قال الإمامُ الشوكاني في " النيل " (8/ 263): قَوْلُهُ: " وَلَا تُمَثِّلُوا " فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ الْمُثْلَةِ.ا. هـ. 2 - عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ النُّهْبَةِ، وَالْمُثْلَةِ.
رواهُ البخاري (2474).
النُّهْبَى: أَيْ أَخْذ مَال الْمُسْلِم قَهْرًا جَهْرًا.
القولُ الثاني:
أن المُثْلةَ مكروهةٌ.
واستدل أصحابُ بما استدل به أصحابُ القولِ الأولِ ولكنهم حملوا حديثَ بُرَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ الآنف على الكراهةِ وليس على التحريمِ.
قال الإمامُ النووي في " شرح مسلم " (7/ 177): " قال بعضُهم: النهي عن المثلةِ نهي تنزيهٍ، وليس بحرامٍ ".ا. هـ.
وقال ابنُ قدامةَ في " المغني " (10/ 565): " يُكْرَهُ نَقْل رُءُوسِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ، وَالْمُثْلَةُ بِقَتْلَاهُمْ وَتَعْذِيبُهُمْ ".ا. هـ.
القولُ الثالثُ:
يمثلُ بالكفارِ إذا مثلوا بالمسلمين معاملةً بالمثلِ.
واستدلوا بقولهِ تعالى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ " [النحل: 126].
قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في " الفتاوى " (28/ 314): " فَأَمَّا التَّمْثِيلُ فِي الْقَتْلِ فَلَا يَجُوزُ إلَّا عَلَى وَجْهِ الْقِصَاصِ وَقَدْ قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: " مَا خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً إلَّا أَمَرَنَا بِالصَّدَقَةِ وَنَهَانَا عَنْ الْمُثْلَةِ حَتَّى الْكُفَّارُ إذَا قَتَلْنَاهُمْ فَإِنَّا لَا نُمَثِّلُ بِهِمْ بَعْدَ الْقَتْلِ وَلَا نَجْدَعُ آذَانَهُمْ وَأُنُوفَهُمْ وَلَا نَبْقُرُ بُطُونَهُمْ إلَّا إنْ يَكُونُوا فَعَلُوا ذَلِكَ بِنَا فَنَفْعَلُ بِهِمْ مِثْلَ مَا فَعَلُوا ". وَالتَّرْكُ أَفْضَلُ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ. وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إلَّا بِاللَّهِ ".ا. هـ.
وقال ابنُ مفلح في " الفروعِ " (6/ 218): " وَيُكْرَهُ نَقْلُ رَأْسٍ، وَرَمْيُهُ بِمَنْجَنِيقٍ بِلَا مَصْلَحَةٍ، وَنَقَلَ ابْنُ هَانِئٍ فِي رَمْيِهِ: لَا يَفْعَلُ وَلَا يُحَرِّقُهُ. قَالَ أَحْمَدُ: وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبُوهُ، وَعَنْهُ إنْ مَثَّلُوا مُثِّلَ بِهِمْ، ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ. قَالَ شَيْخُنَا " يعني ابنَ تيميةَ ": الْمُثْلَةُ حَقٌّ لَهُمْ، فَلَهُمْ فِعْلُهَا لِلِاسْتِيفَاءِ وَأَخْذِ الثَّأْرِ، وَلَهُمْ تَرْكُهَا وَالصَّبْرُ أَفْضَلُ، وَهَذَا حَيْثُ لَا يَكُونُ فِي التَّمْثِيلِ بِهِمْ زِيَادَةٌ فِي الْجِهَادِ، وَلَا يَكُونُ نَكَالًا لَهُمْ عَنْ نَظِيرِهَا، فَأَمَّا إذَا كَانَ فِي التَّمْثِيلِ الشَّائِعِ دُعَاءٌ لَهُمْ إلَى الْإِيمَانِ، أَوْ زَجْرٌ لَهُمْ عَنْ الْعُدْوَانِ، فَإِنَّهُ هُنَا مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ، وَالْجِهَادِ الْمَشْرُوعِ، وَلَمْ تَكُنْ الْقِصَّةُ فِي أُحُدٍ كَذَلِكَ، فَلِهَذَا كَانَ الصَّبْرُ أَفْضَلَ، فَأَمَّا إذَا كَانَ الْمُغَلَّبُ حَقَّ اللَّهِ تَعَالَى فَالصَّبْرُ هُنَاكَ وَاجِبٌ، كَمَا يَجِبُ حَيْثُ لَا يُمْكِنُ الِانْتِصَارُ، وَيَحْرُمُ الْجَزَعُ، هَذَا كَلَامُهُ وَكَذَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إنْ مَثَّلَ الْكَافِرُ بِالْمَقْتُولِ جَازَ أَنْ يُمَثَّلَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي الْإِجْمَاعِ قَبْلَ السَّبْقِ وَالرَّمْيِ: اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ خِصَاءَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ وَالْعَبِيدِ وَغَيْرِهِمْ فِي غَيْرِ الْقِصَاصِ وَالتَّمْثِيلَ بِهِمْ حَرَامٌ ".ا. هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/279)
وقال الإمامُ ابنُ القيمِ في حاشيته على سنن أبي داود (12/ 278): وَقَدْ أَبَاحَ اللَّه تَعَالَى لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يُمَثِّلُوا بِالْكَفَّارِ إِذَا مَثَّلُوا بِهِمْ , وَإِنْ كَانَتْ الْمُثْلَة مَنْهِيًّا عَنْهَا. فَقَالَ تَعَالَى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ " [النحل: 126] وَهَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الْعُقُوبَة بِجَدْعِ الْأَنْف وَقَطْع الْأُذُن , وَبَقْر الْبَطْن وَنَحْو ذَلِكَ هِيَ عُقُوبَة بِالْمِثْلِ لَيْسَتْ بِعُدْوَانٍ , وَالْمِثْل هُوَ الْعَدْل ".ا. هـ.
قال الشيخ أبو عمر محمد السيف -حفظه الله- في (هداية الحيارى في قتل الأسارى): "وقد وصلنا عندما كنا في أفغانستان فتوى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله مفادها، عندما سئل عن التمثيل بجثث العدو، فقال إذا كانوا يمثلون بقتلاكم فمثلوا بقتلاهم لا سيما إذا كان ذلك يوقع الرعب في قلوبهم ويردعهم والله تعالى يقول: " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ". اهـ
وقد جاء في سببِ نزولِ قولهِ تعالى: "
عَنْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ قَالَ: " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أُصِيبَ مِنْ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلًا، وَمِنْ الْمُهَاجِرِينَ سِتَّةٌ فِيهِمْ: حَمْزَةُ؛ فَمَثَّلُوا بِهِمْ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ: " لَئِنْ أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِثْلَ هَذَا لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ " فَقَالَ رَجُلٌ: " لَا قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ "، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُفُّوا عَنْ الْقَوْمِ إِلَّا أَرْبَعَةً ".
رواه الترمذي (3129) وقال: " حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ "، وأحمد (5/ 135) من زوائدِ عبد الله، وأوردهُ الشيخُ مقبل الوادعي في " الصحيحِ المسندِ من أسبابِ النزول " (ص 91).
الترجيح:
وبعد عرضِ الأقوالِ في المسألةِ، الذي تميلُ إليهِ النفس – واللهُ أعلم – ما قررهُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ، وتلميذهُ ابنُ القيم، والشيخُ ابنُ عثيمين رحمهم الله.
وقفاتٌ مهمةٌ:
الوقفةُ الأولى:
تبقى المسألةُ مجردَ أقوالٍ سردتها وجمعتها يُرجعُ الأخذُ بأيها إلى علماءِ العراقِ ومن يعايشون واقعَ الأحداثِ وذلك لأن تقريرَ المسألةِ يختلفُ عن تنزيلها في الواقعِ، إلى جانبِ إعمالِ المصالحِ والمفاسدِ، وكذلك القواعدُ الكليةُ في الشريعةِ، هذا إذا سلمنا أنهم مثلوا بجثثِ العلوجِ، ولكن الواقع لا يدلُ على ذلك وعلى أقلِ تقديرٍ فيما ظهر لي.
الوقفةُ الثانيةُ:
لا ينبغي الإنكارُ على من ترجح لهُ أحدُ الأقوالِ، أو رميهُ بالتهمِ، فليستِ المسألةُ مسألةَ عواطفٍ، وإنما هو دينٌ، فلا بد أن نزنَ أمورنا بميزان الشرعِ لا بالعاطفةِ، وفي المقابلِ يرفعُ بعضُ المساكين عقيرتهم إذا قام أهلُ الإسلامِ بمثل هذه الأفعالِ، ولكنك لا تجده يرفعها إذا قتل مسلمٌ واحدٌ بدمٍ باردٍ في أي بلدٍ من بلادِ العالم، والله المستعان.
الوقفةُ الثالثةُ:
وهناك أمرٌ مهمٌ جداً؛ ففيما قام به أهلُ الفلوجةِ بجثثِ العلوجِ وظهورهُ في وسائلِ الإعلام العالميةِ قد يكونُ لفعلهم تأثيرٌ على شعوبِ الدولِ المعتديةِ على العراقِ وعلى رأسهم أمريكا - دولة عاد – للضغطِ على حكوماتهم والإسراعِ بالرحيل والانسحابِ منها كما حصل في الصومال، وكما تعلمون ويعلمُ الجميعُ أن لوسائلِ الإعلامِ في تلك البلادِ أثرٌ عظيمٌ على الرأي العامِ، وهذا بحدِ ذاته سلاحٌ يخدم القضية ولا شك، ولعله في هذا المقام يستأنس بقولِ اللهِ تعالى: " فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ " [الأنفال: 57].
قال ابنُ كثيرٍ عند تفسيرِ الآيةِ: " " فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْب " أَيْ تَغْلِبهُمْ وَتَظْفَر بِهِمْ فِي حَرْب " فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ " أَيْ نَكِّلْ بِهِمْ. قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَعَطَاء الْخُرَاسَانِيّ وَابْن عُيَيْنَةَ وَمَعْنَاهُ غَلِّظْ عُقُوبَتهمْ وَأَثْخِنْهُمْ قَتْلًا لِيَخَافَ مَنْ سِوَاهُمْ مِنْ الْأَعْدَاء مِنْ الْعَرَب وَغَيْرهمْ وَيَصِيرُوا لَهُمْ عِبْرَة " لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ".ا. هـ.
فيكون هذا من بابِ التنكيلِ بهم الذي يخدمُ القضيةَ إعلامياً، والله أعلم.
وللموضوعِ بقيةٌ إن شاء الله تعالى ...
----------
14 صفر 1425 هـ(30/280)
أين أجد برنامج رواة الحديث
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[14 - 04 - 04, 12:47 ص]ـ
مر بي برنامج عن رواة الحديث على ملف ( access)
وآخر يشمل الجامع الصغير وزيادته بشرح المناوي وتخريج الالباني
فأين أجده
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[14 - 04 - 04, 07:45 م]ـ
تفضل أخي الفاضل:
http://www.al-eman.com/freeware/
أرجو الدعاء
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[18 - 04 - 04, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[20 - 04 - 04, 06:19 م]ـ
لقد قمت بتنزيل برنامج "الجني الداني من دوحة الألباني " وكذلك "موسوعة رواة الحديث" ولكنهما لا يشتغلان.
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 02:54 ص]ـ
أخي,
هل الويندوز عندك عربي ام إنجليزي؟؟
هل ترى الخط العربي في البرنامج؟؟
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[21 - 04 - 04, 09:32 م]ـ
أخي في الله عبد الله المسلم
السلام عليكم ورحمة الله
الوندوس الموجود لدي اكس بي (اتجليزي).
توجد العبارة التالية في برنامج " الجني الداني من دوحة الباني " الجني الداني exe.
واما في برنامج "موسوعة رواة الحديث" فلا يوجد الخط العربي.
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[22 - 04 - 04, 04:22 ص]ـ
وعليكم السلام أخي الفاضل,
يجب أن يكون الويندوز ' Arabic enabled' لتشغل هذه البرامج ولتجعله كذلك افعل كالآتي:
1 - اضغط على START وبعد هذا SETTINGS ثم CONTROL PANEL وسترى مثل الصورة المرفقه.
2 - اضغط على REGIONAL AND ******** OPTIONS وستفتحه
بعد هذا اضغط على ADVANCED في الاعلى وسيظهر لك مثل ما في صورة اخرى مرفقه ايضاً
في اول الإختيارات في ال Dropdown List اختار ARABIC والدولة ثم اضغط OK وحاول تشغيل البرامج من جديد.
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[23 - 04 - 04, 10:09 ص]ـ
الأخ عبد الله المسلم
حاولت حسب ما قلت وهو ايضا محاولة فاشلة
هل يمكن سببه بأن اكس بي انجليزي؟
وشكرا
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[26 - 04 - 04, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم
لا أعتقد أن يكون هذا هو السبب لأن انا عندي الويندوز انجليزي مثلك
لكن أنظر هنا http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3550&goto=nextnewest(30/281)
حكم كسر عظم العقيقة؟
ـ[عبد المجيد]ــــــــ[14 - 04 - 04, 01:54 ص]ـ
كسر عظم العقيقة ?
مذهب المالكية:
? قال في التاج والإكليل: (((وَجَازَ كَسْرُ عَظْمِهَا) فِي الْمُوَطَّأِ (*): الْعَقِيقَةُ بِمَنْزِلَةِ الضَّحَايَا، وَتُكْسَرُ عِظَامُهَا وَلَا يُمَسُّ الصَّبِيُّ بِشَيْءٍ مِنْ دَمِهَا. عَبْدُ الْوَهَّابِ: لَيْسَ كَسْرُ عِظَامِهَا بِمَسْنُونٍ إنَّمَا هُوَ جَائِزٌ. وَقَالَتْ عَائِشَةُ وَعَطَاءٌ وَابْنُ جُرَيْجٍ: لَا يُكْسَرُ لَهَا عَظْمٌ)).
مذهب الشافعية:
? قال في منهاج الطالبين (1/ 142):
((يُسن أن يعق عن غلام بشاتين وجارية بشاة وسنها وسلامتها والأكل والتصدق كالأضحية، ويسن طبخها ولا يكسر عظم وأن تذبح يوم سابع ولادته. . .)).
مذهب الحنابلة:
? قال في المغني (13/ 172):
((ويستحب أن تفصل أعضاؤها ولا تكسر عظامها لما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: السنة شاتان مكافئتان عن الغلام وعن الجارية شاة تطبخ جدولا ولا يكسر عظم ويأكل ويطعم ويتصدق ... قال أبو عبيد الهروي في (العقيقة تطبخ جدولا لا يكسر لها عظم) أي: عضوا عضوا وهو الجدال - بالدال غير المعجمة - والأرب والشلو والعضو والوصل كله واحد، وإنما فعل بها ذلك لأنها أول ذبيحة ذبحت عن المولود فاستحب فيها ذلك تفاؤلا بالسلامة وكذلك قالت عائشة وروي أيضا عن عطاء وابن جريج وبه قال الشافعي))
? وفي كشاف القناع (3/ 30):
((وينزعها أعضاءً ولا يكسر عظمها لقول عائشة: السنة شاتان مكافئتان عن الغلام وعن الجارية شاة تطبخ جدولا لا يكسر لها عظم. . . والحكمة فيه: أنها أول ذبيحة عن المولود فاستحب فيها ذلك تفاؤلا بالسلامة كذلك قالت عائشة رضي الله عنها)).
الأدلة:
? جاء في مصنف ابن أبي شيبة [ج5/ص115 - 116] باب (من قال لا يكسر للعقيقة عظم)
(24262) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن غياث عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالعقيقة التي عقتها فاطمة عن الحسن والحسين ((أن يبعثوا إلى القابلة منها برجل قال ولا يكسر منها عظم)).
24263 حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبدة عن عبد الملك عن عطاء عن عائشة قالت: ((يطبخ جدولا ولا يكسر منها عظم)).
24264 حدثنا أبو بكر قال حدثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: سألته عن العقيقة قال: ((لاتكسر عظامها ورأسها ولا يمس الصبي بشيء من دمها))
24265 حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن النَّهاس بن قَهْم قال سمعت عطاء يقول: ((كانوا يستحبون أن لا يكسر للعقيقة عظم)).
? روى الحاكم في المستدرك (4/ 266) رقم (7595) قال:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ عبد الملك بن أبى سليمان عن عطاء عن أم كرز وأبي كرز قالا: نذرت امرأة من آل عبد الرحمن بن أبي بكر إن ولدت امرأة عبد الرحمن نحرنا جزوراً فقالت عائشة رضى الله عنها: ((لا بل السنة أفضل، عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة تقطع جدولا ولا يكسر لها عظم فيأكل ويطعم ويتصدق وليكن ذاك يوم السابع فان لم يكن ففى اربعة عشر فان لم يكن ففي إحدى وعشرين)).
قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
? روى البيهقي في السنن الكبرى (9/ 508) [باب من قال لا تكسر عظام العقيقة ويأكل أهلها منها ويتصدقون ويهدون] رقم (19287) قال:
((أخبرنا على بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر ثنا مسدد ثنا عبد الوارث عن عامر الأحول عن عطاء عن أم كرز رضى الله عنها قالت: ((قال رسول الله ? عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة)) قال: وكان عطاء يقول: تقطع جدولا ولا يكسر لها عظم، أظنه قال: ويطبخ، قال: وقال عطاء: إذا ذبحت فقل بسم الله والله أكبر هذه عقيقة فلان.
وفى رواية ابن جريج عن عطاء أنه قال في العقيقة: يقطع آرابا آرابا ويطبخ بماء وملح ويهدى في الجيران. وروى في ذلك عن جابر ابن عبد الله من قوله.أهـ
? قال الألباني عن حديث عائشة رضي الله عنها [إرواء الغليل 4/ 395]:
((رجاله كلهم ثقات معروفون رجال مسلم غير إبراهيم بن عبد الله وهو السعدي النيسابوري وهو صدوق كما قال الذهبي في (الميزان)، وغير أبي عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني وهو حافظ كبير مصنف ويعرف بابن الاحزم توفي سنة (344) له ترجمة في (التذكرة) (3/ 76 - 77).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/282)
قال: وعلى هذا فظاهر الإسناد الصحة، ولكن له عندي علتان: الأولى: الانقطاع بين عطاء وأم كرز، لما ذكرته فيما تقدم من الكلام على طرق حديث أم كرز هذه عند حديث عائشة، رقم (1166). والأخرى: الشذوذ والادراج، فقد ثبت الحديث عن عائشة من طريقين كما سبق هناك، وليس فيهما قوله: (تقطع جدولا. . .) فالظاهر أن هذا مدرج من قول عطاء، ويؤيده أن عامر الأحول رواه عن عطاء عن أم كرز قالت: قال رسول الله (ص): (عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة). قال: وكان عطاء يقول: تقطع جدولا. . .) دون قوله (ولكن ذاك يوم السابع. . .). أخرجه البيهقي (9/ 302). فقد بين عامر أن هذا القول ليس مرفوعا في الحديث وإنما هو من كلام عطاء موقوفا عليه، فدل أنه مدرج في الحديث. والله أعلم.
? روى أبو داود في المراسيل (ص278) رقم (379)
قال حدثنا محمد بن العلاء حدثنا حفص حدثنا جعفر عن أبيه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في العقيقة التى عقتها فاطمة عن الحسن والحسين: ((أن تبعثوا إلى القابلة منها برِجلٍ، وكلوا وأطعموا ولا تكسروا منها عظما))
قال محقق المراسيل – الشيخ شعيب الأرناؤوط -: رجاله ثقات رجال الشيخين غير جعفر وهو ابن محمد بن علي بن الحسين فإنه من رجال مسلم أهـ.
? قال ابن حزم في المحلى (7/ 523):
((وَلَا بَأْسَ بِكَسْرِ عِظَامِهَا. . . وَلَمْ يَصِحَّ فِي الْمَنْعِ مِنْ كَسْرِ عِظَامِهَا شَيْءٌ. فَإِنْ قِيلَ: قَدْ رَوَيْتُمْ {عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ قِيلَ لَهَا فِي الْعَقِيقَةِ بِجَزُورٍ , فَقَالَتْ: لَا , بَلْ السُّنَّةُ أَفْضَلُ , عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافَأَتَانِ , وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ تُقْطَعُ جُدُولًا وَلَا يُكْسَرُ لَهَا عَظْمٌ فَيَأْكُلُ وَيُطْعِمُ وَيَتَصَدَّقُ , وَلْيَكُنْ ذَلِكَ يَوْمَ السَّابِعِ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَفِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَفِي إحْدَى وَعِشْرِينَ}. قُلْنَا: هَذَا لَا يَصِحُّ ; لِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعَرْزَمِيِّ- ثُمَّ لَوْ كَانَ صَحِيحًا لَمَا كَانَتْ فِيهِ حُجَّةٌ ; لِأَنَّهُ عَمَّنْ دُونَ النَّبِيِّ ?، وَعَنْ عَطَاءٍ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ لَا يُكْسَرَ لَهَا عَظْمٌ , فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ رَوَيْتُمْ عَنْ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم بَعَثَ مِنْ عَقِيقَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ إلَى الْقَابِلَةِ بِرِجْلِهَا , وَقَالَ: لَا تَكْسِرُوا مِنْهَا عَظْمًا} قُلْنَا: هَذَا مُرْسَلٌ وَلَا حُجَّةَ فِي مُرْسَلٍ , وَيَلْزَمُ مَنْ قَالَ بِالْمُرْسَلِ أَنْ يَقُولَ بِهَذَا لَا سِيَّمَا مَعَ قَوْلِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ , وَعَطَاءٍ , وَغَيْرِهِمَا بِذَلِكَ. رُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ نَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ فِي الْعَقِيقَةِ قَالَ: تُكْسَرُ عِظَامُهَا وَرَأْسُهَا وَلَا يُمَسُّ الصَّبِيُّ بِشَيْءٍ مِنْ دَمِهَا)).
الخلاصة
1ـ أن كراهية كسر العقيقة هو مذهب الشافعية والحنابلة، أما المالكية فالأمر عندهم سواء، وأما الحنفية فهم لا يقولون بالعقيقة أصلاً.
2ـ دليل من قال بالكراهة ما روي عن عائشة رضي الله عنها وعطاء والزهري رحمهم الله، أما قضية التفاؤل فإنما ذكروها اجتهاداً على وجه بيان الحكمة وليس هو دليل الكراهة.
3ـ حديث عائشة رضي الله مرفوع وليس موقوفا لأنها قالت: ((لا بل السنة أفضل ... )) فهي تحكي السنة عن النبي ?.
4ـ حديث عائشة رضي الله فيه انقطاع كما قاله الألباني، فإن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من أم كرز رضي الله عنها شيئاً كما ذكر ذلك ابن المديني وأحمد بن حنبل [تهذيب التهذيب 3/ 103].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/283)
5ـ رواية الحاكم المرفوعة من طريق عبد الملك بن أبي سليمان (1) وهو أقوى وأثبت من عامر الأحول (2) الذي وقفه على عطاء، والرواية الأخرى الموقوفة على عطاء ـ التي أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه ـ فإنها من طريق النهاس بن قهم وهو ضعيف (3)، فالرواية المرفوعة هي الأقوى إسناداً ويعضدها الحديث المرسل عن جعفر بن محمد عن أبيه وهو صحيح الإسناد، فلعله بذلك وبما روي عن الزهري يتقوى والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(*) في الموطأ (2/ 502): ((ولا يباع من لحمها شئ، ولا جلدها، ويكسر عظامها، ويأكل أهلها من لحمها)).
(1) عبد الملك بن أبى سليمان العرزمى الكوفي، قال سفيان: حفاظ الناس: إسماعيل بن أبى خالد وعبد الملك بن أبى سليمان العرزمى و يحيى بن سعيد الأنصارى، و قال عبدة بن سليمان: كان سفيان يقول لعبد الملك بن أبى سليمان: الميزان، وقال أبو داود: قلت لأحمد: عبد الملك بن أبى سليمان؟ قال: ثقة. قلت: يخطىء؟ قال: نعم، و كان من أحفظ أهل الكوفة، إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء. وقال أحمد عنه أيضا: ثقة، وقال: من عيون الكوفيين. و قال أبو زرعة الرازى: لا بأس به. و قال الترمذي: ثقة مأمون لا نعلم أحدا تكلم فيه غير شعبة، و قال: قد كان حدث شعبة عنه ثم تركه، و يقال: إنه تركه لحديث الشفعة الذى تفرد به. و ذكره ابن حبان فى " الثقات "، و قال: ربما أخطأ، و كان من خيار أهل الكوفة و حفظائهم، و الغالب على من يحفظ و يحدث أن يهم، و ليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحت عنه السنة بأوهام يهم فيها، و الأولى فيه قبول ما يروى بتثبت و ترك ما صح أنه وهم فيه ما لم يفحش، فمن غلب خطؤه على صوابه استحق الترك.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: قد أساء شعبة فى اختياره حيث حدث عن محمد بن عبيد الله العرزمى و ترك التحديث عن عبد الملك بن أبى سليمان، لأن محمد بن عبيد الله لم يختلف الأئمة من أهل الأثر فى ذهاب حديثه و سقوط روايته، وأما عبد الملك فثناؤهم عليه مستفيض.) قال الذهبي في الكاشف (1/ 556): ((الكوفي الحافظ، قال أحمد: ثقة يخطىء من أحفظ أهل الكوفة رفع أحاديث عن عطاء))
استشهد به البخارى فى " الصحيح "، و روى له فى " رفع اليدين " و فى " الأدب "، و روى له الباقون، تهذيب التهذيب (2/ 613).
(2) عامر بن عبد الواحد الأحول البصري، قال أحمد بن حنبل: ليس بقوى، وقال: ليس حديثه بشيء، وقال أبو داود: سمعت أحمد يضعفه. و قال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: ثقة، لا بأس به، وقال النسائي: ليس بالقوى، وقال ابن عدى: لا أرى برواياته بأساً، روى له البخارى فى كتاب " القراءة خلف الإمام "، و الباقون. تهذيب التهذيب (2/ 269) وقال في التقريب (231): صدوق يخطئ.
(3) قال ابن أبى عدى: لا يساوى شيئا، وقال: وأحاديثه مما يتفرد به عن الثقات و لا يتابع عليه، وقال أبو حاتم: ليس بشىء، وقال ابن معين: ضعيف، وقال أبو داود: ليس بذاك، و قال ابن حبان: كان يروى المناكير عن المشاهير و يخالف الثقات، لا يجوز الإحتجاج به، و قال الدارقطنى: مضطرب الحديث، تركه يحيى القطان، روى له البخارى فى " الأدب " وأبو داود والترمذى وابن ماجه. تهذيب التهذيب (4/ 243).
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 08 - 06, 09:41 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
استفدت من بحثك كثيرا.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[16 - 08 - 06, 05:29 م]ـ
بارك الله فيك
المسألة كانت مشكلة عندي خصوصا أني سأعق إبني إن شاء الله
ولكن كيف يمكن أن تذبح دون كسر عظم؟؟؟ خصوصا العمود الفقري؟؟
بكل الأحوال سأبحث عمن يقوم لي بهذه الشروط
جزاك الله عنا كل خير
ـ[الفهد الجريح]ــــــــ[12 - 06 - 08, 01:30 ص]ـ
موفق يا شيخ عبدالمجيد والله استفدت
نفع الله بك(30/284)
هل صحيح أن الامام أحمد كان يصلي على الذي يستتاب ثلاثا فيأبى الصلاة فيقيموا عليه الحد
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[14 - 04 - 04, 03:08 ص]ـ
كان يصلي على الذي يستتاب ثلاثا فيأبى الصلاة فيقيموا عليه الحد؟؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 09:40 ص]ـ
السؤال:
عزيزي الشيخ زادك الله علماً:
الحكم على تارك الصلاة له آراء مختلفة عند أهل العلم.
بعد قراءة فتاوى الأئمة المعروفون من السلف كالإمام أحمد والذي يبدو أنه الأصح بناء على الدليل أن ترك الصلاة كفر ويخرج فاعله عن ملة الإسلام، مع هذا فهناك الرأي المخالف والذي لم أفهمه، فالإمام الشافعي ومالك وآخرون قالوا " يُقتل ولكنه ليس بكافر " وبهذا فهو يُدفن في مقابر المسلمين، ولكن إذا تم قتل شخص لتركه الصلاة وأُعطي الفرصة للتوبة فكيف يُعتبر مسلماً؟
هو فضّل الموت على الصلاة إذا الواجب أنه كافر فأرجو التوضيح.
جزاك الله خيرا والسلام.
الجواب:
الحمد لله
الحقيقة أن هذا الإشكال الذي ذكره السائل قوي، لكنه ليس له تخريج معتبر عند من يقول بعدم كفره، ولذلك جعل شيخ الإسلام رحمه الله هذا الإيراد من الفروع الفاسدة عند الفقهاء المتأخرين، وهو ما لا يعرفه الصحابة رضي الله عنهم، فإنه - كما ذكر السائل - يمتنع أن يعرض السيف على أحد ممن ترك الصلاة فيختار الموت على الصلاة وفي قلبه مثقال ذرة من إسلام، وهذا الإيراد لا يرد على قول من قال بكفر تارك الصلاة، ولنقرأ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لينجلي الموضوع ويزول الإشكال.
قال رحمه الله:
وأما من اعتقد وجوبها مع إصراره على الترك؛ فقد ذكر عليه المفرِّعون مِن الفقهاء فروعاً:
أحدها: هذا، فقيل عند جمهورهم مالك والشافعي وأحمد. وإذا صبر حتى يقتل فهل يقتل كافرا مرتدا أو فاسقا كفساق المسلمين؟ على قولين مشهورين حكيا روايتين عن أحمد.
وهذه الفروع لم تنقل عن الصحابة! وهي فروع فاسدة!!.
فإن كان مقرّاً بالصلا ة فى الباطن معتقداً لوجوبها: يمتنع أن يُصرَّ على تركها حتى يقتل وهو لا يصلي، هذا لا يعرف من بني آدم وعاداتهم! ولهذا لم يقع هذا قط فى الإسلام، ولا يعرف أن أحداً يعتقد وجوبها ويقال له: إن لم تصلِّ وإلا قتلناك وهو يصر على تركها مع إقراره بالوجوب، فهذا لم يقع قط فى الإسلام.
ومتى امتنع الرجل من الصلاة حتى يقتل لم يكن فى الباطن مقرّاً بوجوبها ولا ملتزماً بفعلها وهذا كافرٌ بإتفاق المسلمين كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا، ودلت عليه النصوص الصحيحة كقوله صلى الله عليه وسلم " ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة " رواه مسلم، وقوله " العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "، وقول عبدالله بن شقيق: " كان أصحاب محمَّدٍ لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة "، فمن كان مصرّاً على تركها حتى يموت لا يسجد لله سجدة قط: فهذا لا يكون قط مسلما مقرّاً بوجوبها فإن اعتقاد الوجوب واعتقاد أن تاركها يستحق القتل: هذا داعٍ تامٍّ إلى فعلها، والداعي مع القدرة: يوجب وجود المقدور، فإذا كان قادراً ولم يفعل قط: عُلم أن الداعي في حقِّه لم يوجد .... أ. هـ " مجموع الفتاوى " (22/ 47 - 49).
ونرجو من السائل أن يراجع سؤال رقم 2182
والله أعلم.
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=6035&dgn=4
وفي 2182:
السؤال:
السؤال:
صرحت الأحاديث الصحاح بكون تارك الصلاة كافراً وإذا أخذنا بظاهر الحديث وجب منع تارك الصلاة عمداً من جميع حقوقه في الإرث، وتخصيص مقابر خاصة بهم وعدم الصلاة والسلام عليهم، بحيث إنه لا أمن وسلام على كافر، ولا ننسى أنه لو قمنا بإحصاء المصلين من بين الرجال المؤمنين وغير المؤمنين قد لا يتعدى 6% والنساء أقل من ذلك، فما رأي الشرع فيما سبق وما حكم إلقاء السلام أو رده على تارك الصلاة؟.
الجواب:
الحمد لله
اختلف العلماء في تارك الصلاة عمداً من المسلمين إذا لم يجحد وجوبها فقال بعضهم هو كافر كفراً يخرج من ملة الإسلام ويعتبر مرتداً ويستتاب ثلاثة أيام فإن تاب فيها؛ وإلا قتل لردته، فلا يصلى عليه صلاة الجنازة ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يسلم عليه حياً أو ميتاً ولا يرد عليه السلام ولا يستغفر له ولا يترحم عليه ولا يرث ولا يورث ماله بل يجعل ماله فيئا في بيت مال المسلمين، سواء كثر تاركو الصلاة عمداً أم قّلوا، فالحكم لا يختلف بكثرتهم وقلتهم.
وهذا القول هو الأصح والأرجح في الدليل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن بإسناد صحيح، وقوله صلى الله عليه وسلم: " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " أخرجه الإمام مسلم في صحيحه مع أحاديث أخرى في ذلك.
وقال جمهور العلماء إن جحد وجوبها فهو كافر مرتد عن دين الإسلام وحكمه كما تقدم تفصيله في القول الأول، وإن لم يجحد وجوبها لكنه تركها كسلاً مثلاً فهو مرتكب كبيرة غير أنه لا يخرج بها من ملة الإسلام وتجب استتابته ثلاثة أيام فإن تاب فالحمد لله وإلا قتل حداً لا كفراً، وعلى هذا يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له بالمغفرة والرحمة ويدفن في مقابر المسلمين ويرث ويورث، وبالجملة تجري عليه أحكام المسلمين العصاة حياً وميتاً.
من فتاوى اللجنة الدائمة 6/ 49
http://63.175.194.25/index.php?search_text_box_dsn4=2182&lv=browse&formtrans=dgn%3D4%7C&ln=ara&ds=qa&sensitivity=2&searchquestions=1&searchtitles=1&searchanswers=1&searchsources=1&pg=result&offset=0&msubmit=1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/285)
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[15 - 04 - 04, 08:37 م]ـ
هل أفهم من هذا أنه صحّ ذلك عن الامام احمد رحمه الله؟؟؟
و كيف نحكم عليه بالكفر و الردة لترك الصلاة و امتناعه عنها مع وجود السيف على رأسه، ثم نقول تجب استتابته ثلاثة أيام فإن تاب فالحمد لله وإلا قتل حداً لا كفراً، وعلى هذا يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له بالمغفرة والرحمة ويدفن في مقابر المسلمين ويرث ويورث، وبالجملة تجري عليه أحكام المسلمين العصاة حياً وميتاً، هذا من التناقض العجيب جدا، فهل يقع الامام أحمد رحمه الله في مثل هذا؟؟؟
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[16 - 04 - 04, 09:36 ص]ـ
أنا أزعل اذا ما حد عقّب عليّ
أين الرد؟؟؟
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[16 - 04 - 04, 03:19 م]ـ
هذا لا يصدر عن أحمد وهو أصلاً يكفّر تارك الصلاة وإلا فأين نجد قوله هذا؟
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[17 - 04 - 04, 04:24 م]ـ
هذا الذي حيّرني!!!
فهل من مجيب عن اشكالي؟؟؟
ـ[الناصح المشفق الغيور]ــــــــ[19 - 04 - 04, 04:08 ص]ـ
يرفع حتى نرى جوابا أو ترون عتابا(30/286)
كلام منسوب إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو باطل
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[14 - 04 - 04, 07:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام ينسب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو باطل
رواه نظام الملك وكان رئيس الوزراء في بغداد آنذاك وله جزء حدث فيه وهذا الأثر رواه أبو طالب في معجم السفر وابن الجوزي في العلل الواهيات
يقول ((لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا (السهم المقوس) وصمتم حتى تكونوا كالأوطار ثم كان الاثنان أحب إليكم من الواحد ما بلغتم الاستقامة.))
نبه على ذلك الشيخ أبو إسحاق حفظه الله في دروس صيد الخاطر.
والله الموفق
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 05:31 ص]ـ
هذا مروي مرفوعاً.
وأخرجه الديلمي في " الفردوس " (ج 3 / ص 416 / رقم 5614)، ونظام الملك في " مجلسين من أماليه " (ص 33 / رقم 4)، ونجم الدين أبوحفص النسفي في " أخبار سمرقند " (ق 147/ 2، ق 148/ 1) – كما في حاشية " المجلسين " –.
عن ابن مندة، ثنا عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن الرازي، ثنا محمد بن فارس، ثنا أبوعبدالله البلخي، ثنا حاتم الأصم، عن شقيق بن إبراهيم، عن إبراهيم بن أدهم، عن مالك، بن دينار، عن أبي مسلم الخولاني، عن عمر بن الخطاب، مرفوعاً، مثله.
قال الذهبي في " الميزان " (ج 6 / ص 293): " محمد بن فارس البلخي عن حاتم الأصم، لا يعرف، وقد أتى بخبر باطل مسلسل بالزهاد ".
وأقره ابن حجر في " اللسان " (ج 6 / ص 395).
ثم وقفت على حكم الذهبي بوضعه في " المغني " (ج 2 / ص 623).
وتبين مما سبق خطأ أخينا الفاضل علاء ناجي في كلامه، فإنه يشعر أن الحديث موقوف على عمر، ولعله اعتمد على حفظه – حفظه الله –.(30/287)
افيدوني بارك الله فيكم لضروره.
ـ[فتى نجد]ــــــــ[14 - 04 - 04, 10:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأفاضل،،،
افيدوني في صحة هذا الدعاء وما يتعلق فيه هل هو مكذوب عن الرسول صلى الله عليه وسلم ام ضعيف.
دعاء مبارك عظيم الشأن جليل المقدار
قيل إن جبريل عليه السلام والإكرام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:! يا محمد، السلام يقرئك السلام، ويخصك بالتحية والإكرام، وقد أوهبك هذا الدعاء الشريف يا محمد، ما من عبد يدعو بهذا الدعاء وتكون خطاياه وذنوبه مثل أمواج البحار، وعدد أوراق الأشجار، وقطر الأمطار، بوزن السماوات والأرضيين، إلا غفر الله تعالى ذلك كله له.
يا محمد، هذا الدعاء مكتوب حول العرش، ومكتوب على حيطان الجنة وأبوابها، وجميع ما فيها.
أنا يا محمد أنزل بالوحي ببركة هذا الدعاء وأصعد به، وبهذا الدعاء تفتح أبواب الجنة يوم القيامة، وما من ملك مقرب إلا تقرب إلى ربه ببركته. ومن قرأ هذا الدعاء أمن من عذاب القبر، ومن الطعن والطاعون وينصر ببركته على أعدائه.
يا محمد، من قرأ هذا الدعاء تكون يدك في يده يوم القيامة، ومن قرأهذا الدعاء يكون وجهه كالقمر ليلة البدر عند تمامها، والخلق يوم عرصات القيامة ينظرون إليه نبي من الأنبياء.
يا محمد، من صام يوماً واحداً وقرأ هذا الدعاء ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أو في أي وقت كان، أقوم على قبره ومعي براق من نور عليه سرج من ياقوت أحمر، فتقول الملائكة: يا إله السماوات والأرض، من هذا العبد فيجيبهم النداء، يا ملائكتي هذا عبد من عبيدي قرأ الدعاء في عمره مرة واحدة. ثم ينادى المنادى من قبل الله تعالى أن اصرفوه إلى جوار إبراهيم الخليل عليه السلام وجوار محمد صلى الله عليه وسلم.
يا محمد، ما من عبد قرأ هذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثل الرمل والحصى، وقطر الأمطار، وورق الأشجار، ووزن الجبال، وعدد ريش الطيور، وعدد الخلائق الأحياء والأموات، وعدد الوحوش والدواب، يغفر الله تعالى ذلك كله، ولو صارت البحار مداداً، والأشجار أقلاماً، والإنس والجن والملائكة، وخلق الأولين والآخرين يكتبون إلى يوم القيامة لفنى المداد وتكسرت الأقلام، ولا يقدرون على حصر ثواب! هذا الدعاء.
وقال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه، بهذا الدعاء ظهر الإسلام والإيمان.
وقال عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه، نسيت القرآن مراراً كثيرة فرزقني الله حفظ القرآن ببركة هذا الدعاء.
وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه. كلما أردت أن أنظر إلى النبي) صلى الله عليه وسلم (في المنام، أقرأ هذا الدعاء.
وقال سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى عنه، كلما أشرع في الجهاد، أقرأ هذا الدعاء وكان الله تعالى ينصرني على الكفار ببركة هذا الدعاء.
ومن قرأ هذا الدعاء وكان مريضاً، شفاه الله تعالى أو كان فقيراً، أغناه الله تعالى.
ومن قرأ هذا الدعاء وكان به هم أو غم زال عنه، وإن كان في سجن وأكثر من قراءته خلصه الله تعالى ويكون آمنا شر الشيطان، وجور السلطان.
قال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): قال لي جبريل:
يا محمد، من قرأ هذا الدعاء بإخلاص قلب ونية على جبل لزال من موضعه أو على قبر، لا يعذب الله تعالى ذلك الميت في قبره ولو كانت ذنوبه بالغة ما بلغت، لأن فيه أسم الله الأعظم.
وكل من تعلم هذا الدعاء وعلمه للمؤمنين يكون له أجر عظيم عند الله وتكون روحه مع أرواح الشهداء ولا يموت حتى يرى ما أعد الله تعالى له من النعيم المقيم.
فلازم قراءة هذا الدعاء في سائر الأوقات تجد خيراً كثيراً إن شاء الله تعالى.
فنسأل الله تعالى الإعانة على قراءته، وأن يوفقنا والمسلمين لطاعته، إنه على ما يشاء قدير وبعباده خبير - والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.
الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/288)
لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين لا إله إلا الله، ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وإليه المصير - وهو على كل شئ قدير. لا إله إلا الله إقراراً بربو بيته سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم يا نور السماوات والأرض، يا عماد السماوات والأرض، يا جبار السماوات والأرض، يا ديان السماوات والأرض، يا وارث السماوات والأرض، يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات والأرض، يا عالم السماوات والأرض، يا قيوم السماوات والأرض، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
اللهم إني أسألك، أن لك الحمد. لا إله إلا أنت الحنان المنان،بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين. بسم الله أصبحنا وأمسينا. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها،وأن الله يبعث من في القبور. الحمد لله الذي لا يرجى إلا فضله، ولا رازق غيره.الله أكبر ليس كمثله شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع البصير.
اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي. بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربى، وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتغنى بها فقرى، وتذهب بها شرى، وتكشف بها همي وغمى، وتشفى بها سقمي، وتقضى بها ديني،وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي … يا أرحم الراحمين.
اللهم إليك مددت يدي، وفيها عندك عظمت رغبتي، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً. برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا هادى لمن أضللت، ولا معطى لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا باسط لما قبضت، ولا مقدم لما أخرت، ولا مؤخر لما قدمت.
اللهم أنت الحليم فلا تعجل، وأنت الجواد فلا تبخل، وأنت العزيز فلا تذل وأنت المنيع فلا ترام، وأنت المجير فلا تضام وأنت على كل شئ قدير.
اللهم لا تحرمني سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عنى مواهبك لسوء ما عندي، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عنى برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك. . ولا تخيبني وأنا أرجوك.اللهم أنى أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا، يا رحيم الآخرة، ارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين.
اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وبك خاصمت وإليك حاكمت،فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت الأول والآخر والظاهر والباطن، عليك توكلت، وأنت رب العرش العظيم.
اللهم آت نفسي تقواها، وزكها يا خير من زكاها، أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.
اللهم إني أسألك مسألة البائس الفقير، وأدعوك دعاء المفتقر الذليل، لا تجعلني بدعائك رب شقياً، وكن بي رءوفاً رحيماً يا خير المسئولين، يا أكرم المعطين، يا رب العالمين.
اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، اعصمني من فتن الدنيا، ووفقني لما تحب وترضى، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة، ولا تضلني بعد أن هديتني، وكن لي عوناً ومعيناً، وحافظاً ونصيراً.
اللهم استر عورتي، وأقل عثرتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي، ومن يميني وعن شمالي، ومن فوقى ومن تحتي ولا تجعلني من الغافلين.
اللهم إني أسألك الصبر عند القضاء ومنازل الشهداء، وعيش السعداء والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء والفوز بالجنة، والنجاة من النار يا رب العالمين.
اللهم إني أسألك، يا رفيع الدرجات، يا منزل البركات، يا فاطر الأرضيين والسماوات، أسألك يا الله يا من ضجت إليك الأصوات بأصناف اللغات، يسألونك الحاجات، حاجتي عليك لا تبخل علي في دار البلاء، ذا نسيني أهل الدنيا والأهل
والغرباء، واعف عنى ولا تؤاخذني بذنوبي برحمتك يا أرحم الراحمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/289)
اللهم إني أسألك بمحمد نبيك، وإبراهيم خليلك، وموسي كليمك، وعيسي نجيك وروحك، وبتوراة موسي، وإنجيل عيسي، وزابور داود، وفرقان محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبكل حي أوحيته أو قضاء قضيته، أو سائل أعطيته، أو غني أغنيته، أو ضال هديته، أسألك باسمك الطهر الطاهرالأحد الصمد المتر القادر المقتدر، أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع وتخلطه بلحمي ودمي وسمعي وبصري، وتستعمل به جسدي،وجوارحي وبدني ما أبقيتني بحولك وقوتك، يا رب العالمين.
سبحان الذي تقدس عن الأشياء ذاته، ونزه عن مشابهة الأمثال صفاته، واحد لا من قله، وموجود لا من علة، بالبر معروف، و بالإحسان موصوف، معروف بلا غاية، وموصوف بلا نهاية، أول بلا ابتداء، وآخر بلا انقضاء، ولا ينسب إليه البنون ولا يفنيه تداول الأوقات، ولا توهنه السنون، كل المخلوقات قهر عظمته، وأمره بين الكاف والنون، بذكره أنس المخلصون، وبرؤيته تقر العيون، وبتوحيده أبتهج الموحدون، هدى أهل طاعته إلى صراطه المستقيم وأباح أهل محبته جنات النعيم وعلم عدد أنفاس مخلوقاته بعلمه القديم، ويرى حركات أرجل النمل في جنح الليل البهيم، ويسبحه الطير في وكره، ويمجده الوحش في قفره محيط بعمل العبد سره وجهره، وكفيل للمؤمنين بتأييده ونصره، وتطمئن القلوب المجلة بذكره وكشف ضره ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره، أحاط بكل شئ علماً، وغفر ذنوب المسلمين كرماً وحلماً، ليس كمثله شئ، وهو السميع البصير.
اللهم اكفنا السوء بما شئت، وكيف شئت، إنك على ما تشاء قدير، يا نعم المولى ويا نعم النصير، غفرانك ربنا وإليك المصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحانك لا نحصى ثناء عليك كما أثنيت على نفسك. جل وجهك، وعز جاهك، يفعل الله ما يشاء بقدرته، ويحكم ما يريد بعزته، يا حي يا قيوم، يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام.
لا إله إلا الله برحمتك نستعين يا غياث المستغيثين أغثنا بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) يا خير الراحمين يا رحمن يا رحيم.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) ارزقنا. فإنك خير الرازقين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) استرنا. يا خير الساترين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) أيقظنا. يا خير من أيقظ الغافلين.
لا إله إلا أنت بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) أصلحنا. يا من أصلح الصالحين يا قرة عين العابدين.
لا إله إلا أنت عدد ما رددت وسبحان الله عدد ما سبح به جميع خلقه.
سبحان من هو محتجب عن كل عين.سبحان من هو عالم بما في جوف البحار. سبحان من هو مدبر الأمور.
سبحان من هو باعث من في القبور.سبحان من ليس له شريك ولا نظير، ولا وزير، وهو على كل شئ قدير.
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد واجعلنا على الإسلام ثابتين، ولفرائضك مؤدين وبسنة نبيك محمد (صلى الله عليه وسلم) متمسكين، وعلى الصلاة محافظين، وللزكاة فاعلين، ولرضاك مبتغين، وبقضائك راضين، وإليك راغبين، يا حي يا قيوم، إنك جواد كريم، برحمتك يا أرحم الراحمين.
لا إله إلا أنت راحم المساكين، ومعين الضعفاء، ومثيب الشاكرين.
الحمد لله جبار السماوات. عالم الخفيات. منزل البركات. قابل التوبات. مفرج الكربات. كريم مجيد
اللهم اجعل النور النافع في قلبي وبصري، والشياطين منهزمين عنى، والصالحين قرنائي، والعلماء أصفيائي، والجنة مأواي والفوز نجاتي. برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إني أصبحت وأمسيت، في ذمتك وجوارك وكنفك وعياذ وأمنك وعافيتك ومعافاتك، على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص وملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد (صلى الله عليه وسلم). الحمد لله حمداً يكون عليه تمام الشكر بما أنعمت علينا.
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الجبار، الرحيم الغفار، لا تخفى عليه الأسرار ولا تدركه الأبصار وكل شئ عنده بمقدار.
اللهم اجعل صباحنا خير صباح، ومساءنا خير مساء وأعذنا من كل ذنب لا إله إلا أنت. بجاه محمد (صلى الله عليه وسلم) تب علينا.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغم، وكذلك ننجى المؤمنين.
اللهم يا كبير فوق كل كبير، يا سميع يا بصير، يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق السماوات والأرضيين. والشمس والقمر المنير يا عصمة البائس الخائف المستجير، ويا رازق الطفل الصغير.يا جابر العظم الكسير ويا قاصم كل جبار عنيد، أسألك وأدعوك دعاء المضطر الضرير وأسألك بمقاعد العز من عرشك، ومفاتح الرحمة من كتابك الكريم وبأسمائك الحسنى وأسرارها المتصلة، أن تغفر لي برحمتك وترحمني وتسترني وتكشف همي وغمى وتغفر لي ذنوبي وترزقني توبة خالصة وعلماً نافعاً ويقيناً صادقاً وأن ترزقني حسن الخاتمة وأن تكفيني شرالدنيا والآخرة وأن تفرج عنى كل ضيق وشدة وأن تختم بالصالحات أعمالنا وتقضى حوائجنا يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة وكاشف الغمة وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين
وبالتوفيق للجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/290)
ـ[أمين حماد]ــــــــ[20 - 04 - 07, 03:24 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي هذا الدعاء بهذه الصيغة لا شك أنه موضوع أي كذب والعاقل لايغتر بهذه الأباطيل وقد أغناك الله بما في كتابه العزيز وما في كتب السنة الصحيحة وكتب الأدعلية كثيرة منها مطول كسلاح المؤمن لابن الفقيه وكتاب الأذكار للنووي والحصن الحصين لابن الجزري وعمل اليوم والليلة لابن السني وغيرها وأمثل هذه الكتب في نظري الأول منهالأنه لايخرج سوى الحسن،وهناك كتب للمعاصرين كثيرة وأفضلها عندي كتابي الشيخ سعيد بن وهف القحطاني كتاب الدعا وحصن المسلم وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وعلمنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح(30/291)
من هشيم المراسلات مذاكرة جرت بيني وبين أخي النقاد قبل عام حول كتاب إجماع المحدثين
ـ[محب العلم]ــــــــ[14 - 04 - 04, 06:09 م]ـ
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد:
فهذه مذاكرة جرت بيني وبين أخي النقاد حفظه الله قبل عام في موضوع كتاب: " إجماع المحدثين ... " للشريف حاتم حفظه الله، بعد أن طرح النقاد موضوعه المضمن هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=2052
وقد كانت هذه المذاكرة حينها على البريد الخاص، ثم اطلع عليها بعض الإخوة وأشار بإفرادهافي موضوع يحث الإخوة على استخراج مافي مراسلاتهم الخاصة من فوائد إذا رأوا هذا الهشيم!
وقد فقدت رسالة من النقاد في الجواب عن بعض ماكتبت لعله أن يكرمنا بها قريبا.
====================================
الأخ الفاضل النقاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو ان تكون بصحة وعافية.
ذكرت لك في رسالة سابقة أن عندي بعض الوقفات مع كتاب الشريف، وكان بالود لو عرضتها عليك لنقدها مشافهة، ولكن لم تجبني
بقبول ولاعدمه، وقد عزمت أن اسوق لك بضاعتي المزجاة لعلّك أن تتصدق عليّ بنقدك فاني اراك من المحسنين.
وقد قرأت كتاب الشيخ بحمد الله كاملا أقف فيه عند كل جملة ومقطع لاناقش فهمي الحساب!
فكان ان وقع في نفسي منه ماوقع في نفسك او يزيد، وبقيت امور غير علمية لم ترق لي في الكتاب (ربما لسوء فهمي)، والحديث فيها ليس مع فضيلتك.
ثم جمعني مجلس مع بعض طلبة العلم جرت فيه مذاكرة المسألة وتقليب النظر في الكتاب معنويا.
فكان ان التفت النظر الى ماينبغي ان تلتفت اليه الانظار وتتلاقح فيه افهام الاخيار، فاردت ان تسمع بعض الجعجعة التي حكيتها في قراءتك النقدية في الكتاب.
ومن ذلك:
ان الشيخ رعاه الله وسدده ذكر اعتبار الشيخين للقرائن في الشهادة للمتعاصرين بالسماع او عدمه، وهذا حق، الا انه لم يذكر درجة هذا الاعتبار عند كل منهما، بل اكتفى باطلاق القول عنهما بذلك ليرد على من فهم ان مسلما لايعتبر القرائن.
ومن المعلوم ان للبخاري من قوة اعتبار القرائن ماليس لمسلم، فالبخاري مثلا قبل رواية سليمان بن بريده عن ابيه مع عدم ثبوت سماع سليمان من ابيه، وذلك لطول معاصرة سليمان لابيه طولا يحيل مع كثرة روايته عن ابيه ألايكون سمع منه!
وقل مثله في احتجاج البخاري بحديث عروة عن ام سلمة مع عدم ثبوت السماع، فقد ادرك عروة من حياتها نيّفا وثلاثين سنة وهو معها في بلد واحد!!.
ومثله قبول البخاري لعنعنة ابي عبدالرحمن السلمي عن عثمان رضي الله عنه فقد روى في تاريخه مايفيد تصدر ابي عبدالرحمن للاقراء في زمن عثمان، مع ادراك ابي عبدالرحمن لفترة ليست يسرة من حياة عثمان فيبعد جدا ان يكون مثله لم يسمع من مثل عثمان مع براءته من التدليس واشتهار قراءة ابي عبدالرحمن القران على عثمان عند القراء وان لم يثبت سنده.
واما نفي شعبة لسماع ابي عبدالرحمن من عثمان فلايلزم به البخاري من بعيد ولاقريب، وان كان هو راوي الاقراء فان عند شعبة من الشدة في الاحتياط مالايخفى.
ولايعني هذا ان مسلما لايعتبر الا القرائن الضعيفة لاثبات السماع او نفيه، بل انه قد يوافق البخاري في شدته احيانا كما في تركه لاخراج حديث الحسن عن عمران في صحيحه مع معاصرة الحسن لعمران زيادة على ثلاثين سنة لما عرف عن الحسن من الارسال فيما يظهر مع قلة مارواه عن عمران مقارنة بطول معاصرته وهذا يوجب ريبة ولاشك.
فمسلم رحمه الله قد يقبل حديث المتعاصرين الذين لم يرو احدهما عن الاخر الا احاديث قليلة ولم يتعاصرا الا فترة يسيرة.
وقد يكون هذا هو موجب كلام ابن رجب رحمه الله على مسلم ونقده له في شرح العلل فانه ربما كان يكتب وهو يلحظ هذا المأخذ.
فلو قيل بأن ثبوت السماع نوعان:
الاول: ثبوت حقيقي،
الثاني: ثبوت حكمي.
فاشتراط ثبوت السماع حقيقة، ونسبته الى البخاري غير صحيح والاجماع على خلافه كما حكاه مسلم وعليه يحمل كلامه.
واما ما كان من روايات المتعاصرين الذين قويت قرائن السماع فيها قوة تصل الى القطع بالسماع او قريبا منه مما يجعل الناظر فيها يعطي هذا السند المعنعن الذي لم يثبت حقيقةفيه السماع =حكم السماع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/292)
فقد اشترطه البخاري ولم يشترطه مسلم للحكم بثبوت السماع فهو ثبوت حكمي لاحقيقي وعليه يحمل كلام من كان كلامه مجملا في نسبة شرط ثبوت السماع الى البخاري وابن المديني.
فان كان الشيخ الشريف حفظه الله يقصد نفي اشتراط الثبوت الحقيقي عن البخاري ونقل الاجماع عليه فحق والخلاف لفظي.
وان كان يقصد نفي اشتراط البخاري للثبوت الحكمي وأن درجة اعتبار البخاري للقرائن يمكن ان تنزل عن الثبوت الحكمي الذي سبق وصفه كما نزلت قرائن مسلم في احيان، فهذا دونه خرط القتاد.
فما رايك حفظك الله
======================
النقاد
الأخ .. (محب العلم) ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ,,
..
فما ذكرتَ حول كتاب " إجماع المحدثين " فأحب أن تعلم أنه ليس لي غرض في الدفاع عنه إلا من جهة حق صلةرحم العلم.
ثم لأن ما انتهى إليه المؤلف فيه قد كنت أراه وأقرره قبل أن أرى كتابه , بل قبل أن أعلم بأن هناك من يقول به على وجه الأرض , غيري وغير أحد رفاقي في الطلب!
ويعلم الله أنني صادق فيما أقول!
وقد قلّبتُ أمر هذه المسألة على وجوهه – من قبل ومن بعد - , فلم أخرج منها بغير زيادة اليقين بصحة تلك النتيجة.
وأقوى ما رأيت في محاولة نقاش هذا القول ما كتبه الشيخ الفاضل إبراهيم اللاحم وفقه الله , وهو عندي , ولم يطبعه بعد.
وهو - على المكانة الجليلة للشيخ " إبراهيم " في قلبي -: تخديش في الرخام!
وما فعله – وما بوسع غيره أن يفعله (في ظني) – هو الوقوف عند بعض الأدلة والأمثلة ومناقشتها , دون نقض الأدلة جميعها , أو إقامة الحجة على خلاف قولنا.
وقد سودت تعليقات على كلام الشيخ إبراهيم , ولولا أنه لم يطبع كتابه – بعد – لعرضتها في " الملتقى ".
وهو الآن يعده للطباعة بعد أن زاد فيه بعض الأبحاث.
أما التقرير الذي ذكرتَه فهو مبني على أن مسلما رحمه الله قد يقبل حديث المتعاصرين الذين لم يرو أحدهما عن الآخر إلا أحاديث قليلة ولم يتعاصرا إلا فترة يسيرة.
فأين الدليل الصحيح على هذا من كلامه , أو استقراء منهجه؟!
كيف وصريح كلامه في " مقدمته " ينقض هذا؟!
ورده لبعض روايات المتعاصرين لعدم العلم بالسماع ماثلة للعيان!
لا ريب أن البخاري يحتاط في هذا أكثر من مسلم , كما يحتاط في الرجال أكثر منه , لكن المنهج واحد – عنده وعند مسلم وعند باقي الأئمة - , وهو مراعاة القرائن!
فلا يصح بناءً على هذا أن يُفرد له شرط يختلف عن شرط مسلم.
كما أن شرط الحديث الصحيح (الثقة والاتصال وعدم العلة) واحد عند الأئمة!
ومع ذلك فأصح الصحيح: صحيح البخاري , ثم مسلم , ثم ابن خزيمة , ... .
بحسب الاحتياط , والعلم , وتوافر المعطيات في أفراد الصور.
أو تقول بأن شرط مسلم في الثقة يختلف عن شرط البخاري؟!
وهكذا في باقي الشروط ..
وأما ما ذكرت من " الثبوت الحكمي " فهو ما يتطلبه الأئمة جميعهم , وإن كانوا يتفاوتون في تحصيله في كل صورة , لما تقدم بيانه.
هذا هو جوابي على ما فهمتُه من تقريرك.
وأتمنى أن تنظر – مرة أخرى إلى المسألة – بعيدا عن تذكّر ما تقرره كتب الاصطلاح فيها , ولج البيت من بابه , وقف موقف من خرج لِتوّه إلى هذه الدنيا , وتأمل صنيع الإمامين من خلال كتابيهما وأقوالهما – هما ونظراؤهم في العلم - حتى يقع بك البحث على برد اليقين ..
ويوشك أن تناله!
==========================
محب العلم
أخي الفاضل النقاد:
اما اعادة النظر في المسالة بطريقة اخرى فسافعله.
وسأذكر لك قريبا مثالا لحديث متعاصرين لم يثبت سماع احدهما من الاخر حكم له مسلم بالاتصال مع نزول القرائن، ومثال واحد لهذا يكفي لاثبات الفرق بين الامامين في درجة اعتبار القرائن.
اما الثبوت الحقيقي فقد علمت بطلان اشتراطه بعد قرائتي للكتاب ولست انازع فيه، وما حداني الى ماذكرت لك الا بذل الوسع في الاعتذار للائمة وان لهم فيما قالوه تاويلا، والاعتذار عن اهل العلم جادة مطروقة، وليس هذا من التعصب في شئ كما لايخفاك.
وليس في هذا ايضا دعوة الى الركون الى الدعة وترك الاجتهاد في العلوم بقدر ماهو ترشيد للدعوة الى التقليد ومحاولة لفلترة (نسف المسلّمات) فان هذا هو عصرها واوانها، بل قد نسفت أصول الدين بلا روية بقنابل بعض المحسوبين على العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/293)
والشيخ الشريف احسن واجاد (ولست انا من يحكم عليه بهذا) الا انه بالغ في حدته قليلا على اهل العلم بمالايوافق عليه من عوام المسلمين مثلي (وهذا رأي لي لاادعو اليه ولا الزم احدا به).
وهذا مثال لرواية متعاصرين حكم لها مسلم رحمه الله بالاتصال مع عدم ثبوت السماع = بقرائن ضعيفة لايمكن ان يقبل بها البخاري، بل جاء عنه مايفيد عدم اعتبار هذه القرائن اصلا!
وهذه الرواية هي رواية عبدالله بن معبد الزمّاني عن ابي قتادة رضي الله عنه.
وعبد الله بن معبد بصري ثقة الا انه لم يثبت له سماع من ابي قتادة رضي الله عنه، ولم يرو عنه الا حديثا واحدا - فيما وقفت عليه -
وهو حديث " ... صيام عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله ". وفيه قصة.
وقد رواه مسلم واصحاب السنن وغيرهم واعرض عنه البخاري في صحيحه.
وقد توفي ابو قتادة في الكوفة وقيل في المدينة.
فهذه معاصرة لم يثبت فيها السماع مع امكان اللقاء ووجود قرائن تدل عليه، ولو لم يكن الا اعراض البخاري عن هذا الحديث وعدم اخراجه في صحيحه لقلنا بان هذا راجع الى احتياطه رحمه الله كما ذكرت.
الا ان البخاري رحمه الله قد حكم على هذه الرواية بالانقطاع فقال في تاريخه الكبير: عند ترجمة عبد الله بن معبد (6692): " ... ولا نعرف سماعه من ابي قتادة) "!
وهذه الجملة تعني (لم يسمع منه) غالبا.
ولم ينف البخاري رحمه الله السماع لعدم ثبوت السماع لان البخاري لا
يشترطه على الحقيقة، وانما نفى السماع لنزول القرائن التي تدل على السماع عن شرطه الذي سبقت صفته، والذي يختلف فيه عن مسلم اختلافا بيّنا.
ولهذا المثال نظائر، وارجو ان يكون فيه غنية عنها، فالمقصود هو اثبات الفرق بين درجة اعتبار البخاري للقرائن ودرجة اعتبار مسلم لها.
واما ماذكرته من استقراء طريقة مسلم في صحيحه فليس بلازم، واقول لك في هذا ما قاله الشريف في كتابه (ص164): " ... من قال ان الحجة في الاستقراء وحده، ولا حجة في غير الاستقراء؟! حتى تلزمني به!! ".
على اني ذكرت لك اني لا اخص مسلما بشرط وحده دون غيره من الائمة وانما اخص البخاري بهذا الشرط وهو الذي يحتاج منهجه الى هذا الاستقراء، واما مسلم فانما يكفي في اثبات الفرق بينه وبين البخاري (بعد ثبوت استقلال البخاري بشرط عنه) = أن نثبت مثالا واحدا خالف فيه مسلم البخاري في شرطه، ولسنا في حاجة الى استقراء منهج مسلم في هذا للخروج بفرق بينهما، وقد سبق المثال كما تعلم.
واما الاحتياط الذي ذكرت عن البخاري، فحق لا مرية فيه، ولايدل لذاته على استقلال البخاري بشرط في الاتصال عن مسلم، الا ان الذي ذكرته لك هو امر زائد عن الاحتياط وهو اثبات اختلاف يلزم منه ثبوت فرق.
فالبخاري مثلا لم يخرج في صحيحه للعلاء بن عبد الرحمن عن ابيه عن جده، بينما اخرج مسلم لهذه السلسة كما تعلم، وسبب ترك البحاري لهذه السلسلة هو الاحتياط الذي عرف عن البخاري رحمه الله، والذي دلّنا على انه احتياط ((((لا غير))))) هو ان البخاري رحمه الله صحح حديث العلاء عن ابيه عن جده!!
وهذا يعني ان الزامك لي باثبات فرق بين البخاري ومسلم في حد الثقة ومفهوم العلة لمجرد تحري البخاري = في غير محلّه، على ان التزام هذا اللازم ليس ببعيد.
واما ماذكرته من أن مسلما قد أعل بعض روايات المتعاصرين بعدم السماع لقصور القرائن عن إثبات الاتصال، فأحيلك في الجواب عليه على ماذكرته لك في رسائلي الأولى.
والله أعلم.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 08:47 ص]ـ
وفقكما الله لمعرفة الحق فيما اختلفتما فيه و اتباعه.
ولي ملحظ حول هذه القضية بالذات من الكتاب يخاف ما ذكرت، أتمنى أن ييسر الله لي نشره مع غيره في تعليقات على هذا الكتاب.
ـ[حارث]ــــــــ[15 - 04 - 04, 07:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=18185
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[17 - 04 - 04, 12:10 ص]ـ
في كتاب: إجماع المحدثين مواضع مناقشة و تصحيح وقد كتبت في ذلك رسالة مطولة بعنوان:
تثبيت نقل المحدثين للخلاف في مسألة العنعنة بين المتعاصرين
بينت فيها إجماع أهل الحديث على حكاية الخلاف و ناقشت فيه شبه الشيخ حاتم الشريف ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/294)
و ذكرت من تقدم على القاضي عياض في نقل الخلاف ولكن شغلتني عن تبييضه وعكات صحية ثم شواغل.
مع اعترافي للشيخ حاتم بأريحيته معي وقد أهداني نسخة من كتابه فجزاه الله خيرا و الاختلاف في هذه القضية اليوم بإحداث إجماع على نفي اختلاف الحفاظ لا يفيد ولست بصدد كشف ما في تلكم الرسالة فأستعين الله على تبييضها و تصحيحها و على الله أتكل
وذكرت هذا هنا إبراء للذمة في قضية مشهورة في كتب المصطلح و الكلام هنا قد يطول فليعذرني الإخوان على عدم تتميمه. و الله يسددنا و إياكم
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[24 - 05 - 04, 09:17 ص]ـ
وهذه رسالة من الاخ النقاد حفظه الله ردا على سؤال سالته حول الموضوع وقد استأذنته في عرضها هنا فوافق مشكورا لعل فيها فائدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ الفاضل .. أبو حاتم .. أمتع الله به
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
سألتَ نفع الله بك عما ورد في طي الرسالة التي كتبتُها جوابا للأخ الفاضل محب العلم حول كتاب «إجماع المحدثين» , والتي وقفتَ عليها منشورة في الملتقى , وأحببتَ أن تعرف وجه ما جاء فيها من قولي بنتيجة ذلك البحث قبل قراءتي للكتاب.
فاعلم أيها المحب أنه لولا أن يفضي بك الفكر في المقالة التي سألتني عنها إلى خلاف ما أحب لك , لكان التدبير ترك الجواب عما لا ينبغي التهمم به.
وغاية ما في الأمر أني كنت وأحد إخواني نتدارس هذه المسألة , ونقلب فيها وجوه النظر , فانتهى بنا الأمر إلى تلك النتيجة , اعتمادا على أدلة خمسة كانت كافية لإقناعنا حينئذ , دون أن يكون لنا في ذلك شيء مكتوب.
ولم نكن نعلم بأن هناك من قد أهمته هذه المسألة قبلنا بسنين , فقتلها بحثا , وأشبعها استدلالا ونقضا لشبه المخالف , وربطها بمسائل أخرى من علم الحديث , فأحسن ما شاء أن يحسن , وعرض كل ذلك في بيان آسر ولغة عربية مبينة , وهو الشيخ الفاضل الشريف حاتم العوني في كتابه طيب الذكر , الذي هو أول كتاب يجلي هذه المسألة ويكشف عن وجه الصواب فيها , وهو من مفاخر التصنيف في هذا العصر.
فهذا حاصل ما سألت عنه.
لكن العجب أيها الفاضل هو أن بعض من كان ينصر الشرط المنسوب للبخاري , تحول عن هذا الرأي إلى القول بأن البخاري كان يراعي القرائن ويحكم بما تقتضيه , دون أن يضيف سبب عدوله عن ذاك الرأي إلى البحث الذي زعزع تلك القناعة لديه , فيعترف بالحق لأهله!
وختاما , فأسأل الله أن يعفو عنا ويكتب لنا الخير أين كنا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
أخوك .. النقاد.(30/295)
تعريف الحديث الحسن بين المتقدمين و المتأخرين ..
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[14 - 04 - 04, 07:09 م]ـ
أنقل هذا الكلام من بحث قام به أحد الاخوة حول تحرير معنى مصطلح الحسن .. و هو مجاز فى الكتب الستة من الشيخ محمد بن عمرو عبد اللطيف حفظه الله ..
قال:
اختلف العلماء فى تحرير معنى مصطلح الحسن اختلافا شديدا يفضى الى الاضطراب, كما قال الذهبى فى الموقظة (و فى تحرير معناه اضطراب) ..
فقال الخطابى: (هو ما عرف مخرجه و اشتهر رجاله و عليه مدار أكثر الحديث, و هو الذى يقبله أكثر العلماء و يستعمله أكثر الفقهاء)
قال الذهبى: (و هذه العبارة ليست على صناعة الحدود و التعريفات اذ الصحيح يطلق عليه ذلك و لكن مراده ما لم يبلغ درجة الصحيح.)
و ذكر الحافظ فى النزهة ص 42:
(فان خف الضبط فهو الحسن لذاته و هو مشارك للصحيح فى الاحتجاج به و ان كان دونه و بكثرة طرقه يصحح)
و هذا القول حكاه ابن الصلاح فى مقدمته ص 45,46 عن بعض المتأخرين أن الحديث الذى فيه ضعف قريب محتمل هو الحديث الحسن و يصلح للعمل به.
ورد عليه ابن دقيق العيد قوله (فيه ضعف قريب محتمل) أنه ليس مضبوط بضابط يتميز به القدر المحتمل عن غيره .. (الاقتراح ص167)
و قال السخاوى فى التوضيح الأبهر (1/ 33):
(هو ما اتصل سنده بالعدل القاصر فى الضبط أو بالمضعف بما عدا الكذاب من غير شذوذ ولا علة) ..
و قيل ما فى اسناده ضعف هين كسوء حفظ بعض رواته أو ارسال, فاذا انضم اليه اسناد مثله أو أعلى منه صار الحديث حسنا بالمجموع.
و على هذا القول يتنزل كلام الترمذى فى الجامع, فقد قال:
(و ما ذكرنا فى هذا الكتاب حديث حسن فانما أردنا به حسن اسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون فى اسناده من يتهم بالكذب و لا يكون الحديث شاذا و يروى من غير وجه نحو ذلك فهو عندنا حديث حسن)
قال الذهبى فى الموقظة ص 28,29:
(ثم لا تطمع أن للحسن قاعدة تندرج تحتها كل الأحاديث الحسان, فأنا على اياس من ذلك, و كم من حديث تردد فيه الحفاظ هل هو حسن أو ضعيف أو صحيح, بل الحافظ الواحد يتغير اجتهاده فى الحديث. فيوما يصفه بالصحة, و يوما يصفه بالحسن و لربما استضعفه و هذا حق, فان الحديث الحسن يستضعفه الحافظ على أن يرفعه الى رتبة الصحيح, فبهذا الاعتبار فيه ضعف ما, اذ الحسن لا ينفك عن ضعف, و لو انفك عن ذلك لصح بالاتفاق)
فتخصيص اسم الحسن بالرواية المتفرد بها من هو موصوف بخفة الضبط اصطلاح حادث درج عليه جماعة من المتأخرين حتى صار هو السائد بينهم, أما المتقدمون (بالاستقراء و التتبع لكلامهم) فيدرجون فى هذا اسم الصحيح لأن الحديث عندهم اما صحيح أو ضعيف و اذا تبين لهم خطأ هذا الراوى فى روايته بمخافته أو تفرده بما لا يحتمل فانهم يحكمون على روايته بالشذوذ أو النكارة ..
و حاولنا تتبع مصطلح الحسن عند المتقدمين رجاء تحرير معناه عندهم مستأنسا فى ذلك بجهود من سبقنا فى ذلك من أهل الشأن, فظهر لى أنهم يطلقون هذا المصطلح على أحاديث مختلفة المراتب, فقد أطلقوه على الحديث الصحيح و الحسن عند المتأخرين, و الضعيف و الغريب و المنكر بل و الموضوع.
فمثال اطلاقه على الحديث الصحيح:- (فى النكت علىابن الصلاح):
((فأما ما وجد فى ذلك فى عبارة الشافعى و من قبله بل و فى عبارة أحمد بن حنبل فلم يتبين لى منهم ارادة المعنى الاصطلاحى, بل ظاهر عباراتهم خلاف ذلك, فان حكم الشافعى على حديث ابن عمر فى استقبال بيت المقدس فى الحاجة, و هو فى الصحيحين, قال (حسن) .. و هو متفق على صحته ..
و حديث السهو فى الصلاة من طريق منصور عن ابراهيم عن علقمة عن ابن مسعود .. فال (حسن).
, أما أحمد فروى الخلال أنه سئل عن أحاديث نقض الوضوء بمس الذكر فقال: (أصح ما فيها حديث أم حبيبة)
و سئل عن حديث بسرى فقال (صحيح)
و قال الخلال: حدثنا أحمد أصرم انه سأل أحمد عن حديث أم حبيبة فى مس الذكر فقال (هو حديث حسن)
فظاهر هذا أنه لا يقصد المعنى الاصطلاحى, لأن الحسن لا يكون أصح من الصحيح)) أه.
و مثال اطلاقه على الغرائب و المناكير ما رواه الخطيب فى الجامع لأخلاق الراوى ص 101 عن ابراهيم النخعى أنه قال:- (كانوا يكرهون اذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه أو أحسن ما عنده)
قال الخطيب: (عنى ابراهيم بالأحسن (الغريب) ,لأن الغريب غير المألوف يستحسن أكثر من المشهور المعروف, و أصحاب الحديث يعبرون عن المناكير أيضا بذلك) أه.
ثم روى باسناده عن أمية بن خالد قال: قيل لشعبة: مالك لا تروى عن عبد الملك بن سليمان العزرمى؟ و هو حسن الحديث .. قال: (من حسنها فررت) ..
مثال اطلاقه على الموضوعات و العجائب:
روى ابن عبد البر فى جامع بيان العلم و قضله ص94,95:
حديث معاذ مرفوعا:<تعلموا العلم فان تعلمه لله خشية> ..
ثم قال: (هذا حديث حسن جدا و لكن ليس له اسناد قوى .. )
قال العراقى فى التقييد و الايضاح ص60:
(أراد بالحسن حسن اللفظ قطعا .. فانه من رواية موسى بن محمد البلقاوى عن عبد الرحيم بن زيد العمى, و البلقاوى هذا (كذاب) و الظاهر أن هذا الحديث مما صنفت يداه .. و عبد الرحيم (متروك).
و مما سبق يمكن استنتاج الفائدة الآتية:
حيث ثبت أن الحسن يطلق عند المتقدمين على تلك المعانى كلها, لا ينبغى أن يستشكل صنيع الأئمة كالترمذى و غيره من جمعهم بين الحسن و غيره من الألفاظ الدالة على الصحة أو الضعف, كقولهم هذا حديث حسن صحيح غريب أو حسن ليس اسناده بالقائم أو نحو ذلك, الا أن الترمذى على وجه الخصوص له اصطلاح خاص بالحسن ..
هذا ما تيسر فى هذا الموضوع ... و أرجو من مشايخنا فى الملتقى أن يضيفوا تعليقاتهم و استدراكاتهم ان كان ثم استدراكات كى يعم النفع ان شاء الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/296)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 06 - 04, 05:09 م]ـ
((و مما سبق يمكن استنتاج الفائدة الآتية:
حيث ثبت أن الحسن يطلق عند المتقدمين على تلك المعانى كلها, لا ينبغى أن يستشكل صنيع الأئمة كالترمذى و غيره من جمعهم بين الحسن و غيره من الألفاظ الدالة على الصحة أو الضعف, كقولهم هذا حديث حسن صحيح غريب أو حسن ليس اسناده بالقائم أو نحو ذلك, الا أن الترمذى على وجه الخصوص له اصطلاح خاص بالحسن .. ))
جزاك الله خيرا على هذه الفوائد وبارك الله فيكم.
ـ[كلمات]ــــــــ[12 - 06 - 04, 05:31 م]ـ
هذا المبحث مأخوذ من كتاب لغة المحدث للشيخ طارق عوض الله صفحات (56 - 58 ط: دار الساري بالقاهرة) باختصار، وبعضه بنصه.
فما الأمر؟
وهل أراد الأخ بطالب العلم الشيخ طارق؟
وهل أراد إنه مجاز من الشيخ عمرو؟
أرجو الإفادة.
وشكرًا.
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[18 - 06 - 04, 03:02 ص]ـ
جزا ألله الشيخ عبد الرحمن خيرا لتعقيبه على مشاركتى المتواضعة ..
أخى (كلمات) ..
لم أكن أعلم أن هذا الكلام موجود كله أو بعضه فى كتاب الشيخ طارق ..
و من أتانى بالبحث ليس هو الشيخ طارق , انما هو احد تلاميذ الشيخ عمرو و هو ملازم له من عام 1989 م ..
و على ما علمت من المقربين اليه أنه مجاز من الشيخ عمرو ...
و أنا لم أستأذنه فى ذكر اسمه فاعذرنى أننى لم أفعل ذلك ..
و لك جزيل الشكر على المشاركة ..
ـ[كلمات]ــــــــ[18 - 06 - 04, 02:18 م]ـ
أخي الكريم الفقير إلى ربه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرًا أخي وأشكرك على نبلك وتواضعك بارك الله فيكم.
وأحسن الله إليكم على التذكرة بهذا المبحث.
الشيخ عبد الرحمن الفقيه:
لا حرمنا الله من فوائدكم أبدًا.
وجزاكم الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن محمد مصطفى]ــــــــ[07 - 06 - 10, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم لكن هل عند المتقدمين ما كان هناك قسم اسمه حسن بمعنى ان الحديث عندهم اما صحيح واما ضعيف؟؟؟؟؟؟؟
ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[08 - 06 - 10, 07:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا المبحث بالفعل قد أسهب فيه الشيخ طارق بن عوض الله في كثير من كتبه
وبين بالأمثله كما جئتم أخي الحبيب أن المتقدمين قد يطلقوا لفظ الحسن على الحديث ويقصدون المعنى اللغوي لا الاصطلاحي وهذا كثير في كلامهم فليتنبه إلى ذلك جدا
ومن رجع إلى كتب الشيخ طارق وجد فيها الكثير من الأمثلة إن شاء الله(30/297)
"تموت الحرة ولا تأكل بثدييها"
ـ[العيدان]ــــــــ[14 - 04 - 04, 08:41 م]ـ
بسم الله
أحبتي الكرام
مما علق في ذهني أنه لما أرادت هند بنت عتبة مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في سورة الممتحنة
فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم:طولا يزنين "
قتال:"تموت الحرة ولا تأكل بثدييها "
فمن أخرج هذه القصة أو على الأقل من ذكرها
رزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح ..
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 01:58 م]ـ
:"تموت الحرة ولا تأكل بثدييها "
هذا مثل عند العرب معناه كما ذكره ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين:
(أي لا تكون مرضعة) ا. هـ
وليس المعنى المتبادر عند الكثيرين.
أما ما جاء عن هند بنت عتبة فهو أنها قالت عند قوله تعالى ((ولا يزنين))
: لا والله ما تزني الحرة)
رواه ابن جرير (28/ 78) وإسناده لا تقوم به حجة كما قال محققو تفسير ابن كثير انظر التفسير (13/ 530)(30/298)
إذا أدرك المسافر آخر ركعتين مع المقيم يلزمه الإتمام وإلا فعليه الإعادة للشيخ ابن باز
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[14 - 04 - 04, 08:53 م]ـ
السائل (الشيخ عبدالعزيز السدحان): هل لكم فتيا يا سماحة الوالد
في أن من دخل مع الإمام ولم يصلي، دخل مسافر مع إمام مقيم وأدرك معه الركعة الثالثة والرابعة هل لكم فتيا في أنه يكتفي بها ويسلم.
الشيخ رحمه الله: لا .. لا، يعيد فتوانا أنه يعيد لأن عليه الإتمام، من صلى أدرك مع الإمام ركعة يعيد، يلزمه الإتمام
السائل (الشيخ عبدالعزيز السدحان، مداخلا): يلزم المسافر
الشيخ رحمه الله: السنة جاءت ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح من حديث ابن عباس أن السنة إذا صلى المسافر خلف المقيم صلى أربعا
الشيخ السدحان: احسن الله إليكم
سائل: أحسن الله إليك هذا رجل مسافر كهذا الرجل، هذا الرجل لم يعلم السنة فسلم من ركعتين، فأرشد بعد الصلاة مباشرة إلى أن يقوم
ويأتي بركعتين، هل يكفيه أو يسجد للسهو؟
الشيخ رحمه الله: يتم، نعم يتم مثل لو سلم ناسي هذا جاهل، يقال يتمم
السائل مداخلا: ولا يحتاج لسجود السهو
الشيخ رحمه الله: مثل تكلموا لما سهوا، ذو اليدين وأشباهه
السائل: أيسجد للسهو يا شيخ
الشيخ رحمه الله: لا، مهو بساهي، جاهل يكمل وبس
انتهى من الوجه الثاني من الشريط الرابع من سلسلة لقاء مع إخوة في
الله، وأيضا للفائدة تكرر نفس السؤال الوجه الأول من الشريط السابع
من نفس السلسة (لقاء مع إخوة في الله)
ملاحظة: المعذرة لأني فرغته حرفيا فربما قد يكون هناك سبق لسان
أو شئ من ذلك لكن المعنى واضح إن شاء الله
ـ[المقرئ]ــــــــ[14 - 04 - 04, 09:08 م]ـ
وكذلك رأي شيخنا ابن عثيمين رحمه الله كذلك وهو رأي الجمهور
وذهب الإمام أبو حنيفة أنه يكتفي بهاتين الركعتين ولهم أدلة قوية في ذلك
وأما ابن حزم فمذهبه أوسع كما هو معلوم
أخوكم: المقرئ = القرافي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 01:06 م]ـ
رسالة في
قصر المسافر خلف المقيم
كتبه
ناصر بن حمد الفهد
1420
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه رسالة مختصر عن حكم قصر المسافر خلف المقيم.
أولاً: صورة المسألة:
رجل مسافر دخل مع مقيم في صلاة رباعية، هل يتم صلاته، أو يقصر؟.
ثانيا: المذاهب في المسألة:
المذهب الأول: أنه يصلي بصلاة المقيم، فيصليها أربعاً سواء أدرك الصلاة كلها أو بعضها، وهو مذهب الحنفية والشافعية والحنابلة، وذكروه عن ابن عباس -وفيه نظر -، وابن عمر ويأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
المذهب الثاني: أنه إذا أدرك ركعة فأكثر فإنه يتم صلاته، فإن لم يدرك إلا أقل من ركعة فإنه يقصر، وهذا مذهب مالك وأحمد في رواية، وهو قول الحسن والزهري والنخعي وقتادة، واختاره شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.
المذهب الثالث: أنه إذا أدرك ركعتين اكتفى بهما، وهذا مذهب تميم بن حذلم وطاوس والشعبي.
المذهب الرابع: أنه يقصر مطلقاً سواء أدرك الصلاة كلها أو بعضها، وهو مذهب إسحاق بن راهويه، ونصره ابن حزم الظاهري.
الأدلة:
أدلة المذهب الأول:
1 - ما روي عن ابن عباس , أنه قيل له: (ما بال المسافر يصلي ركعتين في حال الانفراد , وأربعا إذا ائتم بمقيم؟ فقال: تلك السنة) رواه أحمد وغيره، وقوله: السنة ينصرف إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 - ولأنه فعل ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم ولا مخالف لهما من الصحابة.
3 - ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه) ومفارقة إمامه اختلاف عليه , فلم يجز مع إمكان متابعته.
أدلة المذهب الثاني:
1 - أدلتهم في الإتمام إذا أدرك أكثر من ركعة هي أدلة المذهب الأول.
2 - أما دليلهم على أنه إذا أدرك أقل من ركعة فإنه يقصر فقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: (من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة)، فإذا أدرك أكثر من ركعة لزمه صلاة المقيم، وإن أدرك أقل من ركعة فإنه لم يدرك صلاة المقيم فلا يلزمه الإتمام.
أدلة المذهب الثالث:
تأتي إن شاء الله تعالى عند ذكر المذهب المختار ووجه اختياره.
أدلة المذهب الرابع:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/299)
1 - ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من (أن الله تعالى فرض صلاة الحضر أربعاً وصلاة السفر ركعتين)، مع ما نقل من فعله صلى الله عليه في استمراره على قصر الصلاة في جميع أسفاره.
2 - وقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما في السنن: (إن الله قد وضع عن المسافر الصيام ونصف الصلاة).
وغيرها من الأحاديث القولية والفعلية المتواترة في هذا الباب.
وهذه الأدلة تدل على أن المسافر إذا قصر صلاته خلف المقيم لا يطالب بدليل على قصره لها؛ لأنه صلى على الأصل، بل الذي يطالب بالدليل هو الذي يتم صلاته!.
الترجيح بين هذه المذاهب:
عند التأمل في النصوص والأحاديث الواردة في الباب يتضح أنه قد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله أن الأصل في صلاة السفر ركعتان، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم -وقد سافر أكثر من ثلاثين مرة- أنه أتم صلاته مطلقاً، ولانزاع بين أهل العلم في هذا، فمن قال بأن المسافر يقصر صلاته فقد قال بالأصل الذي دلت عليه الأدلة، و من قال بأن عليه الإتمام إذا صلى خلف المقيم فهو المطالب بالدليل، وعليه فإذا تبين ضعف الأدلة التي توجب الإتمام سلم لنا الأصل، وهذا بيان ذلك:
1 - ما روي عن ابن عباس , أنه قيل له: (ما بال المسافر يصلي ركعتين في حال الانفراد , وأربعاً إذا ائتم بمقيم؟ فقال: تلك السنة) رواه أحمد وغيره.
قلت: الحديث هذا منكر؛ وقد ذكره الفقهاء في كتبهم، ولم أجده بهذا اللفظ، وإنما روى الإمام أحمد (1/ 216) قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، ثنا أيوب، عن قتادة، عن موسى بن سلمة بن المحبّق قال: كنا مع ابن عباس بمكة، فقلت: إنا إذا كنا معكم صلينا أربعا، وإذا رجعنا إلى رحالنا صلينا ركعتين، فقال: تلك سنة أبى القاسم صلى الله عليه وسلم)، وهذا اللفظ على أنه لا يدل على أن السنية هنا في الإتمام خلف الإمام فهو أيضاً غير محفوظ، بل انفرد به الطفاوي عن أيوب، وخولف في روايته عن أيوب، فقد رواه الطبراني من طريق عبيد الله بن عمر (المعجم الأوسط 4552) و الحارث بن عمير (المعجم الأوسط 6330) كلاهما عن أيوب به بلفظ مخالف، و لفظ الحارث بن عمير (إنا كنا معكم، فخرجنا ورجعنا فصلينا ركعتين)، ولفظ عبيد الله بن عمر: (إنا نصلي معكم في المسجد، فإذا صلينا في رحالنا صلينا ركعتين، قال: تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم).
كما خولف في لفظ الرواية عن قتادة، فقد روى الإمام أحمد (1/ 290) و مسلم (688) والنسائي (3/ 119) وابن خزيمة (2/ 73) وابن حبان (2755) والبيهقي (3/ 53) وغيرهم من طرق عن شعبة عن قتادة عن موسى بن سلمة بن المحبّق قال: سألت ابن عباس:كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام؟. فقال: ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم).
وفي بعض الطرق عن شعبة عن قتادة: (قلت: أكون بمكة، فكيف أصلي؟. قال: صل ركعتين، سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم).
ورواه عن قتادة:
1 - سعيد بن أبي عروبة - عند أحمد (1/ 369) و مسلم (688) –.
2 - و هشام الدستوائي – عند أحمد (1/ 290) ومسلم (688) –.
3 - وهمام بن يحيى – عند أحمد (1/ 337) –.
بألفاظ مقاربة لرواية شعبة عن قتادة.
وجميع ألفاظ الروايات الصحيحة لهذا الحديث ليس الكلام فيها على الإتمام، بل الكلام على القصر، فقول ابن عباس رضي الله عنهما: (تلك السنة) إنما عنى به القصر كما هو ظاهر.
2 - أما أنه فعل ابن عباس وابن عمر ولا مخالف لهما ففيه نظر لأمرين:
الأول: أن الاحتجاج بقول الصحابة في مسألةٍ ما إنما يكون عند عدم وجود الدليل المرفوع، وقد ثبتت الأدلة المتواترة هنا في أن المسافر يقصر، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر أنهم لم يصلوا في سفرهم إلا ركعتين ركعتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/300)
الثاني: أننا قد بينا بطلانه عن ابن عباس رضي الله عنهما وقد سبق، وروي عنه أنه سئل عن المسافر يصلي خلف المقيم فقال (يصلي بصلاته) إلا أنها من رواية ليث بن أبي سليم –وهو ضعيف-، وأما فعل ابن عمر رضي الله عنهما فهو صحيح عنه رواه مسلم من حديث نافع عنه قال: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، وأبو بكر بعده، وعمر بعد أبي بكر، وعثمان صدراً من خلافته، ثم إن عثمان صلى بعد أربعاً، فكان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعاً وإذا صلاها وحده صلى ركعتين) والكلام على هذا الحديث من وجهين:
الأول: أن صلاته هنا هي في (منى) مع الإمام الأعظم، و (الخلاف شر) كما قال ابن مسعود رضي الله عنه في هذا الباب.
الثاني: أن هذا فعل لابن عمر ليس قولاً، ولم ينه عن القصر، ومن المعلوم أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم -وهو المبلغ عن ربه – بمجرده لا يدل على الوجوب إلا بقرينة –كتفسير أمرٍ ونحوه-، فالصحابي من باب أولى.
ولكن قد روى البيهقي (3/ 157) من طريق عبد الوهاب بن عطاء عن سليمان التيمي عن أبي مجلز قال: قلت لابن عمر: المسافر يدرك ركعتين من صلاة القوم - يعني المقيمين - أتجزيه الركعتان أو يصلي بصلاتهم؟ قال: - فضحك - وقال: يصلي بصلاتهم، ورواه بنحوه ابن أبي شيبة (1/ 335) من طريق هشيم عن التيمي به، وهذا إسناد صحيح.
3 - أما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه) ومفارقة إمامه اختلاف عليه , فلم يجز مع إمكان متابعته.
فلا يصح هذا الاستدلال إلا على من أجاز القصر مطلقاً حتى لو أدرك أكثر من ركعتين، أما من قال بالقصر إذا أدرك ركعتين فأقل فلا يصح الاستدلال عليه بهذا لوجهين:
الوجه الأول: أن الاختلاف هنا اختلاف في النية لا في الأفعال، والمحظور اختلاف الأفعال، يدل عليه باقي الحديث (فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً)، وفي مسألتنا لا يوجد اختلاف في الأفعال، بل الاختلاف في النية.
الوجه الثاني: أن هذا منتقض بصلاة المتنفل بالمفترض –كصلاة معاذ رضي الله عنه العشاء بقومه وقد صلاها مع النبي صلى الله عليه وسلم -، ومنتقض بصلاة المفترض بالمتنفل كقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين (إذا صليتما في رحالكما ثم جئتما والإمام يصلي فصليا معه تكون لكما نافلة)، وقوله لأبي ذر (صل الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة)، فإن هذه الأحاديث تدل على أن اختلاف النية لا يؤثر في صحة الصلاة.
4 - أما دليل من أجاز القصر للمسافر إذا أدرك أقل من ركعة وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة)، فإذا أدرك أكثر من ركعة لزمه صلاة المقيم، وإن أدرك أقل من ركعة فإنه لم يدرك صلاة المقيم فلا يلزمه الإتمام، فإنه لا يصح الاستدلال به؛ لأن المراد هنا إدراك الفضيلة كالوقت أو الجماعة، ولا يراد بذلك إدراك صفة صلاة الإمام؛ لأنه ينتقض بما سبق بيانه من صحة جواز صلاة المتنفل خلف المفترض، وصلاة المفترض خلف المتنفل، وليس إدراك أحد من هؤلاء ركعة مع الإمام بناقل له من النفل إلى الفرض أو العكس، بل يبقى كل منهم على صلاته مع اختلاف نيتهم، بل وينتقض بما رواه مالك في الموطأ بأسانيد صحيحة عن سالم بن عبد الله عن أبيه، وعن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، وعن زيد بن أسلم عن أبيه، كلهم عن عمر رضي الله عنه أنه صلى بأهل مكة وقال (يا أهل مكة أتموا صلاتكم فإنا قوم سفْر)، – وروي مرفوعاً بسند فيه ابن جدعان–؛ فإنهم أدركوا معه أكثر من ركعة فلم يؤثر إدراكهم الركعة على نيتهم مع مخالفتهم نية الإمام.
5 - أما استدلال من رأى القصر مطلقاً فيرده حديث (إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوساً)؛ فإنه إذا أدرك معه أكثر من ركعتين فاكتفى بهما فقد اختلف على إمامه قطعاً، وهو منهي عنه بنص هذا الحديث، و النهي هذا للتحريم؛ للوعيد الشديد الذي جاء في الأحاديث الأخرى على من خالف إمامه، بينما الصحيح في القصر أنه سنة مؤكدة من خالفها فقد أساء وصحت صلاته، والسنة تترك في مثل هذا الموضع؛ لوجوب متابعة الإمام، إلا إذا وجد دليل يجيز مخالفة المأموم للإمام – ولا أعلم وجوده –، إلا في صلاة الخوف، ولا يصح القياس عليها؛ لأنها خاصة في موضع الخوف وتخالف الصلوات في أمور متعددة.
فتبين مما سبق:
أن الصحيح – إن شاء الله تعالى – أن المسافر إذا أدرك ركعتين فأقل مع الإمام فإنه يقصر صلاته؛ لأنه بهذا يوافق الأصل في صلاة المسافر، ولا يخالف أي نص، والاختلاف الحاصل بينه وبين إمامه هو اختلاف نية لا يضر، ويدرك الفضيلتين: فضيلة الجماعة، وفضيلة القصر، وإذا أدرك أكثر من ركعتين فإنه يصلي بصلاة الإمام؛ لأنه لو قصر صلاته فإنه سيختلف على إمامه، وهو منهي عنه.
هذا ما ظهر لي، والله تعالى أعلم،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
لمزيد من الرسائل تفضل بزيارة موقع ناصر بن حمد الفهد
http://www.al-fhd.com
قلت:
وبمثل قول الشيخ أقول، وكنت كتبت مقالا فيها فأيدني حفظه الله، ثم توسع هذا التوسع العلمي.
http://saaid.net/Doat/ehsan/43.htm
ومن نقل لي تراجع الشيخ ابن عثيمين يبدو أنه وهم ولست متأكدا الآن منه إلا أن الشيخ الطيار نفى ذلك.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/301)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[06 - 05 - 04, 01:10 ص]ـ
إذا صلى المسافر خلف المقيم فهل يكتفي بركعتين أم ماذا يعمل
السؤال الخامس من الفتوى رقم (4373)
س5: إذا صلى المسافر خلف المقيم فهل يسلم من ركعتين أو كيف يعمل؟ ما الأصح في ذلك؟
ج5: إذا صلى مسافر خلف مقيم أتم الصلاة أربعاً، كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن متابعة الإمام واجبة، وقصر الرباعية في السفر سنة لا واجب على الصحيح من قولي العلماء، ويدل على ذلك عمل الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم أتموا خلف عثمان بمنى في الحج لما أتم؛ عملاً بالسنة واعتباراً لواجب المتابعة. وروى أحمد ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له: ما بالنا إذا صلينا مع الإمام صلينا أربعاً وإذا صلينا في رحالنا صلينا ركعتين؟ فقال: (هكذا السنة).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو/ عبدالله بن قعود
عضو/ عبدالله بن غديان
نائب رئيس اللجنة/ عبدالرزاق عفيفي
الرئيس/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[01 - 06 - 04, 12:42 ص]ـ
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تجد فتواه وهي مطابقة لما نقلته عن الشيخ عبدالعزيز رحمه الله من لزوم الإعادة، تجدها في لقاء الباب المفتوح التاسع والخمسون السؤال رقم 1371 ولولا ضيق الوقت لنقلتها لك.
أيضا سئل الشيخ سليمان العلوان - فرّج الله عنه -:
5 - صلاة المسافر خلف المقيم.
السؤال:
رجل مسافر وصل إلى البلد الذي سافر إليه وأراد أن يُصلي مع إمام مقيم فهل تصح صلاته؟.
الجواب:
الحمد لله
لا مانع من كون المسافر يصلي خلف المقيم سواء اختلفت هيئة الصلاة أم لا. واختلاف النية غير مؤثر غير أن المسافر إذا أدرك مع الإمام دون الركعة فإنه يصلي قصراً.
مثال ذلك: مسافر أدرك مع الإمام التشهد الأخير من صلاة الظهر فحينئذٍ يصلي الظهر ركعتين، فهذه صلاته إذا لم يدرك ركعة فأكثر.
وأما إذا أدرك من صلاة المقيم ركعة فأكثر فإنه يُتم وجوباً وهذا مذهب أكثر أهل العلم وهو مروي عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما.
وفي صحيح مسلم (688) عن موسى بن سلمة الهذلي قال سألت ابن عباس كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أُصل مع الإمام فقال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم.
وفي صحيح مسلم (694) من طريق نافع قال كان ابن عمر إذا صلى مع الإمام صلى أربعاً وإذا صلاّها وحده صلى ركعتين.
وروى البيهقي في السنن من طريق سليمان التميمي عن أبي مجلز قال قلت لابن عمر: المسافر يدرك ركعتين من صلاة القوم يعني المقيمين أتجزيه الركعتان أو يصلي بصلاتهم؟ قال فضحك وقال يصلي بصلاتهم.
وإذا اختلفت هيئة الصلاة كأن يصلي المسافر صلاة المغرب خلف مقيم يصلي العشاء فإنه حينئذٍ يجلس بعد الثالثة.
وهل يكمل صلاته وينصرف أم ينتظر الإمام حتى يتم صلاته ويتشهد معه ويسلم؟
لكل من هذين القولين احتمال والأقرب في نظري الاحتمال الثاني وهو الانتظار.
وإذا كان العكس كأن يصلي المسافر صلاة العشاء خلف مقيم يصلي المغرب، فالذي يظهر لي في هذه المسألة أنه يصلي ركعتين ويجلس حتى يتم الإمام صلاته ويتشهد ويسلم معه والله أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14063&highlight=%C3%CC%D1+%CE%E3%D3%ED%E4
أما بالنسبة لما ذكره الشيخ سليمان - فرّج الله عنه - في آخر جملة
(إذا كان العكس كأن يصلي المسافر صلاة العشاء خلف مقيم يصلي المغرب، فالذي يظهر لي في هذه المسألة أنه يصلي ركعتين ويجلس حتى يتم الإمام صلاته ويتشهد ويسلم معه والله أعلم)
فللشيخ ابن باز رحمه الله رأي مغاير لهذا ورأي الشيخ رحمه الله بإختصار أنه لا يجلس، يتم صلاة العشاء، فيصلي مع الإمام المغرب كاملة و يتم بركعة بعد سلام الإمام، ولمن أراد الفائدة حول هذه المسألة والفرق بينها وبين دخول المسبوق الذي لم يصل المغرب والناس يصلون العشاء
فليراجع نهاية الوجه الثاني من الشريط الرابع من شرحه رحمه الله على كتاب الصلاة من الروض المربع.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 06 - 04, 02:06 م]ـ
((وإذا كان العكس كأن يصلي المسافر صلاة العشاء خلف مقيم يصلي المغرب، فالذي يظهر لي في هذه المسألة أنه يصلي ركعتين ويجلس حتى يتم الإمام صلاته ويتشهد ويسلم معه والله أعلم.))
وهذا يعني:
أن من صلى الظهر - وهو مسافر - خلف من يصلي العصر - وهو مقيم - فلا يلزمه الإتمام لاختلاف الصلاتين
فيسلم وينصرف
أو ينتظر حتى يكمل الإمام صلاته
ورجح الشيخ سليمان: الأول
- وما قاله الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لا يظهر أنه صواب
فمن صلى العشاء - وهو مسافر - خلف من صلى المغرب - مقيما كان أو مسافرا:) -: فإمان أن صلي ركعتين وينصرف
أو:
ينتظر الإمام ليسلم معه في الثالثة
أما أن يتم خلفه صلاته ويكمل بركعة
فلا صلاة المسافر ركعتين صلى
ولا صلاة الإمام صلى - وهي ثلاث ركعات -
وعندي:
أنه من أمر أن يصلي المسافر صلاة المقيم وأمره بصلاة العشاء ثلاث ركعات أولى مما قاله الشيخ لأنه على الأقل طبق حديثا
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/302)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 06 - 04, 06:36 م]ـ
الشيخ أحسان بارك الله فيه.
لعل كلام العلامة ابن باز أقرب وأظهر.
لان الشيخ نظر الى الادلة فوجدها مقتضيه (لانتقال المأموم من صلاة المسافرين الى صلاة المقيمين).
كما يذكر الفقهاء ان المسافر أذا صلى خلف مقيم (فأنه يصلى صلاة مقيم).
فأذا كانت الحالة كذلك فهو يصلى صلاة الاقامة في حقه وهي أذا كانت عشاء أربع ركعات.
فالشيخ رحمه الله نظر الى الصلاة من حيث انها صلاة مقيم وصلاة مسافر لا أنها متابعة مطلقة للامام.
لان الائتمام خلف المقيم يجعل صلاة المسافر صلاة أقامة.
فهذا وجه نظر الشيخ وهو قوى كما هو بين.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[01 - 06 - 04, 08:07 م]ـ
ليهنك العلم والفقه يا أبا عمر،
قد يكون توصيل المعلومة يتطلب شيئاً من التفصيل والإيضاح وفي ذلك صعوبة، لكن الأصعب أن تُختصر وفي نفس الوقت تُوضّح بشكل يفهمه العامي وطالب العلم والعالم وخير الكلام ما قلّ ودلّ و كلام السلف رضوان الله عليهم -كما لا يخفى - كلام جامع مانع قليل، لكنه كثير البركة، بخلاف المتأخرين كلامهم كثير قليل البركة، فجزاك الله خيرا يا أبا عمر ورفع قدرك.
أما ما ذكره الشيخ ابن باز فهو الذي عليه ظاهر الأدلة، وقد ذكرت لمن أراد الفائدة حول هذه المسألة مراجعة المصدر الذي ذكرته، فلعل بعض الأحبة لا يوجد لديهم شرح الشيخ على الروض لذا من باب الفائدة سأفرّغ إن شاء الله كلام الشيخ رحمه الله حول هذه المسألة، أسأل الله العلي القدير أن يرزقني وإياكم الفقه في دينه، اللهم آمين
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[03 - 06 - 04, 03:02 م]ـ
السائل (عبدالعزيز بن قاسم): أحسن الله إليك لو أتى مسافر عليه فرض العشاء و وجد قوما يصلون المغرب.
الشيخ - رحمه الله -: يصلي معهم المغرب وإذا سلموا يأتي برابعة.
عبدالعزيز بن قاسم: ويترك القصر.
الشيخ رحمه الله: نعم يترك القصر.
سائل: لو جلس أحسن الله عملك.
الشيخ رحمه الله: لا، لا يجلس، يكمّل إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه.
عبدالعزيز بن قاسم: يعني ليس له أن يجلس حتى يسلموا فيسلم.
الشيخ رحمه الله: لا لا، يكمّل معهم ولاّ لا يصلي معهم.
الشيخ عبدالعزيز القاسم: أحسن الله إليك
الشيخ عمر العيد: لو فاتته ركعة واحدة من المغرب، يكمل أربعا
الشيخ رحمه الله: نعم، لأن صلاة المأموم خلف الإمام يجب أن تكون أربعا، من ائتم بمقيم.
انتهى من نهاية الوجه الثاني من الشريط الرابع من شرحه رحمه الله على كتاب الصلاة من الروض المربع
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على الروض المربع الجزء الرابع، صفحة 368:
((فإن قال قائل: ما تقولون في رجل مسافر صلى خلف إمام يصلي أربعا هل تبيحون له إذا صلى الركعتين أن ينفرد ويسلّم، لأن المسافر يقصر الصلاة.
فنقول: لا نبيح له ذلك.
إذاً ما الفرق بين هذه المسألة ومسألة من يصلي المغرب خلف من يصلي العشاء؟
الجواب: الفرق بينهما ظاهر، لأن إتمام الرباعية إتمام صفة مشروعة
في الحضر، أما إتمام المغرب أربعا فليست صفة مشروعة إطلاقاً.
وعلى هذا فنقول: القصر في مسألة المسافر عورض بوجوب المتابعة،
وإتمام الصلاة للمسافر ليس بحرام، أي من أتم الصلاة في السفر
فليس كمن صلى المغرب أربعا أو صلى الفجر أربعاً، فظهر الفرق بينهما
، فمن صلى مع الإمام المقيم وهو مسافر فعليه أن يتم سواء أدرك
الصلاة في أولها أم في أثنائها.)) انتهى كلامه رحمه الله.
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 06 - 04, 04:13 م]ـ
سبق أن المسألة خلافيه ولكل قول وجاهته
ومن نافلة القول أقوا: إن هذا الملحظ وهو هل وجوب المتابعة تكون للأفعال أم لنية الإتمام والقصر أم لكليهما أم أن هذا كله غير معتبر لا نية الإتمام أو القصر ولا كذلك متابعة الأفعال وإنما المعتبر هو نية المأموم في متابعته للإمام؟ هذا هو ملحظ المسألة
ولذلك شيخنا ابن عثيمين رحمه الله أصله وجوب متابعة الأفعال للإمام ما لم يخالف هيئة الصلاة لكنه خرم هذا الأصل في مسألة واحدة لأنه نظر إلى نية المأموم فقال رحمه الله فيمن صلى العشاء خلف من يصلي المغرب له ثلاث خيارات من بينها أن يقصر العشاء ويسلم ويترك الإمام بمعنى أنه لم ينظر إلى الأفعال مع أن الأصل على رأيه أن يلزمه بالإتمام لأنها صفة صلاة العشاء
كذلك الحنابلة خرموا أصلهم في رواية في مسألة واحدة وهي:
في مسافر صلى العشاء خلف من يصلي الفجر قالوا يجوز له القصر فنظروا إلى الأفعال ولم ينظروا إلى نية الإتمام ونية القصر أنها مختلفة فيما بينهما
وهذا الملحظ في نظري من رياضات الفقهاء والله أعلم
أخوك: المقرئ
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[03 - 06 - 04, 09:28 م]ـ
الشيخ المقرئ - ولا يهون بقية المشايخ -:
طالما أن هذه المسائل من رياضات الفقهاء، فما رأيكم في مسافر صلى العشاء خلف مسافر يصلي المغرب، ما يفعل؟
وددت أن اسمع رأيكم ورأي بقية المشايخ، ولدي إختيار الشيخ عبدالعزيز رحمه الله في هذه المسألة، لكن أردت أن أرى أراءكم أولا
ونستفيد من فوائدكم ثانيا، جزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/303)
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - 06 - 04, 01:38 ص]ـ
أخي عبد الله:
هذه المسألة وهي مسافر صلى العشاء خلف مسافر يصلي المغرب؟
فيها ثلاثة أقوال كما سبق وهذا على رأي من يرى جواز اختلاف الصلاتين بين الإمام والمأموم وإلا فإن الرواية المشهورة عند الحنابلة وهو قول الجمهور عدا الشافعية أنه لا يأتم من يصلي العشاء خلف من يصلي المغرب
لكن على رأي من أجازها ففيها ثلاثة أقوال والذي أفتى به شيخنا ابن عثيمين: أن له أن يقصر ويسلم أو يقصر وينتظره في التشهد حتى يسلم معه أو يكمل العشاء رباعية بعد سلام الإمام
أخوك: المقرئ
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:19 ص]ـ
شيخنا الكريم: القرافي وفقه الله تعالى.
أود أخي الحبيب أن اعرض عليك فهمي لهذه المسألة (أو ملحظها) كما أشرتم لتصحيحه.
لان فقهاء الشافعيه والرواية المختارة عند الحنابلة وهي غير المشهورة لكنها أختيار الشيخين (الموفق و تقي الدين) وعليها العمل عند كبراء العلماء في عصرنا ومصرنا كابن باز وابن عثيمين وغيرهم.
جميعهم يقولون (أن الاختلاف في النية لايؤثر) ويحمل حديث: (أنما جعل الامام ... ) على الاقتداء بالافعال بدلالة قوله (فأذا ركع (والركوع فعل) فاركعوا (تابعوه في فعله) ... الخ.
وهذا هو الظاهر من الدلالة.
فيصير المناط هو المتابعة عندهم (متابعة الافعال).
ويقصدون بها (وهذا هو سبب المشاركة) أن تكون الافعال غير منافيه فلا يصح ان يصلي الظهر خلف من يصلي الكسوف.
لكن يصح ان يصلى الفجر خلف من يصلي المغرب. وهكذا.
فقوله الاقتداء بالافعال مقصوده عدم المنافاة بين المأموم والامام. ولايقصدون به مطلق المتابعة في الفعل.
وعليه يصح لمن صلى مسافرا عشاء خلف مسافر يصلي المغرب.
أن يقصر الصلاة فيصلي معه ركعتين. ثم ينتظر أو يسلم.
لانه لاتلزمه صلاة الاقامة لعدم وجود العلة المقتضية و هو (الصلاة خلف المقيم).
فهاتين الصورتين واضحتين لكن ما هو وجه الاختيار الثالث للشيخ بن عثيمين وهو الاتمام أربعا!!
أخوك أبو عمر،،،،
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - 06 - 04, 04:02 ص]ـ
شيخنا الكريم زيادا يعلم الله أني مشتاق لمطارحاتك [لا مطارحتك]
ما أشرتم إليه أحبك الله: أن الملحظ هو المتابعة للأفعال هو أحد الأقوال في المسألة كما أشرت إليه سابقا
لكن شيخ الشيوخ ابن باز رحمه الله لم يعمل هذا الأصل كما ترى في مسألة: مسافر صلى العشاء خلف من يصلي المغرب بل ألزمه بالإتمام
مع أني حقيقة لم أفهم إشكالك ولكن أعرض لك ما تيسر لأبين المسألة بوضوح أكثر، وهذا كله عند من أجاز اختلاف الصلاتين كما سبق:
1 - من رأى أن المتابعة تكون بنية الإتمام أو القصر فإن كان إمامك يصلي بإتمام لزم إتمام صلاتك وعليه فمن صلى العشاء خلف من يصلي المغرب لزمه إتمام الصلاة وهذا الذي أفتى به الشيخ ابن باز
2 - من رأى أن المتابعة تكون بمتابعة الإمام فقط في أفعاله دون نيته وجب عليه أن يتم الصلاة لأن المغرب ثلاثية فيبقى واحدة لكن لو صلى العشاء خلف من يصلي الفجر لم يلزمه إتمام الصلاة
3 - من رأى أن المأموم له نيته وإنما يتابع الإمام فيما وافق صلاته ثم ينوي الانفصال عنه بعد ذلك أجاز له القصر في العشاء إذا كان إمامه يصلي المغرب أو لو دخل معه وقد فات ركعة من المغرب فإنه يسلم معه ولا يلزمه الإتمام
لا أدري هل هذا هو ما أردت أو أنني أسأت الفهم كما هي العادة
وأما قولكم أعزكم الله: [ويقصدون بها (وهذا هو سبب المشاركة) أن تكون الافعال غير منافيه فلا يصح ان يصلي الظهر خلف من يصلي الكسوف] وما بعده
أرجو توضيح مقصودكم مرة أخرى غير مأمورين
محبك: المقرئ
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 04:47 ص]ـ
أخي الحبيب (المقرئ) عمر الله قلبه بحبه وأسبل عليه سوابع فضله.
مقصدي أن الذي أفهمه في مسألة المتابعة في الافعال ليس بمعنى انه يجب عليه متابعة الامام في الركعات والافعال، وعليه لا يصح له أن يصلى اربع خلف من يصلي ثلاث - مثلا -.
بل مقصودهم (بالمتابعة) أن لا تتنافي افعال الامام والمأموم، ومثاله أن يصلي الفجر خلف من يصلي الكسوف.
أو يصلي العصر خلف من يصلي الجمعة (لان صلاة الجمعة عندهم مختلفة الكيفية عن بقية الصلوات) .... الخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/304)
هذا الذي أعرفه وأبغى تصحيحه من مذهب الحنابلة.
وأيضا لم أفهم وجه قول الشيخ ابن عثيمين الذي نقلتموه في مسافر يصلي العشاء خلف مسافر يصلي المغرب وهو:
(يكمل العشاء رباعية بعد سلام الإمام).
لماذا يكمل العشاء أربع، وليس ثمة ما يوجب عليه أتمام الصلاة فلا هو (صلى خلف المقيم) ولا هو بمحل أقامة.
فهل هذا من باب جواز أن يتم المسافر صلاته أم له وجه آخر.
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - 06 - 04, 03:47 م]ـ
إلى الشيخ المبارك زياد:
1 - على الرواية الأخرى الموافقة لمذهب الشافعي وهو جواز صلاة العشاء خلف من يصلي المغرب:
الحنابلة عندهم المتابعة تكون في متابعة الأفعال مع متابعة نية الإمام في صلاته هل هي مقصورة أم تامة ولا ينظرون كون الإمام قصر صلاته أم أتمها المهم نية الإمام، بل لو كانت صلاة الإمام موافقة في الأصل لصلاة المأموم المسافر لابد أن يتم المسافر صلاته لأن صلاة الإمام ليست مقصورة
ولذلك لو أتم المسافر وهو ينوي أن يتم الصلاة لزم المسافر أن يتابعه بينما لو نوى أن يقصر ثم سها وأتم فله أن لا يتابعه المأموم المسافر في صلاته بل قال بعض الحنابلة ببطلان صلاته لو تابعه فقدموا نية الإمام على أفعاله مع أن الإمام في سهوه لم تبطل صلاته ولا يجب عليه سجود سهو واختلفوا في مشروعيته، ولا يخفى أن الحنابلة يرون وجوب نية القصر عند أول الصلاة
2 - أصحابنا الحنابلة يمشون على هذا الأصل وهو هل الصلاة مقصورة أم تامة فإن كانت تامة لزمه الإتمام ولهذا يرون أن المسافر إذا صلى خلف إمام الجمعة ظهرا لزمه الإتمام مع أنها ركعتان مقابل ركعتين رواية واحدة، وكذلك على الرواية الأخرى فيما سبق فيمن صلى العشاء خلف من يصلي الفجر
3 - أما قولكم وفقكم الله في رأي شيخنا رحمه الله: [وليس ثمة ما يوجب عليه أتمام الصلاة فلا هو (صلى خلف المقيم) ولا هو بمحل أقامة]
فإن الشيخ نظر إلى هذه المسألة من جميع الوجوه فأعمل جميع الاحتمالات وصحح صلاته
1 - فقصره بناء على أن المأموم نوى متابعة الإمام فيما هو من صلاته لاختلاف الصلاتين وأن هاتين الصلاتين غير متساويتين في عدد الركعات [وكما قلت الشيخ لم يخرم أصله إلا في هذه المسألة]
ولهذا سئل شيخنا عن رجل مسافر صلى الظهر خلف مقيم صلى العصر فأمره الشيخ بالإتمام وكأن الشيخ نظر إلى أن الصلاتين متساويتان
2 - وأما إتمامه فلأجل أن الإمام يصلي المغرب وليس فيها قصر بل هي تامة فلذلك المأموم يتم صلاته
هذا ما لزم والله أعلم
أخوك: المقرئ
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[04 - 06 - 04, 07:10 م]ـ
الشيخ المقرئ، لا حرمنا الله فوائدك ودررك
وإختيار شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه هو إختيار الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله - وهذا الذي أشكل علي فطلبت فوائدكم أنتم والشيخ زياد حول هذه المسألة لأن فيها في الظاهر مخالفة للأصل -
والآن لمزيد الفائدة أفرّغ لكم ما ذكره الشيخ الإمام ابن باز حول هذه المسألة - وأرغب حقيقة من الشيخ زياد والشيخ المقرئ إفادتنا حولها-
:
السائل (الشيخ عبدالعزيز بن قاسم): لكن أحسن الله إليك هؤلاء يصلون وهم مسافرون يصلون المغرب وهو أتى مسافراً أيضاً ودخل معهم وفي نيته العشاء.
الشيخ - رحمه الله -: اللي يظهر لي أنه يصلي معهم المغرب فقط، يسلم معهم المغرب نافلة له، ثم يصلي صلاة اللي عليه المغرب أو العشاء
الشيخ عبدالعزيز بن قاسم: هو أحسن الله إليك قد صلى المغرب.
الشيخ - رحمه الله -: يصلي العشاء وحده، لا يصلي معهم المغرب إحتياطاً.
الشيخ عبدالعزيز بن قاسم (مستفسراً): يصلي وحده.
الشيخ - رحمه الله -: يصلي العشاء وحده ولاّ لا يصلي معهم المغرب، ويتم ويصليها أربعاً، إذا سلموا يأتي برابعة، أما أنه يصلي ثنتين ويسلم لا.
سائل (من مصر): أحسن الله إليك لكن لو كان يصلي المغرب وهم العشاء، يصلي ثلاثا ثم يجلس في الثالثة حتى يتمّوا هم الرابعة
الشيخ - رحمه الله -: لا صار يصلي معهم المغرب لا بأس يجلس يصلي المغرب فإذا سلّموا سلّم ثم يأتي بالعشاء بعد ذلك.
السائل (نفسه): أحسن الله إليك إذا صلى هو المغرب وهم العشاء
الشيخ - رحمه الله -: يجلس في الثالثة.
السائل (نفسه): طب ماشي ايش الفرق بين
الشيخ - رحمه الله - (مداخلا بعدما عرف المقصود): حتى يسلموا، لأنه مهوب يصلي معهم العشاء، يصلي معهم المغرب.
انتهى بحروفه من نهاية الوجه الثاني من الشريط الرابع من شرح سماحته - رحمه الله - على كتاب الصلاة من الروض المربع
وأرجو من الشيخ المقرئ توضيح ماهو موجود وخاصّة ما قصد الشيخ رحمه الله بآخر جملة ولأني رأيتك ذكرتها من ضمن الإحتمالات ولم تتضح لي تماماً
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
ملاحظة: كلمة (لا صار) التي ذكرها الشيخ رحمه الله بمعنى ما دام
أو طالما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/305)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 06 - 04, 08:46 م]ـ
الاخوة الفضلاء والله قد جليتم كثير من الاشكالات.
فائدة: (قال النووي رحمه الله في المجموع: ولو نوى الظهر خلف من يصلى المغرب في الحضر او السفر لم يجز القصر بلا خلاف).
ويظهر انه يقصد الخلاف النازل في المذهب بدلالة ما قبله وما بعده.
وفي شرح المنهاج وحاشية قليوبي وعميرة عليه: (يؤْخذُ مِما ذكرَ شَرْطٌ لِلْقَصْرِ وَهُوَ أَنْ لَا يَقْتَدِيَ بِمُتِمٍّ وَلَا بِمُصَلٍّ صَلَاةً تَامَّةً فِي نَفْسِهَا).
وبهذا تخرج الفجر والمغرب لانهما تامتان في نفسيهما.
هل تعرفون سبب الاشكال ولازالت له علائق:
كنت أظن أن العبرة في وجوب الاتمام خلف المقيم هو (ان يكون الامام ((مقيما)) بغض النظر عن نيته).
طبعا غير قول من قال ان العبرة بالفعل هل ثمة قصر في الصلاة أم لا.
ثم أشكل على هذه الصورة مسافر يصلي الظهر المقصورة خلف من يصلى الجمعه (على القول بأن الجمعة ظهر مقصورة) وهو قول مرجوح.
هذا المسافر هل يقصر!! لان أمامه يصلى بنية القصر (وهو مقيم).
فعلى النيات فهما ينويان القصر! وعلى الفعل فكلاهما يقصر رباعية!
لكن على ظني الاول فهذا مقيم (الامام) وذاك مسافر فيجب على المأموم أن يصلى أربعا لان أمامه مقيم.
وهذا الظن في غير محله وسببه عندي أن حديث ابن عباس فيه (أذا صلى خلف المقيم)، فالتقييد كان يقوله (مقيم).
ثم تبين لي ان خلاف هذا الظن هو الصحيح لان سلطان المتابعة أنما سقط لاجل حال السفر.
طيب تعالوا الى هذه الصورة:
مسافر يصلى الظهر خلف مسافر يصلى الظهر أيضا.
المأموم أدرك ركعتين!
لكن الامام وهو (مسافر) قرر ان يتم الصلاة وهو لايرى وجوب القصر وقرر ان يتم (وقد حدثت هذه الصورة فعلا).
المأموم أدرك الركعتين الاخيرتين ثم تين له قبل ان تنتهي الصلاة ان صاحبه المسافر أتم فهل يجب عليه أن يتم الصلاة.
الان المسافر الذي يصلي خلفه على ما وضح لي ليس له القصر لان (نية) الامام هي الاتمام بغض النظر عن حاله هل هو مسافر أم مقيم (كما كان ظني).
هذا المسا
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 04, 12:23 ص]ـ
الأخ عبد الله:
شرح كلام الشيخ في قوله:
[السائل (نفسه): أحسن الله إليك إذا صلى هو المغرب وهم العشاء
الشيخ - رحمه الله -: يجلس في الثالثة.]
هذا كلام واضح: وصورتها مسافر يصلي المغرب خلف من يصلي العشاء فالشيخ يقول يجلس في الثالثة لأن ركعات المغرب ثلاث
وقوله:
[السائل (نفسه): طب ماشي ايش الفرق بين
الشيخ - رحمه الله - (مداخلا بعدما عرف المقصود): حتى يسلموا، لأنه مهوب يصلي معهم العشاء، يصلي معهم المغرب.]
لازال الشيخ يتكلم عن المسألة السابقة أي أن الشيخ يعلل سبب جلوس المأموم بعد الثالثة أن المأموم لا يصلي معهم العشاء حتى يتابع الإمام في قيامه للرابعة بل هو يصلي المغرب ثلاث ركعات فلذلك يلزمه الجلوس ولا يزيد
أرجو أن أكون وضحت المقصود
شيخنا زيادا: جزاك الله خيرا
أخوكم: المقرئ
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[05 - 06 - 04, 06:27 م]ـ
الشيخ المقرئ - متّعنا الله بعلمه وكلأه برعايته -
جزاكم الله خيراً وكلام الشيخ جداً واضح لكن الذي عنيته بارك الله في علمكم أن توضح مادار بينه وبين الشيخ بن قاسم وربطته بآخر جملة
فآخر جملة من الشيخ والذي أشار بها إلى جواب السائل المصري
عن الفرق بين من يصلي مغربا خلف من يصلي عشاءا
الفرق بينه وبين من يصلي عشاءا خلف من يصلي مغربا
وقد سبق أن كرّر السائل سؤاله للشيخ عن الفرق فسمعه الشيخ وهذا واضح من الشريط لكن الشيخ أرجأ الإجابة لحين يكمل كلامه وإلا هو سمعه
لأن السائل سبق وسأل السؤال ما الفرق لكن الشيخ قال مستوضحاً نعم، فسأل السائل السؤال بدون أن يسأل عن الفرق إلا في آخر سؤال
فأتى السؤال الأخير عنما ذكر السائل المصري:طب ماشي ايش الفرق بين
فأراد السائل أن يكمل
وقاطعه الشيخ - وهي عادة الشيخ إذا فهم السؤال حفاظا على وقت الدرس- خصوصا وقد مرّ السؤال على الشيخ قبل سؤال المصري: أحسن الله إليك لكن لو كان يصلي المغرب وهم العشاء، يصلي ثلاثا ثم يجلس في الثالثة حتى يتمّوا هم الرابعة
فالذي يظهر من سماع الشريط أن جملة الشيخ: حتى يسلموا، لأنه مهوب يصلي معهم العشاء، يصلي معهم المغرب
أن عبارة حتى يسلموا عائدة على الجلوس كما ذكرت أنت لكن التي بعدها منفصلة كما هي واضحة في الشريط ووضعت أنا فاصلة محاولة لمحاكاة ما في الشريط وأتوقع والله أعلم أنها عائدة على سؤال السائل عن الفرق بين من يصلي عشاء خلف مغرب وبين من يصلي مغرب خلف عشاء، فجواب الشيخ رحمه الله والله أعلم كان إشارة للفرق.
ولذا كان سؤالي هل هذا الجواب كما أتوقع أنه إشارة إلى الفرق
هل هو يؤيد الإحتمال الذي ذكرته: 2 - وأما إتمامه فلأجل أن الإمام يصلي المغرب وليس فيها قصر بل هي تامة فلذلك المأموم يتم صلاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/306)
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 04, 07:35 م]ـ
إلى الأخ الحبيب عبد الله:
نعم هو ذاك الشيخ أمره بالإتمام لأن المغرب تامة
أخوك: المقرئ
ـ[الموحد99]ــــــــ[05 - 06 - 04, 08:09 م]ـ
الحمدلله
قال السائل:
سمعت من بعض الأخوة أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى كان يرى أن المسافر إذا أدرك ركعتين من الرباعية مع إمام مقيم فإنها تكفيه؟؟
الجواب:
هذا غير صحيح بل الشيخ رحمه الله يقول بأن المسافر إذا صلى خلف المقيم فإنه يجب عليه أن يصلي أربع ركعات 0
الشيخ رحمه الله يقسم هذه المسألة إلى ثلاثة أقوال:
(1):
أن يصلي المسافر رباعية خلف من يصلي رباعية
(2):
أن يصلي المسافر رباعية خلف من يصلي ثنائية
(3):
أن يصلي المسافر رباعية خلف من يصلي ثلاثية
---
فإذا صلى رباعية خلف من يصلي رباعية مثل من يصلي الظهر خلف من يصلي الظهر أو العصر فإنه يجب عليه أن يصلي أربع ركعات
----
فإذا صلى رباعية خلف ثنائية مثل أن يصلي العشاء الآخرة خلف من يصلي التراويح أو الفجر فهذا يصلي ركعتين لأنه لم يخالف الإمام
----
وإذا صلى رباعية خلف ثلاثية فالشيخ يرى أن الأمر بالخيار
إن شئت أن تقصر 0
وإن شئت أن تتم والإتمام أحوط 0 أهـ بتصرف يسير
من شريط " الشيخ ابن عثيمين ومنهجه الفقهي " الشيخ خالد المشيقح
--------------------------------------
أقول عندي بعض الاشكال فيما سبق وهو:
أن ظاهر جواب الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أن من أدرك أقل من ركعة مع المقيم يصلي صلاة مسافر مع أن حديث ابن عباس
1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عام
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى يصلي صلاة مقيم ولو أدرك الإمام في التشهد أخذا بعموم حديث ابن عباس
1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[06 - 06 - 04, 08:00 م]ـ
الأخ الكريم الموحد 99 قلت أخي الكريم (أن ظاهر جواب الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أن من أدرك أقل من ركعة مع المقيم يصلي صلاة مسافر مع أن حديث ابن عباس عام.)
فلا أدري أين ذكر الشيخ ذلك في مقالنا هذا، لكن على العموم إختيار الشيخ رحمه الله هو إختيار شيخ الإسلام ابن تيمية لأن الصلاة تُدرك بركعة والركعة تُدرك بالركوع فإذا أدرك أقل من ركعة لم يدرك الصلاة
لما ثبت فى الصحيحين عن النبى -صلى الله عليه وسلم- أنه قال
(من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى الجزء23صحيفة333 مانصه: (((السادس (أنه ينبنى على هذا أن المسافر اذا ائتم بمقيم وادرك معه ركعة فما فوقها فانه يتم الصلاة وان أدرك معه أقل من ركعة صلاها مقصورة نص عليه الامام أحمد فى احدى الروايتين عنه وهذا لأنه بادراك الركعة قد ائتم بمقيم فى جزء من صلاته فلزمه الاتمام واذا لم يدرك معه ركعة فصلاته صلاة منفرد فيصليها مقصورة))
وأيضا هو إختيار الشيخ سليمان العلوان - فرّج الله عنه - وهو الذي نقلته
فوق،
5 - صلاة المسافر خلف المقيم.
السؤال (للشيخ سليمان العلوان):
رجل مسافر وصل إلى البلد الذي سافر إليه وأراد أن يُصلي مع إمام مقيم فهل تصح صلاته؟.
الجواب:
الحمد لله
لا مانع من كون المسافر يصلي خلف المقيم سواء اختلفت هيئة الصلاة أم لا. واختلاف النية غير مؤثر غير أن المسافر إذا أدرك مع الإمام دون الركعة فإنه يصلي قصراً.
مثال ذلك: مسافر أدرك مع الإمام التشهد الأخير من صلاة الظهر فحينئذٍ يصلي الظهر ركعتين، فهذه صلاته إذا لم يدرك ركعة فأكثر ....
انتهى الشاهد من كلامه حفظه الله.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 06 - 04, 05:54 م]ـ
الشيخ ابن باز رحمه الله يرى أن حديث من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة يفسّر ويخصّص حديث فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتموا
المصدر: نهاية الوجه الثاني من الشريط الثالث من شرحه رحمه الله على كتاب الحج من بلوغ المرام
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[03 - 12 - 04, 11:14 م]ـ
صلاة مسافر يصلي العشاء خلف مقيم يصلي المغرب
الشيخ عبدالعزيز بن قاسم: أحسن الله إليك لو أتى مسافر عليه فرض العشاء و وجد قوما يصلون المغرب
الشيخ ابن باز - رحمه الله -: يصلي معهم المغرب وإذا سلموا يأتي برابعة، نعم
الشيخ بن قاسم: ويترك القصر؟
الشيخ ابن باز - رحمه الله -: نعم يترك القصر.
سائل: لو جلس أحسن الله عملك؟
الشيخ ابن باز - رحمه الله -: لا، لا يجلس، يكمّل إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه.
الشيخ بن قاسم: يعني ليس له أن يجلس حتى يسلموا ويسلم؟
الشيخ ابن باز - رحمه الله -: لا لا، يكمّل معهم ولاّ لا يصلي معهم.
الشيخ عمر العيد: أحسن الله إليك لو فاتته ركعة واحدة من المغرب يكمّل أربعاً.
الشيخ ابن باز - رحمه الله -: نعم لأن صلاة المأموم خلف الإمام المقيم يجب أن تكون أربعاً.
نهاية الشريط الرابع من شرح سماحته - رحمه الله - على كتاب الصلاة من الروض المربع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/307)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[07 - 05 - 05, 12:37 ص]ـ
- للفائدة
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 09 - 05, 12:30 ص]ـ
ومن نقل لي تراجع الشيخ ابن عثيمين يبدو أنه وهم ولست متأكدا الآن منه إلا أن الشيخ الطيار نفى ذلك.
والله أعلم
نعم، فقد سألت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى بعد محاضرة ألقاها في مسجد الشيخ عبدالله القصير وفقه الله تعالى، وكنا على العشاء، فقلت: نُقل عنكم - حفظكم الله - أنكم تقولون أنه يجوز للمسافر إذا أدرك ركعتين في الرباعية مع الإمام المقيم أنه يسلم - أي من ركعتين ولا يلزمه الإتمام -؟
فالتفت الشيخ مسرعا وقال: أبدا، هذا غير صحيح، يجب على المسافر إذا أدرك الإمام أن يأتم به، وذكر الحديث.أ. هـ ,
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 09 - 05, 08:39 ص]ـ
((الشيخ عبدالعزيز بن قاسم: أحسن الله إليك لو أتى مسافر عليه فرض العشاء و وجد قوما يصلون المغرب
الشيخ ابن باز - رحمه الله -: يصلي معهم المغرب وإذا سلموا يأتي برابعة، نعم))
رحم الله شيخنا الإمام ابن باز
يعني في هذه الحال:
لا هو صلى صلاة المغرب ثلاث ركعات
ولا صلى صلاة السفر ركعتان
وعلى هذا:
لو جاء المسافر الذي عليه المغرب ليصلي خلف مقيم يصلي العشاء: فإنه يصلي المغرب أربع ركعات
أليس كذلك؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - 09 - 05, 12:30 م]ـ
ـــــــ
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن يبقي عندي إشكال قوي على الرواية الصحيحة وهي:
سألت بن عباس كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام فقال ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم "
ما معنى إذن السؤال إذا لم أصل مع الإمام فهو واضح أن يصلي مع الإمام أربعا؟؟
لأن من يقول بوجوب القصر يقول لكن المأموم يلزمه الإتمام فأخبرته بضعف رواية الطفاوي عن أيوب الصريحة في ذلك فوافقني على ذلك لكن قال لي: ما معنى السؤال إذن كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام؟؟ وما قيمته فهو تحصي حاصل اللهم إلا ان يكون يصلي خلف الإمام أربعا وهو المراد إثباته ثم استشكل عليه فسأل ابن عباس ماذا يفعل لو كان منفردا؟؟
فما ترى الجواب على هذا الاعتراض؟؟ إخواني الفضلاء
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:46 ص]ـ
خاطرة. . . .
بكل صراحة
وأنا أقرأ الموضوع كنت اتعجب من شيء كان موجودا فيما سبق ثم اختفى في كثير من المشاركات في الزمن المتأخر من حياة هذا الملتقى.
فرحت كثيرا عندما قرأت مثل هذا الأدب الجم في المناقشة والحوار بين المشائخ الفضلاء
لا تملك الا أن تدعو لهم بأن يزيدهم الله علما وعملا. . . .
في مثل هذه المشاركات تجد الفائدة وتتعلم الأدب
لاأخفيكم سعدت كثيرا عندما ظننت أن هذه المشاركات عادت وعاد أصحابها
لكن عندما قرأت تاريخ المشاركات علمت انه ذلك الزمن
اللهم اغفر لسلف هذا الملتقى واجمعنا بهم في جنات النعيم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[25 - 05 - 08, 01:05 م]ـ
الاخوة الاكارم حفظكم الله من كل سوء
الا يمكن ان يستدل بجواز قصر المسافر خلف المقيم
بقول ابن مسعود عندما قيل له فيه اتمامه خلف عثمان رضي الله عنه فقال
((الخلاف شر)) متفق عليه
اذ لو كان الاتمام واجبا لقال يجب علي أن أتم اذا أتم الامام
لكن جعل سبب اتمامه خشية الخلاف والشر الذي سيحصل من فعله لمخالفة الامام - -!!
والله تعالى أعلم وأحكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 01 - 10, 06:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
سأل أحد الإخوة عن هذه المسألة .. وقال: إن هذا الفعل تكرر منه سنوات طويلة، ويسأل عن حكم صلاته؟ ..
فأرفع الموضوع للفائدة، والإفادة لمن لديه نقل موثق عن أحد العلماء في مسألة صاحبنا.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 01 - 10, 01:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
سأل أحد الإخوة عن هذه المسألة .. وقال: إن هذا الفعل تكرر منه سنوات طويلة، ويسأل عن حكم صلاته؟ ..
فأرفع الموضوع للفائدة، والإفادة لمن لديه نقل موثق عن أحد العلماء في مسألة صاحبنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل نقل الإجابة أحب أن أوضح بعض الأمور
الشيخ رحمه الله إذا سئل عن قضاء صلوات فوائت أمر بوجوب قضائها ولم يستفصل
من السائل إلا في حالة تركها السائل تهاونا فإنه أكثر ما يجيب بأنه لا يقضي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/308)
لأن تركها كفر فيكفي التوبة ومع ذلك أحيانا يأمر تاركها إن كانت الصلوات المتروكة قليلة
كصلاتين أو ثلاث فيأمره بقضائها احتياطا وخروجا من خلاف أهل العلم
هذا في ترك االصلاة تهاونا
أما من أداها وأخل بشئ من أركانها
فيوجب عليه القضاء ولا يستفصل منه
إلا إذا ذكر السائل أن الصلوات كثيرة
فالشيخ في الصلوات الكثيرة لا يأمره بالقضاء
وهذا تردد أكثر من مرة
والشيخ الراجحي أو غيره سأل الشيخ مرة عن قضاء الصلوات الكثيرة
في حال بطلانها هل نامره بالإعادة فأجاب الشيخ إن كانت كثيرة فلا يؤمر
بخلاف لو كانت قليلة
وربما أحيانا قال شهر او أكثر
ومقصود كلام الشيخ إن كان كثيرا عرفا فلا يؤمر بالإعادة
وهذا كله في حال سأل السائل عن هذا تحديدا أي عن إعادة الصلوات الكثيرة
وإلا الشيخ لا يستفصل أبدا بل يأمر بوجوب قضاء الصلوات
وذلك للجهل كما في هذه المسألة
وأحيانا لقوة دليل المخالف
كما سأله أحد الإخوة ممن أعرفهم عن قضاء صلوات جمعها في خارج المملكة وقد أفطر شهر رمضان كاملا!!
وهو مكث أكثر من شهر استنادا لفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
فأجاب الشيخ ابن باز لا حرج ويقضي الصوم (1) وقال ما نصه (لوجاهة وقوة الرأي الآخر)
وأحيانا لا يأمره بالإعادة كما ذكرت سابقا عن تارك الصلاة تهاونا لخروجه من الدين والعياذ بالله
وهذا هو المعروف عن الشيخ إلا أنه بعض الأحيان يأمره إن كانت قليلة يقضيها احتياطا
وخروجا من خلاف أهل العلم (وهذه القاعدة يعملها الشيخ كثيرا في فتاويه "الخروج من الخلاف مستحب")
أما مسألة السائل تحديدا للشيخ ابي محمد المسيطير
س: صليت العصر مع الإمام في مدينة الرياض وأنا مسافر، فأدركت معه ركعة فقط، ثم صليت واحدة وسلمت لأني أقصر، فلما سلمت سألني بعض الإخوان: لماذا صليت ثنتين وسلمت؟ فقلت له: لأنني مسافر وقد صليت الظهر لوحدي ركعتين وأدركت مع الإمام ركعة فصليت الثانية وسلمت، فقال لي: لا يجوز؛ لأنك إذا ما أدركت الإمام مع الجماعة فدخلت في الجماعة فلا يجوز لك القصر، ويجب عليك أن تتابع الجماعة متى وجدتها، وقد امتثلت لفتواه في هذه الفتوى، لكن ما الذي أصنعه في الأمور السابقة، لهذه الفتوى إن كانت صحيحة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: ج/ نعم هذه الفتوى صحيحة، المسافر إذا صلى وحده صلى ثنتين، أو صلى مع جماعة من المسافرين صلى معهم ثنتين، أما إذا صلى مع المقيم مع الإمام المقيم الذي يصلي أربعا، فإنه يصلي معه أربعا ولا يقصر، وإذا أدركه في الصلاة أدرك معه ركعة في صلاة الظهر أو العصر أو العشاء فإنه يأتي بثلاث حتى يكمل أربعاً وإذا أدركه في ركعة المغرب أتى بثنتين حتى يكمل المغرب ثلاثا، وإذا أدركه في ركعة في الجمعة أو الفجر أتى بالركعة الثانية حتى يكملها، وهذا قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن المسافر يصلي مع الإمام؟ قال: (يصلي أربعاً، فإذا صلى مع المسافرين صلى ثنتين)، فقال له السائل في ذلك، فقال: (هكذا السنة)، والسائل قال له: ما بالنا إذا صلينا مع الإمام صلينا أربعاً، وإذا صلينا لحالنا صلينا ثنتين؟! فقال ابن عباس: (هكذا السنة). خرَّجه مسلم في صحيحه، وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله بسند جيد، وهذا هو الصواب أن المسافر لا يقصر إلا إذا كان وحده أو مع مسافرين، أما إذا صلى مع المقيمين الذين يصلون أربعاً فإنه يصلي معهم أربعاً، سواء كان من أولها أو في أثنائها، إذا جاء في أثنائها ثم سلم إمامه كمل الأربع، هذا هو الواجب. أما الصلوات التي صليتها سابقاً، صليتها ثنتين وأنت مع الإمام فإن كانت قليلة فالأحوط أن تقضيها، أما إن كان لها دهر طويل فلعله يعفى عنك إن شاء الله؛ لأجل أنك صليت بجهل، والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى المسيئ في صلاته أمره أن يعيد الصلاة الحاضرة، ولم يأمره بقضاء الصلاة الفائتة، من أجل الجهل، فأنت كذلك إذا كانت صلوات قليلة وأعدتها حسن، وإلا فلا شيء عليك، لأن المطلوب أن تفعل ما بلغك من العلم الشرعي، فلما بلغك العلم الشرعي والتزمت فالحمد لله، والماضي نرجوا أن يعفو الله عنك سبحانه وتعالى، والأقرب والله أعلم أنه ليس عليك شيء فيما مضى؛ لأنك فعلته ظناً منك أنك على الصواب والحق ومعك شبهة ما هو المعروف في حق المسافرين من الصلاة ثنتين، فأنت لك شبهة والله يعفو عن الجميع، وليس عليك قضاء ما فات إن شاء الله، ولكن في المستقبل إذا وافقت الأئمة المقيمين تصلي معهم أربعاً، وإذا فاتك شيء فإنك تكمل أربعاً. المقدم: طيب بالنسبة للمسافر إذا وصل إلى المدينة، وأراد أن يصلي لوحده قصراً، هل يجوز له ذلك؟ علماً أنه يسمع الأذان، وقريب من المسجد، ويدرك الجماعة. الشيخ: لا يجوز له إذا كان وحده لا يجوز له، بل يصلي مع الناس، لأن الجماعة واجبة، أما إذا كانوا عدد، ثنتين فأكثر فهم مخيرون، إن شاؤوا صلوا وحدهم قصراً، وإن شاؤوا صلوا مع الأئمة في المساجد وأتموا أربعاً.
http://www.binbaz.org.sa/mat/15977
ولعلكم تلاحظون دمج سؤال آخر للمقدم في آخر الجواب المكتوب خلافا لعنوان السؤال
والسؤال والجواب في كتاب فتاوى نور على الدرب جمع الشيخين الطيار والموسى
الجزء الثاني صفحة 1030
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/309)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 01 - 10, 02:31 ص]ـ
وأحيانا لقوة دليل المخالف
كما سأله أحد الإخوة ممن أعرفهم عن قضاء صلوات جمعها في خارج المملكة وقد أفطر شهر رمضان كاملا!!
وهو مكث أكثر من شهر استنادا لفتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
فأجاب الشيخ ابن باز لا حرج ويقضي الصوم (1) وقال ما نصه (لوجاهة وقوة الرأي الآخر)
(1) للفائدة: الشيخ رحمه الله لا يلزم المغمى عليه -أكثر من ثلاثة ايام - القضاء مطلقا
سواءا صلاة أو صيام خلافا للمذاهب الأربعة خاصة في قضاء الصيام وقد علل الشيخ ذلك في شرح كتاب الصلاة من الروض المربع بأن الصلاة أعظم من الصيام(30/310)
اين اجد كلام شيخ الاسلام عن حديث خلق الله ادم على صورته
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[14 - 04 - 04, 11:59 م]ـ
ارجوا الافاده
ـ[الذيب]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:55 ص]ـ
اخي ستجده في بيان تلبيس الجهمية او نقض التاسيس
الذي لم يطبع الى الان ولازلنا ننتظر بفارغ الصبر ان يطبع
لاهمية هذا الكتاب، والكلام على الحديث الذي سالت
ربما يكون في تسعين صفحه تقريبا
اقصد طبعا"الطبعة المحققة في ثمان رسائل جامعيه
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 02:39 ص]ـ
نعم .. أحسنت
ولو أردت طريقة مختصرة فستجد أنَّ الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله قد نقل كلام الشيخ من تلبيس الجهمية في كتابه: شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 04 - 04, 05:12 م]ـ
شرح حديث " خلق الله آدم على صورته "
عندما قال رسول الله " وخلق الله آدم على صورته " إلى من تعود كلمة صورته وكيف نفسر هذا؟
الحمد لله، وبعد
أولا: الصورة صفةٌ ذاتيةٌ خبريةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالأحاديث الصحيحة.
ففي حديث الشفاعة الطويل: " فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة".
وقَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ قَالَ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى .... ] الحديث.
ومن هاذين الأحاديث يعلم أن الصورة ثابتة لله تعالى، على ما يليق به جل وعلا، فصورته صفة من صفاته لا تشبه صفات المخلوقين، كما أن ذاته لا تشبه ذواتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (لفظ الصورة في الحديث كسائر ما ورد من الأسماء والصفات، التي قد يسمى المخلوق بها، على وجه التقييد، وإذا أطلقت على الله اختصت به، مثل العليم والقدير والرحيم والسميع والبصير، ومثل خلقه بيديه، واستواءه على العرش، ونحو ذلك).
والصورة في اللغة: الشكل والهيئة والحقيقة والصفة. فكل موجود لابد أن يكون له صورة.
قال شيخ الإسلام: (وكما أنه لابد لكل موجود من صفات تقوم به، فلابد لكل قائم بنفسه من صورة يكون عليها، ويمتنع أن يكون في الوجود قائم بنفسه ليس له صورة يكون عليها).
وقال ابن قتيبة رحمه الله: (الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين، وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن، ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع، ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد).
قال الشيخ الغنيمان: (وبهذا يتبين أن الصورة كالصفات الأخرى، فأي صفة ثبتت لله تعالى بالوحي وجب إثباتها والإيمان بها).
ثانيا: إلى من تعود كلمة صورته، وكيف نفسر هذا؟
جاءت هذه اللفظة في حديثين الأول
الحديث الأول
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ]
وعند ابن أبي عاصم " إذا قاتل أحدكم فليجتب الوجه فإن الله تعالى خلق آدم على صورة وجهه"
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقبحوا الوجوه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن".
وهذان الحديثان يدلان على أن الضمير في قوله " على صورته " راجع إلى الله تعالى.
قال ابن تيمية: (لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير في الحديث عائد إلى الله تعالى، فإنه مستفيض من طرق متعددة، عن عدد من الصحابة، وسياق الأحاديث كلها تدل على ذلك ... ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة في عامة أمورهم، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم، ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ينهى فيه عن تقبيح الوجه، وأن الله سبحانه خلق آدم على صورته. فما الاعتقاد السليم نحو هذا الحديث؟
فأجاب رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/311)
الحديث ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" وفي لفظ آخر: " على صورة الرحمن " وهذا لا يستلزم التشبيه والتمثيل.
والمعنى عند أهل العلم أن الله خلق آدم سميعا بصيرا، متكلما إذا شاء، وهذا وصف الله فإنه سميع بصير متكلم إذا شاء، وله وجه جل وعلا.
وليس المعنى التشبيه والتمثيل، بل الصورة التي لله غير الصورة التي للمخلوق، وإنما المعنى أنه سميع بصير متكلم إذا شاء ومتى شاء، وهكذا خلق الله آدم سميعا بصيرا ذا وجه وذا يد وذا قدم، لكن ليس السمع كالسمع وليس البصر كالبصر، وليس المتكلم كالمتكلم، بل لله صفاته جل وعلا التي تليق بجلاله وعظمته، وللعبد صفاته التي تليق به، صفات يعتريها الفناء والنقص، وصفات الله سبحانه كاملة لا يعتريها نقص ولا زوال ولا فناء، ولهذا قال عز وجل: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى / 11، وقال سبحانه: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) الإخلاص / 4، فلا يجوز ضرب الوجه ولا تقبيح الوجه).اهـ
ومما يبين معنى هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر)، فمراده صلى الله عليه وسلم أن أول زمرة هم على صورة البشر، ولكنهم في الوضاءة والحسن والجمال واستدارة الوجه، وما أشبه ذلك على صورة القمر، فصورتهم فيها شبه بالقمر، لكن بدون مماثلة ... فتبين أنه لا يلزم من كون الشيء على صورة الشيء أن يكون مماثلاً له من كل وجه.
فقوله صلى الله عليه وسلم: (خلق آدم على صورته) أي أن الله عز وجل خلق آدم على صورته سبحانه، فهو سبحانه له وجه وعين وله يد ورجل سبحانه وتعالى، وآدم له وجه وله عين وله يد وله رجل ... ، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان فهناك شيء من الشبه، لكنه ليس على سبيل المماثلة، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه من القمر، لكن بدون مماثلة، وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أنّ جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليس مماثلة لصفات المخلوقين، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
الحديث الثاني
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةََ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ... ] الحديث
اختلف فيه العلماء أيضا، ولكنَّ الأقرب والذي يدل عليه الحديث
أن الضَّمِيرُ فِيهِ عَائِدٌ إلَى أَقْرَبِ مَذْكُورٍ , وَهُوَ آدَم عليه السلام وَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ فِي عَوْدِ الضَّمَائِرِ وَمَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْجَدَهُ عَلَى الْهَيْئَةِ الَّتِي خَلَقَهُ عَلَيْهَا لَمْ يَنْتَقِلْ فِي النَّشْأَةِ أَحْوَالًا وَلَا تَرَدَّدَ فِي الْأَرْحَامِ أَطْوَارًا كَذُرِّيَّتِهِ يُخْلَقُ أَحَدَهُمْ صَغِيرًا فَيَكْبُرُ وَضَعِيفًا فَيَقْوَى وَيَشْتَدُّ بَلْ خَلَقَهُ رَجُلًا كَامِلًا سَوِيًّا قَوِيًّا.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ الْإِخْبَارَ عَنْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَهُ يَوْمَ خَلَقَهُ عَلَى الصُّورَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا بِالْأَرْضِ وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالْجَنَّةِ عَلَى صُورَةٍ أُخْرَى وَلَا اخْتَلَفَتْ صِفَاتُهُ وَلَا صُورَتُهُ كَمَا تَخْتَلِفُ صُوَرُ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ.
وَمِمَّا يُؤَكِّدُ عَوْدَ الضَّمِير عَلَى آدَمَ تَعْقِيبُهُ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ (طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا).
أما الذين قالوا إنَّ الضمير فيه عائد إلى الله، فيكون نفس المعنى في الحديث الأول، ولكنَّ الأقرب هو الأول. والله أعلم.
وللمزيد ينظر: شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري للشيخ الغنيمان 2/ 33 - 98 وفيه نقل مطول عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يبطل تأويلات أهل الكلام ومن وافقهم لهذا الحديث.(30/312)
مسألة مهمة
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فأهلا إخواني في الله تعالى
و أعتذر عن طول هذا الغياب فكما تعلمون فإن جهازي معطل
و ما زال
و أنا الآن أكتب من حاسوب أحد الإخوة الطيبين
و هو يود السؤال في مسألة مهمة جدا
و صورتها كالتالي: (أحد معاهد اللغات التابعة للقوات المسلحة تقوم بطبع أشرطة تعليمية لتعليم اللغة الانجليزية الأمريكية، و قد طبع على الأشرطة " جميع حقوق الطبع محفوظة للمعهد " فهل يجوز نسخ هذه المادة العلمية على قرص كمبيوتر واحد و الاتجار فيها؟
مع العلم أن النسخ الأصلية تبلغ 180 شريط و تباع بمبلغ 720 جنيه مصري،،، و السعر يختلف كثيرا بعد نسخها،،، حيث يبلغ سعرها حينئذ 20 جنيها،،،
و هنا أمر ضروري الاعتبار جدا
و هو أن هذه الأشرطة أنفق عليها من قبل إدارة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل نشر هذه اللغة و كل ما تقوم به الإدارة هنا هو توزيع هذه الاشرطة و الربح منها و الذي هو من الأصل من الإدارة الأمريكية،،،، فهل نسخ هذه المادة العلمية و الاتجار فيها يعد من أخذ الحق الذي هو للغير؟)
أرجو أن تكون صورة هذه المسالة واضحة، و أرجو الإسراع في الإجابة تلبية لطلب الأخ
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أخوكم / محمد رشيد
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 01:29 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أين الاشكال أخي
والحقوق للمعهد
وهم الذين يتربحون منها
وهم ظالمون نعم (في الغالب)
لكنهم مسلمون
فالحقوق ليست للأمريكان حتى يقال إنهم محاربون , (مستباحة أموالهم ودماؤهم بالاجماع إلا أن يترتب على ذلك نقض عهد)
كما هو حاصل كلام النواوي في المجموع
........
وتبقى مسألة إباحة ذلك للاستخدام الشخصي فقط لا للتربح
بين مانع وحاظر
وهو إشكال يرد في كل الصور الحديثة , التي يسمونها بـ (حقوق الملكية الفكرية)
كنسخ الاسطوانات , والأشرطة السمعية , وغيرها للاستخدام الشخصي
فالله أعلم
أما الاتجار فالظاهر أنه لا يجوز , ولا أعلم من يبيحه
لما سبق
وما كلامي إلا للمدارسة , حتى يدلي أحد المشايخ برأيه
والسلام(30/313)
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 03:38 ص]ـ
بحث في التنبيه على الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم العربية اللسانية
1. التعريف بمخرج صوت الجيم العربية اللسانية
2. التعريف بصفات صوت الجيم العربية اللسانية
3. ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم اللسانية
التعريف بمخرج صوت الجيم العربية اللسانية
صوت الجيم العربية اللسانية المعطشة يتولد صوتها عندما يصطدم وسط اللسان بما يحاذيه من قبة الحنك الأعلى العظمية , وفي حالة سكونها يغلق وسط اللسان مع محاذيه من الحنك الأعلى الصلب والسبب أن الجيم العربية اللسانية لا يجري معها صوت البتة بل المخرج مغلق بإحكام تام معها هذا فيما لو كانت ساكنة أما في حالة تحركها فمنشأ صوتها أيضا شديد ولذا سماها علماء الأصوات حرف انفجاري بمعنى أن الصوت كان محبوسا ثم انفجر لخارج الفم وهذا الحرف يجار عليه من بعض العرب المعاصرين فمنهم من يخلط صوته بصوت الكاف فيتولد من ذلك الجيم القاهرية والأمر نفسه نسمعه من بعض أهل حضرموت باليمن والجيم القاهرية هذه لا هي كاف خالصة ولا جيم خالصة بل خليط الجيم والكاف وقراءة القرآن بالجيم القاهرية فيها تبديل وتحريف للصوت القرآني المنقول إلينا بالتواتر , وكذلك هناك بعض المعاصرين العرب من يلفظ بالجيم العربية رخوة بجريان الصوت معها ولو جرى معها الصوت جريانا كليا لتحول صوتها إلى صوت ال ( j ) في الإنجليزية ولا يجوز التلفظ بآيات الوحي بالأصوات الأعجمية بل كل ما نريده من القارئ والتالي لكتاب الله أن ينطقه بصوت عربي فصيح على النحو الذي كانت تنطق به العرب أصوات الحروف في وقت نزول الوحي قال تعالى عن أصوات الحروف القرآنية (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195).
التعريف بصفات صوت الجيم العربية اللسانية
ينشأ صوت الجيم العربية اللسانية من المخرج الثالث من مخارج اللسان وهو وسطه مع محاذيه من وسط سقف الحنك الصلب وهي حرف مجهور بحبس جريان هواء النفس معها , وحرف شديد بحبس الصوت معها , وحرف مستفل تنخفض مؤخرة اللسان بها إلى قاع الفم , وحرف منفتح لأنَّ اللسان ينفتحُ ما بينه وبين الحنك الأعلى ليخرج هواء الصوت عند التلفظِ بها , وحرف مقلقل يهتز ويضطرب عضو المخرج عند النطق بها وهو ساكن وقد أخطأ من قال بأن المتحرك فيه أصل القلقلة , وحرف مرقق أي نحولٌ يدخُلُ على صوت الحرفِ فلا يملتىء الفمُ بصداه. وهي حرف جميع صفاته ضعيفة ما عدا صفات الجهر والشدة والقلقلة.
ذكر الأخطاء في التلفظ بصوت الجيم اللسانية
صوت الجيم العربية اللسانية هذا الحرف يخطئ بعض الناس في النطق به عند تلاوتهم لكتاب ربهم وذلك من عدة وجوه:
1. إهمال هيئة الشفتين عند التلفظ بها وهي مضمومة الحركة بل الواجب ضم الشفتين للأمام بها ليتحقق كمال صوت الضم للحرف ومن أهمل هيئة الشفتين عند أي حرف مضموم فاعلم يقينا أن ضمته للحرف ناقصة وينتشر هذا الإهمال بين فئات شتى من العرب في وقتنا المعاصر حتى بعض القراء المشاهير لم يسلم من هذا الإخلال بصوت الحرف المضموم ويكثر ذلك في الآتي من قوله تعالى) يُخْرَجُونَ) (الجاثية: من الآية35)) يُخْرِجُونَ) (الممتحنة: من الآية1)) َ تُحَاجُّونَ) (آل عمران: من الآية65) وشبهه.
