاري (966).
عَنْ إِسْحَاق بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ الْحَجَّاجُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَا عِنْدَهُ فَقَالَ: كَيْفَ هُوَ؟ فَقَالَ: صَالِحٌ فَقَالَ: مَنْ أَصَابَكَ قَالَ: أَصَابَنِي مَنْ أَمَرَ بِحَمْلِ السِّلَاحِ فِي يَوْمٍ لَا يَحِلُّ فِيهِ حَمْلُهُ. يَعْنِي الْحَجَّاجَ. رواه البخاري (967).
يتبينُ من هذين الحديثين أن ما فعلهُ الحجاجُ مع ابنِ عمر كان في الحجِ في منى، وسببُ هذا الفعلِ من الحجاجِ ما جاء في الحديثِ الآخر.
عَنْ سَالِمٍ قَالَ: كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ لَا يُخَالِفَ ابْنَ عُمَرَ فِي الْحَجِّ فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنَا مَعَهُ يَوْمَ عَرَفَةَ حِينَ زَالَتْ الشَّمْسُ فَصَاحَ عِنْدَ سُرَادِقِ الْحَجَّاجِ، فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ مِلْحَفَةٌ مُعَصْفَرَةٌ فَقَالَ: مَا لَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ فَقَالَ: الرَّوَاحَ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ، قَالَ: هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: فَأَنْظِرْنِي حَتَّى أُفِيضَ عَلَى رَأْسِي ثُمَّ أَخْرُجُ، فَنَزَلَ حَتَّى خَرَجَ الْحَجَّاجُ فَسَارَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ السُّنَّةَ فَاقْصُرْ الْخُطْبَةَ، وَعَجِّلْ الْوُقُوفَ؛ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: صَدَقَ. رواهُ البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/442)
قال الحافظُ ابنُ حجر في " الفتح " (2/ 528): فِيهِ نِسْبَةُ الْفِعْلِ إِلَى الْآمِرِ بِشَيْءٍ يَتَسَبَّبُ مِنْهُ ذَلِكَ الْفِعْلُ وَإِنْ لَمْ يَعْنِ الْآمِرَ ذَلِكَ , لَكِنْ حَكَى الزُّبَيْرُ فِي الْأَنْسَابِ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ لَمَّا كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنْ لَا يُخَالِفَ اِبْنَ عُمَرَ شَقَّ عَلَيْهِ فَأَمَرَ رَجُلًا مَعَهُ حَرْبَةٌ يُقَالُ إِنَّهَا كَانَتْ مَسْمُومَةً فَلَصِقَ ذَلِكَ الرَّجُلُ بِهِ فَأَمَرَّ الْحَرْبَةَ عَلَى قَدَمِهِ فَمَرِضَ مِنْهَا أَيَّامًا ثُمَّ مَاتَ , وَذَلِكَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ.ا. هـ.
وفي فعلِ ابنِ عمر مع الحجاجِ فيما سبق أيضاً من الفوائد صلاةُ ابنِ عمر خلف الحجاجِ، وقد جاء مصرحاً به.
عن عمير بن هانىء قال: " شهدتُ ابنَ عمر والحجاجُ محاصرٌ ابنَ الزبير، فكان منزلُ ابنِ عمر بينهما فكان ربما حضر الصلاةَ مع هؤلاءِ، وربما حضر الصلاة مع هؤلاءِ.
قال العلامة الألباني في " الإرواء " (2/ 303): وهذا سند صحيح على شرطِ الستةِ.
أنسُ بنُ مالك يصبرُ الناس على أذى الحَجَّاجِ:
عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ فَقَالَ: اصْبِرُوا؛ فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواهُ البخاري (7068)
وكان أنسُ بنُ مالك رضي الله عنه يجيبُ على أسئلةِ الحجاجِ ولا يكتمُ شيئاً من العلم، على ما في الرجل من شدةٍ، وظلمٍ، وتعلقهِ بأدنى شبهةٍ في العقوبةِ، ويدل لذلك ما جاء في الحديثِ:
عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَاسًا كَانَ بِهِمْ سَقَمٌ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ آوِنَا وَأَطْعِمْنَا فَلَمَّا صَحُّوا قَالُوا: إِنَّ الْمَدِينَةَ وَخِمَةٌ، فَأَنْزَلَهُمْ الْحَرَّةَ فِي ذَوْدٍ لَهُ فَقَالَ: اشْرَبُوا أَلْبَانَهَا، فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتَاقُوا ذَوْدَهُ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنْهُمْ يَكْدِمُ الْأَرْضَ بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوتَ. قَالَ سَلَّامٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ لِأَنَسٍ: حَدِّثْنِي بِأَشَدِّ عُقُوبَةٍ عَاقَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ بِهَذَا، فَبَلَغَ الْحَسَنَ: فَقَالَ وَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يُحَدِّثْهُ بِهَذَا. رواه البخاري (5685).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح " (10/ 149): وَسَاقَ الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ ثَابِت " حَدَّثَنِي أَنَس قَالَ: مَا نَدِمْت عَلَى شَيْء مَا نَدِمْت عَلَى حَدِيث حَدَّثْت بِهِ الْحَجَّاج " فَذَكَرَهُ , وَإِنَّمَا نَدِمَ أَنَس عَلَى ذَلِكَ لِأَنَّ الْحَجَّاج كَانَ مُسْرِفًا فِي الْعُقُوبَة , وَكَانَ يَتَعَلَّق بِأَدْنَى شُبْهَة.ا. هـ.
تأخيرُ الحجاجِ للصلاةِ عن وقتها:
عُرف عن الحجاجِ تأخيرهُ للصلاةِ، وجاءت الأحاديثُ المصرحة بذلك.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: قَدِمَ الْحَجَّاجُ فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا وَأَحْيَانًا إِذَا رَآهُمْ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ أَبْطَوْا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ كَانُوا أَوْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ. رواه البخاري (560)، ومسلم (646).
وجاء في روايةِ مسلم: " كَانَ الْحَجَّاجُ يُؤَخِّرُ الصَّلَوَاتِ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/443)
قال الحافظُ ابنُ حجر في " الفتح " (2/ 50): وَقَعَ فِي رِوَايَة أَبِي عَوَانَةَ فِي صَحِيحه مِنْ طُرُق أَبِي النَّضْرِ عَنْ شُعْبَةَ: سَأَلْنَا جَابِر بْن عَبْد اللَّه فِي زَمَن الْحَجَّاجِ وَكَانَ يُؤَخِّرُ الصَّلَاة عَنْ وَقْت الصَّلَاة.ا. هـ.
الحجاجُ مع سلمةَ بنِ الأكوع:
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْأَكْوَعِ؛ ارْتَدَدْتَ عَلَى عَقِبَيْكَ تَعَرَّبْتَ قَالَ: لَا؛ وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَذِنَ لِي فِي الْبَدْوِ. وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ خَرَجَ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ إِلَى الرَّبَذَةِ، وَتَزَوَّجَ هُنَاكَ امْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ أَوْلَادًا، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِلَيَالٍ فَنَزَلَ الْمَدِينَةَ. رواهُ البخاري (7087)، ومسلم (1862).
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح ": قَالَ اِبْن الْأَثِير فِي النِّهَايَة: كَانَ مَنْ رَجَعَ بَعْدَ هِجْرَته إِلَى مَوْضِعه مِنْ غَيْر عُذْر يَعُدُّونَهُ كَالْمُرْتَدِّ , وَقَالَ غَيْره: كَانَ ذَلِكَ مِنْ جَفَاء الْحَجَّاج حَيْثُ خَاطَبَ هَذَا الصَّحَابِيّ الْجَلِيل بِهَذَا الْخِطَاب الْقَبِيح مِنْ قَبْل أَنْ يَسْتَكْشِفَ عَنْ عُذْره , وَيُقَال إِنَّهُ أَرَادَ قَتْله فَبَيَّنَ الْجِهَة الَّتِي يُرِيد أَنْ يَجْعَلهُ مُسْتَحِقًّا لِلْقَتْلِ بِهَا.ا. هـ.
إنكارُ الحجاجِ لليلة القدرِ:
عَبْد اللَّه بْن شَرِيك قَالَ: ذَكَرَ الْحَجَّاج لَيْلَة الْقَدْر فَكَأَنَّهُ أَنْكَرَهَا , فَأَرَادَ زَرّ بْن حُبَيْشٍ أَنْ يُحَصِّبَهُ فَمَنَعَهُ قَوْمه. رواه عبد الرزاق في " المصنف " (4/ 253).
وقال الحافظُ ابنُ حجر في " الفتح " (4/ 309): وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي لَيْلَة الْقَدْر اِخْتِلَافًا كَثِيرًا. وَتَحَصَّلَ لَنَا مِنْ مَذَاهِبهمْ فِي ذَلِكَ أَكْثَر مِنْ أَرْبَعِينَ قَوْلًا كَمَا وَقَعَ لَنَا نَظِير ذَلِكَ فِي سَاعَة الْجُمْعَة , وَقَدْ اِشْتَرَكَتَا فِي إِخْفَاء كُلّ مِنْهُمَا لِيَقَع الْجِدُّ فِي طَلَبهمَا: الْقَوْل الْأَوَّل: أَنَّهَا رُفِعَتْ أَصْلًا وَرَأْسًا حَكَاهُ الْمُتَوَلِّي فِي التَّتِمَّة عَنْ الرَّوَافِض وَالْفَاكِهَانِيّ فِي شَرْح الْعُمْدَة عَنْ الْحَنَفِيَّة وَكَأَنَّهُ خَطَأ مِنْهُ. وَاَلَّذِي حَكَاهُ السُّرُوجِيّ أَنَّهُ قَوْل الشِّيعَة , وَقَدْ رَوَى عَبْد الرَّزَّاق مِنْ طَرِيق دَاوُد بْن أَبِي عَاصِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن يَحْنَس " قُلْت لِأَبِي هُرَيْرَة: زَعَمُوا أَنَّ لَيْلَة الْقَدْر رُفِعَتْ , قَالَ: كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ " وَمِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن شَرِيك قَالَ: ذَكَرَ الْحَجَّاج لَيْلَة الْقَدْر فَكَأَنَّهُ أَنْكَرَهَا , فَأَرَادَ زَرّ بْن حُبَيْشٍ أَنْ يُحَصِّبَهُ فَمَنَعَهُ قَوْمه.ا. هـ.
وبعد ذكرِ هذه النصوص عن الصحابةِ، وما وجدوهُ من الحجاجِ، فلم نجد من أحدهم أنهُ كفرهُ، أو ألمح حتى إلى تكفيره، فلو ظهر لهم أدنى أمرٍ مكفرٍ من الحجاجِ لما ترددوا في تكفيره، لأن الصحابةَ لا يعهدُ عنهم كتمان الحقِ وبيانهِ.
وهذا سفيان الثوري حينما سُئل عن الحجاج ماذا قال؟
روى اللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " (6/ 1150) بسنده فقال:
أنا عيسى بن علي، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: نا أبو سعيد الأشج قال: أبو أسامة: قال رجلٌ لسفيان: أتشهدُ على الحجاجِ وأبي مسلم أنهما في النار؟ قال " لا؛ إذا أقرا بالتوحيد ".
وللموضوع بقيةٌ إن شاءَ اللهُ تعالى ....
كتبهُ
عبد الله زُقَيْل
24 رمضان 1424 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/444)
بعد الانتهاءِ من ذكرِ القولِ الأولِ نأتي على القولِ الثاني، وقبل ذلك أشكرُ كلَ من شارك في التعليقِ المفيدِ المبني على علمٍ وليس على الكلامِ العاطفي الذي يتقنهُ كلُ واحدٍ، وقد آثرتُ التأخرَ في نقلِ القول الثاني في المسألةِ للإطلاعِ على أكبرِ عددٍ من المصادرِ المتعلقةِ بالحجاجِ.
القولُ الثاني:
قبل أن نشرعَ في ذكرِ القولِ الثاني نقفُ مع أمرٍ مهمٍ له علاقةٌ مهمةٌ بهِ، وهي فتنةٌ حصلت في تلك الفترةِ من تاريخِ بني أميةَ ألا وهي فتنةُ ابنِ الأشعثِ، وبدون التطرقِ لهذه الفتنةِ قد لا يستوعبُ القولُ الثاني.
جرت بين ابنِ الأشعثِ والحجاجِ موقعةٌ في مكانٍ يقالُ لهُ: " ديرُ الجماجمِ " انتهت بانتصارِ الحجاجِ على ابنِ الأشعثِ، ولستُ بصددِ التفصيلِ فيما جرى بين ابن الأشعثِ والحجاجِ من حروبٍ وقتالٍ، ولكن تباينت آراءُ العلماءِ، واختلفت مواقفهم اختلافاً كبيراً في مسألةِ الخروجِ على بني أميةَ، والدوافعِ التي أدت إلى هذا الخروجِ على بني أميةَ.
لقد كانت من أهمِ الدوافعِ التي دفعت ابنَ الأشعثِ ومن معه من العلماءِ في الخروجِ على بني أميةَ أمران هما:
أولاً: الجرأةُ العجيبةُ التي كان يملكها الحجاجُ لبعضِ حدودِ الدينِ وانتهاكهِ لحرماتهِ، وقد كان ممن كتب في هذا الأمر طرفانِ ووسط، طرفٌ أخفى هذا الجانب، وهذا ليس من الإنصافِ في شيءٍ، وطرفٌ بالغ في ذكرِ انتهاكات الحجاجِ لحرماتِ الدين، وأكثرها لا يصحُ، هذا إلى جانبِ دخولِ الدسِ من أعداءِ الحجاجِ وبني أميةَ في صياغةِ كثير من هذه المبالغات، وخاصة كتب الأدب كـ " العقدِ الفريد " لا بن عبد ربهِِ الذي امتلأ بكثيرٍ من الدسِ على التاريخِ، وكذلك كتابُ " الأغاني " للأصفهاني والذي تتسم رواياتهُ بسمةٍ شيعيةٍ واضحةٍ، ولهذا يقولُ ابنُ العربي في " العواصم من القواصمِ " (ص 260) عن النقلِ من هذه الكتب:: وأغلبُ من كتب في المسائلِ التاريخيةِ منهم كانوا من أهلِ الأهواءِ والبدعِ. وفي هذه الكتب كثيرٌ من أحاديثِ استحقارِ الصحابةِ والسلفِ والاستخفافِ بهم، واختراعِ الاسترسالِ في الأقوالِ والأفعالِ عنهم، وخروج مقاصدهم عن الدينِ إلى الدنيا، وعن الحقِ إلى الهوى.ا. هـ.
وقد تحرز الإمامُ ابنُ كثيرٍ فيما نقل عن سيرة الحجاجِ كما ذكرتُ في المقالِ الأولِ، وأعيدهُ هنا لأهميتهِ: وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر كما قدمنا، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه، فإن الشيعة كانوا يبغضونه جداً لوجوه، وربما حرفوا عليه بعض الكلم، وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات.ا. هـ.
وأهلُ الوسطِ حقق ومحص في النقلِ، واعتمد على ما ثبت بصحيحِ السندِ من خلالِ كتب السنةِ المشهورةِ، والكتبِ التي اشتهر أصحابها التحري والدقة.
وفي مقدمةِ تجاوزاتِ الحجاجِ الشرعيةِ إسرافهُ في القتلِ، وهو المُبِيرٌ الذي أخبر عنه النبي صلى اللهُ عليه وسلم، وقدمنا الحديث في ذلك من صحيحِ مسلم. وهذا الأمرُ بناءً على رؤيتهِ في وجوبِ الطاعةِ العمياءِ من الرعيةِ له، وأن مخالفةَ أمرهِ في أي شأنٍ كبر أو صغر تبرر له القتل.
عَنْ عَاصِمٍ قَالَ سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ لَيْسَ فِيهَا مَثْنَوِيَّةٌ، وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لَيْسَ فِيهَا مَثْنَوِيَّةٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَاللَّهِ لَوْ أَمَرْتُ النَّاسَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَخَرَجُوا مِنْ بَابٍ آخَرَ لَحَلَّتْ لِي دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، وَاللَّهِ لَوْ أَخَذْتُ رَبِيعَةَ بِمُضَرَ لَكَانَ ذَلِكَ لِي مِنْ اللَّهِ حَلَالًا، وَيَا عَذِيرِي مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ يَزْعُمُ أَنَّ قِرَاءَتَهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا هِيَ إِلَّا رَجَزٌ مِنْ رَجَزِ الْأَعْرَابِ مَا أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَام، وَعَذِيرِي مِنْ هَذِهِ الْحَمْرَاءِ يَزْعُمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَرْمِي بِالْحَجَرِ فَيَقُولُ: إِلَى أَنْ يَقَعَ الْحَجَرُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ فَوَاللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ كَالْأَمْسِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/445)
الدَّابِرِ قَالَ: فَذَكَرْتُهُ لِلْأَعْمَشِ فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ سَمِعْتُهُ مِنْهُ.
رواهُ أبو داود (4643)، وصححه العلامةُ الألباني في " صحيح سنن أبي داود " (3879)، ووردت آثارٌ بنفس المعنى في سنن أبي داود (4644، 4645)، وصححها العلامةُ الألباني أيضاً (3880، 3881).
قال ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (9/ 131) عن استهانةِ الحجاجِ بالقتلِ: فإن الحجاجَ كان عثمانياً أموياً، يميلُ إليهم ميلاً عظيماً، ويرى أن خلافَهم كفرٌ، يستحلُ بذلك الدماءَ، ولا تأخذه في ذلك لومةُ لائمٍ.ا. هـ.
وبناءً على رؤيتهِ في وجوب الطاعةِ لبني أمية رُوي عنهُ أنهُ جعل مقامَ الخلافةِ فوق مقامِ النبوةِ فما صحةُ الخبرِ بخصوص هذا الأمر؟
عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ خَالِدٍ الضَّبِّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: رَسُولُ أَحَدِكُمْ فِي حَاجَتِهِ أَكْرَمُ عَلَيْهِ أَمْ خَلِيفَتُهُ فِي أَهْلِهِ؟ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لِلَّهِ عَلَيَّ أَلَّا أُصَلِّيَ خَلْفَكَ صَلَاةً أَبَدًا، وَإِنْ وَجَدْتُ قَوْمًا يُجَاهِدُونَكَ لَأُجَاهِدَنَّكَ مَعَهُمْ. زَادَ إِسْحَقُ فِي حَدِيثِهِ قَالَ: فَقَاتَلَ فِي الْجَمَاجِمِ حَتَّى قُتِلَ.
رواهُ أبو داود (4642)، وقال العلامة الألباني في " ضعيف سنن أبي داود " (1007): ضعيف مقطوع.ا. هـ.
ولذلك الحافظُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (9/ 137) احترز عندما نقل عنه هذا الكلام فقال: فإن صح هذا عنه فظاهرهُ كفرٌ إن أراد تفضيلَ منصبِ الخلافةِ على الرسالةِ، أو أراد أن الخليفةَ من بني أميةَ أفضلُ من الرسولِ.ا. هـ.
والأثر قد حكم عليه العلامةُ الألباني بالضعفِ كما مر.
ثانياً: الجرأةُ التي كان عليها الحجاجُ تطاولهُ على الصحابةِ، وسوءُ نظرتهِ للعلماءِ، وتعاملهِ معهم، ونقلنا جملةً من ذلك في المواضيعِ الماضيةِ، وكذلك ما قالهُ في حقِ قراءةِ ابنِ مسعودٍ عندما قال: " وَيَا عَذِيرِي مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ يَزْعُمُ أَنَّ قِرَاءَتَهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَاللَّهِ مَا هِيَ إِلَّا رَجَزٌ مِنْ رَجَزِ الْأَعْرَابِ مَا أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَام ... ".
علق الإمامُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (9/ 135): وهذا من جراءة الحجاج قبحه الله، وإقدامه على الكلام السيئ، والدماء الحرام. وإنما نقم على قراءة ابن مسعود رضي الله عنه لكونه خالف القراءة على المصحف الإمام الذي جمع الناس عليه عثمان، والظاهر أن ابن مسعود رجع إلى قول عثمان وموافقيه، والله أعلم.ا. هـ.
ورويت كلماتٌ شديدةٌ قالها الحجاجُ في حقِ الصحابي الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنها أوردها الإمامُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (9/ 135) فمن ذلك:
1 - عن عاصم بن أبي النجود والأعمش، أنهما سمعا الحجاج - قبحه الله - يقول ذلك، وفيه: والله لو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا الباب لحلت لي دماؤكم، ولا أجد أحداً يقرأ على قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه، ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير.
وفي سندِ هذه الروايةِ أبو هشام الرفاعي محمدُ بنُ يزيد. قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه. وقال النسائي: ضعيف. وقال الترمذي: رأيتُ محمداً أبا هشام الرفاعي. وقال ابنُ حجر: ليس بالقوي.
2 – عن الأعمش يقول: والله لقد سمعت الحجاج بن يوسف يقول: يا عجبا من عبد هذيل، يزعم أنه يقرأ قرآنا من عند الله، واللهِ ما هو إلا رجز من رجز الأعراب، والله لو أدركت عبد هذيل لضربت عنقه.
رواه الحاكمُ في " المستدرك " (3/ 556)، وأورده ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (9/ 135)، ولم يعزه ابنُ كثيرٍ إلى الحاكمِ وإنما قال: " وفي بعض الروايات: والله لو أدركت عبد هذيل لأضربن عنقه.ا. هـ.
وفي سندها أحمد بن عبد الجبار العُطَارِدي. قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال مُطَّين: كان يكذب. وقال ابنُ عدي: رأيتُ أهلَ العراقِ مُجمعين على ضعفه. وقال الذهبي: ضعفه غيرُ واحدٍ.
3 - عن مسلم بن إبراهيم، ثنا الصلت بن دينار، سمعتُ الحجاجَ على منبرِ واسط يقولُ: عبدُ الله بنُ مسعود رأسُ المنافقين لو أدركته لأسقيتُ الأرضَ من دمهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/446)
رواه الخلالُ في " السنة " (855)، وأورده ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (9/ 135).
وفي سنده الصلتُ بنُ دينار الأزدي. قال الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل: متروكُ الحديث، ترك الناسُ حديثه. وقال الحافظُ ابنُ حجر: متروكٌ ناصبي.
4 - قال – أي الصلت بن دينار - وسمعته على منبر واسط وتلا هذه الآية: " وَهَبْ لِي مُلْكاً لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي " قال: والله إن كان سليمان لحسوداً.
أورده ابنُ كثيرٍ أيضا، وفي سندهِ من عرفت آنفاً.
قال ابنُ كثيرٍ معلقاً على هذه الآثار: وهذه جراءة عظيمة تفضي به إلى الكفر قبحه الله وأخزاه وأبعده وأقصاه.ا. هـ.
وقال الذهبي في " تاريخ الإسلام " (6/ 320): قاتل اللهُ الحجاج ما أجرأه على الله، كيف يقولُ هذا في العبدِ الصالحِ عبد الله بن مسعود.ا. هـ.
هذا على فرض ثبوت ما نقل عنه، وبعد التحققِ من أسانيدها لا يثبت منها شيء خلا كلامهِ على قراءةِ ابنِ مسعود رضي الله عنه.
وبعد إيرادِ ما سبق قد يردُ سؤالٌ: ألم تكن تجاوزتُ الحجاجِ موجودةً قبل فتنةِ ابنِ الأشعث؟
الجوابُ: بلى، ولكن بلغت ذروتها وكانت من نتائجها فتنةُ ابنِ الأشعثِ، والكلامُ عن تلك التجاوزت قد يطولُ جداً، وفيما ذكر كفايةٌ. وفتنةٌ ابنِ الأشعثِ تدلُ على أن من العلماءِ من كان يرى إزالةَ الحجاجِ هو إزالة لظلمهِ وجورهِ، وأنه من منطلقِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ، وخاصةً ممن قاتل الحجاج، وانضم إلى ابنِ الأشعثِ. ولذا اختلف العلماءُ في مسألةِ المشاركةِ في فتنةِ ابنِ الأشعثِ فمنهم من شارك فيها، وقاتل، وقتل، وبعضهم كانت مشاركتهُ بطريقةٍ غيرِ مباشرةٍ، وإنما بالتحريضِ فقط، وشارك فيها عددٌ كبيرٌ من العلماءِ ولم ينجو منها إلا عدد قليل قال الإمامُ الذهبي في " السير " (4/ 321): وَقَالَ العِجْلِيُّ: ... لَمْ يَنْجُ بِالبَصْرَةِ مِنْ فِتْنَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ إِلاَّ هُوَ – يعني مُطَرِّف بن عَبْدِ اللهِ - وَابْنُ سِيْرِيْنَ. وَلَمْ يَنْجُ مِنْهَا بِالكُوْفَةِ إِلاَّ خَيْثَمَةُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَإِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ.ا. هـ.، ولولا خشية الإطالةِ لذكرتُ قائمةً بأسماء من شارك فيها.
وفي المقابل وجد من العلماءِ من امتنع عن المشاركةِ في الفتنة واعتزلها بالكليةِ، بل بعضهم عارض المشاركةَ فيها، ولكن السؤال الذي يطرحُ نفسهُ.
بعد هذا العرضِ السريعِ لبعض مجرياتِ فتنة ابنِ الأشعث نأخذُ أقوالَ من رأى بكفرِ الحجاجِ، فقد وردت آثارٌ عن بعضِ أئمةِ السلفِ مصرحةً بتكفيرهِ، ولأخرى غيرُ مصرحةٍ، ولنقف عليها.
1 - عَنِ ابْنِ طَاوُوْسٍ، عَنْ أَبِيْه ِ، قَالَ: عَجِبْتُ لإِخْوَتِنَا مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، يُسَمُّوْنَ الحَجَّاجَ مُؤْمِناً.
رواهُ ابنُ أبي شيبةَ في " الإيمان " (95)، وابنُ سعدٍ في " الطبقات " (5/ 540)، وعبدُ الله بن أحمد في " السنة " (671)، والخلالُ في " السنة " (1165، 1531) وفي سنده رجلٌ مجهول، وابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (12/ 188).
وصحح العلامةُ الألباني في تحقيقه لكتاب " الإيمانِ " لابنِ أبي شيبة الطريق التي عند ابن أبي شيبةَ.
وعلق الإمامُ الذهبي في " السير " (5/ 44) بقوله: " قُلْتُ: يُشِيْرُ إِلَى المُرْجِئَةِ مِنْهُم، الَّذِيْنَ يَقُوْلُوْنَ: هُوَ مُؤْمِنٌ كَامِلُ الإِيْمَانِ مَعَ عَسْفِهِ، وَسَفْكِهِ الدِّمَاءَ، وَسَبِّهِ الصَّحَابَةَ.ا. هـ.
فالإمامُ الذهبي لم يفهم من هذه العبارةِ الكفرَ.
2 – عن إبراهيمَ: " أنه كان إذا ذكر الحجاجَ قال: " أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " [هود: 18].
رواه ابن أبي شيبة في " الإيمان " (96)، والخلال في " السنة " (1165، 1531)، وعبد الله بن أحمد في " السنة " (671)، وابنُ سعدٍ في " الطبقات " (6/ 279)، وابن بطة في " الكبرى " (1211).
وصحح العلامةُ الألباني سنده في " الإيمان " لابن أبي شيبة.
3 – وعن إبراهيمَ قال: كفى بمن يشكُ في أمرِ الحجاج لحاهُ الله.
رواه ابنُ أبي شيبةَ (98)، وهو في نفسِ المصادرِ السابقةِ.
ومعنى قولهِ: لَحَاهُ الله، أي: قبحه ولعنه.
4 – عن الشعبي قال: أشهدُ أنه مؤمنٌ بالطاغوتِ، كافرٌ باللهِ – يعني الحجاج -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/447)
رواهُ ابنُ أبي شيبةَ في " الإيمان (97)، واللالكائي في " الاعتقاد " (1823)، وابن عساكر في " التاريخ " (12/ 187).
ولفظه عند اللالكائي: عن الأجلح قال: قلتُ للشعبي: إن الناس يزعمون أن الحجاجَ مؤمنٌ؟ قال: صدقوا بالجبتِ والطاغوتِ كافرٌ بالله.
وصححه أيضاً العلامة الألباني في " الإيمان " لابن أبي شيبة.
ولكن الشعبي قد تاب عن هذا القول كما ذكر ذلك الإمامُ الذهبي في " السير " (4/ 304 – 306) فقال: يُوْسُفُ بنُ بَهْلُوْلٍ الحَافِظُ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ نُوْحٍ، حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الحَجَّاجُ، سَأَلنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنَ العِلْمِ، فَوَجَدَنِي بِهَا عَارِفاً، فَجَعَلَنِي عَرِيْفاً عَلَى قَوْمِي الشَّعْبِيِّيْنَ، وَمَنْكِباً عَلَى جَمِيْعِ هَمْدَانَ، وَفَرَضَ لِي، فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَهُ بِأَحْسَنِ مَنْزِلَةٍ حَتَّى كَانَ شَأْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَشْعَثِ، فَأَتَانِي قُرَّاءُ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرٍو، إِنَّكَ زَعِيْمُ القُرَّاءِ. فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى خَرَجْتُ مَعَهُم، فَقُمْتُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ أَذْكُرُ الحَجَّاجَ، وَأَعِيْبُهُ بِأَشْيَاءَ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَالَ: أَلاَ تَعْجَبُوْنَ مِنْ هَذَا الخَبِيْثِ؟! أَمَا لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللهُ مِنْهُ، لأَجْعَلَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْهِ أَضْيَقَ مِنْ مَسْكِ جَمَلٍ. قَالَ: فَمَا لَبِثْنَا أَنْ هُزِمْنَا، فَجِئْتُ إِلَى بَيْتِي، وَأَغْلَقْتُ عَلَيَّ، فَمَكَثْتُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَنَدَبَ النَّاسَ لِخُرَاسَانَ، فَقَامَ قُتَيْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ، فَقَالَ: أَنَا لَهَا. فَعَقَدَ لَهُ عَلَى خُرَاسَانَ، فَنَادَى مُنَادِيْه ِ: مَنْ لَحِقَ بِعَسْكَرِ قُتَيْبَةَ، فَهُوَ آمِنٌ. فَاشْتَرَى مَوْلَىً لِي حِمَاراً، وَزَوَّدَنِي، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَكُنْتُ فِي العَسْكَرِ، فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا فَرْغَانَةَ. فَجَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَدْ بَرِقَ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيْرُ، عِنْدِي عِلْمُ مَا تُرِيْدُ. فَقَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أُعِيْذُكَ أَلاَّ تَسْأَلَ عَنْ ذَاكَ. فَعَرَفَ أَنِّي مِمَّنْ يُخْفِي نَفْسَهُ، فَدَعَا بِكِتَابٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ نُسْخَة ً.قُلْتُ: لاَ تَحْتَاجُ إِلَى ذَلِكَ. فَجَعَلْتُ أُمِلُّ عَلَيْهِ وَهُوَ يَنْظُرُ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ كِتَابِ الفَتْحِ. قَالَ: فَحَمَلَنِي عَلَى بَغْلَةٍ، وَأَرْسَلَ إِلَيَّ بِسَرَقٍ مِنْ حَرِيْرٍ، وَكُنْتُ عِنْدَهُ فِي أَحْسَنِ مَنْزِلَةٍ، فَإِنِّي لَيْلَةً أَتَعَشَّى مَعَهُ، إِذَا أَنَا بِرَسُوْلِ الحَجَّاجِ بِكِتَابٍ فِيْهِ: إِذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا، فَإِنَّ صَاحِبَ كِتَابِكَ عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ، فَإِنْ فَاتَكَ، قَطَعْتُ يَدَكَ عَلَى رِجْلِكَ، وَعَزَلْتُكَ. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، وَقَالَ: مَا عَرَفْتُكَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الأَرْضِ، فَوَاللهِ لأَحْلِفَنَّ لَهُ بِكُلِّ يَمِيْنٍ. فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيْر، إِنَّ مِثْلِي لاَ يَخْفَى. فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ. قَالَ: فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ، وَقَالَ: إِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى خَضْرَاءِ وَاسِطَ، فَقَيِّدُوْهُ، ثُمَّ أَدْخِلُوْهُ عَلَى الحَجَّاجِ. فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْ وَاسِطٍ، اسْتَقْبَلَنِي ابْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرٍو، إِنِّي لأَضِنُّ بِكَ عَنِ القَتْلِ، إِذَا دَخَلْتَ عَلَى الأَمِيْرِ، فَقُلْ كَذَا، وَقُلْ كَذَا. فَلَمَّا أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، وَرَآنِي، قَالَ: لاَ مَرْحَباً وَلاَ أَهْلاً، جِئْتَنِي وَلَسْتَ فِي الشَّرَفِ مِنْ قَوْمِكَ، وَلاَ عرِيْفاً، فَفَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، ثُمَّ خَرَجْتَ عَلَيَّ. وَأَنَا سَاكِتٌ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيْرَ، كُلُّ مَا قُلْتَهُ حَقٌّ، وَلَكِنَّا قَدِ اكْتَحَلْنَا بَعْدَكَ السَّهَرَ، وَتَحَلَّسْنَا الخَوْفَ، وَلَمْ نَكُنْ مَعَ ذَلِكَ بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلاَ فَجَرَةً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/448)
أَقْوِيَاءَ، فَهَذَا أَوَانُ حَقَنْتَ لِي دَمِي، وَاسْتَقْبَلْتَ بِيَ التَّوْبَةَ. قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا أُدْخِلَ الشَّعْبِيُّ عَلَى الحَجَّاجِ، قَالَ: هِيْه يَا شَعْبِيُّ! فَقَالَ: أَحْزَنَ بِنَا المَنْزِلُ، وَاسْتَحْلَسْنَا الخَوْفَ، فَلَمْ نَكُنْ فِيْمَا فَعَلْنَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلاَ فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ. فَقَالَ: للهِ دَرُّكَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَصْحَابُنَا: كَانَ الشَّعْبِيُّ فِيْمَنْ خَرَجَ مَعَ القُرَّاءِ عَلَى الحَجَّاجِ، ثُمَّ اخْتَفَى زَمَاناً، وَكَانَ يَكْتُبُ إِلَى يَزِيْدَ بنِ أَبِي مُسْلِمٍ أَنْ يُكَلِّمَ فِيْهِ الحَجَّاجَ.
قُلْتُ (الذهبي): خَرَجَ القُرَّاءُ وَهُمْ أَهْلُ القُرْآنِ وَالصَّلاَحِ بِالعِرَاقِ عَلَى الحَجَّاجِ؛ لِظُلْمِهِ وَتَأْخِيْرِهِ الصَّلاَةَ وَالجَمْعِ فِي الحَضَرِ، وَكَانَ ذَلِكَ مَذْهَباً وَاهِياً لِبَنِي أُمَيَّةَ، كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " يَكُوْنُ عَلَيْكُم أُمَرَاءُ يُمِيْتُوْنَ الصَّلاَةَ ". فَخَرَجَ عَلَى الحَجَّاجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيُّ، وَكَانَ شَرِيْفاً، مُطَاعاً، وَجَدَّتُهُ أُخْتُ الصِّدِّيْقِ، فَالْتَفَّ عَلَى مائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيْدُوْنَ، وَضَاقَتْ عَلَى الحَجَّاجِ الدُّنْيَا، وَكَادَ أَنْ يَزُوْلَ مُلْكُهُ، وَهَزَمُوْهُ مَرَّاتٍ، وَعَايَنَ التَّلَفَ، وَهُوَ ثَابِتٌ مِقْدَامٌ، إِلَى أَنِ انْتَصَرَ، وَتَمَزَّقَ جَمْعُ ابْنِ الأَشْعَثِ، وَقُتِلَ خَلْقٌ كَثِيْرٌ مِنَ الفَرِيْقَيْنِ، فَكَانَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ الحَجَّاجُ مِنْهُم، قَتَلَهُ، إِلاَّ مَنْ بَاءَ مِنْهُم بِالكُفْرِ عَلَى نَفْسِهِ، فَيَدَعُهُ.ا. هـ.
فالشعبي من خلال القصةِ رجع عن قولهِ وتاب وقبل الحجاج توبتهُ.
وبعد هذه النقولِ وبيان الأقوالِ يظهرُ أن الحجاجَ لم يكفرهُ أحدٌ من أهل العلمِ، وإنما هي أقوالٌ وردت عن بعضِ السلف لا يفهمُ منها التكفيرُ، ومن جاء عنه التكفير فقد تراجع عنه، وتاب من ذلك، وتبقى مسألةُ مهمة نختمُ بها.
هل كانت فتنةُ ابنِ الأشعثِ من أجل أنهم رأو كفراً بواحاً منه أم أنه من أجل إزالةِ ظلمِ وبطشِ الحجاجِ؟
الذي يظهرُ – واللهُ أعلم – أنهم أرادوا إزالةَ ظلمِ وتسلطِ الحجاجِ عليهم، ولم يريدوا بفعلهم أنه كافرٌ، ولذلك ذكر العلماءُ مسألةَ الخروجِ على الإمامِ الظالمِ الفاسق، واختلف العلماءُ فيها على قولين، قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " تهذيب التهذيب " (2/ 288) عند ترجمةِ الحسنِ بنِ صالح: قولهم: كان يرى السيفَ. يعني الخروجَ بالسيف على أئمةِ الجورِ ... وهذا مذهبٌ للسلفِ قديمٌ، لكن استقر الأمرُ على تركِ ذلك لما رأوه قد أفضى إلى ما هو أشدُ منه.ا. هـ.
كتبهُ
عبد الله زُقَيْل
5 شوال 1424 هـ
--------------------------------------------------------------------------------
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
عجباً!!! أين المعلقون على المقالِ بعد أن انتهيتُ منه؟؟؟ هل جفت أقلامهم؟
ولذلك قلتُ منذ البدايةِ في ردي رقم: " 15 " ما نصهُ:
من القضايا المهمةِ حال النقاشِ العلمي البعدُ عن العواطفِ، ولا شك أن ما قام به الحجاجُ من سفكٍ للدماءِ، وهدمٍ للكعبة بالمنجينق، لا يخرجهُ عن دائرةِ الإسلامِ، ولو حصل ذلك لكفرهُ الصحابةُ رضي اللهُ عنهم، وقد نقل بعضُ الإخوة ممن عقبوا على المقالِ هنا بعضَ النقولِ تثبتُ تكفير بعضِ السلفِ للحجاجِ بنِ يوسف الثقفي.
فنقولُ لهم: هل تقبلون النقاش العلمي البعيد عن العاطفةِ والتشنج؟
إن قلتم: نعم، فإليكم الرد.ا. هـ.
في أثناءِ البحثِ في سيرةِ الحجاجِ وجدتُ أموراً ومواقفاً للحجاجِ مع الرعيةِ والعلماءِ نتممُ بها البحث، ومنها ما يصحُ ومنها دون ذلك.
فريةً على الحجاجِ تتعلقُ بكتابِ اللهِ:
من الأمورِ التي نُقلت عن الحجاجِ أنه غير في مصحفِ عثمانَ أحد عشر حرفاً، فما صحةُ الخبرِ الواردِ في ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/449)
عن عوفِ بنِ أبي جميلةَ أن الحجاجَ بنَ يوسف غيرَ في مصحفِ عثمانَ أحد عشر حرفاً. قال: كانت في البقرةِ: " لَمْ يَتَسَنَّ وَانْظُرْ " [259] بغيرِ هاءٍ، فغيرها " لَمْ يَتَسَنَّهْ " بالهاء. وكانت في المائدةِ: " شَرِيْعَةً وَمِنْهَاجًا " [48]، فغيرها " شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ". وكانت في يونس: " هُوَ الَّذِي يَنْشُرُكُمْ " [22]، فغيرهُ " يُسَيِّرُكُمْ ". وكانت في يوسف: " أَنَا آتِيْكُم بِتَأْوِيلِهِ " [45]، فغيرها " أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ "، وكانت في المؤمنين: " سَيَقُولُونَ لِلَّهِ لِلَّهِ لِلَّهِ " [85، 87، 89] ثلاثتهن، فجعل الأخيرين " اللّه اللّه ". وكانت في الشعراء، في قصة نوح: " مِنْ الْمُخْرَجِينَ " [116]، وفي قصةِ لوط: " مِنْ الْمَرْجُومِينَ " [167]، فغير قصةِ نوح " مِنْ الْمَرْجُومِينَ " وقصة لوط " مِنْ الْمُخْرَجِينَ ". وكانت في الزخرف: " نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعَايشَهُمْ " [32] فغيرها " مَعِيشَتَهُمْ ". وكانت في الذين كفروا " مِنْ مَاءٍ غَيْرِ يَاسِنٍ " [محمد: 15]، فغيرها " مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ". وكانت في الحديد: " فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَاتّقَوْا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ " [7] فغيرها " وَأَنْفَقُوا "، وكانت في إذا الشمس كورت " وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ " [التكوير: 24]، فغيرها " بِضَنِينٍ ".
أخرجهُ ابنُ أبي داود في " المصاحف " (142، 348).
وفي سندِ الروايةِ عبادُ بنُ صهيب البصري، ذكره الذهبي في " الميزان " (2/ 367 رقم 4122) وقال: أحدُ المتروكين ... قال ابن المديني: ذهب حديثه. وقال البخاري والنسائي وغيرهما: متروك. وقال ابنُ حبان: كان قدرياً داعيةً، ومع ذلك يروي أشياءَ إذا سمعها المبتدىء في هذه الصناعةِ شهد له بالوضعِ.ا. هـ.
وقال الشيخُ عبدُ اللهِ الجديع في " المقدمات الأساسية في علوم القرآن " (ص161 حاشية) عن الخبر: هذا خبرٌ كذبٌ، فإن مُصحف عثمانَ زمن الحجاجِ قد طبق ديارَ الإسلامِ، وما كان الحجاجُ ليُغيِّرَ حرفاً من كتابِ اللهِ والمصاحفُ العثمانيةُ قد وقعت لكلِ الأمصارِ، وانتسخ الناسُ منها مصاحفهم، والقراءُ يومئذٍ من الذين يرجعُ إليهم الناسُ في القراءةِ موجودون، فإن كان الحجاجُ غيرَ حرفاً في مصحفٍ فوالله ما كان ليقدرَ أن يفعلهُ في جميعِ تلك المصاحفِ، وإن كان أرهب كثيراً من الناسِ يومئذٍ بظلمهِ وطغيانهِ، فما كان ليقدر أن يصمِّتَ جميعَ أمةِ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم فيُحرف القرآنَ على مرأى من جميع المسلمين، ثم هب أن ذلك قد وقع من الحجاجِ، فأين النقلةَ لم يجمعوا على نقلهِ، ولماذا لم يأتِ إلا من طريقِ عبادِ بنِ صهيبٍ رجلٍ من المتروكين الهلكى؟ كيف وقد ثبتت الأسانيدُ الدالةُ على بطلانِ هذه الحكايةِ بخصوص كتابةِ تلك الأحرفِ؟ ومثل هذا لا يستحقُ الإطالةَ الإطالةَ بأكثرَ مما ذكرتُ لظهورِ فسادهِ.ا. هـ.
ما نسب إليهِ من غلوٍ في عثمانَ رضي اللهُ عنه:
ورد خبرٌ أن الحجاجَ كان عثمانياً غالياً فيه فلننظر فيه.
عَنْ عَوْفٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ مَثَلَ عُثْمَانَ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ يَقْرَؤُهَا وَيُفَسِّرُهَا: " إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا " [آل عمران: 55] يُشِيرُ إِلَيْنَا بِيَدِهِ وَإِلَى أَهْلِ الشَّامِ.
أخرجه أبو داود (4641)، وقال عنه العلامة الألباني في " ضعيف سنن أبي داود " (1006): ضعيف مقطوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/450)
قال صاحبُ " عون المعبود " تعليقا على الحديث: وَمَقْصُود الْحَجَّاج مِنْ تَمْثِيل عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِظْهَار عَظَمَة الشَّأْن لِعُثْمَان وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ أُمَرَاء بَنِي أُمَيَّة وَمَنْ تَبِعَهُمْ الَّذِينَ كَانُوا فِي الشَّام وَالْعِرَاق وَتَنْقِيص غَيْرهمْ , يَعْنِي مَثَل عُثْمَان كَمَثَلِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَمَثَل مُتَّبِعِيهِ كَمَثَلِ مُتَّبِعِيهِ , فَكَمَا أَنَّ اللَّه تَعَالَى جَعَلَ مُتَّبِعِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَوْق الَّذِينَ كَفَرُوا كَذَلِكَ حَمْل مُتَّبِعِي عُثْمَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مِنْ أَهْل الشَّام وَأَهْل الْعِرَاق فَوْق غَيْرهمْ , بِحَيْثُ جَعَلَ فِيهِمْ الْخِلَافَة وَرَفَعَهَا عَنْ غَيْرهمْ فَصَارُوا غَالِبِينَ عَلَى غَيْرهمْ. قَالَ السِّنْدِيُّ: لَعَلَّهُ أَشَارَ بِهَذِهِ الْإِشَارَة عِنْد قَوْله تَعَالَى " وَجَاعِل الَّذِينَ اِتَّبَعُوك " وَأَرَادَ بِهَذَا أَنَّ أَهْل الشَّام تَبِعُوا عُثْمَان فَرَفَعَهُمْ وَوَضَعَ فِيهِمْ الْخِلَافَة , وَغَيْرهمْ اِتَّبَعُوا عَلِيًّا فَأَذَلَّهُمْ اللَّه وَرَفَعَ عَنْهُمْ الْخِلَافَة اِنْتَهَى.ا. هـ.
فراسةُ والدِ الحجاجِ في ابنهِ:
تفرس والدُ الحجاجِ في ابنه من خلالِ قصة نقلها الحافظُ ابن كثير في " البداية والنهاية " (9/ 119) نقلها عن ابنِ عساكر صاحبِ " تاريخ دمشق " فقال: وقد ذكر ابنُ عساكر في ترجمةِ سليم بن عنز قاضي مصر، وكان من كبار التابعين، وكان ممن شهد خطبة عمر بن الخطاب بالجابية، وكان من الزهادةِ والعبادةِ على جانب عظيم، وكان يختم القرآن في كل ليلة ثلاث ختمات في الصلاة وغيرها. والمقصود أن الحجاج كان مع أبيه بمصر في جامعها فاجتاز بهما سليم بن عنز هذا فنهض إليه أبو الحجاج فسلم عليه، وقال له: إني ذاهب إلى أمير المؤمنين، فهل من حاجة لك عنده؟ قال: نعم! تسأله أن يعزلني عن القضاء. فقال: سبحان الله!! والله لا أعلم قاضياً اليوم خيراً منك. ثم رجع إلى ابنه الحجاج فقال له ابنه: يا أبت أتقوم إلى رجل من تجيب وأنت ثقفي؟ فقال له: يا بني، والله إني لأحسب أن الناس يرحمون بهذا وأمثاله. فقال: والله ما على أمير المؤمنين أضر من هذا وأمثاله، فقال: ولم يا بني؟ قال: لأن هذا وأمثاله يجتمع الناس إليهم، فيحدثونهم عن سيرة أبي بكر وعمر، فيحقر الناس سيرة أمير المؤمنين، ولا يرونها شيئاً عند سيرتهما، فيخلعونه ويخرجون عليه ويبغضونه، ولا يرون طاعته، والله لو خلص لي من الأمر شيء لأضربن عنق هذا وأمثاله. فقال له أبوه: يا بني والله إني لأظن أن الله عزَّ و جلَّ خلقك شقياً.
علق ابنُ كثير على القصة فقال: وهذا يدل على أن أباه كان ذا وجاهة عند الخليفة، وأنه كان ذا فراسة صحيحة، فإنه تفرس في ابنه ما آل إليه أمره بعد ذلك.ا. هـ.
وللموضوعِ بقيةٌ إن شاءَ اللهُ تعالى ....
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
11 رمضان 1424 هـ(32/451)
هل توافقوني في حكمي في غسيل (البستم)
ـ[ابوهيثم]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
الكل يعلم عن كمية الماء المستخدمة في هذا الغسيل , وعلى شئ ليس من الضرورات.
وأنا الحقيقة أتحرز من هذاالفعل لئلا أكون من المسرفين المبذرين ولو كنت على نهر جار
فهل يوافقني الإخوة
وشكرا.
-
ـ[أبو البراء]ــــــــ[12 - 06 - 04, 11:54 م]ـ
موضوع غريب ..
حسنا سأشارك .. في موضوع البستم ..
البستم يعني .. غسل الشيء بواسطة الماء المندفع بشدة .. أي الغسيل بالماء المضغوط ..
ما كل غسيل البستم إهدار للماء ..
فهناك فوائد لغسيل البستم منها ..
أذكر أن سيارتي (الدردعة) امتلأت زيتا من راسها غلى أخمص قدميها ..
وذهبت بها لطبيب السيارات (الميكانيكي) فقال: لا استطيع الكشف عليها وتحديد التهريب، مالم تغسل بالبستم ..
وفعلا غسلتها بالبستم .. وحدد موضوع التهريب.
تعلق بالسيارة مواد وطين وأتربة ربما تعيق حركة السيارة، وربما أثرت على بعض قطعها مع مرور الزمن .. فلا يمكن إزالتها غلا بواسطة الماء المضغوط ..
الله المستعان ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:02 ص]ـ
رائع جدا
حقيقة أعجبتني: [الدردعة مرة مرة] والفتوى كذلك
لكن تراك أخطيت! ليش تغسلها بستم لأنه يبين عذاريبها صحيح(32/452)
حتى لاننخدع اسمعوا ثم احكموا ياهل السنه ..
ـ[ابوعامر]ــــــــ[10 - 06 - 04, 12:56 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه ..
قال تعالى: " وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " [الذاريات: 55].
وقال تعالى: " فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى " [الأعلى: 9].
إليكم أيها الأحبةُ ملفاتٌ صوتيةٌ مهمه للشيخِ ممدوح الحربي - جزاهُ اللهُ خيراً - كما عودنا يبين فيها كثيراً من دين الرافضه الزنادقه الاشرار، ويكشف الكثير من الحقائق الخافيه عنا والاسرارا الخطيره ومخططاتهم الدنئيه الخبيثه في الخليجِ وبلادِ الحرمين - حفظها اللهُ وكثير من بلاد المسلمين وكيف يتم نشر هذا المذهب الخبيث بكل السبل والطرق ..
اخوانى واخواتى والله ان مافى الاشرطه القيمه التاليه التى نتمنى ان تسمع ويتم نشرها فى جميع المنتديات وتوزيعها , فى هذه الاشرطه المفيده والفاضحه للرافضه يتكلم للشيخ ممدوح الحربى حفظه الله ورعاه ويذكر اشياء يشيب الله الرأس ويندى لها الجبين ويذوب القلب كمدا ويعتصر الالم النفس .. والا كيف يقال مثل هذا الكلام الذى لايصدر من مسلم بل والله لم يقل به حتى الكفار والمشركين .. !!
لماذا يارافضه هذا الحقد الدفين والكره الكبير واللعن الكثير والشتم البذئ لماذا كل هذا البغض للصحابه ولاهل السنه .. !!؟؟؟ ولماذا هذه الالفاظ والمقاطع الصوتيه التى سمعناها فى الشريط الاول خاصه والتى نقل بها الشيخ جزاه الله مقاطع من اقوال مشائخ الرافضه .. التى تبين انه لاتقارب بينا وبينهم ..
اخوانى واخواتى اسمعوا العجب العجاب والكفر البواح ثم لكم التعليق والله المستعان.
وحسبنا الله ونعم الوكيل ..
الشيخ ممدوح الحربي فى اشرطته الرائعه التى تبين بجلاء ووضوح من هم الرافضه ..
وحتى لاننخدع
الاخطبوط الشيعي في العالم - الجزء الاول
http://www.dhr12.com/?i=R&R_R=80
الاخطبوط الشيعي في العالم - الجزء الثاني
http://www.dhr12.com/?i=R&R_R=79
الاخطبوط الشيعي في العالم - الجزء الثالث
http://www.dhr12.com/?i=R&R_R=78
والان الحكم والتعليق لكم ومن سمع عرف القوم ومن هم وبانت له الصوره وظهرت له الحقيقه الغائبه عن الكثير من اهل السنه للاسف ..
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:40 م]ـ
أشرطة مفيدة، وإن كان السامع لها يصيبه الغثيان من كثرة الأخطاء النحوية لكنها تصلح للعوام.
لكن يمكن الإستفادة من الكتب الكثيرة التي كشفت عن فضائح هؤلاء الفجرة، وفي كثير من المكتبات هذه الكتب.
وهناك مواقع كثيرة جدا على الشبكة لفضحهم.(32/453)
مراتب فن القواعد الفقهية
ـ[المؤمّل]ــــــــ[10 - 06 - 04, 12:59 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
القواعد الفقهية من العلوم الضرورية في هذا العصر الذي كثرت فيه التفريعات والخلاف فيها، ومن المعلوم أن المتأصل في هذا العلم ربما ان جهل الدليل في مسألة ما فهو يبني على نظائرها وأشباهها.
لكن هذا العلم فيما يتضح لي أنه درجات، فليس من عرف القواعد الفقهية في متونها الصغيرة كمن قرأ التفريعات في كتب الأشباه والنظائر، وعرف التقعيد عند الفقهاء في المذاهب الأخرى.
والسؤال هو هل الطالب لابد له من هذه المتون الصغيرة حتى يرقى في درجات هذا الفن، أم أن علم القواعد الفقهية هو رتبة واحدة لكن تحتاج الى معرفة الأدلة وتطبيقها والدربة في ممارسة ذلك؟؟
ـ[المؤمّل]ــــــــ[11 - 06 - 04, 10:52 ص]ـ
لا اجابه
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 11:22 ص]ـ
يا أخي الفاضل كل علم ينبغي فيه الترقي، وأما حفظ المتون فمهم، ولكن الإكثار منه ليس بجيد، بل يهتم الطالب بحفظ كتاب الله، وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأفضل ما تبدأ به في ذلك هو منظومة العلامة السعدي، وهناك شرح جيد لها للشيخ صالح الأسمري، ط. دار الصميعي.
والله أسأل أن يوفقك في طلبك للعلم، وأن يجعلك من العلماء العاملين.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:30 م]ـ
دلونا على أفضل الكتب للمبتدئين في هذا الفن اضافة الى كتاب السعدي
ـ[حمد آل عقيل]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:30 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17271
ـ[السمرقندية]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:31 ص]ـ
كتاب الوجيز للبورنو 2
موسوعة القواعد الفقهية للبورنو 3
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:10 ص]ـ
أخي الفاضل البد المنير - حفظه الله - يضاف إلى كتاب الشيخ الأسمري في شرح منظومة السعدي،
كتاب قواعد ابن رجب، وأخبرني أحد الأفاضل أن الشيخ مشهور حسن قام بتحقيقه، فإن وجدتَه فاظفر به.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 04:29 ص]ـ
وهناك كتب الشيخ السعيدان صاحب تلقيح الأفهام العلية بشرح القواعد الفقهية وهي غير مطبوعة ولكنها موجودة على شبكة صيد الفوائد.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 06 - 04, 07:34 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالمنهال الآبيضى
أخي الفاضل البدر المنير - حفظه الله - يضاف إلى كتاب الشيخ الأسمري في شرح منظومة السعدي،
كتاب قواعد ابن رجب، وأخبرني أحد الأفاضل أن الشيخ مشهور حسن قام بتحقيقه، فإن وجدتَه فاظفر به.
هل صالح الأسمري فعلا صوفي أشعري
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 06:49 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
http://saaid.net/Doat/asmari/asmari.htm(32/454)
سؤال هام في التدليس
ـ[العصام]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:43 م]ـ
هل هناك من الرواة من يدلس في شيخ معين ولا يدلس في آخر .. ؟ وهل إبراهيم التيمي مدلس كما قال الكرابيسي؟ وهل يدلس عن كل من روى عنه؟
ـ[ياسر30]ــــــــ[13 - 06 - 04, 10:30 ص]ـ
نعم هناك من الرواة من يدلس في شيخ معين ولا يدلس في آخر
بل هناك من الرواة من يدلس في بعض أحاديث شيخ معين دون بعض لنفس الشيخ
قال المزى فى "تهذيب الكمال": إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمى، تيم الرباب، أبو أسماء الكوفى، كان من العباد. اهـ.
و قال المزى:
قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: ثقة.
و قال أبو زرعة: ثقة مرجىء، قتله الحجاج بن يوسف.
و قال أبو حاتم: صالح الحديث.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 1/ 177:
و قال الكرابيسى: حدث عن زيد بن وهب قليلا أكثرها مدلسة.
قال المزى " روى عن:
أنس بن مالك
أبى عائشة الحارث بن سويد
عبد الرحمن بن أبى ليلى
عمرو بن ميمون الأودى
يزيد بن شريك (أبيه)
عائشة أم المؤمنين، مرسل(32/455)
هل تريد ان تصبح زوجتك طالبة علم؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:56 م]ـ
اليك هذا الرابط، وهو موجود في جلسة (كيفية التحصيل العلمي):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12909&highlight=%CE%ED%D1+%E3%DA%ED%E4+%E1%DF+%C8%DA%CF+ %C7%E1%E1%E5+%DD%ED+%D8%E1%C8+%C7%E1%DA%E1%E3(32/456)
هبة الغلام الصغير
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[10 - 06 - 04, 04:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأحبة ورد سؤال من أحد الأخوة كالتالي:
قال أنه له ابن أخ ((أو قال ابن اخت)) وجد مبلغا من المال قبل فترة بعملة أجنبية مغمورة (غير مشهورة وأطنها العملة البلغارية)) قال وأعطانيها الغلام وقال خذها واصرفها فلعلك تحتاجها فأنت كثير السفر.
السؤال هل تصح هبة هذا الغلام وهو غلام مميز في الثانية عشرة تقريبا حتى لو تبين أن هذا المبلغ عند صرفه أنه مبلغ كبير أم يجب موافقة الوالدين .... ؟؟؟؟
جزاكم الله خيرا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[10 - 06 - 04, 05:01 م]ـ
الاخ الحبيب هذه مذاكرة فحسب:
اولا: اللقطة من هذا الصبى المميز يلزمه تعريفها أذا كانت مما يعرف واذا لم يفعل لزم وليه.
فأذا لم يقدر على تعريفها وكان في بلد فيه حاكم يعطيها اياه.
ثانيا: هبة الصغير المميز تصح في اليسير على الصحيح (أذا اذن له الولى)، أما الكثير فلا تصح وصحتها موقوفة على أذن الولي على الصحيح ايضا فهي ليست ناجزة وليست باطلة.
وعلى المذهب لاتصح مطلقا يسيرا كان المبلغ او كبيرا أذن الولى او لم يأذن.
لان الصبى في حكم المحجور عليه لحظ نفسه ألا اذا كان مميزا فيصح منه ما هو يسير عرفا.(32/457)
لماذا اختلف نظر النقاد في هذه الصورة من التفرد؟؟
ـ[أبو عمر الراجحي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 05:24 م]ـ
ما رأي الفضلاء والمشايخ النجباء في هذه المسألة:
لماذا كان التفرد في الطبقات المتقدمة غير التفرد في الطبقات المتأخرة؟
بمعنى لو تفرد راو في طبقة أحمد مثلا لم يكن مثل تفرد راو في طبقة سعيد بن المسيب؟
أريد إجابة على هذا التساؤل؟
رعاكم الله .........
ـ[أبو حمزة الجعيطي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 06:26 م]ـ
رد مجمل وإن كان في المسألة أكثر من ذلك من التفصيل:
كون الحديث يتفرد به صحابي أو تابعي ثقة [على سبيل المثال] أمر طبيعي ولا يورث مجرد هذا التفرد شكا أو احتمالا ذا أثر في عدم الاطمئنان للحديث [كالخطأ أو السهو ..... ].
بخلاف إذا ما تفرد به راو من الطبقات المتأخرة، فإن مثل هذا التفرد على الأقل يجعلنا نتسائل عن سبب تفرده بالحديث ولماذا لم يشاركه في روايته غيره؟ إذ أن الأصل في الحديث مع مر الزمان أن ينتشر.
فكون الحديث يسمعه صحابي واحد دون سواه أمر وارد إذ ليس من شرط التبليغ [بل لا يعقل ذلك] أن لا يتكلم النبي r بحديث إلا إذا كان من يسمعه أكثر من واحد، أما أن يبقى يتناقل تناقلا فرديا من واحد لواحد في طبقة التابعين فأتباع التابعين فتبع الأتباع ... الخ دون أن ينتشر إلا في الطبقات المتأخرة [والمسألة تخضع للنسبية] فإن ذلك أمر فيه غرابة وأقل أحواله يجعلنا نتريث في قبوله، فلا بد من التدقيق فيه أكثر من غيره من الأحاديث المشتهرة، بل قد يعلل في كثير من الأحيان بسبب هذا التفرد وإن كان لا يلزم ذلك مطلقا. فأعتقد أنه لا يخفى عليك حديث " إنما الأعمال بالنيات ... " مع كونه حديث فرد فيما أعلم [لو أقتصرنا على الطرق الصحيحة] إلا أنه ليس صحيح فقط بل من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام. والله عز وجل أجل وأعلم.(32/458)
من اطلق لقب (ذا النورين) على عثمان رضي الله عنه؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:09 م]ـ
لقب ذي النورين
من اطلقه على عثمان رضي الله عنه؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:53 م]ـ
هل من مجيب(32/459)
إستقدام الخادمة بدون محرم للشيخ ابن باز رحمه الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:25 م]ـ
السائل:
عفا الله عنك ذكرتم أمس في محاضرة الجامع الكبير عن السائل الذي يسأل عن استقدام الخادمة قلتم عفا الله عنك إذا كان معه أولاده فله ذلك، إذا كان البيت بحاجة، فما أدري عن المحرم أحسن الله عملك
الشيخ رحمه الله: المقصود إذا كانت وحدها قد يخلو بها أما إذا كانا خادمتين أو معه في البيت بنات وأخوات زالت الخلوة أما الإستقدام هذا بحث آخر، المحرم لا بد منه يجب على أهلها أن يبعثوها بمحرم
السائل: طيب الإثم على المستقدم أو على أهلها أو على المكتب
الشيخ رحمه الله: على الجميع، على المتواطئين على عدم المحرم.
السائل: ولو كان البيت بحاجة
الشيخ رحمه الله: نعم على المتواطئين، أما إذا طلبها وأرسلوها بدون محرم فالإثم عليهم أما إذا طلب المحرم وتعذّر هو، لا الإثم عليه
السائل: عادة جرت العادة الآن أن تقدم على المكتب لأنك منت بحاجة
الشيخ رحمه الله مداخلا: المكتب هو اللي يتولّى الأمر
السائل: نعم لكن قصدي يقدّم على، يريد خادمة
الشيخ رحمه الله: الإثم على أهلها إذا أرسلوا بدون خادمة (سبق لسان يقصد الشيخ بدون محرم) الإثم على أهلها
السائل: يعني المستقدم ماله إثم
الشيخ رحمه الله: ماله تعلّق بها، الإثم على أهلها.
انتهى بحروفه من الوجه الأول من الشريط الثالث من شرحه رحمه الله على كتاب الجامع من بلوغ المرام
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 06 - 04, 02:27 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي / عبدالله المحمد على نقولاتك، فوالله انها كالبلسم الشافي لنا، جزى الله الامام ابن باز رحمه الله خير الجزاء.
هذا رابط قد يثري الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11686&highlight=%C7%D3%CA%DE%CF%C7%E3
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[11 - 06 - 04, 09:39 م]ـ
مشرفنا العزيز أبا محمد جزاك الله كل خير و أعلى الله مقامك في الدارين وبقية الإخوة المشرفين على الموقع وكتب الله ما تقومون به في ميزان حسناتكم يوم أن نلقاه بمنه وكرمه، اللهم آمين
الشيخ رحمه الله ذكر أن الإثم على المتواطئين على عدم المحرم ثم اسثنى مباشرة من قوله (نعم على المتواطئين، أما إذا طلبها وأرسلوها بدون محرم فالإثم عليهم أما إذا طلب المحرم وتعذّر هو، لا الإثم عليه)
ولا شك أن الأفضل أن يأتي بالخادمة من داخل بلده لكي لا يبوء بإثم مجيئها بدون محرم، والسؤال للأخ أبي عمر زياد وأيضا بقية المشايخ الذين استفدنا منهم في هذا الملتقى - حفظهم الله بحفظه -
لماذا ذكر الشيخ رحمه الله بأن المستقدم ليس له تعلّق بها فالإثم على أهلها، ألا يكون متواطئا؟ وذلك لعلمه من أن المكتب في الغالب لا يأتي بها إلا بدون محرم وعلى طلبه، أرجو من الأحبة التوضيح وجزاكم الله خيراً.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[11 - 06 - 04, 10:42 م]ـ
رحم الله إمام العلم ابن باز.
مكتب الاستقدام لايحضر لك الخادمة حتى تحضر (تأشيرة) فيزا إستقدام بأسمك.
فأنت مباشر ولست فقط متواطئ.
وأيضا اسم المكتب (مكتب استقدام) أي احضار من الخارج وهذا هو نظامهم الاساسي.
ثم هب انك لاتستخرج فيزا ولا توقع صيغة العقد معهم والتى (تنص) على احضار خادمة من البلد الفلاني.
أنت تعلم وتجزم وتوقن ان المكتب يحضر الخادمة بدون محرم الى البلد فكيف تقول ليس على أثم.
لو ذهبت الى محل وطلبت منه أن يحضر لك سيارة وانت تعرف وتجزم ان ان سيحضر لك سيارة مسروقة (أو محرمة على اي وجه) فهل يجوز فعلك هذا!!
من شروط البيع أن لايكون بيع محرم لذاته او بالمآل.
أي لايجوز لك ان تبيع السكين رغم انها مباحة الاستخدام في الاصل الى من (يريد بها قتل مسلم).
وهل يكفى في هذا غلبة الظن (أم يجب اليقين) الظاهر انه يكفى فيه غلبة الظن، وهذا اختيار شيخ الاسلام رحمه الله. ولرواية الثانية يجب القطع وعليه أكثر أهل العلم.
ولذا فإن في متوننا الفقهيه (الحنابلة) بعد ذكر المحرمات من البيوع قالوا (ولا سلاح في فتنة) وقد بوب عليه البخاري رحمه الله بهذا النص وذكر اثرا لعمران بن حصين لايحضرني.
والنهي يكون للكراهه (اذا كان زمن فتنة).
ويكون للتحريم اذا كان غلب على الظن استخدام المشترى له للقتل وإن كان في غير زمن الفتنة.
خلافا للشافعي رحمه الله، الذي لاتكفى عنده غلبة الظن. كما نص عليه في الام.
فالشافعي النية الباطنة عنده لاتؤثر على العقد (في ظاهر كلامه).
خلافا للمختار في انها تؤثر في العقد، وعليه قعد كثير من أهل العلم كالسعدي و علم الاسلام في هذا العصر (ابن عثيمين) في منطومته الفقهيه.
والشيخ ابن باز رحمه الله نظر الى ان المتعاقد مع المكتب انما طلب خادمة ولم يطلب منهم احضارها من لاخارج وعدمه ولهذا رأى جوازه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/460)
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:35 ص]ـ
قال البخاري رحمه الله تعالى: (باب بيع السلاح في الفتنة وغيرها)
وكره عمران بن حصين بيعه في الفتنة.
قال ابن حجر رحمه الله تعالى:قَوْله: (بَابٌ بَيْعُ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ
وَغَيْرِهَا) أَيْ هَلْ يُمْنَعُ أَمْ لَا؟ قَوْله: (وَكَرِهَ عِمْرَانُ بْن حُصَيْنٍ بَيْعَهُ فِي
الْفِتْنَةِ) أَيْ فِي أَيَّام الْفِتْنَة , وَهَذَا وَصَلَهُ اِبْن عَدِيٍّ فِي الْكَامِل مِنْ طَرِيق
أَبِي الْأَشْهَبِ عَنْ أَبِي رَجَاء عَنْ عِمْرَانَ , وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ
وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي رَجَاء عَنْ عِمْرَانَ مَرْفُوعًا وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ , وَكَأَنَّ الْمُرَادَ
بِالْفِتْنَةِ مَا يَقَع مِنْ الْحُرُوب بَيْن الْمُسْلِمِينَ لِأَنَّ فِي بَيْعِهِ إِذْ ذَاكَ إِعَانَةً لِمَنْ
اِشْتَرَاهُ , وَهَذَا مَحَلُّهُ إِذَا اِشْتَبَهَ الْحَالُ , فَأَمَّا إِذَا تَحَقَّقَ الْبَاغِي فَالْبَيْعُ
لِلطَّائِفَةِ الَّتِي فِي جَانِبِهَا الْحَقُّ لَا بَأْسَ بِهِ , قَالَ اِبْن بَطَّالٍ: إِنَّمَا كُرِهَ بَيْعُ
السِّلَاح فِي الْفِتْنَةِ لِأَنَّهُ مِنْ بَاب التَّعَاوُن عَلَى الْإِثْم وَمِنْ ثَمَّ كَرِهَ مَالِكٌ
وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاق بَيْع الْعِنَب مِمَّنْ يَتَّخِذُهُ خَمْرًا وَذَهَبَ مَالِكٌ
إِلَى فَسْخِ الْبَيْعِ وَكَأَنَّ الْمُصَنِّف أَشَارَ إِلَى خِلَافِ الثَّوْرِيِّ فِي ذَلِكَ حَيْثُ قَالَ
بِعْ حَلَالَك مِمَّنْ شِئْت.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 09:09 م]ـ
"الأخ" أبو عمر
الأخ أبو محمد
الأخ عبدالقاهر
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 09:15 م]ـ
يُرفع للخلل الفني
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:29 ص]ـ
أيضا هناك مناقشة جميلة حول هذا الموضوع بين المشايخ ابن باز وابن جبرين والبراك والفريان رحم الله الميت وحفظ الحي منهم، لعلي أنشط لكتابتها.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[25 - 08 - 06, 02:56 م]ـ
يقول الاخ الشيخ اجازها لانه نظر الى انه طلب من المكتب احضارها فقط ولم يطلبها من الخارج
اقول هذا بارك الله فيك لايفهم من كلام الشيخ بل الامر محتمل فانه ايضا يفهم من كلامه ان المسئولية على المحضر للخادمة وهو المكتب عليه ان يحضرها بطريق شرعي لانها مسئوليته وانت لم تباشر هذا العمل والله اعلم
ـ[العدناني]ــــــــ[25 - 08 - 06, 03:21 م]ـ
كلام الاخ زياد العضيلة صواب ويحتمل الخطأ
والحق أحق أن يتبع لاسيما أن الاستدلال الذي استدل به له وجهه من النظر
ـ[أبو عثمان السبيعي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:59 ص]ـ
أيضا هناك مناقشة جميلة حول هذا الموضوع بين المشايخ ابن باز وابن جبرين والبراك والفريان رحم الله الميت وحفظ الحي منهم، لعلي أنشط لكتابتها.
حبذا لو ذكرتم لنا أين نجد هذه المناقشة بارك الله فيكم؟
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 10:20 ص]ـ
حبذا لو ذكرتم لنا أين نجد هذه المناقشة بارك الله فيكم؟
حفظك الله وبارك فيك بما أن همتك سمت بأن ترفع الموضوع بعد سنوات!
سأخبرك اين تجدها لكن بشرط أن تفرغها للإخوة هنا:)
وهي نافعة جدا ليس في هذه المسألة فحسب بل كل الشريط متنوع الفوائد
والشريط أيضا متوفر بحمد الله في التسجيلات(32/461)
(لا إنكار في مسائل الإجتهاد وليس الخلاف) للشيخ ابن باز رحمه الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:39 م]ـ
(لا إنكار في مسائل الإجتهاد وليس الخلاف)
السائل: أحسن الله إليك يا شيخ مسائل الخلاف هل يُنكر على صاحبه، اللي يخالف فيها، بعض الإخوان ينكر على المرأة التي لا تتحجب يقول هذه مسألة خلافية
الشيخ -رحمه الله-: ايش
السائل: المرأة التي لا تتحجب لا تغطي وجهها بعض الناس ينكر على بعض الآمرين وغيرهم يقول هذه مسألة خلافية ليست بإجماع العلماء
الشيخ - رحمه الله -: لا، هذا غلط، لا إنكار في مسائل الإجتهاد مهوب الخلاف، الخلاف قد يكون فيه نص، مسائل الإجتهاد اللي ما فيها نصوص، هذا معنى كلام العلماء، مسائل الإجتهاد مو مسائل الخلاف
أما مسائل الخلاف ما ثبت به النص يُنكر على من خالفه.
السائل: ولو كان قال به عدد من العلماء.
الشيخ: ولو ولو، العبرة بالنص.
انتهى من الوجه الأول الشريط السابع من شرحه رحمه الله على كتاب البيوع من البلوغ، وتبع السؤال أسئلة عن أدلة وجوب تغطية وجه المرأة
عند الأجانب
ـ[أبو عمر]ــــــــ[03 - 11 - 06, 03:04 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 11 - 06, 03:21 م]ـ
هذه هي البصيرة
رحمه الله(32/462)
ما صحة اثر زرارة بن ابي اوفى في قضاء الخلفاء الراشدين ان اغلاق الباب وارخاء الستر يوج
ـ[الساجي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 08:58 م]ـ
ما صحة اثر زرارة بن ابي اوفى في قضاء الخلفاء الراشدين ان اغلاق الباب وارخاء الستر يوجب المهر والعدة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:23 ص]ـ
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد،،،
فالآثر أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (6/ 288)، وسعيد بن منصور في " سننه " (762) - ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 255، 256) -، والأثرم في " سننه " - كما في " منار السبيل " (3/ 803) -، وأبوعبيد في " كتاب النكاح " - كما في " تلخيص الحبير " (3/ 193) -.
من طريق زرارة بن أوفى، قال: " قضى الخلفاء الراشدون المهديون أنه من أغلق باباً، وأرخى ستراً؛ فقد وجب الصداق والعدة ".
قال البيهقي: " هذا مرسل؛ زرارة لم يدركهم، وقد رويناه عن عمر وعلي - رضي الله عنهما - موصولاً ".
قلت: أخرج مالك في " الموطأ " (ص 489 - تنوير) - وعنه الشافعي في " الأم " (7/ 223 و 233)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 255) -، وسعيد بن منصور في " سننه " (757)، والدارقطني في " سننه " (3/ 306)، وعبدالرزاق في " مصنفه " (6/ 287)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (3/ 520).
عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، أن عمر بن الخطاب قضى في المرأة إذا تزوجها الرجل أنه إذا أرخيت الستور؛ فقد وجب الصداق.
وإسناده صحيح.
وأخرجه الدارقطني في " سننه " (3/ 306)، وعنه البيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 255).
عن تميم بن المنتصر، نا عبدالله بن نمير، نا عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر، قال: " إذا أجيف الباب، وأرخيت الستور؛ فقد وجب المهر ".
قلت: وهذا الإسناد صحيح.
وأخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (6/ 287)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (3/ 520)، وسعيد بن منصور في " سننه " (758 و 759).
من طريق منصور، عن إبراهيم، قال: قال عمر: " إذا أغلقوا باباً وأرخوا ستراً، أو كشفوا خماراً؛ فقد وجب الصداق ".
وإسناده صحيح، وتابع منصور، الأعمش، عن إبراهيم، به.
أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " (760).
متابعهما حماد بن زيد، عن إبراهيم، به.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (3/ 520).
وأخرج ابن أبي شيبة في " مصنفه " (3/ 520)، وسعيد بن منصور في " سننه " (761)، والدارقطني في " سننه " (3/ 306، 307)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 255).
من طريق منصور، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبدالله، قال: قال علي: " إذا أرخى ستراً على امرأته، وأغلق باباً؛ وجب الصداق ".
وإسناده حسن؛ المنهال بن عمرو صدوق، ربما وهم، كما في " التقريب ".
وأخرج عبدالرزاق في " مصنفه " (6/ 287 و 288) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال عمر بن الخطاب: " إذا أرخيت الستور، وغلقت الأبواب؛ فقد وجب الصداق ".
وإسناده صحيح.
وأخرج ابن أبي شيبة في " مصنفه " (3/ 520)، وعبدالرزاق في " مصنفه " (6/ 285)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 255)، والذهبي في " تذكرة الحفاظ " (1/ 178).
من طريق قتادة، عن الحسن، عن الأحنف، أن عمر وعلياً، قالا " إذا أغلق باباً، أو أرخى ستراً؛ فلها الصداق، وعليها العدة ".
والحسن مدلس، ولم يصرح بالسماع.
وخالف قتادة، عبدالكريم بن أبي المخارق فرواه: عن الحسن، عن عمر وعلياً، به.
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (7/ 289).
وعبدالكريم صعيف، كما في " التقريب ".
وصلى الله على محمد، وعلى أله وصحبه أجمعين.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[الساجي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 09:42 ص]ـ
هل يعني ذلك انه لم يثبت عن الخلفاء الأربعة؟
وعلى الكلام في الطرق المذكورة عن عمر وعلي واثبات بعض اهل العلم خلاف ذلك عن بعض الصحابة كابن عباس ومخالفته لظاهر القرآن الا نقول بقوة قول الشافعي-في الجديد- في الأخذ بالاية خلافا لقول الجمهور؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 12:37 م]ـ
تبين مما ذكرته أن ذلك ثابت عن اثنين من الخلفاء الراشدين، وهم: عمر بن الخطاب، وعلي - ضي الله عنهما -، وفد روي في ذلك حديثاً مرفوعاً عند الدارقطني، بلفظ: " من كشف خمارامرأته ونظر إليها؛ وجب الصداق، دخل أو لم يدخل "، ولكنه ضعيف لا تقوم به حجة، كما بين ذلك ابن حزم في " المحلى "، والألباني في " الضعيفة " و " الإرواء ".
والراجح كما ذكرت أخي الكريم؛ لقوله - تعالى -: {وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم}، وهو قول الشافعي، وأبي ثور، ووجه عند الحنابلة، وبه قال أهل الظاهر، وروي عن ابن مسعود (أخرجه ابن أبي شيبة بسند حسن)، وابن عباس (أخرجه عبدالرزاق، وابن أبي شيبة، بسند حسن).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/463)
ـ[المقرئ]ــــــــ[11 - 06 - 04, 03:07 م]ـ
قد كانت لي مناقشة ماتعة مع شيخنا ومفيدنا الشيخ: زياد في أحد المواضيع ولا أدري أين هي وتكلمنا عن الأثر وعن المسألة
أخوك: المقرئ
ـ[المستفيد7]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:27 م]ـ
هذا الرابط اخي المقرئ:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=9485&highlight=%D2%D1%C7%D1%C9(32/464)
هل صح رجوع ابن عباس عن إجازته ربا الفضل
ـ[العصام]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:59 م]ـ
قال الإمام الترمذي في سننه:-
(والعملُ على هذا - أي على حرمة ربا الفضل - عِنْدَ أهلِ العِلمِ من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّم وغيرهِم. إلاَّ ما روى عن ابنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ كانَ لا يرى بأساً أن يباعَ الذَّهبُ بالذَّهبِ متفاضلاً، والفضَّةُ بالفضَّةِ متفاضلاً، إذا كان يداً بيدٍ. وقال: إنَّما الرِّبا في النَّسيئةِ. وكذلكَ روى عن بعضِ أصحابهِ شيءٌ من هذا. وقد رُوِيَ عن ابنِ عَبَّاسٍ أنَّهُ رجعَ عن قولهِ حينَ حدَّثهُ أبو سعيدٍ الخدريُّ عن النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّم. والقولُ الأوَّلُ أصحُّ. والعملُ على هذا عِنْدَ أهلِ العِلمِ وهو قولُ سُفيانَ الثَّوريِّ وابنِ المباركِ والشَّافِعيِّ وأحمدَ وإسحاقَ. وروى عن ابنِ المباركِ أنَّهُ قَال: ليسَ في الصَّرفِ اختلافٌ. انتهى.
فهل صح رجوع ابن عباس؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 09:12 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد.
فقد صح ذلك أخي الفاضل، فقد روى مسلم في " صحيحه " (6/ 26 - نووي) من طريق أبي نضرة، قال: سألت ابن عمر وابن عباس عن الصرف، فلم يريا به بأسا. فإني لقاعد عند أبي سعيد الخدري فسألته عن الصرف، فقال: ما زاد فهو ربا، فأنكرت ذلك لقولهما، فقال: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جاءه صاحب نخله بصاع من تمر طيب، وكان تمر النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا اللون، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أنى لك هذا؟ "، قال: انطلقت بصاعين فاشتريت به هذا الصاع، فإن سعر هذا في السوق كذا، وسعر هذا كذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ويلك! أربيت، إذا أردت ذلك فبع تمرك بسلعة ث، م اشتر بسلعتك أي تمر شئت ".
قال أبوسعيد: فالتمر بالتمر أحق أن يكون ربا، أم الفضة بالفضة؟!
قال: فأتيت ابن عمر بعد ذلك فنهاني، ولم آت ابن عباس، قال: فحدثني أبوالصهباء أنه سأل ابن عباس عنه بمكة فكرهه.
وأخرج الطحاوي ف " شرح معاني الآثار " (4/ 71) بسند صحيح عن أبي نضرة، عن أبي الصهباء، أن ابن عباس نزع عن الصرف.
وللآثر طريقين آخرين:
الأول: من طريق سليمان بن علي الربعي، عن أبي الجوزاء، قال:
" سمعته يأمر بالصرف - يعني بن عباس -، ويحدث ذلك عنه، ثم بلغني أنه رجع عن ذلك، فلقيته بمكة، فقلت: إنه بلغني أنك رجعت، قال: نعم، إنما كان ذلك رأياً مني، وهذا أبوسعيد يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن الصرف ".
أخرجه أحمد في " مسنده " (3/ 51)، وابن ماجه في " سننه " (2/ 759 / 2258) واللفظ له.
وإسناده صحيح.
والثاني: عن أبي سعيد، قال: قلت لابن عباس: أرأيت الذي تقول الدينارين بالدينار، والدرهمين بالدرهم، أشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الدينار بالدينار، والدرهم بالدرهم، لا فضل بينهما ".
فقال بن عباس أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: نعم، فقال: فإني لم أسمع هذا.
قال أبوسعيد، ونزع عنها ابن عباس.
أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (4/ 64) بسند صحيح.
وكتب / محمد بن عبده آل محمد.(32/465)
اغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك -ما درجته؟؟
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 01:59 ص]ـ
رواه الطبراني في الثلاثة والبزار ورجاله موثقون
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 04:44 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله، وصحبه، وحزبه.
أما بعد،،،
الحديث أخرجه البزار في " البحر الزخار " (9/ 94 / 3626)، وأبونعيم في " حلية الأولياء " (7/ 236، 237)، وابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (1/ 147 / 151)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 265، 266/ 1709).
من طريق عبيد بن جناد، قال: نا عطاء بن مسلم، عن خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اغد عالماً، أو متعلماً، أو مستمعاً، أو محباً، ولا تكن الخامس فتهلك ".
قال البزار: " هذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله من وجه من الوجوه، إلا من هذا الوجه عن أبي بكرة، وعطاء بن مسلم ليس به بأس، ولم يتابع عليه ".
قلت: رواه عن عبيد بن جناد هكذا: محمد بن عبدالرحيم، وبيان بن أحمد القطان، وأحمد بن يحيى الحلواني.
وخالفهم محمد بن الحسين الأنماطي فرواه: عن عبيد بن جناد، حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف، حدثنا مسعر، عن خالد الحذاء، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، مرفوعاً، مثله.
أخرجه الطبراني في " العجم الصغير " (2/ 63 / 786 - الروض الداني).
قال الطبراني: " لم يروه عن خالد إلا عطاء، ولم يروه أيضاً عن مسعر إلا عطاء، تفرد به عبيد بن [جناد] ".
ومحمد بن الحسين الأنماطي وثقه الخطيب في " تاريخ بغداد " (3/ 227).
والعهدة في هذا على عطاء بن مسلم، فقد قال أبوداود: " ضعيف، روى حديثه خالد، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، رفعه: " اغد عالماً "، وليس هو بشيء ".
وقال أحمد: " مضطرب الحديث ".
وقال أبوحاتم: " كان شيخاً صالحاً، واكن دفن كتبه، فلا يثبت حديثه، وليس بقوي ".
فقول الهيثمي في " المجمع " (1/ 122): " رجاله موثقون "، متعقب.
قلت: فالحديث لا يصح مرفوعاً، وهو كما قال البيهقي: " تفرد بهذا عطاء الخفاف وإنما يروى هذا عن عبدالله بن مسعود وأبي الدرداء من قولهما ".
وضعف سنده أبوزرعة بن زين الدين العراقي في " شرح الإحياء "، فقول بعض المحشيين: " وجاء في " كشف الخفاء " (1/ 437) وضعف سنده العراقي "، يوهم أنه زين الدين.
وسأقوم قريباً إن شاء الله بتخريج الموقوف، والحمد لله رب العالمين.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:30 ص]ـ
ثم وقفت على متابعتان لمحمد بن الحسين الأنماطي، فقد تابعه محمد بن أحمد بن جعفر، والحسن بن عبدالبر بن منصور البالسي، أخرجه عنهما الطحاوي في " مشكل الآثار ".
هكذا وجدت في بعض أوراقي التى كنت أكتب فيها بعض الفوائد، ولكني لم أقف عليه في الطبعة الهندية لـ " مشكل الآثار "، فلعله في الجز المفقود من هذه النسخة، فإن بآخرها نقص، وليس بين يدي الآن طبعة الرسالة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 10:43 ص]ـ
الموقوف على ابن مسعود
وله عنه طرق:
1 - من طريق عاصم، عن زر، قال: قال عبدالله: " اغد عالماً، أو متعلما، ولا تغد إمعة بين ذلك ".
أخرجه الفسوي في " المعرفة والتاريخ " (3/ 398، 399) - ومن طريقه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (1/ 142 / 143) -، وابن حزم في " الإحكام " (6/ 234)، وابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (2/ 983، 984/ 1875)، والبيهقي في " المدخل " (378).
وإسناده حسن؛ عاصم هو ابن أبي النجود، وهو صدوق له أوهام.
2 - عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن أبي عبيدة، قال: قال عبدالله: " اغد عالماً، أو متعلماً، ولا تغد بين ذلك ".
أخرجه أبوخيثمة في " كتاب العلم " (1 - بتحقيقي)، وابن أبي شيبة في " مصنفه " (5/ 284)، والفسوي في " المعرفة والتاريخ " (3/ 399)، ومن طريقه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (1/ 140 و 144/ 139 و 147).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/466)
وإسناده ضعيف؛ أبوعبيدة لم يسمع من ابن مسعود.
3 - عن جرير، عن أبي سنان، عن سهل القراري، قال: قال عبدالله: " اغد عالماً أو متعلماً، أو مستمعاً، ولا تكونن الرابع فتهلك ".
أخرجه أبوخيثمة في " كتاب العلم " (116 - بتحقيقي)، وعنه البخاري في " التاريخ الكبير " (4/ 99).
وإسناده ضعيف؛ سهل القراري مجهول.
4 - عن محمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن عبدالملك بن عمير، عن عبدالله، قال: " اغد عالماً، أو متعلماً، ولا تغد بين ذلك، فإن لم تفعل فأحب العلماء، ولا تبغضهم ".
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير" (9/ 150 / 8752).
وإسناده ضعيف؛ قال الهيثمي في " المجمع " (1/ 122): " رجاله رجال الصحيح، إلا أن عبد لملك بن عمير لم يدرك ابن مسعود ".
5 - عن قبيصة، انا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن الحسن، عن عبدالله بن مسعود،قال: " اغد عالماً، أو متعلماً، أو مستمعاً، ولا تكن الرابع فتهلك ".
أخرجه الدارمي في " سننه " (1/ 91 / 248)، والبيهقي في " المدخل " (380).
قال البيهقي: " وهو منقطع "، قلت: الحسن لم يسمع من ابن مسعود.
وعطاء اختلط.
وقبيصة صدوق.
وخالف خالد بن عبدالله فرواه: عن عطاء بن السائب، عن الحسن موقوفاً.
أخرجه الفسوي في " المعرفة والتاريخ " (3/ 399)، ومن طريقه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (1/ 143 / 144)، من طريق خالد بن الوليد، عن خالد بن عبدالله، به.
وخالد بن الوليد هذا هو ابن إسماعيل المخزومي، وهو متروك.
6 - عن الأوزاعي، حدثني هارون بن [رئاب]، عن عبدالله بن مسعود، أنه كان يقول: " اغد عالماً، أو متعلماً، ولا تغد فيما بين ذلك، فإن ما بين ذلك جاهل، وإن الملائكة تبسط أجنحتها لرجل غدا يبتغي العلم من الرضا بما يصنع ".
أخرجه الدارمي في " سننه " (1/ 109 / 337)، والفسوي في " المعرفة والتاريخ " (3/ 399)، ومن طريقه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (1/ 144 / 146).
وإسناده ضعيف؛ هارون بن رئاب لم يسمع من ابن مسعود.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 11:15 ص]ـ
الموقوف على أبي الدردء
أخرجه الفسوي في " المعرفة والتاريخ " (3/ 398) - ومن طريقه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (1/ 141، 142/ 142) -، والبيهقي في " المدخل " (381).
عن حجاج بن منهال، نا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، أن أبا الدرداء، قال: كن عالماً، أو متعلما، أو محباً، أو متبعاً، ولا تكن الخامس فتهلك "، قال: قلت للحسن: من الخامس؟ قال: " المبتدع ".
وإسناده ضعيف؛ الحسن لم يسمع من أبي الدرداء.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 11:17 ص]ـ
الموقوف على الحسن.
رواه العقيلي في " الضعفاء الكبير " (3/ 788)، عن جده، قال حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عبدالملك بن أبي جمعة المغني التمار، قال س: معت الحسن، يقول: " اغد عالماً أو متعلماً، ولا تكن الثالث فتهلك "، فقيل: يا أبا سعيد! وما الثالث؟ قال: " ممارٍ أو مكابر ".
قلت: عبدالملك بن أبي جمعة ضعفه ابن معين.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 11:25 ص]ـ
وروى أبوخيثمة في " كتاب العلم " (2 - بتحقيقي)، والفسوي في " المعرفة التاريخ " (3/ 398، 399)، ومن طريقه ابن عبدالبر في " جامع بيان العلم " (1/ 142 / 143).
من طريق حنظلة، عن عون بن عبدالله، قال: قلت لعمر بن عبدالعزيز: يُقال:
" أن استطعت أن تكون عالماً فكن عالماً، وإن لم تكن عالماً فكن متعلماً، وإن لم تكن متعلماً فأحبهم، فإن لم تحبهم فلا تبغضهم ".
فقال عمر: سبحان الله! لقد جعل الله له مخرجاً.
قلت: هذا إسناد صحيح.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتب: أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
الإسكندرية، صبيحة الجمعة 23 / ربيع الآخر / 1425 هـ،
الموافق 1/ 6 / 2004 م
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:50 م]ـ
والخلاصة - جزاك الله خيراً - هل يقال أنه ضعيف أو حسن؟؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:04 ص]ـ
الحديث ضعيف مرفوعا، وصح موقوفا على ابن مسعود وأبي الدرداء.(32/467)
حول مسند أحمد رحمه الله
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[11 - 06 - 04, 02:54 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد،
فهذه لمحات موجزة عن مسند أحمد رحمه الله، جمعتها، ولله الحمد، من بعض محاضرات شيوخنا الأفاضل، كما هو موضح في عزو الأقوال إلى أصحابها، ومن مشاركات بعض مشايخي وإخواني الفضلاء، أعضاء المنتدى، أسأل الله عز وجل أن ينفع بها، وأرجو من إخوتي التنبيه على ما بها من أخطاء، إن وجدت، والإضافة على ما فيها من مادة علمية، وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية، لابد من عرض منهج أصحاب المسانيد في تصنيفهم وهي أن يسرد المصنف أحاديث كل صحابي على حدة، وأما ترتيب أسماء الصحابة رضي الله عنهم داخل المسانيد، فقد يكون على حروف المعجم، أو بحسب السبق إلى الإسلام، أو بحسب البلدان والقبائل، ونحو ذلك، وقد بدأ أحمد بذكر أحاديث العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم، ثم جاء بمسند 3 من الصحابة، حاول العلماء معرفة سر تقديمه لهم وذكرهم بعد العشرة مباشرة، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، وقد أشار إلى هذه النقطة، الشيخ سعد الحميد حفظه الله، في محاضراته عن طرق تخريج حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وأثار سؤالا مهما، وهو: هل لأحمد، شبهة ترتيب في كتابه؟ وأجاب حفظه الله بقوله، أنه بشكل عام، لا يوجد لأحمد في مسنده ترتيب واضح، فلم يرتب الصحابة رضي الله عنهم على الحروف، ولم يرتب الطرق عنهم، كما فعل المزي في تحفة الأشراف، ومع ذلك فإن أحمد، راعى بعض الأمور، ومن أبرزها:
¨ الأفضلية: حيث بدأ كتابه بذكر الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم، ثم بقية العشرة رضي الله عنهم، ثم أورد أحاديث 3 من الصحابة، منهم أسامة بن زيد رضي الله عنه، كما سبق بيان ذلك قريبا، ثم جاء بمسند بني هاشم رضي الله عنهم، ثم جاء بمسانيد بعض مشاهير الصحابة مثل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
¨ البلدان: حيث أفرد رواة كل بلد بمسند خاص بهم، فجاء بمسند للمكيين، وآخر للمدنيين، وثالث للكوفيين، ورابع للبصريين، وخامس للمصريين، وسادس للشاميين، وهكذا.
¨ القبائل: حيث أفرد الأنصار رضي الله عنهم بمسند خاص بهم.
¨ النوع: حيث بدأ بمسانيد رجال الصحابة رضي الله عنهم أولا، ثم أتبعها بمسانيد نساء الصحابة رضي الله عنهن، وأورد بعد مسانيدهن مسانيد بعض رجال الصحابة رضي الله عنهم، كمسند أبي ذر رضي الله عنه، ولكن عددها قليل.
¨ ولكن العلماء، لم يرتضوا هذا الترتيب، خاصة مع وجود ثغرات كبيرة فيه، من أبرزها وجود بعض الأسانيد المقسمة، فمسند الصحابي، قد يرد جزء منه في موضع، ويرد الجزء الآخر في موضع آخر، وقد ترد أحاديث صحابي، في مسند صحابي آخر، كما سيأتي قريبا، من كلام الشيخ أحمد شاكر، ولذا فإن الذهبي، قال بأنه كان يجدر بعبد الله بن أحمد، أن يصرف همه لترتيب المسند.
