|
تم تحميله في: المحرم 1432 هـ = ديسمبر 2010 م
هذا الجزء يضم: المنتدى الشرعي العام
ملاحظة: [تجد رابط الموضوع الذي تتصفحه، أسفل يسار شاشة عرض الكتاب، إذا ضغطت على الرابط ينقلك للموضوع على الإنترنت لتطالع ما قد يكون جد فيه من مشاركات بعد تاريخ تحميل الأرشيف .. ويمكنك إضافة ما تختاره منها لخانة التعليق في هذا الكتاب الإلكتروني إن أردت]
رابط الموقع: http://www.ahlalhdeeth.com
أجاب الشيخ غفر الله له:- قال صلى الله علية وسلم (على من عرفت و من لم تعرف) يعنى من المسلمين أما الكفار لا يبدؤون. البدء على المسلمين فقط 0
سؤال من الشيخ عبدالعزيز الراجحي:- ما الفرق بين الترجمتين أي الإسلام أفضل و أي الإسلام خير؟؟ الأول أي الإسلام أفضل قال (من سلم المسلمون من لسانه ويده) والثانية أي الإسلام خير قال (تطعم الطعام .... )؟؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى:- المعنى واحد.
لكن مقصود المصنف بيان الروايات – بيان إختلاف الروايات.
المعنى واحد.
{مداخلة}: بعض من الناس يريد إفشاء السلام لكن يرى بعض الناس ألبستهم و مظاهرهم كألبسة الكفار هل يسلم عليهم وهو لا يدري هل هم مسلمين أم ليس بمسلمين؟
أجاب الشيخ رحمه الله: الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {على من عرفت ومن لم تعرف}.
مادام لم يُعرفوا يسلم والحمد الله، لعل الله يهديهم بذلك. أ. هـ
التعليق العاشر:ـ
باب على كم بنى الإسلام
قال الأمام شيخ الإسلام ابن باز رحمه الله وقدس روحه: يعني ليس الجهاد من أركان الإسلام لكن فيه الفضل العظيم والخير الكثير.أ. هـ
التعليق الحادي عشر:ــ
باب البيعة على الإسلام
قال العلامة الحجة العلَم الفهامة أبي عبد الله عبد العزيز بي باز رحمه الباري وغفر له: أي من أدركه الله في الدنيا فهي كفارة له فالحدود كفارة لأهلها ومن ستره الله {جل جلاله} فأمره إلى الله عز وجل.أ. هـ
التعليق الثاني عشر:ــ
باب على ما يقاتل الناس
قال الشيخ أبن باز رحمه الله:والأحاديث يفسر بعضها بعضاً 0
المقصود يعني إذا دخل في الإسلام وألتزمه.
ولهذا في حديث ابن عمر رضي الله عنه في الصحيحين ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاَ الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلاَ بحق الإسلام)) 0
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه الجماعة ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاَ الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلاَ بحقها)) 0
فالمعنى واحد.
لكن فيه بعض الروايات زيادة تفسير و إيضاح وفي بعضها إختصار0
وحقوق الإسلام داخلة في ((إلاَ بحق الإسلام)) و ((إلاَ بحقها)) 0
فإذا قال: ـ لا إله إلاَ الله لابد من أن يأتي بحقها من صلاة وغيرها فإذا لم يأت بحقها أُخذ بما تركه 0
و إن مات على ذلك فأمره إلى الله 0
فإذا شهد الشهادتين قيل صلى فإذا صلى، قيل أدى الزكاة وإذا زكى قيل أدى الصيام وهكذا 0
يؤمر بحقوق الإسلام، و كلها من حق لا إله ألاَ الله 0 ولهذا قال الصديق رضي الله عنه للصحابي عمر رضي الله عنه: ((أليس الزكاة من حقها)). أ.هـ
التعليق الثالث عشر:ــ
باب ذكر شعب الإيمان
قال أمام الأئمة وناصر السنة وقامع البدعة أبي عبد الله ابن باز رحمه الباري: قوله ((وأوضعها)) يعني وأدناها هذه رواه مسلم في الصحيح أيضاً بهذا اللفظ ((أفضلها لا إله إلاَ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)) وهذا يبين لنا أن هذه الكلمة أفضل الكلام وهي لا إله إلاَ الله.
فالشهادتين هما أفضل الكلام ثم تليهما الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج.
فأفضل هذا الدين وأعظمه وأهمه وأصله الشهادتان شهادة أن لا إله إلاَ الله وأن محمد رسول الله.
ولهذا جاءت الأحاديث تعلق العصمة بذلك ثم بعدها الصلاة ولما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ رضي الله عنه لليمن أمره بهذا كما في الصحيحين قال: ((إنك تأتى قوم من أهل الكتاب فأدعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلاَ الله وأن محمد رسول الله فإن فعلوا ذلك فأعلمهم أن الله أفترض خمس صلوات .... )).
فعلم بذلك أن هاتين الشهادتين هما أصل الدين هما أساس الملة لا يطلب شيء قبل ذلك فإذا ألتزم الإنسان بالشهادتين فإنه يطلب بعد هذا منه الصلاة وغيرها.
ولابد من معناهما لابد من توحيد الله والإخلاص له وترك الإشراك به ولابد من الالتزام بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.
والإيمان بأنه رسول الله لا يكون مجرد لفظ.
لابد من الإيمان بأنه رسول الله والصدق في ذلك وإلاَ كان منافقاً.أهـ
التعليق الرابع عشر:ــ
باب تفاضل أهل الإيمان
بعد حديث الباب الأول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/71)
قال العلامة أسد السنة وقامع البدعة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:- رضي الله عنه قد صبر على الأذى في مكة وعذب وصبر حتى قتل شهيداً قال صلى الله عليه وسلم: ((تقتل عمار الفئة الباغية)) رضي الله عنه ولقوة إيمانه صبر على الأذى في مكة الصبر العظيم اللهم أرضى عنه. أهـ
وبعد الحديث الثاني والثالث في الباب
قال الشيخ العلامه رحمه الله تعالى:ـ وهذا معروف رواه مسلم في الصحيح فالإنسان عليه إنكار المنكر بيده حسب الطاقة كالأمير والسلطان ورب البيت وأشباههم ممن لهم سلطان كالهيئة قد أعطيت سلطانًا بقيوده تعمل بما عندها 0
ومن كان ليس له سلطان أنكر بلسانه فإن عجز فبقلبه، الكراهة بالقلب ومغادرة المكان الذي فيه المنكر. أهـ
التعليق الخامس عشر:ــ
باب زيادة الإيمان
بعد الحديث الأول في الباب
قال الشيخ الإمام ابن باز رحمه الباري: هذا سند صحيح عن أبي سعيد.
يدل على شفاعة المؤمنين في إخوانهم الذين دخلوا النار وهذا حق يشفع النبي، يشفع المؤمنون، يشفع الأفراط 0
ولابد أن تكون لهم علامات، يعطيهم الله علامات يعلمون بها مثاقيل الذر الذي في قلوبهم من الإيمان لأنهم ماتوا على التوحيد. ولكن المعاصي تضعفه.
تضعف هذا التوحيد تضعف هذا الإيمان حتى دخلوا النار نسأل الله العافية.
{أسئلة}:-
المداخلة الأولى من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: ـ يعني هؤلاء الذين لم يشأ الله مغفرة ذنوبهم؟؟
أجاب الشيخ رحمه الباري عز وجل: هؤلاء الذين دخلوا النار بذنوبهم ولم يشأ الله أن يغفر لهم ويعفو عنهم قبل دخولهم النار.
وهذا داخل في قوله ((ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)).
المداخلة الثانية من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: ـ سيئاتهم ترجح على حسناتهم؟؟
أجاب الشيخ: رجحت سيئاتهم على حسناتهم نعم نسأل الله العافية.
المداخلة الثالثة من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: ـ يعني هؤلاء الذين يكونون تحت المشيئة؟؟
أجاب الشيخ: نعم تحت المشيئة ولكن الله شاء دخولهم النار لمعاصيهم لعظم معاصيهم.
المداخلة الرابعة من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: ـ والذين أراد الله مغفرة ذنوبهم؟؟
أجاب الشيخ: لعله لأسباب آخرى إما لقلتها إما لأسباب أخرى.
المداخلة الخامسة من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: ـ ولا ترجح السيئات؟ ما ترجح سيئاتهم؟؟
أجاب الشيخ: ولو رجحت سيئاتهم إذا أراد الله سبحانه وتعالى فالأمر إليه سبحانه قد يعفو عنهم لأسباب أخرى لأن الله سبحانه وتعالى أطلق ((وما دون ذلك لمن يشاء)) فالأمر راجع لمشيئته سبحانه وتعالى.
التعليق السادس عشر:-
بعد الحديث الثاني في الباب السابق (باب زيادة الإيمان)
قال الإمام العلامة بديع الزمان ونادرة الأيام وشمس العلوم وأسد السنة أبي عبدالله عبدالعزيز بن عبدالله بن باز قدس الله روحه وأسكنه الله الفردوس الأعلى وجزاه عن الإسلام خيراً:-
رضي الله عنه – أي عمر بن الخطاب ــ فاللباس الذي لبسه يفسر بالدين كما قال تعالى (ولباس التقوى ذلك خير) وهذه منقبة لعمر رضى الله عنه وأرضاه وكان من أكبر الناس ديناً وأكمل الصحابة ديناً وأفضلهم وأعظمهم شأناً بعد الصديق رضي الله عنه. أ. هـ
التعليق السابع عشر:-
بعد الحديث الثالث من الباب السابق
قال أسد السنة الشيخ العلامة إبن باز رحمه الله تعالى:-
شوف الخبيث.
يقول في كتابكم؟؟؟
وهو كتاب الله الذي نزل للجميع، كتابنا للجميع العرب والعجم.
لكن لخبثهم خبث اليهود نسأل الله العافية 0
قوله (في عرفات في يوم الجمعة):-
كلاهما عيد للمسلمين والحمد لله.
عرفه عيد والجمعة عيد والحمد لله.
التعليق الثامن عشر:-
باب علامة الإيمان
بعد أحاديث الباب
سئل الشيخ رحمه الله تعالى:-
قوله (حتى يكون الله ورسوله أحب إليه) هل المعنى تقديم أمره؟؟؟
أجاب الشيخ رحمه الباري عز وجل:- على ظاهر الرواية (أحب إليه مما سواهما) يعنى من كمال الإيمان أن لا يُؤثر أباً ولا زوجة ولا مالاً على مراضي الله ومحاب الله سبحانه وتعالى.
فإذا آثر شيئاً صار نقصاً في محبته لله تعالى، كفعل الزنا والعقوق وأشباه ذلك نسأل الله العافية والبر.
المقصود كل ما ينقص الإيمان ومحبة الله يكون نقصاً في إيمانه.
يعنى من محبه الله أن يحب محابه بأداء طاعته وأن يكره ما يكره من المعاصي فإذا آثر هواه صار نقصاً في إيمانه ونقصاً في محبة الله تعالى.
قوله (حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
كذلك من كمال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
ولكن من يقم بهذا الله المستعان لا حول ولا قوة إلاّ بالله.
هذا هو الإيمان الواجب يعنى نفى كمال الإيمان الواجب.أ. هـ
والبقية تأتى بإذن الله تعالى
أما بالنستة لما طلبته ياأخي الحبيب فإني جديد على عالم الحاسوب
لكن في المستقبل آمل أن يتحقق ذلك 0
وجزاك الله خيراً ويسر الله لنا ولك طريق طلب العلم 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/72)
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد الله رب العالمين رب أعن ويسر ياكريم
نكمل مابدأنا به من إتمام تعليقات الشيخ العلامة أسد السنه وقامع البدعة أبي عبدالله عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة:-
التعليق التاسع عشر:-
باب علامة المنافق
بعد الحديث الأول من الباب
قال الشيخ الإمام العلم الحجة أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى: قوله {أربعة}:-
لفظ صحيح (أربع ُ) يعني أربع خصال، يعني أربعة أمور.
قوله {إذا حدث كذب ...... }
في هذا الحديث التحذير من هذه الخصال.
خصال النفاق، الخيانة بالأمانة، والكذب والغدر في العهود والخصومة في الكذب كل هذه من الخصال الخبيثة.
إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان، وفي الحديث الآخر ((إذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر))، نسأل الله العافية.
الواجب الحذر من هذه الخصال الذميمه، نسأل الله العافية.أ. هـ
التعليق العشرون:-
باب علامة المنافق
بعد الأحاديث (الثاني والثالث والرابع) في هذا الباب
قال الشيخ الإمام الحجة شيخ الإسلام أبي عبد الله عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: ـ
قوله {حتى يتركها}:-
وهذا يسمى النفاق العملي.
ـ يعني يسمى النفاق العملي وهو وسيلة للنفاق الأكبر.
النفاق العملي إذا اجتمع يخشى على صاحبه من النفاق الأكبر والردة، نسأل الله العافية.
فالواجب الحذر من هذه الخصال حتى لا تجره إلى ما هو أكبر من هذا نعوذ بالله من ذلك.
فإن النفاق نفاقان: ـ نفاق عملي، ونفاق اعتقادي.
فنفاق المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو النفاق الإعتقادي الذي هو أشر من الكفر وهكذا من تابعهم وتشبه بهم.
والنفاق العملي ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمرو وغيره ((إذا حدث كذب .... الخ)).
هذا نفاق عملي لا يكون به مرتدٍ ولا يكون له حكم المنافقين النفاق الأكبر.
لكنها جرائم عظيمة، جرائم يخشى على صاحبها أن يقع في النفاق الأكبر.أ. هـ
مداخلة من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: ـ إطلاق ثلاث من كن فيه ... وأربع من كن فيه؟
أجاب الشيخ رحمه الله: يعني منافق النفاق العملي نسأل الله العافية.أ. هـ
التعليق الحادي و العشرون:-
باب قيام رمضان
بعد أحاديث الباب
قال الشيخ أبو عبد الله ابن باز قدس الله روحه ونور ضريحه:
قوله {غفر له ما تقدم من ذنبه}
وهذا مثل ما تقدم غير مره مقيد عند أهل العلم بعدم الإصرار على الكبائر فمن أصر على الكبائر صارت مانعاً من المغفرة.
هذا ترغيب في صيام رمضان وقيام رمضان وغيره مما يكون فيه تعليق الحكم بالمغفرة مقيد بقوله تعالى) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ (وفي قوله صلى الله عليه وسلم ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)) رواه مسلم في صحيحه.
فالواجب الحذر وألاَ يغتر الإنسان بالفضائل ثم يقع في الكبائر.
نسأل الله العافية.
يجب الحذر فإن الكبائر تمنع هذه المغفرة. نسأل الله العافية.
التعليق الثاني و العشرون:-
باب الزكاة
بعد حديث الباب
قال الشيخ أبو عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى: ـ هذا هو الواجب بالأصل، وقد يجب شيء بغير الأصل بالنذور كالنذر الصيام أوالصلاة.
فالواجب بالنذر زائد على هذا.
وهذا إذا أدى الواجبات أفلح إن صدق، إذا أدى الواجب و ابتعد عن المحرمات أفلح إن صدق.
التعليق الثالث و العشرون:-
باب أداء الخمس
بعد حديث الباب
قال ابن باز قدس الله سره ونور ضريحه: وهذا يبين لنا أن الإسلام يسمى إيمان، كما يسمى إسلاماً يسمى إيماناً.
ولهذا قال ((آمركم بالإيمان؟؟)) ثم قال: ((أتدرون ما الإيمان؟ قال: شهادة إن لا إله إلا الله ... ))
فالأعمال إيمان وما في القلوب إيمان كما في حديث جبرائيل ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/73)
فالإيمان في القلوب هو الأصل، والإيمان في الجوارح فرع عن الإيمان بالقلوب، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد كله إيمان ظاهر إيمان عملي قولي وما يتعلق بالقلوب هو الأصل وهو الأساس والعقيدة فالإسلام يسمى إيماناً كقوله) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام? (ويسمى إيمان عند الإطلاق.أ. هـ
التعليق الرابع و العشرون:-
باب شهود الجنائز
بعد حديث الباب
قال العلامة الإمام الزاهد الورع بقية السلف الصالح ابن باز رحمه الله: وهذا فيه فضل إتباع الجنائز لما فيها من الذكرى والدعاء للميت وذكر الآخرة والتشييع على ذلك.
فإن إتباع الجنائز يذكر بالموت ويذكر بالآخرة فكان الأجر عليه عظيماً.
فالصلاة عليها بقيراط والصلاة مع إتباع الجنائز حتى يفرغ من دفنها قيراطان.
كل قيراط مثل جبل أحد هذا فضل عظيم كبير لمن تابع الجنائزإيماناً واحتسابا.أ. هـ
التعليق الخامس و العشرون:-
باب الحياء
بعد حديث الباب
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: ــ يعني لا تقول له دع الحياة:
هذا في الصحيحين.
يقول له الأول: ـ لا تستحي.
لا. الحياة طيب بل هو من شعب الإيمان.
لكن بعض الناس يأتى بشيء يسميه حياء وهو جبن وخور وضعف ثم يقول:أنا استحي أنكر المنكر، و يقول: استحى أن أطلب العلم، استحى أن أحضر حلقات العلم.
هذا ما هو حياء هذا جبن وعجز وخور.
لا ليس بشيء.
أما الحياء الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم: هو الحياء الذي يمنعه من الأخلاق الذميمه والصفات الذميمه وأعمال السوء هذا الحياء.
هذا الحياء الذي يؤمر به، يمنعك من الشر و يعينك على الخير هذا خلُق الانبياء والأخيار، خلق النبي صلى الله عليه وسلم.
أما حياء يمنعك من طلب العلم، يمنعك من المشي مع أهل العلم، يمنعك من زيارة الأقارب، يمنعك من الدعوة إلى الله، يمنعك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
هذا ليس بحياء.