2. وهناك بعض القراء يضم شفتيه عند التلفظ بالجيم الساكنة تباعا لضم الحرف الذي قبلها وعلى القارئ أن يعلم أن صوت الحرف الساكن يتأثر نقائه وصفائه بسبب تلك الضمة للشفتين عند الحرف وهو ساكن الحركة ومن أراد التدرب على ذلك فلينظر لفم قارئ متقن لكتاب الله وشفتيه آخذة لأشكال الحركات من فتح وكسر وضم نحو) سَيُجْزَوْنَ) (الأنعام: من الآية120)) الْمُجْرِمُونَ) (الشعراء: من الآية99)) مُجْتَمِعُونَ) (الشعراء: من الآية39) ففي هذا المثال يجب على القارئ أن يضم شفتيه عند التلفظ بالميم الساكنة فإذا وصل للجيم الساكنة المقلقلة أعاد الشفتين إلى وضعهما الطبيعي فيما لو نطقنا بالجيم مفردة ساكنة ومن المعلوم أن التلفظ بالحروف حال الإفراد أيسر من التلفظ بها حال التركيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/314)
3. والبعض من المتساهلين يبدلها شينا فيما لو جاورت التاء , فإن سكنت الجيم اللسانية وأتى بعدها التاء اللسانية وجب على القارئ أن يبين صوت الجيم وذلك بإخراجها من مخرجها الوسطي اللساني وأن يعطها كمال الصفات التي تتميز بها عن صوت غيرها وإن أهمل القارئ ذلك سارع اللفظ بها إلى صوت الشين وذلك لبعد ما بين الجيم والتاء في المخرج والصفة والقوة والضعف وذلك أن الجيم اللسانية حرف شديد مجهور فقوى بذلك والتاء حرف مهموس فيه ضعف فاللسان يسهل عليه التلفظ بالشين في موضع الجيم لأنها أخت لها في المخرج نحو) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ) (البقرة: من الآية149)) إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُم) (الممتحنة: من الآية1)) يَجْتَبِي إِلَيْهِ) (الشورى: من الآية13)) يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ) (يوسف: من الآية6)) اجْتُثَّتْ) (إبراهيم: من الآية26)) هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ) (الشعراء: من الآية39)) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ) (الإسراء: من الآية88)) وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل: من الآية36)) يَجْتَبِي إِلَيْهِ) (الشورى: من الآية13)) اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ) (الجاثية: من الآية21) وشبهه.
4. على القارئ أن يحذر من تلفظ الجيم اللسانية ممزوجة بحرف الزاي العربية أو السين واللسان يميل باللفظ إلى إبدال الجيم بالزاي أو السين ليعمل عملا واحدا في حرفين رخوين نحو) رِجْزاً) (العنكبوت: من الآية34)) عَنْهُمُ الرِّجْزَ) (لأعراف: من الآية135)) لا تَجْزِي) (البقرة: من الآية48)) وَسَيَجْزِي اللَّهُ) (آل عمران: من الآية144)) سَيُجْزَوْنَ) (الأنعام: من الآية120)) رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ) (التوبة: من الآية125).
5. ومما يجدر التنبيه عليه بيان صوت الجيم الساكنة فيما لو وقع بعدها التاء خشية أن يتحول صوت الجيم إلى شين متفشية والسبب أن الدال أخت التاء في المخرج نحو) مِنَ الْأَجْدَاث) (المعارج: من الآية43)) مِنْ وُجْدِكُمْ) (الطلاق: من الآية6).
6. أشار ابن الجزري عليه رحمة الله وجزاه الله عنا وعن القرآن خير الجزاء أن بعض الناس يخرجها ممزوجة بالكاف وأشار أن التصويت بذلك ينتشر بين بوادي اليمن .. قلت وهو في وقتنا المعاصر يكثر بين أهل القاهرة المحروسة والواجب على القارئ الحذر من التلفظ بصوت الجيم القاهرية اليمنية في التلاوة والحرص على التصويت بها معطشة شديدة ومن لم يعتن بذلك لحن في لفظ التلاوة لما فيه من تغيير الصوتي القرآني المنقول إلينا بالتواتر والأصل عدم الجواز من تلاوة القرآن بأي لهجة دراجة عامية نحو) إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (النصر:1).
7. يلاحظ على بعض العوام تفخيم الجيم اللسانية المرققة فيما لو وقع بعدها الراء المستعلية أو الألف نحو) شَجَرَةِ الْخُلْدِ) (طه: من الآية120)) مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) (لقمان: من الآية27)) شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) (الصافات: من الآية62)) كَمَا أَخْرَجَكَ) (لأنفال: من الآية5)) وَإِنَّ الْفُجَّار) (الانفطار: من الآية14)) الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) (المطففين: من الآية7)) وَلا يُجَارُ عَلَيْه) (المؤمنون: من الآية88)) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ) (الفيل: من الآية4) والحاصل أنها حرف كثرت أخطاء الناس به عند نطقه والواجب الاحتراز من ذلك.
8. قال علامة القراءات والتجويد بن الجزري في كتابه التمهيد (فإن أتى بعد الجيم المشددة حرف مشدد خفي كان البيان لهما جميعا آكد لئلا يخفى الحرف الذي بعد الجيم نحو) أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ) (النحل: من الآية76) فالبيان فيهما لازم لصعوبة اللفظ بإخراج الهاء المشددة بعد الجيم المشددة لأجل خفاء الهاء.
9. في الجيم المشددة وصلا الإدغام من غير قلقلة في الحرف الأول من المشددين نحو) الْحَجَّ) (البقرة: من الآية196)) لِمَ تُحَاجُّونَ) (آل عمران: من الآية65)) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً) (الواقعة:4) وإن سكنت بسبب عروض الوقف فلابد من لإظهار جهرها وشدتها وقلقلتها وإلا ضعفت وانمزجت بالشين المتفشية.
10. بعض العوام يخرجها ضعيفة بجريان النفس معها والحق يجب التصويت بها مجهورة بحبس هواء الزفير من التدفق معها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/315)
11. في بعض العاميات المعاصرة يلفظ بصوت الجيم العربية رخوة بجريان الصوت معها جريانا كليا وتلاوة القرآن بهذه الكيفية لصوت الجيم خطا فادح فإن علماء اللغة أثبتوا أن الجيم العربية الفصيحة محبوسة الصوت في بداية قلع المخرج لها ثم ينفجر صوتها بقوة خارج الفم نحو) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً) (الواقعة:4) وفيما لو جرى الصوت بها لتحول صوتها إلى صوت ال ( j ) في الإنجليزية وذلك ممنوع في التلاوة.
12. كانت العرب في لهجتها الدارجة في وقت نزول الوحي تقلقل الجيم وهكذا نزل القرآن بالجيم الساكنة وعلى القارئ أن يحذر من بعض أقوال علماء العصر أن القلقلة تتبع ما قبلها من الحركة ولم يثبت ذلك عن أي عالم معتبر من المتقدمين والأدهى وأمر من ذلك أن بعض العلماء أنشأ أبيات من الشعر في التقعيد لهذا الخطأ وأصبح كل من هب ودب ينقله عنه وكأن معهم حديث مسند من يخالفه يأثم. والله المستعان.
13. يوجد عند بعض القبائل العربية تحريف صوت الجيم لصوت الياء فبدل من أن يقول (رجال) يقل (ريال) ويكثر هذا الأمر في وقتنا المعاصر من إخواننا في الكويت بسبب اللهجة الدارجة عندهم فعلى هؤلاء ومن على شاكلتهم الحذر من تلاوة القرآن بإبدال صوت الجيم بالياء وعليهم بالتلقي من أفواه المشايخ وأخص منهم المجازيين المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم نحو) رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً) (لأعراف: من الآية46)) فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) (التوبة: من الآية108)) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ) (النور: من الآية37)) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا) (الأحزاب: من الآية23).
14. يوجد من بعض الناس المعاصرين من يخرج الجيم بتحريف مخرجها من وسط اللسان إلى طرفه وذلك فيه تحريف لصوتها وقوتها.
وفي نهاية هذا البحث أرجو من الله تعالى أن يجعله خالصا لوجه وخدمة لكتاب وأن يرزقني الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن , آمين , ..... والله من وراء القصد.
للباحث أ / فرغلي سيد عرباوي
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[15 - 04 - 04, 07:21 ص]ـ
جزاك الله خير يا شيخ فرغلي واحسن الله اليك واعطاك ما سألت
ولكن لي ملاحظة بسيطة وهو ان مثل هذه البحوث لا يمكن تطبيقها على الاقل مئة بالمئة الا عمليا ,,, اقصد انه من الافضل ان يشرحها الشيخ تلفظا مع اعطاء امثلة
وانا اقترح وجود غرفة في البالتوك خاصة بهذا المنتدى تطرح فيها مثل هذي البحوث والله اعلم
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 09:29 ص]ـ
أخي الحبيب رياض بن سعد يجزاك الله خيرا على حسن ظنكم بأخيك فرغلي ومستعد لإقتراحكم بتولي الرد على المسائل التجويدية في هذه الغرفة فرتب أمرك مع إدارة المنتدى ولا مانع عندي من خدمة كتاب رب العلمين جعلني الله وإياك من جنود القرآن
ـ[المظفري]ــــــــ[15 - 04 - 04, 03:45 م]ـ
فضيلة الشيخ/ فرغلي سيد عرباوي
السلام عليكم
حفظك الله
بحوثك قيمة جدا ولقد أرسلت لك رسالة تعارف منذ مدة وطلبت منك فيها بعض الملفات الصوتية لقراءات كنت ذكرتها
ولم أجد ردا
أرجو منك المواصلة وترتيب الكلام ولو بدون إعادة بل بمجرد ذكر الروابط لبحوثك السابقة
جزاك الله خيرا
ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 02:39 ص]ـ
روابط أ/ فرغلي عرباوي لأخي الفاضل المظفري
http://www.quranway.net/dboard/forumdisplay.asp?Lang=&forumid=26
http://www.qurani.com/ib/index.php?act=SF&s=&f=17
http://www.alwhyyn.net/forumdisplay.php?s=&daysprune=&forumid=26
http://www.yah27.com/vb/subscription.php?do=viewsubscription(30/316)
ماهو أفضل موقع لتخريج الأحاديث
ـ[مهندس]ــــــــ[15 - 04 - 04, 03:42 ص]ـ
ماهو أفضل موقع لتخريج الأحاديث؟ بحيث أني لو وضعت لفظ كلمه من حديث يخرج لي اسم الكتاب الذي خرجه مع اسم الباب؟
ـ[أبو أنس الأزهري]ــــــــ[15 - 04 - 04, 02:34 م]ـ
بإمكانك أخي الحبيب الاستفادة من هذا الموقع
http://www.sonnh.com/HomePage.aspx
ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[15 - 04 - 04, 04:22 م]ـ
أخي جرب موقع المحدث ففيه نفع كبير:
http://www.muhaddith.org/cgi-bin/a_Optns.exe?
ولاتنس بأنه ولاشك يبقى للخطأ موضع في هذه المواقع كما هو الحال في الأقراص المحتوية للأحاديث،وهذا أمر جار حتى في الكتب المطبوعة؛ولكنه في المواقع أكثر فيما أرى .. فتنبه ...(30/317)
من يعرف الشيخ (سعيد شعلان)!
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:44 م]ـ
الأخوة الكرام
من يعرف ترجمة الشيخ (سعيد شعلان) لانى سمعته فأعجبنى حفظه جدا وسألت عنه فلم أجد من يعرفه
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 01:27 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3473&highlight=%D3%DA%ED%CF+%D4%DA%E1%C7%E4
...........
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4931&highlight=%D3%DA%ED%CF+%D4%DA%E1%C7%E4
...........
ولعل أحدا ينشط لترجمته.
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[16 - 04 - 04, 01:10 ص]ـ
الأخ الأزهرى السلفى جزاكم الله خيرا على هذين الرابطين(30/318)
من القائل:إذا وقع الذباب على طعام "
ـ[العيدان]ــــــــ[15 - 04 - 04, 01:10 م]ـ
بسم الله
أحبتي الكرام
سمعت كثيرا هذ البيت ووجدته في مصنفات كثيرة لكن لم يشر إلى قائله
فياليت من يدلني عليه وله عظيم الدعاء مني
والبيت هو"
وأترك حبها من غير بغض
وذاك لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام
رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء
إذا رأت الكلاب ولغن فيه
ـ[عبدالناصر علي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:11 ص]ـ
أخي الكريم هذا الرابط قد ينفعك
http://ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=13019
ـ[صقر أبو خالد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:31 ص]ـ
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته ..
الحمد لله الذي منّا علي بإن أكون أحد اعضاء الملتقى ..
الجواب:
أذا قدمت لك قطعتين من الحلوى (حلاااوه) احدهما قد كشفت و الاخرى (بقراطيسها لنج) فإيهما تقبلها نفسك للأكل؟؟!!
هذه العبّره حقيقية ذكرها لي أحد الأخوة عن زوجته أنها يوماً من الإيام قدمت لمن عندها من النساء (طوفرية مليانه حلاااوه) البعض منها مكشوف، فلما أنتهت من تقديمه لهن سألتهن لماذا أخذتم الحلوى المغلفة و تركتم المكشوفة؟؟
ثم بدأت المحاضرة جزاااها الله كل خير ..
ـ[العفالقي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 05:42 م]ـ
للإمام الشافعي رحمه الله.والأبيات هي:
سأترك ماءكم من غير ورد و ذاك لكثرة الورّاد فيه
إذا سقط الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب ولغن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطن و لا يرضى مساهمة السفيه(30/319)
سؤال: كيف اعرف ان الرواي فلان من الطبقة الثالثة او الرابعة؟؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[15 - 04 - 04, 02:57 م]ـ
اريد شرح حفظكم الله على ذلك ...
ـ[نيسابور]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:16 م]ـ
لماذا لم تجيبوا هذا السائل!؟
لقد وجدت سؤاله عند تصفحي لقديم المواضيع
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 04 - 04, 03:48 م]ـ
قال الشيخ عبدالله الجديع في كتابه النافع " تحرير علوم الحديث " (1/ 97)
مصطلح الطبقة كثيرا ما يتردد في استعمال أهل الحديث، وربَّما رايته في لسان أهل التاريخ، لكنه بالفريق الأول ألصق.
ومعنى الطبقة:
الرواة المطابقون لبعضهم في الزمن حياة وموتا، والمعتبر في المطابقة التقارب في أعمارهم ووفياتهم.
...
والتقارب اصطلاحي لا يعود إلى ضابط:
فعند بعض العلماء: جميع الصحابة طبقة، وجميع التابعين طبقة، وجميع أتباع التابعين طبقة، وهذا روعي فيه الفضل والمنزلة.
وعند بعضهم: الصحابة طبقات، والتابعون فمن بعدهم طبقات، وهذا روعي فيه القدم والسابقة والإدراك.
وبعضهم: كل عشر سنين طبقة، وهذا أشبه بأن يكون لتيسير الحفظ والمعرفة وهكذا. ا. هـ
وغالب من يرمز للطبقات في هذا العصر اعتماده على الطبقات التي وضعها ابن حجر رحمه الله في كتابه (تقريب التهذيب)
أمَّا أفضل كتاب ألف في هذا الفن _ أعني فن الطبقات عند المحدثين _ فهو كتاب للمهندس أسعد سالم تيم وفقه الله
واسم كتابه: ((علم طبقات الحديث، أهميته وفوائده))
طبع في مكتبة الرشد عام 1415
والله أعلم
ـ[العدوي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 10:26 م]ـ
فائدة:
أخبرني أستاذنا الدكتور / مروان شاهين - أستاذ الحديث في كلية أصول الدين بالأزهر - في إحدى الجلسات الخاصة معه أن الاستقراء لمصطلح الطبقة عند الحافظ ابن حجر يجعلها مابين 25 - 30 سنة تقريبًا، وهذا بعد طبقة الصحابة بالطبع فكلهم في الطبقة الأولى، وفعلًا إذا طبقنا هذا الاستقراء على كلام الحافظ / ابن حجر العسقلاني في ترتيبه للطبقات فسنجده قريب إلى حد كبير، حيث إن إتحاد الرواة في كل طبقة يكون على أساس هذا التقسيم تقريبًا، والتفاوت قليل في بضع سنوات، والله تعالى أعلى وأعلم(30/320)
من يشرح لي هذه القاعدة الفقهية او يدلني على ...
ـ[عمر]ــــــــ[15 - 04 - 04, 03:00 م]ـ
اخواني
السلام عليكم
سبق اني قرأت قاعدة فقهية محتواها
((البينتان اذا تعارضتا تساقطتا وتهافتتا))
فهل من شارح لهذه القاعدة او يدلني على موقع يختص بالفقه واصوله و قواعده؟؟؟
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 10:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تستخدم هذه القاعدة في حالة عدم إمكان ترجيح بينة على أخرى فإنه في هذه الحالة يهدرا جميعا
ولقد نقلت لك من الموسوعة الفقهية ما يغني عن التوضيح إن شاء الله تعالى
تَهَاتُرٌ التَّعْرِيفُ: 1 - التَّهَاتُرُ فِي اللُّغَةِ مِنْ الْهِتْرِ بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْكَذِبُ وَالسَّقْطُ مِنْ الْكَلَامِ وَالْخَطَأُ فِيهِ , وَيُطْلَقُ عَلَى الشَّهَادَاتِ الَّتِي يُكَذِّبُ بَعْضُهَا بَعْضًا يُقَالُ: تَهَاتَرَتْ الْبَيِّنَتَانِ أَيْ: تَعَارَضَتَا وَتَسَاقَطَتَا. وَتَهَاتَرَ الرَّجُلَانِ إذَا ادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى الْآخَرِ بَاطِلًا. وَالِاصْطِلَاحُ الشَّرْعِيُّ لَا يَخْرُجُ عَنْ هَذَا الْمَعْنَى. (تَهَاتُرُ الْبَيِّنَتَيْنِ): 2 - لَا خِلَافَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي أَنَّهُ إذَا تَعَارَضَتْ الْبَيِّنَتَانِ وَلَمْ يُمْكِنْ الْعَمَلُ بِهِمَا مَعًا , وَلَمْ يُوجَدْ مَا يُرَجِّحُ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى , فَإِنَّهُمَا تَتَهَاتَرَانِ كَالْخَبَرَيْنِ. ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي الصُّوَرِ الَّتِي يُمْكِنُ الْعَمَلُ بِهِمَا مَعًا , وَفِي الصُّوَرِ الَّتِي لَا يُمْكِنُ الْعَمَلُ بِهِمَا فَتَتَهَاتَرُ الْبَيِّنَتَانِ فِيهَا. فَإِذَا ادَّعَى - مَثَلًا - اثْنَانِ عَيْنًا فِي يَدِ ثَالِثٍ وَأَقَامَ كُلٌّ مِنْهُمَا بَيِّنَةً , وَلَا مُرَجِّحَ لِإِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى , فَإِنَّهُمَا تَتَهَاتَرَانِ فِي أَصَحِّ الْأَقْوَالِ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ , وَهُوَ قَوْلٌ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ , وَإِحْدَى رِوَايَتَيْنِ لِلْحَنَابِلَةِ وَقَالُوا: لِأَنَّ إحْدَى الْبَيِّنَتَيْنِ كَاذِبَةٌ بِيَقِينٍ لِاسْتِحَالَةِ الْمِلْكَيْنِ فِي الْكُلِّ , وَلِأَنَّهُمَا حُجَّتَانِ تَعَارَضَتَا مِنْ غَيْرِ تَرْجِيحٍ لِإِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَتَسَاقَطَتَا كَالْخَبَرَيْنِ. وَقَالَ الْحَنَفِيَّةُ: يُعْمَلُ بِالشَّهَادَتَيْنِ , وَيُقْسَمُ بَيْنَهُمَا بِالتَّسَاوِي , وَهُوَ قَوْلٌ عِنْدَ كُلٍّ مِنْ الشَّافِعِيَّةِ , وَالْحَنَابِلَةِ. وَاسْتَدَلُّوا بِمَا وَرَدَ {أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَاقَةٍ وَأَقَامَ كُلٌّ مِنْهُمَا بَيِّنَةً , فَقَضَى بِهِ بَيْنَهُمَا نِصْفَيْنِ} , قَالُوا: وَلِأَنَّ الْمُطْلِقَ لِلشَّهَادَةِ فِي مَا مَعَهُ كُلٌّ مِنْهُمَا مُحْتَمِلٌ الْوُجُودَ , بِأَنْ تَعْتَمِدَ إحْدَاهُمَا سَبَبَ الْمِلْكِ وَالْأُخْرَى الْيَدَ فَصَحَّتْ الشَّهَادَتَانِ , فَيَجِبُ الْعَمَلُ بِهِمَا مَا أَمْكَنَ , وَقَدْ أَمْكَنَ بِالتَّنْصِيفِ , لِاسْتِوَائِهِمَا فِي سَبَبِ الِاسْتِحْقَاقِ , وَهُوَ الشَّهَادَةُ. وَمَدَارُ الْعَمَلِ بِالشَّهَادَتَيْنِ صِحَّتُهُمَا لَا صِدْقُهُمَا فَإِنَّهُ مِمَّا لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ الْعِبَادُ. أَمَّا بَاقِي حَالَاتِ التَّهَاتُرِ , وَمَا يُعْتَبَرُ مُرَجِّحًا لِإِحْدَى الشَّهَادَتَيْنِ وَآرَاءِ الْفُقَهَاءِ فِي ذَلِكَ فَيُرْجَعُ فِي تَفْصِيلِهِ إلَى مُصْطَلَحِ: (تَعَارُضٌ).
والله الموفق(30/321)
من يتكرم ويدلني على رابط بحث فيه مسألة طلاق الهازل؟
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[15 - 04 - 04, 04:52 م]ـ
وجزى الله خيرا من أعان على نشر الخير.(30/322)
لفظة (وعراقنا) هل هي صحيحة؟
ـ[محب الدين الحافي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 05:49 م]ـ
حديث اللهم بارك لنا في شامنا ..... الحديث
هل تصح كلمة وعراقنا في هذا الحديث.(30/323)
ما جاء في الإتقان
ـ[ abu_malek] ــــــــ[15 - 04 - 04, 08:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جاء في كتاب الإتقان للسيوطي أن عائشة رضي الله عنها قالت إنهم كانوا يقرؤوون سورة الأحزاب مئتي آية حتى عهد عثمان رضي الله عنه.
فما مدى صحة هذه الرواية وما معناها , علماً أنها بعض ما يحتج به الرافضة على أهل السنة والجماعة وجزاكم الله خيراً
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 09:21 م]ـ
سبحان الله!!
لقد كنت ابحث نفس المسألة على النت للرد على تهويش النصارى بشأنها و توصلت إلى تخريجها و لكن بدون تحديد لصحتها من عدمه.
http://www.sonnh.com/Takhreg.aspx?HadithID=152184
أرجو من شيوخنا الأجلاء و طلاب العلم النبهاء هنا التصدي لتحديد صحة هذه الرواية من عدمه فأنا لا أدري هل كان نسخ التلاوة بهذه الغزارة حقاً كما توحي الرواية أم لا!!
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[15 - 04 - 04, 09:29 م]ـ
معذرة أخي الكريم و لكني لم ألاحظ " حتى عهد عثمان " التي ذكرتها و ليست موجودة في المصنفات المتاحة التي خرجت هذا الحديث في حدود علمي.
و الله أعلم.(30/324)
أقسام الحديث من جهة المنقول عنه - الحديث القدسي
ـ[محمد الحبيب]ــــــــ[15 - 04 - 04, 11:36 م]ـ
http://www.q826.com/Picture/files/asd2009-1080984127.jpg
أقسام الحديث من جهة المنقول عنه:
ينقسم الحديث من جهة المنقول عنه إلى أربعة أقسام هي:
الحديث القدسي
والحديث المرفوع
والحديث الموقوف
والحديث المقطوع
الحديث القدسي:
ويسمى الحديث الرباني و الحديث الإلهي
تعريفه
لغةً: من القداسة، وهي الطهارة والنزاهة.
اصطلاحاً: مارواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى.
مثاله:
قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم:
"قَالَ الله تَعَالَى: وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّن ذَهَبَ يَخلُقُ خَلْقَاً كَخَلْقِي، فَليَخْلُقُوا حَبَّةً أو ليَخْلُقُوا ذَرَّةً أو ليَخلُقُوا شَعِيْرَةً."
رواه مسلم وهذا لفظه، وروى نحوه أحمد والبيهقي.
شرح الحديث
قَالَ الإمَامُ المناوي في فيض القدير:
(ومَن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي) أي ولا أحد أظلم ممن قصد أن يصنع كخلقي، وهذا التشبيه لا عموم له، يعني كخلقي من بعض الوجوه في فعل الصورة، لا من كل وجه، واستشكل التعبير بأظلم بأن الكافر أظلم، وأجيب بأنه إذا صوَّر الصنم للعبادة كان كافراً، فهو هو ويزيد عذابه على سائر الكفار بقُبْحِ كُفْرِه.
(فليخلقوا ذرة) بفتح المعجمة وشد الراء نملة صغيرة (أو ليخلقوا حبة) بفتح الحاء أي حبة بر ـ قمح ـ (أو ليخلقوا شعيرة) والمراد تعجيزهم تارة بتكليفهم خلق حيوان، وهو أشد وأخرى، بتكليفهم خلق جماد، وهو أهون، ومع ذلك لا قدرة لهم عليه.
الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي:
القرآن لفظه ومعناه من الله، ومتعبد بتلاوته، ومعجز بأقصر سورة منه، قد ثبت بالتواتر، فكله مقطوع بصحته، ويحرم على الجنب قراءته، ويحرم مسه على المحدث، ولا يجوز روايته بالمعنى.
الحديث القدسي لفظه ومعناه من الله،ولكنه ليس متعبداً بتلاوته، وليس معجزاً، ومنه الصحيح والضعيف، ولا يحرم على المحدث قراءته ولا مسه، وتجوز روايته بالمعنى.
الحديث النبوي لفظه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس متعبداً بتلاوته، وليس معجزاً، ومنه الصحيح والضعيف، ولا يحرم على المحدث قراءته ولا مسه، وتجوز روايته بالمعنى.
المؤلفات في الأحاديث القدسية كثيرة منه:
* الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية، للمناوي، جمع فيه 272 حديثاً.
* الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية، لمحمد المدني، جمع فيه 863 حديثاً.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 04 - 04, 02:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا
قال الشيخ: عبدالله بن يوسف الجديع وفقه الله في كتابه النافع الماتع
(تحرير علوم الحديث) (1/ 37)
المسألة الثامنة: الحديث القدسي
هو لقب شاع عند المتأخرين فيما يرويه النبي صلى الله عليه وسلَّم عن ربه عزَّ وجلَّ.
وتعريفه المحقق أنه: ((الحديث المرفوع القولي المسند من النبي صلى الله عليه وسلَّم إلى الله عزَّ وجلَّ)).
وهذه ميزة عن القرآن، من جهة أن القرآن لا يقال فيه (حديث مرفوع)، و (القولي) ميَّزه عن سائر أنواع المرفوع، والنسبة إلى الله عزَّ وجلَّ أخرجته من عموم المرفوعات القوليَّة التي هي ممَّا أنشأه النبي صلى الله عليه وسلَّم بألفاظه.(30/325)
أحرزت نهبي
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[16 - 04 - 04, 03:15 ص]ـ
أثر أبي بكر الصديق أنه كان يوتر من أول الليل ويقول: يا حرزا (أو: وا حرزا) وأبتغي النوافلا. وفي رواية: أحرزت نهبي وأبتغي النوافل (أو: النوافلا).
ذكره أبو عبيد البكري في فصل المقال في شرح الأمثال ص 294 قال: روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن أبا بكر الصديق .... فذكره.
وذكروه في كتب الغريب واللغة [الفائق والنهاية واللسان] (حرز- نهب) من قول الصديق بلا إسناد, ولم أقف على إسناده إلا ما ذكره البكري.
وأخرج الشافعي في السنن المأثورة 171 ومن طريقه البيهقي في معرفة السنن 1482 من طريق سعد بن إبراهيم عن ابن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: متى توتر؟ قال: قبل أن أنام أو قال: في أول الليل. وقال: يا عمر متى توتر؟ قال: آخر الليل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أضرب لكم مثلا؟ أما أنت يا أبا بكر فكالذي قال: أحرزت نهبي وأبتغي النوافل ...
المطلوب هو توثيق هذا الأثر موقوفا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 05:07 ص]ـ
تابع سعد بن إبراهيم، الزهري عن ابن المسيب، به.
أخرجه عبدالرزاق (3/ 14 / 4615).
والأثر أخرجه عبدالرزاق (3/ 15 / 4619) بالإسناد المذكور، وهو مرسل؛ قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس، كما ذكر ذلك الإمام أحمد، والحاكم.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[16 - 04 - 04, 02:06 م]ـ
شكرا لك أخي الكريم
وجزاك الله خيرا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[16 - 04 - 04, 02:51 م]ـ
بارك الله فيك الشيخ الفاضل أبو المنهال وجزاك الله خيرا ونفع بك
أريد الآن لفظ: "أحرزت نهبي" موقوفا (أو مرفوعا)
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[16 - 04 - 04, 04:26 م]ـ
بارك الله فيك
وجدت في فتج الباري لابن رجب 6/ 232 - 233:
رواه الزهري، عن سعيد بن المسيب -مرسلا -، وهو من أجود المراسل.
كذا رواه الزبيدي وغيره عن الزهري.
ورواه بعضهم، عن ابن عيينة، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة.
والصواب إرساله -: قاله الدارقطني. [العلل 7/ 275]
ورواه مسعر، عن سعد بن إبراهيم، واختلف عنه: فقيل: عن مسعر، عن سعد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري.
وقيل: عنه، عن سعد، عن أبي سلمة – مرسلا.
وقيل: عنه، عن سعد، عن ابن المسيب، عن أم سلمة.
والظاهر: أنه غير ثابت.
وخرّجه ابن مردويه من هذا الوجه، وفي حديثه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أما أنت يا أبا بكر، كما قال القائل: أحرزت نهبي وأبتغي النوافل. وأما أنت يا عمر، فتأخذ – أو تعمل - عمل الأقوياء)).
ورواه وكيع في ((كتابه)) عن معسر، عن ابن المسيب –مرسلا -، وزاد فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: ((أنت مثل الذي قال: أحرزت نهبي وأبتغي النوافل)).
وهذه الرواية أصح. والله سبحانه وتعالى أعلم.
وقد رواه الشافعي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن المسيب – مرسلا – بهذه الزيادة – أيضا.
فلو عندك زيادة تخريج
وكتاب وكيع سمعت أنه طبع جزء منه.(30/326)
أريد من يساعدنى فى علم الجرح والتعديل؟
ـ[طالبة علم]ــــــــ[16 - 04 - 04, 08:25 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعلى آله وصحبه ومن والاه ...
بارك الله فيكم جميعا على جهودكم الطيبة المباركة ... أسأل الله أن يتقبلها منكم اللهم آمين ...
لى طلب منكم بوركتم ..
أريد بحث فى حوالى عشر صفحات عن علم الجرح والتعديل بصفة عامة من حيث تعريفه وما الى ذلك من العناصر الرئيسية فيه ويكون من ثلاث مصادر:-
1 - تدريب الراوى
2 - قواعد التحديث
3 - التيسير فى مصطلح الحديث
* وان كانت هذه المصادر على الشبكة أرجوا أن تدلونى عليها دلكم الله على رضاه ..
وطلب آخر بارك الله فيكم ..
*كتاب الوسيط فى علوم ومصطلح الحديث أريد أعرف من هو مؤلفه؟
وحقيقة انا متعجلة فى هذا البحث بارك الله فيكم وفى جهودكم ونفع بكم وجزاكم الله كل خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المغامر الصغير]ــــــــ[16 - 04 - 04, 07:06 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
تفضلي هذا الرابط .... وأسأل الله تعالى أن ينفع به وبك ... اللهم آمين. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6860
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 04 - 04, 09:15 ص]ـ
إن كان هذا البحث مقدم للدراسة، فينبغي أن تقومي به بنفسك حتى تحصل الفائدة المرجوة من التكليف.
والرابط الذي ذكره أخي في جزئية دقيقة من علم الجرح ..
وهناك كتب تكلمت عن الموضوع مثل:
علم الرجال وأهميته للعلامة عبد الرحمن المعلمي.
وكتاب الجرح والتعديل للعلامة جمال الدين القاسمي.
وكتاب علم أصول الجرح والتعديل للدكتور أمين أبو لاوي.
وكتاب خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل للدكتور حاتم العوني.وغيرها
وفي كتب المصطلح شيء من هذا، وفي كتب الرجال في مقدماتها أيضا.
ـ[حارث]ــــــــ[17 - 04 - 04, 10:35 ص]ـ
من أحسن ما ألف في هذا الباب:
كتاب / ضوابط الجرح والتعديل
للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف رحمه الله
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 04 - 04, 06:10 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة حارث
من أحسن ما ألف في هذا الباب:
كتاب / ضوابط الجرح والتعديل
للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف رحمه الله
الأخ حارث جزاك الله خيرا
عندي نسخة مصورة على الآلة من هذا الكتاب فهل طبع طبعة تجارية.
ومن الكتب: الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للكنوي.
ـ[حمد بن علي]ــــــــ[10 - 04 - 05, 02:15 م]ـ
أختي الفاضلة طالبة العلم
أما عن علم الجرح والتعديل قواعده التي سالت عنها فلا أزيد على أخينا الحارث علما أن هذا العلم لم يفصل عن كتب المصطلح الا من قريب على يد اللكنوي في الرفع والتكميل ثم تبعه الناس على ذلك حتى الشيخ الفاضل عبدالعزيز الشيخ. وبلغني أن الجامعة الأسلامية بالمدينة المنورة تستعمله في مقراراتها. أما عن كتاب الوسيط في اسم مؤلفه فهو للشيخ محمد أبو شهبة. وهو من قدماء المؤلفين في المصطلح في العصر الحديث أو في القرن الرابع عشر الهجري الموافق للقرن العشرين الميلادي. والله أعلم
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[11 - 04 - 05, 12:59 ص]ـ
الأخ حارث جزاك الله خيرا
عندي نسخة مصورة على الآلة من هذا الكتاب فهل طبع طبعة تجارية.
ومن الكتب: الرفع والتكميل في الجرح والتعديل للكنوي.
الكتاب لشيخنا عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما أفادنا وحبب إلينا علم الحديث وقددرسناه عليه كاملا وهومطبوع في الجامعة الإسلامية ولاأعلم أنه طبع طبعة تجارية وقد كان له عليه بعض التعليقات والإستدراكات بعضها نقلناها من لفظه وبعضها عند بعض إخواننا بخط الشيخ كما أفادني بذلك أخي الفاضل الشيخ سعد السعدان
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[11 - 04 - 05, 01:10 ص]ـ
الجرح والتعديل للشيخ اللاحم ولاأظنه يصلح للمبتدىء
وكتاب الشيخ حاتم اختصار شديد لكتاب د. العبداللطيف رحمه الله
ـ[العويشز]ــــــــ[29 - 11 - 05, 08:55 م]ـ
قال الشيخ د. علي بن الله الصياح حفظه الله:
(من أراد أن يتقن علم الجرح والتعديل على أصوله فعليه بـ:
1 - الجرح والتعديل د. إبراهيم اللاحم.
2 - ما كتبه الشيخ عبد الله الجديع في الجرح والتعديل في كتابه تحرير علوم الحديث)
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[29 - 11 - 05, 09:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. أين أجد هذا الكتاب:
ضوابط الجرح والتعديل
للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف رحمه الله.
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[29 - 11 - 05, 11:09 م]ـ
وان كانت هذه المصادر على الشبكة أرجوا أن تدلونى عليها دلكم الله على رضاه ..
السلام عليكم ..
تفضلي:
1. تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي: http://saaid.net/book/open.php?cat=91&book=1063
2. قواعد التحديث: http://www.almeshkat.com/books/open.php?cat=9&book=596
وأما الثالث فلم أجده ..
أعانكِ الله ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/327)
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:33 م]ـ
قال الشيخ د. علي بن الله الصياح حفظه الله:
(من أراد أن يتقن علم الجرح والتعديل على أصوله فعليه بـ:
1 - الجرح والتعديل د إبراهيم اللاحم.
2 - ما كتبه الشيخ عبد الله الجديع في الجرح والتعديل في كتابه تحرير علوم الحديث)
هل يمكن تحميل أي منهما من الشبكة
أو رفع أحدهما على الملتقى؟؟
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 06:29 م]ـ
قال الشيخ د. علي بن الله الصياح حفظه الله:
(من أراد أن يتقن علم الجرح والتعديل على أصوله فعليه بـ:
1 - الجرح والتعديل د. إبراهيم اللاحم.
2 - ما كتبه الشيخ عبد الله الجديع في الجرح والتعديل في كتابه تحرير علوم الحديث)
أكرر طلبى
هل يمكن تحميل أي منهما من الشبكة
أو رفع أحدهما على الملتقى؟؟(30/328)
الطواف حول القبور بقصد التقرب لله تبارك وتعالى للشيخ ابن باز
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[16 - 04 - 04, 10:22 ص]ـ
السائل: أحسن الله إليك من طاف حول القبر ليس بقصد أنها تنفع أو تضر لكن بقصد التقرب إلى الله سبحانه وتعالى
الشيخ رحمه الله: مثل لو صلى لهم
السائل: هل يحكم بكفرهم ولا
الشيخ رحمه الله: إيه كفرهم كفرهم، كفر أكبر. مثل لو صلى لهم يدعوهم، صلى لهم، أو دعاهم أو استغاث
بهم هو يعتقد أنهم شفعاء يدعوهم لا أنهم يخلقون أو يدبرون، يدعوهم
ليشفعوا، هذا الشرك الأكبر. أما لو طاف يقول إني أحسب أنه مشروع
وأنا أقصد الله ولا أقصدهم هم، أقصد الله بطوافي، يحسب أنه مثل
الكعبة يجوز، هذا يصير بدعة و وسيلة للشرك وهذا نادر، الطواف الذي
يحصل منهم في الغالب يقصدون منه التقرب إليهم، هذا المعروف
عنهم.
انتهى كلامه رحمه الله بحروفه من الوجه الثاني من الشريط الأول من شرحه رحمه الله على كشف الشبهات
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:17 م]ـ
للفائدة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 11:09 م]ـ
يرفع.
رفع الله قدر العلامة ابن باز، ورفع الله قدر الناقل.(30/329)
مسألة لطلبة العلم (تحليل الحرام)
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[16 - 04 - 04, 03:28 م]ـ
من المعلوم بالإجماع أن تحليل الحرام المجمع عليه كفر أكبر ولكن قد يقول البعض لا يكفر من يحلل الحرام (بالقول: الخمر حلال) حتى يستحله قلباً؟!
ما قول طلبة العلم؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 04:02 م]ـ
وكيف الوصول إلى سرائر الناس؟
نحن مأمورون بالأخذ بالظواهر، والله يتولى السرائر، وهذا عامٌّ في أحكام الدنيا كلها، أما في الآخرة فحينئذٍ تبلى السرائر ـ والله المستعان ـ.
وقد قال البخاري ـ رحمه الله ـ: "باب الشهداء العدول " وقول الله تعالى: ((وأشهدوا ذوي عدل منكم))، و: ((ممن ترضون من الشهداء)).
حدثنا الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن عبد الله بن عتبة قال: سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول: (إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيءٌ، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأمنه ولم نصدقه، وإن قال إن سريرته حسنة).
صحيح البخاري (2/ 934)(30/330)
قال الامام ابن باز رحمه الله: دعاء الركوب خاص بالسفر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 04 - 04, 03:43 م]ـ
عن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا استوى على بعيره خارجا الى سفر، كبر ثلاثا ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين، وانا الى ربنا لمنقلبون، اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ماترضى .... ) الحديث، رواه مسلم.
سئل سماحة الامام ابن باز رحمه الله تعالى عن هذا الدعاء هل يقال عند كل ركوبٍ للدابة ام هو خاص في ركوب الدابة للسفر؟ فقال رحمه الله: لا، هو خاص بالسفر.
وذكر ذلك عنه الشيخ عمر العيد في احدى محاضراته، وان الدعاء المشهور لايقال في ركوب الدابة للسفر.
وقد اشكل عليّ هذا القول ولم استطع ان اسئل سماحة الامام ابن باز في حياته، وحاولت ان اسأل الشيخ عمر ولم يتيسر.
وسؤالي عن توجيه آية الزخرف اذ لم اجد من خصصها في السفر، وايضا توجيه حادثة علي رضي الله عنه عندما ركب الدابة قال بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وانا الى ربنا لمنقلبون ..... ) آخر الأثر.
فما رأي الاكارم.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[16 - 04 - 04, 04:27 م]ـ
هاك (أخي الحبيب) المسيطير نقاشاً قديماً حول المسألة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4209
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 04 - 04, 05:18 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء شيخنا الكريم.
رابط مفيد، ومشاركات جميلة لإخوان كرام، عرفناهم من خلال كتاباتهم، من خير الإخوة علما وادبا وحسن بيان - نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله احدا -.
نسأل الله تعالى ان نراهم قريبا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 04 - 08, 10:19 م]ـ
للفائدة ....
سبحان الله .... كأني قد كتبت الموضوع بالأمس!.
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:58 م]ـ
بارك الله فيكما ونفع بكما
ورحم الله الإمام ابن باز , وحفظ الشيخ العيد
ـ[أبو ياسر الغامدي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 07:14 ص]ـ
هناك بحث ماتع للشيخ عبدالله بن مانع عن أحكام السفر وقد ذكر هذه المسالة فحبذا من الأخوان في مكتب الشيخ إضافته(30/331)
ما حكم صناعة نموذج للكعبة ثم الطواف حولها؟
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[16 - 04 - 04, 04:58 م]ـ
ما حكم صناعة نموذج للكعبة ثم الطواف حولها بدعوة التدرب على الحج؟؟
حيث ان هذا الامر حاصل في ماليزيا ...
حذفت الصورة من قبل ## المشرف ##
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[16 - 04 - 04, 05:09 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجُرنا في مُصيبَتِنا وأخلِف لنا خيرًا منها.
واللهِ؛ كنتُ أظُنُّ السائِل -وفقه الله- يفرض مسألة لا وجود لها على أرض الواقِع.
وما الفرق بين ما فعلوه وبين مَن يَسجُد لصَنَم ويقول: أتدرب على السجود لله؟ أو مَن يطوف حَول قَبر ويقول: أتدرب على الطواف حول الكَعبَة؟
وَوجه تحريم ذلك أن التدريب على العبادة عبادَة، فالتدريب على الطواف عبادة، والعبادة تفتقر إلى توقيف من الشارِع؛ فالأصل في العبادات التحريم إلا بنص، ولا ثَمَّ نصٌ بله قياس!
والله -تعالى- أعْلَم.
وإنا لله وإنا إليه راجِعون.
ثم ما الداعي لإرفاق الصُّوَر في المُلتقَى؟ فهذا يُنافي قوانين الكتابه فيه، بعد مُنافاته لنصوص الشريعة، على الراجح من أقوال العُلماء.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[16 - 04 - 04, 05:23 م]ـ
جزاك الله خير أخي محمد
بالنسبة للصورة .. فالوقت المخصص للتحرير قد فات
فعند الإدارة صار الموضوع
لكن سؤال ... من أين أتيت بأن التدريب على العبادة عبادة؟؟
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[16 - 04 - 04, 05:35 م]ـ
وجزاكم أخي (عدو المشركين).
أتيتُ به من تعريف العبادة نفسها؛ وهي -كما قال شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله تعالى-: "اسم جامع لكل ما يُحِبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال، الظاهِرَة والباطِنَة".
والقاعدة أن "الوسائل لها حُكم المقاصِد".
ثُمَّ إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد حَثَّنا على التدريب على العبادة؛ فقال: "أحب الأعمال إلى الله: أدومه وإن قَلَّ"، وقال لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: "لا تَكُن مثل فلان، كان يقوم الليل ثم تَرَكه"، ووجه الدلالة من الحَديثين يحتاج إلى نَظر وتأمُّل.
ثُمَّ إن الأذكار والأوراد التي يواظِب عليها المسلم في اليوم والليلة هي من التدريب على العبادَة؛ للوصول بالمسلم إلى ذورة العبودية لله رب العالمين.
والله -تعالى- أعْلَم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 04 - 04, 08:10 م]ـ
الأخ محمد بن يوسف جزاك الله خيرا
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[16 - 04 - 04, 11:38 م]ـ
هل يدخل في هذا للتعليم
يعني بشرح صفة الحج للطلاب
ـ[أبو آثار]ــــــــ[17 - 04 - 04, 12:18 ص]ـ
انظرو الآن في كربلاء ............
مجسم للكعبة خاص بهم منقوش عليه بالذهب (على على)
طبعا هذا ليس للتعليم!!!
حسبي الله على الكفرة ........ الملحدين ..
يوجد صورة فيديو في الساحة السياسية .......
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 04 - 04, 08:09 م]ـ
أرجو تأمل هذين المثالين:
مثال أول:
لو فرضنا أن امرأة حائضا تريد أن تعلم ابنها الصلاة، فقامت بصورة الصلاة كاملة من ركوع وسجود وغيرها، إلا أن نيتها التعليم لا التعبد.
فهل فعلها هذا عبادة؟
وما حكمه؟
مثال ثان:
مدرس يعلم طلبته القرآن وقواعد التجويد، فيتلون سورة مثلا بصوت واحد. على هيئة واحدة.
هل هذه بدعة؟
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[17 - 04 - 04, 09:34 م]ـ
أخ محمد بن يوسف ... :
حكم الطواف على مجسم للكعبة أو أي شكل آخر بقصد التعليم ...
تماماً كحكم محاكاة أفعال الصلاة أمام بعض المتعلمين متجهاً لغير القبلة وبغير وضوء .... !!
فهذه مثيلة لهذه , ومن فرَّق فعليه الدليل!!
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[17 - 04 - 04, 11:26 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام عل نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وبعد؛
الشيخ الكريم (عصام البشير) -حفظه الله تعالى-:
بعد التأمُّل والتَّدَبُّر في المثالَين اللذَين تفضلت بذِكرِهما؛ أقول:
أما المثال الأول:
لا يخفاكم أن تعليم المرأة ابنها الصلاة بمُحاكاة أفعال الصلاة وأقوالها = هو مِمَّا يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال، فهو داخِل في حَدِّ "العبادة" الذي حَدَّه شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله تعالى-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/332)
وعَليه؛ فننظر الآن إلى المثال المَذكور: امرأة (حائض) تعلم ابنها الصلاة، بمحاكاة أفعالها وأقوالها الظاهِرَة: هل هذا الفِعل جائِز؟ والإشكال هو في كونها (حائِض)؛ أي: هناك مانِع يمنعها من فِعل (العِبادَة) -وهو التدريب على الصلاة-. ولكن: هل هذا المانِع مانع عام يمنعها من فعل جميع العبادات -التي يدخل فيها التعليم والتدريب على الصلاة-؟! الجواب: لا؛ ألا ترى أنها تذكر الله، وتقرأ القرآن دون مس المُصحَف، بل وأوسع من ذلك: تبر والِدَيها، وتَطيع زوجَها، وتصل رحمها ... وكل ذلك من (العبادات) التي لم يكن (لحَيض) مانِعًا من ممارسَتِها والتَّعَبُّد لله بها.
ولكن الإشكال هنا باقٍ: لأن (لحَيض) مانِع للصلاة باتفاق المُسلمين، وهي الآن تُحاكي أفعال الصلاة تمامًا! نقول: نعم؛ تُحاكي أفعال الصلاة، ولكنها افترقت عن الصلاة الحقيقية التي يمنع الحَيض من ممارستها = بأمرَين:
الأول: النية؛ وهي نية "التحريم"؛ أي: تحريم ما خارج الصلاة بالدخول فيها؛ وهو المعني بقوله (صلى الله عليه وسلم): "تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم"؛ أي: تحريم ما يجوز دونها بالدخول فيها، ثم تحليله بالخروج منها.
والثاني: أنه يتخلل هذا التدريب والتعليم -بهذه الصورة من المُحاكاة- الكلام (الأجنبي) الذي ليس هو من جنس الصلاة، والذي هو مِن مُبطلاتها، ولا تصح الصلاة به إلا لناسٍ أو جاهِل. ولا يُتَصَوَّر التعليم بدون الكلام الذي يتخلل الصلاة، كأن تقول لابنها: انظر؛ الآن سأركع، وتقول في الركوع كذا، وانظر كيف أفترش؟ ... وهكذا.
وإلا؛ فلو لم تتكلم أثناء التعليم بكلام أجنبي عن الصلاة؛ فسَيَتَخَرَّج على قولِكم هذا حُكم مُخالِف في مسألة مُناظِرَة؛ صورتها: لو فرضنا أن المرأة التي تُحاكي الصلاة بقصد تعليم ابنها (طاهِرَة): ما حُكم فعلها؟ يعني: بدلاً من أن تُحاكي الصلاة دون نية التَّعَبُّد، لماذا لا تقول لابنها: انظر إليَّ وأنا أصلي، ثم تدخل في الصلاة المفروضة بنية الصلاة؟!
فالحاصِل: أن التزام المرأة الصمت عن الكلام الأجنبي أثناء تدريبها ابنَها الصلاة مِمَّا يبعُد جدًّا!
ولو قُلنا أنها لا تتكلم في الصلاة فالمانِع الأول لا زال قائِمًا؛ وهو انعدام نية التَّعَبُّد لله بهذه الصلاة على الكيفية المَعروفة.
ولذا؛ فلو انعدَمَ هذان المانِعان -النية والكلام الأجنبي- وصلت وهي حائِض؛ فقد حُكي عن الحنفية القَول بتكفير فاعِل مِثل هذا؛ وهو "مَن صلى صلاة اتُفِق على أن الطهارة شرط لها -كالصلوات الخمس-"، وخَرج بقولي "اتُفِق" ما تنازَع العُلماء في عدم اشتراط الطهارة له كسجدة التلاوة. والحاصِل: أن هذا الفِعل حرامٌ بالإجماع -أعني صلاتها وهي حائض بنية الصلاة بالكيفية المَعروفة-.
وفي الأخير أسأل أخَوي الكَريمَين (عصامًا) و (سلطانًا) -وفقهما ربي-:
"لو فرضنا أن امرأة (طاهرة) تريد أن تعلم ابنها الصلاة، فقامت بصورة الصلاة كاملة من ركوع وسجود وغيرها، إلا أن نيتها التعليم لا التعبد.
فهل فعلها هذا عبادة؟ وما حكمه؟ ".
مع مُلاحظة أن الأخ (سلطانًا) -حفظه الله- قد تَوَسَّع في (نَقض) شروط الصلاة -بالكيفية المعروفة- فافترض: عدم استقبال القبلة. وأفترض معه: نجاسة المَكان، وعدم لبس الخِمار ....... وأيضًا: الكلام (الأجنبي) في الصلاة (ابتسامة).
وأما المثال الثاني:
فأقول: سأقلب صُورَة المسألة فأسألكم: "مدرس يجلس مع تلامذته في المَسجِد، ويتلون القرآن مَعًا (بصوت واحد) على هيئة واحدة. هل هذه بدعة؟ ".
فإن قُلتُم: لا؛ فقد خالفتم اعتقادَكم؛ لأني أجزم أن الأخ (عصامًا) يقول ببدعية هذا، وأحسب الأخ (سلطانًا) كذلك -إن شاء الله-.
وإن قُلتُم: نعم؛ فالحمد لله؛ فقد حَكمتُم على الفِعل نَفسه بالبدعة -أعني: الاجتماع على القراءة بصوت واحِد.
وعليه؛ فما حُكِم عليه بالبدعية -من أصله-؛ فالنية التي تُصَيِّره (سُنَّة) و (حَسَنًا) هي نية فاسِدَة، ولا شَكَّ! لأن "المُنكَر أبدًا مُنكَر"، و (البِدْعَة أبدًا بدعة)، إلا أنه يجوز فعلها لمصلحة راجِحَة أو للضرورة، ولا ثَمت ضرورة!
فإن قُلتُم: ولكن النية حسنة باتفاق العُلماء ونصوص الشَّريعَة -وهي تعليم القُرآن وتَجويده-؟!
نقول: إذا كانت النيَّة حَسَنة -وهي كذلك- فلا بُدَّ أن يُسْتَعمَل للوصول إلى (الغاية) منها (وسيلة) مَشروعَة! أعني: أن السَّلف الصالِح من أمة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) كانوا يعلمون أبناءهم وتلاميذهم القُرآن وأحكام التجويد؛ فننظر كيف كانوا يفعلون، وبهم نكون من المُقتَدِين، نكون من المُفلحين -إن شاء الله تعالى-.
فهل ثَبَت عن السلف الصالِح أنهم كانوا يجتمعون على قراءة القرآن بصوت واحِد بغرض التعليم؟ أعني: مَن قال ببدعية ذلك؛ لأن المسألة خلافية -أصلاً-!
وفي الختام أقول:
(1) لو فَتَحنا هذا الباب؛ وهو باب التَّوَسُّع في الوسائِل بغرض التعليم، وتحبيب الناس في دين رب العالَمين، والدَّعوة إلى الله، و ... = لانفتحت علينا أبوابٌ من البِدْعَة واسِعَة، لا يعلم قدرها إلا علام الغُيوب.
(2) لم يَتَبَيَّن لي ماذا وراء هذين المِثالَين بالضبط؟ هل يقول الأخ (عصام) -حفظه الله- أن ما فعله إخواننا الماليزيون مُباحٌ ومَشروع وحَسَن؟
أم ضَرَب المِثالَين لِهَدم قَولي أن "التدريب على العبادة = عبادة". والأخير هو ما أظُنُّه، لظني الحَسَن بأخي الكريم. ولقد بَيَّنتُ فيما سبَق والآن الأدلة على قَولي هذا.
والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/333)
ـ[السدوسي]ــــــــ[18 - 04 - 04, 12:42 ص]ـ
أرى أن لاينشغل الإخوة بمثل هذه المسائل التي ينتصر فيها للنفس غالبا ... ويكفي أن يقال في مثل ذلك مايراه طالب العلم.
والذي أراه أن مثل هذا الفعل منكر لما يؤدي إليه من منكرات.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[18 - 04 - 04, 01:04 ص]ـ
أخي الكريم (عمر أبو عبد الله) -وفقه الله-
نعتذر عن التأخُّر في الرد على سؤالِك؛ فلم أنتبه إليه، فمعذرة.
والجواب على سؤالك: لا؛ لا يدخل في التحريم: تعليم صفة الحج للطلاب بشرحها لهم؛ فهذا الأصل فيه الجواز؛ لأنه وسيلة مُباحَة لها نظائِر؛ بل إن أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) كلها من هذا القَبيل؛ فهو يُعَلَّم ويشرح لأصحابه (رضي الله عنهم) الصلاة والحج والزكاة ونحوها من العبادات. أما المَحظور هو أن يقترن التعليم بما يحتاج إلى توقيف من الشرع، كما فعل إخواننا الماليزيون.
والله أعْلَم.
------------------------------------
الأخ الكريم (السدوسي) -وفقه الله-
جزاك الله خيرًا على النصيحة.
وأقول: أما مَن انتصر لنفسه فلا يلومَنَّ إلا لنفسه! ولكن هذه نازِلَة نَزَلت بالمُسلمين قد تؤدي -بل ستؤدي- إلى الشرك برب العالَمين، وفَتح باب البِدَع على مصراعَيه؛ أفلا ينشَغِل الإخوة بها. واللهِ؛ إنَّ العَين لتدْمَع، وإن القلب ليحزَن على مِثل هذا النوازِل.
لو قُلتَ: لا تنشغلوا بها ودعوها لهيئة كبار العُلماء لكان أولَى وأحْرَى!
وإن زمانًا يُفتي فيه مثلي في مِثل هذه المسائِل لزمان .... لا أسُبُّ الدَّهْرَ. ولولا أن لي إمامًا لما قُلتُ ذلك.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 04 - 04, 03:20 م]ـ
أخي الفاضل محمد بن يوسف أحسن الله إليك
هذه بعض الخواطر أسوقها من باب المذاكرة لهذه المسألة:
1 - أنا ذكرت المثالين لأبين أن باب التعليم يتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره، ولأقول بأن قولكم (التدرب على العبادة عبادة) فيه نظر.
2 - مناقشتكم للمثال الأول زادتني تبصرا بمقدار مشابهته للقضية المطروحة للنقاش.
وذلك أنكم عللتم عدم وقوع المرأة في الكفر - على قول الحنفية - بمانعين اثنين، وهما: النية والكلام الأجنبي.
فما الذي جعل صورة النقاش مختلفة؟
إذ من المعلوم أن هؤلاء الماليزيين لا ينوون بفعلهم التعبد والطواف الحقيقي، وإنما مقصودهم التعلم.
كما أن الكلام الأجنبي - ولا يخفى عليكم المشابهة بين الطواف والصلاة في هذه الجزئية - وارد منهم، بل القول بأنهم منهمكون في الأذكار خلال هذا التدريب بحيث لا يتكلمون بكلام أجنبي هو البعيد حقا.
بل لا شك أنهم يفارقون صورة العبادة في أمور:
منها أنهم قد لا يكملون أشواط الطواف
ومنها أنهم قد لا يكونون على طهارة
ومنها أن من يدربهم يكلمهم بصوت عال
ومنها - وهذا هو الأهم - أنهم لا يستحضرون نية التعبد أصلا.
وهذه الفروق أكثر من الفروق الواردة بين صورتي التعبد والتعليم في المثال الذي طرحته لكم.
3 - نخلص إذن أن تكييف الصورتين ما يلي:
شخص يقوم بعمل موافق لصورة العبادة الظاهرية، على هيئة - لولا عدم حصول نية التعبد - لكان منه كفرا أو محرما.
في مسألة الطواف:
العمل هو الطواف
الهيئة هي الطواف على غير الكعبة (مجسم)
في مسألة الصلاة:
العمل هو الصلاة
الهيئة هي الصلاة مع الحيض.
والحق أنني لا أرى بين الصورتين فرقا!!
4 - هل كل طواف على غير الكعبة شرك مطلقا أم لا بد من قصد التعظيم؟
مثال:
رياضي يعدو في حلبة السباق الدائرية. أليست صورته صورة الطواف على الملعب؟
رجل يلاعب ابنه فيدوران معا حول شجرة مثلا. أليست هذه صورة الطواف على الشجرة؟
ما الذي يجعل هذين غير واقعين في الشرك أصلا؟
إنه انتفاء قصد التعظيم لما يطاف عليه.
بخلاف من يطوف على قبر أو سدرة أو شجرة لأنها عنده معظمة، فهذا واقع في الشرك لا محالة.
إذا تقرر هذا، فهل الماليزيون المتدربون يعظمون المجسم الذي يطوفون حوله؟ وهل يعتقدون أن له خصوصية معينة؟
الجواب: لا.
5 - الذي أعتقده أن القراءة بصوت جماعي لغرض التعليم ليس بدعة، لكن إن كنتم تعتقدون العكس فإنني أسحب المثال لأنه عند ذلك لا يرد على قاعدتكم المزبورة آنفا، وتفاديا للخروج عن الموضوع الأصلي.
لكني أستعيض عنه بمثال قريب منه:
معلم القرآن الذي يقرأ أمام تلميذه قوله تعالى (يسألونك عن الأنفال) مثلا بهذه الطريقة:
يسألونك يسْ يسْ ألونك عن عن الأن الأن فال الأنفال
هل هذا جائز؟
فلو تلا قارئ – بغير نية التعليم – بهذه الطريقة، كيف يكون الحكم؟
لا أظنك إلا قائلا بتغاير الحكمين، ولا أرى سببا لذلك إلا وجود نية التعلم في الصورة الأولى، ونية التعبد في الثانية.
فليقارن هذا بمسألة الطواف للتعليم.
6 - كلامنا هنا في تقرير أصل المسألة، وهل هي شرك أم حرام أم جائزة. فلا ينبغي أن يرد علينا أن الأولى تركها، تجنبا للفتنة العقدية، وسدا للذريعة. إذ هذا هو اختصاص المفتي الذي يقارن المصالح والمفاسد، ويخرج بحكم صالح للتطبيق.
أما نحن فنتذاكر مسألة علمية محضة!
وأنا شخصيا لا علم لي بواقع ماليزيا، كما أنني لست من العلماء المرجوع إليهم في الفتوى.
فانتفى في حقي ركنا الفتوى في المسألة المطروحة.
لكن نحن في ملتقى علمي نتذاكر فيه العلم. ولو حجرنا على أنفسنا المذاكرة إلا فيما نتقنه لما تكلم منا في هذا الملتقى إلا القليل.
وتذكروا معي أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/334)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[18 - 04 - 04, 10:36 م]ـ
لازلت أستشكل قول الاخ محمد بن يوسف
(التدرب على العبادة عبادة)!!
فالتعريف الذي ذكره الأخ العزيز ((اسم جامع لكل ما يُحِبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال، الظاهِرَة والباطِنَة))
فيه ان العمل الذي يحبه الله ويرضاه لا بد ان يستوفي شرطين
1 - الإخلاص
2 - المتابعة
وما يقوم به الاخوة في ماليزيا قطعا ليس فيه شرط المتابعة
وبالتالي فهو ليس عبادة ... وعليه فليس كل تدريب على العبادة عبادة
إذا ما هو؟
بدعة؟
إن كان بدعة فعلى أي درجة؟ هل هي بدعة مكفرة مثلا أم هي بدعة محبطه للعمل دون ان تخرج صاحبها من الإسلام أم ماذا؟
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[19 - 04 - 04, 09:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على هذه المناقشات الجميلة
و لكن عندي بعض الأمور أود أن أذكرها:
1 - قد صدرت فتوى من اللجنة الدائمة بتحريم عمل مجسما للكعبة، و لكنها ليست عندي الان و لعلي إذا حصلت عليها فسوف أضعها هنا.
2 - ينبعي أن يفرق بين النقاش في مسائل العلم و بين الفتوى للعموم الناس، فقد يتوصل الإخوة لحكم معين كالجواز مثلا و لكن قد لا يكون ذلك مسوغا للعمل به لما يترتب عليه من مفاسد.
3 - و كذلك لابد من النظر في عواقب الأمور و ما تؤول إليه، و كمثال هذا الكعبة التي و ضعت للتعليم، لو قلنا بجواز ذلك، فإنه عند النظر نجد أنه يفتح بابا عظيما من أبواب الشرك بالله، و لا ننس أن النار العظيمة من الشرر الصغير، فاليوم من أجل التعليم و غدا كذلك ثم تصبح كعبة آخرى تُقصد من دون الكعبة المشرفة أو تضاهيها.
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[19 - 04 - 04, 10:56 م]ـ
جزينم خيرا
اذا هل يجوز وضع كعبة لتعليم الطلاب كيف يطوفون او للشرح عليها وبيان موقع الحجر الاسود وكذا لبس الاحرام للطلاب
ثم هذه الكعبه لا تبقى تتلف او ممكن نضع شي ونقول هذا كعبة ونشرح عليه وهل يقاس هذا على تعليم الصحابة للصلاة والوضوء
وجزاكم الله خيرا
الى الداعيه للخير اريد الفتوى بارك الله فيك
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:44 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله تعالى خير الجزاء على احتراقكم على أحكام الله تعالى و محاولة تحرير مراد الله تعالى منها، ومادام هذا هو الغاية فكل شيء يهون بعد ذلك،،،،
و قد طلب مني الأخ الطيب / محمد بن يوسف عبر الهاتف أمس أن أشارك في هذا الموضوع،،
فجزاه الله تعالى خير الجزاء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ الفاضل محمد بن يوسف //
كلامك في مسألة العبادة و غيرها غير منضبط نهائيا،،، فأنت تقول:
((أتيتُ به من تعريف العبادة نفسها؛ وهي -كما قال شيخ الإسلام (ابن تيمية) -رحمه الله تعالى-: "اسم جامع لكل ما يُحِبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال، الظاهِرَة والباطِنَة".))
نعم أخي هذا من باب الإطلاق العام في العرف الشرعي،، و أما إن أردت (العبادة) التي تتعلق بها البدعة و أحكامها فلابد من تفسيرها بما يقتضيه العرف الخاص لدى الأصوليين ..
و إلا فما بالك لو قلت لك إنني أتعبد إلى الله تعالى ـ انتبه أقول أتعبد ـ بقتل بتعليم فلان كيفية الصلاة فاقوم و أركع و أسجد بغير وضوء أو و أنا جنب،،، فما رأيك؟
تعبت إلى الله تعالى بعبادة لم يشرعها هو
لا يا أخي،، هذا لا يستقيم أبدا أصوليا و فقهيا،،
ثم لو دققت لوجدت أنك ناقضت كلامك .. كيف؟
تقول: ((والقاعدة أن "الوسائل لها حُكم المقاصِد"))
فهاأنت فرقت بين الوسائل و المقاصد
ثم أعطيت للوسائل أحكام المقاصد
فلو كان الحكم المقصود به عند أي الوجوب و الحرمة و الإباحة و الاستحباب و الكراهة،، فهذا يقتضي أن تقول: إن هذا التعليم عبى هذا النموذج واجب متعين إن لم يتم التعليم إلا به .. و هذا لم تقله
و إن أردت بالحكم أي كونه عبادة من غيرها أي يكون قصدك من قولك (الوسائل لها أحكام المقاصد) أي تكون عبادة مثلها و عليه فهي عبادة ـ اي هذه الوسيلة ـ و ما دامت هي عبادة فهي لم يشرعها الله تعالى فتكون بدعة،، و هذا هو الظاهر من استدلالك ...
فأقول: هذا الفهم لهذه القاعدة لم يقل به مخلوق فضلا عن أن يكون من أهل العلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/335)
لأننا بذلك ـ بديهة ـ سنغلف باب الوسائل تماما، و هو شيء مستحيل و ممتنع بديهة، لأننا ـ و الحال هكذا ـ كلما قابلتنا وسيلة نظرنا إلى ما توصل إليه فوجدنا هذا الموصول إليه عبادة فقلنا (الوسائل لها أحكام المقاصد) و هذا المقصد عبادة فتكون هذه الوسيلة عبادة و هي لم تشرع فهي بدعة ....
تأمل
و انظر ... كلامك جر أخانا (عمر أبا عبد الله) حين فهمه أن يسأل: ((هل يدخل في هذا للتعليم
يعني بشرح صفة الحج للطلاب))
لأنه فهم ما هو ظاهر كلامك أن كل وسيلة لها حكم المقصد فتكون عبادة مثلها،، و هذا فهم مغلوط كما سبق ووجه الغلط هو عدم التفريق بين معنى العبادة في العرف العام الشرعي و معناها في العرف الخاص الأصولي، و على هذا الأخير يتعلق البحث في البدعة و أحاكمها
هذا فيما يتعلق باحتجاجك فقط لا بأصل المسألة، و أما أصل المسألة ففيه كلام آخر،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و أما بالنسبة لأصل المسألة ففي الحقيقة أنا لا أدري متى يفرق طلبة العلم بل و بعض المشايخ بين أصل الحكم أو الحكم على صورة المسالة مستقلة، و بين النظر فيما يحيط بصورة المسألة،،، فنرى مثلا مشايخنا الأفاضل الذين أجازوا مثل هذا الأمر،، ماذا فعلوا؟
نظروا فوجدوا أن هذا المجسم (ليس حقيقة للكعبة) ... فقالوا: يجوز
نظروا فوجدوا أن الذين يذهبون و يتعلمون (لا يعتقدون أنها الكعبة) ... فقالوا: يجوز
و الحصيلة: (((((يجوز)))))
با إخوان .. سبحان الله .. ألا ترون حال المسلمين اليوم و تحفزهم لكل ما هو بدعة و شرك؟!!!
هؤلاء الأعاجم الذين يذهبون ليتعلموا الطواف حول هذا المجسم لن تلبثوا أن تروهم يذهبون و يحجون إلى هذا المجسم ...
و لا أحتاج أن أطيل عليكم بشرح حال المسلمين اليوم من الجهل الناقع و أنك لو صنعت لهم عروسا من الحلوى لعبدوها ... و لا تتكلموا أنتم أيها الحجازيون من منظوركم فقط،، بل تعالوا إلى مصر لتروا الشرك الأكبر الذي أصبح عرفا عند عوام المسلمين و في بلد الأزهر .. تجد الألفاظ الشركية الواضحة الفاضحة الشرك تقال على الألسن و يقسم بها و يتعاهد بها و تبرم بها عقود الماعملات و غيرها و لا يدرون معنى هذا الكلام الواضح الشرك ...
فهل نقول بعد ذلك بأن أعاجم مثل أهل أندونيسيا الذين يأتون و يتعلمون من هؤلاء المصريين الذين ذكرت حالهم تصنع لهم مثل هذا النموذج و تقول: هو يتعلمون!!!!!!
حكى لي أحد الإخوة من سكان منطقتي منذ عدة سنوات حينما رجع من الحج،، قال:
لقد حدث في المسجد الحرام أمرا عجيبا جدا
قلت له: و ما ذاك؟
قال: هناك في غرفة الحرم ـ لا أذكر غرفة الكهرباء أم ماذا ـ و قد صنع لها هيكل من النحاس ـ لا أذكر بالضبط ـ و قد سترت بالستائر حفاظا على رونق الساحة أو ما إلى ذلك،،، فرأيت بعض المصريين قد ذهبوا و تعلقوا بأستار هذه الغرفة!!!!! فقلت لهم في ذلك،، فالتفت إليّ أحدهم و قال بالهجة العامية المصرية: (إنتو السنيّة ورانا ورانا في مصر و في الحرم كمان؟!!!)
و قال الأخ أيضا: (المحزن أنني وجدت بعض الأعاجم من أهل أندونيسيا و مثيلاتها قد قلدوا المصريين في ذلك حين رأوهم و ذهبوا و تعلقوا بهذه الأستار مثلهم)
يا إخوان .. أنات لم أر هذا الهيكل و لكني سمعت أنه مجيم طبيعي مكسوا و يشبه الكعبة تماما،،
و أقول: القرائن و الشواهد تدل على التآمر و المكر لإفساد ديننا،، ثم يأتي بعض من أهل الملة ممن هم معروفون بالإخلاص لدين الله تعالى ليجيزوا هذا الأمر و هم غافلون عن كونهم لعبوا دور الأداة الرخيصة لتنفيذ مثل هذا المخطط،،،
سؤال // هل تعليم الطواف حول جسم مكعب له مكان ابتداء و مكان انتهاء و مكان يستلم،، هل تعليم الطواف حول شيء هذه صفته تحتاج لمجسم طبيعي ـ كما سمعت عنه ـ له نفس الهيئة و الكسوة و اللون و ما إلى ذلك؟!!!!!!!
في الحقيقة أنا أنتظر معطيات أخرى في المسألة تزيد أو تقل عما أخبرني به أخي الحبيب محمد بن يوسف في الهاتف أمس
و إلا فكيف يخفى على مشايخي الأفاضل ما ذكرته لهم؟!!
لا أظن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و أطلب من الأخ (عدو المشركين ـ و كلنا هذا الرجل ـ) أن يرسل إليّ هذه الصورة على الخاص أو الإيميل ـ و هو أفضل ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/336)
و أعتذر لإخواني عن قلة مشاركاتي و سرعة كلامي في هذه المسالة، و لكن كما يعلم البعض فجهازي معطل، و أكتب كلامي هذا الآن من جهاز أحد الإخوة الطيبين
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[20 - 04 - 04, 02:13 ص]ـ
من باب المشاركة:
سئل الشيخ محمد بن عثيمين في لقاء الباب المفتوح من قبل احد المدرسين عن وضع مجسمات للمشاعر لتطبيق الحج والعمرة عمليا فأنكر الشيخ هذا الفعل وقال كان هذا يريد ان يجعل الدين طقوس
هذا ما أذكره من معنى كلامه رحمه الله
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 04 - 04, 02:07 م]ـ
أخي الفاضل محمد رشيد
أرجو أن تلطف قليلا من أسلوبك في النقاش، فأنا لا أتحمل النقاش المتوتر مع إخوتي من أهل السنة، وأحب أن أدخر ما لدي من حدة للمبتدعة وأضرابهم.
وأراك - يا أخي - قد كبرت المسألة كثيرا، وأدخلت فيها التآمر والمكر لإفساد الدين، وزدت ضغثا على إبالة فقلت:
(ثم يأتي بعض من أهل الملة ممن هم معروفون بالإخلاص لدين الله تعالى ليجيزوا هذا الأمر و هم غافلون عن كونهم لعبوا دور الأداة الرخيصة لتنفيذ مثل هذا المخطط)
أحب - يا أخي - أن تتلطف قليلا، وتتدبر ما تقوله، فإنني لا أظنك تحب أن تُنبز في يوم من الأيام بأنك أداة رخيصة لمخططات أعداء الدين.
أفلا تكره لإخوانك ما تكرهه لنفسك؟
ثم أكرر فأقول: أنا لا أجيز ولا أمنع، لأنني – بكل بساطة – لست أهلا لذلك، لا من جهة العلم الشرعي لا من جهة العلم بالواقع الماليزي. ولكنني أبحث المسألة وأرجو أن أصل إلى وجه الصواب فبها. وقد استفدت من النقاش مع الأخ محمد بن يوسف أمورا، ولا زلت أرجو المزيد.
ثم إنني لم أطلع على فتوى لأحد العلماء بالمنع ولا بالجواز، وعلى فرض وجود مثل هذه الفتوى – كما أفاده بعض الأفاضل - فأحب أن أعرف مدرك القائلين بالمنع، وهل هو سد الذرائع مثلا، أم غير ذلك؟
أما قولك: (أنا لا أدري متى يفرق طلبة العلم بل و بعض المشايخ بين أصل الحكم أو الحكم على صورة المسالة مستقلة، و بين النظر فيما يحيط بصورة المسألة)
فجوابه:
أما عن (متى) فإنني – إن كنت مقصودا بهذا الكلام – أدرك الفرق منذ زمن بعيد. ولو تأملت كلامي آنفا لرأيتني أقول:
((كلامنا هنا في تقرير أصل المسألة، وهل هي شرك أم حرام أم جائزة. فلا ينبغي أن يرد علينا أن الأولى تركها، تجنبا للفتنة العقدية، وسدا للذريعة. إذ هذا هو اختصاص المفتي الذي يقارن المصالح والمفاسد، ويخرج بحكم صالح للتطبيق. أما نحن فنتذاكر مسألة علمية محضة!))
فلم يغب عني التفريق، بل بينتٌ الفرق، ثم دعوت إلى فرق آخر أرجو ألا يعزب عن ذهنك: وهو التفريق بين مقام الفتيا ومقام المذاكرة العلمية.
ففي الأول، يكون المقصود هو الحصول إلى الحكم.
وفي الثاني يكون المقصود هو تحرير المسائل، وحسن تخريج الفروع على الأصول، وتقرير القواعد الكلية، مع تحقيق الفروق والاستثناءات.
فعلى سبيل المثال، ذكر أخونا محمد بن يوسف خلال المذاكرة قاعدة عامة، وهي (أن التدرب على العبادة عبادة)، فتمت مناقشتها، واستفدنا جميعا من ذلك.
أما الحكم النهائي للمسألة، فما أظنه من وظيفة أحد منا.
ولذلك، فأنا أدعوك لأن ترجع إلى تحقيق أصل المسألة، واترك عنك ما دندنتَ حوله من مسألة سد الذرائع إلى الشرك، فذلك أمر معلوم للجميع هنا. ولكن تحقيق مناطه يختلف من واقع إلى آخر.
فرب فعل يكون ذريعة إلى المحرم في مكان أو زمان ولا يكون كذلك في مكان أو زمان آخرين.
ولذلك فأنا أدعوك إلى إثبات ما جزمتَ به بقولك:
(هؤلاء الأعاجم الذين يذهبون ليتعلموا الطواف حول هذا المجسم لن تلبثوا أن تروهم يذهبون و يحجون إلى هذا المجسم ... ).
ولي على هذا القول ملحوظات:
1 - قولك عنهم (الأعاجم) في هذا السياق يشم منه ما لا أحب ذكره. ولا إخالك إلا توافقني إن زعمتُ أن الماليزيين من أشد الشعوب تمسكا بالإسلام، والتزاما بأحكامه. ومن أكثرهم انضباطا خلال أداء مناسك الحج وتأدبا مع الحجاج الآخرين.
وقد رأيت كثيرا من الإخوة يعزون انضباطهم إلى أنهم يتدربون على المناسك جيدا في بلادهم، بخلاف بعض العوام من حجاج بعض البلدان الأخرى - ومنهم بعض العرب -.
2 - هذا التدريب في ماليزيا قائم منذ سنوات عديدة، ولم أسمع قط أن بعض الجهلة قد حج إلى هذا المجسم. ولا أظن ذلك يقع مستقبلا، لأن التعظيم غير وارد عند القوم أصلا. فأرجو منك – يا أخي – أن تثبت كلامك السابق بدليل، أو ما يقرب منه.
3 - أخبرك بما أعرفه عن أهل المغرب، ولا يخفى عليك أن شرك القبور (وغيره) منتشر عندنا بشكل خطير جدا (مثل مصر أو أكثر). فحدث عن المواسم الشركية، والطقوس البجعية ولا حرج.
وعند اقتراب كل موسم حج، تقيم وزارة الأوقاف تدريبا في مقر الوزارة بهذا الشكل المذكور عن أهل ماليزيا.
وأنا أجزم لك جزما يقينيا أن العوام المشاركين في هذه التدريبات، لا يخطر ببالهم أصلا أن يحجوا إلى الوزارة، أو يطوفوا بمجسم الكعبة فيه خارج وقت التدريب، أو يعظموا شيئا من متعلقاته.
وقد يكون بعضهم مستعدا للوقوع في شرك القبور والأحجار والأشجار وغيرها، إن لم يكن واقعا فيه فعلا.
أما (شرك مجسم الكعبة) – إن صح هذا التعبير - فلا ثم لا، لأن التعظيم غير موجود أصلا.
ثم إن قاعدة سد الذرائع تحتاج عند تطبيقها إلى فقه سليم، ونظر سديد. وهذا لا يخفى على مثلك، وأنت الأصولي البارع – فيما أحسب -.
وإلا قلنا في كل مسألة اختلف فيها العلماء بين مبيح ومحرم:
الأولى ترك هذا الفعل سدا للذريعة.
ومن الأمثلة الواضحة:
- وجوب تغطية وجه المرأة سدا لذريعة الافتتان بها (وأنت قائل بالعكس فيما أظن)
- عدم جواز النظر إلى وجه المرأة مطلقا سدا لذريعة الفتنة (وأنت مخالف في هذا فيما أذكر).
- عدم جواز قيادة المرأة للسيارة سدا للذرائع (ولا أدري ما اختيارك في هذه المسألة).
إلى آخر الأمثلة التي لا تكاد تحصر. وقصدي من ذكر الأمثلة السالفة واضح، وإلا فالذي أختاره شخصيا في كل منها لا يهم في بحثنا الراهن.
ومرة أخرى أدعوك إلى مناقشة ما أوردتُه من مذاكرة في أصل المسألة – بقطع النظر عن مسألة سد الذرائع-، لعلنا نستفيد من تحليلاتك الأصولية الجيدة.
وجزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/337)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:45 م]ـ
لتذكير الفاضلَين من أرض الكنانة.
وقولي آنفا:
((فحدث عن المواسم الشركية، والطقوس البجعية ولا حرج.))
صوابه: (( .. والطقوس البدعية .. ))
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فأخي الحبيب // عصام البشير
أما بما يتعلق بالأسلوب فأعتذر عنه أخي الحبيب، و اعلم أنني لا أقصده ـ إن كان فعلا كما تراه ـ و إلا فأنا لا أستطيع تزيين الكلام و تليينه، بل أتكلم على سجيتي تماما و أعتمد على حسن ظن المخاطب بي،،،
هذا علاوة على أني أكتب من جهاز صديق لي لا أريد التطويل بالمكوث عنده فأضع ما أراه مفيدا فقط و أضع خلاصة ما أريد دون أي تزويد لا فائدة فيه،،،
هذا من جهة الأسلوب،، و أنا أكرر اعتذاري، وليس هناك أي توتر إن شاء الله تعالى، بل أنا أكتب على سجيتي تماما، و أنا أعلم أنني في بعض الحوارات التي تأخذ طابع الجدية أكون جافا بعض الشيء، وهذا قد يكون بالفعل غير مطلوب،،
هذا فيما يتعلق بالأسلوب الذي أكرر أيضا اعتذاري عنه،،،
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و أما بالنسبة للفساد و التآمر فأنا لم أكبر المسألة إن شاء الله تعالى
بل قد يكون غيري هو الذي صغرها
و أكرر أخي ... لا ينبغي للمصدر للحكم أن يكون على شيئ أبدا من السذاجة ـ و كلامي على العموم والله ـ
قل لي بالله عليك ... هل يحتاج تعليم الشعائر إلى مجسم طبيعي للكعبة ـ شرفها الله تعالى ـ!!!
أجبني بالله عليك
أوليس من واجب من يبحث الحكم أن ينظر في ملابسات النازلة و يرى ما يمكن أن تؤول إليه، و لا فقط أن يكون (آلة تجويز)؟
أنا لم أكبر المسالة أبدا، بل أعلم تماما طول أنفاس و أنظار أعداء الدين للمكر به و هتك شعائره،،،
و لن أسمح لنفسي أبدا أن أكون آلة يرجع إليها حين الاحتياج لتعطي التوثيق الشرعي على ما يريده المفسدون و هي لا تدري كونها آلة،،،
و هنا النقطة الأخرى،،
فأنا لم أقصد أي إهانة مطلقا ـ و الله شهيد على ما في قلبي ـ لمن استخدم كآلة و لو (رخيصة) ... فكم من العلماء أصحاب الفضل تم استخدامهم كآلة رخيصة و سهلة، و مع هذا فلم يكن هذا بطاعن فيهم أبدا ... لأن مصدر إكرامهم و الحط منهم مناط بعلمهم و نياتهم، و هذا العلم و هذه النية لم تمنع من وقوع المقدور بأن يستخدموا كـ (آلة توثيق) .. و أظن أن هذا الأمر واضح جدا و جلي في هذه السنوات و التي عانا فيها كثير من الشعوب الإسلامية عربية و غير عربية بسبب (توثيقات) بعض الفضلاء ـ و أقول الفضلاء لأنهم حقا كذلك ـ حتى و إن ذاق بسببهم إخواننا المسلمون الويلات،،، حتى و إن دنست الأراضي المقدسة بتوثيقاتهم،، و لكن نحن ندعوا لهم بالمغفرة و الرحمة لغلبة حسناتهم و حسن نياتهم و قصدهم،،،
و أنا شخصيا أقول // قد كنت يوما أداة رخيصة في أيدي أعداء الدين حين اتبعت طائفة نسبوا أنفسهم للسلفية و أخذوا يبدعون إخوانهم من أهل السنة فيدخلون في السلفية من شاءوا و يخرجون من شاءوا،، كنت آلة رخيصة حن اتبعتهم لمدة عام نصف أو عامين، رغم حسن نيتي حينها و سداد قصدي،،
ــــــــــــــــــــــــــــ
و أما عن الرائحة التي تشمها من كلمة (أعاجم) فلا أخي اطمئن .. ليس هناك شيء من العصبية و لا شيء إن شاء الله تعالى، بل أنا أقصد بالأعاجم من هم خلاف العرب و الذين أراهم عادة يقلدون العرب ـ و المصريين خاصة ـ في مناسكهم أو تعبداتهم عامة .. و قولي هؤلاء الاعاجم هو للإشارة لا غير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
و هنا أعاتبك أنا ـ عتاب الأحبة ـ على سخريتك مني حين قلت: و أنت الأصولي البارع ........
و حين قلت: لعلنا نستفيد من تحليلاتك الأصولية الجيدة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و أما فيما يتعلق بمسألتنا ففي الحقيقة أنا لا أدري كيف أنفذ طلبك بالفصل بين ما أسميته (أصل المسالة) أو (مسألة علمية محضة) و بين ما أسميته (دور المفتي في الحكم النهائي و الذي قد يسد فيه باب الذريعة)
و لا أدري أيضا التفريق بين (حكم المسألة) و (الحكم النهائي للمسألة) و الذي هو ليس من وظيفة أحد منا)
إن حكم المسالة إن أطلق ـ ولا سيما على نازلة كنازلتنا ـ فلا ريب أن المراد هو معرفة الحكم الذي يعمل به فيها، و هذا هو الحكم النهائي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/338)
و أنت ترى أخي عصام أن الأخ / عدو المشكرين طلب حكم المسألة،،، (((حكم المسالة)))
أي / هل يجوز أو لا يجوز
و في الحقيقة ما تريدونه لا يسمى أصل المسالة .. و لا يسمى صورة المسألة .. لأن أصل المسألة أو صورة المسألة يتضمن ما يلزم منها و ما يحيط بها من ملابسات ...
و أراك قد فرقت بين (الأولى) و (الثانية) بما هو من باب الترادف،، فقد قلت:
((ففي الأول، يكون المقصود هو الحصول إلى الحكم.
وفي الثاني يكون المقصود هو تحرير المسائل، وحسن تخريج الفروع على الأصول، وتقرير القواعد الكلية، مع تحقيق الفروق والاستثناءات.))
فما الفرق عندك أخي الحبيب بين [الحصول إلى أو على الحكم] و [تحرير المسائل]
تحرير المسألة هو الوصول على حكمها .. و لكن هذه وسيلة و هذه غاية،، فنحرر المسألة للوصول إلى حكم فيها،، و الفرق بين التحرير الأول و الثاني أن الأول قد وجد فيه دليل من نص أو إجماع أو قياس جلي،، و أما الصورة الثانية فلا دليل في المسألة من الأدلة المذكورة، فنحرر المسألة بان ندرجها مع نظائرها و أشباهها من الفروع الأخرى لتنتظم معها في سلك واحد و هو ما يسمى بالقاعدة الفقهية،، و هي يستدل بها في الفروع و إلحاقها بحكم نظائرها عند جمهور المتقدمين و بعض المتأخرين، و لذلك صرح بعضهم بأن دراسة علم القواعد الفقهية هو من قبيل دراسة علم الأصول أي أصول الفقه، و ليس من قبيل دراسة الفروع
و توجيه ذلك أن تطالبني بدراسة أصل المسألة،، و أنا إن أردت دراسة أصل المسألة فسيكون الإعمال أصوليا بلا شك، و نحن نجد أن من الأدلة المختلف فيها في باب الاستدلال ((سد الذرائع)) و هي ليست خاصة بالمالكية كما يفهم كثير من الطلبة، و لكن فقط توسع المالكية في تطبيقها فروعيا أكثر من غيرهم مع الاتفاق ـ أي بين الكثيرين ـ عليها كأصل،، كما أوضح ذلك القرافي في آخركتابه تنقيح الفصول،،،
فأنا إن أردت دراسة أصل المسألة فأجدني مضطرا إلى إعمال الدليل الأصولي (سد الذرائع) إن ظهر في صورة المسألة من الملابسات ما يستدعي ذلك ...
و أكون على ذلك أيضا دارسا لأصل المسألة
لأن دراسة المسألة هدفها هو إخراج حكم يعمل به ... (((يعمل به))) و هذا هو الغاية، و دور المفتي لن يتعدى ذلك،،
و لو قصرنا ذلك على المفتي فما كان لنا من البداية أن نطرح المسألة للنقاش،،،
بقي أن نقول بفصل المسألة عن ملابساتها و دراستها مجردة،، و لكن هنا يختلف الأمر من غاية الدراسة من كونها للخلوص بحكم إلى مجرد الرياضة الذهنية المحضة و التي لا يترتب عليها أي حكم ((للعمل به)) لأن ذلك ـ على حسب ما فهمت أنا من كلامكم حول سد الذرائع ـ هو دور المفتي و ليس ذلك من بحثنا نحن الطلبة،،،
و إطلاق سؤال الأخ / عدو المشركين يقتضي الغاية الأولى و هي معرفة حكم الله تعالى ((للعمل به)) لا مجرد معرفة حكم لن يترتب عليه عمل إلا بعد حكم المفتي،،
و عليه فقد تكلمت أنا على الإطلاق، و إلزامي بتقييد لمطلق لم يقيد خلاف الصواب ...
ثم هذا مخالف للواقع أيضا فنحن هنا في مصر ـ كطلبة ندرس أو درسنا في كلية الشريعة ـ يقصدنا العوام للإفتاء في كل أمورهم، و هذه وظيفتنا، و هل تظن أن (المفتي عندنا في مصر مثلا) بلغ من رتبة العلم ما لم يبلغه الطلبة؟
لا والله،، بل كثير من الطلبة عندنا هنا في مصر هم أعلى علما منه، لاسيما من الطلبة السلفيين الذين يجعلون العلم قضيتهم لا ارتباطا بدراسة أكاديمية،،، و هم يعرفون سد باب الذرائع أكثر من مئة من أمثال المفتي، بل عندنا المفتي هو الذي فتح باب الذرائع على مصراعيه، و أفتى بحل ربا البنوك أول ما تقلد الإفتاء،، فهل تظن أن يحرم مثل هذا النموذج المطابق؟
لا و الله،، بل يقول لك // حلال حلال حلال .. و كل شيء يؤدي على الخير فهو حلال بل ربما يصير واجبا ــ و أنا أعتقد أن الخير الذي يقصده هو فقط حصوله على رضاء أسياده الذين يعمل لديهم و يتقاضى منهم راتبه ــ
أين المقتي أخي الذي قوم بسد هذا الباب،، دعنا نجعل كل كلامنا على أرض الواقع،،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/339)
و القصد / أن فصل ملابسات الصورة هي جزء من أصل المسألة لا تنفك عنها،، و إصدار الحكم في المسألة يكون بعد التطبيق الأصولي عليها و الذي منه (سد الذرائع)،، و إلا لزم أن نقول بالتفصيل في المسائل الأصولية بأن منها ما لا يطبقه إلا المفتي، و منها ما يسمح لطلبة العلم بتطبيقه و لا يطبقون البعض الآخر، و هذا ــ عن نفسي فقط ــ لم أعرف من قال به
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و أما بالنسبة لضربك أمثلة لي على (سد الذرائع) بمسألة (تغطية الوجه) و (النظر إليه)
فهنا لو كان الأمر مسلما بالذريعة لبحثنا الأمر، و إلا فأنا أقول لكم إنني أنظر في وجه المرأة حين الخطاب و التعامل نظرا لا شهوة فيه و لا فتنة، و لو شعرت بخلاف ذلك أغض بصري فورا .. و كثير من العوام يتعاملون مع الوجه تعاملا عاديا لا شيء فيه .. و هذا للأسف هو حجتهم في نبذ النقاب و اتهام من يرتديه بالتشدد و يقولون: لا نرى في الوجه شيئا حين النظر إليه ...
هذا من جهة
و من جهة أخرى
تذكر أني قلت لك إن (سد الذريعة) دليل أصولي
و تذكر أيضا أني قلت لك إن (القاعدة الفقهية العامة) دليل أصولي كما صرح البعض
و العلماء الذي أباحوا النظر إلى الوجه و الكفين عللوا ذلك بالضرورة، لأن المرأة تحتاج إلى كشف وجهها و كفيها في التعامل و البيع و الشراء كما ذكر ذلك المرغيناني في الهداية و الشيرازي في المهذب ...
و بعد التسليم بوجود الذريعة نكون أمام تعارض بين دليلين أصوليين، و هنا يكون الترجيح
الدليل الأول // (سد الذريعة) أي بعد التسليم بها ولو في حق البعض
الدليل الثاني // (الضرورة) و هي المقررة كقاعدة فقهية (أصولية كما سبق)
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و نعود إلى مذاكرة أصل المسألة،، و أطرح ما عندي //
عندي أنه بات من الواضح وجود قرائن تدل على فساد نية من قام بهذا العمل، إلا أن يتبين لي أخي خلاف ذلك
و السؤال // هل يحتاج تعليم الطواف إلى مجسم طبيعي يشبه الكعبة ـ حتى في الكسوة على ما سمعت ـ في تعليم الناس؟
هذا السؤال أنتظر إجابته أولا
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
و في النهاية أخي أريد أن تسامحني على جفاف كلامي، فأنا هذه طبيعتي و الله حين الكلام في موضوع جاد، و أنا أعلم أنه حتى في مشاركتي هذه قد يبدو شيء بل أشياء من ذلك، و لكني عزائي أنك ستفهمني و لا تحمل كلامي إلا على ظاهره،،، فأنا كما سبق لا أستطيع المبالغة في تليين الكلام بل أعتمد على حسن ظن مخاطبي بي،،
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أخوك المحب // محمد رشيد
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 02:01 ص]ـ
الإخوة الكرام الذي أرى أنه لايجوز هذاالأمر لأنه سيؤدى حتما إلى تعظيم هذاالمكان ولو مع طول الأمد وستشد إليه الرحال على غرارماحصل من قوم نوح لاسيما والقوم اعاجم وليست العقيدة الصحيحة منتشرة عندهم وهذا أمر لا ينبغي المراء فيه ولا إغفاله لاسيما مع قلة العلماء وغلبة الجهل فأخشى إن طال بالناس زمان وحصل خلاف سياسي أن يكتفوا بالطواف حول هذا المكان ولا يستغربن أحد هذا فما حال القذافي ببعيد عندما حصل بينه وبين المملكة خلاف وينبغي لأهل العلم وطلابه أن يكونوا علماء مربين ينظرون إلى أبعاد الأمور لامجرد علماء ناقلين وقاعدة سد الذريعة تقتضي منع هذا الأمر بلا شك ألم يهدم عمر بن الخطاب الشجرة لما رأى الناس يعظمونها؟ أين أنتم من حديث الأنواط والطالبون هم الصحابة؟؟؟؟؟ ثم إن الطواف ليس أمرا صعبا لهذه الدرجة التي يصنع الناس للكعبة أنموذجا ويجعلون له لونا أسود وبحجم كبير فالأمر أيسر من هذا لوكانوا يريدون الخير فلا ينبغي أن نكون مغفلين لهذه الدرجة والله المستعان.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 04 - 04, 07:16 م]ـ
الأخ الحنبلي السلفي:
· قولك: (لأنه سيؤدى حتما إلى تعظيم هذا المكان ولو مع طول الأمد وستشد إليه الرحال على غرار ما حصل من قوم نوح)
قوم نوح ما صنعوا تماثيل لأولئك الذين ماتوا من صالحيهم إلا لأنهم كانوا يعظمونهم. وكلامي هو عن فعل مجرد عن قصد التعظيم، فقياسك مع الفارق الجلي.
· قولك: (وينبغي لأهل العلم وطلابه أن يكونوا علماء مربين ينظرون إلى أبعاد الأمور لا مجرد علماء ناقلين)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/340)
كلامك صحيح. لكننا – للتذكير – لسنا في مقام التربية ولا الإفتاء، فلذلك سوف نكتفي بالنقل مع التمحيص.
· وقولك: (وقاعدة سد الذريعة تقتضي منع هذا الأمر بلا شك)
تعال معي إلى كلمة سواء، حسما للخلاف، وقل لي: هل يمكنك أن توافقني على هذه القولة: (هذا الفعل في أصله جائز ولكنني أحرمه سدا للذريعة)؟
فإن قلت: نعم، لم يبق لي معك نقاش.
وإلا فأخبرني ما الذي يحرم هذا الفعل في أصله، بغض النظر عن كونه ذريعة إلى محرم؟
· وقولك: (ألم يهدم عمر بن الخطاب الشجرة لما رأى الناس يعظمونها؟ أين أنتم من حديث الأنواط والطالبون هم الصحابة؟؟؟؟؟)
على فرض صحة القصة والحديث – وفيهما معا نظر لأهل الحديث – فإنهما معا يدوران على معنى التعظيم. أما الأول فبنص كلامك: (لما رأى الناس يعظمونها). وأما الثاني: فلأن المشركين كانوا ينوطون أسلحتهم بالشجرة تحريا للبركة، فطلب هؤلاء المسلمين مشابهتهم فيه طلب للتبرك بأحد الجمادات، وهذا ممنوع اتفاقا.
فأين في الفعل المبحوث هنا أحد هذين الأمرين: التعظيم أو طلب البركة؟
مرة أخرى، هذا قياس مع الفارق.
· وقولك: (ثم إن الطواف ليس أمرا صعبا لهذه الدرجة التي يصنع الناس للكعبة أنموذجا ويجعلون له لونا أسود وبحجم كبير فالأمر أيسر من هذا لو كانوا يريدون الخير)
هذا كلام صحيح في الجملة. لكنني أعرف مجموعة من المثقفين المغاربة (ليسوا عجما وليسوا من العوام)، يجدون صعوبة بالغة في معرفة تصميم الكعبة، ومعرفة الباب والميزاب والركن اليماني والحجر الأسود ومقام إبراهيم وغير ذلك. مع كونهم طالعوا شيئا من فقه الحج في الكتيبات الموضوعة لهذا الغرض. أما العوام فلا يستطيع الواحد منهم أن يتصور الجسم المكعب ذهنيا، فضلا عن أن يعرف تفاصيل ما ينبغي فعله هناك.
ولو حدثتكم عن جهالات العوام المغاربة الذين يذهبون للحج، لما وسعتني صفحات كثيرة. وما ذلك إلا لكونهم يذهبون من غير تدريب ولا تعلم. وأقولها بكل صراحة: هؤلاء العوام – وأكثرهم من كبارا السن - لا يستطيع الواحد منهم أن يستمع بتركيز إلى درس علمي ولو كان بالعامية، ولا يميز الرسوم والتصميمات الورقية. ولا ينفع معهم إلا تجسيد الواقع كما هو.
هذه شهادتي ومعرفتي لكثير من هؤلاء الحجاج. وحقا لم أسمع قط أن أحدا منهم خطر بباله أن يعظم مجسم الكعبة أو يحج إليه أو يطوف عليه خارج وقت التدريب.
وتذكر معي أن العلماء أنكروا أخطاء أهل العلم الذين لم يحجوا عند كلامهم في مناسك الحج، وعللوا ذلك بأنهم لم يحجوا. أي وقعوا في الخطأ لأنهم لم يروا أماكن الحج كيف هي. هذا في العلماء فكيف بمن دونهم؟
أما اتهام القائمين على هذه المشاريع بسوء النية، فيحتاج إلى حجة وبرهان. ونشر الشركيات في البلد لا يحتاج من أعداء الدين إلى مثل هذا التكلف الذي قد لا يجدي، فهم يستطيعون إقامة ما يشاءون من الاحتفالات الشركية، والمواسم البدعية، من غير نكير. وأهل السنة عندنا مقهورون لا يملكون إلا الإنكار القلبي.
· وقولك: (فلا ينبغي أن نكون مغفلين لهذه الدرجة والله المستعان)
جوابه: غفر الله لك، وأعاذني وإياك من الغفلة.
ولي عودة لاحقة لمناقشة كلام الأخ الفاضل محمد رشيد إن شاء الله تعالى، إن سمح الوقت وأسعفت الهمة.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 04 - 04, 07:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
سألت الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله ورعاه عن الكعبة التي وضعت للتعليم في ماليزيا سألته هذا اليوم الجمعة 11/ 3/1425هـ
فقلت له هل ترى أن هذه عبادة؟
فقال: لا ليست عبادة؛ لكنّ هذا العمل وسيلة إلى الشرك بالله، وطوافهم بها للتعليم قد يعقبه بعد زمن طواف للعبادة، وترك للبيت الحرام، كما حدث لقوم نوح، وبإمكانهم التعليم بدون هذا فهم يرون الكعبة بالشاشات والصور ....
وأرى أن يوجه هذا السؤال للهيئات العلمية كهيئة كبار العلماء، ويدرس دراسة نزيهه بالتحري والنظر إلى العواقب .. والله أعلم.
(ملاحظة: نقلت الكلام بالمعنى)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[01 - 05 - 04, 01:40 ص]ـ
الحمدُ للهِ وبعدُ،
قرأتُ ما دار من نقاشٍ حول المسألةِ هنا، وكنتُ قد طرحتُ مقالاً هذا رابطهُ:
http://alsaha.fares.net/sahat?128@231.tmJMkbqoOD9.5@.1dd57cb3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/341)
ورددتُ على أحدِ الإخوة بخصوصِ مجسمِ الكعبةِ في ماليزيا، وردي برقم (31)، والذي يظهرُ لي أن سدَ البابِ من أجل ذريعةِ الشركِ هو الأولى، ولعلكم تنظرون في ردي المشار، وتعطوني رأيكم فيه.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 05 - 04, 03:18 م]ـ
- أخي المفضال محمد رشيد:
أعتذر عن التأخر في الرد، وذلك لأسباب شخصية قاهرة.
واعلم أنك لم تكن بحاجة إلى الاعتذار أصلا، فإن مقصودي كان تلطيف الجو الذي يدور فيه النقاش، لا غير.
وأما سؤالك: هل يحتاج التعليم إلى بناء نموذج للكعبة؟
فأقول: قد سبق في كلامي مع الأخ الحنبلي السلفي أن قلت ما معناه أن الأمر قد يحتاج فعلا، إذا تعلق الأمر ببعض العوام من كبار السن الذين لا يحسنون التعامل مع الأدوات التعليمية الحديثة.
هذا رأيي الخاص، وقد بنيته على مشاهداتي لبعض الحجاج المغاربة، بل ولبعض (مرشديهم الدينيين)، الذين قد يكونون أكثر من العوام.
ومن باب الطرفة: ما حدثني به أحد الثقات أن أحد هؤلاء المرشدين الدينيين المرافقين للحجاج المغاربة طلب ممن معه من الحجاج ألا ينفروا إلى عرفة يوم التاسع، بل يبقون إلى اليوم التالي، وذلك لأن هلال ذي الحجة لم ير في المغرب إلا يوما بعد أهل الجزيرة. وفوجئ المساكين في اليوم التالي بتضييعهم لركن الحج الأعظم.
أما في ماليزيا، فيحتاج الأمر إلى تدقيق. ومع ذلك فإنني لا أظن بأن وراء بناء هذا المجسم هناك أيادي خفية لأعداء الدين، ولينظر ما ذكرته آنفا في جواب الأخ الحنبلي السلفي.
وأما ما أنكرته علي من التفريق بين أصل المسألة وبين النظر إلى ملابساتها، فأرجو أن تعيد النظر فيه مليا، لأنني أخشى أن يكون الخلاف بيننا لفظيا.
مع أنك في الأصل أنت الداعي إلى التفرق بين الأمرين، وقلت باللفظ: أنا لا أدري متى يفرق طلبة العلم بل و بعض المشايخ بين أصل الحكم أو الحكم على صورة المسالة مستقلة، و بين النظر فيما يحيط بصورة المسألة. اهـ
ثم عدت في تعليقك الآخر، فأنكرت التفريق.
والقضية بكل بساطة هي:
توجد مسائل كثيرة في الشرع يمكن أن نقول فيها مثلا: هي في الأصل جائزة لكن نحرمها - أو نكرهها – سدا للذرائع. وأخرى نقول فيها: هي حرام في الشرع.
وأنت لا تخالف في هذا البتة.
لكن أنت تعلم الفرق الجلي بين النوعين، وذلك من أوجه:
- أن أصل سد الذرائع مختلف في الاحتجاج به.
- أن تطبيقه يحتاج إلى فقه بالشرع وبالواقع.
- أن التأثير الذاتي البشري لمن يحتج به أكثر ظهورا منه في غيره من الأصول. فسد الذرائع في مسائل التوحيد وفقه اللباس والزينة مثلا يختلف بين علماء الجزيرة وعلماء مصر ولا شك.
هذا هو الفرق الذي ما زلت أدعو إليه. وما تدخلت في هذا النقاش من الأصل إلا لأن أخانا محمدا ابن يوسف خلط الأمرين، وجعل هذا الفعل المسؤول عنه محرما لذاته لأنه عبادة مصروفة لغير الله، لا لأنه وسيلة إلى الشرك مثلا.
أما مسألة التفريق بين مقام الفتوى ومقام المذاكرة العلمية فأمر لا محيص عنه، وغريب جدا ألا توافقني عليه. وما زلنا في هذا الملتقى نتذاكر مسائل الفقه، ولا نعتبر أنفسنا مفتين إلا في النادر.
وقد أناقش المسألة فأذكر أدلة المخالف، وأسوقها سياق المقر بها، لعلي أحظى من المحاورين برد قوي عليها.
أما عند الفتوى، فأذكر الحكم لا غير، وقد أردفه بالدليل عند الحاجة.
والذي أعتقده أن كثيرا من رواد الملتقى يستطيعون الإفتاء في المسائل الفقهية المشهورة، والتي بحثها المتقدمون من الفقهاء. أما النوازل العصرية – ومنها مسألتنا – فمرجعها إلى أهل الفتوى، وهم كبار العلماء، أو المجامع الفقهية المتخصصة.
وقد أعجبني ما نقله الأخ الفاضل عبد الرحمن السديس عن الشيخ البراك من قوله: ((وأرى أن يوجه هذا السؤال للهيئات العلمية كهيئة كبار العلماء، ويدرس دراسة نزيهة بالتحري والنظر إلى العواقب .. والله أعلم)).
هذا هو سبيل السلامة في الفقه حقا.
ولا أقصد بالمفتي من نصب للفتوى السياسية التمييعية. فذاك لا عبرة بقوله وفاقا ولا خلافا.
أما أمثلتي عن وجه المرأة والنظر إليه، فمقصودي أنك لم تلتزم بمبدأ سد الذريعة. وبيان الأمر كما يلي:
- قولك: ((إنني أنظر في وجه المرأة حين الخطاب و التعامل نظرا لا شهوة فيه و لا فتنة، و لو شعرت بخلاف ذلك أغض بصري فورا .. و كثير من العوام يتعاملون مع الوجه تعاملا عاديا لا شيء فيه))
هذا مما تنازعون فيه، والكثير قد لا يسلمونه لكم.
وعلماء الجزيرة بالذات ينكرون مثل هذا القول، ويجعلون الفتنة بالوجه أكثر من الفتنة بالشعر مثلا.
أرأيت أن سد الذرائع يختلف من بيئة إلى أخرى؟
هذا الذي قصدت الوصول إليه بالمثال المطروح.
- قولك بالتعارض بين سد الذرائع والضرورة فيه نظر. فالضرورة تقدر بقدرها، والجمع أولى من الترجيح. فيمكن أن يقال: يجب على المرأة أن تغطي وجهها سدا لذريعة الافتتان بها، ويجوز لها أن تكشفه أو تكشف طرفا منه عند الحاجة (والتعبير بالحاجة هنا أولى من الضرورة)، ثم تعود إلى الأصل الذي هو تغطيته.
أليس هذا الجمع أولى من أن يقال بكشف الوجه مطلقا؟
ثم إنك لم تجبني عن قيادة المرأة للسيارة؟
فإنك تعلم أن علماء الجزيرة يكادون يطبقون على التحريم سدا للذريعة. وهذا الحكم قد لا يستساغ في بيئات إسلامية أخرى، بل قد لا تُفهم هذه الذريعة التي يراد سدها، في بيئة أو مجتمع غير بيئة الجزيرة.
فما رأيك، دام عزك وفضلك؟
***********
أما وصفي لك آنفا بالتمكن من الفقه وأصوله، فشيء قصدته حقا وصدقا، وذلك من خلال كتاباتك في الملتقى. ولو كنت تعرفني شخصيا، لعلمتَ أنني لا أحب أن أَمدح ولا أن أُمدح، لكنني أحب قول الحق ما أمكنني ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله.
الأخوين الشيخين الفاضلين عبد الرحمن السديس وعبد الله زقيل:
جزاكما الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/342)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 05 - 04, 06:05 م]ـ
كلامك وجيه أخي عصام بارك الله تعالى فيك
و لكن الوجاهة كما لا يخفى عليكم لا تستلزم الصحة
و لي عود لمناقشة هذه المسألة إن شاء الله تعالى و لكني الآن في فترة الاختبارات و المسألة تحتاج مني بعض بحث،،،
و لكني أخبركم بأن أخ لنا و زميل في كلية الشريعة و القانون بجامعة الأزهر و هو من نيجيريا يقسم لنا بأن عندهمك كعبة هناك في نيجيريا يحج إليها المسلمون
و لا حول و لا قوة إلا بالله
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[10 - 05 - 04, 06:09 م]ـ
http://www.albayan.co.ae/albayan/2001/12/31/sya/21.htm
مادام الموقع يرفض الصور ـ أيا كانت ـ فهذا هو رابط صورة هذا النموذج حتى يتم التعرف على الشيء المتناقش عليه
و للعلم فقد أخبرني بعض إخواني بتركهم الكلام في هذا الموضوع لأنهم يرون أنه تحول إلى مجرد جدال و انتصار للرأي
و لكني أرى أنه من الحرمان ترك مثل هذا الموضوع يمر هباءا لمجرد حظوظ النفس
و لذلك فسوف تستكمل القاشات فيه إن شاء الله تعالى للخلوص إلى حكم فيها
و لو ظنيا
فهذه هي فائدة هذه المنتديات
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 05 - 04, 08:01 م]ـ
أخي محمد رشيد
أحسن الله إليك.
ما عندي في هذا الموضوع قد ذكرتُه آنفا، ولا أرى أن عندي مزيدا من الكلام.
وما دمتَ ترى أن الأمر فيه حظوظ النفس والجدال والانتصار للرأي، فإنني أستميحك عذرا في الانسحاب من النقاش.
وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 02:14 م]ـ
يا أخي،،، و الله قد فهمتني خطأ،،، أنا لم أقصد ما ذكرت، بل العكس تماما، فأنا لا أرى ما رآه بعض من ذكرت من أن الموضوع أحرى بأن يترك بسبب الجدال، بل أرى أن الموضوع أحرى بأن يكتمل، و إن كان قد حدث من شخص ما ذكرت فهو يتحمل ذلك، و لا أرى ذلك صدر منك أنت شخصيا .... بل لم أنتبه إليه أصلا بل وجهة نظر لأحدهم كما ذكرت،،
و بالنسبة للموضوع، فأنا أعرضها على بعض المشايخ و أنشرها هنا إن شاء الله
و جزاك الله تعالى خير الجزاء ووفقك أخي الحبيب
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 04, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبرني بعض إخواني النيجريين أنه صُنِعَ نموذج للكعبة في نيجيريا، ويحج إليه الناس! فقلتُ له: هل يحج إليه الفقراء غير القادرين على الذهاب إلى مكة؟ قال: بل يجح إليه الأغنياء أيضًا!!!
فيا أخي الكريم: هل العبرة أن نبحث في أصل المسألة من حيث الإباحة وعدمها، أم ننظر إلى الواقِع، ونفتي بحسبه.
ولعل المناقشة في أصل المسألة عديم الفائدة؛ كما قال علماء الأصول في مسألة: "هل الأشياء قبول ورود الشرع على الإباحة أو على التحريم؟ "، وما كان لهذا البحث فائدة، ولهذا قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية ... " الحديث؛ فأصَّل الحكم الواقعي، ولم ينظر إلى أصل المسألة، وكما قال تعالى {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله ... } الآية، فنهى ولم يتعرض لذكر أن التحذير من آلهة المُشركين مشروع في الجُملَة.
فالذي أراه أن البحث في أصل المسألة بحث عقيم؛ لعدم انفكاكه عن الواقِع، لاسيما والمفاسِد حاصلة بالفعل في أماكن، وحصولها متوقع -إن لم يكن مؤكدًّا- في أماكن أخرى.
والله يوفقنا لما فيه رضاه.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[13 - 05 - 04, 05:07 ص]ـ
نعم قدنقول بفصلأصل المسألةإن كنا في غير هذا العصر
و لكن ماالذي يمنعنا أن نقول باختلاف حال المسلمين الآن عن أي وقت آخر
هل نفر من الواقع!
لا .. بل نقول الواقع و لا ندفن رؤوسنا في التراب،، المسلمون الآن لو صنعت لهم تمثالا من الحلوى و قلت لهمإنهذا التمثال (السكري) قد صنعه فلان من الصالحين لخروا له سجدا
و من أراد أن ينظر فليأت إلى مصر عندنا ليرى العجب العجاب لا سيما من النساء،،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/343)
لو نزل أحد من الإخوة إلى مصر فلنتعرف عليه،وسأدله على امرأة أو رجل و سأعرفه اسمه و شيء من حياته و ليذهب إليه و ليخبره بما عرف عنه مع قليل من (تسبيل العين) و اصطناع السمت الصالح، و إن ارتديت الأبيض فاضمن اللعبة،، النتيجة،، يركع لك الشخص ليقبل يدك و يطلب منك العفو و الغفران و يستغيث بك و إن تركته طوال عمرك فلن ينساك أبدا، و كل خير يحصل له يقول/ هو لرضاه عني،، وكل شر يحصل له يقول / هو لغضبه عليّ لأنني فعلت كذت و كذا و قد علم ذلك،،،
هذا النموذج المصنوع منذ سنوات لو ذهب (جراف) الآن ليهدمه أو ليغير مكانه أتحدى إلا أن تكون قلوب الماليزيين قد تعلقت به أيما تعلق،، و أشعر أن الأيام ستثبت ذلك عن قريب،،
وأنا إن شاء الله تعالى أراسل بعض المشايخ بذلك لأعرف فتواهم في الأمر، وأفيدكم بها بإذن الله تعالى
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:31 ص]ـ
فتوى الشيخ صالح الفوزان:
سؤال: فضيلة الشيخ، وفقكم الله، شخص يدرس الصغار، ويعلمهم صفة الحج، فقام بتطبيق عملي وأحرم وجاء بصندوق وهو كرتون ثلاجة، وصبغه باللون الأسود، وأخذ يطوف، وفعل صفة الحج، فما حكم هذا الفعل؟
الجواب: هذا لا يجوز، صبغ الصندوق باللون الأسود، هذا صدر فيه قرارات من هيئة كبار العلماء، ومن المجامع الفقهية، بتحريم عمل مجسم للكعبة؛ لأن هذا يفضي إلى محظور وأن يعتقد الناس في هذا المجسم أنه هو الكعبة، والجهال يتعلقون به، فلا يجوز هذا العمل، ولكن كونه أنه يعلمهم ويدرسهم، فلا بأس، هذا طيب التدريس، أما أنه يعمل لهم تمثيلية، هذه تمثيلية ما هو بتعليم، هذا ما يجوز، يعني الناس صاروا من البلاهة إلى هذا الحد، ما يعرفون إلا بالتمثيلية.
أسئلة كتاب قرة عيون الموحدين.
فتوى المجمع الفقهي
بشأن موضوع تصنيع وتسويق مجسم للكعبة المشرفة.
رقم القرار: 3
رقم الدورة: 13
مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي 16/ 10/1425 29/ 11/2004
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، برابطة العالم الإسلامي، في دورته الثالثة عشرة، المنعقدة بمكة المكرمة، والتي بدأت يوم السبت 5 شعبان 1412هـ الموافق 8/ 2/1992م: قد نظر في الموضوع وقرر: أن الواجب سد هذا الباب ومنعه، لأن ذلك يفضي إلى شرور ومحظورات.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. والحمد لله رب العالمين.
فتوى ابن عثيمين في تصنيع مجسم للكعبة:
هذا سؤال تم اختياره من الأسئلة والأجوبة من اللقاء الأسبوعي للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
السائل: فضيلة الشيخ هناك بعض المدرسين يشرح للطلاب صفة الحج والعمرة، ولكن يقول لا يستوعبون استيعابا جيدا، هل يجوز أن نجعل مجسم للكعبة والمشاعر حتى يطبقونها تطبيقا عمليا؟
أجاب العلامة ابن عثيمين رحمه الله بالآتي:
لا بأس بشرط أن يحرم هو أيضا ويلبس ملابس الإحرام (المدرس) وإذا طاف بهذا المجسم يطبع بالطواف ويرمل بالثلاثة الأشواط الأولى ويجعل حوله مقام يقول هذا: مقام إبراهيم،
أيش الكلام هذا!!!؟؟
هذا لا ينبغي إطلاقا، يستطيع أنه يرسم في السبورة مربع صورة الكعبة ويقول تطوف عليها ..
أما أن يجعل مجسم، في ظني أنه سيجعل العبادات مجرد طقوس وحركات فقط، ما لها تأثير بالقلب.
أفهمت، فهمت من كلامي الساخر به؟؟، فهمت أنه يجوز وإلا ما يجوز؟؟، ما يجوز الحمد لله ..
انتهى.
من شريط اللقاء الأسبوعي رقم 176./9
&&
&
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[25 - 11 - 08, 09:12 م]ـ
مسألة لعل لها تعلق بالموضوع
الشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله تعالي
في حلقات عن الحج بأحدي الفضائيات
يوضع مجسم للكعبة كجزء من ديكور المكان - إن صح هذا التعبير -
هل هذا يدل علي جواز هذا الأمر عند الشيخ
وهل هناك فارق بين استخامه كديكور واستخدامه لتعليم المناسك؟؟؟
ـ[الأشقر]ــــــــ[25 - 11 - 08, 11:50 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام وفقكم الله جميعًا
ألا يكفي هذا:
فتوى الشيخ صالح الفوزان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/344)
سؤال: فضيلة الشيخ، وفقكم الله، شخص يدرس الصغار، ويعلمهم صفة الحج، فقام بتطبيق عملي وأحرم وجاء بصندوق وهو كرتون ثلاجة، وصبغه باللون الأسود، وأخذ يطوف، وفعل صفة الحج، فما حكم هذا الفعل؟
الجواب: هذا لا يجوز، صبغ الصندوق باللون الأسود، هذا صدر فيه قرارات من هيئة كبار العلماء، ومن المجامع الفقهية، بتحريم عمل مجسم للكعبة؛ لأن هذا يفضي إلى محظور وأن يعتقد الناس في هذا المجسم أنه هو الكعبة، والجهال يتعلقون به، فلا يجوز هذا العمل، ولكن كونه أنه يعلمهم ويدرسهم، فلا بأس، هذا طيب التدريس، أما أنه يعمل لهم تمثيلية، هذه تمثيلية ما هو بتعليم، هذا ما يجوز، يعني الناس صاروا من البلاهة إلى هذا الحد، ما يعرفون إلا بالتمثيلية.
أسئلة كتاب قرة عيون الموحدين.
فتوى المجمع الفقهي
بشأن موضوع تصنيع وتسويق مجسم للكعبة المشرفة.
رقم القرار: 3
رقم الدورة: 13
مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي 16/ 10/1425 29/ 11/2004
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي، برابطة العالم الإسلامي، في دورته الثالثة عشرة، المنعقدة بمكة المكرمة، والتي بدأت يوم السبت 5 شعبان 1412هـ الموافق 8/ 2/1992م: قد نظر في الموضوع وقرر: أن الواجب سد هذا الباب ومنعه، لأن ذلك يفضي إلى شرور ومحظورات.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. والحمد لله رب العالمين.
فتوى ابن عثيمين في تصنيع مجسم للكعبة:
هذا سؤال تم اختياره من الأسئلة والأجوبة من اللقاء الأسبوعي للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
السائل: فضيلة الشيخ هناك بعض المدرسين يشرح للطلاب صفة الحج والعمرة، ولكن يقول لا يستوعبون استيعابا جيدا، هل يجوز أن نجعل مجسم للكعبة والمشاعر حتى يطبقونها تطبيقا عمليا؟
أجاب العلامة ابن عثيمين رحمه الله بالآتي:
لا بأس بشرط أن يحرم هو أيضا ويلبس ملابس الإحرام (المدرس) وإذا طاف بهذا المجسم يطبع بالطواف ويرمل بالثلاثة الأشواط الأولى ويجعل حوله مقام يقول هذا: مقام إبراهيم،
أيش الكلام هذا!!!؟؟
هذا لا ينبغي إطلاقا، يستطيع أنه يرسم في السبورة مربع صورة الكعبة ويقول تطوف عليها ..
أما أن يجعل مجسم، في ظني أنه سيجعل العبادات مجرد طقوس وحركات فقط، ما لها تأثير بالقلب.
أفهمت، فهمت من كلامي الساخر به؟؟، فهمت أنه يجوز وإلا ما يجوز؟؟، ما يجوز الحمد لله ..
انتهى.
من شريط اللقاء الأسبوعي رقم 176./9
&&
&
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[15 - 10 - 09, 02:45 م]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
وارشدنا الله واياكم للصواب
واعتقد انه ماجر الى مفسده فاغلاقه افضل فهذه الطريقه تؤدي الى وسائل الشرك عافانا الله واياكم والشيطان يجري من بني ادم مجرى الدم
نسال الله لنا ولكم العافيه والسلامه(30/345)
مواضيع قديمة، عظيمة الفائدة، كتبها طلبة علم كبار، لماذا لا نرفعها؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 04 - 04, 05:36 م]ـ
بين الفينة والاخرى اقوم بتصفح المواضيع القديمة والتي كتبها اخوان كرام شهد لهم من عرفهم بحرصهم وجدهم وعلمهم، فأتحسر على بقاء هذه المواضيع حبيسة الصفحات الاخيرة لا يمر عليها الا من عرفها.
فأرى ان من حق الاخوة المشاركين في هذا الملتقى المبارك، ومن حق الاخوة القدامى الذين انشغلوا عن هذا الملتقى، وانقطعوا عن الكتابة ان نساهم في رفع مواضيعهم حتى تعم الفائدة وينتشر العلم.
ما رأي الأكارم؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 09:43 م]ـ
و لم لا يتم عمل فهرس بكل هذه المواضيع القيمة و تثبيته بالملتقى كما نفعل في باقي المنتديات؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 04 - 04, 10:21 م]ـ
هذا رابط مفيد في الموضوع، بدأ به الأخ الكريم / ابوعمر وفقه الله، ونسأل الله تعالى ان يعينه على إكماله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12150
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 04 - 04, 06:28 ص]ـ
رابط مفيد في الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14&highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%ED%CD%ED+%C7%E1%ED%CD%E D
ـ[محب الخير]ــــــــ[17 - 04 - 04, 04:23 م]ـ
أخي المسطير:
كانت تجول في خاطري فكره ولعلها تكون إقتراحا الآن للمشرفين
وأعضاء المنتدى ... ألا وهي أن تقيد فوائد المنتدى مثلا في ملف وورد
فالمواضيع المميزه التي فهرسها الأخ أبو عمر لو تجعل على ملف وورد
ثم يستفيد منها الكل لكان أفضل .. ولعل الإخوه المشرفين يؤيدونني
ويردون على الموضوع لأن قراءة الفوائد والبحوث من الكمبيوتر ليست
كقراءتها من كتاب أو دفتر .. كتب الله الأجر للجميع
ـ[محب الخير]ــــــــ[17 - 04 - 04, 04:44 م]ـ
أعتذر لك اخي المسيطير فقد كتبت إسمك خطأ .. فأستميحك عذرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[17 - 04 - 04, 06:29 م]ـ
أخي الحبيب سامي
رأيي أن هذا سيكون على حساب مواضيع أخرى!
فيقلل منه حسب الإمكان إلا إذا كان من سيرفعه سيضيف إليه إضافة مفيدة.
وقد رأيت بعض الأخوة بلغت مشاركاته قرابة المئتين معظمها، أو كلها رفع للمواضيع القديمة، بل رأيت له في موضعين ثلاث تعقيبات غرضها الرفع ولم يضف حرفا، فأستغربت جدا! وقلت في نفسي: هل الفائدة يعسر الوصول إليها إلى هذه الدرجة.
ولو وضع الأخوة المشرفون صفحة للمواضيع المتميزة كان أفضل من هذا الحل .. والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 04 - 04, 07:58 م]ـ
الاخ الكريم / السديس
المقصد الفائدة، وانا اشد يدي بيديك بخصوص اقتراح المواضيع المتميزة، وسبق ان طرحته، واتمنى ان يجد مايدعمه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13122&highlight=%C7%E1%E3%E6%C7%D6%ED%DA+%C7%E1%E3%E3%ED %D2%C9
استدراك: الاسم المسيطير، وليس سامي.
حفظك الله.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 07:32 ص]ـ
يرفع
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[14 - 03 - 07, 07:45 م]ـ
الأمر في البال منذ فترة طويلة ...
ولعل الله ييسر لي أن أجمع كل مقالات مشايخنا ...
والله الموفق
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:19 م]ـ
.........(30/346)
التخريج جزء من عملك، ليس كله
ـ[أبوحسان]ــــــــ[16 - 04 - 04, 08:09 م]ـ
أحببت المشاركة بما يلي: أرى بعض الإخوة يكثر من البحث في صحة الأحاديث وضعفها، والبحث في أحوال الرواة، ومراتبهم، ثم يطرح ما كتبه من تخريجات للأحاديث في الأسواق أو المنتديات ... وهذا لا بأس به. لكن على طالب علم الحديث أن يتخطى نظره مسألة البحث في صحة الأحاديث و ضعفها إلى مسائل أخرى يمكن أن يفيد منها، وأظن أن كثرة الخلاف بين الإخوة حول بعض الأحاديث من هذا الباب، كل واحد يخرج كما يرى، وبحسب ما يقف عليه، ويطول الوقت في هذا ... ولو صرف الطالب جزءًا من وقته إلى مسائل غير مسائل التخريج وتطريق الأحاديث لاستفاد شيئًا كثيرًا.
وهنا أنقل ما قاله الشيخ أبو عمر إبراهيم اللاحم في كتابه (الجرح والتعديل ص 18) - وهو ما كرره في مناسبات أخرى -:
" قد يقول قائل: إذا كنت تأمل من قراء هذه السلسلة أن يكفوا أو يكف الكثير منهم عن ممارسة النقد فماذا بقي للمتخصص من عمل يقوم به يميزه عن غيره؟ وأيضًا ألا يستفيد القارئ شيئًا إيجابيًا يطبقه في عمله، فإن ترك النقد أمر سلبي؟ والجواب عن هذا السؤال ليس هذا موضعه؛ إذ هو يحتاج إلى تفصيل، فقد جمعت - من أجل مساعدة الباحثين - ما يقرب من أربعين عملاً منوطة بالباحث غير إصداره الأحكام على الأحاديث، وربما تزيد على ذلك ... " اهـ.
ويكفيك أن تنظر إلى كتابات الشيخ حمزة المليباري لترى الرجل مبدعًا في خلق أنواع من البحوث غير التخريج ودراسة الأسانيد، كعمله في دراسة مسألة التحسين في الأعصار المتأخرة، وعمله في طريقة مسلم في ترتيب صحيحه، وغير ذلك مما بثه في بحوثه.
إن لك أخي المبارك بعد طول النظر أن تعمل أعمالاً كأن تشرح أقوال أئمة النقد الغامضة - وما أكثرها -، وأن تفسر طرق التأليف عند المتقدمين والمتأخرين، وأن تدرس مناهج تأليف نوع من أنواع كتب الحديث كالعوالي والمشيخات والمسلسلات والمراسيل والأطراف ... ، وأن تفسر المصطلحات المتكررة التي لم تأخذ نصيبًا من الدرس كالمذاكرة والتجويد والعزة ونحوها مما ستجده مع البحث ... رعاك الله، والسلام عليك.(30/347)
ما حكم أجبار الوالد لأولاده على دفع مبلغ خيري
ـ[ناصر2]ــــــــ[17 - 04 - 04, 12:20 ص]ـ
نحن مجموعة أخوة نجتمع أسبوعياً عند أحدنا مع الوالد وقد طلب منا الوالد أن ندفع أسبوعياً مبلغ (10) ريالاً لأجل الأمور الطارئة التي قد تواجه الأسرة ومثال ذلك سبق أن توفي ابن أخينا فاستفدنا من هذه المبالغ في متطلبات العزاء والسؤال هو:
هل يجوز لوالدي أن يجبرنا على الدفع الأسبوعي بالشكل المذكور أم لا؟(30/348)
هل من مجيب حول (امن يجيب المضطر إذا دعاه.
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[17 - 04 - 04, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله
هل من يفيدني بشرح معنى الاضطرار في هذه الأية
أمن يجيب المضطر إذا دعاه ...
ما هو الاضطرار في هذه الآية وجزاكم الله خيرا(30/349)
ما الفرق بين [السنن: الكونية والشرعية والربانية والإلهية]
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[17 - 04 - 04, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي في الله
ما الفرق بين:
السنن الشرعية مع ذكر المثال
السنن الكونية مع ذكر المثال
السنن الربانية مع ذكر المثال
السنن الإلهية مع ذكر المثال
وجزاكم الله خيرا
ـ[ياسر30]ــــــــ[19 - 04 - 04, 10:42 ص]ـ
السنن الكونية مثل طلوع الشمس من المشرق وغروبها من المغرب
والسنن الشرعية مثل إدخال أهل الصلاح الجنة وأهل الطلاح النار
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[19 - 04 - 04, 10:20 م]ـ
جزيت خيرا أيها الفاضل
.
إن ما أردت معرفته أخي الكريم
الفرق بين السنة الكونية وهل تساوي السنة الإلهية؟
أم أن السنة الربانية تساوي السنة الإلهية؟
علمنا أن السنة الشرعية تفيد الامر والنهي أي الامتثال والإعراض
مثال قوله تعالى: ألا بذكر الله (سنة شرعية) تطمئن القلوب (سنة كونية او إلهية)
وقوله تعالى: ومن اعرض عن ذكري (سنة شرعية) فإن له معيشة ضنكا (سنة كونية أو إلهية)
يبقى هل السنة الربانية قوله تعالى: الله خالق كل شيئ وهو على كل شيء وكيل، (أي الخلق والكون والليل والنهار يدخل ضمن السنن الربانية)؟!!
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 08:10 ص]ـ
السنن الربانية
هي القوانين أو القواعد الربانية في العباد. فلله في الخلق سنن وفي الدولة سنن وفي المسلمين سنن وفي الكافرين سنن. والسنن تعمل مجتمعه. وإذا أردنا أن نفسر شي مما يحدث حولنا لابد أن نقرأ الواقع كما هو لا كما نحب أن يكون، ثم نتعرف علي سنه (حكمة) الله في الأمر.
فمن تلك السنن:
الابتلاء
وكون خذلان المرء من قبل ما تعلق به من دون الله
وغيرها
وحبذا لو دلنا أحد الأفاضل على مرجع أو بحث أو شريط يسهل الحصول عليه بخصوص هذا الشأن (السنن الربانية) فأنا في أشد الحاجة إليه
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 12:28 م]ـ
للرفع .....
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 11:41 ص]ـ
وحبذا لو دلنا أحد الأفاضل على مرجع أو بحث أو شريط يسهل الحصول عليه بخصوص هذا الشأن (السنن الربانية) فأنا في أشد الحاجة إليه
للرفع ........
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[27 - 05 - 09, 05:36 م]ـ
(10071)
سؤال: ما هي السنن الكونية والسنن الشرعية؟
الجواب: السنن الكونية هي آيات الله التي تحصل في هذا الكون، كالعقوبات السماوية للمشركين والكفار والنصر والتمكين الذي يؤيد الله به المؤمنين، وسعة الرزق والغنى للمتوكلين على الله، والابتلاء والامتحان لأهل الإيمان ليظهر الصبر والاحتساب، وهكذا كل ما يحدث في هذا الكون من الآيات والعبر والعقوبات والنعم، وأما السنن الشرعية فهي النوافل التي يستحب المداومة عليها، كصلاة الليل والضحى والرواتب قبل الفرائض أو بعدها، وصيام التطوع، والصدقات الزائدة على الزكاة، وتكرار الحج والعمرة، والجهاد في سبيل الله، والأذكار والأدعية والقراءة والأوراد، والدعوة إلى الله ونصيحة المسلمين وما أشبه ذلك.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
17/ 7/1423هـ(30/350)
هل على السجناء صلاة جمعة؟
ـ[الظافر]ــــــــ[17 - 04 - 04, 01:09 ص]ـ
المعروف أن السجناء قد فقدوا شرط الاستيطان فهل عليهم جمعة؟
قال الحافظ ابن رجب في شرحه على البخاري في كتابه فتح الباري: (ليس على السجين جمعة) في المجلد الخامس على ما أذكر.
ولكن بعض طلبة العلم يقولون بأن على السجين جمعة لعموم الأدلة، وأن شرط الإستيطان ليس عليه دليل.
فهل من مناقش لهذه المسألة المهمة وخاصة في هذه الأزمان، خشية تضييع الصلوات.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 04 - 04, 09:18 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13986
أما صلاة الجمعة فلا تقام ولو كان العدد أربعون أو أكثر
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (8/ 67)
ولهذا لا تقام الجمعة في السجن، وإن كان فيه أربعون، ولا يعلم في ذلك خلافٌ بين العلماء، وممن قاله: الحسن، وابن سيرين، والنخعي، والثوري، ومالك، وأحمد، وإسحاق وغيرهم.
وعلى قياس هذا:لو كان الأسارى في بلد المشركين مجتمعين في مكانٍ واحدٍ؛ فإنهم لا يصلون فيه جمعةً، كالمسجونين في دار الإسلام وأولى؛ لا سيما وأبو حنيفة وأصحابه يرون أن الإقامة في دار الحرب – وإن طالت – حكمها حكم السفر، فتقصر فيها الصلاة أبداً، ولو اقام المسلم باختياره، فكيف إذا كان أسيراً مقهوراً؟
ـ[الظافر]ــــــــ[17 - 04 - 04, 06:25 م]ـ
الشيخ الهمام عبدالرحمن جزاك الغفور المنان خير الجزاء والإحسان.
شيخنا فماذا على من صلاها في السجن، وحكم صلاتهم؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 12 - 05, 02:02 م]ـ
صلاة شيخ الإسلام ابن تيمية في سجن القلعة، وكذا الشيخ الألباني رحمهما الله
سئل ابن تيمية رحمه الله:
عن صلاة الجمعة في جامع القلعة: هل هي جائزة مع أن في البلد خطبة أخرى مع وجود سورها وغلق أبوابها أم لا؟
فأجاب:
نعم يجوز أن يصلي فيها جمعة لأنها مدينة أخرى. كمصر والقاهرة ولو لم تكن كمدينة أخرى فإقامة الجمعة في المدينة الكبيرة في موضعين للحاجة يجوز عند أكثر العلماء؛ ولهذا لما بنيت بغداد ولها جانبان أقاموا فيها جمعة في الجانب الشرقي وجمعة في الجانب الغربي.
وجوز ذلك أكثر العلماء وشبهوا ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم في مدينته إلا في موضع يخرج بالمسلمين فيصلي العيد بالصحراء وكذلك كان الأمر في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان. فلما تولى علي بن أبي طالب وصار بالكوفة وكان الخلق بها كثيرا قالوا: يا أمير المؤمنين إن بالمدينة شيوخا وضعفاء يشق عليهم الخروج إلى الصحراء فاستخلف علي بن أبي طالب رجلا يصلي بالناس العيد في المسجد وهو يصلي بالناس خارج الصحراء ولم يكن هذا يفعل قبل ذلك وعلي من الخلفاء الراشدين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي}.
فمن تمسك بسنة الخلفاء الراشدين فقد أطاع الله ورسوله والحاجة في هذه البلاد وفي هذه الأوقات تدعو إلى أكثر من جمعة إذ ليس للناس جامع واحد يسعهم ولا يمكنهم جمعة واحدة إلا بمشقة عظيمة.
وهنا وجه ثالث: وهو أن يجعل القلعة كأنها قرية خارج المدينة. والذي عليه الجمهور كمالك والشافعي وأحمد أن الجمعة تقام في القرى؛ لأن في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: " أول جمعة جمعت في الإسلام بعد جمعة المدينة جمعة " بجواثى " قرية من قرى البحرين " وكان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه وفد عبد القيس.
وكذلك كتب عمر بن الخطاب إلى المسلمين يأمرهم بالجمعة حيث كانوا. وكان عبد الله بن عمر يمر بالمياه التي بين مكة والمدينة وهم يقيمون الجمعة فلا ينكر عليهم. وأما قول علي رضي الله عنه لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع. فلو لم يكن له مخالف لجاز أن يراد به أن كل قرية مصر جامع كما أن المصر الجامع يسمى قرية.
وقد سمى الله مكة قرية بل سماها " أم القرى " بل وما هو أكبر من مكة كما في قوله: {وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم} وسمى مصر القديمة قرية بقوله: {واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها}.
ومثله في القرآن كثير
والله أعلم.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 12 - 05, 02:21 م]ـ
شيخنا العتيبي وفقكم الله لمرضاته
ألا ترون أن كلام شيخ الإسلام هو عن إقامة صلاة الجمعة في جامع القلعة لا في سجن القلعة؟
وهل كانت القلعة كلها سجنا؟
تفضلوا بالتوضيح مشكورين، فأهل ''الشام'' أدرى بـ''قلاعها'' (ابتسامة).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 12 - 05, 03:59 م]ـ
حفظك الله ونفع بك
السجن هو داخل القلعة، وكان بحثي عن فترة سجن شيخ الإسلام رحمه الله كيف كان يصلي الجمعة
فظهر لي - والله أعلم - أن المساجين والموظفين كانوا يصلونها في مسجد داخل القلعة التي تحوي السجن!
ويبدو لي - والله أعلم - أن الأمر يختلف مع الشيخ الألباني حيث كان في زنزانته - كما حدثني به من كان مسجونا في فترته -
لذا يمكن أن يقال:
أن صلاة الجمعة في مسجد السجن - وهو هنا القلعة - جائزة
دون الصلاة داخل الزنازين كما نقل الإجماع ابن رجب، وكما منع الشيخان ابن إبراهيم وابن باز
والله أعلم
فهذا خبر ما عندنا في بلاد الشام فما خبر ما عندكم في بلاد المغرب؟:)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/351)
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[04 - 12 - 05, 05:14 م]ـ
كان الشافعي يقول: " وآمر أهل السجن، وأهل الصناعات من العبيد أن يجمعوا ".
المرجع:
http://204.97.230.60/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=372011
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 12 - 05, 06:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل المقصود بـ " أهل السجن " السجانون أم السجناء؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[04 - 12 - 05, 08:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
الظاهر أنهم السجناء ولعل ذلك يتضح أكثر من نقل كلام الإمام الشافعي، رحمه الله، من الأم.
قال، رحمه الله:" وَآمُرُ أَهْلَ السِّجْنِ وَأَهْلَ الصِّنَاعَاتِ مَنْ الْعَبِيدِ بِأَنْ يجْمعُوا وَإِخْفَاؤُهُمْ الْجَمْعَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ إعْلَانِهِ خَوْفًا أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ أَنَّهُمْ جَمعُوا رَغْبَةً عَنْ الصَّلَاةِ مَعَ الْأَئِمَّةِ ".
فقد ذكر أنه يحب لهم إخفاء الجمعة لئلا يظن بهم أنهم صلوا رغبة عن الصلاة مع الحكام، وهذا المعنى بعيد في حق السجانين.
والله أعلم
المرجع:
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&DocID=2&MaksamID=165&ParagraphID=394&Sharh=0&HitNo=0&Source=1&SearchString=G%24158%23%C3%E5%E1%20%C7%E1%D3%CC%E4 %230%232%230%23%23%23%23%23
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[05 - 12 - 05, 12:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
الظاهر أنهم السجناء ولعل ذلك يتضح أكثر من نقل كلام الإمام الشافعي، رحمه الله، من الأم.
قال، رحمه الله:" وَآمُرُ أَهْلَ السِّجْنِ وَأَهْلَ الصِّنَاعَاتِ مَنْ الْعَبِيدِ بِأَنْ يجْمعُوا وَإِخْفَاؤُهُمْ الْجَمْعَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ إعْلَانِهِ خَوْفًا أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ أَنَّهُمْ جَمعُوا رَغْبَةً عَنْ الصَّلَاةِ مَعَ الْأَئِمَّةِ ".
فقد ذكر أنه يحب لهم إخفاء الجمعة لئلا يظن بهم أنهم صلوا رغبة عن الصلاة مع الحكام، وهذا المعنى بعيد في حق السجانين.
والله أعلم
أخي الجبوري وفقه الله
المسألة ليست كما فهمت بارك الله فيك
المقصود هنا
هل يصلي من فاتتهم صلاة الجمعة جماعة أم يصلون فرادى
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 12 - 05, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
تحملنا:)
يجب أن ندقق - إذن 0 في معنى " يجمعوا "!
لأن الشافعي - رحمه الله - لا يوجب الجمعة على السجين الحر، ولا على العبد!
وتأمل هذا - وهو من النص الذي أحلتنا عليه -:
((وَمَنْ قُلْت لَا جُمُعَةَ عَلَيْهِ مِنْ الْأَحْرَارِ لِلْعُذْرِ بِالْحَبْسِ، أَوْ غَيْرِهِ وَمِنْ النِّسَاءِ وَغَيْرِ الْبَالِغِينَ وَالْمَمَالِيكِ فَإِذَا شَهِدَ الْجُمُعَةَ صَلَّاهَا رَكْعَتَيْنِ وَإِذَا أَدْرَكَ مِنْهَا رَكْعَةً أَضَافَ إلَيْهَا أُخْرَى وَأَجْزَأَتْهُ عَنْ الْجُمُعَةِ))
وهؤلاء المعذورون الذين لا تجب عليهم صلاة الجمعة لو ذهبوا للصلاة وصلوا مع الإمام كانت لهم جمعة
وهذا واضح في النقل السابق
وإن لم يذهبوا: فلا يصلون الظهر - فرادى أو جماعة - إلا بعد انتهاء الإمام من صلاة الجمعة
قال الشافعي:
((وَلَا أُحِبُّ لِوَاحِدٍ مِمَّنْ لَهُ تَرْكُ الْجُمُعَةِ مِنْ الْأَحْرَارِ لِلْعُذْرِ وَلَا مِنْ النِّسَاءِ وَغَيْرِ الْبَالِغِينَ وَالْعَبِيدِ أَنْ يُصَلِّيَ الظُّهْرَ حَتَّى يَنْصَرِفَ الْإِمَامُ))
وإن صلوها قبله ثم أدركوها معه صلوها وكانت لهم نافلة، وما صلوه من " الظهر " هو المعتد به
قال الشافعي:
((وَإِنْ صَلُّوا جَمَاعَةً، أَوْ فُرَادَى فَأَدْرَكُوا الْجُمُعَةَ مَعَ الْإِمَامِ صَلَّوْهَا وَهِيَ لَهُمْ نَافِلَةٌ))
وبقي عندنا قولة الشافعي الأخيرة وهي مدار النقاش:
قال الشافعي:
((وَآمُرُ أَهْلَ السِّجْنِ وَأَهْلَ الصِّنَاعَاتِ عَنْ الْعَبِيدِ بِأَنْ يَجْمَعُوا وَإِخْفَاؤُهُمْ الْجَمْعَ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ إعْلَانِهِ خَوْفًا أَنْ يُظَنَّ بِهِمْ أَنَّهُمْ جَمَعُوا رَغْبَةً عَنْ الصَّلَاةِ مَعَ الْأَئِمَّةِ.))
فما معنى " يجمعوا "؟
إن قلنا إن المعنى " يصلونها جمعة ": فواضح أنه خطأ لأن الشافعي لا يرى لهم جمعة قبل الإمام، وهم ليسوا من أهل الجمعة ليصلونها كذلك.
وإن قلنا إن المعنى: " الجمع بين الظهر والعصر ": فبعيد لأنهم ليسوا من أهل الأعذار، ومذهب الشافعي ضيق في الجمع.
وإن قلنا إن المعنى: " يصلونها جماعة " كان ذلك أقرب الاحتمالات - والله أعلم - لأن تتمة كلام الشافعي أنهم يخفونها خوفا من " يُظَنَّ بِهِمْ أَنَّهُمْ جَمعُوا رَغْبَةً عَنْ الصَّلَاةِ مَعَ الْأَئِمَّةِ "!!
هذا في حال أن يكون القصد من اللفظين: السجين والعبيد!
لكن هل قصد الشافعي رحمه الله " السجين " و " العبيد " وهم من المعذورين في الجمعة؟
عندي في هذا نظر؛ لأنه قال " أهل السجن " و " أهل الصناعات من العبيد "، وقد عبر عن السجين الحر والعبد المعذورين في الجمعة بغير هذين التعبيرين، فهو لا يتكلم عن " السجين " بل " أهل السجن " ولا عن " العبيد " بل " أهل الصناعات من العبيد "
فمن المقصود إذن به؟
المقصود - والله أعلم -:
...
لنر ما عند الإخوة فلعل ما خطر لي لا يكون صحيحاً
هذا ما بدا لي والأمر قابل للنقاش من الإخوة الفضلاء
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/352)
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[05 - 12 - 05, 02:15 ص]ـ
نعم، أصبتم ... جزاكم الله خيرا ... ظننت أن الشافعي يتكلم عن الجمعة وليس الجماعة.
بارك الله فيكم جميعا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 12 - 05, 09:33 ص]ـ
الحمد لله
وجزاك الله خيرا
وكذا الأخ خالد وفقه الله
والشافعي رحمه الله كان يتكلم عن الجمعة، والجماعة، والباب - أصلا - في " الجمعة "، وعلاقة " الجماعة " بالموضوع هي في كونها في " الظهر " لمن كان معذوراً عن الجمعة.
ولعل الشافعي - رحمه الله - أراد الرد على " الحنفية " حيث ذهبوا إلى " كراهة " الجماعة للمسجونين! لما فيها من صورة المعارضة للجمعة.
ففي " الكتاب " (ص 88):
ويكره أن يصلي المعذورون الظهر بجماعة يوم الجمعة وكذلك أهل السجن.
-
وفي " اللباب في شرح الكتاب " (1/ 42):
(ويكره أن يصلي المعذورون الظهر بجماعة يوم الجمعة) في المصر؛ لما فيه من الإخلال بالجمعة بتقليل الجماعة؛ وصورة المعارضة.
قيدنا بالمصر لأنه لا جمعة في غيرها فلا يفضي إلى ذلك.
(وكذلك أهل السجن): أي يكره لهم ذلك؛ لما فيه من صورة المعارضة.
وإنما أفرده بالذكر لما يتوهم من عدم الكراهة يمنعهم من الخروج.
وانظر " الهداية " (ص 82).
وفرَّق المالكية بين من كان عذره في ترك الجماعة كثيراً وبين من كان عذره قليلا
ولا شك أن المساجين ممن يكثر عذرهم
وقال المالكية: بأنه تندب جماعة الظهر لمثل هؤلاء، وتُكره لمن كان عذره قليلا
ففي " فقه العبادات " (ص 244):
يندب للمعذورين أداء صلاة الظهر جماعة إذا كان عذرهم كثير الوقوع
أما إن كانت أعذارهم غير كثيرة الوقوع: فتكره لهم الجماعة في الظهر
وقال الإمام مالك: لا يجمع (أي يصلي جماعة) إلا أهل السجن والمرض والسفر
أما بالنسبة لغير أصحاب الأعذار فلا تصح صلاة الظهر منهم إلا بعد الانتهاء من صلاة الجمعة كما يكره لهم صلاة الظهر جماعة فلو صلوا الظهر وكان باقيا من الوقت ما يسع ركعة فأكثر من صلاة الجمعة فيما لو سعوا إليها فلا تجزئهم صلاة ظهرهم وعليهم إعادتها.
انتهى
فالظاهر أن الشافعي رحمه الله أراد الرد على الحنفية الذين قالوا بكراهة الجماعة لأهل السجن، وعلى المالكية الذين قالوا بالندب.
والنقل التالي عن ابن رجب يوضح معنى " يجمعوا " أنه جماعة الظهر لا الجمعة، ويوضح الفرق المهم بين صلاة الظهر جماعة لمن تجب عليهم الجمعة ومن لا تجب.
قال ابن رجب - رحمه الله -:
وفي " تهذيب المدونة " للمالكية: وإذا أتى من تأخير الأئمة ما يستنكر جمع الناس لأنفسهم أن قدروا، وإلا صلوا ظهراً، وتنفلوا بصلاتهم معهم.
قال: ومن لا تجب عليه الجمعة مثل المرضى والمسافرين وأهل السجن فجائز أن يجمعوا.
وأراد بالتجميع هنا: صلاة الظهر جماعةً، لا صلاة الجمعة؛ فإنه قال قبله: وإذا فاتت الجمعة من تجب عليهم فلا يجمعوا.
والفرق بين صلاة الظهر جماعةً يوم الجمعة، ممن تجب عليه وممن لا تجب عليه: أن من تجب عليه يتهم في تركها، بخلاف من لا تجب عليه فإن عذره ظاهرٌ.
انتهى من " فتح الباري " له
والخلاصة:
أنه لا خلاف بين الأئمة في عدم وجوب الجمعة على المساجين
وأنهم يصلونها ظهرا
وأن الجماعة واجبة عليهم
وأنهم لو صلوها قبل صلاة الإمام فلا حرج لأنهم معذورين
وبقي أن يقال:
إن " أهل السجن " و " أهل الصناعات من العبيد " إذا كانت الجمعة في حقهم غير واجبة، وأنهم يصلونها ظهرا جماعة وجوبا، فلم يقول الشافعي رحمه الله بإخفائها؟ وكيف سيظن بهم أنهم يرغبون عن صلاة الأئمة؟؟
هذا ما استوقفني
والذي تبين لي:
أن أهل السجن ليسوا هم المحبوسين في زنازين لا يستطيعون الخروج، وليسوا هم العبيد الذين يعملون في بيوت أسيادهم لا يخرجون، بل هم سجناء يستطيعون الوصول للمسجد، وعبيد كذلك بدليل قوله " أهل الصناعات " ولما كانت الجمعة غير واجبة هؤلاء باعتبار حالهم ويمكنهم الذهاب للمسجد لصلاة الجمعة ولم يفعلوا: فإنهم يؤمرون بالجماعة خفية لئلا يظن بهم الرغبة عن صلاة الأئمة، ولو أنهم كانوا محبوسين في زنازينهم والعبيد عند أسيادهم فمن كان سيظن بهم مثل هذا الظن؟.
ومما يؤكد هذا أن بعض الشافعية يفتي لهؤلاء المعذورين بجواز الانفصال من صلاة الجمعة بعد الوصول إلى المسجد الذي تؤدى فيه!
قال النووي:
قال أصحابنا: إذا حضر النساء والصبيان والعبيد والمسافرون الجامعَ فلهم الانصراف ويصلون الظهر.
ورده إمام الحرمين - رحمه الله - بقوله:
والأولى التفصيل: فإن حضر قبل دخول الوقت فله الانصراف مطلقا، وإن كان بعد دخول الوقت وقبل إقامة الصلاة ونيتها: فإن لم تلحقه زيادة مشقة بانتظارها لزمته، وإن لحقته لم تلزمه بل له الانصراف.
" المجموع " (4/ 357).
واستحسنه النووي والرافعي وقال الرافعي: لا يبعد حمل كلام الأصحاب عليه.
هذا ما خطر لي
ولم أر تفصيله عند أحد
وأرجو أن أكون وفقت في فهم العبارة والمسألة
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/353)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 12 - 05, 09:59 ص]ـ
السؤال:
ما حكم صلاة السجناء جمعة وجماعة خلف إمام واحد يتقدمهم، وهم في عنابرهم بواسطة مكبر الصوت؟.
الجواب:
الحمد لله
أفتى مجلس هيئة كبار العلماء بعدم الموافقة على جمع السجناء على إمام واحد في صلاة الجمعة والجماعة وهم داخل عنابر السجن يقتدون به بواسطة مكبر الصوت، لعدم وجوب صلاة الجمعة عليهم حيث لا يمكنهم السعي إليها، ولأسباب أخرى.
لكن من أمكنه الحضور لأداء صلاة الجمعة في مسجد السجن إذا كان فيه مسجد تقام فيه صلاة الجمعة صلاها مع الجماعة، وإلا فإنها تسقط عنه ويصليها ظهراً، وكل مجموعة تصلي الصلوات الخمس جماعة داخل عنابرهم إذا لم يمكن جمعهم في مسجد أو مكان واحد.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ج/12 ص/345
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=22114&dgn=4
ـ[نياف]ــــــــ[05 - 12 - 05, 10:30 م]ـ
للفائدة
هناك رسالة سوف تطبع قريبا تخص هذا الموضوع
ـ[الظافر]ــــــــ[06 - 12 - 05, 03:20 م]ـ
أخي الفاضل نياف
هل يمكن أن تخبرنا عن اسم الرسالة ومؤلفها ودار الطبع إذا أمكن؟
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[26 - 10 - 08, 10:52 م]ـ
اظن في مسائل ابي داود سئل الامام احمد عن الجمعة للسجناء فقال فيه خلاف.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[28 - 07 - 09, 02:01 ص]ـ
جميل جدا ... جدا .... جدا ....
بارك الله فيكم ....
وأرجوا أن لا تحرمونا من هذه الدرر ....(30/354)
مناشدة عاجلة: هل أحد يجيبني من أهل الحديث؟؟
ـ[الداعية]ــــــــ[17 - 04 - 04, 04:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام الأفاضل
لقد يسر الله لي وأن حفظت الأحاديث المتفق عليها وأحاديث رياض الصالحين
ووجدت الكثير من الأحاديث المكررة بطرق وروايات مختلفة وهذا سبب لي بعض المشاكل
وأنا إن شاء الله عازم على حفظ الأمهات التسع
وطلبي هو
هل هناك كتاب يجمع زوائد الأمهات على الصحيحين؟؟؟
أو كتاب يجمع أحاديث الأمهات التسع بدون المكرر؟؟؟
أرجو من أخواني أهل الحديث وأهل المعرفة أن يرشدوني فأنا في حيرة
من أمري وقد تأخرت عن الحفظ كثيرا بسبب هذه المشكلة
وأرجو أن يكون الجواب صريحا وواضحا باسم الكتاب
وأسأل الله جل في علاه أن يجعل الفردوس الأعلى لمن دلني وأعانني
وأدعو بالتوفيق للجميع
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 04 - 04, 06:26 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8682&highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%ED%CD%ED+%C7%E1%ED%CD%E D
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8372&highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%ED%CD%ED+%C7%E1%ED%CD%E D
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7651&highlight=%C7%E1%D4%ED%CE+%ED%CD%ED+%C7%E1%ED%CD%E D
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6296
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[17 - 04 - 04, 11:45 ص]ـ
اقترح بعد ما حفظت
البدء بجامه الأصول لابن الأثير
وقد حمع الصحيحين
وسنن أبي داود
وجامع الترمذي
وسنن النسائي
موطأ مالك بدلا من ابن ماجه
ثم موارد الظمآن في زوائد ابن حبان على الصحيحين
ثم مجمع الزوائد للهيثمي
وقد جمع الروداني بين جامع الأصول و مجمع الزوائد في كتاب
جمع الفوائد بين جامع الأصول و مجمع الزوائد
هذا ما لدي والله أعلم
ـ[الداعية]ــــــــ[18 - 04 - 04, 03:48 م]ـ
الأخ الأستاذ الفاضل / المسيطير
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وجعل ثوباك الجنة
وأشكرك جزيل الشكر على هذه الروابط المفيدة
الأستاذ الفاضل الدكتور / مسدد سدد الله بالحق خطاك
وبارك الله فيك وكثر الله من أمثالك وحفظك الرحمن من كل سؤ
أشكرك كثيرا على اقتراحاتك
وأتمنى من كل من لديه إضافة حول هذا الأمر أن يرشدنا إليها
مع ذكر مميزات الكتاب وشيئا من التعريف به ومكان طبعه
حفظكم الله وسدد بالحق خطاكم
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[18 - 04 - 04, 11:28 م]ـ
الذي أراه لك أن تعتني بعد الصحيحين بسنن أبي داود إذا كان قصدك الحفظ للمتون وبخاصة المتون التي يحتاج إليها كثيرا في الأحكام الشرعية و الآداب فإن سنن أبي داود هي أجمع الكتب لأحاديث الفقه مع الانتقاء من جميع أبواب الشريعة. و بالنسبة لمعرفة الكلام على علل الأحاديث و التنصيص على فقهها و أقوال أهل العلم فيها فسنن الترمذي و متى أحكمت النظر في الصحيحين و سنن أبي داود و الترمذي فيكفيك حفظ ما فيها ثم تكون همتك متوجهة للنظر في المسند للإمام أحمد و قراءته قراءة متأنية وقراءة سنن النسائي الصغرى ثم الكبرى ثم سنن ابن ماجه فإذا انتهيت من ذلك بعد سنين فستطمح للنظر في كتب التخريج ثم كتب العلل بعد أن تكون قد قرأت مقدمة ابن الصلاح مع شرح العراقي أو ألفية العراقي مع شرحها له أو للسخاوي أو ألفية السيوطي. وسيقودك ذلك للنظر في كتب الرجال و قراءتها، فتعلق بذهنك أسماء الرواة و وفياتهم و بعض أخبارهم و منزلتهم من العلم و بعض ما قيل فيهم من الجرح و التعديل ....
و الحفظ مهم و لكن الفهم بعد ذلك يكون مساويا له في الأهمية و يكون فوقه في كثير من مواطن التعليل و التدقيق. وفقك الله
ـ[الداعية]ــــــــ[20 - 04 - 04, 02:45 ص]ـ
أشكركم إخواني الكرام على تفاعلكم
ولدي سؤال أرجو الجواب عليه بوضوح تام .. لا حرمكم الله الثواب.
ما الفرق بين جامع الأصول لابن الأثير وزوائد السنن على الصحيحين للشامي؟؟
وما هي مميزات كل منهما؟؟
أقصد من كل هذا أيهما أحسن وأسهل لمن يريد حفظ الأمهات الست؟؟
نفع الله بكم الإسلام وأهله
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[27 - 01 - 05, 11:01 ص]ـ
يا أخي العزيز
جامع الأصول لابن الأثير قد حوى أحاديث الصحيحين وسنن أبي داود وجامع الترمذي و سنن النسائي
و موطأ مالك بدلا من ابن ماجه.
و أما كتاب زوائد السنن على الصحيحين للشامي فليس فيه أحاديث الصحيحين بل ما زاد عليهما
نفع الله بكم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 01 - 09, 07:43 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[20 - 01 - 09, 09:17 م]ـ
أنصحك نصحية لوجه الله وهي أن تقتصري على حفظ الصحيح من الأحاديث فقط
وأما وقتك الباقي فقضيه في نشر العلم والدعوة إلى الله
فالمسلمون هم خمس سكان الأرض فقط
ويكثر الجهل فيهم
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا عبدالرحمن:
نصيحتك مسددة, ولكن ليتك رفعت الهمة لكي تجمع بين حفظ السنة والدعوة ونشرالعلم, بل نقول:
أحفظ واعمل وانشر واصبر, وأنت في عبادة عظيمة وسيكون نفعها عظيم بإذن الله, بل أحفظ الصحيح والضعيف أن استطعت, وحفظ الضعيف أو معرفته: هو الدفاع عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم, وهو من باب قول القائل:
عرفت الشر لا للشر ... ولكن لتوقيه .. ,توكل على الله واستمر على طريق أئمة الهدى ومصابيح الدجى, فإن العلم مع الليالي والأيام كما قال الزهري, ولا تنسى أن العلم هو الخشية, واستعن بالله ولا تعجز. والله المستعان ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/355)
ـ[أبو آثار]ــــــــ[22 - 01 - 09, 07:15 ص]ـ
أليس من اقتصر على حفظ الصحيح علم ان ماعداه باطل وضعيف؟؟
هذا من باب اختصار الوقت لتعلم ماهو تافع
اليس الأفضل ان يحفظ الانسان الصحيح وبعد رسوخه لسنوات أن يحفظ الضعيف وخصوصا ان المرأة يطرا عليها النسيان أكثر من الرجل؟(30/356)
هل يجوز ان اقدم الزكاة اكثر من سنتين
ـ[ابو تركي]ــــــــ[17 - 04 - 04, 08:34 ص]ـ
السلام عليكم
عندي سؤالين
الاول: كيف الجمع بين حديث (عليكم بالدلجه فان الارض تطوى الليل)
وحديث (بورك لامتي في بكورها).