وقد تفرد مسند أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد بأنه أجمع الكتب، وبأنه المصنف الوحيد الذي جمع بين طريقتي السنن والمسانيد في التصنيف، وهذا ما أكد عليه ابن حزم بقوله: مسند بقي روى فيه عن 1300 صاحب ونيف، ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه، فهو مسند ومصنف، وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث.
وأما بالنسبة لمسند أحمد، فهو من أجل كتب السنة، وأحد المصادر الأساسية للحديث الشريف، ويبلغ عدد أحاديثه بالمكرر نحو 40000 حديث وبحذف المكرر 30000 حديث، وقد انتقى أحمد أحاديثه من 750000 حديث، وجاء هذا في رواية حنبل بن أحمد حيث قال: جمعنا أبي أنا وصالح وعبد الله فقرأ علينا المسند وما سمعه غيرنا وقال: هذا الكتاب جمعته من أكثر من 750000 حديثا، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا إليه فإن وجدتموه فليس بحجة. وهذا يثير سؤالين في غاية الأهمية:
هل استوعب مسند أحمد السنة بأكملها؟ وهل أحاديثه كلها صحيحة؟
ونبدأ إن شاء الله بإجابة السؤال الأول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/468)
فبالرغم من كم الأحاديث الكبير في المسند حيث خرج فيه أحمد _كما سبق_40000 حديث لـ 904 من الصحابة رضي الله عنهم، إلا أنه قد فاته أحاديث كثيرة ومن أبرزها، حديث عائشة رضي الله عنها في قصة أم زرع، فقد ذكر الحافظ العراقي أنه في الصحيح وليس في المسند، وقد نقل ابن الصلاح القول بأن المسند لم يقع فيه رواية جماعة من الصحابة الذين في الصحيحين قريبا من مائتين، ولكن الشيخ أحمد شاكر يعترض على هذا القول في الباعث الحثيث ويصفه بالغلو الشديد، ويقول: بل نرى أن الذي فات المسند من الأحاديث شيء قليل، وأكثر ما يفوته من حديث صحابي معين يكون مرويا عنده من حديث صحابي آخر. وقد أجاب الذهبي عن قول حنبل بقوله: (هذا القول منه على غالب الأمر، وإلا فلنا أحاديث قوية في الصحيحين والسنن والأجزاء، ما هي في المسند).
وإجابة السؤال الثاني:
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
¨ أن جمبع ما في المسند صحيح وهو قول الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني والحافظ مغلطاي والسيوطي، وقال السيوطي بأن الأحاديث الضعيفة، في المسند، تقترب من درجة الحسن، وعلى هذا فهي لا تخرج عن دائرة القبول.
¨ فقد ذهب بعض العلماء إلى أن في المسند أحاديث ضعيفة بل وموضوعة وقد زعم ابن الجوزي أن في المسند 29 حديثا موضوعا (مع ملاحظة أن ابن الجوزي متسرع في الحكم بالوضع، لدرجة أنه حكم على حديث في صحيح مسلم بالوضع)، من أبرزها، حديث دخول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الجنة حبوا، لأن ماله حبسه، فقد تكلم ابن الجوزي على نكارة متن هذا الحديث، (وهذه عادته في كتابه الموضوعات، حيث أن منهجه في كتابه الموضوعات يعتمد بالدرجة الأولى على نكارة المتن)، وقال بأن هذا المتن، قد يفرح به الصوفية وجهلة المتعبدين، وحديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصبغ بالسواد، وسيأتي الكلام عليه بالتفصيل، وزاد عليها العراقي 9 أحاديث وجمعها في جزء، وقال العراقي في شرحه لكتاب ابن الصلاح: وأما وجود الضعيف فيه (أي المسند) فهو محقق، بل فيه أحاديث موضوعة، وقد جمعتها في جزء. اهـ، وقد ضعف الإمام أحمد نفسه أحاديث فيه وذكر بعض الأمثلة لهذه الموضوعات كأحاديث فضائل مرو وعسقلان والبرث الأحمر عند حمص، وجدير بالذكر أن ابن حجر ألف رسالة في الرد على ما زعمه ابن الجوزي من موضوعات في المسند وسماها (القول المسدد في الذب عن المسند)، ولكن بعض الباحثين قال بأن في رد ابن حجر تكلف، وقد تكلم الشيخ سعد الحميد حفظه الله، عن صنيع الحافظ في القول المسدد، بتفصيل جيد، حيث قسم دفاع الحافظ عن أحاديث المسند المتكلم فيها إلى 3 أقسام:
قسم يكون دفاع الحافظ فيه، في غاية الجودة، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: (يكون في آخر أمتي أقوام يصبغون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة)، فهذا الحديث صحيح وقد أخرجه أحمد وغيره، وأما ابن الجوزي فقد استنكر بعض ألفاظ المتن، فتكلف إيجاد علة لهذا الحديث، وأعله بوجود راو في سنده يدعى عبد الكريم فقال هو عبد الكريم بن أبي المخارق الضعيف والرد عليه من وجهين:
o أن الراوي وإن كان ابن أبي المخارق، فليس هذا كافيا للحكم على الحديث للوضع، لأن الضعيف أحسن حالا من الكذاب أو المتهم بالكذب الذي يغلب على الظن أن حديثه موضوع.
o أن عبد الكريم المذكور في سند الحديث هو عبد الكريم الجزري الثقة، وقد عرف ذلك، من معرفة شيوخ عبد الكريم بن أبي المخارق الضعيف، وعبد الكريم الجزري الثقة، وتلاميذهما، فقد اشتركا في شيوخ رويا عنهم، وتلاميذ يروون عنهما، والناظر في سند هذا الحديث يتضح له أن عبد الكريم المذكور فيه، يروي عن شيخ مشترك لهما، ولكن الراوي عنه، وهو عبيد الله بن عمر الرقي، لا يروي إلا عن عبد الكريم الجزري الثقة، فعرف بذلك أنه الثقة، ثم إنه قد وجد في بعض طرق الحديث، عند أبي داود، وعند البيهقي في كتاب الآداب، وعند البغوي في شرح السنة، التصريح بأنه عبد الكريم الجزري الثقة، فزال الإشكال بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/469)
قسم يكون دفاع الحافظ فيه، محتملا، كما في حديث دخول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الجنة حبوا، فلو سلمنا بصحة دفاع الحافظ عن هذا الحديث، لكي يرفعه، من مرتبة الموضوع، رغم الخلاف في ذلك، فهل يمكن إلحاقه بالمقبول؟. لأنه لا يكفي أن يخرج الحديث من دائرة الوضع، حتى يحتج به، كما هو معلوم.
قسم يكون دفاع الحافظ فيه متكلفا، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، في قصة هاروت وماروت، فهذا الحديث من حيث ظاهر السند، يمكن أن تختلف فيه وجهات النظر، ولا يحكم عليه بالوضع قطعا، ولكن هل يمكن أن يحكم عليه بالضعف، فهذا هو محل الخلاف، وقد أسهب ابن كثير في الكلام عن هذا الحديث في البداية والنهاية، وفي تفسيره، وقال بأنه من الأحاديث المأخوذة عن بني إسرائيل، فنسبة هذا الحديث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم غلط، وعليه فهو موضوع من هذه الجهة، ولكنه من جهة وقفه على ابن عمر رضي الله عنهما، حديث صحيح الإسناد، رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن كعب الأحبار، وهذ ما يؤيد رأي شيخ الإسلام الآتي.
¨ وذهب شيخ الإسلام في رسالة التوسل إلا أنه إن كان المقصود بالموضوع ما في سنده متهم بالكذب فليس في المسند شيء من ذلك ولإن كان المقصود به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقله لغلط راويه أو سوء حفظه ففي المسند والسنن من ذلك شيء كثير، (وذلك كأن يغلط الراوي فيرفع الموقوف، كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق)، وأما بالنسبة لوجود الضعيف في المسند فإنه يرد عليه بعدة أجوبة منها:
¨ أن المقصود بالضعيف هنا هو الضعيف الذي يقرب من الحسن (بل وربما كان هذا الضعيف عند أحمد هو الحسن عند غيره لأنه كان يقسم الحديث إلى صحيح أو ضعيف)، فضعفه ليس شديدا، وهو الذي صرح أحمد بأنه يقدمه على آراء الرجال إن لم يجد في الباب غيره، ويظهر هذا بوضوح من صنيعه تجاه أحاديث سلسلة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده حيث كان يرد حديث عمرو بن شعيب إذا عارضه ما هو أقوى منه وقال لإبنه عبد الله: ربما قبلت حديث عمرو بن شعيب وربما وجدت في القلب منه وفي رواية: وربما رددته، وقد قال البخاري: (رأيت أحمد وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، ما تركه أحد من المسلمين، فخرج من عهدة هذا الضعيف بشرطه السابق وعليه فلا إشكال في إيراده هذا الضعيف، بل وفي الإحتجاج به إن لم يجد غيره.
¨ إننا إن سلمنا أن في المسند أحاديث ضعيفة جدا، فقد ثبت أن أحمد أوصى ابنه بأن يضرب على هذه الأحاديث ووافته المنية قبل هذا الأمر، بل وربما أكمل الضرب عليها بالفعل ولكن الوراق وهم وكتب هذه الأحاديث من تحت الضرب وفي كلتا الحالتين خرج أحمد من عهدة هذه الأحاديث.
¨ أنه ينبغي أن نلاحظ زوائد ابنه عبد الله وزوائد أبي بكر القطيعي على المسند، فربما جاءت هذه الموضوعات أو المنكرات من هذه الزوائد، خاصة أن منها بعض مسموعات عبد الله عن غير أبيه كما نبه إلى ذلك د/ حسين شواط في حجية السنة ص201، وهنا يبرز سؤال مهم، وهو كيف تعرف هذه الزوائد؟، وللإجابة على هذا السؤال لابد من ملاحظة سياق الرواية، فإن قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبي، فهو من المسند، وأما إذا قال حدثنا عبد الله قال: حدثنا وسمى شيخا غير أبيه فهو من زوائده، وجدير بالذكر أن أغلب زيادات المسند هي من رواية عبد الله بن أحمد، وأما زيادات أبي بكر القطيعي فهي طفيفة، وينبغي أيضا ملاحظة وجادات عبد الله بن أحمد، وهي الأحاديث التي وجدها عبد الله بخط أبيه، وليست من أصل المسند الذي سمعه من أبيه.
وقد جمع الشيخ ابن عثيمين في رسالة مصطلح الحديث ص43 بين الأقوال الثلاثة بقوله: فمن قال: إن فيه الصحيح والضعيف لا ينافي القول بأن جميع ما فيه حجة لأن الضعيف إذا صار حسنا لغيره يكون حجة، ومن قال بأن فيه الموضوع فيحمل قوله على ما في زيادات عبد الله وأبي بكر القطيعي.
أنواع الأحاديث في مسند أحمد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/470)
رغم أن أحمد لم يشترط الصحة في كل ما يورده في مسنده إلا أن فيه كثيرا من الأحاديث الصحيحة على شرط الشيخين، وفيه أحاديث صحيحة دون درجة أحاديث الصحيحين، وفيه أحاديث حسنة، وفيه أحاديث ضعيفة لم يشتد ضعفها، وفيه عدد قليل جدا من الأحاديث الضعيفة جدا كما سبق بيان ذلك.
شرط أحمد في مسنده:
شرط أحمد في المسند أن لا يروي عن المعروفين بالكذب عنده، وإن كان في ذلك ما هو ضعيف. نقله الشيخ ابن عثيمين عن شيخ الإسلام في ذكرة مصطلح الحديث ص43.
بعض الملاحظات على مسند أحمد:
¨ أنه أنكر أحاديث رغم أنها في المسند ومن الأمثلة على ذلك كما ذكر شيخنا عبد الرحمن الفقيه حفظه الله:
o حديث ((إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)) فقد خرجه أحمد والترمذي وابن ماجه من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا قال أحمد: هو حديث منكر، ودراج له مناكير، وهذا الحديث في مسند أحمد (3/ 68)، ابن رجب في فتح الباري (1/ 132).
o حديث ((لايصلى في شعرنا)) وقد أنكره الإمام أحمد إنكارا شديدا وهذا الحديث في المسند (6/ 101)، ابن رجب في (2/ 87).
o حديث ابن عمر مرفوعا ((من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفيه درهم حرام لم تقبل له صلاة ما دام عليه))، وقد ضعف الإمام أحمد هذا الحديث في رواية أبي طالب وقال هذا ليس بشيء ليس له إسناد، وهذا الحديث في المسند (2/ 98)، قاله ابن رجب في الفتح (2/ 433).
¨ أن أحمد يذكر أحادبث كثيرة في غير مسند الصحابي الذي رواها، وبعضها يكون مرويا عن اثنين أو أكثر من الصحابة، فتارة يذكر الحديث في مسند كل واحد منهما، وتارة يذكره في مسند أحدهما دون الآخر، ويقول الشيخ أحمد شاكر بأنه وجد في المسند أحاديث لبعض الصحابة ذكرها أثناء مسند لغير راويها، ولم يذكرها في مسند راويها أصلا (الباعث الحثيث ص266)، وعليه فإنه يلزم الناظر أن يستقرأ المسند بأكمله إذا أراد عد أحاديث كل صحابي.
¨ مسألة: ثلاثيات أحمد:
مسند أحمد من الكتب التي امتازت بالإكثار من ايراد الثلاثيات، وقد قال الشيخ السعد حفظه الله بأنها تصل إلى نحو 300 حديث، وقد جمعها وشرحها السفاريني في مصنف مستقل.
¨ مسألة: هناك أحاديث من أصل المسند، أمر أحمد بإبعادها من المسند، رغم صحتها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، حديث: يهلك أمتي هذا الحي من قريش، قالوا: فما تأمرنا يارسول الله، قال: لو أن الناس اعتزلوهم، فقد أمر أحمد بإبعاده، رغم صحته، لأنه خشي أن يتأوله البعض بما يوافق مذهب الخوارج والمعتزلة من الخروج على أئمة الجور.
مسألة: قول أحمد: هذا الحديث ليس له إسناد:
ذكر الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله أن الحافظ ابن رجب تكلم عن هذه المسألة في فتح الباري بشرح البخاري، حيث قال: وقد قال أحمد: ليس له إسناد - يعني أن في أسانيده ضعفا. انتهى، ثم أورد الشيخ عبد الرحمن حفظه الله، بعض النقولات التي تؤيد هذا الرأي ومنها:
¨ ما نقله من نصب الراية ج: 2 ص: 325، ونصه: الطريق الثاني أخرجه احمد رضي الله عنه في مسنده عن بقية عن عثمان بن زفر عن هاشم عن بن عمر نحوه سواء قال ابن الجوزي في التحقيق: وهاشم مجهول إلا أن يكون بن زيد الدمشقي فذاك يروى عن نافع وقد ضعفه أبو حاتم وذكر الخلال قال: قال أبو طالب سألت أبا عبد الله عن هذا الحديث فقال ليس بشيء ((ليس له إسناد)) انتهى.
¨ ما نقله من المغني لابن قدامة ج: 7 ص: 139 ونصه:
وأما حديث ذي الرقعتين فقال أحمد ليس له إسناد يعني أن ابن سيرين لم يذكر إسناده إلى عمر.
¨ ما نقله من المغني ج: 8 ص: 218 ونصه:
وحديثهم ليس له إسناد قاله أحمد وقال الدارقطني يرويه ابن البيلماني وهو ضعيف إذا أسند فكيف إذا أرسل.
مسألة: قول أحمد: هذا الحديث منكر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/471)
والمشهور من اقوال أهل العلم أن هذا اللفظ إذا أطلقه أحمد أو النسائي، فإنه لا يستفاد منه التضعيف، ولكن يستفاد منه مطلق التفرد، سواءا كان الحديث مقبولا أو مردودا، ولكن الشيخ طارق عوض الله حفظه الله يعترض على هذا الرأي ويقول بأنه ليس صحيحا أنه يقول بالنكارة و يقصد بها التفرد، فهذا فيه من التكلف ما فيه علاوة على أن أحمد بن حنبل يكثر من استخدام هذا اللفظ، فلو حملناه على حكاية التفرد و ليس الحكم على الحديث لضاع الكثير من أحكام هذا الإمام الجليل على الأحاديث، وأنقل هنا، كلاما لأخي يحيى القطان حفظه الله، أحد أعضاء المنتدى، من مشاركة قيمة له تتعلق بهذه المسألة، حيث نقل قول أحمد رحمه الله: ((الحديث عن الضعفاء قد يُحْتاج إليه في وقتٍ، والمنكر أبدًا منكر))، [علل المروذي وغيره (رقم/287)، ومسائل ابن هانئ (1925 ـ 1926) ونقله ابن رجب في شرح العلل (1/ 385) عن ابن هانئ]، وهذا نص من أحمد، في محل النزاع، ولو فرضنا جدلاً أن المنكر يطلق عند أحمد على الفرد الذي لا متابع له: لكفانا قول مسلم في مقدمة صحيحه عن المنكر وحده، فهو كافٍ شافٍ في بيان الخلل في التفرد، والشك والريب المحيط بالحديث الفرد، فكلام مسلم رحمه الله، يدل على أن الحديث الفرد مظنة الوهم والخطأ، فهو على كل حال ليس مقبولاً بإطلاق كما جرى عليه البعض، فكيف وقد انضم إلى ذلك تصريح أحمد رحمه الله، الذي يزيل كل إشكال، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
¨ عبد الرحمن بن أبي الموال الذي روى حديث الاستخارة، حيث قال الإمام أحمد رحمه الله: ((عبد الرحمن لا بأس به)) هذا حال الرجل عند الإمام أحمد رحمه الله، لكن ماذا عن حديث الاستخارة الذي يرويه عبد الرحمن، قال أحمد: ((يروي حديثًا لابن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستخارة، ليس يرويه أحدٌ غيره، هو منكر)) فسأله أبو طالب: هو منكر؟ قال: ((نعم؛ ليس يرويه غيره، لا بأس به، وأهل المدينة إذا كان حديثٌ غلط يقولون: ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما)) [الكامل لابن عدي (4/ 307، ترجمة ابن أبي الموال].
فهذا صريح في مرادفة المنكر للخطأ عند الإمام أحمد رحمه الله فهو مردود إذن، وليست القضية عند الإمام أحمد في تفرد الراوي أو حاله، فقد اعترف سلفًا بأنه لا بأس به، فلم يعد ملتبسًا بعد ذلك.
¨ ما نقله المزي رحمه الله في التهذيب (23/ 220، ترجمة الفضل بن دلهم) عن أبي بكر الأثرم قال: ((سألتُ أبا عبد الله عن الفضل بن دلهم؟ فقال: ليس به بأس إلا أن له أحاديث)).
وقال الأثرم: ((سمعت أبا عبد الله ذكر حديث الفضلَ بن دلهم عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبق عن النبي صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا).
فقال: هذا حديث منكر. يعني: خطأ.
قال أبو بكر الأثرم: وقد رواه قتادة ومنصور بن زاذان فقالا: عن الحسن عن حطان عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم)) أهـ
فانظر إلى قوله: ((حديث منكر. يعني: خطأ)) والمعنى ظاهر أيًا ما كان التفسير من الإمام أو الأثرم في قوله: ((يعني)).
والرواية التي ذكرها الأثرم عن عبادة ذكرها البخاري رحمه الله في كلامه على الروايات وقال: ((وهذا أصح)) [التاريخ الكبير 7/ 116 ـ ترجمة الفضل].
فظهر المراد من المنكر هنا أيضًا، فليس مقصودًا به التفرد كما ترى، والفضل عند الإمام أحمد: لا بأس به، وحديثه المنكر هنا يعني الخطأ.
أبرز الخدمات لمسند أحمد:
¨ قام ابن المحب بترتيب المسند على البواب الفقهية.
¨ قام ابن عروة الحنبلي، بشرحه شرحا مسهبا، أسماه الكواكب الدراري.
¨ صنف ابن كثير بتصنيف جامع المسانيد، حيث جعل مسند أحمد أصلا، ثم أورد الزوائد عليه من المسانيد الأخرى، ورتب مسانيد الصحابة فيه على حروف المعجم، ولم يكمله.
¨ صنف الهيثمي، مجمع الزوائد، حيث جمع فيه زوائد ستة كتب، هي: مسند أحمد وأبي يعلى والبزار ومعاجم الطبراني الثلاثة، على الكتب الستة، ورتب زوائده على الأبواب الفقهية، وقد أشار الشيخ أحمد شاكر، إلى أن المتتبع له يجد أن الصحيح من أحاديث المجمع يزيد على النصف، وأكثرها من مسند أحمد، وقام الهيثمي بإفراد زوائد أحمد على الكتب الستة بمصنف مستقل.
¨ الفتح الرباني للساعاتي، وقد رتبه على أبواب الفقه ترتيبا جيدا، وهو لا يورد الحديث بسنده، وإنما يذكر السند في الحاشية، وربما علق عليه، وخاصة أنه ينقل كلام الهيثمي، إن كان الحديث في الزوائد، ويشرح أحيانا غريب الحديث، ويتكلم عليه بكلام طفيف.
¨ فهارس مسند أحمد:
وضع ابن عساكر فهرسا للصحابة الذين خرج أحمد أحاديثهم في المسند، وقد أفاد هذا الفهرس في معرفة أن بعض الصحابة قد سقطت مسانيدهم من المسند المتداول في هذه الأيام، بل إن هناك أحاديث سقطت من مسند بعض الصحابة، مثل جابر رضي الله عنه، حيث أبرزت رسالة علمية معاصرة، كما يقول الشيخ الحميد حفظه الله، سقوط 12 حديثا من مسنده.
قام البسيوني زغلول، كما رجح الشيخ السعد حفظه الله، بترتيب أحاديث المسند على حروف المعجم، في مصنف من مجلد واحد.
فهرس مرشد المحتار للشيخ حمدي السلفي حفظه الله، ويتميز عن فهرس البسيوني زغلول، بأنه يربط طالب الحديث، بجميع ألفاظه، لأنه يوضح المواضع التي ورد فيها هذا الحديث بغير هذا اللفظ، أو يحيل عليها.
أطراف المسند لإبن حجر، حيث رتب فيه الأحاديث على الأطراف، كما فعل المزي في تحفة الأشراف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/472)
ـ[عبدالله الزيادي]ــــــــ[14 - 08 - 04, 02:17 م]ـ
أيهما أولى ترتيب المسند على الأبواب الفقهية أم فهرسة المسند على الأبواب الفقهية؟
ـ[السدوسي]ــــــــ[15 - 08 - 04, 04:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل على هذه الفوائد.
وللعلامة الألباني رحمه الله كتابا ماتعا سماه (الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد).
وأذكر له في سلاسله كلاما حول المسند لو جمع لأفاد الإخوة. .
ـ[رابح]ــــــــ[05 - 10 - 04, 09:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل على هذه الفوائد.
ـ[ابو وافي القاضي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 11:23 م]ـ
جزاك الله خير على هذا الجمع ونتمنى ان تكون سنيت سنه حسنه تتكرر في مصنف اخر(32/473)
المنكر عند يحيى القطان رحمه الله تعالى
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[11 - 06 - 04, 03:10 ص]ـ
الأخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت قد وعدت آنفًا منذ أيامٍ مضت أن أضع بحثًا حول معنى المنكر عند الإمام يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى، ثم أَلَمَّت بي وعكة منعتني عن البحث وغيره، والله المستعان على كل حالٍ.
ولم أنتظر حتى أُعافَى وأكتب البحث بصياغته الأخيرة، فسارعت هنا فوضعتُ شيئًا عاجلاً وسريعًا، لكنه إن شاء الله تعالى دالٌّ على المراد عند أرباب الصنعة والحديث.
وأسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بالعلم والعمل، وأن يرزقنا الإخلاص والسنة والسداد حتى الممات.
والرجاء الدعاء بالشفاء.
وأشكركم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(32/474)
الوصية الواجبة
ـ[المنتفض]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:14 ص]ـ
أحتاج إلى بحث في الوصية الواجبة؟
وما قول العلماء المعاصرين فيها
ـ[المنتفض]ــــــــ[14 - 06 - 04, 07:18 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:46 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المنتفض
أحتاج إلى بحث في الوصية الواجبة؟
وما قول العلماء المعاصرين فيها
الحمد لله نسترفده العون والتوفيق.
الأخ الحبيب / أكرم.
لماذا الحيرة!. أين زيارتك لنا التى وعدتنى. لك عندى هدية قيمة فيما تنشد وتبتغى:
كتاب ((فقه الفرائض)) للأستاذ الدكتور فرح زهران رئيس قسم الفقه العام بكلية الدراسات الإسلامية.
فى انتظار زيارتك والسلام.
ـ[الياسي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 11:53 ص]ـ
هي الوصية للقريب غير الوارث أوجبها ابن حزم في المحلى ومن المعاصرين الشيخ الألباني في أحكام الجنائز
في باب (ما يجب على المريض) وفي القانون المصري يجب عليه أن يوصي لأحفاده من ابنه المتوفى قبله.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 02:49 م]ـ
الوصية الواجبة بوضعها الحالي المعمول به في القانون المصري وغيره تعتبر حكما وضعيا مخالفا للشريعة، ونسبتها بوضعها الحالي إلى ابن حزم تلبيس منهم
لأن ابن حزم أوجب الوصية لمن لا يرث من الأقارب بدون تحديد نسبة معينة فيجوز أن يوصي بالربع أو الخمس أو السدس أو غيره، وبدون تحديد قريب معين فيوصي لخاله أو خالته أو عمته أو والد أمه، وعند ابن حزم أنه إذا مات ولم يوص أثم لكن لا يعطى غير الورثة من ماله بلا وصية
أما في القانون المصري
فأوجبوا إعطاء أولاد الابن المتوفى في حياة أبيه نصيب أبيهم بشرط ألا يزيد عن الثلث وأوجبوا إعطاء أولاد البنت نصيب أمهم بشرط ألا يزيد عن الثلث وحتى لو لم يوص المتوفى فيعطونهم المقدار المذكور كأنه أوصى، ولا يعطون الخال ولا الخالة ولا الجد لأم ولا العمة ونحوهم بلا وصية شيئا
فكما ذكرت القانون المصري في الوصية الواجبة لا يمكن تلفيقه ولا تخريجه على قول فقيه لا ابن حزم ولا الألباني ولا غيرهما
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:51 ص]ـ
جزى الله خيرا شيخنا أبا خالد ... واسمح لي بهذه الإضافة ..
الوصية الواجبة بصورتها في القانون المصري ملفقة بين مسألتين:
مسألة وجوب الوصية لغير الوارث (عند ابن حزم) وبين وجوب
طاعة الحاكم فيما يأمر به من المباحات إذا تحققت المصلحة العامة
بذلك ... وقانون الأحوال الشخصية أوجبها سياسة لا شرعا وهذا
منصوص عليه في أبحاث المشايخ الذين أعدوا القانون، ومع هذا
فوجوب الوصية سياسة لا يجوز أيضا لأنه افتئات على فرائض الله تعالى
واستدراك على تشريع الله لأن الله تعالى عقب تحديد المواريث: فريضة
من الله، فمن استدرك فرضا بعد ذلك فهو مستدرك على الله تعالى،
هذا واعترض كثير من مشايخ الأزهر على هذا القانون وكثير منهم
يفتون بخلافه، بل نشر بحث في مجلة الأزهر في الرد على قانون
الوصيةالواجبة قرأته منذ زمن طويل. والله أعلم.(32/475)
ترجمة عبد الله ابن الإمام أحمد؟
ـ[المنتفض]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:59 ص]ـ
هل أفرد أحد من أهل العلم عبد الله ابن الإمام أحمد بترجمة في جزء خاص
ـ[المنتفض]ــــــــ[14 - 06 - 04, 07:17 ص]ـ
للرفع(32/476)
اذا مات رجل ولم يدفن في قبر فهل عذاب ياتيه وهي الظلمه والملكان والى اخره من العذاب
ـ[يوسف اللمتوني البربر]ــــــــ[11 - 06 - 04, 02:01 م]ـ
اخواني اريد اقوال اهل العلم مع ذكر مصادرها يااخوان لكي ارجع لها
وهي مسئلة اذا مات رجل ولم يدفن في قبر فهل عذاب ياتيه وهي الظلمه والملكان والى اخره من العذاب
ارجوا الاجابه سريعا
ـ[السدوسي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:15 م]ـ
نعم يأتيه العذاب ومنكر ونكير والدليل على ذلك أن آل فرعون غرقوا ومع هذا أخبر الله عن عذابهم بقوله (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا).
ـ[يوسف اللمتوني البربر]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:01 ص]ـ
اريد جواب افضل
لان هذا الجواب غير كافي
وغير واضح(32/477)
ماهي ضوابط الضروره و الإكراه
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 02:51 م]ـ
ماهي ضوابط الضروره و الإكراه
متى نحكم على الشخص فنقول أنه مكره أو مضطر و يجوز له ارتكاب المحرم؟
هل هذا يكون عند غلبة ظنه بتلف نفسه أو أحد أعضائه فقط ام أن هنالك حالات تدخل في حكم الإكراه و الضروره غير هذه.
لأني قرأت لبعض أهل العلم يفتي" بجواز التأمبن التعاوني و أنه يدخل في الإكراه و يقول "و الأولى عدم الإشتراك".
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 05:30 م]ـ
.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 05:32 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (12/ 326):
" شروط الإكراه أربعة:
الأول: أن يكون فاعله قادراً على إيقاع ما يهدد به، والمأمور عاجزاً عن الدفع، ولو بالفرار.
والثاني: أن يغلب على ظنه أنه إذا امتنع أوقع به ذلك.
والثالث: أن يكون ماهدد به فوريا، فلو قال: إن لم تفعل كذا؛ ضربتك غداً لا يعد مكرهاً، ويستثنى ما إذا ذكر زمناً قريباً جدا،أو جرت العادة بأنه لايخلف.
والرابع: أن لا يظهر من المأمور ما يدل على اختياره ".
انتهى كلامه رحمه الله.(32/478)
من شروح الشيخ العثيمين
ـ[أبو عمر المطيري]ــــــــ[11 - 06 - 04, 03:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة الفضلاء أعضاء ملتقى أهل الحديث زادكم الله علما وعملاً ونفع بكم _.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
أهديكم هذه المشاركة وإن كانت غير كاملة لكن كما قيل (ما لا يدرك كله، لا يترك جله).
وهي تفريغ لشرح الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين _ رحمه الله _ للقواعد المثلى _ الشرح الأول _.
والملف الثاني تفريغ لتعليق الشيخ _ رحمه الله _ على كتاب الوضوء من صحيح البخاري _ رحمه الله _.
كنت بدأت به منذ زمن لكن لم يتيسر لي إتمامها لأمر طارئ.
وسيتلوها إن شاء الله:
تفريغ لتعليق الشيخ _ رحمه الله _ على كتاب الطهارة من صحيح مسلم _ لم يتم _.
تفريغ لشرح الشيخ _ رحمه الله _ على أصول في التفسير _ لم يتم _ وسكون في منتدى أهل التفسير إن شاء الله _.
ومعذرة لأني لم أستطع إتمام ما سبق وغيره.
لانشغالي ببعض الظروف _ والله المستعان
ـ[أبو عمر المطيري]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:45 م]ـ
المعذرة لم أستطع إدراك الملف الثاني _ تعليق الشيخ العثيمين _ رحمه الله _ على كتاب الوضوء من صحيح البخاري _ رحمه الله _ هناك وهذا هو ....
ـ[أبو عمر المطيري]ــــــــ[15 - 06 - 04, 11:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا هو بعض من تعليق الشيخ العثيمين _ رحمه الله _ على كتاب الطهارة من صحيح مسلم.
أسأل الله أن ينفع به؛ ويجزي الشيخ خير الجزاء آمين ....
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:54 م]ـ
جزاك الله خيرا وأطعمك طيرا ...(32/479)
نريد الدليل على صحة أحد المذهبين ...
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[11 - 06 - 04, 05:36 م]ـ
اخوتى ..
هل لأحد أن يبين لنا بالدليل كم عدد الأحاديث الصحيحة ..
و معذرة ان كان السؤال مكررا, لكننى من الأعضاء الجدد فى هذا الملتقى المبارك ..
و باختصار .. أنا لا أجد موضوع جدير بالبحث فى الشرع فضلا عن علم الحديث مثل هذا الموضوع .. اذ أنه بكل بساطة يتعلق بالقدر الذى شرعه ألله لنا من الدين ..
فان أخذذنا بأقوال المتقدمين و منعنا الاجتهاد للمتأخرين .. صارت الأحاديث الصحيحة لدينا هى ما اقتصر عليه أصحاب الصحيحين و بعض الزيادات .. ترجيحا لقول الحافظ محمد بن يعقوب بن الأخرم أنه قل ما يفوت البخارى و مسلما من الأحاديث الصحيحة.
و هذا المنهج كما لا يخفى عليكم يذهب اليه الشيخ محمد عمرو و الدكتور المليبارى و الشيخ مصطفى العدوى مؤخرا ...
و قرأته للشيخ مقبل فى رده على أسئلة أبى الحسن ..
و هو مذهب ابن الصلاح و اليه يجنح الحافظ ابن رجب ..
و ان أخذنا بمنهج المتأخرين, نرى أن السنة بذلك تزيد آلاف الأحاديث التى صححها المتأخرين لا سيما المعاصرين كالشيخين أحمد شاكر و الألبانى .. مستندين الى أنه لا يوجد دليل شرعى يمنع الاجتهاد فى الحكم على الحديث و هو قول النووى رحمه ألله تعالى
فأرجو توضيح المسألة بالأدلة القاطعة لصحة أحد المذهبين ..
و لن أطيل فى بيان أهمية المسألة .. اذ أن أهل الحديث هم أولى من يقدر عظم شأن هذه المسألة ..
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:17 ص]ـ
أرجو من الاخوة الاجابة و لو بالاشارة لموضوع مشابه
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[20 - 06 - 04, 08:33 م]ـ
أليس عند الاخوة حملة هذا العلم الشريف وقت للرد و لو بالاشارة الى موضوع سابق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 06 - 04, 09:09 م]ـ
هنا تجد ما تريد إن شاء الله:
http://www.ibnamin.com/num_hadith.htm(32/480)
هل ابن عمر دعا للحجاج؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[11 - 06 - 04, 08:31 م]ـ
السؤال
uestion
ـ[البدر المنير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 12:37 م]ـ
السؤال
uestion(32/481)
ما هو القول المنصف في جابر بن حيان
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:43 ص]ـ
نريد كلمة إنصاف في جابر بن حيان تلميذ جعفر الصادق رحمه الله
بعض العلماء يصفه بالتصوف والتقوقع على الكيمياء وتعمقه في علوم الفلسفة وعلوم الباطنية.
وبعضهم يقول كان له قدم سبق في علوم إنسانية يفخر بها العرب وينقل منها الغرب
فنريد مزيد تفصيل عن حاله وهل فعلاً كان تلميذا لجعفر الصادق الإمام المعروف
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:38 ص]ـ
لعل أحسن الأقوال فيه أنه شخصية خرافية من اختراع الرافضة لا وجود لها، والله أعلم.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[12 - 06 - 04, 01:23 م]ـ
أخي العزيز محمد الأمين
شكرا لك على إبداء الرأي
لكن لعلك تتحفنا بتوسعك المعتاد وتفيض علينا من بحرك الزخار وعطائك الفياض.
مع التأصيل العلمي وذكر المراجع والمصادر
وشكرا
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[13 - 06 - 04, 09:40 م]ـ
نريد المزيد
ـ[ابو منصور السلفي]ــــــــ[24 - 11 - 09, 05:51 ص]ـ
الشهيد بإذن الله الشيخ إحسان الهي ظهير رحمه الله رحمه واسعه
ونسأل الله ان يرزقنا بخليفة للشيخ إحسان الهي ظهير في هذا الوقت
يقول الشيخ رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلى من الجنه في شريطه (علاقة الصوفية بالتشيع)
انه من الشيعه الذين أسسوا التصوف وقيل أنه أول من لقب بالصوفي في تاريخ الإسلام
تجد كلام الشيخ رحمه الله على الرابط التالي في الدقيقة (23:47)
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=18308
ولكني والله أعجب أشد العجب
من تسمية بعض مدارسنا بإسمه(32/482)
من شروحات الشيخ العثيمين
ـ[أبو عمر المطيري]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:58 ص]ـ
اخواني رواد هذا المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سبق وان وضعت مشاركة وهي بعنوان من شروحات الشيخ العثيمين
وارفقت معها الملفات المشروحه ولعدم خبرتي الكافيه في ذالك حدث بعض الخلل في المرفقات
وها انا اضعها للمرة الثاني من دون اخطاء ان شالله ولكم مني جزيل الشكر
التعليق على كتاب الوضوء من صحيح البخاري .. ( http://r-al7ob.com/bdr/upload/As.zip)
التعليق على القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى_ تعلي ( http://r-al7ob.com/bdr/upload/ad.zip)(32/483)
إلى العلماء وطلبة العلم الذين سلكوا منهج المتقدمين
ـ[خلاد الخالدي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:47 ص]ـ
إلى العلماء وطلبة العلم الذين سلكوا منهج المتقدمين في الحديث أقول لهم بارك الله فيكم لقد سلكتم الأقوى والأبرى بإذن الله ولكن أيها الأفاضل هناك ثمة مشكله بالنسبة لطلبة العلم المبتدئين الذين يريدون المسير في نفس الطريق فإن هذا المنهج غير مخدوم في هذه الأيام وبالمقابل تجد منهج المتأخرين خدم أكثر بمراحل فإنا عبد ضعيف أقترح لو تبنى أحد طلبة العلم تصحيح أحاديث الأحكام على الأقل في بلوغ المرام ولو بالتعليق فقط أي في نهاية الحديث يذكر حكمه حتى يبني عليه طالب العلم المستجد وأعلموا أحبابي
أن الموضوع حساس بالنسبة لمن شطت به الدار وبعد عنه المزار عن منازل العلماء وطلبة العلم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[12 - 06 - 04, 06:45 ص]ـ
عليك بطبعة طارق عوض الله لبلوغ المرام.(32/484)
كيف أحصل على مذكرات الشيخ يحيي اليحيى التي جمع فيه بين الصحيحين
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:21 م]ـ
مع تلفون هاتفه أو جواله إن أمكن.
ـ[{أبو أحمد}]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:45 م]ـ
أخي المذكرات لا توزع إلا لمن أراد الحفظ وانطبقت عليه الشروط وهي حفظ القران كاملا لمن أراد الصحيحين وحفظ الصحيحين مع القرآن لمن أراد السنن ... وهكذا
فإن رغبتم فيها على ذلك فيمكنكم مراسلتي على الخاص لإفادتكم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[13 - 06 - 04, 08:57 م]ـ
أنصحك – أخي الكريم – بحفظ الصحيحين – إن صحت العبارة – عن طريق كتاب (الجامع بين الصحيحين، لمؤلفه: صالح الشامي – وفقه الله – وذلك لما يلي:
1 – أن الكتاب مطبوع متداول ومتوفر في الأسواق.
2 – أن الجامع ضبط ألفاظ الأحاديث بالحركات؛ بل – أحياناً – إذا كان للكلمة وجهان ضبطها بهما.
3 – أن الأحاديث في الكتاب معزوة بأرقامها إلى البخاري ومسلم.
4 – أن الجامع لم بغفل روايات الحديث، وألفاظه، وزياداته – وإن لم يستوعب –.
5 – أن يبدأ الباب بالحديث المتفق عليه، ثم يعقبه بما انفرد به البخاري، ثم مسلم.
6 – ذكره لمعلقات البخاري في حاشية الكتاب.
7 – بيانه لمعاني الكلمات الغريبة.
8 – أنه اختار تراجم البخاري على الأبواب في الغالب.
9 – حذفه للأسانيد، وقد يذكر بعض رجال الإسناد للحاجة.
10 – أنه يحيل – في بعض الأبواب – إلى بعض الأحاديث التي يمكن إدراجها في الباب، وقد وضعت في أبواب أخرى ألصق بها.
11 – أن الجامع – وفقه الله – قد جمع زوائد السنن (الأربعة مع الدارمي) على الصحيحين، وخطته مقاربة لخطة (الجامع بين الصحيحين)، مع ذكره لأحكام الألباني والترمذي والبوصيري في الأحاديث التي تكلموا فيها (وغيرها من المميزات)؛ فبإمكانك جعل زيادات السنن مرحلة أخرى، في حفظك للأحاديث.
إلى غير ذلك من الميزات التي تميز بها.
وفقك الله لكل خير.
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[16 - 06 - 04, 11:43 م]ـ
أشكرك أخي عبد الله المزروععلى هذه التوجيهات السديدةوأسأل الله ألا يحرمك الأجر.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 04 - 05, 11:40 ص]ـ
أشكرك أخي عبد الله المزروععلى هذه التوجيهات السديدةوأسأل الله ألا يحرمك الأجر.
بارك الله فيكم، وغفر لكم.
مع ملاحظة: أنه لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من خطأ (1)، وغالبها واضح جداً.
وحسب علمي القاصر أنه يُعاد طبعه الآن. والله أعلم.
________________________________________________
(1) وهذا بمعدل الأخطاء في الكتاب تقريباً.
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 04 - 05, 01:00 ص]ـ
أحسنت اخي عبدالله المزروع ونصيحتي لك لاتذهب فقد جربت ذلك واستشر المشائخ كالشيخ الطريفي والسعد
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[26 - 04 - 05, 02:52 ص]ـ
مع ملاحظة: أنه لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من خطأ (1)، وغالبها واضح جداً.
هل تعني بالكتاب أخي عبد الله المزروع " كتاب الجمع بين الصحيحين " للشيخ يحيى اليحيى ..
وهل هناك شيخ من المشايخ لم ينصح به؟؟
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[26 - 04 - 05, 09:57 ص]ـ
مع ملاحظة: أنه لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من خطأ (1)، وغالبها واضح جداً.
هل تعني بالكتاب أخي عبد الله المزروع " كتاب الجمع بين الصحيحين " للشيخ يحيى اليحيى ..
أقصد: الجامع بين الصحيحين لصالح الشامي - وفقه الله -.
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[02 - 05 - 05, 05:56 م]ـ
للحصول على مذكرات الشيخ اتصل به 0505151200
أو شارك في دورة حفاظ الوحيين بمكة أو غيرها
أما التفضيل بين جمع الشامي وجمع اليحيى فيقال
مجمل النصيحة أن تدخل دورات الحفظ بمكة ليحيى اليحيى
http://www.alwahyain.net/site
وتفصيلها أن يقال:
أما كتب الشامي فلها حسناتها كما ذكر أهلها
وأما مذكرات اليحيي فلها ميزاتها:
1 - أنها صممت خصيصاً للحفاظ، ومن ذلك:
2 - ترتيبها للحفظ بإفراد المتفق مع دمج زيادات البخاري وإفراد الحاشية لمسلم.
3 - شَكْلها.
4 - خفتها.
5 - وجود حلقاتها ودوراتها ومدرسيها وطلابها في مكة والمدينة والرياض والقصيم والزلفي ومدن كثيرة في المملكة والشام واليمن ومصر وبعض بلاد افريقية، والعدد قابل للزيادة.
6 - اقتصارها على أصول الصحيحين بعدم الإغراق في تتبع الرويات (مع أهميتها لطالب العلم المتقدم، ولكن يمكنه أن يكتفي بالرجوع إلى الأصول أو بقراءة: الجمع بين الصحيحين للباحثين -تحت التنقيح والطبع-)
7 - أن الدورة التي تقام بمكة خاصة -وبعض المدن الآخرى كالزلفي- من أنفع الدورات وأمتنها وأقواها، وطلابها من أميز الطلاب في الجملة.
نعم قد يقال: لو أن كتاب الجمع للشامي أخذ وهذب وأدرج في الدورة لكان حسناً ..
ولكن هذا الشيء نفسه يقال: لو أن كتاب الجمع للأشبيلي أو للحميدي أو لفلان .. لكان حسنا ..
عموماً .. هناك عدد من كتب الجمع أقوى من كتاب اليحيى ..
لكن حفظ كتاب اليحيى أنفع لعموم الطلاب في هذا الزمن خاصة فيما أرى .. ، وأما من كان يقدر أن يمضي وحده ويحفظ وحده فحبذا كتاب الأشبيلي ..
وللحديث صلة إن تيسر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/485)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[02 - 05 - 05, 08:49 م]ـ
هل من الممكن: الشرح التفصيلي لزوائد السنن عند الشيخ يحيى - وفقه الله -.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[02 - 05 - 05, 09:23 م]ـ
شيخنا المزروع قولكم: (مع ملاحظة: أنه لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من خطأ (1)، وغالبها واضح جداً.)
عسر على العبد الضعيف معرفة هذه الاخطاء مع وضوحها، فهلا جليتها لي، نفع الله بكم
ـ[ابن عايض]ــــــــ[03 - 05 - 05, 12:33 ص]ـ
ما آ خر طبعة لكتابي الشامي؟؟
بارك الله فيكم
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[03 - 05 - 05, 12:34 ص]ـ
الشيخ الكريم عبد الله المزروع حفظه الله
بالنسبة للسنن الأربعة في مذكرات الشيخ يحيى بارك الله في جهوده ما يعيبها هو إخراج الأحاديث الضعيفة جداً من المذكرات، وهو في نظري (خطأ) فمعرفة الضعيف علمٌ بذاته.
والشيخ مذكراته أعيدت طباعتها وستطبع على شكل كتاب مجلد، وقد عرض على الشيخ مبلغ باهض من قبل بعض الدور لكي تنشرها فرفض، ومنهجه في إعطاء المذكرات منهج سليم له أثر بالغ ومحفز.
والله أعلم
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[03 - 05 - 05, 03:04 ص]ـ
زوائد السنن كالآتي:
أخذ زوائد سنن أبي داود على الصحيحين فجاءت في جزئين، مع اجتناب المكرر والمتفق على ضعفه (أما ما لم يكن ضعيفاً جداً أو روي عن أحد الحفاظ تصحيحه فأورده، وهو في الغالب ينتفع بالألباني، وجميع الأحاديث الضعيفة التي لم يوردها فقال إنه سيجمعها في جزء وتقرأ قراءة)
ثم أخذ زوائد سنن الترمذي على الصحيحين أبي داود، ثم زوائد النسائي على ما قبلها فجاءت في جزء .. (وهي كسابقتها)
ثم أخذ زوائد سنن سنن ابن ماجه ثم الموطأ ثم الدارمي (في جزء .. كسابقتها)
أما إخراج الضعيف من المذكرات فقد يعتذر له بأنه ما أخرج إلا ما لم يجد أحداً صححه؛ ثم هو سيجمعها في جزء خاص للقراءة، وإن كنت أؤيد أن تدرج مع الأصل ..
وعلى كل فهذه أشياء تتجاذبها الآراء، والمفيد أيما فائدة أن هذه الدورات المباركة دفعت بكثير من الطلاب إلى قراءة أحاديث لو أنفق ماله كلها على قراءة بعضها لكان يسيراً، فكيف بحفظها؟، ولسان الحال يقول له كما قال عامر الشعبي لصالح بن حيان حيى حدثه بأحد الأحاديث .. : "أعطيناكها بغير شيء؛ قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة! " [هذا الحديث في الجمع بين الصحيحين لليحيى!]
وكان بعض الصالحين في هذه الدورة كلما مر عليه حديث لم يقرأه قبل قال: الحمد لله الذي لم يتوفني حتى أقرأ هذا الحديث ..
فيا حسرتا على سنين ينفقها العبد بالأماني وتجميع الكتب ومقارنة الطبعات ثم لا يكون له نصيب من العلم الحقيقي والعمل .. فهذه مناهج تتفاوت في حسن الصناعة وتتقارب في بلوغ المقصد.
ويكفي هذه الدورة أنها تدفعك إلى معايشة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وسواء قرأت الجمع لليحيى أم للأشبيلي، وسواء قرأت الكتاب من أوله أم منكساً!!، وسواء قرأت المفردات قبل الجمع أم مزجت بينهما!!!، وسواء أخذت لفظ البخاري أم لفظ مسلم .. ففي الغالب أن الجامع لن يتصرف في لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وإن تصرف فستكشفه مراجعة الأصول ومذاكرة الفحول ..
جعلكم الله من أنصار سنته وحملة حديثه ونضر وجوهكم وبيضها يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
والتسجيل مفتوح لجميع طلاب العلم في أنحاء العالم
http://www.alwahyain.net/site
للاستفسار عن دورة مكة الاتصال: 055955701
للاتصال بالشيخ يحيى اليحيى 0505151200
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 05 - 05, 05:58 ص]ـ
حديث: " إذا وقع الذباب في شراب لأحدكم فليغمسه، ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء " هذا في البخاري؛ وزاد أبو داود: " وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ".
فهل زيادة أبي داود تعتبر - عند الشيخ يحيى - ليست من الزوائد؟!
ولها نظائر كثيرة.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 05 - 05, 06:00 ص]ـ
شيخنا المزروع قولكم: (مع ملاحظة: أنه لا تكاد تخلو صفحة من صفحات الكتاب من خطأ (1)، وغالبها واضح جداً.)
عسر على العبد الضعيف معرفة هذه الاخطاء مع وضوحها، فهلا جليتها لي، نفع الله بكم
ومن العسر - أيضاً - أن أُبين ذلك، وكثيرٌ منها في الضبط.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 05 - 05, 10:52 ص]ـ
لو تكرمت شيخنا الفاضل بضرب أمثلة فقط لا غير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/486)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[03 - 05 - 05, 10:04 م]ـ
ما هي منزلة اللؤلؤ والمرجان لمحمد فؤاد عبد الباقي من بين هذه الكتب, بارك الله فيكم.
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 03:43 م]ـ
أخي عبدالله .. أبا زرعة .. شكر الله جهودك وأدام عهودك ..
ومن رأى مشاركاتك في هذا الموقع أحبك ..
أسأل الله أن (يزرع) في قلبك حبه وحب من يحبه ..
قلت يا محب:
حديث: " إذا وقع الذباب في شراب لأحدكم فليغمسه، ثم لينزعه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء " هذا في البخاري؛ وزاد أبو داود: " وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء ".
فهل زيادة أبي داود تعتبر - عند الشيخ يحيى - ليست من الزوائد؟!
ولها نظائر كثيرة.
أظن أن من هو دون اليحيى يعرف أنها من الزوائد ..
فهي عند الشيخ من الزوائد ..
لكن لا يرى مناسبة وضعها في الزوائد!
وأظن الفرق واضحاً .. فالأولى للمعرفة والثانية للحفظ ..
وإلا لو أدرج كل زائدة فيها فائدة لطال الأمر وظهر العسر، والمراد ضبط الأصول لا تتبع الروايات
وإلا باستطاعته أن يقول: وبنحو حديث أبي هريرة جاء عن أبي سعيد وهذا من [زوائد] المسند وبعض السنن على البخاري ..
وفي رواية للبخاري فليغمسه (كله) ثم لينزعه، [وهذه من زوائد البخاري على رواياته!]
وفيه [زوائد] أبي دواد: فامقلوه ..
وجاء في [زوائد] ابن ماجه من حديث أبي سعيد عند ابن ماجه (في أحد جناحي الذباب سم)
وجاء في [زوائد] مسند أحمد مرة (في أحد جناحيه) وفي الأخرى (أحد جناحيه) أي بجعله الداء هو نفسه الجناح
وجاء في [زوائده] أيضاً (في طعام أحدكم أو شرابه) بالشك أو التنويع
وفي [زوائد] أحمد أيضاً (فليغمسه إذا أخرجه)
وفي [زوائد] الفوائد المنتقاة العوالي الحسان للسمرقندي!! (فليغطه غطة ثم ليخرجه) بذكر الغطة
وفي [زوائد] البزار من حديث أنس ذكر الطعام ..
وفي [زوائد] البزار عن ثمامة قال كنا عند أنس , فوقع ذباب في إناء فقال أنس بإصبعه فغمسه في ذلك الإناء ثلاثا ثم قال: بسم الله. وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يفعلوا ذلك ..
وعلى كل فكل هذه تسمى [زوائد] عند الشيخ وعند غيره؛ وكلها [زوائد] على الصحيحين وفي كل لفظ مما سبق فائدة؛ عليها بنى بعض أهل العلم أحكاماً وفرعوا عللاً؛ وهي مبسوطة في أبواب الإناء وطهارة الماء وإزالة النجاسة وأحكام الميتة والآداب والجوامع وغيرها ..
ولكن أظن أنني وإياك نتفق على ثقل هذا على الحفاظ، وأن الأنفع له أن يحفظ أصل الصحيحين، فإذا ضبط الأصل استطاع أن يفرع ..
ولو حشرنا عليه كل شيء قُبُلاً من الروايات فإنه قد يحفظها اليوم؛ فإذا جاء الغد لم يدر هل حديث أبي سعيد في البخاري أو في السنن؟ وهل حديث أنس في البزار أو عند احمد؟ وهل لفظة السم في الصحيح أو خارجه؟
ثم تخيل صفحة فيها كل هذه الزوائد أيحفظها؟ أيضبطها؟ أم أننا نتقي من الروايات؟ وما ضابط الانتقاء؟ هل نأخذ من أبي دواد وندع المسند؟ أو نأخذ ما صححه الألباني دون ما صححه البوصيري؟
هذا ولم نتعرض للكلام عن الأسانيد واختلاف الطرق عن أبي هريرة وما في طريق أبي سعيد من الفوائد، وتتبع الروايات عن الصحابة والتابعين ..
مع أن حديث أبي هريرة قليل الزوائد فكيف بغيره مما تعددت مخارجه واختلفت ظواهره ..
فهذا مما يعسر على عامة طلبة العلم حفظه .. ولأن يكتفي بحفظ ما في الصحيحين من الأصول فهو حسبه ..
فإذا جاء لأبي داود حفظ ما انفرد أبوداود بإخراج أصله .. وهكذا ..
فإذا فسح الله لطالب العلم في العمر جعل يجمع الروايات ويزيد ويستفيد .. وطريق العلم طويل.
ولكن ليتأصل وليزد فيما يستقبل كما قيل:
اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط
يحصل المرء بها حكمة وإنما السيل اجتماع النقط
وعلى كل .. فهذا مما تختلف فيه أوجه النظر ..
وعندي من الملحوظات المنهجية على المذكرات كيس مملوء، ومع ذلك فأرى الأمر كما قلته قبل قليل ... :: [[[هناك عدد من كتب الجمع أقوى من كتاب اليحيى .. لكن حفظ كتاب اليحيى]] أعني في دورات اليحيى وما شابهها [[أنفع لعموم الطلاب في هذا الزمن خاصة فيما أرى .. ، وأما من كان يقدر أن يمضي وحده ويحفظ وحده فحبذا كتاب الأشبيلي .. ]]]
وفق الله الجميع لحفظ كتابه وسنة نبيه والنهل منهما والذب عنهما ..
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 03:49 م]ـ
والأمر كما قيل:
وعلى كل فهذه أشياء تتجاذبها الآراء، والمفيد أيما فائدة أن هذه الدورات المباركة دفعت بكثير من الطلاب إلى قراءة أحاديث لو أنفق ماله كلها على قراءة بعضها لكان يسيراً، فكيف بحفظها؟، ولسان الحال يقول له كما قال عامر الشعبي لصالح بن حيان حيى حدثه بأحد الأحاديث .. : "أعطيناكها بغير شيء؛ قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة! " [هذا الحديث في الجمع بين الصحيحين لليحيى!]
وكان بعض الصالحين في هذه الدورة كلما مر عليه حديث لم يقرأه قبل قال: الحمد لله الذي لم يتوفني حتى أقرأ هذا الحديث ..
فيا حسرتا على سنين ينفقها العبد بالأماني وتجميع الكتب ومقارنة الطبعات ثم لا يكون له نصيب من العلم الحقيقي والعمل .. فهذه مناهج تتفاوت في حسن الصناعة وتتقارب في بلوغ المقصد.
ويكفي هذه الدورة أنها تدفعك إلى معايشة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وسواء قرأت الجمع لليحيى أم للأشبيلي، وسواء قرأت الكتاب من أوله أم منكساً!!، وسواء قرأت المفردات قبل الجمع أم مزجت بينهما!!!، وسواء أخذت لفظ البخاري أم لفظ مسلم .. ففي الغالب أن الجامع لن يتصرف في لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، وإن تصرف فستكشفه مراجعة الأصول ومذاكرة الفحول ..
جعلكم الله من أنصار سنته وحملة حديثه ونضر وجوهكم وبيضها يوم تبيض وجوه وتسود وجوه.
والتسجيل مفتوح لجميع طلاب العلم في أنحاء العالم
http://www.alwahyain.net/site
للاستفسار عن دورة مكة الاتصال: 055955701
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/487)
ـ[همام بن همام]ــــــــ[04 - 05 - 05, 07:06 م]ـ
ماذا عن سؤالي, هل من مجيب.
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 08:38 م]ـ
أخي همام
كتاب عبدالباقي من جنس هذه الكتب إلا أنه دونها قليلاً من حيث الصناعة .. واقتصر فيه على المتفق
إن كنت قطعت شوطاً فيه فأتمه
وإلا فأرى أن تبدأ بعمدة الأحكام ثم كتاب التوحيد ثم أحد كتب الجمع بن الصحيحين ..
فإن كنت قوي الحافظة وتجد طالب علم متمكناً يرعاك حتى النهاية فاحفظ الجمع للأشبيلي.
وإلا فعليك بجمع اليحيى خاصة إن كنت في السعودية .. أو تستطيع حضور دورات مكة
وفقك الله لمرضاته
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[04 - 05 - 05, 09:03 م]ـ
تعديل رقم الموقع
: 0559556701
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[04 - 05 - 05, 10:05 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ حكيم، وبارك فيكم، ونفع بكم.
أنا كان سؤالي عن الزوائد عند الشيخ يحيى - وفقه الله - لتضارب كلام بعض الإخوان في منهجه في زوائد السنن؛ فأحببت المعرفة والاطلاع.
- وجهة نظر: من كان لا يستقيم أمره إلا مع الصحبة ويتيسر له الحضور، فينبغي عليه أن بحرص على دورات الشيخ،
ومن كان بإمكانه الحفظ دون التقيد بمثل هذه الدورات أو يصعب عليه الحضور، فلعل كتاب الشامي مقدم على الإشبيلي - فضلاً عن غيره - في الحفظ، للأسباب التالية:
1 - أن صاحب الجمع وضع كتاباً آخر للزوائد، وغالب من يحرص على حفظ الصحيحين ترتقي همته لحفظ زوائد السنن، وقد وضع له منهجاً للجمع وللزوائد من حيث الترتيب ... إلخ.
2 - أن حفظ جمع الإشبيلي من العسر بمكان، بخلاف كتاب الشامي.
- أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع، والعمل الصالح.
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 01:38 م]ـ
بارك الله فيك أبا زرعة ..
وحبذا لو انبرى (الوراقون) وأهل الكتب في موقعنا هذا فجمعوا الكتب التي عنيت بالجمع بين الصحيحين قديماً ككتاب الحميدي والأشبيلي وحديثاً كالشامي واليحيى .. (على أنه يوجد جماعة من طلبة العلم جمعوا بين الصحيحين لأنفسهم)
وكذا كتب الزوائد ككتاب الشامي واليحيى، وأظن للطريفي كتاباً طبع حديثاً في زوائد أبي داود ..
ثم وضعوا حسنات كل كتاب وصورة منه ..
وقد أحسن الشيخ أبوزرعة بذكر حسنات كتاب الشامي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=97276&postcount=3
ويبقى الأمر للمرء باختيار ما يلائمه، والموفق من وفقه الله
ـ[العوضي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 10:07 م]ـ
رأيت المذكرة لدى أحد الأخوة بالإمارات وهو مطبوع في دار ابن الجوزي
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[28 - 06 - 05, 09:55 ص]ـ
سئل الشيخ عبدالكريم الخضير عن أفضل الجوامع بين الصحيحين بالنسبة لطالب العلم
فقال: جمع عبدالحق - يعني الاشبيلي
ـ[المختار]ــــــــ[29 - 06 - 05, 04:37 ص]ـ
جزاكم الله خير على هذا الموضوع
انا أتكلم عن تجربة:
بدأت بالصحيحين للشامي ثم وقفت لأنه (يذكر الحديث المتفق عليه ثم مفردات البخاري ثم مسلم ..... وبعد مدة من الحفظ تجد أنك لاتميز الحديث هل هو متفق عليه ام من المفردات)
ولأنه كتاب طويل والهمم قصيرة (ضعيفة)
هذا الذي حصل معي
ثم بدأت بمذكرات اليحيى فما وجدت فيها صعوبه لا بالحفظ ولا بالخلط بين الروايات
فالآن ولله الحمد عندي مذكرات الجمع بين الصحيحين كاملة ....
الأربعة الأولى: للمتفق عليه
الخامسة: مفردات البخاري
الأخيرة (السادسة): مفردات مسلم
وأحب أن أذكرك أن المذكرات ليست طويلة كل مذكرة تقريباً 150 صفحة يعني بالنهاية كل الجمع يحتوي على 700 صفحة تقريباً
وقد طبعت الآن المذكرة الأولى والثانية مجلدات (طباعة دار بن الجوزي)
وهذا أسهل وأوفر من حيث الجهد والوقت .....
ـ[الرايه]ــــــــ[27 - 12 - 05, 09:01 م]ـ
هناك رسائل جامعية في زوائد السنن الاربع.
منها:
- زوائد السنن الاربع على الصحيحين في احاديث الحدود والديات
المؤلف/عبدالله بن محمد الصامل
المشرف الشيخ/عبدالكريم الخضير.
الرياض: كليه اصول الدين, جامعه الامام محمد بن سعود الاسلاميه، 1422هـ
الصفحات 1599ص
- زوائد السنن الاربع على الصحيحين في احاديث اللباس والترجل: جمعا وتخريجا ودراسه
المؤلف /خالد بن حمود التويجري
المشرف الشيخ/دخيل بن صالح اللحيدان
الرياض: كليه اصول الدين , جامعه الامام محمد بن سعود الاسلاميه، 1423هـ
الصفحات 1244ص
- زوائد السنن الاربع على الصحيحين في احاديث الصيام
المؤلف / عمر بن عبدالله المقبل
المشرف الشيخ/ابراهيم بن عبدالله اللاحم
الرياض: كليه اصول الدين, جامعه الامام محمد بن سعود الاسلاميه، 1420
الصفحات 972ص
- زوائد السنن الاربع على الصحيحين في احاديث النكاح والرضاع: جمعا وتخريجا ودراسه
المؤلف/عصام بن صالح بن محمد العويد
المشرف الشيخ/عبدالله بن عبدالمحسن التويجري
الرياض: كليه اصول الدين, جامعه الامام، 1422هـ
الصفحات 871ص
ولا اعلم عن طبع شيء منها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/488)
ـ[سالم عدود]ــــــــ[16 - 10 - 07, 10:49 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[17 - 10 - 07, 02:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[18 - 10 - 07, 12:47 ص]ـ
أحسن الله للجميع ولك أخي حكيم
مما يتميز به جمع الشيخ يحي اليحي أيضاً:
اللون: فإنه يميز لفظ البخاري - المختلف عن لفظ مسلم - باللون الأحمر , ثم يضع لفظ مسلم أو زيادته على الحديث في الحاشية بخط أصغر.
وهذا أشد تعلقاً بالذهن ويستطيع الطالب تمييزه واستحضاره.
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[20 - 10 - 07, 12:38 ص]ـ
أيها الإخوة الأكارم: أريد ــ وكثيرون غيري ــ هذه المذكرات؛ فكيف الحصول عليها و نحن قد نأت بنا الديار، و أثقلتنا الأحمال: وظيفة و عائلة وذراري؟!
.
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 04:25 ص]ـ
لا أدري ما وجه منع المذكرات إلا لحفاظ القرآن، فربما احتاجها أحد لا يحفظ كتاب الله
ولذلك لم يُشترط سابقا في حفظ الحديث حفظ القرآن وإن كان القرآن أولى لكن لا يصل التشديد إلى هذا الحد
فالشيخ جزاه الله خيرا بذل جهده في الجمع ولكن ........
العلم لا يملكه أحد، ولو كانت عندي المذكرات أو الكتب لوزعتها مجانا
والغريب مما سمعته من حضروا الدورة أن الشيخ يأخذ الأيمان المغلظة عليهم بعدم طباعتها أو تصويرها، والعهدة على الناقل
وهذا من أغرب ما سمعت
فهذا صحيح البخاري ومسلم وكتب السنن والصحاح موجودة ولم يقل احد من مؤلفيها بالحجر عليها أو أخذها بشروط معينة
كيف وفعل الشيخ هذا إنما هنا نتاج لجهد الشيخين قبله
فأرجو إعادة النظر في هذا الإحتكار العلمي الذي ما سمعنا به في آبائنا الأولين
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[20 - 10 - 07, 08:47 م]ـ
أخي مشتاق: استفهامك في محله؛ ما هو الدليل على شرعية عمل الشيخ؟!
.
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[20 - 10 - 07, 09:40 م]ـ
حجة الشيخ حفظه الله
ان الكتاب للحفاظ فقط ومن اراد المطالعة فكتب الجمع بين الصحيحين الاخرى كثيرة
وسبب اخر ان الكتاب لا زال في طور التنقيح
وايضا فان في هذا شحذ لهمم الطلاب للحفظ
واخيرا فهذا اجتهاد من الشيخ وهو لم يحتكر شيئا فالبخاري ومسلم موجودة لم يمنعها الشيخ!
ـ[الغواص]ــــــــ[16 - 11 - 07, 11:03 م]ـ
عبدالله المزروع
جزاك الله خيرا
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[18 - 11 - 07, 06:28 ص]ـ
ما هو صحة خبر طباعة دار بن الجوزي لها؟
أنا من مصر فكيف أصل لها؟
خاصة أنني قطعت شوطا كبيرا في حفظ صحيح مسلم لكني أفقد توجهيات العلماء وطلبة العلم المشتغلين بالحديث لأن في بلدي ليس ثمة علماء وجزاكم الله خيرا
ـ[الفاضل]ــــــــ[05 - 12 - 07, 01:42 ص]ـ
أنا من مصر فكيف أصل لها؟
لأن في بلدي ليس ثمة علماء وجزاكم الله خيرا
من مصر ولا تجد عالما فيها؟
غريب قولك!
ألم تسمع بشيخ اسمه محمد عمرو عبداللطيف وكذا الشيخ أبي إسحاق الحويني وغيرهم من طلبة العلم والعلماء ممن لهم باع في خدمة السنة.
وفقك الله.
ـ[أبو نهاد]ــــــــ[08 - 12 - 07, 09:42 م]ـ
الاخوة جميعا بارك الله فيهم
الشيخ يحي اليحي يمتاز بالحزم والجد والاجتهاد والقوة، ورؤيته تدلك على هذا، بل وقصصه الممتعة في التحدي والاصرار لبلوغ معالي الأمور في جميع المجالات أيضا كذلك.
فهو حريص جزاه الله خيرا على أخذ الكتاب والسنة بقوة ودائما يستدل بقوله تعالى (خذ الكتاب بقوة) (فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها)
وفي أثناء إقامة الدورة في منتصفها يخرج الطلاب إلى إحدى الاستراحات القريبة من مكة أو الطائف فترى الشيخ يخرج معهم وذلك بقصد طرد الملل والسآمة مما يعانونه في حفظ السنة، فتراه يتحدى أي واحد يسبقه جريا على الأقدام، كذلك يجري التحدي في المصارعة والمطارحة، ففي كل سنة لا تجد أحدا يسبقه أو يغلبه فهو - ما شاء الله - قوي البنية.
نفع الله به وبجهوده
أما ما ذكره أحد الأفاضل من أن الشيخ يأخذ على طلابه في نهاية الدورة أيمانا مغلظة بعدم السماح بالنسخ والتصوير لمذكراته وكتبه فغير صحيح وما سمعنا بهذا لا منه ولا من أحد من المشرفين
لكن المذكرات أو الكتب مكتوب عليها: وقف على الحفاظ ولا يسمح بنسخها ولا تصويرها. وقد أو ضح بعض الأفاضل سبب ذلك والله ولي التوفيق
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[10 - 01 - 08, 05:40 م]ـ
ثم بدأت بمذكرات اليحيى فما وجدت فيها صعوبه لا بالحفظ ولا بالخلط بين الروايات
فالآن ولله الحمد عندي مذكرات الجمع بين الصحيحين كاملة ....
الأربعة الأولى: للمتفق عليه
الخامسة: مفردات البخاري
الأخيرة (السادسة): مفردات مسلم
أخي الفاضل المختار، هل يمكنك أن تعرض لنا المذكرة الخامسة، " مفردات البخاري "؟، وأيضا المذكرة السادسة " مفردات مسلم.،بارك الله فيك.
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[14 - 02 - 08, 10:41 ص]ـ
من مصر ولا تجد عالما فيها؟
غريب قولك!
ألم تسمع بشيخ اسمه محمد عمرو عبداللطيف وكذا الشيخ أبي إسحاق الحويني وغيرهم من طلبة العلم والعلماء ممن لهم باع في خدمة السنة.
وفقك الله.
يأخي الكريم انا أقصد أني في بلد بعيدة عن هؤلاء العلماء ولست متفرغ للذهاب إليهم هذا قصدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/489)
ـ[الرايه]ــــــــ[09 - 06 - 09, 12:27 ص]ـ
أوْهَامُ الرَّائدِ
في جَمْعِ الصَّحِيْحَيْنِ والزَّوَائِدِ
(وَقَفَاتٌ مَعَ كُتُبِ ودَوْرَاتِ الشَّيْخِ يَحْيَى اليَحْيَى)
تَألِيْفُ
ذِيَاب بن سَعد آل حمدَان الغَامديّ
الطَّبْعَةُ الأوْلى
(1430)
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_remository&Itemid=29&func=counter&filecatid=399
ـ[سعيد القحطاني]ــــــــ[23 - 09 - 09, 03:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و بعد ...
تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال و وفقنا و إياكم لما يحب و يرضى
إخوني الكرام
أريد أن اقراء المتفق عليه قراءة تدبر و تمعن و إستعداداً للإنضمام إلى ركب الحفاظ
في دورات الشيخ/ يحيى اليحيى
و أريد الإقتصار في البداية على الجمع بين الصحيحين
ومما سبق استنتجت أن كتاب اللؤلؤ والمرجان من أقرب الكتب في الجمع لكتب الشيخ يحيى
فإذا كان إستنتاجي صحيحاً (أرجو من طلاب الشيخ يحيى التعليق)
فلدي إستفسار عن أفضل طبعات كتاب اللؤلؤ و المرجان فيما أتفق عليه الشيخان
لمحمود فؤاد عبدالباقي
و جزاكم الله خيراً
ـ[أبو نادر]ــــــــ[24 - 09 - 09, 08:05 ص]ـ
الإعتماد على ما جمعه اليحي سيفقدك الكثير من متون الصحيحين
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 02:51 م]ـ
الحمد لله ... وصلتني ثمان نسخ من المذكرات الست الأولى ... ونسخة من السنن الباقية ... من جهد وطلب مضى أربع سنوات (اكتئابة) ...
والحمد لله كل حال ....
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[16 - 08 - 10, 01:47 م]ـ
هل يمكن الحصول عليها للمقيمين بمصر؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 12:20 م]ـ
نعم من الشيخ وحيد عبد السلام بالي
ـ[تيمية]ــــــــ[17 - 09 - 10, 01:01 م]ـ
هل مذكرات الشيخ اليحيى مطبوعة في دار ابن الجوزي - كما ذُكِر أعلاه - أم لا؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 02:27 م]ـ
نعم.
وقد أحرقت مرة ً كاملة ً.
وهي طبعة فاخرة!
ـ[أبو عدي القحطاني]ــــــــ[17 - 09 - 10, 05:30 م]ـ
أبو الهمام: ما معنى وقد أحرقت مرة كاملة؟
وتوجد طبعة تجارية لجمع الشيخ في مصر ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[17 - 09 - 10, 06:47 م]ـ
أخبرني -من أثق به - أن الشيخ تأخر عن إصدار وتوزيع الكتب، في المراحل الأخيرة للصحيحين.
وذلك أن الدار أصابها حريق، فكان من المفقود كتب الشيخ!
وإن لم أهم فقد أخبرني الشيخ بنفسه!! وهذا قبل سنتين والله أعلم.
ـ[خالد مسلم]ــــــــ[17 - 11 - 10, 12:22 ص]ـ
ما رايكم بكتاب (الوافي لما في الصحيحين) لصالح الشامي
المولف قال انه الفه لمن يريد حفظ الصحيحين ...
فهل هو كذلك؟؟؟
ـ[محمدأنيس سالم]ــــــــ[17 - 11 - 10, 03:03 م]ـ
أبو الهمام: ما معنى وقد أحرقت مرة كاملة؟
وتوجد طبعة تجارية لجمع الشيخ في مصر ..
وأين تباع؟(32/490)
هل تقام الحدود على الكفار, و اذا اقيمت فما هي الضوابط؟
ـ[بوشهاب]ــــــــ[12 - 06 - 04, 03:38 م]ـ
هل تقام الحدود على الكفار, و اذا اقيمت فما هي الضوابط؟؟
هل هناك حدود مختصة بالمسلمين فقط؟؟
على سبيل المثال:
اذا سرق الكافر و توافرت شروط القطع فهل يطبق عليه الحد؟؟ ام ان الاسلام من شروط اقامة الحد
و مثل ذلك في الزنا و الخمر و غيرها
ـ[بوشهاب]ــــــــ[13 - 06 - 04, 12:56 م]ـ
????????
ـ[بوشهاب]ــــــــ[15 - 06 - 04, 12:30 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة بوشهاب
هل تقام الحدود على الكفار, و اذا اقيمت فما هي الضوابط؟؟
هل هناك حدود مختصة بالمسلمين فقط؟؟
على سبيل المثال:
اذا سرق الكافر و توافرت شروط القطع فهل يطبق عليه الحد؟؟ ام ان الاسلام من شروط اقامة الحد
و مثل ذلك في الزنا و الخمر و غيرها
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 06 - 04, 07:53 م]ـ
أحببت مدارستكم حتى لايبقى المقال خالي الوفاض.
الأصل إقامة الحد على الكفار والمسلم طالما كانا تحت حكم الإسلام.
والسبب أن الحد شرع لتطهير المحدود وشرع كذلك لردع الجاني.
غير أن بعض الفقهاء (وهو كثير عند المالكية) نصوا على عدم إقامة حد الزنى على بعض الكفار.
والعلة عند هؤلاء أن الكافر لايزكى وليس ثمة حق للغير فيقضى له (هذا إذا كان الزنى بالتراضي ونص بعضهم على قتله إن كان غصباً).
وفي المسألة تفريعات وخلاف بين أرباب المذاهب وتفريقات بين المستأمن والذمي وبين الذنب لو قارفه مع مسلمة أو مستأمنة أو ذمية، والكلام فيه يحتاج مراجعو والحكم عليه يتطلب دراسة وتأملاً.
والشاهد أن الأصل إقامة الحدود عليهم.
والله أعلم
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 07:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ملخص مفيد للشيخ العلامة محمد الطاهر بن عاشور-رحمه الله- في المسئلةولعل فيه الجواب الكافي
الشافي لاخينا الفاضل
قال الشيخ محمد رحمه الله:
"والذي يستخلص من الفقه في مسألة الحكم بين غير المسلمين دون تحكيم:
أن الأمة أجمعت على أنّ أهل الذمة داخلون تحت سلطان الإسلام، وأن عهودالذمة قضت بإبقائهم على ما تقتضيه
مللهم في الشؤون الجارية بين بعضهم البعض بما حددت لهم شرائعهم. ولذلك فالأمور التي يأتونها تنقسم الى أربعة أقسام:
القسم الأول: ما هو خاص بذات الذمي من عبادته كصلاته و ذبحه وغيرها مما هو من الحلال و الحرام. وهذا لا
اختلاف بين العلماء في أن ايمة المسلمين لا يتعرضون لهم بتعطيله الا اذا كان فيه فساد عام كقتل النفس.
القسم الثاني: ما يجري بينهم من المعاملات الراجعة الى الحلال و الحرام في الإسلام، كأنواع من الأنكحة و الطلاق و شرب الخمر و الأعمال التي يستحلونها
و يحرمها الإسلام. وهذه أيضا يقرون عليها، قال مالك: لا يقام حد الزنا على الذميين، فإن زنا مسلم بكتابية يحد المسلم و لا تحد الكتابية.
قال ابن خويز منداد: و لا يرسل الامام اليهم رسولا و لا يحضر الخصم مجلسه.
القسم الثالث: ما يتجاوزهم الى غيرهم من المفاسد كالسرقة و الاعتداء على النفوس و الأعراض كالسرقة و الاعتداء
على النفوس و الاعراض. وقد أجمع علماء الأمة على أن هذا القسم يجري على أحكام الإسلام، لانا لم نعاهدهم على الفساد، وقد قال تعالى ((والله لا يحب الفساد))
ولذلك نمنعهم من بيع الخمر للمسلمين ومن التظاهر بالمحرمات.
القسم الرابع: ما يجري بينهم من المعاملات التي فيها اعتداء بعضهم على بعض: كالجنايات، و الديون، و تخاصم الزوجين. فهذا القسم إذا تراضوافيه بينهم
لا نتعرض لهم، فإن استعدى أحدهم على الاخر بحاكم المسلمين. فقال مالك: يقضي الحاكم المسلم بينهم وجوبا.
لان في الاعتداءضربا من الظلم و الفساد، كذلك قال الشافعي، و ابو يوسف، و محمد، و زفر. و قال ابو حنيفة: لا يحكم بينهم حتى يتراضى الخصمان معا.
(التحرير و التنوير (205\ 7)، الدار التونسية للنشر).(32/491)
اليوم افتتح معرض الكتاب بالمدينة النبوية
ـ[الطالب النجيب]ــــــــ[12 - 06 - 04, 04:08 م]ـ
اليوم افتتح معرض الكتاب بالمدينة النبوية.
في الجامعة الإسلامية.
ولمدة أسبوعين. من تاريخ 24/ 4/1425هـ.
وعلى فترتين: صباحية ومسائية.
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم.
حبذا لو نقلت لنا اخبار المعرض وماالجديد فيه؟ وكيف هي اسعاره؟
وتقييمك له بشكل عام.
وجزاك الله خيرا.
وكذالك نريد تقييم من حضر المعرض من الاخوه.
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[16 - 06 - 04, 04:11 ص]ـ
للرفع
رفع الله قدر من افادنا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 09:43 م]ـ
زرت المعرض
ووجدت الدور المشاركة كلها محلية
والأسعار شبه عادية
وشاركت الجامعات بالعرض فقط سوى جامعة أم القرى
والمعرض عادي جدا، بل يصح أن يقال: إنه هزيل.
لم أر فيه شيئا يذكر إلا تاريخ الدوري عن ابن معين تحقيق أحمد نور سيف في 4 أجزاء، وهو شبه معدوم في المكتبات التجارية من سنين، وهو عند جامعة أم القرى.
ووجدت التاريخ والمعرفة ليعقوب بن سفيان تحقيق أكرم العمري، عند مكتبة الدار وهو قليل في السوق، والمتوفر طبعة دار الكتب العلمية!.
هذا باختصار.
وعند مكتبة أضواء السلف مجموعة كتب جديدة للعرض ستنزل الأسبوع القادم، وذكر لي البائع أنه أعلن عنها في هنا الملتقى.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 09:45 م]ـ
يرفع للخلل في الرفع
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[19 - 06 - 04, 04:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[21 - 06 - 04, 01:01 ص]ـ
الأسعار منها ما هو عادي ومنها ما هو منخفض جد (أرض أرض)!
وذلك نظرا لسفر طلاب الجامعة الذين هم أغلب زبائن المعرض مما حدا بالبائعين إلى تخفيض الأسعار إلى أقل حد ممكن.(32/492)
ما حكم بيع المصاحف؟
ـ[ابو يوسف الحنبلي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 06:08 م]ـ
مذهب الحنابلة أنه محرّم لقول ابن عمر رضي الله عنهما " وددت لو أن الأيدي تُقطع في بيعها " وقال أحمد " لا أعلم فى في بيع المصحف رخصة "
وللفقهاء ثلاثة أقوال مشهورة وهي روايات عن الإمام أحمد رحمه الله:
1 - الجواز من غير كراهة وهو مذهب الحنفية ومذهب المالكية.
2 - جواز ذلك مع الكراهة وهو مذهب الشافعية كما فى المجموع شرح المهذب (9/ 252).
3 - عدم جواز ذلك وهو مذهب الحنابلة كما فى الإنصاف (11/ 40).
لكن الصحيح هو جواز بيع المصاحف والدليل على ذلك:
* قوله تعالى: " وأحل الله البيع " وهى آية عامة تدخل فيها بيع المصاحف.
* روى عن مصبّح أنه كان ينسخ المصاحف ويبيعها فى زمن عثمان رضي الله عنه.
* أنّ الذي يبيع المصاحف إنما هو يبيع الورق لا آيات الله.
* الحاجة داعية إلى بيع المصاحف لانتفاع الناس بها.
* يُحمل أثر ابن عمر على زجر الناس عن المبالغة فى أخذ المال كون المصاحف قليلة فى ذلك الوقت.
وقد قرأت فتوى للشيخ صالح الأسمرى حفظه الله يُحّرم فيها بيع المصحف ودليله فى ذلك أثر ابن عمر رضي الله عنهما السالف الذكر وعلة صيانة المصحف من الإبتذال لأن جواز بيعه يؤدي إلى هتك حرمته
فأطلب من الأحوة الأفاضل المشاركة فى هذا الموضوع وكيفية توجيه أثر ابن عمر رضي الله عنهما. وللفقهاء(32/493)
إجابات العلامة عبد الرحمن البراك على أسئلة رواد ملتقى أهل الحديث
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 06 - 04, 06:33 م]ـ
هذه المجموعة الأولى من إجابات العلامة عبد الرحمن البراك على أسئلة الإخوة رواد ملتقى أهل الحديث
(1) السؤال:
الذي يطوف على القبور كقبر الحسين والبدوي وغيره هل عملهم مكفر-مع غض النظر عن أعيانهم- لكن السؤال: هل هناك من قال إذا كان الطواف للتحية ليس كفر ومن كان للعبادة كفر؟ هل لهذا القول قائل من السلف؟
الجواب:
الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركا فيه وصلى الله وسلم، وبارك على عبده، ورسله، وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمعلوم لجميع المسلمين أن الطواف بالبيت العتيق عبادة شرعها الله في الحج والعمرة، وفي غير هما، ولم يشرع الله الطواف بغير بيته فمن طاف على بَنِيَّةٍ أو قبر، أو غيرهما عبادة لله؛ فهو مبتدع ضال متقرب إلى الله بما لم يشرعه، ومع ذلك فهو وسيلة إلى الشرك الأكبر؛ فيجب الإنكار عليه، وبيان أن عمله باطل مردود عليه كما قال صلى الله عليه وسلم:" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".
أما من قصد بذلك الطواف التقرب إلى صاحب القبر فهو حينئِذ = عابد له بهذا الطواف؛ فيكون مشركاً شركاً أكبر كما لو ذبح له، أو صلى له.
وهذا التفصيل هو الذي تقتضيه الأصول، كما يدل لذلك قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". فلا بد من اعتبار المقاصد.
والغالب على أهل القبور القصد الثاني ـ وهو أنهم يتقربون إلى الميت بذلك ـ، فهم بذلك العمل كفار مشركون؛ لأنهم عبدوا مع الله غيره.
والسلف المتقدمون من أهل القرون المفضلة لم يتكلموا في ذلك؛ لأنه لم يقع، ولم يعرف في عصرهم، لأن القبورية إنما نشأت في القرن الرابع.
وأكثر من أفاض في الكلام على شرك القبور، وبدع القبور، شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، ثم من جاء بعدهم من أهل العلم، وعامة كلامهم يقتضي هذا التفصيل المتقدم فإنهم تارة يصفون هذه الأعمال بالبدعة، وتارة بالشرك. والله أعلم.
(2) السؤال:
هل الشرك الأصغر أعظم من الكبائر، وهل هذا القول على إطلاقة؟
الجواب:
الحمد لله، دلت النصوص على أن الشرك فيه أكبر وأصغر، فالأكبر مناف لأصل الإيمان والتوحيد، وموجب للردة عن الإسلام، والخلود في النار، ومحبط لجميع الأعمال، والصحيح أنه هو الذي لا يغفر كما قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}، وأما الشرك الأصغر فهو بخلاف ذلك، فهو ذنب من الذنوب التي دون الشرك الأكبر فيدخل في عموم قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}
وهو أنواع:
شرك يكون بالقلب كيسير الرياء، وهو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم:" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " فسئل عنه فقال: "الرياء ".
ومنه ما هو من قبيل الألفاظ كالحلف بغير الله كما قال صلى الله عليه وسلم:" من حلف بغير الله فقد أشرك ".
ومنه قول الرجل: لولا الله وأنت، وهذا من الله ومنك، ولولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتانا اللصوص كما جاء في الأثر المروي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
ومنه قول الرجل: ما شاء الله وشئت.
وقد ذكر بعض أهل العلم أن الشرك الأصغر عند السلف أكبر من الكبائر، ويشهد له قول ابن مسعود رضي الله عنه:" لأنْ أحلف بالله كاذبا أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقا".
ومعلوم أن الحلف بالله كذبا هي اليمين الغموس، ومع ذلك رأى أنها أهون من الحلف بغير الله.
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الشرك الأصغر ليس على مرتبة واحدة بل بعضه أعظم إثما، وتحريما من بعض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/494)
فالحلف بغير الله أعظم من قول الرجل: ما شاء الله وشئت، لأنه جاء في حديث الطفيل الذي رواه أحمد وغيره أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون: ما شاء الله وشاء محمد، ولم ينههم صلى الله عليه وسلم عن ذلك في أول الأمر حتى رأى الطفيل الرؤيا وقصها على النبي صلى الله عليه وسلم:" فخطبهم النبي صلى الله عليه وسلم، ونهاهم عن ذلك، وقال: إنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أنْ أنهاكم عنها لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ".
وفي رواية "قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد".
والظاهر أيضا: أن قول السلف الشرك الأصغر أكبر من الكبائر يعني مما هو من جنسه كالحلفِ، فالحلفُ بغير الله أكبر من الحلف بالله كذبا كما في أثر ابن مسعود، وجنس الشرك أكبر من جنس الكبائر، ولا يلزم من ذلك أن يكون كلما قيل: إنه شرك أصغر يكون أكبر من كل الكبائر، ففي الكبائر ما جاء فيه من التغليظ، والوعيد الشديد ما لم يأت مثلُه في بعض أنواع الشرك الأصغر، كما تقدم في قول الرجل: ما شاء الله وشئت. والله اعلم.
(3) السؤال:
بعضُ الأخوة من طلبة العلم الذين مَنّ الله عليهم بصحة العقيدة، يعيشون في بلاد تكثر فيها البدع، والشركيات، والمنكرات العظيمة .. ونجد معظم نشاطهم، و دروسهم في علوم الآلة كالمصطلح .. ونحوه، أو تحقيق، وتخريج الكتب، أو حتى الدروس الفقهية .. ونحوها ولا نجد لهم دروسا، أو جهودا في تصحيح العقائد الفاسدة، والبدع المنتشرة في بلادهم! فهل من كلمة توجهونها لهم؟ وهل يأثمون بترك الدعوة إلى التوحيد، ونبذ البدع والشرك مع شدة حاجة الناس لذلك؟
الجواب:
الحمد لله لا ريب أن العناية بعلوم الحديث ودراسة الأسانيد، وتحقيق الكتب المشتملة على ذلك عمل جليل والحاجة داعية إليه، وهو سبيل أهل العلم قديما وحديثا، ولكن لا يخفى أن ذلك كله وسيلة إلى معرفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتمييز الصحيح من غيره والغاية من معرفة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم العمل بهما، والدعوة إلى ذلك. واستغراق الوقت بالوسيلة عن الغاية خطأ ظاهر لا يليق بطلاب العلم، ولا يصدر من ذوي البصائر والفقه في الدين.
ولقد أرسل الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ولقد تحقق ذلك على يده صلى الله عليه وسلم، ويد أصحابه، وأتباعه؛ فالواجب سلوك سبيلهم بالعناية بتدبر القرآن، وتدبر السنة،والتفقه فيهما، والعمل بهما، والدعوة إليهما، ومن أوجب الواجبات الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ومن المعلوم أن أعظم المنكرات؛ الشرك، والبدع كبيرها، وصغيرها، فيجب على أهل العلم القيام بذلك عملا بقوله تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وذلك مما يدخل من قام به في عموم قوله تعالى {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}، ولا يخفى أن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر من فروض الكفاية، ومعنى ذلك أنه إذا لم يتحقق القيام بهذا الواجب تعين على من كان قادرا أن يقوم به نصحا لله، ولكتابه ولرسوله، ولعامة المسلمين.
فيا أيها الأخوة انهضوا بهذا الواجب العظيم، واجب الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ فهذا سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأتباعه كما قال تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، ولا يخفى عليكم فضل الدعوة إلى الله، وما لها من الأثر العظيم في هداية الخلق، وأي ثناء، وترغيب فوق ثنائه سبحانه وتعالى بقوله {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، نسأل الله أن يسلك بنا، وبكم سبيل المؤمنين، وأن يجعلنا هداة مهتدين إنه تعالى على كل شيء قدير، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/495)
(4) السؤال: سماحة الشيخ استنكر عَليّ أحد الأخوة تكفير الرافضة- المقصود من يقومون بأعمال شركية كالاستعانة و الاستغاثة بالحسين و زيارة و حِج الأضرحة- فقال الأخ (علماً أنه أقدم منى في طلب العلم) أن تكفير عقيدتهم لا يعني تكفير عامة جُهّالهم الذين يُضَلّلون مِن قِبل أئمتهم، ولكن إن نُصِحوا وبُيِّنَ لهم وأقيمت عليهم الحُجة ولم يرجعوا عن تلك العقيدة الفاسدة وجب تكفيرهم، فما رأي سماحة الشيخ، هل الجاهل منهم معذور بشركه؟
الجواب: الحمد لله: الرافضة الذين يسمون أنفسهم الشيعة، ويدعون حب آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، هم شر طوائف الأمة،وقد كان المؤسس لهذا المذهب يهودي اسمه عبد الله بن سبأ، وأصحابه السبئية الغلاة الذين ادعوا الإلهية في علي رضي الله عنه،وورثتهم يألهون أئمتهم من ذرية علي رضي الله عنه، وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين، وإذا أظهروا الإسلام وكتموا اعتقادهم كانوا منافقين، وهؤلاء من غلاة طوائف الرافضة الذين قال فيهم بعض العلماء: إنهم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض، ومن الرافضة السبابة الذين يسبون أبا بكر وعمر ويبغضونهما،ويبغضون سائر الصحابة،ويكفرونهم، ويفسقونهم إلا قليلا منهم. وفي مقابل ذلك يغلون في علي رضي عنه وأهل البيت، ويدعون لهم العصمة، ويدعون ان عليا رضي الله عنه هو الأحق بالأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك، وأن الصحابة كتموا الوصية، واغتصبوا حق علي في الخلافة، فجمعوا بين الغلو،والجفاء، ثم اعتنقوا بعض أصول المعتزلة كنفي الصفات، والقدر، ثم أحدثوا بعد القرون المفضلة بناء المشاهد على قبور أئمتهم؛ فأحدثوا في الأمة شرك القبور، وبدع القبور، وسرى منهم ذلك لكثير من طوائف الصوفية، والمقصود أن الرافضة في جملتهم هم شر طوائف الأمة،واجتمع فيهم من موجبات الكفر، تكفير الصحابة، وتعطيل الصفات، والشرك في العبادة بدعاء الأموات، والاستغاثة بهم , هذا واقع الرافضة الإمامية الذين أشهرهم الإثنا عشرية فهم في الحقيقة كفار مشركون لكنهم يكتمون ذلك، إذا كانوا بين المسلمين عملا بالتقية التي يدينون بها، وهي كتمان باطلهم، ومصانعة من يخالفهم، وهم يربون ناشئتهم على مذهبهم من بغض الصحابة خصوصا أبا بكر وعمر، وعلى الغلو في أهل البيت خصوصا علي، وفاطمة، وأولادهما، وبهذا يعلم أنهم كفار مشركون منافقون وهذا هو الحكم العام لطائفتهم، وأما أعيانهم فكما قرر أهل العلم أن الحكم على المعين يتوقف على وجود شروط، وانتفاء موانع، وعلى هذا فإنهم يعاملون معاملة المنافقين الذين يظهرون الإسلام. ولكن يجب الحذر منهم، وعدم الإغترار بما يدعونه من الإنتصار للإسلام فإنهم ينطبق عليهم قوله سبحانه {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}،وقوله تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ}، ولا يلزم مما تقدم أن كل واحد منهم قد اجتمعت فيه أصولهم الكفرية، والبدعية. ومن المعلوم أن أئمتهم، وعلماءهم هم المضلون لهم،ولا يكون ذلك عذرا لعامتهم لأنهم متعصبون لا يستجيبون لداعي الحق، ومن أجل ذلك الغالب عليهم عدواة أهل السنة، والكيد لهم بكل ما يستطيعون، ولكنهم يخفون ذلك شأن المنافقين، ولهذا كان خطرهم على المسلمين أعظم من خطر اليهود، والنصارى لخفاء أمرهم على كثير من أهل السنة، وبسبب ذلك راجت على كثير من جهلة أهل السنة دعوة التقريب بين السنة والشيعة، وهي دعوة باطلة. فمذهب أهل السنة،ومذهب الشيعة ضدان لا يجتمعان، , فلا يمكن التقريب إلا على أساس التنازل عن أصول مذهب السنة، أو بعضها، أو السكوت عن باطل الرافضة، وهذا مطلب لكل منحرف عن الصراط المستقيم ـ أعني السكوت عن باطله ـ كما أراد المشركون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوافقهم على بعض دينهم، أو يسكت عنهم فيعاملونه كذلك، كما قال تعالى {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}، والله أعلم.