هذا جبن وضعف وعجز وكسل ليس بشيء.أ. هـ
سؤال من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: قوله {دعه}؟؟
أي لا تنصحه لا تقول له دع الحياء فإن الحياء من الإيمان.
مداخلة من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: ــ قال السيوطي في الحاشية ((دعه)) أي أتركه على هذا الخلق السيئ ((فإن الحياء من الإيمان)) قال ابن قتيبه: معناه أن الحياء يمنع صاحبه من ارتكاب المعاصي .... ؟؟؟
قال الشيخ رحمه الله: دعه يعني لا تقل له دع الحياء. لا تعضه في ترك الحياء. خلّه يستحي يعني إذا تعوَّد على غير هذا غلط ـ غلطان ـ.أ. هـ
التعليق السادس و العشرون:-
باب الدين يسر
بعد حديث الباب
هكذا الدين جعله الله يسراً الحمد لله.
إن الدين يسر، أن مع اليسر يسراً، يسروا ولا تعسروا.
فلا يجوز التشديد بل يُعلم الدين كما جاء ولا يُعلم بالتشديد الذي يفعله الموسوسون وأشباههم.
الدين كله يسر ليس فيه مشقه (ما جعل عليكم في الدين من حرج)، (يريد الله بكم اليسر).
الصلاة يسر، الزكاة يسر والصوم يسر وهكذا فلا يقال له:- طوْل في صلاتك حتى يشق على نفسه، أو يقال له:- أخرج من الزكاة أكرم مالك، أو صم في الصيف شديد الحر تطوع.
إذا أنت ما فعلت أنت متساهل وما أشبه ذلك.
لا، يعلم الشيء الذي يناسبه من التطوعات التي ليس فيها مشقة.
لا يشق عليه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (سددوا وقاربوا .... ) (ولن يشاد الدين أحد إلاّ غلبه).
الإنسان يقول:- أنا بقوم بالدين كله جميع التطوعات يُغلب، ما يستطيع، لكن يأخذ منها ما يتيسر إذا أدى الواجب، يأخذ من الدين ما تيسر من وسط التطوعات وفي الدين كذلك لا يشدد على نفسه يعنى عليه بالوسط حتى في صلاته، و في زكاته و في صيامه وفي حجه 0
لا يكلف على نفسه مثل ما قال أبو إسرائيل: ـ نذر أن يصوم و يقف في الشمس ولا يستظل ولا يتكلم قال له النبي صلى الله عليه وسلم (مروه أن يجلس ويتكلم ويستظل ويتم صومه) 0أ0هـ
التعليق السابع و العشرون:-
باب أحب الدين عند الله عز وجل
بعد حديث الباب
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: يعني وإن قل ـ مثل مافي الرواية الأخرى ((أحب العمل إلى الله مادام عليه صاحبه)) وإن قل.
ركعة دائمة في الليل أو ثلاث ركعات كل ليلة أحسن من كونه ليله يوتر وليلة لا يوتر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/74)
كونه يداوم على ركعة أو ثلاث أو خمس أحسن من كونه بعض الليالي توتر بإحدى عشر ركعة وبعض الليالي ما يوتر.أ. هـ
التعليق الثامن و العشرون:-
باب الفرار بالدين من الفتن
بعد حديث الباب
قال الإمام الحجة بقية السلف الصالح ابن باز قدس الله سره: الفتن التي قد يخشى على نفسه منها فتن الشبهات وفتن القتال والنزاع.
إذا رأى إنه يفر بدينه إلى محل بعيد فهذا خير له، مثل مافي الحديث الآخر قيل يا رسول الله ((أي الناس أفضل ـ كما روى البخاري رحمه الله قال صلى الله عليه وسلم ((مؤمن مجاهد في سبيل الله)) قيل: ثم من؟؟ قال: ((مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع الناس من شره)).
هذا محمول عند العلماء عند الفتن وعند الخوف على نفسه.
مداخلة: ـ هل يشمل الشبهات والشهوات؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله: نعم إذا كان في محل يخشى على نفسه.
التعليق التاسع و العشرون:-
باب مثل المنافق
بعد حديث الباب
قال الشيخ ابن باز نور الله ضريحه: قبحَه الله.
مثل قبيح له مثل ما قال الله فيهم (مذبذبين بين ذلك) هذه هي صفة المنافق، مذبذبين مرة مع هؤلاء ومره مع هؤلاء إن رأى المؤمنين انتصروا صار معهم وإن رأى الكفار انتصروا صار مع الكفار، ماله دين يضبطه بل هو مذبذب يعنى حائر مع من غلب 0
نسأل الله السلامة 0أ0هـ
التعليق الثلاثون:-
باب مثل الذي يقرأ القرآن من مؤمن ومنافق
بعد حديث الباب
قال الشيخ العلامة باز السنة وناصرها بحر العلوم بديع الزمان رحمه الله تعالى:-
مثال عظيم.
المؤمن يقرأ القرآن له شأن عظيم مثل الأترجه طعمها طيب وريحها طيب وهكذا المؤمن إن تكلم تكلم بالخير إما بقراءة القرآن وإما بدعوة إلى الله وإما بأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، فهو في خير، كلامه خير،وعمله خير.
والذي لا يقرأ العامي مثل التمرة طعمها طيب ولكن ليس لها ريح0
ما عنده دعوة ولا عنده توجيه وتعليم يكون عامي ما عنده علم 0
أما المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة لها ريح طيب وهو وما يسمع من القرآن منه والكلام الطيب 0
وطعمها مرّ، قلبه خبيث لكن إذا تكلم بالخير وتكلم بالقرآن هذا طيب مثل ريح الريحانه ولكن داخله خبيث 0
كطعم الريحان الخبيث 0
والمنافق الذي لا يقرأ القران لا خير فيه لا كذا ولا كذا لا ينفع الناس بكلام ولا بغيره 0
كالحنظلة نسأل الله العافية0 أ. هـ
التعليق الحادي و الثلاثون:-
باب علامة المؤمن
بعد أحاديث الباب
قال الشيخ العلامة الحجة الثقة الثبت عبد العزيز بن باز رحمه لله تعالى وغفر له:-
هذا أمر عظيم0
قوله (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه):-
يحب لأخيه العلم، يحب له الاستقامة، يحب له الأولاد الصالحين، يحب له الزوجة الصالحة، يحب له الكسوة الطيبة، يحب له السمعة الحسنة هذا مقتضى الإيمان 0
قوله (يقاتل الناس ... ):-
الله أكبر. هذا رواه البخاري رحمه الله تعالى (من صلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا وأستقبل قبلتنا فلهو ذلك وعليه ما علينا). أ. هـ
انتهى كلام شمس الأئمة وحافظ الوقت أسد السنة وقامع البدعة أبي عبد الله عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى وغفر له وأسكنه فسيح جنانه. آمين
هذا آخر التعليق على كتاب الإيمان من سنن الإمام النسائي رحمه الله تعالى 0
وفق الله الجميع إلى مايحبه ويرضاه 0
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزا الله خيراً شيخنا الشيخ العلامة الإمام الحجة عبد العزيز بن باز غفر الله له وأسكنه الفردوس الأعلى وجزاه عن الأمة خير الجزاء 0
اللهم إغفر له ورحمه وجازه بالحسنات إحساناً وأرفع درجته في العليين
مع الأنبياء والصديقين والشهداء
للرفع
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:35 م]ـ
للرفع
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[19 - 03 - 04, 10:51 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم على هذه التفريغات المفيده ونحن نتابعها فبارك الله فيك واجزل لك الأجر والمثوبه.
اخوك
ابو فهد
ـ[طالب النصح]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:23 م]ـ
جزاك الله خيراً وجعل ربي جهدك في موازين حسنتك ...
وأنا متابع لفوائدك في تعليقات سماحة الشيخ عبدالعزيز يرحمه الله على كتاب الخيل ...
جزاك الله خيراً .. وسدد ربي خطاك، وهداك وبتوفيقه رعاك ..
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[04 - 05 - 04, 05:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أرحم شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز وأرفع درجته في المهديين
للرفع
(29/75)
هل من دال على دروس الشيخ عبد الله السعد وموقعه
ـ[ابو الاسعاد خالد المغربي]ــــــــ[12 - 03 - 04, 07:04 ص]ـ
هل من دال على دروس الشيخ عبد الله السعد وموقعه ودمتم سالمين
ـ[ايوب]ــــــــ[13 - 03 - 04, 04:40 ص]ـ
http://www.islamway.com/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=372
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 03:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان يوجد على موقع الصحوة-قسم الصوتيات مجموعة مميزة من المحاضرات الصوتية للشيخ السعد منها شرح كتاب التمييز للامام مسلم ومحاضرات في الجرح و التعديل و نقاش الشيخ الالباني و شرح الاصول الثلاثة و غيرها، غير أني لم أتمكن من الدخولعلى قسم الصوتيات في الاسابيع الثلاثة الاخيرة لخلل في تلك الصفحة
اضغط هنا ( http://www.sahwah.net/mag/modules/news/)
وقد و عدت الشبكة التالية بنشر و نقل محضرات الشيخ السعد قريبا
اضغط هنا ( http://liveislam.com/series/trajm.html)
(29/76)
حكم الإشتراك في الجمعيات
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[12 - 03 - 04, 07:58 ص]ـ
سألني أحد الإخوة عن حكم الإشتراك في الجمعيات فوعدته بالبحث عن هذه المسألة فوصلت بعد البحث إلى نتائج أردت أن يستفيد منها الأخوة في الملتقى و يفيدوني كذلك بإيضاح أو زيادة أو رد مشكورين
حكم الإشتراك في الجمعيات
المسألة الأولى: حكم هذه الجمعيات
صورة هذه الجمعيات أن يجتمع مجموعة من الأشخاص على دفع مبلغ شهري يأخذ هذا المبلغ المجموع كل شهر واحد من المساهمين
و هذه الجمعيات جائزه لقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة و هذه الجمعيات من باب التعاون على البر و التقوى.
و لأن الأصل في المعاملات الحل و هذه من المعاملات و الأصل في المعاملات البحث عن دليل التحريم لا دليل الجواز لقوله تعالى {قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (145) سورة الأنعام.
المسألة الثانية: هل هذه تدخل في تحريم القرض إذا جر منفعة
هذه الصورة لا تدخل في حكم القرض إذا جر منفعة لأن المراد بالتحريم في القرض الذي جر منفعة هو وجود منفعة زائدة على القرض و هذا هو الربا و أما إذا ردت هذه المنفعة كما في هذه الجمعيات حيث ترد هذه المنفعة إذا حان دور كل مساهم فلا يكون فيه أي زيادة فكل يأخذ القرض و معه المنفعة ثم ترد هذه المنفعة إلى صاحبها في وقته فجاز استعارة المنافع كما جاز استعارة الأعيان فلو أن شخصا قال لصحابه هلا سمحت لي بأن أسكن دارك هذا العام على أن أسكنك داري في العام المقبل أو اسكنك داري متى ما احتجت لذلك جاز و لا يكون هذا محرما بل من حرم مثل هذا لم يعلم حقيقة المراد بحرمة القرض الذي جر منفعة و هذه الصورة أشبه ما تكون بالسفتجه حيث يتنفع كلاهما من الآخر قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في السفتجه (الصحيح الجواز لأن المقترض رأى النفع بأمن خطر الطريق فى نقل دراهمه الى ذلك البلد و قد انتفع المقترض أيضا بالوفاء في ذلك البلد و أمن خطر الطريق فكلاهما منتفع بهذا الاقتراض و الشارع لا ينهى عما ينفعهم و يصلحهم و إنما ينهى عما يضرهم).
المسألة الثالثة:
بمن يبدأ في أخذ الجمعية؟
الأصل أنه إذا تساوت الحقوق سواء كانت في المنافع أو الأعيان يلجأ إلى القرعة قال شيخ الإسلام بن تيمية (فان القرعة انما تكون مع استواء الحقوق وعدم امكان تعيين واحد وعلى نوعين
احدهما ان لا يكون المستحق معينا كالمشتركين اذا عدم المقسوم فيعين لكل واحد بالقرعة وكالعبيد الذين جزأهم النبى ثلاثة اجزاء وكالنساء الاتى يريد السفر بواحدة منهن فهذا لانزاع بين القائلين بالقرعة انه يقرع فيه.
والثانى ما يكون المعين مستحقا فى الباطن كقصة يونس والمتداعيين وكالقرعة فيما اذا اعتق واحد بعينه ثم انسيه وفيما اذا طلق امراة من نسائه ثم انسيها او مات او نحو ذلك فهذه القرعة فيها نزاع واحمد يجوز ذلك دون الشافعي).
ثم لو رأى المساهمون أن أحدهم يحتاج إلى هذه الجمعية أكثرهم من غيرهم و تنازلوا و قدموه لجاز بل هو مما يثابون عليه لقول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة …).
و هو حق لهم فجاز للمسلم أن يتنازل عن حقه لقول النبي صلى الله عليه و سلم (لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب نفس منه).
المسألة الرابعة:
هل هذا المال تجب فيه الزكاة؟
نعم هذا المال تجب فيه الزكاة لأنه مملوك لصاحبه مقدرو عليه و إن كان لأجل و المقترض غير مماطل قادر على دفع الأقساط شهريا و ذلك إذا بلغ نصابا و حال عليه الحول.
المسألة الخامسة: هل يأخذ من نظم هذه الجمعية ثمنا مقابل تنظيمه لهذه الجمعية؟
من نظم هذه الجمعية و قام عليها سواء كان مشتركا في هذه الجمعية أم لا و ذلك بأن يجمع الأقساط الشهرية للجمعية و يرتب الدور بالنسبة للمشتركين و يحفظ المال هذا لاشك أنه قدم منفعة للمشتركين فجاز له أخذ مقابل لهذه المنفعة سواء هذا المقابل من مال الجمعية أو مبلغ خارج الجمعية يدفعه له المشتركون و هذا لا علاقة له بالربا المحرم.
و الله اعلم
و قد سمعت شريط للشيخ بن عثيمين رحمه الله سأل عن هذه المسألة فأجاب بإجمال تقريبا بمثل ما توصلت إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/77)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[12 - 03 - 04, 09:25 ص]ـ
و لقد ذكر لي أحد أن الشيخ عبد الرحيم الطحان يحرم مثل هذه الجمعيات و لم يذكر لي أدلة الشيخ
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[12 - 03 - 04, 11:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[المستفيد7]ــــــــ[12 - 03 - 04, 07:32 م]ـ
تجد بحث هذه المسالة في:
1 - جميعة الموظفين تاليف أ. د. عبدالله بن عبد العزيز الجبرين وقد استوفى الكلام فيها واعطى البحث حقه وهي من طبع دار عالم الفوائد.
2 - في مسالة المنفعة في القرض وتحقيق القول فيها رسالة جامعية
تجد خلاصتها على هذا الرابط:
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?artid=2734&catid=75
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 03 - 04, 09:03 م]ـ
http://www.alfuzan.net/islamLib/viewchp.asp?BID=358&CID=11#s2
وجهة نظر حول التقارض بين الجماعة من الموظفين
الشيخ صالح الفوزان
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه.
فقد جرت عادة بعض الموظفين أن يدفع كل واحد منهم مبلغًا محددًا من المال , ثم مجموع المبالغ يأخذه واحد منهم بالدور على شكل قرض , وبعضهم يشترط أن من مات بعد أخذ هذه المبالغ؛ فإنها تسقط عنه , ولا يطالب ورثته بشيء منها.
وهذه المعاملة يجتمع فيها عدة محاذير , كل واحد منها يقتضي تحريمها , وهي:
1 – أن كل واحد يدفع ما يدفع بصفة قرض مشروط فيه قرض من الطرف الآخر فهو قرض جر نفعًا.
2 – أنه شرط عقد , فهو بيعتان في بيعة المنهي عنه في الحديث.
3 – أن في ذلك مخاطرة , بحيث لو مات المدين لزملائه , أو نقل من العمل في الجهة التي تعامل مع زملائه فيها تلك المعاملة إلى العمل في جهة أخرى , أو فُصل من الوظيفة , أو تقاعد؛ لضاع على زملائه حقهم الذي لديه , أو صعبت مطالبته به. وننقل بعض أقوال العلماء حكم نظير هذه المعاملة:
1 – قال في " المغني " (4/ 355)
" وإن شرط في القرض أن يؤجره داره أو يبيعه شيئًا أو أن يقرضه المقترض مرة أخرى؛ لم يجز؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع وسلف , لأنه شرط عقد في عقد؛ فلم يجز؛ كما لو باعه داره بشرط أن يبيعه الآخر داره " انتهى.
" ومثله في الشرح الكبير " (2/ 483)
2 – سُئل سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله: ما حكم الإقراض على أن يرد ذلك المبلغ خلال مدة معينة؛ ومن ثم يقرضك مثل هذا المبلغ لنفس المدة الأولى؟ وهل يدخل هذا تحت حديث: (كل قرض جر نفعًا؛ فهو ربا)؟ علمًا بأني لم أرد زيادة.
فأجاب: " هذا قرض لا يجوز؛ لكونه قرضًا قد شُرط فيه نفع , وهذا القرض الآخر , وقد أفتى جماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يدل على ذلك.
أما الحديث المذكور، وهو: (كل قرض جر نفعًا فهو ربًا) , فهو ضعيف , ولكن العمدة على فتوى الصحابة في ذلك , وعلى إجماع أهل العلم على منعه , والله أعلم " انتهى من جزء الفتاوى الذي نشرته مؤسس الدعوة الإسلامية الصحفية عام (1408 هـ).
3 – وقال في " الإقناع وشرحه " (3/ 260): وإن شرط المقترض؛ لم يجز؛ لإفضائه إلى فوات المماثلة , أو شرط أحدهما على الآخر أن يبيع أو يؤجره أو يقرضه؛ أو قرضه؛ لم يجز ذلك؛ لأنه كبيعتين في بيعة المنهي عنه " اهـ المقصود منه.