الثانى: هل يجوز ان اقدم الزكاة اكثر من سنتين.
وجزاكم الله خيرا(30/357)
كيف نفهم ما جاء في هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 04 - 04, 10:54 ص]ـ
قال أبو محمد حدثنا البغوي نا ابن مفرج نا ابن الأعرابي نا الدبري نا عبد الرزان نا ابن جريج ني محمد بن الحرث بن سفيان عن أبي سلمة ابن سفيان أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب فقالت يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما لي فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم أصابني فقال عمر ما قلت فأعادت فقال عمر بن الخطاب ويشير بيده مهر ثم تركها
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 04 - 04, 12:20 م]ـ
هذه المرأة فعلت هذا الأمر للضرورة، فدرأ عمر رضي الله عنه الحد عنها للضرورة، كما فعل في عدم قطع يد السارق عام الرمادة، وأيضا كان زواج المتعة مشهورا وبعض الناس لم يبلغهم النهي عنه
وفي هذه الروايات التي ساقها عبدالرزاق في المصنف بيان جلي لهذه القصة وأنها كانت للضرورة
مصنف عبد الرزاق ج: 7 ص: 406
13652 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال حدثني محمد بن الحارث بن سفيان عن أبي سلمة بن سفيان أن امرأة جاءت عمر بن الخطاب فقالت يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم أصابني فقال عمر قلت ماذا فأعادت فقال عمر ويشير بيده مهر مهر ويشير بيده كلما قال ثم تركها
13653 عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الوليد بن عبد الله عن أبي الطفيل أن امرأة أصابها جوع فأتت راعيا فينبغي الطعام فأبى عليها حتى تعطيه نفسها قالت فحثى لي ثلاث حثيات من تمر وذكرت أنها كانت جهدت من الجوع فأخبرت عمر فكبر وقال مهر مهر مهر كل حفنة مهر ودرأ عنها الحد
13654 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج عن يحيى ابن سعيد عن ابن المسيب أن عمر بن الخطاب أتي بامرأة لقيها راع بفلاة من الأرض وهي عطشى فاستسقته فأبى أن يسقيها إلا أن تتركه فيقع بها فناشدته بالله فأبى فلما بلغت جهدها أمكنته فدرأ عنها عمر الحد بالضرورة
وقال ابن حزم في المحلى (وفي بعض كلامه نظر)
مسألة: المستأجرة للزنى , أو للخدمة والمخدمة؟
قال أبو محمد: حدثنا حمام نا ابن مفرج نا ابن الأعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق نا ابن جريج ني محمد بن الحارث بن سفيان عن أبي سلمة بن سفيان: أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب فقالت: يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما لي فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر , ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر , ثم أصابني؟ فقال عمر: ما قلت؟ فأعادت , فقال عمر بن الخطاب ويشير بيده: مهر مهر مهر - ثم تركها.
وبه - إلى عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن الوليد بن عبد الله - وهو ابن جميع - عن أبي الطفيل أن امرأة أصابها الجوع فأتت راعيا فسألته الطعام؟ فأبى عليها حتى تعطيه نفسها , قالت: فحثى لي ثلاث حثيات من تمر وذكرت أنها كانت جهدت من الجوع , فأخبرت عمر , فكبر وقال: مهر مهر مهر - ودرأ عنها الحد؟
قال أبو محمد رحمه الله: قد ذهب إلى هذا أبو حنيفة ولم ير الزنى , إلا ما كان مطارفة , وأما ما كان فيه عطاء أو استئجار فليس زنى ولا حد فيه.
وقال أبو يوسف , ومحمد , وأبو ثور , وأصحابنا , وسائر الناس , هو زنى كله وفيه الحد.
وأما المالكيون , والشافعيون , فعهدنا بهم يشنعون خلاف الصاحب الذي لا يعرف له مخالف - إذا وافق تقليدهم - وهم قد خالفوا عمر - رضي الله عنه - ولا يعرف له مخالف من الصحابة رضي الله عنهم , بل هم يعدون مثل هذا إجماعا , ويستدلون على ذلك بسكوت من بالحضرة من الصحابة عن النكير لذلك.
فإن قالوا: إن أبا الطفيل ذكر في خبره أنها قد كان جهدها الجوع؟
قلنا لهم: وهذا أيضا أنتم لا تقولون به , ولا ترونه عذرا مسقطا للحد , فلا راحة لكم في رواية أبي الطفيل مع أن خبر أبي الطفيل ليس فيه أن عمر عذرها بالضرورة , بل فيه: أنه درأ الحد من أجل التمر الذي أعطاها وجعله عمر مهرا. وأما الحنفيون المقلدون لأبي حنيفة في هذا فمن عجائب الدنيا التي لا يكاد يوجد لها نظير: أن يقلدوا عمر في إسقاط الحد هاهنا بأن ثلاث حثيات من تمر مهر , وقد خالفوا هذه القضية بعينها فلم يجيزوا في النكاح الصحيح مثل هذا وأضعافه مهرا , بل منعوا من أقل من عشرة دراهم في ذلك - فهذا هو الاستخفاف حقا ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/358)
والأخذ بما اشتهوا من قول الصاحب حيث اشتهوا , وترك ما اشتهوا تركه من قول الصاحب إذا اشتهوا , فما هذا دينا؟ وأف لهذا عملا , إذ يرون المهر في الحلال لا يكون إلا عشرة دراهم لا أقل , ويرون الدرهم فأقل مهرا في الحرام , إلا أن هذا هو التطريق إلى الزنى , وإباحة الفروج المحرمة , وعون لإبليس على تسهيل الكبائر , وعلى هذا لا يشاء زان ولا زانية أن يزنيا علانية إلا فعلا وهما في أمن من الحد , بأن يعطيها درهما يستأجرها به للزنى.
فقد علموا الفساق حيلة في قطع الطريق , بأن يحضروا مع أنفسهم امرأة سوء زانية وصبيا بغاء , ثم يقتلوا المسلمين كيف شاءوا , ولا قتل عليهم من أجل المرأة الزانية والصبي البغاء , فكلما استوقروا من الفسق خفت أوزارهم وسقط الخزي والعذاب عنهم. ثم علموهم وجه الحيلة في الزنى , وذلك أن يستأجرها بتمرتين وكسرة خبز ليزني بها ثم يزنيان في أمن وذمام من العذاب بالحد الذي افترضه الله تعالى.
ثم علموهم الحيلة في وطء الأمهات والبنات , بأن يعقدوا معهن نكاحا ثم يطئونهن علانية آمنين من الحدود.
ثم علموهم الحيلة في السرقة أن ينقب أحدهم نقبا في الحائط ويقف الواحد داخل الدار والآخر خارج الدار , ثم يأخذ كل ما في الدار فيضعه في النقب , ثم يأخذه الآخر من النقب , ويخرجا آمنين من القطع.
ثم علموهم الحيلة في قتل النفس المحرمة بأن يأخذ عودا صحيحا فيكسر به رأس من أحب حتى يسيل دماغه ويموت ويمضي آمنا من القود ومن غرم الدية من ماله.
ونحن نبرأ إلى الله تعالى هذه الأقوال الملعونة ,
وما قال أئمة المحدثين ما قالوا باطلا - ونسأل الله السلامة.
ولو أنهم تعلقوا في كل ما ذكرنا بقرآن أو سنة لأصابوا , بل خالفوا القرآن والسنة , وما تعلقوا بشيء إلا بتقليد مهلك , ورأي فاسد , واتباع الهوى المضل؟
قال أبو محمد رحمه الله: وحد الزنى واجب على المستأجر والمستأجرة , بل جرمهما أعظم من جرم الزاني والزانية بغير استئجار , لأن المستأجر والمستأجرة زنيا كما زنى غير المستأجر ولا فرق , وزاد المستأجر والمستأجرة على سائر الزنى حراما آخر - وهو أكل المال بالباطل.
وأما المخدمة - فروي عن ابن الماجشون صاحب مالك: أن المخدمة سنين كثيرة لا حد على المخدم إذا وطئها - وهذا قول فاسد ومع فساده ساقط: أما فساده - فإسقاطه الحد الذي أوجبه الله تعالى في الزنى. وأما سقوطه - فتفريقه بين المخدمة مدة طويلة , والمخدمة مدة قصيرة , ويكلف تحديد تلك المدة المسقطة للحد التي يسقط فيها الحد , فإن حد مدة كان متزيدا من القول بالباطل بلا برهان , وإن لم يحد شيئا كان محرما موجبا شارعا ما لا يدري فيما لا يدري - وهذه تخاليط نعوذ بالله منها.
والحد كامل واجب على المخدم والمخدمة , ولو أخدمها عمر نوح في قومه - لأنه زنى وعهر من ليست له فراشا - وبالله تعالى التوفيق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 01:26 ص]ـ
درء الحد عنها بالضرورة مفهوم
لكن ما معنى قوله "مهر" فهل حكم عليها بالزواج من ذلك الفاجر؟ ولماذا لم يعاقبه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:24 ص]ـ
المهر على نكاح المتعة الذي كان يفعله بعض الناس قبل أن يبلغهم النهي، وكانت الرجل ينكح المرأة بالمتعة على حفنة من طعام ونحوها ويسمى هذا مهرا، وكانوا يستمتعون بالثوب ونحوه ويكفى هذا مهرا للمتعة، فيقصد عمر رضي الله عنه أن كل حفنة منها تكفي أن تكون مهرا للمرأة على المتعة.
كما جاء بسند لايصح عند الدارقطني في السنن
نا أبو بكر النيسابوري نا سعدان بن نصر نا عبد الله بن واقد أبو قتادة عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال إن كنا لننكح المرأة على الحفنة والحفنتين من الدقيق
وجاء في صحيح مسلم
و حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه سبرة أنه قال أذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتعة فانطلقت أنا ورجل إلى امرأة من بني عامر كأنها بكرة عيطاء فعرضنا عليها أنفسنا فقالت ما تعطي فقلت ردائي وقال صاحبي ردائي وكان رداء صاحبي أجود من ردائي وكنت أشب منه فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها وإذا نظرت إلي أعجبتها ثم قالت أنت ورداؤك يكفيني فمكثت معها ثلاثا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتع فليخل سبيلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/359)
حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا بشر يعني ابن مفضل حدثنا عمارة بن غزية عن الربيع بن سبرة أن أباه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة قال فأقمنا بها خمس عشرة ثلاثين بين ليلة ويوم فأذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في متعة النساء فخرجت أنا ورجل من قومي ولي عليه فضل في الجمال وهو قريب من الدمامة ((مع كل واحد منا برد)) فبردي خلق وأما برد ابن عمي فبرد جديد غض حتى إذا كنا بأسفل مكة أو بأعلاها فتلقتنا فتاة مثل البكرة العنطنطة فقلنا هل لك أن يستمتع منك أحدنا
((قالت وماذا تبذلان))
فنشر كل واحد منا برده فجعلت تنظر إلى الرجلين ويراها صاحبي تنظر إلى عطفها فقال إن برد هذا خلق وبردي جديد غض فتقول برد هذا لا بأس به ثلاث مرار أو مرتين ثم استمتعت منها فلم أخرج حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم
و حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي حدثنا أبو النعمان حدثنا وهيب حدثنا عمارة بن غزية حدثني الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح إلى مكة فذكر بمثل حديث بشر وزاد قالت وهل يصلح ذاك وفيه قال إن برد هذا خلق مح
و حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس قال ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير قام بمكة فقال إن ناسا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة يعرض برجل فناداه فقال إنك لجلف جاف فلعمري لقد كانت المتعة تفعل على عهد إمام المتقين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابن الزبير فجرب بنفسك فوالله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك
قال ابن شهاب فأخبرني خالد بن المهاجر بن سيف الله أنه بينا هو جالس عند رجل جاءه رجل فاستفتاه في المتعة فأمره بها فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري مهلا قال ما هي والله لقد فعلت في عهد إمام المتقين قال ابن أبي عمرة إنها كانت رخصة في أول الإسلام لمن اضطر إليها كالميتة والدم ولحم الخنزير ثم أحكم الله الدين ونهى عنها
قال ابن شهاب وأخبرني ربيع بن سبرة الجهني أن أباه قال قد كنت استمتعت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني عامر ((ببردين أحمرين)) ثم نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة قال ابن شهاب وسمعت ربيع بن سبرة يحدث ذلك عمر بن عبد العزيز وأنا جالس
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:17 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:12 م]ـ
ليس المهر مختصاً بالزواج، بل هو كل ما يدفع للمرأة من أجل وطئها، سواء كان ذلك الوطء نكاحاً صحيحاً، أم وطئاً بشبهة أم وطئاً محرماً.
قال البخاري في صحيحه حديث رقم 5031: " باب مهر البغي والنكاح الفاسد وقال الحسن إذا تزوج محرمة وهو لا يشعر فرق بينهما ولها ما أخذت وليس لها غيره ثم قال بعد لها صداقها
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي مسعود رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وحلوان الكاهن ومهر البغي ".
وقد كان يجب على الرجل أن يبذل الطعام لها، ولكنها اضطرها إلى الزنا، فهو مكره لها، فعليه المهر إضافة للحد إن لم يسقط عنه بشبهة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 04 - 04, 01:40 م]ـ
بارك الله في الشيخ ابن سفران على ما تفضل به من إفادة حول الموضوع، والمال الذي تأخذه الزانية مقابل الفجور بها يسمى مهرا كما أفاد الشيخ وفقه الله، ولكن هل يقال بوجوب إعطاء الزاني للمرأة التي يفجر بها مالا أم أن المهر يجب بالنكاح الفاسد سواء كان بشبهة أو غيره بما استحل من فرجها، فهنا في هذا الأثر سمى عمر رضي الله عنه ما أعطاها الرجل مهرا فقد يكون أقرب ما يحمل عليه أنه مهر لنكاح المتعة ولايكون نكاحا شرعيا لعدم وجود الرضا والولي وغيرها.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 04:30 م]ـ
وفيك بارك يا شيخ عبد الرحمن
من أكرهت على الزنا فإن لها مهر مثلها عند أحمد ومالك والشافعي، وخالفهم في ذلك أبو حنيفة والثوري.
وما ذكرته من نكاح المتعة فهو احتمال وارد جدا، ففيما نقلتم نقلتم القصة التي في عهد ابن الزبير، وهذا متأخر عن عهد عمر بكثير مما يدل على إمكانية أن يقع اللبس في عهد عمر.
ولذلك قلت: فعليه المهر والحد إن لم يسقط عنه بشبهة.
ولكن الأخ محمد الأمين قال: ((لكن ما معنى قوله "مهر" فهل حكم عليها بالزواج من ذلك الفاجر؟ ولماذا لم يعاقبه؟))
فأحببت أن أبين أنه حتى لو سمي مهراً فلا يعني أنه زواج، وحتى لو عددناه زانياً بغير شبهة فلا يمنع ذلك من تسمية المال مهراً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 08 - 05, 04:59 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[الحميراء]ــــــــ[17 - 08 - 05, 12:04 م]ـ
ولذلك قلت: فعليه المهر والحد إن لم يسقط عنه بشبهة.
ليتكم تشرحون هذه العبارة يا شيخ ابن سفران نفع الله بكم وبعلمكم
وجزاكم الباري خيراً جميعاً(30/360)
كيف نفهم ما جاء في هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 04 - 04, 10:54 ص]ـ
قال أبو محمد حدثنا البغوي نا ابن مفرج نا ابن الأعرابي نا الدبري نا عبد الرزان نا ابن جريج ني محمد بن الحرث بن سفيان عن أبي سلمة ابن سفيان أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب فقالت يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما لي فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم أصابني فقال عمر ما قلت فأعادت فقال عمر بن الخطاب ويشير بيده مهر ثم تركها
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 04 - 04, 12:20 م]ـ
هذه المرأة فعلت هذا الأمر للضرورة، فدرأ عمر رضي الله عنه الحد عنها للضرورة، كما فعل في عدم قطع يد السارق عام الرمادة، وأيضا كان زواج المتعة مشهورا وبعض الناس لم يبلغهم النهي عنه
وفي هذه الروايات التي ساقها عبدالرزاق في المصنف بيان جلي لهذه القصة وأنها كانت للضرورة
مصنف عبد الرزاق ج: 7 ص: 406
13652 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال حدثني محمد بن الحارث بن سفيان عن أبي سلمة بن سفيان أن امرأة جاءت عمر بن الخطاب فقالت يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم أصابني فقال عمر قلت ماذا فأعادت فقال عمر ويشير بيده مهر مهر ويشير بيده كلما قال ثم تركها
13653 عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الوليد بن عبد الله عن أبي الطفيل أن امرأة أصابها جوع فأتت راعيا فينبغي الطعام فأبى عليها حتى تعطيه نفسها قالت فحثى لي ثلاث حثيات من تمر وذكرت أنها كانت جهدت من الجوع فأخبرت عمر فكبر وقال مهر مهر مهر كل حفنة مهر ودرأ عنها الحد
13654 أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج عن يحيى ابن سعيد عن ابن المسيب أن عمر بن الخطاب أتي بامرأة لقيها راع بفلاة من الأرض وهي عطشى فاستسقته فأبى أن يسقيها إلا أن تتركه فيقع بها فناشدته بالله فأبى فلما بلغت جهدها أمكنته فدرأ عنها عمر الحد بالضرورة
وقال ابن حزم في المحلى (وفي بعض كلامه نظر)
مسألة: المستأجرة للزنى , أو للخدمة والمخدمة؟
قال أبو محمد: حدثنا حمام نا ابن مفرج نا ابن الأعرابي نا الدبري نا عبد الرزاق نا ابن جريج ني محمد بن الحارث بن سفيان عن أبي سلمة بن سفيان: أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب فقالت: يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما لي فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر , ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر , ثم أصابني؟ فقال عمر: ما قلت؟ فأعادت , فقال عمر بن الخطاب ويشير بيده: مهر مهر مهر - ثم تركها.
وبه - إلى عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن الوليد بن عبد الله - وهو ابن جميع - عن أبي الطفيل أن امرأة أصابها الجوع فأتت راعيا فسألته الطعام؟ فأبى عليها حتى تعطيه نفسها , قالت: فحثى لي ثلاث حثيات من تمر وذكرت أنها كانت جهدت من الجوع , فأخبرت عمر , فكبر وقال: مهر مهر مهر - ودرأ عنها الحد؟
قال أبو محمد رحمه الله: قد ذهب إلى هذا أبو حنيفة ولم ير الزنى , إلا ما كان مطارفة , وأما ما كان فيه عطاء أو استئجار فليس زنى ولا حد فيه.
وقال أبو يوسف , ومحمد , وأبو ثور , وأصحابنا , وسائر الناس , هو زنى كله وفيه الحد.
وأما المالكيون , والشافعيون , فعهدنا بهم يشنعون خلاف الصاحب الذي لا يعرف له مخالف - إذا وافق تقليدهم - وهم قد خالفوا عمر - رضي الله عنه - ولا يعرف له مخالف من الصحابة رضي الله عنهم , بل هم يعدون مثل هذا إجماعا , ويستدلون على ذلك بسكوت من بالحضرة من الصحابة عن النكير لذلك.
فإن قالوا: إن أبا الطفيل ذكر في خبره أنها قد كان جهدها الجوع؟
قلنا لهم: وهذا أيضا أنتم لا تقولون به , ولا ترونه عذرا مسقطا للحد , فلا راحة لكم في رواية أبي الطفيل مع أن خبر أبي الطفيل ليس فيه أن عمر عذرها بالضرورة , بل فيه: أنه درأ الحد من أجل التمر الذي أعطاها وجعله عمر مهرا. وأما الحنفيون المقلدون لأبي حنيفة في هذا فمن عجائب الدنيا التي لا يكاد يوجد لها نظير: أن يقلدوا عمر في إسقاط الحد هاهنا بأن ثلاث حثيات من تمر مهر , وقد خالفوا هذه القضية بعينها فلم يجيزوا في النكاح الصحيح مثل هذا وأضعافه مهرا , بل منعوا من أقل من عشرة دراهم في ذلك - فهذا هو الاستخفاف حقا ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/361)
والأخذ بما اشتهوا من قول الصاحب حيث اشتهوا , وترك ما اشتهوا تركه من قول الصاحب إذا اشتهوا , فما هذا دينا؟ وأف لهذا عملا , إذ يرون المهر في الحلال لا يكون إلا عشرة دراهم لا أقل , ويرون الدرهم فأقل مهرا في الحرام , إلا أن هذا هو التطريق إلى الزنى , وإباحة الفروج المحرمة , وعون لإبليس على تسهيل الكبائر , وعلى هذا لا يشاء زان ولا زانية أن يزنيا علانية إلا فعلا وهما في أمن من الحد , بأن يعطيها درهما يستأجرها به للزنى.
فقد علموا الفساق حيلة في قطع الطريق , بأن يحضروا مع أنفسهم امرأة سوء زانية وصبيا بغاء , ثم يقتلوا المسلمين كيف شاءوا , ولا قتل عليهم من أجل المرأة الزانية والصبي البغاء , فكلما استوقروا من الفسق خفت أوزارهم وسقط الخزي والعذاب عنهم. ثم علموهم وجه الحيلة في الزنى , وذلك أن يستأجرها بتمرتين وكسرة خبز ليزني بها ثم يزنيان في أمن وذمام من العذاب بالحد الذي افترضه الله تعالى.
ثم علموهم الحيلة في وطء الأمهات والبنات , بأن يعقدوا معهن نكاحا ثم يطئونهن علانية آمنين من الحدود.
ثم علموهم الحيلة في السرقة أن ينقب أحدهم نقبا في الحائط ويقف الواحد داخل الدار والآخر خارج الدار , ثم يأخذ كل ما في الدار فيضعه في النقب , ثم يأخذه الآخر من النقب , ويخرجا آمنين من القطع.
ثم علموهم الحيلة في قتل النفس المحرمة بأن يأخذ عودا صحيحا فيكسر به رأس من أحب حتى يسيل دماغه ويموت ويمضي آمنا من القود ومن غرم الدية من ماله.
ونحن نبرأ إلى الله تعالى هذه الأقوال الملعونة ,
وما قال أئمة المحدثين ما قالوا باطلا - ونسأل الله السلامة.
ولو أنهم تعلقوا في كل ما ذكرنا بقرآن أو سنة لأصابوا , بل خالفوا القرآن والسنة , وما تعلقوا بشيء إلا بتقليد مهلك , ورأي فاسد , واتباع الهوى المضل؟
قال أبو محمد رحمه الله: وحد الزنى واجب على المستأجر والمستأجرة , بل جرمهما أعظم من جرم الزاني والزانية بغير استئجار , لأن المستأجر والمستأجرة زنيا كما زنى غير المستأجر ولا فرق , وزاد المستأجر والمستأجرة على سائر الزنى حراما آخر - وهو أكل المال بالباطل.
وأما المخدمة - فروي عن ابن الماجشون صاحب مالك: أن المخدمة سنين كثيرة لا حد على المخدم إذا وطئها - وهذا قول فاسد ومع فساده ساقط: أما فساده - فإسقاطه الحد الذي أوجبه الله تعالى في الزنى. وأما سقوطه - فتفريقه بين المخدمة مدة طويلة , والمخدمة مدة قصيرة , ويكلف تحديد تلك المدة المسقطة للحد التي يسقط فيها الحد , فإن حد مدة كان متزيدا من القول بالباطل بلا برهان , وإن لم يحد شيئا كان محرما موجبا شارعا ما لا يدري فيما لا يدري - وهذه تخاليط نعوذ بالله منها.
والحد كامل واجب على المخدم والمخدمة , ولو أخدمها عمر نوح في قومه - لأنه زنى وعهر من ليست له فراشا - وبالله تعالى التوفيق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 01:26 ص]ـ
درء الحد عنها بالضرورة مفهوم
لكن ما معنى قوله "مهر" فهل حكم عليها بالزواج من ذلك الفاجر؟ ولماذا لم يعاقبه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:24 ص]ـ
المهر على نكاح المتعة الذي كان يفعله بعض الناس قبل أن يبلغهم النهي، وكانت الرجل ينكح المرأة بالمتعة على حفنة من طعام ونحوها ويسمى هذا مهرا، وكانوا يستمتعون بالثوب ونحوه ويكفى هذا مهرا للمتعة، فيقصد عمر رضي الله عنه أن كل حفنة منها تكفي أن تكون مهرا للمرأة على المتعة.
كما جاء بسند لايصح عند الدارقطني في السنن
نا أبو بكر النيسابوري نا سعدان بن نصر نا عبد الله بن واقد أبو قتادة عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال إن كنا لننكح المرأة على الحفنة والحفنتين من الدقيق
وجاء في صحيح مسلم
و حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه سبرة أنه قال أذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتعة فانطلقت أنا ورجل إلى امرأة من بني عامر كأنها بكرة عيطاء فعرضنا عليها أنفسنا فقالت ما تعطي فقلت ردائي وقال صاحبي ردائي وكان رداء صاحبي أجود من ردائي وكنت أشب منه فإذا نظرت إلى رداء صاحبي أعجبها وإذا نظرت إلي أعجبتها ثم قالت أنت ورداؤك يكفيني فمكثت معها ثلاثا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده شيء من هذه النساء التي يتمتع فليخل سبيلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/362)
حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا بشر يعني ابن مفضل حدثنا عمارة بن غزية عن الربيع بن سبرة أن أباه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة قال فأقمنا بها خمس عشرة ثلاثين بين ليلة ويوم فأذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في متعة النساء فخرجت أنا ورجل من قومي ولي عليه فضل في الجمال وهو قريب من الدمامة ((مع كل واحد منا برد)) فبردي خلق وأما برد ابن عمي فبرد جديد غض حتى إذا كنا بأسفل مكة أو بأعلاها فتلقتنا فتاة مثل البكرة العنطنطة فقلنا هل لك أن يستمتع منك أحدنا
((قالت وماذا تبذلان))
فنشر كل واحد منا برده فجعلت تنظر إلى الرجلين ويراها صاحبي تنظر إلى عطفها فقال إن برد هذا خلق وبردي جديد غض فتقول برد هذا لا بأس به ثلاث مرار أو مرتين ثم استمتعت منها فلم أخرج حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم
و حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي حدثنا أبو النعمان حدثنا وهيب حدثنا عمارة بن غزية حدثني الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح إلى مكة فذكر بمثل حديث بشر وزاد قالت وهل يصلح ذاك وفيه قال إن برد هذا خلق مح
و حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس قال ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير قام بمكة فقال إن ناسا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة يعرض برجل فناداه فقال إنك لجلف جاف فلعمري لقد كانت المتعة تفعل على عهد إمام المتقين يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ابن الزبير فجرب بنفسك فوالله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك
قال ابن شهاب فأخبرني خالد بن المهاجر بن سيف الله أنه بينا هو جالس عند رجل جاءه رجل فاستفتاه في المتعة فأمره بها فقال له ابن أبي عمرة الأنصاري مهلا قال ما هي والله لقد فعلت في عهد إمام المتقين قال ابن أبي عمرة إنها كانت رخصة في أول الإسلام لمن اضطر إليها كالميتة والدم ولحم الخنزير ثم أحكم الله الدين ونهى عنها
قال ابن شهاب وأخبرني ربيع بن سبرة الجهني أن أباه قال قد كنت استمتعت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني عامر ((ببردين أحمرين)) ثم نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المتعة قال ابن شهاب وسمعت ربيع بن سبرة يحدث ذلك عمر بن عبد العزيز وأنا جالس
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:17 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:12 م]ـ
ليس المهر مختصاً بالزواج، بل هو كل ما يدفع للمرأة من أجل وطئها، سواء كان ذلك الوطء نكاحاً صحيحاً، أم وطئاً بشبهة أم وطئاً محرماً.
قال البخاري في صحيحه حديث رقم 5031: " باب مهر البغي والنكاح الفاسد وقال الحسن إذا تزوج محرمة وهو لا يشعر فرق بينهما ولها ما أخذت وليس لها غيره ثم قال بعد لها صداقها
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي مسعود رضي الله عنه قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وحلوان الكاهن ومهر البغي ".
وقد كان يجب على الرجل أن يبذل الطعام لها، ولكنها اضطرها إلى الزنا، فهو مكره لها، فعليه المهر إضافة للحد إن لم يسقط عنه بشبهة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 04 - 04, 01:40 م]ـ
بارك الله في الشيخ ابن سفران على ما تفضل به من إفادة حول الموضوع، والمال الذي تأخذه الزانية مقابل الفجور بها يسمى مهرا كما أفاد الشيخ وفقه الله، ولكن هل يقال بوجوب إعطاء الزاني للمرأة التي يفجر بها مالا أم أن المهر يجب بالنكاح الفاسد سواء كان بشبهة أو غيره بما استحل من فرجها، فهنا في هذا الأثر سمى عمر رضي الله عنه ما أعطاها الرجل مهرا فقد يكون أقرب ما يحمل عليه أنه مهر لنكاح المتعة ولايكون نكاحا شرعيا لعدم وجود الرضا والولي وغيرها.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 04:30 م]ـ
وفيك بارك يا شيخ عبد الرحمن
من أكرهت على الزنا فإن لها مهر مثلها عند أحمد ومالك والشافعي، وخالفهم في ذلك أبو حنيفة والثوري.
وما ذكرته من نكاح المتعة فهو احتمال وارد جدا، ففيما نقلتم نقلتم القصة التي في عهد ابن الزبير، وهذا متأخر عن عهد عمر بكثير مما يدل على إمكانية أن يقع اللبس في عهد عمر.
ولذلك قلت: فعليه المهر والحد إن لم يسقط عنه بشبهة.
ولكن الأخ محمد الأمين قال: ((لكن ما معنى قوله "مهر" فهل حكم عليها بالزواج من ذلك الفاجر؟ ولماذا لم يعاقبه؟))
فأحببت أن أبين أنه حتى لو سمي مهراً فلا يعني أنه زواج، وحتى لو عددناه زانياً بغير شبهة فلا يمنع ذلك من تسمية المال مهراً.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 10:55 م]ـ
الحمد لله. وبعد: فالقول بأن أمير المؤمنين عمر درأ الحد عن هذه المراة لأنه رأى أن ما اخذته هو أجر "مهر" تمتع الراعي بها قول له وجاهته،خاصة إذا و أن راوي الأثر ابن جريج من القائلين بحلية المتعة،وهذا مالك بن أنس لا يوجب الحد على من تمتع ويكتفي بتعزيره.
لكن هل يمكنني أن اقول إن عمر درا عنها الحد لأنها تجهل حكم ما أتت وإلا لما جاءت تستعلن به.؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/363)
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 11:26 م]ـ
للرفع
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[09 - 07 - 09, 01:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
طرأ على خاطري سؤال ,,,
لماذا تركته المرأة يفعل بها وهي لا تعلم حكم المسألة ـ بدليل أنها جائت تسأل؟؟؟
ـ[فهد الخالدي]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:40 م]ـ
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال حدثني محمد بن الحارث بن سفيان عن أبي سلمة بن سفيان أن امرأة جاءت عمر بن الخطاب فقالت يا أمير المؤمنين أقبلت أسوق غنما فلقيني رجل فحفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم حفن لي حفنة من تمر ثم أصابني فقال عمر قلت ماذا فأعادت فقال عمر ويشير بيده مهر مهر ويشير بيده كلما قال ثم تركها
العلة فيه محمد بن الحارث بن سفيان هذا ما وثقه غير إبن حبان توثيق مجاهيل وهو مقبول عند بن حجر يكتب ولا يحتج به
عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الوليد بن عبد الله عن أبي الطفيل أن امرأة أصابها جوع فأتت راعيا فينبغي الطعام فأبى عليها حتى تعطيه نفسها قالت فحثى لي ثلاث حثيات من تمر وذكرت أنها كانت جهدت من الجوع فأخبرت عمر فكبر وقال مهر مهر مهر كل حفنة مهر ودرأ عنها الحد
العلة فيه الوليد بن عبدالله صدوق يهم إبن حجر ابوحاتم صالح يكتب ولا يحتج به العقيلي قال مضطرب الحديث
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج عن يحيى ابن سعيد عن ابن المسيب أن عمر بن الخطاب أتي بامرأة لقيها راع بفلاة من الأرض وهي عطشى فاستسقته فأبى أن يسقيها إلا أن تتركه فيقع بها فناشدته بالله فأبى فلما بلغت جهدها أمكنته فدرأ عنها عمر الحد بالضرورة
العلة فيه إبن جريج رتبته عند إبن حجر: ثقة فقيه فاضل و كان يدلس و يرسل يقصد إذا عنعن
رتبته عند الذهبي: أحد الأعلام
...
الإجابة على سؤالك أخوي إسلام من نفس السؤال
لماذا تركته المرأة يفعل بها وهي لا تعلم حكم المسألة ـ بدليل أنها جائت تسأل؟؟؟
هي لا تعلم كما أسلفتَ
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 07 - 09, 08:30 م]ـ
جزاك الله خيراً
طيب شيخ هي لا تعلم ,,, فالأصل في المسألة الإحجام
إنما هي كيف ملكته من نفسها؟
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 09:32 ص]ـ
لماذا لم يطبق عمر عليه الحد؟ هي زنت مضطرة - فرضا- فدرأ عنها الحد لذلك ولها مهر المثل كما قال الأخ فقال لذلك عمر - رضي الله عنه - مهر مهر مهر ولكن السؤال المطروح بلا جواب
لماذا لم يطبق عمر الحد علي الراعي وهو زني بلا شبهة فحتي نكاح المتعة يجب فيه نية الزواج المؤقت وهذا كان زنا بغير نية زواج وإلا لما أتت المرأة إلي عمر إن كانت تظن أنه زواجا صحيحا مشروعا
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 09:42 ص]ـ
لا إله إلا الله
ـ[مصطفاوي]ــــــــ[27 - 11 - 10, 08:51 ص]ـ
كيف يقول عمر مهر مهر مهر ويمشي دون معاقبة أحد وهو الذي أظهر تحريم نكاح المتعة في عهده؟
ومن قال أن هذا نكاح متعة؟!! هذا زنا بأجر دون أدني شك فأين نية الزواج في الأمر وإن وجدت فعما تسأل راعية الغنم؟
ما أميل أليه - وفق الدليل - أن هذه الروايات ضعيفة لا يعتد بها ولا يلتفت إليها وقد بين عللها الأخ الكريم فهد الخالدي فجزاه الله خيرا(30/364)
الرد على من ضعّف حديث"لاضرر ولا ضرار"
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[17 - 04 - 04, 01:31 م]ـ
حديث "لاضرر ولاضرار" حديث ثابت وقد قرأت في هذا الملتقى من يضعفه من طلاب العلم
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن سبعة من الصحابة هم ابن عباس وعبادة بن الصامت وأبو سعيد وجابر وأبو هريرة وعائشة وثعلبة بن أبي مالك وتفصيله على التالي:
1 - أما حديث ابن عباس رضي الله عنه فرواه أحمد (1/ 313) وابن ماجة (2/ 784) كلاهما من طريق جابر الجعفي عن عكرمة عنه وجابر واه ضعيف جدا ورواه أبويعلى في مسنده (4/ 397) من طريق ابراهيم بن اسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة به وفي أوله "للجار أن يضع خشبة على جدار جاره .... " لكن في اسناده أمران: ابراهيم بن اسماعيل ضعفه جماعة لكنه توبع تابعه سعيد بن أبي أيوب عند الطبراني في الكبير (11/ 228) وداود بن الحصين رواياته عن عكرمة مناكير كما في ترجمته
2 - أما حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه فأخرجه ابن ماجة (2/ 784) وأحمد في المسند (5/ 326) في أثناء حديث طويل واخرجه البيهقي (6/ 156) كلهم من طريق موسى بن عقبة حدثني اسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت ولفظه" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن لاضرر ولاضرار".قال البوصيري في الزوائد: رجاله ثقات إلا أنه منقطع لأن اسحاق بن الوليد قال الترمذي وابن عدي:لم يدرك عبادة. وذكر ابن رجب أن إسحاق بن يحيى قيل هو ابن طلحة وهو ضعيف ولم يسمع من عبادة قاله أبوزرعة وابن أبي حاتم والدارقطني وقيل انه اسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة ولم يسمع من عبادة أيضا قاله الدارقطني. والحديث كما ذكر ابن رجب: من جملة صحيفة تروى بهذا الإسناد وهي منقطعة مأخوذة من كتاب قاله ابن المديني وابوزرعة (جامع العلوم 2/ 208) وسنن الدارقطني (3/ 176)
3 - أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فأخرجه الدارقطني (3/ 77) والحاكم في المستدرك (2/ 66) والبيهقي (6/ 69) كلهم من طريق عبدالعزيز الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا وفي آخره "من ضار ضار الله به ومن شاق شق الله عليه " وهذا الحديث اختلف فيه فرواه مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه مرسلا ورجح المرسل جماعة منهم ابن رجب رحمه الله وذكر أن الدراوردي الذي خالف مالكا فوصله قد كان أحمد يضعّف مارواه من حفظه., لكن الدراوردي صدوق روى له مسلم في الصحيح وهذا الطريق فيما يظهر أقوى طرق الحديث وهو الذي صححه الحاكم
والبقية تأتي
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[17 - 04 - 04, 01:44 م]ـ
4 - حديث جابر بن عبدالله رواه الطبراني من طريق ابن اسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن جابر الأوسط (5/ 238) قال ابن رجب: وهذا اسناده مقارب وهو غريب, وقد رواه ابوداود في المراسيل (407) من رواية عبدالرحمن بن مغراء عن ابن اسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه مرسلا وهو اصح (جامع العلوم والحكم 2/ 209)
5 - حديث ابي هريرة أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 228) وفيه يعقوب بن عطاء ضعيف
6 - حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 90) من طريق القاسم بن محمد عنها وفي سنده روح بن صلاح ترجم له ابن عدي وضعفه
وله طريق اخرى عنها عند الدارقطني (4/ 227) لكن في سنده الواقدي متروك
7 - اما حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 215) ح: 2200قال: حدثنا يعقوب بن حميد نا اسحاق بن ابراهيم عن صفوان بن سليم عن ثعلبة مرفوعا وآخره زيادة وفيه اسحاق بن ابراهيم الصراف المدني لين كما في التقريب, وثعلبة له رؤية وقال ابو حاتم:حديثه مرسل وذكر ابن حجر في الإصابة أنه لا يبعد سماعه وأخرجه الطبراني في الكبير (1378) من نفس الطريق
وقد ورد مايؤيد معنى الحديث عن أبي صرمة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (من ضار ضار الله به ومن شاق شقّ الله عليه) أخرجه أبوداود (3635) والترمذي (1940) وقال: حسن غريب وابن ماجه (2342) وأحمد (3/ 453) وفي سنده عندهم لؤلؤة مولاة الأنصار الراوية عن أبي صرمة لم يرو عنها غير محمد بن يحيى بن حبان
أقوال العلماء في الحديث:
قال الحاكم: صحيح الاسناد على شرط مسلم. وحسّن الحديث ابن الصلاح فقال: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه ومجموعها يقوي الحديث ويحسنه وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به وقول أبي داود إنه من الأحاديث التي يدور عليها الفقه يشعر بكونه غير ضعيف.اهـ نقله عنه ابن رجب
وقوى الحديث النووي رحمه الله في الأربعين فقال: له طرق يقوي بعضها بعضا.وتبعه ابن رجب فقال: وهو كما قال.وذكر أن الإمام أحمد استدل به. (جامع العلوم والحكم ص210) ط: الرسالة
كذلك حسن الحديث العلائي فقال: للحديث شواهد ينتهي مجموعها الى درجة الصحة أو الحسن المحتج به. وكذلك حسنه السيوطي
فالأظهر أن الحديث حسن لغيره ,وقد صححه لغيره الألباني رحمه الله (ارواء الغليل 3/ 410,والصحيحة1/ 448) وحسّنه الأرناؤوط في تحقيقه لجامع العلوم لابن رجب
أما المضعفون للحديث فمنهم ابن عبدالبر حيث قال: لايسند من وجه صحيح ومنهم خالد بن سعد الأندلسي الحافظ نقل عنه ذلك ابن عبدالبر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/365)
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[17 - 04 - 04, 01:48 م]ـ
والحديث كما هو معلوم صار احد القواعد الفقهية التي أخذبها جميع العلماء فصار بمنزلة ماتلقته الأمة بالقبول(30/366)
حديث الشاب الامرد؟؟؟ الى المشايخ فقط
ـ[اميرالحربي]ــــــــ[17 - 04 - 04, 04:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الى اهل العلم الفضلاء واصحاب الفضيله العلماء
هل يصح حديث الشاب الذي عن ابن عباس
نرجوكم ان ترفعوا التلبيس
عن عموم الناس
الذين يسمعون اهل البدع يدندنون بهذا الحديث على الاسماع
نرجو ا منك التفصيل وان قل بشرط ان يدول على الفهم الصحيح وان قل
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[17 - 04 - 04, 05:11 م]ـ
http://www.pureislam.org/montada/showthread.php?s=&threadid=246
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[17 - 04 - 04, 07:41 م]ـ
تقدم الكلام عليه ي الملتقى
اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16808&highlight=%D4%C7%C8+%C3%E3%D1%CF)
ـ[أبو البركات]ــــــــ[18 - 04 - 04, 12:20 ص]ـ
لقد بحث شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث - اعني رؤية النبي الرب في المنام - في كتابه الكبير والمعروف بنقض التأسيس بشكل مفصل لكن الكتاب لايزال مخطوط ولم يطبع بعد، ويمكن الرجوع إلى كتاب "شيخ الإسلام وجهوده في الحديث وعلومه " للشيخ الفاضل د. عبدالرحمن الفريوائي، فقد نقل كلام شيخ الإسلام حول هذه المسألة من المخطوط
ـ[أبو البركات]ــــــــ[18 - 04 - 04, 01:09 ص]ـ
والدكتور عبدالرحمن الفريوائي ينقل كلام شيخ الإسلام ويعزوه إلى المجلد الثالث من نقض التأسيس؟!! ولا أدري هل يوجد جزء ثالث لنقض التأسيس الذي بتحقيق بن قاسم؟؟
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[18 - 04 - 04, 07:56 ص]ـ
أخي الكريم هل يمكنك نقل كلام شيخ الاسلام من كتاب الدكتور او نقل ملخص كلامه وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو تقي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 08:36 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو أسيد
أخي الكريم هل يمكنك نقل كلام شيخ الاسلام من كتاب الدكتور او نقل ملخص كلامه وجزاكم الله خيرا
==مقتبس وارجو تحقيق هذا النقل===
قال الشيخ منصور بن عبد العزيز السمارى فى تعليقه على كتاب (نقض الدارمى) الذى نشرته دار اضواء السلف فى الرياض عام 1419:
و قال شيخ الاسلام ابن تيمية فى نقض التاسيس (3/ 255):
((و اما حديث ام طفيل فانكار احمد له لكونه لم يعرف بعض رواته لا يمنع ان يكون عرفه بعد ذلك ومع هذا فامره بتحديثه به لكون معناه موافقا لسائر الاحاديث كحديث معاذ و ابن عباس و غيرهما
وهذا معنى قول الخلال: انما يروى هذا الحديث وان كان فى اسناده شىء تصحيحا لغيره و لان الجهمية تنكر الفاظه التى قد رويت فى غيره ثابتة فروى ليبين ان الذى انكروه تظاهرت به الاخبار و استفاضت
و كذلك قول ابى بكر عبد العزيز (فيه وهاء و نحن قائلون به) اى لاجل ما ثبت من موافقته لغيره الذى هو ثابت لا انه يقال بالواهى من غير حجة فان ضعف اسناد الحديث لا يمنع من ان يكون متنه ومعناه حقا
ولا يمنع ايضا ان يكون له من الشواهد ما يبين صحته ومعنى الضعيف عندهم: انا لم نعلم ان راويه عدل او لم نعلم انه ضابط فعدم علمنا باحد هذين يمنع الحكم بصحته لا يعنون بضعفه انا نعلم انه باطل فان هذا هو الموضوع وهو الذى يعلمون انه كذب مختلق فاذا كان الضعيف فى اصطلاحهم عائدا الى عدم العلم فانه يطلب له اليقين و التثبيت فاذا جاء من الشواهد بالاخبار الاخر و غيرها مما يوافقه صار ذلك موجبا للعلم بان راويه صدق فيه وحفظه)
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية ايضا فى (3/ 241) -اى الجزء الثالث المخطوط من نقض التاسيس -:
((كما فى الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:
((رايت ربى فى صورة امرد له وفرة جعد قطط فى روضة خضراء)).)
==مقتبس وارجو تحقيق هذا النقل من الكتاب===(30/367)
الرد على من ضعف حديث "لاضرر ولاضرار
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[17 - 04 - 04, 05:33 م]ـ
حديث "لاضرر ولاضرار" حديث ثابت وقد قرأت في هذا الملتقى من يضعفه من طلاب العلم
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن سبعة من الصحابة هم ابن عباس وعبادة بن الصامت وأبو سعيد وجابر وأبو هريرة وعائشة وثعلبة بن أبي مالك وتفصيله على التالي:
1 - أما حديث ابن عباس رضي الله عنه فرواه أحمد (1/ 313) وابن ماجة (2/ 784) كلاهما من طريق جابر الجعفي عن عكرمة عنه وجابر واه ضعيف جدا ورواه أبويعلى في مسنده (4/ 397) من طريق ابراهيم بن اسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة به وفي أوله "للجار أن يضع خشبة على جدار جاره .... " لكن في اسناده أمران: ابراهيم بن اسماعيل ضعفه جماعة لكنه توبع تابعه سعيد بن أبي أيوب عند الطبراني في الكبير (11/ 228) وداود بن الحصين رواياته عن عكرمة مناكير كما في ترجمته
2 - أما حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه فأخرجه ابن ماجة (2/ 784) وأحمد في المسند (5/ 326) في أثناء حديث طويل واخرجه البيهقي (6/ 156) كلهم من طريق موسى بن عقبة حدثني اسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت ولفظه" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن لاضرر ولاضرار".قال البوصيري في الزوائد: رجاله ثقات إلا أنه منقطع لأن اسحاق بن الوليد قال الترمذي وابن عدي:لم يدرك عبادة. وذكر ابن رجب أن إسحاق بن يحيى قيل هو ابن طلحة وهو ضعيف ولم يسمع من عبادة قاله أبوزرعة وابن أبي حاتم والدارقطني وقيل انه اسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة ولم يسمع من عبادة أيضا قاله الدارقطني. والحديث كما ذكر ابن رجب: من جملة صحيفة تروى بهذا الإسناد وهي منقطعة مأخوذة من كتاب قاله ابن المديني وابوزرعة (جامع العلوم 2/ 208) وسنن الدارقطني (3/ 176)
3 - أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه فأخرجه الدارقطني (3/ 77) والحاكم في المستدرك (2/ 66) والبيهقي (6/ 69) كلهم من طريق عبدالعزيز الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد مرفوعا وفي آخره "من ضار ضار الله به ومن شاق شق الله عليه " وهذا الحديث اختلف فيه فرواه مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه مرسلا ورجح المرسل جماعة منهم ابن رجب رحمه الله وذكر أن الدراوردي الذي خالف مالكا فوصله قد كان أحمد يضعّف مارواه من حفظه., لكن الدراوردي صدوق روى له مسلم في الصحيح وهذا الطريق فيما يظهر أقوى طرق الحديث وهو الذي صححه الحاكم
4 - حديث جابر بن عبدالله رواه الطبراني من طريق ابن اسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن جابر الأوسط (5/ 238) قال ابن رجب: وهذا اسناده مقارب وهو غريب, وقد رواه ابوداود في المراسيل (407) من رواية عبدالرحمن بن مغراء عن ابن اسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه مرسلا وهو اصح (جامع العلوم والحكم 2/ 209)
5 - حديث ابي هريرة أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 228) وفيه يعقوب بن عطاء ضعيف
6 - حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 90) من طريق القاسم بن محمد عنها وفي سنده روح بن صلاح ترجم له ابن عدي وضعفه
وله طريق اخرى عنها عند الدارقطني (4/ 227) لكن في سنده الواقدي متروك
7 - اما حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 215) ح: 2200قال: حدثنا يعقوب بن حميد نا اسحاق بن ابراهيم عن صفوان بن سليم عن ثعلبة مرفوعا وآخره زيادة وفيه اسحاق بن ابراهيم الصراف المدني لين كما في التقريب, وثعلبة له رؤية وقال ابو حاتم:حديثه مرسل وذكر ابن حجر في الإصابة أنه لا يبعد سماعه وأخرجه الطبراني في الكبير (1378) من نفس الطريق
وقد ورد مايؤيد معنى الحديث عن أبي صرمة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (من ضار ضار الله به ومن شاق شقّ الله عليه) أخرجه أبوداود (3635) والترمذي (1940) وقال: حسن غريب وابن ماجه (2342) وأحمد (3/ 453) وفي سنده عندهم لؤلؤة مولاة الأنصار الراوية عن أبي صرمة لم يرو عنها غير محمد بن يحيى بن حبان
أقوال العلماء في الحديث:
قال الحاكم: صحيح الاسناد على شرط مسلم. وحسّن الحديث ابن الصلاح فقال: هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه ومجموعها يقوي الحديث ويحسنه وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به وقول أبي داود إنه من الأحاديث التي يدور عليها الفقه يشعر بكونه غير ضعيف.اهـ نقله عنه ابن رجب
وقوى الحديث النووي رحمه الله في الأربعين فقال: له طرق يقوي بعضها بعضا.وتبعه ابن رجب فقال: وهو كما قال.وذكر أن الإمام أحمد استدل به. (جامع العلوم والحكم ص210) ط: الرسالة
كذلك حسن الحديث العلائي فقال: للحديث شواهد ينتهي مجموعها الى درجة الصحة أو الحسن المحتج به. وكذلك حسنه السيوطي
فالأظهر أن الحديث حسن لغيره ,وقد صححه لغيره الألباني رحمه الله (ارواء الغليل 3/ 410,والصحيحة1/ 448) وحسّنه الأرناؤوط في تحقيقه لجامع العلوم لابن رجب
أما المضعفون للحديث فمنهم ابن عبدالبر حيث قال: لايسند من وجه صحيح ومنهم خالد بن سعد الأندلسي الحافظ نقل عنه ذلك ابن عبدالبر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/368)
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[17 - 04 - 04, 05:38 م]ـ
والحديث من المعلوم أنه صار أصل قاعدة فقهية أخذ بها جميع الفقهاء فصار بمنزلة ماتلقته الأمة بالقبول
ـ[عمر الصميدعي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 02:32 م]ـ
اشكر اخوية عبد الكريم .... وهذه الروايات التي وردت في كتب السنن وغيرها وحديث كل صحابي
تخريج حديث (لاضرر ولا ضرار)
عبادة ابن الصامت
2340 - حدثنا عبد ربه بن خل النميري أبو المغلس. ثنا فضيل بن سليمان. ثنا موسى بن عقبة. ثنا إسحضاق بن يحيى بن الوليد عن عبادة بن الصامت أن رسول الله قضى أن
(لاضرر ولاضرار) ابن ماجه (باب من بنى في حقه ما يضر بجاره
12224 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ: عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: إِنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَضَى أَنْ لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضرار ((سنن البيهقي الكبرى) (باب مَنْ قَضَى فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ بِمَا فِيهِ صَلاَحُهُمْ وَدَفَعَ الضَّرَرَ عَنْهُمْ عَلَى الاِجْتِهَادِ)
20947 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِى عَيَّاشٍ حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَضَى أَنْ لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ. (سنن البيهقي الكبرى) (باب مَا لاَ يَحْتَمِلُ الْقِسْمَةَ)
1123 - حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، نا الصلت بن مسعود أبو محمد، نا فضيل بن سليمان نا موسى بن عقبة، عن إسحاق بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن عبادة بن الصامت. مسند الشاشي
ابن عباس (رضي الله عنه)
2341 - حدثنا محمد بن يحيى. ثنا عبد الرزاق. أنبأنا معمر عن جابر الجعفي عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (لاضرر ولاضرار) ابن ماجة (باب من بنى في حقه ما يضر بجاره)
294 - أخبرنا إسماعيل، قال: حدثنا الحسن، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي يحيى، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر، ولا ضرار (الخراج ليحيى بن آدم)
2867 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن جابر عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار وللرجل ان يجعل خشبه في حائط جاره والطريق الميتاء سبعة أذرع (: مسند احمد بن حنبل)
ثعلبة بن أبي مالك
1387 - حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا إسحاق بن إبراهيم مولى مزينة عن صفوان بن سليم عن ثعلبة ابن أبي مالك: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (لا ضرر ولا ضرار) [المعجم الكبير - الطبراني] باب الثاء (ثعلبة بن ابي مالك القرظي).
1939 - حدثنا يعقوب بن حميد، نا إسحاق بن إبراهيم، عن صفوان بن سليم، عن ثعلبة بن أبي مالك، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضرر ولا ضرار» وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في مشارب النخل بالسيل الأعلى على الأسفل حتى يشرب الأعلى ويروي الماء إلى الكعبين ثم يسرح الماء إلى الأسفل وكذلك حتى تنقضي الحوائط أو يفنى الماء. «قال ابن أبي عاصم رحمه الله: هذا بالمدينة خاصة ((: الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم))
عن جابر بن عبد الله
6536 - عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:لاضرر ولا ضرار في الإسلام رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس. ص. 199 [مجمع الزوائد - الهيثمي] (كتاب البيوع) باب لا ضرر ولا ضرار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/369)
عائشة (رضي الله عنها)
6537 - عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولا ضرار
رواه الطبراني في الأوسط وسمر بن أحمد بن رشدين وهو ابن محمد بن الحجاج بن رشدين وقال ابن عدي: كذبوه (مجمع الزوائد - الهيثمي) (كتاب البيوع) باب لا ضرر ولا
1033 - حدثنا أحمد قال حدثنا عمرو بن مالك الراسبي قال حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول عن أبي بكر بن أبي سبرة عن نافع بن مالك قال حدثنا أبو سهيل عن القاسم بن محمد عن عائشة أن رسول الله قال: لا ضرر ولا ضرار (المعجم الأوسط - الطبراني)
83 - نا محمد بن عمرو بن البختري نا أحمد بن الخليل نا الواقدي نا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا ضرر ولا ضرار سنن الدارقطني (باب المرأة تقتل أذا أرتدت)
أبي سعيد الخدري
288 - ثنا إسماعيل بن محمد الصفار نا العباس بن محمد نا عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: لا ضرر ولا ضرار من ضار ضره الله ومن شاق شق الله عليه سنن الدارقطني كتاب البيوع
(1104) وَرَوَى مَالك، عَن عَمْرو بن يَحْيَى الْمَازِني، عَن أَبِيه، أَن رَسُول الله [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ]: قَالَ: " لَا ضَرَر وَلَا ضرار ". وَهُوَ مُرْسل أسْندهُ الْحَاكِم بِذكر أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِيهِ، وَزعم أَنه صَحِيح الْإِسْنَاد، وَلم يخرجَاهُ. (الإلمام بأحاديث الأحكام ابن دقيق العيد)
288 - ثنا إسماعيل بن محمد الصفار نا العباس بن محمد نا عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: لا ضرر ولا ضرار من ضار ضره الله ومن شاق شق الله عليه (سنن الدارقطني كتاب البيوع)
2305 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا ضرر ولا ضرار، من ضار ضاره الله، ومن شاق (1) شاق الله عليه» «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه»: المستدرك على الصحيحين للحاكم كتاب البيوع (معمر بن راشد)
11166 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: لا ضرر ولا ضرار من ضار ضره الله ومن شاق شق الله عليه تفرد به عثمان بن محمد عن الدراوردي (البيهقي الكبرى) (باب لاضرر ولاضرار)
3160 - حدثنا عباس بن محمد الدوري عن عثمان بن محمد بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أخبرني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لا ضرر ولا ضرار من ضار ضر الله به ومن شاق شق الله عليه رجاله ثقات والحديث صحيح (المجالسة وجواهر العلم) (الدينوري)
ابو هريرة
86 - نا أحمد بن محمد بن زياد نا أبو إسماعيل الترمذي نا أحمد بن يونس نا أبو بكر بن عياش قال أراه قال عن بن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: لا ضرر ولا ضرورة ولا يمنعن أحدكم جاره أن يضع خشبه على حائطه (سنن الدارقطني باب المراة تقتل اذ ارتدت)
الروايات المرسلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/370)
11718 - وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لاَ ضَرَر وَلاَ ضِرَارَ». مُرْسَلاً أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ فَذَكَرَهُ. (سنن البيهقي الكبرى) (باب لاضرر ولاضرار)
1630 - وفي حديث عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا: «لا ضرر ولا ضرار» وروي موصولا، بذكر أبي سعيد فيه (السنن الصغرى البيهقي)
12225 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لاَ ضَرَرَ وَلاَإِضِرَارَ» (البيهقي الكبرى) باب مَنْ قَضَى فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ بِمَا فِيهِ صَلاَحُهُمْ وَدَفَعَ الضَّرَرَ عَنْهُمْ عَلَى الاِجْتِهَادِ)
20948 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ». هَذَا مُرْسَلٌ وَقَدْ رُوِّينَاهُ فِى كِتَابِ الصُّلْحِ مَوْصُولاً. . (سنن البيهقي الكبرى) (باب مَا لاَ يَحْتَمِلُ الْقِسْمَةَ)
3863 - ذكر الشافعي رحمه الله في كتاب القديم فيه فصلا طويلا، وذكر فيه في الجديد: ما أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي، أن مالكا أخبره، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا ضرر «معرفة السنن والآثار للبيهقي»
1020 - أخبرنا الشافعي، أن مالكا، أخبره عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:» لا ضرر ولا ضرار (1) «مسند الشافعي»
2758 - حَدَّثَنِي يَحْيَى عَنْ مَالِك عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ... الموطأ
407 حدثنا محمد بن عبد الله القطان حدثنا عبد الرحمان يعني ابن مغراء حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان قال كانت لأبي لبابة عذق في حائط رجل فكلمه فقال إنك تطأ حائطي الى عذقك فأنا أعطيك مثله في حائطك فأخرجه عني فأبى عليه فكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه فقال يا أبا لبابة خذ مثل عذقك فضمها الى مالك واكفف عن صاحبك ما يكره فقال ما أخبرنا بفاعل قال فاذهب فأخرج له عذقا مثل عذقه الى حائطه ثم اضرب فوق ذلك بجدار فإنه لا ضرر في الإسلام ولا ضرار 19516 المراسيل لأبي داود ... باب الاضرار
لاتنسونا من دعائكم
اخوكم الصميدعي(30/371)
فوائد أسأل الله أن ينفع بها
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[18 - 04 - 04, 08:35 ص]ـ
من أسباب الخشوع في الصلاة وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر قال العلماء: الحكمة في هذه الهيئة أنها صفة السائل الذليل. فتح الباري 2/ 224
قال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله) رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة بحضرة طعام ولا هو يدافعه الأخبثان) رواه مسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد وهو في صلاته مالم يلتفت، فإذا التفت انصرف عنه) رواه أبو داود
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل) رواه مسلم
المساجد بيوتاً للعبادة .. وراحةً للنفوس .. وطمأنينةً للقلوب .. ومرتعاً للذاكرين .. ومجمعاً للمسلمين .. ومنبراً للهداية والرشاد
قال تعالى: {في بُيُوتٍ أذن اللهُ أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُهُ يُسبحُ لهُ فيها بالغُدُو والآصال رجالٌ لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافُون يوماً تتقلبُ فيه القُلُوبُ والأبصارُ ليجزيهُمُ اللهُ أحسن ما عملُوا ويزيدهُم من فضله واللهُ يرزُقُ من يشاءُ بغير حسابٍ} [النور:36 - 38]
أخي ... لقد حن المسجد إليك .. واشتاق إلى طلة منك تعمره .. وتعود بالخير عليك .. ولا يزال يدعوك في اليوم خمس مرات
قال رسول الله: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح» [رواه البخاري ومسلم].
قال الشاعر
فإن رمت اغتنام الوقت فعلا ... فخير الوقت حي على الفلاح
فصل الفجر وادع الله واغنم ... قيام الليل في الغسق الصراح
أخي .. تذكر أن كل الناس يخطو .. ولكن خطوتك في اتجاه المسجد شأنها عظيم عند الله سبحانه
أخي .. أتدري .. حينما تتوجه إلى المسجد من تقصد .. إنك تقصد بيت الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» [رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح].
تذكر أن المسجد هو سوق رابح لاكتساب الآخرة. فالخطوات إليه حسنات .. والمكوث فيه رحمات .. وانتظار الصلاة فيه صلاة.
قال معاذ بن جبل: من رأى أن من في المسجد ليس في الصلاة إلا من كان قائماً فإنه لم يفقه.
فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا» [متفق عليه].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» [رواه البخاري ومسلم] والفذ هو الواحد
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا» [رواه البخاري ومسلم].
إن حضور صلاة الجماعة من أسباب تقوية الإيمان وقمع الشيطان
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان.
طوبى لمن علق قلبه بالمساجد .. فجعلها قرة عينه .. يلتمس فيها السكينة .. وينشد فيها الطمأنينة
ينبغي للمسلم أن يتجنب مغالطة نفسه وخداعها بالاعتذارات الواهية .. فإنه سيقف وحده أمام الله
الموت حقيقة لا ينكرها مؤمن ولا كافر
عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: « لا يتمنين أحدكم الموت, إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً, وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب» أخرجه البخاري. ويستعتب: يرجع عن الإساءة ويتوب.
العبد المؤمن يستريح من تعب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله, والفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب
قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة, وقناعة القلب, ونشاط العبادة, ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة, وترك الرضى بالكفاف, والتكاسل في العبادة.
وصف الله سبحانه وتعالى شدة الموت في أربع آيات هي:
الأولى: قوله الحق:} وجاءت سكرة الموت بالحق {[ق: 19]
والثانية: قوله الحق:} ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت {[الأنعام: 93]
والثالثة: قوله الحق:} فلولا إذا بلغت الحلقوم {[الواقعة: 83]
والرابعة: قوله تعالى:} كلا إذا بلغت التراقي {[القيامة: 26]
عن جابر بن عبد الله t قال: سمعت رسول الله r يقول قبل وفاته بثلاثة أيام: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله» أخرجه البخاري ومسلم
على العبد أن يجمع بين الخوف والرجاء ويكون الخوف أغلب في حال الصحة والرجاء أغلب في حال المرض
قال رسول الله r: « من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» أخرجه أبو داود وأحمد والحاكم. وفي رواية: «حرمه الله على النار»
كان النبي r يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك»(30/372)
الاول: كيف الجمع بين حديث (عليكم بالدلجه فان الارض تطوى الليل
ـ[ابو تركي]ــــــــ[18 - 04 - 04, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم
عندي سؤالين
الاول: كيف الجمع بين حديث (عليكم بالدلجه فان الارض تطوى الليل)
وحديث (بورك لامتي في بكورها).
الثانى: هل يجوز ان اقدم الزكاة اكثر من سنتين.
وجزاكم الله خيرا(30/373)
هل يجوز تجويد الدعاء في القنوت؟
ـ[العصام]ــــــــ[18 - 04 - 04, 10:13 ص]ـ
هل يجوز تجويد الدعاء في القنوت؟ وهل إذا كان هذا يدعو إلى الخشوع يجوز أو يكون حسنا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 04, 10:19 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4394
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 04 - 04, 12:00 م]ـ
جزاك الله الشيخ عبد الرحمن خيرا، والرابط المحال إليه معظمه عن التلحين، والتطريب ..
أقول: بعض أحكام التجويد من صلب لغة العرب، وليست متعلقة بالقرآن وحده
كمخارج الحروف، وصفاتها، والترقيق، والتفخيم، والإدغام، والإظهار، والإمالة، ونقل الحركة إلى الساكن قبلها ... وغيرها
فهذه لا يختلف فيها القرآن، ولا بقية الكلام العربي.
.والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 04, 03:22 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
والذي فهمت من قصده هو التطريب والترتيل ونحوها فليت الأخ يوضح مقصده أكثر
وكذلك يوجد في الرابط السابق هذا النص من كلام الشيخ بكر حفظه الله وفيه ذكر التجويد
(وقد سرت بعض هذه المحدثات إلى بعض قُفَاة الأثر، فتسمع في دعاء القنوت عند بعض الأئمة في رمضان الجهر الشديد، وخفض الصوت ورفعه في الأداء حسب مواضع الدعاء، والمبالغة في الترنم، والتطريب، والتجويد والترتيل، حتى لكأنه يقرأ سورة من كتاب الله ـ تعالى ـ، ويستدعي بذلك عواطف المأمومين؛ ليجهشوا بالبكاء)
والأمر كما ذكرت حفظك الله في التجويد وأنه ليس بمختص بالقرآن بل في كلام العرب، ولكن كأن الأخ يسال عن أمر آخر من التجويد غير المألوف في الكلام العادي.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 04 - 04, 07:25 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
وكذلك يوجد في الرابط السابق هذا النص من كلام الشيخ بكر حفظه الله وفيه ذكر التجويد (وقد سرت بعض هذه المحدثات إلى بعض قُفَاة الأثر، فتسمع في دعاء القنوت عند بعض الأئمة في رمضان الجهر الشديد، وخفض الصوت ورفعه في الأداء حسب مواضع الدعاء، والمبالغة في الترنم، والتطريب، والتجويد والترتيل
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
، والرابط المحال إليه معظمه عن التلحين، والتطريب ..
جزاك الله خيرا أنا قلتُ معظمه، وقد رأيت كلام الشيخ بكر.
وقلتُ بعض أحكام التجويد ... وهذا الكلام الذي ذكرتُ مذكور في بعض كتب النحو .. والتصريف ..
وكلام الشيخ بكر على إطلاقه في التجويد فيه نظر.
وليت السائل يبين مراده.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 04 - 04, 07:37 م]ـ
أحسنت حفظك الله وبارك فيك وكثر من أمثالك ف (معظمه) غابت عن النظر فحصل ما حصل
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[18 - 04 - 04, 11:32 م]ـ
هل احكام التجويد جميعها كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ثم هل يجود الحديث كما يجود القران
ـ[دريد]ــــــــ[19 - 04 - 04, 09:30 ص]ـ
نشكر لأئمة المساجد جهودهم ونتمنى لهم التوفيق , كما أن لي ملاحظتين هما:
1 - أن بعضهم يرفع صوته عاليا أثناء الدعاء على الرغم من توفر مكبرات الصوت التي تسمع القاصي والداني.
2 - الاطاله من بعضهم في القنوت بشكل يثقل على المصلين.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 04:12 م]ـ
مناقشة سابقة في ترتيل غير القرآن كالدعاء والحديث وغيره:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5041&highlight=%ED%DA%E1%E3%E4%C7+%C7%E1%D3%E6%D1%C9
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[26 - 07 - 08, 09:09 م]ـ
هناك خلط ولبس بين مفهوم (التجويد) كعلم والذي يعني التصحيح، وبين (التطريب).
وهما في غاية التباين.(30/374)
التصنيف على العلل؟؟؟
ـ[ياسر30]ــــــــ[18 - 04 - 04, 11:20 ص]ـ
ما معنى التصنيف على العلل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 04 - 04, 01:33 م]ـ
قال الحافظ العراقي رحمه الله في ألفية الحديث
إذا تَأَهَّلْتَ إلى التَّأْلِيْفِ**تَمْهَرْ وَتُذْكَرْ وَهْوَ في التَّصْنِيْفِ
طَرِيْقَتَانِ جَمْعُهُ أبوابَا ... أَوْ مُسْنَدَاً تُفْرِدُهُ صِحَابَا
وَجَمْعُهُ مُعَلَّلاً كَمَا فَعَلْ**يَعْقُوْبُ أَعْلَى رُتْبَةً وَمَاكَمَلْ
وقال في شرح التبصرة (2/ 55 - 57 تحقيق الشيخ ماهر الفحل حفظه الله)
ثمَّ إنَّ للعلماءِ في تصنيفِ الحديثِ، وجمعهِ، طريقتينِ.
إحداهُما: تصنيفُهُ على الأبوابِ على أحكامِ الفقهِ وغيرِها، كالكتبِ الستةِ، والموطَّأ، وبقيةِ المصنفاتِ.
والثانيةُ: تصنيفُهُ على مسانيدِ الصحابةِ، كُلُّ مُسْنَدٍ على حدَةٍ، كما تقدَّمَ.
وروينا عن الدارقطنيِّ، قالَ: أوَّلُ مَنْ صنَّفَ مُسنداً وَتَتَبَّعَهُ نُعَيمُ بنُ حمَّادٍ.
قالَ الخطيبُ: ((وقد صنَّفَ أسدُ بنُ موسى مُسْنَداً، وكانَ أكبرَ مِنْ نُعَيمٍ سِناً، وأقدمَ سماعاً، فيحتملُ أنْ يكونَ نُعَيمٌ سبقَهُ في حداثتِهِ)). قالَ الخطيبُ: ((فإنْ شاءَ رتَّبَ أسماءَ الصحابةِ على حروفِ الْمُعْجَمِ، وإنْ شاءَ على القبائلِ، فيبدأُ ببني هاشمٍ ثُمَّ الأقربِ فالأقربِ إلى رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في النَّسَبِ. وإنْ شاءَ على قَدَرِ سَوَابقِ الصَّحَابةِ في الإسلامِ.
قالَ: وهذهِ الطريقةُ أحبُّ إلينا. فيبدأُ بالعَشَرةِ، ثُمَّ بالمقدَّمينَ مِنْ أهلِ بَدْرٍ، ويَتْلُوهُم أهلُ الْحُدَيْبِيَّةِ، ثُمَّ مَنْ أسلمَ وهاجرَ بينَ الْحُدَيْبِيَّةِ والفتحِ، ثُمَّ مَنْ أسلمَ يومَ الفتحِ، ثُمَّ الأصاغرِ الأسنانِ، كالسائبِ بنِ يزيدَ، وأبي الطُّفَيْلِ.
قالَ ابنُ الصلاحِ: ((ثُمَّ بالنساءِ، قالَ: وهذا أحسنُ، والأوَّلُ أسهلُ)).
قالَ الخطيبُ: ((يُسْتحبُّ أنْ يصنِّفَ الْمُسْنَدَ مُعَلَّلاً، فإنَّ معرفةَ العللِ أجلُّ أنواعِ الحديثِ)).
وروينا عن عبدِ الرحمنِ بنِ مَهْديٍّ، قالَ: لإِنْ أَعْرفَ عِلَّةَ حديثٍ هو عندي، أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أكتبَ عشرينَ حديثاً ليسَ عندي.
وقد جمعَ يعقوبُ بنُ شيبةَ مُسْنَداً مُعَلَّلاً.
قالَ الأزهريُّ: ولم يُصَنِّفْ يعقوبُ المسندَ كُلَّهُ.
قالَ: وسمعْتُ الشيوخَ يقولونَ: لم يُتَمَّمْ مسندٌ معلَّلٌ قَطُّ.
قالَ: وقِيْلَ لي: إنَّ نسخةً بمسندِ أبي هُريرةَ شُوهِدَتْ بمصرَ، فكانتْ مائتي جزءٍ، قالَ: ولَزِمَهُ على ما خرَّجَ من المسندِ عشرةُ آلافِ دينارٍ. قالَ الخطيبُ: ((والذي ظهرَ ليعقوبَ مسندُ العشرةِ وابنِ مسعودٍ، وعمَّارٍ، وعتبةَ بنِ غزوانَ، والعبَّاسِ، وبعضِ الموالي. هَذَا الذي رأينا من مُسْندِهِ)).
وإلى هذا أشرتُ بقولي: (وما كَمَلْ) وهيَ مِنَ الزوائدِ على ابنِ الصَّلاح.
قال السيوطي في تدريب الراوي
ومن أحسنه تصنيفه معللا بأن يجمع في كل حديث أو باب طرقه واختلاف رواته
قال الحلبي في قفو الأثر
فصل ومن المهم معرفة صفة تصنيفه
وهذا لمن تأهل له وهو يكون على المسانيد بأن يجمع مسند كل صحابي على حدة وعلى الأبواب الفقهية أو غيرها
وعلى العلل بأن يذكر كل حديث وطرقه واختلاف نقلته معللا
وعلى الأطراف بأن يذكر طرف الحديث الدال على بقيته ما لم يكن الحديث قصيرا فيذكره كله ثم يجمع أسانيد الحديث المذكور طرفه أو كله
ـ[ياسر30]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:10 م]ـ
نفع الله بك يا شيخنا
هل معنى ذلك: هو مجرد جمع طرق الحديث فى الموضع الواحد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 04 - 04, 09:38 ص]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
المقصود أن يجمع طرق الحديث مع بيان علة الحديث وذلك بجمع طرقه وبيان الاختلاف الحاصل من الرواة في رواية هذا الحديث والكلام على ما يحتاج إليه من أحوال الرواة وما حصل من أوهام للرواة في رواية الحديث وبيان الطريق الصحيحة للحديث ونحو ذلك
وكذلك نقل كلام أهل العلم وخاصة الحفاظ الأوائل في الحكم على الحديث.(30/375)
من يعرف كتاباً فقهياً يصلح لعوام العجم الغربي
ـ[النحوي]ــــــــ[18 - 04 - 04, 03:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني طلبة العلم تعلمون مايعيشه إخواننا المسلمون في البلاد التي لاتتكلم باللغة العربية من نقص وضعف في الفقه وغيرها من العلوم الشرعية وأخص بقولي هذا البلاد الغربية فمن دخل في الإسلام وأراد القراءة أو أشكل عليه شيء في دينه لايجد حلاً إلا بالسؤال عنه في البلاد الأخرى تاره وفي المركز الإسلامي تارة وكذلك لايجدون بغيتهم في إذا أرادوا أن يتثقفوا في الفقه في كتاب جيد لهم يتكلم عن واقعهم في الغرب ويبتعد عن المسائل التي لايحتاجونها وقد اقترح أحد الاخوان بأن يترجم كتاب الشيخ صالح الفوزان حفظه الله (المختصر الفقهي) لان الشيخ سهل الفقه في هذا الكتاب إلى درجة أن العامي _ وهو من أركز عليه _ يفهم كلامه وكذلك يستفيد منه طالب العلم , لكن ترجمة الكتاب إلى اللغات الأخرى تطيل الكتاب جداً فمن يستطيع أن يختصر الكتاب بلا إخلال ونقص في المسائل التي يحتاجونها أو يعرف كتاباً آخر بهذه الصفة فليتحفنا به على أن لايكون الكتاب مذهبياً أو غيره مما يفتح مجالاً لكلام أحد كائناً من كان ليتكلم في نفعه ,
أو إن كنتم تعرفون أحد من طلبة العلم يستطيع أن يؤلف كتاباً على هذا المنوال.
جزى الله من شارك في هذا المنتدى خير الجزاء وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 05:48 م]ـ
عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
الكتب التالية ترجمت الى اللغة الانكليزية:
1 - فقه السنة ف 3 مجلدات
2 - منهاج المسلم لابي بكرالجزائري في مجلدين وهو كتاب ميسر ومتيسر و ترجم ترجمة جيدة.
3 - فتاوى أئمة الحرمين في مجلدين
ووأن أردت المزيد فسأل عن هذاالموضوع شيخنا أبا خالد السلمي حفظه الله
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[21 - 04 - 04, 06:43 م]ـ
يحتوي هذا الموقع على مجموعة من الكتب المترجمة إلى الإنجليزية،،
ينبغي التنبّه لبعضها:
http://www.islambasics.com/index.php?act=list&cat=new&page=6
ـ[باهي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 07:40 م]ـ
كتاي (ما لا يسع المسلم جهله) للدكتور / صلاح الصاوي ..
وهو كتاب شامل وجيد في هذا الموضوع ..
ـ[ابوهيثم]ــــــــ[23 - 04 - 04, 05:47 م]ـ
اخي الفاضل ارى ان كان من تقصدهم مبتدئين مما يقارب من الصفر فأرى ان المناهج المدرسية للمرحلة الابتدائية والمتوسطة في السعودية مناسبة جدا حتى اني انوي تدريسها للعوام ولاهل البادية عندنا فهي حسنة الترتيب ومختصرة وخالية من الخلاف
ـ[خالد القسري]ــــــــ[23 - 04 - 04, 11:33 م]ـ
أحسن الكتب للعوام
المغني لابن قدامة:)
فهو كتاب سهل وميسر وسلس للغاية
والأفضل أن تقرأ مجلد بعد كل صلاة عصر مالم يتجاوز الوقت 15 دقيقة حتى لا تضيع أوقاتهم ولأن الكلام ينسي بعضه بعضا
:)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[24 - 04 - 04, 12:07 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد القسري
أحسن الكتب للعوام
المغني لابن قدامة:)
فهو كتاب سهل وميسر وسلس للغاية
والأفضل أن تقرأ مجلد بعد كل صلاة عصر مالم يتجاوز الوقت 15 دقيقة حتى لا تضيع أوقاتهم ولأن الكلام ينسي بعضه بعضا
:)
سبحان الله!
كتاب «المُغني» / للإمام (ابن قدامة) -رحمه الله تعالى- مِن كُتُب الخِلاف العالي؛ فكيف يكون صالِحًا للعوام؟ بل إن طالِبَ العِلم المُبتدىء أو المُتَوسِّط لا يُنصَح بالقراءة فيه على سَبيل الجَرد والدِّراسَة = فكيف يُنصَح به العوام؟
ثم إن الأخ السائل -زاده الله حِرصًا- قد طَلب الكِتاب لمِن لا يتكلمون اللغة العربية، بل واشترط:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة النحوي
أن لايكون الكتاب مذهبياً أو غيره مما يفتح مجالاً لكلام أحد كائناً من كان ليتكلم في نفعه
فكيف تُرشده إلى كِتاب «المُغني»؟ ثم إن الكِتاب يحتاج إلى سنين لدراسَتِه، وهم يُريدون كِتابًا يعرفون به كيف يعبدون ربَّهم؛ فهم ليسوا طلبة عِلم. والله المُستعان.
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[24 - 04 - 04, 03:49 ص]ـ
السلام عليكم
أيسر كتاب موجود باللغة الانكليزية هو كتاب الشيخ صالح السدلان "الفقه الميسر", و قد نص في مقدمته أنه ألفه لإخوة في البلاد السوفيت و من هم مثلهم. ترجمة الكتاب جيد و حجم الكتاب مناسب للمبتدئ. ذكر فيه مسائل يهم من يعيش في الغرب, و لم يتطرق إلى النوادر التي يستغنى عنه.
أما فقه السنة, فهو كتاب لا ينصح به في بداية الطلب, خاصة لمن هم مثل الذين وصفتهم, إذ المؤلف توسع نوعا ما في الأقوال, مما يشتت ذهن الطالب, و بخصوص من يدرس الفقه بلغة غير العربية.
هناك ترجمة لعمدة السالك لابن النقيب المصري, لكن الذي ترجمه رجل صوفي, أدخل في حواشي الكتاب كلاما يؤيده فكره و طريقته, فليحذر من إطلاع الأخوة المتعلمين على هذا الكتاب.
و الله الموفق
--------------------
كتاب "الفقه الميسر"
http://www.al-basheer.com/cgi-bin/category.cgi?item=1670&type=store
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/376)
ـ[أبو لقمان]ــــــــ[24 - 04 - 04, 03:50 ص]ـ
السلام عليكم
أيسر كتاب موجود باللغة الانكليزية هو كتاب الشيخ صالح السدلان "الفقه الميسر", و قد نص في مقدمته أنه ألفه لإخوة في البلاد السوفيت و من هم مثلهم. ترجمة الكتاب جيد و حجم الكتاب مناسب للمبتدئ. ذكر فيه مسائل يهم من يعيش في الغرب, و لم يتطرق إلى النوادر التي يستغنى عنه.
أما فقه السنة, فهو كتاب لا ينصح به في بداية الطلب, خاصة لمن هم مثل الذين وصفتهم, إذ المؤلف توسع نوعا ما في الأقوال, مما يشتت ذهن الطالب, و بخصوص من يدرس الفقه بلغة غير العربية.
هناك ترجمة لعمدة السالك لابن النقيب المصري, لكن الذي ترجمه رجل صوفي, أدخل في حواشي الكتاب كلاما يؤيده فكره و طريقته, فليحذر من إطلاع الأخوة المتعلمين على هذا الكتاب.
و الله الموفق
--------------------
كتاب "الفقه الميسر"
http://www.al-basheer.com/cgi-bin/c...1670&type=store
ـ[النحوي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 11:33 ص]ـ
الأخوه الكرام جزاكم الله خيراً على هذه الردود التي تدل على حرصكم واهتمامكم.
لعل البعض فهم من كلامي أني أريد كتاباً ليشرح أو يدرس للعوام أنا آسف وأعتذر لكم إن كان في كلامي مايدل على ذلك لكني أريد كتاباً يتثقف به من دخل في الإسلام حديثاً أو من هو مسلم عامي لايعرف من الإسلام إلا القليل ويكون عاماً في جميع الأبواب الفقهية من الطهارة إلى آخر ابواب الفقه لأنكم تعلمون أن الحياة في الغرب تختلف عن الحياة عندنا في الدول العربية وذلك أن المراكز الإسلامية ليست بالكثيرة أو سهلة الوصول إليها لذلك فهم لايأتون إلا مرة في الأسبوع إن كان هناك حرص , لأجل ذلك نحتاج إلى كتب تعلمهم الفقه حتى إذا اشكل عليهم شيء رجعوا إلى هذا الكتاب وتعلموا وعلموا من حولهم ممن هو مثل حالهم , وقد بحثت في بعض المكتبات فوجدت كتاب (الفقه للناشئين)
_ لاأستحضر اسمه ولا اسم مؤلفه لأني بعيد عنه الآن لكن الناشر دار اشبيليا وتريد من هذا الكتاب أن يجعل في دورات علميه للناشئين وهي عامةفي علوم العقيدة والفقه وغيرها من العلوم التي يحتاجها النشء , لكن هذا الكتاب وقف عند الحج ثم هو مختصر جداً لكنه جيد لمن أريد فمن وجد كتاباً على منواله فليتحفنا به وجزاه الله خيراً.
بالنسبة للكتب التي ذكرها الإخوه منهاج المسلم جيد لكنه يشتمل على غير الفقه وهناك من يقوم بترجمته إلى اللغة التي أريد ,مالا يسع المسلم جهله ممتاز أيضاً لكنه اقتصر على العبادات وذكر بعض المباحث المهمة في العقيدة , كتاب عمدة السالك لإبن النقيب كتاب جميل جداً يمتاز بسهولة ألفاظه وكأنك تقرأ كتاباً من الكتب الفقهية وليس متناً من المتون لكنه يقتصر على الفقه الشافعي فقط وأطال في الحج بعض الشيء. الفقه الميسر للشيخ صالح السدلان حفظه الله ممتاز لكن الإخوة يريدون غيره!! , المناهج الدراسية للمرحلة الإبتدائية والمتوسطة في السعودية لم نتطرق لها مع الإخوه وساقوم بطرح هذه الفكرة عليهم.اسأل الله أن يوفقني وإياكم لكل خير وأن يفقهنا في الدين وأن ينفعنا بما علمنا ويزيدنا علماً وعملاً آمين(30/377)
ماهي الرواية
ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[19 - 04 - 04, 12:35 ص]ـ
بسم الله
عندي هذا الملف و أود أن أعرف بأي روةاية من الروايات المتواترة هو ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 01:55 ص]ـ
هذه تلاوة مباركة لسورتي النبأ والنازعات برواية قالون عن نافع _ رحمهما الله تعالى _
علماً بأن الروايات التي سجّل الشيخ الحصري _ رحمه الله _ بها مصاحف مرتلة هي رواية قالون عن نافع ورواية ورش عن نافع ورواية الدوري عن أبي عمرو بالإضافة إلى رواية حفص عن عاصم
ـ[عبدالله الفاخري]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:58 م]ـ
بارك الله فيك
وهل هذه أيضا برواية قالون أم قنبل
ـ[أبو محمد الليبي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 04:53 م]ـ
أخي الفاضل
الملفان السابقان هما برواية قالون عن نافع بصوت الشيخ الحصري رحمه الله
وتنتشر هذه القراءة بليبيا وتونس والجزائر
وإليك هذا الملف فيه تلاوة نادرة للحصري رحمه الله برواية ورش عن نافع(30/378)
س/ ما مدى صحة القول أن النمص كان فقط من عادة البغايا والمومسات؟؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 01:55 ص]ـ
وجدت موقع ’الإسلام أونلاين‘ يجيز النمص في فتوى بالانجليزية!!!!!!! وكان الشيخ (وهو حسب علمي هندي متخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة!!!) متذرعاً بأن النمص كان فقط من فعل المومسات والبغايا في عصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم!!!! فما رأيكم يا إخوان في هذا الكلام؟؟؟ وعلى ماذا استند هذا الشيخ (واسمه: أحمد كتي Ahmad Kutty) في قوله أن المومسات والبغايا كن فقط من يفعل ذلك؟؟؟
فتواه هذه يجب الرد عليها!!!
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[20 - 04 - 04, 02:41 م]ـ
عن ابن عباس قال لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء.
قال أبو داود وتفسير الواصلة التي تصل الشعر بشعر النساء والمستوصلة المعمول بها والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه والمتنمصة المعمول بها والواشمة التي تجعل الخيلان في وجهها بكحل أو مداد والمستوشمة المعمول بها
وجاء عند النسائي أن امرأة جاءت الى ابن مسعود فقالت: أنبئت أنك تنهى عن الواصلة قال نعم فقالت أشيء تجده في كتاب الله أم سمعته عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أجده في كتاب الله وعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالت والله لقد تصفحت ما بين دفتي المصحف فما وجدت فيه الذي تقول قال فهل وجدت فيه {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} قالت نعم قال فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نهى عن النامصة والواشرة والواصلة والواشمة إلا من داء قالت المرأة فلعله في بعض نسائك قال لها ادخلي فدخلت ثم خرجت فقالت ما رأيت بأسا قال ما حفظت إذا وصية العبد الصالح (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه)
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 09:27 م]ـ
أريد رداً على ما قلت يا أخي. أعرف هذا الذي نقلت!! أريد رداً على ما قاله ذلك الشيخ!!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 04 - 04, 11:18 ص]ـ
هذا زعم ابن الجوزي ولم يأت بدليل على ذلك(30/379)
:: ترتيل الآية القرآنية عند الكلمة التوجيهية او ... ،، ماهو الحكم أو الأولى؟!!
ـ[ابو عمر النجدي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 02:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مشايخنا الكرام ..
ماحكم أو _ ماهو الاولى _ في ترتيل الآيات القرانية اثناء إلقاء كلمة او القراءة من كتاب على جماعة المسجد .. او غير ذلك؟!
افيدونا مأجورين ..
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[19 - 04 - 04, 07:13 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=7912&highlight=%CA%D1%CA%ED%E1+%C7%E1%CE%D8%C8%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=8159&highlight=%CA%D1%CA%ED%E1+%C7%E1%CE%D8%C8%C9(30/380)
هل ثبت في (فضل العرب بعامة) حديث .. وماحكم التفاخر بذلك .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جرى بيني وبين زميلٍ لي حوارٌ قصيرٌ
كانت خلاصة قولي فيه:
(نبذ القومية عربيةً كانت أم غير عربية وكونها من الجاهلية)
أما خلاصة قوله فهي:
(نبذ القوميات سوى القومية العربية الإسلامية مع التفاخر بالعربية)
احتجاجاً منه بفضل العرب على العجم
وسؤالي الآن:
" هل ثبت في (فضل العرب بعامةٍ) حديث .. ؟
وماحكم التفاخر بذلك .. ؟
وهل يجوز أن نطلق هذه اللفظة:
(القومية العربية الإسلامية) .. ؟
وهل هي لفظة مبتدعة .. ؟
جزاكم ربي خيراً
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[19 - 04 - 04, 10:21 م]ـ
الأخ/خالد الويلى
أغلب الأحاديث الواردة فى فضل العرب تدور بين الضعف والوضع، وقد تكلم عليها العلامة الألبانى بما لامزيد عليه فى (السلسلة الضعيفة _المجلد الأول) .. فراجعه لزاما" غير مأمور ...
أما لفظة القومية العربية فى لفظة مبتدعة لأنها تجمع مع المسلم اليهودى والنصرانى وجميع أصحاب العقائد الباطلة، والصحيح هو التفاخر بالقومية الأسلامية التى تجمع أهل التوحيد ممن أقروا بوحدانية الله ... أما مقولة القومية العربية الأسلامية فأشد ما أخشى أن يكون تحمل فى طياتها الدعوى الى أخوة الأديان ..
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[19 - 04 - 04, 11:00 م]ـ
السلام عليكم
هذه مقالة لشيخ الإسلام ابن تيمية حول فضل العرب وبعدها رسالة لعبد الله عزام حول القومية
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[20 - 04 - 04, 01:18 ص]ـ
السلام عليكم(30/381)
ما تعريف الحديث المرفوع والحديث الموقوف؟؟
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 09:01 م]ـ
هل لي بشرح لهذه الأنواع من الحديث رجاء حار ....
أرجو الإجابة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 - 04 - 04, 11:17 م]ـ
أخي الفاضل: علمني الله وإياك
الحديث المرفوع: هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أوتقريرا أو صفة
الموقوف: ما أضيف إلى الصحابي
ولمزيد من الكلام حولهما عليك بمراجعة كتب المصطلح كشرح البيقونية أو نزهة النظر وغير ذلك
ادع لي والله يرعاك
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[20 - 04 - 04, 06:10 ص]ـ
الفهرس» الحديث الشريف» علوم الحديث ( http://www.islamweb.net/php/php_arabic/FatwaCategory.php?lang=A&CatId=488)» أنواع الحديث ( http://www.islamweb.net/php/php_arabic/FatwaCategory.php?lang=A&CatId=500) » الحديث الموقوف ( http://www.islamweb.net/php/php_arabic/FatwaCategory.php?lang=A&CatId=518)
رقم الفتوى: 12239
عنوان الفتوى: الحديث المرفوع والموقوف والمقطوع ... تعريفه ... وأمثلته
السؤال
1
-ماالفرق بين الحديث المرفوع و المقطوع والموقوف ... مع التمثيل
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحديث المرفوع هو: ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، وسواء كان المضيف هو الصحابي أو من دونه، متصلاً كان الإسناد أو منقطعاً.
وقد سمي هذا النوع من الحديث بالمرفوع، نسبة إلى صاحب المقام الرفيع وهو: النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن أمثلته قول الصحابي أو غيره: قال رسول الله كذا ..
ومن أمثلته أيضا: فعل رسول الله صلى الله عليه كذا، أو فُعِل بحضرته كذا، أو كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس.
أما الموقوف فهو: ما أضيف إلى الصحابي من قول أو فعل أو تقرير، سواء كان السند متصلاً أو منقطعاً، مثاله قول الراوي: قال علي رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله.
ومن أمثلته أيضاً قول البخاري: وأمَّ ابن عباس وهو متيمم.
أما المقطوع فهو: ما أضيف إلى التابعي، أو من دونه من قول أو فعل، سواء اتصل السند إلى التابعي أو انقطع، مثاله قول الحسن البصري في الصلاة خلف المبتدع: "صل، وعليه بدعته" وبذكر تعريف الأقسام الثلاثة والتمثيل لكل واحد منها يتضح للسائل الفرق بينها.
ثم إن ما ذكرناه هنا كلام فيه إجمال، ولا تتسع الفتوى للتفصيل فيه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowFatwa.php?lang=A&Id=12239&Option=FatwaId
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[22 - 02 - 06, 02:02 ص]ـ
قال البيقوني رحمه الله
وما أضيف إلى النبي المرفوع****وما لتابع هو المقطوع
فما عليك الا ان تحفظ البيتين لستحظر التعريف(30/382)
الشهادة للميت بالصلاح ونحوه.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 04 - 04, 09:45 م]ـ
من المشتهر في بعض الأماكن أن أحد أقرباء الميت يقوم خلال الدفن أو بعد ذلك في الاجتماع للعزاء، فيقول بصوت مرتفع: ما تشهدون فيه
فيقول الحاضرون أو بعضهم: كان صالحا أو نحو ذلك.
ومعلوم أن هذا الفعل بدعة.
نص على ذلك ممن وقفت عليه:
الشيخ الألباني في أحكام الجنائز 45 و252
الشيخ علي محفوظ في الإبداع: 220
والشيخ الشقيري في السنن والمبتدعات: 76.
ولكن بعض جهلة المتعنتين لا تكفيه أقوال هؤلاء (ولعله لا يعرفهم)، فمن يسعفني ببعض فتاوى لعلماء مشهورين (ولو كانوا من مشارب ومذاهب مختلفة) في هذه القضية؟
وجزاكم الله خيرا.(30/383)
تحديد الإستتابة بثلاثة أيام ... هل عليه دليل .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحديد الإستتابة بثلاثة أيام ... هل عليه دليل .. ؟
وهل هي أقصى مدة .. للإستتابة
أم أن التحديد أغلبي .. فهو يختلف باختلاف المرتدين .. ؟
جزاكم ربي خيراً كثيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 04 - 04, 04:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختلف أهل العلم في استتابة من ارتد عن الإسلام فرأى بعضهم أن يقتل من دون استتابة ورأى بعضهم استتابته ثلاث مرات ورأى بعضهم استتابته ثلاثة أيام
ودليل من قال بالثلاثة أيام هو الأثر المروي عن عمر رضي الله عنه
وهو ما أخرجه مالك والشافعي و ابن أبي شيبة في المصنف والبيهقي في السنن وغيرهم
مصنف ابن أبي شيبة ج: 5 ص: 562
حدثنا ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال لما قدم على عمر فتح تستر وتستر من أرض البصرة سألهم هل من مغربة قالوا رجل من المسلمين لحق بالمشركين فأخذناه قال ما صنعتم به قالوا قتلناه قال أفلا أدخلتموه بيتا وأغلقتم عليه بابا وأطعمتموه كل يوم رغيفا ثلاثا فإن تاب وإلا قتلتموه ثم قال اللهم لم أشهد ولم آمر ولم أرض إذ بلغني أو قال حين بلغني
مصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص: 441
ما قالوا في المرتد كم يستتاب
32754 حدثنا ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال لما قدم على عمر فتح تستر وتستر من أرض البصرة سألهم هل من مغربة قالوا رجل من المسلمين لحق بالمشركين فأخذناه قال ما صنعتم به قالوا قتلناه قال أفلا أدخلتموه وأغلقتم عليه بابا واطعمتموه كل يوم رغيفا ثلاثا فإن تاب وإلا قتلتموه ثم قال اللهم لم أشهد ولم آمر ولم أرض إذا بلغني أو قال حين بلغني
32755 حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا ابن جريج عن سليمان بن موسى عن عثمان قال يستتاب المرتد ثلاثا
32756 حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن حيان عن الزهري قال يدعى إلى الإسلام ثلاث مرار فإن أبى ضربت عنقه
32757 حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عامر عن علي قال يستتاب المرتد ثلاثا
32758 حدثنا حفص عن أشعث عن الشعبي قال قال علي يستتاب المرتد ثلاثا فإن عاد قتل
32759 حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الكريم عمن سمع ابن عمر يقول يستتاب المرتد ثلاثا
32760 حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع قال كتب عامل لعمر بن عبد العزيز من اليمن أن رجلا كان يهوديا الراوي ثم تهود فرجع عن الإسلام فكتب إليه عمر أن أدعه إلى الإسلام فإن أسلم فخل سبيله وإن أبى فادعه بالحسنة ثم أدعه فإن ابى فاضممه عيها فإن أبى فأوثقه ثم ضع الخشبة على قلبه ثم أدعه فإن رجع فخل سبيله وإن أبى فاقتله فلما جاء الكتاب فعل به ذلك حتى وضع الحربة على قلبه ثم دعاه الراوي فخلى سبيله
32761 حدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن جريج أن عمر بن عبد العزيز قال يستتاب المرتد ثلاثا فإن رجع وإلا قتل
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (12/ 269 - 270)
قال بن بطال اختلف في استتابة المرتد
فقيل يستتاب فان تاب وإلا قتل وهو قول الجمهور
وقيل يجب قتله في الحال جاء ذلك عن الحسن وطاوس وبه قال أهل الظاهر قلت ونقله بن المنذر عن معاذ وعبيد بن عمير وعليه يدل تصرف البخاري فإنه استظهر بالآيات التي لا ذكر فيها للاستتابة والتي فيها أن التوبة لا تنفع وبعموم قوله من بدل دينه فاقتلوه وبقصة معاذ التي بعدها ولم يذكر غير ذلك
قال الطحاوي ذهب هؤلاء الى أن حكم من ارتد عن الإسلام حكم الحربي الذي بلغته الدعوة فإنه يقاتل من قبل أن يدعى قالوا انما تشرع الاستتابة لمن خرج عن الإسلام لا عن بصيرة فأما من خرج عن بصيرة فلا ثم نقل عن أبي يوسف موافقتهم لكن قال ان جاء مبادرا بالتوبة خليت سبيله ووكلت أمره الى الله تعالى
وعن بن عباس وعطاء إن كان أصله مسلما لم يستتب وإلا استتيب
واستدل بن القصار لقول الجمهور بالإجماع يعني السكوتى لأن عمر كتب في أمر المرتد هلا حبستموه ثلاثة أيام وأطعمتموه في كل يوم رغيفا لعله يتوب فيتوب الله عليه
قال ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة كلهم
كأنهم فهموا من قوله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه أي إن لم يرجع
وقد قال تعالى فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم
واختلف القائلون بالاستتابة هل يكتفي بالمرة أو لا بد من ثلاث وهل الثلاث في مجلس أو في يوم أو في ثلاثة أيام وعن علي يستتاب شهرا وعن النخعي يستتاب أبدا كذا نقل عنه مطلقا والتحقيق أنه في من تكررت منه الردة
وقال الإمام ابن تيمية في الصارم المسلول ج: 3 ص: 798
وعن مجاهد قال أتى عمر برجل يسب النبي فقتله ثم قال عمر من سب الله او سب احدا من الانبياء فاقتلوه
هذا مع ان سيرته في المرتد انه يستتاب ثلاثا ويطعم كل يوم رغيفا لعله يتوب
فاذا امر بقتل هذا من غير استتابة علم ان جرمه اغلظ عنده من جرم المرتد المجرد فيكون جرم سابه من اهل العهد اغلظ من جرم من اقتصر على نقض العهد لاسيما وقد امر بقتله مطلقا من غير ثنيا وكذلك المراة التي سبت النبي فقتلها خالد بن الوليد ولم يستتبها دليل على انها ليست كالمرتدة المجردة(30/384)
ممن نطلب هذا العلم في هذا الزمن؟
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علم الأنساب هل يمكن أن اطلبه في هذه الازمان على احد؟
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:12 ص]ـ
من العلامة النسابة أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري(30/385)
هل تجوز القراءة ب (ملك يوم الدين) في الصلاة؟
ـ[النذير1]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:55 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[عمر_إبراهيم]ــــــــ[20 - 04 - 04, 01:02 ص]ـ
سمعت الشيخ إبراهيم الدويش في شريط "قلائد الحمد" يقول بأنه تجوز تلك القراءة. وأن معناها أن الله - جل في علاه - هو ملك ذلك اليوم خاصة ... حيث أنه يوم مهيب وعظيم.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[20 - 04 - 04, 01:12 ص]ـ
لماذا لا تجوز وهي قراءة سبعية متواترة؟؟
لكن السؤال هل يجوز أن أجمع فأقرأ لحفص من طريق الطيبة ومن طريق الشاطبية في قراءة واحدة ..
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 07:09 م]ـ
في شريط حكم الأناشيد للحافظ الألباني أم الناس بملك يوم الدين فسأله أحد الأخوة عن ذلك فأجابه بأن ذلك جائز فراجعه في الشريط وهو موجود على إسلام وي ...
والموقف طريف رحم الله الإمام الحافظ في القبر ويوم يقوم الأشهاد
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 04 - 04, 07:29 م]ـ
هذه القراءة هي رواية نافع وغيره، وهي قراءة سبعية متواترة لا شك ولا خلاف في جواز القراءة بها.
وبها نقرأ جميعا في بلاد الغرب الإسلامي، بل لا يعرف العوام عندنا تلك القراءة الأخرى.
وقد تكلم الألوسي في روح المعاني بكلام لطيف في معنى القراءتين، وفي أوجه الترجيح بينهما، من جهة المعنى. فليرجع إليه للفائدة.
ـ[النذير1]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا،
وهل يجوز الجمع بين القرائتين (مالك وملك) في صلاة واحدة؟
ـ[النذير1]ــــــــ[21 - 04 - 04, 11:46 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 12:27 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
قد افتى شيخ الاسلام بجواز ذلك في الصلاة وغيرها
كما في مجموع الفتاوى
ولعل أحدا ينشط للإتيان بالموضع
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 04 - 04, 08:33 ص]ـ
لا وجه للجمع بين القراءتين في ركعة واحدة ويجوز في ركعتين.
قال أبو شامة إني أصلي بهذه في ركعة وهذه في ركعة
يقصد ملك في ركعة ومالك في ركعة
ولو قرأ من يقرأ على حفص سورة الفاتحة كلها على ما تعلم لكنه فقط قرأ ملك بدل مالك لصحت قراءته، لأنه لم يخلط بين القراءات حينئذ، فقراءته للفاتحة تكون وجها لقالون، وتصح لورش أيضا، وكذا ابن عامر وأبي عمرو ما لم يصل الرحيم بـ ملك يوم الدين أي وقف على رأس الآية.
فكل من سبق لا خلاف لهم مع حفص في الصراط، ولا في عليهم
إلا قالون له الوجهان في صلة الميم.
إذن لا حرج البتة من ذلك.
ثم له أن يرجع لقراءة حفص في السورة الثانية. نص على ذلك العلماء كالنووي في التبيان والقراء أيضا.
ولا دخل هنا لحفص من الطيبة، إذ ليس فيها هذا الخلاف عن حفص.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:40 م]ـ
ملك؛ هي قرأءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة من السبعة، وأبو جعفر من العشرة.
وقرأ مالك: عاصم والكسائي من السبعة، وكذا يعقوب وخلف العاشر من العشرة.
وللفائدة ينظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15459&highlight=%C7%E1%CE%E1%D8+%C8%ED%E4
ـ[العدوي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:09 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، فكما تفضل الإخوة بجواز قراءتها في الصلاة لأنها قراءة سبعية متواترة، بل هي قراءة الجمهور، يقول الإمام الشاطبي:
ومالك يوم الدين (ر) اويه (ن) اصر
أي أن المرموز إليهم بالرمز (ر)، (ن) وهما عاصم والكسائي قراءتهما بإثبات الألف، والباقون بحذفها.
وأما الكلام على جواز القراءة بها فلا خلاف في ذلك، وأما الكلام على الجمع بين القراءات في السورة الواحدة فبدعة لا تجوز بحال كما نص على ذلك أئمة هذا الفن والفقهاء، وقد صرح ابن الجزري بأن العلة في هذا المنع هو اختلاط المعاني وتداخلها إذا اختلطت القراءات، ولذلك مال البعض إلى جواز الجمع في السورة الواحدة بشرط البدء في القراءة الجديدة بعد انتهاء المعنى المتحد، وهذا في الصلاة وغيرها، والله
أعلم
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[17 - 12 - 06, 01:03 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
قد افتى شيخ الاسلام بجواز ذلك في الصلاة وغيرها
كما في مجموع الفتاوى
ولعل أحدا ينشط للإتيان بالموضع
169 - مسألة: في جمع القراءات السبعة هل هو سنة أم بدعة؟ وهل جمعت على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أم لا؟ وهل لجامعها مزية ثواب على من قرأ برواية أم لا؟
الجواب: الحمد لله. أما نفس معرفة القراءة وحفظها فسنة, فإن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول, فمعرفة القراءات التي كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقرأ بها أو يقرهم على القراءة بها أو يأذن لهم وقد أقرئوا بها سنة, والعارف في القراءات الحافظ لها له مزية على من لم يعرف ذلك, ولا يعرف إلا قراءة واحدة وأما جمعها في الصلاة أو في التلاوة فهو بدعة مكروهة وأما جمعها لأجل الحفظ والدرس فهو من الاجتهاد الذي فعله طوائف في القراءة, وأما الصحابة والتابعون فلم يكونوا يجمعون والله أعلم.
170 - مسألة: في رجل يصلي بقوم وهو يقرأ بقراءة الشيخ أبي عمرو, فهل إذا قرأ لورش أو لنافع باختلاف الروايات مع حمله قراءته لأبي عمرو يأثم أو تنقص صلاته به أو ترد؟
الجواب: يجوز أن يقرأ بعض القرآن بحرف أبي عمرو, وبعضه بحرف نافع وسواء كان ذلك في ركعة أو ركعتين وسواء كان خارج الصلاة أو داخلها والله أعلم.
ا. هـ من الفتاوي الكبرى لشيخ الإسلام (176/ 1) ط. المكتبة القيمة.
وينظر: مجموع الفتاوي (389/ 13 - 404)
فإن كان سؤال الأخ عن تكرار الآية عدة مرات بعدة قراءات فهذا مما لم يرد وهو توجيه شيخنا للفتوى الأولى, أما أن يقرأ بمالك في ركعة وملك في ركعة, فهذا هو توجيهه للفتوى الثانية.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/386)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[17 - 12 - 06, 01:12 ص]ـ
الأخ الكريم العدوي, وفقه الله.
الجواز وعدم الجواز أحكام تكليفية تؤخذ من الفقهاء لا من القراء. والقراء يغالون في هذه المسألة فيمنعون الجمع بين الطرق في الجلسة الواحدة ولم يوردوا على ذلك دليلاً ولم يعضدوه بأقوال الفقهاء فلا يُحتج به. وليس كل جمع بين القراءات يورد اختلاطاً في المعاني فلا يصح الإطلاق. وكلامك -واعذرني يا أخي- يناقض آخره أوله, فأنت تقول "بدعة لا تجوز بحال" (وهو ما أرجو بيان دليله) , ثم تختم بقولك "ولذلك مال البعض إلى جواز الجمع في السورة الواحدة بشرط البدء في القراءة الجديدة بعد انتهاء المعنى المتحد".
والله تعالى أعلى وأعلم
ودمت موفقاً مسدداً.
ملحوظة: الغرض من مشاركتي هو المدارسة فقط لا الإفتاء أو التحرير. فهذا له أهله ولستُ منهم.
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[17 - 12 - 06, 02:06 ص]ـ
في شريط حكم الأناشيد للحافظ الألباني أم الناس بملك يوم الدين فسأله أحد الأخوة عن ذلك فأجابه بأن ذلك جائز فراجعه في الشريط وهو موجود على إسلام وي ...
والموقف طريف رحم الله الإمام الحافظ في القبر ويوم يقوم الأشهاد
تجده هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=12162)
و أتذكر أن الشيخ رحمه الله صلى بالقراءتين فى نفس الركعة و الله أعلم فسأله الطالب عن ذلك فأجاب بالجواز و هو فى نفس الشريط إن شاء الله.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[17 - 12 - 06, 08:50 ص]ـ
ملك؛ هي قرأءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحمزة من السبعة، وأبو جعفر من العشرة.
وقرأ مالك: عاصم والكسائي من السبعة، وكذا يعقوب وخلف العاشر من العشرة.
وللفائدة ينظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15459&highlight=%C7%E1%CE%E1%D8+%C8%ED%E4
الرابط لا يعمل يا شيخنا
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[17 - 12 - 06, 03:34 م]ـ
الحمد لله وحده ...
قد افتى شيخ الاسلام بجواز ذلك في الصلاة وغيرها
كما في مجموع الفتاوى
ولعل أحدا ينشط للإتيان بالموضع
الاخ الازهرى السلفى السلام عليكم
اظنك تقصد عدم الجواز فى الصلاة بالنسبه لفتوى ابن تيمية وهذا النص كما اورده ابو داوود الفاهرى
169 - مسألة: في جمع القراءات السبعة هل هو سنة أم بدعة؟ وهل جمعت على عهد رسول الله أم لا؟ وهل لجامعها مزية ثواب على من قرأ برواية أم لا؟
الجواب: الحمد لله. أما نفس معرفة القراءة وحفظها فسنة, فإن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول, فمعرفة القراءات التي كان النبي يقرأ بها أو يقرهم على القراءة بها أو يأذن لهم وقد أقرئوا بها سنة, والعارف في القراءات الحافظ لها له مزية على من لم يعرف ذلك, ولا يعرف إلا قراءة واحدة وأما جمعها في الصلاة أو في التلاوة فهو بدعة مكروهة وأما جمعها لأجل الحفظ والدرس فهو من الاجتهاد الذي فعله طوائف في القراءة, وأما الصحابة والتابعون فلم يكونوا يجمعون والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 01:34 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي الفاضل ..
هناك مسألتان لا مسألة واحدة،
الأولى: جمع قراءتين أو أكثر بمعنى الانتقال من إحداهما إلى الأخرى، فهذا جائز في الصلاة وغيرها وبه أفتى شيخ الإسلام لأن كل ذلك قرآن متواتر.
وقال: وسواء كان في ركعة واحدة أو أكثر.
الثانية: أن يجمع القراءة للكلمة الواحدة أو الآية الواحدة، أي: يقرأ إحدى القراءتين، ثم يعيد ما قرأه بقراءة ثانية، وهذا هو الممنوع، وهو البدعة الحادثة، إلا من أجل الحفظ والدرس فهذا ما أجازه علماء القراءات متأخرًا ولم يعترض عليه شيخ الإسلام بل عدّه من الاجتهاد وإن لم يفعله الصحابة والتابعون، وقبل ذلك كان من أراد أن يُجاز بالقراءات، يقرأ القرآن بقراءة واحدة حتى يختمه، ثم يقرؤه بالأخرى حتى يختمه وهكذا ..
حتى (منتصف القرن الخامس على ما أذكر الآن) استحدث أئمة القراءات طريقة الجمع المعمول بها حاليا، أن يقرأ الكلمة الواحدة بقراءة ثم يعيدها بأخرى، حتى يقرأ بالقراءات جميعًا ..
وهذا هو الذي أراده شيخ الإسلام بالفتوى التي نقلتَها، فهو جائز للدرس والحفظ فقط، لا في الصلاة ولا في التلاوة للتعبّد، وإلا فبدعة.
فإن كان المصلّي سيقرأ الآية بإحدى قراءتين حتى يختمها، ثم يقرأ الآية التي تليها بقراءة أخرى فلا حرج عليه، بل وإن كان سيقرأ كمة واحدة في آية فلا حرج عليه، أي ينتقل بين القراءات في الصلاة أو في التلاوة فلا حرج عليه.
وهذا هو الذي أردتُه من مشاركتي السابقة، وربما كان موهما.
ولست بين الكتب لأنقل لك كلام شيخ الإسلام الذي عنيته، بارك الله فيك.(30/387)
من يدلني وله الاجر إن شاء الله؟
ـ[ابى البراء]ــــــــ[20 - 04 - 04, 02:10 ص]ـ
انا مبتدء في طلب العلم ومتحمس ولكن ليس لدي منهجية معينة او طريقة معينة .... فلذالك اسلك الطريق واتخبط فية ... فهل من طريقة او حل بعد توفيق الله عزوجل ...... وجزاكم الله خيرا ........(30/388)
الحاسب الآلي والبحث الشرعي الحديثي منه والفقهي
ـ[أبو عبد الرحمن الزعفراني]ــــــــ[20 - 04 - 04, 06:36 ص]ـ
أيها الأخوة الأفاضل وودت لو شاركتم في هذا الموضوع فكل يدلي بدلوه من خلال تجربته الشخصية
فهل يمكن الاستفادة من الحاسب الآلي في البحث الشرعي بطريقة آمنة من الخطأ؟ وما مدى تلك الاستفادة ووسائلها؟
فلا يخفى على من عانى البحث الشرعي لا سيما الحديثي منه كم يحتاج من الجهد والوقت والكتب التي لا تكاد تجد طالب علم إلا ويعاني من عوز شديد فيها
أسأل الله عز وجل أن ينفع بكم جميعا(30/389)
بيان العلة
ـ[أبو هريره المصرى]ــــــــ[20 - 04 - 04, 09:08 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
إخوانى الكرام من يتفضل على و يبين لى علة هذا الأثر و جزاكم الله خيراً
روى البيهقى فى سننه (كتاب البيوع):-
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ وإبراهيم بن محمد بن حاتم الزاهد قالا ثنا الحسن بن عبد الصمد بن عبد الله بن رزين السلمي ثنا يحيى بن يحيى أنا مسلم بن خالد الزنجي عن مصعب بن محمد المدني عن شرحبيل مولى الأنصار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:-
(من اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة فقد اشرك في عارها واثمها)
(ضعفه الشيخ الألبانى فى ضعيف الجامع)
و أتمنى أن أعرف من أخرجه غير البيهقى
أرجوا الإفادة بارك الله فيكم
ـ[ابن زهران]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:22 م]ـ
أما عن بيان الشق الأول وهو بيان العلة فلم يسعفني الوقت للوقوف عليها ولعله يكون قريبا إن شاء الله.
وإليك بيان الشق الثاني وهو من أخرج الحديث مسندا غير البيهقي في سننه:
1) الْمُسْتَدْرَكُ عَلَى الصَّحِيحَيْنِ لِلْحَاكِمِ / كِتَابُ الْبُيُوعِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ، قَالَا: ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَزِينٍ السُّلَمِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ فَقَدْ شُرِكَ فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا " " شُرَحْبِيلُ هَذَا هُوَ ابْنُ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَدْ رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ بَعْدَ أَنْ كَانَ سَيِّئَ الرَّأْيِ فِيهِ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "
2) وَفِيْ مُسْنَدُ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ / مَا يُرْوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ فَقَدَ شَرَكَ فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا "
3) وَفِيْ مُصَنَّفُ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ/ كِتَابُ الْبُيُوعِ وَالْأَقْضِيَةِ / مَنْ كَرِهَ شِرَى السَّرِقَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: " مَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ فَقَدْ شَرَكَ فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا "
4) وَفِيْ شُعَبُ الْإِيمَانِ لِلْبَيْهَقِيِّ / الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَاِن وَهُوَ بَابٌ فِي قَبْضِ الْيَدِ عَنِ:
أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِيُّ، أنا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِلْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ شُرَحْبِيلُ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنِ اشْتَرَى سَرَقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرَقَةٌ فَقَدِ اشْتَرَكَ فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا "
5) وَفِيْ نُسْخَةُ أَبِي مِسْهِرٍ وَغَيْرِهِ / آخِرُ حَدِيثِ أَبِي مِسْهِرٍ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/390)
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَقْدِسِيُّ إِمْلَاءً، ثنا مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، ثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، مَوْلَى الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: " مَنِ اشْتَرَى سَرَقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ فَقَدْ شَرِكَ فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا "
والحديث ضعفه الألباني رحمه الله في كتابه ضعيف الجامع برقم (5421) فليراجع هناك.
ـ[أبو هريره المصرى]ــــــــ[20 - 04 - 04, 04:12 م]ـ
جزاك لله خيراً أخى الفاضل
و لكنى لا أملك ضعيف الجامع لأقف على ما أعل الشيخ به هذا الحديث رحمه لله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 08 - 04, 04:10 ص]ـ
بسم الله ارحمن الرحيم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،،،
فهذا تحقيق الحديث كنت كتبته منذ فترة على هذا الملتقى، ولم أراجعه، والله أسأل أن ينفعك به.
الحديث أخرجه إسحاق بن راهويه في " مسنده "، والبيهقي في " السنن الكبرى "، وفي " الشعب "، والحاكم في " مستدركه "، من طريق مسلم بن خالد الزنجي، عن مصعب بن محمد، أن مولى للأنصار يقال له: شرحبيل حدثه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة؛ فقد شرَك في عارها وإثمها ".
ومسلم بن خالد هذا، قال البخاري: " منكر الحديث، يكتب حديثه، ولا يحتج به، يعرف وينكر "، وقال ابن المديني: " ليس بشيء "، وقال أبوحاتم: " لا يحتج به ".
واستنكر له الذهبي في " الميزان " أحاديث هذا منها، ثم قال: " فهذه الأحاديث وأمثالها ترد بها قوة الرجل، ويضعف ".
وخالفه سفيان، فرواه: عن مصعب بن محمد، عن رجل من أهل المدينة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ..... (فذكره).
أخرجه إسحاق بن راهويه في " مسنده ".
وهذا هو المحفوظ، وهو ضعيف؛ لإعضاله.
وأخرجه ابن عدي في " الكامل " من طريق هشام بن عبيدالله، قال: حدثنا ابن لهيعة المصري، حدثنا إسحاق بن أبي فروة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، مرفوعاً، مثله.
وإسحاق بن أبي فروة متروك، وابن لهيعة ضعيف.
كتبه
أبوالمنهال محمد بن عبده بن محمد الأبيضي(30/391)
أفيدوني بكتب أخرى عن ابن جرير بارك الله فيكم
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 09:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأفاضل أريد كتب متخصصة في الإمام ابن جرير الطبري , فقد حصلت على عناوين لعدة كتب وأريد المزيد إذا توفر.
حصلت على هذه العناوين:
1 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من سورة الفاتحة إلى أخر سورة الإسراء" - جمعا ودراسة , للدكتور أحمد نجيب بن عبدالله صالح , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1419هـ.
2 - الروايات الإسرائيلية في تفسير الطبري "من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس" - جمعا ودراسة مع موازنتها بتفسير البغوي , للدكتور مأمون عبدالرحمن محمد أحمد , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير.
3 - استدراكات ابن عطية في كتاب المحرر الوجيز على الطبري في تفسيره , للدكتور شايع بن عبده شايع الأسمري , مقدمة في الجامعة الإسلامية بكلية القرآن الكريم قسم التفسير عام 1417هـ.
4 - منهج الإمام الطبري في القراءات وضوابط اختيارها في تفسيره , للباحث زيد علي مهدي مهارش , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1419هـ.
5 - ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره. (2) من أول الآية (203) من سورة البقره إلى آخر الآية (57) من سورة النساء - جمعا ودراسة , للدكتور عبد الحميد عبد الرحمن السحيباني , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ
6 - ترجيحات الإمام الطبري في تفسيره. (1) من أول سورة الفاتحة إلى آخر الآية (202) من سورة البقرة. جمعا ودراسة , للدكتور حسين علي الحربي , مقدمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1417 هـ.
7 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في توحيد الأسماء والصفات في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث أبوبكر محمد ثاني ’ مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1421 هـ
8 - الآثار الواردة عن أئمة السلف في معاني الآيات المتعلقة بتوحيد الألوهية في تفسير ابن جرير الطبري -جمعا ودراسة , للباحث رضا إسماعيل المجراب , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة , كلية الدعوة قسم العقيدة 1422 هـ
9 - القراءات المتواترة التي أنكرها ابن جرير الطبري والرد عليه، من الفاتحة إلى آخر التوبة , للباحث محمد عارف عثمان موسى , مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن الكريم قسم القراءات عام 1405 هـ.
10 - مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري " عصر الخلافة الراشدة " - دراسة نقدية. للباحث يحي بن إبراهيم علي اليحيى , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة كلية الدعوة قسم التاريخ عام 1408.
11 - مرويات عوانة بن الحكم في تاريخ الطبري - مقارنة ونقد, للباحث عبدالعزيز بن سليمان ناصر السلومي , مقدمة بالجامعة الإسلامية في المدنية المنورة , كلية الدعوة قسم التاريخ 1410 هـ.
12 - استدراكات ابن كثير على ابن جرير في تفسيره , للدكتور أحمد عمر عبدالله مقدمة بالجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة 1405 هـ.
13 - دراسة الطبري للمعنى من خلال تفسيره: جامع البيان عن تاويل اى القران , محمد المالك 1417هـ
14 - الإمام ابوجعفر ابن جرير الطبري 224ـ310هـ , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل.
15 - إمام المفسرين والمحدثين والمؤرخين أبو جعفرمحمد بن جرير الطبري: سيرتة ـ عقيدته ـْ ومؤلفاتة , للشيخ علي بن عبدالعزيز بن علي الشبل
1417 هـ.
16 - رجال تفسير الطبري جرحا و تعديلا من تحقيق جامع البيان عن تأويل آي القرآن لأحمد شاكر ومحمود شاكر , للدكتور محمد صبحي حسن حلاق
ـ بيروت: دار ابن حزم، 1420هـ.
17 - الامام الطبري في ذكري مرور احد عشرقرنا على وفاته (310هـ ـ1410هـ) , المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ إيسيسكو
1992م.
18 - الإمام الطبري , للشيخ عبدالله بن عبدالعزيز المصلح آل شاكر
19 - الإمام الطبري للدكتور محمد الزحيلي
لا تبخلوا علي بارك الله فيكم
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 10:41 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
هناك رسالة نوقشت قبل قرابة 20 عاما عن الطبري في الغثيدة من جامعة أم القرى لا أستحضر اسمها للكتور أحمد العوابشة مؤلف كتاب الماركسية وهو مدرس في الجامعة الأردنية
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 07:50 م]ـ
بارك الله فيك دكتورنا الفاضل , ولكني أريد العنوان فأنا لا استطيع الحصول عليه من خلال موقع الجامعة بخلاف البحث في موقع الجماعة الإسلامية.
أخوتي الأفاضل أنا انتظركم
ـ[المقرئ]ــــــــ[21 - 04 - 04, 03:39 م]ـ
هناك كتاب طبعته الجامعة الإسلامية أو أم القرى للدكتور شلبي بعنوان الاختيار في القراءات والرد على من قال إن ابن جرير رد بعض القراءات المتواترة " أو مافي معنى هذا العنوان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/392)
ـ[ابن معين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 01:58 م]ـ
ولفضيلة الوالد الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن سعد الحلاف _ متعه الله بالصحة _ رسالته في الدكتوراة وهي (فقه ابن جرير الطبري في العبادات)، نوقشت عام 1405هـ في جامعة أم القرى.
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 05:45 م]ـ
بارك الله فيكما
أخي الكريم المقرئ هل تستطيع الحصول على عنوان الكتاب وفقك الله
أخي الفاضل ابن معين بارك الله فيك , فقد افدتني باسم المؤلف لأنني قد أخطأت في نقل اسمه
والحمد لله فقد حصلت إلى الآن على 50 كتاب ما بين رسائل علمية وأخرى تخص ابن جرير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(30/393)
مَن يتأمَّل هذا النص للإمام (ابن القيم) حَول غُسل الجُمعَة، وفِقه تفاضُل الأعمال؟
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[20 - 04 - 04, 09:39 ص]ـ
قال الإمام المُحَقِّق شيخ الإسلام الثاني، العالِم الرباني (ابن قيم الجَوزية) -رحمه الله تعالى-، وهو يَسرِد خصائص يوم الجُمعة في كتابه النفيس الماتِع «زاد المَعاد في هَدي خَير العباد» (صلى الله عليه وسلم)، ما نَصُّه:
"الخاصية الرابعة: الأمر بالاغتسال في يومها، وهو أمر مؤكد جدًّا، ووجوبه أقوى من وجوب الوتر، وقراءة البسملة في الصلاة، ووجوب الوضوء من مَسِّ النساء، ووجوب الوضوء من مَسِّ الذكر، ووجوب الوضوء من القهقهة في الصلاة، ووجوب الوضوء من الرعاف والحجامة والقيء، ووجوب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) في التشهد الأخير، ووجوب القراءة على المأموم" اهـ.
ولقائِل أن يقول: كيف استنبط الإمام (ابن القيم) -رحمه الله- أن وجوب غُسل الجُمعَة أقوى من وجوب كل ما ذَكَرَه؟ هل بتأمُّل النصوص الوارِدَة في هذه الواجِبات، ثم مقارنتها بالنصوص الوارِدَة في "غُسل الجُمُعَة"؟ أم بالنظر إلى المصالِح الشَّرعيَّة في جَميع هذه الواجِبات، ثم مُقارنتها بالمصلحة من "غُسل الجُمُعَة"؟ أم بمقارنة الأدلة قوة وضَعْفًا؟
المسألة -حقًّا- تحتاج إلى نَظر وتأمُّل وتَدَبُّر؛ لعله يكون مَدخلاً لأحد علمائنا للكتابة في "فقه مراتِب الأعمال وتفاضلها"، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الرجاء من إخواننا الكرام المُشارَكَة، وعَرض هذه الواجبات واحدة واحدة، ومقارنة كل منها بمسألة وجوب "غُسل الجُمعَة"؛ لنعرف كيف استنبط هذا الإمام الجهبذ ما قاله.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 03:11 م]ـ
الأخ الفاضل محمد يوسف .. وفقه الله
حاولت مراسلتك عبر الخاص فوجدت صندوق بريدك ممتلأً ..
أرجو تفريغه ليتسنى لي مراسلتك.(30/394)
رسالة في حكم المولد
ـ[عبدالإله الشايع]ــــــــ[20 - 04 - 04, 01:52 م]ـ
لا يزال العلماء قديماً وحديثاً يتصدون للبدع والمحدثات في الدين، فقد أصدروا الفتاوى، وألفوا الكتب، وعلموا الناس، ودعوا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن البدع التي تصدوا لها وألفوا فيها المصنفات بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، ولم يكن إنكار هذه البدعة محصوراً في علماء مذهب فقهي واحد، ولا مرتكزاً في قطر دون قطر بل تنوع إنكار وتصدي علماء المذاهب الفقهية الأربعة وغيرهم لهذه البدعة، ومن المؤلفاتهم في هذا: «المورد في الكلام على عمل المولد» لعمر الفاكهاني المالكي (743)
و رسالة لطيفة نفيسة للإمام محمد بن علي الشوكاني (ت 1250) – رحمه الله - عنوانها: «رسالة في حكم المولد» وهي جواب سؤال وجه للإمام، وأجاب عنه اجابة مختصرة محرره، وفتوى في «حكم الاحتفال بالمولد النبوي» لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله. وغيرها من المصنفات.
وسيكون لنا وقفات مع رسالة الإمام الشوكاني رحمه الله وهي وإن كانت مختصرة أجاب فيه عن سؤال وجه له عن المولد إلا أنها تعد من أفضل ما كتب في هذا الموضوع حيث حررها الإمام الشوكاني وبين فيها أنه لم يجد دليلاً على ثبوت المولد في كتاب ولا سنة و لا إجماع ولا قياس ولا استدلال بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في عصر خير القرون ولا الذين يلونهم ولا الذين يلونهم.
وبين رحمه الله أن العلماء ألفوا في هذا الموضوع وأن كثيراً منهم حرموا هذه البدعة وأن بعضهم ذهب إلى الجواز إذا لم يصاحبها منكرات، ثم أوضح أن المجوزين شذوذ بالنسبة إلى المانعين.
وقد بذل محقق الكتاب الشيخ عبدالعزيز بن أحمد المشيقح – جزاه الله خير الجزاء – جهداً مباركاً في هذه الرسالة حيث عني بالتعليق والتخريج وترجم للأعلام وللمؤلف، وقد اعتمد على نسخة خطية، وليس هذا بغريب على أمثاله حيث حقق كتاب ابن الملقن «الأعلام بفوائد عمدة الأحكام» وهو كتاب نفيس في بابه.
والذي ارى أن مثل هذه الرسالة جديرة بالاقتناء والتوزيع وبخاصة في هذا الوقت، فينبغي العناية بتوزيع هذه الرسالة وبخاصة في اليمن والحجاز، والمناطق التي تنتشر فيها هذا البدعة.
والكتاب طبعته دار العاصمة بالرياض الطبعة الأولى 1421، وهو من القطع الصغير.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ورزقنا العمل بالسنة واجتناب طريق البدعة.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 03 - 09, 05:05 م]ـ
بارك الله فيكم ..
الرسالة موجودة ضمن فتاوى الشوكانى (الفتح الربانى من فتاوى الشوكانى) بتحقيق محمد صبحى بن حسن حلاق المجلد الثانى ص 1077
و يمكنكم تحميل الفتاوى 12 مجلد من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=896539
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 11:06 م]ـ
وهاهنا كلامٌ نفيسٌ لمعالي الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي عضو هيئة كبار العلماء سلمه الله وتولاه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163764
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[14 - 03 - 09, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
وهاهنا تعليق على هذه الرسالة للشيخ المحدث صالح بن عبدالله العصيمي وفقه الله:
http://www.aqbas.com/audios/2456/?%3B?%3B³%3B?%3BU%3B%84?%3B-U%3B%81U%3B%8A-?%3BU%3B%83U%3B%85-?%3BU%3B%84U%3B%85U%3B%88U%3B%84?%3B-U%3B%84U%3B%84?%3B¹%3BU%3B%84?%3BU%3B%85?%3B-?%3BU%3B%84?%3BU%3B%88U%3B%83?%3BU%3B%86U%3B%8 A-U%3B%84U%3B%84?%3BU%3B%8A?%3B-?%3B?%3BU%3B%84?%3B-?%3BU%3B%86-?%3B¹%3B?%3B?%3B?%3BU%3B%84U%3B%84U%3B%87-?%3BU%3B%84?%3B¹%3B?%3BU%3B%8AU%3B%85U%3B%8A.h tml(30/395)
كشف الكفين دون الوجه
ـ[بوشهاب]ــــــــ[20 - 04 - 04, 03:29 م]ـ
السلام عليكم
في البداية أود تسجيل إعجابي بهذا المنتدى و المواضيع التي يحتويها.
تساؤل:
نرى كثير من النساء يغطين و جوههن و يلبسن الزي الشرعي, و لكن الكثير منهن لا يسترن الكفين
فهل هناك أصل لهذا؟
هل هناك مذهب أو عالم افتى بوجوب تغطية الوجه مع جواز كشف الكفين؟
ـ[بوشهاب]ــــــــ[24 - 04 - 04, 09:38 ص]ـ
بانتظار الرد
ـ[بوشهاب]ــــــــ[27 - 04 - 04, 10:04 ص]ـ
محاولة اخيرة
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[29 - 04 - 04, 05:53 م]ـ
الأخ الكريم (بو شهاب) _ وفقه الله _
كتب المذهب الحنبلي تحكي روايتين في الوجه هل هو عورة أم لا؟، وتحكي روايتين في الكفين هل هما عورة أم لا؟ كما في هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10025&highlight=%C7%E1%E6%CC%E5+%E6%C7%E1%DF%DD%C7%E4
وقد يفهم البعض أن المسألتين منفصلتان وأن الأقوال أربعة:
1) هما عورة
2) ليسا بعورة
3) الكفان عورة والوجه ليس بعورة
4) الوجه عورة والكفان ليسا بعورة
لكن لا تجد تصريحا بالقول الرابع هذا، بينما تجد تصريحات كثيرة بالأقوال الثلاثة قبله، فالظاهر أن من قال بوجوب ستر الوجه قال بوجوب ستر الكفين، ومن أباح كشف الكفين أباح كشف الوجه.
لكن _ على فرض أنه لا قائل بجواز كشف الكفين مع وجوب ستر الوجه _ فقد أجاز كثير من الأصوليين إحداث قول ثالث فيما اختُلِف فيه على قولين، ولا سيما إذا كان القول الثالث مركبا من القولين وإعمالا لأحدهما في موضع وللآخر في موضع، وفي هذه الحالة فقد يقول قائل الفتنة بالوجه أعظم من الفتنة بالكفين، وبالوجه تعرف المرأة وتتعين بخلاف الكفين، ونحو ذلك من التعليلات، لكن لن يجد قائل ذلك القول من الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة ما يساعده.
والأسوأ مما ذكرتم أن بعض النسوة _ هداهن الله_ تستر وجهها وتكشف ذراعيها إلى المرافق وتلبس ثيابا ضيقة تصف عامة بدنها، وهذا ما قال بجوازه مسلمٌ قط، مما يدل على أن هؤلاء سترن وجوههن اتباعا للعادات والأعراف لا تقوى لله عز وجل، إذ لو اتقت الله لسترت ما أجمع المسلمون على وجوب ستره.
ولو أنها كشفت وجهها وسترت بقية بدنها بثياب فضفاضة واسعة لكان لها سلف ولكان خيرا لها مما تصنع.
نسأل الله تعالى لهنَّ الهداية والتوفيق.
___________________________
تنبيهٌ مهمٌ:
الغرض الإجابة على سؤال محدد وليس الغرض مناقشة حكم ستر الوجه والكفين فقد أشبعه إخواننا في الملتقى نقاشا كما في هذه الروابط وغيرها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16736&highlight=%DF%D4%DD+%C7%E1%E6%CC%E5
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5125&highlight=%C7%E1%E6%CC%E5+%E6%C7%E1%DF%DD%C7%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8194&highlight=%C7%E1%E6%CC%E5+%E6%C7%E1%DF%DD%C7%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18353&highlight=%DF%D4%DD+%C7%E1%E6%CC%E5
ـ[بوشهاب]ــــــــ[01 - 05 - 04, 04:14 م]ـ
جزاك الله خيراً
و كان قصدي ان اعرف ان كان احد قد تبنى هذا المذهب ممن يعتد بعلمه, و كما ذكرت السؤال ليس في حكم تغطية الوجه والكفين.(30/396)
أرجوا تزويدي باسماء الفرق
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 08:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الأكارم أرجوا تزويدي باسماء الفرق المخالفة للسنة التي خرجت إلى 300 هجرية.
وأعتذر على كثرة الأسئلة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(30/397)
إلى طلبة العلم ,,, سؤالان
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[20 - 04 - 04, 10:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - هل يغني منهج السالكين و أخصر المختصرات عن زاد المستقنع؟
2 - ما صحة القول (الأمان مقدم على الشريعة) لأن تنفيذ الشرائع لا بد أن يكون الإنسان مطمئناً.؟
وجزاكم الله خيرا(30/398)
أبحث عن كتاب أو بحث حول اشتراط الولي في العقد
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[20 - 04 - 04, 11:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة أحتاج للنظر الموسع في هذه المسألة ((هل يشترط الولي في عقد النكاح والخلاف بين الفقهاء)) فهل يعلم أحدكم مراجع أو رسائل على الشبكة أو هل هناك من أفردها ببحث مستقل ..
أو أحد من الأخوة الكرام عنده فيها بحث فيرسله لي لأنظر فيه.
أتمنى أن أجد عندكم شيء في ذلك للحاجة الماسة.
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[21 - 04 - 04, 09:24 م]ـ
ما زلت أنتظر أن يتكرم أحد الأخوة بالرد سائلا الله تعالى أن يرد عنه كل بلاء!!!!!!!!!
ـ[محب الدين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 02:48 م]ـ
أخي الكريم /
أوسع من تكلّم في المسألة الدكتور/ عوض العوفي , في رسالته للماجستير الولاية في النكاح قامت بطبعها الجامعة اإسلامية بالمدينة النبوية , عمادة البحث العلمي , إصدار رقم (46) في مجلدين
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[22 - 04 - 04, 04:31 م]ـ
أخي الحبيب محب الدين
بارك الله فيكم
أسأل كيف يمكنني أن أحصل على نسخة منها هل هناك مكتبة ممكن الاتصال بها أو هل تباع في الجامعة حيث أنني أسكن في أوروبا.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:29 م]ـ
###
ـ[محب الدين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 11:31 م]ـ
أخي أبا حذيفة / وفقه الله لطاعته وثبته على الحق آمين
منشورات الجامعة تباع في مكتبات المدينة و أراها كثيراً في معارض الكتاب وسيكون قريبا إن شاء الله معرض للكتاب بالمدينة خلال شهر ربيع الأول أ والثاني فلعلك توص أحدا من إخوانك بالمدينة النبوية على صاحبة أفضل الصلاة والتسليم(30/399)
رسالة نفيسة للعلامة الأندلسي الكبير ابن حزم رحمه الله
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[20 - 04 - 04, 11:54 م]ـ
كتاب (رسائل ابن حزم الأندلسي) الذي جمعه و حققه الأستاذ إحسان عباس، أحد كنوز الأجداد، الذي تزخر به مكتبة أمتنا الإسلامية، و لقد وفقني الله، فاطلعت عليه قبل أكثر من خمس عشرة سنة،
و لعلمي بندرة الكتاب في الأسواق، و بأن كثيرا من الإخوان لم يقف عليه حتى في المكتبات العامة، أحببت أن أصور لكم إحدى تلك الرسائل المهمة، و لتي أراها نموذجا مهما في تحليل شخصية ذلك الإمام الأندلسي الفذ، وإلى أول صفحة من رسالة:
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:20 ص]ـ
1
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:23 ص]ـ
2
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:30 ص]ـ
3
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:39 ص]ـ
4
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:54 ص]ـ
5
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:58 ص]ـ
6
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:03 ص]ـ
0
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:08 ص]ـ
8
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:13 ص]ـ
0
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:18 ص]ـ
0
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وقد وضعت الصور السابقة في ملف مرفق للفائدة
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 09:23 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
و قد كنت أنوي ذلك بعد أن أنهي تحميل الصور، لكن لقيت صعوبة في إنزال الصور لضعف خط الشبكة فتأخر بي الوقت و أرجأته إلى الغد ..
فسبقتني إلى هذا الخير ...
على كل، كنت أنوي تقديم الرسالة هدية لإخواني الفضلاء أهل الحديث الشرفاء، الذين يشرف بهم العلم و أهله، فهم - بحقٍّ - أشرف من في الشبكة العنكبوتية، جعلنا الله جميعا منهم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
هذا المجموع لأبي محمد مليء بالرسائل والتصانيف المفيدة، التي لا توجد إلا عند أبي محمد ... فرحم الله المؤلف والمحقق
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 03:19 ص]ـ
في أي دار طبع هذا الكتاب
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:27 م]ـ
هاهي الرسالة مرة أخرى كاملة و مرتبة أسماء ملفاتها حسب التسلسل الرقمي:
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:38 م]ـ
هل سيعاد تصوير، أو طبع الرسائل، أم لا.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 10:35 م]ـ
الأخ الكريم فالح
الكتاب طبعته المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت سنة 1983
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[03 - 03 - 05, 11:50 ص]ـ
مررت به؛ فأحببت رفعه لمن لم يسبق له سحبَ نسخة من الرسالة.
ـ[حارث همام]ــــــــ[03 - 03 - 05, 12:22 م]ـ
شكر الله لكم فقد أفدتم برفعكم المقالة.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[04 - 03 - 05, 10:07 ص]ـ
و لكم كذلك أخي الكريم
ـ[أيمن علي]ــــــــ[04 - 03 - 05, 10:53 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
جزاكم الله بكل خير على هذا التسابق في الخير
ونفع بكم
الكتاب هام بالفعل، وأرجو من الجميع قراءته بروية
وأشكر كل من ساهم في هذا الخير(30/400)
ما قولكم في هذا الحديث؟
ـ[النذير1]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:24 ص]ـ
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لا أصوم إلا الشهر لا أزيد عليه، ولا أصلي إلا الخمس لا أزيد عليهن، وليس لله من مالي صدقة ولا تطوع ..... الحديث).
وجزيتم خيرا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:57 ص]ـ
رواه أحمد، وابن نصر في " تعظيم قدر الصلاة "، والحاكم، والطبراني، والطبراني في " الكبير "، وفي " الأوسط "، والخطيب في " تاريخ بغداد "، والبيهقي في " السنن الكبرى "، وفي " الشعب "، وفي " الاعتقاد "، وابن عساكر في " تاريخ دمشق ".
من طريق جبلة بن سحيم، عن أبي المثنى العبدي، قال: سمعت السدوسي - يعني ابن الخصاصية -، به.
قال الحاكم: " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي!
قلت: بل إسناده ضعيف؛ أبوالمثنى هو مؤثر بن عفازة، قال ابن حجر: " مقبول ".
أي: حيث يُتابع، وإلا فلين، ولم يتابع عليه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:58 ص]ـ
هذا التحقيق كتبته منذ فترة بعيدة، ولم أراجعه، فتنبه.(30/401)
الصلاة و .. كلام الناس، بحث هام
ـ[الشاذلي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:55 ص]ـ
خرج الإمام مسلم في صحيحه،
حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة وتقاربا في لفظ الحديث قالا حدثنا إسمعيل بن إبراهيم عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال
بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت وا ثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان قال فلا تأتهم قال ومنا رجال يتطيرون قال ذاك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم قال ابن الصباح فلا يصدنكم قال قلت ومنا رجال يخطون قال كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك قال وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي قلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال ائتني بها فأتيته بها فقال لها أين الله قالت في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة
حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير بهذا الإسناد نحوه
و قد أخرجه ايضاً أحمد و النسائي و غيرهما
و الرواية صحيحة بلا شك.
قلت،
إذا كان لا يجوز الدعاء (قول "يرحمك الله" كما فعل معاوية رضي الله عنه) في الصلاة
فكيف نجيز أي كلام لل"ناس" في الصلاة مثل القنوت و غيره،
ملحوظة: أنا اعلم الأحاديث و الآثار الواردة في القنوت؛ فقط اريد الجمع بين الأمرين.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 05:06 ص]ـ
المراد أخي الفاضل أنه أتى بكاف الخطاب، وهذا من مبطلات الصلاة، إذا كانت لغير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما هو معلوم.
ـ[الشاذلي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 05:56 م]ـ
الأخ الكريم وفقه الله
أليس قوله:"يرحمكم الله" نوع من أنواع الدعاء للمسلمين؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 04 - 04, 06:42 م]ـ
في المغني 1/ 390
مسألة قال (ومن تكلم عامدا أو ساهيا بطلت صلاته) أما كلام عمدا وهو أن يتكلم عالما أنه في الصلاة مع علمه بتحريم ذلك لغير مصلحة الصلاة ولا لأمر يوجب الكلام فتبطل الصلاة إجماعا.
قال ابن المنذر أجمع أهل العلم على أن من تكلم في صلاته عامدا وهو يريد صلاح صلاته أن صلاته فاسدة وقد قال النبي ? إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن رواه مسلم وعن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا صاحبه وهو إلى جنبه حتى نزلت) وقوموا لله قانتين (
فأمرنا بالسكوت متفق عليه
ولمسلم ونهينا عن الكلام
وعن ابن مسعود قال كنا نسلم على رسول الله ? وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله كنا نسلم في الصلاة فترد علينا قال إن في الصلاة لشغلا متفق عليه ورواهما أبو داود ولفظه في حديث ابن مسعود فلما قضى رسول الله ? الصلاة
قال إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن الله قد أحدث أن لا تكلموا في الصلاة
فإما الكلام غير ذلك فيقسم خمسة أقسام أحداهما أن يتكلم جاهلا بتحريم الكلام في الصلاة، قال القاضي في الجامع لا أعرف عن أحمد نصا في ذلك ويحتمل أن لا تبطل صلاته لأن الكلام كان مباحا في الصلاة بدليل حديث ابن مسعود وزيد بن أرقم ولا يثبت حكم النسخ في حق من لم يعلمه بدليل أن أهل قباء لم يثبت في حقهم حكم نسخ القبلة قبل علمهم فبنوا على صلاتهم بخلاف الناسي
فإن الحكم قد ثبت في حقه
وبخلاف الأكل في الصوم جاهلا بتحريمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/402)
فإنه لم يكن مباحا وقد دل على صحة هذا حديث معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلى مع رسول الله ? إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أبياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتوني لكني سكت فلما صلى رسول الله ? فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما قهرني ولا ضربني ولا شتمني ثم قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله ? فلم يأمره بالإعادة فدل على صحتها وهذا مذهب الشافعي والأولى أن يخرج هذا على الروايتين في كلام الناسي
لأنه معذور مثله
القسم الثاني أن يتكلم ناسيا وذلك نوعان أحدهما أن ينسى أنه في صلاة ففيه روايتان إحدهما لا تبطل الصلاة وهو قول مالك والشافعي لأن النبي ? تكلم في حديث ذي اليدين ولم يأمر معاوية بن الحكم بالإعادة إذا تكلم جاهلا وما عذر فيه بالجهل عذر فيه بالنسيان
والثانية تفسد صلاته
وهو قول النخعي وقتادة وحماد بن أبي سليمان وأصحاب الرأي
لعموم أحاديث المنع من الكلام
ولأنه ليس من جنس ما هو مشروع في الصلاة فلم يسامح فيه بالنسيان كالعمل الكثير من غير جنس الصلاة
النوع الثاني أن يظن أن صلاته تمت فيتكلم فهذا إن كان سلاما لم تبطل الصلاة رواية واحدة لأن النبي ? وأصحابه فعلوه وبنوا على صلاتهم ولأن جنسه مشروع في الصلاة فأشبه الزيادة فيها من جنسها وإن لم يكن سلاما
فالمنصوص عن أحمد في رواية جماعة من أصحابه أنه إذا تكلم بشيء مما تكمل به الصلاة أو شيء من شأن الصلاة مثل كلام النبي ? ذا اليدين لم تفسد صلاته وإن تكلم بشيء في غير أمر الصلاة
كقوله يا غلام اسقني ماء فصلاته باطلة وقال في رواية يوسف بن موسى من تكلم ناسيا في صلاته يظن أن صلاته قد تمت وإن كان كلامه فيما تتم به الصلاة بنى على صلاته كما كلم النبي ? ذا اليدين وإذا قال يا غلام اسقني ماء أو شبهها أعاد وممن تكلم بعد أن سلم وأتم صلاته الزبير وابناه عبد الله وعروة
وصوبه ابن عباس ولا نعلم عن غيرهم في عصرهم خلافه
وفيه رواية ثانية أن الصلاة تفسد بكل حال
قال في رواية حرب أما من تكلم اليوم أعاد الصلاة
وهذه الرواية اختيار الخلال
وقال على هذا استقرت الروايات عن أبي عبدالله بعد توقفه وهذا مذهب أصحاب الرأي لعموم الأخبار في منع الكلام
وفي رواية ثالثة أن الصلاة لا تفسد بالكلام في تلك الحال بحال سواء كان من شأن الصلاة أو لم يكن أماما أو مأموما وهذا مذهب مالك والشافعي لأنه نوع من النسيان
فأشبه المتكلم جاهلا ولذلك تكلم النبي ? وأصحابه وبنوا على صلاتهم
وفيه رواية رابعة وهو أن المتكلم إن كان إماما لمصلحة الصلاة لم تفسد صلاته
وإن تكلم غيره فسدت صلاته ويأتي الكلام على الفرق بينهما فيما بعد إن شاء الله تعالى
القسم الثالث أن يتكلم مفلوبا على الكلام وهو ثلاثة أنواع أحدها أن تخرج الحروف من فيه بغير اختياره مثل أن يتثاءب فيقول هاه أو يتنفس فيقول آه أو يسعل فينطق في السعلة بحرفين وما أشبه هذا
أو يغلط في القراءة فيعدل إلى كلمة من غير القرآن أو يجيئه البكاء فيبكي ولا يقدر على رده
فهذا لا تفسد صلاته
نص عليه أحمد في الرجل يكون في الصلاة فيجيئه البكاء فيبكي
فقال إذا كان لا يقدر على رده لا تفسد صلاته
وقال قد كان عمر يبكي حين يسمع له نشيج وقال مهنا صليت إلى جنب أحمد فتثاءب خمس مرات وسمعت لتثاؤبه هاه هاه وهذا لأن الكلام ها هنا لا ينسب إليه ولا يتعلق به حكم من أحكام الكلام
وقال القاضي فيمن تثاءب فقال آه آه تفسد صلاته وهذا محمول على من فعل ذلك غير مغلوب عليه
لما ذكرنا من فعل أحمد خلافه
النوع الثاني أن ينام فيتكلم فقد توقف أحمد عن الجواب فيه وينبغي أن تبطل صلاته
لأن القلم مرفوع عنه ولا حكم لكلامه
فإنه لو طلق أو أقر أوأعتق لم يلزمه حكم ذلك
النوع الثالث أن يكره على الكلام
فيحتمل أن يخرج على كلام الناسي لأن النبي ? جمع بينها في العفو بقوله ? عفى لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وقال القاضي هذا أولى بالعفو وصحت الصلاة لأن الفعل غير منسوب إليه ولهذا لو أكره على إتلاف مال لم يضمنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/403)
ولو أتلفه ناسيا ضمنه والصحيح إن شاء الله أن هذا تفسد صلاته لأنه أتى بما يفسد الصلاة عمدا
فأشبه ما لو أكره على صلاة الفجر أربعا أو على أن يركع في كل ركعة ركوعين ولا يصح قياسه على الناسي لوجهين أحدهما أن النسيان يكثر ولا يمكن التحرز منه بخلاف الإكراه
والثاني أنه لو نسي فزاد في الصلاة أو نسي في كل ركعة سجدة لم تفسد صلاته
ولم يثبت مثل هذا في الإكراه
القسم الرابع أن يتكلم بكلام واجب مثل أن يخشى على صبي أو ضرير الوقوع في هلكة أو يرى حية ونحوها تقصد غافلا أو نائما أو يرى نارا يخاف أن تشتعل في شيء ونحو هذا ولا يمكن التنبيه بالتسبيح
فقال أصحابنا تبطل الصلاة بهذا
وهو قول بعض أصحاب الشافعي لما ذكرناه في كلام المكره ويحتمل أن لا تبطل الصلاة به وهو ظاهر قول أحمد رحمه الله فإن قال في قصة ذي اليدين
إنما كلم القوم النبي ? حين كلمهم لأنه كان عليهم أن يجيبوه فعلل صحة صلاتهم بوجوب الإجابة عليهم وهذا متحقق ها هنا وهذا ظاهر مذهب الشافعي والصحيح عند أصحابه أن الصلاة لا تبطل بالكلام في جميع هذه الأقسام ووجه صحة الصلاة ها هنا أنه تكلم بكلام واجب عليه أشبه بكلام المجيب للنبي ?
القسم الخامس أن يتكلم لإصلاح الصلاة ونذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى
فصل وكل كلام حكمنا بأنه لا يفسد الصلاة فإنما هو في اليسير منه
فإن كثر وطال أفسد الصلاة وهذا منصوص الشافعي وقال القاضي في المجرد كلام الناسي إذا طال يعيد رواية واحدة وقال في الجامع لا فرق بين القليل والكثير في ظاهر كلام أحمد لأن ما عفي عنه بالنسيان استوى قليله وكثيره كالأكل في الصيام
وهذا قول بعض الشافعية
ولنا أن دلالة أحاديث المنع من الكلام عامة تركت في اليسير بما ورد فيه من الأخبار
فتبقى فيما عداه على مقتضى العموم
ولا يصح قياس الكثير على اليسير
لأنه لا يمكن التحريز منه وقد عفي عنه في العمل من غير جنس الصلاة بخلاف الكثير مسألة قال (إلا الإمام خاصة
فإنه إذا تكلم لمصلحة الصلاة لم تبطل صلاته ومن ذكر وهو في التشهد أنه قد ترك سجدة من ركعة فليأت بركعة بسجدتيها ويسجد للسهو)
وجملته أن من سلم عن نقص من صلاته يظن أنها قد تمت ثم تكلم ففيه ثلاث روايات إحداهن أن الصلاة لا تفسد إذا كان الكلام في شأن الصلاة مثل الكلام في بيان الصلاة مثل كلام النبي ? وأصحابه في حديث ذي اليدين لأن النبي ? وأصحابه تكلموا ثم بنوا على صلاتهم ولنا في رسول الله أسوة حسنة
والرواية الثانية تفسد صلاتهم وهو قول الخلال وصاحبه ومذهب أصحاب الرأي لعموم أحاديث النهي والثالثة أن صلاة الإمام لا تفسد لأن النبي ? كان إماما فتكلم وبنى على صلاته وصلاة المأمومين الذين تكلموا تفسد فإنه لا يصح اقتداؤهم بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما لأنهما تكلما مجيبين للنبي ? وإجابته واجبة عليهما ولا بذي اليدين لأنه تكلم سائلا عن نقص الصلاة في وقت يمكن ذلك فيها وليس بموجود في زماننا وهذه الرواية اختيار الخرقي واختص هذا بالكلام في شأن الصلاة لأن النبي ? وأصحابه إنما تكلموا في شأنها فاختصت بإباحة الكلام بورود النص لأن الحاجة تدعو إلى ذلك دون غيره فيمتنع قياس غيره عليه فأما من تكلم في صلب الصلاة من غير سلام ولا ظن التمام فإن صلاته تفسد إماما كان أو غيره لمصلحة الصلاة أو غيرها وذكر القاضي في ذلك الروايات الثلاث ويحتمله كلام الخرقي لعموم لفظه وهو مذهب الأوزاعي فإنه قال لو أن رجلا قال للإمام وقد جهر بالقراءة في العصر إنها العصر لم تفسد صلاته ولأن الإمام قد تطرقه حال يحتاج إلى الكلام فيها وهو ما لو نسي القراءة في ركعة فذكرها في الثانية فقد فسدت عليه ركعة فيحتاج أن يبدلها بركعة هي في ظن المأمومين خامسة ليس لهم موافقته فيها ولا سبيل إلى إعلامهم بغير الكلام وقد شك في صلاته فيحتاج إلى السؤال فلذلك أبيح له الكلام ولم أعلم عن النبي ? ولا عن الصحابة ولا عن الإمام نصا في الكلام في غير الحال التي سلم فيها معتقدا تمام الصلاة ثم تكلم بعد السلام وقياس الكلام في صلب الصلاة عالما بها على هذه الحالة ممتنع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/404)
لأن هذه حال نسيان غير ممكن التحرز من الكلام فيها وهي أيضا حال يتطرق الجهل إلى صاحبها بتحريم الكلام فيها فلا يصح قياس ما يفارقها في هذين الأمرين عليها ولا نص فيها وإذا عدم النص والقياس والإجماع امتنع ثبوت الحكم لأن إثباته يكون ابتداء حكم بغير دليل ولا سبيل إليه فصل والكلام المبطل ما انتظم حرفين
هذا قول أصحابنا وأصحاب الشافعي لأن بالحرفين تكون كلمة كقوله أب وأخ ودم
وكذلك الأفعال والحروف ولا تنتظم كلمة من أقل من حرفين ولو قال لا فسدت صلاته لأنها حرفان لام وألف وإن ضحك فبان حرفان فسدت صلانه وكذلك إن قهقه ولم يكن حرفان وبهذا قال جابر بن عبدالله وعطاء ومجاهد والحسن وقتاده والنخعي والأوزاعي والشافعي وأصحاب الرأي ولا ونعلم فيه مخالفا قال ابن المنذر أجمعوا على أن الضحك يفسد الصلاة وأكثر أهل العلم على أن التبسم لا يفسدها وقد روى جابر بن عبدالله عن النبي ? أنه قال القهقهة تنقض الصلاة ولا تنقض الوضوء
رواه الدارقطني في سننه فصل: فأما النفخ في الصلاة فإن انتظم حرفين أفسد صلاته لأنه كلام وإلا فلا يفسدها وقد قال أحمد النفخ عندي بمنزلة الكلام وقال أيضا قد فسدت صلاته لحديث ابن عباس من نفخ في الصلاة فقد تكلم وروي عن أبي هريرة أيضا وسعيد بن جبير وقال ابن المنذر لا يثبت عن ابن عباس ولا أبي هريرة رضي الله عنهما وروي عن أحمد أنه قال أكرهه ولا أقول يقطع الصلاة ليس هو كلاما وروي ذلك عن ابن مسعود وابن عباس وابن سيرين والنخعي ويحيى بن أبي كثير وإسحاق
قال القاضي الموضع الذي قال أحمد يقطع الصلاة إذا انتظم حرفين لأنه جعله كلاما ولا يكون كلاما بأقل من حرفين والموضع الذي قال لا يقطع الصلاة إذا لم ينتظم حرفان وقال أبو حنيفة إن سمع فهو بمنزلة الكلام وإلا فلا يضر والصحيح أنه لا يقطع الصلاة ما لم ينتظم منه حرفان لما روى عبدالله بن عمر قال انكسفت الشمس على عهد رسول الله ? فذكر الحديث إلى أن قال ثم نفخ في سجوده فقال أف أف رواه أبو داود وأما قول أبي حنيفة فإن أراد ما لا يسمعه الإنسان من نفسه فليس ذلك بنفخ وإن أراد ما لا يسمعه غيره فلا يصح لأن ما أبطل الصلاة إظهاره أبطلها إسراره وما لا فلا كالكلام.
فصل: فأما النحنحة فقال أصحابنا إن بان منها حرفان بطلت الصلاة بها كالنفخ ونقل المروذي قال كنت آتي أبا عبدالله فيتنحنح في صلاته لأعلم أنه يصلي وقال مهنا رأيت أبا عبدالله يتنحنح في الصلاة قال أصحابنا هذا محمول على أنه لم ينتظم حرفين
وظاهر حال أحمد أنه لم يعتبر ذلك لأن النحنحة لا تسمى كلاما وتدعو الحاجة إليها في الصلاة وقد روي عن علي رضي الله عنه قال كانت لي ساعة في السحر أدخل فيها على رسول الله ? فإن كان في صلاة تنحنح فكان ذلك إذني وإن لم يكن في صلاة أذن لي رواه الخلال بإسناده واختلفت الرواتة عن أحمد في كراهة تنبيه المصلي بالنحنحة في صلاته فقال في موضع لا تنحنح في صلاة قال النبي ? إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال ولتصفق النساء وروى عنه المروذي أنه كان يتنحنح ليعلمه أنه في صلاة وحديث علي يدل عليه وهو خاص فيقدم على العام.
فصل: فأما البكاء والتأوه ولأنين الذي ينتظم منه حرفان فما كان مغلوبا عليه لم يؤثر على ما ذكرنا من قبل وما كان من غير غلبة فإن كان لغير خوف الله أفسد الصلاة وإن كان من خشية الله فقال أبو عبدالله بن بطة في الرجل يتأوه في الصلاة إن تأوه من النار فلا بأس وقال أبو الخطاب إذا تأوه أو أن أو بكى لخوف الله لم تبطل صلاته
قال القاضي التأوه ذكر مدح الله تعالى به إبراهيم عليه الصلاة السلام فقال " إن إبراهيم لأواه حليم " والذكر لا يفسد الصلاة ومدح الباكين بقوله تعالى) خروا سجدا وبكيا (وقال) ويخرون للأذقان يبكون (وروي عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن أبيه أنه قال رأيت رسول الله ? يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء رواه الخلال وقال عبدالله بن شداد سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف ولم أر عن أحمد في التأوه شيئا ولا في الأنين والأشبه بأصولنا أنه متى فعله مختارا أفسد صلاته فإنه قال في رواية مهنا في البكاء الذي لا يفسد الصلاة إنه ما كان عن غلبة ولأن الحكم لا يثبت إلا بنص أو قياس أو إجماع والنصوص العامة تمنع من الكلام كله ولم يرد في التأوه والأنين ما يخصهما ويخرجهما من العموم والمدح على التأوه لا يوجب تخصيصه كتشميت العاطس ورد السلام والكلمة الطيبة التي هي صدقة.
