ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 05 - 04, 06:25 ص]ـ
الدورة العلمية التأصيلية الأولى بجامع العثمان الواقع بحي الحمراء
تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
وبالتنسيق مع المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالرياض
ستقام بمشيئة الله تعالى (الدورة العلمية التأصيلية الأولى)
بجامع العثمان الواقع بحي الحمراء
– خلف مدينة ألعاب الحكير لاند -
في الفترة 24/ 4 – 27/ 4.
وسيقوم بافتتاح الدورة فضيلة الشيخ / أ. د صالح بن غانم السدلان.
بمحاضرة بعنوان: (الضرورة للعلم الشرعي).
# ويشارك في الدورة كل من:
فضيلة الشيخ / د. عمر بن سعود العيد. ويشرح (الأصول الثلاثة) و (القواعد الأربع) لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - " بعد الفجر جميع أيام الدورة ".
وفضيلة الشيخ / عبد العزيز بن محمد السدحان. ويشرح (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - " بعد العصر اليومين الأولين من الدورة ".
وفضيلة الشيخ / عبد المحسن الزامل. ويشرح (الأربعين نووية) للإمام النووي - رحمه الله - " بعد العصر اليومين الأخيرين من الدورة ".
وفضيلة الشيخ / خلف العنزي. ويشرح (أسماء الله الحسنى) للعلامة السعدي - رحمه الله - " بعد المغرب جميع أيام الدورة ".
وفضيلة الشيخ /د. عبدالحكيم العجلان. ويشرح (كتاب الطهارة) من عمدة الفقه لبن قدامة المقدسي - رحمه الله - " بعد العشاء جميع أيام الدورة ".
هذا وستبث الدورة عبر موقع البث الإسلامي liveislam.com
وتقام هذه الدورة نظراً لأهمية ربط الناس بعلمائهم، والقرب منهم،
والإلتفاف حولهم، والتواصل معهم لطرح ما يستجد من مسائل واستفتائات تحتاج لتأصيل علمي رصين
منقول(31/466)
هل اشتهر العلماء برداءة الخط؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 05 - 04, 06:27 م]ـ
في أدب الدنيا والدين للماوردي رحمه الله
(
ولما كان الخط بهذا الحال وجب على من أراد حفظ العلم أن يعبأ بأمرين: أحدهما: تقويم الحروف على أشكالها الموضوعة لها. والثاني: ضبط ما اشتبه منها بالنقط والأشكال المميزة لها. ثم ما زاد على هذين من تحسين الخط وملاحة نظمه فإنما هو زيادة حذق بصنعته وليس بشرط في صحته. وقد قال علي بن عبيدة: حسن الخط لسان اليد وبهجة الضمير. وقال أبو العباس المبرد: رداءة الخط زمانة الأدب. وقال عبد الحميد: البيان في اللسان والخط في البنان. وأنشدني بعض أهل العلم لأحد شعراء البصرة: اعذر أخاك على نذالة خطه واغفر نذالته لجودة ضبطه فإذا أبان عن المعاني لم يكن تحسينه إلا زيادة شرطه واعلم بأن الخط ليس يراد من تركيبه إلا تبين سمطه ومحل ما زاد على الخط المفهوم من تصحيح الحروف وحسن الصورة محل ما زاد على الكلام المفهوم من فصاحة الألفاظ وصحة الإعراب. ولذلك قالت العرب: حسن الخط أحد الفصاحتين. وكما أنه لا يعذر من أراد التقدم في الكلام أن يطرح الفصاحة والإعراب وإن فهم، وأفهم. كذلك لا يعذر من أراد التقدم في الخط أن يطرح تصحيح الحروف وتحسين الصورة، وإن فهم، وأفهم. وربما تقدم بالخط من كان الخط من جل فضائله، وأشرف خصائله، حتى صار عالما مشهورا، وسيدا مذكورا غير أن العلماء أطرحوا صرف الهمة إلى تحسين الخط؛ لأنه يشغلهم عن العلم ويقطعهم عن التوفر عليه. ولذلك تجد خطوط العلماء في الأغلب رديئة لا يخط إلا من أسعده القضاء وقد قال الفضل بن سهل: من سعادة المرء أن يكون رديء الخط؛ لأن الزمان الذي يفنيه بالكتابة يشغله بالحفظ والنظر. وليست رداءة الخط هي السعادة، وإنما السعادة أن لا يكون له صارف عن العلم. وعادة ذي الخط الحسن أن يتشاغل بتحسين خطه عن العلم فمن هذا الوجه صار برداءة خطه سعيدا، وإن لم تكن رداءة الخط سعادة
انتهى
تنبيه
النص من موقع جامع الفقه
ما هو راي الإخوة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 05 - 04, 06:40 م]ـ
في ترجمة الصفي الهندي
(وكان خطه في غاية الرداءة وكان رجلا ظريفا ساذجا فيحكى أنه قال وجدت في سوق الكتب مرة كتابا بخط ظننته أقبح من خطي فغاليت في ثمنه واشتريته لأحتج به على من يدعي أن خطي أقبح الخطوط فلما عدت إلى البيت وجدته بخطي القديم)
انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[16 - 05 - 04, 07:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وهذه بعض الفوائد عن رداءة خط بعض العلماء
في شذرات الذهب ج: 4 ص: 123
وفيها محمد بن عبد الله الحجبي الحنفي الملقب بالقطعة قال ابن حجر كان من أكثر الحنفية معرفة باستحضار الفروع مع جمود ذهنه وكان خطه رديئا إلى الغاية وكان رث الثياب والهيئة خاملا مات في رمضان انتهى
وفي سير أعلام النبلاء ج: 19 ص: 300
ابن مرزوق الإمام المحدث الرحال أبو الخير عبدالله بن مرزوق الهروي مولى شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري
قيل ولد سنة إحدى وأربعين وأربع مئة قال ابن النجار قرأ العلم ورزق الفهم وسمع الكثير وسافر وكتب وحصل وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة وحسن السيرة وكان خطه رديئا
وفي سير أعلام النبلاء ج: 20 ص: 101
أبو جعفر الهمذاني الشيخ الإمام الحافظ الرحال الزاهد بقية السلف والأثبات أبو جعفر محمد بن أبي علي الحسن بن محمد بن عبد الله الهمذاني ولد بعد الأربعين وأربع مئة
قال السمعاني كان خطه رديئا
وفي سير أعلام النبلاء ج: 20 ص: 487
ابن خضير الإمام المحدث الصادق المفيد أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن علي ابن خضير البغدادي الصيرفي البزاز ولد سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة
وكان خطه رديئا كثير السقم
وفي سير أعلام النبلاء ج: 21 ص: 427
أبو بكر الجيلي ثم البغدادي الحنبلي الزاهد ولد سنة ثمان وعشرين وخمس مئة
وقال بن النجار كتب لنفسه كثيرا وكان خطه رديئا
وفي بغية الطلب في تاريخ حلب ج: 2 ص: 764
أحمد بن سلمان بن أحمد بن سلمان بن أبي شريك أبو العباس الحربي الملقب بالسكر لقبه أبوه بذلك في حال صغره فاستمر اللقب عليه
كتب الكثير بخطه وكان خطه رديئا
وفي طبقات الشافعية الكبرى ج: 4 ص: 85
أحمد بن محمد بن محمد عبد الواحد أبو منصور بن الصباغ البغدادي ابن أخي الشيخ أبي نصر وزوج ابنته إمام عالم جليل القدر وتفقه على القاضي أبي الطيب الطبري وعلى عمه الشيخ أبي نصر
وكان خطه رديئا
وفي المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 404
محمد بن خذاداذ بن سلامة بن خذاداذ العراقي الكاتب الفقيه الأديب أبو بكر ويعرف نقاش المبارد
وكان خطه رديئا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 05 - 04, 10:02 م]ـ
هل خطوط هؤلاء العلماء تصنف من الخطوط الرديئة ام المميزة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19033&highlight=%CE%D8+%C7%C8%E4+%CA%ED%E3%ED%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16336&highlight=%CE%D8+%C7%C8%E4+%CA%ED%E3%ED%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/467)
ـ[البدر المنير]ــــــــ[16 - 05 - 04, 10:54 م]ـ
الله المستعان، ليت الذي يشغلنا عن العلم هو تعلم الخط فقط.
أظن خط شيخ الإسلام ابن تيمية بالنسبة لعصره رديء.
ليت خطي رديء واظفر بما ظفروا به.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 05 - 04, 12:11 ص]ـ
خط شيخ الاسلام بالنسبة لعصره ولكل عصر ردئ ردئ بل غير مقروء!!
ولبعض علماء النفس تفسير لهذا الامر حيث انهم يقولون أنه أصبح قاسما مشتركا بين العباقرة.
ويعللون هذا بأن حركة الكتابة واليد أقل استجابة للكم الخارج الهائل من العقل.
فالعقل يملي واليد تسجل فتعجز اليد عن مجاراة العقل لكثرة المطروح ولذا فاللسان أسرع في هذا الباب.
والله أعلم ,,,,
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[17 - 05 - 04, 11:54 ص]ـ
ومن هؤلاء أيضاً: الثوري سفيان بن سعيد
قال عبدالله بن داود الخريبي: كان خط سفيان الثوري خرباش يكتب طاوس: طواس. الكامل لابن عدي (1/ 82)
وقال ابن نقطة: كتب ابن عساكر (الابن) كثيرا إلا أن خطه لايشبه خط أهل الضبط. السير (4ز9)
وقيل عن أبي طاهر السلفي: كان خطه متقنا سريعا لكنه معلق مغلق
السير (21/ 16)
وقيل عن الخطيب البغدادي: كتابة الخطيب مليحة مفسرة كاملة الضبط بها أجزاء بدمشق رأيتها
السير (18/ 285)
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 05 - 04, 06:40 م]ـ
هل ثبت ماذكر عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه هو بنفسه لايستطيع قراءة بعض خطه، وقد خصص أحد تلامذته لقراءة ماستغلق من خطه، فهل يثبت هذا؟
رحمه الله تعالى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 07 - 04, 03:29 م]ـ
ما رأيكم بهذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=36559&stc=1&d=1201897532
ـ[المقرئ.]ــــــــ[15 - 07 - 04, 03:54 م]ـ
ما هذا الخط يا شيخ خالد
كنت أظنني أسوء من خط بقلمه فخطي سيء جدا جدا لا أكاد أقرأه وكم أخجل عندما يرى خطي في عملي أو في مكان آخر
لكن الآن آن لي أن أفتخر بخطي ما دام أنه يوجد مثل هذه الخطوط فجزاك الله خيرا
المقرئ
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 05:35 م]ـ
ومن أجمل الخطوط: خط المزي والبرزالي والذهبي وابن ناصر الدين وعبدالغني المقدسي والموفق والضياء وابن عبدالدايم.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[15 - 07 - 04, 05:48 م]ـ
الحمد لله فوالله إني لفي نعمة بل أنا خطاط بالنسبة لنكش الفراخ هذا مع انكم لو رايتم خط يدي لتركتم الملتقىبلا رجعة. ابتسامة خفيفة.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[16 - 07 - 04, 02:51 ص]ـ
ومن الخطوط الجيدة جدًّا للمشايخ المعاصرين: خط فضيلة الشيخ (أبي إسحاق الحويني) -حفظه الله تعالى-؛ فهو يمتاز بحُسن الخط، ولا زالت مقدمة كتابه «بذل الإحسان في تخريج سنن النسائي أبي عبد الرحمن» متواجدة بمكتبة المصطفى بمصر، بخط يده.
وخَط فضيلة الشيخ (محمد عمرو بن عبد اللطيف) -حفظه الله تعالى- جيد ويُقرأ بسهولة، وعندي ورقة بخطة يده.
وأيضًا خَط العلامة (محمد بن صالح العثيمين) -رحمه الله- والعلامة (ابن جبرين) -حفظه الله تعالى- وفضيلة الشيخ (سيد بن حسين العفاني) -حفظه الله- كلهم خطوطهم جيدة مقروءة، وأحسن الثلاثة خطًّا: الشيخ (سيد) -حفظه الله-؛ فخطه واضح وسهل القراءة.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 04, 04:15 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
لكن يا أخي محمد يا ابن يوسف
تخيل أن ما معك من خط الشيخ محمد عمرو هي ورقة كتبها الشيخ على مهل، تكلف الشيخ - فيما أرى - ذلك ليسهل عليك قراءتها.
فهي تقرأ بسهولة
لكن ليس الخط جميلا، وكنت أستحيي من ذكر ذلك أمام أحد حتى قرأت هذا الموضوع فذهب الحياء
وكنت ولازلت أعاني من خط الشيخ محمد عمرو إذا عهد إلى تبييض شيء
وأرجع إليه بكثير من التصحيفات
فإني لا أحسن قراءة المخطوطات المكتوبة في القرن الرابع الهجري
(وجه مبتسم)
أما الشيخ الحويني فخطه جميل
رأيته في مكتبة المصطفى، وأيضا في إهداءه للشيخ محمد عمرو المكتوب على كتاب " المرض والكفارات ... " الذي حققه.
ـ[مصلح]ــــــــ[09 - 03 - 06, 11:49 ص]ـ
ومن أجود الناس خطاً، حتى إنه ليصنف من الخطاطين المجودين
شيخنا المحدّث عبدالعزيز الطريفي، أحسن الله إليه ونفعنا بعلمه
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 03 - 06, 12:10 م]ـ
كان معلم الشيخ العلامة الألباني في المرحلة الابتدائية يقول له: " خطك كخط البط في الشط ".
وليُنظر خطه في مقدمة الثمر المستطاب.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 03 - 06, 03:42 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27701
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[10 - 03 - 06, 04:28 ص]ـ
الله أكبر، شكراً لهذه البشارة، الحمدلله خطي سيء
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[11 - 03 - 06, 03:27 م]ـ
الشيخ عبدالكريم الخضير ـ حفظه الله ـ خطه جميل جدًا، فقد اطلعت على تزكية بخطه لأحد طلبة العلم ..
فأعجبني خطه وإنه يصنف من الخطاطين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/468)
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 06, 06:24 م]ـ
أيها الأخوة:لكن لايعني أن ردىء الخط أحسن من جميل الخط، وقد قرأت للشيخ مقبل كلاما
يقول فيه:لا بد لطالب العلم أن يحسّن من خطه، لأن العلمانيين يضحكون ويستهزؤن بمن خطه رديء من أهل السنة.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[12 - 03 - 06, 06:35 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74867
ـ[عادل محمد]ــــــــ[14 - 03 - 06, 01:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع
ـ[أبوالمقدادالمنبجي]ــــــــ[25 - 03 - 06, 12:33 ص]ـ
خطوط
الحريري
و ابن الشجري
و ابن الجوزي
وابن الأثير
و العكبري
و ابن خلكان
و ابن حجر
و الأنباري
والمزي
والفيروز أبادي
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[25 - 03 - 06, 12:56 م]ـ
في مقدمة حاشية النجدي على الروض في التعريف بالمؤلف
,,,,,,,وكان رحمه الله حسن الخط سريع الكتابه,,,,,,,,,,,
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[25 - 03 - 06, 05:30 م]ـ
شيخ الإسلام-رحمه الله- كان خطه لايقرأ لأنه كان يصل الكلمات بعضها ببعض
وكان الا يعرف إلا رجل واحد هو: محمد بن رشيق-وكان عالما باللغة-
ممن اشتهروا بحسن الخط وترتيبه من العلماء/
الحافظ ابن حجر-رحمه الله-
الحافظ العراقي-رحمه الله-
الشيخ حافظ الحكمي-رحمه الله-
سماحة شيخنا الشيخ عبدالله بن عقيل
والشيخ عبدالله بن جبرين
والشيخ صالح الفوزان
الشيخ محمد سالم بن عدود الشنقيطي-عضو المجمع الفقهي-
الشيخ عبدالله السعد
وهو في الحقيقة ليس عيبا يعاب به الإنسان إنما العيب ماذا يسطر بهذا القلم؟؟
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[01 - 04 - 06, 05:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا أجمعين
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 11:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[01 - 02 - 08, 09:23 م]ـ
(و لبعض علماء النفس تفسير لهذا الامر حيث انهم يقولون أنه أصبح قاسما مشتركا بين العباقرة.
و يعللون هذا بأن حركة الكتابة و اليد أقل استجابة للكم الخارج الهائل من العقل.
فالعقل يملي و اليد تسجل فتعجز اليد عن مجاراة العقل لكثرة المطروح و لذا فاللسان أسرع في هذا الباب)
ليتك ذكرت لنا من هو عالم النفس هذا و مصدر هذه المعلومة ...
جزاك الله تعالى خيرا ...
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 02 - 08, 09:40 م]ـ
خطي كذلك سيء- لكنه مقروء-،
و "يشاع" عن الأطباء أنهم يتميزون برداءة الخط .. ولا علم لي بالسبب ..
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 12:22 ص]ـ
من يعرف كيف يحسن المرء خطه!!!!
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:14 م]ـ
(من يعرف كيف يحسن المرء خطه!!!)
بإختصار , علم الخط هو علم قائم بذاته , و نواته هي (الممارسة) , و لا ينبغي لطالبه الإستعجال , بل الصبر ,
فإتقانه يستغرق زمنا طويلا , فلا بد من الصبر و التؤدة ...
ـ[بسام الشيخ]ــــــــ[02 - 02 - 08, 02:29 م]ـ
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
خطوط أساتذتنا الكبار في كلية الشريعة بدمشق (الرعيل الأول) جميلة جداً
فالدكتور -المرحوم بإذن الله عز وجل- مصطفى الخن رحمه الله رحمة واسعة، وكذلك الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والدكتور مصطفى البغا وغيرهم، كلهم يكتبون بخط الرقعة الجميل
كانوا أحياناً يتأخرون في كتابة أسئلة الامتحانات فلا يتبقى وقت لصفها على الكمبيوتر فيصورونها بخطوط أيديهم فكنا نراها أجمل من خط الأجهزة والطباعة وأجملها خط الدكتور البوطي حفظه الله تعالى
أخوكم بسام
ـ[ابو سجا]ــــــــ[02 - 02 - 08, 02:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته ..........
اتوقع ان السابقين كان يصعب عليهم تحسين الخط نوعا ما لأن اقلامهم كانت معقدة كفحم ونحوه ........
وكذلك ما يكتبون عليه من جريد ونحوه .........
والآن لو لم يستطيع تحسينه رسم الحروف رسماً ولو تلاحظون بعض الخططاطين يرسمون الحروف على الطريقة القديمة
وأحمد الله ان خطي جيد واتمنى من الله ان يمتعني به في الخير .....
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[02 - 02 - 08, 03:09 م]ـ
وخَط فضيلة الشيخ (محمد عمرو بن عبد اللطيف) -حفظه الله تعالى- جيد ويُقرأ بسهولة، وعندي ورقة بخطة يده ..
هلا أرسلت إلى أخى الفاضل صورة من هذه الورقة ولك جزيل الشكر والعرفان
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 03:49 م]ـ
(من يعرف كيف يحسن المرء خطه!!!)
بإختصار , علم الخط هو علم قائم بذاته , و نواته هي (الممارسة) , و لا ينبغي لطالبه الإستعجال , بل الصبر ,
فإتقانه يستغرق زمنا طويلا , فلا بد من الصبر و التؤدة ...
بارك الله فيك، و لكن كيف أتدرب عليه؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 01:11 م]ـ
من الطرائف
ان رجلا فرنسيا كان يدعي معرفة حظوظ الناس ومستقبلهم (بالخط)
فأتت اليه امرأة بورقة فيها خط ردئ لينظر فيه
فلما رآه قال=
(صاحب هذا الخط سيبقى حمارا طول حياته)
فضحكت المرأة وقالت
هذا خطك عندما كان عمرك عشر سنوات!!
ولعله أصاب بهذ الظن!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/469)
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[06 - 02 - 08, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم،،،
ان لكل خط قواعده،،،فبعض الخطوط بقواعد قديمة فلانقيسها على خطوطنا الراهنة بقواعدها،،،،
وثانياً سرعة المؤلف في الكتابة -خوفاً من اخترام الموت له قبل اتمامه- لها دورها البارز في مايؤول اليه خطه،،،،،
فقد كان أبي الفرج الجوزي -رحمه الله-يدعُ الله -عز وجل- في أن يتم كتبه،،ويستبشر بعدها بصفحات أن الله أتم له كتابة مؤلفه الفلاني وذاك؟!!!!
فسبحان الله.
وابن تيمية -رحمه الله- يكتب مجلدات بين الظهر والعصر؟!!!!!!!!!!!
ثالثاً: من المتقرر علمياً أن الأشخاص النابغين هم من أسوء الناس خطاً!!!!!!!!!!!! على الغالب .....
من يعرف كيف يحسن المرء خطه!!!!
أنا أعرف .... بل ويتحسن خطك بنسبة تفوق 80%
هنا مع الدكتور منتصر الرغبان،،،،وقد كتبه في منتديات عدة رغبة في المثوبة ... فجزاه الله خيراً
http://www.atrainers.net/vb/showthread.php?t=2079 (http://www.atrainers.net/vb/showthread.php?t=2079)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 02 - 08, 05:23 ص]ـ
من يعرف كيف يحسن المرء خطه!!!!
أخي الفاضل
1) قم بتحميل الخطوط الجميلة كالكوفي والديواني وخط الثلث والفارسي في جهازك.
2) قم بفتحها عن طريق الورد.
3) اشتر قلم الخط العربي 2 ملئ أو أكثر وقلم حبر أسود عادي ودفتر للتمارين.
4) أكتب ماتريد أن تخطه على الورد بالخط الذي يعجبك وتمرن عليه مرارا بالكراسة.
5) بهذه الطريقة سيتحسن الخط إن شاء الله بنسبة 90%
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[06 - 02 - 08, 10:21 م]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة أبو خالد الكمالي:
من يعرف كيف يحسن المرء خطه!!!!
أخي الفاضل أنصحك لا تحسن خطك.
شيخ الإسلام-رحمه الله- كان خطه لايقرأ لأنه كان يصل الكلمات بعضها ببعض.
وهو في الحقيقة ليس عيبا يعاب به الإنسان إنما العيب ماذا يسطر بهذا القلم؟؟.
أسأل الله تعالى أن يجعلني وبقية طلاب العلم كالعملاق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:59 م]ـ
(و لبعض علماء النفس تفسير لهذا الامر حيث انهم يقولون أنه أصبح قاسما مشتركا بين العباقرة.
و يعللون هذا بأن حركة الكتابة و اليد أقل استجابة للكم الخارج الهائل من العقل.
فالعقل يملي و اليد تسجل فتعجز اليد عن مجاراة العقل لكثرة المطروح و لذا فاللسان أسرع في هذا الباب)
ليتك ذكرت لنا من هو عالم النفس هذا و مصدر هذه المعلومة ...
جزاك الله تعالى خيرا ...
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[26 - 09 - 09, 12:15 ص]ـ
المعلومة التي ذكرها الشيخ زياد عضيلة صحيحة إن شاء الله - أعني من حيث الثبوت لا الواقع- وقد سمعت بها ونويت أن أكتبها لكم لكني لا أذكر المصدر الذي قرأتها فيه الآن، وربما يكون هذا عرف بالاستقراء، أي لاحظوا في كثير من العباقرة وجود هذا الشئ كما لاحظوا أن من صفاتهم الطول المفرط او القصر المفرط ونحو ذلك من الصفات المميزة.
للمناسبة كان مما يستدل به الأستاذ العقاد على عبقرية الفاروق رضي الله عنه طوله المفرط وأنه كان يمشي كالراكب.
والخط موهبة من الله قبل كل شيء: أعرف بعض العوام تركوا المدرسة في المرحلة الابتدائية خطوطهم رائعة جدا كأنهم خطاطون!
على فكرة:
خطي سئ جدا وبعد إطلاعي على هذه المعلومة لم أعد أخجل منه كذي قبل (ابتسامة)
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[26 - 02 - 10, 06:40 م]ـ
قال الشيخ العثيمين
كنا نقلد شيخنا السعدي في مشيته وفي كل شيء
حتى ان خطي كان جيدا وكان خط الشيخ رديئا
فصرت اقلده في خطه حتى صار خطي مثل خط الشيخ
نقلها الشيخ خالد الهويسين
ـ[ابو سعيد العامري]ــــــــ[26 - 02 - 10, 07:15 م]ـ
الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله
كان جيد الخط وقد درس الخط
انظر مخطوط "سلم الوصول"
من المعاصرين
الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
خطه غاية في الجودة
الشيخ صالح بن حميد حفظه الله
جميل الخط و متفنن(31/470)
إنطلاق مشروع الماهر فى الرد على الصوفي الحائر: ارجو من أهل السنة المشاركة
ـ[حنبل]ــــــــ[16 - 05 - 04, 11:19 م]ـ
اخوتى و احبابى فى الملتقى و بقية ملتقيات اهل السنة و الجماعة:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
يسر اخوانكم بملتقى اهل السنة و الجماعة بالسودان ان يطلقو هذا المشروع فى تجميع الاحاديث الضعيفة و الشبه التى يتعلق بها الصوفية و الردود عليها. حتى يتسنى وضعها فى سى دى و توزيعها مجانا لكل من احب أن يناقش و يرد على الصوفية داخل النت او خارجها.
و قد تبرع احد المبرمجين بتصميم البرنامج ووضع ماكينة بحث قوية تمكن الباحث فى ان يبحث عن الحديث او الشبه المطلوبة بواسطة الموضوع او حتى كلمة فى الحديث.
فنرجو منكم المساعدة اخونى فى تجميع اكبر كم من هذه الاحاديث و الشبه.
فيها اخوانى للمساعدة فى هذا المشروع فهذا هو العلم النافع.
و هيا اخوانى للمساعدة فى فى هذا المشروع المهم.
و اسال الله ان يتقبل منكم و منا.
ادارة مشروع الماهر فى الرد على الصوفي الحائر.
منقوول.رابط الموضوع ( http://www.sd-sunnah.com/vb/showthread.php?s=&threadid=433)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 01:25 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جهد مبارك، وفقكم الله تعالى، فمن المعلوم أن التصوف قد ضرب بأطنابه في السودان، ويحتاج إلى تضافر الجهود لمحاربته واجتثاثه، ونشر أنوار التوحيد، ولا ننسى الجهود المشكورة لجماعة أنصار السنة المحمدية في هذا المجال، أعانكم الله تعالى.
* ويمكنك البحث هنا في الملتقى عن كلمة (صوفية) أو (قبر) أو (قبورية) أو (القبوريون) أو (التوسل) أو (شرك) أو (استغاثة) أو (عبادة) أو (شبهة) ونحوها من العبارات في هذا الملتقى المبارك فسيخرج لك عدد كبير من الأبحاث النافعة في تخريج بعض الأحاديث التي يتعلق بها الصوفية وفي الرد على بعض ما يستندون إليه من الشبهات.
فيمكنكم إدراج هذه الأبحاث في موسوعتكم مع الإشارة إلى مصدرها ووضع رابط ملتقى أهل الحديث.
* كما ننصحكم باقتناء الكتب الآتية:
الصارم المنكي في الرد على السبكي
غاية الأماني في الرد على النبهاني
صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان
وأمثالها من الكتب مع ترتيبها في نقاط محددة وعرضها بأسلوب ميسر.
* كما ننصحكم بالاستفادة من منتدى الدفاع عن السنة
نفع الله تعالى بكم.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 - 05 - 04, 01:39 ص]ـ
هناك كتاب الفكر الصوفي للشيخ عبد الرحمن الوكيل
وكذلك رسالة فضائح الصوفية للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 05 - 04, 01:46 ص]ـ
خذ هذا الرابط وادعوا للقائمين عليه
ادعوا الله أن يحفظهم من كل سوء
http://www.almijhar.net/
أبو بكر
ـ[حنبل]ــــــــ[17 - 05 - 04, 10:33 ص]ـ
الشيخ خالد السلمى جزاك الله خير على النصيحة و الدعاء و نتمنى ان نراك معنا فى المشروع مشاركا و موجها و ناصحا.
ابو صفوت جزاك الله خير و إن شاء نأخذ بنصيحتك و نرجو ان تكون من المشاركين فى المشروع لانه بإذنه الله من العمل الذى يبقى بعد الموت.
الشيخ ابو بكر بن عبد الوهاب جزاك الله خيرا على الرابط و كما قيل اليد الواحدة لا تبنى فنرجو ان تشاركونا ففى مضافرة الجهود نجاح المشروع.
ارجو من الاخوان المشاركة حتى و لو بحديث واحد او شبه واحدة مع تفنيدها.
جزاكم الله خيرا.
ـ[حنبل]ــــــــ[19 - 05 - 04, 08:18 ص]ـ
نرجو من الاخوان الذين لهم اهتمامات بالتصوف و انحرافاته المشاركة معنا بإضافة ما عندهم من احاديث ضعيفة و شبه.
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[19 - 05 - 04, 01:59 م]ـ
أخوانى الرجاء عند الرد على الصوفية أن تستعملوا أسلوب اللين وان تكون فى قلوبكم الرحمة عليهم كيف الله ينقدهم من الضلالة ويكون عندكم فكر الهديا وليس أقامة اللحجة, اعتبر نفسك منهم فكيف تريد الناس أن يتحدثو اليك.
كما يجب أخوانى أن اسلوب بعض المشائخ فى بلادنهم مع شعوبهم لاتمشى مع بعض الشعوب، وان كان الكل يريد الحق.
فيجب ان تاخذوا هذا فى الاعتبار حتى الله ينفع بكم.
كما يجب عليكم ان تعلموا أن السيدى معه مثل االسلك السالب فى المصباح الكهربائى فعليكم بالسلك الموجب الذىبه يتم تشغيل النور فى قلوب الناس هو قيام الليل والدعاء لهم فهذا من هدى النبى صلاة الله عليه وسلم.(31/471)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن البشير]ــــــــ[16 - 05 - 04, 11:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أخواني الكرام ...
يسعدني أن أكون مشاركاً معكم في هذا الملتقى الطيب ...
سائلاً الله العلي القدير التوفيق والسداد ..
والحمد لله رب العالمين
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 05 - 04, 02:15 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حياك الله بيننا أخي ابن البشير.(31/472)
فتوى الشيخ كريم راجح حفظه الله في الداعية الجفري
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 05 - 04, 01:54 ص]ـ
هذه فتوى شيخ القراء الشيخ كريم راجح حفظه الله تعالى يبين فيها موقفه من الداعية الجفري.
http://www.almijhar.net/images/rajeh.jpg
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 05 - 04, 08:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ولعل الأنسب نقل هذا الموضوع لقسم المخطوطات
والله أعلم(31/473)
أردتَ شينًا فصار زينًا!
ـ[الذهبي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 11:51 ص]ـ
قال محمد بن إبراهيم الصرام: {{وبلغنا عن عثمان الدارمي أنه قال له رجل كبير يحسده: ماذا أنت لولا العلم؟
فقال له: أردت شينًا فصار زينًا}}.
السير (13/ 324)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 05 - 04, 09:11 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الذهبي
الظاهر أن القائل ((بلغنا)) هو الذهبي وليس محمد بن إبراهيم الصَّرَّام رحمنا الله وإياهم.
وهذا إسناد الحكاية عن الإمام الدَّارمي رحمه الله:
أخرج ابن عساكرفي تاريخ دمشق (38/ 364)
قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر الحافظ أنا أبو عبد الله الحاكم قال سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد الوراق يقول سمعت أبا بكر الفسوي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول:
قال لي رجل من أهل سجستان ممن كان يحسدني: ماذا كنت أنت لولا العلم
فقلت: أردت شينا فصار زينا
سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت أبا معاوية يقول قال الأعمش لولا العلم لكنت بقالا من بقالي الكوفة وأنا لولا العلم لكنت بزازا من بزازي سجستان. ا. هـ
وأبو بكر الفسوي لم أتعرف عليه
والله أعلم
ورضي الله عن علي حينما قال: ((قيمة كل امرىء ما يحسنه))
وقال ابن الوردي:
لا تقل أصلي وفصلي أبدا ** إنما أصل الفتى ما قد حصل
قد يسود المرء من غير أب ** وبحسن السبك قد ينفى الزغل
وكذا الورد من الشوك وما ** ينبت النرجس إلا من بصل
مع أني أحمد الله على ** نسبي إذ بأبي بكر اتصل
قيمة الإنسان ما يحسنه ** أكثر الإنسان منه أو أقل
ـ[الذهبي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 12:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي الكريم الشيخ خالد، حفظك الله تعالى وبارك فيك.
نعم، القائل هو الإمام الذهبي كما تفضلت وذكرت، وقد انتقل بصري لما فوق النص فحدث لي اللبس.
أحسن الله إليك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 07 - 05, 03:01 م]ـ
جزى الله الشيخ الذهبي خيرا ونفعنا بعلمه.
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[22 - 07 - 05, 03:41 م]ـ
جزى اللّه خيراً كل من نصح الورى * بكل دليل في المقال مسدَّدِ
جزى الله الشيخ الذهبي عني خير الجزاء
وبارك الله في الشيخ عبد الرحمن(31/474)
الأدلة القطعية من الكتاب والسنة لثبوت الأرض ودوران الشمس حولها
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 01:15 م]ـ
الرابط فيه الدليل ومن عنده المزيد يدلي بدلوه
http://www.4quran.net/vb/showthread.php?s=&postid=5469#post5469
ـ[راشد]ــــــــ[17 - 05 - 04, 02:00 م]ـ
الثابت علميا أن الأرض تدور حول الشمس، وأن الشمس تدور حول مركز المجرة
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 03:16 م]ـ
أين الأدلة أخي الحبيب
أطلع على هذا الرابط لعلك تغير معلوماتك التي جائتك من الغرب
http://www.4quran.net/vb/showthread.php?s=&postid=5477#post5477
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 05 - 04, 04:31 م]ـ
الحقيقة ان الذي يدعوني للرد هو قول بعض الاخوة هداه الله: ((صراحة صدمت لما قرأت هذا الموضوع العجيب جدا و قد سمعت أن بعض الناس يقول بثبوت الارض و دوران الشمس لكني لم أصدق أن هناك أحدا يقول بهذا القول أبدا و لكني أخيرا قد رأيته و كنت أعتقد أن هذه المسألة محسومة منذ حوالي خمس قرون و في القرن الميلادي الماضي صورت وكالة ناسا الامريكة صور لدوران الارض حول الشمس و من أرادها فيلذهب الي موقع الوكالة علس شبكة الأنترنت و لما كنت صراحة لا استطيع التعليق علي هذا الكلام العجيب الذي أقل ما يقل فيه أن نقول هنيئا للمسلمين بمثل هذا التخلف و التأخر الذي هم فيه بس هذه الترهات و لا أريد أن أقول هذه البلاهات و بناءا عليه فأنا أعتذر أصلا عند دخولي هذا المنتدي الذي هو بالفعل عزيزي علي قلبي لما يبث من هذه الأفكار العجيبة المتخلفة)).
وانما نقلت كلام الاخ بتمامه ولفظه , لبيان مدى القصور العلمي عند الكثير منا ثم هم مع ذلك قد ركبوا قناعات غير قابلة للنقض .. وعليها بنى الاخ تعجبه.
وقد جهلوا الفرق بين النظريات العلمية , و الحقائق المعرفية.
ومن المعلوم ان التقدم المعرفي الهائل خلال القرن الماضى قد نقض الكثير الكثير من المسلمات.
وأذكر أن بعض الفلاسفة قد صدر كتابة بسؤال أحد التلاميذ لبعض الفلاسفة حيث قال: لاادري كيف كان الناس يفكرون خلال هذه القرون ويعتقدون ان الارض ثابة والشمس تدور , فقال الفيلسوف يا بنى أخشى ان يأتي زمان يقول فيه بعضهم لا اردي كيف كان الناس يفكرون حينما أعتقدوا ان الشمس ثابتة والارض تدور.
وهذا الكلام حق يعرفه من له أدنى مطالعة لمسيرة العلم التطبيقي وقفزاته خلال القرون الماضية.
مثلا نظرية الاثير وأظن تهجائتها كذا Ether :
كانت من المسلمات والتى (لا زالت تدرس) في مدارسنا والاثير المقصود به الوسط المادى بين الارض وبقية الكواكب اي (الفضاء) حيث ان النظريات العلمية قائمة كما (يدرس أيضا) على ان الضوء لاينتقل الا عبر وسط مادي!
وبناء على هذه النظرية وبما انه لايوجد هواء ولا وسط مادى في الفضاء فقد ابتكروا نظرية الاثير وقالوا بما ان الضوء لاينتقل الا عبر وسط مادي فالاثير عبارة عن وسط مادى غير معروف!!
ثم قررت تجربة ماكسويل الالماني وصاحبه الذي نسيت أسمه ثم انشتاين من بعدهم انه لايوجد مطلقا اي وسط مادي ولا وجود للاثير!!
وان الفضاء عبارة عن (فراغ) وهذا ينقض نظرية انتقال الضوء او نظرية الاثير.
وحتى المقررات الرياضية التى كانت ((ثوابت)) من قبل كالهندسة الاقليدية نسبة الى (أقليدس) والتى لازالت (تدرس أيضا في مدراسنا) فهي ايضا قد نقضت بنظريات أقوى منها كما هي نظرية ريمان الالماني في المقعرات والذي أثبت أنه (لايوجد أصلا خطوط متوازية)!!!!
فالمشهور والمتقرر عند الكثير أن (الخطين المتوازيين لايمكن ان يلتقا أبدا).
وهذا خلاف ما أثبته ريمان و لوباتيشفيكي من أنهما (يلتقيان).
وهذا بناء على ان الكون (مقعر).
وكذلك نظرية الكوانتم التى نقضت كل النظريات السابقة ومنها نظرية ديكارت الرياضية في أن الكون يجرى على نسق رياضي واحد وعليه تم أختراع مدفع (الهاون) (أي على أساس نظرية ديكارت) ومع هذا فقد أثبتت نظرية الكوانتم كذب هذا الامر.
وكذلك نسبية انشتاين المشهورة والتى نقضت الكثير من القوانيين الفيزيائية الثابتة , ومنها قوانين نيوتين التى كانت (الكتاب المقدس) للفيزيائيين!
أما فيما يتلعق بدوران الارض والشمس.
فقد كانت النظرية السابقة السائدة في اروبا وغيرها هي ان الارض ثابتة والشمس تدور وكانت تسمى فرضية كلاديوس.
حتى جاءت نظرية كوبرنيكوس الشهيرة والقائلة بدوران الارض حول الشمس وصارت محاكم التفتيش والاحراق بالنار ... الخ القصة المعروفة.
وكانت هذه النظرية تواجه مأزق البرهنة التجريبية حتى ظهر بعض العلماء وحاولو معالجة هذه الاشكالات التجريبية ومنهم كبلر ثم ظهرت نظرية ان المسار الفلكي (بيضاوى) وليس دائرى فتم معالجة الكثير من العقبات التجريبية على هذه النظرية.
ثم أكتشف ان الشمس تدور والارض تدور والمجرة تدور والكون كله في دوارن مستمر كما هي نطرية كبلر التى يقول بها الفلكيون في هذه العصور.
ولست هنا معارض او مؤيد لنظرية الدوران بل مبين للبعض ان النظريات العلمية لايمكن بأي حال من الاحوال حتى مع بعض الاثبات أعتبرها مسلمات غير قابلة للنقض او الطرح المعارض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/475)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 06:46 م]ـ
بسم الله ... و الحمد لله،،
أما عن كون الأرض تدور حول الشمس فهذا أمر ثابت علمياً بل من الثابت أن كل كواكب المجموعة الشمسية و هي أحد عشر كوكباً تدور حول الشمس.
و من الثابت أيضاً أن الشمس تدور حول مركز المجرة و حول نفسها و كذلك الكواكب الأحد عشر يدورون في حركتين متزامنتين حول الشمس و حول انفسهم.
و كما تعلمنا في المرحلة الإبتدائية فدوران الأرض حول الشمس يتم في سنة شمسية كاملة أما دورانها حول نفسها فيتم في يوم شمسي كامل (24 ساعة).
و لكن الأمر موضع الخلاف هنا لا يتعلق بدوران الأرض حول الشمس بل هو دوران الأرض حول نفسها على مدار اليوم.
و الأمر نسبي!
فأنت إن جعلت الأرض ثابتة (تقديرياً) لوجدت أن الكون كله يدور حولها و إن جعلت كوكب عطارد ثابتاً (تقديرياً) لوجدت أن الكون كله يدور حوله. و الموضوع ببساطة يشبه راكب القطار الذي يرى أن رصيف المحطة هو الذي يتحرك لا القطار!
و ربما في المستقبل سينهض أحدهم ليقول: من الخطأ أن تقول هذا يدور حول ذاك بل الصحيح أن تقول هناك حركة نسبية بين هذا و ذاك و بتقدير ثبوت هذا يتحرك ذاك في الإتجاه الفلاني و بتقدير ثبوت ذاك يتحرك هذا في الإتجاه الفلاني!
و وقتها ستجد منا من يقول: لقد سبق ابن باز أو غيره علماء القرن الخمسين و اثبت كذا و كذا!!
معذرة تحملوا تخاريفي:)
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 06:53 م]ـ
بالمناسبة أخي المتمسك بالحق،، أنت خلطت الهندسة النظرية (الإقليديسية) بالهندسة التطبيقية حين قارنت في موضوع الخطين المتوازيين و لكن حتى الهندسة النظرية تعترف بأن الخطين المتوازيين يلتقيان في ما يعرف باللانهاية و هو مصطلح نظري!
ـ[آل حسين]ــــــــ[17 - 05 - 04, 08:51 م]ـ
السلام عليكم
قال تعالى: ((والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم"38"والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم"39"لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون"40"))
سورة يس
بدون كثرت الخوض الله أخبرنا بأن الشمس تجري وبعد هذا أخبرنا بأن الكل في الفلك يسبحون فهل تكون الأرض داخله في العموم
وياليت الاخوان يزيدوننا من البحث والله الموفق
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 02:00 ص]ـ
إلى المتمسك بالحق
ليتك متمسك فعلا بالحق قلت (أقل ما يقل فيه أن نقول هنيئا للمسلمين بمثل هذا التخلف و التأخر الذي هم فيه بس هذه الترهات و لا أريد أن أقول هذه البلاهات و بناءا عليه فأنا أعتذر أصلا عند دخولي هذا المنتدي الذي هو بالفعل عزيزي علي قلبي لما يبث من هذه الأفكار العجيبة المتخلفة)).
أخي نقول لك قال الله وقال الرسول ترمينا بالتخلف وتدعي أنك متمسك بالحق الشيخ ابن عثمين ذكر بالأدلة القطعية ثبوت الأرض عندك ما يخالف ذلك من الكتاب وصحيح السنة فلتأتنا به وإلم يكن عندك لا ترم إخوانك بالتخلف بمجرد أنهم اتبعوا ظاهر النصوص
وأعلم أخي الحبيب ليس كل ما يأتينا عن وكالة ناسا حديث مسند من يخالفة يأثم بل كل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم
والله المستعان على من يتمسكون بالحق وهم على هذه الشاكلة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 05 - 04, 02:07 ص]ـ
.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 05 - 04, 02:11 ص]ـ
الاخ الكريم: فرغلي .. التأني في الخطاب وترك التعجل من أصول العلم ومحاسن الفهم.
فأنا قلت في أول مقالي: ((الحقيقة ان الذي يدعوني للرد هو:قول بعض الاخوة هداه الله.
ثم قلت (بضم التاء على الفاعل) (.أي أنا المتمسك بالحق)
: ((: وانما نقلت كلام الاخ بتمامه ولفظه , لبيان مدى القصور العلمي عند الكثير منا ثم هم مع ذلك قد ركبوا قناعات غير قابلة للنقض .. وعليها بنى الاخ تعجبه)).
__________________________________
معنى الكلام السابق اني أنا ((المتمسك بالحق)) أرد على من رد عليك (السيد فرغلي) في موقع أهل القرآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومعناه اني اسوق كلامه كاملا حتى يتبين للاخوة تسرع البعض.
والرد الطويل هو رد عليه!!!!!!!!!
ولا حول ولاقوة الا بالله
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[18 - 05 - 04, 02:14 ص]ـ
عذرا اخوتي. . . . .
ما المردود من بحث هذه المسألة؟
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 02:22 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/476)
مردود هذه المسألة الوصول للحق
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 02:32 ص]ـ
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن:
دوران الأرض، ودوران الشمس حول الأرض، وما توجيهكم لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا، وفيها أن تعاقب الليل والنهار بسبب دوران الأرض حول الشمس؟.
فأجاب:
خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولا في السنة، وذلك لأن قوله تعالى {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} [لقمان / 10] ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله {أن تميد بكم} يدل على أن للأرض حركة، ولولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.
وقوله {الله الذي جعل لكم الأرض قراراً} [غافر / 64] ليس بصريح في انتفاء دورانها؛ لأنها إذا كانت محفوظة من الميَدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وإن كانت تدور.
أما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل والنهار: فإننا متمسكون بظاهر الكتاب والسنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب والسنَّة إليه وأنَّى ذلك، فالواجب على المؤمن أن يتمسك بظاهر القرآن الكريم و السنة في هذه الأمور و غيرها.
ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار قوله تعالى {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} [الكهف / 17]، فهذه أربعة أفعال أُسندت إلى الشمس " طلعت "، " تزاور "، " غربت "، " تقرضهم " ولو كان تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض لقال: وترى الشمس إذا تبيّن سطح الأرض إليها تزاور كهفهم عنها أو نحو ذلك، وثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟ فقال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وأنها يوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها، ويقال: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ".
ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو الظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.
وأما ما ذكره علماء الفلك العصريون فإنه لم يصل عندنا إلى حد اليقين، فلا ندع من أجله ظاهر كتاب ربنا وسنَّة نبيناً صلى الله عليه وسلم.
ونقول لمن أُسند إليه تدريس مادة الجغرافيا يبين للطلبة أن القرآن الكريم والسنة كلاهما يدل بظاهره على أن تعاقب الليل والنهار إنما يكون بدوران الشمس على الأرض لا بالعكس.
فإذا قال الطالب: أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدَّعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات؟.
فجوابه: أنّا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة؛ لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي هو خالق الكون كله، والعالم بكل ما فيه من أعيان وأحوال، وحركة وسكون، وكلامه تعالى أصدق الكلام، وأبينه، وهو سبحانه أنزل الكتاب تبياناً لكل شيءٍ، وأخبر سبحانه أنه يبيِّن لعباده لئلا يضلوا، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين، وهو أعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله، ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل، لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي.
وفي ظني - والله أعلم - أنه سيجيء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة " داروين " حول نشأة الإنسان، والله أعلم.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 05 - 04, 02:34 ص]ـ
أكرر الرد حتى لايتكرر سوء الفهم:
الكلام الذي نصه: ((((صراحة صدمت لما قرأت هذا الموضوع العجيب جدا و قد سمعت أن بعض الناس يقول بثبوت الارض و دوران الشمس لكني لم أصدق أن هناك أحدا يقول بهذا القول أبدا و لكني أخيرا قد رأيته و كنت أعتقد أن هذه المسألة محسومة منذ حوالي خمس قرون و في القرن الميلادي الماضي صورت وكالة ناسا الامريكة صور لدوران الارض حول الشمس و من أرادها فيلذهب الي موقع الوكالة علس شبكة الأنترنت و لما كنت صراحة لا استطيع التعليق علي هذا الكلام العجيب الذي أقل ما يقل فيه أن نقول هنيئا للمسلمين بمثل هذا التخلف و التأخر الذي هم فيه بس هذه الترهات و لا أريد أن أقول هذه البلاهات و بناءا عليه فأنا أعتذر أصلا عند دخولي هذا المنتدي الذي هو بالفعل عزيزي علي قلبي لما يبث من هذه الأفكار العجيبة المتخلفة)).
كلام بعض الاخوة في موقع أهل القرآن وأنا نقلت كلامه حتى أرد عليه. وليس هو من كلامي!!! 1
وقد قلت: قال بعض الاخوة , وجعلته بين قوسين!(31/477)
السواك يذكر الشهادة عند الموت
ـ[الدرة]ــــــــ[17 - 05 - 04, 10:06 م]ـ
قال بعض الأطباء: التسوك يطيب الفم والنكهة ويجلو الأسنان والبصر ويقويها ويشد اللثة ويخفف عن الرأس وفم المعدة ويصفي الحواس ويحُد الذهن ويقطع البلغم ويسهل الطعام ويطرد النوم ويذكر الشهادة عند الموت
يورد هذا الكلام الفقهاء كثيراً عند ذكرهم لفوائد السواك
وسؤالي ـ بارك الله فيكم ـ مامعنى: فم المعدةـ يصفي الحواس ـ وهل ورد حديث يدل على ان السواك يذكر الشهادة عند الموت فانا لم اقف على دليل في ذلك، وإذا كان لايوجد دليل فلماذا يذكر الفقهاء ذلك
وأخيراً هل هناك مراجع طبية قديمة أو حديثة يوثق منها الكلام الساءق
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[18 - 05 - 04, 11:30 م]ـ
قد ذكر ذلك الرملس الشافعي في (نهاية المحتاج بشرح المنهاج)(31/478)
هل هذا حديث؟ وما مدى صحته؟
ـ[مهاجرة]ــــــــ[18 - 05 - 04, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
((مالي أراك متغير اللون)) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله
بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن
عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد
عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة
لا ينطفئ لهبها ولا جمرها.
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض،
لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في
كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..
والذي بعثك بالحق نبياً، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من
شدة عذابها ..
حرّها شديد، و قعرها بعيد، و حليها حديد، و شرابها الحميم و الصديد، و
ثيابها مقطعات النيران، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال
والنساء.
فقال صلى الله عليه وسلم: ((أهي كأبوابنا هذه؟!))
قال: لا، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة،
كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً، يُساق أعداء الله إليها فإذا
انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه
وتخرج من دُبُرِه، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده،
وتُنزَع من بين كتفيه، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة،
ويُسحَبُ على وجهه، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا
منها من غم أُعيدوا فيها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سكّان هذه الأبواب؟!))
فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون
، و اسمها الهاوية ..
و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ، و المجوس، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..
و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب
السابع؟))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا. فخَرّ النبي صلى الله
عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال
عليه الصلاة و السلام: ((يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي، و اشتدّ حزني، أَوَ يدخل
أحدٌ من أمتي النار؟؟؟))
قال: نعم، أهل الكبائر من أمتك. .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل ..
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس، فكان لا يخرج إلا
إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى
الله تعالى.
فلما كان اليوم الثالث، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال:
السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد
فتنحّى باكياً. .
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل
إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. .
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل
إلى مولاي رسول الله من سبيل؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى
بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وكان علي رضي الله عنه غائباً، فقال: يا ابنة رسول الله، إنّ رسول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/479)
الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم
أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول ..
فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم سلّمت و قالت: يا رسول الله أنا فاطمة، ورسول الله ساجدٌ يبكي،
فرفع رأسه و قال: ((ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني؟ افتحوا لها الباب))
ففتح لها الباب فدخلت، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً
شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن،
فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك؟!
فقال: ((يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم، و أخبرني أن في أعلى
بابها أهل الكبائر من أمتي، فذلك الذي أبكاني و أحزنني))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها؟!
قال: ((بلى تسوقهم الملائكة إلى النار، و لا تَسْوَدّ وجوههم، و لا تَزْرَقّ
أعينهم، و لا يُخْتَم على أفواههم، و لا يقرّنون مع الشياطين، و لا يوضع
عليهم السلاسل و الأغلال))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة؟!
قال: ((أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي
شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه، و كم من شاب
قد قُبض على لحيته، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه، و كم
من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه
واهتك ستراه، حتى يُنتهى بهم إلى مالك، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من
هؤلاء؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء، لم تَسْوَدّ وجوههم
ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم
توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم!!
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..
فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم؟!
وروي في خبر آخر: أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا: وامحمداه، فلما رأوا
مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته، فيقول لهم: من أنتم؟
فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن، ونحن ممن يصوم رمضان. فيقول لهم مالك: ما
أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا
: نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
فيقول لهم مالك: أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى .. فإذا وقف
بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا
نبكي على أنفسنا، فيأذن لهم، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع، فيبكون
الدم، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من
خشية الله ما مسّتكم النار اليوم ..
فيقول مالك للزبانية: ألقوهم .. ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم: لا إله إلا الله، فترجع النار عنهم،
فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول: كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟
فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم، فمنهم من تأخذه إلى قدميه،
ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى
حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن
في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان .. فيبقون ما شاء
الله فيها، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله
تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟
فيقول: اللهم أنت أعلم بهم. فيقول انطلق فانظر ما حالهم.
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر
مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له، فيقول له يا جبريل: ماأدخلك هذا
الموضع؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد؟ فيقول مالك: ما
أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم، قد أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت
وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان.
فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم. قال فيأمر مالك الخَزَنَة
فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/480)
ملائكة العذاب فيقولون: من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه؟ فيقول
مالك: هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي،
فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً
صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره
بسوء حالنا.
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة
محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم.
فيقول: هل سألوك شيئاً؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام
و أُخبره بسوء حالهم. فيقول الله تعالى: انطلق فأخبره.
فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها
أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب، فيقول: يا محمد. . قد جئتك من عند
العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار، وهم يُقرِئُونك السلام
ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا.
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله
تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
فيقول الله تعالى: ارفع رأسك، و سَلْ تُعْطَ، و اشفع تُشفّع.
فيقول: ((يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني
فيهم))
فيقول الله تعالى: قد شفّعتك فيهم، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله
إلا الله. فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه
وسلم قام تعظيماً له فيقول: ((يا مالك ما حال أمتي الأشقياء؟!))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم. فيقول محمد صلى الله عليه وسلم: ((افتح
الباب و ارفع الطبق))، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم
صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا،
فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب
الجنة يسمى نهر الحيوان، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً
مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن
من النار"، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها
قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله تعالى:
} رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {[الحجر:2]
*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اذكروا من النار ما شئتم، فلا
تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه))
* و قال: ((إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار، يغلي
منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و
تخرج أحشاء بطنه من قدميه، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن
أهون أهل النار عذاباً))
* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية:} وَ إِنَّ جَهَنّمَ
لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ {[الحجر:43]، وضع سلمان يده على رأسه و خرج
هارباً ثلاثة أيام، لا يُقدر عليه حتى جيء به.
======
وجزاكم الله خيرا
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 - 05 - 04, 06:09 ص]ـ
بهذا اللفظ والسياق لم أقف له على أصل في كتب السنة. ولبعض فقراته شواهد، لكن بطوله وألفاظه يبعد أن يصدر عن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوله جاء في حديث ضعيف جدا عن عمر بن الخطاب لا أنس. لكن مداره على سلام الطويل وهو مجمع على ضعفه.
وهو في مجمع الزوائد 10، 386
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[18 - 05 - 04, 11:20 ص]ـ
مهاجرة
وصلني هذا الحديث على بريد عملي من سائلٍ عن مدى صحته، فأجبته بما يلي:
بدايةً أشكرُ لك تحريك لحديثِ المصطفى صلى الله عليه وسلم من جهةِ الصحةِ وعدمها
أما هذا الحديثُ فالكذبُ على النبي صلى الله عليه واضحٌ، وقد أوردهُ السمرقندي في " تنبيه الغافلين "، وكتابهُ قد شحنهُ بالأحاديث الموضوعة والمكذوبةِ على النبي صلى الله عليه وسلم.
كتاب " تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين " (ص 264 – 265) لأبي الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي (ت 375 هـ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/481)
قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير (16/ 323): صَاحبُ كِتَابِ (تنبيهِ الغَافلينَ) ... وَتَرُوجُ عَلَيْهِ الأَحَادِيثُ الموضُوعَةُ.ا. هـ.
أما كتابه " تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين " الذي جاء الحديث المذكور فيه فقد انتقده أهل العلم نقدا شديدا، فالكتاب - أي " تنبيه الغافلين " - من مظان الأحاديث الموضوعة والمكذوبة، وإليك كلام أهل العلم في الكتاب لكي تكون أنت وغيرك على بينة من أمر الكتاب.
وهذه النقولات من كتاب " كتب حذر منها العلماء (2/ 198 - 200).
قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " في ترجمته (حوادث 351 - 380): وفي كتاب " تنبيه الغافلين موضوعات كثيرة.ا. هـ.
وقال أبو الفضل الغماري في " الحاوي " (3/ 4): وكتاب " تنبيه الغافلين " يشتمل على أحاديث ضعيفة وموضوعة، فلا ينبغي قراءته للعامة لا يعرفون صحيحه من موضوعه.ا. هـ.
وقد ذكر شيخ الإسلام في " الرد على البكري " أن جمهور مصنفي السير والأخبار وقصص الأنبياء لا يميز بين الصحيح والضعيف، والغث والسمين، وذكر من بينهم أبا الليث السمرقندي، وقال: " فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم، ولا لهم خبرة بالنقلة، بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف، ولا يميزون بينهما، ولكن منهم من يروي الجميع ويجعل العهدة على الناقل.ا. هـ.
وقال أيضا في " الفتاوى " في معرض تضعيف حديث: وَهَذَا الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ فِي آدَمَ يَذْكُرُهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ بِغَيْرِ إسْنَادٍ وَمَا هُوَ مِنْ جِنْسِهِ مَعَ زِيَادَاتٍ أُخَرَ كَمَا ذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ قَالَ: وَحَكَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ وَأَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَغَيْرُهُمَا " أَنَّ آدَمَ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي - قَالَ وَيُرْوَى تَقَبَّلْ تَوْبَتِي - فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ عَرَفْت مُحَمَّدًا؟ قَالَ رَأَيْت فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَيُرْوَى: مُحَمَّدٌ عَبْدِي وَرَسُولِي فَعَلِمْت أَنَّهُ أَكْرَمُ خَلْقِك عَلَيْك؛ فَتَابَ عَلَيْهِ وَغَفَرَ لَهُ ". وَمِثْلُ هَذَا لَا يَجُوزُ أَنَّ تُبْنَى عَلَيْهِ الشَّرِيعَةُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ فِي الدِّينِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنْ جِنْسِ الإسرائيليات وَنَحْوِهَا الَّتِي لَا تُعْلَمُ صِحَّتُهَا إلَّا بِنَقْلِ ثَابِتٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.ا. هـ.
والشاهد قول شيخ الإسلام ابن تيمية: طَائِفَةٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ بِغَيْرِ إسْنَادٍ.
وقال حاجي خليفة في " كشف الظنون " (1/ 478): تنبيه الغافلين في الموعظة. لأبي الليث: نصر بن محمد الفقيه، السمرقندي، الحنفي. المتوفى: سنة 375، خمس وسبعين وثلاثمائة. وهو مجلد. أوله: (الحمد لله الذي هدانا لكتابه ... الخ). مرتب على: أربعة وتسعين بابا. قال الذهبي: (فيه موضوعات كثيرة).ا. هـ.
وقد حذر من هذا الكتاب - تنبيه الغافلين - وغيره من الكتب الشيخ السلفي محمد بن أحمد بن محمد بن عبد السلام الشقيري في كتابه " المحنة المحمدية في بيان العقائد السلفية " (ص171 - 172) فقال تحت عنوان " كتب لا يحل قراءتها " في مبحث سبب انتشار الحكايات والمنامات الفاسدة والخرافات الفاشية التي لم يعهد لها أصل في كلام السلف الصالحين، ولا في سنن سيد المرسلين؛ قال: وإنما هي فاشية بين العوام والجهلاء والطغام من كتب المناقب ككتاب " الروض الفائق "، و " روض الرياحين في مناقب الصالحين " و " ونوادر القليوبي " و " كرامات الأولياء " و " ونزهة المجالس " و " وتنوير القلوب "، و " تنبيه الغافلين "، وكذا كتب الشروح والحواشي الأزهرية، وأمثال هذه الكتب لا تحوي سوى ما يفسد عقائد العوام وبسطاء العقول، وقد كان الواجب على علمائنا أن ينبهوا العوام وبسطاء العقول، وقد كان الواجب على علمائنا أن ينبهوا عليها في الجرائد والمجلات وفي دروسهم ومؤلفاتهم، إذ هي السبب الأعظم في إفشاء تلك الخرافات بين العوام وفي عبادتهم لقبور الصلحاء، فكان الواجب إيقاف طبعها ومصادرة قراءتها دفعا لضررها وتطاير شررها، ولكن علماءنا ماتوا والأحياء لم يرج منهم أمر ولا نهي؛ فإنا لله وإنا إليه
راجعون.ا. هـ.
والحديثُ أوردهُ السيوطي في " الدر المنثور " مختصراً وقال عنه من حديثِ عمرَ بنِ الخطابِ فقال: وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف
والله أعلم(31/482)
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم الخضير حفظه الله الأربعاء والخميس 30/ 3 و 1/ 4
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 06:28 ص]ـ
((الدين النصيحة))
محاضرة لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله بعد مغرب الأربعاء 30/ 3/1425 وذلك في جامع بابقي في جيزان
وأيضا سيكون هناك بعد مغرب الخميس 1/ 4/1425 محاضرة بعنوان
((ان الله طيب لايقبل الا طيبا)) في جامع الدحمان بأحد المسارحة
وستبث المحاضرتين في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ..
للاستفسار ت/073192817 ج/ 0505771363
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[18 - 05 - 04, 07:19 ص]ـ
رفع الله قدر الشيخ علي هذا الاجتهاد في الدعوه وفي نشر العلم.(31/483)
الدورة العلمية لشيخ /عبد الله بن جبرين1425
ـ[السبيعي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 08:49 ص]ـ
بجامع الراجحي بشبرا
24/ 4/1425 ....... 13/ 5/1425
الفجر
تكملة المحرر
تكملة الزاد
المغرب
تكملة كتاب التوحيد
تكملة السفارينية
العشاء
تكملة ملحة الاعراب
اداب المشي لصلاة
الفية الحديث
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[18 - 05 - 04, 09:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
وهذه بعض الدروس العلمية لاخواني طلبة العلم
http://www.heartsactions.com/droos.htm
وهذه الكروكيات الخاصة بالمساجد
http://www.heartsactions.com/krokiat.htm(31/484)
قال أتيتك في حويجة فقال: اطلب لها رجيلاً
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 05 - 04, 04:48 م]ـ
قال ابن منظور في لسان العرب
قال ابن الأَعرابي: قال رجل من العرب لرجل آخر لي إِليك حُوَيِّجَة، قال: لا أَقْضِيها حتى تكونَ لُبْنانِيَّة أَي عظيمة مثل لُبْنانٍ، وهو اسم جبل،
وقال الراغب الأصفهاني في محاضرات الأدباء
قال رجل لابن عباس رضي الله عنهما: أتيتك في حاجة صغيرة. فقال: هاتها فالحر لا يصغر عن كبير أخيه ولا يكبر عن صغيره. وقال رجل لعمارة: أتيتك في حويجة. فقال: اطلب لها رجيلاً. وقال آخر مثله فقال: دعها حتى تكبر.
وقال الآبي في نثر الدرر
وقال بعضهم لسعيد بن العاص: عرضت لي إليك حويجة. فقال: اطلب لها رجيلاً.
وقال ابن الجوزي في صيد الخاطر
فصل قوة الهمة
خلقت لي همة عالية تطلب الغايات.
بلغت السن وما بلغت ما أملت، فأخذت أسأل تطويل العمر، وتقوية البدن، وبلوغ الآمال.
فأنكرت علي العادات وقالت: ما جرت عادة بما تطلب.
فقلت إنما أطلب من قادر على تجاوز العادات.
وقد قيل لرجل: لنا حويجة فقال: اطلبوا لها رجيلاً.
وقيل لآخر جئناك في حاجة لا ترزؤك، فقال هلا طلبتم لها سفاسف الناس ?.
فإذا كان أهل الأنفة من أرباب الدنيا يقولون هذا فلم لا نطمع في فضل كريم قادر ?.
وقد سألته هذا السؤال في ربيع الآخر من سنة خمس وسبعين فإن مد لي أجلي وبلغت ما أملته نقلت هذا الفصل إلى ما بعد وبيضته، وأخبرت ببلوغ آمالي.
وإن لم يتفق ذلك فسيدي أعلم بالمصالح، فإنه لا يمنع بخلاً، ولا حول إلا به.
وفي مختصر تاريخ دمشق
قال رجل للعباس بن محمد: إني أتيتُك في حاجة صغيرة، فقال: اطلب لها رجلاً صغيراً.
وحكى ابن قتيبة قال: قال رجل للعباس بن محمد: إني أتيتك في حُوَيْجة، فقال: اطلب لها رُجَيلاً.
قال: وهذا خلاف قول علي بن عبد الله بن العباس لرجل قال له: إني أتيتك في حاجة صغيرة، قال: هاتِها، فإن الرجل لا يصغُر عن كبير أخيه ولا يكبر عن صغيره.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 05 - 04, 07:31 م]ـ
أحسنت يا أبا عمر
وفي الآداب الشرعية لابن مفلح 2/ 169
وقال محمد بن واسع لقتيبة بن مسلم إني أتيتك في حاجة رفعتها إلى الله قبلك فإن يأذن الله فيها قضيتها وحمدناك وإن لم يأذن الله فيها لم تقضها وعذرناك وقال يونس
أنزلت بالحر إبراهيم مسألة * أنزلتها قبل إبراهيم بالله
فإن قضى حاجتي فالله يسرها * هو المقدرها والآمر الناهي
إذا أبى الله شيئا ضاق مذهبه *عن الكبير العريض القدر والجاه
قال أبو العتاهية
خير المذاهب في الحاجات أنجحها *وأضيق الأمر أدناه إلى الفرج
وكتب سوار بن عبد الله بن سوار القاضي إلى محمد بن عبد الله بن طاهر:
لنا حاجة والعذر فيها مقدم **خفيف ومعناها مضاعفة الأجر
فإن تقضها فالحمد الله ربنا **وإن تكن الأخرى ففي واسع العذر
على أنه الرحمن معط ومانع **وللرزق أسباب إلى قدر يجري
فأجابه محمد بن طاهر
فسلها تجدني موجبا لقضائها **سريعا إليها لا يخاطبني فكر
شكور بإفضالي عليك بمثلها **وإن لم يكن فيما حوته يدي شكر
فهذا قليل للذي قد رأيته **لحقك لا من لدي ولا ذخر
وقال جعفر بن محمد حاجة الرجل إلى أخيه فتنة لهما إن أعطاه شكر من لم يعطه وإن منعه ذم من لم يمنعه.
وقال خالد بن صفوان لا تطلبوا الحوائج عند غير أهلها ولا تطلبوها في غير حينها ولا تطلبوا ما لا تستحقون منها فإن من طلب ما لا يستحق استوجب الحرمان.
وقال رجل للعباس بن محمد أو لعبد الله بن العباس أتيتك في حاجة صغيرة قال فاطلب لها رجلا صغيرا.
وقيل لأخر أتيتك في حاجة صغيرة، قال اذكرها فإن الحر يقوم بصغير الحاجات، وكبيرها كان يقال لا تستعين على حاجة بمن هي طعمته ولا تستعن بكذاب فإنه يقرب البعيد، ويباعد القريب ولا تستعن على رجل بمن له إليه حاجة.
وقال بعضهم: أصل العبادة أن لا تسأل سوى الله حاجة فلكل أحد في الله عوض من كل أحد، وليس لأحد من الله عوض بأحد.
وقال أبو الأسود
وإذا طلبت إلى كريم حاجة ** فلقاؤه يكفيك والتسليم
وإذا طلبت إلى لئيم حاجة **فألح في رفق وأنت مديم
وقال آخر:
لا تطلبن إلى لئيم حاجة **واقعد فإنك قائم كالقاعد
يا خادع البخلاء عن أموالهم **هيهات تضرب في حديد بارد
وقال أبو العتاهية:
اقض الحوائج ما استطعت **وكن لهم أخيك فارج
فلخير أيام الفتى **يوم قضى فيه الحوائج
وقال بعضهم:قالوا من صبر على حاجته ظفر بها ومن أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له.
وقال علي بن أبي طالب:
اصبر على مضض الإدلاج في السحر **وفي الرواح إلى الحاجات والبكر
لا تضجرن ولا يعجزك مطلبها **فالنجح يتلف بين العجز والقصر
إني رأيت وفي الأيام تجربة **للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في شيء تطلبه **واستشعر الصبر إلا فاز بالظفر
وقال سفيان الإلحاح لا يصلح ولا يجمل إلا على الله عز وجل ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[21 - 03 - 05, 01:07 ص]ـ
قال الإمام النووي في تهذيب الاسماء ج1/ص137
روينا في صحيح البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سليم يعني أمه فاتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه ثم قام الى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت يا رسول الله إن لي حويجة قال ما هي قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا الا دعا به اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني لمن اكثر الأنصار مالا.
لكن هذه اللفظة ليست في الصحيحين فلعله ذكرها بالمعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/485)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 05 - 07, 04:59 م]ـ
موسوعة الخطب والدروس
وأما أصحاب الهمم العالية فيأنفون حتى من المهمات الحسنة إن كانت صغيرة حتى إن كان هناك عملٌ صالحٌ لكنه صغير فإنهم يرون أن عزتهم وأنفتهم وطموحهم وهمتهم تطلب ما هو أعلى.
وكما نعلم قيل لبعض ذوي الهمم العالية جاءه رجل وقال لي: عندك حويجة! فقال له: " اطلب لها رجيلاً "، إن كانت حاجتك صغيرة فاذهب صغير يقضيها لك وأما أنا فلا أنظر إلا إلى معالي الأمور وكبارها.
وقيل لبعض العلماء لي سؤال صغير قال اطلب له رجلا صغير.
ولا يعني ذلك أن لا يُجاب عن السؤال ولكن نحن نلفت النظر إلى ما يُنظر إليه بل إن الإنسان ليعجب من المواقف التي ينتبه إليها بعض الناس.
جاءهم في رجل من الكرام قومٌ قالوا: جئناك في حاجة لا ترزأك - يعني لا تُنقص منك شيء - فقال: " هلاّ طلبتم لها سفاسف الناس ".
وعن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أنه جاءته امرأة فسألته مالاً فأعطاها شيئاً عظيماً فقيل له: إنها لا تعرفك وكان يرضيها اليسير! قال: " إن كان يرضيها اليسير فأنا لا أرضى إلا بالكثير وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي ".
وتُروى هذه المنقبة أيضاً عن يزيد المهلبي الذي كان من الأمراء المشهورين بالكرم إذ مرّ ببادية من الأعراب فسألوه فأعطاهم شيئاً كثيراً فقيل له: إنهم لا يعرفونك! قال: ولكني أعرف نفسي.
ومن لطائف ما يُذكر في ذلك أن رجل رأى ابن المبارك يعضُّ يد خادمه فقال له: أتعض يد خادمك؟! قال: كم آمره ألا يعد الدراهم على السّؤال وأقول له أحث حثواً ولا سمعني.
يعد وأقول له لا تعد خذ وأعطي فكان يعض يده حتى يستجيب لأمره بألا يعد.
وهذا يدلنا على أن صاحب الهمة العالية كما قلنا عنده من أنفته ما لا يجعله يرضى بالقليل والدون حتى من صالح الأعمال.
والشافعي رحمه الله يقول:
عليّ ثياب لو يُباع جميعها **** بفلس لكان الفلس منهن أكثرا
وفيهن نفسٌ لو تُقاس بها **** نفوس الورى كانت أعز وأكثرا
وما ضر نصل السيف إخلاق غمده **** إذا كان غضباً حيث وجهته فرى
وهكذا ينبغي أن يكون أصحاب الهمم العالية وهذا أمرٌ كثيف ويجعل المرء لا يقبل الذل.
جاء في ترجمة الخطيب البغدادي - رحمه الله - أنه دخل عليه بعض العلوية ومعه دنانير فقال للخطيب: فلان يُسلم عليك ويقول اصرف هذا في بعض مهماتك "يعطيه شيئاً من المال" فقال لا حاجة لي فيه وقطّب وجهه، فقال له الرجل: كأنك تستقله ونفض ما معه على سجادة الخطيب؛ ليُريه أنه مالٌ كثير فقال هذه ثلاثمائة دينار فقام الخطيب - رحمه الله - محمّر الوجه وأخذ طريقه وخرج وسحب سجادته، وظلّ الرجل يلتقط الدنانير ويجمعها من وراءه.
قال أحد تلاميذ الخطيب وهذا يبيّن لنا أثر الهمة العالية قال:
ما أنسى عز خروج الخطيب وذل ذاك العلوي الذي يجلس في الأرض يلتقط الدنانير وذاك قد مضى لحاله.
كما قال القائل والأبيات منسوبة للشافعي أيضاً:
يقولون لي فيك انقباض وإنما رأوا **** رجلا عن موضع الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ***** ومن أكرمته عزة النفس أُكرما
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 05:59 م]ـ
لاتكثر الغياب يااباعمر .. حتى لانُحرم من مثل هذه الفوائد الماتعة
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:15 م]ـ
بارك الله في الجميع.
قال الإمام النووي في تهذيب الاسماء ج1/ص137
روينا في صحيح البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سليم يعني أمه فاتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه ثم قام الى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت يا رسول الله إن لي حويجة قال ما هي قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا الا دعا به اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني لمن اكثر الأنصار مالا.
لكن هذه اللفظة ليست في الصحيحين فلعله ذكرها بالمعنى.
رواه البخاري بلفظ "خويصة" تصغير خاصة.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 03:03 ص]ـ
قال الإمام النووي في تهذيب الاسماء ج1/ص137
روينا في صحيح البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سليم يعني أمه فاتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه ثم قام الى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت يا رسول الله إن لي حويجة قال ما هي قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا الا دعا به اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له قال فإني لمن اكثر الأنصار مالا.
لكن هذه اللفظة ليست في الصحيحين فلعله ذكرها بالمعنى.
عزاه الحافظ في اتحاف الخيرة بهذا اللفظ (حويجة) الى مسند ابي يعلى وصحح اسناده،وقد بحثت في المسند االمذكور فوجدته رواه بلفظ "خويصة"فليحرر.(31/486)
من هناك من شرح كتاب السعدي منهاج السالكين
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[18 - 05 - 04, 10:55 م]ـ
اريد افضل كتاب محقق للكتاب
وهل احد شرحه او علقه عليه
وبارك الله فيكم
ـ[محب الخير]ــــــــ[18 - 05 - 04, 11:03 م]ـ
السلام عليكم:
أخي عمر لعل أفضل طبعة للكتاب تلك التي بتحقيق الشيخ محمد
الخضيري وبتعليق الشيخ العلامه عبدالله ابن عقيل ..
وأما شرح الكتاب فهناك شرح للشيخ العلامه عبدالله إبن جبرين
ولعلك تجد الشرح على هذا الرابط وهو موجود في الأسواق في مجلدين
http://www.taimiah.org/books02.asp?pid=1
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 05 - 04, 01:34 ص]ـ
الاخ الكريم محب الخير طبعة الاخ: محمد الخضيري ليس عليها تعليق للعلامة الشيخ العقيل!
بل هي بتقديمه مع تقديم الشيخ البسام رحمه الله.
ومما تتميز به طبعة الخضيري انه يكثر النقل في عديد من المسائل من كتب الشيخ ابن سعدي الاخرى.
وطبعة الشيخ الخضيري تتميز بانها اعتمادا على نسخة بخط المصنف والشيخ قد كتب الكتاب مرتين وهذه النسخة من كتبته الثانية. مع نسخ اخرى.
وأن اردت شرح الكتاب فعليك بكتب الشيخ الاخرى كنور البصائر , وأرشاد أولى البصائر والمختارات الجلية وغيرها.
والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 05 - 04, 02:35 م]ـ
شرح الشيخ عبدالله الجبرين حفظه الله هذا المتن واسماه (ابهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين)، وهو موجود في المكتبات، اعتنى به علي بن حسين ابو لوز، وطبعته دار الوطن، ويقع في مجلدين، ويباع بسعر من 35 - 40 ريال.(31/487)
ورد في ترجمة سلمان الفارسي أنه مات وعمره ثلاثمائة سنة فهل هذا صحيح
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 11:33 م]ـ
ورد في ترجمة سلمان الفارسي أنه مات وعمره ثلاثمائة سنة وقد كان من المعمرين
فهل هذا صحيح
ـ[محب العلم]ــــــــ[19 - 05 - 04, 12:08 ص]ـ
أورده الذهبي في السير وأنكره في تاريخ الإسلام " والعهد قديم "
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[19 - 05 - 04, 01:52 ص]ـ
الإمام الذهبي في السير لم يرتض القول بتعمير سلمان الفارسي، بل تراجع عما قاله في " تاريخ الإسلام ".
قال - رحمه الله -:
قال العباس بن يزيد البحراني: يقول أهل العلم: عاش سلمان ثلاث مئة وخمسين سنة، فأما مئتان وخمسون: فلا يشكون فيه .... "
فمن قول البحراني إلى هنا منقول من كتاب " الطوالات " لابي موسى الحافظ، وقد فتشت فما ظفرت في سنه بشيء سوى قول البحراني وذلك منقطع لا إسناد له!
ومجموع أمره وأحواله وغزوه وهمته وتصرفه وسفه للجريد وأشياء مما تقدم: ينبىء بأنه ليس بمعمر، ولا هرم، فقد فارق وطنه وهو حدث، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل فلم ينشب أن سمع بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر.
فلعله عاش بضعا وسبعين سنة، وما أراه بلغ المئة.
فمن كان عنده علم فليفدنا.
وقد نقل طول عمره: أبو الفرج بن الجوزي وغيره.
وما علمت في ذلك شيئا يركن إليه ....
وهذا يوضح لك أنه من أبناء الثمانين.
وقد ذكرت في " تاريخي الكبير " أنه عاش مئتين وخمسين سنة، وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه.
" سير أعلام النبلاء " (1/ 555، 556).
_______________________
من كلام الشيخ إحسان العتيبي.
ـ[خالد بن أحمد]ــــــــ[19 - 05 - 04, 04:48 ص]ـ
اذكر اني قرأت أثراً لأحد الشيوخ يستعمله في نفي وجود الخضر
برواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل من على الأرض سيموت قبل انقضاء مائة عام،
و قد قيل ان أنساً هو آخر من مات من الصحابة،
و قيل بل هو جابر بن عبد الله الأنصاري
و قيل أبو الطفيل ..
و الله أعلم.(31/488)
فائدة مهمة حول السخاوي ومنهجه في كتابه " الضوء اللامع"
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 05 - 04, 11:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد وآله ومن تبعه إلى يوم الدين أما بعد:
فهذه فائدة مهمة حول منهج الحافط السخاوي في كتابه " الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"
وهو كتاب مشهور معروف موضوعه في التراجم العامة لأهل القرن التاسع.
وهو كتاب مفيد قل أن تخلوا منه مكتبة، وقد استفاد من كتابه معاصريه، ومن جاء بعده ...
لكن على الكتاب مأخذ يوجب الحذر، والتحذير، رغم ما فيه من فوائد، ومكانة مؤلفه بين العلماء في زمانه وبعده.
وهذا المأخذ نبه عليه علم المجتهدين القاضي الشوكاني رحمه الله، وذلك في كتبه البديع: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع في مواضع عدة من كتابه لعلي أسوق لك بعضها لتنظر ماذا قال ..
قال الشوكاني رحمه الله في ترجمة البقاعي 1/ 20:
وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران لا كما قال السخاوي أنه ما بلغ رتبة العلماء بل قصارى أمره إدراجه في الفضلاء وأنه ما علمه أتقن فنا. قال: وتصانيفه شاهدة بما قلته. قلتُ: بل تصانيفه شاهدة بخلاف ما قاله، وأنه من الأئمة المتقنين المتبحرين في جميع المعارف، ولكن هذا من كلام الأقران في بعضهم بعض بما يخالف الإنصاف لما يجرى بينهم من المنافسات تارة على العلم، وتارة على الدنيا، وقد كان المترجم له منحرفا عن السخاوي والسخاوي منحرفا عنه وجرى بينهما من المناقضة، والمراسلة، والمخالفة ما يوجب عدم قبول أحدهما على الآخر، ومن أمعن النظر في كتاب المترجم له [البقاعي] في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول، والمنقول، وكثيرا ما يشكل على شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفاسير، ومختصراتها فلا أجد ما يشفى وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب اهـ. وانظر بقية الترجمة.
وقال الشوكاني [في ترجمة أحمد بن علي أبو العباس الحسيني الذي يعرف بابن المقريزي صاحب كتاب السلوك بمعرفة دول الملوك] 1/ 80:
وله مؤلفات غير هذه وجد بخطه أن تصانيفه زادت على مائتي مجلد وأن كبار شيوخه بلغت ستمائة نفس.
وكان متبحرا في التاريخ على اختلاف أنواعه، ومؤلفاته تشهد له بذلك وإن جحده السخاوي فذلك دأبه في غالب أعيان معاصريه.
وقال الشوكاني في ترجمة السيوطي 1/ 329: .. فإن السخاوي في "الضوء اللامع" وهو من أقرانه ترجمة مظلمة غالبها ثلب فظيع، وسب شنيع، وانتقاص، وغمط لمناقبه تصريحا، وتلويحا، ولا جرم فذلك دأبه في جميع الفضلاء من أقرانه ..
وقال 1/ 333: [بعد أن ذكر ثلب السخاوي لمؤلفاته] فهذه مؤلفاته على ظهر البسيطة محررة أحسن تحرير، ومتقنة أبلغ إتقان.
وعلى كل حال فهو غير مقبول عليه لما عرفت من قول أئمة الجرح والتعديل بعدم قبول الأقران في بعضهم بعضا مع ظهور أدنى منافسة فكيف بمثل المنافسة بين هذين الرجلين التي أفضت إلى تأليف بعضهم في بعض فإن أقل من هذا يوجب عدم القبول، و السخاوي رحمه الله وإن كان إماما غير مدفوع لكنه كثير التحامل على أكابر أقرانه كما يعرف ذلك من طالع كتابه "الضوء اللامع" فانه لا يقيم لهم وزنا، بل لا يسلم غالبهم من الحط منه عليه، وإنما يعظم شيوخه، وتلامذته، ومن لم يعرفه ممن مات في أول القرن التاسع قبل موته، أو من كان من غير مصره، أو يرجو خيره، أو يخاف شره ..
وقال 1/ 491: [في ترجمة علي الأشموني] .. قال السخاوي: وراج ورجح على الجلال السيوطي مع اشتراكهما في الحمق غير أن ذاك أرجح انتهى.
قلت: وهذا غير مقبول من السخاوي في كلا الرجلين على أن صاحب الترجمة ليس ممن ينبغي أن يجعل قرينا للجلال فبينهما مفاوز.
وقال في ترجمة أبو حامد الرملي المقدسي الشافعي 2/ 169: وانتقصه السخاوي وبالغ في ذلك على عادته المألوفة في أكابر أقرانه.
وفي ترجمة محمد بن محمد الدمشقي الشافعي المعروف بالخيضري 2/ 245:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/489)
وقد ترجمه السخاوي ترجمة طويلة كلها ثلب وشتم كعادته في أقرانه ومن أعجب ما رأيته فيها من التعصب أنه قدح في مؤلفات المترجم له ثم قال: إنه ما رآها وهذا غريب! ولكنه قد أبان العلة في آخر الترجمة فقال: وبالجملة فهو ممن فيه رائحة الفن بل هو من قدماء الأصحاب وأحد العشرة الذين ذكرهم شيخنا ـ يعني ابن حجرـ في وصيته وإن فعل معي ما أرجو أن يجازى بمقصده عليه.
وقال في ترجمة سبط الحافظ ابن حجر 2/ 354
وقد طار ذكره في الآفاق وتناقلت مؤلفاته الرفاق وأما السخاوي في "الضوء اللامع" فجرى على قاعدته المألوفة في معاصريه، وأقرانه فترجم صاحب الترجمة بما هو محض السباب، والانتقاض لا لسبب يوجب ذلك بل لمجرد كونه كان يعترض على جده الحافظ بن حجر أو يغلط في بعض الأحوال كما هو شأن البشر.
- وهذه تتعلق بالكتاب لكنها من نوع آخر قال 2/ 302: وقد أهمل الحافظ بن حجر ذكر ملوك الروم في الدرر الكامنة في أهل المائة الثامنة فلم يذكر من كان فيها منهم.
وكذلك السخاوي أهمل بعضا ممن كان منهم في المائة التاسعة وذكر بعضا وهذا عجيب! فإنهما يترجمان لجماعة من أهل سائر الديار هم معدودون من أحقر مماليك سلاطين الروم مع أنهما يترجمان لكثير من صغار الملوك، والأمراء الكائنين بالأندلس، واليمن، والهند، وسائر الديار، وهكذا أهملا غالب علماء الروم، ولم يذكرا إلا شيئا يسيرا منهم مع أنهما يترجمان لمن هو أبعد منهم دارا، وأحقر قدرا، فالله أعلم بالسبب المقتضى لذلك، وقد ذكرنا في هذا الكتاب كثيرا ممن أهملاه. اهـ.
وبعد هذا النقول لا يخطر ببالك ذم هذا الكتاب أو مؤلفه، أو تقبيحه، أو عدم نفعه، أو ... غيرها من الظنون فالكمال عزيز، والإنصاف مطلوب، والحق مرغوب ولعلي أختم كما بدأت بنقل عن الشوكاني في وصف هذا الكتاب.
قال الشوكاني 2/ 186: [في ترجمة السخاوي بعد أن سرد مؤلفاته]
ولو لم يكن لصاحب الترجمة من التصانيف إلا الضوء اللامع لكان أعظم دليل على إمامته فإنه ترجم فيه أهل الديار الإسلامية، وسرد في ترجمة كل أحد محفوظاته ومقرواته، وشيوخه، ومصنفاته، وأحواله، ومولده، ووفاته على نمط حسن، وأسلوب لطيف ينبهر له من لديه معرفة بهذا الشأن، ويتعجب من إحاطته بذلك، وسعة دائرته في الإطلاع على أحوال الناس فإنه قد لا يعرف الرجلُ ـ لا سيما في ديارنا اليمنية ـ جميعَ مسموعاتِ ابنِه أو أبيه أو أخيه فضلا عن غير ذلك، ومن قرن هذا الكتاب الذي جعله صاحب الترجمة لأهل القرن التاسع بالدرر الكامنة لشيخه ابن حجر في أهل المائة الثامنة؛ عرفَ فضلَ مُصَنَفِ صاحب الترجمة على مُصَنَفِ شيخه، بل وجد بينهما من التفاوت ما بين الثرى والثريا ولعل العذر لابن حجر في تقصيره عن تلميذه في هذا أنه لم يعش في المائة الثامنة إلا سبع وعشرين سنة بخلاف صاحب الترجمة فإنه عاش في المائة التاسعة تسع وستين سنة، فهو مشاهد لغالب أهله، وابن حجر لم يشاهد غالب أهل القرن الثامن ثم إن صاحب الترجمة لم يتقيد في كتابه بمن مات في القرن التاسع، بل ترجم لجميع من وجد فيه ممن عاش إلى القرن العاشر، وابن حجر لم يترجم في الدرر إلا لمن مات في القرن الثامن.
وليت أن صاحب الترجمة صان ذلك الكتاب الفائق عن الوقيعة في أكابر العلماء من أقرانه ولكن ربما كان له مقصد صالح.
وفي كتاب الشوكاني فوائد، ولطائف لعلي أنشط فأذكر بعضها. والله أعلم.
ـ[سليمان]ــــــــ[19 - 05 - 04, 08:18 ص]ـ
ألا يكون كلام السخاوي في بعض العلماء صحيحاًَ - حتى وإن نقضه الشوكاني - لكن خانه التعبير والكلمة في الوصف .. في السيوطي مثلا وكتبه أو في دعواه الإجتهاد المطلق
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 05 - 04, 03:35 م]ـ
الأخ سليمان بارك الله فيه
بَلا قد يكون بعضه صحيحا، لكن لم يرد الشوكاني أن كل كلامه في أقرانه باطلا، أو غير صحيح، بل أراد أنه يبخسهم حقهم، وقد يزيد ذلك بشيء من الاتهام والشتم والتنقص ... ويبالغ في ذلك بما لا يستحقه المترجم.
والشوكاني رحمه الله منصف، وكلامه معتدل جدا.
وما ذكرته من الأمثلة، وغيرها مما لم أذكره، دليل على صحة كلام الشوكاني، بل أحيانا لا يقع فيهم بالشتم ... ولكن لا يترجم له الترجمة اللائقة بمثله.
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[21 - 05 - 04, 11:08 ص]ـ
شكرا لك أيها الشيخ الفاضل أبوعبدالله ولا تزال تتحفنا بمثل هذه الفوائد
في تعقيبك بلا = بلى
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 05 - 04, 08:46 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الكريم
ونحن بشوق إلى وصولك إلى الرياض.(31/490)
من هو " محمد بن مجاهد "؟
ـ[تهاني1]ــــــــ[19 - 05 - 04, 12:21 م]ـ
أجد بعض مدارس تحفيظ القران تتسمى بهذا الاسم ..
و الذي أعرفه أن المقرئ المشهور " أبو بكر بن مجاهد" صاحب كتاب (القراءات السبع) المتوفى سنة 324هـ؛ كان اسمه (أحمد بن مجاهد).
فهل يقصد بمحمد بن مجاهد المقرئ المشهور، أم أن هناك مقرئ آخر باسم (محمد بن مجاهد).
أرجو الإفادة.
السؤال
uestion(31/491)
أيهما أفضل صيام يوم وإفطار يوم أم صيام الاثنين والخميس؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 - 05 - 04, 04:39 م]ـ
السلام عليكم
أيهما أفضل صيام يوم وإفطار يوم أم صيام الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر؟
وهل ثبت أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يصوم يوما ويفطر يوما وإذا لم يثبت فأي الأمرين أفضل.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[19 - 05 - 04, 11:27 م]ـ
قال صلى الله عليه وآله وسلم:
أحب الصيام إلى الله صيام دواد كان يصوم يوما ويفطر يوما.
حديث متفق عليه.
وعند الترمذي وقال حسن صحيح:
أفضل الصيام صيام أخي داود كان يصوم يوما ويفطر يوما.
وهذا نص قاطع للنزاع.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[20 - 05 - 04, 01:48 م]ـ
وهل ثبت أن النبي كان يصوم يوما ويفطر يوما وهل يمكن الجمع بين الامرين
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 05 - 04, 02:29 م]ـ
أخي الكريم /
اليك هذه الروابط، فقد تفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15824&highlight=%D5%ED%C7%E3+%ED%E6%E3+%C7%E1%CE%E3%ED%D 3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5369&highlight=%D5%ED%C7%E3+%ED%E6%E3+%C7%E1%CE%E3%ED%D 3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14084&highlight=%D5%ED%C7%E3+%ED%E6%E3+%C7%E1%CE%E3%ED%D 3
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5880&highlight=%D5%ED%C7%E3+%ED%E6%E3+%C7%E1%CE%E3%ED%D 3
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 05 - 04, 02:47 م]ـ
أولاً:
النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يصوم الاثنين والخميس، وكان يصوم السبت والأحد، وكان يتابع الصيام أحيانا حتى يقال لا يفطر ويتابع الفطر أحيانا حتى يقال لا يصوم، وكان يصوم ثلاثة أيام البيض، وكان يصوم معظم شعبان، وستاً من شوال، وهذه لو جمعتها لوجدتها أكثر من صوم يوم وفطر يوم.
كما جاء في هذه الأحاديث:
حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس" رواه الترمذي وحسنه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" رواه الترمذي وحسنه.
حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام. ويفطر حتى نقول: قد أفطر. ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان. كان يصوم شعبان كله. كان يصوم شعبان إلا قليلا. صحيح مسلم
حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها سئلت: أي الأيام كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر صياما؟ قالت: كان يصوم السبت، ويوم الأحد، أكثر ما يصوم من الأيام. ويقول: إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاقتضاء: حديثٌ محفوظ وصححه بعض الحفاظ.
وحديث كان النبي يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس صححه الألباني في تحقيقه لكتاب الشمائل المحمدية للترمذي
وغيرها من الأحاديث.
ثانيًا:
النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يشرع بقوله كما يشرع بفعله، فلو سلمنا أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان لا يعمل بسنة صيام يوم وإفطار يوم، مع كونه وصفها بأنها أحب الصيام إلى الله تعالى، فيقال إنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - انشغل عن هذه السنة بأعمال أخرى من جهاد وتعليم وإقراء للقرآن وقيام بشؤون الأمة، فلا ينافي تركه لها فضلها، كنظائر هذه المسألة، ومنها على سبيل المثال أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد أرشدنا بقوله إلى أن أحب الصيام إلى الله بعد الفريضة صيام شهر الله المحرم، رغم أنه كان لا يكثر الصوم فيه كما يكثره في شعبان، وأجاب النووي وغيره بأن المحرم كان يصادف أسفارا للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلا يتمكن من صومه، أو أنه علم بفضله في آخر عمره فلم يتمكن من صومه.
ثالثًا:
ذكر الغزالي ونقله عنه النووي وغيره من الأئمة مقرين له أن صيام التطوع مراتب، وهي:
1) صوم الدهر، وفي كون هذه المرتبة أفضل مما يليها أو ما يليها أفضل منها نزاع مشهور بين السلف، فقد كانت عائشة رضي الله عنها تسرد الصوم بعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وترى أنه من أفطر يومي العيد وأيام التشريق فليس صائما الدهر، وكان وكيع وابن وهب وابن القاسم وابن المبارك وكثير من الأئمة يصومون الدهر ويفطرون العيدين، وقيل لابن المبارك: فلان يصوم يوما ويفطر يوما، فقال: " أضاع نصف عمره! " أي أضاع على نفسه النصف الذي أفطره.
(والله المستعان)
2) صوم نصف الدهر وهو أن يصوم يوما ويفطر يوما
3) صوم ثلث الدهر، وهو أن يصوم الاثنين والخميس فهما يومان من سبعة كل أسبوع، فإذا أضاف إليها صوم رمضان كان قد صام ثلث أيام السنة.(31/492)
تنبيه مهم على كلام للشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[19 - 05 - 04, 05:43 م]ـ
تنبيه مهم على كلام للشيخ الألباني رحمه الله في إرواء الغليل
قال الشيخ الألبانى فى "إرواء الغليل" 1/ 83: (و إنما أخرجه الترمذى (1/ 30 - 31) ... والبيهقى (1/ 107 - 108) ... قال البيهقى عقبه: " قال الإمام أحمد رحمه الله: هذا مرسل , أبو عمار شداد لا أراه أدرك عائشة " ... الخ
قال أبو عمرو غفر الله له: قول الشيخ الألبانى: (قال البيهقى عقبه: " قال الإمام أحمد رحمه الله ... الخ) فيه: أن الإمام أحمد هو ابن حنبل رحمه الله- وهذا هو المراد بالإمام أحمد عند الإطلاق والله أعلم-. وكذلك فيه: أن البيهقي ناقل لهذا القول عن غيره سواء أكان المقصود بالإمام أحمد هو ابن حنبل أم غيره.
وكلا الأمرين خطأ لأن المقصود بالإمام أحمد هنا هو البيهقي نفسه وهذه عادة المتقدمين من المصنفين في كتبهم، وليس في سنن البيهقي قبل عبارة:" قال الإمام أحمد رحمه الله" قال البيهقي، وإنما ذكرها الشيخ ظنا أن هذا القول لغير البيهقي والصواب أن البيهقي- واسمه: أحمد بن الحسين بن علي- هو المقصود بالإمام أحمد هنا والقول له هو، وقد يكون القائل: قال الإمام أحمد هو الراوي للسنن عن البيهقي.
ومما يؤكد أن المقصود بالإمام أحمد هنا هو البيهقي نفسه:
أولا: سياق الكلام: فالبيهقي هو الذي يعلق دائما على مروياته عقبها ولو ذكر قول أحد من العلماء فإنما يذكره بإسناد ولا يرسله هكذا وهذا واضح في سننه الكبرى.
ثانيا: أنه أسلوب تكرر في كتب البيهقي ويظهر جليا في شعب الإيمان فلا يكاد يوجد تعليق إلا مصدرا بقول: قال الإمام أحمد رضي الله عنه، فهل من ينقل من الشعب للبيهقي يقول: قال البيهقي: قال الإمام أحمد، أم يقول مباشرة: قال البيهقي؟
ثالثا: قال الشيخ في الإرواء 1/ 52: (و علقه البيهقى فى سننه (1/ 7) و قال: " إسناد منكر عن ابن وهب عن مالك عن هشام , و لا يصح ".) مع أن هذا القول في سنن البيهقي مصدرا بعبارة:" قال الشيخ أحمد" فهذا يؤكد ماذكرته أولا من أن الإمام أحمد هو البيهقي نفسه. وكرر الشيخ الألباني ذلك في 6/ 170 وعزا قولا للبيهقي مع أنه في سننه مصدرا بعبارة: (قال أحمد).
ومع هذا فقد كرر الشيخ هذا السهو السابق في موضع آخر من الإرواء1/ 233 فقال: ( ... و قد أعله البيهقى تبعا لغيره بالانقطاع فقال: " قال الإمام أحمد: و هذا الحديث لم يسمعه سهيل من أبيه , إنما سمعه من الأعمش ". والله أعلم) اهـ والكلام في هذا كسابقه بل هنا قد يكون أشد وطأة لكونه نسب للإمام أحمد علة لم يقل بها. والله أعلم.(31/493)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 06:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى أن يسدد خطاكم ويغفر خطاكم
وأن يسلك بكم طريق العلم، ويرزقكم حسن الفهم، وأن يجعلكم من أنصار دينه، وحملة كتابه، ووراث أنبيائه ..
وقد رأيت هذا الملتقى المبارك، فقرت لي عين سخينة، وبردت لي كبدت حرى، فدعتني نفسي أن أنتظم في سلككم، وأسير في ركبكم، لعلي أن أتصل بأخ وقد قال عمر رضي الله عنه: ما أعطي عبد بعد الإسلام خيرا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به، وقال خالد بن صفوان: "إن أعجز الناس من يقصر في طلب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر بهم"، وكان التابعي مالك بن دينار يقول: لم يبق من روح الدنيا الا ثلاثة: لقاء الإخوان و التهجد بالقرآن و بيت خال يذكر الله فيه، وقال الحسن رضي الله عنه: "إخواننا أحب إلينا من أهلينا؛ إخواننا يذكرونا بالآخرة، وأهلونا يذكرونا بالدنيا". وسئل سفيان: ما ماء العيش؟ قال: "لقاء الإخوان"،، وكان بلال بن سعد الأشعري يقول: " أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله خير لك من أخ كلما لقيك وضع في كفك دينارا".
فيا طلاب العلم حيهلا
فحيهلا إن كنت ذا همة فقد ... حدا بك حادي الشوق فاطو المراحلا
وقل لمنادي حبهم ورضاهمُ ... إذا ما دعا: لبيك ألفا كواملا
ولا تنتظرْ بالسير رفقةَ قاعدٍ ... ودعهُ، فإنّ الشوقَ يكفيك حاملا
وأحي بذكراهمْ سراكَ إذا ونتْ ... ركابكَ فالذكرى تعيدك عاملا
وإما تخافن ا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 05 - 04, 09:28 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نسأل الله أن يبارك فيك أخي حكيم وفي جميع كتاب الملتقى وقرائه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 05 - 04, 10:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله وبياكم ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 05 - 04, 10:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،
حياك الله اخي الكريم.
واليك هذه الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16395&highlight=%E5%E1+%ED%DE%D5%CF+%DA%E3%D1+%E3%CB%E1+ %E5%D0%C7+%C7%E1%E3%E1%CA%DE%EC
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15401&highlight=%D3%CC%E1+%D4%DF%D1%DF
ـ[السبيعي]ــــــــ[20 - 05 - 04, 12:53 ص]ـ
وعليكم السلام
حياك الله وبياك .... بين اخوانك(31/494)
عذاب القبر لعصاة الموحدين (منقطع) أم (مستمر)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل عذاب القبر لعصاة الموحدين منقطع أم مستمر .. ؟
جزاكم ربي خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 07:38 م]ـ
الحياة التي يعيشها الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - الحياة الدنيا، والتي تنتهي بالموت.
2 - حياة البرزخ، وهي التي تكون بعد الموت إلى قيام الساعة.
3 - حياة الآخرة، وهي التي تكون بعد قيام الناس من قبورهم إما إلى جنةٍ، نسأل الله من فضله، وإما إلى نار والعياذ بالله.
فالحياة البرزخية هي التي تكون بعد موت الإنسان إلى بعثه، وسواء قُبِر أو لم يُقبر أو احترق أو أكلته السباع، والذي يدل على هذه الحياة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت بعدما يوضع في قبره يسمع قرع نعال أهله، كما جاء في الحديث.
وهذه الحياة إما أن تكون نعيماً وإما أن تكون جحيماً، والقبر فيها إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران.
والذي يدل على النعيم والعذاب فيها، قول الله تعالى عن قوم فرعون: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) سورة غافر/46، قال ابن مسعود: إن أرواح آل فرعون ومن كان مثلهم من الكفار تحشر عن النار بالغداة والعشي فيقال هذه داركم.
قال ابن كثير: وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور.
" تفسير ابن كثير " (4/ 82).
قال القرطبي: و احتج بعض أهل العلم في إثبات عذاب القبر بقوله: (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) كذلك قال مجاهد وعكرمة ومقاتل ومحمد بن كعب كلهم قال: هذه الآية تدل على عذاب القبر , ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة: (ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب). " تفسير القرطبي " (15/ 319).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَإِنَّهُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ) رواه البخاري (بدء الخلق/3001) ومسلم (الجنة وصفة نعيمها / 2866).
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا فَذَكَرَتْ عَذَابَ الْقَبْرِ فَقَالَتْ لَهَا: أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ فَقَالَ: نَعَمْ عَذَابُ الْقَبْرِ. قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ) رواه البخاري (الجنائز/1283) ومسلم (الكسوف / 903).
فهذه الآيات والأحاديث تدل على إثبات عذاب القبر واستمراره في حق بعض الناس.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن عذاب القبر:
أما إن كان الإنسان كافراً والعياذ بالله فإنه لا طريق إلى وصول النعيم إليه أبداً، ويكون عذابه مستمراً، وأما إن كان عاصياً وهو مؤمن فإنه إذا عذِّب في قبره يعذَّب بقدر ذنوبه، وربما يكون عذاب ذنوبه أقل من البرزخ الذي بين موته وقيام الساعة، وحينئذ يكون منقطعاً. أهـ " الشرح الممتع " ج/3 ص/253.
وانظر جواب سؤال رقم (7862) ففيه زيادة بيان
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=21212&dgn=4
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 07:41 م]ـ
السؤال:
السؤال: لي أخ قد مات وهو مفرِّط يعمل المعاصي والكبائر ولكنني كنت أحبّه جدا، وقد قرأت عن عذاب القبر أشياء مخيفة جدا فهل يستمرّ عليه العذاب في القبر، وهل يخفّف عنه أن أعمل طاعات وأهب ثوابها لها مثل الصّدقة أو الحجّ، أرجو إفادتي فأنا حزينة عليه جدا.
الجواب:
الجواب:
أمّا مصير أخيك فأمره إلى الله إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ولا يُمكن أن نقطع فيه بشيء
ولكن نتكلّم عن المسألة مجرّدة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/495)
فأما مسألة هل عذاب القبر دائم أم منقطع؟
فقد قال ابن القيم عن هذه المسألة:
جوابها أنه نوعان:
نوع دائم سوى ما ورد في بعض الأحاديث أنه يخفف عنهم ما بين النفختين فإذا قاموا من قبورهم قالوا {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} ويدل على دوامه قوله تعالى {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا}.
ويدل عليه أيضا ما تقدم في حديث سمرة الذي رواه البخاري في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامة.
وفي حديث ابن عباس في قصة الجريدتين لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا فجعل التخفيف مقيدا برطوبتهما فقط.
و في حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت لا يُفتَّر عنهم من ذلك شيء، وقد تقدم.
وفي الصحيح في قصة الذي لبس بردين وجعل يمشي يتبختر فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
وفي حديث البراء بن عازب في قصة الكافر ثم يفتح له باب إلى النار فينظر إلى مقعده فيها حتى تقوم الساعة رواه الإمام أحمد وفي بعض طرقه ثم يخرق له خرقا إلى النار فيأتيه من غمِّها و دخانها إلى القيامة.
النوع الثاني: إلى مدة ثم ينقطع:
وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه كما يعذب في النار مدة ثم يزول عنه العذاب.
وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء أو صدقة أو استغفار أو ثواب حج .. تصل إليه من بعض أقاربه أو غيرهم .. " الروح " (ص 89).
وفي كلامه الأخير إجابة عن الشقّ الثاني من السؤال، نسأل الله أن يتولانا برحمته، وصلى الله على نبينا محمد.
http://63.175.194.25/index.php?search_text_box_dsn4=7862&lv=browse&formtrans=dgn%3D4%7C&ln=ara&ds=qa&sensitivity=2&searchquestions=1&searchtitles=1&searchanswers=1&searchsources=1&pg=result&offset=0&msubmit=1&submit.x=43&submit.y=4
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[21 - 05 - 04, 08:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 05 - 04, 12:15 م]ـ
وجزاك ووفقك فأنت صاحب الفائدة أولاً(31/496)
من حفر البحر؟!
ـ[الذهبي]ــــــــ[19 - 05 - 04, 07:55 م]ـ
قال القاسم بن زكريا المطرز: {{دخلت علي عباد بن يعقوب - وكان يمتحن من سمع منه - فقال: من حفر البحر؟ قلت الله. قال: هو كذلك. ولكن من حفره؟ قلت: يذكر الشيخ. فقال: حفره علي.
قال: فمن أجراه. قلت: الله. قال: هو كذلك. ولكن من أجراه؟ قلت: يفيدني الشيخ. قال أجراه الحسين.
وكان مكفوفا فرأيت سيفا فقلت: لمن هذا؟ قال: أعددته لأقاتل به مع المهدي.
فلما فرغت من سماع ما أردت منه دخلت فقال: من حفر البحر؟ قلت: معاوية، وأجراه عمرو بن العاص، ثم وثبت وعدوت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه}}.
ميزان الاعتدال (2/ 379).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 05 - 04, 10:22 م]ـ
جزاكم الله شيخنا الكريم
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء
(1953) ــــ الرَّوَاجِنِيُّ (خ، ت، ق) الشيخُ العالم الصدوق، محدِّثُ الشيعة، أبو سعيد عبَّاد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي المبتدع.
روى عن: شَريك القاضي، وعبَّاد بنِ العوَّام، وإبراهيم بنِ أبي يحيى، والوليد بنِ أبي ثور، وإسماعيل بنِ عيَّاش، وعبد الله بن عبد القدوس، والحُسين ابن الشهيد زيد بن علي، وعليِّ بنِ هاشم بن البَريد، وعدّةٍ.
روى عنه: البخاريُّ حديثاً قَرنَ فيه معه آخر، والترمذيُّ، وابن ماجه، وأبو بكر البزَّار، وصالح جَزَرَة، وابنُ خُزيمة، ومحمدُ بنُ علي الحكيم الترمذي، وابنُ صاعد، وابنُ أبي داود، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ ثقة.
وقال الحاكم: كان ابنُ خزيمة يقول: حدثنا الثقة في روايته، المتَّهمُ في دينه، عبَّاد بن يعقوب.
وقال ابنُ عدي: فيه غُلُوٌّ في التَشَيُّع.
وروى عبدان عن ثقة، أنَّ عبَّاداً كان يشتِم السَّلَف.
وقال ابن عدي: روى مناكير في الفضائل والمثالب.
وروى عليُّ بن محمد الحَبيبي، عن صالح جَزَرة، قال: كان عبَّاد يشتِم عثمان، رضي الله عنه، وسمعتُه يقول: الله أعدلُ من أن يُدخل طلحةَ والزُّبيرَ الجنة، قاتَلا علياً بعد أن بايعاه.
وقال ابنُ جرير: سمعتُه، يقول: من لم يبرأْ في صلاته كلَّ يوم من أعداء آل محمد، حُشر مَعَهم.
قلتُ: هذا الكلامُ مَبْدأ الرفض، بل نَكُفُّ، ونستغفِرُ للأمَّة، فإنَّ آل محمد في إيَّاهم قد عادى بعضُهم بعضاً واقتتلوا على الملك وتمتْ عظائم، فَمِن أيِّهم نبرأ؟
قال محمدُ بنُ المظفر الحافظ، حدثنا القاسم المطرِّز، قال: دخلتُ على عبَّاد بالكوفة، وكان يمتحِنُ الطَّلبة، فقال: مَنْ حَفَر البحر؟ قلتُ: الله. قال: هو كذاك، ولكن من حفره؟ قلتُ: يذْكُر الشيخ، قال: حفره علي، فمن أجراه؟ قلتُ: الله. قال: هو كذلك؟ ولكن من أجراه؟ قلتُ يُفيدني الشيخ، قال: أجراه الحسين، وكان ضريراً، فرأيتُ سيفاً وحَجَفَةً. فقلتُ: لمن هذا؟ قال: أعددته لأقاتل به مع المهدي. فلما فرغتُ من سماع ما أردتُ، دخلتُ عليه، فقال: مَن حفر البحر؟ قلتُ حَفَرهُ مُعاويةُ، رضي الله عنه، وأجراه عَمرو بن العاص، ثم وثَبْتُ وعَدَوْتُ فجعل يصيح: أدرِكُوا الفاسقَ عدوَّ الله، فاقتلوه.
إسنادها صحيح.
وما أدري كيف تَسَمَّحُوا في الأخذ عمن هذا حاله؟
وإنَّما وثِقوا بصدقه.
قال البخاري: مات عباد بن يعقوب في شوال سنة خمسين ومائتين.
قلت: وقع لي من عواليه في البعث لابن أبي داود.
ورأيتُ له جُزءاً من كتاب «المناقب»، جمع فيها أشياء ساقطة، قد أغنى الله أهل البيتِ عنها، وما أعتقدُه يتعمدُ الكذب أبداً.) انتهى.
وقال ابن حجر في التهذيب
قلت: ذكر الخطيب أن ابن خزيمة ترك الرواية عنه آخرا.
وقال إبراهيم ابن أبي بكر بن أبي شيبة: لولا رجلان من الشيعة ماصحّ لهم حديث، عباد بن يعقوب وإبراهيم بن محمد بن ميمون.
وقال الدارقطني: شيعي، صدوق.
وقال ابن حبان: كان رافضياً داعية، ومع ذلك يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك، روى عن شريك، عن عاصم، عن زر، عن عبد اللَّه مرفوعاً: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه».
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[21 - 05 - 04, 04:20 م]ـ
وقد كنت أستشكل اخراج البخاري له مع ماذكر عنه من هذه الطوام!!
نعم أخرج له البخاري مقرونا في كتاب التوحيد , ولكن مجرد الإخراج له مشكل ....... !!
حتى وقفت على كلام لأحد الأئمة - أظنه ابن حجر - أن البخاري يخرج السند على رسمه الذي تحمله أي على صورة الرواية التي سمعها , ويكون اعتماده على الثقة الذي اقترن معه , فزال ما ي نفسي بحمد الله!!
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 05 - 04, 01:07 ص]ـ
أضحك الله سنك ورفع قدرك شيخنا الذهبي فهي طريفة مدهشة ولطيفة مؤنسة.
ـ[الذهبي]ــــــــ[22 - 05 - 04, 11:59 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الشيخ زياد، وأرجو ألا تكون زعلان علينا، بارك الله فيك، وأحسن إليك.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:11 م]ـ
أخي الحبيب ليس بين الاحبة عذل ولا لهم حاجة الى عذر.
فالذنب منك مغمور في بحر فضلك , والعذر لك ممهود بسابق خيرك , وما رأينا منك الا بسطة علم وسعتنا بها , و سوابغ خلق فاضل قدمتها لنا.
وأذا عقد حبل الاخاء , واستمسك رباط التقوى , لايبقى بعده في القلب: لأخ غائلة ولا لصاحب ضغينة.
ولو بسطنا اللسان بما يعمر القلب والجنان من محبة لكم وشوق اليكم لضاق الملتقى بالمفردات وتكلف حمل المركبات , غير ان امتاع الاسماع يحصل بالقليل المنثور دون المتكاثر المنشور.
أخوك أبو عمر ,,,,,,,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/497)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:13 م]ـ
.
ـ[الذهبي]ــــــــ[22 - 05 - 04, 08:42 م]ـ
اللهم ارحم أخي الشيخ زياد، وارزقه الفردوس الأعلى، واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، برحمتك يا أرحم الراحمين. آمين. آمين. أمين.
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[23 - 05 - 04, 06:45 ص]ـ
اللهم اجعل لنا في دعاء شيخنا الذهبي نصيب
عندي سؤال يا شيخنا:
في مثل هذه المواقف الأخوية ما الأفضل:
أن أخبر أخي أني سأدعوله بالغيب فأستفيد ولك بمثل؟
أم الدعاء له عن طريق الكتابة؟
أم الجمع بينهما؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:18 ص]ـ
الأخ الكريم من خرج هذه القصة؟
وقد ذكر هذه القصة الذهبي وأحالها على كتاب للخطيب ماهو اسم هذا الكتاب؟
للفائدة وشكراًً
ـ[الذهبي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:37 م]ـ
القصة رواها الخطيب في الكفاية ص (131)، وابن الجوزي في الضعفاء (2/ 77 - 78) وأوردها الإمام الذهبي أيضًا في السير (11/ 538) وقال: {{إسنادها صحيح}}.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 05 - 04, 08:55 م]ـ
أحسنت أخي الفاضل والعجيب أن القصة قد مرت عليَ في الكفاية وقد أشرت علىهذه الصفحة وخاصة في مسألة رواية المبتدع ولكن جل من لايسهو وكنت قد قرأت كتاب الخطيب (الكفاية) أكثر من مرة وكان عندي مشروع تهذيب كتاب الكفاية وجمعت فوائد كثيرة من هذا الكتاب (من سنوات) ولكن لم يتيسر لنا ذلك بسبب التسويف وكثرة الأشغال والله الميسر وأشكرك مرة أخرى أخي الذهبي والله يرعاك(31/498)
النسيان أم الخشية على النفس
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[19 - 05 - 04, 11:56 م]ـ
كثيرا ما يستدلون في باب من حدث ونسي بحديث عمرو بن دينار
عن أبي معبد عن ابن عباس قال كنت
أعرف إنقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير
قال عمرو بن دينار ثم ذكرته لأبي معبد فقال لم أحدثكه قال
عمرو قد حدثتنيه وكان من أصدق موالي ابن عباس
ويوردونه دليلا علىان الشيخين يخرجان احاديث حدث به اصحابها ثم نسوها ولا يرون ذلك بعلة قادحة
وهذا الحديث قال عنه راويه عن عمرو بن دينار الا وهو سفيان بن عيينه ان سبب
انكار ابي معبد للحديث خشيته على نفسه
كما نقله عنه الحميدي 480
قال سفيان كأنه خشي على نفسه
فليس هو اذا النسيان؟
قال الحافظ في الفتح 326/ 2
قال بن بطال وفي العتبية عن مالك أن ذلك محدث قال
وفي السياق إشعار بأن الصحابة لم يكونوا يرفعون أصواتهم
بالذكر في الوقت الذي قال فيه بن عباس ما قال قلت في التقييد
بالصحابة نظر
بل لم يكن حينئذ من الصحابة إلا القليل انتهى
قلت: اي زمن بني امية والله أعلم(31/499)
هل التخليط في المتون يؤثر على ملكة الطالب الفقهية؟
ـ[تركي]ــــــــ[20 - 05 - 04, 12:32 ص]ـ
السلام عليكم
استشارة ايها الاخوة الكرام ارجو جواب مجرب او طالب عالم بصير
ما رأيكم في تلفيق الحفظ اعني مثلا:
ان يحفظ الطالب في الفقه منظومة الشيخ حافظ الحكمي السبل السوية (مستقل) او متن الزاد (حنبلي)
وفي اصول الفقه مراقي السعود (مالكي)
وفي القواعد الفقهية الفرائد البهية للاهدل (شافعي)
هل هذا يؤثر على ملكة الطالب الفقهية؟ حيث انه مخلط من عدة مذاهب
واذا كانت الاجابة بالسلب فالمذهب الحنبلي
اريد فيه منظومات على غرار ما ذكرته في الشمول وكثرة المسائل
من يشير عليّ وله الأجر ان شاء الله
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[21 - 05 - 04, 01:24 ص]ـ
نعم أخي تركي .. الأمر الذي ذكرته يؤدي إلى التخبط والتشويش.
عليك بمذهب واحد (لفهم) الفقه .. ثم إذا انتهيت توسّع ..
ـ[تركي]ــــــــ[21 - 05 - 04, 10:13 م]ـ
جزاك الله خير
على اجابة الشق الاول فمن يجيب على الشق الثاني(31/500)
عدة فوائد من حديث واحد
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[20 - 05 - 04, 01:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فإن من المعلوم عند المسلمين عموماً والسلفيين خصوصاً أنه ما من حديث للصادق المصدوق بيينا محمداً صلى الله عليه وسلم إلا وهو يتضمن في جنباته عدة فوائد فقد يكون الحديث لايعدو في لفظه كلمتين أو ثلاث ولكن في مضمونه فوائد قد يقل حصرها، كيف لا وهو الذي أوتي جوامع الكلم، وعن رب العزة والجلال أخذ العلم.
وكلامي هنا ليس لبيان ذلك فهذا معلوم [سلفاً] ومسلمٌ به لدى المسلمين جميعاً, بل لعلي لاأكون مبالغاً أو مغالطاً إن قلت إنه مسلمٌ به حتى لدى غير المسلمين؛ إنما أردت أن أسوق هنا حديثاً من صحيح الإمام البخاري رحمه الله يحوي فوائد وآداب نحتاج إلى أن نعلمها فنحن نتعرض لها في حياتنا اليومية وقد نقع في شئ نظن أنه أدب وهو غير ذلك ونتورع عن فعل شئ وهو مشروع.
فلقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله كان يقول:
((والله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (إلحق). ومضى فاتبعته، فدخل، فأستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبنا في قدح، فقال: (من أين هذا اللبن). قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: (أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (إلحق إلى أهل الصفة فادعهم لي). قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (خذ فأعطهم). قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إلي فتبسم، فقال: (أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت). قلت: صدقت يا رسول الله، قال: (اقعد فاشرب). فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال يقول: (اشرب). حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكا، قال: (فأرني). فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة)).6452
هذا حديث عظيم إشتمل على عدة فوائد إستنبطها أهل العلم أسوق منها:
1. جواز التحايل لأمر مشروع كما فعل أبوهريرة حيث سأل أبوبكر وعمر (رضي الله عنهم جميعاً) لالقصد السؤآل ولكن لقصد الإطعام.
2. جواز أن يسأل الرجل أهل بيته عن مصدر الطعام الذي يجده عندهم.
3. بيان كرم النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان هذا لايخفى على أحد وإيثاره على نفسه ورحمته بالمؤمنين وعطاؤه عطاء من لايخشى الفقر، وحثه عليه الصلاة والسلام على إطعام الطعام.
4. أن الأولى لمن قدم له إناء أن يتناول منه هو الأول ثم يعطي من يليه، (وهذاما يفعل عكسه كثير من الناس حيث يظن أن هذا من الأدب).
5. جواز عدم الإقتصار في الشرب على ثلاث.
6. جواز الأكل والشرب قبل الكبير.
7. عدم التعفف عن أكل وشرب الفضلة (فلا أحد أكرم ولاأشرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
8. في هذا الحديث معجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم حيث أن قدح اللبن كفى كل هؤلاء القوم، مع كثرتهم فأهل الصفة وحدهم كانوا حوالي ستون رجلاً وهذه أيضاً من دلائل بركته.
9. مشروعية الحمد عند بداية الطعام أيضاً.
10. وهناك من إستدل من هذا الحديث جواز أن يشكوا الإنسان من الجوع.
أخيراً هذا ماتيسر لي جمعه من فوائد وآداب من هذا الحديث الشريف أرجوا أن ينفع الله بها، كما أرجوا ممن كان له فوائد أخرى أن يتحفنا وجزاه الله خيراً.
والله تعالى أعلم ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،(32/1)
عندما ينزل عيسى فعلى أي مذهب يحكم؟
ـ[سليمان]ــــــــ[20 - 05 - 04, 07:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عندما ينزل عيسى عليه السلام حكما عدلاً مقسطاً كما ثبت ذلك بالكتاب والسنة فعلى أي مذهب من المذاهب الأربعة يحكم؟ هذا مسألة أشكلت على جمع من العلماء والجواب عنها بأحد أمرين:-
1 - أن عيسى عليه السلام يعطى فهم القرآن فيحكم به.
2 - أن عيسى عليه السلام يعطى معرفة بصحيح السنة من ضعيفها، لما ورد أن الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه قال إن خرج عيسى وأنا حي لأسألنه عن أحاديث يصدقني بها .. والله أعلم
من درس فضيلة الشيخ خالد الهويسين في أصول السنة وقد أثنى الشيخ جداً على كتاب السيوطي نزول عيسى في آخر الزمان والذي أجاب عن أسئلة وردته ..(32/2)
سؤال مهم أرجو الإجابة: هل يرى الإنسان السماء من فوقه؟
ـ[عبد الإله]ــــــــ[20 - 05 - 04, 05:54 م]ـ
سؤالي هو:
هل يرى الإنسان السماء من فوقه؟
بحثتُ في المسألة و سألت بعض أهل العلم فلم أصل إلى جواب واضح
مقنع، فأرجوا ممن اطلع على كلام لأحد العلماء في المسألة مدعومًا
بالأدلة و البراهين أن يفيدنا.
و لكم جزيل الشكر
ـ[الذهبي]ــــــــ[22 - 05 - 04, 12:05 م]ـ
قال الله تعالى: {أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنينها وزينها ومالها من فروج}
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 06:32 م]ـ
عفوا، فما هي الاحتمالات الأخرى
هل سيراها أمامه أم خلفه أم تحته؟
ـ[الذهبي]ــــــــ[22 - 05 - 04, 08:51 م]ـ
أضحك الله سنك ياراجي رحمة ربه.
مقصد الأخ عبد الإله معروف، حيث يقول بعض ممن لا عقل عنده أن التي نراها فوقنا ليست هي بالسماء، بل هي مجموعة من الألوان، فهي عندهم في الحقيقة سراب.
نسأل الله العفو والعافية.
ـ[عبد الإله]ــــــــ[23 - 05 - 04, 09:29 م]ـ
الأخوان الذهبي و راجي رحمة ربه /
سألت بعض العلماء عن هذه المسألة فذكر أن التي فوقنا ليست هي السماء، و استدل بحديث: " أن بين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام " و لا يمكن للبصر العادي أن يرى ما هو أقرب من هذا.
فذكرت له الآيات القرآنية التي فيها الاحتجاج على المشركين بالنظر إلى السماء و بنيانها المتماسك كقوله تعالى: " أ فلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها و زيناها " و قوله تعالى: " الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور " و غيرها من الآيات.
و ذكرت له أنه ليس من الممكن أن يحتج عليهم بما غاب عنهم أو بما لا يرونه.
فذكر أن هذا يُحمل على أن المقصود بالسماء مطلق العلو.
فذكرت أنه استدل في الآية ببنيان السماء و علوها، و لا يمكن أن يقصد به مطلق العلو.
ثم إن هذه الآيات واضحة الدلالة في بابها، فكيف ترد أو تؤول بمجرد فهم لحديث قد لا يكون فهمه صحيحا؟
و قد سألت في هذه المسألة عددا من المشايخ أكثرهم أجاب بنفس إجابة هذا الشيخ.
فهذا الذي حيرني في المسألة.
فأريد كلامًا علميًا مؤصلا ييجمع الأدلة و يناقش أدلة هؤلاء.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 05 - 04, 12:27 ص]ـ
في لغة العرب: كل ما هو فوقك هو سماء!
والنجوم بعيدة جداً تبعد عنا بعضها ملايين السنين الضوئية، يعني إذا مشيت بسرعة الضوء (300 ألف كم في الساعة) تحتاج لملايين السنين لتصل إلى تلك النجوم. فالإشكال الذي ذكروه في البعد منتف علمياً.
هذا شيء، والشيء الآخر هو أمر بحثته طويلاً أثناء دراستي لعلم الفلك، وترجح عندي أن ما يسميه علماء الفلك والطبيعة بحدود الكون، هو بالذات: السماء الدنيا. وأما بعده فلا يعلمون عنه أي شيء.
وهم يقولون بأن من المستحيل علمياً (في حدود معرفتنا) اختراق السماء الدنيا. فمن سافر في أي اتجاه في الكون سيعود ويصل إلى نفس المكان الذي بدء منه، مثل الذي يسافر باتجاه المشرق، فإنه سيلف الأرض ويعود من المغرب إلى نفس المكان.
وهذا يؤكده قول الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} (33) سورة الرحمن.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 04:49 م]ـ
فالسماء الدنيا تحيط بالأرض، وهي عالية عليها، فحيثما ذهب الإنسان في الأرض رأى السماء فوقه، فالمحيط بالشيء لا يكون إلا عالياً فقط.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
فإنه معلوم بصريح العقل أن الهواء فوق الأرض، والسماء فوق الأرض، وهذا معلوم قبل أن يُعلم كون السماء محيطة بالأرض، ... فإن الطير فوق الأرض وليس محيطاً به، والسحاب فوق الأرض وليس محيطاً بها، وكل جزءٍ من أجزاء الفلك هو فوق الأرض وليس محيطاً بها، فتبين أن العلو معنى معقول مع أنه لا يشترط فيه الإحاطة وإن كانت الإحاطة لا تناقضه، ...
ولهذا كان الناس يعلمون أن السماء فوق الأرض، والسحاب فوق الأرض قبل أن يخطر بقلوبهم أنها محيطة بالأرض.
" درء التعارض " (6/ 336، 337).
ومن قال إن السماء ليست محيطة بالأرض بل هي سقف له فهو مخالف للحس والعقل والإجماع.
وقال ابن القيم:
... ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض: كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات: كان عالياً عليها، ولما كان العرش محيطا بالكرسي: كان عالياً، فما كان محيطاً بجميع ذلك: كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له، فإذا كانت السماء محيطة بالأرض وليست مماثلة لها: فالتفاوت الذي بين العالَم ورب العالَم أعظم من التفاوت الذي بين الأرض والسماء وإن لم يكن محيطاً بالعالَم بأن لا يكون العالم كريّاً بل تكون السماوات كالسقف المستوي فهذا وإن كان خلاف الإجماع وخلاف ما دل عليه العقل والحس، فلو قال به قائل لزم أيضا أن يكون الرب تعالى عالياً على العالَم لأنه إذا كان مباينا وقُدِّر أنه غير محيط فالمباينة تقتضي ضرورة أن يكون في العلو أو في جهة غيره، ومن المعلوم بالضرورة أن العلو أشرف بالذات من سائر الجهات، فوجب ضرورة اختصاص الرب بأشرف الأمرين وأعلاهما.
" الصواعق المرسلة " (4/ 1308).
وما يقال في الأرض يقال في الشمس والقمر.
قال ابن حزم:
فالأرض على هذا البرهان الشاهد هي مكان التحت للسموات ضرورة، فمِن حيث كانت السماء فهي فوق الأرض، ومِن حيث قابلتْها الأرض فهي تحت السماء ولا بد، وحيث ما كان ابن آدم فرأسه إلى السماء ورجلاه إلى الأرض، وقد قال الله عز وجل: {ألم يروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً}، وقال تعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً}، فأخبر الله تعالى إخباراً لا يرده إلا كافر بأن القمر في السماء وأن الشمس أيضاً في السماء.
" الفِصَل بين الملل والنِّحَل " (2/ 80).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/3)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 06 - 04, 04:54 م]ـ
فالسماء الدنيا تحيط بالأرض، وهي عالية عليها، فحيثما ذهب الإنسان في الأرض رأى السماء فوقه، فالمحيط بالشيء لا يكون إلا عالياً فقط.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
فإنه معلوم بصريح العقل أن الهواء فوق الأرض، والسماء فوق الأرض، وهذا معلوم قبل أن يُعلم كون السماء محيطة بالأرض، ... فإن الطير فوق الأرض وليس محيطاً به، والسحاب فوق الأرض وليس محيطاً بها، وكل جزءٍ من أجزاء الفلك هو فوق الأرض وليس محيطاً بها، فتبين أن العلو معنى معقول مع أنه لا يشترط فيه الإحاطة وإن كانت الإحاطة لا تناقضه، ...
ولهذا كان الناس يعلمون أن السماء فوق الأرض، والسحاب فوق الأرض قبل أن يخطر بقلوبهم أنها محيطة بالأرض.
" درء التعارض " (6/ 336، 337).
ومن قال إن السماء ليست محيطة بالأرض بل هي سقف له فهو مخالف للحس والعقل والإجماع.
وقال ابن القيم:
... ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض: كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات: كان عالياً عليها، ولما كان العرش محيطا بالكرسي: كان عالياً، فما كان محيطاً بجميع ذلك: كان عالياً عليه ضرورة ولا يستلزم ذلك محايثته لشيء مما هو محيط به ولا مماثلته ومشابهته له، فإذا كانت السماء محيطة بالأرض وليست مماثلة لها: فالتفاوت الذي بين العالَم ورب العالَم أعظم من التفاوت الذي بين الأرض والسماء وإن لم يكن محيطاً بالعالَم بأن لا يكون العالم كريّاً بل تكون السماوات كالسقف المستوي فهذا وإن كان خلاف الإجماع وخلاف ما دل عليه العقل والحس، فلو قال به قائل لزم أيضا أن يكون الرب تعالى عالياً على العالَم لأنه إذا كان مباينا وقُدِّر أنه غير محيط فالمباينة تقتضي ضرورة أن يكون في العلو أو في جهة غيره، ومن المعلوم بالضرورة أن العلو أشرف بالذات من سائر الجهات، فوجب ضرورة اختصاص الرب بأشرف الأمرين وأعلاهما.
" الصواعق المرسلة " (4/ 1308).
وما يقال في الأرض يقال في الشمس والقمر.
قال ابن حزم:
فالأرض على هذا البرهان الشاهد هي مكان التحت للسموات ضرورة، فمِن حيث كانت السماء فهي فوق الأرض، ومِن حيث قابلتْها الأرض فهي تحت السماء ولا بد، وحيث ما كان ابن آدم فرأسه إلى السماء ورجلاه إلى الأرض، وقد قال الله عز وجل: {ألم يروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً}، وقال تعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً}، فأخبر الله تعالى إخباراً لا يرده إلا كافر بأن القمر في السماء وأن الشمس أيضاً في السماء.
" الفِصَل بين الملل والنِّحَل " (2/ 80).(32/4)
هل الرسول حي في قبره أم ميت , وهل روحه ترد عليه
ـ[((العجيب))]ــــــــ[20 - 05 - 04, 07:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت بعض الأحاديث في أن النبي صلى الله عليه وسلم ترد روحه عليه كلما سلم عليه أحد ليرد السلام
فهنا هل النبي صلى الله عليهم وسلم حي في قبرة , أم هل رد الروح يكون مؤقتا ثم ترجع , أم ان روحه لا ترد؟
فكيكف هي صفه رد الروح
المسألة هذه شائكة أتمنى توضيح ذلك جزاكم الله كل خير
ومسألة أخرى , قد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الروح مثل هذه الأقوال وانه اذا سلم أحد على ميت في قبره يعرفه رد الله روح هذا الميت ليرد السلام , وغيره كثير
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 05 - 04, 08:55 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه المسألة وغيرها مما يتعلق به القبورية _ أخزاهم الله _ تجد الجواب عليها وعلى غيرها من الشبه في كتاب ((الصَّارم المنكي في الرد على السبكي))
وهذا رابطه
الصَّارم المنكي في الرَّد على السبكي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13485&highlight=%C7%E1%E3%E4%DF%ED)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 09:40 ص]ـ
يقول تعالى (إنك ميت وإنهم ميتون)
أما الحديث الذي جاء في سنن أبي داود وغيره عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ما من أحد يسلم على إلا رد الله على روحي حتى أرد عليه السلام
فهو حديث غريب، تفرد به حميد بن زياد الخراط عن يزيد بن قسيط ولم يتابع عليه
و في متنه غرابة ونكارة.
((بل علة هذا الحديث هو أبو صخر حميد بن زياد حيث تفرد عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ما لم يروه الثقات من كبار تلامذة يزيد وهم مالك بن أنس - ويزيد بن عبد الله بن خصيفة وابن أبي ذئب محمد بن عبد الرحمن والليث بن سعد. بل أبو صخر أقل ما قيل فيه أنه صدوق يهم ومثله لا يأمن منه الغلط والوهم ويخشى منه كما في هذا الحديث،
لتفرده بهذا الحديث عن كبار الثقات عن يزيد عبد الله بن قسيط. والله أعلم.))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10277
(( قد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الروح مثل هذه الأقوال وانه اذا سلم أحد على ميت في قبره يعرفه رد الله روح هذا الميت ليرد السلام))
وكذلك هذا الحديث لايصح أيضا.
ـ[((العجيب))]ــــــــ[22 - 05 - 04, 06:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
====
أخي العزيز خالد بن عمر , بارك الله فيك , وانا قرأت هذا الكتاب النفي والرائع جدا , ولكنني ودت لو أنك أو أحد الأخوة ينقل لنا نص الكلام بدل الرجوع له وهذا فيه وقت.
-------------
الشيخ عبد الرحمن الفقية نفع الله به المسلمين جميعا
جزاك الله خير
ولا قول مقدم على كلام الله تعالى أبدا
ولكن أتمنى منك بيان أقوال العلماء في هذا الشأن ,
واذا كان هناك نقل عن الإمام عبدالعزيز بن باز والإمام محمد بن عثيمين رحمهما الله تعالى
فأتمنى نقله
وأعذرني على كثرة الطلب
ـ[احمد القصير]ــــــــ[23 - 05 - 04, 02:51 ص]ـ
كنت قد كتبت بحثاُ حول هذه المسألة فلعلك تستفيد منه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19104
ـ[((العجيب))]ــــــــ[23 - 05 - 04, 03:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل أحمد القصير
بارك الله فيك وأحسن إليك
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 04:01 م]ـ
للرفع(32/5)
قصة حصار عكا
ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[20 - 05 - 04, 09:17 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
وبعد، فإن التاريخ الإسلامي لم يخل من وقائع بذل فيها أهل الجهاد نفوسهم نصرة لدين الله ونكاية في أعدائه ينطبق عليها ما اصطلح على تسميته في هذا العصر بالعمليات الاستشهادية أو الفدائية وما ذاك إلا لعلمهم أن تلف النفس هين لمصلحة إظهار الدين والنكاية في الكافرين و أن ذلك مرضاة لرب العالمين.
و إنما المراد هنا تتبع ما حصل من هذه العمليات في تاريخ المسلمين القديم
فأما أول عملية استشهادية فيما أعلم فقد ذكرها المؤرخون في قصة حصار عكا لستمائة مجاهد بطل رحمهم الله وكانت في عام سبع وثمانين وخمسمائة.
وأما أول محاولة لذلك فكانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم و هي ما سأورده في هذا المقال وآمل من الإخوة بحثه ومناقشة ثبوته واختلاف الروايات فيه والمشاركة بما وقفوا عليه في هذا الباب.
وأترك ذكر أولى العمليات الفدائية حتى نرى ما عند الإخوة ممن وقف على قصة قبل التاريخ المذكور أو بعده.
أولى المحاولات الاستشهادية:
ساق ابن جرير الطبري رحمه الله في تاريخه "تاريخ الأمم والملوك" روايات هذه القصة في وقعة الجمل
والكتاب على هذا الرابط
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/t-%20altabri.zip
وهو منه في 13/ 47 - 53 فليس عندي النسخة المطبوعة منه لكن أشار لها صاحب "المختار في حكم الانتحار خوف إفشاء الأسرار" أنها في 5/ 194 ومحقق سير أعلام النبلاء ج4 أنها في 4/ 520 فقد ذكر القصة الذهبي في ترجمة الأشتر 4/ 34 ط. الرسالة
حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن قال حدثنا أبو مخنف عن إسحاق بن راشد عن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال مشيت يوم الجمل وبي سبع وثلاثون جراحة من ضربة وطعنة وما رأيت مثل يوم الجمل قط ما ينهزم منا أحد وما نحن إلا كالجبل الأسود وما يأخذ بخطام الجمل أحد إلا قتل فأخذه عبدالرحمن بن عتاب فقتل فأخذه الأسود بن أبي البختري فصرع وجئت فأخذت بالخطام فقالت عائشة من أنت قلت عبدالله بن الزبير قالت واثكل أسماء ومر بي الأشتر فعرفته فعانقته فسقطنا جميعا وناديت اقتلوني ومالكا فجاء ناس منا ومنهم فقاتلوا عنا حتى تحاجزنا وضاع الخطام ونادى علي اعقروا الجمل فإنه إن عقر تفرقوا فضربه رجل فسقط فما سمعت صوتا قط أشد من عجيج الجمل وأمر علي محمد بن أبي بكر فضرب عليها قبة وقال انظر هل وصل إليها شيء فأدخل رأسه فقالت من أنت ويلك فقال أبغض أهلك إليك قالت ابن الخثعمية قال نعم قالت بأبي أنت وأمي الحمد لله الذي عافاك
حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول قال علقمة قلت للأشتر قد كنت كارها لقتل عثمان رضي الله عنه فما أخرجك بالبصرة قال إن هؤلاء بايعوه ثم نكثوا وكان ابن الزبير هو الذي أكره عائشة على الخروج فكنت أدعو الله عز وجل أن يلقينيه فلقيني كفة لكفة فما رضيت بشدة ساعدي أن قمت في الركاب فضربته على رأسه فصرعته قلنا فهو القائل اقتلوني ومالكا قال لا ما تركته وفي نفسي منه شيء ذاك عبدالرحمن بن عتاب بن أسيد لقيني فاختلفنا ضربتين فصرعني وصرعته فجعل يقول اقتلوني ومالكا ولا يعلمون من مالك فلو يعلمون لقتلوني ثم قال أبو بكر بن عياش هذا كتابك شاهده حدثني به المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قلت للأشتر
حدثني عبدالله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثني سليمان قال حدثني عبدالله عن طلحة بن النضر عن عثمان بن سليمان عن عبدالله بن الزبير قال وقف علينا شاب فقال احذروا هذين الرجلين فذكره وعلامة الأشتر أن إحدى قدميه بادية من شيء يجد بها قال لما التقينا قال الأشتر لما قصد لي سوى رمحه لرجلي قلت هذا أحمق وما عسى أن يدرك مني لو قطعها ألست قاتله فلما دنا مني جمع يديه في الرمح ثم التمس به وجهي قلت أحد الأقران
حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن أبي ليلى عن دينار بن العيزار قال سمعت الأشتر يقول لقيت عبدالرحمن بن عتاب بن أسيد فلقيت أشد الناس وأروغه فعانقته فسقطنا إلى الأرض جميعا فنادى اقتلوني ومالكا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/6)
كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان لا يجيء رجل فيأخذ بالزمام حتى يقول أنا فلان بن فلان يا أم المؤمنين فجاء عبدالله بن الزبير فقالت حين لم يتكلم من أنت فقال أنا عبدالله أنا ابن أختك قالت واثكل أسماء تعني أختها وانتهى إلى الجمل الأشتر وعدي بن حاتم فخرج عبدالله بن حكيم بن حزام إلى الأشتر فمشى إليه الأشتر فاختلفا ضربتين فقتله الأشتر ومشى إليه عبدالله بن الزبير فضربه الأشتر على رأسه فجرحه جرحا شديدا وضرب عبدالله الأشتر ضربة خفيفة واعتنق كل واحد منهما صاحبه وخرا إلى الأرض يعتركان فقال عبدالله بن الزبير اقتلوني ومالكا وكان مالك يقول ما أحب أن يكون قال والأشتر وأن لي حمر النعم وشد أناس من أصحاب علي وأصحاب عائشة فافترقا وتنقذ كل واحد من الفريقين صاحبه
كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن عمرو بن محمد عن الشعبي قال أخذ الخطام يوم الجمل سبعون رجلا من قريش كلهم يقتل وهو آخذ بالخطام وحمل الأشتر فاعترضه عبدالله بن الزبير فاختلفا ضربتين ضربة الأشتر فأمه وواثبه عبدالله فاعتنقه فخر به وجعل يقول اقتلوني ومالكا وكان الناس لا يعرفونه بمالك ولو قال والأشتر وكانت له ألف نفس ما نجا منها شيء وما زال يضطرب في يدي عبدالله حتى أفلت وكان الرجل إذا حمل على الجمل ثم نجا لم يعد وجرح يومئذ مروان وعبدالله بن الزبير
كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا كانت أم المؤمنين في حلقة من أهل النجدات والبصائر من أفناء مضر فكان لا يأخذ أحد بالزمام إلا كان يحمل الراية واللواء لا يحسن تركها وكان لا يأخذه إلا معروف عند المطيفين بالجمل فينتسب لها أنا فلان بن فلان فوالله إن كانوا ليقاتلون عليه وإنه للموت لا يوصل إليه إلا بطلبة وعنت وما رامه أحد من أصحاب علي إلا قتل أو أفلت ثم لم يعد ولما اختلط الناس بالقلب جاء عدي بن حاتم فحمل عليه ففقئت عينه ونكل فجاء الأشتر فحامله عبدالرحمن بن عتاب بن أسيد وإنه لأقطع منزوف فاعتنقه ثم جلد به الأرض عن دابته فاضطرب تحته فأفلت وهو جريض
ولعل الإخوة أن يشاركوا في تحقيق من هو صاحب المقولة "اقتلوني ومالكا" وصحتها وأن يشاركوا بما لديهم في هذا الباب. والحمد لله رب العالمين
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[03 - 03 - 05, 02:11 م]ـ
في الاصحاح الخامس عشر من سفر القضاة من العهد القديم
واما اقطاب الفلسطنيين فاجتمعو ليذبحوا ذبيحة عظيمة لداجون الاههم
ويفرحوا وقالوا قد دفع الاهنا ليدنا شمشون عدونا ولما راّه الشعب مجدوا الاههم لانهم قالوا
قد دفع الهنا ليدنا عدونا الذي خرب ارضنا وكثر قتلانا وكان لما طابت قلوبهم
انهم قالوا ادعوا شمشون ليلعب لنا فدعوا شمشون من بيت السجن فلعب أمامهم وأوقفوه بين الاعمدة
فقال شمشون للغلام
الماسك بيده دعني ألمس الاعمدة التي البيت قائم عليها لاستند عليها
وكان البيت مملوءا رجالا ونساءا وكان هناك جميع اقطاب الفلسطينيين
وعلى السطح نحو
ثلاثة الاف رجل وامراة ينظرون لعب شمشون فدعا شمشون الرب وقال يا سيدي الرب اذكرني وشددني
ياالله هذه المرة فقط فانتقم نقمة
واحدة عن عيني من الفلسطينيين
وقبض شمشون على العموديين المتوسطين الذين كان البيت قائما عليهما
واستند عليهما الواحد بيمينه والاخر بيساره وقال شمشون لتمت نفسي مع الفلسطينيين
وانحنى بقوة فسقط البيت على الاقطاب وعلى كل الشعب الذين أماتهم في حياته ... الخ
وما امتلاكهم للاسلحة الفتاكة الا انطلاقا من هذه العقيدة الانتحارية
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[31 - 10 - 06, 07:56 م]ـ
ابو مسهر عفا الله عنك يستشهد لك بتاريخ الاسلام مدونا بيد فحوله
وتستشهد له بأناجيل أهل الكتاب؟؟ ضاقت عليك نصوص الشريعه أم هذه همتك؟؟
ثم ماوجه الشاهد مما كتبت وقياسك مع الفارق
الاستشهاديون يموتون ليحيا الدين لما لم يجدوا معينا من ذوي السلطان يعينهم بآلة حرب تنافس أو تقارب ماعند أعدائهم
فلما لم تكن منهم لاتكن حربا عليهم
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[صخر]ــــــــ[29 - 01 - 07, 11:10 م]ـ
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم أمين
ـ[أبو معاذ الجزائري]ــــــــ[15 - 04 - 07, 01:59 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/7)
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[18 - 04 - 07, 10:57 م]ـ
وقال السيوطي وقال الولي العراقي قد وقع الاستدلال بالتاريخ في الكتاب العزيز قال تعالى يا أهل الكتاب
لما تحاجون في ابراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده افلا تعقلون"
فاستدل على بطلان دعوى اليهود في ابراهيم انه يهودي ودعوى النصارى انه نصراني بقوله وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده انتهى
فان قالت اليهود والنصارى وكذلك قرانكم ما انزل الا بعد ابراهيم أطول مما بينه وبين انزال
التوراة والانجيل
فنقول انه هو الذي اخبرنا ان ابراهيم كان مسلما فهاهي التوراة و الانجيل فاين قال الله
ان ابراهيم كان يهوديا او نصرانيا
اذا فالله استدل عليهم بما في التوراة والانجيل كقوله قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين
على عكس ما فهمه السيوطي والولي العراقي
ومنه قول الله ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الاها واحدا ونحن له مسلمون
قال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله الشهداء جمع شهيد بمعنى الشاهد اي الحاضر للامر والشان ووجه دلالة نفي المشاهدة
على نفي مانسبوه الى يعقوب هو ان تنبيههم الى انهم لم يشهدوا ذلك يثير في نفوسهم الشك في معتقدهم الى ان قال رحمه الله
فلما اعتقدوا اعتقادا كالضروري وبخهم وانكر عليهم حتى يرجعوا الى النظر في الطرق التي استندوا اليها فيعلموا انها طرق غير موصلة
وبهذال تعلمون وجهة الاقتصار على نفي الحضور مع ان نفي الحضور لا يدل على كذب المدعى لان عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود فالمقصود هنا الاستدراج في ابدال الدعوى بادخال الشك على مدعيها انتهى كلامه
قلت ومن الطرق الغير موصلة اننا لا نجد في التوراة ما يشير الى ان يعقوب كان يهوديا
والاستدلال على ما في كتبهم يكون على ضربين منه ما هو مذكور في كتبهم من عقائدهم وعباداتهم سواء كان باطلا او حقا
ومنها ما لا وجود له كالمحدثات التي احدثوها في الدين او ادعاءاتهم التي ليست في كتبهم
وعن ابن عمر فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء يهود فقال ما تجدون في التوراة على من زنا قالوا نسود وجوههما ونحملهما ونخالف بين وجوههما ويطاف بهما قال فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين قال فجاؤا بها فقرؤوها الحديث
وقال الله تعالى في شان عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكافرين
ولولا ان القوم عرفوا ما في التوراة والانجيل ما يدل على نبوته صلى الله عليه وسلم لما احجموا
على مباهلته وقد قال كفار قريش اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء
ومن تتبع مثل هذا وجد الكثير
فالاستدال عليهم بما في كتبهم او تبيين ماهم عليه من المعتقدات لا ينكره احد من الناس
والفصل الذي نقل منه حكاية امير المؤمنين رضي الله عنه عبد الله بن الزبير ففي هذا الفصل
فيه ابيات في هجو امنا عائشة رضي الله عنها ونصوص كثيرة في ثلب الصحابة
فكيف يستسيغ احد ان يقول ان الناقلين له من الاخباريين كابي مخنف
ولوط والسدي وسيف واسحاق بن بشر وابن حميد والواقدي المعتمد عند ابن جرير فحولا
والطبري ينقل عن من هب ودب وياتي بالغرائب والبواطيل عن من كفوا الناس
الكذب
وتشويه الحقائق سواء في تاريخه او تفسيره من االحكايات الباطلة حتى ان الشيخ محمد رشيد
رضا المصري غفر الله له
هاله ما ينقل الطبري فقال" ولولا الجنون بالروايات مهما هزلت وسمجت لما كان لمؤمن ان يكتب مثل هذا الهزء والسخف الذي ينبذه العقل وليس في الكتاب ما يشير اليه ولو لم يكن
لمن يروي مثل هذا الا هذا لكفى في جرحه وان يضرب بروايته على وجهه"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/8)
وقد وقعت له حادثة مع ابن بهلول ظهر فيها تقصيره في التاريخ ساقها الخطيب وغيره وفيها"فإذا بالطبري قد أقبل فقلت له قليلا قليلا أيها القاضي هذا أبو جعفر الطبري قد حضر مقبلا قال فأومى إليه بالجلوس عنده فجلس إلى جنبه فأخذ أبي يجاريه فكلما جاءا إلى قصيدة ذكر الطبري منها أبياتا قال أبى ها ها يا أبا جعفر إلى آخرها فيتلعثم الطبري فيبديها أبى إلى آخرها وكلما ذكر شيئا من السير قال أبي كان هذا فى قصة فلان ويوم بني فلان مر يا أبا جعفر فيه فربما مر وربما يتلعثم فيمر أبي فى جميعه قال فما سكت أبي يومه ذلك إلى أن بان للحاضرين تقصيرالطبري"
وكان ابن جرير شافعيا له بعض الاختيارات وكان فيه تشيع لا ريب في ذلك وكان ذكيا في ترتيب الروايات ومن يتتبع تاريخه يجد ذلك جليا وعلى أقل أحواله ما كف عما شجر بين الصحابة بل بثها في الناس مع نكارة اسانيدها ومتونها وكان يقراها على الناس ولا عذر له ولو احال فيها على الاسناد لانها تمس باعراض الصحابة رضي الله عنهم وهذا الفرق
وهذا مما ينقم عليه
وكان يرىان بعض العلماء الذين عرفوا بالتشدد في السنة اذا ذكروافضائل علي مجرد تكبيرة من حارس
وكان رحمه متسرعا في التصدر للمجالس
وكان الحنابلة يبغضونه ويتهمونه بالرفض
واتهمه الحافظ احمد بن علي السليماني بالوضع للروافض قال الذهبي فلعل السليماني اراد الاتي
وقال الحافظ لو حلفت انه ما اراد الا الاتي لبررت والسليماني حافظ متقن يدري ما يخرج من راسه
قلت: من عادة السليماني الحدة مع الاخبارين فقد اتهم الزبير بن بكار بالوضع و الحافظ البغوي بسرقة الحديث واتهم ابن ابي حاتم بالتشيع والفضل بن الحباب بالوضع للرافضة والبزار بالوضع فكيف يبعد ان يقول في ابن جرير يضع للروافض وليس هو اول قائل بذلك
ثانيا كلمة الوضع عند السليماني لا تعني الاختلاق فحسب اصطلاحا
ففي ترجمة عبد الله بن محمد الاستاذ من الميزان
قال السليماني كان يضع هذا الاسناد على هذا المتن وهذا المتن على هذا الاسناد وهذا ضرب من الوضع فالضرب من الوضع الذي عناه السليماني هو وضعه لاحاديث موضوعة في كتبه كما نفهم قوله صلى الله عليه وسلم من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكذابين
وعلى هذا يحمل قول يحيى بن سعيد القطان مارايت الصالحين اكذب منهم في الحديث فكذبهم بنقل ما سمعوه من الكذب
وهناك مسالة مهمة في معرفة اصناف الوضاعين بحسب الامر الحامل لهم على ذلك
فان كان الوضع يتعلق بثلب الصحابة فواضعه زنديق لا ريب وغالبهم اتهم بالزندقة كما هو معروف وان كان المتن الموضوع يتعلق بالاحكام مثلا فالغالب انه فقيه وان تعلق با لبذنجان فالغالب ان يكون خضارا وهكذا وما دام الكذب في الحديث يشترك فيه المبتدع والزنديق والصالح وصحيح العقيدة
فان من يضع الا حاديث في ثلب الصحابة لا يشك احد انه زنديق والنقل عن هؤلاء خطا جسيم
وقال عن الامام احمد انه ليس بفقيه
وتنقص ابا عبيد القاسم بن سلام في الفقه مع انه اعلم من شيخه الظاهري الذي وافق النظام في نفي القياس
وكان يرى جواز المسح للرجلين
ولم يشترط الذكورية في القاضي مخالفا قوله صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوما ولوا أمرهم إمراة مع انه يرجح ما نقل عن ابن عباس ومجاهد في الخصام وهو غير مبين
يعني المراة وعن قتادة يسفههن بذلك غير مبين يضعفهن وعنه قلما تتكلم امراة فتريد ان تتكلم بحجتها الا تكلمت بالحجة عليها انتهى
"فكيف بفهم حجة غيرها او حجة المتخاصمين" وفتواه هذه تفرح الزنديق " معرب زن دين اي دين المرأة"
وجوز امامة المراة للرجال في التراويح
وجوز صلاة الجنازة بغير طهارة وهو قول الشيعة
وكان لا يرى الاجماع ينعقد بالقياس وهو قول الشيعة وداود
وحكى الاجماع على ان المراة لو رأت الدم ساعة وانقطع لا يكون حيضاً وهذا الإجماع الذي ادعاه غير صحيح فإن مذهب مالك أن أقل الحيض يكون دفعة فقط ولم يوقت
ونقل نقلا غريبا في هذه المسألة عن الشافعي
ونقل اجماعات غير صحيحة
وادعى علمه بقيام الساعة وانها ستكون في خمسمائة من الهجرة في كلام اخر فكفره من المالكية الداودي ولم اجد ما يدل عليه في تاريخه بل هو مجرد استنباط
واجاز الاستجمار بكل طاهر ونجس
وكان يرى الاجماع ينعقد ولو بمخالفة الواحد والاثنين والثلاثة من المجتهدين فاجماعاته مدخولة
وقال ان سؤال القبر يقع على البدن فقط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/9)
وكثيرا ما اذا راى في المسالة قولين لاهل العلم استروح فصحح الاختيار بينهما
ورد على من زعم ان العورة مجرد القبل والدبر فقط وحكي عنه انها مجرد القبل والدبر وان الفخذ ليس بعورة ولعله كان يفتي بالقولين وحدث عن ابي زرعة عن ثابت بن محمد عن الثوري عن حبيب بن ابي ثابت عن طاوس عن ابن عباس غط فخذك فان الفخذ عورة والظاهر انه اخطا فيه على ابي زرعة
ومع انه شافعي المذهب فقد شنع على الشافعي في مسائل منها ان الشافعي اول من رد المرسل
وفي ايجابه الصلاة عليه صلى الله عليه في التشهد وقال ليس للشافعي سلف في هذا
وانه اي الشافعي خالف الاجماع في اربعمائة مسالة
في أمو ر أخرى
أما قول عبد الله امير المؤمنين رضي الله عنه ان صحت الرواية هو للتنبيه على ان من يعتنقه من رؤساء القوم ولو علموا انه الاشتر ما كانوا ليفلتوه ولو تنزلنا لقلنا خالف الناس ابن الزبير ولم يلتفتوا لقوله وتكون حجة لنا وقول الرجل لاخر اقتلني هل يسقط القصاص والدية خلاف بين العلماء أما انه منكر فهو اجماع عقلاء الثقلين وهو اجماع شرائع الله
قال العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله فقول موسى لقومه انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم " تشريع حكم لا يكون مثله الا عن وحي لا عن اجتهاد وان جاز الاجتهاد للانبياء فان هذا حكم مخالف لقاعدة حفظ النفوس التي قيل قد اتفق عليها شرائع الله
وعلى كل حال ففي كتب التاريخ قصص كثيرة لمن قتلوا انفسهم او ارشدوا لقتلهم
وعلى على سبيل المثال والتندر
ما حكاه البكري رحمه الله قال "حدثوا ان حمادا قال ما تداهى احد علي قط ولا خدعني الا امراة وكعاء
من البربر"الامازيغ"
ذلك ان صاحبا كان لي بالقيروان نشانا نشاة واحدة ولم يفرق بيننا مكتب ولا مشهد ولم نزل على ذلك حتى صرت على ما انا فيه ففقدته وجعلت افتقده فلا اجد له سبب للوصول اليه
" فلما نزلت باغاية وشننت عليها الغارات لم انشب صبيحة ذات يوم ان سمعت النداء ياالله ياللامير
فقلت ما بالك ومن انت فاذا هو صاحبي
قد حبسه عني نسكه وغلب على هواه ورع يملكه فاظهرت البشر بمكانه والجذل بشانه وقلت له والله لو خرجت
الي بالامس لحقنت دماء اهل بلدك لحرمتك عندي فقال القدر غالب
ثم ذكر حاجته
وهي ان ابنته فقدت فامرت القواد فاحضروا جميع ماكان في جيوشهم من النساء فعرف ابنته فامرت بسترها
وحملها مع ابيها فرفعت صوتها قائلة
لا ارجع مع احد اني لا اصلح الا للملوك لان عندي علما لا اشارك فيه
فقلت الا ترينا شيئا قالت تامر بقتل انسان وتحضر امضى سيف اقرا عليه فيعود اكل من قائمه فقلت
الذي يجرب هذا فيهه لمغرور قالت او يتهم احد بقتل نفسه فقلت لا قالت فليجرب في فاحضرت سيفا فلما
ضربهاالسياف بان راسها فاستيقظت من غفلتي وعلمت انها تداهت علي وكرهت العيش بعد الذي جرى لها واستبان ذلك لابيها ايضا
فهذه امراة عزيزة النفس وابية جاءت بكبيرة من الكبائر بعد مما فعل الجند بها ما فعلوا
مع ما هي عليه من الياس
فهذه هي الحروب والفتن يكون الناس في حالة جنون وغضب مطلق
وما دام هذا الموضوع موضوع حكايات لا باس ان نذكر ما حكاه البكري عنه ايضا مما يدل على حصافة حماد
بن بلقين "ذكرواانه كان لشيخ امراة شابة فخرج بها الى قلعة حماد فصحبه في طريقه شاب علقته المراة
فتواطا على دعوى الزوجية
فلما وصلوا الى القلعة رفع الشيخ القضية الى حماد فاوقف الشاب المراة فانكررا ما يدعيه
الشيخ من الزوجية ولم يجد حماد
بينة غير كلب للشيخ فامر بربط الكلب ثم امر المراة بحله وربط ثانيا ففعلت ولم ينكرها الكلب
ثم امر الشاب بمثل ذلك فنبحه فحكم
حماد للشيخ بزوجته وضرب عنق الشاب واظنه لم يضرب عنق المراة وقاسها بدابة الشيخ واظن ذلك لم
يكن بقياس مع الفارق عند حماد
ولا الشيخ
لانه ليس من مصلحة الشيخ قتلها
او لعله اقام حكم الله فيهما ولكن راوي القصة ساقها وكان الغرض له الاستدلال بها على ذكاء
حماد وعلى هذا فقس
فهذه الحكايات لا يؤخذ منها شرع ولا هم يحزنزن مثلها مثل الشعر والمنامات ويخطا من يستدل بها
ومثل الذين يستدلون بالشعرما جاء نفح الطيب عن القاضي ابي عبد الله المقري قال انشدت يوما
الابلي قول ابن الرومي
افنى واعمى ذا الطبيب بطبه **** وبكحله الاحياء والبصراء
فاذا مررت رايت من عميانه **** امما على امواته قراء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/10)
فاستعادني حتى عجبت منه مع ما اعرف من عدم ميله الى الشعر فقال ظننت اني استحسنت الشعر
فقلت مثلك يستحسن مثل هذا فقال انما تعرفت منه قدم قراءة العميان على المقابر وكنت اراها
حديثة العهد
وهكذا يكون مبلغ الابلي من العلم
وهذا عينه تاويل الاستواء بالاستلاء بقول الاخطل النصراني
استوى بشر على العراق
والظن ان من يستدل بالشعر والمنامات على بدعه وسوء فعله و الاسترواح لحاله كثير ومنهم الصوفية والرافضة
فالصوفية مثلا عندنا يستدلون بوجوب الواسطة بين الله والعبد بحكايات منها ان الهواري اوغيره كان مع احد مريديه في سفر فاعترضهما نهر هائج
فقال الهواري ياالله وامر مريده ان يدعوه باسمه فكان الهواري وهو يعبر النهر مع مريده يقول الله والمريد وراءه يقول يا الهواري وبينما هما في وسط النهر جال بخاطر التلميذ ان يدعو الله عز وجل فسقط في النهر وكاد يغرق فانقذه الشيخ وقال انا واسطتك
الى الله حيا وميتا
واذا انكرت عليهم طاعة شيوخهم في معصية الله عزوجل ذكروا
لك حكايات كثيرة منها حكاية لالة "اي السيدة" فلانة وان مجموعة من زوارها قدموا عليها في نهار رمضان فوضعت لهم الغذاء ودعتهم
الى الاكل فامسكوا كالمنكرين فاحست بهم فقالت بسبحتها هكذا
فاقبل الليل ثم قالت بسبحتها بعدما تغذوا فاقبل النهار هكذا
الحكاية على علاتها
وقد اورد السيوطي في القول الجلي في تطور الولي على ما اظن حكاية
عجيبة مستدلا بها على خزعبلاته وخرافاته وهذا يدل على قلة علمه باللدين
القويم ومجانبته الصراط المستقيم
ولعل السيوطي تاثر عن تحول فلان من مذهب اهل المدينة الى مذهب الشافعي بحلم
راه فصار يستشهد بالقصص والاحلام ويببني عليها بعض احكامه وعقائده
وليته تاثر بما يحكي عن الامام سحنون المالكي
فانه أتى رجل إلى سحنون فجلس، حتى انصرف الناس، فأخذ في البكاء. فسأله سحنون عن سبب ذلك، فذكر له: إنه رأى أمراً استعظمه، فلم يزل به حتى ذكر له، إنه رأى كأن القيامة قد قامت، وحشر الناس، وأتى سحنون فرأى إنه ألقي في النار، بعد أن لقي من الأغلال والنكال أمراً عظيماً، فصبّره سحنون، فأرسل في رؤساء كنيسة النصارى، فجاء إليه منهم اثنان، فسألهم هل مات لكم ميت ممن تعظمونه? قالوا: نعم. قال: أفرأيتم له شيئاً? قالوا: نعم رؤى كثيرة، ووصفوا فيها من الخير والترفيع، ثم صرفها وقال للرجل: هل تشك أن هؤلاء وميتهم من أهل النار?قال: لا
على ان نوم المالكية أصح من يقظة غيرهم على رأي بن الحداد فانه تكلم يوما في مسالة فقيل له ان داود قال كذا وكذا فقال لوكان نومي كيقظة داود ما تكلمت في العلم اما اسماعيل القاضي المالكي فكان يرى قول داود بن علي بدعة وكان شديدا على اهل البدع حتى ان اهل البدع تحاموا بغداد واخرج داود بن علي لاحداثه بدعة القياس كما في الديباج ومع ذلك يقول الذهبي في السير وندري بالضرورة ان داود كان يقرئ مذهبه ويناظر عليه ويفتي به في مثل بغداد وكثرة الائمة بها وبغيرها فلم نرهم قاموا عليه ولا انكروا فتاويه ولا تدريسه ولا سعوا في منعه من بثه وبالحضرة مثل إسماعيل القاضي شيخ المالكية وعثمان بن بشار الانماطي شيخ الشافعية ... "اما المالكية فقد تقدم اما الشافعية فربما رضوا به لتعصبه للشافعي رحمه الله
اما الاحناف فيقظتهم دفعتهم لاختلاق الحكايات واستشهادهم بهاعلى فقههم وفضل ابي حنيفة رحمه الله ثم قلدهم البعض من اصحاب المذاهب واتوا فيه بالاعاجيب فصار الدليل على صحة المذهب حكايات ومنامات
فابن كثير رحمه على ما اعتقد اعجبه قول الظاهريةفراىحلما فغير رايه
والحافظ اعجبه اصول الاحناف فراى حلما فغير رايه
وكان لابي حامد الغزالي الشافعي اليد الطولى في حبك الحكايات التي استدل بها على باطله
وعندما وصل كتابه احياء علوم الدين الى المغرب أمر امير
المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين رحمه الله بحرقه وكفا الله المؤمنين شره
الا ان شر هذا الشافعي لم ينقطع عن المغرب فان تلميذه الشيطان الدعي
الملقب بالمهدي محمد بن تومرت الملعون حتى على لسان الموحدين فيما بعد
كان من سعى في سقوط دولة المرابطين
واستبدالها بدولة الموحدين وقد حاربت هذه الدولة مذهب اهل المدينة كاشد
ما يكون فاحرقت مدونة سحنون ونوادر ابي زيد وغيرهما من كتب المذهب
ولم يكن يومئذ شان للاشعرية ولا للصوفيةحتى جاءت
هذه الدولة ونشرت هاتين النحلتين بنصرها لعلم الكلام وحربها اهل الحق
قال ابن الاثير واستقضى
المنصور اخر ايامه الشافعية على بعض البلاد ومال اليهم وهذا الميل
لم يكن الا انهم جمعوا كل ما يناقض دعوة السلفين في المغرب من تمشعر
وتصوف فوهن امر الدين و نهضت الزنادقة كابن عربي وابن سبعين وغيرهم
وتمكن الاشاعرة هذه المرة من نفوس المغاربة
وان كان فقهاء المالكية قديما وقفوا في وجه المعتزلة فلم يرضوا
بالاغالبة كما انهم وقفوا في وجه العبيديين ثانيا فاما الاحناف
فارتموا في احضان الجميع
وكان المالكية يفضلون
الموت على مفارقة مذهبهم لانهم يعلمون انه العصمة من فقه الدجال
لهذا مقت المغاربة الحنفية لسوء طويتهم ومايزال اهل المغرب يقولون للرجل الخبيث المتلون مسلم حنفي
قال ابن تيمية شيخ الاسلام رحمه الله وكذلك كانت الامصار التي ظهر فيها مذهب اهل المدينة يكون فيها
من الحكم بالعدل ماليس في غيرها من جعل صاحب الحرب
متبعا لصاحب الكتاب مالا يكون في الامصار
التي ظهر فيها مذهب اهل العراق ومن اتبعهم حيث يكون في هذه والي الحرب متبع لصاحب العلم الفتاوى ج20/ 393
وقد رفضواقول الشافعي قال
المقدسي رايت اصحاب مالك يبغضون الشافعي قالوا اخذ عن مالك ثم خالفه
احسن التقاسيم
وكانوا
لا يرون قوله مذهبا او حتى قولا يعتد به حتى ان المقدسي قال كنت يوما
اذاكر بعضهم في مسالة فذكرت قول الشافعي فقال اسكت من هو الشافعي؟
انما كان
بحران ابو حنيفة لاهل المشرق ومالك لاهل المغرب افنتركهما ونشتغل بالساقية
وهذا لا يمنع ان يكون الشافعي من انجب تلاميذ مالك رحم الله الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/11)
ـ[ابن العدوي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:41 ص]ـ
أيها الكرام! أين هذا من الموضوع الرئيسي الذي نحن فيه
فليعد بنا أحدكم إلى تفصيل بعض البطولات في حصار عكا وفي غيرها من جهاد المسلمين(32/12)
فائدة في من ألحق الأذى بالأمّة (ذكر سلسلة التجهم إلى لبيد بن الأعصم)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 05 - 04, 10:44 م]ـ
أظنها من النفائس:
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (10/ 21)، وابن الأثير في الكامل في التاريخ (5/ 294)
وجدوا أن الذين دسوا السموم في الأمة هم سلسلة تبتدئ ببشر المريسي (218هـ)، وثمامة بن الأشرس (213هـ)، وأحمد بن أبي دؤاد (233هـ) الذين أخذوا أفكارهم عن الجهم بن صفوان (128هـ) الذي أخذها عن الجعد بن درهم (118هـ) الذي أخذها عن أبان بن سمعان الذي أخذها عن طالوت ابن أخت لبيد الذي أخذها عن لبيد الأعصم الذي أخذها عن عبد الله بن سبأ اليهودي. اهـ بتصرف واختصار(32/13)
(((و عليه عمل المسلمين)))
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 05 - 04, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فهل هناك بحث مستقل أو ملحق بخصوص قولنا / (و عليه عمل المسلمين)؟
حيث إن هذا القول يتكرر في كثير من كتب الفروع في معرض ترجيح القول
علاوة على أن هذا اللفظ بذاته هو أحد ألفاظ الترجيح عند حكاية الأقوال المختلفة في كتب الحنفية، كما ذكر ذلك (ابن عابدين) في شرحه على منظومته المسماة (عقود رسم المفتي) بل قال ما معناه // بل هي من أقوى ألفاظ الترجيح لأنها تدل على " الإجماع "
فليتنا نوسع ((النقول)) في المسألة من كتب أهل العلم مع العزو و التوثيق
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
أخوكم / محمد رشيد(32/14)
هل ذكر أحد أن الإمام مالك استغرق 20 - 30 سنة لكتابة الموطأ؟؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[21 - 05 - 04, 11:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
هل ذكر الحافظ ابن عبد البر في التمهيد أو الزرقاني في شرح الموطأ أو غيرهما أن الإمام مالك كتب الموطأ على مدار 20 أو 30 سنة أو أي شئ من هذا القبيل؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - 05 - 04, 08:59 م]ـ
عقد ابن فرحون في الديباج المذهب (1/ 25) فصلاً في أوائل كتابه، فقال: فصلٌ من وصاياه وآدابه، ثم ذكر أشياء، ومنها:
قال صفوان بن عمر: عرضنا على مالك الموطأ في أربعين يوماً فقال:
كتابٌ ألفته في أربعين سنة، أخذتموه في أربعين يوماً، قلَّ ما تتفقهون فيه.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 05 - 04, 02:26 ص]ـ
أخي العزيز: د: هشام عزمى
أخرج الإمام ابن عبد البر في التمهيد 1/ 78طبعة المغرب: عن عمر بن عبد الرحمن صاحب الأوزاعي قال: عرضنا على مالك الموطأ في أربعين يوما فقال: كتاب ألفته في أربعين سنة أخذ تموه في أربعين يوما، قلما تفقهون منه.