4 – وقال ابن هبيرة في " الإفصاح " (1/ 361 – 162)
" واختلفوا فيما إذا اقترض رجل من آخر قرضًا؛ فهل يجوز له أن ينتفع من جانبه بمنفعة لم تجر بها عادة، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد: لا يجوز , وهو حرام. وقال الشافعي: إذا لم يشترط؛ جاز. واتفقوا على تحريم ذلك مع اشتراطه , وأنه لا يحل ولا يسوغ بوجه ما " اهـ.
5 – وقال المرداوي في " الإنصاف " (5/ 131):
" أما شرط ما يجر نفعًا أو أن يقضيه خيرًا منه؛ فلا خلاف في أنه لا يجوز " اهـ.
6 – وقال في متن " الزاد ":
" ويحرم كل شرط جر نفعًا ".
7 – وقال الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -:
" فاشتراط القرض في عقد المساقات يفسدها؛ لدخوله في الحديث: (كل قرض جر نفعًا فهو ربًا) , وعلة المنع ظاهرة؛ لأنه لولا هذا القرض ابتداء من صفحة (123) إلى صفحة (160) من الجزء بالخامس من " مجموع الفتاوى " , ونقل كلام أهل العلم من مختلف المذاهب , وأقوال شُراح الحدث والمفسرين في هذه المسألة.
8 – قال العلامة ابن القيم في بيان الغرر المنهي عنه؛ قال.
" لأن الغرر تردد بين الوجود والعدم , فنهى عن بيعه؛ لأنه من جنس القمار الذي هو الميسر , والله حرم ذلك؛ لما فيه من أكل المال بالباطل وذلك من الظلم الذي - حرمه الله تعالى - وهذا إنما يكون قمارًا إذا كان أحد المتعارضين يجعل له مال الآخرة قد يحصل له وقد لا يحصل , فهذا هو الذي لا يجوز " اهـ. من " زاد المعاد " (4/ 268).
وهذا ينطبق على ما لو تعذر الاستيفاء في مسألتنا من أحد المتقارضين؛ لموت , أو انتقال من الوظيفة؛ كما ذكرنا.
وبناء على ما سبق؛ فإن هذه المعاملة محرمة لا يجوز فعلها.
والله الموفق.
وأما الشبهة التي احتج بها من أجاز هذه المعاملة ووهي أن المنفعة مشتركة بين الأطراف المتقارضين , والمنفعة إنما تحرم إذا كانت مختصة بالمقرض.
- فالجواب عنها من وجوه:
الوجه الأول: أن الحديث والقاعدة المجمع عليها في أن " كل قرض جر نفعًا؛ فهو ربًا " لم يخصصا التحريم بما إذا كان النفع من طرف واحد.
الوجه الثاني: أن الذين خصصوا هذا التخصيص إنما ذكروه في مسألة السفتجة , والسفتجة ليس فيها تقارض من الطرفين , وإنما فيها قرض من طرف واحد , وذلك بأن يُقرضه دراهم , على أن يرد عليه بدلها من بلد آخر؛ ليسلم من خطر الطريق , هذا ينتفع بالدراهم , وهذا ينتفع بالأمن من خطر الطريق , والقرض من طرف واحد.
وقولهم: " إن هذا من باب التسديد وليس من باب التقارض ".
- نقول: هذا إنما يُتصور لو كان هذا العمل ينتهي عندما يتكامل عدد الجماعة , لكنه يبدأ مرة ثانية من جديد , فيكون تقارضًا.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/78)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 12:49 ص]ـ
قول الشيخ الفوزان:
(أن كل واحد يدفع ما يدفع بصفة قرض مشروط فيه قرض من الطرف الآخر فهو قرض جر نفعًا)
ذكرت سابقا أن المنفعة المتبادلة لا تدخل في هذا الباب لأن كل مشارك يأخذ القرض و المنفعة أما المحرم فهو أخذ زيادة سواء مال أو منفعة من دون مقابل فهذا يدخل في الربا لذا ذكرت أن من ادخل هذه المسألة في باب الربا لم يعلم حقيقة القرض الذي جر منفعة و نقلت كلام شيخ الإسلام و أردت بذلك أن أبين أن المنافع المتبادلة لا تدخل في التحريم حتى لو كانت من ضمن القروض فكل يسلم على رأس ماله من غير زيادة مع وجود تبادل المنافع من الطرفين فلا وكس و لا شطط أليس كذلك؟؟؟.
فيجب أن نعرف حقيقة التحريم في ربا الفضل ثم نعرف بعد ذلك ما يدخل في ربا الفضل المحرم و ما لا يدخل فيه من الصور.
فالمتدبر في الأدلة المحرمة لربا الفضل أنه أخذ زيادة مع القرض من دون مقابل لهذه الزيادة و إلا لو أخذ المقترض من المقرض زيادة منفعة أو سلعة مقابل هذه الزيادة لجاز و كذلك هذه المنفعة و هي أن يقرضه إذا أقترض منه جاز لأن المنفعه متبادلة و رأس المال رد إلى صاحبه من غير زيادة من جنسه و لا من غير جنسه.
ثم إن هذا التبادل من الإرفاق بين المشتركين كما أن القرض من الإرفاق و الله تعالى لم ينه عما ينفع الناس و إنما نهى عما يضرهم.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 06:38 ص]ـ
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (و لو أجره حنطة أو نحوها لينتفع بها ثم يرد اليه مثلها مع الاجرة فهذا هو القرض المشروط فيه زيادة على المثل و هذا النزاع اذا اكراه بقيمة المثل و أقرضه القوة و نحوها مما يستعين به المكتري كما لو أكراه حانوتا ليعمل فيه صناعة أو تجارة و أقرضه ما يقيم به صناعته أو تجارته
فأما ان أكراه بأكثر من قيمة المثل لأجل القرض فهذا لا خير فيه بل هو القرض الذي يجر الربا).
و مراد الشيخ أن القرض إذا جر منفعة و كانت المنفعة مثلها يستحق المقابل فهذا فيه خلاف بين أهل العلم.
و أما إذا كانت المنفعة التي جرها القرض لا تستحق مقابلها و إنما القرض دفع المقترض إلى دفع زيادة على قيمتها فهذا هو القرض الذي جر منفعة فدخل في ربا الفضل.
و صورتنا هذه هي من النوع المتنازع فيه هل هو يدخل في القرض الذي جر منفعة فدخل في باب الربا أم هو من باب تبادل المنافع لأن المقرض لم يؤخذ أكثر من حقه و المقترض لم يحابيه و يزيده على ما يستحق لذا ما نقل من إجماعات لا تدخل فيه الصورة التي ذكرناها فلا وجه لإيرادها.
و أوردت كلام شيخ الإسلام هذا حتى لا يظن ظان أن مسألتنا هذه مجمع على تحريمها بل هي مما تنازع أهل العلم فيها لذا كان المرجع فيها إلى الدليل عند الترجيح.
و كنت قد نقلت مسألة السفتجه و الخلاف فيها و ترجيح شيخ الإسلام بن تيمية.
و أما قاعدة (أيما قرض جر منفعة فهو ربا) و فهمها على إطلاقها بأن أي قرض جر منفعة حتى لو كانت المنفعة متبادلة مردودة بمثلها فهذا الفهم غير مجمع عليه كما أوردنا مسألة السفتجه و هي بلا شك قرض جر منفعة بحيث انتفع المقرض مؤونة التنقل و السفر و التحمل و خطر الطريق فكيف يقال بأنه لم يجر منفعة ثم كذلك المسألة التي ذكرها شيخ الإسلام و هي من أكرى حانوتا لشخص بثمن المثل و أقرضه مالا ليتاجر بها في الحانوت تدخل كذلك في هذه القاعدة و مع ذلك اختلف أهل العلم في تحريمها.
و أما المسألة المجزوم بدخولها في هذه القاعدة هي مسألة الإكراء بأكثر من ثمن المثل أو تكون المنفعة جرت عن طريق القرض من غير مقابل لها من المقترض.
ثم قوله (الوجه الثاني: أن الذين خصصوا هذا التخصيص إنما ذكروه في مسألة السفتجة , والسفتجة ليس فيها تقارض من الطرفين , وإنما فيها قرض من طرف واحد , وذلك بأن يُقرضه دراهم , على أن يرد عليه بدلها من بلد آخر؛ ليسلم من خطر الطريق , هذا ينتفع بالدراهم , وهذا ينتفع بالأمن من خطر الطريق , والقرض من طرف واحد.)
ما الفرق بين التقارض من الطرفين أو من طرف واحد ما دام القرض جر منفعة و أنت ترى أن القرض متى ما جر منفعة حرم فالمنفعة وجدت سواء مع التقارض أو مع السفتجه فإذا جاز في السفتجه الإنتفاع من هذا القرض فما المانع من الإستفادة منه في التقارض فلا فرق مؤثر بين الصورتين فالمقترض في السفتجه استفاد من المقرض بسبب القرض و المقترضان في تبادل التقارض انتفعا من بعضهما البعض من غير أخذ زيادة من غير مقابل بل لعل السفتجه إلى التحريم منها أقرب من التقارض المتبادل لأن في السفتجه حصل المقترض على منفعة من قرضه و هي أمن الطريق على ماله و ثمن مؤونة التحمل و ضمن رأس ماله و مع ذلك تنازع العلماء في تحريمه بينما التقارض المتبادل انتفع كل منهما من الآخر مع بقاء رأس مال كل منهما ثابتا فمن باب أولى أن يختلف أهل العلم في تحريم مثل هذه الصورة.
فبطل هنا الإستدلال بالإحماع على تحريم الصورة الت ذكرنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/79)
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 07:15 ص]ـ
و أما قول الشيخ (أن في ذلك مخاطرة , بحيث لو مات المدين لزملائه , أو نقل من العمل في الجهة التي تعامل مع زملائه فيها تلك المعاملة إلى العمل في جهة أخرى , أو فُصل من الوظيفة , أو تقاعد؛ لضاع على زملائه حقهم الذي لديه , أو صعبت مطالبته به).
فحكم هذا التقارض حكم الدين و كل ما ذكر يلزم يلزم الدين كما يلزم التقارض المتبادل.
فأما مسألة موت المدين فكذلك يلزم في الدين فلو مان المقترض فهل يسقط حق المقرض بسبب موت المقترض.
و أما مسألة نقله من العمل أو فصله من الوظيفة أو تقاعده فمسألتنا أعم من مجرد اجتماع موظفي دائرة معينة على جمعية بل المراد اجتماع مجموعة من الناس على مثل هذه الجمعيات و بيان حكمها.
ثم لو فرض جوازها فه مثل هذه الإيرادات تدل على تحريم مثل هذه الجمعيات.
فلنفرض أن موظفا في دائرة معينة اقترض من أحد الموظفين قرضا ثم فصل المقترض من علمه أو تقاعد أو نقل من عمله فهل يصعب على المقرض المطالبة بحقه و هذا يلزم أن أصل الإقتراض حرام لوجود مثل هذه المخاطر.
و العجب أن الشيخ نقل كلاما لابن القيم رحمه الله في تحريم الغرر فقال (قال العلامة ابن القيم في بيان الغرر المنهي عنه؛ قال.
" لأن الغرر تردد بين الوجود والعدم , فنهى عن بيعه؛ لأنه من جنس القمار الذي هو الميسر , والله حرم ذلك؛ لما فيه من أكل المال بالباطل وذلك من الظلم الذي - حرمه الله تعالى - وهذا إنما يكون قمارًا إذا كان أحد المتعارضين يجعل له مال الآخرة قد يحصل له وقد لا يحصل , فهذا هو الذي لا يجوز " اهـ. من " زاد المعاد " (4/ 268).
وهذا ينطبق على ما لو تعذر الاستيفاء في مسألتنا من أحد المتقارضين؛ لموت , أو انتقال من الوظيفة؛ كما ذكرنا.).
فنقول للشيخ ثبت العرش ثم انقش أثبت أن هذا من الغرر أو من القرض الذي لا يمكن استيفاءه ثم احكم عليه و أنزل كلام ابن القيم ثم كما ذكرنا لو صح هذا الأمر لكان لازما فقط لصورة معينة و هي صورة الموظفين في دوائرهم و لا تكون حكما عاما على جميع الجمعيات و مع ذلك هذا الكلام غير صحيح كما ذكرنا أن هذا تصور غير صحيح و أن مثل هذا ممكن استيفاءه كما أمكن استيفاء الدين المحض و يلزمه ما يلزمه.
ثم لو قلنا بتوثيق مثل هذه الجمعيات و كتابتها و إلزام من دخل هذه الجمعيات بالدفع حتى لو فصل من عمله أو تقاعد أو انتقل و متى ما استوفي منه الحق جاز له بعد ذلك الخروج من هذه الجمعية او الإستمرارا فهل يزول هنا هذا المحظور أم لا؟؟؟.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 07:41 ص]ـ
وقال ابن هبيرة في " الإفصاح " (1/ 361 – 162)
" واختلفوا فيما إذا اقترض رجل من آخر قرضًا؛ فهل يجوز له أن ينتفع من جانبه بمنفعة لم تجر بها عادة، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد: لا يجوز , وهو حرام. وقال الشافعي: إذا لم يشترط؛ جاز. واتفقوا على تحريم ذلك مع اشتراطه , وأنه لا يحل ولا يسوغ بوجه ما " اهـ.
وقال المرداوي في " الإنصاف " (5/ 131):
" أما شرط ما يجر نفعًا أو أن يقضيه خيرًا منه؛ فلا خلاف في أنه لا يجوز " اهـ.
إجماع بن هبيرة خاص فيمن اقترض قرض
لا شك في صحة الإجماع على أن القرض إذا جر منفعة من غير مقابل و كذلك على
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 07:51 ص]ـ
وقال ابن هبيرة في " الإفصاح " (1/ 361 – 162)
" واختلفوا فيما إذا اقترض رجل من آخر قرضًا؛ فهل يجوز له أن ينتفع من جانبه بمنفعة لم تجر بها عادة، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد: لا يجوز , وهو حرام. وقال الشافعي: إذا لم يشترط؛ جاز. واتفقوا على تحريم ذلك مع اشتراطه , وأنه لا يحل ولا يسوغ بوجه ما " اهـ.
وقال المرداوي في " الإنصاف " (5/ 131):
" أما شرط ما يجر نفعًا أو أن يقضيه خيرًا منه؛ فلا خلاف في أنه لا يجوز " اهـ.
إجماع بن هبيرة خاص فيمن اقرض قرضا و اشترط على المقترض منفعة معينة من غير مقابل و هذا لا نخالف فيه بل نرى انه متى ما استفاد منه منفعة حتى لو كانت من غير شرط و لم تجر بها العادة فهي داخلة في تحريم القرض إذا جر منفعة.
و من هذا الباب اجماع كذلك اجماع المرداوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/80)
ثم إن استدلال الشيخ بهذا الإجماع في محل الخلاف استدلال غير صحيح و لا وجه لإيراد هذا الإجماع مع وجود الخلاف في هذه المسألة و الشيخ ذكر هذا الخلاف بإيراده مسألة السفتجه.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[24 - 03 - 04, 01:44 م]ـ
و أما الإحتجاج بالحديث (نهى رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم – عن بيعتين في بيعة) و الحديث صححه النووي و الألباني و الوادعي.
هذا الحديث فهمه أهل العلم على عدة وجوه منها:
ما يسمى اليوم بيع التقسيط و هو أن يقول مثلا هذه السلعة نقدا بألف دينار و و نسيئة بألف و خمسمائة.
و أكثر اهل العلم حرم هذا البيع لأن ثمن السلع مجهول و لكن لو اتفقا على ثمن معين نسيئة أو نقدا لم يدخل هذا في التحريم.
و هذه الصورة سواء علم الثمن أو لم يعلم لا تدخل في الحديث لأن على التحريم هنا الجهل بالثمن لا وجود بعتين في بيعة و إنما هي بيعة واحدة و لكن لم يتم الإتفاق على ثمن المبيع فعلى التحريم هي جهالة الثمن لا وجود بيعتين و قد رد ابن القيم رحمه الله على من قال بدخول هذه الصورة في الحديث.
و من هذه الصور ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله (وسئل رحمه الله
عن رجل تداين دينا فدخل به السوق فاشتري شيئا بحضرة الرجل ثم باعه عليه بفائدة هل يجوز ذلك أم لا
فأجاب الحمد لله هذا على ثلاثة أوجه .....
(و الثاني (أن يشتريها منه على أن يعيدها إليه فهذا أيضا لا يجوز فقد دخلت أم و لد زيد بن أرقم على عائشة فقالت يا أم المؤمنين انى ابتعت من زيد بن أرقم غلاما الى العطاء بثمانمائة درهم نسيئة ثم ابتعته منه بستمائة نقدا فقالت لها عائشة بئس ما شريت و بئس ما اشتريت أخبري زيدا أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الا أن يتوب و قال النبى صلى الله عليه و سلم (من باع بيعتين فى بيعة فله أو كسهما أو الربا (و سئل ابن عباس عن ذلك فقال دراهم بدراهم دخلت بينهما حريرة و قال أنس بن مالك هذا مما حرم الله و رسوله.) و علة تحريم مثل هذه الصورة هي عينها على تحريم ربا الفضل و هي وجود زيادة على رأس المال و لكن بحيلة محرمة فيتفقا على أن يبيعه سلعة مثلا بألف دينار ثم يشتريها منه نقدا بثمانمائة أي بأقل من الثمن المؤجل فيبقى له بالأجل فرق الثمنين و هو مئتا دينار و هذه الزيادة هي الزيادة المحرمة التي حكمها حكم ربا الفضل و إن كانت بحيلة و لكن حيلة محرمة.