فصل إذا أتى بذكر مشروع يقصد به تنبيه غيره فذلك ثلاثة أنواع الأول مشروع في الصلاة مثل أن يسهو فيسبح به ليذكره أو يترك إمامه ذكرا فيرفع المأموم صوته ليذكره أو يستأذن عليه إنسان في الصلاة أو يكلمه أو ينوبه شيء فيسبح ليعلم أنه في صلاة أو يخشى على إنسان الوقوع في شيء فيسبح به ليوقظه أو يخشى أن يتلف شيئا فيسبح به ليتركه فهذا لا يؤثر في الصلاة في قول أكثر أهل العلم منهم الأوزاعي والشافعي وإسحاق وأبو ثور وحكي عن أبي حنيفة أن من أفهم غير إمامه بالتسبيح فسدت صلاته لأن خطاب آدمي فيدخل في عموم أحاديث النهي عن الكلام
ولنا قول النبي ? من نابه شيء في الصلاة فليقل سبحان الله فإنه لا يسمعه أحد يقول سبحان الله إلا التفت وفي الفظ إذا نابكم أمر فليسبح الرجال ولتصفق النساء متفق عليه وهو عام في كل أمر ينوب المصلي وفي المسند عن علي كنت إذا استأذنت على النبي ? إن كان في صلاة سبح وإن كان في غير صلاة أذن ولأنه نبه بالتسبيح أشبه ما لو نبه الإمام ولو كان تنبيه غير الإمام كلاما مبطلا لكان تنبه الإمام كذلك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/405)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 03:18 ص]ـ
نعم يا أخي الشاذلي هو دعاء لكن قصد به الخطاب لآ دمي بخلا ف القنوت فهو دعاء محض.
ـ[الشاذلي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً(30/406)
للمذاكره: لماذا لم يحج الامام ابن حزم؟
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم .. هذا الامام الجهبذ - ما الاسباب الحقيقيه التي منعته من اداء الحج؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:41 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5638&highlight=%CD%CC+%C7%C8%E4+%CD%D2%E3
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[21 - 04 - 04, 08:31 م]ـ
سمعت في اذاعة اسلاميه ان الاسباب التي منعت ابن حزم من الحج ثلاثه: الاول: الحجر على امواله - الثاني: تفرغه للتصنيف - الثالث: عزلته وقطع الصلة به.
ـ[سليمان]ــــــــ[22 - 04 - 04, 01:11 ص]ـ
الذي يظهر والله أعلم أنه لفقره .. وهذا سبب منع كثير من العلماء من الحج .. أما الأسباب الأخرى فلا تنهض جواباً ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 01:16 ص]ـ
لكن ابن حزم كان غنيا
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 02:22 م]ـ
كيف وقد قال الذهبي عنه - رحم الله الجميع:انه قد اهين وشرد وضيق عليه ولقي شدائد واهوال.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 04 - 04, 10:26 ص]ـ
عاش ابن حزم في أول أمره في يسر ورخاء، ثم نزل به الحال بحرمانه من بعض مال أسرته، ومع ذلك فإنه لم يصل إلى مرتبة الفقر وإن كان دون الأغنياء.
المصدر:
http://arabic.islamicweb.com/sunni/Thahiri.htm
والله أعلم.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 11:10 ص]ـ
مات ابن حزم في قرية له على ساحل المحيط الأطلسي، مما يدل على يسره في أواخر حياته.
ولكن من العلماء من لم يوجب الحج على من بينه وبين مكة بحر، فلا يوجب على المسلم ركوب البحر للحج.
ولعل ممن لم يحج من علماء الأندلس ابن عبد البر أيضاً فإنهم ذكروا أنه لم يخرج من الأندلس.
وظني بابن حزم أنه لم يأمن له طريق، ولكن المشكل أنه ممن يرى أن وجوب الحج على الفور.(30/407)
لماذا سمي المنافقون بالطابور الخامس؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:26 ص]ـ
نسمع كثيرا هذه العبارة او قل هذا اللقب عند الحديث عن المنافقين او العلمانيين او الحداثيين.
فلماذا الخامس وليس غيره؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:41 ص]ـ
الطابور الخامس
الحرب الأهلية الإسبانية ..........
نشأ تعبير (الطابور الخامس) أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936، واستمرت ثلاث سنوات، وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال (كويبوكيللانو). وكان أحد القوات الثائرة، وكان يحدث قواته الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار، ثم قال: إن هناك أيضاً طابوراً خامساًًََ يعمل مع الثوار وكان داخل مدريد، ويقصد به مؤيدي الثورة من الشعب.
منقول
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[21 - 04 - 04, 09:13 م]ـ
لكن (الطابور الخامس) اليوم يطلقه اكثر المفكرين على المنافقين والمتربصين بالاسلام - واطلقه بهذا الاعتبار الشيخ: محمد قطب حفظه الله وقبله المرحوم: سيد قطب.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 09:44 م]ـ
يقصد بالطابور الخامس المنافقين من الشعب.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 09:49 م]ـ
ما هو الطابور الخامس؟
الطابور الخامس:
جماعة من أنصار العدو السريين يقومون بأعمال التجسس أو التخريب ضمن خطوط الدفاع أو حدود البلاد. استخدم التعبير، أول ما استخدم، عام 1936 خلال الحرب الأهلية الإسبانية، وقد قصد به آنذاك بعض مؤيدي الجنرال فرانكو المتواجدين في مدريد الخاضعة لسيطرة الحكومة الجمهورية والذين كان يتوقع منهم أن يثوروا على تلك الحكومة حالما تصبح فرق فرانكو العسكرية الأربع (أو طوابيره الأربعة) الزاحفة لاحتلال العاصمة، على مقربة دانية منها.-منقول-
يقصد اذا بالطابور الخامس المنافقين من الشعب.
في الرحيق المختوم:
ولما كان المنافقون هم الطابور الخامس في صفوف المسلمين، ولكونهم سكان المدينة، كان يمكن لهم الاتصال بالمسلمين واستفزاز مشاعرهم كل حين. تحمل فريضة الدعاية هؤلاء المنافقون، وعلى رأسهم ابن أبي.
وقال ايضا:
أما كون خيبر بهذه الصفة، فلا ننسي أن أهل خيبر هم الذين حزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وأثاروا بني قريظة على الغدر والخيانة، ثم أخذوا في الاتصالات بالمنافقين ـ الطابور الخامس في المجتمع الإسلامي ـ وبغطفان وأعراب البادية
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 11 - 08, 11:53 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله أن يعيذنا من النفاق وأهله.
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[12 - 11 - 08, 02:25 م]ـ
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الطابور الخامس هو تعبير نشأ أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي نشبت عام 1936 م واستمرت ثلاث سنوات وأول من أطلق هذا التعبير هو الجنرال كويبو كيللانو أحد قادة القوات الثائرة الزاحفة على مدريد وكانت تتكون من أربعة طوابير من الثوار وقال: إن هناك طابورًا خامساً يعمل مع الثوار من داخل مدريد ويقصد به مؤيدي الثورة من الشعب.
وترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحروب واتسع ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية التي انتشرت نتيجة الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والغربي.(30/408)
أشكلت علي هذه الفتوى للإمام أحمد
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[21 - 04 - 04, 09:56 ص]ـ
إخوتي الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأثناء قراءتي لكتاب إعلام الموقعين لابن القيم -رحمه الله- أشكلت علي هذه الفتوى للإمام أحمد:
وهي في الكتاب المذكور (2/ 77) تحقيق مشهور:
"وقال جعفر بن محمد –أيضا-: سمعت أبا عبد الله سئل عن رجل قال لامراته:
كل امرأة أتزوجها، أو جارية أشتريها لوطء وأنت حية؛ فالجارية حرة، والمرأة طالق،
قال: إن تزوج لم آمره أن يفارقها،
والعتق أخشى أن يلزمه؛ لأنه مخالف للطلاق،
قيل له: يهب له رجل جارية، قال: هذا طريق الحيل، وكرهه" اهـ
ما وجه التفريق بين الطلاق والعتاق هنا؟
وجزيتم كل خير، ودفع الله عنكم كل ضير.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 11:17 ص]ـ
المسألة قديمة و مشهورة في كتب الفقه، في باب الشروط في النكاح و التعاليق في الطلاق و العتق ..
و تجدها في الأم و المدونة و المغني و الحجة و المبسوط و فروع و حواشي و شروح كتب المذاهب الفقهية جميعا و أكتفي بنقل كلام الصنعاني في سبل السلام فقد نقل كلام ابن القيم في التفريق بين العتق و الطلاق فقال:
وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَقَعُ الطَّلَاقُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْأَجْنَبِيَّةِ، فَإِنْ كَانَ تَنْجِيزًا فَإِجْمَاعٌ، وَإِنْ كَانَ تَعْلِيقًا بِالنِّكَاحِ كَأَنْ يَقُولَ إنْ نَكَحْت فُلَانَةَ فَهِيَ طَالِقٌ. فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: الْأَوَّلُ: أَنَّهُ لَا يَقَعُ مُطْلَقًا، وَهُوَ قَوْلُ الْهَادَوِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَأَحْمَدَ وَدَاوُد وَآخَرِينَ وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ صَحَابِيًّا وَدَلِيلُ هَذَا الْقَوْلِ حَدِيثُ الْبَابِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَقَالٌ مِنْ قِبَلِ الْإِسْنَادِ، فَهُوَ مُتَأَيَّدٌ بِكَثْرَةِ الطُّرُقِ وَمَا أَحْسَنُ مَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} وَلَمْ يَقُلْ إذَا طَلَّقْتُمُوهُنَّ ثُمَّ نَكَحْتُمُوهُنَّ وَبِأَنَّهُ إذَا قَالَ الْمُطَلِّقُ: إنْ تَزَوَّجْت فُلَانَةَ هِيَ طَالِقٌ مُطَلِّقٌ لِأَجْنَبِيَّةٍ، فَإِنَّهَا حِينَ أَنْشَأَ الطَّلَاقَ أَجْنَبِيَّةٌ وَالْمُتَجَدِّدُ هُوَ نِكَاحُهَا، فَهُوَ كَمَا لَوْ قَالَ لِأَجْنَبِيَّةٍ إنْ دَخَلْت الدَّارَ فَأَنْتِ طَالِقٌ فَدَخَلَتْ وَهِيَ زَوْجَتُهُ لَمْ تَطْلُقْ إجْمَاعًا. وَذَهَبَ أَبُو حَنِيفَةَ، وَهُوَ أَحَدُ قَوْلَيْ الْمُؤَيَّدِ بِاَللَّهِ إلَى أَنَّهُ يَصِحُّ التَّعْلِيقُ مُطْلَقًا وَذَهَبَ مَالِكٌ وَآخَرُونَ إلَى التَّفْصِيلِ، فَقَالُوا إنْ خَصَّ بِأَنْ يَقُولَ كُلُّ امْرَأَةٍ أَتَزَوَّجُهَا مِنْ بَنِي فُلَانٍ، أَوْ مِنْ بَلَدِ كَذَا فَهِيَ طَالِقٌ، أَوْ قَالَ فِي وَقْتِ كَذَا وَقَعَ الطَّلَاقُ. وَإِنْ عَمَّ وَقَالَ كُلُّ امْرَأَةٍ أَتَزَوَّجُهَا فَهِيَ طَالِقٌ لَمْ يَقَعْ شَيْءٌ، وَقَالَ فِي نِهَايَةِ الْمُجْتَهِدِ سَبَبُ الْخِلَافِ هَلْ مِنْ شَرْطِ وُقُوعِ الطَّلَاقِ وُجُودُ الْمِلْكِ مُتَقَدِّمًا عَلَى الطَّلَاقِ بِالزَّمَانِ، أَوْ لَيْسَ مِنْ شَرْطِهِ فَمَنْ قَالَ هُوَ مِنْ شَرْطِهِ قَالَ لَا يَتَعَلَّقُ الطَّلَاقُ بِالْأَجْنَبِيَّةِ وَمَنْ قَالَ لَيْسَ مِنْ شَرْطِهِ إلَّا وُجُودُ الْمِلْكِ فَقَطْ قَالَ يَقَعُ. (قُلْت): دَعْوَى الشَّرْطِيَّةِ تَحْتَاجُ إلَى دَلِيلٍ وَمَنْ لَمْ يَدَعْهَا فَالْأَصْلُ مَعَهُ ثُمَّ قَالَ: وَأَمَّا الْفَرْقُ بَيْنَ التَّخْصِيصِ وَالتَّعْمِيمِ فَاسْتِحْسَانٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمَصْلَحَةِ وَذَلِكَ إذَا وَقَعَ فِيهِ التَّعْمِيمُ فَلَوْ قُلْنَا بِوُقُوعِهِ امْتَنَعَ مِنْهُ التَّزْوِيجُ فَلَمْ يَجِدْ سَبِيلًا إلَى النِّكَاحِ الْحَلَالِ فَكَانَ مِنْ بَابِ النَّذْرِ بِالْمَعْصِيَةِ. وَأَمَّا إذَا خُصِّصَ، فَلَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ ذَلِكَ ا هـ. (قُلْت): سَبَقَ الْجَوَابُ عَنْ هَذَا بِقِيَامِ الدَّلِيلِ عَلَى الشَّرْطِيَّةِ هَذَا وَالْخِلَافُ فِي الْعِتْقِ مِثْلُ الْخِلَافِ فِي الطَّلَاقِ فَيَصِحُّ عِنْدَ أَبِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/409)
حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ: وَعِنْدَ أَحْمَدَ فِي أَصَحِّ قَوْلَيْهِ وَعَلَيْهِ أَصْحَابُهُ. وَمِنْهُمْ ابْنُ الْقَيِّمِ، فَإِنَّهُ فَرَّقَ بَيْنَ الطَّلَاقِ وَالْعَتَاقِ فَأَبْطَلَهُ فِي الْأَوَّلِ، وَقَالَ بِهِ فِي الثَّانِي مُسْتَدِلًّا عَلَى الثَّانِي بِأَنَّ الْعِتْقَ لَهُ قُوَّةٌ وَسِرَايَةٌ، فَإِنَّهُ يَسْرِي إلَى مِلْكِ الْغَيْرِ وَلِأَنَّهُ يَصِحُّ أَنْ يُجْعَلَ الْمِلْكُ سَبَبًا لِلْعِتْقِ كَمَا لَوْ اشْتَرَى عَبْدًا لِيُعْتِقَهُ عَنْ كَفَّارَةٍ، أَوْ نَذْرٍ، أَوْ اشْتَرَاهُ بِشَرْطِ الْعِتْقِ وَلِأَنَّ الْعِتْقَ مِنْ بَابِ الْقُرَبِ وَالطَّاعَاتِ، وَهُوَ يَصِحُّ النَّذْرُ بِهَا، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَالَ النَّذْرِ بِهِ مَمْلُوكًا كَقَوْلِك لَئِنْ آتَانِي اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ لَأَصَّدَّقَن بِكَذَا وَكَذَا ذَكَرَهُ فِي الْهَدْيِ النَّبَوِيِّ. (قُلْت): وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ، فَإِنَّ السِّرَايَةَ إلَى مِلْكِ الْغَيْرِ تَفَرَّغَتْ مِنْ إعْتَاقِهِ لِمَا يَمْلِكُهُ مِنْ الشِّقْصِ فَحَكَمَ الشَّارِعُ بِالسِّرَايَةِ لِعَدَمِ تَبَعُّضِ الْعِتْقِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ وَلِأَنَّهُ يَصِحُّ أَنْ يُجْعَلَ الْمِلْكُ سَبَبًا لِلْعِتْقِ كَمَا لَوْ اشْتَرَى عَبْدًا لِيُعْتِقَهُ فَيُجَابُ عَنْهُ بِأَنَّهُ لَا يُعْتَقُ هَذَا الَّذِي اشْتَرَاهُ إلَّا بِإِعْتَاقِهِ كَمَا قَالَ لِيُعْتِقَهُ، وَهَذَا عِتْقٌ لِمَا يَمْلِكُهُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ إنَّهُ يَصِحُّ النَّذْرُ وَمِثْلُهُ بِقَوْلِهِ لَئِنْ آتَانِي اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، فَهَذِهِ فِيهَا خِلَافٌ وَدَلِيلُ الْمُخَالِفِ أَنَّهُ قَدْ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَذْرَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ} كَمَا يُفِيدُهُ قَوْلُهُ. (1018) - وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا عِتْقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا طَلَاقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ} أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ. وَنُقِلَ عَنْ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ أَصَحُّ مَا وَرَدَ فِيهِ. (وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا نَذْرَ لِابْنِ آدَمَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا عِتْقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ، وَلَا طَلَاقَ لَهُ فِيمَا لَا يَمْلِكُ} أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ وَنُقِلَ عَنْ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ أَصَحُّ مَا وَرَدَ فِيهِ) تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي ذَلِكَ مُسْتَوْفًى.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 04 - 04, 11:21 ص]ـ
و هذا جواب لشيخ الإسلام رحمه الله:
مَسْأَلَةٌ: فِي رَجُلٍ تَزَوَّجَ وَشَرَطُوا عَلَيْهِ فِي الْعَقْدِ أَنَّ كُلَّ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُ بِهَا تَكُونُ طَالِقًا، وَكُلَّ جَارِيَةٍ يَتَسَرَّى بِهَا تُعْتَقُ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَنَّهُ تَزَوَّجَ وَتَسَرَّى، فَمَا الْحُكْمُ فِي الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ؟. الْجَوَابُ: هَذَا الشَّرْطُ غَيْرُ لَازِمٍ فِي مَذْهَبِ الْإِمَامِ الشَّافِعِيِّ، وَلَازِمٌ لَهُ فِي مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ مَتَى تَزَوَّجَ وَقَعَ بِهِ الطَّلَاقُ، وَمَتَى تَسَرَّى عَتَقَتْ عَلَيْهِ الْأَمَةُ، وَكَذَلِكَ مَذْهَبُ مَالِكٍ. وَأَمَّا مَذْهَبُ أَحْمَدَ: فَلَا يَقَعُ بِهِ الطَّلَاقُ وَلَا الْعَتَاقُ لَكِنْ إذَا تَزَوَّجَ وَتَسَرَّى كَانَ الْأَمْرُ بِيَدِهَا، إنْ شَاءَتْ أَقَامَتْ مَعَهُ، وَإِنْ شَاءَتْ فَارَقَتْهُ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إنَّ أَحَقَّ الشُّرُوطِ أَنْ يُوَفَّى بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ}؛ وَلِأَنَّ رَجُلًا زَوَّجَ امْرَأَةً بِشَرْطِ أَنْ لَا يَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا، فَرُفِعَ ذَلِكَ إلَى عُمَرَ، فَقَالَ: مَقَاطِعُ الْحُقُوقِ عِنْدَ الشُّرُوطِ. فَالْأَقْوَالُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ثَلَاثٌ: أَحَدُهَا: يَقَعُ بِهِ الطَّلَاقُ وَالْعَتَاقُ. وَالثَّانِي: لَا يَقَعُ بِهِ، وَلَا تَمْلِكُ امْرَأَتُهُ فِرَاقَهُ. وَالثَّالِثُ: وَهُوَ أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ، أَنَّهُ لَا يَقَعُ بِهِ طَلَاقٌ وَلَا عَتَاقٌ، لَكِنْ لِامْرَأَتِهِ مَا شُرِطَ لَهَا، فَإِنْ شَاءَتْ أَنْ تُقِيمَ مَعَهُ، وَإِنْ شَاءَتْ أَنْ تُفَارِقَهُ، وَهَذَا أَوْسَطُ الْأَقْوَالِ.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[21 - 04 - 04, 04:58 م]ـ
بارك الله فيكما وأحسن إليكما. أليس هذا الشرط مما حرّم حلالاً، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً". ما قولكم؟(30/410)
من تعلمونه بحث مسألة إثبات الحدود أو نفيها بالطرق الحديثة كالفحص الطبي أو الجينات.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 12:24 م]ـ
السلام عليكم
وهي مسألة إثبات الحدود أو نفيها بالطرق الحديثة كالفحص الطبي أو الجينات.
وتحديدا أحكام العدة والمؤتمرات التي تدعو لإلغاء العدة بالطرق العلمية الحديثة
وفقكم الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:19 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:31 م]ـ
هناك بحث أسمه:
مدى حجية الوسائل المعاصرة في الإثبات الجنائي في الفقه الإسلامي والقانون الوضعي
إبراهيم حسن إبراهيم
إشراف/ محمد بلتاجي
القاهرة: جامعة القاهرة كلية دار العلوم 1990
رسالة ماجستير
==========
نقلا عن موقع الرواق
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 07:25 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
وبارك عليك
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 08:07 م]ـ
شيخنا الكريم الشيخ إحسان _ أحسن الله إليه _
هذه فتوى لأحد القضاة الفضلاء لها تعلق بالموضوع
العنوان الإثبات بالبينات المعاصرة
المجيب هاني بن عبدالله الجبير
القاضي بالمحكمة الكبرى بجدة
التصنيف القضاء
التاريخ 7/ 6/1424هـ
السؤال
أنا طالب جامعي تخصصي شريعة وقانون، وأبحث عن موضوع جعلته مذكرة تخرجي وعنوانه: أدلة الإثبات بين الشريعة والقانون.
وتلقيت إشكاليات وإبهامات أرجو من الله ثم منكم أن تمنوا علي بما منَّه الله عليكم به من العلم، وأن تفيدوني في أقرب وقت ممكن، والأسئلة كالآتي:
(1) ما حكم الإثبات بالتسجيلات الصوتية في القضاء؟
(2) ما حكم الإثبات بالبصمات الوراثية؟
(3) ما حكم الإثبات بالتصوير الفوتوغرافي؟
(4) ما حكم الإثبات بالكلب البوليسي؟
وكل هذه القرائن هل يجوز الإثبات بها قضاءً؟ أريد مادة علمية، وقبل ردكم على طلبي تقبلوا كل التقدير الأخوي.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فإجابة ما استشكله السائل تتضح في النقاط التالية:
أولاً: اختلف أهل العلم في البينة التي يستند عليها القاضي في حكمه، هل هي محصورة بالشهادة واليمين والإقرار، أو هي أعم من ذلك، والصواب أن البينة لكل ما يبين الحق ويظهره، وهذا اختيار ابن القيم، قال: - رحمه الله -: "البينة اسم لكل ما بين الحق ويظهره، ومن خصها بالشاهدين أو الشاهد لم يوف مسماها حقه، ولم تأت البينة قط في القرآن مراداً بها الشاهدان، وإنما أتت مراداً بها الحجة والدليل والبرهان، كذلك قول النبي – صلى الله عليه وسلم –: "البينة على المدعي" رواه الترمذي (1341) وغيره المراد به أن عليه ما يصحح دعواه ليحكم له) الطرق الحكمية ص 12.
ثانياً: الدعاوى المعروضة على القضاء ليست نوعاً واحداً، وكل نوع منها يختلف في إثباته عن غيره.
والحدود لا تقام إلا بعد ثبوت موجبها ببينة قاطعة لا يتطرق لها الشك، ومن القواعد المقررة أن الحدود تدرأ بالشبهات.
والتعزيرات يكفي فيها وجود تهمة قوية متجهة على المحكوم عليه، كالاتهام بحد دفعه وجود الشبهة.
وأما الحقوق المالية إذا حصلت فيها خصومة فإنها أوسع مجالاً، فيكفي رجحان أحد جانبي الخصومة في الاعتضاد باليمين لاستحقاق المدعى به أو نفيه.
قال ابن القيم (اليمين تشرع من جهة أقوى المتداعيين، فأي الخصمين ترجح جانبه جعلت اليمين من جهته) إعلام الموقعين.
ثانياً: استعمال البينات المعاصرة المستجدة في القضايا المتعلقة بالحقوق المالية لابد منه، لما في إهمالها من تضييع للحقوق، قال ابن القيم (الشارع لا يهمل بينة ولا يرد حقاً قد ظهر بدليله أبداً، ولا يقف ظهور الحق على أمر معين ... ولما ظن هذا من ظنه ضيعوا طريق الحكم، فضاع كثير من الحقوق لتوقف ثبوتها عندهم على طريق معين، وصار الظالم الفاجر ممكناً من ظلمه وفجوره، فضاعت حقوق كثيرة لله ولعباده، وحينئذ أخرج الله أمر حكم العالمين عن أيديهم ... ) إعلام الموقعين (1/ 91).
رابعاً: القرائن وهي الاستدلال بالأمور المعروفة الحاصلة في القضايا على أمور مجهولة مقبولة معتبرة لترجيح جانب أحد طرفي الخصومة، إذا كان احتمال الخطأ والتزوير فيها ضعيفاً، وأما ما كثر الخطأ فيها واحتمال التزوير فهي غير معتبرة، وما بينهما بحسبه.
خامساً: بالنسبة للأمثلة التي أوردها الأخ السائل فإنه صدرت بخصوص البصمة الوراثية فتوى المجمع الفقهي الإسلامي بمكة في دورته السادسة عشرة، وتضمنت أن لا مانع شرعاً من الاعتماد على البصمة الوراثية في التحقيق الجنائي، واعتبارها وسيلة إثبات في الجرائم التي ليس فيها حد شرعي ولا قصاص، ولا يجوز الاعتماد على البصمة الوراثية في نفي النسب، لكن يعتمد عليها في حالات التنازع على مجهول النسب، وضياع الأطفال والمواليد في المستشفيات ... الخ.
أما كلاب الشرطة فهي إذا استعرفت على شيء كان ذلك مجرد قرينة يمكن الاستناد إليها لتعزيز أدلة أخرى، دون أن تكون دليلاً قائماً بذاته.
وكذلك الحال في التسجيلات الصوتية إذا تمت مضاهاتها بالبصمة الصوتية. وثبتت نسبتها إلى من نسبت إليه فإنها إن تمت من جهة لا يتطرق الشك إليها، وإلا فلا يعتمد عليها لإمكان التدليس والتصوير، فإن تم من جهة رسمية لا يتطرق الشك في احتمال تزويرها أو تغييرها وأمكن القطع بمطابقتها لمن نسبت إليه فهي قرينة كذلك، وإلا فإنه يصعب التعويل عليها لإمكان إحداث التغيير وتعديل الشكل والملامح كما هو واقع.
وفق الله الجميع لهداه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
المصدر: http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=21912
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/411)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 08:23 م]ـ
بارك الله عليك شيخنا الفاضل السلمي
وهل سمع أحدكم عن المؤتمرات التي عقدت لإلغاء العدة بمعرفة براءة الرحم من الحمل!؟
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[26 - 04 - 04, 01:40 م]ـ
لقد بحث الشيخ عمر بن محمد السبيّل رحمه الله تعالى في (البصمة الوراثية ومدى مشروعية استخامها في النسب والجناية)
وبالنسبة للمؤتمرات التي عقدت لإلغاء العدة بمعرفة براءة الرحم من الحمل بالطرق الطبية سمعنا بها واذكر أن إحدى الأخوات تجمع مادة حول هذا الموضوع وغيره من الشبهات التي يثيرها اعداء الإسلام وماكتب حولها من ردود بين مؤيد ومعارض مثل شبهاتهم حول الحجاب و قوامة الرجل على المرأة و كون الطلاق بيد الرجل وسقوط حضانة المرأة لطفلها إذا تزوجت وكون ميراثها على النصف من ميراث الرجل
و غير ذلك.ولاأعلم هل وجدت في العدة شيءبعدي أم لا فقد بحثت لمساعدتها فلم أجد في العدة شيء فإن كنت تريد سألتها إن كانت قد توصلت لشيء
نفعك الله بعلمك ونفع بك.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 04 - 04, 01:31 ص]ـ
بارك الله عليك أختنا الفاضلة
وحبذا سؤال الأخت والاستفادة منها
ولم أجد شيئا في العدة
وليتنا نستفيد من المادة المجموعة من قبل الأخت
وفقك الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 05 - 04, 12:53 م]ـ
وجه للجنة الدائمة السؤال التالي:
مارأيكم في الإستبراء عن طريق الكشف الطبي بالوسائل الحديثة؟
فأجابت:
الله تعالى هو الذي شرع الشرائع في العبادات والأنكحة والمعاملات، وله سبحانه كمال العلم. بما كان وما سيكون ولم يشرع الإستبراء بطريق الكشف الطبي بالآلات الحديثة، وما كان ربك نسيا، فلا يجزئ الاستبراء بذلك بدلاً من الإستبراء أو الاعتداد بما عرف شرعا بالقرآن والسنة وشرحته كتب الفقه الإسلامي. اهـ
" فتاوى اللجنة " (20/ 487 - 488).
((إفادة من أحد الإخوة))
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[25 - 05 - 04, 02:17 م]ـ
الاخ الحبيب أبو طارق:
هناك رسالة الدكتوارة للشيخ: عبدالله العجلان عنوانها القضاء بالقرائن المعاصرة ولقد أحضرها لى أحد الاخوة ولا ادرى هل طبعت أم لا.
وكذلك فأن المجمع الفقهي للمؤتمر قد قدمت له العديد من البحوث في هذا الباب وعليه أتخذ القرارات ومنها البحث الذي ذكر للشيخ عمر السبيل رحمه الله وكذلك بحث للشيخ (قرة داغي) وكلها منشور في مجلة البحوث في أعداد كثيرة خلال هذا العام.
وهذا موضوع قد يوجد فيه شئ من الفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=17035&highlight=%C7%E1%DA%CC%E1%C7%E4
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[25 - 05 - 04, 03:50 م]ـ
أذكر أنني اطلعت على رسالة دكتوراه لباحث من الكويت في قسم الفقه بالجامعة الأردنية بعمان، وهي معنونة بالقضاء بأدلة الإثبات المعاصرة، أو نحواً من ذلك، وهو بحثٌ كبير وجيد.
والموضوع يبحث في أقسام القانون باسم: أدلة الإثبات.
ولدى أقسام الفقه باسم: القضاء بالقرائن.
فهذه كلمات مفتاحية، يمكن الاستفادة من محركات البحث بواسطته.
وللفائدة: ادخل على الموقع الجديد لمركز فيصل، واختر خدمة (بحث) في يسار الصفحة من أعلى، ومنها في: بحث في قواعد المعلومات.
هنا:
http://www.swar.net/test/kfcris2/index.asp
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[04 - 08 - 04, 07:42 م]ـ
[ quote= المتمسك بالحق] الاخ الحبيب أبو طارق:
هناك رسالة الدكتوارة للشيخ: عبدالله العجلان عنوانها القضاء بالقرائن المعاصرة ولقد أحضرها لى أحد الاخوة ولا ادرى هل طبعت أم لا./ quote]
الشيخ الفاضل أذكر أن هذه الرسالة موجودة في رسالة الماجستير ((أحكام التصوير)) للواصل إن لم تخني الذاكرة والرسالة مطبوعة والكتاب استعارة أحد النهمين في الطلب من سنة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 08 - 04, 07:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[عبدالسلام الزائر]ــــــــ[07 - 11 - 05, 01:22 ص]ـ
يرفع لإثراء الموضوع للأهمية ...
ـ[سيف 1]ــــــــ[07 - 11 - 05, 08:18 ص]ـ
شيخنا الكريم احسان
لا يخفى عليكم ان العدة ليست فقط للاستبراء والا فالاستبراء يقع بحيضة واحدة كما في الأمة
ولكنه حق للزوج على زوجته في ان يراجعها
ـ[العريني الحنبلي]ــــــــ[07 - 11 - 05, 01:38 م]ـ
هناك بحث تكميلي في البصمة الوراثية من المعهد العالي للقضاء بجا معة الإمام نسيت عنوانه بالضبط؟
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[08 - 11 - 05, 04:16 م]ـ
ذلك الموضوع رأيت فيه بحثا يسيرا فى كتاب (مسائل فى الفقه المقارن) تأليف: الدكتور عمر سليمان الأشقر ـ والدكتور ماجد أبو رخية ـ والدكتور محمد عثمان شبير ـ والدكتور عبدالناصر أبو بصل، وهو طبع دار النفائس بالأردن طـ3 ــ 1419هـ، 1999م.
وذكر ذلك في المسألة الرابعة عشر بعنوان (القضاء بالقرائن) ــ د. عبدالناصر أبو بصل
وقد استقر رأي الباحث على الإباحة، وقد أجاد الدكتور فى البحث على قصره، ورتبه ترتيبا جيدا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/412)
ـ[أبو مالك بن صالح]ــــــــ[08 - 11 - 05, 04:32 م]ـ
الم يلحق النبي الغلام المتنازع عليه بزمعة مع شبهه البين بعتبة بن وقاص ولم يعتبر الشبه في أمره للناس وإنما أخذ بالإحتياط لنفسه وأهله بأمر سودة بالحجاب
ألم يقل عن المرأة (لولا ما سبق من كتاب الله لأقمت عليها الحد) لما رأى الشبه البين لوليدها بمن اتهمت المرأة به بل قال النبي قبل رؤيته إن أتت به على الصفة الفلانية فهو من من أتهمت به
ومع ذلك أبقى النسب في الحالتين للفراش حرصا من الشارع على استقرار الأنساب
هذا ما عندي في هذه المسألة (وهو خاص في لحوق النسب عند الرمي بالزنا)
ـ[عبد الله الجزائري]ــــــــ[06 - 03 - 07, 01:56 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله:
إخوتي في الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحضّر رسالة ماجستير بعنوان: النية وأثرها في عقد الزواج.
أبحث عن رسالة الشيخ غانم السدلان: النية وأثرها في الأحكام الشرعية. رسالة دكتوراة في الفقه.
بحثت عنها في كثير من المكتبات الجزائرية ولم أجدها.
من يعرف مكانها على أحد المواقع فلينشره؟
من يعرف مكان وجودها بأحد المكتبات الجزائرية فليعلمني بالعنوان؟
من يملكها ويمكنه تصويرها فليفعل؟
من يملك مراجع ذات الصلة بالرسالة ساعدني في الحصول عليه مثل:كتاب ترتيب الفروق للبقوري، كتاب عن الأدلة على اعتبار القصود في العقود، مقال الدكتور الخشلان حول الباعث في العقد،؟
وجزاكم الله خيرا.
البريد الالكتروني:
Ousam05@yahoo.fr
أو
Ousam06@hotmail.com(30/413)
أطول مدة للحمل بين الشرع والطب والقانون
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:30 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قضية " أطول مدة للحمل " مما اختلفت أقوال العلماء فيها، ولا شك أنه قد بني على الخلاف فيها شر عظيم، ومنه: ارتكاب الفحشاء من بعض النساء بعد وفاة زوجها وحملها منه وادعاء أن ذلك كان من زوجها!! ولو فعلت ذلك بعد موته بسنوات على اعتبار القول بطول مدة الحمل وأنها قد تصل إلى خمس سنوات!!
وكنت أعجب من الأقوال هذه وأرى بعدها عن الصواب، وقد وقفت على ما يؤيد هذا من كلام أهل الاختصاص.
وسأسوقه بلفظه ليطلع عليه الإخوة راجيا لهم النفع.
====
* أطول مدة للحمل: وكما يمكن للجنين أن يولد قبل تمام مدة الحمل المعتادة فإنَّه قد يمكث في رحم أمِّه أطول من هذه المدة (4)، وهناك خلاف في تحديد أطول مدة للحمل بين أهل الفقه، وأهل الطب، وأهل القانون على التفصيل الآتي:
*فبعض الفقهاء يرون أن مدة الحمل قد تطول إلى سنتين (الأحناف) ويرى بعضهم أنها قد تصل إلى أربع سنوات (المالكية والشافعية وبعض الحنابلة) ويرى آخرون أنها يمكن أن تصل إلى خمس سنوات (المالكية، ورواية عند الحنابلة)، وقد فنَّد الفقيه الأندلسي ابن حزم هذه الآراء حيث قال: (لا يجوز أن يكون الحمل أكثر من تسعة أشهر، ولا أقل من ستة أشهر، لقول الله تعالى: وحملُهُ وفِصالُهُ ثلاثونَ شهراً، وقوله تعالى: والوالدات يُرْضِعْنَ أولادَهُنَّ حولَيْنِ كاملينِ لِمَنْ أرادَ أنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ، فمن ادعى حملاً وفصالاً في أكثر من ثلاثين شهراً فقد قال بالباطل والمُحال، وردّ كلامَ اللهِ عزَّ وجلَّ جهاراً) ثم قال رحمه الله تعالى عن الأخبار التي تروى عن نساء حملن لعدة سنين: (وكلُّ هذه أخبارٌ مكذوبةٌ راجعةٌ إلى مَنْ لا يَصْدق ولا يُعرف من هو، ولا يجوز الحكم في دين الله تعالى بمثل هذا) (5)
* أما الأطباء فيرون أن الحمل لا يتأخر عن الموعد المعتاد إلا فترة وجيزة لا تزيد عن أسبوعين أو ثلاثة غالباً، وأن (الولادات التي تحصل بين الأسبوعين 39 و 41 تتمتع بأفضل نسبة سلامة للأجنة، فإذا تأخَّرت عن الأسبوع 42 نقصت وأصبح الجنين في خطر حقيقي، وكذلك إن حصلت مبكرة عن وقتها نقصت نسبة السلامة، فهي قبل الأسبوع 37 أقل منها في تمام الحمل وهي قبل الأسبوع 35 أقل بوضوح، والوليد الذي يولد قبل ذلك يحتاج إلى عناية خاصة للمحافظة على حياته) (6)، والسبب في هذا أن الجنين يعتمد في غذائه على المشيمة ( Placenta) فإذا بلغ الحملُ نهايتَهُ المعتادةَ ضعفت المشيمةُ ولم تَعُدْ قادرةً على إمداد الجنين بالغذاء الذي يحتاجه لاستمرار حياته، فإنْ لم تحصل الولادة عانى الجنينُ من المجاعة ( Famine ) فإذا طالت المدة ولم تحصل الولادة قضى نَحْبَهُ داخل الرحم (ومن النادر أن ينجو من الموت جنين بقي في الرحم 45 أسبوعاً ولاستيعاب النادر والشَّاذِّ فإنَّ هذه المدة تمدَّد أسبوعين آخرين لتصبح 330 يوماً، ولم يُعْرَفْ أنَّ المشيمة يمكن أن تُمِدَّ الجنينَ بالعناصر اللازمة لحياته إلى هذه المدة) (7)
* أما أهل القانون فقد توسعوا في الاحتياط مستندين إلى بعض الآراء الفقهية بجانب الرأي العلمي فجعلوا أقصى مدة للحمل سنة شمسية واحدة (8)، وقد ذكرت روايات عن حالات حمل دامت أكثر من ذلك، ولكن تلك الروايات كلها روايات صحفية لا يمكن الاطمئنان إليها من الوجهة العلمية، وهي ترجع غالباً إلى توهُّم المرأة بأنها حاملٌ وما هي في الحقيقة بحامل، وهذا ما يعرف طبياً باسم: الحمل الكاذب ( Pseudocysis ) وقد تبقى المرأة على ظنها الخاطئ بأنها حامل لمدة سنة أو أكثر، فإذا حملت حملاً حقيقياً بعد ذلك ظنَّتْ أنَّ مدَّةَ حملها من بداية وهمِها! ومن أسباب الوهم أيضاً أن المرأة قد تحمل حملاً حقيقياً ثم يموت الجنين في بطنها دون أن ينزل، وبمرور الوقت يتكلس الجنين ويبقى في بطنها مدة طويلة إلى أن ينزله الأطباء، لكنه في مثل هذه الحالات ينزل ميتاً (انظر: مولود)، ومما يعزز الاعتقاد الخاطئ أيضاً بأن المرأة يمكن أن تحمل لسنوات أيضاً، ظهور أسنان عند بعض المولودين حديثاً ( Newborn ) فإن كانت أعراض الحمل الكاذب قد ظهرت على المرأة قبل ذلك، ثم حملت حملاً حقيقياً ووضعت طفلاً قد نبتت بعض أسنانه، تعزَّز الاعتقاد بأن مدة حملها كانت فعلاً سنتين أو ثلاث أو أربع، وليس هذا بصحيح!
ومع تطور علوم الطب، ومتابعة الحوامل بصورة دورية فقد صار بإمكاننا التأكد من عمر الحمل بدقة وقد رصد الأطباء المتخصصون بأمراض النساء والولادة في العصر الحديث ملايين الحالات ولم تسجَّل لديهم حالاتُ حملٍ مديدٍ طبيعية يدوم لسنة واحدة، ناهيك عن عدة سنين! ومن هنا فإن أحكام الحمل يجب أن تبنى على الحقائق، وليس على الظَّنِّ أو الروايات التي لا أساس لها من الصِّحَّة
************** حواشي المقال *************
(4) أطول فترات الحمل بين الحيوانات هي فترة حمل الفيل الآسيوي التي تبلغ (609 أيام) أي حوالي 20 شهراً، وقد بلغ أطول ما سجل منها (760 يوماً) أو ما يعادل مرتين ونصف طول مدة الحمل عند البشر! [جنّس: موسوعة المعلومات العامة للأرقام القياسية، ص 31، مؤسسة نوفل، بيروت 1987]
(5) المحلى لابن حزم 10/ 316
(6) د. مأمون شقفة: القرار المكين. ص 73، مطبعة دبي 1985.
(7) المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية: الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية، ص 759، الكويت 1987.
(8) نصت المادة (128) من القانون السوري على أن أقل مدة للحمل 180 يوماً، وأكثرها سنة شمسية، ونصت المادة (15) من القانون المصري رقم (15) لسنة 1929 على أنه لا تُسمع عند الإنكار دعوى النسب لولدِ زوجةٍ ثبت عدمُ التلاقي بينها وبين زوجها من حين العقد ولا لولد زوجة أتت به بعد سنة من غيبة الزوج عنها، ولا لولد المطلقة والمتوفى عنها زوجها إذا أتت به لأكثر من سنة من وقت الطلاق أو الوفاة [د. وهبة الزحيلي: الفقه الإسلامي وأدلته 7/ 678 دار الفكر، دمشق 1996].
http://www.alsehha.net/fiqh/0077.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/414)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 04 - 04, 02:27 م]ـ
أحسنتَ بارك الله فيه
وهذا الذي ينبغي الجزم به.
وتحمل الروايات المذكورة في كتب التراجم والفقه على ما سمي في المقال يالحمل الكاذب، وتوهم الحمل.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 04 - 04, 10:35 م]ـ
قد قال الله عز وجل (وهو أدرى بخلقه): { ... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ... } (15) سورة الأحقاف. أي مدة الحمل والرضاعة
فكيف يصدق بعض الفقهاء نسوة جاهلات في أن مدة الحمل لوحدها قد تجاوزت الثلاثين شهراً وبلغت سنين طويلة؟!
فلله در ابن حزم حين قال: فمن ادعى حملاً وفصالاً في أكثر من ثلاثين شهراً فقد قال بالباطل والمُحال، وردّ كلامَ اللهِ عزَّ وجلَّ جهاراً
وأما نحن فنصدق الله عز وجل ونكذب من قال غير ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 01:16 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 09:34 ص]ـ
بسم الله ...
أطول مدة مسجلة عالمياً كانت 13 شهراً و كان الطفل قد مات في الرحم!
سبحان الله!
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[22 - 04 - 04, 09:34 م]ـ
وصدقها أبي (لأنه أكبر منها) .. رحمهما الله تعالى عن معاينة ويعرف هذا كل أهل قريتنا أن أخا زوج خالتي وهو مازال حياً يُرزق مكث في بطن أمه سبع سنوات: بطبيعة الحال في ذلك الزمن ـ قبل أكثر من أربعين عاماً ـ يفسرونه على أنه حمل طويل، لكن تفسيره الطبي ما زال محيراً، أما والدة ذلك الرجل فحدثونا أن بطنها ظل كبيراً وظلت لا يأتيها حيض طيل مدة الحمل .. أقول هذا والله أعلم بالحقيقة ..
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 04 - 04, 10:35 م]ـ
أخي الفاضل إحسان نشكرك على طرح هذا الموضوع وعندي بعض الأمثلة التي أظنها لاتخفى عليكم ولكن من باب الفائدة العلمية سوف أذكرها:
عن صفوان بن عيسى قال: مكث ابن عجلان في بطن أمه ثلاث سنين فشق بطنها فأخرج منه وقد نبتت أسنانه
وقال وقال الوليد بن مسلم قلت لمالك:إني حدثت عن عائشة رضي الله عنها قالت: لاتحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل فقال: من يقول هذا؟ هذه امرأة ابن عجلان جارتنا امرأة صدق ولدت ثلاث أولاد في ثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين قبل أن تلد
وقال محمد بن محمد بن عجلان أنا ولدت في أربع سنين في حياة أبي
وقال عبدالله بن محمد بن عجلان: حمل بأبي أكثر من ثلاث سنين
وقال الواقدي سمعت مالكاً يقول قد يكون الحمل سنتين أو أكثر أعرف من حمل به ذلك يعني نفسه
السير (6/ 320). تهذيب التهذيب (3/ 646)
وقيل سمي هرم هرما ً لأنه بقي حملاً سنتين حتى طلعت أسنانه.
السير (4/ 48)
ويمكن أن يقال أن هذه حالات نادرة لايمكن القياس عليها والله أعلم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[22 - 04 - 04, 11:07 م]ـ
قال الشوكاني رحمه الله:
وهكذا لم يرد في حديث صحيح ولا حسن ولاضعيف مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أكثر مدة الحمل أربع سنين ولكنه قد اتفق ذلك ووقع كما تحكيه كتب التاريخ غير أن هذا الاتفاق لايدل على أن الحمل لايكون أكثر من هذه المدة كما أن أكثرية التسعة أشهر في مدة الحمل لاتدل على أنه لايكون في النادر أكثر منها فإن ذلك خلاف ما هو الواقع والحاصل أنه ليس هناك ما يوجب القطع بل إذا كان ظاهر بطن المرأة أن فيه حملاً كأن يكون متعاظماً ولا علة بالمرأة تقتضي ذلك وحيضها منقطع وهي تجد ما تجده الحامل فالانتظار متوجه مادامت كذلك وإن طالت المدة 0000الخ السيل الجرار (2/ 335)
ـ[المقرئ.]ــــــــ[22 - 04 - 04, 11:26 م]ـ
أسهب المفسرون في ذكر الخلاف عند قوله تعالى " الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد "" فليراجع لأهميته
وأما قضية الجزم والقطع بأحد الأقوال ونسف الأقوال الأخرى يعني نسف الخلاف كله فهذا مما لا يرضاه طالب العلم
أفحسبتم أن الأوائل ليس عندهم تقدم في الطب ومعرفة الحمل من غيره مع أن أعراض الحمل واضحة وعلاماته ظاهرة للعيان
أين طب القوم وأين تطورهم عن معرفة الحمل الكاذب من غيره
أما القول بأنه ميت فهذا غريب لأن الجنين إذا مات في الرحم تدري عنه المرأة نفسها فضلا عن الطبيب ثم إنه إذا تقادم العهد به خرجت رائحته وهذا معلوم
لا أعتقد أن الخلاف حسم بهذه السهولة عند ظهور هذه الأجهزة وسيبقى الخلاف على ندرة وندرة وقوعه
والذي يظهر لي بجلاء أنه ما دام سجل حالة واحدة تجاوزت السنة فقد انخرمت المسألة وأصبحت المسألة مردها استحالة العقل وليس هذا بمنطق يصادر بسببه الخلاف والله أعلم
أخوكم: المقرئ = القرافي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:24 ص]ـ
نعم أخي الفاضل لا يعلمون!
والدليل: الاختلاف المتباين بينهم - رحمهم الله - وانظر إلى أقوالهم والفرق بينها فهي بالسنين!!
وأنا أعلم في هذا الزمان - ولا أقول في سالف الأزمان - امرأة من قريبات أهلي وأعرفها وأعرف زوجها مكثت حاملا شهورا طويلة وفي آخرها ذهبت للفحص على أساس أنه قبل الولادة فقيل لها: ليس في بطنك شيء وهو حمل كاذب!!
وحدثتني هي أو زوجها أنها ظهرت عليها علامات الحمل كاملة من انتفاخ البطن وتحرك الجنين!!
فالقول في كل ما نقله إخواننا الأفاضل هو من هذا الباب
والنادر لا يخرم القاعدة بل ((لا حكم له))
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/415)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:26 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا جميعا على مشاركاتكم النافعة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 04 - 04, 06:04 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
قد قال الله عز وجل (وهو أدرى بخلقه): { ... وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ... } (15) سورة الأحقاف. أي مدة الحمل والرضاعة
فكيف يصدق بعض الفقهاء نسوة جاهلات في أن مدة الحمل لوحدها قد تجاوزت الثلاثين شهراً وبلغت سنين طويلة؟!
فلله در ابن حزم حين قال: فمن ادعى حملاً وفصالاً في أكثر من ثلاثين شهراً فقد قال بالباطل والمُحال، وردّ كلامَ اللهِ عزَّ وجلَّ جهاراً
وأما نحن فنصدق الله عز وجل ونكذب من قال غير ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله
وطالما أن مجموع الحمل والفصال هو ثلاثين شهراً (سنتين ونصف) فمدة الحمل أقل من ذلك قطعاً. فمن ادعى مدة حمل أكثر من ذلك فقد رد كلام الله عز وجل، نعوذ بالله من الخذلان.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:22 ص]ـ
لا يشك عاقل أن الآية تتكلم عن الأغلب.
طيب، ماذا لو حملت بأكثر وأرضعت أقل. أو حملت أقل وأرضعت أكثر، وبقي المجموع 30 شهرا.
في انتظار إجابة ###
ثم عندك الآية الأخرى تقول: وفصاله في عامين
فهل يستحيل أن ترضع أم طفلها 3 أو أربع سنين
وهل إذا رأيتها ترضع ولدها بعد العامين، تقول:
لا أنت كاذبة، ومن ادعى مدة رضاعة أكثر من ذلك فقد رد كلام الله عز وجل، نعوذ بالله من الخذلان
###
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:29 ص]ـ
هذا ليس مذهب الظاهرية فحسب بل هو المذهب الذي يقتضيه العقل كذلك. فمخالفيه قد خالفوا نص القرآن وخالفوا العقل والعلم كذلك.
قال الله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ... } فبعد ذلك إن بقيت المرأة ترضع ولدها ليست تلك من الرضاعة الشرعية.
ولا يشك عاقل أن الآية عامة تشمل كل الحالات. وما كان ربك نسياً. ومنها استنتج الفقهاء بأن أقصر مدة للحمل هي ستة أشهر، ونقلوا الإجماع على ذلك.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 04 - 04, 12:46 م]ـ
الذي أعتقده أن المسألة طبية محضة، ومرجعها إلى أهل الاختصاص من الأطباء.
وهم مطبقون وجازمون بأن الحمل الحقيقي لا يزيد على ما ذكر.
فالأصل أن نوافقهم فيما قالوه، لأنه لا دليل لدينا على العكس.
ووالله لو كان عندنا نص صريح في القرآن أو السنة يدل على خلاف ما أصله الأطباء، لضربنا بقولهم عرض الحائط.
غاية الأمر أن الفقهاء قالوا بجواز زيادة مدة الحمل إلى سنتين وثلاث وأكثر استنادا منهم إلى شهادات بعض النسوة فيما لا سبيل إلى التأكد منه البتة.
فهل يُرد علم الأطباء العصريين المستند إلى أحدث التقنيات، لأجل قول نسوة مجهولات لا سبيل إلى التحقق من أقوالهن؟
فكيف وبالإمكان الجمع بين قول الأطباء وقول أولئك النسوة، بأن يحمل قولهن على الحمل الكاذب وهو معروف ومشهور.
وقد ذكر كثير من الاختصاصيين أن كثيرا من النسوة قد يحدث لهن ما يمنع خروج دم الحيض، فيتجمع الدم وتنتفخ بطن المرأة لذلك مع توقف الحيض، فلا تشك المرأة آنذاك أنها حامل، والأمر غير صحيح.
وهنالك حالات أخرى كثيرة لا أطيل بذكرها.
فكيف إذا أضيف إلى هذا الآية القرآنية المذكورة في كلام ابن حزم رحمه الله؟
لماذا نرد هذا كله؟
ألأجل كلام بعض الفقهاء مع ما فيه من اختلاف وتضارب، وكونه مبنيا على احتمالات وشهادات لا سبيل إلى تحقيقها؟
ومتى كان كلام الفقهاء وحيا لا يناقش ولا يمحص، ولا يبين ما فيه من خطل أو صواب؟
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 12:55 م]ـ
الشيخ الفاضل عصام البشير
كلام محكم
بارك الله عليك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 02 - 06, 02:40 ص]ـ
فائدة:
اسم الكتاب: أحكام الجنين في الفقه الإسلامي
المؤلف: عمر بن محمد بن إبراهيم غانم
الناشر: دار الأندلس الخضراء / دار ابن الجوزي
عدد الصفحات: 332
في نهاية البحث وضع خاتمة ذكر فيها النتائج التي توصل إليها، ومنها:-
4 - إن أقصى مدة للحمل هي سنة قمرية واحدة، ولا عبرة لما ذهب إليه الفقهاء من أقوال تزيد عن هذه المدة بنيت على الظنون والأوهام، ولا أساس لها من الحقيقة، بل إن معطيات العلم الحديث تبددها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/416)
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=75&artid=412
ـ[مجدي أبو عيشة]ــــــــ[27 - 02 - 06, 11:01 ص]ـ
لا يوجد نص صريح يقطع به المسألة ,فوقعت تحت الخلاف. اما ما ذكره ابن حزم فهو مردود ايضا.
وبما ان قول ابن حزم هو المشهور تداولا بين طلاب العلم في هذه المسألة أحببت ان اذكركم به , فالذي نقله الاخ الفاضل احسان العتيب وفقه الله:
وقد فنَّد الفقيه الأندلسي ابن حزم هذه الآراء حيث قال: (لا يجوز أن يكون الحمل أكثر من تسعة أشهر، ولا أقل من ستة أشهر، لقول الله تعالى: وحملُهُ وفِصالُهُ ثلاثونَ شهراً، وقوله تعالى: والوالدات يُرْضِعْنَ أولادَهُنَّ حولَيْنِ كاملينِ لِمَنْ أرادَ أنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ، فمن ادعى حملاً وفصالاً في أكثر من ثلاثين شهراً فقد قال بالباطل والمُحال، وردّ كلامَ اللهِ عزَّ وجلَّ جهاراً) ثم قال رحمه الله تعالى عن الأخبار التي تروى عن نساء حملن لعدة سنين: (وكلُّ هذه أخبارٌ مكذوبةٌ راجعةٌ إلى مَنْ لا يَصْدق ولا يُعرف من هو، ولا يجوز الحكم في دين الله تعالى بمثل هذا
فابن حزم جزم بمدة الرضاعة والتي استدل عليها بقوله:"لا يجوز أن يكون الحمل أكثر من تسعة أشهر، ولا أقل من ستة أشهر، لقول الله تعالى: وحملُهُ وفِصالُهُ ثلاثونَ شهراً، وقوله تعالى: والوالدات يُرْضِعْنَ أولادَهُنَّ حولَيْنِ كاملينِ لِمَنْ أرادَ أنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ "
فالقول في الحولين بهذا التحديد يوهم الاتفاق على ذلك , فالحولين الكاملين فيها خلاف قال ابو جعفر الطبري في تفسير الاية:": ثم اختلف أهل التأويل في الذي دلت عليه هذه الآية، من مبلغ غاية رضاع المولودين: أهو حد لكل مولود، أو هو حد لبعض دون بعض؟ "
فقول ابن حزم هو تبعا لقول من قال هو حد لبعض دون بعض. وقد ذكر ابن جرير رحمه الله الرد على من يقول بقول ابن حزم رحمه الله , وهذا القول مستنده على قصة علي رضي الله عنه في الحكم في اقل مدة حمل , والمعروف ان علي رضي الله عنه قضى بانها اقل مدة حمل , ولا يلزم ذلك ان تكون أكثر مدة الحمل ثلاثون شهرا هجريا.
ولا يشك عاقل أن الآية عامة تشمل كل الحالات. وما كان ربك نسياً. ومنها استنتج الفقهاء بأن أقصر مدة للحمل هي ستة أشهر، ونقلوا الإجماع على ذلك.
لمثل هذا الكلام قال ابن جرير:
"فَإِنْ ظَنَّ ذُو غَبَاء , أَنَّ اللَّه تَعَالَى ذِكْره إذْ وَصَفَ أَنَّ مِنْ خَلْقه مَنْ حَمَلَتْهُ أُمّه وَوَضَعَتْهُ وَفَصَلَتْهُ فِي ثَلَاثِينَ شَهْرًا , فَوَاجِب أَنْ يَكُون جَمِيع خَلْقه ذَلِكَ صِفَتهمْ , وَأَنَّ ذَلِكَ دَلَالَة عَلَى أَنَّ حَمْل كُلّ عِبَاده وَفِصَاله ثَلَاثُونَ شَهْرًا ; فَقَدْ يَجِب أَنْ يَكُون كُلّ عِبَاده صِفَتهمْ أَنْ يَقُولُوا إذَا بَلَغُوا أَشُدّهُمْ وَبَلَغُوا أَرْبَعِينَ سَنَة {رَبّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمْت عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعَمَل صَالِحًا تَرْضَاهُ} عَلَى مَا وَصَفَ اللَّه بِهِ الَّذِي وَصَفَ فِي هَذِهِ الْآيَة وَفِي وُجُودنَا مَنْ يَسْتَحْكِم كُفْره بِاَللَّهِ وَكُفْرَانه نِعَم رَبّه عَلَيْهِ , وَجُرْأَته عَلَى وَالِدَيْهِ بِالْقَتْلِ وَالشَّتْم وَضُرُوب الْمَكَارِه عِنْد اسْتِكْمَاله الْأَرْبَعِينَ مِنْ سِنِيهِ وَبُلُوغه أَشُدّه مَا يَعْلَم أَنَّهُ لَمْ يَعْنِ اللَّه بِهَذِهِ الْآيَة صِفَة جَمِيع عِبَاده , بَلْ يَعْلَم أَنَّهُ إنَّمَا وَصَفَ بِهَا بَعْضًا مِنْهُمْ دُون بَعْض , وَذَلِكَ مَا لَا يُنْكِرهُ وَلَا يَدْفَعهُ أَحَد."
http://quran.al-islam.com//Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=TABARY&nType=1&nSora=2&nAya=233
الامر الأهم بعدم ورود دليل من الشرع فان ما يقال في اقصى مدة انما يعتمد فيه على المشاهد او المنقول عن الناس في ذلك. والقول بان الطب ينفي شيء او يثبته انما يؤخذ به ان كان قولا جازما لا ينازع فيه بشبهة في الطب والعقل معا.(30/417)
من الذي يتولى تأديب المرأه الناشز؟
ـ[اللجين]ــــــــ[21 - 04 - 04, 02:55 م]ـ
من المعلوم أن من يتولى تأديب المرأه اذا نشزت زوجها لكن هل هناك خلاف في ولاية تأديب المرأه الناشز؟
السؤال
uestion
ـ[اللجين]ــــــــ[21 - 04 - 04, 07:32 م]ـ
شكرا على تعديل عنوان المشاركه
فقد رجعت للمنتدى لاعدلها لكن انتهى الوقت المسموح لتعديل المشاركه
ـ[اللجين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 12:38 ص]ـ
لاجابه؟؟؟؟؟؟؟
أرجو مساعدتي ولو بالقليل ولكم مني الدعاء(30/418)
هل صحيح ان بعض الصحابه قال بفناء النار
ـ[ابو تركي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 06:15 م]ـ
قول ابن مسعود وعمر وأبي هريرة من الصحابة – رضي الله عنهم-: "ليأتين على جهنم زمان ليس فيها أحد"
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=45348
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 04 - 04, 02:39 م]ـ
هذه الروايات عن الصحابة رضوان الله عليهم لايصح منها شيء.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11840
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[22 - 04 - 04, 05:30 م]ـ
هناك كتاب لشيخنا الشيخ الزاهد العلامة عبد الكريم بن صالح الحميد وهو عبارة عن مجلد كبير وضح فيه هذه المسأله وقد قرأة عدة من اهل العلم وابدو موافقتهم لهذا لما ذكر في الكتاب منهم الشيخ المحدث سليمان العلوان ..(30/419)
إذا أطلق الشافعية الإمام، فمن هو المقصود؟
ـ[سيف الحق]ــــــــ[21 - 04 - 04, 10:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إذا أطلق الشافعية الإمام، فمن هو المقصود؟ وهذا الأمر نجده كثيراً عند علماء الشافعية، ومن ذلك ما ذكره الزركشي حيث قال في المنثور (1/ 169) «الأصل في العقود: بناؤها على قول أربابها». نقل الزركشي عن الإمام أنه قال: «هذا أصل مجمع عليه».
أرجو من الأخوة إرشادي إلى مرجع يوضح المقصود بالإمام عند الشافعية، وأنا أظن أنه قد يكون الغزالي وقد يكون إمام الحرمين، عموماً هناك كتاب اسمه التحفة المكية فيما يحتاج إليه طلبة الشافعية يهتم بمثل هذه القضايا، لكن هذا الكتاب ليس عندي.
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 04 - 04, 01:40 ص]ـ
عادة الشافعية إذا قالوا: قال الإمام أنهم يقصدون إمام الحرمين (الجويني).
ولكل قاعدة شواذ فليتنبه لهذا.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 04 - 04, 08:23 ص]ـ
الكتاب المذكور موجود في الشبكة لكن في منتديات الصوفية هداهم الله.(30/420)
النصيحة
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 11:52 م]ـ
بسم الله
أريد نصيحتكم في طالبي علم جاؤوني كي أو جههم ــ والله المستعان إذ قد استسمنوا ذا ورم ولا حول ولاقوة إلا بالله ــ في طلب العلم وكيف البداية فيه وللعلم فهم من طلاب الجامعة الإسلامية في كلية الحديث في السنة الأولى وقالوا بأنهم مواظبون على درس الشيخ العباد وكذا درس في الفقه وآخر في العقيدة ورابع في المصطلح زد على ذلك ما يأخذونه في الكلية وهذه الدروس تأخذ من وقتهم كثيرا
فسألتهم هل تستفيدون من كل هذه الدروس فقالوا لا وذلك من جهة كثرتها ومن جهة أن ما يأخذونه لايراجعونه ولا ينظرون إليه إلا وقت الدرس فقط.
من جانبي فقد وجهتهم لحفظ متن في كل فن وسأبدأ معهم وقد وافقا لكن المشكلة هل يحضرون بقية هذه الدروس كما سألوني
الحقيقة أني جبنت عن الإجابة فما استطعت إذ قد أضرهم من حيث قدرت النفع
فأريد النصيحة منكم يار عاكم الله وعاجلا غير آجل إذ هم الآن مقبلون على إجازة بارك الله فيكم ونفع بكم(30/421)
من يفيدنا علما حول هذا الحديث
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[22 - 04 - 04, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما صحة هذا الحديث الذي رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار فقال:
أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن عبد الرحمن بن القاسم , عن أبيه , عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها زوجت حفصة بنت عبد الرحمن , المنذر بن الزبير , وعبد الرحمن غائب بالشام. فلما قدم عبد الرحمن قال: أمثلي يصنع به هذا , ويفتات عليه؟ فكلمت عائشة عن المنذر فقال المنذر: إن ذلك بيد عبد الرحمن , فقال عبد الرحمن: ما كنت أرد أمرا قضيته , فقرت حفصة عنده , ولم يكن ذلك طلاقا.
وحدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث , عن عبد الرحمن بن القاسم , فذكر بإسناده مثله. حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب , قال: أخبرني حنظلة وأفلح , عن القاسم بن محمد , في حفصة , بمثل ذلك
بارك الله في الجميع
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 04:29 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أخي
في الموطأ ج2/ص555
1160 وحدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ان عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زوجت حفصة بنت عبد الرحمن المنذر بن الزبير وعبد الرحمن غائب بالشام فلما قدم عبد الرحمن قال ومثلي يصنع هذا به ومثلي يفتات عليه فكلمت عائشة المنذر بن الزبير فقال المنذر فإن ذلك بيد عبد الرحمن فقال عبد الرحمن ما كنت لأرد أمرا قضيته فقرت حفصة عند المنذر ولم يكن ذلك طلاقا
قلت: وعبدالرحمن بن القاسم ثقة كما في التقريب
وأبوه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ثقة فقيه كما في التقريب
ومن طريق مالك رواه البيهقي في السنن ا الكبرى ج7/ص112
13431 أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها زوجت حفصة بنت عبد الرحمن من المنذر بن الزبير وعبد الرحمن غائب بالشام فلما قدم عبد الرحمن قال مثلي يصنع هذا به ويفتات عليه فكلمت عائشة رضي الله عنها المنذر بن الزبير فقال المنذر فإن ذلك بيد عبد الرحمن فقال عبد الرحمن ما كنت لأرد أمرا قضيته فقرت حفصة عند المنذر ولم يكن ذلك طلاقا إنما أريد به أنها مهدت تزويجها ثم تولى عقد النكاح غيرها فأضيف التزويج إليها لإذنها في ذلك وتمهيدها أسبابه والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
و في شرح الزرقاني ج3/ص223
مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زوجت حفصة بنت عبد الرحمن بن الصديق من ثقات التابعيات روى لها مسلم والثلاثة
المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي أبا عثمان شقيق عبد الله روى عن أبيه وعنه ابنه محمد وحفيده فليح ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وذكر ابن عايذ أن حكيم بن حزام أثنى عليه وذكر مصعب الزبيري أن المنذر غاضب أخاه عبد الله فخرج من مكة إلى معاوية فأجازه بجائزة عظيمة وأقطعه أرضا بالبصرة
وذكر الزبير بن بكار أن المنذر كان عند عبيد الله بن زياد لما امتنع عبد الله بن الزبير من مبايعة يزيد بن معاوية فكتب يزيد إلى عبيد الله أن يوجه إليه المنذر فبلغه فهرب إلى مكة فقتل في الحصار الأول بعد وقعة الحرة سنة أربع وستين وعبد الرحمن غائب بالشام فلما قدم عبد الرحمن قال ومثلي يصنع هذا به ومثلي يفتات عليه بتزويج بنته وهو غائب فكلمت عائشة المنذر بن الزبير أخبرته بقول أخيها فقال المنذر فإن ذلك بيد عبد الرحمن والدها فقال عبد الرحمن ما كنت لأرد أمرا قضيته بكسر التاء خطابا لأخته عائشة وفي نسخة صحيحة قضيتيه بإثبات الياء لإشباع الكسرة فقرت حفصة عند المنذر ولم يكن ذلك طلاقا
قال مالك في الموازية إنما كان ذلك لمثل عائشة لمكانها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أي لأنه إنما يجوز إجازة المجبر تزويج ابنه أو أخيه أو جده إذا كان قد فوض له أموره وإلا لم يجز ولو أجازه الأب كما في المدونة وعائشة ليست واحدا من هؤلاء ولم يفوض لها أموره فالجواز في إجازة فعلها خصوصية قال ابن القاسم وأظنها وكلت عند العقد لكنهم نصوا على أن ولي المرأة لا يوكل إلا مثله وعائشة لا يصح كونها وكيلا عن أخيها فكيف توكل إلا أن يقال ما نصوا عليه
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 05:58 ص]ـ
هذا يدل على جواز تزويج البنت دون وليها، وفيه حجة لمن ضعف حديث الزهري عمن سمع أمنا عائشة ترفعه: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل. والذي رواه عن الزهري لا يتحمل التفرد به.
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[22 - 04 - 04, 02:22 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل الدكتور مسدد الشامي على هذا النقل
وأقول لشيخنا محمد الأمين حفظه الله
هنا سؤال: هب أننا ضعفنا حديث ((أيما امرأة نكحت .... )) فكيف نصنع مع حديث لا نكاح إلا بولي وغيره من الحجج ..
شيخنا الكريم يهمني أن أسمع رأيك أنت بالذات وبقية الأخوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/422)
ـ[محب الدين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 11:58 م]ـ
الشيخ المبارك / محمد الأمين:
قصة عائشة رضي الله عنها محمولة على تمهيد أسباب النكاح لا عقده و إنما أنكح غيرها من الأولياء كما قال البيهقي والقرطبي وغيرهما ويؤيد هذا المعنى ما رواه عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه قال: كانت عائشة تخطب إليها المرأة من أهلها فتشهد فإذا بقيت عقدة النكاح قالت لبعض أهلها زوّج فإن المرأة لا تلي عقدة النكاح [وهذه الرواية تفسر فعلها الذي أشكل عليك.
و ا لأثر رواه الشافعي في الأم (5/ 19) والطحاوي (3/ 10) ومن طريقه ابن حزم (9/ 453 - 454) وصححه ابن حجر كما في فتح الباري (9/ 186).
ملخصا من كتاب الولاية في النكاح للدكتور / العوفي (1/ 148,217)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:43 م]ـ
أخرج أبو داود والترمذي وغيرهم بإسنادٍ صحيحٍ متصل عن أبي موسى الأشعري ? أن رسول الله ? قال: «لا نكاح إلا بولي». وهذا صححه البخاري، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والذّهلي، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم. وهو على شرط البخاري ومسلم.
وقد أسرف بعض فقهاء الحنفية المتأخرين في تضعيف هذا الحديث بالإرسال، رغم أن إمامهم أبو حنيفة قد رواه موصولاً عن أبي إسحاق. وقد احتج به صاحبه محمد بن الحسن الشيباني، ولم نجد أحداً من متقدميهم ضعفه. على أن متأخريهم يزعمون أن الحديث المرسل حجة عندهم. فهو حجة عندهم كيفما روي.
وروى ابن جريج عن سليمان بن موسى الأموي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله ?: «أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل. ثلاث مرات. فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها. فإن تشاجروا، فالسلطان ولي من لا ولي له». سليمان بن موسى: وثقه بعضهم، ووثقه ابن معين عن الزهري. لكن قال عنه أبو حاتم: «في حديثه بعض الاضطراب». وقال البخاري: «عنده مناكير». وقال النسائي: «ليس بالقوي في الحديث». وقال ابن حجر: «فيه لين». فتفرد هذا بالرواية عن الزهري غير مقبول أبداً. فأين ذهب أصحاب الزهري الثقات في حديثٍ من أهمّ الأحاديث التي تُروى في النكاح والتي يحتاج إليها الناس؟ عدا أن سماعه من الزهري –لهذا الحديث– فيه خلاف.
وقيل أنه لم يتفرد، بل تابعه حجاج بن أرطأة، لكنه ضعيف مدلس ولم ير الزهري أصلاً باعترافه، كما في التهذيب. وتابعه جعفر بن ربيعة، لكن قال عنه أبو داود: «لم يسمع من الزهري». فرجع الحديث إلى ابن موسى! ولذلك اكتفى الترمذي بتحسينه، وهذا دلالة ضعف سنده.
وأخرج البخاري (#4843) ومسلم (#1419) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، قال حدثنا أبو سلمة، قال حدثنا أبا هريرة أن رسول الله ? قال: «لا تُنكَحَ الأيم حتى تُستَأمر، ولا تُنكَح البَكر حتى تُستأذَن». قالوا: «يا رسول الله، وكيف إذنها؟». قال: «أن تسكت». وقد روي كذلك بلفظ "الثيّب" بدلاً من "الأيم". ولعل أبو سلمة كان يروي الحديث بلفظ الأيم، والله أعلم.
وفي حديثٍ صحيحٍ آخر عند النسائي (6\ 84) من طرقٍ عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس مرفوعاً: «الأيم أحق بنفسها من وليّها، والبكر تستأذن في نفسها. وإذنها صماتها». رواه أكثر الرواة بهذا اللفظ. ورواه بعضهم بلفظ "الثيّب"، والظاهر أنه مرويٌّ بالمعنى. الأَيِّمُ في الأصل: «التي لا زوجَ لها، بِكْرًا كانت أَو ثَيِّبًا، مطلَّقة كانت أو مُتَوَفّى عنها»، كما في "لسان العرب". ومنه قوله تعالى: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ ... } (32) سورة النور. لكن قال بعض العلماء أن المقصود هنا هي الثيب فقط.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[23 - 04 - 04, 10:12 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل محمد الأمين ونحن بانتظار تتمة كلامة على أحر من بطحاء مكة
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 04 - 04, 10:16 م]ـ
شيخنا محمد الأمين حفظه الله تعالى
معذرة على قطع تتابع كلامكم
كيف هو على شرطهما ولم يخرجاه
هذا القول مشكل
ولو اكتفيتم بنقل تصحيحهم لكان أحسن.
جزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم أبو بكر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 10:10 م]ـ
واختلف العلماء في مسألة تزويج المرأة على مذاهب البالغة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/423)
1– مذهب من قال بأن النكاح يستلزم موافقة الولي فحسب. أي للولي (وقيل الأب خصوصاً) تزويج المرأة لمن أراد: شاءت أم أبت. وأجمعوا على هذا في الصغيرة غير البالغة (عند من أجاز نكاحها، وهم الجمهور). على أن البعض قال بتخييرها عند البلوغ، قياساً على الجارية التي تخيَّر عند إعتاقها. وجعل بعضهم هذا الزواج القهري للبكر فحسب (بالغة كانت أم صغيرة). وشذّ الحسن البصري وإبراهيم النخعي فأطلقاه في سائر النساء، وهو خلاف الحديث المرفوع المتفق عليه، فلعله لم يبلغهما. وقد روي عن إبراهيم خلاف ذلك.
هذا وقد جاءت الأحاديث الصحيحة المرفوعة في النهي عن إكراه المرأة البكر والثيب على الزواج ممن لا تقبل به. فلا يحل لمسلم يتقي الله ويؤمن بالله وما أنزل إلى رسوله ? أن يفتي بهذا المذهب. كما أن فيه ظلمٌ وجورٌ للمرأة. فكيف تُحرم من تحديد شريك حياتها وتُكْره على معاشرة من تبغض؟ وليس هناك ظلم مثل أن تغيب المرأة عن الاختيار الذي سيلزمها طوال الحياة.
2– مذهب من قال بأن النكاح يستلزم موافقة الولي والمرأة معاً، على أن يباشر هو عقدة النكاح. فأجمعوا (إلا قولاً شاذاً للحسن والنخعي) بأن الثيب لا يزوجها وليها بغير رضاها. وقال جمهور العلماء بأن البكر كذلك لا يزوجها وليها بغير رضاها. واحتجوا بحديث «لا تُنكَحَ الأيم حتى تُستَأمر، ولا تُنكَح البَكر حتى تُستأذَن» على ضرورة موافقة المرأة. مع العلم بأن كثيراً من العلماء جعلوا السلطان برتبة الولي (خاصة في حالة التنازع أو العضل).
3– مذهب من قال بأن النكاح يستلزم موافقة المرأة فحسب، بشرط أن يباشر عقدة النكاح رجل. ولا عبرة بموافقة أقرب العصبة إليها. هذا طبعاً إن زوّجت نفسها بكفء. أما حديث «لا نكاح إلا بولي» فقد أوّلوا الولي بأنه مِن تولية المرأة من الرجال: قريباً كان منها أو بعيداً. وهذا معناه أنه لا يجوز للمرأة أن تتولى عقد نكاح نفسها –وإن أمَرَها وليها بذلك– ولا عقد نكاح غيرها، ولا يجوز أن يتولى ذلك إلا الرجال. واحتجوا بحديث «الأيم أحق بنفسها من وليّها».
وروى مالك في الموطأ (2\ 555): عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أن عائشة زوج النبي ? زَوَّجَت حفصة بنت عبد الرحمن المنذر بن الزبير، وعبد الرحمن غائب بالشام. فلما قدم عبد الرحمن قال: «ومثلي يصنع هذا به؟ ومثلي يُفْتَاتُ عليه؟» (أي يُسبَق في تزويج بناته من غير أمره). فكلمت عائشة المنذر بن الزبير. فقال المنذر: «فإن ذلك بيد عبد الرحمن». فقال عبد الرحمن: «ما كنت لأرد أمراً قضيته». فقرت حفصة عند المنذر، ولم يكن ذلك طلاقاً. ورواه سعيد بن منصور في سننه (1\ 429) عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد بنحوه. وكذلك رواه ابن أبي شيبة من هذا الطريق. وفيه أن عبد الرحمن غضب، وأنا أمنا عائشة ? غضبت من إنكاره.
ومن الأدلة المشهورة قصة زواج بحرية بنت هانئ من القعقاع بن شور، رغم معارضة أبيها الذي كان مسيرة يوم في البادية، وقد أجاز علي ? ذلك النكاح. والقصة مشهورة رواها أبو قيس الأودي (جيد ربما خالف) عن هزيل بن شرحبيل (ثقة مخضرم) عن علي بن أبي طالب ?. ورواها أبو إسحاق الشيباني (ثقة ثبت فقيه) عن بحيرة نفسها، وعن زوجها القعقاع، كلاهما. تجد أسانيدها في المحلى (9\ 454) ومصنف عبد الرزاق (6\ 197).
وقد احتار الشافعية في كيفية رد هذه القصة. فقال البيهقي: «وهذا الأثر مختلف في إسناده ومتنه. ومداره على أبي قيس الأودي وهو مختلف في عدالته. وبحرية مجهولة». قلت: كلا ليس كذلك، فطرقه الصحيحة تشهد لبعضها البعض، وتقوي المتن الذي ذكرناه. وأما كثرة الطرق فهي تدل على شهرة القصة. وأما أبو القيس فلم يختلف أحد في عدالته وصدقه وصلاحه، وإنما انتقدوا له بعض الأحاديث التي خالف بها كحديث المسح على الجوربين. وهذا القصة فيها ما يدل على ضبطه، عدا عن موافقته لما رواه الشيباني عن بحرية (وقيل: بَحِيرَة) والقعْقاع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/424)
أما قوله عن بحرية بأنها مجهولة (وقد سبقه بذلك الدارقطني)، فإن قصد برواية الحديث، فنعم ليست من رواة الحديث. وإنما هي تابعية جليلة معروفة، تزوجت اثنين من سادة قريش وصالحيهم. أبوها هو هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود بن أبي ربيعة، أحد سادة بني شيبان، وله خطبة شهيرة في موقعة ذي قار. وقد تزوجت أحد المبشرين بالجنة وأنجبت له عروة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي. ثم تزوجت التابعي الجليل عبيد الله بن عمر بن الخطاب، حتى قتل في صفين مع معاوية، وكانت منحازة لعلي. فعادت إلى أهلها في الكوفة، وهناك تزوجت من القعقاع بن شور الشيباني في غيبة أبيها، قبل هروب القعقاع إلى معاوية. والقعقاع فارس مشهور، ويضرب به المثل في المجالسة، لقصة مشهورة عند معاوية. حتى قال فيه الشاعر:
ولا يشقى بقعقاعٍ جليس * وكنت جليس قعقاع بن شور
فالمقصود أن هؤلاء كلهم من المشاهير. وهذه القصة مشهورة كذلك. فمن المحال أن يرويها أبو إسحاق الشيباني وهو ثقة فقيه، وهي باطلة لم تحدث. لكن جاء في مصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة ما يشعر بأن خالها هو الذي تولى عقدة النكاح، وهذا أقرب للصواب.
أما الاحتجاج بزواج الرسول ? من أم سلمة ? بغير ولي، مع توكيل طفلها بمباشرة العقد (كما فعل الطحاوي في مختصر اختلاف العلماء 2\ 249) فهو مردود، لأن راوي القصة –وهو ابن أم سلمة– مجهول. ولو صحت، لكان فيها حجة قوية على أبي حنيفة الذي يجيز للمرأة تولي العقد بنفسها.
قال ابن حزم: وصح عن ابن سيرين في امرأة لا ولي لها فولت رجلا أمرها فزوجها، قال ابن سيرين: «لا بأس بذلك. المؤمنون بعضهم أولياء بعض». ومن طريق عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال: «وَلّى عمر بن الخطاب ابنته حفصة أم المؤمنين ماله وبناته ونكاحهن، فكانت حفصة أم المؤمنين ? إذا أردات أن تزوج امرأة أمرت أخاها عبد الله فيزوج». وعن عبد الرزاق عن ابن جريج أنه سأل عطاء عن امرأة نكحت بغير إذن ولاتها وهم حاضرون فقال: «أما امرأة مالكة أمر نفسها، إذا كان بشهداء، فإنه جائز بغير أمر الولاة». وقال أبو ثور: «لا يجوز أن تزوج المرأة نفسها، ولا أن تزوجها امرأة. ولكن إن زوجها رجل مسلم، جاز. المؤمنون إخوة بعضهم أولياء بعض». وهو مذهب الأوزاعي. وقال أبو سليمان: «البكر فلا يزوجها إلا وليها، وأما الثيب فتولى أمرها من شاءت من المسلمين ويزوجها وليس للولي في ذلك اعتراض». قلت: وقال الزهري والشعبي عن التزويج بغير ولي: «إن كان كُفُؤاً جاز». أخرجه ابن أبي شيبة (3\ 457) عنهما بإسنادين صحيحين.
4– مذهب من قال بأن النكاح يستلزم موافقة المرأة فحسب، ويجوز أن تعقد العقد بنفسها. وهذا هو مذهب أبي حنيفة (وقد خالفه صاحباه)، لكن مباشرة المرأة للعقد مكروه عنده. ويجوز للولي الاعتراض على غير الكفء. جاء في البحر الرائق (3\ 117): «إنما يطالب الولي بالتزويج، كيلا تنسب إلى الوقاحة. ولذا كان المستحب في حقها تفويض الأمر إليه. والأصل هنا: أن كل من يجوز تصرفه في ماله بولاية نفسه، يجوز نكاحه على نفسه. وكل من لا يجوز تصرفه في ماله بولاية نفسه، لا يجوز نكاحه على نفسه. ويدل عليه قوله تعالى {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ... } (230) سورة البقرة. أضاف النكاح إليها. ومن السنة حديث مسلم: «الأيم أحق بنفسها من وليها». وهي من لا زوج لها: بكراً كانت أو ثيباً. فأفاد أن فيه حقَّين: (1) حقه وهو مباشرته عقد النكاح برضاها، (2 حقها) وقد جعلها أحقّ منه. ولن تكون أحق إلا إذا زوّجت نفسها بغير رضاه». كما احتج أبو حنيفة بالقياس على البيع، فإنها تستقل به.
قال الحنفية: لا خلاف في أن المرأة البالغة العاقلة لها أن تتصرف في مالها بكافة التصرفات المالية من بيع وإيجار ورهن وغيرها. فيكون لها كذلك أن تتصرف في نفسها بالزواج. لأن الكلّ حقٌّ خالِصٌ لها. وإذا كان إعطاء المرأة هذا الحق يترتب عليه الخوف من لحوق الضرر بالولي، فقد تداركنا ذلك باشتراط الكفاءة فيمن تختاره المرأة زوجاً لها، محافَظَةٌ على كيان الأسرة وسمعتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/425)
ويرد عليهم ما أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3\ 10): حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا يوسف بن عدي قال ثنا عبد الله بن إدريس عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ?: أنها أنكحت رجلاً من بني أخيها، جاريةً من بني أخيها، فضربت بينهما بستر ثم تكلمت. حتى إذا لم يبق إلا النكاح، أمرت رجلاً فأنكح. ثم قالت: «ليس إلى النساء النكاح». قلت: و علة هذا الأثر كثرة تدليس ابن جريج، ولم يصرح بالسماع من عبد الرحمان. قال الطحاوي في مختصر اختلاف العلماء (2\ 249): «حديث ابن جريج فاسد. لأن أحمد بن حنبل يقول: أُخبِرتُ عن عبد الرحمن بن القاسم، فصار من بينه وبين عبد الرحمن مجهولاً. والأخرى أن ابن إدريس يرويه عن ابن جريج عن عبد الرحمن بن القاسم عن عائشة مرسلاً، لم يذكر فيه عن أبيه».
ويرد عليهم ما أخرجه الشافعي في مسنده (2\ 28) عن ابن عيينة عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة ?: «لا تُنْكِحُ (تُزَوِّجُ) المرأةُ المرأةَ. إنما البغيّ (الزّانية) تُنْكِحُ نفسَها». وقد روى ابن أبي شيبة (3\ 458) عن ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين بنحوه. ورواه عن أبي أسامة عن هشام عن ابن سيرين بنحوه.
5– مذهب من أجاز للمرأة أن تعقد العقد بنفسها، لكن بشرط موافقة الولي. وقد نسبوا هذا القول لأبي ثور، ولا يصح عنه، فهو لا يجيز للمرأة أن تعقد العقد بنفسها. فلعل هذا القول غلط لا يقول به أحد. والله أعلم.
وقد مزج بعض العلماء (كالشافعي بين هذه المذاهب)، والسبب هو الخلاف في علة الإجبار. فقد قال البعض –ومنهم أبو حنيفة كما قد سلف– بأن العلة هي البلوغ (قياساً على التملك المالي). فالصغيرة (بكراً كانت أم ثيباً) يجوز للأب إجبارها بدون أخذ رأيها (لأنه لا رأي لغير بالغ). فأما اليتيمة فهناك خلاف في جواز أن يجبرها غير الأب، إلا أني لا أعلم خلافاً في وجوب تخييرها عند بلوغها عند من أجاز ذلك النكاح. أما لو أجبرها الأب، فقد أجازوا النكاح واختلفوا في تخييرها عند بلوغها. أما الكبيرة فلا يجوز إجبارها (بكراً كانت أم ثيباً). وقال البعض –ومنهم الشافعي– بأن العلة هي سبق الزواج (لأن المراد منه الخبرة). فيجوز للأب إجبار البكر (صغيرة كانت أم كبيرة)، ولا يجوز له إجبار الثيّب (صغيرة كانت أم كبيرة).
وخلاصة القول في هذا الموضوع: أنه لا خلاف بين العلماء في إجبار البكر الصغيرة (إلا عند ابن شبرمة)، ولا خلاف بينهم في عدم إجبار الثيب الكبيرة (إلا عند الحسن)، واختلفوا في غير ذلك اختلافاً بيناً. وأصح الأقوال أنه يجوز تزويج الصغيرة من قبل أقرب العصبة لها، من غير أخذ رأيها، لكن لا يجوز الدخول بها حتى البلوغ، حيث تخيّر، فإن قبلت جاز للزوج الدخول بها، وإلا كان ذلك طلاقاً. ولا يجوز إجبار الكبيرة على الزواج من أحد (بكراً كانت أم ثيباً). ولا تتولى بنفسها إنشاء العقد، ولكن توكل رجلاً. ولا يشترط موافقة أقرب العصبة لها إن زوجت نفسها كفء (والكفاءة تكون في الدين فقط، لا في اللون ولا في العرق ولا في المال). فإن لم يكن كفأً لها، كان لا بد من موافقة أقرب العصبة لها. فإن اشتجروا رفعوا أمرهم إلى السلطان. ومن يتوكل على الله فهو حَسبُه.(30/426)
الملائكة العالم الغيبي!!!
ـ[أبو عبد الله العتيبي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:55 ص]ـ
هل الملائكة يموتون في الدنيا والآخرة وما الدليل؟(30/427)
هل ترى الملائكة ربها؟
ـ[أبو رقية]ــــــــ[22 - 04 - 04, 07:16 ص]ـ
وسؤال آخر ...
معلوم أن بني آدم جملة لا يرون ربهم، إلا أن المؤمنين منهم يرونه سبحانه في الجنة
فماذا عن الملائكة؟؟!!
هل ترى الملائكة ربها؟!!
والدليل؟؟(30/428)
الأذكار و الصفات المتنوعة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[المعتز بالإسلام]ــــــــ[22 - 04 - 04, 08:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أذكار وصفات متنوعة خاصة في الصلاة. فلو أمكن جمع تلك الأذكار والصفات مع دليل كل صفة وتخريجه والحكم عليه.
ومعلوم أن هذا الأمر يترتب عليه أمور منها:
1 - تمام الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
2 - حفظ السنة.
3 - حضور القلب.
4 - إحياء السنة.
ـ[الحميدي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 03:54 م]ـ
لأحد الإخوة كتاب اسمه: (أذكار الصلاة وأدعيتها وما يتعلق بها) في نحوٍ من 150 صفحة، فرغ منه من سنة وراجعه الشيخ المحدث
سليمان العلوان.(30/429)
معارضة عمر
ـ[ابن شاهين]ــــــــ[22 - 04 - 04, 01:01 م]ـ
يا إخوان لو تكرمتم أريد تخريج الأثر اللي فيه أن عمر قال للناس وهو على المنبر ما أنتم فاعلون لو حدت عن الحق؟ فقال رجل لو ملت عن الحق هكذا لقلنا بسيوفنا هكذا ............
أريد تخريج هذا الأثر وكأني أذكر أن أحد الإخوة قام بتخريجه في هذا الملتقى ممكن أحد الإخوة يحتسب ويدلنا عليه
ـ[الشاذلي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 05:07 ص]ـ
لم اجد مبغاك اخي الكريم و لكن يوجد اثر منسوب إلى عمر بن العزيز رحمه الله
يقول:
قام عمر بن عبد العزيز رحمه الله يطلب النصحية من عمرو بن مهاجر وقال له: (يا عمرو إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلابيبي ثم هزني ثم قل لي: ماذا تصنع). تاريخ بغداد و صفوة الصفوة و غيرهما
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[23 - 04 - 04, 12:17 م]ـ
a قال الامام عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق: أخبرنا سفيان بن عيينة عن موسى بن أبي عيسى قال: أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشربة بن حارثة فوجد محمد بن مسلمة فقال عمر: "كيف تراني يا محمد؟ فقال: أراك والله كما أحب، وكما يُحب من يحب لك الخير، أراك قوياً على جمع المال، عفيفاً عنه، عادلاً في قسمه.
ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف. فقال عمر: هاه. فقال: ولو ملت عدلناك كما يعدل السهم في الثقاف. فقال: الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني". موسى بن أبي عيسى الحناط الغفاري، أبو هارون المدني. ثقة لكنه لم يدرك أحداً من الصحابة.
a أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق في ترجمة بشير بن سعد ـ رضى الله عنه ـ من عدة طرق يقوي بعضها بعضاً أثراً عن عمر بن الخطاب، منها التالي: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال: أخبرنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا أبو القاسم بن حبابة قال: أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا مصعب بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، حدثني محمد بن النعمان ن النعمان بن بشير أخبره: "أن عمر بن الخطاب قال في مجلس، وحوله المهاجرون والأنصار: أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ما كنتم فاعلين؟ فقال ذلك مرتين، أو ثلاثاً: أرأيتم لو ترخصت في بعض الأمور ما كنتم فاعلين؟ فقال بشير بن سعد: لو فعلت ذلك قومناك تقويم القدح. فقال عمر: أنتهم إذاً أنتم".
ـ أبو القاسم بن السمرقندي، إسماعيل بن أحمد بن عمر، كان ثقة مكثراً.
ـ أبو الحسين بن النقّور، أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقّور البغدادي، كان صدوقاً.
ـ أبو القاسم بن حبابة، عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن سليمان البغدادي، كان ثقة.
ـ عبد الله بن محمد البغوي، هو أبو القاسم الإمام الحافظ الحجة المعروف.
ـ مصعب بن عبد الله بن عبد الله الزبيري، وثقه إبن معين، ومسلمة بن القاسم، وأبو بكر بن مردويه، والدارقطني. وقصَّر ابن حجر إذ قال عنه في التقريب: صدوق!
ـ إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. ثقة ثبت، وقد أنصف الإمام ابن حجر إذ قال عنه في التقريب: (ثقة حجة تكلم فيه بلا قادح).
ـ صالح بن كيسان المدني، قال عنه في التقريب: ثقة ثبت فقيه.
ـ إبن شهاب، هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري الإمام الفقيه الثبت الحافظ الحجة، المتفق على جلالته واتقانه وتثبته.
ـ محمد بن النعمان بن بشير الأنصاري، أبو سعيد، قال عنه في التقريب: ثقة، فالأثر إذاً حسن قوي بذاته صالح للإحتجاج، بل هو أقرب إلى الصحيح بذاته، وهو قطعاً، صحيح بشواهده ومتابعاته.
a الحوار الذي اشتهرت في كتب التواريخ، والأدب، بين عمر بن الخطاب، ورجل في المسجد، عندما خطب عمرك (…، إذا أحسنت فأعينوني، وإذا أسأت فقوموني)، فقام له الرجل فقال: (لو رأينا فيك اعوجاجاً، لقوّمناه بسيوفنا!) فرد عمر: (الحمد لله الذي جعل في أمة محمد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من يقَوِّم عمر بسيفه!)، والصحابة حضور كثيرون، ولم ينكر عليه عمر، ولا أحد منهم عليه ذلك. ولم نجد هذا الأثر مسنداً، مع كثرة البحث، ولكنه مؤيد بالآثار القوية السابقة في جوهر معناه.
a وأخرج ابن سعد عن معن بن عيسى عن مالك عن الزهري قال: كان هشام بن حكيم يأمر بالمعروف، فكان عمر يقول، إذا بلغه الشئ: أما ما عشت أنا وهشام فلا يكون ذلك! وسيتبين فيما يأتي أن أكثر أمر هشام بالمعروف، ونهيه عن المنكر إنّما هو للأمراء.
منقول
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:11 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التخريج لهذا الأثر فقد كنت ابحث عنه
و لكن لو ذكرت من أين نقلته ((منقول))(30/430)
هل يغفر الشرك الأصغر؟
ـ[عصفور الجنة]ــــــــ[22 - 04 - 04, 04:09 م]ـ
في تفسير قول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}
حكي الشيخ الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله: أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله اختلف كلامه في هذه المسألة:
- فمرة قال: الشرك لايغفره الله ولو كان أصغر.
- ومرة قال الشرك الذي لايغفره الله هو الشرك الأكبر.
ثم قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وعلى كل حال فيجب الحذر من الشرك مطلقا؛ لأن العموم يحتمل أن يكون داخلا فيه الأصغر لأن قوله: (أن يشرك به) أن وما بعدها في تأويل المصدر , تقديره: إشراكا به؛ فهو نكرة في سياق النفي , فتفيد العموم "
من شرحه لكتاب التوحيد (1/ 114)
والسؤال هنا: هل تكلم أحد من العلماء في هذه المسألة من قبل , فمن يعرف يدلني؟
ومن دل على خير فله مثل أجر فاعله!
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[22 - 04 - 04, 10:41 م]ـ
تفضل أخي هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18160
ـ[عصفور الجنة]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:24 ص]ـ
زيادة في الفائدة أنقل ماأشرت إليه جزاك الله خيرا في الرابط المشار إليه وهو:
=============
((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) هل يدخل فيه الشرك الأصغر للإمام ابن باز رحمه الله
السائل: الله يحسن عملك الآية: إن الله لا يغفر أن يشرك به، يدخل فيها الشرك الأكبر والأصغر، أو الأكبر فقط، الله يحسن عملك؟
الشيخ رحمه الله: الشرك الأصغر الأقرب أنه يدخل فيها لكن قد يغفر برجحان الحسنات إذا رجح ميزان الحسنات لأنه من جنس الكبائر لكن قد لا يغفر له إذا ما تاب منه ولا رجح ميزانه، قد يعذب عليها كما يعذب على الكبائر إذا مات عليها إلا أن يعفو الله عن الكبائر
السائل: والقول أنه أكبر من الكبائر؟
الشيخ رحمه الله: هذا الأقرب، الأقرب والأظهر أنه أكبر، تسمية الشرك يكون أكبر من الكبائر نسأل الله العافية.
انتهى كلامه رحمه الله من (نهاية الوجه الأول من الشريط الأول، من شرحه رحمه الله على كشف الشبهات)
==============
رحم الله شيخ الإسلام وابن عثيمين وابن باز.
ولكني مازلت أبحث عن المزيد في تحقيق المسألة فربما نظفر بفوائد
والله المستعان.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:19 ص]ـ
الداعية إلى الخير = محمد الجابري
لقد وقعت رسالة جامعية في يدي لم تطبع بعد و هي
الشرك الأصغر
حقيقته و أحكامه و أنواعه
للشيخ / عبد الله بن حمد السليم
و إشراف
الشيخ / عبد الرحمن بن صالح المحمود
وقد ذكر قولين لأهل السنة في هذه المسألة:
القول الأول:
أن الشرك الأصغر لا يقبل المغفرة، و ليس تحت المشيئة
و هذا قول الشيخ عبد الرحمن بن حسن (قرة عيون الموحدين 46 و مجموعة الرسائل و المسائل النجدية 2/ 2/36)
و الشيخ صديق خان (الدين الخالص 1/ 388)
و الشيخ عبد الرحمن بن قاسم (حاشية كتاب التوحيد 49 - 51)
و استدل هؤلاء:
بآيتي سورة النساء (48 و 116) و قالوا بأن الحكم عُلق على الشرك و هذا متحقق في الشرك الأصغر.
القول الثاني:
أن الشرك الأصغر خارج عن هذا الحكم
و قد صرح بهذا القول صاحب كتاب (التوضيح عن توحيد الخلاق)
و إليه يوميء كلام الشيخ السعدي و حافظ حكمي.
و استدل هؤلاء:
أ - بأنه وردت عدة آيات رتب الله فيها الحكم على وصف الشرك، و مع هذا لم يختلف في أن المراد بهذا الشرك هو الشرك الأكبر كقوله تعالى {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله علي الجنة و مأواه النار}.
ب_ و كذلك أن آيتي سورة النساء سياقها يدل أن الحديث عن المشركين و المنافقين و أهل الكتاب.
هذا نقل مختصر من هذه الرسالة
و المسألة فعلا بحاجة لمناقشة، و ليس عندي كتاب التوضيح عن توحيد الخلاق فقد أطال في ذكر الأدلة لكل من القولين.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[24 - 04 - 04, 12:09 ص]ـ
وأذكر قد التقيت بصاحب الرسالة في القصيم، وسألناه عما خرج فيه في هذه المسألة؛ فقال: لا أستطيع الجزم، والله أعلم.(30/431)
ما حكم البزناس يرجى الإجابة من شخص اطلع على القضية أو المسألة من قرب؟؟
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 05:51 م]ـ
أخوتي الكرام من لي بتفصيل عن حكم هذه المسألة فقد حرمها جمع, منهم مؤخرا الشيخ عثمان الخميس حفظه الله, تجدون الفتوى على موقعه ...
وقد كنت سمعت جمعا من الإخوة يتناقلون بينهم أن الشيخ الجبرين وسلمان العودة قد أحلوها ...
مع العلم أيضا أن هذه الشركة تقوم بإعطاء دروس وذلك في فرعها الذي في الأردن (عمان) عن مشروعية هذه المعاملة إن صح التعبير وتقوم بإحضار من تدعي بأنه شيخ ...
وقد أخبرني أحد الأخوة بحديث يحتجون به وهو ما رواه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري: أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لُدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعْلاً، فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء، فجعل يقرأ بأمِّ القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقال: (وما أدراك أنها رقية، خذوها واضربوا لي بسهم ...
قالوا: الرسول لم يشترك في العمل ومع ذلك أخذ أجرا ....
يرجى الإجابة والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:36 م]ـ
http://saaid.net/fatwa/f41.htm
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:47 م]ـ
أخي المستفيد7 جوزيت خيرا وزوجت بكرا ...
قل آمين, ولي اللهم زوجني بكرا ...(30/432)
كلام لشيخ الإسلام أشكلَ علي فمن له
ـ[السني]ــــــــ[22 - 04 - 04, 05:53 م]ـ
الذي نعرفه أن الأصل في المسلم العدالة - في غير رواية الحديث -
ولكن لشيخ الإسلام كلام مشكل، فإليكموه:
"وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: الْأَصْلُ فِي الْمُسْلِمِينَ الْعَدَالَةُ فَهُوَ
بَاطِلٌ ; بَلْ الْأَصْلُ فِي بَنِي آدَمَ الظُّلْمُ وَالْجَهْلُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَحَمَلَهَا
الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَظَلُومًا جَهُولًا}.
وَمُجَرَّدُ التَّكَلُّمِ بِالشَّهَادَتَيْنِ لَا يُوجِبُ انْتِقَالَ الْإِنْسَانِ عَنْ الظُّلْمِ وَالْجَهْلِ
إلَى الْعَدْلِ "
من مجموع الفتاوى 15/ 357.
أرجو الإفادة ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:23 م]ـ
الأصل في المسلم العدالة
الأصل في بني آدم الظلم
بينهما فرق
ـ[المضري]ــــــــ[22 - 04 - 04, 07:45 م]ـ
وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: الْأَصْلُ فِي الْمُسْلِمِينَ الْعَدَالَةُ فَهُوَ بَاطِلٌ
وَمُجَرَّدُ التَّكَلُّمِ بِالشَّهَادَتَيْنِ لَا يُوجِبُ انْتِقَالَ الْإِنْسَانِ عَنْ الظُّلْمِ وَالْجَهْلِ إلَى الْعَدْلِ
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 04 - 04, 08:58 م]ـ
الأخ الفاضل السُّنِّي ....
هذه المسألةُ مختَلَفٌ فيها قديمًا و حديثًا بين أهل العلم على قولين مشهورين:
الأول: الأصل في المسلمين العدالة، و هو مذهب أبي حنيفة و ابن حبان و ابن الوزير اليماني.
و قد قال ابن حجر إنه (مذهب عجيب و الجمهور على خلافه) اللسان 1/ 107.
و الثاني: الأصل فيهم الدر حتى تثبت العدالة، و هو المذهب عند المالكية و الشافعية و رواية عن أحمد، وقول الصاحبين أبي يوسف و محمد بن الحسن الشيباني.
فالعدالة عندهم صفة زائدة على الإسلام، و هو أن يكون المسلم ملتزما بواجبات الشرع و مستحباته، مجتنبا لمحظورات هو مكروهاته.
و ينبغي أن يفهم قول ابن تيمية (وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: الْأَصْلُ فِي الْمُسْلِمِينَ الْعَدَالَةُ فَهُوَ
بَاطِلٌ ; بَلْ الْأَصْلُ فِي بَنِي آدَمَ الظُّلْمُ وَالْجَهْلُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَحَمَلَهَا
الْإِنْسَانُ إنَّهُ كَانَظَلُومًا جَهُولًا}.
وَمُجَرَّدُ التَّكَلُّمِ بِالشَّهَادَتَيْنِ لَا يُوجِبُ انْتِقَالَ الْإِنْسَانِ عَنْ الظُّلْمِ وَالْجَهْلِ
إلَى الْعَدْلِ).فهما صحيحا، فعدم إثبات العدالة بمجرد الإسلام = لايوجب إثبات الفسق، بل و لا نفي العدالة، بل هو على التوقف حتى نعلم من حاله ما يوجب تعديله أو تفسيقه.
و بهذا ينحل الإشكال لك أخي السني.
و لهذا حدث الخلاف في رواية مجهول العدالة الظاهرة و الباطنة أو كليهما؟.
فمن قال بالقول الأول اكتفى بالعدالة الظاهرة و أثبت عدالته.
و من قال بالآخر توقف حتى تثبت عدالته الباطنة.
و سبب الخلاف، هل من شرط التعديل: العلم بالعدالة أم عدم العلم بالمفسق؟
و تجد هذه المسألة مبحوثة في المحلى لابن حزم بتوسع (9/ 394) و الكفاية للخطيب ص 81 - 83 و توضيح الأفكار 2/ 149 - 150، و غيرها كما بحثها من المعاصرين: الدكتور الشيخ محمد بازمول في بحث ضمنه كتابه (الإضافة) فارجع إليه فهو مفيد.
وهذا كلام قيم للمرداوي في الأإنصاف:
فائدة جليلة وهي أن المسلم: هل الأصل فيه: العدالة أو الفسق؟ اختلف فيها في زمننا. فأحببت أن أنقل ما اطلعت عليه فيها من كتب الأصحاب. فأقول وبالله التوفيق. قال المصنف في المغني عند قول الخرقي " وإذا شهد عنده من لا يعرفه سأل عنه " وتابعه الشارح عند قول المصنف " ويعتبر في البينة العدالة ظاهرا وباطنا " لما نصرا أن العدالة له تعتبر ظاهرا وباطنا. وحكيا القول بأنه لا تعتبر العدالة إلا ظاهرا. وعللاه بأن قالا: ظاهر حال المسلمين: العدالة. واحتجا له بشهادة الأعرابي برؤية الهلال وقبولها. وبقول عمر رضي الله عنه " المسلمون عدول بعضهم على بعض ". ولما نصرا الأول قالا: العدالة شرط. فوجب العلم بها كالإسلام. وذكرا الأدلة. وقالا: وأما قول عمر رضي الله عنه: فالمراد به ظاهر العدالة. وقالا: هذا بحث يدل على أنه لا يكتفى بدونه. فظاهر كلامهما: أنهما سلما. أنه ظاهر العدالة. ولكن تعتبر معرفتها باطنا. وقالا في الكلام على أنه لا يسمع الجرح إلا مفسرا لأن الجرح ينقل عن الأصل. فإن الأصل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/433)
في المسلمين العدالة. والجرح ينقل عنها. فصرحا هنا بأن الأصل في المسلمين: العدالة. وقال ابن منجا في شرحه لما نصر أنه. تعتبر العدالة ظاهرا أو باطنا: وأما دعوى أن ظاهر حال المسلمين العدالة: فممنوعة. بل الظاهر عكس ذلك. فصرح أن الأصل في ظاهر حال المسلم: عكس العدالة. وقال في قوله " ولا نسمع الجرح إلا مفسرا " والفرق بين التعديل وبين الجرح: أن التعديل إذا قال " هو عدل " يوافق الظاهر. فحكم بأنه عدل في الظاهر. فخالف ما قال أولا. وقال ابن رزين في شرحه في أول " كتاب النكاح " وتصح الشهادة من مستوري الحال. رواية واحدة. لأن الأصل العدالة. وقال الطوفي في مختصره في الأصول في أواخر التقليد: والعدالة أصلية في كل مسلم. وتابع ذلك في شرحه على ذلك. فظاهر كلامه: أن الأصل العدالة. وقال في الروضة، في هذا المكان: لأن الظاهر من حال العالم العدالة. وقال الزركشي عند قول الخرقي " وإذا شهد عنده من لا يعرفه سأل عنه " ومنشأ الخلاف: أن العدالة هل هي شرط لقبول الشهادة؟ والشرط لا بد من تحقق وجوده. وإذن لا يقبل مستور الحال، لعدم تحقق الشرط فيه، أو الفسق مانع؟ فيقبل مستور الحال. إذ الأصل عدم الفسق. ثم قال بعد ذلك بأسطر فإن قيل: بأن الأصل في المسلمين العدالة. قيل: لا نسلم هذا. إذ العدالة أمر زائد على الإسلام. ولو سلم هذا فمعارض بأن الغالب ولا سيما في زمننا هذا الخروج عنها. وقد يلزم أن الفسق مانع. ويقال: المانع لا بد من تحقق ظن عدمه، كالصبا والكفر. وقال الشيخ تقي الدين رحمه الله: من قال " إن الأصل في الإنسان العدالة " فقد أخطأ. وإنما الأصل فيه: الجهل والظلم. قال الله تعالى {وحملها الإنسان. إنه كان ظلوما جهولا}. وقال ابن القيم رحمه الله في أواخر بدائع الفوائد: إذا شك في الشاهد: هل هو عدل أم لا؟ لم يحكم بشهادته. إذ الغالب على الناس: عدم العدالة. وقول من قال " الأصل في الناس العدالة " كلام مستدرك. بل العدالة حادثة تتجدد. والأصل عدمها. فإن خلاف العدالة مستنده جهل الإنسان وظلمه. والإنسان جهول ظلوم. فالمؤمن يكمل بالعلم والعدالة. وهما جماع الخير وغيره يبقى على الأصل. وقال بعضهم: العدالة والفسق مبنيان على قبول شهادته. فإن قلنا: تقبل شهادة مستوري الحال، فالأصل فيه: العدالة. وإن قلنا: لا تقبل. فالأصل فيه: الفسق. قلت: الذي يظهر: أن المسلم ليس الأصل فيه الفسق. لأن الفسق قطعا يطرأ. والعدالة أيضا ظاهرا وباطنا تطرأ. لكن الظن في المسلم العدالة أولى من الظن به الفسق. ومما يستأنس به على القول بأن الأصل في المسلم العدالة قوله عليه أفضل الصلاة والسلام {ما من مولود يولد إلا على الفطرة. فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه}.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:36 ص]ـ
الأصل في المسلم السلامة وليست العدالة. فإن العدالة هي صفة مكتسبة.
ـ[السني]ــــــــ[23 - 04 - 04, 10:48 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً، والشكر موصول لمن أفادني على الخاص.
الأخ إحسان - وفقه الله -
قلتَ: الأصل في المسلم العدالة.
وشيخ الإسلام يقول: "وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ: الْأَصْلُ فِي الْمُسْلِمِينَ
الْعَدَالَةُ فَهُوَ بَاطِلٌ "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 12:50 م]ـ
نعم أخي
ظننت أن المقولة الأولى من قولك لا من قول شيخ الإسلام
وأنا أخطأت(30/434)
أوهام الحافظ في التقريب في ضبط الأسماء
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن كتاب التقريب لإمام عصره الحافظ ابن حجر من الكتب التي كثرت فائدتها وعم نفعها، ولعل من أهم ما تميز به هذا الكتاب -بالإضافة إلى تلخيص حال الرجل وطبقته وأهم ما يحتاج إليه في وصفه – هو عنايته بضبط الأسماء، وقد عني الحافظ بذلك عناية بالغة في هذا الكتاب، بحيث يكاد يقع في خلد الناظر لأول وهلة أن الكتاب مؤلف في ضبط الأسماء.
وكثيراً ما تبحث في ضبط اسم فلا تجد أحدا ضبطه سوى الحافظ.
إلا أنه ربما وقع لي ضبط اسم رجل يخالف الحافظ في التقريب فيه غيره فيشكل عليّ أمره.
لكن لما كان هذا الكتاب سمّاه الحافظ (التقريب) علم به أن الحافظ لم يرد بكتابه أن يستغنى به عن الأصول، سواء كان ذلك في أحوال الرجال أو في ضبط أسمائهم، وإنما هو تقريب لحال الرجل فحسب.
وهذا الكتاب ليس من ضمن الكتب التي كان راضياً عنها الحافظ ابن حجر على ما قد اشتهر عنه.
ولذا وقعت له أوهام في ضبط أسماء الرجال كما وقع له في تحرير حال بعضهم، وهي قليلة بالنظر لكثرة المترجم لهم فيه.
قال الناجي في عجالة الإملاء ص 228 (مطوس: ووجدته في تهذيب الكمال وغيره بالقلم مكسور بالوار، وكذلك ضبطه شيخنا ابن حجر بالحروف مكسورا في كتابه تقريب التهذيب، والظاهر أنه من عنده بلا مستند يعتمد).
وقال أيضاً ص 352: (ولا يغتر بما وقع لشيخنا ابن حجر في كتابه (التقريب) من كون دال جدعان معجمة فإنه سبق قلم من الإهمال إلى الإعجام نبهت عليه للتحذير والإعلام).
وقال أيضاً ص 459: (ولا خلاف في فتح سين سيابة حيث وقعت، وقد نص على فتحها ابن الأثير وغيره، ولهذا ضبطتها خوفاً من الاغترار بما وقع لشيخنا الحافظ ابن حجر في مختصره التقريب وتحرير المشتبه من ضبطتها بالكسر فإنه خطأ، لا يقلد فيه فاحذره، ووقع له أيضاً في كنيته وهي أبو المرازم أنه بضم ميمها الأولى، وإنما مفتوحة كما قاله صاحب جامع الأصول فاستفده، وانظر كيف وقع له في التقريب في سطر وهمان).
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 06:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخين ابن حجر والناجي
لكن السؤال هو:
هل هذه الاستدراكات كثيرة ويوجد غيرها من الناجي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبويوسف السبيعي]ــــــــ[16 - 11 - 04, 11:52 م]ـ
أخي الدكتور مسدد:
هذا ما وقفت عليه عرضاً من استدراكات الناجي، وقد يوجد غيرها.
وهذه فائدة تتعلق بالموضوع:
قال الدكتور شاكر محمود عبد المنعم في كتابه ابن حجر العسقلاني وموارده 1/ 309:
(وقام يوسف بن عبد الهادي المعروف بابن المبرد (ت 909 هـ) بجمع ما قيده ابن حجر في تقريب التهذيب في رسالة أطلق عليها اسم: (ضبط من غبر فيمن قيده ابن حجر) قال في مقدمتها: ... وبعد فإني وضعت كتاباً في تقييد الأسماء ثم اطلعت على كتاب ابن حجر تقريب التهذيب وفيه تقييد كثير فأردت أن أذكره فيه فرأيت ذلك يطول فأفردته هنا، وسميته ضبط من غبر فيمن قيده ابن حجر) ورتبه على حروف المعجم).
ثم قال في الحاشية:
اطلعت على نسخة بخط المؤلف في المكتبة الظاهرية بدمشق رقمها 391 حديث تقع في 90 ورقة غير منقوطة في الغالب وتقرأ بصعوبة، وعنها نسخة مصورة بمعهد المخطوطات تحت رقم 717 تاريخ ميكروفيلم. انتهى كلامه.
قلت: ليت أحد طلبة العلم يتصدى لنشر هذا الكتاب، ومما يسهل نشره وجود أصله وهو التقريب.(30/435)
ما هو الراجح في حكم الصلاة على الشهيد؟؟
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 06:44 م]ـ
قد قرأت كلام الحافظ بن حجر في الفتح وكلام الألباني في كتاب الجنائز فأجازوا ذلك, وذهب الشيخ ابن باز الى عدم جواز الصلاة على الشهداء مطلقا محتجا بما رواه البخاري (1278) من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا أن النبي عليه السلام لم يصلي على شهداء أحد ....
أما من ذهب إلى جواز ذلك فقد احتج بما رواه البخاري (1279) في صحيحه من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر فقال: (إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها).
فما هو الراجح ... وهل من كتاب عالج هذه القضية بالتفصيل سواء وجد هذا الكتاب على الشبكة أم لم يوجد, فإن وجد يجرى وضع الرابط وإلا فأحيلوني مشكورين على اسم المؤلف والكاتب وهذا ضروري جدا ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:03 ص]ـ
شهيد المعركة لا يغسل، ويدفن بدمه وثوبه، ودليل ذلك حديث جابر في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بدفن شهداء أحد بدمائهم ولم يغسّلهم ولم يصلّ عليهم. أما المقتول ظلمًا فيغسّل ويصلى عليه على الراجح من أقوال أهل العلم، وهو رواية عن أحمد؛ فإن عمر رضي الله عنه قتل ظلمًا وعثمان وعلي رضي الله عنهما كذلك، وكانوا يغسّلون ويكفّنون ويصلّى عليهم، وإن كانوا شهداء.
أما من أصيب في المعركة، ولم يمت، وطال الزمن عرْفًا؛ فإنه يخرج من هذا الحكم، فإن سعد بن معاذ - رضي الله عنه - أصيب في أكحله في غزوة الخندق - كما ثبت في الصحيحين - ولم يكن له حكم الشهداء في هذه المسألة، بل غسل وصلّي عليه.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:12 ص]ـ
وهنا شرح لهذه المسألة من زاد المستقنع لأحد طلبة العلم، ومنه أخذت الكلام أعلاه:
قال: (ولا يغسل شهيد معركة)
الشهيد: وهو شهيد المعركة لا يغسل، بل يدفن بدمه وثوبه على وجه الخصوص.
ودليل ذلك: ما ثبت في البخاري عن جابر قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم: (أمر بدفن شهداء أحد بدمائهم ولم يغسلهم ولم يصل عليهم)، وقال صلى الله عليه وسلم كما في مسند أحمد وسنن النسائي بإسناد صحيح: (زملوهم بدمائهم فإنه ليس كَلْم يُكلم به في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك)
فالحكمة من تركه بدمه من غير تغسيل، أنه يأتي يوم القيامة وهو يدمى وهذا الدم منه لونه لون الدم وريحه ريح المسك، وهذا لبقاء الأثر لهذه الطاعة العظيمة، وهي طاعة الجهاد في سبيل الله، فهذا الحكم خاص في شهيد المعركة.
ويلحق به الشهيد في سبيل الله بأيدي من خرج على إمام عادل، فإن من كان في فريق الإمام العادل، وخروج الخارجون عليه وإن كانوا مسلمين فمن قتل منهم فله هذا الحكم لا يغسل، لأنه قد قتل في سبيل الله كما أن شهيد المعركة – مع الكفار – قد قتل في سبيل الله، وروى البيهقي في سننه أن عماراً دفن بدمه ولم يصل عليه علي رضي الله عنه، وكان مع أولى الطائفتين بالحق.
فشهيد المعركة سواء كان مقتولاً من جهة الكفار، أو كان مقتولاً من جهة المسلمين في حرب كان هو مع الصف الذي هو على الحق – فله هذا الحكم – من ترك تغسيله.
وأما الشهيد غير ذلك كالشهيد بالغرق أو الطاعون أو المبطون والنفساء ونحو ذلك مما ثبت بالأدلة الشرعية أنه شهادة فإن هذا يغسل ويصلى عليه باتفاق العلماء.
وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى على امرأة نفساء، والنفساء التي تقتلها طفلها من الشهداء، كما صح ذلك في الحديث.
قال: (ومقتول ظلماً)
فمن قتل ظلماً فإنه لا يغسل، لأن المقتول في سبيل الله قد قتل ظلماً وبغير حق - وهذا كذلك – أي المقتول ظلماً لمال أو عرض أو غير ذلك له هذا الحكم.
- هذا هو المشهور في مذهب الإمام أحمد.
- وذهب جمهور الفقهاء وهو رواية عن الإمام أحمد: أن من قتل ظلماً فإنه يغسل ويصلى عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/436)
وهذا هو القول الراجح الصحيح، فإن عمر رضي الله عنه قد قتل ظلماً وعثمان وعلي وغيرهم، وكانوا يغسلون ويكفنون، ويصلى عليهم، وإن كانوا شهداء، ومع ذلك لم يثبت هذا الحكم فيهم، وإنما ثبت في شهيد المعركة.
بل لو قتل المسلم في أيدي الكفار لكن ذلك عن طريق الاغتيال، ونحوه مما لا يكون فيه قتال ظاهر، فإنه ليس له هذا الحكم.
فعمر قتله أبو لؤلؤة المجوسي، وهو شهيد كما قال صلى الله عليه وسلم لأحد: (اثبت فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان) فالصديق أبو بكر والشهيدان عمر وعثمان.
ومع ذلك فإنه – أي عمر – قد كفن كما ورد ذلك في البيهقي وغيره وهو مشهور عنه، وكذلك علي كما في البيهقي وغيره، ولم يخالف في ذلك أحد من أهل العلم.
فعلى ذلك القتيل الذي يقع قتله في غير الصف يبقى على الحكم الأصلي من التغسيل والتكفين.
قال: (إلا أن يكون جنباً)
أي شهيد المعركة لا يغسل إلا أن يكون جنباً.
ودليل ذلك: ما رواه الحاكم بإسناد جيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما قتل حنظلة بن عبد الله بن الراهب قال: (إن صاحبكم تغسله الملائكة فسئلت صاحبته فقالت: " إنه خرج لما سمع الهيعة - الصوت الفزع وهو منادي الجهاد - وهو جنب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لهذا غسلته الملائكة)
قالوا: فهذا دليل على أن الجنب يغسل، فإن الملائكة قد غسلت حنظلة بن الراهب رضي الله عنه.
- وقال المالكية والشافعية وهو رواية عن الإمام أحمد: لا يغسل، وهو القول الراجح.
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بما تقدم من أن حنظلة غسلته الملائكة، والملائكة غير مكلفين بغسل الميت، وإنما المكلف هم من علم بحاله من بني آدم، وأما الملائكة فله حكم آخر، فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أولياءه أن يغسلوه لكونه جنباً وإنما اكتفى بالخبر أن الملائكة قد غسلته، فهذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم من غير أن يأمر بتغسيله.
والأحاديث المتقدمة التي فيها أن الشهيد لا يغسل أحاديث عامة ممن مات جنباً أو طاهراً.
وكذلك في المرأة تقتل في سبيل الله حائضاً أو طاهراً فإنها لا تغسل – خلافاً للمشهور في المذهب – وأنها إذا ماتت حائضاً فكالجنب يجب غسلها لحديث حنظلة.
والصحيح ما تقدم: وأن من قتل في سبيل الله سواء كان جنباً أو كانت المرأة حائضاً فإنهم لا يغسلون؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغسل شهداء أحد وهذا عام في كل شهيد في سبيل الله.
وأما الخبر بتغسيل الملائكة فهذا خبر عمن لم يتوجه إليه الخطاب وهم الملائكة، ولم يوجه – النبي صلى الله عليه وسلم – الخطاب إلا الآدميين من أوليائه أن يغسلوه.
قال: (ويدفن بدمه في ثيابه)
لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد بإسناد صحيح: (زملوه في ثيابه) فيكفن في ثيابه التي قتل فيها.
قال: (بعد نزع السلاح والجلود عنه)
لما روى أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم: (أمر بقتلى أحد أن ينزع عنهم الحديد والجلود وأن يدفنوا في ثيابهم بدمائهم)، لكن الحديث فيه عطاء بن السائب وقد اختلط فالحديث إسناده ضعيف.
ولكن القائلين به من الحنابلة لم يقولوا به على وجه الإيجاب، وإنما قالوا به على وجه الاستحباب والأولوية.
أي: يستحب أن ينزع عنه الجلد كأن يكون عليه خفان من جلد أو جبة من جلد فإنها تنزع عنه. وكذلك ما يكون عليه من السلاح من درع ونحوه فإنه ينزع عنه والحديث كما تقدم ضعيف.
- وقال المالكية: بل يدفن في ثيابه كلها، وهذا أظهر، لكن السلاح ينبغي استثناؤه للانتفاع به، أو لا فائدة من دفنه مع الميت بل الفائدة في إبقائه لينتفع به، فالسلاح ونحوه مما ينتفع به ينزع عن الميت.
وأما ثيابه سواء كان من جلد أو فرو أو نحو ذلك فإنها تبقى عليه – إلا أن تكون هناك مصلحة راجحة لنزعها منه – كأن تكون للمسلمين حاجة في هذه الثياب لتكفين الموتى بها وعليه مزيد ثياب فإنه يكفن بها غيره.
إذن: المستحب أن يدفن في ثيابه فلا يجدد له كفن.
فإن كفن في غيرها فلا بأس، فقد ثبت في مسند أحمد أن صفية رضي الله عنها: (أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوبين ليكفن حمزة فيهما فكفنه بأحدهما وكفن بالآخر رجلاً آخر) فإذن: إذا أحب الولي أو غيره أن يكفنه في ثوب آخر فلا بأس بذلك، لكن المستحب أن يكفن في ثيابه التي قتل فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/437)
قال: (وإن سلبها كفن بغيرها)
إن سلب الثياب في القتال، فوقعت سلباً للكفار فإنه يكفن بثياب أخر.
فما تقدم من الكلام فيما إذا كان عليه ثياب، أما إذا لم يكن عليه ثياب، أو كانت عليه ثياب غير كافية فإنه يكفن بثياب أخرى.
قال: (ولا يصلى عليه)
فشهيد المعركة لا يصلى عليه، لحديث جابر المتقدم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم: (لم يغسل شهداء أحد ولم يصل عليهم) ونحوه من حديث أنس في سنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم: (لم يصل على شهداء أحد) فهذه الأحاديث تدل على أنه لا تشرع الصلاة على شهيد المعركة.
- هذا هو مذهب جمهور العلماء.
- وذهب الأحناف: إلى مشروعية ذلك.
واستدلوا: بما ثبت في الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم: (خرج إلى أهل أحد فصلى عليهم كصلاته على الميت)
في البخاري: (بعد ثمان سنوات كالمودع للأحياء والأموات) أي كان ذلك قبيل وفاته بعد نحو ثمان سنوات من وقعة أحد، وهذا من باب التجوز فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي بعد سبع سنوات وأشهر من غزوة أحد.
واستدلوا: بما رواه الطحاوي بإسناد حسن أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على حمزة فكبر عليه تسع تكبيرات ثم صلى على الشهداء وكل ذلك وهو يصلي على حمزة " يعني في كل واحد من الشهداء يصلي على حمزة ".
قالوا: والحديث حسن.
أما الحديث الثاني وهو ما رواه الطحاوي، فإنه حديث منكر، وقد ضعفه الشافعي وأعله ابن القيم وغيرهم.
فإن المحفوظ عنه في الصحيحين وغيرهما أنه لم يصل على شهداء أحد، ولم يكن هذا ليخفى على جابر وأبوه من شهداء أحد، وكذلك لم يكن ليخفى على أنس وله في أحد شهداء.
أما الحديث المتفق عليه: فإنه يحتمل أن يكون المراد أنه دعا لهم كدعائه للميت، وهذا يكون فيه الجمع بين ترك النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة عليهم أولاً، ويكون فعله الثاني مجرد الدعاء لهم، لكن قال: (كصلاته على الميت) لبيان أن هذا الدعاء مخصوص فهو كالدعاء الذي يقع في الصلاة على الميت.
ثم لو قلنا: أنه صلى عليهم صلاة كالصلاة المعروفة، فإنه ينبغي أن يقال: بكونه خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأنهم لا يقولون بذلك.
فالظاهر ما تقدم أنه دعاء كالدعاء في صلاة الميت، أو أن يكون ذلك خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن الصلاة على الميت إنما تشرع عند موته، وأما أن يكون ذلك بعد ثمان سنوات فلا.
فالأظهر مذهب الجمهور وأن شهداء المعركة لا يصلى عليهم لترك النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
ثم لو قلنا بالحديث الذي ذكره الأحناف فيحسن أن يقال بما هو رواية عن الإمام أحمد: أن الصلاة على الشهيد تركها أولى فإن صلى فلا بأس.
قال: (وإن سقط عن دابته أو وجد ميتاً ولا أثر به … غسل وصلي عليه)
تقدم أن شهيد المعركة لا يغسل ولا يصلى عليه، وهنا استثناء فإذا سقط عن دابته بغير فعل من الكفار أو وجد ميتاً ولا أثر به فليس هناك جرح يدل على أن هذا الموت كان بسبب الكفار، فإنه يغسل ويصلى عليه.
- هذا هو مذهب جمهور الفقهاء ومنهم الحنابلة.
قالوا: لأن الأصل هو تغسيل الميت إلا ما ورد استثناؤه وهو شهيد المعركة وهذا لم يكن قتيلاً في المعركة وإنما حدث الموت له أثناء المعركة.
- وقال الشافعية وهو قول القاضي من الحنابلة: أنه له حكم الشهداء – حينئذٍ –؛ فإنه قد مات وهو يقاتل في سبيل الله ولا يبعد أن يكون السبب هو ذات القتال، وإن لم يكن ذلك ظاهراً، فإن ذلك وإن لم يظهر لنا لكن الاحتمال فيه قوي، فمظنة سقوطه وموته أن يكون ذلك من الكفار، ولذا فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه.
ولأنه – في الحقيقة – في حكم الشهداء فكان ينبغي أن يلحق بهم، والله أعلم.
* وهنا مسألة قريبة من هذه المسائل: وهي فيمن أصابه سيفه أو أصابته رمية من جهة المسلمين، فكان في ذلك حتفه، فما الحكم؟
- قال الحنابلة في المشهور عندهم وهو مذهب الجمهور: إنه يغسل ويصلى عليه.
- وقال الشافعية، وهو اختيار الموفق والقاضي من الحنابلة: له حكم الشهداء.
واستدلوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/438)
بما ثبت في صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع قال: (لما كان يوم خيبر قاتل أخي قتالاً شديداً " وهو عامر بن الأكوع " فارتد عليه سيفه فقتله فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك وشكوا فيه: " في شهادته في سبيل الله " فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنه مات جاهداً مجاهداً) فكان له حكم الشهداء.
وكان له حكمهم من حيث العموم فإنه لم ينقل لنا أنه خص بحكم سوى حكمهم من ترك تغسيلهم، فكان له حكم شهداء خيبر ممن قتل في سبيل الله تعالى، وهذا القول أظهر.
فالراجح أنه في هذه المسألة لا يغسل ولا يصلى عليه فله حكم الشهداء، لأنه مظنة الموت في المسائل الأخيرة بسبب الكفار والقتال مظنة قوية حيث وجد ميتاً أثناء ذلك.
أما لو علم أن موته ليس بسبب القتال فإن له الحكم الأصلي من كونه يغسل ويصلى عليه.
قال: (أو حمل فأَكَل أو طال بقاؤه عرفاً غسل وصلي عليه)
أي من حمل فأكل أو شرب أو تكلم أو [فعل] فعلاً من الأفعال التي يفعلها الحي، أو طال بقاؤه عرفاً.
إذن: إن تكلم أو أكل أو شرب أو نحو ذلك من الأفعال التي تقع من الحي وإن لم يطل بقاؤه عرفاً فإنه يغسل ويصلى عليه.
فإن لم يفعل هذه الأفعال وطال بقاؤه عرفاً، فكذلك يغسل ويصلى عليه.
فالمسألة إذن: من هو الشهيد الذي يترتب عليه الحكم من ترك الصلاة والغسل؟
1 - المشهور في المذهب: أن هذا الحكم خاص فيمن أصيب في المعركة ولم يطل بقاؤه عرفاً بشرط ألا يفعل شيئاً من أفعال الحي من شرب أو كلام ونحو ذلك.
2 - وقال الموفق والمجد ابن تيمية من الحنابلة: بل إن طال بقاؤه عرفاً فهو الذي يخرج من هذا الحكم.
أما مجرد كونه يشرب أو أنه يتكلم أو تأخذه إغفاءة فإن هذا ليس بمؤثر في الحكم ما دام لم يطل الزمن عرفاً إلا أن يأكل فإن الأكل إنما هو من شأن الأحياء.
فعندهم أن من أكل وإن لم يطل بقاؤه عرفاً، فإنه ينتفي عنه الحكم، فيغسل ويصلى عليه.
3 - وقال الشافعية، وهو قول في مذهب الإمام أحمد: لا يثبت هذا الحكم إلا فيمن كان موته قبل انقضاء الحرب. أما لو بقي بعد انقضاء الحرب فحمل إلى جهة المسلمين فإنه يغسل ويصلى عليه.
الترجيح:
أما ما ذهب إليه الشافعية فإنه ينبغي أن يستثنى منه: ما لو بقي به رمق وهو في أثناء المعركة ثم حدث له الموت وقد علم انتصار هؤلاء على هؤلاء فقد انقضت المعركة، لكن بقي به من رمق ثم كان موته، فإن مثل هذا ينبغي أن يكون له الحكم من ترك التغسيل والصلاة عليه.
وقد روى مالك في موطئه بإسناد منقطع: أن سعد بن الربيع وكان من شهداء أحد كان هكذا، فإنه قد بقي به رمق بعد انتهاء المعركة ثم مات وكان من شهداء أحد، والسند وإن كان منقطعاً لكن هذه القصة مشهورة في كتب السير.
ثم إنه ليس هناك فارق مؤثر بين أن يموت في أثناء المعركة وأن يبقى به رمق وهو في موضعه ثم يموت بعد انتهائها، في الحقيقة لا فرق بين هاتين الصورتين.
والقول بما ذهب إليه الحنابلة قول فيه قوة - وليس المقصود على إطلاقه بل على إخراج ما ذكروه من الشرب والكلام.
فإن مثل هذه غير مؤثرة في الحقيقة، فإن مثل هذه الأمور تقع ممن يحتضر، فيقع منه الشرب والكلام والتوصية ونحو ذلك، فمثل هذه الأمور ليست بمؤثرة بخلاف الأكل فإنه لا يقع إلا من الأحياء.
فالقول: بأنه متى طال الزمن عرفاً خرج من حكم الشهداء هذا قول قوي؛ لأن الأصل هو بقاء الحكم لما كان أثراً منه، والأثر في موته إنما هو هذه المعركة، وقد بقي زمناً يسيراً في العرف فلم يطل ذلك عرفاً، فكان باقياً في حكم ذلك الأثر الذي أثر به.
أما إذا طال الزمن عرفاً فإنه يخرج من هذا الحكم، فإن سعد بن معاذ قد أصيب بسهم في أكحله في غزوة الخندق - كما ثبت في الصحيحين – ولم يكن له حكم الشهداء بل غسل وصلي عليه.
وهذا وإن لم ينقل لنا فإنه في حكم المنقول إذ الهمم متوفرة لنقله والدواعي قائمة لنقله، فلو كان له حكم الشهداء لنقل ذلك، بل بقي مسكوتاً على طريقة غسله وتكفينه فكان ذلك إبقاءً على الأصل من كونه يغسل ويكفن؛ لأنه قد طال الفصل عرفاً.
إذن: ينبغي أن يقال: من جرح جرحاً شديداً أثناء القتال فمات فيه أو قبل انقضاء الحرب أو بعد زمن يسير من انقضائها وكان السبب هو هذا الجرح الذي أصابه فله حكم الشهداء.
أما إذا طال الفصل عرفاً، كأن يذهب إلى بلاده ويبقى ممرضاً حتى يأتيه الموت فإنه لا يكون له حكم الشهداء كما هو مشهور عند المسلمين كما في قصة سعد بن معاذ وغيره.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:32 م]ـ
جوزيت خيرا في الدنيا والآخرة(30/439)
هل البدعة تقدح في العدالة أم في الضبط
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[22 - 04 - 04, 07:09 م]ـ
بسم الله والحمد له وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. أما بعد
فالسلام عليكم أحبتي الكرام ورحمة الله وبركاته ..
لدي إشكال في بحث بعنوان رواية المبتدع بين القبول والرد
والإشكال .. هل البدعة تقدح في العدالة أم في الضبط
أريد مراجعا لهذا الإشكال وحلولا من كتب أهل العلماء القدماء والجهابذة الكرماء في هذه المسألة ونسأل الله لنا ولكم أجر مساعدة الأحبة في الله ..
أخوكم أبو فهد الأثري
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 04 - 04, 02:16 ص]ـ
المرجع في هذا كتب المصطلح الكثيرة .. وكتب الرجال، خصوصا كتب الضعفاء.
- والبدعة لا علاقة لها بالضبط بل هي متعلقة بالعدالة.
فقد يكون المبتدع حافظا متقنا عالما، لكن الإشكال في اعتقاده.
والله أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 04 - 04, 11:21 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن
لعلك تستفيد مما في الروابط أبا فهد وفقك الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5044&highlight=%C7%E1%E3%C8%CA%CF%DA
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=20859#post20859
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=350&highlight=%C3%E3%CB%E1%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3786&highlight=%C7%E1%E3%C8%CA%CF%DA
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=10329#post10329
والله أعلم
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 04, 12:39 م]ـ
جميل جداً
شكر الله سعيكم وغفر ذنبكم وسدد رميكم
بارك الله فيكم
المواضيع والروابط جداً مفيدة وسوف أستفيد منها بإذن الله
وبإذن الله سأذكر موقع الملتقى في أثناء مقدمة بحثي
أخوكم
بو فهد
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 04, 02:31 م]ـ
غفر الله لي ولكم
لا شك يا شيخ خالد بن عمر أن الروابط أفادتني كثيرا في حكم رواية المبتدع وهي من مباحث البحث ..
لكن يا شيخ عبدالرحمن السديس بارك الله فيك كلامك جميل وهذا هو المحصلة في النهاية لكن أي الكتب من كتب المصطلح أرجو تحديدها فشيخنا المشرف على البحث أرشدني إلى مناقشة الإمام الصنعاني لابن حجر غفر الله لهما في ثمرات النظر ولكنني لم أستطع توثيق كلام يخص مبحث هل البدعة تقدح في العدالة أم في الضبط .. فالخلاصة أن البدعة تقدح في العدالة لكن أين الكلام الذي أسنده إلى أهل العلم الأخيار والجهابذة الأبرار ...
شكر الله لكم
أخوكم أبو فهد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:35 م]ـ
أخي بارك الله فيك
المسألة ظاهرة، فالمتكلمون من العلماء في كتب المصطلح، وغيرها إذا طعنوا في شخص لبدعته فالمقصود دينه، ورأيه، ولا علاقة بالضبط في ذلك؛ إلا في المبتدعة الذين يستحلون الكذب مع أنه هؤلاء أيضا منشأ كذبهم هو البدعة، واستحلالهم لذلك، وانظر في كتب المصطلح في أسباب الطعن في الراوي، وفي مبحث صفة من تقبل روايته: مثل الكفاية للخطيب وشرح العلل لابن رجب 1/ 53 وشرح الألفية للعراقي والنزهة والنكت لابن حجر، وفتح المغيث للسخاوي، والتدريب، وغيرها من كتب الفن وكذلك التنكيل للمعلمي 1/ 42 - 52
وانظر تعريفهم للحديث الصحيح يتبين لك سبب رد رواية المبتدع من الشروط.
هذا على عجل، واعذرني على الاختصار، فأنا مشغول.
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:48 م]ـ
شكر الله لك شيخ عبدالرحمن كلام جميل وواضح وقد تبين لي حل كثير من الإشكال حول كلام شيخ شيوخنا الشيخ عبداله السعد حفظه الله ..
أخوكم
بو فهد(30/440)
هل ثبت حديث في أن لكل نبي يوم القيامة (حوضاً)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 07:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل ثبت حديث في أن لكل نبيٍ (حوضاً) يوم القيامة .. ؟
جزاكم ربي خيراً
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:16 ص]ـ
أقول، وبالله أستعين: قال الله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} وهو نهر في الجنة، كما فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث أخرجه مسلم وغيره، واختلف أهل العلم في هذه المسألة، والراجح _ كما يفيده ظاهر الآية _، أنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، والخلاف مبني على الحكم على الأحاديث الواردة في المسألة، والراجح ضعفها، وأنها لا يقوي بعضها بعضاً، وإليك تفصيل ذلك، فقد ورد من حديث سمرة، وابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وعوف بن مالك، رضي الله عنهم أجمعين.
أولاً: حديث سمرة.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (1/ 44)، والترمذي في " سننه " (2443)، وابن أبي عاصم في " السنة " (734)، والطبراني في " المعجم الكبير " (7/ 212 / 6881).
من طرق عن محمد بن بكار الدمشقي، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي حوضاً، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة ".
قال الترمذي: " حديث غريب وقد روى الأشعث بن عبدالملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، ولم يذكر فيه: عن سمرة، وهو أصح ".
قلت: سعيد بن بشير، قال البخاري: " يتكلمون في حفظه "، وضعفه ابن معين، والنسائي، وقال ابن نمير: " منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات ".
فالمحفوظ إرساله؛ لاسيما وقد توبع الأشعث، تابعه هشام بن حسان، عن الحسن، مرسلاً.
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (404).
وتُكلم في رواية هشام عن الحسن، ولكن تابعهما حزم بن أبي حزم، عن الحسن، مرسلاً.
أخرجه ابن أبي الدنيا – كما في " الفتن والملاحم " لابن كثير –.
و حزم بن أبي حزم وثقه أحمد، وابن معين.
وصحح إسناده ابن حجر في " الفتح " (11/ 467).
وللحديث طريق أخرى:
فقد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (7/ 259 / 7053) من طريق محمد بن إبراهيم بن خبيب بن سليمان بن سمرة، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة، مرفوعاً، مثله.
قال ابن حجر في " الفتح " (11/ 467): " في سنده لين ".
قلت: محمد بن إبراهيم بن خبيب، قال ابن حبان في " الثقات " (9/ 58): " لا يعتبر بما انفرد به من الإسناد ".
وجعفر بن سعد ليس بالقوي، كما قال ابن عبدالبر.
وخبيب بن سليمان مجهول، كما قال ابن حزم، وقال الذهبي: " لا يعرف ".
وسليمان بن سمرة، قال ابن القطان: " حاله مجهولة ".
ولا يُستدرك علينا كون سليمان هذا وثقه ابن حبان؛ فإن ابن حبان توثيقه لين لهذه الطبقة.
ثانياً: حديث ابن عباس.
أخرجه ابن أبي الدنيا – كما في " الفتن والملاحم " –، وابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (3/ 277) –.
عن عباس بن محمد حدثنا حسين بن محمد، حدثنا محصن بن عقبة اليماني، عن الزبير بن شبيب، عن عثمان بن حاضر، عن ابن عباس، قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العالمين هل فيه ماء، قال: " والذي نفسي بيده إن فيه لماء، إن أولياء الله ليردون حياض الأنبياء، ويبعث الله تعالى سبعين ألف ملك في أيديهم عصي من نار يذودون الكفار عن حياض الأنبياء ".
قال ابن كثير: " حديث غريب ".
قلت: محصن بن عقبة، والزبير بن شبيب، لم أقف لهما على ترجمة.
ثالثاً: حديث أبي سعيد.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (7/ 46 / 34104) مختصراً – وعنه ابن ماجه في " سننه " (4301) –، وابن أبي الدنيا – كما في " الفتن والملاحم " –، وأبونعيم في " أخبار أصبهان " (1/ 110)، واللالكائي في " شرح الاعتقاد " (2118).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/441)
من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن عطية، عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إن لي حوضاً طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس، أبيض من اللبن آنيته عدد النجوم، وكل نبي يدعوا أمته، ولكل نبي حوض، فمنهم من يأتيه الرجلان، منهم من يأتيه الرجل، ومنهم من يأتيه الرجل، ومنهم من لا يأتيه أحمد، فيقال: قد بلغت، وإني أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ".
قال ابن حجر في " الفتح " (11/ 467): " وفي إسناده لين ".
قلت: بل إسناده ضعيف جداً؛ عطية هذا هو العوفي، قال أحمد: " بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي، ويسأله عن التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد، فيقول: قال: أبوسعيد ".
وقال بن حبان: " سمع من أبي سعيد أحاديث، فلما مات جعل يجالس الكلبي يحضر بصفته، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا، فيحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبوسعيد؛ فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي ".
وقال الكلبي: " قال لي عطية كنيتك بأبي سعيد فأنا أقول حدثنا أبوسعيد ".
رابعاً: حديث عوف بن مالك.
أخرجه ابن حبان في " الثقات " (4/ 111)، والذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/ 1109)، وفي " السير " (17/ 581).
عن العباس بن الخليل بن جابر الطائي أبوالخليل – بحمص، من كتابة –، قال: ثنا نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة الحضرمي، قال: ثنا أبي، عن نضر بن علقمة، عن أخيه محفوظ بن علقمة بن عائذ، قال: ثنا جبير بن نفير، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الأنبياء ليتكاثرون بأمتهم وبكثرتهم، فإني أرجو أني أكثرهم، ولقد أعطى موسى بن عمران خصلات لم يعطهن نبي، إنه مكث يناجي ربه أربعين يوماً، ولا ينبغي لمتناجيين أن يتناجيا أطول من نجواهما ".
قلت: العباس بن الخليل، قال أبوأحمد الحاكم – كما في " اللسان " (4/ 245) –: " فيه نظر ".
ونصر بن خزيمة ترجم له ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (8/ 473)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
ويتبين مما سبق أن الحديث لم يصح إلا من الطريق المرسل، والطرق الأخرى لا تتقوى ببعضها؛ لشدة ضعفها.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 11:53 م]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً ونفعنا بعلمك
ـ[آل حسين]ــــــــ[24 - 04 - 04, 09:54 م]ـ
السلام عليكم
(((فائدة مدونة عندي)))
أسانيد هذا الحديث قرئت على إمام أهل السنة والجماعة ابن باز رحمه الله تعالى في مغرب الأحد 29/ 6/1419هـ
وقال رحمه الله تعالى:-
على كل حال تجمعها يكون الحديث من باب الحسن 0(30/442)
الهجر في المضجع؟ كيف يكون
ـ[البدر المنير]ــــــــ[22 - 04 - 04, 09:29 م]ـ
هل يكون بأن لاينام معها؟ أم القصد هجر الجماع؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:26 م]ـ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[اللجين]ــــــــ[24 - 04 - 04, 12:41 ص]ـ
ثم اختلفوا في كيفية الهجر: قيل يهجرها بان لايجامعها ولايضاجعها على فراشه وقيل يهجرها بان لايكلمها في حال مضاجعته اياها لا ان يترك جماعها ومضاجعتها لان ذلك حق مشترك بينهمافيكون في ذلك من الضرر ما عليها فلا يؤدبها بما يضر بنفسه ويبطل حقه ............................ وقيل يهجرها بترك مضاجعتها وجماعها لوقت غلبة حاجتها لا في وقت حاجته اليه لان هذا للتاديب والزجر (الموسوعه الفقهيه الكويتيه)
قال في المغني (فله ان يهجرها في المضجع لقول الله تعالى (واهجروهن في المضاجع) قال ابن عباس: لاتضاجعها في فراشك اما الهجران في الكلام فلا يجوز اكثر من ثلاثة ايام لما روى ابو هريره ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (لايحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام)
قال الشيخ صالح بن حميد في مقالة له في موقع لها اون لاين"كيف عالج الاسلام الخلاف بين الزوجين":وقد يكون الهجر في المضجع والصدود مقابلاً للتعالي والنشوز، ولاحظوا أنه هجر في المضجع وليس هجرا عن المضجع. إنه هجر في المضجع وليس هجرا في البيت، ليس أمام الأسرة أو الأبناء أو أمام الغرباء.
الغرض هو المعالجة، وليس التشهير أو الإذلال، أو كشف الأسرار والأستار، ولكنه مقابلة للنشوز والتعالي بهجر وصدود يقود إلى التضامن والتساوي.
ثم اختلفوا في كيفية الهجر: قيل يهجرها بان لايجامعها ولايضاجعها على فراشه وقيل يهجرها بان لايكلمها في حال مضاجعته اياها لا ان يترك جماعها ومضاجعتها لان ذلك حق مشترك بينهمافيكون في ذلك من الضرر ما عليها فلا يؤدبها بما يضر بنفسه ويبطل حقه ............................ وقيل يهجرها بترك مضاجعتها وجماعها لوقت غلبة حاجتها لا في وقت حاجته اليه لان هذا للتاديب والزجر (الموسوعه الفقهيه الكويتيه)
قال في المغني (فله ان يهجرها في المضجع لقول الله تعالى (واهجروهن في المضاجع) قال ابن عباس: لاتضاجعها في فراشك اما الهجران في الكلام فلا يجوز اكثر من ثلاثة ايام لما روى ابو هريره ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (لايحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام)
قال الشيخ صالح بن حميد في مقالة له في موقع لها اون لاين"كيف عالج الاسلام الخلاف بين الزوجين":وقد يكون الهجر في المضجع والصدود مقابلاً للتعالي والنشوز، ولاحظوا أنه هجر في المضجع وليس هجرا عن المضجع. إنه هجر في المضجع وليس هجرا في البيت، ليس أمام الأسرة أو الأبناء أو أمام الغرباء.
الغرض هو المعالجة، وليس التشهير أو الإذلال، أو كشف الأسرار والأستار، ولكنه مقابلة للنشوز والتعالي بهجر وصدود يقود إلى التضامن والتساوي.
الموضوع كاملا
كيف عالج الإسلام الخلاف بين الزوجين؟
معالي الشيخ/ صالح بن عبدالله بن حميد
إن من أعظم نعم الله وآياته أن البيت هو المأوى والسكن، في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والحصانة والطهر، وكريم العيش والستر، في كنفه تنشأ الطفولة، ويترعرع الأحداث، وتمتد وشائج القربى وتتقوى أواصر التكافل.
ترتبط النفوس بالنفوس وتتعانق القلوب بالقلوب: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} [سورة البقرة، الآية: 187].
في هذه الروابط المتماسكة والبيوتات العامرة تنمو الخصال الكريمة وينشأ الرجال الذين يؤتمنون على أعظم الأمانات، ويربى النساء اللاتي يقمن على أعرق الأصول.
من أسباب الخلاف بين الزوجين
غير أن واقع الحياة وطبيعة البشر - كما خلقهم الله سبحانه وهو أعلم بمن خلق - قد يكون فيها حالات لا تؤثر فيها التوجيهات، ولا تتأصل فيها المودة والسكن، مما قد يصبح معه التمسك برباط الزوجية عنتا ومشقة، فلا يتحقق فيه المقصود ولا يحصل به صلاح النشء، وهذه الحالات من الاضطراب وعدم التوافق وقد تكون بواعثها داخلية أو خارجية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/443)
فقد ينبعث من تدخل غير حكيم من أولياء الزوجين أو أقاربهما، أو تتبع للصغير والكبير من أمورهما، وقد يصل الحال من بعض الأولياء وكبراء الأسرة إلى فرض السيطرة على من يلون أمرهم، مما قد يقود إلى الترافع إلى المحاكم؛ فتفشو الأسرار وتنكشف الأستار، وما كان ذلك إلا لأمر صغير أو شيء حقير قاد إليه التدخل غير المناسب، والبعد عن الحكمة، والتعجل والتسرع، وتصديق الشائعات وقالة السوء.
وقد يكون منبع المشكلة قلة البصيرة في الدين والجهل بأحكام الشريعة السمحة، وتراكم العادات السيئة والتمسك بالآراء الكليلة.
فيظن بعض الأزواج ـ مثلاً - أن التهديد بالطلاق أو التلفظ به هو الحل الصحيح للخلافات الزوجية والمشكلات الأسرية، فلا يعرف في المخاطبات سوى ألفاظ الطلاق في مدخله ومخرجه وفي أمره ونهيه، بل في شأنه كله، وما درى أنه بهذا قد اتخذ آيات الله هزواً؛ يأثم في فعله ويهدم بيته ويخسر أهله.
هل هذا هو الفقه في الدين أيها المسلمون؟!
إن طلاق السنة الذي أباحته الشريعة لا يقصد منه قطع حبال الزوجية، بل قد يقال إنه إيقاف لهذه العلاقة ومرحلة تريث وتدبر ومعالجة: { .. لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا * فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ... } [سورة الطلاق، الآيتان: 1 - 2]
هذا هو التشريع. بل إن الأمر ليس مقتصرا على هذا، إن طلاق السنة هو الوسيلة الأخيرة في المعالجة، وتسبق ذلك وسائل كثيرة.
من وسائل علاج الاختلاف بين الزوجين
أخي المسلم .. أختي المسلمة:
حينما تظهر أمارات الخلاف وبوادر النشوز أو الشقاق فليس الطلاق أو التهديد به هو العلاج.
إن أهم ما يطلب في المعالجة: الصبر والتحمل ومعرفة الاختلاف في المدارك والعقول، والتفاوت في الطباع، مع ضرورة التسامح والتغاضي عن كثير من الأمور، ولا تكون المصلحة والخير دائما فيما يحب ويشتهى، بل قد يكون الخير فيما لا يحب ولا يشتهى: { .. وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [سورة النساء، الآية: 19].
ولكن حينما يبدو الخلل ويظهر في الأواصر تحلل، ويبدو من المرأة نشوز وتعال على طبيعتها، وتوجه إلى الخروج عن وظيفتها؛ حيث تظهر مبادئ النفرة، ويتكشف التقصير في حقوق الزوج والتنكر لفضائل البعل، فعلاج هذا في الإسلام صريح ليس فيه ذكر للطلاق لا بالتصريح ولا بالتلميح، يقول الله- سبحانه- في محكم التنزيل: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} [سورة النساء، الآية: 34].
يكون العلاج بالوعظ والتوجيه وبيان الخطأ، والتذكير بالحقوق، والتخويف من غضب الله ومقته، مع سلوك مسلك الكياسة والأناة ترغيبا وترهيبا.
وقد يكون الهجر في المضجع والصدود مقابلاً للتعالي والنشوز، ولاحظوا أنه هجر في المضجع وليس هجرا عن المضجع. إنه هجر في المضجع وليس هجرا في البيت، ليس أمام الأسرة أو الأبناء أو أمام الغرباء.
الغرض هو المعالجة، وليس التشهير أو الإذلال، أو كشف الأسرار والأستار، ولكنه مقابلة للنشوز والتعالي بهجر وصدود يقود إلى التضامن والتساوي.
وقد تكون المعالجة بالقصد إلى شيء من القسوة والخشونة، فهناك أجناس من الناس لا تغني في تقويمهم العشرة الحسنة والمناصحة اللطيفة، إنهم أجناس قد يبطرهم التلطف والحلم ... فإذا لاحت القسوة سكن الجامح وهدأ المهتاج.
نعم قد يكون اللجوء إلى شيء من العنف دواء ناجعا، ولماذا لا يلجأ إليه وقد حصل التنكر للوظيفة والخروج عن الطبيعة؟!
ومن المعلوم لدى كل عاقل أن القسوة إذا كانت تعيد للبيت نظامه وتماسكه، وترد للعائلة ألفتها ومودتها فهو خير من الطلاق والفراق بلا مراء؛ إنه علاج إيجابي تأديبي معنوي، ليس للتشفي ولا للانتقام، وإنما يستنزل به ما نشز، ويقوم به ما اضطرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/444)
وإذا خافت الزوجة الجفوة والإعراض من زوجها فإن القرآن الكريم يرشد إلى العلاج بقوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [سورة النساء، الآية: 128]، العلاج بالصلح والمصالحة، وليس بالطلاق ولا بالفسخ، وقد يكون بالتنازل عن بعض الحقوق المالية أو الشخصية محافظة على عقدة النكاح. {وَالصُّلْحُ خَيْرٌ .. }. الصلح خير من الشقاق والجفوة والنشوز والطلاق.
الوسيلة الأخيرة في معالجة الاختلاف
عندما تفشل جميع الوسائل في علاج الاختلاف، ويصبح الإبقاء على رباط الزوجية شاقا وعسيرا، بحيث لا تحقق معه الأهداف والحكم الجليلة التي أرادها الله - تعالى -؛ فمن سماحة التشريع وتمام أحكامه أن جعل مخرجا من هذه الضائقة، غير أن كثيراً من المسلمين يجهلون طلاق السنة الذي أباحته الشريعة، وصاروا يتلفظون بالطلاق من غير مراعاة لحدود الله وشرعه.
إن الطلاق في الحيض محرم، وطلاق الثلاث محرم، والطلاق في الطهر الذي حصل فيه وطء محرم، فكل هذه الأنواع طلاق بدعي محرم يأثم صاحبه، ولكنه يقع طلاقاً في أصح أقوال أهل العلم.
أما طلاق السنة الذي يجب أن يفقهه المسلمون فهو: الطلاق طلقة واحدة في طهر لم يحصل فيه وطء أو الطلاق أثناء الحمل.
إن الطلاق على هذه الصفة علاج؛ حيث تحصل فترات يكون فيها التريث والمراجعة.
المطلق على هذه الصفة يحتاج إلى فترة ينتظر فيها مجيء الطهر، ومن يدري فقد تتغير النفوس وتستيقظ القلوب ويحدث الله من أمره ما شاء.
وفترة العدة - سواء كانت عدة بالحيض أو الأشهر أو وضع الحمل - فرصة للمعاودة والمحاسبة قد يوصل معها ما انقطع من حبل المودة ورباط الزوجية.
ومما يجهله المسلمون: أن المرأة إذا طلقت رجعيا فعليها أن تبقى في بيت الزوج لا تَخرج ولا تُخرج، بل إن الله جعله بيتا لها: {لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ}؛ تأكيدا لحقهن في الإقامة، فإقامتها في بيت زوجها سبيل لمراجعتها، وفتح أمل في استثارة عواطف المودة وتذكير بالحياة المشتركة، فالزوجة في هذه الحالة تبدو بعيدة في حكم الطلاق، لكنها قريبة من مرأى العين.
وهل يراد بهذا إلا تهدئة العاصفة وتحريك الضمائر، ومراجعة المواقف والتأني في دراسة أحوال البيت والأطفال وشؤون الأسرة؟! {لاَ تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [سورة الطلاق، الآية: 1].
فاتقوا الله أيها المسلمون، وحافظوا على بيوتكم، وتعرفوا على أحكام دينكم، وأقيموا حدود الله ولا تتجاوزوها، وأصلحوا ذات بينكم.
اللهم ارزقنا الفقه في الدين والبصيرة قي الشريعة، وانفعنا – اللهم - بهدي كتابك، وارزقنا السير على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[اللجين]ــــــــ[24 - 04 - 04, 03:38 م]ـ
سألت من قبل هل هناك خلاف في تاديب المراه اذا نشزت؟ فهل من مجيب
ارجوا اثراء الموضوع وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[24 - 04 - 04, 06:27 م]ـ
أشكر الأخ الكريم على هذا الموضوع
وهناك نقطة تجول في خاطري من زمن وهي أن الهجر إذا كان المراد به ترك الجماع لفترة معينة وهو قول غالب الفقهاء والمفسرين.
أن هذا الهجر في الواقع أكثر من يتأذى منه هو الرجل لأنه من المعلوم والملاحظ أن النساء أقدر على تحمل الصبر على المعاشرة الجنسية من الرجل فالرجل عادة هو الذي يطلب هذا ويسعى إليه أكثر من المرأة.
ففي تركه للجماع إيذاء لنفسة وتعذيب لها أكثر من المرأة.
نتمنى أن نسمع من المشايخ ما يفيد في هذا الموضوع.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[24 - 04 - 04, 08:55 م]ـ
وفي حقيقة العقاب: أن هجر الجماع لايكون عقاب، لأن الرجل كما ذكر أخي تحمله غير تحمل الرجل ... فكم سيعاقبها اذا كانت المرأة تصبر كما في قصة عمر 4 أشهر .. ماذا سيفعل الرجل (ابتسامة)(30/445)
أريد المساعدة على هذا الموضوع
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[23 - 04 - 04, 03:14 ص]ـ
الأخوة الكرام بارك الله فيكم
اريدبحث وافر عن موضوع الكحول (السبرتو)
أو رابط ملم بهذا الموضوع
وجزا الله خيرا من يعيننى
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[23 - 04 - 04, 03:34 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5186&highlight=%DF%CD%E6%E1
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[23 - 04 - 04, 11:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخ عبد المحسن المطوع على هذا الرابط
وحبذا لو زتم البحث عن هذا الموضوع للفائدة(30/446)
من يرشدني لهذا الأثر عن عمر
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:33 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ورد أن عمر رضي الله عنه كان يطلب من الصبيان أن يدعو له
و يقول: أنتم ليس عليكم خطيئة، فدعوتكم مستجابة.