وأخرج أبو نعيم في الحلية 6/ 331عن أبى خليد: أقمت على مالك فقرأت الموطأ في أربعة أيام فقال مالك: علم جمعه شيخ في ستين سنة أخذتموه في أربعة أيام.!!
ومن هاتين الروايتين أخذ الشيخ حبيب الله الشنقيطي قوله في منظومته المسماة دليل السالك ص 60
والزمن الذي به قد ألفا موطأ الإمام فيه اختلفا
فقيل عنه أربعون عاما وقيل ستون ترى تماما
بينما يذهب الأستاذ نذ ير حمدان في كتابه الموطآت ص 69: إلى أن عمل الموطأ استغرق حوالي إحدى عشرة سنة من سنة 148 إلى سنة 159قال: (وهو أقرب الأقوال ثم ما زال ينقيه ويخلصه حتى توفي).
ويقول دارس آخر للموطأ: والذي يظهر لي أنه ليست هناك مدة معينة معروفة بدأ فيها الإمام بتأليف كتابه وفرغ منه، بل إنه بمجرد أن انقدحت الفكرة في نفسه وعزم على تأليف الكتاب شرع في ذلك واشتغل به مدة حياته، فعاش ملك – رحمه الله- وعاش معه الموطأ تحت التأليف ورهين التصنيف وقيد الكتابة والتغيير والتقديم والتأخير. ويدل على هذا ما جاء عن عتيق الزبيري: أن مالكا كان ينظر في الموطأ كل سنة. وعن سلمان بن بلال: أن مالكا كان ينظر في الموطأ كل عام إلى أن مات).
انظر في الأثرين السابقين ترتيب المدارك 2/ 73من طبعة المغرب.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 06:35 م]ـ
وهذا يفسر الاختلاف الشديد بين النسخ، أقصد أعادة النظر فيه كل عام.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 04:32 م]ـ
جزاكم الله كل الخير إخواني على هذه الردود النفيسة:)(32/15)
من يشرح عبارة هذا الإمام الغريبة؟ وددت أن الحديث كان قوارير على رأسي فسقطت فتكسرت.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 05 - 04, 11:39 ص]ـ
جاء في سير أعلام النبلاء 7/ 166 في ترجمة مسعر بن كدام رحمه الله:
قال ابن عيينة سمعت مسعرا يقول:
وددت أن الحديث كان قوارير على رأسي فسقطت فتكسرت.
فمن يوضح مقصود مسعر فيها؟
ذلك أني لم أجد لها إلا تأويلاً أطرحه وأنظر فيما عند الإخوة،وهو:
أن مسعراً ـ رحمه الله ـ لخوفه من تبعات طلب الحديث (بمعناه الأعم) وما يتطلبه من عمل وخشية وتقوى، وتعاهد له بالمراجعة، تمنى أن يكون قوارير تنكسر ويرتاح من تبعتها ..
فما رأيكم؟
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[21 - 05 - 04, 11:35 م]ـ
لعله كما ذكرت شيخنا. وقد يكون قصد أنه يخشى على نفسه من أن يكون قد تجاوز الحد في إنفاق الوقت والجهد في رواية الحديث، وأن ذلك قد يكون له آثار سلبية.
ففي حلية الأولياء:
... سمعت مسعراً يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون.
... سمعت مسعراً يقول: من أبغضني جعله الله محدثاً.
... سمعت مسعراً، يقول: وددت أن الحديث كانت قوارير على رأسي فسقطت فتكسرت.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 - 05 - 04, 09:00 م]ـ
جمعني البارحة 2/ 4/1425هـ مجلس بشيخنا د. إبراهيم اللاحم، فسألته عن هذه العبارة، فأفاد بما ذكر من الخوف من تبعة هذا العلم ... الخ ما ذكر، وقال: هذا هو الظاهر.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[23 - 05 - 04, 06:57 م]ـ
نعم هو الخوف من تبعة العلم
وربما هو كناية عن إنشغال البال بها
وحكاية القوارير التي على الرأس .. اذكر انها وردت علي سابقا
فقد كان هناك رجلا موسوسا يخيل إليه انه يحمل قوارير على رأسه ويظل طوال يومه يتحرك ويتصرف كما لو ان هناك فعلا قوارير يحملها
حتى جاء معالج يعالجه من هذا الوسواس ... فأخذ المعالج عصاه وضرب بها فوق رأس الرجل وفي نفس الوقت رمى قوارير قد خبأها على الأرض ... فقال له ها قد كسرنا القوارير التي على رأسك
فرتاح الموسوس من يومه
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 05 - 04, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
الشيخ عمر المقبل وفقه الله
لعل في هذا النقل ما يفيدك
قال الذهبي في السير (7/ 255) في ترجمة الإمام سفيان الثوري:
((وعنه (الثوري) قال:
وددت أن علمي نسخ من صدري، ألست أريد أن أسأل غدا عن كل حديث رويته أيش أردت به.
قال يحيى القطان: كان الثوري قد غلبت عليه شهوة الحديث، ما أخاف عليه إلا من حبه للحديث
قلت (الذهبي):
حب ذات الحديث والعمل به لله مطلوب من زاد المعاد، وحب روايته وعواليه والتكثر بمعرفته مذموم مخوف فهو الذي خاف منه سفيان والقطان وأهل المراقبة فإن كثيرا من ذلك وبال على المحدث ا. هـ
وراجع ما قبله وبعده فسيفيدك إن شاء الله
والله أعلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 - 05 - 04, 02:33 م]ـ
الإخوة: خالد بن عمر، عدو المشركين، هيثم أثابكم الله وجزاكم خيرا على هذه الفوائد.(32/16)
ما هو ضابط القرابة في صلة الرحم؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 05 - 04, 05:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فيقول الكيا الهراسي:
[قوله تعالى:
((و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام))
يدل على تأكيد الأمر في صلة الرحم، و المنع من قطيعتها، و هي اسم لكافة الأقارب من غير فرق بين المحرم و غيره]
أحكام القرآن للهراسي 2/ 308 دار الكتب الحديثة
أقول ـ محمد رشيد ـ: كلام الهراسي واضح لا شيء فيه فهو يعرف أولوا الأرحام بأنهم كل الأقارب،،
أي أنهم من يطلق عليهم الأقارب
و لكني أرى أن هذا أيضا يحتاج إلى ضابط و إلا لاتسع الخرق على الراقع و لكثرت الذنوب و قطيعة الأرحام
توضيح ذلك // عندنا في مصر مثلا ـ عافانا الله و إياكم ـ سلسلة القرابة لا تنقطع فكل نسب و إن بعد جدا جدا جدا يقولون هي قرابة و يلزمونك بمودتهم،،
مثال / أخوكم محمد رشيد مثال حي على ذلك،، مجموعة من الشباب يعرف بعضنا البعض منذ الصغر و نعرف أننا أقارب منذ وعينا ولكننا لم نهتم لمعرفة درجة القرابة لتعقيدها علينا كأطفال،،
و الآن يحاولون إلزامي بصلة هؤلاء و الاهتمام بهم و يلزمونك بتدينك على أنها صلة راحم .. و إلا فما فائدة هذا التدين و ما فائدة هذه اللحية؟!!
هل تعرفون درجة القرابة؟ أقول لكم // جدتي لأمي و جدهم لآبائهم و أمهاتهم كان أحدهم ابن عمة الآخر و الثاني ابن خاله!!!!!! و قد توفي جدهم منذ سنوات .. و النتيجة: لا بد و أن تزيد هذه الصلة و هذا القرابة و إلا فلا فائدة لهذه اللحية
(ابتسامة)
فهل من ضابط لهذه القرابة؟
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 05 - 04, 05:57 م]ـ
الاخ الكريم / محمد رشيد وفقه الله
هذا الموضوع اشغلني كثيرا، وسألت عنه الإخوة في هذا الرابط، وأفادوا بما يسر الله لهم، ولا زلت في حاجة الى المزيد، فلعل طرحك له يزيد الإخوة نقاشا وبحثا، فإليك هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12688&highlight=%D6%C7%C8%D8+%D5%E1%C9+%C7%E1%D1%CD%E3
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 05 - 04, 08:12 م]ـ
نعم أخي،،
أذكر هذه المشاركة، و مازال الإشكال بعد،،
فالقول الثاني و الذي قواه الأخ / زياد هو المعني بالطرح
فكيف أصل كل من تمسني به صلة قرابة؟!!
لابد لذلك من ضابط و، و إلا لتوسع الأمر جدا
و على هذا القول الثاني، هل يعد من ذكرتهم من أقاربي ـــ ذكرت أن جدتي و جدهم كان أحدهم ابن خال الآخر و الثاني ابن عمته ـــ
و جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 05 - 04, 08:34 م]ـ
الاخ الكريم / محمد رشيد
مما يهون الأمر - وليس بهيّن - ما يلي:
- اني سمعت سماحة الامام ابن باز رحمه الله تعالى وقد سُئل عن بعد الأقارب بعضهم عن بعض ومشقة الصلة، فهل يعد الاتصال بالهاتف صلة للرحم، فقال رحمه الله: نعم، فقال آخر: لو قيل لإحدهم بلغ قريبي مني السلام، فهل يعد هذا صلة، فقال رحمه الله: نعم.
- سألت الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤن الاسلامية عن من تجب صلتهم؟ فقال: الاصول والاعمام والعمات والاخوال والخالات.
فقلت: ياشيخ وابناءههم - اي الاعمام والاخوال -؟ فقال حفظه الله: لا، لا تجب صلتهم، من تجب صلتهم هم من ذكرت لك.
قلت: لا شك ان الصلة المباشرة مطلوبة، وكذلك صلة ابناء العم والخال كذلك، لكن مع هذا التمدد الاسري الكبير والمتفرق ومشقة الصلة المباشرة وانشغال كل عن صاحبه مع رضاه عنه - غالبا - كان هذا الطرح.
عافانا الله واياكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 05 - 04, 08:36 م]ـ
الاخ الكريم / محمد رشيد
مما يهون الأمر - وليس بهيّن - ما يلي:
- اني سمعت سماحة الامام ابن باز رحمه الله تعالى وقد سُئل عن بعد الأقارب بعضهم عن بعض ومشقة الصلة، فهل يعد الاتصال بالهاتف صلة للرحم، فقال رحمه الله: نعم، فقال آخر: لو قيل لإحدهم بلغ قريبي مني السلام، فهل يعد هذا صلة، فقال رحمه الله: نعم.
- سألت الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤن الاسلامية عن من تجب صلتهم؟ فقال: الاصول والاعمام والعمات والاخوال والخالات.
فقلت: ياشيخ وابناءههم - اي الاعمام والاخوال -؟ فقال حفظه الله: لا، لا تجب صلتهم، من تجب صلتهم هم من ذكرت لك.
قلت: لا شك ان الصلة المباشرة مطلوبة، وكذلك صلة ابناء العم والخال كذلك، لكن مع هذا التمدد الاسري الكبير والمتفرق ومشقة الصلة المباشرة وانشغال كل عن صاحبه مع رضاه عنه - غالبا - كان هذا الطرح.
اصلح الله الحال والمآل.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 05 - 04, 08:40 م]ـ
في الآداب الشرعية 1/ 478
[قال] أبو الخطاب ... قد توعد الله سبحانه بقطع الأرحام باللعن وإحباط العمل ومعلوم أن الشرع لم يرد صلة كل ذي رحم وقرابة إذ لو كان ذلك لوجب صلة جميع بني آدم فلم يكن بد من ضبط ذلك بقرابة تجب صلتها وإكرامها ويحرم قطعها وتلك قرابة الرحم المحرم وقد نص عليه بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ولا على بنت أخيها وأختها فإنكم إذا فعلتم ذلك قطعتم أرحامكم".
أخرجه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان.
وهذا الذي ذكره من أنه لا يجب إلا صلة الرحم المحرم اختاره بعض العلماء، ونص أحمد الأول: أنه تجب صلة الرحم محرما كان أولا، وقد عرف من كلام أبي الخطاب أن لا يكفي في صلة الرحم مجرد السلام وكلام أحمد محتمل.
ولا شك أن الذي ذكره أبو الخطاب وجيه جدا.
وقد سألت الشيخ عبد الكريم الخضير عن هذا؟ فقال: يختلف باختلاف الأشخاص، واشغالهم، وكثرة وقلة أقاربهم، وبعدهم وقربهم، والهاتف يخدم، والله المستعان. اهـ بمعناه قبل تقريبا خمس سنين.
وقد سمعت العلامة ابن باز يسأل هل يجب صلة الرحم بالذهاب إليه بنفسي؟
فأجاب: أنه لا يلزم فيكفي السلام بالهاتف، أو الرسالة بالبريد، أو ارسال السلام مع أحد ... اهـ بمعناه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/17)
ـ[براءة]ــــــــ[19 - 12 - 09, 08:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل صلة الرحم واجبة على المرأة كما هي واجبة على الرجل
يعني هل يجب على المرأة أن تصل أخاها وخالها وعمها، وإن لم تصلهم تعتبر قاطعة رحم؟ أم الصلة هي واجب عليهم تجاهها فقط.
وما نوع الصلة الواجبة عليها ان وجبت؟
أرجو التوضيح مشكورين
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 12 - 09, 09:21 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لكن ما هو ضابط الصلة التي يُمكن من خلالها معرفة: هل أنا قطعت أرحامي أم ما معنى القطيعة عندهم حتى يكون الحكم على بيّنة؟
الضابط لم يُحدد شرعاً , فلذلك العُرف السائد بينهم في معرفة معنى القطيعة يُخبرك هل أنت قطعتهم أم لا ..
بعضهم لو قابلته من عيد إلى عيد فلا تعتبر قطيعة عندهم , حيث أن الاجتماع كافٍ في ذلك .. و بعضهم يكون العُرف عندهم:
اجتماع كل شهر , فمن لم يأتي عُرف أنه قاطع رحم ويجب عليه صلتهم في تلك الحالة ولو بالإتصال .. وبعضهم غير ذلك وكلٌ بحسب مجتمعه ...
طبعاً: مما لا شك فيه , أنه من الأفضل و الأكمل هو الإتصال بهم و زيارتهم حتى وإن لم يفعلوا ذلك ..
طبعاً: كل هذا إذا لم تكن هناك منكرات , فإذا كانت هناك منكرات فيجب التغيير بحسب الاستطاعة وإلا فلا ..
والله المستعان ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 09:27 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا ...
http://www.islam-qa.com/ar/ref/72834
ضابط الرحم التي يجب صلتها
هل ابن عمتي يعتبر من رحمي الذي يجب على صلته؟
الحمد لله
لاشك أن ابن عمتك من جملة الأرحام الذين ينبغي صلتهم والإحسان إليهم، وبذل المودة لهم، لكن هل هو من الرحم التي يجب صلتها؟ فيه خلاف بين الفقهاء، وبيان ذلك أن الرحم نوعان: رحم مَحْرَم، ورحم غير مَحْرَم. وضابط الرحم المَحرَم: كل شخصين لو كان أحدهما ذكرا والآخر أنثى لم يجز لهما أن يتناكحا، كالآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأجداد والجدات وإن علوا، والأولاد وأولادهم وإن سفلوا، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات.
وأما أبناء الأعمام والعمات والأخوال والخالات، فليسوا من الرحم المَحرَم، لجواز التناكح بينهم.
والرحم غير المَحرَم: ما عدا ذلك من الأقارب، كابن عمتك، وبنت عمتك، وابن خالك، وبنت خالك، وهكذا.
وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن الرحم التي يجب صلتها: هي الرحم المحرم فقط، وأما غير المَحْرَم، فتستحب صلتها ولا تجب، وهذا قول للحنفية، وغير المشهور عند المالكية، وقول أبي الخطاب من الحنابلة، وحجتهم أنها لو وجبت لجميع الأقارب لوجب صلة جميع بني آدم، وذلك متعذر، فلم يكن بد من ضبط ذلك بقرابة تجب صلتها وإكرامها ويحرم قطعها , وتلك قرابة الرحم المحرم.
واستدلوا كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: (لَا تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا) رواه البخاري ومسلم (1408) واللفظ له. قال الحافظ ابن حجر: "وزاد الطبراني من حديث ابن عباس: (فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد قطعتم أرحامكم) وصححه ابن حبان، ولأبي داود في المراسيل عن عيسى بن طلحة نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على قرابتها مخافة القطيعة" انتهى من "الدراية في تخريج أحاديث الهداية" (2/ 56).
ووجه الاستدلال بهذا الحديث، ما بينه بعض المالكية رحمهم الله، قال القرافي: "المسألة الثامنة في بيان الواجب من صلة الرحم: قال الشيخ الطرطوشي: قال بعض العلماء: إنما تجب صلة الرحم إذا كان هناك محرمية، وهما كل شخصين لو كان أحدهما ذكرا والآخر أنثى لم يتناكحا كالآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأجداد والجدات وإن علوا، والأولاد وأولادهم وإن سفلوا، والأعمام والعمات والأخوال والخالات، فأما أولاد هؤلاء فليست الصلة بينهم واجبة لجواز المناكحة بينهم، ويدل على صحة هذا القول تحريم الجمع بين الأختين والمرأة وعمتها وخالتها لما فيه من قطيعة الرحم، وترك الحرام واجب، وبرهما وترك إذايتهما واجبة، ويجوز الجمع بين بنتي العم وبنتي الخال وإن كن يتغايرن ويتقاطعن، وما ذاك إلا أن صلة الرحم بينهما ليست واجبة " انتهى من "الفروق" (1/ 147).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/18)
والقول الثاني في المسألة: أنه يجب صلة الرحم كلها، لا فرق بين المحرَم وغيره، "وهو قول للحنفية , والمشهور عند المالكية , وهو نص أحمد , وهو ما يفهم من إطلاق الشافعية , فلم يخصصها أحد منهم بالرحم المحرم". "الموسوعة الفقهية الكويتية" (3/ 83).
وينظر: "غذاء الألباب" للسفاريني (1/ 354)، "بريقة محمودية" (4/ 153).
وفي المسألة أقوال أخرى، قال في "سبل السلام" (2/ 628): "واعلم أنه اختلف العلماء في حد الرحم التي تجب صلتها فقيل: هي الرحم التي يحرم النكاح بينهما بحيث لو كان أحدهما ذكرا حرم على الآخر. فعلى هذا لا يدخل أولاد الأعمام ولا أولاد الأخوال. واحتج هذا القائل بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها في النكاح لما يؤدي إليه من التقاطع.
وقيل: هو من كان متصلا بميراث، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (ثم أدناك أدناك).
وقيل: من كان بينه وبين الآخر قرابة سواء كان يرثه أو لا.
ثم صلة الرحم كما قال القاضي عياض: درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام , ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، فلو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لم يسم قاطعا، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له، لم يسم واصلا. وقال القرطبي: الرحم التي توصل الرحم عامة وخاصة، فالعامة رحم الدِّين , وتجب صلتها بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة.
والرحم الخاصة تزيد بالنفقة على القريب وتفقِّد حاله والتغافلِ عن زلته " انتهى.
هذا حاصل كلام أهل العلم في هذه المسألة، لكن لا يخفى عليك أيها الأخ الكريم ما جاء في صلة الرحم من عظيم الثواب، وما جاء في قطيعتها من أليم العقاب، وهذا يدعو إلى تحري صلة الرحم، والحذر من قطيعتها، والاحتياطِ للدين، والخروجِ من الخلاف، فبادر بصلة ابن عمتك، وأحسن إليه قدر استطاعتك، فإن أجر ذلك لا يضيع عند الله.
وانظر جواب السؤال رقم (12292)، (22706)، (4631).
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.
ـ[الحبيب1]ــــــــ[21 - 12 - 09, 12:45 م]ـ
الذي أعرفه:
الرحم المحرم: تجب صلته على كل حال.
الرحم غير المحرم: يرجع فيها للعرف وهي على قسمين:
الأول: وهم شديدي القرابة وهم ممن تفرعوا عن الرحم المحرم كأبناء العمومة فالعرف لدى المسلمين وصلهم، فيجب بذلك.
الثاني: وهم من تربطنا بهم أرحام بعيدة وهم على قسمين:
الأول: من إذا قطعته كنت في عرف الناس قاطع للرحم وهذا تجب صلته.
الثاني: من إذا وصلته كنت في أعين الناس وأعرافهم متفضلا فلا يجب صلته بل تستحب.
ولا أظن في هذا الزمان بالذات - في كثير من حواضر الإسلام - من يطالب بالقسم الأخير على سبيل العرف بل المتعين الأول والأول من القسم الثاني فقط والله تعالى أعلم(32/19)
ماهو الاقعاء المنهي عنه في الصلاه
ـ[ابو تركي]ــــــــ[22 - 05 - 04, 08:34 ص]ـ
السلام عليكم
هل من يلبس الباروكه يدخل في حديث لعن الله الواصله والمستوصله.
ماهو الاقعاء المنهي عنه في الصلاه.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 08:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - نعم أخي الكريم الباروكة تدخل في حديث الواصلة
2 - الاقعاء المنهي عنه هو أن يضع الرجل اليتيه على الارض بين رجليه، اما الاقعاء المستحب فهو أن ينصب الرجل كلتا قدميه ويضع اليتيه عليهما، و الله اعلم.
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[15 - 09 - 08, 08:02 ص]ـ
واستحباب الاقعاء أنما هو بين السجدتين دون غيرها من جلسات الصلاة(32/20)
معلقات البخاري
ـ[بوشهاب]ــــــــ[22 - 05 - 04, 10:00 ص]ـ
هل معلقات البخاري و موقوفاته من الحديث المقبول, ام في ذلك تفصيل؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 10:55 ص]ـ
لعل من أحسن من بين طريقة البخارى فى التعليق هو الحافظ ابن حجر رحمه الله فى النكت على بن الصلاح (1/ 325) حيث قال (الأحاديث المرفوعة التى لم يوصل البخارى اسنادها فى صحيحه
منها مايوجد فى موضع آخر من كتابه
ومنها مالايوجد الامعلقا
فاما الأول: فالسبب فى تعيلقه أن البخارى من عادته فى صحيحه أن لايكرر شيئا إلا لفائدة
فإذا كان المتن يشتمل على أحكام كرره فى الأبواب بحسبها أوقطعه فى الأبواب إذا كانت الجملة يمكن انفصالها من الجملة الأخرى
ومع ذلك فلا يكرر الإسناد بل يغاير بين رجاله أما شيوخه أو شيوخ شيوخه ونحو ذلك
فإذا ضاق مخرج الحديث ولم يكن له إلا إسناد واحد واشتمل على أحكام واحتاج الى تكريرها فإنه والحالة هذه إما أن يختصر المتن أويختصر الإسناد
وهذا أحد الأسباب فى تعليقه الحديث الذى وصله فى موضع آخر
وأما الثانى
وهو ما لايوجد فيه إلا معلقا فهو على صورتين
إما بصيغة الجزم وإما بصيغة التمريض
فاما الأول فهو صحيح إلى من علقه عنه وبقى النظر فيما أبرز من رجاله فبعضه يلتحق بشرطه
والسبب فى تعليقه له إما لكونه لم يحصل له مسموعا وإنما أخذه على طرق المذاكرة أو الإجازة أوكان قد خرج ما يقوم مقامه فاستغنى بذلك عن إيراد هذا المعلق مستوفى السياق أو لمعنى غير ذلك وبعضه يتقاعد عن شرطه وإن صححه غيره أو حسنه وبعضه يكون ضعيفا من جهة الانقطاع خاصة
وأما الثانى وهو المعلق بصيغة التمريض مما لم يورده فى موضع آخر فلايوجد فيه ما يلتحق بشرطه إلا مواضع يسيرة قد أوردها بهذه الصيغة لكونه ذكرها بالمعنى كما نبه عليه شيخنا رضى الله عنه
نعم فيه ما هو صحيح وإن تقاعد عن شرطه إما لكونه لم يخرج لرجاله أولوجود علة فيه عنده
ومنه ماهو حسن ومنه ما هو ضعيف وهو على قسمين
أحدهما ما ينجبر بأمر آخر
وثانيهما ما لايرتقى عن مرتبة الضعيف
وحيث يكون بهذه المثابة فانه يبين ضعفه ويصرح به حيث يورده فى كتابه).
وهذا الكلام للحافظ لامزيد عليه
وقد نبه ابن القيم إلى أحد الانواع التى ذكرها ابن حجر فقال فى زاد المعاد (2/ 432) (وقال البخارى فى صحيحه وقال سعيد عن قتادة عن أبى رافع عن أ بى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم (هو اذنه) فذكره تعليقا لاجل الانقطاع فى إسناده)
وقال الحافظ ا بن رجب فى الفتح (3/ 11) (وزعم الحاكم أنه على شرط الشيخين (يعنى حديثا فى الجهر بالبسملة) وما أبعده من ذلك ولو كان مقاربا لشرط البخارى فضلا عن أن يكون على شرطه لذكره تعليقا ولم يقتصر على ماروى عن الصحابة خاصة)
وقد أشار الحافظ فيما سبق الى أن البخارى قد يورد الحديث معلقا بصيغة التمريض ولا يقصد به التضعيف
وإنما يكون له مقصد آحر فى ذلك
قال الحافظ ابن حجر فى فتح البارى (1/ 111) (وذلك محمول (أى تعليق البخارى لأر صيح بصيغة التريض)
على قاعدة ذكرها لى شيخنا أبو الفضل بن الحسين الحافظ رحمه الله وهى أن البخارى لايخص صيغة التمريض بضعف الاسناد بل إذا ذكر المتن بالمعنى أو اختصره أتى بها أيضا) وأشا رإلى نحوه فى الفتح (2/ 205)
وقد بين ذلك أيضا الحافظ ابن رجب فى فتح الباري (4/ 366) حيث قال (وقد علقه هنا بقوله (ويذكر) (وهو قد أخرجه فى موضع آخر) فدل على أن هذه الصيغة عنده لاتقتضى ضعفا فيما علقه بها وأنه يعلق بها الصحيح والضعيف إلا أن اغلب ما يعلق بها ما ليس على شرطه)
وهذه الاحاديث المعلقة فى البخارى قد اهتم العلماء بوصلها، وقد صنف الحافظ بن حجر رحمه الله كتابه العظيم (تغليق التعليق) فوصل فيه المعلقات التى ذكرها البخارى فى صحيحه
وقد اختصره باسم (التشويق الى وصل المهم من التعليق)
ثم اختصره فى آخر سماه (التوفيق لوصل المهم من التعليق)
وقد ذكرها فى فصل عقده فى هدى السارى وذكر من وصلها وكذلك بينها فى الفتح فى مواضعها من الشرح.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=908#post908(32/21)
من وصل هذا الحديث؟؟؟
ـ[الدرة]ــــــــ[22 - 05 - 04, 10:29 ص]ـ
السلام عليكم
عندي سؤال لو تكرمتم
حديث أبو العالية في تفسير صلاة الله على النبي بأنه ثناؤه عليه عند الملائكة
أخرجه البخاري في صحيحه تعليقاً بصيغة الجزم، كتاب التفسير باب قوله (إن الله ةملائكته يصلون على النبي)
قال محققا كتاب جلاء الأفهام: شعيب وعبد القادر الأرنؤوط: (ووصله إسماععيل القاضي .. وسنده قابل للتحسين)
وسؤالي: أين وصله إسماعيل فقد بحثت كثيراً ولم أجده فهل من معين
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 10:36 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الأثر عن أبي العالية وصله إسماعيل بن إسحاق القاضي في كتابه (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم) رقم (95 أسعد تيّم)
قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا خالد بن يزيد عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية به.
ـ[الدرة]ــــــــ[22 - 05 - 04, 11:42 م]ـ
أسأل الله أن يوفقك ياشيخنا عبد الرحمن وأن ييسر أمرك ويشرح صدرك ويرزقك من حيث لاتحتسب آمين
وكنت أريد أن أسأل ماهي معلومات النشر عن هذا الكتاب لأني أريد شراؤه لأوثق المعلومة؟ وهل وصله يعني تحسينه؟ يعني ماذا أكتب عن درجة هذا الأثر؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 05 - 04, 11:49 م]ـ
وإياكم حفظكم الله
لعلك تستفيد من هذا الرابط في معرفة طبعات الكتاب
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10386
وأما درجة صحته فقال أسعد تيّم (إسناده حسن).
ـ[الدرة]ــــــــ[22 - 05 - 04, 11:56 م]ـ
الحمد لله أستفدت من الرابط ياشيخ الله يجزاك الجنة ووالديك(32/22)
أيهما أنفع وأفضل: مصنف عبد الزاق أم مصنف ابن أبي شيبة
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[22 - 05 - 04, 06:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أيها الإخوة: أريد ان شاء الله شراء أحد هذين الكتابين ولا أدري أيهما أفضل وأنفع لي خاصة من الناحية الفقهية---- فمن كان لديه علم بهما فليفدنا؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:42 م]ـ
قال ابن كثير 10/ 315:
وأبو بكر بن أبي شيبة أحد الأعلام وأئمة الإسلام وصاحب المصنف الذي لم يصنف أحد مثله قط لا قبله ولا بعده.اهـ
أقول: عبد الرزاق أعلى إسنادا، لكن ابن أبي شيبة مصنفه أكثر آثارا ففيه زيادة على مصنف عبد الرزاق قرابة السبعة عشر ألفا.
وإن تمكنت من الجمع بينهما فحسن، ومصنف ابن أبي شيبة سمعت أنه سيطبع طبعة جديدة محققة، قريبة الصدور.
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[23 - 05 - 04, 06:15 ص]ـ
شيخنا: عبد الرحمن السديس:
بارك الله فيكم وجزاك الله خيرا
إذن توكلنا على الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 05 - 04, 10:59 ص]ـ
كلاهما مهم، لكن الطبعة الحالية لمصنف ابن أبي شيبة غير جيدة، ونأمل أن تكون الطبعة الجديدة أحسن منها وأجود(32/23)
هل (الإغفاءة) في الصلاة تقطعها .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[22 - 05 - 04, 06:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل (الإغفاءة) في الصلاة تقطعها
خصوصاً إذا كانت قصيرة
كمن يغفو لغلبة النوم في سجود أو تشهد .. ؟
جزاكم الله خيراً كثيراً
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 05 - 04, 09:11 م]ـ
أخي الحبيب لو قلت حكم (النوم) في الصلاة لكان أقوى اذ أن الحنفيه لايجعلونه مبطلا للصلاة فضلا عن النعاس!
وذكر بعض محققيهم أن لهم في ذلك تفصيل بين تعمد النوم والاضطجاع في الصلاة وبين مقام الركوع والسجود.
أما في النعاس اليسير فقد جاء النص من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حيث قال:
((أذا نعس أحدكم في صلاته فلينم .. الخ الحديث المخرج في الصحيح)).
وهذا دليل على انه غير ناقض ولا مبطل بل قد يؤدى الى ان يدعو الانسان على نفسه ولهذا منع خلافا لمن قال بانه ناقض بدلالة الحديث.
وكذلك حديث ابن عباس في الصحيحين قال: ((بت عند خالتي ميمونة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت إلى جنبه الأيسر فأخذ بيدي فجعلني من شقه الأيمن فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني قال: فصلى إحدى عشرة ركعة)). وهذا لفظ مسلم
والشاهد منه قول ابن عباس: إذا غفيت.
فيظهر أن الاغفاء اليسيرة بمعنى النعاس ليس بناقض للوضوء ولا قاطع للموالاة في الصلاة.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً(32/24)
بحاجة للمساعدة
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخوانى الكرام انا بحاجة الى بعض الروابط والكتب والمعلومات التى تتكلم عن مذهب "القرآنيين" الرافضين للحديث النبوى والرد على شبهاتهم.
وأيضاً بعض روابط وكتب على حجية السنة.
وجزاكم الله خيراً(32/25)
اريد معلومات عن القرآنى
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخوانى الكرام انا بحاجة الى بعض الروابط والكتب والمعلومات التى تتكلم عن مذهب "القرآنيين" الرافضين للحديث النبوى والرد على شبهاتهم.
وأيضاً بعض روابط وكتب على حجية السنة.
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هناك كتاب بعنوان
القرآنيون وشبهاتهم حول السنة د. خادم حسين بخش
أنكرت فئة ضالة حجية السنة النبوية كخطوة على طريق إنكار حجية القرآن الكريم نفسه، ثم انقرضت تلك الفئة، لتظهر في هذا القرن بصور جديدة، حيث ظهرت في شبه القارة الهندية بزعامة غلام نبي المعروف بـ "عبد الله جَكْرَالَوِي" وكان من أبرز دعاتها مع آخرين ساعدوه في ذلك، وسموا أنفسهم باسم "أهل القرآن".
وساعدت على قيام الحركة عدة أسباب، أهمها:
ا- المناخ الذي هيأته حركة السيد أحمد خان.
2 - الاستعمار بأساليبه المختلفة حيث كان الإنجليز يسيطرون على الهند وباكستان.
3 - هزيمة بعض المسلمين النفسية أمام الحضارة الغربية.
كافح علماء شبه القارة الهندية فكرة "أهل القرآن" منذ وجودها، وذلك لما يترتب عليها من خطر وردة عن الدين، وقاموا بتفنيد شبهاتهم، وذلك بدراسات علمية كشفت ضلال هذه الفرقة وفندت جوانب الزيف والانحراف لهذه الحركة في مجال السنة والقرآن والعقيدة والعبادات والتشريع الإسلامي. وقد تصدى لهم الأستاذ الباحث خادم حسين بخش، فقدم هذه الدراسة "القرآنيون وشبهاتهم حول السنة" وهي أطروحة جامعية تقدم بها لنيل درجة الماجستير من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة. وقد طبعتها مكتبة الصديق بالطائف في مجلد واحد.
جاءت هذه الرسالة في بابين وخاتمة:
أما الباب الأول فقد عالج فيه المؤلف فكرة إنكار السنة قديماً وحديثاً، فتحدث عن تاريخ فرقة القرآنيين والأصول التاريخية لها.
وأما الباب الثاني فقد جعله خاصاً لدراسة أفكار القرآنيين، ويقع في أربعة فصول.
عرض في الفصل الأول شبهات القرآنيين حول السنة مع مناقشتها، وفي الفصل الثاني دراسة لمنهج القرآنيين في تفسير القرآن الكريم. وفي الثالث عرض ومناقشة لآرائهم الاعتقادية في مسائل وأحكام اعتقادية كثيرة. وفي الفصل الأخير عرض لآراء الجماعة في جوانب الشريعة، فتحدث عن موقفهم من العبادات والعقوبات والمعاملات، وعن موقفهم من الحدود، والميراث .. وكانت الخاتمة خلاصة عامة، تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة. ويليها ثبت المراجع العربية والأجنبية وكان عددها وفيراً ومتنوعاً. هذا وقد اجتمعت لهذه الرسالة ميزات جمة تجعلها جديرة بالقراءة والاطلاع، فهي رسالة علمية كتبها باحث مطلع على أفكار الجماعة عن كثب، ويقرأ لهم بلغتهم ولسانهم، مع حماس لدينه وعقيدته، فنسأل الله تعالى أن ينفع به وبما كتب.
http://www.go2top.net/modules.php?name=Book&op=Getid&id=10§ion=book_quran
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:19 ص]ـ
http://www.sonnh.com/hegia.aspx
المسلمون والعالم
القرآنيون وشبهاتهم حول السنة
تأليف: د. خادم حسين بخش
عرض: عثمان جمعة ضميرية
أنكرت فئة ضالة حجية السنة النبوية كخطوة على طريق إنكار حجية القرآن
الكريم نفسه، ثم انقرضت تلك الفئة، لتظهر في هذا القرن بصور جديدة، حيث
ظهرت في شبه القارة الهندية بزعامة غلام نبي المعروف بـ (عبد الله جَكْرَالَوِي)
وكان من أبرز دعاتها مع آخرين ساعدوه في ذلك، وسموا أنفسهم باسم (أهل
القرآن).
وساعدت على قيام الحركة عدة أسباب، أهمها:
ا- المناخ الذي هيأته حركة السيد أحمد خان.
2 - الاستعمار بأساليبه المختلفة حيث كان الإنجليز يسيطرون على الهند
وباكستان.
3 - هزيمة بعض المسلمين النفسية أمام الحضارة الغربية.
كافح علماء شبه القارة الهندية فكرة (أهل القرآن) منذ وجودها، وذلك لما
يترتب عليها من خطر وردة عن الدين، وقاموا بتفنيد شبهاتهم، وذلك بدراسات
علمية كشفت ضلال هذه الفرقة وفندت جوانب الزيف والانحراف لهذه الحركة في
مجال السنة والقرآن والعقيدة والعبادات والتشريع الإسلامي. وقد تصدى لهم الأستاذ
الباحث خادم حسين بخش، فقدم هذه الدراسة (القرآنيون وشبهاتهم حول السنة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/26)
وهي أطروحة جامعية تقدم بها لنيل درجة الماجستير من كلية الشريعة والدراسات
الإسلامية بمكة المكرمة. وقد طبعتها مكتبة الصديق بالطائف في مجلد واحد.
جاءت هذه الرسالة في بابين وخاتمة:
أما الباب الأول فقد عالج فيه المؤلف فكرة إنكار السنة قديماً وحديثاً، فتحدث
عن تاريخ فرقة القرآنيين والأصول التاريخية لها.
وأما الباب الثاني فقد جعله خاصاً لدراسة أفكار القرآنيين، ويقع في أربعة
فصول.
عرض في الفصل الأول شبهات القرآنيين حول السنة مع مناقشتها، وفي
الفصل الثاني دراسة لمنهج القرآنيين في تفسير القرآن الكريم. وفي الثالث عرض
ومناقشة لآرائهم الاعتقادية في مسائل وأحكام اعتقادية كثيرة. وفي الفصل الأخير
عرض لآراء الجماعة في جوانب الشريعة، فتحدث عن موقفهم من العبادات
والعقوبات والمعاملات، وعن موقفهم من الحدود، والميراث .. وكانت الخاتمة
خلاصة عامة، تضمنت أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة. ويليها ثبت
المراجع العربية والأجنبية وكان عددها وفيراً ومتنوعاً. هذا وقد اجتمعت لهذه
الرسالة ميزات جمة تجعلها جديرة بالقراءة والاطلاع، فهي رسالة علمية كتبها
باحث مطلع على أفكار الجماعة عن كثب، ويقرأ لهم بلغتهم ولسانهم، مع حماس
لدينه وعقيدته، فنسأل الله تعالى أن ينفع به وبما كتب.
من مجلة البيان العدد 64 عام1413 ص 96
------------------------------
كتب
أحمد بن عبدالعزيز أبو عامر
في مجلة البيان
الفرق المنتسبة للإسلام بالهند:
يوجد الكثير من تلك الفرق في الهند ومن أشهرها الشيعة الجعفرية والبهرة
الإسماعيلية والقاديانية والبريلوية والقرآنيون والصوفية ولهم مدارسهم ومنطلقاتهم
الفكرية والعقدية التي تخالف أهل السنة مخالفةً جذرية، ولتلك الفرق مواقف غير
حميدة من أهل السنة ولا يتسع المقام للتطرق لتلك الفرق والتعريف بها وبيان
منطلقاتها الفكرية.
وأحيل راغب الزيادة لمعرفة ذلك لبحث الدكتور (خادم حسين إلهي بخش)
آنف الذكر حيث تناولهم بدراسة موضوعية على ضوء واقعهم الفعلي واستناداً إلى
مصادرهم المعتبرة بعيداً عن الغلو والإجحاف ... وللعلم فإن تلك الفرق طارئة على
واقع المسلمين هناك؛ إذ وفدت عليهم في فترات الضعف التاريخي وبخاصة بعد
العصر المغولي وأثناءه؛ لأن الإسلام كما هو معروف دخل الهند في عهد الخلافة
الراشدة، وفتحت السند في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك عام 93 هـ
على يد القائد المسلم (محمد بن القاسم الثقفي) وكان المسلمون هناك إلى أواخر القرن
الرابع الهجري عاملين بالكتاب والسنة على منهج أهل الحديث، بعيدين عن الجمود
الفقهي والانحرافات العقدية حكى ذلك (أبو القاسم المقدسي) في كتابه (أحسن
التقاسيم) عند زيارته للسند عام 375هـ.
--------------------------------
مجلة البيان - العدد 152 ص 20
دراسات في الشريعة والعقيدة
شبهات حول حجية السنة النبوية
ومكانتها التشريعية والرد عليها
د. عماد الشربيني
إننا لو فتشنا عن المحاربين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنهم
يتظاهرون بإجلال القرآن واحترامه، وأنه الحجة التي ليس وراءها حجة.
فيقولون: علينا الاكتفاء بالقرآن الكريم فقط؛ فهو كتاب الله الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو المصدر الأول للإسلام، وهو الذي سلم من
التغيير والتبديل إلى آخر ما يقولونه تظاهراً بحبهم للإسلام، ودفاعاً عنه، وغيرة
على ما في كتاب الله من شريعة وأحكام، غير أنهم لا يريدون مع ذلك أن يضبطوا
أنفسهم وعقولهم بهذا الذي أمر القرآن الكريم بضبط أنفسنا وعقولنا به من اتباع سنة
المصطفى صلى الله عليه وسلم، مصطنعين لأنفسهم ما يشاؤون من آيات القرآن
الكريم يستدلون بها على الاكتفاء بالقرآن وحده، وعدم حجية السنة والحاجة إليها.
وما استدلوا به من آيات قرآنية بنوا عليها شبهتين جعلوهما قاعدتين ينطلقون
منهما تشكيكاً في حجية السنة المطهرة.
الشبهة الأولى: شبهة الاكتفاء بالقرآن وعدم الحاجة إلى السنة النبوية.
الشبهة الثانية: شبهة أن السنة لو كانت حجة لتكفَّل الله بحفظها.
أما الشبهة الأولى: فاستدلوا لها من آيات القرآن الكريم بآيات عدة منها قوله
تعالى:] مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ [(الأنعام: 38)، وقوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/27)
] وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ [(النحل: 89)، وقوله تعالى:] أَفَغَيْرَ
اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الكِتَابَ مُفَصَّلاً [(الأنعام: 114).
واستدل بهذه الآيات وما في معناها عدد من أعداء السنة المطهرة المنكرين
لحجيتها قديماً وحديثاً، الزاعمين أن القرآن في غنى عن السنة؛ لأن فيه بيان كل
شيء وتفصيله.
فقديماً على سبيل المثال لا الحصر كانت الطائفة التي ناظر الإمام الشافعي
واحداً من أتباعها [1].
وحديثاً: أمثال الدكتور توفيق صدقي [2]، و محمود أبو رية [3]، و محمد
نجيب [4]، و مصطفى كمال المهدوي [5]، و أحمد صبحي منصور [6]، و قاسم
أحمد [7]، و جمال البنا [8]، و رشاد خليفة [9]، و إسماعيل منصور [10]،
وغيرهم.
وللجواب عن هذه الشبهة نقول: رغم أن بعض هذه الآيات المراد فيها
بالكتاب: اللوح المحفوظ الذي حوى كل شيء، واشتمل على جميع أحوال
المخلوقات كبيرها وصغيرها، جليلها ودقيقها، ماضيها وحاضرها ومستقبلها، على
التفصيل التام كما جاء في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: «كتب
الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال:
وعرشه على الماء» [11].
ومن هذه الآيات قوله تعالى:] مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ [
(الأنعام: 38) والتي وردت عقب قوله تعالى:] وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ
طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم [(الأنعام: 38) والمثلية في الآية ترشح
أن المراد بالكتاب (اللوح المحفوظ) لأن القرآن الكريم لم ينظم للطير حياة كما نظمها
للبشر، وإنما الذي حوى كل شيء للطير والبشر، هو اللوح المحفو [12].
وبعض هذه الآيات المراد من الكتاب (القرآن)، وهَبُوا أن المراد بالكتاب
في جميع هذه الآيات (القرآن الكريم) ولكننا نقول لكم: إن هذا العموم غير تام،
بل هو مخصص بقول الله تعالى:] وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي
اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [(النحل: 64).
ونقول لكم: نعم لم يفرط ربنا عز وجل في كتابه في شيء من أمور الدين
على سبيل الإجمال، ومن بين ما لم يفرط في بيانه وتفصيله إجمالاً بيان حجية
السنة، ووجوب اتباعها والرجوع والتحاكم إليها؛ فالقرآن جامع دون تفريط كل
القواعد الكبرى للشريعة التي تنظم للناس شؤون دينهم ودنياهم، والسنة النبوية هي
المبينة لجزئياتها وتفاصيلها، وهي المنيرة للناس طريق الحياة، وتنسجم هذه الآية
مع الآيات الأخرى التي تؤكد بالنص أهمية السنة تجاه ما في الكتاب من القواعد
التي تحتاج إلى تخصيص أو تقييد أو توضيح أو تبيين .. . إلخ.
ومن هنا فالقول بأن القرآن الكريم بيان لكل شيء قول صحيح في ذاته
بالمعنى الإجمالي السابق، ولكن الفساد فيما بنوه عليه من الاستغناء عن السنة
والاكتفاء بالقرآن ليؤوِّلوه حسب أهوائهم. وإلا فربُّ العزة هو القائل في سورة
النحل نفسها، وقبل الآية التي استدلوا بها على عدم الحجية:] وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ
أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ *
لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ [
(النحل: 38 - 39).
وقال تعالى:] بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ
وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [(النحل: 44). وقال تعالى:] وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلاَّ
لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [(النحل: 64).
فتلك ثلاث آيات كريمات في سورة النحل نفسها هي سابقة لآية:] وَنَزَّلْنَا
عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ [(النحل: 89).
والثلاث آيات تسند صراحة مهمة البيان والتفصيل إلى النبي صلى الله عليه
وسلم صاحب السنة المطهرة؛ فهل يُعقَل بعد ذلك أن يسلب الله عز وجل هذه المهمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/28)
البيان التي هي من مهام الرسل جميعاً كما قال عز وجل:] وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ
إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [(إبراهيم: 4) ويُوقِع التناقض بآية:] الكِتَابَ تِبْيَاناً
لِّكُلِّ شَيْءٍ [(النحل: 89).
إن كل الرافضين لحجية السنة لا بد أن يلتزموا بهذه النتيجة التي تعود
بالنقض على الإيمان بالكتاب، وبمن أنزل الكتاب جل جلاله سواء أقروا بلسانهم
بهذا النقض أم لا، وتنبهوا إلى ذلك أم لا!!
ومما هو جدير بالذكر أن بعض دعاة الفتنة وأدعياء العلم يتمسحون بإيمانهم
بالسنة البيانية، ثم يصفون قيمة تلك السنة بقولهم: «إنها للاستئناس لا للاستدلال، وللبيان لا للإثبات مما يجعل الآخذين بها والرافضين لها أمام الشرع على حد
سواء؛ فلا إلزام لأي طرف منهما على قبول رأي الآخر؛ فالآخذ بها فعله مقبول،
والرافض لها فعله مقبول كذلك» [13].
أما الشبهة الثانية: «أن السنة لو كانت حجة لتكفل الله بحفظها» فاحتجوا
لذلك بقوله تعالى:] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [(الحجر: 9) وقالوا: لو كانت السنة حجة ووحياً مثل القرآن لتكفل الله عز وجل بحفظها، كما تكفل
بحفظ القرآن الكريم.
وممن قال بتلك الشبهة الدكتور توفيق صدقي [14]، وإسماعيل منصور [15]،
وأيدهما جمال البنا [16] وفرقة أهل القرآن بالهند و باكستان [17]، والدكتور
مصطفى محمود قائلاً: «القرآن هو الكتاب الوحيد الذي تولى رب العالمين حفظه
بنفسه من أي تحريف، وقال في محكم كتابه:] إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ [(الحجر: 9) ولم يقل لنا رب العالمين إنه حفظ لنا كتاب
البخاري» [18].
ونقول رداً على ذلك: إن رب العزة قد تكفل بحفظ ما صح من حديث رسوله
صلى الله عليه وسلم، ويدل على ذلك القرآن الكريم؛ فقد قال تعالى:] وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [(النحل: 44)، وقال تعالى:] إِنَّ عَلَيْنَا
جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [(القيامة: 17 - 19)، ففي الآيتين دليل على أن الله عز وجل قد تكفل أيضاً بحفظ السنة؛ لأن حفظ
المُبيَّن يستلزم حفظ البيان للترابط بينهما.
والذكر اسم واقع على كل ما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه
وسلم من قرآن أو سنة يبين بها القرآن، لقوله تعالى:] ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ [
(القيامة: 19) أي بيان القرآن. والبيان كما يكون للنبي صلى الله عليه وسلم يكون
لأمته من بعده، وهو يكون للنبي صلى الله عليه وسلم بالإيحاء به ليبلغه للناس،
وهو المراد في الآية السابقة] وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ [(النحل: 44) فالسنة النبوية على هذا منزلة من عند الله عز وجل
(بوحي غير متلو).
وفي هذا رد على ما زعمه الدكتور إسماعيل منصور بأن البيان للذِّكر لم ينزل
مع الذكر (القرآن) وإلا لكان النص على نحو: «وأنزلنا إليك الذكر
وبيانه» [19].
ولو شغَّب مشاغب بأن هذا الخطاب: «علينا بيانه» متوجه إلى الله عز
وجل فقط دون الأمة وإلا قال عز وجل: «عليكم بيانه» لما أمكنه هذا الشغب في
قوله تعالى:] إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ [(القيامة: 17). فمن الذي جمع القرآن
الكريم؟ الله عز وجل بذاته المقدسة، كما زعم الدكتور مصطفى محمود في مقالاته
السابقة، أم قيض رب العزة لذلك رجالاً من خلقه، وعلى رأسهم من أنزل عليه
صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام فمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؟!
وفي ذلك رد على ما زعمه الدكتور إسماعيل منصور بأن حفظ الرجال للسنة
يجعلهم يتساوون مع الله عز وجل في القدرة بحفظه كتابه عز وجل فتستوي بذلك
قدرة الله وقدرة المخلوقين» [20].
إن في القرآن مجملاً كثيراً في العبادات من صلاة، وصيام، وزكاة، وحج،
ومعاملات، وأخلاق .. إلخ وتولت السنة المطهرة بيان ذلك، فإذا كان بيانه عليه
الصلاة والسلام لذلك المجمل غير محفوظ، ولا مضمون سلامته مما ليس منه فقد
بطل الانتفاع بنص القرآن، فبطلت أكثر شرائعه المفترضة علينا فيه، ولم ندرِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/29)
صحيح مراد الله تعالى منها، وما أخطأ فيه المخطئ، أو تعمد فيه الكذب الكاذب،
ومعاذ الله من هذا.
فعلم من ذلك أن حفظ السنة المطهرة من أسباب حفظ القرآن، وصيانتها
صيانة له، ولقد حفظها الله تعالى كما حفظ القرآن فلم يذهب منها ولله الحمد شيء
على الأمة، وإن لم يستوعبها كل فرد على حدة.
ثالثاً: شبهة عرض السنة النبوية على القرآن الكريم:
احتج خصوم السنة النبوية على عدم حجيتها بأحاديث من وضع الزنادقة،
تدور في نظرهم على وجوب عرض كل ما يروى من أحاديث على كتاب الله
ومقارنتها به، فإن كانت توافق الكتاب فهي حجة يجب التمسك بها، والعمل
بمقتضاها، وإن كانت تخالف الكتاب ولو مخالفة ظاهرية يمكن الجمع بينهما فهي
باطلة مردودة لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم، وليست من سنته، ومن هذه
الأحاديث التي يستشهدون بها: «إن الحديث سيفشو عني، فما أتاكم يوافق القرآن
فهو عني، وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني».
وبهذه الشبه قال الزنادقة قديماً كما حكاه الحافظ السيوطي [21]. وقال به بعض
من سبق ذكرهم كالدكتور توفيق صدقي، وجمال البنا، ومحمد نجيب، وإسماعيل
منصور، ومحمود أبو رية، وقاسم أحمد، وأحمد صبحي منصور، في كتبهم
السابق ذكرها.
يقول جمال البنا: «هناك أحاديث جاءت بما لم يأت به القرآن، نحن نحكم
عليها في ضوء القرآن، فما لا يخالف القرآن يقبل، وما يخالفه يستبعد؛ فتحريم
الجمع بين المرأة مع عمتها أو خالتها، وتحريم لحم الحمر الأهلية، أمور لا نرى
مانعاً فيها، ونجد فيها قياساً سليماً» [22].
الجواب:
أولاً: الحديث الذي استشهدوا به على شبهتهم لا وزن له عند نقاد الحديث
وصيارفته، وتكلم فيه العلماء كلاماً يستلزم أن يكون من أشد الموضوعات أو
الضعيف المردود، ونختار من أقوالهم ما بيَّنه الإمام ابن عبد البر بقوله: «وقد
أمر الله عز وجل بطاعته واتباعه أمراً مطلقاً مجملاً لم يقيد بشيء، كما أمرنا باتباع
كتاب الله، ولم يقل ما وافق كتاب الله كما قال بعض أهل الزيغ، قال عبد الرحمن
بن مهدي: الزنادقة وضعوا ذلك الحديث، وهذه الألفاظ لا تصح عنه صلى الله
عليه وسلم بصحيح النقل من سقيمه، وقد عارض هذا الحديث قوم من أهل العلم،
وقالوا: نحن نعرض هذا الحديث على كتاب الله قبل كل شيء، ونعتمد على ذلك،
قالوا: فلما عرضناه على كتاب الله وجدناه مخالفاً لكتاب الله؛ لأننا لم نجد في كتاب
الله ألاَّ يقبل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما وافق كتاب الله، بل وجدنا
كتاب الله يطلق التأسي به، والأمر بطاعته، ويحذر المخالفة عن أمره جملة على
كل حال» [23].
ومع أن أحاديث عرض السنة على القرآن الكريم لا وزن لها عند أهل العلم،
إلا أن معناها صحيح، وعمل بها المحدِّثون في نقدهم للأحاديث متناً، فجعلوا من
علامات وضع الحديث مخالفته لصريح القرآن الكريم، والسنة النبوية والعقل، إلا
أنهم وضعوا لذلك قيداً وهو: استحالة إمكان الجمع. فإن أمكن الجمع بين ما ظاهره
التعارض مع الكتاب أو السنة أو العقل جمعاً لا تعسف فيه يصار إلى الجمع والقول
بهما معاً ولا تعارض حينئذ، وإن كان وجه الجمع ضعيفاً باتفاق النظار؛ فالجمع
عندهم أوْلى» [24].
وإعمال الأدلة أوْلى من إهمال بعضها، وإلا فلنتعرف على الناسخ والمنسوخ
فنصير إلى الناسخ ونعمل به، ونترك المنسوخ ولا نعمل به، وإلا نرجح بأحد
وجوه الترجيحات المفصلة في كتب الأصول، وعلوم الحديث، والعمل بالأرجح
حينئذ واجب، وهؤلاء المبتدعة لم يرفعوا بهذا الأصل رأساً، إما جهلاً به أو عناداً
منهم كما قال الإمام الشاطبي [25].
ولا أعلم نقلاً عن أحد من العلماء برفض الحديث بمجرد المخالفة الظاهرية مع
القرآن الكريم مع إمكان الجمع، أو التأويل، أو الترجيح، حتى من نقل عنهم
الأصوليون إنكار الترجيح وردوا عليهم إنكارهم، قالوا عند التعارض: يلزم
التخيير أو الوقف، ومعلوم بأن التوقف أوْلى من التعبير بالتساقط؛ لأن خفاء
ترجيح أحد الدليلين على الآخر إنما هو بالنسبة للمعتبر في الحالة الراهنة مع
احتمال أن يظهر لغيره ما خفي عليه، وفوق كل ذي علم عليم».
مثال على ما سبق:
حديث: «لم يكذب إبراهيم النبي عليه السلام قط إلا ثلاث كذبات: ثنتين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/30)
في - ذات الله - الحديث» [26]. قالوا هذا الحديث لا يصح؛ لأنه يتعارض مع قوله تعالى:] وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِياًّ [(مريم: 41).
وتناسوا بقية الحديث وما جاء فيه مؤكداً لكتاب الله عز وجل وأنه لا تعارض ففي الحديث: «ثنتين» في الله: قوله:] فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ [(الصافات: 89)
وقوله تعالى:] بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا [(الأنبياء: 63) وواحدة في شأن سارة
وقوله: «أختي».
وجمع العلماء ووفقوا فقالوا: ليس المراد بالكذب هنا حقيقته، وإنما هو من
باب المعاريض، وكان ذلك من إبراهيم عليه السلام على طريق الاستفهام الذي
يقصد به التوبيخ. وعلى كل الأحوال فالحديث هنا لم يعارض القرآن بل جاء مؤكداً
لما جاء في القرآن، وإلا فليبينوا لنا هم حقيقة هذا التعارض؟!!
رابعاً: شبهة أن الوضع وكثرة الوضاعين للحديث
أضعفت الثقة بالسنة الشريفة:
واستدل بتلك الشبهة من استدل بالشبهة السابقة، ونزيد عليهم هنا السيد صالح
أبو بكر [27]، و حسين أحمد أمين [28]، و أحمد أمين [29] و عبد الله النعيم [30]،
و سعيد العشماوي [31]، و صالح الورداني [32]، والمستشار عبد الجواد ياسين [33]، و نصر أبو زيد [34]، و زكريا عباس داود [35]، و حولة نهر [36]، و موريس
بوكاي [37]، و مرتضى العسكري [38]، والدكتور مصطفى محمود في مقالاته عن
الشفاعة المشار إليها سابقاً.
والجواب:
نقول: صحيح أنه كان هناك وضاعون وكذابون لفَّقوا أقوالاً، ونسبوها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الأمر لم يكن بهذه البساطة التي تخيلها
أصحاب هذه الشبهة، وأثاروا بها الوساوس في النفوس، وقد جهلوا أو تجاهلوا
الحقائق التي سادت الحياة الإسلامية فيما يتعلق بالسنة النبوية، فقد كان إلى جانب
ذلك عدد وفير من الرواة الثقات المتقنين العدول، وعدد وفير من العلماء الذين
أحاطوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسياج قوي يعسر على الأفاكين
اختراقه، واستطاع هؤلاء المحدِّثون بسعة اطلاعهم، ونفاذ بصيرتهم أن يعرفوا
الوضاعين، وأن يقفوا على نواياهم ودوافعهم، وأن يضعوا أيديهم على كل ما نسب
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سبيل الوضع والكذب فهؤلاء الوضاعون
لم يترك لهم الحبل على الغارب يعبثون في الحديث النبوي كما يشاؤون، ولم يترك
لهم المجال لأن يندسوا بين رواة الأحاديث النبوية الثقات العدول دون أن يعرفوا.
وإلا فمَنْ إذن الذي كشف كذب الكفرة والزنادقة وغلاة المبتدعين؟
ومَنِ الذي عرَّف بالموضوع، وبأسبابه، وبأصنافه، وبعلاماته، وصنف فيه
المصنفات المتعددة؟
إنهم حراس الدين خلفاء الله وجنوده في أرضه، إنهم الجهابذة الذين قال فيهم
هارون الرشيد لما أخذ زنديقاً فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق: لِمَ تضرب عنقي؟ قال: لأريح العباد منك، فقال: يا أمير المؤمنين! أين أنت من ألف حديث وفي
رواية أربعة آلاف حديث وضعتها فيكم، أحرِّم فيها الحلال، وأحلل فيها الحرام،
ما قال النبي منها حرفاً؟ فقال له هارون الرشيد: أين أنت يا عدو الله من أبي
إسحاق الفزاري و عبد الله بن المبارك؟ فإنهما ينخلانها نخلاً فيخرجانها حرفاً
حرفاً [39].
يقول الأستاذ محمد أسد: «فوجود الأحاديث الموضوعة إذن لا يمكن أن
يكون دليلاً على ضعف نظام الحديث في مجموعه؛ لأن تلك الأحاديث الموضوعة
لم تَخْفَ قط على المحدثين كما يزعم بعض النقاد الأوروبيين عن سذاجة، وتابعهم
على ذلك بعض أدعياء من أبناء أمتنا الإسلامية» [40].
ونختم هذه الشبهة بما ذكره الإمام ابن قيم الجوزية: قال الإمام أبو المظفر
السمعاني: «فإن قالوا: قد كثرت الآثار في أيدي الناس واختلطت عليهم، قلنا:
ما اختلطت إلا على الجاهلين بها، فأما العلماء بها فإنهم ينتقدونها انتقاد الجهابذة
الدراهمَ، والدنانيرَ، فيميزون زيوفها ويأخذون خيارها، ولئن دخل في أغمار
الرواة من وسم بالغلط في الأحاديث فلا يروج ذلك على جهابذة أصحاب الحديث،
ورواته العلماء حتى إنهم عدُّوا أغاليط من غلط في الإسناد والمتون، بل تراهم
يعدون على كل واحد منهم كم في حديث غلط، وفي كل حرف حرَّف، وماذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/31)
صحَّف، فإن لم تَرُجْ عليهم أغاليط الرواة في الأسانيد والمتون فكيف يروج عليهم
وضع الزنادقة، وتوليهم الأحاديث التي يرويها الناس حتى خفيت على أهلها؟ وهو
قول بعض الملاحدة، وما يقول هذا إلا جاهل ضال مبتدع كذاب يريد أن يهجِّن بهذه
الدعوة الكاذبة صحاح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وآثاره الصادقة، فيغالط
جهال الناس بهذه الدعوى، وما احتج مبتدع في رد آثار رسول الله صلى الله عليه
وسلم بحجة أوهن ولا أشد استحالة من هذه الحجة؛ فصاحب هذه الدعوى يستحق
أن يُسَفَّ في فِيهِ، ويُنفى من بلد الإسلام» [41].
________________________
(1) انظر: الأم، للإمام الشافعي، 7/ 250.
(2) مجلة المنار، 9/ 907.
(3) أضواء على السنة، ص 404.
(4) كتاب الصلاة في القرآن، ص 22.
(5) البيان بالقرآن، 1/ 29.
(6) كتاب الصلاة في القرآن، ص 32، 60، 61، وكتاب لماذا القرآن، ص 10.
(7) إعادة تقييم الحديث، ص 86.
(8) السنة ودورها في الفقه الجديد، ص 32.
(9) قرآن أم حديث، ص 6، والقرآن والحديث والإسلام، ص 32.
(10) تبصير الأمة بحقيقة السنة، ص 11.
(11) أخرجه مسلم، 8/ 452، رقم 2653.
(12) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، 2/ 131، وفتح القدير، 3/ 61.
(13) إسماعيل منصور، تبصير الأمة بحقيقة السنة، ص 663.
(14) مجلة المنار، المجلد 9/ 911 3/ 9.
(15) تبصير الأمة بحقيقة السنة، ص 23.
(16) السنة ودورها في الفقه الجديد، ص 33.
(17) مقام الحديث، ص 6، 18.
(18) مقالاته عن الشفاعة المنشورة بجريدة الأهرام، 1/ 5/1999م، 15/ 5/1999م.
(19) تبصير الأمة بحقيقة السنة، ص 260.
(20) تبصير الأمة بحقيقة السنة، ص 258، 288، 289.
(21) مفتاح الجنة، ص 13، 14.
(22) السنة ودورها في الفقه الجديد، ص 254.
(23) ابن عبد البر، جامع بيان العلم، 2/ 190، 191.
(24) إرشاد الفحول للشوكاني، 2/ 369، والمحصول في أصول الفقه للرازي، 2/ 434.
(25) الاعتصام باب في مأخذ أهل البدع بالاستدلال، 1/ 200.
(26) أخرجه الشيخان: البخاري، 6/ 447، رقم 3358، ومسلم، 8/ 134، رقم 2271.
(27) الأضواء القرآنية، 1/ 35.
(28) دليل المسلم الحزين، ص 45.
(29) فجر الإسلام، ص 210، 211.
(30) نحو تطوير التشريع الإسلامي، ص 44.
(31) حقيقة الحجاب، ص 84.
(32) الخدعة رحلتي من السنة إلى الشيعة، ص 97.
(33) السلطة في الإسلام، ص 236.
(34) الإمام الشافعي، ص 97.
(35) تأملات في الحديث، ص 131.
(36) دراسات محمدية، ص 489.
(37) دراسة الكتب المقدسة، ص 13.
(38) خمسون ومائة صحابي مختلق، 1/ 50.
(39) انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي، 1/ 273، وتاريخ الخلفاء، للسيوطي، ص 174.
(40) الإسلام على مفترق الطرق، ص 96.
(41) مختصر الصواعق المرسلة، 2/ 561.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[23 - 05 - 04, 12:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً اخى الكريم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 04:15 م]ـ
تستطيع الإفادة من هذه الكتب أخي الحبيب الجندي. . .
شبهات القرآنيين حول السنة النبوية
أ. د.محمود محمد مزروعة
http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=810
شبهات القرآنيين
عثمان بن معلم محمود بن شيخ علي
http://tafsir.org/books/open.php?cat=90&book=811
و بالله التوفيق.
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:21 م]ـ
بارك الله فيك أخى د. هشام
الصراحة كلتا المشاركتين قمة فى الافادة بالنسبة لى.
لى تساؤل للاخوة: هل يسمح المنتدى بنقل بعض من الشبهات للرد عليها؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[الجندى المسلم]ــــــــ[17 - 12 - 05, 02:44 م]ـ
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30(32/32)
ياأهل الحديث ماحكم المساهمة في شركة ( ... ) ولماذا؟ أخي لاتكتم العلم.
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:39 م]ـ
يا أهل الحديث ماحكم المساهمة في شركة (*****) ولماذا؟ أخي لاتكتم العلم.
تنبيه من المشرف
الرجاء وضع تفاصيل المساهمة في هذه الشركة حتى يتسنى للإخوة الإطلاع عليها والجواب عنها، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وحتى لو بدون ذكر اسم الشركة.
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:51 ص]ـ
يا أخي لماذا تحذف اسم الشركة لماذا هذا التشدد؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:57 ص]ـ
أخي الكريم:
لو جعلت الفتاوي للعلماء الكبار، خصوصا في المسائل المتعلقة بأمور وحقوق الآخرين = لكان أولى.
والمسلم في عافية من الفتيا، ومَن تبرأ بهم الذمة ممن يجوز تقليدهم لمن لا يعلم كثير.
والأخوة هنا، في الغالب للتباحث، والمناقشة، والمطارحات العلمية ونقل الفوائد .... ومقام الفتيا شيء آخر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 05 - 04, 02:03 ص]ـ
ذكر الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء ان اللجنة الدائمة اصدرت فتوى في تحريم التعامل مع هذه الشركة، وذكر الشيخ الشركة باسمها فقال الفتوى اصدرت في شركة هبة الجزيرة وشركة بزناس.
وقال تجدون الفتوى في الانترنت.
اذا وجدتها، نقلتها.
ـ[داعي خير]ــــــــ[23 - 05 - 04, 03:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
1 - حكم المشاركه في هبة الجزيرة:
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=49051&dgn=4
2- حكم (بزناس) ومثيلاتها من عمليات الخداع:
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=40263&dgn=4
المصدر: ((الإسلام سؤال وجواب)) - بإشراف الشيخ محمد المنجد ( http://63.175.194.25/index.php?search_text_box_dsn4=%C8%D2%E4%C7%D3&lv=search&formtrans=dgn%3D4%7C&ln=ara&ds=qa&sensitivity=2&searchquestions=1&searchtitles=1&searchanswers=1&searchsources=1&pg=result&offset=0&msubmit=1&submit.x=38&submit.y=9)
والله الموفق
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[23 - 05 - 04, 08:50 م]ـ
بارك الله فيكم أخي (المسيطير) وأخي (داعي خير).
أخي الكريم (السديس) أريد المشاركة من الاخوان ولو بنقل الفتوى للفائدة.بارك الله فيك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 05 - 04, 03:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى اللجنة الدائمة في شركات التسويق الهرمي أو الشبكي مثل شركة بزناس وهبة الجزيرة
الرياض: الوطن
أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى حول عمل شركات التسويق الهرمي أو الشبكي وذلك
برقم 22935 وتاريخ 14/ 3/1425هـ إثر ورود أسئلة كثيرة عن هذا الموضوع. حيث أوضحت اللجنة أن
هذا النوع من المعاملات محرم لتضمنه الربا بنوعيه، ولكونه من الغرر المحرم شرعا، واشتماله على أكل
الشركات أموال الناس بالباطل، فضلا عن احتوائه للغش والتدليس والتلبيس.
وقد وقع على الفتوى سماحة مفتي عام السعودية رئيس اللجنة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وكل من
الأعضاء: الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الغديان، والشيخ عبدالله بن محمد
المطلق، والشيخ عبدالله بن علي الركبان، والشيخ أحمد بن علي سير المباركي. وفيما يلي نص الفتوى:
"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم ... وبعد:
فقد وردت إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أسئلة كثيرة عن عمل شركات التسويق الهرمي أو
الشبكي مثل شركة بزناس وهبة الجزيرة والتي يتلخص عملها في إقناع الشخص بشراء سلعة أو منتج، على
أن يقوم بإقناع آخرين بالشراء ليقنع هؤلاء آخرين أيضا بالشراء وهكذا، وكلما زادت طبقات المشتركين
حصل الأول على عمولات أكثر تبلغ آلاف الريالات، وكل مشترك يقنع من بعده بالاشتراك مقابل العمولات
الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها إذا نجح في ضم مشتركين جدد يلونه في قائمة الأعضاء، وهذا ما يسمى
التسويق الهرمي أو الشبكي.
وأجابت اللجنة: أن هذا النوع من المعاملات محرم، وذلك أن مقصود المعاملة هو العمولات وليس المنتج،
فالعمولات تصل إلى عشرات الآلاف، في حين لا يتجاوز ثمن المنتج بضع مئات، وكل عاقل إذا عرض عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/33)
الأمران فسيختار العمولات، ولهذا كان اعتماد هذه الشركات في التسويق والدعاية لمنتجاتها هو إبراز حجم
العمولات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها المشترك، وإغراؤه بالربح الفاحش مقابل مبلغ يسير هو ثمن
المنتج، فالمنتج الذي تسوقه هذه الشركات مجرد ستار وذريعة للحصول على العمولات والأرباح، ولما كانت
هذه هي حقيقة هذه المعاملة، فهي محرمة شرعا لأمور:
أولا: أنها تضمنت الربا بنوعيه، ربا الفضل وربا النسيئة، فالمشترك يدفع مبلغا قليلا من المال ليحصل على
مبلغ كبير منه، فهو نقود بنقود مع التفاضل والتأخير، وهذا هو الربا المحرم بالنص والإجماع والمنتج الذي
تبيعه الشركة على العميل ما هو إلا ستار للمبادلة، فهو غير مقصود للمشترك، فلا تأثير له في الحكم.
ثانيا: أنها من الغرر المحرم شرعا، لأن المشترك لا يدري هل ينجح في تحصيل العدد المطلوب من المشتركين
أو لا، والتسويق الشبكي أو الهرمي مهما استمر فإنه لا بد أن يصل إلى نهاية يتوقف عندها، ولا يدري
المشترك حين انضمامه إلى الهرم هل سيكون في الطبقات العليا منه فيكون رابحاً، أو في الطبقات الدنيا
فيكون خاسراً؟ والواقع أن معظم أعضاء الهرم خاسرون إلا القلة القليلة في أعلاه، فالغالب إذن هو
الخسارة، وهذه هي حقيقة الغرر، وهي التردد بين أمرين أغلبهما أخوفهما، وقد نهى النبي صلى الله عليه
وسلم عن الغرر، كما رواه مسلم في صحيحه.
ثالثاً: ما اشتملت عليه هذه المعاملة من أكل الشركات لأموال الناس بالباطل، حيث لا يستفيد من هذا العقد إلا
الشركة ومن ترغب إعطاءه من المشتركين بقصد خدع الآخرين، وهذا الذي جاء النص بتحريمه في قوله
تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) "سورة النساء، الآية ".
رابعاً: ما في هذه المعاملة من الغش والتدليس والتلبيس على الناس، من جهة إظهار المنتج وكأنه هو
المقصود من المعاملة والحال خلاف ذلك، ومن جهة إغرائهم بالعمولات الكبيرة التي لا تتحقق غالباً، وهذا
من الغش المحرم شرعاً، وقد قال عليه الصلاة والسلام (من غش فليس مني)، رواه مسلم في صحيحه وقال
أيضاً: (البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محق بركة
بيعهما). متفق عليه.
وأما القول إن هذا التعامل من السمسرة، فهذا غير صحيح، إذ السمسرة عقد يحصل السمسار بموجبه على
أجر لقاء بيع السلعة، أما التسويق الشبكي فإن المشترك هو الذي يدفع الأجر لتسويق المنتج، كما أن
السمسرة مقصودها تسويق السلعة حقيقة، بخلاف التسويق الشبكي فإن المقصود الحقيقي منه هو تسويق
العمولات وليس المنتج، ولهذا فإن المشترك يسوِّق لمن يُسوِّق لمن يُسوِّق، هكذا بخلاف السمسرة التي
يُسوِّق فيها السمسار لمن يريد السلعة حقيقة، فالفرق بين الأمرين ظاهر.
وأما القول إن العمولات من باب الهبة فليس بصحيح، ولو سلم فليس كل هبة جائزة شرعاً فالهبة على
القرض ربا، ولذلك قال عبدالله بن سلام لأبي بردة، رضي الله عنهما: (إنك في أرض، الربا فيها فاش، فإذا
كان لك على رجل حق فأهدى إليك حمل تبن أو حمل شعير أو حمل قت فإنه ربا) رواه البخاري في الصحيح.
والهبة تأخذ حكم السبب الذي وجدت لأجله، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام - في العامل الذي جاء يقول:
هذا لكم وهذا أهدي إليّ، فقال عليه الصلاة والسلام: - (أفلا جلست في بيت أبيك وأمك فتنظر أيهدى إليك أم
لا؟.) متفق عليه.
وهذه العمولات إنما وجدت لأجل الاشتراك في التسويق الشبكي، فمهما أعطيت من الأسماء، سواء هدية أو
هبة أو غير ذلك، فلا يغير ذلك من حقيقتها وحكمها شيئاً.
ومما هو جدير بالذكر أن هناك شركات ظهرت في السوق سلكت في تعاملها مسلك التسويق الشبكي أو
الهرمي مثل شركة (سمارتس واي) وشركة (جولد كويست) وشركة (سفن دايموند) وحكمها لا يختلف عن
الشركات السابق ذكرها، وإن اختلفت عن بعضها فيما تعرضه من منتجات، وبالله التوفيق،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء".
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 05 - 04, 03:40 م]ـ
.
ـ[أبو عبدالله النيسابوري]ــــــــ[28 - 05 - 04, 05:17 م]ـ
وهذه صورة من فتوي مشايخ الاردن(32/34)
فوائد من كتاب البدر الطالع للعلامة الشوكاني
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 05 - 04, 07:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على نبينا محمد، وآله، أما بعد:
فكتاب العلامة الإمام المجتهد الشوكاني المسمى البدر الطالع اسم على مسمى، ويكفيه أن مؤلفه الشوكاني، وهذا الكتاب مع أنه في التراجم إلا أنه قد حوى فوائد، ونكتا في العلم مختلفة، لأن مؤلفه مجتهد متيقظ يسوق من تراجم هؤلاء العلماء، وأخبارهم، وما حدث لهم ... مما يحثه على التعليق، والاستطراد، والتعقيب ... الخ
ومما لفت انتباهي إنصافه العجيب حتى مع مخالفيه، ومن جرت بينه وبينه خطوب ... فهو بحق مدرسة لذلك.
وكذلك إعراضه كثيرا عن ذكر ما وقع فيه المترجم، من بدع، ومخالفات في العقيدة ... فلينتبه لذلك.
والكتاب غني بمادة تأريخية عمّا حدث في نجد، وما جاورها في جزيرة العرب من حروب، وخطوب أيام انتشار الدعوة السلفية على يد أتباع العلامة المجدد محمد بن عبد الوهاب وهذا مبثوب في عدد من التراجم.
تنبيه: سأنقل الكلام من برنامج التراث، وهو كثير الأخطاء، وسأصحح ما تيسر، وأضيف بعض علامات الترقيم أحيانا، وليس دائم استغلالا للوقت.
تنبيه آخر: سأنقل ما استحسن نقله، وأضع عنونا لذلك، وسأقتصر على موضع الشاهد، وما يعين على فهمه، وقد يبقى شيء من أراده فليرجع إليه.)
وسأبدأ ببعض الفوائد المتعلقة بالقرآن وعلومه إكراما للشيخ عبد الرحمن الشهري الذي حث على نقل هذه الفوائد.
كلامه على بعض التفاسير
تفسير البقاعي1/ 20: ومن أمعن النظر في كتاب المترجم له في التفسير الذي جعله في المناسبة بين الآي والسور علم أنه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علمي المعقول والمنقول وكثيرا ما يشكل على شيء في الكتاب العزيز فأرجع إلى مطولات التفاسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفى وأرجع إلى هذا الكتاب فأجد ما يفيد في الغالب ..
[وقد ذكرته هناك لكن يزاد هنا] ما جاء في ترجمة محمد بن محمد بن أبي القاسم 2/ 248: وذكر البقاعي أن صاحب الترجمة هو الذي أرشده إلى ما وضعه في التفسير من المناسبات بين الآيات والسور، وأنه قال له: الأمر الكلي المفيد بعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هو: أنك تنظر الغرض الذي سيقت إليه السورة، وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب، وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ماسيتبعه من إشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء العليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها فهذا هو: الأمر الكلي على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا فعلت ذلك تبين لك إن شاء الله وجه النظم مفصلا بين كل آية آية في كل سورة سورة والله الهادي.
تفسير ابن كثير1/ 153: وله تصانيف مفيدة منها التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع فيه فأوعى ونقل المذاهب والاخبار والآثار وتكلم بأحسن كلام وأنفسه وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها.
في ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير 2/ 91: وله كتاب جمعه في التفسير النبوي.
في ترجمة ابن النقاش 2/ 211: .. وكتابا في التفسير مطولا جدا، والتزم أن لا ينقل حرفا عن تفسير أحد ممن تقدمه، قال الصفدي: وكانت طريقته في التفسير غريبة ما رأيت له في ذلك نظيرا.
في ترجمة محمد العامري المعروف بابن الغزي2/ 252: قال: العالم الكبير المحقق صاحب التفسير الغريب جعله نظما في مائتي ألف بيت وزيادة، واختصره أيضا نظما، وقدمه إلى السلطان سليمان بن سليم صاحب الروم فقابله بالإجلال والقبول وطلب علماء الروم، وعرض عليهم ذلك التفسير، وقال: ما رأيكم؟ فقالوا: نجتمع، ونبذل النصيحة فإن وجدنا فيه زيادة، أو نقصانا، أو تبديلا في القرآن العظيم في حروفه أو شكله رفعنا ذلك إليكم، واستحق ما يقتضيه الشرع، وإن وجدناه على سنن الاستقامة؛ استحق مؤلفه الجائزة والكرامة لأنه قد فعل في زمنك ما لم يفعله غيره. فقال لهم السلطان: أنتم مُقَلَّدُون في هذا الشأن. فتأملوه حرفا حرفا فلم يجدوا فيه تحريفا، ولا تغييرا، ولا تكلفا، ولا تعسفا فقضوا من ذلك العجب، وأخبروا السلطان فأعظم جائزته.
تفسير أبي السعود 1/ 261: وله تصانيف منها التفسير المشهور عند الناس بأبي السعود في مجلدين ضخمين سماه إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم وهو من أجل التفاسير وأحسنها وأكثرها تحقيقا وتدقيقا.
في ترجمة 2/ 269 محمد بن مصلح المعروف بشيخ زاده وهو مؤلف حاشية تفسير البيضاوي في ستة مجلدات بعبارات واضحة جلية ينتفع بها المبتدئ.
في ترجمة المطهر بن علي الضمدي 2/ 310: مؤلف التفسير المسمى بالفرات، وهو تفسير مفيد جدا مع اختصاره يدل على قوة ملكة صاحب الترجمة في العلوم، ورسوخ قدمه في فنون عدة.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/35)
ـ[سليمان]ــــــــ[22 - 05 - 04, 11:21 م]ـ
أثابك الله شيخنا عبد الله على هذه الفوائد من هذا الكتاب الماتع للعلامة الشوكاني ..
وأود السؤال بارك الله فيك ذكر الشوكاني في ترجمه الأمير الصنعاني صاحب سبل السلام أن له شرح على الجامع الصغير للسيوطي فهل تعلم شيء عن وجوده؟
وفقك الله وننتظر المزيد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 05 - 04, 02:14 ص]ـ
الكتاب حسب علم لم يطبع واسمه التنوير، ذكر صبحي حلاق أنه موجود في المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء برقم (130/ 133)
وبمكتبة الحبشي أيضا.
ـ[أحمد أبوعبدالرحمن]ــــــــ[23 - 05 - 04, 06:33 ص]ـ
الشيخ: عبدالرحمن:
ما أفضل طبعة للكتاب والتي تنصح بها حفظك الله؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 05 - 04, 06:00 م]ـ
الاخ الحبيب المفضال عبدالرحمن السديس ,,,
شرح الصنعاني على الجامع الصغير تحت الطبع بأذن الله كما أخبرني غير واحد.
والنسخة الخطية موجودة وهي بخط ابن الصنعاني وهو خط واضح جميل , وشرحه نفيس رحمه الله.
وقد كانت المخطوطة تحت يدي ولم أجدها لانقل لكم منها؟ وهذه النسخة (وهي مصورة بالكامل) قد أخذت بعضها , من أحد مشايخنا الافاضل.
وهي موجودة عند بعض طلبة العلم في الرياض ومصورة بالكامل وعند شيخنا منها نسخة واضحة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:24 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أحمد أبوعبدالرحمن
ما أفضل طبعة للكتاب والتي تنصح بها؟
أخي أحمد: لا أدري.
الأخ زياد جزاك الله خيرا على المعلومة المفيدة، ونتمنى أن نرى الكتاب قريبا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:39 م]ـ
كلامه عن علماء اليمن، وعن التقليد، والاجتهاد وإن شئت فقل (الرد على من قال: لا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة) (ابتسامة):
في ترجمة العلامة محمد بن إبراهيم الوزير مؤلف كتاب العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم في الرد على الزيدية 2/ 83: ولا ريب أن علماء الطوائف لا يكثرون العناية بأهل هذه الديار لاعتقادهم في الزيدية مالا مقتضى له إلا مجرد التقليد لمن لم يطلع على الأحوال فإن في ديار الزيدية من أئمة الكتاب والسنة عددا يجاوز الوصف يتقيدون بالعمل بنصوص الأدلة ويعتمدون على ما صح في الأمهات الحديثية وما يلتحق بها من دواوين الإسلام المشتملة على سنة سيد الأنام ولا يرفعون إلى التقليد رأسا لا يشوبون دينهم بشيء من البدع التي لا يخلو أهل مذهب من المذاهب من شيء منها بل هم على نمط السلف الصالح في العمل بما يدل عليه كتاب الله وما صح من سنة رسول الله مع كثرة اشتغالهم بالعلوم التي هي آلات علم الكتاب والسنة من نحو وصرف وبيان وأصول ولغة وعدم إخلالهم بما عدا ذلك من العلوم العقلية ولو لم يكن لهم من المزية إلا التقيد بنصوص الكتاب والسنة وطرح التقليد فإن هذه خصيصة خص الله بها أهل هذه الديار في هذه الأزمنة الأخيرة ولا توجد في غيرهم إلا نادرا، ولا ريب أن في سائر الديار المصرية والشامية من العلماء الكبار من لا يبلغ غالب أهل ديارنا هذه إلى رتبته ولكنهم لا يفارقون التقليد الذي هو دأب من لا يعقل حجج الله ورسوله، ومن لم يفارق التقليد لم يكن لعلمه كثير فائدة، وإن وجد منهم من يعمل بالأدلة، ويدع التعويل على التقليد فهو القليل النادر كابن تيمية وأمثاله.
وإني لأكثر التعجب من جماعة من أكابر العلماء المتأخرين الموجودين في القرن الرابع، وما بعده كيف يقفون على تقليد عالم من العلماء، ويقدمونه على كتاب الله وسنة رسوله، مع كونهم قد عرفوا من علم اللسان ما يكفى في فهم الكتاب والسنة بعضه، فإن الرجل إذا عرف من لغة العرب ما يكون به فاهما لما يسمعه منها صار كأحد الصحابة الذين كانوا في زمنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم، ومن صار كذلك وجب عليه التمسك بما جاء به رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم، وترك التعويل على محض الآراء، فكيف بمن وقف على دقائق اللغة وجلايلها أفرادا وتركيبا وإعرابا وبناء، وصار في الدقائق النحوية والصرفية والأسرار البيانية والحقائق الأصولية بمقام لا يخفى عليه من لسان العرب خافية، ولا يشذ عنه منها شاذة ولا فاذة، وصار عارفا بما صح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وآله وسلم في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/36)
تفسير كتاب الله، وما صح عن علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى زمنه وأتعب نفسه في سماع دوادين السنة التي صنفتها أئمة هذا الشأن في قديم الأزمان، وفيما بعده فمن كان بهذه المثابة كيف يسوغ له أن يعدل عن آية صريحة أو حديث صحيح إلى رأى رآه أحد المجتهدين حتى كأنه أحد العوام الأعتام الذين لا يعرفون من رسوم الشريعة رسما فيالله العجب إذا كانت نهاية العالم كبدايته، وآخر أمره كأوله فقل لي أي فائدة لتضييع الأوقات في المعارف العلمية؟ فإن قول إمامه الذي يقلده هو كان يفهمه قبل أن يشتغل بشيء من العلوم سواه، كما نشاهده في المقتصرين على علم الفقه، فإنهم يفهمونه بل يصيرون فيه من التحقيق إلى غاية لا يخفى عليهم منه شيء ويدرسون فيه ويفتون به، وهم لا يعرفون سواه، بل لا يميزون بين الفاعل والمفعول! والذي أدين الله به أنه لا رخصة لمن علم من لغة العرب ما يفهم به كتاب الله، بعد أن يقيم لسانه بشيء من علم النحو والصرف، وشطر من مهمات كليات أصول الفقه في ترك العمل بما يفهمه من آيات الكتاب العزيز ثم إذا انضم إلى ذلك الإطلاع على كتب السنة المطهرة التي جمعها الأئمة المعتبرون وعمل بها المتقدمون والمتأخرون كالصحيحين، وما يلتحق بهما مما التزم فيه مصنفوه الصحة أو جمعوا فيه بين الصحيح وغيره مع البيان لما هو صحيح ولما هو حسن ولما هو ضعيف وجب العمل بما كان كذلك من السنة، ولا يحل التمسك بما يخالفه من الرأي سواء كان قائله واحدا، أو جماعة أو الجمهور، فلم يأت في هذه الشريعة الغراء ما يدل على وجوب التمسك بالآراء المتجردة عن معارضة الكتاب أو السنة، فكيف بما كان منها كذلك؟ بل الذي جاءنا في كتاب الله على لسان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني) (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) إلى غير ذلك، وصح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: "كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد ".
فالحاصل أن من بلغ في العلم إلى رتبة يفهم بها تراكيب كتاب الله، ويرجح بها بين ما ورد مختلفا من تفسير السلف الصالح ويهتدي به إلى كتب السنة التي يعرف بها ما هو صحيح وما ليس بصحيح فهو مجتهد لا يحل له أن يقلد غيره كائنا من كان في مسألة من مسائل الدين بل يستروى النصوص من أهل الرواية، ويتمرن في علم الدراية بأهل الدراية، ويقتصر من كل فن على مقدار الحاجة.
والمقدار الكافي من تلك الفنون هو: ما يتصل به إلى الفهم والتمييز، ولا شك أن التبحر في المعارف، وتطويل الباع في أنواعها هو خير كله لا سيما الاستكثار من علم السنة، وحفظ المتون، ومعرفة أحوال رجال الإسناد، والكشف عن كلام الأئمة في هذا الشأن، فإن ذلك مما يوجب تفاوت المراتب بين المجتهدين لا أنه يتوقف الاجتهاد عليه.
فإن قلتَ: ربما يقف على هذا الكلام من هو متهيء لطلب العلم فلا يدري بما ذاك يشتغل، ولا يعرف ما هو الذي إذا اقتصر عليه في كل فن بلغ إلى رتبة الاجتهاد، والذي يجب عليه عنده العمل بالكتاب والسنة؟
قلتُ: لا يخفى عليك أن القرائح مختلفة والفطن متفاوتة، والأفهام متباينة، فمن الناس من يرتفع بالقليل إلى رتبة علية، ومن الناس من لا يرتفع من حضيض التقصير بالكثير، وهذا معلوم بالوجدان. ولكني ههنا أذكر ما يكتفي به من كان متوسطا بين الغايتين؛ فأقول: يكفيه من علم مفردات اللغة مثل القاموس، وليس المراد إحاطته به حفظا، بل المراد الممارسة لمثل هذا الكتاب، أو ما يشابهه على وجه يهتدي به إلى وجدان ما يطلبه منه عند الحاجة.
ويكفيه في النحو مثل الكافية لابن الحاجب، والألفية وشرح مختصر من شروحها.
وفي الصرف مثل الشافية، وشرح من شروحها المختصرة مع أن فيها مالا تدعو إليه حاجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/37)
وفي أصول الفقه مثل جمع الجوامع، والتنقيح لابن صدر الشريعة، والمنار للنسفي، أو مختصر المنتهى لابن الحاجب، أو غاية السول لابن الإمام، وشرح من شروح هذه المختصرات المذكورة، مع أن فيها جميعها ما لا تدعو إليه حاجة، بل غالبها كذلك، ولا سيما تلك التدقيقات التي في شروحها، وحواشيها فإنها عن علم الكتاب والسنة بمعزل، ولكنه جاء في المتأخرين من اشتغل بعلوم أخرى خارجة عن العلوم الشرعية ثم استعملها في العلوم الشرعية، فجاء من بعده فظن أنها من علوم الشريعة، فبعدت عليه المسافة، وطالت عليه الطرق فربما بات دون المنزل، ولم يبلغ إلى مقصده، فإن وصل بذهن كليل، وفهم عليل؛ لأنه قد استفرغ قوته في مقدماته، وهذا مشاهد معلوم فإن غالب طلبة علوم الاجتهاد تنقضي أعمارهم في تحقيق الآلات، وتدقيقها ومنهم من لا يفتح كتابا من كتب السنة، ولا سفرا من أسفار التفسير، فَحَالُ هذا كحالِ من حصل الكاغد [يعني الورق]، والحبر، وبرى أقلامه، ولاك دواته، ولم يكتب حرفا! فلم يفعل المقصود؛ إذ لا ريب أن المقصود من هذه الآلات هو الكتابة، كذلك حالُ من قبله، ومن عرف ما ذكرناه سابقا [يعني من اللغة والنحو ... ] لم يحتج إلى قراءة كتب التفسير على الشيوخ؛ لأنه قد حصل ما يفهم به الكتاب العزيز، وإذا أشكل عليه شيء من مفردات القرآن رجع إلى ما قدمنا من أنه يكفيه من علم اللغة، وإذا أشكل عليه إعراب فعنده من علم النحو ما يكفيه، وكذلك إذا كان الإشكال يرجع إلى علم الصرف، وإذا وجد اختلافا في تفاسير السلف التي يقف عليها مطالعة فالقرآن عربي، والمرجع لغة العرب فما كان أقرب إليها فهو أحق مما كان أبعد، وما كان من تفاسير الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو مع كونه شيئا يسيرا موجود في كتب السنة، ثم هذا المقدار الذي قدمنا يكفي في معرفة معاني متون الحديث، وأما ما يكفيه في معرفة كون الحديث صحيحا أو غير صحيح فقد قدمنا الإشارة إلى ذلك ونزيده إيضاحا فنقول: إذا قال إمام من أئمة الحديث المشهورين بالحفظ والعدالة، وحسن المعرفة أنه لم يذكر في كتابه إلا ما كان صحيحا، وكان ممن مارس هذا الشأن ممارسة كلية كصاحبي الصحيحين و بعدهما صحيح ابن حبان، وصحيح ابن خزيمة ونحوهما؛ فهذا القول مسوغ للعمل بما وجد في تلك الكتب، وموجب لتقديمه على التقليد، وليس هذا من التقليد لأنه عمل برواية الثقة، والتقليد عمل برأيه، وهذا الفرق أوضح من الشمس، وإن التبس على كثير من الناس، وأما ما يدندن حوله أرباب علم المعاني والبيان من اشتراط ذلك، وعدم الوقوف على حقيقة معاني الكتاب والسنة بدونه، فأقول: ليس الأمر كما قالوا؛ لأن ما تمس الحاجة إليه في معرفة الأحكام الشرعية قد أغنى عنه ما قدمنا ذكره من اللغة والنحو، والصرف، والأصول والزائد عليه، وإن كان من دقائق العربية، وأسرارها و مما له مزيد تأثير في معرفة بلاغة الكتاب العزيز، لكن ذلك أمر وراء ما نحن بصدده، وربما يقول قائل: بأن هذه المقالة مقالة من لم يعرف ذلك الفن حق معرفته. وليس الأمر كما يقول، فإني قد شغلت برهة من العمر في هذا الفن فمنه ما قعدت فيه بين أيدي الشيوخ كشرح التلخيص المختصر، وحواشيه، وشرحه المطول، وحواشيه، وشرحه الأطول، ومنه ما طالعته مطالعة متعقب، وهو ماعدا ما قدمته، وقد كنت أظن في مبادىء طلب هذا الفن ما يظنه هذا القائل، ثم قلتُ ما قلتُ عن خبرة وممارسة وتجريب و الزمخشري وأمثاله وإن رغبوا في هذا الفن فذلك من حيث كون له مدخلا في معرفة البلاغة كما قدمنا.
وهذا الجواب الذي ذكرته ههنا هو الجواب عن المعترض في سائر ما أهملته مما يظن أنه معتبر في الاجتهاد، ومع ذلك كله فلسنا إلا بصدد بيان القدر الذي يجب عنده العمل بالكتاب والسنة و إلا فنحن ممن يرغب الطلبة في الاستكثار من المعارف العلمية على اختلاف أنواعها، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، ومن رام الوقوف على ما يحتاج إليه طالب العلم من العلوم على التفصيل، والتحقيق فليرجع إلى الكتاب الذي جمعته في هذا وسميته "أدب الطلب ومنتهى الأرب" فهو كتاب لا يستغني عنه طالب الحق، على أني أقول بعد هذا: إن من كان عاطلا عن العلومِ الواجبُ عليه أن يسأل من يثق بدينه وعلمه، عن نصوص الكتاب والسنة في الأمور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/38)
التي تجب عليه من عبادة أو معاملة وسائر ما يحدث له فيقول لمن يسأله: علمني أصح ما ثبت في ذلك من الأدلة حتى أعمل به. وليس هذا من التقليد في شيء، لأنه لم يسأله عن رأيه، بل عن روايته، ولكنه لما كان لجهله لا يفطن ألفاظ الكتاب والسنة، وجب عليه أن يسأل من يفطن ذلك، فهو عامل بالكتاب والسنة بواسطة المسؤل.
ومن أحرز ما قدمنا من العلوم عمل بها بلا واسطة في التفهيم، وهذا يقال له مجتهد والعامي المعتمد على السؤال ليس بمقلد، ولا مجتهد بل عامل بدليل بواسطة مجتهد يفهمه معانيه، وقد كان غالب السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين هم خير القرون من هذه الطبقة، ولا ريب أن العلماء بالنسبة إلى غير العلماء أقل قليل، فمن قال: إنه لا واسطة بين المقلد والمجتهد. قلنا له: قد كان غالب السلف الصالح ليسوا بمقلدين ولا مجتهدين، أما كونهم ليسوا بمقلدين فلأنه لم يسمع عن أحد من مقصري الصحابة أنه قلد عالما من علماء الصحابة المشاهير بل كان جميع المقصرين منهم يستروون علمائهم نصوص الأدلة، ويعملون بها، وكذلك من بعدهم من التابعين، وتابعيهم. ومَن قال: إن جميع الصحابة مجتهدون، وجميع التابعين وتابعيهم؛ فقد أعظم الفرية، وجاء بما لا يقبله عارف. وهذه المذاهب والتقليدات التي معناها قبول قول الغير دون حجة لم تحدث إلا بعد انقراض خير القرون ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.
وخير الأمور السالفات على الهدى **** وشر الأمور المحدثات البدائع
وإذا لم يسع غير العالم في عصور الخلف، ما وسعه في عصور السلف؛ فلا وسع الله عليه.
المذهب الظاهري ليس وهو مذهب داود، وأتباعه فقط!
في ترجمة أبي حيان 2/ 290: قال ابن حجر كان أبو حيان يقول: محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه. انتهى.
ولقد صدق في مقاله فمذهب الظاهر هو أول الفكر آخر العمل عند من منح الإنصاف، ولم يرد على فطرته ما يغيرها عن أصلها، وليس وهو مذهب داود الظاهري وأتباعه فقط، بل هو مذهب أكابر العلماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن، وداود واحد منهم، وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقف فيها على الظاهر حيث لا ينبغي الوقوف، وأهمل من أنواع القياس مالا ينبغي لمنصف إهماله، وبالجملة فمذهب الظاهر، وهو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات، وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة، وأنت إذا أمعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من مذهب الظاهر بعينه، بل إذا رزقت الإنصاف، وعرفت العلوم الاجتهادية كما ينبغي، ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهريا أي عاملا بظاهر الشرع منسوبا إليه، لا إلى داود الظاهري فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة هي مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات التسليم، وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذي أوضحناه أشار ابن حزم بقوله:
وما أنا إلا ظاهري وإنني ... على ما بدا حتى يقوم دليل.
لا خير في علمِ مَنْ لا يعرف علم الحديث:
وقال 2/ 262: وقال المقري في عقوده: كان يسلك طريقا من الورع فيسمح في أشياء يحمله عليها بعده عن معرفة السنن والآثار، وانحرافه عن الحديث، وأهله بحيث كان ينهى عن النظر في كلام النووي، ويقول: هو ظاهري، ويحض على كتب الغزالي انتهى.
ومن هذه الحيثية قال في ابن تيمية ما قال [تكفيره و .. ]، وليس في علم إنسان خير إذا كان لا يعرف علم الحديث، وإن بلغ في التحقيق إلى ما ينال.
رأيه في كتاب البدر التمام
وقال 1/ 230 في ترجمة الحسين المغربي: وهو مصنف "البدر التمام شرح بلوغ المرام " وهو شرح حافل نقل ما في التلخيص من الكلام على متون الأحاديث وأسانيدها ثم إذا كان الحديث في البخاري نقل شرحه من فتح الباري وإذا كان في صحيح مسلم نقل شرحه من شرح النووي، وتارة ينقل من شرح السنن لابن رسلان، ولكنه لا ينسب هذه النقول إلى أهلها غالبا مع كونه يسوقها باللفظ، وينقل الخلافات من البحر الزخار للإمام المهدي أحمد بن يحيى، وفي بعض الأحوال من نهاية ابن رشد، ويترك التعرض للترجيح في غالب الحالات، وهو ثمرة الاجتهاد، وعلى كل حال فهو شرح مفيد.
رأيه في كتاب فصول البدائع في أصول الشرائع
وفي ترجمة محمد الفنادي 2/ 266: وهو مصنف فصول البدائع في أصول الشرائع جمع فيه المنار والبزدوي ومحصول الإمام الرازي ومختصر ابن الحاحب وغير ذلك وأقام في عمله ثلاثين سنة، وهو من أجل الكتب الأصولية، وأنفعها وأكثرها فوائد.
وقال عنه أيضا: وله منظومة في عشرين فنا أتى في كل فن بمسألة، وغير أسماء تلك الفنون بطرق الألغاز امتحانا لفضلاء دهره، ولم يقدروا على تعيين فنونها فضلا عن حل مسائلها مع أنه قال: إنه عمل ذلك في يوم! وقد حلها ابنه محمد، وكتب منظومة يتضمن الجواب على منظومة والده.
من مواقفه: ومن تصلبه في الدين وتثبته في القضاء أنه رد شهادة سلطان الروم في قضية فسأله السلطان عن سبب ذلك؟ فقال: إنك تارك للجماعة. فبنى السلطان قدام قصره جامعا، وعين لنفسه فيه موضعا، ولم يترك الجماعة بعد ذلك. فلله در هذا العالم الصادع بالحق مع ما هو فيه من التقلب في نعمة سلطانه التي سمعت بعض وصفها، ورب عالم لا يقدر على الكلمة الواحدة في الحق لمن له عليه أدنى نعمة مخافة من زوالها، بل رب عالم يمنعه رجاء العطية، ونيل الرتبة السنية عن التكلم بالحق، ولم يكن بيده إلا مجرد الأماني الأشعبية، ورحم الله هذا السلطان الذي سمع الحق فاتبع، ولم تصده سورة الملك وما هو فيه من سلطان الذي كاد يطبق الأرض عن قبول ذلك وهذا السلطان المرحوم هو السلطان بايزيد بن مراد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/39)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 05 - 04, 05:44 م]ـ
نظم زاد المعاد، وشرحه
وقال في ترجمة الحسن بن إسحاق 1/ 194: وصنف تصانيف منها منظومة الهدي النبوي لابن القيم ثم شرحها شرحا نفيسا.
تأثير التلميذ بشيخه، وتبني أقواله
وقال في ترجمة السخاوي 2/ 187: وقد غلبت عليه محبة شيخه الحافظ ابن حجر فصار لا يخرج عن غالب أقواله، كما غلبت على ابن القيم محبة شيخه ابن تيمية، وعلى الهيثمي محبة شيخه العراقي.
لم يأخذ القراءات عن شيخ!
في ترجمة السيوطي 1/ 330: من العلوم التي عنده ... : ودونها القراءات ولم آخذها عن شيخ.
لا نامت أعين الكسالى
في ترجمة 1/ 265 سليمان بن إبراهيم العكي الزبيدي التعزي
وأخذ عنه الناس طبقة بعد طبقة، وارتحلوا إليه من الأفاق، وتتلمذ له مالا يحيط به الحصر حدث عن نفسه أنه: قرأ البخاري أكثر من خمسين مرة.
لا تقل كبرت، ولا أقدر على طلب العلم
في ترجمة أحمد بن علي الصنعاني 1/ 82: اشتغل بطلب العلم بعد أن قارب الخمسين من عمره، ثم قرأ عليّ في النحو والصرف، والمنطق والمعاني والبيان، والحديث، والتفسير وأدرك إدراكا كاملا، لاسيما في العلوم الآلية.
من يقوى على مناظرة ابن تيمية
في ترجمة أحمد بن نجم الدين ابن الرفعة 1/ 115: واشتهر بالفقه إلى أن صار يضرب به المثل وكان إذا أطلق الفقيه انصرف إليه بغير مشارك ... وكان قد ندب لمناظرة ابن تيمية، وسئل ابن تيمية عنه بعد ذلك؟ فقال: رأيت شيخا يتقاطر فقه الشافعية من لحيته هكذا ذكر ابن حجر في الدرر.
وندب صاحب الترجمة لمناظرة ابن تيمية لا يفعله إلا من لا يفهم، ولا يدرى بمقادير العلماء فابن تيمية هو ذلك الإمام المتبحر في جميع المعارف على اختلاف أنواعها، وأين يقع صاحب الترجمة منه، وماذا عساه يفعل في مناظرته؟! اللهم إلا أن تكون المناظرة بينهما في فقه الشافعية؛ فصاحب الترجمة أهل للمناظرة، وأما فيما عدا ذلك فلا يقابل ابن تيمية بمثله إلا من لا يفهم، ولعل النادب له بعض أولئك الأمراء الذين كانوا يشتغلون بما لا يعنيهم من أمر العلماء كسلار، وبيبرس، و أضرابهما، ولا ريب أن صاحب الترجمة غير مدفوع عن تقدمه في فقه الشافعية، ولكن لا مدخل للمناظرة فيه بين مجتهد ومقلد.
حادثة عجيبة!
[بعد أن ذكر اثنين من المعمرين تجاوزت أعمارهم مائة وعشرون عاما .. قال:] ومما يحسن ذكره هنا أن رجلا يقال له: حسين عامر الداغية من بلاد الحدا بلغ في العمر إلى نحو تسعين سنة، ثم ظهر برأسه قرنان كقرون المعز فوق أذنيه، وانعطفا على أذنيه، وشاعت الأخبار بذلك إلى أن بلغت إلينا إلى مدينة صنعاء، وكان المخبرون ثقات من أهل العلم، ثم لما بلغ الخبر خليفة العصر ـ حفظه الله ـ أرسل رسولا يأتي به، وكان ذلك باطلاعي، فرجعت جوابات من شيخ ذلك المحل، وهو رجل يقال له: سعد مفتاح أن صاحب القرون موجود لديهم بيقين، ولكنه قطعهما لما تأذى بهما، ورأيت الجوابات، ثم تواترت القضية تواترا لم يبق فيه شك.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 05 - 04, 05:46 م]ـ
الأخ أحمد بالنسبة لأحسن طبعة للبدر الطالع فقد نظرت في النسخ المطبوعة، فوجدت أفضلها ـ والله أعلم ـ طبعة دار الفكر بدمشق وهي بتحقيق: أ. د حسين بن عبد الله العمري، وهي محققة على نسخة بخط المؤلف .. والمطبوع الذي حققه محمد زبارة.
سبب تسميته بالكافيجي
في ترجمة محمد بن سليمان 2/ 171:
وأكثر من قراءة الكافية لابن الحاجب، وإقرائها حتى نسب إليها بزيادة جيم كما هي قاعدة الترك في النسب.
وفيها مما يستحسن ما:
قال السيوطي: إنه لازمه أربع عشرة سنة،وما جاءه مرة إلا وسمع من التحقيقات، والعجائب ما لم يسمع قبل ذلك. قال: قال لي يوما: ما إعراب زيد قائم؟ فقلتُ: قد صرنا مقام الصغار نسأل عن هذا! فقال له: في زيد قائم مائة وثلاثة عشر بحثا، فقلتُ: لا أقوم من هذا المجلس حتى أستفيدها فأخرج لي تذكرتها، فكتبتها منه.
من يجمع هذه العلوم؟
في ترجمة محمد بن محمد بن أبي القاسم المشدالي 2/ 247:
وحفظ بها القرآن وتلا بالسبع .. ، وحفظ شيئا كثيرا من المختصرات، بل والمطولات
[ثم ساق العلوم التي تعلمها وذكر العلماء الذين أخذ عنهم والعلوم هي]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/40)
العربية، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني، والبيان، والتفسير، والحديث، والأصول، والفقه، والمنطق، والميقات، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهيئة، والمرايا، والمناظر، والأوفاق، والطب والإسطرلاب!، والصفائح، والجيوب، و الإرتماطيقى!، و الموسيقى!، والطلمسات!.
فهذه سبعة وعشرون فنا، ومع القراءات تكون ثمانية وعشرون فنا.
ومما يستحسن ذكره أيضا قوله:
ودرس الناس في عدة فنون فبهر العقول، وأدهش الألباب على أسلوب غريب بعبارة جزلة، وطلاقة كأنها السيل بحيث يكون جهد الفاضل البحاث أن يفهم ما يلقيه! حتى قال له الطلبة: تنزل لنا في العبارة فإنا لا نفهم جميع ما تقول. فقال: لا تنزلوني إليكم ودعوني أرقيكم إليّ فبعد كذا وكذا ـ مدة حدها ـ تصيرون إلى فهم كلامي، فكان الأمر كما قال.
ومما يستحسن أيضا قوله:
وكان جماعة من أعيان تلامذته يطالعون الدرس، ويجتهدون في ذلك غاية الاجتهاد، حتى يظن بعضهم أنه يفوق عليه، فإذا وقع الدرس أظهر لهم من المباحث ما لم يخطر لهم ببال! مع امتحانهم له مرارا فيجدونه في خلوته نائما غير مكترث بمطالعة، ولا غيرها. اهـ
أقول: أين من يقدر على مثل ذلك، ولو مع طول التحضير، والمطالعة؟
ولعلي أختم بما:
قال البقاعي حضرت درسه بالجامع الأزهر في فقه المالكية، فظهر لي أنني ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وأن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم، ولا سمع كلام العرب، ولا رأى الناس، بل ولا خرج إلى الوجود.
وقال ابن الهمام: هذا الرجل لا ينتفع بكلامه، ولا ينبغي أن يحضر درسه إلا حذاق العلماء.
من يستحق لفظ العلامة
في ترجمة محمود بن مسعود قطب الدين الشيرازي الشافعي 2/ 299
ولقبه عند الفضلاء "الشارح العلامة " .. وقد استمر على تعظيمه من بعدهم حتى صار العلامة إذا أطلق لا يفهم غيره، بل جاوز ذلك كثير من المصنفين المتأخرين الذين غالب نظرهم مقصور على مثل علمه، فقالوا: لا يطلق ذلك في الاصطلاح إلا عليه. ولا عتب عليهم فهم لا يعلمون بالعلوم الشرعية، حتى يعرفوا مقدار أهلها، وقد عاصر صاحب الترجمة من أئمة العلم من لا يرتقى هو إلى شيء بالنسبة إليهم، وكذلك جاء بعد عصره أكابر كما مر بك في هذا الكتاب، وكما سيأتي، وأكثرهم أحق بوصفه بالعلامة فضلا عن كونه مستحقا، وأين يقع من مثل من جمع منهم بين علمي المعقول والمنقول، وبهر بعلومه الأفهام والعقول؟!
كلمة عن المجدد المجاهد محمد بن عبد الوهاب
في ترجمة الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد 1/ 262:
وصل إليه [محمد بن سعود] الشيخُ العلامة محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد المنكر على المعتقدين في الأموات، فأجابه وقام بنصره، وما زال يجاهد من يخالفه، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها أمور الجاهلية وصار الإسلام فيها غريبا ـ إلى أن قال ـ ومازال الوافدون من سعود يفدون إلينا إلى صنعاء إلى حضرة الإمام المنصور، وإلى حضرة ولده الإمام المتوكل بمكاتيب إليهما بالدعوة إلى التوحيد، وهدم القبور المشيدة، والقباب المرتفعة، ويكتب إليّ أيضا مع ما يصل من الكتب إلى الإماميين، ثم وقع الهدم للقباب، والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة.
وفي 2/ 7: وصل من صاحب نجد المذكور [سعود] مجلدان لطيفان أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حفظه الله أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد، والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة، والمجلد الآخر يتضمن الرد على جماعة من المقصرين من فقهاء صنعاء، وصعدة ذاكروه في مسائل متعلقة بأصول الدين، وبجماعة من الصحابة، فأجاب عليهم جوابات محررة مقررة محققة تدل على أن المجيب من العلماء المحققين العارفين بالكتاب والسنة، وقد هدم عليهم جميع ما بنوه، وأبطل جميع ما دونوه؛ لأنهم مقصرون متعصبون، فصار ما فعلوه خزيا عليهم، وعلى أهل صنعاء وصعدة، وهكذا من تصدر ولم يعرف مقدار نفسه.
كلامه على بعض قضاة المالكية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/41)
قال الشوكاني 1/ 21: وقد امتحن الله أهل تلك الديار بقضاة من المالكية يتجرون على سفك الدماء بما لا يحل به أدنى تعزير فأراقوا دماء جماعة من أهل العلم جهالة وضلالة وجرأة على الله ومخالفة لشريعة رسول الله وتلاعبا بدينه بمجرد نصوص فقهية واستنباطات فروعية ليس عليها أثارة من علم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقال 1/ 40: قال السخاوي: وقع بينه وبين حميد الدين النعماني المنسوب إلى أبي حنيفة والمحكي أنه من ذريته مباحث تسطا فيها عليه وتشاتما بحيث تعدى هذا إلى آبائه ووصل علم ذلك إلى السلطان فأمر بالقبض عليه وسجنه بالبرج ثم ادعى عليه عند قاضى الحنفية ابن الديري وأقيمت البينة بالشتم وبكون المشتوم من ذرية الإمام أبى حنيفة وعزر بحضرة السلطان نحو ثمانين ضربة وأمر بنفيه وأخرج عن تدريس الفقه بالبرقوقيه فاستقر فيه الجلال المحلى اهـ. قلتُ: وقد لطف الله بالمترجم له بمرافعته إلى حاكم حنفي فلو روفع إلى مالكي لحكم بضرب عنقه وقبح الله هذه المجازفات والاستحلال للدماء والأعراض بمجرد أشياء لم يوجب الله فيها إراقة دم ولا هتك عرض فان ضرب هذا العالم الكبير نحو ثمانين جلدة ونفيه وتمزيق عرضه والوضع من شأنه بمجرد كونه شاتم من شاتمه ظلم بين وعسف ظاهر ولا سيما إذا كان لا يدرى بانتساب من ذكر إلى ذلك الإمام ..
وقال:1/ 67: ولقد أحسن المترجم (ابن تيمية) له رحمه الله بالتصميم على عدم الإجابة عند ذلك القاضي الجريء ( .... ) ولو وقعت منه الإجابة لم يبعد الحكم بإراقة دم هذا الإمام الذي سمح الزمان به، وهو بمثله بخيل ولا سيما هذا القاضي من المالكية الذي يقال له ابن مخلوف فإنه من ( ..... ) المتجرئين على سفك دماء المسلمين بمجرد أكاذيب وكلمات ليس المراد بها ما يحملونها عليه وناهيك بقوله أن هذا الإمام قد استحق القتل وثبت لديه كفره ولا يساوى ( .... ) بل لا يصلح لأن يكون ( .... ) وما زال هذا القاضي ( .... ) يتطلب الفرص التي يتوصل بها إلى إراقة دم هذا الإمام فحجبه الله عنه وحال بينه وبينه والحمد لله رب العالمين.
(ما بين القوسين كلام غير جيد لم أستحب نقله، وهذا نادرا ما يخرج منه)
2/ 194: وقتله على الصفة المذكورة هو من تلك المجازفات التي صار يرتكبها قضاة المالكية ويريقون بها الدماء المسلمين بلا قرآن ولا برهان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 05 - 04, 07:56 م]ـ
.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 05 - 04, 08:00 م]ـ
وفي 2/ 39 - 37: (بعد أن ذكر قصيدة له في جواب من سأله عن المتصوفة ورأيه .. وذكر أنه ألف كتابا في ذلك .. ) وقد أوضحت في تلك الرسالة حال كل واحد من هؤلاء وأوردت نصوص كتبهم وبينت أقوال العلماء في شأنهم، وكان تحرير هذا الجواب في عنفوان الشباب، وأنا الآن أتوقف في حال هؤلاء، وأتبرأ من كل ما كان من أقوالهم، وأفعالهم مخالفا لهذه الشريعة البيضاء الواضحة التي ليلها كنهارها ولم يتعبدني الله بتكفير من صار في ظاهر أمره من أهل الإسلام، وهب أن المراد بما في كتبهم وما نقل عنهم من الكلمات المستنكرة المعنى الظاهر، والمدلول العربي وأنه قاض على قائله بالكفر البواح والضلال الصراح، فمن أين لنا أن قائله لم يتب عنه؟ ونحن لو كنا في عصره، بل في مصره، بل في منزله الذي يعالج فيه سكرات الموت لم يكن لنا إلى القطع بعدم التوبة سبيل، لأنها تقع من العبد بمجرد عقد القلب ما لم يغرغر بالموت، فكيف وبيننا وبينهم من السنين عدة مئين؟
ولا يصح الاعتراض على هذا بالكفار، فيقال: هذا التجويز ممكن في الكفار على اختلاف أنواعهم، لأنا نقول فرق بين من أصله الإسلام، ومن أصله الكفر فإن الحمل على الأصل مع اللبس هو الواجب لاسيما، والخروج من الكفر إلى الإسلام لا يكون إلا بأقوال، وأفعال لا بمجرد عقد القلب، والتوجه بالنية المشتملين على الندم، والعزم على عدم المعاودة، فإن ذلك يكفي في التوبة، ولا يكفي في مصير الكافر مسلما. اهـ.
أقول: لو أضاف القائل إلى كلامه: إن لم يتب من قوله .. ، أو ينسب الكلام للقول، فيقول: من قال كذا، وكذا ... فحكمه كذا .. أو نحوه مما هو معلوم؛ فلعلها تبرأ ذمته إن شاء الله، فما زال أئمة الدين يبينون أحوال أمثال هؤلاء نصحا لدين الله، ولعباده ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/42)
ـ إلى أن قال ـ: وفي هذه الإشارة كفاية لمن له هداية وفى ذنوبنا التي قد أثقلت ظهورنا لقلوبنا أعظم شغلة، وطوبى لمن شغلته عيوبه، ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه (أقول: أحيانا يدخل في نصيحة المؤمنين وتحذيرهم من هذه المذاهب الرديئة، وهذا مما يعنيه) فالراحلة التي قد حملت مالا تكاد تنوء به إذا وضع عليها زيادة عليه انقطع ظهرها، وقعدت على الطريق قبل وصول المنزل، وبلا شك أن التوثب على ثلب أعراض المشكوك في إسلامهم فضلا عن المقطوع بإسلامهم جراءة غير محمودة، فربما كذب الظن، وبطل الحديث، وتقشعت سحائب الشكوك، وتجلت ظلمات الظنون، وطاحت الدقائق وحقت الحقائق، وأن يوما يفر المرء من أبيه ويشح بما معه من الحسنات على أحبابه، وذويه لحقيق بأن يحافظ فيه على الحسنات، ولا يدعها يوم القيامة نهبا بين قوم قد صاروا تحت أطباق الثرى قبل أن يخرج إلى هذا العالم بدهور، وهو غير محمود على ذلك، ولا مأجور، فهذا مالا يفعله بنفسه العاقل، وأشد من ذلك أن ينثر جراب طاعاته، وينثل كنانة حسناته على أعدائه غير مشكور بل مقهور، وهكذا يفعل عند الحضور للحساب بين يدي الجبار بالمغتابين، والنمامين، والهمازين، واللمازين، فإنه قد علم بالضرورة الدينية أن مظلمة العرض؛ كمظلمة المال، والدم، ومجرد التفاوت في مقدار المظلمة لا يوجب عدم إنصاف ذلك الشيء المتفاوت، أو بعضه بكونه مظلمة، فكل واحدة من هذه الثلاث مظلمة لآدمي، وكل مظلمة لآدمي لا تسقط إلا بعفوه وما لم يعف عنه باق على فاعله يوافي عرصات القيامة، فقل لي كيف يرجو من ظلم ميتا بثلب عرضه أن يعفو عنه؟ ومن ذاك الذي يعفو في هذا الموقف، وهو أحوج ما كان إلى ما يقيه عن النار، وإذا التبس عليك هذا فانظر ما تجده من الطباع البشرية في هذه الدار، فإنه لو ألقي الواحد من هذا النوع الإنساني إلى نار من نيار هذه الدنيا، وأمكنه أن يتقيها بأبيه أو بأمه أو بابنه أو بحبيبه؛ لفعل! فكيف بنار الآخرة التي ليست نار هذه الدنيا بالنسبة إليها شيئا، ومن هذه الحيثية قال بعض من نظر بعين الحقيقة: لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت أبي وأمي لأنهما أحق بحسناتي التي تؤخذ منى قسرا وما أحسن هذا الكلام.
ولا ريب أن أشد أنواع الغيبة، وأضرها، وأشرها وأكثرها بلاء، وعقابا ما بلغ منها إلى حد التكفير، واللعن فإنه قد صح أن تكفير المؤمن كفر، ولعنه راجع على فاعله، وسبابه فسق، وهذه عقوبة من جهة الله سبحانه. وأما من وقع له التكفير، واللعن، والسب، فمظلمة باقية على ظهر المكفر واللاعن والسباب، فانظر كيف صار المكفر كافرا، واللاعن ملعونا، والسباب فاسقا ولم يكن ذلك حد عقوبته، بل غريمه ينتظر بعرصات المحشر ليأخذ من حسناته، أو يضع عليه من سيئاته بمقدار تلك المظلمة، ومع ذلك فلا بد من شيء غير ذلك، وهو العقوبة على مخالفة النهي لأن الله قد نهى في كتابه، وعلى لسان رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن الغيبة بجميع أقسامها، ومخالف النهي فاعل محرم، وفاعل المحرم معاقب عليه، وهذا عارض من القول جرى به القلم، ثم أحجم عن الكلام سائلا من الله حسن الختام.
ومما فاتني أن أنبه عليه كثرة الأشعار، والمطارحات الأدبية في الكتاب خصوصا مطارحة المؤلف مع معاصريه، وكذا مطارحات علماء اليمن فالكتاب مليء ولعلي أختم المراد بهذا النقل ففيه عدة فوائد مستحسنة:
في ترجمة السيد صلاح بن أحمد المؤيدي 1/ 293 قال:
كان من عجائب الدهر وغرائبه فان مجموع عمره تسع وعشرون سنة، وقد فاز من كل فن بنصيب وافر وصار له في الأدب قصائد طنانة يعجز أهل الأعمار الطويلة عن اللحاق به فيها، وصنف في هذا العمر القصير التصانيف المفيدة، والفوائد الفريدة العديدة، فمن مصنفاته شرح شواهد النحو، واختصر شرح العباسي لشواهد التلخيص، وشرح الفصول شرحا حافلا، وشرح الهداية ففرغ من الخطبة، وقد اجتمع من الشرح مجلد، وله مع ذلك ديوان شعر كله غرر، ودرر، وفيه معاني مبتكره فمنه
وصغيرة حاولت فض ختامها ... من بعد فرط تحنن وتلطف
وقلبتها نحوي فقالتْ عند ذا ... قلبي يحدثني بأنك متلفي
وهذا تضمين يطرب له الجماد، وترق لحسنه الصم الصلاد، ومع هذه الفضائل التي نالها في هذا الأمد القريب، فهو مجاهد ـ فذكر شيئا من جهاده ثم قال: ـ وغزا إلى جهات متعددة، وكان منصورا في جميع حروبه، وكان مجلسه معمورا بالعلماء، والأدباء، وأهل الفضائل.
قال القاضي أحمد بن صالح في مطلع البدور: رأيته في بعض الأيام خارجا إلى بعض المنتزهات بصعدة، فسمعت الرهج، وحركة الخيل، فوقفت لأنظر فخرج في نحو خمسة وثلاثين فارسا إلى منتزة، وهم يتراجعون في الطريق بالأدبيات، ومنهم من ينشد صاحبه الشعر، ويستنشده، وكان هذا دأبه، وإذا سافر أول ما تضرب خيمة الكتب، وإذا ضربت دخل إليها، ونشر الكتب، والخدم يصلحون الخيم الأخرى، ولا يزال ليله جميعه ينظر في العلم، ويحرر ويقرر مع سلامة ذوقه، وكان مع هذه الجلالة يلاطف أصحابه، وكتابه بالأدبيات والأشعار السحريات ...
انتهى المراد نقله من هذا الكتاب الجليل، وقد تركتُ فيه الكثير الكثير. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/43)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 05 - 04, 08:33 م]ـ
ما شأن الملتقى اليوم ثقل شديد والتعقيب لا يظهر له أثر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 05 - 04, 08:36 م]ـ
ما شأن الملتقى اليوم ثقل شديد والتعقيب لا يظهر له أثر؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:49 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
وبانتظار إكمال الفوائد.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:14 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن
حبذا لو جمعت هذه الفوائد في ملف وورد(32/44)
أريد أن أسافر إلى بلد نظيف للسياحة فما حكم ذلك؟ ((دعوة للتذاكر في المسألة))
ـ[التلميذ]ــــــــ[22 - 05 - 04, 10:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك البر العظيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله الأمين ... أما بعد:
ففي هذا الحر اللاهب في منطقة الخليج أغلبها، أفكر أن " أمنح نفسي إجازة استجمام " أبتعد فيها عن الجِد، وأصطحب معي فيها أخا مستقيما موافقا، وكتبا خفيفة الوقع على الذهن لأني لا أسلو عن كتاب أبدا، وفي نيتي أن أتوجه إلى منطقة ذات جو وطبيعة هادئة وبارة، وليس فيها منكرات ما أمكن. وقد فكرتُ في بعض بلدان جنوب أفريقيا، وفكرتُ في غيرها، وقد قال لي رفيقي: أأنت على يقين من مشروعية علمنا لأمثالنا؟
فقلتُ له: لا أدري إن كان أحد على وجه الأرض يفتي بأن ما نفعله غير مشروع، أتدري أنها أول إجازة أسافر فيها للاستجمام في حياتي، وقد قال لي المجربون أنها مفيدة لتجديد الذهن، وصفاء القلب، ومراجعة النفس ... الخ.
وأنا أنقل الأمر لأحبتنا طلبة العِلم في هذا المنتدى من خلال المحاور التالية:
1 - حكم السفر بغرض التنزه والاستجمام إلى بلد مسلم أو غير مسلم لا يُخشى فيه من فتنة شبهة ولا شهوة - حسب استطلاعنا - مع الحرص على الإفادة والاستفادة ما وجدنا لذلك سبيلا، لكنا لا نكذب الله تعالى فهدفنا الأول هو الاستجمام بعيدا عن التدليس والتلبيس.
2 - ما البلد الذي تنصحونا به في ظل الوضع الجديد في العالم، وموقف كثير من البلدان من المسلمين عموما وذوي الهيئة الطيبة خصوصا.
3 - نقل لبعض الفتاوى والكتابات الموثّقة لأهل العِلم والباحثين.
أخيرا فإني أوصي الجميع بسلوك مسلك الإسلام بعيد عن الشطط الذميم، والتساهل الأثيم.
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[23 - 05 - 04, 12:18 ص]ـ
أخي التلميذ/ قد تجد - بعد البحث - ما تريده هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5374&highlight=%C8%E1%C7%CF+%C7%E1%DF%DD%C7%D1
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[23 - 05 - 04, 03:29 ص]ـ
السلامه لايعدلها شئ.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 11:46 ص]ـ
أخي الفاضل ... أما أن ثمة أماكن في العالم ليس فيها منكرات أو هي قليلة، خاصة التفسخ والعري وانعدام مظاهر الدين فهذا لا أظنه موجوداً.
اللهم إلاَّ في بعض بلاد الإسلام وعلى نسبٍ.
ويمكنك الخروج من بحث هذه القضية بالذهاب إلى المنتزهات والأماكن الباردة نسبياً في جنوب السعودية، كأبها، والباحة والطائف والهدا ..
ففهيا مع جمال الطبيعة ونقاء الهواء خلوها تماماً من المنكرات الموجودة في سائر بقاع المعمورة دونما استثناء.
وعوضنا في الجنة إن شاء الله، ومن ترك لله شيئاً عوضه الله خيراً منه.
ـ[أبو سلمى]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم والتلميذ النجيب أسعدك الله، وأنعم عليك ببرد العيش وطيب المقام
لي عندك رجاء: وهو أن تتحمل بارك الله فيك قليلا من حر الدنيا وتأخذ تكلفة السفرة كاملا غير منقوص، فإن زدت فهو خير، ثم تذهب به لمن يوصله إلى إخوانك المجاهدين، وانظر إلى رفح وما يجري، والعراق ومَنْ يدري، ثم انظر في طلاب الملتقى وفقرهم، وأهل الحديث وعوزهم، حتى يطلب بعضنا كتابا لا يزيد ثمنه عن دراهم.
فكيف تتركهم وتذهب، وهم إخوان لك في الله؟
فعد على نفسك بالتفكير، فالأمر جد خطير، بارك الله فيك، وعظم لك أجرك، وأثابك.
وهذه مني لفتة من محب لك، متدللٍ على أخيه، غير ملزمٍ له، حاشا وكلا، ومن أنا حتى ألزم أحدًا غيري.
وأنت أهل لكل ثناء، لكنه كما سبق مني: رجاء.
والسلام
ـ[نديم العلم]ــــــــ[23 - 05 - 04, 06:53 م]ـ
حبذا لو ذهبت إلى ماليزيا فهي بلد جميلة وأهلها مسلمون في الجملة.
ـ[التلميذ]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:16 م]ـ
بارك الله في كل مَن تفضل بالمشاركة، و إلى مزيد من التفاعل من بقية مشايخنا وأحبتنا. وأود أن أذكِّر بمحل النزاع وهو " السفر إلى بلاد مسلمين أو غيرهم للاستجمام في أريافها أو أماكنها الصحية الهادئة مع الأمن - في الجملة - على الدين من الشبهات والشهوات ".
هذا هو التحرير كما عنيتُه، وليس الكلام عن " الإقامة " في بلاد الكافرين أو البلاد التي فشت فيها المظاهر غير الشرعية، والفرق بين " السفر إلى بلد " و" الإقامة فيه " واضح لأهل العِلم.
كما أني أشير - بلا شطط إن شاء الله تعالى - إلى أن مجرد افتراض الخلو التام من كل مخالفة لا يتحقق لمريده ولو أقام بين الركن والحطيم، ومن جهة أخرى فإن المجازفة بالذهاب إلى بلاد لا يُؤمن فيها على الدين أمر بالغ الخطورة كما لا يخفى.
وأعود فأشكر الأخوة الأكارم: (علي بن حميد) و (ومحب الإمام أحمد) و (أبو عمر السمرقندي ذي الفوائد الشهيرة) و (نديم العِلم) وأدعو لهؤلاء الكرام النبلاء، والمشايخ الفضلاء.
ختم الرد للأخ الناصح المحبوب " أبو سلمى ":
جزاك الله خير أيها الأخ الناصح، ولا أخال كلماتك إلا مخلصة، وعَرْفُ الصدق منها يأرِجُ، وأدبك الجمّ، وعقلك التمّ بيّن في كلامك، فبارك الله لك في دينك وعقلكم وعلمك، وأجزل لك المثوبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/45)
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:44 م]ـ
الاخ الكريم / التلميذ
هذه مشاركة قديمة قد تفيد في جزئية من الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12957&highlight=%C7%E1%D3%DD%D1+%C7%E1%EC+%C7%E1%C8%E1%C 7%CF
ـ[بوشهاب]ــــــــ[26 - 05 - 04, 11:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلم على نبيه الكريم ... اما بعد:
اعتقد ان المسالة فيها تفصيل, فهي تعتمد على البلد الذي يعيش فيه المرء و البلدان التي ينوي السفر اليها للإستجمام.
فمثلاً من يعيش في بلد تكثر فيه المنكرات فلا حرج ان يذهب ليستجم في بلد تقل فيه المنكرات.
مثال على ذلك:
فلان يعيش في لبنان و يذهب للإستجمام في ابها او سلطنة عمان او اليمن او الأردن, و كل هذه البلدان فيها اماكن جميلة و يقل فيها الفساد
اما بالنسبة لاهل الخليج فاقترح:
السعودية
اليمن
سلطنة عمان
ـ[التلميذ]ــــــــ[27 - 05 - 04, 01:06 م]ـ
لا زلنا ننتظر بقية طلبة العِلم وأرباب الطرح المتين مع ما كتبه الأفاضل الذين شاركوا سابقاً ...
ـ[أبو البراء]ــــــــ[27 - 05 - 04, 04:27 م]ـ
طالب علم ويصطحب معه الكتب ويرافقه أخ له في الله.
أقترح أن تجعلها رحلة للدعوة إلى الله.
فتصطحب معك الكتيبات والنشرات الدعوية وتحضر الكلمات لتلقيها إلى أهل القرى التي تمر بها.
بل وتعقد دروسا في تدريس أركان الإسلام ومخالفات العقيدة المهمة، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنك على قدر الطاقة.
هذا المفترض في طالب العلم.
وغير متصور في الذهن أن يسافر طالب علم لمجرد أن يخرج الصباح ويشم الهواء، ويأتي المساء ويخرج غلى المتنزهات هكذا .. وهو يعتقد أنه في إجازة من كل شيء.
ولا أعتقد أن طالب العلم يرى أن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إجازة، او حتى في النصيحة والتدريس.
أعتقد أنني قسوت .. بعض الشيء.
لكن السفر في عمومه مباح .. وعليك بسلطنة عمان.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[27 - 05 - 04, 04:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هاهنا سؤالٌ مجرَّد من التظنّن:
بمَ يجيب الإخوة المانعون عما قام به الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وجرى به عملُ السلف، من الارتحال إلى بلاد "الشام" إبان حكم النصارى، وما بعده، وما أدراك ما الشام حينئذٍ!.
وفي سيرة الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه كان كثير الاختلاف إلى الشام للتجارة.
وكذا أسفارهم إلى البلاد الأخرى كالعراق ومصر ..... وفيها من أنواع المخالفات العقدية والأخلاقية ما هو معلومٌ.
ومن كان لديه أدنى شك في فشو المناكر آنذاك فليطلع على أحد دواوين الشعر المتقدمة، ليتبين له الوضع.
وهم يرتحلون للتجارة تارةً، وللغزو أخرى، وللتعبد ثالثة، و ....
بل إن أقبُر أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مبثوثةٌ في تلك الديار، ومن ارتحل علِم.
الخلاصة أن السلف لم يمتنعوا من السفر، ما دام ثمة مصلحةٌ.
فالمنع بإطلاق يتوجه عليه السؤال المتقدم.
ـ[أبو عبدالله النيسابوري]ــــــــ[27 - 05 - 04, 05:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة الأفاضل .....
أخي الفاضل التلميذ ...
فإنني معك في مشروع هذه الرحلة العلمية، وكم كنت أتمنى أن احضر الدورات العلمية التي تعقد في كثير من البلدان، وكم تمنيت أن أذهب الى مكتبة الاوسريكال في هولندا والمتحف الوطني في باريس و مخطوطات اسبانيا وايرلندا وتركيا ففيها المخطوطات العظيمة لعلمائنا.
ففي الخروج من الوطن فوائد ذكرها العلماء في مظانها، ولكن لابد من التنبه للامور التي نبه اليها أهل العلم، في حالة السفر الى بلاد الكفار.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[التلميذ]ــــــــ[30 - 05 - 04, 04:07 م]ـ
بيّض الله وجوه من سوّدوا هذه الردود.
جزاك الله خيرا على نصيحتك أيها الأخ الطيب (أبو البراء) وزادك الله من فضله.
ولي عودة - إن شاء الله تعالى - مع بقية الردود.
وهذه دعوة لمن عنده إسهام في هذا الموضوع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 05 - 04, 06:46 م]ـ
فائدة
عن الامام احمد
جاء في بدائع الفوائد
(محمد بن الحكم عنه (أي عن الامام أحمد)
في الرجل يخرج إلى بعض البلدان يتنزه أو إلى بلد يتلذذ فيه ليس يطلب فيه حجا ولا عمرة ولا تجارة ما يعجبني أن يقصر الصلاة
والوجه فيه أن الأصل الإتمام فلا يجوز أن ينقص الفرض لطلب النزهة والله أعلم
انتهى
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=64&id=908
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[31 - 05 - 04, 09:41 م]ـ
السلام عليكم
يا اخي الفاضل
لماذا لا تقرن نية النزهة نية زيارة العلماء اهل السنة والصالحين في ذلك البلد
فمثلا
تنوي مثلا زيارة البلد للنزه وفي نفس وقت تنوي مثلا
زبارة العلماء والصالحين في ذلك بلد ...
فعندها تجمع في نيتك امور كثيرة
فعدد النية
ففي هذه حالة وجدت النزهة والاستجمام
وحصلت علي الاجر باذن الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/46)
ـ[الموحد 2]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:05 ص]ـ
التلميذ (!!).
بارك الله فيك أخي أبو البراء.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 04, 03:34 م]ـ
فائدة
في المجموع للنووي
(
(ولو قصد التنزه فهو غرض مقصود فيترخص وتردد فيه الشيخ أبو محمد الجويني والمذهب الترخص وبه قطع المحققون)
انتهى
وفي المغني
(فصل: وفي سفر التنزه والتفرج روايتان: إحداهما، تبيح الترخص. وهذا ظاهر كلام الخرقي لأنه سفر مباح، فدخل في عموم النصوص المذكورة، وقياسا على سفر التجارة. والثانية: لا يترخص فيه. قال أحمد: إذا خرج الرجل إلى بعض البلدان تنزها وتلذذا، وليس في طلب حديث ولا حج ولا عمرة ولا تجارة، فإنه لا يقصر الصلاة؛ لأنه إنما شرع إعانة على تحصيل المصلحة، ولا مصلحة في هذا. والأول أولى.)
انتهى
وفي كتاب المسائل الفقهية
(قصر الصلاة في سفر النزهة:
قصر الصلاة في سفر النزهة:
107 ـ مسألة: واختلفت في القصر في سفر النزهة.
فنقل مهنا خرج إلى بلد يريد النزهة بها: لا يقصر الصلاة. وظاهر هذا المنع محمول على طريق الاختيار. ونقل ابن منصور أن ابن مسعود يقول: لا يقصر الصلاة إلا حاج أو غاز. قال أحمد: تقصر الصلاة في كل سفر. وظاهر هذا الجواز على الإطلاق.
وجه الأولى: أنه ليس بسفر طاعة فلا يباح فيه القصر كسفر المعصية، ولا يلزم عليه سفر التجارة، لأن ذلك سفر طاعة يدل عليه ما روى ابن أبي الدنيا في كتاب إصلاح المال بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله: طلب الحلال جهاد، التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء. وبإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله: شطلب الحلال جهاد إن الله يحب العبد المحترف.
وبإسناده عن عمر قال: ما خلق الله ميتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إليَّ من أن أموت بين شعبتي جبل أضرب في الأرض أبتغي من فضل الله.
ووجه الثاني: أنه سفر مباح أشبه سفر التجارة.
انتهى
وفي المجموع في أبواب الزكاة
في ابن السبيل
(
ولو سافر لتنزه أو تفرج فطريقان مشهوران (المذهب) أنه كالمباح فيكون علي الوجهين (والثانى) لا يعطى قطعا لانه نوع من الفضول)
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 04, 03:37 م]ـ
فائدة
في فتح القدير في أبواب الشهادات
(وفي فتح القدير
(
وذكر الخصاف أن ركوب البحر للتجارة أو للتفرج يسقط العدالة ,
وكذا التجارة إلى أرض الكفار وقرى فارس ونحوها لأنه مخاطر بدينه ونفسه لنيل المال فلا يؤمن أن يكذب لأجل المال ,
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 04, 04:07 م]ـ
وقد جاء عن الشافعي أو (غيره) انه ما جاء الى الاسكندرية الا لكي يرى منارة الاسكندرية
والله أعلم
أما أفضل بلد يذهب اليه الانسان للتنزه
في الحقيقة لاتخلو ارض من منطقة جميلة
او من منظر حسن
ففي كل بقعة من ارض الله الواسعة هناك مناطق تصلح للتنزه
وكل بلدة لها خصوصية
فمثلا السباحة افضل
مكان للسباحة هو شاطىء بحر الروم
او بحر الشام
او البحر الابيض المتوسط
فهذا افضل بحر يصلح للسباحة
سواء في شواطىء الاسكندرية ومرسى مطروح
والمغرب وتركيا والشام وايطاليا
الخ
الدول المطلة على هذا البحر
واما من اراد الخضرة
فافضل مكان ارمينية و شمال ايران والشيشان وجورجيا
وتركيا وطنجة (وما ادراك ما طنجة)
طبعا الاندلس في مقدمة هذه الدول
ولاتخلو دولة من منطقة خضراء
ففي اليمن مثلا اب
وهكذا
ولولا الفساد والتعري الذي ظهر بعد ثورة نابليون لعنه الله
لكانت هذه المناطق وغيرها من افضل المناطق
ففي القديم كان هناك تعري ولكن في الحمامات
وليس في الاسواق والاماكن العامة
اما بعدثورة نابليون فالتعري في كل مكان
بل الفواحش في كل مكان حتى في الاماكن العامة
تامل ملابس الفرنجة في القرن السادس عشر مثلا
لتعلم ان التعري محدث
وهو امر لم يكن معروفا حتى لدى امم الفرنجة
بهذا الشكل الموجود حاليا
فمن ضمن او غلب على ظنه سلامة الدين فليسافر
وليكن حازما فطنا
ان ذهب الى ديار المسلمين فليذهب الى احياء الصالحين فيها
وليتفقد الفقراء والمساكين
ان كان غنيا بنى لهم مسجدا او مدرسة
وان كان غير ذلك سعى لهم في ذلك
يتعرف على اخوانه المسلمين
وان ذهب الى ديار الكفر فلينزل في اماكن المسلمين
وليحاول التقرب من اماكن المسلمين
وليعلمهم دين الله
فترة شهر تكفي لتعليم قرية كاملة
نعم تكفي في تعليم بعض فرائض الدين
وهذه تعتبر صدقة جارية
تطلب من بناتك ان يقمن بتعليم بنات القرى
والقرى افضل من المدن بكثير
سواء من ناحية الفساد
او حتى من ناحية النزهة والراحة
فمثلا كان المفسدون يذهبون الى يوغسلافيا
قبل حرب الخليج
لما كانت منفتحة على بعض الدول
وكانوا يفسدون
كان هناك من يذهب بعائلته الى قرى مسلمة في صربيا نفسها
وليست في البوسنة
بل في جمهورية صربيا الحالية
ويسكن مع عائلته في بيت في تلك القرية
ويطلب من بناته ان يقمن بتعليم ابناء القرية
بعض فرائض الدين
فمن بحث عن الخير وجده
وهناك من اتى الى ميورقة وسعى في بناء مسجد
وهناك من اتى جاوة
وهكذا
وحتى قارة اقريقيا
التي يسميها الشيخ السميط
القارة الخضراء
فيها اماكن جميلة جدا
في كينيا على سبيل المثال
وهناك غابات طبيعية
وليست كحديقة الحيوانات في المدن
بل غابة ترى فيها الاسد والنمر والفهد والغزلان
وبقية الحيوانات
وهكذا
فالمسلم ان ضمن دينه يخرج من داره
فاينما حل فان اهل الاسلام ينتفعون به
ولكن لاينصح بالسفر الى امريكا
ولماذا تسافر الى امريكا
تصرف الاموال
وتخسر دينك
وقد لوحظ ان من يذهب باولاده الى ديار الكفر
فانهم اقل ديانة او على الاقل يصبح المنكر عندهم امر عادي
فانكار المنكر عندهم اقل ممن لم يسافر
ولم يشاهد المنكرات
فاذا كان الدش قد خفف من تعظيم المنكرات لدى كثير من الاسر
فمابالك بمن يرى ذلك على الطبيعة كما هو الحال
في ديار الكفر
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/47)
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[03 - 06 - 04, 06:47 م]ـ
الشيخ الفاضل ابن وهب وفقه الله ..
ماذا عن القرى النائية في بلاد الكفر التي لا يقطنها مسلمون ..
قرى الريف البريطاني أو السويسري أو الألماني .. فهي تكاد تخلو
- حسب علمي - من المنكرات الظاهرة كالعري وارتكاب الفواحش علنًا
والدعوة إليها في الطرقات .. هذه القرى أكثر من يرتادها كبار السن
أوالمرضى والمزارعون ..
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[28 - 08 - 04, 08:52 م]ـ
قال القرطبي في شرح مسلم:
ولا يختلف في أنه لا يحل لمسلم المقام في بلاد الكفر مع التمكن من الخروج منها لجريان أحكام الكفر عليه ولخوف الفتنة على نفسه وهذا حكم ثابت مؤبد إلى يوم القيامة.
وعلى هذا فلا يجوز لمسلم دخول بلاد الكفر لتجارة ولا غيرها مما لا يكون ضروريا في الدين كرسل وفكاك الأسير المسلم وقد بطل الإمام مالك رحمه الله شهادة من دخل بلاد الهند للتجارة. اهـ
بواسطة رسالة للشيخ عبدالله بن حميد في الدرر السنية 15/ 480:
وقال الشيخ ابن حميد بعد ذلك ص 482:
... من يظن به الخير ممن يخالطهم يخاف عليه إن سلم من الردة لا يسلم من الكبيرة الموبقة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 07 - 05, 03:54 ص]ـ
في المدونة
(أخبرنا سحنون بن سعيد قال: قلت لابن القاسم: هل كان مالك يكره أن يتجر الرجل إلى أرض الحرب؟ قال: نعم كان يكرهه مالك كراهية شديدة ويقول: لا يخرج إلى بلادهم حيث تجري أحكام الشرك عليه))
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 07 - 05, 04:10 ص]ـ
((وقد قال مالك رحمه الله تعالى في كتاب التجارة إلى أرض الحرب:
إني لاعظم أن يعمد إلى دراهم فيها ذكر الله تعالى فيعطاها نجسا وأعظم ذلك إعظاما شديدا، أو كرهه))
انتهى من مواهب الجليل
و وهو في المدونة
((قال) وسئل مالك عن القوم يغزون فينزلون قبرس فيشترون من أغنامهم وعسلهم وسمنهم بالدنانير والدراهم فكره ذلك مالك ثم قال لنا ابتداء من عنده انى لاعظم أن يعمد إلى دراهم فيها ذكر الله وكتابه فيعطاها نجس وأعظم ذلك اعظاما شديدا وكرهه)
ـ[أبو البراء]ــــــــ[12 - 07 - 05, 12:44 م]ـ
أحدهم في إحدى القرى قبل مجيء السيارات وعندما كان الناس في مدقعة وفقر، هداد الله للطريق المستقيم وتاب عليه، لكن على جهل بالدين وقلة بضاعة، وكان يمني نفسه بالهجرة إلى الشام - كذا يعتقد أنها هجرة - فصارح صديقا له بالفكرة، واتفقا على الهجرة!! ووضعا لهما يوما محددا يهاجران فيه دون علم أحد، وأتى اليوم المحدد وكان الاتفاق أن يخرجا آخر الليل، فخرجا وسارا مسافة عن القرية، وحيث أنه لاعلم لهما بالسفر ولا بالطريق، فكانا يدوران حول القرية طيلة ساعتين من خروجهما، وهما يعتقدان أنهما قطعا الفيافي والقفار، ويهما نشوة السفر والفرح بالهجرة وفي ظنهما أن أهل الشام يتكلمون اللغة الفصحى، وقبل الفجر خرجت أمه كعادة الناس يستيقضون قبل الفجر، فإذا بها ترى سواد شخصين خلف زريبة الغنم، فلما رأياها من بعيد، قالا: يا أخت العرب .. يا أخت العرب نريد ماء! يعتقدان أنهما وصلا الشام أو على الأقل قطعا الطريق.
فصاحت به أمه بعدما عرفت صوته: (فلان .. وجع وش قومك هذا الوقت).
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[06 - 07 - 07, 04:49 م]ـ
اخواني اهل الحديث تعلمون عظم الرسالة التي تحملونها وكم حاجة الامة الي ما عندكم من العلم ولو قليل فلو كل شخص او اثنين ذهبوا الي منطقة معينة من هذه المعمورة وعلموا الناس العقيدة التي اندرست الا ما ندر ودعوة غير المسلمين الي الدين فلو اسلم علي يدك شخص واحد كم لك من الاجر كيف ....... والسميط رفع الله قدره يقول في مقابلة تلفزيونيه ما اذهلي انه علي يد دعوة افريقيا اسلم ثلاثة ملايين شخص وهذا باقل التكاليف كيف لو تدار الميزانيات علي العمل للدعوة الي الله كيف يكون الوضع ...... الله اعلم اخواني الناس في عوز شديد لكم انتم اهل السنة والجماعة والعقيدة الصحيحة فاذا كسلتم اوبخلتم بما وهبكم الله فلا تلوموا غيركم بنشر مذهبه والاجتهاد له.
اخواني اعرف ان بعض الناس يقول هذا متحمس حبتين او انا مجتهد في بلدي او ,,,,,,الخ
لكن كثير من المسلمين يعر ف فقط ان اجداده مسلمين كيف نتوصل اليهم الا بالرحلة لهم ول خصصا الانسان وقت من العام يجعاه في رحلة بلد للأطلاع علي احوال المسلمين واوضاعهم زسبل نفعهم وتعليمهم ونشر ذلك في اوساط العلماء والمشايخ واهل الخير.
اتمني من الاخوة في هذا الملتقي المبارك ان يخصص موضوع لمن جرب الدعوة خارج بلده او في بلدة والحاجة وسبل العمل لرفع العمل الدعوي الذي لا ينفك عن العلم وما العلم الا للعمل
اخواني اعتذر لكم مجددا عن سواء التعبير والكلمات التي لا تناسب من تعود علي اطايب الكلام.
فالله اسال ان يبارك فيكم وينفع بكم ويفقكم لكل خير .................(32/48)
أرجو المساعدة ...
ـ[أبو الغنائم]ــــــــ[22 - 05 - 04, 11:15 م]ـ
موضوع رسالة الدكتوراه جهود ابن كثير في خدمة السنة النبوية هل كتب فيه ام لا(32/49)
استشكال حول قصة للأعمش، فمن يجيب؟؟
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 02:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وَ الصلاة وَ السلام على المبعوث رحمةً للعالمين نبينا محمد وَ على آله وصحبه الطيبين ومن اقتفى آثرهم إلى يوم الدين
أما بعد:
فقد استوقفتني قصة ساق سندها الخطيب البغدادي - رحمه الله - ضمن أخبار أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش- رحمه الله - في كتابه القيم " شرف أصحاب الحديث "وَ التي ظفرت بنسخة من تحقيق الشيخ الفاضل/عمرو عبدالمنعم سليم،فأجاد وَ أفاد وفقه الله وَ مما أعجبني فيه تحريه الدقة في الحكم على أسانيد الأحاديث وَ الآثار الواردة في الكتاب مع ذكره أن أصله صحيح كقوله مثلاً: إسناده واه وَ الخبر صحيح
المهم لا أطيل عليكم - فأنتم أهل الحديث وَ أدرى بشعابه -
لكن للمعلومية سأذكر رقم الآثر وَ تعليق الشيخ عليه - وَ هو موضع الإشكال لدي - كما سيتضح لكم فيما يلي:
قال الحافظ الخطيب البغدادي (ص216 / ط مكتبة ابن تيمية):
[276]
{{أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب، قال قرأت على أبي الحسن الكراعي، أخبركم أبو حامد أحمد بن علي الكشميهني، قال سمعت علي بن خشرم، قال: سمعتُ عيسى بن يونس يقول:
خرجنا في جنازة، وَ رجل من أصحاب الحديث يقود الأعمش، فلما رجعنا من الجنازة، عدل به عن الطريق، فلما أصحر قال له: يا أبا محمد! أتدري أين أنت؟ أنت في جبانة كذا، لا وَ اللهِ لا أردك حتى تملأ ألواحي حديثاً، قال: اكتب، فلما ملأ الألواح وضعها في حجره، وَ أخذ بيد الأعمش يقوده فلما دخل الكوفة لقيه بعضُ معارفه فدفع الألواح إليه، فلما انتهى الأعمش إلى بابه تعلق به وَ قال: خذوا الألواح من الفاسق، قال: يا أبامحمد! قد فاتت، فلما أيس منه قال: كل ما حدثتك كذب قال الفتى: أنت أعلمُ باللهِ من أن تكذب.}}
قال الشيخ معلقاً على الحديث: شيخُ البرقاني وَ شيخُ شيخه لم أقف لهما على تراجم. أ. هـ
وموضع الإستشكال: هل معنى ما سبق من قول الشيخ يعني أنه متوقف في الحكم على الأثر تصحيحاً أو تضعيفاً؟؟
أم هو للضعف أقرب مادام لم يجد تراجم لبعض رواته فهم في حكم المجهولين عنده؟؟
أفيدونا مشكورين
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 01:03 م]ـ
يُرفع للإطلاع ....
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 01:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الشيخ عمرو عبدالمنعم سليم يكتب معنا هنا بالملتقى باسم الضياء
فيمكنك الاستفسار منه مباشرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?s=&action=getinfo&find=lastposter&forumid=20
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?s=&action=showresults&searchid=140298(32/50)
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 03:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أمابعد:
فيسرنا وفقكم الله وضع كل جديد لفضيلة شيخنا الشيخ د. عبدالكريم الخضير في هذا الرابط ووضع كل جديد تحته وفي نفس هذا الموضوع بحيث لانجعل كل منشط جديد في موضوع منفصل فسنضع جميع مايتعلق باعلانات دروس ودورات ومحاضرات ولقاءات الشيخ في هذا الموضوع وهذا اللتنبيه وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
اللقاء الرابع ضمن لقاءات الشيخ في اذاعة القرآن ضمن برنامج معكم على الهواء والذي هو بعنوان:
((كيف يبني طالب العلم مكتبته؟؟؟))
بعد عصر الأحد 4/ 4/1425 من (4إلى 6) مساءا
وسيدير هذا اللقاء الأستاذ / فهد بن عبدالعزيز السنيدي وفقه الله.
وسينقل هذا اللقاء في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي نقله على الهواء مباشرة على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية.
للاستفسار: ت/012355522 ف / 012355533
أو البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[23 - 05 - 04, 03:24 ص]ـ
للرفع
رفع الله قدر الشيخ.
ـ[الألمعي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 12:33 م]ـ
للرفع
رفع الله قدر الشيخ
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 03:21 م]ـ
رفع الله قدركم
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[24 - 05 - 04, 07:32 م]ـ
جديد الشيخ في يوم الثلاثاء 6/ 4/1425
اللقاء الخامس ضمن لقاءات الشيخ في اذاعة القرآن ضمن برنامج معكم على الهواء والذي هو بعنوان:
((كيف يبني طالب العلم مكتبته؟؟؟))
بعد عصر الثلاثاء 6/ 4/1425 من (4إلى 6) مساءا
وسيدير هذا اللقاء الأستاذ / فهد بن عبدالعزيز السنيدي وفقه الله.
وسينقل هذا اللقاء في صفحة الشيخ في موقع البث الاسلامي نقله على الهواء مباشرة على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية.
للاستفسار: ت/012355522 ف / 012355533
أو البريد الالكتروني kdeer15@hotmail.com
ـ[المختار]ــــــــ[25 - 05 - 04, 06:33 م]ـ
هل لقاء يوم الثلاثاء إعادة ليوم الأحد أم حلقة جديدة
أرجو التوضيح للأهمية:
لأني اشتريت الحلقات السابقة من تسجيلات الراية
وحلقة يوم الأحد فاتتني
وحلقة يوم اثلاثاء سجلتها بنفسي
فأرجو التوضيح
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[26 - 05 - 04, 06:00 ص]ـ
الأخ المختار ...
سلام عليكم ...
حلقة يوم الثلاثاء 6/ 4 هي الحلقة او اللقاء الخامس من الموضوع وحلقة يوم الأحد 4/ 4 اللقاء الرابع وليس فيه اعادة وقد انهى فضيلته الموضوع على عجل في اللقاء الخامس ...
بشرى لمن فاته بعض اللقاءات ستنزل في مدة أقصاها اسبوعان في تسجيلات الراية الاسلامية التي تعنى بجميع اشرطة الشيخ.
اخوانك في مكتب الشيخ العلمي.
ت/012355522
ف/012355533
kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[29 - 05 - 04, 04:36 م]ـ
نزل حديثا في صفحة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله جدول المحاضرات والدورات العلمية في صيف 1425
على هذا الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522ف/012355533
kdeer15@hotmail.com
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:56 ص]ـ
للرفع رفع الله قدر الشيخ ونفع به.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[01 - 06 - 04, 03:58 ص]ـ
الدروس العلمية المكثفة الأولى في صيف 1425
لفضيلة الشخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب عيون الأخبار للعلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله
في جامع ((البلوي)) في حي الفيصلية بالمدينة المنورة
ابتداءا من يوم السبت 17/ 4/1425 حتى يوم الخميس 22/ 4/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة بتوقيت المدينة المنورة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[ابن رجب]ــــــــ[05 - 06 - 04, 04:34 ص]ـ
للرفع.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 06:18 م]ـ
رفع الله قدر الجميع.
ـ[الممتع15]ــــــــ[07 - 06 - 04, 07:48 م]ـ
أجزل الله لكم الأجر والمثوبة
وهل يمكن لي أن أحصل عليها مفرغة، وفي أي رابط، رفع الله قدركم
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[08 - 06 - 04, 06:20 م]ـ
الى الآن لم ينزل شيئل مفرغا على النت والآن كثير منها للمراجعة وستنزل جميعها قريبا على موقع الشيخ الرسمي.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:50 ص]ـ
هل للشيخ ابن سعدي كتاب اسمه عيون الأخبار؟!
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[09 - 06 - 04, 01:01 ص]ـ
اسمه الكامل:
بهجة قلوب الأبرار و قرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
طبع عدة مرات، منها الطبعة التي حققها الشيخ الفاضل بدر بن عبد الله البدر سنة 1408، و طبعت بمكتبة السندس في الكويت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/51)
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 05:54 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي على التعديل فالكتاب اسمه جوامع الأخبار لأن الشيخ يشرح المتن فقط وليس الشرح وسينهيه فضيلته غدا ان شاء الله تعالى.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:06 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الثانية
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بإكمال شرح
كتاب الصلاة من بلوغ المرام للعلامة ابن حجر العسقلاني رحمه الله
في جامع ((سلمان الفارسي)) في حي المريكبات بالدمام
ابتداءا من يوم السبت 24/ 4/1425 حتى يوم الخميس 29/ 4/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة بتوقيت الدمام ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:21 م]ـ
هل سيكون لشيخ موقع رسمي؟
اتحفنا برابط ..
وهل خبر انتقال الشيخ لمكه صحيح؟
ولك منا خالص الشكر و التقدير يا امام أهل السنه و الجماعه على جهودك المباركه في الإعلام و الإخبار بجديد الشيخ حفظه الله و أطال في عمره على الطاعه. وما عند الله خير لك و أبقى.
ـ[عبدالله السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:21 م]ـ
هل سيكون لشيخ موقع رسمي؟
اتحفنا برابط ..
وهل خبر انتقال الشيخ لمكه صحيح؟
ولك منا خالص الشكر و التقدير يا امام أهل السنه و الجماعه على جهودك المباركه في الإعلام و الإخبار بجديد الشيخ حفظه الله و أطال في عمره على الطاعه. وما عند الله خير لك و أبقى.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 06:59 م]ـ
انتقال الشيخ الى مكة كانت فكرة من الشيخ ولكن عدل عنها ولله الحمد لأن الرياض الآن هو ملتقى طلاب العلم ليس في المملكة فقط بل في الدنيا كلها.
أما موقع الشيخ الرسمي سيطلق قريبا ان شاء الله تعالى.لكن ليس في القريب العاجل.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 05:39 م]ـ
.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[15 - 06 - 04, 05:39 م]ـ
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبد الله الخضير يوم الثلاثاء 27/ 4/1425
((لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه))
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد عشاء الثلاثاء 27/ 4/1425
في جامع ((جامع عمرو بن العاص)) بالجبيل الصناعية
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وحامل المسك الرئيسية فحياكم الله وبياكم ....
للاستفسارالبريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 05:35 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الثالثة
لفضيلة الشخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بالتعليق على تفسير القرطبي في مسجد أبالخيل في حي السلام بالرياض
ابتداءا من يوم السبت 1/ 5/1425 حتى يوم الخميس 13/ 5/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة بتوقيت الرياض ...
..................
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الرابعة
لفضيلة الشخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح نظم اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون للحافظ الشيخ حافظ الحكمي
في جامع شيخ الاسلام بحي السويدي بالرياض.
ابتداءا من يوم السبت 1/ 5/1425 حتى يوم الخميس 13/ 5/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العشاء مباشرة بتوقيت الرياض ...
وستبث باذن الله عزوجل هذه الدورتين في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 03:04 م]ـ
جديد فضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبد الله الخضير يوم الجمعة 7/ 5/1425
...........
محاضرة بعنوان ((البناء العلمي)) وذلك ضمن دروة محاضرات بناء الأجيال.
بعد عشاء الجمعة 7/ 5/1425 في المركز الصيفي بالمدرسة الأولى لتحفيظ القرآن في حي السويدي بالرياض
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وحامل المسك الرئيسية فحياكم الله وبياكم ....