و هنا صورة أخرى قد أختلف أهل العلم في مشروعيتها و هي مسألة التورق و هي أن يشتري سلعة معينة بأكثر من ثمنها لحاجته للنقد ثم يبيعها بأقل من ثمنها قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (و الوجه الثالث أن يشتري السلعة سرا ثم يبيعها للمستدين بيانا فيبيعها أحدهما فهذه تسمى (التورق (لأن المشتري ليس غرضه فى التجارة و لا في البيع و لكن يحتاج الى دراهم فيأخذ مائة و يبقى عليه مائة و عشرون مثلا فهذا قد تنازع فيه السلف و العلماء و الأقوى ايضا أنه منهي عنه كما قال عمر بن عبدالعزيز ما معناه أن التورق أصل الربا فان الله حرم أخذ دراهم بدراهم أكثر منها الى أجل لما في ذلك من ضرر المحتاج و أكل ماله بالباطل و هذا المعنى موجود فى هذه الصورة و انما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرىء ما نوى).
و أما إدخال صورة التقارض المتبادل فلا أعرف ما هو وجه أدخالها في هذا الحديث فالملاحظ أن الصور التي ذكرها أهل العلم خاصة في التبايع و هذا من المعاوضات و المعاوضات إما معاوضة عين يعين أو منفعة بمنفعة أو عين بمنفعة أو منفعة بعين.
فلو قلنا بأنه بيع فيكون بيعة واحدة لا بيعتين لأنه من تبادل منفعة مباحة بمنفعة مباحة و هذا جائز بإجماع أهل العلم و هي بيعة واحدة هنا لا بيعتين.
و إن قيل أنها ليس ببيع فما وجه إدخالها في في الحديث إلا أن يقال بأنها تدخل في معنى الحديث و لو فرض صحة ذلك نقول هذه صفقة واحدة لا صفقتين و هذه الصفقة تضمنت اتفاق على تبادل المنافع عن طريق القرض و هذا لا يمنع منه الشارع و ما منعه الشارع كما في صورة القرض الذي جر منفعة إنما هي حصول زيادة للمقرض من غير مقابل منه للمقترض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/81)
و مما يدل على أن صورة التقارض المتبادل لا تدخل في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن صح الحديث (فله أوكسهما أو الربا) و معلوم أن في صورتنا هذه ليس فيها أي ربا فالمقرض و المقترض يسلمان على رأس مالهما و كل يستفيد من الآخر منفعة.
و ليس للمقرض أقل الصفقتين لأنها أصلا صفقة واحدة لا صفقتين فلا يقال إذا أنه له أقل الصفقتين فدل على أن هذه الصورة المتنازع عليها ليست داخلة في نص الحديث.
قال ابن القيم رحمه الله (وقوله في الحديث المتقدم من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا هو منزل على العينة بعينها قاله شيخنا لأنه بيعان في بيع واحد فأوكسهما الثمن الحال وإن أخذ بالأكثر وهو المؤجل أخذ بالربا
فالمعنيان لا ينفكان من أحد الأمرين إما الأخذ بأوكس الثمنين أو الربا وهذا لا يتنزل إلا على العينة).
و قال رحمه الله (الدليل السادس ما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة عن النبي قال من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا
وللعلماء في تفسيره قولان أحدهما أن يقول بعتك بعشرة نقدا أو عشرين نسيئة وهذا هو الذي رواه أحمد عن سماك ففسره في حديث ابن مسعود قال نهى رسول الله عن صفقتين في صفقة قال سماك الرجل يبيع الرجل فيقول هو علي نساء بكذا وبنقد بكذا
وهذا التفسير ضعيف فإنه لا يدخل الربا في هذه الصورة ولا صفقتين هنا وإنما هي صفقة واحدة بأحد الثمنين
والتفسير الثاني أن يقول أبيعكها بمائة إلى سنة على أن أشتريها منك بثمانين حالة وهذا معنى الحديث الذي لا معنى له غيره وهو مطابق لقوله فله أوكسهما أو الربا فإنه إما أن يأخذ الثمن الزائد فيربي أو الثمن الأول فيكون هو أوكسهما وهو مطابق لصفقتين في صفقة
فإنه قد جمع صفقتي النقد والنسيئة في صفقة واحدة ومبيع واحد وهو قصد بيع دراهم عاجلة بدراهم مؤجلة أكثر منها ولا يستحق إلا رأس ماله وهو أوكس الصفقتين فإنه أبي إلا الأكثر كان قد أخذ الربا
فتدبر مطابقة هذا التفسير لألفاظه وانطباقه عليها
ومما يشهد لهذا التفسير ما رواه الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي أنه نهى عن بيعتين في بيعة وعن سلف وبيع فجمعه بين هذين العقدين في النهي لأن كلا منهما يؤول إلى الربا لأنهما في الظاهر بيع وفي الحقيقة ربا).
و قال رحمه الله (فنقول نظير هذا نهيه عن صفقتين في صفقة وعن بيعتين في بيعة
فروى سماك عن عبدالرحمن ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه قالنهى رسول الله عن صفقتين في صفقة
وفي السنن عن أبي هريرة عن النبي من باع بيعتين في بيعه فله أوكسهما أو الربا
وقد فسرت البيعتان في البيعة بأن يقول أبيعك بعشرة نقدا أو بعشرين ونسيئة هذا بعيد من معنى الحديث من وجهين
أحدهما أنه لا يدخل الربا في هذا العقد
الثاني أن هذا ليس بصفقتين إنما هو صفقة واحدة بأحد الثمنين
وقد ردده بين الأوليين أو الربا
ومعلوم أنه إذا أخذ بالثمن الأزيد في هذا العقد لم يكن ربا
فليس هذا معنى الحديث
وفسر بأن يقول خذ هذه السلعة بعشرة نقدا وآخذها منك بعشرين نسيئة وهي مسألة العينة بعينها
وهذا هو المعنى المطابق للحديث
فإنه إذا كان مقصوده الدراهم العاجلة بالآجلة فهو لا يستحق إلا رأس ماله وهو أوكس الثمنين فإن أخذه أخذ أوكسهما وإن أخذ الثمن الأكثر فقد أخذ الربا
فلا محيد له عن أوكس الثمنين أو الربا
ولا يحتمل الحديث غير هذا المعنى وهذا هو بعينه الشرطان في بيع
فإن الشرط يطلق على العقد نفسه
لأنهما تشارطا على الوفاء به فهو مشروط والشرط يطلق على المشروط كثيرا كالضرب يطلق على المضروب والحلق على المحلوق والنسخ على المنسوخ
فالشرطان كالصفقتين سواء
فشرطان في بيع كصفقتين في صفقة وإذا أردت أن يتضح لك هذا المعنى فتأمل نهيه في حديث ابن عمر عن بيعتين في بيعه وعن سلف وبيع
رواه أحمد
ونهيه في هذا الحديث عن شرطين في بيع وعن سلف في بيع فجمع السلف والبيع مع الشرطين في البيع ومع البيعتين في البيعة
وسر ذلك أن كلا الأمرين يؤول إلى الربا وهو ذريعة إليه
أما البيعتان في بيعة فظاهر فإنه إذا باعه السلعة إلى شهر ثم اشتراها منه بما شرطه له كان قد باع بما شرطه له بعشرة نسيئة
ولهذا المعنى حرم الله ورسوله العينة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/82)
وأما السلف والبيع فلأنه إذا أقرضه مائة إلى سنة ثم باعه ما يساوي خمسين بمائة فقد جعل هذا البيع ذريعة إلى الزيادة في القرض الذي موجبه رد المثل ولولا هذا البيع لما أقرضه ولولا عقد القرض لما اشترى ذلك
فظهر سر قوله لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع وقول ابن عمر نهى عن بيعتين في بيعة وعن سلف وبيع واقتران إحدى الجملتين بالأخرى لما كانا سلما إلى الربا
ومن نظر في الواقع وأحاط به علما فهم مراد الرسول من كلامه ونزله عليه
وعلم أنه كلام من جمعت له الحكمة وأوتي جوامع الكلم فصلوات الله وسلامه عليه وجزاه أفضل ما جزى نبيا عن أمته
وقد قال بعض السلف اطلبوا الكنوز تحت كلمات رسول الله ولما كان موجب عقد القرض رد المثل من غير زيادة كانت الزيادة ربا
قال ابن المنذر أجمعوا على أن السلف إذا شرط على المستسلف زيادة أو هدية
فأسلف على ذلك أن أخذ الزيادة على ذلك ربآ وقد روى عن ابن مسعود وأبي بن كعب وابن عباس أنهم نهوا عن قرض جر منفعة وكذلك إن شرط أن يؤجره داره أو يبيعه شيئا لم يجز لأنه سلم إلى الربا
ولهذا نهى عنه النبي ولهذا منع السلف رضي الله عنهم من قبول هدية المقترض إلا أن يحتسبها المقرض من الدين
فروى الأثرم أن رجلا كان له على سماك عشرون درهما فجعل يهدي إليه السمك ويقومه حتى بلغ ثلاثة عشر درهما فسأل ابن عباس فقال أعطه سبعة دراهم
وروي عن ابن سيرين أن عمر أسلف أبي بن كعب عشرة آلاف درهم فأهدى إليه أبي من ثمرة أرضه فردها عليه ولم يقبلها فأتاه أبي فقال لقد علم أهل المدينة أني من أطيبهم ثمرة وأنه لا حاجة لنا
فبم منعت هديتنا ثم أهدى إليه بعد ذلك فقبل فكان رد عمر لما توهم أن تكون هديته بسبب القرض
فلما تيقن أنها ليست بسبب القرض قبلها
وهذا فصل النزاع في مسألة هدية المقترض
وقال زر بن حبيش قلت لأبي بن كعب إني أريد أن أسير إلى أرض الجهاد إلى العراق فقال إنك تأتي أرضا فاش بها الربا فإن أقرضت رجلا قرضا فأتاك بقرضك ليؤدي إليك قرضك ومعه هدية فاقبض قرضك واردد عليه هديتهذكرهن الأثرم
وفي صحيح البخاري عن أبي بردة بن أبي موسى قال قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فذكر الحديث وفيه ثم قال لي إنك بأرض فيها الربا فاش فإذا كان لك على رجل دين فأهدى إليك حمل تبن أو حمل قت أو حمل شعير فلا تأخذه فإنه ربا قال ابن أبو موسى ولو أقرضه قرضا ثم استعمله عملا لم يكن يستعمله مثله قبل القرض كان قرضا جر منفعه قال ولو استضاف غريمه ولم تكن العادة جرت بينهما بذلك حسب له ما أكله
واحتج له صاحب المغني بما روى ابن ماجه في سننه عن أنس قال قال رسول الله إذا اقترض أحدكم قرضا فأهدى إليه أو حمله على دابته فلا يركبها ولا يقبله إلا أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك
واختلفت الرواية عن أحمد فيما لو أقرضه دراهم وشرط عليه أن يوفيه إياها ببلد إخر ولا مؤنة لحملها فروى عنه أنه لا يجوز وكرهه الحسن وجماعة ومالك والأوزاعي والشافعي وروي عنه الجواز
نقله ابن المنذر لأنه مصلحة لهما فلم ينفرد المقترض بالمنفعة وحكاه عن علي وابن عباس والحسن بن علي وابن الزبير وابن سيرين وعبد الرحمن بن الأسود وأيوب والثوري وإسحاق واختاره القاضي
ونظير هذا ما لو أفلس غريمه فأقرضه دراهم يوفيه كل شهر شيئا معلوما من ربحها جاز
لأن المقترض لم ينفرد بالمنفعة
ونظيره ما لو كان عليه حنطة فأقرضه دراهم يشتري له بها حنطة ويوفيه إياها
ونظير ذلك أيضا إذا أقرض فلاحه ما يشتري به بقرا يعمل بها في أرضه أو بذرا يبذره فيها
ومنعه ابن أبي موسى
والصحيح جوازه وهو اختيار صاحب المغني
وذلك لأن المستقرض إنما يقصد نفع نفسه ويحصل انتفاع المقرض ضمنا فأشبه أخذ السفتجة به وإيفاءه إياه في بلد آخر من حيث إنه مصلحة لهما جميعا
والمنفعة التي تجر إلى الربا في القرض هي التي تخص المقرض كسكنى دار المقترض وركوب دوابه واستعماله وقبول هديته
فإنه لا مصلحة له في ذلك بخلاف هذه المسائل فإن المنفعة مشتركة بينهما وهما متعاونان عليها فهي من جنس التعاون والمشاركة).
معذرة على إطالة النقل و لكن لما تضمنت هذه النقول فوائد جليلة في مسائل مهمة جدا و نوازل خطيرة تخبط بها كثير من المشايخ و طلبة العلم خبط عشواء فشددوا على أنفسهم و على المسلمين و ضيقوا هذا الدين على أهل مع أن الله تعالى رفع الحرج عن هذه الأمة و هي وفقهم الله تعالى لكل خير يأبون إلا أن يوقعوا الأمة في الحرج.
و كلام ابن القيم الأخير (والمنفعة التي تجر إلى الربا في القرض هي التي تخص المقرض كسكنى دار المقترض وركوب دوابه واستعماله وقبول هديته
فإنه لا مصلحة له في ذلك بخلاف هذه المسائل فإن المنفعة مشتركة بينهما وهما متعاونان عليها فهي من جنس التعاون والمشاركة) هو عين ما توصلنا إليه و أن القرض المتبادل ليس من القرض الذي جر منفعة و إنما هو من التعاون و المشاركة و الله تعالى إنما نهى عنما يضر الناس و لم ينه عنما ينفعهم و علوم لمن تدبر القرض المتبادل أنه من أعظم المنافع للناس فليس كل احد يقدر على أن يدخر مالا لحاجته فعند الدخول في مثل هذه الجمعيات يلتزم بدفع مبلغ شهري لهذه الجمعية حتى يحين دوره فيأخذ المبلغ المجموع ليستفيد منه و هذه المنفعة ليست منقطعة كالقرض المحض بل مستمرة مع استمرار الجمعية و هذا يدل على أن مشروعيتها أشد من مشروعية القرض المحض.
و الله اعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/83)
ـ[أبو معاذ الفقيه]ــــــــ[06 - 04 - 10, 03:14 م]ـ
إذن مسألتنا خلافية، والظاهر أنه خلاف سائغ، لا ينكر فيه على المخالف، فلكل استدلاله ووجهته، لكن عنَّ لي أمر قد يحل لنا إشكالا كبيرا، ألا وهو أن من حرم هذه الصورة من المعاملات إنما حرمها لقاعدة "كل قرض جر نفع -مشروط- فهو ربا. ومن فروعها أقرضني أقرضك، ونزل هذه الصورة على مسألتنا، وهي لا تتنزل عليها - إلا في بعض صورها-.
وتوضيح ذلك أن الجمعيات التي لا يشترط فيه أن تدوم لأكثر من دورة ليس فيها أقرضني أقرضك، وإنما هي إقراضك على أن تقضيني، بمعني أن الذي يقبض هذه الجمعية يكون قد اقترض من أصحابه جميعا، وسيقضيهم بعد ذلك ما لهم عليه واحدا بعد واحد. وليس فيها أن سيقرض أحداً أقرضه.
لكن إذا اشترط عند تأسيس الجمعية أنه لابد من استمرارها لدورتين فأكثر على أن من قبض أولا سيكون بعد ذلك وهو الأخر قبض والعكس، فهنا تتأتي الصورة التي قيل بمنعها، والله أعلم.
وعليه فالخلاف الذي ذكرتُ أنه من جنس الخلاف السائغ أنفاً، إنما يتنزل على صورة من صور الجمعيات، وليس على جميع صورها، فليتدبر!!!!
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ونفعنا بما علمنا إنه هو العليم الحكيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا
(29/84)
الأعداد الكاملة لمجلة التراث العربي بدمشق
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[12 - 03 - 04, 10:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و أنا أبحث عن ترجمة العالم الجليل و الاديب النبيل و مؤرخ الشام الدكتور محمد كرد علي رحمه الله تعالى وقعت على موقع جميل جدا مليئ بالكتب و الدراسات و أعجبتني فيه مجلة التراث العربي و هي مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق فأحببت أن أتحف الأخوة به و هذا عنوانه (تتوفر في الموقع الأعداد الكاملة للمجلة):
http://www.awu-dam.org/trath/ind-turath91.htm
ـ[المستفيد7]ــــــــ[12 - 03 - 04, 04:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا وهذه مواضيع رائعة منتقاة منها مجموعة في صفحة واحدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15993&highlight=%E3%E6%C7%D6%ED%DA+%D1%C7%C6%DA%C9
(29/85)
الجمع بين الصحيحين وتراجم رجال الصحيحين
ـ[سليمان]ــــــــ[12 - 03 - 04, 11:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما رأيكم بكتاب الجمع بين الصحيحين لعمر بن بدر [الموصلي]
المتوفى سنة 622 هـ وما أفضل تحقيق له؟ وفيه نحو 2879 حديث مرتبة على طريقة جامع الأصول. هل فاته شيء؟
ما رأيكم بكتاب الجمع بين الصحيحين المسمى " مشارق الأنوار " لرضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد الصاغاني ت 650 هـ وفيه 2267 ح مرتبه على طريقة المسند؟
وما أفضل كتاب لتراجم رجال الصحيحين؟
وما رأيكم بكتاب قرة العين في تلخيص تراجم رجال الصحيحين لمحمد بن الشيخ الأثيوبي المدرس بدار الحديث بمكة؟
وعلى كل حال ما أفضل كتاب في الجمع بين الصحيحين وتراجم رجال الصحيحين يسهل حفظه ومراجعته؟ والله المستعان
[كنت قد كتبت الموضوع في منتدى التعريف بالكتب وطبعاتها وما يتعلق بتحقيق الكتب وخشيت أن لا تأتي إجابة ولأني بحاجة .. فليعذرني المشرف]
(29/86)
هل التسليم في صلاة الجنازة سراً، أو جهراً للإمام؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[12 - 03 - 04, 12:16 م]ـ
نرجو سرعة الإجابة مع التفصيل للأهمية.