أفيدونا جزاكم الله خيرا من أخرج هذا الأثر.(30/447)
عن قوله تعالى: (قال إني عبد الله ءاتانيَ الكتاب وجعلني نبيئا)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[23 - 04 - 04, 01:25 م]ـ
قال ابن كثير:
وَقَالَ عِكْرِمَة " آتَانِيَ الْكِتَاب " أَيْ قَضَى أَنَّهُ يُؤْتِينِي الْكِتَاب فِيمَا قَضَى وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد المصفى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد هُوَ الْعَطَّار عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن زِيَاد عَنْ أَنَس بْن مَالِك رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: كَانَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم قَدْ دَرَسَ التَّوْرَاة وَأَحْكَمَهَا وَهُوَ فِي بَطْن أُمّه فَذَلِكَ قَوْله: " إِنِّي عَبْد اللَّه آتَانِيَ الْكِتَاب وَجَعَلَنِي نَبِيًّا " يَحْيَى بْن سَعِيد الْعَطَّار الْحِمْصِيّ مَتْرُوك.
قال القرطبي:
فَقِيلَ: كَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يَرْضِع فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامهمْ تَرَكَ الرَّضَاعَة وَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ , وَاتَّكَأَ عَلَى يَسَاره , وَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِسَبَّابَتِهِ الْيُمْنَى , و " قَالَ إِنِّي عَبْد اللَّه " فَكَانَ أَوَّل مَا نَطَقَ بِهِ الِاعْتِرَاف بِعُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ تَعَالَى وَرُبُوبِيَّته , رَدًّا عَلَى مَنْ غَلَا مِنْ بَعْده فِي شَأْنه. وَالْكِتَاب الْإِنْجِيل ; قِيلَ: آتَاهُ فِي تِلْكَ الْحَالَة الْكِتَاب , وَفَهَّمَهُ وَعَلَّمَهُ , وَآتَاهُ النُّبُوَّة كَمَا عَلَّمَ آدَم الْأَسْمَاء كُلّهَا , وَكَانَ يَصُوم وَيُصَلِّي. وَهَذَا فِي غَايَة الضَّعْف عَلَى مَا نُبَيِّنهُ فِي الْمَسْأَلَة بَعْد هَذَا. وَقِيلَ: أَيْ حَكَمَ لِي بِإِيتَاءِ الْكِتَاب وَالنُّبُوَّة فِي الْأَزَل , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْكِتَاب مُنَزَّلًا فِي الْحَال ; وَهَذَا أَصَحّ.
وقال الطبري:
وَقَوْله: {آتَانِيَ الْكِتَاب} يَقُول الْقَائِل: أَوْ آتَاهُ الْكِتَاب وَالْوَحْي قَبْل أَنْ يُخْلَق فِي بَطْن أُمّه فَإِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ بِخِلَافِ مَا يُظَنّ , وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ: وَقَضَى يَوْم قَضَى أُمُور خَلْقه إِلَيَّ أَنْ يُؤْتِينِي الْكِتَاب , كَمَا: 17863 - حَدَّثَنِي بِشْر بْن آدَم , قَالَ: ثنا الضَّحَّاك , يَعْنِي اِبْن مَخْلَد , عَنْ سُفْيَان , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة {قَالَ آتَانِي الْكِتَاب} قَالَ: قَضَى أَنْ يُؤْتِينِي الْكِتَاب فِيمَا مَضَى. * - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار , قَالَ: ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَان , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله {إِنِّي عَبْد اللَّه آتَانِي الْكِتَاب} قَالَ: الْقَضَاء. * - حَدَّثَنَا الْحَسَن , قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , عَنْ إِسْرَائِيل , عَنْ سِمَاك , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْل اللَّه {إِنِّي عَبْد اللَّه آتَانِي الْكِتَاب} قَالَ: قَضَى أَنْ يُؤْتِينِي الْكِتَاب.
--------------------------------------
ومن تأمل هذه الأقوال لا يظهر في الآية دليل على أن نبوة عيسى عليه السلام كانت منذ صباه، إلا على معنى كون ذلك مقضيا ومقدرا.
فما تعليق الإخوة بارك الله فيهم؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:05 ص]ـ
لا تعليق
هذا الصواب
وغير لائق بمنصب النبوة أن يكون في الرضع(30/448)
علام يحمل قول أبي ريحانة في (سفينة) صاحب رسول الله: وقد كان كبر وما كنت أثق بحديثه
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:03 م]ـ
السلام عليكم
في صحيح مسلم ك الحيض باب القدر المستحب من الماء في غسل الجنابة حديث يرويه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن علية ح وحدثني علي بن حجر حدثنا إسماعيل عن أبي ريحانة عن سفينة (قال أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم)
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع ويتطهر بالمد وفي حديث ابن حجر: أو قال ويطهره المد. وقال: وقد كان كبر وما كنت أثق بحديثه
قال النووي 4/ 8 " والقائل وقد كان كبر هو أبو ريحانة والذي كبر هو سفينة ولم يذكر مسلم رحمه الله حديثه معتمدا عليه وحده بل ذكره متابعة لغيره من الأحاديث التي ذكرها
فهل يكون هذا جرحا في ضبط الصحابي وهل يجوز ذلك مع ما هو معروف مقرر من الصحابة كلهم عدول؟
أرجو توضيح هذه المسألة فقد أشكلت علي
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 - 04 - 04, 08:53 ص]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 01:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
النسيان يحصل لبعض الصحابة فهم بشر يعرض لهم مايعرض للبشر، وكذلك قد يحصل لهم تغير في حفظهم في الكبر كما قال أنس رضي الله عنه في حديث قراءة الفاتحة وغير ذلك
وكذلك نسيان عمر رضي الله عنه لحديث التيمم مع عمار وكذلك نسيان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لبعض الأمور مثل نسخ التطبيق في الصلاة
فقولك سلمك الله (فهل يكون هذا جرحا في ضبط الصحابي وهل يجوز ذلك مع ما هو معروف مقرر من الصحابة كلهم عدول؟)
فعدالة الصحابة رضي الله عنهم ثابتة بنص الكتاب والسنة، ولكن لعلك تقصد الضبط
فما سبق لايقدح في ضبط الصحابة رضوان الله عليهم بل هذا مما يؤيد حفظهم وقبول الناس لحديثهم، فكون سفينة رضي الله عنه كبر وتغير لايضره ذلك شيئا فهذا الحديث حدث به في الكبر بعد التغير فهذا الذي جعل أبو ريحانة يذكر هذا الأمر، ولولا أنه رآه قد كبر وتغير لقبل حديثه، فالأصل هو قبول حديثهم وضبطهم للروايات إلا ما ذكر فيها ونص عليها كحال هذا الحديث، وهي قليلة جدا.
ـ[اللامي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 01:34 م]ـ
أحب أن أضيف إلى ما ذكره الأخ عبد الرحمن الفقيه ما يلي:
أولا: أحب أن أنبه إلى أن ليس كل ما ذكره بعض العلماء يسلم له.
خصوصا أن النووي رحمه الله لم يذكر دليلا على ما قاله.
ثانيا: قال ابن حجر في ترجمة أبي ريحانة في ((تهذيب التهذيب)) (طبعة الرسالة، 2/ 435):
((و قال مسلم في صحيحه: حدثني علي بن حجر، حدثنا ابن علية، أخبرني أبو ريحانة و كأنه قد كبر و ما كنت أثق بحديثه)).
فكما ترى من السياق الذي أورده ابن حجر رحمه الله أن المقولة هذه هي في أبي ريحانة نفسه و القائل لها - فيما يظهر - هو ابن علية.(30/449)
صحة كنز العمال
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:51 م]ـ
ما رأيكم في كنز العمال من حيث صحته؟
وماذا قيل عنه من العلماء والأئمة؟ وعن مؤلفه
أرجو إجاتبي مشكورين مأجورين
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:00 ص]ـ
يرفع
لعل من الأخوه من يعين أخاهم في بحثه
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 - 04 - 04, 03:47 ص]ـ
إن كنت تقصد كنز العمال للمتقي الهندي، فليس هو إلا ترتيب الجامع الكبير للسيوطي، مضموما له الجامع الصغير وزياداته. وليس للمتقي الهندي أي زيادة على كلام السيوطي رحمهم الله جميعا
والصحة والضعف حسب الأسانيد، ولم يشترط الصحة فيما جمع، ففيه الصحيح وفيه الضعيف بل وأحيانا الموضوع.
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[24 - 04 - 04, 03:30 م]ـ
أعلم ذلك أخي الحبيب.
ما أردته هو أقوال الأئمة والعلماء في كنز العمال
ـ[الشاذلي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:22 م]ـ
بل فيه كثير جداً من الروايات المنكرة و الموضوعة
و لا اظن احداً من العلماء قد افرد له لعدم الأهمية.(30/450)
هل من مرويات عن الخيل العتاق؟!
ـ[بنيان قوم تهدما]ــــــــ[23 - 04 - 04, 06:07 م]ـ
هل روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم او الصحابة او العرب كلام عن الخيل العربية و ما امتازت به و هل يوجد احاديث صحيحة تميز الخيل العربية عن غيرها او تذكر كرامتها او شيئا من مناقبها؟!
و سبحان الله , فالخيل العربية تعتبر الان اشد انواع الخيل تحملا لطول المسافة و مقاومة الامراض و قوة العظام و كبر العمر و تحمل المشاق و هدوء الطباع و راحة الركوب و شجاعتها و سرعتها , الا ان هناك سلالات اصبحت في الوقت الحاضر اسرع و يرجع اصلها الى التهجين بين الخيل العربية وغيرها ,
و ايضا تتميز بكبر العين و صغر الرأس و حمل الذيل حتى لكأنه راية او علم و هذا خاص بالخيل العربية الاصيلة و ايضا تعتبر ظهور الخيل العربية اقصر من غيرها بفقرتين و طول الظهر عيب في الخيل , و كما تتميز بطول العنق و بروز العُرف و ترقص في حركاتها و لها الوان خاصة بها و لها عجائب , فهل اجد عند الاخوة علم باخبارها او كُتب قديمة تتكلم عنها و عن اخبارها و اصولها او انسابها او طرق تطبيبها و افضل قرائن الطلوق منها؟!
و شكرا
ـ[بنيان قوم تهدما]ــــــــ[28 - 04 - 04, 10:35 ص]ـ
للرفع
ـ[(محب الصحابة)]ــــــــ[28 - 04 - 04, 01:40 م]ـ
أخي: بنيان قوم تهدما
السلام عليكم ورحمة الله
أود أن أشاركك في محبة الخيل العربي وما له من مواصفات جميلة جعلتني من عشاق الخيل العربي، وأما عن الأحاديث التي ذكرت الخيل فعليك بالدخول لهذا الموقع وكتابة كلمة (الخيل) في محرك البحث الموجود وستجد ما يسرك من الأحاديث التي تتكلم عن الخيل.
للدخول للموقع وهو موقع الدرر السنية ( http://www.dorar.net/htmls/mhadith.asp)
ـ[محب الدين]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:53 م]ـ
أخي الكريم/ لقد كتب في الموضوع عدد من المصنفات سأذكر لك بعضاًمنها:
1 - رشحات المداد فيما يتعلق بالصافنات الجياد/ الخلوتي , مخطوط له عدد من النسخ:
أ- نسخة الكتبخانة الخديوية /القاهرة ,منسوخة عام 1118هـ برقم نس اجانخ35.
ب ـنسخة المكتبة الأحمدية ,حلب ,رقم 369,ولها مصورة بمكتبة جامعة الملك سعود بالرياض رقم 868ص.
ج ـمكتبة كوبريلي زاده ,استانبول, برقم 550مجموعة خ 29
2 - عقد الأجياد في الصافنات الجياد/ محمد الجزائري.طبع المكتب الإسلامي بيروت 1383هـ.
3ـجواب السائل عن الخيل الأصايل/لعبدالله بن الحسين طبع مع الذي قبله.
4ـنخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد, للجزائري ط المكتب الإسلامي 1963م في 375ص.
وله طبعة أخرى قلبها في المطبة الأهلية ,1326هفي 304ص
ـ[بنيان قوم تهدما]ــــــــ[04 - 05 - 04, 10:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا , وهذا رابط عن الخيل العربية
http://khail.net/(30/451)
كيف صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالانبياء في المسجد الاقصى
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[23 - 04 - 04, 06:40 م]ـ
الاخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلمون أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بالانبياء قبل عروجه الى السماء
فما هي كيفية الصلاة؟
والى أين كانت وجوههم؟
هذا سؤال سأله طالب لاستاذه وطلب مني الاستاذ أن أطرحه عليكم؟
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[24 - 04 - 04, 06:49 م]ـ
هل صلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالانبياء بعد المعراج ام قبله؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 04, 11:16 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كانت الصلاة إلى بيت المقدس قبل الإسراء فتكون صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس إلى قبلة المسجد
وكيفية الصلاة هي الصلاة التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بألأنبياء كانت قبل المعراج (دلائل النبوة للبيهقي (2/ 388قلعجي).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 04 - 04, 08:19 ص]ـ
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضَرْب جَعْد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم - يعني: نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم ".
رواه مسلم (172).
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[01 - 05 - 04, 07:54 ص]ـ
قال شيخنا ابن باز غفر الله له: مثلهم الله له، بمعنى الأرواح حقيقة والأجساد ممثلة، وكذلك الحال في المعراج.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 07 - 10, 01:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كانت الصلاة إلى بيت المقدس قبل الإسراء فتكون صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس إلى قبلة المسجد
وكيفية الصلاة هي الصلاة التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بألأنبياء كانت قبل المعراج (دلائل النبوة للبيهقي (2/ 388قلعجي).
والحاديث الواردة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس في إسنادها نظر
والأصح أنها في السماء كما في الحديث الذي ذكره الشيخ إحسان العتيبي حفظه الله
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 02:39 م]ـ
والحاديث الواردة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء في بيت المقدس في إسنادها نظر
والأصح أنها في السماء كما في الحديث الذي ذكره الشيخ إحسان العتيبي حفظه الله
ظاهر سياق حديث أبي هريرة الذي ذكره أخونا إحسان أنه أمَّهم في بيت المقداس حيث إنه صلى الله عليه وسلّم رآهم في مكان واحد بدليل قوله (وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء)
فلمَّا حانت الصلاة اجتمعوا له فصلّى بهم
أمَّا في المعراج فرأى كلَّ واحدٍ في سماء. هذا أولاً
ثانياً - هل ورد شيئ صريح في حديث صحيح أنه صلَّى بهم في السماء؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 07 - 10, 04:59 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الإفادة، وما ذكرته محتمل فجزاك الله خيرا
أما الحديث الوارد في صحيح مسلم فلفظه بتمامه
عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لقد رأيتنى فى الحجر وقريش تسألنى عن مسراى فسألتنى عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها. فكربت كربة ما كربت مثله قط قال فرفعه الله لى أنظر إليه ما يسألونى عن شىء إلا أنبأتهم به وقد رأيتنى فى جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلى فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى ابن مريم - عليه السلام - قائم يصلى أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفى وإذا إبراهيم - عليه السلام - قائم يصلى أشبه الناس به صاحبكم - يعنى نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال قائل يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه. فالتفت إليه فبدأنى بالسلام».
فبعد صلاته مباشرة رأى مالك خازن النار، وهذا كما في الروايات الأخرى كان في السماء.
فهذا إشكال وارد حول هذه الرواية، فلعلك حفظك الله تتأمل هذا الاستدلال.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[14 - 07 - 10, 10:06 ص]ـ
فبعد صلاته مباشرة رأى مالك خازن النار، وهذا كما في الروايات الأخرى كان في السماء.
فهذا إشكال وارد حول هذه الرواية، فلعلك حفظك الله تتأمل هذا الاستدلال.
بارك الله فيك
أين الدليل الصحيح على رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لخازن النار في السماء في الإسراء خصوصاً
ثم لو سلّمنا ذلك وصحَّ نقلاً لحُمل على التعدد
كما في عرْض الإناءين على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرتين في بيت المقدس وفي السماء جميعاً كما في الصحيح
وكما في رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للأنبياء مرتين في المقدس وفي السماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/452)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 07 - 10, 12:18 م]ـ
بارك الله فيك
أين الدليل الصحيح على رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لخازن النار في السماء في الإسراء خصوصاً
ثم لو سلّمنا ذلك وصحَّ نقلاً لحُمل على التعدد
كما في عرْض الإناءين على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مرتين في بيت المقدس وفي السماء جميعاً كما في الصحيح
وكما في رؤية النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للأنبياء مرتين في المقدس وفي السماء
بارك الله فيك
الرواية كأنها لم تصح في ذلك
والقول بالتعدد في رؤية الأنبياء ثابت كما في رؤيته لموسى عليه السلام يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره
المشهور في الصحاح - كما تقدم - أن جبريل كان يعلمه بهم أولا ليسلم عليهم سلام معرفة وفيه أنه اجتمع بالأنبياء عليهم السلام قبل دخوله المسجد الأقصى والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السماوات ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا وهم معه وصلى بهم فيه ثم إنه ركب البراق وكر راجعا إلى مكة. والله أعلم".(30/453)
هل يجوز شرعاُ هذا الدعاء؟؟
ـ[فاطمة الأثرية]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:47 م]ـ
سمعت من أحد الدعاة في شريط له يدعو على أعداء الأمة بقوله:
اللهم أرنا في أعداء الإسلام يوماً أسوداُ ......... الخ
* واليوم من الدهر .. والدهر هو الله!
- فهل يجوز شرعاُ هذا الدعاء؟؟
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[23 - 04 - 04, 11:10 م]ـ
الدهر ليس من اسماء الله
والله هو الدهر بمعنى بيده الدهر يقلب الليل والنهار
وجاء النهي عن سب الدهر
ولكن الوصف لاباس به بان يوصف اليوم بانه صيف حار او فيه مشقه
ومن هذا والله اعلم يوما اسودا
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 12:52 ص]ـ
ليس المقصود بهذا الدعاء سب الدهر بل هو مثل قول لوط "هذا يوم عصيب"وقول يوسف "سبع شداد".
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:31 ص]ـ
سألت الشيخ الجبرين بعد درسه وهو في سيارته عن هذا الدعاء فقال يجوز.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 07:36 ص]ـ
من جهل الذين يدعون بهذا الدعاء أنهم ينصبون ((أسود)) وهو ممنوع من الصرف، فتنبه.
ـ[المضري]ــــــــ[24 - 04 - 04, 07:44 ص]ـ
أخي أبو المنهال .. كيف "من جهل من يدعي بهذا الدعاء ... " يعني الداعي بهذا الدعاء جاهل في نظرك؟
ـ[فاطمة الأثرية]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الأخوة. فقد أفدتم وأجدتم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 08:00 م]ـ
- أحسنتم ...
- ومنه قول الله عزوجل: ((في يوم نحس مستمر)).
- وكذا قول الله عزوجل: ((في أيام نحسات)).(30/454)
سيرة الشيخ: العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي
ـ[المضري]ــــــــ[23 - 04 - 04, 10:18 م]ـ
الشيخ العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي وكتابه
دليل الطالب لنيل المطالب
بحث أعده
د. حسام الدين موسى عفانه
الأستاذ المشارك في الفقه والأصول
كلية الدعوة وأصول الدين
جامعة القدس
المقدمة
المبحث الأول
المطلب الأول: اسمه ونسبه
المطلب الثاني: ولادته ونشأته وطلبه للعلم
المطلب الثالث: مشايخه
المطلب الرابع: تلاميذه
المطلب الخامس: عقيدته ومذهبه الفقهي
المطلب السادس: العلوم التي برع فيها ومؤلفاته
مؤلفاته المطبوعة
مؤلفاته المخطوطة
المطلب السابع: ثناء العلماء عليه
المطلب الثامن: شعره
المطلب التاسع: وفاته
هوامش المبحث الأول
المبحث الثاني: التعريف بكتاب دليل الطالب وبيان أهميته
المطلب الأول: العصر الذي عاش فيه الشيخ الكرمي
المطلب الثاني: التعريف بكتاب دليل الطالب
المطلب الثالث: أهمية الكتاب وميزاته
المطلب الرابع: الأعمال العلمية على دليل الطالب
هوامش المبحث الثاني
فهرس المصادر
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) سورة آل عمران الآية 102.
(يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) سورة النساء الآية 1.
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) سورة الأحزاب الآيتان 70 - 71.
وبعد فهذه دراسة عن أحد الأئمة الأعلام والمجتهدين الكرام الشيخ العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي وعن واحد من كتبه الكثيرة ألا وهو دليل الطالب لنيل المطالب وهو متن مختصر مشهور في الفقه الحنبلي، ذكرت فيها اسمه ونسبه وولادته ونشأته وطلبه للعلم وذكرت مشايخه وتلاميذه وحاولت استقصاء مؤلفاته التي أربت على الثمانين مؤلفاً وذكرت ثناء العلماء عليه وبعض أشعاره، ثم تحدثت بشيء من التفصيل عن كتابه دليل الطالب لنيل المطالب من حيث بيان منزلة المؤلف ومكانته في المذهب الحنبلي وبينت أصل كتابه دليل الطالب حيث إنه اختصره من منتهى الإرادات في جمع المقنع والتنقيح وزيادات للعلامة محمد بن أحمد الفتوحي المصري الشهير بابن النجار واقتضى ذلك أن أتحدث عن أصل كتاب منتهى الإرادات فهو كما يظهر من عنوانه أنه جمع بين كتابين وهما المقنع وهو للشيخ ابن قدامة المقدسي والتنقيح للشيخ علاء الدين المرداوي وذكرت أهمية الكتابين وميزتهما. ثم بينت أهمية دليل الطالب وميزاته.
وأعقبت ذلك بذكر الأعمال العلمية الكثيرة التي تتابعت على دليل الطالب من شرح أو حاشية أو نظم أو تخريج لأحاديثه.
وختاماً فإننا نقف أمام علم شامخ وفقيه بارع من فقهاء المذهب الحنبلي الذين أنجبتهم ديار فلسطين ولعل هذه الدراسة تكون خطوة على طريق إعداد دراسات وأبحاث عن هؤلاء العلماء الأجلاء وبيان مكانتهم ودورهم في نشر العلم الشرعي في هذه الديار والبلدان المجاورة فلعل طلبة العلم والباحثين يشمرون عن ساعد الجد والاجتهاد فيقومون بالبحوث والدراسات في هذا المجال، وأخيراً أتقدم بالشكر والتقدير لفضيلة الشيخ عمار توفيق بدوي صاحب فكرة هذا البحث وعلى جهوده لعقد هذه الندوة العلمية عن الشيخ مرعي الكرمي وأرجو أن تستمر هذه النشاطات العلمية النافعة والمفيدة وجزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم الخيرة.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فجر يوم الأحد الأول من ذي القعدة سنة 1420 هـ
وفق السابع من شباط سنة 2000م
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/455)
كتبه الدكتور حسام الدين بن موسى عفانه
الأستاذ المشارك في الفقه والأصول
كلية الدعوة وأصول الدين
جامعة القدس
المبحث الأول
دراسة حياة المؤلف وفيها مطالب:
المطلب الأول: اسمه ونسبه:
هو مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد الكرمي المقدسي الأزهري المصري الحنبلي (1).
أما الكرمي فنسبة إلى طور كرم [طولكرم المدينة المعروفة في فلسطين] حيث ولد ونشأ فيها. والمقدسي نسبة إلى بيت المقدس حيث درس فيها وتتلمذ على بعض علمائها.
والأزهري نسبة إلى الأزهر الشريف منارة العلم والعلماء حيث درس فيه ودرَّس ونبغ وفاق أقرانه. والمصري نسبة إلى مصر حيث سكنها وتوفي فيها.
والحنبلي نسبة إلى مذهب إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى الذي انتسب إليه الشيخ مرعي، وفيه يقول الشيخ مرعي:
لئن قلّد الناس الأئمة إنني لفي مذهب الحبر ابن حنبل راغب
أقلد فتواه وأعشق قوله وللناس فيما يعشقون مذاهب (2)
المطلب الثاني: ولادته ونشأته وطلبه للعلم:
ولد الشيخ مرعي في طولكرم كما سبق ولكن سنة ولادته غير معروفة، ونشأ فيها وتلقى علومه الأولى فيها ولما اشتد عوده رحل إلى بيت المقدس ليأخذ عن علمائه فأقام مدة من الزمن لم يذكر المترجمون له مدتها.
ثم رحل الشيخ مرعي إلى مصر حيث الجامع الأزهر، الجامعة الكبرى للعلوم الشرعية في ذلك العصر والأوان. وسكن مصر وبقي فيها حتى وفاته رحمه الله تعالى، وفي الأزهر استكمل الشيخ مرعي دراسته وأخذ عن عدد من العلماء والمشايخ ثم تصدر للإقراء والتدريس والتأليف، وتولى المشيخة بجامع السلطان حسن في القاهرة (3).
المطلب الثالث: مشايخه:
تلقى الشيخ مرعي العلم عن عدد كبير من العلماء والمشايخ في بلده طولكرم والقدس الشريف والقاهرة ومن هؤلاء:
1. الشيخ الإمام العالم العلامة محمد بن أحمد المرداوي القاهري، فقيه الحنابلة وشيخهم في عصره، كان جبلاً من جبال العلم، بحراً من بحور الإتقان، أخذ العلم عن التقي محمد الفتوحي، والشيخ عبد الله الشنشوري الفرضي، وأخذ عنه جماعة من الأفاضل منهم الشيخ مرعي، والشيخ منصور البهوتي، وعثمان الفتوحي وغيرهم، توفي بمصر سنة 1026 هـ (4).
2. الإمام العلامة المفسر المحدث الواعظ محمد بن حجازي بن محمد بن عبد الله الأكراوي الشافعي القلقشندي المعروف بمحمد حجازي ولد في ذي القعدة سنة 957 هـ ونشأ بمصر وحفظ القرآن وحفظ متوناً في النحو والفقه وغيرها من العلوم، خاتمة العلماء كان من الأكابر الراسخين في العلم أخذ العلم عن كثير من المشائخ حتى قيل إن شيوخه بلغوا ثلاثمئة شيخ، من تصانيفه: فتح المولى النصير بشرح الجامع الصغير، الاستعلام عن رؤية النبي e في المنام، اتحاف السائل بما لفاطمة من الفضائل، القول المقبول في كفارة دين المقتول، سواء الصراط في أشراط الساعة، القول المشروح في النفس والروح، وغيرها، توفي بالقاهرة في ربيع الأول سنة 1035 هـ (5).
3. الشيخ الإمام البارع الفرضي يحيى بن موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى الحجاوي المقدسي الدمشقي الصالحي القاهري، ولد ونشأ بدمشق، وأخذ الحديث عن والده شرف الدين موسى الحجاوي، ثم رحل إلى القاهرة وأخذ عن علمائها، كالتقي الفتوحي وغيره، وأخذ عنه جماعة منهم الشيخ مرعي ومحمد بن النقيب والقاضي محمود الدمشقي ومنصور البهوتي، ودرس بالجامع الأزهر وأفاد واستفاد ولم يزل ركناً للعلم حتى توفي بالقاهرة (6).
4. العالم المحقق أحمد بن محمد بن علي الغنيمي الأنصاري المصري الحنفي الخزرجي شهاب الدين، فقيه مصر، درس التفسير بجامع ابن طولون بالقاهرة خاتمة المحققين ومن أجل الشيوخ في علم المنقول والمعقول وكان شافعي المذهب ثم درس المذهب الحنفي وتحول إليه، وقد انتفع به عدد كبير من طلبة العلم منهم الشيخ مرعي، من مؤلفاته: ابتهاج الصدور، بهجة الناظرين في محاسن أم البراهين، إرشاد الطلاب إلى لفظ لباب الأعراب وله حاشية في التفسير، توفي في رجب سنة 1044 هـ (7).
المطلب الرابع: تلاميذه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/456)
كان الإمام مرعي الكرمي من العلماء العاملين فدرس وأفتى وصنف في شتى أنواع العلوم والمعارف وعالم هذا دأبه لا بد أن يتخرج على يديه تلاميذ فضلاء ينشرون عنه هذا العلم النافع ولكن المتتبع لمصادر ترجمته يجد أنها أغفلت هذا الجانب ولم تذكر لنا إلا القليل منهم، وهم على النحو التالي:
1. الشيخ الإمام محمد بن موسى بن محمد الجمَّازي الحسيني المالكي، كان أحد أئمة العلم والفضل، فقيهاً، أديباً، شاعراً، أخذ العلم عن الشيخ مرعي وغيره من مشايخ عصره، من مؤلفاته: التحفة الوفية لشرح المقدمة الأندلسية في العروض، أرجوزة سماها الحجة في الكلام، وله نظم وشعر، توفي بمصر سنة 1065 هـ.
2. العالم العلامة عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن إبراهيم ابن عمر بن محمد البعلي الحنبلي الأزهري الدمشقي، المعروف بابن (فقيه فِصَّه) ولد في بعلبك سنة 1005 هـ، ورحل إلى مصر سنة 1029 هـ، وتعلم في الأزهر، أخذ العلم عن الشهاب أحمد المفلحي، والشيخ مرعي بن يوسف الكرمي، ومنصور البهوتي وغيرهم، من مؤلفاته:
العين والأثر في عقائد أهل الأثر، فيض الرزاق في تهذيب الأخلاق، شرح الجامع الصحيح للبخاري، رياض أهل الجنة في آثار أهل السنة، مات بدمشق في ذي الحجة سنة 1017 هـ.
3. الشيخ الفاضل أحمد بن يحيى بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد الكرمي المقدسي، أبو العباس، شهاب الدين، ولد بطور كرم سنة 1000 هـ، وقرأ بها القرآن ثم رحل إلى القاهرة وأخذ الفقه عن عمه الشيخ مرعي الحنبلي، والعلامة منصور البهوتي، وأخذ النحو عن محمد الحموي، كان من المشتغلين بالعلوم الدينية، قانعاً باليسير من الرزق، قليل الكلام، حسن السيرة، توفي بالقاهرة ليلة الجمعة 14 صفر سنة 1091 هـ ودفن قرب عمه مرعي، رحمهما الله (8).
المطلب الخامس: عقيدته ومذهبه الفقهي:
كان الشيخ مرعي على عقيدة أهل السنة والجماعة كما يعتقدها السلف الصالح رضوان الله عليهم كما يدل على ذلك كلامه في كتابه أقاويل الصفات حيث قال في مقدمته: [… ومن السلامة للمرء في دينه اقتفاء طريقة السلف الذين أُمِرَ أن يقتدي بهم من جاء بعدهم من الخلف.
فمذهب السلف أسلم ودع ما قيل من أن مذهب الخلف أعلم فإنه من زخرف الأقاويل وتحسين الأباطيل فإن اؤلئك قد شاهدوا الرسول والتنزيل وهم أدرى بما نزل به الأمين جبريل…] (9).
وأما مذهبه الفقهي فهو حنبلي وقد سبق شعره في ذكر انتسابه لمذهب أحمد بن حنبل.
المطلب السادس: العلوم التي برع فيها ومؤلفاته:
إن إلقاء نظرة فاحصة على مؤلفات الشيخ مرعي المطبوعة وتفحص عناوين مؤلفاته التي ما زالت مخطوطة يؤكد لنا أن الشيخ مرعي برع في مختلف العلوم الشرعية في الفقه والتفسير والحديث والعقائد وغيرها، وكذا في علوم العربية كالنحو والصرف والبلاغة والأدب والشعر، وعلوم السيرة والتاريخ والسلوك وغيرها.
أما مؤلفاته فهي كثيرة بلغت حوالي الثمانين تأليفاً ما بين كتاب كبير ورسالة صغيرة (10).
قال المحبي: [وكان منهمكاً على العلوم انهماكاً كلياً فقطع زمانه بالإفتاء والتدريس والتحقيق والتصنيف فسارت بتآليفه الركبان ومع كثرة أضداده وأعدائه ما أمكن أن يطعن فيها أحد ولا أن ينظر بعين الازراء إليها] (11).
أولاً: مؤلفاته المطبوعة:
1. إحكام الأساس في قوله تعالى.: (إن أول بيت وضع للناس).
حققه الدكتور حسين الدراويش.
2. إرشاد ذوي العرفان لما للعمر من الزيادة والنقصان.
حققه الشيخ مشهور حسن سلمان.
3. أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات.
حققه الشيخ شعيب الأرناؤوط.
4. بديع الانشاء والصفات في المكاتبات والمراسلات.
5. بهجة الناظرين في آيات المستدلين.
محقق رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
6. تحقيق البرهان في شأن الدخان الذي يشربه الناس الآن.
حققه الشيخ مشهور حسن سلمان.
7. تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف.
حققه الشيخ مشهور حسن سلمان.
8. تحقيق البرهان في إثبات حقيقة الميزان.
حققه الدكتور سليمان الخزي.
9. تحقيق الرجحان في صوم يوم الشك من رمضان.
حققه الدكتور عبد الكريم العمري.
10. دفع الشبهة والغرر عمن يحتج على المعاصي بالقدر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/457)
حققه أسعد الطيب المغربي.
11. دليل الطالب لنيل المطالب - فقه حنبلي -.
حققه عبد الله البارودي.
12. الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية.
حققه الدكتور نجم عبد الرحمن خلف.
13. غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى - فقه حنبلي -.
14. الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة.
حققه الدكتور محمد الصباغ.
15. قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ من القرآن.
حققه سامي عطا حسن
16. الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية.
حققه الدكتور نجم عبد الرحمن خلف.
17. اللفظ الموطا في بيان الصلاة الوسطى.
حققه الدكتور عبد العزيز الأحمدي.
18. مسبوك الذهب في فضل العرب وشرف العلم على شرف النسب.
حققه الدكتور نجم عبد الرحمن خلف.
ثانياً: مؤلفاته المخطوطة:
1. اتحاف ذوي الألباب في قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).
2. إخلاص الوداد في صدق الميعاد.
3. الأدلة الوفية بتصويب قول الفقهاء والصوفية.
4. إرشاد ذوي الأفهام لنزول عيسى عليه الإسلام.
5. إرشاد من كان قصده لا إله إلا الله وحده.
6. أرواح الأشباح في الكلام على الأرواح.
7. أزهار الفلاة في آية قصر الصلاة.
8. الأسئلة في مسائل مشكلة.
9. إيقاف العارفين على حكم أوقاف السلاطين.
10. البرهان في تفسير القرآن.
11. بشرى ذوي الإحسان لمن يقضي حوائج الإخوان.
12. بشرى من استبصر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر.
13. تحسين الطرق والوجوه في قوله عليه السلام: (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه).
14. تحقيق الظنون في أخبار الطاعون.
15. تحقيق المقالة هل الأفضل في حق النبي عليه الصلاة والسلام الولاية أو النبوة أو الرسالة.
16. تسكين الأشواق بأخبار العشاق.
17. تشويق الأنام إلى حجّ بيت الله الحرام. ولدي نسخة مخطوطة منه.
18. تلخيص أوصاف المصطفى وذكر من بعده من الخلفا.
19. تنبيه الماهر على غير ما هو المتبادر من الأحاديث الواردة في الصفات.
20. تنوير بصائر المقلدين في مناقب الأئمة المجتهدين.
21. تهذيب الكلام في حكم أرض مصر والشام.
22. توضيح البرهان في الفرق بين الإسلام والإيمان.
23. توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين.
24. جامع الدعاء وورد الأولياء ومناجاة الأصفياء.
25. الحجج البينة في إبطال اليمين مع البينة.
26. الحكم الملكية والكلم الأزهرية.
27. دليل الحكام في الوصول إلى دار السلام.
28. دليل الطالبين لكلام النحويين.
29. رسالة في السماع.
30. رسالة فيما وقع في كلام الصوفيين من ألفاظ موهمة للتكفير.
31. رفع التلبيس عمن توقف فيما كفر به إبليس.
32. روض العارفين وتسليك المريدين.
33. الروض النضر في الكلام على الخضر.
34. رياض الأزهار في حكم السماع والأوتار والغناء والأشعار.
35. السراج المنير في استعمال الذهب والحرير.
36. سلوان المصاب بفرقة الأحباب.
37. سلوك الطريقة في الجمع بين كلام أهل الشريعة والحقيقة.
38. شفاء الصدور في زيارة المشاهد والقبور.
39. غذاء الأرواح في المحادثة والمزاح.
40. فتح المنان في تفسير آية الامتنان.
41. فرائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر.
42. فم الوكاء في كلام سفيان من ألفاظ المهملات في التكفير.
44. قرة عين الودود بمعرفة المقصور والممدود.
45. قلائد العقيان في فضائل آل عثمان.
46. قلائد العقيان في قوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).
47. القول البديع في علم البديع.
48. القول المعروف في فضائل المعروف.
49. الكلمات البينات في قوله تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
50. لطائف المعارف.
51 ما يفعله الأطباء والداعون لدفع شر الطاعون.
52. محرك سواكن الغرام إلى حج بيت الله الحرام.
53. المختصر في علم الصرف.
54. مرآة الفكر في المهدي المنتظر.
55. المسائل اللطيفة في فسخ الحج والعمرة الشريفة.
56. المسرة والبشارة في فضل السلطنة والوزارة.
57. مقدمة الخائض في علم الفرائض.
58. منية المحبين وبغية العاشقين.
59. نزهة المتفكر.
60. نزهة الناظرين في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء والسلاطين.
61. نزهة الناظرين في فضائل الغزاة والمجاهدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/458)
62. نزهة نفوس الأخيار ومطلع مشارق الأنوار.
63. النادرة الغريبة والواقعة العجيبة.
64. وله ديوان شعر.
المطلب السابع: ثناء العلماء عليه:
كان الشيخ مرعي محل ثناء العلماء ومدحهم له لخصاله الطيبة وصفاته الكريمة ومنزلته العلمية الكبيرة فقد أثنى عليه كل من ترجم له فمن ذلك ما يلي:
1. قال محمد أمين المحبي: [… أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر، كان إماماً محدثاً فقيهاً ذا اطلاع واسع على نقول الفقه ودقائق الحديث ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة…] (12).
2. وقال محمد جميل الشطي: [… شيخ الإسلام أوحد العلماء الأعلام فريد عصره وزمانه ووحيد دهره وأوانه صاحب التآليف العديدة والتحريرات المفيدة العلامة بالتحقيق والفهامة بالتدقيق شرفت به البلاد المقدسة … كان فرداً من أفراد العالم علماً وفضلاً واطلاعاً … الخ كلامه] (13).
3. وقال الشيخ محمد الغزي: [شيخ مشايخ الإسلام أوحد العلماء المحققين الأعلام واحد عصره وأوانه ووحيد دهره وزمانه صاحب التآليف العديدة والفوائد الفريدة والتحريرات المفيدة فهو العلامة بالتحقيق والفهامة عند التدقيق والتنميق … وقد أطال في الثناء عليه ومدحه إلى أن قال: قلت مادحاً لهذا الهمام: حوى السبق في كل المعارف ياله إمام همام حاز كل العوارف
وقد صار ممنوحاً بكل فضيلة بظل ظليل بالعوارف وارف (14)
4. وقال ابن حميد: [العالم العلامة البحر الفهامة المدقق المحقق المفسر المحدث الفقيه الأصولي النحوي أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر] (15).
5. وقال عثمان النجدي: [كانت له اليد الطولى في معرفة الفقه وغيره] (16).
6. وقال ابن بدران: [أحد أكابر علماء هذا المذهب بمصر] (17).
7. وقال عمر رضا كحالة: [… محدث فقيه مؤرخ أديب … أحد أكابر علماء الحنابلة …] (18).
8. وقال خير الدين الزركلي: [مؤرخ أديب من كبار الفقهاء] (19).
9. وقال د. بكر أبو زيد: [… العلامة الفقيه …] (20).
ووصفه د. بكر أبو زيد بأنه من مجتهدي المذهب المتأخرين (21).
المطلب الثامن: شعره:
كان الشيخ مرعي شاعراً مجيداً وله ديوان شعر، قال المحبي: [له أشعار ومنشآت جلا أفقها وجلّى طرفها وطرقها وأطلع من تحت غصون الأقلام كالرياض ورقها (22).
ومن شعره:
إنما الناس بلاء ومحن وهموم وغموم وفتن
وعناء وضناء قربهم وهلاك ليس فيهم مؤتمن
حسنوا ظاهرهم كي يخدعوا ليس في باطنهم شيء حسن
ليس من خالطهم في راحة ضاع منه الدين والمال وزن
فاحذرن عشرتهم واتركها واجتنبهم سيما هذا الزمن (23)
ومن شعره أيضاً:
يا ساحر الطرف يا من مهجتي سحرا كم ذا تنام وكم أسهرتني سحراً
لو كنت تعلم ما ألقاه منك لما أتعبت يا منيتي قلباً إليك سرى
هذا المحب لقد شاعت صبابته بالروح والنفس يوماً بالوصال شرى
يا ناظري بالدمع جاد وما أبقيت يا مقلتي في مقلتي نظراً
يا مالكي قصتي جاءت ملطخة بالدمع يا شافعي كدرتها نظراً
عساك بالحنفي تسعى على عجل بالوصل للحنبلي يا من بدا قمرا يا من جفا ووفا للغير موعده يا من رمانا ويا من عقلنا قمرا
الله منصفنا بالوصل منك على غيظ الرقيب بمن حج واعتمرا
يا غامر الكئيب بالصدود كما أن السقام لمن يهواك قد غمرا
قل الصدود فكم أسقيت أنفسنا كأس الحمام بلا ذنب بدا وجرى
وكم جرحت فؤادي كم ضنا جسدي أليس دمعي حبيبي مذ هجرت جرى
فالشوق أقلقني والوجد أحرقني والجسم ذاب لما قد حلّ بي وطرا
والهجر أضعفني والبعد أتلفني والصبر قل وما أدركت لي وطرا
أشكوك للمصطفى زين الوجود ومن أرجوه ينقذني من هجر من هجرا (24)
ومن شعره قوله:
بروحي من لي في لقاه ولائم وكم في هواه لي عذول ولائم
على وجنتيه وردتان وخاله كمسك لطيف الوصف والثغر باسم
ذوائبه ليل وطلعة وجهه نهار تبدى والثنايا بواسم
بديع التثني مرسل فوق خده عذاراً هوى العذري لديه ملازم
ومن عجب أني حفظت وداده وذلك عندي في المحبة لازم
وبيني وبين الوصل منه تباين وبيني وبين الفصل منه تلازم (25)
ومن شعره قوله:
ليت في الدهر لو حظيت بيوم فيه أخلو من الهوى والغرام
خالي القلب من تباريح وجد وصدود وحرقة وهيام
كي يراح الفؤاد من طول شوق قد سقاه الهوى بكأس الحمام (26)
ومن شعره قوله:
يعاتب من في الناس يدعى بعبده ويقتل من بالقتل يرضى بعمده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/459)
ويشهر لي سيفاً ويمرح ضاحكاً فيا ليت سيف اللحظ تم بغمده
فلله من ظبي شرود ونافر يجازي جميلاً قد صنعت بضدده
يبالغ في ذمي وأمدح فعله فشكراً لمن ما جار يوماً بصده (27)
ومن شعره قوله:
يا من غدا ناظراً في ما جمعت ومن أضحى يردد فيما قلته النظرا
ناشدتك الله إن عاينت لي خطأً فاستر عليّ فخير الناس من سترا (28)
المطلب التاسع: وفاته:
اتفق أكثر من ترجم للشيخ مرعي على أن وفاته كانت بمصر في شهر ربيع الأول سنة 1033 هـ (29)، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
هوامش المبحث الأول:
1. مصادر ترجمة الشيخ مرعي: خلاصة الأثر 4/ 358 مختصر طبقات الحنابلة ص 98، معجم المؤلفين 3/ 842، الأعلام 7/ 203، هدية العارفين 2/ 331، الموسوعة الفلسطينية 4/ 193، المدخل لابن بدران ص 226، السحب الوابلة ص.
2. خلاصة الأثر 4/ 361، مختصر طبقات الحنابلة ص 101.
3. خلاصة الأثر 4/ 358، مختصر طبقات الحنابلة ص 98 – 99.
4. خلاصة الأثر 3/ 356، مختصر طبقات الحنابلة ص 96، مقدمة اللفظ الموطا ص 12.
5. خلاصة الأثر 4/ 174، مقدمة اللفظ الموطا ص 12.
6. خلاصة الأثر 6/ 257، مقدمة اللفظ الموطا ص 12، مختصر طبقات الحنابلة ص 95.
7. خلاصة الأثر 1/ 312، مقدمة اللفظ الموطا ص 13.
8. مقدمة اللفظ الموطا ص 13 – 14.
9. أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات ص 45 – 46.
10. استقصى مؤلفات الشيخ مرعي كل من المحبي في خلاصة الأثر 4/ 358 - 360، والشطي في مختصر طبقات الحنابلة ص 98 – 100، والبغدادي في هدية العارفين 2/ 331 - 332، وفي إيضاح المكنون أيضاً، وابن حميد في السحب الوابلة ص464 - 466.
واستقصى مؤلفاته أيضاً المحققون لبعض كتب الشيخ مرعي أذكر ثلاثة منهم وهم:
- د. نجم عبد الرحمن خلف في مقدمة تحقيق الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية ص 21 - 28.
- د. عبد العزبز الأحمدي في مقدمة تحقيق كتاب اللفظ الموطا في بيان الصلاة الوسطى ص16 - 24.
- والشيخ شعيب الأرناؤوط في مقدمة تحقيق كتاب أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمتشابهات ص 32 - 41.
وذكر له في الأعلام ومعجم المؤلفين والمدخل المفصل مجموعة من المؤلفات هذا فيما اطلعت عليه من المصادر.
11. خلاصة الأثر 4/ 358.
12. خلاصة الأثر 4/ 358.
13. مختصر طبقات الحنابلة ص 98.
14. عن مقدمة اللفظ الموطا ص 25.
15. السحب الوابلة ص 463.
16. عنوان المجد في تاريخ نجد 1/ 31، نقلاً عن مقدمة اللفظ الموطا ص 26.
17. المدخل ص 226.
18. معجم المؤلفين 3/ 842.
19. الأعلام 7/ 203.
20. المدخل المفصل 2/ 785.
21. المدخل المفصل 1/ 488.
22. نفحة الريحانة 2/ 244، نقلاً عن مقدمة اللفظ الموطا ص 15.
23. مختصر طبقات الحنابلة ص 101.
24. خلاصة الأثر 4/ 360 - 361، مختصر طبقات الحنابلة ص 100.
25. خلاصة الأثر 4/ 360 - 361.
26. خلاصة الأثر 4/ 361.
27. خلاصة الأثر 4/ 361.
28. مقدمة أقاويل الثقات ص 42 – 43.
29. خلاصة الأثر 4/ 358 ن مختصر طبقات الحنابلة ص 98، معجم المؤلفين 3/ 842، الأعلام 7/ 203، هدية العارفين 2/ 331، الموسوعة الفلسطينية 4/ 193، المدخل لابن بدران ص 226، السحب الوابلة ص 467.
المبحث الثاني
التعريف بكتاب دليل الطالب لنيل المطالب وبيان أهميته وفيه مطالب:
المطلب الأول: العصر الذي عاش فيه الشيخ مرعي الكرمي:
لم يذكر المترجمون له سنة ولادته ولكنهم اتفقوا على سنة وفاته وهي 1033 هـ بالقاهرة، أي أنه عاش في أواخر القرن العاشر الهجري والثلث الأول من القرن الحادي عشر، وكانت الدولة العثمانية هي الحاكمة في ذلك الوقت والأوان، ومعلوم أن الشيخ مرعي كان قد هاجر من فلسطين إلى مصر [فاستأنس بالحركة العلمية التي كانت تتميز بها مصر وقتذاك فأثر الأئمة الكبار من رجال القرن العاشر ما يزال قائماً ومتمثلاً بتلامذتهم - الذين كانوا خير امتداد لهم - كالإمام أبي الخير السخاوي المتوفى سنة 902 هـ، والإمام السمهودي المتوفى سنة 911 هـ، والإمام جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911، والإمام أبي العباس القسطلاني المتوفى سنة 923 هـ، والإمام زكريا الأنصاري المتوفى سنة 928 هـ، والإمام ابن حجر الهيتمي المتوفى سنة 973 هـ، والإمام نجم الدين الغيطي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/460)
المتوفى سنة 981 هـ.
وكان في مصر من الأعلام يوم أن حلّ بها الإمام مرعي الكرمي عدد وافر من الأئمة الكبار كالإمام العلامة عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة 1031هـ، والإمام إبراهيم بن حسن اللّقاني المتوفى سنة 1041 هـ والإمام نور الدين الحلبي المتوفى سنة 1044 هـ، وغيرهم كثير] (1).
وعاش الشيخ مرعي في فترة شهدت عدداً من علماء الحنابلة منهم: أبو نمي التميمي المتوفى سنة 1014 هـ، عبد القادر الدنوشرب المتوفى سنة 1030هـ، وأجمد البسام المتوفى سنة 1040 هـ، ومنصور البهوتي المتوفى سنة 1051 هـ، وياسين اللبدي المتوفى سنة 1058هـ، وابن النجار الفتوحي المتوفى سنة 1064هـ وغيرهم (2).
والعصر الذي عاش فيه الشيخ مرعي يوصف بأنه عصر استقرار المذهب الحنبلي وهو الدور الرابع من الأدوار التي مر بها المذهب وهي:
1. دور التأسيس وذلك في حياة الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241 هـ، وفي هذه الفترة نشأ المذهب وظهرت معالمه الأصلية.
2. دور النقل والنمو وهو دور التوسع والانتشار والتطور وكان ذلك في عصر تلاميذ الإمام أحمد وتلاميذهم كالخلال المتوفى سنة 311 هـ والخرقي سنة 334 هـ.
3. دور تحرير المذهب وتنقيحه وفيها ظهر كبار شيوخ المذهب الذين حرروا المذهب وفي هذه الفترة ظهر القاضي أبو يعلى الفراء المتوفى سنة 458 هـ والشيخ ابن قدامة المقدسي المتوفى سنة 620هـ وشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية المتوفى سنة 728هـ ووالده عبد الحليم ابن تيمية المتوفى سنة 682 هـ وجده المجد ابن تيمية المتوفى سنة 652 هـ وهو تلميذ ابن قدامة المقدسي.
قال ابن مفلح عن آل تيمية الثلاثة: [كوكب بين شمس وقمر].
الشمس: شيخ الإسلام أحمد والكوكب الوالد عبد الحليم والقمر الجد مجد الدين أبو البركات
عبد السلام، رحم الله الجميع (3).
وفي هذه الفترة ظهر ابن مفلح المتوفى سنة 884 هـ وغير هؤلاء كثير.
4. دور الاستقرار وفي هذا الدور استقر المذهب بعد أن استفاد العلماء الذين عاشوا في هذا الدور من كتب المذهب المحررة في ما سبق ويبدأ هذا الدور بإمام المذهب في زمانه وجامع شتاته ومحرر رواياته من حقق فيه ودقق منقح المذهب العلامة المرداوي أبو الحسن علاء الدين علي بن سليمان المرداوي المتوفى سنة 885 هـ - أرجو أن يعقد يوم دراسي عنه أو تعقد حلقة دراسية عنه وعن أثره في المذهب -، وفي هذه الفترة ظهر حوالي مئة فقيه من فقهاء الحنابلة ومن أعلامهم:
- يوسف بن عبد الهادي المتوفى سنة 909 هـ.
- والعلامة أحمد الشويكي المتوفى سنة 939 هـ.
- والعلامة موسى الحجاوي المتوفى سنة 968هـ.
- والعلامة ابن النجار الفتوحي المتوفى سنة 972 هـ وغيرهم.
وفي هذا العصر عاش الشيخ العلامة مرعي الكرمي.
ويعتبر الشيخ مرعي من مجتهدي المذهب المتأخرين (4).
ويعتبر الشيخ مرعي أيضاً من محققي المذهب المتأخرين.
قال المحبي عند ذكر مؤلفات الشيخ مرعي: [فمنها كتاب غاية المنتهى في الفقه، قريب من أربعين كراساً وهو متن جمع من المسائل أقصاها وأدناها مشى فيه مشي المجتهدين في التصحيح والاختيار والترجيح] (5).
والمقصود بالمجتهدين الذين ينسب إليهم الشيخ مرعي هم المجتهدون في المذهب، والمجتهد في المذهب هو من يقوم: [بحفظ المذهب ونقله وفهمه فهذا يعتمد نقله وفتواه به فيما يحكيه من مسطورات مذهبه من منصوصات إمامه أو تفريعات أصحابه المجتهدين في مذهبه وتخريجاتهم.
وأما ما لا يجده منقولاً في مذهبه: فإن وجد في المنقول ما هذا معناه بحيث يدرك - من غير فضل فكر وتأمل - أنه لا فارق بينهما كما في الأَمَة بالنسبة إلى العبد المنصوص عليه في إعتاق الشريك: جاز له إلحاقه به والفتوى به وكذلك ما يعلم اندراجه تحت ضابط ومنقول ممهد محرر في المذهب.
وما لم يكن كذلك: فعليه الإمساك عن الفتيا فيه.
ومثل هذا يقع نادراً في حق مثل هذا المذكور.
إذ يبعد أن تقع واقعة حادثة لم ينص على حكمها في المذهب ولا هي في معنى بعض المنصوص عليه من غير فرق ولا مندرجة تحت شيء من قواعد وضوابط المذهب المحرر فيه.
ثم إن هذا الفقيه: لا يكون إلا فقيه النفس لأن تصوير المسائل على وجهها ونقل أحكامها بعده: لا يقوم به إلا فقيه النفس ويكفي استحضاره أكثر المذهب مع قدرته على مطالعة بقيته قريباً] (6).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/461)
وإن كان بعض أهل العلم من الحنابلة قد اعتبر الشيخ مرعي مقلداً متقيداً لا يخرج عن المذهب الحنبلي قيد شعرة واحدة وليس له في " غاية المنتهى " سوى الجمع بين كتابي " الإقناع والمنتهى "] كذا قال الشيخ عبد الله البسام (7).
وقول الشيخ عبد الله البسام فيه نظر واضح!!؟
المطلب الثاني: التعريف بكتاب " دليل الطالب لنيل المطالب ":
دليل الطالب متن مشهور في الفقه الحنبلي اختصره الشيخ مرعي الكرمي من كتاب " منتهى الإرادات في جمع المقنع والتنقيح وزيادات " تأليف العلامة تقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي المصري الشهير بابن النجار المتوفى سنة 972 هـ.
بل قد صرح الشيخ محمد بن مانع بأن دليل الطالب اختصره مؤلفه من شرح المنتهى (8).
وكذلك صرح به الشيخ صالح البهوتي شارحه حيث قال في مقدمة شرحه: [لما رأيت مختصر منتهى الإرادات الموسوم بدليل الطالب … الخ.
وفي افتتاحية دليل الطالب ما لعله يشير به إلى هذا إشارة خفية حيث قال: [وأشهد أن محمداً عبده ورسوله … الفائز بمنتهى الإرادات من ربه …] (9).
وهذا الكتاب - منتهى الإرادات - من متون المذهب المعتمدة، قال ابن بدران:
[رحل إلى الشام - ابن النجار - فألف بها كتابه المنتهى ثم عاد إلى مصر بعد أن حرر مسائله على الراجح من المذهب واشتغل به عامة الطلبة في عصره واقتصروا عليه] (10).
وقال ابن بدران أيضاً: [عكف الناس عليه وهجروا ما سواه من كتب المتقدمين كسلاً منهم ونسياناً لمقاصد علماء هذا المذهب] (11).
[وهذا الكتاب اعتمده المتأخرون من عصر المؤلف حتى كان والد المؤلف يقرؤه للطلاب ويثني عليه وكاد الكتاب لشهرته ينسي ما قبله من متون المذهب المطولة فعكف الناس عليه شرحاً وتحشيةً واختصاراً وجمعاً له مع غيره وهو كسابقه (الإقناع) عليه مدار الفتيا ومرجع القضاء فإذا اختلفا رجع الأصحاب إلى غاية المنتهى] (12).
ولا بد لنا من التعريف بأصل الكتابين لنقف على أهميتهما:
كتاب منتهى الإرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات.
واضح من اسمه أن مؤلفه جمع بين كتابين هما: المقنع والتنقيح، ولنلق نظرة على كل منهما:
1. المقنع، تأليف الإمام موفق الدين عبد الله بن محمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة 620 هـ.
قال في خطبته: [اجتهدت في جمعه وترتيبه وإيجازه وتقريبه وسطاً بين القصير والطويل وجامعاً لأكثر الأحكام عريةً عن الدليل والتعليل] (13).
وذكر فيه الروايات عن الإمام ليجعل لقارئه مجالاً إلى كد ذهنه ليتمرن على التصحيح (14).
ويعتبر كتاب المقنع أصلاً لمتون المتأخرين من الحنابلة كما قال ابن بدران (15).
[وكتابه هذا عمدة الحنابلة من زمنه إلى يومنا هذا وهو أشهر المتون بعد مختصر الخرقي لهذا أفاضوا في شرحه وتحشيته وبيان غريبه وتخريج أحاديثه وتصحيحه وتنقيحه وتوضيحه وقد امتدحه الأئمة منهم العلامة المرداوي في مقدمة الإنصاف 1/ 3 فقال) إنه من أعظم الكتب نفعاً وأكثرها جمعاً) وكان المشايخ يقرؤونه لمن ارتقى عن درجة المبتدئين بعد إقراء العمدة له] (16).
وقد تتابعت الأعمال العلمية على المقنع ما بين شرح وحاشية وتخريج لأحاديثه ونظم له وجمع بينه وبين غيره من الكتب وبيان لغريب ألفاظه واختصار له وقد بلغت شروحه أحد عشر شرحاً، وبلغت حواشيه ثلاثة عشر حاشية ً، وله مختصران وعليه كتابان لبيان غريب ألفاظه، وخرّج أحاديثه
أبو المحاسن يوسف بن محمد المرداوي المتوفى سنة 769 هـ في كفاية المستقنع لأدلة المقنع.
وخرجها أيضاً أبو المحاسن يوسف بن عبد الهادي المتوفى 909 هـ، ومن لطائف الاتفاق أن كل واحد من المخرجين اسمه يوسف وكنيته أبو المحاسن ولقبه جمال الدين.
وقد جمع المقنع مع غيره من الكتب ثلاثة من العلماء أحدهم ابن النجار في كتابه الذي نتحدث عنه وهو منتهى الإرادات في الجمع بين المقنع والتوضيح وزيادات.
ونظم المقنع اثنان من علماء الحنابلة، انظر تفصيل ما تقدم في المدخل ص 220 - 223 والمدخل المفصل 2/ 722 - 737.
2. وأما كتاب التنقيح فعنوانه هو التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع للعلامة علاء الدين علي بن سليمان المرداوي المتوفى سنة 885 هـ والذي يعتبر مصحح المذهب ومنقحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/462)
وقد اقتضب كتابه التنقيح من كتابه الكبير الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف، الذي يعتبر بمثابة شرح للمقنع وقد استوعب ما أمكن الروايات في المذهب ومصادرها وحوى بين دفتيه ما سبقه من أمهات كتب المذهب متناً وشرحاً وحاشية وحوى اختيارات وترجيحات الشيوخ المعتمدين في المذهب فصار دليلاً لتصحيحات شيوخ المذهب المعتمدين قبله.
وحرر المذهب رواية وتخريجاً وتصحيحاً وتقييداً وقد اختصره في كتابه التنقيح الذي يعد خدمة عظيمة لكتابين أحدهما الإنصاف والآخر المقنع.
فهو تصحيح للمقنع في الإطلاق والتقييد والتوضيح والتنبيه على ما ليس من المذهب.
واختصار لتحرير الروايات في الإنصاف وجعله على القول الراجح في المذهب (17).
وقال ابن بدران عن التنقيح: [ثم اقتضب منه – أي من الإنصاف – كتابه المسمى بالتنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع فصحح فيه الروايات المطلقة في المقنع وما أطلق فيه من الوجهين أو الأوجه وقيد ما أخل به من الشروط وفسر ما أبهم فيه من حكم أو لفظ واستثنى من عمومه ما هو مستثنى على المذهب حتى خصائص النبي e .
وقيد ما يحتاج إليه مما فيه إطلاقه ويحمل على بعض فروعه ما هو مرتبط بها وزاد مسائل محررة مصححة فصار كتابه تصحيحاً لغالب كتب المذهب] (18).
ويعتبر كتاب التنقيح أول الكتب المعتمدة في المذهب الحنبلي لدى المتأخرين (19).
وقد لقي كتاب التنقيح عناية فائقة من علماء المذهب ووضعت عليه عدة حواش وجمع بينه وبين غيره من المختصرات.
إذا عرفنا أن أصل كتاب منتهى الإرادات هو المقنع والتوضيح فماذا عمل ابن النجار لما جمع بين الكتابين في كتابه منتهى الإرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات: [فبعد أن وضع أبو محمد موفق الدين ابن قدامة متنه المشهور " المقنع " لقي قبولاً كبيراً داخل المذهب لكونه جاء على قول واحد هو الراجح في المذهب وتميز عن الكتب التي سبقته بأنه أوضح منها إشارة وأسلس عبارة وأجمع تقسيماً وتنويعاً كما أنه حوى غالب أمهات مسائل المذهب على توسط حجمه ومن هنا تناوله الحنابلة بالتآليف كالشروح والتعليقات التي تبيّنه وكتب اللغة التي توضح مصطلحاته وحدوده، وكتب التخريج التي تخرج أدلته وهذا الكتاب – وإن كان يعتبر نقلة علمية في المذهب – إلا أنه كان بحاجة إلى تحرير أكثر وتصحيح، فقد أطلق مؤلفه رحمه الله الخلاف في كثير من مسائله بصيغ متفاوتة أوصلها بعضهم إلى ما يزيد على ثلاثين صيغة ولم يفصح فيها بتقديم حكم. كما أنه قطع بمسائل وقدمها على أنها المذهب وهي غير الراجح في المذهب وأخلّ ببعض القيود والشروط الصحيحة في المذهب إضافة إلى أن عبارته كانت بحاجة إلى إعادة نظر لما فيها من عموم أو إطلاق أو خلل لهذه الأسباب وغيرها كانت الحاجة ماسة لأن يوجد كتاب يتمم ويكمل النقص الذي في هذا المتن الشهير.
فجاء مجدد المذهب القاضي علي بن سليمان المرداوي ليسد هذا النقص بكتابه " التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع " فعالج أغلب ما كان ينتقد على متن المقنع حتى كان كما قال عنه الشويكي رحمه الله: " أجل كتاب اجتهد في جمعه وأتى بالصواب وأراح كل قاض ومفت من الأتعاب وسهّل لهم معرفة المذهب وقرّب لهم المقصد والمطلب " ومن هنا اشتهر هذا الكتاب لدى أعيان المذهب باسم " التصحيح " وسمي مؤلفه " بالمصحح " لأنه صحح المقنع في مسائله وعباراته ومع هذا العمل الجليل الذي قدمه المرداوي للمذهب إلا أنه رحمه الله ترك مسائل كثيرة في كتابه فلم يتناولها في التصحيح، كما أنه أسقط من كلام موفق الدين ابن قدامة أشياء كان يجب المحافظة عليها وبقاؤها مثل الشروط والقيود والاستثناءات الصحيحة في المذهب.
كما أنه – رحمه الله – كان يحيل الحكم في بعض الأحيان على المقنع ويطلقه من غير تقييد.
فلهذه المقتضيات وغيرها ظهرت الحاجة الشديدة للجمع بين هذين الكتابين حتى يتم المقصود في وجود متن يعتمد القول الصحيح في المذهب بعبارة سليمة واضحة المقصود. فظهرت لهذه المهمة الشاقة – الجمع بين المقنع والتنقيح – فيما أعلم ثلاث محاولات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/463)
الأولى: قام بها العلامة أحمد بن عبد الله بن أحمد العسكري الصالحي (؟ -910 هـ) تلميذ المصحح المرداوي رحمه الله، إلا أنه توفي قبل أن يتم كتابه فقد وصل فيه إلى الوصايا، ومع هذا اهتم به العلماء ونقلوا منه وأشاروا إليه. وقد رأيت في بعض التراجم أنه كان يجلس رحمه الله للتدريس في حل الجمع بين المقنع والتنقيح الأمر الذي يشعر بمدى أهمية هذا الأمر وحاجة الحنابلة الشديدة إليه.
الثانية: قام بها الشيخ أحمد الشويكي رحمه الله (875 – 939 هـ) في كتابه الذي مرَّ معنا وهو
" التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح " وقد وصف كتابه هذا بوضوح العبارة حتى قيل إنه متن كالشرح.
الثالثة: قام بها عصريه تقي الدين محمد بن أحمد الفتوحي الشهير بـ " ابن النجار " (؟ - 972 هـ) في كتابه " منتهى الإرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات " ووصف علماء المذهب هذا الكتاب بأنه معقد العبارة ومع هذا فهو عمدة المتأخرين وقد لقي قبولاً كبيراً وحظي بالشروح والتعليقات] (20).
وبعد ذلك جاء الشيخ مرعي فاختصر منتهى الإرادات في كتابه دليل الطالب لنيل المطالب وقد ورَّى باسمه - منتهى الإرادات - في خطبة كتابه فقال: [الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله مالك يوم الدين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبين لأحكام شرائع الدين الفائز بمنتهى الإرادات من ربه فمن تمسك بشريعته فهو من الفائزين صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين] (21).
فقول الشيخ مرعي: [الفائز بمنتهى الإرادات …] من قبيل التورية حيث أشار بذلك إلى أن كتابه مختصر من منتهى الإرادات لابن النجار.
المطلب الثالث أهمية الكتاب وميزاته:
يعتبر كتاب دليل الطالب لنيل المطالب من المتون المعتمدة عند متأخري علماء المذهب الحنبلي.
قال ابن بدران عنه: [متن مختصر مشهور] (22).
ودليل الطالب أحد المتون المعتمدة عند المتأخرين من الحنابلة الذين يبدأ عصرهم سنة 885 هـ كما قرره د. بكر أبو زيد (23)، وهذه المتون المعتمدة هي:
1. الإقناع.
2. زاد المستقنع، وكلاهما لموسى الحجاوي المتوفى سنة 968 هـ.
3. منتهى الإرادات لابن النجار المتوفى سنة 972 هـ.
4. غاية المنتهى.
5. دليل الطالب، وكلاهما للشيخ مرعي.
6. عمدة الطالب للبهوتي المتوفى سنة 1051هـ.
7. كافي المبتدي.
8. أخصر المختصرات للبلباني الأنصاري المتوفى سنة 1083 هـ (24).
وهو يتميز على زاد المستقنع بأنه أسهل منه عبارة وأخف تعقيداً ولهذا كان هو المتن المعتمد في طبقته فمن بعدهم عند علماء الشام والقصيم على خلاف ما جرى عليه عامة أهل الجزيرة من العناية بكتاب زاد المستقنع وتفضيله عليه لكثرة مسائله، قال فيه عبد السلام الشطي الحنبلي المتوفى سنة 1295 هـ رحمه الله تعالى:
يا من يروم بفقهه في الدين نيل مطالب
اقرأ لشرح المنتهى واحفظ دليل الطالب (25)
ودليل الطالب من متون المذهب الحنبلي الذي اعتمد مؤلفه رواية واحدة وعقدها على أنها هي المذهب.
وهذا المنهج سلكه جماعة كبيرة من أصحاب المتون في المذهب الحنبلي كالخرقي صاحب أول متن في المذهب الحنبلي ألا وهو مختصر الخرقي وابن عقيل في كتابه المسمى التذكرة.
وابن قدامة في كتابيه عمدة الفقه والكافي وغيرهم، فالشيخ مرعي لا يذكر إلا رواية واحدة في المسألة ويعتبرها هي المعبرة عن المذهب وهذا بناءً على ما صنعه صاحب أصل الكتاب وهو الشيخ ابن النجار في منتهى الإرادات حيث إنه اعتمد رواية واحدة واعتبرها المعبرة عن المذهب وهي الرواية الراجحة في المذهب.
قال ابن بدران: [… حرر مسائله على الراجح من المذهب] (26).
وقال د. بكر أبو زيد: [… بناه على الراجح من المذهب] (27).
وكذلك فإن كتاب التنقيح المشبع للمرداوي والذي هو أحد مكونات منتهى الإرادات بناه مؤلفه على الراجح من المذهب،كما قال د. بكر أبو زيد: [… وجعله على القول الراجح في المذهب] (28).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/464)
وقد أشار الشيخ مرعي في مقدمة كتابه دليل الطالب إلى ذلك فقال: [وبعد فهذا مختصر في الفقه على المذهب الأحمد مذهب الإمام أحمد بالغت في إيضاحه رجاء الغفران وبينت فيه الأحكام أحسن بيان لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهل التصحيح والعرفان وعليه الفتوى فيما بين أهل الترجيح والإتقان - يقصد من أصحاب مذهبه -] (29).
وبهذا يظهر لنا بكل وضوح وجلاء أن دليل الطالب لا يذكر سوى رواية واحدة ولا يذكر خلافاً في المسائل، وإنما يعتمد ما صححه المحققون من المذهب على أنه المذهب وعليه مدار الفتوى عند المرجحين المتقنين كأمثال ابن قدامة والمرداوي وابن النجار.
وقد عُني به المتأخرون من الحنابلة دراسةً وشرحاً وتحشيةً ونظماً وذلك لما عرفوه من غزارة علمه وكثرة فوائده … وما عنوا به إلا لجلالة قدره عندهم ومعرفتهم بما تضمنه من التحقيق ولهذا قال مؤلفه: لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهل التصحيح والعرفان وعليه الفتوى فيما بين أهل الترجيح والإتقان (30).
ميزات كتاب دليل الطالب:
أهم ما يمتاز به دليل الطالب ما يلي:
1. متن مختصر.
2. مشهور بين أتباع المذهب.
3. دقيق العبارة.
4. يخلو من ذكر الدليل.
5. اقتصر على رواية واحدة للمذهب.
المطلب الرابع الأعمال العلمية على دليل الطالب:
اعتنى المتأخرون من الحنابلة بكتاب دليل الطالب شرحاً وحاشيةً ونظماً كما يلي:
1. نيل المآرب بشرح دليل الطالب للفقيه الفرضي عبد القادر بن عمر التغلبي الشيباني المتوفى سنة 1135 هـ وهو مطبوع (31).
قال ابن بدران: [وشرحه هذا متداول مطبوع لكنه غير محرر وليس بواف بمقصود المتن] (32).
وقال الشيخ محمد بن مانع: [وهو مطبوع متداول مشهور ولكنه يعوزه التحقيق] (33).
وحقق الشرح المذكور د. محمد سليمان الأشقر وهو مطبوع في مجلدين.
2. وعلى هذا الشرح حاشية للشيخ مصطفى الدومي المعروف بالدوماني ثم الصالحي المتوفى سنة 1200 هـ، وكان مفتي رواق الحنابلة في مصر (34).
3. وعليه حاشية اسمها تيسير المطالب إلى فهم وتحقيق نيل المآرب شرح دليل الطالب، للشيخ
عبد الغني بن إسماعيل اللبدي النابلسي المتوفى سنة 1319 هـ.
قال الشيخ ابن مانع عنها: [مفيدة جداً] (35)، وأشار د. بكر أبو زيد إلى وجود نسخة خطية لبعضها ضمن مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض، (36).
4. مسلك الراغب شرح دليل الطالب للشيخ صالح بن حسن البهوتي المتوفى سنة 1121 هـ (37). وذكر د. محمد الأشقر أنه اطلع على نسخة منه بدار الكتب المصرية انتهت إلى باب الوكالة (38).
5. شرح الدليل للشيخ محمد بن أحمد السفاريني المتوفى سنة 1189 هـ وصل فيه إلى كتاب الحدود ولم يكمله (39).
وقال الشيخ ابن بدران: [ورأيت في ترجمة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني أن له شرحاً على دليل الطالب ولم نره ولم نجد من أخبرنا أنه رآه] (40).
6. شرح دليل الطالب لإسماعيل بن عبد الكريم الجراعي الدمشقي المتوفى سنة 1202 هـ (41).
وقال ابن بدران: [ولم يتمه] (42).
7. منار السبيل شرح الدليل للشيخ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان المتوفى سنة 1353 هـ، مطبوع متداول قال في مقدمته: [ذكرت فيه ما حضرني من الدليل والتعليل ليكون وافياً بالغرض من غير تطويل، وزدت في بعض الأبواب مسائل يحتاج إليها النبيل وربما ذكرت روايةً ثانيةً أو وجهاً ثانياً لقوة الدليل نقلته من كتاب الكافي لموفق الدين عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي ثم الدمشقي ومن شرح المقنع الكبير لشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة وغالب نقلي من مختصره ومن فروع ابن مفلح وقواعد ابن رجب وغيرها من الكتب] (43).
قال د. بكر أبو زيد: [ويظهر أنه ملخص من الكافي لابن قدامة وهو قليل المسائل ومن مزاياه ذكر الدليل وسياق اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى] (44).
وقد قام الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني محدث هذا العصر بتخريج أحاديث منار السبيل في كتابه القيم إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل وقد ذكر في مقدمته: [ثم إن الباعث على هذا التخريج كان أموراً أذكر أهمها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/465)
الأول: إن أصله " منار السبيل " هو من أمهات كتب مذهب الإمام أحمد إمام السنة الذي جمع من الأحاديث مادة غزيرة قلما تتوفر في كتاب فقهي آخر في مثل حجمه – إذ هو جزءان فقط – حتى بلغ عددها ثلاثة آلاف حديث أو زادت جلها مرفوعة إلى النبي e .
الثاني: أنه لا يوجد بين أيدي أهل العلم وطلابه كتاب مطبوع في تخريج كتاب في الفقه الحنبلي كما للمذاهب الأخرى خذ مثلاً كتاب " نصب الراية لأحاديث الهداية " في الفقه الحنفي للحافظ جمال الدين الزيلعي و" تلخيص ابن حجر العسقلاني " فرأيت أن من واجبي تجاه إمام السنة ومن حقه عليَّ أن أقوم بخدمة متواضعة لمذهبه وفقهه رحمه الله تعالى وذلك بتخريج هذا الكتاب] (45).
ثم قال: [من أجل ذلك فإني قد جريت في هذا التخريج كغيره على بيان مرتبة كل حديث في أول السطر ثم أتبع ذلك بذكر من خرجه ثم بالكلام على إسناده تصحيحاً أو تضعيفاً وهذا إذا لم يكن في مخرجه الشيخان أو أحدهما وإلا استغنيت بذلك عن الكلام] (46).
وإرواء الغليل مطبوع في ثمانية مجلدات مع مجلد تاسع للفهارس.
وقد قام الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ بتخريج عدد من الأحاديث والآثار التي جاءت في منار السبيل شرح الدليل مما لم يقف على مخرجها العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كما ذكر في مقدمة كتابه الذي سماه التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل (47).
8. شرح دليل الطالب للشيخ عبد الله المقدسي، قال د. بكر أبو زيد: [ولم يتحرر لي من هو
عبد الله المقدسي] (48).
9. حاشية الدليل لأحمد بن محمد بن عوض المرداوي المتوفى سنة 1101 هـ، وتقع هذه الحاشية في نحو ثلاثين كراساً (49).
10. حاشية على دليل الطالب للشيخ مصطفى الدومي المعروفي بالدوماني المتوفى سنة 1200 هـ تقع في نحو عشرة كراريس (50).
11. حاشية على دليل الطالب للشيخ صالح بن عثمان القاضي المتوفى سنة 1351 هـ.
12. حاشية على دليل الطالب للشيخ عثمان بن صالح بن عثمان القاضي المتوفى سنة 1366 هـ.
13. حاشية على دليل الطالب للشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع المتوفى سنة 1385 هـ مطبوعة مع الدليل (51).
14. نظم الدليل لمحمد بن ابراهيم بن عريكان النجدي المتوفى بعد سنة 1271 هـ، يقع في ثلاثة آلاف بيت (52).
15. نظم البيوع من الدليل لسليمان بن عطية المزيني المتوفى سنة 1363 هـ ويقع في 160 بيتاً وسماه الحائلية (53).
16. نظم دليل الطالب للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي المتوفى سنة 1376 هـ، ويقع في أربعمئة بيت، (54).
17. منظومة الذهب المنجلي في الفقه الحنبلي لدليل الطالب للشيخ موسى محمد شحادة الرحيبي من المعاصرين (55).
والله الهادي إلى سواء السبيل
هوامش المبحث الثاني
1. مقدمة الكواكب الدرية ص 19.
2. المدخل المفصل 2/ 1004.
3. المدخل المفصل 1/ 465.
4. المدخل الفصل 1/ 488.
5. خلاصة الأثر 4/ 358.
6. المدخل المفصل 1/ 484 - 485.
7. الأعلام 7/ 204.
8. مقدمة محمد بن مانع لمنار السبيل مع الإرواء 1/ 19.
9. مقدمة نيل المآرب 1/ 13.
10. المدخل ص 225.
11. المدخل ص 221.
12. المدخل المفصل 2/ 778.
13. المقنع ص
14. المدخل ص 221.
15. المدخل ص 204.
16. المدخل المفصل 2/ 722.
17. المدخل المفصل 2/ 729 - 731.
18. المدخل ص 222.
19. كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية ص 377.
20. مقدمة التوضيح في الجمع بين المقنع والتوضيح 1/ 105 – 108.
21. دليل الطالب ص 7.
22. المدخل ص 226.
23. المدخل المفصل 2/ 791.
24. المدخل المفصل 1/ 474 – 475.
25. المدخل المفصل 2/ 791.
26. المدخل ص 225.
27. المدخل المفصل 2/ 779.
28. المدخل المفصل 2/ 731.
29. دليل الطالب ص 7.
30. مقدمة نيل المآرب 1/ 13.
31. المدخل المفصل 2/ 791.
32. المدخل ص 227.
33. مقدمة ابن مانع لمنار السبيل مع الإرواء 1/ 19.
34. المدخل ص 226.
35. مقدمة ابن مانع لمنار السبيل مع الإرواء 1/ 19.
36. المدخل المفصل 2/ 792.
37. المدخل المفصل 2/ 792.
38. مقدمة نيل المآرب 1/ 14.
39. المدخل المفصل 2/ 792، العلامة السفاريني حياته وجهوده ص 24.
40. المدخل ص 227.
41. المدخل المفصل 2/ 793.
42. المدخل ص 227.
43. منار السبيل 1/ 3 - 4.
44. المدخل المفصل 2/ 793.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/466)
45. إرواء الغليل 1/ 8 - 9.
46. إرواء الغليل 1/ 11.
47. التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل ص 7.
48. المدخل المفصل 2/ 794.
49. المدخل المفصل 2/ 794.
50. المدخل المفصل 2/ 794.
51. المدخل المفصل 2/ 795، مقدمة نيل المآرب 1/ 14.
52. المدخل المفصل 2/ 795، مقدمة ابن مانع على منار السبيل مع الإرواء 1/ 19.
53. المدخل المفصل 2/ 795.
54. المدخل المفصل 2/ 795.
55. المدخل المفصل 2/ 795.
فهرس المصادر
1. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل / العلامة محمد ناصر الدين الألباني.
2. الأعلام / خير الدين الزركلي.
3. أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشبهات / الشيخ مرعي الكرمي / تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط
4. إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون / إسماعيل باشا البغدادي.
5. التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل / صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
6. التوضيح في الجمع بين المقنع والتوضيح / العلامة أحمد بن محمد الشويكي / تحقيق ناصر الميمان.
7. خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر / محمد أمين المحبي.
8. دليل الطالب لنيل المطالب / الشيخ مرعي الكرمي / تحقيق عبد الله البارودي.
9. السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة / الشيخ محمد بن عبد الله النجدي.
10. العلامة السفاريني حياته وجهوده / الشيخ عمار بدوي وآخرون.
11. عنوان المجد في تاريخ نجد / الشيخ عثمان بن بشر النجدي.
12. كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية / د. عبد الوهاب أبو سليمان.
13. الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية / الشيخ مرعي الكرمي / تحقيق نجم عبد الرحمن خلف.
14. اللفظ الموطا في بيان الصلاة الوسطى / الشيخ مرعي الكرمي / تحقيق عبد العزيز مبروك الأحمدي.
15. مختصر طبقات الحنابلة / محمد جميل الشطي.
16. المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل / د. بكر بن عبدالله أبو زيد.
17. المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل / عبد القادر بن بدران.
18. معجم المؤلفين / عمر رضا كحالة.
19. المقنع لابن قدامة المقدسي.
20. منار السبيل في شرح الدليل / إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان.
21. الموسوعة الفلسطينية.
22. نفحة الريحانة / محمد أمين المحبي.
23. هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين / إسماعيل باشا البغدادي.
24. نيل المآرب شرح دليل الطالب / عبد القادر التغلبي الشيباني / تحقيق د. محمد الأشقر.
---------------------------------
http://www.yasaloonak.net/articles/alshakh.asp
ـ[فيصل الجلادي]ــــــــ[26 - 02 - 09, 07:42 ص]ـ
بارك الله فيك اخينا ..... المضري
لو تكرمت وجعلت الترجمة على ملف وورد والشاملة .... تشكر على جهدك وتنفعنا
وشكرا(30/467)
ما قولكم في هذا الحديث؟
ـ[النذير1]ــــــــ[23 - 04 - 04, 11:52 م]ـ
وجزيتم خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
دعاء جبريل عليه السلام
فضل هذا الدعاء: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل عليّ جبرائيل وأنا
أصلي خلف المقام فلما فرغت من الصلاة دعوت الله تعالى وقلت حبيبي علمني لأمتي
شيئا إذا
خرجت من الدنيا عنهم يدعون الله تعالى فيغفر لهم، فقال جبريل ومن
أمتك يشهدون لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ويصومون أيام الثلاثه البيض
الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر ثم يدعون الله بهذا الدعاء فإنه
مكتوب حول العرش وأنا يا محمد بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد وملك الموت بهذا
الدعاء يقبض أرواح المؤمنين وهذا الدعاء مكتوب على أستار الكعبة وأركانها ومن
قرأ من أمتك هذا الدعاء يأمن عذاب القبر ويكون من أمينا يوم الفزع الأكبر ومن
موت الفجّار وغناه عن خلقه ويرزقه من حيث لا يحتسب وأنت شفيعه يوم القيامة
يامحمد. من صام ((13و14و15)) من كل شهر ودعا بهذا الدعاء عند إفطاره أكرمه
الله تعالى بعد كرمه وفرجا بعد فرجه وما مهموم أو مغموم أو محزون أو مديون وذو
حاجة إلا فرّج الله همّه وغمّه وقضى دينه وحاجته يا محمد ما من عبد من أمتك
يدعو بهذا
ملاحظة
: على من يقرأ هذا الدعاء أن يكون على طهارة ووضوء تامين ..
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد وآله الطاهرين سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المؤمن
المهيمن سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت المصور الرحيم سبحانك أنت الله لا إله
إلا أنت السميع العليم سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيّوم سبحانك أنت
الله لا إله إلا أنت البصير الصادق سبحانك أنت الله لا إله الله إلا أنت الواسع
اللطيف سبحانك أنت الله لاإله إلا أنت العليّ الكبير سبحانك أنت الله لا إله
إلا أنت لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت
المجيد الحميد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الشكور الحليم سبحانك أنت الله
لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الأول
والآخر سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الغفور الغفار سبحانك أنت الله لا إله
إلا أنت المبين المنير سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الكريم المنعم سبحانك
أنت الله لا إله إلا أنت الرب الحافظ سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت القريب
المجيب سبحانك أنت الله لا إله إلا أنت الشهيد المتعال سبحانك
ملاحظة: من قرأ هذا الدعاء ولم يعلمه للمؤمنين وهو عارف بفضله تكون
عقوبته على الله عزوجل يوم القيامه ومن ترك هذا الدعاء فقد ضيع ما صنع ...
ـ[النذير1]ــــــــ[25 - 04 - 04, 03:20 م]ـ
للرفع رفع الله قدركم يا طلبة العلم(30/468)
خلق الله الملائكة من نور الذراعين!!
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[24 - 04 - 04, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم: روي عن عبد الله ابن عمرو انه قال: (خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر) هل هذا الاثر صحيح ام هو من دخيل احبار الكتابيين - واذا ثبتت صحته هل يحمل على ظاهره؟
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[24 - 04 - 04, 10:23 ص]ـ
هذا الأثر رواه عبدالله بن أحمد في كتاب السنة بسنده
وعلق عليه المحقق بتعليق قبيح ونسب مثل هذا إلى دين البراهمة!!!
وهذا من الجرأة الواضحة على كلام السلف الصالح رحمهم الله تعالى، خاصة وأن عبدالله بن أحمد رحمهما الله تعالى قد أورده في كتاب يختص بالعقيدة والتوحيد وبيان العقيدة السلفية
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:00 ص]ـ
كأن الالباني يميل الى تحسينه في السلسلة الصحيحة - والعلم عند الله تعالى. لكن من وقف منكم على تحرير سنده فليفدنا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:23 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الأثر قد صح موقوفا على عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، وهو معروف بالأخذ من كتب بني إسرائيل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2567
وقد أخرجه عبدالله بن أحمد في كتاب السنة (2/ 475و510) ومن طريقه ابن منده في الرد على الجهمية (78) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن عمرو، وإسناده صحيح
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 733) من طريق أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن عمرو به
وأخرجه كذلك البزار في مسنده2/ 449 كشف الأستار مختصرا
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة 2/ 727 وابن منده من طريق أبي خالد الأحمر ومحمد بن إسحاق عن هشام بن عروة به
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 178 الحاشدي) من طريق ابن جريج عن رجل عن عروة به
(وما سبق من التخريج مستفاد من حاشية الأخ عبدالله الحاشدي على الأسماء والصفات للبيهقي).
وقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن الله خلق الملائكة من نور.
ـ[ظهير المؤمنين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:31 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمن وفقه المولى ... لم تشفي غلتي .. هل يحمل الحديث على ظاهره؟ ام له تأويل سائغ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:56 ص]ـ
حفظك الله وبارك فيك
المقصود أن هذا الأثر موقوف على عبدالله بن عمرو بن العاص وليس بمرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا الأثر لايمكن رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن عبدالله بن عمرو مشهور بالرواية عن كتب أهل الكتاب، فقد يكون هذا مما تلقاه منهم
فعلى ماسبق لانثبت هذه الصفة بهذا الأثر، والله أعلم.(30/469)
متي يجوز التورية ومتي لا يجوز؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[24 - 04 - 04, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم
متي يجوز التورية ومتي لا يجوز؟
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[24 - 04 - 04, 01:57 ص]ـ
تكلم الامام ابن القيم رحمه الله على هذه المساله فى كتابه القيم إغاثه اللهفان وله فيها تفصيل بين وجود الحاجه الشرعيه من عدمها
لكن للاسف ليس بين يدى الكتاب الأن لأنقل لك كلامه فراجعه إن شئت
والله أعلم
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:09 ص]ـ
أخي الكريم (أبا حمزة) -وفقه الله-
أنقل لك فتوى لفضيلة الشيخ (محمد صالح المنجد) -حفظه الله تعالى-، جديرة بالاعتناء؛ فقد وُفِّق فيها أيما توفيق، زاده الله توفيقًا.
وها هو نص الفتوى -منقولاً من كتابه القَيِّم «ماذا تفعل في الحالات التالية؟» -:
"واجه المرء المسلم ظروفاً صعبة مُحْرِجة يحتاج فيها أن يتكلم بخِلاف الحقيقة؛ لينقذ نفسه أو ينقذ معصوماً أو يخرج من حرج عظيم أو يتخلص من موقف عصيب: فهل من طريقة غير الكذب ينجو فيها من الحرج ولا يقع في الإثم؟
الجواب: نعم؛ توجد طريقة شرعية ومخرج مباح يستطيع أن يستخدمه عند الحاجة؛ ألا وهو التورية أو المعاريض.
وقد بوب (البخاري) -رحمه الله- في "صحيحه": "باب: المعاريض مندوحة عن الكذب" [صحيح البخاري: كتاب الأدب، باب 116].
و"التورية" هي: الإتيان بكلام له معنى قريب يفهمه السامع ومعنى آخر بعيد يقصده المتكلم تحتمله اللغة العربية.
ويشترط أن لا يكون فيها إبطال حق ولا إحقاق لباطل.
وفيما يلي التوضيح بأمثلة من المعاريض التي استخدمها السلف والأئمة، أوردها العلامة (ابن القيم) -رحمه الله تعالى- في كتابه «إغاثة اللهفان»:
(1) ذُكِرَ عن (حماد) -رحمه الله- أنه إذا أتاه من لا يريد الجلوس معه قال متوجعاً: ضرسي، ضرسي، فيتركه الثقيل الذي ليس بصحبته خير.
(2) وأُحضِرَ (سفيان الثوري) إلى مجلس الخليفة المهدي فاستحسنه، فأراد الخروج؛ فقال الخليفة: لا بُدَّ أن تجلس، فحلف الثوري على أنه يعود فخرج وترك نعله عند الباب، وبعد قليل عاد فأخذ نعله وانصرف فسأل عنه الخليفة فقيل له أنه حلف أن يعود فعاد وأخذ نعله.
(3) وكان الإمام (أحمد) في داره ومعه بعض طلابه -منهم المروذي- فأتى سائل من خارج الدار يسأل عن المروذي، والإمام أحمد يكره خروجه؛ فقال الإمام أحمد: ليس المروذي هنا، وما يصنع المروذي ها هنا؟ وهو يضع إصبعه في كفه ويتحدث -لأن السائل لا يراه-.
ومن أمثلة التورية أيضاً:
(1) لو سألك شخص: هل رأيت فلانًا؟ وأنت تخشى لو أخبرته أن يبطش به: فتقول: ما رأيتُه، وأنت تقصد أنك لم تقطع رئته! وهذا صحيح في اللغة العربية. أو تنفي رؤيته وتقصد بقلبك زماناً أو مكاناً معيناً لم تره فيه.
(2) وكذلك لو استحلفك أن لا تكلم فلانًا: فقلتَ: والله لن أكلمه، وأنت تعني أي لا أجرحه؛ لأن الكلم يأتي في اللغة بمعنى الجرح.
(3) وكذلك لو أُرغِمَ شخص على الكفر وقيل له: اكفر بالله: فيجوز أن يقول: كفرتُ باللاهي -يعني اللاعب-!
«إغاثة اللهفان» / (ابن القيم): (1/ 381 وما بعدها، 2/ 106 - 107)، انظر بحثاً في "المعاريض" في «الآداب الشرعية» / لابن مفلح: (1/ 14).
هذا مع التنبيه هنا أن لا يستخدم المسلم التورية إلا في حالات الحرج البالغ؛ وذلك لأمور، منها:
1 - أن الإكثار منها يؤدي إلى الوقوع في الكذب.
2 - فُقدان الإخوان الثقة بكلام بعضهم بعضاً؛ لأن الواحد منهم سَيَشُكُّ في كلام أخيه: هل هو على ظاهره أم لا؟
3 - أن المُسْتَمِعَ إذا اطلع على حقيقة الأمر المخالف لظاهر كلام المُوَرِّي ولم يُدرك تورية المتكلم = يكون المُوَرِّي عنده كذابًا، وهذا مُخالِف لاستبراء العرض المأمور به شرعًا.
4 - أنه سبيل لدخول العُجْب في نفس صاحب التورية؛ لإحساسه بقُدرته على استغفال الآخرين" اهـ كلامه -حفظه الله تعالى وبارك فيه-.
وبعد أن كتبتُ مُشارَكتي رأيتُ مُشارَكَة الأخ الكريم (هيثم) -وفقه الله-؛ فجزاه الله خيرًا.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:13 م]ـ
جزاكم الله خير
بارك الله فيكم(30/470)
سؤالي لأهل العلم
ـ[ورد]ــــــــ[24 - 04 - 04, 08:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني جزاكم الله خيرا
ماصحة هذا الحديث ومامعناه
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&ID=96700&SearchText= خطب%20المغيرة%20بن%20شعبة%20فنال%20من%2 0علي%20فخرج%20سعيد%20بن%20زيد%20فقال%20ألا%20تعجب% 20من%20هذا%20يسب%20عليا%20رضي%20& SearchType=root&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=
السؤال
BE
وهل صحح الألباني حديث المغيرة عندما سب علي رضي الله عنهما
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=13975
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[ورد]ــــــــ[24 - 04 - 04, 08:50 م]ـ
يرفع لأهل العلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 04 - 04, 09:14 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17462&highlight=%D3%C8+%DA%E1%ED%C7(30/471)
كيف نرد هؤلاء
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[24 - 04 - 04, 01:44 م]ـ
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ أَبِى غِفَارٍ حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِىُّ - وَأَبُو تَمِيمَةَ اسْمُهُ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ - عَنْ أَبِى جُرَىٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ رَأَيْتُ رَجُلاً يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ لاَ يَقُولُ شَيْئًا إِلاَّ صَدَرُوا عَنْهُ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-. قُلْتُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ. قَالَ «لاَ تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلاَمُ. فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلاَمُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ قُلِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ». قَالَ قُلْتُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ «أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِى إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلاَةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ».
اخرج هذا الحديث الامام ابو داود في سننه (كتاب اللباس - باب ما جاء في اسبال الازار.
يحتج بهذا الحديث القبوريون على جواز التوسل بالنبي بحيث يقولون أن الضمائر التى "فدعوته" و "كشفه" ترجع الى الرسول لا الى الله.
ارجو من رواد ملتقى الحديث ان يدلوا دلوهم من ناحية اللغة والاسناد والمعنى وشكرا.
ـ[سعد]ــــــــ[24 - 04 - 04, 02:55 م]ـ
بصراحة الصوفية زودوها
كل يوم يجيبون دليل ويقولون يجوز أن نستغيث بغير الله
يعني ما يكفيهم أن يدعون الله وحده يبغون إله ثاني وثالث ورابع أعوذ بالله منهم
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[26 - 04 - 04, 07:02 م]ـ
أين علماء الحديث
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 10:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال في عون المعبود: قال المنذري: وأخرجه الترمذي والنسائي مختصرا وقال الترمذي حسن صحيح انتهى. وقال النووي في رياض الصالحين: رواه أبو داود , والترمذي بالإسناد الصحيح انتهى.
قال أبو أسيد اعلم أخي الكريم أن (الذي) في قوله (رسول الله الَّذِى إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ ... ) صفة لله عز وجل ولا تكون أبدا صفة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ومن زعم أن هذه الصفات تعود الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد جعل من رسول الله صلى الله عليه و سلم ندا لرب السماء و الأرض ووقع في الشرك و أرتد عن دين الله بذلك وصدق ربي إذ يقول (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه) أما قرأ هؤلاء قول الله عزوجل المحكم المبين (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ) (الاسراء: من الآية67) ولكنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور
ـ[الياسي]ــــــــ[27 - 04 - 04, 10:57 ص]ـ
الضمير في اللغة العربيه الاصل فيه ان يرجع لاقرب مذكور
إلا اذا دلت قرينة على صرفه لمذكور ابعد.
فما بالك اذا اقترنت بالقاعدة أدلة شرعية كثيرة على انه لا يقصد به
الا المذكور القريب.
ـ[الياسي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:13 ص]ـ
لكن القاعدتة التي ذكرتها (اتا) لا تطبق هنا لأن لفظ الجلالة مضاف اليه
والعبرة في اللفظ المضاف لأن المضاف اليه ذكر لتعريف المضاف إلا بقرينة تدل على ان المقصود المضاف اليه.
فالعبرة بنصوص الدين المتوافرة على ان لا يدعو الأنسان الا الله.(30/472)
ما معنى ((ولا تلوت)) في حديث البراء
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[24 - 04 - 04, 11:58 م]ـ
من يخبرنا وبفيدنا على معناها واصل هذه الكلمه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 08:49 ص]ـ
عون المعبود ج: 13 ص: 62
وقوله تشديدا في السؤال لادريت أي علمت ما هو الحق والصواب
ولا تليت أي ولا قرأت الكتاب
قال في القاموس تلوته كدعوته ورميته تبعته والقرآن أو كل كلام قرأته وقيل أصله تلوت قلبت الواو ياء للازدواج
ويجوز أن يكون معناه ولا اتبعت أهل الحق أي ما كنت محققا للأمر ولا مقلدا لأهله
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 04 - 04, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم
قال ابن منظور في اللسان (14/ 104)
وفي الحديث في عذاب القبر: ((إِنَّ المنافق إِذا وضع في قبره سئل عن محمَّد -صلى الله عليه وسلم- وما جاء به فيقول: لا أدْرِي، فيقال: لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ولا اهْتَدَيْتَ)).
قيل في معنى قوله: ولا تَلَيْتَ: ولا تَلَوْتَ أي: لا قرأْتَ ولا دَرَسْت، من تَلا يَتْلو، فقالوا: تَلَيتَ بالياء ليُعاقَبَ بها الياءُ في دَرَيْتَ، كما قالوا: إِني لآتِيهِ بالغَدَايا والعَشايا، وتجمع الغداة غَدَوات، فقيل: الغَدايا من أَجل العَشايا ليزدوج الكلام؛ قال: وكان يونس يقول: إِنما هو ولا أَتْلَيْتَ في كلام العرب، معناه: أَن لا تُتْليَ إِبلُه أي: لا يكون لها أَولاد تتلوها.
وقال غيره: إِنما هو لا دَرَيْتَ ولا اتَّلَيْتَ على افْتَعلت من أَلَوْتَ أي: أَطقت واستطعت، فكأَنَّه قال لا دَرَيْت ولا استطعت.
قال ابن الأَثير: والمحدِّثون يروون هذا الحديث ولا تَلَيْتَ، والصَّواب ولا ائْتَلَيْتَ، وقيل: معناه: لا قرأْت أي: لا تَلَوْتَ فقلبوا الواو ياء ليزدوج الكلام مع دَرَيْتَ.(30/473)
من هو الغزي؟
ـ[الدرة]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:29 ص]ـ
الأخوة الشافعية في هذا الملتقى المبارك: هل تعرفون الشيخ الغزي الذي له شرح على منظوته؟
قفد مرت بي هذه العبارة: قال الغزي في شرحة على منظومته: (وذلك الحشيشة نجسة إن أميعت) أو نحو هذا
أريد اسم الغزي واسم المنظمة والشرح
ساعدوني بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:49 ص]ـ
الغزي هو أبو عبد الله محمد بن قاسم
الغزي الشافعي
وكتابه في الفقه الشافعي هو
فتح القريب المجيب في شرح الفاظ التقريب ويسمى القول المختار في شرح غاية الاختصار لابي شجاع
ولايعرف أن له نظم في الفقه
والنظم المشهور هو
متن الزبد
على مذهب الإمام الشافعي رضي الله
لأحمد بن حسين بن حسن بن رسلان
ولد في الرملة بفلسطين سنة 773
وتوفي في بيت المقدس سنة 844
ولم يذكر هذا البيت في نظمه
وقد يكون مقصودك هو قول الرملي في شرح الزبد المسمى (غاية البيان)
المُسْكِرُ المائِعُ والخِنْزِيرُ ... والكلبُ مع فَرْعَيْهِمَاوالسُّورُ
اما الخمر فتغليظا وزجرا عنها كالكلب ولقوله تعالى (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس) والرجس شرعا هو النجس خرجت الثلاثة المقرونة بها بالإجماع فبقيت هي على النجاسة
وأما النبيذ فقياسا إلى الخمر بجامع الإسكار بمائع
وخرج بالمائع البنج والحشيشة ونحوهما فإنها حرام مع إسكارها وطهارتها
ولا يرد عليه الخمر المنعقدة
ولا الحشيشة المذابة نظرا إلى الأصل فيهما) انتهى.
فهم يفرقون بين الحشيشة الصلبة والمائعة فينجسون المائعة ويقولون بطهارة الصلبة مع تحريمها.
ـ[الدرة]ــــــــ[27 - 04 - 04, 06:09 م]ـ
أخي الشيخ عبد الرحمن وفقه الله لكل خير وأنار بصيرته ورفع درجته في عليين .. آمين
حقيقة أحترت في معرفة هذا الشخص فالنص لدي هو:
وكذا الحشيشة المسكرة نجسة أيضا كما اختاره الشيخ تقي الدين وتبعه في شرح المنتهى، والمراد بعد علاجها كما يدل عليه كلام الغزي في شرحه على منظومته. ووجهه أنها قبل ذلك نبات طاهر والله أعلم
كذا في كشاف القناع (1/ 442) ط. وزارة العدل (كتاب الطهارة ـ باب إزالة النجاسة)
ثم إني وجدت في كشاف القناع 06 (/406) فصل يستحب القاضي أن يبدأ بالمحبوسين، قال ابن نصر الله:قال الغزي في شرح نظمه العمدة) ثم ذكر كلام لاعلاقة له بالمسألة
لذلك ياشيخ أنا قلت يمكن يكون هو نفس الغزي هذا، ويمكن أكون فهمت خطأ، أرجوك ياشيخ عبد الرحمن أن تقرأ النص من الكشاف وتفيدني من يكون الغزي،فأنا أحتاج أن أثبته في رسالة علمية
في انتظار ردك ياشيخ عاجلا وجزاك الله عني خير الجزاء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 04, 06:38 م]ـ
وفقكم الله وجزاكم خيرا
ولكن هذا الذي ينقل عنه البهوتي هو حنبلي وليس بشافعي
وقد رجعت سريعا لكتاب المدخل المفصل للشيخ بكر أبو زيد حفظه الله فلم أره أشار إلى هذا النظم وشرحه (فقد يكون مما يستدرك)
فلعل إخواننا الحنابلة يفيدونا في ذلك.
ـ[الدرة]ــــــــ[28 - 04 - 04, 03:02 ص]ـ
أحسن الله إليك شخنا الفاضل ونفع بك.
لكن ما لدليل على أن الغزي حنبلي؟ هل يدل وجوده في الكشاف على أنه حنبلي؟ فالبهوتي في الكشاف ينقل أحياناً من الشافعية وعدم معرفتي لعالم حنبلي باسم الغزي له نظم وشرح جعلني أميل إلى أنه شافعي والله أعلم
رجاء خاص من جميع الأخوة أن يتفاعلوا معي ويدلوني على شخصه فالدال على الخير كفاعله
أسأل الله أن يعين كل من أعانني ويرزقه بالعلم النافع آمين
ـ[الدرة]ــــــــ[30 - 04 - 04, 01:50 ص]ـ
مازلت أنتظر إجابة أهل الخير فقهم الله
ـ[الدرة]ــــــــ[02 - 05 - 04, 01:34 ص]ـ
هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عمر الفاروقي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 05:16 م]ـ
الغزي الحنبلي هناك ترجمة عند الحنابلة منها: هو: محمد بن عبدالله بن محمد الزكي أبو عبدالله، شمس الدين الغزي الحنبلي، ولي القضاء بغزة وباشره مباشرة حسنة واستمر في الولاية إلي أن مات. (توفي 883 هـ). (تسهيل السابلة) 3/ 1411، (السحب الوابلة) 3/ 983. هل هذا هو المقصود؟(30/474)
هل للشهيده فضل الشهيد
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:31 ص]ـ
من قتلت شهيده في معركة هل لها فضل الشهيد وخصال الشهيد
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 08:05 ص]ـ
1. أجر الشهيدة هو مثل أجر الشهيد في الجملة، ومنه:
أ. عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه ".
رواه الترمذي (1663) وابن ماجه (2799).
ب. عن مسروق قال: سألْنا عبد الله عن هذه الآية {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} قال: أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال: أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطَّلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن تردَّ أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا.
رواه مسلم (1887).
ج. عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يغفر للشهيد كلُّ ذنبٍ إلا الدَّيْن ".
رواه مسلم (1886).
2. ولا يمكن أن تُزوَّج المرأة من الحور العين؛ لأن الحور من النساء فكيف ستتزوج النساءُ النساءَ!؟ وهذا يدل على أن الأجر الوارد في الأحاديث هو للرجال أصالة ويدخل فيه النساء تبعاً لكن في بعض أفراده لا في كلها، وإنما ذُكر الرجال في الأحاديث لأنهم هم المكلَّفون في الجهاد وهم الذين يخرجون إليه فكان المخاطب بالترغيب به هم دون النساء.
====
وفي موقع الشيخ المنجد حفظه الله هذا السؤال والجواب
السؤال:
المرأة المقتولة شهيدة في سبيل الله كيف يطبق عليها حديث: الشهيد يزوج بـ 72 من الحور العين؟.
الجواب:
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين فأجاب حفظه الله:
هذا العدد خاص بالرجال، وليس للمرأة في الجنة إلا زوج واحد وهو يكفيها وتتنعم به ولا تحتاج إلى زيادة. انتهى
والمرأة المسلمة - التي لم تتأثّر بدعاوى دعاة الإباحيّة وتعلم أنّها ليست مثل الرجل في خلقتها وتكوينها لأنّ الله جعلها هكذا - لا تعترض على أحكام الله ولا تسخط بل ترضى بما قضى الله لها، وفطرتها السليمة تخبرها بأنها لا يُمكن أن تُعاشر أكثر من رجل في الوقت نفسه، وما دام أنها إذا دخلت الجنة ستنال كل ما تشتهيه فهي لا تُجادل الآن في نعيمها وجزائها الذي اختاره ربها لها ولا يظلم ربك أحدا، وهي إذا كانت من أهل الجنة فإنها داخلة ومعنية كالرجل بقوله تعالى: يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) الزخرف 71 نسأل الله الفردوس الأعلى وصلى الله على نبينا محمد.
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=11419&dgn=4(30/475)
اعينوني في اقناع هذا الشيعي
ـ[صناع المستقبل]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم اشكركم في البدايه على اختيار موضوعي لقرائته وارجو منكم النصح ومساعدتي أتى بي احد الشيعه كتاب واسمه ليالي بيشاور وقد ذكر حديث الثقلين في صفحة 151 ونصه قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلو بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وذكر مؤلف الكتاب 60 مرجع من اهل السنه والجماعه يقرون بهذا الحديث انه صدر من النبي
فأرجو من كل من عنده خلفيه بالموضوع او عنده علم في الكتب التي سوف اذكرها ان لا يبخل علي مع ذكر اسم الكتاب والجزء والصفحه
1_مسند الإمام أحمد
2 - صحيح مسلم
3 - صحيح الترمذي
4 - المنمق
5 - الطبقات الكبرى
6 - المطالب العاليه
7 - إحياء الميت
8 - كتاب الإناقه في رتبة الخلافه
9 - البدور السافره عن أمور الاخره
10 - تفسير الدر المنثور
11 - الخصائص الكبرى
12 - الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير بشرح المناوي
13النثير في مختصر النهايه لأبن الاثير
14 - نوادر الاصول
15 - المعجم الصغير
16 - المعجم الكبير
17 - سنن الدارمي
18 - تذكرة خواص الامه
19 - المستدرك على الصحيحين
20 - الخصائص للنسائي
21 - مسند ابن الجعد
22 - كنز العمال
23 - فرائد السمطين
24 - لسان العرب مادة عترة مادة ثقل
25 - تاج العروس من جواهر القاموسمادة ثقل
26 - منتهى الأرب
27 - المؤتلف والمختلف
28 - أخرجه ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره عن قوله تعالى واعتصمو بحبل الله جميعا
29 - حلية الأولياء
3 - -المناقب للخوارزمي
31 - مصابيح السنه بشرح القاري
32 - تاريخ ابن عساكر من ترجمة علي
33 - تاريخ ابن كثير
34 - تفسير ابن كثير قوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجز أ÷ل البيت
35 - لباب التأويل قوله تعالى واعتصمو بحبل الله
36 - معالم التنزيل تفسير اية سنفرغ لكم ايها الثقلان
37 - الفخر الرازي وكتاب غرائب القرآن في تفسير اية واعتصمو بحبل الله
38 - اسد الغابه
39 - مشارق الانوار بشرح ابن الملك
40 - تهذيب الاسماء واللغات
41 - مشكاة المصابيح
42 - المنتقى في سيرة المصطفى
43 - فيض القدير في شرح الجامع الصغير
44 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
45 - ازالة الخفا عن سيرة المصطفى
46 - مشكل الاثار
47 - الذريه الطاهره
48 - تتمة الروض النضير
49 - ينابيع الموده فصل حديث الثقلين وحديث الغدير
ا50 - لفصول المهمه لمعرفة الائمه ابن الباغ المالكي
51 - اسعاف الراغبين
52 - الصواعق المحرقه
53 - الرساله العليه في الاحاديث النبويه
54 - المواهب اللدنيه بشرح الزرقاني
55 - نزل الابرار بما صح من مناقب اهل البيت الاطهار
56 - كفاية الطالب للعلامه الكنجي الشافعي
رواة الحديث:-
1 - الركين بن الربيع بن عميله الفزاري
2 - عبدالملك بن ابي سليمان العرزمي
3 - احمة الزبيري الحبال
4 - ابي خيثمه
50سعيد ابن مسروق الثوري
6 - سليمان الاعمش
7 - زيد بن الارقم
8 - عبدالله بن حنطب
9 - زيد ابن ثابت
10 - الباوردي عن ابي سعيد
11 - ابي سعيد الخدري
12 - ابوهريره
13 - اسحاق ابن المخلد
14 - نصر علي الجهضمي عن جابر ابن عبدالله
15 - حذيفه اسيد الغفاري
16 - ابي داوود
17 - عباد بن يعقوب الرواجني الاسدي
18 - عبدالله ابن احمد بن حنبل عن طريق ابي بكر بن اسحاق ودعلج بن احمد السجزي
19 - ابو ذر الغفاري
هذا ولكم مني جزيل الشكر واعتذر للاطاله
وارجو الا تنسوني من دعائكم فأتكالي على الله اولا ومن ثم دعائكم
ومن ثم مساعدتكم والبحث معي
في صحة الحديث طريق الحديث سند الحديث الرجال الذين روو الحديث من حيث الثقه وعدم الثقه
والرجاء الرجاء الامانه العلميه في النقل مع ذكر المرجع والطبعه والجزء والصفحه
اسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يجمعني واياكم في مقعد صدق عند مليك مقتدر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 04 - 04, 01:39 ص]ـ
نصيحة لوجه الله لا تضيع وقتك معه إن كان معاندا هذا أولا.
وثانيا: يظهر أنك لست من طلبة العلم لعدم وجود هذه الكتب لديك .. فلا تصلح مناقشتك له، وعليك بتعلم العلم النافع الموروث عن خير البرية، ودع الرافضة لطلبة العلم المختصين بهم، وهناك مواقع كثيرة جدا في الرد عليهم وبيان ضلالهم وتفنيد شبهاتهم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 04 - 04, 01:44 ص]ـ
وانظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10079&highlight=%C7%E1%D1%C7%DD%D6%ED
ـ[صناع المستقبل]ــــــــ[25 - 04 - 04, 02:17 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
نصيحة لوجه الله لا تضيع وقتك معه إن كان معاندا هذا أولا.
وثانيا: يظهر أنك لست من طلبة العلم لعدم وجود هذه الكتب لديك .. فلا تصلح مناقشتك له، وعليك بتعلم العلم النافع الموروث عن خير البرية، ودع الرافضة لطلبة العلم المختصين بهم، وهناك مواقع كثيرة جدا في الرد عليهم وبيان ضلالهم وتفنيد شبهاتهم.
عندي من الكتب ما يكفي ولكن ليس عندي الوقت وكما رأيت 55مرجع ما اقدر ابحث ابروحي وارجو من الاخوه ان يفيدوني جزاكم الله خير وجزاك اللله خير يا شيخ عبدالرحمن على اهتمامك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/476)
ـ[الشاذلي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:18 م]ـ
###
أغلب الأسماء التي ذكرها الأخ هي لمجاهيل مثل:
49 - ينابيع الموده فصل حديث الثقلين وحديث الغدير
ا50 - لفصول المهمه لمعرفة الائمه ابن الباغ المالكي
56 - كفاية الطالب للعلامه الكنجي الشافعي
الينابيع و بن الصباغ و الكنجي و معهم غيرهم كثير ليسوا إلا زنادقة
و ليسوا حتى من المسلمين للإستشهاد بما يخرجون
على كل حال فالأخ وضع لك رابط طيب فيه نقاش لهذه الرواية
هذه الرواية لم يصححها إلا الشيخ الألباني رحمه الله
و قد بين الدكتور علي السالوس ضعف الرواية
و كثير من الأخوة المتشددين قالوا طالما صح السند فإن المتن صحيحاً
و هذا لا يجوز لأن المتن فيه علة لا يمكن ابداً التغاضي عنها
ألا وهي قول النبي (زعموا) "لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"
فقلنا حسن جداًُ
ها هو القرآن فأين العترة المزعومة؟(30/477)
أحاديث ربيعية (الأول) غير ثابتة منتشرة في بعض المنتديات
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[25 - 04 - 04, 02:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: أحاديث ربيعية (الأول) غير ثابتة منتشرة في بعض المنتديات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي المسلم: حرصا مني على تعميم الفائدة، و دفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، و نظرا لاشتهار بعض الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة الخاصة بشهر ربيع الأول، رأيت كتابة جملة من هذه الأحاديث مع ذكر المصادر التي حكمت بضعفها أو أنها موضوعها حتى لا ينسب إلى السنة ما ليس منها وهذه الأحاديث هي:
1) حديث: ((إذا انكسف (أي القمر) في ربيع الأول كان مجاعة وموت مع أمطار وحرب وتحرك ملك بموت كثير))
المرجع: كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار المرفوعة للملا علي القاري حديث رقم 418 وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي 1/ 84 وكتاب الموضوعات لابن الجوزي 1/ 93 وكتاب الفوائد المجموعة للشوكاني حديث رقم 1306 وكتاب المنار المنيف لابن القيم حديث رقم 107
ــــــــــــــ
2) حديث: ((كان موت إبراهيم بن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم في العاشر من ربيع الأول))
المرجع: كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 162 وكتاب فتح الباري للحافظ ابن حجر 2/ 529 وكتاب عمدة القارئ للعيني 7/ 69
ــــــــــــــ
3) حديث: ((أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع عشرة من شهر ربيع الأول قبل الهجرة بسنة))
المرجع: كتاب تبيين العجب بما ورد في شهر رجب للحافظ بن حجر ص 9 وكتاب موسوعة الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة حديث رقم 2410
ــــــــــــــ
4) حديث: ((تزوج النبي صلى الله عليه وسلم الكندية في شهر ربيع الأول سنة تسع من الهجرة))
المرجع: المستدرك على الصحيحين ج4/ص39
ــــــــــــــ
5) حديث: ((عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ونحن معه فاعتل بعير لصفية وكان مع زينب فضل ظهر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بعير صفية قد اعتل فلو أعطيتها بعيرا لك فقالت أنا أعطي هذه اليهودية فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهجرها بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وأياما من شهر ربيع الأول حتى رفعت متاعها وسريرها فظنت أنه لا حاجة له فيها فبينما هي ذات يوم قاعدة بنصف النهار ورأت ظله قد أقبل فأعادت سريرها ومتاعها))
المرجع: كتاب المعجم الأوسط للطبراني 3/ 99 وكتاب مجمع الزوائد للهيثمي 4/ 323
ــــــــــــــ
6) حديث: ((عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في ربيع الأول وأنزلت عليه النبوة يوم الاثنين في أول شهر ربيع الأول وأنزلت عليه البقرة يوم الاثنين في ربيع الأول وهاجر إلى المدينة في ربيع الأول وتوفي يوم الاثنين في ربيع الأول))
المرجع: كتاب تاريخ دمشق 3/ 68 وهو غريب جدا
ــــــــــــــ
7) حديث: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة أمر بالتاريخ فكتب في ربيع الأول))
المرجع: كتاب فتح الباري 7/ 268 وكتاب فيض القدير 1/ 101
ــــــــــــــ
8) أثر عمر رضي الله عنه: ((يغفر للحاج و لمن استغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وعشرا من ربيع الأول))
المرجع: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 530 وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 742
ــــــــــــــ
هذه الأحاديث بهذه الألفاظ غير ثابتة، ومن باب النصيحة للأمة تم بيانها، وفي الأحاديث الصحيحة ما يغني عن الضعيف.
و الله أعلم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 06:35 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ولكن بعض هذه الأحاديث لم يبين درجتها من الصحة والضعف
سدد الله خطاك
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[28 - 04 - 04, 06:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الدكتور مسدد الشامي أكرمه الله برضاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي جزاك الله خيرا و أحسن إليك على هذا التعليق.
أخي حرم الله وجهك على النار لا يخفى على مثلك بأن الحديث من الناحية الاعتبارية ينقسم إلى قسمين:
1) باعتبار عدد طرقه وهو: 1 - المتواتر 2 - المشهور 3 - العزيز 4 - الغريب
2) باعتبار القبول و الرد وهو:
أ- المقبول 1 - الصحيح لذاته 2 - الصحيح لغيره 3 - الحسن لذاته 4 - الحسن لغيره
ب- المردود ومن أنواعه 1 - الضعيف 2 - شديد الضعف 3 - المتروك 4 - المنكر 5 - المعضل 6 - الموضوع وغير ذلك
فإذا تقرر ذلك فأعلم رحمك الله تعالى أن المراد من مشاركتي أعلاه هي بيان أن هذه الأحاديث هي من الناحية الاعتبارية مردودة.
ولكن في المستقبل إن شاء الله وإذا توفر الوقت الكافي سوف أحاول بيان درجة كل حديث باعتباره من ناحية الرد
بارك الله فيك و أحسن إليك في الدنيا والآخرة وحرم وجهك على النار إنه سميع مجيب الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(30/478)
رأي الإمام ابن حزم في إبطال الطلاق المعلق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 05:52 ص]ـ
المحلى ج: 10 ص: 205
1971 مسألة ومن قال إن تزوجت فلانة فهي طالق أو قال فهي طالق ذلك باطل وله أن يتزوجها ولا تكون طالقا وكذلك لو قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق وسواء عين مدة المساجد أو بعيدة أو قبيلة أو بلدة كل ذلك باطل لا يلزم
وقد اختلف الناس في هذا فقالت طائفة يلزمه كل ذلك
وقالت طائفة إن عين قبيلة أو بلدة أو امرأة أو مدة المساجد يعيش إليها لزمه فإن عم لم يلزمه
وقالت طائفة يكره أن يتزوجها فإن تزوجها لم نمنعه ولم نفسخه
فممن روى عنه قولنا كما رويناه من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن علي بن أبي طالب قال لا طلاق إلا من بعد نكاح وإن سماها فليس بطلاق
(قلت فيه حماد بن سلمة!)
ومن طريق أبي عبيد نا هشيم نا المبارك بن فضالة عن الحسن عن علي ابن أبي طالب أنه سئل عن رجل قال إن تزوجت فلانة فهي طالق فقال علي ليس طلاق إلا من بعد ملك
ومن طريق عبد الرزاق نا ابن جريج قال سمعت عطاء يقول قال ابن عباس لا طلاق إلا من بعد نكاح قال عطاء فإن حلف بطلاق ما لم ينكح فلا شيء قال ابن جريج بلغ ابن عباس أن ابن مسعود يقول إن طلق ما لم ينكح فهو جائز فقال ابن عباس أخطأ في هذا إن الله عز وجل يقول إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن الأحزاب ولم يقل إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن
ومن طريق وكيع عن ابن أبي ذئب عن محمد بن المنكدر وعطاء ابن أبي رباح كلاهما عن جابر بن عبد الله يرفعه لا طلاق قبل نكاح
وصح عن طاوس وسعيد بن المسيب وعطاء ومجاهد وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير وقتادة والحسن ووهب بن منبه وعلي ابن الحسين والقاسم بن عبد الرحمن وشيح القاضي
وروى أيضا عن عائشة أم المؤمنين وعكرمة
وهو قول سفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي والشافعي وأصحابه وأحمد وأصحابه وإسحاق بن راهويه وأبي سليمان وأصحابه وجمهور أصحاب الحديث
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 06:25 ص]ـ
وأما من كره ذلك ولم يفسخه
كما روينا من طريق الحجاج بن المنهال نا جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد بن أبي بكر فيمن قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق فكرهه
وهو قول الأوزاعي وروى عنه أنه قال إن تزوجها لم آمره بفراقها وإن كان لم يتزوجها لم آمره أن يتزوجها
وهو قول سفيان الثوري فقيل له أحرام هو فقال ومن يقول إنه حرام من رخص فيه أكثر ممن شدد فيه
وبه يقول أبو عبيد
والقول الثالث في الفرق بين التخصيص والعموم
روينا من طريق مالك عن سعيد بن عمرو بن سليم عن القاسم بن محمد أن رجلا قال إن تزوجت فلانة فهي علي كظهر أمي فتزوجها فقال له عمر بن الخطاب لا تقربها حتى تكفر
قال أبو محمد ليس هذا موافقا لهم لأنه قد روى عن عمر أنه وإن عم فهو لازم نذكره بعد هذا إن شاء الله عز وجل
بلغني عن ابن مسعود أنه قال من قال كل امرأة أنكحها فهي طالق إن لم يسم قبيلة أو قرية أو امرأة بعينها فليس بشيء وقد ذكرناه قبل عن ابن مسعود مجملا
ومن طريق الحجاج بن المنهال نا أبو عوانة عن محمد بن قيس هو المرهبي قال سألت إبراهيم النخعي عن رجل قال في امرأة إن تزوجتها فهي طالق فذكر إبراهيم عن علقمة أو عن الأسود أن ابن مسعود قال هي كما قال ثم سألت الشعبي وذكرت له قول إبراهيم النخعي فقال صدق
ومن طريق أبي عبيد عن هشيم أنا مغيرة عن إبراهيم النخعي فيمن قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق قال ليس بشيء هذا رجل حرم المحصنات على نفسه فليتزوج قال فإن سماها أو نسبها أو سمى مصرا أو وقت وقتا فهي كما قال
ومن طريق وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال إن قال كل امرأة تزوجها فهي طالق فليس بشيء فإن وقت لزمه
ومن طريق أبي عبيد نا محمد بن كثير عن حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء قال من قال إن تزوجت فلانة فهي طالق فهي كما قال
وهو قول الحكم بن عتيبة وربيعة والحسن بن حي والليث بن سعد ومالك وأصحابه
والقول الرابع أنه يلزمه وإن عم
روينا من طريق عبد الرزاق عن ياسين الزيات عن أبي محمد عن عطاء الخراساني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن رجلا قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق فقال له عمر بن الخطاب هو كما قلت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/479)
ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري فيمن قال كل امرأة أتزوجها فهي طالق وكل أمة أشتريها فهي حرة قال الزهري هو كما قال
ومن طريق أبي عبيد نا يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون كلاهما عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال كان القاسم بن محمد وسالم ابن عبد الله بن عمر وعمر بن عبد الطلاق قبل النكاح كما قال
ومن طريق أبي عبيد نا مروان عن شجاع عن خصيف قال سألت مجاهدا عن قول من قال طلق قبل أن يملك فعابه مجاهد وقال ماله طلاق إلا بعد ما ملك
هو قول عثمان البتي وأبي حنيفة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 06:31 ص]ـ
قال أبو محمد فنظرنا فيما احتج به من أجازه بكل حال فوجدنا قائلهم قال لا تخالفوننا فيمن قال لامرأته أنت طالق إذا بنت مني أنه ليس شيئا فصح أن الطلاق معلق بالوقت الذي أضيف إليه قال أبو محمد هذا فاسد لأنه لم يخرج الطلاق كما أمر بل لم يوقعه حين نطق به وأوقعه حيث لا يقع فهو باطل فقط
وقالوا قسناه على النذر قلنا القياس كله باطل ثم لو صح لكان هذا منه باطلا لأن النذر جاء فيه النص ولم يأت في تقديم الطلاق قبل النكاح نص
والنذر شيء يتقرب به إلى الله عز وجل وليس الطلاق مما يتقرب به إلى الله عز وجل ولا مما ندب الله تعالى عباده إليه وحضهم عليه
وهم لا يخالفوننا في أن من قال علي نذر لله تعالى أن أطلق زوجتي أنه لا يلزمه طلاقها وهذا يبطل عليهم تمويههم في ذلك بقوله تعالى أوفوا بالعقود المائدة لأن الطلاق عقد لا يلزم الوفاء به لمن عقده على نفسه بمعنى عقد أن يطلق إلا أنه لم يطلق فليس الطلاق من العقود التي أمر الله تعالى بالوفاء بها قبل أن توقع
وقالوا قسناه على الوصية قال أبو محمد وهذا من أرذل قياساتهم وأظهرها فسادا إلا أن الوصية نافذة بعد الموت ولو طلق الحي بعد موته لم يجز
والوصية قربة إلى الله عز وجل بل هي فرض والطلاق ليس فرضا ولا مندوبا إليه وما وجدنا لهم هذا
وهو قول لم يصح عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم لأن الرواية عن عمر موضوعة فيها ياسين وهو هالك وأبو محمد مجهول ثم هو منقطع بين أبي سلمة وعمر
ثم نظرنا في قول من ألزمه إن خص ولم يلزمه إن عم فوجدناه فرقا فاسدا ومناقضة ظاهرة ولم نجد لهم حجة أكثر من قولهم إذا عم فقد ضيق على نفسه فقلنا ما ضيق بل له في الشراء فسحة ثم هبك أنه قد ضيق فأين وجدتم أن الضيق في مثل هذا يبيح الحرام وأيضا فقد يخاف في امتناعه من نكاح التي خص طلاقها إن تزوجها أكثر مما يخاف لو عم لكلفه بها فوضح فساد هذا القول لتعريه عن البرهان جملة
ووجدناه أيضا لا يصح عن أحد من الصحابة لأنه إما منقطع وإما من طريق محمد بن قيس المرهبي وليس بالمشهور ثم رجعنا إلى قولنا فوجدنا الله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ... } (1) سورة الطلاق
وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ ... } (49) سورة الأحزاب
فلم يجعل الله تعالى الطلاق إلا بعد عقد النكاح ومن الباطل أن لا يقع الطلاق حين إيقاعه ثم يقع حين لم يوقعه إلا ببرهان واضح
ووجدناه إنما طلق أجنبية وطلاق الأجنبية باطل
والعجب أن المخالفين لنا أصحاب قياس بزعمهم ولا يختلفون فيمن قال لامرأته إن طلقتك فأنت مرتجعة مني فطلقها أنها لا تكون مرتجعة حتى يبتدىء النطق بارتجاعه لها
ووجدناهم لا يختلفون فيمن قال إذا قدم أبي فزوجيني من نفسك فقد قبلت نكاحك فقالت هي وهي مالكة أمر نفسها وأنا إذا جاء أبوك فقد تزوجتك ورضيت بك زوجا فقدم أبوه فإنه ليس بينهما بذلك نكاح أصلا
ولا يختلفون فيمن قال لآخر إذا كسبت ما لا فأنت وكيلي في الصدقة به فكسب مالا فإنه لا يكون الآخر وكيلا في الصدقة به إلا حتى يبتدىء اللفظ بتوكيله فلا ندري من أين وقع لهم جواز تقديم الطلاق والظهار قبل النكاح وحسبنا الله ونعم الوكيل
وكذلك لا يختلفون فيمن قال لآخر زوجني ابنتك إن ولدت لك من فلانة فقال الآخر نعم قد زوجتك ابنتي إن ولدتها لي فلانة فولدت له فلانة ابنة فإنها لا تكون له بذلك زوجة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/480)
وقد جاء إنفاذ هذا النكاح عن ابن مسعود والحسن رويناه من طريق حماد بن سلمة أخبرني يحيى بن سعيد التيمي عن الشعبي عن ابن مسعود بذلك وقضى لها بصداق إحدى نسائها ولا يعرف لابن مسعود في ذلك مخالف من الصحابة رضي الله عنهم
ولا يختلفون فيمن قال لآخر إذا وكلتني بطلاق امرأتك فلانة فقد طلقتها ثلاثا ثم وكله الزوج بطلاقها أنها لا تكون بذلك طالقا ولا يختلفون فيمن قال إن تزوجت فلانة فهي طالق ثلاثا فتزوجها فطلقها إثر تمام العقد ثلاثا ثم أتت بولد لتمام ستة أشهر من حين ذلك فإنه لاحق به وهذه كلها مناقضات فاسدة وبالله تعالى التوفيق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:06 ص]ـ
1973 مسألة واليمين بال لا يلزم وسواء بر أو حنث لا يقع به ولا طلاق إلا كما أمر الله عز وجل ولا يمين إلا كما أمر الله عز وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
برهان ذلك قول الله عز وجل ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم المائدة
المخالفين لنا ههنا لا يختلفون في أن اليمين بالطلاق والعتاق والمشي إلى مكة وصدقة المال فإنه لا كفارة عندهم في حنثه في شيء منه إلا بالوفاء بالفعل أو الوفاء باليمين فصح بذلك يقينا أنه ليس شيء من ذلك يمينا إذ لا يمين إلا ما سماه الله تعالى يمينا
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رويناه من طريق أبي عبيد نا إسماعيل ابن جعفر نا عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله فارتفع الإشكال في أن كل حلف بغير الله عز وجل فإنه معصية وليس يمينا
وهذا مكان اختلف فيه فصح عن الحسن فيمن قال لامرأته أنت طالق إن لم أضرب غلامي فأبق الغلام قال هي امرأته ينكحها ويتوارثان حتى يفعل ما قال فإن مات الغلام قبل أن يفعل ما قال فقد ذهبت منه امرأته
ومن طريق عبد الرزاق عن معمر عن مطر الوراق (ضعيف) عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب في رجل طلق امرأته إن لم يفعل كذا قال لا يقرب امرأته حتى يفعل ما قال فإن مات قبل أن يفعل فلا ميراث بينهما
وصح خلاف هذا عن طائفة من السلف كما روينا من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء في رجل قال لامرأته أنت طالق إن لم أتزوج عليك قال إن لم يتزوج عليها حتى تموت أو يموت توارثا
ومن طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن غيلان بن جامع عن الحكم بن عتيبة قال في الرجل يقول لامرأته أنت طالق إن لم أفعل كذا ثم مات أحدهما قبل أن يفعل فإنهما يتوارثان قال سفيان الثوري إنما وقع الحنث بعد الموت
قال أبو محمد هذا عجب ميت يحنث بعد موته وقد تقصينا هذا في كتاب الأيمان من كتابنا هذا
وممن روى عنه مثل قولنا كما روينا من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن رجلا تزوج امرأة وأراد سفرا فأخذه أهل امرأته فجعلها طالقا إن لم يبعث بنفقتها إلى شهر فجاء الأجل ولم يبعث إليها بشيء فلما قدم خاصموه إلى علي فقال علي اضطهدتموه حتى جعلها طالقا فردها عليه
(قال محمد الأمين: هذا أثر غير متصل. حماد بن سلمة كان يخطئ خطأ كثيرا كما قال الإمام أحمد. ولو صح الأثر لكان فيه حجة قاطعة لابن حزم)
ومن طريق عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن شريح أنه خوصم إليه في رجل طلق امرأته إن أحدث في الإسلام حدثا فاكترى بغلا إلى البغوي أعين فتعدى به إلى إصبهان فباعه واشترى به خمرا فقال شريح إن شئتم شهدتم عليه أنه طلقها فجعلوا يرددون عليه القصة ويردد عليهم فلم يره حدثا
قال أبو محمد لا متعلق لهم بما روى من قول علي رضي الله عنه اضطهدتموه لأنه لم يكن هنالك إكراه إنما طالبوه بحق نفقتها فقط فإنما أنكر على اليمين بالطلاق فقط ولم ير الطلاق يقع بذلك وكذلك لا متعلق لهم بما في خبر شريح من قول أحد من رواه فلم يره حدثا فإنما هو ظن من محمد بن سيرين أو من هشام بن حسان وهو ظن خطأ أو ما نعلم في الإسلام أكثر ممن تعدى من البغوي أعين وهو على أميال يسيرة دون العشرة من الكوفة إلى إصبهان وهي أيام كثيرة من الكوفة ثم باع بغل مسلم ظلما واشترى بالثمن خمرا
ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني ابن طاوس عن أبيه أنه كان قول الحلف بالطلاق ليس شيئا قلت أكان يراه يمينا قال لا أدري
فهؤلاء علي بن أبي طالب وشريح وطاوس لا يقضون بالطلاق على من حلف به فحنث ولا يعرف لعلي في ذلك مخالف من الصحابة رضي الله عنهم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:08 ص]ـ
المحلى ج: 10 ص: 216
1975 مسألة ومن جعل إلى امرأته أن تطلق نفسها لم يلزمه طالقا طلقت نفسها أو لم تطلق لما ذكرنا قبل من أن الطلاق إنما جعله الله تعالى للرجال لا للنساء
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 12 - 08, 08:59 ص]ـ
النتيجة: الإمام ابن حزم لا يرى وقوع الطلاق المعلق أصلاً. ونقل ذلك عن جماعة من السلف. وقاسه (رغم ظاهريته) على الزواج المعلق (وعلى الرجعة المعلقة) الذي نقل الاتفاق على عدم وقوعه.
بمعنى إذا كان عقد النكاح: أنكحتك ابنتي إذا صار كذا وكذا، لم يقع. وإذا قال الرجل إذا دخلت الدار فقد رجعت إلى امرأتي. فإذا كان هذا لا يقع، فمن الأولى -برأي ابن حزم- أن لا يقع الطلاق المعلق "إذا صار كذا فامرأتي طالق".
هذا الإلزام أراه قوياً للغاية. لكن مع التنبيه إلى أن هذا الإجماع الذي نقله ابن حزم، قد خالفه الحسن البصري، كما نقل الجوهري في النوادر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/481)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 12 - 08, 09:26 ص]ـ
وهذا تعليق قيم جداً على دعوى تناقض ابن حزم: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=693164&postcount=22
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 12 - 08, 09:57 ص]ـ
(القول الأول: لا يقع الطلاق المؤجل، وهو قول الإمام ابن حزم، وقول لداود في رواية ثانية، وأبي عبد الرحمن الشافعي من أصحاب الشافعي)
وقولي أن الإمام داود الظاهري نقل عنه قول كقول الإمام ابن حزم، هو ما ذكره الشاشي في كتابه (حلية العلماء) وأنه حكي عن داود عدم تصحيح الطلاق المعلق بشرط، وهي رواية بخلاف ما رواه ابن حزم عنه، ويبدو أن ابن حزم إما أنه لم يعلم هذا القول لذلك لم يتعرض للرواية الثانية، وإما أنه وقف عليها ولم يصححها، فالله أعلم بذلك
ابن حزم أعلم من الشاشي بمذهب داود فلا عبرة بهذه الرواية
وأبو عبد الرحمن الشافعي له شذوذ حتى أنه نقل عنه القول بالقطع في القليل والكثير ثم هو متأخر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 12 - 08, 10:07 ص]ـ
بارك الله فيكم
تنبيه وقع في النسخة الالكترونية البغوي أعين
تنبيه المشاركة القديمة فهي من التراث
ومن طريق عبد الرزاق عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن شريح أنه خوصم إليه في رجل طلق امرأته إن أحدث في الإسلام حدثا فاكترى بغلا إلى البغوي أعين فتعدى به إلى إصبهان فباعه واشترى به خمرا فقال شريح إن شئتم شهدتم عليه أنه طلقها فجعلوا يرددون عليه القصة ويردد عليهم فلم يره حدثا
قال أبو محمد لا متعلق لهم بما روى من قول علي رضي الله عنه اضطهدتموه لأنه لم يكن هنالك إكراه إنما طالبوه بحق نفقتها فقط فإنما أنكر على اليمين بالطلاق فقط ولم ير الطلاق يقع بذلك وكذلك لا متعلق لهم بما في خبر شريح من قول أحد من رواه فلم يره حدثا فإنما هو ظن من محمد بن سيرين أو من هشام بن حسان وهو ظن خطأ أو ما نعلم في الإسلام أكثر ممن تعدى من البغوي أعين وهو على أميال يسيرة دون العشرة من الكوفة إلى إصبهان وهي أيام كثيرة من الكوفة ثم باع بغل مسلم ظلما واشترى بالثمن خمرا
ومن طريق عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني ابن طاوس عن أبيه أنه كان قول الحلف بالطلاق ليس شيئا قلت أكان يراه يمينا قال لا أدري
فهؤلاء علي بن أبي طالب وشريح وطاوس لا يقضون بالطلاق على من حلف به فحنث ولا يعرف لعلي في ذلك مخالف من الصحابة رضي الله عنهم
والصواب
حمام أعين: بتشديد الميم. بالكوفة ذكره في الأخبار مشهور منسوب إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص
انتهى من معجم البلدان
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 12 - 08, 11:15 ص]ـ
وإن تعجب فتعجب من سعة اطلاع الإمام ابن حزم - رحمه الله -
انظر فاتح كتاب الطلاق لأبي عبيد القاسم بن سلام
وكتاب المصنف لعبد الرزاق
وكتاب السنن لعسيد بن منصور
وكتاب الموطأ
وكتاب مصنف وكيع
وجامع الثوري
وكتب أصحاب الأزواعي
وكتب المذاهب
استحضار عجيب ما شاء الله
ثم يعرف المواقع ويحددها فيحدد موضع حمام أعين بالكوفة وهو تحديد لا يستطيع مشرقي أن يحدده ويستحضره
وهو تحديد صحيح
فسبحان الله ما أوسع اطلاع الإمام ابن حزم هذا هو يكتب ويناظر ويناقش ويستدل
كيف لو كان يراجع لرأيت عجبا
فرحم الله الإمام ابن حزم
والله إني لأعجب من سعة اطلاع ابن حزم
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 12 - 08, 11:16 ص]ـ
إلا أن هذا الإجماع الذي نقله ابن حزم، قد خالفه الحسن البصري، كما نقل الجوهري في النوادر.
للأسف ضاع مني رقم الصفحة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 12 - 08, 11:22 ص]ـ
تنبيه وقع في النسخة الالكترونية البغوي أعين
تنبيه المشاركة القديمة فهي من التراث
تصويب صحيح بارك الله بكم
والمشكلة أن النص غير موجود في الشاملة لأن نسخة المحلى مشوهة وقد سقط منها شيء كثير، وهذه من مشاكل الشاملة، ولذلك فهي إلى الآن لا تغني عن تراث أو على الأقل لا تغني عن النسخة الأولى منها، والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 01 - 09, 09:52 م]ـ
والنسخة الأولى ليس فيها المحلى أصلاً، والله المستعان. لذلك ما زلت أعتمد على برامج تراث
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 01 - 09, 01:33 ص]ـ
بارك الله فيكم
أظن أن هذه النسخة من المحلى كاملة
http://www.islamport.com/isp_eBooks/fqh/e-Books/862.rar
عندي 3 نسخ للمحلى أو أكثر
فأول نسخة وضعوها في الشاملة 2 ناقصة ثم تلتها نسخة كاملة
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 01 - 09, 04:50 ص]ـ
هذا الذي عندي وللأسف ليس فيه من الجزء العاشر إلا تسعة صفحات!
مع العلم بأني باستمرار أشغل التحديث التلقائي (عدد الكتب الكلي 6683)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 01 - 09, 09:04 م]ـ
فأول نسخة وضعوها في الشاملة 2 ناقصة ثم تلتها نسخة كاملة
والله أعلم
للأسف فالعكس هو الصحيح فقد حذفوا النسخة الكاملة واستبدلوها بنسخة ناقصة. وإليك نسخة كاملة مأخوذة من موقع يعسوب الرافضي.
وإليك كذلك فهارس المحلى، وهو ملف لا يُستغنى عنه (يُستحسن أن تطبعه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/482)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 01 - 09, 07:55 ص]ـ
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان: «طريقة من قال: لا تنعقد هذه اليمين بحال ولا يحنث فيها بشيء سواء كانت:
1) بصيغة الحلف كقوله الطلاق يلزمني لأفعلن
2) أو بصيغة التعليق المقصود كقوله إن طلعت الشمس أو إن حضت أو إن جاء رأس الشهر فأنت طالق
3) أو التعليق المقصود به اليمين من الحض والمنع والتصديق والتكذيب كقوله إن لم أفعل كذا وإن فعلت كذا فامرأتي طالق ....
وهذا مذهب أكثر أهل الظاهر، فعندهم أن الطلاق لا يَقبل التعليق كالنكاح، ولم يَرُدّ مخالفوا هؤلاء عليهم بحجة تشفي».
هنا أتوقف كثيراً مع ما هو مكتوب باللون الأحمر. وهو صِدقُ وحق، لكن الغريب أن ابن القيم لا يتبنى هذا القول مع إقراره بأن أحداً لم يردَّ عليه بحجةٍ تشفي. سبحان الله.
ثم يقول ابن القيم: «طريق من يقول: ليس الحلف بالطلاق شيئا. وهذا صحيحٌ عن طاوس وعكرمة.
أما طاوس، فقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه: أنه كان لا يرى الحلف بالطلاق شيئا. وقد رد بعض المتعصبين لتقليدهم ومذاهبهم هذا النقل بأن عبد الرزاق ذكره في باب يمين المكره فحمله على الحلف بالطلاق مكرها. وهذا فاسد، فإن الحجة ليست في الترجمة وإنما الاعتبار بما يروى في أثناء الترجمة ولا سيما المتقدمين كابن أبي شيبة وعبدالرزاق ووكيع وغيرهم فإنهم يذكرون في أثناء الترجمة آثارا لا تطابق الترجمة وإن كان لها بها نوع تعلق، وهذا في كتبهم لمن تأمله أكثر وأشهر من أن يخفى، وهو في صحيح البخاري وغيره وفي كتب الفقهاء وسائر المصنفين. ثم لو فهم عبد الرزاق هذا وأنه في يمين المكره، لم تكن الحجة في فهمه بل الأخذ بروايته. وأي فائدة في تخصيص الحلف بالطلاق بذلك؟! بل كل مكره حلف بأي يمين كانت، فيمينه ليست بشيء.
أما عكرمة فقال سُنَيْد بن داود في تفسيره: حدثنا عباد بن عباد المهلبي (جيد)، عن عاصم الأحول (ثقة)، عن عكرمة في رجل قال لغلامه: إن لم أجلدك مئة سوط، فامرأته طالق، قال: لا يجلد غلامه، ولا يطلق امرأته، هذا من خطوات الشيطان».
الملاحظة هنا أنه لا فرق بين هذا القول وبين القول الأول. فالحلف بالطلاق يشمل نوعين من أنواع الطلاق المعلق الثلاثة (حسب تقسيم ابن القيم). ولم يقدر على أن يثبت تفريقاً بين الحكم على هذه الأنواع. بل وجدته يقر بذلك في نقل آخر في إعلام الموقعين فيقول: «فإن كانت يمين الطلاق يمينا شرعية -بمعنى أن الشرع اعتبرها- وجب أن تُعطى حكم الأيمان. وإن لم تكن يميناً شرعية، كانت باطلة في الشرع، فلا يَلزم الحالف بها شيء. كما صح عن طاوس من رواية عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عنه: "ليس الحلف بالطلاق شيئاً". وصَحَّ عن عِكْرمة من رواية سُنَيْد بن داود بن علي في تفسيره عنه: أنها من خطوات الشيطان، لا يلزم بها شيء. وصح عن شريح -قاضي أمير المؤمنين علي- وابن مسعود: أنها لا يلزم بها طلاق. وهو مذهب داود بن علي وجميع أصحابه (يعني الظاهرية)». فجعل أقوال هؤلاء قولاً واحداً، وهو الصواب إن شاء الله، وإن كانت نسبة بعض الأقوال لا تصح.
وهذه القول، يختلف مع القول الذي اختاره ابن تيمية ونصره ابن القيم. فابن تيمية ينظر إلى نية القائل هل أراد حضاً أو منعاً ولم يُرد الطلاق فهي يمين، أو قصد شرطاً أو جزاءً فتَطلَق. لكن طاوس يرى أن هذا الكلام لغو لا كفارة فيه، ولا عِبرةَ بقصده، أراد المنع أو أراد الطلاق، فإنه لا يقع. وهو الموافق لقول الظاهرية كذلك. وقد نقل الذهبي -وهو من أهل الاستقراء التام- أن ابن تيمية لم يسبقه أحد من الناس إلى هذا التقسيم الغريب في الطلاق. هذا مع اطلاعه عن كتب شيخه ابن تيمية، وشهرة هذه المسألة التي أدت لسجن ابن تيمية. قال الذهبي في تاريخ الإسلام: «وذهب شيخنا ابن تيمية وهو من اهل الاجتهاد لاجتماع الشرائط فيه: أن الحالف على شئ بالطلاق لم تطلق منه أمراته بهذه اليمين سواء حنث او بر. ولكن إذا حنث في يمينه بالطلاق، قال يكفر كفارة يمين. وقال إن قصد الحالف حضا او منعا ولم يرد الطلاق، فهي يمين. وإن قصد شرطا او جزاء، فهي تطلق ولابد ... لكن ما علمنا أحداً سبقه بهذا التقسيم ولا إلى القول بالكفارة. مع أن ابن حزم نقل في كتاب "الاجماع" خلافاً في الحالف بالعتاق والطلاق، هل يُكفّر كفارة يمين أم لا؟ ولكنه لم يُسمّ من قال بالكفارة، والله أعلم. والذي عرفناه من مذهب غير واحدٍ من السلف، القول بالكفارة في الحلف بالعتق والحج، ولم يأت نص عن أحدٍ من البشر بكفارةٍ من الحلف بالطلاق. وقد أفتى بالكفارة شيخنا ابن تيمية مدة شهر، ثم حَرَّمَ الفتوى بها على نفسه من أجل تكلم الفقهاء في عرضه. ثم مُنِعَ من الفتوى بها مطلقاً».
والحق يُقال أن هذه الصيغة "عليّ الطلاق إن حصل كذا وكذا" ليس من صيغ النذر ولا من صيغ اليمين. قال السبكي: «تسمية التعليق المذكور يميناً، لا يعرفه العرب، ولم يتفق عليه الفقهاء، ولم يَرِد به الشرع. وإنما يُسمى بذلك على وجه المجاز، فلا يَدخُل تحت النصوص الواردة في حكم الأيمان وأنها قابلة للتكفير». وقال: «ولا تُعرف هذه الصيغة ورَدَت في كلام أهل اللغة، ولا سُمِعَت من عربيٍّ لا في نظم ولا في نثر».(30/483)
مهم لكل مسلم
ـ[حارث أبو أسد]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:38 ص]ـ
e
إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد ..
فإنه يجب على المسلمين في العراق أن يجاهدوا الغزاة الكفار .. من عباد الصليب ومن يعاونهم من اليهود والمشركين والمنافقين.
الذين احتلوا بلادهم وسفكوا دمائهم وانتهكوا أعراضهم واستباحوا خيراتهم.
كما أنه يجب على سائر المسلمين أن يساعدوا إخوانهم المجاهدين في
العراق .. قال تعالى:) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (().
وقال تعالى:) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (().
وقال تعالى:) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ % وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين % فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ % وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ (().
وقال تعالى:) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ % ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ % ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ % يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ % وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ % فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ % ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ % إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (().
وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مئة يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ % الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مئة صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (().
وقال تعالى:) فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/484)
وقال تعالى:) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ % اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ % لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ % فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ % وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ % أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ % قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ % وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ (().
وقال تعالى:) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (().
وقال تعالى:) قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (().
وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ % إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (().
وقال تعالى:) انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (().
وقال تعالى) فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ % سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ % وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ % يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ % وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ % ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (().
وقال تعالى:) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِين (().
وروينا في صحيح مسلم 1910 من حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r : (( من مات ولم يغزو ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق)) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/485)
قال صاحب سبل السلام: فيه دليل على وجوب العزم على الجهاد. السبل 4/ 86، وروينا في صحيح مسلم 1896 من طريق يحيى بن أبي كثير ويزيد بن أبي سعيد كلاهما عن أبي سعيد مولى المهدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله r بعث إلى بني لحيان: ((ليخرج من كل رجلين رجل))، ثم قال للقاعد: ((أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف
الخارج)) ().
كلهم من حديث حماد بن سلمة عن حميد عن أنس أن النبي r قال:
((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)).
وأخرج أبو داود (2503)، وابن ماجه (2762)، والدارمي 2/ 209 كلهم عن الوليد بن مسلم () عن يحيى بن الحارث عن القاسم بن
عبد الرحمان عن أبي أمامة أن النبي r قال ((من لم يغز ولم يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة)).
وروينا في صحيح البخاري (2797) من حديث الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة t قال: سمع النبي r يقول ((والذي نفسي بيده لولا أن رجالاً من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل)) ().
هذه الأدلة وغيرها تفيد (أن الجهاد فرض على المسلمين فإذا قام به من يدفع العدو ويغزوهم في عقر دارهم ويحمي ثغور المسلمين سقط فرضه عن الباقين وإلا فلا .. ) () ولذا قال تعالى:) وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (().
وأما إذا احتل الكفار بلداً من بلاد الإسلام فإنه يكون واجباً على أهل البلد كما هو الجاري في العراق الآن فإن الجهاد يكون فرضاً عليهم ويجب على إخوانهم المسلمين أن يعينوهم في ذلك.
قال أبو العباس بن تيمية رحمه الله: ((وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل ودفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعاً فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر وبين طلبه في بلاده ما هو من الاختيار)) ص447.
وقال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله تعالى: ((إذا تعين الجهاد بغلبة العدو على قطر من الأقطار أو بحلوله بالعُقْر فإذا كان ذلك وجب على جميع أهل تلك الدار أن ينفروا ويخرجوا إليه خفافاً وثقالاً شباباً وشيوخاً كلًّ على قدر طاقته من كان له أب بغير إذنه ومن لا أب له ولا يتخلف أحد يقدر على الخروج من مقاتل أو مكثر فإن عجز أهل تلك البلدة عن القيام بعدوهم كان على من قاربهم وجاورهم أن يخرجوا على حسب ما لزم أهل تلك البلدة حتى يعلموا أن فيهم طاقة على القيام بهم ومدافعتهم وكذلك كل من علم بضعفهم عن عدوهم علم أنه يدركهم ويمكنه غياثهم لزمه أيضاً الخروج إليهم فالمسلمون كلهم يدٌ على من سواهم حتى إذا قام بدفع العدو أهل الناحية التي نزل العدو عليها واحتل بها سقط الفرض عن الآخرين ولو قارب العدو بلاد الإسلام ولم يدخلوها لزمهم أيضاً الخروج إليه حتى يظهر دين الله وتحمى البيضة وتحفظ الحوزة ويخزى العدو ولا خلاف في هذا)). ()
وقال أبو بكر الجصاص رحمه الله تعالى: ((ومعلوم في اعتقاد جميع المسلمين أنه إذا خاف أهل الثغور من العدو ولم تكن فيهم مقاومة لهم فخافوا على بلادهم وأنفسهم وذراريهم أن الفرض على كافة الأمة أن ينفر إليهم من يكف عاديتهم عن المسلمين وهذا لا خلاف فيه بين الأمة إذا ليس من قول أحد من المسلمين إباحة القعود عنهم حتى يستبيحوا دماء المسلمين وسبي ذراريهم ولكن موضع الخلاف بينهم أنه متى كان بإزاء العدو مقاومون ولا يخافون غلبة العدو عليهم هل يجوز للمسلمين ترك جهادهم ... () قلت هذا الأمر معلوم من الدين بالضرورة.
هذا وقد وقعت على كتاب ألّفه الأخ يحيى الجبوري وفقه الله تعالى، واسمه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/486)
(الجهاد وفق منظور السلف) ذكر فيه كلاماً طيباً عن توحيد الله U ومحاربة الشرك ودعوة الناس إلى ذلك فجزاه الله خيراً ولكنه أخطأ خطأً بيناً في عدم وجوب الجهاد الآن على أهل العراق بل وذهب إلى عدم مشروعيته وأنكر على من يقوم به وظنّ أن هذا هو مذهب السلف.
ولا شك في بطلان ما ذهب إليه لأنه خلاف الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم كما تقدم وما ظنه من كون هذا القول هو قول السلف غير صحيح وإنما هو قول لبعض المعاصرين من أهل العلم وقولهم هذا مسبوق بالإجماع الذي تقدم ذكره.
وقد استدل لقوله هذا بأشياء:
1. أن الجهاد لا يكون إلا بإمام ولا إمام الآن في العراق.
2. أنه لا طاقة لهم بقتال العدو وأن المحتلين الكفار أعدادهم كبيرة.
3. أنه يكثر في المنتسبين للإسلام من هو واقع في الشرك والضلال والبدع فلا بد أولاً من تربيتهم على الحق وتصفيتهم.
فأقول وبالله التوفيق:
أما القضية الأولى:
1. لا شك أنه يجب على عموم المسلمين في العراق أن يتخذوا أميراً لهم تجتمع عليه كلمتهم ويبايعونه بيعة شرعية.
فعلى الأخ يحيى الجبوري وغيره أن يسعوا إلى تحقيق ذلك، هل ينتظرون من قوات الكفر والاحتلال أن تولي عليهم المرتدين والملحدين والمنافقين.
2. أن المجاهدين في العراق لهم أمراء وزعماء يرجعون إليهم وهذا هو المتيسّر لهم الآن وقد قال تعالى:) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا (() وروينا في صحيح البخاري 7288 ومسلم 1337 كلاهما من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي r قال: ((وإذا أمرتكم بشيء فأتموا منه ما استطعتم)) وهذا الذي يستطيعونه الآن. قال محمد عبد الوهاب رحمه الله: ((الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء ولولا هذا ما استقامت الدنيا لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم)) ().
3. قال موفق ابن قدامه رحمه الله تعالى في كتابه المغني 13/ 17: ((فإن عدم الإمام لم يؤخر الجهاد لأن مصلحته تفوت بتأخيره وإن حصلت غنيمة قسمها أهلها على موجب الشرع، قال القاضي: ويؤخر قسمة الإماء حتى يظهر إماماً احتياطاً للفروج.
فإن بعث الإمام جيشاً وأمّر عليهم أميراً فقتل أو مات فللجيش أن يؤمّروا واحداً منهم كما فعل أصحاب الرسول r في جيش مؤتة لما قتل أمراؤهم الذين أمَرهم النبي r أمّروا عليهم خالد بن الوليد فبلغ النبي r فرضي أمرهم وصوّب رأيهم وسمّى خالداً يومئذٍ (سيف الله)، أ ه.
وقال عبد الرحمان بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في الدرر السنية 8/ 200 في الرد على من قال: ((أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع))، قال ويقال: بأي كتاب أم بأي حجة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع هذا من باب الفرية في الدين والعدول عن سبيل المؤمنين والأدلة على إبطال هذا القول أشهر من أن تذكر ...
ثم ذكر بعض الأدلة على ذلك ومنها قصة أبي بصير فقال: ((إذا علم بقصة أبي بصير لما جاء مهاجراً فطلبت قريش من رسول الله r أن يرده إليهم بالشرط الذي كان بينهم في صلح الحديبية فانفلت منهم حين قتل المشركين الذين أتيا في طلبه فرجع إلى الساحل لما سمع رسول الله r يقول: ((ويل أمه مسعر حرب لو كان معه غيره فتعرض لعير قريش إذا أقبلت من الشام يأخذ ويقتل فستقل بحربهم دون رسول r ... القصة بطولها فهل قال رسول الله r أخطأتم في قتال قريش لأنكم لستم مع إمام، سبحان الله ما أعظم مضرة الجهل على أهله عياذ بالله من معارضة الحق بالجهل والباطل ... أ ه)).
قلت: قصة أبي بصير أخرجها البخاري في صحيحه 31 - 2732 والشاهد منها تصرّف أبي بصير ومن معه بدون إمام في إقامة الجهاد، وقال أحمد بن إبراهيم الدمشقي رحمه الله تعالى في كتابه مشارع الأشواق 2/ 1019: ((اعلم أنه يكره الغزو بغير إذن الإمام أو الأمير المنصوب من جهته ولا يحرم لأنه ليس فيه أكثر من التعزير بالنفس وهو جائز في الجهاد، قال شيخ الإسلام أبو حفص البلقيني رحمه الله في تصحيح المنهاج: ((يستثنى من هذا مواضع أحدهما: إذا كان من يريد الغزو من واحد أو جماعة لو ذهب إلى الاستئذان فاته المقصود فإنه لا كراهة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/487)
في غزوه.
الثاني: إذا عطل الإمام الغزو وأقبل هو وجنوده على أمور الدنيا وغير ذلك مما يشاهد في هذه الأعصار والأمصار فإنه لا تتوجه الكراهة لمن يريد الغزو من واحد أو جماعة لأنهم حينئذٍ قائمون بالفرض المعطل.
الثالث: إذا كان من يريد الغزو لا يقدر على الاستئذان ويغلب على ظنه أنه لو استأذن لم يؤذن له فإنه لا كراهة تتوجه إليه في الحالة المذكورة. أ ه، وهو حسن جداً. أ ه كلام أحمد بن إبراهيم)).
قلت هذا في جهاد الطلب وهو طلب الكفار في مكانهم وليس في جهاد الدفع ومع وجود الإمام فإنه يغزى ولو بدون إذنه إذا عطل الجهاد، فكيف مع عدم وجود الإمام والكفار قد احتلوا بلاد الإسلام.
كما هو الجاري في العراق فإنه لا شك يجب دفعهم ومقاتلتهم وعلى أهل العلم والوجاهة والزعامة أن يتعاونوا فيما بينهم على تسيير أمور الجهاد وغيرها من حدود الشرع وقد ذكر أبو المعالي الجويني - رحمه الله تعالى - في كتابه الغياثي عند فقد الإمام أن على أهل كل بلد أن يلجئوا إلى مجتهديهم ليحكموا بينهم بأحكام الشرع.
قلت: والدليل على هذا ما تقدم وما سيأتي إن شاء الله تعالى، ولذا بوبّ البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه في كتاب الحدود 39 من أدب أهله أو غيره دون السلطان، وقال أبو عبد الرحمان النسائي - رحمه الله تعالى - في كتابه السنن 8/ 16 باب: من اقتص وأخذ حقه دون السلطان.
وقال أيضاً 8/ 226: ((إذا حكموا رجلاً فقضى بينهم، ثم ساق من طريق شريح بن هانئ عن أبيه أنه لما وفد على رسول الله r سمعه يكنونه هانئاً: أبا الحكم فدعاه رسول الله r فقال له: ((أن الله هو الحكم فلم تكنى أبا الحكم فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين قال: ما أحسن من هذا ... )) أه.