(5) السؤال: فضيلة الشيخ الوالد حفظك الله السلام عليكم ورحمة الله لدي سؤال واحد و هو:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/496)
ما حكم الجزم بأن القيامة لن تقوم غدا؟ هل هو كالجزم بأنها سوف تقوم في سنة معينة كما يزعم بعض الضلال و العرافين؟
و الذي جرَّ هذا السؤال أن أحد الناس ذكر في كلام له أننا ... "نجزم بأن القيامة لن تقوم غدا, و نعلم ذلك من النصوص الكثيرة التي أخبرت عن أشراط الساعة , و نحن نعلم أن هذه الأشراط لم تكن بعد, و لا تكون إلا بعد وقت, فإن كثيرا من النصوص تخبر بمدد لا يحصل قبل غد" .. هذا معنى كلامه لا لفظه , فهل هذا اعتقاد أهل السنة في المسألة؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب:
الحمد لله، إن موعد قيام الساعة وهي القيامة، هو مما استأثر الله بعلمه قال تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}، ولما قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤل عنها بأعلم من السائل. فالله تعالى قد أخفى وقتها عن العباد فلا يعلم متى الساعة لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل. فمن زعم أن الساعة تقوم في سنة كذا، أو بعد كذا وكذا من السنين؛ فهو مفتر كذاب، ومدع لعلم الغيب، ومكذب بما أخبر الله به في كتابه؛ فيكون بهذا كافرا يستتاب فإن تاب، و إلا قتل، أما من قال أن الساعة لن تقوم حتى تظهر أشراطها التي أخبر الله بها ورسوله فهو محق، لأن قيامها قبل ظهور أشراطها خلاف ما أخبر الله به ورسوله، فيلزم منه أن تكون هذه الأخبار كذبا، وهذا اللازم باطل، فكذلك ما يستلزمه، فأخبار الله ورسوله أصدق الأخبار، ولا بد من وقوع مُخْبرِها فمن قال: نجزم بأن الساعة لا تقوم غدا بناء على ذلك فقد صدق، وهذا لا ينافي قدرة الله على أن يقيم الساعة غدا، وامتناع قيامها قبل موعدها راجع إلى أن الله قدّر ذلك،وقضاه، فلا يكون خلاف ما سبق به علمه، وقضاؤه، بل يجري كل شيء على وفق علمه، وتقديره، ومشيئته، وهو سبحانه الفعال لما يريد، وهو كل شيء قدير، وصلى الله على نبينا محمد، والله أعلم.
(6) السؤال: كيف نجمع بين حديث الجساسة التي رآها أحد الصحابة وأخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم وأن معها المسيح الدجال، وحديث إن المسيح الدجال يخرج ويولد في آخر الزمان؟ وجزاك الله خيرا عن أمة الإسلام ونفع بكم وأعز بكم الأمة.
الجواب:
الحمد لله لقد استفاضت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإخبار عن المسيح الدجال، فتظمنت الإخبار عن خروجه في آخر الزمان، وأنه يأتي بخوارق باهرة، يكون بها فتنة لأكثر الناس ممن لا بصيرة له، وأنه يقتله المسيح ابن مريم كما تظمنت صفة عينيه، وأنه أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية، وأن فتنته أعظم فتنة منذ آدم إلى قيام الساعة، ولهذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:" أنه ما من نبي إلا أنذر أمته المسيح الدجال ". وقد أنذر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمته فتنة المسيح الدجال أعظم إنذار، وذكر علاماته تبصيراً للأمة، وأمر صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من شر فتنة بعد التشهد في كل صلاة، وليس فيما أخبر به صلى الله عليه وسلم من صفته، وأحواله، وعلاماته ما يشكل؛ إلا ما جاء في حديث الجساسة مما يدل على أنه موجود، وموثق، وأنه ينتظر الإطلاق لخروجه، وحديث الجساسة لم يكن خبراً مبتدأ من النبي صلى الله عليه وسلم،وإنما اخبر بقصتها تميم الداري، وقصها على النبي صلى الله عليه وسلم فأقره عليها، بل وقصها النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرفت هذه القصة بحديث الجساسة، وما دل عليه حديث الجساسة من وجود الدجال لا يتعارض مع الأخبار التي فيها أنه يخرج في آخر الزمان، وخروجه في آخر الزمان لا يمنع من وجوده قبل ذلك بمدة طويلة، أو قصيرة قبل ذلك، ولا أعلم أن في أحاديث خروج الدجال تعرض لولادته،، وعلى هذا فلا تعارض بين حديث الجساسة المتظمن لوجوده في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وأحاديث خروجه لكن حديث الجساسة مع حديث خروج الدجال يدل على بقائه، فيشكل ذلك مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/497)
أصحابه ذات ليلة بعد صلاة العشاء وقال:" لا يأتي على رأس مائة سنة، وعلى ظهر الأرض ممن عليها اليوم أحد ". فيقتضي هذا بعمومه أنه كل من كان على الأرض لا يبقى بعد رأس المائة سنة فيدخل في ذلك المسيح الدجال، فيقال: ـ والله أعلم ـ لا يمتنع أن يكون ما دل عليه حديث الجساسة من وجود الدجال مخصصا لعمومِ حديثِ لا يأتي على رأس مائة سنة وعلى وجه الأرض ممن كان عليها وقت حديث النبي صلى الله عليه وسلم، هذا والله أعلم بالصواب.
(7) السؤال: فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك:
أشكل عليّ تفريق بعض أهل العلم بين أهل الكتاب و المشركين.
فهل وصف المشركين لا ينطبق على أهل الكتاب؟ و ما الفرق بين الكفار و المشركين؟
مع العلم أن كفر أهل الكتاب معلوم لدي، و معلوم لدي أيضا أن عدم تكفيرهم ناقض من نواقض الإسلام، و لكن أشكل علي التفريق في استخدام لفظة الكفار لأهل الكتاب و اقتصار لفظة المشركين على الكفار ما دون أهل الكتاب فأتمنى من فضيلتكم توضيح الأمر بارك الله فيكم.
الجواب:
الحمد لله، يجب أن يعلم أن الألفاظ يختلف معناها بالإفراد والاقتران من حيث العموم والخصوص، وهذا المعنى كثير في القرآن ومن ذلك لفظ الكفار، والمنافقين، والمشركين، وأهل الكتاب، وأعم هذه الألفاظ لفظ الكفار فإنه يشمل المنافقين النفاق الأكبر، ويشمل عموم المشركين، والكفار من أهل الكتاب، واسم المنافقين يختص بمن يظهر الإسلام، ويبطن الكفر فإذا ذكر المنافقون والكفار كقوله تعالى {إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} اختص اسم المنافقين بمن يبطن الكفر واسم الكافرين بالمعلنين له، , وأكثر ما يطلق اسم المشركين في القرآن على الكفار من غير أهل الكتاب كقوله تعالى {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ}، وقد يطلق لفظ المشركين على ما يعم الكفار في مقابل المنافقين كما قال تعالى {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ}، فيدخل في ذلك كفرة أهل الكتاب والمجوس، وقد يخص الله بعض طوائف المشركين باسم يعرفون به كالمجوس كما قال سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فَعَطْفُ الذين أشركوا على المجوس من عَطْفِ العام على الخاص، وأما الطوائف الأربع الأولى في هذه الآية فإن منهم المؤمن، ومنهم الكافر كفرا ظاهرا، أو باطنا كما قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}، أي من آمن منهم بالله واليوم الآخر، وهكذا أهل الكتاب منهم المؤمن، والكافر، كما قال تعالى {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} إلى قوله تعالى {لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} إلى قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئًا وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وهذا الانقسام في اليهود، والنصارى، والصابئين إنما هو باعتبار حالهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، أما بعدما بعث الله خاتم النبيين، فكل من لم يؤمن به من اليهود، والنصارى، وغيرهم فإنه كافر فإن مات على ذلك فهو من أهل النار، ولا ينفعه انتسابه لشريعة التوراة، أو الإنجيل، وقد انضاف كفرهم بتكذيبهم محمد صلى الله عليه وسلم إلى ما ارتكبوه من أنواع الشرك، والكفر قبل ذلك كقول اليهود {عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ} وقول النصارى {الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ}، والشرك في النصارى أظهر منه في اليهود، وأكثر كما قال تعالى {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/498)
ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} إلى قوله تعالى {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} وقوله سبحانه وتعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} فتبين مما تقد أن اليهود، والنصارى، وسائر المشركين من عبدة الأوثان والمجوس كلهم كفار من مات منهم على كفره، فهو في النار، وأنهم جميعا مدعوون إلى الإيمان بالقرآن، وبالرسول الذي جاء بالقرآن ومأمورون باتّباعه عليه الصلاة والسلام فإن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الناس من الكتابيين، والأميين كما قال تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}، وقوله تعالى {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال صلى الله عليه وسلم:"والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار". رواه مسلم.
ولكن دلت النصوص من الكتاب، والسنة على الفرق بين أهل الكتاب وغيرهم من الكفار في بعض الأحكام من ذلك: حل ذبائح أهل الكتاب، وحل نسائهم الحرائر العفائف كما قال تعالى {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} بخلاف سائر طوائف الكفار من المجوس وعبدة الأوثان وغيرهم، فلا تحل ذبائحهم، ولا نسائهم للمسلمين، وهذا متفق عليه بين العلماء، ومن ذلك أن الجزية لا تؤخذ إلا من اليهود، والنصارى، والمجوس على قول أكثر أهل العلم لقوله تعالى {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أنه أخذ الجزية من مجوس هجر". فلذلك اتفق العلماء على أخذ الجزية من هذه الطوائف، واختلفوا في أخذها من غيرهم، والراجح أنها تأخذ من جميع طوائف الكفر لحديث بريدة في صحيح مسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ـ الحديث وفيه ـ وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، أو خلال فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسلهم الجزية فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم .. الحديث. هذا والله أعلم، وصلى الله، وسلم على نبينا محمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/499)
(8) السؤال: ما هو منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته .. وماهي الكتيبات والأشرطة التي تنصحوني باستماعها .. وجزاكم الله خيراً ..
الجواب:
الحمد لله، إن العلم بالله بمعرفة أسمائه، وصفاته، وأفعاله، وما يليق به، وما يجب تنزيه تعالى عنه؛ هو أشرف العلوم، والإنسان أحوج ما يكون إلى معرفة ربه، بل ضرورته إلى ذلك فوق كل ضرورة، وهذه المعرفة تثمر محبته، وخوفه، ورجاءه، والتوكل عليه، وطاعته، وتعظيمه، ومن رحمة الله بعباده أن أخبرهم في كتابه، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم من أسمائه وصفاته، والنصوص من الكتاب، والسنة مستفيضة في هذا العلم بل نصوص الأسماء والصفات في الكتاب والسنة فيها من بيان ما يجب على العباد اعتقاده، مما يجب له، ويجوز عليه، ويمتنع عليه سبحانه مما ينير بصائرهم، ويزكي نفوسهم، وقد كان السلف الصالح من الصحابة، والتابعين يؤمنون بهذه الأخبار ويمرونها على ظاهرها مثبتين لله ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم مؤمنين بأن صفاته لا تماثل صفات المخلوقين، ولا تدرك العقول كنهها، ولما حدثت بدعة التعطيل بنفي أسماء الله وصفاته، وما تفرع عنها افترقت الأمة في هذا الأصل العظيم، وهو توحيد الأسماء والصفات فتباينت مذاهب فرق المبتدعة فهم بين مشبه، ومعطل، ومضطرب، وأما أهل السنة والجماعة فهم على الصراط المستقيم، فهم وسط في فرق الأمة في باب الأسماء والصفات، وغيره فلا إفراط، ولا تفريط، فمذهبهم أنهم يصفون الله بما ووصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف ولا إلحاد في أسماء الله، وآياته، بل يثبتون له صفات الكمال، وينزهونه عن النقائص، والعيوب إثباتا بلا تشبيه، وتنزيها بلا تعطيل كما قال سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} هذا، والله أعلم.
وأما ما سألت عنه من الكتب المتظمنة لبيان مذهب أهل السنة والجماعة، فأرى أن أحسن ما كتب في هذا العقيدة الواسطية فإنها تظمنت بيان معتقد الفرقة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة، وهي معروفة، ومشهورة، والمؤلفات في العقيدة كثيرة، ومختلفة المناهج من حيث البسط، والاختصار، وذكر مذاهب المخالفين، وشبهاتهم، والرد عليهم، ولهذا أنصح بالعناية بهذه العقيدة للإمام ابن تيمية رحمه الله، وهو المعروف بالتحقيق في مذهب السلف في سائر أبواب الاعتقاد. والله أعلم.
(9) السؤال: ما الفرق بين الشرك والكفر وأيهما أعم؟
الجواب: الحمد لله، من المعروف أن الشرك منه أكبر، ومنه أصغر، وكذلك الكفر، والذي يظهر أن السؤال في الفرق بين الكفر الكبر، والشرك الأكبر، فإن كلا من الشرك الأصغر، و الكفر الأصغر من أنواع المعاصي بل من الكبائر فأما الشرك الأكبر وهو اتخاذ ند لله في العبادة كما قال لله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ ـ إلى قوله ـ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قلت يا رسول الله: أي الذنب أعظم؟ قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك ".
وأما الكفر الأكبر فكل ما يناقض الشهادتين شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ومعلوم أن الشرك الأكبر يناقض شهادة ألا إله إلا الله كل المناقضة؛ فهو كفر أكبر، ومن الكفر تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا، وهو: الجحود، أو باطنا، وهو: النفاق، ومن الكفر الاستهزاء بالله عز وجل أو بالقرآن أو بالرسول صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}، وبهذا يتبين أن بين الشرك الأكبر، والكفر الكبر عموم وخصوص، فكل شرك أكبر فهو:كفر، وليس كل كفر أكبر شركا، والله أعلم.
(10) السؤال: هل يجوز فك السحر بالسحر عند الحاجة؟
الجواب:
الحمد لله، حل السحر أو فك السحر يقال له: النشرة، وقد روى جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال:" هي من عمل الشيطان ". رواه أحمد بسند جيد وأبو داود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/500)
وحل السحر بسحر لا بد فيه من الذهاب للساحر، وسؤاله عمّن عمل السحر، وأين يكون موضع السحر، وذلك لإبطال عمل الساحر الأول، ومعلوم أن الساحر من نوع الكاهن، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم" من أتى عرافا أو كاهنا فسأله، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد". وعلى هذا لا يجوز حل السحر بالسحر لأن ذلك من عمل الشيطان، ويستلزم سؤال الساحر، وتصديقه.
قال الإمام ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن: [لا يحل السحر إلا ساحر]، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية المباحة فهذا جائز. والله أعلم.
(11) السؤال: ما حكم الدار التي يكثر فيها سب رب العالمين ـ نعوذ بالله من ذلك ـ من دون نكير من السلطة هل هي دار كفر؟ وما حكم الهجرة منها؟
الحمد لله، البلاد التي تكون فيها الدولة مسلمة، والحكم فيها للإسلام فهي دار إسلام، ولو كثرت فيها المعاصي، وكثر فيها ارتكاب ببعض نواقض الإسلام نتيجة لتصير الدولة، وضعف نفوذها، وعلى هذا فلا تكون بمجرد كثرة هذه الأمور دار كفر بل دار بدع ومعاصي، ودار الإسلام قد يكثر فيها العصاة، والمنافقون، والمرتدون الذين لا يقام عليهم ما يجب من العقوبات الرادعة، وعلى هذا فلا تجب الهجرة من تلك البلد، لكن يجب على من أقام فيها أن يقوم بما يستطيع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملا بقوله صلى الله عليه وسلم:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه". ومن إنكار المنكر مفارقة أهل المعاصي بترك مجالستهم، وهجرهم، ليتركوا ما هم عليه، أو لاتقاء شرهم، وأولى بذلك منهم من يتكلم بالكفر كسب الله، ,الاستهزاء بآياته، فإنه يجب على من يقدر أن ينكر عليه، وأن يطالب ذوي السلطة بإقامة حكم الله فيه،كما يجب مفارقة المجلس الذي يتكلم بالكفر كما قال سبحانه وتعالى {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} وقال تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، والله أعلم.
(12) السؤال: ما الفرق بين المرجئة ومرجئة الفقهاء؟
الجواب: الحمد لله، اسم المرجئة مأخوذ من الإرجاء، وهو التأخير وسمي المرجئة بذلك لتأخيرهم الأعمال عن مسمى الإيمان، وهم طوائف كثيرة، وأشهرهم الغلاة، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو المعرفة ـ أي معرفة الخالق ـ.
وهذا هو المشهور عن جهم بن صفوان إمام المعطلة نفاة الأسماء والصفات، وإمام الجبرية، وغلاة المرجئة.
والثانية:هم من يعرفون بمرجئة الفقهاء، وهم الذين يقولون: إن الإيمان هو تصديق بالقلب، أو هو التصديق بالقلب واللسان يعني مع الإقرار، وأما الأعمال الظاهرة والباطنة؛ فليست من الإيمان، ولكنهم يقولون: بوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، وأن ترك الواجبات أو فعل المحرمات مقتضي للعقاب الذي توعد الله به من عصاه، وبهذا يظهر الفرق بين مرجئة الفقهاء، وغيرهم خصوصا الغلاة، فإن مرجئة الفقهاء يقولون: إن الذنوب تضر صاحبها، وأما الغلاة فيقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة. والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 08 - 04, 06:40 م]ـ
13 - ما هي الأمور التي اتفقت عليها فرق الخوارج؟ و ما هي الأمور التي وقع فيها خلافٌ بينهم؟ و ما هو القول الراجح في كفر الخوارج؟ و ما ضابط أن يُطلق على شخصٍ ما، أو على فكرٍ ما أنه شخصٌ خارجي، أو فكرٌ خارجي؟ و جزاكم الله خير ما جزى عالماً عن طلابه.
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/1)
الحمد لله، الخوارج اسم لطائفة من المبتدعة ظهرت في خلافة علي رضي الله عنه، ومعظمهم كان في جيش علي ففارقه عندما اتفق علي ومعاوية على تحكيم أبي موسى، وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ، فأنكرت الخوارج ذلك وقالوا: حكمتم الرجال لا حكم إلا لله، فبعث إليهم علي ـ رضي الله عنه ـ ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فناظرهم، فرجع كثير منهم، وانحاز الذين أصروا على مذهبهم إلى موضع يقال له: النهروان، فكفروا الحكمين، وعلي ومعاوية، ومن معهما، وأغاروا على سرح المسلمين، وقتلوا عبد الله بن خباب من أصحاب علي ـ رضي الله عنه ـ، فرأى فيهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه صفات المارقين الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم، ورغب فيه، كقوله صلى الله عليه وسلم:" يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ". متفق عليه.
وفي حديث آخر في الصحيحين:" فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ".، فقاتلهم علي رضي الله عنه بمن معه من الصحابة، وأظهره الله عليهم، وسُرّ بذلك ـ رضي الله عنه ـ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" تمرق ما رقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ". رواه مسلم.
وأصل مذهبهم التكفير بالكبائر من الذنوب، وقد يعدون ما ليس بذنب ذنبا؛ فيكفرون به، كما قالوا: في التحكيم بين علي، ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ، فلذلك كفروا الحكمين، وكفروا عليا، ومعاوية، ومن معهما، ثم صاروا بعد ذلك فرقا حسْبَ زعاماتهم، ومن الأصول المشهورة عنهم إنكار السنة، ومن فروع ذلك:
إنكارهم المسح على الخفين، ورجم الزاني المحصن.
والذي يظهر: أنه لا يعد من الخوارج إلا من قال بهذين الأصلين، وهما:
التكفير بالذنوب، وإنكار الاحتجاج، والعمل بالسنة.
وأما تفاصيل الفرق بين فرقهم، فيرجع فيه إلى كتب الفرق ككتاب الملل والنحل للشهرستاني، والفصل لابن حزم، والله أعلم.
14 - فضيلة الشيخ
نقل عنكم - حفظكم الله في هذا المنتدى - أنكم تفرقون بين الذي يطلب من الميت قُرْبَ قبره الدعاء له، وبين الذي يطلب منه الشفاعة؟ فما الفرق الجوهري المؤثر بينهما , علما أن طلب الشفاعة نوع من طلب الدعاء؟
الجواب:
الحمد لله، من أنواع الشرك الأكبر شرك الدعاء، وهو: دعاء الأموات، والغائبين في قضاء الحوائج، والاستغاثة بهم في الشدائد، وطلب النصر والرزق منهم، سواء طلب ذلك من الميت من قرب، أو بعد؛ إذا كان الداعي، والطالب يعتقد أنه يفعل ذلك بقدرته، وحينئذ يكون قد جمع بين الشرك في الربوبية، والشرك في العبادة.
وأما إذا كان الداعي للميت يطلب منه أن يدعو الله له، وهو قريب من قبره لاعتقاده أنه يسمع؛ فذلك بدعة، ووسيلة إلى الشرك كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كلامه، ومعلوم أن الدعاء للغير شفاعة له فطالب الدعاء هو طالب للشفاعة، فلهذا يقال له: استشفاع، وتوسل كما قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه " اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا، فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ".، وما ذاك إلا طلب الدعاء من النبي صلى اله عليه وسلم، ثم من العباس، وذلك في حياتهما، ولم يذهب عمر ولا غيره إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم لطلب الدعاء منه مما يدل على أنه غير مشروع، ولا هو سبب لحصول مطلوب، وإذا كان هذا في حق النبي صلى الله عليه فغيره من باب أولى.
وأما إذا اقترن بطلب الدعاء من الميت، والاستشفاع به تقرب إليه بنوع من أنواع العبادة، فذلك عين ما كان يفعله المشركون يعبدون ما يعبدون زاعمين أنهم يشفعون لهم، وأنهم يقربونهم إلى الله كما قال تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وقال تعالى {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/2)
مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}؛ فكانوا كفارا، ومشركين حيث جعلوا بينهم، وبين الله وسائط في العبادة.
وأما من يطلب من الغائب عنه، أو من الميت، وهو بعيد من قبره، فيدعوه في كل مكان، ويستغيث به لذلك فهو مشرك، لأنه قد شبهه بالله الذي يسمع دعاء الداعين، ويغيث الملهوفين.
وبهذا يتبين أنه لا فرق في الحقيقة بين طلب الدعاء، وطلب الشفاعة من حي أو ميت، ولا أذكر أني فرقت بينهما، فلعل الذي نقل ذلك عني قد وهم، أو أني تطرقت لمعنى آخر، ولم يفهم مرادي، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
شيخنا الفاضل عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله تعالى
15 - بعض الإخوة عندهم قطع قماش صغيرة من أستار الكعبة، يحملونها تبركا بها، ما قولكم في هذا جزاكم الله تعالى خيرا؟ وإن تتكرمون بذكر آثار عن السلف يستدل بها على ما تذهبون إليه؟
الجواب:
الحمد لله، فضائل الأعمال، والأعيان لا يثبت شيء منها إلا بدليل من الشرع: من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد دل الكتاب، والسنة على فضل الكعبة، والمسجد الحرام، وأن لهما حرمة عند الله، ولذلك شرع سبحانه الطواف بالبيت، واستلام الركنين منه، وأمر بتطهيره للطائفين، والعاكفين، والركع السجود، وجعل الصلاة في المسجد الحرام تفضل على الصلاة في سائر المساجد بمائة ألف صلاة إلا مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى؛ فلهما فضل على سائر المساجد،
قال الله تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} وقال تعالى {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة في مسجدي ".
فالفضل، والأجر، والبركة فيما شرع الله، ولم يدل دليل على فضل التراب، والأحجار الذي بنيت به الكعبة، ولا الماء الذي يسيل من سطحها، أو باطنها من المطر، أو مما تغسل به، ولا القماش الذي كسيت به، فلا يجوز اعتقاد فضيلة، وبركة بشيء من ذلك، ولا يجوز أخذ شيء من كسوة الكعبة لاعتقاد البركة، والنفع به، لكن إذا أخذ الإنسان شيئا منها، واقتناه من أجل التفرج فقط؛ فلا بأس به، والأولى ترك ذلك لأنه لا يأمن أن يكون وسيلة إلى تعظيم القطع من قماش الكعبة، فالأولى عدم الاهتمام به، وعدم اقتنائه سدا لذريعة الابتداع، ووقوفا مع ما جاءت به الشريعة، وما دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وسنة أصحابه رضوان الله عليهم، والله أعلم.
فضيلة الشيخ:
16 - لماذا لم يكفر الإمام أحمد أئمة الجهمية مع ظهور كفرهم؟
الحمد لله، لقد استفاض عن الأئمة تكفير الجهمية بالعموم قال ابن القيم نقل تكفير الجهمية عن خمسمائة من العلماء، ونظم هذا في الكافية الشافية فقال:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنـ ... هم بل حكاه قبله الطبرانيكما استفاض عن الإمام أحمد، وغيره قولهم: من قال القرآن مخلوق فهو كافر، وهذا قول الجهمية، والمعتزلة.
ولا ريب أن من أقيمت عليه الحجة، وبين له بطلان بدعته، وظهر عناده؛ فإنه كافر؛ فيكفر بعينه، هذا وقد نقل الخلال في السنة، 5/ 117، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4/ 153 عن أحمد ـ رحمه الله ـ تكفير ابن أبي دؤاد، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى 12/ 489: وقد نقل عن الإمام أحمد أنه كفر قوما معينين [من الجهمية].
17 - هل يجوز تكفير أعيان الإسماعيلية في عصرنا؟ وجزاكم الله خيرا.
الإسماعيلية هم الذين يعرفون بالباطنية، أو هم طائفة منهم، والباطنية ملاحدة زنادقهم قال فيهم بعض الأئمة: إنهم يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/3)
وقال فيهم شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: أجمع المسلمون على أنهم أكفر من اليهود والنصارى، هذا حكم طائفتهم على صفة العموم.
وأما الحكم على أعيانهم فيفرق بين عامتهم، وبين خاصتهم؛ فأئمتهم كفار بأعيانهم، وكذا كل من عُلم منه أنه عارف بأسرار المذهب الباطني، ويَدين به فإنه كافر، ولكن المذهب الباطني يقوم على النفاق؛ فأئمة الباطنية زنادقة ـ أي: ملاحدة منافقون ـ أذلهم الله بعز الإسلام، والمسلمين، وفضحهم الله، وكشف أسرارهم، وكفانا الله شرهم، وطهر مجتمعات المسلمين منهم، والله أعلم.
فضيلة الشيخ:
18 - هل من يقول إني حين أطوف في القبور لا أقصد دعاء الميت ولكني أقصد بركه المكان لأنه أحتوى على ذلك الجسد الطاهر مثل قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، هل هذا له صارف عن وصفه بالشرك؟
الحمد لله، الشرك ضد، والتوحيد هو عبادة الله وحده لا شريك له، والشرك هو عبادة غير الله مع الله فمن ذبح لغير الله تقربا إليه، أو طاف بقبره يتقرب إليه، أو أي عبادة من العبادات يتوجه بها إلى حي، أو ميت؛ كان مشركا لأن عمله ذلك هو الشرك الأكبر الذي لا يغفر، ويوجب خلود صاحبه في النار إذا مات على ذلك.
وهذا الذي يطوف بقبر الولي، أو من يظن أنه ولي، ويدعي أنه لا يريد التقرب إليه لكن يعتقد أن الطواف به سبب لحصول ما جعله الله في ذلك العبد الصالح من البركة؛ مَن يفعل ذلك بهذا الاعتقاد؛ فهو مبتدع ضال، وليس بمشرك، لأنه بزعمه يقصد بهذا الطواف التقرب إلى الله لتحصل له البركة التي يظنها في قبر هذا الميت.
وهذه البدعة بدعة الطواف بالقبور من أشنع البدع، وأقبحها؛ لأن الطواف عبادة لم يشرعها الله إلا حول بيته العتيق، فالطائف بالقبر قد شبه بيت الميت ببيت الحي الذي لا يموت قال تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (125) سورة البقرة، وقال تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (29) سورة الحج.
وهذا الذي يزعم أنه لا يريد بهذا الطواف التقرب إلى صاحب القبر لا يبعد أن يكون كاذبا، ومخادعا لمن ينكر عليه.
وعلى هذا فإن كان صادقا فيما زعمه؛ ففعله ذلك بدعة، وضلالة، ووسيلة من أقرب الوسائل المفضية إلى الشرك، وقد تُعرف حقيقة الأمر بالقرائن الدالة على صدق، أو كذب هذا القبوري الضال، فأمره دائر بين الشرك الأكبر، أو البدعة الكبرى، نعوذ بالله من الخذلان، واستحواذ الشيطان، ونسأل الله العافية من شرك المشركين، وبدع المبتدعين، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
19 - لو مسحت على موضع قدم إبراهيم للبركة هل هذا جائز؟
الحمد لله، قال الله تعالى {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ} [(96) و (97) سورة آل عمران]، ولا شك أن ذلك البيت الذي هو المسجد الحرام، والكعبة، ومقام إبراهيم سواء أريد به الحجر الذي كان يقوم عليه، أو أريد به عموم المسجد كما قال تعالى {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [(125) سورة البقرة]، كلها مباركة لأن الله اختارها، وفضلها على سائر البقاع، والبيوت.
والبركة التي في هذه المواضع إنما تحصل آثارها للعباد بفعل ما شرع الله فيها: من الطواف بالبيت، والاعتكاف في المسجد، والصلاة فيه كما قال تعالى {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [(125) سورة البقرة]، ولم يشرع الله مسح شيء من الكعبة إلا الركنين اليمانيين فالحجر الأسود يشرع تقبيله، واستلامه، والركن اليماني يشرع استلامه باليد عملا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن يستلم من البيت إلا الركنين اليمانيين، وقد قال عمر رضي الله عنه ـ عندما أراد أن يستلم الحجر الأسود ـ: والله إني أعلم أنك حجر لا تضر، ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/4)
ولم يسن النبي صلى الله عليه وسلم مسح المقام، ولا موضع قدمي إبراهيم، وإنما صلى عند المقام لما فرغ من الطواف أتى المقام ثم قرأ قوله تعالى: {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [(125) سورة البقرة] فصلى ركعتي الطواف، وقرأ فيهما بعد الفاتحة بسورتي الإخلاص: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. فتبين أنه لا يستحب مسح موضع قدمي إبراهيم من المقام، فلا أجر، ولا بركة في مسح ما لم يشرع الله مسحه؛ وإن كان مباركا.
فالكعبة كلها مباركة، ولا يشرع استلام شيء منها إلا الركنين اليمانيين كما تقدم فعليك أيها المسلم بتحري هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء به، وقد جعله الله لك إمام، وقدوة، فلا تتعدى سنته: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [(21) سورة الأحزاب]، والله أعلم.
20 - هل لما أطلب الشفاعة من الرسول صلى الله عليه وسلم الآن لا يكون شركا؟
أحال الشيخ السائل إلى جواب السؤال رقم (14).
21 - أهل السنة يبطلون المجاز في الصفات ثم يعملونها في مواضع مثل: "كنت سمعه الذي يسمع به" الحديثَ كيف الجمع، أو ما هي القاعدة في ذلك؟ و تقبلوا تحياتي محبكم.
الحمد لله، منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله، وصفاته، وفي نصوصهما هو المنهج القويم البريء من التناقض، ومن الغو، والتقصير، فهم يؤمنون بكل ما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم اثباتا ونفيا، فيثبتون ما أثبته لنفسه، وما أثبته له رسوله، وينزهونه عن جميع النقائص، والعيوب اثباتا بلا تشبيه، وتنزيها بلا تعطيل على حد قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [(11) سورة الشورى]، ومن منهجهم إمرار النصوص على ظاهرها، وذلك بالإيمان بما دلت عليه من الصفات من غير تعرض لكيفياتها كما قال غير واحد من الأئمة: (أمروها كما جاءت بلا كيف)، وقال الإمام مالك، وغيره: (الاستواء معلوم، و الكيف مجهول والإيمان به واجب .. ).
وأما دعوى السائل أن أهل السنة ينكرون المجاز في نصوص الصفات، ويثبتونه في مواضع فدعوى باطلة، فإن أهل السنة منهم من ينفي المجاز في اللغة العربية مطلقا، وفي القرآن من باب أولى، وهؤلاء عندهم كل لفظ هو حقيقة في موضعه يدل على المعنى الذي يقتضيه السياق، والمقام.
ومَن يثبت منهم المجاز في اللغة، وفي والقرآن؛ لا يقول به إلا إذا قام الدليل المانع من إرادة المعنى الحقيقي، مثل الحديث الذي ورد في السؤال، وهو قوله سبحانه وتعالى ـ في الحديث القدسي ـ:" ولا يزال عبد ي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به .. " الحديث.
ومن المعلوم بالضرورة أن الله لا يصير عين العبد: سمعه، وبصره، ويده، ورجله، فإن حقيقة ذلك الحلول، أو الإتحاد.
فكل من يؤمن بالله، يؤمن بأنه بائن من خلقه، ومباين لهم لا يخطر بباله من هذا الحديث المعنى الباطل، بل يدرك أن المراد من الحديث أن من أحبه الله، وفقه في جميع تصرفاته، فلا يسمع، ولا يبصر، ولا يبطش، ولا يمشي إلا على وفق أمر الله، فجميع جوارحه منقادة لشرع الله فهو بالله، ولله.
وأما المخالفون لأهل السنة والجماعة من طوائف المتكلمين فهم المتناقضون، وأظهر تناقض في باب الصفات هو في مذهب الأشاعرة، فإنهم يفرقون بين الصفات، والنصوص؛ فيثبتون سبعا من الصفات، وينفون سائرها فيقولون في نصوص الصفات السبع إنها حقيقة، وأما نصوص الصفات التي ينفونها فإنها عندهم مجاز، وليس لهم في هذا التفريق حجة ناهضة، ولا قاعدة مضطردة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة التدمرية ـ بعدما بين تناقض المتكلمين من الأشاعرة، والمعتزلة، والجهمية ـ: فكل من نفى شيئا مما جاء به الرسول لا بد أن يثبت ما يلزمه فيه نظير ما فر منه. اهـ
فالتناقض لازم للمذاهب المخالفة لمذهب أهل السنة والجماعة.
ومذهب أهل السنة بريء من التناقض، وكل المعاني الباطلة: من التحريف، والتعطيل، والتكييف، والتمثيل، والله الهادي إلى سواء السبيل، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 09 - 04, 07:34 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/5)
22 - ما حكم التقليد في العقيدة؟
23 - وهل يجب على الإنسان أن يستدل على مسائل العقيدة الضرورية حتى يصح إسلامه؟
24 - وما مراد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في قوله (معرفة دين الإسلام بالأدلة)؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، الإيمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والعلم به إجمالا فرض عين على كل مكلف، ومعرفة ذلك تفصيلا هو فرض كفاية على عموم الملة إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، ومن علم من ذلك شيئاً وجب عليه الإيمان به تفصيلا، وقد يصير فرض الكفاية فرض عين على بعض الناس بأسباب تقتضي ذلك فالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجب كفائي لكن إذا لم يعلم بهذا المنكر، ويقدر على تغييره مثلا إلا واحد أو جماعة معينة تعين عليهم لاختصاصهم بالعلم به، والقدرة على تغييره، وكل واجب في الدين فإنه مشروط بالاستطاعة لقوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [(16) سورة التغابن] وقوله تعالى {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [(286) سورة البقرة]، فمعرفة مسائل الدين العلمية الاعتقادية، والعملية وأدلتها واجب الاستطاعة، ولا فرق في ذلك بين المسائل الاعتقادية، والمسائل العملية فعلى المسلم أن يعرف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجتهد في ذلك، ولا يتخذ له إماما يتبعه في كل شيء إلا الرسول صلى الله عليه، ومن المعلوم أنه ليس كل أحد يقدر على معرفة كل ما دل عليه القرآن، والسنة من مسائل دين الإسلام، بل يمكن أن يقال:ليس في الأمة واحد معين يكون محيطا بكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما دل عليه القرآن فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فلا أحد من العلماء يدعي ذلك لنفسه، ولا يجوز أن يُدعّى ذلك لأحد منهم، فهم في العلم بما جاء به الرسول في منازلهم حسب ما آتاهم الله من فضله، لكن العلماء يختصون بالاجتهاد في معرفة الأدلة، وفي الاستنباط؛ فمنهم المصيب، والمخطئ، والكل مأجور كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر". وإذا كان هذا شأن العلماء فكيف بغيرهم ممن قل علمه، أو كان من عوام المسلمين الذين لا يعرفون الأدلة، ولا يفهمونها، فهم عاجزون عن الاجتهاد، فلا يسعهم إلا التقليد، ولا فلاق في ذلك بين المسائل الاعتقادية، والمسائل العملية فهذا مقدورهم لكن عليهم أن يقلدوا من العلماء من يثقون بعلمه، ودينه متجردين عن إتباع الهوى، والتعصب.
هذا هو الصواب في هذه المسألة، وأما القول بتحريم التقليد في مسائل الاعتقاد؛ فهو قول طوائف من المتكلمين من المعتزلة وغيرهم، وهو يقتضي أن عوام المسلمين آثمون أو غير مسلمين، وهذا ظاهر الفساد.
وأما قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: ومعرفة دين الإسلام بالأدلة فهو كما قال، فإن الواجب أن يعرف المسلم أمور دينه بأدلتها من الكتاب، والسنة إذا كان مستطيعا لذلك، وهذا هو الواجب، إما أن يكون فرض عين في مسائل، وإما أن يكون فرض كفاية في مسائل أخرى.
وأصل دين الإسلام هو معرفة الله والإيمان به، وهو يحصل بالنظر، والاستدلال ويحصل بمقتضى الفطرة التي فطر الله الناس عليها إذا سلمت من التغيير، واختلف الناس في اشتراط النظر والاستدلال في معرفة الله، وهل يصح إسلام العبد بدونه أو لا؟
على مذاهب ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: تنازع النظار في مسألة وجوب النظر المفضي إلى معرفة الله تعالى على ثلاثة أقوال: فقالت طائفة من الناس: إنه يجب على كل أحد.
وقالت طائفة: لا يجب على أحد.
وقال الجمهور: إنه يجب على بعض الناس دون بعض فمن حصلت له المعرفة لم يجب عليه، ومن لم تحصل له المعرفة ولا الإيمان إلا به وجب عليه، وذكر غير واحد أن هذا قول جمهور المسلمين، كما ذكر ذلك أبو محمد بن حزم في كتابه المعروف " بالفصل في الملل والنحل" فقال: في مسألة: هل يكون مؤمنا من اعتقد الإسلام دون استدلال أم لا يكون مؤمنا مسلما إلا من استدل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/6)
وفيه، قال: سائر أهل الإسلام كل من اعتقد بقلبه اعتقادا لا يشك فيه، وقال بلسانه: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن كل ما جاء به حق، وبريء من كل دين سوى دين محمد؛ فإنه مسلم مؤمن ليس عليه غير ذلك.
انتهى مختصرا من درء تعارض العقل والنقل 7/ 405 - 407.
25 - ما هو الفعل الذي وقع فيه الصحابي حاطب؟ ومن أي نوع هو؟ وهل من فعل مثل ما فعل حاطب الآن لا يكفر؟
الحمد لله، الفعل الذي وقع من حاطب أنه كتب لأهل مكة يخبرهم بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، ليكون ذلك يدا له عندهم يحمون بها أهله، وماله، وهذا فعل الجاسوس، وقد دفع حاطب الكتاب إلى امرأة لتبلغه إلى قريش فنزل الوحي على النبي صلى لله عليه وسلم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا والزبير ـ رضي الله عنهما ـ في أثر تلك المرأة فأدركاها فأخذا منها الكتاب، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حاطبا، فقال: ما هذا؟ فقال: لا تعجل عليّ ـ وذكر سبب فعله ـ وقال: ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر بمغفرة الله له لشهوده بدرا حين قال لعمر: " وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم "، فلم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم ما وقع من حاطب موجبا لردته، ولهذا أجمع العلماء أن المسلم إذا جَسّ على المسلمين لا يكفر، وإنما اختلفوا في قتله، وهو موضع اجتهاد.
ومما يدل على أن حاطبا لم يكفر بما وقع منه أن الله تعالى خاطبه باسم الإيمان بقوله سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} الآيات، فمن فعل مثلما فعل حطب ـ أي من غير ارتداد، ورغبة عن الإسلام ـ فإنه لا يكفر، بل هو مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب يستوجب عليها القتل، أو التعزير، وإنما اندفعت العقوبة عن حاطب ـ رضي الله عنه ـ بكونه من أهل بدر، كما نوه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، والله اعلم.
26 - إن معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته هو إثبات ما ورد في الكتاب السنة:
السؤال: هل (التردد - الملل - الظل .. ) تدخل في ذلك؟
الحمد لله، هذه الألفاظ لا شك أنها وردت مضافة إلى الله في أحاديث صحيحة، ولكن دلالة الأحاديث على اعتبارها صفة لله، أو غير صفة مختلفة، فأما التردد فإنه بالمعنى الذي ورد في الحديث القدسي " وما ترددتي في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت، وأكره مساءته، ولا بد له منه ". هو صفة فعلية، ومعناها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: تعارض إرادتين: إرادة قبض نفس المؤمن وكراهة الله لما يسوء المؤمن، وهو الموت.
وليس هذا التردد من الله ناشئا عن الجهل بمقتضى الحكمة، والجهل بما ينتهي إليه الأمر فهذا تردد المخلوق بل هو سبحانه العليم الحكيم، فهذا التعارض بين إرادتيه سبحانه تردد مع كمال العلم بالحكمة، ومنتهى الأمر، ولهذا قال في الحديث: " ولا بد له منه ". فتردد المخلوق الناشئ عن جهله نقص بخلاف التردد من الله فلا نقص فيه بل هو متضمن للكمال: كمال العلم، وكمال الحكمة.
وأما الملل المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم:" اكلفوا من العلم ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا".
فالعلماء مختلفون في دلالة الحديث على إثبات الملل صفة لله تعالى، فقال بعضهم: إنه لا يدل على إثبات الملل، وأنه من جنس قول القائل: فلان لا تنقطع حجته حتى ينقطع خصمه. لا يدل على إثبات الانقطاع.
ومنهم من قال: إنه يدل على إثبات الملل، وتأوله بقطع الثواب، فمعناه أن الله لا يقطع الثواب حتى تقطعوا العمل ففسروا اللفظ بلازمه.
ويمكن أن يقال: إنه يدل على إثبات الملل صفة لله تعالى في مقابل ملل العبد من العمل بسبب تكلفه، وإشقاقه على نفسه، والملل من الشيء يتضمن كراهته، ومعلوم أن الله تعالى يحب من عباده العمل بطاعته ما لم يشقوا على أنفسهم، ويكلفوها ما لا تطيق فإنه الله يكره منهم العمل في هذه الحال، والله أعلم بالصواب.
وأما الظل المضاف إلى الله بقوله صلى الله عليه وسلم:" سبعة يظلهم الله في ظله ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/7)
فالصواب عندي أنه ليس صفة لله تعالى، بل هو ظل العرش كما جاء في رواية، أو أي ظل يقي الله به من شاء من حر الشمس في ذلك اليوم؛ كظل الصدقة كما في الحديث " المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة ".
فعلى هذا تكون إضافة الظل إليه من إضافة المخلوق إلى خالقه، ولم أقف على كلام في هذا لأحد من أئمة السنة المقتدى بهم. والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 09 - 04, 07:50 م]ـ
السؤال: إن معتقد أهل السنة والجماعة في الأعمال أنها ركن من أركان الإيمان:
27 - فما هو الفرق بين معتقد أهل السنة والخوارج في باب الأعمال؟ فأرجو منكم توضيح ذلك، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، أهل السنة والجماعة يقولون: الإيمان قول وعمل، ويعنون بالقول اعتقاد القلب، وإقرار اللسان، وبالعمل عمل القلب، وعمل الجوارح، وهذا معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في العقيدة الواسطية: إن الإيمان قول وعمل: قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح.
والمعتزلة، والخوارج يوافقون على أن الإيمان قول، وعمل، ولكنه لا يزيد، ولا ينقص، فإذا ذهب بعضه ذهب كله، فلهذا قالت الخوارج بكفر مرتكب الكبيرة، وتخليده بالنار إذا مات، ولم يتب، وقالت المعتزلة بخروجه من الإيمان، وأنه يكون في منزلة بين المنزلتين، فليس بمؤمن، ولا كافر، وهو مخلد في النار إذا مات من غير توبة.
وأما أهل السنة فيقولون: الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، ولا يكفرون بالذنوب؛ بل يقولون أخوة الإيمان باقية مع ارتكاب الذنب، وإن كان كبيرة؛ فالفاسق عندهم مؤمن ناقص الإيمان، وإن مات، ولم يتب فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه بالنار ما شاء، ثم يخرجه منها بشفاعة الشافعين من الأنبياء، والصالحين، أو برحمته سبحانه وتعالى، وهو أرحم الراحمين، كما دل على ذلك قوله تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [(48) سورة النساء]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يخرج من النار من قال لا إله إلا الله، وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان.
وأما إطلاق القول بأن العمل ركن أو شرط صحة، أو شرط كمال، فهي عبارات لبعض المتأخرين، وأما الأئمة فلم يطلقوا على العمل أنه ركن أو شرط، وإنما قالوا: إن العمل من الإيمان خلافا للمرجئة الذين أخرجوا الأعمال عن مسمى الإيمان، وقالوا: إن الإيمان هو تصديق القلب، وإقرار اللسان.
ومعلوم أن مباني الإسلام الخمسة هي أصول الإسلام، وهي من أصول الإيمان، وهي على مراتب من حيث الوجوب، وحكم الترك، فأعظمها الشهادتان، ثم الصلاة، ثم الزكاة. فكل ما ناقض الشهادتين فهو كفر كالشرك الأكبر، والتكذيب بمعلوم من دين الإسلام بالضرورة؛ كجحد وجوب الصلاة، وتحريم الزنا. وأما ترك شيء من أركان الإسلام الأربعة فقد قيل إنه كفر، وجمهور العلماء على أنه ليس بكفر، وأعظم ذلك ترك الصلاة، والقول بكفر تاركها قوي؛ لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله:" بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ". وقوله: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ". إلى غير ذلك من الأدلة، وأما ما سوى الأركان الأربعة من واجبات الدين فلم يقل أحد من أهل السنة بكفر من ترك شيئا منه.
وأما الإعراض عن الدين بالكلية علما، وعملا، فهذا لا يتصور فيمن معه أصل الإيمان في الباطن، ولهذا عد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ الإعراض ناقضا من نواقض الإسلام قال في الناقض العاشر: الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه، ولا يعمل به.اهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في رده على المرجئة: والتحقيق أن إيمان القلب التام يستلزم العمل الظاهر بحسبه لا محالة، ويمتنع أن يقوم بالقلب إيمان تام بدون عمل ظاهر. اهـ. والله أعلم.
28 - كيف نوفق بين رواية (كلتا يديه يمين)، وبين (يطوي الأرضين بشماله) في صحيح مسلم؟
الحمد لله، قد دل القرآن، والسنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع أهل السنة أن لله تعالى يدين يفعل بهما ما شاء، كما خلق آدم بيديه، وكما يأخذ سبحانه السماوات والأرض يوم القيامة بيديه، وأن إحدى يديه يمين كما قال سبحانه تعالى {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [(67) سورة الزمر]، وكما في الحديث الصحيح:" أن الله يطوي السماوات بيمينه، والأرضين بيده الأخرى "، وفي رواية عند مسلم "بشماله ".
وأما قوله صلى الله عليه وسلم:" وكلتا يديه يمين "، فليس معنى اليمين ما يقابل الشمال؛ بل معناه أن كلتا يديه ذات يمن، وخير، وبركة، وجيء بهذا بعد قوله " عن يمين الرحمن "؛ لدفع توهم النقص في اليد الأخرى.
وأول هذا الحديث "المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن "، ولو لم يكن هناك فضل ليمين الرحمن على اليد الأخرى لما دل ذلك على خصوصية للمقسطين، فلفظ اليمين جاء في الحديث مرتين، وليس معناه في الموضعين واحدا كما تقدم، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/8)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 10 - 04, 06:19 ص]ـ
السؤال
29 - ما حكم السخرية بالصالحين بلفظ الجمع؟ وهل هذا التقسيم صحيح:
مسألة: حكم السخرية بالعلماء وطلبة العلم، هل هو ناقض؟ فيه تفصيل:
1 - إن سخر بهم لدينهم؛ فهذا ناقضٌ، لأنه قصد الدين.
2 - إن سخر بهم لعداوةٍ معهم، مثل من يسخر برجال الهيئات؛ فهذا كفر دون كفر
3 - أن يكون ديدنه السخرية بكل متدين، ويكثر من السخرية بالمتدينين؛ فهذا ناقضٌ، ويدل عليه: حديث غزوة تبوك، فإنهم قالوا: (ما رأينا مثل قرائنا ... ) بلفظ الجمع؛ وأيضاً: السخرية بلفظ الجمع كالسخرية بالأشخاص من حيث الكمية.
الجواب:
الحمد لله، الاستهزاء، أو السخرية بالعلماء، أو الصالحين بأفراد، أو جماعات منهم ينظر فيه إلى القرائن، والبواعث على السخرية، والاستهزاء فإن كان لتدينهم بالإسلام، وعنايتهم بالكتاب، والسنة فلا ريب أن ذلك كفر وردة عن الإسلام؛ لأنه استهزاء بآيات الله، وبدينه الذي بعث به رسوله، وهذا لا يكاد يصدر عن مؤمن يؤمن بالله ورسوله، وإنما يصدر عن من هو منافق كما قال سبحانه وتعالى {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ} [(65) سورة التوبة]، وإن كان الباعث على السخرية بالعلماء والصالحين أمور أخرى، مثل: اتهامهم في نياتهم، وأنهم غير صادقين في تدينهم، بل يتظاهرون بالصلاح، وأنهم طلاب دنيا، فهذا الاتهام حرام، وهو من الظن الذي أمر الله باجتنابه، وكذلك السخرية بالمؤمنين حرام، فكيف بالعلماء والصالحين، وقد نهى الله عن ذلك فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ـ إلى قوله تعالى ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}، وقال صلى الله عليه وسلم:" الظن أكذب الحديث ".، وقد يكون الباعث على سوء الظن، والسخرية أمور شخصية مثل: النزاعات التي تكون بين الناس على بعض أمور الدنيا، وينبغي أن يعلم أن الذين قال الله فيهم {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [(66) سورة التوبة] كان استهزاؤهم بالله، وآياته، ورسوله، فمن استهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم على أي وجه من الوجوه فإنه كافر مرتد عن الإسلام إن كان مسلما، فشرط الإيمان بالرسول احترامه صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يجعلنا من الذين قال فيهم: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [(157) سورة الأعراف]، والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 10 - 04, 09:51 م]ـ
30 - هل يصح الاستدلال على جواز محبة الكفار بقول الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} حيث قالوا: إنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ,وهي كافرة , والمودة لازمة الحصول بينهم؟ هل المودة تعني الحب؟
الحمد لله، قد فرض الله موالاة المؤمنين، وحرم مولاة الكافرين قال الله تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [(71) سورة التوبة]
وقال تعالى {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [(73) سورة الأنفال]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/9)
وقال تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ} [(28) سورة آل عمران]
وقال تعالى {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. الآية} [(22) سورة المجادلة]
والود، والمودة بمعنى المحبة، والمحبة نوعان: محبة طبيعية كمحبة الإنسان لزوجته، وولده، وماله.
وهي المذكورة في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [(21) سورة الروم]
ومحبة دينية؛ كمحبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله، ورسوله من الأعمال، والأقوال، والأشخاص.
قال تعالى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [(54) سورة المائدة]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد .. الحديث ".
ولا تلازم بين المحبتين بمعنى: أن المحبة الطبيعية قد تكون مع بغض ديني؛ كمحبة الوالدين المشركين فإنه يجب بغضهما في الله، ولا ينافي ذلك محبتهما بمقتضى الطبيعة، فإن الإنسان مجبول على حب والديه، وقريبة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب عمه لقرابته مع كفره قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [(56) سورة القصص]
ومن هذا الجنس محبة الزوجة الكتابية فإنه يجب بغضها لكفرها بغضا دينيا، ولا يمنع ذلك من محبتها المحبة التي تكون بين الرجل وزوجه، فتكون محبوبة من وجه، ومبغوضة من وجه، وهذا كثير، فقد تجتمع الكراهة الطبيعية مع المحبة الدينية كما في الجهاد فإنه مكروه بمقتضى الطبع، ومحبوب لأمر الله به، ولما يفضي إليه من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [(216) سورة البقرة].
ومن هذا النوع محبة المسلم لأخيه المسلم الذي ظلمه فإنه يحبه في الله، ويبغضه لظلمه له؛ بل قد تجتمع المحبة الطبيعية، والكراهة الطبيعية كما في الدواء المر: يكرهه المريض لمرارته، ويتناوله لما يرجو فيه من منفعة.
وكذلك تجتمع المحبة الدينية مع البغض الديني كما في المسلم الفاسق فإنه يحب لما معه من الإيمان، ويبغض لما فيه من المعصية.
والعاقل من حكّم في حبه، وبغضه الشرع، والعقل المتجرد عن الهوى، والله أعلم.
31 - هل يجوز التبرك بماء زمزم بغير الشرب كأن يغتسل به طالبا البركة أم أن بركته خاصة بالشرب فقط؟
الحمد لله ثبت في صحيح مسلم [رقم2473] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ماء زمزم: " إنها مباركة إنها طعام طعم " زاد الطيالسي [1/ 364] والبيهقي [5/ 147]:"وشفاء سقم ".
وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال:" ماء زمزم لما شرب له ".
فظاهر الحديث الصحيح ـ وهو الحديث الأول ـ أن ما فيه من الشفاء لا يختص بالشرب؛ لأن قوله " وشفاء سقم " مطلق، وإن كان سبب الحديث قصة أبي ذر عندما مكث أياما لا طعام له ولا شراب إلا ماء زمزم.
فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ويشبه هذا قوله تعالى في العسل: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} [(69) سورة النحل]،
وقد علم بالتجربة أن ما في العسل من شفاء لا يختص بشربه، ويشهد لعدم اختصاص ما في زمزم من البركة، والشفاء بشربه ما ثبت في صحيح البخاري عن أبي جمرة الضبعي قال: كنت أجالس ابن عباس بمكة، فأخذتني الحمى، فقال: أبردها عنك بماء زمزم؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء " أو قال:" بماء زمزم" شك همام.
فتبين أنه يشرع الاستشفاء بماء زمزم شربا، واغتسالا، ولا سيما للحمى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/10)
وقد جاء عن الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله [ص447] قال: ورأيته غير مرة يشرب من ماء زمزم يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
وأما ما يفعله بعض الناس من غسل ما يقصد بتكفين الموتى بماء زمزم فلا أصل له.
والواجب الاقتصار على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن السلف الصالح في هذه المسألة وغيرها. والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 01 - 05, 04:41 م]ـ
32: ذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أن اليد بمعنى القدرة لا تأتي مثناة في لغة العرب، ألا يتعارض هذا مع حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم رقم (2937) في خروج يأجوج، ومأجوج (فيوحي إلى عيسى أني قد بعثت عبادا لا يَدَان لأحد بقتالهم) وقد ذكر ابن الأثير والنووي وغيرهما أن المعنى: لا طاقة لأحد بقتالهم. فجاءت اليد بمعنى القدرة مع كونها مثناة؟
الحمد لله، نعم ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن القيم في ردهما على من يأول صفة اليدين في قوله تعالى {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [(75) سورة ص] بالقدرة ذكرا أن اليدين لا تأتي في اللغة العربية بمعنى القدرة، وقد ورد في كلامهما في مواضع التعبير بالـ (يدان) عن القدرة كما في مطلع القصيدة النونية:
حكم المحبة ثابت الأركان * ما للصدود بفسخ ذاك يدان
أي: قدرة،
ومن ذلك ما جاء في الحديث الذي أورده شيخ الإسلام في الفتاوى 28/ 128: " .. إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأى برأيه ورأيت أمرا لا يدان لك به، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العوام .. الحديث ".
وكذلك الحديث الذي أورد السائل ذكره في الفتاوى 1/ 44.
وهذا قد يشكل مع إنكارهما على من فسر اليدين بالقدرة؛ لأن ذلك لا أصل له في اللغة العربية.
والجواب: أن لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات:
فتارة تستعمل غير مضافة، وتلزم الألف، وهذه هي التي بمعنى القدرة، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر، أي لا قدرة لي عليه.
وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ، أو بيديه، أو بيدي محمد، ويجري فيها إعراب المثنى.
وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة، بل يتعين أن يراد بهما: اليدان اللتان يكون بهما الفعل، والأخذ، ومن شأنهما القبض، والبسط.
وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكراهما على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية، وبين استعمالهما (اليدان) بمعنى القدرة.
وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية:
أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك، ومنه قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [(10) سورة الحج]، ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ} [(182) سورة آل عمران]، ومنه قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يس].
الثاني: استعماله مضافا إليه بعد (بين)، فيكون بمعنى أمام، كقولك: جلس بين يديه، و مشى بين يديه، ويجري هذا الاستعمال في العاقل، وغير العاقل كقوله تعالى: {لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} [(64) سورة مريم] وقوله {وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ} [(12) سورة سبأ] وقوله {بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} [(57) سورة الأعراف] ونظائر ذلك كثيرة.
فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات:
ثلاثة منها مجاز وهي: الأول، والثالث، والرابع.
والثاني: حقيقة.
ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل، وعدي إلى اليدين بالباء كقولك: عملت بيدي، ومنه قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [(75) سورة ص].
وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: هذا ما فعلت يداك، فهو من قبيل المجاز العقلي؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا، وإن لم يكن فعل بيديه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/11)
وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} [(71) سورة يس]، وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [(75) سورة ص]، فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين،
وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم َ بيديه؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس.
فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس"؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق:
ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه، وعداه إلى اليدين بالباء، وذكر اليدين بلفظ التثنية، وأضافهما إلى ضمير المفرد.
وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم.
فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ، والمعاني، والتسوية بين المتماثلات، والله أعلم.
33: التبرك بآثار الصالحين والتمسح بذواتهم.
هل نقول: إنه شرك أصغر؟ أم نقول: إنه بدعة؟
وكذلك التمسح بالكعبة، والتعلق بأستارها؟ طبعا لا يدخل في السؤال استلام الركنين؟
الحمد لله، كان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بآثار النبي صلى اله عليه وسلم كالماء الذي يتوضأ به، ويقطر من بدنه، ويتبركون بشعره، كما قسم صلى الله عليه وسلم شعره يوم حلق رأسه في حجته بين بعض الصحابة، وبثيابه صلى الله عليه وسلم؛ لأن ذاته مباركة، وهو أطيب إنسان نفسا، وقلبا، وخلقا، وأكملهم إيمانا، وتقوى، ولا يبلغ أحد منزلته في شيء من ذلك، ولهذا لم يكن الصحابة يفعلون مع ساداتهم كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والحسن، والحسين ـ رضي الله عنهم ـ مثلما يفعلون مع النبي صلى الله عليه وسلم من التبرك، فلا يقاس به صلى الله عليه وسلم غيره من الصالحين.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز، أو استحباب التبرك بآثار الصالحين، ولكنه قول مرجوح، فإن ذلك من خصوصياته صلى الله عليه وسلم لما تقدم من بيان منزلته، واقتصار الصحابة في ذلك على شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم.
وفي التبرك بآثار الرجل الصالح مفسدتان:
الأولى: أن ذلك مدعاة لاغتراره، وإعجابه بنفسه؛ ففيه فتنة له.
الثانية: أنه يجر إلى الغلو فيه مما يكون وسيلة إلى الشرك الأصغر، أو الأكبر.
وبهذا يعلم أن التبرك بأثر الرجل الصالح ليس بمجرده شرك، لكن قد يكون وسيلة إلى الشرك، كما أن القول بجواز التبرك بالصالحين يؤدي إلى تبرك الجهال بمن يظنون به الصلاح، وليس بصالح كما هو الواقع في طوائف الصوفية.
وينبغي أن يعلم أن البركة التي يرجى حصولها بسبب الرجل الصالح هي:
الاقتداء به في خلقه، ودينه، والاستفادة من علمه، وذلك يحصل بمجالسته، والأخذ عنه.
وأما التمسح بجدران الكعبة، والتعلق بأستارها، أو الالتزام في غير الملتزم الذي بين الركن والباب، فكل ذلك لا أصل له، وهو خلاف السنة، وإنْ أثر شيء من ذلك عن بعض السلف، كما أثر إنكار ذلك عن بعضهم، والصواب مع من أنكره إذ لم يثبت شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمعول في العبادات، والفضائل على ما صح عنه صلى الله عليه وسلم، فكل يؤخذ من قوله، ويرد إلا من ثبتت له العصمة، وهو صلى الله عليه وسلم، فمن فعله معتقدا حصول البركة؛ لأن الكعبة مباركة؛ فهو مخطئ في هذا الفهم، والاعتقاد، فالمسجد كله مبارك، بل الحرم كله مبارك، أفيجوز التمسح بجدران المسجد، وعُمُده، أو التبرك بما يعلق فيها من تراب، أو غبار؛ رجاء حصول البركة، والشفاء! وهذا ظاهر الفساد.
والبركة التي جعلها في بيته، وحرمه هي ما شرعه الله من الطاعات، وما خصه من مضاعفة الحسنات.
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} [(96) سورة آل عمران]، والله اعلم.
34: هل يصح تفسير الاستواء بالجلوس؟ وهل يوصف الله بالجلوس؟
الحمد لله، لقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه استوى على العرش في سبعة مواضع من القرآن، وجاء في السنة وصفه بأنه فوق العرش، قال سبحانه وتعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [(5) سورة طه] وقال صلى الله عليه وسلم:" والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ويعلم ما أنتم عليه ".
وجاء عن السلف تفسير الاستواء بأربع عبارات:
علا، وارتفع، واستقر، وصعد، أشار إليها ابن القيم في الكافية الشافية [1/ 440 مع شرح ابن عيسى] بقوله:
فلهم عبارات عليها أربع ** قد حصلت للفارس الطعان
وهي "استقر"، وقد "علا"، وكذلك "ار ** تفع" الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد "صعد" الذي هو رابع ** وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ** أدرى من الجهمي بالقرآن.
ولم يذكر لفظ الجلوس، ولكن أهل السنة لا ينكرون ذلك بل المبتدعة هم الذين ينكرونه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة التدمرية [ص238 مع شرح البراك]:
فيظن هذا المتوهم أنه تعالى إذا كان مستويا على العرش كان استواؤه مثل استواء المخلوق، فيريد أن ينفي ذلك الذي فهمه فيقول: إن استواءه ليس بقعود، ولا استقرار. اهـ بتصرف واختصار.
وقد جاءت آثار فيها ذكر القعود، والجلوس، وذكرها الأئمة في كتب السنة بمعرض الرد على نفاة العلو، والاستواء كالأثر الذي جاء عن مجاهد في تفسير المقام المحمود: بإقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش.
وإن كانت هذه الآثار لا تخلوا عن مقال، فذكر الأئمة لها للاستشهاد، والاعتضاد، لا للاعتماد، وقد حكى غير واحد إجماع أهل السنة على صحة تفسير المقام المحمود بإقعاده صلى الله عليه وسلم على العرش، وأنه لا ينكر ذلك إلا جهمي؛ فظهر أن لفظ القعود، والجلوس لا يجوز نفيه عن الله سبحانه، وأما إثباته، ووصف الله به، فينبني على صحة ما ورد من الآثار في ذلك، والله أعلم.
--------------------------------------------
تفضل بزيارة موقع الشيخ عبد الرحمن البراك: http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_frontpage&Itemid=33(33/12)
قول صدقتت وبررت
ـ[الدرة]ــــــــ[12 - 06 - 04, 07:24 م]ـ
السلام عليكم:
مشايخي الكرام: أتمنى أن أجد جواباً لسؤالي هذه الليلة وهو: كثر الكلام حول قول (صدقت وبررت) عند التثويب، ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 222 أو 211) يقول: لاأصل لما ذكروه في الصلاة خير من النوم) والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (3/ 4) يقول: وكل ذلك وارد في السنة)
وسؤالي: أريد تحرير هذه المسألة بأسلوب علمي لأني سأكتبها في بحث أكاديمي.
وجزاكم الله الفردوس الأعلى
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:52 ص]ـ
سئل الشيخ سليمان العلوان
قرأت في بعض الكتب أن المؤذن. إذا قال في آذان الفجر ((الصلاة خير من النوم)) يقول من يتابعه ((صدقت وبررت)).
هل على هذا دليل أفتونا جزاك الله خيرا.
الجواب:
اعلم أن العبادات مبناها على التوقيف فلا يشرع منها شيء إلا ما شرعه الله ورسوله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد] متفق عليه من حديث عائشة.
والمشروع للمسلم إذا قال المؤذن الصلاة خير من النوم أن يقول مثله لقوله صلى الله عليه وسلم ((إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن)) متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري.
وهذا الحديث عام لم يخص منه شيء إلا في الحيعلتين فيقول من يتابع المؤذن ((لا حول ولا قوة إلا بالله)) لحديث عمر في صحيح مسلم.
وأما بقية ألفاظ الأذان فيقول مثله فإذا قال المؤذن الصلاة خير من النوم لم يشرع لأحد أن يقول خلاف ما يقول المؤذن لا صدقت ولا بررت (1) ولا غيرها من الألفاظ التي لم ترد في الشرع وشر الأمور محدثاتها.
وأما قول السائل قرأت في بعض الكتب الخ.
فهذا صحيح ذكر ذلك بعض الفقهاء ولكنهم لم يذكروا دليلاً على ذلك إنما هو استحسان من بعضهم فظن من أتى بعدهم أن قولها مشروع ولا شرع إلا ما شرعه الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
فعلى المسلم أن يقتدي ويتبع ولا يبتدع وليس كل ما ذكره الفقهاء أو بعضهم يكون صحيحاً مشروعاً فبعضهم يذكر ما وقف عليه وبعضهم يذكر ما قاله إمام مذهبه والمسلم يأخذ ما قام عليه الدليل والله أعلم.
(1) قال ابن حجر في التلخيص (ج 1/ 211) ((لا أصل لها)).
انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2761&highlight=%D5%CF%DE%CA+%E6%C8%D1%D1%CA
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16962&highlight=%D5%CF%DE%CA+%E6%C8%D1%D1%CA
ـ[الدرة]ــــــــ[13 - 06 - 04, 12:14 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي مصطفى وأحسن الله إليك، ولكن بودي لو أجد رد من المتقدمين ـ غير ابن حجر ـ على كلام الزبيدي، فهل من مجيب؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[14 - 06 - 04, 05:26 م]ـ
هذا النقل من كشف الخفاء للعجلوني:
قال القاري: " صدق رسول الله " ليس له أصل، وكذا قولهم عند قول المؤذن " الصلاة خير من النوم ": " صدقت وبررت وبالحق نطقت " استحبه الشافعية، قال الدميري وادعى ابن الرفعة أن خبرا ورد فيه لا يعرف قائله انتهى.
وقال ابن الملقن في تخريج أحاديث الرافعي: لم أقف عليه في كتب الحديث.
وقال الحافظ ابن حجر: لا أصل له. انتهى.
وقال ابن حجر المكي في التحفة: وقول ابن الرفعة لخبر فيه رد بأنه لا أصل له، وقيل يقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهى.
وأجاب الشمس الرملي عن اعتراض الدميري على ابن الرفعة بأن " من حفظ حجة على من لم يحفظ ". انتهى. وفيه إشارة إلى اختياره استحبابه فتأمل.
وقال النجم في " صدقت وبررت ": لا أصل لذلك في الأثر. قال: وكذلك قول كثير من العوام للمؤذن مطلقا صدقت يا ذاكر الله في كل وقت: لا أصل له، فاعرفه.(33/13)
عورة المرأة أمام المرأة ...
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[12 - 06 - 04, 08:43 م]ـ
هذا مبني على عدة مقدمات
الأولى: أن عورة الرجل مع الرجل هما الفرجان فقط، لضعف أحاديث تغطية الفخذ، وهو مذهب أبي أبي ذئب وابن أبي عبلة، وقول الأوزاعي إن كان الرجل في الحمام، ورواية عن أحمد، وقول الطبري، واخيتار ابن عثيمين
الثاني: أن فتنتة الرجل بالرجل أشد من فتنتة المرأة بالمرأة وذلك لما يلي
- أن فتنتة الرجل بالرجل تؤدي إلى كبيرة عظيمة، والعياذ بالله، وهي اللواط، بخلاف افتتان المرأة بالمرأة، يؤدي إلى السحاق، وهي ليس كبيرة، لأنه لا وعيد عليه، ولا حد فيه
- أن اللواط في هذه الأعصار وفي سالف الأزمان منتشر، بخلاف السحاق فهو قليل إن لم يكن نادرا
فإذا كان الرجل مع الرجل أشد فتنة، ومع ذلك يجوز له كشف فخذه أمام الرجل الآخر، فمن باب أولى المرأة مع المرأة، مع أن عامة المذاهب ترى أن الكلام في عورة المرأة مع المرأة هو من جنس الكلام، في عورة المرأة مع المرأة، وكون عورة المرأة مع المرأة هما الفرجان هو رواية عن أحمد ومذهب ابن حزم، واخيتار الشوكاني، وصديق حسن خان
تنبيه: في حال الفتنة لاشك أنه يجب على الرجل أن يغطي فخذه وكذلك المرأة
-قد يُشغب على هذا بأن الأاصل في المرأة الستر، بخلاف الرجل فإن الأصل فيه البروز والظهور، وهو غير متجه، لأن هذا الأصل إنما هو في المرأة مع الأجانب، لا مع النساء والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان في لباس المرأة عند محارمها ونسائها
صادر من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرقم: (21302)
التاريخ: 25/ 1/1421هـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد كانت نساء المؤمنين في صدر الإسلام قد بلغن الغاية في الطهر والعفة، والحياء والحشمة ببركة الإيمان بالله ورسوله واتباع القرآن والسنة، وكانت النساء في ذلك العهد يلبسن الثياب الساترة ولا يعرف عنهن التكشف والتبذل عند اجتماعهن ببعضهن أو بمحارمهن، وعلى هذه السنة القويمة جرى عمل نساء الأمة - ولله الحمد - قرناً بعد قرن إلى عهد قريب فدخل في كثير من النساء ما دخل من فساد في اللباس والأخلاق لأسباب عديدة ليس هذا موضع بسطها.
ونظراً لكثرة الاستفتاءات الواردة إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حدود نظر المرأة إلى المرأة وما يلزمها من اللباس فإن اللجنة تبين لعموم نساء المسلمين: أنه يجب على المرأة أن تتخلق بخلق الحياء الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان وشعبة من شعبه، ومن الحياء المأمور به شرعاً وعرفاً تستر المرأة واحتشامها وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتنة ومواضع الريبة. وقد دل ظاهر القرآن على أن المرأة لا تبدي للمرأة إلا ما تبديه لمحارمها مما جرت العادة بكشفه في البيت وحال المهنة كما قال تعالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ}. الآية.
وإذا كان هذا هو نص القرآن وهو ما دلت عليه السنة فإنه هو الذي جرى عليه عمل نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة ومن اتبعهن بإحسان من نساء الأمة إلى عصرنا هذا. وما جرت العادة بكشفه للمذكورين في الآية الكريمة هو: ما يظهر من المرأة غالباً في البيت وحال المهنة ويشق عليها التحرز منه كانكشاف الرأس واليدين والعنق والقدمين، وأما التوسع في التكشف فعلاوة على أنه لم يدل على جوازه دليل من كتاب أو سنة هو أيضاً طريق لفتنة المرأة والافتتان بها من بنات جنسها وهذا موجود بينهن، وفيه أيضاً قدوة سيئة لغيرهن من النساء، كما أن في ذلك تشبهاً بالكافرات والبغايا الماجنات في لباسهن، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تشبه بقوم فهو منهم). أخرجه الإمام أحمد وأبوداود. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه ثوبين معصفرين فقال: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها). وفي صحيح مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا). ومعنى (كاسيات عاريات): هو أن تكتسي المرأة ما لا يسترها فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية، مثل من تلبس الثوب الرقيق الذي يشف بشرتها، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع جسمها، أو الثوب القصير الذي لا يستر بعض أعضائها.
فالمتعين على نساء المسلمين التزام الهَدي الذي كان عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة رضي الله عنهن ومن اتبعهن بإحسان من نساء هذه الأمة، والحرص على التستر والاحتشام فذلك أبعد عن أسباب الفتنة، وصيانة للنفس عما تثيره دواعي الهوى الموقِع في الفواحش.
كما يجب على نساء المسلمين الحذر من الوقوع فيما حرمه الله ورسوله من الألبسة التي فيها تشبّه بالكافرات والعاهرات طاعة لله ورسوله ورجاءً لثواب الله وخوفاً من عقابه.
كما يجب على كل مسلم أن يتقي الله فيمن تحت ولايته من النساء فلا يتركهن يلبسن ما حرمه الله ورسوله من الألبسة الخالعة والكاشفة والفاتنة وليعلم أنه راع ومسئول عن رعيته يوم القيامة.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يهدينا جميعاً سواء السبيل إنه سميع قريب مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه 0
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس .. عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ
عضو .. صالح بن فوزان الفوزان
عضو .. عبد الله بن عبد الرحمن الغديان
عضو .. بكر بن عبد الله أبو زيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/14)
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[13 - 06 - 04, 05:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وقول اللجنة هو خلاف قول جمهور أهل العلم، فهو أحد القولين في مذهب الحنفية والشافعية، واختيار بعض المتأخرين، مثل البيهقي وابن القطان، فلم تأتنا أخي الفاضل بجديد
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 06 - 04, 07:23 ص]ـ
هناك فرق بين الحاجة مثل التمريض والتجميل المباح ونحوها فهذه ينطبق عليها الكلام الذي ذكره الأخ محب أهل العلم ولاينطبق ماذكره على الحالات العادية فالأصل الحشمة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 07:28 ص]ـ
((فلم تأتنا أخي الفاضل بجديد))
ديننا - أصلاً - قديم، والجديد هو الابتداع.
وهذا بحث مفصل في الموضوع:
http://saaid.net/female/m24.htm
وفي آخره:
((ولم ينقل خبر بإسناد صحيح أو ضعيف فيما أعلم ذكر فيه تكشف النساء وإظهارهن ـ عدا ما بين السرة والركبة ـ فيما بينهن عندما يجتمعن فلو أعتقد السلف جواز ذلك والرخصة فيه لنقل ذلك عنهم ولو عن بعضهم كما نقل غيره مما هو دونه، فهذا يدل دلالة واضحة على ضعف قول من قال بجواز كشف ما عدا ما بين السرة إلى الركبة للنساء فيما بينهن، وأن هذا القول بني على أدلة صريحة لكنها لا تصح، وأما ما استدلوا به من الأدلة الصحيحة فالأمر بخلاف ما ذهبوا إليه منها كما مر.)).
وقال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
يجب على المرأة أن تلبس اللباس الشرعي الذي يكون ساترا، وكان لباس نساء الصحابة كما قال شيخ الإسلام ابن تميمة وغيره من الكف إلي الكعب في بيوتهن، أي كف من كف اليد إلي كعب الرجل، فإذا خرجن لبسن ثيابا طويلة تزيد على أقدامهن بشبر، ورخص لهن النبي صلى الله عليه وسلم إلي ذراع من أجل ستر أقدامهن، هذا بالنسبة للمرأة المكتسية، فإن رفعت اللباس فهي من الكاسيات العاريات. أما بالنسبة للمرأة الناظرة فإنه لا يجوز لها أن تنظر عورة المرأة، يعني ما بين السرة إلي الركبة مثل أن تكون المرأة تقضي حاجتها مثلا فلا يجوز للمرأة أن تنظر إليها، لأنها تنظر إلي العورة، أما فوق السرة أو دون الركبة، فإذا كانت المرأة قد كشفت عنه لحاجة مثل أنها رفعت ثوبها عن ساقها لأنها تمر بطين مثلا، أو تريد أن تغسل الساق وعندها امرأة أخرى فهذا لا بأس به، أو أخرجت ثديها لترضع ولدها أمام النساء فإنه لا بأس، لكن لا يفهم من هذا كما تفهم بعض النساء الجاهلات أن المعنى أن تلبس من الثياب ما يستر ما بين السرة والركبة فقط، هذا غلط، غلط عظيم على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى شريعة الله وعلى سلف هذه الأمة، من قال: إن المرأة لا تلبس إلا سروال يستر من السرة إلي الركبة وهذا لباس المسلمات؟! لا يمكن! فالمرأة يجب أن تلبس اللباس الظاهر من الكف إلي الكعب، أما المرأة الأخرى التي تنظر فلها أن تنظر إلي الصدر والساق لكن ليس لها أن تنظر ما بين السرة والركبة فيما لو كشفت المرأة ثوبها، فإن الأخرى تنظر ما بين السرة والركبة.
" أسئلة تهم الأسرة "
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 06 - 04, 05:10 م]ـ
(وكون عورة المرأة مع المرأة هما الفرجان هو رواية عن أحمد)
قد علقت على هذا في غير هذا الموضع
وهذا يحتاج الى اثبات
وقد ذكره الزركشي في شرح الوجيز في غير الموضع الذي يذكر فيه عادة
والذي ذكره شرح
وليس بنص عن الامام احمد
واحسب ان هذا لايصح عن الامام احمد
والقياس في هذا الباب مما يبعد
لوجود الفارق
(أن اللواط في هذه الأعصار وفي سالف الأزمان منتشر، بخلاف السحاق فهو قليل إن لم يكن نادرا
)
اما في عصرنا فمنتشر في بلاد الكفر والالحاد
وليس بنادر
وهو منكر عظيم
والله المستعان(33/15)
هل أذّن النبي صلى الله عليه وسلم مرة فى حياته؟
ـ[ابو يوسف الحنبلي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 09:53 م]ـ
سؤال أوجهه إلى الأخوة المشاركين فى الملتقى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 12:38 ص]ـ
هذا رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2040(33/16)
لماذا تركوا الصحابة الكثير من التماثيل فى البلدان التى فتحوها كأبا الهول مثلاً؟
ـ[ابو يوسف الحنبلي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:30 ص]ـ
ذكر ابن خلدون فى مقدمته ص 383: أن الهياكل العظيمة جدا لا تستقل ببنائها الدولة الواحدة بل تتم فى أزمنة متعاقبة حتى تكتمل وتكون ماثلة للعيان، ثم قال: لذلك نجد أثاراً كثيرة من المبانى العظيمة تعجز الدول عن هدمها وتخريبها، مع أن الهدم أيسر من البناء ثم مثّل على ذلك بمثالين:
1 - أن الرشيد عزم على هدم (إيوان كسرى) فشرع فى ذلك وجمع الأيدى واتخذ الفؤوس وحماه بالنار وصب عليه الخل حتى أدركه العجز.
2 - أن المأمون أراد أن يهدم (الأهرام) فى مصر فجمع الفعلة ولم يقدر.
وقد ذكر المقريزي فى (الخطط) أنّ أبا الهول كان مغموراً تحت الرمال فى وقته لم يظهر منه إلا الرأس والعنق فقط دون الباقى وسئل الزركلى عن الأهرام وأبى الهول ونحوها: هل رآها الصحابة الذين دخلوا مصر؟ فقال: كان أكثرها مغموراً بالرمال ولا سيما أبا الهول.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:40 ص]ـ
لقد استوفى الإخوة هذا الموضوع بحثا، فتكرم بقبول هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3054&highlight=%C7%E1%CA%E3%C7%CB%ED%E1
ـ[ابو يوسف الحنبلي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 07:52 م]ـ
الى الاخ الفاضل مصطفى الفاسي جزاك الله ألف خير على هذا الرابط القيم وإن كان لدى بعض الملاحظات على ردود بعض الأخوة. وسوف أكتب الرد لا حقاً أن شاء الله تعالى.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذه فتوى الشيخ العلوان حفظه الله:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:
فقد وردت علي أسئلة كثيرة من جهات مختلفة يسألون عن مدى شرعية ما قامت به حكومة طالبان من تكسير الأوثان الموجودة في أفغانستان حيث حصلت لهم معارضات من الكفار وبعض المنسوبين للإسلام والمحسوبين على العلم وقد ذكر كثير من الإخوة في أسألتهم شبه المعارضين ونظرة بعض المفتين بمنع كسر الأوثان لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يحصل منهم تحطيم للأوثان حين وطئت أقدامهم هذه البلاد؟
حقيقة ما كنت أظن أن الأمر يبلغ هذا المبلغ وما كنت أتصور أن جملة من أهل العلم يعارضون حكومة طالبان بمثل هذه الأعمال المجمع على شرعيتها.
وقد رأيت أن أبادر هؤلاء الإخوة المسترشدين بجواب مختصر وأنسئ الجواب المطول لوقت آخر فإن هذه المسألة متعلقة بتوحيد الإلهية.
وأعظمُ الأصول التي يقررها الله عز وجل في كتابه هو توحيد الإلهية وهذا الأصل هو الذي أرسلت به الرسل وأنزلت من أجله الكتب وهذا الأصل العظيم هو أعظم الأصول على الإطلاق وأكملها وأفضلها وهو الذي خلق الله الخليقة لأجله وشرع الشرائع لقيامه وبوجوده يكون الصلاح والإصلاح والإستقامة والطمأنينة، وبفقده يكون الفساد والإفساد والإنحراف وتفلت الأمور قال الله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} أي يوحدون وقيل إلا لأمرهم وأنهاهم وأعظم أمر أمر الله به هو الأمر بالتوحيد وهو أول أمر جاء ذكره في القرآن. قال تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} وضده الشرك وهو أعظم شيء نهى الله عنه وجاء النهي عنه في أول نهي في القرآن قال تعالى {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)} والقرآن كله من فاتحته إلى خاتمته يقرر هذا الأصل فيبين التوحيد ويذكر محاسنه ويحذر عن الشرك ويبدي مضاره ومخالفته للفطر.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل أصحابه للمدن والقرى يبينون هذا الأصل ويدعون إلى التوحيد ويحذرون عن الشرك ووسائله والأمور المؤدية إليه. فقد حمى النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسد كل طريق يوصل إلى الشرك فنهى عن رفع القبور ونهى عن البناء عليها وعن الصلاة عندها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/17)
وبعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً لهدم معاقل الوثنية وهدم صروح الشرك وقال له: لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته. هذا الخبر صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه من طريق سفيان عن حبيب ابن أبي ثابت عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وعلى الرغم من وضوح هذه الأصول في الأدلة الشرعية وعمل خير القرون إلا أن كثيراً من الناس في هذه الأزمان يعيش في ركام من الأوهام وشذوذ في الأفكار وشرود عن الحقيقة فحين قامت حكومة طالبان بتحطيم الأصنام وتسويتها بالتراب إعلاء لكلمة الحق وتصغيراً وتحقيراً لأمر الباطل قامت قوى الكفر وأئمة الظلال بالتنديد والإستنكار لمثل هذه الأعمال ولا عجب من هؤلاء فهم أهل الكفر بل العجب لولم يستنكروا ولكن الجرح الذي لا يندمل هو تنديد بعض المنسوبين العلم والتشكيك بمثل هذه الأعمال الإيمانية والبواعث الشرعية فهذه وصمة عار وانهزامية أمام القوى العالمية. وعذر بعضهم وما أقبح هذا العذر الجهل بحقيقة ما جاءَت به الرسل من شرعية تحطيم الأصنام وتسويتها بالتراب ونحن نعلم من شرعنا وجوب هدم مواطن الشرك بعد القدرة على ذلك.
وقد أجمع المسلمون على أنه لا يجوز إبقاء مواطن الشرك والأصنام فهي أعظم المحرمات وأقبح المنكرات فلا يحل شرعاً إبقاؤها ولا يوماً واحدا حين القدرة على إبطالها وإزالتها.
وقد جاء في صحيح الإمام مسلم من طريق يحيى بن أبي كثير وشداد بن عبد الله عن أبي أمامة قال قال عمرو بن عبسة كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ظلالة، وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فقلت له ما أنت فقال أنا نبي فقلت وما نبي؟ قال أرسلني الله فقلت بأي شيء أرسلك؟ قال أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ....... ]. فهذا الحديث صريح بوجوب تكسير الأصنام وتحطيمها فهذا مما أرسلت به الرسل سواء كانت معبودة كاللات والعزى أو لم تكن معبودة فالكل يجب إزالته والبراءَة منه ولا عذر لأحد قدر على ذلك فتخلف عن التكسير أو المناصرة، فأي منكر أعظم من هذا وأي بلاء أكبر منه.
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلاث مائة وستون نصبا وفي رواية صنما. فجعل يطعنها في عود كان في يده ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا جاء الحق وما يبدء الباطل وما يعيد.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل والسرايا بتكسير الأصنام وهدمها والأدلة على ذلك متواترة وهذا يغني عن سياقها وتخريجها.
وليس أحد من أهل العلم ينازع في ذلك. فهذا عمل المسلمين في القرون الأولى وعمل المسلمين في القرن الرابع والخامس والسادس وقد امتد هذا الأمر إلى عصر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى حيث كان العلماء والقادة المصلحون يدكون هذه الأصنام ويهدمون القباب والمساجد المبنية على القبور ويقطعون الأشجار التي ينتابها الجهال للتبرك.
ولا أعلم عن أحد من علماء التوحيد نازع في ذلك أو فرق في هدم الأصنام بين معبود وغيره فالتفريق بين الأمرين ليس له أصل في الشرع بل هو جهل بالأدلة الشرعية وجهل بواقع الأمر وحقيقة هذه الأصنام المعبودة مع الله ولا أدل من هذا مجادلة الكثيرين عن هذه الأصنام الموجودة في أفغانستان وحمايتها وبذل الأرواح في بقائها والتباكي لهدمها والاستعانة بجنود إبليس لحفظها وتخليدها.
ومزاعم المتباكين على هذه الأحجار بأنها غير معبودة هي مجرد توهَّمات وتخرّصات فالآلاف من الوثنيين يقصدونها للعبادة فلا مجال للمكابرة في الأمر الواقع. وقد أحسنت حكومة طالبان في هدم هذه الأوثان وتكسيرها فهذا العمل كبير وعظيم يشكرون عليه وهو من أسباب بقاء الملك وحفظ الديار قال الله تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/18)
شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)}.
ودعوى كثير من المتأخرين أن هذه الأصنام كانت موجودة في مصر وأفغانستان وقد دخلها الصحابة ولم ينكروها أو يحطومها كما فعلت حكومة طالبان فهذه دعوى ليس لها زمام ولا خطام فالأدلة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجوب هدم هذه الأصنام، ومعاذ الله أن يخالف الصحابة الأمر المتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم وأن يخالفوا ما أجمعت الرسل على إنكاره وهل هذا إلا سوء ظن بالصحابة رضي الله عنهم.
وعلى احتمال وجودها في عهد الصحابة رضي الله عنهم فالأمر يحتمل أحد أمرين:1 – أنهم لم يشاهدوها وهذا الأصل ومن ادعى خلاف هذا فعليه الدليل الصحيح.
2 - أنهم لو عاينوها ورأوها فلا يمكن إثبات قدرة الصحابة على إزالتها فإذا كانت الدبابات والمحدثات العصرية القادرة على تحطيم الجبال قد عانت من تكسير هذه الأصنام ولم تستطع تكسيرها إلا بجهد كبير فمن البديهي أن تعجز عن ذلك سيوف الصحابة ورماحهم.
وعلى كلٍ فنحن نبقى على الأمر المجمع عليه بين الصحابة والتابعين، وأهل العلم من حتمية هدم الأصنام دون نظر لوجود صنم في بلد أو آخر فلم ينكر فهذه الدعوى لا يصح الاعتراض بها على مسلمات الشريعة، فالفرض هدم كل صنم ووثن سواء كان معبوداً أو غير معبود. ولا يجوز بيع هذه الأصنام وهذا بالاتفاق ولا اتخاذها تراثا فهذا من عمل أهل الجاهلية ومن وسائل الشرك، هذا ما يتيسر إيراده على عجالة في الأمر بناء على طلب كثير من الإخوة وأسأل الله تعالى أن يوفق حكومة طالبان لما يحبه الله ويرضاه. وأن يهدي الجميع إلى سواء الصراط المستقيم وأن يوفقهم لكل خير وصلاح.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[13 - 11 - 07, 06:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:10 م]ـ
دخل سعد بن أبي وقاص (فاتح العراق وأحد العشرة المبشرين بالجنة) قصر كسرى في المدائن. وفي ذلك القصر صور كثيرة على الجدران وتماثيل. ولم يهدم منها شيئاً، بل بقيت ليومنا هذا. ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ولا على غيره. فهذا إجماع منهم على جواز إبقائها إن لم تكن تعبد من دون الله ولم يكن لها أي قدسية.
وكانت على جدران إيوان كسرى صور ملونة بالحجم الطبيعي، مرسومة بدقة فائقة. وما تزال هذه الصور إلى يومنا هذا. فهذه لم تكن مدفونة في الرمل طبعاً، بل هذا القصر دخله عدد من الصحابة وأقاموا فيه. فكيف لم يروا الصور وهي واضحة ما تزال لهذا اليوم؟! أما عدم القدرة على الهدم، فبديله الطمس (أي للصور). وهذا لا يحتاج لا لنفقة كبيرة ولا لتسخير عدد هائل من الناس. ومن السهل أن يأمر الحاكم بطلي الجدران من جديد. فلم يبق إلا أنهم فهموا أحاديث طمس الصور بأنها خاصة بما كانت له قدسية أو ما كان يعبد من غير الله.
وهذه الصور استمرت مشاهدة يصفها المؤرخون والأدباء. قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (1\ 295): «وقد كان في الإيوان صورة كسرى أنو شروان، وقيصر ملك أنطاكية، وهو يحاصرها ويحارب أهلها». وقد وصفها الشاعر العباسي الشهير البحتري في قصيدته السينية الرائعة. وكان عبد الله بن المعتز يقول: «لو لم يكن للبحتري: من قصيدته السينية في وصف إيوان كسرى –فليس للعرب سينية مثلها– وقصيدته في وصف البركة، لكان أشعر الناس في زمانه». فيصور لنا البحتري هذه الصور بأنها من الدقة بحيث يكاد يتخيلها حقيقة فيلمسها بيده ليتأكد أنها مجرد صورة. فيقول في قصيدته:
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهتُ إِلى أَبيَضَ المَدائِنِ عَنسي
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطاكِيَّةَ إِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَروانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحياءٍ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم إِرتِابي حَتّى * تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[14 - 11 - 07, 10:51 ص]ـ
أخي الحبيب سلمك الله هلا أعربت لنا جملة السؤال أولا
" لماذا تركوا الصحابة الكثير من التماثيل فى البلدان التى فتحوها كأبا الهول مثلاً؟ "
ومن ثم يتم التناقش ويقبل منك الرد
أما وانك لا تحسن العربية وتناقش في مسائل شرعية وترد!!!!!!
الله المستعان
وجدنا لك عذرا في الأولى وقلنا على لغة أكلوني البراغيث " يتعاقبون فيكم ملائكة "
ووجدنا في الثانية " لغة إلزام الاسماء الستة الألف "
ولكن ترد ونحن في شك منك " لأن طالب العلم لا يخطئ بمثل هذه الأخطاء الفاحشة في النحو " (جملة اعتراضية)
فلا
ومنذ متى يرد من لايحسن لغة القران والحديث؟ هذا إفك مبين
أخي في الله أنصحك ونفسي بطلب العلم والتمهل في اصدار الاحكام
ولا تتزبب قبل أن تتحصرم
والله المستعان(33/19)
ما هو حكم (القلطة) المناظرة الشعرية والتي يكون فيها التصفيق؟
ـ[عثمان]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما هو حكم -القلطة- أو المناظرة الشعرية وأحيانا يتخللها الهجاء وتصفيق الرجال وترديدهم جماعيا للشعر؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا ...(33/20)
حكمة التعظيم في الركوع
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[13 - 06 - 04, 03:53 ص]ـ
من يدلني على حكمة التعظيم في الركوع، وذكر الأعلى في السجود.
وجزاكم الله خيرا.(33/21)
سؤال يهم الكثيرين من الناس
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[13 - 06 - 04, 07:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- إذا استيقظ الرجل من نومه فرأى بللاً .. فهل يغتسل إذا كانت رائحته كرائحة اللقاح رطبًا وكرائحة البيض يابسًا فقط؟.
- ما الأمارات التي يجب أن توجد في المني لكي يغتسل منه هذا إذا كان الشخص نائمًا أثناء خروجه؟.
- ما الفرق بين المني والمذي؟.
- سألت هذه الأسئلة لأن بعض الناس قد اتخذ منهجًا أنه يغتسل إذا رأى بللاً مطلقًا ..
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[15 - 06 - 04, 07:45 ص]ـ
.
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 06 - 04, 07:56 م]ـ
إذا وجد بللاً صفته صفة المني (وقد ذكرتموها) فقد احتلم وعليه غسل.
أما المذي فهو ماء أبيض رقيق يخرج قبل الشهوة عادة وهو يسير غير دافق وهو نجس يغسل محله وما أصابه.
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[16 - 06 - 04, 08:04 ص]ـ
- لكن هل يشترط أن يكون رائحة المني كرائحة اللقاح أو البيض؟(33/22)
حكم أكل السمك المملح (الفسيخ المصرى)
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ياأيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجال كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام.
ياأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
[أ ما بعد]
قال الشيخ العلامة محمد حامد الفقي رحمه الله في شرح حديث أبه هريرة رضي الله عنه قال (سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم 0فقال: إنا نركب البحر، ونحمل معنا القليل من الماء0 فإن توضأنا به عطشنا، أفنتوضأ من ماء البحر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته0
رواه أحمد وأبوداود وابن ماجه والنسائي والترمذي وصححه البخاري والترمذي وابن خزيمة وابن حبان وابن عبدالبر وغيرهم
قال الحاكم: هو أصل صدر به مالك كتاب الموطا0 وتداوله فقهاء الاسلام رضى الله عنهم من عصره الى وقتنا هذا0
قال الشيخ رحمه الله: وفى الحديث دليل على حل ميتة السمك، سواء كانت طازجة، أو مملحة، التى يسميها المصريون: الفسيخ فإنه ما خرج عن أنه ميتة تملحت ومضى عليها وقت غير ريحها والقائل بتحريم الفسيخ ليس معه دليل، لا من كتاب، ولا من سنة، ولا من قياس، ولا إجماع 0
ودعوى أنه قد اختلط دم وصديد يتنجس بسببها دعوى باطلة لأنه لو كان في السمك دم ينجس لوجب تذكيته بالذبح كغيره من الحيوان الذي به دم 0 لكنه صلى الله عليه وسلم أحل ميتته0 فذلك دليل بين أنه ليس دم ينجس0 ودعوى أنه مستقذر0لاتثبت تحريما0 فليس كل قذر حراما 0 وليس كل ما يستقذره واحد يستقذره الآخر0 فتحريمه: قول على الله بغير علم، وشرع لما لم يأذن به الله، وتحليل لما حرم الله 0 وهو جرأة وقول في الدين على الله عظيم0
المصدر مجلة الهدى النبوي التى كانت تصدرها جماعة أنصار السنة المحمدية (عدد ربيع الاخر عام 1358هجريه0
وايضا كتاب شرح أحاديث الأحكام (كتاب المحرر لابن قدامة) الطبعة الأولى ص (15)
ـ[آل حسين]ــــــــ[13 - 06 - 04, 04:31 م]ـ
السلام عليكم
وقد يستدل ياأخي على هذا بقصة العنبره كما في الصحيحين بل في مسلم أكل منها الرسول صلى الله عليه وسلم مع أنهم أكلوا منها شهر وحملوا معهم
ولربما كانوا يملحونها والا لما بقيت هذا الوقت فياليت أحد الاخوان يبحث هذا وخصوصاً كان القديد عندهم مشهور وهو يصلح من الملح
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[13 - 06 - 04, 08:35 م]ـ
لكن لو تعقن لا شك في تحريمه
والسمك يباح الميت منه مالم يتعفن
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[03 - 10 - 05, 06:39 م]ـ
للفائدة
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[04 - 10 - 05, 03:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من منع من أهل العلم أكل السمك الطافي لخشية فساده وضرره لا مخالفة للنصص الصريح المتقدم فإذا تبين صلاحه فلا قول فوق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن إن تبين فساده فالحكم متعلق بضرره لا بغيره ومدار العلة عليه.