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[12 - 03 - 04, 07:07 م]ـ
وللمزيد انظر احكام الجنائز للشيخ الألباني رحمه الله صفحة 164
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[17 - 03 - 04, 08:37 ص]ـ
يبقى سؤال وهو:
إذا كان تسليم الإمام سراً، فكيف يمكن للمأموم متابعة الإمام في التسليم؟
نرجو توضيح الكيفية عملياً حتى يمكننا تطبيقها.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[17 - 03 - 04, 09:47 ص]ـ
وهل تصح بسلام واحد أو بسلامين؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 07 - 04, 01:35 ص]ـ
هذا عجيب جداَ!!!!!!!!!!!!
لا يوجد رد حتى الآن!!!!!!!!!!
إنا لله وإنا إليه راجعون
((تنبيه)): لقد اطلعت على كلام الشيخ الألباني وهو سبب الإشكال عندي!
والسؤال هو: ((كيف يتابع المأموم الإمام إذا كان تسليم الإمام سراً))
نرجو الإفادة، ولا تبخلوا علينا بما عندكم من العلم فالأمر هام جداَ.
ـ[عبد الله بن ناصر]ــــــــ[06 - 08 - 04, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أما بعد
عندما سؤل الشيخ رحمه الله هذا السؤال
والسؤال هو: ((كيف يتابع المأموم الإمام إذا كان تسليم الإمام سراً)) أجاب
عندما يتابع من كان خلف الإمام إمامه ويراه قد سلم يسلم فعند ذلك يتابع كل مأموم من كان أمامه.
وإذا أردت رقم الشريط بحثت لك عنه
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[06 - 08 - 04, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد قي كتاب الاختيار لتعليل المختار (كتب فقه الحنفية)
المتن: ويسلم بعد الرابعة
الحاشية: (ويسلم بعد الرابعة) لانه لم يبق عليه شيء فيسلم عن يمينه وعن شماله كما في الصلاة وهكذا آخر صلاة صلاها_صلي الله عليه وسلم_وهو فعل السلف والخلف إلى زماننا.قال أبو حنيفة: إن دعوت ببعض ما جاءت به السنة فحسن وإن دعوت بما يحضرك فحسن. أ. ه
ومن هنا قد وضح ان السلام في الصلاة جهرا يمينا وشمالا كما في الصلاة (عند الحنفية) وتقبل الله منا ومنكم
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 08 - 04, 08:32 م]ـ
أختلف أهل العلم في هذا فمنهم من جعل التسليم سرا هو السنة وهم أكثر أهل العلم وهو الصواب.
ومنهم من جعله جهرا (للامام) للحاجة لاجل اسماع المأمومين وهو الاظهر لوجود المشقة في حال عدم سماع المأموم لسلام الامام.
أما المنفرد أو الجماعة اليسيرة فلا يسلم الامام جهرا. والتسليم جهرا هو الذي عليه العمل عندنا في جزيرة محمد صلى الله عليه وسلم.
ولي عودة بأذن الله.
(29/87)
الدكترة والـ (لا) دكترة!
ـ[البخاري]ــــــــ[12 - 03 - 04, 12:22 م]ـ
دكتور!
الأستاذ الدكتور ..
لقب لا أدري ماذا يدل عليه؟!
أحسن الظن كثيراً بهذا اللقب، لكنني كلما أقلّب صفحات كتب وتحقيقات تسطرها أيدي أصحاب الـ (دال)!، أسيء الظن!
وما أن أنتهي من قراءة تلك التحقيقات والكتب، وأغلق الكتاب، وأفتح عينيّ على من حولي من الناس، وأسمع كيل المديح للـ (الدكترة) وأصحابها، حتى أعود لحسن الظن مرة أخرى!
أكذبُ نفسي ..
وهكذا!
حتى قبيل تسطير هذه الأسطر بلحظات كنت أقرأ كتاباً بتحقيق ###، فقلت:
الدكترة مثلها مثل الـ (لا) دكترة!
وأرجو أن لا أعود!
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[12 - 03 - 04, 12:37 م]ـ
[وعلاوة على ذلك فإن هذا اللقب لا يمنح صاحبه مكانة خاصة في علمه، فمن الواقع المشهود أن كثيرا من حملة هذا اللقب ـ دون تعميم ـ عريّون عن العلم، إذا تحدّثوا في مجال تخصصهم أتوا بالعجائب!
يقول العلاّمة بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه النافع (تغريب الألقاب العلمية/ ص 31) في ذكر عيوب التلقب بهذا اللقب: تعريض المرء نفسه بانفتاح باب قالة الناس من أنه يحمل الاسم بلا حقيقة، فهو مزجي البضاعة، ومهما كسب هذا اللقب من الدعاية فلن يملأ فراغا يحسّ به الناس ويعتقدونه، وما أجمل بالمرء أن يعيش تحت ستر الله، ومن كان صافي الجوهر عميق المادة فأمام الحقائق تتلاشى المظاهر وتزول كتقلص الظل وزوال الخيال أهـ].
ـ[البخاري]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:31 م]ـ
كأن مقص الرقيب مرّ من هنا!
ـ[محمد المرشد]ــــــــ[14 - 03 - 04, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم جميعا
أنصح أهل العلم بتجنب لقب "دكتور" فهو لقب غربي المنشأ ولا علاقة له بالعلوم الشرعية، بل أن معناه في الأصل مأخوذ من الكلمة اللاتينية
philosophiae doctor
وتعني الدكتوراة في الفلسلفة!!! أي فلسلفة العلم الذي تم التخصص فيه، فإن كان مجال علمه في الرياضيات مثلا، فإن حصوله على شهادة الدكتوراة تعني الدكتوراة في فلسلفة علم الرياضيات
ولا أدري ان كان هذا اللقب يليق بالعلوم الشرعية
والله الموفق
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 03 - 04, 02:58 ص]ـ
ما زال الغُيُر من أبناء الأمة يدعون إلى تنقية اللغة العربية من أدران العجمة، وكلام السلف الصالح في ذم الرطانة بالأعجمية، أو خلط العربية بالأعجمية مشهور مذكور.
ويشتد النكير إذا كانت تلك الكلمات الأعجمية ذات أصول دينية، كلفظة (دكتور)، التي ـ وإن كانت أصولها تضرب في الإغريقية أو اللاتينية ـ أطلقها اليهود على العالم بشريعتهم، وأطلقها النصارى على مفسِّر كتبهم المقدسة.
ويشتد النكير أكثر إذا ولغت هذه الألفاظ الأعجمية في منابع العلم، ورتعت في معاقله، وصارت ألقاباً لدرجاته، وشعاراً على صدور أهله.
ويشتد النكير أكثر وأكثر إذا أطلقت هذه الألفاظ الأعجمية على تلك الألقاب والدرجات رسمياً، وأقرتها أعلى المجالس المختصة، ووافق عليها المسؤولون.
ومن تلك الألفاظ التي ينطبق عليها ما سبق لفظة (دكتوراه)، ويسمى صاحبها بـ (دكتور)، ونحوها أختها (ماجستير)، ولا أعرف بِمَ يسمى صاحبها من اسمها، اللتان استشرى البلاء بهما في طول العالم الإسلامي وعرضه إلا ما شاء الله.
وقد قامت جهود مشكورة لإيجاد بديل مناسب لهاتين اللفظتين الأعجميتين، من أفراد وجهات عدة، ليس المقال لذكرها، ولكنها جهود مذكورة مشكورة، ومأجورة بإذن الله.
ومن هذه البدائل (العَالمِيَّة) عن (الماجستير)، و (العَالمِيَّة العالية) عن (الدكتوراه)، ولا يَقُلْ أحد إن هاتين اللفظتين منتشرتان جداً، ويصعب اقتلاعهما؛ لأن انتشارهما «في الحقيقة لا يعدو أن يكون كالوَعْكة والصُّداع العارض ما يلبث أن يزول، ما دام أن ثَمَّةَ جهداً متواصلاً ونَزْعَةً متينة للتعريب» (1).
وأقر بأن انتشار مثل هذه الألفاظ ليس المرض، ولكنه من أعراض المرض الأكبر، وهو التخلف الحضاري الذي تتمرغ فيه الأمة الإسلامية، وأن هذه الألفاظ نتاج دول وحضارات تقدمت علينا في الصناعات والعلوم المادية، وأنها نشرت مع صناعاتها وعلومها لغتها ومصطلحاتها، ولكن كل ذلك لا يعني ترك علاج ما نستطيع علاجه من أعراض المرض، حتى يأذن الله للمسلمين بالدخول على المرض في وكره، واقتلاعه من جذوره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/88)
ومن تلك الخطوات الحضارية على الطريق الصحيح، التي انتصرت للتعريب على التغريب، وتستحق أن تكتب بماء الفخر على جبهة اللغة العربية اليوم ما أقره مجلس التعليم العالي في المملكة العربية السعودية في جلسته السادسة في 26/ 8/1417هـ، المتوج بموافقة رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس التعليم العالي في 17/ 6/1418هـ المتضمن اللائحة الموحدة للدراسات العليا في الجامعات السعودية التي جاء في المادة الثانية منها ما نصه: «يمنح مجلس الجامعات الدرجات العلمية الآتية، بناءً على توصية مجلس القسم والكلية وتأييد مجلس عمادة الدراسات العليا:
1 - الدبلوم. 2 - الماجستير (العالمِيَّة).
3 - الدكتوراه (العالمِيَّة العالية)» (2).
وقد أسعدنا هذا القرار، ونأمل أن تتبعه خطوات أخرى أعمق في الإصلاح اللغوي، وأحب أن أعلق على المادة السابقة منبهاً ومقترحاً:
1 - لم تضع المادة بديلاً للفظة (الدبلوم)، ومن البدائل المقترحة لها كلمة (براءة)، ولا أرى أن نجعل بديلها كلمة (العالية)؛ لكي لا تلتبس ببديل (الدكتوراه).
2 - وضعت المادة اللفظة الأعجمية أولاً، وبعدها البديل العربي بين قوسين، ولعل هذا من شدة انتشار اللفظتين الأعجميتين، ونرجو أن تكون هذه الخطوة الأولى، ويتلوها وضع الكلمة العربية أولاً، بعدها الأعجمية بين قوسين، ويتلوهما الاكتفاء بالكلمة العربية، والاستغناء عن اللفظة الأعجمية، والتعجيل بهذا سيخدم الأمر الآتي.
3 - مضى على القرار أكثر من خمس سنوات، وبدأت البدائل العربية تشقُّ طريقها بقوة إلى الرسائل الجامعية، والمراسلات العلمية، وشيء قليل من الكتابات الصحفية، والمأمول من وزارة التعليم العالي أن تطالب الجامعات باستعمال المصطلحات العربية، والحرص عليها تمهيداً للاكتفاء بها، ولو تدريجياً، بأن يكتب المصطلحان أحدهما بين قوسين، ويفضل كون المحبوس بين قوسين الأعجمي لا العربي.
كما نأمل من جميع الجامعات السعودية بأساتذتها الكرام أن تعتز بهذا الإنجاز الكبير، وأن تحرص على تطبيقه واستعماله، وأن تدعم التعريب، وتشجعه، وتدعو إلى المزيد منه.
4 - نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية تنسيق أوسع وأشمل بقنواته الخاصة بين جامعات العالم العربي كله، للاتفاق على بدائل ومصطلحات متفق عليها لنرى حينها العربي يحمل علمه بلقب عربي لا أعجمي.
5 - وضعت المادة أسماء عربية للدرجات العلمية (العالمِيَّة، والعالمِيَّة العالية)، ولم تضع منها ألقاباً تطلق على الحاصلين عليها، وهو أمر لا غنى عنه؛ فالوصف اللغوي حينئذ سيكون: (صاحب العالمِيَّة أو ذو العالمية) للحاصل على العالمية (الماجستير)، واستعماله على كل حال قليل، ولكن الملح لقب الحاصل على العالمية العالية (الدكتوراه)، فالوصف اللغوي سيكون صاحب العالمية العالية، أو ذو العالمية العالية، ويمكن أن يختصر فيقال: ذو العالية؛ لأن من أسباب نجاح المصطلح كونه قصيراً، وأقترح أن يشتق منه اسم فاعل يكون مصطلحاً دالاً على صاحبه، فيقال: العالي فلان وجمعه العالون، والعالية فلانة وجمعه العاليات، وأن يرمز له بحرف العين (ع.)؛ ليكون بديلاً لحرف الدال (د.).
المهم أن يصطلح على أسماء وألقاب عربية تكون بدائل متفقاً عليها عن الألفاظ الأعجمية، بين الناطقين بالضاد، والله ولي التوفيق.
(مقال في مجلة البيان للكاتب سليمان بن عبد العزيز العيوني)
ـ[البخاري]ــــــــ[17 - 03 - 04, 08:29 ص]ـ
الشيخ خليل ..
وفقك الله على الإضافة، وأحسن عاقبتنا وإياك
الشخ المرشد ..
صدقت وبررت
الشيخ عبدالرحمن ..
بارك الله في الناقل والقائل
ـ[العاصمي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 10:10 ص]ـ
بارك الله فيكم.
سبحان الله! ما أشدّ تأثير هذين المصطلحين على أمّتنا! وما أعظم تجذُّرهما في قلوب أكثر طلبة العلوم! وما أمكن فتنتهما وأجلى بَريقهما! وإنك لترى الرجل الحازم لا يكاد يستطيع فكاكاً عنهما!
وأقبح وأشقح بحال عجيبة تتجلّى في وصف كثيرين بين يدي ذكر كتبهم أو محاضراتهم: الفقيه الأصولي المُحدّث الدكتور (!) فلان!
لا ريب أن هذا وصف يخلو من المُناسبة والاتّزان، بله أن يُثمر الوَقار والهَيبة، بل هو - حقّاً وصدقاً - وصف مُشكلٌ (مُشَكَّلٌ)!
ولله درُّ القائل:
إستبدلُوا لفظ الفقيه بغيره - - - ومن العجيب مُحَدّثون دكاترة!
والله لو سمع الجُدُود بفعلنا - - - لتناقلوها في المجالس نادرة!
فالرجاء من إخواننا الفضلاء: هجرُ ونبذُ هذه الحُلى الدخيلة، في كتاباتهم وكلامهم، وإنه -- والله - لعارٌ كبيرٌ أن نرعى مع الهمل، وأن نُساير هذه الأعراف السائدة، التي يجب أن نسعى لردّها بائدة، خاصة ونحن في هذه المرحلة الحَرجة التي ينبغي استثمارُها وانتهازها لنَقلة أصيلة متّزنة، لُحمتُها الأصالة والدين المتين، وسُداها العربية النقيّة والاعتزازُ الصادق بمُقوّماتنا ومبادئنا، ونَبذُ كلّ دخيل عليل حاق بأُمّتنا، ونزل بساحتنا.
فالله الله يا أهل الحديث، كونوا رُواد حقّ لقومكم إلى سبيل العزّة والأصالة، وجنّبوا أمّتنا مهيع التبعيّة والمهانة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/89)
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 12:42 م]ـ
لقب دكتور صنم يقدسه المجتمع
ولو حفظت القرآن الكريم واتبعته بالتفسير ثم عرجت على كتب الحديث وشربتها, وجلست في مجلس عام انت ودكتور.
فالاعناق تتجه لهذا الدكتور, وماعلموا أن .......................... ((وللا بلاش فنحن في ملتقى أهل الحديث))
ولله درنا نحن معاشر البدو, عندما حرفنا اللفظ الى دختور. تركيبة احرف الكلمة تشعر المستمع انها نقيصة,
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 07:50 م]ـ
أنصح أهل العلم بتجنب لقب "دكتور" فهو لقب غربي المنشأ ولا علاقة له بالعلوم الشرعية، بل أن معناه في الأصل مأخوذ من الكلمة اللاتينية
philosophiae doctor
وتعني الدكتوراة في الفلسلفة!!! أي فلسلفة العلم الذي تم التخصص فيه، فإن كان مجال علمه في الرياضيات مثلا، فإن حصوله على شهادة الدكتوراة تعني الدكتوراة في فلسلفة علم الرياضيات
للتوضيح ..
فإن مسمى درجة (الدكتوراه) غير مرتبط بالفلسفة، وإنما بنوع واحد فقط من أنواع أحد مجالات هذه
الدرجة
وبيان ذلك أن الـ (دكتوراه) درجة علمية تطلق - اصطلاحاً - على أعلى المستويات في ثلاث مجالات:
البحث العلمي، العلوم الاحترافية، الدرجات الفخرية
تأتي درجة (دكتوراه في الفلسفة) ضمن أنواع درجات البحث العلمي، والتي تزيد عن خمسين نوعاً
من درجات الـ (دكتوراه)، فيما تتنوع الدرجات الاحترافية إلى نحو أربعة عشر نوعاً من درجات
الـ (دكتوراه) المعترف بها، ومن الجدير بالذكر أنه في بعض البلاد توجد درجة أعلى في العلوم
الاحترافية تعرف باسم الـ (دكتوراه العالية) وقد تصل إلى عشرة أنواع، وأخيراً الـ (دكتوراه الفخرية)
مجرد لقب تشريفي يمنح بناء على نوع مشاركة تكون عادة بعيدة عن البحث والعلوم والفنون.
من المراجع الجامعة في هذا: http://en.wikipedia.org/wiki/Doctorate
والله تعالى أعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 03 - 06, 08:36 م]ـ
فائدة في كلمة (دكتوراة) وأصلها .. فالحذر الحذر من التشبه بالكفار!.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68314
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 03 - 06, 08:44 م]ـ
وكثير ممن يوصف بذلك _ أو يتبجّح به _ تجد عنده دكتوراة في الطب أو غيره!
وهذا ألطف ما يقال فيه: تدليس.
ولكن العجب كل العجب ممن يوصف _ أو يتبجّح _ بذلك ولم يحمل دكتوراة لا في الشريعة ولا في غيرها كـ ....... !!
لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً.:. وَلَكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
ـ[محمد ابو ضحى]ــــــــ[03 - 03 - 06, 05:32 م]ـ
انا لا اعترف الا بكلمة الشيخ ..... فمن اراد الله به خيرا فقهه في الدين ... هذا لا يعني عدم تعلم العلوم الاخرى ....