والشاهد من هذا أن رسول الله r أقرّ تصرفهم في التحاكم إلى هذا الرجل والحكم بينهم مع أن الرسول r لم ينصبه حاكماً بينهم، كما أقرّ تصرف سلمة بن الأكوع عندما أغار الكفار على لقاح النبي r فصادفهم خارجاً من المدينة فتبعهم فقاتلهم من غير إذن فمدحه النبي r وقال: خير رجالتنا سلمة بن الأكوع وأعطاه سهم فارس وراجل. والحديث أخرجه مسلم 1807 في صحيحه وينظر الشرح الكبير 10/ 172 لشمس الدين المقدسي رحمه الله تعالى.
وأما القضية الثانية فالجواب عنها وبالله التوفيق أن النصر من الله تعالى وما على المسلم إلا بذل السبب، قال تعالى:) كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (().
قال أبو الفداء ابن كثير رحمه الله تعالى: ((فإن النصر من عند الله ليس عن كثرة عَدد ولا عُدد ... )) أه من تفسيره 1/ 668.
وقال تعالى:) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الْأَبْصَارِ (().
وقال تعالى:) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ
تَنْكِيلاً (().
وقال تعالى عن موسى عليه السلام:) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (().
قلت: وهذه القصة في هذه الآيات الكريمات تنطبق على من يقول لا طاقة لنا بقتال هؤلاء الكفار ويرد عليهم بقول الرجلين الصالحين: توكلوا على الله تعالى وقاتلوهم فإن الله ناصركم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/488)
وقال تعالى:) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ % ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ % إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (().
يبين U في هذه الآيات أن الله تعالى هو الذي ينصر عباده وأنه هو الذي قتل الكفار وهو الذي رمى وأنه هو الذي أوهن كيد الكافرين وما على المسلمين إلا أن ينصروا دين الله تعالى حتى ينصرهم عز وجل قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (().
وقال تعالى:) وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ % إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ % بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ % وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ
الْحَكِيمِ (().
وقال تعالى:) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (().
قال تعالى:) إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (().
وقال تعالى:) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (().
وقال تعالى:) إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ % يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ
الدَّارِ (() والأدلة في هذا كثيرة.
2 - من نظر إلى سيرة الرسول r وخلفاءه وصحابته ومن أتى من بعدهم من المسلمين في الحرب يجد أنّ الكفار غالباً اكثر عدداً وعدةً من المسلمين كما في بدر كان عدد المسلمين ثلاثمئة وتسعة عشر رجلاً والكفار أكثر من تسع مئة أو نحو الألف فهم ثلاث أمثال المسلمين وكذلك في أحد كان عدد المسلمين سبعمئة بعد أن رجع قريب من ثلث الجيش وكان الكفار ألفين وفي قول آخر ثلاثة آلاف، وفي الخندق كان المسلمون في ثلاثة آلاف والأحزاب من الكفار عشرة آلاف.
وفي مؤتة كان المسلمون ثلاثة آلاف وكان الكفار من الروم مئة ألف ومن العرب مئة فقال المسلمون: نبعث إلى الرسول r غيره فشجع الناس عبد الله بن رواحة فقال: يا قوم والله إن التي خرجتم لها تطلبون الشهادة ولا نقاتل الناس بعدد ولا كثرة وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به .. أه ينظر السيرة للذهبي ص481.
وفي القادسية كان المسلمون ما بين السبعة آلاف إلى الثمانية والفرس في ستين ألف وقيل: كانوا أربعين ألفا وكان معهم سبعون فيلاً.
وفي اليرموك كان المسلمون ثلاثين ألفا وأما الروم فكانوا أكثر من مئة ألف وقال ابن الكلبي: كانت الروم ثلاثمئة ألف وقال سعيد بن عبد العزيز: أن المسلمين كانوا أربعة وعشرين ألفاً والروم عشرون ومئة ألف. أ. ه ينظر تاريخ الإسلام الذهبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/489)
وذكر الطرطوسي في سراج الملوك والقرطبي في تاريخه أن طارقاً دخل الأندلس في ألف وسبع مئة رجل وكان تذفير نائباً عن اللذريق فقاتلهم ثلاثة أيام ثم كتب إلى اللذريق: أن قوما وصلوا إلينا ... فأدركنا بنفسك فأتى لذريق في تسعين ألف فارس فقاتلهم ثلاثة أيام ...
وفيهما أيضاً إن ملك الروم خرج في ست مئة ألف ... وكان الملك ألب أرسلان التركي سلطان العراق والعجم يومئذ فخرج في عشرين ألفاً من الأمجاد الشجعان المنتخبين فلما سارت مرحلة عرض عسكره فوجدهم خمسة عشر ألفاً ورجعت خمساً فلما سار مرحلة ثانية عرض عسكره فإذا هو أثنا عشر ألفاً ... فاصطف المشركون عشرين صفاً لا يُرى طرفاه ثم قال: بسم الله وعلى بركة الله احملِوا معي ... وحملوا معه حملة واحدة خرقوا صفوف المشركين صف بعد صف لم يقف لهم شيء ... أه من مشارع الأشواق 1/ 549 - 452، في كل هذه المعارك الكفار أضعاف المسلمين في بعضها نحو الخمسين ضعفاً ولم يقل أحد أن هؤلاء أخطأوا أو خالفوا مذهب السلف.
إن الجهاد في العراق الآن على طريقة الكر والفر أو ما يسمى في الوقت الحاضر: " حرب العصابات " (أي اضرب واهرب) وهذا الصنف من القتال لا يشترط له كبير عدة ولا عدد وإنما المقصود إيقاع الإصابات في العدو وإيذائه حتى يخرج من البلاد بإذن الله تعالى ومثل هذا القتال موجع للعدو، وقد كان الرسول r يرسل السرية وتكون دون العشرة أو أكثر للإغارة على الكفار أو قتل بعض زعمائهم أو أخذ أموالهم.
3 - إن الأشياء حين بدايتها تبدأ قليلة أو صغيرة حتى تكبر وهكذا الجهاد في العراق نرجوا من الله تعالى أن يكبر وتقدم أن الرسول r في البداية كان يرسل السرية الصغيرة وفي بدر وهي أعظم معارك الإسلام كان عدد المسلمون 319 رجلاً ثم بعد ذلك أصبح عددهم آلاف كما في فتح مكة وبعد ذلك وقد أثنى الأخ يحيى الجبوري على الجهاد الأفغاني وكانت بدايته ضعيفة ثم قوي.
وقد ذكر المؤرخ عثمان بن بشر - رحمه الله تعالى - بداية الجهاد في عهد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى - فقال: ثم أمر الشيخ بالجهاد لمن عادى التوحيد وسبه وسب أهله وحضهم عليه فامتثلوا فأول جيش غزا سبع ركايب فلما ركبوها واعجلت بهم النجايب في سيرها سقطوا من اكوارها لأنهم لم يعتادوا ركوبها فأغاروا أظنه على بعض الأعراب فغنموا ورجعوا أه.
فتبين مما تقدم أن من يقول: لابد من أعداد كبيرة من المجاهدين وعُدة وأن ألفاً من المجاهدين لا يكفون غير صحيح وهو دليل على ضعف إيمان من قاله وتوكله وقد قال تعالى عن هود وقومه:) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ % إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ % مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ % إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ % فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ % وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (().
وأما قول العز بن عبد السلام: التولي يوم الزحف مفسدة كبيرة لكنه واجب إذا علم أنه يقتل من غير نكاية في العدو لأن التغرير بالنفوس إنما جاز لما فيه من مصلحة إعزاز الدين بالنكاية في المشركين فإذا لم تحصل النكاية وجب الانهزام لما في الثبوت من فوات النفوس مع شفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام وقد صار الثبوت هنا مفسدة محضة ليس في طيها مصلحة. أه من قواعد الأحكام 1/ 95.
فالجواب عنه من وجوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/490)
1 - أنه مخالف للحديث الصحيح الذي رويناه من طريق أحمد 21355 والترمذي 2568 كلاهما من طريق ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان يرفعه إلى أبي ذر عن النبي r قال: ((ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم الله ... ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا واقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له .. )) قال أبو عيسى: هذا حديث صحيح وصححه ابن حبان 3349 و3350 و4771، والحاكم 1/ 416 - 417 وقال: صحيح على شرط الشيخين و2/ 113 وصحيح إسناده.
فقوله عليه الصلاة والسلام ((وأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له)) وأن هذا مما يحبه الله يخالف ما قاله العز بن عبد السلام أنه يجب الانهزام ولذا بوّب عليه أبو حاتم ابن حبان 11/ 91: ذكر البيان بأن الثبات في الحرب عند انهزام المسلمين مما يحبه الله أ. ه.
وقد كان بعض الصحابة والتابعين وغيرهم من المسلمين يثبت لوحده للعدو طلباً للشهادة أو يهجم على صفوف العدو لوحده وهو حاسر وهذا معلوم مشهور من سيرة المسلمين وقد أخرج أبو داود 2512 والترمذي 2972 والنسائي في الكبرى 10691 و10962 كلهم. من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أسلم قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقي بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب الأنصاري: إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه r وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى:) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (() فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا وندع الجهاد، وقال أسلم لم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن في القسطنطينية أ. ه.
فتبين أن المصلحة في مهاجمة العدو الثبات عند لقاءه حتى ولو كان الإنسان لوحده وأن ترك الجهاد هو المفسدة لأنه إلقاء اليد في التهلكة وتقدم قوله تعالى:) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (().
روى أبو محمد بن حزم في المحلى 7/ 294 من طريق شعبه عن أبي اسحق قال سمعت رجلاً سأل البراء بن عازب t : أرأيت لو أن رجلاً حمل على الكتيبة وهم ألف ألقى بيده إلى التهلكة قال البراء: لا ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقي بيده ويقول: لا توبة لي. أه وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق الجراح الكندي عن أبي إسحق به وعنده (الرجل يلقى مئة من العدو فيقاتل ... ) والأول أصح لأنه من طريق شعبة.
وقال أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى في المحلى 7/ 294: ((قد صح عنه عليه السلام أن رجلا من أصحابه سأله ما يضحك الله من عبده قال: غمسه يده في العدو حاسراً، فنزع الرجل درعه ودخل في العدو حتى قتل t أه)).
إن كلام العز بن عبد السلام فيما يظهر – ليس في قتال الدفع حتى يقال به فيما يجري على المسلمين الآن وإنما في قتال الطلب، والله أعلم. ولذلك أوجب التولي إذا علم الإنسان أنه يقتل من غير نكاية في الكفار وأما في قتال الدفع فلو حصل التولي والانهزام من المسلمين لاستولى الكفار على بلاد الإسلام وقتلوا المسلمين وسبوا الذرية والنساء وهدموا المساجد وخربوا العمران، وهذه مفاسد عظيمة يحصل معها شفاء صدور الكفار وإرغام أهل الإسلام نعوذ بالله من
ذلك، وهذا لا يقوله أحد فظهر والله أعلم أن كلام العز بن عبد السلام هذا في جهاد الطلب لا الدفع فهو غير وارد على جهاد إخواننا في العراق.
قال أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى: ((وقتال الدفع: مثل أن يكون العدو كثيرا لا طاقة للمسلمين به لكن يخاف إن انصرفوا عن عدوهم عطف العدو على من يخلفون من المسلمين فهنا قد صرح أصحابنا بأنه يجب أن يبذلوا معهم ومنهج من يخاف عليهم في الدفع حتى يسلموا ونظيرها: أن يهجم العدو على بلاد المسلمين وتكون المقاتلة أقل من النصف فإن انصرفوا استولوا على الحريم فهذا وأمثاله قتال دفع لا قتال طلب لا يجوز الانصراف فيه بحال، ووقعة أحد من هذا الباب من الاختيارات العلمية ص449.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/491)
تبين مما تقدم أن هذه المسألة فيها تفصيل وانه يفرق بين قتال الطلب وقتال الدفع وأما القول بالوجوب فهذا غير صحيح.
3 - تكلم محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى بكلام أوضح من كلام العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى فقال أبو بكر الجصاص في أحكام القرآن 1/ 262 فإن محمد بن الحسن ذكر في السير الكبير: أن رجلاً لو حمل على ألف رجل وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية فان كان لا يطمع في نجاة ولا نكاية فإني أكره له ذلك لأنه عرّض نفسه للتلف من غير منفعة للمسلمين وإنما ينبغي للرجل أن يفعل هذا وإذا كان يطمع في نجاة أو منفعة للمسلمين فإن كان لا يطمع في نجاة ولا نكاية ولكنه يجرئ المسلمين بذلك حتى يفعلوا مثل ما فعل فيقتلون وينكون في العدو فلا بأس بذلك إن شاء الله لأنه لو كان على طمع من النكاية في العدو ولا يطمع في النجاة لم أرى بأسا أن يحمل عليهم فكذلك إذا طمع أن يُنكي غيره فيهم بحملته عليهم فلا بأس بذلك وأرجو أن يكون فيه مأجوراً وإنما يكره له ذلك إذا كان لا منفعة فيه على وجه من الوجوه وإن كان لا يطمع في نجاة ولا نكاية ولكنه مما يرهب العدو فلا بأس بذلك لأن هذا أفضل النكاية وفيه منفعة للمسلمين.
قال الجصاص: والذي قال محمد من هذه الوجوه صحيح لا يجوز غيره أه.
قلت: لا يمكن أن يكون هجوم المسلم على الكفار لا نفع فيه بوجه من الأوجه إلا كما قال: أبو حامد الغزالي: ((لا خلاف في أن المسلم الواحد يجوز له أن يهجم على صف الكفار وإن علم أنه يقتل وكما أنه يجوز أن يقاتل الكفار حتى يقتل جاز ذلك أيضا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن لو علم أنه لا نكاية لهجومه على الكفار كالأعمى يطرح نفسه على الصف أو العاجز فذلك حرام ودخل تحت عموم آية التهلكة وإنما جاز الإقدام إذا علم أنه لا يقتل إلا أن يقتل أو علم أنه يكسر قلوب الكفار بمشاهدتهم جرأته واعتقادهم في سائر المسلمين قلة المبالات وحبهم للشهادة في سبيل الله فتكسر شوكتهم .. أه.
قلت ما قاله أبو حامد الغزالي من الأعمى يطرح نفسه على الكفار أو العاجز فلن يفعلا شيئاً بخلاف المقاتل حتى لوحده فإنه يشرع له الهجوم على الكفار وإن هذا من أفضل القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه U وبالله التوفيق.
وأما القضية الثالثة: وهي أنه يكثر في المنتسبين للإسلام من هو واقع في الشرك والضلال والبدع فلابد أولا من تربيتهم على الحق ثم الجهاد بعد ذلك.
فأقول وبالله التوفيق: لاشك أن تعليم الناس دينهم وتصحيح عقائدهم ودعوتهم إلى التوحيد أمر واجب وفرض لازم كما أن الجهاد يجب إذا احتل الكفار بلاد الإسلام فلابد من القيام بكلا الأمرين وهذه هي سيرته عليه الصلاة والسلام وهديه وعلى هذا سار صحابته من جهاد الكفار بالحجة والبيان وبالسيف والسيادة.
فعلينا أن نسير وفق ذلك ولا تضاد بحمد الله تعالى بين الأمرين ولا يمكن تربية الناس وتعليمهم إلا بالجهاد وذلك بإزالة الموانع والعوائق التي تقف في وجه ذلك.
وقد قيل:
وما هو إلا الوحي أو حد مرهف
تزيل ضباه أخدعي كل مائل
هذا دواء الداء من كل عاقل
وهذا دواء الداء من كل جاهل
2 - في كتاب النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني 3/ 25 قال: في الجهاد مع من لا يُرضي من الولاة.
قال ابن سحنون: روى ابن وهب أن جابر بن عبد الله قال: قاتل أهل الضلالة وعلى الإمام ما حُمل وعليك ما حُملت.
وقيل لابن عباس: أغزو مع إمام لا يريد إلا الدنيا قال: قاتل أنت على حظك من الآخرة. قال نافع: ولم يكره ابن عمر الغزو معهم وكان يُغزي بينه.
وفي حديث: ويبعث بالمال ويُعين الغزاة، قال: وإنما تخلف لوصايا عمر ولصبية وضيعة كبيرة لا تصلحها الا التعاهد، وقال الحسن: أغز معهم ما لم ترهم عهدوا ثم غدروا، ولم ير الغزو بالسيف مع ولاة الجور باساً. وقاله أبو أيوب وعبد الرحمان بن يزيد النخعي ومجاهد والحسن وابن سيرين وطاووس وسالم بن عبد الله وأبو حذيفة وعمارة بن عمير، وقاله مالك وقال: في ترك ذلك ضرر وجرأة لأهل الكفر، قال ابن حبيب: سمعت أهل العلم يقولون: لا بأس بالغزو معهم وإن لم يضعوا الخمس مواضعه وإن لم يوفوا بعهد وإن عملوا ما عملوا. ولو ترك ذلك لاستبيح حريم المسلمين ولعلا أهل الشرك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/492)
وقاله لأصحابه حين أدركوا ما أدركوا من الظلم، فكلهم قال: أغز معهم على حظك من الآخرة ولا تفعل ما يفعلون من فساد وخيانة أو غلو ...
وقال ابن عمر: أغز مع أئمة الجور وليس عليك مما أحدثوا شيء وغزا أبو أيوب الأنصاري مع يزيد بن معاوية بعد أن كان توقف ثم ندم على توقفه. أه.
تبين مما تقدم أن الصحابة رضي الله عنهم أجازوا الجهاد مع أئمة الجور وجاء في كتب السيرة أن في غزوة أحد رجع نحو ثلث الجيش مع رأس المنافقين ابن أبي سلول وكان بعض هؤلاء من المنافقين ومع ذلك لم يمنعهم الرسول من الخروج معه للجهاد بل خرج معهم رأس المنافقين كما تقدم، وفي غزوة تبوك أنزل الله تعالى في ثلاثة كانوا قد خرجوا مع رسول الله r إلى الجهاد قوله تعالى:) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ % لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَة بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (().
وجاء في الصحيحين إن رجلاً كان مع الرسول r في الجهاد فجاء سهم غرب فقتله فقال بعض الصحابة هنيئاً له الجنة فقال عليه الصلاة والسلام ((كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها لتلتهب عليه ناراً)) أو كما قال رسول الله r .
لذا روينا في صحيح البخاري 2808 من طريق أبي إسحق السبيعي قال سمعت براء بن عازب t يقول: أتى النبي r رجل مقنع بالحديد فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال عليه الصلاة والسلام أسلم ثم قاتل.
فأسلم الرجل ثم قاتل فقتل فقال رسول الله r : (( عمل قليلاً وأجر كثيراً)) فلم يمنعه عليه الصلاة والسلام من الجهاد حتى يصفى أولا ثم يربى بل قال: أسلم ثم قاتل.
تنبيه: يحتج بعض إخواننا بعدم مشروعية الجهاد في العراق بفتاوى من بعض أهل العلم في الحجاز ونجد .. فأقول وبالله التوفيق: إن أهل العلم في الجزيزة العربية أيدو وبقوة مقاتلة صدام حسين عندما احتل الكويت بل إن هيئة كبار العلماء أصدروا فتوى بجواز الاستعانة بالكفار من أجل إرجاع الكويت فهل الكويت أولى من العراق بالجهاد.
وأيدوا قبل ذلك الجهاد في أفغانستان وناصروه ودعموه بالرجال والأموال فهل الجهاد في أفغانستان مشروع وفي العراق ممنوع.
وأيدوا قبل ذلك الجهاد في فلسطين بل وفي البوسنة والهرسك والشيشان كما سيأتي إن شاء الله تعالى في كلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فهل الجهاد في البوسنة والهرسك والشيشان مشروع وفي العراق ممنوع؟
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وهو كبير علماء الجزيرة في زمانه: ((والآيات والأحاديث في فضل الجهاد وعظيم أجر أهله كثيرة جداً وفي وقتنا هذا من أفضل الجهاد ومن أعظم الجهاد جهاد حاكم العراق لبغيه وعدوانه واجتياحه دولة الكويت وسفكه الدماء ونهبه الأموال وهتكه الأعراض وتهديده الدول المجاورة له من دول الخليج ولاشك أن هذا العمل عدوان عظيم وجريمة شنيعة وبغي سافر يستحق عليه الجهاد من المسلمين.
ومن جاهده بنية صالحة فله أجر عظيم فإن قتل فهو شهيد ... )) أه.
ومن مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى ... وسوف يأتي إن شاء الله تعالى ذكر نص الفتوى كاملة ج7/ 378 - 379 فجعل الشيخ عبد العزيز الجهاد من أجل إرجاع الكويت من أفضل الجهاد وأعظمه.
وقال رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى 5/ 151: ((الجهاد الأفغاني جهاد شرعي لدولة كافرة فالواجب دعمه ومساعدة القائمين به بجميع أنواع الدعم وهو على إخواننا الأفغان فرض عين للدفاع عن دينهم وإخوانهم ووطنهم وعلى غيرهم فرض كفاية)).
ثم ذكر بعض الآيات ثم قال: ((والآيات في هذا المعنى كثيرة وهي تهم إخواننا المجاهدين في أفغانستان وجميع المجاهدين في سبيل الله في فلسطين والفلبين وغيرهم .. )) أه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/493)
وقال رحمه الله تعالى في مجوع فتاوى له 8/ 267: ((ولذا فإن من واجب المسلمين المساعدة إلى نجدة إخوانهم الذين يتعرضون للظلم والعدوان ومن هؤلاء إخوانكم في الشيشان يقاومون اعتداء روسيا على بلادهم ويحتاجون إلى مد يد المساعدة لهم حتى يتمكنوا من مقاومة أعدائهم الذين يملكون العدة والعتاد فمساعدة المجاهدين بالنفس والمال من أفضل القربات ومن أعظم الأعمال الصالحات .. )) أه.
وقال أيضاً رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى 8/ 262 في مساعدة مسلمي البوسنة والهرسك بالسلاح والمال.
قال: ((نظرا لما ابتلي به المسلمون في البوسنة والهرسك من تسلط الغرب على المسلمين هناك بأنواع القتل والأذى والظلم والعدوان ونظراً إلى الدعم والمساعدة من إخوانهم المسلمين حكومات وشعوباً فإني أوصي المسلمين جميعاً بالوقوف في صفهم والعناية بدعمهم ومساعدتهم بالسلاح والمال والدواء لأنهم في أشد الحاجة إلى ذلك ... )) أ ه.
قلت: هذه بعض فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في دعم الجهاد والمجاهدين وإنه من أفضل الأعمال حتى في الفلبين فكيف يقال أن علماء الجزيرة لا يرون الجهاد في العراق وقد تقدم في كلام الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أن الجهاد فرض عين على الشعب الأفغاني وذلك عندما غزى الروس بلادهم.
ومن أفتى من علماء الجزيرة بعدم مشروعية الجهاد في العراق فهو مخطيء لأنه مخالف للكتاب والسنة والإجماع الذي تقدم نقله وهو أن أي بلد من بلاد الإسلام يحتلها الكفار فإنه يجب على أهلها أن يجاهدوهم ثم هو مخالف أيضاً لكلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى الذي تقدم نقله والشيخ كما هو معلوم كان في زمنه كبير علماء الجزيرة وقد يكون هذا العالم الذي أفتى بعدم مشروعية الجهاد في العراق لم يتصور الوضع أو نقل إليه الوضع هناك وصور إليه تصويراً خاطئا أو كان هذا في بداية احتلال العراق قبل أن تقوم المقاومة وتقوى بحمد الله تعالى وتشتد ضربات المجاهدين وغير ذلك.
قال إسحق بن هانئ النيسابوري رحمه الله: سألت أبا عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى - عن قوم يكونون بطروسوس فيقعدون ولا يغزون ويحتجون يقولون: متى ما غزونا إنما نوفر الفيء على ولد العباس قال أبو عبد الله يعني: أحمد بن حنبل: ((هؤلاء قوم سوء هؤلاء القعدة هؤلاء جهال وإن لم يكونوا يعلمون ولا لهم علم بالعلم فيقال لهم: أرايت لو أن طرسوس وأهل الثغور جلسوا عما جلسوا عنه هؤلاء أليس كان قد ذهب الإسلام، هؤلاء قوم سوء)) أه مسائل أحمد رواية ابن هانئ 2/ 102.
فجعل أحمد الذين يقعدون عن غزو الكفار قوم سوء فكيف بمن يقعد عن الدفاع عن دينه وعرضه وحريمه. ولذلك تارك الجهاد يهجر قال أبو العباس بن تيمية في تفسير سورة النور ص42: ((وجماع الهجرة هي هجرة السيئات وأهلها وكذلك هجران الدعاة إلى البدع وهجران من يخالط هؤلاء كلهم أو يعاونهم وكذلك من يترك الجهاد الذي لا مصلحة لهم بدونه فإنه يعاقب بهجرهم له لما لم يعاونهم على البر والتقوى فالزناة واللوطية وتارك الجهاد وأهل البدع وشربة الخمر هؤلاء كلهم ومخالطتهم مضرة على دين الإسلام وليس فيهم معاونة لا على بر ولا تقوى فمن لم يهجره كان تاركاً للمأمور فاعلا للمحظور ... )) أه.
وأخيراً أقول لمن يمنع الجهاد في العراق وفي هذا الوقت لا يخفى أن هناك عشرات من الآيات الكريمة ومئات من الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن الجهاد وتأمر به أو تحث عليه إذا لم تنزل على ما يجري في العراق تحت ظل احتلال صليبي بدعم يهودي مع تعاون من قبل المشركين والمنافقين على المسلمين أذن متى تنزل هذه النصوص.
وأنا ندعو المسلمين في العراق إلى أن يجاهدوا هذا العدو الذي سفك دمائكم وانتهك أعراضكم ورمل نسائكم واعتقل أطفالكم وسجن الآلاف من رجالكم بل وسجن أيضاً حتى نسائكم، وبعد أن فرض عليكم أبشع أنواع الحصار الذي دام أكثر من عشر سنوات ثم مع ذلك يزعم أنه جاء لكي يحرركم هذا العدو الذي أذلكم وأهانكم كيف لا تجاهدونه في سبيل الله تعالى:
قال محمد سعيد الراوي البغدادي:
أهل العراق إلى متى انتم نوم
وإلى متى هذا البلاء المبرم
وإلى متى ذا الذي فوق رؤوسكم
والسانيء العاني بكم يتحكم
ما لي أراكم قد خضتم ذلة
وعلى المصائب والصغار جثوتم
هبوا لتطلاب الحياة وثوبوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/494)
إما نوال العز أو يجري الدم
لا يخضع الرجل الأبي لذلة
كلا ولا يرضى المعرة مكرم
هل أهل فيتنام وهم الملاحدة الوثنيون الذين قاتلوا الأمريكان حتى أبادوا خضرائهم وأخرجوهم أذلة وهم صاغرون أولى منكم بذلك كلا والله.
قال تعالى:) أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ % قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ % وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ % أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ (().
فعلى عموم العراقيين من حملة العلم وزعماء العشائر والجيش العراقي ضباطاً وأفراداً وغيرهم أن يجاهدوا في سبيل الله تعالى قوات الاحتلال الأمريكي ومن معهم من الكفار.
قال الله تعالى:) إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (().
كما أنه يجب على التجار من أهل الغنى واليسر أن يمدوا المجاهدين بأموالهم قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ % تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ % يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ % وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (() ().
هذا وبالله التوفيق
كتبه: عبد الله بن عبد الرحمان آل مجلاد
22/ 11/1424
e
ومنه الهداية والتسديد
الحمد لله رب العالمين الرحمان الرحيم مالك يوم الدين القائل في محكم التنزيل) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ((). والقائل) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (().
وأشهد أن لا اله ألا هو الحق المبين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بلغ البلاغ المبين، أما بعد.
فقد وقع في يدي نسخة مصورة من كتاب الجهاد وفق منظور السلف
(الأولى أن يكون عنوان الكتاب الجهاد وفق منظور الخلف) ضمن سلسله رسائل التصفية والتربية الرسالة السابعة، وكاتب هذه الرسالة أبو عبد الله يحيى الجبوري فقرات هذه الرسالة فوجدته قد خالف فيها مذهب السلف ولبس ودلس فراءيت أن أرد عليه ردا مختصرا فيما يلي:
ذكر في الفصل الأول: (إعلان الجهاد حق من؟) استفتح هذا الفصل بقوله تعالى) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (() ثم ذكر تفسير عبد الرحمان بن سعدي رحمه الله حول هذه الآية وذكر بعض أقوال أهل العلم في رجوع الأمة إذ نزل بالمسلمين نازلة أن يرجعوا للعلماء ثم ذكر خلاصة المسألة فقال: فالعالم المجتهد الراسخ في العلم هو وحده المسؤول عن إعلان الجهاد وقياس المصلحة الشرعية في ذلك الإعلان وأما الجهال وأما أفراد الناس وأما أنصاف المتعلمين وأما المهيجين الحماسيين فيقال لهم: ليس هذا عشك فادرجي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/495)
، فحقيقة المنادين بالجهاد اليوم أنهم ((شباب استخفتهم الحماسة وقادهم سفهاء الناس إلى الولوغ في التكفير والدماء بلا ورع يردعهم ولا علم يردهم)).
ثم لما وصل بهم الأمر إلى حد أيسهم فيه الشيطان من العافية أخذوا يبحثون عن أسماء لمشايخ ولو كانوا مغمورين يؤيدون بها بدعهم ويخدعون بها شبيبتهم وعربون الفتنة يتمثل في التفلت من فتاوى العلماء حتى يتجرأ على الفتيا، ولو في الدماء الروبيضة وشرار الخلق الأشقياء، الخ ..
فأقول إعلان الجهاد ليس هو حق لأحد من البشر بل حق الله تعالى أمر به نبيه r فقال) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (() وكتبه الله على عبادة المؤمنين وأمرهم به فقال تعالى:) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (() وقال تعالى:) قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (().
وقال تعالى:) وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً (() وقال
) فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (() وقال) فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (() وقال:) انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (() وقال:) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (().
وقال:) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (() وقال:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (().
وقال:) فَإِذَا انْسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (().
فهذه بعض الآيات الآمرة بالجهاد فهو شعيرة من شعائر الله كتبة الله على عبادة المؤمنين فالمجاهد لا تضيع ساعة من ساعاته بغير ثواب وليس أي ثواب بل ثواب لا يناله القاعدون مهما بلغت وكثرت واستمرت أعمالهم.
فعن أبي هريرة t قال: قال النبي r : (( مثل المجاهد في سبيل الله مثل الصائم القائم بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله)) ().
قال ابن عبد البر في التمهيد عند هذا الحديث: ((هذا من أفضل حديث واجله في فضل الجهاد، لأنه مثله بالصلاة والصيام وهما أفضل الأعمال، وجعل المجاهد بمنزلة من لا يفتر عن ذلك ساعة، فأي شيء أفضل من الجهاد يكون صاحبه راكبا، وماشيا وراقدا، ومتلذذا بكثير من حديث رفيقه وأكله وشربه وغير ذلك مما أبيح له وهو في ذلك كله كالمصلي التالي للقرآن في صلاته الصائم المجتهد، إن هذا لغاية الفضل)) أ. ه. وكذا تعبه وعطشه وجوعه وشأنه كله، كما قال تعالى:) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/496)
) وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (().
قال قتادة - رحمه الله –- عند قوله:) وَلا يَقْطَعُونَ وَادِياً (() ((ما ازداد القوم من أهليهم في سبيل الله بعدا، إلا ازدادوا من الله قربا)) رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
لأن الجهاد خير محض لما فيه من الثواب العظيم والسلامة من العقاب الأليم ويعقبه النصر والظفر على الأعداء والاستيلاء على بلادهم وأموالهم وذراريهم وقد بين الله أنه خير محض بقوله:) قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ((). فالجهاد خير كله أما الظفر والغنيمة وأما الشهادة والجنة قال الزهري - رحمه الله -: ((الجهاد واجب على كل أحد غزا أو قعد، فالقاعد عليه إذا استعين أن يعين وإذا استغيث أن يغيث وإذا استنفر أن ينفر وإن لم يحتج إليه قعد)).
وهكذا جاءت النصوص من السنة الآمرة والحاثة على عنوان عزة الآمة وسبب رفعتها وهو قيامها بالجهاد في سبيله لإعلاء كلمة الله، جاء في الحديث المتواتر عن عدة من أصحاب النبي r أن النبي r قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم ألا بحق الإسلام وحسابهم على الله)) ().
وعن أبن عباس - رضي الله عنهما -–قال: قال رسول الله r يوم فتح مكة: ((لا هجرة ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا)) (). وجاء عن أنس t عن النبي r قال: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم
وألسنتكم)) () بل جاء الوعيد الشديد في ترك المرء الجهاد وأن الإعراض عنه من صفات المنافقين، فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r (( من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق)) ()، فهذه بعض النصوص من السنة في الترغيب والأمر بالجهاد، إذا هذا الجهاد حق من حقوق الله أمر به وأمر به نبيه r إذا ليس لأحد أن يقول الجهاد لا يكون إلا إذا أمر به العلماء بل العالم الصادق يطبق ما جاءت به النصوص ويكون أول من يكون في مقدمة المجاهدين لأنه هو القدوة، ليطبق علمه بالعمل به. وأما استدلاله بقوله تعالى:) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلاً (().
هذه الآية فيها الإنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها فيخبر بها ويفشيها وينشرها ولا يتثبت في ذلك وقد لا يكون لها صحة ولم يذكر أحد من المفسرين بأن هذه الآية معناها أن الجهاد حق العلماء يبين ذلك أن سبب نزول الآية هو التثبت كما جاء في صحيح مسلم في حديث طويل لما بلغ عمر بن الخطاب t أن رسول الله r طلق نساءه فجاء عمر حتى إذا دخل المسجد وجد الناس يقولون ذلك قال: فلم أصبر حتى استأذن على رسول الله r فاستفهمه:
أطلقت نساءك يا رسول الله؟ قال: لا. قلت: يا رسول الله، إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى يقولون: طلق رسول الله r نسائه أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن، قال: نعم إن شئت. فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق رسول الله r نساءه.
ونزلت هذه الآية) وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلاً (().
فكنت أنا استنبطت ذلك الآمر. مسلم 1479 في كتاب الطلاق وابن أبي حاتم في تفسيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/497)
إذا يجب عليك عند استدلالك أن تضع الدليل مكانه وهذا الذي في معنى قوله تعالى:) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (() قال إبراهيم النخعي: الفهم بالقرآن. وقال مجاهد:
الكتاب يؤتي إصابته من يشاء رواهما الدارمي وقال ابن عباس t : يعني المعرفة بالقرآن ناسخهِ ومنسوخه ومحكمه ومتشابه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله (). وقال ابن وهب: قلت لمالك: وما الحكمة؟ قال: المعرفة بالدين والفقه فيه، والاتباع له، وقال أبو العالية: الكتاب والفهم به. رواهما ابن جرير.
فأنت استدللت بهذه الآية بعدم التقدم بين يدي العلماء وأنت قد تقدمت بين يدي الله ورسوله، وقد قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (() فقد جعلت حق الله ورسوله حق العلماء وهذا من الافتراء قال ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية
((لا تعجلوا بقضاء أمر في حروبكم أو دينكم قبل أن يقضي الله لكم فيه ورسوله، فتقضوا بخلاف أمر الله ورسوله، ثم قال وخافوا أيها الذين آمنوا في قولكم أن تقولوا ما لم يأذن لكم به الله ورسوله وفي غير ذلك من أموركم، وراقبوه إن الله سميع لما تقولون، عليم بما تريدون بقولكم إذا قلتم، لا يخفى عليه شيء من ضمائر صدوركم، وغير ذلك من أموركم وأمور غيركم)) أ. ه.
ثم قال الجبوري في خلاصة المسألة: ((فالعالم المجتهد الراسخ في العلم هو وحده المسؤول عن إعلان الجهاد، وقياس المصلحة الشرعية في ذلك الإعلان)).
فيقال لك: ما دليلك على ذلك من الكتاب أو السنة أو الإجماع بأن المسؤول عن إعلان الجهاد هو العالم المجتهد الراسخ في العلم، وكذلك من أنت لكي تكتب بذلك وتقرر المسائل على مرادك وهواك؟! هل أنت من العلماء المجتهدين الراسخين؟ ولكن كما قال r : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) () وكما قيل:
إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا وتستح مخلوقا فما شئت فاصنع
وأما قولك: وقياس المصلحة الشرعية في ذلك الإعلان.
فيقال: المصلحة الشرعية كلها جاءت باتباع الشرع وعدم مخالفته فمن قام بالجهاد لإعلاء كلمة الله فهذه هي أعظم مصلحة لبقاء الشريعة وحمايتها.
وأما قولك: وأما الجهال وأما أفراد الناس وأما أنصاف المتعلمين .. حتى قلت: ليس هذا عشك فادرجي فيقال: ما أحسن هذه الأوصاف بأن تكون لك ولأمثالك المخذلين المثبطين عن سنام الإسلام وروحه، فانظر إلى قولك في المجاهدين، حيث جعلتهم جهالا وأنصاف متعلمين وغير ذلك من أقوالك القبيحة في لمزهم وعيبهم، وانظر إلى كلام الإمام أحمد فيك وفي أمثالك لما سئل عن قوم يكونون بطرسوس فيقعدون و لا يغزون و يحتجون يقولون: متى ما غزونا، إنما نوفر الفيء على ولد عباس: قال أبو عبد الله: هؤلاء قوم سوء، هؤلاء القعدة، هؤلاء جهال وإن لم يكونوا يعلمون ولا لهم علم بالعلم، فيقال لهم: أرايت لو أن طرسوس وأهل الثغور جلسوا عما جلسوا عنه هؤلاء، أليس كان قد ذهب الإسلام؟ هؤلاء قوم سوء.أ. ه. مسائل ابن هاني.
ثم قال الجبوري في كتابه: فحقيقة المنادين بالجهاد اليوم أنهم ((شباب أستخفتهم الحماسة وقادهم سفهاء الناس إلى الولوغ في التكفير والدماء بلا ورع يردعهم ولا علم يردهم)).
فقولك: شباب استخفتهم الحماسة، فهل يذم الإنسان بأنه شاب باع نفسه لله يبحث عن الموت مظانة فهذه السنة تبين أن هذا الصنف من خير الناس وأنت تذمهم بذلك، فمن نأخذ بقوله؟ أقول يحيى الجبوري نأخذ به، أم قول خير البرية r نأخذ؟
إن أخذنا بقول الكاتب ضللنا ضلالا مبينا وتركنا سنة نبينا r أخرج مسلم عن أبي هريرة t عن رسول الله r أنه قال: ((من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانة))، الحديث وليس أعلى منه منزلة، وكما جاء في الصحيحين من حديث أبي سعيد أن رجلاً أتى النبي r فقال: أي الناس أفضل؟ فقال: ((رجل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه)) الحديث ... وأخرج أحمد قال حدثنا يزيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد عن إسماعيل بن عبد الرحمان عن عطاء بن يسار عن ابن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/498)
عباس t أن رسول الله r خرج عليهم وهم جلوس، فقال: ((إلا أحدثكم بخير الناس منزلة)) قالوا: بلا يا رسول الله، قال ((رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل ... )) الحديث، والصواب أنه مرسل كما عند مالك في الموطأ وأخرجه الدارمي وبوب عليه: باب أفضل الناس، رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله.
قال ابن عبد البر في التمهيد وقد رواه بعضهم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة والصحيح فيه عن ابن عباس - إن شاء الله - ثم هل يعاب على شاب بذل حياته لربه الم يكن غالب أصحاب النبي r من الشباب؟ ألم يقل عبد الله ابن مسعود كنا نغزوا مع النبي r ونحن شباب كما جاء في صحيح مسلم
وغيره؟ ألم يرسل النبي r القراء وكانوا سبعين شابا من الأنصار؟ ألم تأت السنة بأن من السبعة الذين يظلهم في ظله شاب نشأ في طاعة الله…؟ وهل هناك طاعة بعد توحيد الله وإتيان فرائضه أفضل من الجهاد…؟
قال أحمد–- رحمه الله -: لا أعلم شيئاً من العمل بعد الفرائض أفضل من الجهاد.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وكذلك اتفق العلماء فيما أعلم على أنه ليس في التطوعات أفضل من الجهاد فهو أفضل من الحج وأفضل من الصوم والتطوع وأفضل من صلاة التطوع. الفتاوى ج 28 ألم يبين النبي r بأن في الجنة باب يسمى باب الجهاد كما في الصحيحين .. ؟
إذ كيف يعاب على الإنسان بما هو مدح ولذا وصف ذلك بأنه: حماس؟ الحماس للدين قربة يتقرب بها العبد إلى الله، لأن الحماس ممدوح في لغة العرب.
قال صاحب معجم مقاييس اللغة: الحاء والميم والسين .. أصل واحد يدل على الشدة، فالاحمس الشجاع والحمس والحماسة الشجاعة والشدة إذا لماذا يذم الإنسان بشجاعته ألم يكن النبي r أشجع الناس كما جاء في الصحيحين من حديث أنس. ألم يكن صحابته أشجع الناس من بعده. ألم يكن r ( يتعوذ دبر الصلاة من الجبن ويتعوذ أن يرد إلى أرذل العمر ويتعوذ من فتنة الدنيا ويتعوذ من فتنة القبر) (). كما جاء في الصحيحين من حديث أنس، أو أنك تريد أن تلمز المجاهدين كما لمزهم الذين قدموا من غزوة تبوك فاحذر من ذلك وإياك أن تنسب ذلك للسلف، فالسلف بريئون من قلمك المسموم أين التصفية والتربية المزعومة التصفية: هي التخلص من البدع والضلال والأهواء.
والتربية: تكون على الكتاب والسنة والاتباع، بخلاف ما عليه كتابك من الهوى المتبع والتقليد الأعمى، رزقنا الله وإياك البصيرة بالدين ثم قال الجبوري: وقادهم سفهاء الناس إلى الولوغ في التكفير والدماء، ما أشبه هذه المقولة بمقولة قوم هود لهود) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (() وهذا لا يضر المجاهدين ولا مسبتك لهم فإن المجاهدين لهم أئمة هدى وعلماء راسخون في مختلف العلوم وحيث لا يأتي هؤلاء على هواك، جردتهم من العلم وحصرت الحق في غيرهم ممن هم على شاكلتك، وقد أبقى الله ما يسوؤك، فان هؤلاء المجاهدين المصنفين بقاموسك
(أنهم أهل جهل وضلال) هم أئمة الناس اليوم والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، وهم أقوم الناس بتوحيد الله وتطبيق أحكامه في أرض الواقع وموادة المؤمنين ومعادات الكافرين، فهذا هو أصل الدين ودعوة جميع الأنبياء والمرسلين.
وأما قولك: إلى الولوغ بالتكفير والدماء.
فأقول: هل إذا كفر المسلم الكافر كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة يسمى ولوغا؟ بل لا دين للعبد ألا بتكفير الكافر وهذه ملة إبراهيم عليه السلام حينما قال لقومه: كفرنا بكم. وهذا الذي جاءت به دعوة المرسلين كافة. وأما الضلال المبين هو: إخراج المسلم من الإسلام بلا دليل كما هو مذهب الخوارج.
وأهل الجهاد من أبعد الناس عن هذا المذهب الخبيث وأما قولك: والدماء. فيقال: هل لدم الحربي الكافر حرمة بل جاءت النصوص بالأمر بسفكه وهذا ما يتسم به المجاهدون في أفغانستان والعراق والشيشان وفلسطين.
أما من أستحل دم المعصوم؟ فأهل الجهاد من أشد الناس بعدا عنه وتورعا.
وأما قولك: بلا ورع يردعهم، ولا علم يردهم.
فيقال لك:) كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/499)
كَذِباً ((). فأين ورعك عن الكلام في خيار الناس اليوم وهم المجاهدون الذين بذلوا نفوسهم وأموالهم وتركوا ديارهم يطلبون مراضي ربهم.
وأما قولك: ولا علم يردهم. فما قاموا بذلك ألا بعلم وبصيرة - وهل هناك - مصدر للعلم أعظم من كتاب الله وسنة رسوله r الأمرين المرغبين في ذلك. قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ % تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ % وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (().
وعن أبي هريرة t أن رسول الله r سئل أي العمل أفضل؟ فقال:
((إيمان بالله ورسوله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)) قيل: ثم ماذا؟ قال ((حج مبرور)) (). ولهما عن أبي ذر t قال: سألت النبي r أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله .. الحديث. فهل جزاء من يعمل بهذه النصوص ويتحمس للجهاد ونصرة الإسلام في كل الأوطان أن يذم ويسب.
قال الأمام أحمد - رحمه الله -: ليس يعدل لقاء العدو شيء ومباشرة القتال بنفسه أفضل الأعمال، والذين يقاتلون العدو هم الذين يدفعون عن الإسلام وعن حريمهم فأي عمل أفضل منه؟ الناس آمنون وهم خائفون قد بذلوا مهج أنفسهم (). فهذا إمام من أئمة السلف هذا قوله وانظر إلى أدعياء السلفية كيف يهاجمون المجاهدين ويلمزونهم بأوصاف بشعة. والله المستعان ثم قال الجبوري: ثم لما وصل بهم الأمر إلى حد آيسهم فيه الشيطان من العافية، أخذوا يبحثون عن أسماء لمشايخ ولو كانوا مغمورين يؤيدون بها بدعهم، ويخدعون بها شبيبتهم.
فيقال: من الذي جعلك تكتب هذه الكتابات إلا نزغه من نزعات الشيطان هلا سألت الله العافية حينما لم تنصر المجاهدين عوقبت أن عبث بك عدوك الشيطان فاتبعته وانقدت لمراده، قال تعالى:) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (().
قال مجاهد: يقعون فيهم ويرمونهم بغير جرم. تفسير البغوي وقال قتادة عند هذه الآية: إياكم وأذى المؤمن، فإن الله يحوطه ويغضب له وإنه قد احتمل زورا وكذبا وفرية شنيعة وبهتان: أفحش الكذب، وإثما يبين لسماعه أنه إثم وزور. تفسير ابن جرير.
أما علمت أن هذا بهتان وأن أعظم الناس بهتانا هم اليهود، كما جاء في قصة إسلام عبد الله بن سلام t حينما قال: أشهد أنك رسول الله ثم قال يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك ... الحديث (). فاحذر أن تتصف بهم فقد وصفت خيار الناس اليوم بوصف فيه بهتان عظيم، فالواجب عليك نصرتهم كما أوجب ذلك عليك رسولك r بقوله: ((انصر أخاك ظالما أو مظلوما)) ().
أما نحن فنقول: كف أذاك عن عباد الله المجاهدين، عار عليك يا من يدعي السلفية.
ثم وصفك لهم بأنهم يبحثون عن أسماء لمشايخ مغمورين. أقول: هل من صفات السلفية أنهم يبحثون عن الشهرة أما علمت أن الله U يحب عباده المغمورين المختفين الذين إذا غابوا لم يفقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا، جاء عند مسلم من حديث سعد t قال: سمعت رسول الله r يقول: ((إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)) إذا دين العبد متعلق بالوحي، قال تعالى:) وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (() وقال تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(30/500)
) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (() وليس في ديننا اتباع للمشهورين ولا انقياد لأحد غير الرسول r خلافا لليهود ومن تشبه بهم، ولذا قال r : (( لو بايعني عشرة من اليهود، لم يبق على ظهرها يهودي ألا أسلم)) (). وهذا لفظ مسلم فإذا تكلم الإنسان بالحق قبل منه ولا يضر العبد عدم معرفتك إياه إذا كان الإنسان لا يتكلم ألا بالدليل وأما قولك: يؤيدون بدعهم فنقول. سبحانك ما أعظم هذا الافتراء على دينك، كيف يكون الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله بدعة؟ فأدعوك للتوبة إلى الله. أما أنهم يخدعون بها شبيبتهم فهم لم يدعوهم إلى الكفر والإلحاد ولا إلى بدعة في الدين ولم يدعوهم إلى الخنا والفجور بل دعوهم إلى ما قال عنه النبي r في الحديث المتواتر عنه ((لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها)) وانظر إلى ما كان يتمناه سيد البشر r حيث قال: ((لو لا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم
أقتل)) (). فنعوذ بالله من نكس القلوب فيذم الممدوح ويمدح المذموم فيصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنه ويبدع الإنسان بتجريد المتابعة ويكفر الإنسان بتجريد الإيمان.
فصل
قال الجبوري: الفصل الثاني: أيهما أولى بالمجاهدة العدو الداخلي؟ نقل فيه عن أهل العلم نقولآت طيبة فأقول: الواجب على المسلم مجاهدة العدو الداخلي والخارجي وهذا كما قال تعالى:) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَليْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (().
في آيتين من القرآن قال ابن كثير في تفسيره: أمر تعالى رسوله r بجهاد الكفار والمنافقين والغلظة عليهم - كما أمره بأن يخفض جناحه لمن اتبعه من المؤمنين، وأخبره أن مصير الكفار والمنافقين إلى النار في الدار الآخرة، وقال علي بن أبي طالب t بعث رسول الله r بأربعة أسياف، سيف للمشركين
) فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ (() وسيف لكفار أهل الكتاب) قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (() وسيف للمنافقين) جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ (() وسيف للبغاة) فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ((). فيقتضي مجاهدة العدو الداخلي والخارجي سواء العدو الداخلي منافق أو من أهل البدع والفساد كل على حسبه لكن إذا داهم العدو الخارجي الديار وجب مدافعته وإخراجه وكذا مجاهدة العدو الخارجي في دياره إذا كان العدو الداخلي ذليلا صاغرا كما هو فعل النبي r حيث دافع العدو الخارجي يوم أحد والأحزاب مع وجود العدو الداخلي وقاتل العدو الخارجي لما ظهرت قوة الإسلام وأذل الله العدو الداخلي.
ثم قال الجبوري - في أخر الفصل الثاني: ولكن التكفيرية قوم لا يعلمون. فأقول: هذا شعارك في لمزك للمجاهدين حيث تلمزهم بالتكفيرية فيقال لك يا جبوري هل تستطيع أن تثبت أن المجاهدين كفروا أحدا من المسلمين وأن ذلك شعارك. وأنا لا أقول بأن من يجاهد أنه معصوم، بل الخطأ وارد كما كان يحصل في عهد النبي r لما قتل أسامة الرجل بعدما قال: لا إله إلا الله وكما قتل خالد بن الوليد الذين قالوا صبأنا وأنكر عليهما النبي r فعلهما. هل قال بأنكم تكفيريون أو هؤلاء التكفيرية الذين لا يعلمون. فافهم يا جبوري ما تقول فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
فصل
قال الجبوري: الفصل الثالث " شرط إعلان الجهاد " القدرة ثم قال .. ولا بد للجهاد من الإعداد الشرعي وهو قسمان:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/1)
أولا: الإعداد التربوي الإيماني. ثانياً: الإعداد المادي، وهو توفير العدد والعدد لمقاومة أعداء الله وقتالهم) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (() ثم ذكر عن الشرط الثاني: بأن لا يقاتل العدو إلا بقوة وعدة، وذكر بعض أقوال أهل العلم في ذلك وذكر ضابط العدة البشرية أن يكون عدد المقاتلين الكفار على الضعف من عدد المقاتلين المسلمين. ثم ذكر بأننا في هذا الزمان نحن ضعفاء فلا يجوز لنا قتال الكفار وأن قتال الكفار في حال الضعف ليس بجهاد.
فيقال: إن هذا الكاتب لا يميز شيء بين جهاد الطلب وجهاد الدفع وقد اتفق العلماء على أن جهاد الدفع لا يشترط له شرط قال شيخ الإسلام ابن تيميه كما في الاختيارات: ((وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعا فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر وبين طلبه في بلاده)).أ ه.
فأين العلم الذي تنادي يا جبوري؟؟؟ ونحن لا ننازع في ضرورة توفر الشروط في جهاد الطلب وفي نفس الوقت نؤمن بهذه الشروط على منهج السلف القائم على الإيمان بالله والكفر بالطاغوت ونحن نعلم أنه لابد من التربية الإيمانية القائمة على توحيد الله وإفراده بالعبادة ورفع راية الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى كما قال تعالى) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ (().
وأما الإعداد المادي فلم يكلفنا الله U إلا بما نستطيع أين كانت هذه الاستطاعة وسيرة الرسول r هي التي توضح ذلك، سواء من فعله كما في غزوة حمراء الأسد، خرجوا مع ما بهم من الجراحات والجهد معه سبعين من صحابته وأمر أن لا يخرج معه أحد إلا من حضر المعركة يوم أحد، ما عدا جابر ابن عبد الله وقد أثنى الله على من خرج منهم. جاء عن عائشة - رضي الله عنها -) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (() قالت لعروة: يا ابن أختي: كان أبواك منهم. الزبير وأبو بكر. لما أصاب رسول الله r ما أصاب يوم أحد وانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا قال: ((من يذهب في أثرهم)) فانتدب منهم سبعون رجلا، قال: كان فيهم أبو بكر والزبير (). وكما حصل لما أنهزم المسلمون يوم حنين كان النبي r على بلغته البيضاء وكان يركض بها قبل الكفار، قال ابن عباس، وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله، أكفها إرادة أن لا تسرع وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله ثم بعد ذلك أخذ رسول الله r حصيات فرمى بهن وجوه الكفار فانهزموا ولم يرجع مع النبي r إلا مئة رجل هذه عدته r التي واجه بها في هذه الغزوة فنصره الله.
بل أعظم من ذلك إرسال جيش قوامه ثلاثة آلاف مقاتل لملاقاة الروم وكانوا أكثر من مائتي ألف في غزوة مؤتة فأقول: يا جبوري: هلا أنكرت على الرسول r فعله، هلا آثمته أما تستحي من كتابك الذي سطرت وأما ما حصل من إقرار النبي r كما أقر أبا بصير على فعله ومدحه بقوله: ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد.
كذلك إخباره r عن طائفة قليلة العدد والعدة قائمين بدين الله قاهرين لعدوهم، فعن عقبة بن عامر - t - قال: سمعت رسول الله r (( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك)) رواه مسلم وله أيضا عن معاوية t قال: قال: رسول الله r : (( من يرد الله به خير يفقهه بالدين ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة)).
وله عن جابر بن عبد الله t قال: سمعت رسول الله r يقول: ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة)).
وله عن جابر بن سمرة عن النبي r قال: ((لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/2)
فهذه النصوص تبين بأنهم على الحق وأن الذي يلمزهم على الباطل، وأن الضرر راجع على من خالفهم وأما هم فلا يضرهم مخالفة مخالف، وأن من وصفهم الظهور على قلتهم فهل بعد هذه النصوص قول لأحد.
وذكر أن ضابط العدة البشرية: أن يكون عدد المقاتلين الكفار على الضعف من عدد المقاتلين من المسلمين فأقول: هل كان ذلك في غزوة بدر أو كان هذا يوم أحد أم الأحزاب أو غزوة مؤتة، فقد كان الكفار أضعافا مضاعفة عن المسلمين، فهل فعلهم محرم.
وأما كون الكفار ضعفين فقد فسر ذلك ابن عباس - t- لقوله تعالى:
) الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مئة صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ
الصَّابِرِينَ (().
قال: وكانوا إذا كانوا على الشطر من عدوهم لم ينبغ لهم أن يفروا
منهم. وإن كانوا دون ذلك، لم يجب عليهم أن يقاتلوا وجاز لهم أن يتحوزوا عنهم، ابن جرير في تفسيره.
فلله الحمد والمنة على التخفيف في كل أوامره حتى في القوة ضد العدو ولذا قال عمر t : (( وفروا الأظفار في أرض العدو فإنه سلاح)) ويشهد لهذا ما جاء في الأثر عن الحكم بن عمرو ((أمرنا رسول الله r أن لا نخفي الأظفار في الجهاد، فإن القوة في الأظفار)). وكذلك الحصى والتراب وكما حصبهم الرسول r يوم بدر ويوم الأحزاب ويوم حنين.
ثم قال الجبوري في تعليقه: العجيب أن المنادين بالجهاد اليوم ليس لهم هدف واضح، فهل هدفهم التحرير؟ أم هدفهم إعلان الخلافة؟ أم هدفهم استرجاع الثروات المنهوبة؟ أم هم طلاب شهادة أم هم طلاب كرسي الحكم؟ لا ندري. وهم أنفسهم لا يدرون!!.
فأقول: ولله الحمد والمنة أهل الجهاد سمعوا المنادي فأجابوا، قال تعالى:) إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (().
وعلموا ما لهم من الدرجات فشمروا عن ساق الجد وبذل مهج النفوس قال r: (( إن في الجنة مئة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء
والأرض)) رواه البخاري وليس طلبهم الدنيا بل تركوا الدنيا أعظم ما كانت زهوا لما علموا قوله r : (( الجنة تحت ظلال السيوف)) رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي أوفى. ثم ذكر تعليقا أخر فقال: هل تعلم أن أكثر الذين قتلوا من المجاهدين العرب في الجهاد الأفغاني ضد الروس كانوا من الشباب السلفي السعودي نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء.
فأقول: يا سبحان الله، ما هذا التناقص العجيب؟ كيف تمنع من الجهاد إلا بشرطين وهذان الشرطان لم يتحققا في الجهاد الأفغاني مع الروس، سواء الشرط التربوي الإيماني، فإن واقع أفغانستان في ذلك الوقت كانوا تحت سبعة أحزاب، أحد هذه الأحزاب يعتقد صاحبها بأن الذي يدير الكون أربعة أقطاب وهو مجددي.وبقية الأحزاب عندهم من البدع والضلالات ما الله به عليم. يعرفها كل من ذهب هناك، وليس منهم أحد على معتقد صحيح وسنة إلا جماعة القران والسنة بقيادة: جميل الرحمان - رحمه الله - فحينما كان هذا الجهاد قائما على كثير من الخرافات حتى اجتمعوا كلهم للقضاء على جماعة القرآن والسنة ومع هذا تسميه جهادا سلفيا.
وأما الشرط الثىآ
السؤال
¿ d
bbƒƒ ل ل c ے ] گ گ ^ î D ‚ ‚ ‚ – ؛ ؛ ؛ 8 ٍ ن ض ¼ – t ز ض ض (ه ه ه ¾ $ F ô : D ? 5 ‚ ه ل ه ه ه ? فهو جهاد إسلامي تحت راية واحدة تدعو إلى توحيد الله ونبذ الخرافة وليس هناك أعظم شاهد على ذلك من تكسير الأصنام وتحكيم الشريعة، وتحالف العالم كله كافره ومن يدعي الإسلام. على القضاء على هذه الدولة فكيف يكون الأول جهادا والثاني ليس بجهاد. بل شباب متحمسون تكفيريون. أو أن الجهاد الأول تدعمه أمريكيا لكي تسقط روسيا وتنفرد بزمام التسلط والجبروت والظلم ولما كان هذا الجهاد ضد الصليبين وعارض الذهاب. لنصرة المجاهدين من في الشرق والمغرب نزولا عند رغبة الصليب الحاقد. قلت أنت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/3)
ومن على شاكلتك: بأنه ليس بجهاد تشبها بالمنافقين الذين قالوا عن جهاد الرسول r : ) لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ (فانظر ما حصل من نصر الله لعباده المجاهدين في أفغانستان وتحطيم الطاغوت الصليبي وحلفائه على أرض أفغانستان، وهاهي أرض العراق قد أنتنت من جيف الأمريكان القتلى على أيدي شباب من أسود الإسلام على قلة العدة والعتاد، قال تعالى:) وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (().
ثم قال الجبوري شبهة وجوابها، قلت: المجاهدون لم يقوموا على شبهات إنما قاموا بسبب آيات محكمات ونصوص واضحات، لأن من الأمور المسلمات عندهم كما قال عمر بن عبد العزيز - رحمة الله -: ((لا رأي لأحد عند سنة سنها رسول الله r )) وقال الشافعي: ((أجمع العلماء على أنه من استبانت له سنة عن رسول الله r لا يجوز أن يتركها لقول كائن من كان)) وكما قال أحمد - رحمه الله -: ((عجبت لمن عرف الإسناد وصحته يذهب إلى رأي سفيان، والله يقول:) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (())).
فصل
قال الجبوري: الفصل الرابع البدء بالأهم فالأهم.
قلت: نعم البدء بالأهم فالأهم، فأهم الأمور هي التي قامت بها بعثته r فبعث بالتوحيد والدعوة إليه والكفر بالطاغوت وبعث بالسيف كما جاء في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي r : (( بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)) رواه أحمد بسند جيد. فدل على أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف. قال تعالى:) لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ((). قال ابن سعدي - رحمه الله - في تفسيره: قرن تعالى بهذا الموضع بين الكتاب والحديد لأن بهذين الأمرين ينصر الله دينه، ويعلي كلمته: بالكتاب، الذي فيه الحجة والبرهان، والسيف الناصر بإذن الله، وكلاهما قيامه بالعدل والقسط، الذي يستدل به على حكمة الباري وكماله، وكمال شريعته التي شرعها على ألسنة رسله. أ. ه.
وقد قرن الله بين الإيمان والجهاد في عدة مواضع نذكر آية من ذلك، قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ % تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (().
ومن ذلك حديث أبي ذر t قال سألت النبي r أي العمل أفضل؟ قال:
((إيمان بالله وجهاد في سبيله)) الحديث. متفق عليه وعلى هذا كانت مبايعته للصحابة y فقد جاء في الصحيحين من حديث أنس t أن النبي r كان يقول: اللهم إن العيش عيش الآخرة … فأغفر للأنصار والمهاجرة
فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمدا … على الجهاد ما بقينا أبدا
ولهما عن مجاشع t قال: أتيت النبي r أنا وأخي فقلت: بايعنا على الهجرة، فقال: ((مضت الهجرة لأهلها))، فقلت: علام تبايعنا؟ قال:
((على الإسلام والجهاد)).
فصل
قال الجبوري: الفصل الخامس: الجهاد الحقيقي اليوم ما هو؟
أقول: وهل يختلف الجهاد الحقيقي اليوم عن غيره. لا يختلف الجهاد من حين أنزل الله آية السيف إلى قيام الساعة، فالجهاد في الشرع هو: قتال الكفار لإعلاء كلمة الله كما جاء ذلك في حديث سمرة بن أبي فاكه، قال سمعت رسول الله r يقول: ((إن الشيطان قعد لابن أدم باطرقه ... )) الحديث. ثم قال: ((فقعد له بطريق الجهاد فقال: هو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل وتنكح المرأة ويقسم المال.)) قال: ((فعصاه فجاهد))، فقال رسول الله r : (( فمن فعل ذلك منهم فمات كان حق على الله أن يدخله الجنة أو قتل كان حق على الله أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/4)
يدخله الجنة وإن غرق كان حق على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته كان حق على الله أن يدخله الجنة)) رواه أحمد والنسائي. وكما في حديث عمرو بن عبسة لما سأل رسول الله r عن الجهاد، قال: ما الجهاد؟ قال: ((أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم)). قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: ((من عقر جواده وأهريق دمه .. )) الحديث رواه أحمد وفيه انقطاع. قال ابن رشد
- رحمه الله -: ((وجهاد السيف قتال المشركين على الدين فكل من أتعب نفسه في ذات الله فقد جاهد في سبيله إلا أن الجهاد في سبيل الله إذا أطلق فلا يقع بإطلاقه إلا على مجاهدة الكفار بالسيف حتى يدخلوا في الإسلام أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) مقدمة ابن رشد.
فصل
قال الجبوري: الخاتمة. ويدور على السلاح المعنوي لعدم وجود سلاح مادي فلا قتال حتى قال - في تعليقه - عند قوله تعالى:) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ((). وهذا فيه رد على من قال يجب إعداد العدة الإيمانية والعدة المادية في الوقت نفسه، فأقول: هذه حالته، يتناقض قبل ذلك بقول: الجهاد بشرطين. ثم يقول: بأن الآية فيها رد على من قال يجب إعداد العدة الإيمانية والعدة المادية في الوقت نفسه فيقال: قد جاءت النصوص بذلك. كالآية السابقة) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (() الآية فهي جامعة لقوة الإيمان وقوة العدة ولذا قال أبو الدرداء t : إنما تقاتلون من تقاتلون بأعمالكم.
وأختم هذه الأسطر بقوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ((). قال ابن كثير -رحمه الله-: أمر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الكفار أولا فأولا، الأقرب فالأقرب إلى حوزة الإسلام، ولهذا بدأ - رسول الله r - بقتال المشركين في جزيرة العرب، فلما فرغ منهم وفتح الله عليه مكة والمدينة، والطائف، واليمن، واليمامة، وهجر، وخيبر، وحضر موت، وغير ذلك من أقاليم جزيرة العرب، ودخل الناس من سائر أحياء العرب في دين الله أفواجا، شرع في قتال أهل الكتاب، فتجهز لغزو الروم الذين هم أقرب الناس إلى جزيرة العرب، وأولى الناس بالدعوة إلى الإسلام لكونهم أهل الكتاب، فبلغ تبوك ثم رجع لأجل جهد الناس وجدب البلاد وضيق الحال، وكان ذلك سنة تسع من هجرته، عليه السلام. ثم أشتغل في السنة العاشرة بحجة الوداع. ثم عاجلته المنية - صلوات الله وسلامه عليه - بعد الحجة بأحد وثمانين يوما، فأختاره الله لما عنده. وقام بالأمر بعده وزيره وصديقه وخليفته أبو بكر t وقد مال الدين ميلة كاد أن ينجفل، فثبته الله تعالى به فوطد القواعد، وثبت الدعائم ورد شارد الدين وهو راغم، ورد أهل الردة إلى الإسلام وأخذ الزكاة ممن منعها من الطغام، وبين الحق لمن جهله، وأدى عن الرسول ما حمله. ثم شرع في تجهيز الجيوش الإسلامية إلى الروم عبدة الصلبان، وإلى الفرس عبدة النيران، ففتح الله ببركة سفارته البلاد، وأرغم أنف كسرى وقيصر ومن أطاعهما من العباد. وأنفق كنوزهما في سبيل الله. كما أخبر بذلك رسول الله r . وكان تمام الأمر على يدي وصيه من بعده، وولى عهده الفاروق الأواب، شهيد المحراب أبي حفص عمر بن الخطاب، فأرغم الله بن أنوف الكفرة الملحدين، وقمع الطغاة والمنافقين، واستولى على الممالك شرقا وغربا. وحملت إلية خزائن الأموال من سائر الأقاليم بعدا وقربا. ففرقها على الوجه الشرعي، والسبيل المرضي ثم لما مات شهيدا وقد عاش حميدا، أجمع الصحابة من المهاجرين والأنصار، على خلافة أمير المؤمنين أبي عمرو عثمان بن عفان شهيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/5)
الدار. فكسا الإسلام بجلاله، رياسة حلة سابغة. وأمدت في سائر الأقاليم على رقاب العباد حجة الله البالغة، وظهر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وعلت كلمة الله وظهر دينه. وبلغت الأمة الحنيفية من أعداء الله غاية مآربها، فكلما علوا أمة انتقلوا إلى من بعدهم، ثم الذين يلو نهم من العتاة والفجار، امتثالا لقوله تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ((). وقوله:) وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً (()، أي وليجد الكفار منكم غلظة عليهم في قتالكم لهم، فإن المؤمن الكامل هو الذي يكون رفيقا لأخيه المؤمن، غليظا على عدوه الكافر، كما قال تعالى:) فَسوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ((). وقال تعالى:) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ((). وقال تعالى) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ (()، وفي الحديث: أن رسول الله r قال
((أنا الضحوك القتال))، يعني أنه ضحوك في وجه وليه، قتال لهامة عدوه.
وقوله: ((واعلموا أن الله مع المتقين)) أي: قاتلوا الكفار وتوكلوا على الله واعلموا أن الله معكم إن اتقيتموه وأطعتموه وهكذا الأمر لما كانت القرون الثلاثة الذين هم خير هذه الأمة في غاية الاستقامة والقيام بطاعة الله تعالى لم يزالوا ظاهرين على عدوهم ولم تزل الفتوحات كثيرة ولم تزل الأعداء في سفال وخسار ثم لما وقعت الفتن والأهوال والاختلافات بين الملوك طمع الأعداء في أطراف البلاد، وتقدموا إليها فلم يمانعوا لشغل الملوك بعضهم ببعض. ثم تقدموا إلى حوزة الإسلام فأخذوا من الأطراف بلدان كثيرة، ثم لم يزالوا حتى استحوذوا على كثير من بلاد الإسلام. ولله سبحانه الأمر من قبل ومن بعد، فكلما قام ملك من ملوك الإسلام وأطاع أوامر الله، وتوكل على الله، فتح الله عليه من البلاد واسترجع من الأعداء بحسبه وبقدر ما فيه من
ولاية الله، والله المسؤول المأمول أن يمكن المسلمين من نواصي أعدائهم الكافرين وأن يعلي كلمتهم في سائر الأقاليم إنه جواد كريم. أ. ه.
حمد بن عبد الله آل إبراهيم
e
إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله r إلى الأخوة أهل السنة في جنوب العراق وفقهم الله تعالى لما يحبه ويرضاه آمين ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد:
فقد اطلعت على رسالاتكم وعلمت ما يجري عليكم من مصائب ومنها تكالب الأعداء عليكم من كفرة أهل الكتاب ومن المرتدين من أهل الشرك والعناد الذين يزعمون الانتساب إلى أهل الإسلام والإسلام منهم بريء ويا أيها الإخوان لا ينجيكم اليوم مما أنتم فيه إلا اللجوء إلى ربكم والاعتصام بمولاكم.
قال تعالى:) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ % وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (() وقال تعالى:) وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ % فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ % وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ % وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ % وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ % فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ % وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ % فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/6)
رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ % وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ % إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ((). وقال تعالى:) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ % فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ% فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ% وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ((). وقال تعالى:) وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ((). وقال تعالى:) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (().
وروينا في صحيح مسلم 1763 من حديث سماك الحنفي عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله r إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمئة وتسعة عشر رجلا فاستقبل نبي الله r القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: ((اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم أتني ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض)) فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه: فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه. ثم التزمه من وراءه. وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله U : ) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (().
فأمده الله بالملائكة وأنزل النصر عليه.
وروينا في الصحيحين البخاري 2215 - 2272 - 2333 - 5974 - مسلم 2743 من حديث الزهري عن سالم عن ابن عمر قال سمعت رسول الله r يقول: ((انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم ... )) الحديث.
هذا ما أمرنا الله به في كتابه العزيز من دعائه والاستغاثة به وطلب النصر والفرج منه وهذا هو منهج أنبياءه ورسله الكرام عليهم الصلاة والسلام وعلى هذا النهج سار الصالحون من بعدهم.
فقد جاء بأن موسى بن نصير رحمه الله تعالى أثناء فتحه للأندلس أنه انتهى إلى آخر حصن من حصون الأندلس، فاجتمع الروم لحربه فكانت بينهم وقعة وطال القتال وجال المسلمون جولة وهموا بالهزيمة فأمر موسى بن نصير بسرادقه فكشف عن بناته وحرمه حتى يرون. وبرز بين الصفوف حتى يراه الناس، ثم رفع يديه بالدعاء والتضرع والبكاء. فأطال فكسرت بين يديه أغماد السيوف وصدقوا اللقاء ففتح الله عليهم وفي ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب البغدادي 1/ 258 في ترجمة الوزير عون الدين بن هبيرة الدوري ثم البغدادي أنه لما استطال السلطان مسعود وأصحابه وأفسدوا عزم هو والخليفة على قتاله. قال: ثم إني فكرت في ذلك ورأيت أنه ليس بالصواب مجاهرته لقوة شوكته. فدخلت على المقتفي فقلت إني رأيت أن لا وجه في هذا الأمر إلا الإلتجاء إلى الله تعالى وصدق الاعتماد عليه، فبادر إلى تصديقي في ذلك وقال: ليس إلا هذا ثم كتبت إليه، إن رسول الله r قد دعا على رعل وذكوان شهراً. وينبغي أن ندعو نحن شهراً. فأجابني بالأمر بذلك قال الوزير: ثم لازمت الدعاء في كل ليله وقت السحر أجلس فأدعو الله سبحانه. فمات مسعود لتمام الشهر. لم يزد يوما وأجاب الله الدعاء وأزال يد مسعود وأتباعه عن العراق.
وأورثنا أرضهم وديارهم. وهذه القصة تذكر في كرامات الخليفة والوزير رحمهم الله تعالى .. أ. ه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/7)
ومن الاعتصام بالله تعالى والتعلق به والصبر على ما يلاقيه المسلم في ذات الله تعالى لأن في ذلك تحقيق العبودية لله تعالى وصدق التوكل عليه والثقة بوعده قال تعالى:) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ((). وقال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ((). وأخبر الله تعالى بأنه مع الصابرين فقال:
) وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ((). ومن كان الله معه فلا شك أنه ناصره ومؤيده وحافظه قال أبو عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى عن معية الله للصابرين: وهي معية خاصة تتضمن حفظهم ونصرهم وتأيدهم وليست معية عامة: أ. ه من مدار ج السالكين 2/ 153.
وليتذكر المسلم ما جرى للرسل الكرام والأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبعدهم الصالحين والأولياء قال تعالى:) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (().
والله تعالى أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج عنا وعنكم وجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
السؤال الأول:
هل هناك محذور شرعي من قيام أهل السنة بإعداد قوة عسكرية لردع أي هجوم متوقع من قبل أعدائهم الذين يتربصون بهم الدوائر وهذه القوة العسكرية منظمة بإدارتها وسراياها ويتلخص عملها في رد أي اعتداء محتمل على مساجدنا أو أعراضنا ويكون عملها محصورا في مكان الحدث وتتجنب إراقة الدماء وإتلاف الممتلكات المحترمة والقصد الأهم منها إظهار شوكة أهل السنة علما أن طبيعة وواجبات ومراكز هذه القوة يقررها أهل البلد كل حسب حاله واستطاعته.
جواب السؤال الأول:
وأما ما يتعلق بالأسئلة فأقول وبالله التوفيق فيما يتعلق بجواب السؤال الأول ليس هناك محذور شرعي من قيام أهل السنة بإعداد قوة عسكرية لردع أي هجوم من قبل أعدائهم عليهم. بل هذا واجب عليهم والدليل على ذلك:
1. قال تعالى:) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (().
وهذا أمر من الله تعالى لعباده بإعداد القوة بكل ما استطاعوا وما قدروا عليه من القوة.
والأصل في الأمر الوجوب إلا إذا صرفه صارف ولا صارف هنا بل الأدلة تؤيده كما سوف يأتي.
قال عماد الدين بن كثير في تفسيره 45/ 80: ثم أمر الله تعالى بإعداد آلات الحرب لمقاتلتهم حسب الطاقة والإمكان والاستطاعة.
وأخرج الإمام أحمد 17300 وغيره من حديث أبي سلام عن عبد الله الأزرق عن عقبة بن عامر الجهني t قال: قال رسول الله r : (( ارموا واركبوا وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا)) وأخرج مسلم 1919 من حديث عبد الرحمان بن شماسة عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله r :
(( من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصى))، وهذا يفيد إعداد القوة والاستمرار في ذلك وأن من ترك الرمي بعد ذلك أي الاستعداد فقد عصى.
وفي صحيح مسلم 1918 من طريق عمرو بن الحارث عن أبي علي عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله r : (( ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهوا بأسهمه)) اللهو هنا الاستعداد.
وفي الصحيحين عن حديث زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال ((الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله ...... )) الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/8)
وهذا الخبر فيه إعداد القوة. ولذلك قال البخاري في صحيحه كتاب الجهاد باب التحريض على الرمي وقول الله U : ) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ
قُوَّةٍ ((). ثم ساق من طريق يزيد بن أبي عبيد عن سلمة ابن الأكوع t قال: مر النبي r على نفر من أسلم ينتضلون فقال النبي r (( ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ...... )) الحديث.
وهذا أمر بالرمي ويلزم منه إعداد القوة.
2. أن رسول الله r قد أتخذ القوة وأعد الجيوش وقد أمرنا باتباعه وهذا معلوم من سيرته عليه الصلاة والسلام بل قال تعالى:) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً (().
3. وما تقدم عند عدم الاعتداء على المسلمين كيف إذا اعتدي عليهم وقد قال تعالى:) فمن اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (().
4. أن في إعداد القوة العسكرية حماية للمسلمين لدينهم ومساجدهم وأعراضهم والقيام بذلك واجب ويكون بإعداد القوة ومقاتلة المعتدي.
وأخرج أبو القاسم البغوي في مسند علي بن الجعد 2214 عن علي بن حجر عن شريك عن الأعمش عن إبراهيم - هو النخعي - قال: كانوا يقولون إن الله U يمقت الذي يدخل عليه في بيته ولا يقاتل وأخرج عبد الرزاق في مصنفه 18561 عن الثوري عن منصور عن إبراهيم قال سألته عن الرجل يعرض للرجل يريد ماله أيقاتله قال إبراهيم: لو تركه لمقته ..
وهذا صحيح عن إبراهيم النخعي وقوله: لمقته أي أبغضه لأنه لم يقاتل والبغض في الأصل إنما يكون على ترك الواجب أو فعل المحرم وأخرج عن
عبد الرزاق 18557 عن معمر عن الزهري عن سالم قال: ((أخذ ابن عمر لصا في داره فأصلت عليه السيف فلولا أنا نهيناه عنه لضربه))، وهذا صحيح عن ابن عمر وأنه أراد أن يقتل أو يضرب بالسيف من أراد أن يأخذ ماله والظاهر أنه مسلم فكيف بمن يحارب الدين ويريد أن يقتل المسلمين لأنهم على عقيدة سليمة وهو على عقيدة الشرك والضلال. ويدل على ما تقدم ما أخرجه مسلم 140 من حديث العلاء بن عبد الرحمان عن أبيه عن أبي هريرة قال: جاء إلى رسول الله r فقال يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي
قال: ((فلا تعطه مالك)) قال: أرأيت إن قاتلني، قال: ((قاتله))، قال: أرأيت إن قتلني، قال: ((فأنت شهيد))، قال: أرأيت إن قتلته، قال: ((هو في النار)).
والشاهد قوله r : (( قاتله)) وهذه المقاتلة من أجل المال فكيف إذا كان من أجل الدين والنفس والعرض.
وأخرج مسلم 141 من حديث سليمان الأحول عن ثابت مولى عمر بن
عبد الرحمان أنه لما كان بين عبد الله بن عمرو وبين عتبة بن أبي سفيان ما كان تيسروا للقتال فركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو فوعظه خالد فقال عبد الله بن عمرو أما علمت أن رسول الله r قال: ((من قتل دون ماله فهو شهيد)) وأخرجه البخاري 2480 مختصرا من حديث عكرمة عن عبد الله به.
وقد ساق الطبري كما في الفتح 5/ 123 ما حدث بين عبد الله بن عمرو وخصمه ولفظه: ((أن عاملا لمعاوية أجرى علينا من ماء ليسقي بها أرضا فدنا من حائط لآل عمرو بن العاص فأراد أن يخرجه ليجري العين منه إلى الأرض فأقبل عبد الله بن عمرو ومواليه بالسلاح وقالوا: والله لا تخرقون حائطنا حتى لا يبقى منا أحد)) قلت وهذا في خرق يكون في الأرض ونحو ذلك وفي ظل خلافة شرعية ومع ذلك لبس عبد الله بن عمرو السلاح ومعه مواليه واستعدوا للقتال وقالوا لا تخرقون حائطنا حتى لا يبقى منا أحد فكيف بمن أراد الدين وهو مشرك وفي عدم حكومة شرعية فمن باب أولى الاستعداد وتكوين قوة للدفاع عن المسلمين وعن الدين.
السؤال الثاني:
هل يجوز لأهل السنة في عموم العراق أن يتخذوا أميرا لهم تجتمع عليه كلمتهم ويبايعونه على الطاعة في المنشط والمكره وفي عسرهم ويسرهم حيث أن بلادنا لا إمام لها، علما أن أهل السنة في العراق يعلمون من خلال (مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وأئمة الدعوة) شروط الإمارة وآثارها المترتبة عليها.
جواب السؤال الثاني: -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/9)
فأقول وبالله التوفيق: يجب على المسلمين في عموم العراق أن يتخذوا أميرا لهم تجتمع عليه كلمتهم ويبايعونه بيعة شرعية قال علي بن محمد الماوردي رحمه الله تعالى في كتابه الأحكام السلطانية صفحة 5 الباب الأول في عقد الإمامة:
الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا وعقدها لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع وإن شذ عنهم الأصم ... أ. ه.
ولا حاجة إلى ذكر الأدلة لأن هذا الواجب معلوم من الدين بالضرورة وقد أجمع على ذلك المسلمون كما تقدم. قال الأفوه الأودي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراه لهم = ولا سراه إذا جهالهم سادوا
وأما إذا لم يتمكنوا من هذا الأمر فعلى أهل كل ناحية ومدينة أن يجتمعوا ويسيروا الأمور في مدينتهم وفق الكتاب والسنة وقد ذكر أبو المعالي الجويني في كتابه الغياثي عند فقد الإمام أن على أهل كل بلد أن يلجئوا إلى مجتهديهم ليحكموا بينهم بأحكام الشرع.
وقال موفق الدين ابن قدامه رحمه الله تعالى في كتابه المغني 13/ 17: فإن عدم الإمام لم يؤخر الجهاد لأن مصلحته تفوت بتأخيره وإن حصلت غنيمة قسمها أهلها على موجب الشرع قال القاضي - قلت: أبو يعلى - ويؤخر قسمة الإماء حتى يظهر إمام احتياطا للفروج.
فإن بعث الإمام جيشا وأمر عليهم أميرا فقتل أو مات فللجيش أن يؤمروا واحدا منهم كما فعل أصحاب النبي r في جيش مؤتة لما قتل أمراؤهم الذين أمرهم النبي r أمروا عليهم خالد بن الوليد t فبلغ النبي r فرضي أمرهم وصوب رأيهم وسمى خالدا يومئذ (سيف الله) ... أه.
وقال عبد الرحمان بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهم الله تعالى- الدرر السنية 8/ 200 في الرد على من قال إن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع قال: ويقال: بأي كتاب أم بأي حجة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع هذا من الفرية في الدين والعدول عن سبيل المؤمنين والأدلة على إبطال هذا القول أشهر من أن تذكر.
ثم ذكر بعض الأدلة ومنها قصة أبي بصير فقال: إذا علم: بقصة أبي البصير لما جاء مهاجرا فطلبت قريش من رسول r أن يرده إليهم بالشرط الذي كان بينهم في صلح الحديبية فانفلت منهم حين قتل المشركين () اللذين آتيا في طلبه فرجع إلى الساحل لما سمع رسول الله r يقول ((ويل أمه مسعر حرب لو كان معه غيره)) فتعرض لعير قريش إذا أقبلت من الشام يأخذ ويقتل فاستقل بحربهم دون رسول الله r ...
القصة بطولها () فهل قال رسول الله r أخطأتم في قتال قريش لأنكم لستم مع إمام سبحان الله ما أعظم مضرة الجهل على أهله عياذا بالله من معارضه الحق بالجهل والباطل… ... أ. ه.
قلت: والشاهد من هذه القصة تصرف أبي بصير ومن معه بدون إمام في إقامة حدود الشرع. وقد بوب البخاري في صحيحه في كتاب الحدود باب 39 من أدب أهله أو غيره دون السلطان. وقال أبو عبد الرحمان النسائي في كتابه السنن 8/ 61 باب: من اقتص وأخذ حقه دون السلطان.
وقال أيضا 8/ 226 إذا حكموا رجلا فقضى بينهم ثم ساق من طريق شريح بن هانىء عن أبيه أنه لما وفد إلى رسول الله r سمعه وهم يكنون هانئا أبا الحكم فدعاه رسول الله r وقال له: ((إن الله هو الحكم فلم تكنى أبي الحكم)) فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين قال: ((ما أحسن من هذا فما لك من الولد ... )).
والشاهد من هذا أن رسول الله r أقر تصرفهم في التحاكم إلى هذا الرجل والرضى بحكمه ويلزم من هذا العمل بموجب حكمه كما أقر تصرف سلمه بن الأكوع عندما أغار الكفار على لقاح النبي r فصادفهم خارجا من المدينة تبعهم فقاتلهم من غير إذن فمدحه النبي r وقال: ((خير رجالتنا سلمة ابن الأكوع وأعطاه سهم فارس وراجل)) ينظر كتاب الشرح الكبير 10/ 172 لشمس الدين المقدسي والحديث أخرجه مسلم 1807 والشاهد من كل ما تقدم هو تصرف المسلمين عندما لا يكون هناك إمام فيما بينهم في إقامة أحكام الشرع.
السؤال الثالث:
ما هو الموقف الواجب من مجلس الحكم المعين من قبل قوات الاحتلال الكافرة؟ ..
جواب السؤال الثالث:
أقول وبالله التوفيق هذا المجلس المعين من قبل الكفار والمسمى بمجلس الحكم مجلس باطل وليس له أية سلطة شرعا ولا تجوز طاعته مطلقا إلا لمكره وذلك لأمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/10)
1. أنه معين من قبل الكفار حتى يحقق لهم مقاصدهم الخبيثة وأغراضهم الكفرية وقد حذر الله تعالى من موالاة الكافرين أشد تحذير بل حكم بالكفر والردة على من تولاهم فقال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (() وقال تعالى:) لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (().
قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله تعالى: ((وهذا نهي من الله عز وجل للمؤمنين أن يتخذوا الكفار أعوانا وأنصارا وظهورا .. .. توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين ...... وتدلونهم على عوراتهم فإنه من يفعل ذلك فليس من الله من شيء يعني بذلك فقد بريء من الله وبريء الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر إلا أن تتقوا منهم تقاه إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافونهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل ..... )) أ. ه. من تفسير ابن جرير 6/ 313.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: ((الإنسان لا يستقيم له دين ولا إسلام ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء)) ...... أه من الدرر السنية 8/ 113.
2. إن هذا المجلس حتى ولو لم يكن معين من قبل الكفار فمعظم أعضاؤه إما مشرك. مرتد أو ملحد زنديق والعياذ بالله ..
السؤال الرابع:
ما هو موقفنا من هذه القوات؟ هل يجب في حقنا الجهاد أم أن المصلحة لا تقتضي ذلك علماً أن مناطق الجنوب والوسط مكشوفة الظهر نتيجة للتفوق العددي للروافض على أهل السنة. نطلب منكم جواباً تفصيلياً عن أسئلتنا لأن الجواب الإجمالي عرضة للفهم الخاطئ مع التنبيه إلى أن الحال في العراق تتطلب نظرة واسعة وشمولية، فالعراق بتركيبته الاستثنائية وظروفه الصعبة يعيش حالة استثنائية تستوجب إجابة دقيقة لا تحتمل أفهماً متعددة ولا تدع مجالاً للتساؤل والغموض كما نهيب بكم بيان الواجب على الأمة بجميع فئاتها من علماء ودعاة وتجار وغيرهم تجاه إخوانهم في العراق.
جواب السؤال الرابع:
عندما يدخل الكفار في بلد من بلاد الإسلام فإن الجهاد يجب في هذه الحالة على هذا البلد فإذا لم يستطيعوا فيجب على من بعدهم حتى يدفع العدو وهذا بالاتفاق بين علماء المسلمين قال تعالى:) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (() وقال تعالى:) انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ (().
أخرج أبو يعلى في مسنده 3413 وعنه ابن حبان 2251 كما في الزوائد وغيرهما من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أبا طلحة الأنصاري قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية:) انْفِرُوا خِفافاً وَثِقَالاً (() فقال: إلا أرى ربي يستنفرني شابا وشيخا جهزوني فقال بنوه: قد غزوت مع رسول الله r حتى قبض وغزوت مع أبي بكر حتى مات وغزوت مع عمر فنحن نغزو عنك فقال: جهزوني فجهزوه فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير. وإسناد هذه القصة صحيح وقد صححها الحافظ ابن حجر في الإصابة 1/ 567.
وقال تعالى:) فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (() وقال تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/11)
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (().
وأخرج مسلم في صحيحه 1910 من حديث سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r (( من مات ولم يغزو ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق)) قال محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله تعالى في سبل السلام 4/ 86 فيه دليل على وجوب العزم على الجهاد.أه.
قلت: في هذا الحديث أن من لم يغزو أو يحدث نفسه بالغزو يكون قد أتصف بشعبة من شعب النفاق فكيف إذا نزل العدو في بلده قال أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى كما في الاختيارات صفحه 448: وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم. وقال أيضا صفحه 447 وإما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل ودفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم. أه.
وتأمل قوله: فالعدو الصائل لا شيء بعد الإيمان أوجب من دفعه ولا شك أن هذا العدو الذي نزل في العراق أفسد الدين والدنيا. وقال أيضا صفحه 445: ومن عجز عن الجهاد ببدنه وقدر على الجهاد بماله وجب عليه الجهاد بماله وعلى هذا يجب على النساء الجهاد في أموالهن إن كان فيها فضل وكذلك في أموال الصغار إذا احتيج إليها كما تجب النفقات والزكاة وينبغي أن يكون محل الروايتين في واجب الكفاية فأما إذا هاجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعا.
وقال صفحة 446: لو ضاق المال عن إطعام جياع والجهاد الذي يتضرر بتركه قدمنا الجهاد وإن مات الجياع.
وقال أحمد بن إبراهيم الدمشقي المعروف بابن النحاس رحمه الله تعالى في كتابه مشارع الأشواق 1|101.
فإن دخل الكفار في بلدة لنا أو أطلوا عليها ونزلوا بابها قاصدين ولم يدخلوا وهم مثل أهلها أو أقل من مثليهم صار الجهاد حينئذ فرض عين فيخرج العبد بغير إذن السيد والمرأة بغير إذن الزوج إن كان فيها قوة دفاع على أصح الوجهين وكذلك يخرج الولد بغير إذن الوالدين والمدين بغير إذن صاحب الدين وهذا جميعه مذهب مالك أيضا وأبي حنيفة وأحمد ابن حنبل () فإن دهمهم العدو ولم يتمكنوا من الإجماع والتأهب للقتال فمن وقف عليه كافر أو كفار وعلم أنه يقتل إن استسلم فعليه أن يتحرك ويدفع عن نفسه بما أمكنه ولا فرق في ذلك بين الحر والعبد والمرأة والأعمى والأعرج والمريض وإن كان يجوز أن يقتلوه أو يأسروه وإن أمتنع عن الاستسلام قتل جاز أن يستسلم وقتالهم أفضل ولو علمت المرأة أنها لو استسلمت امتدت الأيدي إليها لزمها الدفع وإن كانت تقتل، لأن من أكره على الزنا لا تحل له المطاوعة لدفع القتل .. أه.
وتأمل قوله رحمه الله تعالى: ((إذا دخل الكفار بلدة لنا أو أطلوا عليها)) كيف وقد عاث الكفار في بلد العراق.
وتأمل قوله: ((أن المرأة تخرج بغير إذن الزوج إن كان فيها قوة دفاع)) قلت: فكيف بالرجال؟ ..
فصل: في تنزيل ما تقدم من النصوص ثم كلام أهل العلم على ما يجري الآن في العراق وخاصة في جنوبه فأقول وبالله التوفيق: ما تقدم من النصوص ثم كلام أهل العلم صريح في انطباقه على ما يجري في العراق والجهاد بحمد الله الآن قائم في العراق في مناطق كثيرة منه، وقد أثخن المجاهدون في العدو إثخانا واضحا وقد أنكشف لدى العالم أن أمريكا في ورطة في العراق وهذا من فضل الله تعالى على الناس وقد توجه مجموعة كبيرة من المجاهدين من بلاد شتى لنصرة إخوانهم في العراق وهناك آخرون يتحرقون على الجهاد وعلى نصرة إخوانهم ولكن يحول بينهم ما تعرفون من العوائق والنصر قريب بإذن الله تعالى، فعلى إخواننا في جنوب العراق أن يقوموا بالجهاد وأما قولهم: أن مناطق الجنوب والوسط مكشوفة الظهر نتيجة للتفوق العددي للروافض على أهل السنة فأقول وبالله التوفيق قال تعالى:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (() وقال تعالى:) وَكَانَ حَقّاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/12)
عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (() وقال تعالى:) كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (() قلما دخل المسلمون الأولون في معركة إلا وكان الكفار أكثر عددا وعدة وأحيانا يكون الكفار أضعاف أضعاف المسلمين كما هو معروف وهذه معركة بدر فقد كان الكفار ثلاثة أمثال المسلين. وكان السلمون 319 رجلا فاستعان رسول الله r بربه تعالى فأعانه ونصره وأنزل:) إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ
مُرْدِفِينَ (() وقال تعالى:) فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (().
والمنتسبون إلى أهل السنة بالبصرة نحو ربع المليون فهم عدد كبير وليس بالقليل هذا مع باقي من ينتسب إلى أهل السنة في العراق كله وهم أكثر من عدد الرافضة، ولا يمكن فصل أهل السنة في الجنوب عن باقي العراق كله فعليهم أن يتصلوا بإخوانهم في باقي البلاد ويتعاونوا معهم ولو قام من هذا. العدد الكبير من السنة الذي يبلغ نحو ربع المليون مئة شخص منهم وانقسموا إلى مجموعات صغيرة وأخذت تهاجم العدو وتقوم بعمليات ضده على طريقة ما يسمى الآن بحرب العصابات لأقضت بإذن الله تعالى مضاجع الكفار وألقت الرعب في قلوبهم.
وتقدم ما جاء في قصة أبي جندل بن سهيل وأبي بصير وفيها: أنه قتل أحد المشركين وانفلت منهم حتى خرج إلى سيف البحر وينفلت منهم أيضا أبو جندل ويلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي r تناشده الله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي r إليهم فأنزل الله تعالى:) وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً ((). أخرجه البخاري 2732.
وتقدم قوله تعالى:) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ
تَنْكِيلاً (().
قال عماد الدين بن كثير 2/ 367: يأمر الله تعالى عبده ورسوله r أن يباشر القتال بنفسه ومن نكل فلا عليه منه ولهذا قال تعالى:) لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ (().
ثم ذكر ما رواه ابن أبي حاتم من طريق الجراح الكندي عن أبي إسحاق قال: سألت البراء بن عازب عن الرجل يلقى مئة من العدو فيقاتل أيكون ممن يقول الله فيهم:) وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (().
قال: قد قال الله لنبيه r ) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (().
ورواه أبو محمد بن حزم في المحلى 7/ 294 من طريق شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت رجلا سأل البراء بن عازب: أرأيت لو أن رجلا حمل على الكتيبة هم ألف ألقى بيده إلى التهلكة قال البراء: لا ولكن التهلكة أن يصيب الرجل الذنب فيلقى بيده ويقول: لا توبة لي.
وأخرج: أبو داود 2512 والترمذي 2972 وصححه وابن حبان 1667 من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية والروم ملصقو ا ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقي بيديه إلى التهلكة فقال أبو أيوب: إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى:) وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (().
فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران: فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن في القسطنطينية. أه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/13)
ولذلك تارك الجهاد يهجر: قال أبو العباس بن تيمية: وجماع الهجرة هي هجرة السيئات وأهلها وكذلك هجران الدعاة إلى البدع وهجران من يخالط هؤلاء كلهم أو يعاونهم وكذلك من يترك الجهاد الذي لا مصلحة لهم بدونه فإنه يعاقب بهجرهم له لما لم يعاونهم على البر والتقوى فالزناة واللوطية وتارك الجهاد وأهل البدع وشربة الخمر هؤلاء كلهم ومخالطتهم مضرة على دين الإسلام وليس فيهم معاونة لا على بر ولا تقوى فمن لم يهجرهم كان تاركا للمأمور فاعلا للمحظور. أه. من تفسير سورة النور صفحة 42.
وأما القول: بأن المصلحة قد لا تقتضي ذلك: فأقول وبالله التوفيق: لا شك أن المصلحة في اتباع الشرع والشارع قد أمر بالجهاد ومصلحة الأخوة في الجنوب هي في إقامة الجهاد وأما إذا لم يقوموا بالجهاد فإن قوات الاحتلال يخشى أن تتمكن أكثر وهذا بالتالي يؤدي إلى إضعاف أهل السنة وتمكين الرافضة والنتيجة زيادة معاناة أهل السنة. أخرج البخاري في صحيحه 2797 من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة t قال سمعت رسول الله r يقول: ((والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزوا في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل)).
قال أبو العباس بن تيمية كما في مجموع الفتوى 28/ 353: فإن نفع الجهاد عام لفاعله ولغيره في الدين والدنيا ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة فإنه مشتمل من محبة الله تعالى والإخلاص له والتوكل عليه وتسليم النفس والمال له والصبر والزهد وذكر الله وسائر أنواع الأعمال ما لا يشتمل عليه عمل آخر والقائم به من الشخص والأمة بين إحدى الحسنيين دائما إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة فإن. الخلق لا بد لهم من محيا وممات ففيه استعمال محياهم ومماتهم في غاية سعادتهم في الدنيا والآخرة وفي تركه ذهاب السعادتين أو نقصيهما فإن من الناس من يرغب في الأعمال الشديدة في الدين أو الدنيا مع قلة منفعتها فالجهاد أنفع فيهما من كل عمل شديد وقد يرغب في ترفيه نفسه حتى يصادفه الموت فموت الشهيد أيسر من كل ميتة وهي أفضل الميتات. أ ه.
وختاما أوصي نفسي والأخوة بتقوى الله تعالى وطلب العلم الشرعي ونشره بين الناس وهذا من أعظم أنواع الجهاد وقد قال تعالى:) وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً (().
وهذه الآية مكية أي قبل أي يفرض جهاد السيف والسنان فهذا الجهاد الكبير هو جهاد الحجة والبيان كما أوصيهم بالاتصال بعلماء العراق فإن فيهم من هو من كبار أهل العلم كما هو معروف وبالله التوفيق.
كتبه
عبد الله بن الرحمان آل مجلاد
وصايا إلى إخواننا المجاهدين في العراق.
أولاً: تقوى الله، ولزوم طاعته، وكثرة مراقبته وحسن الظن به، والالتجاء والتضرع إليه وكثرة الدعاء، والتقرب إلى الله بالطاعات والنوافل.
ثانياً: الحرص الشديد على التفقه بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وتعلم العلم الشرعي، وقراءة القرآن، وتدبر معانيه، والاطلاع على أحاديث المصطفى r وأخذ الفوائد منها، وأخذ العبر والعظات من سيرة الرسول r .
ثالثاً: كثرة الذكر، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وكثرة الاستغفار والصلاة على النبي r ، والإكثار من قراءة آية الكرسي والمعوذتين.
رابعاً: العدة للجهاد فيجب على كل مسلم أن يتدرب قبل خوضه النزال، ويتعلم طرق القتال، وكيفية المجابهة، وأن يتعلم الرمي ويتقنه، ويتعلم كيفية استخدام السلاح.
خامساً: فحص السلاح وضبطه وصيانته قبل استخدامه.
سادساً: تجنب مواقع المدنيين والناس.
سابعاً: محاولة القتال مع الكافرين بطريقة الكر والفر وكما يقال: ((اضرب واهرب)) فيجب وضع الكمائن لهم وبعد ضربهم الانسحاب؛ لأن بالمجابهة تقديم خسائر؛ بسبب تطور تقنيات العدو وإمكانيتهم للمدد عن طريق الطائرات وغيرها.
ثامناً: تغيير أماكن الكر والفر حتى لا يركز العدو على إيذاء مكان كما حصل في الفلوجة.
تاسعاً: العمل بكتمان، ولزوم السرية فلا نريد أن نمكن عدونا من أحد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/14)
عاشراً: إن الجهاد في العراق الآن فرض عين على كل مكلف، وهو يتنوع إلى جهاد بالعمل وجهاد بالمال، وجهاد باللسان والقلم، والمتولي عن الجهاد مرتكب لكبيرة من الكبائر، وموبقة من الموبقات، نسأل الله السلامة.
بعض الآيات والأحاديث التي أتت تحض على الجهاد وقتال أعداء الله.
) كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ([البقرة: 216].
) وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً * الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (. [النساء: 75 - 77]
) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ([محمد: 31]
) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ([الأنفال: 65]
) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ ([محمد: 20]
) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ([آل عمران: 167]
) قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ([التوبة: 29]
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ([التوبة: 123]
) إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ([التوبة: 111]
) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ([الحج: 39]
) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (
[الصف:4]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/15)
) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ([آل عمران: 142]
) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ([التوبة: 16]
) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ([الأنفال: 57]
) فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ([محمد: 4]
) لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ([التوبة: 88]
) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ([النحل: 110]
) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ([العنكبوت: 69]
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ([المائدة: 54]
) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ * أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَأُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ([التوبة:12 - 13]
) لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً ([النساء: 95]
) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ([البقرة: 218]
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ([المائدة: 35]
) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ([الأنفال: 72]
) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ([الأنفال: 74]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/16)
) أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ([التوبة: 19 - 20]
) انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ([التوبة: 41]
) وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ([التوبة: 86]
) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ([الحج: 78]
) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ([الحجرات: 15]
) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ([البقرة: 190]
) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ([البقرة:244]
) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ([آل عمران: 195]
) إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ([التوبة: 36]
) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (
[الحديد: 10]
) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ([التوبة: 73]
) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ([العنكبوت:6]
) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ([التحريم: 9]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/17)
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ r فَقَالَ: إِنِّي سَئِمْتُ الْخَيْلَ وَأَلْقَيْتُ السِّلاحَ وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، قُلْتُ: لا قِتَالَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ r : (( الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ يَرْفَعُ اللَّهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ U وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَلا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) مسند أحمد (16351)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: ((لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)) البخاري (2583)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: ((رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا)) البخاري (2678)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r يَوْمَ الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ: ((لا هِجْرَةَ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا)) مسلم (2412)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( مَنْ رَاحَ رَوْحَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْغُبَارِ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) ابن ماجه (2765)
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: ((مَنْ أَظَلَّ رَأْسَ غَازٍ أَظَلَّهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ جَهَّزَ غَازِيًا حَتَّى يَسْتَقِلَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ حَتَّى يَمُوتَ)) أحمد (121)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا وُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَأُومِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ وَرِيحَ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَكُتِبَ لَهُ أَجْرُ الْمُرَابِطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)) أحمد (8876)
قال عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: ((كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يُجْرَى لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ حَتَّى يُبْعَثَ)) أحمد (16719)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي سَرِيَّةٍ مِنْ سَرَايَاهُ، قَالَ: فَمَرَّ رَجُلٌ بِغَارٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: فَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِأَنْ يُقِيمَ فِي ذَلِكَ الْغَارِ فَيَقُوتُهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ مَاءٍ وَيُصِيبُ مَا حَوْلَهُ مِنَ الْبَقْلِ وَيَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنِّي أَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ r فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَإِنْ أَذِنَ لِي فَعَلْتُ وَإِلاَّ لَمْ أَفْعَلْ فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِغَارٍ فِيهِ مَا يَقُوتُنِي مِنَ الْمَاءِ وَالْبَقْلِ فَحَدَّثَتْنِي نَفْسِي بِأَنْ أُقِيمَ فِيهِ وَأَتَخَلَّى مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ r : (( إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ بِالْيَهُودِيَّةِ وَلا بِالنَّصْرَانِيَّةِ وَلَكِنِّي بُعِثْتُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَغَدْوَةٌ أَوْ رَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَلَمُقَامُ أَحَدِكُمْ فِي الصَّفِّ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِهِ سِتِّينَ سَنَةً)) أحمد (21260)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/18)
عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ وَهُوَ مُرَابِطٌ عَلَى السَّاحِلِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ: ((مَنْ رَابَطَ يَوْمًا أَوْ لَيْلَةً كَانَ لَهُ كَصِيَامِ شَهْرٍ لِلْقَاعِدِ وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَجْرَى اللَّهُ لَهُ أَجْرَهُ وَالَّذِي كَانَ يَعْمَلُ أَجْرَ صَلاتِهِ وَصِيَامِهِ وَنَفَقَتِهِ وَوُقِيَ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ)) مسند أحمد (22611)
سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: ((رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ صَائِمًا لا يُفْطِرُ وَقَائِمًا لا يَفْتُرُ وَإِنْ مَاتَ مُرَابِطًا جَرَى عَلَيْهِ كَصَالِحِ عَمَلِهِ حَتَّى يُبْعَثَ وَوُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ)) أحمد (22619)
عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: ((كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنَّهُ يَنْمُو عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَأْمَنُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ)) أحمد (22825)
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( لا يَزَالُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ)) الدارمي (2325)
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَذَالَ النَّاسُ الْخَيْلَ وَوَضَعُوا السِّلاحَ، وَقَالُوا: لا جِهَادَ قَدْ وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ r بِوَجْهِهِ، وَقَالَ: ((كَذَبُوا الآنَ الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ وَلا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ وَيُزِيغُ اللَّهُ لَهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ وَيَرْزُقُهُمْ مِنْهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ وَحَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يُوحَى إِلَيَّ أَنِّي مَقْبُوضٌ غَيْرَ مُلَبَّثٍ وَأَنْتُمْ تَتَّبِعُونِي أَفْنَادًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ وَعُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ)) النسائي (3505)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِذَا شَهِدُوا وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا وَأَكَلُوا ذَبِيحَتَنَا وَصَلَّوْا صَلاتَنَا فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْهِمْ)) أحمد (12583)
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: ((رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا)) البخاري (2678)
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ: ((لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ r فَيَقُولُ: أَمِيرُهُمْ تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ: لا إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الأُمَّةَ)) مسلم (225)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ r يَقُولُ:
((مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)) البخاري (2300)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/19)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: ((مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)) الترمذي (1341)
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: ((مَنْ أُرِيدَ مَالُهُ بِغَيْرِ حَقٍّ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ)) النسائي (4020)
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ)) النسائي (4025)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: ((لا يَجْتَمِعُ كَافِرٌ وَقَاتِلُهُ فِي النَّارِ أَبَدًا)) مسلم (3506)
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ t : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ r قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((الصَّلاةُ عَلَى مِيقَاتِهَا))، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ:
((ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ))، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ((الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))، فَسَكَتُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي. البخاري (2574)
إنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ t قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ. قَالَ: ((لا أَجِدُهُ))، قَالَ: ((هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ وَلا تَفْتُرَ وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرَ))، قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ. البخاري (2577)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: ((تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ لا يُخْرِجُهُ إِلاَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ يَرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ)). البخاري (2891)
قال أَبَو هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: ((مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ يَعْنِي الْجَنَّةَ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصِّيَامِ وَبَابِ الرَّيَّانِ))، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلَى هَذَا الَّذِي يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، وَقَالَ: هَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ)). البخاري (3393)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: ((يَا أَبَا سَعِيدٍ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)) فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ: ((وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ))، قَالَ وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)) مسلم (3496)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/20)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ r مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ U ؟ قَالَ: ((لا تَسْتَطِيعُونَهُ))، قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: ((لا تَسْتَطِيعُونَهُ)) وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: ((مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ لا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلا صَلاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى)). مسلم (3490)
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r أَنَّهُ قَامَ فِيهِمْ فَذَكَرَ لَهُمْ أَنَّ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالإِيمَانَ بِاللَّهِ أَفْضَلُ اْلأَعْمَالِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( نَعَمْ إِنْ قُتِلْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ))، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( كَيْفَ))، قُلْتَ: قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قُتِلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَيُكَفِّرُ عَنِّي خَطَايَايَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( نَعَمْ وَأَنْتَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ مُقْبِلٌ غَيْرُ مُدْبِرٍ إِلاَّ الدَّيْنَ فَإِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي ذَلِكَ)). الترمذي (1634)
عَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الإِسْلامِ فَقَالَ تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ فَقَالَ تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءكَ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ فَقَالَ تُجَاهِدُ فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ وَيُقْسَمُ الْمَالُ فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ)). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : (( فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ U أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ)). النسائي (3083)(31/21)
أشكل علي هذا الحديث عن إبن عباس فمن يجيبني عليه؟؟
ـ[محب الخير]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:32 م]ـ
الحديث هو قوله عليه السلام (رأيت ربي في جنة عدن ذا شعر قطط
يلبس نعلين من ذهب) .. فهل الحديث صحيح .. وماتوجيهه لو كان صحيحا؟؟
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[26 - 04 - 04, 03:36 ص]ـ
السلام عليكم أخي
أنظر في هذه الروابط ففيها الكلام عن الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16813&goto=nextoldest
http://www.pureislam.org/montada/showthread.php?s=&threadid=246
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
فوائد من فتح البارى لابن رجب (2) اختصار الحديث (وتصرف ابن ابى شيبة) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=539)
انظر المشاركة رقم (4) وما بعدها(31/22)
ذكره ابن القيم دون إسناد، فهل من إسناد؟
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 03:02 م]ـ
ذكر الامام ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود في معرض كتاب الطهارة ان النبي صلى الله عليه و سلم مثّل بعض أشجار الجنة بشجرة في الشام تدعى الجوزة؟
هل ورد ذلك بسند صحيح او ضعيف؟ أفيدونا جزيتم خيرا ...
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 03:21 م]ـ
قال ابن القيم في حادي الأرواح ص: 115
وقال الأمام أحمد حدثنا علي بحر حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر عن يحيى بن ابي كثير عن عامر بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول جاء أعرابي إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فسأله عن الحوض وذكر الجنة ثم قال الأعرابي فيها فاكهة قال نعم وفيها شجرة تدعي طوبى فذكر شيئا لا أدري ما هو فقال أي شجر أرضنا تشبهه قال ليست تشبه شيئا من شجر أرضك
فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أتيت الشام قال لا قال تشبه شجرة بالشام تدعى ((الجوزة)) تنبت على ساق واحد وينفرش أعلاها قال ما عظم أصلها قالوا لو ارتحلت جذعة من أبل أهلك ما أحاطت باصلها حتى تنكسر تر قوتها هرما قال فيها عنب قال نعم فما عظم العنقود قال مسيرة شهر للغراب لا يقع ولا يفتر قال فما عظم الحبة قال هل ذبح أبوك تيسا من غنمه قط عظيما قال نعم قال فسلخ أهابه فأعطا دامك وقال لها أتخذي لنا منه دلوا قال نعم قال الأعرابي فإن تلك الحبة لتشبعني أنا وأهل بيتي قال نعم وعامة عشيرتك
ـ[واحد من المسلمين]ــــــــ[25 - 04 - 04, 03:37 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن ..
جزاك الله خيرا
و قد وجدته للتو في صحيح الترغيب و الترهيب للشيخ الألباني برقم 3729
وقال الألباني: صحيح لغيره(31/23)
ما قولكم بحديث عظمة الله تعالى المتداول على الألسنة؟
ـ[النذير1]ــــــــ[25 - 04 - 04, 03:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتجلى عظمة الخالق ... في الحديث القدسي الشريف
قال سبحانه وتعالى: يا ابن آدم جعلتك في بطن أمك .. و غشيت وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم
...
و جعلت وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة
الطعام .. و جعلت لك متكأ عن يمينك و متكأ عن شمالك ..
فأما الذي عن يمينك فالكبد .. و أما الذي عن شمالك فالطحال ..
و علمتك القيام و القعود في بطن أمك .. فهل يقدر على ذلك غيري؟؟
فلما أن تمّت مدتك .. و أوحيت إلى الملك بالأرحام أن يخرجك .. فأخرجك على ريشة من جناحه .. لا لك سن تقطع .. و لا يد تبطش .. و لا قدم تسعى
..
فأنبعث لك عرقين رقيقين في صدر أمك
يجريان لبنا خالصا .. حار في الشتاء و باردا في الصيف ..
و ألقيت محبتك في قلب أبويك .. فلا يشبعان حتى تشبع .. و لا يرقدان حتى ترقد .. فلما قوي ظهرك و أشتد أزرك .. بارزتني بالمعاصي في خلواتك ...
و لم تستحي مني .. و مع هذا إن دعوتني أجبتك ..
و إن سألتني أعطيتك .. و إن تبت إليّ قبلتك(31/24)
ساعدوني من فضلكم
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة المهتمون بالعلوم الحديثية
لدي بعض الأسئلة و أنتظر من حضرتكم الاستجابة ...
أولاً: ما المقصود من هذا القول لابن حجر رحمه الله:
(بمناسبة شرح حديث في الجامع الصحيح تحت باب "العشر فيما يسقى من ماء السماء والماء الجاري" في فتح الباري - ج:3 ص: 348)
"وإسناده صحيح إلى عمرو وترجمة عمرو قوية على المختار لكن حيث لا تعارض" .... ما معنى "ترجمة عمرو بن شعيب"؟. هل هو يقصد بهذه الكلمة "سند" أم "رواية" أم "والخلاصة، هو قوي مؤتمن عليه من حيث الإنتقادات الموجهة إليه تجريحا و تعديلا"؟
(مع ملاحظة أنه يستعمل هذا التعبير تحت باب الصلاة في كسوف الشمس: "والإسناد كله بصريون وترجمة الحسن عن أبي بكرة متصلة عند البخاري، منقطعة عند أبي حاتم والدارقطني" ج:2 ص: 527)
ثانيا: وجدت في موقع الوراق هذه العبارة بالبحث على كتاب "الوافي بالوفيات" للصفدي: "ابن طاهر الخزاعي: عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن أسعد ابن باذان. أسلم باذان على يد طلحة الطلحات. وكنية عبيد الله هذا أبو أحمد. وهو أخو محمد بن عبد الله. ولي عبيد الله الشرطة ببغداد في خلافة المعتز مع شرطة سر من رأى. وكان سيداً شاعراً أديباً مصنفاُ، رئيساً وإليه انتهت رياسة هذا البيت، وهو آخر من مات منهم أميراً في شهور سنة ثلاث وثلاث ماية ... ".
ولكن من المعلوم أن هناك لا يتاح لنا جلد أو صفحة للمتون. ورجائى من إخوتي الأعزاء، إن كان لديكم متوفرا هذا الكتاب، في أي مجلد وصفحة توجد هذه العبارة؟ وماذا تاريخ طبع الكتاب ومكانه؟ ومن المحقق؟
ثالثا: ما تسمية كتاب ابن حجر، أ هو "التلخيص الحبير" أم "تلخيص الحبير"؟ أيهما أصح؟ (كلاهما مستعملان في المنتدى. و ليس الكتاب موجودا لدي إلا على القرص المدمج).
رابعا: كيف يقرأ نسبة الشيخ حمزة "المليباري"؟ بفتح الميم أم بكسره؟ أرجو منكم كتابته مشكّلا تاماً.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ـ[الشاذلي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 04:19 ص]ـ
السلام عليكم
ما معنى "ترجمة عمرو بن شعيب"؟. هل هو يقصد بهذه الكلمة "سند" أم "رواية" أم "والخلاصة، هو قوي مؤتمن عليه من حيث الإنتقادات الموجهة إليه تجريحا و تعديلا"؟
ترجمة الراوي هي ذكر الإسم و سنة الميلاد و الوفاة (إن توفرت)
ثم ذكر ما قيل فيه على ألسنة علماء الجرح و التعديل
و إليك مثالاً: (ترجمة الإمام الزهري)
ــ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة القرشى الزهرى، أبو بكر المدنى
ـ
المولد:
الطبقة: 4: طبقة تلى الوسطى من التابعين
الوفاة: 125 هـ و قيل قبلها بـ شغب
روى له: خ م د ت س ق
مرتبته عند ابن حجر: الفقيه الحافظ متفق على جلالته و إتقانه
مرتبته عند الذهبي: أحد الأعلام
أقوال العلماء: قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(خ م د ت س ق): محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله
ابن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى الزهرى،
أبو بكر المدنى، سكن الشام.
قال الزبير بن بكار: و أمه من بنى الديل.
و قال خليفة بن خياط: أمه بنت أهبان بن أفصى بن عروة بن صخر بن يعمر بن نفاثة
ابن عدى بن الديل بن بكر.
و قال محمد بن سعد: أمه عائشة بنت عبد الله الأكبر بن شهاب. اهـ.
و قال المزى:
روى عن .... أبى خزامة، و قيل: عن ابن أبى خزامة (قد ت ق)، عن أبيه.
ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الرابعة من أهل المدينة.
و قال البخارى عن على ابن المدينى: له نحو ألفى حديث.
و قال أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازى: ليس فيهم أجود مسندا من الزهرى.
كان عنده ألف حديث.
و قال أبو عبيد الآجرى عن أبى داود: أسند الزهرى أكثر من ألف حديث عن الثقات،
و حديث الزهرى كله ألفا حديث و مئتا حديث، النصف منها مسند و قدر مئتين عن
الثقات، و أما ما اختلفوا عليه فلا يكون خمسين حديثا، و الاختلاف عندنا ما
تفرد قوم على شىء، و قوم على شىء.
و قال محمد بن يحيى بن أبى عمر، عن سفيان: رأيت الزهرى أحمر الرأس و اللحية
و فى حمرتها إنكفاء قليلا كأنه يجعل فيه كتما. قال: و كان الزهرى أعيمش
و عليه جميمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/25)
و قال الحميدى عن سفيان: رأيت الزهرى أحمر الرأس و اللحية فى حمرتها إنكفاء،
كأنه يجعل فيه كتما، و كان رجلا أعيمش، و رأيته حين قدم علينا مجمما.
و قال الذهلى، عن عبد الرزاق: قلت لمعمر: هل سمع الزهرى من ابن عمر؟ قال:
نعم، سمع منه حديثين.
و قال أحمد بن عبد الله العجلى: أدرك من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم أنس
ابن مالك، و سهل بن سعد، و عبد الرحمن بن أزهر، و محمود بن الربيع الأنصارى
و روى عن عبد الله بن عمر نحوا من ثلاثة أحاديث، و روى عن السائب بن يزيد.
و قال أبو بكر بن منجويه: رأى عشرة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم و كان
من أحفظ أهل زمانه و أحسنهم سياقا لمتون الأخبار، و كان فقيها فاضلا.
و قال محمد بن سعد: قالوا: و كان الزهرى ثقة، كثير الحديث و العلم و الرواية
فقيها جامعا.
و قال سعيد بن عبد العزيز، عن الزهرى: جالست سعيد بن المسيب ست سنين.
و قال عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهرى: جالست سعيد بن المسيب ثمان سنين تمس
ركبتى ركبته.
و قال ابن وهب، عن مالك، عن الزهرى: جلست إلى سعيد بن المسيب ثمان سنين.
و قال عبد الرحمن بن مهدى، عن مالك، عن الزهرى: جالسته عشر سنين كيوم واحد.
و قال إبراهيم بن سعد، عن أبيه: ما سبقنا ابن شهاب بشىء من العلم إلا أنه كان
يشد ثوبه عند صدره، و يسأل عما يريد، و كنا تمنعنا الحداثة.
و قال عبد الرحمن بن أبى الزناد عن أبيه: كنت أطواف أنا، و ابن شهاب، و مع
ابن شهاب الألواح و الصحف. قال: و كنا نضحك به.
زاد فى رواية: قال: و قال الزهرى: لولا أحاديث سالت علينا من المشرق ننكرها
لا نعرفها ما كتبت حديثا و لا أذنت فى كتابة.
و فى رواية قال: كنا نكتب الحلال و الحرام، و كان ابن شهاب يكتب كل ما سمع
فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس.
و قال إبراهيم بن سعد، عن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام:
كان ابن شهاب يختلف إلى الأعرج، و كان الأعرج يكتب المصاحف، فيسأله عن الحديث
ثم يأخذ قطعة ورق فيكتب فيها، ثم يتحفظه، فإذا حفظ الحديث مزق الرقعة.
و قال معمر، عن صالح بن كيسان: كنت أطلب العلم أنا و الزهرى، قال: فقال:
نكتب السنن. قال: فكتبنا ما جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال: تعال
نكتب ما جاء عن الصحابة. قال: فكتب و لم أكتب فأنجح و ضيعت.
و قال ابن وهب عن الليث: كان ابن شهاب يقول: ما استودعت قلبى شيئا قط فنسيته
قال: و كان يكره أكل التفاح و سؤر الفأر، و يقول: إنه ينسى.
قال: و كان يشرب العسل، و يقول: إنه يذكر.
و قال أحمد بن سنان القطان عن عبد الرحمن بن مهدى: سمعت مالك بن أنس يقول:
حدث الزهرى يوما بحديث، فلما قام قمت فأخذت بعنان دابته فاستفهمته. قال:
تستفهمنى؟ ما استفهمت عالما قط و لا رددت شيئا على عالم قط.
قال: فجعل عبد الرحمن بن مهدى يعجب يقول: فذيك الطوال، و تلك المغازى!
و قال عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهرى: ما استعدت حديثا قط، و لا شككت فى
حديث إلا حديثا واحدا، فسألت صاحبى فإذا هو كما حفظت.
و قال يزيد بن السمط، عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل: لم يكن للزهرى كتاب
إلا كتاب فيه نسب قومه.
و قال النسائى: أحسن أسانيد تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة،
منها: الزهرى عن على بن الحسين، عن الحسين بن على، عن على بن أبى طالب، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، و الزهرى، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
ابن مسعود، عن ابن عباس، عن عمر، عن النبى صلى الله عليه وسلم. و أيوب عن
محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن على، عن النبى صلى الله عليه وسلم، و منصور عن
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبى صلى الله عليه وسلم.
و قال سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار: ما رأيت أنص للحديث من الزهرى،
و ما رأيت أحدا الدينار و الدرهم أهون عليه منه. ما كانت الدنانير و الدراهم
عنده إلا بمنزلة البعر.
و قال الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة: قلت لعراك بن مالك: من أفقه أهل
المدينة؟
قال: أما أعلمهم بقضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم و قضايا أبى بكر، و عمر
و عثمان، و أفقههم، و أعلمهم بما مضى من أمر الناس فسعيد بن المسيب، و أما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/26)
أغزرهم حديثا فعروة بن الزبير و لا تشأ أن تفجر من عبيد الله بن عبد الله بحرا
إلا فجرته. قال عراك: و أعلمهم جميعا عندى محمد بن شهاب، لأنه جمع علمهم
إلى علمه.
و قال عبد الرزاق عن معمر: قال عمر بن عبد العزيز لجلسائه: هل تأتون ابن شهاب
قالوا: إنا لنفعل. قال: فائتوه فإنه لم يبق أحد أعلم بسنة ماضية منه.
قال معمر: و إن الحسن و ضرباءه لأحياء يومئذ.
و قال عمرو بن أبى سلمة: سمعت سعيد بن عبد العزيز يحدث عن مكحول. قال: ما
بقى على ظهرها أحدا أعلم بسنة ماضية من الزهرى.
و قال أبو صالح، عن الليث بن سعد: ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب، و لا
أكثر علما منه. لو سمعت ابن شهاب يحدث فى الترغيب لقلت لا يحسن إلا هذا، و إن
حدث عن العرب و الأنساب قلت: لا يحسن إلا هذا، و إن حدث عن القرآن و السنة
كان حديثه نوعا جامعا.
و قال سعيد بن أبى مريم، عن الليث بن سعد: قلت لابن شهاب: يا أبا بكر لو
وضعت للناس هذه الكتب و دونته فتفرغت، فقال: ما نشر أحد من الناس هذا العلم
نشرى و لا بذله بذلى، قد كان عبد الله بن عمر يجالس فلا يجترىء عليه أحد
يسأله عن حديث حتى يأتيه إنسان فيسأله فيهيجه ذلك على الحديث أو يبتدىء هو
الحديث، و كنا نجالس سعيد بن المسيب لا نسأله عن حديث حتى يأتى إنسان فيسأله
فيهيجه ذلك فيحدث بالحديث أو يبتدىء هو من عند نفسه فيحدث به.
و قال عبد الرحمن بن مهدى، عن وهيب بن خالد: سمعت أيوب يقول: ما رأيت أحدا
أعلم من الزهرى. فقال له صخر بن جويرية: و لا الحسن؟ فقال: ما رأيت أعلم من
الزهرى.
و قال عبد الرزاق: سمعت عبيد الله بن عمر يقول: لما نشأت و أردت أن أطلب
العلم جعلت آتى أشياخ آل عمر رجلا رجلا و أقول: ما سمعت من سالم؟ فكلما أتيت
رجلا منهم قال: عليك بابن شهاب فإن ابن شهاب كان يلزمه.
قال: و ابن شهاب حينئذ بالشام.
و قال سفيان بن عيينة: قال أبو بكر الهذلى: قد جالست الحسن، و ابن سيرين،
فما رأيت أحدا أعلم منه ـ يعنى الزهرى.
و قال عبد الملك بن الماجشون، عن إبراهيم بن سعد: قلت لأبى: بما فاقكم
الزهرى؟ قال: كان يأتى المجالس من صدورها و لا يأتيها من خلفها، و لا يبقى
فى المجلس شابا إلا ساءله و لا كهلا إلا ساءله، و لا فتى إلا ساءله، ثم يأتى
الدار من دور الأنصار فلا يبقى فيها شابا إلا ساءله، و لا كهلا إلا ساءله،
و لا عجوزا إلا سائلها، و لا كهلة إلا سائلها حتى يحاول ربات الحجال.
و قال هشام بن عمار: أخبرنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أن هشام بن
عبد الملك سأل الزهرى أن يملى على بعض ولده شيئا من الحديث، فدعا بكاتب و أملى
عليه أربع مئة حديث، فخرج الزهرى من عند هشام، فقال: أين أنتم يا أصحاب
الحديث؟ فحدثهم بتلك الأربع مئة، ثم لقى هشاما بعد شهر أو نحوه، فقال للزهرى
إن ذلك الكتاب قد ضاع. قال: لا عليك، فدعا بكاتب فأملاها عليه ثم قابل هشام
بالكتاب الأول فما غادر حرفا.
و قال أبو إسماعيل الترمذى عن إسماعيل بن أبى أويس: سمعت خالى مالك بن أنس
يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم، لقد أدركنا فى هذا
المسجد سبعين. و أشار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن يقول: قال
فلان، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أخذت عنهم شيئا، و إن أحدهم لو
ائتمن على بيت مال لكان به أمينا لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، و يقدم
علينا محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى و هو شاب فنزدحم على بابه.
و قال عبد الرزاق، عن معمر: ما رأيت مثل حماد بن أبى سليمان فى الفن الذى هو
فيه، و لا رأيت مثل الزهرى فى الفن الذى هو فيه.
و قال يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن الزهرى: إن للعلم غوائل فمن
غوائله أن يترك العالم حتى يذهب علمه و من غوائله النسيان، و من غوائله الكذب
فيه و هو أشد غوائله.
و قال معمر، عن الزهرى: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب.
و قال سفيان بن عيينة، عن الزهرى: إعادة الحديث أشد من نقل الصخر.
و قال محمد بن ثور، عن معمر: سمعت الزهرى يقول: القراءة على العالم و السماع
منه سواء.
و قال أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر: كنت أرى الزهرى يعطى الكتاب فلا يقرأه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/27)
و لا يقرأ عليه، فيقال له: نروى هذا عنك؟ فيقول: نعم.
و قال إبراهيم بن أبى سفيان القيسرانى، عن الفريابى: سمعت سفيان الثورى
يقول: أتيت الزهرى فتثاقل على، فقلت له: لو أنك أتيت أشياخنا فصنعوا بك مثل
هذا، فقال كما أنت، و دخل فأخرج إلى كتابا، فقال: خذ هذا فاروه عنى فما
رويت عنه حرفا.
و قال إبراهيم بن المنذر الحزامى، عن داود بن عبد الله بن أبى الكرام الجعفرى
سمعت مالك بن أنس يقول: كان ابن شهاب من أسخى الناس، فلما أصاب تلك الأموال
قال له مولى له و هو يعظه: قد رأيت ما مر عليك من الضيق و الشدة، فانظر كيف
يكون، و أمسك عليك مالك، فقال له ابن شهاب: ويحك إنى لم أر السخى تنفعه
أو تحكمه التجارب.
و مناقبه و فضاله كثيرة جدا.
قال أبو زرعة الدمشقى عن عبد الرحمن بن إبراهيم، و أحمد بن صالح المصرى:
مولده سنة خمسين من التأريخ.
و قال أبو داود عن أحمد بن صالح: يقولون مولده سنة خمسين.
و قال خليفة بن خياط: ولد سنة إحدى و خمسين.
و قال يحيى بن بكير: مولده سنة ست و خمسين.
و قال الواقدى: مولده سنة ثمان و خمسين، فى آخر خلافة معاوية، و هى السنة
التى مات فيها عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم.
و قال ضمرة بن ربيعة: مات سنة ثلاث و عشرين و مئة.
و كذلك قال رباح بن خالد، عن سفيان بن عيينة.
و قال يحيى بن سعيد القطان، و يحيى بن معين: مات سنة ثلاث أو أربع و عشرين
و مئة.
و قال أبو عبيد: مات سنة ثلاث، و يقال: سنة أربع و عشرين و مئة،
قال: و هذا أثبت من قول من قال سنة ثلاث و عشرين.
و قال إبراهيم بن سعد، و ابن أخى الزهرى، و الهيثم بن عدى، و الواقدى،
و خليفة بن خياط، و على ابن المدينى، و أبو نعيم، و يحيى بن بكير، و عمرو
ابن على، و محمد بن المثنى، و محمد بن سعد، و أبو عمر الضرير، و غيرهم:
مات سنة أربع و عشرين و مئة.
و كذلك قال محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى، و غير واحد عن سفيان بن عيينة.
زاد الواقدى، و غيره: لسبع عشرة مضت من رمضان، و هو ابن اثنتين و سبعين.
و قال الزبير بن بكار: مات بشغب فى أمواله بها ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من
رمضان سنة أربع و عشرين و مئة، و هو ابن اثنتين و سبعين سنة.
و قال عبيد الله بن عمرو الرقى، و أبو مسهر، و الحسن بن محمد بن بكار بن بلال
و أبو سعيد بن يونس: مات سنة خمس و عشرين و مئة.
زاد أبو سعيد: فى رمضان.
و قال محمد بن سعد، عن الحسين بن أبى السرى العسقلانى: رأيت قبر الزهرى
بأداما و هى خلف شغب و بدا و هى أول عمل فلسطين و آخر عمل الحجاز، و بها ضيعة
الزهرى التى كان فيها، و رأيت قبره مسنما مجصصا أبيض.
روى له الجماعة. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 9/ 450:
قال أحمد بن حنبل: ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر ; إنما يقول الزهرى:
كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث، فيقول معمر و أسامة عنه: سمعت عبد الرحمن،
و لم يصنعا عندى شيئا.
و قال ابن أبى حاتم: حدثنا على بن الحسين قال: قال أحمد بن صالح: لم يسمع
الزهرى من عبد الرحمن بن كعب بن مالك، إنما يروى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
كعب.
و قال: إنى لم أختلف أنا و أبو زرعة و جماعة أصحابنا أن الزهرى لم يسمع من
أبان بن عثمان، قيل له: فإن محمد بن يحيى النيسابورى كان يقول: قد سمع؟
فقال: محمد بن يحيى كان بابه السلامة، الزهرى لم يسمع من أبان شيئا لأنه لم
يدركه ..... قد أدركه و أدرك من هو أكبر منه، و لكن لا يثبت له السماع من عروة
، و إن كان قد سمع ممن هو أكبر منه، غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك،
و اتفاقهم على الشىء يكون حجة.
و عن أحمد قال: لم يسمع الزهرى من عبد الله بن عمر.
و قال أبو حاتم: لا يصح سماعه من ابن عمر و لا رآه، و رأى عبد الله بن جعفر،
و لم يسمع منه.
و عن ابن معين قال: ليس للزهرى عن ابن عمر رواية.
و قال الذهلى: لم يسمع من مسعود بن الحكم.
و قال أبو حاتم: لم يسمع من حصين بن محمد السالمى.
و قال الدارقطنى: لم يصح سماعه من أم عبد الله الدوسية.
و قال ابن المدينى: حديثه عن أبى رهم عندى غير متصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/28)
و قال أحمد بن سنان: كان يحيى بن سعيد: لا يرى إرسال الزهرى و قتادة شيئا،
و يقول: هو بمنزلة الريح، و يقول: هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشىء
علقوه.
و قال الذهلى: لست أدفع رواية معمر عن الزهرى أنه شهد سالما و عبد الله بن عمر
مع الحجاج فى الحج، فقد روى ابن وهب عن عبد الله العمرى، عن الزهرى نحوه.
و روى عنبسة عن يونس، عن ابن شهاب قال: وفدت إلى مروان و أنا محتلم.
قلت: رواية معمر التى أشار إليها أخرجها عبد الرزاق فى " مصنفه " عنه و لفظه:
كتب عبد الملك إلى الحجاج أن اقتد بابن عمر فى المناسك، فأرسل إليه الحجاج يوم
عرفة: إذا أردت أن تروح فآذنا، فراح هو و سالم و أنا معهما.
و قال فى آخره: قال ابن شهاب: و كنت صائما فلقيت من الحر شدة. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
شيوخ الراوي: قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عن:
أبان بن عثمان بن عفان (سى)
إبراهيم بن عبد الله بن حنين (د ت س)
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (ق)
إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبى وقاص (م)
أنس بن مالك (خ م د ت س ق)
أويس بن أبى أويس (س) (إن كان محفوظا)
ثابت بن قيس الزرقى (بخ د سى ق)
ثعلبة بن أبى مالك القرظى (خ كد)
جابر بن عبد الله (د) (يقال: مرسل)
جعفر بن عمرو بن أمية الضمرى (خ م ت س ق)
حبيب مولى عروة بن الزبير (م د س)
حرملة مولى أسامة بن زيد (خ)
الحسن بن محمد ابن الحنفية (خ م كد س ق)
حصين بن محمد الأنصارى السالمى (خ م سى)
حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
حفص بن عمر بن سعد القرظ (مد)
حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (خ م د ت س ق)
حميد بن عبد الرحمن بن عوف (خ م د ت س ق)
حنظلة بن على الأسلمى (م)
خارجة بن زيد بن ثابت (خ د ت س)
خالد بن أسلم (خت خد ق)
خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد (م)
رافع بن خديج (س) (مرسل)
الربيع بن سبرة بن معبد الجهنى (م د)
ربيعة بن عباد الديلى (و له صحبة)
سالم بن عبد الله بن عمر (خ م د ت س ق)
السائب بن يزيد (خ م د ت س ق)
سحيم مولى بنى زهرة (س)
سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان (م)
سعيد بن المسيب (خ م د ت س ق)
سلمان أبى عبد الله الأغر (خ م د ت س ق)
سليمان بن أرقم (د ت س) (و هو أصغر منه)
سليمان بن يسار (خ م د ت س ق)
سنان بن أبى سنان (خ م ت س)
سنين أبى جميلة (خ كد كن)
سهل بن سعد الساعدى (خ م د ت س ق)
صالح بن عبد الله بن أبى فروة (ق)
صفوان بن عبد الله بن يعلى بن أمية (س ق)
صفوان بن يعلى بن أمية
الضحاك الهمدانى المشرقى (خ م ص)
ضمرة بن عبد الله بن أنيس الجهنى (د س)
طارق بن مخاشن (د سى)
طاووس بن كيسان (س)
طلحة بن عبد الله بن عوف (خ ت س ق)
عامر بن سعد بن أبى وقاص (خ م د ت س ق)
أبى الطفيل عامر بن واثلة (م ق)
عباد بن تميم (خ م د ت س ق)
عباد بن زياد (م د س)
عبادة بن الصامت (س) (مرسل)
عبد الله بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (س ق)
عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (خ م ت ق)
عبد الله بن ثعلبة بن صعير (خ د س)
عبد الله بن الحارث بن نوفل (م د ت س) (و قيل: لم يسمع منه)
عبد الله بن صفوان بن أمية (ق)
عبد الله بن عامر بن ربيعة (خ م كد)
عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل (م س)
عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (ت س)
عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر الزهرى (د)
عبد الله بن عمر بن الخطاب (س) (يقال: سمع منه حديثين)
عبد الله بن كعب بن مالك (خ م د س ق)
عبد الله بن محمد ابن الحنفية (خ م كد ت س ق)
عبد الله بن محيريز الجمحى (خ م)
عبد الله بن وهب بن زمعة (ق) (و قيل:)
وهب بن عبْد زمعة (ق)
عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب (خ م د س)
عبد الرحمن بن أزهر الزهرى (د)
عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك (خ م د س)
عبد الرحمن بن عبْد القارى (ق)
عبد الرحمن بن كعب بن مالك (خ د ت س ق)
عبد الرحمن بن ماعز (ت س) (و قيل:)
محمد بن عبد الرحمن بن ماعز (س ق)
عبد الرحمن بن مالك بن مالك بن جعشم المدلجى (خ ق)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/29)
عبد الرحمن بن هرمز الأعرج (خ م د ت س ق)
عبد الرحمن بن هنيدة (قد)
عبد الكريم بن الحارث المصرى
عبد الملك بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (خ م د س)
عبيد الله بن أبى رافع (د)
عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصارى (ت)
عبيد الله بن عبد الله بن أبى ثور (خ م ت س)
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (خ م د ت س ق)
عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (خ م د س ق)
عبيد الله بن عياض المدنى (خ)
عُبيد بن السباق (خ م د ت س ق)
عثمان بن إسحاق بن خرشة (د ت س ق)
عروة بن الزبير (خ م د ت س ق)
عطاء بن أبى رباح (خ م د س)
عطاء بن يزيد الليثى (خ م د ت س ق)
عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع (م)
عقبة بن سويد الأنصارى
علقمة بن وقاص الليثى (خ م د ت س)
على بن الحسين بن على بن أبى طالب (خ م د ت س ق)
على بن عبد الله بن عباس (م ق)
عمارة بن أكيمة الليثى (ر د ت س ق)
عمارة بن أبى حسن المازنى (سى)
عمارة بن خزيمة بن ثابت (د س)
عمر بن ثابت الخزرجى (م ت)
عمر بن عبد العزيز (م س)
عمر بن محمد بن جبير بن مطعم (خ)
عمرو بن أبان بن عثمان بن عفان (د)
عمرو بن أبى سفيان بن أسيد بن جارية الثقفى (م)
عمرو بن سليم الزرقى (سى)
عمرو بن شعيب (عخ) (و هو أصغر منه، لكنه مات قبله)
عمرو بن عبد الله بن أنيس الجهنى (س)
عمرو بن عبد الرحمن بن أمية (ابن أخى يعلى بن أمية) (س)
عنبسة بن سعيد بن العاص (خ د)
عوف بن الحارث بن الطفيل (خ)
عياض بن خليفة (بخ)
عيسى بن طلحة بن عبيد الله (بخ)
القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق (خ م د س)
قبيصة بن ذؤيب (خ م د ت س)
كثير بن العباس بن عبد المطلب (خ م د س)
مالك بن أوس بن الحدثان (خ م د ت س ق)
المحرر بن أبى هريرة (ق)
محمد بن جبير بن مطعم (خ م د ت س ق)
محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ (س)
محمد بن أبى سفيان بن العلاء بن جارية الثقفى (ت)
محمد بن سويد الفهرى (س)
محمد بن عباد بن جعفر المخزومى
محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل (ت س)
محمد بن عبد الله بن عباس (س)
محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان (د)
محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن نوفل (خت م س)
محمد بن عروة بن الزبير (مد ت)
محمد بن المنكدر (م) (و هو من أقرانه)
محمد بن النعمان بن بشير (خ م ت س ق)
محمود بن الربيع (خ م د ت س ق)
محمود بن لبيد (ق)
مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهرى (أبيه)
المطلب بن عبد الله بن حنطب
نافع بن أبى أنس (خ م س)
نافع بن جبير بن مطعم (م س)
نافع مولى ابن عمر
نافع مولى أبى قتادة (خ م)
نبهان مولى أم سلمة (د ت س ق)
نملة بن أبى نملة الأنصارى (د)
الهيثم بن أبى سنان المدنى (خ)
يحيى بن سعيد بن العاص (بخ م)
يحيى بن عروة بن الزبير (خ م)
يزيد بن الأصم (م)
يزيد بن هرمز (د س)
يزيد بن وديعة الأنصارى
أبى الأحوص مولى بنى ليث (د ت س ق)
أبى إدريس الخولانى (خ م د ت س ق)
أبى أمامة بن سهل بن حنيف (خ م د س ق)
أبى بكر بن سليمان بن أبى حثمة (خ م د ت س)
أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (خ م د ت س ق)
أبى بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر (م د ت س)
أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (مد س)
أبى حميد مولى مسافع (ق)
أبى خزامة (و قيل عن:)
ابن أبى خزامة (قد ت ق) (عن أبيه)
أبى سلمة بن عبد الرحمن (خ م د ت س ق)
أبى سنان الدؤلى (د س ق)
أبى عُبيد مولى ابن أزهر (خ م د ت س ق)
أبى عبيدة بن عبد الله بن زمعة (م س ق)
أبى عثمان بن سنة الخزاعى (س فق)
أبى هريرة (ت) (مرسل)
عمرة بنت عبد الرحمن (خ م د ت س ق)
هند بنت الحارث الفراسية (خ د ت س ق).
تلاميذ الراوي: قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عنه:
أبان بن صالح (س)
إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع (خت)
إبراهيم بن سعد الزهرى (خ م د س ق)
إبراهيم بن أبى عبلة (س)
إبراهيم بن نشيط الوعلانى (س)
إبراهيم بن يزيد الخوزى
أسامة بن زيد الليثى (د ت ق)
إسحاق بن راشد الجزرى (خ ت س ق)
إسحاق بن عبد الله بن أبى فروة (ت ق)
إسحاق بن يحيى الكلبى العوصى (خت)
إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة (س)
إسماعيل بن أمية (د س)
أيوب بن موسى (س)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/30)
أيوب السختيانى (س)
برد بن سنان الشامى (د ت س)
بكر بن سوادة الجذامى (س)
بكر بن وائل (م د ت س ق)
بكير بن عبد الله بن الأشج
ثابت بن ثوبان
ثعلبة بن سهيل (ت)
جبير بن أبى صالح (بخ)
جعفر بن برقان (د ت س ق)
جعفر بن ربيعة (د ق) (فيما كتب إليه)
جويرية بن أسماء
الحارث بن فضيل (س ق)
الحجاج بن أرطاة (د ق) (و قيل: لم يسمع منه)
حفص بن حسان (س) و قيل: ابن حيان
أبو معيد حفص بن غيلان (س)
حفص بن الوليد الحضرمى (س)
حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف (س)
أبو صخر حميد بن زياد الخراط
حميد بن قيس الأعرج (د ق)
خالد بن يزيد المصرى
دويد بن نافع (د س ق)
الربيع بن حظيان
ربيعة بن أبى عبد الرحمن
روح بن جناح
زمعة بن صالح (م ق)
زياد بن سعد (خ م د ت س)
زيد بن أسلم
زيد بن أبى أنيسة (ت)
سالم الأفطس (سى)
سعد بن سعيد الأنصارى (بخ)
سعيد بن بشير (د)
سعيد بن عبد العزيز (س)
سعيد بن أبى هلال (س)
سفيان بن حسين (خت د ت س ق)
سفيان بن عيينة (خ م د ت س ق)
سليمان بن أرقم (مد ت س)
سليمان بن داود الخولانى (مد س)
أبو سلمة سليمان بن سليم الكنانى (س)
سليمان بن كثير العبدى (خت م د س ق)
سليمان بن أبى كريمة
سليمان بن موسى (د ت س)
سهيل بن أبى صالح (د)
شعيب بن أبى حمزة (خ م د ت س ق)
صالح بن أبى الأخضر (د ت س ق)
صالح بن كثير (مد)
صالح بن كيسان (خ م د ت س ق)
صدقة بن يسار (س)
صفوان بن سليم
ضرار بن عمرو الملطى
عبد الله بن بديل
عبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (د ت س)
عبد الله بن دينار
عبد الله بن زياد بن سمعان (مد ق)
عبد الله بن عبد الرحمن الجمحى (ت)
عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى
عبد الله بن محمد بن عقيل
عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهرى (أخوه) (م)
عبد الجليل بن حميد اليحصبى (س)
عبد الرحمن بن إسحاق المدنى (خت م د س ق)
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبى ربيعة (د)
عبد الرحمن بن حسان الكنانى
عبد الرحمن بن خالد بن مسافر (خ م مد ت س)
عبد الرحمن بن عبد العزيز الأمامى (م)
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعى (خ م د ت س ق)
عبد الرحمن بن نمر (خ م د س)
عبد الرحمن بن يزيد بن تميم
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
عبد السلام بن أبى الجنوب (ق)
عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون (خ)
عبد الملك بن جريج (خ م د ت س ق)
عبد الوهاب بن أبى بكر (د س)
عبيد الله بن أبى زياد الرصافى (خت)
عبيد الله بن عمر العمرى (م س)
عتبة بن أبى حكيم (ت)
عثمان بن أبى رواد (خ)
عثمان بن عبد الرحمن الوقاصى (ت)
عثمان بن عمر بن موسى التيمى (خت ق)
عراك بن مالك (س) (و هو من أقرانه)
عطاء بن أبى رباح (و هو من شيوخه)
عقيل بن خالد الأيلى (خ م د ت س ق)
عكرمة بن خالد المخزومى
عمارة بن أبى فروة (س ق)
عمر بن عبد العزيز (و هو من شيوخه)
عمر بن يزيد النصرى
عمرو بن الحارث المصرى (م د س)
عمرو بن دينار (خ م ت س ق) (و هو من أقرانه)
عمرو بن شعيب (س)
العلاء بن الحارث (س)
عياض بن عبد الله الفهرى (د)
فليح بن سليمان (خ م د)
القاسم بن هزان الخولانى الدارانى
قتادة بن دعامة
قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل (د ت س ق)
الليث بن سعد (خ م د ت س ق)
مالك بن أنس (خ م د ت س ق)
محمد بن إسحاق بن يسار (خت د)
محمد بن الحجاج بن أبى فتلة الخولانى
محمد بن أبى حفصة (خ م مد س)
محمد بن صالح التمار (د ت ق)
محمد بن عبد الله بن أبى عتيق (خ د ت س)
محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب الزهرى (ابن أخيه) (خ م د ت س ق)
محمد بن عبد الرحمن بن أبى ذئب (خ م د س ق)
محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة (س)
أبو جعفر محمد بن على بن الحسين (و هو من أقرانه)
محمد بن على بن شافع (س)
محمد بن عمرو بن حلحلة (خ م د س)
محمد بن المنكدر
محمد بن الوليد الزبيدى (خ م د س ق)
مرزوق بن أبى الهذيل (صد ق)
مسرة بن معبد اللخمى (مد)
معاوية بن سلام (س)
معاوية بن يحيى الصدفى (ت ق)
معقل بن عبيد الله الجزرى (م مد س)
معمر بن راشد (خ م د ت س ق)
منصور بن المعتمر (خ م)
موسى بن عقبة (خ س)
موسى بن على بن رباح اللخمى (س)
موسى بن عمير القرشى
موسى بن يسار الدمشقى
أبو سهيل نافع بن مالك بن أبى عامر
النعمان بن راشد الجزرى (خت م د ت س ق)
النعمان بن المنذر الدمشقى (س)
هشام بن سعد (د ق)
هشام بن عروة (م)
هشيم بن بشير (ت س)
هلال بن رداد الطائى (خت)
الوليد بن محمد الموقرى (ت ق)
يحيى بن سعيد الأنصارى (خ)
يزيد بن أبى حبيب المصرى (م) (فيما كتب إليه)
يزيد بن رومان (س)
يزيد بن زياد الدمشقى (ت ق)
يزيد بن عبد الله بن الهاد (م س)
يزيد بن يزيد بن جابر
يعقوب بن عتبة الثقفى (س)
يوسف بن يعقوب بن الماجشون (م س)
يونس بن يزيد الأيلى (خ م د ت س ق)
أبو أويس المدنى (م كد)
أبو أيوب (س)
أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبى وقاص الزهرى (س)
أبو الزبير المكى (و هو من أقرانه)
أبو سلمة العاملى (ق)
أبو على بن يزيد الأيلى (د ت) (أخو يونس بن يزيد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/31)
ـ[أبو زُلال]ــــــــ[28 - 04 - 04, 10:12 م]ـ
أخي الشاذلي،
أنا لست ممن جهل معنى "ترجمة الراوي". ولكن هناك نكتة أخرى. إن الحافظ ابن حجر يستعمل التعبير على عكس المألوف! وإلا فشرحه غزير بذكر "الترجمة" التي ضربت لها مثلا. لنتفكر الجملة كاملة ...(31/32)
هل ورد دعاء بعد الجماع مع المسح غلى بطن الزوجة ليكون المولود ذكرا
ـ[ابوهيثم]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:56 م]ـ
السلام عليكم
كما قرأتم العنوان قال احدهم انه مجرب؟
المطلوب من المشايخ ذكر الدعاء واهم من ذلك ثبوته من عدمه
والسلام
- -
ـ[ابوهيثم]ــــــــ[29 - 04 - 04, 06:00 م]ـ
للرفع
-
ـ[ابوهيثم]ــــــــ[10 - 05 - 04, 07:13 م]ـ
لا زلت انتظر الجواب الشافي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 05 - 04, 07:55 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم يثبت في السنة حديث صحيح في هذا الأمر.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[11 - 05 - 04, 11:42 م]ـ
أخي أبو هيثم.
ورد هذا الفعلُ في كتبِ الرافضةِ، وهو من خرافاتهم التي لا تنتهي، وإليك النصوص من كتبهم. واسمح لي على بعضِ الأمورِ التي ستذكر فيما ننقل.
الحسن الطبرسي في (مكارم الاخلاق) نقلا من كتاب (نوادر الحكمة) عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: دخل رجل عليه، فقال: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولد لي ثمان بنات رأس على رأس، ولم أر قطّ ذكراً، فقال الصادق (عليه السلام): إذا أردت المواقعة وقعدت مقعد الرجل من المرأة فضع يدك اليمنى على يمين سرة المرأة، واقرأ: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرات ثم واقع أهلك فإنك ترى ما تحب، وإذا تبينت الحمل فمتى ما انقلبت من الليل فضع يدك يمنة سرتها واقرأ: (إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات. قال الرجل: ففعلت فولد لي سبع ذكور رأس على رأس، وقد فعل ذلك غير واحد فرزقوا ذكورة.
مكارم الاخلاق: 225.
وسائل الشيعة - الجزء الحادي والعشرين -
كتاب النكاح -باب استحباب الصلاة والدعاء لمن أراد أن يحبل له -ص270 - ص 289
ـ محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن (الحسن بن سعيد) (1)، أنه دخل على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال له ابن غيلان: بلغني أن من كان له حمل فنوى أن يسميه محمدا ولد له غلام، ثم سماه عليا فقال: علي محمد، ومحمد علي، شيئا واحدا فقال: من كان له حمل فنوى أن يسميه عليا ولد له غلام، قال: إني خلفت امرأتي وبها حمل فادع الله أن يجعله غلاما، فأطرق إلى الارض طويلا ثم رفع رأسه فقال له: سمه عليا فإنه أطول لعمره، ودخلنا مكة فوافانا كتاب من المدائن أنه ولد له غلام.
الكافي 6: 11 | 2.
الفقيه 1: 119 | 572
وسائل الشيعة - الجزء الحادي والعشرين -
كتاب النكاح -باب استحباب الصلاة والدعاء لمن أراد أن يحبل له -ص270 - ص 289
[27343] 2] وعنه، عن أحمد، عن ابن أبي نجران، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا كان بامرأة أحدكم حمل فأتى لها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ آية الكرسي وليضرب على جنبها وليقل: اللهم إني قد سميته محمدا، فانه يجعله غلاما فإن وفى بالاسم بارك الله فيه، وإن رجع عن الاسم كان لله فيه الخيار، إن شاء الله أخذه وإن شاء تركه.
الكافي 6: 11 | 1.
وسائل الشيعة - الجزء الحادي والعشرين -
كتاب النكاح -باب استحباب الصلاة والدعاء لمن أراد أن يحبل له -ص270 - ص 289
[27344] 3 ـ وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما من رجل يحبل له حبل فنوى أن يسميه محمدا إلا كان ذكرا إن شاء الله، وقال: ههنا (1) ثلاثة كلهم محمد محمد محمد.
ـ الكافي 6: 11 | 3.
وسائل الشيعة - الجزء الحادي والعشرين -
كتاب النكاح -باب استحباب الصلاة والدعاء لمن أراد أن يحبل له -ص270 - ص 289
[27345] 4 ـ وقال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) في حديث آخر: يأخذ بيدها ويستقبل بها القبلة عند الاربعة أشهر ويقول: اللهم إني سميته محمدا، ولد له غلام، فإن حول اسمه أخذ منه.
الكافي 6: 11 | 3
وسائل الشيعة - الجزء الحادي والعشرين -
كتاب النكاح -باب استحباب الصلاة والدعاء لمن أراد أن يحبل له -ص270 - ص 289
[27346] 5 ـ وعن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان له حمل فنوى أن يسميه محمدا أو عليا ولد له غلام.
الكافي 6: 12 | 4.
وسائل الشيعة - الجزء الحادي والعشرين -
كتاب النكاح -باب استحباب الصلاة والدعاء لمن أراد أن يحبل له -ص270 - ص 289
[27347] 6 ـ وعنهم، عن سهل، عن موسى بن جعفر، عن عمرو بن سعيد، عن محمد بن عمر ـ في حديث ـ أنه قال لابي الحسن (عليه السلام): ولد لي غلام فقال: سميته؟ قلت: لا، قال: سمه عليا، فإن أبي كان إذا أبطأت عليه جارية من جواريه قال لها: يافلانة إنوي عليا، فلا تلبث أن تحمل فتلد غلاما
الكافي 6: 10 | 11.
وسائل الشيعة - الجزء الحادي والعشرين -
كتاب النكاح -باب استحباب الصلاة والدعاء لمن أراد أن يحبل له -ص270 - ص 289
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/33)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 05 - 04, 09:59 ص]ـ
جزى الله الشيخ عبدالله زقيل خير الجزاء
وأخزى الله الرافضة وأذلهم، فهم وراء كل بلية وخرافة.(31/34)
هشام بن عمار، شيخ البخاري!!
ـ[أبو هنّاد]ــــــــ[26 - 04 - 04, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود من أحد طلبة العلم اجابتي على ما لدي من تساؤل:
هشام بن عمار، شيخ البخاري، قال عنه أبو داود أنه روى 400 حديث لا أصل له.
كيف نقبل حديث استحلال الحر والحرير والخمر والمعازف الذي في البخاري ومدار الحديث على هشام بن عمار، وقد تُكلم فيه؟؟
إنه مؤمن بأن الحديث صحيح، وأعلم أن عدد كبير من الحفاظ والعلماء حكموا عليه بصحته، ولكني أناقش بعض الأخوة، وأريد أن أقنعهم بأن هذا الحديث صحيح.
فهل هناك متابعة لهذا الحديث؟؟
وكيف نقبل الأحاديث التي يرويها البخاري عن هشام بن عمار، وهشام بن عمار قد تُكلم فيه؟؟
أفيدون جزاكم الله خيرا، فإني لست بطالب علم
ـ[أبو هنّاد]ــــــــ[26 - 04 - 04, 12:40 ص]ـ
أقصد أنا مؤمن بأن الحديث صحيح،
كتبت (إنه مؤمن)، خطأ مطبعي
كيف لا أؤمن وقد صححه هذا الجمع الكبير من الحفاظ والعلماء!!
لكني أود أن أقنع بعض الشباب(31/35)
أفيدوني يا طلاب علم الحديث، هشام بن عمار شيخ البخاري!!
ـ[أبو هنّاد]ــــــــ[26 - 04 - 04, 12:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود من أحد طلبة العلم اجابتي على ما لدي من تساؤل:
هشام بن عمار، شيخ البخاري، قال عنه أبو داود أنه روى 400 حديث لا أصل له.
كيف نقبل حديث استحلال الحر والحرير والخمر والمعازف الذي في البخاري ومدار الحديث على هشام بن عمار، وقد تُكلم فيه؟؟
إني مؤمن بأن الحديث صحيح، وأعلم أن عدد كبير من الحفاظ والعلماء حكموا عليه بصحته، ولكني أناقش بعض الأخوة، وأريد أن أقنعهم بأن هذا الحديث صحيح.
فهل هناك متابعة لهذا الحديث؟؟
وكيف نقبل الأحاديث التي يرويها البخاري عن هشام بن عمار، وهشام بن عمار قد تُكلم فيه؟؟
أفيدون جزاكم الله خيرا، فإني لست بطالب علم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 04 - 04, 12:51 ص]ـ
أخي الفاضل
1 - هذا الحديث علقه الإمام البخاري بقوله "وقال هشام ... "، رغم أنه قد سمعه من هشام. والسبب أنه ليس على شرطه. والبعض يسمي هذا حوالة.
2 - الحديث لا يصح، لضعف ضبط أحد رواته. وقد بينا ذلك -بعون الله عز وجل- في عدة مواضيع في هذا المنتدى المبارك. ولا أحب الإعادة.
3 - هشام بن عمار لم يتفرد بالحديث، بل قد توبع. والعلة ممن بعده.
4 - لم يطعن بتفرد هشام بن عمار بالحديث إلا القرضاوي -في حد علمي- وهذا سببه جهله في علم الحديث الشريف.(31/36)
ما المقصود بلفظ (القلب) فى نصوص الكتاب و السنة؟
ـ[الفقير الى ربه]ــــــــ[26 - 04 - 04, 03:12 ص]ـ
أفيدونى جزاكم الله خيرا ..
ما المقصود بلفظة القلب عند اطلاقها فى النصوص الشرعية, مثل قوله تعالى: (فتكون لهم قلوب يعقلون بها ..... )
و قوله صلى الله عليه و سلم (ألا و ان فى الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله و اذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هى القلب) ...
هل هو القلب العضوى الذى نعرفه الان أم المقصود شىء اخر ..
أم تأخذ المعنى حسب السياق؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 - 04 - 04, 04:26 م]ـ
ريثما تجد إجابة لخاصة سؤالك من إخوانك _ بارك الله في الجميع _ فأحب أضيف هذه المعلومة فربما تساعد ولو قليلا ...
فكلمة " القلب " ليست اسما محضا وعلما لذلك العضو فقط
لأنها كلمة يسهل اشتقاقها
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال
... الخ
وفي المعجم المفهرس لألفاظ القرآن غيرها كثير
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لعل ما في هذه الإجابة ما يعين الإخوة على الفهم، فرجاءا، اقرؤوا بتمعن.