لذلك إذا فسد اللحم المذكى أو السمك مما يؤدي إلى وقع الضرر انتقل الحكم من الجواز إلى المنع والله أعلم
ـ[محمد بشري]ــــــــ[04 - 10 - 05, 03:22 ص]ـ
لطيفة
ذكر عبد الله بن الصديق الغماري -أو أحمد-ان الفسيخ محرم لعفونته،وذكر أنه ناقش بعض علماء مصر بحضور طلبة العلم،فما كان منه إلا أن رمى سمكة مملحة إلى كلب -أعزكم الله- فعافه وتركه وذهب بعيدا.
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[04 - 10 - 05, 07:30 ص]ـ
الكلب .. دليل!!
وحديث الحوت في الصحيح ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 10 - 05, 12:10 م]ـ
سبق شيء من الكلام على هذه المسألة في هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=158163#post158163
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=155373#post155373
ـ[التجيبي]ــــــــ[04 - 10 - 05, 05:51 م]ـ
افتتت بجوازه اللجنة الدائمة لأفتاء
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[05 - 10 - 05, 03:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع تحقق الضرر أم دون تحققه أرجو الجواب ونقل الموضع
وجزاك الله خيرا.
أخوك المحب شاكر العاروري
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 10 - 05, 12:45 م]ـ
الإشكال في المسألة ما هو ضابط ما يستقذر؟ فالفطر متباينة، والعادات متفاوتة.
وكذلك إذا ثبت ضرره عند الأطباء، فمعلوم أن التعفن يدل عندهم على وجود أنواع من البكتيريا فإن ثبت ضررها فينبغي أن يمنع.
وللفائدة فإن ميتة السمك ثلاثة أقسام:
1 - ما صيد من البحر وهذه حلال بالإجماع (أحل لكم صيد البحر).
2 - ما قذفه البحر إلى الشاطي، أو جزر عنه البحر، فهذا يكاد أن يكون محل اتفاق بين الفقهاء. (الحل ميتته) حديث العنبر ..
3 - ما طفا من ميتته إلى سطح البحر، وهذا محل خلاف.
والأقرب فيه والله أعلم حله ما لم يستقذر أو يتضرر به لدخوله في عموم قوله (الحل ميتته) وأما حديث جابر في الطافي فموقوف لايصح رفعه، وإذا كان موقوفا فقد خالفه غيره من الصحابة رضوان الله عليهم، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/23)
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[23 - 10 - 05, 12:40 ص]ـ
للفائدة(33/24)
ما معنى التعرب في حديث سلمة بن الأكوع؟ وهل له صور أخرى؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[13 - 06 - 04, 04:15 م]ـ
أعني ما هي صوره في هذا العصر إن وجدت ..
أخرج البخاري (7087) ومسلم (1862) عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه دخل على الحجاج فقال:
يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك؟! تعرّبت؟!
قال: لا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدْو.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 09:55 م]ـ
لعل في هذا نفعا
http://saaid.net/Doat/ehsan/85.htm
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 09:56 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الأخ الفاضل:
سكن البادية وهو " التعرُّب " – أي: الإقامة مع الأعراب - ليس فيه شيء من حيث هو، فقد كان يفعله بعض الناس ولا يزالون ومنهم أهل العلم لتعلم اللغة والشجاعة والآداب، وكان بعض الناس يسترضع ولده هناك، وقد فعل أهل نبينا صلى الله عله وسلم ذلك معه.
لكن: عدَّ الشارع الرجوع إلى البادية بعد الهجرة من الكبائر! كما في حديث الصحيحين " ولكن البائس سعد بن خولة " الذي هاجر ورجع إلى مكة ومات فيها؛ وذلك لأن من ترك بلده مهاجراً إلى الله ورسوله فلا يحل له الرجوع لبلده ولو كانت " مكة " – وفيه خلاف هل هذا الحكم خاص بأولئك الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وسلم أم أنه عام في الأشخاص والأزمان والأماكن؟ والظاهر: الخصوص، والله أعلم – ولحديث آخر سيأتي إن شاء الله، والأول عام في الرجوع إلى البلد المهاجَر منها، والثاني خاص في الرجوع إلى البادية والسكنى فيها.
ولذلك كان الصحابة يعدًّون الراجع للبادية مرتداً عن هجرته! أي: عن إسلامه، والمقصود أنه في حكم المرتد لا أنه كذلك حقيقة، فعبَّر بعضهم بالردة عن الهجرة وعبَّر آخرون بالردة عن الإسلام؛ لأن الهجرة تعني الهجرة بالإسلام.
قال الفتوحي:
ومجموعة ما جاء منصوصا عليه في الأحاديث من الكبائر خمس وعشرون: الشرك بالله تعالى، وقتل النفس بغير حق، والزنا، وأفحشه بحليلة الجار، والفرار من الزحف، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، والاستطالة في عرض المسلم بغير حق، وشهادة الزور، واليمين الغموس، والنميمة، والسرقة، وشرب الخمر، واستحلال بيت الله الحرام، ونكث الصفقة، وترك السنة، والتعرب بعد الهجرة، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، ومنع ابن السبيل من فضل الماء، وعدم التنزه من البول، وعقوق الوالدين، والتسبب إلى شتمهما، والإضرار في الوصية.
" شرح الكوكب المنير " (277، 278).
عن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: اجتنبوا الكبائر السبع، فسكت الناس فلم يتكلم أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تسألوني عنهن؟ الشرك بالله، وقتل النفس، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، والتعرب بعد الهجرة. رواه الطبراني في " الكبير " (6/ 103).
وحسَّنه شيخنا الألباني في " الصحيحة " (2244).
وبوَّب عليه:
باب التعرُّب بعد الهجرة من الكبائر، ونحوه: التغرب
والحديث الذي يوهم ردة من سكن البادية بعد الهجرة:
عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك؟ تعربت؟ قال: لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو. رواه البخاري (6676) ومسلم (1826).
والحديث: بوب عليه النووي:
باب تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه.
وبوب عليه البخاري:
باب التعرب في الفتنة.
وبوب عليه البيهقي:
باب ما جاء في الرخصة فيه – أي: التعرب بعد الهجرة - في الفتنة وما في معناها.
وبوب النسائي:
باب المرتد أعرابيا بعد الهجرة.
قال ابن حجر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/25)
قوله " باب التعرب في الفتنة " بالعين المهملة والراء الثقيلة أي: السكنى مع الأعراب بفتح الألف وهو أن ينتقل المهاجر من البلد التي هاجر منها فيسكن البدو فيرجع بعد هجرته أعرابيا، وكان إذ ذاك محرماً إلا إن أذن له الشارع في ذلك، وقيَّده بالفتنة إشارة إلى ما ورد من الإذن في ذلك عند حلول الفتن كما في ثاني حديثي الباب، وقيل بمنعه في زمن الفتنة لما يترتب عليه من خذلان أهل الحق، ولكن نظر السلف اختلف في ذلك: فمنهم من آثر السلامة واعتزل الفتن كسعد ومحمد بن مسلمة وابن عمر في طائفة، ومنهم من باشر القتال وهم الجمهور، ووقع في رواية كريمة " التعزب " بالزاي، وبينهما عموم وخصوص، وقال صاحب " المطالع ": وجدته بخطي في البخاري بالزاي وأخشى أن يكون وهما فان صح فمعناه البعد والاعتزال. " فتح الباري (13/ 41).
قلت: وثاني حديث الباب الذي أشار إليه هو:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن. رواه البخاري (6677).
قلت: وقول الحافظ " وكان إذ ذاك محرماً إلا إن أذن له الشارع في ذلك " يدل على ما ذكرنا من أنه فاعله مرتكب لكبيرة لا أنه مرتد!
والإذن في التعرب لسلمة وغيره:
قال الحافظ:
وقد وقع لسلمة في ذلك قصة أخرى مع غير الحجاج:
فأخرج أحمد من طريق سعيد بن إياس بن سلمة أن أباه حدثه قال: قدم سلمة المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب فقال: ارتددتَ عن هجرتك؟ فقال: معاذ الله إني في إذنٍ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: ابدوا يا " أسلم " – أي: القبيلة المشهورة التي منها سلمة وأبو برزة وبريدة المذكور – قالوا: إنا نخاف أن يقدح ذلك في هجرتنا، قال: أنتم مهاجرون حيث كنتم.
وله شاهد:
من رواية عمرو بن عبد الرحمن بن جرهد قال: سمعت رجلا يقول لجابر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أنس بن مالك وسلمة بن الأكوع، فقال رجل: أما سلمة فقد ارتد عن هجرته! فقال: لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأسلم: ابدوا، قالوا: إنا نخاف أن نرتد بعد هجرتنا، قال: أنتم مهاجرون حيث كنتم.
وسند كل منهما حسن.
" فتح الباري " (13/ 41).
والخلاصة:
1. ليس في سكن البادية إثم من حيث السكن.
2. من ر جع مرتداً إلى البادية فهو مرتد سواء رجع إليها أو مكث في موطن هجرته أو ذهب لغيرهما من الديار.
3. من رجع إلى البادية بعذر فلا شيء عليه.
4. من رجع إليها من غير عذر فهو فاعل لكبيرة.
والله أعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 06 - 04, 12:44 ص]ـ
- أحسنتم ...
بارك الله فيكم ...
- لعل العلة في النهي عن سكنى البادية والرجوع والارتداد إليها هو ما عليه حال البادية من فشو الكفر والنفاق والجهل ..
- وبهذا يجمع بين ذم الأعراب والنهي عن الارتداد للسكنى فيها والرخصة في الهرب إليها حال الفتن.
- كما بيَّن الأخ إحسان وفقه الله فيما سبق من تعقيبه.
- أما السؤال الذي طرح فلعل أقرب ما يكون في ذلك ما يفعله بعض الناس ممن هاجر من بلاد الكفر إلى بلاد يقام فيها شعائر الإسلام (والهجرة ماضية لقيام الساعة) = فيرجع مرتداً إلى البلد الكافر الذي هاجر منه لغير ما ضرورة يعذرُ بها عند الله!
- مرةً أخرى .. الهجرة ماضية لقيام الساعة من بلاد الكفر إلى بلاد يقام فيها شعائر الإسلام.(33/26)
التواضع وترك العجب
ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 06 - 04, 06:29 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى جميع النبيين والمرسلين وآلهم وصحبهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراٍ.
أما بعد:
فإن نعمة التواضع من أجلِّ وأعظم النعم التي يمتن الله بها على عباده ... ولقد كان نصيب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذا الخُلق هو النصيب الأعظم فلقد كان الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيد المتواضعين وإمامهم حتى إنه لما أراد أن يخبر الأمة عن قدره ومكانته عند الله عَزَّ وَجَلَّ قال بعدها: " ولا فخر " وهذا من فلرط تواضعه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى لا يظن أحدٌ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول ذلك تفاخراً. قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذٍ: آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا شافع وأول مشفَّع ولا فخر ".
وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ما تواضع أحد لله إلاّ رفعه الله ".
فالتواضع من أخلاق الأنبياء، وهو من أسباب الرفعة والعزة، وفي ترك التواضع وقوع التشاحن والبغي والاعراض عن الحق؛ قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إنّ الله أوحى إليّ أنْ تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ".
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ:
" التواضع: انكسار القلب لله، وخفض جناح الذل والرحمة للخلق، حتى لا يرى له على أحدٍ فضلاً، ولا يرى له عند أحدً حقاً والحق له ".
قال الإمام ابن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ:
" مَن امتُحن بالعجب، فليفكر في عيوبه، فإن أُعجب بفضائله، فليفتش ما فيه من الأَخلاق الدنيئة، فإن خفيت عليه عيوبه جملة حتى يظن أنَّه لا عيب فيه، فليعلم أنَّ مصيبته إلى الأَبد، وأنَّه أتم الناس نقصاً وأعظمهم عيوباً وأضعفهم تميزاً، وأول ذلك: أنّه ضعيف العقل جاهل، ولا عيب أشد من هذين؛ لأن العاقل هو من ميّز عيوب نفسه فغالبها وسعى في قمعها، والأحمق هو الذي يجهل عيوب نفسه: إما لقلّة علمه وتمييزه وضعف فكرته، وإما لأَنّه يقدّر أنّ عيوبه خصال " (1).
وقال ـ أيضاً ـ وما أجمل ماقال:
" واعلم أنّ من قدّر في نفسه عجباً أو ظنّ لها على سائر الناس فضلاً، فلينظر إلى صبره عندما يدهمه من همٍّأو نكبة أو وجع أو دمّل أو مصيبة، فإن رأى نفسه قليلة الصبر، فليعلم أن جميع أهل البلاء من المجذومين وغيرهم الصابرين أفضل منه، على تأخر طبقتهم في التمييز، وإن رأى نفسه صابرة، فليعلم أنّه لم يأت بشيء يسبق فيه على ماذكرنا، بل هو إمّا متأخر عنهم في ذلك، أو مساوٍ لهم ولا مزيد " (2).
عن محمد بن القاسم قال: " زعم عبدالله بن حنظلة أن عبدالله بن سلام مَرّ في السوق وعليه حزمة من حطب، فقيل له: أليس الله أغناك؟ قال: بلى، ولكن أردت أن أقمع الكبر، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر " (3).
* حول التواضع والحديث عنه: انظر كتيب بعنوان " التواضع " للشيخ محمود المصري (أبو عمار).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) الأخلاق والسير في مداوة النفوس (ص66).
(2) الأخلاق والسير في مداوة النفوس (ص73ـ 74).
(3) سير أعلام النبلاء (2/ 419). والحديث في صحيح مسلم (1/ 93) من طريق ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[13 - 06 - 04, 06:59 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك(33/27)
هل زار النبي صلى الله عليه و سلم أبوجهل أكثر من 70مرة؟
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 07:24 م]ـ
سمعت أحد الأخوان يرغب في زيارة الناس في بيوتهم و دعوتهم للخير
ومن كلامه أن النبي صلى الله عليه و سلم زار أبوجهل أكثر من 70 مره.
فهل ثبت مثل هذا الكلام.
من المعروف أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يدعوا أبوجهل لكن تحديد العدد أثار في نفسي شيئا من الخوف ان يدخل هذا في الكذب على النبي صلى الله عليه و سلم.
فهل مر عليكم مثل هذا الكلام في حديث أو أثر.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:02 ص]ـ
هذا التحديد بالسبعين غريب.(33/28)
هل حكم الإمام يرفع الخلاف في وجوب ستر الوجه؟
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 07:31 م]ـ
كما تعلمون الخلاف في و جوب ستر الوجه هو خلاف قوي شديد فلا يوجد نص صريح "حسب علمي" يقوم بحسمه. فهل حكم الإمام في هذه القضيه يكون حسما للخلاف.(33/29)
هل رواية ((لا اكل اللحم)) شاذه وهي في صحصح مسلم
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[13 - 06 - 04, 08:29 م]ـ
حديث ارهط الذي قال بعضهم لا انام وبعضهم لا افطر والبعض ولا اتزوج النساء وهذا في الصحيحن
جاء في صحصح مسلم قال بعضهم ولا اكل اللحم
فهل وقف احدكم على شذوذ هذه الرواية
بارك الله فيكم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 06 - 04, 10:46 ص]ـ
يا أخي الفاضل صحيح البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله، والأصل صحتهما، فلا تكن في شك مما فيهما من الأحاديث.
ولفظة: " ولا آكل اللحم " صحيحة، ولا شذوذ فيها.
فإن هذا الحديث قد أخرجه أحمد، ومسلم، والنسائي، وأبونعيم في " المستخرج "، وابن سعد في " طبقاته "، والبيهقي في " الصغرى ".
من طرق عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أن نفراً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سألوا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عمله في السر، فقال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش.
فحمد الله وأثنى عليه، فقال: " ما بال أقوام، قالوا: كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
رواه عن حماد بهذه الزيادة: بهز بن حكيم، وعفان بن مسلم، وعلي بن عثمان اللاحقي، وأسود بن عامر.
ورواه محمد بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا ثابت، عن أنس، به، ولم يذكر هذه اللفظة.
أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب ".
وتابعه مؤمل بن إسماعيل، عن حماد، به.
رواه أحمد.
ولكن محمد بن الفضل تغير بآخرة، ومؤمل ضعيف.
وأخرجه البخاري - ومن طريقه ابن حبان -، والبيهقي في " السنن الكبرى "، و " الشعب "، عن سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرنا حميد بن أبي حميد الطويل، أنه سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: ... (فذكر نحوه)، ولم يذكر هذه اللفظة، ولا تعارض، فإن هذا طريق آخر.(33/30)
النشرة الشهرية لتحديثات موسوعة الرد على الصوفيه. المشاركة يا احباب نرجو المشاركه
ـ[حنبل]ــــــــ[13 - 06 - 04, 09:48 م]ـ
اولا احاديث ضعيفة
- الاستغاثة
البراهين السنية في بيان كذب أقصوصة أبو جعفر المنصور مع الإمام مالك عند الحجرة النبوية
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=686
حديث الطبراني عن انفلات الدابة و قول القائل يا عباد الله اعيوننى ضعيف
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=671
حديث الاعمي الذى استغاث بالنبي بعد موته ضعيف
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=662
- التوسل
اثر خدر رجل بن عمر مع يا النداء ضعيف
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=669
حديث الكوة و فتحها ضيعف و هذا هو الدليل
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=449
- التبرك
حديث حنظلة بن جذيم ضعيف
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=625
- الزيارة
من حج البيت و لم يزرني موضوع
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=718
- التصرف فى الكون و الولاية و تقسيماتها من اقطاب و ابدال و علم الغيب و تقسيم القرآن الى ظاهر و باطن
حديث ما فضلكم ابو بكر بكثير صلاة و لا صيام لا اصل له
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=720
- الرقص و الغناء
اثر ماد الصحافة كما يميد الشجر يستدل به الصوفية فى جواز الرقص ضعيف
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=437
و مجموعة اخرى من الاحاديث الضعيفة تم اضافتها بواسطه الاخوان فلا تحرم نفسك الاجر و شارك بالاحاديث الضعيفة التى تعلمها حتى و إن كنت لا تعلم تخريجها.
ثانيا شبهات و ردود
- الاستغاثة
رواية يا عباد الله اعينونى ليس للمخالف فيها دليل
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=674
- التوسل
مسألة مهمة في الدعاء والتوسل
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=694
- شبهات حول تقسيم التوحيد و القرآن الى ظاهر و باطن
حديث الوعائين اتخذه الصوفية ذريعة فى تقسيم القرآن الى ظاهر و باطن
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=663
- شبهات حول الزيارة و الغلو و رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة
الصواعق السنية الدمشقية في رد شبهة من شبه شد الرحال للقبر عند القبورية
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=690
- شبهات حول المولد و البدعه
قول لابن حجر يستدل به الصوفية على جواز احداث ذكر
http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=731
و ايضا هنالك مجموعة من الشبه الاخري و الرد عليها فيا احباب لا تضيعو فرصة الاجر العظيم هذا العمل و الله من اخلصه يبقى بعد الدخول الى القبر. شاركو بشبهكم حتى و إن كان من غير رد و ستجد رد من الاخوة طلبة العلم بإذن الله.
طلب صغير الى المشرفين على القسم ارجو التثبيت و لو ليومين ثلاثة فقط حتى يطلع على هذا الموضع اكبر قدر من الاعضاء.
ـ[حنبل]ــــــــ[14 - 06 - 04, 12:37 م]ـ
للذكري.
ـ[حارث همام]ــــــــ[15 - 06 - 04, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيراً وشكر لك ..
وفي هذا المنتدى المبارك عشرات المواد التي تنصر السنة وتقمع البدعة فلو تركم بعض الفضلاء بفهرستها لأخرج علماً جما.(33/31)
كيف تتعامل مع الكتب للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 10:29 م]ـ
كيف تتعامل مع الكتاب؟
التعامل مع الكتاب يكون بأمور:
الأول: معرفة موضوعه: حتى يستفيد الإنسان منه؛ لأنه يحتاج إلى التخصص، ربما يكون كتاب سحر أو شعوذة أو باطل، فلا بد من معرفة موضوع الكتاب حتى تحصل الفائدة منه.
الثاني: معرفة مصطلحاته: لأن معرفة المصطلحات يحصل بها أنك تحفظ أوقاتاً كثيرة، وهذا يفعله العلماء في مقدمات الكتب، فمثلاً نعرف أن صاحب ((بلوغ المرام)) إذا قال متفق عليه يعني رواه البخاري ومسلم، لكن صاحب ((المنتقى)) على خلاف ذلك فإذا قال صاحب المنتقى – متفق عليه فإنه يعني رواه الإمام أحمد والبخاري، ومسلم، وكذلك في كتب الفقه يفرق كثير من العلماء بين القولين، والوجهين، والروايتين، والاحتمالين، فالروايتان عن الإمام، والوجهان عن الأصحاب، وهم أصحاب المذهب الكبار أهل التوجيه، والاحتمالان للتردد بين قولين، والقولان أعم من ذلك كله.
كذلك يحتاج أن تعرف مثلاً إذا قال المؤلف إجماعاً أو وفاقاً، إذا قال إجماعاً يعني بين الأمة، وإذا قال وفاقاً يعني مع الأئمة الثلاثة كما هو اصطلاح صاحب ((الفروع)) في فقه الحنابلة، وكذلك بقية أصحاب المذاهب كل له اصطلاح، فلا بد أن تعرف اصطلاح المؤلف.
الثالث: معرفة أسلوبه وعباراته: ولهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول ماتقرأ لاسيما في الكتب العلمية المملوءة علماً تجد أنه تمر بك العبارة تحتاج إله تأمل وتفكير في معناها؛ لأنك لم تألفه، فإذا كررت هذا الكتاب ألفته.
وهناك أيضا أمر خارج عن التعامل مع الكتاب وهو: التعليق بالهوامش أو الحواشي. فهذا أيضاً مما يجب لطالب العلم أن يغتنمه، وإذا مرت به مسألة تحتاج إلى شرح، أو إلى دليل، أو إلى تعليل ويخشى أن ينساه فإنه يُعلق إما بالهامش - وهو الذي على اليمين أو اليسار – أو بالحاشية – وهي التي في الأسفل – وكثيراً ما يفوت الإنسان مثل هذه الفوائد التي لو علقها لم تستغرق عليه إلا دقيقة أو دقيقتين، ثم إذا عاد ليتذكرها بقي مدة يتذكرها وقد لا يذكرها.
فينبغي على طالب العلم أن يعتني بذلك لاسيما في كتب الفقه، يمر بك في بعض الكتب مسألة وحكمها ويحصل عندك توقف وإشكال، فإذا رجعت للكتب – التي أوسع من الكتب الذي بين يديك ووجدت قولاً يوضح المسألة فإنك تعلق القول من أجل أن ترجع إليه مرة أخرى إذا احتجت إليه دون الرجوع إلى اصل الكتاب الذي نقلت منه، فهذا مما يوفر عليك الوقت.
الأمر الثاني: مطالعة الكتب على نوعين:
أولاً: مطالعة تدبر وتفهم، فهذه لابد أن يتأمل الإنسان ويتأنى.
ثانيا: مطالعة استطلاع فقط ينظر من خلالها على موضوع الكتاب، وما فيه من مباحث، ويتعرف على مضمون الكتاب، وذلك من خلال تصفح وقراءة سريعة للكتاب، فهذه لا يحصل فيها من التأمل والتدبر ما يحصل في النوع الأول. والطريقة المثلى في قراءة الكتب، التدبر والتفكر في المعاني والاستعانة بذوي الفهم من أهل العلم الصحيح، ولا يخفى أن أولى الكتب بذلك؛ كتاب الله عز وجل. وعليك بالصبر والمثابرة، فما أعطى الإنسان عطاء خيراً وأوسع من الصبر.
الأمر الثالث: جمع الكتب:
ينبغي لطال العلم أن يحرص على جمع الكتب، ولكن يبدأ بالأهم فالأهم، فإذا كان الإنسان قليل ذات اليد، فليس من الخير وليس من الحكمة أن يشتري كتباً كثيرة يٌلزم نفسه بغرامة قيمتها، فإن هذا من سوء التصرف، وإذا لم يمكنك أن تشتري من مالك فيمكنك أن تستعير من أي مكتبة.
الأمر الرابع: الحرص على الكتب المهمة:
يجب على طالب العلم أن يحرص على الكتب الأمهات الأصول دون المؤلفات حديثاً؛ لأن بعض المؤلفين حديثاً ليس عنده العلم الراسخ، ولهذا إذا قرأت ما كتبوا تجد أنه سطحي، قد ينقل الشيء بلفظه، وقد يحرفه إلى عبارة طويلة لكنها غثاء، فعليك بالأمهات كتب السلف فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف.
لأن غالب كتب المتأخرين قليلة المعاني، كثيرة المباني، تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها بسطر أو سطرين، لكن كتب السلف تجدها هينة، لينة، سهلة رصينة، لا تجد كلمة واحدة ليس لها معنى.
ومن أجل الكتب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله – ومن المعلوم أن كتب ابن القيم أسهل وأسلس؛ لأن شيخ الإسلام ابن تيمية كانت عباراته قوية لغزارة علمه، وتوقد ذهنه، وابن القيم رأى بيتاً معموراً فكان من التحسين والترتيب، ولسنا نريد بذلك أن نقول إن ابن القيم نسخة من ابن تيمية، بل ابن القيم حر إذا رأى أن شيخه خالف ما يراه صواباً تكلم، لما رأى وجوب فسخ الحج إلى العمرة، وأن ابن عباس – رضي الله عنهما – يرى أنه يجب على من لم يسق الهدي إذا أحرم بحج أو قرا، وأن يفسخه إلى عمرة، وكان شيخ الإسلام يرى أن الوجوب خاص بالصحابة، قال وأنا إلى قوله أميل مني إلى قول شيخنا، فصرح بمخالفته، فهو رحمه الله مستقل، حر الفكر، لكن لا غرو أن يتابع شيخه رحمه الله فيما يراه حقاً وصواباً، ولا شك أنك إذا تأملت غالب اختيارات شيخ الإسلام وجدت أنها هي الصواب وهذا أمر يعرفه من تدبر كتبهما.
الأمر الخامس: تقويم الكتب:
الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام.
القسم الأول: كتب خير.
القسم الثاني: كتب شر.
القسم الثالث: كتب لا خير ولا شر.
فاحرص أن تكون مكتبتك خالية من الكتب التي ليس فيها خير أو التي فيها شر وهناك كتب يقال إنها كتب أدب، لكنها تقطع الوقت وتقتله في غير فائدة، وهناك كتب ضارة ذات أفكار معينة وذات منهج معين، فهذه أيضاً لا تدخل المكتبة سواء كان ذلك في المنهج أو كان ذلك في العقيدة، مثل كتب المبتدعة التي تضر في العقيدة، والكتب الثورية التي تضر في المنهج.
وعموماً كل كتب تضر فلا تدخل مكتبتك؛ لأن الكتب غذاء للروح كالطعام والشراب للبدن، فإذا تغذيت بمثل هذه الكتب صار عليك ضرر عظيم واتجهت اتجاهاً مخالفاً لمنهج طالب العلم الصحيح.(33/32)
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للعلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة العلامة الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله.
العلامة الشنقيطي
صاحب أضواء البيان
في وسط قارة إفريقيا وفي قرية تسمى شنقيط كانت نشأته، وبين مكة والمدينة كانت شهرته، وبرع في العلوم كلها حتى فاق أقرانه، أراد مكة حاجًا وزائرًا، وأراده الله معلمًا ومفسرًا، إن تحدث في التفسير خِلته الطبري، وإن أنشأ في الشعر حسبته المتنبي،وإن جال في الحديث وعلومه ظننته ابن حجر العسقلاني، مفسرًا، ومحدثًا، وشاعرًا، وأديبًا، إنه صاحب " أضواء البيان " العالم الولي الزاهد الورع العلامة الشنقيطي، فمن يا ترى هذا الرجل؟ وأين نشأ؟ وكيف تلقى علمه؟ وكيف كانت أخلاقه؟ وما هو أضواء البيان هذا؟
أولاً التعريف بالمؤلف:
اسمه ونسبه:
هو محمد الأمين بن محمد المختار الجنكي الشنقيطي، ولد رحمه الله بالقطر المسمى شنقيط من دولة موريتانيا، وكان مولده في عام 1325هـ / 1905م.
نشأته وطلبه للعلم:
نشأ رحمه الله يتيمًا فقد توفي أبوه وهو صغير يقرأ في جزء " عم " فنشأ في بيت أخواله، وكان بيت علم، فحفظ القرآن على يد خاله، وعمره عشر سنوات، وتعلم رسم المصحف على يد ابن خاله، وقرأ عليه كذلك التجويد.
وأخذ الأدب وعلوم اللغة على يد زوجة خاله، فكانت مدرسته الأولى بيت خالته، فنعم البيت كان.
أما بقية الفنون فتعلم الفقه المالكي وهو السائد في بلاده، فدرس مختصر خليل على يد الشيخ محمد بن صالح إلى قسم العبادات، ثم درس عليه أيضًا ألفية بن مالك، ثم أخذ بقية العلوم على مشايخ متعددين، وكلهم من الجنكيين، وهي القبيلة التي ينتمي إليها الشيخ، وكانت معروفة بالعلم حتى قيل:" العلم جنكي " وكانت الطريقة المعهودة في بلاده هي أن يبدأ الطالب بفن واحد من الفنون، ويبدا بكتابة المتن في اللوح الخشبي فيكتب قدر ما يستطيع حفظه، ثم يمحوه ثم يكتب قدرًا أخر، غير أنه ـ رحمه الله ـ تميز في طلب العلم فألزمه بعض مشايخه بأن يقرن بين كل فنين، حرصًا على سرعة تحصيله، وقد انشغل ـ رحمه الله بطلب العلم حتى تأخر في الزواج، ولما كلمه البعض في أمر الزواج رد عليهم قائلاً:
فقلت لهم دعوني إن قلبي من الغي الصراع اليوم صاح
الشيخ والشعر:
كان الشيخ ـ رحمه الله ـ ذا قريحة وقادة، وكانت شاعريته رقراقة، ومعانيه عذبة فياضة، وأسلوبه سهل جزل، وبالرغم من هذا كله فقد كان رحمه الله يتباعد عن قول الشعر.
سأله تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ عن سبب تركه للشعر مع قدرته عليه وإجازته فيه فقال: تذكرت قول الشافعي فيما ينسب إليه:
ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد
ومثل هذا قاله ابنه عبد الله، وقال أيضًا: وجدت شعرًا لأبي عند أحد الناس فأردت حفظه، فقال لي: استأذن أباك، فاستأذنته فزجرني بشدة، ونهاني عن تعلمه ونسبته إليه.
وحدث أن قدم يومًا ـ رحمه الله ـ وهو في مقتبل شبابه، ولم يكن يعرفه فسأله من يكون فأجاب الشيخ ـ رحمه الله ـ مرتجلاً:
هذا فتى من بني جاكاني قد نزلا به الصبا عن لسان العرب قد عدلا
رمت به همة علياء نحوكم إذ شام برق علوم نوره اشتعلا
فجاء يرجو ركامًا من سحائبه تكسو لسان الفتى أزهاره حللا
إذا ضاق ذرعًا بجهل النحو ثم أبا ألا يميز شكل العين من فعلا
قد أتى اليوم صبا مولعًا كلفا بالحمد لله لا أبغي له بدلا
أعماله وجهوده في نشر العلم قبل قدوم المملكة:
كانت أعماله ـ رحمه الله ـ كعمل غيره من العلماء: الدرس والفتيا، واشتهر ـ رحمه الله ـ بالقضاء وبالفراسة فيه، وقد كان الناس يفدون إليه من أماكن بعيدة، وكان عضوًا في لجنة الدماء التي تعرض عليها أحكام القصاص من القتلى والتي كانت تتكون من عضوين للتصديق على أحكام الحاكم الفرنسي.
أخلاقه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/33)
أما عن أخلاق الشيخ ـ رحمه الله ـ فحدث ولا حرج، فهو آية في أخلاقه، كرمه، وعفته، وشجاعته، وزهده، وترفُّع نفسه، فهو صاحب ميزة فيها يقول تليمذه الشيخ عطية محمد سالم: فهذا ما يستحق أن يفرد بحديث وإني لا أستطيع إلا تصويره ولا يسعني في هذا الوقت تفصيله.
لم تكن الدنيا تساوي شيئًا عنده، وكان غير مكترث بها، على طول فترة إقامته بالمملكة لم يطلب عطاء ولا راتبًا ولا ترفيعًا لمرتبه، ولا حصولاً على مكافأة، ولكن ما جاء من غير سؤال أخذه، وما حصل عليه لم يكن ليستبقيه لنسفه؛ بل يوزعه على غيره كما يقول الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ: كان كثير التغاضي عن أمور تخصه هو، وتتعلق بنفسه فإن سئل عن ذلك تمثل قول الشاعر:
ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
تواضعه:
أما عن تواضعه فقل إنه صاحبه، كان إذا سئل مسألة في أخريات حياته، تباعد عن الفتيا، فإذا اضطر قال: لا أتحمل في ذمتي شيئًا العلماء يقولون كذا، وكذا.
يقول الشيخ عطية محمد سالم: سألته مرة عن ذلك ـ أي تحفظه في الفتيا ـ فقال: إن الإنسان في عافية ما لم يبتلى، والسؤال ابتلاء، لأنك تقول عن الله ولا تدري أتصيب حكم الله أم لا، فما لم يكن عليه نص قاطع ـ من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وجب التحفظ فيه ويتمثل بقول الشاعر:
إذا ما قتلت الشيء علمًا فقل به ولا تقل الشيء الذي أنت جاهله
فمن كان يهوى أن يرى متصدرًا ويكره لا أدري أصيب مقاتله
ألا ليت شعري ألا يتأمل المتعجلون في الفتوى لمثل هذا، ألا يرحم ناشئة طلاب العلم أنفسهم والناس من الفتاوى السريعة، والأجوبة الجاهزة، والأحكام الجريئة.
بل وأعجب من هذا كله أنه كان يردد على مسامع تلامذته " صار أمثالنا علماء لما مات العلماء " وكأنه كان يعلم تلامذته الإقلال من الفتوى، والتثبت من العلم.
موقف رائع:
على الرغم من أن الشيخ كان جوهرة ثمينة،وقد ملئ علمًا من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه، أو كما يقول عنه الاستاذ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ: " ثقافة موسوعية، حتى ليخيل إليك وهو يحضر تقريراته منها أنها تخصصه الذي لا يكاد يعدوه، شأنه في ذلك شأن الأسلاف الكبار ".
جهود الشيخ الدعوية في المملكة:
خرج الشيخ في رحلته إلى الحج والتي ألف فيها كتابًا خاصًا احتوى على نكات فقهية ودروس علمية ومحاورات أدبية، وقد كانت نيته الحج ولم يكن في خلده أن يقيم بالمملكة، ولكنه أراد أمرًا وأراد الله خيرًا وفيرًا، فمكث الشيخ في المملكة واستقر به المقام في المدينة المنورة ورغب ـ رحمه الله ـ في هذا الجوار الكريم، وقام بتفسير القرآن مرتين وتوفي ـ رحمه الله ـ ولم يكمل الثالثة.
وفي سنة 1317 هـ افتُتح معهد علمي بالرياض وكلية للشريعة وأخرى للغة، واختير الشيخ للتدريس بالمعهد والكليتين فتولى تدريس التفسير والأصول إلى سنة 1381هـ.
ومكث الشيخ بالرياض عشر سنوات وكان يقضي الإجازة بالمدينة ليكمل التفسير، وكان ـ رحمه الله ـ يدرس في مسجد الشيخ محمد آل الشيخ في الأصول،كما كان يخص بعض الطلاب بدرس آخر في بيته، وقد كان بيته أشبه بمدرسة يؤمها الصغير والكبير والقريب والبعيد.
ولما أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كان الشيخ ـ رحمه الله ـ علمًا من أعلامها ووتدًا من أوتادها، يرجع إليه طلابها كما يرجع إليه شيوخها، وفي سنة 1386هـ افتتح معهد القضاء العالي بالرياض فكان الشيخ يذهب لإلقاء المحاضرات المطلوبة في التفسير والأصول.
ولما شكلت هيئة كبار العلماء، كان ـ رحمه الله ـ عضوًا من أعضائها، وكان رئيسًا لإحدى دوراتها.
كما كان ـ رحمه الله ـ عضوًا في رابطة العالم الإسلامي.
مؤلفاته:
خاض الشيخ ـ رحمه الله ـ غمار التأليف منذ نعومة أظفاره، فألف وهو في بلاده:
1 - نظمًا في أنساب العرب .. وكان ذلك قبل البلوغ.
2 - رجزًا في فروع مذهب مالك.
3 - ألفية في المنطق.
4 - نظمًا في الفرائض.
وهذه المؤلفات الأربعة مازالت مخطوطة
وألف في بلاد الحجاز:
1 - منع المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز.
2 - دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب.
3 - مذكرة الأصول على روضة الناظر.
4 - آداب البحث والمناظرة.
5 - أضواء البيان لتفسير القرآن بالقرآن.
كما أن هناك العديد من المحاضرات.
وفاته:
توفي ـ رحمه الله ـ ضحى يوم الخميس 17 من ذي الحجة 1393هـ بمكة المكرمة مرجعه من الحج ودفن بمقبرة المعلاة بريع الحجون في مكة ـ رحمه الله ـ وجمعنا به في مستقر رحمته يوم القيامة.
كتاب: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن:
يقع هذا الكتاب في سبعة أجزاء، وصل فيها الشيخ إلى قوله تعالى في سورة المجادلة: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (المجادلة/22) ووافقه المنية، فأكمل التفسير من بعده تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ.
المقصود من تأليف الشيخ لهذا التفسير:
1 - بيان القرآن بالقرآن لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلّها تفسير كتاب الله بكتاب الله.
2 - بيان الأحكام الفقهية.
ومن ثم فإن الكتاب يصنف على أنه تفسير القرآن بالمأثور، فهو تابع فيه لمدرسة التفسير بالأثر، ويدخل كذلك في مدرسة التفسير الفقهية، ومن هنا فقد ذكره صاحب كتاب " اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر " مرتين، الأولى في المنهج أهل السنة والجماعة، والثانية في المدرسة الفقهية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/34)
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:27 م]ـ
منهجه:
بيّن المؤلف ـ رحمه الله ـ غرضه من تأليف هذا التفسير بقوله: " واعلم أن من أهم المقصود بتأليفه أمران:
" أحدهما: بيان القرآن بالقرآن لإجماع العلماء على أن أشرف أنواع التفسير وأجلّها تفسير كتاب الله بكتاب الله، إذ لا أحد أعلم بمعنى كلام الله جلّ وعلا من الله جلّ وعلا، وقد التزمنا أنا لا نبين القرآن إلاّ بالقراءة سبعية سواء كانت قراءة أخرى في الآية المبينة نفسها، أو آية أخرى غيرها، ولا نعتمد على البيان بالقراءات الشاذة وربما ذكرنا القراءة الشاذة استشهادًا للبيان بقراءة سبعية، وقراءة أبي جعفر ويعقوب وخلف ليست من الشاذ عندنا ولا عند المحققين من أهل العلم بالقراءات.
والثاني: بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة ـ بالفتح ـ في هذا الكتاب، فإننا نبين ما فيها من الأحكام وأدلتها من السنة وأقوال العلماء في ذلك، ونرجح ما ظهر لنا أنه الراجح بالدليل، من غير تعصب لمذهب معين ولا لقول قائل، معين لأننا ننظر إلى ذات القول لا إلى قائله، لأن كل كلام فيه مقبول ومردود إلاّ كلامه صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن الحق حق ولو كان قائله حقيرًا.
وقد تضمن هذا الكتاب أمورًا زائدة على ذلك، كتحقيق بعض المسائل، اللغوية وما يحتاج إليه من صرف وإعراب والاستشهاد بشعر العرب وتحقيق ما يحتاج إليه فيه من المسائل الأصولية والكلام على أسانيد الأحاديث، كما سنراه إن شاء الله تعالى " (أضواء البيان في إيضاح القرآن 1/ 3ـ4).
وقال أيضًا في بيان منهجه، رحمه الله تعالى: " واعلم أن مما التزمنا في هذا الكتاب المبارك أنه إن كان للآية الكريمة مبين من القرآن غير وافٍ بالمقصود من تمام البيان فإنا نتمم البيان من السنّة من حيث أنها تفسر للمبين باسم الفاعل " (أضواء البيان1/ 24).
وقال أيضًا: " وربما كان في الآية الكريمة أقوال كلها حق وكل واحد منها يشهد له قرآن فإنا نذكرها ونذكر القرآن، الدال عليها من غير تعرض لترجيح بعضها؛ لأن كل واحد منها صحيح " (أضواء البيان1/ 20).
وقد التزم ـ رحمه الله ـ بهذا فالتزم تفسير القرآن بالقرآن معتمدًا على القراءات السبع مبتعدًا عن القراءات الشاذة ومستندًا إلى السنّة النبوية الطاهرة معتبرًا لأقوال العلماء الثقات، لا يتعصب الرأي، ولا يحقر قولاً، بل ينظر إلى ذات القول لا إلى قائله، يستوفي الأقوال ويرجح بالدليل والبرهان، إن كنت أصوليًا وجدت في تفسيره دقائقه، وإن كنت من علماء الحديث وجدت فيه بدائعه، وإن كنت فقيهًا وجدت فيه وفاءه، وإن كنت من علماء العقيدة وجدت فيه صفاءها ونقاءها، بل عقيدة أهل السنة والجماعة التي لا تشوبها شائبة، وإن كنت من علماء كل هذا وجدت فيه رواءك وشفاءك.
طرق تفسيره:
أولاً: تفسير القرآن بالقرآن:
وهذا النوع من التفسير هو الذي أبرزه المؤلف في تفسيره وأعتني به عناية كبيرة، بل أفرده بدارسة قيّمة في مقدمة تفسيره، لا أحسبك تجدها بهذا الجمع والترتيب عند سواه، ولولا أنه ذكر من أنواع بيان القرآن بالقرآن أكثر من عشرين نوعًا في أكثر من عشرين صفحة لسقتها لك بحذافيرها، فهي الكنز عليك به من معدنه وتعجب حين تقرأ له بعد أن عدّد هذه الأنواع قوله: " واعلم ـ وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه ـ أن هذا الكتاب المبارك ـ يعني تفسيره ـ تضمن أنواعًا كثيرة جدًا من بيان القرآن بالقرآن، غير ما ذكرنا تركنا ذكر غير هذا منها خوف إطالة الترجمة، والمقصود بما ذكرنا من الأمثلة مطلق بيان كثرة الأنواع التي تضمنها واختلاف جهاتها ـ وفي البعض تنبيه لطيف على الكل ـ والغرض أن يكون الناظر في الترجمة على بصيرة ما يتضمنه الكتاب في الجملة قبل الوقوف على جميع ما فيه " (أضواء البيان1/ 26).
ولذا فلا تثريب عليّ أن ذكرت بعض الأمثلة لبعض الأنواع التي جاءت بعد تفسيره ـ رحمه الله ـ فهي أنواع كثيرة وأمثلة أكثر، فمن ذلك:
بيان الإجمال:
وقد ذكر ـ رحمه الله ـ في مقدمة تفسيره أن الإجمال يكون بسبب الاشتراك سواء كان الاشتراك في اسم أو فعل أو حرف.
ومن الاشتراك في اسم قوله تعالى: (وليطوفوا بالبيت العتيق) (الحج/29)، قال ـ رحمه الله ـ في ذلك: " في المراد بالعتيق هنا للعلماء ثلاثة أقوال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/35)
الأول: أن المراد به القديم، لأنه أقدم مواضع التعبد.
الثاني: أن الله أعتقه من الجبابرة.
الثالث: أن المراد بالعتق فيه الكرم، والعرب تسمي القديم عتيقًا وعاتقًا ومنه قول حسان ـ رضي الله عنه ـ:
كالمسك تخلطه بماء سحابة أو عاتق كدم الذبيح مدام
لأن مراده بالعاتق الخمر القديم التي طال مكثها في دنها زمنًا طويلاً وتسمي الكرم عتقًا ومنه قول كعب بن زهير:
قنواء في حرتيها للبصير بها عتق مبين وفي الخدين تسهيل
فقوله عتق مبين: أي كرم ظاهر ومنه قول المتنبي:
ويبين عتق الخيل في أصواتها
أي كرمها، والعتق من الجبابرة كالعتق من الرق، وهو معروف.
وإذا علمت ذلك فاعلم: أنه قد دلت آية من كتاب الله على أن العتيق في الآية بمعنى: القديم الأول، وهي قوله تعالى: (إن أول بيتٍ وضع للناس للذي ببكة مباركًا) (آل عمران/96) مع أن المعنيين الآخرين كلاهما حق، ولكن القرآن دل على ما ذكرنا، وخير ما يفسر به القرآن القرآن " (أضواء البيان5/ 686ـ687).
وقد يكون الإجمال بسبب إبهام في اسم جنس جمعًا كان أو مفردًا أو اسم جمع أو صلة موصول أو معنى حرف.
ومثال الإجمال بسبب الإبهام في اسم جنس مجموع: قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) (البقرة/37) قال ـ رحمه الله ـ في ذلك: " لم يبين هنا ما هذه الكلمات، ولكنه بيّنها في سورة الأعراف بقوله: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين) (الأعراف/23) (أضواء البيان1/ 63).
ومثال الإجمال بسبب الإبهام في اسم جنس مفرد قوله تعالى: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) (الأعراف/137) قال ـ رحمه الله ـ في تفسيرها: " لم يبين هنا هذه الكلمة الحسنى التي تمت عليهم ولكنه بينها في القصص بقوله: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) (القصص/5، 6) (أضواء البيان2/ 297).
ومن أمثلة هذا النوع أعني أن يكون الإجمال بسبب الإبهام في اسم جنس مفردًا، قوله تعالى: (ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) (الزمر/71) قال ـ رحمه الله ـ: " فقد بينها بقوله: (ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) (السجدة/13) ونحوها من الآيات " (أضواء البيان1/ 8).
ثانيًا: تفسير القرآن بالسنَّة:
أما تفسير القرآن بالسنّة ومن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أورد ـ رحمه الله ـ عددًا كثيرًا منها وهذه بعضها:
فمن ذلك: تفسيره لقوله تعالى: (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) (الفاتحة/7)، قال: " قال جماهير من علماء التفسير " المغضوب عليهم " اليهود، " الضالين " النصارى، وقد جاء الخبر بذلك عن رسول الله صلى عليه وسلم من حديث عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ " (أضواء البيان1/ 37).
وقال في تفسير قوله تعالى: (ثلاثة قروء) (البقرة/228)، وأما الذين قالوا الأطهار فاحتجوا بقوله تعالى: (فطلقوهنَّ لعدتهنَّ) (الطلاق/1) قالوا عدتهنَّ المأمور بطلاقهنَّ لها الطهر لا الحيض كما هو صريح الآية.
ويزيده إيضاحًا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر المتفق عليه: [فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرًا قبل أن يمسها فتلك العدة كما أمره الله] (البخاري 6/ 67، مسلم2/ 1093).
قالوا أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح في هذا الحديث المتفق عليه بأن الطهر هو العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء، مبينًا أن ذلك هو معنى قوله تعالى: (فطلقوهنَّ لعدتهنَّ) وهو نص من كتاب الله وسنّة نبيه في محل النزاع.
قال مقيده عفا الله عنه ـ الذي يظهر لي أن دليل هؤلاء هذا فصل في محل النزاع، لأن مدار الخلاف هل القروء الحيضات أو الأطهار؟ وهذه الآية، وهذا الحديث، دلا على أنها الأطهار.
ولا يوجد في كتاب الله، ولا سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم شيء يقاوم هذا الدليل، لا من جهة الصحة، ولا من جهة الصراحة في النزاع، لأنه حديث متفق عليه مذكور في معرض بيان معنى آية من كتاب الله تعالى " (أضواء البيان1/ 130).
ومنها ما هو بيان أحكام زائدة على ما جاء في القرآن ومنها ما هو بيان للناسخ والمنسوخ، ومنها ما هو تأكيد لما جاء في القرآن، وغير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/36)
ثالثًا: تفسير القرآن بأقوال الصحابة:
والمؤلف ـ رحمه الله ـ كثيرًا ما يستشهد بالتفسير الصحيح لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثيرًا ما يذكر لتفاسيرهم شواهد من آيات القرآن الكريم أو من سنّة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ففي تفسير قوله تعالى: (وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) (النحل/112).
قال ـ رحمه الله ـ وقوله: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) وقع نظيره قطعًا لأهل مكة لما لجّوا في الكفر والعناد ودعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسنين يوسف " (البخاري كتاب التفسير 6/ 39، مسلم كتاب صفات النافقين 4/ 2157).
فأصابتهم سنة أذهبت كل شيء حتى أكلوا الجيف والعلهز " وهو وبر البعير يخلط بدمه إذا نحروه " وأصابهم الخوف الشديد بعد الأمن، وذلك الخوف من جيوش رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزواته وبعوثه وسراياه، وهذا الجوع والخوف أشار لهما القرآن على بعض التفسيرات فقد فسر ابن مسعود آية " الدخان " بما يدل على ذلك ".
ثم ذكر ـ رحمه الله ـ بعض الروايات عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وعقب عليها قائلاً: " وفي تفسير ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ لهذه الآية الكريمة ـ ما يدل دلالة واضحة على أن ما أذيقت هذه القرية المذكورة في " سورة النحل " من لباس الجوع أذيقه أهل مكة حتى أكلوا العظام وصار الرجل منهم يتخيل له مثل الدخان من شدة الجوع، وهذا التفسير من ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ له حكم الرفع لما تقرر في علم الحديث: من أن تفسير الصحابي المتعلق بسبب النزول له حكم الرفع، كما أشار له صاحب طلعة الأنوار بقوله:
تفسير صاحب له تعلق بالسبب الرفع له تحقق
وكما هو معروف عند أهل العلم " (أضواء البيان1/ 340ـ342).
منقول مع تعديل يسير.(33/37)
هل هناك كتب جمعت ما انفرد به البخاري عن مسلم أو مسلم عن البخاري
ـ[ابن الصالح]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:26 م]ـ
أريد من الأخوة الفضلاء من يرشدنا إلى ذلك وله جزيل الشكر
ـ[أبو مهند البصري]ــــــــ[14 - 06 - 04, 12:16 ص]ـ
هناك مذكرات للشيخ يحيى اليحيى ..
فيها ما انفرد به البخاري وما انفرد به مسلم والمتفق عليه
المتفق عليه 3 مذكرات
البخاري مذكرة واحدة
مسلم مذكرتان
وشكراً.
ـ[المختار]ــــــــ[14 - 06 - 04, 09:22 ص]ـ
بارك الله فيك يا ابو مهند البصري
والصحيح وهو الموجود عندي من مذكرات الشيخ أن
المتفق عليه (4مذكرات)
مفردات البخاري (مذكرة واحدة فقط)
مفردات مسلم (مذكرة واحدة فقط)
والمذكرة الواحده مابين 150 - 160 صفحة
وكلها حوالي 700 صفحة تقريباً وليس تحديداً
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[14 - 06 - 04, 12:17 م]ـ
للشيخ عبدالله العبيلان كتاب طبع قريبا
لا أذكر هل هو أفراد مسلم على البخاري
أم أفراد البخاري على مسلم(33/38)
ما قيل في الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:38 م]ـ
ما قيل في الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
1 ـ قصيدة الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني مؤلف سبل السلام، لما بلغه دعوة الشيخ وثورته على البدع والخرافات. وقيامه بالدين الصحيح، والسنة المطهرة، وإرشاد الناس إلى أن يتمسكوا بالوحيين – وإلى القارئ بعض القصيدة:
وإن كان تسليمي على البعد لا يجد
رباها وحياها بقهقهة الرعد
ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد
به يهتدي من ضل عن منهج الرشد
فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي
بلا صدر في الحق منهم ولا ورد
وما كل قول واجب الرد والطرد
فذلك قول جل، يا ذا،عن الرد
تدور على قدر الأدلة في النقد
يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
ومبتدع منه،فوافق ما عندي
مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد
يغوث وود، بئس ذلك من ود
كما يهتف المضطر بالصمد الفرد
أهلت لغير الله جهراً على عمد
ومستلم الأركان منهن باليد
وكنت أرى هذي الطريقة لي وحدي
ويجفوه من قد كان يهواه عن بعد
لتنقيصه عند التهامي والنجدي
ويرميه أهل النصب بالرفض والجحد
يتحكيم قول الله في الحل والعقد
وهل غيره بالله في الشرع من يهدي
به حبذا يوم انفرادي في لحدي
نشأت على حب الأحاديث من مهدي
وتنقيحها من جهدهم غاية الجهد
سلامي على نجد ومن حل في نجد
وقد صدرت من سفح صنعاً سقى الحيا
سرت أسير بنشد الريح أن سرت
قفي واسألي عن عالم حل سوحها
محمد الهادي لسنة أحمد
لقد أنكرت كل الطوائف قوله
وما كان قول بالقبول مقابل
سوى متا أتى عن ربنا ورسوله
وأما أقاويل الرجال إنها
وقد جاءت الأخبار عنه بأنه
وينشر جهراً ما طوى كل جاهل
ويعمر أركان الشريعة هادماً
أعادوا بها معنى سواع ومثله
وقد هتفوا عند الشدائد باسمها
وكم عقروا في سوحها من عقيرة
وكم طائف حول القبور مقبل
لقد سرني ما جاءني من طريقة
يصب عليه صوت ذم وغيبة
ويعزي إليه كل ما لا قوله
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية
وليس له ذنب سوى إنه أتى
ويتبع أقوال النبي محمد
لئن عده الجهال ذنباً فحبذا
سلامي على أهل الحديث فإنني
هُمُ بذلوا في حفظ سنة أحمد
إلى آخر ما جاء في تلك القصيدة
المصدر كتاب: الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:39 م]ـ
ما قيل في الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
3 ـ رثاء الشيخ العلامة محمد بن علي الشوكاني مؤلف نيل الأوطار ((للشيخ محمد بن عبد الوهاب ومثنياً عليه))
وأصمي بسهم الافتجاع مقاتلي
فأمست بفرط الوجد أي تواكلي
وأنهلني قسراً أمر المناهل
وعن حمله قد كل متني وكاهلي
وقد شمخت أعلام قوم أسافل
وشيد بناء الغي مع كل باطل
نعيق غراب بالمذلة هائل
هوان انهدام جاء من كل جاهل
ومركز أدوار الفحول الأفاضل
وغيب وجه الحق تحت الجنادل
ومروي الصدى من فيض علم ونائل
وشيخ الشيوخ الجد فرد الفضائل
وجل مقاماً عن لحوق المطاول
سلالة انجاب زكي الخصائل
تبل ثراه بالضحى والأصائل
وقام مقامات الهدى بالدلائل
لمن كان مظلوماً وليس بخاذل
بماضي سنان دامغ للأباطل
مضل وبدعي ومعفو ونائل
وكم نكست أعلامه الأراذل
ولا اشتد للإسلام ركن المعاقل
يقيم اعوجاج السير من كل عاذل
مقام النبي في إماته باطل
ستبكيه عني جفن طل ووابل
لقد عبت حقاً وارتحلت بباطل
وبل التعصب بالسيوف الصياقل
صرختم له بالقذف مثل الزواجل
إلى دين آباءٍ له وقبائل
أتانا بها طه النبي، خير قائل
مصاب دها قلبي فأذكى غلائلي
وخطب به اعشار أحشاي صدعت
ورزء تقاضاني، صفاء معيشتي
مصاب به ذابت حشاشة مهجتي
مصاب به الدنيا قد اغبر وجهها
به انهد ركن الدين وانبت حبله
وقام على الإسلام جهراً وأهله
وسيم منار الأتباع لأحمد
لقد مات طود العلم قطب رحى العلا
وماتت علوم الدين طراً بموته
إمام الهدى ماحي الردى قامع العدا
إمام الورى علامة العصر قدوتي
(محمد) ذو المجد الذي عز دركه
إلى عابد الوهاب يعزي وأنه
عليه من الرحمن أعظم رحمة
لقد أشرقت نجد بنور ضيائه
ومن شأنه قمع الضلال ونصره
وكم كان في الدين الحنيف مجاهداً
وكم ذب عن سامي حماه وذاد من
ففيم استباح أهل الضلال لعرضه
فلولاه لم تحرز رحى الدين مركزاً
ولا كان للتوحيد واضح لا حب
فما هو إلا قائم في زمانه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/39)
تبكيه اجفاني حياتي وإن أمت
أفق يا معيب الشيخ ماذا تعيبه
نعم ذنبه التقليد قد جد حبله
ولما دعا لله في الخلق صارخاً
أفيقوا إنه ليس داعياً
دعا لكتاب الله والسنة التي
المصدر كتاب: الشيخ محمد بن عبد الوهاب عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:40 م]ـ
2 ـ الشيخ محمد بن أحمد الحفظي صاحب دوجال من قرى عسير فقد نظم أرجوزة طويلة ذكر دعوة الشيخ وأثني عليه. ثناءاً حسناً افتتح الأرجوزة بقوله
لله رب العالمين سرمدا
وأهله وصحبه والتابع
فهذه منظومة تُعد
قد جاءنا في آخر العصر القذي
بأمر رب العالمين الخالق
من أرض نجد عالماً مجتهداً
الحنبلي الأثري الأحمدي
بين الورى وقد طغى واعتكرا
وطريق الإسلام والسبيلا
والأرض لا تخلو من أهل العلم
يدعونه في الضيق للتفريجة
في غربة وأهلها أيتام
يصرح بين أظهر القبلية
ولا له مساعد موزاره
مهفة تغنيه عن مهنده
والحق يلو بجنود الرب
وضرب موسى بالعصا للحجر
ليس إلى نفس دعا أو مذهب
أن لا إله غير فرد يعبد
رسوله إليكمو وقصده
شيئاً به والابتداع فاتركوا
أشرك بالله ولو محمداً
أو للشفاعة فتلك الكذبة
هذا هو الشرك بلا تشابه
عاصره فاستكبروا عن السنن
مخاصم محارب معاند
شاهت وجوه أهل المثل
جادل في الله تردى وافتتن
ومن تولى معرضاً فقد هلك
آل سعود الكبراء القاده
ونصرة الإسلام والشم الأنف
وعرفوا من حقه ما أنكروا
الحمد حقاً مستحقاً أبد
إلى أن قال:
مصلياً علي الرسول الشارع
في البدء والختم وأما بعد
حركني لنظمها الخير الذي
لما دعا الداعي من المشارق
وبعث الله لنا مجدداً
شيخ الهدى محمد المحمدي
فقام والشرك الصريح قد سرى
لا يعرفون الدين والتهليلا
إلا أساميها وباق الرسم
وكل حزب فلهم وليجه
وملة الإسلام والأحكام
دعا إلى الله وبالتهليلة
مستضعفاً وماله من ناصر
في ذلة وقلة وفي يده
كأنها ريح الصبا في الرعب
قد أذكرتني درة لعمر
ولم يزل يدعوا إلى دين النبي
يعلم الناس معاني أشهد
محمداً نبيه وعبده
أن تعبدوه وحده لا تشركوا
ومن دعا دون الإله أحد
إن قلتمو نعبدهمو للقربه
وربنا يقول في كتابه
هذا معاني دعوة الشيخ لمن
فانقسم الناس فمنهم شارد
ما بين خفاش وبين جعل
وبعد ما استجيب لله فمن
ومن أجاب داعي الله ملك
والسابقون الأولون الساده
هم الغيوث والليوث والشنف
فأقبلوا والناس عنه أدبروا
إلى آخر ما جاء في تلك الأرجوزة الرنانة.
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:42 م]ـ
قال علامة العراق السيد محمود شكري الآلوسى رحمه الله في آخر تاريخه لنجد
كان الشيخ محمد من بيت علم في نواحي نجد، وكان أبوه الشيخ عبد الوهاب عالماً فقيهاً على مذهب الإمام أحمد، وكان قاضياً في بلد العيينة، ثم في حريملاء، وذلك في أوائل القرن عشر، وله معرفة تامة بالحديث والفقه، وله أسئلة وأجوبة.
وكان والد عبد الوهاب، الشيخ سليمان، عالماً فقيهاً، أعلم علماء نجد في عصره، له اليد الطولي في العلم، وانتهت إليه رياسة العلم في نجد صنَّف ودرَّس وأفتى.
إلا أن الشيخ محمداً لم يكن على طريقة أبيه وجده، وكان شديد التعصب للسنة، كثير الإنكار على من خالف الحق من العلماء.
والحاصل أنه كان من العلماء الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، وكان يعلم الناس الصلاة وأحكامها، وسائر أركان الدين، ويأمر بالجماعات:
وقد جد في تعليم الناس، وحثهم على الطاعة وأمرهم بتعلم أصول الإسلام وشرائطه وسائر أحكام الدين، وأمر جميع أهل البلاد بالمذاكرة في المساجد كل يوم بعد الصلاة الصبح، وبين العشائين، بمعرفة الله، ومعرفة دين الإسلام، ومعرفة أركانه، ومعرفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونسبة ومبعثه وهجرته.
وأول ما دعا إليه كلمة التوحيد، وسائر العبادات التي لا تنبغي إلا الله، كالدعاء، والذبح، والنذر، والخوف، والرجاء، والخشية، والرغبة، والتوكل، والأنابة، وغير ذلك.
فلم يبق أحد من عوام أهل نجد، جاهلاً بأحكام دين الإسلام بل كلهم تعلموا ذلك، بعد أن كانوا جاهلين، إلا الخواص منهم.
وانتفع الناس به من هذه الجهة الحميدة أي سيرته المرضية وإرشاده النافع انتهى.
7 ـ الأمير شكيب أرسلان في الجزء الرابع من حاضر العالم الإسلامي تحت عنوان (تاريخ نجد الحديث) ذكر ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ثم قال: طلب محمد بن عبد الوهاب العلم في دمشق (1) ورحل إلى بغداد والبصرة، وتشرب مبادئ الحافظ حجة الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وابن عروة الحنبلي، وغيرهم من فحول أئمة الحنابلة، وأخذ يفكر في إعادة الإسلام لنقاوته الأولى،فلذلك، الوهابية يسمون مذهبهم عقيدة السلف (2) ومن هناك أنكر الاعتقاد بالأولياء وزيارة القبور (3) والاستغاثة بغير الله، وغير ذلك مما جعله من باب الشرك واستشهد على صحة آرائه بالآيات القرآنية والأحاديث المصطفوية، ولا أظنه أورد ثمة شيئاً غير ما أورده ابن تيمية. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/40)
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:43 م]ـ
الشيخ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية من علماء الأزهر الشريف في كتابه ((أثر الدعوة الوهابية))
قال: الوهابية نسبة إلى الإمام المصلح شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مجدد القرن الثاني عشر. وهي نسبة على غير القياس العربي.
والصحيح أن يقال المحمدية، إذ أن اسم صاحب هذه الدعوة والقائم بها هو محمد، لا عبد الوهاب، ثم قال بعد كلام:
وإنهم لحنابلة متعصبون لمذهب الإمام أحمد في فروعه ككل أتباع المذاهب الأخرى، فهم لا يدعون، لا بالقول، ولا بالكتابة أن الشيخ بن عبد الوهاب أتى بمذهب جديد، ولا اخترع علماً غير ما كان عند السلف الصالح، وإنما كان علمه وجهاده لإحياء العمل بالدين الصحيح وإرجاع الناس إلى ما قرره القرآن في توحيد الإلهية والعبادة لله وحده ذلاً وخضوعاً، ودعاءاً، ونذراً وحلفاً، وتوكلاً، وطاعة لشرائعه.
وفي توحيد الأسماء والصفات، فيؤمن بآياتها كما وردت، لا يحرف ولا يؤول، ولا يشبه، ولا يمثل، على ما ورد في لفظ القرآن المبين، وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه الصحابة وتابعوهم والأئمة المهتدون، من السلف والخلف رضوان الله عليهم، في كل ذلك وأن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لا يتم على وجهه الصحيح، إلى بهذا انتهي بتلخيص.
9 ـ كلام عبد المتعال الصعيدي: في كتابه ((المجددون في الإسلام))
قال عنه: هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم ذكر ولاته ونشأته، ورحلاته لتحصيل العلوم، ثم قال:
وقد رجع إلى بلده بعد هذه الرحلة العلمية الطويلة، وقد تهيأ له بها ما لم يتهيأ لغيره من علماء نجد، فكان أوسع منهم علماً، وأعرف بالعلماء السابقين الذين كانت لهم جولة في الإصلاح، ولم يقع في ذلك الجمود والركوع، الذي وقع فيه علماء عصره حتى ألفوا ما فيه من البدع وأخذوها على أنها من أصول الدين وأركانه.
فلما عاد الشيخ إلى بلده، لم يرض بما رضى به العلماء نجد، من السكوت على تلك البدع، وأوراد أن يعيد في محاربتها عهد أسلافه من الحنابلة، ولاسيما الشيخ ابن تيمية رحمه الله.
وكان قد درس كتبه ورسائله الإصلاحية، فيما درسه في نشأته.
وأخذ يدعو إلى مثل ما عاد إليه ابن تيمية قلبه، من التوحيد بالعبادة لله وحده، وإنكار التوجه إلى أصحاب القباب والقبور، وإنكار التوسل بالأولياء والأنبياء إلى الله في قضاء الحاجات.
وقد بدأ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته في بلده بلين ورفق ثم أخذ يرسل بها إلى أمراء الحجاز وغيره من الأقطار.
ولما رأى أهل بلده مثابرته على دعوته، قاموا باضطهاده، فتركهم إلى بلدة الدرعية بنجد، وكان أميرها محمد بن سعود، فعرض عليه دعوته فقبلها، وقام بحمايتها ونشرها في بلاد العرب.
ولم يزل الشيخ يقوم بدعوته في حماية هذه الإمارة إلى أن مات رحمه الله سنة 1206هـ انتهى ملخصاً.
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:44 م]ـ
السيد محمد رشيد رضا:
قال في التعريف بكتاب ((صيانة الإنسان)) بعد أن ذكر فشو البدع بسبب ضعف العلم والعمل بالكتاب والسنة، ونصر الملوك والحكام لأهلها. وتأييد المعممين لها. قال رحمه الله ما نصه:
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
لم يخل قرن من القرون التي كثر فيها البدع من علماء ربانيين، يجددون لهذه الأمة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، كما ورد في الأحاديث.
ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، من هؤلاء العدول المجددين قام يدعون إلى تجريد التوحيد، وإخلاص العبادة وحده، بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم. وترك البدع والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة.
فنهدت لمناهضته واضطاده، القُوى الثلاث. قوة الدولة والحكام، وقوة أنصارها من علماء النفاق، وقوة العوام الطغاة.
وكان أقوى سلاحهم في الرد عليه، أنه خالف جمهور المسلمين.
من هؤلاء المسلمون الذين خالفهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/41)
هم أعراب في البوادي شر من أهل الجاهلية يعيشون بالسلب والنهب ويستحلون قتل المسلم وغيره، لأجل الكسب، ويتحاكمون إلى طواغيتهم في كل أمر، ويجحدون كثيراً من أمور الإسلام المجمع عليها، التي لا يسع مسلماً جهلها، إلى آخر ما قال، عليه رحمه الله ذى الجلال.
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[13 - 06 - 04, 11:46 م]ـ
رأي علامة المغرب محمد تقي الدين الهلالي بالوهابية
هذا الرد انتصاراً للدعوة السلفية وأهلها في (أرفود) الذي اتهموا [بالوهابية] .. فما كان من الشيخ إلى أن أشهر حسامه للدفاع عن السلفية (الوهابية) رداً عليهم ومما قاله في رده ونظمه التالي:
(ثم ذكر "البوعصامى" العمى كتبا أحال القارئ لهذيانه على مراجعتها على سبيل الإجمال تمويها وتضليلا, ومنها ما سماه "كتاب الرد على الوهابية" ولا يعرف كتاب بهذا الإسم يختص به, وقد لفق جماعه من المشركين المبتدعين عباد الأضرحة رسائل سموها بالرد على الوهابية ولا توجد فرقة على وجه الأرض تسمى نفسها وهابية. ولكن المبتدعين والمشركين يسمون التسمية ليطلقوها على كل من يوحد الله ويتبع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويتجنب البدع والمحدثات، كما كان المشركون يسمون رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مذمماً؛ بل المشركون الأولون أعقل من هؤلاء المتأخرين فإنهم سموا النبي –صلى الله عليه وسلم- باسم يدل على الذم في لغتهم وهم المذمومون، والنبي –صلى الله عليه وسلم- طاهر مطهر لا يلحق به شيء من ذمهم، وكذلك من اتبعه إلى يوم القيامة مسلمون حنفاء، لا يضيرهم ما يقول فيهم أعداؤهم.
أما المشركون المتأخرون فهم جهال بالألفاظ والمعاني كالقارئ الذي قرأ "فخر عليهم السقف من تحتهم" فقيل له: لا عقل عندك ولا قرآن، فتسمية أهل الحق بالوهابية نسبة إلى الوهاب من أحسن الأسامي. قال تعالى حكاية عن إبراهيم أبي الحنفاء الموحدين في سورة مريم: {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب، وكلاً جعلنا نبياً، ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق علياً}.
والحنفاء في كل زمان ومكان يقتدون بأبيهم إبراهيم فيعتزلون أهل الشرك وما يعبدون من دون الله، ويدعون الله وحده راجين فضله، فيسعدون ولا يشقون، فيهب لهم وهو الوهاب، من رحمته كل ما أملوه ويجعل لهم لسان صدق علياً.
وقد أنطق الله المشركين بكلمة الحق على رغم أنوفهم فسموا أهل الحق نسبة إلى الكريم الوهاب، وسيأتي إن شاء الله في القصيدة البائية .... )
وختم بالقصيدة البائية:
(الأبيات التسعة الأولى هي التي بقيت في حفظي من قصيدة للشيخ عمران النجى التميمي رحمة الله عليه وتكملتها من نظمي:
إن كان تابع أحمد متوهباً ... فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي*رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا ... قبر له سبب من الأسباب
أيضاً ولست معلقاً لتميمة ... أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع مضرة ... الله ينفعني ويدفع ما بي
كالشافعي ومالك وأبي حنـ ... ـيفة ثم أحآد التقى الأواب
هذا الصحيح ومن يقول بمثله**صاحوا عليه مجسم وهابي
**************
نسبوا إلى الوهاب خير عباده ... يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحقٍ واضح ... وهم أهالي فرية وكذاب
أكرم بها من فرقة سلفية ... سلكت محجة سنة وكتابِ
وهي التي قصد النبي بقوله ... هي ما عليه أنا وكل صحاب
قد غاظ عباد القبور ورهطهم ... توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ ** فزعوا لسرد شتائم وسباب
وكذاك أسلاف لهم من قبلكم ... نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً ... ومن اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم وأعلى قدرهم ... عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه ... حنفاء رغم الفاجر المرتاب
ما عابهم إلا المعطل والكفور ... ومن غوى بعبادة الأرباب
ودعا لهم خير الورى بنضارة**ضمت لهم نصراً مدى الأحقاب
هم حزب رب العالمين وجنده ... والله يرزقهم بغير حساب
وينيلهم نصراً على أعدائهم ... فهو المهيمن هازم الأحزاب
إن عابهم نذل لئيم فاجر ... فإليه يرجع كل ذاك العاب
ما عابهم عيب العدو وهل يضيـ ** ـر البدر في العلياء نبح كلاب
يا سالكاً نهج النبي وصحبه ... أبشر بمغفرة وحسن مآب
وهزيمة لعدوك الخب اللئيـ ** ـم وإن يكن في العد مثل تراب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/42)
يا معشر الإسلام أوبوا للهدى ** وقفوا سبيل المصطفى الأواب
أحيوا شريعته التي سادت بها الأ**سلاف فهي شفاء كل مصاب
ودعوا التحزب والتفرق والهوى ** وعقائد جاءت من الأذناب
فيمينها لا يمن فيه ترونه ... ويسارها يأتيكم بتباب
إن الهدى في قفو شرعة أحمد ** وخلافها رد على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا ** لصداكم إلا بريق سراب
والله لو جربتم نهج الهدى ** سنة لفقتم جملة الأتراب
ولها بكم أعائكم وتوقعوا ... منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدهم ... فتوقعوا منهم مزيد عذاب
وتوقعوا من ربكم خسراً على ** خسر وسوء مذلة وعقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب ... هل عندكم يا قوم من إعتاب
ومن البلية عذل من لا يرعوي ** ولدى الغوي يضيع كل عتاب
وزعمتم أن العروبة شرعة ... وعقيدة تبنى على الأسباب
لا فرق بين مصدق لمحمد ... ومكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل ومن ** والاه من حضر ومن أعراب
مثل النبي محمد وصحابه ... بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ**ـكفار من سفل ومن أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من المجد ** المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام وإلا ... وأدهم لبناتهم بتراب
وجهالة وضروب خزي يستحى ** من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتعلون ذوي المفاخر والعلى ... بحثالة كثعالب وذئاب
اللؤلؤ الكنون يعدل بالحصى ... والند والهندي والأخشاب
بدلتهم نهج الهدى بضلالة ... وقصور مجد شامخ بخراب
ولقد أتيتكم بنصح خالص ... يشفيكم من جملة الأوصاب
واخالكم لا تقبلون نصيحتي ** بل تتبعون وساوس الخراب
وكان الفراغ منه بمدينة مكناس، طهرها الله من الأدناس، وصانه من كل بأس، لعشر خلون من ربيع الأول 1385هـ خمس وثمانين وثلاث مائة بعد الألف)
ومن أراد مزيد اطلاع على موقف العلامة المغربي من الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله فليعد إلى تقديمه لكتاب [محمد بن عبدالوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه] للشيخ الهندي مسعود الندوي رحمه الله ..
رحم الله علامة مكناس وغفر الله له , فقد كان سيفاً مسلولاً على هل البدع.
ـ[أبو حسن المسلم]ــــــــ[06 - 07 - 04, 03:36 ص]ـ
تصحيح على قصيدة الشيخ محمد بن أحمد الحفظي.
1 - دوجال صوابها: رُجال (على وزن غراب) قرية في رجال ألمع.
2 - الأبيات غير مرتبة
وجزاك الله خيرا أبا عبد الله.(33/43)
صيام عاشورا- سؤال
ـ[المتعلم8]ــــــــ[14 - 06 - 04, 12:21 ص]ـ
سألني سائل قائلا في الحديث لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسأل عنه فقالوا انه يوم نجى الله فيه موسى وقومه واهلك فرعون وقومه فنحن نصومه فقال صلى الله عليه وسلم نحن احق بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه؟
وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم لإن بقيت إلى قابل لاصومن التاسع (يعني مع العاشر) وكان هذا في السنة الاخيرة
السؤال بين هذا وذاك هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم عاشورا مفرداً ام لم يكن يصومه (اي في السنين بين مقدمه المدينة والسنة الاخيرة: شكرا لكل من يفيدنا مأجورا إنشاء الله
ـ[هدى]ــــــــ[27 - 01 - 07, 02:31 ص]ـ
السؤال
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم عاشورا مفرداً ام لم يكن يصومه (اي في السنين بين مقدمه المدينة والسنة الاخيرة: شكرا لكل من يفيدنا مأجورا إن شاء الله
ووجه لي سؤالا مماثلا:
لِمَ لَم يخالف النبي صلى الله عليه وسلم اليهود حال قدومه المدينة؟
نرجو من الإخوة طلبة العلم التفضل بالإجابة ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسن خلف]ــــــــ[27 - 01 - 07, 02:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تعارض بين الحديثين كماهو ظاهر من نص الحديثين فالأول في بداية قدومه صلي الله عليه وسلم و الآخر قبل موته
أما لماذا لم يخالف اليهود ابتداء فكما نعلم انه صلي الله عليه وسلم في بداية الهجرة كان تشريع مخالفة اليهود في بعض عبادتهم قليل مثل مسألة تحويل القبلة ثم بعد ذلك كانت هناك مخالفتهم احيانا في هيئة العبادة أو في اصلها كما في اعفاء اللحية و قص الشارب أو غير ذلك من المسائل (راحع كتاب شيخ الإسلام اقتضاء الصراط المستقيم) وكل هذا ربما كان علي مر الأعوام الهجرية فصادف الأمر بمخالفة اليهود في صوم التاسع من المحرم العام الذي توفي فيه النبي صلي الله عليه وسلم
والله اعلم و نرجوا من الأخوة المزيد من الاجوبة
ـ[هدى]ــــــــ[28 - 01 - 07, 08:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(33/44)
سؤال محير؟ لماذا لم يترجم الامام الشوكاني للإمام محمد بن عبد الوهاب؟؟؟
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[14 - 06 - 04, 01:23 ص]ـ
انه سؤال حيرني و لم أجد له تفسيرا.
ففي الكتاب الماتع البدر الطالع لشيخ الإسلام العلامه الإمام الشوكاني اليماني لم أجد ترجمة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رغم انه ذكره و أثنى عليه ومدحه في مواضع. "بخلاف ما يفهمه القارىء من تعليق المحققين الحبشي و العمري رغم مصداقية العمري المتواضعه"
و قد ترجم لمن هو دون الشيخ في المكانه و الشهره.
و لولا سؤ الظن لجزمت بأن ترجمته حذفت عمدا. و بترت حسدا. من أصل الكتاب.
فما قولكم رعاكم الله
ـ[أبو غازي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 06:20 م]ـ
###الرجاء الترفق في الردّ [المشرف] ###
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 09:41 م]ـ
لو مسحت الترجمة لمسح ثناؤه على الشيخ في عدة مواضع
ويحتمل أن المؤلف لم يترجم له لوجود المخالفين وقوتهم في اليمن وخشي أن أثنى عليه أن يقع مع العوام في حرج، وإن بخسه حقه وقع في حرج آخر.
مع ملاحظة أن الشوكاني عنده اضطراب في أخبار الشيخ، وقد نص على هذا في بعض المواضع.
فلعله لجميع هذه الأمور أعرض عن الترجمة له.
أقول هذا احتمال، والعلم عند الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 09:42 م]ـ
يرفع للخلل.
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 02:41 ص]ـ
جزى الله شيخنا الفاضل كل خير.
و اني لكثره قرائتي لكتب العلامة الشوكاني لا أرى سببا أقوى من هذا السبب. فكثيرا ما كان الشيخ يلمح الى هذا و قد مدح شيخ الإسلام ابن تيميه على توريته و عدم المخاطرة اذا لم يكن فيها مصلحة راجحة.
و لك مني جزيل الشكر.(33/45)
أب يعق أولاده: فتوى عاجلة مهمة
ـ[المنتفض]ــــــــ[14 - 06 - 04, 08:25 ص]ـ
رجل هجر أولاده صغارا وتزوج أخرى
فتحملت الأم هذه الأمانة فربتهم حتى كبروا وتزوجوا والحمد لله
فيسألني أحد الأولاد وهو الآن رجل كبير له أولاد
يقول: إني أصل أبي وهو لا يصلنا
وأعطيه نقودا كل شهر وهو لا يعطينا
وقسم أمواله على أولاده من الزوجة الثانية يريد أن يحرمني من الميراث
وبعد كل هذا:
يطلب من أن أعينه في تزويج ابنته (أختي لأبي)
مع أنه قادر على تزويجها
في حين أني لست غنيا ولي بنت أريد أن أزوجها
وليس عندها ذهب بخلاف الأخرى معها ذهب تلبسه
فهل يجب علي أن أعين أبي العاق
وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت ومالك لأبيك)
والحال هذه مع أن أبي قادر ويريد أن يحرمني من الميراث وابنتي أحوج من ابنته
أرجو من الإخوة الاهتمام
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 06 - 04, 03:54 م]ـ
الاخ الحبيب الاريب المنتفض وفقه الله تعالى لكل خير.
اولا: أيها الاخ المبارك الفتوى ليس هذا محلها، لكننا نتباحث حول مسائل العلم و أصوله وفروعه. و ما سأذكر من باب المباحثه ومن جنس المذاكرة.
ثانيا: قد أحسن صاحبك إحسانا عظيما لصلته لابيه وقد أنجح وأفلح ببره به وان قطعه أبوه وبشره بالسعد والفلاح، وبشره بالرضوان من الديان، إذ وصل ما أمر الله به ان يوصل ولم يكن بالمكأفي.
ثالثا: ما يتعلق بسؤله على الخصوص وهو ان والده يريد منه مالا يعطيه لاخته (أخت الابن).
وللابن بنت يرغب في تزويجها. وفي هذا مسائل:
اولها: أن الابن ذكر ان الاب (طالب المال) يملك من المال ما يزوج به ابنته.
ومن المتقرر انه (يجوز) للاب ان يأخذ من مال الابن وان - لم يكن محتاجا - لكن بشرطين:
1 - ان لايضر هذا بالابن ويجحف به.
2 - ان لايأخذ من مال احد الابناء ليعطيه الاخر.
وكلا الامرين متحقق في صاحبك، ولا يصح ان يزوج الجد ابنته من مال اخيها، ويترك بنت الاخ حيرى مع قدرته، وهذا انما هو مذهب اصحابنا الحنابلة رحمهم الله ومذهب ابي محمد بن حزم وعليه جمهرة التابعين كعطاء وسعيد والحسن ونقل ابن حزم اتفاق الصحابة عليه وعدم المخالف من الصحب، وضعف ما يروى من المخالف منهم.
اما المذاهب الثلاثة الباقية فلا يجيزون له الاخذ من مال ولده أصلا الا بأذنه - اذا لم يكن ذا حاجة - وعليه بعض التابعين كابراهيم النخعي والزهري.
ومذهب الاصحاب اظهر واقرب بالشروط المتقدمة.
وعليه فحتى على القول الصحيح بجواز تملك الاب لمال الابن وان لم يكن محتاجا فانه لايصح هذا العمل في الصورة التى ذكرت لان فيها اجحاف بمال الابن، و إضرار به. والشريعة تأباه وتمنعه.(33/46)
ماذا يقصد الإمام الذهبي بوصفه بعض الرواة بقوله (الرافضي، المعتزلي)؟
ـ[خالد بن أحمد]ــــــــ[14 - 06 - 04, 08:43 ص]ـ
قال الذهبي في الميزان وعنه بن حجر في السان (علي بن الحسين بن موسى ....... ،ابو القاسم،العلوي،الحسيني،الشريف المرتضى، المتكلم،الرافضي، المعتزلي، صاحب التصانيف،حدث عن سهل الديباجي والمرزباني، وغيرهما، ولي نقابة العلويه. [ولد سنة 355] ومات سنة 436 عن احدى وثمانين سنه، هو المتهم بوضع كتاب "نهج البلاغه "وله مشاركه قويه في العلوم، ومن طالع" نهج البلاغه"جزم بأنه مكذوب على امير المؤمنين علي رضي الله عنه. ففيه السب الصراح، والحط على السيدين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والاشياء الركيكه والعبارات التي من له معرفه بنفس القرشيين الصحابه وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين جزم بأن الكتاب اكثره باطل.) انتهى
و قد بحثت عن اللفظين "معتزلي" و "رافضي" فوجدته قد تكرر في حال ابن أبي الحديد،
فهو شيعي غالي و مع ذلك يطلق عليه لقب "معتزلي"
فهل عند أحد من طلاب العلم معرفة بالمقصود؟
و شكراً مقدماً
ـ[عصام البشير]ــــــــ[14 - 06 - 04, 01:02 م]ـ
لا تعارض بين الأمرين، بل أكثر الروافض المتأخرين هم من المعتزلة.
فالرفض في مسألة الصحابة، والإمامة.
والاعتزال في القدر والأسماء الصفات والوعد والوعيد.
ـ[خالد بن أحمد]ــــــــ[14 - 06 - 04, 10:31 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب
فالتعبير كما تفضلت و وضحت، لقد وجدت كثير منهم و الله و كنت محتار،
جزاك الله خيراً جماً
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[30 - 06 - 04, 04:06 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
تأثر الرافضة، تأثرا كبير ا بالمعتزلة، في أصول الإعتقاد، وقد نبه شيخ الإسلام رحمه الله إلى هذه المسألة، في عدة مواضع:
فقال رحمه الله في منهاج السنة (2/ 24): كان قدماء الشيعة متفقين على إثبات القدر والصفات، وإنما شاع فيهم رد القدر من حين اتصلوا بالمعتزلة في دولة بني بويه.
وقال رحمه الله في الفتاوى (28/ 489 _491): وصارت الرافضة الإمامية في زمن بني بويه بعد المائة الثالثة فيهم عامة هذه الأهواء المضلة: فيهم "الخروج"، و"الرفض"، و"القدر"، و"التجهم".
وكانت بداية تأثرهم بالمعتزلة، قبل ظهور مصطلح الرفض، (حيث ظهر هذا اللفظ، بعد أن رفضوا تأييد زيد بن علي، لما رفض أن ينتقص الشيخين، أبابكر، وعمر رضي الله عنهما)، حيث تأثر زيد بن علي، (وإليه تنسب الزيدية، وهم أقرب طوائف الشيعة لأهل السنة والجماعة)، بمباديء المعتزلة، ونصر آراء واصل بن عطاء، (أحد رؤوس المعتزلة)، لما قدم المدينة، وأخذ يروج لرأيه، في علي رضي الله عنه، حيث قال بأن علي رضي الله عنه، لم يكن مصيبا في حروبه بالشام، وقال أيضا بأن أحد الفريقين في الجمل، وصفين كان على خطأ لا محالة، (وهذا خلاف مذهب أهل السنة والجماعة، في هذه المسألة، حيث قالوا بأن عليا رضي الله عنه، كان أقرب إلى الحق من معاوية رضي الله عنه، والقتال قتال فتنة، ليس بواجب ولا مستحب، وكان ترك القتال خيرا للطائفتين مع أن عليا كان أولى بالحق، فلم يحكموا بخطأ أحد الفريقين، خطأ محققا، وإنما كلا الفريقين، مجتهد، من أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر، ومما يؤيد هذا وصفه صلى الله عليه وسلم، لقتلة الخوارج، بأنهم أدنى الطائفتين للحق، وهذا فيه إشعار بأن كليهما قريب من الحق، ولكن أحد الفريقين، أقرب إليه من الآخر، والله أعلم).
ثم ظهر تأثر الزيدية بأصول المعتزلة، في مسألة: مرتكب الكبيرة، حيث قالوا بأن من لم يتب من أصحاب الكبائر فهو مخلد في النار، وهذا أحد أصول الخوارج أساسا، ثم سرى إلى المعتزلة، ولكنهم، لم يكفروا صاحب الكبيرة، كما فعل الخوارج، وإنما قالوا بأنه في منزلة بين منزلتي الإيمان والكفر في الدنيا، وأما في الآخرة فهو مخلد في النار، وإن كان عذابه فيها أخف من عذاب المشركين والكفار، ومنهم سرى إلى الزيدية، كما سبق بيانه، ولعل هذا مما يؤيد قول شيخ الإسلام في الفتاوى، كما سبق في بداية البحث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/47)
ثم زاد تأثر الرافضة بأصول المعتزلة، حيث نفوا صفات الخالق عز وجل، وقالوا بأن صفاته عز وجل هي عين ذاته، بحجة نفي تعدد الذوات، (وهذا خلاف مذهب أهل السنة والجماعة، الذين قالوا بأن صفاته عز وجل معان زائدة على ذاته)، وأما ما قالوه من نفي تعدد الذوات، فهو باطل مردود، لأن هذه الصفات، لا يمكن أن تقوم بذاتها، حتى نقول بأنها ذوات مستقلة، فلا قيام لها إلا بذات الخالق عز وجل على الوجه الذي يليق بجلاله، والعقل السليم، لا يمنع تعدد صفات ذات واحدة، مع التسليم بوحدتها، فيمكن مثلا أن نصف شخصا ما، بأكثر من صفة، فنقول بأنه، كريم وشجاع , … الخ، فهل يعني هذا تعدد ذوات ذلك الموصوف؟!!.
وتأثروا أيضا، بالأصل الثاني من أصول المعتزلة، وهو العدل، وهذا ما دفعهم إلى إيجاب فعل الله سبحانه وتعالى، الأصلح لعباده، وعليه، فإرسال الرسل واجب على الخالق عز وجل، لأن فيه مصلحة للعباد، ولا شك أن هذا فيه ما فيه من سوء الأدب مع الخالق عز وجل، لأنه ينافي طلاقة قدرته عز وجل، فمن ذا الذي يوجب على الخالق عز وجل أمرا ما؟!!، فلا يكتب أحد على الله أمرا ما، إلا ما كتبه سبحانه وتعالى على نفسه، كما في قوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة)، وعليه فإن أهل السنة والجماعة، قالوا بأن إرسال الرسل (جائز) في حقه سبحانه وتعالى، فقد يمتن على عباده بإرسالهم، وقد لا يمتن، والله أعلم.
وتأثروا بهم في مسألة معرفة الخالق عز وجل، وقالوا بأنها واجبة على العباد بالعقل، وليس بالشرع، وعليه وضعوا قواعد منطقية عقيمة للإستدلال بها على معرفة الخالق عز وجل، وعبروا عنها بمصطلح (أدلة إثبات الصانع)، بل وأوجبوا على العباد النظر في هذه القواعد المبتدعة، وكما سرى هذا إلى الشيعة، سرى إلى الأشاعرة، حتى قالوا، بأن أول واجب على الإنسان إذا بلغ التكليف، هو النظر أو القصد إلى النظر ثم الإيمان، ولا تكفي المعرفة الفطرية، ثم اختلفوا فيمن آمن بغير ذلك بين تعصيته وتكفيره، فأين هذا الجدل العقيم من الأدلة القرآنية المثبتة لوجود الخالق عز وجل، التي تخاطب الفطرة السوية والعقل السليم، كقوله تعالى: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون)، فهذه آية تخاطب الفطرة السوية، حتى قال جبير بن مطعم رضي الله عنه، لما سمعها: كاد قلبي أن ينصدع (أو كلمة قريبة منها)، وهي في نفس الوقت تخاطب العقل السليم، بقياس سوي، يسمى قياس اللزوم، فإما أنهم خلقوا بلا خالق، وهذا مستحيل، وإما أنهم خلقوا أنفسهم، وهذا أيضا مستحيل، وإما أنهم خلقوا السماوات والأرض، وهذا أيضا مستحيل، لأنهم خلقوا، (بضم الخاء)، بعد خلق السماوات والأرض، فلم يبق إلا أن لهم خالقا، هو الله عز وجل، فألزمهم الخالق عز وجل بهذا في هاتين الآيتين الجليلتين، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام رحمه الله، في معرض رده على المناطقة، وأين هذا الأصل الفاسد، من قوله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، ولم يق صلى الله عليه وسلم: أو يسلمانه، فهو مفطور على معرفة الخالق عز وجل وتوحيده، ولا حاجة له في هذا إلى هذه القواعد الفاسدة، وقد قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، من ضمام بن ثعلبة رضي الله عنه، إقراره بالتوحيد، ولم يأمره بالإستدلال بهذه القواعد الفاسدة، حتى يصح إيمانه، وعلى هذا سار أهل السنة والجماعة، فقالوا بأن أول واجب على العبد، هو توحيد الله عز وجل وعبادته، وليس هذا النظر الفاسد، والله أعلم.
وتأثروا بهم أيضا، في مسألة التحسين والتقبيح، وقالوا بأنهما عقليان، فالعقل عندهم، يستقل بمعرفة الحسن والقبح، دون الرجوع إلى الشرع، حتى وصل بهم الأمر إلى القول بأن العقل يستقل بإدراك الأحكام التكليفية، دون حاجة للشرع، وهذا قول البراهمة، الذين أنكروا الرسالات السماوية، وقالوا بأن الرسول، هو العقل، وأما أهل السنة والجماعة، فقالوا بأن للأفعال حسنا وقبحا يستطيع العقل إدراكهما، ولكن لا يلزم من كون الفعل حسنا، حسب إدراك العقل، أن يأمر به الشرع، ولا يلزم من كون الفعل قبيحا أن ينهى عنه الشرع، لأن العقول مهما نضجت فهي قاصرة، ومهما اتسعت فهي ناقصة، كما أشار إلى ذلك الدكتور عبد الكريم زيدان في كتابه: (الوجيز في أصول الفقه)، والله أعلم.
وتأثروا بهم في مسألة، رؤية الخالق عز وجل، حيث نفوا رؤيته عز وجل يوم القيامة، وهذا، كما هو معلوم مخالف للأدلة الصحيحة الصريحة، في هذه المسألة، وعليها بنى أهل السنة والجماعة، مذهبهم، فأثبتوا الرؤية، في الآخرة، وإن كان الخلاف قد حصل في رؤية الكفار والمنافقين لله عز وجل، ولكن الخلاف لم يحصل في أصل الرؤية، والله أعلم.
ومما سبق يتضح أن الرافضة، تلبسوا بأصول الإعتزال، تلبسا، شبه كامل، حتى صح إطلاق الإعتزال عليهم.(33/48)
حكم ما لو اتفق جماعة ممن يريدون التعزية أن يذهبوا سوياً لأهل العزاء.
ـ[الظافر]ــــــــ[14 - 06 - 04, 03:04 م]ـ
مسألة: حكم ما لو اتفق جماعة ممن يريدون التعزية أن يذهبوا سوياً لأهل العزاء.
الذي يظهر من استقراء النصوص أنه ليس في ذلك بأس، بل إنه أفضل للمعزِّي والمُعزَّى، فإنه مما يعين المُعزِّي، ولا يتعب المُعزَّى.