للاستفسار ت / 012355522 ف / 012355533 ج / 0500900905
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[03 - 07 - 04, 06:59 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الخامسة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
منظومة البيقونية في مصطلح الحديث
في جامع ((خادم الحرمين الشريفين)) في مدينة حائل
ابتداءا من يوم السبت 15/ 5/1425 حتى يوم الإثنين17/ 5/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/52)
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[05 - 07 - 04, 07:13 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية السادسة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب العلم لأبي خيثمة
في جامع ((ابن رخيص)) في مدينة المذنب بالقصيم
ابتداءا من يوم الثلاثاء 18/ 5/1425 حتى يوم الخميس20/ 5/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة الظهر وبعد العصر والمغرب عدا يوم الثلاثاء بعد العصر والمغرب فقط
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[08 - 07 - 04, 07:04 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية السابعة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب الصلاة من عمدة الأحكام (للحافظ عبدالغني) وكتاب الموقظة في مصطلح الحديث (للذهبي)
في جامع ((الشيخ صالح الونيان)) في حي الخليج بمدينة بريدة
ابتداءا من يوم السبت 22/ 5/1425 حتى يوم الخميس5/ 6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[16 - 07 - 04, 03:24 ص]ـ
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 28/ 5/1425
في جامع ((الملك عبدالعزيز رحمه الله)) بمدينة الرس
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 جوال /054884916
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[16 - 07 - 04, 04:29 ص]ـ
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الجمعة الموافق 28/ 5/1425
في جامع ((الملك عبدالعزيز رحمه الله)) بمدينة الرس
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 جوال /054884916
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[16 - 07 - 04, 03:44 م]ـ
أخي الكريم الشيخ / أحمد بن حنبل ..
هل للشيخ مؤلفات مطبوعة أو في طريقها للخروج؟
ولا أعني بذلك دروسه المفرغة .. بل مؤلّفات.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[16 - 07 - 04, 09:21 م]ـ
سلام عليكم
باذن الله عزوجل سينزل للشيخ في القريب العاجل رسالتي الماجستير (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به) طبعة ثانية مراجعة
والدكتوراه (تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي)
وسينزل تحقيق الرغبة في شرح النخبة (شرح نخبة الفكر)
وكلها ستنزلها مكتبة دار المنهاج بالرياض 014065553
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[21 - 07 - 04, 05:48 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية الثامنة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب اللقطة، الوصايا، الفرائض، النكاح، الطلاق، اللعان، الرضاع من عمدة الأحكام (للحافظ عبدالغني)
في جامع الأخوين في حي الرحاب بجدة
ابتداءا من يوم السبت 7/ 6/1425 حتى يوم الخميس12/ 6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[07 - 08 - 04, 06:19 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية التاسعة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب الطهارة من المحرر في الحديث لابن عبدالهادي رحمه الله
في جامع (مدحت شيخ الأرض) في حي البيبان بمكة المكرمة
ابتداءا من يوم السبت 14/ 6/1425 حتى يوم الأربعاء 25/ 6/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة بتوقيت مكة المكرمة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الثانية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[07 - 08 - 04, 10:10 م]ـ
إلى الأخ أحمد بن حنبل:
وماذا عن شرح الشيخ لصحيح البخاري , هل سيطبع قريباً؟
وما جديد الشيخ فيه , وهل هو كتلخيص لشرح ابن حجر مع تصويبات على أخطاءه؟
ولفائدة الأخوة وتبشيرهم:
سينزل شرح الشيخ على الموطأ بـ (سي دي) من بنامج (درس) وفيه قرابة ثلثي الموطأ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/53)
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 05:50 م]ـ
سلام عليكم.
شرح الشيخ لمختصر البخاري للزبيدي سيخرج مطبوعا باذن الله عزوجل بمجرد انتهاء الشيخ من كتاب العلم.
.....
نعم سينزل باذن الله عزوجل في برنامج واحد cd كتاب الطهارة والصلاة من الموطأ عن طريق برنامج ميراث الأنبياء.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 06:24 ص]ـ
أعني من شرح البخاري شرح مخطوط عند الشيخ للبخاري كاملاً.
فهل يوجد عند الشيخ ذلك كما سمعنا؟ ومتى سيطبع؟ وحبذا لو فصلتم في ميزات الشرح.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 05:59 م]ـ
هذا الأمر لا اعلم عنه شيئا.
.......................
شرح حديث (مانهيتكم عنه فاجتنبوه)
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الخميس الموافق 26/ 6/1425
في جامع ((الجفالي)) بمدينة خليص
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
وفي قناة حامل المسك الرئيسية ...
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533 جوال /0503652540
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[11 - 08 - 04, 06:55 م]ـ
الدروس العلمية المكثفة الصيفية العاشرة
لفضيلة الشيخ د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله.
وذلك بشرح
كتاب الأطعمة والاشربة واللباس والجهاد والعتق من عمدة الأحكام (للحافظ عبدالغني)
في جامع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بمدينة الطائف
ابتداءا من يوم السبت 28/ 6/1425 حتى يوم الأربعاء 2/ 7/1425 وسيكون الدرس بعد صلاة العصر مباشرة ...
وستبث باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط: http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012355522 ف/012355533
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com(32/54)
من فاتته صلاة الفجر حتى يطلع حاجب الشمس الأعلى فهل يصلي ام ينتظر ارتفاع الشمس قيد رمح
ـ[بوشهاب]ــــــــ[23 - 05 - 04, 11:32 ص]ـ
من فاتته صلاة الفجر حتى يطلع حاجب الشمس الأعلى فهل يصلي ام ينتظر ارتفاع الشمس قيد رمح؟
الرجاء من الاخوة الإحالة الى المراجع فهي اهم عندي من الجواب نفسه
ـ[ابو نورا]ــــــــ[23 - 05 - 04, 06:57 م]ـ
نعم من فاتته صلاة الفجر واستيقظ قبيل طلوع الشمس فانه يصلي الفجر حالاً ولا يجوز له تاخيرها قال صلي الله عليه وسلم من نام عن صلام او نسيها فليصلها اذا ذكرها لا كفارة لها الا ذلك 0
وهذا ما عليه الائمة مثل شيخ الاسلام وابن باز وابن عثيمين يراجع فتاويهم بل نقل عن ابن تيمية رحمه الله قولا غريبا وهو انه لو استيقظ قبل طلوع الشمس بلحظات فانه يصلي بدون طاهرة لأن شرط الوقت اقوى من شرط الطهارة لما في الطهارة من بدل دون الوقت وان كان خلاف اقوال اهل العلم 0
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم يصلي مباشرة حتى لو صلى ركعة داخل الوقت والأخرى خارجه وفي هذا الأمر حديث رواه البخاري وغيره
وأما عن المراجع ففيها الغنى
قال أبو البركات رحمه الله
بَابُ بَيَانِ أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ فِي الْوَقْتِ فَإِنَّهُ يُتِمُّهَا وَوُجُوبُ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْوَقْتِ 474 - (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْرَ}. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ , وَلِلْبُخَارِيِّ: {إذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ سَجْدَةً مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ وَإِذَا أَدْرَكَ سَجْدَةً مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ}). 475 - (وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الْعَصْرِ سَجْدَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَوْ مِنْ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَهَا.} رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ , وَالسَّجْدَةُ هُنَا الرَّكْعَةُ).
قال الشوكاني رحمه الله:
قَوْلُهُ: (فَقَدْ أَدْرَكَ) قَالَ النَّوَوِيُّ: أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ هَذَا لَيْسَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّهُ لَا يَكُونُ بِالرَّكْعَةِ مُدْرِكًا لِكُلِّ الصَّلَاةِ وَتَكْفِيهِ , وَتَحْصُلُ الصَّلَاةُ بِهَذِهِ الرَّكْعَةِ بَلْ هُوَ مُتَأَوَّلٌ , وَفِيهِ إضْمَارٌ تَقْدِيرُهُ , فَقَدْ أَدْرَكَ حُكْمَ الصَّلَاةِ أَوْ وُجُوبَهَا أَوْ فَضْلَهَا انْتَهَى. وَقِيلَ: يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ أَدْرَكَ الْوَقْتَ. قَالَ الْحَافِظُ: وَهَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ , وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ {مَنْ صَلَّى رَكْعَةً مِنْ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ وَصَلَّى مَا بَقِيَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ لَمْ تَفُتْهُ الْعَصْرُ}. وَقَالَ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الصُّبْحِ. وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا " فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ " وَلِلنَّسَائِيِّ {فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ كُلَّهَا إلَّا أَنَّهُ يَقْضِي مَا فَاتَهُ} وَلِلْبَيْهَقِيِّ: " فَلْيُصَلِّ إلَيْهَا أُخْرَى " وَيُؤْخَذُ مِنْ هَذَا الرَّدُّ عَلَى الطَّحَاوِيِّ حَيْثُ خَصَّ الْإِدْرَاكَ بِاحْتِلَامِ الصَّبِيِّ وَطُهْرِ الْحَائِضِ وَإِسْلَامِ الْكَافِرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ , وَأَرَادَ بِذَلِكَ نُصْرَةَ مَذْهَبِهِ فِي أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصُّبْحِ رَكْعَةً تَفْسُدْ صَلَاتُهُ ; لِأَنَّهُ لَا يُكْمِلُهَا إلَّا فِي وَقْتِ الْكَرَاهَةِ , وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ الْكَرَاهَةَ تَتَنَاوَلُ الْفَرْضَ وَالنَّفَلَ وَهِيَ خِلَافِيَّةٌ مَشْهُورَةٌ. قَالَ التِّرْمِذِيُّ: وَبِهَذَا يَقُولُ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَخَالَفَ أَبُو حَنِيفَةَ فَقَالَ: مَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/55)
طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَهُوَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ , وَاحْتَجَّ فِي ذَلِكَ بِالْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي النَّهْيِ عَنْ الصَّلَاةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَادَّعَى بَعْضُهُمْ أَنَّ أَحَادِيثَ النَّهْيِ نَاسِخَةٌ لِهَذَا الْحَدِيثِ , قَالَ الْحَافِظُ: وَهِيَ دَعْوَى تَحْتَاجُ إلَى دَلِيلٍ وَأَنَّهُ لَا يُصَارُ إلَى النَّسْخِ بِالِاحْتِمَالِ , وَالْجَمْعِ بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ مُمْكِنٌ بِأَنْ تُحْمَلَ أَحَادِيثُ النَّهْيِ عَلَى مَا لَا سَبَبَ لَهُ مِنْ النَّوَافِلِ انْتَهَى قُلْت: وَهَذَا أَيْضًا جَمْعٌ بِمَا يُوَافِقُ مَذْهَبَ الْحَافِظِ , وَالْحَقُّ أَنَّ أَحَادِيثَ النَّهْيِ عَامَّةٌ تَشْمَلُ كُلَّ صَلَاةٍ , وَهَذَا الْحَدِيثُ خَاصٌّ فَيُبْنَى الْعَامُّ عَلَى الْخَاصِّ , وَلَا يَجُوزُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ شَيْءٌ مِنْ الصَّلَوَاتِ إلَّا بِدَلِيلٍ يَخُصُّهُ , سَوَاءٌ كَانَ مِنْ ذَوَاتِ الْأَسْبَابِ أَوْ غَيْرِهَا , وَمَفْهُومُ الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ أَقَلَّ مِنْ رَكْعَةٍ لَا يَكُونُ مُدْرِكًا لِلْوَقْتِ , وَأَنَّ صَلَاتَهُ تَكُونُ قَضَاءً , وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ. وَقَالَ الْبَعْضُ: أَدَاءٌ. وَالْحَدِيثُ يَرُدُّهُ , وَاخْتَلَفُوا إذَا أَدْرَكَ مَنْ لَا تَجِبُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ كَالْحَائِضِ تَطْهُرُ وَالْمَجْنُونُ يَعْقِلُ وَالْمُغْمَى عَلَيْهِ يُفِيقُ وَالْكَافِرُ يُسْلِمُ دُونَ رَكْعَةٍ مِنْ وَقْتِهَا هَلْ تَجِبُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ أَمْ لَا , وَفِيهِ قَوْلَانِ لِلشَّافِعِيِّ أَحَدُهُمَا: لَا تَجِبُ , وَرُوِيَ عَنْ مَالِكٍ عَمَلًا بِمَفْهُومِ الْحَدِيثِ وَأَصَحُّهُمَا عَنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهَا تَلْزَمُهُ وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ ; لِأَنَّهُ أَدْرَكَ جُزْءًا مِنْ الْوَقْتِ فَاسْتَوَى قَلِيلُهُ وَكَثِيرُهُ وَأَجَابُوا عَنْ مَفْهُومِ الْحَدِيثِ بِأَنَّ التَّقَيُّدَ بِرَكْعَةٍ خَرَجَ مَخْرَجَ الْغَالِبِ وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ مِنْ الْبُعْدِ , وَأَمَّا إذَا أَدْرَكَ أَحَدُ هَؤُلَاءِ رَكْعَةً وَجَبَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ بِالِاتِّفَاقِ بَيْنَهُمْ وَمِقْدَارُ هَذِهِ الرَّكْعَةِ قَدْرُ مَا يُكَبِّرُ وَيَقْرَأُ أُمَّ الْقُرْآنِ وَيَرْكَعُ وَيَرْفَعُ وَيَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ. وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّلَاةَ الَّتِي أُدْرِكَتْ مِنْهَا رَكْعَةٌ قَبْلَ خُرُوجِ الْوَقْتِ أَدَاءً لَا قَضَاءً وَفِي ذَلِكَ إشْكَالَاتٌ عِنْدَ أَئِمَّةِ الْأُصُولِ قَوْلُهُ: (سَجْدَةً) الْمُرَادُ بِهَا الرَّكْعَةُ كَمَا ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ. وَقَدْ ثَبَتَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ بِلَفْظِ: رَكْعَةً مَكَانَ سَجْدَةٍ , فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الِاخْتِلَافَ فِي اللَّفْظِ وَقَعَ مِنْ الرُّوَاةِ , وَقَدْ ثَبَتَ أَيْضًا عِنْدَ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ بِلَفْظِ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً " قَالَ الْحَافِظُ: وَلَمْ يُخْتَلَفْ عَلَى رَاوِيهَا فِي ذَلِكَ فَكَانَ عَلَيْهَا الِاعْتِمَادُ. قَالَ الْخَطَّابِيِّ: الْمُرَادُ بِالسَّجْدَةِ الرَّكْعَةُ بِرُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا , وَالرَّكْعَةُ إنَّمَا يَكُونُ تَمَامُهَا سُجُودَهَا فَسُمِّيَتْ عَلَى هَذَا سَجْدَةً انْتَهَى. وَإِدْرَاكُ الرَّكْعَةِ , قَبْلَ خُرُوجِ الْوَقْتِ لَا يَخُصُّ صَلَاةَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ لَمَا ثَبَتَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ: {مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ} وَهُوَ أَعَمُّ مِنْ حَدِيثِ الْبَابِ. قَالَ الْحَافِظُ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ اللَّامُ عَهْدِيَّةً وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَذَا مُطْلَقٌ وَذَاكَ يَعْنِي حَدِيثَ الْبَابِ مُقَيَّدٌ فَيُحْمَلُ الْمُطْلَقُ عَلَى الْمُقَيَّدِ انْتَهَى وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: إنَّ حَدِيثِ الْبَابِ دَلَّ بِمَفْهُومِهِ عَلَى اخْتِصَاصِ ذَلِكَ الْحُكْمِ بِالْفَجْرِ وَالْعَصْرِ ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/56)
وَهَذَا الْحَدِيثُ يَدُلُّ بِمَنْطُوقِهِ عَلَى أَنَّ حُكْمَ جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ لَا يَخْتَلِفُ فِي ذَلِكَ , وَالْمَنْطُوقُ أَرْجَحُ مِنْ الْمَفْهُومِ فَيَتَعَيَّنُ الْمَصِيرُ إلَيْهِ وَلِاشْتِمَالِهِ عَلَى الزِّيَادَةِ الَّتِي لَيْسَتْ مُنَافِيَةً لِلْمَزِيدِ قَالَ النَّوَوِيُّ: وَقَدْ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَعَمُّدُ التَّأْخِيرِ إلَى هَذَا الْوَقْتِ انْتَهَى. وَقَدْ قَدَّمْنَا الْكَلَامَ عَلَى اخْتِصَاصِ هَذَا الْوَقْتِ بِالْمُضْطَرِّينَ فِي أَوَائِلِ الْأَوْقَاتِ فَارْجِعْ إلَيْهِ.
وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني: (522) مَسْأَلَةٌ: قَالَ: (وَمَنْ أَدْرَكَ مِنْهَا رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ , فَقَدْ أَدْرَكَهَا مَعَ الضَّرُورَةِ) وَجُمْلَةُ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ أَخَّرَ الصَّلَاةَ ثُمَّ أَدْرَكَ مِنْهَا رَكْعَةً قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ , فَهُوَ مُدْرِكٌ لَهَا , وَمُؤَدٍّ لَهَا فِي وَقْتِهَا , سَوَاءٌ أَخَّرَهَا لِعُذْرٍ أَوْ لِغَيْرِ عُذْرٍ , إلَّا أَنَّهُ إنَّمَا يُبَاحُ تَأْخِيرُهَا لِعُذْرٍ وَضَرُورَةٍ , كَحَائِضٍ تَطْهُرُ , أَوْ كَافِرٍ يُسْلِمُ , أَوْ صَبِيٍّ يَبْلُغُ , أَوْ مَجْنُونٍ يُفِيقُ , أَوْ نَائِمٍ يَسْتَيْقِظُ , أَوْ مَرِيضٍ يَبْرَأُ , وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ: " مَعَ الضَّرُورَةِ ". فَأَمَّا إدْرَاكُهَا بِإِدْرَاكِ رَكْعَةٍ مِنْهَا , فَيَسْتَوِي فِيهِ الْمَعْذُورُ وَغَيْرُهُ , وَكَذَلِكَ سَائِرُ الصَّلَوَاتِ يُدْرِكُهَا بِإِدْرَاكِ رَكْعَةٍ مِنْهَا فِي وَقْتِهَا ; لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم {مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الصَّلَاةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَةٍ {مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْرَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَلَا أَعْلَمُ فِي هَذَا خِلَافًا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[23 - 05 - 04, 07:54 م]ـ
الاخ الكريم الحبيب أبو نورا.
كيف يقول شيخ الاسلام: (يصلي بدون طهارة)!!!!!!
يا أخي الحبيب شيخ الاسلام لم يقل هذا وأنما المسألة هي أذا أستيقظ النائم آخر الوقت فهل:
يتيمم أم يأخذ في الوضوء مع انه سوف يخرج الوقت؟
أما أن ينسب الى شيخ الاسلام القول بعدم وجو ب الطهارة فهذا يحتاج الى تأني وتثبت.
وللعلم فشيخ الاسلام يختار أن يتوضأ ولو خرج الوقت خلاف ما ذكرتم هو قول جمهور أهل العلم.
وفي قول لمالك أنه يتيمم ولا يتوضأ.
قال شيخ الاسلام رحمه الله:
(وإذا استيقظ آخر وقت الفجر فإذا اغتسل طلعت الشمس , فجمهور العلماء هنا يقولون: يغتسل ويصلي بعد طلوع الشمس , وهذا مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد , وأحد القولين في مذهب مالك.
وقال في القول الآخر: بل يتيمم أيضا هنا ويصلي قبل طلوع الشمس كما تقدم في تلك المسائل , لأن الصلاة في الوقت بالتيمم خير من الصلاة بعده بالغسل. والصحيح قول الجمهور.
لأن الوقت في حق النائم هو من حين يستيقظ , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها}. فالوقت في حق النائم هو من حين يستيقظ , وما قبل ذلك لم يكن وقتا في حقه. وإذا كان كذلك فإذا استيقظ قبل طلوع الشمس فلم يمكنه الاغتسال والصلاة إلا بعد طلوعها فقد صلى الصلاة في وقتها ولم يفوتها.
وقال رحمه الله وتنبه لكلامه هنا:
(فإنه لا نزاع بين المسلمين أنه إذا علم المسافر العادم للماء أنه يجده بعد الوقت لم يجز له تأخير الصلاة ليصليها بعد الوقت بوضوء , أو غسل: بل ذلك هو الفرض وكذلك العاجز عن الركوع والسجود والقراءة إذا استحله فهو كافر بلا ريب. ومعلوم أنه إن علم أنه بعد الوقت يمكنه أن يصلي بإتمام الركوع والسجود والقراءة كان الواجب عليه أن يصلي في الوقت لإمكانه. وأما قول بعض أصحابنا: إنه لا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لناو لجمعها أو مشتغل بشرطها , فهذا لم يقله قبله أحد من الأصحاب , بل ولا أحد من سائر طوائف المسلمين , إلا أن يكون بعض أصحاب الشافعي ; فهذا أشك فيه. ولا ريب أنه ليس على عمومه وإطلاقه بإجماع المسلمين , وإنما فيه صورة معروفة , كما إذا أمكن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/57)
الواصل إلى البئر أن يضع حبلا يستقي , ولا يفرغ إلا بعد الوقت ; وإذا أمكن العريان أن يخيط له ثوبا ولا يفرغ إلا بعد الوقت , ونحو هذه الصور , ومع هذا فالذي قاله في ذلك خلاف المذهب المعروف عن أحمد وأصحابه , وخلاف قول جماعة علماء المسلمين من الحنفية والمالكية وغيرهم. وما أعلم من يوافقه على ذلك إلا بعض أصحاب الشافعي. ومن قال ذلك فهو محجوج بإجماع المسلمين على أن مجرد الاشتغال بالشرط لا يبيح تأخير الصلاة عن وقتها المحدود شرعا , فإنه لو دخل الوقت وأمكنه أن يطلب الماء وهو لا يجده إلا بعد الوقت لم يجز له التأخير باتفاق المسلمين وإن كان مشتغلا بالشرط. وكذلك العريان لو أمكنه أن يذهب إلى قرية ليشتري له منها ثوبا , وهو لا يصلي إلا بعد خروج الوقت لم يجز له التأخير بلا نزاع. والأمي كذلك إذا أمكنه تعلم الفاتحة وهو لا يتعلمها حتى يخرج الوقت , كان عليه أن يصلي في الوقت , وكذلك العاجز عن تعلم التكبير والتشهد إذا ضاق الوقت صلى بحسب الإمكان , ولم ينتظر. وكذلك المستحاضة لو كان دمها ينقطع بعد الوقت لم يجز لها أن تؤخر وكذلك المستحاضة لو كان دمها ينقطع بعد الوقت لم يجز لها أن تؤخر الصلاة لتصلي بطهارة بعد الوقت ; بل تصلي في الوقت بحسب الإمكان. وأما حيث جاز الجمع فالوقت واحد , والمؤخر ليس بمؤخر عن الوقت الذي يجوز فعلها فيه ; بل في أحد القولين أنه لا يحتاج الجمع إلى النية , كما قال أبو بكر. وكذلك القصر , وهو مذهب الجمهور: كأبي حنيفة ومالك. وكذلك صلاة الخوف تجب في الوقت , مع إمكان أن يؤخرها فلا يستدبر القبلة , ولا يعمل عملا كثيرا في الصلاة , ولا يتخلف عن الإمام بركعة , ولا يفارق الإمام قبل السلام , ولا يقضي ما سبق به قبل السلام , ونحو ذلك مما يفعل في صلاة الخوف , وليس ذلك إلا لأجل الوقت , وإلا ففعلها بعد الوقت ولو بالليل ممكن على الإكمال. وكذلك من اشتبهت عليه القبلة , وأمكنه تأخير الصلاة إلى أن يأتي مصرا يعلم فيه القبلة لم يجز له ذلك ; وإنما نازع من نازع إذا أمكنه تعلم دلائل القبلة , ولا يتعلمها حتى يخرج الوقت. وهذا النزاع هو القول المحدث الشاذ الذي تقدم ذكره.
وأما النزاع المعروف بين الأئمة في مثل ما إذا استيقظ النائم في آخر الوقت ولم يمكنه أن يصلي قبل الطلوع بوضوء: هل يصلي بتيمم؟ أو يتوضأ ويصل بعد الطلوع؟ على قولين مشهورين: الأول: قول مالك: مراعاة للوقت. الثاني: قول الأكثرين كأحمد والشافعي وأبي حنيفة. وهذه المسألة هي التي توهم من توهم أن الشرط مقدم على الوقت , وليس كذلك ; فإن الوقت في حق النائم هو من حين يستيقظ , كما ثبت في الصحيح , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها}. فجعل الوقت الذي أوجب الله على العبد فيه هو وقت الذكر والانتباه , وحينئذ فمن فعلها في هذا الوقت بحسب ما يمكنه من الطهارة الواجبة فقد فعلها في الوقت , وهذا ليس بمفرط ولا مضيع لها , قال النبي صلى الله عليه وسلم: {ليس في النوم تفريط ; إنما التفريط في اليقظة}. بخلاف المتنبه من أول الوقت فإنه مأمور أن يفعلها في ذلك الوقت , بحيث لو أخرها عنه عمدا كان مضيعا مفرطا , فإذا اشتغل عنها بشرطها وكان قد أخرها عن الوقت الذي أمر أن يفعلها فيه.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[24 - 05 - 04, 01:01 ص]ـ
الشيخ المتمسك بالحق
إذا أمكن أن تشرح لي عبارتين ظاهرهما التعارض مما نقلته عن شيخ الإسلام رحمه الله:
1 - فإنه لا نزاع بين المسلمين أنه إذا علم المسافر العادم للماء أنه يجده بعد الوقت لم يجز له تأخير الصلاة ليصليها بعد الوقت بوضوء
2 - ومن قال ذلك فهو محجوج بإجماع المسلمين على أن مجرد الاشتغال بالشرط لا يبيح تأخير الصلاة عن وقتها المحدود شرعا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 05 - 04, 01:33 ص]ـ
الاخ الحبيب (البدر المنير) وفقه الله.
ما أشرتم اليه هو عين ما نبه اليه شيخ الاسلام رحمه الله كما هو مصرح به في موضعه:
حيث نبه تقى الدين الى أن هناك فرق كبير بين أنسان قد عدم الماء فهذا لايجوز له تأخير الصلاة عن وقتها حتى لو (جزم) بوجود الماء بعد خروج وقت الصلاة بدقائق.
وبين أنسان قد أستيقظ قبل خروج الصلاة بوقت لايسعه فيه الوضوء بل هو أن توضأ فسوف يخرج عنه وقت الصلاة فهنا يجب عليه أن يتوضأ وأن خرج وقت الصلاة وهو قول الجمهور وقول عند المالكية وخالفوا في قول أخر.
والفرق بين الصورتين أن المستيقظ لا يلزم بالوقت المحدد بالصلاة , لان وقته المشورع هو من حين أستيقظ بدلالة الحديث.
وهذا الكلام قد بينه شيخ الاسلام كما في الرد السالف أوضح بيان.
ـ[بوشهاب]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:25 ص]ـ
جزاكم الله خير
اعتقد ان مدار الموضوع هو متى ينتهي وقت الصبح هل ينتهي بظهور الحاجب الأعلى للشمس ام ينتهي بإكتمال قرص الشمس؟؟
فهل يكون الوقت بينهما و قت تحريم ام كراهة؟؟
علماًبان ما قصدته هو من تعمد تاخير الفجر و لم يشرع بها الا عند طلوع الحاجب الاعلى فهل تصح صلاته؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/58)
ـ[بوشهاب]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:47 ص]ـ
هذا ما وجدت:
صحيح مسلم بشرح النووي
أوقات الصلوات الخمس
المساجد ومواضع الصلاة
حدثنا أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معاذ وهو ابن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صليتم الفجر فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول ثم إذا صليتم الظهر فإنه وقت إلى أن يحضر العصر فإذا صليتم العصر فإنه وقت إلى أن تصفر الشمس فإذا صليتم المغرب فإنه وقت إلى أن يسقط الشفق فإذا صليتم العشاء فإنه وقت إلى نصف الليل)
قوله (صلى الله عليه وسلم: (إذا صليتم الصبح فإنه وقت إلى أن يطلع قرن الشمس الأول)
معناه: وقت لأداء الصبح , فإذا طلعت الشمس قال: خرج وقت الأداء وصارت قضاء , ويجوز قضاؤها في كل وقت. وفي هذا الحديث دليل للجمهور أن وقت الأداء يمتد إلى طلوع الشمس. قال أبو سعيد الإصطخري من أصحابنا: إذا أسفر الفجر صارت قضاء بعده ; لأن جبريل عليه السلام صلى في اليوم الثاني حين أسفر , وقال: الوقت ما بين هذين. ودليل الجمهور هذا الحديث قالوا: وحديث جبريل عليه السلام لبيان وقت الاختيار , لا لاستيعاب وقت الجواز للجمع بينه وبين الأحاديث الصحيحة في امتداد الوقت إلى أن يدخل وقت الصلاة الأخرى إلا الصبح. وهذا التأويل أولى من قول من يقول: إن هذه الأحاديث ناسخة لحديث جبريل عليه السلام لأن النسخ لا يصار إليه إلا إذا عجزنا عن التأويل , ولم نعجز في هذه المسألة. والله أعلم.
و حدثني أحمد بن يوسف الأزدي حدثنا عمر بن عبد الله بن رزين حدثنا إبراهيم يعني ابن طهمان عن الحجاج وهو ابن حجاج عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلوات فقال: (وقت صلاة الفجر ما لم يطلع قرن الشمس الأول ووقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس عن بطن السماء ما لم يحضر العصر ووقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس ويسقط قرنها الأول ووقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس ما لم يسقط الشفق ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل)
ـ[ضرار بن الأزور]ــــــــ[24 - 05 - 04, 11:19 ص]ـ
أخي الكريم لم أراجع المسألة في كتب الفقه ولكن سمعت بعض المشايخ يحتج بهذا الحديث على أنه إن استيقظ بعد فوات وقتها فإنه ينتظر حتى تشرق الشمس ويستدل بما رواه الإمام مسلم:
عن عمران بن حصين. قال:
كنت مع نبي الله صلى الله عليه وسلم في مسير له. فأدلجنا ليلتنا. حتى إذا كان في وجه الصبح عرسنا. فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس. قال فكان أول من استيقظ منا أبو بكر. وكنا لا نوقظ نبي الله صلى الله عليه وسلم من منامه إذا نام حتى يستيقظ. ثم استيقظ عمر. فقام عند نبي الله صلى الله عليه وسلم. فجعل يكبر ويرفع صوته بالتكبير. حتى استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رفع رأسه ورأى الشمس قد بزغت قال "ارتحلوا" فسار بنا. حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى بنا الغداة
والله أعلم(32/59)
أسئلة عن قراءة الفاتحة في الصلوات!!!
ـ[الشعبي]ــــــــ[23 - 05 - 04, 11:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ:
إخواني أعضاء المنتدى المبارك بإذن الله.
لدي عدة أسئلة عن قراءة أئمة المساجد لسورة الفاتحة في الصلوات هل هي تبطل الصلاة، أم لا؟ بسبب إحالة المعنى أو لأسباب أخرى، ومنها:
1 - ((إياك نعبد ... )) تقرأ عند بعض الأئمة بدون لفظ الهمزة وأيضاً إشباع ضمة الدال في ((نعبد)) حتى تنطق واواً.
2 - تشديد النون في أواخر السورة مثلاً ((الحمد لله رب العالمينّ)) وهكذا.
3 - نطق ((غير المغضوب ... )) بـ غيللمغضوب .... .
والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[الظافر]ــــــــ[24 - 05 - 04, 02:05 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله القائل صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) رواه البخاري وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فهذه بعض اللحون المتوقع وقوعها في الاستعاذة والبسملة وسورة الفاتحة، وهذه اللحون جمعت من خلال سماع قراءات كثير من الناس لسورة الفاتحة، وهناك بعض اللحون الأخرى لكن لعل فيما ذكر كفاية إن شاء الله ـ تعالىـ. فلعلها أن تفيدك في معرفة اللحون
وهي على هذا الملف
ـ[الظافر]ــــــــ[24 - 05 - 04, 02:08 ص]ـ
معذرة هذا الملف:
ـ[الشعبي]ــــــــ[24 - 05 - 04, 06:30 ص]ـ
شكراً أخي الظافر،،،
ولكن سؤالي هل هذه اللحون المذكورة تبطل الصلاة، لإحالتها المعنى أم لا. ولكم مني الشكر.
ـ[الشعبي]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:13 م]ـ
للرفع ...
وما زال السؤال جارياً.
ـ[الظافر]ــــــــ[25 - 05 - 04, 02:11 ص]ـ
خلاصة القول في هذه المسألة:
- إن اللَّحن الجليّ في هذه السورة نوعان:
- لحن جلي لا يُحيل المعنى، وهذا لا يُبطل الصلاة اتفاقاً.
- لحن جلي يُحيلُ المعنى، وهذا فيه تفصيل عند أهل العلم.
والمختار في هذه المسألة:
- أن اللَّحن الجلي المُحيل للمعنى لا يخلو من إحدى حالتين.
1 - إما أن يكون من خطأ أو نسيان، وهذا معفو عنهُ إن شاء اللهُ تعالى، وإما أن يكون عجزاً عن الصواب كقراءة أكثر الأعاجم في إبدالهم بعض الحروف.
2 - وإما أن يكون عالماً عارفاً ما قرأ، قادراً على تصويب قراءته، أو جاهلاً لكنَّهُ فرَّط في تعلُّم الصواب فهذا والله أعلم صلاته غير مجزئة ويلزمُهُ إعادتها.
ـ[الظافر]ــــــــ[25 - 05 - 04, 02:17 ص]ـ
وهذه رسالة قيمة في تجويد الفاتحة، للشيخ د/ محمد بن فوزان بن حمد العُمر
الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية
كلية المعلمين – بالرياض
وهي في ما يقرب من خمسين صفحة وهي على هذا الملف:
ـ[الظافر]ــــــــ[25 - 05 - 04, 02:20 ص]ـ
وهنا شرح القصيدة الواضحه فى شرح الفاتحه
نظم
الامام العالم العلامه برهان الدين الجعبرى
شرح الامام
حسن قاسم
تغمدهما الله بوافر رحمته.
وهي على على هذا الملف:
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 05 - 04, 12:19 م]ـ
أخي الكريم الظافر بارك الله فيك على جهودك.
ولكن أخي الكريم افتح الملفات المرفقة , ولكنها تظهر لي بخطوط غريبة لا استطيع قراءتها لماذا؟
أخوك في الله: العوضي
ـ[الظافر]ــــــــ[26 - 05 - 04, 01:33 ص]ـ
أخي العوضي بارك الله فيه
أما بالنسبة لشرح القصيدة الواضحه فى شرح الفاتحه فهذه لا إشكال فيها لأن الخط الذي كتبت به على كل جهاز.
أما بالنسب لرسالة في تجويد الفاتحة، للشيخ د/ محمد بن فوزان بن حمد العُمر
فمرفق في الملف خطان (مهند)، و (بشر) فما عليك إلا أن تنسخهما وتفتح ال ( c) وتبحث عن ( windows) ومن ثم تدخل على ملف ( fonts) ومن ثم تلصق الخطين (مهند) و (بشر)، ويعمل معك وتتضح الكتابة إن شاء الله تعالى.
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[26 - 05 - 04, 02:35 ص]ـ
أخي الظافر بارك الله فيه، وأظفره الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو منكم بارك الله فيكم تعديل عزو الكلام الذي في توقيعكم لسيد قطب رحمه الله بدلاً من عبد الله عزام؛ لأنه من كلام سيد رحمه الله، وإنما أخذه عبد الله عزام من سيد.
وقد ذكر ذلك عبد الله عزام رحمه الله في ترجمته لسيد، وهي على الشبكة ولعل الأخوة يضعون لك رابطها أو يأتون لك بها من بعض المواقع بارك الله فيك.
ثم هو مزبورٌ في أكثر من كتاب لسيد لا أذكر موضعه الآن على التحديد، لكنني قرأتُه يقينًا في الظلال لسيد.
وأشكرك.
وسامحني لهذا الطلب، فإنما أردتُ لك الخير، وإن لم أبلغ منزلتك.
وجزاك الله خيرًا.
والسلام.
ـ[الظافر]ــــــــ[26 - 05 - 04, 06:38 م]ـ
إلى الشيخ الأريب، وإلى يحيى الأديب، إلى من أحيا الأدب في ملتقانا، فقطن حبه القلوب، قبل إقتحال العين بيحيى.
قد بلغ النصح، وقدسبق العلم بذلك، لكن جف القلم، ورفعت عني الصحيفة، ومالي حيلة على التغيير حيث أن الأمر قد خرج من اليد، فوقف عند مشرفي المنتدى، فلو غيروا لكنت لهم شاكر، ولك بنصحك داعي يا أبا الفضائل والمعالي.
أخوك:
الظافر
ـ[الظافر]ــــــــ[27 - 05 - 04, 02:07 ص]ـ
للرفع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/60)
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[27 - 05 - 04, 03:05 ص]ـ
الأخ الحبيب الظافر أظفرك الله وبارك فيك.
حياك الله على ما قلتَ، وأرجو أن أكون أهلاً لما ذكرتَ، ثم قد بلغ الظافر العلا، حين استجاب لنصحي على الملا، فيا لهف قلبي على أهل السنة، أسكنهم ربي الجنة.
وانظر إلى هذا المثل يا سني، وتعلم منه يا حَدِيْثِيّ.
بارك الله فيكم جميعًا.
وأشكركم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(32/61)
ثلاث أحاديث عند مسلم تدل على أن الهوي للسجود على اليدين هو الأصح
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[24 - 05 - 04, 01:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألاإله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد
روى مسلم في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال سمع الله لمن حمده لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجدا ثم نقع سجودا بعده)).729
وفي الحديث الآخر وبطريق أخرى عن البراء أيضاً أنه قال ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم لا يحنو أحد منا ظهره حتى نراه قد سجد)).برقم731
وروى مسلم أيضاً في صحيحه عن عمروبن حريث رضي الله عنه قال: ((صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم الفجر فسمعته يقرأ فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس وكان لا يحني رجل منا ظهره حتى يستتم ساجدا)).732
فهذه أحاديثٌ ثلاث تدل المتأمل فيها على أن الصحيح في الهوي إلى السجود يكون على اليدين إذ أن إنحناء الظهر لا يكون إلى بالهوي على اليدين ولا يتأتى بالهوي على الركبتين , وهذا مصداق قول العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه صفة الصلاة.
وإن كان لأحد مايخالف هذا القول بالدليل فأرجوا نقله ... والله تعالى أعلم ...
وصلى الله على عبده ورسوله نبيينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 09:10 ص]ـ
هذه الأدلة ليس فيها دلالة لما ذهب إليه الأخ، ولم يستدل بها أحد من أهل العلم على ذلك، والسجود إلى الأرض بعد الرفع من الركوع يكون فيه إنحناء حتى لو نزل على ركبتيه، وليس معنى الإنحناء أن يحني ظهره كاملا، بل الإنحناء المقصود به العطف كما قال الجوهري، فبداية السجود على الركبتين يكون فيه شيء من الإنحناء للنظر في موضع السجود.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 09:22 ص]ـ
قال ابن فارس في مقاييس اللغة
حنو الحاء والنون والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلّ على تعطّف وتعوُّج.
يقال حنَوْتُ الشيءَ حَنْواً وَحنَيْتُهُ، إذا عطفتَه، حَنْياً، وَحِنْوُ السّرجِ سمّي بذلك أيضاً، وجمعه أحناء؛ ومنه حنَتِ المرأة على ولدها تحنُو، وذلك إذا لم تتزوجْ مِنْ بعد أبيهم، وهو من تعطُّفها عليهم،
وناقةٌ حَنْواء: في ظهرها احديدابٌ.
وَانحنَى الشيءُ ينحني انحناء، وَالمَحْنِية: منعرَج الوادي،
وأمّا الحَنْوَة وَالحِنّاء فنبْتَان معروفان، ويجوز أن يكون ذلك شاذّاً عن الأصل.
وقال الأزهري في تهذيب اللغة
حنا: قال الليث: الحِنْوُ كل شيءٍ فيه اعْوِجَاجٌ، والجميع الأَحْنَاءُ. تقول: حِنْو الحِجَاجِ، وحنْوُ الأضْلاعِ، وكذلك في الإكاف والقَتَب والسَّرْجِ والجبالِ والأوْدِيةِ كلُّ منعرَجٍ، واعْوِجاجٍ فهو حِنْوٌ.
وحَنْوتُ الشيءَ حَنْواً وحَنْياً، إذا عطفْتَه. والانحِنَاء الفعل اللازمُ، وكذلك التحنّي والمحْنِيَةُ مُنْحَنَى الوادي حيث ينْعَرِج منخفضاً عن السند. وقال في رجل في ظهره انحناء: إن فيه لَحِنَايَةً يهوديَّةً.
...........................
وقال اللحْيَانِيُّ: يقال للرجل إذا مال على أحَدِ شِقّيه أو انحنى في قوسه قد نَحَى وانتحى واجْتَنَح وجَنَح، وُضِعَا بمعنى واحد ويقال تنحى له بمعنى نَحا لَه، وانْتَحى له، وأنشد:
تَنَحَّى له عَمْروٌ فَشَكَّ ضُلُوعَه
بِمُدْرَنْفقِ الخَلْجَاءِ والنَّقْعُ سَاطِعُ
وفي حديث ابن عمر: أَنَّه رأى رَجُلاً ينْتَحِي في سجوده فقال لا تَشِينَنّ صورتك.
قال شَمِرٌ: الانْتِحاءُ في السجود الاعتمادُ على الجبهة والأنفِ حتى يؤثر فيهما.
وقال الأصمعيّ: الانْتِحَاء في السير الاعتماد على الجانب الأيسر ثم صار الاعتماد في كل وجه. قال رؤبة:
مُنْتَحِياً مِنْ نَحْوِهِ على وَفَقْ
.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:31 ص]ـ
كلام الشيخ عبد الرحمن صحيح وواضح.
وكلام الأخ الحربي يكون صحيحا لو كان الساجد الذين سيقدم يديه لن يثني ركبتيه ألبته؛ فيكون انحناؤه كاملا، كما يفعله بعض كبار السن.
أما إذا لم يفعل ذلك ـ وهو الواقع ـ فلا يوجد إلا فرق يسير بين من ينزل على ركبته ومن ينزل على يديه من حيث انحناء الظهر.
والله أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الألباني رحمه الله وغيره ممن قال بوضع اليدين قبل الركبتين عند الخرور إلى السجود لم يقولوا ذلك إلا بدليل صح عندهم، ولم يصح عند من خالفهم في المسألة
وهذه المسألة ولله الحمد ليس في الخلاف فيها ما يبطل الصَّلاة أو يوجب سجودا للسهو أو غير ذلك
أما ما استدل به كاتب الموضوع الأصلي _ وليس هو الأخ الحربي لأنه ناقل فقط _ فهو يحتمل الأمرين أن يكون الانحناء خاص بمن يقدم اليدين، أو عام لمن يقدم اليدين أو الركبتين
فإن كان عنده دليل جازم أن من ينزل إلى السجود على ركبتيه لا يكون معه انحناء فهنا يصح استنباطه، وإن كان ذلك يصح في الأمرين فجزمه غير صحيح
لأن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل الاستدلال به أو الجزم بأحد الأمرين
ونحن نطالبه بالدليل على أن ذلك لا يكون إلا لمن يقدم اليدين خاصة من كلام العرب أو فهم الصحابة ومن بعدهم من أهل العلم
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/62)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 05 - 04, 03:16 ص]ـ
في هذه الأحاديث ردّ على الحنفية الذين يعلّمون أتباعهم عدم حني الظهر بتاتاً عند النزول للسجود، وأن حني الظهر يعدّ ركوعاً ثانياً.
قال ابن عابدين: (ويخر للسجود قائماً مستوياً لا منحنياً، لئلا يزيد ركوعاً آخر، يدل عليه ما في التاترخانية: لو صلى فلما تكلم تذكر أنه ترك ركوعاً، فإن كان صلى صلاة العلماء الأتقياء أعاد، وإن صلى صلاة العوام فلا، لأن العالم التقي ينحط للسجود قائماً مستوياً، والعامي ينحط منحنياً، وذلك ركوع، لأن قليل الانحناء محسوب من الركوع. اهـ) انتهى. (الحاشية 1/ 497).
ـ[أبومحمد الحربي]ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:15 م]ـ
هذه المشاركة وجدتها في إحدى المنتديات وللإمانة العلمية قد وضعت رابطها إلا أنه تم حذفه وشطبه من المقال لأسباب تعود للقائمين على هذا المنتدى المبارك - بإذن الله -!!!
كما أشكر كافة الإخوة الأفاضل الذين اتحفونا بتعقيباتهم السديدة
وأنا أرجع عما نقلته هنها لأنه قول لم يسبق إليه صاحبه ولم أجد له ما يدعمه من أقوال أهل العلم - حسب معرفتي -
وَ استناداً على القاعدة المشهورة: " لا تقل قولاً لم يسبقك إليه إمام "
مع أنني أتبنى القول الذي يُرجح تقديم اليدين لأدلة أخرى ذكرها العلماء ليس هذا محل بسطها.
وَدمتم في رعاية الله وَ حفظه.
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[30 - 05 - 04, 12:28 ص]ـ
أقول من الممكن أن يفسر الهوي إلى السجود بأن لايبرك كما يبرك البعير اي بأن لا يشابهه فكيفية النزول حيث إن المتأمل لبروك البعير يلحظ شدة نزوله ولاشك ان من يقدم الركبتين فيه شدة لاتكون كمن يقدم اليدين
اقول: لعل؟؟
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[30 - 05 - 04, 04:06 ص]ـ
آمل أن يقرأ الإخوة كتاب الشيخ فريح البهلال من محافظة الزلفي
وعنوانه ((عون المعبود في مسألة الهوي بالسجود))
وابن القيم ذكر كلاماً جميلاً في هذا الباب فليراجع في كتابه المشهور ((الزاد))
ومدار المسألة على حديثي وائل ابن حجر، وأبي هريرة
والمسألة بحثت منذ القدم، ولا إنكار على رأي الألباني رحمه الله حيث أنه لا إنكار في مسائل الخلاف والاجتهاد كما ينبغي للمرء اتباع ما حققه أهل العلم من رجحان أحد الأقوال في أي مسألة إذا لم يكن من اهل الاجتهاد ...
محبكم / أبو ثابت
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 05 - 04, 09:35 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو ثابت
حيث أنه لا إنكار في مسائل الخلاف والاجتهاد
هناك فرق بين مسائل الخلاف، والاجتهاد.
وقد تكلم عن هذه المسائل أعني الخلاف والاجتهاد كثيرا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
ونسبة هذا القول في هذه المسألة للألباني رحمه الله غريب فقد قال به خلق من العلماء قبله رحم الله الجميع.
والإخوة هنا لا يخفى عليهم الخلاف المذكور، وكان كلامهم هنا على دلالة هذه الأحاديث فقط.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[30 - 05 - 04, 09:10 م]ـ
غفر الله لك شيخنا المفضال / عبد الرحمن السديس
من قال بأني لا أفرق بين مسائل الخلاف والاجتهاد بل الفروق واضحة كما قلت بارك الله فيك ذكر جملة منها الدكتور عبد الكريم النملة صاحب الإيضاح (8 مجلدات مكتبة الرشد)
بل من يقرأ كلامي يدرك من أول وهلة أني أفرق بينهما والدليل على هذا أنني عطفت الاجتهاد على الخلاقف بحرف العطف ((الواو))
والعطف يقتضي المغايرة كما تعلم وفقك الله
أما بالنسبة للأمر الثاني وهو عزو القول للألباني فلم أذكره أبتداءًا ولست بهذا الصدد أنسب الأقوال إلى من قال بها قديماً ثم حديثاً ولكن تنزلاً مع الكاتب الكريم ((خالد بن عمر)) فقد ذكر ذلك ...
ألم ترها يا شيخنا؟؟؟؟؟ مع العلم بأن مشاركته قبلي ..
وأنا حينما أرجعت الإخوة إلى بعض الكتب كنت أحاول معكم لمعرفة دلالة هذه الأحاديث فالمتقدمون والمتاخرون لهم اللمسة المعروفة والملكة الفقهية في الاستنباط ... ((كما تعلم))
وأنا قلت بأن المسألة بحثت منذ القدم ولم أقدح في الإخوة المشاركين معنا بأنهم لا يعلمون ذلك بل هم كلهم أفقه مني وأعلم
ومن أنا حتى أصبح مقياساً للفقه والعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 05 - 04, 12:29 ص]ـ
هوِّن عليك أخي الكريم
أنا لم أقل إنك لا تفرق بين مسائل الخلاف والاجتهاد،
بل كان قصدي إنك بارك الله فيك قلتَ: لاإنكار في في مسائل الخلاف والاجتهاد.
قلتُ: وهذا غير صحيح بل مسائل الخلاف ينكر على المخالف، بخلاف مسائل الاجتهاد.
وأما نسبة القول للألباني فإني لم أقصدك بها بل أقصد من نسبها إليه قبلك ممن لا أرى تعقبيهم الآن.
وبالنسبة للكتاب المشار إليه فأنا كلامي واضح أن الإخوة في كل التعقيبات كان كلامهم فقط على هذه الأحاديث، ولم يتطرق لكل المسألة.
وعلى كلٍ أعتذر أن كنت أسأت إليك.
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله يا اخوان ممكن طلب منكم هو ان تضعوا راسلة الشيخ فريح البهلال عون المعبود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/63)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 01:54 ص]ـ
وهل يقدم المصلي عند سجوده يديه أو ركبتيه؟
في المرفوع لا يثبت في ذلك شيء، ما جاء في حديث وائل بن حجر فمعلول بتفرد شريك النخعي به عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه).
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.
قال الدارقطني: تفرد به يزيد بن هارون عن شريك ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما تفرد به.
وأعله بذلك البخاري وغيره.
وجاء ذلك عن عمر من فعله بسند صحيح كما أخرجه الطحاوي في شرح المعاني من طريق عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي قال ثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم عن أصحاب عبدالله: علقمة والأسود قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير ووضع ركبتيه قبل يديه.
وحديث أبي هريرة تفرد به محمد بن عبدالله بن الحسن، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً: إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه.
وأعله سائر الأئمة كالبخاري والترميذي والدارقطني وغيرهم، أعلوه بالتفرد، لكنه قد ثبت عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رواه البخاري معلقاً وأبو داود عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه.
وللعلماء في المسألة كلام طويل، والتخيير هو الأولى بحسب ما هو أنسب للإنسان وما هو أيسر له، فمن الناس من هو ثقيل البدن ومنهم من هو خفيف، وذلك أنه لا يصح في المرفوع شيء.
" من كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي حفظه الله "
وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[17 - 03 - 07, 04:39 م]ـ
نهى الصحبة عن النزول بالركبة
الشيخ أبو إسحاق الحويني
نبذه عن الكتاب
بحث استلله المؤلف من كتابه: " بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن " بخصوص خرور المصلي من الركوع إلى السجود، أيكون على اليدين أم على الركبتين ومع أن المسألة ليست بكل ذاك، فإنه اضطرر إلى فصلها من الكتاب المشار إليه، ونشرها لمناسبة عرضت.
من مقدمة المؤلف.
http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=32&book=1668
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:57 م]ـ
أجود من كتاب الشيخ أبي إسحاق كتاب البهلال: (فتح المعبود بصحة تقديم الركبتين على اليدين في السجود) ..
وراجعوا الروابط في الملتقى حول هذه المسألة.
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[17 - 03 - 07, 10:36 م]ـ
عندى سؤالان للمشايخ الأكارم
هب أنى قمت بتقديم الركبتين على اليدين في السجود فى الظهر وأخرتهما فى العصر فأي الصلاتين تكون صحيحه والأخرى باطله بافتراض تمام باقى أركان الصلاه ..
والثانى هل هناك حقا خطر من اتحاد العالمانيين مع الصهاينه من اليهود والنصارى فى بلادنا وهل تشجيعهم على تعديل الدساتير والقوانين الوضعية للأسوأ وبيع بلادنا وكل ما يملكه شعبنا ومباركتهم لهم فى ذلك (أرجو أن تكون الهاءات واضحة الدلاله على أصحابها) هل هذا سيؤثر على طريقه السجود فيما بعد أم أنه لن يؤثر؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[17 - 03 - 07, 10:38 م]ـ
آسف لمداخلتى ولكن بى حرقة وليس لى أحد أنفس معه عما بداخلى غيركم
وحسبى الله ونعم الوكيل وعندى أسبابى التى يعلمها الله ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 03 - 07, 10:46 م]ـ
والثانى هل هناك حقا خطر من اتحاد العالمانيين مع الصهاينه من اليهود والنصارى فى بلادنا وهل تشجيعهم على تعديل الدساتير والقوانين الوضعية للأسوأ وبيع بلادنا وكل ما يملكه شعبنا ومباركتهم لهم فى ذلك (أرجو أن تكون الهاءات واضحة الدلاله على أصحابها) هل هذا سيؤثر على طريقه السجود فيما بعد أم أنه لن يؤثر؟؟؟؟؟؟؟
ما رأيك أن نواجه أولئك، ونتعلم سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في سجوده = في ذات الوقت؟ أليس ذلك أفضل؟
وفقك الله.
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[21 - 03 - 07, 08:54 ص]ـ
أخى محمد بن عبدالله بارك الله فيك وأنا معك فى رأيك ولكن ألست معى أن هذا الموضوع قتل بحثا منذ أكثر من ألف سنه وأننا لن نضيف إلى الخلاف فيه إلا مزيدا من الخلاف فقد يتحول الإختلاف فى المذهب أو الرأى إلى تعصب والتعصب منبوذ ويدفع ذلك إلى قول أحدهم كتاب فلان أفضل ورأى فلان احسن وهذا عالم وهذا جاهل وتزيد الشحناء بلا طائل ولا تقل لى هذه مدارسه فصدقنى لقد درست ودرست ممن هم أكثر منا ومن آبائنا علما وفقها ولم يتفقوا على رأى واحد إلا إجازة الأمرين وأن الخلاف فى هذه المسأله معتبر وأنت معى أننا لانستطيع الحكم ببطلان صلاة لمجرد الهوى بالركبتين من عدمه ... وما نحت فيه الآن أهم وليس إعادة البحث فى مثل هذه المواضيع سيحسمها وليس هو عندى من معالى الأمور التى يحبها الله والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/64)
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[21 - 03 - 07, 01:39 م]ـ
يا اخوان نريد منكم رسالة الشيخ البهلال فتح المعبود في مسالة السجود ........ جزاكم الله خيرااااااا
ـ[أبواليقظان]ــــــــ[21 - 03 - 07, 03:15 م]ـ
ممكن قراءة الموضوع؟
إذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ
\بَابٌ بَيَانُ مُشْكِلِ مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ قَوْلِهِ إذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ , وَلَكِنْ لِيَضَعْ يَدَيْهِ ثُمَّ رُكْبَتَيْهِ). حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ , وَلَكِنْ يَضَعُ يَدَيْهِ , ثُمَّ رُكْبَتَيْهِ} فَقَالَ قَائِلٌ: هَذَا كَلَامٌ مُسْتَحِيلٌ ; لِأَنَّهُ نَهَاهُ إذَا سَجَدَ أَنْ يَبْرُكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ وَالْبَعِيرُ إنَّمَا يَنْزِلُ عَلَى يَدَيْهِ , ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِأَنْ قَالَ , {وَلَكِنْ لِيَضَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ} فَكَانَ مَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِمَّا نَهَاهُ عَنْهُ فِي أَوَّلِهِ قَدْ أَمَرَهُ بِهِ فِي آخِرِهِ. فَتَأَمَّلْنَا مَا قَالَ مِنْ ذَلِكَ فَوَجَدْنَاهُ مُحَالًا وَوَجَدْنَا مَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُسْتَقِيمًا لَا إحَالَةَ فِيهِ , وَذَلِكَ أَنَّ الْبَعِيرَ رُكْبَتَاهُ فِي يَدَيْهِ , وَكَذَلِكَ كُلُّ ذِي أَرْبَعٍ مِنْ الْحَيَوَانِ وَبَنُو آدَمَ بِخِلَافِ ذَلِكَ ; لِأَنَّ رُكَبَهُمْ فِي أَرْجُلِهِمْ لَا فِي أَيْدِيهِمْ فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمُصَلِّيَ أَنْ يَخِرَّ عَلَى رُكْبَتَيْهِ اللَّتَيْنِ فِي رِجْلَيْهِ كَمَا يَخِرُّ الْبَعِيرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ اللَّتَيْنِ فِي يَدَيْهِ , وَلَكِنْ يَخِرُّ لِسُجُودِهِ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ فَيَخِرُّ عَلَى يَدَيْهِ اللَّتَيْنِ لَيْسَ فِيهِمَا رُكْبَتَاهُ بِخِلَافِ مَا يَخِرُّ الْبَعِيرُ عَلَى يَدَيْهِ اللَّتَيْنِ فِيهِمَا رُكْبَتَاهُ فَبَانَ بِحَمْدِ اللَّهِ وَنِعْمَتِهِ أَنَّ الَّذِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَامٌ صَحِيحٌ لَا تَضَادَّ فِيهِ وَلَا اسْتِحَالَةَ فِيهِ وَاَللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.
وهذا الرابط
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?DocID=5&MaksamID=1&ParagraphID=32&Sharh=0
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 04:00 م]ـ
أجاد إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله في مناقشة هذا الموضوع في كتاته (رسالة في الصلاة).
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[21 - 03 - 07, 05:57 م]ـ
جزاكم الله خيرااا وانا اعرف اقوال الذين قالوا بالسجود على اليدين .......... لكني اريد رسالة الشيخ فريح البهلال وفقكم الله
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 03 - 07, 03:18 ص]ـ
رسالة الشيخ فريح عندي
لكنني لا أدري أهي موجودة على النت أم لا؟
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[22 - 03 - 07, 05:21 م]ـ
بارك الله فيك لماذا لا ترفعها هنا في المنتدى بارك الله فيك
ـ[أبو الحسن الغامدي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 12:12 ص]ـ
الله يهديك ياصاحب الموضوع .... دخلت علي ابنتي وأنا أجرب الانحناء فمرة أقع على يداي ومرة أخرى على ركبتي ولما رأتني ابنتي على تلك الحال ضحكت مني ... على العموم أنا جربت كلتاالحالتين فوجدت فيهما انحناء لذا
أرى أن هذا الاستدلال لايصلح مع أني لا أقع إلا على يداي والله المستعان
ـ[أبو مالك الشيباني]ــــــــ[27 - 03 - 07, 08:27 ص]ـ
الأخ نايف الحميدي
أين نجد مذكرات شرح المحرر ومذكرة أو كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي حفظه الله
ـ[ابو عبد الله فيصل]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:03 م]ـ
يا اخوان الله يجزاكم خير اريد بحث الشيخ فريح البهلال حول المسالة
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:10 م]ـ
أخي غفر الله لك
بالنسبة للمحرر لا يوجد الا باب الصيام ((مذكرة))
وكتاب صفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم قريباً ان شاء الله يكون في المكتبات.
نفع الله بكم
ـ[ابوهادي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 07:13 م]ـ
الخ محمد بن عبدالله أوافقك على وقولك
ما رأيك أن نواجه أولئك، ونتعلم سنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في سجوده = في ذات الوقت؟ أليس ذلك أفضل؟ ((مادام النقاش بهدوء وادب))
كنت في يوم في درس للشيخ المختار المدرس بالمسجد النبوي حفظه الله وزاده من توفيقه
((ولست من تلاميذه للأسف)) الدرس شرح البلوغ
الحديث عن السترة وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: مثل مؤخرة الرحل
تعرفون بماذا علق هذا الرباني على الحديث بعد أن ذكر فقهه ومعناه علق بما معناه:
1 - حرص الصحابة على تعلم السنة في معركة وحرب أظنه في غزوة تبوك ويسألون عن عن هذه السنة.
2 - ليس في الدين قشور ولباب أو امور يسيرة تافهة و أمور مهمة بل كل الشريعة مهم.
كان الشيخ يتكلم بحرقة ويحث على الحرص على تعلم السنة والتمسك بها.
وعلى هذا أقول لو كثر في المسلمين اليوم من يبحث عن دقائق السنة ومعانيها دون التعصب لمذهب أو صاحبه .... أقول واثقا بالله جاء نصر الله إنها سنة الله
ومن الطريف أن الشيخ حفظه اله اضحكنا حين قال لو أن المصلي معه عصا وضرب المار اذا اصر على المرور هل عليه شيء؟
وشاء الله أن أصلي العشاء نفس اليوم في مسجد قباء فرأيت بأم عيني ما ضحكت منه في درس الشيخ إذ هم المصلي وهو هرم كبير السن ومعه عصاه وفي أثناء جلوسه للصلاة مر أمامه شخص فضربه بها ولكن ضربة خفيفة والحمد لله
والله أعلم
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/65)
ـ[ابوهادي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 07:15 م]ـ
تنبيه
درس المختار حفظه الله في بلوغ المرام كان مسجد الجامعة الاسلامية قبل بدء دروس العمدة في المسجد النبوي(32/66)
هل يصح هذا الحديث؟؟
ـ[داعي خير]ــــــــ[24 - 05 - 04, 02:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
لقد وصلتني هذه الرساله ولا أعلم هل ما فيها صحيح أم لا؟؟
أرجوا الإفاده وفقكم الله وبارك في علمكم ..
[الرساله]
>روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((مالي أراك متغير اللون)) فقال: يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، و أن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ عينه حتى يأمنها.
>
>فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا جبريل صِف لي جهنم))
>
> > >قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فاحْمَرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسْوَدّت، فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها.
>
>والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
>
>والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم لما يجدون من حرها ..
>
>والذي بعثك بالحق نبياً، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..
>
>والذي بعثك بالحق نبياً، لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها ..
>
>حرّها شديد، و قعرها بعيد، و حليها حديد، و شرابها الحميم و الصديد، و ثيابها مقطعات النيران، لها سبعة أبواب، لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء.
> > >
> > >فقال صلى الله عليه وسلم: ((أهي كأبوابنا هذه؟!))
> > >
> > >قال: لا، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض، من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة، كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً، يُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال و السلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه، وتُشدّ بالسلاسل، ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة، ويُسحَبُ على وجهه، وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها.
> > >فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سكّان هذه الأبواب؟!))
> > >
> > >فقال: أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون، و اسمها الهاوية ..
> > >
> > >و الباب الثاني فيه المشركون و اسمه الجحيم ..
> > >
> > >و الباب الثالث فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
> > >
> > >و الباب الرابع فيه ابليس و من تَبِعَهُ، و المجوس، و اسمه لَظَى ..
> > >
> > >و الباب الخامس فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..
> > >
> > >و الباب السادس فيه النصارى و اسمه العزيز، ثم أمسكَ جبريلُ حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه السلام: ((ألا تخبرني من سكان الباب السابع؟))
> > >
> > >فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا. فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه، فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق، فلما أفاق قال عليه الصلاة و السلام: ((يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي، و اشتدّ حزني، أَوَ يدخل أحدٌ من أمتي النار؟؟؟))
> > >
> > >قال: نعم، أهل الكبائر من أمتك. .
> > >
> > >ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل ..
> > >
> > >
> > >
> > >و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً، يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى.
> > >
> > >فلما كان اليوم الثالث، أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
> > >
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/67)
> > >فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول الله من سبيل؟ فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. .
> > >
> > >فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول الله من سبيل؟ فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان علي رضي الله عنه غائباً، فقال: يا ابنة رسول الله، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول ..
> > >
> > >فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت: يا رسول الله أنا فاطمة، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال: ((ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني؟ افتحوا لها الباب))
> > >
> > >ففتح لها الباب فدخلت، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن، فقالت: يا رسول الله ما الذي نزل عليك؟!
> > >
> > >فقال: ((يا فاطمة جاءني جبريل و وصف لي أبواب جهنم، و أخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي، فذلك الذي أبكاني و أحزنني))
> > >
> > >قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها؟!
> > >
> > >قال: ((بلى تسوقهم الملائكة إلى النار، و لا تَسْوَدّ وجوههم، و لا تَزْرَقّ أعينهم، و لا يُخْتَم على أفواههم، و لا يقرّنون مع الشياطين، و لا يوضع عليهم السلاسل و الأغلال))
> > >
> > >قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة؟!
> > >
> > >قال: ((أما الرجال فباللحى، و أما النساء فبالذوائب و النواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهو ينادي: واشَيْبتاه واضعفاه، و كم من شاب قد قُبض على لحيته، يُساق إلى النار وهو ينادي: واشباباه واحُسن صورتاه، و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه، حتى يُنتهى بهم إلى مالك، فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء، لم تَسْوَدّ وجوههم ولم تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم!!
> > >
> > >فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..
> > >
> > >فيقول لهم مالك: يا معشر الأشقياء من أنتم؟!
> > >
> > >وروي في خبر آخر: أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا: وامحمداه، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من هيبته، فيقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن، ونحن ممن يصوم رمضان. فيقول لهم مالك: ما أُنزل القرآن إلا على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا: نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
> > >
> > >فيقول لهم مالك: أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى .. فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا، فيأذن لهم، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع، فيبكون الدم، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم ..
> > >
> > >فيقول مالك للزبانية: ألقوهم .. ألقوهم في النار
> > >
> > >فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم: لا إله إلا الله، فترجع النار عنهم، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول: كيف آخذهم و هم يقولون لا إله إلا الله؟ فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش، فتأخذهم، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا، و لا تحرقي قلوبهم فلطالما عطشوا في شهر رمضان .. فيبقون ما شاء الله فيها، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/68)
؟ فيقول: اللهم أنت أعلم بهم. فيقول انطلق فانظر ما حالهم.
> > >
> > >فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له، فيقول له يا جبريل: ماأدخلك هذا الموضع؟ فيقول: ما فَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم، قد أُحرِقَت أجسامهم، و أُكِلَت لحومهم، وبقِيَت وجوههم و قلوبهم يتلألأ فيها الإيمان.
> > >
> > >فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم. قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون: من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه؟ فيقول مالك: هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم بالوحي، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء حالنا.
> > >
> > >فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى، فيقول الله تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يارب ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم.
> > >
> > >فيقول: هل سألوك شيئاً؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام و أُخبره بسوء حالهم. فيقول الله تعالى: انطلق فأخبره ..
> > >
> > >فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب، فيقول: يا محمد. . قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا.
> > >
> > >فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
> > >
> > >فيقول الله تعالى: ارفع رأسك، و سَلْ تُعْطَ، و اشفع تُشفّع.
> > >
> > >فيقول: ((يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم))
> > >
> > >فيقول الله تعالى: قد شفّعتك فيهم، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله. فينطلق النبي صلىالله عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول: ((يا مالك ما حال أمتي الأشقياء؟!))
> > >
> > >فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم. فيقول محمد صلى الله عليه وسلم: ((افتح الباب و ارفع الطبق))، فإذا نظر أصحاب النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان، فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين و كأنّ وجوههم مثل القمر، مكتوب على جباههم "الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار"، فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا منها قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو قوله تعالى:
> > >
> > >} رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ {[الحجر:2]
> > >
> > >
> > >
> > >*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اذكروا من النار ما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه))
> > >
> > >* و قال: ((إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه نعلان من نار، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، و أشفاره لهب النيران، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً))
> > >
> > >
> > >
> > >* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية:} وَ إِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ {[الحجر:43]، وضع سلمان يده على رأسه و خرج هارباً ثلاثة أيام، لا يُقدر عليه حتى جيء به.
> > >
> > >
> > >
> > >اللهم أَجِرْنَا من النار .. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
> > >
> > >اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار .. اللهم أجر قارئها من النار ..
> > >
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/69)
> > >اللهم أجر مرسلها من النار .. اللهم أجرنا والمسلمين من النار ..
> > >
> > >آمين. . آمين. . آمين
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[24 - 05 - 04, 03:28 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله زقيل
http://alsaha.fares.net/sahat?128@62.lwdWlGJHfxw.2@.1dd5b095
التحذيرُ المبينُ من الكذبِ على سيدِ المرسلين - صلى اللهُ عليه وسلم -
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
لقد جاء الوعيدُ الشديدُ من لدن النبي صلى اللهُ عليه وسلم فيمن يكذبُ عليه في حديثهِ، وكثرت النصوصُ في ذلك، بل جاءت متواترةً تواتراً لفظياً بحيثُ نقلهُ من الصحابةِ العددُ الجمُ.
أورد الْحَافِظ شَمْس الدِّين بْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه في تعليقه على " سنن أبي داود " جملةً من أحاديث الصحيحين فقال: وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار ".
وَفِيهِمَا أَيْضًا عَنْ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة قَالَ: سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى غَيْرِي , فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار ".
وَفِيهِمَا أَيْضًا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار ".
وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ سَلَمَة بْن الْأَكْوَع قَالَ: سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار.ا. هـ.
وعَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ: " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ أَصْحَابُهُ "، فَقَالَ: " أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ".
رواهُ أبو داود (3651)، وصححهُ العلامةُ الألباني في " صحيح سنن أبي داود " (3102).
قال " صاحب عون المعبود " تعليقاً على الحديثِ: " وَفِي تَمَسُّكِ الزُّبَيْرِ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مِنْ اِخْتِيَار قِلَّة التَّحْدِيث دَلِيل لِلْأَصَحِّ فِي أَنَّ الْكَذِب هُوَ الْإِخْبَار بِالشَّيْءِ عَلَى خِلَاف مَا هُوَ عَلَيْهِ , سَوَاء كَانَ عَمْدًا أَمْ خَطَأً , وَالْمُخْطِئ وَإِنْ كَانَ غَيْر مَأْثُوم بِالْإِجْمَاعِ لَكِنَّ الزُّبَيْر خَشِيَ مِنْ الْإِكْثَار أَنْ يَقَع فِي الْخَطَأ وَهُوَ لَا يَشْعُر لِأَنَّهُ وَإِنْ لَمْ يَأْثَم بِالْخَطَأِ لَكِنْ قَدْ يَأْثَم بِالْإِكْثَارِ إِذْ الْإِكْثَار مَظِنَّة الْخَطَأ. وَالثِّقَة إِذَا حَدَّثَ بِالْخَطَأِ فَحُمِلَ عَنْهُ وَهُوَ لَا يَشْعُر أَنَّهُ خَطَأ يُعْمَل بِهِ عَلَى الدَّوَام لِلْمَوْثُوقِ بِنَقْلِهِ فَيَكُون سَبَبًا لِلْعَمَلِ بِمَا لَمْ يَقُلْهُ الشَّارِع , فَمَنْ خَشِيَ مِنْ الْإِكْثَار الْوُقُوعَ فِي الْخَطَأ لَا يُؤْمَن عَلَيْهِ الْإِثْم إِذَا تَعَمَّدَ الْإِكْثَار فَمِنْ ثَمَّ تَوَقَّفَ الزُّبَيْر وَغَيْره مِنْ الصَّحَابَة عَنْ الْإِكْثَار مِنْ التَّحْدِيث.
وَأَمَّا مَنْ أَكْثَرَ مِنْهُمْ فَمَحْمُول عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا وَاثِقِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ بِالتَّثْبِيتِ أَوْ طَالَتْ أَعْمَارهمْ فَاحْتِيجَ إِلَى مَا عِنْدهمْ فَسُئِلُوا فَلَمْ يُمْكِنهُمْ الْكِتْمَان.ا. هـ.
وأكتفي بهذهِ الأحاديثِ في التذكيرِ بخطورة الكذبِ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم.
وقد أرسل إليّ بعضُ الإخوةِ عن طريقِ البريد الإلكتروني يسألون عن صحةِ عددٍ من القصصِ والأحاديث المنسوبةِ إلى النبي صلى اللهُ عليه وسلم فمن أولها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/70)
1 – عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم في ساعة ما كان يأتيه فيها متغير اللون فقال له النبي صلى اللَّه عليه وسلم: " مالي أراك متغير اللون؟ "، فقال: " يا محمد جئتك في الساعة التي أمر اللَّه بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق، وأن النار حق، وأن عذاب القبر حق، وأن عذاب اللَّه أكبر أن تقرّ عينه حتى يأمنها "، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: يا جبريل؛ صف لي جهنم؟ قال: نعم؛ إن اللَّه تعالى لما خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فأجمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة فابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسودت، فهي سوداء مظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها، والذي بعثك بالحق لو أن مثل خرم إبرة فتح منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرها، والذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من أثواب أهل النار علق بين السماء والأرض لمات جميع أهل الأرض من نتنها وحرها عن آخرهم لما يجدون من حرها، والذي بعثك بالحق نبياً لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها اللَّه تعالى في كتابه وضع على جبل لذاب حتى يبلغ الأرض السابعة، والذي بعثك بالحق نبياً لو أن رجلاً بالمغرب يعذب لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابها، حرها شديد وقعرها بعيد وحليها حديد وشرابها الحميم والصديد وثيابها مقطعات النيران " لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ " [الحجر: 44] من الرجال والنساء، فقال صلى اللَّه عليه وسلم: " أهي كأبوابنا هذه؟ "، قال: " لا؛ ولكنها مفتوحة بعضها أسفل من بعض من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً، يساق أعداء اللَّه إليها فإذا انتهوا إلى بابها استقبلتهم الزبانية بالأغلال والسلاسل فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دبره، وتغل يده اليسرى إلى عنقه وتدخل يده اليمنى في فؤاده فتنزع من بين كتفيه وتشد بالسلاسل، ويقرن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ويسحب على وجهه وتضربه الملائكة بمقامع من حديد " كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا " [الحج: 22]، فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم: " من سكان هذه الأبواب؟ "، فقال: " أما الباب الأسفل ففيه المنافقون، ومن كفر من أصحاب المائدة، وآل فرعون واسمها الهاوية، والباب الثاني فيه المشركون واسمه الجحيم، والباب الثالث فيه الصابئون واسمه سقر، والباب الرابع فيه إبليس ومن تبعه والمجوس واسمه لظى، والباب الخامس فيه اليهود واسمه الحطمة، والباب السادس فيه النصارى واسمه السعير، ثم أمسك جبريل حياء من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له عليه الصلاة والسلام: " ألا تخبرني من سكان الباب السابع؟ فقال: " فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا، فخر النبي صلى اللَّه عليه وسلم مغشياً عليه، فوضع جبريل رأسه على حجره حتى أفاق، فلما أفاق قال: يا جبريل عظمت مصيبتي واشتد حزني أو يدخل أحد من أمتي النار؟ قال: نعم؛ أهل الكبائر من أمتك "، ثم بكى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وبكى جبريل، ودخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم منزله واحتجب عن الناس، فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي ويدخل ولا يكلم أحداً ويأخذ في الصلاة ويبكي ويتضرع إلى اللَّه تعالى، فلما كان اليوم الثالث أقبل أبو بكر رضي اللَّه عنه حتى وقف بالباب وقال: " السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من سبيل؟ فلم يجبه أحد فتنحى باكياً "، فأقبل عمر رضي اللَّه عنه فوقف بالباب وقال: " السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة هل إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من سبيل؟ فلم يجبه أحد فتنحى وهو يبكي "، فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى مولاي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم من سبيل؟ فلم يجبه أحد فأقبل يبكي مرة ويقع مرة ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم قال: السلام عليك يا ابنة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وكان علي رضي اللَّه عنه غائباً فقال: يا ابنة رسول اللَّه إن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/71)
أحداً ولا يأذن لأحد في الدخول عليه، فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية وأقبلت حتى وقفت على باب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ثم سلمت وقالت: يا رسول اللَّه أنا فاطمة ورسول اللَّه ساجد يبكي فرفع رأسه وقال: ما بال قرة عيني فاطمة حجبت عني افتحوا لها الباب، ففتح لها الباب فدخلت فلما نظرت إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم بكت بكاءاً شديداً لما رأت من حاله مصفراً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء والحزن، فقالت: يا رسول اللَّه ما الذي نزل عليك؟ فقال: يا فاطمة جاءني جبريل ووصف لي أبواب جهنم، وأخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي فذلك الذي أبكاني وأحزنني. قالت: يا رسول اللَّه كيف يدخلونها؟ قال بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ولا تسود وجوههم ولا تزرق أعينهم ولا يختم على أفواههم ولا يقرنون مع الشياطين ولا يوضع عليهم السلاسل والأغلال. قالت: قلت: يا رسول اللَّه وكيف تقودهم الملائكة؟ فقال: أما الرجال فباللحى وأما النساء فبالذوائب والنواصي، فكم من ذي شيبة من أمتي يقبض على لحيته ويقاد إلى النار وهو ينادي واشيبتاه واضعفاه، فكم من ذي شاب قد قبض على لحيته يساق إلى النار وهو ينادي واشباباه وأحسن صورتاه، وكم من امرأة من أمتي قد قبض على ناصيتها تقاد إلى النار وهي تنادي وافضيحتاه وأهتك ستراه، حتى ينتهي بهم إلى مالك فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة: من هؤلاء؟ فما ورد عليّ من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء لم تسود وجوههم ولم تزرق أعينهم ولم يختم على أفواههم ولم يقرنوا مع الشياطين ولم توضع السلاسل والأغلال في أعناقهم، فتقول الملائكة هكذا أمرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة، فيقول لهم مالك يا معشر الأشقياء من أنتم؟ " وروي في خبر آخر " أنهم لما قادتهم الملائكة ينادون: " وامحمداه "، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى اللَّه عليه وسلم من هيبته، فيقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أنزل علينا القرآن، ونحن ممن يصوم رمضان، فيقول مالك: ما نزل القرآن إلا على أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم فإذا سمعوا اسم محمد صاحوا وقالوا: نحن من أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم، فيقول لهم مالك: أما كان لكم في القرآن زاجر عن معاصي اللَّه تعالى؟ فإذا وقف بهم على شفير جهنم ونظروا إلى النار وإلى الزبانية قالوا: يا مالك ائذن لنا فنبكي على أنفسنا، فيأذن لهم فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع، فيبكون الدم، فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان هذا البكاء في الدنيا من خشية اللَّه ما مستكم النار اليوم، فيقول مالك للزبانية: ألقوهم ألقوهم في النار، فإذا ألقوا في النار نادوا بأجمعهم: " لا إله إلا اللَّه فترجع النار عنهم "، فيقول مالك: يا نار خذيهم، فتقول: " كيف آخذهم وهم يقولون لا إله إلا الله؟ "، فيقول مالك للنار: " خذيهم "، فتقول: " كيف آخذهم وهم يقولون لا إله إلا الله؟، فيقول مالك: نعم بذلك أمر رب العرش فتأخذهم، فمنهم من تأخذه إلى قدميه، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا هوت النار إلى وجهه قال مالك: لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا ولا تحرق قلوبهم فطالما عطشوا في شهر رمضان فيبقون ما شاء اللَّه فيها، ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنان يا منان، فإذا أنفذ اللَّه تعالى حكمه قال: يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم، فيقول: اللهم أنت أعلم بهم، فيقول: انطلق فانظر ما حالهم، فينطلق جبريل عليه الصلاة والسلام إلى مالك وهو على منبر من نار في وسط جهنم، فإذا نظر مالك إلى جبريل عليه الصلاة والسلام قام تعظيماً له فيقول: يا جبريل ما أدخلك هذا الموضع؟ فيقول: ما فعلت بالعصابة العاصية من أمة محمد؟ فيقول مالك: ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم قد أحرقت أجسامهم وأكلت لحومهم وبقيت وجوههم وقلوبهم يتلألأ فيها الإيمان، فيقول جبريل: ارفع الطبق عنهم حتى أنظر إليهم، قال: فيأمر مالك الخزنة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل وإلى حسن خلقه علموا أنه ليس من ملائكة العذاب، فيقولون: من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه؟ فيقول مالك: هذا جبريل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/72)
الكريم على ربه الذي كان يأتي محمداً صلى اللَّه عليه وسلم بالوحي، فإذا سمعوا ذكر محمد صلى اللَّه عليه وسلم صاحوا بأجمعهم وقالوا: يا جبريل أقرئ محمداً صلى اللَّه عليه وسلم منا السلام وأخبره أن معاصينا فرقت بيننا وبينك وأخبره بسوء حالنا، فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي اللَّه تعالى فيقول اللَّه تعالى: كيف رأيت أمة محمد؟ فيقول: يا رب ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم، فيقول: هل سألوك شيئاً؟ فيقول: يا رب نعم سألوني أن أقرئ نبيهم منهم السلام وأخبره بسوء حالهم، فيقول اللَّه تعالى: انطلق وأخبره، فينطلق جبريل إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وهو في خيمة من درة بيضاء لها أربعة آلاف باب لكل باب مصراعان من ذهب، فيقول: يا محمد قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يعذبون من أمتك في النار وهم يقرءونك السلام ويقولون: ما أسوأ حالنا وأضيق مكاننا فيأتي النبي صلى اللَّه عليه وسلم إلى تحت العرش فيخر ساجداً ويثني على اللَّه تعالى ثناء لم يثن عليه أحد مثله، فيقول اللَّه تعالى: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع، فيقول: يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم فشفعني فيهم، فيقول اللَّه تعالى: قد شفعتك فيهم فائت النار فأخرج منها من قال لا إله إلا الله، فينطلق النبي صلى اللَّه عليه وسلم فإذا نظر مالك النبي صلى اللَّه عليه وسلم قام تعظيماً له فيقول: يا مالك ما حال أمتي الأشقياء؟ فيقول: ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم، فيقول محمد صلى اللَّه عليه وسلم: افتح الباب، وارفع الطبق، فإذا نظر أهل النار إلى محمد صلى اللَّه عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون: يا محمد؛ أحرقت النار جلودنا وأحرقت أكبادنا، فيخرجهم جميعاً وقد صاروا فحماً قد أكلتهم النار، فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان فيغتسلون منه فيخرجون منه شباباً جردا مردا مكحلين وكأن وجوههم مثل القمر مكتوب على جباههم الجهنميون عتقاء الرحمن من النار فيدخلون الجنة، فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أخرجوا منها قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار وهو قوله تعالى: " رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ " [الحجر: 2].
والحديثُ بهذا اللفظِ ظاهرُ الكذبِ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، ولو أن بعض ألفاظهِ قد جاءت في أحاديث صحيحةٍ، ولنا معه وقفات:
الوقفةُ الأولى:
من هو يزيدُ الرقاشي الراوي عن أنسِ بنِ مالك رضي اللهُ عنه؟ وما هي حالهُ من جهةِ كلام أهلِ الجرحِ والتعديلِ فيه؟
هو يزيدُ بنُ أبان الرَّقَاشي أبو عمرو البصري القاص من زهادِ البصرةِ. وكلامُ أهلِ العلم فيه طويل، من ذلك:
قال البخاري: تكلم فيه شعبةُ. وقال أبو طالب: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقول: " لا يكتبُ حديث يزيد الرقاشي. قلت له: فلم تُرك حديثهُ، لهوى كان فيه؟ قال: لا، ولكن كان منكر الحديثِ. وقال: شعبةُ يحملُ عليه، وكان قاصاً. وقال أبو حاتم: كان واعظاً بكاءً كثير الروايةِ عن أنس بما فيه نظرٌ، صاحبُ عبادةٍ، وفي حديثهِ ضعفٌ.
وقد لخص ابنُ حبان الكلامَ فيه فقال: " كان من خيارِ عبادِ اللهِ من البكائين في الخلواتِ والقائمين بالحقائق في السبراتِ، ممن غفل عن صناعةِ الحديثِ وحفظها، واشتغل بالعبادةِ وأسبابها حتى كان يقلبُ كلامَ الحسن فيجعله عن أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاجُ به، فلا تحلُ الروايةُ عنه إلا على سبيل التعجب ".
والخلاصةُ في حالِ الرجل ما يلي:
أولاً: أنهُ قاصٌ. وقد أورده ابنُ الجوزي في كتابِ " القصاصِ والمذكرين " (ص 265)، والقصاصُ هم قومٌ كانوا يقصون القصصَ دون ذكرِ العلمِ المفيدِ، ثم غالبهم يخلطُ فيما يوردهُ، واعتمد على ما أكثره محالٌ، وأما القاصُ الصادقُ فقد أثنى أحمدُ بنُ حنبل عليه فقال: " ما أحوج الناس إلى قاصٍ صدوقٍ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/73)
وقد أفرد لهم ابنُ الجوزي في " تلبيس إبليس فصلاً بعنوان: " ذكرُ تلبيسه على الوعاظِ والقصاصِ "، ثم قال: " فمن ذلك أن قوماً منهم يضعون أحاديث الترغيبِ والترهيبِ، ولبس عليهم إبليس بأننا نقصدُ حث الناسِ على الخيرِ، وكفهم عن الشرِ، وهذا افتئاتٌ منهم على الشريعةِ، لأنها عندهم – على هذا الفعلِ – ناقصةٌ تحتاجُ إلى تتمةٍ، ثم نسوا قوله صلى اللهُ عليه وسلم: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار ".ا. هـ.
ثانياً: أنه ممن اشتغل بالعبادةِ، وقد تكلم أهلُ العلمِ في العبادِ والزهادِ، فعد شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ أن لكثرةِ الغفلةِ أسباباً منها الاشتغال عن حديثِ المصطفى صلى الله عليه وسلم بغيره، فلا ينضبط له ككثيرٍ من أهلِ الزهدِ والعبادةِ.
قال شيخُ الإسلامِ في " الفتاوى " (18/ 45): الْخَطَأُ فِي الْخَبَرِ يَقَعُ مِنْ الرَّاوِي إمَّا عَمْدًا أَوْ سَهْوًا؛ وَلِهَذَا اُشْتُرِطَ فِي الرَّاوِي الْعَدَالَةُ لِنَأْمَنَ مِنْ تَعَمُّدِ الْكَذِبِ، وَالْحِفْظِ وَالتَّيَقُّظِ لِنَأْمَنَ مِنْ السَّهْوِ.
وَالسُّهُو لَةُ أَسْبَابٌ: أَحَدُهَا: الِاشْتِغَالُ عَنْ هَذَا الشَّأْنِ بِغَيْرِهِ فَلَا يَنْضَبِطُ لَهُ كَكَثِيرِ مِنْ أَهْلِ الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ.ا. هـ.
ثالثاً: كلامُ أبي حاتمِ في يزيد أنه كان كثيرَ الروايةِ عن أنس بما فيه نظر، وأيضاً كلامُ ابنِ حبانَ أنه يقلبُ كلامَ الحسن البصري فيجعله عن أنس، يبين أن روايته عن أنس رضي الله ُ عنه معلولةٌ، وربما تكون من كلام الحسن البصري وليس من كلام أنس رضي الله عنه.
الوقفةُ الثانيةُ:
الحديثُ بهذا السياقِ أوردهُ السمرقندي في " تنبيه الغافلين "، وقد تكلم أهلُ العلم على الكتابِ.
قال الإمام الذهبي في ترجمته في السير (16/ 323): صَاحبُ كِتَابِ (تنبيهِ الغَافلينَ) ... وَتَرُوجُ عَلَيْهِ الأَحَادِيثُ الموضُوعَةُ.ا. هـ.
أما كتابه " تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين " الذي جاء الحديث المذكور فيه فقد انتقده أهل العلم نقدا شديدا، فالكتاب - أي " تنبيه الغافلين " - من مظان الأحاديث الموضوعة والمكذوبة، وإليك كلام أهل العلم في الكتاب لكي تكون أنت وغيرك على بينة من أمر الكتاب.
وهذه النقولات من كتاب " كتب حذر منها العلماء (2/ 198 - 200).
قال الذهبي في " تاريخ الإسلام " في ترجمته (حوادث 351 - 380): وفي كتاب " تنبيه الغافلين موضوعات كثيرة.ا. هـ.
وقال أبو الفضل الغماري في " الحاوي " (3/ 4): وكتاب " تنبيه الغافلين " يشتمل على أحاديث ضعيفة وموضوعة، فلا ينبغي قراءته للعامة لا يعرفون صحيحه من موضوعه.ا. هـ.
وقد ذكر شيخ الإسلام في " الرد على البكري " أن جمهور مصنفي السير والأخبار وقصص الأنبياء لا يميز بين الصحيح والضعيف، والغث والسمين، وذكر من بينهم أبا الليث السمرقندي، وقال: " فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم، ولا لهم خبرة بالنقلة، بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف، ولا يميزون بينهما، ولكن منهم من يروي الجميع ويجعل العهدة على الناقل.ا. هـ.
وقال أيضا في " الفتاوى " في معرض تضعيف حديث: وَهَذَا الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ فِي آدَمَ يَذْكُرُهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ بِغَيْرِ إسْنَادٍ وَمَا هُوَ مِنْ جِنْسِهِ مَعَ زِيَادَاتٍ أُخَرَ كَمَا ذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ قَالَ: وَحَكَى أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ وَأَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَغَيْرُهُمَا " أَنَّ آدَمَ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي - قَالَ وَيُرْوَى تَقَبَّلْ تَوْبَتِي - فَقَالَ اللَّهُ لَهُ: مِنْ أَيْنَ عَرَفْت مُحَمَّدًا؟ قَالَ رَأَيْت فِي كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ الْجَنَّةِ مَكْتُوبًا: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَيُرْوَى: مُحَمَّدٌ عَبْدِي وَرَسُولِي فَعَلِمْت أَنَّهُ أَكْرَمُ خَلْقِك عَلَيْك؛ فَتَابَ عَلَيْهِ وَغَفَرَ لَهُ ". وَمِثْلُ هَذَا لَا يَجُوزُ أَنَّ تُبْنَى عَلَيْهِ الشَّرِيعَةُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ فِي الدِّينِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنْ جِنْسِ الإسرائيليات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/74)
وَنَحْوِهَا الَّتِي لَا تُعْلَمُ صِحَّتُهَا إلَّا بِنَقْلِ ثَابِتٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.ا. هـ.
والشاهد قول شيخ الإسلام ابن تيمية: طَائِفَةٌ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ بِغَيْرِ إسْنَادٍ.
وقال حاجي خليفة في " كشف الظنون " (1/ 478): تنبيه الغافلين في الموعظة. لأبي الليث: نصر بن محمد الفقيه، السمرقندي، الحنفي. المتوفى: سنة 375، خمس وسبعين وثلاثمائة. وهو مجلد. أوله: (الحمد لله الذي هدانا لكتابه ... الخ). مرتب على: أربعة وتسعين بابا. قال الذهبي: (فيه موضوعات كثيرة).ا. هـ.
وقد حذر من هذا الكتاب - تنبيه الغافلين - وغيره من الكتب الشيخ السلفي محمد بن أحمد بن محمد بن عبد السلام الشقيري في كتابه " المحنة المحمدية في بيان العقائد السلفية " (ص171 - 172) فقال تحت عنوان " كتب لا يحل قراءتها " في مبحث سبب انتشار الحكايات والمنامات الفاسدة والخرافات الفاشية التي لم يعهد لها أصل في كلام السلف الصالحين، ولا في سنن سيد المرسلين؛ قال: وإنما هي فاشية بين العوام والجهلاء والطغام من كتب المناقب ككتاب " الروض الفائق "، و " روض الرياحين في مناقب الصالحين " و " ونوادر القليوبي " و " كرامات الأولياء " و " ونزهة المجالس " و " وتنوير القلوب "، و " تنبيه الغافلين "، وكذا كتب الشروح والحواشي الأزهرية، وأمثال هذه الكتب لا تحوي سوى ما يفسد عقائد العوام وبسطاء العقول، وقد كان الواجب على علمائنا أن ينبهوا العوام وبسطاء العقول، وقد كان الواجب على علمائنا أن ينبهوا عليها في الجرائد والمجلات وفي دروسهم ومؤلفاتهم، إذ هي السبب الأعظم في إفشاء تلك الخرافات بين العوام وفي عبادتهم لقبور الصلحاء، فكان الواجب إيقاف طبعها ومصادرة قراءتها دفعا لضررها وتطاير شررها، ولكن علماءنا ماتوا والأحياء لم يرج منهم أمر ولا نهي؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.ا. هـ.
وقد سئل فضيلةُ الشيخِ محمدُ بنُ صالح العثيمين عن الكتاب.
السؤال: يسأل عن كتاب تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين تأليف الفقيه الزاهد الشيخ نصر الدين محمد بن إبراهيم السمرقندي يقول: أسأل عن هذا الكتاب والأحاديث التي وردت فيه هل هي صحيحة أفيدونا جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
وفيه أحاديث موضوعة، ولهذا لا ينبغي قراءته إلا لطالب علم يميز بين ما يقبل من الأحاديث التي فيه وما لا يقبل ليكون على بصيرة من أمره ولئلا ينسب إلى رسول الله صلي الله علية وسلم ما لم يقله أو ما لا تصح نسبته إليه فإن من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذِبيَن وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من كذب عليه متعمدا فليتبوأ مقعدا من النار فنصيحتي لمن ليس له علم بالأحاديث أن لا يطلع على هذا الكتاب، ومن عنده علم يميز بين المقبول وغير المقبول ورأى في قراءته مصلحة فليفعل وإن رأى أنه يصده عن قراءة ما هو أنفع منه له فلا يذهب وقته في قراءته.
الوقفةُ الثالثةُ:
الحديثُ ورد من طريقٍ آخر بلفظٍ مختصرٍ، ونصهُ:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتيه فيه، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا جبريل؛ مالي أراك متغير اللون؟! فقال: ما جئتك حتى أمر الله بمفاتيح النار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل؛ صف لي النار وانعت لي جهنم. فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها ولا يطفأ لهبها، والذي بعثك بالحق لو أن ثقب إبرة فتح من جهنم لمات من في الأرض كلهم جميعا من حره، والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب الكفار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض جميعا من حره، والذي بعثك بالحق لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأرفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حسبي يا جبريل، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي قال: تبكي يا جبريل وأنت من الله بالمكان الذي أنت فيه؟ فقال: وما لي لا أبكي أنا أحق بالبكاء، لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما أدري لعلي ابتلى بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة، وما أدري لعلي ابتلى بما ابتلي به هاروت وماروت، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل، فما زالا يبكيان حتى نوديا: أن يا جبريل ويا محمد إن الله قد أمنكما أن تعصياه ".
أخرجهُ الطبراني في " الأوسط " (4840 – مجمع البحرين)، وأورده العلامةُ الألباني – رحمهُ اللهُ - في " الضعيفة " (1306، 4501)، وفي " ضعيف الترغيب والترهيب " (2125) وحكم عليه بالوضعِ في المواضعِ الثلاثةِ، وفي سندهِ سلامُ الطويل وهو متهمٌ بالكذبِ.
والحديثُ فيه علةٌ أخرى ربما لم ينتبه لها الشيخُ، أو أنهُ اكتفى بعلةِ الكذابِ الذي في السندِ، وهي علةٌ كافيةٌ لردِ الخبرِ، والعلةُ الثانيةُ الانقطاعُ بين عدي بنِ عدي الكندي وعمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه.
وأكتفي بهذه الوقفاتِ، وأسألُ اللهَ أن يرينا الحقَ حقاً ويرزقنا اتباعهُ، ,أن يرينا الباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابهُ.
ومع حديثٍ آخر إن شاءَ اللهُ تعالى.
كتبهُ
عبد الله زقيل
3 ربيع الثاني 1425 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/75)
ـ[ yousef] ــــــــ[24 - 05 - 04, 03:34 ص]ـ
الأخ الفاضل داعي خير
سوف أكتب ما عندي حتى يأتي الإخوة طلاب العلم ويدلوا بما عندهم، فأنا هنا لأتعلم منهم والله، وهذا ما عندي، وهو لا يغنيك عن الإخوة طلاب العلم.
بحثت لك عن الحديث في الدرر السنية فوجدت رواية مشابهة في الترغيب والترهيب، وفيها حكم الألباني عليها بالوضع، وهذه الرواية هي:
((((يا جبريل! ما لي أراك متغير اللون؟ فقال: ما جئتك حتى أمر الله عز وجل بمنافخ النار! فقال رسول الله: يا جبريل! صف لي النار، وانعت لي جهنم فقال جبريل: إن الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهى سوداء مظلمة، لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهيبها، والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم، لمات من في الأرض كلهم جميعا من حرة، والذي بعثك بالحق لو أن (ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض، لمات من في الأرض جميعا من حره، والذي بعثك بالحق لو أن) خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا، لمات من في الأرض كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا، لارفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى فقال رسول الله: حسبي يا جبريل! لا ينصدع قلبي فأموت قال: فنظر رسول الله إلى جبريل وهو يبكي فقال:تبكي يا جبريل! وأنت من الله بالمكان الذي أنت به؟ فقال: وما لى لا أبكي؟ أنا أحق بالبكاء، لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة، وما أدري لعلي أبتلى بما ابتلي به هاروت وماروت قال: فبكى رسول الله وبكى جبريل عليه السلام، فما زالا يبكيان حتى نوديا أن: يا جبريل! ويا محمد! إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه، فارتفع جبريل عليه السلام، وخرج رسول الله فمر بقوم من الأنصار يضحكون ويلعبون، فقال: أتضحكون ووراءكم جهنم؟! فلو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ولما أسغتم الطعام والشراب، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله (فنودي: يا محمد! لا تقنط عبادي، إنما بعثتك ميسرا، ولم أبعثك معسرا فقال: رسول الله: سددوا وقاربوا))))
كما أنّ في السند يزيد الرقاشي وهو ضعيف كما قال الحافظ في التقريب والذهبي في الكاشف
و أنقل اليك ما قاله ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل:
((((سمعت أبى يقول ذلك نا عبد الرحمن نا على بن الحسين قال سمعت أبا حفص عمرو بن على يقول كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن يزيد الرقاشي
وكان عبد الرحمن يحدث عنه
نا عبد الرحمن نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قلت لأحمد بن حنبل فيزيد الرقاشي لم ترك حديثه بهوى كان فيه قال لا ولكن كان منكر الحديث
وكان شعبة يحمل عليه
وكان قاصا نا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب الى قال سمعت أبى يقول يزيد الرقاشي فوق أبان بن أبى عياش وكان يضعفه و
قال كان شعبة يشبهه بأبان بن أبى عياش
نا عبد الرحمن قال ذكره أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين انه سئل عن يزيد بن أبان الرقاشي وأبان بن أبى عياش فقال يزيد خيرهما ن
ا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سئل يحيى بن معين عن يزيد الرقاشي فقال هو ضعيف
نا عبد الرحمن قال سألت أبى عن يزيد الرقاشي فقال كان واعظا بكاء كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر صاحب عبادة وفى حديثه صنعة)))
ـ[داعي خير]ــــــــ[25 - 05 - 04, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أحسن الله إليكم شيوخنا الأفاضل وجزاكم عن المشاركات الفاعله والبنائه خير الجزاء ..
بارك الله لنا في شيخنا المثابر والمجد في عمله ودعوته ((عبدالله زقيل)) ونسأل الله أن يجعل ما قدم في موازين إعماله الصالحه ..
أخوكم .. داعي خير
ـ[أبو الوليد]ــــــــ[04 - 02 - 06, 05:20 ص]ـ
الله يا أخوان أنتشرت الرواية هذه عن طريق الجولات بشكل غريب
أخي yousef شكرك على التوضيح(32/76)
المفترات والمنشطات في السنة!!
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[24 - 05 - 04, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى الإخوة الأفاضل أهل الحديث هاتان المسألتان:
المسألة الأولى:
مالأحاديث والآثار الصحيحة الدالة على تحريم المفترات؟ وهل هي مقيسة على المسكر؟
وكذلك المنشطات ماالأحاديث والآثار الدالة على حرمتها لاسيما إذا علمنا أن المنشطات لاتسكر بل تزيد النشاط البدني والذهني؟
المسألة الثانية:
في كتاب الأشربة في صحيح مسلم وردت جملة من الأحاديث في تحريم صنوف شتى من الخمر (أو ماسيؤول إلى التخمر) فهل تحريم مثل نبيذ البسر والتمر من باب سد الذرائع ممالم يصل إلى حد الإسكار وعليه فإذا لم تسكر لوجود آلات التبريد الحديثة فلاتحرم أم ماذا؟
أرجو ممن لديه إفادة أن يفيدنا في هذا.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[24 - 05 - 04, 07:43 م]ـ
تسعة وعشرون قارئاً للموضوع!!!
دون تعقيب أو إفادة ...
لماذا ياإخوان؟؟؟
الله المستعان.(32/77)
هل يجوز قراءة القرآن على الماء وشربه بنية الشفاء
ـ[ yousef] ــــــــ[24 - 05 - 04, 03:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
هناك بعض المشايخ من ينصح المرضى بقراءة بعض السور على الماء او على الزيت , ثم ينصحون المريض بشرب الماء ومسح الزيت على الجسد وموضع الألم. ....
فهل هذا من الأعمال الجائزة؟؟؟
وهل ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - او عن السلف مثل هذا؟؟؟؟
جزاكم الله خيرا لو تفيدونا
ـ[أبو محمد الشهري]ــــــــ[24 - 05 - 04, 09:27 ص]ـ
هناك قاعدة عامة وهي جواز الرقى ما لم يكن فيها شرك حتى رقى أهل الجاهلية ففي صحيح مسلم عن عوف بن مالك رضي لله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يارسول الله كيف ترى في ذلك، فقال: اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى مالم يكن فيه شرك.
لكن الصورة التي ذكرت بعينها وهي القراءة على الماء لم أجد حسب الاطلاع البسيط لاسيما على ما تناوله ابن القيم في قسم الطب من زاد المعاد في ما يتعلق بالرقى، لم أجد نقلا فيه من السنة أو عن الصحابة، ولعل الأخوة أن يفيدونا إن وقفوا على شيء، لكن فعل ذلك ابن القيم بنفسه ولا أدري هل هذا جريا على القاعدة العامة التي ذكرت أولا، فقد قال كما في الزاد 4/ 178 ((ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بها (أي الفاتحة) آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارا، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع)).
أما كتابة التعاويذ للمريض فهذا أوسع وكان أحمد يفعله ولم يشدد فيه كما نقل ذلك عنه حرب زاد المعاد 4/ 357، وهو منقول عن الصحابة كعائشة رضي الله عنها، وكذا كتابة القرآن في إناء وشربه منقول عن السلف وفعله أحمد،، قال ابن القيم: ((ورخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه)) زاد المعاد 4/ 358. بل كان شيخ الإسلام ابن تيمية يكتب على جبهته آية {وقيل ياأرض ابلعي ماءك ... } وقال: كتبتها لغير واحد فبرأ، وقال: لايجوز كتابتها بدم الراعف، كما يفعله الجهال فإن الدم نجس!! ... راجع نفس الموضع السابق. وراجع في زاد المعاد كتاب للرعاف وللحمى ولعرق النسا.
تنبيه: لم أتعرض لفتاوى العلماء المعاصرين في قضايا الرقى لأنها متوافرة والأمر فيها أوسع، ولكن صببت اهتمامي على كلام ابن القيم في قضايا الرقى وفي ما نقل من الأحاديث لعلي أقف على مرادك، لأنه قد استوفى الحديث في هذا الباب وفي تأصيله.
للفائدة لمن قد يظن أن الرقى مخصوصة بأمراض معينة: في شرح النووي على صحيح مسلم ج14 ص168
قال الإمام النووي: ... وقد نقلوا بالإجماع على جواز الرقى بالآيات وأذكار الله تعالى قال المازرى جميع الرقى جائزة اذا كانت بكتاب الله أو بذكره ومنهى عنها اذا كانت باللغة العجمية أو بما لايدرى معناه لجواز أن يكون فيه كفر قال واختلفوا فى رقية أهل الكتاب فجوزها أبو بكر الصديق رضى الله عنه وكرهها مالك خوفا أن يكون مما بدلوه ومن جوزها قال الظاهر أنهم لم يبدلوا الرقى فانهم لهم غرض فى ذلك بخلاف غيرها مما بدلوه وقد ذكر مسلم بعد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اعرضوا على رقاكم لابأس بالرقى مالم يكن فيها شرك وأما قوله فى الرواية الأخرى يارسول الله إنك نهيت عن الرقى فأجاب العلماء عنه بأجوبة أحدها كان نهى أولاثم نسخ ذلك وأذن فيها وفعلها واستقر الشرع على الاذن والثانى أن النهى عن الرقى المجهولة كما سبق والثالث أن النهى لقوم كانوا يعتقدون منفعتها وتأثيرها بطبعها كما كانت الجاهلية تزعمه فى أشياء كثيرة أما قوله فى الحديث الآخر لا رقية إلا من عين أو حمة فقال العلماء لم يرد به حصر الرقية الجائزة فيهما ومنعها فيما عداهما وانما المراد لارقية أحق وأولى من رقية العين والحمة لشدة الضرر فيهما ...
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[24 - 05 - 04, 03:29 م]ـ
السؤال
هل يمكن للمسلم أن يعالج نفسه بنفسه بالقراءة والنفث في الماء؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أحس بمرض ينفث في يديه (ثلاث مرات) ب (قل هو الله أحد) و (المعوذتين)، ويمسح بهما في كل مرة ما استطاع من جسده عند النوم عليه الصلاة والسلام، بادئا برأسه ووجهه وصدره، كما أخبرت بذلك عائشة رضي الله عنها في الحديث الصحيح، ورقاه جبرائيل لما مرض في الماء بقوله: " بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك " (ثلاث مرات)، وهذه الرقية مشروعة ونافعة.
وقد قرأ بلال في ماء لثابت بن قيس رضي الله عنه، وأمر بصبه عليه، كما روى ذلك أبو داود في الطب بإسناد حسن. . . إلى غير هذا من أنواع الرقية التي وقعت في عهده عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم رقى بعض المرضى بقوله: اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الثامن
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز(32/78)
أريد كتابا يخدمني في رجال سنن البيهقي الكبرى
ـ[أبو محمد الشهري]ــــــــ[24 - 05 - 04, 08:22 ص]ـ
أريد الدلالة على كتاب خاص أو بحث علمي إن تيسر يخدمني في معرفة رجال البيهقي أو شيوخه، خاصة طبقة شيوخه وشيوخ شيوخه، غير الكتب التي لها علاقة من قريب وقد وقفت عليها كرسالة الدكتوراه للشيخ المورعي، وكتابي نجم خلف حول الجرح والتعديل في السنن الكبرى, آمل إبلاغي والقراء في أقرب وقت وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 08:44 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14847
ـ[أبو محمد الشهري]ــــــــ[24 - 05 - 04, 09:42 ص]ـ
بارك الله فيك وأشكرك، قمت بتسجيل المعلومات، وسبحان الله بعض هذه الكتب رجعت إليها في البحث لبعض القضايا ولكن ذهلت عن قضية الاستفادة منها في الموضوع، أكرر الشكر لك.(32/79)
قواعد منهجية في بحث مسائل الإيمان ... (مهمة)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:41 ص]ـ
هذه القواعد لا بد من الانتباه لها غاية الانتباه، في بحث هذه المسألة خاصة، وفي مسائل العلوم الشرعية عامة، وهي كالتالي:
1 - الأصل هو فهم النصوص وفق الحقيقة الشرعية وعدم اعتبار الحقيقة اللغوية إلا لصارف.
المقصود بذلك أننا إذا أردنا أن نفهم حقيقة الإيمان، وحقيقة الإسلام، وحقيقة الإحسان، فليس لنا أن نرجع إلى مجرد دلالة اللغة وإن كان لها اعتبار، وإنما لا بد أن يكون مرجعنا إلى الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح لها، حتى نخرج بفهم صحيح لهذه المسائل، والذين أخطأو في باب الإيمان كان من أهم أسباب خطأهم:
الاستناد والاعتماد على مجرد دلالة اللغة.
كما فعل المرجئة حينما قالوا: أن الإيمان هو التصديق، اعتمدوا على دلالة اللغة وتركوا الدلالة الشرعية.
2 - جمع النصوص في المسائل فلا نكتفي بنص ونترك نصاً آخر بل نجمع جميع النصوص في المسألة، ثم ننظر في دلالتها جميعاً وكأنها نص واحد.
3 - الوقوف مع إجماع السلف وعدم تجاوزه بأي حال، لأن تجاوز إجماعهم يقتضي بالضرورة تخطيئتهم.
فالسلف أجمعوا على أن الإيمان: قول وعمل، هذه قاعدة أجمع عليها السلف.
وهذ يقتضي بالضرورة أمرين أساسين، الأول: أن الكفر قد يكون بالعمل لأن العمل من الإيمان فالذي يشترط في الكفر أن يكون على جهة الاستحلال خالف هذه القاعدة ولا شك وخالف إجماع السلف،
الأمر الثاني: أن من ترك جنس العمل فإنه يكفر وفي هذا نقول عن الأئمة.
4 - أنه لا بد من التفريق في المسائل الخلافية، بين المسائل التي اختلف فيها علماء أهل السنة، والمسائل التي يكون الخلاف فيها دار بين أهل السنة والمخالفين.
فبعض المسائل التي اختلف فيها أهل السنة، الخلاف فيها لا يقتضي التبديع، مثل: اختلافهم في الإسلام والإيمان هل هما مترادفان أم لا؟ فبعضهم ذهب إلى القول بالتفريق بين الإسلام والإيمان، وبعضهم ذهب إلى القول بالترادف، هذه المسألة الخلاف فيها ليس مما يبدع فيها المخالف، بخلاف الذي يخالف في العمل هل هو داخل في مسمى الإيمان أم لا؟ لأن الخلاف بين أهل السنة والمخالفين يكون على أصول، فأهل السنة لهم أصول والمخالفين لهم أصول. فالخلاف معهم في مسألة ما لا بد أن يرجع إلى أصل عندهم يخالف أصول أهل السنة، لهذا يكون مبتدعاً.
5 - أنه لا بد في مسألة الإيمان وما يتفرع عنها، من معرفة أصول المخالفين التي لأجلها خالفوا أهل السنة، فمن لم يفهم تلك الأصول لم يفهم قولهم في المسألة، بل قد يقع في مثل ما وقعوا فيه.
مثال ذلك: القول بأن الإيمان يزيد وينقص هذا شعار أهل السنة الذي يتميزون به عن جميع المخالفين،
فليس هناك مخالف في باب الإيمان إلا وهو مخالف في هذا الأصل، فجميع المخالفين بلا استثناء يقولون: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ومخالفتهم أكثر ما تكون في باب النقصان أم باب الزيادة فأمره واسع، لذلك يسمون أهل السنة على جهة السخرية (النقصانية) كلامهم هذا قائم على قاعدة أصلوها وهي:أن الإيمان حقيقة ثابتة لا تنقص، وأن النقص فيها يستلزم بالضرورة انتفائها بالكلية. هذا أصل أجمعوا عليه ثم اختلفوا في تطبيقه.
فالخوارج: اعتمدوا على هذا الأصل في تكفير مرتكب الكبيرة، فقالوا: الإيمان هو أداء الواجبات وترك المحرمات، وهذه القاعدة تقتضي أن من نقص من إيمانه فقد انتفى بالكلية، إذاً هو كافر عندهم، هذا مقتضى القاعدة.
المعتزلة: في المقابل صححوا هذا وأقاموا عليه منهجهم لكن نظروا إلى قول الخوارج بأن مرتكب الكبيرة كافر، فوجدوه معارض لأصل ضروري آخر، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده والأمة أجمعت على أن مرتكب الكبيرة لا يكفر – فالزاني ليس مرتداً ولا السارق ولا شارب الخمر- فمقتضى ذلك أنه ليس بكافر، فهم بين أصلين وكل أصل ضروري لا يمكن القدح فيه.
أ- الإيمان لا يقبل النقصان أبدا وأن النقص فيه يقتضي ذهابه بالكلية.
ب- أن مرتكب الكبيرة ليس مرتداً. فإذا لم يكن عنده إيمان بالكلية، وفي نفس الوقت لم يكن مرتداً
ما حكمه إذا ً؟ هنا احتاروا فقالوا: هو في منزلة بين منزلتين، وهذا أساس القول في المنزلة بين المنزلتين.
المرجئة: أرادوا أن يحلوا الإشكال من أصله فقالوا: الخوارج أخطأوا، والمعتزلة أخطأوا، ونحن نأتي بالحل،
وهو: أن أساس الوقوع في الخطأ أنهم جعلوا العمل من الإيمان، ونحن نقول: العمل ليس من الإيمان أصلاً، فمن ارتكب كبيرة فإنه لا يكفر ولا يكون في منزلة بين المنزلتين، بل نقول: لا ينقص إيمانه.
6 - أن من الضروري الالتزام بمصطلحات أهل السنة وتجنب المصطلحات الحادثة، لأن مصطلحات أهل السنة قائمة على اعتبار الأدلة والنصوص، والمصطلحات الحادثة معتمدة على مجرد الفهم الشخصي الذي لا يستند إلى نص.
مثال ذلك: أهل السنة يقولون في الكفر هناك كفر أكبر وكفر أصغر، ومنهم من يقول من باب التجوز أن الكفر عملي واعتقادي، هذا المصطلح الأخير نشأت عنه بدعة تقوم على أن الكفر من الملة لا يكون إلا اعتقادياًوأن الكفر العملي لا يمكن أن يكون كفر مخرج من الملة ومنه ما هو كفر أصغر، فالمصطلح الحادث قد يوقع في الخطأ في بعض المسائل على منهج أهل السنة.
7 - أن مما يجب الانتباه إليه في هذه المسائل، الاهتمام بالقضايا الحادثة في مسائل الإيمان التي وقع فيها الخلاف مؤخراً.
المرجع: منهج أهل السنة في الإيمان (أشرطة)
للدكتور: عبد الله القرني. (صاحب المعرفة، وضوابط التكفير)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/80)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[24 - 05 - 04, 05:58 م]ـ
وللفائدة كتابه (ضوابط التكفير) عليه ملاحظات ... !!
فمسألة العذر توسع فيها حتى خالف الأئمة في ذلك ... غفر الله له!!
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[25 - 05 - 04, 10:30 ص]ـ
وإياك ...
وأي ملاحظات تعني (غفر الله لك)؟!(32/81)
وصيه للرسول (مكذوبة)
ـ[المعتز بدين الله]ــــــــ[24 - 05 - 04, 11:23 ص]ـ
اسف لم اجد مكانا اخر اضع به هذه المشاركة
هذه الوصية من المدينة المنورة من الشيخ احمد
>
> (حامل مفاتيح حرم الرسول صلى الله عليه و سلم)
>
> الى المسلمين في مشارق الارض و مغاربها اليكم هذه التوصية:
>
>
>
>
(تم مسح الخرافات من قبل المشرف)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 11:30 ص]ـ
لعن الله هذا الكذاب الذي كذب هذه الخرافة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 11:32 ص]ـ
التحذير من بعض النشرات الباطلة
التحذير من بعض النشرات الباطلة
النشرة الأولى: وصية أحمد خادم الحجرة النبوية، الذي زعم أنه رأى النبي r وأوصاه ببعض الوصايا، وأن من كتب هذه الوصية وكان فقيرا أغناه الله أو كان مديونا قضى الله دينه أو عليه ذنب غفر الله له ولوالديه، ومن لم يكتبها من عباد الله اسود وجهه في الدنيا والآخرة ومن يكذب بها كفر ... الخ.
هذه الوصية مكذوبة باطلة قال عنها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: هي من أوضح الكذب وأبين الباطل وقال أيضا: ونحن نشهد الله على أنها كذب، وأن مفتريها كذاب، يريد أن يشرع للناس ما لم يأذن به الله .. الخ. مجموع فتاوى الشيخ جمع الشيخ محمد بن سعد الشويعر 1/ 198. وقال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين ـ حفظه الله ـ: هذه الوصية الكاذبة قديمة تردد بين الحين والحين فقد ذكر الشيخ محمد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ وهو من مواليد 1282هـ أنها كانت منذ صغره ... الخ نقلا عن مجموع الفتاوى الصادرة من مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة 3/ 58.
النشرة الثانية: قصة الفتاة التي مرضت وعمرها ثلاث عشرة سنة ورأت زينب رضي الله عنها في المنام ووضعت في فمها قطرات وشفيت من مرضها تماما ... وطلبت نشر هذه الوصية ثلاث عشرة نسخة ... الخ.
هذه النشرة قال عنها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: فقد اطلعت على نشرة مكذوبة يروجها بعض الجهلة وقليلو العلم والبصيرة في دين الله. وقال أيضا: يجب على المسلم ألا يغتر بهذه النشرة المزعومة وأمثالها من النشرات التي تروج بين حين وآخر وسبق التنبيه على عدد منها، ولا يجوز للمسلم كتابة هذه النشرة وأمثالها والقيام بتوزيعها بأي حال من الأحوال بل إن لقيام بذلك منكر يأثم من فعله ويخشى عليه من العقوبة العاجلة والآجلة، لأن هذه من البدع والبدع شرها عظيم وعواقبها وخيمة وهذه النشرة على هذا الوجه من البدع المنكرة ومن وسائل الشرك والغلو في أهل البيت وغيرهم من الأموات ودعوتهم من دون الله. وقال أيضا: فالواجب على جميع المسلمين الذين تقع في أيديهم هذه النشرة وأمثالها تمزيقها وإتلافها وتحذير الناس منها وعدم الالتفات إلى ما جاء فيها من وعد أو وعيد لأنها نشرات مكذوبة لا أساس لها من الصحة ... الخ كما في مجلة البحوث العلمية 36/ 377. وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ حفظه الله ـ: هذه الرؤيا غير صحيحة ولا يحل توزيعها ونشرها إلا لمن أراد أن يبين حالها وأنها غير صحيحة. كما في مجموع الفتاوى الصادرة من مركز الدعوة بعنيزة 3/ 65.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2297
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7467
ـ[دريد]ــــــــ[24 - 05 - 04, 01:19 م]ـ
وما زالت تطلع علينا بين حين وآخر نشرات فيها دعوات تستند الى أحاديث موضوعه وأخرى ضعيفه ولكنها تنطلي على العامه لقلة علمهم واقتران هذه الأحاديث بقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وللأسف أنك تجد بعضها معلقا في اللوحات الحائطيه لبعض المساجد وامام المسجد قد لا يحرك فيها ساكنا!!؟ فتكون زادا لجماعة المسجد يتلقفونه وينشرونه وهو على ما هو عليه من الضعف والوضع ,وأنا أدعو اخواني في هذا المنتدى المبارك التنبه الى ما قدينشر في المحافل العامه والمساجد من دعوات تستد الى أحاديث موضوعه أو ضعيفه وتنبيه الناس عليها والله ولي التوفيق .....(32/82)
تشكل الجن في صورة انس
ـ[دريد]ــــــــ[24 - 05 - 04, 01:01 م]ـ
هل هناك دليل على تشكل الجني في صورة انسان؟
مع الشكر والتقدير لمن يتحفنا بالدليل ......
ـ[ابوايمن]ــــــــ[24 - 05 - 04, 04:31 م]ـ
قال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّى جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
ـ[الغريب 111]ــــــــ[24 - 05 - 04, 08:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ..... وليس أدل على ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال " وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني محتاج وعلىّ عيال ولي حاجة شديدة قال: فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما عل أسيرك البارحة؟ قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله.
قال: أما إنه كذبك سيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلىّ عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك؟ قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله قال أما أنه كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " حتى تختم الآية فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله.
فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: ما هي؟ قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظاً ولا يقربك شيطان حتى تصبح – وكانوا أحرص شيء على الخير – فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما أنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال: ذاك الشيطان " رواه البخاري (4/ 487) (6/ 335) (9/ 55 في الفتح) معلقاً تعليقاً مجزوماً به.
وهذا يدل على أن الجني تتشكل بصورة الآدمي.
..........................
الغريب 111
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[03 - 03 - 05, 02:20 م]ـ
ولعل قائلا يقول ان في شهر رمضان تصفد
الشياطين وهذا الحديث فيه تكليف ابي هريرة بحفظ زكاة
رمضان فكيف راّ ه فيكون الواقعة حدثت لابي هريرة في شوال
ومن فقهه ان زكاة الفطر يمكن تاخير توزيعها
والله اعلم
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[03 - 03 - 05, 04:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الإسلام رحمه الله
(وتارة يأتون (الجن) إلى من هو خال فى البرية، وقد يكون ملكاً أو أميراً كبيراً ويكون كافراً، وقد انقطع عن أصحابه، وعطش وخاف الموت، فيأتيه فى صورة إنسى ويسقيه ويدعوه إلى الإسلام ويتوبه، فيسلم على يديه ويتوبه ويطعمه ويدله على الطريق، ويقول من أنت؟ فيقول أنا فلان، ويكون من مؤمني الجن، كما جرى مثل هذا لى، كنت فى مصر فى قلعتها، وجرى مثل هذا إلى كثير من الترك من ناحية المشرق، وقال له ذلك الشخص أنا ابن تيمية، فلم يشك ذلك الأمير أنى أنا هو، وأخبر بذلك ملك ماردين، وأرسل بذلك ملك ماردين إلى ملك مصر رسولاً، وكنت فى الحبس، فاستعظموا ذلك، وأنا لم أخرج من الحبس، ولكن كان هذا جنياً يحبنا، فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم لما جاءوا الى دمشق، كنت أدعوهم إلى الإسلام، فإذا نطق أحدهم بالشهادتين، أطعمتهم ما تيسر، فعمل معهم مثل ما كنت أعمل، وأراد بذلك إكرامى، ليظن ذاك أنى أنا الذى فعلت ذلك.
قال لى طائفة من الناس، فلم لا يجوز أن يكون َملكاً؟ قلت لا، إن الملك لا يكذب، وهذا قد قال أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب فى ذلك ... )
قلت: سبحان الملِك، كم من أُناس تلبسوا بالعلم الشرعى وفاتهم أمرٌ كالذى أبانه شيخ الإسلام فى جوابه على العامة، رحم الله شيخ الإسلام وجزاه عن المسلمين خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو مقاتل(32/83)
فعل فاعل ومفعول به
ـ[ابوايمن]ــــــــ[24 - 05 - 04, 02:04 م]ـ
كان عمر سيدا
كان: فعل ماض (ناقص؟) مبني على الفتح
عمر: اسم كان مرفوع
سيدا: خبر كان منصوب
قلت: إذا كان "كان" فعل ماض
فلماذا عدلنا عن القول بأن الجملة فعلية (من فعل و فاعل ومفعول به)
إلى القول بأنها جملة اسمية (من مبتدأ وخبر)
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[الأذرعي]ــــــــ[24 - 05 - 04, 07:11 م]ـ
إذا كانت الجملة مبدوئة باسم بدءا أصليا فهي جملة اسمية.
أما إذا كانت مبدوءة بفعل غير ناقص فهي جملة فعلية.
فمثلا: كان عمر سيدا ليست جملة فعلية لأنها لا تدل على حدث قام به فاعل , وإنما هي جملة اسمية دخل عليها فعل ناسخ ناقص
ومثلا: كتابا قرأت. ليست جملة اسمية بالرغم من أنها تبدأ باسم ,
لكنها لاتبدأ به بدءا أصليا , فكلمة (كتابا) مفعول به , وحقه التأخير عن فعله , وإنما تقدم لغرض بلاغي , ومعنى ذلك أن بدء الجملة به بدء عارض , وإذن فهي جملة فعلية.
{اه بتصرف من التطبيق النحوي ل عبده الراجحي}
وتكون (كان) تامة إذا أتت بمعنى: حدث أو حصل.
فالجملة الفعلية: هي التي تبدأ بفعل غير ناقص
وحيث إن الفعل لابد له أن يكون تاما , والفعل يدل على حدث ,
فإنه لابد له من محدث يحدثه , أي لابد له من فاعل.
واعلم أن (كان) إذ ترفع الأول على أنه اسمها ويسمى فاعلا مجازا لا حقيقة.
وتنصب الثاني ويسمى خبرها حقيقة ومفعولا مجازا.
{اه بتصرف من الفواكه الجنية للفاكهي}.
ـ[ابوايمن]ــــــــ[24 - 05 - 04, 07:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابوايمن]ــــــــ[25 - 05 - 04, 06:45 م]ـ
هل هذا يدل على أن كل فعل دل على الزمان دون الحدث
فهو فعل ناقص يرفع المبتدأ و ينصب الخبر
أفيدونا جزاكم الله خيرا(32/84)
تضعيف الامام احمد زيادة غسل الانثيين في طهارة المذي
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[24 - 05 - 04, 03:17 م]ـ
ذكر الدبيان ان الامام احمد ضعف هذه الزيادة كمافي مسائل احمدلابي داود مع ان الامام احمد هو الوحيد بين الأئمة الذي يرى وجوب غسل
الانثيين في رواية عنه0 وكذلك نقل عن الاشبيلي في الاحكام الوسطى تضعيفها أحكام الطهارة (9\ 4)
وذكر في صفحة 5 من الجزء التاسع تضعيف رواية ابي بشر الدولابي في الامر بالمبالغة بالمضمضة في الوضوء
وعليه ما الدليل على هذه المسألة
وفي ص 24 قال عن حديث ثوبان رضي الله عنه (0000 ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن) اسناد حسن والحديث صحيح ان شاء الله
وفي ص58 قال عن حديث علي رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (رفع القلم عن ثلاثة عن الصغير حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المصاب حتى يكشف عنه) اسناده منقطع ورجح الترمذي والنسائى والدارقطني وقفه
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[26 - 05 - 04, 06:53 ص]ـ
ونقل الدبيان (12\ 55) عن الامام احمد قوله في قصة تيمم عمرو بن العاص وهو جنب عام ذات السلاسل وصلاته بالصحابة (ليس اسناده بمتصل) كما في شرح البخاري لابن رجب (2\ 279)
ـ[أبو محمد الشهري]ــــــــ[29 - 05 - 04, 07:31 ص]ـ
أذكر أن أحمد شاكر رحمه الله صحح هذه الزيادة، وفي تصحيحه رحمه الله لها نظر، وأذكر أنني قرأت في شرح العمدة لابن تيمية أنه قال عن هذه الزيادة: مروية من مرسل عروة بن الزبير ومراسيله قوية. المهم هناك قاعدة هامة من خلال التطبيق. كل زيادة ليست في الصحيحين أو كانت خارج الصحيحين ولم ينص أئمة العلل المتقدمين على صحتها، لا المتأخرين فضع أمامها استفهام! ولاتتعجل في التسليم بصحتها حتى تتحقق جيدا، وسيتبين لك أمثلة كثيرة مما عمل به المتأخرون ورتبوا عليه حكما استنادا إلى زيادات، ثم تفاجأ بأن أحمد رواها ومع ذلك لم يرتب عليها إجابا أو تحريما مع حرصه وتحريه، أقول من الأمثلة هذه الزيادة التي معنا عندما تتأمل الروايات الكثيرة في الصحيح وخارجه في شأن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أمر عليا بغسل ذكره، لاتكاد تجد ذكر الانثيين، بل تجد معظم الحفاظ لايوردون إلا الأمر بغسل الذكر، وهذا يدل على خطا في رواية هذا المنفرد.(32/85)
ما صحة هذه القاعدة الفقهية؟ و هل هي مجمع عليها؟
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 05 - 04, 10:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد //
فما صحة هذه القاعدة الفقهية ((الرخص التي تباح للمريض تستباح بلحوق المشقة لا بلحوق التلف))؟
و هل هي مجمع عليها؟
أرجو التوثيق من كتب أهل العلم
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[25 - 05 - 04, 12:15 ص]ـ
الاخ الحبيب محمد بن رشيد , لفظ القاعدة لم أقف عليه من قبل , غيرأن معناه يشبه أن يكون مجمعا عليه بين اهل العلم بل هو من مقتضى التشريع وأصوله.
غير أن للشاطبي رحمه الله أشارات حول هذه القاعدة ومنها أن التزام التكليف اذا كان مفضيا الى التلف فتكون مشقته مسقطة.
وكذا نقسيمه الشهير للمشقة و هو تقسيم قريب مما ذكره جماعة منهم القرافي , غير أن تقسيم الشاطبي أدق بكثير وأوسع من تقسيم القرافي في الفروق.
وهذه القاعدة المذكورة تدل عليها أصول التشريع كما تقدم وهذا بين للمتأمل في مقاصد الشرعية والفروع الكثيرة المدللة على هذه القاعدة , وهذه القاعدة ييتجاذبها اصلان:
الاول: المشقة تجلب التيسير , والثاني: المتعلق برفع الحرج.
ولذا فإن من مظان الكلام على هذه القاعدة الكتب التى تكلمت على مسائل رفع الحرج وبينت ان الحرج مرفوع بالمشقة ولا يلزم منها أن تكون مفضية الى التلف.
ولعلى ابحث زيادة وآتيك بما أقف عليه بأذن الله تعالى.(32/86)
فوائد من شرح ألفية السيوطي رحمه الله
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[25 - 05 - 04, 12:46 ص]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد،
فجزى الله الأخ محمد رشيد عني وعن اخواني خيرا، جزاء ما دلنا على درس شيخنا طارق عوض الله حفظه الله، وقد أردت أن أحذوا حذو أخي محمد حفظه الله في تلخيصه الممتع لأهم الفوائد المستفادة من شرح شيخنا طارق حفظه الله، راجيا من الله سبحانه وتعالى السداد والمقاربة، وسائلا إياه سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسنات أخي محمد حفظه الله، لأنه أول من سن هذه السنة الحسنة، وأن يجعلها في ميزان حسنات اخواني وحسناتي وأن ينفع بها كل من قرأها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فوائد من ألفية السيوطي:
· مظنة الحسن، الكتب الأربعة وسنن الدارقطني رحمه الله ن وجامع الترمذي رحمه الله أصل في معرفة الحسن.
· الحسن يعرف مقصود أهل العلم بإطلاقه بمعرفة مقصود المؤلف من كتابه، فإن كان مقصود المؤلف تخريج الأحاديث المعمول بها (كما هو حال الترمذي رحمه الله)، فإن الحسن فيه هو الحسن الإصطلاحي الذي يحتج به، وأما إن كان مقصوده تخريج الغرائب والمنكرات، فإن الحسن فيه هو الغريب أو المنكر، كما هو حال الدارقطني رحمه الله في سننه، فأصل موضوعها الغرائب، لأنه يعمد إلى الأحاديث المرتبة على الأبواب الفقهية في كتب الأصول، فيرويها من طرق غريبة لم تشتهر، وهذا يشبه صنيع ابن ماجة رحمه الله، كما نبه إلى ذلك أبو الحسن السندي رحمه الله بقوله: وكان المصنف رحمه الله (أي ابن ماجة)، تبع معاذا (أي معاذ بن جبل رضي الله عنه) في ذلك، (حيث أن معاذ رضي الله عنه كان يتحدث بما لم يسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسكت عما سمعوا)، حيث أخرج من المتون في كثير من الأبواب ما ليس في الكتب الخمسة المشهورة، وإن كانت ضعيفة، وفي الباب أحاديث صحيحة أخرجها أصحاب تلك الكتب في كتبهم.
· الحسن في كتب الرجال، كالكامل لإبن عدي رحمه الله، وكتب العلل والتواريخ يقصد به غالبا الغريب.
· في رسالة أبي داود رحمه الله لأهل مكة، قال رحمه الله: ذكرت الصحيح وما يقاربه وما يشابهه، وقد فسر بعض العلماء قوله: وما يقاربه وما يشابهه بأنه الحسن.
· وقال رحمه الله في نفس الرسالة: (وما كان به وهن شديد بينته)، وفي رواية أخرى قال رحمه الله: وما هو منكر بينته، وهذا يعني أن المنكر عند أبي داود رحمه الله هو الضعيف جدا.
· ومن أبرز من تكلم في سنن أبي داود من الباحثين المصريين، الدكتور / عادل عبد الغفور حفظه الله، وأنقل هنا كلامه بتصرف، مع إضافة بعض الزيادات:
بداية نذكر كلام أبي داود رحمه الله في رسالته الشهيرة إلى أهل مكة، وفيها يبين منهجه في سننه، حيث قال رحمه الله: ذكرت فيه الصحيح وما يشبهه وما يقاربه، وما كان في كتابي هذا فيه وهن شديد بينته وليس فيه عن رجل متروك الحديث شيء وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح وبعضها أصح من بعض، والأحاديث التي وضعتها في كتاب السنن أكثرها مشاهير، وروي عنه أنه يذكر في كل باب أصح ما عرفه فيه.
نقد العلماء رحمهم الله لنص أبي داود رحمه الله:
كلام ابن الصلاح رحمه الله:
وقد سار فيه طبقا للقاعدة التي اعتمدها (وهي منع إجتهاد المتأخرين في الحكم على الأحاديث)، فقال رحمه الله:
o بأن ما صححه غيره من الأئمة المتقدمين رحمهم الله (بأن يرد الحديث في كتاب يشترط الصحة كالصحيحين، أو يرد الحكم بصحته في كتاب يحكم مصنفه على الأحاديث كجامع الترمذي رحمه الله) فهو صحيح.
o وأما ما سكت عنه أبو داود رحمه الله (وهو ما عبر عنه بقوله: وما لم أذكر فيه شيئا فهو صالح)، فهو متردد بين الصحة والحسن ولذا فإننا نحكم عليه بالحسن إحتياطا، إلا إذا ورد ما يرفعه إلى مرتبة الصحة، وهذا أصل المقولة الشهيرة بأن: (ما سكت عنه أبو داود رحمه الله فهو حسن) وقد وافق المنذري رحمه الله ابن الصلاح رحمه الله في هذه المسألة.
وقبل مناقشة ابن الصلاح رحمه الله، لابد من ذكر أقسام الحديث عند أبي داود رحمه الله، طبقا لكلامه في رسالته لأهل مكة وهي:
o الصحيح وما يشبهه ويقاربه
o الذي به وهن غير شديد
o الذي به وهن شديد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/87)
ونلاحظ من كلام أبي داود رحمه الله أنه لم يبين إلا القسم الثالث فقط وعلى هذا يكون ما سكت عنه أبو داود رحمه الله ليس الحسن فقط (كما قال ابن الصلاح رحمه الله) وإنما النوعين 1، 2 بأكملهما وهما يشملان (الصحيح والحسن والحديث الضعيف الذي ضعفه غير شديد)، وعلى هذا يمكننا مناقشة ابن الصلاح رحمه الله كالتالي:
o أن بعض ما جعلته حسنا بلا تفصيل قد يكون صحيحا.
o وأن بعض ما جعلته حسنا بلا تفصيل قد يكون ضعيفا ضعفا غير شديد.
وعلى هذا فإن قول الجمهور هو الصحيح في هذه المسألة (كما في حالة مستدرك الحاكم رحمه الله)، وهو أن الناقد المتمكن لابد له من النظر في الحديث والحكم عليه بما يستحقه. ومن الجدير بالذكر أن أبا داود رحمه الله، لا يسكت على الضعيف إلا إذا كان معمولا به، أي لا يكون ضعفه شديدا، كأن يتقوى بظاهر القرآن، وهذا يشبه، كما نبه إلى ذلك الشيخ طارق حفظه الله، صنيع أحمد رحمه الله، حيث كان يقوي الضعيف بفتاوى الصحابة رضي الله عنهم.
ما معنى (صالح) في قول أبي داود رحمه الله:
معناه أنه إما أن يكون صالحا للإحتجاج (وهو الصحيح والحسن)، وإما أن يكون صالحا للإعتبار (الضعيف الذي ينجبر). وقد نبه الشيخ طارق حفظه الله إلى أن الحجة درجات، وذلك كالتالي:
o الحجة العالية أو الكاملة: وهي الصحيح أو الحسن.
o الحجة الناقصة: وهي الضعيف المنجبر، وهذا ما يطلق عليه في كتب الأصول، جزء حجة، فالحديث الضعيف لا يحتج به ابتداءا وإنما يحتج به إذا جاء ما يقويه، فهو لا يقوم بنفسه، كالقياس تماما، فهو لا يقوم إلا بأصل يقاس عليه … الخ من شروط القياس، ولا يمكن أن يستقل بنفسه، وعلى هذا يحمل كلام بعض الأصوليين في كلامهم عن صحة الإحتجاج بقول الصحابي، فمن قال بأن قول الصحابي حجة، لم يرد بذلك الحجة الكاملة التي تستقل بنفسها، وإنما أراد الحجة الناقصة التي تصلح للإستشهاد فقط، ومن أبرز الأمثلة التي تفسر هذه المسألة:
· قول ابن حبان رحمه الله في الضعفاء: لا يعجبني الإحتجاج به إلا فيما وافق عليه الثقات، فلحجة قائمة بالثقات الذين وافقهم لا به، وعليه يكون المقصود من هذا الإحتجاج الإستشهاد أو الإستئناس فقط.
· ويظهر هذا أيضا من صنيع أحمد رحمه الله حيث كان يرد حديث عمرو بن شعيب رحمه الله إذا عارضه ما هو أقوى منه وقال لإبنه عبد الله رحمه الله: ربما قبلت حديث عمرو بن شعيب وربما وجدت في القلب منه وفي رواية: وربما رددته، فقبول أحمد رحمه الله لحديث عمرو بن شعيب رحمه الله، لا يعني احتجاجه به منفردا، وإنما يعني الإستشهاد والإستئناس به.
نقد نص أبي داود رحمه الله (وليس فيه عن رجل متروك الحديث شيء):
وهذا نص أبي داود رحمه الله ولكن الواقع يخالف هذا، فقد وجد في "سنن أبي داود" روايات عن مجاهيل وعن ضعفاء، بل روى أبوداود في "سننه" حديثًا من أحاديث جابر بن يزيد الجعفي في السهو في الصلاة من حديث المغيرة بن شعبة وقال عقبة ليس في كتابي عن جابر الجعفي غيره، فأبوداود إذا قال بهذا فهو لم يوف بشرطه، فقد قال أبوداود: وما سكتّ عنه فهو صالح، ووجدناه سكت عن أشياء، وجاء الحافظ المنذري وبيّن ضعفها، ثم جاء الحافظ ابن القيم وبيّن ما لم يبينه أبوداود ولا المنذري، ولا يزال المجال مفتوحًا للباحثين في "سنن أبي داود"، وكذلك رواية أبي داود مباشرة عن الشخص لا تكفي، فكم من محدث قيل عنه: إنه لا يروي إلا عن ثقة، ثم تجده قد روى عن ضعيف، وعن مجهول، كما في "الصارم المنكي في الرد على السبكي". وهذه إجابة الشيخ مقبل بن هادي رحمه الله خيرا على السؤال 80 في المقترح.
قول أبي داود رحمه الله: (الأحاديث التي وضعتها في كتاب السنن أكثرها مشاهير):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/88)
وقد كان أبو داود رحمه الله يفتخر بشهرة أحاديث كتابه فهو لا يحتج بحديث غريب وهذا يدل على أن المشهور يطلق على كل حديث خرج عن حد الغرابة والشذوذ إما بورده عن طريق آخر أو بشيوع العمل بمقتضاه، وهو خلاف ما استقر عليه المتأخرون في تعريف مصطلح المشهور (وهو ما رواه ثلاثة فأكثر_في كل طبقة_ما لم يبلغ حد التواتر). وهذا يؤكد مجددا اختلاف ألفاظ المتقدمين عن الألفاظ التي اصطلح عليها المتأخرون وسارت عليه كتب المصطلح، وهو ما أكد عليه الدكتور حمزة المليباري حفظه الله في بحثه النفيس (نظرات جديدة في علوم الحديث)، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
o قول ابن عبد البر في حديث المسح على الخفين: إنه استفاض وتواتر. وقد يريدون بالتواتر: الاشتهار، لا المعنى الذي فسره به الأصوليون، نقله العراقي رحمه الله في التقييد والإيضاح.
o تتبع الشيخ حاتم الشريف حفظه الله لفظ التواتر في كلام المتقدمين قبل استقرار المصطلح المتعارف عليه عند المتأخرين حيث قال حفظه الله: ومثل هذا الاستخدام لكلمة (المتواتر)، على المعنى اللغوي، يرد أيضاً في كلام من قبل الحاكم؛ كأبي جعفر الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامه المصري الحنفي، المتوفى سنة 321هـ، وقبلهما وجدته في كلام الإمام البخاري، والإمام مسلم، وغيرهم.
ما روي عن أبي داود رحمه الله بأنه يذكر في كل باب أصح ما عرفه فيه:
وقد نقل ابن كثير رحمه الله في اختصار علوم الحديث هذه الرواية عن ابن الصلاح رحمه الله، ويؤكد هذا ما ذكره ابن مندة رحمه الله بأن أبا داود رحمه الله يخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره، لأنه أقوى عنده من رأي الرجال، وهو بذلك يقتدي بصنيع شيخه أحمد بن حنبل رحمه الله، ولكنه لا يعقد بابا لحديث منكر أو شديد الضعف.
مسألة: هل ما قرره ابن الصلاح رحمه الله من أن أبا داود رحمه الله يسكت عن الحسن خاص بسننه أم يجري على بقية مصنفاته؟:
أيد ابن حجر رحمه الله اطلاق هذه العبارة على كل مصنفات أبي داود رحمه الله ولكن رأيه معارض بما قاله العراقي رحمه الله بأن نص أبي داود رحمه الله في رسالته صريح حيث قال: (ذكرت في كتابي هذا الصحيح …)، فصنيعه لا يجري إلا على كتابه السنن.
مسألة: أبو داود رحمه الله ضعف بعض الأحاديث في سؤالات أبي عبيد الآجري رحمه الله، وسكت عنها في السنن، ومعلوم أن ما سكت عنه أبو داود رحمه الله في السنن هو صالح، والضعيف بلا شك غير صالح فكيف يمكن تفسير ذلك؟:
لا يلزم هذا الإستدراك، لأن أبا داود رحمه الله سكت عن الضعيف الذي يصلح للإعتبار، فليس معنى تضعيفه المطلق لحديث في سؤالات أبي عبيد رحمه الله أنه لا يصلح للإعتبار، فربما كان أبو داود رحمه الله يقصد بهذا التضعيف المطلق، الضعيف الذي لم يشتد ضعفه، وإنما يلزم الإستدراك إذا كان تضعيفه للحديث تضعيفا شديدا. ومع ذلك أورده في سننه وسكت عليه. وهذا كلام العراقي رحمه الله (الباعث الحثيث ص59، طبعة مكتبة السنة).
أهم ملامح منهج أبي داود في السنن: (نقلا عن حجية السنة ص191):
o عنايته بذكر الطرق واختلاف الألفاظ وزيادات المتون.
o جمع الأحاديث التي استدل بها فقهاء الأمصار.
o انتقى في كل باب مجموعة قليلة من الأحاديث خشية الإطالة.
o لا يكرر الحديث إلا إذا اشتمل على زيادة مهمة، وهو بذلك يميل لصنيع مسلم رحمه الله.
o اختصاره لبعض الأحاديث لبيان موضع الإستدلال، وهو بذلك يميل لصنيع البخاري رحمه الله.
o كثيرا ما يشير إلى العلل الواردة في الأحاديث.
· إذا لم يخرج أبو داود رحمه الله في الباب إلا حديثا واحدا وسكت عنه فإننا لا نحكم عليه ابتداءا بأنه صحيح، لأن أبا داود رحمه الله يعقد الباب إذا وجد فيه الصحيح أو الحسن أو حتى الضعيف المنجبر، فما يدرينا أن صحيح، وإنما الأصح أن يقال بأن هذا الحديث هو أقوى ما عنده في هذا الباب، وفي هذا رد على ابن عبد البر رحمه الله، الذي قال بأن أبا داود رحمه الله إذا خرج في الباب حديثا واحدا فقط فهو عنده صحيح، وعليه فإننا إذا وجدنا حديثا يصلح لأن يخرج في هذا الباب، ولكن أبا داود رحمه الله أعرض عنه، فإن هذا يعني أن هذا الحديث الذي لم يخرجه أضعف من الحديث الذي خرجه، لأنه يخرج في الباب أقوى ما عنده، ومن أبرز الأمثلة على ذلك،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/89)
حديث أسماء رضي الله عنها: (إن المرأة إذا بلغت المحيض …) الحديث، فقد خرجه أبو داود رحمه الله في سننه وأعله بالإنقطاع بين خالد بن دريك رحمه الله وعائشة رضي الله عنها، ولم يخرج الرواية الموصولة من طريق ابن لهيعة رحمه الله، التي خرجها الطبراني رحمه الله، فيفهم من ذلك أن رواية خالد بن دريك رحمه الله على إرسالها، هي أقوى عنده من رواية ابن لهيعة رحمه الله رغم أنها موصولة.
· أبوداود رحمه الله يصدر دوما الباب بالقوي المحتج به، وقد يورد الضعيف جدا بعد ذلك، مبينا ضعفه، لا ليستشهد به، فكأنه ينبه بذلك على عدم احتجاجه بهذا الضعيف جدا، لكيلا يستدرك عليه أحد بإهماله لهذا الحديث.
· يقول ابن سيد الناس رحمه الله بأن أبا داود رحمه الله شأنه شأن مسلم رحمه الله في تقسيم الحديث حيث قسم مسلم الرجال إلى 3 طبقات:
o الطبقة الأولى: وهي طبقة من يحتج بحديثهم.
o الطبقة الثانية: طبقة من يوصف بأنه صدوق، كعطاء بن السائب رحمه الله.
o الطبقة الثالثة: الضعفاء جدا والمتروكون.
واحتج مسلم رحمه الله بأحاديث رجال الطبقة الأولى، ثم يتبعها بأحاديث الطبقة الثانية، وغالبا ما يكون ذلك على سبيل الإستشهاد، وعلى هذا يقال بأن مسلم رحمه الله يخرج الصحيح وما قريب منه، وهذا يشبه كلام أبي داود رحمه الله الذي يقول: (ذكرت الصحيح وما يشابهه)، فمسلم رحمه الله لم يفرق بين الصحيح والحسن وإنما ذكر كليهما تحت مسمى الصحيح (على اختلاف مراتبه)، فلماذا لا يقال نفس الكلام على صنيع أبي داود رحمه الله، ويقال بأن كل ما سكت عنه أبو داود رحمه الله صحيح وليس حسن؟ ويرد العراقي رحمه الله فيقول: لأن مسلم رحمه الله ذكر أن هذه الأحاديث عنده صحيحة، فقد اشترط رحمه الله الصحة، بينما لم يشترط أبو داود رحمه الله الصحة، وإنما ذكر الصحيح وما يشابهه، فما سكت عنه، ربما كان حسنا أو صحيحا.
· استخدام البغوي رحمه الله للفظ الحسن: وهو استخدام خاص به في كتابيه (المصابيح وشرح السنة):
وبداية لابد من شرح منهج البغوي رحمه الله في كتابيه السابقين والحديث فيهما ينقسم ثلاثة أقسام (حسب اصطلاحه):
o ما كان في الصحيحين فهو صحيح.
o ما كان في السنن فهو حسن
o ما كان خارج كتب الأصول (الكتب الستة) فهو ضعيف
نقد تقسيم البغوي رحمه الله:
بالنسبة للقسم الأول، فلا إشكال فيه لأن كل أحاديث الصحيحين أحاديث صحيحة.
بالنسبة للقسم الثاني، ففيه اشكال كبير، لأن كتب السنن تحوي الصحيح والحسن والضعيف بل والموضوع أيضا، وقد ذكر العراقي رحمه الله أن البعض أجاب عن هذا الإشكال بقوله إن البغوي رحمه الله يورد حكم كل حديث عقب ذكره، واعترض العراقي رحمه الله على هذا الرد وقال بأن البغوي رحمه الله، لا يبين الصحيح من الحسن فيما أورده من السنن، وإنما يسكت عليها، وإنما يبين الغريب غالبا، وقد يبين الضعيف، وقد أشار البغوي رحمه الله إلى ذلك في خطبة كتابه لما قال: وما كان فيها من ضعيف غريب أشرت إليه، فخرج بذلك الضعيف، وبقي الصحيح والحسن دون تمييز، وكأنه كما قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله سكت عن بيان ذلك (أي الصحيح من الحسن) لإشتراكهما في الإحتجاج به. الباعث الحثيث ص60 و 61 بتصرف.
بالنسبة للقسم الثالث، ففيه إشكال أيضا لأنه ربما وجد حديث خارج الكتب الستة، ومع ذلك فهو حديث صحيح أو حسن، على الرغم من أن الكتب الستة قد استوعبت الكثير من الصحيح والحسن، والله أعلم، وقد اعتذر الحافظ ابن حجر رحمه الله عن البغوي رحمه الله، بأن تقسيمه هذا تقسيم إجمالي، ولكن من حيث التفصيل، كثيرا ما يصف أحاديث ذكرها في قسم الحسن، بأنها صحيحة أو ضعيفة.
· النسائي رحمه الله يقول بأنه لا يترك حديث الرجل حتى يجمع أهل بلده على ترك حديثه، وهذا من المواطن التي تظهر فيها أهمية مسألة بلدية الراوي.
· نبه الدارقطني رحمه الله على أن النسائي رحمه الله لم يخرج أحاديث ابن لهيعة رحمه الله، رغم أنها كانت عنده بعلو من حديث قتيبة بن سعيد رحمه الله.
· من تفرد ابن ماجة رحمه الله بالرواية عنهم، ضعفاء، وهذا من الردود على ابن طاهر رحمه الله الذي أدخل سنن ابن ماجة رحمه الله في كتب الأصول، ولكن الحافظ رحمه الله قال بأن الأمر ليس على إطلاقه، وذلك من خلال استقرائه للكتاب.
· تساهل البعض في اطلاق لفظ الصحيح على سنن ابن ماجة رحمه الله والمنتقى لإبن الجارود رحمه الله وسنن الدارمي رحمه الله وممن أطلق على سنن الدارمي رحمه الله لفظ الصحيح، الحافظ مغلطاي رحمه الله، بل وذهب إلى أن الدارمي رحمه الله هو أول من ألف في الصحيح المجرد، وقد رد عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله بقوله بأن سنن الدارمي رحمه الله لا يمكن اعتبارها من كتب الصحيح المجرد، لأن مؤلفها لم يشترط ذلك، فهي أقرب إلى كتب السنن منها إلى كتب الصحاح المجرد، ورغم ذلك رجح الحافظ رحمه الله سنن الدارمي رحمه الله على سنن ابن ماجة رحمه الله، وقال بأنه يستحق الدخول في كتب الأصول.
· ليس في المسند بأكمله إلا 3 أحاديث يصدق عليها وصف الوضع أو النكارة الشديدة.
· علل الترمذي هي تكميل لكتابه الجامع.(32/90)
ما صحة هذا الحديث (لا يزال الجهاد حلواً .. )
ـ[الغدير]ــــــــ[25 - 05 - 04, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما درجة صحة هذا الحديث والذي اطلعت عليه في موقع جامع الحديث
أسوقه لكم كم شاهدته على الموقع:
===========
السُّنَنُ الْوَارِدَةُ فِي الْفِتَنِ لِلدَّانِي >> بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُ >>
" لَا يَزَالُ الْجِهَادُ حُلْوًا أَخْضَرَ مَا قَطَرَ الْقَطْرُ مِنَ السَّمَاءِ
373 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الطَّلْحِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَزَالُ الْجِهَادُ حُلْوًا أَخْضَرَ مَا قَطَرَ الْقَطْرُ مِنَ السَّمَاءِ , وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَقُولُ فِيهِ قُرَّاءٌ مِنْهُمْ: لَيْسَ هَذَا زَمَانَ جِهَادٍ , فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَنِعْمَ زَمَانُ الْجِهَادِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَاحِدٌ يَقُولُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: " نَعَمْ , مَنْ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " *
============
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 05 - 04, 01:45 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ضعيف لا يصح
وقد سبق الكلام عليه في الملتقى أكثر من خمس مرات
فلو استخدمت خاصية البحث أخي الفاضل
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 05 - 04, 01:59 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4793&highlight=%E5%E3%CA%DF%E3
ـ[الغدير]ــــــــ[25 - 05 - 04, 02:06 ص]ـ
مشايخنا الأفاضل
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم
شكراً لكم(32/91)
تحذير من ورقة الأدعية المخصصة للامتحانات
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[25 - 05 - 04, 05:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: تحذير من ورقة الأدعية المخصصة للامتحانات
ستبدأ اختبارات نهاية العام الدراسي يوم السبت القادم 10/ 4 / 1425هـ إن شاء الله تعالى، نتمنى لأبنائنا وبناتنا التوفيق والنجاح.
و لكن في هذه الأيام تنتشر بين أبنائنا الطلاب والطالبات أدعية مخصصة للامتحانات
(و هي غير صحيحة من ناحية تخصيصها للامتحانات)
لأن القاعدة العامة في العبادات: أن الأصل في العبادات المنع إلا ما أحله الله أو أحله رسوله صلى الله عليه وسلم.
والدعاء من العبادات بل هو العبادة فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة)) رواه الترمذي و صححه الألباني.
ولأن القاعدة الشرعية تقول: التخصيص تشريع و التشريع يحتاج إلى دليل.
ولا يوجد دليل شرعي يدل على هذا التخصيص قبل أو بعد أو أثناء الاختبار لذا لا يجوز الدعاء بها.
وقد قسموا هذا الأدعية المخصصة بدون دليل شرعي على النحو التالية:
أولا: دعاء إثناء التوجه لقاعة الامتحان:
ثانيا: دعاء إثناء توزيع الأسئلة:
ثالثا: دعاء إذا مسك الطالب ورقة الامتحان:
رابعا: دعاء إذا استعصى سؤال على الطالب:
خامسا: دعاء إذا نسي أمرا يتعلق بالإجابة:
سادسا: دعاء إذا أصيب الطالب بهم أو كرب إثناء الامتحان:
أو نحو ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخي القارئ أعلم رحمك الله وأرشدك إلى طاعته أنه لا يوجد دليل شرعي يدل على هذا التخصيص وللطالب والطالبة أن يدعو بما شاء فإذا صدق مع الله في الدعاء فسوف يصدق الله معه في الإجابة.
وعلى الطالب والطالبة إن يلجأ إلي الله سبحانه وتعالي قبل وإثناء وبعد تأديته للامتحان، لان ذلك يعطيه الثقة والأمان والاطمئنان، و تذكر قول الله تعالى: ((أدعوني استجب لكم)).
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[25 - 05 - 04, 09:08 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حقا ان هذا الموضوع هام , لا سيما و مقتضاه ساري في هذا التوقيت من العام , حيث بدأ موسم امتحانات هذا العام الدراسي , و أسأل الله أن يوفق جميع المسلمين الى نجاح و التفوق
و جدير بالذكر أني تعرضت لسؤال من بعض اخواني عن أذكار المتحان , فذكرت له عموم الدعاء بعد اتخاذ السبب في ذلك و هو المذاكرة
و قد كنت متهيبا من القول له بعدم مشروعية هذه الأذكار التي وظفها بعضهم بدون أثارة من دليل , و لكنك قويتني بعد قراءة مشاركتك المفيدة هذه
فأسأل الله أن يديم علينا و عليكم التوفيق و السداد
و الحمد لله
ـ[المقداد أبو مريم]ــــــــ[25 - 05 - 04, 10:03 ص]ـ
up
ـ[صفوان]ــــــــ[26 - 05 - 04, 07:30 ص]ـ
وقد حذر منها , بل أمر بإحراقها أو تمزيقها العلامة: صالح بن فوزان الفوزان. في درسه يوم الثلاثاء6\ 4\ 1425
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[30 - 05 - 04, 04:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني جزاكم الله خيرا وحرم وجوهكم على النار على هذه الكلمات الطيبة
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(32/92)
س/ ما رأيكم في هذه الآثار الغريبة حول تقسيم عالمنا؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[25 - 05 - 04, 11:56 ص]ـ
أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: صورت الدنيا على خمس صور: على صورة الطير برأسه والصدر والجناحين والذنب، فالمدينة ومكة واليمن الرأس، والصدر مصر والعراق، والجناح الأيمن العراق، وخلف العراق أمة يقال لها واق، وخلف واق أمة يقال وقواق، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلا الله -تعالى. والجناح الأيسر السند، وخلف السند الهند، وخلف الهند أمة يقال لها ناسك، وخلف ذلك أمة يقال لها منسك، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلا الله -تعالى. والذنب من ذات الحمام إلى مغرب الشمس، وشر ما في الطير الذنب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة -رضي الله عنه- قال: ذكر لي أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، اثنا عشر ألفاً منه أرض الهند، وثمانية الصين، وثلاثة آلاف المغرب، وألف العرب.
____________________________________
مقتطف من مشاركة في ساحة حوار ’أنا المسلم‘.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:17 ص]ـ
يُرفع.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:00 م]ـ
يُرفع.
ـ[عبد]ــــــــ[18 - 05 - 05, 04:13 ص]ـ
الأمر الأول: لا يستغرب ورود هذه الغرائب بل ورود الموضوعات في كتاب أبي الشيخ فهو مظنة لمثل هذه الآثار.
الأمر الثاني: نُقِل أن عبدالله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد أصاب يوم اليرموك زاملتين (أي ملفتين) من كتب أهل الكتاب، فكان يحدث منهما. وكان يحدث بما فهمه من حديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار} و راوي هذا الحديث هو عبدالله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (وهو في صحيح البخاري) ولذلك كان يروي بعض ما في كتبهم بناء على ما فهمه من كلام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ومعلوم الموقف من هذه القصص فلا تكذّب ولا تصدّق كما جاءت بذلك الأحاديث وإنما قد تذكر للإستئناس وخاصة إذا شهد لها أثر صحيح أو آية محكمة. ولكن إذا خالفت هذه القصص واقع الحال و عجّت بغرائب لا يقبلها العقل السليم فلا شك أن رفضها مقدم على مجرد عدم تصديقها أو تكذيبها وهذه من أمارات الحديث الموضوع التي ذكرها الأئمة كابن القيم في المنار وغيره وهذا فيما ينسب لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فما بالك فيما ينسب لكتبٍ حرّفت وبدّلت واشترى بها أصحابها ثمناً قليلاً. والله أعلم.(32/93)
س/ لماذا نقول "أحبك في الله" وليس "أحبك لله"؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[25 - 05 - 04, 02:24 م]ـ
سألني هذا السؤال أخ هندي يتعلم العربية.
جزاكم الله خيراً.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[25 - 05 - 04, 02:44 م]ـ
أخي الكريم الأمر سيان:
وقول أحبك في الله يظهر أن فيها محذوف تقديره أحبك في ذات الله او لاجل الله.
ولعل دروج هذا القول وشيوعه أنما هو لان الاحاديث النقلية وردت بالامر به او حكايته.
كما هو في الحديث الذي في سنن أبي داود: أن رجلاً كان عند النبي صلى اللّه عليه وسلم، فمر رجلٌ فقال: يا رسول اللّه! إني لأحب هذا، فقال له النبي أعلمه فلحقه فقال: أني أحبك في الله فقال: أحبك الله الذي أحببتني فيه.
وفي رواية قال: أني أحبك لله.
وكما في الحديث الذي في الصحيحين عن السبعة الذي يُظلون في ظل الرحمن قال ومنهم: رجلان تحابا في الله , وفي بعض الروايات: قال كل منهم للاخر أني أحبك في الله.
والاحاديث التى ورد فيها أن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض فيه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 04, 12:08 م]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الشيخ المبارك زياد
جزاك الله خيرا.
لكنني ما زلت أتعجب من الذين يردون قول القائل:
(إني أحبك في الله)
بقولهم:
(أحبك الذي أحببتني فيه)!
أو: (أحبك الله الذي أحببتني فيه)!
أو: (أحبك الذي أحببتني من أجله)!
أو: (أحبك الله الذي أحببتني من أجله)!
وبعضهم يكتفي بقول: (أحبك الله)!!
ويطول عجبي إذا سمعت أحدا من المعدودين في أهل العلم والصلاح يرددون بعض ذلك
وكل ذلك لم يرد!!
بل الوارد كما في حديث أبي داود الذي أشرت إليه – جزاك الله خيرا –هو:
(أحبك الذي أحببتني له)
ولا يخفى أن العجب ليس إلا من هجر اللفظ الوارد على نطاق واسع , وتعديه إلى ألفاظ لم ترد ولا في لفظ ضعيف – على حد علمي-.
فليت العنوان كان:
(لماذا نقول أحبك الله الذي أحببتني فيه) ولا نقول (أحبك الذي أحببتني له)!!
والسلام
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 04, 08:01 م]ـ
.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 10:04 م]ـ
ولا يخفى أن العجب ليس إلا من هجر اللفظ الوارد على نطاق واسع , وتعديه إلى ألفاظ لم ترد ولا في لفظ ضعيف ...
الحمد لله وحده ...
وهذا غلط عجيب، وتسرع غير محمود، وإساءة في الرد!
بل ورد بلفظ (أحبك الذي أحببتني فيه) في عدّة مصادر، منها المشهور جدًّا كـ (مسند أحمد)!
وأظنه أيضًا لفظ ابن أبي الدنيا في بعض كتبه، والبيهقي في الدعوات!!
ولي أكثر من سنة (تقريبًا) أريد أن أعلق على هذه المجازفة غير المحمودة، غير أنني أنسى أو لا أستطيع الوصول للموضوع.
فأسأل الله العافية، وأن يرزقني التأني والإخلاص، وأن يغفر ما يقع من تسرّع أو تطاول!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 06 - 10, 11:17 ص]ـ
سألني هذا السؤال أخ هندي يتعلم العربية.
جزاكم الله خيراً. بل ونقول أحبك لله، فكلاهما وارد
عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال:
بينا أنا جالس عند النبي:- صلى الله عليه وسلم -إذ أتاه رجل فسلم عليه، ثم ولى عنه،
فقلت: يا رسول الله! إني لأحب هذا لله، قال:
"فهل أعلمته ذاك؟ ".
قلت: لا. قال:
"فأعلم ذاك أخاك ".
قال: فاتبعته فأدركته، فأخذت بمنكبه، فسلمت عليه،
وقلت: والله! إني لأحبك لله.
قال هو: والله إني لأحبك لله. قلت: لولا أن النبي - صلى الله عليه وسلم -أمرني أن
أعلمك لم أفعل.
أخرجه ابن حبان (1/ 388/568)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 366/
13361)
عن أبي إدريس الخولاني أنه قال دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى براق الثنايا وإذا ناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل فلما كان الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير و وجدته يصلي قال: فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئت من قبل وجهه فسلمت عليه
وقلت له: و الله إني لأحبك لله فقال: آلله فقلت: آلله فقال: آلله فقلت: آلله قال: فأخذ بحبوة لردائي فجبذني إليه و قال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
قال الله عز و جل:
وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتباذلين في و المشاورين في
المسند 22083(32/94)
اسماء أم حروف؟؟
ـ[ابوايمن]ــــــــ[25 - 05 - 04, 06:34 م]ـ
قال ابن مالك رحمه الله
بالجر والتنوين والند وأل ومسند للاسم تمييز حصل
ثم قال:
كالشبه الوضعى فى اسمى جئتنا والمعنوى فى متى وفى هنا
سؤال:
مالعلامات التي قبلها "متى" و "هنا" حتى عدا من الأسماء؟؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[ابوايمن]ــــــــ[26 - 05 - 04, 06:39 م]ـ
إعادة صياغة السؤال
قال ابن مالك رحمه الله:
والاسمُ منه معربٌ ومبنيٌّ
لِشَبَهٍ من الحروف مُدْني
كالشَّبَهِ الوضعيِّ في اسمي جئتنا
والمعنويِّ في متى وفي هنا
وكنيابة عن الفعل بلا
تأثر وكافتقار أُصِّلا
هذا يعني أن "متى" و"هنا" أسماء مبنية وعلة بنائها أنها أشبهت حروفا في المعنى
فما الذي قبلته "متى" و"هنا" من علامات الاسم التي قال عنها ابن مالك:
بالجر والتنوين والند وأل ومسند للاسم تمييز حصل
حتى عددناها من الأسماء المبنية؟؟
السؤال
uestion
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[الذهبي]ــــــــ[27 - 05 - 04, 03:24 ص]ـ
العلامات التي قبلتها (متى، وهنا) حتى صارتا من الأسماء: دخول حرف الجر عليهما.
فأما متى فتقول: منذ متى أنهيت عملك؟
فمنذ هنا حرف جر.
وأما هنا فتقول: من هنا نبدأ المسير.
فمن - أيضًا حرف جر.
والله أعلم.
ـ[ابوايمن]ــــــــ[27 - 05 - 04, 12:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الذهبي]ــــــــ[28 - 05 - 04, 12:10 م]ـ
وجزاك أخي الكريم.