ـ[محمدالقحطاني]ــــــــ[03 - 03 - 06, 05:40 م]ـ
إستبدلُوا لفظ الفقيه بغيره ومن العجيب مُحَدّثون دكاترة!
والله لو سمع الجُدُود بفعلنا لتناقلوها في المجالس نادرة!
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 03:14 ص]ـ
إستبدلُوا لفظ الفقيه بغيره ومن العجيب مُحَدّثون دكاترة!
والله لو سمع الجُدُود بفعلنا لتناقلوها في المجالس نادرة!
ذكرها العاصمي قبل فترة في احد المواضيع, ثم استشهد بها هنا, واتمنى ان اعرف قائلها, بالتأكيد أنه شاعر معاصر, ولايتطلب معرفة هذا قدراً هائلاً من الذكاء!!!
من قائلها؟؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 10:25 ص]ـ
ذكرها العاصمي قبل فترة في احد المواضيع, ثم استشهد بها هنا, واتمنى ان اعرف قائلها, بالتأكيد أنه شاعر معاصر, ولايتطلب معرفة هذا قدراً هائلاً من الذكاء!!!
من قائلها؟؟
الشيخ عبد الله السعد.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=151910
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 10:36 ص]ـ
ليس العجب مما اكتساه هذا اللفظ من قداسة وهيبة عند المجتمع فحسب-وإن كان البعض من حملته أهلا لتلك الهيبة-
بل إن مكمن العجب في الشهادة ذاتها حين تمنح مصدرةً بأن صاحبه متخصص في:
التفسير ... الفقه .... الشريعة ... الحديث ..... الخ
ولا يكون يعلم في ما تخصص به غير البحث الذي كتبه في سنوات متنقلا في طرحه بين كتب السالفين من العلماء.
فمثلا وجدنا العشرات من المتخصصين في التفسير:
لا يحفظون القرآن الكريم كاملا
فكيف يسوغ لامرئ أن يفسر القرآن وهو لا يحفظه؟؟؟
وإن كانت الضرورة دعت أقواما لنيل تلك الشهادات فليس العتب في الشهادة لما يمكن أن توظف فيه من الخير بل فيما يترتب عليها من العجب والتوقف عن الطلب ظنا من صاحبها أنه بلغ المنتهى -كما هو المقرر في الشهادة- وكما هو مشاهد من بعض حملتها
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 03 - 06, 10:40 ص]ـ
ولا يكون يعلم في ما تخصص به غير البحث الذي كتبه في سنوات متنقلا في طرحه بين كتب السالفين من العلماء.
هذا إن لم يكن استأجر طالب علم؛ ليكتب له الرسالة!!
أو لم يسرقها، كما يُفعل في الكليات الأزهرية بالرسائل القديمة، فيأتي بعض الطلبة! ممن له سلطة فيأخذ رسالة كُتبت من عشر سنوات _ أو أكثر _ ويقدمها!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/90)
ـ[العاصمي]ــــــــ[05 - 03 - 06, 12:01 ص]ـ
ذكرها العاصمي قبل فترة في احد المواضيع, ثم استشهد بها هنا, واتمنى ان اعرف قائلها, بالتأكيد أنه شاعر معاصر, ولايتطلب معرفة هذا قدراً هائلاً من الذكاء!!!
من قائلها؟؟
نقلها الشيخ بكر القضاعي - شفاه الله وعافاه - عن رصيفه وصاحبه الشيخ أحمد بن عبد الله بن حميد - زاده الله توفيقا -.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[10 - 09 - 07, 03:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
وأنا يا شيخنا البخاري لما استمعت لهذه الجلسة في مناقشة رسالة ماجستير أصبحت أحسن الظن بالدال:
http://www.dedew.net/index.php?A__=9&table_=sound_file&s_word= أؤاقشة
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 03:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
وأنا يا شيخنا البخاري لما استمعت لهذه الجلسة في مناقشة رسالة ماجستير أصبحت أحسن الظن بالدال:
http://www.dedew.net/index.php?A__=9&table_=sound_file&s_word= أؤاقشة
البركة في محاظر شنقيط!:)
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[10 - 09 - 07, 07:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أضحك لله سنك أخي، ونعم المحاضر هي.
وهكذا نريد فيمن يقبل على الدختوراه.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[10 - 09 - 07, 11:29 م]ـ
هلا تركتم (الدكترة) و (الدكتور) وأقبلتم على شهر الصيام؟
أم لا بد من الخوض فيما لا طائل تحته، بل تجنبه أولى خاصة وأن بالملتقى أفاضل يحملون هذا اللقب.
وقدأحسن من انتهى إلى ما قد سمع.
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[11 - 09 - 07, 02:24 ص]ـ
أخوكم دال
ولكن
في الطب
عافانا الله وإياكم من الجهل
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[11 - 09 - 07, 06:50 ص]ـ
قد يكون السبب في السعي وراء حرف الدال هو الحصول على نصيب اكبر من الدنيا كالمناصب العالية والاموال الكثيرة وهذا مالا يحصله عديمو حرف الدال.
انا كنت طالباً في جامعة الامام ورأيت العجب العجاب من اصحاب حرف الدال وكيف اخلاقهم وتعاملهم مع الطلاب ناهيك عن جهل كثير منهم بما يُدرّسه!
ومن المؤسف ان كثيرين يُعجبون بأنفسهم وتراهم يتكبرون ويتغطرسون بعد حصولهم على حرف الدال!!!!!
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[11 - 09 - 07, 07:20 ص]ـ
لا حول و لا قوة إلا بالله.
مضحكات مبكيات.
الدكتوراه وسيلة كباقي الوسائل، قد تكون نعمة على من أخلص فيها النية، حيث تمكنه من نشر العلم و الدعوة إلى الله في مواطن لا يصلها من لا يحمل هذه الشهادة، و قد تكون نقمة إن أراد بها صاحبها عرضا من الحياة الدنيا و جعلها مطية للتعالي على خلق الله و ما أكثر هذا الصنف، أصحاب كلمة (نحن).
رحم الله السلف.
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[05 - 04 - 10, 02:41 ص]ـ
وكثير ممن يوصف بذلك _ أو يتبجّح به _ تجد عنده دكتوراة في الطب أو غيره!
وهذا ألطف ما يقال فيه: تدليس.
ولكن العجب كل العجب ممن يوصف _ أو يتبجّح _ بذلك ولم يحمل دكتوراة لا في الشريعة ولا في غيرها كـ ....... !!
لَقَد أَسمَعتَ لَو نادَيتَ حَيّاً.:. وَلَكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي
معناها الطبيب باللغة الانجليزية وما رايك
فيمن يدعى المشيخة وهو صحفى بضم الصاد بلا شيخ يهديه بل هو طعان فى العلماء
(29/91)
علي الجفري الصوفي القبوري يكذب على الحاكم و إليك الدليل
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[12 - 03 - 04, 03:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أن من عادة أهل البدع و الضلال الكذب لنشر مذاهبهم الباطلة و لإسقاط مخالفيهم
و علي الجفري الصوفي القبوري يكذب على الناس في وسائل الأعلام و المساجد فينسب أحاديث لصحيح البخاري و لصحيح مسلم و لأبي داود و غيرهم و في الواقع أنه كذب و بهتان و ذلك لنشر مذهب أهل البدع وهو مذهب الصوفية القبورية المعاصرة.
قد تكون استعجبت من هذا كثيراً، و لكن لا تستعجل حتى تشاهد بعينك و تسمع بأذنك هذا الكذب من علي الجفري الصوفي القبوري
و هذه المرة يكذب على الحاكم وإليك الدليل على ذلك:
شاهد علي الجفري الصوفي القبوري و هو يكذب على الحاكم صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين:
http://www.almijhar.net/ra/yakzeb_hakem.rm
يكذب علي الجفري الصوفي القبوري و ينسب حديث ((حياتي خير لكم و مماتي خير لكم)) للحاكم
إخواني: كتاب الحاكم المستدرك على الصحيحين بين أيديكم فابحثوا في صفحاته عن هذا الحديث لتعلموا أن الحديث المذكور غير موجود فيه و لكي تعرفوا كيف يكذب علي الجفري الصوفي القبوري على الناس علانية
ثم يقال لأهل السنة و الجماعة لا تحذر منه سبحان الله؟!!.
و إليك تخريج الحديث و حكم علماء الحديث عليه:
أولا: تخريج الحديث:
1) أخرجه البزار في مسنده 9/ 24 حديث رقم 1925 طبعة مؤسسة علوم القرآن و مكتبة العلوم و الحكم لعام 1409هـ و قال: وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.
2) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده 2/ 884 حديث رقم 953 طبعة مركز خدمة السنة بالمدينة لعام 1413هـ
3) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 2/ 194 طبعة دار صادر بيروت
ثانيا: حكم علماء الحديث عليه:
1) حكم عليه العجلوني بأنه مرسل كما في كتابه كشف الخفاء 1/ 442 حديث رقم 1178
2) ضعفه الحافظ القراقي في كتابة المغني عن حمل الأسفار 2/ 1051 حديث رقم 3810
3) ضعفه ابن القيسراني في كتابه معرفة التذكرة 3/ 1250حديث رقم 2694
لمزيد من الفائدة أنظر كتاب الكامل في ضعفاء الرجال للإمام ابن عدي 3/ 75 ترجمة رقم 622 و كتاب ميزان الاعتدال للإمام الذهبي 2/ 438 ترجمة رقم 2503 و كتاب لسان الميزان للحافظ ابن حجر 2/ 395 ترجمة رقم 1620.
و ختاما:
للإطلاع على المزيد من كذب علي الجفري الصوفي القبوري صوتاً و صورة فإليك هذا الرابط:
http://www.almijhar.net/hadith.htm
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري و مسلم
إخواني: لقد جاء في مقدمة صحيح مسلم عن محمد بن سيرين أنه قال: (أن هذا العلم دين فنظروا عمن تأخذون دينكم) صحيح مسلم ص 24 طبعة بيت الأفكار الدولية لعام 1419هـ.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:17 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه الزيادة شاذة وليست صحيحة
والقبورية قبحهم الله يتعلقون بها لأنها جاءت على وفق أهوائهم، ويردون حديث ((أبي وأباك في النار)) مع أنه في صحيح مسلم لأنه مخالف لأهوائهم
نسأل الله السلامة والعافية من هؤلاء الضُّلاَّل
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا يوسف بن موسى، ثنا عبد الحميد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن سفيان، عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله - هو ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ". قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم ". ثم قال البزار لم نعرف آخره يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه. . وهو في المطبوع المسمى بـ البحر الزخار (5/ 307)
و فيه: وهذا الحديث آخره لا نعلمه يروى عن عبدالله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/92)
قال (ابن كثير): وأما أوله وهو قوله عليه السلام: " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " فقد رواه النسائي من طرق متعددة عن سفيان الثوري وعن الاعمش كلاهما عن عبد الله بن السائب عن أبيه به.
وإليك بيان الذين لم يذكروها عن سفيان الثوري:
هذه الرواية زاد فيها ابن أبي رواد هذه الزيادة الشاذة التي لم يذكرها خمسة عشر راويا عن سفيان الثوري وهم:
1) عبدالله بن المبارك:
[مسنده (ص 30)، الزهد (1/ 364)، الكبرى للنسائي (6/ 22)
2) عبدالرزاق الصنعاني:
المصنف (2/ 215)، النسائي في الصغرى (3/ 43)، الكبرى (1/ 380)، الطبراني في الكبير (10/ 220)
3) عبدالله بن نمير:
المسند (1/ 387)
4) معاذ بن معاذ العنبري:
المسند (1/ 452)، النسائي في الصغرى (3/ 43)
5) وكيع بن الجراح:
المسند (1/ 441) ومن طريقه الخطيب في الفصل (2/ 769)، النسائي في الصغرى (3/ 43)، الكبرى (1/ 380)، ابن أبي شيبة (2/ 399)، (7/ 428)، أبي يعلى (9/ 137)، ابن حبان، الإحسان (3/ 195)، العظمة (3/ 990).
6) يحيى بن سعيد القطان:
مسند البزار (5/ 307)، فضل الصلاة على النبي لإسماعيل القاضي رقم [21] ت أسعد تيم
7) محمد بن يوسف الفريابي:
الدارمي (2/ 317)
8) أبو إسحاق الفزاري:
المستدرك (2/ 421)، تاريخ دمشق (7/ 120)، (29/ 24)، أخبار أصبهان (2/ 205)، الإرشاد للخليلي (1/ 445)، الحلية (4/ 201)
9) الفضيل بن عياض:
الطبراني في الكبير (10/ 220)، مسند الشاشي (2/ 253)، الحلية (8/ 130)
10) زيد بن الحباب:
مسند الشاشي (2/ 252)، الفصل للخطيب (2/ 768)
11) معاوية بن هشام:
تهذيب الكمال (14/ 560)
12) الفضل بن دكين:
شرح السنة للبغوي (3/ 197)، الفصل للخطيب (2/ 769)
13) عبيد الله بن موسى:
الفصل للخطيب (2/ 768) وأظنه في عمل اليوم والليلة للنسائي أيضا
14) عبدالرحمن بن مهدي:
المسند (1/ 441)،
15) محمد بن كثير
الحلية (4/ 201)
فرواية ابن أبي رواد عند البزار شاذة مردودة ولا يقويها أي شاهد مرسل أو متصل لأنها غير صحيحة ((والشاذ والخطأ)) لا يقوي غيره ولا يتقوى بغيره إلا عند الجهال بعلم الحديث.
والله أعلم وأحكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?s=&action=newreply&postid=67363
ـ[المقدسي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 07:40 ص]ـ
لقد وصلني قرص cd كامل يحتوي على كامل موقع المجهر، ويُنصح بتداوله ونشره، لأن الجفري من أبرز الدعاة (الجدد) للقبورية والبدع، وله نشاط ملحوظ في الفضائيات وينخدع بأسلوبه العوام، وغالب شبهه مكررة لدى أمثاله.
ـ[راشد]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:29 م]ـ
الحافظ العراقي في طرح التثريب قال: روى أبو بكر البزار في مسنده بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم}
فكيف نجمع بين هذا وما قاله في المغني من تضعيف للحديث؟؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 03 - 04, 09:35 ص]ـ
نقول إنه أخطأ في قوله إن إسناده جيد
ونقول إن ابن أبي رواد تفرد بهذه الزيادة الشاذة التي لم يذكرها خمسة عشر راويا منهم أئمة لا يساوي شيئا بجانبهم
وقد قال هو بنفسه: وابن أبي رواد وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي فقد ضعفه بعضهم.
ونقول إن حكمه هذا غير صحيح كما يقال لغيره من أهل العلم عندما يخطئون في حكمهم.
وهذه العلل يفهمها من كان يعرف علم الحديث، أما الذي لا يعرف إلا قال فلان وقال فلان دون أن يعرف طرق الأئمة في تصحيح الأحاديث وتضعيفها وتعليل الروايات والترجيح بينها فمثل هذه الأمور أكبر من مستواه فالمفترض عليه أن لا يناقش فيما لا يحسنه.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........
إخواني جزاكم الله خيرا في دفاعكم عن سنة المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبيانكم لاهل البدع، فكثر الله من امثالكم
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 03 - 04, 02:32 م]ـ
الإخوة في المجهر جزاهم الله تعالى خيرا
الأخ جمال (أبو ..... ) جزاكم الله خيرا ووفقكم الله وسدد خطاكم إنه ولي ذلك والقادر عليه
أخوكم أبو بكر
(29/93)
قال السماء كإيبة وتجهما قلت ابتسم يكفي التجهم في السماء
ـ[محب "بقي بن مخلد"]ــــــــ[12 - 03 - 04, 05:23 م]ـ
طرائف
• سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية فقال: خللها، قال الرجل أتخوف أن لا نبلها، فقال الشعبي: إذا تخوفت فأنقعها من أول الليل.
• جاء رجل إلى الشعبي يوماً وقال: إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء فهل لي أن أردها؟ فقال له إن كنت تريد أن تسابق بها فردها!.
• جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال له: إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل، فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها؟ فقال له: الأفضل أن يكون وجهك تجاه ثيابك لئلا تسرق.
• قال بعضهم: بتّ عند رجل من أهل الكوفة الموسرين، وله صبيان نيام،فرأيته في الليل يقوم فيقلبهم من جنب إلى جنب، فلما أصبحنا سألته عن ذلك: فقال هؤلاء الصبيان يأكلون وينامون علىاليسار، فيسهل هضم الطعام ويصبحون جياعاً، فأن أقلبهم من اليسار إلى اليمين لئلا ينهضم ما أكلوه سريعاً.
• طبخ بعض البخلاء قدراً من الطعام، وجلس يأكل مع زوجته فقال: ما أطيب هذا الطعام لولا كثرة الزحام! فقالت امرأته: وأي زحام و ما ثمّ إلا أنا وأنت، فقال: كنت أحب أن أكون أنا والقدر.
(29/94)
فضيلة الشيخ الطريفي؟؟
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[12 - 03 - 04, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أيه الأحبة:
أريد ترجمة لفضيلة الشيخ المحدث عبد العزيز الطريفي؟ ومؤلفاته؟
حيث أنه سيبدأ درساً في شرح البلوغ بمحافظة الخرج.
بورك فيكم.
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[12 - 03 - 04, 11:10 م]ـ
أما ابتداء درس في الخرج، فهذا غير صحيح، فقد كان هناك درس وأوقف!
فقد تفاجأنا بعدم حضور الشيخ في الأسابيع الماضية، وقال: أنه لن يأتي! والدرس أوقف نهائيا!
ـ[نصب الراية]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:44 ص]ـ
لقد تم الإعلان عنه عن طريق مركز الدعوة، ووزع الإعلان في المساجد، ولكن هل ابتدأ الدرس بالفعل أم لا، هذا مالا أعلمه، ولقد اتصلت بأحد الإخوة المهتمين بالدروس، فأشار إلى الإعلان.