ومما يدل على ذلك ما جاء من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعهد الأنصار، ويعودهم، ويسأل عنهم، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة من الأنصار مات ابنها فجزعت، فقام إليها ومعه أصحابه يعزيها فقال:" أما إنه بلغني أنك جزعت"، قالت: مالي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الرقوب الذي يبقى ولدها" ثم قال:" ما من امرئ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد إلا أدخلهم الله بهم الجنة"، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله بأبي أنت وأمي واثنان، قال:" وإثنان" (1).
فدل الحديث على أن الاجتماع للذهاب للتعزية لا بأس به، ولو كان فيه ما يمنع ذلك لما ذهب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم معه، ولما أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالذهاب معه، ومتقرر عند الفقهاء أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
ومما يدل على ذلك أيضاً فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسلت له ابنته، فكان يكفي أن يذهب لها لوحده، لكنه صلى الله عليه وسلم أخذ معه أسامة، ومعاذ، وأبي بن كعب، وعبادة بن الصامت، مما يدل على أن ذلك الأمر واسع.
فعن أسامة رضي الله عنه قال كان ابن لبعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم يقضي فأرسلت إليه أن يأتيها فأرسل"إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب" فأرسلت إليه فأقسمت عليه فقام رسول الله صلى اله عليه وسلم وقمت معه، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وعبادة بن الصامت، فلما دخلنا ناولوا رسول الله صلى اله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع في صدره، حسبته قال: كأنها في شنة فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سعد بن عبادة رضي الله عنه أتبكي فقال:" إنما يرحم الله من عباده الرحماء" (2).
وكذلك لم يرد دليل على المنع من ذلك، فتبقى المسألة على الأصل وهو جواز ذلك الفعل حتى يدل الدليل على منعه.
لأن الأصل في العادات الإباحة حتى يأتي الدليل بالمنع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الحاكم (1/ 483) ووافقه الذهبي وقال: (صحيح الإسناد)، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان، أخرجه الهيثمي وقال أخرجه البزار: (رجاله رجال الصحيح).
(2) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد: باب قوله تعالى: (قل ادعو الله أو ادعو الرحمن .... ) (الفتح15/ 307برقم7377)، وأخرجه مسلم في كتاب الجنائز: باب البكاء على الميت (2/ 635 برقم923)، وأخرجه أبو داود في كتاب الجنائز: باب في البكاء على الميت (3/ 251 برقم3125)، وأخرجه النسائي في كتاب الجنائز: باب الأمر بالاحتساب والصبر على المصيبة (4/ 321 - 322برقم1867).(33/49)
قال أحد المشايخ ان جابر الجعفي كذاب .. فهل أصاب؟
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[14 - 06 - 04, 04:47 م]ـ
السلام عليكم
في مناظرة بالأمس قال الشيخ ان جابر بن يزيد الجعفي كذاب عندنا أهل السنة
فهل أصاب في ذلك؟
شخصيا وقفت على اقوال مخالفه لهذا الكلام
قال أبو نعيم، عن سفيان الثوري: إذا قال جابر: "حدثنا"، "وأخبرنا". فذاك.
وقال عبد الرحمان بن مهدي، عن سفيان: كان جابر ورعا في الحديث، ما رأيت أورع في الحديث منه
وقال إسماعيل بن علية، عن شعبة: جابر صدوق في الحديث.
وقال يحيى بن أبي بكير، عن شعبة: كان جابر إذا قال: "حدثنا"، و "سمعت"، فهو من أوثق الناس.
وقال يحيى بن أبي بكير أيضا، عن زهير بن معاوية: كان إذا قال: "سمعت"، أو "سألت"، فهو من أصدق الناس.
وقال علي بن محمد الطنافسي، عن وكيع: مهما شككتم في شئ، فلا تشكوا في أن جابرا ثقة، حدثنا عنه مسعر، وسفيان، وشعبة، وحسن بن صالح.
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي، لاتكلمن فيك!
وفي المقابل هناك من يؤيد هذا الكلام
وقال النسائي متروك الحديث
وقال في موضع اخر ليس بثقة ولا يكتب حديثه.
وقال الحاكم أبو أحمد ذاهب الحديث
وقال ابن عدي له حديث صالح وشعبة أقل رواية عنه من الثوري وقد احتمله الناس وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة وهو مع هذا إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق
وقال سلام ابن أبي مطيع: قال لي جابر الجعفي: عندي خمسون ألف باب من العلم ما حدثت به أحدا، فأتيت أيوب فذكرت هذا له فقال: أما الآن فهو كذاب.
وقال جرير بن عبدالحميد عن ثعلبة أردت جابراً الجعفي فقال لي ليث بن أبي سليم: لا تأته فهو كذاب.
قال جرير: لا استحل أن اروي عنه، كان يؤمن بالرجعة.
وقال أبو داود: ليس عندي بالقوى في حديثه.
وقال أبو الأحوص: كنت إذا مررت بجابر الجعفي سألت ربي العافية.
وقال الشافعي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: سمعت من جابر الجعفي كلاما فبادرت خفت أن يقع علينا السقف.
قال سفيان: كان يؤمن بالرجعة.
وقال ابراهيم الجوزجاني: كذاب.
والذي يظهر لي والله أعلم أن جابر هذا كذاب ظهر كذبه عند قوم ولم يظهر عند آخرين ... بل هناك من شك في أمره حتى تبين له كذب الرجل كما في قول سلام بن أبي مطيع
فمن لديه ما يقطع هذا الامر فليتفضل مشكورا و أجره على الله
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[15 - 06 - 04, 07:31 م]ـ
انا لم أكتب (أحد المشايخ)
أنا كتبت (عثمان الخميس)
ـ[في إسناده مقال]ــــــــ[15 - 06 - 04, 09:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي، هذه الشهادات لا يمكن معاملتها كالشهادات التي تصف الرجل بأنه صدوق أو ثقة وتأتي شهادات آخرى تقول أنه كذاب فنحاول الجمع بأن من قال كذاب قد اطلع على ما لم يطلع عليه من وثقه، أتعلم لماذا؟
لأن الشهادات هنا ليست مادحة له فحسب، بل هي مادحة ونافية، أي هي مادحة له -وبدرجة عالية من المدح- ونافية للتشكيك في أمانة الرجل وصدقه.
فشهادة وكيع وسفيان الثوري تريد أن تنفي أي شك يعتري عدالة الرجل، (عن وكيع: مهما شككتم في شئ، فلا تشكوا في أن جابرا ثقة) فحتما هي تعارض الشهادة بضعفه، لأنها تنفي الشك فيه فمن باب أولى تعارض الحكم بضعفه فكيف لا تعارض القول بكذبه؟!!!!!!!!
ثم من هو هذا الرجل الذي لو تكلم فيه شعبة بكلمة لكان سببا لكلام الثوري في شعبة نفسه!!!!
وهذه الشهادات تحسب لها حساب خاص (من أوثق الناس)، (من أصدق الناس).
وعلى أي حال، هنا تعارض ولا يصح الجمع المذكور الذي تفضلت به.
ولو لاحظت كلام ابن عدي لاتضح أن الرجل طعن فيه لأجل عقيدته لا لأجل كذبه، فانظر
(وقد احتمله الناس وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة وهو مع هذا إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق)
فالعقيدة هي السبب لا أنه ساقط العدالة، ثم انظر إلى قوله (وهو مع هذا) أي مع أن ما قدح فيه ليس بقادح، (إلى الضعف إقرب منه إلى الصدق) فلاحظ (أقرب منه)
فلا يصح تكذيبه بأي حال من الأحوال، والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 06 - 04, 11:37 م]ـ
الإمام أبو حنيفة قد عاش في الكوفة، وهي البلد التي اشتهر أهلها بالكذب (إلا من رحم ربك). وهو يشهد بأنه لم يلق أكذب من جابر الجعفي. وحسبك هذا الجرح المفسر القوي.
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:10 م]ـ
جابر الجعفي لا يصل شأنه إلى الكذب بل يقال عنه ضعيف أو متروك فحسب فلا يحكم لحديثه بالوضع وذلك لما يلي:
لا شك أن كلام الأوائل في جابر الجعفي له وزنه إلا أن من جاء بعدهم كيحي بن معين وأحمد بن حنبل والبخاري وأضرابهم أولى بالاعتماد عليه لأسباب منها:
1 - أنهم اطلعوا على ما قاله من سبقهم.
2 - أنهم سبروا مروياته فتبين لهم قوته من ضعفه وصدقه من كذبه.
3 - أن لهم ذوقاً خاصاً لم يدركه كثير من العلماء قبلهم.
4 - كثرة اهتمامهم بهذا الشأن لكثرة الكذب واختلاط الصحيح بالضعبف.
5 - أنهم يميزون كلام الأقران بعضهم ببعض.
6 - أنهم يجمعون بين اضطرابهم في الرجل ويحملون كل قول على محمل معين.
لذا فتتبع أقوالهم في جابر الجعفي ومنها:
كما في التهذيب: قال النسائي متروك الحديث وقال في موضع آخر ليس بثقة ولا يكتب حديثه وقال الحاكم أبو أحمد ذاهب الحديث وقال ابن عدي له حديث صالح وشعبة أقل رواية عنه من الثوري وقد احتمله الناس وعامة ما قذفوه به أنه كان يؤمن بالرجعة وهو مع هذا إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق روى له أبو داود في السهو في الصلاة حديثا واحدا من حديث المغيرة بن شعبة وقال عقبة ليس في كتابي عن جابر الجعفي غيره.
وللإمام أحمد روايات عنه منها قوله: قد كنت لا أكتب حديثه ثم كتبت أعتبر به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/50)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 06 - 04, 02:26 م]ـ
الأخ ابن رشيد وفقه الله
كلامك جيد في الجملة، إلا أن قولك:
(أن لهم ذوقاً خاصاً لم يدركه كثير من العلماء قبلهم.)
ما عرفت وجهه بعد، فليتك تفصل أكثر ..
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[16 - 06 - 04, 03:42 م]ـ
أخي الحبيب عذراً للإجمال
قصدت تذوق المتون في الجملة, ونقدها, وتمييز صحيح منقول راوٍ بعينه من ضعيفه.
فيأخذون من حديث الراوي ويدعون, وهذا قد يوجد فيمن سبقهم لكن أقل, كما هو الحال في علم العلل.
وبالتالي فيعلم إن كان هذا الراوي يكذب في الحديث عمداً أو أنه لا يتعمد الكذب مثلاً.
ومن ذلك: معرفة على من يكون الحمل في هذا الخطأ في هذا الرواية, فقد يكون من هذا الراوي وقد يكون ممن دونه.(33/51)
يا أهل الحديث هل أسنيد الطبري صحيحة؟
ـ[ abu_thar1] ــــــــ[15 - 06 - 04, 12:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أما بعد,
لقد قرأت شيئاً من كتاب (تاريخ الطبري للأمم والملوك). في بداية الكتاب يشرح لنا كيف بدأ الخلق. فأولا يبدأ في (القول في الزمان ما هو). ثانيا (القول في كم قدر جميع الزمان من ابتدائه إلى انتهائه وأوله وآخره). ففي الثاني قرأت بعض الأسانيد والأدلة فعلا أثارت الشك في نفسي على مدى صحتها. فمن منطلق قوله تعالى (فأسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) , أحببت أن أعلم من فضيلتكم مدى صحة الأسانيد التالية:
الأول: حدثنا ابن حميد, قال حدثنا يحي بن واضح, قال حدثنا يحي بن يعقوب, عن حماد, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: الدنيا سبعة آلاف سنة, فقد مضى ستة آلاف سنة ومائتا سنة, وليأتين عليها مئون من السنين, ليس عليها موحد.
الثاني: حدثنا أبو هشام, قال: حدثنا معاوية بن هشام, عن سفيان, عن الأعمش, عن أبي صالح, قال: قال كعب: الدنيا ستة آلاف سنة.
الثالث: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر, قال: حدثنا إسماعيل بن عبدالكريم, قال: حدثني عبدالصمد بن معقل, أنه سمع وهباً يقول: قد خلا من الدنيا خمسة آلاف سنة وستمائة سنة, وإني لأعرف كل زمان منها, ما كان فيها من ملوك و الأنبياء, قلت لوهب بن منبه: كم الدنيا؟ قال: ستة آلاف سنة.
هل يؤخذ بهذه الأدلة؟ وإذا كانت صحيحة فكيف نصدقها وتعقلها عقولنا في القرن الواحد والعشرين؟
وفي فصل (القول فيما خلق الله في كل يوم من الأيام الستة التي ذكر الله في كتابه أنه خلق فيهن السماوات والأرض وما بينهما) يستند الإمام الطبري إلى دليل أريد من سعادتكم أن تبينوا لنا مدى صحته
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا يحي, قال: حدثنا سفيان, قال: حدثني سليمان, عن أبي ظبيان, عن ابن عباس قال: أول ما خلق الله تعالى القلم فقال: اكتب, فقال: ما اكتب؟ قال: اكتب القدر, قال: فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة. ثم خلق النون, ورفع بخار الماء ففتقت منه السماء, وبسطت الأرض على ظهر النون, فاضطرب النون, فمادت الأرض فأثبتت بالجبال, قال: فإنها لتفخر على الأرض.
حدثنا ابن حميد, قال, حدثنا جرير, عن عطاء بن السائب, عن أبي الضحى مسلم بن صبيح, عن ابن عباس قال: أول شيء خلق الله تعالى القلم, فقال له اكتب, فكتب ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة, ثم خلق النون فوق الماء, ثم كبس الأرض عليه.
كيف خلق الله الأرض على حوت (النون) كما هو في المسند؟
ويقول أيضا في فصل (ذكر الأخبار الواردة بان إبليس كان له ملك السماء الدنيا و الأرض وما بين ذلك):
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: حدثني الحجاج, عن ابن جريج, عن صالح مولى التوءمة, وشريك بن أبي نمر-أحدهما أو كلاهما- عن ابن عباس, قال: إن من الملائكة قبيلة من الجن وكان إبليس منها, وكان يسوس ما بين السماء والأرض.
حدثني عبدان المروزي, حدثني الحسين بن فرج, قال: سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد قال: أخبرنا عبيد الله بن سليمان , قال: سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله (فسجدوا إلا إبليس كان من الجن) قال: كان ابن العباس يقول: إن إبليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة, وكان خازنا على الجنان, وكان له سلطان سماء الدنيا, وكان له سلطان الأرض.
فهل صحيح أن إبليس كان ملكاً أصلاً؟ وإن كان ملك فكيف يعصي ربه؟ أنا أعرف أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وسؤال أخير: (كيف أتأكد من صحة الأسانيد بنفسي؟ هل يوجد برنامج بالكمبيوتر يبين لك صحة السند؟)
ونترك لسماحتكم الإجابة على هذه الأسئلة,
ولكم جزيل الشكر,
أخوكم في الله
أبو ذر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 06 - 04, 08:13 ص]ـ
الأخ الفاضل تاريخ الإمام الطبري جمع روايات متعددة فيها الصحيح والضعيف والموضوع فينبغي الانتباه لذلك وأما دراسة أسانيده فيرجع فيها إلى كتب الرجال مثل تهذيب التهذيب وميزان الاعتدال ولسان الميزان وغيرها.
والحكم على الرواية لايكفي فيه معرفة الرجال فقط بل يحتاج إلى التتبع للشواهد والمتابعات والعلل ونحو ذلك.
كذلك الأخبار بعضها أحاديث مرفوعة وبعضها موقوفة وبعضها مقطوعة وبعض الأخبار مأخوذة من كتب بني إسرائيل وغير ذلك.
فينبغي لمن يقرأ تاريخ الطبري أن يدرس أولا علم الحديث وكيفية دراسة الأسانيد والحكم على الروايات حتى يحذر من الروايات الواهية والمنكرة.
وكتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير قد يغني عن قراءة كتاب الطبري وهو يذكر أحيانا علل بعض الأخبار ويعتني بذكر الأسلم والأقرب، وهذا لايعني خلوه من بعض الروايات الضعيفة ولكنه في الجملة أحسن كتب التاريخ التي ينصح بها لمن يريد قراءة التاريخ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:35 ص]ـ
هذه الأخبار المذكورة هي من الإسرائيليات، وليس منها شيء مرفوع(33/52)
كيف بقي فرعون؟
ـ[مبارك]ــــــــ[15 - 06 - 04, 01:04 ص]ـ
وجه سؤال إلى العلامة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله تعالى ـ هذا نصه:
قال الله تعالى في القرآن الكريم (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) (يونس: 92)، فلماذا بقي فرعون ببدنه من بين الطواغيت والجبارين؟ وأين محل غرقه؟ وأين يوجد هذا الجسد الآن؟ وهل يستحب النظر إليه؟
الجواب: الحمد لله، قال ابن عباس وغيره من السلف، إن بعض بني إسرائيل شكوا في موت فرعون، فأمر الله تعالى البحر أن يلقيه بجسده سوياً بلا روح وعليه درعه المعروفة على نجوة من الأرض (وهو المكان المرتفع) ليتحققوا من موته وهلاكه، انتهى (انظر: " تفسير القرآن العظيم " لا بن كثير (2/ 412)).
ومعنى قوله تعالى: (لتكون لمن خلفك آية) (يونس: 92)، أي: لتكون لبني إسرائيل دليلاً على موتك وهلاكك، وأن الله هو القادر الذي ناصية كل دابة بيده، لا يقدر أحد على التخلص من عقوبته، ولو كان ذا سلطة ومكانة بين الناس.
ولا يلزم من هذا أن تبقى حثة فرعون إلى هذا الزمان كما يظنه الجهال؛ لأن الغرض من إظهار بدنه من البحر معرفة هلاكه وتحقق ذلك لمن شك فيه من بني إسرائيل، وهذا الغرض قد انتهى، وجسم فرعون كغيره من الأجسام يأتي عليه الفناء، ولا يبقى منه إلا ما يبقى من غيره، وهو عجب الذنب، الذي منه يركب خلق الإنسان يوم القيامة، كما في الحديث (انظر: " صحيح الإمام البخاري " (ج6ص34) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)، فليس لجسم فرعون ميزة على غيره من الأجسام، والله أعلم. (مجلة الفرقان العدد: 296).
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[16 - 06 - 04, 07:21 ص]ـ
لا يلزم، لكن لا يمنع، والآية تحتمل بقاء جسده ليكون لمن خلفه آية،
وإن وجد من لا يصدق ببقاء أجساد بعض الفراعنة إلى هذا الزمن، فزيارة للقاهرة، للمتحف الوطني ناحية ميدان التحرير،
وترى العجب العجاب، وتقول سبحان الله الذي علم أولئك القوم ما شاء ولحكمة نرى بعض آثارها اليوم.
============
جثة فرعون ... والرئيس الفرنسي
عندما تسلم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران زمام الحكم في فرنسا عام 1981 طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات استضافة مومياء فرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية .. فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته الأرض .. وهناك عند سلم الطائرة اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين الفرنسيين ليستقبلوا فرعون
وعندما انتهت مراسم الإستقبال الملكي لفرعون على أرض فرنسا .. حُملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور موريس بوكاي.
كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء، بينما كان اهتمام موريس هو محاولة أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية .. لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقا، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا، ثم اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه لكن أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر! كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة، حتى همس أحدهم في أذنه قائلا: لا تتعجل .. فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه، فمثل هذا الإكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق، فازداد ذهولا وأخذ يتساءل .. كيف هذا وهذه المومياء لم تُكتشف إلا في عام 1898، أي قبل مائتي عام تقريبا، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ وكيف يستقيم في العقل هذا، والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة إلا قبل عقود قليلة من الزمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/53)
فقط؟
جلس موريس بوكاي ليلته محدقا بجثمان فرعون يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه .. وأخذ يقول في نفسه: هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى؟ وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام؟
لم يستطع موريس أن ينام، وطلب أن يأتوا له بالتوراة، فأخذ يقرأ في التوراة قوله: فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد. وبقي موريس بوكاي حائراً .. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة.
بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء، ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة، فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق .. فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى: فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية .. وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون قد كان وقع الآية عليه شديدا .. ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته: لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن.
رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا، لقد كان عنوان الكتاب: القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، فماذا فعل هذا الكتاب؟
من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية إلى العربية والإنجليزية والأندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأردية والكجوراتية والألمانية لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب.
ولقد حاول من طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردُّوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان. وآخرهم الدكتور وليم كامبل في كتابه المسمى: القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم، فلقد شرّق وغرّب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئاً
بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب، فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة .. أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ.
==========
اهـ
والله أعلم بصحة ما كتب لكني وجدته على هذا الرابط
http://www.tawdeeh.com/
وبعضهم أخبرني أن كتابه كان مشهورا بين الناس
فإن كان عند أحدكم علم عنه فليفدنا به
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[16 - 06 - 04, 07:22 ص]ـ
!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 12 - 04, 03:29 ص]ـ
لو أحد يعلم إسم الكتاب بالإنكليزية أو الفرنسية فمن الممكن البحث عنه، أما بالعربية فصعب
ـ[طويلب علم صغير.]ــــــــ[07 - 12 - 04, 04:01 ص]ـ
ها هو الكتاب بالعربيه:
http://www.adabwafan.com/browse/entity.asp?id=3561
القرآن والعلم الحديث
الطبيب الفرنسى / موريس بوكاي
تحقيق وترجمة: د. نبيل عبد السلام هارون
http://www.islam-for-everyone.com/Arabic%20Site/Bucailles_Arabic/intro.htm
ـ[طويلب علم صغير.]ــــــــ[07 - 12 - 04, 04:06 ص]ـ
السؤال
ur'an and Modern Science
Dr. Maurice Bucailles
http://www.islam-for-everyone.com/come_to_islam/Bucailles/Bucailles7.htm
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:28 ص]ـ
عن موضوع بوكاى أنقل اليكم هذا الموضوع:
http://altwhed.com/vb/showthread.php?t=267
إخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/54)
هذه القصة المنتشرة في كثير من مواقعنا الاسلامية قصة فيها مناقضة للحقيقة. فالمرجو التثبت قبل نقلها.
لا أقول إن موريس بوكاي - وهو بالمناسبة فرنسي وليس إنجليزيا- لم يسلم بل لقد أسلم بفضل الله وكتابه، لكن القصة التي تتحدث عن اصطفاف رئيس فرنسا ميتران، قصة ملفقة، فالجثة نقلت إلى باريس عام 1976.ووقتها كان على رئاسة فرنسا فاليري جيسكار ديستان وليس ميتران، كما أنه لم يكن في استقبال الجثة في المطار ولم ينحن له .. الى أخر القصة؟؟؟؟ فالقصة للأسف لفقها أحد ما وانتشرت في مواقعنا الأسلامية ووصلت إلى حد تسجيلها في موقع للأعجاز العلمي في القرآن دون تثبت. ..
ولقد شاركت في أحد المنتديات بمداخلة صححت هذه القصة،أعيدها عليكم:
كتب حاتم3
أعود إلى موضوع إسلام موريس بوكاي
لقد قرأت الفصل الخاص بفرعون الاضطهاد رعمسيس الثاني والصفحات المخصصة لفرعون الخروج منبتاح من كتاب بوكاي من ص 261 إلى ص 271، من طبعة جمعية الدعوة الاسلامية طرابلس المترجمة للنص الفرنسي.
بالنسبة للترجمة فيه جيدة وأمينة.
------------
السؤال الذي نطرحه ماذا قال بوكاي عن مومياء منبتاح (أو منفتاح أو مرنبتاح) وهل في كتابه ذكر لما ورد في المقال المتداول في مواقعنا الاسلامية الذي تحدث فيه كاتبه عن سفر مومياء فرعون الخروج (منبتاح) واصطفاف رئيس الدولة الفرنسي فرنسوا ميتران لأستقباله (
لا ليس في الكتاب أي حديث عن هذا. لذا نستطيع الجزم والتأكيد بأن هذه القصة فيها تلفيق واضح،ينبغي ردها.
------------
نأتي الآن إلى ما جاء في كتاب بوكاي:
لا أستطيع أن أرقن الصفحات العشرة لذا سألخص لكم بأمانة ما جاء فيها مع بعض المقتطفات بحرفيتها:
-----------
من الصفحة 261 وإلى 265وناقش بوكاي مختلف الطروحات المتعلقة بمن هو فرعون الخروج،هل هو رعمسيس 2 أم منبتاح، وينتهي بعد الموازنة بين الآراء إلى القول التالي:
"وكل شيء يسمح بالتفكير بأن موسى قد ولد في بداية حكم رمسيس2 وكان مازال موجودا بمدين عندما مات بعد سبعة وستين عاما من الحكم، ثم أصبح بعد ذلك المدافع عن العبريين في مصر أمام منبتاح ابن وخليفة رمسيس الثاني " ص 264
ومن ثم يخلص إلى أن فرعون الخروج هو منبتاح.
ما ذا قال بوكاي عن منبتاح وجثته؟
ننتقل إلى ص270، حيث يقول:
"في يونيو 1975 سمحت لي السلطات المصرية العليا بدراسة أجزاء جسم فرعون التي كانت مغطاة حتى ذلك الوقت ...
وفي أثناء فحص هذه المومياء في يونيو 1975 بدأت بمبادرتي دراسات خاصة. فقد قام الطبيبان المليجي ورمسيس بدراسة طبية بالأشعة السينية. على حين قام د. مصطفى المنيلاوي بفضل ثغرة في جدار القفص الصدري بدراسة ... بالمنظار الداخلي " ص270
"ومع الدراسة الميكروسكوبية لبعض أجزاء صغيرة وقعت تلقائيا من جسم المومياء،وهي دراسة سيقوم بها بباريس البروفيسور مينو ود. دوريجون، ستكتمل الدراسة الطبية الشرعية العامة التي سيقوم بها البروفيسور سيكالدي. وإنه لمما يؤسفني حقا أن نتائج هذه الأبحاث لم تكتمل في اللحظة التي ينتهي فيها تحرير هذا الكتاب"ص271.
هذا أهم ما جاء في كتابه مما يخص موضوعنا هذا، وهكذا نلاحظ أن الحديث عن الملح في الجسد وربطه بالغرق فكرة لم يقل بها بوكاي في كتابه. بل ما ذكره هو أن الأبحاث لم تنته بعد عند كتابته لكتابه هذا.
هنا سؤال:ماهي الخلاصة التي يخلص إليها بوكاي في مسألة جثة منبتاح والقرآن؟
بالنسبة لبوكاي يصل إلى أن منبتاح هو فرعون الخروج،وهي عنده حقيقة مؤكدة لا علاقة لها بالملح الموجود في الجثة،بل يصل إليها بدراسات تاريخية معتدمدا على أبحاث أركيولوجيين وعلماء الحضارة الفرعونية، كما أنه يفند فكرة "نصب العام الخامس لمنبتاح " في ص 265.
ثم يقف عند ملحوظة أساسية وهي أن التوراة تتحدث عن غرق الفرعون ولكن لا تتحدث عن نجاة جثته. بينما الغريب في الأمر أن القرأن هو النص الوحيد الذي نجد فيه هذه المعلومة،فقد انفرد القرآن بالكلام عن نجاة جثة فرعون حيث يقول:
"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيه" (سوره يونس، ?۲.
لماذا ينفرد القرآن بهذه المعلومة من أين جاء محمد بها؟؟؟؟؟؟؟
نجاة بدن فرعون لم يذكرها أي نص ديني وانفرد بها القرآن.
هذه هي المعلومة التي يقف عندها بوكاي،ويؤكد من خلالها تفوق القرآن على غيره من كتب الأديان. وهو التفوق الذي يبقى مثيرا للتفكير.
وتبقى الفكرة دليلا قويا لصالح القرآن ولن يشكك فيه حتى الأبحاث التي تقول -بناء على نصب العام الخامس - إن منبتاح ليس فرعون الخروج وأن رعمسيس هو فرعون الخروج، لأنه حتى لو قلنا بذلك فإن جثة رعمسيس هي أيضا موجودة،فتبقى الآية لغزا لمن لا يؤمن بالقرآن من اللادينيين:
فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيه" (سوره يونس، ?۲.
===========
انتهى
ـ[أبو علي]ــــــــ[07 - 12 - 04, 10:57 ص]ـ
ما قاله الشَّيخ الفوزان صحيح؛ وكلام السَّلف هو المعتمد؛ لا تخاريف الخلف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/55)
ـ[الغواص]ــــــــ[12 - 12 - 04, 07:00 ص]ـ
الأخ أبو علي
هل يعني كلامك بأن السلف "مجمعون" على أن جثة فرعون تحللت؟
ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[12 - 12 - 04, 09:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أوافق كلام الأخ راجي رحمة ربه في كونه لا يلزم, لكن لا يمنع.
والمسألة فيها اختلاف تاريخي مشهور, لا ينبغي إقحام الآية في هذا الخلاف العلمي, وكون المومياء الفرعونية الموجودة حاليا وتنسب إلى منبتاح إنما هي نظرية علمية عند أصحابها تكان تكون صحيحة علميا, أما الجزم بذلك -طبعا- فالعلم عند الله, وإنما أخذت الآية استئناسا, وليس العكس.
والسبب الذي جعل أغلب الباحثين النصارى واليهود الإصرار على أن هذه الجثة هي لرمسيس الثاني هو إصرارهم على أن فرعون الخروج الذي مات غرقا هو رمسيس الثاني, وحيث أن جموع المسلمين -ومنهم الباحثين- تتلقى العلم من اليهود والنصارى, فقد قبلوا هذه التحقيقات بتسليم.
غير أن المحقق في المسألة والباحث فيها , يجد أيضا أن سبب إصرار اليهود والنصارى على التأكيد أن فرعون الخروج (الغارق) هو رمسيس الثاني إنما هو نتيجة لدفع التناقض الموجود في التوراة والعهد القديم في تاريخ وجود بني إسرائيل في مصر, منذ دخول آل يعقوب ويوسف عليه السلام إلى خروج موسى وانفلاق البحر في تفصيل لا داعي لذكره في هذا الموضع.
والناظر للتاريخ وحقائقه يجد أن الدلالات تشير أنه في تلك الفترة الفرعونية - أعني مرحلة موسى عليه السلام- قد تعاقب عليها فرعونان, رمسيس الثاني وابنه منبتاح, ولذلك فالذي تؤكده حقائق التاريخ أن رمسيس الثاني هو فرعون الاضطهاد ومنبتاح هو فرعون الخروج (الغرق) ,
ولكن خالف ذلك جمع من المؤرخين وذكروا أن هناك أدلة نفند هذا الزعم وهي وجود اللوحة العريقة الشهيرة التي اكتشفها عالم الآثار البريطاني فلندرز بيتري, سنة 1896, والمسماة لوحة منبتاح" لوحة اسرائيل" وهي الوثيقة المصرية الوحيدة التي جاء بها ذكر قوم إسرائيل, وتبين أنهم كانوا موجودين في أرض كنعان عند كتابة اللوحة في العام الخامس من حكم منبتاح, أي قبل موته بخمس سنوات, مما دل على أن رمسيس الثاني هلك عند الخروج وخلفه ابنه, ففرعون موسى إذن واحد وهو رمسيس الثاني.
والتحقيق في المسألة في شرعنا من أجل أن يصبّ في مجراه التاريخي يتوجه في البحث في هل ذكر كلمة فرعون في القرآن الكريم المذكورة 74 مرة هي لفرعون واحد فقط, أم يجوز تعدي معناها إلى أكثر من فرعون باعتباره لقبا, فهذا هو توجيه الخلاف الشرعي, فإن استُطيع الخروج من هذا الخلاف أمكن بعدها توجيه الخلاف التاريخي.
والله أعلم.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[13 - 12 - 04, 11:07 م]ـ
إلى الأخ أبي علي، اتق الله فيما تتكلم به!!(33/56)
مهمات المسح على الخفين للشيخ سليمان العلوان
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[15 - 06 - 04, 05:16 ص]ـ
المسألة الأولى:
اعلم أن المقيم يمسح يوماً وليلة والمسافر ثلاثة أيام.يبتدئ من وقت مسحه على خفيه وقد قال بعض أهل العلم من أول حدث بعد لبس.
وهذا ضعيف بل الصحيح من وقت مسحه على خفيه وهو قول أحمد بن حنبل اختاره ابن المنذر وهو المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ([1] [1]) – رضي الله عنه – ولو أحدث ولم يمسح لم يعتبر شيئاً فإذا مسح ابتدأ المدة حتى ولو كان مسحه لتجديد وضوء لظاهر الأخبار الواردة في هذا الباب ولذلك عدلت في توقيت مدة المسح عن عبارة من قال كالنووي في المجموع وغيره يبتدئ من حين المسح بعد الحدث وقلت من وقت مسحه على خفيه ليدخل فيه الوضوء من غير حدث. واعلم أن دليل التوقيت في حق المقيم والمسافر حديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – المخرج في صحيح الإمام مسلم (3/ 175 - نووي) قال " جعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم ".
والتوقيت على ما جاء في هذا الحديث في حق المقيم والمسافر أمر واجب على الصحيح وهو مذهب الجمهور خلافاً لمالك وبعض أهل العلم وأدلة الجمهور ومنها حديث علي المتقدم – أظهر دلالة وأقوى برهاناً من أدلة مالك ومن وافقه.
إلا أن المسافر الذي يخشى فوات رفقة أو يتضرر بالنزع ونحو ذلك من الأعذار له أن يمسح إلى زوال عذره كما قال بذلك بعض أهل العلم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ([2] [2]) " لما روى ابن ماجة ([3] [3]) والدار قطني ([4] [4]) في سننه والبيهقي في السنن الكبرى ([5] [5]) عن عقبة بن عامر أنه وفد على عمر بن الخطاب عاماً قال عقبة. وعَلىَّ خفاف من تلك الخفاف الغلاظ فقال لي عمر. متى عهدك بلبسهما؟ فقال لبستهما يوم الجمعة واليوم جمعة فقال له عمر أصبت السنة " وهذا الأثر إسناده صحيح إلا أن قوله " أصبت السنة " لم تثبت فالصحيح أن عمر قال " أصبت " ولم يقل السنة. وذكر السنة في هذا الأثر شاذ كما بين ذلك الإمام الدار قطني ([6] [6]) – رحمه الله.
وعلى كل فالأثر تقوم به حجة فلا يعلم لعمر وعقبة ([7] [7]) مخالف من الصحابة. وفعل عقبة يدل على أن الأمر كان معلوماً عند الصحابة ولو لم يسبق لعقبة علم بجواز هذا الفعل ما فعله اجتهاداً وإن كان فعله اجتهاداً فقد صوبه عمر وهو خليفة راشد ملهم قد أمرنا النبي –صلى الله عليه وسلم – أن نقتدي به كما في جامع الترمذي (5/ 569) من طريق عبدالملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –" اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر " قال الترمذي – رحمه الله – هذا حديث حسن.
وفي صحيح مسلم ([8] [8]) من طريق ثابت عن عبدالله بن رباح عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا ... )
المسألة الثانية:
لا بد أن يدخل الخفين أو الجوربين على طهارة كما هو محل اتفاق عند أهل العلم ([9] [9]) إلا ما يذكر عن بعضهم وهو خلاف شاذ لا يعتد به ويجوز على الصحيح كما هو مذهب الأحناف ورواية عن أحمد أن يدخل الخف رجله اليمنى بعد غسلها قبل غسل اليسرى ثم يغسل اليسرى ويدخلها الخف.
ولو أدخل خفيه في قدميه قبل أن يغسلهما لم يجزه ووجب عليه نزعهما ثم غسل قدميه.
وفي الصحيحين وغيرهما عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه – أنه كان مع النبي – صلى الله عليه وسلم - في ذات ليلة في مسير فذكر وضوء النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ومسح برأسه ثم أهويت لأنزع خفيه فقال: دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ومسح عليهما ([10] [10]).
المسألة الثالثة:
اختلف العلماء – رحمهم الله تعالى – في حكم المسح على الخف أو الجورب المخرق. وأصح ما قيل في هذه المسألة أنه يجوز المسح على المخرق والمرقع إذ لا دليل على منع المسح على الخف المخرق قال الإمام المشهور سفيان الثوري – رحمه الله – امسح عليها ما تعلقت به رجلك وهل كانت خفاف المهاجرين والأنصار إلا مخرقة مشققة مرقعة) ذكره عبدالرزاق عنه في المصنف ([11] [11]) ومن طريقه رواه البيهقي في السنن الكبرى ([12] [12]) وهذا قول إسحاق وابن المبارك وابن عيينة وأبي ثور وغيرهم ([13] [13]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/57)
وقد يقال بأولوية المسح على الخف السليم الخالي من الخروق خروجاً من الخلاف ولاسيما لأهل القدرة والذين لا يشق عليهم ذلك فإن مسحوا على المخرق والمعيب صح بدون كراهة على الصحيح.
وأما جعل الخف غير المخرق شرطاً لصحة المسح فلا دليل عليه فقد رخص النبي – صلى الله عليه وسلم – في المسح على الخفين والجوارب وأطلق ولم يقيد المسح على الخف أو الجورب بقيود وإطلاق ما أطلق الشارع أمر متعين فإذا جاء القيد عن الشارع ولم يكن أغلبياً وجب اعتباره وهو منتف هنا وأما كوننا نقيد كلام النبي – صلى الله عليه وسلم – بكلام بعض الفقهاء الذين هم بشر يخطئون ويصيبون فهذا أمرٌ لا يجوز فلذلك.
لا يمنع المسلم ولا المسلمة من المسح على الخف أو الجورب المخرق ما دام اسمه باقياً ولو كان فيه من العيوب ما فيه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى
(21/ 174) " فلما أطلق الرسول –صلى الله عليه وسلم – الأمر بالمسح على الخفاف مع علمه بما هي عليه في العادة ولم يشترط أن تكون سليمة من العيوب وجب حمل أمره على الإطلاق ولم يجز أن يقيد كلامه إلا بدليل شرعي وكان مقتضى لفظه أن كل خف يلبسه الناس ويمشون فيه فلهم أن يمسحوا عليه وإن كان مفتوقاً أو مخروقاً من غير تحديد لمقدار ذلك فإن التحديد لا بد له من دليل " وقال أيضاً رحمه الله 0 " وأيضاً فأصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – الذين بلغوا سنته وعملوا بها لم ينقل عن أحد منهم تقييد الخف بشيء من القيود بل أطلقوا المسح على الخفين مع علمهم بالخفاق وأحوالها فعلم أنهم كانوا قد فهموا عن نبيهم جواز المسح على الخفين مطلقاً.
المسألة الرابعة:
لم يرد حديث تقوم به حجة في كيفية المسح على أعلى الخفين فلذلك يكفي المسلم والمسلمة إمرار اليد على القدم اليمنى واليسرى بحيث يصدق عليه أنه مسح ([14] [14]) كما هو قول الشافعي وأبي ثور وغيرهما ([15] [15]) ويقتصر بالمسح على أعلى الخف، أما مسح أسفل الخف فلم يثبت فيه دليل. والحديث الوارد في ذلك معلول عند الأئمة الكبار ([16] [16]) فلا يصح العمل به وقد روى أبو داود وغيره بسند صحيح من طريق الأعمش عن أبي اسحاق عن عبد خير عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: " لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم يسمح على ظاهر خفيه ".
المسألة الخامسة:
اختلف العلماء – رحمهم الله تعالى – في حكم الطهارة بعد نزع الخفين أو الجوربين بعد المسح عليهما هل يبقى على وضوئه أم تنتقض طهارته فيكون نزع الخفين ناقضاً من النواقض أم أنه يغسل قدميه إذا نزع خفيه كما قال بذلك بعض الفقهاء.
أصح هذه الأقوال فيما يظهر من حيث الدليل أن طهارته باقية دون حاجة إلى غسل القدمين ونُقل هذا القول عن جماعة من أهل العلم منهم الحسن البصري والنخعي وقتادة وعطاء وغيرهم واختاره ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية ([17] [17]) وبعضهم قاس ذلك على من مسح رأسه ثم حلقه فإنه لا يجب عليه أن يعيد مسح رأسه. وهذا القياس ضعيف فلا ينظر إليه لأن الشعر أصل في الرأس وليس بدلاً وأما المسح على الخفين فإنه بدل عن غسل القدمين فلا يقاس ما كان أصلاً على ما كان بدلاً.
وقلت إن هذا القول هو الصحيح لأنه مذهب الخليفة الراشد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - ولم يخالفه في ذلك أحد من الصحابة فيما أعلم فنستغني به عن القياس الذي لم تتوفر شروطه وتنتف موانعه.
وقد روى البيهقي ([18] [18]) والطحاوي ([19] [19]) في شرح معاني الآثار واللفظ له " عن أبي ظبيان أنه رأى عليا رضي الله عنه – بال قائماً ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على نعليه ثم دخل المسجد فخلع نعليه ثم صلى " وهذا أثر صحيح.
وقوله " بال قائماً " فيه رد على قول من قال إن علياً توضأ على طهارة وفيه محل الشاهد أنه لا ينتقض وضوء الماسح على الخف أو الجورب وكذلك العمامة بالنزع.
فإن قيل أيعيدهما أعني الخفين أو الجوربين مرة أخرى ويبتدئ مدة المسح من جديد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/58)
ويحصل بذلك تسلسل كلما أوشكت المدة أن تنقضي نزع خفيه أو جوربيه ثم أدخلهما ويصدق عليه أنه أدخلهما على طهارة قلت هذا ممنوع لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين " ([20] [20]) والمقصود بالطهارة هنا الطهارة بالماء والذي ينزع خفيه ويريد إدخالهما مرة أخرى إنما يدخلهما على طهارة مسح و هذا لا يجوز لأنه لم يدخلهما على طهارة ماء والنص جاء بطهارة الماء ولم يرد بطهارة المسح ولذلك لا يجوز إعادة الخفين أو الجوربين والمسح عليهما منعاً للتسلسل الحاصل بالجواز ومنعاً لإلغاء المدة التي وقتها النبي - صلى الله عليه وسلم –للمقيم والمسافر لأنه لو أجيز إعادتهما والمسح عليهما – ولا قائل به ([21] [21]) لم يكن لتوقيت النبي – صلى الله عليه وسلم – فائدة لأنه يلزم من القول بإعادتهما القول بابتداء مدة المسح من الإدخال ويحصل بذلك إلغاء للتوقيت ومخالفة صريحة لما سنه النبي - صلى الله عليه وسلم- لأمته ولو كان هذا جائزاً لأرشد إليه النبي – صلى الله عليه وسلم - ولما أمرهم بالنزع والله أعلم.
المسألة السادسة:
إذا مسح يوماً وليلة فما فوق ثم قدم بلده الذي يسكن فيه فلا يجوز له في هذه الحالة المسح على الخفين بل ينزعهما ثم يغسل قدميه لأن رخص السفر قد انتهت بالوصول إلى البلد فلا يجوز الزيادة عن اليوم والليلة في المسح كما هو قول جمهور العلماء ([22] [22]) وإن وصل بلده وقد مضى دون يوم وليلة يتمهما.
وأما المقيم إذا مسح يوماً ثم سافر فإنه يمسح يومين زيادة على اليوم فيكون مسحُه ثلاثة أيام. وهذا الصحيح من أقوال أهل العلم وبه قال الأحناف ([23] [23]) ورواية عن الإمام لأحمد رجحها كثير من أصحابه وجاء عن الإمام أحمد – رحمه الله – أنه رجع عن قوله ((يتم مسح مقيم)) لأن رخص السفر قد حلت له والمسافر كما تقدم في حديث علي يمسح ثلاثة أيام إلا أن يخشى فوات رفقته أو يتضرر بالنزع لشدة برد ونحو ذلك من الأعذار فله أن يمسح أكثر من ثلاثة أيام لأثر عقبة بن عامر وقد تقدم ذكره في المسألة الأولى والله أعلم.
المسألة السابعة:
" إذا لبس جورباً على جورب ". فإن كان لبس ذلك على طهارة فالحكم في هذه الحالة للفوقاني وإن مسح على التحتاني صح ذلك على الصحيح.
وأما إن لبس الفوقاني على حدث فلا يجوز له أن يمسح على الفوقاني عند جمهور أهل العلم ([24] [24]) لأنه لبس ذلك على غير طهارة. فإذا مسح على التحتاني ثم لبس الفوقاني جاز له حينئذ المسح على الفوقاني. وفي هذه الحالة على هذا القول إذا نزع الفوقاني فالحكم كالحكم فيما إذا نزع خفيه وقد سبق أن الطهارة لا تنتقض.
وهذه المسائل السبع من أهم المسائل في المسح على الخفين والسؤال يكثر عنها.
والقصد من كتابة هذه المسائل هو تقريب ا لمسائل بأدلتها إلى سائر الخلق لتكون عوناً لهم على معرفة أمور دينهم والتفقه على وفق الأدلة الصحيحة.
فالمسلم لم يقيد بمذهب أو بقول أحد سوى قول الرسول – صلى الله عليه وسلم أو ما اتفق عليه أهل العلم – والله الموفق للصواب والهادي إلى سبيل الرشاد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[27 - 02 - 05, 10:08 ص]ـ
بارك الله فيكم اخي الكريم
هل لهذه الرسالة هوامش؟
وهل تتكرم علينا بتحميل الرسالة مع هوامشها ان وجدت على ملف ورد وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن العامر]ــــــــ[27 - 02 - 05, 01:47 م]ـ
المسألة الأولى:
اعلم أن المقيم يمسح يوماً وليلة والمسافر ثلاثة أيام.يبتدئ من وقت مسحه على خفيه وقد قال بعض أهل العلم من أول حدث بعد لبس.
وهذا ضعيف بل الصحيح من وقت مسحه على خفيه.
اختلفت أقوال العلماء في المسح على الخفين: هل يبدأ من أول حدث بعد لبسه الخف؟؛ لأنه سبب للكل. أو يبدأ من عند مسح بعد الحدث؟.
فقال بعض أهل العلم: أن العبرة بالحدث؛ لأنه سبب لما بعده, والأسباب منزلة منزلة مسبباتها وهي المؤثرة في مسبباتها فيعتبر السبب وأكدوا هذا أنه لما أحدث شُرع له أن يمسح؛ لأنه لما انتقض وضوءه بعد اللبس شرع له أن يبتدأ المسح وحينئذ جاز له فعل الرخصة من الشرع بالمسح، فقالوا: يبتدئ من الحدث إلى مثله من اليوم القادم.
وهذا هو أصح الأقوال لما ذكروه ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال يمسح المسافر ويمسح المقيم في حديث علي-رضي الله عنه-:أنّه قال: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسمح ثلاثا إذا سافرنا ويوما إذا أقمنا).
ومراده: أي نستبيح الرخصة بالمسح, واستباحة الرخصة إنما تقع بعد وجود موجب الرخصة وهو الحدث هنا، ولذلك يترجح هذا القول.
وهو اختيار شيخنا الشنقيطي حفظه الله كما في شرحه للزاد.
والله أعلم.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[05 - 08 - 07, 02:29 ص]ـ
بوركت.
ـ[ابوسفر]ــــــــ[05 - 08 - 07, 03:30 ص]ـ
جزاكم الله خرا
ـ[ابوسفر]ــــــــ[05 - 08 - 07, 03:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(33/59)
قال ابن المنذر: لا يثبت في الشاهدين في النكاح خبر
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 08:10 ص]ـ
المغني لابن قدامة > كتاب النكاح > مسألة لا نكاح إلا بولي وشاهدين من المسلمين > فصل النكاح لا ينعقد إلا بشاهدين
الفصل الثاني: أن النكاح لا ينعقد إلا بشاهدين. هذا المشهور عن أحمد. وروي ذلك عن عمر، وعلي، وهو قول ابن عباس، وسعيد بن المسيب، وجابر بن زيد، والحسن، والنخعي، وقتادة، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، وأصحاب الرأي. وعن أحمد أنه يصح بغير شهود. وفعله ابن عمر، والحسن بن علي، وابن الزبير، وسالم وحمزة ابنا ابن عمر. وبه قال عبد الله بن إدريس، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، والعنبري، وأبو ثور، وابن المنذر وهو قول الزهري، ومالك، إذا أعلنوه. قال ابن المنذر: لا يثبت في الشاهدين في النكاح خبر. وقال ابن عبد البر: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم {: لا نكاح إلا بولي وشاهدين عدلين}. من حديث ابن عباس وأبي هريرة وابن عمر، إلا أن في نقله ذلك ضعيفا، فلم أذكره. قال ابن المنذر: وقد أعتق النبي صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي فتزوجها بغير شهود. قال أنس بن مالك رضي الله عنه: {اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية بسبعة قروش، فقال الناس: ما ندري أتزوجها رسول الله أم جعلها أم ولد؟ فلما أن أراد أن يركب حجبها، فعلموا أنه تزوجها} متفق عليه. قال: فاستدلوا على تزويجها بالحجاب. وقال يزيد بن هارون: أمر الله تعالى بالإشهاد في البيع دون النكاح، فاشترط أصحاب الرأي الشهادة للنكاح، ولم يشترطوها للبيع، ووجه الأولى أنه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {: لا نكاح إلا بولي مرشد، وشاهدي عدل}. رواه الخلال بإسناده. وروى الدارقطني، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {: لا بد في النكاح من أربعة؛ الولي، والزوج، والشاهدان}. ولأنه يتعلق به حق غير المتعاقدين، وهو الولد، فاشترطت الشهادة فيه، لئلا يجحده أبوه، فيضيع نسبه، بخلاف البيع فأما نكاح النبي صلى الله عليه وسلم بغير ولي وغير شهود، فمن خصائصه في النكاح، فلا يلحق به غيره.
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 08:34 ص]ـ
قال الشوكاني في نيل الأوطار:
وحكى في البحر عن ابن عمر وابن الزبير وعبد الرحمن ابن مهدي وداود انه لا يعتبر الاشهاد. وحكى أيضا عن مالك أنه يكفي الاعلان بالنكاح والحق ما ذهب إليه الأولون لأن أحاديث الباب يقوي بعضها بعضا والنفي في قوله لانكاح يتوجه إلى الصحة وذلك يستلزم أن يكون الأشهاد شرطا لأنه قد استلزم عدمه عدم الصحة وما كان كذلك فهو شرط.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 06 - 04, 11:42 م]ـ
وجود الشاهدين غير مهم، لكن المهم هو إعلان النكاح وإشهاره. ولذلك كان سيدنا عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يتوعد (أظن بالرجم) من كان يفعل نكاح السر.
ـ[كلمات]ــــــــ[16 - 06 - 04, 03:08 ص]ـ
النكاح عقد من العقود، لابد فيه من شهود.
ولذا لم يُجِزْ عمر رضي الله عنه النكاح بغير شهود واعتبره من نكاح السر.
والأثر عنه بذلك: رواه مالكٌ في الموطأ وغيره.
وروى ابن أبي شيبة مجموعة من الآثار عن جابر بن زيد والحسن البصري وغيرهما، ونص عبارة جابر بن زيد: ((لانكاح إلا بولي وشاهدين)) وعبارة الحسن: ((لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل وصدقة معلومة ومشهودة)).
وذكر الشافعي رحمه الله حديث النبي صلى لله عليه وسلم ((لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل)) في كتاب الأم ثم قال: ((وهذا وإن كان منقطعًا دون النبي صلى الله عليه وسلم فإن أكثر أهل العلم يقول به، ويقول: الفرق بين النكاح والسفاح: الشهود)). وقال الشافعي أيضًا: ((فالنكاح لا يثبت إلا بأربعة أشياء: الولي، ورضا المنكوحة، ورضا الناكح، وشاهدي عدل)).
وهذا قول أكثر أهل العلم على ما حكاه عنهم الترمذي في السنن (1103).
إذن ما الفرق بين النكاح وغيره؟ ولماذا سُمِّي عقدًا؟ وهل تصح العقود في الشريعة بغير شهود؟ وهل هناك دليل على التفريق بين عقد النكاح وغيره من العقود في مسألة الشهود؟ وما هو؟
ولذا فالراجح في المسألة ما ذهب إليه أكثر أهل العلم من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله وأصحاب المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم.
وما رُوِيَ من قول بعض الأئمة في صحة النكاح بدون شهود يمكن مناقشته، والراجح من حيث النظر لزوم الشهود؛ والله الموفق.(33/60)
ماهو الدليل على تحريم التقليد؟
ـ[مبارك]ــــــــ[15 - 06 - 04, 11:36 ص]ـ
وجه سؤال إلى الإمام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ مانصه:
ماهو الدليل على تحريم التقليد؟.
الجواب: لا أعلم دليلاً على تحريم التقليد، بل التقليد لا بد منه، لمن لا علم عنده. وقد قال الله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) (النحل: 42)، فهذه الآية جعلت المسلمين من حيث العلم قسمين:
* عالم، وأوجب عليه أن يجيب السائل.
* غير عالم وأوجب عليه أن يسأل العالم.
* فلو أن رجلاً من عامة الناس، جاء لعالم فسأله، فأجابه العالم، فقد طبق هذا الرجل هذه الآية.
* ولعل المقصود هو غير ماذكر في السؤال وهو تحريم التمذهب، وهو أن يأخذ دينه من أحد المذاهب المتبعة، ثم لا ليلتفت إطلاقاً إلى المذاهب الأخرى وأقوال الأئمة، فهذا التدين بالتمذهب هو الذي لا يجوز؛ لأنه خلاف أدلة الكتاب والسنة.
* وأهل العلم يقسمون الناس إلى ثلاثة أقسام:
* مجتهد.
* متبع ـ أي: على بصيرة ـ.
* مقلد، وهذا شأن عامة الناس.
* إذا لا نستطيع أن نقول إن التقليد حرام، إلا إذا جُعل التقليد ديناً. أما مطلق التقليد فلا يجوز تحريمه.
ووجه إليه (أي: الإمام الألباني) في نفس الموضوع السؤال الآتي وهاك نصه:
متى يكون المسلم متبعاً، ومتى يكون مقلداً، وما الفرق بين الاتباع والتقليد؟
الجواب: الأصل في كل مسلم أن يكون كما قال تعالى: (قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن) (يوسف: 108).
فلا شك أن التقليد ليس علماً، والمقلد لا يكون على بصيرة من دينه.
فلذي يجعل ديدنه أن يقلد ويمشي على غير بصيرة، فهذا ليس من الإسلام في شيء، فلا يجوز للمسلم ـ أيا كان ـ أن يتدين بالتقليد، كما قال بعض الخلف: وواجب تقليد حبر منهم، فهذا جعل التقليد لإمام من أئمة المسلمين أمراً واجباً.
فنحن نقول في التقليد كما قال الإمام الشافعي في القياس، قال: القياس ضرورة لا يصار إليه إلا حينما يفقد الدليل من الكتاب والسنة أو إجماع الأمة.
فنقول إن التقليد لا يجوز إتخاذه ديناً، ولكنه ضرورة، فمن لم يتمكن من عامة المسلمين أو طلاب العلم أن يعرف المسألة بدليلها من الكتاب والسنة ليكون متبعاً وعلى بصيرة من دينه، فهناك يقال: الضرورات تبيح المحظورات، فيجب التقليد لمن هو أعلم منه.
أما أن يجعل التقليد ديناً، فينصرف بذلك أولاً عن مرتبة الاتباع الذي هو معرفة المسألة بدليلها من الكتاب والسنة، فضلاً عن مرتبة الجتهاد التي هي أعلى مراتب البصيرة في الدين، فهذا لا يجوز في دين الله.
فالفرق إذن بين التقليد والاتباع كالفرق بين البصير والأعمى.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[15 - 06 - 04, 11:19 م]ـ
جزاك الله يا أخي خير الجزاء علي ما تتحفنا به من فوائد ودرر
أسأل الله يا أخي أن لا يضيع أجرك
وأن يثبتك علي الحق
الله يحفظك يا أبا عبد الرحمن
ـ[بدر الدين احمد]ــــــــ[17 - 06 - 04, 01:02 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قد ذم الله التقليد في غير موضع من كتابه
قال الله تعالي (واذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا أولو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)
وقال تعالي (وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء)
وقال تعالي (انهم ألفوا آباءهم ضالين. فهم علي آثارهم يهرعون)
قال ابو محمد ابن حزم ((التقليد: هو اعتقاد الشىء لان فلان قاله ممن لم يقم علي صحة قوله برهان)) (الاحكام 1\ 37)
وقد حكي ابن حزم الاجماع علي تسمية ذلك تقليدا فقال ((التقليد علي الحقيقه انما هو قبول ما قاله قائل دون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بغير برهان ,فهذا هو الذي اجمعت الامه علي تسميته تقليدا, وقام البرهان علي بطلانه))
وقال الشوكاني ((هو قبول رأي من لا تقوم به الحجه بلا حجه)) (ارشاد الفحول\265)
والحجه والبرهان المذكوران هاهنا يختلفان باختلاف الآخذ: فان كان الآخذ او القابل للقول مجتهدا, او كان غير بالغ مبلغ المجتهدين, لكنه ناظر في العلم متبصر فيما يلقي اليه, فيفهم الدليل وموقعه, ويصلح فهمه للترجيح بالمرجحات المعتبره ,فان الحجه في حقه هي الادله الشرعيه التفصيليه, فليس له ان يقبل قولا ممن قاله الا بقيام الادله الشرعيه التفصيليه علي صواب ذلك القول, فان قبله بغير ذلك كان مقلدا التقليد المذموم المنهي عنه.
وان كان الآخذ او القابل للقول عاميا صرفا جاهلا بمعاني النصوص وتأويلاتها, فان الحجه في حقه هو الدليل الاجمالي وهو الرجوع الي اهل العلم بالكتاب والسنه.
يقول الشوكاني في بيان من ليس مقلدا-بعد ان يذكر ان التقليد هو العمل بقول الغير من غير حجه ((فيخرج العمل بقول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , والعمل بالاجماع , ورجوع العامي الي المفتي ,ورجوع القاضي الي شهادة العدول , فانها قد قامت الحجه في ذلك)) (ارشاد الفحول\265)
ويقول ابن عبد البر ((وكل من اوجب عليك الدليل اتباع قوله فانت متبعه, والاتباع مسوغ, والتقليد ممنوع))
ورجوع العامي العالم هو مما اوجبه الدليل ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) فيكون ذلك اتباعا وليس تقليدا
وقد يطلق بعضهم علي هذا النوع تقليدا, ولكن ينبغي ان يكون لهذا النوع اسم متميز حتى لا يحدث الخلط والاضطراب في استخدام المصطلحات.
(منقول بتصرف من رسالة الدرة البهية في التقليد والمذهبية)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/61)
ـ[ابن عبدالقدوس]ــــــــ[06 - 09 - 04, 01:36 ص]ـ
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ
وقرأت للجنة الدائمة أكثر من أربع فتاوى
كلها تجيز التقليد
في حالة عدم معرفة الحق بالدليل(33/62)
مصطلحات كتاب (نشر البنود علي مراقي السعود) للشيخ عبد الله العلوي الشنقيطي
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[15 - 06 - 04, 05:06 م]ـ
إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ؛ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ؛ فَلاَ هَادِيَ له.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ _ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ _.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اتَّقُوْا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمُ مُسْلِمُوْنَ}.
{يَا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوْا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُوْنَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْبَا}.
{يا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اتَّقُوْا اللهَ وَقُوْلُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
أَمَّا بَعْدُ:
فهذه مصطلحات ورموز الأصوليين
اولا: مصطلحات كتاب (نشر البنود علي مراقي السعود) للشيخ عبد الله العلوي الشنقيطي
1 - إذا ذكر لفظ _ المحشى _ فالمراد به الكمال بن أبى شريف الشافعى
2 - إذا قال _ زكريا _ فالمراد به شيخ الاسلام زكريا الأنصاري
3 - إذا عبر ب _ المحشيين _ فالمراد بهما الكمال بن أبى شريف والشيخ زكريا الأنصاري
4 - إذا قال _ اللقانى _ فالمراد به ناصر الملة والدين ابراهيم اللقانى المالكى
5 - إذا ذكر _ حلولو _ فالمراد به أبوالعباس أحمد بن عبدالرحمن القروى المالكى صاحب كتابى (البدر الطالع فى حل الفاظ جمع الجوامع) و (الضياء اللامع فى شرح جمع الجوامع)
6 - يقصد ب _ القاضى _ حيث ذكره أبا بكر الباقلانى
7 - يقصد ب _ الرازى _ حيث ذكره فخر الدين الرازى
8 - حيق قال: قال فى _ التنقيح _ أو _ فى شرح التنقيح _ فمراده به شهاب الدين القرافى
9 - حيث قال: قال فى _ الايات البينات _ فالقائل هو أحمد بن قاسم العبادى الشافعى0
المصدر كتاب شيخنا محمد ابراهيم الحفناوى حفظه الله
وكيل كلية الشريعه والقانون بطنطا
من كتاب (الفتح المبين فى حل رموز ومصطلحات الفقهاء والاصوليين)
الطبعة الاولى ص 178
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[23 - 07 - 05, 05:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لو تتحفونا بترجمة الشيخ الحفناوي وأخباره وهل له دروس خارج الجامعة؟ وماذا يدرس في الجامعة؟(33/63)
مصطلحات كتاب (مناهج العقول) للشيخ محمد بن الحسن البدخشى
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[15 - 06 - 04, 05:08 م]ـ
إنَّ الْحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ؛ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ؛ فَلاَ هَادِيَ له.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ _ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ _.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اتَّقُوْا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمُ مُسْلِمُوْنَ}.
{يَا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوْا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوْا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُوْنَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيْبَا}.
{يا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اتَّقُوْا اللهَ وَقُوْلُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
أَمَّا بَعْدُ:
مصطلحات كتاب (مناهج العقول) للشيخ محمد بن الحسن البدخشى
1 - إذا أطلق لفظ _ القاضى _ فالمراد به أبوبكر الباقلانى المتوفى سنة 403 من الهجره
2 - إذا اطلق لفظ _ الأستاذ _ كان المراد به أبواسحاق الإسفرايينى المتوفى سنة 418 من الهجره
3 - إذا أطلق لفظ _ البصرى _ فالمراد به أبوالحسين البصرى المتوفى سنة 473 من الهجرة
4 - إذا أطلق لفظ _ الجبائى _ فالمراد به أبو الجبائى المتوفى سنة 303 من الهجرة
5 - إذا ذكر الجبائيان _ كان المراد بهما أبا على الجبائى، وابنه اباهشام المتوفى سنة 321 من الهجرة
6 - يراد بحجة الاسلام حيث ذكر في _ الشرح _ أبو حامد الغزالى المتوفى سنة 505 من الهجره
7 - يراد بالإمام حيث أطلق فخر الدين الرازى المتوفى سنة 606 من الهجره
8 - حيث ذكر _ الشارحان _ فالمراد بهما العبرى، والجاربردى
9 - يراد ب _ المدقق _ ابن الحاجب المالكى المتوفى سنة 646 من الهجره
10 - يراد ب _ المحقق _ عضد الدين
11 - يراد ب _ العلامة _ قطب الملة والدين الشيرازى
12 - يراد ب _ الفاضل _ سعد الملة والدين التفتازانى
المصدر كتاب شيخنا محمد ابراهيم الحفناوى حفظه الله
وكيل كلية الشريعه والقانون بطنطا
من كتاب (الفتح المبين فى حل رموز ومصطلحات الفقهاء والاصوليين)
الطبعة الاولى ص 176
ـ[حسين محمد ابراهيم]ــــــــ[30 - 10 - 10, 12:43 م]ـ
شكرا أخي العزيز أبو هشام هل لديك علم بنسخ هذا الكتاب خاصة المخطوطة منها فإني بصدد تحقيقه وعندي نسختين مخطوطتين من العراق وأبحث عن نسخ أخرى له إذ أن أحد نسختيَ ناقص ولابد من أن أعثر على نسخة أخرى.
ـ[عبد الله العايضي]ــــــــ[30 - 10 - 10, 07:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(33/64)
أريد معرفة ما الأختلاف وما هو السند الصحيح
ـ[ابن عمر أزهرى سلفى]ــــــــ[15 - 06 - 04, 06:46 م]ـ
السلام عليكم أهل الحديث
هناك سؤال كثيراً ما يتردد فى ذهنى وهو أن فى فتح البارى شرح صحيح البخارى لابن حجر هناك حديث أخرجه ابو القاسم اللالكائى فى كتاب السنة من طريق حسن البصرى من أمه عن أم سلمه أنها قالت الأستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإقرار به إيمان والجحزد به كفر
وأخرج البيهقى بسند جيد عن عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك فدخل رجل فقال ياأبا عبد الرحمن الرحمن على العرش استوى كيف استوى فأطرق مالك فأخذته الرخضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كما وصف به نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع
ومن طريق يحيى ابن يحى عن مالك نحو المنقول عن أم سلمه
أما فى كتاب ابن أبى العز الحنفى فى شرح الطحاوية
قال الإمام مالك لما سئل عن قوله ثم استوى على العرش وغيرها كيف استوى فقال الأستواء معلوم والكيف مجهول
ولكن هذه الرواية مذكورة بدون سند عند ابن ابى العز
فأسأل هل هذه الرواية لها سند وهل هى صحيحه
وهل الرواية المذكورة عند ابن حجر صحيحه أم لا
وما الفرق بين كلمة (غير معقول) فى الرواية الأولى و (الكيف مجهول) فى الرواية الثانية وهل يمكن الجمع بيينهم أم ماذا؟؟؟؟؟
لو توضحوا لنا بارك الله فيكم
ـ[أبو تقي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 06:55 م]ـ
السلام عليكم
راجع هذا الرابط
الفرق بين مجهول وغير معقول ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16794&highlight=%C7%E1%DF%ED%DD+%E3%CC%E5%E6%E1)(33/65)
الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد
ـ[ esen71] ــــــــ[15 - 06 - 04, 07:59 م]ـ
أريد من الأخوة الفضلاء ألإرشاد حول تقييم استعمال الأسلوب والنظام أوروبي في الفقه الإسلامي أو كما قالوا الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد.
ـ[ esen71] ــــــــ[17 - 06 - 04, 08:32 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:21 ص]ـ
إذا كان القصد كتابته بطريقة عصرية بحيث يكون سهل الفهم فهذا لابأس به
أما إذا كان المقصود تيسير الفقه ولي أعناق النصوص من أجل العيون الغربية فهذا لايجوز مثل بعض فتاوى المجمع الفقهي الأوربي فقد افتضح أمرهم عند الناس بفتاواهم المخالفة للأدلة والتي يحاولون فيها مجاراة الواقع
ـ[أبو .. سالم]ــــــــ[18 - 06 - 04, 05:32 م]ـ
بل يقصد به عرض الفقه بالطريقة الحديثة التي يفهمها أهل القانون في العصر الحديث، وقد أجاد في ذلك فضيلة الشيخ مصطفى الزرقاء رحمه الله تعالى في كتابه القم " المدخل الفقهي العام" وفيه نجد كيف تفوق فقهنا الإسلامي على سائر المذاهب القانونية المعاصرة في الؤتمرات العالمية التي نقل من وثائقها ما يشهد بذلك والله أعلم
ـ[ esen71] ــــــــ[18 - 06 - 04, 08:19 م]ـ
قول الأخ أبو .. سالم يفيد قصدي في الموضوع. أهل القانون يقلدون فقهاء أوروبة في استعمال المصطلحات والمفاهيم و في تنظيم الكتب و الأبواب. لا شك في تفوق فقهنا الإسلامي على سائر المذاهب القانونية المعاصرة. القوانين الأوروبية أساسها القانون الروماني ولاكن فقهنا الإسلامي له ترتيب و تنظيم خاصة مستقلة. النقطة الأساسية هي وجه أفضلية أو ضرر اِمْتِثال هذه الطريقة في الفقه الإسلامي
ـ[الخالدي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 12:20 ص]ـ
إن هذا الموضوع لجدير بالمباحثة وتبادل وجهات النظر فيه حيث إن البعض ممن ينتسب إلى طلب العلم يظن أنه لايسعه الخروج عن المنهج المرسوم في تصنيف أبواب الفقه المعروفة.
وأضم صوتي للكاتب الثاقب عبدالله بن خميس حيث إن الأسلوب الذي نهجه الشيخ مصطفى عليه رحمة الله وسيلة في نفسه لتقريب الفهم الذي هو الغاية.
ومن المعروف لمن تتبع تطور العلوم الشرعية أنها كانت مجتمعة في عصر السلف لأنها تؤخذ بالتلقي وعن طريق الحفظ.
ثم لما جاء عصر التأليف والإبداع (أقصد تأليف المجاميع والسنن) أخذ تلقي العلم منحى آخر إلا أنه في السنن أوضح لاقتصاره على أبواب الفقه.
ولما بعد الناس عن عصر الرواية وقصرت الهمم وتمايزت المذاهب قام الفقهاء بتجريد الأحاديث من الأبواب والاقتصار على الأحكام العملية وبذلك انفصل الفقه عن الحديث (أما انفصال علم العقيدة فكان مربوطاً بخروج كل فرقة والتصدي لها من قبل أهل السنة).
لذلك لم يأخذ التصنيف الفقهي ذلك الوقت التقعيد النظري بقدر ما كان يواجه الوقائع المتجددة بالحلول الفقهية وكان ذلك حسب الحاجة الاجتماعية في زمانهم حيث كانت القواعد راسخة في الصدور مبعثرة بين السطور فشأن الفقهاءفي ذلك العصر بالنسبة للقواعد مثل شأن الصحابة رضوان الله عليهم في عد الحاجة لمباحث علم الأصول من أمر ونهي وعم وخاص ومطلق ومقيد ... الخ.
ثم لما أخذ الجمود في العصور المتأخرة يظهر على المصنفات فهذا يشرح متناً وآخر يختصره وثلث يحشي عليه وكل ذلك بقليل فائدة، فقد لاحظ العديد من الفقهاء الحاجة إلى تطوير منهجية تنظيم المادة الفقهية، حيث يقول في ذلك شهاب الدين القرافي: "وأنت تعلم أن الفقه وإن جل إذا كان مبدداً تفرقت حكمته، وقلت طلاوته، وضعفت عند النفوس طلبته، وإذا رتبت الأحكام مخرجة على قواعد الشرع، مبنية على مآخذها، نهضت الهمم حينئذ لاقتباسها وأعجبت غاية الإعجاب بتقمص لباسها …. ".
وفي نظري الضعيف أن ما قام به الفقيه مصفى الزرقاء رحمه الله ما هو إلا امتداد لتطور التصنيف في الفقه الإسلامي، وأن التصنيف الموضوعي عند المتقدمين إن كان له مميزاته في ذلك العصر فله سلبيات في هذا الوقت الراهن مع غلبة الأعداء على النظام العالمي وتغييرهم لشرائع الدين الحنيف في كثير من بلاد العالم الإسلامي فيخدعون السذج بأنهم لم يتدخلوا في عباداتنا (فقه العبادات) لأنها لاتهم حالياً إلى أن يتمكنوا من فقهنا بنسخه نأنظمتهم فيلفون عبادتنا طقوساً ورموزاً مذهبية.
فما دخلت المعاملات الربوية وعقود الغرر إلا لما تأخر الأسلوب في عرض الرأي الفقهي الإسلامي في المعاملات وما اتهم الفقه الإسلامي بانتهاك حقوق الإنسان إلا بتأخر في منهج عرض فقه العقوبات إلخ.
وهذه وجهة نظر قد أكون فيها مخطأً كتبتها على عجل وأرجو من الأخوة ممن هم أكثر مني علماً وفهماً المشاركة في هذا الموضوع لأهميته البالغة في الوقت الحالي.
ـ[ esen71] ــــــــ[25 - 06 - 04, 12:49 م]ـ
المشاركة
ـ[أبو .. سالم]ــــــــ[28 - 06 - 04, 06:50 م]ـ
حقا إن ما بدأه الشيخ مصطفى الزرقا هو التطور المطلوب في تصنيف الفقه والذي يمثل في اعتقادي فرضا كفائيا ينبغي القيام به وإتمام المسيرة التي بدأها الشيخ الزرقا في عصرنا الحاضر، فقد كان عمله رحمه الله تجديدا شاهدا على العصر ويضع على كاهل طلبة العلم الشرعي واجبا يستحث الهمم للقيام بواجب العصر الذي نحن فيه،
لقد حاولت الدولة العثمانية من قبل عملا تجديديا في صياغة الفقه يتمثل في (مجلة الأحكام العدلية) إلا أنه كان للأسف عملا ناقصا لأنه من جهة كان مقتصرا على المذهب الحنفي ومن جهة أنه لم يكن نابعا من استيعاب الطريقة المعاصرة في عرض الفقه ونظرياته المختلفة، بينما كان ما بدأه الشيخ الزرقا متجاوزا جوانب القصور هذه حيث كان عمله مؤسسا على فهم الفقه الإسلامي بمفهومه الذي يسع جميع المدارس الفقهية الإسلامية ومنطلقا من الطرائق المعاصرة في عرض الفقه بثوب جديد، السيخ الزرقا مدرسة شاهدة على العصر تستحق الدراسة وتستحق المتابعة
والله الموفق ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/66)
ـ[أبو .. سالم]ــــــــ[28 - 06 - 04, 07:09 م]ـ
تعقيبا على تساؤل الأخ eses71 عن أفضلية أو ضرر امتثال الطريقة الجديدة في تصنيف الفقه؛ أقول إن المسألة ليست مسألة أفضلية وإنما المسألة مسألة حاجة معاصرة، إن الطريقة التي درج عليها الفقهاء رحمهم الله في التصنيف على طريقة المتون والشروح والحواشي التي تتناول مسائل الفروع الدقيقة والأدق من الدقيقة بل وافتراض مسائل والإجابة عنها في كثير من الأحوال هذه الطريقة أدت دورها في عصور متطاولة، لكن حاجة العصر الآن كما أنها تتجلى في استفادة التكنولوجيا من الأمم الأخرى فإنها تتجلى أيضا في الحاجة إلى استفادة النظم الإدارية التي لا تخفى الحاجة إليها في حياتنا اليومية، ومنها الاحتكام إلى القضاء وتقنين الأحكام وما يستلزم ذلك من فقه واستباط من العلماء المهرة، ما فعله الشيخ الزرقا خطوة في هذا الاتجاه وتمثيل لهذا الفقه والاستنباط في المؤتمرات القانونية العالمية التي استطاع في أكثر من دورة أن ينتزع شهادة هذه المؤتمرات على عظمة فقهنا الإسلامي (كفقه وليس كطريقة تصنيف وتبويب)، هذا ما أردت التعقيب عليه هنا والله أعلم.(33/67)
القياس في ولوغ الكلب
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[15 - 06 - 04, 08:44 م]ـ
قال الإمام النووي في شرح مسلم 3/ 177 ك الطهارة ب حكم ولوغ الكلب
(و لو ولغ - أي الكلب - في ماء قليل او طعام فأصاب ذلك الماء أو الطعام ثوبا أو بدنا أو إناء آخر وجب غسله سبعا إحداهن بالتراب)
هل من خالف في هذه المسألة؟ و هل يعتبر القياس صحيحا في مثل هذا الموضع؟
أرجو الإفادة
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[20 - 06 - 04, 08:53 م]ـ
.
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[22 - 06 - 04, 03:21 م]ـ
الظاهر وجود من خالف في هذه المسألة و ذلك ان هناك من العلماء كالمالكية من يرى طهارة الكلب كله لعابه و سؤره و سائر أجزاء بدنه و يرون ان العلة في التطهير إنما هي تعبدية و ليس للتنجيس كما هو قول الجماهير.
و كذلك القياس الذي ظهر لي عدم صحة مثل هذا القياس لأن الوارد في النص هو (الإناء) فلا يحمل على الثوب او الطعام او نحو ذلك لان الإناء لا يسمى لغة ثوبا او طعاما، انظر ما قاله ابن عقيل الظاهري في كتاب ابن حزم خلال ألف عام في رده على من قاس الخنزير على الكلب.
هذا ما توصلت إليه و الله أعلى و اعلم(33/68)
مشروعية الاحتفال بإنجاز الأعمال الصالحة
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 11:08 م]ـ
روى مالك عن نافع عن ابن عمر قال: "تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزوراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 06 - 04, 06:59 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=562
وقد أخرج هذا الأثر الخطيب البغدادي في الرواة عن مالك وكذلك البيهقي في شعب الإيمان كما في الدر المنثور وتنوير الحوالك.(33/69)
من يجيب أو يوصل السؤال لأحد مشايخنا
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[15 - 06 - 04, 11:30 م]ـ
هذا أحد إخوانكم ممن ابتلي بالوسوسة راجيا منكم الجواب أو ايصال الجواب لأحد المشايخ الكرام علما أنه يقول إنما سيذكره هو العقبة الوحيدة أمامه لترك ما هو فيه إن شاء الله:
يقول السائل: إني أوسوس وأتردد كثيرا خصوصا عند البسملة
في الوضوء والتكبير لصلاة الفرض خصوصا وأنا أعلم أني
مخطئ وأن الحق ضد هواي وكثيرا ما أحاول طرده والتشاغل
عنه فأنجح مرة وأفشل مرة لدرجة أني أصلي أو أتوضأ فأحس
بشي يهجم علي اقطع اقطع فأرده وقد أستسلم فأقطع!
يسأل هل قطعه هذا مبطل للصلاة وقد قرأت عند بعض الشافعية
أن الوسواس القهري لا أثر له؟
وهل يجوز لمن هذه حاله أن يترخص ببعض الأقوال عند
الفقهاء بأن قطع النية في الوضوء لا تؤثر إذا نوى من
جديد ولم يخل بالموالاة كما عند بعض والمالكية
والشافعيةالحنابلة وكذا أن قطع النية غير مبطل في الصلاة
كما هو مذهب الحنفية؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:54 ص]ـ
رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14729
ـ[عبدالله الراشد]ــــــــ[16 - 06 - 04, 02:43 م]ـ
رابط مفيد جدا. لكن السؤال هل قطعه وحاله هذه مبطل مبطل لعبادته؟(33/70)
"أما إني ما آسى إلا على ثلاث فعلتهن وثلاث لم أفعلهن وثلاث لم أسأل عنهن رسول الله "
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:09 ص]ـ
روى أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال من طريق صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه أنه قال: دخلت على ابي بكر أَعُوده في مرضه الذي توفي فيه، فقلت: ما أراى بك بأساً والحمد لله، فوالله إن علمناك إلا كنتَ صالحاً مُصلحاً، فقال: أما إني ما آسى إلا على ثلاث فعلتهن، وثلاث لم أفعلهن، وثلاث لم أسأل عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وودتُ أني لم أفعل كذا، لخلة ذكرها، قال أبو عبيد: لا أريد ذكرها، قال وودتُ أني يوم سقيفة بني ساعدة كنتُ قذفت الأمرَ في عُنُق أحد الرجلين: عمرَ أو أبي عبيدة، فكان أميرأً وكنتُ وزيراً، وودت أني حيث كنت وجهت خالداً إلى أهل الردة أقمتُ بذي القصة، فإن ظفر المسلمون ظفروا، وإلا كنتُ تلقاء صدرٍ أو مدد، ووددت أني إذ أُتيت بالأشعث أسيراً أني كنتُ ضربتُ عنقه، فإنه لا يرى شرَّاً إلا أعان عليه، وودت أني يوم أُتيت بالفُجاءة لم أكن أحرقته، وكنتُ قتلتُه سريحاً، أو أطلقته نجيحاً، ووددت أني إذ وجهت خالداً إلى الشام، كنتُ وجَّهتُ عمرَ إلى العراق، فأكون قد بسطتُ يميني وشمالي في سبيل الله، وودتُ أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل للأنصار في هذا الأمر نصيب، وأني سألته عن ميراث العمَّة، وابنةِ الأخ، فإنّ في نفسي منهما حاجة.
هل علم أبو عبيد هذه الخلة ولم يعلمها غيره؟
ذكر ياقوت الحموي عن كتاب سيف أن أبا بكر خرج إلى ذي القصة، والحديث السابق هل يفهم منه تمني الخروج أم الإقامة؟
أقول: إن صح هذا الحديث ففيه فوائد عظيمة.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:24 م]ـ
الأخ الفاضل أبا إبراهيم
هذا الأثر منكر، أنكره الأئمة على راويه علوان بن داود و يقال ابن صالح، و أورده العقيلي في ترجمته من الضعفاء و قال: (لا يتابع على حديثه و لا يعرف إلا به) وأسند عن البخاري قوله فيه (منكر الحديث).
كما قال فيه ابن يونس: منكر الحديث.
و قد اختلف فيه عليه كما ذكر الخلاف الدارقطني في العلل 1/ 181 - 182.
و ينتبه إلى أن بعض الكذابين سرق هذا الحديث كما تجده في ترجمة علوان هذا من اللسان لابن حجر.
و أثره المذكور ظاهر النكارة.
و لا يغتر بإيراد الحاكم لبعض الأثر في المستدرك،مع أنه أورد آخره الذي له تعلق بالفرائض، فضلا عن إيراد الضياء له جميعا في المختارة و قال: (و هذا حديث حسن عن أبي بكر .. ) 1/ 90،
أقول: أنى له الحسن مع ما ذكرنا؟
فقول من قدمنا هو الصواب، وهكذا ضعفه الهيثمي به في المجمع.
عموما التفصيل يحتاج وقتا، و هذا ما كتبته على عجل تلبية لطلبك و الله الموفق
أخوكم أبو تيمية
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:56 م]ـ
نسيت أن أذكر الجواب عما سألت عنه من الخلة التي تركها عمدا أبو عبيد، فالخلة هي قول أبي بكر (وددت أنى لم أفعلها وددت اني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أغلق على الحرب)
و قد جاءت في جميع الروايات.
و رحم الله الهيثمي حيث قال في المجمع: (و هذا الأثر مما أنكر عليه).
و انظر في رواياته تاريخ دمشق 30/ 417 فما بعد.(33/71)
الفرق بين التشاؤم والتطير.
ـ[الظافر]ــــــــ[16 - 06 - 04, 02:28 ص]ـ
التشاؤم: هو عد الشيء مشؤوماُ، أي يكون وجوده سبباً في وجود ما يحزن ويضر.
أما التطير: فهو التشاؤم من الشيء المرئي أو المسموع (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الآداب الشرعية لابن مفلح (3/ 357).(33/72)
جمع الزيادات على جمع الجوامع لأحد حفاظ المغرب
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[16 - 06 - 04, 07:13 ص]ـ
هذا الكتاب للحافظ إدريس العراقي جمع فيه ما فات الحافظ السيوطي في كتابه جمع الجوامع.
قال بعض الناس لعل للكتاب نسخة مخطوطة في مكتبة الكونجرس
فهل أحد يعرف من هو هذا إدريس العراقي، وهل أحد له همة يبحث عن هذه المخطوطة ويحققها؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 06 - 04, 10:44 م]ـ
الأخ راجي رحمة ربه: لقد وافق طلبك رغبة عندي شرعت فيها منذ أيام في كتابة بعض التراجم المقتضبة لمجموعة من العلماء ممن عرفوا باهتمامهم بعلم الحديث رواية ودراية في القرون الثلاثة الأخيرة، وكان من التوافق العجيب أن تكون ترجمة الشيخ إ دريس بن محمد العراقي هي أول ترجمة مختصرة أعددتها. فإليكها:
الشيخ الإمام إدريس بن محمد بن حمدون العراقي الحسيني أبو العلاء، فخر فاس بل المغرب قال الشيخ عبد الحفيظ الفاسي في معجم شيوخه المسمى- رياض الجنة- ص91: (بيت السادات العراقيين بفاس بيت مجد وحسب ونسبهم من أصح نسب، لهم الشهرة الكافية، والجلالة الوافية ....... ) ثم ذكر – رحمه الله- أول داخل من هذه الأسرة الكريمة إلى فاس وأثنى عليه وعلى عقبه معرجا على مترجمنا فقال: (وقد تعدد في عقبه العلماء والصلحاء، وناهيك بالعلامة الحافظ الكبير، المحدث الشهير، أبي العلاء إدريس صاحب المؤلفات ....... ). ولد مترجمنا سنة1120ه وشرع في طلب العلم سنة 1134ه، فأولع بعلم الحديث، وطلب كتبه، فوقف على كثير منها، حتى أصبح إماما في علم الحديث محققا فيه، وانفرد بذلك في وقته، فكان لا يقاومه فيه أحد، فلقب بسيوطي زمانه، أخذ عن والده والشيخ المسناوي وابن زكري في آخرين.
ومن مميزات الحافظ أبي العلاء العراقي الذي شدتني إليه- رحمه الله- ورفعته على الكثيرين من الأعلام، تجاهره بإحياء السنن الميتة في العبادات وغيرها، حاطا من شأن ما جرى به العمل كيفما كان إذا كان يخالفها.
له من المصنفات التي تدل على نبوغه، واهتمامه بعلم الحديث:
شرح على شمائل الترمذي، وشرح الثلث الأخير من المشارق للصغاني، وتخريج أحاديث الشهاب للقضاعي، وتكميل مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا، والدرر اللوامع في الكلام على أحاديث جمع الجوامع، وفتح البصير في التعريف بالرجال المخرج لهم في الجامع الكبير، وغير ذلك من المؤلفات والأجوبة الحديثية.
توفي بفاس- رحمه الله- سنة 1183 أو 1184. اختصرت هذه الترجمة من فهرس الفهارس للشيخ الكتاني2/ 818 - 819. وقد ذكر رحمه الله أن بعض كتب الشيخ عنده، ولا زال هناك مجموعة من رجالات هذه الأسرة الكريمة بالمغرب يتولون مناصب رفيعة في الدولة، و بقية أيضا ممن يهتمون بالعلم الشرعي، ولا شك أن لديهم مجموعة من كتب الشيخ رحمه الله. والإمام جدير أن تكتب فيه رسالة علمية، ولعله كان ونحن لا ندرى.(33/73)
لقاء مع فضيلة شيخنا المحدث العلامة الأرناؤوط
ـ[الأذرعي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 07:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشرى لأهل الحديث .....
كنت قد أجريت لقاءا مع شيخنا العلامة محدث الديار الشامية عبد القادر
الأرناؤوط حفظه الله
وقريبا إن شاء الله سأقوم بتنزيله على الريل بلير
وشيخنا حفظه الله من الأعلام الذين لا يعرف الكثير من إخواننا من طلبة
العلم إلا نزرا يسيرا من سيرته
وجزى الله خيرا أخانا أبا تيمية إذ قام بعمل ترجمة على الموقع أتى
بها على أشياء من سيرته
ستجدون الشيخ يتكلم بلسانه عن مراحل طلبه , وأشياء كثيرة في
رحلته مع تحقيق التراث,,,,,,,,,
{وجزى الله خيرا أخانا أبا سالم العتيبي على ما بذل في سبيل إخراج
هذه المادة على هذه الصورة .....
والله الموفق ...
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته عجل بانزاله جزاك الله خيرا
ـ[الأذرعي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 05:56 ص]ـ
ننرل مقطعا من اللقاء ..... ريثما يجهز الموضوع كاملا
وعذرا للتأخير.(33/74)
لصقات الجروح
ـ[لييل]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:11 ص]ـ
السلام عليكم .. كثيرا ما نشاهد لصقات الجروح على مواضع الوضوء من الناس .. وسؤالي هل غسل هذه اللصقات أثناء غسل عضو الوضوء يكفي عن مسحها بعد الوضوء؟ لأن غسلها حاصل بنية أو بدونها كأن تكون في أصبع ونحوها. وإذا كان لايكفي فهل يكون المسح بعد الانتهاء من الوضوء أو بعد غسل العضو الذي عليه اللصقة؟ اللهم علمنا ماينفعنا ...
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 08:04 م]ـ
اخي الكريم:ما وضع على الجروح لايخلو إما ألا يتضرر الإنسان بإزالته فإنه يزيله ولا إشكال في هذا وإما أن يتضرر فإن استطاع أن يغسله غسله وإلا مسحه فإن تضرر بمسحه تيمم عنه والله أعلم.
ـ[لييل]ــــــــ[17 - 06 - 04, 05:42 م]ـ
أحسن الله إليك ولكن هل تحيلني إلى سلف لك في هذا وموضعه بارك الله في عملك.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:33 ص]ـ
قال البهوتي في الروض المربع1/ 224"مع حاشية ابن قاسم":ويمسح على جبيرة مشدودة على كسر أوجرح ونحوهما ................... فإن خشي تلفا أو ضررا تيمم لزائد "ودواء على البدن تضرر بقلعه كجبيرة في المسح عليه"وانظر تعليق ابن قاسم رقم4 ص225/ 1 ونحوه في كل كتب الأصحاب.
ـ[لييل]ــــــــ[18 - 06 - 04, 10:47 ص]ـ
أحسن الله إليك .. تقول: وإما أن يتضرر فإن استطاع أن يغسله غسله وإلا مسحه.
فهل مرادك أنه يجب غسل اللصقة التي على الجرح مادام يستطيع ذلك؟ ويجزؤه هذا عن التيمم لذلك العضو المستور؟
فهذا هو الذي أبحث عن قائل به .. وعبارة البهوتي التي أوردتها حفظك الله لاتفيد هذا .. سلمك الله
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 08:42 م]ـ
اخي الحبيب: الأصل الغسل لأن البدل يقوم مقام المبدل ثم المسح لأنه استعمال ماء فهو خير من العدول إلى التراب وهو يغني عنه بدليل حديث صاحب الشجة وأقول لك إن كلام الأصحاب يدل على هذا عند التأمل ولا أدري ما وجه الإشكال عندك حفظك الله؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:18 م]ـ
إذا كانت اللزقة يمكن أن تزال ويغسل العضو ولايحصل بذلك ضرر أزالها، لكون الوضوء (الطهارة) شرط لصحة الصلاة ورخصة التيمم لم تتحقق.
أما إذا كان الغسل يضره فإما أن يمكنه المسح أو لايمكنه فإن أمكنه المسح فليمسح على الجرح فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: (قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا وإنما شفاء العي السؤال)، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما كان يكفيه أن يعصب على جرحه خرقة ويمسح عليها ويغسل سائر جسده).
فجعل المسح عوضاً عن الغَسل.
أما من لم يستطع الغسل ولا مسح موضع الجرح، فينتقل إلى البدل؛ التراب فيتيمم لذلك العضو لأن من ترك موضعا من مواضع الوضوء، أو ترك جزء منه لا يكون الوضوء معه صحيحاً، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا في قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء أمره بإعادة الوضوء، فمن تعذر في حقه الغسل والمسح وجب انتقاله إلى البدل الذي هو التيمم؛ لعموم آية التيمم، وغيرها من أحاديث التيمم.
ثم هذا التيمم لموضع الجرح هل يشترط فيه مراعاة الترتيب بحيث يؤخره إلى حين إتيان ترتيب العضو أو لا محل خلاف ولعل الأمر فيه واسع.
ولعل صورة المسألة لاتشمله إذ السؤال عما أمكن للزقة أن تغطيه.
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 06 - 04, 07:52 م]ـ
حديث: " إنما كان يكفيه أن يتيمم، ويعصب على جرحه خرقه، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده ".
قال الحافظ في " بلوغ المرام ": رواه أبو داود بسند فيه ضعف، وفيه اختلاف على رواته.
قال مبارك: ضعف هذا الحديث العلامة الألباني في " إرواء الغليل " (1/ 142ـ 143).
وانظر: حول تخريجه والكلام على سنده وطرقه في كتاب " التبيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام " للشيخ الفاضل خالد بن ضيف الله الشلاحي (2/ 334ـ 337).
قال الإمام الألباني بعدما بين ضعف حديث الباب هذا في كتابه القيم " تمام المنة " (135): ولذلك ذهب ابن حزم إلى أنه لا يشرع المسح على الجبيرة، قال (2/ 74ـ75):
" برهان ذلك قول الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعا)، وقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "، فسقط بالقرآن والسنة كل ماعجز عنه المرء، وكان التعويض منه شرعاً، والشرع لا يلزم إلا بقرآن أو سنة، ولم يأت قرآن ولا سنة بتعويض المسح على الجبائر والدواء من غسل مالا يقدر على غسله، فسقط القول بذلك ".
ثم ذكر عن الشعبي ما يوافق قوله، ومثله عن داود وأصحابه، وهو الحق إن شاء الله.
وأجاب عن أثر ابن عمر المتقدم بأنه فعل منه رضي الله عنه وليس إيجاباً للمسح عليها، وقد صح عنه أنه كان يدخل الماء في باطن عينيه في الوضوء والغسل، ولا يشرع ذلك، فضلاً عن أن يكون فرضاً!
ـ[لييل]ــــــــ[22 - 06 - 04, 07:43 م]ـ
احسن الله إليكم جميعا ... ويبدو أنني لم استطع إيصال المراد من سؤالي إليكم ..
شيخنا حارث .. تقول عفا الله عنك: (أما إذا كان الغسل يضره فإما أن يمكنه المسح أو لايمكنه فإن أمكنه المسح فليمسح على الجرح) استدلالا بالحديث: (إنما كان يكفيه أن يعصب على جرحه خرقة ويمسح عليها .. ) فهل المسح يكون على الجرح مباشرة أو يكون على اللاصق أو الخرقة كما هو ظاهر الحديث على فرض ثبوته. ولايخفى أن اللواصق غالبا يمكن غسلها وليس المسح عليها فقط لكونها ليست كالخرق في امتصاص الماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/75)
ـ[لييل]ــــــــ[24 - 06 - 04, 09:30 ص]ـ
الاخ مبارك .. نفع الله بك وجزاك خيرا على ما نقلت.
الاخ حارث .. آمل تلطفك بالتعقيب
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 10:06 ص]ـ
سألتم بارك الله فيكم سؤالين:
1) هل غسل هذه اللصقات أثناء غسل عضو الوضوء يكفي عن مسحها؟
الجواب:
الذي يظهر لي أن هذه المسألة ينطبق عليها ما قاله الفقهاء فيمن غسل رأسه بدل مسحه أو غسل الخف بدل مسحه، وحيث إن غسل الخف بدل مسحه يجزئ ولكنه مكروه فغسل الجبيرة بدل مسحها كذلك يجزئ ولكنه مكروه، ولكن يحتمل ألا يكره إذا كان في مسحها وغسل ما حولها حرج ومشقة، وكان الأسهل غسلها مع العضو كما ذكرتم، والله أعلم.
قال النووي في المجموع:
" ونقل إمام الحرمين الاتفاق على إجزاء الغسل، قال: لأنه فوق المسح، فإجزاء المسح مبني على إجزاء الغسل من طريق الأولى، فإذا قلنا بالمذهب وهو إجزاء الغسل فقد نقل إمام الحرمين والغزالي في البسيط اتفاق الأصحاب على أنه لا يستحب وهل يكره؟ فيه وجهان: قال إمام الحرمين في النهاية: قال الأكثرون: وهو مكروه لأنه سَرَفٌ، كالغسلة الرابعة، وبهذا قطع المحاملي في اللباب والجرجاني في التحرير. والوجه الثاني: لا يكره وهو قول القفال، ولم يذكر إمام الحرمين في الأساليب غيره وصححه الغزالي في الوجيز والرافعي. وأما غسل الخف بدل مسحه فمكروه بلا خلاف لأنه تعييب له بلا فائدة، وممن نقل الاتفاق على كراهته إمام الحرمين والله أعلم. اهـ
2) وإذا كان لايكفي فهل يكون المسح بعد الانتهاء من الوضوء أو بعد غسل العضو الذي عليه اللصقة؟
الجواب:
يكون مسح اللصقة أثناء غسله للعضو الذي عليه اللصقة، لأن المسح بدل عن غسل ما تحتها فيأخذ نفس ترتيبه.