وأحب أن أرشدك إلى هذا المنتدى، فإنه نافع - بإذن الله تعالى -، وهو منتدى الفصيح: { www.alfaseeh.com }.
نفع الله بك.(32/95)
عملية استشهادية في عام 587
ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[25 - 05 - 04, 06:42 م]ـ
ذكرها ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية 12/ 342 المعارف-بيروت في حصار عكا سنة سبع وثمانين وخمسمائة
"فصل في كيفية أخذ العدو عكا من يدي السلطان
لما كان شهر جمادي الأولى اشتد حصار الفرنج لعنهم الله لمدينة عكا وتمالؤا عليها من كل فج عميق وقدم عليهم ملك الانكليز في جم غفير وجمع كثير في خمسة وعشرين قطعة مشحونة بالمقاتلة وابتلى أهل الثغر منهم ببلاء لا يشبه ما قبله فعند ذلك حركت الكؤسات في البلد وكانت علامة ما بينهم وبين السلطان فحرك السلطان كؤساته فاقترب من البلد وتحول إلى قريب منه ليشغلهم عن البلد وقد أحاطوا به من كل جانب ونصبوا عليه سبعة منجانيق وهى تضرب في البلد ليلا ونهارا ولا سيما على برج عين البقر حتى أثرت به أثرا بينا وشرعوا في ردم الخندق بما أمكنهم من دواب ميتة ومن قتل منهم ومن مات أيضا ردموا به وكان أهل البلد يلقون ما ألقوه فيه إلى البحر وتلقى ملك الانكليز بطشة عظيمة للمسلمين قد أقبلت من بيروت مشحونة بالأمتعة والأسلحة فأخذها وكان واقفا في البحر في أربعين مركبا لا يترك شيئا يصل إلى البلد بالكلية وكان بالبطشة ستمائة من المقاتلين الصناديد الأبطال فهلكوا عن آخرهم رحمهم الله فإنه لما أحيط بهم وتحققوا إما الغرق أو القتل خرقوا جوانبها كلها فغرقت ولم يقدر الفرنج على أخذ شىء منها لا من الميرة ولا من الأسلحة وحزن المسلمون على هذا المصاب حزنا عظيما فإنا لله وإنا إليه راجعون ".
وقد كنت كتبت موضوعا ذكرت فيه أول محاولة استشهادية وكانت في وقعة الجمل غير أن مشاركتي حذفت فلعلي أجد جوابا من الإخوة المشرفين
ـ[المضري]ــــــــ[25 - 05 - 04, 07:21 م]ـ
جزاك الله ألف خير أخي الدعاء.
هل تعرف ماهي المصادر التاريخية التي روت أزمة حصار عكا بشكل أكثر تفصيل؟
اللهم أجزي الإستشهاديين عنا وعن والإسلام والمسلمين كل خير.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[26 - 05 - 04, 01:41 ص]ـ
موضوعك هنا أخي الحبيب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19785(32/96)
من ضن بالحديث ابتلي بإحدى ثلاث: .. !
ـ[ابن معين]ــــــــ[25 - 05 - 04, 10:22 م]ـ
.. .. .. .. .. .. بسم الله الرحمن الرحيم
أحمدك ربي على جزيل نعمك، وعظيم مننك ..
وأشكرك ربي على واسع عطائك، ووافر هباتك ..
وبعد: فهذه خاطرة عابرة، وفكرة شاردة، رأيت داعي كتابتها في هذا الوقت لازم، ونشرها في هذا الزمان حتم جازم.
إن البذل والعطاء سيما لعلو النفس ورفعتها، ودلالة على أصالتها وجودة معدنها، لأن النفوس مجبولة على المنع، تحب المزيد لنفسها وتكره النقصان في حقها، فما خالف أحد هذه الطبيعة إلا بهمة عالية ونفس لحب الخير سائرة وجارية.
والبخيل في عطائه، القابض لجرابه، الحابس لماله، بعيد عن الله وعن الناس، وأبعد منه من ضن بالعلم على أهله، وبخل بالفائدة على أصحابه وإخوانه.
قال ابن حزم رحمه الله: (الباخل بالعلم، ألأم من الباخل بالمال، لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده، والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقة، ولا يفارقه مع البذل).
لقد حث سلفنا الصالح على بذل العلم ونشره وإفادة طلاب العلم بعضهم لبعض لتحصل لهم البركة في علمهم، وأنا ذاكر لك بعض كلامهم لعله يقع منك بموقع جميل ..
قال يحيى بن معين: (من بخل بالحديث وعسر على الناس سماعهم لم يفلح).
وقال سفيان الثوري: (من بخل بعلمه ابتلي بثلاث: إما أن ينساه ولا يحفظ، وإما أن يموت ولا ينتفع به، وإما أن تذهب كتبه).
و قال ابن المبارك: (من ضن بالحديث ولم يفده ابتلي بإحدى ثلاث: إما أن يصحب السلطان فيذهب علمه، أو يكذب في الحديث، أو يموت).
وقال مالك: (من بركة الحديث إفادة بعضهم بعضاً).
وقال الخطيب البغدادي في كتابه الجامع في أخلاق الراوي وآداب السامع: (باب الترغيب في إعارة كتب السماع وذم من سلك في ذلك طريق البخل والامتناع).
ثم قال: (إذا كان لرجل كتاب مسموع من بعض الشيوخ الأحياء فطلب منه ليسمع من ذلك الشيخ، فيستحب أن لا يمتنع من إعارته، لما في ذلك من البر، واكتساب المثوبة والأجر، وهكذا إذا كان في كتابه سماع لبعض الطلبة من شيخ قد مات فابتغى الطالب نسخه استحب له إعارته إياه، وكره أن يمنعه منه).
واقرأ معي كلام خالد القسري وهو من جميل خطبه في هذا المقام:
(كان خالد القسري يقول في خطبته:
يا أيها الناس تنافسوا في المكارم، وسابقوا إلى الخيرات، واشتروا الحمد بالجود، ولا تكتسبوا بالمطل ذما، ومهما كانت لأحد منكم عند أحد يد ثم لم يبلغ شكرها فالله أكمل لها أجراً، وأفضل لها عطاء.
يا أيها الناس إن حوائج الناس إليكم نعم من الله عليكم، فلا تملوا النعم فتحول نقماً، واعلموا أن خير المال ما أكسب حمداً وأورث ذخرا.
يا أيها الناس من جاد ساد، ومن بخل ذل، ولو رأيتم المعروف رجلاً لرأيتموه بهياً جميلاً يسر الناظرين ويفوق العالمين، ولو رأيتم البخل رجلاً لرأيتموه قبيحاً مشوهاً تغض منه الأبصار وتقصر دونه القلوب.
أيها الناس إن أكرم الناس من أعطى من لا يرجوه، وإن أفضل الناس من عفا عن قدرة، والأصول عن مغارسها تنمي، وبفروعها تزكو).
فيا طالب العلم جد بعلمك، وأعر كتبك، وأفد صحبك، تنل رضا ربك.
وأخيراً: هذه ومضة خطرت في الذهن فأضأتها، ولمعة في الفكر فأوقدتها، وإني لشاهد على أنك في غنى عما أقول، وإنما هي تذكرة للغافل، وشحذ همة للباذل.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 05 - 04, 11:56 م]ـ
حفظك ربي وبارك فيك وأجزل لك المثوبة
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم
وأنا أشير إلى بعض أمور أهل الكتاب والأعاجم التي ابتليت بها هذه الأمة ليجتنب المسلم الحنيف الانحراف عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم أو الضالين
قال الله سبحانه (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق)
فذم اليهود على ما حسدوا المؤمنين على الهدى والعلم
وقد يبتلى بعض المنتسبين إلى العلم وغيرهم بنوع من الحسد لمن هداه الله لعلم نافع أو عمل صالح وهو خلق مذموم مطلقا
وهو في هذا الموضع من أخلاق المغضوب عليهم
وقال الله سبحانه (والله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله)
فوصفهم بالبخل الذي هو البخل بالعلم والبخل بالمال
وإن كان السياق يدل على أن البخل بالعلم هو المقصود الأكبر
فلذلك وصفهم بكتمان العلم في غير آية مثل قوله تعالى (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) الآية
وقوله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا) الآية
وقوله (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار) الآية
وقوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن)
فوصف المغضوب عليهم بأنهم يكتمون العلم تارة بخلا به
وتارة اعتياضا عن إظهاره بالدنيا وتارة خوفا أن يحتج عليهم بما أظهروه منه
وهذا قد ابتلى به طوائف من المنتسبين إلى العلم
فإنهم تارة يكتمون العلم بخلا به وكراهة أن ينال غيرهم من الفضل ما نالوه
وتارة اعتياضا عنه برياسة أو مال ويخاف من إظهاره انتقاص رياسته أو نقص ماله
وتارة يكون قد خالف غيره في مسألة أو اعتزى إلى طائفة قد خولفت في مسألة فيكتم من العلم ما فيه حجة لمخالفه وإن لم يتيقن أن مخالفه مبطل
ولهذا قال عبد الرحمن بن مهدي وغيره أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم
وليس الغرض تفصيل ما يحب وما يحتسب بل الغرض التنبيه على مجامع يتفطن اللبيب بها لما ينفعه الله به) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/97)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 05 - 04, 02:13 ص]ـ
ويقول الإمام ابن تيمية رحمه الله
فصل
قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} في النساء [الآيتان: 36، 37]،
وفى الحديد أنه {لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} [الآيتان: 23، 24]،
قد تؤولت فى البخل بالمال والمنع، والبخل بالعلم ونحوه،
وهى تعم البخل بكل ما ينفع فى الدين والدنيا من علم ومال وغير ذلك، كما تأولوا قوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [البقرة: 3،الأنفال: 3]، النفقة من المال، والنفقة من العلم.
وقال معاذ فى العلم: تعلمه لمن لا يعلمه صدقة.
وقال أبو الدرداء: ما تصدق رجل بصدقة أفضل من موعظة يعظ بها جماعة، فيتفرقون وقد نفعهم الله بها، أو كما قال.
وفى الأثر: نعمت العطية ونعمت الهدية، الكلمة من الخير يسمعها الرجل، ثم يهديها إلى الأخ له، أو كما قال.
وهذه صدقة الأنبياء وورثتهم العلماء؛
ولهذا كان الله، وملائكته، وحيتان البحر، وطير الهواء، يصلون على معلم الناس الخير، كما أن كاتم العلم يلعنه اللّه ويلعنه اللاعنون،
وبسط هذا كثير فى فضل بيان العلم وذم ضده.
والغرض هنا أن الله يبغض المختال الفخور البخيل به
، فالبخيل به الذى منعه،
والمختال إما أن يختال فلا يطلبه ولا يقبله، وإما أن يختال على بعض الناس فلا يبذله،
وهذا كثيراً ما يقع عند بعض الناس أنه يبخل بما عنده من العلم، ويختال به، وأنه يختال عن أن يتعدى من غيره،
وضد ذلك التواضع فى طلبه، وبذله، والتكرم بذلك.
وقال شيخ الإِسلاَم ـ رَحِمهُ اللَّه:
فصل
قد كتبنا فى غير موضع الكلام على جمع الله ـ تعالى ـ بين الخيلاء والفخر وبين البخل، كما فى قوله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} فى النساء [36، 37] والحديد [23، 24]،
وضد ذلك الإعطاء والتقوى المتضمنة للتواضع،
كما قال: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى} [الليل: 5]،
وقال: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: 128]،
وهذان الأصلان هما جماع الدين العام، كما يقال: التعظيم لأمر الله، والرحمة لعباد الله.
فالتعظيم لأمر اللّه يكون بالخشوع والتواضع، وذلك أصل التقوى والرحمة لعباد الله بالإحسان إليهم، وهذان هما حقيقة الصلاة والزكاة، فإن الصلاة متضمنة للخشوع لله والعبودية له، والتواضع له، والذل له، وذلك كله مضاد للخيلاء والفخر والكبر.
والزكاة متضمنة لنفع الخلق والإحسان إليهم، وذلك مضاد للبخل. .
ولهذا وغيره، كثر القِران بين الصلاة والزكاة فى كتاب الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 05 - 04, 02:20 ص]ـ
ويقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى من سورة البقرة (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة)
وكثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن,
لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود,
والزكاة والنفقة, متضمنة الإحسان على عبيده.
فعنوان سعادة العبد, إخلاصه للمعبود, وسعيه في نفع الخلق.
كما أن عنوان شقاوة العبد, عدم هذين الأمرين منه, فلا إخلاص ولا إحسان.
ـ[ابن معين]ــــــــ[26 - 05 - 04, 05:41 م]ـ
أجزل الله لك أخي الشيخ عبدالرحمن الفقيه وافر الأجر وجزيل الثواب على فوائدك، فقد جملت المقال بهذه النقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ..
عبرة:
ذكر الخطيب البغدادي في ترجمة أبي جعفر محمد بن عبدالرحمن الصيرفي من تاريخ بغداد ج2/ص313 أنه:
(كان مذهبه في بذل الحديث أنه كان يسأل من يقصده عن مدينة بعد مدينة هل بقى منها أحد يحدث؟ فإن قيل له: ما بقى فيها محدث، خرج إليها في سر ثم حدثهم ورجع! وكان من الديانة على نهاية).
ـ[ابوايمن]ــــــــ[26 - 05 - 04, 06:19 م]ـ
قال الشافعي رحمه الله:
أأنثر درا بين سارحة البهم ** وانظم منثوراً لراعية الغنم؟
لعمري لئن ضيعت في شر بلدة ** فلست مضيعاً فيهم غرر الكلم
لئن سهل الله العزيز بلطفه ** وصادفت أهلا للعلوم وللحكم
بثثت مفيدا واستفدت ودادهم ** وإلا فمكنون لدي ومكتتم
ومن منح الجهال علما أضاعه ** ومن منع المستوجبين فقد ظلم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:43 م]ـ
وفي مقابل ذلك نجد من الأئمة ما يشعر بذم ذلك ـ أي عدم البذل لحديث ـ ففي ترجمة سليمان بن موسى الأسدي من "الكامل" 3/ 265 من طريق عباس الدوري قال: سمعت يحيى يقول في حديث: "لا نكاح إلا بولي" يرويه ابن جريج، فقلت له:
إن بن علية يقول: قال ابن جريج لسليمان بن موسى؟!
فقال يحيى: ليس يقول هذا إلا ابن علية، وابن علية عرض كتب ابن جريج على عبد المجيد بن عبد العزيز، فأصلحها له!
قلت ليحيى: ما كنت أظن أن عبد المجيد هكذا!
قال: كان أعلم الناس بحديث ابن جريج، ولكنه لم يكن يبذل نفسه بالحديث.
والشاهد من ذلك قوله: ((ولكنه لم يكن يبذل نفسه بالحديث)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/98)
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[30 - 05 - 04, 01:57 ص]ـ
الشيوخ الأفاضل والأخوة الكرام بارك الله فيكم جميعًا وأثابكم الله على ما ذكرتم من جميل الكلام والنقل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويلحق بما ذكرتم بارك الله فيكم ما يذكره المحدثون رضي الله عنهم في مبحث بعض الرواة من قولهم: ((كان عسرًا في الرواية أو في التحديث)).
ثم هل يدخل في الضن بالعلم: الضن بالنسخ الخطية لكتب العلم، سواء ادعاء نشرها بالبدل أو كنزها لعل الله ييسر للخازن تحقيقها، أو غير ذلك من العلل الناشئة عن البخل والضن؟
أرجو الإفادة والبيان من الشيوخ الأفاضل.
وأشكر الجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابوايمن]ــــــــ[31 - 05 - 04, 12:26 م]ـ
قال الله تعالى: "لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) "
سورة آل عمران
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 03 - 05, 08:05 م]ـ
قال الإمام الحاكم كما في سؤالات السجزي ص 239 - 240 (تحقيق موفق عبدالقادر)
سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم بن إسماعيل العنبري الشيخ الصالح البرقاني يقول دخلت على علي بن عبدالعزيز بمكة وسمعت منه ثم أردت الخروج إلى صنعاء لسماع كتب عبدالرزاق قال فقال لي علي بن عبد العزيز حدثني شيخ من أفاضل المسلمين قال دخلت إلى صنعاء إلى عبدالرزاق لسماع الكتب فكان يمتنع علي فيه ويتعاسر علي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي فقلت يا رسول الله أنا على باب عبدالرزاق منذ مدة وهو يمتنع علينا في الرواية فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهب إلى مدينة الرسول واسمع من القعنبي كتاب الموطأ لمالك بن أنس واذهب إلى الشام واسمع من محمد بن يوسف الفريابي كتب سفيان الثوري وارجع إلى البصرة واسمع من أبي النعمان عارم كتب حماد بن زيد قال فبكرت إلى عبدالرزاق وقصصت عليه هذه الرؤيا فقال شكوتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقم عندنا واصبر علي حتى أقرأ لك الكتب قال فقلت والله لا أقمت يوما واحدا فإني أمتثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وساقها كذلك ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج56/ص332(32/99)
أريد توثيق هذه الفتوى
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 05 - 04, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فأريد من إخواني في هذا الملتقى المبارك توثيق فتوى للشيخ الفوزان أفتاها في درسه المقام يوم الثلاثاء في متن الزاد ـ هكذا علمت من مشاركة لأحد الإخوة ـ بأن تقصير الثياب إلى نصف الساق شهرة، و بأن الأفضل جعل الثوب تحت نصف الساق
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 05 - 04, 01:51 ص]ـ
من موقع فضيلة الشيخ العلامة / صالح الفوزان حفظه الله
http://www.alfuzan.net/
تعريف ظاهرة الغلو في الدين عنوان الفتوى
سماحة الشيخ صالح الفوزان اسم المفتى
15628 رقم الفتوى
27/ 08/2003 تاريخ نشر الفتوى على الموقع
نص السؤال
تحدثتم فضيلتكم عن الغلو؛ فأرجو تعريف هذه الكلمة؟ أثابكم الله.
نص الفتوى
الحمد لله
الغلو: الزيادة في الدين أو في التدين والخروج عن الحد المشروع؛ لأن الدين وسط بين الغلو والتساهل، وسط بين الجفاء وبين الزيادة، هذا هو الغلو.
ومن مظاهر الغلو اليوم بين الشباب ما يظهر بين بعضهم في الصلاة من تفريق رجليه إذا وقف في الصلاة حتى يضايق من بجانبيه، وحني رأسه في حال القيام في الصلاة إلى قريب من الركوع، ومد ظهره في السجود حتى يكون كالمنبطح على الأرض.
ومن مظاهر الغلو عندهم المبالغة في الصلاة إلى السترة حتى إن بعضهم إذا دخل المسجد قبل الإقامة؛ فإنه يترك الصف ويذهب إلى عمود أو جدار ليصلي إليه صلاة النافلة، مع أن السترة سنة ليست بواجبة، إن تيسرت، وإلا؛ فلا يتكلفها ويترك فضيلة القيام في الصف، خصوصًا الصف الأول وحصول مكانه فيه وقربه من الإمام، كل هذه فضائل لا ينبغي إهدارها، بل إن بعضهم يدافع الناس عن المرور أمامه إذا قام يصلي في المسجد الحرام في وقت الزحام، مع أن المرور أمام المصلي في المسجد الحرام والمواطن شديدة الزحام لا بأس به دفعًا للحرج ولله الحمد، وديننا دين اليسر، والمشقة تجلب التيسير.
ومن مظاهر الغلو تقصير الثياب إلى قريب من الركبتين، مما يُخشى معه انكشاف العورة، والمشروع تقصيرها إلى نصف الساق أو إلى الكعبين.
والمشروع تقصيرها إلى نصف الساق أو إلى الكعبين.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[26 - 05 - 04, 04:13 ص]ـ
جزاك الله تعالى خير أخي المسيطير
و يبدو أن الخطأ وقع من الأخ الناقل
فقد ذكر ما ذكرت أنا تماما، فما علمت إلا منه
و جزاك الله تعالى خيرا على التبيين
و لكن // الذين يقولون بأن التقصير عموما سنة أليس معهم دليل أو أليس هناك قول بسنية التقصير تحت الركبتين بقدار أربعة أصابع و لو من حديث ضعيف؟
و بارك الله تعالى فيك
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 05 - 04, 05:59 م]ـ
واليك هذه الروابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18898&highlight=%E4%D5%DD+%C7%E1%D3%C7%DE
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17274&highlight=%E4%D5%DD+%C7%E1%D3%C7%DE
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9130&highlight=%E4%D5%DD+%C7%E1%D3%C7%DE
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9610&highlight=%E4%D5%DD+%C7%E1%D3%C7%DE
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 05 - 04, 06:11 م]ـ
.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 05 - 04, 10:05 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17274&highlight=%E4%D5%DD+%C7%E1%D3%C7%DE
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 05 - 04, 03:42 م]ـ
.(32/100)
التسبيح بالنوى والحصى
ـ[راشد]ــــــــ[26 - 05 - 04, 09:03 م]ـ
قال الشوكاني في نيل الأوطار:
باب جواز عقد التسبيح باليد وعده بالنوى ونحوه
1 - عن بسيرة وكانت من المهاجرات قالت: (قال لنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس ولا تغفلن فتنسين الرحمة واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات).
رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
2 - وعن سعد ابن أبي وقاص: (أنه دخل مع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل سبحان اللَّه عدد ما خلق في السماء وسبحان اللَّه عدد ما خلق في الأرض وسبحان اللَّه عدد ما بين ذلك وسبحان اللَّه عدد ما هو خالق واللَّه أكبر مثل ذلك والحمد للَّه مثل ذلك ولا إله إلا اللَّه مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا باللَّه مثل ذلك).
رواه أبو داود والترمذي.
3 - وعن صفية قالت: (دخل عليَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها فقال: لقد سبحت بهذا ألا أعلمك بأكثر مما سبحت به فقالت: علمني فقال: قولي سبحان اللَّه عدد خلقه).
رواه الترمذي.
أما الحديث الأول فأخرجه أيضًا الحاكم وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث هانئ بن عثمان وقد صحح السيوطي إسناد هذا الحديث.
وأما الحديث الثاني فأخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه وحسنه الترمذي.
وأما الحديث الثالث فأخرجه أيضًا الحاكم وصححه السيوطي.
ـ والحديث الأول ـ يدل على مشروعية عقد الأنامل بالتسبيح وقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عمرو أنه قال: (رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يعقد التسبيح) زاد في رواية لأبي داود وغيره (بيمينه) وقد علل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ذلك في حديث الباب بأن الأنامل مسئولات مستنطقات يعني أنهن يشهدن بذلك فكان عقدهن بالتسبيح من هذه الحيثية أولى من السبحة والحصى.
ـ والحديثان الآخران ـ يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى وكذا بالسبحة لعدم الفارق لتقريره صلى اللَّه عليه وآله وسلم للمرأتين على ذلك. وعدم إنكاره والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز وقد وردت بذلك آثار ففي جزء هلال الحفار من طريق معتمر بن سليمان عن أبي صفية مولى النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزنبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار ثم يرفع فإذا صلى أتى به فيسبح حتى يمسي وأخرجه الإمام أحمد في الزهد قال حدثنا عبد الواحد ابن زياد عن يونس بن عبيد عن أمه قالت: رأيت أبا صفية رجلًا من أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم وكان خازنًا قالت: فكان يسبح بالحصى. وأخرج ابن سعد عن حكيم بن الديلمي أن سعد بن أبي وقاص كان يسبح بالحصى.
وقال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا عبد اللَّه بن موسى أخبرنا إسرائيل عن جابر عن امرأة خدمته عن فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب أنها كانت تسبح بخيط معقود فيها. وأخرج عبد اللَّه بن الإمام أحمد في زوائد الزهد عن أبي هريرة أنه كان له خيط فيه ألفا عقدة فلا ينام حتى يسبح. وأخرج أحمد في الزهد عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان لأبي الدرداء نوى من العجوة في كيس فكان إذا صلى الغداة أخرجها واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذهن. وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة أنه كان يسبح بالنوى المجموع. وأخرج الديلمي في مسند الفردوس من طريق زينب بنت سليمان بن علي عن أم الحسن بنت جعفر عن أبيها عن جدها عن علي رضي اللَّه عنه مرفوعًا نعم المذكر السبحة. وقد ساق السيوطي آثارًا في الجزء الذي سماه المنحة في السبحة وهو من جملة كتابه المجموع في الفتاوى وقال في آخره: ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون في ذلك مكروهًا انتهى.
ـ[راشد]ــــــــ[26 - 05 - 04, 09:11 م]ـ
وإن عد بالنوى أو غيره فلا حرج، لكن الأصابع أفضل
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=nor00182
ـ[راشد]ــــــــ[26 - 05 - 04, 09:14 م]ـ
وللشوكاني بحث هنا:
http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=253&CID=51
ـ[راشد]ــــــــ[28 - 05 - 04, 01:51 ص]ـ
السبحة ليست بدعة دينية، وذلك لأن الإنسان لا يقصد التعبد لله بها، وإنما يقصد ضبط عدد التسبيح الذي يقوله، أو التهليل، أو التحميد، أو التكبير، فهي وسيلة وليس مقصودة، ولكن الأفضل منها أن يعقد الإنسان التسبيح بأنامله – أي بأصابعه – لأنهن "مستنطقات" كما أرشد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم،
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=article&sid=3863
ـ[راشد]ــــــــ[28 - 05 - 04, 02:01 ص]ـ
وأما التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه فمن الناس من كرهه ومنهم من لم يكرهه وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 22، صفحة 506.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/101)
ـ[الظافر]ــــــــ[28 - 05 - 04, 07:09 م]ـ
عَدُّ التسبيح بالمِسبَحَة
للشيخ فريح بن صالح البهلال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله.
حكم عَدِّ التسبيح بالمسبحة يظهر لك فيما يأتي:
اعلم أنه ورد عن كثير من الصحابة أنه يَعُدَّ التسبيح بالحصى والنوى، وأن النبي"رأى منهم من فعل ذلك وأقرهم عليه.
ولم يصح_فيما أعلم_أنه أنكر عليهم أو نهى عنه، وتجلية ذلك فيما يلي:
عقد التسبيح باليد اليمين هو الأفضل إلا أن أهل العلم أجازوا عقده بغيرها، كالحصى والنوى، ونحو ذلك؛ فقد جاء عن الصحابة_رضي الله عنهم_أنهم فعلوا ذلك، منهم أبو هريرة، وأبو الدرداء، وأبو سعيد، وسعد ابن أبي وقاص، وصفية أم المؤمنين، ويسيرة، وجويرة، وغيرهم.
فقد بوب الإمام أبو داود في سننه لحديث سعد ابن أبي وقاص، ويسيرة بنت ياسر، وعبد الله بن عمرو وابن عباس بقوله: =باب التسبيح بالحصى+.
وترجم لذلك المجد ابن تيمية في المنتقى بقوله: =باب جواز عقد التسبيح باليد وعَدِّه بالنوى، ونحوه+.
وقال الحاكم أبو عبد الله في المستدرك: =باب التسبيح بالحصى+ (1/ 547).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية_قدس الله روحه_:
وعَدُّ التسبيح بالأصابع سنة، كما قال النبي"للنساء =سبحن، واعقدن بالأصابع؛ فإنهن مسئولات مستنطقات+.
وأما عَدُّهُ بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة_رضي الله عنهم_من يفعل ذلك.
وقد رأى النبي"أم المؤمنين تسبح بالحصى وأقرها على ذلك، وروي أن أبا هريرة كان يسبح به.
وأما التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه، فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه. وأما اتخاذه من غير حاجة، أو إظهاره للناس، مثل تعليقه في العنق أو جعله كالسوار في اليد أو نحو ذلك، فهذا إما رياء للناس أو مظنة المراءاة ومشابهة المرائين من غير حاجة، الأول محرم، والثاني أقل أحواله الكراهة/مجموع الفتاوي (22/ 506).
وللسيوطي جزء تتبع فيه ما ورد في السبحة من الأحاديث والآثار، وسماه: (المنحة في السبحة)، أجاز فيه التسبيح بها، وفيه يقول: الذكر بالسبحة، بل كان أكثرهم يعدونه بها، ولا يرون ذلك مكروها.
انظر الحاوي للفتاوي (2/ 2).
وقال المناوي في فيض القدير (4/ 355) في شرح حديث يسيرة_رضي الله عنها_:
وهذا أصل في ندب السبحة المعروفة، وكان ذلك معروفاً بين الصحابة. . . إلى أن قال:
=ولم ينقل عن أحد من السلف ولا الخلف كراهتها، نعم محل ندب اتخاذها فيمن يعدها للذكر، والمبالغة في إخفاء ذلك.
أما ما ألفه الغفلة البطلة من إمساك سبحة_يغلب على حباتها الزينة، وغلو الثمن، ويمسكها من غير حضور في ذلك، ولا فكر، ويتحدث ويسمع الأخبار، ويحكيها، وهو يحرك حباتها بيده، مع اشتغال قلبه، ولسانه بالأمور الدنيوية فهو مذموم مكروه من أقبح القبائح+ اهـ
وقال محمد خطاب السبكي في شرح حديث سعد بن أبي وقاص عند أبي داود في السنن في كتابه: =المنهل العذب المورود+ (8/ 164):
=وفيه دلالة على جواز عد التسبيح بالنوى أو الحصى؛ فإنه"لم ينه المرأة عن ذلك، بل أرشدها إلى ما هو أيسر لها، وأفضل، ولو كان غير جائز ليبين لها ذلك.
ومثل النوى_فيما ذكر_السبحة إذ لا تزيد السبحة على ما في هذا الحديث إلا بنظم نحو النوى في خيط.
ومثل هذا لا يعد فارقاً. . . ثم نقل عن علي العدوي أنه سئل عن السبحة؟ فأجاب بالجواز، وقال العدوي في جوابه:
=والحاصل: أنه إذا تعاطى السبحة على الوجه المعتاد، يتباعد عن الأمور المقتضية للشهرة، والعجب والرياء؛ لأن ذلك محبط للعمل+. اهـ
وقال ابن عابدين في حاشيته (1/ 650) في حكايته مذهب أبي حنيفة في هذه المسألة:
=فرع: لا بأس باتخاذ السبحة لغير رياء، كما بسط في البحر+اهـ.
وجاء في الموسوعة الفقهية (11/ 283, 284):
=أجاز الفقهاء التسبيح باليد والحصى، والمسابح خارج الصلاة، كَعَدِّهِ بقلبه أو بغمزه أناملَهُ+ اهـ
قلت: الأصل في هذا ما جاء عن الصحابة من عد التسبيح بالحصى والنوى ومن ذلك قول أم المؤمنين صفية_رضي الله عنها_:
=دخل علي رسول الله"، وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بها، فقلت: لقد سبحت بهذه؟ فقال:
=قولي سبحان الله عدد خلقه+
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/102)
أخرجه الترمذي (5/ 555) رقم 3554، والطبراني في الكبير (24/ 75) رقم195)، وفي الدعاء (3/ 1585) رقم 1739، وأبو يعلى في مسنده (13/ 35) رقم 7118، وابن عدي في الكامل (7/ 2574) والحاكم في المستدرك (1/ 547)، والحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 79)
من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، حدثني كنانة مولى صفية، قال: سمعت صفية تقول:. . . . الحديث.
قال الحاكم: هذا صحيح كما في الحاوي (2/ 2).
وقال الحافظ: هذا حديث حسن.
وجاء مثل ذلك بإسناد حسن عن أبي الدرداء÷.
وكذلك جاء عن أبي سعيد وعن رجل من أصحاب النبي"وعن أبي هريرة÷، وغيرهم.
وأما ما جاء عن أبي مسعود÷من النهي عن التسبيح بالحصى فقد ورد من سبع طرق، ولا يخلو طريق منها من علة قادحة، إلا أن مجموعها يدل على أن له أصلاً.
وعلى فرض صحتها فإنها لا تدل على النهي عن عد التسبيح بالحصى ونحوه لوجوه:
الأول: أنه علل الإنكار بإحصاء الحسنات كما جاء في حديث ابن إسماعيل: =على الله تحصون+، وحديث أبي موسى: =فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء+، وقوله: =أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم+.
الثاني: أن الإنكار في بعض الروايات بدون ذكر العد بالحصى، كما جاء قي طريق عطاء بن السائب، وهو من أحسن الطرق.
الثالث: أن مذهب ابن مسعود÷في عد التسبيح الكراهة مطلقاً، قال ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 391) في باب من كره عقد التسبيح: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: كان عبد الله يكره العدد+.
إسناده صحيح رجاله ثقات.
ولا يضره إرسال إبراهيم_وهو النخعي_؛ لأنه جاء عن الأعمش ما يدل على صحتها.
فقد روى الحافظ المزني بسنده عن الأعمش أنه قال:
=قلت لإبراهيم: =أسند لي عن عبد الله بن مسعود؟ فقال إبراهيم:
=إذا حدثتكم عن رجل، عن عبد الله، فهو الذي سمعت، وإذا قلت:
قال عبد الله فهو عن غير واحد، عن عبد الله/تهذيب الكمال (2/ 239).
الرابع: أنه قد نص أهل العلم على أن المنكر في الأذكار هو الاجتماع لها مع الجهر مستدلين بأثر ابن مسعود هذا قال أبو إسحاق الشاطبي_رحمه الله تعالى_ في الاعتصام (1/ 506): =اعلموا أنه حيث قلنا: إن العمل الزائد على المشروع يصير وصفاً لها، أو كالوصف، فإنما يعتبر بأحد أمور ثلاثة: إما بالقصد، وإما بالعادة وإما بالشرع.
أما بالقصد فظاهر، بل هو أصل التشريع في المشروعات بالزيادة أو النقصان، وأما بالعادة، الهجر والاجتماع في الذكر المشهور بين متصوفة الزمان؛ فإن بينه وبين الذكر المشروع بوناً بعيداً؛ إذ هما كالمتضادين عادة، وكالذي حكى ابن وضاح، عن الأعمش، عن بعض أصحابه، قال: =مَرََّ عبد الله برجل يقص في المسجد على أصحابه، وهو يقول: سبحوا عشراً، وهللوا عشراً+ فقال عبد الله: =إنكم لأهدى من أصحاب محمد"أو أضل، بل هذه_يعني (أضل).
وفي رواية عنه أن رجلاً كان يجمع الناس، فيقول: =رحم الله من قال: كذا وكذا مرة: سبحان الله. قال: فيقول القوم. ويقول: =رحم الله من قال: كذا وكذا مرة: الحمد لله. قال: فيقول القوم.
قال: فمَرَّ بهم عبد الله بن مسعود÷فقال لهم:
=هُديتم مما لم يهد نبيكم! وإنكم لتمسكون بذنب ضلالة+اهـ
الحاصل:
أن السلف الصالح جاء عنهم استعمال العد بالحصى والنوى، ولم يصح النهي عنه إذا تقرر هذا، فإن عد التسبيح بالمسابح مثل عده بالحصى والنوى؛ لعدم الفرق بينهما.
والعلم عند الله تعالى.
/ 4/ 1424 هـ
ـ[راشد]ــــــــ[28 - 05 - 04, 09:56 م]ـ
ولكن هنا رأي آخر:
http://www.islamadvice.com/akida/akida12.htm
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[28 - 05 - 04, 10:14 م]ـ
المسألة خلافية فمن أخذ برأي المجيز فله اجتهاده ومن أخذ برأي المانعين فله اجتهاد ما دام أن العلماء السلفيين اختلفوا فيها ولكن لو تفرد العلماء الصوفيين بقولهم فلا يقبل لأنهم أهل بدع
ـ[سالم عدود]ــــــــ[03 - 12 - 07, 01:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[بومصعب الحامد]ــــــــ[03 - 12 - 07, 05:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة " كان يسبح بالحصى ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 47):
موضوع.
رواه أبو القاسم الجرجاني في " تاريخ جرجان " (68) من طريق صالح بن علي
النوفلي: حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي: حدثنا ابن المبارك عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/103)
سفيان الثوري عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.
قلت: و هذا موضوع، آفته القدامي - نسبة إلى قدامة بن مظعون - و هو متهم، قال
الذهبي في " الميزان ": أحد الضعفاء، أتى عن مالك بمصائب.
ثم ذكر بعض مصائبه!
و في " اللسان ": ضعفه ابن عدي و الدارقطني.
و قال ابن حبان: يقلب الأخبار، لعله قلب على مالك أكثر من مائة و خمسين حديثا
، و روى عن إبراهيم بن سعد نسخة أكثرها مقلوب، و قال الحاكم و النقاش: روى
عن مالك أحاديث موضوعة، و قال أبو نعيم: روى المناكير.
قلت: و صالح بن علي النوفلي لم أجد من ترجمه، و هذا الحديث يخالف ما ثبت عن
عبد الله بن عمرو، قال:
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه ".
أخرجه أبو داود (1/ 235) بسند صحيح، و حسنه النووي في " الأذكار " (ص 23)،
و كذا الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " (ق 18/ 1)، و عزاه الأول للنسائي
، و هو عنده (1/ 198) ضمن حديث، و كذلك أخرجه في عمل اليوم و الليلة (819)
، و ثبت عند أبي داود أيضا و غيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر النساء أن
يعقدن بالأنامل و قال: " فإنهن مسؤولات مستنطقات "، و صححه الحاكم و الذهبي.
فهذا هو السنة في عد الذكر المشروع عده، إنما هو باليد، و باليمنى فقط،
فالعد باليسرى أو باليدين معا، أو بالحصى كل ذلك خلاف السنة، و لم يصح في
العد بالحصى فضلا عن السبحة شيء، خلافا لما يفهم من " نيل الأوطار " و " السنن
و المبتدعات " و غيرهما، و قد بسطت القول في ذلك في رسالتنا " الرد على
التعقيب الحثيث "، فليرجع إليها من شاء التوسع في ذلك، و استرواح بعض
المعاصرين إلى الاستدلال بعموم حديث " الأنامل " و غيره غفلة منه، لأنه عموم
لم يجر العمل به، و تجاهل منه لحديث العقدة باليمين، لا يليق بمن كان من أهل
العلم، فتنبه و لا تكن من الغافلين.(32/104)
من أسباب الغلط في مسألة الإيمان
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 - 05 - 04, 11:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
لعل من أسباب الغلط في هذه المسألة هو قصور في فهم عبارة السلف أن: الإيمان قول وعمل
حيث ظن طائفة من أهل زماننا أن معنى ذلك:
هو مجرد أن يسمى العمل إيمانا وأن الإيمان يزيد وينقص وكأن الخلاف الدائر بين السلف مع أصناف المرجئة هو مجرد اصطلاح فالسلف يسمون العمل إيمانا بخلاف المرجئة
ولذا إذا احتدم الصراع بيننا وبين هؤلاء في تكفير تارك العمل وأن الإيمان لا يكون إلا بقول وعمل واستدللنا على ذلك بإجماع السلف على أن الإيمان قول وعمل
قالوا – منسلين من هذا الإجماع السلفي الصريح _:
ونحن كذلك نقول إن الإيمان قول وعمل ثم يذهبون في تقرير ذلك بأنهم يسمون العمل إيماناوأنهم مقرين بأن الإيمان يزيد وينقص وأنهم يباينون بذلك منهج المرجئة
ونحن وإن كنا نقر لهم بهذه المباينة إلا إن هذا على كل تقدير تملص – إن صح التعبير – وانسلال عن خط المواجهة ونقل للخلاف عن محله
ولذا كان من الضروري في هذا المقام تحرير معنى عبارة السلف حتى يخلص الإ ستدلال لصاحبه.
وأن معناها الذي لا يتردد فيه من كانت له أدنى قراءة لمقولات السلف (مجرد قراءة)
أن الإيمان لا يكون إلا بقول وعمل ولا إيمان بدونهما
إذا هنا مقامين:
1 - تحرير هذا الإجماع وهذا لا ينازعون (فلا تتكلف في تقرير ذلك لأن المنازع لا يجادل فيه)
2 - تحرير معنى هذا الإجماع السلفي فإذا أحسنت تقريره فإني لا إخالك إلا منتصرا في الجولة الأولى.
وهذا الكلام يندرج تحت ظابط: فهم كلام السلف.
والله الموفق
وقد حاولت إدراج هذا الموضوع في موضوع الأخ (أبو حاتم) ولكن لم أستطع لأن الموضوع مقفل(32/105)
أهل البرزخ ... ؟
ـ[مهاجرة]ــــــــ[26 - 05 - 04, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت هذه القصة في أحد المنتديات ..
ورد في شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور لجلال الدين السيوطي:
أنه ذكر عن خلف البرقاوي: أن رجلا مات, فأخرج له كفن من بيت الأكفان ,قال: ففضل عن مقداره فقطعت ما فضل, فلماكان الليل, أتاني آت, فقال لي: بخلت على ولي الله بطول الكفن؟ قد رددنا عليك كفنك بكفنين من الجنة. فقمت فزعاً إلى بيت الأكفان , فإذا فيه الكفن مطروح.
لدي بعض التساؤلات حولها والتي أرجو أن يتسع لها صدركم ..
*هل أخطأ خلف البرقاوي بسبب قطعه ما فضل؟
هل لأنه من بيت مال المسلمين أم أن وجه الخطأ كان لشئ آخر؟
*لفظ ولي الله على من يطلق .. وما هو معناه اللفظي؟
وجزاكم الله خيراً ونفعنا بعلمكم ..
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[28 - 05 - 04, 07:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحممة الله وبركاته
أختي الكريمة السيوطي ملأ عددا من كتبه بالخرافات والخزعبلات فينبغي للمسلم الحذر من مؤلفات السيوطي إلا ما زكاه العلماء السلفيين ومثل هذه القصص لاينبغي أن يهتم بها المسلم كثيرا فعنده القرآن والسنة الصحيحة وأقوال الصحابة وأئمة الهدى تكفيه وفيه الخير والبركة أما هذه الحكايات فيبتعد عنها المسلم وكتاب السيوطي شرح الصدور ملأه بالأحاديث الموضوعة والحكايات النكرة فينبغي الحذر منه
ولذلك العلماء يحذرون من الصوفية لأنهم يبتدعون بدعا كثيرة ويتركون السنن ويركزون على البدع وهذا من غواية الشيطان وتلبيسه على الصوفية المبتدعة فتجدهم يتركون أمورا مهمة من الدين ويذهبون يحتفلون بالمولد والبدع والخرافات والإسراء والمعراج فهذا من استدراج الشيطان لهم فتجد الرجل يحلق لحيته وقد يتهاون في الصلاة وووو ثم يذهب ويعظم المولد ويحتفل به فالشيطان مبسوط من الصوفية وخرافاتهم وتجدهم ينشغلون بالقصص والخرافات ويتركون القرآن والأحاديث ويستدرجهم الشيطان بقول فلان وعلان.
ـ[مهاجرة]ــــــــ[28 - 05 - 04, 05:08 م]ـ
أجزل الله لكم المثوبة ورفع قدركم في الدنيا والآخرة ..
نعلم أن في أسئلتنا كثير من جهل ولكننا آثرنا سؤالكم لا سؤال غيركم حتى لا يوقعونا في الأخطاء كما أوقعونا بادئ الأمر ..
فاحتملوا بارك الله بكم أسئلتنا وأفيدونا بعلمكم ولكم الأجر بإذن الله تعالى ..(32/106)
هل ثبتت صحبة هؤلاء .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[27 - 05 - 04, 11:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ادعى بعض الأباضية
أن عدداً من أصحاب رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
كانوا مع أسلافهم أهل النهروان
وهذا نص مانقله الأباضي عن شيوخه:
1 - عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي:
مختلف في صحبته والأكثر على أنه صحابي
وقيل استعمله علي على خراسان
واستظهر الذهبي أنه عاش إلى سنة نيف وسبعين من الهجرة:
ابن الأثير (الكامل) جـ3 ص 374
الذهبي (السير) جـ3 ص201،202
ابن حجر (الإصابة) جـ4 ص 282،283
2 - - زيد بن حصن (أو حصين) الطائي:
ذكره عدد من المؤرخين ضمن أهل النهروان
ابن غيلان (السير) ورقة161ب (مخطوط)
أبو المؤثر (السير) جـ2 ص313
البلاذري (الأنساب) جـ3 ص147
الطبري (التاريخ) جـ3 ص101، 102، 115، 117، 121، 122، 148 الشماخي (السير) جـ1 ص51، 53.
وعده كل من أبي المؤثر والبرّادي من الصحابة
أبو المؤثر (السير) جـ2 ص313/ البرّادي (الجواهر) ص118
كما أورده ابن حجر في القسم الأول
من أقسام كتابه "الإصابة" اعتماداً على ما ذكره الهيثم بن عدي من أنه كان عامل عمر بن الخطاب على حدود الكوفة
في (الإصابة) جـ2 ص603.
فقد قسم ابن حجر العسقلاني الذين ذكرهم في
"الإصابة في معرفة الصحابة" أربعة أقسام:
الأول: من وردت صحبته أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان.
الثاني: من ولد على عهده صلى الله عليه وسلم وهو دون سن التمييز.
الثالث: من أدرك الجاهلية والإسلام ولم يرد أنه لقي النبي عليه الصلاة والسلام، وهؤلاء ليسوا من الصحابة باتفاق.
الرابع: من ذكر في الصحابة على طريق الوهم والغلط.
وقد ذكر ذلك أيضاً ابن حبان في "الثقات"
في جـ2ص295
والبرّادي في (الجواهر) ص 129
و قال ابن حجر:
"وقد قدَّمْتُ غيرمرة أنهم كانوا لا يؤمّرون في ذلك الزمان إلا الصحابة"
في (الإصابة) جـ2 ص603
فهل ثبتت صحبتهما
وهل ثبتت مشاركتهما لأهل النهروان أصلاً .. ؟
وهل ثبتت صحبة عبد الرحمن بن عديس البلوي
وعمرو بن الحمق الخزاعي
جزاكم الله خيراً كثيراً ولا حرمنا فوائدكم- آمين-
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 05 - 04, 08:54 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
عبدالرحمن بن أبزي صحبته ثابة رضي الله عنه، ولكن لم يثبت عنه المشاركة يوم النهروان كما زعم هذا الأباضي، بل بالعكس كان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد ذكره الشيعة في رجالهم
ومن طريقة الإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة أن يرد مثلا على الشيعة بكلام النواصب ونحو ذلك، فيقال له أن عبدالرحمن بن أبزي كان مع علي بن أبي طالب في صفين، وقد ذكره الشيعي المعاصر محمد بن جعفر الطبسي في كتابه رجال الشيعة في أسانيد السنة ص 321، وكذلك ذكر أولاده سعيد وعبدالله في رجال الشيعة، ونقل ابن الأثير في الكامل أن عليا رضي الله عنه استعمله على خراسان
وقد جاء في الأخبار الطوال للدينوري ص 298
أن المختار أتهمه بأنه كان مع قتلة الحسين ولم يثبت ذلك.
فقول هذا الإباضي أن عبدالرحمن بن أبزى كان مع أهل النهروان كذبة صلعاء. وهذه المراجع التي ذكرها ليس فيها أي شي مما زعمه الأباضي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 05 - 04, 09:37 ص]ـ
وأما زيد بن حصن الطائي فهو صحابي
ولكن الذي ذكر أنه مع الخوارج هو زيد بن حصين وليس هو زيد بن حصن وإن كان قد تصحف في بعض المراجع، والذي ذكره ابن حجر في الإصابة وغيره هو زيد بن حصن الطائي ولم يذكروا زيد بن حصين.
ولم يذكروا في ترجمة زيد بن حصن الطائي أنه كان مع أهل النهروان، وإنما ذكروا ذلك عن زيد بن حصين الطائي وليس هو الأول.
فهذا تدليس من هذا الإباضي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 05 - 04, 10:01 ص]ـ
و صحبة عبد الرحمن بن عديس البلوي رضي الله عنه ثابتة (طبقات ابن سعد (7/ 509) والآحاد والمثاني (2/ 472 - 473).
وعمرو بن الحمق كذلك له صحبة كما في الجرح والتعديل (6/ 225) وغيره.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 05 - 04, 10:05 ص]ـ
أخي الفاضل
إعلم أن بعض الصحابة قد ساءت سيرتهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم. لكن هؤلاء لا يتجاوزون أصابع اليد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/107)
منهم معقل بن سنان الأشجعي وعبد الرحمن بن ملجم وحرقوص بن زهير العنبري هو ذو الخويصرة التميمي. وإن قلنا بتكفير الخوارج -وهو القول الراجح إن شاء الله- يسقط الأخيرين من جماعة الصحابة.
ثم إن عامة هؤلاء (على قلتهم) كانت لهم حسنات وفضائل تكفر ما بدر منهم إن شاء الله. فبسر بن أرطأة مثلاً، على الرغم مما فعل وما قاله فيه الدارقطني وابن معين، فقد كانت له فتوحات عظيمة وجهاداً مبروراً. فلعل الله يمحي له سيئاته بتلك الحسنات.
أعود لأجيب سؤالك:
عمرو بن الحمق بن الكاهن الخزاعي: لم يأت أنه فيمن دخل على عثمان إلا من طريق الواقدي الكذاب. وقد أرسلوا رأسه إلى معاوية لأنه كان من أصحاب حجر بن عدي، وليس لأنه من قتلة عثمان. ولا يثبت أنه من أصحاب الشجرة.
عبد الرحمن بن عديس البلوي: له صحبة ولم يثب أنه من أصحاب الشجرة، إنما أتى ذلك الخبر عن ابن لهيعة وهو شديد الضعف. وخبر كونه من قتلة عثمان إنما جاء من طريق الواقدي. وزعم ابن ماكولا أن الدارقطني قد نقل ذلك، لكنه لم يذكر الإسناد. فلعل المرجع هو الواقدي.
يقول الشيخ سعد الحميد:
ليس المراد بعدالة الصحابة – رضي الله عنهم – عصمتهم من الخطأ والنسيان والذنوب والعصيان، فالعصمة لم تثبت لأحد بعد الأنبياء –
عليهم الصلاة والسلام، وإنما المراد بعدالتهم – رضي الله عنهم – براءتهم من النفاق، وصدق محبتهم لله ورسوله، وأنهم لا يتعمدون الكذب
على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة) (1/ 306 - 307): "الصحابة يقع من أحدهم هنات، ولهم ذنوب، وليسوا معصومين، لكنهم لا
يتعمدون الكذب، ولم يتعمد أحد الكذب على النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا هتك الله ستره" ا. هـ، والدليل على ذلك: ما جاء في (صحيح
البخاري (6780) في قصة الرجل الذي جيء به عدة مرات وهو يشرب الخمر ويجلد، فلما لعنه أحد الصحابة نهاه النبي – صلى الله عليه
وسلم-، وقال: "لا تلعنوه، فو الله ما علمت إنه يحب الله ورسوله ".
وقصة حاطب بن أبي بلتعة – وهي مخرجة في الصحيحين [البخاري (4890) ومسلم (2494)] – معروفة، فإنه اتهم بالتجسس على المسلمين، ومع
ذلك نفى عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – الكفر، وقال: "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت
لكم".
(6) المتتبع لسيرة الصحابة – رضي الله عنهم – يجد أن من نُقل عنه اقترافه شيئاً من الآثام قلة قليلة، وبعض هذه القلة لا يثبت عنه ذلك،
ومن ثبت عنه اعتُذر عنه ببعض الأعذار التي لو أعرضنا عنها وافترضنا ثبوت ذلك عنه لما كان له أثر في أصل القضية التي نتحدث عنها؛ لأن
القصد حماية جناب السنة بحماية جناب نقلتها وحامليها، ومن نظر بعين الإنصاف وجد حَمَلَةَ السنة من الصحابة – رضي الله عنهم – لم يرد
عنهم شيء مما ذُكر، وإنما ورد ذلك عن أناس اختلف في صحبتهم كالوليد بن عقبة، ومع ذلك فليس لهم رواية - بحمد الله -، وأعني بذلك بعد
وفاته – صلى الله عليه وسلم –، وأما حال حياته فقد كانت تقع من بعضهم تلك الأمور لمصلحة التشريع كما لا يخفى.
يقول الألوسي – رحمه الله – في (الأجوبة العراقية) (ص 23 - 24): "ليس مرادنا من كون الصحابة – رضي الله عنهم – جميعهم عدولاً: أنهم لم
يصدر عن واحد منهم مفسَّق أصلاً، ولا ارتكب ذنباً قط، فإن دون إثبات ذلك خرط القتاد، فقد كانت تصدر منهم الهفوات .... " إلى أن قال: " ثم
إن مما تجدر الإشارة إليه، وأن يكون الإنسان على علم منه: هو أن الذين قارفوا إثماً من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ثم
حُدّوا هم قلة نادرة جداً، لا ينبغي أن يُغَلَّب شأنهم وحالهم على الألوف المؤلفة من الصحابة – رضي الله عنهم – الذين ثبتوا على الجادة
والصراط المستقيم، وحفظهم الله – تبارك وتعالى – من المآثم والمعاصي، ما كبُر منها وما صغر، وما ظهر منها وما بطن، والتاريخ الصادق
أكبر شاهد على هذا ".
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[30 - 05 - 04, 06:37 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء وأوفره
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 10:23 ص]ـ
الصحابة كلهم عدول على مذهب أهل السنة والجماعة، والأولى السكوت وقفل هذا الباب سدا للذرائع.
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[13 - 02 - 08, 07:29 م]ـ
الكلام فيهم بعلم غير الكلام فيهم بجهل وسب وانتقاص.
والحديث عنهم على أصول أهل السنة والجماعة من كتب اهل السنة لا إشكال فيه.
وانظر كلام شيخ الاسلام وابن حجر وابن الوزير وغيرهم كثير.
ومن المؤرخين ابن كثير في البداية والنهاية.
ثم إنه فيه فرق بين ما ذكره الإخوة وبين ما ذكرته لأن:
أهل السنة يمسكون عما شجر بين الصحابة - رضي الله عنهم - من نزاع وقتال من بعد مقتل عثمان - رضي الله عنه -
ومسألتنا في الرواية وليست فيما شجر.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/108)
ـ[أبو عبدالله بن محمد]ــــــــ[13 - 02 - 08, 09:04 م]ـ
فوائد تستحق كل واحدة منها رحلة إلى الصين؛ جزاكم الله خيرًا.(32/109)
سؤال عن أحاديث بلوغ المرام
ـ[ع. ع]ــــــــ[27 - 05 - 04, 12:00 م]ـ
السلام عليكم
هل كل أحاديث بلوغ المرار يصح الاستدلال بها، وفي مرتبة الصحيح والحسن (عند ابن حجر)؟ الا ما ذكر انه ضعيف؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الشهري]ــــــــ[29 - 05 - 04, 08:05 ص]ـ
أخي الكريم قبل أن تدرس كتاب ينبغي أن تسأل عن منهج مؤلفه وتقرأ مقدمته وتسأل من لديه فهم جيد بطريقة المصنف، كتاب البلوغ كل من درسه وقرأ شرحه علم أنه يحوي الصحيح والضعيف بل بعض الضعيف جدا، بل أشار للعلل مثل أن يذكر أن فلانا صححه وأعله أبو حاتم بالإرسال، وصحح الدارقطني وقفه، وهكذا، ولم يقصد ابن حجر تأليف كتاب يحوي الصحيح فقط كما هو الحال في العمدة للمقدسي، بل أراد أن يذكر مجمل ما احتج به الفقهاء، وهذا فيه فوائد فأنت بذلك تعرف مدى قوة حجة كل عالم، وتلاحظ أن ابن حجر يورد الحديث الصحيح وبعده حديث ضعيف ربما يخالفه، ثم يأتي الصنعاني أحيانا فيشرح الحديث الصحيح ويذكر من قال به من الفقهاء، ثم يأتي للضعيف ويشرحه ويقول وهذا دليل من ذهب إلى كذا وكذا، وما ذهبوا إليه لا تقوم به حجة. وهكذا وهناك أمثلة عديدة لكن هذا ما أحببت ذكره على وجه السرعة. فمن رام الفقه ومعظم أحكامه فعليه بهذا الكتاب بشرط أن يدرسه على فقيه، كما ينصح طالب العلم المتقدم قليلا بالاستفادة من المحرر لابن عبدالهادي مع البلوغ لذكره للعلل الوارده في الأحاديث لأن ابن حجر رحمه الله يختصر كلام ابن عبدالهادي(32/110)
عدد المسائل في كتب الحنابلة الفقهية
ـ[عبدالله الزيادي]ــــــــ[27 - 05 - 04, 04:58 م]ـ
ما هو أكثر كتاب فقهي فيه مسائل عند الحنابلة؟ مع ذكر الترتيب ..
زاد المستقنع فيه 3000 مسالة بالمنطوق كذا في المدخل المفصل ومثلها بالمفهوم والإيماء فماذا عن الفروع والمغني؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[27 - 05 - 04, 07:52 م]ـ
الأخ: الزيادي:
إن كنت تريد كثرة المسائل فعليك بالإقناع وقواعد ابن رجب ففيهما ماليس في غيرهما(32/111)
دروس المساجد
ـ[أبو عبدالله النيسابوري]ــــــــ[27 - 05 - 04, 05:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الاخوة طلبة العلم الأفاضل ...
بمناسبة إنتقالي للمنزل الجديد وفي منطقة جديدة، فإنني ألتمس مساعدتكم في إيضاح وبيان الطرق العلمية العملية في بداية الدروس التي تلقى على العامة، والطرق المناسبة لهم، والكتب المناسبة لمستوياتهم، وخاصة والحمد لله أن إمام المسجد إمام سلفي ملتزم نحسبه والله حسيبه، وأنا في إنتظار آرائكم.
والسلام عليكم ورحمة الله(32/112)
أريد ترجمة للكرماني شارح البخاري
ـ[الألمعي]ــــــــ[27 - 05 - 04, 11:05 م]ـ
أحسن الله إليكم أحبتي
هل من ترجمة للكرماني شارح البخاري، وخاصة مذهبه العقدي وكذالك الفقهي
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 05 - 04, 02:36 ص]ـ
في هذا الملف الصوتي للشيخ عبدالكريم الخضير معلومات مفيدة حول الكرماني وشرحه للبخاري
ـ[الألمعي]ــــــــ[28 - 05 - 04, 04:08 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن ونفع بك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 05 - 04, 02:37 م]ـ
وجزاك خيرا وبارك فيك
وهذه ترجمته من الأعلام للزركلي ج 7 ص 153:
(717 - 786 ه = 1317 - 1384 م)
محمد بن يوسف بن على بن سعيد، شمس الدين الكرماني: عالم بالحديث. أصله من كرمان. اشتهر في بغداد، قال ابن حجي: تصدى لنشر العلم ببغداد ثلاثين سنة. وأقام مدة بمكة. وفيها فرغ من تأليف كتابه (الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري - ط) خمسة وعشرون جزءا صغيرا،
قال ابن قاضى شهبة: فيه أوهام وتكرار كثير ولا سيما في ضبط أسماء الرواة.
وله (ضمائر القرآن - خ) و (النقود والردود في الاصول - خ) مختصره، و (شرح لمختصر ابن الحاجب) سماه (السبعة السيارة) لانه جمع فيه سبعة شروح. و (أنموذج الكشاف - خ) تعليق عليه. في مجموعة بالبلدية (ن 1956 - د) ومات راجعا من الحج في طريقه إلى بغداد، ودفن فيها (1).
هامش
(1) الدرر الكامنة 4: 310 وبغية الوعاة 120 ومفتاح السعادة 1: 170 ثم 2: 18 والازهرية 1: 545 والعبدلية 186 و 410 Princeton والتيمورية 2: 216 ثم 3: 256 والكتبخانة 1: 390 و 211: 2. Brock . S والصادقية، الرابع من الزيتونة 38 (مختصر النقود والردود) والبلدية: تفسير 39.
-------------------
وهذه ترجمته من معجم المؤلفين لعمر كحالة ج 12 ص 129:
محمد الكرماني (717 - 786 ه) (1317 - 1384 م) محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرماني، ثم البغدادي (شمس الدين) فقيه، اصولي، محدث، مفسر، متكلم، نحوي، بياني. ولد في 16 جمادى الآخرة وتوفي بطريق الحج في 16 المحرم، فنقل إلى بغداد. من تصانيفه: شرح الفوائد الغياثية في المعاني والبيان وسماه تحقيق الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، حاشية على انوار التنزيل للبيضاوي في التفسير في اربع مجلدات، رسالة في مسألة الكحل، وشرح المواقف للايجي في علم الكلام.
(خ) فهرس مخطوطات الظاهرية (ط) السيوطي: بغية الوعاة 120، 121، حاجي خليفة: كشف الظنون 37، 546، 1299، 1662، 1891، ابن حجر: الدرر الكامنة 4: 310، 311، طاش كبري: مفتاح السعادة 1: 170، 171، 2: 18، 19، الشوكاني: البدر الطالع 2: 292، كتبخانه جامع شريف ايوب 6، 7، فهرست الخديوية 1: 390 - 392، سيد: فهرس المخطوطات المصورة 1: 93، نور عثمانيه كتبخانه 51، 52، البغدادي: هدية العارفين 2: 172 Les manuscrils arabes de I ' Escurial 212 , 211 : 3 : 98 , Brockelmann : s , II
ـ[الألمعي]ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرا ولا عدم الملتقى أمثالك ياشيخ عبد الرحمن
ـ[ rehalelislam] ــــــــ[15 - 02 - 05, 12:54 ص]ـ
إلى الشيخ عبد الرحمن, أقول بصدق: وفققَ الله وزاد من أمثالك.(32/113)
حلقات مفقودة في التاريخ الإسلامي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 05 - 04, 11:08 م]ـ
لعل من المواضيع التي قل أن أجد من تعرض لها من المؤرخين هي أحوال الشعوب بعد الفتح. فلا تجد أرقاماً ولا إحصائيات بل حتى الأخبار قليلة جداً.
فالعراق منذ تاريخه القديم هو خليط لشعوب متعددة. وعند الفتح الإسلامي كان العراق مركز الدولة الفارسية، وفيه عاصمتهم المدائن. فمن البديهي أن يكون غالبية سكانه من الفرس أو من المتكلمين بلغتهم. مع أن عدة قبائل عربية هاجرت إلى أطراف العراق في البصرة والكوفة (وكلاهما على ضفة الفرات من جهة البادية)، فهذا لا ينف أن سكان بقية المدن ما يزالون على حالهم. وقد بقيت الأراضي الزراعية بأيدي سكانها الأصليين.
فما هي حالهم؟ ومتى أسلم هؤلاء؟ ومتى تعلموا العربية وكيف؟ وهل حدثت محاولات لترجمة القرآن الكريم إلى لغاتهم؟ وكيف كانوا يتخاطبون مع العرب؟ وكيف يفهمون الخطب المشهورة؟ وما مدى إسهامهم في الأحداث التي جرت؟
فمت تأمل ذلك العصر لوجد أن عامة الوظائف الحكومية في أيام الخلفاء الراشدين والأمويين كانت بيد العرب. وذكر الأعاجم قليل جداً. إلا في أمور محدودة كموظفين في الدواوين وغير ذلك، لكنهم تبع للعرب. ولم يظهر هؤلاء إلا في أيام العباسيين الذين أذلوا العرب.
وماذا عن مشاركاتهم في الحروب والفتن التي كانت تحصل؟ هل شارك أعاجم العراق في حروب علي مثلاً، أم أن المشاركة كانت حكراً على قبائل العرب التي استوطنت منطقة الكوفة؟
ويأتي لهم ذكر في ثورة المختار حيث يقال أن غالب جيشه كان يتكلم الفارسية، مع أن أسماء قادته المعروفين كانوا عرباً. فهذا يدل على وجود مؤثر لهم في الدولة. لكنهم كانوا من فئة الموالي، أي كل واحد يكون مولى لقبيلة عربية. وهذا يثير العجب مع علمنا بحقد الفرس على العرب. فلماذا كانوا يجعلون أنفسهم موالياً؟!
أما الخوارج فالذي يظهر أنهم كانوا عرباً أقحاحاً، والله أعلم. إلا في المغرب فقد كانوا بربراً.
والحال في الشام يختلف، إذ لم يستوطنها العرب إلا القليل منهم من بني كلب ومن بني قيس وقليل غيرهم. وبقيت بيد سكانها الآراميين، وهؤلاء -وإن كانت أصولهم عربية من الجزيرة- فلغتهم هي السريانية. وهم عمدة جيش معاوية، بل عمدة الفتوح الإسلامية في العهد الأموي. وبقي لهم تأثير كذلك في حرب البيزنطينيين أيام العباسيين.
فماذا عن هؤلاء؟ متى أسلموا بهذه السرعة؟ ومتى تعلموا العربية؟ وكيف تعلموها بهذه السرعة مع قلة المستوطنين العرب؟ وهل قاموا بتغيير أسمائهم الآرامية إلى العربية كذلك؟ وهذا حدث هذا في المدن فحسب، أم أنه يشمل القرى كذلك. إذ بقيت الكثير من القرى النصرانية تتكلم الآرامية حتى عهد متأخر جداً. وما يزال بعض النصارى في سوريا والعراق يتكلمون السريانية والآشورية (وهي لهجة سريانية كذلك).
أما في مصر فقد كان فيها حوالي سبعة ملايين قبطي، واستوطنها حوالي أربعة آلاف عربي فقط. فمتى تعلم سكانها العربية؟! إذ يقال أن القبطية بقيت لغة الفلاحين المصريين في عهد الليث بن سعد. يعني بعد انتشار الإسلام فيهم. فمتى فشت العربية وكيف؟ وهل ظهرت كتب دينية مثلا باللغة القبطية؟
ثم لماذا ظهرت العربية في العراق والشام ومصر والمغرب والأندلس، ولم تظهر في السند وفارس وأرمينيا وما وراء النهر وغير ذلك؟ مع تكلم الطبقة المثقفة هناك العربية. بل وجود العلماء في فارس وما وراء النهر أكثر بكثير من علماء المغرب. فهذا من الأمور التي قل أن نجد من تعرض لها، والله أعلم.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[29 - 05 - 04, 04:31 ص]ـ
سبب فقد هذه الحلقات عدم اهتمام المؤرخين عموماً مسلمين وغير في تلك العصور بحالة المجتمع ودينه وثقافته و عمارته وغير ذلك، بل اقتصروا على الوقائع الحربية وانتقال السلطة وما إلى ذلك.
بالنسبة لزمن انتشار الإسلام في الشعوب بعد الفتح فأحيلك على كتاب تاريخ البشرية لأرنولد توينبي، وإن كان ذلك لا يفيدك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 05 - 04, 09:54 ص]ـ
وحول تاريخ العراق و تأثرهم بالتيار العربي الإسلامي في هذه الفترة ينظر
التاريخ العربي والمؤرّخون لشاكر مصطفى (1/ 169 - 201) مع التنبه لبعض الأمور التي ذكرها.
وكذلك تكلم عن الشام وغيرها.(32/114)
للمهتمين برواية الكوسج عن أحمد وابن راهوية
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - 05 - 04, 01:45 ص]ـ
أطرح هذا الاقتراح للمهتمين برواية الكوسج عن أحمد وابن راهوية والتي طبعت طبعتين، إحداهما في عشر مجلدات (عن الجامعة الإسلامية) والأخرى في مجلدين (عن دار هجر ـ إن لم أهم ـ).
وخلاصة الاقتراح يتمثل في: أن ينشط أحد الإخوة لكتابة رؤوس المسائل التي اختلف فيها قول أحمد وإسحاق، فإن الملاحظ أن جمهور هذه المسائل مما وقع الاتفاق فيه بين الإمامين.
وفائدة هذا:
1 ـ حصر عدد المسائل التي اختلف فيها قول الإمامين.
2 ـ يمكن من خلال ذلك استنباط السبب الذي جعل الإمامين يختلفان، هل هو عائد إلى الدليل أو الاستدلال؟ .
وقد تظهر فوائد أخرى ... فمن لهذا الأمر؟ إذ لو كان عندي وقت ما ترددت في ذلك، لما أرجوه من فوائد وعوائد.(32/115)
هل من مشمِّرْ يقول لي ما قال الطناحي في المعلمي، وفي أي كتاب هو؟
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[28 - 05 - 04, 01:51 ص]ـ
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأتم ترجمة الشيخ المعلمي اليماني رحمه الله؟
لكن هل قرأتم قول الشيخ محمود الطناحي عنه؟
فهيا يا مشمِّرْ قل لي ما قال الطناحي في المعلمي، وفي أي كتاب هو؟
والسلام
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[29 - 05 - 04, 02:18 م]ـ
بحثت فلم أجد سوى هذا
((الأنساب (). لأبي سعد السمعاني – عبد الكريم بن محمد بن منصور (562هـ)))
((طبع أول مرة، مصوراً بالزنكوغراف، عن المخطوطة – في مجلد ضخم – دون تحقيق أو فهرسة. على نفقة لجنة جب التذكارية – ليدان 1912م. ثم أصدرته دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن – الهند - أحسن الله إلى القائمين عليها – في (13) جزءاً بدءاً من سنة 1382هـ - 1962م. وانتهاء بسنة 1402هـ - 1982م. والأجزاء الستة الأولى، بتحقيق العلامة المرضى عنه إن شاء الله، عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، المتوفى عام 1386هـ بمكة البلد الأمين))
من كتاب
الموجز
في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات
وتعريفات العلوم
والله أعلم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 05 - 04, 03:34 م]ـ
رد سلام وإبلاغ سلام وجواب سؤال
الأخ يحي القطان: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
وبارك الله فيك لما أدخلته علينا من السرور في استفتاحيتك الشيقة، وأسأل الله لي ولك مثل ما رؤى للقطان في المنام، وإنما تأخر سلامي لشدة رغبتي في نيل مرادك من معرفة أخبار من تسأل عنه من أحبابك، وفعلا كان لي بعض الأحباب حيث يقطن مححق معجم الصحابة، وبالسؤال تبين أنه في أحسن حال، ولا ينقصه إلا رؤية أحبابه، في أيام غيابه، فإن كان لك سلام خاص ترسله إليه، فحيهلا مع أمارة دالة عليه.
وأما جواب السؤال: فالذي يغلب على الظن أن السيد الطناحي ذكر الشيخ المعلمي في كتابه (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي) ص 203عند الكلام على دائرة المعارف العثمانية ومما قال فيه: (والقائمون علي تصحيح الكتب في هذه الدائرة، يعملون في إخلاص واحتساب وصمت. ومن اشهرهم وأعلاهم قدرا الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ........... ).
أرجو أن أكون قد أصبت الجواب، كما وفقت في نقل سلام الأحباب، وليست هذه رشوة لتقديم جوابي، علي ما يأتي من أجوبة أحبابي.
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[30 - 05 - 04, 02:11 ص]ـ
الأخ الفاضل: عدو المشركين بارك الله فيك، وأثابك على عداوتك لهم، وأحسن الله إليك لاختيارك هذا الاسم الدال على حسن عقيدة الولاء والبراء لديك أثابك الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك لبحثك، وقد أفدنا بفائدة أخرى من كلام الشيخ الطناحي رحمه الله على الشيخ المعلمي اليماني رحمه الله.
والمراد ما ذكره أخوك الفهمُ الصحيح.
أخي الفهم الصحيح: أثابك الله لما ذكرتَه، وأشكرك لما أوليتَه لي من مِنَّة ولن أنساها لك، والله يكافئك بها ويجزيك الخير لدلالتي على أخي وصديقي الحبيب محقق معجم الصحابة لابن قانع رحمه الله طبعة الغرباء الأثرية.
وأبلغه خالص سلامي، وطالبه بالاتصال بيحيى القطان على الخاص لي.
وأمارةُ ذلك: سيعرفها مني إن خاطبني على الخاص على الياهو بالرسائل الفورية، وأشير لك لبعضها، فقل له: لا يذكرني إذا ذكرني وأنا الذي طلبتَ منه أن يكتب لك رسالة بإسلوبه إلى الشيخ ابن باز رحمه الله لدخول الجامعة الإسلامية، وذهب معك إلى شيخ آخر تغديتما معًا عنده كتب لك تزكية للشيخ محفوظ الرحمن رحمه الله للتوسط لك فيما تعلمه.
أما وقد عرفتني أخي الحبيب فلا تذكر اسمي قط.
ودعني أنا يحيى القطان على الدوام.
أما كلام الشيخ الطناحي رحمه الله محل البحث: فقد أفلحتَ أخي الفهم الصحيح رحمك الله في الوقوف على مرادي حقًّا، وسأدع لك شرف نقل القصة والكلام بكامله لإخوانك، لعدم شهرته في ترجمة الشيخ المعلمي رحمه الله مع نفاسته ودلالته على تواضع المعلمي البديع إلى حد أن يخفى أمره على الطناحي الخبير بالناس، فلا يفرق إن كان المعلمي لتواضعه هو الذي سقاه أم لا؟
أدع لك شرف نقل القصة بكاملها.
وليتَ بعض الأفاضل يتبرع بنشر هذا الكتاب الذي نقلتَ منه القصة على الملتقى هنا لنفاسته، ومسيس حاجة الناس إليه.
وأنا في انتظار ردكم على الخاص بأسرع ما يمكن لكم ولأخي محقق معجم الصحابة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[30 - 05 - 04, 01:43 م]ـ
من تواضع الشيخ عبد الرحمن المعلّمي (رحمه الله).
ترجم الأستاذ محمود الطناحي في كتابه – مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي- للشيخ عبد الرحمن المعلمي، ثم ختم هذه الترجمة بهذه القصة قائلا ص 205: (وكان الشيخ المعلمي- فيما وصف لنا- متواضعا، رقيق الحال، حدثني الأستاذ فؤاد السيد، أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية، - رحمه الله- قال: كنت في أثناء الحج أتردد على مكتبة الحرم المكي، لرؤية المخطوطات، وزيارة مدير المكتبة المرحوم الشيخ سليمان الصنيع، وكان بين الحين والآخر يأتي إلينا رجل رقيق الحال، يسقينا ماء زمزم. وبعد يومين طلبت من الشيخ الصنيع رؤية الشيخ عبد الرحمن المعلمي، فقال: ألم تره بعد؟ أليس يسقيك كل يوم من ماء زمزم؟ يقول الأستاذ فؤاد: فتعجبت من تواضعه ورقة حاله مع ما أعرفه من علمه الواسع الغزير).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/116)
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[30 - 05 - 04, 03:57 م]ـ
الأخ الفاضل الفهم الصحيح زادك الله فهما وصحةً وبارك فيك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على استجابتك لطلبي لنفع إخوانك بمثل هذه الفائدة، ثم أرجو الله عز وجل أن يتبرع بعض الأخوة الكرام بوضع كتاب الشيخ الطناحي رحمه الله كله على المتقى لنفاسته.
وأما الشيخ المعلمي: فالله يرحمه ويسبغ عليه من رحمته وينفع بما تركه من علم.
وهكذا كانوا قديمًا ... فكن أنتَ بارك الله فيك.
وأما اليوم فابن العشرين منتفخٌ بمسألتين .. وابن الخمسين تائهٌ بين جوابين .... فإذا تهافتت دور النشر على أحدٍ لم تقدر على كلامه حتى يدخل الجمل في سم الخياط، وشيوخنا في شغلٍ بالردود وفرد العضلات. إلا من رحم الله من أفاضل الطلبة والشيوخ الكرام الذين لا تخل منهم أمتنا المباركة أبدًا فاللهم بارك لنا فيهم، وانفعنا بهم ويسر لهم ولنا وللمسلمين أجمعين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم أين يا أخي طلبي الآخر؟ أرجو لو أرسلتَ لي تفاصيل ما جرى على الخاص، ولك وافر شكري وامتناني.
بارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(32/117)
موقعان لكثير من الكتب الشرعية.
ـ[الظافر]ــــــــ[28 - 05 - 04, 02:02 ص]ـ
هذان موقعان جُمع فيهما عدد كبير من الكتب، فلكل حريص على الكتب الشرعية أهدي هذين العنوانين جزى الله القائمين على هذين المواقعين خير الجزاء:
الموقع الأول: أم الكتاب.
http://www.omelketab.net/
الموقع الثاني: المكتبة.
http://www.almaktba.com/
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 05 - 04, 05:40 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم فعلا المواقع طيبة جدا(32/118)
مطلوب بشكل عاجل .. مرويات جعفر بن محمد
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[28 - 05 - 04, 02:14 ص]ـ
السلام عليكم
سؤال
كم عدد روايات جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
المعروف بجعفر الصادق في البخاري ومسلم؟
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[28 - 05 - 04, 08:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
البخاري لم يخرج له في الصحيح وإنما أخرج له في الأدب المفرد ومسلم أخرج له حديث جابر في الحج الطويل
ـ[خالد بن أحمد]ــــــــ[28 - 05 - 04, 10:23 ص]ـ
ترجمته:
ــ جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى الهاشمى، أبو عبد الله المدنى الصادق
ـ
المولد: 80 هـ (قيل ذلك)
الطبقة: 6: من الذين عاصروا صغار التابعين
الوفاة: 148 هـ
روى له: بخ م د ت س ق
مرتبته عند ابن حجر: صدوق فقيه إمام
مرتبته عند الذهبي: قال القطان: فى نفسى منه شىء، و قال ابن معين: ثقة، و قال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه منه
أقوال العلماء: قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(بخ م د ت س ق): جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب القرشى
الهاشنى أبو عبد الله المدنى الصادق. و أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى
بكر الصديق، و أمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، و لذلك كان يقول
: ولدنى أبو بكر مرتين. اهـ.
و قال المزى:
قال أبو بكر بن أبى خيثمة، عن مصعب بن عبد الله الزبيرى: سمعت الدراوردى يقول
: لم يرو مالك عن جعفر حتى ظهر أمر بنى العباس.
قال مصعب: كان مالك لا يروى عن جعفر بن محمد حتى يضمه إلى آخر من أولئك
الرفعاء ثم يجعله بعده.
و قال صالح بن أحمد بن حنبل، عن على ابن المدينى: سئل يحيى بن سعيد عن جعفر
ابن محمد فقال: فى نفسى منه شىء، قلت: فمجالد؟ قال: مجالد أحب إلى منه.
و قال فى موضع آخر: أملى على جعفر بن محمد الحديث الطويل ـ يعنى حديث جابر فى
الحج ـ.
و قال محمد بن يزيد المستملى، عن إسحاق بن حكيم: قال يحيى القطان، و ذكر
جعفر بن محمد، فقال: ما كان كذوبا.
و قال محمد بن عمرو بن نافع: حدثنا سعيد بن الحكم بن أبى مريم، عن أبى بكر بن
عياش، أنه قيل له: مالك لم تسمع من جعفر بن محمد، و قد أدركته؟ فقال:
سألناه عما يتحدث به من الأحاديث إننى سمعته، قال: لا، و لكنها رواية
رويناها عن آبائنا.
و قال أحمد بن سلمة النيسابورى، عن إسحاق بن راهويه، قلت للشافعى: كيف جعفر
ابن محمد عندك؟ فقال: ثقة ـ فى مناظرة جرت بينهما ـ.
و قال عباس الدورى، و عثمان بن سعيد الدارمى، و أبو بكر بن أبى خيثمة،
و أحمد بن سعد بن أبى مريم، عن يحيى بن معين: ثقة.
زاد عباس: مأمون.
و زاد ابن أبى مريم، عن يحيى، قال: كنت لا أسأل يحيى بن سعيد عن حديثه،
فقال لى: لم لا تسألنى عن حديث جعفر بن محمد؟ قلت: لا أريده، فقال لى: إن
كان يحفظ فحديث أبيه المسند ـ يعنى حديث جابر فى الحج.
قال يحيى بن معين: و خرج حفص بن غياث إلى عبادان و هو موضع رباط، فاجتمع إليه
البصريون فقالوا له: لا تحدثنا عن ثلاثة: أشعث بن عبد الملك، و عمرو بن عبيد
، و جعفر بن محمد، فقال: أما أشعث فهو لكم و أنا أتركه لكم، و أما عمرو بن
عبيد فأنتم أعلم به، و أما جعفر بن محمد فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال
المطرقة.
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبا زرعة و سئل عن جعفر بن محمد عن ابيه،
و سهيل عن أبيه، و العلاء عن أبيه: أيها أصح؟ قال: لا يقرن جعفر إلى هؤلاء
، و قال: سمعت أبى يقول: جعفر بن محمد ثقة، لا يسأل عن مثله.
و قال أبو أحمد بن عدى: و لجعفر حديث كثير، عن أبيه، عن جابر، عن
النبى صلى الله عليه وسلم، و عن أبيه عن آبائه، و نسخ لأهل البيت، و قد حدث
عنه من الأئمة مثل ابن جريج و شعبة و غيرهما، و هو من ثقات الناس كما قال يحيى
ابن معين.
و قال أبو العباس بن عقدة: حدثنا جعفر بن محمد بن هشام قال: حدثنا محمد بن
حفص بن راشد، قال: حدثنا أبى، عن عمرو بن أبى المقدام، قال: كنت إذا نظرت
إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.
و قال أيضا: حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة، قال: حدثنا محمد بن حماد
ابن زيد الحارثى، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، قال: رأيت جعفر بن محمد واقفا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/119)
عند الجمرة العظمى، و هو يقول: سلونى، سلونى.
و قال أيضا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدى، عن يحيى بن سالم، عن صالح بن
أبى الأسود، قال: سمعت جعفر بن محمد، يقول: سلونى قبل أن تفقدونى، فإنه لا
يحدثكم أحد بعدى بمثل حديثى.
و قال أيضا: حدثنا جعفر بن محمد بن حسين بن حازم، قال: حدثنى إبراهيم بن
محمد الرمانى، أبو نجيح قال: سمعت حسن بن زياد يقول: سمعت أبا حنيفة و سئل:
من أفقه من رأيت؟ فقال: ما رأيت أحدا أفقه من جعفر بن محمد، لما أقدمه
المنصور الحيرة، بعث إلى فقال: يا أبا حنيفة، إن الناس قد فتنوا بجعفر بن
محمد فهيىء له من مسائلك الصعاب، قال: فهيأت له أربعين مسألة، ثم بعث إلى
أبو جعفر فأتيته بالحيرة، فدخلت عليه و جعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما
دخلنى لجعفر من الهيبة ما لم يدخل لأبى جعفر، فسلمت، و أذن لى، فجلست، ثم
التفت إلى جعفر، فقال: يا أبا عبد الله تعرف هذا؟ قال: نعم، هذا أبو حنيفة
، ثم أتبعها: قد أتانا، ثم قال: يا أبا حنيفة، هات من مسائلك، نسأل أبا
عبد الله، و ابتدأت أسأله، و كان يقول فى المسألة: أنتم تقولون فيها كذا
و كذا، و أهل المدينة يقولون كذا و كذا، و نحن نقول كذا و كذا، فربما تابعنا
و ربما تابع أهل المدينة، و ربما خالفنا جميعا حتى أتيت على أربعين مسألة ما
أخرم منها مسألة، ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم
باختلاف الناس؟
و قال على بن الجعد، عن زهير بن معاوية: قال أبى لجعفر بن محمد: إن لى جارا
يزعم أنك تبرأ من أبى بكر و عمر، فقال جعفر: برىء الله من جارك، و الله إنى
لأرجوا أن ينفعنى الله بقرابتى من أبى بكر، و لقد اشتكيت شكاية، فأوصيت إلى
خالى عبد الرحمن بن القاسم.
و قال هشام بن يونس، عن سفيان بن عيينة: حدثونا عن جعفر بن محمد ـ و لم أسمعه
منه ـ، قال: كان آل أبى بكر يدعون على عهد رسول الله آل رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
و قال محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى، و غير واحد، عن سفيان بن عيينة، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه نحو ذلك.
و قال محمد بن فضيل، عن سالم بن أبى حفصة: سألت أبا جعفر محمد بن على،
و جعفر بن محمد عن أبى بكر و عمر، فقالا لى: يا سالم تولهما و ابرأ من عدوهما
، فإنهما كانا إمامى هدى، قال: و قال لى جعفر بن محمد: يا سالم أيسب الرجل
جده؟ أبو بكر جدى، لا نالتنى شفاعة محمد صلى الله عليه و سلم يوم القيامة إن
لم أكن أتولاهما و أبرأ من عدوهما.
أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبى عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة
المقدسى بدمشق، و أبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهرى بالمسجد
الأقصى، و أبو بكر محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطى الأنصارى بالقاهرة
، و أبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمى بالإسكندرية، قالوا
: أخبرنا أبو البركات داود بن أحمد بن محمد بن ملاعب البغدادى بدمشق، قال:
أخبرنا القاضى أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموى ببغداد، قال: أخبرنا
الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن على بن محمد بن الحسن ابن المأمون، قال:
أخبرنا الحافظ أبو الحسن على بن عمر بن أحمد بن مهدى الدارقطنى، قال: حدثنا
يعقوب بن إبراهيم البزاز، قال: حدثنا الحسن بن عرفة، قال: حدثنا محمد بن
فضيل، فذكره.
و به، قال: أخبرنا أبو الحسن الدارقطنى، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد
ابن إسماعيل الأدمى، قال: حدثنا الفضل بن سهل، قال: حدثنا هاشم بن القاسم،
قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن خلف بن حوشب، عن سالم بن أبى حفصة، قال: دخلت
على جعفر بن محمد أعوده و هو مريض، فقال: اللهم إنى أحب أبا بكر و عمر
و أتولاهما، اللهم إن كان فى نفسى غير هذا فلا تنالنى شفاعة محمد صلى الله
عليه و سلم.
و به، قال: أخبرنا الدارقطنى، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل
الأدمى، قال: حدثنا محمد بن الحسين الحنينى، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد
الأزدى قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من
شفاعة على شيئا إلا و أنا أرجو من شفاعة أبى بكر مثله، و لقد ولدنى مرتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/120)
و به، قال: أخبرنا الدارقطنى، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمى،
قال: حدثنا محمد بن الحسين الحنينى، قال: حدثنا مخلد بن أبى قريش الطحان،
قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمدانى: أن جعفر بن محمد أتاهم و هم
يريدون أن يرتحلوا من المدينة. فقال: إنكم إن شاء الله من صالحى أهل مصركم،
فأبلغوهم عنى من زعم أنى إمام مفترض الطاعة، فأنا منه برىء، و من زعم أنى
أبرأ من أبى بكر و عمر، فأنا منه برىء.
و به، قال: أخبرنا الدارقطنى، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال:
حدثنا أبو يحيى الرازى جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مهران، قال: حدثنا
يحيى بن سليم، عن جعفر بن محمد قال: إن الخبثاء من أهل العراق يزعمون أنا نقع
فى أبى بكر و عمر رضى الله عنهما، و هما والدى.
و به، قال: أخبرنا الدارقطنى، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال:
حدثنا أبو يحيى الرازى، قال: حدثنا على بن محمد الطنافسى، قال: حدثنا حنان
ابن سدير، قال: سمعت جعفر بن محمد و سئل عن أبى بكر و عمر، فقال: إنك
تسألنى عن رجلين قد أكلا من ثمار الجنة.
و به، قال: أخبرنا الدارقطنى، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا
محمود بن خداش، قال: حدثنا أسباط بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن قيس الملائى
، قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: برىء الله ممن تبرأ من أبى بكر و عمر.
و قال عبد العزيز بن محمد الأزدى، عن حفص بن غياث: سمعت جعفر بن محمد يقول:
ما يسرنى بشفاعة أبى بكر رضى الله عنه هذا العمود ذهبا، يعنى سارية من سوارى
المسجد.
و قال معبد بن راشد، عن معاوية بن عمار الدهنى: سألت جعفر بن محمد عن القرآن
، فقال: ليس بخالق و لا مخلوق، و لكنه كلام الله عز وجل.
و قال حماد بن زيد، عن أيوب: سمعت جعفرا يقول: إنا و الله لا نعلم كل ما
تسألونا عنه، و لغيرنا أعلم منا.
و قال محمد بن عمران بن أبى ليلى، عن مسلمة بن جعفر الأحمسى، قلت لجعفر بن
محمد: إن قوما يزعمون أن من طلق ثلاثا بجهالة رد إلى السنة، تجعلونها واحدة،
يروونها عنكم، قال: معاذ الله ما هذا من قولنا من طلق ثلاثا فهو كما قال.
و قال سويد بن سعيد: عن معاوية بن عمار، عن جعفر بن محمد: من صلى على محمد
و على أهل بيته مئة مرة، قضى الله له مئة حاجة.
و قال محمد بن الصلت الأسدى، عن أبيه، عن جعفر بن محمد فى قوله تعالى:
* (اتقوا الله و كونوا مع الصادقين) * قال: محمد و على.
و قال محمد بن أحمد بن ثابت: حدثنا محمد بن إسحاق بن أبى عمارة، قال: حدثنا
حسين بن معاذ بن مسلم، عن عمر بن أبان، عن جعفر بن محمد فى قوله تعالى:
* (إن فى ذلك لأيات للمتوسمين) * قال: للمتفرسين.
أخبرنا بذلك أبو العباس أحمد بن أبى الخير الحداد، عن كتاب القاضى أبى المكارم
أحمد بن محمد اللبان إليه من أصبهان، قال: أخبرنا أبو على الحسن بن أحمد
الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا محمد بن
عمر بن سلم، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت، فذكره.
و بهذا الإسناد إلى أبى نعيم الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر،
قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنى محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، قال:
حدثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد بن على بن الحسين، قال: لما قال له
سفيان: لا أقوم حتى تحدثنى، قال جعفر: أما إنى أحدثك و ما كثرة الحديث لك
بخير يا سفيان، إذا أنعم الله عليك بنعمة، فأحببت بقاءها و دوامها، فأكثر من
الحمد و الشكر عليها، فإن الله عز و جل، قال فى كتابه:
* (لئن شكرتم لأزيدنكم) * و إذا استبطأت الرزق، فأكثر من الاستغفار، فإن الله
عز و جل قال فى كتابه:
* (استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا و يمددكم بأموال
و بنين) * ـ يعنى فى الدنيا ـ * (و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهارا) * فى
الآخرة، يا سفيان إذا حزبك أمر من سلطان أو غيره، فأكثر من:
" لا حول و لا قوة إلا بالله "، فإنها مفتاح الفرج و كنز من كنوز الجنة، فعقد
سفيان بيده، و قال: ثلاث، و أى ثلاث؟! قال جعفر: عقلها و الله أبو
عبد الله و لينفعه الله بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/121)
و به، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفى، قال: حدثنا محمد بن أحمد
ابن مكرم الضبى، قال: حدثنا على بن عبد الحميد، قال: حدثنا موسى بن مسعود،
قال: حدثنا سفيان الثورى، قال: دخلت على جعفر بن محمد و عليه جبة خز دكناء
و كساء خز أندجانى، فجعلت أنظر إليه تعجبا فقال لى: يا ثورى، ما لك تنظر
إلينا لعلك تعجب مما ترى، قال: قلت: يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك و لا
لباس آبائك، فقال لى: يا ثورى، كان ذلك زمانا مقترا مقفرا، و كان يعملون
على قدر إقتاره و إقفاره، و هذا زمان قد اسبل كل شىء فيه عزاليه ثم حسر عن ردن
جبته، فإذا فيها جبة صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل و الردن عن الردن، فقال
لى: يا ثورى لبسنا هذا لله، و هذا لكم، فما كان لله أخفيناه و ما كان لكم
أبديناه.
و به، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا
الحسين بن عبد الرحمن بن أبى عباد، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن جعفر بن محمد
، قال: أوحى الله تعالى إلى الدنيا أن اخدمى من خدمنى و أتعبى من خدمك.
و به، قال: حدثنا أبى قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر، قال: حدثنا
عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن على، قال
: حدثنى محمد بن القاسم، قال: كان جعفر بن محمد يقول: كيف أعتذر و قد
احتججت؟ و كيف أحتج و قد علمت؟
و به، قال: حدثنا أبى، قال: حدثنا أبو الحسن بن أبان، قال: حدثنا أبو بكر
ابن عبيد، قال: حدثنا محمد بن الحسين البرجلانى، قال: حدثنا يحيى بن
أبى بكير، عن الهياج بن بسطام قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله
شىء.
و به، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم، قال: حدثنا أبو الحسن
العاقولى الكاتب، قال: حدثنا عيسى صاحب الديوان، قال: حدثنى بعض أصحاب جعفر
، قال: سئل جعفر بن محمد، لم حرم الله الربا؟ قال: لئلا يتمانع الناس
المعروف.
و به قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، قال: حدثنا محمد بن القاسم، قال:
حدثنا عباد ـ يعنى ابن يعقوب ـ قال: حدثنا يونس بن أبى يعفور عن عبد الله بن
أبى يعفور، عن جعفر بن محمد، قال: يبنى الإنسان على خصال، فمهما بنى عليه
فإنه لا يبنى على الخيانة و الكذب.
و به، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال:
حدثنا أحمد بن بديك، قال: حدثنا عمرو اليامى، قال: حدثنا هشام بن عباد،
قال: سمعت جعفر بن محمد، يقول: الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد
ركنوا إلى السلاطين فاتهموهم.
و به قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن زيد بن الحريش، قال
: حدثنا عباس بن الفرج الرياشى، قال: حدثنا الأصمعى، قال: قال جعفر بن محمد
: الصلاة قربان كل تقى، و الحج جهاد كل ضعيف، و زكاة البدن الصيام، و الداعى
بلا عمل كالرامى بلا وتر، و استنزلوا الرزق بالصدقة، و حصنوا أموالكم بالزكاة
، و ما عال من اقتصد، و التقدير نصف العيش، و التودد نصف العقل، و قلة
العيال أحد اليسارين، و من أحزن والديه فقد عقهما، و من ضرب بيده على فخذه
عند مصيبة فقد حبط أجره، و الصنيعة لا تكون صنيعة إلى عند ذى حسب أو دين،
و الله منزل الصبر على قدر المصيبة، و منزل الرزق على قدر المؤنة، و من قدر
معيشته رزقه الله، و من بذر معيشته حرمه الله.
و به، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم، قال: حدثنا أبو الحسن على بن الحسن
الكاتب، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنى الهيثم، قال: حدثنى بعض أصحاب جعفر
ابن محمد الصادق، قال: دخلت على جعفر، و موسى بين يديه، و هو يوصيه بهذه
الوصية، فكان مما حفظت منها، أن قال: يا بنى اقبل وصيتى و احفظ مقالتى،
فإنك إن حفظتها، تعيش سعيدا، و تموت حميدا، يا بنى، من قنع بما قسم له
استغنى، و من مد عينه إلى ما فى يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسم الله
له اتهم الله فى قضائه، و من استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه، يا بنى من كشف
حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغى قتل به، و من احتفر بئرا
لأخيه سقط فيه، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء وقر، و من دخل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/122)
مداخل السوء اتهم، يا بنى إياك أن تزرى بالرجال فيزرى بك، و إياك و الدخول
فيما لا يعنيك فتذل لذلك. يا بنى، قل الحق لك و عليك، تستشار من بين أقربائك
. يا بنى كن لكتاب الله تاليا، و للسلام فاشيا، و للمعروف آمرا، و عن المنكر
ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و إياك
و النميمة، فإنها تزرع الشحناء فى قلوب الرجال، و إياك و التعرض لعيوب الناس
فمنزلة المتعرض لعيوب الناس كمنزلة الهدف، يا بنى إذا طلبت الجود فعليك
بمعادنه، فإن للجود معادن، و للمعادن أصولا، و للأصول فروعا، و للفروع ثمرا
، و لا يطيب ثمر إلا بفرع، و لا فرع إلا بأصل، و لا أصل ثابت إلا بمعدن طيب،
يا بنى: إذا زرت فزر الأخيار، و لا تزر الفجار، فإنهم صخرة لا يتفجر ماؤها،
و شجرة لا يخضر ورقها، و أرض لا يظهر عشبها.
قال على بن موسى: فما تركت هذه الوصية إلى أن توفى.
و به، قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، قال: حدثنى أحمد بن زياد، قال:
حدثنا الحسن بن بزيع، عن الحسن بن على الكلبى، عن عائذ بن حبيب، قال: قال:
جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، و لا شىء أحسن من الصمت، و لا عدو أضر
من الجهل، و لا داء أدرأ من الكذب.
و به، قال: حدثنا أبى: قال حدثنا أبو الحسن العبدى، قال: حدثنا أبو بكر
القرشى، قال: حدثنا المفضل بن غسان، عن أبيه، عن شيخ من أهل المدينة، قال
: كان من دعاء جعفر بن محمد: اللهم أعزنى بطاعتك، و لا تخزنى بمعصيتك، اللهم
ارزقنى مواساة من قترت عليه رزقك بما وسعت على من فضلك.
قال أبو معاوية ـ يعنى غسان ـ: فحدثت بذلك سعيد بن سلم فقال: هذا دعاء
الأشراف.
و به، قال: حدثنا أبى: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر، قال: حدثنا أبو
بكر بن عبيد، قال: حدثنى الوليد بن شجاع، قال: حدثنا إبراهيم بن أعين، عن
يحيى بن الفرات، قال: قال جعفر بن محمد لسفيان الثورى: لا يتم المعروف إلا
بثلاثة: بتعجيله و تصغيره و ستره.
و به، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجانى، قال: حدثنا إسحاق بن
إبراهيم البحرى، قال: حدثنا جعفر الصائغ، قال: حدثنا عبيد بن إسحاق، قال:
حدثنا نصير بن كثير، قال: دخلت أنا و سفيان الثورى على جعفر بن محمد، فقلت:
إنى أريد البيت الحرام فعلمنى شيئا أدعو به، فقال: إذا بلغت البيت الحرام،
فضع يدك على الحائظ ثم قل: " يا سابق الفوت و يا سامع الصوت، و يا كاسى
العظام لحما بعد الموت " ثم ادع بما شئت، فقال له سفيان: شيئا لم أفهمه،
فقال له: يا سفيان، إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد، و إذا جاءك ما تكره،
فأكثر من لا حول و لا قوة إلا بالله، و إذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار
.
و به قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، قال: حدثنا أحمد بن على الأبار، قال
: حدثنا منصور بن أبى مزاحم، قال: حدثنا عنبسة الخثعمى، و كان من الأخيار،
قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: إياكم و الخصومة فى الدين فإنها تشغل القلب،
و تورث النفاق.
و به قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، قال: حدثنا الحسين بن عصمة، قال:
حدثنا أحمد بن عمرو بن المقدام الرازى، قال: وقع الذباب على المنصور فذبه عنه
، فعاد، فذبه حتى أضجره، فدخل جعفر بن محمد، فقال له المنصور:
يا أبا عبد الله: لم خلق الله الذباب؟ قال: ليذل به الجبابرة.
و به، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال:
حدثنا أبو زرعة، قال: حدثنا عبد الرحيم بن مطرف، قال: حدثنا عمرو بن محمد،
عن شيخ لهم يكنى أبا عبد الله، عن جعفر بن محمد، قال: لما دخل معهما البيت ـ
يعنى يوسف ـ كان فى البيت صنم من ذهب، أو من غيره، فقالت: كما أنت حتى أغطى
الصنم، فإنى أستحيى منه، فقال يوسف: هذه تستحيى من الصنم، فأنا أحق أن
أستحيى من الله، قال: فكف عنها أو تركها.
و به، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا على بن رستم، قال: سمعت
أبا مسعود يقول: قال جعفر بن محمد: إذا بلغك عن أخيك شىء يسوؤك فلا تغتم،
فإنه إن كان كما يقول، كانت عقوبة عجلت، و إن كان على غير ما يقول كانت حسنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/123)
لم تعملها، قال: و قال موسى عليه السلام: يا رب أسألك أن لا يذكرنى أحد إلا
بخير، قال: ما فعلت ذلك بنفسى؟ إلى هنا عن أبى نعيم، عن شيوخه.
و قال سويد بن سعيد: قال الخليل بن أحمد صاحب العروض: سمعت سفيان بن سعيد
الثورى يقول: قدمت إلى مكة فإذا أنا بأبى عبد الله جعفر بن محمد، قد أناخ
بالأبطح، فقلت: يا ابن رسول الله، لم جعل الموقف من وراء الحرم، و لم يصير
فى المشعر الحرام؟ فقال: الكعبة بيت الله عز و جل، و الحرم حجابه، و الموقف
بابه، فلما قصده الوافدون، أوقفهم بالباب يتضرعون، فلما أذن لهم بالدخول،
أدناهم من الباب الثانى و هو المزدلفة، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم و طول
اجتهادهم رحمهم، فلما رحمهم، أمرهم بتقريب قربانهم، فلما قربوا قربانهم،
و قضوا تفثهم، و تطهروا من الذنوب التى كانت حجابا بينه و بينهم أمرهم
بالزيارة ببيته على طهارة منهم له، قال: فقال له: فلما كره الصوم أيام
التشريق؟ فقال: إن القوم فى ضيافة الله عز و جل، و لا يجب على الضيف أن يصوم
عند من أضافه، قال: قلت: جعلت فداك فما بال الناس يتعلقون بأستار الكعبة،
و هى خرق لا تنفع شيئا؟ فقال: ذلك مثل رجل بينه و بين رجل جرم فهو يتعلق به
و يطوف حوله رجاء أن يهب له ذلك الجرم.
أخبرنا بذلك أبو الحسن على بن أحمد ابن البخارى المقدسى، قال: أنبأنا أبو
محمد بن أبى بكر بن أبى القاسم ابن الطويلة، و أبو القاسم سعيد بن محمد بن
محمد بن عطاف الهمدانى كتابة من بغداد، قالا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم
إسماعيل بن عمر بن أحمد ابن السمرقندى، قال: حدثنى محمد بن أبى نصر الحميدى،
قال: أخبرنا أبو على الحسين بن محمد بن عيسى القيسى المالكى بقراءتى عليه فى
منزله بالفسطاط، قال: أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن على بن أبى جدار قراءة
عليه، قال: حدثنا أبو على الحسن بن رخيم، قال: حدثنا هارون بن أبى الهيذام
، قال: أخبرنا سويد بن سعيد، فذكره.
و قال عيسى بن أبى حرب الصفار، عن الفضل بن الربيع، عن الربيع: دعانى
المنصور أمير المؤمنين، فقال: إن بنى جعفر بن محمد الصادق يلحد فى سلطانى،
قتلنى الله إن لم أقتله، قال: فأتيته، فقلت: أجب أمير المؤنين، قال:
فتطهر و لبس ثيابا، أحسبه قال: جددا فأقبلت به فاستأذنت له، فقال: أدخله،
قتلنى الله إن لم أقتله، فلما نظر إليه مقبلا، قام من مجلسه فتلقاه، و قال:
مرحبا بالنقى الساحة البرىء من الدغل و الخيانة، أخى و ابن عمى، فأقعده على
سريره معه، و أقبل عليه بوجهه و سأله عن حاله ثم قال: سلنى حوائجك؟ فقال:
أهل مكة و المدينة قد بخلت عليهم عطاءهم فتأمر لهم به، قال: أفعل ثم قال:
يا جارية إيتنى بالمتحفة، فأتته بمدهن زجاج فيه غالية، فغلفه بيده، و انصرف
، فاتبعته فقلت: يا ابن رسول الله: أتيت بك و لا أشك إنه قاتلك، و كان منه
ما رأيت، و قد رأيتك تحرك شفتيك بشىء عند الدخول، فما هو؟ قال: قلت: اللهم
احرسنى بعينك التى لا تنام و اكنفنى بركنك الذى لا يرام، و احفظنى بقدرتك على
و لا تهلكنى و أنت رجائى، رب كم من نعمة أنعمت بها على، قل لك عندها شكرى،
و كم من بلية ابتليتنى بها، قل لك عندها صبرى؟! فيا من قل عند نعمته شكرى،
فلم يحرمنى، و يا من قل عند بليته صبرى، فلم يخذلنى، و يا من رآنى على
المعاصى فلم يفضحنى، و يا ذا النعماء التى لا تحصى أبدا، و يا ذا المعروف
الذى لا ينقضى أبدا، أعنى على دينى بدنيا و على آخرتى بتقوى، و احفظنى فيما
غبت عنه، و لا تكلنى إلى نفسى فيما حضرت، يا من لا تضره الذنوب، و لا تنقصه
المغفرة، اغفر لى ما لا يضرك، و أعطنى ما لا ينقصك، يا وهاب أسالك فرجا
قريبا، و صبرا جميلا، و العافية من جميع البلايا و شكر العافية.
أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخارى، قال: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، قال:
أخبرنا القاضى أبو بكر محمد بن عبد الباقى الأنصارى، قال: حدثنا القاضى
الشريف أبو الحسين محمد بن على بن محمد ابن المهتدى بالله، قال: أخبرنا
أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن على الصيدلانى المقرىء، قال: حدثنا أبو طالب
على بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا عيسى بن أبى حرب الصفار، فذكره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/124)
قال أبو الحسن المدائنى و خليفة بن خياط و الزبير بن بكار و غير واحد: مات سنة
ثمان و أربعين و مئة، زاد الزبير: و هو ابن ثمان و خمسين.
و قال أبو بكر الجعابى: رأيت بعض من صنف يذكر أن جعفرا ولد سنة ثمانين. و كذا
قال أبو بكر بن منجويه، و أبو القاسم اللالكائى: أن مولده سنة ثمانين.
قال الزبير بن بكار: و قال مالك بن أعين الجهنى يرثيه:
فيا ليتنى ثم يا ليتنى شهدت و إن كنت لم أشهد
فآسيت فى بثه جعفرا و ساهمت فى لطف العود
و إن قيل نفسك قلت الفدا وكف المنية بالمرصد
عشية يدفن قيل الندى و غرة زهو بنى أحمد
روى له البخارى فى " الأدب " و غيره و الباقون.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 2/ 104:
و قال ابن سعد: كان كثير الحديث، و لا يحتج به، و يستضعف، سئل مرة: سمعت
هذه الأحاديث من أبيك؟ فقال: نعم. و سئل مرة، فقال: إنما وجدتها فى كتبه.
قلت: يحتمل أن يكون السؤالان وقعا عن أحاديث مختلفة، فذكر فيما سمعه أنه سمعه
، و فيما لم يسمعه أنه وجده، و هذا يدل على تثبته.
و ذكره ابن حبان فى " الثقات "، و قال: كان من سادات أهل البيت فقها و علما
و فضلا، يحتج بحديثه من غير رواية أولاده عنه، و قد اعتبرت حديث الثقات عنه،
فرأيت أحاديث مستقيمة ليس فيها شىء يخالف حديث الأثبات، و من المحال أن يلصق
به ما جناه غيره.
و قال الساجى: كان صدوقا مأمونا، إذا حدث عنه الثقات فحديثه مستقيم.
قال أبو موسى: كان عبد الرحمن بن مهدى لا يحدث عن سفيان عنه، و كان يحيى بن
سعيد يحدث عنه.
و قال النسائى فى " الجرح و التعديل ": ثقة.
و قال مالك: اختلفت إليه زمانا، فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصل،
و إما صائم، و إما يقرأ القرآن، و ما رأيته يحدث إلا على طهارة. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ(32/125)
ما هو حكم الإقسام على الله؟؟
ـ[ابن الأثير]ــــــــ[28 - 05 - 04, 03:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سؤالي هو: ما هو حكم الإقسام على الله؟؟
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 05 - 04, 01:19 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
والقسم على الله ينقسم إلى أقسام:
الأول: أن يقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات، فهذا لا بأس به، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله، مثل: والله، ليشفعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة، ومثل: والله، لا يغفر الله لم أشرك به.
الثاني: أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه، فهذا جائز لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما، " حينما كسرت ثنية جارية من الأنصار، فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص، فعرضوا عليهم الصلح، فأبوا، فقام أنس بن النضر، فقال: أتكسر ثنية الربيع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع. وهو النضر، فقال: أتكسر ثنية الربيع؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع. وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " يا أنس! كتاب الله القصاص "، يعني: السن بالسن. قال: والله، لا تكسر ثنية الربيع "، وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص أقسم على ذلك.
فلما عرفوا أنه مصمم ألقي الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره " (1)، فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع، فألقي الله العفو في قلوب هولاء الذين صمموا أمام الرسول صلى الله عليه وسلمعليه شهادة بأن الرجل من عباد الله، وأن الله أبر قسمه ولين له هذه القلوب، وكيف لا وهو الذي قال: بأنه يجد ريح الجنة دون أحد، ولما استشهد وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح، ولم يعرفه إلا أخته ببنانه (2)، وهي الربيع هذه، رضى الله عن الجميع وعنا معهم.
ويدل أيضاً لهذا القسم قوله صلى الله عليه وسلم: " رب أشعت مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره " (3).
القسم الثالث: أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس، وتحجر فضل الله عز وجل وسوء الظن به تعالى، فهذا محرم وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم، وهذا القسم هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله (4).
====
(1) البخاري: كتاب الصلح / باب الصح في الدية، ومسلم: كتاب القسامة / باب إثبات القصاص في الأسنان.
(2) البخاري: كتاب الجهاد / باب قوله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا}، ومسلم: كتاب الإمارة / باب ثبوت الجنة للشهيد.
(3) مسلم كتاب البر والصلة / باب فضل الضعفاء.
(4) والحديث: عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألي على أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك " رواه مسلم كتاب البر والصلة / باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله ..
" القول المفيد شرح كتاب التوحيد "
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[28 - 05 - 04, 04:35 م]ـ
الشيخ المفضال (أبا طارق) -سلمه الله-
جزاكم الله خيرًا على هذا النقل المُفيد.
وها هُنا مسألة: مَن أقسم على الله، ولم يُبَرَّ قَسَمُه: هل يَحنَث، وعليه الكفارة؟ أرجو توثيق الحُكم من أقوال العلماء.(32/126)
طلب البحث عن مسألة
ـ[محبكم في الله]ــــــــ[28 - 05 - 04, 11:01 ص]ـ
شخص أتى بعامل على كفالته وتركه يسيح في أرض الله الواسعة واشترط عليه مبلغا شهريا يحصله الكفيل من المكفول؟ ..
اعلم حكم ذلك الفعل ولكني اريد اجابة موثقة من علمائنا فهل ترشدوني اليها وجزاكم الله خيرا.(32/127)
بعض اجازات القراء
ـ[صناع المستقبل]ــــــــ[28 - 05 - 04, 04:04 م]ـ
اجازة القارئ الشيخ:-محمد بن نبهان حسين مصري
http://www.quraat.com/asaneed6.asp
اجازة القارئ الشيخ:-مشاري بن راشد العفاسي
http://www.alafasy.com/ejaza_1.htm
اجازة القارئ الشيخ:-صلاح الهاشم
http://alhashem.net/images/ejaza2.jpg(32/128)
كتب السبكي الأب الفقهية
ـ[المنصور]ــــــــ[28 - 05 - 04, 04:10 م]ـ
ماهي كتب السبكي الأب الفقهية فقط؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 05 - 04, 10:30 ص]ـ
قال ابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ج: 10 ص (307 - 315) أثناء ترجمته المطولة لوالده
ذكر عدد مصنفاته رحمه الله
الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم لم يكمل
تكملة المجموع في شرح المهذب بنى على النووي رحمه الله من باب الربا ووصل إلى أثناء التفليس في خمس مجلدات
التحبير المذهب في تحرير المذهب وهو شرح مبسوط على المنهاج كان ابتدأ فيه من كتاب الصلاة فعمل قطعة نفيسة ذكر لي أن الشيخ علاء الدين أبا الحسن الباجي وقف عليها فقال له هذا ينبغي أن يكون على الوسيط لا المنهاج فأعرض عنه
الابتهاج في شرح المنهاج للنووي وصل فيه إلى أوائل الطلاق
الإيهاج في شرح المنهاج في أصول الفقه عمل منه قطعة يسيرة فانتهى إلى مسألة مقدمة الواجب ثم أعرض عنه فأكملته أنا
رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب بدأ فيه فعمل قليلا من أوله ومن المنطق وأنا لم أقف على هذه القطعة ولكن بلغني أنها نحو كراسة واحدة وقد وسمت أنا شرحي على المختصر بهذا الاسم تبركا بصنع الوالد رضي الله عنه
الرقم الإبريزي في شرح مختصر التبريزي
الوشي الإبريزي في حل التبريزي لم يكملا
كتاب التحقيق في مسألة التعليق وهو الرد الكبير على ابن تيمية في مسألة الطلاق
رافع الشقاق في مسألة الطلاق وهو الصغير
أحكام كل وما عليه تدل
بيان حكم الربط في اعتراض الشرط على الشرط
شفاء السقام في زيارة خير الأنام وهو الرد على ابن تيمية وربما سمي شن الغارة على من أنكر السفر للزيارة
السيف المسلول على من سب الرسول
التعظيم والمنة في لتؤمنن به ولتنصرنه
منية الباحث عن حكم دين الوارث
نور الربيع من كتاب الربيع وهو كتاب جليل حافل كان وضعه على الأم لم يتمه وما كتب منه إلا قليلا
الرياض الأنيقة في قسمة الحديقة
الإقناع في الكلام على أن لو للامتناع
وشي الحلى في تأكيد النفي بلا
الرد على ابن الكتناني
الاعتبار ببقاء الجنة والنار
ضرورة التقدير في تقويم الخمر والخنزير
كيف التدبير في تقويم الخمر والخنزير
السهم الصائب في قبض دين الغائب
الغيث المغدق في ميراث ابن المعتق
فصل المقال في هدايا العمال
مختصر فصل المقال
نور المصابيح في صلاة التراويح ضياء المصابيح ضوء المصابيح إشراق المصابيح تقييد التراجيح ومصنفان آخران في ذلك تكملة سبعة
إبراز الحكم من حديث رفع القلم
الكلام على حديث رفع القلم
الكلام على حديث إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
الكلام مع ابن أندراس في المنطق
جواب سؤال علي بن عبد السلام
أجوبة أهل طرابلس
رسالة أهل مكة
أجوبة أهل صفد
فتوى أهل الإسكندرية
الفتوى العراقية
جواب سؤالات الشيخ الإمام نجم الدين الأصفوني نزيل مكة المناسك الكبرى
المناسك الصغرى
كشف الغمة في ميراث أهل الذمة
الفتاوى
فتوى كل مولود يولد على الفطرة
مسألة فناء الأرواح
مسألة في التقليد في أصول الدين
النوادر الهمدانية
إحياء النفوس في صنعة إلقاء الدروس
المفرق في مطلق الماء والماء المطلق
الاتساق في بقاء وجه الاشتقاق
الطوالع المشرقة في الوقف على طبقة بعد طبقة
المباحث المشرفة
النقول والمباحث المشرقة
طليعة الفتح والنصر في صلاة الخوف والقصر
مختصر طبقات الفقهاء
أحاديث رفع اليدين
المسائل الحلبية وهي التي سئل عنها من حلب
أمثلة المشتق وهي أرجوزة
القول الصحيح في تعيين الذبيح
القول المحمود في تنزيه داود
الجواب الحاضر في وقف بني عبد القادر
حديث نحر الإبل
قطف النور في مسائل الدور
النور في الدور وله فيها مصنف ثالث وهذا في الديار المصرية ثم رجع عن مقالة ابن الحداد وصنف في الشام مصنفين آخرين في ذلك أحدهما أملاه علي
مسألة ما أعظم الله
مسائل سئل عن تحريرها في باب الكتابة
مسألة هل يقال العشر الأواخر
مختصر كتاب الصلاة لمحمد بن نصر
الإقناع في تفسير قوله تعالى ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع
الرفده في معنى وحده
جواب سؤال من القدس الشريف
منتخب تعليقه الأستاذ في الأصول
عقود الجمان في عقود الرهن والضمان
مختصر عقود الجمان
ورد العلل في فهم العلل
وقف بني عساكر
البصر الناقد في لا كلمت كل واحد
الكلام على الجمع في الحضر لعذر المطر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/129)
الصنيعة في ضمان الوديعة النقول البديعة في ضمان الوديعة حسن الصنيعة في ضمان الوديعة
التهدي إلى معنى التعدي
بيان المحتمل في تعدية عمل
الحلم والأناة في إعراب قوله غير ناظرين إناه
القول الجد في تبعية الجد
الإغريض في الحقيقة والمجاز والكناية والتعريض
تفسير يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا وهو غير التهدي وغير بيان المحتمل أبسط منهما
المواهب الصمدية في المواريث الصفدية
كشف الدسائس في هدم الكنائس
تنزيل السكينة على قناديل المدينة
الطريقة النافعة في المساقاة والمخابرة والمزارعة
من أقسطوا ومن غلوا في حكم نقول لو
نيل العلا بالعطف بلا
حفظ الصيام عن فوت التمام
جواب سؤال ورد من بغداد
كتاب الحيل وهو جواب سؤال بيبغاروس نائب حلب الوارد من حلب كم حكمة أرتنا أسئلة أرتنا وهو جواب عن أسئلة وردت من أرتنا ملك الروم
جواب أهل مكة
جواب المكاتبة في حارة المغاربة
هرب السارق
خروج المعتدة
معنى قول الإمام المطلبي إذا صح الحديث فهو مذهبي
سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف
وقف بيسان
وقف أولاد الحافظ
النظر المعيني في محاكمة أولاد اليونيني
موقف الرماة في وقف حماه مركز الرماة
القول النقوي في الوقف التقوي
القول المختطف في دلالة كان إذا اعتكف
كشف اللبس عن المسائل الخمس
غيرة الإمان لأبي بكر وعمر وعثمان
أجوبة سؤالات أرسلت إليه من مصر حديثية أوردها بعض المشايخ على كتاب تهذيب الكمال للحافظ المزي
مسألة زكاة مال اليتيم
الكلام على لباس الفتوة وهو فتوى الفتوة
بيع المرهون في غيبة المديون
الألفاظ هل وضعت بإزاء المعاني الذهبية أو الخارجية
أجوبة مسائل سألته أنا عنها في أصول الفقه
العارضة في البينة المتعارضة
مسألة تعارض البينتين
كتاب بر الوالدين
أجوبة أسئلة حديثية وردت من الديار المصرية
الكلام على قوله تعالى لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن
نصيحة القضاة
الاقتناص في الفرق بين الحصر والقصر والاختصاص في علم البيان.
ـ[المنصور]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:50 ص]ـ
لو أردت ياشيخ عبد الرحمن العثور على قول السبكي في المسائل الفقهية، فكيف الوصول لذلك، وهل طبع شيء من شروحه الفقهية كاملاً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 05 - 04, 07:29 ص]ـ
الذي أعرفه أن من المطبوعات له الفتاوى في مجلدين فيها مجموعة من الرسائل الصغيرة التي ذكرت في ترجمته
لتحميل فتاوى السبكي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13987
وكذلك في ترجمته في الطبقات الكبرى (10/ 226 - 258) ذكر ابنه له اختيارت فقهية مهمة
فيمكن بذلك معرفة منهجه الفقهي من خلالها.
لتحميل الطبقات للسبكي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14855
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 05 - 04, 07:39 ص]ـ
وكذلك في ترجمته في الطبقات الكبرى (10/ 226 - 258) ذكر ابنه له اختيارت فقهية مهمة
وهذه هي:
ذكر شيء مما انتحله مذهبا وارتضاه رأيا لنفسه
وذلك على قسمين أحدهما ما هو معترف بأنه خارج عن مذهب الشافعي رضي الله عنه وإن كان ربما وافق قولا ضعيفا في مذهبه أو وجها شاذا
فمنه اختياره أن الغسالة طاهرة مطلقا طهر المحل أو لم يطهر
وفي مذهبنا ثلاثة أقوال الجديد أنه إن انفصل وقد طهر المحل فهو طاهر وإن انفصل ولم يطهر المحل فهو نجس
والثاني نجس بكل حال
والثالث وهو القديم طاهر طهور بكل حال
ومن نظر شرح المنهاج يحسب أن الشيخ الإمام رحمه الله يختار القديم وليس كذلك لأنه يقول الغسالة طاهرة وهنا يوافق القديم ولكن غير طهور وهذا يفارق القديم صرح بذلك في كتاب الرقم الإبريزي في شرح مختصر التبريزي قال ولم أر من قال به في المذهب وهو الذي اختاره وليس من القديم ولا الجديد
227.
قلت أحسبه وجها شاذا
وأنه إن شهد طبيب واحد أن المشمس يورث البرص كره استعماله أو حرم
وأن الشعر يطهر بالدباغ وصححه ابن أبي عصرون وهاتان المسألتان أجدر أن تعدا من ترجيحات المذهب لا من اختياراته لنفسه
وأن ما لا دم له سائل إن كان مما يعم كالذباب فلا ينجس المائع وإلا فينجس كالعقارب وهو رأى صاحب التقريب
وأنه إذا تخلل النبيذ المتخذ من التمر والزبيب بعد أن كان خمرا بنفسه يطهر قال ولم أجد من صرح به قال والمنقول عن أصحابنا أنه لا يطهر نقله القاضي أبو الطيب وغيره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/130)
وأن شارب الخمر ينجس باطنه ثم لا يمكن تطهيره أبدا
وأن من كان في المسجد فأدركته فريضة لم يحل له الخروج بغير ضرورة حاقة حتى يؤديها فيه
228.
وأن من أدرك الإمام وهو راكع لا يكون مدركا للركعة وهو رأى ابن خزيمة والصبغي
وأن المرور إلى المسجد مثلا من باب فتح في الجدار حيث لا يجوز فتحه لا يحل
وأنه يصح اقتداء المخالف بمخالفه كشافعي بحنفي ما لم يعلم أنه ترك واجبا إما في اعتقاد الإمام أو اعتقاد المأموم فيبطل مثلا فيما إذا اقتدى بحنفي افتصد أو مس ذكره
ويجوز أن يكون هذا هو قول الأستاذ أبي إسحاق في المسألة إلا أن الأستاذ أطلق منع الاقتداء إطلاقا فإن كان هذا هو قول الأستاذ لم تكن مقالة الشيخ الإمام خارجة عن المذهب من كل وجه بل ونفقة لوجه فيه
وأن الأقرأ لا يقدم على الأسن الأورع إذا كان حافظا لبعض القرآن مساويا للأقرإ في الفقه
وأن السعي إلى الجمعة تجب المبادرة إليه حتى لو كانت داره قريب من المسجد وهو يعلم أنه إذا سعى في أثناء الخطبة أو في الركعة الأولى أدرك لا يجوز له التأخر بل حتم واجب عليه المبادرة بالسعي أول النداء وهذا لم يفصح به أصحابنا ولا تأباه أصولهم وإنما الشيخ الإمام استخرجه استنباطا
229.
وأن المسافر إذا نوى إقامة أربعة أيام غير يومي الدخول والخروج لا يتعلق ترخصه بهذه النية بل بعدد الصلوات كما هو مذهب الإمام أحمد بن حنبل فيتعلق بإحدى وعشرين صلاة مكتوبة وإذا نوى إقامة أكثر من ذلك أثم
وأن تارك الصلاة يقتل في آخر الوقت ولا يشترط إخراجه إياها عن الوقت وهذا رأي ابن سريج كما حكاه عنه الشيخ أبو إسحاق في النكت
وأنه لا تضرب عنقه ولا ينخس بحديدة وإنما يضرب بالعصي إلى أن يصلي أو يموت وهو اختيار ابن سريج في كيفية قتله
وأن الوارث يصلي عن الميت كما يصوم على القديم المختار وهو رأى ابن أبي عصرون
وأن الانتظار في القراءة في الصلاة للحاق آخرين إذا كان في مسجد جرت العادة بإتيان الناس إليه فوجا فوجا لا يكره ما لم يبالغ فيشوش على الحاضرين
وأن الكلام الكثير في الصلاة إذا كان نسيانا لا يضر ولا يبطلها كما قال رأي المتولي
وأنه يزاد ركوع لتمادي الكسوف كما هو رأي ابن خزيمة
وأنه لو قيل بوجوب إخراج زكاة الفطر قبل الصلاة صلاة العيد لم يبعد
وأنه يجوز صرف زكاة الفطر إلى ثلاثة أيام من الفقراء والمساكين وهو رأي الإصطخري وعن صاحب التنبيه أنه يجوز إلى النفس الواحدة وتوقف فيه الوالد رحمه الله
230.
وأن قول ابن بنت الشافعي وابن خزيمة وابن المنذر أن المبيت بمزدلفة ركن لا يصح الحج إلا به قوي
وأنه لا يجوز الرمي في أيام التشريق إلا بعد زوال وهو قول الغزالي
قال الشيخ الإمام وأما رمي يوم النحر قبل الزوال وبعده فإنه جائز خلافا للغزالي
وأنه لا يجوز تجاوز الشبع في الأكل والري في الشرب وإن لم يضر إذا لم يكن فيه نفع معتبر
وأنه لا يجوز للجندي ذبح فرسه الصالحة للجهاد إلا بإذن الإمام وتردد في جواز ذبح الفرس الصالحة للكر والفر مطلقا أذن الإمام أم لم يأذن كانت لجندي أم لم تكن ومال إلى المنع
وأن التفريق بين المحارم كالتفريق بين والدة وولدها وهو قول في المذهب قال والظاهر اختصاص ذلك بمن كان ذا رحم محرم ليخرج بنو العم
وأنه يجوز الانتفاع بالمبيع في مدة المسير لرده وإذا اطلع على عيبه بشرط وقوع الانتفاع في المدة التي يغتفر التأخير فيها من السير
وأنه إذا قال اشترته بمائة ثم قال بل بمائة وعشرة وكذبه المشتري ولم يبين لغلطه وجها محتملا ولكن أقام بينة بذلك فإنها تقبل وإن كان بإقراره السابق
231. مكذبا لها وهو رأي ابن المغلس من الظاهرية ولكن ابن المغلس علل رأيه بجواز كونه غافلا أو ناسيا والوالد يختار قبول البينة وإن قال كنت قد تعمدت فمذهبه أعم وأشد من مذهب ابن المغلس
وأنه يجوز بيع نصف معين من ثوب نفيس وإناء وسيف ونحوه مما تنقص قيمته بقطعة وهو قول صاحب التقريب والقاضي أبي الطيب والماوردي وابن الصباغ لكن نص الشافعي والجمهور على خلافه
وأن إثبات الربا في الستة المنصوص عليها الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح تعبد ويقول مع ذلك يثبت الربا في كل مطعوم لكن لا بالقياس بل لعموم قوله (الطعام بالطعام) وسبقه إلى هذا المذهب إمام الحرمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/131)
وأن بيع النقد الثابت في الذمة بنقد ثابت في الذمة لا يظهر دليل منعه وجنح إلى جوازه كما هو مذهب مالك وأبي حنيفة وأما الشافعي والأصحاب فمتفقون على المنع واستدلوا بحديث (نهى عن بيع الكاليء بالكاليء)
ونقل أحمد بن حنبل الإجماع على أن لا يباع دين بدين
قال الشيخ الإمام وجوابه أن ذلك فيما يصير دينا كما لو تصارفا على موصوفين ولم يتقابضا أما دينان ثابتان يقصد طرحهما فلا
232.
وأن من أتلف على شخص حجة وثيقة تتضمن دينا له على إنسان ولزم من إتلافها ضياع ذلك الدين لزمه الدين
وأن القراض على الدراهم المغشوشة جائز
وأن المخابرة والمزارعة جائزتان
وأن المساقاة غير لازمة
وأن التوقيت غير شرط فيها
وأن المساقاة على جميع الأشجار المثمرة المحتاجة إلى عمر جائزة ولا يجوز على ما لا يحتاج منها إلى عمل فتوسط بين الجديد الذي خصها بالعنب والنخل والقديم الذي جوزها على كل الأشجار
وأن الوقف على سبيل البر مصرفه ذوو القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلون والرقاب وأهل ود أبي الواقف وأمه
قال ولم أر أحدا قاله قال ولا يبعد أن يضاف إليهم الأسير وفي آخر كلامه في شرح المنهاج ما يشير إلى تنزيل كلام الأصحاب عليه بعد أن صرح بخلافهم وخلاف غيرهم فيه
وأن الوفاء بالوعد واجب
وأنه يكفي إشهاد الوصي على كتابة نفسه مبهما من غير أن يطلع الشاهدان على تفصيل ما كتبه فإذا شهدا عليه أن هذا خطي أو أن هذه وصيتي ولم يعلما ما فيها كفى وهو قول محمد بن نصر المروزي
233.
وأنه إذا أوصى للعلماء دخل فيهم القراء قال وليس هو مذهب الشافي وإن حاول ابن الرفعة جعله مذهبه
وأن من فقأ العينين أو قطع اليدين والرجلين لا يستحق السلب بل إنما يستحق بالقتل وفاء بقول (من قتل قتيلا)
وأن من مات وعليه دين وكان قد استحق في بيت المال بصفة من الصفات مقداره وجب على الإمام أداؤه عنه وإن كان الميت المديون غنيا
وأن الغلول لا يمنع شهادة من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا بل يكون معصية يؤاخذ بها مع كونه شهيدا
وأن القاضي الحنفي إذا قضى بصحة النكاح بلا ولي ينقض قضاؤه وهو رأي الإصطخري
قال الشيخ الإمام أنا أستحيي من الله أن يرفع لي نكاح صح عن رسول الله أنه باطل فأستمر به على الصحة لرأي حاكم من الناس
وأن علة الإجبار في النكاح البكارة مع الصغر جميعا وهو خلاف مذهب الشافعي وأبي حنيفة جميعا
وأن الإمام الفاسق لا يزوج الأيامى ولا يقضي ولكن يولي من يفعل ذلك وهو رأي القاضي الحسين
وأنه لو قال لجاريته التي لا يأمن وفاءها بالنكاح إذا أعتقها ولم ترد العتق إن لم تنكحه وإن كان في علم الله أني أنكحك أو تنكحيني بعد عتقك فأنت حرة فرغبت
234. وجرى النكاح بينهما عتقت وحصل الغرض وإلا استمر الرق وهو رأي ابن خيران وقاله أيضا صاحب التقريب وعبارته أن الطريق أن يقول إن يسر الله بيننا نكاحا فأنت حرة قبله بيوم وما إليه الغزالي وأما الأصحاب سواهم فمطبقون على أنه لا يصح النكاح ولا يحصل العتق
وأن الخلع ليس شيء
وأنه تجب المتعة لكل مطلقة وهو مذهب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والجديد وجوبها إلا لمن لم توطأ والقديم عدم وجوبها إلا لمن لا مهر لها ولا دخول فخالف الشيخ الإمام القديم والجديد معا ووافق عليا رضي الله عنه
وأن قاتل من لا وارث له للإمام العفو عنه مجانا إذا رأى ذلك مصلحة والأصحاب جزموا بأنه ليس له ذلك بل إما أن يعفو على الدية أو يقتص
وأنه لا صغيرة في الذنوب بل الكل كبائر ولكن بعضها أكبر من بعض وهو رأي الأستاذ أبي إسحاق ونسبه الشيخ الإمام إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري
وأن ساب سيدنا ومولانا محمد المصطفى إذا كان مشهورا قبل صدور السب منه بفساد العقيدة وتوفرت القرائن على أنه سب قاصدا للتنقيص يقتل ولا تقبل له توبة وكتب على فتيا وردت عليه في ذلك
(لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى % حتى يراق على جوانبه الدم)
فهذه نبذة من مقالاته لنفسه
235.
القسم الثاني ما صححه من حيث المذهب
وإن كان الرافعي والنووي رجحا خلافه أو كان النووي وحده رجح خلافه فنحن نذكر في هذا القسم ما كان من هذا النمط ولا نذكر شيئا وافق فيه النووي وإن خالف الرافعي لظهور ذلك ولأن العمل على قول النووي فيه لا سيما إذا اعتضد بتصحيح الشيخ الإمام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/132)
وأما ما عقدنا له بهذا الفصل مما خالف فيه الشيخين جمعيا أو النووي وحده فلا يخفى أنه ينبغي تلقيه بكلتا اليدين فإني لا أشك في أنه لا يجوز لأحد من نقلة زماننا مخالفته لأنه إمام مطلع على مآخذ الرافعي والنووي ونصوص الشافعي وكلام الأصحاب وكانت له القدرة التامة على الترجيح فمن لم ينته إلى رتبته وحسبه من الفتيا النقل المخض حق عليه أن يتقيد بما قاله وأما من هو من أهل النظر والترجيح فذاك محال عن نظره لا على فتيا الرافعي والنووي والشيخ الإمام
فمن ذل رجح أنه إن شهد طبيبان أن الماء المشمس يورث البرص كره وإلا فلا
وتقدم اختياره من حيث الدليل الاكتفاء بطبيب واحد
وأن المني ينقض الوضوء وفاقا للقاضي أبي الطيب في أحد قوله وللرافعي في كتابه الكبير المسمى بالمحمود ولابن الرفعة
وأن فضلات النبي طاهرة وهو رأي أبي جعفر الترمذي
236.
وأن المموه بذهب أو بفضة حرام وإن لم يحصل منه شيء بالعرض على النار قال والتمويه بما لا يحصل منه شيء بالعرض أصعب من التمويه بما يحصل منه
وأن تحلية الكعبة وسائر المساجد بالذهب والفضة حلال قال والمنع منه في الكعبة شاذ غريب في المذاهب كلها
وأن المحدث حدثا أصغر إذا انغمس في الماء ناويا رفع الجنابة عامدا ولم يكن تقدير ترتيب فيه لم يصح وضوءه لأنه متلاعب والرافعي والنووي صححا الصحة والحالة هذه
وأن من تيقن الطهارة والحدث وشك في السابق منهما يلزمه الوضوء بكل حال وهذا صححه النووي مرة
وأن الغسالة إذا انفصلت وقد زاد وزنها عند الانفصال على ما كان فليست نجسة بمثابة ما تغير خلافا للرافعي بل هو كما لو لم يزد وزنها
وأن ماسح الجبيرة إذا تيمم لفرض ثان ولم يحدث فإن كان جنبا لم يعد الغسل وإن كان محدثا أعاد ما بعد عليله خلافا للنووي ووفاقا للرافعي
وأن العاصي بسفره لا يتيمم لأن سفر المعصية لا يتعلق به رخصة فعليه أن يعود ولا سيما إذا أمكنه الرجوع والصلاة بالماء قبل خروج الوقت
237.
وأن تارك الصلاة إنما يقتل إذا ضاق وقت الثانية كما هو قول أبي إسحاق وقد قدمنا اختياره من حيث الدليل في تارك الصلاة
وأن الإبراد بالظهر لا يختص بالبلد الحار بل شدة الحر كافية ولو في أبرد البلاد
وأن الحائض والجنب لا يجيبان المؤذن إذا سمعاه على خلاف ما جزم به الرافعي والنووي
وأن وقت الأذان الأول للصبح قبل طلوع الفجر قال وهو وقت السحر ورجحه القاضي الحسين والمتولي والبغوي وصحح النووي أنه من نصف الليل والرافعي أنه في الشتاء من سبعه الأخير وفي الصيف من نصف سبعه
وأن العبد الفقيه في إمامة الصلاة أولى من غير الفقيه وإن كان حرا
وأن تأخير العشاء ما لم يخرج وقت الاختيار أفضل من تقديمها وهو الجديد
وأنه لا يجوز جمعتان في بلد وإن عظم وعسر اجتماع أهله في جامع واحد
238.
وأن وقت صلاة العيد من ارتفاع الشمس كما في التنبيه لا من طلوعها
وأن العبرة في الاقتداء باعتقاد الإمام وهو رأي القفال فلو اقتدى شافعي بحنفي مس فرجه أو افتصد صح في المس دون الفصد خلافا للرافعي والنووي حيث عكسا هذا اختياره مذهبا وتقدم اختياره دليلا
وأن من سها في صلاته وسلم قبل أن يسجد للسهو ساهيا ولم يطل الفصل لا يصير عائدا إلى الصلاة إذا سجد دون ما إذا لم يسجد كما ذهب إليه الرافعي والنووي وكثيرون بل إما أن لا يصير عائدا كقول صاحب التهذيب وإما أن يسلم مرة أخرى ولا يعتد بذلك السلام كما هو وجه في النهاية ولم يرجح واحدا من هذين الوجهين بل تردد بينهما
وأن من أوتر بأكثر من ركعة ينوي قيام الليل إلا في الذي يقع به الإيتار في الآخر فينوي به الوتر والأصح عند النووي أنه ينوي لكل شفع ركعتين في الوتر
وأن التنحنح في الصلاة لا يبطلها وإن بان منه حرفان وهو ما عزاه ابن أبي هريرة إلى النص
وأن من لا يحسن الفاتحة يأتي بالذكر ولا يقوم الدعاء مقامه
وأن الجماعة فرض كفاية على المقيمين والمسافرين خلافا للرافعي حيث قال سنة مطلقا وللنووي حيث قال فرض كفاية على غير المسافرين
وفي كلام الوالد ما يؤخذ منه ميله إلى أنها فرض عين
وأن من شرع في الصلاة إلى القبلة بالاجتهاد وتغير اجتهاده في القبلة في أثناء الصلاة يستأنف خلافا لهما حيث قالا ينحرف إلى الجهة الثانية
239.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/133)
وأن وقت الضحى من ارتفاع الشمس لا من طلوعها وفاقا للرافعي وخلافا للنووي في اختياره أنه من طلوعها ونقله إياه أيضا عن الأصحاب وقال الرافعي في العيد نظيره
وأن من أحرم بأكثر من ركعة لا يزيد على تشهدين
وأن الإمام إذا أحس بداخل وهو راكع لا يستحب له انتظاره بل يكره
وأن تصحيح الأصحاب قول أبي إسحاق أن المقيم غير المستوطن لا تنعقد به الجمعة لم يتضح عليه دليل ومال إلى قول ابن أبي هريرة أنها تنعقد به
وأن الوجه تخصيص الخلاف في أن الكلام وقت الخطبة هل يحرم لمن عدا الأربعين أما الأربعون فيحرم عليهم الكلام ويجب السماع جزما وهذه طريق الغزالي واستبعدها الرافعي وتبعه النووي
وأن مقدار ما يحل التطريز أو التطريف به من الحرير أربع أصابع وهو رأي النووي في التطريز وقال في متن الروضة يرجع في التطريف إلى العادة
وقال الرافعي في المحرر يرجع إلى العادة فيهما جميعا
قال الوالد رحمه الله الصحيح الضبط بأربع أصابع فيهما جميعا
وأن الإعلام بموت الميت بمجرد الصلاة من غير ذكر شيء من المناقب حسن مستحب وما عداه مكروه قال وقد ينتهي إلى التحريم
240.
وأن من عجل الزكاة إذا ثبت إلى آخر الحول والمعجل تالف يجب ضمانه بالمثل مثليا كان أو متقوما وهو وجه وجزم الرافعي أن المتقوم يضمن بالقيمة
وأنه إذا باع في أثناء الحول نقدا بنقد أو سائمة بسائمة بقصد التجارة لم ينقطع الحول وتجب الزكاة وهي طريقة الإصطخري التي نسب أبا العباس ابن سريج في مخالفتها في النقد إلى خرق الإجماع والرافعي والنووي تبعا طريق ابن سريج فصححا انقطاع الحول
وأنه إذا اشترى عرضا يساوي مائة وعجل زكاة مائتين وحال الحول وهو يساوي مائتين لا يجزيه
وأنه إذا تعذر إيجاب زكاة العين فيما إذا اجتمعت مع التجارة لنقصان الماشية المشتراة للتجارة عن قدر النصاب ثم بلغت بالنتاج في أثناء الحول نصابا ولم تبلغ بالقيمة نصابا في آخر الحول فتنتقل إلى زكاة العين خلافا للنووي حيث صحح أنه لا زكاة ولا تصحيح للرافعي في المسألة
وأنه يلزم الابن فطرة زوجة أبيه الذي تجب نفقته وهو ما صححه الغزالي
وأن من أخفى الزكاة عن الإمام الجائر ولم يدفعها إلى المستحقين يعزر ولا يكون جور الإمام عذرا في عدم تعزيره
وإن دفها إلى الأصناف في موضع يأمن الفتنة ولم يطلب الإمام ولا أوجبنا الدفع إليه لم يعزر من منعها بعد الطلب حيث لا فتنة
وإن لم يكن عذر عزر وإن كان بأن ادعى الجهل بذلك وكان محتملا في حقه لم يعزر
241. فإن اتهم حلف وإن كان لا يخفى عليه ذلك لمخالطته العلماء لم يقبل ويعزر
والشافعي والأصحاب أطلقوا أن الإمام إذا كان جائرا يأخذ فوق الواجب أو يضع الصدقة في غير موضعها لم يعزر من أخفاها عنه
أن قبلة الصائم إن حصل بها مجرد التلذذ لم تحرم ولا تكره أو ظن الإنزال حرمت أو خوفه كرهت
وأن صوم يوم وفطر يوم أفضل من صوم الدهر وإن فرعنا على أنه مستحب
وأن صوم الدهر مكروه مطلقا
وأن ليلة القدر تطلب في جميع رمضان ولا تختص بالعشر الأخير بل كل الشهر محتمل لها وهو ما قاله صاحب التنبيه وسبقه المحاملي في التجريد وأنكره الرافعي
وأنه إذا نذر اعتكاف مدة ونوى بقلبه تتابعها لزمه خلافا للرافعي والنووي حيث قال الأصح لا يلزمه إلا إذا تلفظ
وأن المغصوب إذا كان قادرا على الاستئجار على الحج وامتنع من الاستئجار استأجر عنه الحاكم وكذلك إذا بذل الطاعة فلم يقبل المطاع ينوب عنه الحاكم
وأن الرمل يختص بطواف القدوم
وأن طواف الوداع نسك
وأن على من سافر من مكة ولو سفرا قصيرا الوداع كما قال النووي قال الشيخ الإمام إلا أن يكون لغير منزله على نية العود فلا وداع فإذا الوداع عنده مختص بسفر طويل أو قصير على نية الإقامة وعند النووي وغيره من الأصحاب مطلق السفر وعند صاحب التهذيب وغير السفر الطويل فالوالد متوسط
242.
وأنه يسمن للرامي يوم النحر قبل أن ينزل أن يستقبل الجمرة والكعبة والذي جزم به الرافعي وآخرون أنه يستقبل الجمرة ويستدبر الكعبة
وأنه يجوز في اليوم الثاني الرمي قبل الزوال وفي الليل سواء قلنا قضاء أم أداء
وأن ما ورد من ذكر خاص أو دعاء خاص في الطواف أفضل من القراءة وأما ما ورد من دعاء أو ذكر لا يختص بالطواف فالقراءة أفضل منه خلافا للرافعي والنووي حيث فضلا مأثور الدعاء على القراءة مطلقا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/134)
وأن الزرافة يحل أكلها وإن ادعى النووي في شرح المهذب الاتفاق على التحريم وتوقف الوالد نفي تحريم الببغاء والطاوس
وأن التفرقة بين والدة وولدها بالرد بالعيب حرام وأنكر دعوى شيخه ابن الرفعة أن المذهب الجواز
وأن الخمر والخنزير حيث قيل بتقويمهما في تفريق الصفقة فالمعتبر قيمتهما عند أهلهما وهو احتمال للإمام صححه الغزالي ولا تقوم الخمر خلا والخنزير بقرة خلافا للنووي ومن سبقه
وأن قول البائع شريت ليس صريحا كبعتك بل هو كناية خلافا للرافعي حيث تبع في ادعاء صراحتها المتولي
وأن بيع الحديقة المساقى عليها في المدة جائز مطلقا وسنعيد ذلك عند ذكر قسمتها
وأنه لا يجوز بيع الكافر كتابا في علم شرعي وإن خلا عن الآثار تعظيما للعلم
243.
وأن بيع العبد الجاني جناية تعلق برقبته مالا بعد اختيار الفدا وقبل وقوع الفدا باطل والبغوي قال إنه يصح ونقله الرافعي عن إطلاه ساكتا عليه وتبعه النووي
وأنه لو اشترى جارية بكرا مزوجة علم زواجها ورضي به ثم وجد عيبا قديما بعدما أزيلت البكارة لا يرد وفاقا للمتولي وقال ينبغي القطع به
وأن البيع ينفسخ إذا حصل اختلاط الثمرتين ثمرة البائع وثمرة المشتري فيما ينذر الاختلاط فيه في البيع خلافا للرافعي والنووي قال وإن قلنا بثبوت الخيار كما يقولان فهو للبائع لا للمشتري خلافا لهما أيضا حيث صححا ثبوته وقالا أنه للمشتري
وأن خيار التصرية يمتد إلى ثلاثة أيام
وأنه لا يشترط في بيع الحاضر للبادي عموم الحاجة بل يكفي أصلها وهو وجه في المطلب معزو إلى النص
وأنه إذا قال بعته بمائة ثم قال بل بمائة وعشرة في المرابحة وبين للغلط وجها محتملا لا تسمع بينته ولا يحلف هذا من حيث المذهب وأما من حيث الدليل فقد قدمنا مذهبه في هذه المسألة
وأنه إذا واطأ شخصا فباع منه ما اشتراه بعشرة ثم اشتراه منه بعشرين وخبر بالعشرين حرم ذلك وأكثر الأصحاب على أنه مكروه كراهة تنزيه
244.
وأن خل الرطب لا يتأتى إلا بالماء فلا يباع بعضه ببعض وبه صرح الماوردي
وأنا إذا قلنا اللحمان جنس واحد كما هو أحد القولين فاللحم البري مع البحر جنسان قال وبه قال أبو علي الطبري والشيخ أبو حامد الماوردي والمحاملي وقال إنه المنصوص وصاحب المهذب وقال إنه المذهب والروياني وما في متن الروضة من تصحيح أنهما جنس واحد ليس في الرافعي
وأنه إذا باع نصف الثمار على رءوس الشجب مشاعا قبل بدو الصلاح لم يصح وهو قول ابن الحداد
وأنه لا يصح السلم في الشهد وعزاه إلى النص
وأنه لو أسلم إلى أول شهر أو آخره صح وحمل على الجزء الأول من كل نصف وهو قول الإمام والبغوي قال ودعوى الرافعي أن المنقول عن عامة الأصحاب مقابلة ممنوعة
وأنه يجوز السلم في الأرز في قشره الأسفل والأحمر
وأنه يصح أن يستبدل عن المسلم في نوعه دون جنسه خلافا للرافعي والنووي حيث منعا الاستبدال مطلقا
وأن أحد المتصارفين إذا أقرض من الآخر ما قبضه قبل التفرق ورده عليه عما بقي له يصح ومن قال قال لو قبض المسلم إليه رأس المال ورده في المجلس على المسلم بدين كان له عليه يكون أولى بالصحة
والمنقول في الشرح والروضة عن أبي العباس الروياني في هذه المسألة أنه لا يصح وسكتا عليه وفي التي قبلها أن الأصح المنع فخالف الشيخ الإمام في المسألتين
245.
وأن موت الراهن قبل القبض مبطل للرهن
وأنه إذا جنى المرهون ففداه المرتهن وشرط كونه مرهونا بالدين والفاداء فهو على القولين في رهن المرهون عند المرتهن بدين آخر حتى يكون الأصح المنع
والأظهر في الرافعي وهو المذهب في الروضة الصحة وأن هذا يستثنى من محل القولين
وأن المرتهن يخاصم إذا لم يخاصم الراهن
وأنه إذا رهن نصيبه من بيت معين ثم قسمت الدار فوقع البيت في نصيب شريكه بقي مرهونا كما اقتضاه كلام صاحب التهذيب خلافا للإمام والرافعي والنووي حيث رجحوا أن الراهن يغرم القيمة لتكون رهنا بدله وضعف مقالتهم جدا وقال أوجه منها وأرجح أن يجعل ذلك كالآفة السماوية وهو احتمال للإمام وأرجح من الكل ما اخترناه وأشار إليه صاحب المهذب
وأن بعض الغرماء إذا طلب الحجر على المديون حجر وإن لم يقتض دينه الحجر به لو انفرد ذكره في شرح مختصر التبريزي ولم يذكره لا في شرح المهذب ولا في شرح المنهاج وهو الأظهر عند الرافعي وقوي النووي في الروضة خلافه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/135)
وأن السرف وهو إنفاق الرجل زائدا على ما يليق بحاله وإن لم يكن في معصية حرام
وأنه إذا بلغ الصبي وادعى على الولي بيع ماله من غير ضرورة ولا غبطة يصدق الولي في غير العقار والصبي في العقار
246.
وأن السفه يسلب الولاية وإن لم يتصل به حجر القاضي وهو وجه صححه ابن الرفعة
وأن مطل الغني كبيرة وإن لم يتكرر خلافا للنووي حيث اشترط التكرر
وأن الحوالة استيفاء وأن معنى الاستيفاء التحويل
وأن الوكيل لا ينعزل بالإغماء
وأنه لو قال اقض الألف التي لي عليك فقال أقضي غدا أو أمهلني يوما أو حتى أقعد أو أفتح الكيس أو أجد
فليس بإقرار بخلاف ما لو قال نعم
وأنه إذا قال علي كذا وكذا درهم لم يلزمه إلا درهم واحد وهو رأي المزني
وأن الأب إذا أقر بعين مال لابنه ثم ادعى عنه عن هبة منه وأراد الرجوع فليس له ذلك وهو رأي أبي عاصم العبادي والقاضي أبي الطيب وخالفهما القاضي الحسين والماوردي
قال الرافعي ويمكن أن يتوسط بين أن يقر بانتقال الملك منه فيرجع وإلا فلا
وأنه لو ضرب ليصدق فأقر مضروبا لم يكن إقرارا مطلقا إلا أن يكون المكره عالما بالصدق والنووي اختار كونه إقرارا مطلقا بعد أن استشكله
247. قال لأنه مكره على الصدق ولا ينحصر الصدق في الإقرار وأنه إذا أعاد الإقرار بعد الضرب وحدث خوف تسبب لم يعمل به
وأنه إذا استعار عينا ليرهنها بدين معلوم فرهن بأكثر منه بطل في الزائد وخرج في المأذون على تفريق الصفقة خلافا للرافعي والنووي حيث صححا البطلان في الكل ونص الشافعي يشهد لهما
وأن المستعير إذا لم يوافق المعير عند اختياره القلع بالأرش يكلف تفريغ الأرض قال ولا يكلف التفريغ عند اختيار الإبقاء بأجرة أو التملك وهو رأي البغوي
وأنه إذا خلط الطعام المغصوب فتعذر التمييز لا يجعل كالهالك خلافا للرافعي والنووي والأكثرين لأن لآحاد الناس انتزاع العين المغصوبة من الغاصب
وأن الشفعة ثابتة للشفيع إلى أن يصرح بالإسقاط وهو الوجه القائل بثبوتها له أبدا والأصح عند الرافعي والنووي أنها على الفور
وأن القراض لا ينفسخ بإتلاف العامل وهو رأي المتولي
وأن العامل إذا قارض بلا إذن فالربح للثاني
248.
وأن ما يأخذه الحمامي ثمن الماء وأجرة الحمام والسطل وحفظ الثياب وفاقا لابن أبي عصرون وخلافا للرافعي والنووي حيث منعا كونه في مقابلة الماء
وأن كسح البئر وتنقية البالوعة على المؤجر
وأن الطعام المحمول ليؤكل إذا كان شرط قدرا يكفيه للطريق كلها لا يبدل ما دام الباقي كافيا لبقية الطريق وإن شرط قدرا يعلم أنه لا يكفيه فيبدل
وأنه لو اكترى اثنان دابة وركباها فاتردفها ثالث بغير إذنهما فتلفت قسط الغرم على الأوزان ولزم الثالث حصة وزنه وهو ما صححه ابن أبي عصرون وصحح النووي أنه يلزمه الثلث وفي وجه يلزمه النصف
249.
وأن المقطع إذا قام من مكانه ونقل عنه قماشه لم يكن لغيره أن يقعد فيه وهو رأي صاحب التنبيه
وأن الوقف على طبقة بعد طبقة أو بطن بعد بطن يقتضي الترتيب ونقله عن جماعات
وأن الوقف على معين لا يحتاج إلى القبول وقد اختاره النووي في كتاب السرقة
قال الوالد هو ظاهر نصوص الشافعي ورأي الشيخ أبي حامد وكثيرين
وأن لفظ الصدقة كناية في الوقف فإذا نواه حصل به سواء أضافه إلى معين أو جهة
وأن الوقف الموقت صحيح مؤبد فيما يضاهي التحرير وهو رأي الإمام
وأن المعتبر في الوقف قصد القربة لا مجرد انتفاء المعصية
وأنه لا يجوز بيع الدار المتهدمة والحصر البالية والجذوع المتكسرة إذا كان وقفا أبدا وذكر أنه لم يقل أحد من الأصحاب ببيع الدار المتهدمة وأن ما في الحاوي الصغير غلط وما أوهمه كلام الرافعي مؤول
وأنه إذا شرط في وقف المسجد اختصاصه بطائفة كالشافعية لا يختص وقال بشرط أن يصرح بلفظ المسجد
وأن الوقف لا يرتد برد الموقوف عليه وإن لم يقبل وفرعه على اختياره أنه لا يشترط قبول الموقوف عليه
250.
وأن المشروط له النظر في وقف كذلك لا يشترط قبوله ولا يرتد برده
وأن الولد إذا وهبه والده حبا فبذره فصار زرعا أو بيضا فأحضنه فصار فرخا لم يمنع ذلك والده من الرجوع في هبته
وأن هبة الدين لغير المديون صحيحة وهو ما صححه النووي في كتاب البيع
وأن تعلق حق غرماء الولد المتهب بماله للحجر عليه لا يمنع رجوع الوالد في الهبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/136)
وأن اللقيط إذا وجد في ثيابه رقعة فيها أن تحته دفينا حكم بدفع المنازع فيه وما يترتب عليه من التصرف ولا يحكم بصحة ملكه له ابتداء وهو توسط بين وجهين للأصحاب إن قيل يرفعه ما اتفقوا عليه فهو من مذاهبه الخارجة عن قواعد المذهب فليلحق بالقسم الأول وإلا فهو من مصححاته على أصل الشافعي
وتوقف فيما إذا أرشدت الرقعة إلى دفين بالبعد عن اللقيط
وأن اللقيط المحكوم بكفره لا ينفق عليه من بيت الماء بل إن تطوع مسلم أو ذمي وإلا قسط على أهل الذمة
وأن الجد إذا أسلم والابن حي لا يستتبع الابن قال ولم يذهب أحد من
251. الأصحاب إلى أن الجد لا يستتبع سواء كان الابن حيا أو ميتا ولو ذهب أحد إلى تصحيحه لكان له وجه قوي هذا كلامه في شرح المنهاج ولا أحفظ عنه الذهاب إلى ما لم يذهب أحد إلى تصحيحه لا مذهبا لنفسه ولا تخريجا على أصل إمامه وبحثت معه غير مرة في المسألة فلم أسمعه يزيد على أنه لو ذهب إليه ذاهب من الأصحاب لكان متجها كان يقول لنا ذلك في مجالس المناظرة ولم يزد في شرح المنهاج عليه فلذلك لم أعز إليه في القسم الأول أنه يذهب إلى عدم الاستتباع
وأن الصبي إذا أسلم وقلنا بمشهور المذهب وهو عدم صحة إسلامه تجب الحيلولة بينه وبين أبويه وأهله الكفار خلافا لهما حيث رجحا أن الحيلولة مستحبة
وأن الأصول والفروع يدخلون في الوصية للأقارب
وأن قول الوصي هو له من مالي صريح في الوصية والذي في الشرح والروضة أنه كناية
وأنه إذا أوصى لشخص بدينار كل سنة صح في السنين كلها وهو ما رجحه الرافعي
وأن المودع وغيره من الأمناء إذا مات ولم نجد الوديعة في تركته ولا أوصى بها فإن وجدنا جنسها ضمن ضمان العقد لا العدوان وإن لم نجد جنسها لم يضمن
252.
وأن صاحب الوديعة في صورة الضمان يتقدم على الغرماء
وأن مجرد التمييز يزول به التقصير
وأن ذكر الجنس كقوله مثلا عندي ثوب وديعة تمييز إذا لم يكن ثم ثوب غيرن
وأنه إذا مات ولم يوجد غيره نزل عليه وإن وجد أثواب أعطي واحدا منها
وأن الوديعة إذا تلفت بعد الموت بلا وصية وقلنا بالضمان كان مستندا إلى ما قبيل الموت لا إلى أول المرض
وأن دعوى الورثة رد مورثهم على المودع أو تلفها قبل نسبته إلى التقصير بغير بينة لا تسمع
وأن من انقطع خبره لا يقسم ماله بين ورثته ولا يحكم القاضي بموته وإن مضت مدة تغلب على الظن موته ما لم تقم بينة بموته وعزاه إلى النص
وأنه إذا حكم بموته لا يعطى ماله من يرثه وقت الحكم ولا قبيل الحكم بل من يرثه في الزمان الذي استند إليه الحكم فإذا حكم سنة خمس بأنه مات سنة أربع ورثه من يرثه سنة أربع لا سنة خمس
قال الشيخ الإمام ولعل هذا مرادهم وإن لم يصرحوا به
وأن المرأة تجاب إذا عينت كفؤا وعين الولي غيره خلافا للرافعي والنووي
253. وقال محل الخلاف في المجبر أما غيره فهو المجابة قولا واحدا
وأن النكاح ينعقد بالمستور كما قاله الرافعي والنووي ولكنه خالفهما في تفسيره فقال المستور من عرفت عدالته باطنا وشك هل هي موجودة حال العقد لا من لا يعرف منه إلا الإسلام فقط وهذا صعب
وأنه لا يحل نظر العبد إلى سيدته
وأنه لا يحل نظر الممسوح إلى الأجنبية
وأنه إذا أوجب النكاح فقال القائل الحمد لله والصلاة على رسول الله قبلت لم يصح للفصل وبه قال الماوردي
وأن قول ابن الحداد في المرأة لها ابنا معتق إن المعتق نفسه لو أراد نكاحها وأحد هذين الابنين منه والآخر من غيره فيزوجها ابنه منها دون ابنة من غيرها محتمل وإن كان معظم الأصحاب غلطوه من جهة أن ابن المعتق لا يزوج في حياة المعتق ولكن إذا خطبها زوجها السلطان
قال الوالد في كتاب الغيث المغدق في ميراث ابن المعتق الولاء بمجرد العتق يثبت لجميع العصبات مع المعتق ويترتب عليه أحكامه لكن يقدم المعتق فإذا كان به مانع لم يمنع غيره
وأطال في ذلك في كتابه المذكور ولخصه في شرح المنهاج
وأن ما حكاه أبو الفرج السرخسي من أن ابن المعتقة يزوج عتيقها محتمل ظاهر
254. وكاد يرجحه في الكتاب المذكور ولكن لم يفصح بالترجيح بل أطال فيما يدل عليه
وأن الإجابة في سائر الولائم واجبة
وأن ظهور النشوز من المرأة مرة لا يبيح الضرب وهو ما ذكر الرافعي في المحرر أنه الأولى
وأن الإعسار بالمهر قبل الدخول لا يثبت خيار الفسخ قال وكذلك الإعسار ببعضه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/137)
وأنه إذا قال إن طلقتك أو متى أو إذا فأنت طالق قبله ثلاثا فطلقها وقع الثلاث وكان يذهب أولا إلى أنه لا يقع شيء ثم رجع عنه إلى قول الثلاث
وصورة المسألة عنده أن تقيد القبلية بما قبله بلحظة والرافعي والنووي رجحا وقوع المنجز فقط
وأنه إذا قال إن كان أول ولد تلدينه من هذا الحمل ذكرا فأنت طالق طلقة وإن كان آخر ولد منه جارية فأنت طالق ثلاثا
فولدت ذكرا ولم يكن غيره لا يقع الطلاق وهو وجه ذكر النووي أنه ضعيف شاذ مردود ولم يوافقه الوالد بل نصره وأطنب فيه في تفسير سورة الحشر
وأن ما مثل متى فإذا قال ما لم أطلقك فأنت طالق
يكون كما إذا قال متى لا كما إذا قال إذا لم أطلقك
255.
وأن نفقة القريب لا تستقر في الذمة وإن فرضها القاضي
وأن من ضرب كوع شخص بعصا فتورم ودام الألم حتى مات فاحتمال القصاص فيها قائم ولم يجزم به لأنه نقل عدمه عن النص لكنه مال إليه
وفي كلام الرافعي والنووي في غرز الإبرة ما يشير إليه ولكنهما نقلا عدم الوجوب في أول الجراح عن الغزالي ولم يتعقباه بنكير واستدلا عليه بحديث
وأن الطريقة المفرقة بين الجارح والمثقل في العمد غيره هي الراجحة
وأنه لا يشترط في كون الجرح عمدا أن يعلم حصول الموت منه بل يكفي كون الجرح بصفة السريان
وأن المرتد لو قال عرضت لي شبهة فأزيلوها بعد وجوب قتله ناظرناه وأزحنا شبهته قبل القتل ما لم يظهر منه التسويف والمماطلة والمنقول في الروضة في هذه المسألة عن الغزالي خلاف الموجود في الوجيز المنقول في الشرح
قال الشيخ الإمام في كتاب السيف المسلول ومحل الخلاف إذا لم يظهر التسويف فإن ظهر لم تناظره قطعا
وأنه لا يجوز للولد السفر في تعلم ما هو فرض كفاية ولا في تجارة وإن كان الأمن غالبا إذا منعه أحد الوالدين
وأن طاعة الوالدين في الشبهات واجبة وأن طاعتهما تجب في ترك السنن إن لم يكن ذلك منهما على الدوام وإن كان على الدوام لم تجب طاعتهما
256.
وأن الكنائس لا يعاد منها شيء إذا انهدم وإن قل وذكر أن الأمة أجمعت على أنا لا نأذن في الإعادة وإنما الخلاف في أن هل نمكن وأن الإعادة معناها الإعادة بتلك الآلة نفسها كما هو ظاهر لفظ الإعادة وذكر أن أحدا لم يقل تعاد بآلة أخرى وأن الخلاف في التمكين إذا انهدمت أو انهدم بعضها وبه صرح الشيخ أبو حامد في التعليق وغيره
وأنه إذا غصب فرسا وقاتل عليه لم يكن السهم له بل لصاحب الفرس
وأن الذمي إذا حضر الوقعة بإذن الإمام بلا أجرة لا يرضخ له من الأخماس الأربعة بل من خمس الخمس
وأن الحقيبة المشدودة على الفرس تدخل في السلب هي وما فيها
وأنه إذا جاء واحد من الغزاة يطلب سهم المقاتلة ويدعي أنه بالغ يعطى بغير يمين كما رجح الرافعي والنووي نظيره في مدعي البلوغ بالاحتلام
وأنه إذا قامت عليه البينة بالسرقة فسئل فصدق الشهود ثم رجع سقط عنه القطع قال لأنه لما أقر صار الثبوت بإقراره لا بالبينة ولم يحوج إلى البحث عنها وهو قول أبي إسحاق في نظيره من الزنا
وأن نقل الثبوت في البلد جائز وإن قلنا بما صححه الرافعي والنووي من أنه ليس بحكم
وأن الثبوت حكم إن كان ثبوتا للمسبب دون ما إذا كان ثبوتا للسبب فإذا أثبت أن لزيد على عمرو ألفا كان حكما بها وإن أثبت أن زيدا باع عمرا دارا بألف لم يكن حكما بها
وأن القاضي لا تسمع عليه بينة ولا يطلب بيمين أبدا فيما يتعلق بالقضاء بخلاف ما يتعلق بخاصة نفسه
257.
وأن القاضي المعزول لا يحلف وهو رأي الإصطخري واستحسنه الرافعي في المحرر
وأنه إذا استعدى على حاضر في البلد وقعت الإجارة على عينه وكان حضوره مجلس الحكم يعطل حق المستأجر لم يحضره حتى تنقضي مدة الإجارة
وأن السيد يحلف إذا ادعت أمته الاستيلاد ليمنع من بيعها وتعتق بالموت قال وقول الرافعي والنووي وابن الرفع لا يحلف محمول على ما إذا كانت المنازعة لإثبات النسب
وأنه يصح قسمة الحديقة القابلة لقسمة التعديل المساقى عليها قبل انقضاء مدة المساقاة ويجبر الممتنع ولا يشترط رضا العامل قال ولكن يحذر من الربا بأن تجري القسمة بعد وجود الثمرة ويقع في كل من النصيبين فيصير بيع نخل ورطب بمثله وهو باطل من قاعدة مد عجوة وبناه على أصله أنه لا يصح بيع الأشجار المساقى عليها
والرافعي شبهه ببيع المستأجر ونقل فيه تفصيلا عن صاحب التهذيب استحسنه النووي
وابن الرفعة ألحقه ببيع الثوب عند القصار الأجير على قصارته
والشيخ الإمام خالف كلامهم أجمعين واختار الصحة والقسمة ثم وجد ذلك منصوصا في البويطي
وأن قسمة الرطب والعنب على الشجر ممتنعة ولو قلنا القسمة في ذلك إفراز وهو ما رجحه المحاملي وقال إنه المنصوص والبغوي وغيرهما
258.