إن القلب الذي تحدث عنه القرآن الكريم هو المضغة التي في القلب، لقوله تعالى" إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، وقال "وجعلنا على قلوبِهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا"
وعليه كيف نفهم "أم لهم قلوب لا يعقلون بها ... "،
إن العقل عندنا معشر المسلمين محله القلب، وأما ما في الرأس فهم الذهن ومهمته الاختيار بين البدائل وتخزين المعلومات والبحث عنها كهذا "العاقول" أو ماتسمونه ب"الحاسوب" فإنه يأتي بالمعلومات لكنه لا يستطيع البحث بنفسه لأنه ينتظر أمرا من مستعمله. ولهذا عندما فتح الطبيب المشهور بين فيلد رأس أحد المرضى وبدأ يضغط على بعض الأماكن في الدماغ، فيضغط مثلا على محرك الكلام، تجد المريض يتكلم بكلمات، وعندما يضغط على مفعل حركة بعض الأعضاء كاليد مثلا، تجد المريض يحركها، وبعد ذلك سأله فقال: لماذا تحرك يدك؟؟ فأجاب المريض أنا لا أحرك يدي وإنما أنت الذي تحركها!!! فقال الطبيب الآن علمت أن العقل لا يمكن أن يكون هو الدماغ ..
إذن الدماغ أو الذهن ينفعل لأمر آمر، ولذلك تجده يتعب بعد البحث الطويل، أو الحفظ، أو القراءة.
فإذا أراد أحد أن يبحث، مثلا يريد تخريج حديث ما فهنا يعمل الدماغ فيبحث ويبحث، لكنه بمجرد أن يجد المرء مبتغاه فيما كان يبحث عنه، يقول "اطمأن قلبي" أو " ارتاح صدري" لهذا الدليل، أو هذا التخريج. فتستقر المعلومة في مثواها الأخير وهو القلب.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع يده الشريفة على صدر حبر الأمة وقال له"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" ولم يضع يده على رأسه.
فهنا يزول الإشكال بعلمنا بدور الدماغ الذي استغناء عنه للاستجابة لمرادات القلب.
ويزول الإشكال بعلمنا أن القلب هو المحرك الحقيقي للإنسان، وهو محل الفقه والعلم، فهو مثوى القناعات، لذلك هو مناط التكليف، فبما فيه نجازى أو نعاقب، فهو محل الإيمان وهو محل الكفر وهو محل النفاق وهو محل المحبة والكره
فالصلاح في هذه المضغة والفساد في هذه المضغة.
ولكن يبقى السؤال قائما "هل مضغة القلب هي هي التي نتحدث عنها بذاتها؟؟ علمنا ذلك أو لم نعلم؟ أو أنها المحل الذي يجري فيه ما يجري، أي باختصار هي العقل نفسه، أم محل العقل؟؟؟ والله تعالى أعلم.(31/37)
صكوك الانتفاع
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[26 - 04 - 04, 05:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الرجاء من كان لديه علم عن بعض الكتب التي فصلت في هذه المسألة المعاصرة (صكوك الانتفاع) أو تحدثت عنها , أن يفيد بذلك مشكورا مأجورا إن شاء الله. وهل صدر بشأنها قرار من مجمع الفقه الاسلامي
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[22 - 11 - 05, 10:46 ص]ـ
أعدت البحث عنه مرة أخرى للأهمة رحمكم الله يا أهل الحديث.
وهو مايسمى بالتايم شير، هل هناك من كتب عنه أو قدم دراسة، أو فتوى علمية، من أي لجنة أو هيئة شرعية، من كان لديه علم فلايضنن به. خاصة إن كان لها رابط في هذه الشبكة العنكبوتية، فقد سألت (الشيخ قوقل) ولم يفت في هذه المسألة أو ينطق ببنت شفه.
فإن للعلم رحم فصلوها يرحمكم الله.
وإن لكل شئ رأس ورأس البر تعجيله، فللحاجة الماسة لمعرفة مايكتنف هذه الصيغة من صيغ البيوع أو التأجير هذا اليوم، كتبت وأعدت البحث مرة أخرى. لعل حرا كريما يرشدنا قبل غروب شمس هذا اليوم
والله أسأل أن يفتح علي وعليكم بفتح من عنده يغني عن كل ماسواه.
ــــــــــــــــــــــــــ
لي رسالة عن (الشيخ قوقل) سأطرحها قريبا إن شاء الله.(31/38)
انشروا عقيدة الولاء والبراء
ـ[ماهر]ــــــــ[26 - 04 - 04, 06:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يظلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصل الرسالة المحمدية: كلمة التوحيد ((لا إله إلا الله محمد رسول الله)) وهي كما يقول ابن القيم: ((لأجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكافرين، والأبرار والفجار، وأسست الملة، ولأجلها جردت السيوف للجهاد، وهي حق الله على جميع العباد)). هذه الكلمة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علماً والتصديق به عقداً، والإقرار به نطقاً، والانقياد له محبةً وخضوعاً، والعمل به باطناً وظاهراً، وكماله في الحب في الله، والبغض في الله والعطاء لله، والمنع لله، والطريق إليه: تجريد متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً. فإن الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، وتحقيقه في واقعنا هو المقياس السديد تجاه الناس بشتى أنواعهم، والحب في الله، والبغض في الله هو الحصن لعقائد المسلمين وأخلاقهم أمام تيارات التذويب والمسخ كزمالة الأديان، والنظام العالمي الجديد، والعولمة، والحب والبغض في الله متفرع عن حب الله، وهذا ما نسميه مختصراً ب" الولاء والبراء ".
فالولاء والبراء من مفاهيم لا إله إلا الله ومقتضاها، وهما التطبيق الواقعي لهذه العقيدة، وهو مفهوم عظيم في حس المسلم بمقدار وعظمة هذه العقيدة. فأصل الموالاة: الحب، وأصل المعاداة: البغض، وينشأ عنهما من أعمال القلب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة؛ كالنصرة والأنس والمعاونة، وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك من الأعمال، ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقق الولاء لمن يستحق الولاء، والبراء ممن يستحق البراء قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (التوبة:23)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) (الممتحنة:1)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)، وقال تعالى: (تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:80 - 81) فالإنسان لا يستقيم إسلامه ولو وحّد الله، وترك الشرك إلا بعداوة المشركين، كما قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) (المجادلة:22)، هذه الكلمة العظيمة بكل مفاهيمها ومقتضياتها قد غابت عن حس الناس اليوم إلا من رحم الله، وَحسبَ بعض الناس جهلاً أو قصداً أن هذا المفهوم العقدي الكبير يندرج ضمن القضايا الجزئية أو الثانوية ولكن حقيقة الأمر بعكس ذلك. وفي وقتنا الراهن نجد أن لهذا المفهوم الجليل من مفاهيم" لا إله إلا الله " مناسبةً خاصةً يفرض علينا واجب الوقت الحتمي مضاعفة المجهود في ترسيخه لدى المسلمين، وتبينه أشد البيان وأوضحه، فأمتنا الإسلامية تمر بأشد أوقاتها عسراً واستضعافاً، وقد تكالبت عليها الأمم الكافرة من كل حدب وصوب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/39)
بمالم يسبق له نظير في سالف تاريخها، واجتالت بقضها وقضيضها وحدها وحديدها الأخضر واليابس، ووطئت المدن والقرى والبوادي، واختلط أعداء الله بالمدنين وغيرهم، ونشأ عن ذلك مصالح وتعاملات، وبدأت تبرز دعوات مشبوهة كثيرة تنادي بالإخاء، والمساواة، والاتحاد بين الأمم على اختلاف مشاربها وعقائدها وأهدافها، مع احتفاظ كل ذي دين بدينه، شريطة أن يكون ديناً كهنوتياً لا صلة له بالحياة، وللأسف الشديد انساق كثير من المسلمين وراء هذه الدعوات، وغاب عنهم المفهوم العقدي للولاء والبراء وربما تعاون بعضهم مع المحتل وسيروا له أموره تحت شعارات " إننا نتعامل لا نتعاون "، وهذه الدعوات تشبه دعوى المنافقين المذكورين في قوله تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52)، وقد انكشف للقاصي والداني زيف هذه الشعارات وعوارها؛ فهم بين مخدوع وضال نسي أو تناسى أن الأصل هو الإتباع لا الابتداع، وأن الفلاح والصلاح والرشاد إنما بسلوك خطا من سلف فضلاً عن أنه دين وعقيدة وتشريع. مما تقدم علم ضرورة هذا المفهوم من مفاهيم لا إله إلا الله، فالإنسان لا يستقيم إسلامه ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين، ولا إله إلا الله معناها لا معبود بحق إلا الله، وبذلك تنفي الإلهية عما سوى الله وتثبتها لله وحده، وليس للقلب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذه حقيقة لا إله إلا الله، فلا إله إلا الله، ولاء وبراء ونفي وإثبات، ولاء لله ولدينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين، وبراء من كل طاغوت عبد من دون الله، قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (البقرة:256)، ولما كان أصل الموالاة: الحب وأصل المعاداة البغض وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة، كالنصرة والأنس والمعاونة وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك؛ فإن الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله. وأدلة ذلك كثيرة من الكتاب والسنة، قال تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران:28). وقد روى الإمام أحمد في مسنده [4/ 357] من حديث جرير بن عبد الله البجلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه على أن: ((تنصح لكل مسلم، وتبرأ من الكافر))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)) [مسند أحمد 4/ 286]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)) [أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي وصححه العلامة الألباني]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) [رواه أبو داود وصححه العلامة الألباني]. مما تقدم عرف أن الولاء والبراء عقيدة وأصل من أصول الدين، وأنه لا نصرة ولا موالاة مع الكفار البتة، وأنها ليست بالأمر الجزئي كما يصوره بعضهم ويتهاون فيه بأعذار شتى، فبعضهم حصل له تلبيس وقلب للمفاهيم، فتجد بعض الناس إذا تحدثت عن الحب في الله والبغض في الله قال: هذا يؤدي إلى نفرة الناس، ويؤدي إلى كراهية الناس لدين الله عز وجل. وهذا الفهم مصيبة، ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله عن مكائد النفس الأمارة بالسوء: ((إن النفس الأمارة بالسوء تري صاحبها صورة الصدق وجهاد من خرج عن دينه وأمره في قالب الانتصاب لعداوة الخلق وأذاهم وحربهم، وأنه يعرض نفسه للبلاء ما لا يطيق، وأنه يصير غرضاً لسهام الطاعنين وأمثال ذلك من الشبه)) وقد نسي هؤلاء قول الله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/40)
بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:36)، وقوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق: من الآية3)،. فالناس يقعون في المداهنة والتنازلات في دين الله عز وجل باسم السماحة، ولا شك أن هذا من التلبيس، خاصة إذا علم أن من لوازم هذا الأمر أن يظهر على جوارح المرء، فلا يستقيم لإنسان يدعي أنه يوالي في الله ويحب في الله ويبغض في الله وتجده ينبسط وينصر ويؤيد من أبغضه الله، فبغض أعداء الله من النصارى واليهود وغيرهم محله القلب، لكن يظهر على الجوارح لا أن يمد يده للكفار من قريب أو بعيد، بل العكس عليه أن يجهر بمعاداة أعداء الله وإظهار بغضهم ومنابذتهم بالسنان واللسان والجنان ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وعدم التعاون معهم، ولا المشاركة بأعيادهم، يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72) والزور كما قال بعض المفسرين هو: أعياد المشركين ولهذا تجد أهل العلم في غاية التحذير من هذا الأمر حتى إن بعض علماء الأحناف قال: ((من أهدى لمجوسي بيضة في يوم النيروز فقد كفر))، بل ولا بدئهم بالسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام؛ فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه)) [رواه مسلم]، ولا التشبه بهم فيما هو من خصائصهم من أمور الدنيا كالأخلاق وكالملبس وطريقة الأكل والشرب وعاداتهم الخاصة الأخرى أو أمور الدين كالتشبه بشعائر دينهم وعبادتهم، أو ترجمة كتبهم وأخذ علومهم برمتها من غير تمحيص ومعرفة وتنقية، أو استعارة قوانينهم ومناهجهم في الحكم والتربية، والعمل بها، وإلزام الناس عليها، وعدم الترحم عليهم، ولا مداهنتهم ومجاملتهم ومداراتهم على حساب الدين، أو السكوت على ما هم عليه من المنكر والباطل، قال الله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم:9)، وقال: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (هود:113) وعدم التحاكم إليهم، أو الرضى بحكمهم لأن متابعتهم يعني ترك حكم الله تعالى، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120)، ولا تعظيمهم ومخاطبتهم بالسيد والمولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل)). وهذا هو الأصل في التعامل مع أعداء الله، وقد بين أهل العلم أن المؤمن تجب محبته وإن أساء إليك، والكافر يجب بغضه وعداوته وإن أحسن إليك، وقد أوجب الله معاداة الكفار والمشركين، وحرم موالاتهم وشدد فيه، حتى أنه ليس في كتاب الله حكم فيه من الأدلة أكثر وأبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده، ولا يستثنى من إظهار هذا البغض والكره والمعاداة إلا خشية فوت النفس أو تعاظم المفاسد، ومعلوم أن الضرورات تقدر بقدرها، وبضابط الشرع لا الهوى كما يحصل في كثير من بلاد المسلمين وخاصة المحتلة من الكفار، وما يجري الآن من تمييع لهذه العقيدة. وهذا الحد الفاصل بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان وبتنظيم شيطاني وأسلوب خبيث من محاولات لمحو هذا المفهوم من مناهج التعليم حتى وصل الأمر إلى المنابر وعلى لسان أئمة السوء أو من أطم الجهل عقله أو من غُرر به فاغتر وسار بركب من عتى وتجبر وبدأ يبث هذا الزيغ بغطاء الدعوى آنفة الذكر ممرراً هذا المكر على بسطاء الناس ومن هم على شاكلته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال أبو الوفاء بن عقيل: ((إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة)). وقد كان الإمام أحمد - رحمه الله - إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/41)
فقال - رحمه الله -: ((لا أستطيع أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه)) فانظر أخي المسلم كيف كان الإمام أحمد يغار على الله من أن ينظر إلى من افترى وقال: إن لله ولداً - تعالى الله عما يقول علواً كبيراً - وقارن بمن ذكرنا سابقاً ممن يتعامل ولا يتعاون على حد زعمه، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شأن النصارى: ((أهينوهم ولا تظلموهم، فإنهم سبوا الله تعالى أعظم المسبة))، على أن لا ننسى أن لا يحملنا هذا الأمر على الظلم؛ فقد أمرنا الله تعالى بالعدل حيث قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8) ويقول في الحديث القدسي: ((ياعبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))، كذلك من مقتضى الولاء والبراء الانضمام إلى جماعة المسلمين، وعدم التفرق عنهم، والتعاون معهم على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)، وكذلك من مقتضى الولاء والبراء عدم التجسس على المسلمين، أو نقل أخبارهم وأسرارهم إلى عدوهم، وكف الأذى عنهم، وإصلاح ذات بينهم، قال تعالى: (وَلا تَجَسَّسُوا) (الحجرات: 12) وكذلك نصرتهم، وأداء حقوقهم من عيادة مريض واتباع جنائز، والرفق بهم واللين والرقة والذل وخفض الجناح معهم. وأهل السنة والجماعة يقسمون الناس في الموالاة إلى ثلاثة أقسام: أولاً: من يستحق الموالاة والحب المطلق وهم المؤمنون الخلص الذين آمنوا بالله تعالى رباً، وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبياً، وقاموا بشعائر الدين علماً وعملاً واعتقاداً قال الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) [رواه البخاري] وقال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه)) [رواه البخاري].
ثانياً - من يستحق الموالاة والحب من جهة والمعاداة والبغض من جهة أخرى، وهم عصاة المؤمنين يحبون لما فيهم من الإيمان والطاعة، ويبغضون لما فيهم من المعصية والفجور التي هي دون الكفر والشرك.
ثالثاً – من يستحق المعاداة والبغض المطلق وهم الكفار الخلص الذين يظهر كفرهم وزندقتهم، وعلى اختلاف أجناسهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والملحدين، والوثنين، والمجوس، والمنافقين، أو من تبعهم من أصحاب المذاهب الهدامة، والأحزاب العلمانية.
ختاماً أخوة الإيمان نقول عودة إلى مفهوم لا إله إلا الله محمد رسول الله الفهم الصحيح، كما فهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار، وتحكيماً لشريعة الله واتباعاً لما أنزله وكفراً بكل طاغوت وبكل عرف وبكل هوى وبكل عادة أو تقليد تشرع للناس ما لم ينزل الله، عند ذاك وحسب يكون صلاح الدين والدنيا، وخير الآخرة والأولى، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ((فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل، فيكون حبه لله ولما يحبه الله، وبغضه لله ولما يبغضه الله، وكذلك موالاته ومعاداته)) هذا، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 04 - 04, 07:27 م]ـ
أحسنت أخي الدكتور ماهر .. على طرق هذا الموضوع المُهِم، وهذا البيان البديع المُلِم
ووالله إنك لتحزن أشد الحزن إذا رأيت من وُلِدَ على التوحيد، والسنة، ورضع العقيدة الصحيحة؛ يلاطف، ويضاحك، ويعاشر الكافر وكأنه ولي حميم!
وأعجب من ذا من ظاهره الصلاح، تراه قد بادرهم بالجميل، والثناء والتبجيل، بل والسلام، والتقبيل!! وغابت عنه عداوتهم، وكفرهم بالله ومعاندتهم! فيا لله كم في هذا من خلل، ونقص وزلل!
يا هذا أتحُِب من أبغضه الله؟! وتقرب من أبعده الله؟!
أتصافي من يرمي نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالزور، والكذب، أو يرمي أصحابه بالردة، والنفاق! باسم الوطنية، والأخوة الإنسانية! والمصالح المشتركة، والفهوم المنفتحة!
ألا شاهت الوجوه، والأفهام ضعيفة الأديان.
مالَكَ؟ ألا عقل لك به تفكر؟! وفهم لك به تدبر؟
ألا تعلم بعظم الذنب، والجناية؟
ولعلك، وهذا حالك قد تستعظم من غيرك ذنوبا، وعيوبا، هي في الحقيقة دون ما فعلت! لكنك غافل، أو مغرور متجاهل،
إذا كان هذا حال من درى فما حال الجاهل إذن!
قال العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله كما في الدرر السنية 1/ 583
فعاد الذي عادى لدين محمد ** ووال الذي والاه من كل مهتد
وأحبب لحب الله من كان مؤمناً ** وأبغض لبعض الله أهل التمرد
وما الدين إلا الحب والبغض والولا ** كذاك البرا من كل غاو ومعتد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/42)
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[26 - 04 - 04, 10:00 م]ـ
جزاكم الله خيْرًا،،
حمل من الصفحة الأولى كتاب الولاء والبراء للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق:
http://www.salafi.net/
ـ[ماهر]ــــــــ[04 - 05 - 04, 06:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الولاء والبراء
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد:
فقد كان مبدأ هذه الرسالة مقالات نشرتها في جريدة الوطن الكويتية في غضون عام 1399هـ، وقد وفقنا الله بحمده فأخرجنا هذه المقالات وطبعت رسالة مستقلة في عام 1400هـ، ثم طبعت مع رسالة الحد الفاصل بين الإيمان والكفر عدة مرات منذ عام 1401هـ، سائلاً الله تبارك وتعالى أن ينفع بها وأن يثيب عبده الضعيف العاجز عليها إنه هو السميع العليم والحمد لله رب العالمين،،
كتبه أبو عبد الله عبدالرحمن بن عبدالخالق
بالكويت المحرم 1407هـ
الموافق سبتمبر 1986م
الفصل الأول
الولاء أو الولاية
التعريف اللغوي:
الولاية بفتح الواو وكسرها تعني النصرة: يقال: هم على ولاية: أي مجتمعون في النصرة (لسان العرب).
والولي والمولى واحد في كلام العرب، ووليك هو من كان بينك وبينه سبب يجعله يواليك وتواليه أي تحبه وتؤيده وتنصره ويفعل هذا أيضاً معك، والله ولي المؤمنين ومولاهم بهذا المعنى أي محبهم وناصرهم ومؤيدهم كما قال تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} (البقرة:257)، وقال أيضاً: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم} (محمد:11) وولي المرأة هو متولي شئونها كالأب والأخ الأكبر ونحو ذلك، وفي لسان العرب: قال أبو الهيثم: "المولى على ستة أوجه: المولى ابن العم والعم والأخ والابن والعصبات كلهم، والمولى الناصر، والمولى الولي الذي يلي عليك أمرك، قال: ورجل ولاء وقوم ولاء في معنى ولي وأولياء لأن الولاء مصدر، والمولى مولى الموالاة وهو الذي يُسلم (أي يدخل الإسلام) على يديك ويواليك المولى مولى النعمة وهو المعتق أنعم على عبده بعتقه، والمولى المعتق (بالبناء للمجهول) لأنه ينزل منزلة ابن العم يجب عليك أن تنصره وترثه إن مات، ولا وارث له فهذه ستة أوجه" أ. هـ.
المعنى الشرعي:
وهذه المعاني اللغوية الآنفة كلها ثابتة في حق المسلم للمسلم إلا ما استثناه النص من ذلك كالميراث مثلاً كما قال تعالى: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين} (الأحزاب:6) أي أولى ببعضهم في الميراث من ولاية المؤمنين الآخرين والتي كانت ولاية الميراث ثابتة لهم في أول عهد الرسول بالمدينة وذلك لفترة محدودة ثم نسخت. ونستطيع أن نقول أن الولاية الثابتة من كل مسلم لأخيه المسلم تشمل ما يلي: الحب، والنصرة، والتعاطف والتراحم والتكافل والتعاون، وكف كل أنواع الأذى والشر عنه، وبعض هذه الأمور الإيجابية يدخل في باب الفرائض والواجبات وبعضها يدخل في باب المستحب والمندوبات.
وأما الأمور السلبية وأعين بها كف الأذى فإن بعضها يدخل في باب الكفر والخروج من الدين وبعضها معصية وبعضها يدخل في إطار المكروهات والتنزيهات، وسنبين كل ذلك بحول الله وتوفيقه بالنصوص من كتاب الله وسنة رسوله.
(أ) الأدلة على وجوب موالاة المسلم لأخيه المسلم:
الأدلة في هذا الباب أكثر من أن تحصر ونحن نذكر هنا بعضها، فمن الأدلة القرآنية قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} (الحجرات:10) وهذه الآية قد جاءت بصيغة الحصر أي ليس المؤمنون إلا أخوة، ومفهوم هذا أنه إذا انتهت الأخوة انتهى الإيمان، وكذلك قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض} (الأنفال:72) وهذا تأكيد من الله جاء بصفة الخبر وكأنه أمر مستقر مفروغ منه، والمقصود بالأمر بأن يوالي المهاجرون الأنصار بعضهم بعضا، ثم قال بعد عدة آيات: {والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} (الأنفال:75) فأشار إلى أن من يأتي بعد الرعيل الأول ويهاجر معهم فهم منهم أي قطعة وبضعة منهم، وهذه المعاني نفسها أكدها الله سبحانه وتعالى في سورة الحشر، ففي ذكر تقسيم الفيء حق لثلاثة أصناف هم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/43)
فقراء المهاجرين، وفقراء الأنصار الذين تبوأوا الدار والإيمان قبل المهاجرين ثم فقراء التابعين إلى يوم القيامة ووصف الله التابعين بصفة لازمة لاستحقاقهم الفيء وصحة انتسابهم إلى هذه الأمة فقال: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر:10) فوصفهم بأنهم يدعون لمن سبق من هذه الأمة بالخير ويطلبون من الله أن لا يكون في قلوبهم أدنى غل للمؤمنين، ولهذا استنبط الإمام الشافعي في هذه الآية أن الرافضة لا حظ لهم في أخماس الفيء وذلك لسبهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وامتلاء قلوبهم بالحقد والغل لهم.
ومن الآيات الدالة على معنى الولاء أيضاً قوله تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم} (التوبة:71) وفي هذه الآية تقرير لولاية المؤمنين والمؤمنات واتصافهم بما وصفهم الله به من أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر .. الخ.
والسنة مليئة بمثل هذه المعاني كقوله صلى الله عليه وسلم: [المسلم أخو المسلم] (الشيخان وأبو داود والترمذي) وقال أيضاً: [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً] (مسلم وغيره) وقال: [مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجيد بالسهر والحمى] (متفق عليه) وقال أيضاً كما روى مسلم: [المسلمون كرجل واحد إذا اشتكى عينه اشتكى كله وإن اشتكى رأسه اشتكى كله] (مسلم والترمذي وأحمد).
وهذه الأحاديث مقررة للمعاني السابقة التي جاءت به الآيات.
أولاً: الحقوق اللازمة من كل مسلم لأخيه المسلم:
(1) الحب:
يدل لهذا قوله صلى الله عليه وسلم: [لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه] (الشيخان والترمذي والنسائي وغيرهم). وهذه أدنى درجات المحبة والمقصود أن كل مسلم يجب عليه أن يحب لأخيه من خير الدنيا والآخرة ما يحبه هو لنفسه ولا يمكن أن يحصل هذا إلا بأن تحب الشخص لأنك لا تحب الخير لمن تكره.
ولا يتصور أن تحب الخير إلا لمن تحب، وهذا الواجب قد تناساه وأهمله اكثر المسلمين في زماننا بل لا نكاد نجد إلا قليلاً ممن يحبون إخوانهم المسلمين حباً دينياً حقيقياً مجرداُ عن الهوى والمصلحة والعصبية، وبالرغم من أن هذه المنزلة -أعني محبة المسلم لأخيه المسلم- من لوازم الموالاة فإنه أيضاً باب عظيم من أبواب الخير في الآخرة والشعور بحلاوة الإيمان في الدنيا كما جاء في الصحيحين في شأن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم: [رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه] (متفق عليه) وكذلك جاء في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: [ثلاث من وجدهن وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار] (البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم).
وقد يظن ظان أن المحبة عمل قلبي ولا يستطيع الإنسان التحكم فيه فكيف يرغم على محبة المسلمين؟! والجواب أن هذا خطأ لأن القلب تابع للعقيدة والإيمان فمن آمن بالله وأحبه فلابد أن يحب من يحب الله، والمسلم مفروض فيه أن يحب الله ويطيعه ولذلك وجب علينا محبة المسلم لمحبتنا الله ولدينه، بل لا يمكن أن يتصور إيمان أصلاً دون أن يحب المسلمون بعضهم بعضاً، كما قال صلى الله عليه وسلم: [لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم] (مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة).
وهكذا نعلم أنه لا إيمان قبل المحبة، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سبيلها وهي إفشاء السلام لأنه أدنى معروف من الممكن أن يبذله المسلم لأخيه المسلم وهو لا يكلف أكثر من كلمة طيبة تتضمن دعاء وطلباً من الله بالسلامة والعافية من كل شر والرحمة لمن تسلم عليه. ولا شك أن الدعاء والتمني على هذا النحو يرقق القلب ويشعر بمحبة المسلم لأخيه المسلم، فأين المسلمون اليوم من تطبيق هذه الجزئية في هذا الأصل الشرعي "الموالاة"؟
(2) المجاملة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/44)
وهي تضم حقوقاً خمسة واجبة جمعها النبي في حديث واحد كما قال صلى الله عليه وسلم: [حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وتشميت العاطس، واتباع الجنازة، وعيادة المريض، وإجابة الدعوة] (متفق عليه)، ومعنى تشميت العاطس أن تقول له إذا سمعته يحمد الله بعد عطاسه: "يرحمك الله" فيرد عليك "يهديكم الله ويصلح بالكم"، وأما إجابة الدعوة فالمقصود إجابة دعوة الطعام حتى وإن كره الإنسان الحضور لقوله صلى الله عليه وسلم: [ومن لم يحب الداعي فقد عصا أبا القاسم] (مسلم وأبو داود وابن ماجة)، وفي البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ولو دعيت إلى كراع لأجبت] والكراع هو رجل الماشية، وهذه الحقوق الخمسة الآنفة من باب المجاملات اللازمة الواجبة من كل مسلم على أخيه المسلم.
(3) النصرة:
وهي تعني أن يقف المسلم في صف إخوانه المسلمين فيكون معهم يداً واحدة على أعدائهم ولا يخلي بتاتاً -ما استطاع إلى ذلك سبيلاً- بين مسلم وعدوه ويدل لهذا المعنى آيات وأحاديث كثيرة منها قوله تعالى: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً} (النساء:75) وقد جعل الله هنا القتال في سبيل تخليص المسلمين المستضعفين قتالاً في سبيله ونصراً له سبحانه وتعالى، وقال صلى الله عليه وسلم: [انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً] (الشيخان والترمذي وأحمد)، وقد فسر صلى الله عليه وسلم نصر الأخ ظالماً بأن ترده عن الظلم وأما نصره مظلوماً فمعناه رد الظلم عنه، ومثل هذا المعنى أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: [المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه] (البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم) ومعنى أن يسلمه أي يخلي بينه وبين أعدائه.
ولما كان هذا الحق يتعلق بعلاقات المسلمين والكفار قوةً وضعفاً وفي وقت عهد وهدنة وفي غير ذلك، وفي دار الإسلام ودار الكفر أقول لما كان الأمر كذلك كان للنصرة قواعد وأحكاماً كثيرة ملخصها أنه يجب أن ننصر إخواننا المسلمين المستضعفين فلا يجب عليهم ذلك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر على آل ياسر وهو يعذبون فلا يملك إلا أن يقول لهم [صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة] (سيرة ابن هشام 1/ 319 - 320)، ولم يستطع أن يرد عن أحد المستضعفين شيئاً طيلة مكوثه صلى الله عليه وسلم بمكة، ولكن بعد أن عزه الله بسيوف الأنصار استطاع أن يمد يد العون للمستضعفين بمكة فكان يرسل إليهم من ينقذهم ويساعدهم على الفرار إلى المدينة، ولكن الله سبحانه وتعالى نهانا أن نساعد المستضعفين من المؤمنين بديار الكفار إذا كان بيننا وبين قومهم عهد كما كان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الحديبية حيث امتنع عن مساعدة المستضعفين في مكة بعد هذا الصلح ولذلك اضطروا إلى الفرار إلى ساحل البحر كما قال تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير} (الأنفال:72) وهكذا نعلم أن هذا النص [ولا يسلمه] الوارد في الحديث وكذلك قوله تعالى: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان} (النساء:75) مخصصين بالاستطاعة، وبأن لا يكون المسلمين قد ارتبطوا بعهد وميثاق مع قوم من الكفار فلا يجوز خيانتهم في هذا.
وهذه الحقوق السالفة "الحب والمجاملة والنصرة" هي حقوق عامة من كل مسلم لأخيه المسلم في الشرق أو الغرب لا تمييز فيها بين مسلم وآخر ولكن ثمة حقوق أخرى لبعض المسلمين يوجبها ويلزمها المناسبة والموقع ومن ذلك:
ثانياً: الحقوق الخاصة:
(1) حق النبي صلى الله عليه وسلم:
وهو هادي هذه الأمة وقائدها ورسولها صلى الله عليه وسلم وإليه المرجع في التبليغ والإتباع، وحق كل مسلم في هذه الأمة أن يحبه أكثر من نفسه وماله ووالده وولده، وأن يجعل طاعته كلها له وذلك بعد الله سبحانه وتعالى وأن يذب عنه وعن دينه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وقد جاءت في هذا آيات وأحاديث كثيرة منها قوله تعالى: {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً* لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاً} (الفتح:8 - 9) فجمع الله حقه وحق رسوله في آية واحدة فحق الرسول التعزيز والتوقير والإيمان به وتسبيحه بكرة وأصيلاً، وجعل الله إيذاء الرسول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/45)
موجباً للعن مهما صغر مادام أن صاحبه يقصد كما قال تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً} (الأحزاب:57) فجمع سبحانه بين نفسه وبين رسوله أيضاً في آية واحدة ليبين أن الأذى الواقع على رسوله يقع على الله أيضاً.
وجعل إساءة الأدب ولو دون قصد بحضرة الرسول محبطة كما قال تعالي: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون} (الحجرات:2) فقوله تعالى: {وأنتم لا تشعرون} دليل على أن من لم يقصد هذه الإساءة يحبط عمله، وأما من رفع صوته على النبي وبحضرته يقصد الإساءة إليه فلا شك أنه كافر ملعون كما مر في آية الأحزاب الآنفة، فكيف بعد ذلك الذين يتهمون الرسول بشتى التهم ويعادون سنته ويستهزئون بهديه ومع ذلك يزعمون أنهم من المسلمين؟
(2) حق الربانيين والعلماء:
ويأتي بعد حق الرسول صلى الله عليه وسلم حقوق الربانيين من أهل العلم والفضل والذين وفقهم الله لتعليم الناس وتربيتهم وتوجيههم والأخذ بأيديهم إلى الهدى والنور، وهؤلاء حقوقهم في المحبة والطاعة والموالاة والنصرة ورد الجميل بعد حقوق النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة إذ هم السبب المباشر في الهداية والإرشاد وشكرهم واجب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: [لا يشكر الله من لا يشكر الناس] (أبو داود والترمذي وأحمد) ولاشك أن أعظم الناس معروفاً من هداك الله على يديه وأرشدك به ولو إلى قليل من الخير، فكيف إذا كنت ضالاً فهداك الله بواسطته، وكافراً فأسلمت على يديه والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: [من صنع لكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تظنوا أنكم قد كافأتموه] (أبو داود والنسائي وأحمد) ومعلوم أن مكافأة من هداك إلى الدين مستحيلة لأن الخير الذي ساقه الله لك على يديه لا تستطيع أن ترد مثله إليه فقد هداك الرباني إلى الجنة بتوفيق الله وإعانته فهل تستطيع أن تكافئه بمثل الجنة؟ لا، إلا أن تدعو له بأن يحقق الله له من الخير مثل ما أسدى إليك.
وقد جمع الله ولاية نفسه والرسول والمؤمنين في آية واحدة كما قال تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} (المائدة:55) أي هؤلاء هم من يجب علينا أن نوالهم الله ورسوله والمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو متصفون بالركوع الدائم كما وصف الله ورسوله معه بقوله {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً} (الفتح:29).
(3) حق الوالدين والأرحام:
ثم يأتي بعد حق النبي صلى الله عليه وسلم وحق المربي والمعلم للخير حق الوالدين والأرحام، وأولى الوالدين الأم ثم الأب كما جاء في الصحيحين "أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: [أمك] قال: ثم من؟ قال: [أمك] قال: ثم من؟ قال: [أمك] قال: ثم من؟ قال: [أبوك] " (متفق عليه)، وقد أمر الله بالبر بهما في آيات كثيرة من كتابه كما قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهم أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً *واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} (الإسراء:23 - 24)، والبر بالوالدين يستمر ويجب حتى مع كفرهما ودعوتهما ابنهما إلى الكفر والشرك والمقصود بالبر هنا المصاحبة بالمعروف كالقول اللين وعدم التعنيف وعدم التأفف وعدم الزجر والإحسان إليهما بالمال والإعانة والخدمة كل ذلك حاشا الطاعة في الكفر والشرك كما قال تعالى في سورة لقمان {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير *وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إليّ ثم إلي مرجعكم فأنبؤكم بما كنتم تعملون} (لقمان:14 - 15).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/46)
ويأتي بعد الوالدين الأرحام الأقرب فالأقرب كالأخوة والأخوات والأبناء وأبناء الأبناء وأبناء الإخوة وأبناء الأخوات، وهكذا وكل هؤلاء يجب وصلهم حتى لو قطعوا، وقد هدد الله من يقطع أرحامه بالقطع والدخول في النار بل جعل الله قطع الأرحام من الفساد في الأرض كما قال تعالى: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم *أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم} (محمد:22) وقال صلى الله عليه وسلم: [لا يدخل الجنة قاطع] (الشيخان وأبو داود والترمذي وأحمد) وقال أيضاً: [يقول الله تعالى: "أنا الرحمن خلقت الرحم ووضعت لها إسماً من إسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته"] (أحمد وغيره) وصلة الأرحام واجبة أيضاً مع كفرهم ما داموا غير محاربين لله كما سيأتي تعريف ذلك في باب البراءة، أما إذا كانوا مسالمين غير محاربين للمسلمين فيستحب برهم والإحسان إليهم ولو كانوا كفاراً والنصوص السالفة عامة في كل الأرحام وقد بينا كيف نص الله على الوالدين بالبر والإحسان مع الكفر وهما من جملة الأرحام وكذلك نص على وجوب الإحسان إلى الأقارب مع الكفر كما قال تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} (البقرة:272) وقد نزلت هذه الآية في بعض الأنصار كان لهم أقارب كفار يحسنون إليهم رجاء إسلامهم، فلما استبطئوا ذلك قطعوا عنهم النفقة، فأنزل الله الآية، والعجيب بعد كل هذه النصوص المحكمة الواضحة أن نجد مسلمين يتشدقون باسم الإسلام ويقطعون أرحامهم بدعوى أنهم على بعض المعاصي، وسيأتي أن موالاة المسلم واجبة مع فعله للمعصية فكيف بالأرحام والأقارب.
(4) حق الجوار والصحبة والشراكة والضيافة:
ويأتي بعد حقوق الأرحام حقوق الجوار والصحبة والشراكة والضيافة وكل ذلك ثابت أيضاً في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة كما قال تعالى: {واعبدوا لله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً} (النساء:36)، وقال صلى الله عليه وسلم [ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه] (متفق عليه)، وأما الضيف فقد جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم: [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره .. الحديث] (البخاري وأحمد وأبو داود وابن ماجة) وقال أيضاً: [والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن] قالوا: من يا رسول الله؟ قال: [من لا يؤمن جاره بوائقه] (البخاري ومسلم وأحمد).
(5) حق الفقير والمسكين وابن السبيل والسائل:
ثم يأتي بعد ذلك حق الفقراء والمساكين وأبناء السبيل والسائلين، وقد جاءت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة توصي بهم وتجعل لهم نصيباً في الزكاة وأموال المسلمين العامة بل ويجعل لهم حقوقاُ في مال المسلمين غير الزكاة وهي أشبه من المعلوم بالدين ضرورة ولذلك فلا داعي لسرد النصوص في ذلك.
ثالثاً: نواقض الموالاة:
عرفنا فيما مضى هذا الأصل من أصول الموالاة وعرفنا معناه الشرعي واللغوي، ولمن يجب ومراتب المؤمنين ومنازلهم بحسب الموالاة، والآن نأتي إلى نواقض هذا الأصل، ونستطيع تلخيصها فيما يلي:
(1) إخراج المسلم من الإسلام عن معرفة وبصيرة:
كل من حكم على رجل مسلم بأنه كافر وهو يعلم في قرارة نفسه أنه مسلم فقد كفر، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: [أيما رجل قال لأخيه يا كفار فقد باء بها أحدهما] (متفق عليه)، أي إما أن يكون كافراً في الحقيقة وهذا الوصف ينطبق عليه، وإما عاد القول إلى قائله، كما قال أيضاً صلى الله عليه وسلم: [من قال لأخيه يا كافر وليس كما قال إلا حار عليه] (مسلم) أي رجع الوصف عليه، وأما تكفير المسلم خطئاً وظناً فهو معصية وليس بكفر، كمن ظن أن مسلماً فعل مكفراً وليس بمكفر فكفره لذلك ظاناً أنه قد كفر بذلك، فهذا مرتكب للمعصية وخاصة إذا اقترن هذا مع الجهل والتهجم على الفتيا، وعدم التروي دون استفراغ الوسع في معرفة متى يكفر المسلم ومتى لا يكفر، وأما من كفر مسلماً وهو يعلم أو يغلب على ظنه أنه لا يكفر بما رآه عليه أو سمع عنه فقد كفر قطعاً، لأنه يكون قد كفر مسلماً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/47)
عن علم وبصيرة.
(2) من استحل دم المسلم أو عرضه أو ماله:
وذلك أن عرض المسلم ودمه وماله حرام كما قال صلى الله عليه وسلم: [إن دماءكم وأعراضكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا] (متفق عليه) ومعلوم أن استحلال المعصية كفر، ومعنى الاستحلال أي الظن والاعتقاد فيما حرمه الله أنه حلال، ومعلوم أيضاً أن حرمة دم المسلم وعرضه وماله وانتهاك هذا أشد عند الله من انتهاك حرمة الزنا والخمر والربا كما قال صلى الله عليه وسلم: [الربا إحدى وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم] (ابن ماجة) أي أعظم من الربا.
وقد حكم الله على من استحل الربا بالكفر والخلود في النار، كما قال تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} (البقرة:275) فقوله تعالى: {أصحاب النار هم فيها خالدون} دليل على كفرهم وقولهم {إنما البيع مثل الربا} أي أنهم استحلوا هذا ورأوا أنه لا فرق بين البيع والربا، ومن المعلوم في الدين ضرورة أن مستحل المعصية كافر، وهذا يعني أن مستحل دم المسلم وعرضه وماله فهو كافر.
(3) موالاة الكافر وإعانته على المسلم:
كل من والى كافراً وأعانه وظاهره على مسلم فقد كفر ونقض هذا الأصل "الموالاة" وخرج من دين الله سبحانه وتعالى وهذا يصدق أيضاً على من اطلع الكفار على عورات المسلمين في الحرب وأفشى لهم أسرار المسلمين وقد جاء بشأن هذا آيات كثيرة منها قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (المائدة:51) فقوله تعالى: {فإنه منهم} يدل على أنه قد خرج بذلك من الإيمان إلى الكفر وهو نص صريح، ويخرج من هذا أيضاً من فعل هذا غير مستحل له، في حال ضعف أو خوف أو رغبة كما قال تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منه تقاة ويحذركم الله نفسه} الآية (آل عمران:28) فقوله: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} يدل على أن اتقى شر الكفار وداراهم وردهم عن نفسه في حال ضعف ولا يحب أن ينتصر الكفار ولا أن يظهروا على المسلمين فإنه لا يكفر بذلك بل يكون معذوراً عند الله، والله أعلم بالقلوب، ولذلك عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن حاطب بن أبي بلتعة الذي أفشى سر المسلمين وأخبر قريشاً بأن الرسول قد جمع لهم يريد حربهم وذلك قبل غزوة الفتح، وذلك عندما علم منه الرسول أنه فعل ذلك في حال ضعف وخوف على أولاده بمكة وبما كان لحاطب رضي الله عنه من سابقة في حضوره وغزوة بدر مع المسلمين.
وأما من استحل ورضى بمعاونة الكفار ومظاهرتهم على المسلمين وهو غني عن ذلك فهو كافر قطعاً ناقض لأصل الموالاة وسيأتي لهذا مزيد إيضاح إن شاء الله عند بيان الأصل الثاني وهو "البراء".
هذه الأمور الثلاثة التي تنقض أصل الموالاة وتخرج المسلم من حظيرة الإسلام إلى حظيرة الكفر وهي كما أسلفنا: تكفير المسلم عن عمد وإصرار ومعرفة، واستحلال دمه أو ماله أو عرضه، وموالاة أعداء الله عليه، واستحلال العرض يدخل فيها استحلال سبه أو شتمه أو غيبته.
رابعاً: قوادح الموالاة:
الأمور السالفة تنقض اصل الموالاة وتخرج المسلم من الإيمان ولكن ثمة أمور أخرى لا تصل إلى هذا الحد ولكنها تقدح هذا الأصل وهي كثيرة جداً سنكتفي ببعضها:
(1) الظلم:
ولا يجوز ظلم المسلم بأي نوع من أنواع الظلم لقوله تعالى في الحديث القدسي: [يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً .. فلا تظالموا] (مسلم وأحمد)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: [المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه] (البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم)، وقد جاء في الزجر عن الظلم أحاديث كثيرة منه قوله صلى الله عليه وسلم: [من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب له الله النار]، قالوا: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: [وإن كان عوداً من أراك] (ابن ماجه وأحمد والدارمي) وهذا بالطبع ما لم يغفر الله له.
(2) السب والشتم والغيبة والنميمة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/48)
من سب مسلماً فقد فسق لقوله صلى الله عليه وسلم: [سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر] (متفق عليه) ومن لعن مسلماً فكأنما قتله لقوله صلى الله عليه وسلم [لعن المسلم كقتله] وقد اشتملت سورة الحجرات على آيات كثيرة محذرة من هذا: منها قوله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} (الحجرات:11) والمعنى أن من فعل ذلك كان فاسقاً بعد أن كان مؤمناً، كما أطلق الله وصف الفسق أيضاً على من سب المحصنة المؤمنة فقال تعالى: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون} (النور:4) فسمي الذين يفعلون ذلك فساقاً، وأما الغيبة فقد جاء فيها قوله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} (الحجرات:12) أي لمن تاب من هذه الآثام وقد سبق في الحديث ان الغيبة أشد من الربا والربا اشد من الزنا بالأم.
ولا يجوز لمسلم أن يستحل سب المسلم أو شتمه أو عيبه أو غيبته إلا في حق كأن يكون مظلوماً يرد عن نفسه كما قال تعالى: {لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} (النساء:148) أي من اعتدى عليه أولاً فله الحق أن ينتصر من ظالمه بأن يسبه كما سبه، أو يذكر ظلمه للناس ولكنه لا يجوز له أن يعتدي بأكثر مما سب وعيب به، لقوله تعالى: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (البقرة:190) وكقوله: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل *إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم} (الشورى:41 - 42) ولا شك أن الصفح والمغفرة لأعظم وآجر عند الله لقوله تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} (الشورى:43).
وفي النميمة يقول صلى الله عليه وسلم: [لا يدخل الحنة القتات] (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد) والقتات هو النمام الذي ينقل الحديث ليوقع بين الناس والذي يسمع إنساناً أو يغيبه فيوصل كلام المسبوب له بغية الوقيعة حتى لو كان صادقاً فيما نقل، ولاشك أن تشريع الله لكل هذه الأمور إنما هو للحفاظ على وحدة الجماعة الإسلامية وتنقية صفوفها من الفرقة والخلاف.
(3) البيع على البيع والخطبة على الخطبة والنجش والغش:
حذر الرسول أيضاً من أمور في المعاملات من شأنها إيقاع العداوة بين المسلمين وخدش أخوتهم وقدح اصل الموالاة من ذلك البيع على البيع والخطبة على الخطبة كما قال صلى الله عليه وسلم: [ولا يبع بعضكم على بيع أخيه] (البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وغيرهم) وقال: [لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه] (البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وغيرهم) وقال أيضاً: [ولا تناجشوا] (البخاري ومسلم والترمذي وأحمد وغيرهم) والنجش هو الزيادة في السلعة ممن لا يريد شراءها بغية إغلاء سعرها على مسلم وهذا ما يحدث في "المزاد العلني" حيث يعمد البائع إلى الاتفاق مع من يزيدون في السعر حتى يوهم المشتري بحسن السلعة ويشتريها بعد غلو ثمنها.
وأما الغش فقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من غش فليس منا] (مسلم والترمذي وأبو داود وغيرهم)، وهذا زجر شديد لمن غش المسلمين في بيع أو نحوه.
(4) الهجران:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهجر المسلم كلام أخيه المسلم أكثر من ثلاث ليال كما قال صلى الله عليه وسلم: [لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام] (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم) وهذا نص عام في كل هجران بأي سبب من أسباب الدنيا.
هذه أهم الأمور التي تخدش الأخوة الإسلامية وتقدح أصل الموالاة ولكن المسلم لا يخرج بها عن الدين إلا إذا استحل شيئاً منها وهناك أمور كثيرة غيرها كالهمز واللمز والهزء والسخرية.
ونحو ذلك مما يسبب العداوة والبغضاء بين المسلمين.
خامساً: المخالفون لأصل الموالاة:
يخالف لأصل الموالاة طوائف من الناس إليك بيان أحوالهم حتى تحذر منهم وتبعد عن سبيلهم:
(1) المنافقون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/49)
وهم أعدى الناس لأصل الموالاة والخارجون عنه وذلك لكفرهم الباطن وامتلاء قلوبهم بالحقد والغل على المسلمين، ورغبتهم الدائمة في اندحارهم وكشر شوكتهم وهؤلاء هم الذين يستهزئون بالمسلمين ويلمزونهم ويسخرون منهم ويفجرون في خصومتهم معهم، ويخلفون وعدهم وينقضون عهدهم مع المسلمين، ويخونوهم ويغشوهم ويكذبون عليهم، ويصابون بالنكد والحسرة وضيق الصدر إذا أصاب المسلمين خير من الله وبركة، ويفرحون ويهللون إذا أصابهم شر ومكروه، والقرآن مليء بوصف أحوال المنافقين وبيان فضائحهم وخاصة سورة التوبة والمنافقون والحشر والأحزاب وأوائل البقرة ودراستنا لهذه السور يطلعنا على حقيقة النفاق الذي يستتر أصحابه بأعمال الإسلام الظاهرة ولكن قلوبهم تكون مع أعداء الله ويسعون جاهدين في تفتيت وحدة المسلمين وبعثرة جهودهم وإطلاع أعداء الله على عوراتهم، وهؤلاء المنافقون هم أخطر على المسلمين من أعدائهم الظاهرين وخاصة إذا كانوا أهل علم بالدين ولسان فصيح كما قال صلى الله عليه وسلم: [أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان] (رواه أحمد) فهؤلاء باستطاعتهم تحريف الكلم عن مواقعه وإيقاع الفتنة في صفوف المسلمين، وقد يكون في المسلمين من يسمع للمنافقين ويعجب بحديثهم كما قال تعالى: {وفيكم سماعون لهم} (التوبة:47) وذلك من حلاوة حديثهم وطلاوته كما قال تعالى أيضاً: {وإن يقولوا تسمع لقولهم} (المنافقون:4).
وخطورة المنافقين أيضاً أنهم يغلفون أنفسهم بالكذب ويغلظون الإيمان ويلينون كالحرير والمرمر فلا يستطيع أحد أن يكشف أمرهم كما قال تعالى لرسوله {ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم} (التوبة:101) ومعنى مردوا أي كانوا ناعمين لينين وذلك من رقة حديثهم وحلاوة منطقهم وحلفهم وإشهاد الله على ما في قلوبهم حتى أن الرسول نفسه يخفى عليه أمرهم.
والمنافقون في المجتمع الإسلامي شر لا مفر منه وما على المؤمنين إلا الحذر منهم بما أرشدنا الله إليه من وعظهم في أنفسهم والغلظة عليهم عند معرفتهم، ومع هذا يجب على المسلمين أن يعاملوا بعضهم بما ظهر منهم من إسلام ولم نؤمر أن نشق قلوب الناس لنعرف أمنافقين هم أم لا، وإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر علامات تدل عليهم إلا أننا لا نستطيع أن نجزم بأن من ظهرت فيه هذه العلامات كان منافقاً حقيقياً لأن بعضها قد يقع من المسلم كما قال صلى الله عليه وسلم: [آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان] (البخاري ومسلم والترمذي).
وقال: [أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان وإذا خاصم فجر] (أخرجه البخاري والنسائي وأحمد).
ولما كانت هذه الأمور قد تظهر في بعض المسلمين لجهلهم فإن كل مسلم مطلوب منه الحذر على نفسه من النفاق وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى على نفسه من النفاق وكذلك قال عمر بن الخطاب لحذيفة -وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبره بالمنافقين- أما سماني رسول الله من المنافقين؟ فقال: لا، ولن أقول لأحد غيرك.
وهكذا يجب على كل واحد منا ألا يخلف وعداً أو يكذب على مسلم أن يخون أمانة أو يفجر في خصومة أخيه المسلم فتكون فيه شعبة من شعب النفاق أو يجمعها جميعاً فيطمس الله على قلبه فيزيغه عن الإيمان.
{اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا برحمتك يا أرحم الراحمين ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.
(2) الخوارج المارقون:
الصنف الثاني من أصناف الناس الخارجين على أصل "الولاء" هم الخوارج المارقون واسم الخوارج يطلق على كل من استحل دماء المسلمين أو أعراضهم أو أموالهم بالمعصية، وخرج على جماعتهم بالسيف، وأصل بلائهم من الجهل بأحكام الإسلام والاندفاع فيما يرونه منكراً إلى حدود العدوان على المسلم وظلمه، وهم الذين أفتوا بوجوب الخروج على الإمام العام بالمعصية، وقتاله بالسيف إذا رأوا منه ما يخالف رأيهم، ورأوا أيضاً وجوب البراءة من المسلم وهجرانه بالمعصية، وعدم جواز موالاة أحد من المسلمين بذلك، وهم في الغالب أهل حماسة وشدة في أخذ الدين ولكن هذه الحماسة والشدة لما كانت في غير موضعها انقلبت عليهم مروقاً وخروجاً عن الدين بالكلية وقد وصفهم الرسول صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/50)
الله عليه وسلم قبل خروجهم بأنهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم (البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم) وأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود)، وأن المسلم الصالح يحقر صلاته إلى صلاتهم، وصيامه إلى صيامهم (البخاري ومسلم وابن ماجه وأحمد) وذلك من كثرة تعبدهم وزهادتهم، وقد ظهرت أول أفكار الخوارج وأقوالهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وذلك عندما كان يوزع غنائم هوازن فأعطى مسلمة الفتح مائة من الإبل لكل واحد منهم ولم يعط المهاجرين الأولين والأنصار شيئاً فرأى ذلك رجل جاهل متشدد مارق فظن أن الرسول إنما حابي أهله وعشيرته بالغنائم وظن أن هذه مداهنة لقريش فقال للرسول: اعدل يا محمد، فوالله هذه قسمة ما أريد به وجه الله، هذا الجاهل الجلف المارق يقول للرسول: اعدل، ولو علم أن الله اختار رسوله لرسالته وأن الله لا يضع الرسالة إلا في موضعها لما ظن بالرسول سوءاً ثم اتهم نية الرسول صلى الله عليه وسلم وحاشاه صلى الله عليه وسلم أن يظهر خلاف ما يبطن وأن يفعل شيئاً لا يريد به وجه الله ولذلك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ يأمنني الله على خبر السماء ولا تأمنوني؟] فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فقال: [دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه] ثم قال: [يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلهم قتل عاد] وقال أيضاً: [إذا أدركتموهم فاقتلوهم فإن لمن قتلهم أجراً كبيراً] (رواه البخاري).
على منوال هذا الضال المارق خرجت الفتنة على عثمان رضي الله عنه، تعيب عليه أشياء من الصغائر وهو من هو رضي الله عنه سابقةً وفضلاً وإنفاقاً في سبيل الله وسبقاً إلى الإسلام وجهاداً مع رسوله أنكروا عليه أنه لم يول فلانا وولى فلانا، أو أنه ضرب فلانا أو نفى فلانا ومعلوم أن هذا كله في صلاحية الإمام العام، ولكنهم أخذوا هذه الصغائر وطيروها في كل مكان وأغروا الغوغاء والسفهاء من أهل مصر والشام والعراق والذين لا علم لهم بحقيقة الخليفة ومنزلة ذي النورين رضى الله عنه وأرضاه، وبذلك أججوا الفتنة عليه واستحلوا في النهاية دمه، ووقع بذلك على المسلمين اعظم بلاء في تاريخ الخلافة الراشدة، وهؤلاء المتنطعون الجاهلون أنفسهم هم الذين أرغموا علياً على البيعة ثم انتقضوا عليه لأمور جهلوها من الدين وظنوها مخالفة للقرآن فقد أنكروا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه تحريم نساء من حاربوهم في موقعة الجمل، وتحريم استرقاق ذراريهم وأخذ أموالهم حتى قال لهم: كيف أحل لكم نساءهم وهم مسلمون؟ ولو أحللت لكم نساءهم فأيكم يأخذ عائشة في سهمه؟ وكذلك أنكروا عليه رفضه لإيقاف القتال عندما رفع جيش معاوية المصاحف على أسنة الرماح حتى قال له زيد بن خالد الطائي وهو أحد رؤوس الخوارج: "القوم يدعوننا إلى كتاب الله وأنت تدعونا إلى السيف؟ " فقال له علي بن أبي طالب: أنا أعلم بما في كتاب الله .. ولكن هذا الجلف الجاهل رد على أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله "لترجعن الأشتر عن قتال المسلمين وإلا فعلنا بك مثل ما فعلنا بعثمان" فاضطر علي رضي الله عنه إلى رد الأشتر بعد أن هزم الجمع وولوا مدبرين وما بقي إلا شرذمة قليلة فيهم حشاشة قوة" (انظر البداية والنهاية 7/ 273).
وبالرغم من أن الخوارج هم الذين حملوا علياً على قبول التحكيم، والتحاكم إلى القرآن فإنهم عادوا وأنكروا عليه وقالوا له: كيف تحكم الرجال في القرآن؟ لا حكم إلا الله .. فقال علي: كلمة حق أريد بها باطل. ثم أتى بالقرآن أمامهم وقال: يا قرآن احكم بيننا (انظر البداية والنهاية 7/ 276) أي ليس للقرآن لسان حتى يحكم وإنما يحكم الرجال بما عرفوا من كلام الله سبحانه وتعالى. وفي النهاية فارقوه وشقوا جيشه، واستحلوا دم عبدالله بن عبدالله بن حرام عندما حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ستكون فتنة النائم فيها خير من القاعد فيها، والقاعد فيها خير من القائم فيها والقائم فيها خير من الساعي فيها] (البخاري ومسلم والترمذي وأحمد). ولذلك قاتلهم علي وانتصر عليهم، ولم ينج منهم إلا تسعة أشخاص فقط وكانوا اثني عشر ألفاً انحاز منهم أربعة آلاف إليه وقاتل الباقي. ولكن هؤلاء الذين نجوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/51)
ذهبوا وألبوا عليه وعلى معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم واستحلوا دماءهم جميعا وتمكن مارقهم الأكبر عبد الرحمن بن ملجم من قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو خارج إلى صلاة الفجر في آخر جمعة من شهر رمضان وكان علي في ذلك الوقت خير من يدب على الأرض وإمام المسلمين، فانظر إلى بشاعة هذه الجريمة وانظر إلى ظن قاتله أنه كان يفعل خيرا ويريد رضوان الله ومرضاته كما قال عمران بن حطا شاعر الخوارج في وقته:
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
ولكن صدق ابن المبارك الذي رد عليه فقال:
بل ضربة من شقي أوردته لظى وسوف يلقي بها الله غضباناً
وفي الوقت الذي التأمت في الأمة مرة ثانية على معاوية رضي الله عنه قامت قيامة الخوارج وظلوا يشاغلون أمراء الدولة الإسلامية الأموية ويؤججون النار في جنباتها ويصرفونها عن فتح الأمصار، وكثيرا ما كانت جيوش المسلمين تتحول من بلاد الشرك لإخماد فتنتهم التي كانوا يشعلونها كلما سنحت لهم الظروف واستمر حالهم هذا طيلة الدولة العباسية أيضا فكانوا بذلك أعظم شر وبلاء مني به المسلمون. والأفكار الخارجية لم تمت إلى يومنا هذا بل يتناقلها الجهال من الخوارج المعاصرون ممن يقرءون القرآن ولا يفقهون آياته، ويحفظون الحديث لا يدرون معانيه، وما زال المسلمون إلى يومنا هذا يطلع عليهم بين الحين والآخر من يزعم نصر الدين وقول كلمة الحق فيترك أهل الأوثان والشرك و الإباحية والكفر ويعمل قلمه ولسانه في المسلمين بل وجدنا منهم من لا هم إلا مشاغله الدعاة إلى الله والتعرض لهم بالسب والتشهير وتأليف الرسائل في بيان مثالبهم في زعمهم واتهامهم بالمداهنة تارة، والركون إلى الظالمين تارة، وفعل بعض المعاصي تارة، والإفتاء بما يخالف آراءهم تارة ولمثل هذه الأمور التي يرونها مخالفات وما هي بمخالفات يستحلون أعراضهم وينتهكون حرماتهم ويفتشون على أسرارهم ولا يجدون لهم ديناً في الأرض إلا تفريق جماعاتهم وتمزيق وحدتهم وملء صدور الناس بكراهيتهم ومحاولة فض الناس عنهم. وهذا من أكبر الآثام ومن أكبر النواقض لأصل الإيمان الأصيل وهو أصل الولاء، ولو فقه هؤلاء الدين لوجب عليهم محبة إخوانهم في الإسلام والدعاء لهم بظهر الغيب، وشد أزرهم والنصح لهم، وبذل الأمر بالمعروف لهم بالتي هي احسن ولكن الحقد والبغضاء ملأت صدورهم، ونفخ الشيطان في قلوبهم فتراهم يرون أكبر المنكرات فلا يأبهون ويشاهدون أعظم الطواغيت فلا يغضبون ولكنهم يرون الهفوات والصغائر على إخوان العقيدة والدين، و أهل الدعوة والجهاد فتحمر أنوفهم وتزبد أفواههم ويعددون في كل مجلس مخالفتهم.
وأمثال هؤلاء الذين ساروا على درب أسلافهم في المروق من قبل حيث تركوا أهل الأوثان، ونصبوا العداء لأهل الإسلام هم اخطر على المجتمع الإسلامي من المنافق المستتر لأن هؤلاء يظنون أنهم على الحق وانهم يحسنون صنعا، ويتكلمون بالآية والحديث وهم أعظم ستار لأهل النفاق والشر الذين يريدون هدم الإسلام، فالمنافقون يستترون بأمثال هؤلاء الأغرار الذين لا يفقهون حكمة ولا دعوة ويقرأون القرآن دون فهم وتدبر يأخذون منه ما شاءوا دون إن يكون لهم سلف في الترك وإنما بما تمليه عليهم أهواؤهم المريضة، وعصبيتهم البغيضة. وهؤلاء تجدهم يميلون إلى الشدة في كل شيء فالمستحب عندهم واجب، والمباح عندهم إثم ومعصية والرخصة جريمة وتهاون، واللين مداهنة والسكوت عن بعض الحق اتقاء الفتنة عندهم نفاق. وهكذا جعلوا دين الله بلاء على الناس وشرا بل جعلوا دين الله لا يصلح إلا لمن ترك الحياة كلها والمجتمع كله وخرج إلى البراري والقفار يرعى غنيمات وأما الاختلاط بالناس ففتنة عندهم والعمل في الحكومات كفر ومعصية، والتعلم في المدارس جريمة واستعمال النقود إثم لان عليها صورة. والسفر إلى بلاد الكفار جريمة عندهم ما بعدها جريمة. وويل لك ثم ويل إن حملت جواز سفر أو رخصة قيادة لأن ذلك إثم ومعصية إذ كيف تحمل صنما في جيبك؟ والتلفزيون رجس من عمل الشيطان لأن فيه أصنام .. انظر، والصحيفة أشد لعنة من التلفزيون لأن فيها أصناما كذلك وويل لك ثم ويل إن تعلمت الجغرافيا والفيزياء والكيمياء لأنها من علوم الكفار وفي دين هؤلاء يجب عليك أن تنتظر الدجال ولا تأخذ عدة الحرب العصرية لقتال كفار زماننا بمثل سلاحهم، لأن التوصل إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/52)
هذا السلاح لا يمكن إلا بتعلم علوم الكفار، ومادامت علوم الكفار حرام ولا يجوز لنا اقتراف الحرام فإذن لا يجب علينا امتلاك أسلحة العصر بل يجب أن ننتظر حتى تهلك هذه الحضارة ويعود الناس إلى السيف لنحارب الكفار وننتصر على الدجال .. الخ.
كل هذه الأفكار التي هي أشبه بأفكار الحمقى والمجانين تشكل اليوم أسلوبا لفهم الدين طلع به علينا من يزعم نصر الدين وإقامة ملة إبراهيم في الأرض وما درى هؤلاء أن هذه الأفكار هي أمثل طريقة لهدم الدين والقضاء عليه. ومثل هذه الأفكار أيضاً من احتقار العلم ووضعه عند غير أهله أن نناقشها بالدليل والبرهان لأنها لا تستقيم عند بداهة العقول، وإذا كان هناك من يجادل في البديهيات والمسلمات فإن إثبات هذا بالبرهان لا يفيد.
هذه -أخي القارئ- الفئة الثانية من الفئات التي خالفت أصل الولاء وهي تخرج على المسلمين الفينة والفينة بمثل هذه الخزعبلات. فما أشبه حمقى هذه الأيام بالحمقى السابقين الذين قالوا لعلي بن أبي طالب: كيف تحكم الرجال في القرآن؟ لا حكم إلا لله. فوضع علي المصحف أمامهم وقال: احكم بيننا يا قرآن.
الفصل الثاني
البراء
الأصل الثاني من أصول الأيمان الذي نتعرض له في هذه الدراسة هو "البراء" وهو الموقف الواجب على كل مسلم تجاه الكفار فماذا يعني هذا الأصل؟ وما أدلته من الكتاب والسنة؟ وما أحكامه وحدوده؟ واليك بحمد الله تفصيلا لكل ذلك:
أولا: أدلة "البراء" من الكتاب والسنة:
قال تعالى في سورة الممتحنة التي نزلت في شأن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه عندما أرسل إلى قريش يخبرهم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم خارج لغزوهم وذلك في غزوة الفتح كما روي البخاري بإسناده إلى علي بن بي طالب رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: [انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (موضع بين الحرمين بقرب حمراء الآسر من المدينة "معجم البلدان ج 2 ص 335") فإن بها ظعينة (امرأة سافرة) معها كتاب فخذوه منها]، فذهبنا تعادي بنا خلينا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة قفلنا: أخرجي الكتاب. فقال: ما معي من كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها (ضفيرة من الشعر تلف على الرأس) فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ما هذا يا حاطب؟] فقال: لا تعجل علي يا رسول الله. أني كنت امرءا من قريش ولم اكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة فأحببت إذا فاتتني من النسب فيهم أن اصطنع إليهم يدا يحمون قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتداداً عن ديني. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [إنه قد صدقكم]. فقال عمر: دعني يا رسول الله فأضرب عنقه. فقال صلى الله عليه وسلم: [انه قد شهد بدرا، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم] (البخاري).
قال عمرو -أي ابن دينار- وهو من رواة الحديث: ونزلت فيه {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} (الممتحنة:1) وهكذا قال ابن عباس أيضاً أن آيات الممتحنة قد نزلت في حاطب وفي شأن هذه الواقعة كما روي ذلك الحاكم بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} إلى قوله {والله بما تعملون بصير} نزلت في مكاتبة حاطب بن أبي بلتعة ومن معه من كفار قريش يحذرهم (رواه الحاكم وقال: "صحيح على شرط الشيخين" ولم يخرجاه واقره الذهبي).
وفي آيات الممتحنة يحذر سبحانه وتعالى من اتخاذ الكفار أولياء، وإلقاء المودة لهم مع كفرهم، وإخراجهم للرسول والمسلمين من مكة ولم يكن للمسلمين ذنب إلا إيمانهم بالله سبحانه وتعالى وقد بين سبحانه أن اتخاذ الكفار أولياء وهم بهذه المثابة من الظلم والعدوان ضلال عن سواء السبيل، ثم بين سبحانه الحكمة من هذا النهي فقال: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون} (الممتحنة:2) أي انهم لو ظهروا على المسلمين وتمكنوا منهم فلن يتركوا أو يرحموا أحداً منهم وهم جاهدون مع ذلك في تكفير المسلمين، فكيف يجوز إذن لمسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/53)
موالاتهم ونصرتهم ومحبتهم. ثم اخبر سبحانه أن الأرحام والأولاد لا تنفع يوم القيامة مع الكفر وذلك أن الله يفصل بين المسلمين والكفار يومئذ مهما تقاربت بينهم الأرحام والصلات الدنيوية. ثم ضرب الله سبحانه وتعالى إبراهيم والذين معه مثلاً وأسوة للمسلمين فقال: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} (الممتحنة:4). أي عليكم أيها المؤمنون أن تأتسوا بإبراهيم والذين آمنوا معه في براءتهم من الكفار وإعلانهم العداوة والبغضاء لهم ما داموا على شركهم وكفرهم.
وهذه كلها بحمد الله آيات واضحة بينة في وجوب التبري من الكفار ووجوب إعلان البغضاء والكراهية لهم.
ولقد حذر سبحانه وتعالى في آيات أخرى بأن تولي المسلم للكافر كفر ومروق من الدين كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين وحده} (المائدة:51) وقوله: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} نص صريح في كفر من اتخذ نصرانياً كان أو يهودياً ولياً له. ومثل هذه الآية أيضا قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون} (التوبة:23) وقال أيضا: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير} (آل عمران:28) وقوله: {ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} ظاهر في تكفير من فعل ذلك أي انه قد انحلت عقدته مع الله واصبح خارجاً كلياً عن حماية الله وولايته. وهذه الآيات وغيرها كثير في القرآن ظاهر في وجوب البراءة من الكفار وعدم جواز موالاتهم بحال مهما كانوا أقارب أو أرحام أو يرجى منهم نصر وتأييد كما قال تعالى أيضاً: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله إلا إن حزب الله هم المفلحون} (المجادلة:22).
وهذه كلها بحمد الله آيات صريحة واضحة مبينة أنه لا موادة ولا نصرة، ولا موالاة مع من حاد الله ورسوله، ولو كانوا من أخص الأرحام، وأن المؤمنين المخلصين المؤيدين بنصر الله وتوفيقه هم من حققوا هذا الأصل العظيم.
والآن ما مفهوم تولي الكفار الذي نهينا عنه في هذه الآيات؟ وماذا يعني على التحديد البراءة منهم؟
كيف تحقق البراءة من أعداء الله؟!
أولاً: وجوب الالتزام بالإسلام كله:
وذلك أن دين الكفار باطل سواء كان في الأصول والعقائد والفروع من التحليل والتحريم والصبغة والهدي والأخلاق إلا ما وافق الفطرة الصحيحة والشرع الذي شرعه الله لنا ولذلك أمرنا الله أن نقول للكفار إذا دعونا إلى دينهم: {قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون} (سورة الكافرون).
وحذر الله رسوله في آيات كثيرة أن يطيع الكفار ولو في شيء يسير مما يدعونه إليه مخالفاً بذلك أمر الله كما قال تعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلاً *ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا *إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا} (الإسراء:73 - 75). وهذا تهديد عظيم للرسول لو ركن إلى الكفار ولو في شيء قليل. وفي هذا المعنى أيضا يقول تعالى: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير *ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون} (هود:112 - 113) وقال أيضاً: {وأن احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} (المائدة:49) وهذه كلها آيات ناهية للرسول أن يطيع المشركين والكفار ولو في شيء قليل مخالفا بذلك ما أنزله الله إليه وقد هدد الله رسوله هنا بكل أنواع التهديد إن هو فعل ذلك ومعلوم أن الرسول لا يفعل ذلك وإنما هذا تهديد لنا بطريق الأحرى والأولى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/54)
ولا شك أن طاعة الكفار في شيء من تشريعهم هو من أكبر أنواع التولي لهم، وبالتالي هو أعظم أسباب الكفر والخروج من الدين والتعرض لسخط رب العالمين.
ثانياً: وجوب إعلان البراءة من الكافرين:
وهذا يستلزمه الأمر الأول فما دام أن للمسلم دينه الخاص المميز فإن لم يلتزم هذا الدين فإنه خارج عنه، وكل خارج عن دين الإسلام الحق بعد إقامة الحجة عليه فهو كافر ولا شك أن للكافر منهجا وطريقا وعقيدة ما في حياته وكل منهج وعقيدة وطريق غير الإسلام فهو باطل ويجب على المسلم البراءة من الباطل كله والكفر بالطواغيت جميعا كما قال تعالى: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} (البقرة:256) والطاغوت هو كل من جاوز حده ودعا إلى عبادة نفسه وتهجم على حق الله في العبادة والطاعة وقال تعالى أيضاً: {قل يا أيها الكافرون *لا اعبد ما تعبدون} .. الآيات (الكافرون) فأمرنا أن نعلن البراءة من الكافرين وآلهتهم. وقال إبراهيم لقومه: {قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون *أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين} (الشعراء:75 - 77)، وقال لهم أيضا: {كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} (الممتحنة:4) وقد جعل الله إبراهيم لنا أسوة في هذا القول.
ولذلك فإعلان البراءة من الكافرين وكفرهم هو الأمر الثاني واللازم للالتزام بدين الله وحده واتباع صراطه المستقيم، فمن اتبع صراط الله واهتدى بهدي رسوله وجب عليه أن يعلن مفارقه كفر الكافرين ومخالفة هديهم ودينهم كله.
ثالثاً: تحريم إعانة الكافر على المسلم:
الأمر الثالث الذي تقتضيه البراءة من الكافر وعدم موالاتهم هو عدم جواز إعانتهم على المسلم بحال، فإذا كان المسلم دمه وماله وعرضه حرام على أخيه المسلم، وكان سباب المسلم فسوقا، واقتطاع حقه موجبا للنار وسفك دمه ظلما موجبا للخلود فيها أيضا فإن إعانة الكافر على مسلم خروج من الدين مطلقا وكفر أو ردة والآيات التي صدرنا بها هذا البحث هي في هذا الصدد خاصة كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (المائدة:51) وكذلك آيات الممتحنة وقد نزلت كما علمنا آنفا في شأن حاطب بن أبي بلتعة الذي أفشى سر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كفار قريش.
وبهذا يعلن أن إعانة الكفار على المسلمين لا شك أنه كفر. ولم يسمح الله في هذا الصدد بأي صورة من صورة الإعانة. ولا لأي أحد حتى للمستضعفين في بلاد الكفار أن يقاتلوا مع قومهم ضد المسلمين كما قال تعالى: {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديكم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولئك جعلنا لكم عليهم سلطانا مبيناً} (النساء:91) والمقصود بالفتنة هنا حرب المسلمين.
رابعاً: تحريم اتخاذهم بطانة وحاشية:
الأمر الرابع: الذي نهانا الله عنه تجاه الكافرين واخبرنا أنه من جملة موالاتهم هو اتخاذهم بطانة أي وزراء وعمالا في الأمور الحساسة من أمور الدولة والحكومة الإسلامية. وفي هذا يقول سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون} (آل عمران:118).
ولهذا لم يتخذ الرسول والخلفاء الراشدون غير المسلمين في أعمال الدول الهامة كقيادة الجيوش. والأشراف على بيت المال، والجنود والشرطة وسائر الأمور التي فيها اطلاع على عورات المسلمين ومعرفة بأحوالهم. ولذلك كانت الدولة الإسلامية في عافية وقوة. ولكن بعد أن اتخذ الخلفاء الكفار بطانة لهم ووزراء تغير الأمر وبدأت أحوال المسلمين إلى زوال.
عرفنا أن البراءة من الكافرين تعني أن لا نتنازل لهم عن شيء من الدين، وأن لا نحبهم فنحب ما هم عليه من كفر، وأن لا نساعدهم على مسلم قط، وأن لا نتخذ منهم بطانةً وأعواناً في أماكن يطلعون منها على أسرار المسلمين وينفذون من خلالها إلى إضعافهم وتفشيلهم. والذين يأخذون أصول البراءة على إطلاقها دون تفصيل ومعرفة بالاستثناءات قد يقعون في كثير من الظلم والحرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/55)
ولذلك سنفصل -بحول الله- فيما يأتي هذه الاستثناءات والأمور التي لا تخالف ولا تناقض أصل البراءة:
استثناءات لا تنقض أصل البراءة:
أولاً: اللين عند عرض الدعوة:
لا تعني البراءة من الكافرين حجب دعوة الإسلام عنهم وتركهم لما هم فيه من ضلال. بل يحتم الإسلام على أهله دعوة الناس إلى الخير وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر والحرص على هدايتهم والرغبة الأكيدة في تحولهم إلى الإسلام ولما كان هذا لا يأتي إلا بالدخول إلى النفوس من مداخلها واستجلاب رضاها وراحتها فإن الإسلام جعل سبيل الدعوة مع الكفار وغيرهم هو الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى كما قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين} (النحل:125) .. وذلك أن النفوس الشاردة، والقلوب القاسية لا تعود إلى الإسلام ولا تلين إلا بالملاينة والملاطفة وإظهار العطف والشفقة والحرص.
ولذلك قال تعالى لموسى وهارون عندما أرسلهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} (طه:44) وهكذا صنع موسى مع فرعون لاطفه في أول لقاء له وشرح له دعوته وجادله بالحسنى ووكل أمره لله بعد أن أعلن فرعون عداوته له. وهكذا أيضاً فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المشركين والكافرين والمعاندين ممن عرض عليهم دعوته سواء كانوا من العرب المشركين أو اليهود أو النصارى جادلهم رسول الله بالحسنى ودعاهم باللين والبيان وصبر معهم صبراً طويلاً ولم يثبت قط أنه أهانهم أو اغلظ عليهم عند عرض الدعوة أبداً وذلك امتثالاً لقوله تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم} (العنكبوت:46) وقوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} (النحل:125)، وقوله: {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً} (المزمل:10) وقوله: {لست عليهم بمسيطر} (الغاشية:22) وقوله: {فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون} (الشعراء:216) ولم يقل: فاغلظ لهم القول وسبهم واشتمهم.
وهذه الآيات كلها ومثلها بالمئات في القرآن الداعية إلى الحكمة والصفح الجميل عن المكذبين لا تناقض قوله تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} (التوبة:73)، وذلك أن الغلظة المأمور بها هنا إنما هي الغلظة في القتال فقط، وهذا مقام يحتاج إلى شدة وغلظة بخلاف مقام الدعوة، ولكل مقام مقال، كما يقولون. وذلك بدليل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة} (التوبة:123). فهذه الغلظة هنا تفسر الغلظة في الآية الأخرى وأن ذلك إنما يكون في مقام القتال والمقاتل إن لم يتصف بالشجاعة والقوة والغلظة لمن يقاتلونه لا ينتصر. فلو رحمه أو لاينه أو أشفق عليه فإنه لا يقتله. ومما يوضح ذلك جلياً ما صنعه الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين في موقعة بدر، فقد رص رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف ودعا المؤمنين إلى الشجاعة في القتال وقال: [والله لا يقتل رجل منكم اليوم مقبل غير مدبر إلا دخل الجنة] (رواه أبو إسحاق. انظر البداية والنهاية 3/ 276 - 277). وفي هذا غاية التحريض على بذل النفس ولكنه بعد المعركة وهزيمة الكفار وأسر سبعين منهم لاطف الأسرى ولاينهم وداوى جراحاتهم وأمر الصحابة بإكرامهم فقال صلى الله عليه وسلم [اكرموا الأسرى] (الترمذي وأبو داود)، حتى أن الصحابة كانوا يؤثرونهم بالطعام الجيد على أنفسهم وأنزل القرآن في ملاطفة الأسرى ودعوتهم للإسلام فقال تعالى: {يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم} (الأنفال:70)، وهذا غاية الملاينة والملاطفة في دعوتهم إلى الإسلام وأن الله سيعوضهم عن الفدية التي أخذت منهم إن هم أذعنوا للإسلام وآبوا إلى الله ورسوله. وبهذا يظهر لنا جليا التفريق بين مقام القتال ومقام الدعوة.
فمقام الدعوة هو مقام اللين والملاطفة وتخير الألفاظ وإحسان القول رغبة في تطميع الكافر في الدين، واستمالة لقلبه إليه.
والجاهلون بهذا لا يميزون بين مقام ومقام ويظنون أن البراءة من الكفار تعني سبهم وشتمهم وإغلاظ القول لهم في مقام الدعوة وهذا غاية الجهل والحماقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/56)
ثانياً: حل الزواج بالكتابية وأكل ذبيحة الكتابي:
لا شك أن الكتابي يهودياً كان أو نصرانياً هو ممن حكم الله عليهم بالكفر والخلود في النار إذا سمع بالإسلام ولم يدخل فيه كما قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار *لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منه عذاب أليم} (المائدة:72 - 73).
وهذا نص واضح في كفرهم لمقالتهم الشنيعة في الله ولا شك أيضاً أنهم لا يخرجون من مسمى أهل الكتاب بهذه المقالة فقد ناداهم الله مرارا بهذا الاسم مع وجود معتقدهم هذا فيهم كقوله تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه إن يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً} (النساء:171)، فقد ناداهم الله بمسمى أهل الكتاب مع مقالتهم هذه .. وبالرغم من ذلك فقد أباح الله للمسلم أن يأكل مما ذبحه الكتابي وأن يتزوج المرأة الكتابية وهذا مجمع عليه بين المسلمين ويشهد لهذا قوله تعالى: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهم محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} (المائدة:5) وأنت ترى هنا أن الله قد جعل طعام أهل الكتاب من الطيبات المباحة والمقصود بطعامهم ذبيحتهم وهذا لا خلاف فيه أيضاً، وكذلك جعل الله المحصنة الكتابية أي العفيفة التي لا ترضى الزنا مباحاً الزواج بها كالعفيفة المسلمة أيضا. وبهذا تعلم أن الأكل من طعام اليهود والنصارى لا ينافي ولا يعارض البراءة منهم، بل هذا مما استثنى، وكذلك الزواج من نسائهم. ومعلوم انه يحصل مع الزواج من نسائهم كثير من المودة والمحبة الزوجية الفطرية التي تقوم بين الأزواج عادة كما قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الروم:21) ولا شك أن المودة هنا مستثناة من النهي عن المودة للكفار المنصوص عليها في مثل قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} (المجادلة:22) .. الآية. فمودة الزوج المسلم لزوجته الكتابية مخرج من ذلك ولا شك لأنه من المباح الذي لا يؤاخذ الله عليه ولا شك إن هذه المودة المباحة هي المودة الفطرية التي ينشئها الله في قلب الزوج لزوجته والتي لا يجوز معها اطلاع هذه الزوجة على عورات المسلمين أو إعانتها أو إعانة قومها على الإسلام و أهله. ومعلوم كذلك إن الزواج بالكتابية يستلزم أيضا السماح لها بالبقاء على دينها إن شاءت وعدم الوقوف في وجه أدائها لشعائر هذا لدين إن أرادت وان لا تجبر على الإسلام ولا تدخل فيه إلا برضاها وهذا من المعلوم من الدين ضرورة لا يماري فيه إلا جاهل.
وكذلك الأمر بالنسبة لأكل طعام أهل الكتاب لا شك انه لا يمنع أن يأكله المسلم هديةً أو بيعاً وقد أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة التي أهدتها له اليهودية في خيبر. وأكل منها أصحابه، ومعلوم أن الإهداء والبيع ونحو ذلك قد يحصل به تعارف ونوع صداقة ومودة وكل ذلك لا ينافي ولا يناقض الأصل الذي شرحناه آنفا وهو البراءة من الكفار.
ثالثا: المجاملة والإحسان والدعاء له بالهداية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/57)
. ومن الأمور التي لا تنقض أصل البراءة من الكفار أيضا مجاملة الكافر المعاهد والذمي والمستأمن والإحسان إليه والأصل في هذا هو قوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين} (الممتحنة:8) ويدخل في البر بهم عيادة مرضاهم، واتباع جنائزهم، وقبول هداياهم والإهداء لهم، وتهنئتهم في الأفراح، وتعزيتهم في الأحزان ومساعدة فقرائهم والمحتاجين منهم وزيارتهم في منازلهم، وقبول دعوتهم، والدعاء لهم بالهداية، ونحو ذلك وهذا مما أجمع عليه المسلمون ولا مخالف لذلك ممن لهم رأي يعتد به.
ويدل لذلك ما يأتي:-
(أ) الدعاء بالهداية لهم:
وهذا حتى لو كانوا محاربين أيضا وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لطوائف كثيرة من الكفار ليهديهم الله: كما جاء في مسلم أنه قال: [اللهم اهد أم أبي هريرة] (مسلم وأحمد) وذلك عندما طلب أبو هريرة من الرسول أن يدعو الله لأمه الكافرة كي تسلم، ولذلك جاء في البخاري عن أبي هريرة قال: قدم الطفيل وأصحابه على رسول الله فقال الطفيل: يا رسول الله، إن دوساً قد كفرت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس، فقال صلى الله عليه وسلم: [اللهم اهد دوساً وائت بهم] (البخاري ومسلم وأحمد) ودوس قبيلة أبي هريرة. وجاء في الترمذي وأحمد أن رسول الله دعا لثقيف فقال: [اللهم اهد ثقيفاً]، وكانوا قد تحصنوا منه بعد فتح مكة في ديارهم وامتنعوا من المسلمين ولم يستطع المسلمون فتح الطائف، فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهديهم، فأسلموا وقدموا المدينة، وفي كل هذا استحباب الدعاء للمعاندين من الكفار لعل الله يهديهم.
(ب) الإهداء لهم وقبول هداياهم:
وقد جاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى إلى عمر بن الخطاب حلة من حرير فقال: يا رسول الله تكرهها وترسلها لي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: [أني لم أرسلها لك لتلبسها ولكن البسها بعض نسائك] فأهداها عمر بن الخطاب لأخ له مشرك بمكة. وهذا دليل واضح أيضا على أنه يجوز الإهداء للكفار ما لا يحل لبسه للمسلمين كالحرير وكذلك قبل رسول الله هدايا المقوقس (ابن خزيمة وأبو نعيم)، وقبل الشاة المصلية من اليهودية في خيبر (البخاري وغيره عن أنس).
(ج) عيادة مرضاهم:
وقد روي البخاري عن أنس رضي الله عنه أن غلاماً يهودياً كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده: فقعد عند رأسه فقال له: [أسلم] فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-، فأسلم فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: [الحمد الله الذي أنقذه من النار]. وروي البخاري أيضاً تعليقاً جازماً به إلى سعيد بن المسيب عن أبيه انه قال: [لما حُضِر أبو طالب جاءه النبي صلى الله عليه وسلم] وهذا مشهور في قصة عرض النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام على أبي طالب في مرض موته وقول عمرو بن هشام له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فمات وهو يقول: هو على ملة عبد المطلب. والشاهد من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد المشركين واليهود.
د- التصدق عليهم والإحسان لهم:
وهذا ثابت في النص القرآني الذي ذكرناه وكذلك في قوله تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} (البقرة:272) وقد قال ابن كثير عن هذه الآية: قال أبو عبدالرحمن النسائي: أنبأنا محمد بن عبد السلام بن عبد الرحيم أنبأنا الفريابي حدثنا سفيان عن الأعمش عن جعفر بن عباس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا فرخص لهم" فنزلت هذه الآية {ليس عليك هداهم .. } وهذا ما رواه أبو حذيفة، وابن المبارك وأبو أحمد الزبيري، وأبو داود الحضرمي عن سفيان وهو الثوري، وقال ابن أبي حاتم: أنبأنا أحمد بن القاسم عن عطية حدثني أحمد بن عبدالرحمن يعني الأشتكي حدثني أبي عن أبيه حدثنا أشعث ابن إسحاق عن جعفر بن المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر بأن لا يتصدق إلا على أهل الإسلام حتى نزلت هذه الآية {ليس عليك هداهم .. } إلى آخرها. فأمر بالصدقة بعدها على كل من سألك من كل دين.
وكذلك روى البخاري وغيره عن أسماء بنت الصديق أنها ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أن أمها قد أتتها وهي راغبة -أي عن دين الإسلام- أفتتصدق عنها؟
فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تصلها، وهذا بالطبع موافق ومقرر لقوله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً} (لقمان:15).
والخلاصة من كل هذا أن الصدقة والإحسان على الكفار جائزة بل مستحبة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [في كل كبد رطبة أجر] (البخاري ومسلم وأبو داود وأحمد وغيرهم).
*****************
*********
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/58)
ـ[صلاح]ــــــــ[15 - 07 - 04, 10:08 م]ـ
جزاكم الله خيْرًا،،
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 07 - 04, 07:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
العجيب أن بعض الكتاب زعم أن الامام أحمد أنكر الولاء والبراء
واحتج بماجاء في رسالة الاصطخري
عن الامام احمد
(والولاية بدعة والبراءة بدعة وهم الذين يقولون نتولى فلاناً ونتبرأ من فلان وهذا القول بدعة فاحذروه)
طبقات الحنابلة
)
انتهى
وهذا جهل من قائله لانه اما انه لم يفهم العبارة أو أنه دلس على الناس
والمعنى واضح لايحتاج الى بيان
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[16 - 07 - 04, 07:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الموضوع الهام فوالله إن كثيرا من طلبة العلم بله غيرهم في حاجة ماسة إلى مراجعة انفسهم ومواقفهم تجاه هذا المر الخطير.
ـ[الدرعمى]ــــــــ[16 - 07 - 04, 04:57 م]ـ
إخوتى الكرام
أليس الولاء والبراء من الأمور التى تشترك فيها القلوب والجوارح؟؟
فلماذا نقتصر على الجانب العقدى منها دون الجانب العملى الفقهى؟
ثم هناك سؤال يحيرنى: كيف يمكن للمرء أن يخلص لله فى موالاته للمؤمنين ومعاداته للكافرين؟؟
هل من مجيب أيها الإخوة الكرام
ـ[يزيد الماضي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 11:56 ص]ـ
..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 05 - 05, 10:03 ص]ـ
بارك الله بكم أيها الإخوة
فأساس الإسلام كله هو الولاء والبراء
فمن صلح فيه هذين الأمرين فقد وفق إلى خير عظيم
ومن فسد فيه إحداهما فلا أفلح والله أبداً
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 05 - 05, 10:07 ص]ـ
وجزاكم أنتم خيراً كثيراً ونفع بكم، وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا جميعاً في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
ـ[نياف]ــــــــ[22 - 10 - 05, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خير وغفر لك ورزقك الفردوس الأعلى
ويرفع للفائدة
والله المستعان
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[04 - 11 - 05, 06:55 م]ـ
قال العلامة سليمان بن سحمان رحمه الله كما في الدرر السنية 1/ 583
فعاد الذي عادى لدين محمد ** ووال الذي والاه من كل مهتد
وأحبب لحب الله من كان مؤمناً ** وأبغض لبعض الله أهل التمرد
وما الدين إلا الحب والبغض والولا ** كذاك البرا من كل غاو ومعتد
جميعاً جزاكم الله خير
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[06 - 11 - 05, 06:35 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
الشيخ ابن وهب ومما يُزاد إلى كلامكم أن الذهبي (السير 11/ 286) شكك في نسبة هذه الرسالة للإمام أحمد رحمه الله.
ـ[نياف]ــــــــ[06 - 11 - 05, 08:32 ص]ـ
د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
كلمات في الولاء والبراء
من الانحرافات الظاهرة التي تبدو طافية على السطح في مثل هذه الأيام ما نسمعه ونقرؤه من نشاط محموم ومكثف من أجل إقامة» السلام «مع يهود، وإنهاء الصراع معهم في ظل الوفاق الدولي. ومن جانب آخر نشاهد كثرة ما يعقد في الساحة من مؤتمرات وملتقيات للتقارب بين الأديان! والحوار والزمالة - بالذات - بين الإسلام والنصرانية .. وتلحظ على هؤلاء المشاركين في تلك المؤتمرات ممن يحسبون من أهل الإسلام هزيمة بالغة في نفوسهم، وحبّاً للدعة والراحة .. وكرهاً للجهاد وتوابعه، فالإسلام دين السلام والوئام و «التعايش السلمي»! حتى قال أحدهم: هيئة الأمم المتحدة تأخذ بالحل الإسلامي لمعالجة المشكلات التي تواجه الإنسانية! (1) كما تلمس من كلامهم استعداداً كاملاً للارتماء في أحضان الغرب .. فضلاً عن جهلهم المركب بعقيدة الإسلام الصحيح .. ومن أهمها عقيدة الولاء والبراء ..
وهذه المكائد والمخططات - عموماً - حلقة من حلقات سابقة تستهدف القضاء على عقيدة البراءة من الكفار وبغضهم .. إضافة إلى كيد المبتدعة من الباطنيين وأشباههم .. ومع هذه الحملة الشرسة والمنظمة من أجل مسخ عقيدة البراء فإنك ترى - في الوقت نفسه - الفرقة والشحناء بين الدعاة المنتسبين لأهل السنة، ولأجل هذا وذاك، أحببت أن أؤكد على موضوع الولاء والبراء من خلال النقاط التالية.
- 1 -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/59)
إن الولاء والبراء من الإيمان، بل هو شرط من الإيمان، كما قال سبحانه: ((تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ولَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) [المائدة:80 - 81].
يقول ابن تيمية عن هذه الآية:» فذكر جملة شرطية تقتضي أن إذا وجد الشرط وجد المشروط بحرف "لو" التي تقتضي مع الشرط انتفاء المشروط فقال: ((ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ)) فدل ذلك على أن الإيمان المذكور ينفي اتخاذهم أولياء ويضاده، لا يجتمع الإيمان واتخاذهم أولياء في القلب، ودل ذلك على أن من اتخذهم أولياء، ما فعل الإيمان الواجب من الإيمان بالله والنبي، وما أنزل إليه .. «(2).
والولاء والبراء أيضاً أوثق عرى الإيمان، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله» رواه أحمد والحاكم.
يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: «فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد، أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله .. ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقاناً بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان» (3).
وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبايع أصحابه على تحقيق هذا الأصل العظيم، فقد قال عليه الصلاة والسلام:» أبايعك على أن تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين «رواه النسائي وأحمد.
وتأمل معي هذه العبارة الرائعة التي سطرها أبو الوفاء بن عقيل (ت 513 هـ):
«إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الراوندي والمعري عليهما لعائن الله ينظمون وينثرون كفراً .. وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب» (4).
- 2 -
الولاء معناه المحبة والمودة والقرب، والبراء هو البغض والعداوة والبعد، والولاء والبراء أمر قلبي في أصله .. لكن يظهر على اللسان والجوارح .. فالولاء لا يكون إلا لله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين كما قال سبحانه: ((إنَّمَا ولِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا .. )) .. فالولاء للمؤمنين يكون بمحبتهم لإيمانهم، ونصرتهم، والإشفاق عليهم، والنصح لهم، والدعاء لهم، والسلام عليهم، وزيارة مريضهم وتشييع ميتهم ومواساتهم وإعانتهم والسؤال عن أحوالهم، وغير ذلك من وسائل تحقيق هذا الولاء.
والبراءة من الكفار تكون: ببغضهم - ديناً - وعدم بدئهم بالسلام وعدم التذلل لهم أو الإعجاب بهم، والحذر من التشبه بهم، وتحقيق مخالفتهم - شرعاً - وجهادهم بالمال واللسان والسنان، والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام (5) وغير ذلك من مقتضيات البراءة منهم (6).
- 3 -
أهل السنة يرحمون الخلق ويعرفون الحق، فهم أحسن الناس للناس، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين، وهم في وئام تام، وتعاطف وتناصح وإشفاق كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، حتى قال أحد علمائهم وهو - أيوب السَّخِتْياني -: «إنه ليبلغني عن الرجل من أهل السنة أنه مات، فكأنما فقدت بعض أعضائي» (7).
ولذا قال قوّام السنة إسماعيل الأصفهاني: "وعلى المرء محبة أهل السنة في أي موضع كانوا رجاء محبة الله له، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول الله تعالى:» وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتلاقين فيّ «رواه مالك وأحمد، وعليه بغض أهل البدع في أي موضع كانوا حتى يكون ممن أحب في الله وأبغض في الله" (8).
ولا شك أن هذا الولاء فيما بين أهل السنة، إنماهو بسبب وحدة منهجهم، واتحاد طريقتهم في التلقي والاستدلال، والعقيدة والشريعة والسلوك، ..
- 4 -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/60)
الكفار هم أعداؤنا قديماً وحديثاً سواء كانوا كفاراً أصليين كاليهود والنصارى أو مرتدين، قال تعالى: ((لا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)) [آل عمران 28].
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: "نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكفار وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين، ثم توعد على ذلك فقال تعالى: ((ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ)) أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فهو بريء من الله، كما قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً .. )) [النساء 144]، وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ)) (9).
فهذه حقيقة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، وهي أن الكفار دائماً وأبداً هم أعداؤنا وخصومناً .. كما قرر ذلك القرآن في أكثر من موضع، فقد بين الله سبحانه وتعالى هذه الحقيقة فقال سبحانه عنهم: ((لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلاًّ ولا ذِمَّةً .. ))، وقال تعالى: ((مَا يَوَدُّ الَذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ ولا المُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ .. ))، وقال سبحانه: ((ودَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم .. ))، هكذا حذر الله تعالى من الكفار: ((أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ)) .. ولكي يطمئن قلبك .. فانظر إلى التاريخ في القديم والحديث .. وما فعله الكفار في الماضي وما يفعلونه في هذه الأيام، وما قد سيفعلونه مستقبلاً.
ورحم الله ابن القيم عندما عقد فصلاً فقال: «فصل في سياق الآيات الدالة على غش أهل الذمة للمسلمين وعداوتهم وخيانتهم وتمنيهم السوء لهم، ومعاداة الرب تعالى لمن أعزهم أو والاهم أو ولاّهم أمر المسلمين» (10).
- 5 -
إن الناس في ميزان الولاء والبراء على ثلاثة أصناف، فأهل الإيمان والصلاح يجب علينا أن نحبهم ونواليهم. وأهل الكفر والنفاق يجب بغضهم والبراءة منهم، وأما أصحاب الشائبتين ممن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فالواجب أن نحبهم ونوليهم لما سهم من إيمان وتقوى وصلاح، وفي الوقت نفسه نبغضهم ونعاديهم لما تلبسوا به من معاصٍ وفجور. وذلك لأن الولاء والبراء من الإيمان، والإيمان عند أهل السنة ليس شيئاً واحداًلا يقبل التبعيض والتجزئة، فهو يتبعض لأنه شعب متعددة كما جاء في حديث الصحيحين في شعب الإيمان "الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"، والأحاديث في ذلك كثيرة معلومة، فإذا تقرر أن الإيمان شعب متعددة ويقبل التجزئة، فإنه يمكن اجتماع إيمان وكفر - غير ناقل عن الملة - في الشخص الواحد ودليله قوله تعالى: ((وإن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا .. )) فأثبت الله تعالى لهم وصف الإيمان، مع أنهم متقاتلون، وقتال المسلم كفر كما في الحديث: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وفي الحديث الآخر يقول -صلى الله عليه وسلم-: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، فدل ذلك على اجتماع الإيمان والكفر - الأصغر - في الشخص الواحد.
يقول ابن تيمية:
«أما أئمة السنة والجماعة، فعلى إثبات التبعيض في الاسم والحكم، فيكون مع الرجل بعض الإيمان، لا كله، ويثبت له من حكم أهل الإيمان وثوابهم بحسب ما معه، كما يثبت له من العقاب بحسب ما عليه، وولاية الله بحسب إيمان العبد وتقواه، فيكون مع العبد من ولاية الله بحسب ما معه من الإيمان والتقوى، فإن أولياء الله هم المؤمنون المتقون، كما قال تعالى: ((أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وكَانُوا يَتَّقُونَ)) " (11).
- 6 -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/61)
موالاة الكفار ذات شعب متعددة، وصور متنوعة .. وكما قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله -: «مسمى الموالاة يقع على شعب متفاوتة، منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية .. ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات» (12).
ويقول أيضاً: "ولفظ الظلم والمعصية والفسوق والفجور والموالاة والمعاداة والركون والشرك ونحو ذلك من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة قد يراد بها مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة، وقد يراد بها مطلق الحقيقة، والأول هو الأصل عند الأصوليين، والثاني لا يحمل الكلام عليه إلا بقرينة لفظية أو معنوية، وإنما يعرف ذلك بالبيان النبوي وتفسير السنة .. إلى أن قال:» فقوله تعالى: ((ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ .. )) قد فسرته السنة وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة، العامة .. » (13).
فمن شعب موالاة الكفار، التي توجب الخروج من الملة؛ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين كما قال سبحانه: ((ومَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإنَّهُ مِنْهُمْ .. )) [البقرة: 102].
ومنها عدم تكفير الكفار أو التوقف في كفرهم أو الشك فيه، أو تصحيح مذهبهم (14) .. فما بالك بحال من يدافع عنهم ويصفهم بأنهم إخواننا في الإنسانية - إن كانوا ملاحدة أو وثنيين - أو "أشقاؤنا" - إن كانوا يهوداً أو نصارى - فالجميع في زعمهم على ملة إبراهيم عليه السلام!
- 7 -
يقع خلط ولبس أحياناً بين حسن المعاملة مع الكفار - غير الحربيين - وبغض الكفار والبراءة منهم، ويتعين معرفة الفرق بينهما، فحسن التعامل معهم أمر، وأما بغضهم وعداوتهم فأمر آخر، وقد أجاد القرافي في "الفروق" عندما فرّق بينهما قائلاً:
«اعلم أن الله تعالى منع من التودد لأهل الذمة بقوله ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الحَقِّ .. )) الآية، فمنع الموالاة والتودد، وقال في الآية الأخرى: ((لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ .. )) فلا بد من الجمع بين هذه النصوص، وأن الإحسان لأهل الذمة مطلوب، وأن التودد والموالاة منهي عنهما .. وسر الفرق أن عقد الذمة يوجب حقوقاً علينا لهم؛ لأنهم في جوارنا وفي خفارتنا وذمة الله تعالى وذمة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ودين الإسلام، وقد حكى ابن حزم الإجماع - في مراتبه - على أن من كان في الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح .. فيتعين علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على موادات القلوب ولا تعظيم شعائر الكفر، فمتى أدى إلى أحد هذين امتنع، وصار من قبل ما نهي عنه في الآية وغيرها، ويتضح ذلك بالمثل، فإخلاء المجالس لهم عند قدومهم علينا والقيام لهم حينئذ ونداؤهم بالأسماء العظيمة الموجبة لرفع شأن المنادى بها، هذا كله حرام، وكذلك إذا تلاقينا معهم في الطريق وأخلينا لهم واسعها ورحبتها والسهل منها، وتركنا أنفسنا في خسيسها وحزنها وضيقها كما جرت العادة أن يفعل ذلك المرء مع الرئيس والولد مع الوالد، فإن هذا ممنوع لما فيه من تعظيم شعائر الكفر وتحقير شعائر الله تعالى وشعائر دينه واحتقار أهله، وكذلك لا يكون المسلم عندهم خادماً ولا أجيراً يؤمر عليه وينهى .. وأما ما أمر من برهم من غير مودة باطنية كالرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وإكساء عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف لهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، واحتمال أذايتهم في الجوار مع القدرة على إزالته لطفاً معهم لا خوفاً وتعظيماً، والدعاء لهم بالهداية وأن يجعلوا من أهل السعادة ونصيحتهم في جميع أمورهم .. فجميع ما نفعله معهم من ذلك لا على وجه التعظيم لهم وتحقير أنفسنا بذلك الصنيع لهم، وينبغي لنا أن نستحضر في قلوبنا ما جبلوا عليه من بغضنا وتكذيب نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وأنهم لو قدروا علينا لاستأصلوا شأفتنا واستولوا على دمائنا وأموالنا، وأنهم من أشد العصاة لربنا ومالكنا عز وجل، ثم نعاملهم بعد ذلك بما تقدم ذكره امتثالاً لأمر ربنا .. » (15).
- 8 -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/62)
وإن من أعظم ثمرات القيام بهذا الأصل: تحقيق أوثق عرى الايمان، والفوز بمرضاة الله الغفور الرحيم، والنجاة من سخط الجبار جل جلاله، كما قال سبحانه: ((تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وفِي العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * ولَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والنَّبِيِّ ومَا أُنزِلَ إلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ ولَكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)) [المائدة:79 - 80].
ومن ثمرات القيام بالولاء والبراء: السلامة من الفتن .. قال سبحانه: ((والَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وفَسَادٌ كَبِيرٌ)) [الأنفال:73].
يقول ابن كثير: "أي إن تجانبوا المشركين، وتوالوا المؤمنين وإلا وقعت فتنة في الناس وهو التباس واختلاط المؤمنين بالكافرين، فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل" (16).
ومن ثمرات تحقيق هذا الأصل: حصول النعم والخيرات في الدنيا، والثناء الحسن في الدارين، كما قال أحد أهل العلم: "وتأمل قوله تعالى في حق إبراهيم عليه السلام: ((فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ ومَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وهَبْنَا لَهُ إسْحَاقَ ويَعْقُوبَ وكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِياً * ووَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِياً)) [مريم: 50]، فهذا ظاهر أن اعتزال الكفار سبب لهذه النعم كلها ولهذا الثناء الجميل - إلى أن قال - فاعلم أن فرط اعتزال أعداء الله تعالى والتجنب عنهم صلاح الدنيا والآخرة بذلك، يدل على ذلك قوله تعالى: ((ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)) [هود:113] " (17).
وهذا أمر مشاهد معلوم، فأعلام هذه الأمة ممن حققوا هذا الأصل قولاً وعملاً، لا زلنا نترحم عليهم، ونذكرهم بالخير، ولا يزال لهم لسان صدق في العالمين .. فضلاً عن نصر الله تعالى لهم والعاقبة لهم .. فانظر مثلاً إلى موقف الصديق -رضي الله عنه- من المرتدين ومانعي الزكاة .. عندما حقق هذا الأصل فيهم .. فنصره الله عليهم وأظهر الله تعالى بسببه الدين .. وهذا إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- يقف موقفاً شجاعاً أمام المبتدعة في فتنة القول بخلق القرآن .. فلا يداهن ولا يتنازل .. فنصر الله به مذهب أهل السنة وأخزى المخالفين .. وهذا صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- يجاهد الصليبيين - تحقيقاً لهذا الأصل - فينصره الله تعالى عليهم ويكبت القوم الكافرين .. والأمثلة كثيرة ..
فيجب على الدعاة إلى الله تعالى أن يحققوا هذا الأصل في أنفسهم اعتقاداً وقولاً وعملاً، وأن تقدم البرامج الجادة - للمدعوين- من أجل تحقيق عقيدة الولاء والبراء ولوازمهما .. وذلك من خلال ربط الأمة بكتاب الله تعالى، والسيرة النبوية، وقراءة كتب التاريخ، واستعراض تاريخ الصراع بين أهل الإيمان والكفر القديم والحديث، والكشف عن مكائد الأعداء ومكرهم "المنظم" في سبيل القضاء على هذه الأمة ودينها، والقيام بأنشطة عملية في سبيل تحقيق الولاء والبراء كالإنفاق في سبيل الله، والتواصل واللقاء مع الدعاة من أهل السنة في مختلف الأماكن، ومتابعة أخبارهم ونحو ذلك.
الهوامش:
1 - د. معروف الدواليبي / انظر جريدة العالم الإسلامي بمكة عدد 1243. وانظر دور هيئة الأمم في إسقاط عقيدة الولاء في كتاب الجهاد للعلياني.
2 - من كتاب الإيمان ص 14
3 - من رسالته أوثق عرى الإيمان ص 38.
4 - من لآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 268.
5 - يقول القاضي أبو يعلي:"وكل دار كانت الغلبة فيها لأحكام المسلمين دون الكفر فهي دار الإسلام، وكل دار كانت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الاسلام فهي دار الكفر"، المعتمد في أصول الدين ص 276.
6 - انظر تفصيل ذلك في كتاب الولاء والبراء للقحطاني، وكتاب الموالاة والمعاداة للجلعود.
7 - الحجة في بيان المحجة للأصفهاني (قوام السنة) 2/ 487.
8 - المرجع السابق 2/ 501.
9 - تفسير ابن كثير 1/ 357.
10 - أحكام أهل الذمة 1/ 238.
11 - الأصفهانية ص 144.
12 - الدرر السنية 7/ 159.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/63)
13 - مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 3/ 7 - 10.
14 - انظر الشفا لعياض 2/ 1071.
15 - مختصراً من الفروق 3/ 14 - 15.
16 - تفسير ابن كثير 2/ 316.
17 - من كتاب منهاج الصواب في قبح استكتاب أهل الكتاب ص 52، وانظر أضواء البيان للشنقيطي 2/ 485.
مجلة البيان – العدد 51 - شوال 1412 هـ.
ـ[نياف]ــــــــ[06 - 11 - 05, 08:35 ص]ـ
د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
أحوال السلف الصالح في تحقيق عقيدة الولاء والبراء
يقول أبو الدرداءِ- رضي الله عنه-: " ما أنصف إخواننا الأغنياء، يحبوننا في الله ويفارقوننا في الدنيا، إذا لقيته قال: أحبكَ يا أبا الدرداء، فإذا احتجت إليه في شيءٍ امتنع مني " [1]
ويقول أيوب السيختياني- رحمه الله-: " إنَّه ليبلغني عن الرجل من أهل السنة أنَّه مات، فكأنما فقدتُ بعض أعضائي ".
وكان أحمد بن حنبل- رحمه الله- إمام أهل السنة، إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له في ذلك، فقال- رحمه الله-: " لا أقدرُ أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه " [2] فانظر - يا رعاك الله – كيف كان تعظيم الله وتوقيره في قلب الإمام أحمد يجعله لا يطيق النظر إلى من افترى على الله وكذب عليه، وأي افتراء أعظم من مقالة النصارى أن لله ولد – تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً – قال عمر بن الخطاب في شان النصارى: " أهينوهم ولا تظلموهم، فإنهم سبُّوا الله تعالى أعظم المسبة ".
وهذا بهلول بن راشد رحمه الله من أصحاب مالك بن أنس رحمه الله دفع إلى بعض أصحابه دينارين ليشتري به زيتاً، فذُكر للرجل أن عند نصراني زيتاً أعذب ما يوجد. فانطلق إليه الرجل بالدينارين وأخبر النصراني أنه يريد زيتاً عذباً لبهلول بن راشد، فقال النصراني: نتقرب إلى الله تعالى بخدمة بهلول كما تتقربون أنتم إلى الله بخدمته. وأعطاه بالدينارين من الزيت ما يعطى بأربعة دنانير، ثم أقبل الرجل إلى بهلول وأخبره الخبر، فقال بهلول: قضيت حاجةً فاض لي الأخرى، رُدَّ علىّ الدينارين فقال: لم؟ قال: تذّكرت قول الله تعالى: ((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) (المجادلة: من الآية22).
فخشيت أن آكل زيت النصراني فأجد له في قلبي مودة فأكون ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير [3]
وسئل الإمام أحمد عن جار رافضي؟ فقال: " لا تسلم عليه، وإذا سلم لا يُرد عليه " [4] وكان ابن رجاءٍ من الحنابلة، يهجرُ من باع لرافضي كفنه، أو غسله، أو حمله [5]
ولما كان العزُّ بن عبد السلام في دمشق، وقعَ فيها غلاءٌ فاحش، حتى صارت البساتينُ تباع بالثمن القليل، فأعطتهُ زوجته ذهباً وقالت: اشرِ لنا بستاناً نصيّف فيه، فأخذ الذهبَ وباعهُ، وتصدق بثمنه، فقالت: يا سيدي اشتريت لنا؟ قال: نعم بستاناً في الجنة. إنِّي وجدتُ الناس في شدةٍ، فتصدقتُ بثمنه، فقالت المرأة: جزاك الله خيراً [6]
وهذا محمد بن عبدوس المالكي، من علماءِ المالكية، كان في غايةِ النصحِ والإشفاقِ على المسلمين، ففي أحدَ المرات ذهبَ إلى أحدِ أصحابه وعليه جُبَّةَ صوف، وكانت ليلةً شاتيةً، فقال له: ما نمتُ الليلةَ غمّاً لفقراءِ أمة محمد، ثم قال: هذه مائةُ دينار ذهبا، ً غلةُ ضيعتي هذا العام، أحذر أن تُمسي وعندك منها شيء وانصرف.
دخل أبو الوليد الطرطوشي- رحمه الله- على الخليفة في مصر، فوجدَ عنده وزيراً راهباً نصرانياً، قد سلّم إليه القيادة، وكان يأخذُ برأيهِ، فقال الطرطوشي:
يا أيها الملك الذي جودهُ يطلبهُ القاصدُ والراغب
إنَّ الذي شرفت من أجله يزعمُ هذا أنَّه كاذب [7]
فعندئذٍ اشتد غضبُ الخليفة، فأمرَ بالراهبِ فسُحبَ وضُرب، وأقبل على الشيخِ فأكرمهُ وعظَّمهُ بعد ما كان قد عزم على إيذائه.
يقول القرافي معلقاً على هذه القصة: " لما استحضر الخليفةُ تكذيب الراهبِ للرسول- صلى الله عليه وسلم- وهو سببُ شرفه، وشرفَ آبائهِ وأهل الأرض، بعثهُ ذلك عن البعدِ عن السكونِ إليه والمودة، وأبعدهُ عن منازلِ العزِّ إلى ما يليقُ به من الذلِ والصغار [8]
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الزهد لابن المبارك (ص 232).
[2] طبقات الحنابلة (1/ 12).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/64)
[3] ترتيب المدارك للقاضي عياض (1/ 337).
[4] طبقات الحنابلة (2/ 14).
[5] طبقات الحنابلة (2/ 57).
[6] طبقات الشافعية للسبكي (214).
[7] الذي شرفت من أجله هو النبي صلى الله عليه وسلم.
[8] الفروق (3/ 16).
ـ[نياف]ــــــــ[06 - 11 - 05, 08:38 ص]ـ
د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
الحب في الله والبغض في الله
الحمد لله رب العالمين، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد.
فإنَّ الحبُّ في الله والبغضُ في الله أوثقُ عرى الإيمان، وتحقيقهُ في واقعنا هو المقياسُ الشرعي السديد تجاه الناس بشتى أنواعهم، والحبُّ في الله والبغض في الله هو الحصنُ الحصينِ لعقائدِ المسلمين وأخلاقهم أمام تياراتِ التذويب والمسخ، كزمالةِ الأديان والنظام العالمي الجديد، والعولمة ونحوها.
ومسائلُ هذا الموضوع كثيرة ومتعددة، وقد عُني العلماء قديماً وحديثاً بتحريرها وتقريرها، لكن ثمة مسائل مهمة – في نظري – تحتاجُ إلى مزيدِ بحثٍ وتحقيقٍ وإظهار.
منها: أنَّ الحبّ في اللهِ تعالى والبغضُ في الله متفرعٌ عن حبِ الله تعالى، فهو من لوازمهِ ومقتضياته، فلا يمكنُ أن يتحققَ هذا الأصلُ إلاَّ بتحقيقِ عبادةِ الله تعالى وحبّه، فكلَّما ازدادَ الشخصُ عبادةً لله تعالى وحدهُ ازدادَ تحقيقاً للحبّ في الله والبغضُ في الله، كما هو ظاهرٌ في قصة الخليل إبراهيم- عليه السلام- وهو أظهرُ في سيرة نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم-.
ومنها: أنَّ الحبّ في الله والبغضُ في الله لهُ لوازمُ ومقتضيات، فلازمُ الحبِّ في الله: الولاءُ، ولازمُ البغضِ في الله البراء، فالحبُّ والبغضُ أمرٌ باطنٌ في القلب، والولاءُ والبراء أمرٌ ظاهرٌ، كالنصحِ للمسلمين ونصرتهم والذب عنهم ومواساتهم، والهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، وترك التشبه بالكفار، ومخالفتهم، وعدم الركونِ، والثقة بهم، فإذا انتفى اللازم – الولاء والبراء – انتفى الملزوم – الحبُ والبغض – هذا التلازمُ بين الحب والبغض، وبين الولاءِ والبراءِ، يتسقُ مع التلازمِ بين الظاهرِ والباطنِ في الإيمان.
ومنها: أنَّ الحبُ في الله والبغضُ في الله من أعظمِ أسبابِ إظهارِ دين الإسلام، وكفِّ أذى المشركين، بل إنَّ تحقيقهُ سببٌ في إسلامِ الكافرين، وها ك بعض الأحداث التي تقررُ ذلك، فقد ساقَ شيخُ الإسلام ابن تيمية جملةً ممَّا ذكره الواقدي في معازيه وغيره.
فمن ذلك أنَّ اليهود خافت وذلت من يومِ قتلِ رئيسهم كعب بن الأشراف على يدِ محمدٍ بن مسلمة – رضي الله عنه -[1]
ويقول شيخ الإسلام: " وكان عددُ من المشركين يكفون عن أشياءَ ممَّا يؤذي المسلمين، خشية هجاءِ حسان بن ثابت، حتى إنَّ كعب بن الأشراف لما ذهبَ إلى مكة، كان كلَّما نزلَ عند أهلِ بيتٍ هجاهم حسان بقصيدة، فيخرجونهُ من عندهم، حتى لم يبق بمكة من يؤويه " [2]
ولما قَتل مُحيَّصةَ – رضي الله عنه – ذلك اليهودي فزجرهُ أخوهُ حويصة، قال مُحيَّصة: " والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلكَ لضربتُ عُنقك، فقال حويصة: والله إنَّ ديناً بلغَ منك هذا لعَجَبٌ، ثُمَّ أسلم حويصة " [3]
ولعلَّ هذه الرسالة المختصرة تحققُ شيئاً من هذا الأصلِ الكبير عموماً، وتُظهرُ جملة من المسائل المذكورة خصوصاً، وبالله التوفيق.
أهمية الموضوع
قال المصطفى- صلى الله عليه وسلم-: ((أوثق عرى الإيمان: الحبُ في الله والبغضُ في الله)) وفي حديث آخر، قال- صلى الله عليه وسلم-: ((من أحبَّ في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان)) ([4]) إذاً الحبُ في الله والبغض في الله ليس إيماناً فحسب، بل هو آ كد وأوثق عُرى الإيمان، فحريٌّ بنا أن نحرص على هذا الأمر.
كان- صلى الله عليه وسلم- يُبايعُ على هذا الأمر العظيم، فقد جاءَ عن جرير بن عبد الله البجلي- رضي الله عنه- أنَّهُ قال: أتيت النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو يبايعُ فقلت: يا رسول الله، أبسط يدك حتى أبايعك، واشترطُ علىّ وأنت أعلم. فقال: ((أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتُناصح المسلمين، وتفارق المشركين)) [5].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/65)
هذا هو الشاهد، فهو- صلى الله عليه وسلم- بايع جرير بن عبد الله على أن ينا صح المسلمين، وهذا هو الحبُ في الله، ويفارقُ المشركين، وهذا هو البغضُ في الله , تفارق المشركين بقلبك وقالبك، بقلبك بأن تبغضهم وتعاديهم كما سيأتي مفصلاً إن شاء الله، وتفارقهم بجسدكَ كما سيأتي الإشارةُ إلى الهجرة، وهي الانتقالُ من دارِ الكفرِ إلى دارِ الإسلام، إذا لم يكن الشخص مستطيعاً أن يظهرَ دينهُ في بلاد الكفر، وكان قادراً على الهجرة؛ فإذا اجتمع الأمران تعيّنَ عليه الهجرة والانتقال من دارِ الكفر إلى دار الإسلام.
جاءَ في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- لما سألَ الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن آيات الإسلام، فقال الرسول- صلى الله عليه وسلم-: ((أن تقول أسلمت وجهي لله عز وجل وتخليت،وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ثم قال: كل مسلم على مسلم حرام أخوان نصيران، لا يقبل الله عز وجل من مشركٍ بعد ما أسلم عملاً أو يفارق المشركين إلى المسلمين)) [6].
فتأمل رحمك الله كيف أنَّهُ- صلى الله عليه وسلم- جعل ذلك شرطاً في قبول العمل، ولا شكَّ أن هذا مقتضٍ البغضُ في الله لأعداء الله عز وجل، من الكافرين والمرتدين، قال الشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله عليهم-: " فهل يتم الدين أو يقام علمُ الجهاد أو علمُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلاَّ بالحبِ في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان الناسُ متفقين على طريقةٍ واحدةٍ، ومحبةٍ من غيرِ عداوةِ ولا بغضاء، لم يكن فرقاناً بين الحقِّ والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياءِ الرحمن وأولياء الشيطان " [7]
الحبُ في الله والبغض في الله من مكملات حبِّ الله عز وجل، وحب الرسول- صلى الله عليه وسلم-، فإنَّ حبَّ الله وحبَّ الرسول من أعظم الفرائض والواجبات وآكدها، وفي المقابلِ فإنَّ بغضَ رسولهِ، أو بغضَ شيءٍ مما جاءَ عن الله، أو صحّ عن رسول الله، فهو من أنواعِ الردةِ والخروج عن الملة.
الناظرُ إلى واقع المسلمين الآن، يجدُ أنَّهم قد ضيّعوا هذا الأصل، فربما كان الحبُ من أجل شهوات، فيتحابون من أجل المال، ويتباغضون من أجل المال، ويتحابون من أجلِ القبيلة والعشيرة، ويتباغضون من أجلها، فإذا كان الشخصُ من قبيلتهم أحبوهُ، ولو كان كافراً، ولو كان تاركاً للصلاة مثلاً، والشخص يبغضونه إن لم يكن منهم، أو من عشيرتهم، ولو كان أفضلُ الناسِ صلاحاً و تقى، ورُبما حصل الحبُ من أجلِ وطنٍ أو من أجلِ قومية، وكلُ ذلك لا يجدي على أهلهِ شيئاً، ولا تنفع هذه الصلاة وتلك المودات؛ فلا يُبتغى بها وجهُ الله، ولا قيمةَ لها عند الله.
وقد أشارَ إلى هذا ابن عباسٍ حبرَ هذه الأمة وترجمان القرآن فيما معناه: " من أحبَّ في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله؛ فإنَّما تُنال ولايةُ الله بذلك " أي إذا أردت أن تكون ولياً من أولياء الله عليك بهذا الأمر.
ثُمَّ قال ابن عباس: " ولن يجد أحدٌ طعمَ الإيمان إلاَّ بذلك، وقد صارت عامة
مؤاخاة الناس لأجل الدنيا، وذلك لا يُجدي على أهله شيئاً "، وصدق- رضي الله عنه-، فهذا في كتاب الله عز وجل، قال تعالى: ((إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ)) (البقرة:166).
قال ابن عباس ومجاهد: المراد بالأسباب هنا: المودات والصلات التي ليست لأجلِ الله تعالى " لماذا؟ لأنَّ الحبَّ في الله، والبغض في الله، يُرادُ به وجهُ الله، والله تعالى هو الباقي سُبحانه الدائم، فلهذا ما كان للهِ يبقى، أما ما لم يكن لله فهو يضمحلُ، فالشخصُ الذي يحبُ آخر من أجلِّ الدنيا هذه الرابطة تنتهي وتفني، وتتقطع وتجد أن هؤلاء يتعادون.
يقولُ شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: " والناس إذا تعاونوا على الإثمِ والعدوان أبغض بعضهم بعضاً، وإن كانوا فعلوا بتراضيهم، قال طاووس: " ما اجتمع رجلانِ على غير ذات الله إلاَّ تفرقا عن تقال، ... إلى أن قال: فالمخالة إذا كانت على غيرِ مصلحةِ الاثنين، كانت عاقبتها عداوة، وإنَّما تكون على مصلحتها إذا كانت في ذات الله " [8].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/66)
وهذا واقع؛ فنجد الذين يجتمعون على شرٍ أو فساد – مثلاً – سرعان ما يتعادون ورُبما فضح بعضهم الآخر.
قال أبو الوفاء بن عقيل (513هـ) -رحمه الله-: " إذا أردت أن تعلمَ محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبوابِ الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنَّما انظر إلى مواطأتهم أعداءَ الشريعة "
ثم قال- رحمه الله-: " عاش ابن الرواندي والمعري- عليهم لعائن الله- ينظمون وينثرون كفراً، عاشوا سنين، وعُظِّمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدلُ على برودةِ الدين في القلب " والآن أيُّها الإخوة تجدون كثيراً من المجلات والصحف، والمؤلفات الساقطةِ التي تحاربُ دينَ الله عز وجل؛ ومع ذلك ترى الكثيرِ من أهلِ الصلاة قد انكبوا على شرائها، أو الاشتراك فيها.
نحنُ في زمانٍ حصل فيه تلبيسٌ وقلبٌ للمفاهيم؛ فتجد بعض الناس إذا تحدث عن الحبِ في الله والبغض في الله، قال: هذا يُؤدي إلى نفر ة الناس، يؤدي إلى كراهيةِ الناس لدين الله عز وجل.
وهذا الفهمُ مصيبة، فالناسُ يقعون في المداهنةِ والتنازلاتِ في دين الله عز وجل باسمِ السماحة،، ولا شك أنَّ هذا من التلبيس، فالحبُ في الله، والبغض في الله، ينبغي أن يتحققَ، وينبغي أن يكون ظاهراً؛ لأنَّ هذا أمرٌ فرضهُ الله علينا، ولهذا يقولُ ابن القيم- رحمه الله- عن مكائدِ النفس الأمارةِ بالسوء: " إنَّ النفسَ الأمارة بالسوء تُرى صاحبها صورة الصدق، وجهاد من خرج عن دينه، وأمره في قالب الانتصاب لعداوة الخلق، وأذاهم وحربهم، وأنَّهُ يُعرضُ نفسهُ للبلاءِ ما لا يطيق، وأنَّهُ يصيرُ غرضاً لسهام الطاعنين وأمثال ذلك من الشبه " [9]
فبعضُ الناس يقول: لو أحببنا هذا الشخص في الله، وأبغضنا فلاناً الكافر أو المرتد، لأدّى هذا إلى العداوةِ وإلى أنَّهُ يُناصبنا العداء، وهذا من مكائدِ الشيطان، فعلى الإنسانِ أن يحققَ ما أمرَ اللهُ به، وهو سُبحانه يتولى عبادهُ بحفظهِ كما قال تعالى: ((أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)) (الزمر:36) وقال عز وجل:
((وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً)) (الطلاق:3).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الصارم المسلول (2/ 152)
[2] الصارم المسلول (2/ 390)
[3] الصارم المسلول (2/ 185)
[4] أخرجه أحمد والحاكم وابن أبي شيبة في الإيمان وحسنه الألباني.
[5] أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي وصححه الألباني.
[6] أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
[7] أوثق عرى الإيمان (ص 38).
[8] مجموع الفتاوى (15/ 128، 129)
[9] كتاب الروح (ص 392).
ـ[نياف]ــــــــ[06 - 11 - 05, 08:39 ص]ـ
د. عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
معنى الحب في الله والبغض في الله
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في كتابه (قاعدة في المحبة): (أصلُ الموالاة هي المحبة كما أنَّ أصلَ المعادة البغض، فإنَّ التحاب يوجبُ التقاربَ والاتفاق، والتباغضَ يوجبُ التباعدَ والاختلاف) [1]
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن- رحمة الله عليهم-: (أصلُ الموالاة: الحب، وأصلُ المعاداةِ: البغض، وينشأ عنهما من أعمالِ القلوبِ والجوارح ما يدخلُ في حقيقةِ الموالاةِ والمعاداة؛ كالنصرةِ والأنس والمعاونة، وكالجهادِ والهجرةِ ونحو ذلك من الأعمال) [2].
وسئلَ الإمامُ أحمد- رحمة الله- عن الحب في الله، فقال: " ألاَّ تُحبه لطمعٍ في ديناه [3]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/67)
فمن خلالِ أقوال هؤلاءِ الأئمة ونحوهم، يتبيّن لنا أنَّ الحب والبغض أمرٌ قلبي، فالحب محله القلب، والبغض محلهُ القلب، لكن لا بد لهذا العمل القلبي أن يظهرَ على الجوارح، فلا يأتي شخصٌ يقول: أنا أبغض فلاناً في الله، ثم تجدُ الأنس والانبساط والزيارة والنصرة والتأييد لمن أبغضه في الله! فأين البغض في الله؟ فلا بد أن يظهرَ على الجوارح، فلو أبغضنا مثلاً أعداءَ الله من النصارى ومن اليهود، فهذا البغض محلهُ القلب، لكن يظهرُ على الجوارح من عدم بدئهم بالسلام – مثلاً – كما قال- صلى الله عليه وسلم-: ((لا تبدءوا اليهود والنصارى باليهود بالسلام)) أو من خلال عدم المشاركة في أعيادهم؛ لأنَّ هذه المشاركة من التعاون على الإثم والعدوان، والله يقول: ((وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ)) (المائدة: من الآية2)
وكذلك الحب في الله، فإذا أحببنا عباد الله الصالحين، وأحببنا الأنبياء والصحابة وغيرهم من أولياء الله تعالى، فهذا الحبُ في القلب لكن له لوازم وله مقتضيات تظهرُ على اللسان وعلى الجوارح، فإذا أحببنا أهلَ الإسلام أفشينا السلام، كما قال- عليه الصلاة والسلام-: ((ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم)).
كذلك النصيحة، فعند ما أرى أخاً لي من أهل الإسلام يُقصرُ في الصلاة، كأن يخل بأركانها أو واجباتها، فأنصحهُ، فهذا من مقتضى الحبِ في الله، فإذا عُدم ذلك فهذا يدل على ضعف الإيمان، فلو وجدنا رجلاً يقول: أنا أحب المؤمنين لكنه لا يسلّم عليهم، ولا يزورُ مريضهم، ولا يتبعُ جنائزهم، ولا ينصحُ لهم، ولا يشفقُ عليهم؛ فهذا الحب لا شك أنَّ فيه دخنٌ ونقص لا بد أن يتداركه العبد.
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في فتاويه (إنَّ الله عقد الأخوة والموالاة والمحبة بين المؤمنين كلهم، ونهى عن موالاة الكافرين كلهم، من يهود، ونصارى، ومجوس، ومشركين، وملحدين، ومارقين وغيرهم، من ثبت في الكتاب والسنة الحكم بكفرهم، وهذا الأصل متفق عليه بين المسلمين، وكل مؤمن موحد تارك لجميع المكفرات الشرعية، فإنَّهُ تجب محبته وموالاته ونصرته، وكل من كان بخلاف ذلك فإنَّه يجب التقرب إلى الله ببغضه ومعاداته، وجهاده باللسان واليد بحسب القدرة، فالولاءُ والبراء تابعٌ للحب والبغض، والحب والغض هو الأصل، وأصلُ الإيمان أن تحبّ في الله أنبياءه وأتباعهم، وأن تبغض في الله أعداءه وأعداء رسله) [4]
وقد بيّن أهلُ العلم أن المؤمن تحبُ محبته وإن أساء إليك، والكافر يجبُ بغضه وعداوته وإن أحسن إليك.
فالمسلم وإن قصّر في حقك وظلمك، فيبغض على قدر المظلمة؛ لكن يبقى حق الإسلام وحق النصرة وحق الولاية.
ماذا يجب علينا تجاه المسلمين ممن خلطوا عملاً صالحاً وأخر سيئاً، فهم ليسوا من أولياء الله الصالحين، وليسوا من أعداء الله الكافرين؟
الواجبُ في حقهم أن نحبهم ونواليهم بقد طاعتهم وصلاحهم، وفي نفس الوقت نبغضهم على قدر معصيتهم وذنبهم.
فمثلاً: جارك الذي يشهد الصلوات الخمس، عليك أن تحبه لهذا الأمر، لكن لو كان هذا الجار يسمعُ ما حرم الله من الأغاني مثلاً، أو يتعاطى الربا، فعليك أن تبغضه على قدر معصيته، وكلما ازداد الرجل طاعةً ازددنا له حبّاً، وكلما زاد معصية ازددنا له بغضاً.
وقد يقول قائل: وكيف يجتمع الحب والبغض في شخص واحد؟ كيف أحب الشخص من جانب وأبغضه من جانب؟
أقول: هذا ميسر، فهذا الأب رُبما ضرب ابنه وآلمه تأديباً وزجراً، ومع ذلك يبقى الأصل أنَّ الأبُ يحبُ ابنه محبةً جبلية، فيجتمع الأمران.
وكذلك المعلم مع تلاميذه أو الرجل مع زوجته إذا زجرها، أو هجرها إذا كان الأمر يقتضي ذلك، لكن يبقى الأصل في ذلك محبتها والميل إليها، فإذا كان الشخصُ يجتمع في إيمانٍ مع ارتكابِ محرمات أو ترك واجبات – ممَّا لا ينافي الإيمان بالكلية – فإنَّ إيمانه يقتضي حبّه ونصرته، وعصيانهِ يقتضي عداوته وبغضه – على حسب عصيانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/68)
ومما يبيّن هذا الأمر، ما جاء في هدى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقد حقق- عليه السلام- الأمرين، والدليل ذاك الرجل الذي يشربُ الخمر في عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واسمه عبد الله، وكان كثيراً ما يُؤتى به فيجلد، فأتي به في أحدِ المرات، فقال أحد الحاضرين: لعنهُ الله ما أكثر ما يُؤتى به، فقال- عليه السلام-: ((لا تلعنهُ، أما علمت أنَّه يحبُ الله ورسوله)) أو كما ورد في الحديث – فمقتضى العداوة والبغضاء أن أقام عليه الحد فجلده، وفي نفس الوقت أيضاً، مقتضى الحب والولاء له، أن دافع عنهُ- عليه الصلاة والسلام- فقال: ((لا تلعنه)).
معاودة الكافرين
هذه المسألة تغيبُ في هذا الزمان، بسبب جهل الناس، وتكالب قوى الكفر على إلغاء الولاء والبراء، وإلغاء ما يسمى بالفوارق الدينية.
قال الشيخ حمد بن عتيق (ت 1301هـ): (فأما معاداة الكفار والمشركين، فاعلم أنَّ الله أوجب ذلك وأكد إيجابه، وحرّم موالاتهم وشدد فيه، حتى أنَّه ليس في كتاب الله حكمٌ فيه من الأدلة أكثر وأبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده).
وقال في موضع آخر: " وهنا نكتة بديعة في قوله: ((إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)) (الممتحنة: من الآية4)، وهي أنَّ الله قدم البراءة من المشركين العابدين غير الله، على البراءةِ من الأوثان المعبودة من دون الله، لأنَّ الأول أهمُ من الثاني، فإنَّه قد يتبرأ من الأوثان، ولا يتبرأ ممن عبدها، فلا يكون آتياً بالواجب عليه، وأما إذا تبرأ من المشركين، فإنَّ هذا يستلزمُ البراءة من معبوداتهم [5]
فإذا علم هذا تبين خطأ وانحراف كثيرٍ من الناس، عند ما يقولون: نتبرأ من الكفر، ونتبرأ من عقيدة التثليث عند النصارى، ونتبرأ من الصليب، لكن عند ما تقول لهم تبرؤوا من النصارى. يقولون: لا نتبرأ منهم ولا نواليهم.
لوازم الحب في الله والبغض في الله.
أشرنا إلى أنَّ الحب في الله والبغض في الله،عملان قلبيان، لكن لهذا الحب لوازم مثل: النصح للمسلمين، والإشفاق عليهم، الدعاء لهم، والسلام، وزيارة مريضهم، وتشييع جنائزهم، وتفقد أحوالهم.
أما لوازم البغض فمنها: ألا نبتدئهم بالسلام، والهجرة من دار الكفرِ إلى دار الإسلام، وعدم التشبه بهم، وعدم مشاركتهم في الأعياد – كما هو مبسوط في موضعه.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] قاعدة في المحبة (ص 387)
[2] الدرر السنية (2/ 157).
[3] طبقات الحنابلة (1/ 57).
[4] الفتاوى السعدية (1/ 98).
[5] النجاة والفكاك (ص 22).
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[13 - 11 - 05, 10:25 م]ـ
من أهم ما كتب في عقيدة الولاء والبراء تأصيلا وجمعا، كتاب "الدواهي المدهية للفرق المحمية" لشيخ الإسلام أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني الإدريسي الحسني، المتوفى عام 1323، وقد طبع طبعة ثانية حديثا بدار الكتب العلمية في حوالي 250 صفحة ..
ـ[نياف]ــــــــ[22 - 12 - 05, 06:36 ص]ـ
منزلة الولاء والبراء من التوحيد
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من محاضرة: الأسئلة
السؤال: هل صحيح أن التوحيد له هذه الأقسام الثلاثة فقط: الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، أم أن هناك أقساماً أخرى، وهل الولاء والبراء -مثلاً- من التوحيد، فهو يدخل في الأنواع الثلاثة؟
الجواب: موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين، هذا أعظم شيء أمر الله تبارك وتعالى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به، وحث عليه الإسلام؛ بعد الشهادتين، فهو من جملة الاعتقادات، ومن الأحكام العملية المتعلقة بالاعتقادات، وهي جزء من الشهادتين.
والركن الثاني هو الصلاة، لكن من حيث أن حقوق لا إله إلا الله الاعتقادية القلبية كثيرة، فمن أعظمها ولازمها المعاداة للكفار.
وعندما يقول إنسان: لا إله إلا الله، فإن لها ركنين: النفي والإثبات.
فالنفي: لا إله، وهي نفي الألوهية عما سوى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويدخل في ذلك النفي، البراءة من الشرك والمشركين، فلا يعقل أن شخصاً يقول: أنا أتبرأ من الشرك؛ لكن تجده يحب المشركين: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:22] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ [الممتحنة:1] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ [المائدة:51] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ [آل عمران:100] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ [آل عمران:149] إلى آخر الآيات.
فهذه قضية مهمة جداً، وهي داخلة ضمن تحقيق توحيد الألوهية، وإن لم نجعلها قسماً من أقسام التوحيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/69)
ـ[ماهر]ــــــــ[22 - 12 - 05, 09:39 م]ـ
أشكر جميع الأخوة الذين تفاعلوا مع هذا الموضوع.
وأسأل الله لهم العافية والعمر المديد بالعطاء والعلم النافع والعمل الصالح، وأن يكمل الله لهم طريق الوصول إلى مرضاته، وأن يجزل لهم المثوبة
ـ[عمرو عمارة]ــــــــ[23 - 12 - 05, 04:45 ص]ـ
كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية من أفضل الكتب في هذا الموضوع
و هاهو الكتاب
كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية ( http://www.islamway.com/books/1/Ibn-Taemeeah/ikte91a2_al-serat_al-mostakem.zip)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[23 - 12 - 05, 04:17 م]ـ
السلام عليكم
موضوع في غاية الأهمية و الفائدة، فجزاكم الله خيرا
وكل من عرف الولاء و البراء ومارسه في حياته وجد ان اغلب الناس اليوم حالهم كحال السامري
ليس لهم من هذا الدين إلا ما ناله السامري من الوحي " قبضة من أثر الرسول " فلا حول ولا قوة إلا بالله
الأخ الفاضل حمزة الكتاني متعه الله بالعفو و العافية
الكتاب الذي اشرت إليه هو كما قلت من افضل الكتب في هذا الباب، ولكنني وجدت إحالات كثيرة لكتب غير معروفة ككتاب المصباح و العهود المحمدية، ويخلو من تراجم الأعلام تقريبا فمن هو المغيلي؟ وهل " المواق " اسم شخص ام كتاب؟
مثل هذه الأمور تربكني كثيرا
فهل لك ان تدلني على تحقيق افضل لهذا الكتاب؟
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[23 - 12 - 05, 05:32 م]ـ
الأخ الفاضل، أما المغيلي فهو محمد بن عبد الكريم المغيلي، ترجمه المؤلف نفسه في صلب الكتاب ترجمة وافية، وله تراجم في كتب المالكية.
وأما المواق× فهو أحد مشاهر شراح مختصر الشيخ خليل، وهو محمد بن يوسف المواق الغرناطي آخر قضاتها، وتوفي بها بعد سقوط غرناطة، وهو معروف في كتب المالكية.
والعهود المحمدية كتاب للشعراني اعتمد عليه المتأخرون في كتبهم، وهو في المنهج والتربية والسلوك. مطبوع.
وعلى كل إن كانت لكم أو لغيركم نية في إعادة تحقيق الكتاب فعندي نسخة تامة بخط المؤلف، يمكن أن أنزلها بالملتقى ...
ـ[أبو توحيد المعيني]ــــــــ[23 - 12 - 05, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ماهر]ــــــــ[26 - 03 - 06, 10:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ علماء الأمة، اللهم اهدنا وسددنا واحفظ علينا علماءنا ودعاتنا وشبابنا وصحوتنا، وارزقنا شرف معرفتك، وتعلم أمرك والعمل بمرضاتك، واستعملنا في طاعتك، إنك برٌّ رحيم، وصلى الله وسلم على النبي المختار، وآله وأصحابه السادة الأطهار.
ـ[علاء شعبان]ــــــــ[28 - 09 - 06, 07:43 م]ـ
جزاكم الله خيرًا، وأسأل الله تعالى أن يحفظكم، وأن يمن على جميع إخواننا في العراق بالنصر والتمكين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 10 - 06, 09:51 ص]ـ
هل كتاب الولاء والبراء متوفر على الانترنت؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 02:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد قرات المقال اعلاه وهو موضوع مهم، وبارك الله في الاخ ماهر على هذه المشاركة الجيدة.
ولكن هذا لايمنعنا من بيان بعض الاخطاء الواردة في رسالة الولاء والبراء للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، من باب النصيحة للمسلمين.
فاقول وبالله استعين وعليه اتكالي:
هذه نقاط على وجه الاختصار تبين الاخطاء الواردة، ومن اراد التفصيل، فحينها نفصل.
1 - قول المؤلف (عبد الرحمن عبد الخالق):
[كل من حكم على رجل مسلم بأنه كافر وهو يعلم في قرارة نفسه أنه مسلم فقد كفر، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: [أيما رجل قال لأخيه يا كفار فقد باء بها أحدهما] (متفق عليه)، أي إما أن يكون كافراً في الحقيقة وهذا الوصف ينطبق عليه، وإما عاد القول إلى قائله، كما قال أيضاً صلى الله عليه وسلم: [من قال لأخيه يا كافر وليس كما قال إلا حار عليه] (مسلم) أي رجع الوصف عليه]
س: من سبق المؤلف الى هذه، وهل قال احد من علمائنا ان تكفير المسلم عمدا من نواقض الايمان؟ نرجو الافادة بارك الله فيكم. وارجو الانتباه الى كلام المؤلف.
2 - قول المؤلف:
[(3) موالاة الكافر وإعانته على المسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/70)
كل من والى كافراً وأعانه وظاهره على مسلم فقد كفر ونقض هذا الأصل "الموالاة" وخرج من دين الله سبحانه وتعالى وهذا يصدق أيضاً على من اطلع الكفار على عورات المسلمين في الحرب وأفشى لهم أسرار المسلمين وقد جاء بشأن هذا آيات كثيرة منها قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين} (المائدة:51) فقوله تعالى: {فإنه منهم} يدل على أنه قد خرج بذلك من الإيمان إلى الكفر وهو نص صريح، ويخرج من هذا أيضاً من فعل هذا غير مستحل له، في حال ضعف أو خوف أو رغبة كما قال تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منه تقاة ويحذركم الله نفسه} الآية (آل عمران:28) فقوله: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} يدل على أن اتقى شر الكفار وداراهم وردهم عن نفسه في حال ضعف ولا يحب أن ينتصر الكفار ولا أن يظهروا على المسلمين فإنه لا يكفر بذلك بل يكون معذوراً عند الله]
س: ذكر في بداية الكلام ان من فعل هذا فقد كفر فهل العلة في التكفير الاستحلال ام عدم الخوف والضعف؟ بعبارة اخرى هل المانع من التكفير هو عدم الاستحلال ام وجود الخوف والضعف؟ ان كان وجود الضعف والخوف هو المانع من التكفير فلا حاجة لذكر الاستحلال. وان كان الاستحلال هو المانع من التكفير، فهذا يعني ان المؤلف يشترط الاستحلال لاجل التكفير بالمكفرات، وهذا قول الجهمية، بل غلاة الجهمية، لانه من المعلوم ان عقيدة اهل السنة والجماعة لايشترطون الاستحلال لاجل التكفير بالمكفرات بل يشترطون الاستحلال للتكفير بالذنوب والمعاصي التي هي دون المكفرات.
وبذلك فذكر الاستحلال جاء في غير محله. لانه ذكر في بداية كلامه ان من فعل هذا فقد كفر. فكلامه في المكفرات، وليس في المعاصي التي هي دون المكفرات.
وللتوضيح اكثر اقول: الذنوب من حيث الجملة قسمان:
1 - المكفرات: لايشترك الاستحلال في التكفير بها، والذين اشترطوا الاستحلال للتكفير بها هم غلاة الجهمية، وليس المرجئة كما يفهم بعضهم! فان المرجئة في وقت السلف كانوا يكفرون بالمكفرات. وخلافهم مع اهل السنة في نقطة اخرى.
2 - المعاصي التي هي دون الكفر: هذه هي التي يشترط السلف الاستحلال للتكفير بها - على تفاصيل- والخوارج لايشترطون الاستحلال هنا، بل هم يكفرون مرتكب الكبيرة بدون اشتراط الاستحلال.
3 - قول المؤلف:
[وأما من استحل ورضى بمعاونة الكفار ومظاهرتهم على المسلمين وهو غني عن ذلك فهو كافر قطعاً ناقض لأصل الموالاة]
قلت: هذا عين كلام غلاة الجهمية، وان كان المؤلف لايشعر بذلك من باب احسان الظن.
فان مظاهرة الكفار على المسلمين من نواقض الاسلام، ومن الكفر والردة، ومعلوم ان الكفر لايشترط له الاستحلال، كما بينه شيخ الاسلام في غير ما موضع من كتبه، الصارم المسلول على سبيل المثال.
وايضا فان امن استحل معاونة الكفار فقد كفر سواء عاونهم ام لم يعاونهم، لان استحلال الكفر كفر بحد ذاته، سواء مارسه فعلا ام لا، وهذا هو الكفر الاعتقادي، فان اتبعه بفعل، فقد اجتمع فيه الكفر بالقلب وبالجوارح.
4 - ذكر المؤلف بعض الطوائف التي تركت جانب الولاء ومنها الخوارج.
قلت: هذا لاشك فيه، لكن كان من النزاهة العلمية، والحيادية الموضوعية ان يذكر المرجئة، وهم لايقلون شرا عن الخوارج، وانظر كلام السلف القوي فيهم في المجموع لشيخ الاسلام، بل هم اليوم قد ازداد خطرهم، لكونهم هم المقربون للسلاطين والطواغيت، وكون فكرهم يثبت عروش الطواغيت .... الخ
ولهذا اصبح لهم الامر والنهي لانهم يتكلمون باسم الدولة والحكومة .. تماما كما فعلت المعتزلة ايام فتنة خلق القران ..
هذا مالدي باختصار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[القرشي]ــــــــ[09 - 10 - 06, 06:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي المصلحي على هذا التعقب النفيس، وهو دال على نفس طيب في نصرة الدعوة إلى الله. أسأل الله أن ينفع بكم وبعلمكم
وعودة إلى بحث الشيخ ماهر حتى لا نذهب عن الموضوع بعيداً:
إعادة المقال هنا
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/71)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يظلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن أصل الرسالة المحمدية: كلمة التوحيد ((لا إله إلا الله محمد رسول الله)) وهي كما يقول ابن القيم: ((لأجلها نصبت الموازين، ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى مؤمنين وكافرين، والأبرار والفجار، وأسست الملة، ولأجلها جردت السيوف للجهاد، وهي حق الله على جميع العباد)). هذه الكلمة مركبة من معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم علماً والتصديق به عقداً، والإقرار به نطقاً، والانقياد له محبةً وخضوعاً، والعمل به باطناً وظاهراً، وكماله في الحب في الله، والبغض في الله والعطاء لله، والمنع لله، والطريق إليه: تجريد متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً. فإن الحب في الله والبغض في الله أوثق عرى الإيمان، وتحقيقه في واقعنا هو المقياس السديد تجاه الناس بشتى أنواعهم، والحب في الله، والبغض في الله هو الحصن لعقائد المسلمين وأخلاقهم أمام تيارات التذويب والمسخ كزمالة الأديان، والنظام العالمي الجديد، والعولمة، والحب والبغض في الله متفرع عن حب الله، وهذا ما نسميه مختصراً ب" الولاء والبراء ".
فالولاء والبراء من مفاهيم لا إله إلا الله ومقتضاها، وهما التطبيق الواقعي لهذه العقيدة، وهو مفهوم عظيم في حس المسلم بمقدار وعظمة هذه العقيدة. فأصل الموالاة: الحب، وأصل المعاداة: البغض، وينشأ عنهما من أعمال القلب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة؛ كالنصرة والأنس والمعاونة، وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك من الأعمال، ولن تتحقق كلمة التوحيد في الأرض إلا بتحقق الولاء لمن يستحق الولاء، والبراء ممن يستحق البراء قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (التوبة:23)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) (الممتحنة:1)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (المائدة:51)، وقال تعالى: (تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) (المائدة:80 - 81) فالإنسان لا يستقيم إسلامه ولو وحّد الله، وترك الشرك إلا بعداوة المشركين، كما قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) (المجادلة:22)، هذه الكلمة العظيمة بكل مفاهيمها ومقتضياتها قد غابت عن حس الناس اليوم إلا من رحم الله، وَحسبَ بعض الناس جهلاً أو قصداً أن هذا المفهوم العقدي الكبير يندرج ضمن القضايا الجزئية أو الثانوية ولكن حقيقة الأمر بعكس ذلك. وفي وقتنا الراهن نجد أن لهذا المفهوم الجليل من مفاهيم" لا إله إلا الله " مناسبةً خاصةً يفرض علينا واجب الوقت الحتمي مضاعفة المجهود في ترسيخه لدى المسلمين، وتبينه أشد البيان وأوضحه، فأمتنا الإسلامية تمر بأشد أوقاتها عسراً واستضعافاً، وقد تكالبت عليها الأمم الكافرة من كل حدب وصوب بمالم يسبق له نظير في سالف تاريخها، واجتالت بقضها وقضيضها وحدها وحديدها الأخضر واليابس، ووطئت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/72)
المدن والقرى والبوادي، واختلط أعداء الله بالمدنين وغيرهم، ونشأ عن ذلك مصالح وتعاملات، وبدأت تبرز دعوات مشبوهة كثيرة تنادي بالإخاء، والمساواة، والاتحاد بين الأمم على اختلاف مشاربها وعقائدها وأهدافها، مع احتفاظ كل ذي دين بدينه، شريطة أن يكون ديناً كهنوتياً لا صلة له بالحياة، وللأسف الشديد انساق كثير من المسلمين وراء هذه الدعوات، وغاب عنهم المفهوم العقدي للولاء والبراء وربما تعاون بعضهم مع المحتل وسيروا له أموره تحت شعارات " إننا نتعامل لا نتعاون "، وهذه الدعوات تشبه دعوى المنافقين المذكورين في قوله تعالى: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) (المائدة:52)، وقد انكشف للقاصي والداني زيف هذه الشعارات وعوارها؛ فهم بين مخدوع وضال نسي أو تناسى أن الأصل هو الإتباع لا الابتداع، وأن الفلاح والصلاح والرشاد إنما بسلوك خطا من سلف فضلاً عن أنه دين وعقيدة وتشريع. مما تقدم علم ضرورة هذا المفهوم من مفاهيم لا إله إلا الله، فالإنسان لا يستقيم إسلامه ولو وحد الله وترك الشرك إلا بعداوة المشركين، ولا إله إلا الله معناها لا معبود بحق إلا الله، وبذلك تنفي الإلهية عما سوى الله وتثبتها لله وحده، وليس للقلب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله، والتقرب إليه بما يحبه، ولا تمكن محبته إلا بالإعراض عن كل محبوب سواه، وهذه حقيقة لا إله إلا الله، فلا إله إلا الله، ولاء وبراء ونفي وإثبات، ولاء لله ولدينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين، وبراء من كل طاغوت عبد من دون الله، قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) (البقرة:256)، ولما كان أصل الموالاة: الحب وأصل المعاداة البغض وينشأ عنهما من أعمال القلوب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة، كالنصرة والأنس والمعاونة وكالجهاد والهجرة ونحو ذلك؛ فإن الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله. وأدلة ذلك كثيرة من الكتاب والسنة، قال تعالى: (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران:28). وقد روى الإمام أحمد في مسنده [4/ 357] من حديث جرير بن عبد الله البجلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه على أن: ((تنصح لكل مسلم، وتبرأ من الكافر))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)) [مسند أحمد 4/ 286]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحب في الله وأبغض في الله وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)) [أخرجه أحمد والنسائي والبيهقي وصححه العلامة الألباني]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) [رواه أبو داود وصححه العلامة الألباني]. مما تقدم عرف أن الولاء والبراء عقيدة وأصل من أصول الدين، وأنه لا نصرة ولا موالاة مع الكفار البتة، وأنها ليست بالأمر الجزئي كما يصوره بعضهم ويتهاون فيه بأعذار شتى، فبعضهم حصل له تلبيس وقلب للمفاهيم، فتجد بعض الناس إذا تحدثت عن الحب في الله والبغض في الله قال: هذا يؤدي إلى نفرة الناس، ويؤدي إلى كراهية الناس لدين الله عز وجل. وهذا الفهم مصيبة، ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله عن مكائد النفس الأمارة بالسوء: ((إن النفس الأمارة بالسوء تري صاحبها صورة الصدق وجهاد من خرج عن دينه وأمره في قالب الانتصاب لعداوة الخلق وأذاهم وحربهم، وأنه يعرض نفسه للبلاء ما لا يطيق، وأنه يصير غرضاً لسهام الطاعنين وأمثال ذلك من الشبه)) وقد نسي هؤلاء قول الله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:36)، وقوله تعالى: (
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/73)
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) (الطلاق: من الآية3)،. فالناس يقعون في المداهنة والتنازلات في دين الله عز وجل باسم السماحة، ولا شك أن هذا من التلبيس، خاصة إذا علم أن من لوازم هذا الأمر أن يظهر على جوارح المرء، فلا يستقيم لإنسان يدعي أنه يوالي في الله ويحب في الله ويبغض في الله وتجده ينبسط وينصر ويؤيد من أبغضه الله، فبغض أعداء الله من النصارى واليهود وغيرهم محله القلب، لكن يظهر على الجوارح لا أن يمد يده للكفار من قريب أو بعيد، بل العكس عليه أن يجهر بمعاداة أعداء الله وإظهار بغضهم ومنابذتهم بالسنان واللسان والجنان ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وعدم التعاون معهم، ولا المشاركة بأعيادهم، يقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72) والزور كما قال بعض المفسرين هو: أعياد المشركين ولهذا تجد أهل العلم في غاية التحذير من هذا الأمر حتى إن بعض علماء الأحناف قال: ((من أهدى لمجوسي بيضة في يوم النيروز فقد كفر))، بل ولا بدئهم بالسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام؛ فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه)) [رواه مسلم]، ولا التشبه بهم فيما هو من خصائصهم من أمور الدنيا كالأخلاق وكالملبس وطريقة الأكل والشرب وعاداتهم الخاصة الأخرى أو أمور الدين كالتشبه بشعائر دينهم وعبادتهم، أو ترجمة كتبهم وأخذ علومهم برمتها من غير تمحيص ومعرفة وتنقية، أو استعارة قوانينهم ومناهجهم في الحكم والتربية، والعمل بها، وإلزام الناس عليها، وعدم الترحم عليهم، ولا مداهنتهم ومجاملتهم ومداراتهم على حساب الدين، أو السكوت على ما هم عليه من المنكر والباطل، قال الله تعالى: (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم:9)، وقال: (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) (هود:113) وعدم التحاكم إليهم، أو الرضى بحكمهم لأن متابعتهم يعني ترك حكم الله تعالى، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120)، ولا تعظيمهم ومخاطبتهم بالسيد والمولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إن يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل)). وهذا هو الأصل في التعامل مع أعداء الله، وقد بين أهل العلم أن المؤمن تجب محبته وإن أساء إليك، والكافر يجب بغضه وعداوته وإن أحسن إليك، وقد أوجب الله معاداة الكفار والمشركين، وحرم موالاتهم وشدد فيه، حتى أنه ليس في كتاب الله حكم فيه من الأدلة أكثر وأبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده، ولا يستثنى من إظهار هذا البغض والكره والمعاداة إلا خشية فوت النفس أو تعاظم المفاسد، ومعلوم أن الضرورات تقدر بقدرها، وبضابط الشرع لا الهوى كما يحصل في كثير من بلاد المسلمين وخاصة المحتلة من الكفار، وما يجري الآن من تمييع لهذه العقيدة. وهذا الحد الفاصل بين أولياء الرحمان وأولياء الشيطان وبتنظيم شيطاني وأسلوب خبيث من محاولات لمحو هذا المفهوم من مناهج التعليم حتى وصل الأمر إلى المنابر وعلى لسان أئمة السوء أو من أطم الجهل عقله أو من غُرر به فاغتر وسار بركب من عتى وتجبر وبدأ يبث هذا الزيغ بغطاء الدعوى آنفة الذكر ممرراً هذا المكر على بسطاء الناس ومن هم على شاكلته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال أبو الوفاء بن عقيل: ((إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة)). وقد كان الإمام أحمد - رحمه الله - إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له ذلك فقال - رحمه الله -: ((لا أستطيع أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه)) فانظر أخي المسلم كيف كان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/74)
الإمام أحمد يغار على الله من أن ينظر إلى من افترى وقال: إن لله ولداً - تعالى الله عما يقول علواً كبيراً - وقارن بمن ذكرنا سابقاً ممن يتعامل ولا يتعاون على حد زعمه، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شأن النصارى: ((أهينوهم ولا تظلموهم، فإنهم سبوا الله تعالى أعظم المسبة))، على أن لا ننسى أن لا يحملنا هذا الأمر على الظلم؛ فقد أمرنا الله تعالى بالعدل حيث قال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8) ويقول في الحديث القدسي: ((ياعبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا))، كذلك من مقتضى الولاء والبراء الانضمام إلى جماعة المسلمين، وعدم التفرق عنهم، والتعاون معهم على البر والتقوى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)، وكذلك من مقتضى الولاء والبراء عدم التجسس على المسلمين، أو نقل أخبارهم وأسرارهم إلى عدوهم، وكف الأذى عنهم، وإصلاح ذات بينهم، قال تعالى: (وَلا تَجَسَّسُوا) (الحجرات: 12) وكذلك نصرتهم، وأداء حقوقهم من عيادة مريض واتباع جنائز، والرفق بهم واللين والرقة والذل وخفض الجناح معهم. وأهل السنة والجماعة يقسمون الناس في الموالاة إلى ثلاثة أقسام: أولاً: من يستحق الموالاة والحب المطلق وهم المؤمنون الخلص الذين آمنوا بالله تعالى رباً، وبرسوله صلى الله عليه وسلم نبياً، وقاموا بشعائر الدين علماً وعملاً واعتقاداً قال الله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) [رواه البخاري] وقال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه)) [رواه البخاري].
ثانياً - من يستحق الموالاة والحب من جهة والمعاداة والبغض من جهة أخرى، وهم عصاة المؤمنين يحبون لما فيهم من الإيمان والطاعة، ويبغضون لما فيهم من المعصية والفجور التي هي دون الكفر والشرك.
ثالثاً – من يستحق المعاداة والبغض المطلق وهم الكفار الخلص الذين يظهر كفرهم وزندقتهم، وعلى اختلاف أجناسهم من اليهود والنصارى، والمشركين، والملحدين، والوثنين، والمجوس، والمنافقين، أو من تبعهم من أصحاب المذاهب الهدامة، والأحزاب العلمانية.