ـ[لييل]ــــــــ[27 - 06 - 04, 04:21 م]ـ
شيخنا ابا خالد .. احسن الله إليك ورفع منزلتك عنده .. ولكن هل يلزم تيمم بعد ذلك او لا؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 - 06 - 04, 12:07 ص]ـ
الشيخ الكريم لييل وفقه الله
الخلاف في هذه المسألة مشهور كما لا يخفى عليكم، والراجح والله أعلم عدم الجمع بين البدل والمبدل عنه، فالتيمم بدل عن الوضوء أو الغسل، فما دام توضأ أو اغتسل وضوءًا أو غسلا مسح فيه على الجبيرة وغسل باقي الأعضاء فلا تيمم عليه، وذلك أن دليل القائلين بالجمع بين التيمم، وبين المسح على الجبيرة مع غسل باقي الأعضاء هو حديث: " إنما كان يكفيه أن يتيمم، ويعصب على جرحه خرقه، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده " في بعض رواياته التي فيها الجمع بين التيمم والمسح وهي ضعيفة (وانظر مشكورا مشاركة الشيخ مبارك رقم 10)
فالراجح أنه لا يتيمم المريض إذا استطاع أن يمسح على الجبيرة ويغسل بقية الأعضاء [بقية أعضاء الوضوء في حالة الطهارة الصغرى، أو بقية جسده في حالة الطهارة الكبرى]
وأما إذا لم يستطع مسح الجبيرة أو لم يستطع غسل باقي الأعضاء فإنه يتيمم.
وجاء في الموسوعة الفقهية: زاد الشافعية في الأصح وجوب التيمم مع الغسل والمسح. قال النووي: وأما التيمم مع غسل الصحيح ومسح الجبيرة بالماء ففيه طريقان أصحهما وأشهرهما والتي قطع الجمهور بها أن فيه قولين أصحهما عند الجمهور وجوبه وهو نصه في الأم ومختصر البويطي والكبير، والثاني: لا يجب وهو نصه في القديم وظاهر نصه في المختصر وصححه الشيخ أبو حامد، والجرجاني، والروياني، في الحلية. والطريق الثاني حكاه الخراسانيون وصححه المتولي منهم، أنه إن كان ما تحت الجبيرة عليلا لا يمكن غسله لو كان ظاهرا وجب التيمم كالجريح، وإن أمكن غسله لم يجب التيمم كلابس الخف، والمذهب الوجوب قال في المهذب: لحديث جابر رضي الله عنه {أن رجلا أصابه حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه هل تجدون رخصة لي في التيمم؟ قالوا: ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصب}. وذكر الحنابلة وجوب التيمم مع الغسل والمسح في حالتين: إحداهما: فيما لو وضع الجبيرة على غير طهارة وخاف من نزعها على القول بأن تقدم الطهارة شرط المسح على الجبيرة. والثانية: أن واضع الجبيرة إذا جاوز بها موضع الحاجة فإنه يغسل الصحيح ويمسح على الجبيرة ويتيمم لما زاد على قدر الحاجة. جاء ذلك في كشاف القناع وشرح منتهى الإرادات ولم يذكرا فيه خلافا. إلا أن ابن قدامة جعله احتمالا فقال: ويحتمل أن يتيمم مع مسح الجبيرة فيما إذا تجاوز بها موضع الحاجة؛ لأن ما على موضع الحاجة يقتضي المسح والزائد يقتضي التيمم. اهـ
ـ[لييل]ــــــــ[28 - 06 - 04, 06:59 م]ـ
غفر الله لي ولك ابا خالد وأورثنا الفردوس الأعلى من الجنة نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا ومن أمن على دعائي.(33/76)
كتب عن الخوض في الأعراض
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:16 ص]ـ
قال تعالى (وتحسبونه هينا وهو عند الله العظيم).
فهل لكم بارك الله فيكم أن تضعوا هنا بعض الكتب، أو حتى عناوينها أو بعض المقالات، أو الأبحاث، عن هذا الموضوع (الخوض في أعراض المسلمين)، ولا أخص بذلك العلماء دون غيرهم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - 06 - 04, 12:28 م]ـ
الحمد لله وبعد:
من هذه الكتب: الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام للشيخ محمد إسماعيل المقدم
كتاب: الغيبة وما يتعلق بها من مسائل وأحكام، وقد جمع كل ما يتعلق بالغيبة في هذا الكتاب ويقع في 352 صفحة من القطع الكبير.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - 06 - 04, 12:29 م]ـ
اسم مؤلف كتاب: الغيبة وما يتعلق بها من مسائل وأحكام، أبو عمرو أحمد بن السيد بن سلامة
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:12 م]ـ
وكذلك:
كتب التفسير عند تفسير الآيات المتعلقة بالغيبة.
كتاب تصنيف الناس بين الظن واليقين للشيخ بكر أبوزيد وهو موجود في الانترنت.
التوبيخ والتنبيه لأبي الشيخ.
الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي فيه فصل جميل عن الغيبة.
ا
لآداب الشرعية لابن مفلح تكلم فيها في مواضع عن الغيبة.
شرح منظومة الآداب للسفاريني تكلم فيها في مواضع عن الغيبة.
كتاب الصمت وحفظ اللسان لابن أبي الدنيا وفيه أحاديث وآثار كثيرة وجميلة.
الأذكار للإمام النووي
روضة العقلاء لابن حبان وهو من الكتب العظيمة.
بذل الهمة في طلب براءة الذمة للسيوطي وهي رسالة ضمن كتابه الحاوي للفتاوى- مع الحذر من بعض الأشياء في هذا الكتاب-.
تطهير العيبة من دنس الغيبة لابن حجر المكي الهيتمي
تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين لابن النحاس الدمشقي رحمه الله.
دفع الريبة عما يجوز وما لا يجوز من الغيبة للشوكاني.
كتب الزهد بعامة كالزهد لهناد وابن المبارك والبيهقي وابن أبي عاصم وغيرهم.
كتب السنة فيها أبواب عن الغيبة كالأدب للبخاري ضمن صحيحه وكذلك الأدب المفرد.
والكتب كثيرة في هذا الباب والله أسأل أن يجعلنا ممن يستقيم قلبه ولسانه.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[17 - 06 - 04, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبي عمرو
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[17 - 06 - 04, 01:08 ص]ـ
جزانا الله وإياكم ولا شكر على واجب(33/77)
إشكال في حديث في مصنف عبد الرزاق .. فهل من مجيب
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 - 06 - 04, 12:21 م]ـ
مصنف عبد الرزاق 7/ 302
13270 عبد الرزاق عن ابن التيمي عن ليث عن أبي عبيدة ابن عبد الله قال:
لا أدري رفعه أم لا قال:
(ما أحل الله حلالا أكره إليه من الطلاق وإن الله تعالى كتب الجهاد على الرجال والغيرة على النساء فمن صبر منهن كان لها مثل أجر المجاهد)
والاإشكال هو
ما القول في هذا السند وهل أبو عبيدة هذا هو الذي لا يعرف اسمه وهل ليث هو ابن سليم وهل ابن التيمي هو معتمر بن سليمان
وهل هذه العبارة (لا أدري رفعه أم لا) من قول أبي عبيدة عن الصحابي الذي لم يرد له ذكر في الحديث أم هو من قول الراوي عن أبي عبيدة وأنه رواه مرفوعا فشك الراوي عنه هل رواه مرفوعا أو موقوفا
وحينئذ يرجع السؤال مرة أخرى من هو صحابي هذا الحديث فقد رجعت إلى الأحاديث السابقة له في المصنف لعلني أعرف من هو الصابي فلم أستطع
فهل من مرشد؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 06 - 04, 03:01 م]ـ
ظاهر الاسناد أن لا سقط فيه
وإن كان به سقط _ وهذا يحتاج لمراجعة النسخ الخطية للمصنف _ فهو أبو عبيدة بن عبدالله عن أبيه والله أعلم
وقد جاء شطر الحديث الأخير عند البزار (4/ 308)
حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن عمارة بن صبيح قالا نا عبيد الكوفي قال نا كامل بن العلاء عن الحكم يعني ابن عتيبة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنت جالسا مع النبي ومعه أصحابه إذ أقبلت امرأة عريانة فقام إليها رجل من القوم فألقى عليها ثوبا وضمها إليه فتغير وجه رسول الله فقال بعض أصحابه أحسبها امرأته
فقال النبي ((أحسبها غيرى، وأن الله تبارك وتعالى كتب الغيرة على النساء والجهاد على الرجل فمن صبر منهن كان لها أجر شهيد))
وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 87) وابن عدي في الكامل في ترجمة كامل بن العلاء وغيرهم
وهو حديث منكر كما قال أبو حاتم رحمه الله في العلل (1/ 313)
والله أعلم
ـ[أبو نايف]ــــــــ[16 - 06 - 04, 04:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ابن التيمي هو معتمر بن سليمان: ثقة.
ليث هو بن ابي سليم: صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك.
أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته ويقال: اسمه عامر. ثقة
وقوله (لا أدري أرفعه أم لا) من كلام ليث بن ابي سليم
هذا والله تعالي أعلم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 - 06 - 04, 05:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل النسخ الخطية للمصنف متوفرة عند أحد فيتفضل مشكورا بمراجعتها وتبيين الصواب(33/78)
أريد مثالين من أمثلة الشرك الخفي؟
ـ[اللجين]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:09 م]ـ
السؤال
uestion أريد مثالين من أمثلة الشرك الخفي؟ وهل يعد الرياء من أمثلة الشرك الخفي؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 04, 11:11 م]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في فتح المجيد
الشرك الخفي سماه خفياً لأن صاحبه يظهر أن عمله لله وقد قصد به غيره، أو شركه فيه بتزيين صلاته لأجله.
وقال ابن رجب في كلمة الإخلاص ص: 31
قال الله عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
وهذا نص في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[18 - 06 - 04, 01:28 ص]ـ
عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَقَالَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنْ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ قَالَ قُلْنَا بَلَى فَقَالَ الشِّرْكُ الْخَفِيُّ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ.رواه ابن ماجة رقم4204 وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (27).
ورواه الإمام أحمد في المسند رقم (10859) بسنده عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ كُنَّا نَتَنَاوَبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَبِيتُ عِنْدَهُ تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ أَوْ يَطْرُقُهُ أَمْرٌ مِنْ اللَّيْلِ فَيَبْعَثُنَا فَيَكْثُرُ الْمُحْتَسِبُونَ وَأَهْلُ النُّوَبِ فَكُنَّا نَتَحَدَّثُ فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ مَا هَذِهِ النَّجْوَى أَلَمْ أَنْهَكُمْ عَنْ النَّجْوَى قَالَ قُلْنَا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّمَا كُنَّا فِي ذِكْرِ الْمَسِيحِ فَرَقًا مِنْهُ فَقَالَ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنْ الْمَسِيحِ عِنْدِي قَالَ قُلْنَا بَلَى قَالَ الشِّرْكُ الْخَفِيُّ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يَعْمَلُ لِمَكَانِ رَجُلٍ".
ورواه الحاكم في المستدرك4/ 365 ولفظه: [الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل] وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 3729 في صحيح الجامع
وعن محمود بن لبيد قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس إياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال:" يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر" رواه ابن خزيمة في صحيحه 2/ 67 وابن أبي شيبة2/ 227 وعبد الرزاق2/ 227 وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (28).
ورواه البيهقي في السنن الكبرى2/ 290:عن محمود بن لبيد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس إياكم وشرك السرائر قالوا يا رسول الله ما شرك السرائر قال يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذاك شرك السرائر.
وعَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ] قَالُوا وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: [الرِّيَاءُ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً] رواه الإمام أحمد5/ 428 و الطبراني في معجمه الكبير ج4/ص253/ح4301 وقال الحافظ في بلوغ المرام: إسناده حسن، وقال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1555 في صحيح الجامع.
وذكره في "السلسلة الصحيحة" 2/ 671:وقال: رواه أحمد (5/ 428 و 429) و أبو محمد الضراب في " ذم الرياء " (277/ 2 /
299/ 2) و البغوي في " شرح السنة " (4/ 201 / 1) عن عمرو بن أبي عمر و عن
عاصم بن عمر بن قتادة عن # محمود بن لبيد # قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم. و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير محمود بن لبيد ,
فإنه من رجال مسلم وحده , قال الحافظ: " و هو صحابي صغير , و جل روايته عن
الصحابة ".
قلت: له في " المسند " عدة أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
و قد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 217 / 1) عن عبد الله بن شبيب
أنبأنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو به
إلا أنه قال: عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج مرفوعا.
قلت: و عبد الله بن شبيب واه , فلا تقبل زيادته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/79)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:02 ص]ـ
عَنْ أَبِي عَلِيٍّ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كَاهِلٍ قَالَ خَطَبَنَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَزْنٍ وَقَيْسُ بْنُ المُضَارِبِ فَقَالَا وَاللَّهِ لَتَخْرُجَنَّ مِمَّا قُلْتَ أَوْ لَنَأْتِيَنَّ عُمَرَ مَأْذُونٌ لَنَا أَوْ غَيْرُ مَأْذُونٍ قَالَ بَلْ أَخْرُجُ مِمَّا قُلْتُ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قُولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُ. رواه الإمام أحمد 4/ 403 والطبراني في الأوسط 4/ 10 وابن أبي شيبة 6/ 70 وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (33).
وعن معقل بن يسار قال: انطلقت مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [يا أبا بكر للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل] فقال أبو بكر:" وهل الشرك إلا من جعل مع الله إلها آخر" قال النبي صلى الله عليه وسلم: [والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره قال قل اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم] رواه البخاري في الأدب المفرد رقم716 وأبو يعلى في مسنده 1/ 61 وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد رقم 551
وفي الجامع الصغير للسيوطي: "الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا".
تخريج السيوطي: (الحكيم) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3730 في صحيح الجامع.
ـ[اللجين]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي عبد الرحمن الفقيه وأخي ابو عمر المصري.
ولي تساؤل هل الشرك الخفي اعم من الرياء؟ وأرجو توضيح هذه العبارة
"قال الله عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
وهذا نص في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي"فعلى مافهمته منها يكون الشرك الخفي اعم من الرياء؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:01 م]ـ
الحمد لله وبعد: هل الشرك الخفي اعم من الرياء؟
أقول- والله أعلم- نعم الشرك الخفي من أنواعه الرياء، وقد يكون من أنواعه ماهو شرك أكبر مخرج من الملة، كشرك المنافقين؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، و يتظاهرون بالإسلام رياءً، و خوفاً على أنفسهم.
وسأنقل من كلام العلماء في ذلك ما يتضح به الجواب فكلامهم أنفع من كلامي-إن شاء الله-
1 - قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في:" الدروس المهمة لعامة الأمة": (و أقسام الشرك ثلاثة: شرك أكبر، و شرك أصغر، و شرك خفي ... أما الشرك الأصغر: فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركاً، و لكنه ليس من جنس الشرك الأكبر؛ كالرياء في بعض الأعمال، و الحلف بغير الله، و قول: ما شاء الله و شاء فلان، و نحو ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه و سلم: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)) فسئل عنه، فقال: ((الرياء)) رواه الإمام أحمد، و الطبراني، و البهيقي، عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه بإسناد جيد، و رواه الطبراني بأسانيد جيدة، و عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، عن النبي صلى الله عليه و سلم.
و قوله صلى الله عليه و سلم: ((من حلف بشيء دون الله فقد أشرك)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، و رواه أبو داود، و الترمذي بإسناد صحيح، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((لا تقولوا: ما شاء الله و شاء فلان، و لكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان)) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
وهذا النوع لا يوجب الردة، و لا يوجب الخلود في النار، و لكنه ينافي كمال التوحيد الواجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/80)
أما النوع الثالث: و هو الشرك الخفي، فدليله قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟)) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه)) رواه الإمام أحمد في مسنده، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
و يجوز أن يقسم الشرك إلى نوعين فقط:
أكبر و أصغر، أما الشرك الخفي فإنه يعمهما. فيقع في الأكبر، كشرك المنافقين؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة، و يتظاهرون بالإسلام رياءً، و خوفاً على أنفسهم. و يكون الشرك الأصغر، كالرياء، كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم، و حديث أبي سعيد المذكور، و الله ولي التوفيق).اهـ
2 - وهذا سؤال وجواب للعلامة ابن عثيمين قدس الله روحه في موقعه على هذا الرابط
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=5181.
: السؤال: المستمع أ. ع. ع. من العراق ديالة يقول: ما هو الشرك الخفي وما الفرق بينه وبين الشرك الأصغر وكيف يمكن أن يتخلص منه المسلم؟
جواب الشيخ:
الشرك شرك أكبر وشرك أصغر وشرك خفي أما الشرك الأكبر فمثل أن يصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله عز وجل ومن العبادة الدعاء فإذا دعا الإنسان غير الله كما. . .لو دعا نبياً أو ولياً أو ملكاً من الملائكة أو دعا الشمس أو القمر لجلب نفع أو دفع ضرر كان مشركاً بالله شركاً أكبر وكذلك لو سجد لصنم أو للشمس أو للقمر أو لصاحب القبر أو ما أشبه ذلك فإن ذلك شرك أكبر مخرج عن الملة والعياذ بالله (ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) وهذا في الأعمال الظاهرة وكذلك لو اعتقد بقلبه أن أحداً يشارك الله تعالى في خلقه أو يكون قادراً على ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فإنه يكون مشركاً شركاً أكبر أما الشرك الأصغر فإنه ما دون الشرك الأكبر مثل أن يحلف بغير الله غير معتقد أن المحلوف به يستحق من العظمة ما يستحقه الله عز وجل فيحلف بغير الله تعالى تعظيماً له أي المحلوف به ولكنه يعتقد أنه دون الله عز وجل في التعظيم فهذا يكون شركاً أصغر لقول النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك وهو محرم سواء حلف بالنبي أو بجبريل أو بغيرهما من الخلق فإنه حرام عليه ويكون به مشركاً شرك أصغر وأما الشرك الخفي فهو ما يتعلق بالقلب من حيث لا يطلع عليه إلا الله وهو إما أن يكون أكبر وإما أن يكون أصغر فإذا أشرك في قلبه مع الله أحداً يعتقد أنه مساوٍ لله تعالى في الحقوق وفي الأفعال كان مشركاً شركاً أكبر وإن كان لا يظهر للناس شركه فهو شرك خفي عن الناس لكنه أكبر فيما بينه وبين الله عز وجل وإذا كان في قلبه رياء في عبادة يتعبد بها لله فإنه يكون مشركاً شركاً خفياً لخفائه عن الناس لكنه أصغر لأن الرياء لا يخرج به الإنسان من الإسلام. السؤال: يقول كيف يمكن أن يتخلص منه المسلم الشيخ: التخلص من الشرك الأصغر أو الأكبر بالرجوع إلى الله عز وجل والتزام أوامره فعلاً والتزام اجتناب نواهيه وبهذه الاستقامة يعصمه الله تعالى من الشرك.
3 - قال الشيخ صالح الفوزان في "الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد: (ومن الشرك الأصغر الشرك في النيات والمقاصد وهو ما يسمى بالشرك الخفي؛ كالرياء، وهو نوعان:
أ- الرياء:
وهو مشتق من الرؤية، والمراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها، فيحمدون صاحبها، والفرق بين الرياء وبين السمعة أن الرياء لما يرى من العمل؛ كالصلاة، والسمعة لما يسمع؛ كالقراءة والوعظ والذكر، ويدخل في ذلك تحدث الإنسان عن أعماله وإخباره بها، وقد قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}. قال الإمام ابن القيم في معنى الآية: " أي: كما أن الله واحد لا إله سواه؛ فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده لا شريك له؛ فكما تفرد بالإلهية يجب أن يفرد بالعبودية؛ فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء المقيد بالسنة. . . " انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/81)
وقد توعد الله المرائين بالويل، فقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}. وأخبر أن الرياء من صفات المنافقين، فقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ}. وعن أبي هريرة مرفوعا؛ قال: قال الله تعالى: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري؛ تركته وشركه). رواه مسلم؛ أي: من قصد بعمله غيري من المخلوقين؛ تركته وشركه. وفي رواية لابن ماجه: " فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك ".
قال ابن رجب رحمه الله: " اعلم أن العمل لغير الله أقسام: فتارة يكون رياء محضا؛ كحال المنافقين؛ كما قال تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ}، وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام، وقد يصدر في الصدقة أو الحج الواجب أو غيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها؛ فإن الإخلاص فيها عزيز، وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط، وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة. وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء: فإن شاركه من أصله؛ فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه. وأما إن كان العمل لله، وطرأ عليه نية الرياء؛ فإن كان خاطرا ثم دفعه؛ فلا يضره بغير خلاف، وإن استرسل معه؛ فهل يحبط عمله أو لا فيجازى على أصل نيته؛ في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير، ورجحا أن عمله لا يبطل بذلك، وأنه يجازى بنيته الأولى، وهو مروي عن الحسن وغيره. . . " انتهى. فتحفظوا على أعمالكم من الشرك أعظم مما تتحفظون على أنفسكم من أعدائكم وأعظم مما تتحفظون على أموالكم من السراق؛ فإن خطر الشرك عظيم.
نسأل الله لنا ولكم السلامة والإخلاص في القول والعمل.
ب- إرادة الإنسان بعمله الدنيا:
إرادة الإنسان بعمله الدنيا نوع من أنواع الشرك في النية والقصد قد حذر الله منه في كتابه وحذر منه رسوله في سنته، وهو أن يريد الإنسان بالعمل الذي يبتغى به وجه الله طمعا من مطامع الدنيا، وهذا شرك ينافي كمال التوحيد ويحبط العمل.
قال الله تبارك وتعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
ومعنى الآيتين الكريمتين: أن الله سبحانه يخبر أن من قصد بعمله الحصول على مطامع الدنيا فقط؛ فإن الله يوفر له ثواب عمله في الدنيا بالصحة والسرور وبالمال والأهل والولد، وهذا مقيد بالمشيئة؛ كما قال في قوله تعالى في الآية الأخرى: {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ}، وهؤلاء ليس لهم في الآخرة إلا النار؛ لأنهم لم يعملوا ما يخلصهم منها، وكان عملهم في الآخرة باطلا لا ثواب له؛ لأنهم لم يريدوها.
قال قتادة: يقول تعالى: من كانت الدنيا همه وطلبته ونيته؛ جازاه الله بحسناته في الدنيا، ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء، وأما المؤمن؛ فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: " ذكر عن السلف في معنى الآية أنواع مما يفعله الناس اليوم ولا يعرفون معناه. .
فمن ذلك: العمل الصالح الذي يفعله كثير من الناس ابتغاء وجه الله من صدقة وصلاة وصلة وإحسان إلى الناس وترك ظلم ونحو ذلك مما يفعله الإنسان أو يتركه خالصا لله، لكنه لا يريد ثوابه في الآخرة، إنما يريد أن يجازيه الله بحفظ ماله وتنميته، أو حفظ أهله وعياله، أو إدامة النعمة عليهم، ولا همة له في طلب الجنة والهرب من النار؛ فهذا يعطى ثواب عمله في الدنيا، وليس له في الآخرة نصيب. وهذا النوع ذكره ابن عباس.
النوع الثاني. وهو أكبر من الأول وأخوف، وهو الذي ذكره مجاهد في الآية أنها أنزلت فيه، وهو أن يعمل أعمالا صالحة ونيته رياء الناس لا طلب ثواب الآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/82)
النوع الثالث. أن يعمل أعمالا صالحة يقصد بها مالا؛ مثل أن يحج لمال يأخذه، أو يهاجر لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، أو يجاهد لأجل المغنم؛ فقد ذكر هذا النوع أيضا في تفسير الآية، وكما يتعلم الرجل لأجل مدرسة أهل أو مكسبهم أو رئاستهم، أو يتعلم القرآن ويواظب على الصلاة لأجل وظيفة المسجد؛ كما هو واقع كثيرا.
النوع الرابع. أن يعمل بطاعة الله مخلصا في ذلك لله وحده لا شريك له، لكنه على عمل يكفره كفرا يخرج عن الإسلام؛ مثل اليهود والنصارى إذا عبدوا الله أو تصدقوا أو صاموا ابتغاء وجه الله والدار الآخرة، والآيتان تتناولان هذه الأنواع الأربعة؛ لأن لفظهما عام؛ فالأمر خطير يوجب على المسلم الحذر من أن يطلب بعمل الآخرة طمع الدنيا.
وقد جاء في " صحيح البخاري " أن من كان قصده الدنيا يجري وراءها بكل همه أنه يصير عبدا لها:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة إن أعطي؛ رضي، وإن لم يعط؛ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش).
ومعنى " تعس " لغة: سمط، والمراد هنا هلك، وسماه عبدا لهذه الأشياء لكونها هي المقصودة بعمله؛ فكل من توجه بقصده لغير الله؛ فقد جعله شريكا له في عبوديته؛ كما هو حال الأكثر، وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على من جعل الدنيا قصده وهمه بالتعاسة والانتكاسة وإصابته بالعجز عن انتقاش الشوك من جسده، ولابد أن يجد أثر هذه الدعوات كل من اتصف بهذه الصفات الذميمة فيقع فيما يضره في دنياه وآخرته.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدينار والدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة، وذكر فيها ما هو دعاء بلفظ الخبر، وهو قوله: " تعس وانتكس، وإذا شيك؛ فلا انتقش "، وهذا حال من إذا أصابه شر؛ لم يخرج منه ولم يفلح؛ لكونه تعس وانتكس؛ فلا نال المطلوب، ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عبد المال، وقد وصف ذلك بأنه إن أعطي رضي وإن منع سخط؛ كما قال تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}؛ رضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله، وهكذا حال من كان متعلقا منها برئاسة أو صورة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط؛ فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له؛ إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته؛ فما استرق القلب واستعبده فهو عبده. . . ".
إلى أن قال: " وهكذا طالب المال؛ فإن ذلك يستعبده ويسترقه، وهذه الأمور نوعان:
الأول. منها ما يحتاج العبد كما يحتاج إلى طعامه وشرابه ومنكحه ومسكنه ونحو ذلك؛ فهذا يطلب من الله ويرغب إليه فيه، فيكون المال عنده يستعمله في حاجته - بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه - من غير أن يستعبده فيكون هلوعا.
الثاني. ومنها ما لا يحتاج إليه العبد؛ فهذا ينبغي أن لا يعلق قلبه به؛ فإذا علق قلبه؛ صار مستعبدا له، وربما صار مستعبدا ومعتمدا على غير الله، فلا يبقى معه حقيقة العبودية لله ولا حقيقة التوكل عليه، بل فيه شعبة من العبادة لغير الله، وشعبة من التوكل على غير الله. وهذا أحق الناس بقوله صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة)، وهذا عبد لهذه الأمور، ولو طلبها من الله؛ فإن الله إذا أعطاه إياها؛ رضي، وإن منعه إياها؛ سخط، وإنما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله ويسخطه ما يسخط الله، ويحب ما أحبه الله ورسوله ويبغض ما أبغضه الله ورسوله، ويوالي أولياء الله ويعادي أعداء الله؛ فهذا الذي استكمل الإيمان. . . " انتهى كلامه رحمه الله.
قلت: ومن عبيد المال اليوم الذين يقدمون على المعاملات المحرمة والمكاسب الخبيثة بدافع حب المادة؛ كالذين يتعاملون بالربا مع البنوك وغيرها، والذين يأخذون المال عن طريق الرشوة والقمار، وعن طريق الغش في المعاملات والفجور في المخاصمات، وهم يعلمون أن هذه مكاسب محرمة، لكن حبهم للمال أعمى بصائرهم، وجعلهم عبيدا لها، فصاروا يطلبونها من أي طريق.) اهـ.
4 - ما تقولون في تقسيم الشرك إلى ثلاثة أقسام؛ أكبر وأصغر وخفي؟
الجواب:هذا التقسيم قاله طائفة من أهل العلم وفيه نظر، والصحيح أن الشرك قسمان:
1 - أكبر.
2 - وأصغر.
والشرك الخفي:
منه ما هو أكبر كالنفاق الأكبر فإن المنافقين يظهرون الإسلام ويبطنون الشرك.
ومنه ما هو شرك أصغر وهذا مراتب متفاوتة.
وقد قرأت لبعض المتأخرين حين قسَّم الشرك إلى ثلاثة أقسام، قال: (والشرك الخفي دون الأصغر).
وهذا الإطلاق بدون قيد غير صحيح، وقد تقدم أن الشرك الخفي منه ما هو شرك أكبر وصاحبه لا تناله شفاعة الشافعين ولا رحمة أرحم الراحمين، وقد كتب الله عليه الخلود في السعير، قال تعالى: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}، وقال تعالى: {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريّة}.
والشرك الأكبر: هو تسوية غير الله بالله في شيء من خصائص الله.
والشرك الأصغر: هو ما جاء في الأدلة الشرعية تسميته شركاً ولم يصل إلى الأكبر.
وقد قيل إن هذا الشرك لا يغفر فلا بدَّ أن يُعذّب صاحبه ولكنه لا يخلد في النار، ذكر ذلك ابن مفلح في الفروع عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد أشار إلى هذه المسألة في رده على البكري.
والقول الثاني: أن صاحب هذا الشرك تحت المشيئة، وهو قول عامة العلماء وهو الصحيح، فإن الله تعالى يقول: {إن الله لا يغفر أن يشرك به - أي الشرك الأكبر - ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} يدخل فيه الشرك الأصغر.
والله أعلم
[جواب السؤال الخامس من الجلسة الخامسة للشيخ سليمان بن ناصر العلوان] | بتاريخ 11/ 6 / 1421 هـ]
وراجع أخي شروح كتاب التوحيد فستجد ما يروى الغليل ويشفي العليل.(33/83)
علي من يري خطاي في ابن سينا ان ينقد او يزيد للافادة وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[16 - 06 - 04, 02:25 م]ـ
والرجاء اضافة معلومات عن الفارابي ايضا وموقف ابن تيمية وغيره منه وهل كفره وكفر ابن سينا
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?s=&postid=373591#post373591
ـ[الدرع]ــــــــ[16 - 06 - 04, 03:03 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16052&highlight=%D3%ED%E4%C7
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 03:13 م]ـ
هذا كتاب رائع عله يفيدكم
مع تحيات أبو الزهراء.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[16 - 06 - 04, 05:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبرا وشهادة في سبيله-اخويا الكريمين
وبالنسبة للفارابي اين هي اقوال ابن تيمية المكفرة له تكفير عيني
ـ[الدرعمى]ــــــــ[03 - 07 - 04, 04:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا
ولعل من أروع ما صنف فى هذا الباب وأكثره أثرًا كتاب تهافت الفلاسفة للإمام أبى حامد الغزالى فقد جعل فيه كل الفرق ألبًا على الفلاسفة وقد انتهى فى نهاية الكتاب إلى تكفيرهم بثلاثة أمور: قولهم بقدم العالم، وبأن الله تعالى لا يعلم الجزئيات، وقولهم بعدم حشر الأجساد. وهو فى ذلك لا يتحدث عن أرسطو وأفلاطون وإنما يقصد بذلك فلاسفة الإسلام كابن سينا والكندى والفارابى ومن سار على ضلالهم.
وحقيقة أيها الأخوة لقد تعمق الغزالى رحمه الله تعالى فى دراسة هذه الفلسفات وغيرها حتى فاق فى العلم بها أشد المتحمسين إليها وقد أصابه من ذلك رذاذ غير أنه يذوب ويتلاشى فى بحار فضائله وعلمه.
وإليكم هذا الكتاب.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[04 - 07 - 04, 12:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(33/84)
أهمّيّةُ معرفةِ سبب التصنيف ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[16 - 06 - 04, 07:11 م]ـ
أشارَ إلى هذه القاعدة: الشيخ العلاّمة عبد الله بن عبد العزيز العنقري رحمه الله تعالى في رسالةٍ لهُ ضِمنَ " الدُرَر السنيّة " (7/ 309) (ط 2، 1385 هـ)، و ذلك في سياق الردّ على مَن أخطأ في فهم كلامِ الشيخَين: سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله تعالى في (كتاب الدلائل)، و حمَد بن عتيق رحمه الله تعالى في (كتاب سبيل النجاة والفكاك)، وأفاد الشيخ العنقري أنّ سبب تأليف تَينِك الرسالَتين هو هُجوم العساكر التركيّة على نجدٍ و مساعدة جماعةٍ من أهل البادية والحاضرة لهم ومحبّتُهُم ظهورَ تلك العساكر ...
قال الشيخ: (فمعرفة سبب التصنيف ممّا يُعين على فهمِ كلامِ العلماء .. ).
ويندرج تحت هذه القاعدة أمثلةٌ كثيرة .. أدَعُ شريفَ عِلمِ الإخوة ينطق بإيرادِها كي يزولَ الإشكالُ الواردُ على بعضِ الأفهام ..
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 06:56 م]ـ
و من الأمثلة أيضاً:
كتاب " خصائص علي " رضي الله عنه للإمام النسائي رحمه الله تعالى.
جاء في " السِيَر " (14/ 129) للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى:
أنّ محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي قال سمعت قوما ينكرون على أبي عبدالرحمن النسائي كتاب الخصائص لعلي رضي الله عنه وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك فقال دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله تعالى ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة ..
ـ[الظافر]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:58 ص]ـ
السبب الباعث للإمام البخاري على تأليفه: -
ذكر الحافظ ابن حجر في مقدمة كتابه فتح الباري أسبابا ثلاثة دعت الإمام البخاري رحمه إلى تأليف كتابه الجامع الصحيح:
أحدها: أنه وجد الكتب التي ألفت قبله بحسب الوضع جامعة بين ما يدخل تحت التصحيح والتحسين والكثير منها يشمله التضعيف فلا يقال لغثه سمين, قال فحرك همته لجمع الحديث الصحيح الذي لا يرتاب في صحته أمين.
الثاني: قال وقوّى عزمه على ذلك ما سمعه من أستاذه أمير المؤمنين في الحديث والفقه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهوية وساق بسنده إليه أنه قال: "كنا عند إسحاق بن راهوية فقال: "لو جمعتم كتاباً مختصرا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم", قال: "فوقع ذلك في قلبي فأخذت في جمع الصحيح".
الثالث: قال: وروينا بالإسناد الثابت عن محمد بن سليمان بن فارس قال سمعت البخاري يقول: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه, فسألت بعض المعبرين فقال لي: "أنت تذب عنه الكذب فهو الذي حملني على إخراج الجامع الصحيح".
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 08:04 م]ـ
بارَك اللهُ فيك ـ أخي الظافر ـ وجُزيت خيراً على هذه الإضافة ..
و الذي أرمي إليه من طرح هذا الموضوع: هو ذكرُ سبب التصنيف المؤثّر حين الاستشهاد بكلامِ مصنِّفٍ ما ..
وإلاّ فإنّه ما مِن مصنّفٍ إلاّ وسببُ تصنيفهِ ظاهرٌ من خِلالِ موضوع التصنيف .. بَيد أنّ الشأن هنا في ذكرِ ما لهُ أثرٌ من تلك الأسباب ..(33/85)
فائدة عظيمة من حديث لأهل الحديث
ـ[الفهم الصحيح.]ــــــــ[16 - 06 - 04, 09:28 م]ـ
قال الشيخ محمد عبد الحي الكتاني – رحمه الله- عقب ذكر روايته لحديث الرحمة المسلسل بالأولية عن جماعة من مشائخه- رحمهم الله-: ( .... عن رسول الله صلى الله عليه وآ له وسلم قال: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). ثم بعد أن خرجه باختصار قال: (وتداولته الأمة، واعتنى به أهل الصناعة، فقدموه في الرواية على غيره ليتم لهم بذلك التسلسل كما فعلنا، وليقتدي به طالب العلم فيعلم أن مبنى العلم على التراحم والتوادد والتواصل لا على التدابر والتقاطع، فإذا شب الطالب على ذلك شبت معه نعرة التعارف والتراحم فيشتد ساعده بذلك، فلا يشيب إلا وقد تخلق بالرحمة، وعرف غيره فوائدها ونتائجها فيتأدب الثاني بأدب الأول، وعلى الله في الإخلاص والقبول المعول).
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[17 - 06 - 04, 12:21 ص]ـ
.
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[17 - 06 - 04, 12:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وللفائدة:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة mosaad123
المسلسل بالأولية
حدّثني جلال بن علي عامر الجهاني بدار الكتب المصرية في 4/ 11/1418 هـ، الموافق 3/ 3/1998 م، وهو أول حديث أسمعه منه، قال: حدثني السيد عبدالله بن محمد الصديق الغماري، والسيد عبدالعزيز بن محمد الصديق الغماري، والشيخ عبدالله التليدي، والسيد محمد بن محمد بن الطاهر النيفر، عن السيد أحمد بن محمد الصديق الغماري ’، عن محمد إمام السقا، وبدر الدين البيباني الحسني، ويوسف النبهاني، ثلاثتهم عن والد الأول إبراهيم السقا، عن ولي الله ثعيلب: محمد بن سالم بن ناصر الفشني، عن أحمد بن الحسن الجوهري، وأحمد بن عبدالفتاح الملوي، كلاهما عن عبدالله بن سالم البصري، عن محمد بن علاء الدين البابلي، عن الشهاب أحمد بن محمد الشبلي الحنفي، عن يوسف بن زكريا، عن إبراهيم بن علي بن أحمد القلقشندي، عن أحمد بن أبي بكر المقدسي، عن علي الحراني، عن ابن الجوزي، عن أبي سعد إسماعيل بن أحمد بن عبدالملك النيسابوري، عن أبيه، حدثنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبدالله بن عمرو بن العاص، عن عبدالله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما-، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
قلت: هو حديث حسن خرّجته بما لا مزيد عليه وسقت أسانيدي الأخرى له في كتابي الكبير والمسمى " فتح العلي بأسانيد مسعد السعدني "، والله الموفق.
وقد أجزته لأعضاء المنتدى، والله الهادي لأقوم سبيل.
كتبه
أبو عبدالرحمن
مسعد عبد الحميد محمد السعدني الحسيني العلوي
عفا الله عنه وعن والديه ومشايخه
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(33/86)
عبد الحميد كشك رحمه الله تعالى
ـ[المتبصر]ــــــــ[16 - 06 - 04, 10:28 م]ـ
الشيخ عبد الحميد كشك من أكثر الدعاة والخطباء شعبية في الربع الأخير من القرن العشرين وقد وصلت شعبيته إلى درجة أن المسجد الذي كان يخطب فيه خطب الجمعة حمل اسمه، وكذلك الشارع الذي كان يقطن فيه بحي حدائق القبة. ودخلت الشرائط المسجل عليها خطبه العديد من بيوت المسلمين في مصر والعالم العربي.
والشيخ عبد الحميد كشك ولد بمصر عام 1933م في قرية شبرا خيت من أعمال محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية. وبسبب المرض فقد نعمة البصر. وقد ولد في أسرة فقيرة وكان أبوه بالإسكندرية وحفظ القرآن الكريم ولم يبلغ الثامنة من عمره،وحصل على الشهادة الابتدائية، ثم حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية بتفوق والتحق بكلية أصول الدين وحصل على شهادتها بتفوق أيضًا.
وفي أوائل الستينيات عين خطيبًا في مسجد الطيبي التابع لوزارة الأوقاف بحي السيدة بالقاهرة ومثل الأزهر في عيد العام عام 1961، وفي عام 1964 صدر قرار بتعيينه إمامًا لمسجد عين الحياة بشارع مصر والسودان في منطقة دير الملاك بعد أن تعرض للاعتقال عام 1966 خلال محنة الإسلاميين في ذلك الوقت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر. وقد أودع سجن القلعة ثم نقل بعد ذلك إلى سجن طرة وأُطلق سراحه عام 1968. وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه الأثناء ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة.
وفي عام 1972 بدأ يكثف خطبه وزادت شهرته بصورة واسعة وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين. ومنذ عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام وأخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة. وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر الشهيرة للرئيس المصري محمد أنور السادات، وقد أفرج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس.
رفض الشيخ عبد الحميد كشك مغادرة مصر إلى أي من البلاد العربية أو الإسلامية رغم الإغراء إلا لحج بيت الله الحرام عام 1973م. وتفرغ للتأليف حتى بلغت مؤلفاته 115مؤلفًا، على مدى 12 عامًا أي في الفترة ما بين 1982 وحتى صيف 1994، منها كتاب عن قصص الأنبياء وآخر عن الفتاوى وقد أتم تفسير القرآن الكريم تحت عنوان (في رحاب القرآن)، كما أن له حوالي ألفي شريط كاسيت هي جملة الخطب التي ألقاها على منبر مسجد (عين الحياة). وكان للشيخ كشك بعض من آرائه الإصلاحية لللأزهر إذ كان ينادي بأن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخابات لا بالتعيين وأن يعود الأزهر إلى ما كان عليه قبل قانون التطوير عام 1961 وأن تقتصر الدراسة فيه على الكليات الشرعية وهي أصول الدين واللغة العربية والدعوة، وكان الشيخ عبد الحميد يرى أن الوظيفة الرئيسية للأزهر هي تخريج دعاة وخطباء للمساجد التي يزيد عددها في مصر على مائة ألف مسجد. ورفض كذلك أن تكون رسالة المسجد تعبدية فقط، وكان ينادي بأن تكون المساجد منارات للإشعاع فكريًا واجتماعيًا.
وقد لقي ربه وهو ساجد قبيل صلاة الجمعة في 6/ 12/1996 وهو في الثالثة والستين من عمره رحمه الله رحمة واسعة.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=39
ـ[عصام البشير]ــــــــ[16 - 06 - 04, 10:51 م]ـ
رحمه الله وأثابه الجنة
ـ[محمد ابو ضحى]ــــــــ[28 - 02 - 06, 05:34 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة امين
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[28 - 02 - 06, 05:45 م]ـ
الأخ المتبصر
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ورحم الله الشيخ عبد الحميد كشك رحمة واسعة، ورفع درجاته في الجنة.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 07:59 م]ـ
ترجمة الشيخ عبد الحميد كشك بصوته!!
للتحميل
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:09 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته(33/87)
أثران في سنن ابن ماجة، وليسا منه.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 01:29 ص]ـ
جاء في ابن ماجة في باب الإيمان أثران، (1/ 98) ط دار الجيل بيروت
وهما آخر أثرين في الباب.
حدثنا أبو عثمان البخاري سعيد بن سعد قال: ثنا الهيثم بن خارجة قال: ثنا إسماعيل يعني بان عياش، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد عن أبي هريرة وابن عباس قالا: "الإيمان يزيد وينقص".
ثنا أبو عثمان البخاري، قال: حدثنا الهيثم، قال ثنا إسماعيل، عن حريز بن عثمان، عن الحارث، أظنه، عن مجاهد، عن أبي الدرداء، قال: الإيمان يزداد وينقص.
قال الدكتور بشار عواد معروف محقق تهذيب الكمال:
جعلت في المطبوع من ضمن سنن ابن ماجه، وهي من زيادات أبي الحسن بن القطان راوي السنن عن ابن ماجه،
وهو وهم قديم أضافه جمال الدين أبو موسى عبد الله بن عبد الغني المقدسي المتوفىسنة 629هـ ابن صاحب (الكمال في أسماء الرجال)،
ثم استدركه أيضا: محمد بن عبد الواحد المقدسي على الحافظ ابن عساكر الدمشقي في كتابه (الشيوخ النبل)
وزعم أن ابن ماجه روى في السنن هذين الحديثين الموقوفين.
وهذا كله وهم نبه إليه الإمام المزي في (تهذيب الكمال) فذكر أن ذكر سعيد بن سعد أبي عثمان البخاري ضمن شيوخ ابن ماجة لا يصح، وبين أنه من شيوخ أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، صاحب ابن ماجة وأن بعض النساخ ظنه من شيوخ ابن ماجة فكتبه و لم يذكر أبا الحسن بن سلمة في أوله (تهذيب الكمال: 10/ 460 - 461).
وقال المحقق: انظر (تحفة الأشراف 5/ 221 حديث 6411، و8/ 231 حديث 10960،، و10/ 318 حديث 14352 وتعليق ابن حجر في النكت الظراف بهامشه)؛ وهما أثران ضعيفان. انتهى كلام المحقق.
ووقفت على نفس كلام المزي في "تهذيب الكمال" ج3 ص164/ 165 (طبعة مؤسسة الرسالة)
ودلل على كلامه فأضاف: (ومن أدل دليل على صحة ما قلناه أنه ليس له ذكر في رواية إبراهيم بن دينار، عن ابن ماجه، ولو كان من أصل التصنيف لذكره إبراهيم بن دينار كما ذكر غيره، فلما سقط من رواية ابن دينار، ولم يذكر أحد من المتقدمين أن ابن ماجة روى عنه، وذكروا أن أبا الحسن ابن سلمة روى عنه، ووجدنا لأبي الحسن عدة أحاديث قد زادها عن مشايخه، علِمنا أن هذا مما زاده، والله أعلم. انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 04, 01:59 ص]ـ
أحسنت جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك
وللفائدة ينظر هذا الرابط كذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=7358
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 11:56 م]ـ
شيخناىالفقيه:
وهل ذكر الشيخ مسفر الدميني وفقه الله هذان الأثران في زيادات أبي الحسن بن القطان على ابن ماجه؟
فالكتاب ليس عندي،
ولا تنسوا أننا نعيش في شمال أوربا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 06 - 04, 06:56 م]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم
نعم الأثران موجودان في الكتاب.(33/88)
تقسيم المياه الي ثلاثه هو الراجح
ـ[بدر الدين احمد]ــــــــ[17 - 06 - 04, 01:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائده:
رجح الشيخ محمد المختار الشنقيطي تقسيم المياه الي ثلاثة اقسام وذكر ان ذلك الذي يدل عليه ظاهر الكتاب والسنه والحس
لقوله تعالي: وانزلنا من السماء ماء طهورا
فلم يقل الله تعالي طاهرا ,وزيادة المبني تدل علي زيادة المعني
ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عندما سأله الصحابه:افنتوضأ من ماء البحر قال: هو الطهور ماؤه, الحل ميتته
وفي هذا دليل علي ان الصحابه الثابت عندهم تقسيم الماء الي ثلاثة اقسام فهم بالطبع لم يعتقدوه نجسا ولكنهم ظنوا ان الملح قد يصرفه عن الطهوريه الي الطهاره
وذكر الشيخ انه بسط القول علي المسأله في شرحه لبلوغ المرام
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 12:33 م]ـ
الماء الطاهر - عندهم - هو الشاي والقهوة والعصير وأمثالها
وما ذكرته من الآية والحديث ليس فيه لفظ " طاهر " بل " طهور "
والخلاف - عند التأمل - اصطلاحي
والله أعلم
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:56 م]ـ
الخلاف ليس لفظياً؛ بل هناك مسائل تنبني على القولين:
قال ابن مفلح في الفروع (1/ 58 ط التركي):
وفائدة المسألة: أن المائعات لا تزيل النجاسة، قال القاضي وأصحابه.
وقال شيخنا: وفائدة ثانية: ولا تدفعها عن نفسها، والماء يدفع بكونه مطهراً، كما دلَّ عليه قوله – صلى الله عليه وسلم –: " خلق الماء طهوراً لا ينجسه شيء ". وغيره ليس بطهور، فلا يدفع .... ".
وراجع ما قاله ابن قندس في حاشيته على الفروع في نفس الموضع.
ولو بحثنا أكثر لوجدنا غير هاتين الفائدتين، والله أعلم.
ـ[بدر الدين احمد]ــــــــ[17 - 06 - 04, 04:44 م]ـ
الشيخ الكريم احسان العتيبي الحديث ليس فيها لفظ طاهر ولكنه يفهم من سؤال الصحابه
فاذا كان الماء ينقسم ال قسمين
طاهر ونجس او طهور ونجس ,والاول يجوز الوضوء منه اما الثاني فلا
وهم لم يعتقدوا انه نجس فسؤالهم يدل علي ان الماء غير المتنجس منه ما يجوز الوضوء منه ومنه ما لا يجوز والا لما شكوا في الوضوء من ماء البحر مع انه غير نجس
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:46 ص]ـ
أخي إحسان:الخلاف حقيقي وقولك إن الطاهر هو الشاي والقهوة ,تمثيل قاصر جدا بل هناك أمثلة أخرى موجودة بالتفصيل في أول باب في كتب الحنابلة الأصحاب وهو باب المياه فراجعها بارك الله فيك.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:17 ص]ـ
والشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لبلوغ المرام رجح أيضا كونه ثلاثة أقسام
وموضع الخلاف ليس في الشاي وغيره فهذا ليس ماءً
بل في الماء الذي تغير بالطاهرات تغيرا كثيرا لم يخرجه عن اطلاقه وأيضا الماء المستعمل
ـ[الياسي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 12:18 م]ـ
سؤال: لو قام إنسان بإزالة عين الخبث بالشاي فهل يطهر أم لا؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 01:36 م]ـ
فوائد حديث أن الماء طهور إلا ما غير ريحه …………
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
قال:
إذا ظهرت النجاسة لبعض الناس ثبت الحكم كما يثبت الهلال برؤية الواحد.
أن الأصل في الماء الطهارة ولا يحكم بنجاستها إلا بالتغير.
أن الماء إذا تغير طعمه أو لونه أو ريحه تغيراً ظاهراً بيناً انتقل من الطهورية إلي النجاسة.
أن الماء ينقسم إلي قسمين فقط طهور ونجس وليس هناك قسماً ثالثاً يسمي طاهراً خلافاً لما عليه كثيراً من الفقهاء من أن الماء إما طهور أو طاهر أو نجس , وهذا التقسيم أمر مهم لو كان من شريعة الله لكان مبيناً في كتاب الله أو سنة رسوله r لان هذا يترتب عليه أموراً عظيمة , بل قال الرسول r (( الماء طهور لا ينجسه شيء)) علمنا بأنه ليس هناك قسم يسمي بالطاهر , وهذا الذي دلت عليه الأحاديث وهو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله حيث قال أن الماء إما طهور وإما نجس وليس له قسم ثالث.
الأدلة في الكتاب والسنة تحمل بعضها علي بعض لأنها تخرج من مشكاة واحدة ((حمل المطلق علي المقيد وحمل الخاص علي العام)).
http://www.islammessage.com/ar/modules.php?name=News&file=article&sid=1932
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 01:38 م]ـ
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: عن أقسام المياه؟
فأجاب حفظه الله تعالى قائلا:
الراجح أن الماء قسمان: طهور ونجس , فما تغير بالنجاسة فهو نجس , وما لم يتغير بنجاسة , فهو طهور ز
أما إثبات قسم ثالث , وهو الطاهر؟ فلا أصل لذلك في الشريعة , والدليل على هذا هو عدم الدليل , إذ لو كان القسم الطاهر ثابتا بالشرع , لكان أمرا معلوما مفهوما , تأتي به الأحاديث البينة الواضحة لأن الحاجة تدعو إلى بيانه , وليس بالأمر الهين إذ يترتب عليه: إما أن يتطهر بماء , أو يتيمم.
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=3218
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/89)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 01:41 م]ـ
شرح " منهاج السالكين " للشيخ عبد الرحمن السحيم
قال الشيخ السحيم:
قال الشيخ رحمه الله:
فكل ماء نزل من السماء , أو نبع من الأرض: فهو طهور يُطهر من الأحداث والأخباث.
الشرح:
هذا هو الماء الباقي على طهوريته، وهو الباقي على أصل خلقته.
والماء - على الصحيح – ينقسم إلى قسمين:
الأول: طهور بنفسه مُطهّر لغيره.
والثاني: نجس بنفسه لا يُطهر غيره، ولا يجوز استعماله، إلا إذا استحال إلى عين أخرى، كمياه المجاري إذا عُولجت وذهبت منها روائح النجاسة ولونها وطعمها.
وبعض الفقهاء يذكر قسما ثالثاً، وهو الطاهر، وهو ما اختلط بغيره
والصحيح أنه إما أن يأخذ وصف الماء واسمه فيبقى ماء طهورا
وإما أن يأخذ وصف ما اختلط به فلا يكون حينئذ ماء، بل يُطلق عليه ما غلب عليه، كماء الورد أو الشاهي والقهوة ونحوها.
فالماء النازل من السماء طهور
والنابع من الأرض طهور
قال الشيخ رحمه الله:
ولو تغير طعمه: أو لونه أو ريحه , بشيء طاهر
الشرح:
كأن يتغيّر – مثلاً – بالطين أو بأوراق الأشجار، فهذا تغيّر طعمه أو لونه أو ريحه بشيء طاهر فهو باق على طهوريته، ويجوز استعماله في الوضوء والشرب.
http://www.almeshkat.net/droos/open.php?cat=4&book=43
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 06 - 04, 05:57 م]ـ
قال صاحب كتاب " المنخلة النونية في فقه الكتاب والسنة النبوية وشرحها " (ص/10ـ 11) الشيخ مراد شكري ـ حفظه الله ورعاه ـ:
" الماء ثلاثة أقسام:
ـ أوَّلُها: الماء المطلق، الذي إذا أطلق لفظ الماء مجرداً؛ انصرق إليه بلا قيد ولا وصف، وهذا هو الماء الذي يُزال به الحدث، وهو المطهر؛ قال الله عز وجل: (وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً)، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " الماءُ طهوراٌ لا ينجِّه شيء ". أخرجه أصحاب " السنن " عن أبي سعيد، وله طرق، وهو صحيح. فمادام اسم الماء منطبقاً عليه؛ فهو طهور، وعلى هذا قام الإجماع.
ـ ثم يقابله الماء الذي تخالطه نجاسة، وتظهر فيه بلونه أو طعمه أو رائحته؛ فهذا النجس؛ لأنه فَقَدَ وصف الماء المطلق، وفقد وصف الطهارة فلم يبق إلا النجاسة التي هي وصفه، وهذا ظاهر ولا خلاف فيه.
ـ ثم القسم الثالث، وهو الماء المطلق، وحكمه حكم أي مائع آخر، وهو الذي تخالطه الطهارات؛ كالصابون والتراب وغيرها، وتخرجه عن وصف الماء المطلق، فهذا هو الماء الطاهر الذي لا يجوز إزالة الحدث به، كما هو مذهب جماهير أهل العلم؛ كالشافعي، وأحمد ومالك، وغيرهم.
وأما إذا كانت المخالطة يسيرة بحيث لا تخرجه عن وصفه بالماء، فيجوز التطهر به؛ لأنه ماء مطلق، وقد صح أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتسل من قصعة فيها أثر العجين. رواه النسائي وغيره، وعلى هذا أيضاً جمهور أهل العلم.
بقيت فائدة هي متممة للبحث، وذلك إذا نزلت نجاسة في ماء ولن يتغير منه شيء؛ فالحق أن الماء طاهر مطهَّر؛ كما هو مشهور مذهب الإمام مالك، ورواية عن الإمام أحمد، واختاره بعض الشافعية بدون فرق بين قليل الماء وكثيره؛ خلافاً لمن اشترط سروطاً أخرى، والله أعلم.
وجاء في " الروض الندية شرح الدرر البهية " (ص/9) للعلامة صديق حسن خان:
" ... أن الماء الذي شرع لنا التطهير به هو الماء المطلق الذي لم يضف إلى شيء من الأمور التي تخالطه، فإن خالطه شيء أوجب اضافته إليه، كما يقال ماء ورد ونحوه، فليس هذا الماء المقيد بنسبته إلى الورد مثلاً هو الماء المطلق الموصوف بأنه طاهر في الكتاب العزيز بقوله سبحانه: (ماء طهوراً) وفي السنة المطهرة بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " الماءُ طهورٌ " فخرج بذلك عن كونخ مطهراً، ولم يخرج به عن كونه طاهراً؛ لأن الفرض أن الذي خالطه طاهر، واجتماع الطاهرين لا يوجب خروجهما عن الوصف الذي كان مستحقاً لكل واحد منهما قبل الاجتماع ".
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 06 - 04, 08:54 م]ـ
لعل الأرجح هو تقسيم المياه إلى قسمين:
طاهر مطهر، ونجس. وبذلك فإن كان في الماء ملوحة أو تراب أو طحالب أو صابون أو كان مستعملاً، فهذا لا يمنع التطهر به وإن تغير طعمه ولونه ورائحته، لأنه ما يزال طاهراً، ويزيل النجاسة. وأما إذا كان نجساً، فإن غلبت عليه النجاسة فغيرت شيئاً من خواصه، فقد تنجس، ويجب التنزه منه. وإن لم يظهر (كماء البحر) فلا. فإن ذهب أثر النجاسة، كما يحدث عند تكرير الماء، فيعود طاهراً كما كان. والله أعلم.
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 06 - 04, 06:47 م]ـ
قال الشيخ سعد بن سعيد الذّيابي في كتابه الماتع " ترجيحات الشيخ محمد بن عثيمين في كتاب الطهارة مقارنة بما استقر عليه المذهب الحنبلي " (62 ـ 63) بعدما استعرض أدلة الفريقين حول أقسام المياه:
" الراجح ماذهب إليه أصحاب القول الثاني، وهو أن الماء قسمان: طَهُور ونجس، فما تغيَّر بنجاسة فهو نجس، ومالم يتغيّر بنجاسة فهو طَهُور، وأن الطاهر قسم لا وجود له في الشريعة، والدليل عدم النقل؛ إذ لو كان قسم الطّاهر موجوداً في الشّرع لعلم؛ لحاجة الناس إلى معرفته، ولأنه يترتب عليه إما أن يُتطهر بهذا الماء، أو يعدل إلى التيمّم، فلما لم يأتِ به الأخبار دلّ على عدم وجوده، والله أعلم " أ. ه.
قال مبارك: وقد اشبع خصوص هذه المسألة بحثاً وتدقيقاً واستعراضاً وذكر مذاهب العلماء وسرد ادلتهم والنظر فيها بما لا مزيد عليه الشيخ الفاضل دبيان بن محمد الدّبيان في كتابه القيم " أحكام الطهارة ـ المياه ـ الآنية " (51 ـ 94) وفي نهاية بحثه القيم اختار قول من يقول بأن الماء قسمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/90)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 11 - 04, 08:48 م]ـ
قال ابن المنذر:-
أجمعوا على أن الوضوء لايجوز بماء الورد، وماء الشجر،وماء العصفر، ولاتجوز الطهارة إلا بماء مطلق يقع عليه اسم الماء صـ32.
ـ[عبدالله البدراني]ــــــــ[23 - 11 - 04, 10:25 م]ـ
قال صاحب هداية الراغب في المياه:
[أقسامها ثلاثة لأن الماء إما أن يجوز الوضوء به أو لا. فالأول الطهَّور، والثاني إما أن يجوز شربه أو لا. فالأول الطاهر، والثاني النَّجس].
ويبدو لي أنه تقسيم لطيف
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[24 - 11 - 04, 12:24 م]ـ
أصل هذا الكلام الذي في هداية الراغب ..
كتاب المبدع لابن مفلح
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[25 - 11 - 04, 09:10 ص]ـ
الشيخ الكريم احسان العتيبي الحديث ليس فيها لفظ طاهر ولكنه يفهم من سؤال الصحابه
فاذا كان الماء ينقسم ال قسمين
طاهر ونجس او طهور ونجس ,والاول يجوز الوضوء منه اما الثاني فلا
وهم لم يعتقدوا انه نجس فسؤالهم يدل علي ان الماء غير المتنجس منه ما يجوز الوضوء منه ومنه ما لا يجوز والا لما شكوا في الوضوء من ماء البحر مع انه غير نجس
هذا من أدلة القائلين بأن الماء ينقسم إلى ثلاثة أقسام، لكن يقال في الرد عليه:
1 ـ ما الذي يؤكد أنه قام في ذهن الصحابي السائل أن هناك ماء ليس بطهور ولا نجس.
2 ـ لنفرض أنه قد قام في ذهن الصحابي هذا الأمر، فمن أين لك أنه قام في أذهان جميع الصحابة ذلك، وهذا ما توهمه عبارتك حيث قلت: فسؤالهم، لما شكوا ... ، ثم من الصحابة الفقيه ومنهم من ليس كذلك.
3 ـ ما الذي يدل حال سؤاله أنه شك في وجود ماء ليس بطهور ولا نجس، ربما يكون سؤاله لأن بعض الصحابة كره التطهر بماء البحر، أو لأن الماء متغير تغيرا شديدا، والدليل إذا تطرق إليه احتمال كهذا بطل الاستدلال به.
4 ـ نسلم أنه قام في ذهن الصحابي ما ذكرتموه، فغاية ما فيه استدلال بالشك وهو لا يقوى على ما هو فوقه في الاستدلال كما جاء عند أحمد أن النبي اغتسل هو وميمونة في قصعة فيها أثر العجين. وإسناده صحيح.
5 ـ بل إن الحديث يدل على عدم وجود قسم ثالث يسمى بالماء الطاهر، لأنه إذا كان ماء البحر مع تغير طعمه وريحه التغير الشديد، فغيره مما تغير أولى بالطهورية منه.
6 ـ الماء إذا تغير بطاهر حتى غلب على اسمه فأصبح يسمى بغير الماء كالشاي والقهوة وغيرها فهذا لا أظنه يجري البحث فيه، إذ هو ليس بماء، لكن ما يجري البحث فيه هو ما تغير بطاهر وبقي اسم الماء عليه فهذا الذي فيه الخلاف واقع والله أعلم.
7 ـ وإن كان ذلك كذلك فهو داخل في عموم قوله تعالى: " فلم تجدوا ماء فتيمموا "، ثم قد جاءت السنة بما يدل على أن الماء عند تغيره بطاهر فهو طهور ما بقي اسم الماء يطلق عليه، كقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: " اغسلوه بماء وسدر " وسبق حديث أم هانئ عند أحمد.
فهذا هو ظاهر السنة، فهل يعدل عن ذلك بتأويلات غابة ما فيها استدلال بأمور غير متيقن منها.
8 ـ أجمع العلماء على أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فلو كان هناك قسم ثالث لبينه النبي بيانا شافيا، لشدة الحاجة إليه وعموم البلوى به.
9 ـ أما لو أزال إنسان النجاسة بغير الماء فهل يحكم بزوالها كما أورده الياسي؟
فالجمهور على عدم زوال النجاسة بغير الماء.
وذهب الحنفية وهو اختيار شيخ الاسلام إلى أن النجاسة تزول بأي مزيل، وهو الصحيح لما يلي:
" إذا جاء أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه قذرا فليمسحه وليصل فيهما " أخرجه أبو داود
عن أبي سعيد {أنا في شك من التخريج والراوي ولا أستطيع البحث لضيق الوقت}
وكما قال النبي في النعلين يصيبهما الأذى كما في حديث عائشة " فإن التراب لهما طهور " وهو حديث حسن.
وللقاعدة: الحكم يدور مع علته وجودا وعدما.
هذا ما يحضرني والله أعلم.
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[25 - 11 - 04, 09:30 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وعندنا يقسم الماء من حيث طهوريته ألى أربعة أقسام
طاهر مطهر وهو الماء الطاهر الذي لم يخالطه ما غير أحد أوصافه.
طاهر غير مطهر وهو الماء الذي خالطه طاهر غير انه غلب عليه وغيّر أحد أوصافه.
طاهر مشكوك في طهوريته كسؤر الهرة وحكمه إن لم يوجد غيره توضأ به وتيمم ((وهي مسألة خلافية ولا محل لها هنا)).
نجس وهو الماء الذي خالطه نجس وغلب عليه.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[25 - 11 - 04, 02:33 م]ـ
أفدتني يا شيخ أبا يحيى التركي. فجزاك الله خيراً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 11 - 04, 08:36 ص]ـ
النجاسة تزول بأي مزيل، لكن الأحاديث التي احتججت بها أخي الحبيب أبا يحيى لا تصح.
والسؤال إلى أي مدى يمكن أن يصلح الماء للوضوء؟ من الأكيد أن الملوحة لا تؤثر، لأن ماء البحر طاهر. وكذلك وجود طحالب وأتربة، كحال ماء أكثر الآبار والأنهار. وكذلك كون الماء كبريتي أو كلسي أو أمثال ذلك. وهذا تغيير للطعم والرائحة واللون. بل حديث " اغسلوه بماء وسدر " يدل على أن الصابون لا يمنع إمكانية التطهر والوضوء من الماء.
وهذا مما يشكك بالإجماع الذي نقله ابن المنذر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/91)
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[27 - 11 - 04, 10:08 ص]ـ
بل الإجماع الذي نقله ابن المنذر رحمه الله صحيح لا شك فيه بحال من الأحوال.
لأن الماء المطلق هو الماء الباقي على خلقته أو إن شئت قلت العاري عن الإضافة اللازمة، وقولي اللازمة: احتراز من الإضافة غير اللازمة كقولي ماء البئر، فماء البئر ماء مطلق وإن أضيف لأن الإضافة ليست لازمة له في كل حال. فالماء المطلق هو المتفق عليه بين جميع الأئمة أنه طهور.
قال في بدائع الصنائع: والماء المطلق هو الذي تتسارع أفهام الناس إليه عند إطلاق اسم الماء كماء الأنهار، والعيون، والآبار، وماء السماء، وماء الغدران والحياض، والبحار فيجوز الوضوء بذلك كله سواء كان في معدنه أو في الأواني لأن نقله من مكان إلى مكان لا يسلب إطلاق اسم الماء عنه، وسواء كان عذباً أو ملحاً لأن الماء الملح يسمى ماء على الإطلاق. ثم قال: وأما المقيد: فهو ما لا تتسارع إليه الأفهام عند إطلاق اسم الماء وهو الماء الذي يستخرج من الأشياء بالعلاج كماء الأشجار، والثمار، وماء الورد ونحو ذلك، ولا يجوز التوضؤ بشيء من ذلك، وكذلك الماء المطلق إذا خالطه شيء من المائعات الطاهرة كاللبن والخل ونقيع الزبيب ونحو ذلك على وجه زال عنه اسم الماء بأن صار مغلوباً به فهو بمعنى الماء المقيد. وانظر ما بعده فإنه مفيد في الباب.
وتأمل قوله: لأن الماء المالح يسمى ماء على الإطلاق. فهو إذن داخل ضمن ما ذكره ابن عبد البر.
وقال في المهذب: يجوز رفع الحدث وإزالة النجس بالماء المطلق، وهو ما نزل من السماء أو نبع من الأرض؛ فما نزل من السماء ماء المطر، وذوب الثلج والبرد، والأَصل فيه قَوله عز وجل {ويُنزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به} وما نبع من الأرض ماء البحار، وماء الأنهار، وماء الآبار، والأصل فيه قَوله في البحر: «هو الطهور ماؤه، الحل ميتته»، وروي، أن النبي توضأَ من بئر بضاعة.
وقال في الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع:
أحدها: ماء (طاهر) في نفسه (مطهر) لغيره (غير مكروه) استعماله (وهو الماء المطلق). وهو ما يقع عليه اسم ماء بلا قيد بإضافة كماء وردَ أو بصفة كماء دافق، أو بلام عهد كقوله: «نَعمْ إذا رأت الماء» يعني المنيّ قال الولي العراقي: ولا يحتاج لتقييد القيد بكونه لازماً لأن القيد الذي ليس بلازم كماء البئر مثلاً ينطلق اسم الماء عليه بدونه، فلا حاجة للاحتراز عنه، وإنما يحتاج إلى القيد في جانب الإثبات كقولنا غير المطلق هو المقيد بقيد لازم.
ثم قال: (الماء المطلق يشمل المتغير بما لا يستغنى عنه حكماً أو اسماً)
تنبيه: تعريف المطلق بما ذكر هو ما جرى عليه في المنهاج. وأورد عليه المتغير كثيراً بما لا يؤثر فيه كطين وطحلب، وما في مقره وممرّه فإنه مطلق مع أنه لم يعر عما ذكر. وأجيب بمنع أنه مطلق وإنما أعطى حكمه في جواز التطهير به للضرورة فهو مستثنى من غير المطلق على أن الرافعي قال: أهل اللسان والعرف لا يمتنعون من إيقاع اسم الماء المطلق عليه وعليه لا إيراد، ولا يرد الماء القليل الذي وقعت فيه نجاسة ولم تغيره ولا الماء المستعمل لأنه غير مطلق.
وانظر كلام ابن قدامة في المغني في أول كتابه في أول باب ما تكون به الطهارة من الماء.
وقال في مواهب الجليل: وَاخْتَلَفَت عِبَارَاتُ الْأَصْحَابِ فِي تَعْرِيفٍه فَعَرَّفَهُ ابْنُ شَاسٍ وَابْنُ الْحَاجِبِ وَغَيْرُهُمَا بِأَنَّهُ الْبَاقِي عَلَى أَصْلِ خِلْقَتِهِ أَيْ لَمْ يُخَالِطْهُ شَيْءٌ وَجَعَلُوا مَا تَغَيَّرَ بِقَرَارِهِ أَوْ بِمَا يَتَوَلَّدُ مِنْهُ أَوْ بِالْمُجَاوِرَةِ مُلْحَقًا بِالْمُطْلَقِ فِي كَوْنِهِ طَهُورًا فَالْمُطْلَقُ عِنْدَهُمْ أَخُصُّ مِنْ الطَّهُورِ وَجَعَلَ الْقَاضِي عَبْدُ الْوَهَّابِ وَابْنُ عَسْكَرٍ وَغَيْرُهُمَا الْمُطْلَقَ مُرَادِفًا لِلطَّهُورِ فَعَرَّفُوهُ بِأَنَّهُ الَّذِي لَمْ يَتَغَيَّرْ أَحَدُ أَوْصَافِهِ بِمَا يَنْفَكُّ عَنْهُ غَالِبًا مِمَّا لَيْسَ بِقَرَارِهِ وَلَا مُتَوَلِّدٌ مِنْهُ فَجَعَلُوا مَا تَغَيَّرَ بِقَرَارِهِ أَوْ بِمَا يَتَوَلَّدُ مِنْهُ أَوْ بِالْمُجَاوَرَةِ دَاخِلًا فِي حَدِّ الْمُطْلَقِ وَتَبِعَهُمْ الْمُصَنِّفُ عَلَى ذَلِكَ فَأَدْخَلَهَا كُلَّهَا فِي حَدِّ الْمُطْلَقِ.
ثم ذكر ما يدخل في حده إلى أن قال: وَمَا قُيِّدَ بِإِضَافَةٍ لِمَحِلِّهِ لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يَمْنَعُ مِنْ صِدْقِ اسْمِ الْمَاءِ عَلَيْهِ فِي الْعُرْفِ وَيَكْتَفِي بِالْإِخْبَارِ عَنْهُ بِمُجَرَّدِ اسْمِ الْمَاءِ كَمَاءِ السَّمَاءِ وَكَذَا مَا قُيِّدَ بِإِضَافَةٍ لِمَحِلِّهِ كَمَاءِ الْبَحْرِ.
فقارن قولهم مع قول ابن المنذر بارك الله بك.(33/92)
من هو الوضاح في هذه الرواية.؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 - 06 - 04, 01:57 ص]ـ
أشكل علي من هو الوضاح المقصود فيما ذكره ابن أبي حاتم في العلل هل هو اأبو عوانة أم غيره
علل ابن أبي حاتم 2/ 293
1297 سألت أبي عن حديث رواه محمد بن خالد الوهبى عن الوضاح عن محارب بن دثار عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبغض الحلال ثم الله الطلاق ورواه أيضا محمد بن خالد الوهبي عن معرف ابن واصل عن محارب بن دثار عن عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال أبي انما هو محارب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[17 - 06 - 04, 03:14 ص]ـ
أخي الفاضل:
هذا تصحيف؛ والصواب: ((الوصافي)) لأمور:
1 - أخرجه أبو أمية الطرسوسي في " مسند ابن عمر " (14): حدثنا كثير بن عبيد حدثنا محمد بن خالد عن الوصافي عن محارب بن دثار عن ابن عمر به.
2 - قال البيهقي في "السنن الكبرى" (7/ 322): [ورواه عبيد الله بن الوليد الوصافي عن محارب عن بن عمر موصولا مختصراً].
3 - ذكر المزي في الرواة عن محارب بن دثار: [عبيد الله بن الوليد ((الوصافي))].
ـــــــــــــــــ
وعبيد الله بن الوليد الوصافي من رجال التهذيب.(33/93)
لو تشرحوا لى؟
ـ[ابن عمر أزهرى سلفى]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معى حديث (حدثنا عمرو بن رافع حدثنا عبد الله بن المبارك عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فلا حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه)
فأريد تخريج الحديث عن طريق السند من خلال تهذيب التهذيب وما شابهه من الكتب فكيف أخرجه وكيف أحكم على صحة رجاله؟؟
ولو تزيدونى على بعض الكتب التى يستعان بها فى هذه الطريقة بارك الله فيكم
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:21 ص]ـ
الحديث في صحيح البخاري
رواه البخاري وله في هذا الحديث شيخان: آدم بن أبي إياس و أحمد بن يونس كلاهما عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... الحديث
ورواه أحمد والترمذي وأبو داود وغيرهم.(33/94)
هل النبي صلى الله عليه وسلم محرم لكل نساء الأمة أم لا؟
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم
هل من بحث حول مسألة: هل النبي صلى الله عليه وسلم محرم لكل نساء الأمة أم لا؟
وهل هناك كتاب أو رسالة لأحد العلماء تناول فيها بحث المسألة بتوسع؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 06 - 04, 11:48 م]ـ
انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=12529&%20highlight=%D3%C8%E1+%C7%E1%E5%CF%EC+%E6%C7%E1%D 1%D<br%20/>4%C7%CF(33/95)
فتوى لأبن تيمية لم يوافقها ابن عثيمين .. ؟؟؟
ـ[ابن رجب الحنبلي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 02:45 ص]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله: انه يجوز للمسلم ان يمرغ وجهه في التراب
تعبدا لله تعالى ودعاء فقال ابن عثيمين: لا ارى هذا ...
انتهى
**************************************
التعليق:: وربما ارى ان ابن تيميه أخذ ذلك من قول عمر ابن الخطاب عند أحتضاره ضعوا خدي على التراب فكان ابنه عبدالله يضعه رأسه على فخذه فرفض ابنه عبدالله فكرر عمر بغضب ... فوضعه عبدالله .... ثم اخذ يبكي عمر (رضي الله عنه) وخده على التراب وهو يدعي الله حتى فاضت روحه .....
ايضا الساجد في الصلاة يضع انفه في التراب وجبينه كما ان الرسول يمنع ازالة هذا التراب وانت في الصلاه للأفضليه عند الله عز وجل كما ثبت ذلك في الأثر.
والله تعالى اعلم
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:02 ص]ـ
وقد خالف العلامة ابن عثيمين شيخ الإسلام ابن تيمية في مسائل كثيرة تزيد عندي على العشرين ومن تتبع فسيجدأكثر من ذلك وما تابعه فيما تابعه إلا عن دليل ,اقول ذلك لأني سمعت من بعض الناس أن ابن عثيمين تيمي وليس حنبليا.
ـ[آل حسين]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:19 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً أخي
وابن تيمية رحمه الله تعالى من مجتهدي الحنابلة(33/96)
حول سنن الترمذي رحمه الله
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[17 - 06 - 04, 03:41 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه نبذة مختصرة عن سنن الترمذي رحمه الله، كنت قد شاركت بها في هذا المنتدى المبارك، قبل إكمالها، تحت عنوان: مصطلحات جامع الترمذي رحمه الله، ثم يسر الله لي الإضافة إليها، فأردت أن أشارك بها بعد استكمالها، سائلا الله عز وجل أن ينفعني وإخواني بها
سنن الترمذي:
ومن أهم مميزات جامع الترمذي أنه مرجع مهم جدا في الحكم على الأحاديث، فهو ينص على درجة أحاديثه صراحة، فيقول مثلا: هذا حديث صحيح، أو حسن صحيح، أو غريب … الخ.
تميز الترمذي في جامعه بمصطلحات خاصة به في جامعه ومن أبرزها مصطلح "حسن صحيح" الذي اختلف فيه النقاد اختلافا كبيرا وقبل الشروع في ذكر أقوال العلماء في هذا الشأن لابد من إلقاء نظرة سريعة على جامع الترمذي الذي اشتهر باسم سنن الترمذي:
اقتصر الترمذي غالبا على الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم (حجية السنة وتاريخها ص190). وهذا أمر أغلبي وإلا فجامع الترمذي كمثال لكتب السنن يحتوي على موقوفات ومقطوعات حيث كان الترمذي يعنى بذكر عمل الصحابة أو التابعين أو غيرهم بمقتضى الحديث الذي هو بصدد تصحيحه، بل إن تحسينه كان مبنياً على ثبوت العمل به من بعض الصحابة. وهذا ما يعبر عنه الترمذي في أكثر من موضع في جامعه بقوله (وعليه العمل عند العلماء أو بعضهم) ونحو ذلك. وتميز جامع الترمذي بعدة خصائص لخصها د/ حسين شواط في كتابه حجية السنة ص192 في النقاط التالية:
1. أنه عرض كتابه هذا على علماء الحجاز والعراق وخراسان فاستحسنوه، فحصل له القبول من أهل زمانه.
2. أنه اقتصر على إيراد الأحاديث التي عمل بها فقهاء الأمصار. حيث قال: وجميع ما في هذا الكتاب من الحديث فهو معمول به وقد أخذ به بعض العلماء ما خلا حديثين حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة من غير خوف ولا سفر وحديث: "إذا شرب فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه" اهـ. قلت (أي الشيخ ابن عثيمين في مذكرته في المصطلح ص41: بل أخذ الإمام أحمد بمقتضى حديث ابن عباس رضي الله عنه في الجمع فأجاز الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء للمريض ونحوه وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما لم فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك؟ فقال: أراد أن لا يحرج أمته فدل على أنه كلما لحق الأمة حرج في ترك الجمع جاز الجمع. وأما حديث قتل شارب الخمر في الرابعة فقد أخذ به بعض العلماء فقال ابن حزم: يقتل في الرابعة بكل حال وقال شيخ الإسلام: يقتل عند الحاجة إلى قتله إذا لم ينته الناس بدونه، وعلى هذا فلا إجماع على ترك العمل بالحديثين.
3. أنه أول كتاب شهر الحديث الحسن، لكثرة ذكر الترمذي لذلك عند الكلام على الأحاديث (كما سيأتي تفصيلا إن شاء الله).
4. حكم الترمذي في0كتابه على أكثر الأحاديث وتكلم عليها بما يقتضي التصحيح أو التضعيف. قال ابن رجب: "اعلم أن الترمذي خرج في كتابه الصحيح والحسن والغريب، والغرائب التي خرجها فبها بعض المنكر ولا سيما في كتاب الفضائل ولكنه يبين ذلك غالبا ولا أعلم أنه خرج عن متهم بالكذب متفق على اتهامه بإسناد منفرد، نعم قد يخرج عن سيئ الحفظ ومن غلب على حديثه الوهن ويبين ذلك غالبا ولا يسكت عنه" اهـ. ويؤكد د/ حسين شواط على ضرورة عرض أحاديث جامع الترمذي على قواعد الجرح والتعديل، وقد جرد الشيخ الألباني أحاديثه المقبولة في صحيح جامع الترمذي.
5. يعنون للباب غالبا بالحكم الذي يدل عليه أصح أحاديث ذلك الباب.
6. أورد فيه كثيرا من فقه الصحابة والتابعين ومذاهب فقهاء الأمصار، فهو من أهم مصادر دراسة الفقه المذهبي وقد سبق أن الترمذي في تحسينه لبعض الأحاديث كان يعتمد على ثبوت العمل بها من بعض الصحابة.
7. يختصر الترمذي طرق الحديث فيذكر أحدها ويشير إلى غيرها، بقوله وفي الباب عن فلان، وأحيانا يشير إلى من دون الصحابي، مثل قوله: وقد روي هذا الحديث عن صفوان بن عسال رضي الله عنه من غير حديث عاصم، أي حديث المسح على الخفين. فقد أشار هنا إلى من دون الصحابي، وهو عاصم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/97)
8. ذيل جامعه بكتاب بكتاب العلل، وفيه فوائد نفيسة، أثرى الحافظ الحنبلي في شرحه عليها وذكر فيها جملة مسائل مهمة في علم الجرح والتعديل مثل ذكر طبقات أتباع بعض الرواة كابن عمر رضي الله عنه ونافع وذكر المختلطين ومن روى عنهم وذكر من كانت روايته في بلد أصح من روايته في بلد آخر، وقد نبه الشيخ طارق عوض الله حفظه الله إلى أن علل الترمذي هي تكميل لكتابه الجامع، وليست مصنفا مستقلا، وقد امتاز الترمذي في جامعه بنصه على العلل صراحة، حيث يذكر أقوال الأئمة في بيان علل هذا الحديث، وربما وافقهم، وربما عارضهم.
9. اهتم الترمذي ببعض الدقائق الحديثية، كاهتمامه بتسمية المكنين.
ومن أبرز من تكلم على مزايا جامع الترمذي:
¨ ابن رشيد حيث قال: إن كتاب الترمذي تضمن الحديث مصنفا على الأبواب وهذا علم برأسه، والفقه، وهذا علم ثان، وعلل الحديث، وهذا علم ثالث، (وهو يشتمل على بيان الصحيح من السقيم وما بينهما من المراتب)، والأسماء والكنى، وهذا علم رابع، والتعديل والتجريح، وهذا علم خامس، ومن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومن لم يدركه ممن أسند عنه في كتابه، وهذا علم سادس، وتعديد من روى هذا الحديث، وهذا علم سابع، فهذه علومه المجملة، وأما علومه التفصيلية فكثيرة.
¨ أبو بكر العربي حيث قال بأن في الجامع 14 علما، فقد صنف وأسند وصحح وأسقم وعدد الطريق وجرح وعدل وأسمى وأكنى ووصل وقطع وأوضح المعمول به والمتروك وبين اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره، وذكر اختلافهم في تأويله وكل علم من هذه العلوم أصل في بابه.
ومن المسائل المهمة التي تطرق إليها الشيخ الحميد حفظه الله في محاضراته عن مناهج الأئمة، تأثر الترمذي بشيخيه البخاري ومسلم، وبين حفظه الله تأثر الترمذي بكل واحد منهما على حدة، وذلك كالتالي:
أولا: بشيخه البخاري:
ويظهر هذا جليا في الجوانب الفقهية، وخاصة في تراجم أبوابه التي بناها على استنباطاته الفقهية، تماما كشيخه البخاري، ولكنه زاد عليه اهتمامه بذكر أقوال أهل العلم، وربما أورد اختلافهم، وربما رجح بين الآراء، فهو من المراجع المهمة لدراسة الفقه المقارن، كما سبق ذكره.
ثانيا: بشيخه مسلم:
ويظهر هذا في بعض الدقائق في الصناعة الحديثية ومن أبرزها:
¨ أنه يقرن شيوخه عند إيراده لروايته عنهم، فيورد المتن الواحد بإسنادين، بمساق واحد، كقوله، حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر.
¨ أنه قد يورد هذا الحديث الذي قرن فيه شيوخه، بهذه الأسانيد عن شيوخه مستقلا سندا ومتنا، ولكنه في الغالب إذا فعل ذلك، فإنه يكرر المتن لأجل الإختلاف الوارد في المتن أو لما فيه من زيادة، وأما إذا كان المتن هو نفس المتن، أو فيه اختلاف يسير، فإنه يورد الإسناد الثاني ويشير إلى المتن إشارة كقوله (بمثله، أو نحوه)، وهذه طريقة مسلم.
¨ أنه يستخدم طريقة التحويل في الأسانيد، وقد أكثر منها مسلم في صحيحه، خلاف البخاري، كما نبه إلى ذلك النووي في شرحه لصحيح مسلم.
أهم المصطلحات التي استخدمها الترمذي في جامعه:
1. حسن:
ونبدأ بتعريف الترمذي للحسن كما ذكره في آخر العلل التي في آخر الجامع حيث اشترط له:
¨ أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب.
¨ ولا يكون شاذا.
¨ وأن يروى من غير وجه.
وفي معرض نقد بعض العلماء لهذا التعريف قالوا: بأن الشرطين الأول والثاني ينطبقان على الصحيح أيضا فيشترط له أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون شاذا فالشرط الثالث هو الذي يميز الصحيح من الحسن لأن الصحيح لا يشترط له تعدد الأوجه ويرد هنا اعتراض آخر وهو أن الحسن لذاته لا يشترط له أيضا تعدد الأوجه ويشترط في راويه العدالة والضبط "وإن كان الضبط خفيفا" بينما الشرط الأول في تعريف الترمذي يشمل من هو دون راوي الحسن لذاته فغايته ألا يكون في سنده متهم بالكذب فيخرج الحسن لذاته من حد التعريف ويكون تعريف الترمذي قاصرا على نوع واحد فقط من الحسن وهو الحسن لغيره (وهو الذي يحتاج إلى أكثر من وجه ليزول ضعفه كالمرسل الذي يتقوى بالشروط التي حررها العلماء ليصل إلى درجة الحسن لغيره ويكون صالحا للاحتجاج خلافا للحسن لذاته الذي يحتج به ابتداء دون اشتراط وروده من وجه آخر، بل إن وروده من وجه آخر قد يصل به إلى درجة الصحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/98)
لغيره). وقد اعترض الحافظ ابن كثير على اشتراط الترمذي تعدد الطرق بقوله: وهذا إذا كان قد روي عن الترمذي أنه قاله ففي أي كتاب له قاله؟ وأين إسناده؟ وإن كان فهم من اصطلاحه في كتابه "الجامع" فليس ذلك بصحيح، فإنه يقول في كثير من الأحاديث: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقد استدرك الحافظ العراقي على ابن كثير إنكاره لوجود هذا التعريف لأنه موجود في آخر كتابه العلل وأما اعتراضه بقول الترمذي هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه فمن الممكن الرد عليه بأن الترمذي يعني بهذا المصطلح الحسن لذاته ولا يشترط فيه تعدد الطرق (الباعث الحثيث ص53 - 54 طبعة مكتبة السنة)، ويعلق الشيخ أحمد شاكر على شرط تعدد الأوجه بأن الترمذي لا يريد بقوله في بيان معنى الحسن "ويروى من غير وجه نحو (ذلك) " أن نفس الحديث عن الصحابي يروى من طرق أخرى، لأنه لا يكون حينئذ غريبا، وإنما يريد أن لايكون معناه غريبا: بأن يروى المعنى عن صحابي آخر، أو يعتضد بعمومات أحاديث أخر، أو بنحو ذلك، مما يخرج به معناه عن أن يكون شاذا غريبا. فتأمل (الباعث الحثيث ص56 طبعة مكتبة السنة). وقد تعرض الشيخ السعد حفظه الله لتفسير قول الترمذي: (وأن يروى من غير وجه)، وقال بأن هذا يحتمل أحد أمرين:
¨ إما أن يروى لفظه من غير وجه.
¨ وإما أن يروى معناه من غير وجه وهو الأقرب، لأن التقوية قد تكون لذات الخبر وقد تكون لمعناه (وغالبا ما يكون ذلك في الحسن لغيره)، ويدل على ذلك قول الترمذي: وفي الباب عن فلان وفلان، ويذكر أحاديث بمعنى الحديث الأول أو تتعلق بالمسألة التي يدور حولها الحديث الأول، ولا تكون هذه الأحاديث بنفس لفظ الحديث الأول. والشيخ حفظه الله بترجيحه التفسير الثاني يؤيد ما ذهب إليه الشيخ أحمد شاكر فيما تقدم.
وقد أثنى العلماء على صنيع الترمذي بتفريقه بين الشرطين الثاني والثالث فلا يكفي أن يرد الحديث من أكثر من وجه حتى يرتفع لدرجة الحسن لغيره فربما كانت هذه الطرق المتعددة معلولة (كأن يكون رواتها متهمين بالكذب) فهي لا تصلح للمتابعة فلا تتقوى ولا يتقوى بها. ومن الأمثلة التي يتضح بها صنيع الترمذي حكمه على حديث علي رضي الله عنه: (من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا وأن يأكل شيئا قبل أن يخرج) فقد رواه الترمذي (530) وقال حديث حسن وفي اسناده ضعف لكن له شواهد لا يخلو كل منها من ضعف من حديث سعد القرظي وأبي رافع ومرسل سعيد بن المسيب ومرسل الزهري وبمجموع هذا كله فالحديث حسن وقد حسنه الألباني. والمتتبع لأقوال العلماء في صنيع الترمذي في جامعه يتضح له أن هناك بعض التساهل في تصحيح وتحسين الترمذي لبعض الأحاديث ومنهم ابن دحية الذي يقول: كم حسن الترمذي من أحاديث موضوعة وأسانيد واهية. وقال الحافظ الذهبي: لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي، والترمذي، كما يقول الشيخ مقبل رحمه الله، أكثر تساهلاً من ابن حبان، فالحافظ الذهبي قال في ترجمة كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف وقد ذكر حديث: ((المسلمون على شروطهم)): وأما الترمذي فصحح حديثه، ولهذا لا يعتمد العلماء على تصحيحه، لأنه ذكر في ترجمة كثير بن عبدالله عن الإمام الشافعي وأبي داود قولهما: أنه ركن من أركان الكذب.
وقال في ترجمة يحيى بن يمان: وقد ذكر في ترجمته حديثًا وهو أنّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ناراً في المقبرة، وذهب فإذا هم يحفرون بالليل ودفن في الليل، قال الذهبي: حسّنه الترمذي، وفي سنده ثلاثة ضعفاء، فعند المحاققة غالب تحسينات الترمذي ضعاف، وجدير بالذكر أن الدفن جائز في الليل لأدلة أخرى، كما هم معلوم.
وقال الألباني في معرض تعليقه على حديث ابن عمر في القراءة عند القبور في أحكام الجنائز حينما تكلم على أحد رواة الحديث وهو عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج: ومما يؤيد ما ذكرنا "من جهالة عبد الرحمن" أن الترمذي مع تساهله في التحسين لما أخرج له حديثا آخر (2/ 128) وليس له عنده غيره سكت عنه ولم يحسنه. (أحكام الجنائز ص 244 مكتبة المعارف). وقد نبه الشيخ عبد الله السعد حفظه الله على أن الحسن عند الترمذي هو الحديث الذي به ضعف أو به علة وذكر بعض الأمثلة على هذا ومنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/99)
¨ حديث دخول المسجد وقال فيه: (حديث حسن وإسناده ليس بالمتصل).
¨ حديث سعيد بن أبي هلال عن عمر بن إسحاق عن عائشة وقال فيه: (حديث حسن وإسناده غير متصل لأن عمر لم يسمع من عائشة).
¨ حديث خيثمة البصري عن الحسن عن عمران وقال فيه: (حديث حسن وإسناده ليس بذاك).
¨ حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما) حديث حسن ونقل الحافظ في النكت أنه لم يقل حسن صحيح لأنه ذكر أن الأعمش دلسه عن أبي صالح وهذه الزيادة غير موجودة في نسخ الترمذي.
2. حسن غريب: فقد قال بعض العلماء أن مصطلح (حسن غريب) يقصد به الترمذي أن متن الحديث سليم من الشذوذ والغرابة، لكن السند فيه غرابة وإشكال. ومما يزول به شذوذ المتن أن يكون قد عمل به بعض الصحابة مثلا (وكثيرا ما يلجأ الترمذي إلى ذلك فيقول مثلا والعمل عليه عند أهل العلم). وهناك من فرق بين قول الترمذي (حسن غريب من هذا الوجه) وقوله (حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) فقالوا:
¨ (حسن غريب من هذا الوجه): يعني الترمذي بالغرابة هنا الغرابة النسبية فقد لا يرد الحديث عن الصحابي الذي رواه إلا من طريق واحد فيكون غريبا من هذا الوجه ولكنه ورد عن صحابة آخرين من طرق أخرى فزالت الغرابة المطلقة بهذه الطرق ولم تزل الغرابة النسبية لأنه لم يرد عن هذا الصحابي من طريق آخر. (فهو غريب الإسناد لا المتن)
¨ وأما (حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه): فهذا تأكيد منه على غرابته المطلقة وقال بعض العلماء أن الترمذي يعني بهذا القول الحسن لذاته لأنه لا يحتاج إلى طريق آخر ليرتقي إلى الحسن فهو حسن بدون وروده من طريق آخر وهذا هو الحسن لذاته. (فهو غريب الإسناد والمتن)
3. قوله: وفي الباب عن فلان وفلان: لا يعني أن هؤلاء الصحابة رووا ذلك الحديث المعين بلفظه، إنما يقصد وجود أحاديث أخرى يصح إيرادها في ذلك الباب. (حجية السنة ص193) ومن الأمثلة التي تؤيد هذا الرأي ما رواه الترمذي وحسنه من طريق شعبة عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه أن امرأة من بني فزارة تزوجت على نعلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ قالت: نعم، فأجاز حيث قال الترمذي عقبه: " وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وأبي حدرد) ".
4. وأما مصطلح (هذا أصح شيء في الباب وأحسن) فيفيد الصحة عنده، بخلاف قوله: (أحسن شيء في هذا الباب حديث فلان) أو (أصح شيء في هذا الباب حديث فلان)، إذ لا يفيد إلا مطلق الترجيح من بين المرويات التي وردت في الباب، وهذا ما تبين لي (أي الدكتور / حمزة المليباري) بالاستقراء، حيث يستخدم الإمام الترمذي في سننه مصطلح (حديث فلان أحسن وأصح) فيما صححه البخاري ومسلم. وعليه فإن هذا المصطلح المركب يكون آكد في إفادة الصحة من قوله المعتاد: (حسن صحيح). والله أعلم.