وأن الملك لا يقسم على الوقف وإن قلنا القسمة إفراز
وأن الشهادة بالردة لا تقبل مطلقة بل لا بد من التفصيل والبيان
وأن من قال أشهد أني رأيت الهلال تقبل شهادته وإن أخبر عن فعل نفسه
وأنه لا يحل لشافعي لعب الشطرنج مع من يعتقد تحريمه(32/138)
هل ممكن مساعدتى فى ايجاد جواب لهذا السؤال؟؟؟؟
ـ[جمال]ــــــــ[29 - 05 - 04, 01:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل ممكن مساعدتى فى ايجاد جواب لهذا السؤال؟؟؟؟
جزاكم الله خيرا
==================
يوجد الكثيرين ممن يريدوا ان يشككوا في صحة الأحاديث
أو
التقليل من أهميتها
أو
القول بعدم الحاجة إليها ما دام القرآن فينا
ولقد طرح علي سؤال احرجني ولم استطع الإجابة عليه
أملي أن اجد ضالتي لديكم في منتداكم الرائع
يوجد حديث في صحيح البخاري يقول
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((لاحسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)).
هل يوجد تعارض بين هذا الحديث وقول الله تعالى " ومن شر حاسد إذا حسد "
وكذلك حذرالنبي أمته من الحسد وعظم أمره في أحاديث كثيرة منها ما روى أبو هريرة قال:
قال رسول الله:
((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولاتدابروا وكونوا عباد الله إخواناً)) (اخرجه بخاري ومسلم)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[29 - 05 - 04, 09:00 م]ـ
أخي - الفاضل- جمال:
قال أهل العلم: إن المراد بالحسد في حديث ابن مسعود- رضي الله عنه- هو الغبطة، وهي تمنى مثل ما لأخيك من غير أن تتمنى زوال النعمة عنه، وأما الحسد المذموم وهو الذي أمرنا الله بالإستعاذة منه، ونهانا عنه فهو تمني ما للغير مع تمني زوال النعمة عنه. ومن الأول قول أبي تمام:
وما حاسد في المكرمات بحاسد
ومن الثاني قول صاحب هند:
حسد حملنه من أجلها وقديما كان في الناس الحسد
نعوذ بالله من حسد يسد باب الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف
وانظر فتح الباري عند قول البخاري في كتاب العلم باب الإغتباط في العلم والحكمة، تجد الخير الكثير- إن شاء الله-.
ـ[أبو حمزة الجعيطي]ــــــــ[29 - 05 - 04, 10:02 م]ـ
أرجو أن يوفقني الله عز وجل في مساعدتك أخي جمال:
تنشأ أحيانا اشكاليات في فهم بعض الأحاديث الصحيحة بسبب عدم معرفتنا الجيدة بلغة العرب وأساليبهم في الكلام والبيان، ومن المعلوم أن نبينا وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كان أفصح العرب بل أوتي جوامع الكلم [وهو التعبير عن المعاني الكثيرة والدقيقة بألفاظ قليلة تدل عليها]، وهذا الحديث من هذا الباب.
وبعد قراءتي المتواضعة لمتن هذا الحديث والتدبر والتأمل فيه وبعض من شرحه – يظهر لي والله أعلم أن المقصود بالحسد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم " لا حسد إلا في اثنتين ... " المقصود به الغبطة وليس الحسد المعروف.
- فالغبطة: هي تمني أن يحصل لك ما حصل لغيرك من النعمة دون تمني زوالها عن صاحبها.
- والحسد: هو تمني زوال النعمة عن غيرك سواء تمنيت أن تنتقل لك أم لا.
وأستأنس بعدة أمور على صحة هذا المعنى منها:
1 - أن ما ذكر في الحديث من نعمتي إيتاء الحكمة وتعليم الناس إياها وإيتاء المال مع حسن التصرف فيه من أجل النعم التي ينعم الله بها على العبد ويستحيل أن يبيح النبي صلى الله عليه وسلم الحسد في أعظم نعمتين ثم يحرمه فيما دونهما في الدرجة.
2 - أن البخاري رحمه الله – وهو محدث وفقيه ومجتهد – قد ترجم له بقوله " باب الغبطة في العلم والحكمة ".
لكن يبقى التساؤل قائما لماذا عبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الغبطة بالحسد؟
الجواب:
أن هذا والله أعلم يرجع لسر بياني ولفتة بلاغية من لفتاته صلى الله عليه وآله مسلم التي قد تشكل على أمثالنا – و أنا أولكم - لضعف لغتنا وتذوقنا للبيان والبلاغة إلا من رحم الله.
فما سرها البياني:
لو نظرنا إلى كل من الغبطة والحسد نجد أن كلأ منهما فيه تمني، فعنصر التمني مشترك بين الأمرين، لكن أحدهما قوة التمني فيه أكثر من الآخر غالبا، فقوة التمني عند الحاسد أقوى من قوة التمني عند الغابط، بدليل أن الحاسد قلبه يغلي على المحسود لدرجة أنه يتمنى وبحرقة زوال هذه النعمة عنه حتى لو لم تنتقل له بل تجده غير مرتاح وقلق بل ساخط ولا يهدأ إلا بعد حصول ما تمنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/139)
بينما الغابط فإن التمني عنده أخف، فهو يتمنى أن يحصل له ما حصل لغيره من نعمة دون تمني زوالها، وفي حالة لم تحصل أمنيته فإن ذلك لا يؤثر على نفسيته فهو لم يزل مرتاحا هادئا بل راضيا بما قسم الله له.
فكأنما النبي صلى الله عليه وآله وسلم – والله أعلم – عبر عن الغبطة بالحسد [ولاشتراك كل منهما في التمني] ليبين أن أعلى درجات الغبطة [أي أقوى درجات التمني فيها] لا ينبغي أن توجه إلا لما يستحق هذه الدرجة من التمني وهو ما ذكر في الحديث.
وبعبارة أخرى كأن المعنى – والله أعلم – أنه إن كان هنالك شيء يستحق الغبطة بل يستحق أعلى درجات الغبطة في حياتكم الدنيا فهاذين الأمرين.
فبهذا المعنى كأنما النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحثنا – والله أعلم - على أمرين:
1 - أن نسعى لتحقيق هذين الأمرين أو أحدهما وأن نتنافس فيهما. ومنه قوله تعالى] خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [.
2 - أن نقلل من حرصنا في السعي لتحقيق ما دونهما أو مالا يدخل في حكمهما.
وهنالك من حمل الحديث على ظاهره وأن الحسد في هذا الحديث على حقيقته ولكنه يوجه بمعنى قريب نسبيا من المعنى السابق الذكر وهو:
أنه إن كان شيء قد يدعو النفس للحسد مع أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال فهذين الأمرين.
فإن المرء إذا حسد غيره في أمر ممكن أن يحسده عليه كثيرون لا يستغرب أمره كمن يحسد إنسان على أمر لا يحسده عليه أحد، وإن كان في كلتا الحالتين لا يجوز له الحسد.
فهذان التوجيهان أجود ما وقفت عليه من توجيهات هذا الحديث وهي التي تتفق مع اللغة وسياق الحديث فضلا عن الدلالات الشرعية في تحريم الحسد بجميع صوره وأشكاله، ففضلا عما ذكرت أخي جمال من نصوص شرعية أحب أن أضيف نصا من القرآن أحسب أنه قريب مما جاء في هذا الحديث وهو قوله تعالى:
] أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً [.
فالآية تذم من يحسد من آتاه الله الكتاب والحكمة وهما عين الأمر الثاني الذي جاء في حديث البخاري، وتذم من يحسد من آتاه الله الملك وما جاء في أول الحديث أظن أنه من جنسه أو قريب منه.
لذلك من أضعف الأقوال فيما أحسب في شرح الحديث من قال [إن قال به أحد من المعروفين] أن الحسد المعروف جائز في هذين الأمرين.
وهنالك من قال إن الحسد يطلق لغة على الغبطة، بمعنى أنه مشترك لفظي، لكنه لم يأت على ما يدل على ذلك من أقوال أهل اللغة أو الشواهد الشعرية بحسب قراءتي المتواضعة.
والله أجل وأعلم(32/140)
لقاء الرسول مع أهل الطائف
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[29 - 05 - 04, 01:52 م]ـ
سمعت مرة أحد الدعاة و الذي أظنه يهتم بالحديث الصحيح، ذكر فيما ذكر في معرض حديثه عن صبر النبي صلى الله عليه و سلم في الدعوة، ذكر قصة النبي عليه السلام مع اهل الطائف و سؤ ردهم له، و الحديث صحيح و لا شك، و لكن مما ذكره بعض الردود منهم على النبي الكريم صلوات الله عليه و سلامه،وهذه التي أشكلت علي فلا أدري هل وردت نصوص صحيحة بتلك الأقوال أو لا؟ أو أنها وردت في السيرة،
من هذه الأقوال
أن أحدهم قال له: أما وجد الله أحدا يبعثه غيرك؟
و قال ثان: أمزق ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك
أرجو الإفادة، و جزيتم خيرا
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[31 - 05 - 04, 08:50 م]ـ
.
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[03 - 06 - 04, 02:37 ص]ـ
قال الالباني في معرض رده على الدكتور محمد سعيد البوطي:
"
الخامس: ذكر (1/ 105 – 107) قصة ذهابه صلى الله عليه و سلم إلى الطائف و دعوته لثقيف، و شجهم رأسه الشريف بالحجارة، و دعائه صلى الله عليه و سلم: ((اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، و قلة حيلتي و هواني على الناس …)) و قصته مع عداس النصراني، و انكباب عداس عليه ? يقبل رأسه و يديه و قدميه. و ذكر مصدراً لها ((طبقات ابن سعد، و تهذيب السيرة لابن هشام))!
قلت: أما ((الطبقات)) فلم يذكر من القصة كلها إلا أحرفاً يسيرة! و مع ذلك فهو عنده (1/ 211 – 212) من قول محمد بن عمر بغير إسناد! و غالب الظن أن الدكتور لا يعلم أن ابن عمر هذا هو الواقدي المتروك كما يأتي.
و أما ((تهذيب السيرة)) فقد ذكره (2/ 60) من طريق ابن إسحاق بإسناد له مرسل، إلا الدعاء فلم يسق له سنداً، فقد قال: ((فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال – فيما ذكر لي -: اللهم …)).
و قد أخرج القصة باختصار – وفيه الدعاء – الطبراني بإسناده عن ابن إسحاق بسنده عن عبد الله بن جعفر، و ابن إسحاق مدلس و قد عنعنه؛ و لذلك ضعفت الحديث في ((تخريج الفقه)) (ص 132) و الدكتور على علم بذلك، فلا هو يستفيد من مثل هذا التحقيق هناك، و لا هو يأتي بما ينافيه، لينظر فيه، و إنما يكتفي بمجرد العزو للمصدرين السابقين و هو يعلم أن فيهما ما لا يصح، ثم هو يزعم أنه اعتمد على ما صح فيهما!! "
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[05 - 06 - 04, 04:51 م]ـ
جزاك الله خيرا با أبا فيصل
اعرف ان الألباني و غيره يضعفون الحديث ((اللهم أشكو ... ))، و لكن هل ما ذكرته أنا من أقوال مشركي الطائف و سفهائهم هو بالفعل موجود في طبقات ابن سعد و سيرة ابن هشام على ما قال البوطي أم انها غير موجوده و إنما الموجود فقط هو ذهابه إليهم و دعائه و لقائه بعداس
أرجو إذا تتكرم يا أبا فيصل ان تكتب نص القصة كاملة من الطبقات او ابن هشام لأنني ليس لدي أحد هذين الكتابين
مع الشكر الجزيل لك
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:27 ص]ـ
القصة في طبقات ابن سعد هي كالتالي وليس فيها العبارتان اللتان ذكرتهما الأخ الكريم:
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير بن مطعم قال لما توفي أبو طالب تناولت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم واجترؤوا عليه فخرج إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة وذلك في ليال بقين من شوال سنة عشر من حين نبيء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن عمر بغير هذا الإسناد فأقام بالطائف عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه فلم يجيبوه وخافوا على أحداثهم فقالوا يا محمد أخرج من بلدنا والحق بمجابك من الأرض وأغروا به سفهاءهم فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدميان وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه شجاج فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف راجعا إلى مكة وهو محزون لم يستجب له رجل واحد ولاامرأة فلما نزل نخلة قام يصلي من الليل فصرف إليه نفر من الجن سبعة من أهل نصيبين فاستمعوا عليه وهو يقرأ سورة الجن ولم يشعر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فهم هؤلاء الذين كانوا صرفوا إليه بنخلة وأقام بنخلة أياما فقال له زيد بن حارثة كيف تدخل عليهم يعني قريشا وهم أخرجوك فقال يا زيد إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا وان الله ناصر دينه ومظهر نبيه ثم انتهى إلى حراء فأرسل رجلا من خزاعة إلى مطعم بن عدي أدخل في جوارك فقال نعم ودعا بنيه وقومه فقال تلبسوا السلاح وكونوا عند أركان البيت فإني قد أجرت محمدا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام فقام مطعم بن عدي على راحلته فنادى يا معشر قريش إني قد أجرت محمدا فلا يهجه أحد منكم فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:46 ص]ـ
راجعت سيرة ابن كثير فأورد العبارتين في القصة كما رواها ابن إسحاق. وليس عندي سيرة ابن هشام حتى أراجعها، ولكن لنبحث على النت فربما نجدها.
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/141)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 02:03 ص]ـ
هاك أخي نص القصة كما أورها ابن هشام وقد أخذتها من موقع http://www.al-eman.com.
قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: لما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، عمد إلى نفر من ثقيف، هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم، وهم إخوة ثلاثة: عبد ياليل بن عمرو بن عمير، ومسعود بن عمرو بن عمير، وحبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف، وعند أحدهم امرأة من قريش من بني جمح، فجلس إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاهم إلى الله، وكلمهم بما جاءهم له من نصرته على الإسلام، والقيام معه على من خالفه من قومه؛ فقال له أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك؛ وقال الآخر: أما وجد الله أحدا يرسله غيرك! وقال الثالث: والله لا أكلمك أبدا. لئن كنت رسولا من الله كما تقول، لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله، ما ينبغي لي أن أكلمك. فقام رسول الله صلى عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف، وقد قال لهم - فيما ذكر لي -: إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغَ قومَه عنه، فيُذْئِرهم ذلك عليه.
قال ابن هشام: قال عبيد بن الأبرص:
ولقد أتاني عن تميم أنهم * ذَئِروا لقتلى عامر وتعصبوا
فلم يفعلوا، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم، يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس، وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، وهما فيه، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه، فعمد إلى ظل حَبَلة من عنب، فجلس فيه. وابنا ربيعة ينظران إليه، ويريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف، وقد لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما ذكر لي - المرأة التي من بني جمح، فقال لها: ماذا لقينا من أحمائك؟
شكواه صلى الله عليه وسلم إليه تعالى
فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فيما ذكر لي - اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
قصته صلى الله عليه وسلم مع عداس النصراني
قال: فلما رآه ابنا ربيعة، عتبة وشيبة، وما لقي، تحركت له رحمهما، فدعوا غلاما لهما نصرانيا، يقال له عداس، فقالا له: خذ قطفا من هذا العنب، فضعه في هذا الطبق، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل، فقل له يأكل منه.
ففعل عداس، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال له: كل، فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يده، قال: باسم الله، ثم أكل، فنظر عداس في وجهه، ثم قال: والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس، وما دينك؟ قال: نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؛ فقال له عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك أخي، كان نبيا وأنا نبي، فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه.
قال: يقول ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه: أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاءهما عداس، قالا له: ويلك يا عداس! ما لك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟ قال: يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي؛ قالا له: ويحك يا عداس، لا يصرفنك عن دينك، فإن دينك خير من دينه.
لكن أن تعرف ما فيها من علل كما قال شيخنا الألباني، والحمد لله رب العالمين.
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[07 - 06 - 04, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مروة و اجزل لك المثوبة في الدنيا و الآخرة
آمين(32/142)
هل هناك كتب حديثه لتأصيل الفقه تأصيلا اسلاميا؟.
ـ[لبناني سلفي]ــــــــ[29 - 05 - 04, 03:50 م]ـ
سلام من الله عليكم .. احبابي .. هل هناك كتب حديثه لتأصيل الفقه تأصيلا اسلاميا؟(32/143)
هل ورد عن المحدثين هذا اللفظ؟؟ متنه منكر؟؟ او متنه فيه نكاره او ما يشابه ذلك؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[29 - 05 - 04, 06:37 م]ـ
متنه منكر؟؟ او متنه فيه نكاره
او ما يشابه ذلك؟؟
ـ[الدرع]ــــــــ[30 - 05 - 04, 12:30 م]ـ
العلل المتناهية 1/ 426
قال ابن حبان: هذا خبر اسناده مقلوب متنه منكر ما رفع النبي صل يديه في كل خفض ورفع قط …
علل ابن أبي حاتم 1/ 64
قال أبو حاتم: هذا حديث مضطرب المتن انما هو ان النبي صلى الله عليه وسلم اكل كتفا …
علل ابن أبي حاتم 1/ 341
قال أبوحاتم: هذا خطأ المتن والإسناد انما هو الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها
التمييز1/ 182
قال الإمام مسلم: ومن الاخبار المنقولة على الوهم في المتن دون الاسناد … أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين ثم سلم فقال ذو الشمالين …
التمييز1/ 187
قال الإمام مسلم: وهذه رواية فاسدة من كل جهة فاحش خطؤها في المتن والاسناد جميعا وابن لهيعة المصحف في متنه المغفل في اسناده وانما الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر في المسجد بخوصة أو حصير يصلي فيها …(32/144)
عالم اشترى كتابا بحوالي 9000 ريال، فعكف على قراءته، واقتصر على الفرائض حتى ختمه
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 05 - 04, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام نبينا محمد، وآله، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
ففي هذه القصة التي أسوقها لك، أريد أن نعالج معاً موضوعاً مهماً يمس أغلى ما نملك، وهو الوقت، وكيف نستفيد منه، ونحاول تخيف الزخم الهائل من الصوارف والشواغل .. وليكن بعد هذه الحكاية ..
قرأتُ في كتاب الطالع السعيد الجامع أسماء علماء نجباء الصعيد لمؤلفه المؤرخ الفقيه كمال الدين أبي الفضل جعفر الأُدْفُوي الشافعي في ترجمته للإمام العلامة المجتهد ابن دقيق العيد.
قال الأُدْفُوي ص580: وأخبرني شيخنا الفقيه سراج الدين الدَّنْدري أنه لما ظهر الشرح الكبير للرافعي [فتح العزيز شرح الوجيز] اشتراه [ابنُ دقيق العيد (1)] بألف درهم (2)، وصار يصلي الفرائض فقط، واشتغل بالمطالعة إلى أن أنهاه مطالعة، وذكر عنده هو [الرافعي]، والغزالي في الفقه فقال: الرافعي في السماء. اهـ.
ومما يشبه هذا الجهد والحرص لكنه في المذاكرة، وليس في المطالعة ما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله، قال عبد الله بن أحمد: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي، فكان كثيرَ المذاكرة له، فسمعت أبي يوما يقول: ما صليت غير الفرائض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي.
وروى الخلال في أخلاق أحمد: أن إسحاق قال: كنا عند عبد الرزاق أنا، وأحمد بن حنبل قال: فمضينا معه إلى المصلى يوم عيد، قال: فلم يكبر عبد الرزاق، ولا أنا، ولا أحمد بن حنبل! قال: فقال لنا: رأيت معمرا، والثوري في هذا اليوم كبّرا؛ فكبرتُ، ورأيتكما لا تكبران فلم أكبر، أو قال: ورأيتكما لا تكبران؛ فهبت!
قال عبد الرزاق: فلمَ لَمْ تكبرا؟ قال فقلنا: نحن نرى التكبير، ولكن شغلنا بأي شيء نبتدئ من الكتب.اهـ من الآداب الشرعية 2/ 165 - 166.
وأخبار العلماء في مثل هذا كثيرة ..
أقول: رحمهم الله، أين نحن اليوم من مثل هذا؟!
وكيفَ يَفعلُ مثلَ هذا اليوم مَنْ ثلث يومه في وظيفة تهلك الحفظ، والفهم!، وسدسه، أو أكثر في النوم! وقل كم يذهب من الوقت في الأكل، وعند إشارات المرور، والزحام في الطرقات، ثم حاجات الأهل، وصلة الوالدين، والأقربين ... ونحوها!
وناهيك عن التردد على المكتبات لمتابعة الجديد، وعن الاجتماعات مع الإخوان التي لا تنتهي، والمناسبات، ثم ما يقال في الترويح عن النفس ... وكأنها قد أنجزت شيئا!
وهكذا يمضي العمر، وتنصرم الأيام، ولم نحصل شيئا! فما الحل إذن؟
أقول: مع أني غيرُ سالمٍ مما ذكرتُ ..
أولا: من أهم الأمور هنا الالتجاء إلى الله، أن يوفقك، ويبارك في وقتك.
ثانيا: شد المئزر ومحاولة الاستفادة من كل وقت، حتى وأنت في السيارة تستطيع سماع الدروس المسجلة ... ، وهكذا في العمل اصحب معك كتابا، وانظر فيه كلما سنحت فرصة .. وقلل من حضور المناسبات، ولا تحضرْ إلا ما يتعين عليك حضوره، أو تخشى من مفسدة عند عدم الحضور .. ، واجعل معك كتابا في السيارة طالعه عند إشارات المرور، أو استغل وقتك بأي شيء فيه نفع، وتكون قد أنجزته وسلم لك مكانه. وهكذا ...
ومِلاك هذه الأمور كلها الشعور بقيمة الزمن، وأنه هو العمر، فتضييعه أعظم من تضييع الذهب والفضة ..
ومما يعين على ذلك مطالعة سير العلماء الأوائل المجتهدين في حفظ أوقاتهم، وفي كتاب قيمة الزمن للشيخ أبي غدة من هذا شيء نفيس ـ .. ولو جُمِعَ ذيلٌ عليه ينشر هنا بين الأخوة فهناك حكايات ليست بقليلة توازي بعض ما في الكتاب، بل بعضها قد تفوق .. ، وإن كان الرجل لم يقصد الاستيعاب .. لكن يذكر للفائدة ـ وكذا في سائر كتب التراجم، والسير.
وكذا التواصي بين الإخوة .. والاستفادة من الوقت في المفيد حال الاجتماع.
ومن أكثر الأمور تضييعا للوقت كثرة الفضول بتتبع الأخبار، والتفاصيل غير المفيدة ..
وكذا التمادي في الانترنت في دخول المواقع غير المفيدة .. ، ومتابعة ما يكتب فيها من سقط الكلام، والقيل والقال .. فإنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهل نحن منتهون؟
ولعلي أختم بهذه الحكاية الطريفة من ابن الجوزي رحمه الله قال في صيد الخاطر ص209
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/145)
أهل الفراغ بلاء، أعوذ بالله من صحبة الباطلين لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة، ويسمون ذلك التردد خدمة، ويطلبون الجلوس، ويجرون فيه أحاديث الناس، وما لا يعني، و يتخلله غيبة. وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس، وربما طلبه المَزُور وتشوق إليه، واستوحش من الوحدة، وخصوصاً في أيام التهاني، والأعياد فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض، ولا يقتصرون على الهناء، والسلام، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان. فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء، والواجب انتهابه بفعل الخير كرهت ذلك وبقيت مهم بين أمرين:
إن أنكرت عليهم وقعت وحشة لموضع قطع المألوف، وإن تقبلته منهم ضاع الزمان.
فصرت أدافع اللقاء جهدي، فإذا غلب قصرت في الكلام لا تعجل الفراق.
ثم أعددت أعمالا لا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم لئلا يمضي الزمان فارغاً.
فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد [الورق]، وبري الأقلام، وحزم الدفاتر فإن هذه الأشياء لا بد منها، ولا تحتاج إلى فكر، وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي.
نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر وأن يوفقنا لاغتنامه.
ولقد شاهدت خلقاً كثيراً لا يعرفون معنى الحياة فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة، ومنكر.
ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج، ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحوادث من السلاطين، والغلاء والرخص إلى غير ذلك.
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمه اغتنام ذلك " وما يلقّاها إلا ذو حظ عظيم ".
...... وأرجو المشاركة من الإخوة ... حفظهم الله.
------------------------
(1) لا تظن أنه كان غنيا بل ربما مر عليه الوقت، وليس عنده درهم، وهو في منصب قاضي القضاة! وقد رفع مرة للقاضي بسبب مال عليه .. فقال: هذا بسبب حبي للكتب.
(2) وزن درهم الفضة يتراوح بين 2.3 و 2.03، وأخبرني أحد الإخوة أن سعر الجرام قبل عشرة أيام أربعة ريالات تقريبا، والله أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:17 م]ـ
جزاك الله شيخنا عبدالرحمن خيرا
ورحم الله القائل:
إذا كنتَ تؤذى بحرِّ المصيفِ ** ويبسِ الخريفِ وبردِ الشتا
ويلهيكَ حسنُ زمانِ الربيعِ ... فأخذكَ للعلمِ قلْ لي مَتَى
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
وما ذكرته حفظك الله فيه مسألتان
الأولى كما ذكرت وهو حرصهم على الوقت
الثانية صبرهم على المذاكرة وجلدهم فيها بحيث لا يتذمرون عكس ما نجده من مشايخ زماننا هذا الا من رحم ربك والله المستعان
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[30 - 05 - 04, 01:06 ص]ـ
صدقت شيخنا بارك الله فيك
ومن اطلع على كتاب الشيخ عبدالفتاح أبوغدة (قيمة الزمن عند العلماء) علم شدة حرصهم على حفظ الوقت وتفننهم بالطرق المختلفة في الحفاظ عليه.
و اسمح لي أن اسجل إعجابي بالأخوة المصريين على ما نرى من كثير منهم من جلد في الطلب على رغم شظف العيش عندهم، و شدة الانشغال، فترى منهم الدكتور و المهندس و العامل وقد حصل من العلم ما لم نحصله مع تفرغنا أكثر منهم و تيسر الأسباب بشكل أكبر عندنا، فمثلا عندنا هنا في الكويت شيخ مصري كان يعمل عندما كان في مصر بدوام صباحي و مسائي لا يكاد يفصل بين العملين سوى ساعتين و لا يرجع إلا في أوقات متأخرة في الليل لا يكاد يرتاح حتى يعاود العمل في مصنع قطن شديد الضوضاء و الازعاج، علاوة على الوقت الذي يقضيه لانتظار الباص ثم المسافة ما بين الباص و العمل، ومع ذلك حفظ القرآن و هو أحد العباد، و قد كان يستغل الطريق في الحفظ و أثناء يتقنص أي فرصة للنظر في المصحف، و والله ما رأيته مثله في حفظه للقرآن و القراءات العشر، حتى إنك تسأله مثلا كم مرة أتت الكلمة الفلانية كالجاهلية يقول و بسرعة ودون تفكير أربع مواضع آل عمران و المائدة و الأحزاب و الفتح و يقرأ الآية، كلمة (اللهم) خمس مرات، كلمة ساهون الذاريات الماعون، بسرعة عجيبة و حفظ غريب، فنسأل الله أن يلطف بنا فإن الحياة المادية الحالية قد شتت الأذهان، فإن كان الشافعي يقول كما في التذكرة لو كلفني أهلي شراء بصلة ما استطعت على العلم، و يقول أبوحنيفة ما استعين على العلم يشيء مثل جمع الهم.
والحديث ذو شجون
و الله المستعان و الموفق.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[30 - 05 - 04, 02:02 ص]ـ
أحسن الله عملك يا ابن السديس
وربما فاتت عليك هذه الكلمة
[قاضي القضاة!]!
ولا اعتقد أنه يخفاك ما فيها من منكر ....
كما أحببت أن أنبه الإخوة إلى الحذر من المدعو [عبدالفتاح أبو غدة] فهو من أبر تلاميذ الجهمي الصوفي عدو السنة [الكوثري]
وممن رد على ابي غدة الشيخ العلامة حمود التويجري -رحمه الله وغفر له - في كتابه تنبيه الإخوان إلى التحذير من مسائل في خلق القرآن
كذلك يوجد كتاب في الرد عليه اسمه [براءة أهل السنة .... ] بقلم بكر بن عبدالله أبوزيد واذكر أن فيه تقدمة للشيخ ابن باز [إن لم اكن واهماً]
وفقكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/146)
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[30 - 05 - 04, 02:10 ص]ـ
اعلم ذلك أخي الكريم أبو عمر
ولكن لسنا بحاجة أن نذكر ذلك كلما أتينا باسم الشيخ في مشاركة، فالشيخ معلوم ما أخذ عليه من أمور عديدة و مع ذلك فهو أحسن حالا من شيخه الكوثري.
و كتابه الذي اشرت إليه آنفا خالي فيما أعلم من المؤاخذات، ولذلك لم اشر إلى شيء من ذلك.
و الحكمة غاية المؤمن أنى و جدها فهو أحق بها:)
و الله الموفق
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 05 - 04, 11:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا ...
أخي الفاضل ابن الناصر حفظه الله، ونفع به
قولي أحسن الله إليك: (منصب قاضي القضاة) ليس من باب إنشاء التسمية بذلك، وإنما هو من باب الإخبار بالمنصب الذي كان يتولاه للتعريف به، والأخبار بمثل ذلك لا يحرم، بل قد لا يكره، وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أنا ابن عبد المطلب، وكان الصحابة يسمون بني عبد شمس، وبني عبد الدار بأسمائهم، ولا ينكر عليهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، فيجوز ما لا يجوز في الإنشاء، ولذا تجد مثل هذا كثيرا في كلام أئمة السنة المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيره.
وبالنسبة للشيخ أبي غدة رحمه الله لا يخفى حبه لشيخه الضال الكوثري لكن ما الداعي لجرحه هنا مع أن اسمه مرّ عرضا؟
هل كلما ذكر أحد عنده شيء من الخطأ بادرنا بتجريحه، وسرد أخطائه؟!
ولماذا يخصص هو دون غيره؟ ففي الملتقى ينقل عن عشرات العلماء الذين قد وقع لهم شيء من المخالفة، والوقوع بشيء من البدع، فهل كلما ذكر أحد منهم بادرنا ببيان مثالبه؟
ليس هذا من شأن أهل العلم، ولا طلابه ..
نعم إذا ذكر الخطأ يبين ويحذر منه، ويبين وجه الصواب نصحا لعباد الله، لا التجريح المطلق ..
وبالنسبة لكتابه الذي جرّ الحديث عنه، فهو في غاية النفاسة، وكذا كتابه الآخر صفحات من صبر العلماء. والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:07 م]ـ
ومن أعظم الأسباب المعينة على الطلب والتحصيل؛ الفراغ، والكفاية في أمر المعاش، فإن طلب المعاش سبب في استهلاك كثير من الوقت الذي طالب العلم في أَمَس الحاجة إليه ..
قال الشوكاني في البدر الطالع في ترجمة أبيه 1/ 484: ولقد بلغ معي إلي حد من البر والشفقة والإعانة على طلب العلم والقيام بما أحتاج إليه مبلغا عظيما بحيث لم يكن لي شغلة بغير الطلب، فجزاه الله خيرا وكافاه بالحسنى.
وهذا نقل من الآداب الشرعية فيه نقول عن ابن الجوزي في غاية النفاسة حول الموضوع نسأل الله أن ينفع بها من كتبها، و قرأها ..
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية1/ 235 - 243:
وبعض الناس يحتج لتركه بكبر السن، أو عدم الذكاء، أو القلة، والفقر، أو غير ذلك، وذلك من وسواس الشياطين يثبطون بها، ومن نظر في حال السلف، وجماعة من علماء الخلف؛ وجدهم لا يلتفتون إلى هذه الأعذار ولا يعرجون عليها، وقد قيل:
ومن يجتهد في نيل أمر ويصطبر ... ينله و إلا بعضه إن تعسرا
فما دمت حيا فاطلب العلم والعلا ... ولا تأل جهدا أن تموت فتعذرا
ولكن ينبغي اغتنام أوقات الفراغ فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وقد صح عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ". رواه البخاري من حديث ابن عباس، وذكر أبو جعفر النحاس قول بعض الحكماء:
بادر إذا الحاجات يوما أمكنت ... بورودهن موارد الآفات
كم من مؤخر حاجة قد أمكنت ... لغد وليس غد له بموات
تأتي الحوادث حين تأتي جمة ... ونرى السرور يجيء في الفلتات
وكان الشاشي محمد بن الحسين الفقيه الشافعي المشهور المتوفى سنة سبع وخمس مئة ينشد:
تعلم يا فتى والعود رطب ... وطينك لين والطبع قابل
وقال ابن الجوزي: إن أبا بكر أحمد بن محمد الدينوري الحنبلي تلميذ أبي الخطاب المتوفى في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة قال أنشدني:
أصخ أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبيك عن مكنونها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ... وإرشاد أستاذ وطول زمان
قال وأنشدني رحمه الله تعالى:
تمنيت أن تمسي فقيها مناظرا ... بغير عناء والجنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقة ... تلقيتها فالعلم كيف يكون؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/147)
قال ابن الجوزي: ما يتناهى في طلب العلم إلا عاشق، والعاشق ينبغي أن يصبر على المكاره، ومن ضرورة المتشاغل به البعد عن الكسب، وقد فقد التفقد لهم من الأمراء، ومن الإخوان، ولازمهم الفقر، والفضائل ينادي عليها (هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا)، فلما أجابت مرارة الابتلاء قالت:
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وقد قال الشافعي رضي الله عنه:
يا نفس ما هو إلا صبر أيام ... كأن مدتها أضغاث أحلام
يا نفس جوزي عن الدنيا مبادرة ... وخل عنها فإن العيش قدامي
ثم أيها العالم الفقير أيسرك ملك سلطان من السلاطين، وإن ما تعلمه من العلم لا تعلمه؟ كلا ما أظن المتيقظ يؤثر هذا، ثم أنت إذا وقع لك خاطر مستحسن، أو معنى عجيب؛ تجد لذة لا يجدها ملتذ باللذات الحسية، فقد حرم من رزق اللذات الحسية ما قد رزقت، وقد شاركتهم في قوام العيش، ولم يبق إلا الفضول التي إذا حذفت لم تكد تضر، ثم هي على المخاطرة في باب الآخرة غالبا، وأنت على السلامة في الأغلب، فتلمح يا أخي عواقب الأحوال، واقمع الكسل المثبط عن الفضائل
، واعلم أن الفضائل لا تنال بالهوينى، فبارك الله لأهل الدنيا في دنياهم، فنحن الأغنياء، وهم الفقراء، فإن عمروا دارا سخروا الفعلة، وإن جمعوا مالا فمن وجوه لا تصلح، وكل واحد منهم يخاف أن يقتل، أو يعزل، أو يسم، فعيشهم نغص، العز في الدنيا لنا لا لهم، وإقبال الخلق علينا، وفي الآخرة بيننا، وبينهم تفاوت إن شاء الله تعالى، والعجب لمن شرفت نفسه حتى طلب العلم إذ لا تطلبه إلا نفس شريفة كيف يذل لنذل ما عزه إلا بالدنيا، ولا فخره إلا بالمسكنة.
وقال: ليس في الدنيا عيش إلا لعالم، أو زاهد.
قال: وإذا قنعا بما يكفي لم يتمندل بهما سلطان، ولم يستخدما بالترداد إلى بابه، ولم يحتج الزاهد إلى تصنع، والعيش اللذيذ المنقطع الذي لا يتمندل به، ولا يحمل منة، وما أكثر تفاوت الناس في الفهم.
وقال أيضا في كتابه "السر المصون": مثل المحب للعلم مثل العاشق فإن العاشق يهتم بمحبوبه، ويهيم به، وكذلك المحب للعلم، فكما أن العاشق يبيع أملاكه وينفقها على معشوقه، فيفتقر كذلك محب العلم فإنه يستغرق في طلبه ا لعمر فيذهب ماله، ولا يتفرغ للكسب فإذا احتاج دخل في مداخل صعبة، فمنهم من يتعلق بالسلاطين إما أن يدخل في أشغالهم، أو يطلب منهم، ومن العلماء من يطلب من العوام البخلاء، ومنهم من يرجع عن الجد في العلم إلى الكسب.
وقد كان للعلماء قديما حظ من بيت المال يغنيهم، وكان فيهم من يعيش في ظل سلطان كأبي عبيد مع ابن طاهر، والزجاج مع ابن وهب، ثم كان للعلماء من يراعيهم من الإخوان، حتى قال ابن المبارك: لولا فلان وفلان ما اتجرت، وكان يبعث بالمال إلى الفضيل، وغيرهم، ثم قَلّ ذلك المعنى فصار أقوام من التجار يفتقدون العلماء بالزكاة!، فيندفع الزمان، وقد وصلنا إلى زمان تقطعت فيه هذه الأسباب حتى لو احتاج العالم، فطلب لم يعط، فأولى الناس بحفظ المال، وتنمية اليسير منه والقناعة بقليله توفيرا لحفظ الدين والجاه والسلامة من منن العوام الأراذل العالم الذي فيه دين، وله أنفة من الذل، وقد قال منصور بن المعتمر: إن الرجل ليسقيني شربة من ماء فكأنه دق ضلعا من أضلاعي.
وقد كان أقوام في الجاهلية إذا افتقروا لا يرون سؤال الناس، فيخرجون إلى جبل؛ فيموتون فيه.
فإذا اتفق للعالم عائلة، أو حاجات، وكفت أكف الناس عنه، ومنعته أنفته من الذل هلك.
فالأولى لمثل هذا العالم في هذا الزمان المظلم؛ أن يجتهد في كسب إن قدر عليه، وإن أمكنه نسخ بأجرة، ويدبر ما يحصل له، ويدخر الشيء لحاجة تعرض لئلا يحتاج إلى نذل، وقد يتفق للعالم مرفق، فينفق ولا يدخر عملا بمقتضى الحال ونسيانا لما يجوز وقوعه من انقطاع المرفق وطبعا في نفسه من البذل والكرم، فيخرج ما في يده، فينقطع مرفقه فيلاقي من الضرر أو من الذل ما يكون الموت دونه، فلا ينبغي للعاقل أن يعمل بمقتضى الحال الحاضرة، بل يصور كل ما يجوز وقوعه، وأكثر الناس لا ينظرون في العواقب فكم من مخاصم سب وشتم وطلق فلما أفاق ندم وقد كان يوسف بن أسباط تزهد ودفن كتبه فلم يصبر عن الحديث فحدث من حفظه فغلط فضعفوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/148)
وقال أيضا في كتاب " السر المصون " من علم أن الدنيا دار سباق، وتحصيل للفضائل، وأنه كلما علت مرتبته في علم وعمل زادت المرتبة في دار الجزء انتهب الزمان، ولم يضيع لحظة، ولم يترك فضيلة تمكنه إلا حصلها
ومن وفق لهذا؛ فليبتكر زمانه بالعلم، وليصابر كل محنة، وفقر إلى أن يحصل له ما يريد، وليكن مخلصا في طلب العلم عاملا به حافظا له فأما أن يفوته الإخلاص؛ فذاك تضييع زمان وخسران الجزاء، وأما أن يفوته العمل به؛ فذاك يقوي الحجة عليه، والعقاب له، وأما جمعه من غير حفظ فإن العلم ما كان في الصدور لا في القمطر، ومتى أخلص في طلبه دله على الله عز وجل ـ إلى أن قال ـ وليبعد عن مخالطة الخلق مهما أمكن خصوصا العوام، وليصن نفسه من المشي في الأسواق، فربما وقع البصر على فتنة، وليجتهد في مكان لا يسمع فيه أصوات الناس، وليزاحم القدماء من كبار العلماء، والعباد منتهبا الزمان في كل ما هو أفضل من غيره ومن علم أنه مار إلى الله عز وجل وإلى العيش معه، وعنده وأن أيام الدنيا أيام سفر صبر على تفث السفر، ووسخه.
وقد قال أيضا: لو صدقت في الطلب لوقعت على كنز الذهب، ولو وجدوك مستقيما ما تركوك سقيما.
لا يعجبنك لينها فجلد الحية كالحرير، ولقد رأيت كيف غرت غيرك، والعاقل بصير أترى ينفع هذا العتاب؟ أترى يسمع لهذا العذل جواب؟ إذا أقلقهم الخوف ناحوا وإذا أزعجهم الوجد صاحوا وإذا غلبهم الشوق باحوا. انتهى كلامه.
وقد روى مسلم بعد جمعه لطرق وأسانيد أظنه في حديث النهي عن يحيى بن أبي كثير وهو تابعي إمام عابد أنه قال لا يستطاع العلم براحة الجسم وقد قيل:
ليس اليتيم الذي قد مات والده ... بل اليتيم يتيم العلم والأدب
وإذا كان الأمر كما قاله أبو الفرج بن الجوزي في كتابه المذكور؛ فينبغي للمشايخ الإحسان إليهم والصبر على ما يكون منهم، واللطف بهم لئلا يتضاعف ألمهم، وهمهم فيضعف الصبر وتحصل النفرة عن العلم، واستحباب ذلك من الطلبة أولى بهم، والأدب والتلطف وما يعينهم على المقصود وقد قال تعالى (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة). انتهى من الآداب باختصار.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 06 - 04, 03:10 م]ـ
عقب ولم يرتفع!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 03 - 05, 07:18 م]ـ
ومما يعين على ذلك مطالعة سير العلماء الأوائل المجتهدين في حفظ أوقاتهم، وفي كتاب قيمة الزمن للشيخ أبي غدة من هذا شيء نفيس ـ .. ولو جُمِعَ ذيلٌ عليه ينشر هنا بين الأخوة فهناك حكايات ليست بقليلة توازي بعض ما في الكتاب، بل بعضها قد تفوق .. ، وإن كان الرجل لم يقصد الاستيعاب .. لكن يذكر للفائدة ـ وكذا في سائر كتب التراجم، والسير.
مما يصلح أن يذيل به ما في كتاب العزلة للخطابي ص35:
قال أبو سليمان: حدثني الحسين بن إسماعيل الفقيه قال: بلغني أن محمد بن الحسن ـ رحمة الله عليه ـ لما أخذ في تصنيف "الجامع الكبير" خلا في سرداب وأمر أهله أن يراعوا وقت غدائه، ووضوئه فيقدموا إليه حاجته منهما، وأن يؤخذ من شعره إذا طال، وأن ينظف ثوبه إذا اتسخ وأن لا يوردوا عليه شيئا يشتغل به خاطره، وأَقام على ماله وكيلا، وفوّض إليه أمره، ثم اقبل على تصنيف الكتاب، ولم يشعر إلا برجل ينزل إليه بشيء حتى وقف بين يديه، فأنكره، فقال له: من أنت؟
قال: أنا صاحب الدار!
قال: وكيف ذاك؟
قال: لأني قد ابتعت هذه الدار من فلان ـ يعني وكيله ـ!!، وكان وكله إياه عن تفويض، فاحتاج إلى الانتقال.
ـ[ابو السعادات]ــــــــ[21 - 03 - 05, 09:34 م]ـ
جزاك الله خيرا ياسديس وليتك اتحفتنا بالحكايات الزائدة على كتاب غدة
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:31 م]ـ
نعم شيخنا السديسى نفع الله بعلمكم ..
تعامل أهل السنة مع أصحاب الأخطاء هو أخذ
النافع مما لديهم والإبتعاد عن كل مافيه تخليط
من إنتاجهم
فالرجل له أخطاء والعلماء قاموا بما يجب عليهم
تجاهه من الرد والنصيحة.
والكتب التى ذكرت [قيمة الزمن عند العلماء
وصفحات من صبر العلماء] فى الواقع خالية
من كثير مما انتقد به الشيخ. بل هى- والحق
يقال - نافعة جدا لطلاب العلم
وقد انتفع بعلم الرجل جماعة من كبار العلماء
والمشايخ - بدون همز [ابتسامة]- من أمثال
الشيخ محمد الحسن بن الددو والشيخ سلمان
بن فهد العودة وغيرهم
فكما فال شيخ الإسلام فى فتاواه ننتفع بحق الرجل
ونحذرونحذر من أخطائه
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[21 - 03 - 05, 11:36 م]ـ
الله يرحم الحال ... !
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:34 م]ـ
وفقكم الله وجزاكم خيرا
في الذيل على طبقات الحنابلة للحافظ ابن رجب 1/ 441
محمد بن عبد الباقي الأنصاري البغدادي القاضي أبو بكر بن أبي طاهر، والمعروف بقاضي المارستان.
حفظ القرآن وهو ابن سبع سنين.
وتفقه في صباه على القاضي أبي يعلى، وقرأ الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهندسة، وبرع في ذلك، وله فيه تصانيف. . وتفنن في علوم كثيرة.
قال ابن السمعاني: عارف بالعلوم متفنن، حسن الكلام، حُلو المنطق، مليح المحاورة ما رأيت أجمع للفنون منه نظر في كل علمٍ، وسمعته يقول:
تبت من كل علم تعلمته إلا الحديث، وعلمه.
قال: وكان سريع النسخ حسن القراءة للحديث سمعته يقول: ما ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.
قال: وسمعته يقول: أسرتني الروم، وبقيت في الأسر سنة ونصفًا، وكان خمسة أشهر الغلّ في عنقي، والسلاسل على يدي، ورجلي. وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن اللّه، حتى نفعل ونصنع في حقك، فامتنعتُ وما قلت.
قال: وَوَقْتُ أن حبست كان ثَمَّ معلم يعلم الصبيان الخط بالرومية، فتعلمت في الحبس الخط الرومي.
وسمعته يقول: حفظتُ القرآن ولي سبع سنين، وما من علم في عالم الله إلا وقد نظرتُ فيه، وحصّلت منه كله، أو بعضه.
وقال ابن شافع: سمعتُ ابن الخشاب يقول: سمعتُ قاضي المارستان يقول: قد نظرتُ في كل علم حصلت منه بعضه، أو كله، إلا هذا النحو فإني قليل البضاعة فيه. اهـ بتصرف واختصار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/149)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:35 م]ـ
قال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة 3/ 258:
قال ابن ثابت: وحدثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمد الدلوي قال: لما رجع أبو عبدالله ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، فلم ير يوما منها في سوق، ولا رئي مفطرا إلا في يوم الأضحى، والفطر، وكان أمارا بالمعروف، ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره، أو كما قال.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:36 م]ـ
في ترجمة على بن يوسف بن شمس الدين الفناري الرومي
.. وكان مهتما بالاشتغال بالعلم، وكان له مكان على جبل فوق مدينة بروسه، وكان يمكث فيه الفصول الثلاثة من السنة، ويسكن في المدينة الفصل الرابع، وربما ينزل هناك ثلج مرات كثيرة، ولا يمنعه ذلك عن المكث فيه كل ذلك لمصلحة الاشتغال بالعلم، وكان لا ينام على فراش، وإذا غلب عليه النوم يستند على الجدار، والكتب بين يديه، فإذا استيقظ ينظر الكتب .. .
الشقائق النعمانية ص111، و البدر الطالع ص505، والسياق للأول.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 08 - 06, 11:36 م]ـ
في كتاب السخاوي «المنهل العذب»
قال في " البدر [السافر للأدفوي] " أيضاً: وكان كثير العبادة، حكي لي البدر ابن جماعة إنه سأله عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظه وانتبه، قال " أعني البدر ": وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه، انتهى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 12:35 ص]ـ
الشيخ الفاضل المفضال!
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد والتحف النفيسة!
وكان أبو بكر الأبيضُ الشاعر متين العلم بالأدب، فسئل عن حفظه لكتاب (الغريب المصنف) لأبي عبيد، فقال: إنه كبل نفسه بالحديد حتى حفظه!
وفي ذلك يقول:
رِيعَتْ عَجُوزي إذ رأتني لابسًا ............. حِلَقَ الحديد وإنه لَيَروعُ
شَدَّت على حيزومها وتمثَّلَتْ ............. أمثالَها وفؤادُها مصدوعُ
قالت هَبِلْتَ؟ فقلت: لا، بل هِمَّةٌ ............. هي عُنصرُ العلياء والينبوعُ
سَنَّ الفرزدقُ سُنةً فتبعتُه ............. إني لما سنَّ الكرامُ تَبُوعُ
يشير إلى أن الفرزدق قيد نفسه وأبقاها في القيد حتى حفظ القرآن.
وحكى هشام بن السائب الكلبي فقال: حفظت ما لم يحفظه أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد؛ كان لي ابن عم يعاتبني في حفظ القرآن فدخلت بيتا وحلفت ألا أخرج حتى أحفظه! فحفظتُه في ثلاثة أيام!! ودخلت مرة إلى الحمام فقبضت لحيتي لآخذ ما فوق القبضة فأخذت ما دون القبضة!
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 08 - 06, 10:23 م]ـ
الشيخ الموفق الكريم أبا مالك جزاكم الله خيرا ونفع بكم
في كتاب السخاوي «المنهل العذب»
قال في " البدر [السافر للأدفوي] ": وكان [النووي] كثير العبادة، حكي لي البدر ابن جماعة إنه سأله عن نومه فقال: إذا غلبني النوم استندت إلى الكتب لحظه وانتبه، قال " أعني البدر ": وكنت إذا أتيته أزوره يضع بعض الكتب على بعض ليوسع لي مكانا أجلس فيه، انتهى.
في ترجمة لطف الباري بن أحمد الصنعاني ص 579 ط: العمري:
وكان صاحب الترجمة: ... متفردا في أمور منها:
الورع الشحيح، والاشتغال بخاصة النفس، والإقبال على العبادة والاستكثار من الطاعة، وحسن الخلق، والتواضع، والبشاش، والانجماع عن الناس إلا فيما لا بد منه، وحفظ اللسان عن الهفوات، والكبوات لاسيما بما فيه تبعة كالغيبة، والنميمة فإنه لا يحفظ عنه في ذلك شيء بل لا ينطق لسانه إلا بذكر الله، والتذكير، أو بإملاء تفسير كتاب الله، وأحاديث رسول الله، وليس له التفات إلى شيء من أحوال بنى الدنيا، ولم يكن له شغلة بسوى أعمال الآخرة.
ولِوَعِظِه في القلوب وقعٌ، ولكلامه في النفوس تأثير مع فصاحة زائدة، وحسن سمت، ورجاحة عقل، وجمال هيئة، ونور شيبة، وملاحة شكل، وكمال خلقة.
والحاصل:
أنه من محاسن الدهر (!)، ولم يخلف بعده مثله في مجموعه، وله أتم عناية، وأكمل رغبة بالعمل بما جاءت به السنة، والمشي على نمط السلف الصالح، وعدم التقليد بالرأي،
وله في حسن التعليم مسلك حسن لا يقدر عليه غيره، وقد تخرج به جماعة من أكابر العلماء ...
وكان يبذل نفسه في قضاء حوائج من يستعين به، ويبالغ في ذلك، ولم يترك طريقا من طرق الخير إلا سلكها، وفاق فيها.
ووالد صاحب الترجمة: كان من أكابر العلماء أخذ عن جماعة من أهل العلم .. : وكان يحيى الليل بدرس كتاب الله، وإذا غلبه النوم نام متكئا قليلا ثم يعود للتلاوة.اهـ
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 07:39 م]ـ
للفائدة
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[14 - 03 - 09, 07:58 م]ـ
ومازال الشيخ عبدالرحمن يتحفنا ببدائع مقالاته هذه دروس فى العزيمة
ـ[ابوالوليد الطاهري]ــــــــ[15 - 03 - 09, 12:36 ص]ـ
علماءنا الاجلاء
الاخوة الافاضل
جزاكم الله خير الجزاء
ورفع ذكركم
ورحم الله حالي واصلح شأني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/150)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 10:02 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:04 ص]ـ
بارك الله فيكم أبا عبدالله.
ـ[وليد عبدالله]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا، و بارك فيكم.
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:37 م]ـ
كم يذهب من الوقت في حاجات الأهل، وصلة الوالدين، والأقربين ... ونحوها!
استغربت منكم يا شيخ عبد الرحمن هذا الإطلاق!!
ولا يخفاكم أن ما ذكر إنما هو عبادة وقربة!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:30 م]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم
استغربت منكم يا شيخ عبد الرحمن هذا الإطلاق!!
ولا يخفاكم أن ما ذكر إنما هو عبادة وقربة!
أخي الفاضل: وهل قلت إنها غير قربة؟
راجع سياق الكلام ترى قصدي فيه واضحا.
ـ[احمد ابو البراء]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 12:27 ص]ـ
جزاك الله خير ... على هذه الدرر .. **
وإني لأقف متحيرا مما قام به بعض أهل العلم من تأليف عجيب وقوة في الاطلاع والبحث، على أن الوسائل أقل بكثير مما هو متاح في زمننا هذا والله المستعان ..
فالنموذج العجيب هو السيوطي!! هذا العلَم أسطورة! كيف لا؟! وقد ألف الكتب الكبيرة! كجمع الجوامع! والجامع الصغير! والدر المنثور! على أنه مختصر لكتابه العظيم الذي لم أره!! ترجمان القرآن وقد جاء بالأسانيد وأبدع أيما إبداع ..
تجده في التفسير موسوعة وألف فيه كتب عظام، في الفقة، في الحديث موسوعة يكفينا جمع الجوامع، في اللغة أيضا كذلك ..
فقلي بربك ماذا لو كان عنده جهاز محمول والمكتبة الشاملة .. ماذا سيعمل؟
لا أستغرب لمن همته كالسيوطي أن يقول سأجمع عامة العلم في كتاب موسوعي ..
والله المستعان
بارك الله فيك أخي عبد الرحمن وزادك علما ..
لعلك تفيديني كيف وصلت همة أولئك إلى هذه الدرجة: في قوة التأليف وضخامة العمل؟
طبعا لا شك أن الاعتماد على الله هو الركيزة الأساسية، وأيضا الصبر الذي أصبح عند كثير من طلب العلم في خبر كان! إن صح التعبير؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 07 - 09, 01:45 ص]ـ
بارك الله فيكم
أحسب أن كل الأعمال الكبيرة تقوم على أربع ركائز:
القدرة العلمية.
وجود المراجع.
الهمة والصبر.
قلة الصوارف.
وهذه قد اجتمعت للسوطي رحمه الله فكثر انتاجه.(32/151)
حقيقة نسب الخليفة الراشد الثاني
ـ[أبو حسين]ــــــــ[29 - 05 - 04, 09:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو نسب امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحقيقي وليس الذي يفتريه الرافضه فهم معروفين بالكذب والحقد على امير المؤمني عمر رضي الله عنه
1_______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
أولا: اسمه ونسبه:
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أبو حفص (1)
ثانيا: اسم أمه ونسبها:
هي حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبدالله بن عمر بن مخزوم. وقيل حنتمه بنت هشام بن المغيره فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون أبنت عمه. قال أبو عمر ومن قال ذالك يعني بنت هشام فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك إنما هي أبنت عمهما لأنه هاشماَ وهشاما ابني المغيره أخوان. فهاشم والد حنتمه وهشام والد الحارث وأبي جهل وكان يقال لهاشم جد عمر (ذو الرمحين).
وقال أبن منده: أم عمر أخت أبي جهل قال أبو نعيم: هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبو جهل خاله. ورواه عن ابن إسحاق.
وقال الزبير: حنتما بنت هاشم فهي أبنت عم أبي جهل كما قال أبو عمر وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا. (2)
أما أم حنتمه: فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وقد كان لهاشم بن المغيره ولد فلم يعقبوا. (3)
ثالثاَ: اسم الخطاب ونسبه:
هو الخطاب بن نفيل بن عبدا لعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أمه حيه بنت جابر بن أبي حبيب الفهميه. وولد نفيل بن عبدالعزى: الخطاب بن نفيل, وعبد نهم (4)
لا بقيه له قتل في الفجار , وأمهما: حيه بنت جابر بن أبي حبيب , بن فهم و أخوهما لأمهما: زيد بن عمر بن نفيل. (5)
قلت: هذا هو نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح
و ليس الذي يرويه الرافضة في كتبهم لان الرافضة معروفين بالكذب و الزندقة وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
1 - يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب
2 - أسد ألغابه ج 4 ص 137 - 138
3 - نسب قريش ص 301
4 - عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب
5 - نسب قريش ص 347
2______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
أما الأحاديث التي رواها المجلسي في بحار الأنوار في الجزء (31) صفحه (203) باب نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه رقم (26):
الحديث الأول الذي رواه قال:
1 - تفسير القمي: قال علي بن إبراهيم: ثم حرم الله عز وجل نكاح الزواني فقال: (الزاني لا ينكح إلا زانيه أو مشركه والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك حرم ذلك على المؤمنين) (1) وهو رد على من يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات بذلك في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن.
و نزلت هذه الآية في نساء مكة كن مستعلنات بالزنا: ساره و حنتمه (2) و الرباب كن يغنين بهجاء رسول الله فحرم الله نكاحهن وجرت بعدهن في النساء من أمثالهن. (3)
أقول عندما رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه (تفسير القمي) وجدت هذا السند هكذا (وفي رواية أبي الجار ود عن أبي جعفر ع) (4) ثم ذكر نفس الحديث السابق وانظر ماذا قال علماء الرافضة عن أبي الجار ود:
أ- قال الكشي في رجاله:
حكي أن أبا الجار ود سمي سرحوب ونسبت إليه السرحوبيه من الزيديه وسماه بذلك أبو جعفر ع وذكر إن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر وكان أبو الجار ود مكفوفا أعمى , أعمى القلب.
وذكر بعض الأحاديث التي تدل على أن أبي الجار ود فاسق أعمى البصر والقلب (5)
ب- وقال العلامة الحلي:
زياد بن المنذرأبو الجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمه بعدها ألف وراء مهملة و قاف و قيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف الكوفي الأعمى التابعي زيدي المذهب واليه تنسب الجاروديه
______________________________________________
1 - سورة النور آيه (3)
2 - ويقصد حنتمه أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
3 - بحار الأنوار ج 31 ص 203
4 - تفسير القمي ج2 ص 95 - 96
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/152)
5 - رجال الكشي ص 229
3_____________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
من الزيديه كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام روي عن الصادق عليه السلام وتغير لما خرج زيد (رض) وروي عن زيد وقال ابن الغضائري حديثه في حديث أصحابنا اكثر منه في الزيديه و أصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الارجني وقال الكشي زياد بن المنذر أبو الجار ود الأعمى السرحوب بالسين المهملة المضمومة والراء والحاء المهملة والباء المنقطع تحتها نقطه واحده بعد الواو مذموم ولا سبه في ذمه ويسمى سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر. (1)
قلت: فيتبين لكل قارئ منصف إن هذا الحديث ضعيف لا يحتج به لان الأمام المعصوم عند الرافضة وهو أبي جعفر قد طعن في راوي الحديث وهو أبو الجارود السرحوب.
2 - الحديث الثاني وقال المجلسي:
وقال العلامة نور الله ضريحه في كتاب كشف الحق وصاحب كتاب إلزام النواصب: روى الكلبي وهو من رجال أهل السنه (2) في كتاب المثالب قال: كانت صهاك أمه حبشيه لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب.
وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرح بعد القدح في صحة النقل: إن أنكحت الجاهلية على ما ذكره أرباب التواريخ على أربعة اوجه: منها: أن يقع جماعه على أمراه ثم إن ولد منها ولد يحكم فيه القائف أو تصدق المرأة وربما كان هذه من أنكحت الجاهلية.
و أورد عليه شارح الشرح: بأنه لو صح ما تحقق زنا في الجاهلية. لماعد مثل ذلك في المثالب وكان كل من وقع على أمراه كان ذلك نكاحا منه عليها ولم يسمع من أحد إن من انكحة الجاهلية كون أمراه واحده في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعه من الناس. (3)
قلت: أما كلام الفضل بن روزبهان الشهرستاني , فهو صحيح ولكن ليس موضوعنا انكحة الجاهلية بل نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
______________________________________________
1 - رجال العلامة الحلي ص 223
2 - وهذا كذب لان الكلبي ليس من رجال أهل السنه كما سيأتي ص 12
3 - بحار الأنوار ج 31 ص 203 - 204
4_______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
والرواية التي أوردها صاحب كتاب كشف الحق الذي لا يعرف الحق مردودة عليه لأنه كذب وقال إن الكلبي من رجال أهل ألسنه وهذا كذب كما سوف نبين فيما بعد. (1)
ثم عاد المجلسي للكذب من جديد ويحاول أن يوهم القراء بكذبه وقال:
ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب: ابن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي وأمه حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قال وقالت طائفة في أم عمر: حنتمه بنت هشام بن المغيره ومن قال ذلك فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيره وليس كذلك وإنما هي بنت عمه لان هشام بن المغيره والحارث بن هشام بن المغيره إخوان لهاشم والد حنتمه أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل. (2)
قلت: هذا كذب لان المجلسي ذكر إن ابن عبدالبر ذكر في الاستيعاب قال: (ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب ابن نفيل .... الخ) هذا الكذب يتضح لكل قارئ عندما يرجع إلى كتاب الاستيعاب وقال الآتي: عمر بن الخطاب بن نفيل ... الخ. ثم ذكر نفس الكلام السابق. وهو حاول أن يبين إن اسم أم الخطاب مثل اسم أم عمر وهذا كذب لان المجلسي اسقط اسم عمر من ترجمة ابن عبد البر في الاستيعاب. (3)
أما الذي أورده المجلسي عن محمد بن شهراشوب وقال:
وحكى بعض لصحابنا عن محمد بن شهراشوب وغيره: إن صهاك كانت أمه حبشيه لعبد المطلب و كانت ترعى له الإبل فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب.
ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنه فلفتها في خرقه من صوف ورمتها خوفا من مولاها في الطريق. فرآها هاشم بن المغيره مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمه فلما بلغت رآها الخطاب يوما
______________________________________________
1 - راجع ص 14 - 15
2 - بحار الأنوار ج 31 ص 204
3 - الاستيعاب ج ص
5______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/153)
فرغب فيها وخطبها من هاشم فانكحها إياه فجاءت بعمر بن الخطاب فكان أبا وجدا و خالا لعمر وكانت حنتمه أما وأختا وعمه له فتدبر. (1)
أقول: إن محمد بن شهراشوب من علماء الرافضة ولم يحدد المجلسي من أين نقل عن ابن شهراشوب هذا الكلام ولا نعلم هل هذا الخبر من كذب المجلسي أو من الأخبار الضعيفة كالعادة.
وقال صاحب كتاب الكنى والألقاب عباس القمي:
ابن شهراشوب: رشيد الدين ابوجعفر محمد بن علي بن شهراشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار ... الخ. (2)
3 - الحديث الثالث:
قال: وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن الزيات عن الصادق ع
انه قال: كانت صهاك جاريه لعبد المطلب وكانت ذات عجز وكانت ترعى الإبل وكانت حبشيه وكانت تميل إلى النكاح فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها في مرعى الإبل فوقع عليها فحملت منه بالخطاب فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمه فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين اشحام مكة فوجدها هشام بن المغيره بن الوليد فحملها إلى منزله ورباها وسماها بالحنتمه و كانت شيمة العرب انه من ربى يتيما يتخذه ولدا فلما بلغت حنتمه نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام فتزوجها فأولد منها عمر فكان الخطاب أباه وجده وخاله وكانت حنتمه أمه وأخته وعمته , وينسب إلى الصادق (ع) في هذا المعنى:
من جده خاله ووالده وأمه أخته وعمته
اجدر أن يبغض الولي وان ينكر يوم الغدير بيعته. (3)
______________________________________________
1 - بحار الأنوار ج 31 ص 204
2 - الكنى والألقاب ج 1 ص 321 - 322
3 - بحار الأنوار ج 31 ص 304 - 205
6________________________إلقام الحجر لم طعن في نسب عمر
قلت: وهذا الحديث ضعيف لا يحتج فيه لان فيه علتين:
الأولى: إن أبا حنتمه ليس هشام ولكنه هاشم.
الثانية: ورجعت إلى المصدرالذي أشار إليه المجلسي الكذاب (عقد الدرر) ووجدت إن المجلسي حرف يحيى بن محبوب ووضع الحسن بن محبوب بدلا عنه لان الحسن بن محبوب ثقة و أما يحيى بن محبوب فهو مجهول.
أما ما ذكره المجلسي عن ابن أبي الحديد فقال:
قال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام " لم يسهم فيه عاهر ولا ضرب فيه فاجر " في الكلام رمز إلى جماعه من أصحابه في أنسابهم طعن وكما يقال: إن آل سعد بن أبي وقاص ليسوا من زهره بن كلاب وانهم من بني عذره من قحطان وكما يقال: إن آل الزبير بن العوام من ارض مصر من القبط , وليسوا من بني أسد بن عبد العزى. (1)
ثم قال: قال شيخنا أبو عثمان في كتاب مفاخرات قريش: بلغ عمر بن الخطاب إن أناسا من رواة الأشعار حملت الآثار يقصبون الناس ويثلبونهم في أسلافهم فقام على المنبر فقال: إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول فلو قلت: لا يخرج القوم من هذه الأبواب إلا من لا وصمه فيه لم يخرج منكم أحد.
فقال رجل من قريش نكره أن نذكره فقال: إذا كنت أنا وأنت يا أمير المؤمنين نخرج فقال: كذبت بل كان يقال لك يا قين بن قين اقعد.
قلت: الرجل الذي قام هو المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيره المخزومي وكان عمر يبغض أباه خالدا ولان المهاجر كان علوي الرأي جدا وكان أخوه عبد الرحمن مع معاوية وكان المهاجر مع علي يوم الجمل وفقئت ذلك اليوم عينه لكن الكلام الذي بلغ عمر بلغه من المهاجر. وكان الوليد بن المغيره مع جلالته في قريش وكونه ريحانة قريش ويسمى العدل ويسمى الوحيد حدادا يصنع الدروع بيده ذكر ذلك فيه ابن قتيبه في كتاب المعارف.
وروى أبو الحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء وقال انه
______________________________________________
1 - وهذا كذب ليس عليه دليل
7_______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
روي عنه جعفر بن محمد عليه السلام في المدينه فقال: لا تلمه يا أبن أخي انه أشفق أن يحدج بقصة نفيل بن عبدالعزى وصهاك أمة الزبير بن عبد المطلب ثم قال:
رحم الله عمر فانه لم يعدو السنه وتلا " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم " (1) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/154)
بيان: قال الجوهري: حدجه بذنب غيره رماه به انظر كيف بين عليه السلام رداءة نسب عمر وسبب مبالغته في النهي عن التعرض للأنساب ثم مدحه تقيه. (2)
و أقول: إن ابن أبي الحديد هذا معتزلي شيعي وقال عنه القمي:
عز الدين عبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني الفاضل الأديب المؤرخ الحكيم الشاعر شارح نهج البلاغة الكرمه وصاحب القصائد السبع المشهورة كان مذهبه الاعتزال كما شهد لنفسه في إحدى قصائده في مدح أمير المؤمنين (ع) بقوله:
ورأيت دين الاعتزال وإنني. . . . أهوى لاجلك كل من يتشيع
وذكره الالوسي في مختصر التحفه الاثنى عشريه فقال:
الفرق الرابعة الشيعة الغلاة: هم عبارة عن القائلين بألوهية الأمير علي كرم الله وجهه , ونحوه من الهذيان. قال الجد روح الله روحه: وعندي إن ابن أبي الحديد في بعض عباراته ـ وكان يتلون تلون الحرباء وكان من هذه الفرقة , وكم له في قصائده السبع الشهيرة من هذيان , كقوله يمدح الأمير كرم الله تعالى وجهه:
ألا إنما الإسلام لولا حسامه. . . . كعفطة عنز أو قلامة ظافر. (3)
وقوله:
يجل عن الأعراض والاين والمتى. . . . ويكبرعن تشبيهه بالعناصر. (4)
وقال أيضا:
تقليت أخلاق الربوبيه التي. . . . عذرت بها من شك انك مربوب. (5)
______________________________________________
1 - سورة النور آيه (11)
2 - بحار الأنوار ج 31 ص 206
3 - ولاحظ كيف يدعي إن الإسلام لولى حسام علي رضي الله عنه لكان كعفطة عنز والعياذ بالله
4 - ولاحظ كيف يصف علي رضي الله عنه بصفات الله تعالى
5 - وهنا يقول يعذر من شك إن علي رضي الله عنه مربوب
8___________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
ومنه سرق الطوفي الرافضي قوله في أبي بكر وعلي رضوان الله وسلامه عليهما:
كم بين من شك في خلافته. . . . وبين من قيل انه الله. (1)
قلت: فلا حجه في كلام ابن أبي الحديد لأنه من غلاة الشيعة الذين يألهون علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
4 - الحديث الرابع قال المجلسي:
وما أومى إليه من قصة أمة الزبير , هو ما رواه الكليني طيب الله تربته في روضة الكافي عن الحسين عن احمد بن هلال عن زرعة عن سماعه قال:
تعرض رجل من ولد عمر بن الخطاب بجاريه رجل عقيلي فقالت له: إن هذا العمري قد آذاني , فقال لها عديه وادخليه الدهليز , فأدخلته , فشد عليه فقتله و ألقاه فالطريق.
فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون , وقالوا: ما لصاحبنا كفو ولن نقتل به إلا جعفر بن محمد , وما قتل صاحبنا غيره , وكان أبو عبد الله (ع) قد مضى نحو قبا , فلقيته وقد اجتمع القوم عليه , فقال: دعهم , قال: فلما جاءوا وراءه وثبوا عليه , وقالوا: ما قتل صاحبنا أحد غيرك , وما نقتل به أحد غيرك! فقال: لتكلمني منكم جماعه , فاعتزل قوم منهم , فاخذ بأيديهم فادخلهم المسجد , فخرجوا وهم يقولون شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد , معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا , ولا يأمر به , فانصرفوا.
قال: فمضيت معه فقلت: جعلت فداك ما كان اقرب رضاهم من سخطهم؟! قال: نعم دعوتهم فقلت: امسكوا وإلا أخرجت الصحيفة! فقلت: ما هذه الصحيفة جعلني الله فداك؟ فقال: أم الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب , فسطر بها نفيل فاحبها , فطلب الزبير فخرج هاربا إلى الطائف. فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف , فقالوا له: يا أبا عبد الله ما تعمل هاهنا؟ قال: جاريتي سطر بها نفيل , فهرب منه إلى الشام. وخرج الزبير
______________________________________________
1 - ويقصد في من شك في خلافته هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ويقصد من قيل انه الله بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
9_______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/155)
في تجاره له إلى الشام فدخل على ملك الدومه فقال له: يا أبا عبد الله لي إليك حاجه , قال: وما حاجتك أيها الملك؟ فقال: رجل من اهلك قد أخذت ولده , فاحب أن ترده عليه , قال: ليظهر لي حتى اعرفه , فلما أن كان من الغد دخل على الملك فلما رآه الملك ضحك , فقال: ما يضحكك أيها الملك: ما أظن هذا الرجل ولدته عربيه , لما رآك قد دخلت لم يملك أسته إن جعل يضرط! فقال: الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك. فلما قدم الزبير تحمل عليه ببطون قريش كلها , أن يدفع إليه ابنه , فأبى ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال: ما بيني وبينه عمل , أما علمتم ما فعل في ابني فلان ولكن امضوا انتم إليه. فقصدوه وكلموه , فقال لهم الزبير: إن الشيطان له دوله وان ابن هذا ابن الشيطان , وليس آمن أن يترأس علينا , ولكن ادخلوه من باب المسجد على أن احمي له حديد واخط في وجهه خطوطا , وكتب عليه وعلى ابنه ألا يتصدر في مجلس , ولا تأمر على أولادنا ولا يضرب معنا بسهم.
قال: ففعلوا وخط وجهه بالحديد , وكتب عليه الكتاب , فذلك الكتاب عندنا , فقلت لهم: إذا أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم , فامسكوا.
وتوفى مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخلف وأرثا وخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام.
وكان هاشم بن عبد الملك قد حج في تلك السنه فجلس لهم , فقال: داود بن علي: الولاء لنا وقال أبو عبد الله بل الولاء لي , فقال داود بن علي إن أباك قاتل معاوية, فقال: والله لأطوقنك غدا أطواق الحمام فقال له داود بن علي: كلامك هذا أهون علي من بعرة وادي الأزرق. فقال: أما انه واد ليس لك ولا لأبيك فيه حق , قال فقال هشام: إذا كان غدا جلست لكم. فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد الله ومعه كتاب في كرباسه وجلس لهم هشام. فوضع أبو عبد الله الكتاب بين يديه فلما قراه قال: ادعوا لي الجندل الخزاعي وعكاشة الضميري وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية فرمى الكتاب
______________________________________________
10_____________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
إليهما فقال: تعرفون هذه الخطوط؟ قالا: نعم خط العاص بن أميه وقال هشام: يا أبا عبد الله أرى خطوط أجدادي عندكم؟ فقال: نعم قال: قضيت. بالولاء لك قال فخرج وهو يقول:
إن عادت العقرب عدنا لها. . . . وكانت النعل لها حاضرة
قال قلت: ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال: فان نثيله كانت أمة لأم الزبير ولأبي طالب وعبد الله فأخذها عبد المطلب فأولدها فلان فقال له الزبير: هذه الجارية ورثناها من أمنا وابنك هذا عبد لنا فتحمل عليه ببطون قريش.
قال فقال: أجبتك على خله على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ولا يضرب معنا بسهم فكتب عليه كتابا واشهد عليه فهو هذا الكتاب. (1)
قلت: هذا الحديث ضعيف فيه احمد بن هلال الكرخي العبرتائي وذكره:
1 - ابن داود في رجاله فقال:
احمد بن هلال ابن جعفر. العبرتائي بالعين المهملة المفتوحة والباء المفردة المفتوحة والراء الساكنة والتاء المثناه فوق والمد. منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف (كش) صالح الرواية يعرف منها وينكر وقد روى فيه ذموم كثيره من سيدنا أبي محمد العسكري عليه السلام (كش) مذموم ملعون (ست) غال متهم في دينه (غض) أرى التوقف في حديثه إلا فيما رواه عن الحسن بن محبوب من كتاب المشيخة و محمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين منه جله أصحابنا و اعتمدوه فيها ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنه سبع وستين ومائتين. (2)
وذكره في كتابه أيضا في , فصل فيمن وردة فيه اللعنه. (3)
2 - الطوسي في الفهرست أيضا:
احمد بن هلال العبرتائي. عبرتا قريه بناحية اسكاف بني جنيد ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنة سبع وستين ومائتين وكان غاليا متهم في دينه وقد روى اكثر أصول أصحابنا. (4)
3 - الحلي في رجاله:
______________________________________________
1 - بحار الأنوار ج 31 ص 206 - 208
2 - رجال بن داود ص 425
3 - رجال بن داود ص 551
4 - الفهرست للطوسي ص 36
11_____________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/156)
احمد بن هلال العبرتائي. بالعين المهملة والباء المنقطعة تحتها نقطه واحده وبعدها راء ثم التاء المنقطعة فوقها نقطتين منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف بني مائه ومات سنة تسع وستين ومائتين. قال النجاشي انه صالح الرواية يعرف منها وينكر. وتوقف ابن الفضائري في حديثه إلا في ما يرويه عن الحسن بن محبوب من كتب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين جل أصحاب الحديث واعتمدوه فيها. وعندي إن روايته غير مقبولة. (1)
5 - الحديث الخامس ذكر المجلسي في البحار:
قد مر في باب كفر الثلاثة من تفسير علي بن إبراهيم (2) في تفسيره قول الله تعالى " ذرني ومن خلقت وحيدا " بإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: الوحيد ولد الزنى وهو زفر إلى آخر الآية. (3)
قلت: وعندما رجعة إلى تفسير علي بن إبراهيم القمي وجدت هذه الرواية هكذا: " قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا يحيى بن زكريه عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن الكثير عن أبي عبد الله ع في قوله " ذرني ومن خلقت وحيدا " قال الوحيد ولد الزنى وهو زفر. (4)
قلت: وهذه الرواية ضعيفة لان فيها علي بن حسان وعنه عبد الرحمن بن كثير وقالوا علماء الرافضة فيهم التالي:
1 - قال الكشي في رجاله:
في علي بن حسان الواسطي وعلي بن حسان الهاشمي:
قال محمد بن مسعود سالت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان قال عن أيهما سألت أما الواسطي فهو ثقة وأما الذي عندنا يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير فهو كذاب وهو واقفي أيضا ولم يدرك أبا الحسن موسى عليه السلام. (5)
2 - ووافق العلامة الحلي كلام الكشي. (6)
3 - وقال النجاشي في رجاله:
______________________________________________
1 - رجال العلامة الحلي ص 202
2 - هو صاحب التفسير المشهور تفسير القمي
3 - بحار الأنوار ج 31 ص 209
4 - تفسير القمي ج 2 ص 395
5 - رجال الكشي ص 451
6 - رجال العلامة الحلي ص 233
12__________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
علي بن حسان بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. ضعيف جدا ذكره بعض أصحابنا في الغلاة فاسد الاعتقاد له كتاب تفسير الباطن تخليط كله. (1)
قلت: أما عمه عبد الرحمن بن كثير فقال عنه النجاشي في رجاله:
1 - عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبدالله
بن عباس كان ضعيفا غمزه أصحابنا عليه وقالوا كان يضع الحديث. له كتاب فضل سورة أنا أنزلناه اخبرنا احمد بن عبد الواحد قال حدثنا علي بن حبشي قال حدثنا احمد بن محمد بن لاحق قال حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير به. وله كتاب صلح الحسن عليه السلام.
اخبرنا محمد بن جعفر الأديب في آخرين قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانه الأشعري عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير بكتاب الصلح. وله كتاب فدك وكتاب ألاظله كتاب فاسد مختلط. (2)
2 - وقال ابن داود في رجاله:
عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس كان ضعيفا غمز بعض أصحابنا فيه وقالوا كان يضع الحديث. (3)
3 - وقال العلامة الحلي نفسه. (4)
قلت: إن هذا الحديث ضعيف جدا لان عبد الرحمن كان يضع الحديث وعلي بن حسان ضعيف جدا.
فبينا ضعف الأحاديث السابقة كلها و لا يوجد عند الرافضة دليل صحيح على دعواهم الباطلة فلعنة الله على الكاذبين.
أما ما ذكرته مجلة المنبر الرافضية في العدد (13) السنه الثانية ربيع الأول 1422 هجري ذكر الكاتب عبد العزيز قمبر في (خط احمر!!):
ويصعب ـ للوهلى الأولى استيعاب هذه الشبكة المعقدة فأم هذا الرجل هي
______________________________________________
1 - رجال النجاشي ص 251
2 - رجال النجاشي ص 234
3 - رجال بن داود ص 474
4 - رجال العلامة الحلي ص 239
13______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
في الوقت نفسه أخته وعمته! وأبوه هو في الوقت ذاته جده وخاله! فيما جدته هي أيضا زوجة عمه!!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/157)
وعندما يترك الحديث للتاريخ , فانه يقول: ((وأما تفصيل نسبه وبيانه فهو إن (نفيل) كان عبدا لكلب بن لؤي بن غالب القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب وكانت (صهاك) قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة فكان (نفيل) يرعى جمال عبد المطلب و (صهاك) ترعى غنمه وكان يفرق بينهما في المرعى. فاتفق يوما اجتماعهما في مراح واحد فهواها وعشقها (نفيل) وكان قد البسها عبد المطلب سروالا من الأديم (الجلد المدبوغ) وجعل عليه قفلا وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه (1) فلما راودها قالت: مالي إلى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل فقال (نفيل): أنا احتال عليه. فاخذ سمنا من مخيض الغنم ودهن به الأديم وما حوله من بدنها حتى استله إلى فخذيها و واقعها فحملت منه (بالخطاب) فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خفيه من عبد المطلب فالتقطت (الخطاب) أمراه يهودية جنازه وربته فلما كبر كان يقطع الحطب فسمي الخطاب لذلك بالحاء المهملة فصحف بالمعجمة (2) وكانت (صهاك) ترتاده في الخفية فراها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها ولم يدر من هي فوقع عليها فحملت منه (بحنتمه) فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكة خارجها فالتقطها هاشم بن المغيره بن الوليد ورباها فنسبت إليه (3) فلما كبرت وكان (الخطاب) يتردد على هشام فرأى (حنتمه) فأعجبته فخطبها إلى هشام فزوجه إياها فولدت الرجل وكان الخطاب والده لانه أولد حنتمه إياه حيث تزوجها وحده لانه سافح صهاك فاولدها حنتمه والخطاب من أم واحده وهي صهاك!!.))
ولم يورد هذه المعلومة قاص خيالي لقصص ألف ليله وليله! بل أوردها اشهر نسابه في الإسلام وهو محمد بن السائب الكلبي الذي يقول عنه عز الدين بن الأثير الجزري وهو من أكابر علماء السنه في كتابه المشهور (أسد الغابة في معرفة الصحابة): إن الكلبي واحد من النسابين الكبار
______________________________________________
1 - انظر خيال الرافضة العجيب
2 - وهذا جهل مركب لان الذي يقطع الحطب يسمى حطاب وليس خطاب
3 - حنتمه لم تنسب إلي هشام ولكن نسبت إلي أبيها هاشم
14______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
حيث لا يرقى إليه من انتحلها من المؤرخين والمحدثين وهو من أقواهم في الأنساب في مالو راجعنا ابن خلكان في و فيات الأعيان. كما روى (قصة النسب العظيم) هذه النساب أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي في كتابه المعروف (الصلابة في معرفة الصحابة) وكذلك في كتاب (التنقيح في النسب الصريح). (1)
قلت: إن هذا الكذب قد ورثوه الرافضة أبا عن جد لأنهم يعلمون إن أنسابهم ملوثه بالمتعة فيريدون أن يطعنوا بأنساب الأشراف أمثال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه و لكن لم يستطيعوا إلا عن طريق الكذب الذي قام عليه دينهم المنحرف.
أما النسابة الذين يدعون الرافضة انهم من رجال أهل السنه و يطعنون بنسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم:
الأول: محمد بن السائب الكلبي وهو شيعي سبأي:
قال أبو بكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان عن أبيه: كان في الكوفة كذابان أحدهما الكلبي. وقال عمرو بن الحصين عن معتمر بن سليمان عن ليث ابن أبي سليم: بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي يعني محمد بن كروان. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ضعيف. وقال أبو موسى محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى ولا عبدالرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي. وقال البخاري: تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي. وقال عباس الدوري عن يحيى بن يعلي المحاربي: قيل لزائده: ثلاثة لا تروي عنهم: أبن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي. قال: أما أبي ليلى فبيني وبينه آل ابن أبي ليلى حسن فلست اذكره و أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة و أما الكلبي فكنت اختلف إليه فسمعته يقول يوما: مرضت مرضه فنسيت ما كنت احفظ فأتيت آل محمد فتفلوا في فمي فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: والله لا اروي عنك شيئا فتركته. وقال الاصمعي عن أبي عوانه: سمعت
______________________________________________
1 - إن الكلبي وأبو مخنف من الشيعة الكذابين كما سوف نبين بعد قليل
15______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/158)
الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر. وقال مره: لو تكلم به ثانيه كفر فسألته عنه فجحده.
وقال عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي: جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو بن العلاء فقال: اشهد إن الكلبي كافر. قال فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: اشهد انه كافر. قال: فماذا زعم؟ قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجه وجلس علي فأوحى إلى علي. قال يزيد: أنا لم اسمعه يقول هذا , ولكني رايته يضرب على صدره ويقول: أنا سبايء. قال أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبا. (1)
الثاني: أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي وهو شيعي أيضا:
قال يحيى بن معين: ليس بثقة وقال أبو حاتم: متروك الحديث وقال الدارقطني: أخباري ضعيف. (2)
وقال عنه القمي صاحب كتاب الكنى والألقاب الشيعي الشهير:
لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم كما عن (جش) وتوفى سنة 157 يروي عن الصادق (ع) ويروي عن هشام الكلبي وجده مخنف بن سليم صحابي شهد الجمل في أصحاب علي (ع) حاملا راية الازد فاستشهد في تلك الواقعة سنة 36 وكان أبو مخنف من أعاظم مؤرخي الشيعة ومع اشتهار تشيعه اعتمد عليه علماء السنه في النقل عنه كالطبري وابن الأثير وغيرهما (3)
قلت: وبعد ما بينا إن الكلبي وأبو مخنف من رجال الشيعة وليسوا من رجال أهل السنه وهم من الكذابين المعروفين فلا حجه في طعنهم في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
شبهات والرد عليها:
1 - من هي صهاك؟
هي أسطورة لم نجد لها اصل في كتب المسلمين ولكن يوجد لها ذكر في
______________________________________________
1 - تهذيب الكمال ج 25 ص 246 - 253 رقم 5234
2 - سير أعلام النبلاء ج 7 ص 301
3 - الكنى والألقاب ج 1 ص 148 - 149
16______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
كتب الرافضة المعروفين في الكذب أمثال المجلسي وغيره من الذين يحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2 - من هي حنتمه هل هي أخت أبي جهل أم بنت عمه؟
هي بنت عمه لان اسم حنتمه هو حنتمه بنت هاشم بن المغيره أما اسم أبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيره. وهشام وهاشم ابني المغيره.
3 - ما هو اسم أم الخطاب؟
هي حيه بنت جابر بن أبي حبيب , من فهم. وليست كما يدعون الزنادقة.
4 - هل المعادلة المزعومة تنطبق على نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهي الأب = الجد = الخال. و الأم = الأخت =العمة؟
اصل هذه المعادلة من روايات الرافضة المكذوبة والتي بينا ضعفها من قبل والتي تفرد بذكرها الرافضة الكذابين أمثال المجلسي وغيره وسوف أبين كذب هؤلاء الرافضة في هذه المعادلة أيضا:
1 - يقصد بالأب الخطاب: وهذا صحيح , لان أبو عمر هو الخطاب
2 - ويقصد بالجد إن الخطاب هو أبو حنتمه: وهذا كذب لان أبو حنتمه هو هاشم بن المغيره وليس الخطاب.
3 - ويقصد بالخال إن الخطاب أخو حنتمه من صهاك: وهذا كذب أيضا لان أم الخطاب اسمها (حيه) أما أم حنتمه فهي (الشفاء) فيتبين انهم ليسوا من أم واحده وهي صهاك.
4 - ويقصد بالأم حنتمه: وهذا صحيح , لان أم عمر حنتمه.
5 - ويقصد بالأخت إن حنتمه ابنة الخطاب من صهاك: وهذا كذب لان أبو حنتمه هو هشام بن المغيره وليس الخطاب.
6 - ويقصد بالعمة إن حنتمه أخت الخطاب من صهاك: وهذا كذب لان أم الخطاب اسمها (حيه) أما أم حنتمه فهي (الشفاء) فيتبين انهم ليسوا من أم واحده وهي صهاك.
فبعد ما بينا إن هذه المعادلة من افتراء الرافضة على أمير المؤمنين عمر بن
______________________________________________
17______________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
الخطاب رضي الله وهذا يأكده قول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إن الرافضة هم اكذب الطوائف على الإطلاق.
5 - كيف يكون الخطاب عم و أخو زيد بن عمرو بن نفيل؟
لان نفيل عنده اكثر من زوجه فالخطاب أمه (حيه) وعمرو أمه (قلابة) فعندما توفا نفيل ورث عمرو زوجة أبيه (حيه) فولدت له زيد فعلى هذا يكون الخطاب عم و أخو زيد من أمه وهذا عرف سائد في الجاهلية أن يرث الرجل زوجة أبيه لانهم كانوا يرون إن زوجة الأب تورث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/159)
6 - ما هو سبب نزول آية (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم) المائدة 101؟
هناك اكثر من سبب لنزول هذه الايه:
1 - حديث البخاري , عن انس رضي الله تعالى عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم خطبه ما سمعت مثلها قط وقال: لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا , قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجوههم , لهم خنين فقال رجل من أبي قال: فلان فنزلت هذه الايه (لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤ كم).
2 - حديث البخاري أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبي؟ ويقول الرجل: تضل ناقته: أين ناقتي؟ فانزل الله فيهم هذه الايه (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم) حتى فرغ من الايه.
3 - حديث الطبري عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال: " يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج " فقام محصن الاسدي فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال " أما أني لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ثم تركتم لضللتم اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم "
______________________________________________
18__________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
فانزل الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم)
إلى آخر الايه.
فهذه ثلاث أسباب لان الأول وهو عبدالله بن حذافه لم يسال استهزاء لكن قال الحافظ في الفتح ج 9 ص 351: لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها والله اعلم. وقال ص 352: والحاصل انهما نزلت بسبب كثرة المسائل , أما على سبيل الاستهزاء والامتحان , و أما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لو لم يسال عنه لكان على الاباحه.
أما الزيادة التي فيها إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقران إماما , فهي صحيحه ولكن تفسير الرافضة لها غير صحيح لانهم يقولون إن عمر رضي الله عنه قام يطلب العفو لكي لا يفضح نسبه , و كما بينا من قبل إن نسب أمير الؤمنين اطهر واشرف من انساب الرافضة أولاد المتعة واحفاذ المجوس , و لكنه قام لأنه فهم إن تلك الاسئله قد تكون على سبيل التعنت أو الاستهزاء أو الشك فخشى أن تتنزل العقوبة بسبب ذلك فقال رضينا بالله ربا ... الخ , وهذا من حرصه رضي الله عنه على رضى الرسول صلى الله عليه وسلم فرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك , وكان من الممكن لو لا لم يقم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لنزلت العقوبة على المسلمين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ـ[رابح]ــــــــ[18 - 09 - 04, 01:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا(32/160)
اسئلة استفسارية عن صلاة التراويح
ـ[أبو حسين]ــــــــ[29 - 05 - 04, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي بعض أسئلة استفسارية عن صلاة التراويح وهي:
1 - كم ليلة صلى الرسول صلى الله عليه وسلم في رمضان؟
2 - وفي اي يوم صلى هذه الليالي؟
3 - و ما هو سبب الخشيه؟
4 - هل هناك اجماع على صلاة التراويح؟
5 - هل نسب احد من الصحابه هذه الصلاة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ـ[أبو حسين]ــــــــ[24 - 09 - 04, 08:52 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[26 - 09 - 04, 01:54 ص]ـ
راجع لطائف المعارف لابنِ رجبٍ، ففيه غُنيةٌ(32/161)
سؤال حول مرسل الصحابي
ـ[ yousef] ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:04 م]ـ
سؤال أتمنى من طلاب العلم الإجابة عليه:
مرسل الصحابي كما هو معروف مقبول عند العلماء، ولكن كيف نرد على من يُشكك في مرسل الصحابي لوجود منافقين بين أظهر الصحابة، ويستدل على قوله بالآية:
وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [التوبة الآية 101]
فيقول هذا كيف نأمن أن الصحابي لم يأخذه عن منافق، وخصوصاً أن الآية تقول أن هؤلاء المنافقين لا يعلمهم الرسول صلى الله عليه وسلم، فضلاً عن الصحابة؟؟؟؟
أرجوا من الإخوة طلاب العلم أن يفدونا
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[30 - 05 - 04, 02:28 ص]ـ
أخي يوسف أثابه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أجيبك بارك الله فيك على ما ذكرتَه في سؤالك على عجل من الأمر وباختصار، وأترك التفصيل والإسهاب لباقي الأخوة الكرام، فأقول لك:
في سؤالك خلط بين مسائل منها:
ـ مرسل الصحابي.
ـ ثانيًا رواية الكفار والمنافقين أو الرواية عنهم.
وإجمال الجواب: أن تعلم رعاك الله وسدد خطاك أن الأصل في الصحابة رضي الله عنهم هو الإيمان، وحُسْن الإسلام، وأما أصحاب النفاق ونحوهم فهم قلة قليلة، وليست الأصل.
فإذا تقرر هذا: فاعلم بارك الله فيك أن الأحكام إنما تُبْنَى على الأصل لا الفرع أو النادر، ولذا قال علماؤنا الكرام: النادر لا حكم له.
ومن شكك في مرسل الصحابي بزعم الشك في روايته له عن منافق فقد قلب الأمر رأسًا على عقب، وجعل الأصل في خير القرون هو النفاق.
فنعوذ بالله من هذا المعتقد والمذهب المُرْدِي.
ثم إن جيل الصحابة لم يكن فيه بحمد الله تعالى شيئ من الكذب أو التلفيق أو الوضع في الحديث بوجهٍ ما.
ولذا لم يكن الناس يسألون عن الإسناد، فلما انقضى هذا الجيل سألوا عن الإسناد.
ولديك مثلاً: عبارة ابن سيرين رحمه الله في الباب، وهي في مقدمة صحيح مسلم رحمه الله.
فلا يصح التردد في قبول مراسيل الصحابة بعد ذلك لهذه العلة لما ذكرتُه لك.
ثم إن نصوص العلماء متوافرة في قبول مراسيل الصحابة دون استثناء، وهذا مؤَكِّدٌ لما ذكرتُه لك.
وعندك مقدمة ابن الصلاح وغيرها يمكنك مراجعتها في مبحث المرسل.
ـ وأما المسألة الثانية: وهي رواية الكفار فلم تسأل عنها، ويمكنك مراجعتها في مبحث العدالة من كتب المصطلح.
وأشكرك لسؤالك، وأرجو أن أكون أجبتُك في هذه العجالة عن قضية المرسل، ويأتيك غيري إن شاء الله بالتفصيل.
ولعل بعض الأخوة الأفاضل بارك الله فيهم ينقل لك آراء ابن الصلاح وغيره في الموضوع.
وأشكركم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(32/162)
ما صحة قصة جلد عمر لأبي بكرة رضي الله عنهما حد القذف؟
ـ[عبدالله الجارالله]ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:43 م]ـ
ما صحة القصة التي عند الطبري وابن كثير: أن أبي بكرة قذف المغيرة بن شعبة بالزنى، فطلب عمر بن الخطاب من أبي بكرة أن يأتي بشهوده على ما ادعاه فلم تتم الشهادة، فجلده عمر ثمانين جلدة حد قذف الزنى، ثم قال له: تب اقبل شهادتك. فأبى أن يتوب واسقط عمر بعد ذلك شهادته، فكان أبو بكرة بعد ذلك إذا استشهد على شيء يأبى أن يشهد ويقول: إن المؤمنين قد أبطلوا شهادتي.
والقصة تكلموا عنها في: اعلام الموقعين / مصنف عبدالرزاق / المغني لابن قدامه
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[29 - 05 - 04, 11:54 م]ـ
قال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/ 559) بعد أن ذكر طرق القصة:
[وهذه طرق صحيحة عن عمر - رضي الله عنه وأرضاه - فأما قبول رواية أبي بكرة فمجمع عليه].
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 05 - 04, 12:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وفي هذا الرابط كذلك فوائد حول هذه المسألة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17322(32/163)
هل يشمت العاطس فوق (الثلاث) .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[30 - 05 - 04, 07:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل لتشميت العاطس حدٌ
فإن زاد عن ثلاث عطساتٍ قيل له:
(عافاك الله) أو (شافاك الله) ونحو ذلك
وهل ورد في ذلك شيء أصلاً .. ؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 05 - 04, 07:38 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم يصح في الدعاء فوق الثلاث شيء
وقد ورد في كتاب الأدب لابن أبي شيبة الدعاء لما زاد على الثلاث ولكنه لايصح
والفائدة من المشاركة (17) للشيخ المقرىء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10877
فهو:ما رواه ابن أبي شيبة في الأدب (329) قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن يوسف بن صهيب عن حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم قال: عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمته ثم عاد فشمته ثم عاد فشمته ثم زاد فقال: حفدت ونقوت "
ـ[محب الخير]ــــــــ[30 - 05 - 04, 10:32 ص]ـ
هل أفهم من كلامك شيخنا عبدالرحمن .. أن كل مانتشر بين الناس
من أن من عطس ثلاثا يقال له يشفيك الله غير صحيح ولم يثبت فيه
حديث مرفوع؟؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[31 - 05 - 04, 05:37 م]ـ
وأذكر أن الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - قد سئل قديماً (وأظنه قرأ عليه بحث في المسألة) فذكر أنه يشمته كما كان يشمته في الأولى والثانية،
فلعلي أبحث عن الشريط، ثم أفرغه - بإذن الله -
ـ[حسون الحسون]ــــــــ[31 - 05 - 04, 06:09 م]ـ
أنا سمعت ما سمع الشيخ عبد الله المزروع في شريط (كاسيت) للشيخ ابن باز انه يرى التشميت بعد الثلاث ويستدل بعموم الامر بتشميت العاطس
وابن القيم ذكر في الزاد انه يدعى له بالعافية ولم يذكر دليلا على كلامه
وسألت العلوان (فك الله أسره) هل ثمت دليل مرفوع ثابت في المسألة؟
فقال لا
والسلام
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[07 - 07 - 04, 05:27 م]ـ
كلام الشيخ ابن باز رحمه الله تجده في الوجه الأول من الشريط الأول
من شرحه رحمه الله على كتاب الجامع من البلوغ، ويرى الشيخ
التشميت مطلقا ولما سُئل عن الأحاديث الواردة بالدعاء له بالعافية بعد
ال ذكر أنه تحتاج إلى نظر أو فيها نظر - الوهم مني - أو نحو ذلك
وليراجع المصدر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 07 - 04, 05:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قال الإمام مسلم في صحيحه حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا وكيع حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه ح و حدثنا إسحق بن إبراهيم واللفظ له حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل عنده فقال له يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل مزكوم
وقال الترمذي في الجامع
حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله أخبرنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه قال عطس رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمك الله ثم عطس الثانية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا رجل مزكوم
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه إلا أنه قال له في الثالثة أنت مزكوم
قال هذا أصح من حديث ابن المبارك
وقد روى شعبة عن عكرمة بن عمار هذا الحديث نحو رواية يحيى بن سعيد حدثنا بذلك أحمد بن الحكم البصري حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عكرمة بن عمار بهذا وروى عبد الرحمن بن مهدي عن عكرمة بن عمار نحو رواية ابن المبارك وقال له في الثالثة أنت مزكوم
حدثنا بذلك إسحق بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 04 - 09, 05:58 م]ـ
رأي سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بعد مايقارب الـ (5) سنوات على السؤال:).
سُئل سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى عند شرحه لكتاب الطهارة من كتاب بلوغ المرام - الشريط الثالث / الوجه الأول -:
من عطس أربع مرات هل يشمّت؟.
فقال رحمه الله: كل ماعطس يحمد الله.
فقال السائل: هل يشرع لمن سمعه أن يشمّته؟.
فقال رحمه الله: إذا سمعه يقول الحمد الله يشمته ... ولو مائة (أي لو عطس 100 مرة).
فقال السائل: ولو ثلاث مرات؟.
فقال رحمه الله - منبها للسائل -: مائة، مائة ... (فتبسم رحمه الله وتبسم الحضور).
ـ[الصابرة]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:30 م]ـ
قال الإمام مسلم في صحيحه حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا وكيع حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه ح و حدثنا إسحق بن إبراهيم واللفظ له حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل عنده فقال له يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل مزكوم
ألا نفهم من الحديث أنه لايجب تشميت العاطس بعد المرة الأولى لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يشمت العاطس في الثانية بل قال الرجل مزكوم. ولو كان واجبا لشمته. والله أعلم هذا مافهمته حسب علمي القاصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/164)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - 04 - 09, 08:06 ص]ـ
زادكم الله علما وفضلا، إخواني الأفاضل ..
فوائد غزيرة النفع، قد استفدتها من مشاركاتكم النافعة، في هذه المسألة ..
نفع الله بكم ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:22 م]ـ
جاء في السلسلة الصحيحة للشيخ الألأباني رحمه الله (1330):
" إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه , فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم , و لا يشمت بعد
ذلك ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 318:
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (251) و ابن عساكر في " تاريخ
دمشق " (2/ 391 / 2) عن سليمان بن سيف حدثنا محمد بن سليمان بن أبي داود:
أخبرنا أبي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير سليمان بن أبي داود و هو الحراني الملقب
بـ (بومة) , قال الذهبي: " و ضعفه أبو حاتم , و قال البخاري: منكر الحديث.
و قال ابن حبان: لا يحتج به ".
قلت: و لم يتفرد به , فقد أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " (1/ 1 / 67)
عن علي بن عاصم حدثنا ابن جريج عن سعيد المقبري به.
قلت: و هذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين غير علي بن عاصم , قال الحافظ:
" صدوق يخطىء و يهم ". و قد تابعه ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري به
مرفوعا بلفظ: " تشميت المسلم إذا عطس ثلاث مرات , فإن عطس فهو مزكوم ".
أخرجه أبو داود (2/ 603 - الحلبية) و ابن السني (250) و اللفظ له و لم
يسقه أبو داود , و إنما أحال على لفظ قبله بمعناه. و أخرجه البخاري في " الأدب
المفرد " (939) من هذا الوجه موقوفا , و هو رواية لأبي داود. و إسناده حسن
مرفوعا و موقوفا , و الراجح الرفع لأنه موافق للطريقين السابقين. و يشهد له
حديث سلمة بن الأكوع: " أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم و عطس رجل عنده فقال
له: يرحمك الله , ثم عطس أخرى , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرجل
مزكوم ". أخرجه مسلم (2993) و أبو داود و الترمذي (2744) و كذا البخاري في
" الأدب المفرد " (935 و 238) و ابن السني (249) و قال الترمذي: " حديث
حسن صحيح ".
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[17 - 04 - 09, 04:16 ص]ـ
ابن أبي شيبة في الأدب (329) قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن يوسف بن صهيب عن حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم قال: عطس رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمته ثم عاد فشمته ثم عاد فشمته ثم زاد فقال: حفدت ونقوت "
حفدت: حفد: خف وأسرع @ ونقوت:نقه بمعنى برئ من مرضه وما زال به أثره بمعنى أسرعت في النقاهة من المرض.
فهذا دعاء له بالنقاء والبرء
محبكم: المقر ئ= القرافي
في البخاري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ .... )
ولما كان العطاس قد يكون ناتجاً عن مرض شرع الدعاء له بالعافية لعموم ما جاء من الدعاء للمريض ومن ذلك:
قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا ثَلَاثَ مِرَارٍ) متفق عليه
وغيره
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن وفي شيخنا المقرئ
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:31 م]ـ
هذه تحقيقات ودرر من الحافظ ابن حجر
قال في الفتح
الْمَزْكُوم إِذَا تَكَرَّرَ مِنْهُ الْعُطَاس فَزَادَ عَلَى الثَّلَاث
فَإِنَّ ظَاهِر الْأَمْر بِالتَّشْمِيتِ يَشْمَل مَنْ عَطَسَ وَاحِدَة أَوْ أَكْثَر لَكِنْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن عَجْلَانَ عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ " يُشَمِّتهُ وَاحِدَة وَثِنْتَيْنِ وَثَلَاثًا، وَمَا كَانَ بَعْد ذَلِكَ فَهُوَ زُكَام " هَكَذَا أَخْرَجَهُ مَوْقُوفًا مِنْ رِوَايَة سُفْيَان بْن عُيَيْنَةَ عَنْهُ، وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيق يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ اِبْنِ عَجْلَانَ كَذَلِكَ وَلَفْظه " شَمِّتْ أَخَاك " وَأَخْرَجَهُ مِنْ رِوَايَة اللَّيْث عَنْ اِبْنِ عَجْلَانَ وَقَالَ فِيهِ " لَا أَعْلَمهُ إِلَّا رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَرَفَعَهُ مُوسَى بْن قَيْس عَنْ اِبْنِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/165)
عَجْلَانَ أَيْضًا. وَفِي الْمُوَطَّأ عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ: " إِنْ عَطَسَ فَشَمِّتْهُ، ثُمَّ إِنْ عَطَسَ فَشَمِّتْهُ، ثُمَّ إِنْ عَطَسَ فَقُلْ إِنَّك مَضْنُوك " قَالَ اِبْنِ أَبِي بَكْر: لَا أَدْرِي بَعْد الثَّالِثَة أَوْ الرَّابِعَة، وَهَذَا مُرْسَل جَيِّد، وَأَخْرَجَهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر عَنْ أَبِيهِ قَالَ " فَشَمِّتْهُ ثَلَاثًا، فَمَا كَانَ بَعْد ذَلِكَ فَهُوَ زُكَام "
وَأَخْرَجَ اِبْنِ أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن الْعَاصِ " شَمِّتُوهُ ثَلَاثًا، فَإِنْ زَادَ فَهُوَ دَاء يَخْرُج مِنْ رَأْسه " مَوْقُوف أَيْضًا، وَمِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر: أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ عِنْدَهُ فَشَمَّتَهُ ثُمَّ عَطَسَ فَقَالَ لَهُ فِي الرَّابِعَة أَنْتَ مَضْنُوك، مَوْقُوف أَيْضًا. وَمِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن عُمَر مِثْله لَكِنْ قَالَ " فِي الثَّالِثَة "، وَمِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبِ " شَمِّتْهُ مَا بَيْنَك وَبَيْنَهُ ثَلَاث، فَإِنْ زَادَ فَهُوَ رِيح "
وَأَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ قَتَادَةَ يُشَمَّت الْعَاطِس إِذَا تَتَابَعَ عَلَيْهِ الْعُطَاس ثَلَاثًا،
قَالَ النَّوَوِيّ فِي " الْأَذْكَار " إِذَا تَكَرَّرَ الْعُطَاس مُتَتَابِعًا فَالسُّنَّة أَنْ يُشَمِّتهُ لِكُلِّ مَرَّة إِلَى أَنْ يَبْلُغ ثَلَاث مَرَّات، رَوَيْنَاهُ فِي صَحِيح مُسْلِم وَأَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ عَنْ سَلَمَة بْن الْأَكْوَع أَنَّهُ " سَمِعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَطَسَ عِنْدَهُ رَجُل فَقَالَ لَهُ يَرْحَمك اللَّه، ثُمَّ عَطَسَ أُخْرَى فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرَّجُل مَزْكُوم " هَذَا لَفْظ رِوَايَة مُسْلِم، وَأَمَّا أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ فَقَالَا قَالَ سَلَمَة " عَطَسَ رَجُل عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا شَاهِد فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرْحَمك اللَّه، ثُمَّ عَطَسَ الثَّانِيَة أَوْ الثَّالِثَة فَقَالَ رَسُول اللَّه: يَرْحَمك اللَّه، هَذَا رَجُل مَزْكُوم " ا ه كَلَامه وَنُقِلَتْ مِنْ نُسْخَة عَلَيْهَا خَطّه بِالسَّمَاعِ عَلَيْهِ، وَاَلَّذِي نَسَبَهُ إِلَى أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ إِعَادَة قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَاطِسِ يَرْحَمك اللَّه لَيْسَ فِي شَيْء مِنْ نُسَخهَا كَمَا سَأُبَيِّنُهُ،
فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَيْضًا أَبُو عَوَانَة وَأَبُو نُعَيْم فِي مُسْتَخْرَجَيْهِمَا وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ وَالدَّارِمِيُّ وَأَحْمَد وَابْن أَبِي شَيْبَة وَابْن السُّنِّيّ وَأَبُو نُعَيْم أَيْضًا فِي " عَمَلُ الْيَوْم وَاللَّيْلَة " وَابْن حِبَّان فِي صَحِيحه وَالْبَيْهَقِيُّ فِي " الشُّعَب " كُلّهمْ مِنْ رِوَايَة عِكْرِمَة بْن عَمَّار عَنْ إِيَاس بْن سَلَمَة عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ الْوَجْه الَّذِي أَخْرَجَهُ مِنْهُ مُسْلِم وَأَلْفَاظهمْ مُتَفَاوِتَة، وَلَيْسَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْهُمْ إِعَادَة يَرْحَمك اللَّه فِي الْحَدِيث، وَكَذَلِكَ مَا نَسَبَهُ إِلَى أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ أَنَّ عِنْدَهُمَا " ثُمَّ عَطَسَ الثَّانِيَة أَوْ الثَّالِثَة " فِيهِ نَظَرٌ، فَإِنَّ لَفْظ أَبِي دَاوُدَ " أَنَّ رَجُلًا عَطَسَ " وَالْبَاقِي مِثْل سِيَاق مُسْلِم سَوَاء إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أُخْرَى، وَلَفْظ التِّرْمِذِيّ مِثْل مَا ذَكَرَهُ النَّوَوِيّ إِلَى قَوْله " ثُمَّ عَطَسَ " فَإِنَّهُ ذَكَرَهُ بَعْده مِثْل أَبِي دَاوُدَ سَوَاء، وَهَذِهِ رِوَايَة اِبْنِ الْمُبَارَك عِنْدَهُ وَأَخْرَجَهُ مِنْ رِوَايَة يَحْيَى الْقَطَّانِ فَأَحَالَ بِهِ عَلَى رِوَايَة اِبْنِ الْمُبَارَك فَقَالَ نَحْوه إِلَّا أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي الثَّانِيَة أَنْتَ مَزْكُوم. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانِ. وَفِي رِوَايَة عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ " قَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَة أَنْتَ مَزْكُوم " وَهَؤُلَاءِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/166)
الْأَرْبَعَة رَوَوْهُ عَنْ عِكْرِمَة بْن عَمَّار وَأَكْثَر الرِّوَايَات الْمَذْكُورَة لَيْسَ فِيهَا تَعَرُّض لِلثَّالِثَةِ، وَرَجَّحَ التِّرْمِذِيّ مَنْ قَالَ " فِي الثَّالِثَة " عَلَى رِوَايَة مَنْ قَالَ " فِي الثَّانِيَة " وَقَدْ وَجَدْت الْحَدِيث مِنْ رِوَايَة يَحْيَى الْقَطَّانِ يُوَافِق مَا ذَكَرَهُ النَّوَوِيّ، وَهُوَ مَا أَخْرَجَهُ قَاسِم بْن أَصْبَغَ فِي مُصَنَّفه وَابْنِ عَبْد الْبَرّ مِنْ طَرِيقه قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلَام حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّان حَدَّثَنَا عِكْرِمَة فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ " عَطَسَ رَجُل عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَمَّتَهُ، ثُمَّ عَطَسَ فَشَمَّتَهُ، ثُمَّ عَطَسَ فَقَالَ لَهُ فِي الثَّالِثَة: أَنْتَ مَزْكُوم " هَكَذَا رَأَيْت فِيهِ " ثُمَّ عَطَسَ فَشَمَّتَهُ " وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْإِمَام أَحْمَدُ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَلَفْظه " ثُمَّ عَطَسَ الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرَّجُل مَزْكُوم "
وَهَذَا اِخْتِلَاف شَدِيد فِي لَفْظ هَذَا الْحَدِيث لَكِنْ الْأَكْثَر عَلَى تَرْك ذِكْر التَّشْمِيت بَعْد الْأُولَى، وَأَخْرَجَهُ اِبْنِ مَاجَهْ مِنْ طَرِيق وَكِيع عَنْ عِكْرِمَة بِلَفْظٍ آخَر قَالَ " يُشَمَّت الْعَاطِس ثَلَاثًا؛ فَمَا زَادَ فَهُوَ مَزْكُوم " وَجَعَلَ الْحَدِيث كُلّه مِنْ لَفْظ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَفَادَ تَكْرِير التَّشْمِيت، وَهِيَ رِوَايَة شَاذَّة لِمُخَالَفَةِ جَمِيع أَصْحَاب عِكْرِمَة فِي سِيَاقه، وَلَعَلَّ ذَلِكَ مِنْ عِكْرِمَة الْمَذْكُور لَمَّا حَدَّثَ بِهِ وَكِيعًا فَإِنَّ فِي حِفْظه مَقَالًا، فَإِنْ كَانَتْ مَحْفُوظَة فَهُوَ شَاهِد قَوِيّ لِحَدِيثِ أَبُو هُرَيْرَة،
وَيُسْتَفَاد مِنْهُ مَشْرُوعِيَّة تَشْمِيت الْعَاطِس مَا لَمْ يَزِدْ عَلَى ثَلَاث إِذَا حَمِدَ اللَّه سَوَاء تَتَابَعَ عُطَاسه أَمْ لَا، فَلَوْ تَتَابَعَ وَلَمْ يَحْمَد لِغَلَبَةِ الْعُطَاس عَلَيْهِ ثُمَّ كَرَّرَ الْحَمْد بِعَدَدِ الْعُطَاس فَهَلْ يُشَمَّت بِعَدَدِ الْحَمْد؟ فِيهِ نَظَرٌ. وَظَاهِر الْخَبَر نَعَمْ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى وَابْن السُّنِّيّ مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة النَّهْي عَنْ التَّشْمِيت بَعْد ثَلَاث، وَلَفْظه " إِذَا عَطَسَ أَحَدكُمْ فَلْيُشَمِّتْهُ جَلِيسه، فَإِنْ زَادَ عَلَى ثَلَاث فَهُوَ مَزْكُوم، وَلَا يُشَمِّتهُ بَعْد ثَلَاث "
قَالَ النَّوَوِيّ: فِيهِ رَجُل لَمْ أَتَحَقَّقْ حَاله، وَبَاقِي إِسْنَاده صَحِيح،
قُلْت (أي الحافظ): الرَّجُل الْمَذْكُور هُوَ سُلَيْمَان بْن أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ، وَالْحَدِيث عِنْدَهُمَا مِنْ رِوَايَة مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان عَنْ أَبِيهِ، وَمُحَمَّد مُوَثَّق وَأَبُوهُ يُقَال لَهُ الْحَرَّانِيُّ ضَعِيف، قَالَ فِيهِ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ وَلَا مَأْمُون. قَالَ النَّوَوِيّ: وَأَمَّا الَّذِي رَوَيْنَاهُ فِي سُنَن أَبِي دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ عَنْ عُبَيْد بْن رِفَاعَة الصَّحَابِيّ قَالَ " قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُشَمَّت الْعَاطِس ثَلَاثًا فَإِنْ زَادَ فَإِنْ شِئْت فَشَمِّتْهُ وَإِنْ شِئْت فَلَا " فَهُوَ حَدِيث ضَعِيف قَالَ فِيهِ التِّرْمِذِيّ: هَذَا الْحَدِيث غَرِيب، وَإِسْنَاده مَجْهُول. قُلْت: إِطْلَاقه عَلَيْهِ الضَّعْف لَيْسَ بِجَيِّدٍ، إِذَا لَا يَلْزَم مِنْ الْغَرَابَة الضَّعْف، وَأَمَّا وَصْف التِّرْمِذِيّ إِسْنَاده بِكَوْنِهِ مَجْهُولًا فَلَمْ يُرِدْ جَمِيع رِجَال الْإِسْنَاد فَإِنَّ مُعْظَمهمْ مُوَثَّقُونَ، وَإِنَّمَا وَقَعَ فِي رِوَايَته تَغْيِير اِسْم بَعْض رُوَاته وَإِبْهَام اِثْنَيْنِ مِنْهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّ أَبَا دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ أَخْرَجَاهُ مَعًا مِنْ طَرِيق عَبْد السَّلَام بْن حَرْب عَنْ يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن، ثُمَّ اِخْتَلَفَا: فَأَمَّا رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ فَفِيهَا عَنْ يَحْيَى بْن إِسْحَاق بْن أَبِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/167)
طَلْحَة عَنْ أُمِّهِ حَمِيدَة - أَوْ عُبَيْدَة - بِنْتِ عُبَيْد بْن رِفَاعَة عَنْ أَبِيهَا، وَهَذَا إِسْنَاد حَسَن، وَالْحَدِيث مَعَ ذَلِكَ مُرْسَل كَمَا سَأُبَيِّنُ وَعَبْد السَّلَام بْن حَرْب مِنْ رِجَال الصَّحِيح، وَيَزِيد هُوَ أَبُو خَالِد الدَّالَانِيُّ وَهُوَ صَدُوق فِي حِفْظه شَيْء، وَيَحْيَى بْن إِسْحَاق وَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِين وَأُمّه حَمِيدَة رَوَى عَنْهَا أَيْضًا زَوْجهَا إِسْحَاق بْن أَبِي طَلْحَة، وَذَكَرَهَا اِبْن حِبَّان فِي ثِقَات التَّابِعِينَ، وَأَبُوهَا عُبَيْد بْن رِفَاعَة ذَكَرُوهُ فِي الصَّحَابَة لِكَوْنِهِ وُلِدَ فِي عَهْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ رُؤْيَة، قَالَهُ اِبْن السَّكَن، قَالَ: وَلَمْ يَصِحّ سَمَاعه. وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: رِوَايَته مُرْسَلَة وَحَدِيثه عَنْ أَبِيهِ عِنْدَ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيِّ وَغَيْرهمَا، وَأَمَّا رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فَفِيهَا عَنْ عُمَر بْن إِسْحَاق بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ أُمِّهِ عَنْ أَبِيهَا كَذَا سَمَّاهُ عُمَر وَلَمْ يُسَمِّ أُمّه وَلَا أَبَاهَا، وَكَأَنَّهُ لَمْ يُمْعِنْ النَّظَر فِيهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّهُ إِسْنَاد مَجْهُول وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْهُولٍ، وَأَنَّ الصَّوَاب يَحْيَى بْن إِسْحَاق لَا عُمَر، فَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَسَن بْن سُفْيَان وَابْن السُّنِّيّ وَأَبُو نُعَيْم وَغَيْرهمْ مِنْ طَرِيق عَبْد السَّلَام بْن حَرْب فَقَالُوا يَحْيَى بْن إِسْحَاق، وَقَالُوا: حَمِيدَة بِغَيْرِ شَكٍّ وَهُوَ الْمُعْتَمَد،
وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ هَذَا الْحَدِيث وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَجْهُول لَكِنْ يُسْتَحَبّ الْعَمَل بِهِ لِأَنَّهُ دُعَاء بِخَيْرٍ وَصِلَة وَتَوَدُّد لِلْجَلِيسِ، فَالْأَوْلَى الْعَمَل بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ: دَلَّ حَدِيث عُبَيْد بْن رِفَاعَة عَلَى أَنَّهُ يُشَمَّت ثَلَاثًا وَيُقَال أَنْتَ مَزْكُوم بَعْد ذَلِكَ، وَهِيَ زِيَادَة يَجِب قَبُولهَا فَالْعَمَل بِهَا أَوْلَى.
ثُمَّ حَكَى النَّوَوِيّ عَنْ اِبْنِ الْعَرَبِيّ أَنَّ الْعُلَمَاء اِخْتَلَفُوا هَلْ يَقُول لِمَنْ تَتَابَعَ عُطَاسه أَنْتَ مَزْكُوم فِي الثَّانِيَة أَوْ الثَّالِثَة أَوْ الرَّابِعَة؟ عَلَى أَقْوَال، وَالصَّحِيح فِي الثَّالِثَة قَالَ: وَمَعْنَاهُ إِنَّك لَسْت مِمَّنْ يُشَمَّت بَعْدهَا لِأَنَّ الَّذِي بِك مَرَض وَلَيْسَ مِنْ الْعُطَاس الْمَحْمُود النَّاشِئ عَنْ خِفَّة الْبَدَنِ كَمَا سَيَأْتِي تَقْرِيره فِي الْبَاب الَّذِي يَلِيه،
قَالَ: فَإِنْ قِيلَ فَإِذَا كَانَ مَرَضًا فَيَنْبَغِي أَنْ يُشَمَّت بِطَرِيقِ الْأَوْلَى لِأَنَّهُ أَحْوَج إِلَى الدُّعَاء مِنْ غَيْره، قُلْنَا نَعَمْ لَكِنْ يُدْعَى لَهُ بِدُعَاءٍ يُلَائِمهُ لَا بِالدُّعَاءِ الْمَشْرُوع لِلْعَاطِسِ بَلْ مِنْ جِنْس دُعَاء الْمُسْلِم لِلْمُسْلِمِ بِالْعَافِيَةِ، وَذَكَرَ اِبْن دَقِيق الْعِيد عَنْ بَعْض الشَّافِعِيَّة أَنَّهُ قَالَ: يُكَرَّر التَّشْمِيت إِذَا تَكَرَّرَ الْعُطَاس إِلَّا أَنْ يُعْرَف أَنَّهُ مَزْكُوم فَيَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ، قَالَ: وَتَقْرِيره أَنَّ الْعُمُوم يَقْتَضِي التَّكْرَار إِلَّا فِي مَوْضِع الْعِلَّة وَهُوَ الزُّكَام، قَالَ وَعِنْدَ هَذَا يَسْقُط الْأَمْر بِالتَّشْمِيتِ عِنْدَ الْعِلْم بِالزُّكَامِ لِأَنَّ التَّعْلِيل بِهِ يَقْتَضِي أَنْ لَا يُشَمَّت مَنْ عُلِمَ أَنَّ بِهِ زُكَامًا أَصْلًا، وَتَعَقَّبَهُ بِأَنَّ الْمَذْكُور هُوَ الْعِلَّة دُون التَّعْلِيل وَلَيْسَ الْمُعَلَّل هُوَ مُطْلَق التَّرْك لِيَعُمّ الْحُكْم عَلَيْهِ بِعُمُومِ عِلَّته، بَلْ الْمُعَلَّل هُوَ التَّرْك بَعْد التَّكْرِير، فَكَأَنَّهُ قِيلَ لَا يَلْزَم تَكَرُّر التَّشْمِيت لِأَنَّهُ مَزْكُوم، قَالَ وَيَتَأَيَّد بِمُنَاسَبَةِ الْمَشَقَّة النَّاشِئَة عَنْ التَّكْرَار
انتهى كلامه رحمه الله
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:20 م]ـ
و لعل من أوجه التفريق ما ذكره أهل العلم في معاني التشميت:
أنه دعاء وتبريك
قال في المحيط (والعاطِسُ إذا عَطَسَ: يُشَمَّتُ تَشْمِيْتاً؛ يُقالُ له: يَرْحَمُكَ اللّهُ. والتَّشْمِيْتُ: التَّبْرِيْكُ. والعَطِيَّةُ أيضاً. ومَلِكٌ مُشَمَّتٌ: مُحَيّاً.)
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[20 - 04 - 09, 02:51 م]ـ
أرجو أن تجد جوابا على سؤالك في هذا البحث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=157706&highlight=%C7%E1%C3%D5%E6%C7%CA+%C7%E1%CA%ED+%ED%D 5%CF%D1%E5%C7+%CC%D3%E3(32/168)
مالقول الفصل في فراءة الفاتحه في الصلاه؟؟
ـ[محب الخير]ــــــــ[30 - 05 - 04, 10:17 ص]ـ
سلام عليكم:
مشايخنا الأفاضل هلا أتحفتمونا بماتوصلتم إليه في مسألة قراءة الفاتحه
في الصلاه .. والذي عندي هو أن قول الشافعيه وبعض علماءنا
المعاصرين كالشيخ عبدالعزيز ابن باز والشيخ ابن عثيمين وجوب قراءتها
في الصلاه في كل ركعه جهريه أو سريه ..
وقول الحنابله وبعض العلماء المعاصرين وأذكرمنهم الشيخ سليمان
العلوان أنها واجبة في السريه دون مايجهر فيه الامام بالقراءه ..
ننتظر ردودكم على الموضوع بارك الله فيكم
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[30 - 05 - 04, 04:58 م]ـ
هذا هو بحثي في المسألة وارجو النصح.
هل يقراء المأموم الفاتحة
كلمة مهمة قبل عرض المسألة
لَا سَبِيلَ إلَى الِاحْتِيَاطِ فِي الْخُرُوجِ مِنْ الْخِلَافِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ كَمَا لَا سَبِيلَ إلَى الْخُرُوجِ مِنْ الْخِلَافِ فِي وَقْتِ الْعَصْرِ وَفِي فَسْخِ الْحَجِّ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْمَسَائِلِ، يَتَعَيَّنُ فِي مِثْلِ ذَلِكَ النَّظَرُ فِيمَا يُوجِبُهُ الدَّلِيلُ الشَّرْعِيُّ.
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ مِنْ الْمَسَائِلِ مَسَائِلَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُعْمَلَ فِيهَا بِقَوْلِ يُجْمَعُ عَلَيْهِ لَكِنْ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ الْقَوْلُ الصَّحِيحُ عَلَيْهِ دَلَائِلُ شَرْعِيَّةٌ تُبَيِّنُ الْحَقَّ.
اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقول
القَولُ الأول ومن قال به: إذَا سَمِعَ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ أَنْصَتَ وَلَمْ يَقْرَأْ فَإِنَّ اسْتِمَاعَهُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِهِ وَإِذَا لَمْ يَسْمَعْ قِرَاءَتَهُ قَرَأَ لِنَفْسِهِ فَإِنَّ قِرَاءَتَهُ خَيْرٌ مِنْ سُكُوتِهِ فَالِاسْتِمَاعُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ أَفْضَلُ مِنْ الْقِرَاءَةِ وَالْقِرَاءَةُ أَفْضَلُ مِنْ السُّكُوتِ.
وهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ السَّلَفِ، وهو قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ كَمَالِكِ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَجُمْهُورِ أَصْحَابِهِمَا وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَهُوَ الْقَوْلُ الْقَدِيمُ لِلشَّافِعِيِّ وَقَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ.
إذَا جَهَرَ الْإِمَامُ اسْتَمَعَ لِقِرَاءَتِهِ فَإِنْ كَانَ لَا يَسْمَعُ لِبُعْدِهِ فَإِنَّهُ يَقْرَأُ فِي أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ وَإِنْ كَانَ لَا يَسْمَعُ لِصَمَمِهِ أَوْ كَانَ يَسْمَعُ هَمْهَمَةَ الْإِمَامِ وَلَا يَفْقَهُ مَا يَقُولُ: فَفِيهِ قَوْلَانِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ. وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ يَقْرَأُ ; لِأَنَّ الْأَفْضَلَ أَنْ يَكُونَ إمَّا مُسْتَمِعًا وَإِمَّا قَارِئًا وَهَذَا لَيْسَ بِمُسْتَمِعِ وَلَا يَحْصُلُ لَهُ مَقْصُودُ السَّمَاعِ فَقِرَاءَتُهُ أَفْضَلُ مِنْ سُكُوتِهِ فَنَذْكُرُ الدَّلِيلَ عَلَى الْفَصْلَيْنِ، وهما: أَنَّهُ فِي حَالِ الْجَهْرِ يَسْتَمِعُ، وَأَنَّهُ فِي حَالِ الْمُخَافَتَةِ يَقْرَأُ، وهو الراجح يدل على ذلك الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالِاعْتِبَارُ.
أولاً: الأدلة على أنه إذا سَمِعَ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ أَنْصَتَ وَلَمْ يَقْرَأْ وأنَّ اسْتِمَاعَهُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَتِهِ.
الدليل من القرآن
فَإِنَّهُ تَعَالَى قَالَ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
· الشاهد
1 - قَدْ اسْتَفَاضَ عَنْ السَّلَفِ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي الْخُطْبَةِ. قال الإمام أحمد: قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} لَفْظٌ عَامٌّ فَإِمَّا أَنْ يَخْتَصَّ الْقِرَاءَةَ فِي الصَّلَاةِ أَوْ فِي الْقِرَاءَةِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ أَوْ يَعُمُّهُمَا. وَالثَّانِي بَاطِلٌ قَطْعًا ; لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ يَجِبُ الِاسْتِمَاعُ خَارِجَ الصَّلَاةِ وَلَا يَجِبُ فِي الصَّلَاةِ وَلِأَنَّ اسْتِمَاعَ الْمُسْتَمِعِ إلَى قِرَاءَةِ الْإِمَامِ الَّذِي يَأْتَمُّ بِهِ وَيَجِبُ عَلَيْهِ مُتَابَعَتُهُ أَوْلَى مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/169)
اسْتِمَاعِهِ إلَى قِرَاءَةِ مَنْ يَقْرَأُ خَارِجَ الصَّلَاةِ دَاخِلَةٌ فِي الْآيَةِ إمَّا عَلَى سَبِيلِ الْخُصُوصِ وَإِمَّا عَلَى سَبِيلِ الْعُمُومِ وَعَلَى التَّقْدِيرَيْنِ فَالْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى أَمْرِ الْمَأْمُومِ بِالْإِنْصَاتِ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ وَسَوَاءٌ كَانَ أَمْرَ إيجَابٍ أَوْ اسْتِحْبَابٍ. فَالْمَقْصُودُ حَاصِلٌ، فَإِنَّ الْمُرَادَ أَنَّ الِاسْتِمَاعَ أَوْلَى مِنْ الْقِرَاءَةِ وَهَذَا صَرِيحٌ فِي دَلَالَةِ الْآيَةِ عَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ.
2 - وَالْمُنَازِعُ يُسَلِّمُ أَنَّ الِاسْتِمَاعَ مَأْمُورٌ بِهِ دُونَ الْقِرَاءَةِ فِيمَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ. وَالْآيَةُ أَمَرَتْ بِالْإِنْصَاتِ إذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ. وَالْفَاتِحَةُ أُمُّ الْقُرْآنِ وَهِيَ الَّتِي لَا بُدَّ مِنْ قِرَاءَتِهَا فِي كُلِّ صَلَاةٍ وَالْفَاتِحَةُ أَفْضَلُ سُوَرِ الْقُرْآنِ. وَهِيَ الَّتِي لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلَا فِي الْإِنْجِيلِ وَلَا فِي الزَّبُورِ وَلَا فِي الْقُرْآنِ مِثْلُهَا فَيَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْآيَةِ الِاسْتِمَاعَ إلَى غَيْرِهَا دُونَهَا مَعَ إطْلَاقِ لَفْظِ الْآيَةِ وَعُمُومِهَا مَعَ أَنَّ قِرَاءَتَهَا أَكْثَرُ وَأَشْهَرُ وَهِيَ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهَا. فَإِنَّ قَوْلَهُ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ} يَتَنَاوَلُهَا كَمَا يَتَنَاوَلُ غَيْرَهَا وَشُمُولُهُ لَهَا أَظْهَرُ لَفْظًا وَمَعْنًى.
3 - الْعَادِلُ عَنْ اسْتِمَاعِهَا إلَى قِرَاءَتِهَا إنَّمَا يَعْدِلُ لِأَنَّ قِرَاءَتَهَا عِنْدَهُ أَفْضَلُ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَهَذَا غَلَطٌ يُخَالِفُ النَّصَّ وَالْإِجْمَاعَ فَإِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ أَمَرَتْ الْمُؤْتَمَّ بِالِاسْتِمَاعِ دُونَ الْقِرَاءَةِ وَالْأُمَّةُ مُتَّفِقَةٌ عَلَى أَنَّ اسْتِمَاعَهُ لِمَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَتِهِ لِمَا زَادَ عَلَيْهَا. فَلَوْ كَانَتْ الْقِرَاءَةُ لِمَا يَقْرَأْهُ الْإِمَامُ أَفْضَلَ مِنْ الِاسْتِمَاعِ لِقِرَاءَتِهِ لَكَانَ قِرَاءَةُ الْمَأْمُومِ أَفْضَلَ مِنْ قِرَاءَتِهِ لِمَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ وَهَذَا لَمْ يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ.
4 - إِنَّمَا نَازَعَ مَنْ نَازَعَ فِي الْفَاتِحَةِ لِظَنِّهِ أَنَّهَا وَاجِبَةٌ عَلَى الْمَأْمُومِ مَعَ الْجَهْرِ أَوْ مُسْتَحَبَّةٌ لَهُ حِينَئِذٍ. وَجَوَابُهُ أَنَّ الْمَصْلَحَةَ الْحَاصِلَةَ لَهُ بِالْقِرَاءَةِ يَحْصُلُ بِالِاسْتِمَاعِ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا بِدَلِيلِ اسْتِمَاعِهِ لِمَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ فَلَوْلَا أَنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ بِالِاسْتِمَاعِ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْ الْقِرَاءَةِ لَكَانَ الْأَوْلَى أَنْ يَفْعَلَ أَفْضَلَ الْأَمْرَيْنِ وَهُوَ الْقِرَاءَةُ فَلَمَّا دَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَالْإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّ الِاسْتِمَاعَ أَفْضَلُ لَهُ مِنْ الْقِرَاءَةِ عُلِمَ أَنَّ الْمُسْتَمِعَ يَحْصُلُ لَهُ أَفْضَلُ مِمَّا يَحْصُلُ لِلْقَارِئِ وَهَذَا الْمَعْنَى مَوْجُودٌ فِي الْفَاتِحَةِ وَغَيْرِهَا فَالْمُسْتَمِعُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ يَحْصُلُ لَهُ أَفْضَلُ مِمَّا يَحْصُلُ بِالْقِرَاءَةِ وَحِينَئِذٍ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُؤْمَرَ بِالْأَدْنَى وَيُنْهَى عَنْ الْأَعْلَى. وَثَبَتَ أَنَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالِ قِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ كَمَا قَالَ ذَلِكَ جَمَاهِيرُ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ. وَفِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ كَانَ لَهُ إمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ}. فَتَبَيَّنَ أَنَّ الِاسْتِمَاعَ إلَى قِرَاءَةِ الْإِمَامِ أَمْرٌ دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ دَلَالَةً قَاطِعَةً ; لِأَنَّ هَذَا مِنْ الْأُمُورِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي يَحْتَاجُ إلَيْهَا جَمِيعُ الْأُمَّةِ فَكَانَ بَيَانُهَا فِي الْقُرْآنِ مِمَّا يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُ الْبَيَانِ وَجَاءَتْ السُّنَّةُ مُوَافِقَةً لِلْقُرْآنِ.
الدليل من السنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/170)
1 - فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: {إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطَبَنَا فَبَيَّنَ لَنَا سُنَّتَنَا وَعَلَّمَنَا صَلَاتَنَا فَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ لِيَؤُمّكُمْ أَحَدُكُمْ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا}.
· الشاهد
فَإِنَّ الْإِنْصَاتَ إلَى قِرَاءَةِ الْقَارِئِ مِنْ تَمَامِ الِائْتِمَامِ بِهِ فَإِنَّ مَنْ قَرَأَ عَلَى قَوْمٍ لَا يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ لَمْ يَكُونُوا مُؤْتَمِّينَ بِهِ وَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ حِكْمَةَ سُقُوطِ الْقِرَاءَةِ عَلَى الْمَأْمُومِ فَإِنَّ مُتَابَعَتَهُ لِإِمَامِهِ مُقَدَّمَةٌ عَلَى غَيْرِهَا حَتَّى فِي الْأَفْعَالِ فَإِذَا أَدْرَكَهُ سَاجِدًا سَجَدَ مَعَهُ وَإِذَا أَدْرَكَهُ فِي وِتْرٍ مِنْ صَلَاتِهِ تَشَهَّدَ عَقِبَ الْوِتْرِ وَهَذَا لَوْ فَعَلَهُ مُنْفَرِدًا لَمْ يَجُزْ وَإِنَّمَا فَعَلَهُ لِأَجْلِ الِائْتِمَامِ فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الِائْتِمَامَ يَجِبُ بِهِ مَا لَا يَجِبُ عَلَى الْمُنْفَرِدِ وَيَسْقُطُ بِهِ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُنْفَرِدِ.
2 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {إنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا}.
3 - رَوَى الزُّهْرِيُّ عَنْ ابْنِ أكيمة الليثي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةٍ جَهَرَ فِيهَا فَقَالَ: هَلْ قَرَأَ مَعِي أَحَدٌ مِنْكُمْ آنِفًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ}. قَالَ الزهري: فَانْتَهَى النَّاسُ عَنْ الْقِرَاءَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا جَهَرَ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَوَاتِ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
· الشاهد
1 - وَهَذَا إذَا كَانَ مِنْ كَلَامِ الزُّهْرِيِّ فَهُوَ مِنْ أَدَلِّ الدَّلَائِلِ عَلَى أَنَّ الصَّحَابَةَ لَمْ يَكُونُوا يَقْرَءُونَ فِي الْجَهْرِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّ الزُّهْرِيَّ مِنْ أَعْلَمِ أَهْلِ زَمَانِهِ أَوْ أَعْلَمُ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالسُّنَّةِ.
2 - قِرَاءَةُ الصَّحَابَةِ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إذَا كَانَتْ مَشْرُوعَةً وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً تَكُونُ مِنْ الْأَحْكَامِ الْعَامَّةِ الَّتِي يَعْرِفُهَا عَامَّةُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ فَيَكُونُ الزُّهْرِيُّ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِهَا فَلَوْ لَمْ يُبَيِّنْهَا لَاسْتَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى انْتِفَائِهَا فَكَيْفَ إذَا قَطَعَ الزُّهْرِيُّ بِأَنَّ الصَّحَابَةَ لَمْ يَكُونُوا يَقْرَءُونَ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْجَهْرِ.
الدليل من أقول الصحابة وأفعالهم
1 - رَوَى مَالِكٌ فِي مُوَطَّئِهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ كيسان أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى رَكْعَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا لَمْ يُصَلِّ إلَّا وَرَاءَ الْإِمَامِ ".
2 - وَرَوَى أَيْضًا عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ إذَا سُئِلَ: هَلْ يُقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ يَقُولُ: إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ خَلْفَ الْإِمَامِ تُجْزِئُهُ قِرَاءَةُ الْإِمَامِ وَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيَقْرَأْ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَا يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ.
3 - وَرَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ الْقِرَاءَةِ مَعَ الْإِمَامِ فَقَالَ: لَا قِرَاءَةَ مَعَ الْإِمَامِ فِي شَيْءٍ.
4 - وَرَوَى البيهقي عَنْ أَبِي وَائِلٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ مَسْعُودٍ عَنْ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ فَقَالَ: أَنْصِتْ لِلْقُرْآنِ فَإِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا وَسَيَكْفِيك ذَلِكَ الْإِمَامُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/171)
وَابْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ هُمَا فَقِيهَا أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَفِي كَلَامِهِمَا تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّ الْمَانِعَ إنْصَاتُهُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ.
5 - وَكَذَلِكَ الْبُخَارِيُّ فِي " كِتَابِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ " عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: إذَا لَمْ يَجْهَرْ الْإِمَامُ فِي الصَّلَوَاتِ فَاقْرَأْ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ أُخْرَى فِي الْأُولَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَفِي الْآخِرَةِ مِنْ الْمَغْرِبِ وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الْعِشَاءِ.
الدليل من الاعتبار
1 - فَفِي إجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّهُ فِيمَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ يُؤْمَرُ بِالِاسْتِمَاعِ دُونَ الْقِرَاءَةِ: دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ اسْتِمَاعَهُ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ قِرَاءَتِهِ مَعَهُ بَلْ عَلَى أَنَّهُ مَأْمُورٌ بِالِاسْتِمَاعِ دُونَ الْقِرَاءَةِ مَعَ الْإِمَامِ.
2 - وَأَيْضًا: فَلَوْ كَانَتْ الْقِرَاءَةُ فِي الْجَهْرِ وَاجِبَةً عَلَى الْمَأْمُومِ لَلَزِمَ أَحَدُ أَمْرَيْنِ، إمَّا أَنْ يَقْرَأَ مَعَ الْإِمَامِ وَإِمَّا أَنْ يَجِبَ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَسْكُتَ لَهُ حَتَّى يَقْرَأَ، وَلَمْ نَعْلَمْ نِزَاعًا بَيْنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَى الْإِمَامِ أَنْ يَسْكُتَ لِقِرَاءَةِ الْمَأْمُومِ بِالْفَاتِحَةِ وَلَا غَيْرِهَا وَقِرَاءَتُهُ مَعَهُ مَنْهِيٌّ عَنْهَا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. فَثَبَتَ أَنَّهُ لَا تَجِبُ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ مَعَهُ فِي حَالِ الْجَهْرِ.
3 - لَوْ كَانَتْ قِرَاءَةُ الْمَأْمُومِ فِي حَالِ الْجَهْرِ وَالِاسْتِمَاعِ مُسْتَحَبَّةً لَاسْتُحِبَّ لِلْإِمَامِ أَنْ يَسْكُتَ لِقِرَاءَةِ الْمَأْمُومِ وَلَا يُسْتَحَبُّ لِلْإِمَامِ السُّكُوتُ لِيَقْرَأَ الْمَأْمُومُ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ. وَحُجَّتُهُمْ فِي ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ يَسْكُتُ لِيَقْرَأَ الْمَأْمُومُونَ وَلَا نَقَلَ هَذَا أَحَدٌ عَنْهُ بَلْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ سُكُوتُهُ بَعْدَ التَّكْبِيرِ لِلِاسْتِفْتَاحِ وَفِي السُّنَنِ {أَنَّهُ كَانَ لَهُ سَكْتَتَانِ: سَكْتَةٌ فِي أَوَّلِ الْقِرَاءَةِ وَسَكْتَةٌ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْقِرَاءَةِ} وَهِيَ سَكْتَةٌ لَطِيفَةٌ لِلْفَصْلِ لَا تَتَّسِعُ لِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ هَذِهِ السَّكْتَةَ كَانَتْ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ إنَّهُ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ سَكَتَاتٍ وَلَا أَرْبَعُ سَكَتَاتٍ فَمَنْ نَقَلَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ سَكَتَاتٍ أَوْ أَرْبَعَ فَقَدْ قَالَ قَوْلًا لَمْ يَنْقُلْهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالسَّكْتَةُ الَّتِي عَقِبَ قَوْلِهِ: {وَلَا الضَّالِّينَ} مِنْ جِنْسِ السَّكَتَاتِ الَّتِي عِنْدَ رُءُوسِ الْآيِ. وَمِثْلُ هَذَا لَا يُسَمَّى سُكُوتًا ; وَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ إنَّهُ يَقْرَأُ فِي مِثْلِ هَذَا.
وَكَانَ بَعْضُ مَنْ أَدْرَكْنَا مِنْ أَصْحَابِنَا يَقْرَأُ عَقِبَ السُّكُوتِ عِنْدَ رُءُوسِ الْآيِ. فَإِذَا قَالَ الْإِمَامُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَإِذَا قَالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وَهَذَا لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَوْ كَانَ يَسْكُتُ سَكْتَةً تَتَّسِعُ لِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ لَكَانَ هَذَا مِمَّا تَتَوَفَّرُ الْهِمَمُ وَالدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ فَلَمَّا لَمْ يَنْقُلْ هَذَا أَحَدٌ عَلِمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ.
وَالسَّكْتَةُ الثَّانِيَةُ فِي حَدِيثِ سَمُرَةَ قَدْ نَفَاهَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَذَلِكَ أَنَّهَا سَكْتَةٌ يَسِيرَةٌ قَدْ لَا يَنْضَبِطُ مِثْلُهَا وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهَا بَعْدَ الْفَاتِحَةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/172)
وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَمْ يَسْكُتْ إلَّا سَكْتَتَيْنِ فَعُلِمَ أَنَّ إحْدَاهُمَا طَوِيلَةٌ وَالْأُخْرَى بِكُلِّ حَالٍ لَمْ تَكُنْ طَوِيلَةً مُتَّسِعَةً لِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ.
4 - وَأَيْضًا فَلَوْ كَانَ الصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ يَقْرَءُونَ الْفَاتِحَةَ خَلْفَهُ إمَّا فِي السَّكْتَةِ الْأُولَى وَإِمَّا فِي الثَّانِيَةِ لَكَانَ هَذَا مِمَّا تَتَوَفَّرُ الْهِمَمُ وَالدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِهِ فَكَيْفَ وَلَمْ يَنْقُلْ هَذَا أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي السَّكْتَةِ الثَّانِيَةِ خَلْفَهُ يَقْرَءُونَ الْفَاتِحَةَ مَعَ أَنَّ ذَلِكَ لَوْ كَانَ مَشْرُوعًا لَكَانَ الصَّحَابَةُ أَحَقَّ النَّاسِ بِعِلْمِهِ وَعَمَلِهِ فَعُلِمَ أَنَّهُ بِدْعَةٌ.
5 - وَأَيْضًا فَالْمَقْصُودُ بِالْجَهْرِ اسْتِمَاعُ الْمَأْمُومِينَ وَلِهَذَا يُؤَمِّنُونَ عَلَى قِرَاءَةِ الْإِمَامِ فِي الْجَهْرِ دُونَ السِّرِّ فَإِذَا كَانُوا مَشْغُولِينَ عَنْهُ بِالْقِرَاءَةِ فَقَدْ أَمَرَ أَنْ يَقْرَأَ عَلَى قَوْمٍ لَا يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يُحَدِّثَ مَنْ لَمْ يَسْتَمِعْ لِحَدِيثِهِ وَيَخْطُبَ مَنْ لَمْ يَسْتَمِعْ لِخُطْبَتِهِ وَهَذَا سَفَهٌ تُنَزِّهُ عَنْهُ الشَّرِيعَةُ. وَلِهَذَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ: {مَثَلُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} فَهَكَذَا إذَا كَانَ يَقْرَأُ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ عَلَيْهِ.
ثانيا: الأدلة على أنه إِذَا لَمْ يَسْمَعْ قِرَاءَةَ الإمام قَرَأَ لِنَفْسِهِ، وأنَّ قِرَاءَتَهُ خَيْرٌ مِنْ سُكُوتِهِ.
1 - إِنَّ الْأَمْرَ بِالْقِرَاءَةِ وَالتَّرْغِيبِ فِيهَا يَتَنَاوَلُ الْمُصَلِّيَ أَعْظَمَ مِمَّا يَتَنَاوَلُ غَيْرَهُ فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْهَا خَارِجَ الصَّلَاةِ وَمَا وَرَدَ مِنْ الْفَضْلِ لِقَارِئِ الْقُرْآنِ يَتَنَاوَلُ الْمُصَلِّيَ أَعْظَمَ مِمَّا يَتَنَاوَلُ غَيْرَهُ ; لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ أَمَا إنِّي لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ}.
2 - وَقَدْ ثَبَتَ فِي خُصُوصِ الصَّلَاةِ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ ثَلَاثًا} أَيْ: غَيْرُ تَمَامٍ فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إنِّي أَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ. فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِك فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: {قَالَ اللَّهُ: قَسَمْت الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَنِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ: حَمِدَنِي عَبْدِي فَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ}.
· الشاهد
أَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُ مِنْ الصَّحَابَةِ فَهِمُوا مِنْ قَوْلِهِ: {قَسَمْت الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}} أَنَّ ذَلِكَ يَعُمُّ الْإِمَامَ وَالْمَأْمُومَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/173)
3 - رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عِمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ: {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ: بسبح اسْمَ رَبِّك الْأَعْلَى فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: أَيّكُمْ قَرَأَ؟ أَوْ أَيُّكُمْ الْقَارِئُ قَالَ رَجُلٌ: أَنَا قَالَ: قَدْ ظَنَنْت أَنَّ بَعْضَكُمْ خالجنيها} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
· الشاهد
فَهَذَا قَدْ قَرَأَ خَلْفَهُ فِي صَلَاةِ الظُّهْرِ وَلَمْ يَنْهَهُ وَلَا غَيْرَهُ عَنْ الْقِرَاءَةِ لَكِنْ قَالَ: {قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّ بَعْضَكُمْ خالجنيها} أَيْ نَازَعَنِيهَا. كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: {إنِّي أَقُولُ مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ}.
4 - وَفِي الْمُسْنَدِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: {كَانُوا يَقْرَءُونَ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: خَلَطْتُمْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ}.
· الشاهد
فَهَذَا كَرَاهَةٌ مِنْهُ لِمَنْ نَازَعَهُ وَخَالَجَهُ وَخَلَطَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَهَذَا لَا يَكُونُ مِمَّنْ قَرَأَ فِي نَفْسِهِ بِحَيْثُ لَا يَسْمَعُهُ غَيْرُهُ وَإِنَّمَا يَكُونُ مِمَّنْ أَسْمَعَ غَيْرَهُ وَهَذَا مَكْرُوهٌ لِمَا فِيهِ مِنْ الْمُنَازَعَةِ لِغَيْرِهِ لَا لِأَجْلِ كَوْنِهِ قَارِئًا خَلْفَ الْإِمَامِ، وَأَمَّا مَعَ مُخَافَتَةِ الْإِمَامِ فَإِنَّ هَذَا لَمْ يَرِدْ حَدِيثٌ بِالنَّهْيِ عَنْهُ وَلِهَذَا قَالَ: " أَيُّكُمْ الْقَارِئُ؟ ". أَيْ الْقَارِئُ الَّذِي نَازَعَنِي لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ الْقَارِئَ فِي نَفْسِهِ فَإِنَّ هَذَا لَا يُنَازِعُ وَلَا يُعْرَفُ أَنَّهُ خَالَجَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَكَرَاهَةُ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ إنَّمَا هِيَ إذَا امْتَنَعَ مِنْ الْإِنْصَاتِ الْمَأْمُورِ بِهِ أَوْ إذَا نَازَعَ غَيْرَهُ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ إنْصَاتٌ مَأْمُورٌ بِهِ وَلَا مُنَازَعَةٌ فَلَا وَجْهَ لِلْمَنْعِ مِنْ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ.
وَالْقَارِئُ هُنَا لَمْ يَعْتَضْ عَنْ الْقِرَاءَةِ بِاسْتِمَاعِ فَيَفُوتُهُ الِاسْتِمَاعُ وَالْقِرَاءَةُ جَمِيعًا.
5 - وَأَيْضًا فَجَمِيعُ الْأَذْكَارِ الَّتِي يُشْرَعُ لِلْإِمَامِ أَنْ يَقُولَهَا سِرًّا يُشْرَعُ لِلْمَأْمُومِ أَنْ يَقُولَهَا سِرًّا كَالتَّسْبِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَكَالتَّشَهُّدِ وَالدُّعَاءِ.
وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْقِرَاءَةَ أَفْضَلُ مِنْ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ فَلِأَيِّ مَعْنًى لَا تُشْرَعُ لَهُ الْقِرَاءَةُ فِي السِّرِّ وَهُوَ لَا يَسْمَعُ قِرَاءَةَ السِّرِّ وَلَا يُؤَمِّنُ عَلَى قِرَاءَةِ الْإِمَامِ فِي السِّرِّ.
6 - وَأَيْضًا فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمَّا قَالَ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وَقَالَ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} وَهَذَا أَمْرٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَلِأُمَّتِهِ فَإِنَّهُ مَا خُوطِبَ بِهِ خُوطِبَتْ بِهِ الْأُمَّةُ مَا لَمْ يَرِدْ نَصٌّ بِالتَّخْصِيصِ.
وَهَذَا أَمْرٌ يَتَنَاوَلُ الْإِمَامَ وَالْمَأْمُومَ وَالْمُنْفَرِدَ بِأَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ فِي نَفْسِهِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَهُوَ يَتَنَاوَلُ صَلَاةَ الْفَجْرِ وَالظُّهْرِ وَالْعَصْرِ فَيَكُونُ الْمَأْمُومُ مَأْمُورًا بِذِكْرِ رَبِّهِ فِي نَفْسِهِ لَكِنْ إذَا كَانَ مُسْتَمِعًا كَانَ مَأْمُورًا بِالِاسْتِمَاعِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَمِعًا كَانَ مَأْمُورًا بِذِكْرِ رَبِّهِ فِي نَفْسِهِ.
وَالْقُرْآنُ أَفْضَلُ الذِّكْرِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا} وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} وَقَالَ: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/174)
7 - وَأَيْضًا: فَالسُّكُوتُ بِلَا قِرَاءَةٍ وَلَا ذِكْرٍ وَلَا دُعَاءٍ لَيْسَ عِبَادَةً وَلَا مَأْمُورًا بِهِ ; بَلْ يَفْتَحُ بَابَ الْوَسْوَسَةِ فَالِاشْتِغَالُ بِذِكْرِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ السُّكُوتِ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مِنْ أَفْضَلِ الْخَيْرِ وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالذِّكْرُ بِالْقُرْآنِ أَفْضَلُ مَنْ غَيْرِهِ كَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: {أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ أَرْبَعٌ وَهُنَّ مِنْ الْقُرْآنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ}. رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ.
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ: {جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ مِنْ الْقُرْآنِ شَيْئًا فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِئُنِي مِنْهُ فَقَالَ: قُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاَللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لِلَّهِ فَمَا لِي قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي فَلَمَّا قَامَ قَالَ: هَكَذَا بِيَدَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا هَذَا فَقَدَ مَلَأَ يَدَيْهِ مِنْ الْخَيْرِ}
القول الثاني ومن قال به: يجب علي المأموم قراءة الفاتحة في الجهر والسر
قال بذلك البخاري، وابن الحزم، والشافعي في الجديد.
الدليل الأول
احْتَجُّوا بِالْحَدِيثِ الَّذِي فِي السُّنَنِ عَنْ عبادة أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {إذَا كُنْتُمْ وَرَائِي فَلَا تَقْرَءُوا إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا}.
الرد عليه
ضعف الحديث: وَهَذَا الْحَدِيثُ مُعَلَّلٌ عِنْدَ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ بِأُمُورِ كَثِيرَةٍ ضَعَّفَهُ أَحْمَد وَغَيْرُهُ مِنْ الْأَئِمَّةِ. وأَنَّ الْحَدِيثَ الصَّحِيحَ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {لَا صَلَاةَ إلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ} فَهَذَا هُوَ الَّذِي أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَأَمَّا هَذَا الْحَدِيثُ فَغَلِطَ فِيهِ بَعْضُ الشَّامِيِّينَ وَأَصْلُهُ أَنَّ عبادة كَانَ يَؤُمُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ هَذَا فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِمْ الْمَرْفُوعُ بِالْمَوْقُوفِ عَلَى عبادة.
الدليل الثاني
قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ} وَعَلَيْهِ اعْتَمَدَ الْبُخَارِيُّ فِي مُصَنَّفِهِ. فَقَالَ: (بَابُ وُجُوبِ الْقِرَاءَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ
الرد عليه
1 - (زيادة " فصاعدا " في رواية "معمر" وهو ثقة، وقد توبع، ولها شاهد عند البخاري).
رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ طُرُقٍ:
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ: {لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَصَاعِدًا} وَعَامَّةُ الثقاة. لَمْ يُتَابِعْ مَعْمَرًا فِي قَوْلِهِ: " فَصَاعِدًا " مَعَ أَنَّهُ قَدْ أَثْبَتَ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَيُقَالُ: إنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ إسْحَاقَ تَابَعَ مَعْمَرًا وَأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ رُبَّمَا رَوَى عَنْ الزُّهْرِيِّ ثُمَّ أَدْخَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الزُّهْرِيِّ غَيْرَهُ وَلَا يُعْلَمُ أَنَّ هَذَا مِنْ صَحِيحِ حَدِيثِهِ أَمْ لَا. اهـ
قُلْت – ابن تيمية -: مَعْنَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ كَمَا رَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ {عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ فَنَادَى أَنْ لَا صَلَاةَ إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا زَادَ}.
وَأسند أَيْضًا – البخاري -: عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: {تُجْزِئُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَإِنْ زَادَ فَهُوَ خَيْرٌ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/175)
وَأسند أَيْضًا عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: {أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم أَنْ نَقْرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا تَيَسَّرَ}.
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ قِرَاءَةَ الْمَأْمُومِ حَالَ سَمَاعِهِ لِجَهْرِ الْإِمَامِ فَإِنَّ أَحَدًا لَا يَقُولُ إنَّ زِيَادَتَهُ عَلَى الْفَاتِحَةِ وَتَرْكَ إنْصَاتِهِ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ فِي هَذِهِ الْحَالِ خَيْرٌ.
وَلَا أَنَّ الْمَأْمُومَ مَأْمُورٌ حَالَ الْجَهْرِ بِقِرَاءَةِ زَائِدَةٍ عَلَى الْفَاتِحَةِ، فَإِنَّهَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَأْمُومَ الْمُسْتَمِعَ لَمْ يَدْخُلْ فِي الْحَدِيثِ.
وَلَكِنْ هَبْ أَنَّهَا لَيْسَتْ فِي حَدِيثِ عبادة فَهِيَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
2 - إنْصَاتَ الْمَأْمُومِ لِقِرَاءَةِ إمَامِهِ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الْقِرَاءَةِ مَعَهُ وَزِيَادَةً.
قَدْ ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَبِالْإِجْمَاعِ أَنَّ إنْصَاتَ الْمَأْمُومِ لِقِرَاءَةِ إمَامِهِ يَتَضَمَّنُ مَعْنَى الْقِرَاءَةِ مَعَهُ وَزِيَادَةً ; فَإِنَّ اسْتِمَاعَهُ فِيمَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ أَوْلَى بِهِ بِالْقِرَاءَةِ بِاتِّفَاقِهِمْ فَلَوْ لَمْ يَكُنْ الْمَأْمُومُ الْمُسْتَمِعُ لِقِرَاءَةِ إمَامِهِ أَفْضَلَ مِنْ الْقَارِئِ لَكَانَ قِرَاءَتُهُ أَفْضَلَ لَهُ.
وَلِأَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ الْأَمْرُ بِالْإِنْصَاتِ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَلَا يُمْكِنُهُ الْجَمْعُ بَيْنَ الْإِنْصَاتِ وَالْقِرَاءَةِ وَلَوْلَا أَنَّ الْإِنْصَاتَ يَحْصُلُ بِهِ مَقْصُودُ الْقِرَاءَةِ وَزِيَادَةٌ لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِتَرْكِ الْأَفْضَلِ لِأَجْلِ الْمَفْضُولِ.
3 - (إذا تعارض نص عام لم يُخَصَص مع نص عام قد خُصِص، قُدِم الأول).
الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ يَأْمُرُ بِإِنْصَاتِ الْمَأْمُومِ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ، وَحِينَئِذٍ يُقَالُ تَعَارَضَ عُمُومُ قَوْلِهِ: {لَا صَلَاةَ إلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ}، وَعُمُومُ الْأَمْرِ بِالْإِنْصَاتِ.
ولكنَّ الأمر بقراءة أم القرآن عُمُومٌ قَدْ خَصَّ مِنْهُ الْمَسْبُوقَ بِحَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ، وَخَصَّ مِنْهُ الصَّلَاةَ بِإِمَامَيْنِ فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا صَلَّى بِالنَّاسِ وَقَدْ سَبَقَهُ أَبُو بَكْرٍ بِبَعْضِ الصَّلَاةِ قَرَأَ مِنْ حَيْثُ انْتَهَى أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَسْتَأْنِفْ قِرَاءَةَ الْفَاتِحَةِ لِأَنَّهُ بَنَى عَلَى صَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ فَإِذَا سَقَطَتْ عَنْهُ الْفَاتِحَةُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَعَنْ الْمَأْمُومِ أَوْلَى.
وَخَصَّ مِنْهُ حَالَ الْعُذْرِ، وَحَالُ اسْتِمَاعِ الْإِمَامِ حَالُ عُذْرٍ فَهُوَ مَخْصُوصٌ.
وَأَمْرُ الْمَأْمُومِ بِالْإِنْصَاتِ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ لَمْ يُخَصّ مَعَهُ شَيْءٌ لَا بِنَصِّ خَاصٍّ وَلَا إجْمَاعٍ، وَإِذَا تَعَارَضَ عمومان أَحَدُهُمَا مَحْفُوظٌ وَالْآخَرُ مَخْصُوصٌ وَجَبَ تَقْدِيمُ الْمَحْفُوظِ.
4 - الْأَمْرَ بِالْإِنْصَاتِ دَاخِلٌ فِي مَعْنَى اتِّبَاعِ الْمَأْمُومِ وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُنْصِتَ يَحْصُلُ لَهُ بِإِنْصَاتِهِ وَاسْتِمَاعِهِ مَا هُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْ قِرَاءَتِهِ وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْخُطْبَةِ وَفِي الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ فِي غَيْرِ مَحَلِّ النِّزَاعِ، فَالْمَعْنَى الْمُوجِبُ لِلْإِنْصَاتِ يَتَنَاوَلُ الْإِنْصَاتَ عَنْ الْفَاتِحَةِ وَغَيْرِهَا.
وَأَمَّا وُجُوبُ قِرَاءَتِهَا فِي كُلِّ صَلَاةٍ فَإِذَا أَنْصَتَ إلَى الْإِمَامِ الَّذِي يَقْرَؤُهَا كَانَ خَيْرًا مِمَّا يَقْرَأُ لِنَفْسِهِ.
فَهُوَ لَوْ نَذَرَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى لَكَانَ صَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تُجْزِئُهُ ; بَلْ هُوَ أَفْضَلُ لَهُ كَمَا دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ السُّنَّةُ وَهُوَ لَمْ يُوجِبْ عَلَى نَفْسِهِ إلَّا الصَّلَاةَ فِي الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ ; لَكِنَّ هَذَا أَفْضَلُ مِنْهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/176)
فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي إيجَابِهِ عَلَى نَفْسِهِ جَعَلَ الشَّارِعُ الْأَفْضَلَ يَقُومُ مَقَامَ الْمَنْذُورِ وَإِلْغَاءُ تَعْيِينِهِ هُوَ بِالنَّذْرِ.
فَكَيْفَ يُوجِبُ الشَّارِعُ شَيْئًا وَلَا يَجْعَلُ أَفْضَلَ مِنْهُ يَقُومُ مَقَامَهُ وَالشَّارِعُ حَكِيمٌ لَا يُعَيِّنُ شَيْئًا قَطُّ وَغَيْرُهُ أَوْلَى بِالْفِعْلِ مِنْهُ.
وَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُصَلِّيَ إذَا سَهَا بِسُجُودِ السَّهْوِ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ.
ثُمَّ الْمَأْمُومُ إذَا سَهَا يَتَحَمَّلُ إمَامُهُ عَنْهُ سَهْوَهُ ; لِأَجْلِ مُتَابَعَتِهِ لَهُ مَعَ إمْكَانِهِ أَنْ يَسْجُدَ بَعْدَ سَلَامِهِ.
وَإِنْصَاتُهُ لِقِرَاءَتِهِ أَدْخَلُ فِي الْمُتَابَعَةِ فَإِنَّ الْإِمَامَ إنَّمَا يَجْهَرُ لِمَنْ يَسْتَمِعُ قِرَاءَتَهُ، فَإِذَا اشْتَغَلَ أَحَدٌ مِنْ الْمُصَلِّينَ بِالْقِرَاءَةِ لِنَفْسِهِ كَانَ كَالْمُخَاطِبِ لِمَنْ لَا يَسْتَمِعُ إلَيْهِ كَالْخَطِيبِ الَّذِي يَخْطُبُ النَّاسَ وَكُلُّهُمْ يَتَحَدَّثُونَ وَمَنْ فَعَلَ هَذَا فَهُوَ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ {كَحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}، فَإِنَّهُ لَمْ يَفْقَهْ مَعْنَى الْمُتَابَعَةِ، كَاَلَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ فَإِنَّهُ كَالْحِمَارِ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: {أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الْإِمَامِ أَنْ يُحَوَّلَ رَأْسُهُ رَأْسَ حِمَارٍ} فَإِنَّهُ مُتَّبِعٌ لِلْإِمَامِ فَكَيْفَ يُسَابِقُهُ وَلِهَذَا ضَرَبَ عُمَرُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَقَالَ: لَا وَحْدَك صَلَّيْت وَلَا بِإِمَامِك اقْتَدَيْت.
وَأُمِرَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ سَهْوًا أَنْ يَعُودَ فَيَتَخَلَّفَ بِقَدْرِ مَا سَبَقَ بِهِ الْإِمَامَ وَقَدْ نَصَّ أَحْمَد وَغَيْرُهُ عَلَى ذَلِكَ وَذَكَرَ هُوَ وَغَيْرُهُ الْآثَارَ فِي ذَلِكَ عَنْ الصَّحَابَةِ.
الدليل الثالث
قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {مَنْ صَلَّى صَلَاةً فَلَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ} وَفِي تَمَامِهِ فَقُلْت: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا وَرَاءَ الْإِمَامِ قَالَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِك يَا فَارِسِيُّ فَإِنِّي سَمِعْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: {قَالَ اللَّهُ: قَسَمْت الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ} الْحَدِيثَ إلَى آخِرِهِ.
الرد عليه
1 - وَهَذاِ الحديث بِمَنْزِلَةِ قَوْلِهِ {لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ} فَإِنَّ الْمُسْتَمِعَ الْمُنْصِتَ قَارِئٌ بَلْ أَفْضَلُ مِنْ الْقَارِئِ لِنَفْسِهِ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ {لَا صَلَاةَ إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا زَادَ} وَقَوْلُهُ: {أُمِرْنَا أَنْ نَقْرَأَ بِهَا وَمَا تَيَسَّرَ} فَإِنَّ الْمُسْتَمِعَ الْمُنْصِتَ لَيْسَ مَأْمُورًا بِقِرَاءَةِ الزِّيَادَةِ.