ختاماً أخوة الإيمان نقول عودة إلى مفهوم لا إله إلا الله محمد رسول الله الفهم الصحيح، كما فهمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأخيار، وتحكيماً لشريعة الله واتباعاً لما أنزله وكفراً بكل طاغوت وبكل عرف وبكل هوى وبكل عادة أو تقليد تشرع للناس ما لم ينزل الله، عند ذاك وحسب يكون صلاح الدين والدنيا، وخير الآخرة والأولى، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ((فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله عز وجل، فيكون حبه لله ولما يحبه الله، وبغضه لله ولما يبغضه الله، وكذلك موالاته ومعاداته)) هذا، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وهذا المقال مستل من كتاب " وقفات للمسلمين والمسلمات " وقد طبع في بغداد في 10000 نسخة ووزع مجاناً.
http://www.stooop.com/2006/10/eae156a35c.jpg (http://www.stooop.com)
ـ[طلال سعيد آل حيان]ــــــــ[09 - 10 - 06, 09:50 ص]ـ
المصلحي
جزاك الله خير
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[09 - 10 - 06, 11:35 ص]ـ
الولاء والبراء لا يمنع من معاملة الكافر غير المعادي بالحسنى رجاء اسلامه
وقد اسلم بعد الناس بسبب حسن معاملة المسلمين لهم وحسن اخلاقهم
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[09 - 10 - 06, 05:12 م]ـ
بالنسبة للدواهي المدهية, هل هناك فرق بين طبعة دار الكتب العلمية والتي قبلها لدار البيارق؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 12:47 م]ـ
الاخ العزيز القرشي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/75)
الاخ العزيز طلال:
وانتم جزاكم الله خير مثله.
ـ[ماهر]ــــــــ[25 - 10 - 06, 10:49 ص]ـ
الأخوة جميعاً جزاكم الله خيراً ونفع بكم.
وأسأل الله أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[القرشي]ــــــــ[29 - 01 - 09, 08:23 م]ـ
الموضوع مهم جداً، ويجب على المسلم أن يهتم كثيراً في أمر الولاء والبراء
ـ[القرشي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 03:02 م]ـ
إعادة قراءة الولاء والبراء
بقلم: إبراهيم السكران
قرأت للبعض مؤخراً أطروحات متعددة حول ضرورة إعادة قراءة (الولاء والبراء)، وقضايا بغض الكافر، والزوجة الكتابية، الخ الخ .. ولما تأملت في كلامهم وجدت أنهم لم يتخلوا عن (الولاء والبراء) مثقال ذرة، ولم يتغير عندهم أي شئ حول وجود (الولاء والبراء) في تصرفاتهم وسلوكهم، وإنما الذي تحول عندهم هو (أرضية الولاء والبراء) أو المبررات التي تستحق الولاء والبراء فقط.
فقد كانوا سابقاً يقولون يجب أن يبغض الإنسان كل من كفر بالله بغضاً دينياً، ثم صاروا الآن يستفظعون ذلك، لكن لو قلت لهم: إنني أحب من يعادي وطني لشنعو عليك، ولو قلت لهم: إنني أوالي أو أصافح من يعادي وطني لاعتبروا ذلك تطرفاً وتخلفاً.
فالقضية يا سادة ليست تخلٍ عن الولاء والبراء، وإنما إعادة تحديد لمن يستحق الولاء والبراء، فقد كانوا سابقاً يقولون أن "الله" هو المستحق لأن يكون الولاء والبراء على أساس القرب والبعد عنه، وصاروا الآن يقولون "الوطن" هو الذي يستحق الولاء والبراء على أساس القرب والبعد عنه.
هذه كل القضية.
فالولاء والبراء لم ينته لحظة واحدة، ولكن تحول أساس الولاء والبراء من (الله) إلى (الأرض) كما أشار تعالى فقال (وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ) [الأعراف: 176] وقال تعالى (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ) [التوبة:38]
وهكذا كان فريق من الناس في عصر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتعاملون مع الجهاد على أسس وطنية، لا على أسس عقدية، فهم لم يرفضو القتال، ولكن يرون القتال مبرراً على أساس الوطن لا العقيدة، كما قالوا في تحليلهم الفكري لجهاد الرسول (وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا) [الأحزاب: 13]
إنه مشهد يتكرر، ولكنه يتكرر بألم، حين تكون الأرض أغلى في نفوسنا من الله، فيكون الولاء والبراء والبغض والمعاداة على أساس الوطن أمراً مقبولاً، بل رقياً فكرياً، لكن الولاء والبراء والبغض والمعاداة على أساس القرب والبعد من الله؛ فهذا كله تخلف وتقوقع في قراءات ضيقة لبعض النصوص!
الأمر لا يحتاج بتاتاً كل هذه الفذلكة، لكن لأن العقيدة انهارت في النفوس، وتشبعت القلوب بالإخلاد إلى الأرض، فقد فزع البعض إلى عيون الزوجة الكتابية لعلهم يجدون بين مشاعرها عذراً لنقل ولائهم وبرائهم من (الله) جل جلاله إلى (الوطن).
القضية باختصار شديد، لو كانوا يريدون الحق؛ أن كل كافر فهو عدو لله بمجرد كفره كما قال تعالى (فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة:98]، وأخبر أنه لايحب الكافرين فقال (فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران:32] وأخبر أنه يمقت الكافرين فقال (وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلا مَقْتًا) [فاطر:39].
وعداوة المؤمن تبع لعداوة الله كما قال تعالى (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا) [النساء:101].
فكل مؤمن لابد أن يقوم في نفسه "العداوة القلبية الدينية" لكل عدو لخالقه ومولاه جل وعلا، فإن لم يجد هذه العداوة القلبية الدينية لأعداء ربه سبحانه فليبكِ على إيمانه، ولو كمل حب الله في قلبه فيستحيل أن يحب خالقه وعدو خالقه في آن واحد.
إلا إن كان المؤمن يتجرأ ويقول إن أعداء الله أحبابٌ له، فهذا شأن آخر.
أو كان المرء يقول: إن الكافر إذا لم يحاربنا فهو ليس عدو لله، وإذا حاربنا فهو عدو لله، فصارت كرامته أعظم في نفسه من كرامة الله، فهل يقول هذا عاقل؟!
فأي تحدٍ لله تعالى أن نقر أن الله عدو لجميع الكافرين، وأن الله لايحب جميع الكافرين، ثم نتحدى ربنا جل وعلا ونقول: أما نحن فنحب بعض الكافرين؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/76)
وتأمل معي في قوله تعالى (هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ) [آل عمران:119]
فهؤلاء قوم مظهرين للمسالمة، بل يظهرون غاية المسالمة، حتى أنهم إذا لقو الذين آمنوا قال آمنا، ومع ذلك يلوم الله المؤمنين على حبهم، ولم يبح لهم حبهم بحسب ظاهرهم.
ثم تأمل معي كيف انعكست آيات البراء وبغض الكفار على أصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- فمن ذلك أن اسماء بنت عميس وهي ممن هاجر إلى الحبشة تقول كما في صحيح البخاري (كنا في أرض البعداء البغضاء بالحبشة) [البخاري، 4230]
فبالله عليك انظر في قول هذه الصحابية الجليلة، فأهل الحبشة مسالمون، بل نفعوا أصحاب النبي حيث وفروا لهم لجوءاً سياسياً في وقت الأزمة مع قريش، ومع ذلك تسميهم "البُغَضاء"، لماذا؟ لأن هذه الصحابية الجليلة استوعبت درس القرآن جيداً، وأن كل كافرٍ فهو قطعاً عدو لله مبغوض له مهما كان مسالماً عسكرياً.
ولما بعث نبي الله –صلى الله عليه وسلم- عبدالله بن رواحة إلى اليهود لخرص الثمار خافو أن يظلمهم فقال لهم كما عند أحمد بسند صحيح: (يا معشر اليهود أنتم أبغض الخلق إلي، وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم) [أحمد: 14966]
فهؤلاء كفار مسالمون وليسو محاربين، ومع ذلك يستعلن رضي الله عنه ببغضه لهم.
وأمثال هذه النماذج كثيرة في سيرة أصحاب رسول الله من بغض الكافر حتى لو كان مسالماً، ومن الطرائف أن بعض الناس لكي يتخلص من هذا الأصل الشرعي العظيم صار يسلك استراتيجية إلصاق أحكام البراء بالوهابية، ويدعي أننا أسرى للفكر الوهابي، وأن مسألة بغض الكفار جميعاً إنما هي فكرة وهابية، الخ وهي حيلة ساذجة للتخلص من قاعدة شرعية.
والواقع أن قاعدة (البغض العقدي للكافر) قد أطبقت عليها المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة وليس مسألة ابتكرتها الدرر السنية، فقد قال السرخسي الحنفي (وهكذا ينبغي لكل مسلم أن يكون في بغض اليهود) [المبسوط، للسرخسي، 23/ 11].
وتعرض القرافي المالكي لبعض الأوامر الشرعية فقال (حب المؤمنين، وبغض الكافرين، وتعظيم رب العالمين، .. وغير ذلك من المأمورات) [الفروق، للقرافي، 1/ 201]
وقال ابن الحاج المالكي أيضاً (واجب على كل مسلم أن يبغض في الله من يكفر به) [المدخل، لابن الحاج، 2/ 47]
وقال الشيخ عليش المالكي (نفوس المسلمين مجبولة على بغض الكافرين) [منح الجليل، لعليش، 3/ 150]
وفي أشهر متون الشافعية (وتحرم مودة الكافر) [الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع، للشربيني]
وقال العز بن عبدالسلام الشافعي (جنايته على أمر نفسه بالكفر أخرته، وأوجبت بغضه) [قواعد الأحكام، للعز بن عبدالسلام، 72]
بل هذا ابن سعدي الذي يحاول البعض تزوير صورته وأنه كان فقيهاً تغريبياً مبكراً يوضح رحمه الله التلازم بين الإيمان بالله وبغض الكافر فيقول (الإيمان يقتضي محبة المؤمنين وموالاتهم، وبغض الكافرين وعداوتهم) [تيسير الكريم الرحمن]
والمراد أن نصوص فقهاء المذاهب الأربعة لأهل السنة كثيرة في منع حب الكافر، فكيف يقال أن وجوب بغض الكفار فكرة ولدت في الدرعية وانتهت مع مؤتمرات حوار الأديان؟!
أم أن أئمة المذاهب الأربعة في القرون المتقدمة حفظوا في صغرهم "كشف الشبهات"؟! أم أرسلت إليهم نسخٌ من الدرر السنية؟!
أما قولهم: (إننا نقر أن الله أمر بمعاداة أعدائه كقوله تعالى (لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) لكن هذه في المعتدي وليس كل الكفار أعداء لله) فهل يقول هذا من قرأ كتاب الله؟! فكل كافر فهو عدو لله أصلاً كما قال تعالى (فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة:98]، وقال تعالى (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا) [النساء:101].
وأما قولهم (أننا نقر أن الله نهى عن موالاة الكفار، لكن آيات النهي عن موالاة الكفار لايلزم منها النهي عن حبهم والأمر ببغضهم، لأن الموالاة فيها قدر زائد على مجرد الحب والبغض وهي "النصرة") فالجواب أن "الموالاة" لفظ عام يشمل الحب والنصرة، فالحب موالاة، والنصرة موالاة، والنهي عن العام يشمل جميع أفراده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/77)
ومن ظن أن الموالاة لاتكون إلا لما تركّب منهما فقد خالف النص الذي منع الحب كقوله (ها أنتم أولاء تحبونهم ولايحبونكم) وهي في المسالمين، وخالف إجماع الفقهاء على منع حب الكافر ومودته، فضلاً عن مخالفته لما حرره الفقهاء المحققين كقول الإمام ابن تيمية (وأصل الموالاة هي المحبة، كما أن أصل المعاداة البغض) [منهاج السنة]
وأما قولهم (إننا نقر أن الله نهى عن موادة من يحاد الله ورسوله، لكن المحاد هو المحارب) فهذا تحريف لكتاب الله، فإن الله تعالى قال (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ) [التوبة 62 - 63]
فهؤلاء الذين حلفوا لرسول الله ليسوا محاربين، ومع ذلك جعلهم الله محادين!
ولما ذكر الله حدود الله في مطلع المجادلة قال (إن الذين يحادون الله) ومعلوم أن انتهاك حدود الله ليس محاربة، ومع ذلك جعله الله محادة لله جل وعلا.
فإن كان هؤلاء يجعلون "المحادة" هي "المحاربة" فهذا باطل بكون الله في كتابه سمى مادون المحاربة محادة، وإن كان هؤلاء يجعلون المحادة كل قول وفعل يسئ إلى الله وكتابه ونبيه وشريعته، فلايكاد يوجد كافر معاصر لايسئ لأحكام الله في التعدد والقوامة والحجاب والقرار في البيوت والقتال الخ. فهؤلاء يقولون لنا إن الموادة المهي عنها مخصوصة بالمحاد، فإذا قلنا لهم هؤلاء الذين الذين ينتقدون أحكام الشرع من مستشرقين وسياسيين ومفكرين وعامة في المجتمعات الكافرة، لكنهم مسالمون غير محاربين، هل يجوز مودتهم، عادوا وتناقضوا وقالوا نعم يجوز لأنهم غير محاربين، وتركوا علتهم الأولى وهي المحادة!
وأما احتجاجهم بترخيص الشارع في الزواج بالكتابية، وأن هذا ينقض كل الآيات والأحاديث والآثار وإطباق المذاهب الأربعة، فقائل هذا الكلام ليست إشكاليته إشكالية مسألة مفردة بعينها، بل لديه إشكالية منهجية، وهي ترك الأصول الظاهرة وتحويل الاستثناء والمحتمل إلى قاعدة!
والجواب عن استدلالهم بـ (أن الله أباح الزواج بالكتابية، والزواج يفضي للمودة) أن يقال:
المودة الحاصلة بالزواج بالكتابية هي أمر كوني قدري، وأمر الله ببغض الكافر أمر شرعي ديني، وأوامر الله الشرعية لايعترض عليها بالأمور الكونية. والمحتج بذلك هو نظير من يقول: أن الله خلق الخلق مختلفين ولن يزالوا كذلك، فلا داعي للأمر بالجماعة والائتلاف! فأبطل أمر الله الشرعي بالأمر الكوني.
أو كمن يقول أن قضى على العباد أن تقع منهم المعاصي، وأخبر أن بني آدم مذنبون خطاؤون، وعليه فلا داعي لأن ننهى الناس عن المعاصي، فأبطل أمر الله بعدم معصيته بناء على الأمر الكوني من وقوع المعاصي!
وهكذا، فكيف يعترض على أمر الله ببغض الكفار، بأمر كوني قدري وهو وقوع المتزوج في حب زوجته؟!
ثم إنه لايمتنع أن تكون بين الزوجين عداوة دينية كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) [التغابن: 14]
فالله أثبت احتمال قيام العداوة الدينية بين الزوج والزوجة، فلا أدري لماذا يأخذون آية (خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم: 21] والتي تتحدث عن المودة القدرية الكونية، ولايضمون معها هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) [التغابن: 14] والتي تثبت احتمال قيام العداوة الدينية.
ثم إن المودة التي ذكرها الله بين الزوجين لايلزم منها أن تكون دوماً هي الحب، بل قد يكون المراد بها الصلة والإحسان كما قال تعالى (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) فالنبي لايطلب أن يتحاب مع كفار قريش وإنما كما في صحيح البخاري عن ابن عباس أنه قال (إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة) [البخاري:4818]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/78)
ثم إن مايجده الإنسان في نفسه من الولاء والحب لوالده وشقيقه أعظم مما يجده من الولاء لزوجته، ومع ذلك قطع الله موالاة الأب الكافر المسالم، والشقيق الكافر المسالم، كما قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ) [التوبة:23]
ثم إن أهل العلم بينوا أنه مورد الأمرين مختلف أصلاً، فبغض الكافر المسالم وعداوته القلبية هي بغض وعداوة قلبية دينية، أما المودة التي تقع بين الزوج والزوجة فهذه مودة غريزية فطرية، ولايمتنع أن يجتمع الأمران في شخص واحد.
وأما قولهم (إنه يمتنع أن يجتمع في الشخص الواحد محبة وبغض، وبالتالي فما دام يجوز أن يحب زوجته الكتابية فلينتفِ البغض الديني عنها!) فهذا كلام ساقط، فإن الدواء يجتمع فيه الحب والبغض، فهو محبوب من وجه مبغوض من وجه، وهذا مثال يكرره أهل العلم كثيراً للتدليل على كيفية اجتماع الحب والبغض في شخص واحد.
ونظير ذلك في الشرعيات أن القتال في سبيل الله يجتمع فيه كره طبيعي لما فيه من إيذاء النفوس، وحب شرعي لما فيه من الثواب العظيم، كما قال تعالى في الكراهية الطبيعية للقتال (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) [البقرة:216] وقال تعالى في الحب الشرعي للقتال (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) [التوبة:92].
فانظر كيف أخبر أنهم يكرهون القتال طبعاً، ثم تفيض عيونهم من الحزن إذا فاتهم القتال لحبهم إياه شرعاًَ وديانة!
فمن أنكر الكره الطبيعي للقتال فقد كابر، ومن أنكر الحب الشرعي للقتال فما عرف معنى الإيمان بعد، فإن أثبت اجتماعهما في محل واحد فكيف ينكر اجتماعهما في شخص واحد وهو الزوجة الكافرة؟!
وكذلك فإن كل نفس تجد في داخلها كراهية السجن كراهية طبيعية، ولكن لما كان فيه مصلحة شرعية ليوسف –عليه السلام- صار أحب إليه شرعاً وإن كان يبغضه طبعاً، كما قال تعالى عن يوسف (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) [يوسف:33].
وكذلك فإن الإنسان إذا تصدق بأنفس ماله عنده اجتمع في هذا الفعل حب وبغض، فهو يحب ماله طبعاً، ويحب التخلي عنه والصدقة به شرعاً، كما قال تعالى (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران:92] وقال تعالى (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ) [البقره: 177] وقال تعالى يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ) [الإنسان:8].
وأما قول بعضهم (إن الحب والبغض عمل قلبي يهجم على القلب لاحيلة فيه، وبالتالي يعفى عن حب الكفار) فمؤدى كلام هؤلاء إخراج الحب والبغض عن أصل التكليف، وبالتالي إبطال كل أوامر الحب والبغض التي أمر الله بها ورسوله، فصار أمر الله بحبه، وحب رسوله، وحب الأنصار، وحب آل البيت، وغيرها من الشرائع، كلها لغو وعبث لاقيمة له لأن الحب والبغض شأن قلبي يهجم على الانسان ولاحيلة له فيه.
بمعنى أن قول النبي مثلاً في صحيح البخاري (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده) لو جاء شخص وقال الحب عمل قلبي يهجم على المرء بلا حيلة، ولا أجد في نفسي حب النبي أكثر من والدي وولدي؟! فهل هذا مقبول؟!
ولذلك لما جاء عمر وأخبر النبي بما في نفسه لم يقبل النبي هذا الكلام، وصحح له هذا الفهم، حتى ارتقى إيمان عمر، كما في البخاري (يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر، فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر).
فعمر حين قال (لأنت الآن أحب إلي من نفسي) إنما جاهد نفسه حين عرف ثواب الحب، فالحب والبغض يحصل بالمجاهدة.
ولذلك فإنه لما أبغض بعض الناس بعض التشريعات بغضاً دينياً جعل الله ذلك منهم ردة وخروجاً عن الإسلام ولم يقل الحب والبغض شعور يهجم على القلب لاحيلة له فيه! كما قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:9]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/79)
وأما قول بعضهم (بعض الكفار يحسنون إلينا، فكيف نكرههم وهم يحسنون إلينا، ولايوجد إنسان سوي إلا وهو يحب من أحسن إليه، ويجد ذلك في نفسه ضرورة). فهؤلاء المعترضين بمثل ذلك لم يتفطنوا إلى أن الحب هو حصيلة أفعال المحبوب، والبغض هو حصيلة أفعال المبغوض، فهذا الكافر أحسن إليك بمال أو هدية أو ابتسامة لكنه أساء إلى ربك بالكفر، وربك أغلى عليك من نفسك، ولذلك فإساءته لك أعظم أضعافاً مضاعفة من إحسانه المادي إليك، إلا إن كانت نفسك أغلى عليك من ربك وخالقك، وصرت ترى أن من أساء إليك فهو مستحق للبغض، لكن من أحسن إليك واساء لخالقك فهو مستحق للحب، فقائل هذا قد جعل نفسه أعظم من الله ولاحول ولاقوة إلا بالله، وإلى هذا المعنى أشار السبكي إشارة بديعة للغاية حين قال في فتاواه:
(والذي يظهر أن النفوس الطاهرة السليمة لا تبغض أحدا ولا تعاديه إلا بسبب، إما واصل إليها، أو إلى من تحبه أو يحبها, ومن هذا الباب عداوتنا للكفار بسبب تعرضهم إلى من هو أحب إلينا من أنفسنا) [انظر فتاوى السبكي، 2/ 476]
فمن اعترض بالقول أنه ليس من المروءة أن أبغض كافراً أحسن إلي؟ فيقال له: بل ليس من المروءة أن تحب كافراً أساء لخالقك لمجرد أنه رشاك بلعاعة من الدنيا، فخالقك قد أحسن إليك أضعاف أضعاف ما يقدمه لك هذا الكافر، بل لانسبة للنعم التي أعطاك إياها خالقك ولعاعة الدنيا التي أعطاك إياها هذا الكافر.
وعلى أية حال فإن من يستحضر أن هذا الكافر يسئ إلى الله بجحد إلهيته أو نبوة محمد ولم يهجم على قلبه بغضه قلبياً فهذا يعني أنه قلبٌ ميت، فليبك على قلبه، فإن القلب الحي لايرضى بأن يساء لخالقه ومولاه، إلا إن كان يعتبر الكفر وجهة نظر شخصية لاتغضب الله!
وأما قولهم: (كيف أكرهه وأحبه وقد يكون في داخل الأمر على خلاف ماهو عليه؟ بمعنى قد أعتقد أنه كافر لكنه في حقيقة الأمر مسلم) فيقال الحب والبغض من الأحكام الشرعية، والأحكام الشرعية تعلق بالظاهر، ولذلك كان تطبيق هذا الحكم على الأعيان مسألة اجتهادية قد يصيب المرء فيها وقد يخطئ خطأً مغفوراً، ولذلك قال ابن تيمية (ثم الناس في الحب والبغض، والموالاة والمعاداة، هم أيضا مجتهدون يصيبون تارة ويخطئون تارة) [الفتاوى 11/ 15]
وقبل ذلك نبه الإمام محمد بن الحنفية كما رواه اللالكائي عنه حيث يقول رحمه الله (من أبغض رجلا على جور ظهر منه، وهو في علم الله من أهل الجنة؛ أجره الله كما لو كان من أهل النار).
وأما قولهم (الكفار متفاوتون فكيف نجعلهم سوياً في البغض والمعاداة القلبية؟!) فهذا غير صحيح، ولم يفتِ أحد من أهل السنة بكون الكفار سواءٌ في البغضاء، فإن الكفر يتفاوت في ذاته، كما يتفاوت الإيمان، ولذلك فإنه كما يكون في أهل الخير أئمة في الإيمان كما قال تعالى (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) فإنه كذلك يكون في الكفار أئمة فيه كما قال تعالى (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) [التوبة:12].
وكما يتفاوت حب اهل الإيمان بحسب رسوخهم وإمامتهم فيه، فكذلك تتفاوت معاداة وبغض الكفار بحسب رسوخهم وإمامتهم فيه.
وأما قولهم (إن تغيير الحكم الشرعي في بغض الكفار سيكون له دور في الترويج للاسلام والدعوة) قائل هذا الكلام عكس النتيجة كلياً، بل تحريف النصوص الشريحة في بغض الكفار أعظم ذريعة إلى الطعن في علماء الإسلام ودعاته أنهم كذابون مخادعون يتلاعبون بنصوص شريعتهم لأجل مصالح حركية! إنه لايخدم صورة الإسلام مثل العلم الصحيح الصادق، قد يتدرج العالم أو الداعية في تنفيذ بعض الأحكام، أما تحريف الأحكام الشرعية فهذا لايقع من عالم صادق لأجل أي مصلحة موهومة! وشتان بين التدرج والتحريف، على أن بعض أهل الأهواء يحتجون بأفعال النبي وعمر بن عبدالعزيز في التدرج على التحريف!
ثم افترض أننا استطعنا عبر عمليات تجميلية تحريف نصوص (بغض الكفار) فماذا سنصنع بقوله تعالى عن الكفار (إن هم إلا كالأنعام) وقوله تعالى (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا) وقوله تعالى (كمثل الحمار يحمل أسفارا) وقوله تعالى (إنما المشركون نجس) وقوله تعالى (وأن الله مخزي الكافرين) وقوله تعالى (يريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين) وقوله تعالى (أعزة على الكافرين) وقوله (فإن علمتموهن مؤمنات فلاترجعوهن إلى الكفار لاهن حل لهم ولاهم يحلون لهن) الخ الخ؟!
هل سنحرف كل هذه الآيات ونظائرها حتى نقوم بترويج الإسلام والدعوة؟! هناك ملفات كثيرة يريد متفقهة التغريب العبث بها، لكن آخر مايمكن أن يحرفوه هو موقف القرآن من الكافر، لقد وضع القرآن الكافر في غاية مايتصوره العقل البشري من دركات المهانة والحقارة والانحطاط واستعمل القرآن كل التعابير المممكنة في بيان رجسية الكافر، فأي تأويل يارحمكم الله يمكنه أن يتلاعب بهذه الآيات القرآنية؟!
على أية حال .. هل تدري أين جوهر المشكلة في كلام هؤلاء الذين يريدون تغريب العقيدة؟ إنها في حرمان المسلمين من أوثق عرى الإيمان (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله).
الله سبحانه وتعالى ينبهنا ويقول بكل وضوح (فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [آل عمران:32] ويقول (إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) [الروم:45] وأنتم تقولون: فأما نحن فنحب بعض الكافرين، ألا تخشون من الله وأنتم تتحدون محاب الله ومباغضه؟!
وهذه المسألة من أوضح تطبيقات تقديم المتشابه على المحكم، و عاهة (تقعيد الاستثناءات) أي تحويل الاستثناء إلى أصل، والأصل إلى استثناء، فالله أمر ببغض الكفار وأجاز نكاح الكتابية، فأخذوا الاستثناء وهدموا به الأصل! فهل هذا إلا فعل أهل الأهواء؟!
فكفُّو يارحمكم الله عن تشذيب الإسلام وقصقصته لأغراض التبسم في مؤتمرات إنشائية يخدع بها الحاضرون أنفسهم!
ابوعمر
ربيع الأول 1431هـ(31/80)
كيف الجمع بين هذين الحديثين
ـ[ابو تركي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 08:33 ص]ـ
السلام عليكم
كيف الجمع بين حديث (عليكم بالدلجه فان الارض تطوى الليل)
وحديث (بورك لامتي في بكورها).
وجزاكم الله خيرا(31/81)
هل هذا حديث أم أثر
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[26 - 04 - 04, 08:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
رحم الله رجلا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى سمحا إذا اقتضى
سمعت هذا من أحد إخواني المسلمين ولكن لأدري هل هو حد أم أثر
وأد كذلك معرفة شرحا سمحا ومامعنى قضى واقتضى
شاكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابو يوسف الأثري]ــــــــ[26 - 04 - 04, 01:33 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل ...
الذي أوردته هو من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة الثابتة.
1 (رحم الله رجلا، سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى). صحيح البخاري الجامع الصحيح 2076
2 رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا اقتضى صحيح الألباني صحيح ابن ماجه 1790
3 رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا قضى. صحيح الألباني صحيح الترغيب 1742
4 رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى صحيح الألباني صحيح الجامع 3495
5 أحب الله تعالى عبدا سمحا إذا باع، و سمحا إذا اشترى، و سمحا إذا قضى، و سمحا إذا اقتضى ضعيف الألباني ضعيف الجامع 164
نفعك الله بها. وزادك علما ونفعا.
www.dorar.net
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 02:04 م]ـ
في
صحيح البخاري ج2/ص730
1970 حدثنا علي بن عياش حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى
من برنامج الألفية
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 04 - 04, 04:05 ص]ـ
أخرجه البخاري في " صحيحه " (7/ 359 / 2076 – فتح) من حديث جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، قال: " رحم الله رجلا، سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى ".
والمر بـ " سمحا " المساهلة.
و " إذا قضى ": أي أعطى الذي عليه بسهولة بغير مطل.
و " إذا اقتضى " أي: إذا طلب قضاء حقه بسهولة، وعدم إلحاف.
وراجع " فتح الباري " (7/ 359).
ثم بعد كتابتي لهذه المشاركة، وجدت مشاركات إخواني - حفظهم الله -، فلعل حدث خلل ما في الشبكة، فقد وجدت الموضوع بلا تعليقات.
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[27 - 04 - 04, 08:27 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد التي أتحفتموني بها
اللهم آمنا في أوطننا اللهم انشر الأمن في جميع بلاد المسلمين(31/82)
ما معنى خوارم المروءة؟ بالمعنى اللغوي والمعنى الإصطلاحي.
ـ[بو عبد الله الأميري]ــــــــ[26 - 04 - 04, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال ممكن واحد يجاوب عليه
ما معنى خوارم المروءة؟ بالمعنى اللغوي والمعنى الإصطلاحي.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابن معين]ــــــــ[27 - 04 - 04, 12:45 ص]ـ
أخي الكريم: لعلك تنظر في هذا الرابط ففيه بيان حول هذه المسألة: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8489&highlight=%C7%E1%E3%D1%E6%C1%C9
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[27 - 04 - 04, 05:07 ص]ـ
قال الأحنف: " العِفَّة والحِرْفة ".
وقال الجوهري: " المروءة: الإنسانية ".
وقيل: " أَن لا تفعل في السر أَمراً، وأَنت تستحيي أَن تفعله جهراً ".
وقيل: " كمال الرجولة ".
وقيل: " إتيان الحق وتعاهد الضيف ".
وقيل: " التباعد من الخلق الدني، فقط ".
وقيل حسن العشرة وحفظ الفرج واللسان، وترك المرء ما يُعاب منه ".
وفي تعريفها أقوالاً كثيرة، والمختار قول ابن حبان: " والمروءة عندي خصلتان: اجتناب ما يكره الله والمسلمون من الفعال، واستعمال ما يحب الله والمسلمون من الخصال ".
وراجع " لسان العرب "، و" مختار الصحاح "، و" روضة العقلاء "، و " إصلاح المال ".
وورد في ذلك أثار عن الصحابة، والتابعين، قام بذكر بعضها وتحقيقها الشيخ مشهور حسن – حفظه الله – في " كتاب المروءة وخوارمها " (ص 32 – 43)، ولكنها من باب ضرب الأمثلة، وما عرفه به ابن حبان جامع – إن شاء الله –.
تنبيه:
قال الزنجاني في " فتح العزيز في شرح الوجيز " – كما في " فتح المغيث " (2/ 5) –: " المروءة يُرجع في معرفتها إلى العرف، فلا تتعلق بمجرد الشرع، وأنت تعلم أن الأمور العرفية قلما تنضبط، بل هي تختلف باختلاف الأشخاص والبلدان، فكم من بلد جرت عادة أهله بمباشرة أمور لو باشرها غيرهم لعد خرماً للمروءة.
وفي الجملة رعاية مناهج الشرع وآدابه والاهتداء بالسلف والاقتداء بهم أمر واجب الرعاية ". أهـ.
ـ[أخوكم]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:50 م]ـ
يقول الله عز وجل
ما فرطنا في الكتاب من شيء
ويقول سبحانه
اليوم أكملت لكم دينكم
فبما أن الدين كامل، فلا بد أن يكون للمروءة ذكر في شرعنا
وفعلا لو بحثنا سنجد أن كثيرا من تعاريف المروءة تدل على أنها هي
" الحياء "
والحمدلله فأحكام الحياء معروفة في شرعنا بل لها وضع خاص
وهذا يبين لنا السر في استثناء الرسول صلى الله عليه وسلم للحياء بالذكر من بين جميع الأعمال الصالحة في حديث:
الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان
فإذا عرف أن المروءة هي الحياء فقد سهل ضبط أحكامها
فمن فعل الحياء فقد فعل خيرا فالحياء خير كله
ومن تركه فلا نلزمه بشيء ولا نلومه
فلا افراط
كمن "يلزمون" إنسانا بفعل شيء _ مباح _ يستحي من فعله
ولا تفريط
كمن "يلزمون" إنسانا بترك شيء _ مباح _ لا يجد في نفسه غضاضة من فعله لأن الأصل في الأشياء الإباحة
وفي هذا وذاك رد على من يسقطون الشهادة
إذا فعل شخص أمامهم شيئا يعدون فعله من خوارم المروءة
أو إذا ترك شخص أمامهم شيئا يعدون تركه من خوارم المروءة
والله أعلم وأخبر وأحكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:23 ص]ـ
تنبيه:
قال الزنجاني في " فتح العزيز في شرح الوجيز " – كما في " فتح المغيث " (2/ 5) –: " المروءة يُرجع في معرفتها إلى العرف، فلا تتعلق بمجرد الشرع، وأنت تعلم أن الأمور العرفية قلما تنضبط، بل هي تختلف باختلاف الأشخاص والبلدان، فكم من بلد جرت عادة أهله بمباشرة أمور لو باشرها غيرهم لعد خرماً للمروءة.
وفي الجملة رعاية مناهج الشرع وآدابه والاهتداء بالسلف والاقتداء بهم أمر واجب الرعاية ". أهـ.
فائدة
الزنجاني اسم كتابه
نقاوة العزيز (اختصر فيه كتاب الرافعي)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=819241&postcount=31
ـ[علي الاعرجي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 07:57 م]ـ
كتاب الشيخ مشهور (خوارم المروءة) فيها ما تبحث عنه.(31/83)
موقع موسوعة الكتب (طلب مساعدة)
ـ[الدعاء .. الدعاء]ــــــــ[26 - 04 - 04, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
وبعد؛ فلقد فسح لي في الزمان فسحة يسر الله لي فيها جمع بعض كتب أهل العلم في موقع لينتظمها. ثم تضايق بي الزمان حتى ندمت على دخولي هذا المنعرج وحيدا
فها أنا ذا أضع الموقع بين أيديكم علي أجد من يقاسمني العمل فيه
http://www.kotob.ws
فمن نشط من الإخوة لذلك فليرد على الموضوع أو فليراسلني (داخل المنتدى لا على البريد). ولعله أن يكون إن شاء الله في الموقع منتدى للإخوة المشرفين عليه لتقاسم المهام و تنظيم العمل فيه.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق وأن ينصر دينه و يعلي كلمته. والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.(31/84)
هل رؤية النبى صلى الله عليه وسلم من وراء ظهره خاصة فى الصلاة أم فى العموم.
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[26 - 04 - 04, 10:38 م]ـ
هل روية النبى صلى الله عليه وسلم من وراء ظهره خاصة فى الصلاة أم فى العموم.(31/85)
هل يجوز هذا البيع
ـ[ابراهيم الخوجة]ــــــــ[27 - 04 - 04, 01:03 ص]ـ
هل يجوز بيع الدولار بالعملة المحلية السعودية (أو السورية) بيع أجل مع زيادة
ـ[بوشهاب]ــــــــ[27 - 04 - 04, 10:11 ص]ـ
اخي ممكن ان تفصل في السؤال لتتضح الصورة؟
ـ[ابراهيم الخوجة]ــــــــ[29 - 04 - 04, 02:17 ص]ـ
باع أحدهم دولارات بعملة محلية ولكن بشرط أن يدفع المشتري العملة المحلية بعد شهر من تاريخ البيع ومقابل هذه المدة تزاد قيمة الدولار عما هو معتاد
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 04 - 04, 07:55 ص]ـ
السؤال:
ما حكم المال المحول من عملة لعملة أخرى، مثلاً أقبض راتبي بالريال السعودي، وأحوله للريال السوداني، علماً بأن الريال السعودي يساوي ثلاثة ريالات سودانية، هل هذا رباً؟
الجواب:
الحمد لله
يجوز تحويل الورق النقدي لدولة إلى ورق نقدي لدولة أخرى، ولو تفاوت العوضان في القدر؛ لاختلاف الجنس، كما في المثال المذكور في السؤال، لكن بشرط التقابض في المجلس، وقبض الشيك أو ورقة الحوالة حكمه حكم القبض في المجلس.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
من فتاوى اللجنة الدائمة
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=2711&dgn=4
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 04 - 04, 08:05 ص]ـ
بيع العملة بالعملة
المقدم
رسالة أخرى وصلت لنا من الأخ عبد الستار موسى مصطفي يقول مدرس مصري يعمل في الحديبة باليمن أخونا يقول معلوم أن المغترب يعود إلى بلده وقد اشترى من العملات العالمية مثل الدولار وجنيهات الذهب أو حتى أي عملة غير عملة بلده ثم يعود لبلده ليبيعها فيسعى وراء أعلى سعر يبيعه به ومن أماكن البيع ما هو رسمي لدى الدولة ومنها ما يسمى السوق السوداء والسؤال هو متى يكون هذا ربا فضل وماذا ينبغي عندئذ أفيدونا أفادكم الله؟
الشيخ
العُمَل تختلف فإذا باع عملة بعملة أخرى يدا بيد فهذا ليس فيه ربا كأن يبيع الدولار بالجنية المصري أو بالعملة اليمنية يدا بيد فلا بأس وهكذا إذا باع أي عملة بعملة أخرى يدا بيد فإنه ليس في هذا ربا أما إذا باع العملة بعملة أخرى إلى أجل كأن يبيع الدولار بالعملة اليمنية إلى أجل أو الجنية المصري أو الإسترليني أو الدينار الأردني أو العراقي أو غير ذلك إلى أجل هذا يكون ربا لأنها منزلة منزلة الذهب والفضة فلا يجوز بيع بعضها ببعض نسأ بل لابد من القبض في المجلس أما ربا الفضل فهذا يقع في العملة بنفسها إذا باع العملة بالعملة نفسها متفاضلا كأن يبيع الجنية الإسترليني بجنية إسترليني وزيادة؛ كجنية إسترليني بجنيهين هذا ربا ولو كان يدا بيد ربا أو يبيع العملة السعودية عشرة بعشرة وزيادة؛ عشرة ريالات بإحدى عشر ريال هذا ربا فضل وإذا كان إلى أجل صار ربا فضل ونسيئة جميعا اجتمع في نوعي الربا، وهكذا أشباه ذلك كالدولار بدولارين وثلاثة إلى أجل أو حالا إن كان حالا يدا بيد هذا ربا فضل وإن كان إلى أجل كان ربا فضل ونسيئة جميعا اجتمع فيه الأمران هذا حال وجوه الربا نعم
المقدم
بارك الله فيكم
http://www.binbaz.org.sa/RecDisplay.asp?f=n-03-1407-0300004.htm(31/86)
التحقيق في سماع الأموات لكلام الأحياء
ـ[احمد القصير]ــــــــ[27 - 04 - 04, 01:34 ص]ـ
التحقيق في سماع الأموات لكلام الأحياء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا بحث فيه تحقيق مسألة سماع الأموات لكلام الأحياء، عرضت فيه الأدلة، وأقوال العلماء في المسألة، اسأل الله بمنه وفضله أن ينفع به كاتبه وقارئه.
وقد جعلته في أربعة مباحث:
المبحث الأول: ذكر الأدلة التي فيها نفي السماع.
المبحث الثاني: ذكر الأدلة التي فيها إثبات السماع.
المبحث الثالث: مذاهب العلماء في المسألة.
المبحث الرابع: الترجيح.
=================
المبحث الأول: ذكر الأدلة التي فيها نفي السماع:
قال الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} [النمل:80].
وقال تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} [الروم:52].
وقال تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} [فاطر:22].
المبحث الثاني: ذكر الأدلة التي فيها إثبات السماع:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرَكَ قَتْلَى بَدْرٍ ثَلَاثًا، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَنَادَاهُمْ فَقَالَ: يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ، يَا أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، يَا عُتْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، يَا شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، أَلَيْسَ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا. فَسَمِعَ عُمَرُ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَسْمَعُوا، وَأَنَّى يُجِيبُوا وَقَدْ جَيَّفُوا (1)؟ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا. ثُمَّ أَمَرَ بِهِمْ فَسُحِبُوا فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ». (2)
المبحث الثالث: مذاهب العلماء في المسألة:
ظاهرُ الآياتِ الكريمةِ أنَّ الموتى لا يسمعون كلامَ الأحياء، وأمَّا الحديث ففيهِ إِثبات السماع لهم، وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على مذهبين:
الأول: مذهب إثبات السماع مطلقاً للأموات، وتأويل الآيات التي فيها نفي السماع.
وهذا مذهب الجمهور من العلماء (3)، حيث ذهبوا إلى إجراء الأحاديث التي فيها إثبات السماع على ظاهرها وعمومها، وقالوا: إن الميت بعد موته يسمع كلام الأحياء ويشعر بهم.
وهو اختيار جمع من المحققين، كابن حزم (4)، والقاضي عياض (5)، والنووي (6)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (7)، وابن القيم (8)، والحافظ ابن كثير (9).
واختلف أصحاب هذا المذهب في الجواب عن الآيات التي فيها نفي السماع على أقوال:
القول الأول: أن الموتى في الآيات المراد بهم الأحياء من الكفار، والمعنى: إنك لا تُسْمِع الكفار الذين أمات الله قلوبهم إسماع هدىً وانتفاع، «وشُبِّهُوا بالموتى وهم أحياء صحاح الحواس؛ لأنهم إذا سمعوا ما يُتلى عليهم من آيات الله، فكانوا أقماع القول، لا تعيه آذانهم، وكان سماعهم كلا سماع، كانت حالهم - لانتفاء جدوى السماع - كحال الموتى الذين فقدوا مصحح السماع». (10)
وهذا القول فيه حمل للآيات على المجاز، وذلك بتشبيه الكفار الأحياء بالموتى.
وقد قال بهذا القول: ابن قتيبة (11)، والخطابي (12)، والبغوي (13)، والزمخشري (14)، والسهيلي (15)، وأبو العباس القرطبي (16)، والسمعاني (17)، والقاري (18)، والسيوطي (19)، والشنقيطي، وابن عثيمين (20).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/87)
قال الشنقيطي: «اعلم أن التحقيق الذي دلت عليه القرائن القرآنية واستقراء القرآن أن معنى قوله: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، أي لا تسمع الكفار - الذين أمات الله قلوبهم، وكتب عليهم الشقاء في سابق علمه - إسماع هدىً وانتفاع؛ لأن الله كتب عليهم الشقاء، فختم على قلوبهم وعلى سمعهم، وجعل على قلوبهم الأكنة، وفي آذانهم الوقر، وعلى أبصارهم الغشاوة، فلا يسمعون الحق سماع اهتداء وانتفاع».أهـ (21)
واستدل أصحاب هذا القول بأدلة منها (22):
الدليل الأول: أنَّ الله تعالى بعد أن نفى السماع عنهم قال: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ}، فمقابلته جلَّ وعلا الإسماع المنفي في الآية عن الموتى بالإسماع المثبت فيها - لمن يؤمن بآياته - دليلٌ واضح على أنَّ المراد بالموت في الآية موت الكفر والشقاء، لا موت مفارقة الروح للبدن، ولو كان المراد بالموت في قوله: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} مفارقة الروح للبدن لما قابل ذلك بقوله: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ}، بل لقابله بما يناسبه، كأن يُقال: إن تسمع إلاّ من لم يمت.
الدليل الثاني: أنَّ استقراء القرآن الكريم يدل على أن الغالب استعمال الموتى بمعنى الكفار، كقوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام:36]، وقد أجمع (23) من يعتد به من أهل العلم أن المراد بالموتى في الآية هم الكفار.
وكقوله تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَل [الأنعام:122]، فقوله: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا}، أي: كافراً؛ فأحييناه، أي: بالإيمان والهدى، وهذا لا نزاع فيه بين المفسرين، وفيه إطلاق الموت وإرادة الكفر.
وكقوله: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ} [فاطر:22]، أي: لا يستوي المؤمنون والكافرون.
الدليل الثالث: أنَّ قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، وما في معناها من الآيات، كلها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه يحزنه عدم إيمانهم، كما بينه تعالى في آيات كثيرة، كقوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} [الأنعام:33]، وقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون َل [الحجر:97]، وقوله: {وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [النحل:127]، وقوله: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء:3] إلى غير ذلك من الآيات، ولما كان يحزنه كفرهم وعدم إيمانهم أنزل الله آيات كثيرة تسلية له صلى الله عليه وسلم، بَيَّنَ له فيها أنه لا قدرة له على هدي من أضله الله، ومن الآيات النازلة تسلية له صلى الله عليه وسلم، قوله هنا: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى}، أي لا تُسمع من أضله الله إسماع هدى وقبول، ولو كان معنى الآية وما شابهها: إنك لا تسمع الموتى، أي: الذين فارقت أرواحهم أبدانهم لما كان في ذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم.
واعتُرِضَ: بأن ما ذُكِرَ من معنى آيتي النمل والروم مسلم فيه، لكن ذلك لا يمنع الاستدلال بهما على نفي سماع الموتى؛ لأنَّ الموتى لما كانوا لا يسمعون حقيقة، وكان ذلك معروفاً عند المخاطبين شبه الله تعالى بهم الكفار الأحياء في عدم السماع، فدل هذا التشبيه على أن المشبه بهم – وهم الموتى في قبورهم – لا يسمعون، كما يدل مثلاً تشبيه زيد في الشجاعة بالأسد على أن الأسد شجاع، بل هو في ذلك أقوى من زيد، ولذلك شُبِّهَ به، وإن كان الكلام لم يُسقْ للتحدث عن شجاعة الأسد نفسه، وإنما عن زيد، وكذلك آيتا النمل والروم، وإن كانتا تحدثتا عن الكفار الأحياء وشُبّهوا بموتى القبور، فذلك لا ينفي أن موتى القبور لا يسمعون، بل إنَّ كل عربي سليم السليقة، لا يفهم من تشبيه موتى الأحياء بهؤلاء إلا أن هؤلاء أقوى في عدم السماع منهم، وإذ الأمر كذلك فموتى القبور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/88)
لا يسمعون. (24)
واعتُرِضَ أيضاً: بأنَّ الله تعالى قال في آية أخرى: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} [فاطر:22] وهذه الآية صريحة بنفي سماع الأموات، ولا يتأتى حملها على المعنى الذي ذكِرَ.
وأجيب: بأن هذه الآية هي كآيتي النمل و الروم المتقدمتين، لأن المراد بقوله: {مَّن فِي الْقُبُورِ} الموتى، فلا فرق بين قوله: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} وبين قوله: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ}؛ لأن المراد بالموتى ومن في القبور واحد، كقوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ} [الحج:7]، أي يبعث جميع الموتى، من قُبر منهم ومن لم يُقْبَر، وقد دلت قرائن قرآنية على أن معنى آية فاطر هذه كمعنى آية الروم، منها قوله تعالى قبلها: {إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [فاطر:]؛ لأن معناها لا ينفع إنذارك إلا من هداه الله ووفقه، فصار ممن يخشى ربه بالغيب ويقيم الصلاة، وما أنت بمسمع من في القبور، أي الموتى، أي الكفار الذين سبق لهم الشقاء، ومنها قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ} [فاطر:19]، أي المؤمن والكافر وقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ} [فاطر:22] أي المؤمنون والكفار، ومنها قوله تعالى بعدها: {إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ} [فاطر:23] أي ليس الإضلال والهدى بيدك، ما أنت إلا نذير وقد بلغت. (25)
القول الثاني: أنَّ الموتى في الآيات المراد بهم الذين ماتوا حقيقة، لكن المراد بالسماع المنفي هو خصوص السماع المعتاد الذي ينتفع به صاحبه، وأن هذا مثلٌ ضربه الله للكفار؛ إذ الكفار يسمعون الحق، ولكن لا ينتفعون به.
قالوا: وقد يُنفى الشيء لانتفاء فائدته وثمرته، كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف:179]. (26)
وهذا رأي: شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم (27)، وابن رجب (28)، والأبي (29)، وذكره ابن جرير الطبري احتمالاً آخر في معنى الآية.
قال الطبري: «معنى الآية: إنك لا تسمع الموتى إسماعاً ينتفعون به؛ لأنهم قد انقطعت عنهم الأعمال، وخرجوا من دار الأعمال إلى دار الجزاء، فلا ينفعهم دعاؤك إياهم إلى الإيمان بالله والعمل بطاعته، فكذلك هؤلاء الذين كتب ربك عليهم أنهم لا يؤمنون لا يُسْمِعُهم دعاؤك إلى الحق إسماعاً ينتفعون به؛لأن الله تعالى ذكره قد ختم عليهم أن لا يؤمنوا، كما ختم على أهل القبور من أهل الكفر أنهم لا ينفعهم بعد خروجهم من دار الدنيا إلى مساكنهم من القبور إيمان ولا عمل؛ لأن الآخرة ليست بدار امتحان، وإنما هي دار مجازاة، وكذلك تأويل قوله تعالى: âإِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} [فاطر:22]».أهـ (30)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «قوله: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} إنما أراد به السماع المعتاد الذي ينفع صاحبه؛ فإن هذا مثل ضُرب للكفار، والكفار تسمع الصوت، لكن لا تسمع سماع قبولٍ بفقهٍ واتباع، كما قال تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} [البقرة:171]، فهكذا الموتى الذين ضُرب لهم المثل لا يجب أن يُنفى عنهم جميع السماع المعتاد، أنواعَ السماع، كما لم يُنْفَ ذلك عن الكفار ; بل قد انتفى عنهم السماع المعتاد الذي ينتفعون به، وأما سماعٌ آخر فلا يُنفى عنهم».أهـ (31)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/89)
وهذا القول: دلت عليه آيات من كتاب الله، جاء فيها التصريح بالبكم والصَّمَم والعمى مُسنداً إلى قوم يتكلمون ويسمعون ويبصرون، والمراد بصممهم: صممهم عن سماع ما ينفعهم دون غيره، فهم يسمعون غيره، وكذلك في البصر والكلام، وذلك كقوله تعالى في المنافقين: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة:18] فقد قال فيهم: (صم بكم) مع شدة فصاحتهم، وحلاوة ألسنتهم، كما صرح به في قوله تعالى فيهم: {وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ} [المنافقون:4] أي لفصاحتهم، وقوله تعالى: {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب:19]، فهؤلاء الذين إن يقولوا تسمع لقولهم، وإذا ذهب الخوف سلقوا المسلمين بألسِنةٍ حِداد، هم الذين قال الله فيهم: صم بكم عمي، وما ذلك إلا أن صممهم وبكمهم وعماهم بالنسبة إلى شيء خاص، وهو ما يُنتفع به من الحق، فهذا وحده هو الذي صَمُّوا عنه فلم يسمعوه، وبكموا عنه فلم ينطقوا به، وعموا عنه فلم يروه، مع أنهم يسمعون غيره ويبصرونه وينطقون به، كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [الأحقاف:26]. (32)
واعتُرِضَ هذا القول: بأن فيه قلب للتشبيه المذكور في الآيات، حيث جُعل المشبه به مشبهاً؛ لأن القيد المذكور في هذا القول يصدق على موتى الأحياء من الكفار، فإنهم يسمعون حقيقة، ولكن لا ينتفعون من سماعهم، كما هو مشاهد، فكيف يجوز جعل المشبه بهم - من موتى القبور - مثلهم في أنهم يسمعون ولكنهم لا ينتفعون من سماعهم، مع أن المشاهد أنهم لا يسمعون مطلقاً، ولذلك حسن التشبيه المذكور في الآيات، فبطل القيد الذي ذكره أصحاب هذا القول. (33)
القول الثالث: أن معنى الآيات: إنك لا تُسمع الموتى بطاقتك وقدرتك، ولكن الله تعالى هو الذي يسمعهم إذا شاء؛ إذ هو القادر على ذلك دون من سواه.
وهذا رأي: ابن التين (34)، والإسماعيلي (35)، وذكره ابن جرير الطبري احتمالاً آخر في معنى الآية (36).
واستدلوا على ذلك بأدلة منها:
الدليل الأول: أن الله تعالى بعد أن نفى السماع قال: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ} [النمل: 81]، فبين أن الهداية من الكفر إلى الإيمان بيده دون من سواه، فنفيه سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم أن يكون قادراً أن يُسمع الموتى إلا بمشيئته، هو كنفيه أن يكون قادراً على هداية الكفار إلا بمشيئته.
الدليل الثاني: أن الله تعالى أثبت لنفسه القدرة على إسماع من شاء من خلقة بقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء}، ثم نفى عن نبيه صلى الله عليه وسلم القدرة على ما أثبته وأوجبه لنفسه من ذلك، فقال له: {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ} ولكن الله هو الذي يسمعهم دونك وبيده الإفهام والإرشاد والتوفيق، وإنما أنت نذير فبلغ ما أرسلت به. (37)
أدلة القائلين بإثبات السماع مطلقاً للأموات:
استدل القائلون بإثبات السماع مطلقاً للأموات بأدلة منها:
الدليل الأول: مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لقتلى بدر من المشركين (38)، وهذا الحديث الصحيح أقسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الأحياء الحاضرين ليسوا بأسمع لما يقوله صلى الله عليه وسلم من أولئك الموتى بعد ثلاث، وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصاً. (39)
واعتُرِضَ: بأن عائشة رضي الله عنها روت الحديث بلفظ: «إِنَّهُمْ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ»، وهذا يدل على أن الرواية التي فيها التصريح بالسماع غير محفوظة.
وأجيب: بأن تأول عائشة رضي الله عنها بعض آيات القرآن، لا تُرد به روايات الصحابة العدول الصحيحة الصريحة عنه صلى الله عليه وسلم، ويتأكد ذلك بثلاثة أمور:
الأول: أن رواية العدل لا ترد بالتأويل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/90)
الثاني:أن عائشة رضي الله عنها لما أنكرت رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إنهم ليسمعون الآن ما أقول» قالت: إن الذي قاله صلى الله عليه وسلم: «إنهم ليعلمون الآن أن الذي كنت أقول لهم هو الحق» فأنكرت السماع ونَفَتْهُ عنهم، وأثبتت لهم العلم، ومعلومٌ أنَّ من ثبت له العلم صح منه السماع.
الثالث: هو ما جاء عنها مما يقتضي رجوعها عن تأويلها إلى الروايات الصحيحة، قال الحافظ ابن حجر: «ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم» وأخرجه أحمد (40) بإسناد حسن؛ فإن كان محفوظاً فكأنها رجعت عن الإنكار، لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة، لكونها لم تشهد القصة».أهـ (41)
وقال الإسماعيلي: «كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ما لا مزيد عليه، لكن لا سبيل إلى رَدِّ رواية الثقة إلا بنصٍ مثله، يدل على نسخه أو تخصيصه أو استحالته».أهـ (42) (43)
الدليل الثاني: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ .... » (44)، وهذا الحديث فيه تصريح من النبي صلى الله عليه وسلم بأن الميت في قبره يسمع قرع نعال من دفنوه إذا رجعوا، وهو نص صحيح صريح في سماع الموتى، وظاهره العموم في كل من دُفِنَ، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه تخصيصاً. (45)
واعتُرِضَ: بأن ما ورد في هذا الحديث مخصوص بأول الدفن، عند سؤال الملكين، وهو غير دائم، فلا يفيد عموم سماع الأموات في كل الأحوال والأوقات. (46)
وأيضاً: فإن الروح تعاد للبدن عند المساءلة - كما ثبت بذلك الحديث (47) – لذا فإن سماع الميت قرع النعال، إنما هو بسبب اتصال الروح بالبدن، وهذا الاتصال غير دائم، بل هو مخصوص بوقت السؤال (48)، وعليه فلا يصح الاستدلال بهذا الحديث، على عموم سماع الأموات في كل وقت وحين.
الدليل الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ». (49)، وهذا الحديث فيه مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل القبور بقوله: «السلام عليكم»، وقوله: «وإنا إن شاء الله بكم لاحقون»، وهذا يدل دلالة واضحة على أنهم يسمعون سلامه؛ لأنهم لو كانوا لا يسمعون سلامه وكلامه لكان خطابه لهم من جنس خطاب المعدوم، ولا شك أن ذلك ليس من شأن العقلاء، فمن البعيد جداً صدوره من النبي صلى الله عليه وسلم. (50)
واعتُرِضَ: بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يخاطبون النبي صلى الله عليه وسلم في تشهد الصلاة بقولهم: «السلام عليك أيها النبي ... » (51) وهم خلفه، وقريباً منه، وبعيداً عنه، في مسجده، وفي غير مسجده، وكذا جمهور المسلمين اليوم، وقبل اليوم، الذين يخاطبونه بذلك، أفيقال: إنه يسمعهم، أو أنه من المحال السلام عليه، وهو لا يشعر بهم ولا يعلم؟ (52)
واعتُرِضَ أيضاً: بأن السلام على القبور إنما هو عبادة، والقصد منه تذكير النفس بحالة الموت، وبحالة الموتى في حياتهم، وليس القصد من السلام مخاطبتهم، أو أنهم يسمعون ويجيبون. (53)
الدليل الرابع: ما جرى عليه عمل الناس - قديماً وإلى الآن - من تلقين الميت في قبره، ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة، وكان عبثاً، فعن أبى أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات أحد من إخوانكم فسويتم التراب على قبره، فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل: يا فلان بن فلانة، فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فإنه يستوي قاعداً، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله، ولكن لا تشعرون، فليقل: أذكر ما خرجت عليه من الدنيا، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً، فإن منكراً ونكيراً، يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/91)
بنا، ما نقعد عند من قد لُقِّنَ حُجَّته، فيكون اللهُ حجيجَه دونهما، فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف أمه؟ قال: فينسبه إلى حواء، يا فلان بن حواء». (54) قالوا: فهذا الحديث وإن لم يثبت إلا أن اتصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار، من غير إنكار، كافٍ في العمل به، ولولا أن المخاطب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب والخشب والحجر والمعدوم، وهذا وإن استحسنه واحد، فالعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه، قالوا: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ» (55)، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُسأل حينئذ، وإذا كان يُسأل فإنه يسمع التلقين. (56)
واعتُرِضَ: بأن حديث تلقين الميت لا يصح، بل هو حديث متفق على ضعفه. (57)
الدليل الخامس: أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال - في وصيته عند موته -: «فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي فَشُنُّوا (58) عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُمَّ أَقِيمُوا حَوْلَ قَبْرِي قَدْرَ مَا تُنْحَرُ جَزُورٌ وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا، حَتَّى أَسْتَأْنِسَ بِكُمْ وَأَنْظُرَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي» (59)، وهذا يدل على أن الميت ترد عليه روحه ويسمع حس من هو على قبره وكلامهم، وهذا الحديث إنما قاله عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن مثله لا يدرك إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم. (60)
الدليل السادس:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يمر على قبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام». (61)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف من أحدٍ مَرَّ على مصعب بن عمير وهو مقتول على طريقه فوقف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا له، ثم قرأ هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:23] ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزروهم، والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه». (62)
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد مر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام». (63)
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به، ورد عليه، حتى يقوم». (64)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو رزين: يا رسول الله، إن طريقي على الموتى، فهل من كلام أتكلم به إذا مررت عليهم؟ قال: قل: السلام عليكم أهل القبور من المسلمين والمؤمنين، أنتم لنا سلف، ونحن لكم تبع، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. قال أبو رزين: يا رسول الله، يسمعون؟ قال: يسمعون، ولكن لا يستطيعون أن يجيبوا. قال: يا رزين، ألا ترضى أن يرد عليك بعددهم من الملائكة». (65)
قالوا: فهذه الأحاديث يعضد بعضها بعضاً، وهي تدل صراحة على أن الميت يشعر بزيارة الحي، ويرد عليه السلام. (66)
واعتُرِضَ: بأن هذه الأحاديث كلها ضعيفة، ولا يصح الاستدلال بها. (67)
الدليل السابع: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي، حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ». (68)
واعتُرِضَ: بأن الحديث ليس صريحاً في سماعه صلى الله عليه وسلم سلام من سلم عليه عند قبره. (69)
الدليل الثامن: كثرة المرائي التي تقتضي سماع الموتى ومعرفتهم لمن يزورهم، وهذه المرائي وإن لم تصلح بمجردها لإثبات مثل ذلك، فهي على كثرتها وأنها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ» (70) يعني ليلة القدر، فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطىء روايتهم له. (71)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/92)
المذهب الثاني: مذهب نفي سماع الأموات مطلقاً، وتأويل الأحاديث التي فيها إثبات السماع.
حيث ذهب هؤلاء إلى إجراء الآيات التي فيها نفي السماع على ظاهرها وعمومها، وقالوا: إن الميت لا يسمع شيئاً من كلام الأحياء، ولا يشعر بهم.
واختلف أصحاب هذا المذهب في الجواب عن الأحاديث التي فيها إثبات السماع على أقوال:
القول الأول: أن ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم - من إسماع قتلى بدر – هو معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم، فقد أحياهم الله له حتى سمعوا كلامه، وهذا خاص به دون غيره من الناس.
وهذا رأي: قتادة، والبيهقي (72)، والمازري (73)، وابن عطية، وابن الجوزي (74)، وابن قدامة (75)، والسهيلي (76)، وابن الهمام (77)، والقاضي أبي يعلى (78)، والألباني.
قال قتادة: «أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخاً وتصغيراً وَنَقِيمَةً وحسرة وندماً». (79)
وقال ابن عطية: «فيشبه أن قصة بدر هي خرق عادة لمحمد صلى الله عليه وسلم، في أن رد الله إليهم إدراكاً سمعوا به مقاله، ولولا إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بسماعهم لحملنا نداءه إياهم على معنى التوبيخ لمن بقي من الكفرة، وعلى معنى شفاء صدور المؤمنين منهم». (80)
وقال الألباني: «والتحقيق أن الأدلة من الكتاب والسنة على أن الموتى لا يسمعون، وهذا هو الأصل، فإذا ثبت أنهم يسمعون في بعض الأحوال، كما في حديث خفق النعال، أو أن بعضهم سمع في وقت ما، كما في حديث القليب، فلا ينبغي أن يُجعل ذلك أصلاً، فيقال إن الموتى يسمعون؛ فإنها قضايا جزئية، لا تُشَكِّل قاعدة كلية، يُعارض بها الأصل المذكور، بل الحق أنه يجب أن تستثنى منه، على قاعدة استثناء الأقل من الأكثر، أو الخاص من العام».أهـ (81)
أدلة هذا القول:
استدل أصحاب هذا القول على ما ذهبوا إليه بأدلة منها:
الدليل الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ» ولم يقل: «لما يُقال»، فدل على أن سماعهم هذا، هو من خصائصه صلى الله عليه وسلم دون غيره من الناس. (82)
الدليل الثاني: أن الحديث رُوي بلفظ: «وَاللَّهِ إِنَّهُمْ الْآنَ لَيَسْمَعُونَ كَلَامِي» (83)، حيث قيد النبي صلى الله عليه وسلم سماعهم له باللحظة التي ناجاهم فيها، ومفهومه أنهم لا يسمعون في غير هذا الوقت، وفيه تنبيه على أن الأصل في الموتى أنهم لا يسمعون، ولكن أهل القليب في ذلك الوقت قد سمعوا نداء النبي صلى الله عليه وسلم، وبإسماع الله تعالى إياهم، خرقاً للعادة، ومعجزة للنبي صلى الله عليه وسلم. (84)
الدليل الثالث:أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ عمر وغيره من الصحابة رضي الله عنهم على ما كان مستقراً في نفوسهم واعتقادهم أن الموتى لا يسمعون، يدل على ذلك رواية: « .... فَسَمِعَ عُمَرُ صَوْتَهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُنَادِيهِمْ بَعْدَ ثَلَاثٍ؟ وَهَلْ يَسْمَعُونَ؟ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ وَلَكِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُجِيبُوا» (85)، وقد صرح عمر رضي الله عنه أن الآية المذكورة هي العمدة في تلك المبادرة، وأنهم فهموا من عمومها دخول أهل القليب فيه، ولذلك أشكل عليهم الأمر، فصارحوا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ليزيل إشكالهم، فبين لهم حقيقة الأمر، وبهذا يتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الصحابة – وفي مقدمتهم عمر – على فهمهم للآية على ذلك الوجه العام الشامل لموتى القليب وغيرهم؛ لأنه لم يُنكِرْه عليهم، ولا قال لهم: أخطأتم، فالآية لا تنفي مطلق سماع الموتى، ولا أنه صلى الله عليه وسلم أقرهم على ذلك، ولكنه بين لهم ما كان خافياً عليهم من شأن القليب، وأنهم سمعوا كلامه حقاً، وأن ذلك أمر خاص مستثنى من الآية، معجزة له صلى الله عليه وسلم. (86)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/93)
واعتُرِضَ: بأن سماع الموتى قد ثبت في غير هذه القصة، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ .... » (87)، فقد أثبت في هذا الحديث سماع الموتى لقرع النعال، فدل على عدم اختصاص ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وأجيب: بأن ما ورد في هذا الحديث مخصوص بأول الدفن عند سؤال الملكين وهو غير دائم، فلا يفيد عموم سماع الأموات في كل الأحوال والأوقات. (88)
القول الثاني:أن معنى الحديث إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن المشركين من قتلى بدر لما عاينوا العذاب بعد موتهم علموا أن ما كان يدعوهم إليه هو الحق، وأن هذا هو مراده صلى الله عليه وسلم، ولم يُرِدْ أنهم يسمعون كلامه وقت مخاطبته لهم.
وهذا مذهب عائشة رضي الله عنها، حيث ذهبت إلى تخطئة ابن عمر في روايته للحديث، وأنه لم يحفظه بلفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: «ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ» فَقَالَتْ: وَهَلَ (89)؛ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الْآنَ». قَالَتْ: وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ، وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ؛ فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ: «إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ»، إِنَّمَا قَالَ: «إِنَّهُمْ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ»، ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} و {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}». (90)
القول الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك على جهة الموعظة للأحياء، لا لإفهام الموتى.
ذكره ابن الهمام وجهاً آخر في الجواب عن الحديث. (91)
أدلة القائلين بنفي سماع الأموات مطلقاً:
استدل القائلون بنفي سماع الأموات لكلام الأحياء بأدلة، منها:
الدليل الأول: أن في سياق آيتي النمل والروم ما يدل على أن الموتى لا يسمعون، وبيان ذلك أن الله تعالى قال في تمام الآيتين: {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} حيث شبه سبحانه موتى الأحياء من الكفار بالصم، والصم لا يسمعون مطلقاً، بلا خلاف، وهذا يدل على أن المشبه بهم، وهم الصم، والموتى، لهم حكم واحد، وهو عدم السماع، وفي التفسير المأثور ما يدل على هذا، فعن قتادة قال – في تفسير الآية -: «هذا مثل ضربه الله للكافر، فكما لا يسمع الميت الدعاء، كذلك لا يسمع الكافر، {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء} يقول: لو أن أصم ولّى مدبراً ثم ناديته، لم يسمع، كذلك الكافر لا يسمع، ولا ينتفع بما سمع» (92). (93)
الدليل الثاني: أن عائشة، وعمر، وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، فهموا الآيات على ظاهرها من نفي سماع الموتى مطلقاً، وفهمهم حجة، وهو دليل على أن الآيات صريحة في نفي سماع الأموات، ومما يؤيد صحة فهمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرهم على ذلك، ولم يُنقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه خطأهم على فهمهم هذا. (94)
الدليل الثالث: قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ * إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر:13 - 14]، وهذه الآية صريحة في نفي السماع عن أولئك الذين كان المشركون يدعونهم من دون الله تعالى، وهم موتى الأولياء والصالحين، فدل على أن الموتى لا يسمعون مطلقاً. (95)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/94)
واعتُرِضَ: بأن هذا التفسير مخالف لما عليه الأكثر من المفسرين؛ لأنهم قالوا: إن المراد بالذين لا يسمعون في الآية: الأصنام؛ لأنها جمادات لا تضر ولا تنفع، وإذا كان المنفي في الآية سماع الجمادات، انتفى الاستدلال بها على نفي سماع الأموات.
وأجيب: بأن الآية قد اختُلِفَ في تفسيرها على القولين المذكورين، والأصح أن المراد بالذين لا يسمعون هم الموتى من الأولياء والصالحين، يدل على ذلك:
1 - قوله تعالى في تمام الآية السابقة: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} والأصنام لا تبعث؛ لأنها جمادات غير مكلفة كما هو معلوم، بخلاف العابدين والمعبودين، فإنهم جميعاً محشورون، كما قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} [الفرقان:17 - 18]
2 - وقوله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح:23]، ففي التفسير المأثور عن ابن عباس رضي الله عنه: «أن هؤلاء الخمسة أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تُعْبَدْ، حتى إذا هلك أولئك وَتَنَسَّخَ العلم عُبِدَتْ» (96). (97)
الدليل الرابع: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ» (98)، ووجه الاستدلال من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع سلام المُسَلِّمِين عليه، إذ لو كان يسمعه بنفسه، لما كان بحاجة إلى من يبلغه إليه، وإذ الأمر كذلك فبالأولى أنه صلى الله عليه وسلم لا يسمع غير السلام من الكلام، وإذا كان كذلك فلأن لا يسمع السلام غيرُه من الموتى أولى وأحرى. (99)
القول الرابع: أن الأصل عدم سماع الأموات؛ لعموم وظاهر الآيات، لكن يستثنى من ذلك ما صح به الدليل ولا يُتجاوزُ به إلى غيره، ومما ورد به الدليل: سماع قتلى بدر من المشركين، وسماع الميت لقرع النعال المشيعين له.
وهذا رأي: الشوكاني، والآلوسي (100)، وذكره أبو العباس القرطبي احتمالاً آخر في الجمع، واختاره أبو عبد الله القرطبي (101)،
قال أبو العباس القرطبي: «لو سلمنا أن الموتى في الآية على حقيقتهم؛ فلا تعارض بينها وبين أن بعض الموتى يسمعون في وقتٍ ما، أو في حالٍ ما، فإن تخصيص العموم ممكن وصحيح إذا وجد المخصص، وقد وجد هنا بدليل هذا الحديث (102)».أهـ (103)
وقال الشوكاني: «وظاهر نفي إسماع الموتى العموم، فلا يُخَصُّ منه إلا ما ورد بدليل، كما ثبت في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم خاطب القتلى في قليب بدر، وكذلك ما ورد من أن الميت يسمع خفق نعال المشيعين له إذا انصرفوا».أهـ (104)
المذهب الثالث: التوقف.
وهذا مذهب ابن عبد البر، حيث أورد الآيات والأحاديث ثم قال: «وهذه أمور لا يُستطاع على تكييفها، وإنما فيها الاتباع والتسليم».أهـ (105)
المبحث الرابع: الترجيح:
الذي يظهر – والله تعالى أعلم – أن الموتى لا يسمعون شيئاً من كلام الأحياء، ولا يشعرون بهم، وأن ذلك عام في كل الأحوال والأوقات، كما دلت عليه الآيات، ويستثنى من ذلك ما ثبت به الحديث الصحيح من أن الميت يسمع قرع نعال مشيعيه بعد انصرافهم من دفنه (106)، وسبب سماعه في هذه الحال، وفي هذا الوقت: أن الروح تعاد للبدن للمساءلة في القبر (107)، فيكون للروح تعلق بالبدن يحصل به السماع، إلا أن هذا التعلق غير مستمر، وغير دائم، وإنما هو في وقت المساءلة فقط.
يدل على هذا الاختيار:
الدليل الأول: ما تقدم من الآيات في سورة النمل، والروم، وفاطر، وهي صريحة في نفي سماع الأموات، وقد تقدم بيان دلالتها على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/95)
الدليل الثاني: قوله تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام:36]، حيث شبه سبحانه الكفار الأحياء بالموتى في عدم السماع، فدل على أن المشبه به، وهم الموتى لا يسمعون أيضاً. قال ابن جرير في تفسير الآية: «والموتى، أي الكفار يبعثهم الله مع الموتى، فجعلهم تعالى ذكره في عداد الموتى الذين لا يسمعون صوتاً، ولا يعقلون دعاء، ولا يفقهون قولاً» (108)
الدليل الثالث: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل:20 - 21]، حيث أخبر سبحانه بأن هؤلاء الذين يدعونهم من دون الله أموات في قبورهم، ولا يشعرون متى يبعثون، والشعور هو الإدراك بالحواس (109)، وإذا كان هؤلاء الأموات لا يشعرون متى يبعثون، ثبت نفي الشعور عنهم، وهذا يستلزم عدم إدراكهم مطلقاً، ويلزم من عدم إدراكهم أن السماع منتفٍ في حقهم؛ لأنه من جملة ما يُشعر به.
الدليل الرابع: أن هذا القول فيه إعمال للآيات والأحاديث معاً، بخلاف القول بإثبات السماع للأموات؛ فإن القائلين به أولوا الآيات ونفوا دلالتها على السماع، وقد تقدم بيان أن ما ذهبوا إليه ضعيف، وأن الآيات صريحة في نفي السماع.
وأما الجواب عن الأحاديث، التي تدل بظاهرها أن الموتى يسمعون، فجوابه: أن هذه الأحاديث على أنواع:
النوع الأول: أحاديث صحيحة، إلا أنها متعلقة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهي: حديث القليب، وحديث السلام عليه صلى الله عليه وسلم، وهذه محمولة على أنها من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم، ومعجزاته.
النوع الثاني: حديث صحيح، إلا أنه لا يدل على عموم السماع في كل الأحوال والأوقات، وهو حديث سماع الميت لقرع النعال، وقد تقدم الجواب عنه.
النوع الثالث: حديث صحيح، إلا أنه لا يدل على السماع، وهو حديث السلام على الموتى، وقد تقدم أن السلام على الموتى لا يعني بالضرورة أنهم يسمعون.
النوع الرابع: حديث صحيح، إلا أنه موقوف، وهو حديث عمرو بن العاص، وليس فيه شيء مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم، والقول بأن له حكم الرفع غير مسلم.
النوع الخامس: أحاديث ضعيفة لا يصح الاستدلال بها، وهي حديث تلقين الميت، وحديث أبي هريرة، وابن عباس، وعائشة رضي الله عنهم.
=================
هوامش التوثيق
=================
(1) جيفوا: أي أنتنوا، يقال: جافت الميتة، وجيَّفَت، واجتافت. والجيفة: جثة الميت إذا أنتن. انظر: النهاية في غريب الأثر (1/ 325).
(2) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث (2875).
وقد روى هذا الحديث خمسة من الصحابة غير أنس رضي الله عنه:
الأول: حديث أبي طلحة رضي الله عنه: ولفظه: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ».
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب المغازي، حديث (3976)، ومسلم في الموضع السابق.
الثاني: حديث عمر رضي الله عنه: ولفظه: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شَيْئًا».
أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث (2873).
الثالث: حديث ابن عمر رضي الله عنه: ولفظه: «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لَا يُجِيبُونَ».
أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجنائز، حديث (1370).
الرابع: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ولفظه: «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم اليوم لا يجيبون».
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 160). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 91): «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح».
الخامس: حديث عبد الله بن سيدان، عن أبيه رضي الله عنه: ولفظه: «يسمعون كما تسمعون ولكن لا يجيبون».
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 165).قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 91): «رواه الطبراني، وعبد الله بن سيدان مجهول».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/96)
(3) نسبه للجمهور: ابن جرير الطبري، في تهذيب الآثار (2/ 491)، وابن رجب، في أهوال القبور، ص (133)، والعيني، في عمدة القاري (8/ 202).
(4) الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/ 373).
(5) إكمال المعلم (8/ 405).
(6) صحيح مسلم بشرح النووي (17/ 299).
(7) مجموع الفتاوى (4/ 273، 298)، (24/ 172، 297، 380).
(8) الروح، ص (141).
(9) تفسير ابن كثير (3/ 447).
(10) انظر: الكشاف (3/ 370).
(11) تأويل مختلف الحديث، ص (143).
(12) غريب الحديث، للخطابي (1/ 342).
(13) شرح السنة (7/ 122).
(14) الكشاف (3/ 370).
(15) الروض الأنف ( ... ). نقله عنه الحافظ ابن حجر، في الفتح (3/ 377).
(16) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 585).
(17) تفسير السمعاني (4/ 112).
(18) مرقاة المفاتيح (7/ 475).
(19) الحاوي في الفتاوى (2/ 12).
(20) الشرح الممتع ( ... ) الطبعة الجديدة.كتاب الجنائز
(21) أضواء البيان (6/ 416)، باختصار.
(22) انظر: تأويل مختلف الحديث، ص (143)، والروح، لابن القيم، ص (141 - 142)، وأضواء البيان (6/ 416 - 419).
(23) لم أقف على حكاية الإجماع في أن المراد بالموتى في الآية هم الكفار، وذكر ابن الجوزي في زاد المسير (3/ 27) قولاً آخر في معنى الآية: أنهم الموتى حقيقة، ضربهم الله مثلاً، والمعنى أن الموتى لا يستجيبون حتى يبعثهم الله.
(24) انظر: مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (21 - 22).
(25) انظر: أضواء البيان (6/ 419).
(26) انظر: أهوال القبور، ص (135).
(27) الروح، ص (141).
(28) أهوال القبور، ص (134 - 135).
(29) إكمال إكمال المعلم (3/ 330 - 331).
(30) تهذيب الآثار (2/ 520).
(31) مجموع الفتاوى (4/ 298).
(32) انظر: أضواء البيان (6/ 420 - 421).
(33) انظر: مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (22).
(34) نقله عنه الحافظ ابن حجر، في الفتح (3/ 277).
(35) المصدر السابق.
(36) تهذيب الآثار (2/ 519).
(37) انظر: تهذيب الآثار، للطبري (2/ 519).
(38) تقدم الحديث في أول المسألة.
(39) انظر: أضواء البيان (6/ 422).
(40) أخرج الإمام أحمد في مسنده (6/ 170)، والطبري في تهذيب الآثار (2/ 517)، من طريق هُشَيْمٌ قَالَ: أخبرنا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ بِأُولَئِكَ الرَّهْطِ فَأُلْقُوا فِي الطُّوَى، عُتْبَةُ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابُهُ، وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: جَزَاكُمْ اللَّهُ شَرًّا مِنْ قَوْمِ نَبِيٍّ، مَا كَانَ أَسْوَأَ الطَّرْدِ وَأَشَدَّ التَّكْذِيبِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُكَلِّمُ قَوْمًا جَيَّفُوا؟ فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ بِأَفْهَمَ لِقَوْلِي مِنْهُمْ، أَوْ لَهُمْ أَفْهَمُ لِقَوْلِي مِنْكُمْ».
وإسناده ضعيف، إبراهيم: هو ابن يزيد النخعي، لم يسمع من عائشة، ورواية مغيرة بن مقسم عنه ضعيفة.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 90) وقال: «رواه أحمد، ورجاله ثقات، إلا أن إبراهيم لم يسمع من عائشة، ولكنه دخل عليها». وانظر: مسند الإمام أحمد (42/ 230)، بإشراف د/ عبد الله التركي.
(41) فتح الباري (7/ 354).
(42) انظر: فتح الباري (7/ 354).
(43) أضواء البيان (6/ 429)، وانظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 585)، وأهوال القبور، ص (134).
(44) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجنائز، حديث (1338)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الجنة وصفة نعيمها، حديث (2870).
(45) أضواء البيان (6/ 423، 425)، وانظر: تفسير القرطبي (13/ 154)، ومجموع الفتاوى (4/ 299)، وأهوال القبور، ص (134)، والروح (54، 141)، وروح المعاني (21/ 76).
(46) انظر: فتح القدير، لابن الهمام (2/ 104)، وفيض القدير (2/ 398)، ومحاسن التأويل (8/ 21).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/97)
(47) عود الروح للبدن وقت المسائلة في القبر، جاء في حديث طويل، من رواية المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء بن عازب رضي الله عنه، مرفوعاً، والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيه مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ .... ». وسيأتي الحديث بطوله في مبحث الترجيح.
(48) قال الحافظ ابن حجر، في فتح الباري (3/ 284): «الحياة في القبر للمساءلة، ليست الحياة المستقرة المعهودة في الدنيا، التي تقوم فيها الروح بالبدن وتدبيره وتصرفه وتحتاج إلى ما يحتاج إليه الأحياء، بل هي مجرد إعادة لفائدة الامتحان الذي وردت به الأحاديث الصحيحة، فهي إعادة عارضة، كما حيي خلق لكثير من الأنبياء لمساءلتهم عن أشياء ثم عادوا موتى».أهـ. وانظر: الروح، لابن القيم، ص (151)، وأهوال القبور، لابن رجب، ص (137).
(49) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الطهارة، حديث (249).
(50) أضواء البيان (6/ 425، 432)، وانظر: تفسير القرطبي (13/ 154)، ومجموع الفتاوى (24/ 297)، وتفسير ابن كثير (3/ 447 - 449)، والروح، ص (54).
(51) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، فَكَانَ يَقُولُ: التَّحِيَّاتُ الْمُبَارَكَاتُ الصَّلَوَاتُ الطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ».
أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الصلاة، حديث (403).
(52) انظر: مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (39)، وانظر تعليقه على أصل الكتاب، ص (96).
(53) المحرر الوجيز (4/ 270).
(54) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 249). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 45): «رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم». وقال ابن القيم في حاشيته على مختصر سنن أبي داود (13/ 199): «هذا الحديث متفق على ضعفه».
(55) أخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الجنائز، حديث (3221). وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 305).
(56) الروح، لابن القيم، ص (70 - 71)، وانظر: أضواء البيان (6/ 437).
(57) انظر: أحكام الجنائز، للألباني، ص (198).
(58) أي: ضعوه وضعاً سهلاً. انظر: مشارق الأنوار (2/ 223)، والنهاية في غريب الحديث (2/ 413).
(59) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الإيمان، حديث (121).
(60) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 332)، والروح، ص (63 - 64)، وأهوال القبور، ص (143)، وأضواء البيان (6/ 432).
(60) أخرجه ابن حبان في «المجروحين» (2/ 58)، وتمام في «الفوائد» (1/ 63)، والبغدادي في «تاريخ بغداد» (6/ 137)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (10/ 380)، (27/ 65)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (2/ 911)، جميعهم من طريق: الربيع بن سليمان المرادي، عن بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، به. مرفوعاً.
وأخرجه ابن جميع الصيداوي في «معجم الشيوخ» (1/ 350)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (12/ 590)، كلاهما من طريق: الربيع بن سليمان، عن بشر بن بكر، عن ابن زيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (10/ 379) من طريق محمد بن أحمد الأعرابي، عن بكر بن سهل الدمياطي، عن محمد بن مخلد الرعيني، عن ابن زيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
وأخرجه أيضاً (10/ 380) من طريق محمد بن يعقوب الأصم، عن بكر بن سهل، عن محمد بن مخلد، عن ابن زيد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/98)
والحديث مداره على «عبد الرحمن بن زيد بن أسلم» متفق على تضعيفه، وقد اضطرب فيه. قال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (2/ 911): «لا يصح هذا الحديث، وقد أجمعوا على تضعيف عبد الرحمن بن زيد. قال ابن حبان في كتابه «المجروحين» (2/ 57): كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف، فاستحق الترك».أهـ
وقد تُوبع عبد الرحمن بن زيد في روايته عن أبيه، فأخرج ابن أبي الدنيا في «كتاب القبور» كما في الروح، لابن القيم، ص (55) قال: حدثنا محمد بن قدامة الجوهري، حدثنا معن بن عيسى القزاز، حدثنا هشام بن سعد، حدثنا زيد بن أسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه ردَّ عليه السلام وعرفه، وإذا مرَّ بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام».
إلا أن هذه المتابعة ضعيفة ولا يصح اعتبارها؛ لثلاث علل:
الأولى: أنها موقوفة على أبي هريرة.
العلة الثانية: الانقطاع بين زيد بن أسلم، وأبي هريرة؛ فإن زيداً لم يسمع من أبي هريرة، كما قال ابن معين، والذهبي. انظر: تهذيب التهذيب (3/ 341)، وجامع التحصيل (1/ 178)، وسير أعلام النبلاء (12/ 590).
العلة الثالثة: ضعف الجوهري، قال ابن معين: «ليس بشيء»، وقال أبو داود: «ضعيف، لم أكتب عنه شيئاً قط». انظر: تهذيب الكمال (26/ 312)، وسلسلة الأحاديث الضعيفة، للألباني (9/ 474).
(62) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 271) من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قَطَن بن وهب، عن عبيد بن عمير، عن أبي هريرة، به. مرفوعاً.
قال الحاكم: «حديث صحيح على شرط الشيخين». وتعقبه الذهبي بقوله: «كذا قال، وأنا أحسبه موضوعاً، وقطن لم يروِ له البخاري، وعبد الأعلى لم يخرجا له».
وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 364)، عن أبي بلال الأشعري، عن يحيى بن العلاء، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن، عن عبد الله بن عمر، به.
وذِكْرُ ابن عمر فيه وهم، أو تصحيف؛ بدليل أن أبا نعيم الأصبهاني أخرجه في الحلية (1/ 108)، من طريق الطبراني، عن عبيد بن عمير، مرسلاً. ولم يذكر ابن عمر.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 31)، من طريق العطاف بن خالد المخزومي، قال: حدثني عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبور الشهداء بأحد فقال: اللهم إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء، وأنه من زارهم وسلم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه».
قال الحاكم: «هذا إسناد مدني صحيح ولم يخرجاه». وتعقبه الذهبي بقوله: «مرسل».
وأخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 121)، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا عمرو بن صهبان، عن معاذ بن عبد الله، عن وهب بن قطن، عن عبيد بن عمير، مرسلاً.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 221) قال: حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن بن وهب، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مر على مصعب الأنصاري مقتولاً على طريقة، فقرأ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}.
قلت: الحديث معلول، بسبب الاضطراب في إسناده، قال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور»، ص (142): «ورواه يحيى بن العلاء، عن عبد الأعلى بن أبي فروة، عن قطن بن وهب، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. خرجه الطبراني، وذكر ابن عمر فيه وهم».أهـ.
ثم قال الحافظ ابن رجب: «وروي عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، ولعل المرسل أشبه، وبالجملة الضعف أشبه، وبالجملة فهذا إسناد مضطرب، ومتنه مختص بالشهداء».أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/99)
وله شاهد من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أخرجه ابن الجعد في مسنده (1/ 432) قال: حدثنا محمد بن حبيب الجارودي، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال: «وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد فقال: اشهدوا لهؤلاء الشهداء عند الله عز وجل يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم وسلموا عليهم، فو الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا رجوت له، أو قال: إلا ردوا عليه».
وفي إسناده «محمد بن حبيب الجارودي» قال الذهبي في الميزان (6/ 100): «غمزه الحاكم النيسابوري، وأتى بخبر باطل اتهم بسنده».أهـ، قلت: وحديثه هذا الأشبه أن إسناده موضوع. وانظر: لسان الميزان (5/ 115)، والمغني في الضعفاء (2/ 565).
النتيجة: أن الحديث ضعيف، وممن ضعفه الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (11/ 365)، حديث (5221).
(63) أخرجه ابن عبد البر، في الاستذكار (2/ 165) قال: أخبرنا أبو عبد الله عبيد بن محمد قراءة مني عليه سنة تسعين وثلاثمائة في ربيع الأول قال: أملت علينا فاطمة بنت الريان المستملي في دارها بمصر في شوال سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة قالت: حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي قال: حدثنا بشر بن بكير، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس ب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... ، فذكره.
قال الحافظ ابن رجب: «قال عبد الحق الإشبيلي: إسناده صحيح. يشير إلى أن رواته كلهم ثقات، وهو كذلك، إلا أنه غريب، بل منكر».
وقد تبع العراقيُ في «تخريج الإحياء» ( ... ) عبدَ الحق الإشبيلي في تصحيحه للحديث، وأقرّه المناوي في «فيض القدير» (5/ 487).
قال الألباني، في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (9/ 475): «هذا إسناد غريب؛ الربيع بن سليمان فمن فوقه؛ ثقات معروفون من رجال التهذيب، وأما من دونه فلم أعرفهما، لا شيخ ابن عبد البر، ولا المملية فاطمة بنت الريان، وظني أنها تفردت – بل شذت – بروايتها الحديث عن الربيع بن سليمان بهذا الإسناد الصحيح له عن ابن عباس؛ فإن المحفوظ عنه إنما هو بالإسناد الأول».أهـ
قلت: ومراده بالإسناد الأول: حديث أبي هريرة، من طريق زيد بن اسلم، وقد تقدم.
ثم ساق الألباني الحديث من طريق بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن زيد، وبيّن أن هذا هو المحفوظ، ثم قال: «ومن هذا التحقيق يتبين أن قول عبد الحق الإشبيلي إسناده صحيح، غير صحيح، وإن تبعه العراقي في تخريج الإحياء، وأقره المناوي».أهـ
وقال ابن باز في مجموع الفتاوى ( ... ): «في إسناده نظر».
قلت: إسناد هذا الحديث الأشبه أنه موضوع، وأنه مركب من إسناد حديث أبي هريرة، الذي يُروى من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ومن الإسناد الذي يُروى من طريق قطن بن وهب، وقد تقدما.
(64) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب «القبور» [كما في الروح، لابن القيم، ص (54)] قال: حدثنا محمد بن عون، حدثنا يحيى بن يمان، عن عبد الله بن سمعان، عن زيد بن أسلم، عن عائشة} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يزور قبر أخيه، ويجلس عنده إلا استأنس به، وردَّ عليه، حتى يقوم».
قال الحافظ ابن رجب في «أهوال القبور»، ص (143): «رواه عبد الله بن سمعان، وهو متروك».
وقال الحافظ العراقي في «تخريج الإحياء» ( ... ): «حديث عائشة (ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم) أخرجه ابن أبي الدنيا في القبور، وفيه عبد الله بن سمعان، ولم أقف على حاله».أهـ
وقال الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (3/ 297): «عبد الله بن سمعان:ذكره شيخي العراقي في تخريج الإحياء في حديث عائشة، وقال: وفي سنده عبد الله بن سمعان لا أعرف حاله. قلت: يجوز لاحتمال أن يكون هو المخّرج له في بعض الكتب، وهو عبد الله بن زياد بن سمعان، ينسب إلى جده كثيراً، وهو أحد الضعفاء».أهـ
(65) أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (4/ 19)، من طريق: محمد بن الأشعث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/100)
وأعله العقيلي بمحمد بن الأشعث، حيث قال: «محمد بن الأشعث: مجهول في النسب والرواية، وحديثه غير محفوظ» ثم ساق الحديث وقال: «ولا يعرف إلا بهذا اللفظ، وأما السلام عليكم يا أهل القبور، إلى قوله: وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. فيروى بغير هذا الإسناد، من طريق صالح، وسائر الحديث غير محفوظ».أهـ
وأقرّه الحافظ ابن رجب، في «أهوال القبور»، ص (141)، والذهبي في الميزان (6/ 74)، وابن حجر في اللسان (5/ 84). وحكم على الحديث بالنكارة: الألباني في «سلسلة الأحاديث الضعيفة» (11/ 372).
(66) انظر: الروح، لابن القيم، ص (54 - 77)، وأهوال القبور، ص (142)، وروح المعاني (21/ 76).
(67) انظر: روح المعاني (21/ 78)، ومقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (38).
(68) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 527)، وأبو داود في سننه، في كتاب المناسك، حديث (2041)، وصححه النووي في «رياض الصالحين» 1/ 316)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 563): «رواته ثقات»، وحسنه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (1/ 570).
(69) قاله الألباني في تعليقه على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (80).
(70) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجمعة، حديث (1158)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الصيام، حديث (1165).
(71) انظر: الروح، ص (63)، وأضواء البيان (6/ 431).
(72) نقله عنه الحافظ ابن حجر، في الفتح (7/ 324).
(73) المعلم بفوائد مسلم ( ... ).
(74) كشف المشكل (1/ 148).
(75) المغني (7/ 352)، (10/ 63).
(76) الروض الأنف ( ... ).نقله عنه الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 354).
(77) فتح القدير، لابن الهمام (2/ 104).
(78) نقله عنه الحافظ ابن رجب، في «أهوال القبور»، ص (133).
(79) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب المغازي، حديث (3976).
(80) المحرر الوجيز (4/ 270، 436).
(81) مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (40). باختصار.
(82) انظر: روح المعاني (21/ 77).
(83) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/ 31). وإسناده حسن.
(84) انظر: روح المعاني (21/ 77)، ومقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (29).
(85) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 287). وسنده صحيح على شرط مسلم.
(86) انظر: فتح الباري (7/ 354)، ومقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (30 - 31).
(87) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب الجنائز، حديث (1338)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، حديث (2870).
(88) انظر: فتح القدير، لابن الهمام (2/ 104)، وفيض القدير (2/ 398)، ومحاسن التأويل (8/ 21).
(89) الوهل: هو الوهم والغلط، يقال: وهل إلى الشيء، إذا ذهب وهمه إليه، ويكون بمعنى سها وغلط، يقال منه: وهل في الشيء، وعن الشيء. انظر: النهاية في غريب الحديث (5/ 232)، ومشارق الأنوار (2/ 297).
(90) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب المغازي، حديث (3979)، ومسلم في صحيحه، في كتاب الجنائز، حديث (932).
وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (6/ 276)، بإسناد حسن، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْقَتْلَى أَنْ يُطْرَحُوا فِي الْقَلِيبِ فَطُرِحُوا فِيهِ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ فَإِنَّهُ انْتَفَخَ فِي دِرْعِهِ فَمَلَأَهَا فَذَهَبُوا يُحَرِّكُوهُ فَتَزَايَلَ فَأَقَرُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مَا غَيَّبَهُ مِنْ التُّرَابِ وَالْحِجَارَةِ فَلَمَّا أَلْقَاهُمْ فِي الْقَلِيبِ وَقَفَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَال: َ يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّا. فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُكَلِّمُ قَوْمًا مَوْتَى؟ فَقَالَ لَهُمْ: لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ مَا وَعَدْتُهُمْ حَقٌّ. قَالَتْ عَائِشَةُ: وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: لَقَدْ سَمِعُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ عَلِمُوا».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/101)
(91) فتح القدير، لابن الهمام (5/ 195).
(92) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (10/ 197).
(93) انظر: مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (23).
(94) انظر: مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (24)، والمعلم بفوائد مسلم ( ... )، وفتح القدير، لابن الهمام (5/ 195).
(95) انظر: مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (26).
(96) أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب التفسير، حديث (4920).
(97) انظر: مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (24 - 27).
(98) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 387)، والترمذي، في سننه، في كتاب الدعوات، حديث (3600)، والنسائي في سننه، في كتاب السهو، حديث (1282)، وصححه الألباني في «صحيح سنن النسائي» (1/ 410)، حديث (1281).
(99) انظر: مقدمة الألباني على كتاب «الآيات البينات في عدم سماع الأموات» ص (36 - 37).
(100) روح المعاني (21/ 79).
(101) انظر: التذكرة، ص (152).
(102) أي: حديث القليب.
(103) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (2/ 586)، وانظر: (1/ 333)، (7/ 151).
(104) فتح القدير، للشوكاني (4/ 216).
(105) التمهيد (20/ 240).
(106) تقدم الحديث، ونصه: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ .... ».
(107) عن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ، بِيضُ الْوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَام، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ: اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ. قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ، فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، قَالَ: فَيَصْعَدُونَ بِهَا، فَلَا يَمُرُّونَ - يَعْنِي بِهَا - عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى. قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ. فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ، فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/102)
بَصَرِهِ، قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي .... ».الحديث.
أخرجه: ابن المبارك في الزهد (430 - 431)، وأبو داود الطيالسي في مسنده، حديث (753) ص (102)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 256)، والإمام أحمد في مسنده (4/ 389 - 390)، حديث (18491) و (18492) و (18493)، وهناد بن السري في الزهد (1/ 205)، وأبو داود، في كتاب السنة، حديث (4753) و (4754)، والروياني في مسنده (1/ 263 - 264)، والطبري في تفسيره (7/ 448)، والحاكم في المستدرك (1/ 93)، وقال: «صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي»، والبيهقي في إثبات عذاب القبر (1/ 37) وفي شعب الإيمان (1/ 356).
قال أبو نعيم [كما في مجموع الفتاوى، لابن تيمية (5/ 439)]: «وأما حديث البراء فحديث مشهور، رواه عن المنهال بن عمرو الجم الغفير، وهو حديث أجمع رواة الأثر على شهرته واستفاضته».أهـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية، في مجموع الفتاوى (4/ 271): «هذا حديث معروف جيد الإسناد».
وصححه البيهقي، في إثبات عذاب القبر 1 (/39)، و في شعب الإيمان (1/ 357)، وابن القيم، في إعلام الموقعين (1/ 137)، وفي كتاب الروح، ص (142)، والسيوطي، في شرح الصدور، ص (62)، والهيثمي، في مجمع الزوائد (3/ 50)، والألباني، في صحيح سنن أبي داود (3/ 166)، وفي أحكام الجنائز، ص (202).
(108) تفسير الطبري (5/ 184) بتصرف.
(109) انظر: مفردات ألفاظ القرآن، للراغب، مادة «شعر» ص (453).
=================
وهذا ملف مرفق وفيه تنسيق البحث بصيغة وورد.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[22 - 02 - 05, 02:05 م]ـ
أخي الفاضل:احمد القصير
جزاك الله خيراً على هذا البحث الجيد.
*قال د/سعيد القحطاني سمعت شيخنا ابن باز_ رحمه الله تعالى_يقول: (الأقوال في سماع الأموات ثلاثة:
القول الأول: يسمعون مطلقاً.
القول الثاني: لايسمعون مطلقاً.
القول الثالث: التفصيل:يسمعون فيما جاءت به النصوص،ولايسمعون في غير ذلك،وهذا القول هو الصواب،وأنهم يسمعون فيما جاءت به النصوص فقط،كسماع قرع النعال، وكقوله صلى الله عليه وسلم لصناديد قريش: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن لايجيبون،وعند الزيارة والسلام عليهم وهذا القول جيد).
أحكام الجنائز/صـ53
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[08 - 05 - 09, 06:51 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع الله بعلمك
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[17 - 06 - 09, 09:47 م]ـ
جزاك الله خيرا على المبحث الطيب وغفر الله لك
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[17 - 06 - 09, 11:38 م]ـ
جزاك الله خيرا،، ونفع الله بعلمكم،، أخي الفاضل،،(31/103)
مامدى صحة حكاية قميص عثمان وشعرة معاوية؟؟
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[27 - 04 - 04, 01:39 ص]ـ
هل ثبتت أم لا؟؟
ـ[ابوفيصل]ــــــــ[02 - 05 - 04, 01:28 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[03 - 05 - 04, 06:03 م]ـ
لو سمحت توضيع الحكاية والقصة(31/104)
كيف كان خطّ الصحابة الذين يكتبون؟
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[27 - 04 - 04, 02:42 ص]ـ
لو أن هناك كتابًا أو موقعًا إلكترونيًا معني بهذا الموضوع ويحتوي على صور لأشكال الحروف التي كتب بها الصحابة رضي الله عنهم القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم فيدلّني عليه جزاه الله خيْرًا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 04 - 04, 03:37 ص]ـ
وجدت من الصعب جداً قراءتها، والله أعلم
ـ[المضري]ــــــــ[27 - 04 - 04, 06:12 ص]ـ
وجدت من الصعب جداً قراءتها، والله أعلم
كيف يامحمد وأين؟(31/105)
هل يقال (والله اعلم) بعد ذكر الآيات والاحاديث؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 04 - 04, 06:16 ص]ـ
اعتدنا ان نسمع هذه العبارة (والله اعلم) بعد نهاية كل فتوى او موعظة او تذكير او درس او نحوها وهذا لا اشكال فيه.
والاشكال هو انكار احد الاخوة على امام احد المساجد عندما انتهى من قراءة ايآت واحاديث من كتاب رياض الصالحين بعد صلاة العصر، حيث قال ان قولك (والله اعلم) بعد ذكر الايات والاحاديث لامناسبة له في هذا الموضع اذ ان ماذكرته لايُشك في صحته فلماذ تقول (والله اعلم)؟
مارأي الأكارم؟.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 04 - 04, 01:17 م]ـ
قد يقال:
إن لفظة (الله أعلم) راجعة إلى الاستدلال بتلك النصوص على ما في ترجمة الباب، لا إلى نفس النصوص.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 04 - 08, 06:57 ص]ـ
الشيخ الكريم / عصام البشير
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
معذرة على التأخر في شكركم .... فلا أدري ما السبب.
----
فتوى للشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤاله الأخير يقول:
بعض المحدثين إذا قرأ على الجماعة في المسجد أو غيره إذا انتهى من القراءة:
- قال "والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد" إلى أخره.
-أو يقول "بالله التوفيق".
- أو يقول "صدق الرسول الكريم" إلى أخره.
ما حكم هذا القول؟، وما حكم قول "صدق الله العظيم" لمن انتهى من القراءة؟، وهذه تقال بكثرة، وجزاكم الله عنا أحسن الجزاء؟.
الجواب:
أما الأول / ختام الدرس بقوله: " و الله أعلم، و صلى الله و سلم و على آله و صحبه آجمعين "، فإن اعتقد الإنسان أن ذلك من السنن المقربة إلى الله، فهذا ليس بصحيح، لأن الرسول - صلى الله عليه و سلم - كان يتكلم مع أصحابه، و يحدثهم و يخطب فيهم، و لم يكن يختم ذلك فيما نعلم بمثل هذا، فتركه أولى.
و أما ختمه القرآن بقوله " صدق الله العظيم " فكذلك أيضاً، إذا اتخذها الإنسان سنة راتبة كلما قرأ قال " صدق الله العظيم " فإن هذا من البدع لأن الرسول - صلى الله عليه و سلم - ما كان يختم قراءته بقول " صدق الله العظيم ".
و من المعلوم أن " صدق الله العظيم " ثناءً على الله بالصدق، فهو عبادة و العبادة لا تكون مشروعة إلا حيث شرعها النبي - صلى الله عليه و سلم - و على هذا فنقول لا ينبغي للقارئ أن يختم قراءة القرآن بقول " صدق الله العظيم "
المصدر فتاوى نور على الدرب الشريط (30 / ب)
مستفاد من هذا الرابط مشاركة 22:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=46621(31/106)
قصة باطلة يجب أن تمحى يقولها كثير من الخطباء
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[27 - 04 - 04, 01:40 م]ـ
l: (( أنه جيء بسبي للرسول صلى الله عليه و سلم، و كان من بين هذا السبي سفّانة بنت حاتم الطائي ... فاستعطفت سفانة النبي صلى الله عليه و سلم بقولها: (يا محمد هلك الوالد، و غاب الوافد، فإن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي أحياء العرب، فإن أبي كان سيد قومه، يفك العاني، و يقتل الجاني، و يحفظ الجار، و يحمي الذمار، ويفرج عن المكروب، و يطعم الطعام، و يفشي السلام، و يحمل الكل، و يعين على نوائب الدهر و ما أتاه أحد في حاجة فرده خائباً، أنا بنت حاتم الطائي). فقال النبي صلى الله عليه و سلم: يا جارية هذه صفات المؤمنين حقاً، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق)).
علة هذه الحادثة و كونها باطلة:-
إن هذا النص مكذوب على رسول الله صلى الله عليه و سلم، بل فيه عبارات مستهجنة من وصف الراوي – و هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه – لجسم هذه الفتاة، و عينيها، و فخذيها، وقامتها و ساقيها، و .. .. !!!
إن هذا النص بلا شك من وضع أحد الوضاعين و هو: ضرار بن صرد أبو نعيم الطحان، فإنه كما قال يحيى بن معين: كذابان بالكوفة: هذا و أبو نعيم النخعي. أنظر الميزان (2/ 327).
و في الإسناد أيضاً: أبو حمزة الثمالي، و هو متروك ليس بثقة. الميزان (1/ 363).
و في الإسناد محمد بن السائب الكلبي، و الواقدي، و قد عرف حالهما و ليس هناك داع لذكرها.
و للقصة طريق آخر، لكن فيه سليمان بن الربيع النهدي، و قد تركه الدارقطني، و قال مرة: ضعيف. الميزان (2/ 207).
و أقل أحوال هذه القصة أنها ضعيفة جداً، مع الحكم بوضعها غير بعيد؛ لأن علامات الكذب عليه واضحة
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:50 م]ـ
اين ذكرت هذه القصة؟
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[28 - 04 - 04, 08:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا التنبيه نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين التوفيق في الدين والدنيا والأخرة
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:28 ص]ـ
لمن سأل عن تخريجه أقول هو في شعب الإيمان ج: 6 ص: 241
قال: أخبرنا أبو عبدالله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن عبدالله بن يوسف العماني نا أبو سعيد عبيد بن عبدالواحد الكوفي نا ضرار بن صرد نا عاصم بن حميد عن أبي حمزة وهو الثمالي عن عبدالرحمن بن جبير عن كميل بن زياد النخعي قال قال علي بن أبي طالب يا سبحان الله ما أزهد كثيرا من الناس في خير عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في الحاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخشى عقابا لكان ينبغي له أن يسارع في مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل النجاح فقام إليه رجل فقال فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم وما هو خير فذكر حديثا في قدوم ابنة حاتم الطائي وذكرها أخلاق أبيها وأنه لم يرد طالب حاجة قط وذكرناها في كتاب دلائل النبوة قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق فقام أبو بردة بن نياد فقال يا رسول الله الله عز وجل يحب مكارم الأخلاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق
وفي البيان والتعريف ج: 2 ص: 293 عزاه للبيهقي في الدلائل وابن عساكر في التاريخ عن علي أمير المؤمنين رضي الله عنه سببه كما في الجامع الكبير عن ضرار بن صرد قال حدثنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة السمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا سبحان الله
الحديث
وذكر قصتها ابن حجر وعزاها لابن إسحاق في المغازي
وذكر القصة ثم قال:
قال بن الأثير كذا رواه يونس ولم يسم سفانة وسماها غيره
ورواه عبد العزيز بن أبي رواد بنحوه وزاد وكانت أسلمت وحسن إسلامها
أخرجه أبو نعيم من طريقه وأخرج قصتها الطبراني وسماها وأوردها الخرائطي في مكارم الأخلاق من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسياقه أتم وفي سنده من لا يعرف
الإصابة ج: 7 ص: 701
==========
وللقصة روايات أخرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/107)
فعن أبي عبيدة بن حذيفة قال كنت أسأل الناس عن عدي بن حاتم وهو إلى جنبي بالكوفة فأتيته فقلت ما حديث بلغني عنك قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث فكنت من أشد الناس له كراهية حتى انطلقت هاربا حتى لحقت بأرض الشام فبينا نحن كذلك إذ بلغنا أن خالد بن الوليد قد توجه إلينا فانطلقت هاربا حتى لحقت الروم فبينا أنا كذلك في ظل حائط قاعدا إذا أنا بظعينة قد أقبلت فقمت إليها فقالت يا عدي بن حاتم هربت وتركتني ما هو إلا أن خرجت من عندنا فصبحنا خالد بن الوليد فسي الذرية وقتل المقاتلة فانطلقنا حتى أتينا المدينة فبينا أنا ذات يوم قاعدة إذ مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد الصلاة فقلت يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتق أعتقك الله قال ومن وافدك قلت عدي بن حاتم قال الفار من الله ورسوله ومضى فلما كان اليوم الثاني مر بي وهو يريد الصلاة فقلت يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتقني أعتقك الله وقال ومن وافدك قلت عدي بن حاتم قال الفار من الله ورسوله ومضى فلم يرد على شيئا فلما كان اليوم الثالث مر فاحتشمت أن أقول له شيئا فغمزني علي بن أبي طالب فقلت يا محمد هلك الوالد وهرب الوافد أعتقني أعتقك الله قال ومن وافدك قلت عدي ابن حاتم قال الهارب من الله ورسوله قلت نعم قال فإن الله قد أعتقك فأقيمي ولا تبرجى حتى يجيئنا شيء فنجهزك فأقمت ثلاثا فقدمت رفقة من تنوخ تحمل الطعام فحملني على هذا القعود يا عدي بن حاتم ائته ائته قبل أن يسبقك إليه من ليس مثلك من قومك فذكر الحديث
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبدالله بن هشام الدستوائي وهو متروك
مجمع الزوائد ج: 5 ص: 335
وفي فتح الباري ج: 8 ص: 103
قال وروى أحمد في سبب إسلام عدي أنه قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كرهته فانطلقت إلى أقصى الأرض مما يلي الروم ثم كرهت مكاني فقلت لو أتيته فإن كان كاذبا لم يخف على فأتيته فقال أسلم تسلم فقلت إن لي دينا وكان نصرانيا فذكر إسلامه
وذكر ذلك بن إسحاق مطولا وفيه أن خيل النبي صلى الله عليه وسلم أصابت أخت عدي وأن النبي صلى الله عليه وسلم من عليها فأطلقها بعد أن استعطفته بإشارة على عليها فقالت له هلك الوالد وغاب الوافد فامنن على من الله عليك فقال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله وروسله فلما قدمت بنت حاتم على عدي أشارت عليه بالقدوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم وأسلم
وروى الترمذي من وجه آخر عن عدى بن حاتم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال هذا عدي بن حاتم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك يقول إني لأرجو الله أن يجعل يده في يدي
وفي تاريخ الطبري ج: 2 ص: 187
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن شيبان بن سعد الطائي قال كان عدي بن حاتم طيء
وذكره
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[29 - 04 - 04, 11:53 ص]ـ
الأخ راجى رحمة ربه
أرحتنى بارك الله فيك(31/108)
هل الأصل في المسلم العدالة ... استمع
ـ[السني]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:05 م]ـ
لكلام الشيخ عبدالعزيز الراجحي - حفظه الله -.(31/109)
ما صحة هذا الأثر
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:46 م]ـ
وأخرج ابن أبي حاتم عن ام نائلة قالت: جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت، وقالوا: ذهبت الى المسجد. فلما جاءت صاح بها وقال لها: إن الله نهى النساء ان يخرجن، وامرهن يقرن في بيوتهن، ولا يتبعن جنازة، ولا يأتين مسجدا، ولا يشهدن جمعة. (الدر المنثور تحقيق: عبد الله التركي.
لم يعلق عليه المحقق، من يدلني على سند هذا الأثر مع الحكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 04, 11:25 م]ـ
هذا الأثر لايوجد إسناده في المطبوع من التفسير لابن أبي حاتم لأن المخطوط ناقص.(31/110)
**هديتي اليكم**
ـ[كريمة المروزية]ــــــــ[27 - 04 - 04, 08:43 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فهذه منظومة عشرة الاخوان أعجبتني كثيراً فأحببت أن اسمعكم اياها
http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=3402&scholar_id=71&scholar_name=%CA%E6%DD%ED%DE+%C7%E1%D5%C7%C6%DB&scholar_directory=tawfeeq
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 04 - 04, 12:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختنا الكريمة كريمة المروزية
هذه القصيدة جميلة وبها فوائد طيبة
ولكن ناظمها رافضي
وقد تكلم عليها الإخوة
هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6774&highlight=%DA%D4%D1%C9
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 04 - 04, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا(31/111)
اسرار ترتيب ابواب الفقه
ـ[ esen71] ــــــــ[27 - 04 - 04, 09:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوا من الأخوة ان يدلواني في موضوع (اسرار ترتيب ابواب الفقه). مثلا لمذا يبدأ كتب الفقه بباب الطهار و يليه باب الصلاة او لمذا قدمت ابواب النكاح و الطلاق علي باب الجنايات و غير ذالك.
أريد معلمومات عن هذا الموضوع أو دلالة علي الكتب والمقالات.
وجزاكم الله خيرا
ـ[السني]ــــــــ[27 - 04 - 04, 10:55 م]ـ
إليك الجواب عن سؤالك من كلام شيخنا الشيخ عبدالمحسن العبيكان في شرحه على أخصر المختصرات:
قال الشيخ حفظه الله:
" فقد اعتاد بعض الأئمة ابتداء الفقه بكتاب الطهارة،
وابتدأ به كثير من الحنابلة، وكان قد فعل ذلك الإمام
الشافعي - رحمه الله -.
وابتُدئَ بالطهارة لأنها مفتاح الصلاة، ولأنها شرط
من شروطها، ولابد أن يتقدم الشرط على المشروط،
فلذلك قدموها على الصلاة، وقدموا الصلاة على غيرها؛
لأن الصلاة آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين.
فكان من التنظيم عند المتأخرين من أهل الفقه،
أن يقسموا الفقه أربعة أقسام:
ربع للعبادات، وجعلوها أول الفقه، وابتدؤوها بكتاب
الصلاة؛ لأنها آكد أركان الإسلام، والعبادة مقدمة على
الأمور الدنيوية.
ثم عقبوها بالربع الثاني: وهو المعاملات؛ لأن المعاملات
يُبتلى بها الناس جميعاً، فكل إنسان لابد أن يأكل ولابد أن
يشرب، ولا يحصل على الأكل والشرب في الغالب إلاّ عن
طريق التعامل مع غيره بالبيع ونحوه.
ثم بعد ذلك: النكاح؛ لأنه إذا شبع الإنسان وأكل وشرب
احتاج بعد ذلك إلى يقضي وطره، وأن يلبي داعي شهوة الفرج،
فعند ذلك ذكروا النكاح بعد المعاملات.
ثم الجنايات والمخاصمات؛ لأن الإنسان في العادة إذا شبع
وفرغ من شهوة بطنه وفرجه يحصل له البطر، عند ذلك يحتاج
الأمر إلي إيجاد الحدود والتعزيرات، وبيان أحكام القضاء بين الناس
في منازعاتهم " انتهى المقصود
فلعل في ذلك فائدة.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:19 ص]ـ
أخي الكريم (السني) -وفقه الله-
خُذ مني "سر ترتيب أبواب الفقه" بإسنادٍ عالٍ؛ قال شيخ الإسلام (ابنُ تيميَّة) -رحمه الله تعالى-:
"ومعلوم أنَّ مَصلحَة البدن مُقَدَّمَة على مَصلحة المال، ومَصلحَة القَلْب مُقَدَّمَة على مَصلحَة البدن. وإنما حُرْمَة المال لأنه مادة البدن؛ ولهذا قدم الفقهاء في كتبهم "رُبْع العبادات" على "رُبْع المُعاملات"، وبهما تتم مصلحة القلب والبدن، ثم ذكروا "رُبْع المُناكحات"؛ لأن ذلك مصلحة الشخص؛ وهذا مصلحة النوع الذي يبقي بالنكاح، ثم لَمَّا ذكروا المصالح ذكروا ما يدفع المفاسد في "رُبْع الجنايات ". اهـ المُراد منه نقلاً عن «مجموع الفتاوى»: (32/ 231).
وجزاك الله خيرًا -أخي الكريم-؛ فكلام فضيلة الشيخ (عبد المُحسِن العبيكان) -حفظه الله تعالى- فيه تفصيل وزيادة بيان.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[28 - 04 - 04, 04:20 ص]ـ
أخي السائل
أرى أنَّ الأخوين لم يرويا ظمئك، لأنهم لم يذكروا كلَّ ما أردت، فأنت ضربت مثال لقصدك، وهو أخذوا المثال وتركوا قصدك، ثم إنهم قصروا أيضا فيما ذكروا فلم ينقلا، كلَّ ما ذكره العلماء أو بعضا منه بما يوفي بالغرض، وظنَّ بعضهم أنه أتى بما لم يأت به أحد، وقال: خذ ... بسند عالى.
ولا أقصد بذلك التحقير، ولكن أقصد الأمانة في النصح، وعذم الإعجاب بالقليل.
أمّا عن المناسبات لترتيب أبواب الفقه، فلا أعلم من أفرد ذلك بمصنف، ولكن إن أردت معرفة ذلك بأن تنظر أنت في الأبواب وتجتهد في ذكر هذه العلاقة، وهذا بحث جيد، ومما يعينك على ذلك.
الموسوعة الفقهية الكويتية، عندما يعرضون الألفاظ ذات الصلة، ويعرضون الفرق بينها.
شرح زاد المستقنع للشيخ الشنقيطي، وهو دائما يذكر العلاقة بين الأبواب وبعضها، ولكن هذا خاص بترتيب زاد المستقنع فقط دون غيره.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[28 - 04 - 04, 06:58 ص]ـ
أفضل كتاب بيَّن ذلك كتاب الدكتور: عبد الوهاب أبو سليمان، واسمه: [ترتيب الموضوعات الفقهية، ومناسبته في المذاهب الأربعة] وهو من مطبوعات جامعة أم القرى.
ـ[ esen71] ــــــــ[28 - 04 - 04, 05:04 م]ـ
شكرا للأخوة المجيبين جميعا. أما الكتاب ما ذكره الأخ المحرر أبو زرعة التميمي [ترتيب الموضوعات الفقهية، ومناسبته في المذاهب الأربعة] اسمه يناسب مع قصدي جدا. و شكرا للأخ المحرر خاصة. كما أني انتظر اقتراحات و معلومات مزيدة إنشاء الله اسم الكتاب و غير ذالك
وجزاكم الله خيرا
شكرا للأخوة المجيبين جميعا. أما الكتاب ما ذكره الأخ المحرر أبو زرعة التميمي [ترتيب الموضوعات الفقهية، ومناسبته في المذاهب الأربعة] اسمه يناسب مع قصدي جدا. و شكرا للأخ المحرر خاصة. كما أني انتظر اقتراحات و معلومات مزيدة إنشاء الله اسم الكتاب و غير ذالك
وجزاكم الله خيرا(31/112)
أود أن تضعوا لي أي روابط لبحوث أو مقالات أو كتب تناولت القواعد الفقهية بالشرح
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[27 - 04 - 04, 11:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام مطلوب منى أن أقدم بحثا في مادة القواعد الفقهية فس السنة التمهيدية للماجستير وأنا الآن موجود في أوروبا وليس لدي مراجع تذكر في المادة والامتحانات على الأبواب.
المهم أن الأستاذ طلب أن أختار أحدى القواعد الفقهية وأكتب بحثا حولها من حيث شرعيتها وضرب الأمثلة عليها ثم إسقاطها على الواقع الذي نعيشة، بمعنى كيف نستفيد منها في عصرنا في الحكم على المسائل المعاصره.
ما أطلبه منكم أخوتي الأفاضل أن تضعوا لي أي روابط لبحوث أو مقالات أو كتب تناولت القواعد الفقهية بالشرح والتحليل أو إحداها لأنني بحاجة ماسة لها.
أشكر لكم مقدما مساعدتكم وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[28 - 04 - 04, 03:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
دونك موقع صيد الفوائد في صفحة الشيخ وليد السعيدان كتاب بعنوان: تلقيح الافهام العلية بشرح القواعد الفقهية.
http://www.saaid.net/
وفقك الله وسددك.
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:27 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محب شيخ افسلام وأسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير
وأتمنى أن أجد عند الأخوة أي روابط قد تفيد مثل رابط أخينا الفاضل محب(31/113)
التمثيل في القتل – دراسة شرعية- .. بقلم عمر الشهابي
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:14 ص]ـ
التمثيل في القتل – دراسة شرعية-
عمر الشهابي
مقدمة:
قال سفيان بن عيينة: إذا رأيت الناس اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأصحاب الثغورفإن الله تعالى يقول: {لنهدينهم}
أكتب هذه السطور بيانًا للحق ودفاعًا عن أهله وزجرًا للمثبطين، كلمات أرجو ثوابها في الذب عن المهديين
خيار أهل الإسلام
خير الناس معاشًا
المُسطِري المجدَ لأمتنا بالدماء
الحافظي ماءَ وجوهنا بإرخاص الجماجم و الأشلاء
الكبار00000 الأحرار00000 الأبرار
تغنون عن كل تقريظ بمجد كم ** غنى الظباء عن التكحيل با لكحل
تلوح في د ول الأيا م قريتكم ** كأنها ملة الإسلام في الملل
تعريف المثلة:
قال ابن منظور: والعرب تقول للعقوبة: مَثُلَة و مُثْلَة فمن قال مَثُلَة جمعها على مَثُلات ومن قال مُثْلَة جمعها على: مُثُلات ومُثْلات
ثم قال: و مثَّلتُ بالقتيل إذا جدعت أنفه وأذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه [لسان العرب، مثل، (615/ 11)]
ومنه ما يطلق عليه (السحل)
قال ابن منظور: السَّحل القشر و الكشط: أي تكشط ما عليها من اللحم
وقال: وسحله سحلا فانسحل: أي قشره ونحته
[لسان العرب، سحل، (329/ 11)]
أحاديث النهي عن المثلة:-
وردت عدة أحاديث في نهي النبي – صلى الله عليه و سلم –عن المثلة نقلها عنه جمع من أصحابه منهم بريدة و عمران بن حصين و ابن عمرو و أنس و سمرة بن جندب و المغيرة و يعلى بن مرة و جرير بن عبد الله و عبد الله بن يزيد و أسماء بنت أبي بكر. فمن ذلك:
- ما أخرجه البخاري عن عبد الله بن يزيد أن النبي –صلى الله عليه و سلم – نهى عن النهبة و المثلة.
- ما أخرجه أحمد و مسلم و الأربعة عن بريدة مرفوعا: اغزوا باسم الله في سبيل الله و لا تغلوا و لا تغدروا و لا تمثلوا و لا تقتلوا وليدا .... الحديث
- ما أخرجه أحمد و أبو داود و النسائي و ابن حبان عن عمران بن حصين مرفوعا:إن رسول الله _صلى الله عليه و سلم _ كان يحثنا على الصدقة و ينهانا عن المثلة.و قد رواه البخاري عن قتادة إثر قصة العرنيين مرسلا.
- ما أخرجه أحمد عن المغيرة أنه قال: نهى رسول الله عن المثلة.
- ما أخرجه أحمد و البخاري و أبو داود و الترمذي عن أبي هريرة قال: بعثنا رسول الله في بعث فقال: إن وجدتم فلانا و فلانا لرجلين فأحرقوهما بالنار ثم قال حين أردنا الخروج إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما، و في بعض ألفاظ الحديث: وإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله.
و ثمة نصوص أخرى تفيد النهي عن التمثيل بالحيوان أيضا ليس هذا مجال ذكرها.
فيتحصل مما تقدم أن التمثيل من حيث الأصل منهي عنه في البشر و الحيوان، لكن هل هذا النهي يفيد التحريم أم التنزيه؟ و هل هو على إطلاقه أم يجوز التمثيل في القتل في بعض الأحوال؟
قبل الإجابة على ذلك لابد من تقرير أمور:
· أولا: المثلة المنهي عنها ترد على العقوبات التي لم يأتي النص بخصوصها. قال ابن حزم رحمه الله: " المثلة ما كان ابتداءً فيما لا نص فيه و أما ما كان قصاصا أو حدا كالرجم للمحصن أو كالقطع أو الصلب للمحارب فليس مثلة " [المحلى (288/ 12)]
· ثانيًا: أن التحريق من المثلة بل هو من أشد أنواعها سواءً كان التحريق حال القتل أو بعد القتل و مما يدل على ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: " حدثنا و كيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كان يكرهون أن يحرق العقرب بالنار و يقولون مثلة " [حديث (33147) (468/ 6)]
· ثالثًا: إذا كان جدع الأنف أو قطع الأذن أو تسميل العين أو الخصاء من التمثيل، فإن قطع الرأس من المثلة من باب
أولى. قال في منتهى الإرادات – وسيأتي -: " كره رميه الرأس بمنجنيق بلا مصلحة لأنه مثلة " (625/
1) " وكذا ترك الميت بلا دفن مثلة " [المحلى (239/ 3)]
·
رابعًا: أن المثلة بالكافر بعد قتله لها حكم المثلة بعد الظفر و قبل قتله، بل هي أخف لأن حرمة الحي آكد من حرمة الميت.
· خامسًا: أن محل النزاع في المسألة و مناط البحث فيها إنما يرد على المثلة بعد الظفر بالكافر أي بعد التمكن منه أما قبل الظفر به فيجوز قتله على أي حال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/114)
قال في الاستذكار:" و المثلة محرمة في السنة المجمع عليها وهذا بعد الظفر و أما قبله فلنا قتله بأي مثلة أمكننا. نقلا عن مواهب الجليل " (355/ 3)
و قال ابن عابدين في حاشيته: " نهينا عن المثلة بعد الظفر أما قبله فلا بأس بها اختيار " (131/ 4)
إلا أن البعض يقيد ذلك بألا يمكن قتلهم أي قبل الظفر إلا بالمثلة بهم و ذلك بتحريقهم و نحوه. [انظر شرح مختصر خليل للخرشي (114/ 3)]
اختلاف العلماء في حكم المثلة:
قال الشوكاني في نيل الأوطار: " و قد اختلف السلف في التحريق فكره ذلك عمر و ابن عباس و غيرهما مطلقا و أجازه علي و خالد بن الوليد و غيرهما، و قال المهلب: ليس النهي على التحريم بل هو على سبيل التواضع " (271/ 7)
و نقل النووي عن القاضي عياض قوله:" و اختلف السلف في معنى حديث العرنيين و قال بعضهم:النهي عن المثلة نهي تنزيه" [شرح النووي لصحيح مسلم (154/ 11)]
و هذا الذي مال إليه النووي في شرحه حديث بريدة حيث قال:" و في هذه الكلمات من الحديث فوائد مجمع عليها و هي تحريم الغدر و تحريم الغلول و تحريم قتل الصبيان إذا لم يقاتلوا و كراهة المثلة " (37/ 12) و انظر فقه الجهاد و القتال لمحمد هيكل (1306/ 2)
أقول و بالله التوفيق: بتأمل نصوص الشرع و مقاصده و أفعال الصحابة الكرام و أقوال أهل العلم رحمهم الله تعالى يظهر أن النهي عن المثلة ليس على إطلاقه بل هو مشروع في أحوال حتى عند من قال أن النهي عن المثلة على التحريم.
الأحوال التي تجوز فيها المثلة:-
· الحالة الأولى: أن يكون التمثيل معاملة بالمثل
و يستدل لذلك بما يلي:
_ أولا:- قوله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين}
قال الشعبي و ابن جريج: "نزلت في قول المسلمين يوم أحد فيمن مثل بهم لنمثلن بهم فأنزل الله فيهم ذلك" [ابن كثير (653/ 2)]
و قال القرطبي:أطبق جمهور أهل التفسير إن هذه الآية مدنية، نزلت في شأن التمثيل بحمزة يوم أحد ووقع ذلك في صحيح البخاري في كتاب السير و ذهب النحاس أنها مكية و المعنى متصل بما قبلها من المكي اتصالا حسنا لأنها تتدرج الرتب من الذي يدعى و يوعظ إلى الذي يجادل إلى الذي يجازى على فعله، لكن ما روى الجمهور أثبت، روى الدارقطني عن ابن عباس قال:لما انصرف المشركون عن قتلى أحد لانصرف رسول الله – صلى الله عليه و سلم – فرأى منظرًََا ساءه، رأى حمزة قد ُشق بطنه، و اصُطِلم أنفه، وجُدعت أذناه، فقال: " لولا أن يحزن النساء أو أن تكون سنة بعدي لتركته حتى يبعثه الله من بطون السباع و الطير لأمثلن مكانه بسبعين رجلا "، ثم دعا ببردة و غطى بها وجهه فخرجت رجلاه فغطى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجهه وجعل على رجليه الإذخر، ثم قدمه فكبر عليه عشرا، ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع و حمزة مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة،و كان القتلى سبعين،فلما دفنوا و فرغ منهم نزلت هذه الآية {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة (إلى قوله) و اصبر و ما صبرك إلا بالله} فصبر و لم يمثل بأحد" [تفسير القرطبي (132/ 10)] وكذا أخرجه عبدالله بن أحمد في مسند أبيه بإسناده عن أبي بن كعب بنحو هذه القصة [تفسير ابن كثير (653/ 2)]
قال شيخ الإسلام: " أما التمثيل في القتل فلا يجوز إلا على وجه القصاص و قد قال عمران بن حصين ما خطبنا رسول الله خطبة إلا أمرنا بالصدقة و نهانا عن المثلة حتى الكفار إذا قتلناهم فإنا لا نمثل بهم و لا نجدع آذانهم و لا نبقر بطونهم إلا أن يكونوا فعلوا ذلك بنا فنفعل بهم ما فعلوا و الترك أفضل كما قال تعالى: {و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به 0000} قيل أنها نزلت لما مثل المشركون بحمزة و غيره من شهداء أحد فقال: لئن ظفرني الله بهم لأمثلن بضعفي ما مثلوا بنا فأنزل الله هذه الآية و إن كانت قد نزلت قبل ذلك بمكة 000 ثم جرى بالمدينة سبب يقتضي الخطاب فأنزلت مرة ثانية فقال النبي بل نصبر " [مجموع الفتاوى (314/ 28)]
و نقل صاحب الفروع عن الإمام أحمد أنه إن مثلوا مُثل بهم ذكره أبو بكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/115)
و قال شيخنا – شيخ الإسلام -:" المثلة حق لهم، فلهم فعلها للاستيفاء و أخذ الثأر و لهم تركها و الصبر أفضل و هذا حيث لا يكون في التمثيل بهم زيادة في الجهاد ولا يكون نكالاً لهم عن نظيرها فأما إن كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود و الجهاد المشروع و لم تكن القضية في أحد كذلك فلهذا كان الصبر أفضل فأما إن كانت المثلة حق لله تعالى فالصبر هناك واجب كما يجب حيث لا يمكن الانتصار و يحرم الجزع "
[الفروع (219/ 6) –الفتاوى الكبرى (545/ 5)]
ثانيا: ما جاء في الصحيحين عن أنس أن قوما عكل وعرينه اجتووا المدينة فأمرهم النبي بلقاح و أن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا فلما صحوا قتلوا الراعي واستاقوا الذود فبعث النبي - صلى الله عليه و سلم - في طلبهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم" [البخاري حديث (1430) (546/ 2) / مسلم حديث (1671) (1296/ 3)
قال الباجي رحمه الله تعالى:" أما ما روى عن أن النبي – صلى الله عليه وسلم- أمر بالعرنيين الذين قتلوا رعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم - واستاقوا نعمه فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم فإنه روى سليمان التيمي عن أنس أنهم كانوا فعلوا بالرعاء مثل ذلك، و مثل هذا يجوز من مثل بمسلم أن يُُمثل به على سبيل القصاص " [المنتقى شرح الموطأ (172/ 3)]
يشير رحمه الله تعالى إلى ما أخرجه مسلم في صحيحه بإسناده عن سليمان التيمي عن أنس قال: إنما سمل النبي أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاة كما أخرجه الترمذي والبيهقي عنه أيضا
إلا أن الرواية اقتصرت على تسميل العين ولم يرد فيها قطع أيدي وأرجل الرعاة و هو تمثيل زائد عن القصاص إنما جاء ذلك عند بعض أهل المغازي على ما نقله القاضي عياض وابن حجر وسيأتي، وجميع الروايات الواردة في القصة والتي أخرجها الشيخان وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وعامة أصحاب السنن والمسانيد لم تأت فيها رواية واحدة تفيد قطع أيدي وأرجل الرعاة بل جميعها تقتصرعلى ذكر قتلهم للرعاة وعليه فإن ما رواه بعض أصحاب المغازي لا يقوى على معارضة الأحاديث الصحاح الثابتة عن أهل الحديث رحمهم الله جميعا كما ورد عند النسائي في المجتبى عن أنس أن النبي –صلى الله عليه وسلم- صلبهم [حديث (4028)] و قد ضعفه الألباني
وقال القاضي عياض:" اختلف العلماء في معنى حديث العرنيين هذا، فقال بعض السلف كان هذا قبل نزول الحدود وآية المحاربة والنهي عن المثلة فهو منسوخ، وقيل ليس منسوخاً وفيهم نزلت آية المحاربة وإنما فعل بهم النبي ما فعل قصاصاً لأنهم فعلوا بالرعاة مثل ذلك وقد رواه مسلم في بعض طرقه ورواه ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأهل السير والترمذي وقال بعضهم النهي عن المثلة نهي تنزيه ليس بحرام " [شرح صحيح مسلم (154/ 11)]
و قال ابن حجر في الفتح:" و مال جماعة منهم ابن الجوزي على أن ذلك وقع عليهم على سبيل القصاص لما عند مسلم من حديث سليمان التيمي عن أنس إنما سمل النبي أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة 0000 إلى قوله وتعقبه بن دقيق العيد أن المثلة وقعت من جهات وليس في الحديث إلا السمل، قلت – أي ابن حجر – كأنهم تمسكوا بما نقله أهل المغازي إنهم مثلوا بالراعي.
وذهب آخرون إلى أن ذلك منسوخ قال ابن شاهين عقب حديث عمران بن حصين في النهي عن المثلة في هذا الحديث ينسخ كل مثلة و تعقبه ابن الجوزي بأن ادعاء النسخ يحتاج إلى تاريخ قلت يدل عليه ما رواه البخاري في الجهاد من حديث أبي هريرة في النهي عن التعذيب بعد الأذن فيه و قصة العرنيين قبل إسلام أبي هريرة و قد حضر الاذن ثم النهي و روى قتادة عن ابن سيرين أن قصتهم كانت قبل أن تنزل الحدود، و لموسى بن عقبة في المغازي ذكروا أن النبي –صلى الله عليه و سلم- نهى بعد ذلك عن المثلة بالآية التي في سورة المائدة و إلى هذا مال البخاري وحكاه إمام الحرمين في النهاية عن الشافعي 0000 إلى أن قال في فوائد الحديث: و فيه قتل الجماعة بالواحد سواء قتلوه غيلة أو حرابة إن قلنا أن قتلهم كان قصاصاًَ و فيه المماثلة في القصاص و ليس ذلك من المثلة المنهي عنها" [فتح الباري (1/ 341)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/116)
قال ابن كثير: " قد اختلف الأئمة في حكم هؤلاء العرنيين هل هو منسوخ أو محكم فقال بعضهم هو منسوخ و زعموا إن فيها عتابا للنبي –صلى الله عليه و سلم- كما قال الله تعالى {عفا الله عنك لم أذنت لهم}. و منهم من قال هو منسوخ بنهي الرسول – صلى الله عليه و سلم- و هذا القول فيه نظر ثم صاحبه مطالب ببيان الناسخ الذي ادعاه عن المنسوخ و قال بعضهم كان هذا قبل أن تنزل الحدود، قاله محمد بن سيرين و في هذا نظر فإن قصتهم متأخرة و في رواية جرير بن عبدالله لقصتهم ما يدل على تأخرها فإنه أسلم بعد نزول المائدة، و منهم من قال لم يسمل النبي –صلى الله عليه و سلم - أعينهم إنما عزم على ذلك حتى نزل القرآن فبين حكم المحاربين و هذا القول أيضاً فيه نظر فإنه قد تقدم في الحديث المتفق عليه أنه سمل و في رواية سمر " [ابن كثير (57/ 2)]
قال أبو حاتم:" المثلة المنهي عنها ليس القود الذي أمر به لأن أخبار العرنيين المراد منها كان القود لا المثلة"
[صحيح ابن حبان،حديث (4473) (324/ 10)
وقال البخاري في صحيحه باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق؟
وقال ابن حجر: كأنه أشار بذلك إلى تخصيص النهي في قوله "لا يعذب بعذاب الله " إذا لم يكن ذلك على سبيل القصاص [فتح الباري (1447/ 2)]
ومما تقدم نخلُص إلى ما يأتي:
1. أن التمثيل يشرع من جهة المعاملة بالمثل لسمل النبي –صلى الله عليه وسلم – أعين العرنيين و لما جاء في سبب نزول قوله تعالى {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به 000}
2. أن ادعاء النسخ لحديث العرنيين مردود من جهتين:
ـ أولا ًَََ:- افتقاره إلى التاريخ و قد مر قول ابن كثير أن رواية جرير للحادثة تدل على تأخرها إذ كان إسلامه بعد نزول سورة المائدة و التي فيها قوله تعالى {إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض}
ـ ثانيا:- أنه لا يُصار إلى النسخ مع إمكان الجمع، فإن قلنا أن النهي عن المثلة للتنزيه فلا تعارض أصلاَََ ًوإن قلنا النهي للتحريم فإنه عام مخصص بكون التمثيل معاقبة بالمثل.
3. أن النبي جمع للعرنيين بين حد الحرابة قطع أيديهم وأرجلهم والقصاص بسمل أعينهم.
4. أن حد الحرابة لا يختص بالمسلمين و قد نص ابن عباس أن آية {إنما جزاء الذين00} نزلت في المشركين فيما رواه عنه أبو داود و النسائي من طريق عكرمة و هو قول طائفة من السلف. و قد روى البخاري عن أبي قلابة صاحب ابن عباس وهو راوي حديث العرنيين أنه قال في العرنيين: فهؤلاء سرقوا و قتلوا و كفروا بعد إيمانهم و حاربوا الله و رسوله. و عليه يتبين أن حد الحرابة لا يختص بالمسلمين بل يقام على الكفار إن فعلوا فعلهم، و لكن ينبغي التنبه إلى أن مجرد محاربة الكفار للمسلمين و استباحتهم دماء المسلمين و أعراضهم و أموالهم ليس هو الموجب بحد ذاته لإقامة حد الحرابة عليهم،إذ كان هذا متحققا ً فيمن حاربهم النبي – صلى الله عليه و سلم- و نهى عن المثلة بمقاتليهم، لكن ثمة معنى آخر مراد لتحقق ذلك فيهم،والمسألة بحاجة لزيادة تحريروالله تعالى أعلم.
5. أن التمثيل بالكفار إن مثلوا بالمسلمين يندب و يتأكد إن كان فيه زيادة في الجهاد أو نكالا ً أو دعاءاً لهم إلى الإيمان أو زجرًا لهم عن العدوان كما أفاده شيخ الإسلام رحمه الله
6. أن تحريم المثلة من حيث الإطلاق ليس محل إجماع بل إن القول بكراهة المثلة من حيث الإطلاق قول قوي متوجَه طائفة من السلف و قد مال إليه النووي رحمه الله،وهذا القول قد يُفهم من أمره –صلى الله عليه و سلم- ابتداءً بتحريق رجلين ثم رجوعه عنه وقوله:" لا ينبغي لبشرأن يعذب بعذاب الله ". [حديث (4018) (4230/ 1)]
لاسيما إذا أضيف إلى ذلك نهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الاكتواء بالنار،وقد كوى به معاذ وسئل عنه فرخص فيه وهو كاره.
والجامع بين التحريق بالنار والكي ظاهر إذ كلٌ منهما فيه تعذيب بعذاب الله وهو النار،ويفترقان في كون التحريق لمصلحة التنكيل بالكفار والكي يكون لمصلحة العلاج. ولعل هذا ما فهمه من صح عنه التمثيل في القتل من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – (كما سيأتي) والله تعالى أعلم.
· الحالة الثانية: إن كان التمثيل مظنة تحقق المصلحة المعتبرة شرعا:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/117)
و ذلك نحو التنكيل و الموعظة و إلقاء الرعب في نفوسهم و زجرهم عن العدوان و كسر شوكتهم كما لو كان المقتول من صناديدهم أو قوادهم و طمأنينة نفوس المؤمنين و ما أشبه ذلك
قال المجد بن تيميه في المنتقى في" كتاب الجهاد " باب الكف عن المثلة و التحريق و قطع الشجر و هدم العمران إلا لحاجة و مصلحة " [المنتقى (3/ 321)]
قال السرخسي في الشرح الكبير: " أكثر مشايخنا رحمهم الله على أنه إذا كان في ذلك كبت و غيظ للمشركين أو فراغ قلب للمسلمين بأن كان المقتول من قواد المشركين أو عظماء المبارزين فلا بأس بذلك " (137/ 1)
قال في المغني: " في رمي رأس الكافر بالمنجنيق بعد قطعه: يكره رميها بالمنجنيق نص عليه أحمد و إن فعلوا ذلك لمصلحة جاز لما روينا لأن عمرو بن العاص حين حاصر الإسكندرية ظُفِر برجل من المسلمين فأخذوا رأسه فجاء قومه عمرًا مغضبين، فقال لهم عمرو خذوا رجلا منهم فاقطعوا رأسه فارموا به إليهم بالمنجنيق ففعلوا ذلك فرد أهل الإسكندرية رأس المسلم إلى قومه [المغني (262/ 20)]
قال في الفروع: "يكره نقل رأس و رميه بمنجنيق بلا مصلحة و نقل ابن هانئ لا يفعل و لا يحرقه قال أحمد لا ينبغي أن يعذبوه و عنه إن مثلوا مُثل بهم ذكره أبو بكر (219/ 6)
قال في شرح منتهى الإرادات: " وكره لنا نقل رأس كافر من بلد إلى بلد آخر بلا مصلحة لما روى عقبة بن عامر أنه قدم على أبي بكر برأس بنان البطريق فأنكر ذلك، فقال يا خليفة رسول الله فإنهم يفعلون ذلك بنا فقال إذن بفارس و الروم لا يحمل إلي رأس فإنما يكفي الكتاب و الخبر.
و كره رمي الرأس بمنجنيق بلا مصلحة لأنه تمثيل قال أحمد و لا ينبغي أن يعذبوه فإن كان فيه مصلحة كزيادة في الجهاد أو نكال لهم أو زجر عن العدوان جاز لأنه من إقامة الحدود والجهاد المشروع قاله تقي الدين (625/ 1)
قال ابن عابدين في حاشيته: " و قيد جوازها (يعني المثلة) قبله (أي قبل الظفر) في الفتح (فتح القدير) بما إذا وقعت قتالاً كمبارز ضرب فقطع أذنه ثم ضرب ففقأ عينه ثم ضرب فقطع يده و أنفه و نحو ذلك وهو ظاهر في أنه لو تمكن من كافر حال قيام الحرب ليس له التمثيل به بل يقتله و مقتضى ما في الاعتبار أن له ذلك كيف و قد عُلل بأنها أبلغ في كبتهم و أضر بهم. (131/ 4)
و فيما تقدم من أقوال أهل العلم رحمهم الله دلالة ظاهرة في اعتبار المصلحة مخصصًا للنهي عن المثلة
و يمكن أن يستدل لذلك بما يلي:
- أولاً: فعل ابن مسعود – رضي الله عنه - و إقرار النبي – صلى الله عليه و سلم – له حين احتز رأس أبي جهل، قال ابن حجر في الفتح: " جاء في حديث ابن عباس عند ابن إسحاق و الحاكم قال ابن مسعود: فوجدته بآخر رمق 000 ثم احتززت رأسه فجئت به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – [انظر الفتح شرح حديث (4437)]
قال النووي: ابن مسعود هو الذي أجهز عليه و احتز رأسه [شرح مسلم (160/
12)] و أخرج أبو داود بإسناده قول ابن مسعود نفلني رسول الله – صلى الله عليه و سلم - سيف أبي جهل _كان قتله _ قال في عون المعبود يعني حز رأسه و به رمق [حديث (2722)] و كأن فعله هذا لطمأنة قلوب المؤمنين بقتل رأس الكفر.
- ثانيًا: ما ثبت عن علي – رضي الله عنه في مواطن عدة من تحريق المرتدين. قال شيخ الإسلام: " روي عنه –أي علي- تحريق الزنادقة بأسانيد جيدة " [مجموع الفتاوى (474/ 8)]
v وإليك طائفة من الأحاديث الواردة عنها:
- ما رواه البخاري أن أناسًا ارتدوا على عهد علي، فأحرقهم بالنار، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله –صلى الله عليه و سلم- لا تعذبوا بعذاب الله و لقتلتهم [حديث (6524) (2537/ 6)] و لما بلغ علي –رضي الله عنه – إنكار ابن عباس لم يعول عليه بل استمر في تحريق الكفار حتى قبل موته فإنه أمر به كما سيأتي.
وقد استنكر علي –رضي الله عنه – قول ابن عباس حين بلغه بقوله: " ويح ابن عباس هذا ثابت صحيح " [رواه الدارقطني (90) (3/ 108)] و قال أيضًا: " ويح ابن أم ابن عباس " [أخرجه أحمد في المسند،حديث (2552) (282/ 1) و عبد الرزاق في المصنف حديث (9413) (213/ 5)]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(31/118)
- ما رواه البيهقي بإسناد صحيح من طريق ابن عيينة نا سليمان عن أبي عمر الشيباني أن عليًا أتي بالمستورد العجلي و قد ارتد فقتله، فأعطاه النصارى بجيفته ثلاثين ألفا فأبى أن يبيعهم إياه و أحرقه. و رواه بإسناد آخر عن شريك عن سماك عن ابن عبيد بن الأبرص: بنفس القصة و فيه: فقال علي اقتلوه، فتواطأه القوم حتى مات فجاء أهل الحيرة فأعطوا – يعني بجيفته- اثني عشر ألفا فأبى عليهم علي و أمر بها فأحرقت بالنار [السنن الكبرى،ح (12241) (254/ 6) و انظر المهذب في اختصار السنن للذهبي، ح (10014) (2411/ 5)]
- ما أخرجه أحمد و الدارقطني أنه: لما ضرب ابن ملجم عليًا، قال علي افعلوا به كما أراد رسول الله أن يفعل برجل أراد قتله فقال اقتلوه ثم احرقوه [مسند علي ح (675)، الدارقطني ح (713) (92/
1)] و قد روى الطبراني في الكبير بإسناده أن الحسن قدّم ابن ملجم فقتله ثم أخذه الناس في بواري ثم أحرقوه بالنار [ح (168) (97/ 1)]
- ثالثا: ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه " أن خالدًا أحرق المرتدين و في ذلك قال عمر لأبي بكر: أتدع هذا الذي يعذب بعذاب الله، فقال أبو بكر: لا أشيح سيفاً سله الله على الكفار.
- رابعاً: ما رواه الطبراني بإسناد حسن قال: "حدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا طلحة بن يحيى ثنا أبو بردة عن أبي موسى أن معاذاً قدم عليه اليمن فرأى رجلاً موثقاً 0000 فأخبره أبو موسى أنه ارتد بعد إسلامه، فقال: و الذي بعث محمداً بالحق لا أبرح حتى أحرقه بالنار فأتى بحطب فألهبت فيه النار فأحرقه [باب (66) (43/ 20)]
- خامساً: القياس على تحريق اللوطية بجامع أن كلتا العقوبتين مثلة جازت لمصلحة التنكيل. ذكره ابن القيم في الطرق الحكمية: " أن أبي بكر حرق اللوطية و خالد بن الوليد و ابن الزبير ثم حرقهم هشام بن عبد الملك (ص 21)
و قد أخرج البيهقي في حد اللواط حديثاً مرسلاً: "أنه اجتمع رأي أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – على أن يحرق بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد يأمره بذلك" [ح (16805)] و قد ضعفه ابن حجر.
و قال ابن القيم: " قال أصحاب أحمد إذا رأى الإمام تحريق اللوطي فله ذلك " [بدائع الفوائد (694/ 3)]
- سادسا: لما جاز التحريق في أرض العدو و قطع الشجر و الثمر بقصد النكاية و هي أموال محترمة شرعا و قد يكون مآلها إلى غنيمة المسلمين جازمن باب أولى التمثيل بقتلى الكفار حيث لا حرمة لهم و لا كرامة. قال الترمذي في السنن:" باب في التحريق و التخريب: النكاية بالعدو مقصد شرعي لذا قال الشافعي لا بأس بالتحريق في أرض العدو و قطع الأشجار و الثمار، و قال أحمد: قد تكون في مواضع لا يجدون منه بدًا فأما العبث فلا تحرق. و قال إسحاق: التحريق سنة إذا كان أنكى فيهم "
و مما تقدم نخلص لما يأتي:
1. أن التنكيل بالأعداء وكسر شوكتهم وإلقاء الرعب في نفوسهم و طمأنينة قلوب المؤمنين مقاصد شرعية معتبرة إن كان التمثيل في القتل مظنة لتحقيق واحد منها فهو جائز شرعًا.
2. ثبوت التمثيل عن الصحابة لاسيما عن اثنين من أبرز قواده – صلى الله عليه و سلم -: صاحب الراية الذي يحبه الله و رسوله، و سيف الله المسلول مع ما كان عليه نبينا – صلى الله عليه و سلم – من تعاهد لقواده بالإرشاد و حرص على تعليمهم ما يتعلق بأمور الجهاد، وفي هذا قال البخاري: باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث و وصيته إياهم بآداب الغزو و غيرها.
أقول ثبوت ذلك من خالد و علي فيه دلالة قوية على مشروعيته إن اقتضت المصلحة.
3. ينبغي حمل النصوص الثابتة عن أصحاب النبي – صلى اله عليه و سلم – في التمثيل بالقتل حيث لا يكون معادلة بالمثل على أنهم فعلوه باعتبار مصلحة شرعية إذ هم – رضي الله عنهم – أبعد الناس و أنزههم عن العبث و العدوان
4. إنكار عمر على خالد فعله و إن كان ظاهره إن عمر يرى التحريم إلا انه لا دلالة قاطعة في ذلك إذ قد يكون إنكارا لفعله
5. تحريق اللوطية عقوبة لا نص فيها فيكون داخل من عموم النهي عن المثلة فالقول بجوازه دليل ظاهر على جواز المثلة لمصلحة التنكيل.
6. قياس التمثيل بالكفار على تحريق الثمار و الأشجار قياس أولوي حيث لا حرمة للكافر المحارب و لا كرامة.
** خلاصة القول:
· أولاً- يجوز التمثيل بالكفار من جهتين:-
- ـ الجهة الأولى: إذا كان معاملة بالمثل و هذا يتحقق باستخدام العدو الأسلحة غير التقليدية المحرمة دوليا و التي من شأنها التمثيل بالأحياء و الأموات و أعظم من هذا جرمًا تشويه الأجنة في أرحام أمهاتهم و أي مثلة أعظم من هذه و أي إفسادٍ في الأرض أكبر منه و لا حول و لا قوة إلا بالله.
ـ الجهة الثانية: إذا كان التمثيل بقتلى الكفار لمصلحة شرعية معتبرة بأن كان وسيلة للضغط في تحقيق مصالح أو دفع مفاسد أو كان أداة للمخالفة بين صفوف العدو أو إلقاء الرعب في قلوبهم أو شفاءً و طمأنينة لقلوب المجاهدين كما لو كان المقتول من صناديدهم أو قادتهم.
· ثانيًا: أن تقدير المصلحة الشرعية و اعتبارها في التمثيل بقتلى الكفار إنما يكون لأصحاب الشأن من قادة المجاهدين و ليس لأفرادهم.
· ثالثًا: ينبغي على المجاهدين التنزه عن التمثيل في القتل حيث يكون عبثًا وعدوانا وكذا في حال انتفاء المصلحة بمعاملتهم بالمثل و الأمر كما تقدم راجع إلى تقدير قادة الجهاد – حفظهم الله -.
· رابعًا: إذا كان التمثيل بالعدو وسيلة فعالة تصب في مصلحة المجاهدين، فينبغي على قادة المجاهدين عدم التورع أو التردد في استخدامها لاسيما في ظل التغطية الفضائية و الحضور الإعلامي و الذي يجب استغلاله بكل الامكانات المتاحة إلا أن هذا كله ينبغي أن يكون في نطاق الحكمة.
و سبحان ربك رب العزة عما يصفون
و سلام على المرسلين
و الحمد لله رب العالمين
http://www.h-alali.net/show_musharkat.php?id=222(31/119)
ما هي الكتب التي تحدثت عن التخريج
ـ[سليمان]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:35 ص]ـ
يا أهل الحديث
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد ..
زادكم الله علماً وعملاً ورفع قدركم ..
أرشدوني بارك الله فيكم إلى أهم الكتب التي درست موضوع التخريج من حيث طرقة ووسائلة ودراسة الأسانيد المطبوع منها والذي تطاله أيدي المبتدئين أمثالي ..
ثم بارك الله فيكم اسردوا لنا طرفاً عن أهم كتب التخريج التي ألفها الأئمة التي تناسب الحال مثل كتاب أربعين النووي وكتاب التوحيد ونحوها ..
أسأل الله العلي القدير أن يغفر لنا ولكم وأن يحشرنا مع الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه آمين
ـ[سليمان]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمه وبركاته ..
عرفت بعض كتب هذا الفن وبين يدي الآن كتاب حصول التفريج بأصول التخريج لأحمد بن محمد الصديق الغماري وأصول التخريج للدكتور الطحان ..
فهل من زيادة خاصة الشق الثاني من السؤال ,. حول كتب تناولت التخريج لبعض المصنفات نحو الأربعين(31/120)
هل كل حديث ضعيف يمكن الاستدلال به في الترغيب والترهيب ?
ـ[محب الالباني]ــــــــ[28 - 04 - 04, 03:01 ص]ـ
السلام عليكم .. افيدونا جزاكم الله خير .. هل ممكن الاستدلال بالاحاديث الضعيفة في الترغيب والترهيب ?وهل كل حديث ضعيف يمكن الاستدلال به في الترغيب والترهيب ? هل توجد شروط وضوابط للاستدلال بالاحاديث الضعيفة ?
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 04:07 م]ـ
إن الحديث الضعيف لا يستدل به لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها على رأي البخاري ومسلم لأن في الصحيح غنية، وذهب ابن حجر والنووي وابن تيمية على الراجح فيما أرى والله أعلم إلى جواز ذلك في فضائل الأعمال فقط.
لكن أصحاب هذا القول وضعوا لذلك شروطا نجملها في ما يلي:
1) ألا يكون شديد الضعف
2) ألا يعارضا دليلا أقوى منه
3) أن يندرج تحت أصل كلي
4) أن يروي بصيغة التمريض
5) ألا تكزن فيه مبالغة في الجزاء والعقاب
6) ألا يعتقد ثبوته
أما فيما يتعلق بشيخ الإسلام ابن تيمية وترجيحي لما ذهبت إليه، فإنه قال في مجموع الفتاوى (18/ 65 - 67): (فإذا روى حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوايها وكراهة عقابها: فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روي فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به، بمعنى: أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب، كرجل يعلم أن التجارة تربح، لكن بلغه أنها تربح ربحا كثيرا، فهذا إن صدق نفعه وإن كذب لم يضره. ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات، والمنامات وكلمات السلف والعلماء، ووقائع العلماء ونحو ذلك، مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي، لا استحباب ولا غيره، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب، والترجية والتخويف.) اهـ وضرب بعد ذلك مثالا بحديث السوق وجمهور المتقدمين على ضعفه وهو الصحيح.
ثم عندما ننظر في تطبيقاته نجد في كتاب الكلم الطيب حوالي 42 حديثا ضعيفا مما يقوي رأيي في المسألة
والله أعلم
وأنا بانتظار أهل التخصص بأن يجيبوا وجزاهم الله خيرا
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[30 - 04 - 04, 03:25 م]ـ
جزاك الله خيرا ومن باب المدارسة
أقول:
الثلاثة الأولى وجيهة
أما
4) أن يروي بصيغة التمريض
5) ألا يكون فيه مبالغة في الجزاء والعقاب
6) ألا يعتقد ثبوته
فالتعليق عليها بأن النص الذي نقلت عن شيخ الإسلام (وهو ليس فصل في المسألة) لا يثبتها بل ينفي خامسها ورابعها
فحديث السوق مبالغة الجزاء فيه واضحة
وأما ألا يعتقد ثبوته: فغلبة الظن تقوم مقام اليقين وعدم غلبة الظن توجب عدم جواز الرواية ’وخاصة أن مجال الحديث في الوعظ والترغيب والذي يوجه في الغالب الأعم للعوام الذين سيأخذون الحديث باعتقاد ثابت مهما قدمت به من صيغ التمريض بل كثير من صغار الطلبة لا يعون قول المتحدث (حكي وروي وذكر) على أنه توهين وتمريض فضلاً عن العوام.
فيكتفى في الشروط بالثلاثة والرابع على أن يبين للعوام مقصوده أو حكمه (كأن يقول وفي إسناده مقال أو كلام أو لا يرتقي إلى الصحة أو ضعيف الإسناد ثابت المعنى ـ ونحوها من الصيغ التي لا تنفر من الحديث ولا تفسد الموضوع وإن عود جماعته على ما هو أشد كان أحسن كضعيف الإسناد ولا يصح إسناده كما يفعل الشيخ محمد حسان حفظه الله
http://saaid.net/book/index.php
والذي أميل أليه ان الحديث الضعيف بالشروط الثلاثة يروى دون رفعه كأن يقال روي من حيث أنس وهذا يتأتى مع الكثير من الروايات وليس كلها وعلى المسلم الاجتهاد في أن يخرج من وعيد (من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) (ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) نعوذ بالله من النار وما يقرب إليها من قول وعمل والله اعلم(31/121)
حديث: اذهب فاحتطب .. صحيحٌ أم ضعيف؟
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[28 - 04 - 04, 03:08 ص]ـ
أخرج أبو داوود وابن ماجة: أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما قال فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذين قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع.
ما درجة هذا الحديث؟
وهل هذا الحديث هو المقصود في قول الصنعاني:
(فإنه في صحيح مسلم بلفظ نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن بيع فضل الماء وعن منع ضراب الفحل وقد خصص من عموم حديثي المنع من البيع للماء ما كان منه محرزاً في الآنية فإنه يجوز بيعه قياساً على جواز "بيع الحطب إذا أحرزه الحاطب لحديث الذي أمره صلى اللّه عليه وآله وسلم بالاحتطاب ليستغني به عن المسألة" وهو متفق عليه من حديث أبي هريرة وقد تقدم في الزكاة وهذا القياس بعد تسليم صحته إنما يصح على مذهب من جوز التخصيص بالقياس.)
أفيدونا جزاكم الله خيراً
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:38 ص]ـ
إسناده ضعيف؛ فيه أبوبكر الحنفي، قال الحافظ: " لا يعرف حاله ".
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[28 - 04 - 04, 08:46 م]ـ
(فإنه في صحيح مسلم بلفظ نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن بيع فضل الماء وعن منع ضراب الفحل وقد خصص من عموم حديثي المنع من البيع للماء ما كان منه محرزاً في الآنية فإنه يجوز بيعه قياساً على جواز "بيع الحطب إذا أحرزه الحاطب لحديث الذي أمره صلى اللّه عليه وآله وسلم بالاحتطاب ليستغني به عن المسألة" وهو متفق عليه من حديث أبي هريرة وقد تقدم في الزكاة وهذا القياس بعد تسليم صحته إنما يصح على مذهب من جوز التخصيص بالقياس.) هو قول الشوكاني وليس الصنعاني .. عفواً اختلط عليّ الأمر.
للرفع
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[06 - 03 - 09, 02:01 ص]ـ
السلام عليكم
الحديث ضعيف وهو في الإرواء.(31/122)