(29/95)
مقال في خطأ شائع في رد شبهة للمستشرقين!!
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:09 ص]ـ
بين عصمة النبي صلى الله عليه وسلَّم وبشريته
كنت أستمع لإمام الحي - وهو أحد طلبة العلم الأفاضل – في درسه بالمسجد , وقد أدهشني كلام ذكره عن شبهة للمستشرقين مجملها الطعن بنبوة النبي صلى الله عليه وسلَّم بسبب كثرة أزواجه , وجعلوا هذه شهوانية مذمومة قبحهم الله , فطفق أخونا برد الشبهة فرد الخطأ بآخر!!
فمما ذكره أن النبي صلى الله عليه وسلَّم لم يكن يتزوج لشهوة , ولكن لمقاصد ومآرب دعوية بحتة , ثم بدأ يفصل في كيفية المآرب الدعوية , وهي إما لأجل دخول أقارب الزوجة الإسلام وإما لغيرها من الفوائد التي تذكر من باب المصلحة .... !!
ولاشك أن هذه مقاصد موجودة ربما في بعض الزيجات , ولكن جعلها هي المقصد الرئيسي ثم تجريد النبي صلى الله عليه وسلَّم من فحولته التي تحمد العرب مثلها خطأ فادح قد انتشر في الكتب التي تتكلم على هذه الشبهه , وهو ردٌ على البدعة بمثلها , وبيان ذلك يكون بأمور:
أولاً: لا شك أن نبينا صلى الله عليه وسلَّم له الكمال البشري ولكنه لم يعطى خصائص الملائكة , فهو بشرٌ له ماللبشر , ويعتريه ما يعتري البشر إلا ما أخرجه الدليل!
قال تعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى)
وكذلك كانت رسل الله , قال تعالى عنهم: (قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم)!!
فلم يكن يميزهم عن بقية البشر إلا أنهم رسل وما يتبع ذلك من العصمة وغيرها من الخصائص التي ثبتت بالدليل.
ثانياً: إذا كان ذلك كذلك فلا يخرج الرسول صلى الله عليه وسلَّم من بشريته ويجرد عن آدميته حتى يجعل في مقام من لاتميل نفسه في شهوة مباحة أبداً , إنما هو كالملك لا يبتلى ولا يمتحن بذلك , وبعد هذا يظن القائل أنه بهذا ينزهه , ولم يعلم أنه أعطاه صفات سلب لا مدح فيها كما قرر هذه القاعدة شيخ الإسلام في التدمرية.
ثالثاً: ينبغي أن يفرق بين أمرين:
1 - الهوى والشهوة المستقرة في النفس البشرية وهي مجبولة عليها.
2 - اتباع الهوى ومخالفة الشرع في ذلك.
فأما النوع الأول فليس بمذموم شرعاً ولا عقلاً ...
فأما عقلاً فلأجل أن ليس للأنسان يدٌ في ذلك البتة , فكيف يذم في شيء قد ركزت في الطباع ... !!
بل أذهب أبعد من ذلك - ولست أبالغ - , أن من لم يكن ذي شهوة فهو ناقص عن أقرانه , فمن لا يشتهي النساء رجل ناقص الذكورة؛ فلا يمدح بذلك عرفاً ولا يرغبه الناس , بل هو عيب يحق للقاضي أن يفرق بين الزوجين بسببه وهو ما يسمى (العنين)!!
فإذا كان نقص هذه الشهوة عيب = فما يقابلها كمال بشري يمدح صاحبها.
وأما وجه عدم ذمها شرعاً - أعني بذلك الشهوة المستقرة في النفس – فيدل عليه ما أخرجه البخاري (4788) ومسلم (1464) عن عائشة t قالت:
(كنت أغار على اللاتي يهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم , وأقول: أتهب المرأة نفسها؟!
فلما أنزل الله تعالى: (ترجي من تشاء منهن وتؤوي من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك)
قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك!!)
فإذا وافق الهوى الشرع فلا يذم.
وبذا تعلم خطأ الحافظ ابن حجر في الفتح كما سنبينه بعد قليل!!
وأما القسم الثاني وهو اتباع الهوى ومخالفة الشرع في ذلك؛ فهذا هو المذموم , فالنصوص جاءت بذم الإتباع للهوى لا وجود الهوى!!
فمن ذلك قوله تعالى: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) وقوله تعالى: (واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى , فإن الجنة هي المأوى) وهكذا جاءت بقية النصوص , كلها تتفق على ذم اتباع الهوى لا مجرد وجوده.
وأما كلام ابن حجر المشار إليه قبل قليل فهو قوله - ناقلاً عن القرطبي ومقراً له – في الفتح شرح حديث (5113) وهو حديث عائشة السابق , قال - رحمه الله -:
(فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قالت: إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك!!)
قلت: غفر الله لكما , هذه جارية على التفصيل السابق , بل إن عائشة t ما قالت إلا الصواب , فالله شرع لنبيه الذي وافق مايهواه ويشتهيه , فأي سوء عبارة في ذلك؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/96)
رابعاً: الذي فهمه الصحابة هو أن النبي صلى الله عليه وسلَّم بشر يتزوج ويشتهي النساء كبقية البشر وليس في ذلك تثريب - كما تقدم - , وأما الكفار فهم الذين ذكر الله عنهم أنهم يستنكرون هذا على رسل الله , فأجابهم الله بقوله: (;ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية) [الرعد:38].
قال ابن الجوزي في زاد المسير (4/ 336): «سبب نزولها أن اليهود عيروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة التزويج، وقالوا: لو كان نبياً كما يزعم، شغلته النبوة عن تزويج النساء، فنزلت هذه الآية، قاله أبو صالح عن ابن عباس» انتهى كلامه رحمه الله.
فأهل القلوب المريضة هم الذين يجعلون هذا طعناً في النبوة , أما أهل الفطر السليمة والعقول المستقيمة , فيعلمون ان ذلك لا يضر الرسالة بأدنى ضرر.
ويبين لنا استقرار ذلك عند الصحابة ما أخرج البخاري (5030) ومسلم (1425) عن سهل بن سعد t : أن امرأة جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فقالت: يارسول الله , جئت لأهب لك نفسي!!
فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم , فصعد النظر إليها وصوبه , ثم طأطأ رأسه , فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست , فقام رجل من أصحابه فقال: يارسول اللهِ إن لم يكن لك بها حاجة فزَوِّجْنيها [وهذا هو الشاهد]. فقال: وهل عِندك مِن شيءٍ؟ قال: لا والله يارسول الله، فقال: اذهب إلى أهلِك فانظر هل تجدُ شيئاً، فذهب، ثم رجع فقال: لا والله ماوَجَدْت شيئاً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: انظُر ولو خاتماً من حديد. فذهب ثم رجع فقال: لا والله يارسولَ الله ولا خاتماً من حديد، ولكن هذا إزاري ـ قال سهلٌ: ـ مالَهُ رداءٌ ـ فلها نصفهُ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ماتصنَعُ بإِزارِك، إن لَبسْتَهُ لم يكن عليها منه شيءٌ، وإن لَبسَتْهُ لم يكن عليكَ منه شيءٌ. فجَلَسَ الرَّجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُوَلِّياً فأمَر به فدُعي، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورَةُ كذا وسورةُ كذا ـ عدَّدها ـ فقال: تَقرؤُهنَّ عن ظهر قَلْبِك؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد مَلَّكْتُكها بما معك من القرآن».
وفي رواية عند البخاري انه قال صلى الله عليه وسلَّم: (مالي في النساء من حاجة) فقول صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يدل على ما استقر عند الصحابة y أن النبي صلى الله عليه وسلَّم يكون له حاجة بالنساء , وكذلك قوله صلى الله عليه وسلَّم: (مالي في النساء من حاجة) يدل على جواز الحاجة عليه , فلو كانت به حاجة لقَبِلَها صلى الله عليه وسلَّم , فإن قيل: لعل الحاجة دعوية , قلنا: وهل تكون الحاج الدعوية بتصعيد النظر إلى المرأة وتصويبه , وهل كان تصويبه عليها إلا لينظر أتعجبه فيتزوجها أم لا؟!
(29/97)
الكشف عن خطأ في رد شبهة للمستشرقين!!
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:14 ص]ـ
بين عصمة النيي عليه السلام وبشريته
كنت أستمع لإمام الحي - وهو أحد طلبة العلم الأفاضل – في درسه بالمسجد , وقد أدهشني كلام ذكره عن شبهة للمستشرقين مجملها الطعن بنبوة النبي r بسبب كثرة أزواجه , وجعلوا هذه شهوانية مذمومة قبحهم الله , فطفق أخونا برد الشبهة فرد الخطأ بآخر!!
فمما ذكره أن النبي r لم يكن يتزوج لشهوة , ولكن لمقاصد ومآرب دعوية بحتة , ثم بدأ يفصل في كيفية المآرب الدعوية , وهي إما لأجل دخول أقارب الزوجة الإسلام وإما لغيرها من الفوائد التي تذكر من باب المصلحة .... !!
ولاشك أن هذه مقاصد موجودة ربما في بعض الزيجات , ولكن جعلها هي المقصد الرئيسي ثم تجريد النبي r من فحولته التي تحمد العرب مثلها خطأ فادح قد انتشر في الكتب التي تتكلم على هذه الشبهه , وهو ردٌ على البدعة بمثلها , وبيان ذلك يكون بأمور:
أولاً: لا شك أن نبينا r له الكمال البشري ولكنه لم يعطى خصائص الملائكة , فهو بشرٌ له ماللبشر , ويعتريه ما يعتري البشر إلا ما أخرجه الدليل!
قال تعالى: ? قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلىَّ ?
وكذلك كانت رسل الله , قال تعالى عنهم: ? قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ?!!
فلم يكن يميزهم عن بقية البشر إلا أنهم رسل وما يتبع ذلك من العصمة وغيرها من الخصائص التي ثبتت بالدليل.
ثانياً: إذا كان ذلك كذلك فلا يخرج الرسول r من بشريته ويجرد عن آدميته حتى يجعل في مقام من لاتميل نفسه في شهوة مباحة أبداً , إنما هو كالملك لا يبتلى ولا يمتحن بذلك , وبعد هذا يظن القائل أنه بهذا ينزهه , ولم يعلم أنه أعطاه صفات سلب لا مدح فيها كما قرر هذه القاعدة شيخ الإسلام في التدمرية.
ثالثاً: ينبغي أن يفرق بين أمرين:
1 - الهوى والشهوة المستقرة في النفس البشرية وهي مجبولة عليها.
2 - اتباع الهوى ومخالفة الشرع في ذلك.
فأما النوع الأول فليس بمذموم شرعاً ولا عقلاً ...
فأما عقلاً فلأجل أن ليس للأنسان يدٌ في ذلك البتة , فكيف يذم في شيء قد ركزت في الطباع ... !!
بل أذهب أبعد من ذلك - ولست أبالغ - , أن من لم يكن ذي شهوة فهو ناقص عن أقرانه , فمن لا يشتهي النساء رجل ناقص الذكورة؛ فلا يمدح بذلك عرفاً ولا يرغبه الناس , بل هو عيب يحق للقاضي أن يفرق بين الزوجين بسببه وهو ما يسمى (العنين)!!
فإذا كان نقص هذه الشهوة عيب = فما يقابلها كمال بشري يمدح صاحبها.
وأما وجه عدم ذمها شرعاً - أعني بذلك الشهوة المستقرة في النفس – فيدل عليه ما أخرجه البخاري (4788) ومسلم (1464) عن عائشة t قالت:
(كنت أغار على اللاتي يهبن أنفسهن لرسول الله r , وأقول: أتهب المرأة نفسها؟!
فلما أنزل الله تعالى: ? ترجي من تشاء منهن وتؤوي من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ?
قلت: ما أرى ربك إلا يسارع في هواك!!)
فإذا وافق الهوى الشرع فلا يذم.
وبذا تعلم خطأ الحافظ ابن حجر في الفتح كما سنبينه بعد قليل!!
وأما القسم الثاني وهو اتباع الهوى ومخالفة الشرع في ذلك؛ فهذا هو المذموم , فالنصوص جاءت بذم الإتباع للهوى لا وجود الهوى!!
فمن ذلك قوله تعالى: ?يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ? وقوله تعالى: ? واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى , فإن الجنة هي المأوى ? وهكذا جاءت بقية النصوص , كلها تتفق على ذم اتباع الهوى لا مجرد وجوده.
وأما كلام ابن حجر المشار إليه قبل قليل فهو قوله - ناقلاً عن القرطبي ومقراً له – في الفتح شرح حديث (5113) وهو حديث عائشة السابق , قال - رحمه الله -:
(فإضافة الهوى إلى النبي r لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قالت: إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك!!)
قلت: غفر الله لكما , هذه جارية على التفصيل السابق , بل إن عائشة t ما قالت إلا الصواب , فالله شرع لنبيه الذي وافق مايهواه ويشتهيه , فأي سوء عبارة في ذلك؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/98)
رابعاً: الذي فهمه الصحابة هو أن النبي r بشر يتزوج ويشتهي النساء كبقية البشر وليس في ذلك تثريب - كما تقدم - , وأما الكفار فهم الذين ذكر الله عنهم أنهم يستنكرون هذا على رسل الله , فأجابهم الله بقوله: ?ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ? [الرعد:38].
قال ابن الجوزي في زاد المسير (4/ 336): «سبب نزولها أن اليهود عيروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة التزويج، وقالوا: لو كان نبياً كما يزعم، شغلته النبوة عن تزويج النساء، فنزلت هذه الآية، قاله أبو صالح عن ابن عباس» انتهى كلامه رحمه الله.
فأهل القلوب المريضة هم الذين يجعلون هذا طعناً في النبوة , أما أهل الفطر السليمة والعقول المستقيمة , فيعلمون ان ذلك لا يضر الرسالة بأدنى ضرر.
ويبين لنا استقرار ذلك عند الصحابة ما أخرج البخاري (5030) ومسلم (1425) عن سهل بن سعد t : أن امرأة جاءت رسول الله r فقالت: يارسول الله , جئت لأهب لك نفسي!!
فنظر إليها رسول الله r , فصعد النظر إليها وصوبه , ثم طأطأ رأسه , فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست , فقام رجل من أصحابه فقال: يارسول اللهِ إن لم يكن لك بها حاجة فزَوِّجْنيها [وهذا هو الشاهد]. فقال: وهل عِندك مِن شيءٍ؟ قال: لا والله يارسول الله، فقال: اذهب إلى أهلِك فانظر هل تجدُ شيئاً، فذهب، ثم رجع فقال: لا والله ماوَجَدْت شيئاً، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: انظُر ولو خاتماً من حديد. فذهب ثم رجع فقال: لا والله يارسولَ الله ولا خاتماً من حديد، ولكن هذا إزاري ـ قال سهلٌ: ـ مالَهُ رداءٌ ـ فلها نصفهُ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ماتصنَعُ بإِزارِك، إن لَبسْتَهُ لم يكن عليها منه شيءٌ، وإن لَبسَتْهُ لم يكن عليكَ منه شيءٌ. فجَلَسَ الرَّجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُوَلِّياً فأمَر به فدُعي، فلما جاء قال: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورَةُ كذا وسورةُ كذا ـ عدَّدها ـ فقال: تَقرؤُهنَّ عن ظهر قَلْبِك؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد مَلَّكْتُكها بما معك من القرآن».
وفي رواية عند البخاري انه قال r : ( مالي في النساء من حاجة) فقول صاحب رسول الله r يدل على ما استقر عند الصحابة y أن النبي r يكون له حاجة بالنساء , وكذلك قوله r : ( مالي في النساء من حاجة) يدل على جواز الحاجة عليه , فلو كانت به حاجة لقَبِلَها r , فإن قيل: لعل الحاجة دعوية , قلنا: وهل تكون الحاج الدعوية بتصعيد النظر إلى المرأة وتصويبه , وهل كان تصويبه عليها إلا لينظر أتعجبه فيتزوجها أم لا؟!
(29/99)
ما صحّة قراءة (سيَغلبون) بفتح الياء في سورة الروم؟؟
ـ[ yousef] ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:14 ص]ـ
أرجوا من الإخوة الإفادة.
ـ[ yousef] ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:55 ص]ـ
أعتذر للأخوة عن الخطأ في السؤال، فلقد عنيت قراءة [سيُغلبون] بضم الياء.
والرجاء من الإدارة تصحيح الخطأ في العنوان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 03 - 04, 04:20 ص]ـ
لم يقرأ بها أحد من القراء العشرة.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 05:45 ص]ـ
هذه القراءة (غَلَبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيُغْلَبون) ببناء غلبت للمعلوم وبناء سيغلبون للمجهول ليست من القراءات العشر المتواترة ولا حتى من الأربع الشواذ المشهورة.
وإنما هي قراءة شاذة منسوبة إلى ابن عمر وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، والله تعالى أعلم بمدى ثبوتها عنهما.