2 - لَوْ كَانَتْ قِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَا تُغْنِي عَنْ الْمَأْمُومِ شَيْئًا بَلْ كُلٌّ يَقْرَأُ لِنَفْسِهِ: لَمْ يَكُنْ فَرْقٌ بَيْنَ عَجْزِهِ عَنْ الْقِرَاءَةِ وَعَجْزِهِ عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْوَاجِبَاتِ ; وَلِأَنَّ الْإِمَامَ مَأْمُورٌ بِاسْتِمَاعِ مَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ وَلَيْسَتْ قِرَاءَةً وَاجِبَةً. فَكَيْفَ لَا يُؤْمَرُ بِالِاسْتِمَاعِ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ الْفَاتِحَةَ وَهِيَ الْفَرْضُ وَكَيْفَ يُؤْمَرُ بِاسْتِمَاعِ التَّطَوُّعِ دُونَ اسْتِمَاعِ الْفَرْضِ.
3 - إِذَا كَانَ الِاسْتِمَاعُ لِلْقِرَاءَةِ الزَّائِدَةِ عَلَى الْفَاتِحَةِ وَاجِبًا بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ فَالِاسْتِمَاعُ لِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ أَوْجَبُ.
وَأَمَّا قَوْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِك يَا فَارِسِيُّ فَإِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: {قَالَ اللَّهُ: قَسَمْت الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ} إلَى آخِرِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/177)
فَقَدْ يُقَالُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ إنَّمَا أَمَرَهُ بِالْقِرَاءَةِ ; لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْفَضِيلَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي حَدِيثِ الْقِسْمَةِ لَا لِقَوْلِهِ: {مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ} فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ صَلَاةُ الْمَأْمُومِ خِدَاجًا إذَا لَمْ يَقْرَأْ لَأَمَرَهُ بِذَلِكَ ; لِأَجْلِ ذَلِكَ الْحَدِيثِ. وَلَمْ يُعَلِّلْ الْأَمْرَ بِحَدِيثِ الْقِسْمَةِ. اللَّهُمَّ.
إلَّا أَنْ يُقَالَ: ذَكَرَهُ تَوْكِيدًا أَوْ لِأَنَّهُ لَمَّا قَسَمَ الْقِرَاءَةَ قَسَمَ الصَّلَاةَ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهَا فِي الصَّلَاةِ إذْ لَوْ خَلَتْ عَنْهَا لَمْ تَكُنْ الْقِسْمَةُ مَوْجُودَةً. وَعَلَى هَذَا يَبْقَى الْحَدِيثَانِ مَدْلُولُهُمَا وَاحِدٌ.
4 - وَقَوْلُهُ: اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِك. مُجْمَلٌ فَإِنْ أَرَادَ مَا أَرَادَ غَيْرُهُ مِنْ الْقِرَاءَةِ فِي حَالِ الْمُخَافَتَةِ أَوْ سُكُوتِ الْإِمَامِ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُخَالِفًا ; لِقَوْلِ أُولَئِكَ يُؤَيِّدُ هَذَا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ مِمَّنْ رَوَى قَوْلَهُ: {وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا} وَرَوَى قَوْلَهُ: {لَا صَلَاةَ إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ. وَمَا زَادَ} وَقَالَ: {تُجْزِئُ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَإِذَا زَادَ فَهُوَ خَيْرٌ} وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَذَا لَمْ يَتَنَاوَلْ الْمَأْمُومَ الْمُسْتَمِعَ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ فَإِنَّ هَذَا لَا تَكُونُ الزِّيَادَةُ عَلَى الْفَاتِحَةِ خَيْرًا لَهُ بَلْ الِاسْتِمَاعُ وَالْإِنْصَاتُ خَيْرًا لَهُ فَلَا يَجْزِمُ حِينَئِذٍ بِأَنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ يَقْرَأَ حَالَ اسْتِمَاعِهِ لِقِرَاءَةِ الْإِمَامِ بِلَفْظِ مُجْمَلٍ.
الدليل الرابع
احْتِجَاجُك بِقَوْلِ اللَّهِ: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} نَقُولُ: يَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ عِنْدَ السَّكَتَاتِ.
وَقَالَ ابْنُ خثيم: قُلْت لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: أَقْرَأُ خَلْفَ الْإِمَامِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَإِنْ سَمِعْت قِرَاءَتَهُ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَحْدَثُوا مَا لَمْ يَكُونُوا يَصْنَعُونَهُ، إنَّ السَّلَفَ كَانَ إذَا أَمَّ أَحَدُهُمْ النَّاسَ كَبَّرَ ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَظُنَّ أَنَّ مَنْ خَلْفَهُ قَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ثُمَّ قَرَأَ وَأَنْصَتَ.
الرد عليه
أَمَّا سَكْتَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُكَبِّرُ فَقَدْ بَيَّنَ أَبُو هُرَيْرَةَ فِي حَدِيثِهِ الْمُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِهِ أَنَّهُ كَانَ يَذْكُرُ فِيهَا دُعَاءَ الِاسْتِفْتَاحِ لَمْ يَكُنْ سُكُوتًا مَحْضًا ; لِأَجْلِ قِرَاءَةِ الْمَأْمُومِينَ.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ سَكَتَ سَكْتَةً.
وَكَانَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَيْمُونُ بْنُ مهران وَغَيْرُهُمْ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ يَرَوْنَ الْقِرَاءَةَ عِنْدَ سُكُوتِ الْإِمَامِ لِيَكُونَ مُقْتَدِيًا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: {لَا صَلَاةَ إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ} فَتَكُونُ قِرَاءَتُهُ فِي السَّكْتَةِ.
وقد تقدم ما رواه مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّهُ سَأَلَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَنْ الْقِرَاءَةِ مَعَ الْإِمَامِ فَقَالَ: لَا قِرَاءَةَ مَعَ الْإِمَامِ فِي شَيْءٍ.
قلت: - إسلام –
ويرد على أثر سعيد بن جبير أيضاً مع فرض صحته، أنه ليس فيه دليل أصلا، فإن هذا كله في حالة عدم جهر الإمام بالقراءة، وقوله (وإن سمعت قراءته) يعني جهر بها، كما كان يجهر عمر بدعاء الاستفتاح، وكما كان يجهر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالآية والآيتين أحيانا في صلاة السر، وهذا كله إن لم يصلح، فإن هذا الأثر لا يقوم بنفسه بالرد على كل ما تقدم. والله أعلم.
مسألة:
الْقِرَاءَةُ إذَا سَمِعَ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ هَلْ هِيَ مُحَرَّمَةٌ أَوْ مَكْرُوهَةٌ؟ وَهَلْ تَبْطُلُ الصَّلَاةُ إذَا قَرَأَ؟
عَلَى قَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْقِرَاءَةَ حِينَئِذٍ مُحَرَّمَةٌ وَإِذَا قَرَأَ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ وَهَذَا أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ اللَّذَيْنِ حَكَاهُمَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابْنُ حَامِدٍ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ.
وَالثَّانِي: أَنَّ الصَّلَاةَ لَا تَبْطُلُ بِذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ وَهُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ أَحْمَدَ.
وَنَظِيرُ هَذَا إذَا قَرَأَ حَالَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: هَلْ تَبْطُلُ الصَّلَاةُ؟ عَلَى وَجْهَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ ; لِأَنَّ {النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُقْرَأَ الْقُرْآنُ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا}.
تم بحمد الله وتوفيقه عند أذان المغرب يوم الثلاثاء
16/ 2/1425هـ الموافق 6/ 4/2004م
إسلام منصور عبد الحميد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/178)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 05 - 04, 06:39 م]ـ
هذه روبط قد تفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11531&highlight=%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E1%DD%C7%CA%CD%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7846&highlight=%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E1%DD%C7%CA%CD%C9
ـ[محب الخير]ــــــــ[30 - 05 - 04, 10:08 م]ـ
أحسن الله إليكم(32/179)
السؤال عن صحة حديث
ـ[جارة الحور]ــــــــ[30 - 05 - 04, 04:21 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأودُّ إفادتي عن هذا القول (علِّموا أولادكم العربية فإنَّها لسان الله يوم القيامة) فقد نسبه أحدهم إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقد ششكتُ فيه فقمتُ بالبحث عنه في المعجم المفهرس ولم أجد شيئاً. فهل تفيدوني أكثر وفَّقكم الله؟
أسأل الله لي ولكم خيري الدنيا والآخرة.
أختكم في الله
جارة الحور/جديدة العضوية(32/180)
كيف تستفيد من الملتقى ... ؟؟؟ (دعوة للمشاركة)
ـ[أبو داوود شريف بن أحمد]ــــــــ[30 - 05 - 04, 08:26 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما بعد:
مشايخنا الكرام .....
استفتح هذه المشاركة بعلامة من علامات الاخوة الايمانية ...
(إني احبكم في الله)
ومن باب التواصي بالحق، ومن باب شكر النعمة .....
كانت هذه المشاركة.
نعم
انه ملتقى اهل الحديث
كل يفرغ فيه ما يستطيعه حتى يعم الخير علي اخوانه
نقرأ فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
نقرأ فيه اقوال ائمة الهدى ومصابيح الدجى
نقرأ فيه اقوال الرواة وحملة النصوص ........ الخ
ولكن
كان لا بد لنا من وقفة ........
الا وهي كيف يستفيد كل واحد منا بهذا الموقع الرقراق الجميل .....
وكيف تستخدم انت يا اخي الملتقى ......
نريد سرد التجارب ونريد معرفة اوجه الاستفادة وطرقها.
واستفتح هذه التجارب بتجربتي مع هذا الملتقى المبارك ....
حقيقة انا في البداية قد فكرت كثيرا في كيفية الاستفادة من هذا الملتقى المبارك الي ان هداني الله لطريقة نفعتني كثيرا والحمد لله.
وهي انني قمت بعمل مجلد خاص علي جهازي وسميته باسم الملتقى
وادخل يوميا عليه لاشاهد المشاركات المميزة والنافعة واحفظها عندي
وقد جعلت يوم الجمعة لهذا الملتقى المبارك، حيث قمت بشراء دفتر وسميته باسم الملتقى ثم اعرض المشاركات واقرؤها ثم ادون في الدفتر ما هو نافع ومفيد .......
نسال الله جل جلاله ان ينفعنا بما علمنا
ابنكم الصغير:
شريف من القاهرة
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 05 - 04, 08:38 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم، وهذه مشاركة سابقة قد تفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10683&highlight=%C7%E1%C7%D3%CA%DD%C7%CF%C9+%E3%E4+%C7%E 1%E3%E1%CA%DE%EC(32/181)
البخاري وابن حبان ومناهج الإثنين .... شاركوا معنا بارك الله فيكم
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[30 - 05 - 04, 10:45 م]ـ
الأخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه دعوة للمشاركة في بيان الصلة الوثيقة بين الإمامين الكبيرين البخاري وابن حبان رحمهما الله تعالى.
وهذه القضية قد تبدو لبعض الناس لا قيمة لها أو يستهين بها البعض، رغم أنها في غاية الأهمية.
وتكمن أهمية المسألة إذا علمنا أن البخاي رحمه الله لم يسطر كتابًا أو مقدمةً يضع فيها منهجه في كتبه، سواء في الصحيح أو التواريخ أو غيرها من الكتب.
غير أن ابن حبان رحمه الله قد تبع البخاري رحمه الله حذو القذة بالقذة، وسار خلفه في كثيرٍ من الاختيارات، بغض الطرف عن تدقيق ابن حبان وتطبيقه لهذه القواعد، وكذا بغض النظر عن تلك القواعد التي تفرد بها ابن حبان رحمه الله في مسألة الرواة.
والدليل على ذلك: المقارنة بين كلام الإثنين في كثير من رواة الحديث، ثم المقارنة بينهما في بعض المناهج.
مثل قضية السماع وعناية ابن حبان رحمه الله بها في صحيحه أو الثقات أو المجروحين، وعبارته الشهيرة: ((إن كان سمع منه)) ونحو هذه العبارة المتداولة في كلامه على الرواة والأحاديث، ثم قوله في ترجمة نافع بن يزيد المصري من الثقات (9/ 209): ((ولست أحفظ له سماعًا عن تابعي، فلذلك أدخلناه في هذه الطبقة، فأما رؤيته للتابعين فليس بمنكر، ولكن اعتمادنا في هذا الكتاب في تقسيم هذه الطبقات الأربع على ما صح عندنا من لقي بعضهم بعضًا مع السماع، فأما عند وجود الإمكان وعدم العلم به فهو لا نقول به)).
وتكاد عباراته هذه تكون صريحة ومطابقة لبعض عبارات الإمام مسلم رحمه الله على المسألة في المقدمة (1/ 29): ((وجائز ممكن له لقاؤه والسماع منه)).
فكأنه يرد على مسلم رحمه الله تعالى، ثم هو يتبنى المذهب المنسوب للبخاري والمشهور عنه رحمه الله.
ولعل فهم ابن حبان رحمه الله وإشارته هذه هي بداية التفريق بين المذهبين للبخاري ومسلم في القضية.
ومهما يكن من أمرٍ، فالناظر في كلام ابن حبان على الرواة مقارنًا بكلام البخاري رحمه الله، وكذا الناظر في اختيارات ابن حبان الحديثية سوى ما خالف فيه الناس من مذاهب: يكاد يشم رائحة البخاري في كل شيئ.
وعندي على ذلك أمثلة وأمثلة لا تحصى.
وهذه دعوة لجميع الأخوة للمشاركة في هذا.
وفائدته: فهم الصلة التي بين الإمامين، ومن ثم فهم بعض خبايا منهج كل منهما من خلال كلام وتفسيرات الآخر.
والله ولي التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(32/182)
عبارة قال عنها الشيخ الالباني رحمه الله: تمنيت ان تكون حديثا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 - 05 - 04, 12:26 ص]ـ
حدثني عمي قال حدثني الشيخ محمد عيد عباسي (ابز طلبة الشيخ الالباني رحمه الله) قال: قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى في مقولة:" ازهد الناس بالعالم اهله وجيرانه " قال: تمنيت ان تكون حديثا.
قلت: هذه المقولة تنسب الى الحسن البصري رحمه الله (قاله الشيخ صالح آل الشيخ).
وهذا الامر ملاحظ، حتى قال لي احد المشايخ ممن هواتفهم لاتصمت عن الاستفتاءات قال: قالت لي زوجتي في احد الايام: بالله عليك اتصل لي على شيخ فاسأله عن كذا وكذا!!.
وكذا جيران المشايخ والعلماء تجدهم فعلا من ازهد الناس بجارهم العالم.
فالله المستعان.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:37 م]ـ
بارك الله فيك
احتاج لتوضيح هنا
هل معنى كلام الشيخ رحمه الله ان هذا الكلام فيه من الحكمة ما قد فات على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ان يقوله؟!؟!
لأنني اتذكر كلاما مشابها وهو (لو كان ابو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في بني إسرائيل لكانوا انبياء) وقد رد أحد طلبة العلم على هذا الكلام بأنه تألي على الله سبحانه الذي أصطفي الأنبياء ... فكان قائل هذه العبارة أراد ان يمدح فطعن بالذات العليه تعالى الله
والله اعلم
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:06 ص]ـ
يا عدو المشركين
عبارة الشيخ رحمه الله لا يفهم منها ما فهمته أنت فيما أظن
إذ كم من الحكم والأمثال قالتها العرب قبل الرسول صلىالله عليه وسلم وبعده وهي صحيحة في مجملها ولا يقال فيها ما ذكرت,,,
وكلام الشيخ عليه رحمة الله ليس بجديد ألا يقال: زمارة الحي لا تطرب
هذا الذي أفهمه والعلم عند الله ..
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:26 ص]ـ
من حفظ الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله وسرعة إستحضاره للأدلة:
((نقل أحدهم مقولة عن بعض أهل العلم مفادها،
" لو لم نُخبر بختام النبوة، لقلنا: أن ابن تيمية نبي " فعُرضت العبارة على بعض أهل العلم فبالغ في إنكارها وعرضتها بنفسي على سماحته
رحمه الله تعالى فتبسم ضاحكاً وقال - ما معناه -: نعم لذلك أصل ثم ذكر حديث "لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب".))
انتهى من كلام الشيخ عبدالعزيز السدحان -حفظه الله- في كتابه
(الإمام ابن باز) ص 29
قرأه وحث على نشره الشيخ صالح الفوزان وقدّم له فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبّاد حفظهما الله تعالى.
بالنسبة ل (تمنيت أن تكون حديثا) فالله أعلم
لكن أنقل لكم ما قد يكون له صلة بالموضوع، لما قُرئ على الشيخ
رحمه الله حديث النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب العلم في صحيح
البخاري (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده) علّق سماحته
رحمه الله بقوله: لله الحكمة لو أراد الله تمّ وقد
بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة عليه الصلاة والسلام وانتهى الأمر وكان فيما
أشار به عمر وتمّ عليه الأمر رحمة من الله جل وعلا وحكمة عظيمة فقد
استقرت الأمور وتمّ كل شئ. .انتهى تعليقه رحمه الله
فتوالت الأسئلة حول هذا الموضوع ومن الأسئلة:
السائل: بعض الناس يقول يا ليت النبي صلى الله عليه وسلم كتب هذا الكتاب
الشيخ رحمه الله: الحمد لله على الواقع، هذا الذي قاله تأسيا بابن عبّاس.
انتهى من نهاية الوجه الأول من الشريط الثاني من كتاب العلم
وقد اقتصرت فيه على موضع الشاهد من الأسئلة حول هذا الحديث ومن الأسئلة عن ما ذكر من أنه كتب كتابا لأبي بكر بالخلافةوالرواية الواردة في ذلك، فلعل من أراد أن يرجع إلى ذلك من نفس الموطن الذي عزوت إليه
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:48 ص]ـ
لعل الشيخ الألباني رحمه الله يقصد عدم وجود حديث صحيح لأنه قد جاء هذا الكلام في حديث مرفوع ولكنه لايصح
فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي ج 1 ص 616:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/183)
- (أزهد الناس) بفتح الهمزة وسكون الزاي وفتح الهاء: أي أكثر الناس زهدا (في العالم) بعلم طريق الآخرة أو بالعلوم الشرعية أو العقلية (أهله وجيرانه) زاد في رواية حق يفارقهم وذلك سنة الله في الماضين وعادته في النبيين، والعلماء ورثتهم، ومن ثم قال بعض العارفين: كل مقدور عليه مزهود فيه، وكل ممنوع منه مرغوب فيه. قال الماوردي: فإذا قرب منك العالم فلا تطلب ما بعد وربما انبعثت نفس الإنسان إلى من بعد عنه استهانة بمن قرب منه وطلب ما صعب احتقارا لما سهل عليه وانتقل إلى من لم يخبره مللا من خبره فلا يدرك مطلوبا ولا يظفر بطائل.
وأنشد بعضهم يقول:
لا ترى عالما يحل بقوم * فيحلوه غير دار هوان
هذه مكة المنيفة بيت الل * - ه يسعى لحجها الثقلان
وترى ازهد البرية في الح * - ج لها أهلها لقرب مكان
وروى البيهقي في المدخل أن كعبا قال لأبي مسلم الخولاني: كيف تجد قومك لك؟ قال مكرمين مطيعين، قال ما صدقتني التوراة. إذ فيها ما كان رجل حكيم في قوم قط إلا بغوا عليه وحسدوه وقال المصنف رأيت في كراسة لأبي حيان: أوحى الله في الإنجيل إلى عيسى: لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده
(حل) عن محمد بن المظفر عن أحمد بن عمير عن حبشي عن عمرو بن الربيع عن أبيه عن إسماعيل بن اليسع عن محمد بن سوقة عن عبد الواحد الدمشقي (عن أبي الدرداء) قال عبد الواحد: رأيت أبا الدرداء قيل له ما بال الناس يرغبون فيما عندك من العلم وأهل بيتك جلوس؟ فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - فذكره - ومحمد بن المظفر أورده في الميزان وقال ثقة حجة، إلا أن الباجي قال كان يتشيع، قال في اللسان كان يشير إلى الجزء الذي جمعه ابن المظفر في فضائل العباس فكان ما به ذا وعبد الواحد ضعفه الأزدي
(عد) عن موسى بن عيسى الخوارزمي عن عباد بن محمد بن صهيب عن يزيد بن النضر المجاشعي عن المنذر بن زياد عن محمد بن المنذر (عن جابر) بن عبد الله قال ابن الجوزي موضوع والمنذر كذاب ومن كلامهم زامر الحي لا يطرب، وذكر كعب أن هذا في التوراة وقال سليمان الأحول لقيت عكرمة ومعه ابنه. فقلت أيحفظ هذا من حديثك شيئا؟ قال أزهد الناس في العالم أهله. وقال العارف المرسي: ابتلى الله هذه الطائفة بالخلق ليرفع مقدارهم ويكمل أنوارهم ويحقق لهم الميراث ليؤذوا كما أوذي من قبلهم فصبروا كما صبر من قبلهم، ولو كان إطباق الخلق على تصديق العالم هو الكمال لكان الأحق بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل صدقه قوم هداهم الله بفضله وكذبه آخرون فحجبهم الله بعدله، فانقسم العباد في هذه الطائفة إلى معتقد ومنتقد ومصدق ومكذب، وإنما يصدق بعلومهم من أراد الحق إلحاقه بهم، وقليل ما هم، لغلبة الجهل واستيلاء الغفلة وكراهة الخلق أن يكون لأحد عليهم شفوف منزلة واختصار عنه، والعامة إذا رأوا إنسانا ينسب إلى علم أو عرفان جاؤوا من القفار وأقبلوا عليه بالتعظيم والتكريم وكلوا من واحد بين أظهرهم لا يلقون إليه بالا وهو الذي يحمل أثقالهم ويدافع الأغيار عنهم، فما هو إلا كحمار الوحش يدجل به البلد فيطيف الناس به معجبين لتخطيط جلده وحمرهم بين أظهرهم تحمل أثقالهم لا يلتفتون إليها أولئك قوم لاخلاق لهم.
وفي كشف الخفاء للعجلوني ج 1 ص 118:
- (أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه) رواه أبو نعيم عن أبي الدرداء وابن عدي عن جابر، ورواه الشعراني في كتابه العقود بلفظ وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أزهد الناس في العالم بنوه ثم قرابته ثم جيرانه يقولون: هو عندنا متى شئنا يناولنا علمه. وإنما مثل العالم كمثل عين يأتيها الناس فيأخذون من مائها فبينماهم كذلك إذ غارت فذهبت فندموا.
وفي أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر (2/ 393)
1720 - وحديث أزهد الناس في عالم أهله تفرد بهما المنذر بن زياد عنه
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[01 - 06 - 04, 03:25 ص]ـ
يمكن توجيه تمني الشيخ الألباني أن لو كانت هذه العبارة حديثا بأنه كتمني النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قصة موسى والخضر عليهما السلام أن لو صبر موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى يقص الله علينا من خبرهما، جاء ذلك في حديث ابن عباس عند البخاري، وفي آخره قال: {هذا فراق بيني وبينك - إلى قوله - ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا}. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما).
فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تمنى أن لو زاد الله تعالى في القرآن آيات، مع تسليمه بحكمة الله تعالى، وأن الله تعالى أنزل علينا ما علم بحكمته أن فيه هدايتنا وكفايتنا.
وعليه فلا مانع من تمني أن لو زاد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في سنته أحاديث مع تسليمنا بحكمة الله تعالى وحسن توفيقه لرسوله، وأن الله تعالى قدّر أن يتكلم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بما علم بحكمته أن فيه هدايتنا وكفايتنا.
وأيضًا، فكما أنه في آيات الله الكونية لا مانع من تمني أن الذي حصل لم يحصل، كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي .. الحديث) وأحكام التمني وباب ما جاء في الـ (لو) معلوم، فكذا لا مانع من تمني أن لو زاد الله تعالى في الآيات الشرعية، بشرط التسليم التام بأن ما فعله الله وقضاه هو الحكمة، وأن الإنسان إنما يتمنى ما يتمنى لقصور عقله عن إدراك وجه الحكمة فيما قضاه الله، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/184)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 04:35 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا على هذه الفوائد و الدرر
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 02 - 05, 08:51 م]ـ
قال أحد الإخوة تعليقا على هذه العبارة - بعد أن كتبتُها -:
وقد يقال أزهد الناس في مشايخ هذا الملتقى المبارك = أهل هذا الملتقى.
فالجميع يريد أن يشارك برأيه وقوله استقلالا، ولايصدر عن العلماء وأقوالهم المبنية على الكتاب والسنة وأقوال السلف، حتى رأينا بعض صغار المشاركين يردون على كبار العلماء، وكبار طلبة العلم ردا انتقائيا بعيدا عن المنهجية العلمية والأدب الواجب، مع أن الأولى الإستفادة من مشايخ هذا الملتقى وطلابه، فيستفاد من علمهم أولا ثم يستفاد من أدبهم ثانيا.أ. هـ
قلت له:
لاتحجر واسعا، وفي نفسي أقول: الله المستعان.
ـ[أبو علي]ــــــــ[01 - 02 - 05, 11:51 م]ـ
والله ما حجَّر واسعًا؛ لكن كما قلت أخي (الله المستعان)
ـ[سليمان المرزوقي]ــــــــ[03 - 02 - 05, 12:26 ص]ـ
المشاركة الأصلية للشيخ المسيطير:
قال أحد الإخوة تعليقا على هذه العبارة - بعد أن كتبتُها -:
وقد يقال أزهد الناس في مشايخ هذا الملتقى المبارك = أهل هذا الملتقى.
فالجميع يريد أن يشارك برأيه وقوله استقلالا، ولايصدر عن العلماء وأقوالهم المبنية على الكتاب والسنة وأقوال السلف، حتى رأينا بعض صغار المشاركين يردون على كبار العلماء، وكبار طلبة العلم ردا انتقائيا بعيدا عن المنهجية العلمية والأدب الواجب، مع أن الأولى الإستفادة من مشايخ هذا الملتقى وطلابه، فيستفاد من علمهم أولا ثم يستفاد من أدبهم ثانيا.أ. هـ
غفر الله لنا ولك
من حقنا نحن الصغار أن تستدركوا علينا ـ تعليما وتأديبا وتربية ـ وإلا فعلام يقبل الملتقى التسجيل والمشاركة
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 04 - 07, 12:56 ص]ـ
وقد قيل في ذلك أيضا /
- العالم كالكعبة يأتيها البعداء، ويزهد فيها القرباء.
- وقيل:
هذه مكة المنيعة بيت الله ... يسعى لحجها الثقلان
وترى أزهد البرية في الحج ... لها أهلها لقرب المكان
قد يكون في البيتين كسرا .... لكن الإخوة تجبره:).
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 01:29 ص]ـ
ركبت يوما سيارة أجرة
ودار حديث بيني وبين السائق
فقلت له:
أين تسكن
فقال لي: اسكن في نادي السباق
قلت له: ما شاء الله
يعني أنت جار للشيخ الألباني
قال لي
ومن الألباني
قلت له الناس في مشارق الأرض ومغاربها يعرفون من الألباني وأنت جاره تجهله
لا تعليق ....
ـ[محمد بن عبد الرحمن]ــــــــ[19 - 08 - 07, 02:50 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وقيل:
هذه مكة المنيعة بيت الله ... يسعى لحجها الثقلان
وترى أزهد البرية في الحج ... لها أهلها لقرب المكان
قد يكون في البيتين كسرا .... لكن الإخوة تجبره:).
لا يوجد كسر فيهما إلا أن الشطر الأول في البيت الأول ينتهي عند اللام الأولى ويبدأ الشطر الثاني من اللام الثانية
وأما البيت الثاني فينتهي الشطر الأول منه عند الجيم الأولى ويبدأ الشطر الثاني من الجيم الثانية (الجيم مشددة فهي حرفان)
والبيتان من بحر الخفيف
والله أعلم
ـ[أبو عامر القصيمي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:37 م]ـ
هذا الاثر رواه ابو خيثمة في كتاب العلم عن هشام بن عروة قال (كان يقال ازهد الناس في عالم اهله) وسند صحيح
ـ[أبو عامر القصيمي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:38 م]ـ
هذا الاثر رواه ابو خيثمة في كتاب العلم عن هشام بن عروة قال (كان يقال ازهد الناس في عالم اهله) وسند صحيح
ـ[أبو عامر القصيمي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:43 م]ـ
هذا الاثر رواه ابو خيثمة في كتاب العلم عن هشام بن عروة قال (كان يقال ازهد الناس في عالم اهله) وسند صحيح
ـ[أبوحسن المصرى]ــــــــ[19 - 08 - 07, 10:57 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 05 - 08, 10:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
أنقل لكم تخريج الشيخ سليم الهلالي للأثر نقلتُه من أحد الإخوة:
قال - المنقول عنه - وفقه الله:
جاء في تخريج هذا الأثر: (كان أزهد الناس في العالِم أهلهُ وجيرانهُ) الذي ذكره العلامة ابن القيم في كتابه (مفتاح دار السعادة) الذي أختصره وحققه الشيخ سليم الهلالي-حفظه المولى-، وهذا هو تخريجه لهذا الأثر قال:
(كان أزهد الناس في العالِم أهلهُ وجيرانهُ):
أصله موقوف على عروة بن الزبير - رحمه الله - بإسناد صحيح.
أخرجه أبو خيثمة في (العلم) (91): ثنا عبدالله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه؛ قال: (كان يقال: أزهد الناس في عالم أهله).
قال شيخنا - أي الألباني - رحمه الله -: (هذا هو أصل الحديث، موقوف غير مرفوع، وذكر بعضهم عن كعب الأحبار أن هذا في التوراة).
قلت: ما ورد عن كعب الأحبار أخرجه البيهقي في (المدخل) (701):
أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق أنبا أبو الحسن الطرائقي ثنا عثمان بن سعيد ثنا زكريا بن نافع الرملي ثنا السري بن يحيى عن عبيد الله بن العيزار عن كعب؛ قال: (إني لأجد في كتاب الله المنزل أن أزهد الناس في العالم جيرانه).
وأخرجه أيضاً (702) من حديث عكرمة.
وقال: (703): (وروي ذلك أيضاً عن الحسن البصري، وروي من وجه آخر مرفوعاً).
قلت: المرفوع أخرجه ابن الجوزي في (الموضوعات) (1\ 237 - 238)، وابن عدي في (الكامل) (6\ 2866) من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أزهد الناس في العالم؟، قيل: يارسول الله أهل بيته. قال: (لا؛ جيرانه).
ثم قال ابن الجوزي: (هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يروى عن بعض العلماء، والمتهم به المنذر؛ قال الفلاس: كان كذاباً. وقال الدارقطني: متروك).
قال السيوطي في (اللآليء المصنوعة) (1\ 212): (له طريق أخرى رواه أبو نعيم من حديث أبي الدرداء، وقال الديلمي: وفي الباب عن أسامة بن زيد وأبي هريرة).
وقال ابن عراق في (تنزيه الشريعة) (1\ 264): (حديث أبي الدرداء في سنده عبد الواحد الدمشقي؛ قال الذهبي: لا يدري من ذا، ولا حدث عنه غير محمد بن سوقة، وبقية رجاله محتج بهم، والله أعلم)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/185)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[22 - 05 - 08, 01:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الدرر، وقد سمعت كلاما لأحد العلماء الأفاضل نصه: " العالم ضائع بين أهله " وأظنه بنفس المعنى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 10 - 10, 10:23 م]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير حفظه الله:
" هناك كلام لأهل العلم، وله نصيب من الواقع، قالوا: أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه، وهذا مشاهد تجد العالم الكبير أولاده إن كان فيهم خير وفيهم حرص وفيهم طلب علم يحضرون دروس مشايخ آخرين، وهذا لا شك أنه خير؛ لكن تجدهم زاهدين في آبائهم، فأزهد الناس في العالم أهله وجيرانه، ولعل السبب في ذلك أن الهيبة والتعظيم والقدر في النفوس إنما يكون مع تمام الحشمة، فالعالم من بعيد تجده محتشم، يعني في الغالب عليه السمت، وعليه اللباس الكامل، وقد يكون عليه البشت، والأب تراه على هيئات فيها شيء من ترك الحشمة، أحياناً ما يكون عليه ثوب وهو بين أولاده وزوجته، فمثل هذه الحالة لا شك أن هيبته تقل في نفوسهم، أيضاً كثرة الإمساس وجوده بينهم في كل وقت وفي كل حين، ويشاهدون تصرفاته وأن تصرفاته تصرفات بشرية، لا شك أن التصرفات بشرية يعتريها ما يعتريها من النقص، فإذا اطلع عليها الأهل والأولاد - يعني - نزلت قيمته عندهم فبحثوا عن غيره، بينما غيره من أهل العلم باستمرار على الحشمة، ما يرونه على خلاف هذا، فتجدهم يتعلقون به أكثر من تعلقهم بأبيهم أو أخيهم من أهل العلم ".
هنا ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1370288&postcount=1)
ـ[أبوالحسن المقدسي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 07:32 ص]ـ
جزاكم الله كل خير وبارك الله فيكم جميعا(32/186)
ما معنى قول ابن حجر: صحيح غريب!!!!
ـ[محمد العبدالهادي]ــــــــ[31 - 05 - 04, 12:52 ص]ـ
جاء في كتاب موافقة الخُبر الخَبر ما نصه:" ..... حدثني خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول صلى الله عليه وسلم الرمضاء فما أشكانا وقال إذا زالت الشمس فصلوا، [قال ابن حجر]: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه عن أبي الحسن المقرئ عن الفاكهي. (1/ 41)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[31 - 05 - 04, 11:38 ص]ـ
حسب شروحات الحافظ، فإن قوله صحيح غريب من هذا الوجه، أي إسناده متصل يرويه العدول الضابطين من أول السند إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، أما قوله غريب من هذا الوجه أي انفرد الراوي هنا بهذا الطريق المذكور وهي غرابة نسبية.
والله أعلم(32/187)
هل هذا الحديث صحيح؟
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت هذا الحديث في الساحات واريد ان أسأل عن صحته
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع فتن تكون بعدي الأولي: يسفك الدماء , والثانية: يستحل فيها الدماء والأموال , والثالثة: يستحل فيها الدماء والأموال والفروج , والربعة: صماء عمياء مطبقة تمور مور الموج في البحر حتى لا يجد أحد من الناس ملجأ تطوف بالشام و تغشى العراق و تخبط الجزيرة بيدها و رجلها تعرك الأمة فيها بالبلاء عرك الأديم ثم لا يستطيع أحد من الناس أن يقول مه .......... مه لا يدفعونها من ناحية إلا أنفقت من ناحية أخرى.
رواه نعيم بن حماد
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:11 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نعم رواه نعيم بن حماد في الفتن كما في هذا الرابط:
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=245747
والحديث فيه انقطاع بين يحيى بن أبي عمرو وأبي هريرة
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:36 ص]ـ
الله يعافيك ويجزاك خير
لكن ماهي درجة صحته وماهي اقوال اهل العلم فيه ومن من علماء الامة قد قام بشرحه؟
وشكر الله لك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:01 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
وحول نعيم بن حماد وكتابه الفتن ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2576(32/188)
زيادة (ولارادلماقضيت) في ذكر مابعد السلام
ـ[الحميدي]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:49 ص]ـ
عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة، عنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول خلف الصلاة: ( ... اللهم لامانع لما أعطيت ولامعطي لمامنعت ولاينفع ذا الجد منك الجد) متفقٌ عليه.
زاد عبد الملك بن عمير كما عند عبدالرزاق (19638)، وعبد بن حميد (391)، والطبراني في الدعاء (686): (ولاراد لما قضيت) بعد قوله: لمامنعت ..
وصحح إسنادها الحافظ في الفتح (11/ 521) ونقل عن شيخه أبي الفضل كمافي نتائج الأفكار (2/ 258) قوله: حديثٌ صحيح رجاله ثقات ..
وهذا التصحيح جرياً على عادة مَن يقبل زيادة الثقة مطلقاً مالم يخالف، على أن عبد الملك هذا قال عنه الحافظ في التقريب: صدوقٌ تغير حفظه.
والسؤال الذي أرجو الإجابة عليه: مالتحقيق في هذه الزيادة؟
هل هي من عبدالملك بن عمير، على أنه رواه كما في بعض أسانيد الصحيحين على الجادة بدون الزيادة، فتحمل على أنه حدث بالحديث أولاً بدونها ثم زادها آخراً بعدما تغير حفظه؟ أم هي ممن دونه؟ أم يقال بأنها زيادة من النساخ؟ وهذا مع احتماله فيه بُعد.
ـ[آل حسين]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:07 م]ـ
السلام عليكم
هذه الزيادة سبق وقرأت إسنادها على شيخنا إمام أهل السنة ابن باز رحمه الله تعالى وصحح إسنادها وأشار إلى أنها زيادة مقبولة والله أعلم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[31 - 05 - 04, 07:18 م]ـ
هذه الجملة (و لا راد لما قضيت) لا تثبت في الحديث كما بينته بتوسع في تعليقي على كتاب رسوم التحديث للجعبري ص 199 - 200
و الجملة المذكورة ليست من باب زيادات الثقات في شيء، فقد أبدلت بالجملة الصحيحة التي رواها الثقات عن وراد بل و عن عبد الملك بن عمير أيضا و هي (و لا معطي لما منعت).
كما أنه اختلف على مسعر و معمر فيها، و ما وافقا فيه الجماعة فهو الصواب، و في التعليق المشار إليه تفصيل كل هذا و الله الموفق.(32/189)
اسال: من هو الشيخ عبدالله الغنيمان؟
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:02 ص]ـ
من هو الشيخ عبدالله الغنيمان؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[31 - 05 - 04, 03:01 ص]ـ
الشيخ عبدالله الغنيمان غني عن التعريف غفر الله لك لكن لايمنع ان اقول لك مااعرفه عن الشيخ حفظه الله مدرس العقيدة على حد علمي في الجامعة الاسلامية وقد تقاعد الآن وهو امام في العقيدة وقد اختصر منهاج السنة لشيخ الاسلام.
والشيخ ليست الدنيا له على بال بل مضرب مثل حفظه الله بالزهد والتواضع.
وهو ممن عرفوا بالغيرة على الدين على منهج السلف الصالح نحسبه كذلك والله حسبنا واياه وليس امثالنا من يقيم هذا العالم الزاهد.
لكن هذا للمشاركة عل الله ان ينفع بها.
ـ[نياف]ــــــــ[31 - 05 - 04, 03:07 ص]ـ
أخي في الله ابو محمد
قصدك الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله
هو أحد العلماء في هذا الزمان الذين نحسبهم والله حسيبهم
وهو إمام عالم زاهد قل من رأيت مثله في هذا الوقت
وهو من أقوى العلماء في العقيدة على حسب علمي
يسكن في مدينة بريدة ولقد كان يدرس في الجامعة الإسلامية في
المدينة النبوية وله شروح مكتوبة وصوتية كالشرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري وغيره من الكتب والشروح.
ولعل الإخوان الذي يعرفونه أكثر مني يفيدونك.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 05 - 04, 03:20 ص]ـ
http://saaid.net/Warathah/1/Abdullah.htm
ـ[ابوايمن]ــــــــ[31 - 05 - 04, 01:12 م]ـ
الاسم: عبدالله الغنيمان
الدولة: السعودية
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته:
اسمه: عبد الله بن محمد الغنيمان.
والشيخ معروف بين أهل العلم، مشهود له بدقة الفهم، ولاسيما في باب اعتقاد أهل السنة والجماعة ومنهجهم، فهو أستاذ في العقيدة.
فله المعرفة التامة بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وطريقته، مع الإحاطة الواسعة بمذهب السلف وكلام الإمام أحمد خاصة وأصحابه، أما مؤلفات شيوخ الدعوة السلفية النجدية فهو فيها لخبير؛وبما كانوا عليه من العلوم بصير، مع معرفة مذاهب المخالفين والرد عليهم بالنصوص النقلية والأدلة العقلية.
وقد درس في المسجد النبوي، وكان درسه مقصوداً من خواص طلبة العلم شرح فيه كتاب التوحيد؛ وهو موجود في أكثر من 100شريط، ودرس العقيدة الواسطية وسنن أبو داود والوابل الصيب وثلاثة الأصول وغيرها من كتب أهل العلم.
وله مؤلفات عديدة، منها:
1 - شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري.
2 - مختصر منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية.
3 - ثبات العقيدة الإسلامية أمام التحديات المعاصرة.
4 - المنهج الصحيح. وقد بدأ الشيخ في شرحه العام الماضي وأكمله هذا العام في الدورة العلمية بجامع الراجحي ببريدة.
5 - تحقيق وتعليق على كتاب الصفات للإمام الدارقطني.
6 - ذم الفرقة والإختلاف في الكتاب والسنة .. ودون الشيخ على الغلاف هذه العبارة"إلى من أراد عدوهم ضرب بعضهم ببعض .. إلى الجماعات الإسلامية".
7 - الهوى وأثره في العلم.
8 - لا يصلح هذه الأمة إلا ما أصلح أولها (رسالة).
9 - الإيمان حقيقته وزيادته.
10 - دليل القارئ (مجلد).
11 - الطرق التي يعلم بها صدق الخبر من كذبه.
ومؤلفات وتحقيقات أخرى، كلها نافعة، بل من أنفع الكتب وأهمها لطلبة العلم.
ثم لما تقاعد الشيخ عاد إلى موطنه الأصلي، وجلس متفرغاً للتدريس في المساجد والتأليف وإفادة الطلبة، والإجابة على المشكلات بأسلوب سهل وعبارة دقيقة قلما تجد مثلها في أهل العلم، كأنما عباراته، في أجوبته ومؤلفاته منحوتة من كتب المتقدمين ليست من جنس كلام أهل هذا العصر.
ولقد قال أحد طلابه وهو طالب علم في الكويت الشيخ حامد العلي ومشروعه في التحصيل: وأخذنا على الشيخ العلامة المحقق الورع ناصر العقيدة السلفية عبدالله الغنيمان حفظه الله، وهو متقاعد الآن من التدريس في الجامعة ويدرس في مسجده في بريدة، حضرنا عنده شرح كتاب الإيمان لابن تيمية عام 1412هـ،وأذكر أنني كنت إذ ذاك صغيراً، فكنت أتعجب من سعة علمه واستحضاره لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية، ودقته في نسبة العقيدة السلفية وتحريرها، وأتمنى لو صرت مثله
وحضرنا أيضاً درسه في كتاب التوحيد في المسجد النبوي، وكنا نرجع إليه في كل شيْ يشكل علينا في أمور العقيدة فنجد عنده الجواب الكافي ما لانجد مثله عند غيره، وربما أشكلت المسألة على كثير من الشيوخ، فإذا سألناه جاء بالجواب القاطع لكل شبهة.
ولقد شارك في كثير من الدورات العلمية في الرياض والقصيم والجنوب وغيرها.
منها على سبيل المثال ولمدة أربع دورات يشرح فيها كتاب التوحيد في مسجد علي بن المديني بالرياض، ولدورتين متتاليتين يشرح كتابه المنهج الصحيح في جامع الراجحي ببريدة.
له العديد من الدروس وآخرها درسه الذي بدأه قبل عام في جامع الراجحي ببريدة في شرح تفسير الجلالين.
من أشرطته التي نشرت وهي قليلة التالي:
أهمية التوبة ..... في تسجيلات المجتمع ببريدة.
أما السلاسل والموجودة في تسجيلات المسلم (البخاري سابقاً) ببريدة، فمنها:
- شريط شرح الفتوى الحموية 14 شريط.
- تفسير سورة الفاتحة 1 شريط.
- الوابل الصيب 19 شريط.
- الأصول الثلاثة 5 أشرطة.
- رياض الصالحين 6 أشرطة.
- ادب طلب العلم الغنيمان - السدحان (شريط واحد).
- شرح كتاب التوحيد ثلاث مجموعات -ولم ينتهي الشيخ بعد- موجودة في تسجيلات العصر والراية بالرياض.
أما دروسه في الحرم النبوي فهي كالتالي:
- شرح كتاب "فتح المجيد" ... وعددها 107شريط.
- شرح كتاب "سنن أبي داود ... وعددها 55 شريط كاملة.
أما التي لم تكتمل فهي:
- شرح كتاب "ثلاثة الأصول" ... وعددها 5 أشرطة.
- شرح كتاب"العقيدة الواسطية" ... وعددها 23شريط.
- شرح كتاب"الوابل الصيب" ... وعددها 19 شريط.
- شرح كتاب"الصلاة لابن القيم" ... وعددها 11 شريط.
- شرح كتاب "رياض الصالحين" .. وعددها 6 شريط.
وكذلك من تلاميذه أحد أبناء الشيخ وهو طالب علم جيد، وهو الشيخ الدكتور أحمد الغنيمان المدرس بالجامعة الإسلامية، المشهود لهم بالقوة العلمية، والتضلع بالعقيدة، والتقى والورع، وعفة اللسان، وسلامة المنهج، وهو شيخ سلفي نفع الله به.
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/190)
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:38 م]ـ
و الشيخ حفظه الله كغيره من العلماء الصادقين ..
ما سلم ممن شُغِلَ بتصنيف العلماء و الدعاة و تتبع أخطائهم و لو كان هذا العالم في منزلة شيخ مشايخه!! ..
مما كَتَبَ الشيخ
مختصر منهاج السنة ( http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=932) .
الهوى و أثره في الخلاف ( http://saaid.net/book/open.php?cat=82&book=125) .
من دروس و محاضرات الشيخ:
شرح فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=128) ( كاملاً .. في 100 شريط).
شرح العقيدة الواسطية ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=214) ( في 31 شريط).
محاضرة بعنوان "العلم" ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=21973) .
ـ[ابوايمن]ــــــــ[31 - 05 - 04, 03:19 م]ـ
أولئك لااعتبار لكلامهم. وإنما العبرة في كلام الله سبحانه وتعالى
قال الله تعالى:
"إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (160) "
سورة الأنعام
ـ[حسون الحسون]ــــــــ[31 - 05 - 04, 06:14 م]ـ
أضحك الله سنك يا ابن عقيل
مصّعت (تسبدي من الضحك)
حفظ الله لنا الشيخ أينما كان
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[31 - 05 - 04, 06:21 م]ـ
كما أن للشيخ جزءٌ في العقيدة .. أظنه مما صدر حديثاً .. اسمه "المنهج الصحيح" ..
و اتبع فيه طريقة المتقدمين من سرد الآيات و الأحاديث و تبويبها على أبواب العقيدة ..
كما أن له جزءٌ في الإيمان .. اطلعت عليه منذ زمن و هو بعيدٌ عن متناول اليد الآن و لا أتذكر عنوانه بالضبط ..
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:45 ص]ـ
رفع الله قدركم احبتي
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:52 م]ـ
هل يوجد كتاب الشيخ (شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري) على الشبكة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:02 م]ـ
أخي عصام البشير ..
يوجد الجزء الأول منه في موقع الشيخ علوي السقاف ...
و لكن التحميل متوقف عندهم الآن ..
ـ[ابوايمن]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:19 م]ـ
______________________________________
هل يوجد كتاب الشيخ (شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري) على الشبكة؟
جزاكم الله خيرا.
___________________________________________
هو ذا ياأخي
أروع ما قرأت في العقيدة - الأسماء والصفات-
ـ[ابو خالد الطيب]ــــــــ[23 - 04 - 10, 08:36 ص]ـ
من فضلكم أريد شرح الشيخ على الواسطية مكتوبا(32/191)
اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه/ هل يصح
ـ[البدر المنير]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:02 ص]ـ
؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 05 - 04, 02:11 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5032&highlight=%C7%E1%E1%D8%DD+%DD%ED%E5(32/192)
هل عليه سهو؟؟ أريد إجابة ...
ـ[الدحداح]ــــــــ[31 - 05 - 04, 07:15 ص]ـ
أحد أئمة المساجد، سها فجعل دعاء القنوت في التراويح في الركعة الثانية من الشفع، ظنًّا منه أنها ركعة الوتر.
فاختلف الناس، فمنهم من رأى أن عليه سجود سهو؛ لأن كل زيادة أو نقص في الصلاة في غير مكانها فإنه يشرع له السجود.
آخرون قالوا: إن قنوت النوازل يمكن أن يكون في الركعة الأخيرة من كل صلاة ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، فهذا الدعاء صادف محله، كما أن من أتى بذكر مشروع في غير محله سهواً فلا يجب عليه سجود السهو أشبه العمل اليسير كمن قال " سبحان ربي العظيم " بعد الفاتحة، وفي الصحيح: أن رجلاً زاد في الدعاء بعد الرفع من الركوع، فقال رسول الله ((رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها ... )) الحديث. فلم يأمره صلى الله عليه وسلم بالسجود.
فأي القولين أعدل وأصوب، مع الدليل والتعليل إن أمكن؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[الدحداح]ــــــــ[03 - 06 - 04, 11:08 ص]ـ
لم أتلقَّ أي تعليق أو مساعدة أو محاولة إجابة .....
آمل منكم المشاركة.
وجزاكم الله خيراً
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 06 - 04, 06:48 م]ـ
قال أخونا الدحداح: [لم أتلقَّ أي تعليق أو مساعدة أو محاولة إجابة .....
آمل منكم المشاركة.]
إن كنت تريد مشاركة وتعليق فدونك، وأما الفتوى فأعتذر لأنها لأول مرة ترد علي هذه المسألة ولكن فتح باب للمشايخ علهم يستملحون هذه المسألة الغريبة فيجودون بما فتح الله عليهم وسأبدأ بهذه المشاركة.
لا أظن أن لقنون النوازل علاقة بالمسألة لعدة أمور @ ولكن الدعاء بعد الرفع من الركوع في النافلة مسلم فيه - فيما أرى!! -وما دعاء الختمة عنا ببعيد فعليه لو أنه فعل هذا وهو ناو ما يفعل وليس معتقدا أنه في وتر لم يجب عليه السجود [أقول لم يجب فتنبه]
ولكن المشكلة أن الرجل فعل هذا ناويا الوتر والوتر لا يكون في ثنائية البتة
وعليه فتصوير المسألة في نظري هكذا:
رجل رفع يديه بعد الثانية ودعا معتقدا أنه في وتر فهل عليه سجود سهو أم لا؟
تذكرني هذه المسألة الجديدة علي بمسألة مشابهة وهي:
رجل جلس بعد الثانية ناويا جلسة الاستراحة ظانا أنه في الثالثة ثم تبين له أنها الثانية وأكمل جلوسه فهل عليه سجود سهو؟
وكذلك رجل جلس بعد الأولى ظانا أنها الثانية ثم تبين له فنواها جلسة الاستراحة ثم قام هل عليه سجود أم لا؟
عند أصحابنا الحنابلة: وجهان أحدها لا يسجد قال الزركشي: إن كان جلوسه يسيرا فلا سجود عليه قال في التلخيص: هذا قياس المذهب ورجحه المرداوي
والوجه الثاني: يسجد صححه المجد وهو ظاهر كلام ابن قدامة في المقنع(32/193)
الإمام الطبري - رحمه الله - عند العلماء والباحثين قديماً وحديثا
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 05 - 04, 08:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , أما بعد:
فلقد عكف الكثير من الباحثين على الكتابة عن الإمام محمد بن جرير الطبري , وهذه الدراسة إما أن تكون رسالة علمية, أو تكون من جهد باحث معين يعمل على ترجمة مختصرة أو مطولة للإمام , أو كتاب يتكلم في إحدى العلوم التي تزعمها ابن جرير , ومع هذا لم يعطى الإمام حقه فكما تقدم ففي كتابه جامع البيان تستطيع أن تنهل من جميع العلوم الشرعية من تفسير , وحديث , وفقه إلى غيرها من العلوم كما تقدم معنا.
وقد وقفت على بعض هذه وبعضها وجدت عنوانها على الشبكة العنكبوتية من مواقع عدة , وأخرى من بعض مواقع الجامعات على الشبكة , وأخرى مما أفادني به بعض الأخوة – حفظهم الله - , وقد قسمت الكتب إلى قسمين , القسم الأول يتعلق بالرسائل الجامعية , والقسم الثاني بالكتب التي لم تكن رسائل جامعية بل من جهد باحث , ورتبت الكتب على حسب الحروف الهجائية , وفيما يلي عناوين هذه الكتب:
(أ) الرسائل العلمية:
1 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من سورة الفاتحة إلى أخر سورة الإسراء" - جمعا ودراسة , للدكتور أحمد نجيب بن عبدالله صالح , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1419هـ.
2 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" - جمعا ودراسة مع موازنتها بتفسير البغوي , للدكتور مأمون عبدالرحمن محمد أحمد , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير.
3 - استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره , للدكتور شايع بن عبده شايع الأسمري , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1417هـ.
4 - منهج الإمام الطبري في القراءات وضوابط اختيارها في تفسيره , للباحث زيد علي مهدي مهارش , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1419هـ.
5 - ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره. (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر الآية (202) من سورة البقرة. جمعا ودراسة , للدكتور حسين علي الحربي , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ.
6 - ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره. (2) من أول الآية (203) من سورة البقره إلى آخر الآية (57) من سورة النساء - جمعا ودراسة , للدكتور عبد الحميد عبد الرحمن السحيباني , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ
7 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث أبوبكر محمد ثاني ’ مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1421 هـ
8 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث رضا إسماعيل المجراب , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1422 هـ
9 - القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه، من الفاتحة إلى آخر التوبة , للباحث محمد عارف عثمان موسى , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن الكريم قسم القراءات عام 1405 هـ.
10 - مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري " عصر الخلافة الراشدة " - دراسة نقدية. للباحث يحي بن إبراهيم علي اليحيى , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية الدعوة قسم التاريخ عام 1408.
11 - مرويات عوانة بن الحكم في تاريخ الطبري - مقارنة ونقد, للباحث عبدالعزيز بن سليمان ناصر السلومي , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدنية المنورة , كلية الدعوة قسم التاريخ 1410هـ.
12 - استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره , للدكتور أحمد عمر عبدالله مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة 1405 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/194)
13 - الطبري قارئاً وأصوله في اختيار القراءات. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية 1982. الباحث: محمد قباوة.
14 - فقه الإمام ابن جرير الطبري في العبادات. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم الدراسات العليا فرع الفقه وأصوله 1405/ 1985. الدكتور: عبدالعزيز بن سعد الحلاف.
15 - الدخيل والإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري (الجزء الثاني والثالث والرابع والخامس عشر من القرآن الكريم). جامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1980. الباحث: إبراهيم خليل بركة.
16 - الدخيل في تفسير ابن جرير الطبري (الجزء السادس والعشرين حتى الثلاثين). رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1990. الدكتور: أبوبكر علي الصديق.
17 - الدخيل والإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري (الجزء الخامس والسادس من القرآن الكريم). جامعة الأزهر كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن 1405/ 1985. الباحث: تال هادي منتقى طه السنغالي.
18 - روايات الفتنة الكبرى ورواتها في تاريخ الطبري. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية – معهد الحضارة الإسلامية 1995/ 1996. الدكتور: إبراهيم بن مهيه.
19 - مقارنة بين منهج يحيي بن سلام وابن جرير الطبري في التفسير. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الخروبة – المعهد العالي لأصول الدين 1418/ 1997. للباحثة: سميرة بن عنتر.
20 - دراسات في أنواع التفسير القرآني من البعثة النبوية إلى ابن جرير الطبري (التفسيرات النصية) رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة القرويين – دار الحديث الحسنية 1987/ 1988. الباحث: محمد عبادي.
21 - تفسير الصحابة في جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري. رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة محمد الخامس – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – شعبة الدراسات الإسلامية 1409/ 1989. الباحثة: عائشة الهيلالي.
22 - تحقيق جانب مشكلة الربط بين الآيات والسور في تفسير الطبري. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة البنجاب – الكلية الشرقية 1996. الدكتور: سرحان جوهر سرحان.
23 - المباحث البلاغية في تفسير الطبري (علم المعاني). رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجلمعة الأزهر – كلية اللغة العربية – قسم البلاغة والنقد 1985. الدكتور: محمود الزين بن أحمد.
24 - آراء كبار التابعين في معاني القرآن الكريم من أول سورة النساء إلى آخر سورة يوسف في تفسير الطبري مع المقارنة والترجيح. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر – كلية الدراسات الإسلامية واللغة العربية – الدراسات العليا – قسم التفسير وعلوم القرآن 1998. الدكتورة: حسنية زين محمود رمضان.
25 - الطبري قارئاً من خلال سورتي الفاتحة والبقرة. بحث مقدم لنيل شهادة الإجازة. الباحث: سليطان محمد التهامي الراجي الهاشمي 1986.
26 - جهود الطبري في دراسة الشواهد الشعرية في جامع البيان عن تأويل القرآن (دراسة لغوية أدبية في تفسير القرآن الكريم). رسالة مقدمة لنيل الدبلوم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبدالله – كلية الآداب والعلوم الإنسانية – فاس 1994. الباحث: محمد المالكي.
27 - تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من رايات الطبري والمحدثين. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة محمد الأول – كلية الآداب والعلوم الإنسانية 1989. الدكتور: محمد أمخزون. نشر دار طبية و مكتبة الكوثر بالرياض.
28 - محمد بن جرير الطبري ومنهجه في التفسير. رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة الأزهر – كلية أصول الدين – قسم التفسير وعلومه 1976. الدكتور: محمود محمد شبكة.
29 - التفسير بالمأثور ومنهج الطبري فيه. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بجامعة الأزهر – كلية أصول الدين 1971. الباحث: عبدالرحيم أحمد سراج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/195)
30 - آيات الصفات عند السلف بين التأويل والتفويض من خلال تفسير الطبري. رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير بالجامعة الأردنية – كلية الدراسات العليا. الباحث: محمد خير محمد سالم. طبع دار البيارق بعمان 1999.
31 - الختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئه الإمام الطبري من تهمه إنكار القراءات. جامعه أم القرى، معهد البحوث العلمية و إحياء التراث. الباحث: عبدالفتاح إسماعيل شلبي.
(ب) من جهود المؤلفين و الباحثين:
32 - النحرير في أخبار محمد جرير , تأليف جمال الدين القفطي , وهو من المصنفات القديمة عن سيرة الإمام ابن جرير – رحمه الله -.
33 - دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره: جامع البيان عن تأويل آي القران , محمد المالك 1417/ 1996. نشر وزارة الأوقاف والشؤون السلمية بالرباط.
34 - الإمام أبو جعفر ابن جرير الطبري 224ـ310هـ , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل.
35 - إمام المفسرين والمحدثين والمؤرخين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: سيرته ـ عقيدته ـ ومؤلفاته , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل 1417هـ.
36 - رجال تفسير الطبري جرحا و تعديلا من تحقيق جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأحمد شاكر ومحمود شاكر , للدكتور محمد صبحي حسن حلاق ـ بيروت: دار ابن حزم، 1420هـ.
37 - رجال تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري الذين ترجم لهم أحمد ومحمود شاكر. الشيخ علوي عبدالقادر السقاف. دار الهجرة للنشر والتوزيع بالثقبة - السعودية 1991.
38 - فهارس رجال تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري. الشيخ علوي عبدالقادر السقاف. دار الهجرة للنشر والتوزيع بالثقبة – السعودية 1991.
39 - الإمام الطبري في ذكري مرور أحد عشر قرنا على وفاته (310هـ ـ1410هـ) , المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو 1992م.
40 - الإمام الطبري. للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المصلح آل شاكر. نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض 1975.
41 - الطبري وحديث الأحرف السبعة. للباحثة سعاد سيد أحمد علي. نشر جامعة الملك سعود – مركز الدراسات الجامعية للبنات بالرياض 1994.
42 - الإمام الطبري , شيخ المفسرين وعمدة المؤرخين ومقدم الفقهاء المحدثين صاحب المذهب الجريري. للدكتور محمد الزحيلي. دار دمشق 1420هـ , ضمن سلسلة أعلام المسلمين 33.
43 - الطبري بقلم الدكتور أحمد محمد الحوفي. رقم الكتاب (13) من موسوعة أعلام العرب. نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر بالقاهرة 1963.
44 - ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير. للدكتور محمد بكر إسماعيل. نشر دار المنار 1991.
45 - الطبري ومباحثه اللغوية من خلال تفسيره لسورة النساء. لنور الدين صمُّود. طبع الشركة التونسية للتوزيع.
46 - دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري. للدكتور عبد الرحمن عميره. طبع دار عالم الكتب ببيروت 1992.
47 - موسوعة فقه الإمام الطبري. ضمن سلسلة فقه السلف نشر دار النفائس – بيروت 1994. محمد رواس قلعة جي.
48 - السيرة النبوية في ضوء روايات الطبري. أحمد عبدالرحيم السايح. نشر مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة 1988.
49 - الطبري السيرة والتاريخ. عبدالرحمن حسين الغزاوي. نشر دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 1988 ضمن سلسلة نوابغ الفكر العربي.
50 - دفاعاً عن القراءات المتواترة في مواجهة الطبري المفسر. لبيب سعيد. نشر دار المعارف بالقاهرة 1978.
51 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وكتابه تاريخ الأمم والملوك. الدكتور حسين عاصي. طبعة دار الكتب العلمية ببيروت 1413/ 1992. ضمن سلسلة أعلام مؤرخي العرب والإسلام.
52 - دارسة مقارنة للزمخشري والطبري في إعتمادهما على أقوال الصحابة (نموذج سورة البقرة). لم احصل على اسم المؤلف.
53 - معجم الشعراء في تاريخ الطبري. عزمي سكر. طبع المكتبة العصرية للطباعة والنشر بصيدا 1999.
54 - تسهيل الوصول إلي معرفة أسباب النزول الجامع بين روايات الطبري والنيسابوري. خالد عبدالرحمن العك. نشر دار المعرفة بيروت 1998.
55 - الطبري ومنهجه في التفسير. محمود ابن الشريف. عكاظ للنشر والتوزيع بجدة 1984.
56 - مخالفات هامة في مختصر تفسير ابن جرير الطبري. الشيخ محمد بن جميل زينو و الشيخ محمد علي الصابوني. مكتبة دار البخاري ببريدة – السعودية 1986.
57 - الأحكام الفقهية للإمام الطبري. تحقيق محمد حسن محمد حسن أبوعبدالله. مكتبة دار الكتب العلمية بيروت – لبنان 2000.
58 - ظاهرة نقد القراءات ومنهج الطبري فيها. نشر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 1989.
59 - الطبري والعلاقات الخارجية للدولة الإسلامية. نشر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 1989.
وهذا ما استطعت الوقوف عليه من كتب تكلمت عن الإمام الطبري , وأود التذكير بأن هناك مؤلفين تكلموا عن الإمام في فصول منفردة ضمن كتبهم وآخرين بكمية كبيرة ولكني ذكرت هنا ما خص به الإمام – رحمه الله - , وإلى غيرها من الأبحاث التي تكلمت عن الإمام , فأسأل الله أن أكون قد أفدت الباحثين من خلال هذا البحث.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/196)
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 05 - 04, 10:30 م]ـ
ويضاف على ما سبق
60 - الطبري النحوي من خلال تفسيره للدكتور زكي فهمي أحمد شوقي الألوسي - دار الشؤون الثقافية العامة، الطبعة الأولى بغداد 2002
61 - الطبري النحوي من خلال تفسيره للدكتور صالح الفراج، رسالة ماجستير بكلية اللغة العربية بالرياض عام 1407هـ.
وبارك الله في الأخ عبدالرحمن الشهري
ـ[أبو غازي]ــــــــ[03 - 06 - 04, 01:16 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ..
إنه لجهد عظيم أشكرك عليه .. فقد كنت بحاجة شديدة لمعرفة الكتب التي ألفت حول هذا الإمام الكبير.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[03 - 06 - 04, 01:20 ص]ـ
أود أن أضيف هذا الكتاب إلى القائمة ...
مرويات خلافة معاوية رضي الله عنه في تاريخ الطبري. (رسالة دكتوراه -دراسة نقدية مقارنة). د. خالد بن محمد الغيث عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى قسم التاريخ الإسلامي ط. دار الأندلس الخضراء.
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 06 - 04, 08:58 م]ـ
وفيك بارك أخي العزيز أبو غازي
وشكرا لك على هذه الزيادة الطيبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 10:07 م]ـ
63 - فقه الإمام الطبري من خلال تفسيره في الأحوال الشخصية , الباحث أحمد الزايدي , ماجستير , جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية
64 - المرويات والأداء في النسخ من خلال تفسير ابن جرير الطبري , الباحث محمد بن علي الغامدي , ماجستير , جامعة أم القرى
65 - الإسرائيليات في تفسير الطبري دراسة في اللغة والمصادر العبرية , الباحث محمد عبدالرحمن الربيع , دكتوراه , جامعة الأزهر
66 - دلالة السياق وأثرها في توجيه المعنى في تفسير الطبري , الباحث محمد بنعدة , ماجستير , جامعة محمد الخامس
67 - ظاهرة الحذف من خلال تفسير الطبري , الباحث شمس الضحى مراكشي , ماجستير , جامعة محمد الخامس
68 - أصول التفسير وقواعده في جامع البيان للإمام الطبري , الباحث عائشة الهيلالي , دكتوراه , جامعة محمد الخامس
69 - التوجيه البلاغي لآيات العقيدة بين الطبري والزمخشري , الباحث سليمان عبدالعزيز الربعي , ماجستير , جامعة الإمام
70 - الشواهد النحوية من غير القرآن الكريم في تفسير الطبري جمعاً ودراسة , الباحث بندر حمدان الشمري , ماجستير , جامعة الإمام
71 - الآثار الواردة عن السلف في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل من تفسير الطبري جمعاً وترتيباً ودراسة , الباحث عبدالعزيز بن عمر الغامدي , دكتوراه عام 1421 , جامعة الإمام
72 - الآثار الواردة في توحيد الربوبية والأسماء والصفات في تفسير الطبري جمعاً وترتيباً ودراسة , الباحث إبراهيم بن عبدالله الحماد , دكتوراه عام 1421 , جامعة الإمام
73 - تفسيرابن جرير الطبري من بداية التفسير إلى آخر سورة البقرة دراسة وتحقيق , الباحث عبدالعزيز حفاصي , دكتوراه , جامعة محمد الأول
74 - تفسير ابن جرير الطبري من أول المائدة إلى آخر التوبة تحقيق ودراسة , الباحث حسن عرابة , ماجستير , جامعة محمد الخامس
75 - محمد بن جرير الطبري ومنهجه في الفقه الإسلامي , الباحث عبدالمجيد بن عبدالله دية , ماجستير , الجامعة الأردنية
76 - الطبري ومذهبه الفقهي , الباحث عبدالرحمن بركة , دكتوراه , جامعة الخرطوم
إضافة من العضو (ابن عبدالرحمن) في ملتقى أهل القرآن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 06 - 04, 06:48 م]ـ
77 - المجاز القرآني في تفسير الطبري
الباحث عطية مطر
دكتوراه (1987م)
جامعة القاهرة
78 - أسباب النزول الواردة في كتاب جامع البيان للإمام ابن جرير الطبري جمعاً وتخريجاً ودراسة
الباحث حسن محمد البلوط
دكتوراه1416هـ
جامعة أم القرى
79 - الإمام ابنجرير الطبري ودفاعه عن عقيدة السلف
الباحث أحمد العوايشة
دكتوراه 1404هـ
جامعة أم القرى
80 - الطبري مفسراً
الباحث محمد بسيوني فودة
دكتوراه 1974م
جامعة الأزهر
81 - الطبري المفسر وأسلوبه في التفسير تحقيق ودراسة
الباحث حمدي صافلو
دكتوراه 1971م
جامعة أنقرة
إضافة (ابن عبدالرحمن) في ملتقى أهل القرآن
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:39 م]ـ
82 - منهج الإمام الطبري في القراءات , عبد الرحمن الجمل , رسالة ماجسير في التفسير , كلية أصول الدين , الجامعة الأردنية
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[18 - 05 - 05, 12:56 ص]ـ
سمعت بأن هناك رسالة سجلت في أم القرى ...
83 - حول أصول الفقه عند الإمام الطبري.
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[18 - 05 - 05, 02:03 ص]ـ
الآثار الواردة عن السلف في اليوم الآخر في تفسير الطبري د. سعو بن عبدالعزيز العقيل
الآثار الواردة عن السلف في الايمان في تفسير الطبري د.عبدالله بن سليمان العمر
الآثار الواردة عن السلف في اليهود في تفسير الطبري د. يوسف بن حمود الحوشان
الآثار الواردة عن السلف في النصارى في تفسير الطبري د.عقل بن عبدالكريم العقل
الآثار الواردة عن السلف في النفاق والمنافقين في تفسير الطبري د.نايف بن محمد أبا لخيل
الآثار الواردة عن السلف في القدر في تفسير الطبري لاحد الاخوات (لايحضرني اسمها)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/197)
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[18 - 05 - 05, 02:14 ص]ـ
الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري - من سورة الفاتحة إلى آخر سورة الإسراء - جمعا ودراسة
د. احمد نجيب بن عبدالله من ماليزيا
الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري - من سورة الكهف إلى آخر القرآن - جمعا ودراسة د مأمون عبدالرحمن من السودان
رسالتا دكتوراه في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[18 - 05 - 05, 02:20 ص]ـ
معجم شيوخ الامام الطبري للشيخ أكرم زيادة في ثلاث مجلدات كبيرة وفيه جهد عظيم
وله المعجم الصغير لرجال الطبري على غرا ر تقريب التهذيب وهو عمل فذ -جزاه الله خيرا
وهناك جداول للحكم على رجال الطبري (مخطوط) يسر الله ادخاله بالحاسب ولله الحمد
وهناك من اخرج المنتقى من فوائد تفسير الطبري في مجلد صغير يسر الله نشره
ـ[حبيب نامليتي]ــــــــ[18 - 05 - 05, 03:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر الله لي في آخر زيارة للأردن أن ألتقي بالشيخ أكرم زيادة وأطلعني على بعض من جهوده العظيمة في مؤلفات الأمام الطبري رحمه الله، وقد ذكر أخونا يوسف التميمي بعضها.
ومنها:
منهج الأمام الطبري في التفسير.
وقد نشر بعضها.
جزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[25 - 05 - 05, 01:10 م]ـ
الأخ يوسف التميمي لقد ذكرت عناوين جديدة - وجزاك الله خيراً على ما ذكرت - ولكن لم تذكر عن بعضها هل هي رسائل جامعية وخاصة التي في الرد الأول ,
وبخصوص كتب الشيخ أكرم زيادة لم تذكر أماكن طبعها , ولعلك تذكرها لتعم به الفائدة وفقك الله للخير.
وبارك الله فيك الأخ (أبو حاتم) والأخ (حبيب)
ـ[صُهيب]ــــــــ[12 - 06 - 05, 01:56 ص]ـ
وهذه زيادة على ما سبق ذكره
مرويات قتادة في تفسير الطبري من الآية 75 الكهف إلى 55 النحل – ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية – كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: ليلى حسن الرفاعي.
مرويات قتادة في تفسير الطبري من الآية 56 النمل إلى 37 من سورة يس – ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: منى إسماعيل عبودي.
مرويات قتادة في تفسير الطبري من 38 يس إلى 37 الجاثية , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: ماريا أبكر آدم ساجد.
مرويات قتادة في تفسير الطبري من من أول سورة هود إلى آخر سورة إبراهيم , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: آمال سعد علي عبدالله.
مرويات أسباب النزول عند الطبري ج 18 – 23 , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحثة: البلة الشيخ بشير الشيخ.
مرويات أسباب النزول عن ابن جرير الطبري في الربع الأخير من القرآن الكريم , ماجستير , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 2002 , للباحث إبراهيم محمد أحمد يعقوب.
موقوفات ابن عباس في تفسير الطبري , ماجستير , جامعة أفريقيا العالمية , كلية الشريعة , للباحثة: فاطمة محمد عبدالله.
الإمام ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير , دكتوراه , جامعة أم درمان الإسلامية , كلية أصول الدين , سنة 1999 , للباحث: بابكر البلولة محمد (1)
فهارس كتاب جامع البيان والتاريخ والمنتخب للإمام الطبري , إعداد حسن محمود أبو هنية , دار الراية للنشر والتوزيع , واعتمد في الفهرسة على طبعة دار الفكر (15) مجلد.
ــــــــــــــ
1) نقلاً عن مجلة الحكمة , العدد (30) , بحث للدكتور: ياسر بت إسماعيل راضي , دليل الرسائل الجمعية في الجامعات السودانية في التفسير وعلوم القرآن (1982 - 2002).
ـ[صُهيب]ــــــــ[12 - 06 - 05, 03:45 ص]ـ
الإمام الطبري فقهياً ومؤرخاً ومفسراً وعالماً بالقراءات
لمحمد أبو علي و مريم بري , شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
ـ[خادمة العقيدة]ــــــــ[22 - 04 - 06, 09:08 م]ـ
الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري ـ جمعاً ودراسة ـ.
اخي الكريم هل لك ان تساعدني اين أجد هذه الرسالة منشورة أو مطبوعة؟ و لو ان تعطيني اسم دار النشر؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[27 - 09 - 06, 07:02 م]ـ
أين يباع معجمي الشيخ أكرم زيادة
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[19 - 05 - 07, 06:55 م]ـ
جزاك الله كل خير اخى ونفع بك(32/198)
ما مقدار طاعة الوالدين فيما يخص الأبناء، كاختيار الزوجة أفيدونا
ـ[نواف البكري]ــــــــ[31 - 05 - 04, 08:51 م]ـ
هذه مسلة أثيرت في أحد مجالس العلم اليوم.
فيما إذا نهى أحد الوالدين عن الزواج بإمرأة معينة، والابن يرغب فيها هل يطاع أم لا؟
وما هو مقدار طاعة الوالدين فيما يخص الأبناء؟
أرجو المشاركة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:37 ص]ـ
أخي الحبيب ليس على الابن طاعةٌ لوالديه في هذه المسألة ولايملك الاب حق أجبار الابن على الزواج والادلة على هذا فوق الحصر ومنها:
أحاديث اشتراط رضى المرأة بالزوج كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لاتزوج البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر وهو في الصحيح.
وكذا حديث المرأة التى زوجها أبوها دون أذنها فاشتكت الى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فجعل أمرها بيدها.
فأذا كانت هذه هي المرأة وهو ذات الولاية الضعيفه في النكاح فكيف يكون الرجل ذو السلطان الكامل في عقود النكاح!
لكن على الابن أن يتلطف مع ابويه ويداريهما قدر الاستطاعة، وان أطاع فأن الله لايضيع أجر المحسنين، الا إن خشي الاضرار بزوجه فلا حينئذ.
أما مقدار الطاعة الواجبة فلها تفصيل طويل مثلا مسألة المال:
أذا طلب الاب من ابنه ان يعطيه قدرا من المال فهل هو واجب على الابن الاظهر أنه يجب على الابن اعطأ ابيه لان الابن من كسب ابيه وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنت ومالك لابيك، الا أذا كان في هذا أضرار بين بلابن فلا يجب على الابن طاعة ابيه، كأن يكون هذا مؤدي لاضرار بالصبية او بدين ثقيل على الابن وخلافه.
وكذلك أذا كان في مرض الاب المخوف لانه يصير من حق الورثة فلا ينتقل به من واحد الى الجميع دون وجه حق، وكذلك أذا أراد الاب أن يأخذه ويعطيه غيره من الابناء فهنا لايجب الا في حالة واحدة هي محل بحث ونظر ولا أعلم حكمها الله أعلم به و هي:
أن يكون الاخر فقيرا والابن غنيا فيريد الاب أعطاء الفقير شفقة فهنا يصير الحق للاب من جهة أطفأ لهيب العطف على الفقير وللاخ من جهة الاخذ.
فالله أعلم بحكم هذه المسألة فأنها توجب التوقف.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:09 ص]ـ
كلام طيب
ولكن أريد نقولات لأهل العلم في ذلك
ونعم بك يا أخي
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 06 - 04, 12:00 ص]ـ
أخي الحبيب في فتاوى الشيخ بن عثيمين الجزء الثاني جمع أشرف عبدالمقصود.
تجد ثلاث فتاوى للشيخ حول هذا الامر أفتى فيها الشيخ بعدم جواز اجبار الاب أبنه على الزواج ممن لايرغب فلعلك ترجع اليه صحيفة رقم 760.
نسأل الله أن يوفقكم لكل خير.(32/199)
ما حكم الاكتتاب باسهم هذه الشركة
ـ[اللجين]ــــــــ[31 - 05 - 04, 09:16 م]ـ
اريد نقلا لكلام اهل العلم حول الاكتتاب باسهم شركة صحراء للبتروكيميائيات؟؟؟؟
ارجو عدم حذف الموضوع
ـ[محب الخير]ــــــــ[31 - 05 - 04, 10:12 م]ـ
يرفع لأهمية الموضوع في هذا الوقت
ـ[اللجين]ــــــــ[31 - 05 - 04, 11:34 م]ـ
غدا أخر موعد للاكتتاب ارجو الاجابة؟؟
وكثير من الناس دخلوا فيها ولم يسالوا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:51 ص]ـ
الاكتتاب من حيث الاصل ليس فيه شئ.
وأقرب تكييف فقهي له أنه من نوع شركات المضاربة.
والشركة متخصصة في البتروكيماويات اي الصناعات البترولية التحويلية.
فالاصل ان الاكتتاب فيها جائز، غيرأن ما يشوبها هو أشتراط فتح الحساب في البنك المراد الاكتتاب عن طريقة وهي ثلاثة بنوك محلية (كما أخبرني كثير من الاخوة).
و هذه البنوك ربوية، غير بنك واحد (وهو ربوي) لكن فيه توجه الى أسلمة أعماله النبكية و أدري الى أي مدى وصل في هذه المسألة أعنى تحويل الاعمال الى أعمال شرعية وهو البنك (الاهلي).
فأذا وجدت من يملك حسابا في البنك فاكتتب عن طريقة وارتح من هذه المسألة، وأذا أضطررت الى فتح حساب فأنظر اذا لم يشترطوا ان يبقى غطاء مالى فترة من الزمن فادخل المال ثم اسحبه جميعه وأقفل الحساب.
ولقد اتصلت على الشيخ خالد المشيقح وأطلت سؤاله وأطال الجواب حفظه الله ومجمل الجواب ان الاولى ترك الاكتتاب بسبب أشتراط فتح الحساب.
ومن باب المذاكرة وليس من باب الفتيا، من باب المذاكرة فقط يظهر ان الاكتتاب جائز لعدم الناقل عن الاصل.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:18 ص]ـ
عفوا حتى لو كان البنك ربوي مالمانع شرعا
لأن هذا البنك وكيل بيع فقط ليس له من الأمر شئ
الا تجميع الأموال ومن ثم دفعها الى الشركة
فقط هذا عمله لا أكثر ولا أقل
وأنا سألت الشيخ محمد الطبطبائي عميد كلية الشريعة في الكويت
وأفتاني بما سطرته لكم
وهذه الطريقة التي ذكرت هي طريقة البنوك عندنا في الكويت
والذي يظهر ان التي عندكم هي نفس التي عندنا
والله اعلم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:41 ص]ـ
الاخ الفاضل: فالح العجمي.
قولي هذه البنوك ربوية (حكاية حال) كما هو بين.
ولا شك أنه من المطلوب من أهل الخير والصلاح ترك معاملتها وان كانت المعاملة جائزة دعما للبنوك الاسلامية.
لاننا نطالب بنبذ الربا ودعم البنوك الشرعية ثم نتقاطر على البنوك الربوية لانها أحسن معاملة!
ترك الربا وبروز البنوك الاسلامية يحتاج الى تضحيات منا.
البنوك الاسلامية تحارب من الدول والمؤسسات المالية يعرفه من له ادني اطلاع.
أنبخل عليها بقليل من الدعم؟
أحد الاخوة جاء يسأل ويقول هل يجوز ان اسحب مالي من البنك الاسلامي، الى بنك ربوى - بسبب سوء تعاملهم معه -.
فقلت لقد أفتى بجواز ذلك الشيخ عبدالعزيز بن باز وقد (سألته بنفسي) فقال لاحرج (للضرورة).
ففرح الاخ فقلت له لكن أنتظر! الا ترضى ان تقيم شريعة الله في الارض؟ الا ترضى ان تحارب من يحارب الله ورسوله؟ الاترضى ان تكون ممن يدعمون الحلال ويحاربون الحرام؟
لماذا لانضحى بحسن المعاملة وان كانت شرعية عند البنوك الربوية المدعومة من دول وامم ونرجع الى البنوك الاسلامية.
اخي الحبيب المسألة ليست جواز المعاملة فقط المسألة حرب على البنوك الاسلامية وتضييق عليها وأذا لم نبادر نحن ألمنتسبين الى الخير الى دعمها والتعامل معها فمن أذا؟
أخي الكريم لما ظهر بنك الراجحي المتعامل بالطرق الشرعية عندنا في هذه البلاد تدفق عليه أبناءها حتى غدا أقوى بنك سعودي على الاطلاق في هذه البلد ومعاملته اليومية حسب الاطلاع تقدر بخمسمئة مليون ريال على الاقل يوميا!!
الذي حصل ان البنوك الربوية بادرت الى أسلمة الكثير من معاملاتها رغبة في الكسب والربح ليس الا ومنها بنوك حولت بالكامل الان الى بنوك اسلامية.
اذا القضية أكبر من الجواز وعدمه المسألة هي البذل لدين الله وكبت لاكلة الربا وأساطينه المحاربة لله ورسوله والمؤمنين، وبذل الدعم للبنوك الاسلامية وان كان فيها ما فيها.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[01 - 06 - 04, 03:03 ص]ـ
أخي العزيز
كلامك صحيح مئة بالمئة
هي حرب على البنوك الإسلامية
ونحن في الكويت عندنا بيت التمويل الكويتي بنك إسلامي
وتم تأسيس بنك آخر هو بوبيان وتم الاكتتاب به قبل أيام
وسيتم إنشاء بنك إسلامي ثالث عن قريب
وعندنا البنك العقاري استذبح مالكوه لكي يتم تحويله الى اسلامي
ووافقت الحكومة على تحويله
وكل هذا من فضل الله سبحانه أولا
والناس مقبلة على البنوك الاسلامية بشكل عجيب جدا
مثال ذلك تفيد الإحصائيات أن المكتتبين في بنك بوبيان
نصف مليون مواطن اي نصف الشعب الكويتي
بيت التمويل اغلب رواتب موظفين الدوله عليه
والحمد لله على كل حال
ملاحظة: فكرة انشاء بنوك اسلامية في الكويت
كانت من قبل البرلمان الكويتي وتم ذلك بعد ضغط على الحكومة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/200)
ـ[اللجين]ــــــــ[02 - 06 - 04, 09:25 م]ـ
السلام عليكم
سالت الشيخ يوسف الاحمد فقال انه لايجوز المشاركة بهذه الشركة لوجود عدة محاذير شرعيه وذكر منها السيولة الاحتياطية (هذا مافهمته وارجو ان يكون فهمي لكلامه صحيحا)(32/201)
ما هي صحة هذا الحديث
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 05 - 04, 11:25 م]ـ
السلام عليكم
حديث السيدة عائشة رضي الله عنها باقي مسند الأنصار مسند أحمد حدثنا عفان قال حدثنا محمد بن دينار عن سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى الأنصاري عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها
قلت سمعته من سعد بن أوس قال نعم
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:16 ص]ـ
الحديث في الصحيحين دون (ويمص لسانها).
والحديث عند أحمد وأبي داود.
. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: فِي إِسْنَاده مُحَمَّد بْن دِينَار الطَّاحِيّ الْبَصْرِيّ. قَالَ
يَحْيَى بْن مَعِين: ضَعِيف , وَفِي رِوَايَة: لَيْسَ بِهِ بَأْس وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَاب ,
وَقَالَ غَيْره: صَدُوق , وَقَالَ اِبْن عَدِيٍّ الْجُرْجَانِيّ: قَوْله يَمُصّ لِسَانهَا فِي
الْمَتْن لَا يَقُولهُ إِلَّا مُحَمَّد بْن دِينَار وَهُوَ الَّذِي رَوَاهُ فِي إِسْنَاده أَيْضًا سَعْد بْن أَوْس قَالَ اِبْن مَعِين بَصْرِيٌّ ضَعِيف.
قَالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين اِبْن الْقَيِّم رَحِمه اللَّه: وَقَالَ عَبْد الْحَقّ: لَا تَصِحّ
هَذِهِ الزِّيَادَة فِي مَصِّ اللِّسَان , لِأَنَّهَا مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن دِينَار عَنْ سَعْد
بْن أَوْس , وَلَا يُحْتَجّ بِهِمَا. وَقَدْ قَالَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ
أَنَّهُ قَالَ: هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ بِصَحِيحٍ.
قال ابن حجر:
. (تَنْبِيهٌ): رَوَى أَبُو دَاوُدَ وَحْدَهُ مِنْ طَرِيق مِصْدَع بْن يَحْيَى عَنْ عَائِشَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُهَا وَيَمُصُّ لِسَانَهَا وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ , وَلَوْ صَحَّ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَبْتَلِعْ رِيقَهُ الَّذِي خَالَطَ رِيقَهَا , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـــــــــــــــــ
والرواة الذين في الاسناد مختلف فيهم ماعدا عفان بن مسلم فقد وثقه الحفاظ.(32/202)
هل يجوز قول: جزاك الله خيْرًا للكافر؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:18 ص]ـ
... باعتبار أن يكافأه الله عز وجل على إحسانه والخدمة التي أسداها إلي في الدنيا، ولا يجازيه عليها يوم القيامة؟
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[01 - 06 - 04, 10:24 ص]ـ
جاء عن الإمام أحمد رحمه الله - جواز قول [أكرمك الله] للكافر، ويراد به الإسلام، أي أكرمك الله بالإسلام(32/203)
فوائد من شرح ألفية السيوطي رحمه الله للشيخ طارق بن محمد بن عوض الله حفظه الله
ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:28 ص]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد، فهذا هو المجلس الـ 16 للشيخ طارق بن عوض الله حفظه الله في شرح ألفية السيوطي رحمه الله، وقد تكلم فيه الشيخ حفظه الله عن مصطلح الترمذي رحمه الله: (حسن صحيح)، وكنت، ولله الحمد والمنة، قد شاركت إخواني في هذا المنتدى المبارك، ببحث مختصر عن مصطلحات الترمذي رحمه الله، ومن ضمنها: (حسن صحيح)، وقد استفدت من هذا البحث، وأضفت المعلومات الجديدة التي استفدتها من درس الشيخ حفظه الله، بالإضافة إلى المعلومات التي نقلتها قبل ذلك، عن المشايخ الفضلاء، عبد الله السعد والدكتور حمزة المليباري والشيخ عبد الرحمن الفقيه جزاه الله خيرا، والدكتور عادل عبد الغفور حفظه الله، وأدعو الله أن ينفعني وإخواني بهذا البحث المختصر، وأعتذر لإخواني عن أي قصور في هذا البحث، فهو آخر ما وصل إليه علمي في هذه المسألة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
معنى قول الترمذي رحمه الله (حسن صحيح):
وهو المصطلح الذي وقع فيه أكثر الخلاف بين العلماء، وقد نبه الشيخ طارق عوض الله حفظه الله، إلى أن هذا الإطلاق قد ورد في كلام بعض أهل العلم، كأحمد والبخاري والدارقطني رحمهم الله، ولكن العلماء خصوه بالترمذي رحمه الله، لأنه أكثر من هذا الحكم على أحاديث جامعه، حتى صار مشهورا بأنه من اصطلاحاته، وأقوال أهل العلم فيه تتلخص في الآتي:
¨ أنه ورد بإسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن وعلى هذا يكون الحديث أعلى درجة من الحديث الذي قال فيه الترمذي رحمه الله "صحيح" فقط. وقد استدرك على أصحاب هذا الرأي بقول الترمذي رحمه الله في حكمه على بعض الأحاديث بقوله (حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) فالحديث هنا ليس له إلا سند واحد فقط ومع ذلك وصفه الترمذي رحمه الله بالحسن والصحة معا. ومن أمثلته، حكم الترمذي رحمه الله على حديث إخبار الذئب للراعي ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "وهذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل". ولكن الشيخ عبد الرحمن الفقيه جزاه الله خيرا يؤكد على أن قول الترمذي رحمه الله: "وهذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، لا يعني عدم ورود الحديث من طرق أخرى ولكنه يعني أنه لا يعرفه من طريق صحيح إلا من هذا الطريق، فقد يفهم البعض عندما يجد طريقا آخر غير ما ذكره هذا الإمام أن هذا قد فاته، ويستدرك عليه، وقد نبه الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذه المسألة في النكت على ابن الصلاح وبين مقصود الأئمة بذلك: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت على ابن الصلاح (2/ 721 - 723): ولما أخرج الترمذي حديث ابن جريج في ((كتاب الدعوات)) من جامعه عن أبي عبيدة بن أبي السفر، عن حجاج قال: هذا حديث حسن [صحيح] غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه انتهى. وهو متعقب أيضاً وقد عرفناه من حديث سهيل من غير هذا الوجه فرويناه في الخلعيات مخرجاً من أفراد الدار قطني من طريق الواقدي ثنا عاصم ابن عمر وسليمان بن بلال كلاهما عن سهيل به. ورويناه في كتاب الذكر لجعفر الفرباني قال: ثنا هشام بن عمار. ثنا إسماعيل بن عياش. ثنا سهيل به. ورويناه في ((الدعاء)) للطبراني من طريق ابن وهب قال: حدثني محمد بن أبي حميد عن سهيل.
فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير هذا الوجه الذي أخرجه الترمذي. فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية، لأن الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال:
أما الأولى: فالواقدي متروك الحديث.
وأما الثانية: فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين. ولو صرح بالتحديث.
وأما الثالثة: فمحمد بن أبي حميد وإن كان مدنياً، لكنه ضعيف أيضاً
وقد سبق الترمذي أبو حاتم إلى ما حكم به من تفرد تلك الطريق عن سهيل، فقال: فيما حكاه ابنه عنه في العلل: ((لا أعلم روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شئ من طريق أبي هريرة رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/204)
قال: وأما رواية إسماعيل بن عياش، فما أدري ما هي؟ إنما روى عنه إسماعيل أحاديث يسيرة. فكأن أبا حاتم استبعد أن يكون إسماعيل حدث به، لأن هشام بن عمار تغير في آخر عمره، فلعله رأى أن هذا مما خلط فيه، ولكت أورد ابن أبي حاتم على إطلاق أبيه طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة التي قدمناها، ثم اعتذر عنه بقوله: كأنه لم يصحح رواية عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المقبري (فكأن الطريق المعلولة لا تأخذ في الإعتبار) وهذا يدلك على أنهم قد يطلقون النفي، ويقصدون به نفي الطرق الصحيحة، فلا ينبغي أن يورد على إطلاقهم مع ذلك الطرق الضعيفة والله الموفق. انتهى.
وقد نبه الشيخ حمزة المليباري في الموازنة (ص 118 - 122) على أن البعض قد يستدرك على الحفاظ إذا قالوا لا يعرف من هذا الوجه بطرق غريبة متأخرة عن زمن هذا الإمام وذكر أمثلة لذلك.
ومن الأمثلة التي استخدم فيها الترمذي رحمه الله هذا المصطلح مع ورود الحديث من طرق أخرى حديث زكاة الفطر وزيادة مالك رحمه الله: "من المسلمين" حيث قال الترمذي رحمه الله في آخر العلل: ورب حديث إنما يستغرب لزيادة تكون في الحديث. وإنما يصح إذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه مثل ما روى مالك بن أنس_ فذكر الحديث_ثم قال: وزاد مالك في هذا الحديث: "من المسلمين"، وروى أيوب وعبيد الله بن عمر وغير واحد من الأئمة هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر ولم يذكروا فيم "من المسلمين". وقد روى بعضهم عن نافع مثل رواية مالك ممن لا يعتمد على حفظه. انتهى كلام الترمذي رحمه الله ومن هذه المتابعات ما رواه مسلم من طريق الضحاك بن عثمان عن نافع وما رواه البخاري وأبو داود والنسائي من طريق عمر بن نافع عن أبيه. ودفع الطحاوي رحمه الله عن الترمذي رحمه الله في شرحه على المقدمة مدافعا عن الترمذي، أنه لم يذكر التفرد مطلقا عن مالك، وإنما قيده بتفرد الحافظ كمالك "فهناك متابعات لمالك رحمه الله ولكنها ليست لحفاظ كمالك رحمه الله.
ويرد على هذا الرأي أيضا، حكم الترمذي رحمه الله على بعض أحاديث جامعه بقوله: هذا حديث حسن صحيح غريب، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
حديث: (إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي)، حيث حكم عليه الترمذي بقوله: هذا حديث حسن صحيح غريب.
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يده كتابان، فقال: هل تدرون ما هذان الكتابان؟، قال: قلنا: لا إلا أن تخبرنا يا رسول الله. قال للذي في يده اليمنى: هذا كتاب من رب العالمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل عليهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص أبدا. ثم قال للذي في يساره: هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص أبدا، الحديث. حيث حكم عليه الترمذي بنفس الحم السابق.
حديث: (اللهم اهد ثقيفا)، حيث حكم عليه أيضا بنفس الحكم.
فقد وصف الترمذي رحمه الله هذه الأحاديث بالحسن والصحة معا، ومع ذلك حكى رحمه الله التفرد بقوله: غريب، ولكن، قد يرد على هذا، أن الترمذي رحمه الله لم يحكم بالغرابة المطلقة، فلم يقل: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، فلعل الغرابة هنا نسبية، لا تمنع ورود الحديث من طريق آخر، والله أعلم.
¨ أنه حسن متنا وصحيح إسنادا، وهو رأي ابن الصلاح رحمه الله، واستدرك على هذا القول بأن حسن المتن غير معتبر في الحكم على الأحاديث وقد أورد الترمذي رحمه الله أحاديث في الوعيد والحدود ونحو هذا وحكم عليها بالحسن والصحة ولكن يمكن الرد على هذا الإعتراض بأن حسن المتن لا يلزم منه أن يكون من الحديث من أحاديث الوعد فحسن البيان يشمل كل أنواع الحديث، وممن انتقد هذا التعريف، الحافظ ابن دقيق العيد رحمه الله في الإقتراح، حيث قال رحمه الله بأنه يلزم من هذا، أن يوصف الحديث الضعيف بل والموضوع بالحسن، إذا كانت ألفاظه جزلة، وقد رد الحافظ العراقي رحمه الله على ابن دقيق العيد رحمه الله، بقوله بأن هذا المعنى، الذي ذكره ابن الصلاح رحمه الله، قد وجد في كلام بعض أهل العلم، وممن أكثر من استخدامه، الحافظ ابن عبد البر رحمه الله، ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/205)
حديث معاذ: (تعلموا العلم فإن تعلمه …)، حيث أورده ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم، وقال عنه: هذا حديث حسن جدا، رغم أنه موضوع، فابن عبد البر رحمه الله، لم يقصد هنا الحسن الإصطلاحي، وإنما عنى حسن اللفظ.
روى ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد، حديثا عن مالك رحمه الله، من طريق بعض الضعفاء، في فضل لا إله إلا الله، ورغم أن الحديث مردود من الناحية الإسنادية، إلا أن ابن عبد البر رحمه الله قال عنه: هذا حديث حسن جدا، ترجى بركته.
¨ أن لفظ الحسن يعني العمل بالحديث ولفظ الصحة يعني الصحة بمعناها الاصطلاحي. وممن تبنى هذا الرأي الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة حيث قال: والذي يظهر أن الحسن في نظر الترمذي رحمه الله أعم من الصحيح، فيجامعه وينفرد عنه، وأنه في معنى المقبول المعمول به، الذي يقول مالك رحمه الله في مثله: (وعليه العمل ببلدنا) وما كان صحيحا ولم يعمل به لسبب من الأسباب يسميه الترمذي "صحيحا" فقط وهو مثل ما يرويه مالك في موطئه ويقول عقبه: "وليس عليه العمل". وكأن غرض الترمذي رحمه الله أن يجمع في كتابه بين الأحاديث وما أيدها من عمل القرون الفاضلة من الصحابة ومن بعدهم. فيسمي هذه الأحاديث المؤيدة بالعمل حسانا، سواء صحت أو نزلت عن درجة الصحة، وما لم تتأيد بعمل لا يصفها بالحسن وإن صحت. ويؤيد هذا الرأي قول الترمذي رحمه الله في حديث علي رضي الله عنه: (من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا وأن يأكل شيئا قبل أن يخرج): حديث حسن والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشيا وأن يأكل شيئا قبل أن يخرج. ولكن هذه القاعدة غير مطردة في صنيع الترمذي رحمه الله فقد حكم على حديث الترجيع بأنه صحيح عليه العمل بمكة ولم يعبر عن التأييد بالعمل بلفظ "حسن".
¨ أنه متردد بين الحسن والصحة فهو صحيح عند قوم حسن عند آخرين، وهذا رأي الحافظ ابن كثير رحمه الله، وعلى هذا يكون الحديث أعلى من الحسن وأدنى من الصحيح، ولعل مما يؤيد هذا الرأي المثال الذي ساقه الشيخ السعد حفظه الله تأييدا لهذا الرأي، وهو حديث محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة وقال عنه حسن صحيح ثم ساقه من طريق ابن أبي ذئب رحمه الله عن المقبري عن أبي هريرة وقال عنه: هذا حديث صحيح وهو أصح من الأول.
وقد ذكر الحافظ رحمه الله هذا الرأي في شرح النخبة وقال بأن أداة التردد (أو) حذفت فالمقصود (حسن أو صحيح) وقد استدرك على أصحاب هذا الرأي من ثلاثة أوجه:
× أن الترمذي رحمه الله يحكم على معظم الأحاديث التي يصححها بقوله (حسن صحيح) وقل ما يحكم على حديث بالصحة فقط. ولا يعقل أن الترمذي تردد في الحكم على معظم الأحاديث التي أوردها في جامعه.
× أن الترمذي رحمه الله حكم على أحاديث في أعلى مراتب الصحة بل ووردت في الصحيحين بقوله "حسن صحيح" فلا يعقل أنه تردد في تصحيح هذه الأحاديث.
× وقد علق الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذا بقوله، إن هذا التردد في الحكم على الحديث بالحسن أو الصحة، يقتضي إيجاد نوع ثالث، هو وسط بين الصحيح والحسن، وهذا غير واقع في كلام أهل العلم.
¨ نبه الشيخ طارق حفظه الله، إلى أن بعض المحدثين، قد يطلقون وصف الحسن على معنى خاص في السند أو المتن، لا علاقة له بالحكم على الحديث من ناحية القبول أو الرد، فيكون هذا كقول القائل: هذا حديث صحيح موقوف، فالوقف لا علاقة له بقبول الحديث أو رده، وإنما هو حكاية صفة من صفات المتن، وهي وقفه.
¨ أن هذا الحديث حسن وزيادة، فكأن الترمذي رحمه الله يقول: هذا حديث حسن بل صحيح، فكل صحيح حسن، ولا عكس، لأن من أحرز المرتبة العليا، فقد أحرز بلا شك المرتبة الدنيا، ولا عكس، وهذا رأي الحافظ ابن دقيق العيد رحمه الله.
¨ وقد جمع الحافظ رحمه الله، بين رأي من قال بتعدد الأسانيد، ورأي من قال بالتردد في الحكم على الحديث، فقال رحمه الله، بأن الحديث الذي يحكم عليه الترمذي رحمه الله، بأنه حسن صحيح، إما:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/206)
أن يكون له إسناد واحد، ففي هذه الحالة، يحمل قول الترمذي على التردد في الحكم على الحديث، فيكون الحديث حسنا أو صحيحا، فكأن الترمذي رحمه الله يحكي في هذه الحالة اختلاف الأئمة في حال راوي هذا الحديث، فمن وثق هذا الراوي، سيحكم على الحديث بأنه صحيح، ومن حكم عليه بأن صدوق، أو ما إلى ذلك، من أوصاف راوي الحسن، التي تشعر بخفة الضبط مع تمام العدالة، سيحكم على حديثه بالحسن.
وإما أن يكون له أكثر من إسناد، فيكون هذا الحديث حسنا باعتبار إسناد، صحيحا باعتبار إسناد آخر.
وهذا رأي الحافظ رحمه الله في النزهة، ولم يأخذ به في النكت، وإنما أخذ برأي ابن دقيق العيد رحمه الله السابق ذكره.
وهناك عدة ردود على رأي الحافظ رحمه الله، من أبرزها:
أن الترمذي رحمه الله مجتهد وليس ناقلا لأحكام من سبقه من أهل العلم، فإذا قلنا بأن الترمذي رحمه الله ينقل خلاف من سبقه في حال راوي الحديث، فهذا يعني أن الترمذي رحمه الله، قد خرج أحاديث مختلف في حال رواة معظمها، ولم يحكم على أحاديث كتابه كناقد مجتهد، وهذا خلاف الواقع.
أنه حكم على أحاديث رواتها في أعلى درجات التوثيق، بقوله: حسن صحيح، كبعض أحاديث سلسلة مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما، فأي خلاف في حال رواة هذه السلسلة يحكيه الترمذي رحمه الله، وقد أجمع الأئمة على توثيقهم؟.
ويرد سؤال مهم في هذا الموضع، وهو: هل اختلف العلماء في حال رواة الأحاديث التي لها سند واحد فقط، حتى يقال بأن قول الترمذي رحمه الله هو حكاية لخلافهم في التحسين أو التصحيح؟ والجواب، بطبيعة الحال: لأن الواقع يظهر خلافهم في رواة أحاديث لها أكثر من إسناد.
والناظر إلى صنيع الترمذي رحمه الله، يجده يحكي الخلاف صريحا، إذا ما وجد، فيذكر أقوال أهل العلم في الراوي المختلف فيه، ثم يرجح بينها كإمام مجتهد في أحكامه، فلم يلجأ إلى هذه الطريقة الغامضة في حكاية الخلاف؟.
ويرد سؤال آخر، وهو هل الخلاف ينحصر بين الحسن والصحة فقط، أم أنه يشمل الخلاف بين الصحة والضعف، والحسن والضعف، فلم لم يقل الترمذي رحمه الله: حسن ضعيف، أو صحيح ضعيف؟.
ثم كيف يحمل قول الترمذي رحمه الله: حسن صحيح، على أن بعض أسانيد الحديث حسنة والأخرى صحيحة، وهو قد اشترط في الحسن الذي يورده في كتابه أن يكون له أكثر من سند، فالحسن عنده مجموع روايات، وكل رواية منها على حدة لا تستحق أن توصف بالحسن ناهيك عن الصحة؟.
¨ وهناك جواب آخر، نبه الشيخ طارق حفظه الله، إلى أن البعض نظمه وأدخله في ألفية السيوطي رحمه الله، وقد جعله الشيخ أحمد شاكر رحمه الله من أصل الألفية وهو:
أن الترمذي رحمه الله يعني أن هذا الحديث حسن لذاته صحيح لغيره.
أو أنه حسن، وفي نفس الوقت هو أصح ما في هذا الباب، فأصح هنا بمعنى أقوى وأفضل، ولا يفهم منها الصحة الإصطلاحية.
o ويرد على الرأي الأول، ما يرد على من قال بتعدد الأسانيد، فكيف إن كان للحديث إسناد واحد فقط؟.
o ويرد على الرأي الثاني، بأن الترمذي رحمه الله، يشير إلى أصح ما في الباب صراحة، بل وله اصطلاح خاص في هذه الحالة، حيث يقول رحمه الله: وهذا أصح ما في الباب، فما الذي يلجئه لهذا الأسلوب الغامض في الإشارة إلى أصح ما في الباب؟.
وجدير بالذكر أن الشيخ طارق حفظه الله، قد رد على القول القائل بأن الأبيات التي تذكر هذا القول هي من أصل الألفية بردين، وهما:
أن السيوطي رحمه الله لم يذكر هذا الجواب في التدريب عن أحد، ولم ينسبه لنفسه.
أن الشيخ عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري رحمه الله أجاب بهذا الجواب في تحفة الأحوذي شرح الترمذي، ونسبه لنفسه، ولو كان رأي السيوطي رحمه الله، لنسبه إليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/207)
¨ ثم تطرق الشيخ طارق حفظه الله، إلى رأي الحافظ ابن رجب رحمه الله، الذي ذكره في شرح علل الترمذي، ووصفه الشيخ حفظه الله، بأنه من أفضل الآراء، لأن الحافظ ابن رجب رحمه الله، بنى جوابه على اصطلاح الترمذي رحمه الله في الحسن، وهو: (ألا يكون راويه متهما بالكذب وألا يكون شاذا وأن يرد من أكثر من وجه)، فالحسن عند الترمذي رحمه الله، هو مجموع روايات، كما سبق ذكر ذلك، وليس رواية بعينها، كما ذهب إلى ذلك من قال بأن معنى: حسن صحيح، أنه ورد بإسنادين أحدهما صحيح والآخر حسن، بل إن تعريف الحسن عند الترمذي رحمه الله، هو الذي اعتمده ابن الصلاح رحمه الله، في تعريف الحسن لغيره، الذي يشترط له أن يرد من أكثر من وجه.
وأجل الشيخ حفظه الله الكلام على رأي الحافظ ابن رجب رحمه الله، إلى المجلس القادم، إن شاء الله، لأنه يحتاج إلى نوع من التفصيل، ولكنه مهد له ببعض المقدمات، من أبرزها:
أن مقتضى كلام ابن رجب رحمه الله، أن هذا الوصف يعبر عن معنى يمكن أن يجتمع مع الحكم بالصحة أو الحسن الإصطلاحيان بلا إشكال.
أن الحسن ليس حكما عند الترمذي رحمه الله، بل هو وصف لمعنى معين في سند الحديث أو متنه، كما تقدم ذكر ذلك، وعلى هذا يصح أن يقال عن حديث ضعيف من الناحية الإصطلاحية، على سبيل المثال، بأنه حسن.
¨ وجدير بالذكر أن هناك من قال بأن الترمذي رحمه الله يقصد بهذا المصطلح الحكم على الحديث بالصحة وأن زيادة لفظ حسن من باب التأكيد على صحة هذا الحديث.
ولا بد من أمثلة تبين المراد:
المثال الأول:
يقول الإمام البخاري: ((وحديث أنس في هذا الباب ـ أي في حد السكران ـ حسن))، بينما قال فيه الإمام الترمذي: ((حديث أنس حسن صحيح)). وحديث أنس هذا متفق على صحته، فقد أخرجه البخاري ومسلم من طريق شعبة وهشام عن قتادة (وهما من أثبت الناس عن قتادة) عن أنس (وهما أثبت الناس في قتادة بالإضافة إلى سعيد بن أبي عروبة)، والرواة عن شعبة وهشام كلهم ثقات أجلاء، بل هو أصح حديث عند مسلم إذ صدر به موضوع الباب.
المثال الثاني:
ويقول الترمذي: سألت محمداً، فقلت: أي الروايات في صلاة الخوف أصح، فقال: كل الروايات عندي صحيح، وكل يستعمل، وحديث سهل بن أبي حثمة هو حديث حسن وحديث عبدالله بن شقيق عن أبي هريرة حسن وحديث عروة بن الزبير عن أبي هريرة حسن. فأطلق الإمام البخاري على الحديث الذي صح عنده صحيحاً كما أطلق عليه الحسن حين فصل تلك الروايات، ومنها ما رواه مسلم في صحيحه، وهو حديث سهل بن أبي حثمة، بل صححه الترمذي وقال: ((حسن صحيح)) وكذا عبدالله بن شقيق قال الترمذي فيه ((حسن صحيح غريب من عبدالله بن شقيق)) وعبدالله بن شقيق ثقة، وأما حديث عروة عن أبي هريرة رواه النسائي.
ويقول د/ حمزة المليباري حفظه الله:
فإذا ثبت أن الحسن عند المتقدمين عام وشامل بحيث يطلق على الحديث الصحيح، والحديث المقبول فإن إطلاقهم جمعاً بين لفظي الحسن والصحيح لم يكن إلا لإفادة التأكيد لمعنى القبول والاحتجاج، وليس فيه ما يثير الإشكالية لا لغوياً ولا فنياً، إلا على منهج المتأخرين الذي يقضي بانفصالهما كنوعين مستقلين لا يصح الجمع بينهما وهذا ما أيده د/ عادل عبد الغفور حفظه الله في تفسير مصطلح الترمذي رحمه الله "حسن صحيح". وهذا ما يؤكد ضرورة دراسة منهج المتقدمين دراسة دقيقة دون الاعتماد على اتحاد الألفاظ بين المتقدمين والمتأخرين ومن أهم الأمثلة على هذا الأمر ما ذكره د/ ماهر ياسين الفحل حفظه الله عن الدلالة المعنوية للفظ الصدوق عند المتقدمين والمتأخرين بقوله في بحثه فرائد الفوائد:
الدلالة المعنوية للصدق تختلف ما بين المتقدمين والمتأخرين، فعلى حين كان ذا دلالة راجعة إلى العدالة فقط في مفهوم المتقدمين، ولا تشمل الحفظ بحال من الأحوال؛ لذا كان أبو حاتم الرازي كثيراً ما يقول: ضعيف الحديث، أو: مضطرب الحديث ومحله عندي الصدق. فقد أصبح ذا دلالة تكاد تختص بالضبط عند المتأخرين، ولذا جعلوا لفظة صدوق من بين ألفاظ التعديل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/208)
ومن الجدير بالذكر أن الإمام الترمذي حين يحكي عن بعض النقاد تصحيحه كان يقول: "قال فلان هذا حديث حسن صحيح " أو "هذا أحسن وأصح"، دون أن يلفظ ذلك الناقد بهذه الكلمة. ومن أهم الأمثلة على ذلك:
حكى الإمام الترمذي عن الإمامين: أحمد والبخاري تصحيحهما حديث المستحاضة الذي روته حمنة بنت جحش: بقوله: "حسن صحيح". دون أن يرد هذا اللفظ عنهما (سنن الترمذي، أبواب الطهارة، باب ما جاء في المستحاضة أنها تجمع بين الصلاتين بغسل واحد 1/ 226). وأما لفظهما فكما ورد في علل الترمذي: " قال محمد (يعني البخاري): حديث حمنة بنت جحش في المستحاضة هو حديث حسن، إلا أن إبراهيم بن محمد بن طلحة هو قديم، لا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا، وكان أحمد بن حنبل يقول: "هو حديث صحيح". (العلل الكبير ص58، تحقيق السامرائي، ط1، 1409هـ، عالم الكتب، وسنن البيهقي 1/ 339). وفي أثناء المقارنة بين السياقين يبدو واضحاً أن ما تضمنه السياق الثاني هو لفظ البخاري وأحمد، بخلاف ما ورد في السياق الأول، فإنه ورد مختصراً، اختصره الترمذي بأسلوبه المعروف في التعبير في التصحيح.
ومثال آخر: يحكي فيه الترمذي عن البخاري تصحيح حديث "البحر هو الطهور ماؤه": بقوله: "حسن صحيح". (شرح العلل 1/ 342). وفي الوقت ذاته قال الترمذي: سألت محمداً عن حديث مالك عن صفوان بن سليم في حدث "البحر هو الطهور ماؤه" فقال: "هو حديث صحيح" (العلل الكبير للترمذي ص41، وكذا في التمهيد لابن عبد البر 16/ 218). وقال الحافظ ابن حجر في هذا الحديث: "صحح البخاري – فيما حكاه عنه الترمذي في العلل المفرد – حديثه، وكذا صححه ابن خزيمة وابن حبان وغير واحد" (التهذيب 4/ 42). وهذا كله يدل على توسعهم في إطلاق الألفاظ والمصطلحات، وأن الترمذي يقصد بقوله حسن صحيح ما يقصده غيره بقوله: صحيح" لا غير. والله أعلم.
بعض الفوائد الجانبية من هذا المجلس:
¨ إطلاق الترمذي رحمه الله لوصف: حسن صحيح، لم يكن مستنكرا عند المتقدمين، ولذلك استعمله من تلاه، كالدارقطني رحمه الله، وإنما حدث الإشكال عند المتأخرين، لما استقر الإصطلاح على تعريف الحسن والصحيح الإصطلاحيين.
¨ انتهى ابن رجب رحمه الله من شرح جامع الترمذي بأكمله، وكثيرا ما يشير ابن رجب رحمه الله لبعض اقواله فيه، بل إنه يشير أحيانا إلى أقوال له في كتب بعينها، ككتاب الصلاة أو … الخ، ولكن هذا الشرح مفقود منذ زمن حروب المسلمين مع التتار.
¨ ليس كل غريب ضعيفا، فقد يكون غريبا، وفي نفس الوقت صحيحا، كحديث: إنما الأعمال بالنيات، فالغرابة، حكاية تفرد، وليس حكما على الحديث، فإذا كان المتفرد ضعيفا، فالحديث ضعيف، لا للتفرد في حد ذاته، وإنما لأن هذا المتفرد ليس أهلا لهذا التفرد، وتفرده، مع ضعفه وعدم وجود المتابع له، يؤكد ضعف هذا الحديث، ولكن قد يرد على هذا القول، أن الترمذي رحمه الله، قد أطلق لفظ الغريب في جامعه، كحكم على الحديث بالضعف، وليس مجرد حكاية للتفرد، كما ذكر ذلك بعض أهل العلم، وقد عرف هذا بالإستقراء من جامع الترمذي رحمه الله، والله أعلم.
¨ يقول الحافظ رحمه الله في النزهة بأن الترمذي رحمه الله اعتنى بتعريف الحسن، لأن له اصطلاحا خاصا فيه، وقد سبق ذكره، ولم يتطرق إلى تعريف الصحيح أو الغريب، لأن مس سبقه من أهل العلم رحمهم الله، قد كفوه ذلك، ولكن يرد على ذلك أن الترمذي رحمه الله، قد تطرق إلى تعريف الغريب رغم تصدي من سبقوه لذلك، والله اعلم.(32/209)
فوائد من كتاب الابانة في معرفة الديانة لاشعري رحمة الله
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:54 ص]ـ
فأقول قال أبو الحسن الأشعري في إبانته (باب في إبانة قول أهل الحق والسنة):
فإن قال لنا قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون.
قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا عليه السلام، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وجليل معظم مفخم.
وجملة قولنا أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاءوا به من عند الله وما رواه الثقاة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئاً.
وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها.
وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله مستو على عرشه كما قال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}.
وأن له وجهاً كما قال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ}.
وأن له يدين بلا كيف كما قال: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} وكما قال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}.
وأن له عينين بلا كيف كما قال: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}.
وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالاً.
وأن لله علماً كما قال: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} وكما قال: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ}.
ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج.
ونثبت أن لله قوة كما قال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً} ونقول أن كلام الله غير مخلوق وأنه لم يخلق شيئاً إلا وقد قال له كن كما قال: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله.
وأن الأشياء تكون بمشيئة الله عز وجل وأن أحداً لا يستطيع أن يفعل شيئاً قبل أن يفعله ولا يستغني عن الله ولا يقدر على الخروج عن علم الله عز وجل، وأنه لا خالق إلا الله، وأن أعمال العبد مخلوقة لله مقدرة كما قال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً وهم يُخلقون كما قال: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّه} وكما قال: {لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ} وكما قال: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُق} وكما قال: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} وهذا في كتاب الله كثير، وأن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظر لهم وأصلحهم وهداهم وأضل الكافرين ولم يهدهم ولم يلطف بهم بالآيات، كزعم أهل الزيغ والطغيان ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين، ولو هداهم لكانوا مهتدين.
وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين ولكنه أراد أن يكونوا كافرين كما علم، وخذلهم وطبع على قلوبهم.
وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره، وإنا نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره، حلوه ومره ونعلم أن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا.
وأن العباد لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا بالله كما قال عز وجل.
ونلجأ في أمورنا إلى الله ونثبت الحاجة والفقر في كل وقت إليه.
ونقول إن كلام الله غير مخلوق، وأن من قال بخلق القرآن فهو كافر.
وندين بأن الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونقول: إن الكافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنة كما قال عز وجل: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/210)
وأن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا، وأن الله سبحانه تجلى للجبل فجعله دكا فأعلم بذلك موسى أنه لا يراه في الدنيا.
وندين بأن لا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب يرتكبه كالزنا والسرقة وشرب الخمور كما دانت بذلك الخوارج وزعمت أنهم كافرون.
ونقول إن كل من عمل كبيرة من هذه الكبائر مثل الزنا والسرقة وما أشبههما مستحلاً لها غير معتقد لتحريمهما كان كافراً.
ونقول إن الإسلام أوسع من الإيمان وليس كل إسلام إيماناً.
وندين الله عز وجل بأنه يقلب القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل.
وأنه عز وجل يضع السموات على إصبع والأرضين على إصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.
وندين بأن لا ننزل أحداً من أهل التوحيد والممسكين بالإيمان جنة ولا ناراً إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.
ونرجو الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا بالنار معذبين.
ونقول إن الله عز وجل يخرج قوماً من النار بعد أن امتحشوا بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تصديقاً لما جاءت به الروايات عن الرسول صلوات الله عليه وسلم.
ونؤمن بعذاب القبر، وبالحوض.
وأن الميزان حق، والصراط حق، والبعث بعد الموت حق، وأن الله عز وجل يوقف العباد في الموقف ويحاسب المؤمنين.
وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
ونسلم الروايات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رواها الثقاة عدل عن عدل حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وندين بحب السلف الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه عليه السلام ونثني عليهم بما أثنى الله به عليهم ونتولاهم أجمعين.
ونقول إن الإمام الفضل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضوان الله عليه.
وإن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين وقدمه المسلمون بالإمامة كما قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسموه جميعهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه وإن الذين قاتلوه، قاتلوه ظلماً وعدواناً.
ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلافتهم خلافة النبوة.
ونشهد بالجنة للعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، ونتولى سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونكف عمّا شجر بينهم.
وندين الله بأن الأئمة الأربعة خلفاء راشدون مهديون فضلاء لا يوازيهم في الفضل غيرهم.
ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا، وأن الرب عز وجل يقول هل من سائل، هل من مستغفر، وبسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافا لما قال أهل الزيغ والتضليل، ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع المسلمين وما كان في معناه، ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا به، ولا نقول على الله ما لا نعلم.
ونقول إن الله عز وجل يجيء يوم القيامة كما قال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}.
وإن الله عز وجل يقرب من عباده كيف شاء كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} وكما قال: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وسائر الصلوات والجماعات خلف كل بر وغيره. كما روي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يصلي خلف الحجاج.
وإن المسح على الخفين سنة في الحضر والسفر خلافاً لمن أنكر ذلك. ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والإقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم إذا ظهر منهم ترك الاستقامة.
وندين بإنكار الخروج بالسيف وترك القتال في الفتنة ونقر بخروج الدجال كما جاءت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونؤمن بعذاب القبر ونكير ومنكر ومسائلتهما المدفونين بقبورهم. ونصدق بحديث المعراج.
ونصحح كثيراً من الرؤيا في المنام ونقر أن لذلك تفسيراً.
ونرى الصدقة عن موتى المسلمين والدعاء لهم: ونؤمن أن الله ينفعهم بذلك، ونصدق بأن في الدنيا سحرة وسحراً، وأن السحر كائن موجود في الدنيا.
وندين بالصلاة على من مات من أهل القبلة برهم وفاجرهم وتوارثهم.
ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان، وأن من مات وقتل فبأجله مات وقتل، وأن الأرزاق من قبل الله يرزقها عباده حلالاً وحراماً وأن الشيطان يوسوس للإنسان ويسلكه ويتخبطه خلافاً لقول المعتزلة والجهمية كما قال الله عز وجل: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} وكما قال: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
ونقول: "إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله عز وجل بآيات يظهرها عليهم. وقولنا في أطفال المشركين أن الله يؤجج لهم في الآخرة ناراً ثم يقول لهم اقتحموها كما جاءت بذلك الرواية. وندين الله عز وجل بأنه يعلم ما العباد عاملون وإلى ما هم صائرون وما كان وما يكون وما لا يكون أن لو كان كيف كان يكون، وبطاعة الأئمة ونصيحة المسلمين، ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعته ومجانبة أهل الهوى" انتهى بحروفه.(32/211)
يكون في بيت المقدس بيعة هدى ... ما درجة الحديث؟؟
ـ[الكتاب والحديث]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:09 ص]ـ
الحديث في الطبقات الكبرى لابن سعد من حديث عبد الرحمن المزني ... فما درجته؟؟؟
جزيتم خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 05:52 ص]ـ
هو صحيح، لولا أن شيخ الوليد بن مسلم غير معروف.
ـ[تهاني1]ــــــــ[02 - 06 - 04, 08:00 م]ـ
أخرجه عن الوليد بن مسلم عن شيخ من اهل دمشق عن يونس ابن ميسرة بن جليس عن عبدالرحمن
--------
عبد الرحمن المزني / قال الذهبي و المزي أن له صحبه، أما ابن حجر في التقريب فقد قال ان في صحبته اختلاف، أما ابن عبد البر فقال ليس له صحبه.
يونس ابن ميسرة بن جليس / وثقه ابن حجر و الذهبي.
لكن المشكلة في هذا الشيخ من هو؟؟؟
يجب حتى تحكم على الحديث ان تدرس السند، لكن هذا الشيخ موضع إبهام لا نعرف من هو.
---------------------
و الحديث موجود في الفتن لنعيم بن حماد برقم 1044
-------------------
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 06 - 04, 01:13 ص]ـ
أظن رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق أبي نعيم بإسناده إلى موسى بن محمد نا خالد بن يزيد بن صبيح المري (وهو ثقة، 3|108) عن يونس بن ميسرة عن عبد الرحمن بن أبي عميرة مرفوعاً: تكون بيعة ببيت المقدس بيعة هدى. قال: فكانت بيعة معاوية
ولا يصح ...(32/212)
سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته
ـ[سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته]ــــــــ[سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته]ـ
سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: سؤال عن نسخ عبدالرزاق وأحوال رواياته(32/213)
هل النبي كان محرم لكل نساء الأمة؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[01 - 06 - 04, 04:07 ص]ـ
أرجو الإفادة:
هل النبي - صلى الله عليه وسلم - كان محرم لكل نساء الأمة؟
ـ[نواف البكري]ــــــــ[01 - 06 - 04, 08:23 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (9/ 118): (والذي تحرر عندنا أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يحرم عليه النظر إلى المؤمنات الأجنبيات بخلاف غيره).
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[01 - 06 - 04, 09:34 م]ـ
قرأت في الفتح قول ابن حجر: و قد تواترت الأخبار عندنا أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان محرما لجميع نساء الأمة. اهـ
إلا أنني لا اذكر الآن في أي موضع قرأته.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 06 - 04, 11:14 م]ـ
قد سبق طرح هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=12529&highlight=%D3%C8%E1+%C7%E1%E5%CF%EC+%E6%C7%E1%D1%D 4%C7%CF
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[02 - 06 - 04, 11:50 ص]ـ
.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 07 - 08, 07:43 م]ـ
قد سبق طرح هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=12529&highlight=%D3%C8%E1+%C7%E1%E5%CF%EC+%E6%C7%E1%D1%D 4%C7%CF
جزاك الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 07 - 08, 02:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأنت جزاك الله خيرا على رجوعك للموضوع بعد أكثر من 4 سنين من السؤال، فربما يستفيد منه من لم يره أول مرة.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[16 - 07 - 08, 02:53 م]ـ
وأنت جزاك الله خيرا على رجوعك للموضوع بعد أكثر من 4 سنين من السؤال، فربما يستفيد منه من لم يره أول مرة.
قد نبهتني إليه فتنبهت، بارك الله فيك، وأحسن الله إليك، أسأل الله أن يجمعني وإياك على الحق دائما وأبداً.(32/214)
المنكر أبدًا منكر (معنى المنكر عند الإمام أحمد رحمه الله)
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[01 - 06 - 04, 04:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المنكر أبدًا منكر (معنى المنكر عند الإمام أحمد رحمه الله)
بهذا الكلام المختصر، واللفظ اليسير يوضح لنا الإمام أحمد رحمه الله تعالى مراده من المنكر، وليس خافيًا عليك أن أفضل ما فُسِّرَ به معنى المنكر عند الإمام أحمد ما ذكره هو رحمه الله من لفظه وعبارته، فهذا ((يقطع العذر ويمنع التشاغب)) على حد قول الشاطبي رحمه الله في الكلام على أصول المناظرات والمحاورات من كتابه الفذ ((الموافقات)).
وعبارة الإمام أحمد رحمه الله في ذلك: ((الحديث عن الضعفاء قد يُحْتاج إليه في وقتٍ، والمنكر أبدًا منكر)) [علل المروذي وغيره (رقم/287)، ومسائل ابن هانئ (1925 ـ 1926) ونقله ابن رجب في شرح العلل (1/ 385) عن ابن هانئ].
وهذا دالٌّ على أمور؛ منها: أن المنكر مردودٌ عند الإمام أحمد على الدوام، ويدل على ذلك مقابلته باحتياج الضعيف في وقتٍ، ثم التركيز على كينونته مردود منكر أبدًا.
فإن قيل: قد وقف بعض مَنْ فسَّر مراد أحمد بالتفرد على عبارة الإمام أحمد هذه ولم يفهم منها مثل ما فهمته؟
فالجواب عن ذلك: أن الخلل في تفسير المنكر قد جاء من قِبَلِ الخلل في تفسير وفهم قضية التفرد، وقبول التفرد في الأغلب إلا في أمثلة نادرة حيث تطغى العلة وتفحش فيرد الحديث بها، ولم يَرَ بعض الناس في التفرد شيئًا يُردّ من أجله الحديث، ولذا حين رأى الإمام أحمد رحمه الله مثلاً يقول يستنكر أحاديث لمثل محمد بن إبراهيم أو غيره من رواة الصحاح قال صاحبنا على الفور: أحمد يعني بذلك التفرد، أو ((الحديث الفرد الذي لا متابع له))، على حدِّ عبارة ابن حجر في مواضع من مقدمة الفتح أثناء تراجم: محمد بن إبراهيم التيمي وغيره.
وبغض النظر عن منشأ الخلل في فهم مراد الإمام أحمد من المنكر، فإن قضايا الحديث ذات طابع تراكمي، الخلل في بعضها يؤدي للخلل في باقيها، ويخطئ بعض الأفاضل حين تغيب عنه هذه الحقيقة التراكمية للقضايا الاصطلاحية.
والذي يعنينا هنا أن المنكر عند الإمام أحمد رحمه الله لا يطلق على مجرد التفرد.
وقولهم: المنكر عند أحمد يطلق على الحديث الفرد الذي لا متابع له، يدل على قبولهم لهذا الحديث الذي أنكره أحمد؛ لأنه في نظرهم أطلقه على الفرد الذي لا يُتَابع، ثم إن التفرد لا غضاضة فيه في نظرهم، فتراكم هذا على ذاك فصار منكر أحمد صحيحًا عند بعض من تلاه .. وهكذا.
وأنا أتعجب من هذا؛ لأننا لو فرضنا جدلاً أن المنكر يطلق عند أحمد على الفرد الذي لا متابع له: لكفانا قول مسلم في مقدمة صحيحه عن المنكر وحده، فهو كافٍ شافٍ في بيان الخلل في التفرد، والشك والريب المحيط بالحديث الفرد، فهو على كل حال ليس مقبولاً بإطلاق كما جرى عليه البعض.
ومع وضوح عبارة الإمام أحمد رحمه الله السابق ذكرها غير أني أسوق لكم بعض الأمثلة المؤكِّدة للعبارة السابقة، والمفسِّرة بوضوحها وظهورها لمذهب الإمام أحمد في المنكر الموافق لمذاهب غيره من النقاد.
وبسقوط هذا التفسير الخطأ المنسوب لأحمد والذي يقاربه ـ على حد عبارة ابن رجب ـ مذهب يحيى القطان يسقط كلامهم عن يحيى وغيره من المقاربين لأحمد على الفور كما ستعلمه بعْدُ فيما يأتي في الكلام عن يحيى القطان رحمه الله تعالى.
لنذهب معًا إلى عبد الرحمن بن أبي الموال الذي روى حديث الاستخارة فقال الإمام أحمد رحمه الله: ((عبد الرحمن لا بأس به)) هذا حال الرجل عند الإمام أحمد رحمه الله لكن ماذا عن حديث الاستخارة لعبد الرحمن يا إمام أحمد؟ قال: ((يروي حديثًا لابن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستخارة، ليس يرويه أحدٌ غيره، هو منكر)) فسأله أبو طالب: هو منكر؟ قال: ((نعم؛ ليس يرويه غيره، لا بأس به، وأهل المدينة إذا كان حديثٌ غلط يقولون: ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما)) [الكامل لابن عدي (4/ 307، ترجمة ابن أبي الموال].
فهذا صريح في مرادفة المنكر للخطأ عند الإمام أحمد رحمه الله فهو مردود إذن، وليست القضية عند الإمام أحمد في تفرد الراوي أو حاله، فقد اعترف سلفًا بأنه لا بأس به، فلم يعد ملتبسًا بعد ذلك.
مثال آخر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/215)
نقله المزي في التهذيب (23/ 220، ترجمة الفضل بن دلهم) عن أبي بكر الأثرم قال: ((سألتُ أبا عبد الله عن الفضل بن دلهم؟ فقال: ليس به بأس إلا أن له أحاديث)).
وقال الأثرم: ((سمعت أبا عبد الله ذكر حديث الفضلَ بن دلهم عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبق عن النبي صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا).
فقال: هذا حديث منكر. يعني: خطأ.
قال أبو بكر الأثرم: وقد رواه قتادة ومنصور بن زاذان فقالا: عن الحسن عن حطان عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم)) أهـ
فانظر إلى قوله: ((حديث منكر. يعني: خطأ)) والمعنى ظاهر أيًا ما كان التفسير من الإمام أو الأثرم في قوله: ((يعني)).
والرواية التي ذكرها الأثرم عن عبادة ذكرها البخاري رحمه الله في كلامه على الروايات وقال: ((وهذا أصح)) [التاريخ الكبير 7/ 116 ـ ترجمة الفضل].
فظهر المراد من المنكر هنا أيضًا، فليس مقصودًا به التفرد كما ترى، والفضل عند الإمام أحمد: لا بأس به، وحديثه المنكر هنا يعني الخطأ.
ومثل هذا:
حديث سيار عن جعفر عن ثابت عن أنس مرفوعًا: ((إن الله يعافي الأميين)) قال أحمد: ((حديث منكر)) وقال: ((الخطأ من جعفر، ليس هذا من قِبَل سيار)) [المنتخب من العلل/77].
ومثله:
قوله في حديث عائشة مرفوعًا: ((ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر)): ((وأنكره إنكارًا شديدًا وقال: هذا خطأ)) [المنتخب/107].
ومثله:
إنكاره بعض الأحاديث على المسيب بن شريك، فقال عبد الله: قلت لأبي: ((ترى المسيب كان يكذب؟ قال: معاذ الله، ولكنه كان يخطئ)) [العلل ومعرفة الرجال/3637 – 3638].
مثال آخر:
في العلل للمروذي وغيره (ص/148): ((وذكرتُ له حديث الحسين الجعفي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر: (أسلم سالمها الله)؟ فأنكره إنكارًا شديدًا وقال: هذا عبد الله بن دينار عن ابن عمر، انظر الوهم من قِبَلِ مَنْ))؟
ورواة الحديث معروفون مشهورون ولكن الحديث وهم ولذا فهو مستحق لأن ينكره أحمد إنكارًا شديدًا.
مثال آخر:
ذكر الإمام أحمد حديث الفضل بن موسى عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس؛ قال: ((عارض رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة أبي طالب))، ثم قال الإمام: ((هذا منكر، هذا رجل مجهول)) [المروذي وغيره/رقم: 272].
والحديث ذكره ابن عدي في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحمن من الكامل (1/ 260) وقال: ((وعامة أحاديثة غير محفوظة)) وقال الذهبي في الميزان: ((خبر منكر)).
فهذا منكر على رواية مجهولٍ، عبارة ابن عدي هذه تدل على مرادفة المنكر للشاذ أيضًا.
وعباراتهم في الإعلال قريبٌ بعضها من بعض.
مثال آخر:
ذكر حديث زهير بن محمد عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: ((إذا كان نصف شعبان فلا صوم))، ((فأنكره، وقال: سألتُ ابن مهدي عنه، فلم يحدثني به، وكان يتوقَّاهُ.
ثم قال أبو عبد الله: هذا خلاف الأحاديث التي رُوِيَتْ عن النبي صلى الله عليه وسلم)) [العلل للمروذي وغيره/ رقم 278].
مثال آخر:
ذكر لوينًا فقال: ((قد حدث حديثًا منكرًا)) فذكر له حديث: ((ما أنا الذي أخرجتكم، ولكن الله أخرجكم))، ((فأنكره إنكارًا شديدًا، وقال: ما له أصل)) [العلل للمروذي وغيره/ رقم 208].
قال الخطيب البغدادي: ((أظن أبا عبد الله أنكر على لوين روايته متصلاً، فإن الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة غير أنه مرسلٌ عن إبراهيم بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم)) [تاريخ بغداد 5/ 293 ـ 294].
........
وأمثلة ذلك عندي كثيرة كسلتُ عن نقلها، وجميعها ظاهرة في تأكيد رد المنكر عند الإمام أحمد، ثم عدم تفريق الإمام بين راوٍ وآخر، ولا بين ثقة أو ضعيف في استنكار الحديث.
وقد رأيتَ إطلاقه للمنكر على الخطأ والوهم والشاذ وما خالف الثابت الصحيح، وما لا أصل له، وغير ذلك من المعاني السابقة في الأمثلة التي نقلتها هنا.
وتبقى مناقشة كلام ابن رجب رحمه الله حول هذه المسألة.
وسأذكر ذلك في مشاركة لاحقة إن شاء الله تعالى، فنظرةٌ إلى ميسرة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(32/216)
إلقاء الرجل محاضرة على النساء بدون حاجز
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[01 - 06 - 04, 04:10 ص]ـ
أرجو الإفادة.
ما هي ضوابط تعليم الرجل للمرأة؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[01 - 06 - 04, 04:44 ص]ـ
أرجو اللإفادة في هذا الموضوع، وذكر فتاوى العلماء.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 05:53 ص]ـ
قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقي عليهن الخطب ويستمع إلى أسئلتهن.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[01 - 06 - 04, 06:21 ص]ـ
قد يقول قائل أنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان محرم لنساء المؤمنين فماذا أرد عليه؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 07:32 ص]ـ
كان معه بلال في أحد تلك الخطب، فهل بلال محرم لكل نساء الأمة أيضاً؟!
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[01 - 06 - 04, 09:44 ص]ـ
السائل يريد رأي العلماء،
ومن يأمن على ملقي المحاضرة من الفتنة؟
وهل من يلقى عليها المحاضرة الآن من الصحابيات حشمة وسترا؟!!
وهل الملقي مثل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبلال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟!
التسرع والهجوم على الفتيا يدل على قلة الورع، وضعف الدين، خصوصا في مثل هذه الأمور.
وأين أنت عن قوله تعالى {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (53) سورة الأحزاب
وهذا في أفضل القرون مع زوجات أفضل الخلق فكيف بمن دونهم.
وعلى هذا عمل أمهات المؤمنين في التحديث وكلام غير المحارم
ووعظ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - النساء بحضرة بلال كان في يوم عيد في الصحراء، وغير ممكن تهيئة مكان كهذا، مع انتفاء الشبه الآن.
والآن يمكن وضع الحاجز بيسر، وللشريعة مقاصد عظيمة كثيرة منها حفظ الأعراض وصيانتها، وسد كل الطرق التي قد تؤدي إلى الفتنة، أو خدش الحياء ...
لكن هل تفقهها؟!!!!!!!
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:47 م]ـ
أخي عبد الله الحسني.
جزاك الله خيرا، ولكن لم تأتني بكلام للعلماء، ثم إني قرأت في سبب نزول قوله تعالى {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} (53) سورة الأحزاب
فلم أجد فيه ما يدل على أنَّ الحجاب هنا المراد منه ساتر آآخر غير الحجاب الشرعي.
ثم إني معك في مسألة عدم أمن الفتنة ولا شك، ولكني أريد الحكم الشرعي إذا أُمن الفتنة.
أرجو الإفادة وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 04:15 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الحسني
التسرع والهجوم على الفتيا يدل على قلة الورع، وضعف الدين، خصوصا في مثل هذه الأمور.
عندما قرأت ردك المتسرع، علمت أن هذا صحيح!(32/217)
الرد على من طعن في أحاديث أبي بكرة رضي الله عنه
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:55 م]ـ
للشيخ حامد بن عبد الله العلي:
السؤال: يا فضيلة الشيخ، لقد استبعدت ـ وكثير من طلبة العلم كذلك ـ أن يكون الشيخ الأشقر كاتب المقال، وكذَّبت ذلك، ولكن اليوم بتاريخ 31/ 5/2004م لقد نشرت الوطن اليوم أنها اتصلت بالشيخ الأشقر وأنه أكد قوله ورده لروايات الصحابي الجليل أبي بكرة رضي الله عنه، وسائر ما ذكر من أنه لادليل في الشريعة على تحريم تولي المرأة الولايات العامة، فما هو الرد على ضوء ذلك؟!! رابط المقال المردود عليه: http://www.alwatan.com.kw/default.aspx?page=5&topic=257553
الجواب: ... الدفاع عن مولى النبي صلى الله عليه وسلم نفيع بن الحارث أبي بكره رضي الله عنه، والرد على ما ذكره الشيخ د. محمد الأشقر غفر الله له ...
بقلم حامد عبد الله العلي
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد: ـ
فقد اطلعت على هذه الفتوى المنقولة في صحيفة الوطن السبت 29/ 5/2004م المنسوبة للشيخ الدكتور محمد الأشقر، فوجدت الفتوى مغايرة تماما لأسلوب الشيخ الدكتور محمد الأشقر، ولنهجه في الفتوى، ونفَسِه في الكتابه، وحري أن لا يكون هو كاتبها، وأن في نسبتها إليه خطأ واضح بيّن لا يخفى على من يعرف علمه ومعرفته ونهجه وأصوله التي يبني عليها الفتوى، ولكن بما أنه قد قال ما قال فنقول لا يسقط العالم خطؤه، ولا تهدر منزلته، وقديم قيل: اتق زلة الحكيم ولاتصدنّك عن علمه، ونقول في الرد على ما قال والله المستعان:
فأولا:
ــــــــ
عدالة الصحابة موضع اتفاق بين العلماء، ولايصح بحال الطعن في رواية الصحابي الجليل أبي بكرة أو غيره من الصحابة الكرام عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل بذلك أحد من أهل العلم.
قال ابن حجر رحمه الله: (اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة، وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلا نفيسا في ذلك، فقال: عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم، ثم ساق آيات كثيرة، ثم قال: في آيات كثيرة يطول ذكرها، وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع، بتعديلهم ولا يحتاج إلى أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحد من الخلق، مقدمة الإصابة 1/ 10
وقال ابن حجر عن الصحابي الجليل أبي بكرة: وكان من فضلاء الصحابة وسكن البصرة وأنجب أولادا لهم شهرة وكان تدلى إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف ببكرة فاشتهر بأبي بكرة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أولاده.
وقال الذهبي: روينا عن الحسن البصري قال: لم ينزل البصرة أفضل من أبي بكرة،وعمران بن حصين رضي الله عنهما.
وقال: سكن البصرة، وكان من فقهاء الصحابة. سير أعلام النبلاء (3/ 6)
وكان أبو بكرة شهد مع نافع وشبل بن معبد على المغيرة بالزنى، وجلدهم عمر لأنهم لم يتموا رابعا في الشهادة، ورد عمر شهادته لانه امتنع أن يتوب بعد جلده، قال الذهبي، قلت: كأنه يقول: لم أقذف المغيرة، وإنما أنا شاهد، فجنح إلى الفرق يبن القاذف والشاهد، إذ نصاب الشهادة لو تم بالرابع،لتعين الرجم، ولما سموا قاذفين أ. هـ 3/ 7 وهذا يبين أنه أبى التوبة عند عمر رضي الله عنه، لأنه تأول أنه شاهد فلماذا يتوب؟ وأخذ عمر رضي الله عنه بما رآه ظاهر القرآن، وبقي ابو بكرة رضي الله عنه على عدالته، بدليل إجماع العلماء على الأخذ بروايته فلم يردها أحد من العلماء قط.
والحاصل أنه من معلوم أن عدالة أبي بكرة رضي الله عنه، لم تسقط، ولم يسقطها أحد من العلماء، ولايصح أن يقال خلاف ذلك، عن صحابي جليل، حديثه مشهور في الصحاح، ورواه أئمة السنة، ولم يزل العلماء يحتجون بحديثه خلفا عن سلف، وكيف لا؟! وقد أجمعوا على عدالة الصحابة كلهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/218)
وأما قول الشيخ الأشقر غفر الله له، " وهذا منطبق على أبى بكرة فان الآية تدمغه بالفسق وبالكذب وهذا يقتضي رد ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مما انفرد به "، فهذا الكلام لا ينبغي أن يصدر من أحد عن صحابي جليل، فالآية في شأن القاذف، أما الشاهد، فكما قال القرطبي رحمه الله: (وقد يعجز الرجل عن إقامة البينة وهو صادق في قذفه , ولكنه في حكم الشرع وظاهر الأمر كاذب لا في علم الله تعالى ; وهو سبحانه إنما رتب الحدود على حكمه الذي شرعه في الدنيا لا على مقتضى علمه الذي تعلق بالإنسان على ما هو عليه , فإنما يبنى على ذلك حكم الآخرة).
وفي هذا بيان أن الشاهد في قضية زنا، إن لم تكتمل الشهادة، لا يلزم في كل حال، أن يكون كاذبا في كل ما يقول، لكنه كاذب في حكم الله في ظاهر الأمر في قضية الزنا المعينة، كما قال تعالى (فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون). فإن كان معدلا من الله تعالى كالصحابة، فلاترد روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد استقر عند العلماء أن الصحابة وإن كان يجوز على الواحد منهم الخطأ والزلة، فقد كانوا جميعا يعظّمون جريمة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ويستشنعونها إلى الغاية، ولم يفعله أحد منهم قط، وذلك مما كستهم به صحبة النبي صلى الله عليه وسلم من المرتبة العليا، والفضل العظيم.
هذا وقد تنازع العلماء أصلا، هل يجب حد القذف فيما لو لم يكتمل الشهود، قال في المغني (وذكر أبو الخطاب فيهم روايتين وحكى عن الشافعي فيهم قولان:
أحدهما: لا حد عليهم لأنهم شهود فلا حد عليه، لأنهم شهود فلم يجب عليهم الحد، كما لو كانوا أربعة أحدهم فاسق ... إلخ المغني 8/ 203
وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تبطل أحاديث صحابي جليل، صحب النبي صلى الله عليه وسلم وجاهد معه، بل هو مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ويّكذّب ـ حاشاه ـ وتُطرح كل رواياته عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد قفّ شعري من هذا القول الشنيع!
وثانيا: ـ
ــــــــــ
قول القائل في الفتوى عن حديث أبي بكره رضي الله عنه: " فيكون ذلك دالا على ان هذا الحديث كذب مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجد في العصور الحديثة دول كثيرة تولت رئاستها نساء ونجحت تلك الدول نجاحات باهرة تحت رئاسة النساء نذكر من ذلك رئاسة انديرا غاندي للهند ورئاسة مارغريت تاتشر لبريطانيا"، فالرد عليه: أن هذه البلاد تقودها أحزاب عامتها من الرجال، ولاتكاد تقوم المرأة في قيادة الحزب إلا بشيء ضئيل، فهي قيادة رجالية جماعية في الحقيقة، فضلا عما في تلك البلاد من البؤس، والأدواء الاجتماعية والسياسية القاتلة، وما فيها من التيه والضياع، والإجرام الدولي، في دعم الظلم والطغيان العالميين، فعن أي نجاح باهر يتحدث المحدث عنا؟!
ثالثا:
ــــــــــــــــ
وأما الرد على بقية ما ذكره فنبين ذلك في هذا الرد والمفصل على جميع ما ذكروه من الشبه: ـ
الأدلة التفصيلية على منع المرأة من تولي الولايات العامة
الدليل الأوّل
ــــــــــــــــ
قول الله تعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) سورة النساء آية 34
ودلالة الآية على أن القوامة ـ وهي الدرجة الأعلى التي تتضمن السلطة العامة في المجتمع ـ هي للرجال دون النساء، دلالة واضحة لايمكن دفعها.
ولم يصب الذين حاولوا دفع الدلالة بعيدا عن هذا الحكم الصريح، عندما زعموا أن الآية مخصوصة بشئون الأسرة فحسب.
أولا: لان ذلك تخصيص لابرهان عليه.
ثانيا: لانه حتى لو فرض أن الآية دلت على منع المرأة من القوامة في شئون الأسرة، فإنها تدل من باب أولى على منعها الولاية العامة في شئون المجتمع، لان الشريعة الإلهية، لايمكن أن تتناقض فتجعل القوامة للرجل على المرأة في حدود الأسرة وهي من الأمور الخاصة قليلة الشأن، بينما تجعل لها القوامة على الرجال في ولاية عامة تتناول الأمور الجليلة عظيمة الشأن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/219)
ثم إن الآية الكريمة قد نصت على أن العلة التي من أجلها جعلت القوامة للرجل على المرأة، هي أن الرجل أعلى درجة منها، كما قال تعالى: (بما فضل الله بعضهم على بعض)، أي بسبب فضل قد خلقه الله تعالى في الرجل، علا به عن درجة المرأة،استحق أن يكون هو صاحب الولاية والقوامة عليها، وهذه العلة عامة، ومعلوم أن العلة إذا كانت عامة، فإن الحكم يتبعها أيضا، فكيف يكون له القوامة عليها في شئون الأسرة لانه فضل عليها، ثم تكون لها القوامة عليه في الولايات العامة؟؟!!
الدليل الثاني
ـــــــــــــــــ
قوله تعالى (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) سورة النساء آية 32
وهذه الآية أوضح برهان على بطلان دعوة المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، فقد نصت الآية على أن هناك فرقا بينهما، وهذا الفرق جعل نصيب الرجل من الحقوق والواجبات، يختلف عن نصيب المرأة في بعض الأحكام، وإن كانا متساويين في أكثر الأحكام الشرعية.
ونهى الله تعالى في هذه الآية أن تتمنى المرأة ما اختص به الرجل من الأحكام بسبب فضله عليها، كما دل على ذلك سبب النزول.
فقد روى الترمذي والحاكم وغيرهما عن أم سلمة قالت يا رسول الله: يغزو الرجال ولا نغزو،وإنما لنا نصف الميراث، فنزلت الآية.
وفي هذا دلالة واضحة على أن فضل الرجل على المرأة يقتضي أن يكون له الولاية العامة دونها.
الدليل الثالث
ــــــــــــــــــــ
قوله تعالى (وللرجال عليهن درجة) سورة البقرة آية228
وهذه الدرجة التي جعلها الله للرجال هي الفضل المذكور في قوله تعالى (بما فضل الله بعضهم على بعض)، وهذه الآية كسابقتها في وضوح البرهان على بطلان دعوى المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، فقد جعل الله تعالى الرجال أعلى درجة من النساء.
الدليل الرابع
ـــــــــــــــ
قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) رواه البخاري من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
ومعنى (ولّوا أمرهم) جعلوا شيئا من أمر ولاياتهم العامة إلى المرأة، ولن تفيد النفي المقتضي للتحريم، والحكم بعدم الفلاح يقتضي المنع الشرعي قطعا.
الرد على من قال بتخصيص الحديث بسبب وروده فقط:
وأما قول من قال إن الحديث مقصور على سبب وروده ولا يتعداه، وهو أن كسرى ملك الفرس لما مات تولت من بعده ابنته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة)، فهو مردود عليه بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولولا هذه القاعدة المتفق عليها، لبطل الاستدلال بأكثر الأحكام الشرعية التي وردت لاسباب اقتضتها، لكنها جاءت بألفاظ عامة، ولهذا اتفق علماء الشريعة على أن اللفظ إن كان عاما، فإنه يستفاد منه تعميم الحكم، ولا يقتصر فقط على سبب وروده.
ومما يدل على هذا: أن الصحابي الجليل أبي بكره رضي الله عنه، راوي الحديث استدل به على منع نفسه من المسير مع جيش عائشة الذي توجه في مشروع الصلح بعد الخلاف الذي نشب بين المسلمين بسبب مقتل عثمان رضي الله عنه.
قال أبو بكرة رضي الله عنه: (عصمني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هلك كسرى قال: من استخلفوا؟ قالوا: ابنته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) فلما قدمت عائشة ـ يعني البصرة في يوم الجمل ـ ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم ـ فعصمني الله به) رواه الترمذي والنسائي وغيرهما.
فهذا الصحابي الجليل لم يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم أن النص الخاص لا يتعدى سبب وروده، بل استدل به استدلالا عاما كما يدل عليه عموم اللفظ، وعلى هذا جرى العلماء من عصر الصحابة إلى يومنا هذا.
الرد على من قال: إن الحديث خاص بتولى رئاسة الدولة فقط دون سائر الولايات العامة
وأما من زعم أن الحديث مخصوص بمنع المرأة من تولى رئاسة الدولة، فالجواب: إن لفظ الحديث عام يشمل الخلافة أو رئاسة الدولة، ويشمل غيره ذلك من الولايات العامة، وقصر الحديث على رئاسة الدولة فقط تحكم محض لادليل عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/220)
ثم لو سألنا هؤلاء الذين يقصرون معنى الحديث على رئاسة الدولة، ما هو السبب الذي من أجله منعت المرأة من تولى منصب رئاسة الدولة عندكم، أليس هو أنها لاتستوى والرجل في كل شيء، وأن الرجل أعلى درجة منها، ولهذا فالرجل وحده ينفرد بهذا المنصب الخطير، ثم يقال لهم: أليس هذا المعنى نفسه متحققا في سائر الولايات العامة.
ونقول لهم أيضا: إنكم متناقضون أشد التناقض عندما تمنعونها من رئاسة الدولة، معللين ذلك بأن هذا المنصب لا يليق بالمرأة وينبغي أن يقتصر على الرجال، لان المرأة عاطفية شديدة التقلب في مزاجها، وقد ميزت بالرقة والحنان والعطف الذي قد يتعارض مع حاجة هذا المنصب للحزم والشدة أحيانا، تتناقضون عندما تمنعونها من هذا المنصب لهذه الأسباب، ثم تسمحون لها بغير ذلك من الولايات العامة مع أن فيها نفس المعنى!!
ونسألهم أيضا: ما المقصود برئاسة الدولة، هل هي رئاسة الوزراء، أم منصب رئيس الدولة، وهل يجوز لها أن تكون رئيسة حزب سياسي، وإذا نجح هذا الحزب بأغلبية وجعل إليه تكليف تشكيل الحكومة، هل يجوز أن تصبح رئيسة الحزب هي رئيسة الحكومة التي شكلها حزب الأغلبية، أم تستقيل حينئذ لأنها لم تعد تصلح لمنصب رئيس الوزراء، وهل يجوز لها أن تكون رئيسة البرلمان؟
فإن قلتم لا يجوز لها أن تكون رئيسة البرلمان، تناقضتم لانها إذا صارت نائبة في المجلس جاز لها أن تكون رئيسة له وفق القوانين واللوائح، وأيضا فإن المعنى الذي من أجله منعتموها من رئاسة المجلس متحقق في كونها نائبة فيه، وإن قلتم نعم يجوز لها أن تكون رئيسة البرلمان، تناقضتم إذا منعتموها من رئاسة الوزراء، فيقال لهم لماذا منعتموها من رئاسة الوزراء، وأجزتم لها أن تكون رئيسة البرلمان، وأن أجزتم لها أن تكون رئيسة للوزراء في حال تكون فيه ذات ولاية عامة مباشرة على كل شئون الأمة في نظام الدولة الحديث، فلماذا منعتموها من أن تكون رئيسة للدولة، وما الفرق بينهما؟
ولاريب أنهم لن يجدوا بدا من الوقوع في التناقض، فإما أن يجيزوا لها أن تكون ذات ولاية عامة حتى لو كانت رئيسة الدولة، فيصادموا نص الحديث ويعطلوا مقتضاه بالكلية، إما هذا أو يتحكمون بغير برهان، فيجيزون لها تولي بعض الولايات العامة التي يكون فيها نفس المعنى الذي من أجله منعت من الرئاسة العامة، ويمنعونها من بعض الولايات العامة الأخرى، وفي هذا من التناقض البين ما يدل على بطلان قولهم قطعا.
ونقول أيضا للمنتسبين إلى علم الشريعة الذين يخصصون دلالة حديث (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) بغير دليل، ويقصرون التحريم على منصب رئاسة الدولة فقط، نقول لهم: إن المطالبين اليوم بمنح المرأة حق الترشيح والانتخاب، إنما ينطلقون من مبدأ علماني لاديني، مبني على المساواة بين الرجال والنساء في كل شيء، في جميع الواجبات والحقوق بلا استثناء، وسوف يطالبونكم يوما من الأيام بالتراجع أيضا عن تحريم منصب رئيس الدولة على النساء، وسوف يسألونكم ما الفرق بين منحكم المرأة حق تولي رئاسة الوزراء، أو رئاسة حزب سياسي ذي أغلبية، أو رئاسة البرلمان، ومنعكم إياها من رئاسة الدولة في نظام الدولة الحديث الذي يحدد مهام رئيس الدولة في اختصاصات معينة لا يتعداها، وسوف تحارون جوابا وتغلبون؟ فخير لكم أن تتمسكوا بظاهر النص وعمومه، من أن تخصصوه بغير برهان سوى التحكم المحض.
... الرد على من قال إن عائشة رضي الله عنها تولت الولاية العامة
وأما قول من قال: إن عائشة رضي الله عنها، تولت الولاية العامة عندما قادت الجيش إلى العراق بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، وأن هذا يدل على جواز تولي المرأة الولاية العامة،
فهو مردود عليه بما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/221)
أولا: بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوحي إليه في حياته ـ وهو من دلائل نبوته الكثيرة ـ ما سيقع من عائشة رضي الله عنها من وذلك المسير، فأشار صلى الله عليه وسلم إلى أن وقوع ذلك منها غير محمود، فقال (أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبح عليها كلاب الحوأب) ـ والحوأب: موضع ماء ـ رواه الإمام أحمد وغيره، غير أنها رضي الله عنها، لما تذكرت هذا الحديث وهمت بالرجوع، أشير عليها بالمضي في مسيرها، للإصلاح بين الناس، فترجحت لديها هذه المصلحة اجتهادا منها، وهي غير معصومة من الخطأ في الاجتهاد.
ثانيا: بأن الصحابة رضي الله عنهم خالفوا عائشة رضي الله عنها في مسيرها ذاك، كما ورد في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو بكره ومر آنفا، وقد نهاها عن ذلك المسير عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، وأنكر عليها علي رضي الله عنه، وأم سلمة رضي الله عنها، وغيرهم من الصحابة، وبينوا لها إن اجتهادها لم يوافق الحق.
ثالثا: بأن عائشة رضي الله عنها نفسها قد ندمت على فعلها ذاك، وقد روى ابن سعد في الطبقات أنها كانت كلما ذكرت خروجها بكت حتى تبل خمارها.
رابعا: بأن وجود عائشة في الجيش كان أشبه بالثقل المعنوي الذي يقصد به التأثير على الناس، لانها أم المؤمنين، ولم تكن هي قائدة الجيش، ولاذات ولاية عامة، وإنما ذلك أمر ظنه أبو بكره رضي الله عنه، ويدل على هذا أنها همت بالرجوع في أثناء الطريق نادمة على خروجها، فقال الناس: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم) رواه الإمام أحمد في المسند 6/ 52.
... الرد على احتج بوقائع تاريخية تولت فيها المرأة الولاية العامة
أولا: شجرة الدر:
ــــــــــــــــــــ
أما الاحتجاج بأن شجرة الدر ـ هي زوجة الملك الصالح أيوب من الملوك الأيوبية الذين حكموا مصر، وقد تولت سلطنة مصر عام 648هـ بعد وفاة زوجها ـ قد تولت الولاية العامة في التاريخ الاسلامي، فهو مردود عليه بما يلي:
1ـ أن هذه الحادثة تحكي واقعا، وليس الواقع دليلا شرعيا، فكم يقع في واقع المسلمين ما هو مخالف للشرع.
2ـ أن خليفة المسلمين العباسي أنكر على المصريين توليتهم شجرة الدر، فاشار القضاة والأمراء إلى تولية أحد الأمراء السلطنة وأن يتزوجها، لكنها اغتالته بعد الزواج منه، فقبض عليها ابنه فقتلها وذلك سنة 656هـ.
وهذا يدل على أن علماء الشريعة لم يوافقوا على توليها الولاية العامة.
ثانيا: بقليس:
ــــــــــــــــ
أما احتجاجهم بأن بلقيس تولت عرش اليمن وذكرها الله تعالى في القرآن، ولم يعب ذلك عليها، ولا على قومها.
فهو مردود عليه بأن القرآن العظيم إنما حكى واقعا تاريخيا عن قوم في جاهلية مشركين يعبدون الشمس قبل أن يدخلوا في الإسلام، وأي دليل في هذا على جواز تولي المرأة الولاية العامة في الشريعة الإسلامية، ثم إنها لما دخلت الإسلام تركت الولاية وأسلمت مع سليمان عليه السلام، وأسلمته ملك اليمن كله، والدليل على ذلك أن سليمان عليه السلام قال (ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لاقبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون) النمل 37، وهو دليل على أن سليمان عليه السلام إنما أراد أن تكون اليمن في ملكه الذي آتاه الله إياه، فتم له ما أراد بلا حرب، بأن أسلمت بلقيس ودخلت وجنودها في ملكه العظيم.
وعلى أية حال فإن شرع من قبلنا لا يكون شرعا لنا إذا جاء في شرعنا ما يخالفه، باتفاق العلماء، وقد دلت النصوص من القرآن والسنة على منع المرأة من الولايات العامة، وذلك ناسخ لكل شريعة كانت قبل شريعتنا التامة.
الدليل الخامس
ــــــــــــــــــ
ومن الأدلة أيضا على منع المرأة من تولي الولايات العامة إجماع العلماء، فقد أجمع علماء الأمة على ذلك، وتوالت جميع العصور الإسلامية على منع المرأة من تولي الولايات العامة، عملا بالنصوص الواردة في هذا الشأن، وقد قال الإمام ابن قدامه الحنبلي في المغني (ولا تصلح المرأة للإمامة العظمى، ولا لتولية البلدان، ولهذا لم يول النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من خلفائه، ولا من بعدهم امرأة قضاء، ولا ولاية بلد، فيما يبلغنا، ولو جاز لم يخل منه جميع الزمان غالبا) المغني والشرح الكبير 11/ 380
الدليل السادس
ــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/222)
ومن الأدلة على منع الشريعة الإسلامية من تولي المرأة الولاية العامة، القياس الصحيح المطرد، فقد وجدنا الشريعة تمنع المرأة من إمامة الرجال ولو كان رجلا واحدا، ولو كانت أعلم منه وأقرأ منه للقرآن، وتمنعها من الخطبة في الجمعة والأذان، ومن توليها عقد النكاح لنفسها، وذلك كله إشارات واضحة من الشريعة إلى منعها من الولايات العامة.
إذ لا يعقل أن الشريعة الإلهية المعصومة من التناقض، تحظر على المرأة أن تتولى عقد النكاح لنفسها، ثم تجيز لها أن تكون وزيرة عدل، تتولى أمر كل القضاء ويرجع إلى حكمها كل عقود الانكحة
.
كما لا يعقل أن الشريعة الإلهية المعصومة من التناقض، تمنع المرأة من الإمامة في الصلاة، وتجيز لها أن تكون وزيرة لها سلطان تتولى به أمر كل أئمة الصلاة، كما لا يعقل أن تمنع الشريعة المرأة من خطبة المرأة والأذان للصلاة، ثم تجيز لها أن تكون نائبة عن الرجال في مجلس نيابي تحتاج فيه إلى أن ترفع صوتها بالخطب في مشاهد الصراع السياسي.
فأي تناقض ـ لو فرضنا أنها تحظر على المرأة إمامة الرجال في الصلاة والأذان والخطبة وتولي عقد النكاح لها أو لغيرها، ثم تجيز لها تولي الولايات العامة ـ أي تناقض توصم به الشريعة أقبح من هذا التناقض العجيب.
الدليل السابع
ـــــــــــــــ
ومن الأدلة على منع الشريعة الإسلامية المرأة من تولى الولاية العامة، الضرر الاجتماعي المترتب على تركها لوظيفتها الأصلية التي خلقها الله لها، وركب فيها الصفات التي تناسبها، وهي وظيفة رعاية الأسرة وتربية الأولاد وتنشئة الجيل والقيام بحق الزوج، ولهذا لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كل راع ومسئوليته في الإسلام، جعل المرأة راعية لبيت زوجها، كما في الحديث المتفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهم قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع … والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده).
وإنما جعلت المرأة في هذه المسؤولية لأنها إذا أخلتها منها لم يمكن سدها بغيرها، فالرجل لا يمكنه بحال أن يقوم بوظيفة المرأة في الحمل، والولادة، والرضاعة، والحضانة، ورعاية الأولاد، وتنشئتهم في طور هم في أمس الحاجة إلى ما تمتاز به المرأة من الحنان، والسكن،والعطف،والمودة،واللمسة الناعمة الدافئة، والصبر على مشقة السهر مع أنين الطفل، ومراعاة حاجاته في الليل والنهار، حتى يبلغ أشده ويستوي عوده بنفس سوية مستقرة، وروح متشبعة من العاطفة التي احتاجت إليها في أول النشأة، فتسكن نفسه وروحه إلى الاعتدال والاستقرار العاطفي في سائر الحياة، وبجسد أخذ حقه من الرعاية الصحية من أم حنون.
إن حياة الإنسان لا تستقيم إلا وفق هذا التقسيم الفطري لوظيفة المرأة والرجل في المجتمع، وأي قانون من شأنه أن يخرب هذا التقسيم، فإنه يعرض المجتمع لضرر اجتماعي محقق، يبدأ من تفكيك الأسرة وينتهي بانتشار الأمراض الاجتماعية في المجتمع كله، وكلما زادت القوانين التي لاتراعي هذه الفطرة الإنسانية، زادت معاناة المجتمع، وكلما روعيت هذه الناحية الفطرية في قوانين الدولة، ووجهت المرأة إلى الاهتمام بالأسرة من خلال قوانين وحوافز ملائمة، أدى ذلك إلى تقوية بنيان الأسرة في المجتمع
http://www.h-alali.net/
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[02 - 06 - 04, 01:58 ص]ـ
وهذا رد للشيخ عبد الرحمن عبدالخالق
رداً على شيخي وأستاذي د. محمد سليمان الأشقر حفظه الله لم يسبقك أحد في الطعن في حديث أبي بكره رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بقلم فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن عبدالخالق
? فضيلة الشيخ الدكتور محمد سليمان الأشقر استاذي ومعلمي الفقيه المتقن الأديب صاحب الهمة العالية والخلق الرفيع.
تتلمذت عليه في الجامعة الاسلامية وخارجها، ورأيه في تولية المرأة نابع من حرصه على الدين، ورغبته في نفي الشبهة عنه، ولكني أراه من باب قول ابن مسعود «اتقوا زيغة الحكيم» وقد كتبت رداً مطولاً في حكم تولي المرأة الولايات العامة، والدخول إلى المجالس التشريعية وهو معلق على شبكة الانترنت www.salafi.net وقد فندنا فيه بحمد الله جميع ما احتج به من قالوا بجواز تولي المرأة للولايات العامة، وبينا الحكم الصحيح إن شاء الله من الكتاب والسنة والإجماع وسيرة خلفاء الاسلام.
? وأخطر ما في احتجاج شيخنا على رأيه هو رده لحديث ابي بكره (بفتح الكاف لا بالسكون) رضي الله عنه بالطعن في روايته.
وهذا ما لم يسبقه من علماء الإسلام قاطبة أحد فيه. فرواية أبي بكره رضي الله عنه مقبولة عند علماء الحديث قاطبة، وهذا الحديث نفسه «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» قد أخرجه البخاري في صحيحه الذي أجمعت الأمة على انه اصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، كما اجمعوا على عدالة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانه ليس منهم من يكذب على رسول الله، ولذلك حكموا بأن رد الحديث بزعم ان الصحابي كذب فيه زندقة.