5. حسن صحيح: وهو المصطلح الذي وقع فيه أكثر الخلاف بين العلماء وأقوالهم تتلخص في الأقوال التالية:
¨ أنه ورد بإسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن وعلى هذا يكون الحديث أعلى درجة من الحديث الذي قال فيه الترمذي "صحيح" فقط. وقد استدرك على أصحاب هذا الرأي بقول الترمذي في حكمه على بعض الأحاديث بقوله (حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) فالحديث هنا ليس له إلا سند واحد فقط ومع ذلك وصفه الترمذي بالحسن والصحة معا. ومن أمثلته حكم الترمذي على حديث إخبار الذئب للراعي ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "وهذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل". ولكن الشيخ عبد الرحمن الفقيه جزاه الله خيرا يؤكد على أن قول الترمذي: "وهذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، لا يعني عدم ورود الحديث من طرق أخرى ولكنه يعني أنه لا يعرفه من طريق صحيح إلا من هذا الطريق، فقد يفهم البعض عندما يجد طريقا آخر غير ما ذكره هذا الإمام أن هذا قد فاته، ويستدرك عليه، وقد نبه الحافظ ابن حجر على هذه المسألة في النكت على ابن الصلاح وبين مقصود الأئمة بذلك: قال الحافظ ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (2/ 721 - 723): ولما أخرج الترمذي حديث ابن جريج المبدأ بذكره في ((كتاب الدعوات)) من جامعه عن أبي عبيدة بن أبي السفر، عن حجاج قال: هذا حديث حسن [صحيح]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/100)
غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه انتهى.وهو متعقب أيضاً وقد عرفناه من حديث سهيل من غير هذا الوجه فرويناه في الخلعيات مخرجاً من أفراد الدار قطني من طريق الواقدي ثنا عاصم ابن عمر وسليمان بن بلال كلاهما عن سهيل به. ورويناه في كتاب الذكر لجعفر الفرباني قال: ثنا هشام بن عمار. ثنا إسماعيل بن عياش. ثنا سهيل به. ورويناه في ((الدعاء)) للطبراني من طريق ابن وهب قال: حدثني محمد بن أبي حميد عن سهيل.
فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير هذا الوجه الذي أخرجه الترمذي. فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية، لأن الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال.
أما الأولى: فالواقدي متروك الحديث.
وأما الثانية: فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين. ولو صرح بالتحديث.
وأما الثالثة: فمحمد بن أبي حميد وإن كان مدنياً، لكنه ضعيف أيضاً
وقد سبق الترمذي أبو حاتم إلى ما حكم به من تفرد تلك الطريق عن سهيل، فقال: فيما حكاه ابنه عنه في العلل: ((لا أعلم روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شئ من طريق أبي هريرة رضي الله عنه. قال: وأما رواية إسماعيل بن عياش، فما أدري ما هي؟ إنما روى عنه إسماعيل أحاديث يسيرة)). فكأن أبا حاتم استبعد أن يكون إسماعيل حدث به، لأن هشام بن عمار تغير في آخر عمره، فلعله رأى أن هذا مما خلط فيه، ولكن أورد ابن أبي حاتم على إطلاق أبيه طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة التي قدمناها، ثم اعتذر عنه بقوله: كأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري (فكأن الطريق المعلولة لا تأخذ في الإعتبار) وهذا يدلك على أنهم قد يطلقون النفي، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم مع ذلك الطرق الضعيفة والله الموفق. انتهى.
ويشير الشيخ عبد الله السعد حفظه الله إلى أن مصطلح "حسن صحيح" يعني أن هذا الحديث دون الصحيح وإن كان ثابتا عنده وساق الشيخ حفظه الله مثالا لهذا وهو حديث محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة وقال عنه حسن صحيح ثم ساقه من طريق ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة وقال عنه: هذا حديث صحيح وهو أصح من الأول.
وقد نبه الشيخ حمزة المليباري في الموازنة (ص 118 - 122) على أن البعض قد يستدرك على الحفاظ إذا قالوا لايعرف من هذا الوجه بطرق غريبة متأخرة عن زمن هذا الإمام وذكر أمثلة لذلك.
ومن الأمثلة التي استخدم فيها الترمذي هذا المصطلح مع ورود الحديث من طرق أخرى حديث زكاة الفطر وزيادة مالك: "من المسلمين" حيث قال الترمذي في آخر العلل: ورب حديث إنما يستغرب لزيادة تكون في الحديث. وإنما يصح إذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه مثل ما روى مالك بن أنس_ فذكر الحديث_ثم قال: وزاد مالك في هذا الحديث "من المسلمين"، وروى أيوب وعبيد الله بن عمر وغير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر ولم يذكروا فيه "من المسلمين". وقد روى بعضهم عن نافع مثل رواية مالك ممن لا يعتمد على حفظه. انتهى كلام الترمذي ومن هذه المتابعات ما رواه مسلم من طريق الضحاك بن عثمان عن نافع وما رواه البخاري وأبو داود والنسائي من طريق عمر بن نافع عن أبيه. وقال العراقي في شرحه على المقدمة مدافعا عن الترمذي، بأنه لم يذكر التفرد مطلقا عن مالك، وإنما قيده بتفرد الحافظ كمالك "فهناك متابعات لمالك ولكنها ليست لحفاظ كمالك ".
ويرد على هذا الرأي أيضا، حكم الترمذي رحمه الله على بعض أحاديث جامعه بقوله: هذا حديث حسن صحيح غريب، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
حديث: (إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي)، حيث حكم عليه الترمذي بقوله: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/101)
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يده كتابان، فقال: هل تدرون ما هذان الكتابان؟، قال: قلنا: لا إلا أن تخبرنا يا رسول الله. قال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل عليهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص أبدا. ثم قال للذي في يساره: هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص أبدا، الحديث. حيث حكم عليه الترمذي بنفس الحكم السابق.
حديث: (اللهم اهد ثقيفا)، حيث حكم عليه أيضا بنفس الحكم.
فقد وصف الترمذي رحمه الله هذه الأحاديث بالحسن والصحة معا، ومع ذلك حكى رحمه الله التفرد بقوله: غريب، ولكن، قد يرد على هذا، أن الترمذي رحمه الله لم يحكم بالغرابة المطلقة، فلم يقل: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، فلعل الغرابة هنا نسبية، لا تمنع ورود الحديث من طريق آخر، والله أعلم.
¨ أنه حسن متنا وصحيح إسنادا، وهو رأي ابن الصلاح، واستدرك على هذا القول بأن حسن المتن غير معتبر في الحكم على الأحاديث وقد أورد الترمذي أحاديث في الوعيد والحدود ونحو هذا وحكم عليها بالحسن والصحة ولكن يمكن الرد على هذا الإعتراض بأن حسن المتن لا يلزم منه أن يكون من الحديث من أحاديث الوعد فحسن البيان يشمل كل أنواع الحديث، وممن انتقد هذا التعريف، الحافظ ابن دقيق العيد في الإقتراح، حيث قال بأنه يلزم من هذا، أن يوصف الحديث الضعيف بل والموضوع بالحسن، إذا كانت ألفاظه جزلة، وقد رد الحافظ العراقي على ابن دقيق العيد، بقوله بأن هذا المعنى، الذي ذكره ابن الصلاح، قد وجد في كلام بعض أهل العلم، وممن أكثر من استخدامه، الحافظ ابن عبد البر، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
حديث معاذ: (تعلموا العلم فإن تعلمه …)، حيث أورده ابن عبد البر في جامع بيان العلم، وقال عنه: هذا حديث حسن جدا، رغم أنه موضوع، فابن عبد البر، لم يقصد هنا الحسن الإصطلاحي، وإنما عنى حسن اللفظ.
روى ابن عبد البر في التمهيد، حديثا عن مالك، من طريق بعض الضعفاء، في فضل لا إله إلا الله، ورغم أن الحديث مردود من الناحية الإسنادية، إلا أن ابن عبد البر قال عنه: هذا حديث حسن جدا، ترجى بركته.
¨ أن لفظ الحسن يعني العمل بالحديث ولفظ الصحة يعني الصحة بمعناها الاصطلاحي. وممن تبنى هذا الرأي الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة حيث قال: والذي يظهر أن الحسن في نظر الترمذي أعم من الصحيح، فيجامعه وينفرد عنه، وأنه في معنى المقبول المعمول به، الذي يقول مالك في مثله: (وعليه العمل ببلدنا) وما كان صحيحا ولم يعمل به لسبب من الأسباب يسميه الترمذي "صحيحا" فقط وهو مثل ما يرويه مالك في موطئه ويقول عقبه: "وليس عليه العمل". وكأن غرض الترمذي أن يجمع في كتابه بين الأحاديث وما أيدها من عمل القرون الفاضلة من الصحابة ومن بعدهم. فيسمي هذه الأحاديث المؤيدة بالعمل حسانا، سواء صحت أو نزلت عن درجة الصحة، وما لم تتأيد بعمل لا يصفها بالحسن وإن صحت. ويؤيد هذا الرأي قول الترمذي في حديث علي رضي الله عنه: (من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا وأن يأكل شيئا قبل أن يخرج): حديث حسن والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشيا وأن يأكل شيئا قبل أن يخرج. ولكن هذه القاعدة غير مطردة في صنيع الترمذي فقد حكم على حديث الترجيع بأنه صحيح عليه العمل بمكة ولم يعبر عن التأييد بالعمل بلفظ "حسن".
¨ أنه متردد بين الحسن والصحة فهو صحيح عند قوم حسن عند آخرين، وهذا رأي الحافظ ابن كثير، وعلى هذا يكون الحديث أعلى من الحسن وأدنى من الصحيح، ولعل مما يؤيد هذا الرأي المثال الذي ساقه الشيخ السعد حفظه الله تأييدا لهذا الرأي، وهو حديث محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة وقال عنه حسن صحيح ثم ساقه من طريق ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة وقال عنه: هذا حديث صحيح وهو أصح من الأول.
وقد ذكر الحافظ هذا الرأي في شرح النخبة وقال بأن أداة التردد (أو) حذفت فالمقصود (حسن أو صحيح) وقد استدرك على أصحاب هذا الرأي من ثلاثة أوجه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/102)
× أن الترمذي يحكم على معظم الأحاديث التي يصححها بقوله (حسن صحيح) وقل ما يحكم على حديث بالصحة فقط. ولا يعقل أن الترمذي تردد في الحكم على معظم الأحاديث التي أوردها في جامعه.
× أن الترمذي حكم على أحاديث في أعلى مراتب الصحة بل ووردت في الصحيحين بقوله "حسن صحيح" فلا يعقل أنه تردد في تصحيح هذه الأحاديث.
× وقد علق الحافظ ابن حجر على هذا بقوله، إن هذا التردد في الحكم على الحديث بالحسن أو الصحة، يقتضي إيجاد نوع ثالث، هو وسط بين الصحيح والحسن، وهذا غير واقع في كلام أهل العلم.
¨ نبه الشيخ طارق عوض الله حفظه الله، إلى أن بعض المحدثين، قد يطلقون وصف الحسن على معنى خاص في السند أو المتن، لا علاقة له بالحكم على الحديث من ناحية القبول أو الرد، فيكون هذا كقول القائل: هذا حديث صحيح موقوف، فالوقف لا علاقة له بقبول الحديث أو رده، وإنما هو حكاية صفة من صفات المتن، وهي وقفه.
¨ أن هذا الحديث حسن وزيادة، فكأن الترمذي يقول: هذا حديث حسن بل صحيح، فكل صحيح حسن، ولا عكس، لأن من أحرز المرتبة العليا، فقد أحرز بلا شك المرتبة الدنيا، ولا عكس، وهذا رأي الحافظ ابن دقيق العيد.
¨ وقد جمع الحافظ، بين رأي من قال بتعدد الأسانيد، ورأي من قال بالتردد في الحكم على الحديث، فقال، بأن الحديث الذي يحكم عليه الترمذي، بأنه حسن صحيح، إما:
أن يكون له إسناد واحد، ففي هذه الحالة، يحمل قول الترمذي على التردد في الحكم على الحديث، فيكون الحديث حسنا أو صحيحا، فكأن الترمذي يحكي في هذه الحالة اختلاف الأئمة في حال راوي هذا الحديث، فمن وثق هذا الراوي، سيحكم على الحديث بأنه صحيح، ومن حكم عليه بأن صدوق، أو ما إلى ذلك، من أوصاف راوي الحسن، التي تشعر بخفة الضبط مع تمام العدالة، سيحكم على حديثه بالحسن.
وإما أن يكون له أكثر من إسناد، فيكون هذا الحديث حسنا باعتبار إسناد، صحيحا باعتبار إسناد آخر.
وهذا رأي الحافظ في النزهة، ولم يأخذ به في النكت، وإنما أخذ برأي ابن دقيق العيد السابق ذكره.
وهناك عدة ردود على رأي الحافظ، من أبرزها:
أن الترمذي مجتهد وليس ناقلا لأحكام من سبقه من أهل العلم، فإذا قلنا بأن الترمذي ينقل خلاف من سبقه في حال راوي الحديث، فهذا يعني أن الترمذي، قد خرج أحاديث مختلف في حال رواة معظمها، ولم يحكم على أحاديث كتابه كناقد مجتهد، وهذا خلاف الواقع.
أنه حكم على أحاديث رواتها في أعلى درجات التوثيق، بقوله: حسن صحيح، كبعض أحاديث سلسلة مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، فأي خلاف في حال رواة هذه السلسلة يحكيه الترمذي، وقد أجمع الأئمة على توثيقهم؟.
ويرد سؤال مهم في هذا الموضع، وهو: هل اختلف العلماء في حال رواة الأحاديث التي لها سند واحد فقط، حتى يقال بأن قول الترمذي هو حكاية لخلافهم في التحسين أو التصحيح؟ والجواب، بطبيعة الحال: لأن الواقع يظهر خلافهم في رواة أحاديث لها أكثر من إسناد.
والناظر إلى صنيع الترمذي، يجده يحكي الخلاف صريحا، إذا ما وجد، فيذكر أقوال أهل العلم في الراوي المختلف فيه، ثم يرجح بينها كإمام مجتهد في أحكامه، فلم يلجأ إلى هذه الطريقة الغامضة في حكاية الخلاف؟.
ويرد سؤال آخر، وهو هل الخلاف ينحصر بين الحسن والصحة فقط، أم أنه يشمل الخلاف بين الصحة والضعف، والحسن والضعف، فلم لم يقل الترمذي: حسن ضعيف، أو صحيح ضعيف؟.
ثم كيف يحمل قول الترمذي: حسن صحيح، على أن بعض أسانيد الحديث حسنة والأخرى صحيحة، وهو قد اشترط في الحسن الذي يورده في كتابه أن يكون له أكثر من سند، فالحسن عنده مجموع روايات، وكل رواية منها على حدة لا تستحق أن توصف بالحسن ناهيك عن الصحة؟.
¨ وهناك جواب آخر، نبه الشيخ طارق حفظه الله، إلى أن البعض نظمه وأدخله في ألفية السيوطي، وقد جعله الشيخ أحمد شاكر من أصل الألفية وهو:
أن الترمذي يعني أن هذا الحديث حسن لذاته صحيح لغيره.
أو أنه حسن، وفي نفس الوقت هو أصح ما في هذا الباب، فأصح هنا بمعنى أقوى وأفضل، ولا يفهم منها الصحة الإصطلاحية.
o ويرد على الرأي الأول، ما يرد على من قال بتعدد الأسانيد، فكيف إن كان للحديث إسناد واحد فقط؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/103)
o ويرد على الرأي الثاني، بأن الترمذي، يشير إلى أصح ما في الباب صراحة، بل وله اصطلاح خاص في هذه الحالة، حيث يقول: وهذا أصح ما في الباب، فما الذي يلجئه لهذا الأسلوب الغامض في الإشارة إلى أصح ما في الباب؟.
وجدير بالذكر أن الشيخ طارق حفظه الله، قد رد على القول القائل بأن الأبيات التي تذكر هذا القول هي من أصل الألفية بردين، وهما:
أن السيوطي لم يذكر هذا الجواب في التدريب عن أحد، ولم ينسبه لنفسه.
أن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أجاب بهذا الجواب في تحفة الأحوذي شرح الترمذي، ونسبه لنفسه، ولو كان رأي السيوطي، لنسبه إليه.
¨ ثم تطرق الشيخ طارق حفظه الله، إلى رأي الحافظ ابن رجب، الذي ذكره في شرح علل الترمذي، ووصفه الشيخ حفظه الله، بأنه من أفضل الآراء، لأن الحافظ ابن رجب، بنى جوابه على اصطلاح الترمذي في الحسن، وهو: (ألا يكون راويه متهما بالكذب وألا يكون شاذا وأن يرد من أكثر من وجه)، فالحسن عند الترمذي، هو مجموع روايات، كما سبق ذكر ذلك، وليس رواية بعينها، كما ذهب إلى ذلك من قال بأن معنى: حسن صحيح، أنه ورد بإسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن، بل إن تعريف الحسن عند الترمذي، هو الذي اعتمده ابن الصلاح، في تعريف الحسن لغيره، الذي يشترط له أن يرد من أكثر من وجه.
ومهد الشيخ طارق بن عوض الله حفظه الله إلى رأي الحافظ ابن رجب رحمه الله ببعض المقدمات، من أبرزها:
أن مقتضى كلام ابن رجب، أن هذا الوصف يعبر عن معنى يمكن أن يجتمع مع الحكم بالصحة أو الحسن الإصطلاحيان بلا إشكال.
أن الحسن ليس حكما عند الترمذي، بل هو وصف لمعنى معين في سند الحديث أو متنه، كما تقدم ذكر ذلك، وعلى هذا يصح أن يقال عن حديث ضعيف من الناحية الإصطلاحية، على سبيل المثال، بأنه حسن، وهذا ما أكد عليه الشيخ السعد حفظه الله، عندما قال بأن الترمذي رحمه الله، قد يطلق وصف (ولا نقول حكم) الحسن على الحديث الضعيف، وذكر أمثلة على ذلك سبق ذكرها في موضعها ولله الحمد.
وقبل الشروع في ذكر رأي الحافظ ابن رجب رحمه الله، لابد من التعليق على تعريف الترمذي رحمه الله للحديث الحسن، وقد سبق ذكره، وسبق أنه اشترط له 3 شروط، وهي:
أولا: أن يكون الراوي ليس متهما بالكذب:
وهنا يبرز سؤال مهم، هل يعني هذا الشرط، أنه لابد أن يكون هذا الراوي ضعيفا، ولكن ضعفه محتمل، لا يصل إلى حد اتهامه بالكذب، وهذا ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله، أم أن هذا الوصف يشمل كل من لم يتهم بالكذب، سواءا كان ثقة أو صدوقا أو ضعيفا ضعفا محتملا، وهذا ما ذهب إليه الحافظ ابن رجب رحمه الله، وبنى عليه تفسيره لقول الترمذي رحمه الله: حسن صحيح، كما سيأتي إن شاء الله.
ثانيا: ألا يكون شاذا:
بمعنى ألا يكون مخالفا للحديث الصحيح، كما قرر ذلك ابن تيمية وابن رجب، وهذا يعني أن الحديث المخالف للصحيح المتقرر، لا يستحق أن يكون حسنا عند الترمذي، حتى لو كان راويه ثقة أو صدوقا، لأنه يعد حينئذ من جملة أخطاء ذلك الراوي.
ثالثا: أن يروى من غير وجه:
ذهب الجمهور أنه لا يشترط أن يكون ذلك الوجه مرفوعا، بل قد يكون موقوفا أو مقطوعا، ولعل هذا يشبه إلى حد كبير، تقوية الشافعي رحمه الله للمرسل بالموقوف، أو بإجماع أهل العلم على العمل به، ويظهر أيضا في كلام أحمد رحمه الله، بينما قالت قلة قليلة، بأنه لابد أن يكون مرفوعا، وهذا ما عليه المتأخرون، ولا شك أن ظاهر صنيع الترمذي في جامعه يؤيد الرأي الأول، حتى أن الحافظ رحمه الله، ذكر النكت أن الحديث الضعيف يتقوى بالإجماع، ولكن يشترط ألا يكون ذلك الوجه المقوي شاذا، كما سبق التنبيه إلى ذلك، فلو كان شاذا، كأن يكون جمهور الصحابة على خلافه، فحينئذ لا يعتد به، فالشاذ من القول لا يقوي الشاذ من الرواية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/104)
حديث أبي داود رحمه الله، أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل على ابنه إبراهيم رضي الله عنه، فهذا الحديث أنكره أحمد رحمه الله انكارا شديدا، بل وصل الأمر إلى أنه ضعف محمد بن إسحاق رحمه الله، بسبب هذا الحديث، وقد جاءت أحاديث أخرى، تدل على أنه صلى الله عليه وسلم صلى على إبراهيم رضي الله عنه، وعلى الطفل عموما، وهي أحاديث مرسلة، ورغم ذلك قدمها الخطابي رحمه الله في معالم السنن، على حديث ابن إسحاق رحمه الله، رغم أنه مسند، وذكر ابن عبد البر رحمه الله، في ترجمة إبراهيم رضي الله عنه في الإستيعاب، أن الصلاة على الطفل أمر أجمع عليه جمهور الصحابة رضي الله عنهم، ولم يخالف إلا سمرة بن جندب رضي الله عنه، فقوله شاذ لا يصلح لتقوية حديث ابن إسحاق المسند الضعيف.
حديث النهي عن الإعتكاف إلا في المساجد الثلاثة، فهو حديث ضعيف اختلف في رفعه ووقفه، ووقع في بعض روايات الحديث عند سعيد بن منصور رحمه الله لفظ: لاإعتكاف إلا في المساجد الثلاثة، أو قال: مسجد جماعة، هكذا على الشك، وهذا مما يؤيد عدم الإحتجاج به، وهناك قول لحذيفة رضي الله عنه وبعض التابعين يؤيد عدم الإعتكاف إلا في المساجد الثلاثة، ولكنه قول شاذ ضعيف لا يصلح لتقوية هذا الحديث الضعيف.
وينبه الشيخ طارق بن عوض الله حفظه الله، في شرحه لألفية السيوطي رحمه الله، أن قول الترمذي: حسن صحيح، يعني به معنيين مختلفين، وإلا لكان التكرار حشوا من القول، والملاحظ أن الترمذي رحمه الله، لم يشرح مصطلح الصحيح، وهذا يعني أنه يوافق من سبقه ومن عاصره في تعريفه، والسؤال: هل يمكن تنزيل الحسن عند الترمذي رحمه الله على تلك المواضع التي جمع فيها الترمذي بين وصفي الصحة والحسن، لأن الأصل أن نفهم مصطلح الإمام من كلامه، لا من إفتراضات نفترضها، قد تكون صحيحة أو خاطئة.
والجواب أنه يمكن ذلك، إذا نظرنا، كما سبق إلى شرط الترمذي الأول في الحسن عنده، حيث اشترط ألا يكون راويه متهما بالكذب، وعليه يدخل في هذا الحد كما سبق، الثقة والصدوق والضعيف ضعفا محتملا، ولذا فإن إطلاق وصف حسن صحيح لا إشكال فيه، لأن الحديث قد يرويه الثقة، فيستحق وصف الصحة عند الترمذي رحمه الله وغيره، فإذا أضيف إلى ذلك، وروده من غير وجه، وسلامته من الشذوذ، فإنه يستحق وصف الحسن عند الترمذي فقط، وهذه خلاصة كلام ابن رجب رحمه الله، ويفهم من هذا أن الصحيح الفرد أو الغريب، الذي لم يأت من غير وجه، لايكون حسنا عند الترمذي، وإنما يكون صحيحا فقط، وأما على تعريف الحافظ رحمه الله، فلا يصفو هذا الأمر، لأنه قال بأن شرط الترمذي الأول، يقتصر فقط على الضعيف ضعفا محتملا، ولا يشمل راوي الصحيح أو الحسن لذاته.
وعلى هذا التعريف، يكون: حسن صحيح، أعلى من صحيح فقط، لتعدد طرق الأول، خلاف الثاني، الذي لم يرد إلا من وجه واحد، رغم اجتماع شروط الصحة فيه، ومن تأمل صنيع الترمذي رحمه الله، يجده يحكم على أحاديث في أعلى مراتب الصحة، بقوله: حسن صحيح، بل إن كثيرا منها مخرج في الصحيحين، وإن كان الترمذي يخطيء أحيانا، ولكن هذا راجع لخطأ إجتهاده، لا لمخالفته لشرطه.
وينبه الشيخ طارق عوض الله حفظه الله، إلى أن الشذوذ وصف للرواية، وأما الضعف فهو وصف للراوي، فقد يروي الثقة حديثا يخطيء فيه، فيكون شاذا، وقد يروي الضعيف ضعفا محتملا حديثا يصيب فيه، فيكون صحيحا سالما من الشذوذ، والترمذي رحمه الله يحسن هذا الضرب من الحديث، إذا روي من غير وجه، ولكن هل يصح إطلاق وصف الصحيح على هذا الحديث؟ الجواب بالطبع لا، لأنه لا يرتقي لمرتبة الصحة، وظاهر صنيع الترمذي رحمه الله يؤيد هذا، لأنه يطلق على هذا الضرب لفظ: حسن (فقط)، وهذا مما يؤيد رأي الحافظ ابن رجب رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/105)
وينبه الشيخ طارق حفظه الله إلى أن وصف الترمذي رحمه الله للحديث بالحسن، لا يزاحم وصف الصحة، لأنه، كما سبق لم يقصد به الحسن الإصطلاحي، وإنما قصد معنى خاص في الرواية، كما سبق ذكر ذلك، فهو كقولك فلان طويل أبيض، فلا تعارض بين هذين الوصفين، خلاف قولك، فلان طويل قصير، فهذا غير جائز لتعارض الوصفين، وكقولك هذا حديث صحيح موقوف، فلا تعارض بين الصحة والوقف، خلاف قولك هذا حديث صحيح ضعيف، فهذا غير جائز لتعارض وصفي الصحة والضعف فيستحيل اجتماعهما، وكقولك: هذا حديث حسن موضوع، فلا إشكال إذا أردت بالحسن، الحسن اللفظي، وبالوضع، الحكم على الحديث، خلاف ما إذا قصد القائل بكلا اللفظين الحكم على الحديث من جهة الثبوت، فهذا ممتنع، فلا إشكال في إطلاق وصف: حسن صحيح، على هذا الوجه، وإنما الإشكال يقع إذا وصف الحديث بالصحة والحسن من جهة واحدة، وهي الثبوت، فهذا ممتنع.
ويميل الشيخ طارق حفظه الله، إلى أن الترمذي يقصد بالحسن، معنى وجد في الحديث، ألا وهو العمل به، كما سبق ذكر ذلك، من كلام الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله، وقد وجد هذا المعنى في كلام بعض العلماء، كأحمد رحمه الله، الذي يقول أحيانا: ضعيف وعليه العمل، بل إن الترمذي رحمه الله نص على ذلك في كتاب العلل في آخر جامعه، فقال: وأحاديث هذا الكتاب كلها معمول بها.
وعليه فالصحيح ينقسم إلى قسمين: صحيح معمول به، وصحيح غير معمول به، وهو المنسوخ، كحديث أبي رضي الله: كان الماء من الماء رخصة في أول الإسلام، ثم أمر بالغسل، فهذا الحديث لا يكون حسنا عند الترمذي، لأنه غير معمول به.
وينبه الشيخ طارق حفظه الله، إلى مسألة مهمة جدا، متعلقة بحديث: إنما الأعمال بالنيات …، فهو حديث غريب غرابة مطلقة، من جهة لفظه، لأنه لم يصح إلا من طريق عمر رضي الله عنه، وأما من جهة معناه، فهو ليس غريبا، بل يصل إلى حد التواتر المعنوي، لكثرة شواهده.
مسألة: الراوي الضعيف ضعفا غير محتمل، لايعتبر بحديثه، وإن لم يكن متهما، وعليه فهذا الضرب من الرواة، لا يحسن حديثهم عند الترمذي أو غيره، وقد أكد العلماء على ذلك، لأن بعض أهل البدع، قصروا عدم الإعتبار على المتهم فقط، ولم يلتفتوا لضعف الحفظ، وإن كان فاحشا.
¨ وجدير بالذكر أن هناك من قال بأن الترمذي يقصد بهذا المصطلح الحكم على الحديث بالصحة وأن زيادة لفظ حسن من باب التأكيد على صحة هذا الحديث.
ولا بد من أمثلة تبين المراد:
المثال الأول:
يقول الإمام البخاري: ((وحديث أنس في هذا الباب ـ أي في حد السكران ـ حسن))، بينما قال فيه الإمام الترمذي: ((حديث أنس حسن صحيح)). وحديث أنس هذا متفق على صحته، فقد أخرجه البخاري ومسلم من طريق شعبة وهشام عن قتادة عن أنس (وهما أثبت الناس في قتادة بالإضافة إلى سعيد بن أبي عروبة)، والرواة عن شعبة وهشام كلهم ثقات أجلاء، بل هو أصح حديث عند مسلم إذ صدر به موضوع الباب، فالحديث في أعلى درجات الصحة، فوصف الحديث بالحسن والصحة معا، إنما هو من قبيل التأكيد على صحة الحديث.
المثال الثاني:
ويقول الترمذي: سألت محمداً، فقلت: أي الروايات في صلاة الخوف أصح، فقال: كل الروايات عندي صحيح، وكل يستعمل، وحديث سهل بن أبي حثمة هو حديث حسن وحديث عبدالله بن شقيق عن أبي هريرة حسن وحديث عروة بن الزبير عن أبي هريرة حسن. فأطلق الإمام البخاري على الحديث الذي صح عنده صحيحاً كما أطلق عليه الحسن حين فصل تلك الروايات، ومنها ما رواه مسلم في صحيحه، وهو حديث سهل بن أبي حثمة، بل صححه الترمذي وقال: ((حسن صحيح)) وكذا عبدالله بن شقيق قال الترمذي فيه ((حسن صحيح غريب من عبدالله بن شقيق)) وعبدالله بن شقيق ثقة، وأما حديث عروة عن أبي هريرة رواه النسائي.
ويقول د/ حمزة المليباري حفظه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/106)
فإذا ثبت أن الحسن عند المتقدمين عام وشامل بحيث يطلق على الحديث الصحيح، والحديث المقبول فإن إطلاقهم جمعاً بين لفظي الحسن والصحيح لم يكن إلا لإفادة التأكيد لمعنى القبول والاحتجاج، وليس فيه ما يثير الإشكالية لا لغوياً ولا فنياً، إلا على منهج المتأخرين الذي يقضي بانفصالهما كنوعين مستقلين لا يصح الجمع بينهما وهذا ما أيده د/ عادل عبد الغفور حفظه الله في تفسير مصطلح الترمذي "حسن صحيح". وهذا ما يؤكد ضرورة دراسة منهج المتقدمين دراسة دقيقة دون الاعتماد على اتحاد الألفاظ بين المتقدمين والمتأخرين ومن أهم الأمثلة على هذا الأمر ما ذكره د/ ماهر ياسين الفحل حفظه الله عن الدلالة المعنوية للفظ الصدوق عند المتقدمين والمتأخرين بقوله في بحثه فرائد الفوائد:
الدلالة المعنوية للصدق تختلف ما بين المتقدمين والمتأخرين، فعلى حين كان ذا دلالة راجعة إلى العدالة فقط في مفهوم المتقدمين، ولا تشمل الحفظ بحال من الأحوال؛ لذا كان أبو حاتم الرازي كثيراً ما يقول: ضعيف الحديث، أو: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق. فقد أصبح ذا دلالة تكاد تختص بالضبط عند المتأخرين، ولذا جعلوا لفظة صدوق من بين ألفاظ التعديل.
ومن الجدير بالذكر أن الإمام الترمذي حين يحكي عن بعض النقاد تصحيحه كان يقول: "قال فلان هذا حديث حسن صحيح " أو "هذا أحسن وأصح"، دون أن يلفظ ذلك الناقد بهذه الكلمة. ومن أهم الأمثلة على ذلك:
¨ حكى الإمام الترمذي عن الإمامين: أحمد والبخاري تصحيحهما حديث المستحاضة الذي روته حمنة بنت جحش: بقوله: "حسن صحيح". دون أن يرد هذا اللفظ عنهما (سنن الترمذي، أبواب الطهارة، باب ما جاء في المستحاضة أنها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد 1/ 226). وأما لفظهما فكما ورد في علل الترمذي: " قال محمد (يعني البخاري): حديث حمنة بنت جحش في المستحاضة هو حديث حسن، إلا أن إبراهيم بن محمد بن طلحة هو قديم، لا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا، وكان أحمد بن حنبل يقول: "هو حديث صحيح". (العلل الكبير ص58، تحقيق السامرائي، ط1، 1409هـ، عالم الكتب، وسنن البيهقي 1/ 339). وفي أثناء المقارنة بين السياقين يبدو واضحاً أن ما تضمنه السياق الثاني هو لفظ البخاري وأحمد، بخلاف ما ورد في السياق الأول، فإنه ورد مختصراً، اختصره الترمذي بأسلوبه المعروف في التعبير في التصحيح.
¨ ومثال آخر: يحكي فيه الترمذي عن البخاري تصحيح حديث "البحر هو الطهور ماؤه": بقوله: "حسن صحيح". (شرح العلل 1/ 342). وفي الوقت ذاته قال الترمذي: سألت محمداً عن حديث مالك عن صفوان بن سليم في حدث "البحر هو الطهور ماؤه" فقال: "هو حديث صحيح" (العلل الكبير للترمذي ص41، وكذا في التمهيد لابن عبد البر 16/ 218). وقال الحافظ ابن حجر في هذا الحديث: "صحح البخاري – فيما حكاه عنه الترمذي في العلل المفرد – حديثه، وكذا صححه ابن خزيمة وابن حبان وغير واحد" (التهذيب 4/ 42). وهذا كله يدل على توسعهم في إطلاق الألفاظ والمصطلحات، وأن الترمذي يقصد بقوله حسن صحيح ما يقصده غيره بقوله: صحيح" لا غير. والله أعلم.
6. غريب: وهذا المصطلح يذكره الترمذي في الحكم على الأحاديث الضعيفة وقد يطلق ألفاظا أخرى للحكم على الحديث بما يدل على ضعفه مثل قوله: (اسناده ليس بذاك القائم). ومن الأمثلة التي استخدم فيها الترمذي لفظ الغريب، حديث الدعاء عند أذان المغرب: (اللهم هذا إقبال ليلك، وإدبار نهارك ……الحديث) حيث أخرجه الترمذي وغيره من طريق أبي كثير مولى أم سلمة عنها، وقال الترمذي: (حديث غريب، وأبو كثير لا نعرفه).
وختاما فإن جامع الترمذي من مظنات الحسن ولكن ينبغي التنبه إلى أن نسخه تختلف في قوله "حسن صحيح" ونحوه فعلى طالب الحديث العناية باختيار النسخة المحققة والمقابلة على أصول معتمدة. ومن أمثلة هذا الاختلاف: حديث عمران بن حصين الضعيف الشاذ في تشهد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد سجدتي السهو فقد قال عنه الترمذي: "حديث حسن غريب" وفي بعض النسخ زيادة: "صحيح". (القول المبين في أخطاء المصلين ص146 الشيخ مشهور حسن سلمان). وفي نهاية الكلام على جامع الترمذي، لابد من التنبيه على إيراد الترمذي لبعض المنكرات والموضوعات وخاصة في الفضائل، وهو ما أكد عليه الحافظ الذهبي في ترجمة الترمذي في سير أعلام النبلاء، فقال: (في الجامع علم نافع وفوائد غزيرة ورؤوس مسائل وهو أحد رؤوس الإسلام لولا ما كدره بأحاديث واهية بعضها موضوع وكثير منها في الفضائل)، وأكد في موضع آخر على أن درجة الجامع تنحط عن درجة سنن النسائي وأبي داود لأن الترمذي خرج لبعض الهلكى كمحمد بن السائب الكلبي ومحمد بن سعيد المصلوب، ورغم هذا يبقى جامع الترمذي رحمه الله من أجل كتب السنة، وقد كان أبوالحسن المقدسي ينصح طلبة العلم بالبدء به قبل البخاري ومسلم لسهولته.
الثلاثيات في جامع الترمذي:
في جامع الترمذي حديث ثلاثي واحد، وهو ما أخرجه من طريق اسماعيل بن موسى الفزاري عن عمر بن شاكر عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر، وقد أشار الشيخ الحميد حفظه الله إلى أن هذا الحديث لا يصح، وعلته عمر بن شاكر، ونبه حفظه الله، إلى نزول أسانيد الترمذي، وربما كان ذلك لتأخره في طلب العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/107)
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[17 - 06 - 04, 12:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله اني احببتك من سلسلة الحوليات هذه ,,
جزاكم الله خيرا وبارك الله في علمكم ونفع الله بكم واجزل لكم المثوبة
قدمت لنا صورة عامة حول هذه الكتب
وشوقتنا كثيرا لنمر على تلك الكتب ونبحث فيها بانفسنا ونرى ما سطرته يداك ..
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحسنت الظن بأخيك، فجزاك الله خيرا عنه.
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[01 - 11 - 09, 12:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا(33/108)
هل تُعل أحاديث النهي عن دخول الحمام بالنظر إلى المتن
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[17 - 06 - 04, 09:18 ص]ـ
جاءت أحاديث في نهي النساء عن دخول الحمامات، أقصد أحاديث خاصة بالحمام، والعرب لم تكن تعرف الحمام ولا أهل الحجاز، ولم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والخطاب إنما هو للأمور المعهودة عندهم، أما ما لم يكن موجودا عندهم ولم يعرفوه فإن حكمه إما أن يدخل تحت نص عام أو قياس أو أصل متفق عليه، فلا نجد أحاديث تتكلم عن سفر المرأة بالطائرة أو حكم الصلاة فيها
فقد ساق المنذري أحاديث في الترغيب، وصححها الألباني مثل حديث (الحمام حرام على نساء أمتي) وقد أجاب الحافظ ابن حجر بجواب أنه قد يُراد به مكان مطلق الاستحمام، وهذا جواب ضعيف
طبعا أن لا أتكلم عن النص العام (ما من إمرأة تخلع ثيابها في غير بيت زوجها ... )
بل الأحاديث الخاصة التي وردت في الدخول عن الحمام، ولا يخفاكم
أن النص العام يشمل الحمام وغيره، ولا يخفاكم أن النص الخاص للنهي في الحمامات، حتى لو أن المرأة أمنت النظر إليها، ولم تنظر إلى الغير، فأنه يحرم لوجود النص الخاص
قسؤالي هل يمكن إعلالها بذلك أقصد بالنظر للمتن فقط، وجزاكم الله خيرا(33/109)
لغز فقهي والإجابة على المذهب الحنبلي
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[17 - 06 - 04, 09:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- متى نقول لزيد عندما صلى متيممًا أن صلاتك صحيحة مع وجود الماء الطهور ولو صليت بهذا الماء الطهور لقلنا أن صلاتك باطلة مع أن هذا الماء غير مغصوب؟.
الإجابة على المذهب الحنبلي
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:13 ص]ـ
هذا الماء هو من آبار ثمود عدا بئر الناقة(33/110)
لا تقل (اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك)
ـ[بدر الدين احمد]ــــــــ[17 - 06 - 04, 04:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قرأت ان استخدام لفظ (مستقر رحمتك) كما في الدعاء (اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك) غير صحيح اذ ان مستقر رحمته هي (ذاته) سبحانه وتعالي , ولكني لا اذكر المصدر
فما رايكم بهذا الكلام
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 06 - 04, 05:33 م]ـ
هذه روابط قد تفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5510&highlight=%E3%D3%CA%DE%D1+%D1%CD%E3%CA%DF
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5549&highlight=%E3%D3%CA%DE%D1+%D1%CD%E3%CA%DF(33/111)
صلاة المرأة ورأسها معقوص
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[17 - 06 - 04, 05:30 م]ـ
جاء في صحيح مسلم (492) من حديث عمرو بن الحارث عن بكير عن كريب مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أنه رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه فقام فجعل يحله فلما انصرف أقبل إلى بن عباس فقال مالك ورأسي فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف.
قال الإمام النووي: اتفق العلماء على النهي عن الصلاة وثوبه مشمر أو كمه أو نحوه أو رأسه معقوص أو مردود شعره تحت عمامته أو نحو ذلك فكل هذا منهي عنه باتفاق العلماء وهو كراهة تنزيه فلو صلى كذلك فقد أساء وصحت صلاته, واحتج في ذلك أبو جعفر محمد بن جرير الطبري بإجماع العلماء وحكى ابن المنذر الإعادة فيه عن الحسن البصري ثم مذهب الجمهور أن النهي مطلقاً لمن صلى كذلك سواء تعمده للصلاة أم كان قبلها كذلك لا لها بل لمعنى آخر وقال الداودي: يختص النهي بمن فعل ذلك للصلاة, والمختار الصحيح هو الأول وهو ظاهر المنقول عن الصحابة وغيرهم ويدل عليه فعل ابن عباس المذكور هنا قال العلماء: والحكمة في النهي عنه أن الشعر يسجد معه, ولهذا مثله بالذي يصلي وهو مكتوف. ا. هـ
ونقل الشوكاني عن الزين العراقي قوله: وهو مختص بالرجال دون النساء لأن شعرهن عورة يجب ستره في الصلاة فإذا نقضته ربما استرسل وتعذر ستره فتبطل صلاتها وأيضاً فيه مشقة عليها في نقضه للصلاة.
يعني كما رخص لها في عدم نقض شعرها في الغسل تخفيفاً مع الحاجة إلى نقضه.(33/112)
تداول الاسهم
ـ[المستفيد]ــــــــ[17 - 06 - 04, 06:23 م]ـ
معاشر طلاب العلم وحامليه انوار الدجى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ماذا قال السادة العلماء الافاضل، عن حكم تداول الاسهم الجاري الان في الصالات البنوكية، وفي النت.
هل صدر من احد منهم فتوى مكتوبة. لعل احدا منكم ينيرنا بشيء من ذلك.
جزاكم الله خيرا. ونفع بجهودكم
محبكم المستفيد. 29/ 4/1425
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 07:21 م]ـ
أخي الكريم المستفيد:
هذا الرابط يتضمّن بعض الفتاوي والبحوث المتعلّقة:
http://www.islamtoday.net/questions/question_select_cat_*******.cfm?maincatid=25&catid=316
ـ[المستفيد]ــــــــ[18 - 06 - 04, 07:31 م]ـ
هذا جيد يابن روق. وجزاك الله خيرا.
سئوال: ورد في بعض البحوث والاجابات لاصحاب الفضيلة، ان 90% من الشركات العاملة في المملكة تتعامل بالرباء. فهل نصص احد من العلماء على سلامة شركة بعينها ممن لها اسهم تتداول. وهل صدر عن هيئة كبار العلماء او أعضاء الافتاء شيء بهذا الخصوص. وما السبيل لمعرفة تلك الشركات النادرة التي تتداول سهامها وقد سملت من الربا.
جزاكم الله خيرا.
ـ[المستفيد]ــــــــ[09 - 07 - 04, 09:32 ص]ـ
للرفع ......... ؟(33/113)
ماذا قال ابن باز رحمه الله اذا قُدّم الطعام واقيمت الصلاة؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 06 - 04, 07:59 م]ـ
قال الامام ابن باز رحمه الله تعالى عند شرحه لحديث (لاصلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الاخبثان) وحديث (اذا حضر العشاء واقيمت الصلاة فأبدأوا بالعشاء) قال:
(لأنه قد ينشغل بالتفكير بالعَشاء فلا يخشع في الصلاة،
والمقصود اي صلاة وليست العِشاء فقط،
ولا ينبغي ان تؤخذ عادة،
وان ظن انه لن ينشغل في الصلاة فالأولى ان يطبق السنة، وخلق الانسان ضعيفا،
ويأكل حتى يحصل له مراده اي حتى يشبع) أ. هـ
رحم الله الامام ابن باز واسكنه الفردوس الأعلى.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 08:13 م]ـ
بارك الله فيك وفي علمك.
روى البخاري في كتاب الأطعمة /باب: إذا حضر العشاء فلا يعجل عن عشائه
قال: حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فادءوا بالعشاء
وعن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وعن أيوب عن نافع عن ابن عمر أنه تعشى مرة وهو يسمع قراءة الإمام
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 06 - 04, 08:02 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا محمد وتتمة للفائدة يحسُن وضع ضوابط للمسألة
لذا أنقل لكم ما ذكره الإمامين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله حول قيود وضوابط هذه المسألة
أبدأ أولا بالشيخ ابن باز رحمه الله:
السائل: إذا حضر طعام وخشي فوات وقت صلاة الجماعة
الشيخ رحمه الله: نعم
السائل: خشي وقت صلاة الجماعة
الشيخ رحمه الله بعدما فهم المقصود: ولو، يبدأ بالطعام، النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان) ما قال كذا وكذا
سائل آخر: بحضرة طعام يعني حين يوضع الطعام أو شعوره بالجوع يكفي.
الشيخ رحمه الله: لا لا، لا بد بحضرته
السائل: لكن شعوره بالجوع لا يكفي.
الشيخ رحمه الله: ما يكفي.
سائل: الآن عفا الله عنك يوضع الطعام قبل الأذان بخمس دقائق أو عشر ويعرف أن ابتداءه بالطعام سيُفوّت عليه الصلاة
الشيخ رحمه الله: إذا قُدّم الطعام يبدأ بالطعام
انتهى من الوجه الثاني من الشريط السابع من شرحه رحمه الله على كتاب الصلاة من الروض المربع
وأنقل لكم ما ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من كلام و قيود وضعها رحمه الله حول هذه المسألة وذلك في شرحه الممتع على الروض المربع الجزء 3 صفحة 328 ولعظم فائدته وتفصيله رحمه الله نقلته بطوله:
قال رحمه الله:
((قوله: «أو بحضرة طعام يشتهيه» أي: يكره أن
يُصلِّي بحضرة طعام تتوقُ نفسُه إليه فاشترط المؤلِّف شرطين وهما: 1 -
أن يكون الطَّعام حاضراً. 2 - أن تكون نفسه تَتُوقُ إليه. وينبغي أن يُزاد
شرطٌ ثالث وهو: أن يكون قادراً على تناوله حِسًّا وشرعاً. فإنْ لم يحضر
الطَّعام ولكنه جائع، فلا يؤخِّر الصَّلاة؛ لأننا لو قلنا بهذا؛ لزم أن لا يُصلِّي
الفقير أبداً؛ لأن الفقير قد يكون دائماً في جوع، ونفسه تتوقُ إلى الطعام.
ولو كان الطَّعام حاضراً ولكنه شبعان لا يهتمُّ به فليصلِّ، ولا كراهة في
حَقِّهِ. وكذلك لو حضر الطَّعامُ، لكنه ممنوع منه شرعاً أو حِسًّا.
فالشرعي: كالصَّائم إذا حَضَرَ طعامُ الفطور عند صلاة العصر، والرَّجُل جائعٌ
جدًّا، فلا نقول: لا تُصَلِّ العصر حتى تأكله بعد غروب الشمس. لأنه
ممنوع من تناوله شرعاً، فلا فائدة في الانتظار. وكذلك لو أُحضر إليه
طعامٌ للغير تتوق نفسُه إليه، فإنه لا يُكره أن يُصلِّي حينئذٍ؛ لأنه ممنوع
منه شرعاً. والمانعُ الحسِّي: كما لو قُدِّمَ له طعام حارٌّ لا يستطيع أن
يتناوله فهل يُصلِّي، أو يصبر حتى يبرد؛ ثم يأكل؛ ثم يُصلِّي؟ الجواب:
يُصلِّي، ولا تُكره صلاتُه؛ لأن انتظاره لا فائدة منه. كذلك لو أُحضر إليه
طعام هو مِلْكه، لكن عنده ظالم يمنعه من أكله، فهنا لا يُكره له أن
يُصلِّي؛ لأنه لا يستفيد مِن عدم الصَّلاةِ؛ لمنعه مِن طعامه حسًّا.
وخلاصة المسألة: أنها تحتاج إلى ثلاثة قيود: 1 - حضور الطَّعام. 2 -
توقان النفس إليه. 3 - القُدْرة على تناوله شرعاً وحِسًّا. ودليل ذلك قول
النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاةَ بحضرة طعامٍ، ولا وهو يُدافعه
الأخبثان». وكلام المؤلِّف يدلُّ على أن الصَّلاة في هذه الحال مكروهة؛
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة ... »، وهل هذا النفي
نفي كمال، أو نفي صحة؟ الجواب: جمهور أهل العِلم على أنه نفيُ
كمال، وأنه يُكره أن يُصلِّي في هذه الحال، ولو صَلَّى فصلاتُه صحيحة.
وقال بعض العلماء: بل النفيُ نفيٌ للصِّحَّة، فلو صَلَّى وهو يُدافع الأخبثين
بحيث لا يدري ما يقول فصلاتُه غيرُ صحيحة، لأن الأصل في نفي الشَّرع
أن يكون لنفي الصِّحَّة، وعلى هذا تكون صلاتُه في هذه الحال محرَّمة؛
لأن كلَّ عبادة باطلة فتلبُّسه بها حرام؛ لأنه يشبه أن يكون مستهزئاً؛
حيث تَلَبَّسَ بعبادة يعلم أنها محرَّمة. وكلٌّ مِن القولين قويٌّ جدًّا.))
إقتصرت على ما ذكره رحمه الله حول ما صلاة إذا كان بحضرة طعام وإذا رغبت أن تراجع ما ذكره رحمه الله حول مدافعة الأخبثين دونك الرابط
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=4638[COLOR=blue][B]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/114)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[08 - 07 - 04, 11:45 م]ـ
الشيخ مصطفى الفاسي جزاك الله خيرا على الفائدة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 11:56 م]ـ
- جزاكم الله خيراً
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 11 - 08, 11:56 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله أن يرحم عبده ابن باز، وأن يجمعنا وإياه، ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
-
موضوع قديم تم القبض عليه ولله الحمد، وأسأل الله أن ينفع به.
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[02 - 11 - 08, 12:37 م]ـ
جزاكم الله خير(33/115)
حديث جلد أبي بكرة .. للباحث أشرف صلاح
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[17 - 06 - 04, 10:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و بعد ...
و اليوم قد نشرت جريدة الرأي العام ردا للباحث
أشرف صلاح علي علي (متخصص في علوم الحدبث من مصر و باحث في دار التأصيل سابقا و مقيم حاليا في الكويت)
و لكنه ذهب إلى نتيجة خلاف الذين ردوا من قبله و هي أن حديث جلد أبي بكرة لايصح،
و أنقل لكم جزء من مقاله الجزء الخاص بالرد الحديثي،
لنرى آراؤكم فيه خاصة أن قد سبق بحث شيء من قضية المغيرة و أبو بكرة بين أعضاء المنتدى و كان الشيخ عبدالرحمن الفقيه قد وضع بعض الأسانيد للقصة،
فإلى المقالة - الرأي العام 17/ 6/2004م ص 17:
(( ... و حديث جلد أبي بكرة لا يصح من جميع طرقه و هاك طرقه:
الأولى: أخرج البخاري معلقا ووصله ابن حجر في التعليق و البيهقي في سننه (10/ 152) عن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه ... فذكره، وهذه رواية ضعيفة لاتصح لأمرين: الأول: أن رواية سعيد بن المسيب عن عمر مرسلة منقطعة، الثاني: أن سعيد بن المسيب ثبت عنه أنه أفتى بضد ماجاء في حديث عمر و يرغب عنه إلى غيره، و بهذا أعل ابن رشد الحديث كما في معتصر المختصر (2/ 57).
الثانية: ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه (62/ 216) من حديث محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب بن علي بن حرب بن سفيان عن سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه ... فذكره، وهذا حديث فيه نظر لأن محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ضعيسان الميزان، ورواه سعيد بن منصور - وهو ثقة - سفيان عن سعد بن إبراهيم يحدث عن الزهري قال: ... فذكره، أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (8/ 326) و غيره، وهذا هو اللفظ الصواب و أمه هنا هي أم أبي بكرة، و الضمير يعود إلى أقرب المذكورين، فليست أم إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف و عليه فالقصة مرسلة لا تصح لأن إبراهيم لم يلحق القصة.
الثالثة: أخرجه الحاكم في المستدرك (8/ 235) من حديث أبي عتاب سهل بن حماد ثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبدالعزيز بن أبي بكرة ... فذكره، وهذا لايصح أيضا لأن عبدالعزيز بن أبي بكرة قال فيه ابن القطان: لا يعلم له حال.
الرابعة: أخرج البيهقي في سننه (8/ 235) سعيد بن المسيب عن قتادة أن أبا بكرة ... فذكره، و هذا أيضا لايصح فقتادة يدلس و قد عنعنه.
الخامسة: أخرجه البيهقي من حديث هشيم عن عيينة بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي بكرة ... فذكره، وهذا أيضا لايصح فهشيم شديد التدليس متلون و قد عنعنه.
السادسة: أخرج ابن أبو شيبة في المصنف (5/ 540) و من طريق البيهقي في سننه من حديث أبي اسامة عن عوف عن قسامة بن زهير .. فذكره، وهذه أيضا حكاية مرسلة لاتثبت لأمور، 1 - أن حماد بن اسامة و إن كان ثقة إلا أنه ذكر بالتدليس و قد عنعن هنا، 2 - ان عوف الاعرابي ثقة إلا أنه وصف بأنه وصف بأنه كان يبغض الصحابة و الحديث في الطعن في صحابيين جليلين و هما أبو بكرة و المغيرة رضي الله عنهما، و لايقبل شهادة عدو في عدوه فمن طعن في صحابة رسول الله قلا يقبل منه قول فيهم.
السابعة: أخرجه ابن عساكر في تاريخه و في اسناده سيف بن عمر الضبي متهم بالوضع.
الثامنة: أخرجه ابن عساكر في ترجمة المغيرة بن شعبة باسناد فيه محمد بن الحسن بن مقسم و هو ضعيف.
تاسعا: مارواه البيهقي في سننه الكبير (10/ 152) من حديث قيس عن سالم الافطس عن سعيد بن عاصم قال كان أبو بكرة إذا أتاه الرجل يشهده قال اشهدغيري فإن المسلمين قد فسقوني، و هذا أيضا لايصح لأن قيسا الرواي عن سالم الافطس هو قيس بن الربيع وهو متروك وقد ضعفه البيهقي في سننه و ابن حزم حيث قال في المحلى (9/ 443) و أما الرواية عن أبي بكرة أن المسلمين فسقوني فمعاذ الله أن يصح، وما سمعنا ان مسلما فسق أبا بكرة و لا امتنع من قبول شهادته على النبي في احكام الدين و بالله التوفيق.
عاشرا: روى عبدالرزاق في مصنفه (7/ 311) من حديث الثوري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي قال: لما شهد أبو بكرة .. فذكره، وهذا أيضا لايصح لأن سليمان التيمي يرسل و يدلس و لم يذكر سماعا.
حادي عشر:مارواه البلاذري كما في تلخيص الحبير (4/ 64) باسناد فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
- ثم شرع في الكلام عن دخول المرأة المجال السياسي - ... ))
فهل من تعليق بارك الله فيكم،.
غفر الله للجميع، و الله و لي التوفيق.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:14 ص]ـ
حديث أبي بكرة مشهور متلقى بالقبول ورد من روايات منتهضة
تدل بمجموعها أنه له أصلا والتعليل لبعض أسانيد الروايات
لا يفيد تضعيف أصل الرواية ... ومرسلات سعيد عن الرسول
صلى الله عليه وسلم معتبرة عن جمهور السلف من المحدثين والفقهاء
فكيف بمرسلاته عن الصحابة؟ ... والله أعلم.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:16 ص]ـ
ليت هذا الكاتب في الجرائد سكت فقد فضح نفسه بهذا الجهل المركب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/116)
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[18 - 06 - 04, 07:18 م]ـ
لا أدري أيها الأخوة هل للباحث سلف في تضعيف القصة من أصلها، وهل هذا رأي لابن حزم؟
وهل ترد رواية المدلسين هكذا بإطلاق عند العنعنة؟
جزاكم الله خير
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[20 - 06 - 04, 04:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و بعد فقد أخبرني الشيخ أشرف صلاح أن المقال السابق هو المقال المختصر للبحث حتى يتناسب مع النشر في الجريدة، و قد بحث المسألة بشكل مطول، و أنقل لكم بحثه المطول هنا:
********************
((الكاتب: الشيخ اشرف صلاح علي
بتاريخ: 2/ 5/1425هـ
النص: ورد هذا المقال مختصرا في جريدة الرأي العام لشروط نشر المقالات، وهذا المقال الكامل:
أبا بكرة الثقفي نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله تعالى عنه
قال ابن حزم رحمه الله تعالى في المحلى وقال (9/ 443):
ما سمعنا أن مسلما فسق أبا بكرة ولا امتنع من قبول شهادته على النبي صلى الله عليه وسلم في أحكام الدين وبالله تعالى التوفيق.
فقد استنبط جمهور العلماء رحمهم الله تعالى من حديث أبي بكرة رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري مرفوعا: " لن يفلح قوما ولوا أمرهم امرأة "عدم جواز تولية المرأة الخلافة والمناصب الرئاسية التي تكون فيها معنى الولاية كالقضاء والحسبة ونحوه.
ثم إني قرأت مقالا لفضيلة الشيخ الدكتور العلامة: محمد سليمان الأشقر غفر الله له، نشرته جريدة " الوطن " الكويتية في جواز تولية المرأة في الوظائف الرئاسية والمجالس النيابية.
ولم يلفت نظري الحكم الذي رجحه فضيلة الوالد بارك الله في عمره، فما دون الخلافة العظمى قد ذهب الحنفية إلى جواز تولية المرأة القضاء وخالفهم جمهور العلماء، فلا غرابة أن يذهب الشيخ مذهبهم أو ينحو نحوهم وإن كان مرجوحا، فالشيخ رحمه الله تعالى عالم من العلماء وسيد من سادات الفقه والأصول في هذا الزمن، ولا تثريب عليه في ذلك إن أصاب فأجرين وإن أخطا فواحد.
فذهب رحمه الله تعالى إلى رد الحديث لكنه علل ذلك بأن أبا بكرة رضي الله عنه محدود في قذفه للمغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه لأن النصاب لم يكمل أربعة بل ثلاثة لكون زيادا قد نكل ورجع فأقام عمر الحد على الثلاثة ومنهم أبي بكرة رضي الله عنه.
فاستدل الشيخ الوالد غفر الله له بذلك على فسق أبي بكرة الأمر الذي يفضي إلى رد مروياته، ثم استغرب بناء على ذلك تصحيح البخاري رحمه الله تعالى للحديث وأبي بكرة محدود في القذف.
قال الشيخ رحمه الله تعالى: فينبغي أن يضم هذا الحديث إلى الأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم إن الشيخ حفظه الله تعالى استدل بأمور يرجح بها جواز أن تتولى المرأة القضاء ونحوه من المناصب دون رئاسة الدولة.
وليس من همتي أن أرد على الشيخ رحمه الله تعالى في الحكم فلعلة قلد الحنفية، لكن الذي أزعجني غاية الإزعاج هو أن فضيلة الوالد العلامة غفر الله له قد مرض الحديث وأعله بتلك العلة العجيبة التي لم أر أحدا من علماء الحديث يعل بها، ألا وهي الإعلال بالصحابي، فمن المعلوم أن الصحابة قد طوي بساطهم وارتفعت صحيفتهم قد زكاهم الرب تعالى تزكية جملية يقينة الثبوت والدلالة فقال) رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ (.
بل زاد الأمر شدة وصعوبة حين قال في اليوم التالي في نفس الجريدة - وقد استبعد كثير من الناس أن يصدر مثل هذا الكلام عن فضيلته – قال: إنه يرد خمسين حديثا من أحاديث أبي بكرة رضي الله عنه بتلك العلة، كذا قال غفر الله له.
وهذا الذي قاله الشيخ مخالف فيه لجماهير المسلمين من عهد الصحابة وحتى الآن، وما اعتمد عليه الشيخ رحمه الله تعالى في تفسيق أبي بكرة رضي الله عنه لا يصح، وبيان هذا من جهات:
الجهة الأولى: كل ما أتى في قذف أبي بكرة رضي الله عنه وأن المغيرة رضي الله عنه قد ألم بالمرأة الأجنبية عنه لا يصح.
فقد أتى الخبر بجلد أبي بكرة في حد القذف من أربع روايات:
الأولى: أخرج البخاري معلقا ووصله ابن حجر في التعليق والبيهقي في (10/ 152) سننه الكبير الحديث من طريق سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه ... فذكره.
وقد استوعب البيهقي الروايات في سننه وكلها دائرة على ابن المسيب عن ابن عمر رضي الله عنه، وهذه رواية ضعيفة لا تصح لأمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/117)
الأول: أن رواية سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه مرسلة منقطعة.
ففي المراسيل 247: لابن أبي حاتم عن إسحق بن منصور قال قلت ليحيى بن معين يصح لسعيد بن المسيب سماع من عمر قال لا.
سمعت أبي يقول: سعيد بن المسيب عن عمر مرسل يدخل في المسند على المجاز.
قرىء على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول سعيد بن المسيب قد رأى عمر وكان صغيرا قلت ليحيى هو يقول ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر قال يحيى ابن ثمان سنين يحفظ شيئا قال إن هؤلاء قوم يقولون أنه أصلح بين علي وعثمان وهذا باطل ولم يثبت له السماع من عمر.
سمعت أبي وقيل له يصح لسعيد بن المسيب سماع من عمر قال لا إلا رؤيته على المنبر ينعي النعمان بن مقرن.
الثاني: أن سعيد بن المسيب ثبت عنه أنه أفتى بضد ما جاء في حديث عمر، وهذه علة في الحديث فإنه لا يترك ما أتى عن عمر ويرغب عنه إلى غيره.
وبهذا أعل ابن رشد الحديث حيث قال في معتصر المختصر (2/ 57):
ابن المسيب لم يأخذه عن عمر إلا بلاغا لأنه لم يصح له سماع عنه وروى عن ابن المسيب أنه كان يذهب إلى خلافه.
روى قتادة عنه وعن الحسن أنهما قالا القاذف إذا تاب فيما بينه وبين ربه لا تقبل شهادته، ويستحيل أن يصح عنده عن عمر القبول ثم يتركه إلى خلافه أ. هـ
وقد اغتر من اعتمد الحديث بكونه معلقا بصيغة الجزم في صحيح البخاري، واعتمدوا تصحيحه بناء على القاعدة التي تقول أن معلقات البخاري المجزوم بها صحيحة إلى من علقت عنه، وهذا قول يفتقر إلى الدليل، والحديث الذي نحن فيه دليل على أنها قاعدة غير صحيحة، وهناك أحاديث معلقة في البخاري وصلها ابن حجر في تغليق التعليق وأقر بضعفها، وأن محاولة تصحيحها محض تكلف.
الثانية:
ما أخرجه البيهقي وابن عساكر في تاريخه (62/ 216) قال:
أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنا طراد بن محمد أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب نا علي بن حرب نا سفيان عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال لما جلد أبو بكرة أمرت جدتي أم كلثوم بنت عقبة بشاة فسلخت ثم ألبس مسكها فهل ذلك إلا من ضرب شديد.
قلت: وهذا حديث فيه نظر لأن محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ضعيف ففي لسان الميزان 1401:
قال الخطيب سمعت أبا حازم العبدري ذكره فقال لا أعلمه الا ثقة ولا أعرف أحدا تكلم فيه.
وقال: سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن يحيى بن عمر فحسن امره.
وقال ابن الفرات: لم يكن محمود الأمر في الرواية.
قلت: وإذا تعارض الجرح والتعديل قدم الجرح لأن فيه زيادة علم كما هو معلوم، وخصوصا في مثل هذا الموطن، الذي يزال به عدالة صحابي قد نص الله تعالى على عدالته.
ومما يدل على ضعفه أنه قال: جدتي أم كلثوم وإنما هي جدة سعد وأم إبراهيم وإبراهيم هو المتكلم لا سعد، وقد بين ابن عبد البر خطأ تلك اللفظة كما في التمهيد (5/ 331).
وقد رواه أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل نا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي نا سفيان نا سعد بن إبراهيم وهو جالس مع الزهري قال
يزعم أهل العراق أن القاذف لا يجلد جلدا شديدا أشهد أن أبي أخبرني أن أمه أم كلثوم بنت عقبة أمرت بشاة حين جلد أبو بكرة فسلخت فلبس مسكها فهل كان ذلك إلا من ضرب شديد.
أخرجه ابن عساكر في ترجمة أبي بكرة من التاريخ، وهي مخالفة من عبد الوهاب لمحمد بن يحيى، وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي من رجال الستة ذكره ابن حبان في الثقات، ولم أر لأحدا فيه تعديل ومعلوم أن ابن حبان في توثيقه تساهل غير مرضي.
أما الذهبي فوثقه وقال ابن حجر صدوق، وهذا لا يمشي على طريقة العلماء المحققين من أهل الحديث، وفيه تساهل منهما غير مرضي وكثير ممن هو بهذه المثابة يقول فيه ابن حجر مقبول، ويجهله الذهبي.
ومما يدل على ما قلناه أن سعيد بن منصور – وهو ثقة ثبت إمام حافظ صاحب السنن – قد خالف الإثنين يعني محمد بن يحيى وعبد الوهاب بن عبد الرحيم، فرواه عن سفيان عن سعد بن إبراهيم يحدث عن الزهري قال إن أهل العراق يقولون إن القاذف لا يجلد جلدا شديدا قال سعد وأشهد على أبي أنه حدثني أنه لما جلد أبو بكرة أمرت أمه بشاة فذبحت ثم سلخت فألبسته جلدها فهل ذاك إلا من جلد شديد.
أخرجه البيهقي في سننه الكبير (8/ 326) وغيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/118)
وهذا والله أعلم هو اللفظ الصواب وأمه هنا هي أم أبي بكرة رضي الله عنه، والضمير يعود إلى أقرب المذكورين، فليست أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم جميعا، وإنما أتي محمد بن يحيى وعبد الوهاب من عدم إتقانهما فأخطأ حيث ظنا أن أمه يعني أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فسمياها، وإنما هي أم أبي بكرة، وما شأن أم إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف بأبي بكرة؟! إنما الطبيعي والمنطقي أن تكون الشفيقة عليه أمه هو.
وعليه فتكون القصة مرسلة من حديث إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما.
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولد سنة إحدى وعشرين هجرية كما قال الكلاباذي وغيره كما في رجال البخاري للباجي (1/ 352)، يعني لم يحضر من خلافة عمر رضي الله عنه سوى ثلاث سنوات لأن عمر توفي سنة 24 هجرية، فلم يحضر القصة.
الثالثة:
قال الحاكم في المستدرك 5892 حدثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان ثنا عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق الطلحي ثنا محمد بن نافع الكرابيسي البصري ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا أبو كعب صاحب الحرير عن عبد العزيز بن أبي بكرة قال كنا جلوسا عند باب الصغير الذي في المسجد يعني باب غيلان أبو بكرة وأخوه نافع وشبل بن معبد فجاء المغيرة بن شعبة يمشي في ظلال المسجد والمسجد يومئذ من قصب فانتهى إلى أبي عليه فقال له أبو بكرة أيها الأمير ما أخرجك من دار الأمارة قال أتحدث إليكم فقال له أبو بكرة ليس لك ذلك الأمير يجلس في داره ويبعث إلى من يشاء فتحدث معهم قال يا أبا بكرة لا بأس بما أصنع فدخل من باب الأصغر حتى تقدم إلى باب أم جميل امرأة من قيس قال وبين دار أبي عبد الله وبين دار المرأة طريق فدخل عليها قال أبو بكرة ليس لي على هذا صبر فبعث إلى غلام له فقال له ارتق من غرفتي فانظر من الكوة فانطلق فنظر فلم يلبث أن رجع فقال وجدتهما في لحاف فقال للقوم قوموا معي فقاموا فبدأ أبو بكرة فنظر فاسترجع ثم قال لأخيه انظر فنظر قال ما رأيت قال رأيت الزنا ثم قال ما رابك انظر فنظر قال ما رأيت قال رأيت الزنا محصنا قال أشهد الله عليكم قالوا نعم قال فانصرف إلى أهله وكتب إلى عمر بن الخطاب بما رأى فأتاه أمر فظيع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يلبث أن بعث أبا موسى الأشعري أميرا على البصرة فأرسل أبو موسى إلى المغيرة أن أقم ثلاثة أيام أنت فيها أمير نفسك فإذا كان اليوم الرابع فارتحل أنت وأبو بكرة وشهوده فيا طوبى لك إن كان مكذوبا عليك وويل لك إن عليك فارتحل القوم أبو بكرة وشهوده والمغيرة بن شعبة حتى قدموا المدينة على أمير المؤمنين فقال هات ما عندك يا أبا بكرة قال أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا أبا عبد الله أخاه فشهد فقال أشهد أني رأيت الزنا محصنا ثم قدموا شبل بن معبد البجلي فسأله فشهد كذلك ثم قدموا زياد فقال ما رأيت فقال رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك فكبر عمر وفرح إذ نجا المغيرة وضرب القوم إلا زيادا قال كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولي عتبة بن غزوان البصرة فقدمها سنة ست عشرة وكانت وفاته في سنة تسع عشرة وكان عتبة يكره ذلك ويدعو الله أن يخلصه منها فسقط عن راحلته في الطريق فمات رحمه الله ثم كان من أمر المغيرة ما كان.
أقول:
هذا حديث لا يصح وفيه علل:
1 – محمد بن نافع الكرابيسي هو البصري ضعفه ابن أبي حاتم.
2 – أبو عتاب الدلال قال أحمد لا بأس به.
3 – عبد العزيز بن أبي بكرة قال فيه ابن القطان: لا يعلم له حال.
وقال يحيى بن معين ما أعرفه.
وقال أبو وأبو زرعة: صالح الحديث شيخ.
أقول: ومن كان بهذه المثابة لا يصح قبول مثل هذا الحديث منه، وكيف لم يشتهر حتى ينقله مثل هذا الرجل عن مجهول مثل عبد العزيز بن أبي بكرة وهذه حادثة ونازلة شديدة صحابي يزني وأخر يشهد عليه ولم تشتهر ولم يتناقلها الناس وهي تشتمل على أحكام في الفرق بين الشهادة على الزنا والقذف وعدم جواز حد القاذف لو قذف مرتين في مجلس واحد ... الخ، إن هذا عنوان نكارته.
و4 - عبد الله بن محمد بن قحطبة بن مرزوق لم أعثر له على ترجمة وهو من شيوخ ابن حبان.
الرابعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/119)
أخرج البيهقي في سننه (8/ 235) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة أن أبا بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة وشبل بن معبد شهدوا على المغيرة بن شعبة أنهم رأوه يولجه ويخرجه وكان زياد رابعهم وهو الذي أفسد عليهم فأما الثلاثة فشهدوا بذلك فقال أبو بكرة والله لكأني بأثر جدري في فخذها فقال عمر رضي الله عنه حين رأى زياد إني لأرى غلاما كيسا لا يقول الا حقا ولم يكن ليكتمني شيئا فقال زياد لم أر ما قال هؤلاء ولكني قد رأيت ريبة وسمعت نفسا عاليا قال فجلدهم عمر رضي الله عنه وخلى عن زياد وقد رويناه من وجه آخر موصولا وفي رواية علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة وزيادا ونافعا وشبل بن معبد كانوا في غرفة والمغيرة في أسفل الدار فهبت ريح ففتحت الباب ورفعت الستر فإذا المغيرة بين رجليها فقال بعضهم لبعض قد ابتلينا فذكر القصة قال فشهد أبو بكر ونافع وشبل وقال زياد لا أدري نكحها أم لا فجلدهم عمر رضي الله عنه إلا زيادا فقال أبو بكرة رضي الله عنه أليس قد جلدتموني قال بلى قال فأنا أشهد بالله لقد فعل فأراد عمر أن يجلده أيضا فقال علي إن كانت شهادة أبي بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف.
أقول: وهذا أيضا لا يصح فقتادة يدلس وقد عنعنه، وروايته عن الصحابة مرسلة، وسعيد هو ابن أبي عروبة ثقة لكنه اختلط في آخر عمره، وعبد الوهاب بن عطاء هو الخفاف سمع من سعيد في الإختلاط، ويحيى بن أبي طالب قال موسى بن هارون اشهد انه يكذب يعنى في كلامه، وقال أبو عبيد الاجري خط أبو داود على حديث يحيى بن أبي طالب، أما الدارقطني فوثقه، والجرح مقدم.
الخامسة:
قال البيهقي أيضا: وأنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا ابن بنت أحمد بن منيع ثنا عبد الله بن مطيع عن هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة ... فذكر قصة المغيرة قال فقدمنا على عمر رضي الله عنه فشهد أبو بكرة ونافع وشبل بن معبد فلما دعا زيادا قال رأيت أمرا بنو قال فكبر عمر رضي الله عنه ودعا بأبي بكرة وصاحبيه فضربهم قال فقال أبو بكرة يعني بعدما حده والله أني لصادق وهو فعل ما شهد به فهم عمر بضربه فقال علي لئن ضربت هذا فارجم ذاك.
وهذا أيضا لا يصح فهشيم بن بشير مدلس شديد التدليس متلونه وقد عنعنه، وأبو عيينة بن عبد الرحمن هو عبد الرحمن بن جوشن، لم أر من أثبت له سماعا من عمر.
السادسة:
أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 540) ومن طريقه البيهقي في سننه من حديث أبي أسامة عن عوف عن قسامة بن زهير قال لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة الذي كان وذكر الحديث قال فدعا شهود فشهد أبو بكرة وشبل بن معبد وأبو عبد الله نافع فقال عمر رضي الله عنه حين شهد هؤلاء الثلاثة شق على عمر شأنه فلما قام زياد قال إن تشهد إن شاء الله إلا بحق قال زياد أما الزنا فلا أشهد به ولكن قد رأيت أمرا قبيحا قال عمر الله أكبر حدوهم فجلدوهم قال فقال أبو بكرة بعدما ضربه أشهد أنه زان فهم عمر رضي الله عنه أن يعيد عليه الجلد فنهاه علي رضي الله عنه وقال إن جلدته فارجم صاحبك فتركه ولم يجلده.
وهذه أيضا حكاية مرسلة لا تثبت لأمور:
1 – أن حماد بن أسامة وإن كان ثقة إلا أنه ذكر بالتدليس وقد عنعن هنا ولم أر له متابعا في روايته عن عوف وهو ابن أبي جميلة الأعرابي.
2 – أن عوف الأعرابي ثقة إلا أنه زن بأنه كان يبغض الصحابة والحديث في الطعن في صحابيين جليلين وهما أبي بكرة والمغيرة رضي الله عنهما، ولا يقبل شهادة عدو على عدوه فمن طعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقبل مه قول فيهم البتة.
3 - إن قسامة لم أر من ذكره بالسماع من عمر أو علي رضي الله عنهما، ولم أر من وثقه سوى العجلي وابن حبان وكذا ابن سعد والعجلي وابن حبان فيهما تساهل كما هو معلوم في التوثيق وابن سعد ليس ممن يعتمد قولهم في الجرح والتعديل فغالب مادته من الواقدي والواقدي متروك الحديث هالك كما هو معلوم، وحديث مثل هذا حقه أن يشتهر لا أن ينقل هكذا بإسناد فرد غريب كهذا، ثم ينقض به عدالة صحابي متيقنة الثبوت والدلالة.
السابعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/120)
قال ابن عساكر في تاريخه ترجمة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو الحسين محمد بن أحمد أنا أبو طاهر المخلص أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم أنا سيف بن عمر قال ولما أحرز عتبة الأهواز وأوطأ أهل فارس استأذن عمر في الحج فأذن له فلما قضى حجه استعفاه فأبى أن يعفيه وعزم عليه ليرجعن إلى عمله فدعا الله ثم انصرف فمات في بطن نخلة فدفن وبلغ عمر فمر به زائرا لقبره وقال أن قتلتك لولا أنه أجل معلوم وكتاب مرقوم وأثنى عليه بفضله ولم يختط فيمن اختط من المهاجرين وإنما ورث ولده منزلهم من فاختة بنت غزوان وكانت تحت عثمان بن عفان وكان حباب مولاه قد لزم شيبة فلم يختط ومات عتبة بن غزوان على رأس ثلاث وستين ونصف من مفارقة سعد بالمدائن وقد استخلف على الناس أبا سبرة بن أبي رهم وعماله على حالهم ومسالحه على نهر تيري ومناذر وسوق الأهواز وسرق والهرمزان برامهرمز مصالح عليها وعلى السوس والبستان وجندي سابور ومهرجان قذق وذلك بعد ننعد الدين كان العلاء حمل في البحر إلى فارس ونزولهم البصرة وكان يقال لهم أهل طاوس نسبوا إلى الوقعة فأقر عمر أبا سبرة بن أبي رهم على البصرة ببقية السنة التي مات فيها عتبة بن غزوان واستخلف عبد الرحمن بن سهل فعمل بقية السنة ثم استعمل المغيرة بن شعبة في السنة الثانية من بعد وفاة عتبة فعمل عليها بقية تلك السنة والسنة التي تليها لم ينتقض عليه أحد في عمله وكان مرزوقا بسلامة ولم يحدث شيئا إلا ما كان بينه وبين أبي بكرة ثم استعمل أبا موسى على البصرة وصرف إلى الكوفة واستعمل عمر بن سراقة ثم صرف عمر بن سراقة إلى الكوفة من البصرة وصرف أبو موسى إلى البصرة من الكوفة فعمل عليها ثانية وكان الذي حدث بين أبي بكرة وبين المغيرة سببا لعزله كان المغيرة يناغيه وكان أبو بكرة ينافره عند كل ما يكون منه وكانا بالبصرة متجاورين بينهما طريق وكانا في مشربتين متقابلتين لهما في داريهما في كل واحدة منهما كوة مقابلة للأخرى فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته فهبت ريح ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليسقفها فبصر المغيرة وقد فتحت الريح باب كوة مشربته وهو بين رجلي امرأة فقال للنفر قوموا فانظروا فقاموا فنظروا ثم قال اشهدوا قالوا ومن هذه قال أم جميل بنت الأفقم وكانت أم جميل إحدى بني عامر بن صعصعة وكانت غاشية للمغيرة وتغشى الأمراء والأشراف وكان بعض النساء يفعل ذلك في زمانها فقالوا إنما رأينا أعجازا ولا ندري ما الوجه ثم إنهم صمموا حين قامت فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة وقال لا تصلي بنا فكتبوا إلى عمر بذلك وتكاتبوا فبعث عمر إلى أبي موسى فقال يا أبا موسى إني مستعملك إني أبعثك إلى أرض قد باض فيها الشيطان وأفرخ فالزم ما تعرف ولا تبدل فيستبدل الله بك فقال يا أمير المؤمنين أعني بعدة من أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار فإني وجدتهم في هذه الأمة وهذه الأعمال كالملح في الطعام لا يصلح إلا به قال فاستعان بمن أحببت فاستعار تسعة عشر رجلا منهم أنس بن مالك وعمران بن حصين وهشام بن عامر ثم خرج أبو موسى فيهم حتى أناخ بالبصرة في المربد وبلغ المغيرة أن أبا موسى قد أناخ بالمربد فقال والله ما جاء أبو موسى زائرا ولا تاجرا ولكنه جاء أميرا فإنهم لفي ذلك إذ جاء أبو موسى حتى دخل عليهم فدفع إليه أبو موسى كتابا من عمر أنه لأوجز كتاب كتب به أحد من الناس أربع كلم عزل فيها وعاتب واستحث وأمر أما بعد فإنه بلغني عنك نبأ عظيم فبعثت أبا موسى أميرا فسلم له ما في يديك والعجل وكتب إلى أهل البصرة أما بعد فإني قد بعثت أبا موسى أميرا عليكم ليأخذ لضعيفكم من قويكم وليقاتل بكم عدوكم وليدفع عن ذمتكم وليجبي لكم فيئكم ثم ليقسمه فيكم ولينقي لكم طرقكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/121)
وأهدى له المغيرة وليدة من مولدات الطائف تدعى عقيلة وقال إني قد رضيتها لك وكانت فارهة فكان أبو موسى عبد الله بن قيس بن سليم بن حصار وارتحل المغيرة وأبو بكرة ونافع بن كلدة وزياد بن أبي سفيان وشبل بن معبد البجلي حتى قدموا على عمر فجمع بينهم وبين المغيرة فقال المغيرة سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم أو كيف رأوا المرأة أو عرفوها فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي في منزلي على امرأتي فوالله ما أتيت إلا امرأتي وكانت تشبهها فبدأ بأبي بكرة فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة قال كيف رأيتهما قال مستدبرهما قال فكيف استثبت رأسها قال تحاملت قال ثم دعا بشبل بن معبد فشهد بمثل ذلك قال استدبرتهما أم استقبلتهما قال استقبلتهما وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكر ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم قال رأيته جالسا بين رجلي امرأة فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان واستين مكشوفتين وسمعت حفزانا شديدا قال هل رأيته كالملمول في المكحلة قال لا قال هل تعرف المرأة قال لا ولكن أشبهها قال فتنح وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد وقرأ فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون فقال المغيرة اشفني من الأعبد قال اسكت اسكت الله نأمتك والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجاري.
قلت: وهذه حكاية كذب موضوعة لأمور:
الأول: سيف بن عمر وهو الضبي، قال يحيى ضعيف الحديث فلس خير منه وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث وقال النسائي والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات وقال إنه يضع الحديث، فلعلها من وضعه.
الثاني: الراوي عنه شعيب بن إبراهيم قال في الذهبي في ميزانه: فيه جهالة.
الثامنة:
وأخرج ابن عساكر أيضا في ترجمة المغيرة بن شعبة من تاريخه:
أنبأنا أبو علي بن نبهان وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنا أحمد بن الحسن ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم وابن نبهان
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أحمد بن الحسن قالوا أنا أبو علي بن شاذان أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرىء نا أبو العباس ثعلب قال لما أن قال أبو بكرة أشهد أنه لزان قال عمر اجلده قال له علي إذا فارجم صاحبك لأنك قد اعتددت بشهادته فصارت شهادتين وإنما هي شهادة واحد أعادها.
أقول: وهذا أيضا لا يصح لعلتين:
1 - فمحمد بن الحسن بن مقسم المقريء قال الذهبي: تكلموا فيه، وفي لسان الميزان لابن حجر ما يفيد أنه كان يتلقن ويدخل عليه ما ليس من حديثه.
2 - وأبو العباس ثعلب هو أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي صاحب الفصيح ثقة لكن بينه وبين الصحابة مفاوز تنقطع دونها أعناق الإبل.
تاسعا:
ما رواه البيهقي في سننه الكبير (10/ 152) من حديث عمرو بن محمد عن قيس عن سالم الأفطس عن سعيد بن عاصم قال كان أبو بكرة إذا أتاه الرجل يشهده قال أشهد غيري فإن المسلمين قد فسقوني.
وهذا أيضا لا يصح بل هو ضعيف جدا وذلك أن قيسا الراوي عن سالم الأفطس هو قيس بن الربيع، وقيس ضعيف، ولذلك مرضه البيهقي في سننه حيث قال: إن صح.
وهاك أقوال العلماء في قيس بن الربيع:
قال يحيى ليس بشيء، وقال مرة ضعيف، وقال مرة لا يكتب حديثه، وقال أحمد: كان كثير الخطأ في الحديث وروى أحاديث منكرة، وكان ابن المديني ووكيع يضعفانه، وقال السعدي ساقط، وقال الدارقطني ضعيف الحديث، وقال النسائي متروك الحديث.
وضعفه كذلك ابن حزم في المحلى وقال (9/ 443):
وأما الرواية عن أبي بكرة إن المسلمين فسقوني فمعاذ الله أن يصح، ما سمعنا أن مسلما فسق أبا بكرة ولا امتنع من قبول شهادته على النبي صلى الله عليه وسلم في أحكام الدين وبالله تعالى التوفيق.
عاشرا: روى عبدالرزاق في مصنفه (7/ 311) من حديث الثوري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي قال: لما شهد أبو بكرة .. فذكره.
أقول: وهذا أيضا لا يصح لأن سليمان التيمي وإن كان ثقة زاهد رحمه الله تعالى ورضي عنه إلا أنه ذكر بالتدليس والإرسال وصفه بذلك النسائي وغيره كما في المدلسين لابن حجر.
حادي عشر: ما رواه البلاذري كما في التلخيص الحبير (4/ 64) بإسناد فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/122)
ثاني عشر: ما أخرجه الطحاوي (2/ 286) من حديثه عن علي بن عبد الرحمن قال ثنا عفان بن مسلم وسعيد بن أبي مريم قالا حدثنا السري بن يحيى قال ثنا عبد الكريم بن رشيد عن أبي عثمان النهدي قال ثم جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فشهد على المغيرة بن شعبة فتغير لون عمر ثم جاء آخر فشهد فتغير لون عمر ثم جاء آخر فشهد فتغير لون عمر حتى عرفنا ذلك فيه وأنكر لذلك وجاء آخر يحرك بيديه فقال ما عندك يا سلخ العقاب وصاح أبو عثمان صيحة تشبه بها صيحة عمر حتى كربت أن يغشى علي قال رأيت أمرا قبيحا قال الحمد لله الذي لم يشمت الشيطان بأمة محمد فأمر بأولئك النفر فجلدوا.
كذا رواه علي بن عبد الرحمن وهو صدوق وخالفه فهد بن سليمان المصري وهو ثقة كما في شرح معاني الآثار أيضا (2/ 286) قال ثنا بن أبي مريم قال أنا محمد بن مسلم الطائفي قال ثنا إبراهيم بن ميسرة عن سعيد بن المسيب قال ثم شهد على المغيرة أربعة فنكل زياد بن أبي سفيان فجلد عمر بن الخطاب الثلاثة واستتابهم فتاب الإثنان وأبى أبو بكرة أن يتوب فكان يقبل شهادتهما حين تابا وكان أبو بكرة لا تقبل شهادته لأنه أبى أن يتوب وكان مثل التصوم من العبادة.
فجعله من حديث ابن المسيب عن عمر، وهو الصواب لأمور:
الأول: أن حال علي بن عبد الرحمن لا يؤهله للحمل عن اثنين من كبار المحدثين الثقات مثل عفان وابن أبي مريم ولهما أصحاب ومن يجمع حديثهما كما هو معلوم من ترجمتيهما، والعلماء رحمهم الله تعالى لا يمررون الجمع عن راويين إلا للثقات الحفاظ الكبار، وفهد بن سليمان أوثق منه.
الثاني: أنه قد ذكر ألفاظا في الحديث لم يزكرها غيره كسبه لمن أتاه يشهد.
الثالث: أنه ذكر إسنادا مصريا فردا ولم يتابع عليه بل خولف فيه.
الرابع: أنه أبهم ذكر من شهدوا كلهم وهذه مخالفة بينة.
أقول: وتلك الطرق السالفة الذكر كما رأيت ما هي إلا أسانيد منفردة منكرة شاذة، لا ترفع حكما ولا تضعه، قصاراها إن سلمت من المخالفة والشذوذ والنكارة أن تصلح في الشواهد والمتابعات، أما أن تكون رافعة لعدالة صحابي متيقنة الثبوت والدلالة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية فلا.
الجهة الثانية:
أن تزكية أبي بكرة رضي الله عنه تزكية يقينية الثبوت والدلالة فإنها ثابتة بنص القرآن حيث زكى الله تعالى جميع الصحابة فقال:) رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ (، وثابتة بنص السنة حيث زكى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ووصى بهم وحث على الإقتداء بهم، والحديث الذي فيه أنه جلد وخرج عن حد العدالة اليقينية لو قلنا أنه صحيح لما مشى على قانون أهل الأصول لأنه سيكون آحادا ظني الثبوت لما رأيت في أسانيده، والدلالة للخلف في لفظ أمه هل يعود على إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أم على أبي بكرة نفسه أو الإبهام في من شهدوا عند عمر في حديث أبي عثمان النهدي هذا إن صح -، والظني لا يقضي على القطعي.
الجهة الثالثة:
أن العلماء اعتمدوا مرويات أبي بكرة رضي الله عنه وخرجوها في الصحاح والسنن والمسانيد وهذا يحتمل أمرين:
1 - إما أن جلد أبي بكرة صحيح وثابت عندهم.
2 – وإما أن جلد أبي بكرة لا يثبت كما حققنا وردوها وما اعتمدوها.
وعلى كلا التقديرين فإنهم احتجوا به وبمروياته وخير السبيل سبيلهم وأحسن الطريق طريقهم، فمن رام غير طريقهم فأبعده الله تعالى.
الجهة الرابعة:
أن إجماع الأمة من المحدثين والفقهاء والأصوليين قد قام على الأخذ بما جاء به أبي بكرة رضي الله عنه والإحتجاج بمروياته فمن زعم غير ذلك فقد خالفهم:
يقول الإمام ابن حزم في محلاه (9/ 433): ما سمعنا أن مسلما فسق أبا بكرة ولا امتنع من قبول شهادته على النبي صلى الله عليه وسلم في أحكام الدين وبالله تعالى التوفيق.
الجهة الخامسة:
أن العلماء رحمهم الله تعالى قد عرفوا الصحابي بأنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مسلما مؤمنا به ومات على ذلك وإن تخللته ردة على الصحيح.
والقذف لو افترضنا صحته أقل من الكفر فوجب أن يكون صحابيا كما هو وإذا كان صحابيا فقد تحققت عدالته ولا انفصام بين الأمرين، فمن زعم أن رجلا صح وصفه بالصحبة ثم حكم بانتقاض عدالته فقد خالف إجماع أهل السنة والجماعة.
الجهة السادسة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/123)
أن أبا بكرة رضي الله عنه صحابي فقيه كما وصفه الذهبي رحمه الله تعالى وغيره، وإذا كان كذلك فعلى فرض صحة الخبر فإن عدم رجوعه عن القذف جاء لرؤيته أنه شاهد وليس بقاذف إذ أن القذف لا يصدق وصفا له إلا إذا تم النصاب أربعة فلما لم يتم كان شاهدا ولذلك لم يرجع عن شهادته وهذا رأيه كما قال الذهبي رحمه الله تعالى في السير وفي صريح قول أبي بكرة نفسه في إحدى طرق الحديث والفاسق بالتأويل لا يترك حديثه عند غالب الأئمة.
الجهة السابعة:
أن الطاعن في أبي بكرة رضي الله عنه سيلزمه أيضا الطعن في المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لأن الحديث – إن صح - غايته أن المغيرة ما ضبط متلبسا بجماع الفرج وفقط بل الرابع وهو زياد بن أبيه لما شهد قال: رأيته رجلا بين رجلي امرأة وإستين ونفسا شديدا فلما سئل أرأيته كما يكون الميل في المكحلة؟ فقال: لا.
فغايته أنه نفى عن المغيرة رضي الله عنه زنا الفرج وفقط وما نفى أنه – وحاشاه ألم بالمرأة لهذه الدرجة القبيحة – وهذا يقتضي الطعن في المغيرة أيضا، بل وكان يقتضي أن يؤدبه عمر رضي الله عنه وليس الظن بعمر أنه يترك من يفعل هذا بلا تأديب.
فلو فتحنا الباب للطعن في أبي بكرة والمغيرة وهلم جرا لكان باطل من القول وفساد كبير.
الجهة الثامنة:
أن مذهب أهل السنة والجماعة رضي الله عنهم هو الكف عما شجر بين الصحابة وليس المقصود بهذا الأصل ما حدث بين علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه وفقط بل الكف عما شجر بين جميع الصحابة على اختلاف درجاتهم في الأفضلية وتفاوت نسب ما شجر بينهم.
وهنا – بفرض الصحة - يتهم أبو بكرة رضي الله عنه المغيرة بإثم شديد ويرد المغيرة وتقوم البينة على أبي بكرة فيكون منه الجلد لأبي بكرة رضي الله عنه ثم يصر أبو بكرة رضي الله عنه على رأيه بل ويظل عليه ويحلف كما في بعض طرق الحديث أن لا يكلم زيادا حتى يموت ويوفي بنذره.
فهذا قطعا مما شجر بينهم وكلهم عدول فوجب الكف والسكوت، وإلا فيلزم من رجح كفة علي رضي الله عنه الطعن في معاوية رضي الله عنه ومن كان معه من الصحابة، والعكس بالعكس فيكون من الفساد ما الله به عليم، وإذا كان الكف واجب فيما شجر بين علي ومعاوية وكان بينهم دماء فالكف عن ما حدث بين أبي بكرة والمغيرة – هذا إن صح - أولى.
ومما استدل به الشيخ غفر الله له في الطعن على الحديث:
أن الواقع يكذب الحديث فقد رؤي أن هناك نساءا كثيرة؟ قد تولت الرئاسة العظمي ونجحت في ذلك وأفلح قومها مثل أنديرا غاندي، ومارجريت تاتشر وبلقيس.
وهذا خطا لا يصح الإستدلال به لأمور:
الأول: أن هذا لو صح وسلم للشيخ لكان من النادر الذي لا حكم ولا عموم له، كما تقرر في أصول الإستدلال.
الثاني: ما هي النجاحات أو الفلاح الذي يقصده الشيخ في سيرة أنديرا غاندي وكذا مارجريت تاتشر، وأي نوع من النجاحات يقصد أهي النجاحات الإقتصادية أو العسكرية أو الإجتماعية، وهل الشيخ من أهل الذكر في كل مجال من المجالات المذكورة حتي يؤخذ بقوله، وإذا كان أنديرا غاندي قد أفلحت بقومها فلما قتلها قومها بل أخص الناس بها وهم حراسها، أم لماذا لم ينتخب الناخب الإنجليزي مارجريت تاتشر إذا كانت أفلحت وأفلحتهم، هذا فضلا على أن الرئاسة في عرف الإفرنجة ليس بالمعنى المركزي المعروف بل إن رئيس الوزراء أو رئيس الدولة لا يستطيع أن يبرم أمرا ولا يحل ولا يربط إلا بعد الرجوع لرؤساء الحزب والمستشارين.
الثالث: أما أمر بلقيس فمما لا يصح الإستدلال به لأمور:
أن مجرد الحكاية من الله تعالى لشي من قصص السابقين لا يدل على الإقرار بدليل أن الله تعالى حكى أن الشياطين كانوا مسخرين لسليمان يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل، ومن المعلوم أن هذا ليس إقرارا لعمل التماثيل إلا في شرع سليمان عليه الصلاة والسلام، ولذلك انفصل الناس إلى أن شرع من قبلنا ليس شرعا لنا إلا إذا قرره الشارع وليس ثمة تقرير عندنا.
بل الناظر لقصة بلقيس ليعلم علم اليقين ضعف النساء حينما استعانت بوزرائها ومستشاريها قائلة: ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون فهذا من ضعفها كما استدل الشيخ الوالد المرحوم العالم: ابن العثيمين، نعم لا تدفع عن عقل، وكثير من آحاد النساء قد تكون أحد وأقوى عقلا من كثير من آحاد الرجال وليس معنى هذا أن قول الله تعالى) وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ (قد بطل أو أن حديث " النساء ناقصات عقل ودين " خطأ أو ضعيف، لأن ذاك نادر لا حكم
له.