? وما استدل به شيخنا لإسقاط عدالة ابي بكره رضي الله عنه من شهادته على المغيرة بن شعبة رضي الله عنه غير مستقيم فانه لم يكن عند نفسه قاذفا، وانما شاهد، وانما جلد لأن الرابع لم يشهد معهم، وقد شهد مع ابي بكره اثنان: نافع، وشبل بن معن.
? وكلام شيخنا ـ حفظه الله وأمد في عمره ـ في رد الحديث بما رده به يفتح باباً عظيماً من أبواب الشر في رد الأحاديث الصحيحة، والطعن في الاصول المجمع عليها في الرواية، واسقاط مثل صحيح البخاري، وتكذيب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المجمع على عدالتهم.
? وأني لأرى ان رد حديث أبي بكره أشد خطراً من القول بجواز تولي المرأة للولايات العامة، وهذا قول انفرد به شيخنا عن جميع علماء الاسلام ولم يتابعه ان شاء الله احد على ذلك، واما ذهابه الى انه لا يوجد نص آخر يحرم ولاية المرأة فقد رددنا عليه تفصيلياً بحمد الله بذكر الآيات والأحاديث والاجماع الذي يحرم ذلك حرمة قاطعة والله المستعان.
supervisor@salafi.net
www.salafi.net
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/223)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[23 - 04 - 05, 02:56 م]ـ
جزاكم الله خير، وهذه كلمات كنت كتبتها ردا على بعض ترابية الصومال قبل خمس سنوات لعل فيها بعض الفوائد:
الوقفة الأولى: المرأة وتولي للمناصب.
يذكر القطبي
أ_ أنه ممن يسعون لتولي المرأة الإمامة في الإسلام.
أ - ثم ذكر اختلافا بين أهل العلم وذكر عن الطبري وابن حزم جواز تولي المرأة للخلافة واختاره بدعوى أنه لا مانع من ذلك، وأما الحديث الوارد في المسألة فضعه على جنب للفتن الكثيرة -كما تقدم عنه -.
ويضيف الدسوقي:
ب - وقال إن الحديث الوارد في المسالة معروف السبب وذكره، كما ذكر خلاف الطبري وابن حزم، وأنها المسألة الكبيرة ثم ينقل عن القرضاوي مثل ذلك، وأنه إذا ظهرت امرأة عبقرية مثل تاتشر البريطانية فإنها ستتولى الأمر بلا مانع، وإذا ظهرت مثل ملكة سبأ فإنها ستكون كالشمس طلعت، كما ذكر أن جمهور العلماء على جواز تولي المرأة لما دون الخلافة من المناصب والولايات من غير ذكر لواحد من هؤلاء الجمهور، اللهم إلا إشارة لطيفة غير دقيقة لأبي حنيفة مع زعم باطل " أن أبا حنيفة حل كل المشكلات بالعقل"!!!
والجواب: أن في هذا الكلام فيه مغالطات، أهمها مسألتان.
المسألة الأولى: تولى المرأة لمنصب الخلافة العامة
والجواب عليها من وجوه:
أولا: هي من كبائركم
أما أنها كبيرة فهي كبيرة من كبائركم، التي وقعتم فيها نتيجة الانهزامية الفكرية التي طالما ورطتم الشباب فيها وليست هذه الترهات إلا واحدة من نتائج ذلك كما سبق.
ثانيا: نفي ورود المانع مردود
وأما أنه لم يرد فيها مانع فهي دعوى مردودة بعموم الحديث، ولا يمنع كونه ورد في سبب خاص أن يكون عاما لما علم من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ولا حجة لمن خصصه في نوع من الولايات دون نوع آخر، وإذا ورد الأثر بطل النظر، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ولا يوجد مخصص من المخصصات المعتبرة ولفظه صريح في العموم "لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة" (1).
هامش (1) رواه البخاري (رقم 4425،7099) وغيره من حديث أبي بكرة رضي الله عنه، وفي لفظ لأحمد (5/ 38و47) " لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة" وقال الألباني في الإرواء (8/ 109): وإسناده جيد أهـ
ثالثا: ليس الخلاف كما زعم
وأما الاختلاف فليس صحيحا كما نقله هو أو غيره، بل هو محض افتراء على ابن حزم والطبري، فقد نقل ابن حزم الإجماع على حرمة تولى المرأة الخلافة العامة في كتابه مراتب الإجماع، وقال في الفصل: وجميع فرق أهل القبلة ليس منهم أحد يجيز إمامة امرأة أهـ، وكذلك نقل الإجماع القرطبي والبغوي والشنقيطي، ونقل البغدادي في الفرق وابن قتيبة في المعارف والذهبي في تاريخ الإسلام والمقريزي في الخطط خلافا عن الشبيبية من الخوارج استنادا منهم إلى قصة غزالة أم شبيب المعروفة أهـ (2).
_________________________________________
هامش (2) انظر: مرتب الإجماع لاين حزم (ص 125) والفصل في الملل والنحل له (4/ 110) تفسيرالقرطبي (1/ 271) وشرح السنة للبغوي (10/ 77) و أضواء البيان للشنقيطي (1/ 55). والفرق للبغدادي (ص110) والمعارف لابن قتيبة (ص 180) وتاريخ الإسلام للذهبي (3/ 160) والخطط للمقريزي (2/ 355).
وهذا يرد على الخلاف المنسوب للطبري وابن حزم كذبا وزورا، ويرد عليه أيضا أن الحافظ ابن حجر جعل خلاف الطبري فيما دون الإمامة فقال نقلا عن ابن التين: وخالف ابن جرير الطبري فقال يجوز أن تقضي فيما تقبل شهادتها فيه أهـ (فتح الباري (13/ 61). ولو صح عنه ذلك لكان محجوجا بالنص والإجماع قبله، قال الماوردي في الأحكام السلطانية بعد اشتراط الذكورة للقاضي: وشذ ابن جرير الطبري فجوز قضاءها في جميع الأحكام، ولا اعتبار بقول يرده الإجماع مع قول الله تعالى ? الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ? يعني في العقل والرأي، فلم يجز أن يقمن على الرجال أهـ (الأحكام السلطانية للماوردي (ص 88).
وأنكر القاضي ابن العربي في أحكام القرآن ثبوت ذلك عن الطبري فقال: ونقل عن محمد بن جرير الطبري إمام الدين أنه يجوز أن تكون المرأة قاضية، ولم يصح ذلك عنه أهـ (انظر أحكام القرآن لابن العربي (3/ 1457) ونقله القرطبي في تفسيره وأقره (13/ 183 - 184).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/224)
*- وأما حمل ابن حزم وغيره الحديث على الخلافة فقط فهذا تخصيص بدون مخصص، وأقوال أهل العلم يستدل لها ولا يستدل بها كما تقرر في موضعه، والقاعدة الشرعية بنص القرآن عند الاختلاف هي: الاحتكام للكتاب والسنة كما قال تعالى ? فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ?. وسيأتي مزيد بيان.
تنبيه: هناك شخص آخر غير الطبري شيخ المفسرين يشاركه في الاسم واسم الأب والكنية والنسبة (محمد ابن جرير أبو جعفر الطبري) وهو شيعي رافضي، فيشتبه به في بعض الحالات و يدلس به الرافضة على أهل السنة أحيانا، فتأمل.
رابعا: اعتراض وجوابه.
يعترض البعض على ما ذكرنا باعتراضات منها:
1/ معارضة الحديث للآية في قصة بلقيس، وكونها قادت قومها للفلاح، وهذا على حد قولهم يتعارض مع الحديث لو لم يحمل على التخصيص ونحوه.
والجواب: أن الآية لا دلالة فيها على هذه الدعوى إذ ليس فيها غير حكاية قصة بلقيس وقومها وكيف كانوا حكموا عليهم امرأة، وليست حتى من شرع من قبلنا على الخلاف المعروف فيه، فهي على هذا ليست في الموضوع إطلاقا، وما يدعى فيها من أنها كانت سببا لفلاح قومها، وأن هذا يتعارض مع نفي الفلاح عمن ولَّى عليهم امرأة، فليس إلا عند تسليم أن الحديث من باب الخبر لا من باب الأمر والطلب، ثم إن ذلك من النوادر ومن المعلوم أن النادر لا حكم له، فالعبرة بالغالب الأعم لا بالنادر الأقل، ولا يبعد أن يقال إنها لا تفترق عما يقال عن البريطانية لاشتراكهما في الكفر عند الحكم من غير اتباع لرسالة، ولم يذكر أن نبي الله سليمان عليه السلام أبقاها على الحكم،بل يمكن الاستدلال بالآية على منع اللمرأة من تولي الإمارة لطلب سليمان عليه السلام عرش ملكها قبل إسلامها ليكون دليلا عزلها عند إسلامها عن الإمارة والملك الذي كانت عليه لأنه لا يصح إمارة امرأة، فإذا كان كذلك فلا يجوز بناء الحكم الشرعي عليها، كيف وقد بلغنا الحديث عن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولو سلمنا ذلك كله جدلا لقلنا إنه منسوخ بنصوص شرعنا وعموم الحديث الوارد عن نبينا صلى الله عليه وسلم، و سيأتي ذكر جملة من ذلك وللتفصيل موضع آخر غير هذا، وإلا فليس لإجماع الأمة على منعها من الإمامة العامة دليل -وهو مستحيل على الصحيح من أقوال العلماء في الأصول كما قرره شيخ الإسلام ابن تيميه في القواعد النورانية – وقد استدل به غير واحد من العلماء لهذه المسألة على اختلاف مشاربهم مما يدل على اعترافهم بالعموم وصلاحيته للاستدلال.
2/ أن الحديث خاص على السبب الذي ورد فيه، شأنه شأن قوله ? " ليس من البر الصيام في السفر" (رواه البخاري (رقم 1946) ومسلم (1120) وغيرهما.) فإنه خاص بمن وصل به الحال إلى العجز عن القيام بمصالحه في السفر، أو كان الصيام خطرا عليه كما ذكر غير واحد.
والجواب: أن هذا النوع من تخصيص النص العام بسببه لا يصار إليه إلا عند وجود نص صحيح معارض كما هو الحال في الحديث المذكور، فإنه معارض بحديث حمزة بن عمرو الأسلمي في البخاري ومسلم من حديث عائشة وفيه: أن حمزة سأل النبي ? عن الصوم في السفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن شئت فصم وإن شئت فأفطر "أهـ. وقي لفظ لمسلم عن حمزة أنه قال: أجد مني قوة على الصوم فهل علي جناح؟ فقال " هي رخصة من الله تعالى، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه " (رواه البخاري (رقم 1943) ومسلم (رقم 1121) من حديث عائشة.).
وفي الصحيحين من حديث أنس مرفوعا " كنا نسافر مع رسول الله فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم أهـ (رواه البخاري (رقم 1947) ومسلم (رقم 1118) وغيرهما).
فإذا لم يكن في المسألة ما يعارض النص العام فلا يجوز أن يقال بالتخصيص على ما تقرر عند أئمة الأصول، وليس في هذه المسألة ما يعارض عموم هذا النص، وما قيل في قصة بلقيس فقد قدمنا الجواب عنه وأنه لا يصلح للمعارضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/225)
تنبيه: و في نظري أنه يصح القول بأن هذه الاعتراضات والاستدلالات التي ذكرناها عن القوم من باب اتباع المتشابه وترك المحكم من الكتاب والسنة، وهذا على أحسن الأحوال، فإن دلالة من الضعف بالدرجة التي سبق ذكرها لا يجوز عند أحد من أهل العلم معارضتها بالنصوص المحكمة الصحيحة كما تقدم، ومثل هذه الاعتراضات كثيرة عند أهل البدع حتى قيل لها " هذا من استدلالات أهل البدع "، فحري بالعاقل أن لا يشتغل بها عن النصوص المحكمة، والله أعلم.
خامسا: وفي الباب أدلة أخرى
ومع هذا العموم الذي لم يأت ما ينسخه ولم يأت من خصصه في حالة بشيء _ رغم كونه كافيا في الحجية – فهناك كثير من النصوص تؤيد المعنى الذي دل عليه يمكن تلخيصها في أنها تجتمع تحت القول (المهام الموكولة للإمام العام أو الخاص لا تجوز للمرأة شرعا):
*- فمثلا الأمير العام أو الخاص هو الذي يصلى بالناس الجمعة والجماعة، والمرأة موقفها في الصلاة وراء الصبيان من الذكور، ودليل ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "ولا يؤمن الرجل الرجل في بيته ولا في سلطانه إلا بإذنه" رواه مسلم وغيره من حديث أبي مسعود البدري (رواه مسلم رقم 673) مع ما تواتر من تولى ولاة المسلمين الجمعة والجماعة.
ولما في حديث أنس قي الصحيحين أن النبي ? صلى بهم في بيتهم فجعل الصبيان وراءه وأم سليم خلفهم" (رواه البخاري (رقم727،871،874) وغيره).
وفي حديث أبي هريرة في اصحيح مسلم: شر صفوف النساء أولها وخيرها آخرها أهـ (رواه مسلم رقم 440).
وهذا كثير يطول، ولا يستبعد أن يقولوا بجواز إمامة المرأة للرجال كما قال إمامهم الترابي!!!
*- والأمير العام أو الخاص يحتاج للسفر والذهاب هنا وهناك، والمرأة في الإسلام ممنوعة من السفر إلا بشروط منها:
أ. أن يكون معها محرم كما في الصحيحين من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وأبى سعيد الخدري رضي الله عنهم وغيرهم.
هامش (): أما حديث ابن عمر فرواه البخاري (رقم 1086،1087) ومسلم (رقم 1338)، وأما حديث ابن عباس فرواه البخاري (رقم 3006) ومسلم (رقم 1341)، وأما حديث أبي هريرة فرواه البخاري (1088) ومسلم (رقم 1339)، وأما حديث أبي سعد الخدري فرواه البخاري (رقم 1197) ومسلم (رقم 1340).
__________________________________________
ب.إذن زوجها وموافقته على سفرها و خروجها لما في حديث: " إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها" (رواه البخاري (رقم 873،5238) ومسلم رقم 442) وغير هذا الحديث.
ت. أن لا تخالط الرجال ولا تختلي بهم خشية الفتنة لما في الأحاديث الكثيرة مثل حديث ابن عمر " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها" (رواه الترمذي (رقم 1173) و وابن خزيمة (رقم 1686) وابن حبان (رقم 5598) وغيرهم، وصححه الألباني في الإرواء (رقم 273) وصحيح الترغيب (رقم 339،341) والصحيحة (رقم 2688) والوادعي في الصحيح المسند (رقم 881)).
ولحديث أبي أسيد رضي الله عنه قال قال النبي ? وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال مع النساء: "استأخرن فليس لكن أن تحققن الطريق _ أي تركبن وسطه-، عليكن بحافة الطريق " (رواه أبو داود (رقم 5272) وغيره وصححه الألباني في الصحيحة تحت رقم (856) وله شاهد من حديث أبي هريرة بلفظ: "ليس للنساء وسط الطريق" رواه ابن حبان (رقم 5601) وفي سنده ضعف لكنه يتقوى بالذي قبله ولذلك حسنه الألباني في الصحيحة رقم (856)).
قال ابن قدامة في المغني (14/ 13 ط. التركي) بعد استدلاله بحديث أبي بكرة بعدم جواز تولي المرأة للقضاء: ولا تصلح للإمامة العظمى، ولا لتولية البلدان، ولهذا لم يول النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه، ولا من بعدهم امرأة قضاء ولا ولاية بلد فيما بلغنا، ولو جاز ذلك لم يخل منه جميع الزمان غالبا أهـ.
وقال ابن العربي في أحكام القرآن (3/ 1458): إن المرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجالس، ولا تخالط الرجال، ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير، لأنها إن كانت فتاة حرم النظر إليها وكلامها، وإن كانت متجالة – أي كبيرة - برزة لم يجمعها والرجال مجلس تزاحم فيه معهم، ولم يفلح قط من تصور هذا، ولا من اعتقده أهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/226)
وتأول ابن العربي ما روي عن أبي حنيفة من جواز تولي المرأة لقضاء ما تقبل فيه شهادتها بأنه لا يعني أنها تكون قاضية، ولا أنها يكتب لها منشور بأنها مقدمة على الحكم إلا في الدماء والنكاح، وإنما ذلك كسبيل التحكيم أو الاستنابة في القضية الواحدة، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. والله أعلم.
• وهذا كله كاف من غير أي اعتبار آخر لمن رزقه الله الهداية والبصيرة في الدين وسلم لله ولرسوله الحكم والدين.
سادسا: الفطرة الربانية تمنع من ذلك
ومع هذا فطبيعة المرأة وفطرتها تتنافى مع هذا العمل لما علم من توافق الشرع والفطرة حتما ولزاما، ولهذا تجد أرباب هذا القول يتناقضون في حواراتهم ولا يستندون إلى النصوص الشرعية المحكمة، كما صار للقرضاوي قريبا – عبر قنوات الجزيرة القطرية - حيث اشترط شروطا لا تسمح للمتزوجة ولا لأم العيال المشاركة في هذه المناصب، كما اشترط ألا يكون ذلك مؤثرا على عملها الأساسي في البيت وتربية الأولاد، وكل عاقل وغير عاقل يعلم أن توليها ولاية تتطلب تفكيرها وحلولها والتحرك هنا وهناك، والمداومة على العمل من الصباح وحتى المساء، يعرف كل واحد أنه يؤثر على عملها وعلى عطائها، وهذا أمر واضح وبين إن شاء الله تعالى.
المسألة الثانية: تولى المرأة لما دون الخلافة من الولايات
ذكر الدسوقي ضمن كلامه في ولاية المرأة لما دون الخلافة أن أكثر العلماء على جواز ذلك لها، مشيرا بذلك إلى أن شدة الخلاف إنما هو في الخلافة العامة، وزعم أن ولايتها ورئاستها للدولة على التقسيم الجغرافي (كالصومال، ومصر) وغيرهما جائز على قول الجمهور، ولا أدري ما مستنده في هذه الدعوى العريضة التي لا تصدقها مذاهب العلماء، فالقائلون بجواز توليها للقضاء قليلون جدا، وهم قوم معدودون بالأصابع من العلماء،كأبي حنيفة وابن حزم وابن جرير إن صح عنه، وقد صرح غير واحد من العلماء أن عدم جواز توليها حتى للقضاء ولو في أضيق دائرة مذهب الجمهور منهم الحافظ ومنهم الدمشقي رحمهما الله (فتح الباري (13/ 61) ورحمة الأمة (ص 324)) و غيرهما ومع ذلك فقد اعتذر لهم بعض العلماء بمثل ما تقدم عن ابن العربي المالكي والقرطبي، فكيف يقال مع هذا أن أكثر العلماء على جواز توليها لغير الخلافة العامة؟! وفي هذا من الافتراء على أهل العلم ما لا يخفى، وكأنه لا أحد يراقبه أو يكتشف تدليسه؟!، وفيما قدمنا كفاية لبيان هذا الزعم، وينبغي لمن يتصدر للفتوى ولا سيما في مثل هذه المواضع أن يكون على اطلاع بمذاهب العلماء ومآخذهم في الاستدلال، كما يجب عليه أن يكون معتصما في دراسته وقراءته وترجيحه بالكتاب والسنة، وسيأتي قريبا - في الوقفة الرابعة- جملة طيبة من أقوال العلماء حول الموقف الصحيح عند الاختلاف، والله أعلم.
ـ[سيف 1]ــــــــ[23 - 04 - 05, 08:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قلت نقل غير امام من ائمة العلم قبول كل روايات ابي بكرة رضي الله عنه والعمل بها
قال ابن حزم (لم يفسق أحد من أهل القبلة ابي بكرة رضى الله عنه) كفاك اجماعا من ابن حزم
ونقله غيره نقلا كلاما او عملنا بالأحتجاج به في السنن وصحيح الحديث على السواء من دون شغب من أحد
وقاله كلاما أحمد بن حنبل ناقلا الأجماع وغيره
فلا عبرة بمن يشغب في هذا ولو فتح الباب لما بقى في الصحيح لمن سيشغبون أكثر من بضعة أحاديث فسيبدعون قتادة عندما لا يعجبهم حديث رواه او هشام الدستوائي او عوف بن جميل او عبد الرازق لتشيعه او النسائي لما وصفه البعض بالتشيع فتدبر!
فقد أنتشر البلاء من كل مجادل بالكتاب والسنة مستدلا بهنات العلماء رحمهم الله ولي امل عظيم اننا باذن الله سنخلص الي حجج راسخة تعين على رفع البلاء
ولنبدأ مثلا بتولي المرأة القضاء
فقلت: حجج المخالف تتلخص في نقاط
أولا: حديث أبي بكرة قالوا هو في الخلافة ولا حجة فيه لمنعها من القضاء
قلت: وما العلة من منعها اصلا من الخلافة غير الأنوثة التي ذكرها رسول الله (امرأة) في كل روايات الحديث منكرة للعموم والشمول
فبين ان المنع الأنوثة.كقوله تعالى (ان الأبرار لفي نعيم) (ان الفجار لفي جحيم) فبين ان علة وسبب دخولهم الجنة هو برهم وسبب دخول الآخرين النار هو فجرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/227)
وقلت: سلمنا بأنها في الخلافة فقط ولكن القضاء فرع من الخلافة بلا شك واستدللت بقوله تعالى (إنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله) فقد بين هنا أن منصب القضاء من مهام أنبياء بني اسرائيل وأنه عندما انتهت فترتهم انتقل المنصب للأحبار يحكمون بما استحفظوا واستودعوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ومثيله قوله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) (إنا أنزلنا إليك الكتاب لتحكم بين الناس) فالقضاء من مهام الرسول أولا قوله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي قام نبي وأنه لا نبي بعدي ولكن خلفاء فيكثرون) فقد دل أن الخليفة يقوم مقام النبي في منصب القضاء في أمة الإسلام قوله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح (إنا نولي رجالا على أمور مما ولانا الله) الحديث. أولا دل أنه لا يولي إلا رجالا وهذا ثابت عنه يقينا أنه ما استعمل امرأة قط. ثانيا قوله (أمور مما ولانا الله) يدل أنه هذه الأمور هي من ولايته على أمور المسلمين ويستعمل ويستنيب عليها من يصلح من الرجال
قال محمد بن أحمد الفاسي في" الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام" المعروف بشرح ميارة: واشترطت فيه ـ أي القضاء ـ الذكورة لأن القضاء فرع عن الإمامة العظمى، وولاية المرأة الإمامة ممتنع لقوله صلى الله عليه وسلم: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. فكذلك النائب عنه لا يكون امرأة
ولوا وليت امرأة القضاء لكان التفاتا علي امر الرسول صلى الله عليه وسلم كفعل أصحاب السبت او لعلهم يقولون يتولى الرئاسة رجل والنائب يكون أنثى! وهذا مرفوض لمن كان له بواقي من طباخ.
حيث أنها ستكون الآمر الناهي على الدولة في حين سفره طال ام قصر او مرض!!! وليس ببعيد عنك ان مفتي مصر قال تجوز رئاسة امرأة لمصر في الأنتخابات القادمة وان حديث ابي بكرة في الخلافة فقط! اما وقد أرتضى! المسلمون الدول فجائز قلت: مع ان الحديث نكر كلمة قوم لتفيد العموم يعني اي قوم في اي مكان مسلمين كفرة في قرية في صحراء في دولة وكل من حكم وليس احد فوقه فينطبق عليه نص الحديث بداهة كخلافة معاوية في الشام وعلي في العراق وبني أمية في المغرب وبني العباس في المشرق.
وزيادة قلت: والمسلمون أقوام بنص القرآن (لا يسخر قوم من قوم) فقال يا أيها الذين آمنوا. وقال عسى ان يكونوا خيرا منهم فعلم انه يتكلم مع المسلمين يقينا فليس هناك قوما ابدا قد يكونوا خير من الموحدين. ووعلى ذلك كل دولة مسلمة تمثل قوما انتمائا فيشملها نص الحديث لحين زوال الغمة وعودة الخلافة ان شاء الله
وقلت: وقصر الحديث على الخلافة فقط لا نسلم به اصلا ولكنا نحاججكم الى اخر منتهاكم والا فما فهمه ابو بكرة رضى الله عنه من الحديث دفعه لعدم الأنضمام لأم المؤمنين علما بأنها يقينا وبالأجماع لم تطلب الخلافة ولم تقاتل عليها ولكنه فهم ان العلة هي الأنوثة في أي ولاية عامة
ولما نقلنا لهم قول ابن قدامة والبجي رحمهما الله (ولم نعلم امرأة وليت قضاء ولا امارة ولا حكما في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الراشدين) قالوا بل ولى عمر الشفاء بنت عبد الله السوق
وعجبا لشيوخ الضلال اذ يجزمون بالشئ دون دليل ملبسين على العامة أمرهم. وابن حزم رحمه الله لم يجزم به بل قال وروي ان عمر ... ولم يثبت له سندا واتقى الله.اما هم فيجزمون
وعجبا لقوم لا يرون ان اهل الحديث مختلفون في رواية ابن المسيب عن عمر ثم هم يجزمون من انفسهم برواية لا شئ عن عمر!
وقد كتبت في تولية الشفاء جزء صغير لتفنيده لأن معظم دعاة التغريب يتخذونه دليل لهم فقلت:
تولية الشفاء السوق فى عهد عمر مشكل جدا خصوصا ان كثير من العلمانيون يتخذونه دليلا على جواز تولى المرأة الولاية على المسلمين وخصوصا القضاء ولم يفارقنى يقينى بأن ذلك الخبر مكذوب عن عمر.فما مثل عمر من يجعل امرأة تختلط بالرجال وتباشر التجار والوافدين الى السوق وهو المعروف بحزمه على النساء وامره اليهن بأن يلتزمن حافات الطرق. وما مثل عمر من يعدم كبار رجال الصحابة والتابعين فى عصره لكى يولى أحدهم قضاء السوق. ولما بحثت فى مصادر هذا القول وجدته كله كلاما سردا بدون أى اسناد فى ترجمة الشفاء سواء عند ابن عبد البر أو ابن سعد او الحافظ المزى أو الحافظ ابن حجر او ابو نعيم الأصبهانى. ووجدت القاضى أبو بكر العربى رحمه الله يقول فى أحكام القرآن عند معرض تعليقه على آية (أنى وجدت امرأة تملكهم و أوتيت من كل شئ) النمل. فقد ناقش تولى المرأة القضاء ورد على ما نسب الى ابن جرير بأطلاق القضاء لها بأنه كذب على الطبرى ولم يصح وقال وروى ان عمر ولى امرأة السوق ثم قال (ولم يصح فلا تلتفتوا اليه.انما هو من دسائس المبتدعة فى الحديث) ونقله عنه القرطبى فى تفسيره فى نفس الأية. أما أهل التراجم من ذكرتهم آنفا جلى جدا لمن طالع ما كتبوه عن الشفاء أنها أقاويل تقال بدون أى سند. فمثلا ابن سعد يقول عن الشفاء فى الجزء المتمم للطبقات (ويقال ان عمر ولاها أمر السوق ولكن ولدها ينكرون ذلك ويغضبون منه) وقال فى موضع آخر (وربما ولاها شئ من أمر السوق) وخالف ابن عبد البر فقد قال ان من تولى السوق هو ابنها سليمان بن أبى حثمة وان عمر جمع الناس عليه فى قيام رمضان (وجدت رواية رمضان هذه وهى صحيحة) ونقله عنه ابن حجر فى ترجمة سليمان.وبما قاله ابن عبد البر قال الزرقانى فى شرحه.والحق ان العملية مشكلة وتفتح بابا لكل علمانى ليدس سمه فأردت ان تعلقوا على ذلك يا شيخ بارك الله فيكم ولكم فى أهليكم. التراجم تقول (يقال ,ربما ,ولكن ولدها ينكرون ويغضبون, سليمان هو الذى تولى السوق) فليجدها رواية صحيحة من أراد ثم يحتج بها
والرواية عن ابن جرير واهية وكذلك ذكروا عن ابن القاسم مثلها وهي منقطعة حيث هي من رواية ابن ابي مريم وليست في كتب المالكية أنفسهم
أطلت عليكم
وللحديث بقية ان شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/228)
ـ[الاعتصام]ــــــــ[09 - 06 - 05, 10:42 ص]ـ
أنا في انتظار البقية
فلا تتأخر بارك الله فيك
ـ[الاعتصام]ــــــــ[09 - 06 - 05, 10:59 ص]ـ
وهناك شبهه أخرى تثار حول الحديث من جهة المتن فلو ادليت بدلوك في الرد عليها لا عدمناك ومنها:
@@ أن هذا الحديث أعني حديث (لن يفلح .. ) من الاحكام التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في زمنه باعتباره حاكماً وليس مشرعاً. بمعنى ان الحكم بعدم الفلاح مرتبط بزمنه صلى الله عليه وسلم.
@@ ومنها: أن الاحكام الدستورية ومنها حق المرأة في المشاركة في السياسة لا تثبت بحديث الآحاد. (ذكر هذه الشبه الدكتور عبدالحميد الشواربي في كتابه مباديء الحكم في الاسلام).
@@ ومنها: أن الحديث آحاد وقد خالف الواقع اذ ثبت ان نساء ً كثر قد تسنمن الرئاسة في دول شتى ونجحن في ادارتها أكثر من الرجال. كالمرأة الحديدية ماغريت تاتشر وجولدا مائير ووو.
@@ ومنها أن الحديث ليس فيه ما يدل على التحريم من خلال الاخبار عن عدم الفلاح وانما يدل على الكراهة التي تنتفي بوجود المصلحة من الافادة من بعض الطاقات والقدرات (المعطلة) بزعمهم.
الحقيقة أن بعض الدعاة متأثرين ببعض هذه الشبهات وأرى ان القيام بالتأصيل العلمي لرد هذه الشبهات ولا سيما في هذه الظروف التي تمر بها الامة من أوجب الواجبات.
ـ[الاعتصام]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:36 م]ـ
الرفع رفع الله قدركم واعلى منزلتكم
لعل في وقتكم متسع للاجابة
ـ[الاعتصام]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:37 م]ـ
الرفع رفع الله قدركم واعلى منزلتكم
لعل في وقتكم متسعا للاجابة
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[21 - 08 - 07, 09:50 م]ـ
وللشيخ العلَّامة / عبد المحسن العبَّاد - حفظه الله - ردٌّ على الدكتور الأشقر؛ تجده هنا:
http://www.alathar.net/ebook/index.php?page=shbo&boid=13(32/229)
رجل عقد القران على فتاة ولم يدخل بها هل تحرم على أبيه
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 08:56 م]ـ
أفيدونا بالنقول والتحقيق العلمي
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 06 - 04, 10:13 م]ـ
ألاخ الحبيب (وهج البراهين) وفقه الله تعالى.
لعلكم تتنازلون قليلا عن شرطكم في التحقيق العلمي، لان هذا الملتقى للمذاكرة والتباحث، والتحقيق العلمي فيه مشقة فالناس ليست متفرغة وهو موجود في مظانه من كتب أهل العلم.
وعطفا على المسألة فالذي عليه أهل العلم هو أنها تحرم للابد بمجرد العقد دون أشتراط الوطء والدخول.
** ونقل الاجماع عليه غير واحد منهم القرطبي رحمه الله قال في تفسيره:
أجمع العلماء على تحريم ما عقد عليه الآباء على الأبناء، وما عقد عليه الأبناء على الآباء، كان مع العقد وطء أو لم يكن؛ لقوله تعالى: (ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء)، وقوله تعالى:
(وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم).
أنتهى كلامه يرحمه الله.
** قال ابن رشد في البداية: (فهؤلاء الأربع اتفق المسلمون على تحريم اثنين منهن بنفس العقد، وهو تحريم زوجات الآباء والأبناء).
** قال فقيه الاسلام وشيخ الحنابلة الموفق رحمه الله في المغنى - لفظا ومعنى - قال: ((الثالثة حلائل الابناء .... فيحرم على الرجل ازواج أبنائه .. بمجرد العقد ولا نعلم في ذلك خلافا)).
** قال منجنيق الاسلام ابن حزم في المحلى: ((وكذلك لايحل زواج أمرأة .... إذا كانت ممن حل لولده و طؤها ..... أما من عقد فيها الرجل زواجا فلا نعلم خلافا في تحريمها الى الابد على أبيه وأجداده)).
أخي الحبيب ارجو ان يكون ما نقل من الاجماع كافيا لتنتفع به.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 02:06 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع فتاواه (32/ 65،66):
وأما المحرمات بالصهر فيقول كل نساء الصهر حلال له إلا أربعة أصناف بخلاف الأقارب فأقارب الإنسان كلهن حرام إلا أربعة أصناف وأقارب الزوجين كلهن حلال إلا أربعة أصناف وهن حلائل الاباء والأبناء وأمهات النساء وبناتهن فيحرم على كل من الزوجين أصول الآخر وفروعه. يحرم على الرجل أم امرأته وأم أمها وأبيها وإن علت وتحرم عليه بنت إمرأته، وهي الربيبة، وبنت بنتها وإن سفلت وبنت الربيب أيضا حرام كما نص على الأئمة المشهورون: الشافعي وأحمد وغيرهما ولا أعلم فيه نزاعا ويحرم عليه أن يتزوج بإمراة أبيه وإن علا وإمرأة ابنه وإن سفل فهؤلاء الأربعة هن المحرمات بالمصاهرة في كتاب الله وكل من الزوجين يكون أقارب الآخر أصهارا له وأقارب الرجل أحماء المرأة وأقارب المرأة أختان الرجل
وهؤلاء الأصناف الأربعة يحرمن بالعقد
إلا الربيبة فإنها لا تحرم حتى يدخل بأمها فإن الله لم يجعل هذا الشرط إلا في الربيبة والبواقي أطلق فيهن التحريم فلهذا قال الصحابة أبهموا ما أبهم الله وعلى هذا الأئمة الأربعة وجماهير العلماء(32/230)
العادة محكمة
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[01 - 06 - 04, 08:58 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
من القواعد التي يقع فيه الخطأ كثيرا قاعدة (العادة محكمة) و بلفظ آخر (المعروف عرفا كالمشروط شرطا).
حتى أن كثير من فقهاء التيسير كما يسمون أنفسهم بل و كثير من العلمانيين يحتج بهذه القاعدة في تعطيل كثير من نصوص الشرع و مما علم من الدين بالضرورة كقضية الحجاب و الميراث و أحكام أهل الذمة و جهاد الطلب و غيرها من الأحكام الشرعية التي عارضت الضغط التغريبي على المسلمين فما كان من المستغربين إلا أن يجتهدوا حتى يجدوا لهم مخارج للتوفيق بين الشرع و بين الضغط التغريبي الذي تواجهه الأمة الإسلامية اليوم من أعدائها و هذا الأسلوب الذي أتبعه المستغربون ليس بجديد فهؤلاء المنافقون في زمن النبي صلى الله عليه و سلم كانوا يحاولون التوفيق بين الشرع و بين الجاهلية كما قال الله تعالى عنهم {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا} (62) سورة النساء.
و ذكر أهل العلم هذا الأسلوب عن الكثير من أهل الألحاد و الضلال كالمتكلمة في قولهم بالجمع بين القواطع العقلية و الظواهر الشرعية بل تقديمهم القواطع العقلية على الظواهر الشرعية كما زعموا.
و الصوفية كما ذكر عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية يقدمون الذوقيات و الحقائق على الكتاب و السنة قال رحمه الله (والثانية فى طريقة الحال والسماع وقد تكون فى طريقة العبادات الظاهرة والسياسات السلطانية فالمتكلمة جعلوا بازاء الشرعيات العقليات أو الكلاميات والمتصوفة جعلوا بازائها الذوقيات والحقائق والمتفلسفة جعلوا بازاء الشريعة الفلسفة والملوك جعلوا بازاء الشريعة السياسة وأما الفقهاء والعامة فيخرجون عما هو عندهم الشريعة الى بعض هذه الأمور أو يجعلون بازائها العادة أو المذهب أو الرأى) و هذا كلام جامع لمخالفي الشرع لإمام من أئمة أهل السنة و الجماعة.
و قبا أن نشرع في بيان معنى العادة و شروطها لا بد من ذكر الحقائق المعتبرة في الشرع و كيفية التقديم بينها:
الحقيقة الأولى: الحقيقة اللغوية و هي ما استعمل فيما وضع له في اللغة و مثاله الصلاة في اللغة الدعاء.
الحقيقة الثانية: الحقيقة العرفية و مثالها الدابة فإن حقيقتها العرفية ذات الأربع من الحيوان فتحمل عليه في كلام أهل العرف و إن كان في اللغة المراد بها كل من دب على الأرض.
الحقيقة الثالثة: الحقيقة الشرعية و هي ما استعمل فيما وضع له في الشرع مثالها الصلاة و قد ذكرنا أنها في اللغة الدعاء و لكن جاء الشارع فزاد بعض الأوصاف فأصبح فيما وضع لها الشارع حقيقة شرعية فإن حقيقتها الشرعية الأقوال والأفعال المعلومة المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم فتحمل في كلام أهل الشرع على ذلك علما بأن الشارع لا يلغي أبدا الحقيقة اللغوية و إلا للزم أن القرآن نزل بغير لغة العرب و لكن يزيد فيها بعض الأوصاف التي لا توجد في الحقيقة اللغوية فتسمى حقيقة شرعية.
لا بد ان يعلم بان كل حقيقة تخالف الحقيقة الشرعية فهي حقيقة مردودة و هذا الأصل بإجماع الأمة القطعي.
فإذا عارضت الحقيقة اللغوية الحقيقة الشرعية لم تقبل الحقيقة اللغوية بل لا يجوز تفسير كتاب الله تعالى بمجرد اللغة دون النظر إلى الحقائق الشرعية من الكتاب و السنة و الإجماع و تفسير السلف لكتاب الله تعالى لأنه كما ذكرنا سابقا قد يكون الشارع ذكر بعض الأوصاف التي غيرت المعنى اللغوي إلى معنى آخر شرعي.
و إذا عارضت الحقيقة العرفية الحقيقة الشرعية لم تقبل الحقيقة العرفية لتعارضها من الشرع و لا يقال هنا بأن المعروف عرفا المشروط شرطا.
و للحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[02 - 06 - 04, 02:25 ص]ـ
عرف الجرجاني العرف بقوله (" العرف ما استقرت النفوس عليه بشهادة العقول، وتلقّته الطبايع بالقبول ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/231)
و قال بعضهم (" هي الامر الذي يتقرر بالنفوس ويكون مقبولاً عند ذوي الطباع السليمة بتكراره المرة بعد المرة ثم قال: والعرف بمعنى العادة ").
و أورد بعضهم أن الاعراف تتفاوت وتختلف باختلاف الازمنة والامكنة، فهل تختلف العقول والطباع السليمة معها أم ماذا؟.
هذا اللازم يلزم إذا كانت الأعراف متناقضة أو متضادة فهنا يلزم أن يكون ما تتقبله الطباع يتناقض أما إذا كان من قبيل اختلاف التنوع لا من قبيل اختلاف التضاد فلا يلزم.
و ينقسم العرف إلى:
عرف عام و هو العرف الذي يشترك فيه غالبية الناس.
و عرف خاص وهو العرف الذي يصدر عنه فئة من الناس تجمعهم وحدة من زمان معين أو مكان كذلك أو مهنة خاصة أو فن، كالاعراف التي تسود في بلد أو قطر خاص، أو تسود بين أرباب مهنة خاصة أو علم أو فن ; ويدخل في هذا القسم كثير من عوالم استعمال الالفاظ وإعطائها طابعاً خاصاً له تميزه عند أهل ذلك العرف، وقسم من المعاملات التي يتميزون بها عن غيرهم من أهل الاعراف الاخر.
فالعرف العام يلزم عموم الناس و العرف الخاص يلزم فقط أصحاب العرف الخاص و لا يلزم عموم الناس.
و ينقسم كذلك إلى:
عرف قولي و هو العرف الذي ينقل معاني الألفاظ اللغوية إلى معاني عرفية قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (فالحقيقة العرفية هي ما صار اللفظ دالاً فيها على المعنى بالعرف لا باللغة، وذلك المعنى يكون تارة أعم من اللغوي وتارة أخص وتارة يكون مباينًا له لكن بينهما علاقة استعمل لأجلها.
فالأول مثل لفظ الرقبة و الرأس ونحوهما كان يستعمل في العضو المخصوص ثم صار يستعمل في جميع البدن.
والثاني مثل لفظ الدابة ونحوها كان يستعمل في كل ما دب ثم صار يستعمل في عرف بعض الناس في ذوات الأربع وفي عرف بعض الناس في الفرس وفي عرف بعضهم في الحمار).
و عرف عملي و هي تعارف الناس على عمل معين دون التلفظ كبيع المعاطاة قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (القول الثالث: أنها تنعقد بكل ما دل على مقصودها من قول أو فعل. فكل ما عده الناس بيعًا وإجارة فهو بيع وإجارة؛ وإن اختلف اصطلاح الناس في الألفاظ والأفعال، انعقد العقد عند كل قوم بما يفهمونه بينهم، من الصيغ والأفعال، وليس لذلك حد مستمر، لا في شرع، ولا في لغة، بل يتنوع بتنوع اصطلاح الناس، كما تتنوع لغاتهم.
فإن لفظ البيع والإجارة في لغة العرب، ليس هو اللفظ الذي في لغة الفرس، أو الروم، أو الترك، أو البربر، أو الحبشة، بل قد تختلف أنواع اللغة الواحدة، ولا يجب على الناس التزام نوع معين من الاصطلاحات في المعاملات، ولا يحرم عليهم التعاقد بغير ما يتعاقد به غيرهم، إذا كان ما تعاقدوا به دالًا على مقصودهم، وإن كان قد يستحب بعض الصفات، وهذا هو الغالب على أصول مالك. وظاهر مذهب أحمد.
ولهذا يصح في ظاهر مذهبه بيع المعاطاة مطلقًا، وإن كان قد وجد اللفظ من أحدهما، والفعل من الآخر؛ بأن يقول: خذ هذا لله، فيأخذه. أو يقول: أعطني خبزًا بدرهم فيعطيه. أو لم يوجد لفظ من أحدهما؛ بأن يضع الثمن، ويقبض جرزة البقل، أو الحلواء، أو غير ذلك، كما يتعامل به غالب الناس. أو يضع المتاع ليوضع له بدله، فإذا وضع البدل الذي يرضي به أخذه، كما يجلبه التجار على عادة بعض أهل المشرق.
فكل ما عده الناس بيعًا فهو بيع. وكذلك في الهبة مثل الهدية. ومثل تجهيز الزوجة بمال يحمل معها إلى بيت زوجها، إذا كانت العادة جارية بأنه عطية لا عارية. وكذلك الإجارات؛ مثل ركوب سفينة الملاح المكاري، وركوب دابة الجمّال، أو الحمّار، أو البغّال المكاري على الوجه المعتاد أنه إجارة، ومثل الدخول إلى حمام الحمّامي؛ يدخلها الناس بالأجرة، ومثل دفع الثوب إلى غسّال، أو خيّاط، يعمل بالأجر، أو دفع الطعام إلى طباخ، أو شوّاي للآخر، سواء شوي اللحم مشروحًا أو غير مشروح ..... )
و ينقسم من حيث الصحة و الفساد إلى:
عرف صحيح و مدار استعماله فيما لم يجعل الشارع له حدا قال شيخ الإسلام بن تيمية وإذا كان فائدة الحد بيان مسمى الاسم، والتسمية أمر لغوي وضعي، رجع في ذلك إلى قصد ذلك المسمى ولغته؛ ولهذا يقول الفقهاء: من الأسماء ما يعرف حده بالشرع، ومنها ما يعرف حده بالعرف.).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/232)
و قال (فإن ما أمر اللّه به، منه ما هو محدود بالشرع، كالصلوات الخمس، وطواف الأسبوع بالبيت، ومنه ما يرجع في قدره إلى اجتهاد المأمور، فيزيده وينقصه بحسب المصلحة التي يحبها اللّه.
فمن هذا ما اتفق عليه الناس، ومنه ما تنازعوا فيه، كتنازع الفقهاء فيما يجب للزوجات من النفقات: هل هي مقدرة بالشرع؟ أم يرجع فيها إلى العرف، فتختلف في قدرها وصفتها باختلاف أحوال الناس؟ وجمهور الفقهاء على القول الثاني، وهو الصواب لقول النبي صلى الله عليه وسلم لهند: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف)، وقال أيضًا في خطبته المعروفة: (للنساء كسوتهن ونفقتهن بالمعروف).
وكذلك تنازعوا ـ أيضًا ـ فيما يجب من الكفارات: هل هو مقدر بالشرع أو بالعرف؟).
و قال (ومما ينبغي أن يعلم: أن القرآن والحديث إذا عرف تفسيره من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى أقوال أهل اللغة؛ فإنه قد عرف تفسيره وما أريد بذلك من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم؛ ولهذا قال الفقهاء: (الأسماء ثلاثة أنواع) نوع يعرف حَدّه بالشرع كالصلاة والزكاة، ونوع يعرف حده باللغة كالشمس والقمر، ونوع يعرف حده بالعرف كلفظ القبض، ولفظ المعروف في قوله: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].).
و قال رحمه الله (وكذلك في سائر الكفارات، إذا أعطاه مما يقتات به مع أدمه، فهو أفضل من أن يعطيه حبًا مجردًا إذا لم يكن عادتهم أن يطحنوا بأيديهم، ويخبزوا بأيديهم، والواجب في ذلك كله ما ذكره الله تعالى بقوله: {إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ} الآية [المائدة: 89]، فأمر الله تعالى بإطعام المساكين من أوسط ما يطعم الناس أهليهم.
وقد تنازع العلماء في ذلك، هل ذلك مقدر بالشرع، أو يرجع فيه إلى العرف، وكذلك تنازعوا في النفقة؛ نفقة الزوجة. والراجح في هذا كله أن يرجع فيه إلى العرف، فيطعم كل قوم مما يطعمون أهليهم، ... )
و قال رحمه الله (والأسماء تعرف حدودها تارة بالشرع؛ كالصلاة والزكاة والصيام والحج، وتارة باللغة؛ كالشمس والقمر والبر والبحر، وتارة بالعرف كالقبض والتفريق.
وكذلك العقود كالبيع والإجارة والنكاح والهبة، وغير ذلك، فما تواطأ الناس على شرط، وتعاقدوا، فهذا شرط عند أهل العرف .... ).
و قال رحمه الله (وذلك أن الله ذكر البيع والإجارة والعطية مطلقا في كتابه، ليس لها حد في اللغة ولا الشرع فيرجع فيها إلى العرف.)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (واعلم أن من لم يحكم دلالات اللفظ ويعلم أن ظهور المعنى من اللفظ تارة يكون بالوضع اللغوى أو العرفى أو الشرعى إما فى الألفاظ المفردة وإما فى المركبة وتارة بما اقترن باللفظ المفرد من التركيب الذى تتغير به دلالته فى نفسه وتارة بما اقترن به من القرائن اللفظية التى تجعله مجازا وتارة بما يدل عليه حال المتكلم والمخاطب والمتكلم فيه .. ).
فوظيفة العرف في الشرع هي بيان حد بعض الأحكام الشرعية التي لم يجعل لها الشارع حدا كنفقة الزوجه و القبض و الكفارات و حد السفر الذي يجوز فيه القصر و غيرها.
لذا متى ما جاء العرف بمخالفة الشرع كان عرفا فاسدا كما نرى اليوم من تعارف بعض الشعوب على خروج المرأة متبرجة او خروجها للعمل من غير حاجة أو تعاملهم بالربا أو التحام إلى القوانين الوضعية أو دخولهم في جيش الطاغوت و قتالهم معه و كل هذه مخالفات منها ما هو كفر مخرج من الملة و منها ما دون ذلك.
فالعرف لو كان صحيحا لا يأتي بتشريع جديد و إنما هو مبين لمراد الشارع سكت عن بيانه الشارع وإحاله بيانه لما يراه الناس من مصلحة لهم فيه من دون الدخول في المحرم.
و العرف الفاسد هو الذي قال الله تعالي عنه {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (116) سورة الأنعام فهذا العرف هو الذي خالف الشرع.
و من شروط العرف أن مطردا أن يكون عرفا مستمرا متبعا.
و أن يكون عاما غالبا أي لا يكون خاصا لفرد معين أما ما كان خاصا لقوم معينين فليزم هؤلاء القوم فقط و لا يلزم عموم الناس.
أن لا يكون مخالفا للشرع.
و الله أعلم.
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[11 - 04 - 10, 11:32 م]ـ
سؤال:
في حال اختلاف الزوجين في شروط النكاح أيرجعُ إلى العُرف أم لا اعتبار له؟
كأن يكون العرف جارياً باشتراط مسألة ما ولم تشترط المرأة تلك المسألة ثم اختلفا حولَها أيُرجَع للعرف في هذه الحالة؟
ـ[أبو عمر بن محمد أحمد]ــــــــ[12 - 04 - 10, 10:21 ص]ـ
سؤال:
في حال اختلاف الزوجين في شروط النكاح أيرجعُ إلى العُرف أم لا اعتبار له؟
كأن يكون العرف جارياً باشتراط مسألة ما ولم تشترط المرأة تلك المسألة ثم اختلفا حولَها أيُرجَع للعرف في هذه الحالة؟
الأخ العزيز القاسم بم محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأصل أن العرف لا يقوم مقام الشرط والعرف محكم عند عدم وجود نص صريح فى المسألة أما فى مسألتنا هذه فقد بين الله تعالى أعظم بيان فى كتابه و كذلك رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فى سنته حقوق المرأة على الرجل وحقوق الرجل على المرأة. ثم أباح الشارع الحكيم إشتراط المرأة على الرجل و الرجل على المرأة عند العقد و بين أن (المسلمون عند شرطه إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا.
فلا ينبغى فتح باب الأستناد إلى الأعراف على مصرعيه خاصة وقد اصبح فى زماننا كثير من الاعراف تخالف الشرع الصريح وقد فصل الله تعالى ورسوله لكل ذى حق حقه فيرجع إلى الكتاب والسنة عند الإختلاف. (إن اختافتم فى شىء فردوه إلى الله و رسوله) وإلى الشروط المثبتة فى العقد لأنها محكمة بمستند الشرع(32/233)
نداء لأهل العلم في الإجابة على بعض الأسئلة
ـ[ abu wajde] ــــــــ[02 - 06 - 04, 12:17 ص]ـ
لدي بعض الأسئلة والتى أتطلب من الإخوة الكرام ذكر الأدلة عليها إن وجدت من الكتاب أو السنة أو الأثر.
1_ هل واجب على المرأة أن تخدم زوجها.
2_ هل إذا أقفل الزوج على زوجته باب الشقة لمنعها من حضور حفل أو لخروجه من البيت هل في ذلك مانع.
3_ هل يحق للأب أن يأخذ الزوجة بإذن زوجها لمدة معينة ومن ثم يطيل المدة برغبته دون أخذ إذن مسبق من الزوج وهل يحق له أن يسمح لها بالخروج أينما شاءت وهي في بيته دون علم زوجها ... أرجو الرد إن كان هناك خلاف بسيط بينهما هل يحق للأب ماسبق.
4_ كان من شروط العقد إكمال الدراسة للزوجة وأثناء الإختبارات تحفظ الأب ببنته في بيته لأدائها الإختبارات دون البدء في حل الخلاف بين الزوجين ... وأيهما أولى أداء الإختبارات أم حل الخلاف الزوجي.
5 _ هل للأب أحقية في طلب الخلع لبنته بدون سبب أو بسبب تافه.
6_ هل للمرأة أن تطلب الخلع بسبب أو بدون سبب مقنع.
هذه بعض الأسئلة التى قد سئلت عنها أرجو ممن يعرف بعض الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة أو الأثر ذكرها مع ذكر المرجع إن أمكن.
ولكم جزيل الشكر(32/234)
بالنسبة لحديث تقترق امتي وفيه الاماانا عليه واصحابي مامصدر الحديث وهل ضعفه احد من ال
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[02 - 06 - 04, 12:53 ص]ـ
بالنسبة لحديث تقترق امتي وفيه الاماانا عليه واصحابي مامصدر الحديث وهل ضعفه احد من العلماء
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[02 - 06 - 04, 06:41 م]ـ
هل يجيبنا استاذنا عبد الرحمن الفقيه وعندي سؤال اخر اخي لاني اعيش في الغرب هل لفظ حزب الله يدخل فيه كل المسلمون ام انه خاص بطائفة في الامة وكذلك اهل السنة والجماعة هل يعم جميع الامة
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?threadid=51921
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 06 - 04, 11:57 ص]ـ
أخي ابن الشاطئ
الحديث صحيح بإجماع علماء الحديث
تجد تخريجه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2775
وأما عن سؤالك الأخير فهو موضح بالرابط أعلاه، وأزيد أن أهل الإسلام هم أهل القبلة، وهم 73 فرقة، إحداها (وأكبرها) هي فرقة أهل السنة والجماعة.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخي لكن بعض العلماء عندنا في الغرب يقول ان العلماء اختلفوا في الحديث فبعضهم ضعفه والبعض الاخر صححه
وعموما جزاكم الله خيرا انا فرحت بهذا الرابط ولو هناك ملف في هذا احتفظ به يكون جيد
اما هذه اخي الكريم فلم افهمها:
وأما عن سؤالك الأخير فهو موضح بالرابط أعلاه،(32/235)
ما الحكم في رجل عقد على امرأة وخلا بها دون علم وليها
ـ[الممتع]ــــــــ[02 - 06 - 04, 01:18 ص]ـ
سألني أحد الأخوة عن هذه المسألة:
ما الحكم في رجل عقد على امرأة عقداً شرعياً بحضور وليها وشاهدين، ثم بعد ذلك خلا بالمرأة دون علم وليها ودون أن يأذن؟ هل فعله حرام، وما الحكم لو جامعها، هل هو آثم؟
نرجو من مشايخنا الإفادة مع جزيل الشكر
ـ[صلاح هلل]ــــــــ[02 - 06 - 04, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اختلف أهل العلم في ذلك، ورجَّح غير واحدٍ المنع، وهو الراجح.
والمشهور بين الناس المنع من الدخول بالمعقود عليها حتى يدخل بها زوجها بعلم وليها بطريقه الشرعي، فصار هذا العرف المشهور كالشرط في النكاح، فلا يجوز لأحد الإخلال بهذا الشرط بعد ذلك.
والمسلمون عند شروطهم.
وبهذا أخذت دار الإفتاء المصرية في أكثر من عهدٍ؛ كما في ((الفتاوى الإسلامية)) (5/ 1840، 1915 رقم 805، 846).
وهو الراجح الذي تؤيده ضوابط النكاح، وأصول الشريعة.
هذا وعلى المرأة أن تمنع العاقد عليها من إتيان مقدمات ذلك؛ كالملامسة، والتقبيل ونحو ذلك، خشية أن يؤول ذلك ويفضي إلى المحذور.
ومن حام حول الحِمَى أوشك أن يواقعه.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 06 - 04, 02:34 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة صلاح هلل
والمشهور بين الناس المنع من الدخول بالمعقود عليها حتى يدخل بها زوجها بعلم وليها بطريقه الشرعي، فصار هذا العرف المشهور كالشرط في النكاح، فلا يجوز لأحد الإخلال بهذا الشرط بعد ذلك.
والمسلمون عند شروطهم.
الشيخ صلاح هلل وفقه الله
الجزء المقتبس في كلامكم صحيح. فيكون آثماً إن جامعها. أما ما دون ذلك كالخلوة فليس ممنوعاً إلا إن اشترط أهلها غير ذلك، ولا يبدو هذا من صيغة السؤال.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 01:18 م]ـ
الحمد لله وحده ...
بارك الله فيك شيخنا الأمين
ويضاف لكلامكم أن الاثم إنما هو لخلف الشرط فقط , ولا دخل للزنا هنا كما يدعي بعض الجهلة.
ويستدل على ذلك بحديث البخاري: (أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به , ما استحللتم به الفروج)
كما تحسن الإشارة إلى أن جمهور الفقهاء يُثبتون نصف المهر بمجرد الخلوة.
ـ[الممتع]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:18 م]ـ
اشكر مشايخنا الفضلاء على الإفادة
ولكن أشكل علي مستند المنع ما هو؟ يعني هل من دليل يمنع من ذلك؟ وماذا يترتب على الخلوة من أحكام شرعية، اقصد الخلوة بدون علم الولي واذنه
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:34 م]ـ
الاخ الفاضل الازهري قلتم:
(كما تحسن الإشارة إلى أن جمهور الفقهاء يُثبتون نصف المهر بمجرد الخلوة).
قلت: جمهور الفقهاء يثبتون المهر كاملا بمجرد الخلوة.
وهو قول المالكية و الحنفيه و رواية عن الحنابلة وهو قول الشافعي في القديم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=9485&highlight=%CB%E1%C7%CB
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 06 - 04, 08:59 م]ـ
أظن الأخ الأزهري يقصد:
إذا عقد عليها ولم تحدث خلوة بينهما فقد استحقت نصف المهر. وإن حدثت خلوة فقد استحقت النصف الآخر (يعني كامل المهر) على قول الجمهور.
وإن كان الأرجح أن الخلوة غير كافية، ولا بد من الدخول.
قال الأخ الأزهري: "ويضاف لكلامكم أن الاثم إنما هو لخلف الشرط فقط , ولا دخل للزنا هنا كما يدعي بعض الجهلة. ويستدل على ذلك بحديث البخاري: (أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به , ما استحللتم به الفروج) "
وهذا كلام صحيح. ويجب التحذير من قول شاذ لبعض الفقهاء بجواز إخلاف الوعد. وهذا من زلات العلماء، فلا يعول عليه.
ـ[{أبو أحمد}]ــــــــ[02 - 06 - 04, 09:18 م]ـ
وهل الكلام بالهاتف أوغيره يُمنع منه إذا كان العرف يمنعه؛ فيكون هذا بمثابة الشرط بل لو علم الأهل بالمكالمة ربما ألغوا النكاح فهل لو اتصل عليها سرا يلحقه شيء
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 10:56 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الأخ الكريم المتمسك جزاك الله خيرا
الأخ الكريم محمد الأمين جزاك الله خيرا ,ومقصدي هو كما بينت.
ـ[احمد القصير]ــــــــ[03 - 06 - 04, 03:19 ص]ـ
الذي يظهر أن الخلوة والمباشرة بدون علم الولي ليس فيها إثم من الناحية الشرعية، فهي زوجة شرعية لا شك في ذلك، لكن قد يمنع من ذلك قضاء، لاحتمال وقوع مفاسد، فمثلاً: قد يطلق الزوج وينفي الخلوة، فلا تستحق إلا نصف المهر قضاء، وقد يقع حمل فينفيه الزوج، فلا ينسب له قضاء وإن ادعت هي أنه خلا بها.
لكن لو خلا وجامع فلا يظهر التأثم شرعاً، والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 06 - 04, 03:44 ص]ـ
الإثم ليس لأنه عاقد عليها فحسب، بدون العرس. بل الإثم لأنه خالف الشرط الذي تعهد بالتزامه.
ـ[احمد القصير]ــــــــ[03 - 06 - 04, 05:06 ص]ـ
وأين الشرط؟ ليس ثمة شرط، لكن يمنع من ذلك قضاء فقط، فمثلا لو أن إنسانا سرق منك مالا ولم تستطع إقامة البينة، فلا مال لك قضاء، لكن لو تحايلت وقمت باسترجاعه منه خلسة؛ فإنه لا إثم عليك شرعاً، لكن تدان به قضاء إن أقام عليك البينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/236)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 06 - 04, 05:43 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة صلاح هلل
والمشهور بين الناس المنع من الدخول بالمعقود عليها حتى يدخل بها زوجها بعلم وليها بطريقه الشرعي، فصار هذا العرف المشهور كالشرط في النكاح، فلا يجوز لأحد الإخلال بهذا الشرط بعد ذلك.
والمسلمون عند شروطهم.
هذا هو الشرط
ـ[احمد القصير]ــــــــ[03 - 06 - 04, 02:28 م]ـ
لا يظهر لي أن يكون عرف الناس هو الذي يبنى عليه التحليل والتحريم، لكن المسألة تبنى على المصالح والمفاسد، وهذا يمنع منه لما قد يترتب عليه من مفاسد وحسب.
وماذا تقول لإنسان سألك وقال: إني عقدت على امرأة ووقعت عليها دون علم وليها، هل أنا آثم، وهل يقام عليه الحد؟
في نظري أن لا أثم، وهي زوجته حلال له، لكن هذا يترتب عليه مفاسد لا في ذات الزواج وإنما بأمور تتعلق بحقوق الزوجين، وحسب.(32/237)
كذب الرافضة الأشرار على الأئمة الأطهار: الوصية، من كنت مولاه
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 06 - 04, 02:19 ص]ـ
أخرج ابن عاصم محمد بن عاصم الثقفي الأصبهاني في جزئه العالي المشهور، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 393)، والمزي في تهذيب الكمال (في ترجمة زين العابدين على بن الحسين رضي الله عنهم)
[41]
حدثنا شبابة عن الفضيل بن مرزوق قال سألت عمر بن علي وحسين بن علي _ عَمَّي جعفر _ قال قلت:
هل فيكم إنسان من اهل البيت أحد مفترض طاعته تعرفون له ذلك ومن لم يعرف له ذلك فمات مات ميتة جاهلية؟
فقال: لا والله ما هذا فينا، من قال هذا فينا فهو كذَّاب
قال فقلت لعمر بن علي: رحمك ا لله إن هذه منزلة، إنهم يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى عليٍ وأن عليا أوصى الى الحسنِ وأن الحسنَ أوصى الى الحسينِ وأن الحسينَ أوصى الى ابنه علي بن الحسين وأن علي بن الحسين اوصى إلى ابنه محمد بن علي.
قال: والله لقد مات أبي فما أوصاني بحرفين، مالهم قاتلهم الله، إنْ هؤلاء إلا مُتَأَكِّلِيْنَ بِنَا.
هذا خنيس وهذا خنيس الحُرُّ (1) وما خنيس الحُرُّ (1)
قال قلت له: هذا المعلى بن خنيس.
قال: نعم المعلى بن خنيس، والله لقد أَفْكَرْتُ على فراشي طويلا أتعجب من قوم لَبَسَ الله عز وجل عقولهم حتى أَضَلَّهُم المعلى بن خنيس. ا. هـ
[حسن]
وأخرجه ابن سعد في الطبقات في ترجمة (عمر بن علي بن حسين)
قال: أخبرنا شبابة بن سوَّار أخبرنا فضيل بن مرزوق سألت عمر بن علي وحسين بن علي _ عَمَّي جعفر _ ... به
شبابة بن سوَّار: صدوق رمي بالإرجاء، وقد تكلم فيه العلماء بسبب أحاديث أخطأ ذكرها ابن عدي في ترجمته.
فضيل بن مرزوق: وثقه الثوري وابن عيينة وابن معين وقال مرَّة صالح الحديث إلا أنه شديد التشيع، وقال أبو حاتم: صدوق صالح الحديث يهم كثيرا يكتب حديثه ولا يحتج به.، وضعَّفه النسائي.، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطيء، وقال في المجروحين: كان يخطيء على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات، وقال عنه ابت حجر: صدوق يهم، ورمي بالتشيع.
قال الذهبي في السِّيّر: وحديثه في عداد الحسن إن شاء الله.
قال المزي في تهذيب الكمال (عن إسناد محمد بن عاصم الثقفي عن شبابة عن فضيل) وهذا من أصح الأسانيد وأعلاها.
والذي يظهر لي والعلم عند الله: أن إسناد القصَّة حسن، والخوف الذي قد يساورنا في هذا الاسناد هو رواية الفضيل فضائل مكذوبة لآل البيت، وهو هنا يروي فضائح للرافضة مع أنه شديد التشيع كما قال ابن معين.
[42]
حدثنا شبابة حدثنا الفضيل بن مرزوق قال:
سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يغلو فيهم:
ويحكم أحبونا لله، فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا.
قال: فقال له رجل إنكم ذو قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
فقال: ويحكم لو كان الله عز وجل نافعا بقرابة من رسوله بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منَّا أباه وأمَّه، والله إني لأخاف أن يضاعفَ للعاصي منَّا العذابُ ضعفينِ، والله إني لأرجو أن يوتى المحسنُ منَّا أجرَهُ مرتينِ.
قال ثم قال: لقد أساء بنا آباؤنا وامهاتنا إن كان آباؤنا ما تقولون في دين الله ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه، فنحن والله كنَّا أقرب منهم قرابة منكم وأوجب عليهم حقا وأحق بأن يرغِّبونا فيه منكم، ولو كان الأمرُ كمَا تقولون أن الله ورسوله اختارا عليا لهذا الامر والقيام على الناس بعده إن كان عليا لأعظمَ الناسِ في ذلكَ خطيئةً وجرمًا إذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يقومَ فيهِ كمَا أمره أوْ يَعْذِرَ فيه إلى النَّاسِ.
قال فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))؟!
قال: أَمَا واللهِ أَنْ لو يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الإمرةَ والسلطانَ والقِيَامَ على الناسِ لأفصحَ لهم بذلك كما أفصحَ لهم بالصلاةِ والزكاةِ وصيامِ رمضانَ وحجِّ البيتِ، ولقال لهم ((أيها الناس إن هذا وليُّ أمركم من بعدي فاسمعوا له واطيعوا)) فما كان من وراءِ هذا شيئا فإنَّ أنصحَ الناسِ كانَ للمسلمينَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. ا. هـ
ومن طريق ابن عاصم أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 70)
وأخرجه المزي في تهذيب الكمال (ترجمة: الحسن بن الحسن بن الحسن بن على رضي الله عنهم) من طريق ابن عاصم أيضا
[حسن]
قال المزي في تهذيب الكمال (عن إسناد محمد بن عاصم الثقفي عن شبابة عن فضيل) وهذا من أصح الأسانيد وأعلاها.
والذي يظهر لي والعلم عند الله: أن إسناد القصَّة حسن، والخوف الذي قد يساورنا في هذا الاسناد هو رواية الفضيل فضائل مكذوبة لآل البيت، وهو هنا يروي فضائح للرافضة مع أنه شديد التشيع كما قال ابن معين.
وقد حاول أحد علماء الروافض أن يطعن في هذه الروايات في كتابه (عبقات الأنوار) ((فارسي)) اختصره وعرَّبه باسم ((خلاصة عبقات الأنوار) على الحسيني الميلاني:
وهذا الكتاب ألفه الرافضي ليرد على كتاب ((التحفة الاثنا عشرية في الرَّدِّ على الإمامية)) تأليف العلاَّمة المحدِّث عبدالعزيز بن أحمد ولي الله العمري الدهلوي
أقول لقد حاول أن يرد هذه الرواية من عدَّة أوجه كلَّها جهالات وحيدة وسفسطة، وفي الحقيقة أني لا أريد أن أرد عليه هنا لأن هذا مضيعة للوقت أولا، ولأني لم أطلع على ما كتبه الإمام الدهلوي رحمه الله في التحفة ثانيا، لأن من العدل والإنصاف أن تقرأ كلام الاثنين ثم ترد وتوضح الحق.
ولعلي أورد شيئا من شبهاته مع الرَّدِ عليها إن كتب الله ذلك.
****************** (حاشية) ******************
(1) جاء عند ابن سعد وابن عساكر والمزي: الخرء
والله أعلم وأحكم
وكتب
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
13/ 4/1425
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/238)
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[16 - 11 - 06, 04:04 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ..
وعلى الرابط تجد رد الشيخ ماجد الصقعبي على الميلاني ..
الرد على الجاني علي الميلاني
في طعنه في أسانيد روايات خطبة أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لإبنة أبي جهل
بقلم: ماجد بن إبراهيم الصقعبي
http://www.fnoor.com/fn0855.htm(32/239)
لولا السنتان لهلك النعمان
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 06 - 04, 02:21 م]ـ
كثيرا ما يذكر الشيعة هذه المقولة ويتبجحون بها ويقولون نحن نأخذ ديننا من شيخ أئمتكم وهو جعفر الصادق فإن ابا حنيفة أخذ منه ومالك أخذ من ابي حنيفة والشافعي اخذ ن مالك واحمد أخذ من الشافعي.
بينما نرى البون الشاسع بين مذهب هؤلاء التلاميذ ومذهب شيخهم كما يقولون واظنه بريء منهم كبراءة يوسف.
فهلاَّ تفضل علينا أحد الكرام بتحقيق وتنقيح وتفتيش وتنقيش لهذه المسألة وبارك الله فيمن زاد الناس علماً
يقول التيجاني وهو بصدد مناقشة بعض الصبية! ((وسألني أحدهم: ما هو المذهب المتبع في تونس؟ قلت: المذهب المالكي، ولاحظت بعضهم يضحك، فلم أهتمّ لذلك، قال: ألا تعرفون المذهب الجعفري؟ فقلت: خير إن شاء الله، ما هذا الإسم الجديد؟ لا، نحن لا نعرف غير المذاهب الأربعة وما عداها فليس من الإسلام في شيء، وابتسم قائلاً: عفواً، أن المذهب الجعفري هو محض الإسلام، ألم تعرف بأنّ الإمام أبا حنيفة تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق؟ وفي ذلك يقول أبو حنيفة (لولا السنتان لهلك النعمان)، سكتُّ ولم أبد جواباً، فقد أدخل علي اسماً جديداً ما سمعت به قبل ذلك اليوم ولكني حمدتّ الله أنه ـ أي إمامهم جعفر الصادق ـ لم يكن استاذاً للإمام مالك وقلت نحن مالكية ولسنا أحنافاً، فقال: أنّ المذاهب الأربعة أخذوا عن بعضهم البعض فأحمد بن حنبل أخذ عن الشافعي والشافعي أخذ عن مالك وأخذ مالك عن أبي حنيفة وأبو حنيفة أخذ عن جعفر الصادق وعلى هذا فكلهم تلاميذ لجعفر بن محمد، وهو أول من فتح جامعة إسلامية في مسجد جدّه رسول الله وقد تتلمذ على يديه أكثر من أربعة آلاف محدّث وفقيه))
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 04, 03:50 م]ـ
هذه الكلمة التي يذكرها الرافضة أخزاهم الله إنما عمدتهم فيها ومرجعهم فيها كتاب التحفة الإثي عشرية
فقد جاء في مختصرها للآلوسي ص 8
(وهذا أبو حنيفة رضي الله عنه وهو هو بين أهل السنة كان يفتخر ويقول بأفصح لسان: لو السنتان لهلك النعمان، يريد السنتين اللتين صحب فيهما لأخذ العلم الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه) انتهى.
وهذا الكلام الذي ذكره ليس له أصل ولا أساس ولايعرف لافي كتب السنة ولافي كتب الشيعة
ولذلك لم تشتهر هذه المقولة إلا عند الرافضة المعاصرين ولم يذكرها سلفهم الفاسد.
و الشبهة التي يذكرونها من أن أصل علم الأئمة الأربعة مأخوذ عن جعفر الصادق
قد فندها ووضحها الإمام الهمام أحمد بن عبدالسلام ابن تيمية رضي الله عنه في منهاج السنة النبوية
وهذه هي المواضع التيب تكلم فيها عن هذا الموضوع
منهاج السنة النبوية ج: 3 ص: 140
هذا مما يبين أن هذه الحكاية كذب فإن أبا حنيفة إنما اجتمع بجعفر بن محمد وأما موسى بن جعفر فلم يكن ممن سأله أبو حنيفة ولا اجتمع به وجعفر بن محمد هو من أقران أبي حنيفة ولم يكن أبو حنيفة ممن يأخذ عنه مع شهرته بالعلم فكيف يتعلم من موسى بن جعفر
وفي المنهاج (7/ 529)
فصل
قال الرافضي و في الفقه الفقهاء يرجعون إليه
و الجواب أن هذا كذب بين فليس في الأئمة الأربعة و لا غيرهم من أئمة الفقهاء من يرجع إليه في فقهه أما مالك فان علمه عن
أهل المدينة و أهل المدينة لا يكادون يأخذون بقول علي بل اخذوا فقههم عن الفقهاء السبعة عن زيد و عمر و ابن عمر و نحوهم أما الشافعي فانه تفقه أولا على المكيين أصحاب ابن جريج كسعيد بن سالم القداح و مسلم بن خالد الزنجي و ابن جريج اخذ ذلك عن أصحاب ابن عباس كعطاء و غيره و ابن عباس كان مجتهدا مستقلا و كان إذا أفتى بقول الصحابة أفتى بقول أبي بكر و عمر لا بقول علي و كان ينكر على علي أشياء ثم أن الشافعي اخذ عن مالك ثم كتب كتب أهل العراق و اخذ مذاهب أهل الحديث و اختار لنفسه و أما أبو حنيفة فشيخه الذي اختص به حماد بن أبي سليمان و حماد عن إبراهيم و إبراهيم عن علقمة و علقمة عن ابن مسعود و قد اخذ أبو حنيفة عن عطاء و غيره و أما الإمام احمد فكان على مذهب أهل الحديث اخذ عن ابن عيينة و ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس و ابن عمر و اخذ عن هشام بن بشير و هشام عن أصحاب الحسن و إبراهيم النخعي و اخذ عن عبد الرحمن بن مهدي و وكيع بن الجراح و أمثالهما و جالس الشافعي و اخذ عن أبي يوسف و اختار لنفسه قولا و كذلك إسحاق بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/240)
راهويه وابو عبيد ونحوهم
و الاوزاعي و الليث اكثر فقههما عن أهل المدينة و أمثالهم لا عن الكوفيين فصل قال الرافضي أما المالكية فاخذوا علمهم عنه و عن أولاده و الجواب أن هنا كذب ظاهر فهذا موطأ مالك ليس فيه عنه و لا عن أحد أولاده إلا قليل جدا و جمهور ما فيه عن غيرهم فيه عن جعفر تسعة أحاديث و لم يرو مالك عن أحد من ذريته إلا عن جعفر و كذلك الأحاديث التي في الصحاح و السنن و المساند منها قليل عن ولده و جمهور ما فيها عن غيرهم
فصل
قال الرافضي و أما أبو حنيفة فقرأ على الصادق
و الجواب
أن هذا من الكذب الذي يعرفه من له أدنى علم فان أبا حنيفة من أقران جعفر الصادق توفي الصادق سنة ثمان و أربعين و توفي أبو حنيفة سنة خمسين و مائة و كان أبو حنيفة يفتي في حياة أبي جعفر والد الصادق و ما يعرف أن أبا حنيفة اخذ عن جعفر الصادق و لا عن أبيه مسألة واحدة بل اخذ عمن كان أسن منهما كعطاء بن أبي رباح و شيخه الأصلي حماد بن أبي سليمان و جعفر بن محمد كان بالمدينة فصل قال الرافضي و أما الشافعي فقرأ على محمد بن الحسن و الجواب أن هذا ليس كذلك بل جالسه و علاف عرف طريقته و ناظره و أول من اظهر الخلاف لمحمد بن الحسن و الرد عليه هو الشافعي
فان محمد بن الحسن اظهر الرد على مالك و أهل المدينة و هو أول من عرف منه رد على مخالفيه فنظر الشافعي في كلامه و انتصر لما تبين له انه الحق من قول أهل المدينة و كان انتصاره في الغالب لمذهب أهل الحجاز و أهل الحديث ثم أن عيسى بن إبان صنف كتابا تعرض فيه بالرد على الشافعي فصنف ابن سريج كتابا في الرد على عيسى بن إبان و كذلك احمد بن حنبل لم يقرأ على الشافعي لكن جالسه كما جالس الشافعي محمد بن الحسن و استفاد كل منهما من صاحبه و كان الشافعي و احمد يتفقان في أصولهما اكثر من اتفاق الشافعي و محمد بن الحسن و كان الشافعي أسن من احمد ببضع عشرة سنة و كان الشافعي قدم بغداد أولا سنة بضع و ثمانين في حياة محمد بن الحسن بعد موت أبي يوسف ثم قدمها ثانية سنة بضع و تسعين و في هذه القدمة اجتمع به احمد و بالجملة فهؤلاء اللاأمة الأربعة ليس فيهم من اخذ عن جعفر شيئا من قواعد الفقه لكن رووا عنه أحاديث كما رووا عن غيره و أحاديث غيره أضعاف أحاديثه و ليس بين حديث الزهري و حديثه نسبة لا في القوة و لا في الكثرة و قد استراب البخاري في بعض حديثه لما بلغه عن يحيى بن سعيد
القطان فيه كلام فلم يخرج له و لم يكذب على أحد ما كذب على جعفر الصادق مع براءته كما كذب عليه فنسب إليه علم البطاقة و الهفت و الجدول و اختلاج الأعضاء و منافع القران و الكلام على الحوادث و أنواع من الإشارات في تفسير القران وتفسير قراءة السورة في المنام وكل ذلك كذب عليه وأيضا جعفر الصادق اخذ عن أبيه وعن غيره كما قدمنا وكذلك أبوه اخذ عن علي بن الحسين وغيره وكذلك علي بن الحسين اخذ العلم عن غير الحسين اكثر مما اخذ عن الحسين فان الحسين قتل سنة إحدى وستين وعلي صغير فلما رجع إلى المدينة اخذ عن علماء أهل المدينة فإن علي بن الحسين اخذ عن أمهات المؤمنين عائشة وأم سلمة وصفية واخذ عن ابن عباس والمسور بن مخرمة وأبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب وغيرهم وكذلك الحسن كان يأخذ عن أبيه وغيره حتى اخذ عن التابعين وهذا من علمه ودينه رضي الله عنه و أما ثناء العلماء على علي بن الحسين ومناقبه فكثيرة وقال الزهري لم أدرك بالمدينة افضل من علي بن الحسين وقال يحيى بن سعيد الأنصاري هو افضل هاشمي رايته بالمدينة وقال حماد بن زيد سمعت عن علي بن الحسين وكان افضل هاشمي أدركته يقول
أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا ذكره محمد بن سعد في الطبقات أنبأنا عارم بن الفضل أنبأنا حماد ثم قال بن سعد قالوا وكان علي بن الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا وروى عن شيبة بن نعامة قال كان علي بن الحسين يبخل فلما مات وجدوه يقوت أهل مائة بيت بالمدينة في السر فصل قال الرافضي ومالك قرا على ربيعة وربيعة على عكرمة وعكرمة على ابن عباس وابن عباس تلميذ علي والجواب أن هذا من الكذب فان ربيعة لم يأخذ عن عكرمة شيئا
بل ولا ذكر مالك عن عكرمة في كتبه إلا أثرا أو اثرين ولا ذكر اسم عكرمة في كتبه أصلا لأنه بلغه عن ابن عمر وابن المسيب انهما تكلما فيه فتركه لذلك وكذلك لم يخرج له مسلم ولكن ربيعة اخذ عن سعيد بن المسيب و أمثاله من فقهاء أهل المدينة وسعيد كان يرجع علمه إلى عمر وكان قد اخذ عن زيد بن ثابت وأبي هريرة وتتبع قضايا عمر من أصحابه وكان ابن عمر يسأله عنها ولهذا يقال أن موطأ مالك أخذت أصوله عن ربيعة عن سعيد بن المسيب عن عمر وقال الرشيد لمالك قد أكثرت في موطئك عن ابن عمر وأقللت عن ابن عباس فقال كان أورع الرجلين يا أمير المؤمنين فهذا موطأ مالك يبين أن ما ذكره عن مالك من اظهر الكذب وقول ابن عباس تلميذ علي كلام باطل فان رواية ابن عباس عن علي قليلة وغالب أخذه عن عمر وزيد بن ثابت وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة وكان يفتي بقول أبي بكر وعمر ونازع عليا في مسائل مثل ما اخرج البخاري في صحيحه قال أتى علي بقوم زنادقة فحرقهم فبلغ ذلك بن عباس فقال أما لو كنت لم احرقهم لنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعذب بعذاب الله ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه فبلغ ذلك عليا فقال ويح ابن عباس ما أسقطه على الهنات) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/241)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 06:11 م]ـ
وقفات:
الوقفة الأولى:
مالك رحمه الله لم يأخذ عن أبي حنيفة رحمه الله شيئًا، بل العكس هو الصحيح فرغم أن أبا حنيفة كان أكبر من مالك بـ 13 أو 15 سنة [1]، فإن أبا حنيفة هو الذي تتلمذ على مالك، وقد أثبت بعض الحفاظ أن أبا حنيفة روى عن مالك حديثين، ومسألة رواية أبي حنيفة عن مالك محل نقاش بين المحدثين، لكن لم يقل أحد إن مالكا روى عن أبي حنيفة شيئا.
ثم إن القول الراجح عند الحنفية في معظم أبواب الفقه هو قول محمد بن الحسن الشيباني، حتى إن الحنفية يقدمون قول محمد على قول أبي حنيفة عند الاختلاف، ومحمد بن الحسن كما هو معلوم هو تلميذ مالك وراوي موطئه، وهذا يثبت أن أثر مالك على فقه الحنفية أكبر بكثير من أثر أبي حنيفة على فقه المالكية، لو سلمنا جدلا بوجود شيء من هذا الأثر.
وبهذا تنهدم حجة المهرج التيجاني من أساسها ويخر عليه السقف من فوقه، إذ يتبين أن الأئمة الثلاثة الذين أخذ بعضهم عن بعض (مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله) لم يأخذوا عن أبي حنيفة رحمه الله، الذي يزعم الرافضة أنه تفقه على جعفر الصادق.
الوقفة الثانية:
المذاهب الثلاثة (المالكي والشافعي والحنبلي) معروف أنها مدرسة مستقلة في الفقه يعرف أصحابها بأهل الحديث، بخلاف المذهب الحنفي فهو مدرسة أخرى في الفقه يعرف أصحابها بأهل الرأي، وهذا يؤيد عدم أخذ الأئمة مالك والشافعي وأحمد عن أبي حنيفة.
بل الإمام أحمد بالذات كان له موقف شديد من أبي حنيفة، وكان يحذر أصحابه منه بسبب الاختلاف في بعض مسائل الاعتقاد، مما يؤكد أن المذهب الحنبلي ليس مأخوذا عن أبي حنيفة.
الوقفة الثالثة:
لو سلمنا جدلا أن المذاهب الأربعة مأخوذة عن جعفر الصادق، فهذا في الحقيقة حجة على التيجاني لا له، لأن ما رواه الأئمة الأربعة حينئذ من فقه جعفر الصادق مباين لما ينسبه الرافضة إليه، والأئمة الأربعة عند أهل السنة بلا شك أوثق وأجل من الرافضة الذين يروون عن جعفر، وعليه فلو أراد السني أن يكون جعفري الفقه فما عليه إلا أن يتبع أحد المذاهب السنية الأربعة لأنها مأخوذة عن جعفر الصادق! وهذا عكس ما يريده الرافضي الخبيث.
الوقفة الرابعة:
بخصوص قولهم قرأ أبو حنيفة على جعفر، إذا كانوا يعنون أنه قرأ عليه القرآن فليس بصحيح إذ شيوخ أبي حنيفة في القرآن هم الأعمش وعاصم وعبد الرحمن بن أبي ليلى، فقد قرأ أبو حنيفة ختمة على كل منهم، كما ذكر ابن الجزري وغيره، ولم ينقل أن أبا حنيفة قرأ القرآن على جعفر الصادق.
وإنما قرأ حمزة بن حبيب الزيات أحد القراء السبعة القرآن على عدد من الشيوخ، منهم جعفر الصادق رحمه الله.
وختامًا:
مما لا يحتاج إلى تأكيد أننا _ أهل السنة _ نجلّ جعفرًا الصادق ونبجله ونعرف له فضله وحرمته، كعالم من علماء المسلمين، وكإمام من آل بيت نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لكن لا نقول كما تدعي الرافضة أن كل علوم الإسلام من قرآن وحديث وفقه مردها إلى جعفر فهذا من غلوهم المذموم قبحهم الله.
_________
[1] للفائدة:
(1) الإمام أبو حنيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولد سنة ثمانين، وتوفى سنة خمسين و مئة هـ
(2) الإمام مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولد سنة ثلاث وتسعين أو خمس وتسعين ومات سنة تسع و سبعين ومئة هـ
(3) الإمام الشافعي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولد سنة خمسين و مئة، وتوفى سنة مئتين وأربع هـ
(4) الإمام أحمد بن حنبل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ولد سنة أربع وستين و مئة، وتوفى سنة إحدى وأربعين ومئتين هـ.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[02 - 06 - 04, 09:05 م]ـ
بورك فيكما ونفع الله بما تقدمانه
شيخ عبد الرحمن هل وصلتك رسالتي!!
وعلى فرض أن أبا حنيفة درس على يد جعفر الصادق فلا يعدو ذلك أن يكون أبو حنيفة واحداً ممن أخذ العلم عنهم، فلا يعني هذا أن أبا حنيفة صار جعفري المذهب وهذا افتراضاً وإلا فالثابت أنه كان يفتي في زمان أبي جعفر والد جعفر الصادق كما نقل هذا التقرير شيخنا عبد الرحمن عن شيخ الإسلام!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/242)
وللفائدة أحمد ابن حنبل رحمه الله لم يقرأ على الشافعي بل جالسه، والشافعي قرأ على مالك الموطأ ولا يوجد فيه لجعفر إلا تسعة أحاديث فقط! ولم يقل أحد أن مالكاً كان من تلاميذ أبي حنيفة بل عدوه من أقرانه.
وهنا أمر جيد أيضا افادني به بعض الكرام وهو:
الرافضة أنفسهم يرون في أوثق كتبهم ما يفيد أن أبا حنيفة لم يكن يوماً من تلاميذ أبي جعفر فضلاً عن جعفر الصادق بل من أعدائهم! فهذا كبيرهم الكليني يروي في أوثق كتبهم والذي يضاهي البخاري عندنا وهو (أصول الكافي) ((عن سدير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام وهو وأنا خارج وأخذ بيدي ثم استقبل البيت فقال: يا سدير إنما أمر الناس أنْ يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا وهو قول الله {وإني لغفّار لمن تاب وآمن وعمِلَ صالحاً ثم اهتدى} ثم أومأ بيده إلى صدره: إلى ولايتنا، ثم قال يا سدير فأريك الصادين عن دين الله، ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان وهم حِلَقٌ في المسجد، فقال: هؤلاء الصادون عن دين الله بلا هدًى من الله ولا كتاب مبين، إنّ هؤلاء الأخباث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحداً يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم)
وتعقيبا على قول المهرج التيجاني: بأنه تتلمذ على يد جعفر الصادق أكثر من أربعة آلاف محدث وفقيه، فهذا الكلام يبقى معقولاً جداً، كيف لا وقد روى الرافضة الاثني عشرية أنه ((استأذن على أبي جعفر عليه السلام قومٌ من أهل النّواحي من الشيعة فأذن لهم، فدخلوا فسألوه في مجلسٍ واحدٍ عن ثلاثين ألف مسألة فأجاب عليه السلام وله عشر سنين
عشنا وشفنا عجائب وغرائب يضحك منها الصغار قبل الكبار
طرفة حصلت لي أنا من يكاتبكم في هذه الساعة
لطالما سمعنا الشيخ الفحل عثمان الخميس سلمه الله قوله: أن التيجاني كاذب يكذب مفتري ... إلي غيرها من العبارات التي يستحقها عن جدارة وإحتراف.
ومم يبين كذب هذا الرجل هذا التسجيل الذي سجلته له في البالتوك بعد أن ارسلت سؤالا لأحد طلاب العلم الشيعة وهو "رفيق" والعجيب أن رفيق هذا لا يفرق بين الآية والحديث ... ومن بعده شيخه التيجاني ولعلكم تسمعون الخطأ الغريب واللحن المريب الذي يربأ عن الوقع به صبياننا الصغار.
http://members.lycos.co.uk/alserdaabmanagers/khaya6.ra
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 06 - 04, 05:21 ص]ـ
بارك الله في شيخنا السلمي وحفظه
جزى الله الشيخ ابن دحيان خيرا
وقد وصلت الرسالة وليس عندي ما أفيد به في هذا الأمر، ونسأل الله التوفيق للجميع.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 12 - 07, 04:33 م]ـ
وللفائدة أحمد ابن حنبل رحمه الله لم يقرأ على الشافعي بل جالسه،
هذا الكلام يعارضه قول الإمام أحمد بن حنبل نفسه لما جاء الشافعي إلى العراق: ((قرأت الموطأ سبعة عشر مرة آخرها عن الشافعي لما رأيته أضبط الناس فيه)).
كما أنه روى عنه في المسند قال عنه السيوطي في التدريب أنها من أصح الأسانيد
أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر
فهي امتداد لسلسلة الذهب.
ومنها أربعة أحاديث في المسند لعلها ترجع إلى حديث واحد مفرق في أربعة مواطن(32/243)
فصل ٌ: في المحدث يعظ وتغلبه صنعة الاسناد في وعظه،،،
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 06 - 04, 04:08 م]ـ
روى الحميدي (تلميذ ابن حزم البار) في تذكرته باسناد جيد - فيما يظهر لى - عن ابي داود الطيالسي قال كنا عند شعبة نكتب (ما علا) فسأل سائل.
فقال شعبة تصدقوا فأن أبا إسحاق حدثني عن عبدالله ابن معقل عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اتقوا النار ولو بشق تمرة.
فلم يتصدق أحد!
فقال تصدقوا فإن عمرو بن مرة حدثني عن خيثمة عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أتقوا النار ولو بشق تمرة فأن لم تجدوا فبكلمة طيبة.
فلم يتصدق أحد!
فقال تصدقوا فإن محلا الضبي حدثني عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استتروا من النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوا فبكلمة طيبة.
فلم يتصدق أحد!
فقال تصدقوا فإن محلا الضبي حدثني عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استتروا من النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوا فبكلمة طيبة.
فلم يتصدق أحد!
فقال قوموا عنى فوالله لاحدثتكم ثلاثة أشهر ثم دخل منزلة فأخرج عجينا فقال خذ هذا فأنه طعاما اليوم.
قلت: رحم الله شعبة وجزاه بدل العجين جنانا وخرفا، و رحمه الله فما أقسى عقابه فثلاثة أيام على أهل الحديث في الحديث العالى فيها كفاية وزيادة. فكيف بثلاثة أشهر!
ورحم الله أهل الحديث الشعث الغبر، فلو فطنوا للزيادة التى أشار اليها أبو بسطام وكررها! وفيها (ولو بكلمة طيبة) لقالوا للسائل ما تقر به عين أبي بسطام ويفرح قلبه. ولسلموا من العقوبة.
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 06:25 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
ورحم الله الإمام الهمام أبابسطام، شعبة الحجاج، أمير المؤمنين في الحديث بغير حجاج ..
قال أبو عبد الله الحاكم شعبة: إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث رأى أنس بن مالك وعمرو بن سلمة الجرمي وسمع من أربع مئة شيخ من التابعين
قال أحمد بن حنبل شعبة أثبت من الأعمش في الحكم وشعبة أحسن حديثا من الثوري قد روى عن ثلاثين كوفيا لم يلقهم سفيان قال وكان شعبة أمة وحده في هذا الشأن
وكان رحمه الله من الزهاد العباد، ومن المنفقين الأجواد، وكان يقول: إذا كان عندي دقيق وقصب ما أبالي ما فاتني من الدنيا!
وعن فراد أبو نوح قال رأى علي شعبة قميصا فقال بكم اشتريت هذا فقلت بثمانية دراهم فقال لي ويحك أما تتقي الله ألا اشتريت قميصا بأربعة دراهم وتصدقت بأربعة كان خيرا لك! قلت يا أبا بسطام إنا مع قوم نتجمل لهم قال أيش نتجمل لهم؟!!!
قال يحيى القطان كان شعبة من أرق الناس يعطي السائل ما أمكنه
قال أبو داود الطيالسي كنا عند شعبة فجاء سليمان بن المغيرة يبكي وقال مات حماري وذهبت مني الجمعة وذهبت حوائجي قال بكم أخذته قال بثلاثة دنانير قال شعبة فعندي ثلاثة دنانير والله ما أملك غيرها ثم دفعها إليه!!
قال النضر بن شميل ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة
وكان شعبة يقول إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل أنتم منتهون قال أبو قطن سمعت شعبة بن الحجاج يقول ما شيء أخوف عندي من أن يدخلني النار من الحديث وعنه قال وددت أني وقاد حمام وأني لم أعرف الحديث! قال الذهبي معلقاً: كل من حاقق نفسه في صحة نيته في طلب العلم يخاف من مثل هذا ويود أن ينجو كفافا
والله المستعان
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
رأيت في زماننا هذا من يفعل نحو هذا
ففي وعظه يذكر الإسناد، وبعض الطرق، والعوام قد شخصوا بأبصارهم ..
وهذه طبيعة، فكل من غلب عليه علما أكثر منه، وساقه، ولو في غير مساقه ..
وانظر مثلا في كتب التفسير ..
فالفقيه معظم تفسيره في الفقه وتفاصيل الفروع ..
والإخباري كذلك منهمك في سرد القصص والأخبار ..
وكذلك المحدث في سوقه الأسانيد، والطرق
والنحوي في صناعة الإعراب، والأوجه .. وهكذا ..
ونحو هذا ما كتب في السيرة فكل يعتني بفنه ..
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:41 م]ـ
أخي الحبيب المتمسك بالحق زادك علما:
إن في نفسي من فهمك لكلام شعبة شيء فهلا ذكرت من فهم ذلك منه من العلماء؟؟
إن كان ذلك كذلك فلا أزيد كلمة واحدة وأعتذر على سوء أدبي.
وإن كان ذلك اجتهاد منكم في الفهم فأنت مصيب إما لأجر أو أجرين وكلاهما خير. أي إما أن تنضم إلى قائمة من عاقبهم شعبة بعدم التحديث، أو ممن فرح بهم _ رعاك الله وأيدك_
أما أخوك مصطفى _ غفر الله له_ فقد فهم من كلامه رحمه الله بعد ذكره الطريق الأولى أنه ينتظر منهم متصدقا ولو بشق ثمرة _ تطبيقا للحديث _ وهذا لما نعلمه من ورعة وزهده وحبه للصدقة كما ذكرنا الأخ حكيم السبيعي. وهو واضح من قول تلميذه أبي داود الطيالسي "فلم يتصدق أحد"
فلما لم يقم منهم أحد وجد لهم عذرا في عدم المقدور عليه _ربما ليس مع أحد شيئ يُتصدق به ـ فزاد: فلم لم يجد فبكلمة طيبة! وهذا مقدور عليه فلما لم يتحرك أحد ليتصدق ولم يقل أحد كلمة طيبة، قام عنهم وعاقبهم بما ذكرتم. والله أعلم.
ولا زلت أنتظر منكم التعقيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/244)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[02 - 06 - 04, 08:32 م]ـ
قلت فيما سبق: فلو فطنوا للزيادة التى أشار اليها أبو بسطام وكررها! وفيها (ولو بكلمة طيبة) لقالوا للسائل ما تقر به عين أبي بسطام ويفرح قلبه. ولسلموا من العقوبة.
ـــــــــــــــ
... الاخ الحبيب الفاسي وفقه الله.
قد أشرتُ الى هذا كما هو بين في موضع الاقتباس وهذا هو الفهم الذي فهمته، كما تقدم.
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 10:11 م]ـ
عن عفان رحمه الله قال سمعت شعبة يقول: لولا حوائج لنا إليكم ما جلست لكم قال عفان كان حوائجه يسأل لجيرانه الفقراء
وكان شعبة إذا وقف المسكين على مجلسه سكت فلا يتكلم حتى يعطى المسكين شيئاً!
عن مسلم بن إبراهيم، قال: "كان شعبة إذا قام في مجلسه سائل لا يحدث حتى يعطي، فقام يوماً سائل ثم جلس، فقال: ما شأنه؟! قالوا: ضمن عبد الرحمن بن مهدي أن يعطيه درهماً"!!
وعن النضر بن شميل، قال: "ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة، وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عنه"
وهذا جزء فيه من حكايات أبي بسطام شعبة بن الحجاج لأبي القاسم البغوي
http://www.sonnh.com/forum/forum_posts.asp?TID=152&PN=1
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 10:26 م]ـ
جزاك الله أخي المتمسك بالحق على حسن تحملكم لكلامي
وإن الذي ألبس علي الفهم هو قولكم "لقالوا " وليس لفعلوا، وأو لتصدقوا. والآن فهمت عنكم أنكم تقصدون الكلمة الطيبة.
وأكرر اعتذاري
ـ[عبدالله بن عقيل]ــــــــ[02 - 06 - 04, 10:33 م]ـ
جزاكم الله الله خيراً ..
ذكرتمونا و الله بفضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان ..
الذي ما إن يفتتح موضوعا فقهياً أوعقدياً أو حتى موضوعاً في الأخلاق و نحوها .... حتى يبدأ في سرد الأحاديث و الكلام في أسانيدها و عللها .. و .. و .. حتى ينتهي الدرس أو تنتهي المحاضرة و هو لم يتكلم عن موضوعه!! ..
فلله دره من عالم! .. عب من عباب العلم .. و لعق من رحيقه حتى تمكن منه ..
ـ[حكيم السبيعي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 10:51 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
فائدة في جزاك الله خيراً ..
في الصحيحين من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:
أنها استعارت من أسماء قلادة فهلكت، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فوجدها، فأدركتهم الصلاة وليس معهم ماء، فصلوا، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله آية التيمم، فقال أسيد بن حضير لعائشة: جزاك الله خيرا، فوالله ما نزل بك أمر تكرهينه، إلا جعل الله ذلك لك وللمسلمين فيه خيرا.
وفي صحيح مسلم عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر. قال:
حضرت أبي حين أصيب. فأثنوا عليه. وقالوا: جزاك الله خيرا. فقال: راغب وراهب. قالوا: استخلف. فقال: أتحمل أمركم حيا وميتا؟ لوددت أن حظي منها الكفاف. لا علي ولا لي. فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني (يعني أبا بكر). وإن أترككم فقد ترككم. من هو خير مني، رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبدالله: فعرفت أنه، حين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير مستخلف
وأصل الحديث في البخاري
وفي سنن الترمذي من حديث عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صُنعَ إليهِ معروفٌ فقالَ لفاعِلِهِ جزاكَ اللهُ خيراً فقد أبلغَ في الثَّناءِ).
قال الترمذي هذا حديث جيد غريب لا نعلمن حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثلهُ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19921
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[03 - 06 - 04, 08:19 ص]ـ
قصة فيها فوائد قيمة فجزاك الله خيرا
لكن عندي سؤال:
لماذا تركت نص الحديث الذي سقته، ثم عرجت على ذكر المعنى، بل ووضعته بين أقواس الاقتباس (ولو بكلمة طيبة)
ونص الحديث:
(فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة)
فهل هناك رواية أخرى؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 06 - 04, 01:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الفوائد.
الاخ الحبيب، راجي رحمة ربه: هذه اللفظة (ولو بكلمة طيبة) أخرجاها في الصحيحين من طريق على بن حجر.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 08 - 04, 09:40 م]ـ
ومنهم الشيخ عبدالله السعد فما يتكلم بأمر في السلوك او في الوعظ او في الفقه الا ويسوق الاسانيد سوقا لطيفا، يبهج القلب ويشرح الفؤاد. ويالله، كم سمعنا منه ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة وكم تلذذنا بمرويات قتادة بن دعامة عن أنس.
وسبحان الله العظيم الاسانيد التى كانت شدادا على طلاب العلم صارت به ذوقة وبسببه لها لذة، وصار لها رنة و وقع في قلب السامع حتى من العامة.
وهذا أمر لايتكلفه الشيخ بل هو طبعي غلاب يسبق على لسانه.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[14 - 08 - 04, 11:29 م]ـ
بارك الله فيكم أبا منيف على الإفادة،،، ورحم الله الأمير أبا بسطام.
وكنتُ قد جمعتُ فوائد فيمن " غلب عليه فنُّه " من عامة أصحاب الفنون، وقد تكلم فيه طائفة من أهل الأدب والبلاغة.
وللصفدي جمعٌ حسنٌ في ذلك، رقمه في " الغيث المسجَّم " (1/ 189).(32/245)
هل تعاملت مع القرآن الكريم بهذه الطريقة؟
ـ[أبو هاجر داوود]ــــــــ[02 - 06 - 04, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه
هل تعاملت مع القرآن الكريم بهذه الطريقة؟ (الحلقة الأولى)
إخوتي القراء، أريد أن أنبهكم على أن الموضوع سيكون إن شاء الله تعالى على شكل حلقات متسلسلة. والهدف من كل هذه الحلقات هو تصحيح علاقتنا وتعاملنا مع كلام ربنا سبحانه. ونظرا إلى أن هذه الحلقات المتسلسلة ستخرج إن شاء الله في نهاية المطاف في كتيب صغير تسهيلا للقارئ، فإني أرجو من جميع القراء أن يدرسوا هذا الموضوع بدقة وإمعان لكي يساهموا قدر المستطاع في تصحيح أخطائه، سواء ما تعلق منها بالمفاهيم أو ما تعلق بالأساليب، لاسيما من مشايخي الكرام وأساتذتي الأفاضل الذين أكن لهم كل تقدير واحترام حفظهم الله ورعاهم، والسلام عليكم وحمة الله وبركاته.
ماذا نستفيد من طمع رسولنا وموسى وهارون عليهم السلام فيمن طغى واستغنى؟
أرسل الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم لمهمة بينها في قوله سبحانه: (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون) أي يزكينا بأن يعلمنا ما لم نكن نعلم من الكتاب والحكمة عندما يتلو علينا آيات ربنا سبحانه، قال سبحانه: (تلك آيات الكتاب الحكيم)، فالكتاب حكيم، والحكمة توجد في كل آية من آياته، وقال سبحانه عن هذا الكتاب الذي أنزله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته).
ويقول سبحانه عن موقف الإنسان من تدبر آيات كتابه: (اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى)، ويقول الله تعالى مخاطبا هؤلاء: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
لما وجد نبينا صلى الله عليه وسلم إنسانا من هذا النوع الذي يبدو من ظاهر حاله أنه طغى واستغنى عما عنده صلى الله عليه وسلم من القرآن أي استغنى عن تدبر القرآن، لما وجده صلى الله عليه وسلم على هذه الحال أقبل عليه بكل اهتمام لا يشتغل بأحد سواه، قال تعالى: (أما من استغنى فأنت له تصدى)، يتلو عليه آيات القرآن تطبيقا لأمر الله سبحانه إذ قال له: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)، فهو يريد أن يعلمه ما لم يكن يعلم بأن يقرأ عليه ما أنزل الله إليه من آيات القرآن طمعا في أن يتدبرها فيزكى بذلك أي يتطهر مما هو عليه من الاستغناء عن تدبر القرآن.
لقد طمع رسولنا صلى الله عليه وسلم في ذلك لأن من استغنى إنما استغنى بالظاهر الذي بدا له صلى الله عليه وسلم، فقوله تعالى: (وما عليك ألا يزكى) لا يدلنا على أن من استغنى شقي في علم الله سبحانه،فيحتمل أن يهتدي إلى ربه ولو بعد حين.
ومثل رسولنا صلى الله عليه وسلم في تبليغه هذا مثل موسى عليه السلام إذ قال له ربه: (اذهب إلى فرعون إنه طغى، فقل هل لك إلى أن تزكى، وأهديك إلى ربك فتخشى)، كما قال له سبحانه ولأخيه: (اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).
فموسى وأخوه عليهما السلام ذهبا إلى فرعون الذي طغى ليقولا له قولا لينا طمعا في أن يزكى ويهتدي إلى ربه بأن يخشى ويذكر، قال تعالى: (سيذكر من يخشى) أي يحتمل أن يهتدي فرعون إلى ربه سبحانه في لحظة ما، أي على موسى وأخيه أن يطمعا في اهتدائه ولو كان فرعون نفسه شقيا في علمه سبحانه إذ أخبرنا بذلك في قوله: (وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود).
فكيف لا نطمع في أمثال من نراهم أدنى من فرعون في طغيانه ممن لا نملك خبرا من الله سبحانه يدلنا على أنهم أشقياء في علمه سبحانه؟، ومعنى ذلك أنه قد يوجد الكثير من الأشقياء في علمه سبحانه ومع ذلك فنحن مأمورون أن نقول لهم قولا لينا لعلهم يتذكرون أو يخشون.
فلو أن فرعون الذي طغى واستغنى تدبر ذلك القول اللين لتحلى من أول الأمر ومنذ تلك اللحظة بالخشية والتذكر وبالتالي يكون قد تطهر واهتدى إلى ربه سبحانه، كل ذلك في آن واحد، فهي صفات يلازم بعضها البعض الآخر، ومعنى التلازم هنا أنه لا تحل صفة منها في لحظة ما في نفس إنسان ولو كان قد طغى واستغنى إلا وحلت جميع الصفات الأخرى في نفسه في نفس تلك اللحظة.
ومعنى ذلك أن من استغنى لو تدبر ما تلاه عليه نبينا صلى الله عليه وسلم من آيات القرآن لتحلى بالتزكية التي يطمع فيها نبينا صلى الله عليه وسلم، ولتحلى كذلك منذ اللحظة التي تزكى فيها بالخشية والتذكر ويكون بذلك قد اهتدى إلى ربه سبحانه.
للمراسلة والتواصل عبر الماسنجر وعبر البريد الإلكتروني:
abouhadjar@hotmail.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/246)
ـ[أبو هاجر داوود]ــــــــ[04 - 06 - 04, 01:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعاملت مع القرآن الكريم بهذه الطريقة (الحلقة الثانية)
هذه الحلقة إن شاء الله تعالى مهداة للقراء جميعا لاسيما أخي قرة العين الذي أفادني بعلمه جزاه الله خيرا
الأمر بالقراءة في قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ) العلق (1، 2) هو أمر من الله سبحانه لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن يقرأ القرآن.
فالله تعالى يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك من جهة، ولكي نقتدي به في ذلك من جهة أخرى مثلما علينا أن نقتدي به فيما أمره به ربه سبحانه إذ قال له: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) الإسراء 98.
فالأمر بكلمة " اقرأ " في سورة العلق هو أمر منه سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ولنا ولكل إنسان بأن يقرأ القرآن، فالله تعالى يقول لنا جميعا: (فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) المزمل (20).
وإذا قرىء القرآن فعلينا أن نطبق أمر الله سبحانه إذ قال لنا: (وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) الأعراف (204)، والاستماع للقرآن الذي يريده الله سبحانه وتعالى منا هو الاستماع الذي يكون مصحوبا بالانصات، وقد ذكَّر الجن بعضهم بعضا بذلك عندما حضروا القرآن، يقول الله تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ). الأحقاف (29، 30)
وبين الله تعالى لنا فضله العظيم على رسولنا صلى الله عليه وسلم إذ علمه ما لم يكن يعلم عندما أنزل عليه الكتاب والحكمة أي علمه الكتاب والحكمة، قال تعالى: (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء (113).
وكما علم ربنا سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ما لم يكن يعلم من الكتاب والحكمة فقد علمنا سبحانه وتعالى نفس ما علمه إياه إذ قال سبحانه: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ) البقرة (151) أي أرسله سبحانه وتعالى يتلو علينا آياته ليعلمنا ما لم نكن نعلم من الكتاب والحكمة، ليزكينا بذلك.
ومع أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قد علمنا ما لم نكن نعلم من القرآن إلا أن المعلم الحقيقي هو ربنا سبحانه وتعالى إذ لولا فضل الله تعالى ورحمته على رسوله صلى الله عليه وسلم لما علمه القرآن، ولولا فضله سبحانه وتعالى ورحمته علينا لما أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا القرآن، فالله تعالى يقول: (الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ) الرحمن (1، 2،3) ويقول سبحانه وتعالى: (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) العلق (5) أي علم الإنسان ما لم يعلم من القرآن، ويأمرنا ربنا سبحانه وتعالى جميعا أن نذكره على ما علمنا ما لم نكن نعلم، قال تعالى: (فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون) البقرة (239).
فالله تعالى أنزل هذا القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم وهيأ للإنسان الأسباب والظروف التي تمكنه من الحصول على العلم الذي في هذا القرآن، ومثل ذلك – ولله المثل الأعلى - مثل الأستاذ مع تلميذه بحيث إذا دعا الأستاذ تلميذه إلى التعلم وهيأ له الأسباب والظروف لكي يتعلم، فإن التلميذ حينئذ إذا لم يأخذ بتلك الأسباب ولم يغتنم تلك الظروف، ولم يتعلم بسبب عدم فإننا نقول: إن الأستاذ قد علم التلميذ ولكن التلميذ لم يرد أن يتعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/247)
وبما أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ للإنسان الأسباب والظروف لكي يتعلم القرآن، فقد دعاه مرات ومرات إلى أن يقرأ القرآن، وعلى سبيل المثال فقد دعاه إلى ذلك مرتين في سورة العلق، لكي يتمكن من الحصول على العلم الذي في هذا القرآن، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) العلق (1، 2،3،4)
ونجد أن الله تعالى بين أمره الأول للإنسان أن يقرأ القرآن بكلمة " اقرأ " وأمره الثاني لهذا الإنسان أن يقرأ القرآن بكلمة " اقرأ " يأمر سبحانه وتعالى هذا الإنسان أن يذكر ربه بأسمائه التي لا يشاركه فيها غيره كاسمه الخالق مثلا، ويذكر نعم ربه سبحانه وتعالى عليه كنعمة خلقه مثلا وهي أنه سبحانه وتعالى هو وحده الذي خلق الإنسان، وأنه سبحانه وتعالى خلق هذا الإنسان من علق، فمن رحمته خلق الإنسان ومن رحمته كذلك أنه علمه القرآن، قال تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ) الرحمن (1، 2،3).
ومن مقدمتي سورتي الرحمن والعلق ندرك أن على الإنسان وهو يستقبل أمر ربه سبحانه وتعالى بأن يقرأ القرآن أن يتذكر أن ربه سبحانه وتعالى الذي هيأ له الأسباب والظروف لينتقل من مرحلة العلق التي لا يعتبر فيها شيئا يذكر حتى يصير إنسانا عبر مراحل شيئا فشيئا، قد هيأ له إلى جانب ذلك الأسباب والظروف لكي يتعلم القرآن بداية من الحرف الواحد منه حتى يكتمل كله بجميع كلماته وآياته شيئا فشيئا عبر مراحل تماما مثلما انتقل من مرحلة العلق حتى صار إنسانا يرى تلك المراحل ويشاهدها.
ولكن ما موقف الإنسان من هذين الأمرين بكلمة " اقرأ " من ربه سبحانه وتعالى لكي يقرأ القرآن الجواب هو قوله سبحانه وتعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى) العلق (6، 7) أي كان في الأصل أن يستجيب الإنسان لأمر ربه سبحانه وتعالى بأن يقرأ القرآن، ولكن كلا إنه لم يستجب لأمر ربه، فلم يطع أمر ربه سبحانه وتعالى حيث أمره بكلمة (اقرأ) إذ لم يقرأ القرآن ولم يتعلم ما لم يعلم، بل طغى بسبب استغنائه عن هذا القرآن وقراءته، والمراد بالإنسان هنا أكثر الناس.
والمقصود من قراءة القرآن هي القراءة التي تكون وفق ما يريده الله سبحانه وتعالى، وقد بين سبحانه أنه أنزل الكتاب إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم لنتدبر آياته، قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) ص (29)، وخاطب سبحانه الذين لا يتدبرون آيات كنابه فقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (24) أي أن الله تعالى أمر الإنسان أن يقرأ القرآن قراءة مصحوبة بتدبر آياته وإلا فعلى قلبه قفل بحيث إذا بقي على حالته تلك فإنه لن يأتي الله بقلب سليم إذ أي قلب يكون عليه قفل ويكون سليما في آن واحد؟، قال تعالى: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء (88، 89).
فالذي استغنى المذكور في سورة عبس إنما استغنى عما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن، لكن علينا أن ندرك أن هذا الذي استغنى لم يستغن عن مجرد قراءة للقرآن ولو كانت هذه القراءة غير مصحوبة بتدبر آياته كما أنه لم يستغن عن مجرد سماع للقرآن ولو كان هذا السماع غير مصحوب بالإنصات له لأن هذا النوع من القراءة أو السماع لن ينزع القفل الموجود على قلبه، وبالتالي فإنه – أي هذا النوع - لن يغير في نهاية المطاف من حال قلبه شيئا، فالذي استغنى سواء كان المذكور في سورة عبس أو كان على شاكلته إنما استغنى عن قراءة القرآن قراءة مصحوبة بتدبر آياته.
وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للمراسلة والتواصل عبر الماسنجر وعبر البريد الإلكتروني:
abouhadjar@hotmail.com(32/248)
سؤال من باحث بريطاني: ماذا تعرف عن مخطوط القرآن العثماني بمسجد الحسين؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[02 - 06 - 04, 06:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
أحد الباحثين البريطانيين المسلمين، د. سيف الله (أبو أسد)، من جامعة كامبريدج، طلب مني أن أسأل الأخوة الذين لديهم أي معلومات عن مخطوط القرآن الكريم بمسجد الحسين بالقاهرة أو يعرفون أي كتب تحدثت عن هذا المخطوط أن يوافوه بالمعلومات عن تاريخ هذا المخطوط الذي تم تحديده من خلال العمر الكربوني و شكل الخط و نوع مادة المخطوط ... إلخ .. و كذلك اسماء أي كتب تحدثت عنه (مع ذكر دار النشر بالطبع) ليسهل له شراء الكتب المقترحة.
و هو أيضاً لديه سؤال عن كتاب د. صلاح الدين المنجد "تاريخ الخط العربي"، هل في هذا الكتاب ما يفيد موضوعه عن مخطوط الحسين؟؟
أرجو ألا أكون أثقلت على الأخوة و لكم جزيل الشكر مقدماً:)
ملحوظة: تستطيع مطالعة المخطوط هنا
An Early
السؤال
ur'anic Manuscript At The Al-Hussein Mosque, Cairo, Egypt (http://www.islamic-awareness.org/
السؤال
uran/Text/Mss/hussein.html)(32/249)
ماذا قال الشيخ العلوان عن هذه المسألة؟
ـ[السمرقندية]ــــــــ[03 - 06 - 04, 06:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان للشيخ سليمان العلوان حفظه الله تعالى وفك أسره كلام حول صيام الأيام البيض وعدم تخصيص 13,14,15 بالصوم لضعف الحديث الوارد فيها
كنت قد اطلعت على هذه المسألة في موقع الشيخ ,, ولم يشأ الله أن احفظه على جهازي والآن الموقع مغلق
فهل أجد عند أحدكم كلام الشيخ حول هذه المسألة
أو يدلنا على كتاب للشيخ تطرق لها
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[03 - 06 - 04, 02:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل في هذا الرابط بعض ماتريدين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3890&highlight=%C7%E1%C3%ED%C7%E3+%C7%E1%C8%ED%D6
ـ[السمرقندية]ــــــــ[03 - 06 - 04, 03:26 م]ـ
جزاك المولى كل خير
لكني سألت عن قول الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره
وليس موجودا في الرابط سوى إشارة لقوله ,,
ولذا فإني أتمنى من الإخوة طلبة الشيخ أن يفيدوني بالمسألة
أو بمظانها وهل للشيخ موقع الآن؟
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[03 - 06 - 04, 04:10 م]ـ
قال حفظه الله تعالى وفك أسره:
/ وعن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة).
رواه الإمام النسائي في سننه، والترمذي في جامعه وابن حبان في صحيحه من طريق يحيى بن بسام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر رضي الله عنه.
ويحيى بن بسام روى عنه عبدالملك بن عمير والأعمش وفطر بن خليفة وذكره ابن حبان في ثقاته وقال عنه أبو داود لا بأس بحديثه فهو إذاً صدوق والحديث صححه ابن حبان والحاكم وجماعة، ولكن وقع في إسناده اختلاف على موسى بن طلحة كما أشار إلى ذلك الإمام النسائي رحمه الله في سننه وقد رواه النسائي من طريق أبي عوانة عن عبدالملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة ورواته كلهم ثقات ولكنه معلول فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة أنه كان يصوم ثلاثة أيام من أول الشهر فلو كان حديث الباب محفوظاً عند أبي هريرة ماخالفه. وأحاديث صيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. فيها مقال وقد روى الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث معاذة قالت: قلت: لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر قالت: نعم قلت: لها من أي الأيام قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم).
فهذا الخبر يدلنا على أن عائشة لاتعرف قضية تحديد الأيام عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن المحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرغب أمته بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وكان يفعل ذلك.
وقد جاء في الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم (بثلاث وذكر منهنّ أن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر) وجاء في المسند وغيره (فكان أبو هريرة يصوم ثلاثة أيام من أول الشهر).
فيستحب للمسلم أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وقد استحب أكثر أهل العلم أن تكون في أيام البيض وهي: (ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة) مع أن الأحاديث في ذلك فيها مقال كما بينا، وقد روى الحارث بن أبي أسامة عن سليمان بن حرب ثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة قال سمعت موسى بن سلمة قال سألت ابن عباس عن صيام ثلاثة أيام البيض فقال كان عمر يصومهن .. ) ورواته ثقات وإن صام الأثنين، والخميس فهذا جاء فيه حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعرض الأعمال على الله في يوم الاثنين والخميس وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم). رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب والحديث في صحيح مسلم بلفظ آخر ليس فيه ذكر الصيام.
وتقدم عندنا أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان يصوم يوم الاثنين ويقول ذاك يوم ولدت فيه) رواه مسلم وغيره.
http://66.34.76.88/SuliemaAlwan/KitabSiyam4.htm
=============================
من هنا تحميل شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام للشيخ العلوان:
http://66.34.76.88/SuliemaAlwan/KitabSiyamdoc.doc(32/250)
هل منع المتسول يدخل في انتهار السائل؟
ـ[الدحداح]ــــــــ[03 - 06 - 04, 11:21 ص]ـ
إذا انبرى متسول بعد انقضاء الصلاة في المسجد ليطلب حاجة مالية ويتصدق عليه الناس.
فهل إذا منعه إمام المسجد من السؤال يكون ذللك منهياً عنه، ويدخل في قوله تعالى ((وأما السائل فلا تنهر))
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 06 - 04, 10:35 م]ـ
رابط قد يفيد في الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7453&highlight=%C7%E1%D3%C7%C6%E1+%DD%ED+%C7%E1%E3%D3%C C%CF
ـ[دريد]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:11 ص]ـ
لا يفوتني أن أذكر بأن التسول هذه الأيام أصبحت له منظمات تديره لأكل اموال الناس بالباطل , وهناك من يسأل الناس تكثرا , وعند ادارة مكافحة التسول الخبر اليقين ....
وهذا رابط آخر له صله بالموضوع:
http://www.islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=18769
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:18 م]ـ
السؤال:
ما هو الموقف من الشحاذين على أبواب المسجد؟ هل نعطيهم أم لا؟ وهل للإمام أن يُسْكت من يقوم ويسأل بعد الصلاة؟.
الجواب:
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله:
أما الشحاذين عند أبواب المساجد من الخارج فلا بأس إذا كانوا صادقين، أما داخل المسجد فيُنهون عن هذا ويقال لهم: اخرج عند الباب.
سؤال:
هل يُعتبر الإمام الذي يُخرجهم مخالفا لقوله تعالى: " وأما السائل فلا تنهر "؟
جواب:
هو ما نهره وإنما أمره بتغيير المكان.
والله أعلم.
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=5154&dgn=4
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:24 م]ـ
قال الجصاص:
وقوله تعالى: {وأما السائل فلا تنهر} فيه نهي عن إغلاظ القول له ; لأن الانتهار هو الزجر وإغلاظ القول ; وقد أمر في آية أخرى بحسن القول له , وهو قوله تعالى: {وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا} وهذا وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه قد أريد به جميع المكلفين.
" أحكام القرآن " (3/ 712).
ـ[دريد]ــــــــ[08 - 06 - 04, 07:51 ص]ـ
أخي الكريم احسان العتيبي:
كيف نتحقق من صدق هؤلاء الشحاذين؟ ومن الذي يتحقق من حالهم؟
هل هو امام المسجد أم من؟ واذا ما تحقق الامام من حالهم هل
يزكيهم للمأمومين ليتصدقوا عليهم؟
ولك تحياتي .....
ـ[معاذ]ــــــــ[08 - 06 - 04, 09:22 ص]ـ
بعيدا عن الفتاوى، ومساعدة للأغنياء في الاطمئنان إلى مصارف صدقاتهم، ومساعدة للجمعيات الخيرية، أقترح على كل مقتدر متنفذ تأسيس جمعية خيرية مرخصة رسميا لمكافحة التسول وذلك بالقبض على المتسولين واحتجازهم والتحقق من صدقهم بتقصي الحقائق فإذا ثبت صدقهم يتم تحولهم للجمعيات الخيرية أو إرشاد الأغنياء إليهم لمساعدتهم بالغذاء أو الدواء أو الكساء
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 06 - 04, 10:03 ص]ـ
التحقق من صدقهم قد يصعب في كثير من الأحيان
ولمعرفة صدقهم يمكنك تحويلهم على اللجان المتختصة للوقوف على حالهم
ويمكنك التحقيق اليسير معه وترى آثار الصدق أو الكذب عليه
وبكل حال
الأصل والأكثر في هؤلاء: الكذب وعدم الحاجة
والله الموفق
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 06 - 04, 11:24 ص]ـ
قال لي الشيخ عبدالله بن صالح القصير حفظه الله، وقد سألته هذا السؤال فقال لي كلمة - احسب انها تكتب بماء من ذهب -:
أن تخطأ في الإعطاء خير لك من ان تخطئ في المنع.(32/251)
عبارة في لسان الميزان أشكلت علي فهل تتفضلون بتوضيحها؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 - 06 - 04, 11:50 ص]ـ
السلام عليكم
محمد بن علي بن يحيى يروي عن محمد بن إسحاق ويروي عنه الحاكم فمن هو ومن شيخه؟
أخرج هذا السند البيهقي في شعب الإيمان وقد بحثت عن محمد بن علي هذا وعن محمد بن إسحاق فلم أقف لهما على ترجمة
وقد وقت على راو في لسان الميزان اسمه محمد بن علي بن يحيى
ولكن أشكل علي في ترجمته عبارة لعلها تفيدنا فهل من أحد يتكرم بشرحها وسأذكر ترجمته كاملة من اللسان ثم ألون العبارة موضع الإشكال لعل أحدا من مشايخنا يشرحها
محمد بن علي بن يحيى بن معاذ بن عبد الله بن محمد بن سليمان السمرقندي ثم ذكره الإدريسي في تاريخ سمرقند وكان يؤدب بسمرقند وكان كذابا يضع على الثقات روايات لم يذكروها ويروي عن من لم يلحقهم روى عن أبي شعيب أحمد بن محمد بن جماهر الأزدي وأبي العباس السراج وحامد بن أحمد بن بينها وغيرهم وكان قال انه كتب عن أبي العباس السراج بنيسابور بعد الثلاثين فقال لعل هذا أبو العباس السراج آخر فقلنا السراج الغرماء أبا العباس وسمي محمد بن إسحاق الثقفي بحديث عن قتيبة بن سعيد ان هذا المعظم فتركنا الرواية عنه
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 06 - 04, 01:00 م]ـ
أخي وفقك الله: [لم أعرف أقرأ اسمك]
النص في مطبوع كتابي كالتالي:
محمد بن علي بن يحيى بن معاذ بن عبد الله بن محمد بن سليمان السمرقندي ثم [ .... ]: ذكره الإدريسي في تاريخ سمرقند وكان يؤدب بسمرقند وكان كذابا يضع على الثقات روايات لم يذكروها ويروي عن من لم يلحقهم روى عن أبي شعيب أحمد بن محمد بن جماهر الأزدي وأبي العباس السراج وحامد بن أحمد بن زرارة وغيرهم وكان قال انه كتب عن أبي العباس السراج بنيسابور بعد الثلاثين فقال لعل هذا أبو العباس السراج آخر فقلنا: السراج يكنى أبا العباس، وسمي محمد بن إسحاق الثقفي بحديث عن قتيبة بن سعيد، إن هذا لمعظم فتركنا الرواية عنه
هذا هو النص وأعتقد أنه واضح المعنى بعد التعديل
[قد نسخت الكلام ثم عدلت فيه]
أخوك: المقرئ
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 06 - 04, 06:45 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي أبا صفوت سلَّمه الله
هذه هي ترجمته من لسان الميزان تحقيق أبي غدَّة رحمه الله وتجاوز عنا وعنه. (7/ 364)
محمد بن علي بن يحيى بن معاذ بن عبد الله بن محمد بن سليمان السمرقندي ثم البنجخيني
ذكره الإدريسي في ((تاريخ سمرقند)) وكان يؤدب بسمرقند، وكان كذابا، يضع على الثقات روايات لم يذكروها، ويروي عن من لم يلحقهم
روى عن أبي شعيب أحمد بن محمد بن جماهر الأزدي وأبي العباس السراج وحامد بن أحمد بن زرارة وغيرهم
وكان قال: انه كتب عن أبي العباس السراج بنيسابور بعد الثلاثين وثلاث مئة.
فقلنا له: مات السرَّاج سنة بضع عشرة، فكيف كتبت عنه بعد الثلاثين؟
فقال لعل هذا أبو العباس السراج آخر.
فقلنا: سرَّاج يكنى أبا العباس ويسمى محمد بن إسحاق الثقفي يحدث عن قتيبة بن سعيد؟! إنَّ هذا لعظيم فتركنا الرواية عنه. ومات في ربيع الأول سنة 359. . ا. هـ
وهكذا اتضح المعنى لأن ما نقل شيخنا المقرئ فيه سقط أيضا لم يتضح معه المراد
والله أعلم وأحكم
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 06 - 04, 07:02 م]ـ
شكر الله لك وأحسن لك المثوبة، إذا في نسختي كل هذا السقط إنا لله وإنا إليه راجعون
محبك: المقرئ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 06 - 04, 09:14 م]ـ
الأخ الفاضل خالد بن عمر
هل معنى هذا أن طبعة أبو غدة قد استندت على مخطوطات غير التي استندت عليها الطبعات التي قبله للسان الميزان؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 06 - 04, 01:08 ص]ـ
ولك بالمثل شيخنا المقرئ
أخي محمد الأمين وفقه الله
ذكر أبو غدَّة رحمه الله وتجاوز عنا وعنه أنه اعتمد على خمس نسخ خطِّيَّة من (مكتبات الآستانة) في عمله في تحقيق لسان الميزان إحداها كاملة كتبت في حياة المؤلف وقرأت عليه وقوبلت بأصل ابن حجر مرتين وهذه النسخة لم يذكرها أحد من محققي الطبعات الأخرى
وقد انتقد الطبعات التي سبقته والتي هي:
1 - طبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد، والتي أعادت دار الفكر صفها
2 - طبعة دار الكتب العلمية (عبدالموجود، و معوَّض)
3 - طبعة دار الفاروق
4 - طبعة دار إحياء التراث
والله أعلم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:27 ص]ـ
الأخ الكريم خالد
هل أدرج الشيخ أبوغدة صورة المخطوط المقابل بأصل ابن حجر؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:40 ص]ـ
نعم أبا حمزة أدرجها
وجاء فيها في آخر الجزء الأول
: ((بلغ الشيخ الفاضل المحدِّث البارع المفسِّر تقي الدين كاتبه وصاحبة قراءة عليَّ وعرضا بالأصل في مجالس آخرها في السابع والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 846
وكتب عفا الله عنه
أحمد بن على بن حجر الشافعي
وسمع معه ذلك الشيخ شمس الدين ابن قمر سوى الخطبة
وكتب ابن حجر))
وجاء في آخر الجزء الثاني:
((ثم بلغ صاحبه وكاتبه قراءة وعرضا في مجالس آخرها في الثالث والعشرين من شعبان سنة 847 ولله الحمد
وسمع معه شمس الدين ابن قمر وعارض بنسخته
قاله وكتب أحمد بن على بن حجر))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/252)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:52 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا شيخنا
ويبدو أنها نسخة حرية بالاقتناء
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:58 ص]ـ
أنا آسف على تكثير المشاركات فأنا لا أحب ذلك ولكن من باب الفائدة في نفس الموضوع
مكانها: مكتبة راغب باشا باصطنبول
رقمها: 347، 348، 349
أجزاؤها: ثلاثة أجزاء ينتهي الأول بتراجم حرف الزاي، ويبدأ الثاني بتراجم حرف اللام، والثالث من تراجم حرف الميم إلى آخر الكتاب.
أوراقها: الأول في 253 ورقة، والثاني 244 ورقة، والثالث 294 ورقة(32/253)
للبحث: هل يجوز أن تقتل المرأة نفسها إن خشيت أن تغتصب
ـ[عبد الله راشد]ــــــــ[03 - 06 - 04, 01:48 م]ـ
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين
أما بعد
هل يجوز أيها الأخوة أن تقتل المرأة نفسها أو الرجل نفسه إن خشي أن يفعل به الفاحشة
و هل يستدل بحديث من مات دون عرضه ... و فيه تقديم الحفاظ على العرض على الحفاظ على النفس
و هل قال بذا أحد أهل العلم أم ماذا
جزاكم الله خيرا
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:04 ص]ـ
حدثني من أثق به ثقة كبيرة أنه حضر محاضرة للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في جامعة الإمام محمد بن سعود بعد غزو صدام للكويت وأن الشيخ جاءه سؤال من أحد الحضور وفيه: أن له قريبة أراد عراقيون أن يغتصبوها فقتلت نفسها فماذا عليها؟
قال: فأخذ الشيخ يتكلم عن عقوبة قتل النفس وقال إن هذه المرأة قد ارتكبت جرما عظيما في قتلها لنفسها وذكر أحاديث من قتل نفسه @ قال من حدثني: والناس قد أطرقوا أسماعهم للشيخ فلا تسمع إلا صوت الشيخ المبحوح والناس قد تعاطفوا مع هذه المرأة والشيخ يتكلم عن عقوبة قتل النفس والوعيد الشديد على من قتل نفسه @ ثم قال الشيخ: لكن يرجى لها خير
فما أكمل الشيخ كلمته إلا والطلاب قد أخذوا بالتكبير وعلامات السرور على محياهم بادية للكلمة التي قالها الشيخ: يرجى لها الخير
ولعل الشيخ رأى أنها جاهلة أوأنها قد تأولت أو غير ذلك @ المهم القصة فيها فوائد عظيمة منها:
1 - أن المفتي لا تأخذه العواطف عند الإجابة
2 - الفائدة الكبيرة هي ثقة الناس في الشيخ: سبحان الله لم يرد على خواطر الطلبة ما نسمعه هذه الأيام وهو قولهم: هل الشيخ هو من سيحاسبها هل قوله هو قول وحي لم يرد على خاطر مستمع أن الشيخ قد يخطئ أو أن الشيخ ما كان له أن يجيب هذه الإجابة ولكن ما إن تلفظ الشيخ بهذه الكلمات حتى هلل الناس وكبروا، أي ثقة هذه في علم الشيخ وفي ورعه؟ من وضع للناس هذا القبول لفتواه، تالله لو سئل غيره لوجدت الانتقادات بالنقيضين ولكن فتوى الشيخ أثرت بالناس وخرجوا متفائلين لأن الشيخ قال هذه الكلمة فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله
أخوك: المقرئ
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 06:56 م]ـ
جزى الله خيرا شيخنا رحمه الله، وفتواه تشهد لها أصول الشريعة ونصوصها. فالحمد لله رب العالمين على رحمته بعباده.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[05 - 06 - 04, 11:32 م]ـ
قال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله: لا يجوز للمرأة المسلمة أن تستأسر من عدو إذا علمت أنهم يهتكون عرضها, يجب أن تقاتل حتى تقتل, حتى يقتلوها, ولذلك في كونر ألقت كثير من النساء بأنفسهن في النهر عندما جاء الروس يأخذونهن إلى داخل الدبابات, رأسا ألقين بأنفسهن في النهر, هذا موافق للشرع الإسلامي, لأن الدفاع عن العرض مقدم على الدفاع عن النفس
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
وقال في مناسبة أخرى:
اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز للمرأة أن تستسلم للأسر وإن قتلت، ولذا جاءني بعض الشباب يسألونني، أيجوز للنساء في كونر ولغمان أن يلقين بأنفسهن في نهر كنر? قلت لهم يجوز، بل يجب لأن هذه شهادة وهي لا يجوز لها أن تستسلم للأسر ما دامت تخشى على عرضها، إذا كانت ترى أخواتها قد أخذن من خدورهن وحملتهن طائرات الهليوكوبتر فوق القرى وعرين من ثيابهن ثم انتهكت أعرضهن ثم ألقيت أجسادهن على قراهن، لا يجوز لها أبدا أن تستسلم للأسر أبدا وإن استسلمت فهي آثمة، يجب أن تلقي بنفسها في النهر.
الدفاع عن العرض واجب بالإجماع، ولو كان الذي جاء لينتهك عرضه قائما صائما مصليا من خيرة أولياء الله فإن قتله فهو في النار وإن قتل المظلوم فهو شهيد.
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 06:41 ص]ـ
حزاك الله خيرا أخي الكريم عبد الجبار، منذ زمن و انا أبحث عن فتوى في هذا الموضوع، هلا تكرمت علي وذكرت المصدر الذي نقلت منه كلام الشيخ الشهيد-نحسبه و لا نزكيه على الله-عبد الله عزام
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:39 ص]ـ
الفقرة الأولى مصدرها:
في ظلال سورة التوبة
للإمام الشهيد عبد الله عزام رحمه الله
نشر واعداد: مركز الشهيد عزام الإعلامي
بيشاور باكستان
الحلقة الخامسة: تفسير قول الله عز وجل:
(كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون, فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون) (التوبة: 7ـ11)
وأما الفقرة الثانية فمصدرها:
شريط محاضرة للإمام الشهيد عبد الله عزام رحمه الله بعنوان: الشهداء وقاعدة دفع الصائل، وله عنوان آخر وهو: التحريض العالمي ضد وجود العربي.
نشر واعداد: مركز الشهيد عزام الإعلامي
بيشاور باكستان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/254)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 06 - 04, 10:57 ص]ـ
أما وجوب أن تقاتل حتى تستشهد فمفهوم، وأما أن تقتل نفسها، فهل للشيخ سلف فيما ذكره؟
ـ[عبد الله راشد]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا و ليت الأمر يرفع للعلماء لان الناس كثر كلامهم في الموضوع
ـ[الفضيل]ــــــــ[07 - 06 - 04, 06:08 ص]ـ
الفتوى رقم (8769):
س: إذا ظنت المرأة المسلمة أن الأعداء الكفار سيعتدون على عرضها فهل يبيح لها الإسلام أن تقتل نفسها بأي طريقة صيانة لعرضها وإخفاء لأسرار المجاهدين؟
ج: لا يجوز لها أن تقتل نفسها ولو خافت أن يقع بها ما ذكر قهرا، وهي معذورة إن حصل ما خافت دون رضاها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن قعود.
عضو: عبد الله بن غديان.
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
المرجع: فتاوى اللجنة 22/ 253
*************************
[فتوى أخرى للجنة الدائمة في حكم من امتحنه الله بالتعذيب من قبل الأعداء هل يقتل نفسه ليستريح؟]
*************************
السؤال الخامس من الفتوى رقم (2762)
س5: قرأت في عديد من المراجع وسمعت من كثير من الناس: أن عباد القصور المشيدة والفروج الفتية والمناصب الزائلة أعداء الدين والعدل والإنصاف عذبوا بعض المسلمين أو بعض السياسيين بالنار الموقدة حتى ماتوا، وبعضهم بالكهرباء وغيرها حتى ماتوا بالتقطيع والتقسيط، فهل يجوز لمن امتحنه الله أو انتقم منه بمثل هذا التعذيب أن يقتل نفسه ليستريح من الموت المقطع والتمثيل بحواسه وأجزائه وهو حي، أم يشمله الوعيد المذكور في (صحيح البخاري) وهذا نصه: " من تردى من جبل فمات بعث وهو يتردى في نار جهنم ومن طعن نفسه بمدية فمات بعث وهو يطعن بطنه أو رأسه .. " إلخ، أمليته من ذاكرتي؛ ولذا فلعلها خانتني في بعض مفرداته.
ج5: لايجوز لمن ابتلي بمرض أو شدة إيذاء عدو أو نحو ذلك أن يقتل نفسه؛ لقوله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)، وقوله عليه الصلاة والسلام: " كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله عز وجل: بادرني عبدي بنفسه؛ حرمت عليه الجنة" متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: " من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة" متفق عليه من حديث ثابت ابن الضحاك الأنصاري، وإنما الواجب عليه الصبر والتحمل واللجوء إلى الله سبحانه وسؤاله الفرج، وهو القائل سبحانه: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ) والقائل: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن قعود.
عضو: عبد الله بن غديان.
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
المرجع السابق ص249 - 250
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 06 - 04, 07:13 ص]ـ
س: إذا ظنت المرأة المسلمة أن الأعداء الكفار سيعتدون على عرضها فهل يبيح لها الإسلام أن تقتل نفسها بأي طريقة صيانة لعرضها وإخفاء لأسرار المجاهدين؟
بل عليها أن تقتل نفسها إن خافت أن تسرب أسراراً للمجاهدين. وليست نفسها بأعز من أنفس المجاهدين.
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[07 - 06 - 04, 08:07 ص]ـ
فتوى الشيخ عبد الله عزام اقرب للصحة من فتوى هيئة كبار العلماء
و الله اعلم.(32/255)
أخوتي الكرام سمعت أنه لا دية على الوالد إن قتل ابنه فهل هذا يصح أرجو الإجابة؟
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[03 - 06 - 04, 06:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام سمعت أنه لا دية على الوالد إن قتل ابنه فهل هذا يصح أرجو الإجابة؟(32/256)
كيف نفهم ان "البلاء موكل بالمنطق"؟
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:10 ص]ـ
ورد هذا القول في حديث ضعفه الالباني في ضعيف الجامع، وورد في صحيح السيرة لابراهيم العلي على لسان ابي بكر رضي الله عنه و لكن لا اذكر تخريجه. وقد اورد المناوي في فيض القدير تحت هذا القول ما يؤيده من الوقائع مثل قوله:
"وفي تاريخ الخطيب: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد فقدموا الكسائي يصلي جهرية فأرتج عليه في قراءة الكافرون فقال اليزيدي: قارئ الكوفة يرتج عليه في هذه؟ فحضرت جهرية أخرى فقام اليزيدي فأرتج عليه في الفاتحة فقال الكسائي:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى * إن البلاء موكل بالمنطق"
و قال ايضا تحت حديث "إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنىفإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته" (تجده في ضعيف الجامع):
"وكان الصدّيق كثيراً ما يتمثل بقوله:
احذر لسانك أن تقول فتبتلى * إن البلاء موكل بالمنطق
ولما نزل الحسين بكربلاء سأل عن اسمها فقيل كربلاء فقال كرب وبلاء فجرى ما جرى"
فهل يصح شرعا ان يكون البلاء موكلا بالمنطق؟ وهل يكون من باب التمني او إساءة الظن بالله، و لهذا يقع؟ وهل صح فيه شيء؟
افيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو مروة]ــــــــ[06 - 06 - 04, 09:03 م]ـ
وفي كشف الخفاء للعجلوني (رقم 926) كلام أورده للاستئناس:
- البلاء مُوَكّلٌ بالقول - وفي لفظ " بالمَنْطِق ". [وفي هذا المعنى نذكر ما يلي: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن} (الحجرات: 11)
وسيأتي في الحديث 3031: لا تظهر الشماتة لأخيك - وفي لفظ " بأخيك " - فيعافيه الله ويبتليك. رواه الترمذي وقال حسن غريب دار الحديث]
رواه القضاعي عن حذيفة، وعن علي مرفوعا، ورواه ابن لال عن ابن عباس رفعه، وأوله: ما مِن طامة إلا وفوقها طامة، والبلاء إلخ.
وذكره البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في حديث عرضِ النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، من قول الصديق لما قال له علي " لقد وقعت من الأعراب على باقعة " [قال في النهاية في " بقع ":. الباقعة: الداهية. ومنه الحديث <فَفاتَحْتُه فإذا هو باقعةٌ> أي ذَكِيٌّ عارف لا يفوته شيء ولا يُدْهَى. انتهى.
دار الحديث]، يعني الذ دقق عليه في سؤاله عن نسبه بعد أن كان دقق في سؤال واحد منهم عن نسبه <صفحة 343> بلفظ: أجل يا أبا الحسن ما من طامة إلا فوقها طامة، والبلاء موكل بالقول.
ورواه الديلمي عن ابن مسعود رفعه بلفظ الترجمة، وزاد: فلو أن رجلا عَيّرَ رجلا برضاع كلبة، لرضّعَها.
ورواه ابن أبي شيبة في الأدب المفرد عن ابن مسعود بلفظ: البلاء موكل بالمنطق، لو سخرتُ من كلب لخشيت أن أحَوّل كلبا.
وعند الخرائطي في المكارم عن ابن مسعود من قوله: ولا تستشرفوا البلية، فإنها مولعة بمن يُشْرِف لها، إن البلاء مولع بالكلم، فاتبعوا ولا تبتدعوا، فقد كفيتم.
ورواه الديلمي عن أبي الدرداء مرفوعا بلفظ: البلاء موكل بالمنطق، ما قال عبد لشيء " والله لا أفعلُه " إلا ترك الشيطان كل شيء وولع به حتى يُؤْثِمَه.
وأخرجه ابن أبي الدنيا عن إبراهيم النخعي أنه قال: إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به.
وأورده الصغاني بلفظ: البلاء موكل بالمنطق أو بالقول، وحكم عليه بالوضع، وأورده ابن الجوزي من حديثي أبي الدرداء وابن مسعود في الموضوعات، قال في المقاصد ولا يحسن بمجموع ما ذكرناه الحكم عليه بالوضع، ويشهد لمعناه قوله صلى الله عليه وسلم " هلم " للأعرابي الذي دخل عليه يعوده وقال له " لا بأس "، فقال له الأعرابي " بل حُمّى تفور ". الحديث، قال " فنعم إذا ".
وأنشد ابن بهلول:
لا تنْطِقَنَّ بما كرهت، فربما * عَبِثَ اللسانُ بحادثٍ فيكونُ
ويروى - لا تعبثن بحادث فلربما -
وأنشد غيره:
لا تمزحنَّ بما كرهتَ فربما * ضُرِبَ المِزاحُ عليك بالتحقيقِ.(32/257)
ما هي تراجم رجال هذا الإسناد؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 06 - 04, 02:13 ص]ـ
قَالَ الْخَلالُ فِي " جَامِعِهِ ": ثنا يَحْيَى، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي شَمِيلَةَ ((أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلَى قُبَاءَ فَاسْتَقْبَلَهُ رَهْطٌ مِنْ الأَنْصَارِ يَحْمِلُونَ جِنَازَةً عَلَى بَابٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا هَذَا؟ قَالُوا: مَمْلُوكٌ لآلِ فُلانٍ، كَانَ مِنْ أَمْرِهِ. قَالَ: أَكَانَ يَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلا اللَّهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَلَكِنَّهُ كَانَ وَكَانَ. فَقَالَ لَهُمْ: أَمَا كَانَ يُصَلِّي؟ فَقَالُوا: قَدْ كَانَ يُصَلِّي وَيَدَعُ. فَقَالَ لَهُمْ: ارْجِعُوا بِهِ، فَغَسِّلُوهُ، وَكَفِّنُوهُ، وَصَلُّوا عَلَيْهِ، وَادْفِنُوهُ، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ كَادَتْ الْمَلائِكَةُ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ)).
المغني لابن قدامة (2/ 158 - دار إحياء التراث العربي).
والسؤال هو: ما هي تراجم رجال الإسناد السابق: (عبد الوهاب، وعبد الله بن عبد الرحمن، وأبو شميلة)؟!
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:31 ص]ـ
الاصابة (7/ 208):
أبو شميلة الشنئي بفتح المعجمة والنون بعدها همزة بغير مد ذكره أبو سعيد عن الأعرابي والمستغفري وغيرهما في الصحابة وأوردوا من طريق محمد بن إسحاق عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس قال كان أبو شميلة رجل من شنوءة غلب عليه الخمر وفي لفظ أتى بأبي شميلة سكران وكان قد تتابع فيها فقبض رسول الله e قبضة من تراب فضرب بها وجهه وقال اضربوه فضربوه بالثياب والنعال والأيدي والمتيخ أي العصي الخفيفة أو الجريدة الرطبة وهي بكسر الميم وسكون المثناة التحتانية ثم مثناة فوقانية مفتوحة ثم معجمة واستدركه بن فتحون
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[15 - 05 - 05, 02:14 ص]ـ
نرجو الإفادة
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم
الشيخ رياض نفع الله بك
هل هناك طري آخر أو وجه آخر لهذه الرواية حفظك الله تعالي؟؟؟؟؟(32/258)
قصة عبد الله بن المبارك والمرأة التي كلامها القرآن
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:04 ص]ـ
السلام عليكم
يا اخواني الافاضل هناك قصة لعبدالله بن المبارك رحمه الله
فيها قصة التقاءه بالمرأة التي تتكلم بالقران فقط
اذكر اجلكم الله اني قرأت نقد علي هذه قصة من حيث الاسناد
فمن يعرف هذا؟
ثانيا قرأت كلام لابن الجوزي عن حول هذه القضية اعني الكلام بالقرآن فقط
في احدي كتبه أما صيدالخاطر
او صفة الصفوة او تلبيس ابليس
واستدل بكلام ابن عقيل
وكان في كلامه نوع من الكراهية لهذا الامر
فأريد منكم يا اخواني ان تعينونني علي حصوله
لاني لم استطع ان اجده وقد بحثت عن كتبه
....
ومن اتحفنا باقوال الفقهاء في هذه المسئلة الله يبارك فيه ...
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:28 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه قصة باطلة وقد تناقش الإخوة حول الموضوع في الملتقى أكثر من مرَّة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17641&highlight=%DE%D5%C9
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 06 - 04, 04:06 ص]ـ
...
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خير واحسن الله اليكم
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:14 ص]ـ
السلام عليكم
ولكن من يذكر منكم كلام امام ابن الجوزي
قرأت مرة كلام لامام ابن الجوزي حول هذا القضية
هل تعرفونها؟(32/259)
ابحث معي عن اللفظة (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة)
ـ[الأثري22]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أيها الأحبة جاء في المراء وفضل تركه أحاديث منها:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة ومن تركه وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها) رواه أبو داود والترمذي واللفظ له وابن ماجه والبيهقي وقال الترمذي حديث حسن ... كذا قال المنذري في الترغيب والترهيب
والمقصود: أن هذه اللفظة (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة) لم أجدها في المصادر المذكورة آنفاً فهل من زيادة بحث يا طلاب العلم معي في هذا اللفظ
وأنا أعلم أن علم الحديث عسير إلا على من سهله الله عليه ..
فليعن الله طلاب الحديث ..
مع العلم أن الإمام الألباني قد صحح الحديث المتقدم برمته.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 11:11 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
أخرج أبو داود في سننه عن أبي أمامة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ". (كتاب الأدب ـ باب في حسن الخلق).
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:59 ص]ـ
واخرجه ابن ابي الدنيا في الصمت بلفظ
حدثنا هارون بن معروف حدثنا أنس بن عياض عن سلمة بن وردان قال حدثني مالك بن أوس بن الحدثان رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله e فقال رسول الله e وجبت وجبت وجبت فقال أصحابه ما هذا الذي قلت يا رسول الله قال من ترك المراء وهو محق بني له في ربض الجنة ومن ترك الكذب بني له في ربض الجنة ومن حسن خلقه بني له في ربض الجنة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:55 ص]ـ
ان كنت أخي تسأل عن كلمة (وهو مبطل).
وهذه الكلمة تغير المعنى كما هو بين، فقد ذكرها الغزالي في الاحياء والغريب أن العراقي رحمه الله في المغنى (وهو تخريجه الصغير على الاحياء) ذكرها وعزاها الى الترمذي وابن ماجه.
ولم يعقب عليها.
والذي عند الترمذي انما هو بلفظ: (من ترك الكذب وهو باطل بني له في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها).
ـ[الأثري22]ــــــــ[05 - 06 - 04, 11:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا:
أبا مروة
رياض بن سعد
المتمسك بالحق
وأزيدك يا متمسك.
الشيخ الألباني ضعفه جداً في المصادر المذكورة ابن ماجه والترمذي
وكذا في الضعيفة برقم 1056 بلفظ:
عن أنس (من ترك الكذب وهو باطل بني له قصر في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بني له في وسطها، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها (منكر بهذا السياق)
لكن الغريب أن الشيخ صحح اللفظة السابقة في المتن (من ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة)؟!!!
في صحيح الترغيب والترهيب ... فليحرر
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 06:50 م]ـ
حديث أبي أمامة عند أبي داود فيه ضعف لكن الشيخ الألباني حسنه لشواهده في الصحيحة (رقم 273)
ـ[الأثري22]ــــــــ[08 - 06 - 04, 02:28 ص]ـ
غفر الله لك يا أبا مروة حديث أبا أمامة:
ليس فيه اللفظة التي هي موطن النزاع:
والذي حسنة الشيخ في البيوت الثلاثة
لمن ترك المراء وهو محق
لمن ترك الكذب ولو مازحا
لمن حسن خلقه
نزاعنا في جعل بيت:
لمن ترك المراء وهو مبطل .... فتنبه
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو مروة]ــــــــ[08 - 06 - 04, 04:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه وشكر لك.(32/260)
تسحرت بعد دخول وقت الفجر بدقيقتين .. فهل يصح صيامي ام لا ?
ـ[محب الالباني]ــــــــ[04 - 06 - 04, 08:22 ص]ـ
السلام عليكم .. نويت الصوم وتسحرت وعلمت فيما بعد انني تسحرت بعد دخول وقت الفجر بدقيقتين او ثلاث دقائق فقط .. فهل يصح صيامي ام لا ?
وجزاكم الله خير
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 06 - 04, 08:51 ص]ـ
نعم، وقد سبق بيان ذلك في موضوع طويل
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 11:39 م]ـ
الأمر يسير جدا:
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
حديث حسن، رواه ابن ماجه [رقم: 2045] والبيهقي [(السنن) 7/ 356] وغيرهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه، رواه البخاري (6176)
فما دمت قد أكلت جاهلا بالوقت فهو من الخطأ المعفو عنه.
وجزى الله الأخ محمد الأمين أين هذا الموضوع جزاك الله خيرا.(32/261)
وجدت أهل الحديث ولم أجد الحديث-تقي الدين الهلالي
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[04 - 06 - 04, 12:24 م]ـ
يقول الشيخ محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله
ولدت سنه 1311هـ بقرية تسمى الغيضة في المغرب ونسبة يرجع الى الحسين بن علي رضى الله عنهما،حصل على شهادة جامع القرويين عادلتها جامعة بون مع تزكية اساتذتها بالشهادة الثانوية وبها استطعت ان اكون طالبا في جامعة بون.
في اخر 1340هـ سافر الى القاهرة اقام سنه واجتمه مع المصلح السلفي محمد رشيد رضا رحمه الله وبجماعة من السلفيين منهم الشيخ محمد الرمالي والشيخ حسن عبدالرحمن والشيخ العدوي والشيخ عبدالعزيز الخولي والشيخ عبد الظاهر ابوالسمح والشيخ محمد عبدالرزاق وغيرهم.
يقول رحمه الله قال الشيخ الزلكلوني قال لي:لاتطلب علم الحديث في مصر، منحن معشر كبار علماء الأزهر لا أحد منا يحفظ عشر أحاديث ولانعرف صحيحا من ضعيف
ن وأنما نقرأ سواداُ في بياض مقلدين للمؤلفين. وأيت كتاب (عون العبود شرح سنن أبي داود) ألف وطبع في الهند، فظهر لي أنه لاتزال بقية من علماء الحديث في الهند، معزمت على السفر الى الهند.
يتبع ....
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:00 م]ـ
وقبل عزمي الذهاب الىالهند. خرجت إلى الصعيد بقصد تحصيل شيء من المساعدة المالية لأستعين بها التو جهة للحج. ذهبت إلى مديرية أسيوط قرية تسمى الريرمون رئيس السلفيين الشيخ إسماعيل الصيفي رحمه الله وكان عدد السلفيون قليلا جدا، وكان شيخ القرية والوجهاء والأعيان يسمونهم وهابية ويعادونهم. فشرعت في إلقاء الدروس الوعظ في بيت الشيخ إسماعيل ومسجد السلفيين فاستجاب إلى دعوتي شيخ البلد يوسف وتبعه أهل البلد كلهم ولم يبق على البدعة والشرك إلا شيخ الطريقة والعمدة.
ولما رأيت الناس قد أقبلوا على التمسك بالسنة إقبالا عظيما تركت الغرض الذي من أجلة توجهت إلى الصعيد وأظهرت الغنى العلمي أن إظهار الحاجة إلى مافي أيدي الناس يفسد الدعوة أو ينقصها. وبقيت عندهم ثلاثة أشهر حتى قرب موسم الحج، ولم يتجرأ أحد منهم أن يقدم لي شيئا من المال إلا الشيخ يوسف فانه ألح كثيرا في إهداء شيء من الثياب، فقبلته
ولما رجعت إلى القاهرة بعثوا لي جوالة قدرها ثلاثة عشر جهنيات، فسافرت بها إلى الحج، وبعدها توجهت إلى الهند واجتمعت بعلماء أهل الحديث، ودرست في إحدى مدارسهم وأقمت خمسة عشرا شهرا وأخذت العلم والإجازة عن أفضل علماء ذلك الزمان شيخنا عبدا لرحمن بن عبدا لرحيم المبارك فوري وأقمت عنده مده وقرأت أطرافا من الكتب الستة على السيخ محمد بن حسين بن محسن الحديدي الأنصاري اليماني نزيل بهو بال.
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[04 - 06 - 04, 05:31 م]ـ
ثم توجهت إلى البصرة – (الزبير) ولقيت العالم السلفي المحقق الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (هو غير صاحب أضواء البيان- سوف اعمل على ترجمته لحقا)، وتزوجت بابنتة وبعد إقامة ثلاث سنين بالبصرة، سافرت إلى المملكة العربية السعودية وفي طريقي مررت على السيد رشيد رضا بمصر،فأخبرته أنني متوجهة إلى الحجاز فكتب إلى الملك عبدا لعزيز رحمه الله يقول: إن محمد تقي الدين الهلالي المغربي أفضل من جاءكم من علماء الآفاق،فارجوا أن تستفيدوا من علمه، أو كلاما هذا معناه فأقمت في ضيافة الملك بضعة أشهر، ثم عينت مراقبا للمدرسين في المسجد النبوي.
وبقيت سنتين ثم نقلت إلى المسجد الحرام والمعهد العلمي السعودي بمكة. وأقمت سنة، وفي أخرها كتب إلى الشيخ أحمد السركتي من أندونسية، والسيد سليمان الندوي من الهند، كل منهم يطلبني أن أكون مدرسا في مدر ستة فرجحت قبول الشيخ سليمان الندوي رجاء إن أحصل على دراسة جامعية في الهند.
فصرت رئيس أساتذة الأدب في كلية ندوة العلماء، وبقيت ثلاث سنسن ولم تتيسر لي الدراسة جامعية ولكني تعلمت اللغة الإنكليزية ثم اشتد علي مرض الملا ريا، فرجعت إلى البصرة.
يتبع ...
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[06 - 06 - 04, 02:18 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/262)
رجعت الى البصرة وأقمت ثلاث سنين معلما بمدرسة النجاة (الزبير) ثم سافرت الى جنيف ونزلت عند الزعيم المجاهد امير البيان الأمير شكيب أرسلان بطلب منه حاولت التوجة لبريطانية للدراسة الجامعية فقال الى السفير الانجليزي لابد من كفالة مالية او شخصية فكتب الأمير شكيب رحمه الله الى احد اصدقائه فب برلين يقول له ((عندي شاب مغربي أديب ما دخل المانيا مثله وهو يريد أن يدرس في احدى جامعاتها فعسى ان تجدوا له مكانا لتدريس الأدب العربي برلتب يستعين به على الدراسة)).فجاء الجواب بالقبول، وعينت محاضرا بجامعة بون، وشرعت في تعلم اللغة الألمانية وخلال سنه دخلت الامتحان وحصلت على دبلوم في اللغة الألمانية ...
يتبع
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[07 - 06 - 04, 01:14 ص]ـ
ومن الطرائف التي حدثت للشيخ تقي الدين الهلالي
يقول لما كنت ادرس بالهند، اذكر قصة وقعت لي في مدرسة علي خان لما فيها من البرهان على فساد التعليم بالترجمة
لما كنت ألقى درسا كل يوم في الأدب العربي للتعود آذان الطلبة أمر مدير المدرسة الأستاذ احمد الله إن يختار من المتقدمين من الطلبة فختار خمسة عشر طالبا ولما علم بذلك الأستاذ اللغة العربية مولانا عبدا لرحمن النقرامي غضب وقال للطلبة أخطاء النواب في هذا الأمر وقال للطلبة اذهبوا إلى النواب وقولوا له: نرجو أن تعفينا من الدراسة عند المغربي فإننا لا نفهم كلامه ولا يفهم كلامنا. فقالوا له نحن نستحي أن نراجع النواب. فقال: إذا لا أعطيكم شهادة ودعوا العربي يعطيكم شهادة. وبعدها در ستهم أربعة أيام ووصلنا إلى قول المتنبي في قصيدة يمدح بها سيف الدولة:
أنا له الشرفُ الأعلى تقدْمة فما الذي يتوقى ما أتى نالُ
وكنا ندرس هذا لكتاب بنسخة مطبوعة في دهلي، فلم أفهم الشطر الثاني، فقلت للطلبة: لم افهم هذا الشطر فلعله محرف.
ف أعظموا ذلك وقالوا: صدق مولانا عبدا لرحمن أنت عربي وعالم وتعجز أن تفهم المتنبي (توبة استغفرا لله) وهذه كلمه تقال بالأوردو عند الغضب والاستنكار. فقلت لهم: لعل الشطر محرف، فانه لا معنى له بهذا اللفظ. فقالوا: ليس محرف وقد درس الديوان كله بهذه النسخة مولانا عبدا لرحمن مرارا فما وجد فيه تحريفا ولا خطا ولكن هذا قصور منك. فذهبوا إلى الشيخ عبدا لرحمن وقالوا له: ((إن عرب صاحب السيد العربي)) اعترف بعجزه عن فهم هذا الشطر، وزعم انه محرف، فقال لهم: ليس هذا الشطر محرف وهذا يفهمه كل واحد حتى الحمار، فرجع إليه احد عشر منهم وبقي عندي أربعة طلاب.
يتبع ....
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:53 م]ـ
وبقي عندي أربعة طلاب يعتقدون أنني لم افهم هذا الشطر ولكنهم فضلوا البقاء الاستماع إلى اللغة العربية على لسان رجل من العرب فبقيت أفكر في هذا الشطر من البيت أربعة أيام فلم افهمه فذهبت إلى الشيخ عبدا لرحمن وسلمت عليه فرد علي السلام وكان الطلبة قد أحاطوا به يلقي عليهم الدرس فقلت له أيها الشيخ أنا لم افهم هذا الشطر والطلبة يقولون انك فهمته فارجوا أن تفهمني إياه فقال لي ما نصه ? (فما الذي يتوقى الأعداء م أتاه الممدوح من الإقدام نالوه)) وكان ينبغي أن يكون بعد اللام واو وألف ولكنه كتب خطاْ. فقلت له لم أفهم فأرجوا أن تعرب لي الشطر حتى يتبين معناه فقال: ما موصولة والذي توكيد لها ويتوقى فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر تقديره هم يعود على الأعداء في البيت الذي قبله ما موصولة مفعول به ليتوقى، أتى فعل ماضي والعائد محذوف تقديره أتاه، نالوا فعل و فاعل، فقلت له: إذا قلنا أن ما موصولة والذي اسم موصول يكون التقدير الذي الذي قال: ولا حرج في ذلك. فقلت له: لا يجوز أن يكون فاعل يتوقى ضميرا مستترا تقديره إذ لو أريد الجمع لبرز الضمير، وصار يتوقون، فقال: تريد أن تعترض على المتنبي؟ فقلت: أنا لا أريد الاعتراض بل أريد أن افهم. فقال إن علي الفارسي بقي أياما ينظر في ديوان المتنبي فلم يستطع أن يجد فيه خطاْ. فقلت له: قد أخطاْ المتنبي في مواضع، فقد انتقد عليه علماء البلاغة لقوله:
جحفت وهم لا يجحفون بها بهم شيم على الحسب الأغر دلائلً
ففيه التعقيد واستثقال لفظ جحفت، وعابوا عليه قوله:
فقلقلت بالهم قلقل الحشا قلاقل همٍٍِّ كلهن قلاقل
وعابوا عليه قوله:
إن كان مثلك كان أو هو كائن فبرئت حينئذ من الإسلام
اجتمع في هذا البيت قبح اللفظ والمعنى وبمراجعه شروحه تعرف أنه ليس معوم من الخطأ. فاعرض عني وقال للطالب الذي كان يقراء (تشلو) يعني إقراء، فأصابني غم عظيم.
يتبع .....
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[08 - 06 - 04, 09:19 م]ـ
أكمل بارك الله
فأني متشوق الي مزيد من القراءة لهذا العالم
والله انه شخص ذو همة العالية
واني ارجوا الله ان يجعل فينا هذا الهمة لاجل الدين الله
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[08 - 06 - 04, 11:36 م]ـ
قالت لأحد الطلاب إذا أردت أن اسأل عن الطابع المجتبائي، فما أقول؟ فلقنّي ألفاظاٌ بالأوردو. فانطلقت أسأل إلى أن وصلت دار المطبعة المجتبائية فسألتهم: هل عندهم نسخة للبيع من شرح العكبري لديوان المتنبي؟ فقالوا: النسخة الأخيرة بعناها أمس. وأخبروني بمن اشتراها وهو طالب، فذهبت إليه، فجاءني بالكتاب، فقرأت البيت وشرحه، فإذا هم محرف كما توقعت، وصوابه هكذا:
أنا له الشرف الأعلى تقدمه فما الذي بتوقي ما أتى نالوا؟!
فظهر أن ما التي أنها موصولة استفهامية، وظهر أن يتوقى الذي اختراع له فاعلاُ تقديره هم ليس فعلاُ أصلاُ بل جار ومجرور، وبذلك أتضح معنى الشطر فكتبت البيت على الصواب وشرحه وذهبت إليه، فقلت له بعد السلام: أيها الشيخ أنت قلت للطلبة إن ذلك الشطر يفهمه كل أحد حتى الحمار نوقد ظهر أنك لم تفهمه، خذ اقرأ. فقرأ ذلك ثم رد الصحيفة ولم ينبس ببنت شفة، رحمه الله وغفر له. وإنما سقت هذه الحكاية لما فيها من العبرة.
يتبع ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/263)
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:28 ص]ـ
الرجال الأكثر تأثيرا في حياته:
يؤكد الشيخ تقي الدين رحمه الله فيقول: إن أولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صحت الرؤيا وأضنها أن شاء الله صحيحة والثاني محمد سيدي بن حبيب الله التندغي الشنقيطي والثالث محمد بن العربي العلوي المدغري المغربي والرابع الشيخ الفاطمي الشراوي والخامس السيد محمد رشيد رضا والسادس الشيخ عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري مؤلف ((تحفة الأحوذي))
ويحدد الشيخ ما يؤثر من علومه فيقول: أحبها إلي علوم الحديث وعلوم القرآن لأني أحب إتباع الكتاب والسنة،وأكره مخالفتهما، ثم علم النحو وسائر علوم الأدب ثم علم اللغات، ولا اعرف علة ذلك.
أهم الأجداث التي عاصرها:
يقول الشيخ: أول هذه الأحداث كثرة السفر والاغتراب، وثانيها بغضي للتقليد كيف ما كان نوعه. وثالثها لقاء الشيوخ المذكورين ورابعها حب الدعوة إلى إتباع الكتاب والسنة.
نشاط الشيخ في خدمة العلم:
أول اشتغالي بالتدريس كان زمن أستاذي الشيخ سيدي حبيب الله الشنفيطي اذا سافر ينيبني عنه بالتدريس وكان يقول للناس: كل ما عندي من العلم فهو عند هذا الفتى وزيادة، وهذا من حسن ضنه، والله قادر على إن يحققه. ثم في مصر دعاني الشيخ عبدا لظاهر أبو السمح الذي صار أمام وخطيبا بالمسجد الحرام، وكان ذلك الوقت امام مسجد الأسطى أبي هاشم المهندس يصلي فيه ويلقي دروسا في الدعوة والإرشاد، وهذا مسجد خاص بالسلفيين، ويسمونهم الوهابيين .... دعاني لأنوب عنه في الصلاة وإلقاء الدروس لأن جماعة الفقهاء من الأئمة والماذنيين كانوا يحاربون الشيخ المذكور ...
يتبع ........
ـ[نواف البكري]ــــــــ[10 - 06 - 04, 05:46 ص]ـ
الشيخ محمد تقي الدين الهلالي شيخ أثري سلفي جليل رحمه الله ورضي عنه.
وأقول:
أما اليوم فقد:
وجدنا الحديث ونكاد أن لا نجد أهل الحديث
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[10 - 06 - 04, 06:07 م]ـ
الأخ الفاضل أبو حمزة والأخ الفاضل نواف البكري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا للتعقيبكم وهتمامك بأعلام السلف من الذين لهم حق علينا من ذكر فضائلهم وجهوديهم في الدعوة الى الله تبارك وتعالى ونشر تراجمهم وما خدموا به هذا الدين الحنيف
ولكن للعنوان الذي جلبته للترجمه معنا سوف أذكره في أخر الترجمة
والسبب الذي وضعته لترجمت الشيخ تقي الدين
والله الموفق والهادي لسواء السبيل
أبوعبد الله العمير
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:49 م]ـ
فدعوه إلى المناظرة في احد المساجد وهيئوا له رجلا يضربه بالعصا حين يتلقى الإشارة منهم (أي الشيخ عبدا لظاهر ابوالسمح رحمه الله) فبينما هو يناظرهم أشاروا إلى رجل فانهال عليه ضربا، ولم يقتصروا على ذلك بل كتبوا عريضة إلى محافظ الإسكندرية يقولون: أن عبدا لظاهر ابوالسمح وهابي ضال مبتدع يقول: إن العصا خير من النبي صلى الله عليه وسلم، ويمنع الاستغاثة به والتوسل ويطعن في المذاهب الأربعة ويعلم الناس مذهبا خامسا.
فنرجو من سعادتكم أن تضعوا حدا لهذه الفتنة بمنع هذا الرجل من الصلاة والتدريس في جميع المساجد وتأمروا بسد مسجد الوهابي.
وكنت إذ ذاك عند بعض الغاربة في الإسكندرية فبعث إلى رسولا يقول: بادر إلى الحضور بدون تأخير لن المحافظ راجت عليه عريضة الجماعة بإغلاق المسجد، فلما جئته قال لي: ارجوا أن تفتح المسجد وتصلي فيه الصلوات الخمس وتلقي الدروس نيابة عني إلى أن تفرج الله، ففتحت المسجد وصرت أصلي فيه وألقي فيه الدروس، فأشتد ذلك على الجماعة الفقهاء، وكتبوا عريضة إلى الملك فؤاد يقولون مثل ما قالوا للمحافظ ثبت عنده كل ما نسبناه إلى الرجل فمنعه، فدعا شخصا مغربيا يسمى تقي الدين الهلالي، وهذا المغربي عنده حماية فرنسية ويتمتع بالامتيازات الأجنبية، ويدعو مثل ما يدعوا إليه أبو السمح تماما.
وخاب الدساسون.
يتبع ...
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:50 م]ـ
، فبعث الملك العريضة لمحافظ الإسكندرية فلما اطلع عليها المحافظ غضب غضبا شديدا لأمرين أحداهما: أنهم تخطوه واشتكوه إلى الملك، والثاني إن منعي من التدريس والصلاة يقضي إلى تدخل السفير الفرنسي بسبب الامتيازات الأجنبية التي كان العمل جاريا بها في مصر سنه 1341هـ.فدعا الموقعين كلهم وأمر إن يدخلوا عيه واحدا بعد واحدا فسأل الأول: أهذا توقيعك؟ فأحاب بنعم، فقال مره أخرى أتعترف بتوقيعك، وأمر بحجزه في مكان أخر ثم دعا الثاني والثالث والرابع إلى أخرهم وقال مبوخا لهم لماذا تركبوني وكتبتم للملك؟ جئتموني من قبل وزعمتم إن أبا السمح وهابي فاسد إلى أخر ما ذكرتم فظننت أنكم صادقين، فمنعته وأمرت بإغلاق المسجد فما شأن المغربي؟ أهو وهابي مفسد؟
فقالوا كلهم: أي والله يا سعادة المحافظ هذا المغربي مثله تماما.
ثم زعمتم في عريضتكم التي أرسلتموها للملك أنكم تخشون وقوع فتنة تسيل فيها الدماء إن بقي المغربي يبث عقيدة الوهابية، فل انتم رجال أمن مسئولون عن المحافظة ومكلفون بإخماد الفتن؟ بل انتم سبب الفتنة،وأي شيء يقع بالسكندرية من الفتن بسبب العقائد الدينية فانتم وحدكم المسئولون عنه، وسأعقبكم عليه عقابا صارما وانتم مستحقون للعقاب منذ الآن ولكني أمهلكم.
وبعد هذه الواقعة رجع الشيخ عبدا لظاهر ابوالسمح للتدريس والإمامة ولله الحمد والمنة.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/264)
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[11 - 06 - 04, 11:05 ص]ـ
قال محمد تقي الدين الهلالي في بيت صاحب السماحة الأستاذ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وفي مدح آل باز عموما في مدحه خصوصا في اليوم الأول من شعبان سنة 1397هـ.
خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا
علي آل باز إنهم بالعلى أحرى
فما منهموا إلا كريم وماجد
تراه إذا ما زرته في الندى بحرا
فعالمهم جلى بعلم وحكمة
وفارسهم أولى عداة الهدى قهرا
فسل عنهموا القاموس والكتب التي
بعلم حديث المصطفى قد سمت قدرا
أعمهموا مدحا وإني مقصر
واختص من حاز المعالي والفخرا
أمام الهدى عبد العزيز الذي بدا
بعلم وأخلاق أمام الورى بدرا
تراه إذا ما جئته متهللا
ينيلك ترحيبا ويمنحك البشرا
وأما قرى الأضياف فهو إمامه
فحاتم لم يبق له في الورى ذكرا
حليم عن الجافي إذا فاء بالخنا
ولو شاء أرداه وجلله خسرا
يقابل بالعفو المسيء تكرما
ويبدل بالحسنى مساءته غفرا
وزهده في الدنيا لو أن ابن أدهم
رآه ارتأى فيه المشقة والعسراء
وكم رامت الدنيا تحل فؤاده
فأبدلها نكرا وأوسعها هجرا
فقال له دعني يكفك إنني خطيب
بقلبك لم أطمح فحسبي بها وكرا
خطيب بليغ دون أي تلعثم
ومن دون لحن حين يكتب أو يقرا
بعصر يرى قراءة اللحن واجبا
عليهم ومحتوما ولو قرءوا سطرا
بتفسير قرآن وسنة أحمد
يعمر أوقاتا ونشرها درا
وينصر مظلوما ويسعف طالبا
بحاجاته ما إن يخيب مضطرا
قضى في القضا دهرا فكان شريحه
بخرج أزال الظلم والحيف والقسرا
وجامعة الإسلام اطلع شمسها
فعمت به أنوارها السهل والوعرا
تيممها الطلاب من كل وجهة
ونالوا بها علما فكان لهم ذخرا
لمن كان منهم ذا خداع فخاسر
ومن كان منهم مخلصا فله البشرى
ولم أر في هذا الزمان نظيره
وآتاك شيخا صالحا علما برا
وأصبح في الإفتا إماما محققا
بعلم وأخلاق بدا عرفهم نشرا
وأما بحوث العلم فهو طبيبها
مشاكله العسرى قد أبدلها نكرا
ويعرف معروفا وينكر منكرا
ولم يخش في الإنكار زيدا ولا عمرا
وما زال في الدعوى سراجا منورا
دجى الجهل والإشراك يدحره دحرا
بدعوته أضحت جموع كثيرة
تحقق دين الحق تنصره نصرا
ألم تره في موسم الحج قائما
كيعسوب نحل والحشود له تترا
وما زال في التوحيد بدر كماله
يحققه للسامعين وللقرا
ويثبت للرحمن كل صفاته
على رغم جهمي يعطلها جهرا
ويعلن حربا ليس فيها هواده
على أهل الحاد ومن عبد القبرا
وما قلت هذا رغبة أو تملقا
ولكن قلبي بالذي قلته أدري
فيا رب متعنا بطول حياته
وحفظا له من كل ما ساء أو ضرا
فلو كان في الدنيا أناس كمثله
بأقطار إسلام بهم تكشف الضرا
فيا أيها الملك المعظم خالد
بإرشاده اعمل تحرز الفتح والنصرا
فأنت لأهل الكفر والشكر ضيغم
تذيقهموا حوبا وتسقيهمو المرا
فلا زلت للإسلام تنصر أهله
وتردى بأهل الكفر ترديهمو كسرا
وحببك الرحمن للناس كلهم
سوى حاسد أو مشرك اضمر الكفرا
وقد أبغض الكفار أكرم مرسل
وإن كان خير الخلق والنعمة الكبرى
عليه صلاة الله ثم سلامه
يدون في الدنيا وفي النشأة الأخرى
وآله مع أصحابه الدهر ما بكت
مطوقة ورقاء في دوحة خضرا
وما طاف بالبيت العتيق تقربا
حجيج يرجون المثوبة والأجرا
وما قاد مشتاق وقد بان ألفه
خليلي عوجا بي لنغتنما الأجرا
فيا أيها الأستاذ خذها ظعينة
مقنعة شعثاء تلتمس العذرا
فقابل جفاها بالقبول وأولها
من العفو جلبابا يكون لها سترا
يتبع ....
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[11 - 06 - 04, 11:40 ص]ـ
ومن مؤلفات الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله:
1 - الزند الواري والبدر الساري في شرح صحيح البخاري (المجلد الاول)
2 - الإلهام والإنعام في تفسير الأنعام
3 - الإسفار عن الحق في مسألة السفور والحجاب
4 - القاضي العدل في حكم البناء على القبور
5 - الأنوار المتبعة في تحقيق سنة الجمعة
6 - فضل الكبير المتعالي (يوان شعر للشيخ تقي الدين)
7 - قبسة من أنوار الوحي
8 - الصبح السافر في حكم صلاة المسافر
9 - العلم المأثور والعلم المشهور واللواء المنشور في بدع القبور
10 - مدينة العرب الأندلس (مترجم الإنجليزية)
11 - آل البيت مالهم وما عليهم
12 - البراهين الإنجيلية على أن عيس داخل في العبودية وبرىء من الألوهية
13 - دواء الشاكين وقامع المشككين في الرد على الملحدين
14 - أحكام الخلع في الأسلام
15 - حاشية على الكتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب
16 - رسالة الدكتوراءوهي ترجمة مقدمة كتاب (الجماهر في الجواهر) والتعليق عليها.
17 - الطبقات عند العرب
18 - لسان الدين (المجلد الأول من مجلة منت أصدرها بتطوان)
19 - التمثليات (لمحمد بن دانيالزتعريف بها وبيان محتوياتها)
20 - مختصر هدى الخليل في العقائد وعبادة الجليل.
21 - الهاديات (أربع قصائد من أوئل شعره
22 - رحلة من الزبير الى جنيف
23 - من يرافقني الىبرلي بقسميها الشرقي والغربي
24 - رحلة الى المانيا
25 - رحلة درعة في الجنوب الشرقي من المغرب
26 - ترايخ اللغة السامية
27 - دليل الحاج في مناسك الحج
28 - الصديقات الثلاث (قصة)
29 - فكاك الأسير العاني المكبول بالكبل التيجاني
30 - حاشية شتى على إنجيل متى
31 - حاشية على كشف الشبهات (لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب)
32 - الحسام الماحق لكل مشرك ومنافق
33 - العقود الدرية في منع تحديد الذرية
34 - الرجعية والتقدم
35 - سب القاديانيين للإسلام والرد عليهم
36 - تقويم اللسانين (مقال بمجلة وعى الأسلام)
37 - أهل الحديث (مقال بمجلة وعي الأسلام)
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/265)
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[11 - 06 - 04, 06:42 م]ـ
الحمدالله والصلاه على رسول الله وبعد:
فاني قمت بجمع لترجمه الشيخ تقي الدبن الهلاللا المغربي
ذلك العالم الذي لف الأرض وهو يحمل العلم السلفي والرآيه العلمية وانتصاره لمنهج أهل الحديث والسعي للذهب اليهم ولأخذ منهم ومسانتدهم بغربتهم وما في أسفاره من الأمور العظام وسميت العنوان
وجدت أهل الحديث ولم أجد الحديث- تقي الدين الهلالي
ووهذا العنوان هو الذي قاله 0رحمه الله:
وجدت أهل الحديث ولم أجد الحديث، ووجدت الرجال تحيض من أفواهها
يقصد لما ذهب إلى الهند أول مره وجد أهل الحديث ولكن لم يجد تطبيقهم للنصوص وأخذهم بالتقليد مره وبالجهل مره ووجد أقوام من الناس يمضغون تنباك أحمر في أفواههم ويبصقون بلون الدم فشبه الشيخ بأنهم يحيضون من أفواههم وهي سخريه لهذا العمل القبيح وليسوا المقصودين أهل الحديث طبعا لكن مارى من المجتمع
هذه مقولة أي ((وجدت أهل الحديث ولم أجد الحديث)) للشيخ تقي الدين الهلالي، أنا اعتبراها من الحكمة والبلاغة بوصف الشيء من مسماه وانك لترى العجب في وقتنا كثير من يتسمى بالشيء ولا تجده عنده ماعدا الاسم فإذا نظرت في أقوالهم تعجبك وذا نظرت إلى فعليهم وتطبيقهم لمنهج أهل الحديث يصيبك الإحباط واليأس ولولا أن منهج أهل الحديث واضح وليس فيه ما في المناهج الأخرى من التنظير والفلسفة الكلامية لكان الأمر خطير ولكن الله حفظ دينه من عبث العابثين وزيغ الزائغين كما قالا الأمام بن القيم –رحمه الله
(فإذا ظفرت برج واحد من أولي العلم طالب للدليل محكم له متّبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان زالت الوحشة وحصلت ألألفه ولو خالفك فإنه يخالفك ويعذرك.
والجاهل الظالم يخالفك بلا حجّة ويكفرك أو يبدّعك بلا حجّة وذنبك: رغيتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذّميمة فلا تغتر بكثرة هذا الضرب فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منه) ز إعلام الموقعين 3/ 408 - 409
الإمام عبدا لله بن محمد بن عبدا لوهاب:
ومعلوم:أن أهل الحديث هم أعظم طوائف الأمة بحثا ومعرفة بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ..... ولا ينازع في ذلك إلاعدوًّ لله ولرسوله ولعباده المؤمنين) الرسائل النجدية 4/ 124
وقال: ولا يبغض علماء أهل الحديث ويتكلم فيهم إلاّ من هو من أهل البدع والفجور) 4/ 75
ويقول العلامة عبدا للطيف بن عبدا لرحمن بن حسن:
(وأهل السنة والحديث في كل مكان وزمان هم محنة أهل الأرض: يمتاز أهل السنة بمحبتهم والثناء عليهم ويعرف أهل البدع بعيبيهم وشنا يتهم) الدرر 4/ 102
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:26 ص]ـ
بارك الله في الجميع، وفعلا كما تفضلت ممن ينتسب إلى أهل الحديث ولايعرف إلا سب العلماء والقدح فيهم وموالاة الكفار والمنافقين وبعد ذلك يزعم أنه من أهل الحديث ولذلك انتقم الله منهم بتفرقهم وتشتتهم وأصبحوا شذر مذر ولم ينتفع الناس بعلمهم بالحديث فشمت الناس بهم
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا للأخ الفاضل عبدالله بن خميس وفقه الله
على تعقيبك لكن لم أفه هذه العباره والمقصود (ممن ينتسب إلى أهل الحديث ولايعرف إلا سب العلماء والقدح فيهم وموالاة الكفار والمنافقين)؟!!!
لم أجد عالم من علماء هذا البلد من أهل الحديث خاصة ينطبق عليه هذا الوصف وارجو من الله تبارك وتعالى ان يرفع لهم القدر والشأن.
ابوعبدالله العمير
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[13 - 06 - 04, 01:30 ص]ـ
أثابك الله على هذه الترجمة الضافية الممتعة
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[15 - 06 - 04, 12:38 ص]ـ
هل كان العلامة تقي الدين الهلالي متأثراً بالغرب؟
بقلم تلميذه الشيخ/ أحمد بن محمد الحمزاوي *
ضمني وإخوة أجلاء مجلس مبارك تجاذبنا فيه اطراف الحديث، فجرى ذكر مجدد الدعوة السلفية في المغرب وناصرها، ومحيي معالم السنة بعد اندثارها، وقامع البدع والخرافات وقاهرها، لسان أهل السنة وخطيبهم، وكاتب أصحاب الحديث وشاعرهم، الإمام العلامة الشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي تغمده الله بواسع رحمته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/266)
فأخبرني بعض الحاضرين ان شخصا من المغرب يشيع بين المشايخ وطلبة العلم، ان العلامة الهلالي رحمه الله كان معجبا بالمدنية الغربية وأصحابها، ومتأثرا بالحضارة الاوروبية وأفكارها، فتملكني العجب، لا من سوء الفرية، وقبح البهتان، فمثل الشيخ العلامة في جهاده، وإصلاحه، ودعوته، وذبه عن عقيدة السلف وأهلها، وذوده عن حياض السنة وآلها، وانبرائه لصد ما يخالف شرع الله تعالى بلسان سحبان فصاحة وبيانا، وقلم ابن قتيبة سلاسة وبرهانا، وشعر حسان جزالة وإتقانا عرضة لأن ينفس المبتدعون والخرافيون والصوفيون والقبوريون عن غيظهم بالطعن فيه بعد موته والحي قد يغلب ألف ميت أما في حياته، فقد أسكت والله أصواتهم، وألجم ألسنتهم، وكمم أفواههم، وقلم اظفار أقلامهم,
لكن سبب عجبي ان مختلق الإفك، ومشيع الكذب من المنتسبين الى منهج أهل السنة والجماعة الذي أحياه الشيخ الهلالي، وذاد عنه قرابة ثمانين عاما في مشارق الارض ومغاربها، ويبلغ العجب منتهاه، والاستغراب مداه، ان الذي تولى كبر هذه الفرية، وباء بإثم نشرها، ممن طوق العلامة الهلالي أعناقهم بمعروفه، وغمرهم بإحسانه، فهو الذي ارشده إلى طريق العلم، ويسر له سبل المعرفة، فكان كما قيل:) أحشك وتروثني (,
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني
مع ان النفوس السوية، والفطر السليمة تأبى أن تقابل المعروف إلا بالمكافأة والشكران، وأن تجزي الإحسان إلا بالإحسان، قال تعالى:) هل جزاء الإحسان إلا الإحسان (، وروى الترمذي وصححه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لا يشكر الناس لا يشكر الله وفي لفظ لأحمد وأبي داود وابن حبان: لا يشكر الله من لا يشكر الناس ,
وقد استند هذا الرجل في دعواه وافتئاته على أمرين:
أولهما: أن الشيخ العلامة الهلالي درس في أوروبا، ونال شهادته منها,
الثاني: أنه رحمه الله كان يذكر في دروسه، وكتاباته ما رآه من تمسك بعض الأوروبيين بجملة من محمود الصفات، وتحليهم ببعض الأخلاق الحسنة كترك الفضول، وحسن الإنصات للمناقش، والمحافظة على المواعيد، والحرص على عدم إضاعة الأوقات، والجد في العلوم الدنيوية، مما أوصلهم إلى ما هم فيه من التقدم المادي الدنيوي، حتى أصبح المسلمون يحتاجون إلى صناعاتهم من الإبرة الى الطائرة,
ودونك أخي الكريم حقيقة الأمر وجلية المسألة، لتعلم ما في كلام الرجل من التدليس والتلبيس,
أولاً: أن الشيخ رحمه الله بين بنفسه سبب سفره إلى أوروبا، وعلة سعيه في الحصول على الشهادة، فقال: وإنما سافرت إلى أوروبا بعد سن الأربعين، للحصول على شهادة جامعية تمكنني من الدخول الى الجامعات في البلاد الآسيوية والافريقية، لنشر الدعوة بين المعلمين والمتعلمين، لأن الآسيويين والأفريقيين قد غلوا في تعظيم الشهادات العالية، وأصحابها، حتى صارت عندهم كل شيء، فمن حصل عليها صار حديثه مقبولا، وصار في نظرهم عالما، ولو كان أجهل من حمار أهله، صيانة العرض ص 33,
وهذا الكلام من وضوح المغزى ونبل المقصد بحيث لا يحتاج الى تعليق وقد صرح في موضع آخر بأن الاقامة في اوروبا انما تكون للضرورة فقد كاتبه الاستاذ عبداللطيف ابو السمح فكان مما قاله:) واسأله تعالى ان يجمعنا بكم في اوروبا كما جمعنا في افريقيا ثم آسيا (,
فأجابه العلامة الهلالي من قلب اوروبا قائلا:
) وما رجوته من الاجتماع هو بغيتي وسؤالي إلا انني اخالفك في موضعه فأتمنى ان يكون في مصر في خير وسلامة فهي احب الي من اوروبا ولا أظن ان العاقل يستحب الاقامة في اوروبا الا للضرورة وبقدرها,, الى ان قال:
ولا أنكر أن هنا في أوروبة علوما نافعة لأهل الشرق، ولا أجحد أن بعض من يرحل الى اوروبة من الطلبة فيهم شهامة ونجابة,,
والذي انكره هو أنه ليس كل الطلبة الآتين هذه الديار لطلب العلم هم في الحقيقة طلاب علم، وأنهم يرجعون الى الشرق بما ينفع أوطانهم، أو على الأقل لا يضرها,,
ومنذ جئت الى اوروبة، وخبرت أحوال طلبة العلم أسفت أسفا شديدا، إذ لم يكن لي حول ولا قوة لإصلاح الحال, فإن قلت: وماذا تصنع لو كان لك حول وقوة؟ فالجواب: لو كان لي مثلا مال فاضل وهو أحد أنواع الحول لما اقتصرت في النصيحة على تصديع القراء بمثل هذه المقالات الفارغة، بل أجبت بالعمل,
وذلك أني أرجع الى الشرق، وألقي بصري على طلبة العلم, ومتى رأيت منهم من جزمت لي فراستي وأظنها قلما تخطئ في هذا الباب دعوته واختبرته، وعرفت العلم الذي هو متأهل له, فقلت له: تهيأ للسفر وجهزته وبعثته, فإذا أتم دراسته ورجع يعمل عملا حرا أو حكوميا مضاداً أشد المضادة لما يعمل المزورون الملبسون, فإذا رأى الشعب والحكومة الفرق بينه وبين اولئك المحتالين، عرفوا الحقيقة، واحتاطوا في إرسال الطلبة، وتدرجوا في إصلاح هذا الباب الى ان يصلوا الى الصواب، وهو إرسال الطلبة حسبما تقتضيه حاجة البلاد، لا حسب شهوة المرسلين او المرسلين انظر مجلة الفتح العدد 811 ص 13,
فتأمل أخي الكريم هذه الجواهر واللآلىء بعين الإنصاف، وزنها بميزان العقل، تجد ان الشيخ العلامة قد طبق المفصل، وأصاب كبد الحقيقة، وان ذلك لا يصدر إلا من أصيل الرأي، ثاقب النظر، سديد الرأي لا عن مقلد للغرب متأثر به، كما يزعم ذلك الرجل وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فما على الحكومات العربية والإسلامية إلا أن تبحث في سبل تطبيق هذه النظرية العلمية العظيمة، وآلات تحقيقها,
فهذا الحق ليس به خفاء
فدع عني بنيات الطريق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/267)
ـ[ابوعبدالله العمير]ــــــــ[15 - 06 - 04, 12:40 ص]ـ
ويقول رحمه الله وهو في ألمانيا -:) وأنا من أهم الأمور التي دعتني للإقامة في أوروبة إبطال دعاوى المتفرنجين، وفضح أحوالهم، وهتك استارهم، وإتيان بيوتهم التي هي أوهى من بيت العنكبوت من القواعد:) وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (حرر في بن جرمانية: 25 رجب 1357ه,
لم أعرف عن أحد من الشدة والغلظة والإنكار على المتفرنجين والعلمانيين مثل ما عرفته عن الشيخ الهلالي رحمه الله وفي قوله السابق ما ينبئ عن شيء قليل من ذلك، فهل يقول بعد ذلك عاقل يعي ما يقول: إن الشيخ متأثر بالغربيين؟؟ ,
ثانياً: ما شغب به صاحبنا من كون الشيخ العلامة كان يمثل ببعض الأوروبيين في تمسكهم بجملة من محمود الأخلاق، كما اسلفنا، فهذا الرجل إما أن يكون قد أتى من فهم سقيم وفكر مريض فالتبس عليه الأمر كما قيل:
وكم من عائب قولاً صحيحاً
وآفته من الفهم السقيم
وهذا أمر بعيد الاحتمال، وإما أن يكون قد بلغ به الحقد إلى حد محاولة إخفاء شمس الحقيقة، واختلاق الأكاذيب، كما قيل:
إن يعلموا الخير اخفوه وإن علموا
شرا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا
وإلا فإن كل من جالس الشيخ العلامة رحمه الله أو أخذ عنه، أو استمع إليه، أو قرأ له يعلم يقينا أن الشيخ كان من أشد الناس إنكارا على من يخل بمكارم الأخلاق، أو يتهاون في التمسك بآداب الإسلام، وكان يقول: إن من أسباب تخلف المسلمين تركهم لتلك الأخلاق والآداب، ويدلل على ذلك بأن الأوروبيين والغربيين ما وصلوا الى ما وصلوا إليه من العلوم الدنيوية، إلا بأخذهم بجزء مما جاء به الإسلام، وحث عليه من الجد في العمل، وعدم إضاعة الوقت، وغير ذلك,
قال رحمه الله في مقال له بعنوان:) كيف كانت عقولهم (نشر في الفتح العدد 281 ص9,
) لئن خسر الاوروبيون في غزوات فلسطين لقد ربحوا ربحا عظيما، ونالوا ما هو خير لهم في ذلك الزمان من فتح مصر والشام والعراق, كانت صفقتهم رابحة وصفقتنا خاسرة، ذلك بأنه وقعت بيننا وبينهم مبادلة علمية خلقية، إذ أخذوا منا جانبا من العلم والأخلاق التي كان بها سعودنا وصعودنا، وأخذنا منهم قسطا وافرا من الجهل والأخلاق التي كانت سبب شقائهم وهبوطهم,
ويقول في آخر المقال:
) فمن أين يا ترى جاءتنا هذه العقيدة، عقيدة المحاربة بالقوى الخفية؟ لا شك أنها بضاعة أوروبية من بضائع اولئك القسيسين الذين قدموا الصبيان الفرنسيين لحتفهم,
وكيف تبدلت عقول الاوروبيين، وانتقلت من تلك الدركة السفلى، فارتفعت الى ما هي عليه الآن من معرفة سنن الكون، وربط الأسباب بالمسببات ليس إلا,
من تلك الحروب الصليبية التي أفهمت الاوروبيين جهلهم وانحطاطهم، فبادروا الى درس العلوم المحمدية، والحضارة العربية، وثابروا على ذلك الى ان بلغوا ما بلغوا، ومن سلك الجدد أمن العثار (,
فانظر رحمك الله إلى عظيم قدر الأخلاق، وكبير منزلة العلوم المحمدية عند العلامة المفكر رحمه الله فقد جعل ما ظفر به الصليبيون من علوم المسلمين واخلاقهم نصرا حقيقيا وإن انهزموا في ميادين الحرب لأنه كان السبب في نهضتهم وقوتهم المادية، كما جعل ما تلقفه المسلمون من جهل الاوروبيين ومساوئ أخلاقهم انهزاما حقيقيا وإن انتصروا في المعارك لأنه كان سبب انحطاطهم وتخلفهم,
وقوله رحمه الله:) وربط الأسباب بالمسببات ليس إلا (بيان لما أخذه الأوروبيون من الأخذ بالأسباب، اما التوكل على الله مسبب الأسباب، فهذا جانب عقدي لم يأخذه الأوروبيون، فلم يذكره، وذلك بيّن واضح,
ثم بعد هذا، أيقال في حق مثل هذا الإمام العلامة، وهو الداعية الصادع بالحق المعلن ان ما أصاب المسلمين من ضعف ووهن، سببه ترك تعاليم دينهم واخلاق شريعتهم الى خزعبلات الاوروبيين وخرافاتهم: إنه متأثر بالفكر الغربي والحضارة الاوروبية؟! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم!!
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
إذا استوت عنده الأنوار والظلم
وقد وقفتك أخي المنصف على نزر ضئيل من فكر الشيخ الإمام في تنظير التعامل مع الغرب، وانبلج الصبح لذي عينين، وعسى الله أن ييسر لنا إتمام هذا الموضوع وغيره بأوسع من هذا,
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به
في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل(32/268)
هل من قال عند الغضب ونحوه (منك لله) وقع في محذور .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[04 - 06 - 04, 01:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الناس يقولون عند الغضب أو المعاتبة ونحوهما
(منك لله) أو (منكم لله)
وهل هي بمعنى:
(حسبك الله) أو (حسبنا الله ونعم الوكيل) .. ؟
أم لها معنى آخر .... ؟
وهل فيها سوء أدب مع الله .. ؟
جزاكم ربي خيراً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 09:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين(32/269)
من هو الرجل الذي يصفه الشيخ الألباني بالخبث؟؟؟؟
ـ[ yousef] ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:00 م]ـ
كنت أقرأ في كتاب الرد المفحم للشيخ الألباني رحمه الله، فاستوقفني كلام الشيخ عن السندي حيث يقول:
[2 - أنه الموافق لما صح عن ابن عباس من طرق سبعة عنده: أن الوجه والكفين من الزينة الظاهرة التي يجوز كشفها وقد خرجت الطرق السبعة في " المقدمة" وبعضها صحيح-كما سيأتي في الكتاب- وهو نص في المقصود كما قال ابن القطان الفاسي في " النظر في أحكام النظر" (ق 20/ 2) وقواه بتوثيقه لرجاله وأشار السندي إلى أسانيده وجزم بعدم صحتها (ص18) وإن من خبثه وتدليسه أنه ساق الضعيف منها وأفاض في إعلالها وكتم الصحيح منها! وأقره الإسكندراني (3/ 265) لجهله بهذا العلم الشريف ولذلك فقد أساء إلى نفسه وإلى قرائه بدخوله فيما لا يحسنه!].
فمن هو السندي هنا الذي يصفه الشيخ بالخبث؟؟؟
هل هو السندي شارح سنن النسائي؟؟
ـ[أبو عبدالله النيسابوري]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كلا ليس هو شارح السنن بل هو أبي محمد عبدالقادر بن حبيب السندي صاحب كتاب رفع الجنة أمام جلباب المرأة المسلمة.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 04:20 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
كم كنت أتمنى ألا يستعمل شيخنا مثل هذه العبارات، لكن قدر الله وما شاء فعل. إننا يجب أن نبذل جهدنا لتحبيب السنة والدين إلى العباد، فنقول مفاتيح للقلوب. والله الموفق.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 06 - 04, 05:25 م]ـ
والكتاب مليء بمثل هذه العبارات وفيها ما لا يليق بالشيخ رحمه الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 06 - 04, 11:00 ص]ـ
يا إخوان الشيخ الألباني مع حق لأن التلاعب في الدين مسألة لا يجوز التهاون بها أو التقليل من شأنها.
قال ابن الجوزي في مقدمة كتابه "التحقيق في أحاديث الخلاف": «و ألوم عندي ممن قد لمته من الفقهاء جماعة من كبار المحدثين، عرفوا صحيح النقل وسقيمه وصَنّفوا في ذلك. فإذا جاء حديثٌ ضعيفٌ يخالف مذهبهم، بَيّنوا وجه الطعن فيه. وإن كان موافقاً لمذهبهم، سكتوا عن الطعن فيه. وهذا يُنبئ عن قِلة دينٍ وغَلبةِ هوى». قال وكيع: «أهل العِلم يكتبون ما لهم و ما عليهم. و أهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم».(32/270)
ما حكم العبادة التي تركها النبي عليه الصلاة والسلام ولم يواظب عليها؟
ـ[أبو غازي]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:13 م]ـ
ما حكم العبادة التي تركها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يواظب عليها؟ فهل تركه لها سنة؟
ـ[أبو مروة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 09:01 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الصحيح أن العبادة التي تعبد بها النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة واحدة في عمره الشريف سنة، لكن ينظر هل التعبد بها كان لسبب خاص أو لأمر عارض، ويبحث عن القرائن الحافة بالفعل النبوي لوضعه موضعه السليم. أما اعتبار ترك العبادة سنة فهذا معناه اعتبار الترك نسخا لها، وهذا يحتاج في رأيي إلى دليل شرعي خاص. وأسوق هنا كلاما نفيسا لشيخ الإسلام ابن تيمية في رسالته: "خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة"، يقول: "وأما القنوت فأمره بين لا شبهة فيه عند التأمل التام، فإنه قد ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت في الفجر يدعو على رعل وذكوان وعصية ثم تركه، ولم يكن تركه نسخا له لأنه ثبت عنه في الصحاح أنه قنت بعد ذلك يدعو للمسلمين مثل الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام والمستضعفين من المؤمنين ويدعو على مضر، وثبت عنه أنه قنت أيضا في المغرب والعشاء وسائر الصلوات قنوت استنصار. فهذا في الجملة منقول ثابت عنه. لكن اعتقد بعض العلماء من الكوفيين أنه تركه ترك نسخ، فاعتقد أن القنوت منسوخ واعتقد بعضهم من المكيين أنه مازال يقنت في الفجر القنوت المتنازع فيه حتى فارق الدنيا. والذي عليه أهل المعرفة بالحديث أنه قنت لسبب وتركه لزوال السبب فالقنوت من السنن العوارض لا الرواتب". والله أعلم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 09:36 م]ـ
الاخ ابو مروة.
ذهب شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم رحمهم الله.
الى ان ترك المواظبة اذا لم يكن لعلة كخشية ان تفرض او للشغل وغيره، دليل على ان من (السنة) ترك المواظبة على ما لم يواظب عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
فالمواظبة عندهم تحتاج الى دليل زائد على مجرد الفعل.
ولو راجعتم كلام ابن القيم حول صلاة الضحى (في الزاد) وأنه لايستحب المواظبة عليها لعدم مواظبته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليها.
لتبين لك ذلك.
لان ابن القيم ذهب الى ان ترك المواظبة على سنة الضحى من السنة لعدم مواظبته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليها.
والله أعلم.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 10:23 م]ـ
صدقت أخي المتمسك بالحق، وكلامنا ليس في المواظبة بل في أصل السنية. فالسائل قال هل ترك العبادة سنة، وبعبارة أخرى هل تركها يجعلها غير مشروعة، أو بدعة.
أما كما قلت فالواجب المواظبة على ما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وما فعله قليلا فعلناه قليلا، وما فعله لسبب فعلناه إذا وجد ذلك السبب.
وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 10:58 ص]ـ
لدي سؤال آخر ..
كما تعلمون أنه قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الضحى جماعة ... ولكنه تركها خشية أن تفرض.
فهل يجوز أن نواظب على صلاة الضحى جماعة؟ علماً بأن علة الخشية قد زالت بإنقطاع الوحي؟
أم نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم تركها .. فتركه لها سنة؟
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[05 - 06 - 04, 01:13 م]ـ
الأخ الفاضل أبو غازي بالنسبة لقولك أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى الضحى جماعة ثم تركها لا أعرف أي حديث تقصد فهلا ذكرت لنا لفظ الحديث.
و أما قولك (ولكنه تركها خشية أن تفرض.
فهل يجوز أن نواظب على صلاة الضحى جماعة؟ علماً بأن علة الخشية قد زالت بإنقطاع الوحي؟).
أخي هذه العلة التي ذكرتها في ترك الصلاة جماعة للضحى لم تنقطع لأن المراد من فعل النبي صلى الله عليه و سلم هو عدم اعتقاد وجوبها سواء فرضت عليهم بالوحي أو اعتقدوا وجوبها بسبب مداومة النبي صلى الله عليه و سلم عليها.
لذا متى كانت العبادة مستحبة و ترك النبي صلى الله عليه و سلم المداومة عليها فمتى ما ظهر ان الناس عند المداومة عليها ظنوا وجوبها و كلفوا أنفسهم ما لم يكلفهم الله و رسوله صلى الله عليه و سلم وجب تركها كما ترك النبي صلى الله عليه و سلم صلاة الضحى إن صح الحديث الذي أشار إليه الأخ أبو غازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/271)
فالعلة ليس انقطاع الوحي و هذا ظاهر من ترك النبي صلى الله عليه و سلم لعبادات كثيرة مستحبة خشية أن تفرض و المراد من قوله صلى الله عليه و سلم ليس مجرد الفرض بل المراد أن المسلم يعتقد وجوبها ثم يتكلف ما لا يطيق و هذا الأصل مقرر في الشرع ثابت مطرد و هي ان المسلم لا يتكلف ما لا يطيق و أدلته اكثر من تحصر و من أدلته كما ذكرنا مثلا ترك النبي صلى الله عليه و سلم لصلاة القيام جماعة خشية أن تفرض عليهم.
و حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري و غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة، عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال: (أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم، فتعجزوا عنها).
واضح العلة منصوصا عليه و هي اعتقاد وجوب صلاة القيام جماعة ثم بعد ذلك العجز عن أدائها و هذه العلة متى ما وجدت في عبادة مستحبة لم يواظب النبي صلى الله عليه و سلم و علم أن بالمواظبة عليها يترتب العجز عن ادائها و اعتقاد وجوبها حرم هنا المواظبة عليها و وجب ادائها كما أداها رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و هذا قطعة من فتوى لشيخ الإسلام رحمه الله في مسألة قراءة بعض السور قد ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ بها في فجر الجمعة و في صلاة الجمعة ..
(وإنما تنازع العلماء في استحباب ذلك وكراهيته. فعند مالك يكره أن يقرأ بالسجدة في الجهر. والصحيح: أنه لا يكره، كقول أبي حنيفة، والشافعي، وأحمد؛ لأنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سجد في العشاء بـ {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ} [سورة الانشقاق]، وثبت عنه في الصحيحين: أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة [الحم. تنزيل] و [هل أتي] [سورة الإنسان]، وعند مالك: يكره أن يقصد سورة بعينها. وأما الشافعي وأحمد: فيستحبون ما جاءت به السنة، مثل الجمعة والمنافقين في الجمعة. والذاريات واقتربت في العيد، و [الحم. تنزيل} و [هل أتي] في فجر الجمعة.
لكن هنا مسألتان نافعتان:
إحداهما: أنه لا يستحب أن يقرأ بسورة فيها سجدة أخرى باتفاق الأئمة، فليس الاستحباب لأجل السجدة، بل للسورتين، والسجدة جاءت اتفاقًا. فإن هاتين السورتين فيهما ذكر ما يكون في يوم الجمعة من الخلق والبعث.
الثانية: أنه لا ينبغي المداومة عليها، بحيث يتوهم الجهال أنها واجبة، وأن تاركها مسيء، بل ينبغي تركها أحيانًا لعدم وجوبها. والله أعلم.).
فانظر تعليل الشيخ رحمه الله في ترك القراءة بهذه السور أحيانا حتى لا يظن العامة أنها واجبة فيلزم منه اعتقاد وجوب ما ليس بواجب شرعا مع التكلف باداء هذا الوجوب و تحميل النفس ما لا تطيقه أو ما لا يجب عليها و إن كانت تطيقه.
فعلة ترك النبي صلى الله عليه و سلم لترك قيام الليل جماعة في رمضان ليس فقظ خشية أن يفرض عليهم بل ما يلزم من هذا الفرض و هو العمل بهذا الفرض ثم تركه مع وجوبه فيقعون في ترك ما فرض عليهم و يحملون انفسهم ما لا طاقة لهم به.
ـ[أبو غازي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:13 م]ـ
الأخ الكريم عبدالرحمن ...
هذه الأحاديث الواردة في صلاة الضحى جماعة:
في مسند الإمام أحمد: حدّثنا عبد الله حدَّثني أبي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في بيته سبحة الضحى، فقاموا وراءه فصلوا بصلاته»
قال البخاري: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّ قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَكَانَ ضَخْمًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ الصَّلَاةَ مَعَكَ فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا فَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ وَنَضَحَ لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ بِمَاءٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ فُلَانُ بْنُ فُلَانِ بْنِ جَارُودٍ لِأَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى فَقَالَ مَا رَأَيْتُهُ صلّى غير ذلكَ اليومِ.
فهذان حديثان يبينان أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الضحى جماعة.
وقد ذكرتَ أن العلة لترك النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى هي اعتقاد وجوبها. هذا الذي فهمته منك.
ولكن حديث عائشة يخالف ما تذهب إليه.
قال الإمام مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى. قَال: قرأت على مالِك عنِ ابن شهاب عن عروَة عن عائشة، انَها قالت: ما رأيت رسولَ اللهِ يصلي سُبحَةَ الضحى قط. و إني لأسبحها. و إن كان رسول الله ليدع العمل، وهو يُحب أَن يعمل بِهِ، خَشية أَن يعمل به الناس، فيفرض عليهِم.
قال البيهقي: عندي أن المراد بقولها ” ما رأيته سبحها ” أي داوم عليها، وقولها ” وإني لأسبحها ” أي أداوم عليها، وكذا قولها ” وما أحدث الناس شيئا ” تعني المداومة عليها، قال: وفي بقية الحديث - أي الذي تقدم من رواية مالك - إشارة إلى ذلك حيث قالت ” وإن كان ليدع العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم ” انتهى
فقد عللت عائشة رضي الله عنه تركه للجماعة فيها خشية الافتراض.
وبالنسبة لاعتقاد الوجوب فهل تعني بأن كل ما واظب النبي صلى الله عليه وسلم يجعل الناس تعتقد بوجوبه؟
ألا يعلم الصحابة الكرام السنن من الواجبات؟
وماذا عن السنن الراتبة؟ لماذا لم يعتقدوا وجوبها؟ وغيرها من السنن المؤكدة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/272)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:17 م]ـ
أحسنت أخي الحبيب عبد الرحمن.
ومن أمثلة ذلك فعل ابي بكر وعمر في تركهم لسنة (الاضحية) خشيت ان يظن الناس وجوبها.
وقبل ذلك تعمد الرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الفطر في السفر لما شق على الناس المتابعة.
فمتى ما ظن الفقيه ان ان فعل السنة قد يفضى الى ظن العامي انها فرض فيستحب له ترك الفعل والترك هنا مندوب اليه.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:32 م]ـ
شكر الله للجميع.
وأضيف أن المسألة فيها تفاصيل أشار إليها الأصوليون في أبواي السنة وأنواعها، ودلالة الفعل النبوي على الأحكام، والتأسي ومعانيه. لكني أريد أن أشير إلى كلام لأبي إسحاق الشاطبي في "الموافقات" حول ضرورة اعتبار معيار العمل النبوي وعمل السلف الصالح في الموضوع.
وهكذا ذهب إلى أن كل دليل شرعي لا يخلو إما أن يكون معمولا به في السلف المتقدمين دائما أو غالبا، أو لا يكون معمولا به إلا قليلا أو في وقت ما، أو لا يثبت به عمل. فهذه ثلاثة أقسام:
ــــ القسم الأول أن يكون الدليل معمولا به وأن يقع فعله صلى الله عليه وسلم أو فعل صحابته معه أوبعده على وفقه دائما أو غالبا. فهذا لا إشكال فيه، قال: وهي السنة المتبعة والطريق المستقيم
ـــ القسم الثاني أن لا يقع العمل بالدليل إلا قليلا أو في وقت من الأوقات أو حال من الأحوال، ووقع إيثار غيره والعمل به ذائما أو غالبا. فذلك الغير هو السن المتبعة، وهو الأولى في الجملة، وإن كان العمل الواقع وفق الآخر لا حرج فيه. وهذا القسم نوعان ذكرهما في الموافقات الأول منهما نوع يتبيثن فيه للعمل القليل وجه يصلح أن يكون سببا للقلة حتى إذا عدم السبب عدم المسبب.
ـــ القسم الثالث أن لا يثبت عن الأولين أنهم عملوا بالخبر المعارض، فهو أشد مما قبله.
وقذ ذكر الشاطبي أمثلة كثير في كل قسم وأطال وأجاد فليراجع في المجلد الثالث الصفحات 56 إلى 75 من الموافقات. والحمد لله رب العالمين.
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 04, 05:58 م]ـ
إلى الشيوخ الأفاضل:
ما دام أنكم فتحتم مسألة صلاة الضحى في هذا الموضوع وأنها من السنن التي لم يواظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلدي وجهة نظر أرجو تصويبها إن رأيتم ضعفها:
لا يخفى أن أهل العلم اختلفوا في صلاة الضحى على ثلاثة أقوال:
السنية مطلقا
عدم السنية مطلقا
التفصيل المعروف
ولكن الذي يدور في ذهني كثيرا وأرى أنه جدير بإعادة النظر فيه ما يلي:
1 - أليس حديث أبي هريرة المشهور أوصاني خليلي بثلاث ومنها: صلاة الضحى
فوجه الدلالة من وجوه:
أ - أنها وصية مطلقة ليس فيها تفصيل
ب- أن أبا هريرة فهم المواظبة بدليل قوله: لا أدعهن حتى أموت
ج - دلالة الاقتران -على مافيها- حيث ذكر معها سنن كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب عليها: الوتر والصيام
2 - حديث أبي ذر وغيره: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة " ثم قال: ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى
فإذا كان كل عظام الإنسان ومفاصله لها عبادة يومية وعليها صدقة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: على كل مفصل صدقة " ويجزئ عن ذلك ركعتان أفلا تكون المواظبة أحرى وأفضل
قد يقول قائل لماذا ترك الرسول صلى الله عليه وسلم المواظبة عليها فالجواب عليه من وجهين:
الأول: أجابت عائشة كما في الصحيحين عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي سبحة الضحى وإني لأسبحها وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.
فهذا فهم زوجته رضي الله عنها
الثاني: هناك قاعدة مهمة لا ينبغي لطالب العلم تناسيها وهي: لايلزم من إثبات السنية أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد فعلها ما دام أنه رغب فيها بقوله بل السنة القولية أقوى من الفعلية عند كثير من أهل الأصول، ومسألتنا هذه ثبت كما سبق في حديث أبي ذر وحديث أبي هريرة أنه رغب فيها فلو لم يفعلها رسولنا أصلا لم نشك في سنيتها
رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في الأذان وما صح عنه أنه أذن
ورغب في عمرة في رمضان وما صح أنه اعتمر، وغير ذلك
فكيف ومسألتنا هذه ثبتت السنة الفعلية والقولية
وبعد هذا ألا يقال إن المداومة عليها هي السنة
أخوكم: المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/273)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[05 - 06 - 04, 08:51 م]ـ
الأخ الفاضل أبو غازي جزاك الله خيرا على ذكر الأحاديث.
أما لفظ البخاري فقد مر علي أما لفظ الإمام أحمد لعله مختصر من حديث البخاري و لم أقرأه من قبل.
أما قولك (وقد ذكرتَ أن العلة لترك النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى هي اعتقاد وجوبها. هذا الذي فهمته منك.
ولكن حديث عائشة يخالف ما تذهب إليه.
قال الإمام مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى. قَال: قرأت على مالِك عنِ ابن شهاب عن عروَة عن عائشة، انَها قالت: ما رأيت رسولَ اللهِ يصلي سُبحَةَ الضحى قط. و إني لأسبحها. و إن كان رسول الله ليدع العمل، وهو يُحب أَن يعمل بِهِ، خَشية أَن يعمل به الناس، فيفرض عليهِم.).
أخي الفاضل لو تدبرت الحديث جيدا رأيته حجه على ما قررته أنا و كان فهمي موافق تماما لفهم عائشه رضي الله عنها في ترك النبي صلى الله عليها بعض السنن خشية أن تفرض و يشقوا على أنفسهم او يعجزوا عنها كما عبر النبي صلى الله عليه و سلم في حديث قيام الليل في رمضان.
فعائشة رضي الله عنها عللت ترك النبي صلى الله عليه و سلم لهذه السنة خشية أن تفرض عليهم.
و خشية النبي صلى الله عليه و سلم هذه كما ذكرنا لسببين:
الأول: خشية أن تفرض عليهم و بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم انقطع الوحي فيخشى أن يعتقد بعض الناس السنة واجبا.
و عائشه رضي الله عنها كانت تعرف أنه ليس بواجب و تعتقد هذا و كانت تعرف العلة التي ترك النبي صلى الله عليه و سلم لها ترك المداومة على سنة الضحى فالعلة بالنسبة لعائشه رضي الله عنها منتفية من كلا الوجهين وجه نزول فرضيتها لإنقطاع الوحي و وجه اعتقادها لوجوبها لأنها تعرف سنيتها و أبلغ من ذلك تعرف علة ترك النبي صلى الله عليه و سلم المداومة عليها.
لذا هنا يمكننا الجمع بين حديث عائشه رضي الله عنها و حديث أبي هريرة عند أبي داود بهذا اللفظ قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن في سفر ولا حضر ركعتي الضحى وصوم ثلاثة أيام من الشهر وأن لا أنام إلا على وتر وأخرجه البخاري ومسلم دون قوله: في سفر ولا حضر.
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه كذلك مؤيد لما ذهبت إليه أن العالم قد يترك ما هو مسنون خشية أن يظن الناس وجوبه فيشق عليهم فالنبي صلى الله عليه و سلم أمر أبا هريرة بالمداومة على ركعتي الضحى و عائشه رضي الله عنها تقول ما رأيته يسبحن سواء أرادت أنه لم يسبحهن عندها قط أو أنه كان لا يداوم عليهن فكلا المعنيين يفيد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يترك ما هو مسنون او يترك المداومة عليه خشية أن يظن الناس أنه واجب أو أن يفرض عليهم فيشقوا على أنفسهم.
و الحكم كما أجمع الأصوليون يدور مع علته وجودا و عدما خاصة إذا كانت العلة منصوص عليها ففي حديث عائشه رضي الله عنها بينت علة ترك النبي صلى الله عليها لصلاة الضحى و هي خشية أن تفرض عليهم و خشية أن يشقوا على أنفسهم إذا فرضت عليهم و هذه العلة منتفية عند عائشة و عند أبي هريرة فكلاهما يعلم سنيتها و لو علم النبي صلى الله عليه و سلم أنها تشق على أبي هريرة لما أمره بالمداومة و ليس معنى المداومة هنا تنزيل العبادة المسنونة منزلة الواجبة فهم أعلم باللغة و الشرع من المتأخرين لذا كانوا يميزون الفاظ النبي صلى الله عليه و سلم لغة و شرعا بل و يميزون أفعال النبي صلى الله عليه و سلم و ما يريد بها.
فالعلم بسنيتها يلزم منه عدم الإلتزام بها كما يلتزم بالواجب فتارك الواجب يستشعر الإثم و الذنب بسبب تركه للواجب بخلاف معتقد السنية فلا يستشعر هذا الشعور بسبب اعتقاده للسنية لذا كان بعض الصحابة يوتر قبل أن ينام و بعضهم يوتر بواحدة مع أن قيام الليل لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يتركه لا في سفر و لا في حضر و كان صلى الله عليه و سلم يصلي من القيام غالبا في الثلث الأخير من الليل و يصلى إحدى عشرة ركعه و لم يكن الصحابة يلتزموا بما فعله النبي صلى الله عليه و سلم حتى أن سعد بن أبي وقاص كان يوتر بواحدة بعد صلاة العشاء و إذا سأل عن ذلك كان يقول (إن الله تعالى يحب الرجل الحازم) و روي ذلك عن معاوية و سأل عنه ابن عباس رضي الله عنهما فقال إنه لفقيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/274)
و لم يكن سعد رضي الله عنه يشعر الإثم أو الذنب و ما يترتب عليه من عقاب الله تعالى لأن يعلم أنها سنة و أن الله تعالى لم يكلفهم ما لا يطيقون فكان يفعل ما يستطيعه.
فكان من الحزم عنده الوتر بواحدة بعد صلاة العشاء لأنه علم أنه إذا نام لم يصل و لا ركعة واحدة فهذا هو الحزم حقيقة فالتزام ركعة واحدة قبل النوم خير من ترك قيام الليل برمته بحجة اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم فأي اتباع لمن أخر وتره ثم هو لم يقم فلا هو صلى وتره و لا هو أدرك الثلث الأخير من الليل.
السبب الثاني: و هو ما يلزمه اعتقاد الوجوب من تكلف الإلتزام بهذا العمل لوجوبه فكان بعض الصحابة رضي الله عنهم يلزم نفسه تدينا ما لم يلزمه الشارع كما في الحديث الذي أخرجه مسلم و أحمد و غيرهما من حديث عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذه الحولاء بنت تويت، وزعموا أنها لا تنام الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا ".
و عند مسلم و أحمد من حديث أنس، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، وقال بعضهم: أصوم فلا أفطر، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
و عند مسلم من حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الباب يا رسول الله إني أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم فقال الرجل يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتبع).
فحديث الحولاء بنت تويت فيه دلالة واضحة أنه لا يجوز للمسلم تكليف نفسه فوق طاقتها و إن كان يعتقد سنية ما يعمله فالحولاء كانت تعتقد سنيته قيام الليل و لا شك و إلا لبين لها النبي صلى الله عليه و سلم سنيته و لكن كانت تظن أن التشديد في عبادة الله تعالى أقرب إلى الله تعالى فبين النبي صلى الله عليه و سلم أنه الله تعالى لا يحب أن يكلف العبد نفسه فوق طاقتها.
و الحديث الثاني فيه دلالة أن على العبد أن يلتزم ما التزمه رسول الله صلى الله عليه و سلم فكل خروج عن سنته صلى الله عليه و سلم هو تكليف للنفس فوق طاقتها لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم (لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني " فبين لهم أنه لا يكلف نفسه فوق طاقتها كما هم يكلفون أنفسهم و أن سنته التي جاء بها الإقتصاد في العبادة لا التشديد فيها.
و أما الحديث الثالث ففيه أن كل ما خرج عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو خارج عن تقوى الله تعالى و خشيته و إن ظن بعضهم أن متقي بذلك لله تعالى فأخشى الناس لله تعالى و أتقاهم له نبينا صلى الله عليه و سلم فكل ما خرج عنه سنته فإنه خارج عن تقوى الله تعالى و خشيته و هو اعتقاد وجوب ما لم يوجبه النبي صلى الله عليه و سلم أو سنية ما لم يسنه النبي صلى الله عليه و سلم و كل هذا يلزم منه تكليف النفس ما لا طاقة لها به.
فالمتدبر لما ذكرنا من مجموع الأحاديث يجد أن العلة فيها إما خشية أعتقاد وجوب ما ليس بواجب أو تكليف الناس الناس ما لا طاقة له بها و أحدهما يلزم الآخر.
فاعتقاد وجوب ما ليس بواجب يلزم منه تكليف النفس و إلزامها بهذا العمل و ما يلزمه عند ترك هذا العمل من الخوف من الذنب و الإثم و تحميل النفس ما لا تتحمله ظاهرا و باطنا.
و تحميل النفس فوق طاقتها مع اعتقاد الإستحباب هو حقيقة خروج عن اعتقاد الإستحباب لأنه لو التزم بالمستحب التزام الواجب لما كان هناك فرق ظاهرا بين الواجب و المستحب لأن كلاهما يدل على الوجوب ظاهرا و هذا نوع من الوجوب لذا قعد بعض أهل و منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الفعل متى ما دوام عليه النبي صلى الله عليه و سلم و لم يتركه أبدا دل على وجوبه.
و هذه القاعدة مطردة فعلا و تركا فلو ترك أحدهم الصلاة طول عمره و لم يركع لله ركعة واحدة دل هذا إما على امتناعه عن الإلتزام بالصلاة و إن كان يعلم وجوبها و هذا كفر بإجماع أهل السنة و الجماعة او على عدم اعتقاده للوجوب و هذا كفر بإجماع المسلمين.
ثم إن تعليل النبي صلى الله عليه و سلم للعلتين أي خشية أن يعتقد الناس وجوبها و الثانية هي تكليف النفس ما لا تطيق ليس من باب العلة المركبة التي لا تقبل حتى تكتمل أجزاءها المركبة منها بل هو من باب تعليل الحكم بعلتين متى ما وجدت علة واحدة منهما ثبت الحكم فمتى ما وجد خشية اعتقاد الوجوب ترك العمل لأن اعتقاد وجوب ما ليس بواجب نوع تشريع و هذا كفر مخرج من الملة و لكن لما وجد التأويل و التقليد لم يكفر معتقدها فوجب هنا ترك المداومة على العمل خشية أن يقع الناس بالكفر.
و العلة الثانية و هي تكليف النفس ما لا تطيق فمتى ما وجدت هذه العلة ترك العمل خشية أن يحمل الناس أنفسهم فوق طاقتها و إن كانوا يعتقدون استحباب ما يعملونه.
و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/275)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[05 - 06 - 04, 08:52 م]ـ
الأخ الفاضل أبو غازي جزاك الله خيرا على ذكر الأحاديث.
أما لفظ البخاري فقد مر علي أما لفظ الإمام أحمد لعله مختصر من حديث البخاري و لم أقرأه من قبل.
أما قولك (وقد ذكرتَ أن العلة لترك النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى هي اعتقاد وجوبها. هذا الذي فهمته منك.
ولكن حديث عائشة يخالف ما تذهب إليه.
قال الإمام مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى. قَال: قرأت على مالِك عنِ ابن شهاب عن عروَة عن عائشة، انَها قالت: ما رأيت رسولَ اللهِ يصلي سُبحَةَ الضحى قط. و إني لأسبحها. و إن كان رسول الله ليدع العمل، وهو يُحب أَن يعمل بِهِ، خَشية أَن يعمل به الناس، فيفرض عليهِم.).
أخي الفاضل لو تدبرت الحديث جيدا رأيته حجه على ما قررته أنا و كان فهمي موافق تماما لفهم عائشه رضي الله عنها في ترك النبي صلى الله عليها بعض السنن خشية أن تفرض و يشقوا على أنفسهم او يعجزوا عنها كما عبر النبي صلى الله عليه و سلم في حديث قيام الليل في رمضان.
فعائشة رضي الله عنها عللت ترك النبي صلى الله عليه و سلم لهذه السنة خشية أن تفرض عليهم.
و خشية النبي صلى الله عليه و سلم هذه كما ذكرنا لسببين:
الأول: خشية أن تفرض عليهم و بعد موت النبي صلى الله عليه و سلم انقطع الوحي فيخشى أن يعتقد بعض الناس السنة واجبا.
و عائشه رضي الله عنها كانت تعرف أنه ليس بواجب و تعتقد هذا و كانت تعرف العلة التي ترك النبي صلى الله عليه و سلم لها ترك المداومة على سنة الضحى فالعلة بالنسبة لعائشه رضي الله عنها منتفية من كلا الوجهين وجه نزول فرضيتها لإنقطاع الوحي و وجه اعتقادها لوجوبها لأنها تعرف سنيتها و أبلغ من ذلك تعرف علة ترك النبي صلى الله عليه و سلم المداومة عليها.
لذا هنا يمكننا الجمع بين حديث عائشه رضي الله عنها و حديث أبي هريرة عند أبي داود بهذا اللفظ قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن في سفر ولا حضر ركعتي الضحى وصوم ثلاثة أيام من الشهر وأن لا أنام إلا على وتر وأخرجه البخاري ومسلم دون قوله: في سفر ولا حضر.
فحديث أبي هريرة رضي الله عنه كذلك مؤيد لما ذهبت إليه أن العالم قد يترك ما هو مسنون خشية أن يظن الناس وجوبه فيشق عليهم فالنبي صلى الله عليه و سلم أمر أبا هريرة بالمداومة على ركعتي الضحى و عائشه رضي الله عنها تقول ما رأيته يسبحن سواء أرادت أنه لم يسبحهن عندها قط أو أنه كان لا يداوم عليهن فكلا المعنيين يفيد أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يترك ما هو مسنون او يترك المداومة عليه خشية أن يظن الناس أنه واجب أو أن يفرض عليهم فيشقوا على أنفسهم.
و الحكم كما أجمع الأصوليون يدور مع علته وجودا و عدما خاصة إذا كانت العلة منصوص عليها ففي حديث عائشه رضي الله عنها بينت علة ترك النبي صلى الله عليها لصلاة الضحى و هي خشية أن تفرض عليهم و خشية أن يشقوا على أنفسهم إذا فرضت عليهم و هذه العلة منتفية عند عائشة و عند أبي هريرة فكلاهما يعلم سنيتها و لو علم النبي صلى الله عليه و سلم أنها تشق على أبي هريرة لما أمره بالمداومة و ليس معنى المداومة هنا تنزيل العبادة المسنونة منزلة الواجبة فهم أعلم باللغة و الشرع من المتأخرين لذا كانوا يميزون الفاظ النبي صلى الله عليه و سلم لغة و شرعا بل و يميزون أفعال النبي صلى الله عليه و سلم و ما يريد بها.
فالعلم بسنيتها يلزم منه عدم الإلتزام بها كما يلتزم بالواجب فتارك الواجب يستشعر الإثم و الذنب بسبب تركه للواجب بخلاف معتقد السنية فلا يستشعر هذا الشعور بسبب اعتقاده للسنية لذا كان بعض الصحابة يوتر قبل أن ينام و بعضهم يوتر بواحدة مع أن قيام الليل لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يتركه لا في سفر و لا في حضر و كان صلى الله عليه و سلم يصلي من القيام غالبا في الثلث الأخير من الليل و يصلى إحدى عشرة ركعه و لم يكن الصحابة يلتزموا بما فعله النبي صلى الله عليه و سلم حتى أن سعد بن أبي وقاص كان يوتر بواحدة بعد صلاة العشاء و إذا سأل عن ذلك كان يقول (إن الله تعالى يحب الرجل الحازم) و روي ذلك عن معاوية و سأل عنه ابن عباس رضي الله عنهما فقال إنه لفقيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/276)
و لم يكن سعد رضي الله عنه يشعر الإثم أو الذنب و ما يترتب عليه من عقاب الله تعالى لأن يعلم أنها سنة و أن الله تعالى لم يكلفهم ما لا يطيقون فكان يفعل ما يستطيعه.
فكان من الحزم عنده الوتر بواحدة بعد صلاة العشاء لأنه علم أنه إذا نام لم يصل و لا ركعة واحدة فهذا هو الحزم حقيقة فالتزام ركعة واحدة قبل النوم خير من ترك قيام الليل برمته بحجة اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم فأي اتباع لمن أخر وتره ثم هو لم يقم فلا هو صلى وتره و لا هو أدرك الثلث الأخير من الليل.
السبب الثاني: و هو ما يلزمه اعتقاد الوجوب من تكلف الإلتزام بهذا العمل لوجوبه فكان بعض الصحابة رضي الله عنهم يلزم نفسه تدينا ما لم يلزمه الشارع كما في الحديث الذي أخرجه مسلم و أحمد و غيرهما من حديث عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذه الحولاء بنت تويت، وزعموا أنها لا تنام الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا ".
و عند مسلم و أحمد من حديث أنس، أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم: لا أتزوج النساء، وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، وقال بعضهم: أصوم فلا أفطر، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
و عند مسلم من حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الباب يا رسول الله إني أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام فأغتسل وأصوم فقال الرجل يا رسول الله إنك لست مثلنا قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتبع).
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[05 - 06 - 04, 09:37 م]ـ
عذرا يا إخوان نزلت المشاركة مرتين و حاولت أن ألغي المشاركة الثانية و لكن لم أستطع.
لذا فالمشاركة رقم (12) هي المعتمدة و الثانية غير معتمدة و هي رقم (13) لنقصها.
و أما كلام الأخ المقرئ فهو عين الصواب فحديث أبي هريرة و حديث عائشة يدلان على أن السنة في صلاة الضحى المواظبة.
فعائشة وصفت ترك النبي صلى الله عليه و سلم و ذكرت علة ترك النبي صلى الله عليه و سلم لذا متى انتفت هذه العلة استحب المواظبة لذا لما انتفت هذه العلة عندها رضي الله عنها التزمت الصديقة المداومة على صلاة الضحى و هذا الفهم منها موافق لحديث أبي هريرة.
بل من تدبر مجرد سنية صلاة الضحى تدل على المواظبة فسنة الضحى معلقة بسبب و هو دخول وقت الضحى فمتى دخل وقت الضحى استحب صلاة الضحى و العبادة المعلقة بسبب متى وجد السبب شرع أداء هذه العبادة.
و لكن هنا ملحظ مهم جدا يحب التنبه له و هو عين مسألتنا التي نتكلم عنها و هي أن هذه العبادات التي يستحب المواظبة عليها متى ما خشي أن يعتقد وجوبها بسبب المواظبة عليها عندها يجب تركها لمن يفعلها خشية الوقوع في إيجابها و كذلك لمن خشي معليه من المواظبة عليها تكليف نفسه ما لا يطيق و هذه العلل منصوص عليها كما في حديث عائشه رضي الله عنها في صلاة الضحى و كما في حديث ترك النبي صلى الله عليه و سلم قيام الليل في رمضان من حديث عائشه رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فاصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بصلاته ... الحديث ونحوه حديث جابر وفيه ولكن خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها. (رواه البخاري ومسلم).
فهذا الأصل عام في كل عبادة يتقرب فيها إلى الله تعالى بالمواظبة عليها.
و لعل قائل يقول أنت ترى وجوب ترك المواظبة على هذه العبادة فما دليل الوجوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/277)
قلت: العلل التي ذكرتها و هي تحميل النفس فوق طاقتها و هو محرم فلا يجوز تحميل النفس فوق طاقتها و هذا محرم في الحيوانات فكيف ببني آدم عن سهل ابن الحنظلية قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة وكلوها صالحة).
و خشية اعتقاد وجوب هذه العبادة و معلوم أن هذا نوع تشريع و هو محرم بل كفر.
و المواظبة على هذه العبادات وسيلة إلى هذه المحرمات و الوسائل لها أحكام المقاصد.
و الله أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[06 - 06 - 04, 01:09 ص]ـ
و أما قول الأخ الفاضل (وبالنسبة لاعتقاد الوجوب فهل تعني بأن كل ما واظب النبي صلى الله عليه وسلم يجعل الناس تعتقد بوجوبه؟
ألا يعلم الصحابة الكرام السنن من الواجبات؟
وماذا عن السنن الراتبة؟ لماذا لم يعتقدوا وجوبها؟ وغيرها من السنن المؤكدة؟).
أخي الفاضل في نفس كلامك رد عليه فالصحابه رضوان الله عليهم علموا ما هو مسنون و ما هو راتب و ما هو مؤكد فمجرد علمهم هذا لا بد أن يكون بدليل فعندها فإذا رأوا النبي صلى الله عليه و سلم فعل هذه العبادات لا يشتبه عليهم عندها وجوبها من استحبابها.
و أما مسألتنا هي في فعل النبي صلى الله عليه و سلم المجرد فهذا هو الذي قد يشتبه على بعض الناس وجوبه من استحبابه لذا قرر بعض أهل العلم و منهم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أن مداومة النبي صلى الله عليه و سلم على الفعل و عدم تركه يدل على الوجوب و لعل حديث عائشة في صلاة الضحى و حديثها و جابر في قيام الليل في رمضان من الأدلة على هذه القاعدة فالنبي صلى الله عليه و سلم ترك الضحى خشية أن تفرض عليهم و ترك قيام الليل جماعة خشية أن تفرض فدل على أن المواظبة على الفعل و عدم تركه متى ما وجد سببه من دلائل الوجوب.
قد يقول قائل ان عائشة رضي الله عنها قالت أن النبي صلى الله عليه و سلم (كان عمله ديمة) و معلوم أن قول عائشه رضي الله عنها هذا في المستحبات لا في الواجبات لأن الواجبات كما هو معلوم من صفاتها المداومة عليها متى ما وجد سببها و ثبتت شروطها و انتفت موانعها.
و مما يؤكد ما ذكرته من أن المراد بقولها هو المستحبات حديث عائشه رضي الله عنها الآخر عند مسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته، وكان إذا نام من الليل، أو مرض، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة ".
و عند ابن خزيمة (" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته " قالت: " وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح، ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان ".
قد يقول قائل كيف نفرق بين الواجب و بين المستحب الذي كان النبي صلى الله عليه و سلم يواظب عليه قيل كما أن للواجب صفات و أسباب و شروط و موانع فكذلك للمستحب صفات و شروط و موانع تفارق بها الواجب فما افترقت حقيقة الواجب عن حقيقة المستحب إلا لإفتراق صفاتهما و إلا لكان حكمهما واحدا.
و لنضرب مثال على ذلك:
منها أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي ركعتي الفجر و لا يتركهما لا في حضر و لا سفر و عند البخاري من حديث ائشة رضي الله عنها، قالت: " لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهدا على ركعتي الفجر "
و من تتبع صفة ركعتي الفجر علم يقينا أنها تخالف صفة صلاة الفرض بعدة صفات.
منها كما في حديث عائشة قالت: " إن كنت لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر فيخففهما حتى أقول أقرأ فيهما بأم الكتاب؟ ".
و هذا الحديث فيه عدة صور تبين مفارقة ركعتي الفجر لصلاة الفجر.
أولها أنه يخفف ركعتي الفجر فدل على أن صلاة الفجر لا يخفف الصلاة فيها كما في ركعتي الفجر.
و من شدة التخفيف لا تدري أقرأ بأم الكتاب أم لا.
و أن ركعتي الفجر يسر فيها بالقراءة بينما صلاة الفجر يجهر فيها بالقراءة.
أنه يصلي ركعتي الفجر في البيت بغير جماعة بينما صلاة الفجر يصليها جماعة في المسجد و لم يعهد عنه صلى الله عليه و سلم أن يصلي الفرض في البيت أبدا إلا أن يكون مريضا و مع ذلك قد يخرج كما في مرض موته بأبي هو و أمي.
و منها أن من لم يصل ركعتي الفجر صلاهما بعد طلوع الشمس كما في الحديث (ن لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعد ما تطلع الشمس] بينما صلاة الفرض يصليها متى ما ذكرها و لا يجوز له تأخيرها حتى تطلع الشمس إلا لحاجه كما في حديث أنس عند البخاري و مسلم قال (سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يغفل عن الصلاة أو يرقد عنها قال يصليها إذا ذكرها).
و غيرها كثير و هذا مثال واحد و لو تتبعنا الأمثلة لحصل لنا الكثير من أن كل نافلة داوم النبي صلى الله عليه و سلم عليها لا بد أن تكون صفة المداومة عليها تفارق صفة المداومة على الفرض و كذلك صفتها تفارق صفة الفرض.
فيخلص لنا في الرد على قول الأخ و إيراده السنن الرواتب أن هذه السنن قد علم من قول النبي صلى الله عليه و سلم سنيتها فلا يشكل على الصحابة رضوان الله عليهم عندها أنها من السنن لا من الواجبات.
و أن هذه السنن يعلم من صفاتها أنها لا ترقى للواجب و إن وافقتها في بعض الصفات فإنها تفارقها في كثير من الصفات ما يدل على أن تفارقها في الحكم لمفارقتها في الصفات.
و الله أعلم.(32/278)
امرأة حلفت عليها والدتها لعمل شيء ما وهذا الشيء مباح ولكنها لم تعمل هذا الشيء وبعد ذل
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[04 - 06 - 04, 04:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امرأة حلفت عليها والدتها لعمل شيء ما وهذا الشيء مباح ولكنها لم تعمل هذا الشيء وبعد ذلك تريد ان تكفر عن خطأها هل تكفر عن يمين والدتها؟
ويلاحظ ان كثير من العامة اذا اراد ان يكفر عن اليمين يصوم ثلاث ايام متتاليه فماهو الصحيح في ذلك هل يصوم ام يطعم المساكين؟ وماهو الأفضل؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[04 - 06 - 04, 11:08 م]ـ
مجاهد نفسه
إبرارُ القسمِ على أمرٍ مباحٍ اختلف فيه أهلُ العلمِ على قولين:
القولِ الأولِ: وجوب إبرارِ المقسمِ. قال الشيخُ خالد المشيقح في " أحكام اليمين " (316): وهو احتمالٌ ذكرهُ ابنُ قدامةَ في " المغني "، واختار شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ وجوبَ إبرارِ المقسمِ على معينٍ، ولا يجبُ لسائلٍ يقسمُ على الناسِ.
القولِ الثاني: استحبابُ إبرارِ المقسمِ، وهو قولُ الجمهورِ.
وذكر الشيخُ خالد المشيقح أدلةَ كل قولٍ ورجح القولَ الأول.
نأتي على مسألتك وهي من أقسم على غيرهِ فلم يبرهُ صاحبهُ هل تلزمُ الحالفُ كفارة أم لا؟
لا شك أن الكفارةَ على الحالفِ وليس على المحلوفِ عليه، ولكن هل تلزمهُ فتكون في حقه واجبةٌ؟
فيه خلافٌ بين أهلِ العلم على قولين أيضاً:
القولِ الأولِ: أن الكفارةَ تجبُ على الحالفِ.
قال الإمامُ ابنُ قدامةَ في المغني (11/ 247): فَإِنْ قَالَ: وَاَللَّهِ لَيَفْعَلَنَّ فُلَانٌ كَذَا، أَوْ لَا يَفْعَلُ. أَوْ حَلَفَ عَلَى حَاضِرٍ، فَقَالَ: وَاَللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ كَذَا. فَأَحْنَثَهُ، وَلَمْ يَفْعَلْ، فَالْكَفَّارَةُ عَلَى الْحَالِفِ.
كَذَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَعَطَاءٌ، وَقَتَادَةُ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَأَهْلُ الْعِرَاقِ، وَالشَّافِعِيُّ؛ لِأَنَّ الْحَالِفَ هُوَ الْحَانِثُ، فَكَانَتْ الْكَفَّارَةُ عَلَيْهِ، كَمَا لَوْ كَانَ هُوَ الْفَاعِلَ لِمَا يُحْنِثُهُ، وَلِأَنَّ سَبَبَ الْكَفَّارَةِ إمَّا الْيَمِينُ، وَإِمَّا الْحِنْثُ، أَوْ هُمَا، وَأَيُّ ذَلِكَ قُدِّرَ فَهُوَ مَوْجُودٌ فِي الْحَالِفِ. وَإِنْ قَالَ: أَسْأَلُك بِاَللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ. وَأَرَادَ الْيَمِينَ، فَهِيَ كَاَلَّتِي قَبْلَهَا. وَإِنْ أَرَادَ الشَّفَاعَةَ إلَيْهِ بِاَللَّهِ فَلَيْسَ بِيَمِينٍ، وَلَا كَفَّارَةَ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا. وَإِنْ قَالَ: بِاَللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ. فَهِيَ يَمِينٌ؛ لِأَنَّهُ أَجَابَ بِجَوَابِ الْقَسَمِ، إلَّا أَنْ يَنْوِيَ مَا يَصْرِفُهَا، وَإِنْ قَالَ بِاَللَّهِ أَفْعَلُ. فَلَيْسَتْ يَمِينًا؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُجِبْهَا بِجَوَابِ الْقَسَمَ، وَلِذَلِكَ لَا يَصْلُحُ أَنْ يَقُولَ: وَاَللَّهِ أَفْعَلُ. وَلَا: بِاَللَّهِ أَفْعَلُ. وَإِنَّمَا صَلَحَ ذَلِكَ فِي التَّاءِ؛ لِأَنَّهَا لَا تَخْتَصُّ بِالْقَسَمِ فَيَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ سُؤَالٌ، فَلَا تَجِبُ بِهِ كَفَّارَةٌ. ا. هـ.
القولِ الثاني: ذهب ابنُ حزمٍ إلى أن من حلف على غيرهِ أن يفعلَ فعلاً فلم يفعلهُ فلا كفارة علي الحالفِ مطلقاً، ونقل عن الحسنِ البصري أنه قال: " ومن حلف أن لا يفعل أمراً ففعله ناسياً أو حلف على غيرهِ أن يفعلَ فعلاً ذكرهُ له أو لا يفعل كذا ففعل المحلوف عليه عامداً أو ناسياً فلا كفارة على الحالفِ في شيءٍ من كل ذلك ولا إثم ".
ودليلهُ أنه لا حنت إلا على القاصدِ وهذا لم يقصد الحنث فلا كفارة عليه.
وقد يشهدُ لقولِ ابنِ حزمٍ حديثُ ابنِ عباس فس الصحيحين في القصةِ الطويلة ِ، والتي الشاهدُ منها: " فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا، قَالَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ. قَالَ: لَا تُقْسِمْ. ولم يأمرهُ النبي صلى الله عليه بالكفارةِ.
أما الكفارةُ فإنها عليها إن أن تكونَ فقيرةً ولا تستطيعُ الوفاءَ بذلك فإنه لا بأس بدفع الكفارةِ عنها.
وأما ما يفعله كثير من العامةِ في كفارةِ اليمين من الابتداءِ بالصيامِ مباشرةً فلا شك أنه خلافُ الآيةِ وهي قولُ الله تعالى: " فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ " [المائدة: 89].
ففي الثلاثة الأولى هي على التخيير وهي الإطعامُ أو الكسوةُ أو عتقُ رقيةِ، والرابعةُ وهي صيامُ ثلاثة أيامٍ فهي عند العجزِ عن عن التكفيرِ بأحد الخصالِ الثلاثةِ المتقدمةِ. واللهُ أعلم.(32/279)
المقبول والمستور عند ابن حجر
ـ[تميم1]ــــــــ[04 - 06 - 04, 04:50 م]ـ
مالفرق بين المقبول والمستور عند ابن حجر وغيره؟
وهل تقبل مروياتهما؟
واذا انفرد ابن حبان في توثيق راو لم يوثقه غيره هل يقبل منه؟
ولوكان من طبقة التابعين؟
انتظر الجواب من الشيوخ الأفاضل!
ـ[ياسر30]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:18 ص]ـ
المقبول: هوما يشمل حديثه الصحيح و الحسن
المستور: هومجهول الحال ما روى عنه اثنان فصاعدا ولم يوثق
وقد قبل روايته جماعةبغير قيد وردها الجمهور قال ابن حجر: والتحقيق أن روايته موقوفة إلى استبانة حاله كما جزم به إمام الحرمين ومتى توبع صار حديثه حسنا (انظر النزهة)
أما ابن حبان فقد قيل أنه متساهل فى توثيق المجهولين ورد ذلك السيوطى (راجع التدريب)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:36 ص]ـ
الاخ الحبيب تميم وفقه الله.
أما حد المقبول والمستور ومدى قبول روايتيهما فلعلك تعلم مدى الخلاف الكبير الواقع في هذه المرتبة وخاصة مرتبة المقبول.
وقد ذكر ابن حجر تعريف المقبول عنده وهذا في أول التقريب فقال: أنه ماليس له من الحديث الا القليل ولم يثبت عليه ما يرد حديثه.
و يكون مقبولا اذا توبع فاذا لم يتابع فهو لين الحديث.
وكما ترى من هذا التعريف فأنه قائم على قلة الحديث وعدم ما يوجب الرد والمتابعة.
والكلام يطول حول هذه المرتبة السادسة من مراتب ابن حجر وقد تكلم فيها بعض العلماء رحمهم الله.
أما توثيق ابن حبان فمقبول وله قوة وهو أنه قرينة على صحة حديث الراوى بشرط: الا يكون مجهولا.
بل قد تشدد رحمه الله في بعض الرواة (الغير مجاهيل) حتى قال عند الذهبي كأنه لايدري ما يخرج من رأسه.
وليس كون الرواي مجهولا ايضا بمسقط لتوثيق ابن حبان بالمرة، بل هو ينتفع به بعدم وجود ما ينكر من الحديث لهذا المجهول.
لان ابن حبان جرت عادته ان يذكر ما يستنكر للرواى من الحديث.
وأضرب لك مثلا:
عبدالله بن يسار الاعرج العمرى مولاهم والعسقلاني موطنا رحمه الله مجهول لايعلم حاله لكن دلت القرائن على توثيقه منها:
1 - رواية النسائي له.
2 - انه من طبقة متقدمة اتباع التبع.
3 - لم يوجد له من حديثه ما يستنكر.
4 - ذكره ابن حبان في الثقات (وهذا الذكر مقوى للقرينة الثالثة وهي عدم وجود ما يستنكر من حديثه).
فهذا الرجل حديثه لابأس به ومقبول اذا سلم المتن.
وقد تفرد بحديث ثلاثة لاينظر الله اليهم وذكر منهم العاق لوالديه وشارب الخمر والديوث وهو عند أحمد والنسائي والطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك وفيه وهم عنده.
فنجد ان مدار الحديث هو على هذا الرواى ولابأس به فيصير الحديث حسنا ان شاء الله ولا بأس به.(32/280)
متى يبتدئ الذهاب إلى صلاة الجمعة؟
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[04 - 06 - 04, 06:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- متى يبدأ أول وقت للذهاب لصلاة الجمعة؟.
- ما صحة ما نقل بأن الذهاب إلى الجمعة قبل طلوع الشمس لم يفعله أحد من الصحابة والتابعين؟.
- بعض الاشخاص يحضرون مبكرين إلى الجمعة ثم يقومون بحجز مكان لهم في الصف الأول ثم يذهبون إلى مكان آخر في نفس المسجد فينامون. هل يعتبر أولاء حاضرين مبكرين أو من حين قيامهم من النوم؟ وما حكم حجزهم للمكان؟.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 07:36 م]ـ
أما القول بأن الصحابة والتابعين من أهل المدينة، لم يكونوا يبكرون فهو قول الامام مالك ونص عليه رحمه الله بل قد عد التبكير في أول الصبح بدعة.
وقد رد عليه ابن القيم رحمه الله في الزاد فليراجع.
أما من قدم الى المسجد مبكرا فهو (مبكر) ولو حجز في أول الصف ورجع الى آخر المسجد لاجل ان يترفق في الجلوس كوجود ما يتكئ عليه في آخر المسجد فيجوز له ذلك (وهو حجز المكان) وبه أفتى الشيخ ابن عثيمين سماعا من فيه رحمه الله وقد نص عليه في جملة من كتبه وفتاواه.
وذكا لو عنت له حاجة يسيرة في مكان قريب، كقضاء الحاجة أو الوضوء جاز له ذلك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 06 - 04, 08:38 ص]ـ
- متى يبدأ أول وقت للذهاب لصلاة الجمعة؟.
يبدأ بعد طلوع الشمس وارتفاع قرصها، أي عند بداية صلاة العيد.
- بعض الاشخاص يحضرون مبكرين إلى الجمعة ثم يقومون بحجز مكان لهم في الصف الأول ثم يذهبون إلى مكان آخر في نفس المسجد فينامون. هل يعتبر أولاء حاضرين مبكرين أو من حين قيامهم من النوم؟ وما حكم حجزهم للمكان؟.
لا يجوز له أن يحجز مكاناً ويغادره لأنه اغتصاب لمكان في المسجد، وهذا ليس له حق فيه. وفي هذا تضييق على المصلين وإيذاء لهم.
وسئل شيخ الإسلام عن فرش السجادة فى الروضة الشريفة هل يجوز أم لا؟
فأجاب: ليس لأحد أن يفرش شيئا ويختص به مع غيبته ويمنع به غيره هذا غصب لتلك البقعة ومنع للمسلمين مما أمر الله تعالى به من الصلاة
والسنة أن يتقدم الرجل بنفسه وأما من يتقدم بسجادة فهو ظالم ينهى عنه ويجب رفع تلك السجاجيد ويمكن الناس من مكانها
هذا مع أن أصل الفرش بدعة لا سيما فى مسجد النبى فإن رسول الله وأصحابه كانوا يصلون على الأرض والخمرة التى كان يصلي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرة ليست بقدر السجادة
وقال: وأما ما يفعله كثير من الناس من تقديم مفارش إلى المسجد يوم الجمعة أو غيرها قبل ذهابهم إلى المسجد فهذا منهى عنه بإتفاق المسلمين بل محرم وهل تصح صلاته على ذلك المفروش فيه قولان للعلماء لأنه غصب بقعة فى المسجد بفرش ذلك المفروش فيها ومنع غيره من المصلين الذين يسبقونه إلى المسجد أن يصلى فى ذلك المكان .......(32/281)
علماء المغرب
ـ[ابوايمن]ــــــــ[04 - 06 - 04, 08:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا تفضلتم و ذكرتم لنا العلماء و طلبة العلم في بلاد المغرب مع ذكر الأمكنة المتواجدين فيها مع أرقام هواتفهم إن أمكن حتى يتسنى لنا الإستفادة منهم
أفيدونا جزاكم الله خيرا
كل العلوم سوى القرآن مشغلة - إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه: «قال» .. «حدثنا» - وما سوى ذاك وسواس الشياطين
ـ[محب الحديث]ــــــــ[05 - 06 - 04, 01:08 ص]ـ
لعلك من المدينة النبوية!!!
إن كان كذلك فالأمر سهل(32/282)
ما الفرق بين البدعة واجتهاد المخطئ؟
ـ[معاذ]ــــــــ[05 - 06 - 04, 12:30 ص]ـ
تنبيه من المشرف
تم دمج الموضوع مع الموضوع السابق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10238(32/283)
من أين تستفاد هذه الفائدة من هذا الحديث
ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[05 - 06 - 04, 01:42 ص]ـ
في صحيح البخاري عن عائشةَ أمِّ المؤمنينَ رضي الله عنها، أنَّ الحارثَ بنَ هشامٍ رضي الله عنه سأل رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، كيف يأتيك الوحيُ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أحيانًا يأتيني مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ وهو أَشَدُّه عليَّ، فَيَفْصِمُ عنِّي وقد وَعَيْتُ عنه ما قال، وأحيانًا يَتَمَثَّلُ ليَ المَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُني فَأَعِي ما يقولُ)).
قالت عائشةُ رضي الله عنها: ولقد رأيتُه يَنْزِلُ عليه الوحيُ في اليومِ الشديدِ البَرْدِ فَيَفْصِمُ عنه وإنَّ جَبينَه لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
ذكر ابن حجر في فتح الباري 1/ 22 أنه من فوائد الحديث أن المسئول عنه إذا كان ذا أقسام يذكر المجيب في أول جوابه ما يقتضى التفصيل.
والسؤال: من أين تستفاد هذه الفائدة من هذا الحديث؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 06 - 04, 01:53 ص]ـ
أحيانا
ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[06 - 06 - 04, 12:03 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن ونفع بك
وقد راجعت شرح الحديث في الفتح فوجدت الحافظ ابن حجر أشار إلى رواية أخرجها البخاري في بدء الخلق (3215) وفيها: أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ قال: ((كلُّ ذاك يأتي الملك، أحيانا في مثل صلصلة الجرس، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وهو أشده علي، ويتمثل لي الملك أحيانا رجلا فيكلمني فأعي ما يقول)).
قال ابن حجر في الفتح 1/ 19: ((كلُّ ذلك يأتي الملكُ)). أي: كلُّ ذلك حالتان. فذكرهما.
فلعل الفائدة المذكورة مستفادة من قوله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ ذلك يأتي الملكُ)). وهذا إجمال يقتضي التفصيل المذكور بعده في الحديث. والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 06 - 04, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة.(32/284)
أين أجد ترجمة عبدالرزاق في ميزان الإعتدال؟
ـ[المضري]ــــــــ[05 - 06 - 04, 07:41 ص]ـ
السلام عليكم ..
أريد الترجمة الكاملة من ميزان الإعتدال للذهبي رحمه الله .. جزى الله من يأتي بها كل خير وأجر وعافية.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 06 - 04, 09:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 609 - 614)
صح عبد الرزاق بن همام (ع) بن نافع الإمام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات ولد سنة ست وعشرين ومائة وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة فقال جالست معمر بن راشد سبع سنين وقدم الشام بتجارة فحج وسمع من ابن جريج وعبيد الله بن عمر وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وثور بن يزيد والأوزاعي وخلق
وكتب شيئا كثيرا وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم ورحل الناس إليه أحمد وإسحاق ويحيى والذهلي والرمادي وعبد
قال أبو زرعة الدمشقي قلت لأحمد بن حنبل كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر قال نعم قيل له فمن أثبت في ابن جريج عبد الرزاق أو البرساني
قال عبد الرزاق وقال لي أتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف السماع وقال هشام بن يوسف كان لعبد الرزاق حين قدم ابن جريج اليمن ثمان عشرة سنة
وقال الأثرم سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث النار جبار فقال هذا باطل من يحدث به عن عبد الرزاق قلت حدثني أحمد بن شبوية
قال هؤلاء سمعوا منه بعد ما عمى كان يلقن فلقنه وليس هو في كتبه وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعد ما عمي
وقال النسائي فيه نظر لمن كتب عنه بأخرة روي عنه أحاديث مناكير
وقال ابن عدي حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد ومثالب لغيرهم مناكير ونسبوه إلى التشيع وقال الدارقطني ثقة لكنه يخطىء على معمر في أحاديث
وقال عبد الله بن أحمد سمعت يحيى يقول رأيت عبد الرزاق بمكة يحدث فقلت له هذه الأحاديث سمعتها قال بعضها سمعتها وبعضها عرضا وبعضها ذكره وكل سماع ثم قال يحيى ما كتبت عنه من غير كتابه سوى حديث واحد وقال البخاري ما حدث عنه عبد الرزاق من كتابه فهو أصح
وقال محمد بن أبي بكر المقدمي فقدت عبد الرزاق ما أفسد جعفر بن سليمان غيره أبو زرعة عبيد الله حدثنا عبد الله المسندي قال ودعت ابن عيينة قلت أريد عبد الرزاق قال أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا عبد الله بن أحمد سألت أبي عبد الرزاق يفرط في التشيع قال أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا ولكن كان رجلا يعجبه أخبار الناس العقيلي حدثني أحمد بن زكير الحضرمي حدثنا محمد بن إسحاق بن يزيد البصري سمعت مخلدا الشعيري يقول كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية فقال لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان محمد بن عثمان الثقفي البصري قال لما قدم العباس بن عبد العظيم من صنعاء من عند عبد الرزاق أتيناه فقال لنا ونحن جماعة ألست قد تجشمت الخروج إلى عبد الرزاق ووصلت إليه وأقمت عنده والله الذي لا إله إلا هو إن عبد الرزاق كذاب والواقدي أصدق منه
قلت هذا ما وافق العباس عليه مسلم بل سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى العقيلي سمعت علي بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه ثم خرق كتبه ولزم محمد بن ثور فقيل له في ذلك فقال كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث ابن الحدثان فلما قرأ قول عمر رضي الله عنه لعلي والعباس رضي الله عنهما فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك وجاء هذا يطلب ميراث امرأته من أبيها قال عبد الرزاق انظر إلى هذا الأنوك يقول من ابن أخيك من أبيها لا يقول رسول الله قال زيد بن المبارك فقمت فلم أعد إليه ولا أروي عنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/285)
قلت في هذه الحكاية إرسال والله أعلم بصحتها ولا اعتراض على الفاروق رضي الله عنه فيها فإنه تكلم بلسان قسمة التركات جعفر بن أبي عثمان الطيالسي سمعت ابن معين يقول سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على تشيعه فقلت إن أستاذيك الذين أخذت عنهم كلهم أصحاب سنة معمر ومالك وابن جريج وسفيان والأوزاعي فعمن أخذت هذا المذهب فقال قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي فرأيته فاضلا حسن الهدي فأخذت هذا عنه وقال أحمد بن أبي خيثمة سمعت ابن معين وقيل له إن أحمد يقول إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع فقال كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك من عبيد الله (مائة ضعف ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله)
وقال سلمة بن شبيب سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر وعمر وقال أحمد بن الأزهر سمعت عبد الرزاق يقول أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه ولو لم يفضلهما لم أفضلهما كفى بي إزراء أن أحب عليا ثم أخالف قوله وقال محمد بن أبي السري قلت لعبد الرزاق ما رأيك في التفضيل فلم يخبرني ثم قال كان سفيان يقول أبو بكر وعمر ويسكت (وكان مالك يقول أبو بكر وعمر ويسكت)
وقال أبو صالح محمد بن إسماعيل الضراري بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أحمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق أو كرهوه فدخلنا من ذلك غم شديد وقلنا قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته فقال يا أبا صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه
أحمد بن الأزهر سمعت عبد الرزاق يقول صار معمر إهليجة في فمي محمد بن سهل بن عسكر حدثنا عبد الرزاق قال ذكر الثوري عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال رسول الله إن ولوا عليا فهاديا مهديا فقيل لعبد الرزاق سمعته عن الثوري فقال حدثنا النعمان بن أبي شيبة ويحيى بن العلاء عنه النعمان فيه جهالة ويحيى هالك لكن رواه أحمد في مسنده عن شاذان عن عبد الحميد الفراء عن إسرائيل عن أبي إسحاق ورواه زيد بن الحباب عن فضيل بن مرزوق عن أبي إسحاق وروي من وجه آخر عن أبي إسحاق فهو محفوظ عنه وزيد شيخه ما علمت فيه جرحا والخبر فمنكر
وقال الإمام أبو عمرو بن الصلاح عقيب قول أحمد من سمع من عبد الرزاق بعد العمى لا شيء وجدت أحاديث رواها الطبراني عن الدبري عن عبد الرزاق استنكرتها فأحلت أمرها على ذلك
قلت أوهى ما أتى به حديث أحمد بن الأزهر وهو ثقة أن عبد الرزاق حدثه خلوة من حفظه أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس أن رسول الله نظر إلى علي فقال أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني
قلت مع كونه ليس بصحيح فمعناه صحيح سوى آخره ففي النفس منها شيء وما اكتفى بها حتى زاد وحبيبك حبيب الله وبغيضك بغيض الله والويل لمن أبغضك فالويل لمن أبغضه هذا لا ريب فيه بل الويل لمن يغض منه أو غض من رتبته ولم يحبه كحب نظرائه أهل الشورى رضي الله عنهم أجمعين أبو بكر بن زنجويه سمعت عبد الرزاق يقول الرافضي كافر أبو الصلت الهروي وهو الآفة أنبأنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قالت فاطمة عليها السلام يا رسول الله زوجتني عائلا لا مال له قال أما ترضين أن الله إطلع إلى أهل الأرض فاختار منها رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك
ابن عدي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا ابن راهويه حدثنا عبد الرزاق عن ابن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه قال وحدثناه محمد بن سعيد بن معاوية ب (نصيبن) حدثنا سليمان بن أيوب الصريفيني حدثنا ابن عيينة وحدثناه محمد بن العباس الدمشقي عن عمار بن رجاء عن ابن المديني عن سفيان وحدثنا محمد بن إبراهيم الأصبهاني حدثنا أحمد بن الفرات حدثنا عبد الرزاق عن جعفر بن سليمان عن ابن جدعان نحوه أبو بكر بن المقري حدثنا المفضل الجندي سمعت سلمة بن شبيب يقول سمعت عبد الرزاق يقول أخزى الله سلعة لا تنفق إلا بعد الكبر والضعف حتى إذا بلغ أحدهم مائة سنة كتب عنه فإما أن يقال كذاب فيبطلون علمه وإما أن يقال مبتدع فيبطلون عمله فما أقل من ينجو من ذلك وقال أحمد بن صالح قلت لأحمد بن حنبل رأيت أحسن حديثا من عبد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/286)
الرزاق قال لا مات عبد الرزاق في شوال سنة إحدى عشرة ومائتين) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:50 م]ـ
وقال الحافظ ابن رجب في شرح العلل
فمنهم: عبد الرزاق بن همام الصنعاني:
أحد أئمة الحديث المشهورين، وإليه كانت الرحلة في زمانه في الحديث، حتى قيل: إنه لم يرحل إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما رحل إلى عبد الرزاق.
قال الإمام أحمد في رواية إسحاق بن هانئ: ((عبد الرزاق لا يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره، كان يلقن أحاديث باطلة، وقد حدث عن الزهري أحاديث كتبناها من أصل كتابه وهو ينظر، جاؤوا بخلافها)).
ونقل الأثرم عنه معنى ذلك.
وقال في النيسابوري يعني محمد بن يحيى الذهلي: ((قدم على عبد الرزاق مرتين: إحداهما بعدما عمي)).
وذكر الأثرم أيضاً أن أحمد ذكر له حديث: ((النار جبار))
فقال: هذا باطل، ليس من هذا شئ. ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثني [به] أحمد بن شبويه، قال: ((هؤلاء سمعوا بعدما عمي، كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتابه، وقد أسندوا عنه أحاديث في كتبه كان يلقنها بعدما عمي)).
قال أبو عبد الله: ((حكوا عنه عن الحلواني أحاديث أسندها)).
وقد ذكر غير واحد أن عبد الرزاق حدث بأحاديث مناكير في فضل علي وأهل البيت، فلعل تلك الأحاديث مما لقنها بعد أن عمي، كما قاله الإمام أحمد، والله أعلم، وبعضها مما رواه عنه الضعفاء ولا يصح عنه.
وقال النسائي: ((عبد الرزاق ما حدث عنه بآخره ففيه نظر)).
وذكر عبد الله بن أحمد أنه سمع يحيى بن معين قيل له: تحفظ عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أنه مسح على الجبائر)) فقال يحيى: ((باطل، ما حدث به معمر قط)).
ثم قال يحيى: ((عليه مائة بدنة مقلدة إن كان معمر حدث بهذا قط، هذا باطل، ولو حدث بهذا عبد الرزاق كان حلال الدم، من حدث بهذا عن عبد الرزاق؟ قالوا: فلان، وفي بعض النسخ قالوا: محمد بن يحيى قال: لا والله ما حدث به معمر، وعليه حجة من ههنا إلى مكة إن كان معمر يحدث بهذا.
قال عبد الله بن أحمد: ((هذا الحديث يروونه عن إسرائيل عن عمرو بن خالد عن زيد عن علي عن أبانه عن علي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعمرو بن خالد لا يساوي شيئاً)).
قال عبد الله وسمعت يحيى يقول: ((ما كتبت عن عبد الرزاق حديثاً قط إلا من كتابه، لا والله ما كتبت عنه حديثاً قط إلا من كتابه)).
وذكر بعضهم أن سماع الدبري من عبد الرزاق بآخره.
قال إبراهيم الحربي: ((مات عبد الرزاق وللدبري ست سنين أو سبع سنين)).
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[11 - 07 - 04, 03:07 ص]ـ
هل ثبت عن عبد الرزاق رحمة الله عليه
أنه طعن في عثمان رضوان الله عليه
أو عرّض بمعاوية رضوان الله عليه ... ؟
وهل تقبل روايات من طعن في علي وعثمان رضوان ربي عليهم
ولا تقبل روايات من طعن في أبي بكر وعمر رضوان ربي عليهم؟
لأنها تساؤلات وردتنا من بعض الأرفاض
وأحببت ردها لأهلها أهل العلم وأهل الحديث
لنجد الجواب والصواب بإذن الواحد الأحد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:05 م]ـ
عبدالرزاق بن همام الصنعاني رحمه الله لم يثبت عنه الطعن في عثمان رضي الله عنه وإنما غاية ماقد يقال أنه قد يقدم عليا على عثمان وهذا لم يتفرد به وقد سبقه غيره من أهل العلم من أهل السنة
وقد ثبت عن عبدالرزاق تقديمه لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما على علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فتقديمه لعلي رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه لايعتبر طعنا في عثمان بن عفان رضي الله عنه، وإنما قد يكون ثبت عنده من فضائل علي ما يجعله يقول بهذا وإن كان الصواب والذي استقر عليه مذهب أهل السنة هو تقديم عثمان بن عفان رضي الله عنه في الفضل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأما التعريض بمعاوية رضي الله عنه فقد جاء ذلك عن عبدالرزاق وقد يكون ذلك بسبب حبه المفرط لعلي بن أبي طالب وقد ذكر العلماء أن عبدالرزاق كان فيه تشيع ويعتذر له بمثل ما يعتذر لمن سبقه في هذا الأمر فقد تكلم بعض من كان مع علي رضي الله عنه في معاوية ومن معه، وكذلك حصل الكلام ممن كان مع معاوية رضي الله عنه في علي رضي الله عنه.
ولكن الطعن في ديانة أبي بكر رضي الله عنه وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وإخراجهم من الإسلام لم يحصل من أحد من المسلمين في الصدر الأول، فمن تكلم فيهم ممن تأخر فهو مبتدع ضال على أقل أحواله، وإن كفرهم فهو كافر خبيث.
وكذلك من كفر عليا أوعثمان رضي الله عنهما فلاتقبل روايته ولاكرامة، أما من ذكر بعض ما حصل منهم من خطأ أو نحو ذلك فهذا خطأ من قائله، والواجب هو تعظيم هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم ومعرفة حقهم والعمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم (لاتسبوا أصحابي) والتماس العذر لهم.
وقد روى أئمة الإسلام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من أئمة الدين الأخيار الذين هم شهود الله في الأرض عن عبدالرزاق بن همام الصنعاني واحتجوا بحديثه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/287)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 07 - 04, 01:08 م]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله
فصل
أهل الأهواء في [قتال علي ومن حاربه] علي أقوال:
أما [الخوارج] فتكفر الطائفتان المقتتلان جميعًا.
وأما [الرافضة] فتكفر من قاتل عليا، مع المتواتر عنه من أنه حكم فيهم بحكم المسلمين، ومنع من تكفيرهم.
ولهم في قتال طلحة والزبير، وعائشة ثلاثة أقوال:
أحدها: تفسيق إحدي الطائفتين؛ لا بعينها، وهو قول عمرو بن عبيد وأصحابه.
والثاني: تفسيق من قاتله إلا من تاب، ويقولون: إن طلحة، والزبير، وعائشة تابوا، وهذا مقتضي ما حكي عن جمهورهم، كأبي الهذيل، وأصحابه، وأبي الحسين وغيرهم.
وذهب بعض الناس إلي تخطئته في قتال طلحة، والزبير، دون قتال أهل الشام.
ففي الجملة، أهل البدع من الخوارج، والروافض والمعتزلة، ونحوهم، يجعلون القتال موجبًا لكفر، أو لفسق.
/وأما [أهل السنة] فمتفقون علي عدالة القوم، ثم لهم في التصويب، والتخطئة مذاهب لأصحابنا وغيرهم.
أحدها: أن المصيب علي فقط.
والثاني: الجميع مصيبون.
والثالث: المصيب واحد، لا بعينه.
والرابع: الإمساك عما شجر بينهم مطلقًا، مع العلم بأن عليا وأصحابه هم أولي الطائفتين بالحق، كما في حديث أبي سعيد لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تمرق مارقة علي حين فرقة من المسلمين، فيقتلهم أولي الطائفتين بالحق) وهذا في حرب أهل الشام، والأحاديث تدل علي أن حرب الجمل فتنة، وأن ترك القتال فيها أولي، فعلي هذا نصوص أحمد وأكثر أهل السنة، وذلك الشجار بالألسنة، والأيدي أصل لما جري بين الأمة بعد ذلك، في الدين والدنيا. فليعتبر العاقل بذلك، وهو مذهب أهل السنة والجماعة.
=============
/ وسئل ـ رحمه الله ـ عن [البغاة، والخوارج]: هل هي ألفاظ مترادفة بمعني واحد؟ أم بينهما فرق؟ وهل فرقت الشريعة بينهما في الأحكام الجارية عليهما، أم لا؟ وإذا ادعي مدع أن الأئمة اجتمعت علي ألا فرق بينهم، إلا في الاسم، وخالفه مخالف مستدلاً بأن أمير المؤمنين عليا ـ رضي الله عنه ـ فرق بين أهل الشام وأهل النهروان: فهل الحق مع المدعي؟ أو مع مخالفه؟
فأجاب:
الحمد لله، أما قول القائل: إن الأئمة اجتمعت علي أن لا فرق بينهما إلا في الاسم، فدعوي باطلة، ومدعيها مجازف، فإن نفي الفرق إنما هو قول طائفة من أهل العلم من أصحاب أبي حنيفة والشافعي وأحمد وغيرهم؛ مثل كثير من المصنفين في [قتال أهل البغي]، فإنهم قد يجعلون قتال أبي بكر لمانعي الزكاة، وقتال علي الخوارجَ، وقتاله لأهل الجمل وصفين إلي غير ذلك من قتال المنتسبين إلي الإسلام من باب [قتال أهل البغي].
/ثم مع ذلك فهم متفقون علي أن مثل طلحة والزبير ونحوهما من الصحابة من أهل العدالة، لا يجوز أن يحكم عليهم بكفر ولا فسق، بل مجتهدون؛ إما مصيبون، وإما مخطئون، وذنوبهم مغفورة لهم. ويطلقون القول بأن البغاة ليسوا فساقًا.
فإذا جعل هؤلاء وأولئك سواء، لزم أن تكون الخوارج وسائر من يقاتلهم من أهل الاجتهاد الباقين علي العدالة [سواء]؛ ولهذا قال طائفة بفسق البغاة، ولكن أهل السنة متفقون علي عدالة الصحابة.
وأما جمهور أهل العلم فيفرقون بين [الخوارج المارقين] وبين [أهل الجمل وصفين] وغير أهل الجمل وصفين. ممن يعد من البغاة المتأولين. وهذا هو المعروف عن الصحابة، وعليه عامة أهل الحديث، والفقهاء، والمتكلمين وعليه نصوص أكثر الأئمة وأتباعهم؛ من أصحاب مالك، وأحمد، والشافعي، وغيرهم.
وذلك أنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (تمرق مارقة علي حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولي الطائفتين بالحق) وهذا الحديث يتضمن ذكر الطوائف الثلاثة، ويبين أن المارقين نوع ثالث ليسوا من/جنس أولئك؛ فإن طائفة علي أولي بالحق من طائفة معاوية. وقال في حق الخوارج المارقين: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، أينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرًا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة) وفي لفظ: (لو يعلم الذين يقاتلونهم ما لهم علي لسان نبيهم لنكلوا عن العمل). وقد روي مسلم أحاديثهم في الصحيح من عشرة أوجه وروي هذا البخاري من غير وجه، ورواه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/288)
أهل السنن والمسانيد؛ وهي مستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم، متلقاة بالقبول، أجمع عليها علماء الأمة من الصحابة ومن اتبعهم، واتفق الصحابة علي قتال هؤلاء الخوارج.
وأما [أهل الجمل، وصفين] فكانت منهم طائفة قاتلت من هذا الجانب، وأكثر أكابر الصحابة لم يقاتلوا لا من هذا الجانب ولا من هذا الجانب، واستدل التاركون للقتال بالنصوص الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ترك القتال في الفتنة، وبينوا أن هذا قتال فتنة.
وكان علي ـ رضي الله عنه ـ مسرورًا لقتال الخوارج، ويروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بقتالهم، وأما قتال [صفين] فذكر أنه ليس معه فيه نص؛ وإنما هو رأي رآه، وكان أحيانًا يحمد من لم ير القتال.
/وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحسن: (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، فقد مدح الحسن وأثني عليه بإصلاح الله به بين الطائفتين؛ أصحاب علي وأصحاب معاوية، وهذا يبين أن ترك القتال كان أحسن، وأنه لم يكن القتال واجبًا ولا مستحبًا.
و [قتال الخوارج] قد ثبت عنه أنه أمر به، وحض عليه، فكيف يسوي بين ما أمر به وحض عليه، وبين ما مدح تاركه وأثني عليه؟!. فمن سوي بين قتال الصحابة الذين اقتتلوا بالجمل وصفين، وبين قتال ذي الخويصرة التميمي وأمثاله من الخوارج المارقين، والحرورية المعتدين، كان قولهم من جنس أقوال أهل الجهل والظلم المبين. ولزم صاحب هذا القول أن يصير من جنس الرافضة والمعتزلة الذين يكفرون أو يفسقون المتقاتلين بالجمل وصفين، كما يقال مثل ذلك في الخوارج المارقين، فقد اختلف السلف والأئمة في كفرهم علي قولين مشهورين، مع اتفاقهم علي الثناء علي الصحابة المقتتلين بالجمل وصفين، والإمساك عما شجر بينهم. فكيف نسبة هذا بهذا؟!
وأيضًا فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال [الخوارج] قبل أن يقاتلوا، وأما [أهل البغي] فإن الله تعالي قال فيهم: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]، فلم يأمر بقتال الباغية ابتداء. فالاقتتال ابتداء ليس مأمورًا به، ولكن إذا اقتتلوا أمر بالإصلاح بينهم، ثم إن بغت الواحدة قوتلت؛ ولهذا قال من قال من الفقهاء: إن البغاة لا يبتدؤون بقتالهم حتي يقاتلوا. وأما الخوارج فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: (أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة)، وقال: (لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد).
وكذلك مانعو الزكاة؛ فإن الصديق والصحابة ابتدؤوا قتالهم، قال الصديق: والله لو منعوني عناقًا كانوا يؤدونها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. وهم يقاتلون إذا امتنعوا من أداء الواجبات وإن أقروا بالوجوب. ثم تنازع الفقهاء في كفر من منعها وقاتل الإمام عليها مع إقراره بالوجوب؟ علي قولين، هما روايتان عن أحمد، كالروايتين عنه في تكفير الخوارج. وأما أهل البغي المجرد فلا يكفرون باتفاق أئمة الدين؛ فإن القرآن قد نص علي إيمانهم وأخوتهم مع وجود الاقتتال والبغي. والله أعلم.
==========================
/ وسئل ـ رحمه الله: عمن يلعن [معاوية] فماذا يجب عليه؟ وهل قال النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأحاديث، وهي إذا (اقتتل خليفتان فأحدهما ملعون)؟ وأيضًا: (إن عمارًا تقتله الفئة الباغية). وقتله عسكر معاوية؟ وهل سبوا أهل البيت؟ أو قتل الحجاج شريفًا؟
فأجاب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/289)
الحمد لله، من لعن أحدًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ كمعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ونحوهما، ومن هو أفضل من هؤلاء؛ كأبي موسي الأشعري، وأبي هريرة، ونحوهما، أو من هو أفضل من هؤلاء؛ كطلحة، والزبير، وعثمان، وعلي بن أبي طالب، أو أبي بكر الصديق، وعمر، أو عائشة أم المؤمنين، وغير هؤلاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ فإنه مستحق للعقوبة البليغة باتفاق أئمة الدين. وتنازع العلماء: هل يعاقب بالقتل؟ أو ما دون القتل؟ كما قد بسطنا ذلك في غير هذا الموضع.
وقد ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل / أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه). واللعنة أعظم من السب، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لعن المؤمن كقتله)، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم لعن المؤمن كقتله.
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خيار المؤمنين، كما ثبت عنه أنه قال: (خير القرون القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)، وكل من رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به فله من الصحبة بقدر ذلك، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يغزو جيش، فيقول: هل فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم. فيفتح لهم، ثم يغزو جيش؛ فيقول: هل فيكم من رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون، نعم. فيفتح لهم). وذكر الطبقة الثالثة، فعلق الحكم برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما علقه بصحبته.
ولما كان لفظ [الصحبة] فيه عموم وخصوص، كان من اختص من الصحابة بما يتميز به عن غيره يوصف بتلك الصحبة، دون من لم يشركه فيها، قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد المتقدم لخالد بن الوليد لما اختصم هو وعبد الرحمن: (يا خالد، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)، فإن عبد الرحمن بن عوف هو وأمثاله من السابقين الأولين من الذين أنفقوا قبل الفتح ـ فتح الحديبية ـ وخالد بن الوليد وغيره ممن أسلم بعد الحديبية وأنفقوا وقاتلوا دون أولئك، قال تعالي: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10]، والمراد [بالفتح] فتح الحديبية لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه تحت الشجرة، وكان الذين بايعوه أكثر من ألف وأربعمائة، وهم الذين فتحوا خيبر، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة).
و [سورة الفتح] الذي فيها ذلك أنزلها الله قبل أن تفتح مكة، بل قبل أن يعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد بايع أصحابه تحت الشجرة عام الحديبية سنة ست من الهجرة، وصالح المشركين صلح الحديبية المشهور، وبذلك الصلح حصل من الفتح ما لا يعلمه إلا الله، مع أنه قد كان كرهه خلق من المسلمين، ولم يعلموا ما فيه من حسن العاقبة حتي قال سهل بن حنيف: أيها الناس اتهموا الرأي، فقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت. رواه البخاري وغيره، فلما كان من العام القابل اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل هو ومن اعتمر معه مكة معتمرين، وأهل مكة يومئذ مع المشركين، ولما كان في العام الثامن فتح مكة في شهر رمضان، وقد أنزل الله في سورة الفتح: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27]، فوعدهم في سورة الفتح أن يدخلوا مكة آمنين، وأنجز موعده من / العام الثاني، وأنزل في ذلك: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ} [البقرة: 194]، وذلك كله قبل فتح مكة. فمن توهم أن [سورة الفتح] نزلت بعد فتح مكة فقد غلط غلطًا بينًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/290)
والمقصود أن أولئك الذين صحبوه قبل الفتح اختصوا من الصحبة بما استحقوا به التفضيل علي من بعدهم، حتي قال لخالد: (لا تسبوا أصحابي)، فإنهم صحبوه قبل أن يصحبه خالد وأمثاله.
ولما كان لأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ من مزية الصحبة ما تميز به على جميع الصحابة، خصه بذلك في الحديث الصحيح، الذي رواه البخاري عن أبي الدرداء، أنه كان بين أبي بكر وعمر كلام، فطلب أبو بكر من عمر أن يستغفر له فامتنع عمر، وجاء أبو بكر إلي النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ما جري، ثم إن عمر ندم، فخرج يطلب أبا بكر في بيته، فذكر له أنه كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما جاء عمر أخذ النبي صلى الله عليه وسلم يغضب لأبي بكر، وقال: (أيها الناس، إني جئت إليكم فقلت: إني رسول الله إليكم، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر: صدقت، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟! فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟!)، فما أوذي بعدها. فهنا خصه باسم الصحبة، كما خصه به القرآن في قوله تعالي: / {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، وفي الصحيحين عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن عبدًا خيره الله بين الدنيا والآخرة، فاختار ذلك العبد ما عند الله)، فبكي أبو بكر، فقال: بل نفديك بأنفسنا؛ وأموالنا. قال: فجعل الناس يعجبون أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عبدًا خيره الله بين الدنيا والآخرة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا به. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أمن الناس علينا في صحبته وذات يده أبو بكر، ولو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخي وصاحبي، سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر)، وهذا من أصح حديث يكون باتفاق العلماء العارفين بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وأحواله.
والمقصود أن الصحبة فيها خصوص وعموم، وعمومها يندرج فيه كل من رآه مؤمنًا به، ولهذا يقال: صحبته سنة، وشهرًا، وساعة، ونحو ذلك.
و [معاوية وعمرو بن العاص وأمثالهم] من المؤمنين، لم يتهمهم أحد من السلف بنفاق، بل قد ثبت في الصحيح أن عمرو بن العاص لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم قال: علي أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي. فقال: / (ياعمرو، أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله)، ومعلوم أن الإسلام الهادم هو إسلام المؤمنين، لا إسلام المنافقين.
وأيضًا فعمرو بن العاص وأمثاله ممن قدم مهاجرًا إلي النبي صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية هاجروا إليه من بلادهم طوعًا لا كرهًا، والمهاجرون لم يكن فيهم منافق، وإنما كان النفاق في بعض من دخل من الأنصار؛ وذلك أن الأنصار هم أهل المدينة، فلما أسلم أشرافهم وجمهورهم، احتاج الباقون أن يظهروا الإسلام نفاقًا؛ لعز الإسلام وظهوره في قومهم. وأما أهل مكة فكان أشرافهم وجمهورهم كفارًا فلم يكن يظهر الإيمان إلا من هو مؤمن ظاهرًا وباطنًا؛ فإنه كان من أظهر الإسلام يؤذي ويهجر، وإنما المنافق يظهر الإسلام لمصلحة دنياه. وكان من أظهر الإسلام بمكة يتأذي في دنياه، ثم لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلي المدينة هاجر معه أكثر المؤمنين، ومنع بعضهم من الهجرة إليه، كما منع رجال من بني مخزوم مثل الوليد بن المغيرة أخو خالد أخو أبي جهل لأمه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت لهؤلاء ويقول في قنوته: (اللهم نج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، والمستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك علي مضر، واجعلها عليهم سنينًا كسني يوسف). والمهاجرون من أولهم إلي آخرهم ليس فيهم من اتهمه أحد بالنفاق، بل كلهم مؤمنون مشهود لهم بالإيمان، ولعن المؤمن كقتله).
/وأما [معاوية بن أبي سفيان] وأمثاله من الطلقاء الذين أسلموا بعد فتح مكة؛ كعكرمة ابن أبي جهل، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، هؤلاء وغيرهم ممن حسن إسلامهم باتفاق المسلمين، ولم يتهم أحد منهم بعد ذلك بنفاق. ومعاوية قد استكتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم علمه الكتاب والحساب، وقه العذاب).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/291)
وكان أخوه يزيد بن أبي سفيان خيرًا منه وأفضل، وهو أحد الأمراء الذين بعثهم أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ في فتح الشام، ووصاه بوصية معروفة، وأبو بكر ماشٍ، ويزيد راكب، فقال له: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب وإما أن أنزل، فقال: لست براكب، ولست بنازل، إني أحتسب خطاي في سبيل الله. وكان عمرو بن العاص هو الأمير الآخر والثالث شرحبيل بن حسنة، والرابع خالد بن الوليد، وهو أميرهم المطلق، ثم عزله عمر، وولي أبا عبيدة عامر بن الجراح، الذي ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له أنه أمين هذه الأمة، فكان فتح الشام علي يد أبي عبيدة، وفتح العراق علي يد سعد بن أبي وقاص.
ثم لما مات يزيد بن أبي سفيان في خلافة عمر استعمل أخاه معاوية، وكان عمر بن الخطاب من أعظم الناس فراسة، وأخبرهم بالرجال، وأقومهم / بالحق، وأعلمهم به، حتي قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ: كنا نتحدث أن السكينة تنطق علي لسان عمر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ضرب الحق علي لسان عمر وقلبه)، وقال: (لو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر)، وقال ابن عمر: ما سمعت عمر يقول في الشيء إني لأراه كذا وكذا إلا كان كما رآه. وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما رآك الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجك). ولا استعمل عمر قط، بل ولا أبو بكر علي المسلمين: منافقًا، ولا استعملا من أقاربهما، ولا كان تأخذهما في الله لومة لائم، بل لما قاتلا أهل الردة وأعادوهم إلي الإسلام منعوهم ركوب الخيل وحمل السلاح حتي تظهر صحة توبتهم، وكان عمر يقول لسعد بن أبي وقاص ـ وهو أمير ـ العراق: لا تستعمل أحدًا منهم، ولا تشاورهم في الحرب. فإنهم كانوا أمراء أكابر؛ مثل طليحة الأسدي، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، والأشعث بن قيس الكندي، وأمثالهم، فهؤلاء لما تخوف أبو بكر وعمر منهم نوع نفاق لم يولهم علي المسلمين.
فلو كان [عمرو بن العاص] و [معاوية بن أبي سفيان] وأمثالهما ممن يتخوف منهما النفاق لم يولوا علي المسلمين، بل عمرو بن العاص قد أمره النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات السلاسل، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يول علي المسلمين منافقًا، وقد استعمل علي نجران أبا سفيان بن حرب أبا معاوية، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو سفيان / نائبه علي نجران، وقد اتفق المسلمون علي أن إسلام معاوية خير من إسلام أبيه أبي سفيان، فكيف يكون هؤلاء منافقين والنبي صلى الله عليه وسلم يأتمنهم علي أحوال المسلمين في العلم والعمل؟! وقد علم أن معاوية وعمرو بن العاص وغيرهما كان بينهم من الفتن ما كان، ولم يتهمهم أحد من أوليائهم، لا محاربوهم، ولا غير محاربيهم بالكذب علي النبي صلى الله عليه وسلم، بل جميع علماء الصحابة والتابعين بعدهم متفقون علي أن هؤلاء صادقون علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، مأمونون عليه في الرواية عنه، والمنافق غير مأمون علي النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو كاذب عليه، مكذب له.
وإذا كانوا مؤمنين، محبين لله ورسوله، فمن لعنهم فقد عصي الله ورسوله، وقد ثبت في صحيح البخاري ما معناه: أن رجلاً يلقب حمارًا، وكان يشرب الخمر، وكان كلما شرب أتي به إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فجلده، فأتي به إليه مرة، فقال رجل: لعنه الله! ما أكثر ما يؤتي به إلي النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنوه، فإنه يحب الله ورسوله). وكل مؤمن يحب الله ورسوله، ومن لم يحب الله ورسوله فليس بمؤمن، وإن كانوا متفاضلين في الإيمان وما يدخل فيه من حب وغيره، هذا مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها. وقد نهي عن لعنة هذا المعين؛ لأن اللعنة من [باب الوعيد] فيحكم به / عمومًا، وأما المعين فقد يرتفع عنه الوعيد لتوبة صحيحة، أو حسنات ماحية أو مصائب مكفرة، أو شفاعة مقبولة، أو غير ذلك من الأسباب التي ضررها يرفع العقوبة عن المذنب، فهذا في حق من له ذنب محقق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/292)
وكذلك [حاطب بن أبي بلتعة] فعل ما فعل وكان يسيء إلي مماليكه، حتي ثبت في الصحيح أن غلامه قال: يارسول الله، والله ليدخلن حاطب ابن أبي بلتعة النار. قال: (كذبت، إنه شهد بدرًا، والحديبية). وفي الصحيح عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله والزبير بن العوام، وقال لهما: (ائتيا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب) قال علي: فانطلقنا تتعادي بنا خيلنا حتي لقينا الظعينة، فقلنا: أين الكتاب؟ فقالت: ما معي كتاب. فقلنا لها: لتخرجن الكتاب، أو لنلقين الثياب، قال: فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كتاب من حاطب إلي بعض المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما هذا يا حاطب؟!) فقال: والله يارسول الله ما فعلت هذا ارتدادًا عن ديني، ولا رضاء بالكفر بعد الإسلام، ولكن كنت امرأ ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المسلمين لهم قرابات يحمون بهم أهاليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك منهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي. وفي لفظ: وعلمت أن ذلك لا يضرك، يعني: لأن الله ينصر رسوله والذين آمنوا. فقال عمر: دعني / أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك أن الله قد اطلع علي أهل بدر فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم). فهذه السيئة العظيمة غفرها الله له بشهود بدر.
فدل ذلك علي أن الحسنة العظيمة يغفر الله بها السيئة العظيمة، والمؤمنون يؤمنون بالوعد والوعيد، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) وأمثال ذلك، مع قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: 10].
ولهذا لا يشهد لمعين بالجنة إلا بدليل خاص، ولا يشهد علي معين بالنار إلا بدليل خاص، ولا يشهد لهم بمجرد الظن من اندراجهم في العموم؛ لأنه قد يندرج في العمومين فيستحق الثواب والعقاب؛ لقوله تعالي: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8]، والعبد إذا اجتمع له سيئات وحسنات فإنه وإن استحق العقاب علي سيئاته فإن الله يثيبه علي حسناته، ولا يحبط حسنات المؤمن لأجل ما صدر منه، وإنما يقول بحبوط الحسنات كلها بالكبيرة، الخوارج والمعتزلة، الذين يقولون بتخليد أهل الكبائر، وأنهم لا يخرجون منها بشفاعة ولا غيرها وأن صاحب الكبيرة لا يبقي معه من الإيمان شيء. وهذه أقوال فاسدة، مخالفة للكتاب، والسنة المتواترة، وإجماع الصحابة.
/وسائر أهل السنة والجماعة وأئمة الدين لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة ولا القرابة ولا السابقين ولا غيرهم، بل يجوز عندهم وقوع الذنوب منهم، والله تعالي يغفر لهم بالتوبة، ويرفع بها درجاتهم، ويغفر لهم بحسنات ماحية، أو بغير ذلك من الأسباب، قال تعالي: {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ لَهُم مَّا يَشَاءونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الزمر: 33: 35]، وقال تعالي: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} [الأحقاف: 15، 16].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/293)
ولكن الأنبياء ـ صلوات الله عليهم ـ هم الذين قال العلماء: إنهم معصومون من الإصرار علي الذنوب، فأما الصديقون والشهداء والصالحون فليسوا بمعصومين، وهذا في الذنوب المحققة. وأما ما اجتهدوا فيه، فتارة يصيبون، وتارة يخطئون. فإذا اجتهدوا فأصابوا فلهم أجران، وإذا اجتهدوا وأخطؤوا فلهم أجر علي اجتهادهم، وخطؤهم مغفور لهم. وأهل الضلال يجعلون الخطأ والإثم متلازمين؛ فتارة يغلون فيهم، ويقولون: إنهم معصومون، وتارة يجفون عنهم، ويقولون: إنهم باغون بالخطأ وأهل العلم والإيمان لا يعصمون، ولا يؤثمون.
/ومن هذا الباب تولد كثير من فرق أهل البدع والضلال. فطائفة سبت السلف ولعنتهم، لاعتقادهم أنهم فعلوا ذنوبًا، وأن من فعلها يستحق اللعنة، بل قد يفسقونهم، أو يكفرونهم، كما فعلت الخوارج الذين كفروا علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، ومن تولاهما، ولعنوهم، وسبوهم، واستحلوا قتالهم. وهؤلاء هم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)، وقال صلى الله عليه وسلم: (تمرق مارقة علي فرقة من المسلمين، فتقاتلها أولي الطائفتين لأجل الحق)، وهؤلاء هم المارقة الذين مرقوا علي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكفروا كل من تولاه. وكان المؤمنون قد افترقوا فرقتين: فرقة مع علي، وفرقة مع معاوية، فقاتل هؤلاء عليا وأصحابه، فوقع الأمر كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، وكما ثبت عنه ـ أيضًا ـ في الصحيح أنه قال عن الحسن ابنه: (إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين)، فأصلح الله به شيعة علي وشيعة معاوية.
وأثني النبي صلى الله عليه وسلم علي الحسن بهذا الصلح الذي كان علي يديه وسماه سيدًا بذلك؛ لأجل أن ما فعله الحسن يحبه الله ورسوله، ويرضاه الله ورسوله. ولو كان الاقتتال الذي حصل بين المسلمين هو الذي أمر الله به بين ورسوله لم يكن الأمر كذلك، بل يكون الحسن قد ترك الواجب، أو الأحب إلي / الله. وهذا النص الصحيح الصريح يبين أن ما فعله الحسن محمود، مرضي لله ورسوله، وقد ثبت في الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضعه علي فخذه، ويضع أسامة بن زيد، ويقول: (اللهم إني أحبهما، وأحب من يحبهما)، وهذا ـ أيضًا ـ مما ظهر فيه محبته ودعوته صلى الله عليه وسلم، فإنهما كانا أشد الناس رغبة في الأمر الذي مدح النبي صلى الله عليه وسلم به الحسن، وأشد الناس كراهة لما يخالفه.
وهذا مما يبين أن القتلي من أهل صفين لم يكونوا عند النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الخوارج المارقين، الذين أمر بقتالهم، وهؤلاء مدح الصلح بينهم ولم يأمر بقتالهم؛ ولهذا كانت الصحابة والأئمة متفقين علي قتال الخوارج المارقين، وظهر من علي ـ رضي الله عنه ـ السرور بقتالهم، ومن روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بقتالهم: ما قد ظهر عنه، وأما قتال الصحابة فلم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أثر، ولم يظهر فيه سرور، بل ظهر منه الكآبة، وتمني ألا يقع، وشكر بعض الصحابة، وبرأ الفريقين من الكفر والنفاق، وأجاز الترحم علي قتلي الطائفتين، وأمثال ذلك من الأمور التي يعرف بها اتفاق علي وغيره من الصحابة علي أن كل واحدة من الطائفتين مؤمنة.
وقد شهد القرآن بأن اقتتال المؤمنين لا يخرجهم عن الإيمان بقوله تعالي: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 9، 10]، فسماهم [مؤمنين] وجعلهم [إخوة] مع وجود الاقتتال والبغي.
والحديث المذكور: (إذا اقتتل خليفتان فأحدهما ملعون) كذب مفتري، لم يروه أحد من أهل العلم بالحديث، ولا هو في شيء من دواوين الإسلام المعتمدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/294)
و [معاوية] لم يَدَّعِ الخلافة، ولم يبايع له بها حين قاتل عليًا، ولم يقاتل علي أنه خليفة، ولا أنه يستحق الخلافة، ويقرون له بذلك، وقد كان معاوية يقر بذلك لمن سأله عنه، ولا كان معاوية وأصحابه يرون أن يبتدئوا عليا وأصحابه بالقتال، ولا يعلوا.
بل لما رأي علي ـ رضي الله عنه ـ وأصحابه أنه يجب عليهم طاعته ومبايعته؛ إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد، وأنهم خارجون عن طاعته يمتنعون عن هذا الواجب، وهم أهل شوكة، رأي أن يقاتلهم حتي يؤدوا هذا الواجب، فتحصل الطاعة والجماعة.
وهم قالوا: إن ذلك لا يجب عليهم، وأنهم إذا قوتلوا علي ذلك كانوا مظلومين قالوا: لأن عثمان قتل مظلومًا باتفاق المسلمين، وقتلته في عسكر علي، وهم غالبون / لهم شوكة، فإذا امتنعنا ظلمونا واعتدوا علينا. وعلي لا يمكنه دفعهم، كما لم يمكنه الدفع عن عثمان، وإنما علينا أن نبايع خليفة يقدر علي أن ينصفنا ويبذل لنا الإنصاف.
وكان في جهال الفريقين من يظن بعلي وعثمان ظنونًا كاذبة ـ برأ الله منها عليا، وعثمان ـ كان يظن بعلي أنه أمر بقتل عثمان، وكان علي ـ يحلف وهو البار الصادق بلا يمين ـ أنه لم يقتله ولا رضي بقتله، ولم يمالئ علي قتله. وهذا معلوم بلا ريب من علي ـ رضي الله عنه ـ فكان أناس من محبي علي ومن مبغضيه يشيعون ذلك عنه؛ فمحبوه يقصدون بذلك الطعن علي عثمان بأنه كان يستحق القتل، وأن عليا أمر بقتله، ومبغضوه يقصدون بذلك الطعن علي علي، وأنه أعان علي قتل الخليفة المظلوم الشهيد الذي صبر نفسه ولم يدفع عنها ولم يسفك دم مسلم في الدفع عنه، فكيف في طلب طاعته؟! وأمثال هذه الأمور التي يتسبب بها الزائغون علي المتشيعين العثمانية، والعلوية.
وكل فرقة من المتشيعين مقرة مع ذلك بأنه ليس معاوية كفأ لعلي بالخلافة، ولا يجوز أن يكون خليفة مع إمكان استخلاف علي ـ رضي الله عنه ـ فإن فضل علي وسابقيته، وعلمه، ودينه، وشجاعته، وسائر فضائله، كانت عندهم ظاهرة معروفة، كفضل إخوانه أبي بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم ـ رضي الله عنهم ـ /ولم يكن بقي من أهل الشوري غيره وغير سعد، وسعد كان قد ترك هذا الأمر، وكان الأمر قد انحصر في عثمان وعلي؛ فلما توفي عثمان لم يبق لها معين إلا علي ـ رضي الله عنه ـ وإنما وقع الشر بسبب قتل عثمان، فحصل بذلك قوة أهل الظلم والعدوان وضعف أهل العلم والإيمان، حتي حصل من الفرقة والاختلاف ما صار يطاع فيه من غيره أولي منه بالطاعة؛ ولهذا أمر الله بالجماعة والائتلاف، ونهي عن الفرقة والاختلاف؛ ولهذا قيل: ما يكرهون في الجماعة خير مما يجمعون من الفرقة.
وأما الحديث الذي فيه (أن عمارًا تقتله الفئة الباغية)، فهذا الحديث قد طعن فيه طائفة من أهل العلم؛ لكن رواه مسلم في صحيحه، وهو في بعض نسخ البخاري، قد تأوله بعضهم: علي أن المراد بالباغية، الطالبة بدم عثمان، كما قالوا: نبغي ابن عفان بأطراف الأسل. وليس بشيء، بل يقال ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو حق كما قاله، وليس في كون عمارًا تقتله الفئة الباغية ما ينافي ما ذكرناه، فإنه قد قال الله تعالي: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 9، 10]، فقد جعلهم مع وجود الاقتتال والبغي مؤمنين إخوة، بل مع أمره بقتال الفئة الباغية جعلهم مؤمنين. وليس كل ما كان /بغيا وظلمًا أو عدوانًا يخرج عموم الناس عن الإيمان، ولا يوجب لعنتهم، فكيف يخرج ذلك من كان من خير القرون؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/295)
وكل من كان باغيا، أو ظالمًا، أو معتديا، أو مرتكبًا ما هو ذنب، فهو قسمان متأول، وغير متأول، فالمتأول المجتهد؛ كأهل العلم والدين، الذين اجتهدوا، واعتقد بعضهم حل أمور، واعتقد الآخر تحريمها كما استحل بعضهم بعض أنواع الأشربة، وبعضهم بعض المعاملات الربوية وبعضهم بعض عقود التحليل والمتعة، وأمثال ذلك، فقد جري ذلك وأمثاله من خيار السلف. فهؤلاء المتأولون المجتهدون غايتهم أنهم مخطئون، وقد قال الله تعالي: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، وقد ثبت في الصحيح أن الله استجاب هذا الدعاء.
وقد أخبر ـ سبحانه ـ عن داود وسليمان ـ عليهما السلام ـ أنهما حكما في الحرث، وخص أحدهما بالعلم والحكم، مع ثنائه علي كل منهما بالعلم والحكم. والعلماء ورثة الأنبياء، فإذا فهم أحدهم من المسألة ما لم يفهمه الآخر لم يكن بذلك ملومًا ولا مانعًا لما عرف من علمه ودينه، وإن كان ذلك مع العلم بالحكم يكون إثمًا وظلمًا، والإصرار عليه فسقًا، بل متي علم تحريمه ضرورة كان تحليله كفرًا. فالبغي هو من هذا الباب.
/أما إذا كان الباغي مجتهدًا ومتأولاً، ولم يتبين له أنه باغ، بل اعتقد أنه علي الحق وإن كان مخطئًا في اعتقاده، لم تكن تسميته [باغيا] موجبة لإثمه، فضلاً عن أن توجب فسقه. والذين يقولون بقتال البغاة المتأولين، يقولون: مع الأمر بقتالهم قتالنا لهم لدفع ضرر بغيهم؛ لا عقوبة لهم؛ بل للمنع من العدوان. ويقولون: إنهم باقون علي العدالة؛ لا يفسقون. ويقولون: هم كغير المكلف، كما يمنع الصبي والمجنون والناسي والمغمي عليه والنائم من العدوان ألا يصدر منهم، بل تمنع البهائم من العدوان. ويجب علي من قتل مؤمنًا خطأ الدية بنص القرآن مع أنه لا إثم عليه في ذلك، وهكذا من رفع إلي الإمام من أهل الحدود وتاب بعد القدرة عليه فأقام عليه الحد، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والباغي المتأول يجلد عند مالك والشافعي وأحمد ونظائره متعددة.
ثم بتقدير أن يكون [البغي] بغير تأويل، يكون ذنبًا، والذنوب تزول عقوبتها بأسباب متعددة: بالحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك.
ثم (إن عمارًا تقتله الفئة الباغية) ليس نصًا في أن هذا اللفظ لمعاوية وأصحابه، بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتي قتلته، وهي طائفة من العسكر، ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها. ومن المعلوم أنه / كان في المعسكر من لم يرض بقتل عمار؛ كعبد الله بن عمرو بن العاص، وغيره، بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار، حتي معاوية، وعمرو.
ويروي أن معاوية تأول أن الذي قتله هو الذي جاء به، دون مقاتليه، وأن عليا رد هذا التأويل بقوله: فنحن إذًا قتلنا حمزة. ولا ريب أن ما قاله علي هو الصواب، لكن من نظر في كلام المتناظرين من العلماء الذين ليس بينهم قتال ولا ملك، وأن لهم في النصوص من التأويلات ما هو أضعف من معاوية بكثير. ومن تأول هذا التأويل لم ير أنه قتل عمارًا، فلم يعتقد أنه باغ، ومن لم يعتقد أنه باغ وهو في نفس الأمر باغ، فهو متأول مخطئ.
والفقهاء ليس فيهم من رأيه القتال مع من قتل عمارًا، لكن لهم قولان مشهوران كما كان عليهما أكابر الصحابة؛ منهم من يري القتال مع عمار وطائفته، ومنهم من يري الإمساك عن القتال مطلقًا. وفي كل من الطائفتين طوائف من السابقين الأولين. ففي القول الأول عمار، وسهل بن حنيف، وأبو أيوب. وفي الثاني سعد بن أبي وقاص؛ ومحمد بن مسلمة؛ وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر ونحوهم. ولعل أكثر الأكابر من الصحابة كانوا علي هذا الرأي، ولم يكن في العسكرين بعد علي أفضل من سعد بن أبي وقاص، وكان من القاعدين.
/و [حديث عمار] قد يحتج به من رأي القتال؛ لأنه إذا كان قاتلوه بغاة فالله يقول: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات: 9]، والمتمسكون يحتجون بالأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في (أن القعود عن الفتنة خير من القتال فيها)، وتقول: إن هذا القتال ونحوه وهو قتال الفتنة؛ كما جاءت أحاديث صحيحة تبين ذلك، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بالقتال، ولم يرض به، وإنما رضي بالصلح، وإنما أمر الله بقتال الباغي، ولم يأمر بقتاله ابتداء، بل قال: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]، قالوا: والاقتتال الأول لم يأمر الله به، ولا أمر كل من بغي عليه أن يقاتل من بغي عليه؛ فإنه إذا قتل كل باغ كفر، بل غالب المؤمنين، بل غالب الناس، لا يخلو من ظلم وبغي، ولكن إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين فالواجب الإصلاح بينهما؛ وإن لم تكن واحدة منهما مأمورة بالقتال، فإذا بغت الواحدة بعد ذلك قوتلت؛ لأنها لم تترك القتال؛ ولم تجب إلي الصلح؛ فلم يندفع شرها إلا بالقتال. فصار قتالها بمنزلة قتال الصائل الذي لا يندفع ظلمه عن غيره إلا بالقتال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون حرمته فهو شهيد). قالوا: فبتقدير أن جميع العسكر بغاة فلم نؤمر بقتالهم ابتداء، بل أمرنا بالإصلاح / بينهم، وأيضًا فلا يجوز قتالهم إذا كان الذين مع علي ناكلين عن القتال، فإنهم كانوا كثيري الخلاف عليه ضعيفي الطاعة له. والمقصود أن هذا الحديث لا يبيح لعن أحد من الصحابة، ولا يوجب فسقه. وأما [أهل البيت] فلم يسبوا قط. ولله الحمد.
ولم يقتل الحجاج أحدًا من بني هاشم، وإنما قتل رجالاً من أشراف العرب، وكان قد تزوج بنت عبد الله بن جعفر، فلم يرض بذلك بنو عبد مناف ولا بنو هاشم ولا بنو أمية، حتي فرقوا بينه وبينها، حيث لم يروه كفئًا. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/296)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[12 - 07 - 04, 09:31 م]ـ
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلياء
أن يجزيك خيراً كثيراً مباركاً فيه
تثلج صدري إجاباتكم نفعنا الله بعلومكم وسائر الإخوة - آمين-
ـ[المضري]ــــــــ[14 - 07 - 04, 01:55 ص]ـ
شيخنا الكريم السخي الفاضل عبدالرحمن الفقيه ,,
والله أن لساني عاجز عن شكرك لكثرة أفضالك على الجميع هنا.
جزاك الله ألف خير وكتب لك الأجر والإخلاص ,, وأعتذر عن تأخري في الرد فقد نسيت الموضوع تماماً حتى أني لا أذكر الأن سبب طلبي للترجمة , كل ما أذكره الأن أنها كانت لسبب هام وملح في حينها. سأحاول تذكره فيما بعد.
السلام عليكم(32/297)
أين يوجد هذا الحديث لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما نرى لمنعهن المسا
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[05 - 06 - 04, 11:21 ص]ـ
اين يوجد زيادة: ونحن نصلي مع رسول الله .....
لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما نرى لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني اسرائيل ونحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر في مروطنا ما يعرف بعضنا وجوه بعض.
كتاب الإيماء الى أطراف أحاديث كتاب الموطأ (4/ 133) لأبي العباس أحمد بن طاهر الداني الأندلسي، تحقيق عبد الباري عبد الحميد، الناشر: مكتبة المعارف، الرياض.
ـ[الدرع]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:27 م]ـ
مسند أبي يعلى 7/ 466
حدثنا إبراهيم حدثنا حماد عن عبيد الله بن عمر عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية أن عائشة رضي الله عنها قالت:
(لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء ما نرى لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها لقد رأيتنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر في مروطنا وننصرف وما يعرف بعضنا وجوه بعض).
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[07 - 06 - 04, 06:54 م]ـ
هل علق محقق مسند أبي يعلى (الشيخ حسين اسد الدارني) على الحديث وهل عزى الى غير ابي يعلى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 06 - 04, 10:14 م]ـ
الأثر رواه مسلم في " صحيحه ".
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 03:44 ص]ـ
لقد كتبت المشاركة السابقة على عجالة من الذاكرة لأنني كت أكتب من مكان عام.
والأثر رواه مالك في " الموطأ " (ص 269 - تنوير)، وأحمد (6/ 91 و 235)، والبخاري (2/ 406 / 869 - فتح)، ومسلم (2/ 399 / 445 - نووي)، وأبوداود (569)، وغيرهم.
من طرق عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبدالرحمن، عن عائشة، به.
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[09 - 06 - 04, 04:21 م]ـ
ثم وجدت هذه الزيادة في سلسلة الصحيحة لشيخنا الألباني رحمه الله ح: 332
شكرا للجميع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 06 - 04, 08:20 م]ـ
http://www.ibnamin.com/masjid.htm(32/298)
ما صحة هذا الحديث (لعن الله الذواقين و الذواقات)
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[05 - 06 - 04, 02:56 م]ـ
ما هو صحة هذا الحيث بارك الله فيكم
(لعن الله الذواقين و الذواقات)
شكرا
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 06:26 م]ـ
قال العجلوني في كشف الخفاء (رقم 2979):
- لا أحب الذواقين من الرجال ولا الذواقات من النساء.
رواه الطبراني عن أبي موسى رفعه، وللديلمي عن أبي هريرة بلفظ تزوجوا ولا تطلقوا فإن الله لا يحب الذواقين والذواقات، وللدارقطني في الأفراد عن أبي هريرة مثله.
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 08:20 ص]ـ
بارك الله فيك يا ابومروة
ولكن هل يثبت الحديث(32/299)
هل من السنة أن المصلي يبقى في مكانه بعد الصلاة حتى يتم الأذكار؟
ـ[الظافر]ــــــــ[05 - 06 - 04, 03:27 م]ـ
هل من السنة أن المصلي يبقى في مكانه بعد الصلاة حتى يتم الأذكار؟
وهل الانتقال من المكان مخالف للسنة؟.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 06 - 04, 05:57 م]ـ
الراجح حفظك الله أن الإنسان لا يمكث في مكانه بعد الصلاة إلا يسيرا ثم يقوم، وليس من الضروري ليتم أذكاره أن يتمها جالسا.
أخرج في صحيح مسلم (كتاب المساجد ومواضع الصلاة ـــ باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته) قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن الحارث عن عائشة قالت
"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام "، وأخرجه الترمذي وأحمد وابن ماجه.
وفي صحيح البخاري (كتاب الأذان باب صلاة النساء خلف الرجال):
حدثنا يحيى بن قزعة قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن هند بنت الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه ويمكث هو في مقامه يسيرا قبل أن يقوم"
قال نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن أحد من الرجال. وأخرجه أحمد كذلك.
واستنادا إلى الحديثين ذهب بعض العلماء إلى أن الأصل الإسراع بالانصراف، وقال الشوكاني في النيل: وقد ذهب بعض المالكية إلى كراهة المقام للإمام في مكان صلاته بعد السلام.
ويؤيد ذلك ما رواه عبد الرزاق في المصنف عن عبد الرزاق عن معمر والثوري عن حماد، وجابر، وأبي الضحى عن مسروق أن أبا بكر كان إذا سلم عن يمينه وعن شماله قال: السلام عليكم ورحمة الله، ثم انفتل ساعتئذ كأنما كا جالسا على الرضف (الرقم 3214). والرضف الحجارة المحماة.
ـ[سليمان]ــــــــ[06 - 06 - 04, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
أما الحديث الأول ح عائشة فمعناه أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يلبث مستقبل القبلة إلا قدر قوله اللهم أنت السلام ومنك السلام ثم يتحول بوجهه إلى الناس ..
قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس في مصلاه بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ..
وفي ذلك ح مرفوع حسنه بعضهم أن فضل الذي يذكر الله من حين صلاة الفجر إلا شروق الشمس فله أجر عمرة تامة ..
و في حديث ذي اليديين ما يدل على اللبث في المسجد بعد الصلاة ..
والعادة أن الإنسان إذا لم يتم أذكاره في المسجد فإنه يشغله شاغل عنه خارج المسجد ..
ـ[الظافر]ــــــــ[06 - 06 - 04, 01:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
السؤال عن المأمومين ليس عن الإمام فحال الإمام متقرر، لكن حال المأمومين، والمقصود هل البقاء سنة، أم لا؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[06 - 06 - 04, 02:49 ص]ـ
في رواية عن أحمد أنه كان يقول بكراهة إطالة الجلوس مستقبل القبلة للإمام ..
وحتى - في رواية عنه - كراهة الجلوس (اليسير) له ..
ذكره الشيخ حمد الحمد - حفظه الله - في شرح الزاد ..
ولعلّي آتي بالحكم الخاص بالمأموم في وقت آخر إن شاء الله.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[06 - 06 - 04, 04:41 ص]ـ
ما قاله الأخ سليمان من حمل حديث عائشة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يلبث مستقبل القبلة إلا قليلا قبل أن يستقبل الناس مرجوح في رأيي بلفظ الحديث، وبالنصوص الأخرى الواردة في الموضوع،، وبفهم عدد من العلماء له.
أما لفظ الحديث فلا يتكلم عن استقبال القبلة ولا الانحراف عنها، فكيف يقحم فيه؟؟
وأما النصوص الأخرى فإنها تؤيد المعنى الذي ذكرته.
فمنها حديث أم سلمة في صحيح البخاري (كتاب الأذان باب مكث الإمام في مصلاه بعد السلام) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم يمكث في مكانه يسيرا، قال ابن شهاب فنرى والله أعلم لكي ينفذ من ينصرف من النساء
ومنها حديث أنس في مصنف عبد الرزاق قال: صليا وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان ساعة يسلم يقوم، ثم صليت وراء أبي بكر فكان إذا سلم وثب فكأنما يقوم عن رضفة.
أما أقوال العلماء فكثيرة وافرة.
فهذا ابن وهب من المالكية يقول: (عن يونس بن يزيد: أن أبا الزناد أخبره قال: سمعتُ خارجة بن زيد بن ثابت يعيب على الأئمة قعودهم بعد التسليم، وقال: إنما كانت الأئمة ساعة تسلم تنقطع مكانها، قال ابن وهب: وبلغني عن ابن شهاب أنها السنة؛ قال ابن وهب: وقال ابن مسعود: يجلس على الرضف خير له من ذلك؛ قال ابن وهب: وبلغني عن أبي بكر الصديق أنه كان إذا سلم لمكانه على الرضف حتى يقوم، وأن عمر بن الخطاب قال: جلوسه بعد السلام بدعة").31 (المدونة: 1/ 226 ـ 227)
والمعنى الذي ذكرته هو الذي فهمه الشوكاني في النيل فقد قال بعد أن سرد الحديث: " .. وساقه المصنف ههنا للاستدلال به على مشروعية قيام الإمام من موضعه الذي صلى فيه بعد سلامه وقد ذهب بعض المالكية إلى كراهة المقام للإمام في مكان صلاته بعد السلام ... الخ كلامه"
وعلى هذا المحمل حمل الحديث' الإمام ابن قدامة في المغني قال عقيب حديث أم سلمة المذكور: "فإن لم يكن معه (أي الإمام) نساء فلا يستحب له إطالة الجلوس لما روت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. رواه ابن ماجه" (المغني: 1/ 597).
نعم لما وردت أحاديث تشرع للمكوث في المصلى بعد الفجر للذكر إلى حين طلوع الشمس، استثني هذا من عموم تلك الأحاديث على تفصيل في الموضوع. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/300)
ـ[اللكنوي]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:04 م]ـ
ولا زال سؤال الأخ الظافر عن المأمومين.
فهل من مجيب؟؟
ـ[أبو مروة]ــــــــ[06 - 06 - 04, 07:57 م]ـ
يا أخي إنما جعل الإمام ليؤتم به، فكيف وهو في هذه الأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وأيضا فإن التعليل الوارد في حديث أم سلمة عند البخاري، وهو من قول الزهري هو حتى ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال. وهو واضح في انسحاب الأمر على المؤمومين.
لكن البخاري ذكر سندين لروايتين أخريين للحديث قال ابن حجر عن الأولى:
ـــ وصله النسائي عن محمد بن سلمة عنه بالإسناد المذكور ولفظه " أن النساء كن إذا سلمن قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله , فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال.
وقال عن الثانية:
ـــ وصله الطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الله بن سالم عنه بتمامه , وفيه " أن النساء كن يشهدن الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا سلم قام النساء فانصرفن إلى بيوتهن قبل أن يقوم الرجال ".
وفيهما دلالة على المراد.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:44 ص]ـ
وأزيد أن الحافظ ابن حجرٍ قال عند الكلام عن حديث أم سلمة: ّومقتضى التعليل المذكور أن المأمومين إذا كانوا رجالا فقط أن لا يستحب هذا المكثّ"، فجعل الحكم مطردا إلى المأمومين.
لكن هناك نصوصا أخرى عن الصحابة رضوان الله عليهم تفيد أيضا في الموضوع منها:
ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 268رقم3080) قال: حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال: كان عبد الله –يعني: ابن مسعود- إذا قضى الصلاة انفتل سريعاً فإما أن يقوم، وإما أن ينحرف.
وسنده صحيح.
وروى عبد الرزاق في مصنفه (2/ 243رقم3221) عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود -رضي اللهُ عنه-: أنه كان إذا سلم قام عن مجلسه أو انحرف مشرقاً أو مغرباً.
وسنده صحيح.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[07 - 06 - 04, 03:50 ص]ـ
حال الامام يختلف عن حال المؤموم
فهل نقول للمؤموم يسن لك ان تنفتل عن يمينك او عن شمالك عن القبلة كما كان يفعل الامام الاعظم صلى الله عليه وسلم
فلينظر .....
ـ[سليمان]ــــــــ[07 - 06 - 04, 11:46 م]ـ
حديث ابن عباس كنا نعرف إنقضاء الصلاة من التكبير قال الشيخ البسام رحمه الله في تيسير العلام ويحتمل أن ابن عباس كان يشهد الصلاة لكن كان بعيد عن المقدمة.
نقل الصحابة لأحاديث الأذكار ألا تدل على إنها تقال في المسجد.
حديث من قال بعد صلاة الصبح وهو ثان رجليه ..
في حديث ذي اليدين وفيه خرجت السرعان من أبواب المسجد.
أما المأمومين فيكره لهم الخروج قبل الإمام.
يا ليت بعض الأخوة يفيدنا
ـ[معاذ]ــــــــ[08 - 06 - 04, 11:08 ص]ـ
بدائع الصنائع للكاساني
(فصل): وأما بيان ما يستحب للإمام أن يفعله عقيب الفراغ من الصلاة فنقول:
إذا فرغ الإمام من الصلاة فلا يخلو إما أن كانت صلاة لا تصلى بعدها سنة: أو كانت صلاة تصلى بعدها سنة: فإن كانت صلاة لا تصلى بعدها سنة كالفجر والعصر فإن شاء الإمام قام وإن شاء قعد في مكانه يشتغل بالدعاء ; لأنه لا تطوع بعد هاتين الصلاتين فلا بأس بالقعود , إلا أنه يكره المكث على هيئته مستقبل القبلة لما روي عن عائشة رضي الله عنها {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة لا يمكث في مكانه إلا مقدار أن يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام}
. وروي أن جلوس الإمام في مصلاه بعد الفراغ مستقبل القبلة - بدعة ; ولأن مكثه يوهم الداخل أنه في الصلاة فيقتدي به فيفسد اقتداؤه , فكان المكث تعريضا لفساد اقتداء غيره به فلا يمكث , ولكنه يستقبل القوم بوجهه إن شاء , إن لم يكن بحذائه أحد يصلي , لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان {إذا فرغ من صلاة الفجر استقبل بوجهه أصحابه وقال: هل رأى أحدكم رؤيا؟} كأنه كان يطلب رؤيا فيها بشرى بفتح مكة. فإن كان بحذائه أحد يصلي لا يستقبل القوم بوجهه ; لأن استقبال الصورة في الصلاة مكروه , لما روي أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يصلي إلى وجه غيره فعلاهما بالدرة وقال للمصلي: أتستقبل الصورة , وللآخر أتستقبل المصلي بوجهك , وإن شاء انحرف ; لأن بالانحراف يزول الاشتباه كما يزول بالاستقبال , ثم اختلف المشايخ في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/301)
كيفية الانحراف , قال بعضهم: ينحرف إلى يمين القبلة تبركا بالتيامن , وقال بعضهم: ينحرف إلى اليسار ليكون يساره إلى اليمين , وقال بعضهم: هو مخير إن شاء انحرف يمنة وإن شاء يسرة وهو الصحيح ; لأن ما هو المقصود من الانحراف وهو زوال الاشتباه يحصل بالأمرين جميعا.
(وإن) كانت صلاة بعدها سنة يكره له المكث قاعدا , وكراهة القعود مروية عن الصحابة رضي الله عنهم روي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنهما كانا إذا فرغا من الصلاة قاما كأنهما على الرضف ; ولأن المكث يوجب اشتباه الأمر على الداخل فلا يمكث ولكن يقوم ويتنحى عن ذلك المكان ثم ينتقل , لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {أيعجز أحدكم إذا فرغ من صلاته أن يتقدم أو يتأخر} , وعن ابن عمر رضي الله عنه أنه كره للإمام أن يتنفل في المكان الذي أم فيه ; ولأن ذلك يؤدي إلى اشتباه الأمر على الداخل فينبغي أن يتنحى إزالة للاشتباه , أو استكثارا من شهوده على ما روي أن مكان المصلي يشهد له يوم القيامة.
(وأما) المأمومون فبعض مشايخنا قالوا: لا حرج عليهم في ترك الانتقال لانعدام الاشتباه على الداخل عند معاينة فراغ مكان الإمام عنه. وروي عن محمد أنه قال: يستحب للقوم أيضا أن ينقضوا الصفوف ويتفرقوا ليزول الاشتباه على الداخل المعاين الكل في الصلاة البعيد عن الإمام , ولما روينا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
انتهى كلام الكاساني في البدائع
وجاء في أحكام القرآن لابن العربي مانصه
. وقد روى الترمذي صحيحا عن عبد الرحمن بن عابس الحضرمي عن مالك بن يخامر السكسكي عن معاذ بن جبل , قال: {احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس , فخرج سريعا فثوب بالصلاة , فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته , فلما سلم قال لنا: على مصافكم كما أنتم , ثم انتقل إلينا ثم قال: أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة: إني قمت في الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي , فنعست في صلاتي حتى استثقلت , فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد. قلت: لبيك. قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: ما أدري ثلاثا. قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي , فوجدت برد أنامله بين ثديي , فتجلى لي كل شيء , وعرفت. ثم قال: يا محمد. قلت: لبيك , قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات. قال: ما هن؟ قلت مشي الأقدام إلى الحسنات , والجلوس في المساجد بعد الصلوات , وإسباغ الوضوء عند الكريهات. قال: وما الحسنات؟ قلت: إطعام الطعام , ولين الكلام , والصلاة والناس نيام. قال: سل. قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات , وترك المنكرات , وحب المساكين. وأن تغفر لي وترحمني , وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون , أسألك حبك وحب من يحبك , وحب عمل يقرب إلى حبك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها حق فادرسوها ثم تعلموها}.
ـ[الظافر]ــــــــ[08 - 06 - 04, 07:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي معاذ على مانقلته وقلته، وجزى الإخوان كذلك.
والذي يظهر بعد البحث والنظر أن الإمام من السنة أن يتحول ويستقبل المأمومين، وهذا ظاهر مما سبق.
أما المأمومين فلم يرد في حالهم شيء بل الأمر في ذلك واسع لهم أن ينتقلوا، ولهم أن يبقوا، لكن تقييد الجلوس بالسنية لا دليل عليه.
بل الحث على الجلوس لإكمال الأذكار فقط. والله ـ تعالى ـ أعلم.
ـ[أبو رقية]ــــــــ[08 - 06 - 04, 10:10 م]ـ
سبحان الله!
كيف لا يكون ورد في حالهم شئ مع إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تصلي عليه مادام في مصلاه الذي صلى فيه تقول "اللهم اغفر له اللهم ارحمه"
والذي أعلمه أن السنة للإمام أن ينفلت مسرعا ليقوم من مكانه لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر زضوان الله عليهما أما بالنسبة للمأموم فإنه يبقى على الأصل وهوالمكث في مصلاة لتناه صلاة الملائكة وليتم اذكار الصلاة التي شرعها له النبي لأن الأصل فيها أن تقال دبر الصلوات وإلا فأتونا بنقل واحد أن الأصحاب كان يقومون ثم يذكرون -لأن ذلك خلاف الأصل فافتقر للدليل-.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:05 ص]ـ
الجلوس في المصلى وانتظار الصلاة للأخ الفاضل سعود الزمانان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/302)
ذهب جمع من أهل العلم إلى أن المقصود " بمصلاه " جميع المسجد، قال الإمام زين الدين العراقي – رحمه الله -: ": ما المراد بمصلاه؟ هل البقعة التي صلى فيها من المسجد، حتى لو انتقل إلى بقعة أخرى في المسجد لم يكن له هذا الثواب المترتب عليه، أو المراد بمصلاه جميع المسجد الذي صلى فيه؟ يحتمل كلا الأمرين والاحتمال الثاني أظهر وأرجح " [1].
قلت: سوف أبسط في ثنايا هذا البحث أقوال أهل العلم في هذه المسألة وأدلتهم الشرعية ووجه دلالاتها، وأسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذا الكلمات وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
* أولاً: القول الأول: المقصود (بمصلاه) جميع المسجد واستدلوا بما يأتي:
1. ما أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 129) من حديث أبا أمامة وعتبة بن عبد – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم: " من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت في المسجد يسبح الله سبحة الضحى كان له كأجر حاج ومعتمر تاما له حجته وعمرته ". قال الألباني: " حسن لغيره ".
وجه الدلالة: قول النبي – صلى الله عليه وسلم – " ثم ثبت في المسجد " نص في هذا المسألة،وأن مناط الأجر يتحقق للمصلي بمجرد صلاح النية، وبمكوثه في المسجد من بعد صلاة الفجر حتى صلاة الضحى.
2. ما أخرجه البخاري في صحيحه (445) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم: " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث اللهم اغفر له اللهم ارحمه لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة ".
وجه الدلالة: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – رتب الأجر لمن حبس نفسه في المسجد ما دام ينتظر الصلاة، فما دام المسلم قد صرف نيته لانتظار الصلاة فيترتب عليه الثواب المذكور في أي بقعة من المسجد.
3. ما أخرجه مسلم في صحيحه (649) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة "
وجه الدلالة: الرسول – صلى الله عليه وسلم – حث أمته على انتظار الصلاة، وأن من حبسته الصلاة فهو في صلاة سواء لزم البقعة التي صلى فيها أو انتقل لأي مكان في المسجد.
4. ما أخرجه مسلم في صحيحه (251) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط "
وجه الدلالة: الثواب المذكور هو لمن حبس نفسه عن التصرف في الأمور الدنيوية من بيع وشراء وشهوة مباحة رغبة في الصلاة ومن هذا قيل انتظار الصلاة رباط لأن المرابط حبس نفسه عن المكاسب والتصرف إرصاداً للعدو.
5. ما رواه ابن ماجة في سننه (180) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش [2]- أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم " (صحيح ابن ماجة للألباني – رحمه الله -).
وجه الدلالة: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – رتب الأجر لمن حبس نفسه في المسجد ما دام ينتظر الصلاة، وأن الله يتبشبش للمصلي الذي يذكر الله في المسجد، دون تحديد البقعة التي صلى فيها وملازمته لها بعد صلاته.
6. ما رواه ابن ماجة في سننه (801) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – قال صلينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسرعا قد حفزه النفس وقد حسر عن ركبتيه فقال: " أبشروا هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى ".
وجه الدلالة: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – رتب الأجر لمن حبس نفسه في المسجد ما دام ينتظر الصلاة في المسجد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/303)
7. ما رواه البخاري في صحيحه (482) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي فصلى بنا ركعتين ثم سلم فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين أصابعه ووضع خده الأيمن على ظهر كفه اليسرى وخرجت السرعان من أبواب المسجد "
وجه الدلالة: في قول أبي هريرة – رضي الله عنه -: " فقام إلى خشبة معروضة في المسجد "، وفي رواية عند مسلم: " ثم أتى جذعاً في قبلة المسجد فاستند إليها " فيه دلالة على مشروعية انتقال الإمام أو المصلي من البقعة التي صلى فيها إلى أي مكان في المسجد.
8. ما أخرجه أبو داود في السنن (1119) من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره " (صحيح الجامع للألباني).
وجه الدلالة: أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – المصلي أن يعتدل في جلسته وأن يتحول من مكانه ومجلسه إذا غلب عليه النعاس، وهذا فيه مشروعية الانتقال والتحول إلى أي مكان في المسجد خاصة إذا كان يفضي إلى مزيد من الخشوع وحضور القلب، ويقاس عليه من كان به أذى وألم في ركبتيه أو ظهره ومكثه في نفس المكان الذي صلى فيه يشعره بمزيد من التعب وعدم حضور القلب أثناء الذكر، فإنه يستحب له أن يتحول من مكانه إلى أي مكان آخر في المسجد.
9. ما رواه مالك في الموطأ (385) عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه سمع أبا هريرة يقول" إذا صلى أحدكم ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه فإن قام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى يصلي ".
وجه الدلالة: أن المصلي إذا صلى في المسجد ثم انتقل إلى أي موضع آخر من المسجد ولم يخرج منه فإن الملائكة تدعو له مادام ينتظر الصلاة.
ثانياً: القول الثاني: أخذوا بظاهر بعض الأحاديث وجعلوا الأجر والثواب فقط لمن التزم البقعة التي صلى فيها، وأنه متى ما انتقل منها، فإنه لا يدخل في معنى الحديث، ويمكن لأصحاب هذا الرأي الاحتجاج بالأحاديث الآتية:
1. ما رواه الطبراني في الأوسط (5598) من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " من صلى الصبح، ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة، كان بمنزلة عمرة وحجة متقبّلتين " قال الألباني – رحمه الله -: " صحيح لغيره " [3].
وجه الدلالة: قوله – صلى الله عليه وسلم -: " ثم جلس في مجلسه " يدل على أن الثواب يتحقق فيمن لزم مكانه بعد الصلاة، ومفهوم المخالفة يقتضي بأن من تحول عن مكانه فإنه لا ينال هذا الثواب.
2. ما رواه الطبراني من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " من صلى صلاة الصبح في جماعة، ثم ثبت حتى يسبح لله سبحة الضحى، كان كأجر حاج ومعتمر، تاما له حجه وعمرته " قال الألباني:" حسن لغيره "
وجه الدلالة: قوله – صلى الله عليه وسلم -: " ثم ثبت " فيه تصريح من النبي – صلى الله عليه وسلم – على تعين التزام المكان الذي وقعت فيه صلاة الفريضة، وأن من تحول إلى مكان غيره فإنه لم يحقق هذا الشرط ومن ثم عدم وقوع المشروط.
3. ما رواه مسلم في صحيحه (670) من حديث جابر بن سمرة – رضي الله عنه – أنه قال: " كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا "
وعند أبي داود (4850) " كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناً ".
وجه الدلالة: قول جابر بن سمرة – رضي الله عنه – كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس، فيه دلالة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان لا يتحول من مكانه الذي صلى فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(32/304)