أما قضية تجويز تولية المرأة القيادات كالقضاء والحسبة وما فيها معنى الولاية، فليس من همتي الرد عليها كما قلت سابقا، وأحيل القاريء إلى مقالة الشيخ العلامة: حامد بن عبد الله العلي والشيخ العلامة: عبد الرحمن عبد الخالق حفظهما الله تعالى وغفر لهما ففيهما الكفاية إن شاء الله تعالى.
اللهم ويسر لهذا البلد الطيب المبارك من الخير والبركة الكثير الوفير، واصرف عنهم عين الحقد والحسد، ووفق ولاة أمورهم لما فيه خيرهم وبرهم، وزدهم خيرا إلى خيرهم وبرا إلى برهم، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه أشرف صلاح علي علي(33/124)
فائدة في مدّة القرن (منقول) ..
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[18 - 06 - 04, 01:32 ص]ـ
من منتدى أنا المسلم للكاتب الكريم/ مشعل العنزي:
http://www.muslm.biz/showthread.php?threadid=111275
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في كتاب (الحقيقة الشرعية - ص 131) للشيخ / محمد بازمول ... ما نصه:
((القرن)): ((شاع عند عامة الناس أن القرن مدة زمنية مقدارها مئة سنة، وكلما جاءت هذه اللفظة في حديث، فسروها بهذا المعنى.
والواقع أن القرن من الاقتران، والمراد به المدة الزمنية التي يقترن فيها أهل زمان ما، وهذا المعنى هو المقصود في الأحاديث التالية، بل وتشير إليه.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة؟ -، ثم إن بعدهم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن) متفق عليه.
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - والله أعلم أذكر الثالث أم لا؟ - قال: ثم يخلف قوم يحبون السمانة، يشهدون قبل أن يستشهدوا) رواه مسلم.
عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته) متفق عليه.
قلت: ومن أجل أن أصل (القرن) من الاقتران، اختلف في تحديده تبعا لتفاوت مدة الاقتران من جيل إلى جيل، فقيل: عشرون سنة، وقيل: ثلاثون، وقيل: سبعون.
قال أبو إسحاق (الزجاج): (القرن: هو مقدار التوسط في أعمار أهل الزمان، فهو في قوم نوح على مقدار أعمارهم، وكذلك في كل وقت، مأخوذ من الاقتران فكأنه المقدار الذي هو أكثر ما يقترن به أهل ذلك الزمان في معايشهم ومقامهم).
أقول: وقريبا من (القرن) ما اصطلح على تسميته بـ (الطبقة)، ولعله - والله أعلم - بسبب ما ذكر أبو إسحاق تفاوت مقدار الطبقة في كتب الطبقات، وإن كان متوسطها عندهم: عشرون سنة. والله أعلم.
فائدة: قال محمد بن المسيب الأرغياني: سمعت الحسن بن عرفة يقول: كتب عني خمسة قرون.
قال الذهبي: (يعني خمس طبقات، فالطبقة الأولى ابن أبي حاتم، والطبقة الثانية ابن أبي الدنيا، والطبقة الثالثة طبقة ابن خزيمة، والطبقة الرابعة طبقة المحاملي، الخامسة الصفّار)).
انتهى من كتاب (الحقيقة الشرعية).
.................................................. .................................................. ................. --------------------------------------------------------------------------------
مزيد فائدة:
ونقلا عن (الموسوعة الفقهية - الكويتية) (الجزء 33 - ص 153)، ما نصه:
((ثالثا: القرن بمعنى الجيل من الناس، ووقت من الزمان:
قال النووي: إن الصحيح الذي عليه الجمهور أن كل مسلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة واحدة فهو من أصحابه، ورواية (خير الناس) على عمومها والمراد منه جملة القرن، ولا يلزم منه تفضيل الصحابي على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ولا أفراد النساء على مريم وآسية وغيرهما، بل المراد جملة القرن بالنسبة إلى كل قرن بجملته.
قال القاضي: واختلفوا في المراد بالقرن هنا:
فقال المغيرة: قرنه أصحابه، والذين يلونهم أبناؤهم، والثالث أبناء أبنائهم.
وقال شهر: قرنه ما بقيت عين رأته، والثاني ما بقيت عين رأت من رآه، ثم كذلك.
وقال غير واحد: القرن كل أهل طبقة مقترنين في وقت.
وقيل: هو لأهل مدة بعث فيها نبي طالت مدته أم قصرت.
وذكر الحربي الخلاف في قدره بالسنين إلى مائة وعشرين، ثم قال: وليس منه شيء واضح، ورأى أن القرن كل أمة هلكت فلم يبقى منها أحد.
وقال الحسن وغيره: القرن عشر سنين.
وقتادة: سبعون.
والنخعي: أربعون.
وزرارة بن أبي أوفى: مائة وعشرون.
وعبدالملك بن عمير: مائة.
وقال ابن الأعرابي: هو الوقت.
قال النووي: والصحيح أن قرنه صلى الله عليه وسلم: الصحابة، والثاني التابعون، والثالث تابعوهم)) انتهى نقلا عن (الموسوعة الفقهية).
ويقول: محمد بن أبي بكر الرازي في كتابه (مختار الصحاح):
((و (القرن) ثمانون سنة، وقيل ثلاثون سنة.
و (القرن) مثلك في السن. تقول هو على قرني أي على سني.
و (القرن) في الناس أهل زمان واحد.
قال الشاعر: إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم ****** وخلقت في قرن فأنت غريب)) انتهى.
والحمد لله رب العالمين.
((والشكر موصول للأخ بدر الكندري صاحب المقال)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/125)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 02:28 ص]ـ
إن قلنا إن القرن هو الجيل من الناس، فهذا يعني أن مدته الزمنية قد تختلف من عصر إلى عصر.
فقرن الصحابة مثلا مائة عام؛ لأن آخر الصحابة موتا مات سنة 110 أو قريبا منها وهو أبو الطفيل، ويؤيد هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا يبقى على ظهر الأرض بعد مائة سنة نفس منفوسة، وآخر التابعين موتا خلف بن خليفة ومات سنة 180، فيكون قرن التابعين نحوا من سبعين سنة، وأما قرن أتباع التابعين فقد ذكر الحافظ ابن حجر أنه انقرض نحوا من سنة 220، فيكون قرنهم نحو خمسين سنة.
وقد يقال أيضا: إن العبرة ليست بآخر شخص موتا من كل قرن، وإنما العبرة بالأكثر، وعلى هذا ينظر في الأسانيد الغالبة فيعرف منها عدد القرون، فمثلا مالك يروي عن نافع عن ابن عمر، فيكون مالك من القرن الثالث ونافع من القرن الثاني، وهكذا.
ومن هنا ذكر الشافعي في بعض كتبه أنهم في القرن الرابع أو الخامس؛ لأن أسانيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم تدور حول هذا العدد من الرواة.
والله تعالى أعلم.(33/126)
ما معنى هذا الحديث و ما درجة صحته [أيما رجل وإمرأة توافقا فعثرة بينهما ثلاثة أيام ..
ـ[محب الالباني]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:12 ص]ـ
ما معنى هذا الحديث و ما درجة صحته:
الحديث الذى يقول "أيما رجل وإمرأة توافقا فعثرة بينهما ثلاثة أيام فإن أحبا أن يتزايدا تزايدا أو يتتاركا تتاركا "
??
وجزاكم الله خير
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:00 ص]ـ
الحديث صحيح:
أخرجه البخاري (9/ 77 - فتح) تعليقاً.
قال ابن حجر: " وصله الطبراني والإسماعيلي وأبونعيم من طرق عن بن أبي ذئب
قوله: (أيما رجل وامرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال) وقع في رواية المستملي (بعشرة) بالموحدة المكسورة بدل الفاء المفتوحة، وبالفاء أصح، وهي رواية الإسماعيلي وغيره، والمعنى أن إطلاق الأجل محمول على التقييد بثلاثة أيام بلياليهن.
قوله: (فإن أحبا) أي: بعد انقضاء الثلاث، (أن يتزايدا) أي: في المدة، يعني تزايدا، ووقع في رواية الإسماعيلي التصريح بذلك، وكذا في قوله أن يتتاركا، أي: يتفارقا تتاركا، وفي رواية أبي نعيم " أن يتناقضا تناقضا "، والمراد به التفارق " انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:02 ص]ـ
الحديث الذى يقول "أيما رجل وإمرأة توافقا فعشرة بينهما ثلاثة أيام فإن أحبا أن يتزايدا تزايدا أو يتتاركا تتاركا "
أخرجه البخاري رحمه الله في الصحيح تعليقا
وقال بن أبي ذئب حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما رجل وامرأة توافقا، فعشرة ما بينهما ثلاث ليال، فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا))
فما أدري أشيء كان لنا خاصة أم للناس عامة
قال أبو عبدالله: وبيَنَّهَ ُعليٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّهُ منسوخٌ. ا. هـ
وقد وصله الطبراني والروياني وغيرهما
وقال ابن حجر رحمه الله في تغليق التعليق:
((وأصل الحديث عند مسلم من طريق أبي العميس عن إياس بن سلمة بغير هذا اللفظ))
وهذا الحكم كان في المدة التي تكون بين الزوجين في نكاح المتعة قبلَ أن يُنْسَخَ ويصبحَ محرَّما.
والله أعلم وأحكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:09 ص]ـ
معذرة أبا المنهال
لم أر ردك إلا بعد أن وضعت المشاركة
ـ[محب الالباني]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:30 ص]ـ
الأخ الكريم/ أبوالمنهال الآبيضى
الأخ الكريم/ خالد بن عمر
بارك الله فيكما .. وجزاكما الله خيرا(33/127)
هل دعاء الخطباء للخلفاء الأربعة الراشدين في خطبة الجمعة بدعة؟
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:12 ص]ـ
ما رأي إخواني في دعاء بعض الخطباء للخلفاء الأ ربعة الراشدين في ختام خطبة الجمعة وقد نص الشاطبي في مقدمة الا عتصام على أن التزام ذلك بدعة ونقل ذلك عن أصبغ رحمهما الله؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:51 ص]ـ
أظن أن كلام الإمام الشاطبي واضح أخي محمد
و هو كما قال لك الشاطبي رضي الله تعالى عنه، فمجرد الدعاء لا شيء فيه، بل قد يسن أو يندب ـ على خلاف في استعمال المصطلحات ـ
و أما جعل ذلك ملتزما و مرتبطا بخطبة الجمعة فهذا يدخلها في نطاق البدعة و لكنها لغيرها لا لنفسها، و على ذلك تكلم الشاطبي رضي الله عنه، بدليل أن العوام جعلوا ذلك ملتزما في آخر الخطبة،،،
و الله تعالى أعلم(33/128)
3 أسئلة في السلام
ـ[عَبْدُ الله]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تحية طيبة وبعد:-
لدي 3 اسئلة حول: السلام ..
الأول: هل يجوز السلام بغير اللفظ العربي؛ ولست أقصد التحية بغير لفظ السلام؟ والتعليل -جزاك الله خيراً-؟؟
الثاني: اذا وصلني كتاب فيه سلام من أحد؟ هل يجب علي رد السلام كتابة، او لفظاً من غير جواب الكتاب؟ ام ذلك مستحب؟
الثالث: دائما ما نسمع في الراديوا او التلفزيون او في غرف الدردشة في الأنترنت او في الرسائل الإلكترونية،،، السلام؟ فهل يتوجب علينا رد هذا السلام أم لا؟ والتعليل -جزاك الله خيراً-؟؟
كتبه: النعيمي
جزاك الله خيراً،،، على إجابة معنى قولك: سنة على الكفاية ...(33/129)
حد الأدب في الفروع ـ و لطيفة ـ
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:57 ص]ـ
يقول الإمام أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي الحنفي ت 786:
(([ثم هو] أي غسله بالماء [أدب] لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يستنجي بالماء مرة و يتركه أخرى، و هذا حد الأدب [و قيل هو سنة في زماننا] لأن أهل الزمان الأول كانوا يبعرون بعرا و أهل زماننا يثلطون ثلطا، هكذا يروى عن الحسن البصري))
العناية شرح البداية 1/ 215 حلبي ـ تصوير الفكر بيروت ـ(33/130)
" كالمسمار في الساج "
ـ[أبو بيان]ــــــــ[18 - 06 - 04, 10:12 ص]ـ
* قال الإمام الدارقطني رحمه الله:
(كان أبو القاسم بن منيع قَلَّما يتكلَّم على الحديث,
فإذا تكلم كان كلامه
كالمسمار في الساج).
طبقات الحنابلة 1/ 184.
وأبو القاسم هو: عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي, توفي سنة (317) , و"منيع" جده لأمه.
قيل لابن أبي حاتم: يدخل أبو القاسم البغوي في الصحيح؟
قال: نعم.
وسأل أبو عبد الرحمن السلمي الدارقطني عن البغوي, فقال:
ثقة, جبل, إمامٌ من الأئمة, ثبت, أقلُّ المشايخ خَطَئَأً.
صَنَّفَ المعجمين: الكبير والصغير.
ينظر: السير 14/ 440(33/131)
من يتحفنا بفوائد من شرح الشيخ عبد العزيز الطريفي على المحرر لابن عبدالهادي
ـ[أبو عمر المطيري]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.،،،،،
من يتحفنا بفوائد من شرح الشيخ عبد العزيز الطريفي _ أثابه الله _.على المحرر لابن عبدالهادي _ رحمه الله _.
وبارك الله فيكم.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[18 - 06 - 04, 11:08 م]ـ
شرح الشيخ سيبدأ غداً السبت 1/ 5
باذن الله
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[19 - 06 - 04, 01:30 ص]ـ
وعلى الهواء مباشر هنا:
http://liveislam.com/series/taqwa.html
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[21 - 06 - 04, 07:07 ص]ـ
قال الاخ عبدالله المزروع:
قال الشيخ عبد العزيز الطريفي – حفظه الله – في شرح كتاب الطهارة من المحرر يوم السبت 1/ 5 / 1425 ما يلي (بالمعنى):
قول بعض أهل العلم: (حديث) صحيح على شريط الشيخين أو شرط البخاري أو مسلم؛ غير صحيح مطلقاً!
وللمحدث أن يقول: (إسناده) على شرط الشيخين أو البخاري أو مسلم،
أو يقول: (رجاله) رجال الشيخين أو البخاري أو مسلم،
وذلك لأن في الحالتين الأخيرتين لا يحكم المحدث إلا على الإسناد؛ لكن في الحالة الأولى فإنه يحكم على الإسناد والمتن؛ وأَنَّى له ذلك!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=11493&highlight=%C7%E1%D8%D1%ED%DD%ED
ـ[أبو عمر المطيري]ــــــــ[21 - 06 - 04, 10:35 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
المزيد المزيد من الفوائد _ كتب الله لكم الأجر والمثوبة _ آمين.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 06 - 04, 08:34 م]ـ
شرح المحرر للشيخ الطريفي 000رابط حفظ ( http://www.liveislam.com/archiv2/jumada-1/taqwa20.rm)
درس آخر 000 رابط حفظ ( http://www.liveislam.com/archiv2/jumada-1/taqwa20a.rm)
ـ[أبو عمر المطيري]ــــــــ[23 - 06 - 04, 12:21 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أخ خليل _ ووفقك الله _.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[22 - 09 - 06, 08:23 م]ـ
للرفع(33/132)
اقوال أئمة السلف في حكم التصفيق للرجال
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[18 - 06 - 04, 04:41 م]ـ
قال في حاشية البجيرمي: ((والتصفيق مكروه كراهة تنزية)). حاشية البجيرمي 4/ 434.
وسئل رضي الله عنه عن قول الزركشي إن التصفيق باليد للرجال للهو حرام لما فيه من التشبه بالنساء هل هو مسلم أم لا، وهل الحرمة مقيدة بما إذا قصد التشبه أو يقال ما اختص به النساء يحرم على الرجال فعله، وإن لم يقصد به التشبه بالنساء.
فأجاب: هو مسلم حيث كان للهو، وإن لم يقصد به التشبه بالنساء.
وسئل عن التصفيق خارج الصلاة لغير حاجة هل هو حرام أم لا؟
فأجاب إن قصد الرجل بذلك التشبه بالنساء حرم، وإلا كره. ا هـ. نهاية المحتاج 2/ 47.
قال ابن حجر: يكره التصفيق خارج الصلاة مطلقا، ولو بضرب بطن على بطن، وبقصد اللعب، ومع بعد إحدى اليدين عن الأخرى. وقال شيخنا الرملي: إنه حرام بقصد اللعب، وكتصفيق فيما ذكر ضرب الصبي على بعضه، أو بنحو قضيب أو ضرب خشب على مثله، حيث حصل به الطرب. حاشية قليوبي 1/ 216.
وقد حرم بعض العلماء التصفيق لقوله عليه السلام: ((إنما التصفيق للنساء)) ((ولعن عليه السلام المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء))، ومن هاب الإله وأدرك شيئا من تعظيمه لم يتصور منه رقص ولا تصفيق، ولا يصدر التصفيق والرقص إلا من غبي جاهل، ولا يصدران من عاقل فاضل، ويدل على جهالة فاعلهما أن الشريعة لم ترد بهما في كتاب ولا سنة، ولم يفعل ذلك أحد الأنبياء ولا معتبر من أتباع الأنبياء، وإنما يفعل ذلك الجهلة السفهاء الذين التبست عليهم الحقائق بالأهواء، وقد قال تعالى: ?وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ? وقد مضى السلف وأفاضل الخلف ولم يلابسوا شيئا من ذلك، ومن فعل ذلك أو اعتقد أنه غرض من أغراض نفسه وليس بقربة إلى ربه، فإن كان ممن يقتدى به ويعتقد أنه ما فعل ذلك إلا لكونه قربة فبئس ما صنع لإيهامه أن هذا من الطاعات، وإنما هو من أقبح الرعونات. قواعد الأحكام 2/ 220 - 221.
قال في التمهيد: وفيه أن التصفيق لا يجوز في الصلاة لمن نابه شيء فيها ولكن يسبح وهذا ما لا خلاف فيه للرجال وأما النساء فإن العلماء اختلفوا في ذلك فذهب مالك وأصحابه إلى أن التسبيح للرجال والنساء جميعا لقوله صلى الله عليه وسلم ((من نابه شيء في صلاته فليسبح)) ولم يخص رجالا من نساء وتأولوا قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إنما التصفيق للنساء)) أي إنما التصفيق من فعل النساء قال ذلك على جهة الذم ثم قال من نابه شيء في صلاته فليسبح وهذا على العموم للرجال والنساء هذه حجة من ذهب هذا المذهب.
وقال آخرون منهم الشافعي والأوزاعي وعبيد الله بن الحسن والحسن بن حي وجماعة من نابه من الرجال شيء في صلاته سبح ومن نابها من النساء شيء في صلاتها صفقت إن شاءت لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرق بين حكم النساء والرجال في ذلك فقال التصفيق للنساء ومن نابه شيء في صلاته يعني منكم أيها الرجال فليسبح واحتج بحديث أبي هريرة التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ففرق بين حكم الرجال والنساء وكذلك رواه جماعة في حديث سهل بن سعد هذا قال الأوزاعي: إذا نادته أمه وهو في الصلاة سبح فإن التسبيح للرجال والتصفيق للنساء سنة. التمهيد لابن عبد البر 21/ 106.
قال في طرح التثريب: (((الحادية عشرة) أخذ منه بعضهم أنه لا يجوز للرجل التصفيق باليدين مطلقا لا في الصلاة ولا في غيرها لكونه جعل التصفيق للنساء لكنه محمول على حالة الصلاة بدليل تقييده بذلك في رواية المصنف ومسلم وغيرهما كما تقدم.
ومقتضى قاعدة من يأخذ بالمطلق وهم الحنابلة والظاهرية عدم جوازه مطلقا ومتى كان في تصفيق الرجل تشبه بالنساء فيدخل في الأحاديث الواردة في ذم المتشبهين من الرجال بالنساء ولكن ذلك إنما يأتي في ضرب بطن إحدى اليدين على بطن الأخرى ولا يأتي في مطلق التصفيق)). طرح التثريب 2/ 250
قال الحافظ شمس الدين بن القيم رحمه الله قوله في الحديث: وليصفق النساء دليل على أن قوله في حديث سهل بن سعد المتفق عليه التصفيق للنساء أنه إذن وإباحة لهن في التصفيق في الصلاة عند نائبة تنوب لا أنه عيب وذم.
قال الشافعي حكم النساء التصفيق وكذا قاله أحمد.
وذهب مالك إلى أن المرأة لا تصفق وأنها تسبح واحتج له الباجي وغيره بقوله صلى الله عليه وسلم من نابه شيء في صلاته فليسبح.
قالوا وهذا عام في الرجال.
قالوا: وقوله التصفيق للنساء هو على طريق الذم والعيب لهن كما يقال كفران العشير من فعل النساء وهذا باطل من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن في نفس الحديث تقسيم التنبيه بين الرجال والنساء وإنما ساقه في معرض التقسيم وبيان اختصاص كل نوع بما يصلح له فالمرأة لما كان صوتها عورة منعت من التسبيح وجعل لها التصفيق والرجل لما خالفها في ذلك شرع له التسبيح.
الثاني: أن في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التسبيح للرجال والتصفيق للنساء فهذا التقسيم والتنويع صريح في أن حكم كل نوع ما خصه به وخرجه مسلم بهذا اللفظ وقال في آخره في الصلاة
الثالث: أنه أمر به في قوله وليصفق النساء ولو كان قوله التصفيق للنساء على جهة الذم والعيب لم يأذن فيه، والله أعلم)). تهذيب السنن6/ 155.
قال في إغاثة اللهفان: ((والمقصود أن المصفقين و الصفارين في يراع أو مزمار ونحوه فيهم شبه من هؤلاء ولو أنه مجرد الشبه الظاهر فلهم قسط من الذم بحسب تشبههم بهم، وإن لم يتشبهوا بهم في جميع مكائهم و تصديتهم.
والله سبحانه لم يشرع التصفيق للرجال وقت الحاجة إليه في الصلاة إذا نابهم أمر بل أمروا بالعدول عنه إلى التسبيح لئلا يتشبهوا بالنساء فكيف إذا فعلوه لا لحاجة وقرنوا به أنواعا من المعاصي قولا وفعلا)). إغاثة اللهفان 1/ 245.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/133)
ـ[بدر الدين احمد]ــــــــ[18 - 06 - 04, 05:43 م]ـ
هل التصفيق فيه تشبه بالكفار
لقوله تعالي (وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية)؟؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 06 - 04, 06:27 م]ـ
هذا رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19477&highlight=%C7%E1%CA%D5%DD%ED%DE(33/134)
صيام عاشورا- سؤال
ـ[المتعلم8]ــــــــ[18 - 06 - 04, 05:41 م]ـ
جلست مع احدهم وتكلمنا وفي بعض الاحيان يتوقف الحديث بيننا، وكان هذا الرجل إذا توقف الحديث يقول ويردد هذا البيت
الا يالله بنظرة من العين الرحيمه -- تداوي كل مابي ما امراض سقيمه
وعند خروجنا من هذا المجلس قال احدهم هذا البيت من الشعر يكرهه الشيخ --------- ولو ان هذا الشيخ قريبا لذهبت اليه وسألته لماذا يكره هذا البيت وهل فيه محضور افيدونا افادكم الله
الآخر في ليلة مطيرة سمعت احد كبار السن يقول
يالله لانحمل خيرك كما لانحمل شرك - فهل فيهذا القول ماينكر عليه [ SIZE=3][FONT=arial]
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 09:01 م]ـ
الأصل في باب الصفات أنها توقيفية ولم يرد في النصوص ذكر العين الرحيمة ,على أني اشعر بلوثة أشعرية في هذا التعبير تشير ‘لى تأويل العين بالرحمة. والله أعلم.(33/135)
سؤال عاجل ومهم للغاية، من يفيدنا جزاه الله خيراً
ـ[أبو عاصم]ــــــــ[18 - 06 - 04, 09:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإخوة الفضلاء عندي استفسار عااااااااجل جدا عن تفسير الشيخ السعدي الموجود كاملاً بصيغة (وورد) على ها الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8892
سؤالي حفظكم الله يتمثل في الآتي:
- ما مصدر هذه النسخة؟
- وما الفرق بينها وبين نسخة اللويحق؟
- وهل هي موثوقة من ناحية الأخطاء الإملائية والعلمية؟
إخواني الأعزاء: الإجابة على هذا السؤال مهم جداً بالنسبة لنا؛ لأنه يتعلق بمشروع علمي سيخرج على هذه النسخة .. وردكم سيقلل من التكاليف العلمية والمالية والزمنية والبرمجية.
آمل الرد عاجلا بارك الله فيك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجمعة: 30/ 4/1425هـ
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 06 - 04, 10:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يأخي قارن بينها بنفسك الله يعينك ما أظنها تآخذ وقت كثر
ـ[أبو عاصم]ــــــــ[22 - 06 - 04, 10:42 م]ـ
جزاك الله خيراً على مرورك ..
ولكن المقابلة تأخذ كثيراً من الوقت والجهد ..
وكنك يا ابو زيد ما غزيت ...
السؤال موجه للشيخ الفقيه .. واضع الرابط .. فلو أفادنا جزاه الله خيراً.
ولمن يعرف الرجاء الإجابة ..(33/136)
هل خرج شيء من متون الكتب الستة صوتيا؟
ـ[الحمد لله]ــــــــ[18 - 06 - 04, 10:20 م]ـ
السلام عليكم إخواني الفضلاء
أرجو المساعدة الكريمة من حضراتكم
هل خرج شيء من متون الكتب الستة صوتيا؟
وهل هو على سي دي أم على كاسيت عادي، وأين أحصل عليه؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 06 - 04, 11:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تم إخراج الكتب الستة بشكل صوتي
وهي ليست عندي
قيل لي إنها جيدة
إن كنت من أهل دمشق تجدها في دار البلخي في الحلبوني
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 02:52 ص]ـ
تم اخراج صحيح البخاري و مسلم في 4 سيدي من انتاج شركة التراث للبرامج الحاسوبية. وهي شركة مميزة لديها برامج جبارة.
و أصل الشركة في الأردن و لها فروع في السعودية و برامجها منتشرة.
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 02:52 ص]ـ
تم اخراج صحيح البخاري و مسلم في 4 سيدي من انتاج شركة التراث للبرامج الحاسوبية. وهي شركة مميزة لديها برامج جبارة.
و أصل الشركة في الأردن و لها فروع في السعودية و برامجها منتشرة.
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[19 - 06 - 04, 08:30 ص]ـ
http://www.turath.com/arabic/product.php?offset=9&id=2
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[19 - 06 - 04, 06:56 م]ـ
طريقة مؤسسة التراث لا أعتقد انها مجدية كثيرًا في طريقة التحفيظ،
خصوصًا في صحيح البخاري؛ فالتكرار في مواضع شتى من الجامع الصحيح
، وهكذا الأمر بالنسبة لصحيح مسلم فلا يدري المستمع أي رواية يحفظ
هذا الأمر يجعل من الحفظ بهذه الصورة مشتت للذهن.
إلا إن كان المستمع يريد حفظ الصحيحين كما هما.
والله أعلم.(33/137)
حول سنن ابن ماجة
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[19 - 06 - 04, 03:20 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد، فهذه نبذة مختصرة عن سنن ابن ماجة رحمه الله، أسأل الله ا، ينفع إخواني وينفعني بها،
سنن ابن ماجة:
وسنن ابن ماجة هي رابع كتب السنن، وأدناها من حيث المرتبة، وقد نبه د/ حسين شواط في حجية السنة، إلى أن المعتمد عند المتقدمين هو أن كتب الأصول خمسة: الصحيحان وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن الترمذي، ثم ألحق بها سنن ابن ماجة لما فيه من الفقه وحسن الترتيب، ولما فيه من الزوائد على الكتب الخمسة الأصول، واستقر الأمر على ذلك في كتب الأطراف والرجال، ومن أبرز من أيد هذا الرأي، أبو الفضل محمد بن طاهر القيسراني في أطراف الكتب الستة وشروط الأئمة الستة، وتبعه ابن عساكر في زوائد السنن الأربعة وشيوخ أصحاب الكتب الستة، والحافظ عبد الغني المقدسي في الكمال في أسماء الرجال، والحافظ المزي، ولكن كثيرا من العلماء، ومنهم رزين بن معاوية وابن الأثير قدموا موطأ مالك على سنن ابن ماجة واعتبروه سادس الأصول لأن أحاديثه المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى درجات الصحة كما سيأتي إن شاء الله، بينما رجح الحافظ ابن حجر والحافظ العلائي ومغلطاي سنن الدارمي على سنن ابن ماجة وذلك لقلة الرجال الضعفاء فيه ولندرة الأحاديث الشاذة والمنكرة فيه، ويقول الشيخ الحميد حفظه الله في محاضراته عن مناهج الأئمة بأن صحيح ابن خزيمة أولى بأن يقدم على سنن ابن ماجة، ولكن العلماء اصطلحوا على جعله سادس كتب الأصول، كما تقدم، واستقر الإصطلاح بعد ذلك، ولا مشاحاة في الإصطلاح. (حجية السنة ص195 بتصرف).
اشتهر القول بأن ما انفرد به ابن ماجة ضعيف، وممن نبه على هذا الأمر الحافظ المزي وابن القيم نقلا عن أبي البركات بن تيمية، ولكن الحافظ قال بأن الأمر ليس على إطلاقه، وذلك من خلال استقرائه للكتاب، وقال: وفي الجملة ففيه أحاديث كثيرة منكرة والله المستعان، ثم يقول الحافظ: لكن حمله على الرجال أولى، وأما حمله على أحاديث فلا يصح كما قدمت ذكره من وجوه الأحاديث الصحيحة والحسان مما انفرد به عن الخمسة اهـ، وقال في تهذيب التهذيب: كتابه، (أي ابن ماجة)، في السنن جامع جيد كثير الأبواب والغرائب وفيه أحاديث ضعيفة جدا، ومما يؤيد كلام الحافظ، أن زياداته على الكتب الخمسة تبلغ 1339 حديثا منها 428 حديثا صحيحا و 613 حديثا ضعيفا و 99 حديثا ما بين واهية الإسناد أو منكرة أو موضوعة، وقد ذكر الدكتور عبد العزيز عزت في رسالته (الإمام ابن ماجة صاحب السنن)، عدة أمثلة لأحاديث تفرد بها ابن ماجة، وهي مع ذلك صحيحة، وذلك في معرض الرد على الحافظ المزي، الذي أطلق الضعف على كل ما تفرد به ابن ماجة، كما تقدم، ومن هذه الأمثلة:
¨ ما رواه ابن ماجة، في باب المنديل بعد الوضوء وبعد الغسل، من طريق العباس بن الوليد وأحمد بن الأزهر قلا حدثنا مروان بن محمد، حدثنا يزيد بن السمط، حدثنا الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فقلب جبة صوف فمسح بها وجهه، وقد علق الحافظ البوصيري على هذا الحديث في زوائد ابن ماجة بقوله: إسناده صحيح ورواته ثقات، وفي نفس الوقت، لم تنقل لنا كتب الصحاح عدا ابن ماجة أي رواية عن يزيد بن السمط، وإنما تفرد بالرواية عنه ابن ماجة.
¨ ما رواه ابن ماجة، في باب وقت صلاة الفجر، من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن نهيك بن بريم الأوزاعي عن مغيث بن سمى قال: صليت مع عبد الله بن الزبير رضي الله عنه الصبح بغلس فلما سلم أقبلت على ابن عمر رضي الله عنهما، فقلت: ما هذه الصلاة؟ قال: هذه صلاتنا كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، فلما طعن عمر رضي الله عنه أسفر بها عثمان رضي الله عنه، ففي سلسلة اسناد هذا الحديث نهيك بن بريم الأوزاعي ولم يرو له أحد من رجال الصحاح إلا الإمام ابن ماجة وقد علق البوصيري على هذا الحديث بقوله: وإسناده صحيح، فهذان حديثان تفرد بهما ابن ماجة، ومع ذلك حكم عليهما البوصيري بالصحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/138)
ومن أبرز الأحاديث الموضوعة في سنن ابن ماجة حديث في فضل قزوين، وممن نبه على هذا الحديث ابن الوزير اليماني، حيث قال في تنقيح الأنظار: وأما سنن ابن ماجة فإنها دون هذين الجامعين والبحث عن أحاديثها لازم وفيها حديث موضوع في الفضائل. اهـ، وعدد الصحيح وإن كان أقل من الضعيف إلا أنه عدد كبير يؤيد أن انفراد ابن ماجة، وإن كان مظنة الضعف، إلا أنه ليس على إطلاقه. وممن علق على أحاديث ابن ماجة الحافظان الذهبي والسيوطي، حيث قال الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة ابن ماجة: قد كان ابن ماجة حافظا ناقدا صادقا واسع العلم، وقد حط من منزلة كتابه ما فيه من المناكير وقليل من الموضوعات، وقال السيوطي: إنه تفرد بإخراج الحديث عن رجال متهمين بالكذب وسرقة الأحاديث، وبعض تلك الأحاديث لا تعرف إلا من جهتهم، فلم يتابعوا عليها.
ومما سبق يخلص لنا أن السبب الرئيسي لإدخال سنن ابن ماجة في الأصول هو دقة ترتيبه وكثرة أبوابه وعدم تكرار الأحاديث فيه، فهو يشبه صحيح مسلم في عدم تكرار أحاديثه. (مصطلح الحديث، طبعة مكتبة العلم ص42 بتصرف، حجية السنة ص195 بتصرف).
مسألة: روايات سنن ابن ماجة:
لسنن ابن ماجة 4 روايات، كما ذكر ذلك الشيخ الحميد حفظه الله، وهي رواية أبي الحسن علي بن إبراهيم بن القطان، وهي أشهر الروايات، ولم يصلنا من روايات سنن ابن ماجة إلا هذه الرواية، ورواية سليمان بن يزيد، ورواية أبي جعفر محمد بن عيسى المطوعي، ورواية أبي بكر حامد الأبهري.
مسألة: ثلاثيات ابن ماجة:
وعددها 5، وكلها من طريق شيخه جبارة بن مغلس، ولولا ضعف شيخه جبارة لارتفعت منزلة سننه بهذه الثلاثيات، ولكنها كلها لا تصح لأنها جاءت من هذه الطريق الضعيفة، وكلها جاءت بإسناد واحد من طريق جبارة بن مغلس عن كثير بن سليم عن أنس رضي الله عنه، ويتفق الدكتور عبد العزيز عزت عبد الجليل في رسالته (الإمام ابن ماجة صاحب السنن) مع الشيخ الحميد حفظه الله عدد هذه الثلاثيات، وفي الحكم عليها بالضعف، ولكنه نسب الضعف فيها إلى شيخ جبارة بن مغلس، كثير بن سليم، ونقل توثيق كثير من أهل العلم لجبارة بن مغلس، من أبرزهم عثمان بن أبي شيبة، وقد استدل الدكتور عبد العزيز لتوثيق جبارة برواية بقي بن مخلد، صاحب المسند، عن جبارة، وهو من شأنه ألا يروي إلا عن ثقة، كما ذكر ذلك الحافظ في ترجمة جبارة في تهذيب التهذيب، ومما يجدر التنبيه عليه في هذا الموضع، علو اسناد ابن ماجة، وهذا ما أكد عليه الدكتور عبد العزيز عزت بقوله: في سنن ابن ماجة رباعيات كثيرة، أي أحاديث سلسلة رواتها أربع طبقات، وهو بذلك يعتبر ذا أفضلية بين الصحاح الستة من هذه الزاوية، فإن روايات الإمام البخاري الثلاثية كثيرة وهذه ميزة انفرد بها، كما سبق بيانه، ورباعيات ابن ماجة كثيرة وهذه ميزة تشبهها.
مسألة: زيادات أبي الحسن بن القطان على سنن ابن ماجة:
وإيراد أبي الحسن لهذه الزيادات يماثل إيراد عبد الله بن أحمد، وأبي بكر القطيعي لزوائدهما على مسند أحمد، وعدد زيادات أبي الحسن 44 زيادة، منها زيادة موقوفة على الشافعي من قوله، في بيان العلة من رش بول الغلام الذي لم يأكل الطعام وغسل بول الجارية، حيث قال بأن الذكر خلق من طين، بينما خلقت الأنثى من لحم ودم، وزيادة لأبي الحسن في تفسير لفظ غريب، وباقي الزيادات وعددها 42، زادها أبو الحسن لأنه تحصل عليها بسند عال.
مسألة: نقل الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ عن ابن ماجة قوله: عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف، وهذا الكلام بلا شك يخالف الواقع، كما تقدم من أقوال العلماء عن الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة في سنن ابن ماجة، وقد رد الحافظ السيوطي في مقدمة زهر الربى على هذا القول بقوله: وأما ما حكاه ابن ماجة عن أبي زرعة _ أنه نظر فيه فقال: لعله لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما فيه ضعف _ فهي حكاية لا تصح لإنقطاع سندها، وإن كانت محفوظة فلعله أراد ما فيه من الأحاديث الساقطة إلى الغاية، أو كان ما رأى من الكتاب إلا جزءا منه فيه هذا القدر، وقد حكم أبوزرعة على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/139)
أحاديث كثيرة منه بكونها باطلة أو ساقطة أو منكرة وذلك محكي في كتاب العلل لإبن أبي حاتم.
مسألة: إعتناء ابن ماجة بتبيين الغرائب في كتابه:
وصنيع ابن ماجة في هذا الموضع يشبه صنيع الترمذي، الذي حكم على أحاديث خرجها في جامعه، بالغرابة والضعف، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
¨ ما رواه ابن ماجة، في باب العفو عن القاتل، من طريق أبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس، وعيسى بن يونس والحسين بن أبي السرى العسقلاني، قالوا: حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال: أتى رجل بقاتل وليه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اعف، … الحديث، فقد علق ابن ماجة، بقوله: هذا حديث الرمليين ليس إلا عندهم، فهو ينبه على تفرد الرمليين بهذا الحديث، وفي هذا إشعار بضعف الحديث ولا شك.
¨ ما رواه ابن ماجة، في باب كل مسكر حرام، من حديث يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن خريج بن أيوب بن هاني عن مسروق عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا: كل مسكر حرام، فقد علق ابن ماجة على هذا الحديث بقوله: هذا حديث المصريين، في إشارة منه لتفرد المصريين بهذا الحديث، بل إنه رواه من طريق علي بن ميمون الرقي عن خالد بن حيان عن سليمان بن عبد الله الزبرقان عن يعلى بن شداد بن أوس عن معاوية رضي الله عنه مرفوعا، وأشار إلى غرابة هذا الطريق أيضا بقوله: هذا حديث الرقيين.
مسألة: رغم نزول سنن ابن ماجة عن بقية الكتب الستة، من حيث درجة الصحة، إلا أنه وجد بالإستقراء، أحاديث في سنن ابن ماجة، في أعلى درجات الصحة، بل إنها تفوق بعض أحاديث صحيح البخاري، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
¨ ما رواه ابن ماجة، في باب ما جاء إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة، من طريق أبي مروان محمد بن عثمان العثماني عن إبراهيم عن سعد عن أبيه عن حفص بن عاصم عن عبد الله ابن مالك بن بحينة رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وقد أقيمت صلاة الصبح وهو يصلي فكلمه بشيء لا أدري ما هو، فلما انصرف أحطنا به نقول: ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قال: قال لي: يوشك أحدكم أن يصلي الفجر أربعا، فهذا الحديث مروي في صحيح البخاري من طريق عبد الرحمن عن بهز بن أسد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حفص بن عاصم قال: سمعت رجلا من الأزد يقال له مالك بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحديث، وإسناد البخاري، كما يقول الدكتور عبد العزيز عزت، فيه خطآن:
الخطأ الأول: أن بحينة، اسم والدة عبد الله وليست والدة مالك.
الخطأ الثاني: أن هذه الرواية عن عبد الله بن مالك رضي الله عنه الصحابي المشهور ومالك ليس والده فإنه لم يتشرف بالإسلام، ولا يعني هذا أن حديث البخاري غير صحيح، ولكنه ليس في أعلى درجات الصحة.
¨ ما رواه البخاري، في باب إحداد المرأة على زوجها، من طريق الحميدي عن سفيان عن أيوب بن موسى عن حميد بن نافع عن زينب بنت أبي سلمة رضي الله عنها قالت: لما جاء نعي أبي سفيان من الشام دعت أم حبيبة رضي الله عنها بصفرة في اليوم الثالث فمسحت عارضيها وذراعيها وقالت: إني كنت عن هذه لغنية لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل لإمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا، فهذه الرواية وإن كانت صحيحة ولكن ما ذكر فيها من أنه لما وصل خبر موت أبي سفيان رضي الله عنه من الشام عند أم المؤمنين حبيبة رضي الله عنها، هذا خطأ، لأن أبا سفيان رضي الله عنه توفي في مكة المكرمة، وليس الشام، سنة 32 أو سنة 33 هـ، ولهذا علق الحافظ على هذا الحديث في الفتح بقوله: ولم أر في شيء من طرق الحديث تقيده بذلك إلا في رواية سفيان بن عيينة هذه وأظنها وهما اهـ، بينما سنن ابن ماجة على عكس ذلك فليس في مروياتها ما هو قابل للإعتراض عليه على نحو ما ورد عند البخاري.
¨ ما رواه البخاري، في باب مناقب عثمان رضي الله عنه، في سلسلة إقامة حد الشرب على الوليد بن عقبة رضي الله عنه: ثم دعا عليا فأمره أن يجلد فجلده ثمانين جلدة، والثابت من الروايات أن الوليد رضي الله عنه جلد أربعين وليس ثمانين، كما ذكر ذلك الحافظ في الفتح، ولم يذكر ابن ماجة في روايته للحديث عدد الجلدات التي جلد بها الوليد رضي الله عنه وبذلك لم ترد على روايته ما ورد على رواية البخاري.
مسألة: نموذج من شدة تحري ابن ماجة:
في باب وقت صلاة المغرب، روى ابن ماجة من طريق عياد بن العوام عن عمر بن ابراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزال أمتي على الفطرة …) الحديث، وكتب بعده يقول: إنني سمعت هذا الحديث من محمد بن يحيى، وكان أهل بغداد في قلق إزاء هذا الحديث، ولهذا ذهبت ومعي محمد بن يحيى عند ابن عياد بن العوام فأخرج لنا أصل النسخة الموجودة عند والده فوجدنا فيها هذا الحديث، وجدير بالذكر أن الأحنف بن قيس لم يثبت له سماع من العباس رضي الله عنه، كما ذكر ذلك البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/140)
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[19 - 06 - 04, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك سؤال عام دائما يأتي في ذهني:
هل غفل الامام ابن ماجة عن هذه الاحاديث الموضوعة والمنكرة , وهذا السؤال ايضا يشمل باقي كتب الأئمة الذين اخرجوا في كتبهم روايات موضوعة ومنكرة؟
ولماذا يخرجون بعض الاحاديث الضعيفة ويعلقون عليها بالضعف , اقصد أن مع علمهم بضعفها فهم يخرجونها؟
وايضا هنا سؤال ارجوا ان تسامحني فيه فهو لا يختص بموضوع هذه الحلقة ولكن إن كان عندكم جواب له فأسعفونا بعلمكم حفظكم الله ألا وهو:
في بعض الروايات التي ترد فيها زيادات شاذة أو حصل فيها وهم , يأتي أحد الأئمة أو من عندهم دراية بالحديث فيقول فلان وهم فيه , فكيف عرفوا أن فلان هذا هو الذي وهم فيه وليس احد غيره؟
وفي ختام تساؤلاتي هذه اسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقك اخي العلم النافع والعلم الصالح وأن يجمعنا وأياك في الفردوس الاعلى والسلام عليكم
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[21 - 06 - 04, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اعتذر بداية عن تأخري في الرد عليك،
بالنسبة للسؤال الأول والثاني، يمكننا أن نعتذر عن الأئمة الذين أخرجوا هذه الروايات الضعيفة، في كتبهم، بأمور عدة، من أبرزها:
عدم معرفة الإمام بضعف الرواية، أو الراوي، ولمزيد من الإيضاح، أضرب لك، أخي رياض، بعض الأمثلة:
o ويحضرني في البداية تعليق الشيخ الألباني رحمه الله، على قول ابن حبان رحمه الله: إذا رأيت المدلس قد بين السماع في رواية أخرى فلا أبالي أن أدخل روايته عن شيخه معنعنة في الصحيح لأني قد وقفت على تصريحه بالتحديث من طريق آخر (وإن لم أذكره في الصحيح)، حيث قال أحد الحاضرين (في مجالس سلسلة الدرر الصوتية الموجودة في موقع طريق الإسلام): ربما كان ابن حبان رحمه الله لا يراه مدلسا فأورد روايته معنعنة ونحن نراه مدلسا فنعترض على هذه العنعنة ويعلق الشيخ الألباني رحمه الله على هذا بقوله بأن بعض الأئمة يسوقون الحديث مع سنده فتبرأ عهدتهم من ذلك الحديث لأن الباحث مطالب بدراسة هذا السند إن شك في صحته. وجدير بالذكر أن ابن حبان رحمه الله أخل بهذا الشرط ولا أدل على ذلك من تعليل الحافظ ابن حجر رحمه الله لبعض أحاديث صحيح ابن حبان رحمه الله بالتدليس، بل إن الإمام قد يخرج رواية في كتابه، على أنها صحيحة، ثم يعلها بعد ذلك، لظهور ما خفي عليه إبتداءا من علتها، كما قال ابن خزيمة رحمه الله، عن حديث أخرجه من طريق موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه: غلطنا في إخراج هذا الحديث، لأنه مرسل، فموسى لم يسمعه من أبي هريرة، أبوه روى عن أبي هريرة، أخبارا سمعها منه.
o توثيق ابن معين رحمه الله لبعض الضعفاء، حيث قال بعض العلماء بأنهم كانوا يلقون ابن معين، بأجود ما عندهم، فيوثقهم ابن معين، لعدم علمه بضعفهم، لأنه ليس بلديا لهم، حتى يكون على علم مفصل بحالهم، ولذا فإن تحسينه لحال محمد بن حميد الرازي، شيخ الطبري، معارض بإتهام الرازيين له بالكذب، لأنهم أعلم بحاله.
ويقال هذا في كل ضعيف وثقه، أحد الأئمة، فقد يخفى عليه جرحه، ويظهر له ما يوجب توثيقه، رغم أنه غير ثقة.
وقد يكون سبب ذلك، أن الإمام يورد الحديث، لا للإحتجاج به، بل لبيان علته، فيخرج بذلك من عهدته، كما وقع لإبن خزيمة رحمه الله، في مواضع كثيرة من صحيحه، ومن ذلك قوله في حديث خرجه من طريق معمر بن محمد بن عبيد الله: أنا أبر من عهدة هذا الإسناد، بل إنه قد يخرج أحاديث يحتج بها المخالف ليعلها، كما وقع في باب: ذكر أن الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم، وكذا وقع للنسائي رحمه الله، حيث نبه إلى علل بعض أحاديثه بطرق يفهمها أهل الصنعة، كأن يقول مثلا: ذكر إختلاف الناقلين لهذا الخبر عن فلان، فخرج بذلك من عهدة هذه الرواية ن بل إنه توسع في شرح علل أحاديثه في السنن الكبرى، حتى عده العلماء من كتب العلل، والكلام على مسند البزار رحمه الله، كالكلام على الكبرى للنسائي، حيث توسع البزار في شرح علل أحاديثه في المسند، ووقع ذلك للترمذي في بعض المواضع في جامعه، فنجده يقول، مثلا، يعلق على بعض أحاديث مسنده، بقوله: إسناده ليس بذاك القائم، أو: حديث حسن وإسناده ليس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/141)
بالمتصل، بل وقع هذا في صحيح البخاري، ولكنه بطبيعة الحال، لم يقع في الأصول، وإنما وقع في بعض المعلقات، ومن أبرز الأمثلة على ذلك حديث النهي عن التطوع في نفس المكان الذي صليت (بضم الصاد) فيه الفريضة، حيث قال: ويذكر عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتطوع المصلي في المكان الذي صلى فيه، ثم عقبه بقوله: (ولا يصح)، ففي كل الأمثلة السابقة، خرج المصنف من عهدة الرواية الضعيفة.
وقد يكون ذلك، راجعا لأصل إشتراط المصنف، فشرط المصنف لين، كما وقع لإبن حبان وابن خزيمة، وإن كان ابن حبان رحمه الله أكثر تساهلا، كما هو معلوم، وفي هذه الحالة، لا يمكننا الإستدراك على المصنف، لأنه لم يخالف شرطه، وإن كان لينا، بل إن المصنف قد يخف شرطه في مواضع دون مواضع في كتابه، كما وقع لمسلم رحمه الله، في مقدمة صحيحه، حيث خرج روايات من طرق، لايمكن أن يتحقق فيها شرطه بأي حال من الأحوال، كرواية ميمون بن أبي شبيب عن عائشة رضي الله عنها، حيث اختلف في سماعه منها، بل جزم أبوداود رحمه الله بعدم سماعه منها، وكما وقع للبخاري رحمه الله في المعلقات الموقوفة في صحيحه، حيث خف فيها شرطه كما نبه إلى ذلك الشيخ سعد الحميد حفظه الله، والله أعلم.
وأما بالنسبة للسؤال الثالث، فلا يخفى عليك، أخي رياض، الخلاف بين المتقدمين والمتأخرين في الحكم على الأحاديث، فالمتقدمون اهتموا بجمع روايات الحديث وسبرها، قبل الحكم عليه، كما يظهر ذلك جليا من أقوالهم، كقول علي بن المديني –رحمه الله-: ((الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبيَّن خطؤه))، وقول عبدالله بن المبارك: ((إذا أردت أن يصح لك الحديث فاضرب بعضه ببعض))، وقول ابن معين: ((لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه))، وقوله لإسماعيل بن علية رحمه الله، لما سأله، كيف عرف إستقامة أحاديثه، فقال له: عارضنا بها أحاديث الناس، وقول أحمد بن حنبل: ((الحديث إذا لم تجمع طرقه لم تفهمه، والحديث يفسر بعضه بعضاً))، بينما اقتصر المتأخرون على دراسة ظاهر الإسناد فقط، دون جمع طرقه، ويظهر هذا جليا في صنيع أئمة متأخرين بارزين، كابن حزم رحمه الله.
وقد وصل تدقيق المتقدمين في جمع الروايات وسبرها، إلى حد تحديد عدد الأحاديث التي سمعها راو ما من شيخه، فيقولون مثلا: فلان لم يسمع من فلان إلا حديثا واحدا، بل وحددوا عدد الأحاديث التي وهم فيها الثقة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، الحكم على مراسيل إبراهيم النخعي رحمه الله، بالصحة، إلا مرسلين فقط، وهذا حكم كما هو واضح، لا يمكن لأي متأخر إطلاقه على أحاديث راو ما، لقصور المتأخرين عن جمع كل طرق الحديث، وهذا ابن حبان رحمه الله، يحدد معالم منهج المتقدمين، في دراسته لأحاديث بقية بن الوليد رحمه الله، حيث دخل حمص، وجمع أحاديث بقية وسبرها، فتبين له من أين أتي الرجل، وكيف أنه كان يروي المناكير عن الثقات، فأنى لمتأخر أن يفعل هذا، وقد بين لنا الشيخ بركات حفظه الله، أحد المحاضرين في معهد علوم القرآن والحديث في القاهرة، على أن طريقة المتقدمين، تعتمد على 3 أسس:
أولا: هل رأى الراوي شيخه أم لا؟
ثانيا: إن ثبتت المقابلة، هل سمع منه أم لا، فربما رآه ولم يسمع منه شيئا، كما قال العلائي رحمه الله في جامع التحصيل في رواية عطاء عن ابن عمر رضي الله عنه، حيث أثبت الرؤية ونفى السماع.
ثالثا: هل سمع الراوي من شيخه، هذه الرواية بالذات، أم لا، وهذا ما نجده كثيرا في كلام المتقدمين، حيث يقولون، على سبيل المثال: فلان لم يسمع من فلان حديث كذا وكذا، كما يقول البخاري رحمه الله هذا كثيرا في التاريخ الكبير، وهذا يؤكد ما سبق من عجز المتأخرين عن تطبيق هذا المنهج الدقيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/142)
ومن هنا وضع المتقدمون أصولا في إعلال الروايات، فنجدهم على سبيل المثال، يقولون: (الإعلال بالأعلى أولى وليس أقوى) ومثال ذلك، إذا اجتمع في سند واحد انقطاع بين وكذاب (كحديث يرويه كذاب عن الحسن البصري رحمه الله عن أبي بكر رضي الله عنه) فإعلال هذا الحديث بعدم سماع الحسن رحمه الله من أبي بكر رضي الله عنه أولى من إعلاله بالكذاب الذي روى عنه، لأن هذا الكذاب قد يتابع عليه فيخرج من العهدة، بينما الإنقطاع بين الحسن رحمه الله وأبي بكر رضي الله عنه ثابت لا يمكن نفيه بأي حال من الأحوال، كما ذكر ذلك الشيخ الحويني حفظه الله في شرحه للموقظة، ونجدهم، كما ذكر ذلك الشيخ المعلمي رحمه الله (على ما أعتقد): يلتمسون للحديث الذي ظاهر سنده صحيح ومتنه منكر، علة قادحة مطلقا حيث وقعت، فإن لم يجدوا فإنهم يعلون الحديث بعلة غير قادحة مطلقا حيث وقعت، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
حديث أحمد بن الأزهر النيسابوري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: (أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبي حبيبك وحبيبي حبيب الله وبغيضي بغيضك وبغيضي بغيض الله)، فهذا سند في أعلى درجات الصحة، ولكن علامات النكارة الشديدة واضحة جدا في المتن، حتى قال الذهبي رحمه الله: هذا باطل ما يبعد أن يكون موضوعا وإلا فلم لم يحدث به عبد الرزاق رحمه الله أحمد وابن معين والخلق الذين ساروا إليه وأسر به لأحمد بن الأزهر رحمه الله، فهذا يدل على أن عبد الرزاق رحمه الله كان يرى نكارة هذا الحديث ولذا لم يحدث به بقية الجماعة، وهنا يلزم تحديد مصدر هذه النكارة رغم استبعادها بادي الرأي من كل رجال السند فهو على شرط الشيخين، وبالنظر إلى رجال السند، نجد أن العهدة ليست على معمر أو الزهري أو عبيد الله رحمهم الله، فبقي عبد الرزاق وأحمد بن الأزهر رحمهما الله، وخرج أحمد بمتابعة جعفر بن محمد رحمه الله له على عبد الرزاق فبقي عبد الرزاق رحمه الله وهو أولى رجال هذا السند بحمل عهدة هذه النكارة ويؤيد هذا أن عبد الرزاق رحمه الله قد عمي في آخر حياته فكان يلقن فيتلقن ولعل هذا مما لقنه، ويؤيده أيضا كلام الذهبي رحمه الله السابق، أضف إلى ذلك، ما عرف من تشيع عبد الرزاق رحمه الله، وهذا الحديث في فضائل علي رضي الله عنه.
ونراهم يضعفون الراوي في روايته عن أهل بلد، ويوثقونه في أهل بلد آخرين، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، إسماعيل بن عياش رحمه الله، فهو ثقة في الشاميين، ضعيف في الحجازيين، وكذا إتفاق أصحاب مالك رحمه الله، على تضعيف رواية الشاميين كالوليد بن مسلم، ومحمد بن مروان الطاطري، عن مالك رحمه الله، وتقوية رواية المدنيين والمصريين عنه، كما نص على ذلك شيخ الإسلام رحمه الله في رسالة التوسل، ومما يحضرني أيضا في هذا الشأن، وصف أبي داود رحمه الله لرواية الوليد بن مسلم عن مالك بأنها باطلة، ولا يعلم هذا إلا من خلال سبر المرويات، الذي تميز به منهج المتقدمين.
ونراهم يضعفون رواية أهل بلد عن راو معين، كرواية الشاميين عن زهير بن محمد رحمه الله.
ونراهم يضعفون رواية راو في بلد معين، كما تكلم في رواية معمر في البصرة، ورواية هشام بن عروة في العراق.
ونراهم يحددون بدقة متناهية، تواريخ ميلاد ووفاة واختلاط وتغير الرواة، وتواريخ دخولهم بلاد من يروون عنهم، وما إلى ذلك، مما يستعان به على معرفة إتصال وانقطاع الروايات، ويمكنك أخي رياض الإستزادة من هذه الأصول، من خلال مطالعة شرح علل الترمذي للحافظ ابن رجب رحمه الله.
وهذه الأصول التي وضعها المتقدمون، كما ترى، في غاية الدقة، بحيث أنها تمكن الناقد المؤهل، من الحكم بوهم راو في مروية بعينها، وهذا بطبيعة الحال مباين لمنهج المتأخرين الذين اعتمدوا بالدرجة الأولى على أقوال أئمة الجرح والتعديل، في رجال السند، فإذا كان رجال السند ثقات فالحديث صحيح، وإن نزلوا لمرتبة صدوق، فالحديث حسن، وإن كانوا ضعفاء فالحديث ضعيف، دون النظر إلى الشذوذ والعلة، فربما أخطأ الثقة، مع جودة حفظه، في حديث ما، كما وقع ذلك لكبار الحفاظ كشعبة رحمه الله، وربما أصاب الضعيف، مع سوء حفظه، في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/143)
حديث ما، فلا يمكن تعميم الأحكام بناءا عل أقوال أئمة الجرح والتعديل، كما فعل المتأخرون، دون النظر إلى القرائن المحتفة بالرواية.
بل وتعدى ذلك إلى منهج المتقدمين في تعديل الرواة، حيث اعتمدوا أيضا على سبر روايات الراوي، قبل الحكم على حاله، ويظهر هذا جليا في صنيع ابن عدي رحمه الله، في كتابه الكامل، حيث اعتنى بجمع أحاديث الراوي قبل الحكم عليه، فنجده، على سبيل المثال، يقول: لا أعلم لفلان حديثا منكرا، بل إن ابن عدي رحمه الله، مع اتباعه لمنهج المتقدمين في هذه المسألة، إلا أنه لا يعتبر نفسه واحدا منهم، حيث نجده يقول في بعض الرواة: (لم أر للمتقدمين فيه كلاما)، وربما كان هذا لتأخر وفاته رحمه الله إلى سنة 367 هـ، والله أعلم.
وبناءا عليه، فإنه لا يمكن لمتأخر أن يحكم بتضعيف رواية أجمع المتقدمون على صحتها، أو بتضعيف راو أجمع المتقدمون على توثيقه، والعكس، حتى أن الحافظ رحمه الله في ترجمة (جعفر بن مسافر) توقف في الحكم عليه بالتدليس رغم أنه وقف على رواية معنعنة له وأخرى صرح فيها بالسماع مع ذكر الواسطة الضعيف لأن المتقدمين لم يذكروا تدليسه.
وللشيخ المعلمي رحمه الله كلام نفيس في هذه المسألة، حيث قال:: (لنا أن نقول إذا قال إمام من الأئمة كالبزار وأبو نعيم والطبراني: (تفرد بالرواية عنه فلان) أن نقول: (فلان لم يتفرد عنه وإنما روى عنه آخر، أما الحكم بالعدالة أو نفيها فهو غير ممكن لنا إذا لم نجد للمتقدمين في كلاما (بتصرف).
ويظهر الفارق بين المتأخرين والمتقدمين، في مسألة أخرى في غاية الأهمية، وهي مسألة تقوية الأخبار، فنرى المتقدمين، يشترطون شروطا في الرواية التي يراد تقويتها، وشروطا في الطرق المقوية، كما يظهر ذلك من تعريف الترمذي رحمه الله، للحديث الحسن، حيث اشترط رحمه الله، ألا يكون في إسناده متهم بالكذب وألا يكون شاذا، وهذه شروط تتعلق بالرواية، وأن يرد من غير وجه، مع سلامة هذه الأوجه من الشذوذ، وهذا شرط يتعلق بالطرق المقوية، ويظهر أيضا من شروط تقوية المرسل عند الشافعي رحمه الله، فهو لم يقو المرسل بمجرد انضمام روايات، بل شرط شرائط فيه، لكي يكون معروف المخرج، قبل أن يتقوى بتعدد الطرق، فاشترط أن يكون من رواية تابعي كبير، لأن الساقط في هذه الحالة يغلب على الظن أنه صحابي، لأن غالب شيوخ التابعي الكبير صحابة، واشترط صحة الإسناد إلى المرسل، واشترط أن يكون المرسل ثقة، مأمون السقط، إن سمى فلا يسمي إلا ثقة، فهو غير معروف بالرواية عن الضعفاء، وهذه كلها شرائط تتعلق بالرواية المرسلة، كما هو واضح، ومن ثم لا بد من تقويته بـ، رواية مسندة صالحة للإحتجاج أو الإعتبار على أقل تقدير، أو رواية مرسلة أخرى، بشرط عدم إتحاد المخرج، أو قول لصحابي، أو إجماع لأهل العلم، وهذه، كما ترى أخي رياض، شروط في غاية الإتقان، بينما تساهل المتأخرون في هذه المسألة، حتى توسع السيوطي رحمه الله (على ما أظن)، كما ذكر الشيخ عبد الله السعد حفظه الله، في شرح الموقظة، وقوى الحديث، بورود متابعات له، بألفاظ قليلة منه، فيأتي للفظ من الحديث، ويأتي بشاهد له من حديث آخر، ثم يأتي بشاهد للفظ آخر من حديث ثان، وهكذا لكل ألفاظ الحديث، وهذا تساهل واضح.
ولعل هذه النقاط الموجزة، توضح لك أخي رياض، مقدرة المتقدمين على الحكم على طرق الأحاديث ورواتها خلاف المتأخرين،
وأدعوك إلى سؤال شيخنا عبد الرحمن الفقيه حفظه الله، عن هذه المسألة، فعنده، المزيد النافع، إن شاء الله.
وجزاك الله خيرا على عذوبة ألفاظك، وحسن دعائك لي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(33/144)
ترجمة بعض الرجال
ـ[أبو يونس]ــــــــ[19 - 06 - 04, 06:41 ص]ـ
السلام عليكم
لرد شبهة ارجو المساعدة.
من ياتينا بترجمة هؤلاء الرواة او يدلنا على موقع اجد فيه ترجمتهم بارك الله فيكم.
محمد بن ناصر الحافظ
المبارك بن عبد الجبار
إبراهيم بن عمر البرمكي
أبو الحسين بن عبد الله بن إبراهيم الزينبي
محمد بن خلف بن المرزبان
أحمد بن زهير
علي بن البربري وأبيه
الضحاك بن يربوع وأبيه
أبو مخنف
أبو زهير العبسي
قرة بن قيس التميمي
طلق بن السمح
جزاكم الله خيرا(33/145)
مسألة أفيدوني فيها.
ـ[أحمدالفايدي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 07:38 ص]ـ
من كان مسافراً وصلى الظهر في البلد التي سافر إليها وهو يعلم بمشيئة الله أنه سيعود قبل العصر إلى بلده، فهل له أن يجمع العصر مع الظهر جمع تقديم؟ ولو وصل قبل العصر إلى بلده؟
من عنده علم بهذه المسألة، أو اطّلع عليها أو يعلم أن أحداً تكلم فيها فليفدني.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 08:54 م]ـ
نعم له أن يجمع إذ العبرة بحاله وقت الجمع , وإن كان الأولى عدم الجمع إلا مع المشقة.(33/146)
هل السيد من أسماء الله؟
ـ[عبدالرحمن العبسي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 07:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ............................ أما بعد.
هل السيد من أسماء الله؟ و هل يوجد تعارض بين حديثي البخاري ومسلم فحديث البخاري فيه ((وليقل سيدي ومولاي)) وفي حديث مسلم ((لايقل أحدكم سيدي ومولاي))؟ وهل حديث مسلم هذا ضعيف أم صحيح؟ ولماذا؟
ـ[عبدالرحمن العبسي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 08:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ................ أما بعد.
قال ابن حجر رحمه الله في شرح حديث البخاري ((لايقل أحدكم أطعم ربك وضئ ربك اسق ربك، وليقل سيدي ومولاي .... )) قوله: (وليقل سيدي مولاي)
فيه جواز إطلاق العبد على مالكه سيدي , قال القرطبي وغيره: إنما فرق بين الرب والسيد لأن الرب من أسماء الله تعالى اتفاقا , واختلف في السيد , ولم يرد في القرآن أنه من أسماء الله تعالى. فإن قلنا إنه ليس من أسماء الله تعالى فالفرق واضح إذ لا التباس وإن قلنا إنه من أسمائه فليس في الشهرة والاستعمال كلفظ الرب فيحصل الفرق بذلك أيضا , وقد روى أبو داود والنسائي وأحمد والمصنف في " الأدب المفرد " من حديث عبد الله بن الشخير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السيد الله " وقال الخطابي: إنما أطلقه لأن مرجع السيادة إلى معنى الرياسة على من تحت يده والسياسة له وحسن التدبير لأمره , ولذلك سمي الزوج سيدا , قال: وأما المولى فكثير التصرف في الوجوه المختلفة من ولي وناصر وغير ذلك , ولكن لا يقال السيد ولا المولى على الإطلاق من غير إضافة إلا في صفة الله تعالى انتهى. وفي الحديث جواز إطلاق مولاي أيضا , وأما ما أخرجه مسلم والنسائي من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة في هذا الحديث نحوه وزاد " ولا يقل أحدكم مولاي فإن مولاكم الله , ولكن ليقل سيدي " فقد بين مسلم الاختلاف في ذلك على الأعمش وأن منهم من ذكر هذه الزيادة ومنهم من حذفها , وقال عياض: حذفها أصح. وقال القرطبي: المشهور حذفها قال: وإنما صرنا إلى الترجيح للتعارض مع تعذر الجمع وعدم العلم بالتاريخ انتهى. ومقتضى ظاهر هذه الزيادة أن إطلاق السيد أسهل من إطلاق المولى , وهو خلاف المتعارف , فإن المولى يطلق على أوجه متعددة منها الأسفل والأعلى , والسيد لا يطلق إلا على الأعلى , فكان إطلاق المولى أسهل وأقرب إلى عدم الكراهة والله أعلم. وقد رواه محمد بن سيرين عن أبي هريرة فلم يتعرض للفظ المولى إثباتا ولا نفيا , أخرجه أبو داود والنسائي والمصنف في " الأدب المفرد " بلفظ " لا يقولن أحدكم عبدي ولا أمتي ولا يقل المملوك ربي وربتي , ولكن ليقل المالك فتاي وفتاتي والمملوك سيدي وسيدتي , فإنكم المملوكون والرب الله تعالى " ويحتمل أن يكون المراد النهي عن الإطلاق كما تقدم من كلام الخطابي , ويؤيد كلامه حديث ابن الشخير المذكور والله أعلم , وعن مالك تخصيص الكراهة بالنداء فيكره أن يقول يا سيدي ولا يكره في غير النداء.
وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح الحديث
وقوله " سيدي ". السيادة في الأصل علو المنزلة، لأنها من السؤدد والشرف والجاه وما أشبه ذلك.
والسيد يطلق على معان، منها: المالك، الزوج، والشريف المطاع.
وسيدي هنا مضافة إلى ياء المتكلم وليست على وجه الإطلاق فالسيد على وجه الإطلاق لا يقال إلا اله عز وجل قال r : " السيد الله " (1).
وأما السيد مضافة، فإنها تكون لغير الله، قال تعالى:) وألفيا سيدها لدي الباب ([يوسف: 25]، وقال r : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " (2)، والفقهاء يقولون: إذا قال السيد لعبده، أي: سيد العبد لعبده.
تنبيه:
اشتهر عند بعض الناس إطلاق السيدة على المرأة، فيقولون مثلاً: هذا خاص بالرجال، وهذا خاص بالسيدات، وهذا قلب للحقائق، لأن السادة هم الرجال، قال تعالى:) وألفيا سيدها لدي الباب (، وقال:) الرجال قوامون على النساء ([الأنعام: 62]، وقال r : " إن النساء عوان عندكم " (3)، أي: بمنزلة الإسير: وقال في الرجل: " راع في أهله ومسؤول عن رعيته " (4)، فالصواب أن يقال للواحدة أمراة وللجماعة منهن نساء.
قوله: " ومولاي ". أي: وليقل مولاي، والولاية تنقسم إلى قسمين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/147)
القسم الأول: ولاية مطلقة، وهذه لله عز وجل لا تصلح لغيره، كالسيادة المطلقة.
وولاية الله نوعان:
النوع الأول: عامة، وهي الشاملة لكل أحد، قال الله تعالى:) ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون ([الأنعام: 62]، فجعل له ولاية على هؤلاء المفترين، وهذه ولاية عامة.
النوع الثاني: خاصة بالمؤمنين، قال تعالى:) ذلك بأن الله مولي الذين آمنوا وأن الكافرون لا مولي لهم ([محمد: 11]، وهذه ولاية خاصة، ومقتضي السياق أن يقال: وليس مولي الكافرين، لكن قال:) لا مولي لهم (، أي: لا هو مولي للكافرين ولا أولياؤهم الذين يتخذونهم آلهة من دون الله موالي لهم لأنهم يوم القيامة يتبرءون منهم.
القسم الثاني: ولاية مقيدة مضافة، فهذه تكون لغير الله، ولها في اللغة معان كثيرة، منها الناصر، والمتولي للأمور، والسيد، والعتيق.
قال تعالى:) وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ([التحريم: 4] وقال r فيما يروي عنه: " من كنت مولاه، فعلي مولاه " r (5)، وقال r : " إنما الولاء لمن أعتق " (6).
ويقال للسلطان ولي الإمر، وللعتيق مولي فلان لمن أعتقه، وعليه يعرف أنه لا وجه لاستنكار بعض الناس لمن خاطب ملكاً بقوله: مولاي، لأن المراد بمولاي أي متولي أمري، ولا شك أن رئيس الدولة يتولي أمورها، كما قال تعالى:) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ([النساء: 59].
وقال الشيخ آل الشيخ في فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد
بسم الله الرحمن الرحيم
وأما تسمية العبد بالسيد فاختلف العلماء في ذلك.
قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد: اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر. فمنعه قوم، ونقل عن مالك، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: يا سيدنا قال: السيد الله تبارك وتعالى وجوزه قوم، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: قوموا إلى سيدكم وهذا أصح من الحديث الأول. قال هؤلاء: السيد أحد ما يضاف إليه، فلا يقال للتميمي سيد كندة، ولا يقال الملك سيد البشر. قال: وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم، وفي هذا نظر، فإن السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو في منزلة المالك، والمولى والرب. لا بمعنى الذي يطلق على المخلوق. انتهى.
قلت: فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في معنى قول الله تعالى: ' 6: 164 ' قل أغير الله أبغي ربا أي إلهاً وسيداً وقال في قول الله تعالى: الله الصمد أنه السيد الذي كمل في جميع أنواع السؤدد: وقال أبو وائل: هو السيد الذي انتهى سؤدده. وأما استدلالهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار قوموا إلى سيدكم فالظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يواجه سعداً به، فيكون في هذا المقام تفضيل والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.(33/148)
هل من بحث في منهج البخاري في تاريخه الكبير؟
ـ[عبدالله العدناني]ــــــــ[19 - 06 - 04, 01:17 م]ـ
هل من بحث في منهج البخاري في تاريخه الكبير؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 06 - 04, 01:53 م]ـ
لعل في هذا الرابط مايفيدك حول الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14167
ـ[عبدالله العدناني]ــــــــ[20 - 06 - 04, 03:11 م]ـ
أحسن الله عملي وعملك ...(33/149)
هل وردت أحاديث في فضل قرأة هذه السور؟
ـ[أبو عبد الله (ل]ــــــــ[19 - 06 - 04, 02:48 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني أود منكم إفادتي بالإجابة عن هذا السؤال:
هل وردت أحاديث عن فضل قرأة هذه السور: (يس، السجدة، الدخان، الواقعة، الملك) ومادرجة هذه الأحاديث.
أفيدونا بالتفصيل أثابكم الله.
وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وأصحابه ومن أحبهم وسار على هديهم إلى يوم الدين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو عبد الله البرقاوي (من بلاد ليبيا 0000000)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 06 - 04, 03:20 ص]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
فالجواب عما ورد فى فضائل السور المذكورة: يس، والواقعة، والدخان إجمالاً، ما ذكره الحافظ الجهبذ شمس الدين بن القيم ـ عليه سحائب الرحمة وشآبيب الغفران ـ فى كتابه البديع المثال ((المنار المنيف))، فى فصل: جوامع وضوابط لمعرفة الأحاديث الموضوعة.
فقد قال فى ثنايا هذا الفصل الجامع: ((ومنها ـ يعنى الموضوعات ـ أحاديث فضائل السور ـ يعنى إلا ما استثناه بعد ـ، وثواب ((من قرأ سورة كذا فله أجر كذا))، من أول القرآن إلى آخره، كما ذكر ذلك الثعلبي والواحدي في أول كل سورة، والزمخشري في آخرها. قال عبد الله بن المبارك: أظن الزنادقة وضعوها. والذي صحَّ في أحاديث السور:
حديث ((فاتحة الكتاب)) ـ يعنى ((هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ)) ـ.
وحديث ((مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلا فِي الإِنْجِيلِ وَلا فِي الزَّبُورِ وَلا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا)).
وحديث ((الْبَقَرَةُ وَآلَ عِمْرَانَ هُمَا الزَّهْرَاوَانِ)).
وحديث ((آيَةُ الْكُرْسِيِّ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ)).
وحديث ((الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)).
وحديث ((آيَتَانِ مِنْ سُورَةَ الْبَقَرَةِ لا يُقْرَأَانِ فِي دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ)).
وحديث ((مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ)).
وحديث ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ))، ولم يصح في فضائل سورة ما صحَّ فيها.
وحديث ((أُنْزِلَ عَلَيَّ آيَاتٌ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ الْمُعَوِّذَتَيْنِ)).
وحديث أنهما ((أَفْضَلُ مَا تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ)).
ويلي هذه الأحاديث، وهو دونها في الصحة:
حديث ((إِذَا زُلْزِلَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ)).
وحديث ((قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآنِ)).
وحديث ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ هِيَ الْمُنْجِيَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ)).
ثم سائر الأحاديث بعد، كقوله ((من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا))، فموضوعة على رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد اعترف بوضعها واضعها، وقال: قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيره، وقال بعض جهلاء الوضاعين في هذا النوع: نحن نكذب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نكذب عليه. ولم يعلم هذا الجاهل أنه من قال عليه ما لم يقل فقد كذب عليه، واستحق الوعيد الشديد)) اهـ.
وقوله ((واعترف بوضعها واضعها)) يعنى: نوح بن أبي مريم المروزي أبو عصمة القرشي قاضي مرو، ويعرف بنوح الجامع، وإنما سمي الجامع لأنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن أبي ليلى، والحديث عن حجاج بن أرطأة وطبقته، والمغازي عن ابن إسحاق، والتفسير عن الضحاك ومقاتل، وكان مع ذلك كله يكذب ويضع الحديث. قال أبو حاتم بن حبان: كان يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال أيضاً: نوح الجامع جمع كل شيء إلا الصدق. وذكر الحاكم أبو عبد الله أنه الذى وضع حديث فضائل القرآن ((من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا)).
... *** ... ***
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/150)
وإنما استثنيت السجدة، وتبارك الذى بيده الملك لصحَّة ما ورد من بعض فضائلهما.
فأما الم تنزيل السجدة، فقد صحَّ فى فضل قراءتها فجر الجمعة:
قال أبو عبد الله البخارى فى ((كتاب الجمعة)): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ.
وقال أبو الحسين مسلم ((كتاب الجمعة)) (1454): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ.
وقال (1455): حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أَتَى.
وقال (1456): حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ ثنا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِـ الم تَنْزِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، وَفِي الثَّانِيَةِ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا.
وأما تبارك الذى بيده الملك، فمما ورد فى فضلها:
قال الترمذى (2891): حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ، حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)).
وأخرجه كذلك أحمد (2/ 321،299)، وإسحاق بن راهويه (122)، وأبو داود (1400)، والنسائى ((الكبرى)) (6/ 496/11612) و ((اليوم والليلة)) (710)، وابن ماجه (3786)، وابن نصر المروزى ((قيام الليل)) (113)، وابن حبان (788،787)، والحاكم (1/ 753)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 493/2506)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (7/ 262)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (449) من طرق عن شعبة به نحوه.
وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن)).
قلت: هو كما قال، فإنه يروى من غير وجه نحو هذا الحديث، عن أنس، وعبد الله بن مسعود. ورجال هذا الإسناد ثقات كلهم رجال الصحيحين، خلا عباسٍ الجشمى، وقد وثق. ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 259) وقال: ((عباس بن عبد الله الجشمي. يروى عن: عثمان بن عفان وأبي هريرة. روى عنه: الجريري وقتادة)).
ويشهد لحديثه، ما أخرجه الطبرانى ((الصغير)) (490) و ((الأوسط)) (3654) قال: حدثنا سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري ثنا شيبان بن فروخ ثنا سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس قال قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ مَا هِى إلا ثَلاثُونَ آيَةً، خاصمت عن صاحبها، حتى أدخلته الجنة، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ)).
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم على رسم مسلم، خلا سليمان بن داود بن يحيى البصرى، وهو صدوق صالح.
وأما تفصيل ما أجمله الحافظ ابن القيم، فيحتاج إلى إطالة وإسهاب.(33/151)
هل يوجد مخطط تقريبي للمسجد النبوي وبيوت أزواج النبي؟؟
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 02:50 م]ـ
السؤال
uestion
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 07:17 م]ـ
من عنده مخطط مطبوع في كتاب فأرجو أن يذكر اسم الكتاب أو يضع الصورة هنا -
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[19 - 06 - 04, 07:39 م]ـ
الأخ الفاضل وما الثمرة من معرفة ذلك؟
على كل حال المسجد النبوي القديم حدوده موضحة في الأسطوانات يمين المحراب (الصغير القديم وهو ليس النبوي) وكذلك في الخلف وقد وضعت في الاسطوانات التي تبين حدوده شارة خضراء كتب أعلاها حدود المسجد أو نحوذلك.
أما حجرات نساء النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن فتبدأ حيث دفن صلى الله عليه وسلم فقد دفن في حجرة عائشة وبقية الحجرات مجاورة لها.
ولعلك تجد في مكتبة المسجد بعض المخططات بل هي موجودة في كتب تاريخ المدينة والمسجد النبوي إن لم تخني الذاكرة.
ـ[راشد]ــــــــ[20 - 06 - 04, 08:35 ص]ـ
لا شك أن معرفة هذا تسهل علينا تصور معيشته صلى الله عليه وسلم، هل كان في بيته غرفة خاصة لاستقبال الضيوف؟؟ هل كان في بيته ركن خاص يصلي فيه التطوع؟؟
السؤال وجيه برأيي
وقد رأيت مخططاً على الإنترنت لا أدري ان كان صحيحاً لكنه خاص ببيت خديجة رضي الله عنها
http://alfailsoof.jeeran.com/y8.jpg
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 06 - 04, 08:53 ص]ـ
المخطط السابق يتحدث عن بيت الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في مكة
لكن في البيت السابق محراب، ومعروف أن المحاريب لم تكن موجودة في ذلك الزمن، ولا يؤمن على البيت من تغير
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[20 - 06 - 04, 09:40 م]ـ
كان بناء المسجد من اللَّبِن وسعف النخيل، وأما سقفه فمن جذوع النخل، وقد بلغ طوله: 35م، وعرضه: 30م، وارتفاع جدرانه: 2م، ومساحته الكلية: 1060م2 تقريباً، وله ثلاثة أبواب:
الباب الأول: في الجهة الجنوبية.
الباب الثاني: في الجهة الغربية، ويسمى باب عاتكة، ثم أصبح يعرف بباب الرحمة.
الباب الثالث: من الجهة الشرقية، ويسمى باب عثمان، ثم أصبح يعرف بباب جبريل.
وكانت إنارة المسجد تتم بواسطة مشاعل من جريد النخل، توقد في الليل.
التوسعة الأولى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم (سنة 7هـ)
تاريخ التوسعة: 7هـ
مقدار الزيادة: 1415م2
الطول: 50م2
العرض: 49.5م2
المساحة الكلية: 2475م2
ارتفاع الجدران: 3.50م
عدد الأبواب: 3
عدد الأعمدة: 35
الإنارة: مشاعل من جريد النخل + أسرجة (جمع سراج) توقد بالزيت
لما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر قام بأول توسعة لمسجده الشريف، وذلك نظراً لزيادة عدد المسلمين، وقد تم ذلك في المحرم سنة 7هـ، فزاد 20م في 15م تقريباً، حتى صار المسجد مربعاً 50م×49.5م2، ومساحته الكلية 2475م2، بزيادة قدرها: 1415م2.
وبلغ ارتفاع الجدران 3.50م، وعدد الأبواب: 3 أبواب، وعدد الأعمدة 35 عموداً.
وأصبحت الإنارة بعد القرن التاسع الهجري، تتم بواسطة أسرجة (جمع سراج) توقد بالزيت، موزعة في أنحاء المسجد.
كثر عدد المسلمين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وظهر تصدع ونخر في بعض أعمدة المسجد، فقرر عمر رضي الله عنه عام 17هـ توسعة المسجد. وقد امتدت التوسعة في ثلاث جهات: إلى الجنوب خمسة أمتار، وإلى الغرب عشرة أمتار، وإلى الشمال خمسة عشر متراً. ولم يزد في الجهة الشرقية لوجود حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وبعد هذه التوسعة، صارت مساحته الكلية: 3575م2، بزيادة قدرها: 1100م2، وارتفاع جدرانه 5.50م، وعدد أبوابه: ستة أبواب، وله ستة أروقة، وجعل له ساحة داخلية (صحن المسجد) فرشت بالرمل والحصباء من وادي العقيق. وجعل له ساحة أخرى خارجية، تسمى "البطيحاء"، وهي ساحة واسعة تقع شمال المسجد، أعدت للجلوس لمن يريد التحدث في أمور الدنيا وإنشاد الشعر، وذلك حرصاً من الخليفة عمر رضي الله عنه على أن يظل للمسجد هيبته ووقاره في قلوب المسلمين. وظلت إنارة المسجد تتم بواسطة الأسرجة التي توقد بالزيت.
مع مرور السنين ازداد عدد المسلمين، وضاق المسجد النبوي الشريف بالمصلين، وساءت حال أعمدته، فأمر الخليفة عثمان سنة 29هـ بزيادة مساحة المسجد وإعادة إعماره، فاشترى الدور المحيطة به من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، ولم يتعرض للجهة الشرقية لوجود حجرات زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيها. وتم البناء بالحجارة المنقوشة (المنحوتة) والجص، وبنى الأعمدة من الحجارة، ووضع بداخلها قطع الحديد والرصاص لتقويتها، وبنى السقف من خشب الساج القوي الثمين المحمول على الأعمدة. وأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 4071م2، بزيادة قدرها 496م2
وبلغ ارتفاع الجدران 5.50م، وعدد الأروقة: 7 أروقة، وعدد الأبواب: 6 أبواب، وعدد الأعمدة: 55 عموداً، وله ساحة داخلية واحدة. وفي هذه العمارة ظهر لأول مرة بناء المقصورة في محراب المسجد لحماية الإمام، وبها فتحات يراه منها المصلون. وصارت إنارة المسجد تتم بواسطة قناديل الزيت الموزعة في أنحاء المسجد.
http://www.alnokhba.com/saudi-arabia/cities-information-madinah-arabic.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/152)
ـ[المجهول]ــــــــ[21 - 06 - 04, 02:36 م]ـ
ستجد مرادك إن شاء الله في كتاب
بيوت الصحابة حول المسجد النبوي لمؤلفه (محمد الياس عبد الغني)
فقد أجاد وأفاد بالوصف والصورة
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[21 - 06 - 04, 09:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
سأحاول الحصول عليه
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 06 - 04, 10:28 م]ـ
الله المستعان نترك الأمور المهمة في الدين ونبحث الأمور التي لاتنفع أو يكون نفعها قليل جدا
وهذا ديدن الصوفية المنحرفين عن الدين يقيمون الموالد ويغلون في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ويذهبون لأماكن بعيدة ينقبون عنها للتبرك بآثار الصالحين وووو فالعلم النافع هو العلم الذي وراءه عمل
أما خزعبلات الصوفية المنحرفين عن السنة فنسأل الله الحماية منها
فقد ثلم الإسلام ثلمة عظيمة بوجود هؤلاء الصوفية المخرفين ولكن هذا أمر الله وقدره
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 06 - 04, 03:34 ص]ـ
الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 499
ذكر بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجر أزواجه
أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن زيد الهذلي قال رأيت بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين هدمها عمر بن عبد العزيز كانت بيوتا باللبن ولها حجر من جريد مطرورة بالطين عددت تسعة أبيات بحجرها وهي ما بين بيت عائشة رضي الله عنها إلى الباب الذي يلي باب النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزل أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس ورأيت بيت أم سلمة وحجرتها من لبن فسألت بن ابنها فقال لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة دومة بنت أم سلمة حجرتها بلبن فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى اللبن فدخل عليها أول نسائه فقال ما هذا البناء فقالت أردت يا رسول الله أن أكف أبصار الناس فقال يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المسلمين البنيان
قال محمد بن عمر فحدثت هذا الحديث معاذ بن محمد الأنصاري فقال سمعت عطاء الخراساني في مجلس فيه عمر بن أبي أنس يقول وهو فيما بين القبر والمنبر أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت أكثر باكيا من ذلك اليوم
قال عطاء فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ والله لوددت أنهم تركوها على حالها ينشأ ناشيء من أهل المدينة ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر
قال معاذ فلما فرغ عطاء الخراساني من حديثه قال عمر بن أبي أنس كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة لا حجر لها على أبوابها مسوح الشعر ذرعت الستر فوجدته ثلاث أذرع في ذراع والعظم أو أدنى من العظم فأما ما ذكرت من البكاء يومئذ فلقد رأيتني في مجلس فيه نفر من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وخارجة بن زيد بن ثابت وإنهم ليبكون حتى أخضل لحاهم الدمع وقال يومئذ أبو أمامة ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويروا ما رضي الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ومفاتيح خزائن الدنيا بيده
أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن عامر الأسلمي قال قال لي أبو بكر بن حزم وهو في مصلاه فيما بين الإسطوانة التي تلي حرف القبر التي تلي الأخرى إلى طريق باب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بيت زينب بنت جحش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيه وهذا كله إلى باب أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس اليوم إلى رحبة المسجد فهذه بيوت النبي صلى الله عليه وسلم التي رأيتها بالجريد قد طرت بالطين عليها مسوح شعر
أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا نجاد بن فروخ اليربوعي عن شيخ من أهل المدينة قال رأيت حجر النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تهدم بجرائد النخل ملبسة الأنطاع أخبرنا خالد بن مخلد حدثني داود بن شيبان قال رأيت حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعليها المسوح يعني متاع الأعراب
أخبرنا محمد بن مقاتل المروزي قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا حريث بن السائب قال سمعت الحسن يقول كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي
ـ[راشد]ــــــــ[22 - 06 - 04, 08:27 ص]ـ
قال عطاء فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ
والله لوددت أنهم تركوها على حالها ينشأ ناشيء من أهل المدينة ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر
ما شاء الله، من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ..
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[22 - 06 - 04, 11:00 م]ـ
معرفة أي شيء يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة والعامة .. فيه فائدة للمسلمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(33/153)
ـ[أبو البراء]ــــــــ[22 - 06 - 04, 11:37 م]ـ
لعلك تجد بغيتك في الكتب التالية:
المسجد النبوي عبر التاريخ لمؤلفه د/محمد السيد الوكيل.
الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين لمؤلفه/ غالي محمد الأمين الشنقيطي.
وستلحظ بعض الفروق في تحديد حجرات أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن.
ويمكنك الاستفادة بدرجة أقل من كتاب تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثا لمؤلفه/ احمد ياسين احمد الخياري.
والكتاب الأخير مليء بصور العديد من المعالم والدور والأطم، الله أعلم بصحة نسبتها، لكنه من قبيل التاريخ، فالأمر فيه سعة.
ورحم الله من قال: كل شيء ليس فيه حدثنا فإنما هو خل وبقل.
ـ[ناصر بن عبدالله الدرعاني]ــــــــ[23 - 06 - 04, 12:36 ص]ـ
في مجلة آفاق الثقافة والتراث الصادرة من مركز جمعة الماجد بدبي العدد الخامس والأربعون شهر صفر 1425 ص 70 - 89 موضوع كتبه / محمد بن سليمان النفيسي من الكويت نقد لـ:
كتاب بيوت الصحابة رضي الله عنهم حول المسجد
استدرك فيه النفيسي على محمد إلياس عبدالغني ثمانية وستين (68) استدراكاً وتعقيباً خلاف الملحوظات العامة و النقدات على منهج الكتاب
فلينظر وليقارن بينهما ولم يتيسر لي الاطلاع على كتاب بيوت الصحابة كاملاً والله أعلم بالصواب ..
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[23 - 06 - 04, 02:20 ص]ـ
مشكورين
وجزاكم الله خيرا
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[16 - 05 - 10, 11:19 ص]ـ
في مجلة آفاق الثقافة والتراث الصادرة من مركز جمعة الماجد بدبي العدد الخامس والأربعون شهر صفر 1425 ص 70 - 89 موضوع كتبه / محمد بن سليمان النفيسي من الكويت نقد لـ:
كتاب بيوت الصحابة رضي الله عنهم حول المسجد
استدرك فيه النفيسي على محمد إلياس عبدالغني ثمانية وستين (68) استدراكاً وتعقيباً خلاف الملحوظات العامة و النقدات على منهج الكتاب
فلينظر وليقارن بينهما ولم يتيسر لي الاطلاع على كتاب بيوت الصحابة كاملاً والله أعلم بالصواب ..
هل هناك سبيل إلى هذا الكتاب النفيس -كما يدل عليه عنوانه- أو الاستدراك عليه؟(33/154)
من يعرف هذا الراوي؟؟ جزاكم الله خيرا
ـ[محب الأثر]ــــــــ[19 - 06 - 04, 03:32 م]ـ
الراوي هو شيخ للرامهرمزي أكثر عنه وقد بحثت عنه فلم أقف على ترجمة له , وهو عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء
فمن يقف على شيئ من حاله فاليفدنا لحاجتي إلى معرفته وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 06 - 04, 12:13 م]ـ
الحمد لله المستعان بتأييده على التوفيق. والصلاة والسلام الأتمان الزاكيان على من هدى وأرشد إلى أقوم طريق. وعلى آله وأصحابه أولى المكرمات والفضائل على التحقيق. وبعد ...
عبد الله بن أحمد بن معدان الثغرى الغزاء، بالغين والزاى المعجمتين، كان يسكن ثغر المصيصة.
فى طبقة النسائى والبرديجى وأبى بكر بن أبى داود، وقد شارك أولهم فى أكثر شيوخه.
روى عن: إبراهيم بن سعيد الجوهرى واختص به، وإبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصى، وأحمد بن حرب الموصلى، وجعفر بن محمد بن الهذيل القناد، والحسن بن أبى أمية الأنطاكى، وسعيد بن رحمة الأصبحى، وسلمة بن شبيب المروزى، وعبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، وعبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون الميموني صاحب الإمام أحمد، ومحمد بن عبد الله بن حميد المكي، ومحمد بن عثمان الأسلمى، ومحمد بن غالب الأنطاكي، ومحمد بن قدامة بن أعين المصيصي، ومحمد بن يحيى الذهلى، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، وأبى الخصيب أحمد بن المستنير.
حدَّث عنه: الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرمهرامزى فى كتابيه ((المحدث الفاصل)) و ((الأمثال)).
ـ[محب الأثر]ــــــــ[20 - 06 - 04, 02:25 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن هل ذكره أحد بجرح أو تعديل , وهل شارك الرامهرمزي أحد في الرواية عنه؟(33/155)
اسقاط اثر في حليه الاولياء وتصيحف في مصنف ابن ابي شيبه
ـ[نايف بن سمير بن سليم]ــــــــ[19 - 06 - 04, 03:55 م]ـ
أخرج ابن أبى شيبه في المصنف وأبو نعيم في حلية الأولياء بأسناد صحيح من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير يقول: الإيمان هيوب.
قال ابن الأثير في النهاية: الإيمان هيوب أي يهاب أهله فعول بمعنى مفعول فالناس يهابون أهل الإيمان لأنهم يهابون الله تعالى ويخافونه
وقيل هو فعول بمعنى فاعل أي أن المؤمن يهاب الذنوب فيتقيها يقال هاب الشي، إذا خافه وإذا وقره وعظمه.
تنبيه: وقع في نسخة مصنف ابن ابي شيبه دار الكتب العلميه (6/ 159) تحريف وهو (هبوب) بدل هيوب.
ؤايضاً وقع اسقاط الاثر كاملاً في حلية الاولياء (3/ 237) نسخة دار احياء التراث.(33/156)
سؤال في مصنف عبد الرازق .. فمن يجيب؟؟
ـ[عبد الرحمن بن مهدي]ــــــــ[19 - 06 - 04, 04:10 م]ـ
حين سئل الشيخ الألباني عن أدلة تحريم الذهب المحلق على النساء قال فضيلته بعد أن ذكر أحاديثها: ثم وجدت عطاء في مصنف عبد الرازق ينهى النساء عن لبس الذهب.
ولقد بحثت كثيرا باستخدام محركات البحث عن هذا الدليل ولم أجده.
فهل أخطأ الشيخ الألباني في هذا أم أن دليل عطاء موجود فعلا.
أرجو الإفادة
ـ[عصمت الله]ــــــــ[19 - 06 - 04, 06:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
تفضل ياأخي الكريم أثر عطاء في مصنف عبد الرزاق
مصنف عبد الرزاق7/ 45 باب ما تتقي المتوفى عنها:12119
عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أنه قال إن كان على المتوفى عنها حلي من فضة حين مات عنها زوجها فلا تنزعه إن شاءت وإن لم يكن عليها حين مات فلا تلبسه هي حينئذ تريد الزينة وكان يكره الذهب كله ويقول هو زينة ويكرهه للمتوفى ولغيرها
مصنف عبد الرزاق7/ 51 باب ما تتقي المتوفى عنها:12145
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال قلت لعطاء الفضة يموت زوجها وهي عليها الزينة هي ما لم تحدثها قال لا قلت فتوفي عنها وعليها خلخالا فضة ودملوجان وقلبان وقلادة وخواتم كل ذلك فضة قال لا تنتزعه إن شاءت ليس ذلك بزينة قلت اللؤلؤ قال زينة قلت فإن كان في خواتيم الفضة فصوص فيروزية أو ياقوت قال فلا تنزعه إن شاءت وإن كان في شيء من ذلك ذهب إن شاءت إلا أن يكون خاتما يسيرا وهو يكره الذهب لها ولغيرها(33/157)