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي _ رحمه الله _ في تفسيره: " وقرأ أبو سعيد الخدري وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن قرة " غَلَبت الروم " بفتح الغين واللام. وتأويل ذلك أن الذي طرأ يوم بدر إنما كانت الروم غلبت فعز ذلك على كفار قريش وسر بذلك المسلمون، فبشر الله تعالى عباده أنهم سيغلبون أيضا في بضع سنين؛ ذكر هذا التأويل أبو حاتم. قال أبو جعفر النحاس: قراءة أكثر الناس " غلبت الروم " بضم الغين وكسر اللام. وروي عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري أنهما قرآ "غَلَبت الروم " وقرآ "سيُغلبون " وحكى أبو حاتم أن عصمة روى عن هارون: أن هذه قراءة أهل الشام؛ وأحمد بن حنبل يقول: إن عصمة هذا ضعيف، وأبو حاتم كثير الحكاية عنه، والحديث يدل على أن القراءة " غُلبت " بضم الغين، وكان في هذا الإخبار دليل على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الروم غلبتها فارس، فأخبر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين، وأن المؤمنين يفرحون بذلك، لأن الروم أهل كتاب، فكان هذا من علم الغيب الذي أخبر الله عز وجل به مما لم يكن علموه، وأمر أبا بكر أن يراهنهم على ذلك وأن يبالغ في الرهان، ثم حرم الرهان بعد ونسخ بتحريم القمار. قال ابن عطية: والقراءة بضم الغين أصح، وأجمع الناس على " سيغلبون " أنه بفتح الياء، يراد به الروم. وي روى عن ابن عمر أنه قرأ أيضا بضم الياء في "سيغلبون "وفي هذه القراءة قلب للمعنى الذي تظاهرت الروايات به. قال أبو جعفر النحاس: ومن قر " سيغلبون " فالمعنى عنده: وفارس من بعد غلبهم، أي من بعد أن غلبوا، سيغلبون. " اهـ (الجامع لأحكام القرآن)
ـ[أبوالخيرالحنبلي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:15 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ yousef] ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:12 ص]ـ
جزا الله الاخوة خيراً على المشاركة.
ويا حبذا لو يفيدنا أحد في مدى صحة نسبة هذه القراءة لابن عمر وأبي سعيد الخدري.
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[17 - 09 - 05, 05:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة ..
يا أخوة يا كرام .. لقد أحضرت سند الرواية الأولى عن أبي سعيد الخدري رضي الله سبحانه و تعالى عنه ..
و لم أجد في تفسير الطبري إسناد القراءة لمعاوية و لا لعلي .. و لكن وجدت اسناد القراءة لأبو سعيد الخدري ..
فَأَمَّا الَّذِينَ قَرَءُوا ذَلِكَ: " غَلَبَتْ الرُّوم " بِفَتْحِ الْغَيْن , فَإِنَّهُمْ قَالُوا: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة خَبَرًا مِنْ اللَّه نَبِيّه صَلِّي اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غَلَبَة الرُّوم. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 21233 - حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَلِيّ , قَالَ: ثَنَا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ سُلَيْمَان , يَعْنِي الْأَعْمَش , عَنْ عَطِيَّة , عَنْ أَبِي سَعِيد , قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْم ظَهَرَ الرُّوم عَلَى فَارِس , فَأَعْجَبَ ذَلِكَ الْمُؤْمِنِينَ , فَنَزَلَتْ {الم غُلِبَتْ الرُّوم} عَلَى فَارِس.
إذا نظرنا إلى سند تلك الرواية وجدنا الآتي ..
الأعمش هو سليمان الأعمش و هو مدلس و هو هنا قد عنعن و لم يصرح بالسماع .. و عطية هو عطية العوفي و هو ضعيف!! ..
أما بالنسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله سبحانه و تعالى عنه ..
يرجى ملاحظة شئ هام ..
الرواية المتواترة عن علي بن أبي طالب تثبت القراءة التي نقرأها في المصحف حاليًا .. اقرأ السند الموجود في نهاية أي مصحف ذكر كاتبه سنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. تجد اسم علي بن أبي طالب فيها كلها ..
بل لو كانت تلك القراءة ثابتة عن علي كقوة ثبات القراءة الحالية لفرضها على الناس عندما كان هو الخليفة او لقرأها الشيعة الان .. أليس كذلك؟؟!
و الشيعة شديدوا الغلو في علي بن أبي طالب و لو صحت تلك القراءة عنه لكانوا أول من قرأوا بها!!
هذين دليلين عقليين لا يقبلا الشك على أن علي بن أبي طالب لم يقرأ بتلك القراءة و أنا على ثقة بإذن الله سبحانه و تعالى أني لو قرأت سندها المزعوم و الذي نقل منه القرطبي قوله لوجدنا أنه ضعيف .. !
أما بالنسبة لمعاوية بن أبي قرّة .. فما أطلبه من الأخوة تحديدًا هو إحضار سند الرواية عنه و مدى صحتها .. فأنا لم أجدة أبدًا ..
و بارك الله بكم و نفع الله سبحانه و تعالى بكم الإسلام ..
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/100)
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 06:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ..
أين ما سألتكم عنه يا أهل العلم .. لا تبخلون علينا بارك الله بكم .. فالموضوع جد هام بالنسبة لي .. !!
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة ..
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[23 - 09 - 05, 08:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ..
السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة ..
يا أخوة .. و الله سأشكوكم إلى المولى عزّ و جلّ يوم القيامة .. أين ما طلبت يا أخوة يا أحباء .. فأنا مرتبط بحوار مع أحد الملحدين و ينقصة للتصدسق بتلك النبوءة ما طلبت فقط يا أحبائي ..
جزاكم الله سبحانه و تعالى خيرًا مقدمًا بإذن الله سبحانه و تعالى ..
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاتة ..
ـ[أبو علي]ــــــــ[02 - 10 - 05, 06:19 م]ـ
الّذي أعرفه أنّ الذي يدخل مع الملحدين في نقاش هم أهل العلم؛ لئلاَّ يجني المناقش على نفسه وقد يؤدي به إلى ما يُحمد عقباه
(29/101)
الشيخ السلمي: هل ماورد عن السلف اصل يتقرب الى الله بفعله؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 03 - 04, 05:56 ص]ـ
قال الشيخ الفاضل ابو خالد السلمي عند تهنئته للأخ المتمسك بالحق عند قدوم ابنه عمر اصلحه الله:
(1) أخرج الطبراني في الدعاء 2/ 1243 بسند حسن عن الحسن البصري سأله رجل عن التهنئة كيف أقول؟ قال قل: "جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد " كما أخرج الطبراني في الدعاء 2/ 1244 بسند فيه ضعف يسير ولكن يستأنس به مع ما قبله عن حماد بن زيد قال كان أيوب السختياني إذا هنأ رجلا بمولود قال: "جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد "، ويبدو لي أن هذه الصيغة هي أصح ما ورد في التهنئة بالمولود، مع أن الأصل أن باب التهنئة من المباحات، فأي لفظ تعارف عليه الناس وليس فيه محذور شرعي فلا بأس به.
شيخنا الكريم:
اشكل عليّ قول فضيلتكم:
(ويبدو لي أن هذه الصيغة هي أصح ما ورد في التهنئة بالمولود).
كون هذه الصيغة أصح ماورد هل يتعبد لله تعالى بقولها مع كونها صحت عن الحسن البصري؟.
فإن كان الجواب: نعم فأرجو الايضاح كيف يكون فعل السلف اصل يرجع اليه ويتقرب الى الله بفعله؟.
وإن كان الجواب: لا، فمثلها مثل غيرها من عبارات التهنئة.
ما رأي المشايخ، وأخص منهم الشيخ الكريم ذو الخلق النبيل ابا خالد السلمي وفقه الله ورعاه؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:35 ص]ـ
يبدو ان الشيخ اباخالد قد اشغله عنا ما أشغله.
والسؤال اوجهه مرة أخرى للاخوة الكرام، فهل من مجيب؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 05 - 04, 02:52 م]ـ
للرفع طلبا للفائدة.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 06 - 08, 10:34 م]ـ
للرفع طلبا للفائدة.
(29/102)
مناقشة حديث (الضخم)
ـ[الحنابلة]ــــــــ[13 - 03 - 04, 06:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمابعد: أخرج الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال: كان رجل ضخم لايستطيع أن يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لا أستطيع أن أصلي معك فلو أتيت منزلي فصليت فأقتدي بك فصنع الرجل طعاماً ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم فنضح طرف حصير لهم فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين فقال رجل من آل الجارود لأنس: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قال ما رأيته صلاها إلا يومئذٍ.
أخرجه البخاري وأبو داوود وغيرهم.
هل في هذا الحديث دليل على أن السمن وكبر الجسم وضخامته عذر مبيح لترك الجماعة والتأخر عنها كما ذهب إليه ابن حبان في صحيحه وهل في ذلك دليل لمن يذهب إلى أن صلاة الجماعة فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين حيث أن هذا الحديث وغيره دليل لمذهب من يقول أن صلاة الجماعة فرض كفاية.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 03 - 04, 07:48 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل ضخامة الجسم ... عذر في ترك الجماعة .. ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3810&highlight=%D6%CE%C7%E3%C9)
(29/103)
من قال ((العمل عبادة))؟؟
ـ[أبو نايف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 08:07 ص]ـ
نجد كثير من الناس ينسب هذا القول إلي النبي صلي الله عليه وسلم ويحتج به في ترك صلاة الجماعة
وهذا القول (العمل عبادة) ليس له أصل عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما أعلم
هذا وجزاكم الله خيرا
(29/104)
هل بقى النجاشي في قومه بعد اسلامه
ـ[المسترشد]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل بقى النجاشي في قومه بعد اسلامه وإذا كان كذلك بما كان يحكمهم
ـ[المسترشد]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:15 ص]ـ
لرفع
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[08 - 04 - 07, 11:23 ص]ـ
نعم بقي رحمه الله في قومه بعد إسلامه
وكان يحكمهم بما يمكنه حمكهم به مما لا يتعارض مع إيمانه
والنجاشي رحمه الله تعالى قد توفي قبل اكتمال الدين
علما أن من الأحكام التي أتى بها الإسلام كانت موجودة قبل ذلك في كتبهم
كرجم الزاني المحصن
ومن يطالع سيرة النجاشي بفقه وتدبر لكل ما نقل عنه يدرك أنه لم يكن يحكم بغير ما أنزل الله تعالى
والله تعالى أعلم
ـ[أبو إبراهيم المصري]ــــــــ[09 - 04 - 07, 12:27 ص]ـ
وَكَذَلِكَ الْكُفَّارُ: مَنْ بَلَغَهُ دَعْوَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِ الْكُفْرِ وَعَلِمَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَآمَنَ بِهِ وَآمَنَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ؛ وَاتَّقَى اللَّهَ مَا اسْتَطَاعَ كَمَا فَعَلَ النَّجَاشِيُّ وَغَيْرُهُ وَلَمْ تُمْكِنْهُ الْهِجْرَةُ إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ وَلَا الْتِزَامُ جَمِيعِ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ؛ لِكَوْنِهِ مَمْنُوعًا مِنْ الْهِجْرَةِ وَمَمْنُوعًا مِنْ إظْهَارِ دِينِهِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَنْ يُعَلِّمُهُ جَمِيعَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ: فَهَذَا مُؤْمِنٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ........................................ ................................
وَكَذَلِكَ النَّجَاشِيُّ هُوَ وَإِنْ كَانَ مَلِكَ النَّصَارَى فِلْم يُطِعْهُ قَوْمُهُ فِي الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ بَلْ إنَّمَا دَخَلَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْهُمْ؛ وَلِهَذَا {لَمَّا مَاتَ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَحَدٌ يُصَلِّي عَلَيْهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ خَرَجَ بِالْمُسْلِمِينَ إلَى الْمُصَلَّى فَصَفَّهُمْ صُفُوفًا وَصَلَّى عَلَيْهِ وَأَخْبَرَهُمْ بِمَوْتِهِ يَوْمَ مَاتَ وَقَالَ: إنَّ أَخًا لَكُمْ صَالِحًا مِنْ أَهْلِ الْحَبَشَةِ مَاتَ} وَكَثِيرٌ مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ أَوْ أَكْثَرِهَا لَمْ يَكُنْ دَخَلَ فِيهَا لِعَجْزِهِ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يُهَاجِرْ وَلَمْ يُجَاهِدْ وَلَا حَجَّ الْبَيْتَ بَلْ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَلَا يَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَا يُؤَدِّ الزَّكَاةَ الشَّرْعِيَّةَ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَظْهَرُ عِنْدَ قَوْمِهِ فَيُنْكِرُونَهُ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يُمْكِنُهُ مُخَالَفَتَهُمْ. وَنَحْنُ نَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُمْكِنْهُ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ بِحُكْمِ الْقُرْآنِ وَاَللَّهُ قَدْ فَرَضَ عَلَى نَبِيِّهِ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ إذَا جَاءَهُ أَهْلُ الْكِتَابِ لَمْ يَحْكُمْ بَيْنَهُمْ إلَّا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْهِ وَحَذَّرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهُ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْهِ. وَهَذَا مِثْلُ الْحُكْمِ فِي الزِّنَا لِلْمُحْصَنِ بِحَدِّ الرَّجْمِ وَفِي الدِّيَاتِ بِالْعَدْلِ؛ وَالتَّسْوِيَةِ فِي الدِّمَاءِ بَيْنَ الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ النَّفْسِ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنِ بِالْعَيْنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَالنَّجَاشِيُّ مَا كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ قَوْمَهُ لَا يُقِرُّونَهُ عَلَى ذَلِكَ وَكَثِيرًا مَا يَتَوَلَّى الرَّجُلُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالتَّتَارِ قَاضِيًا بَلْ وَإِمَامًا وَفِي نَفْسِهِ أُمُورٌ مِنْ الْعَدْلِ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا فَلَا يُمْكِنُهُ ذَلِكَ بَلْ هُنَاكَ مَنْ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ وَلَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عُودِيَ وَأُوذِيَ عَلَى بَعْضِ مَا أَقَامَهُ مِنْ الْعَدْلِ وَقِيلَ: إنَّهُ سُمَّ عَلَى ذَلِكَ. فَالنَّجَاشِيُّ وَأَمْثَالُهُ سُعَدَاءُ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَلْتَزِمُوا مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ مَا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْتِزَامِهِ بَلْ كَانُوا يَحْكُمُونَ بِالْأَحْكَامِ الَّتِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/105)
يُمْكِنُهُمْ الْحُكْمُ بِهَ
مجموع الفتاوي ج19/ 217 وما بعدها
ابو عبد الرحمن اشرف التهامي
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[09 - 04 - 07, 12:44 م]ـ
وَكَذَلِكَ الْكُفَّارُ: مَنْ بَلَغَهُ دَعْوَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِ الْكُفْرِ وَعَلِمَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فَآمَنَ بِهِ وَآمَنَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ؛ وَاتَّقَى اللَّهَ مَا اسْتَطَاعَ كَمَا فَعَلَ النَّجَاشِيُّ وَغَيْرُهُ وَلَمْ تُمْكِنْهُ الْهِجْرَةُ إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ وَلَا الْتِزَامُ جَمِيعِ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ؛ لِكَوْنِهِ مَمْنُوعًا مِنْ الْهِجْرَةِ وَمَمْنُوعًا مِنْ إظْهَارِ دِينِهِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ مَنْ يُعَلِّمُهُ جَمِيعَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ: فَهَذَا مُؤْمِنٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ... نعم لا اعتراض على ذلك ............................................... ....................
وَكَثِيرٌ مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ أَوْ أَكْثَرِهَا لَمْ يَكُنْ دَخَلَ فِيهَا لِعَجْزِهِ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يُهَاجِرْ وَلَمْ يُجَاهِدْ وَلَا حَجَّ الْبَيْتَ بَلْ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَلَا يَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَا يُؤَدِّ الزَّكَاةَ الشَّرْعِيَّةَ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ يَظْهَرُ عِنْدَ قَوْمِهِ فَيُنْكِرُونَهُ عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يُمْكِنُهُ مُخَالَفَتَهُمْ ...
يهاجر النجاشي إلى من؟
وهو ممن يهاجر إليه وما ذهب المسلمون إليه إلا لاحتمائهم به، وهل كانت الهجرة واجبة على النجاشي؟. وقد قال هو في رسالته التي أرسلها للنبي صلى الله عليه وسلم: وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله،
وكذلك هل كان الجهاد واجبا عليه؟،
والحج مختلف بين أهل العلم في سنة وجوبه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد الإسلام إلا عام حجة الوداع
وأما قول الشيخ رحمه الله وروي ... ألخ فهي صيغة تمريض عند أهل العلم ومن يمانع في ذلك فلينقل لنا نقلا يؤيد به قوله
وَنَحْنُ نَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُمْكِنْهُ أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ بِحُكْمِ الْقُرْآنِ وَاَللَّهُ قَدْ فَرَضَ عَلَى نَبِيِّهِ بِالْمَدِينَةِ أَنَّهُ إذَا جَاءَهُ أَهْلُ الْكِتَابِ لَمْ يَحْكُمْ بَيْنَهُمْ إلَّا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْهِ وَحَذَّرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهُ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إلَيْهِ. وَهَذَا مِثْلُ الْحُكْمِ فِي الزِّنَا لِلْمُحْصَنِ بِحَدِّ الرَّجْمِ وَفِي الدِّيَاتِ بِالْعَدْلِ؛ وَالتَّسْوِيَةِ فِي الدِّمَاءِ بَيْنَ الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ النَّفْسِ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنِ بِالْعَيْنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَالنَّجَاشِيُّ مَا كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ الْقُرْآنِ؛ فَإِنَّ قَوْمَهُ لَا يُقِرُّونَهُ عَلَى ذَلِكَ ...
هل يمكن للأخ المستدل بهذا الكلام أن يذكر لنا ما حكم القرآن الذي كان النجاشي مطالبا به ولم يمكنه الحكم به.
فَالنَّجَاشِيُّ وَأَمْثَالُهُ سُعَدَاءُ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَلْتَزِمُوا مِنْ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ مَا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى الْتِزَامِهِ بَلْ كَانُوا يَحْكُمُونَ بِالْأَحْكَامِ الَّتِي يُمْكِنُهُمْ الْحُكْمُ بِهَ ...
نعم هذا كلام سليم ولا اعتراض عليه
ـ[ممدوح الرويلي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 02:26 م]ـ
كلام شيخ الاسلام واضح ولا يحتاج الى هذه الاسئله من الا خ الكريم
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[09 - 04 - 07, 02:40 م]ـ
كلام شيخ الاسلام واضح ولا يحتاج الى هذه الاسئله من الا خ الكريم
بارك الله فيكم
لماذا؟
(29/106)
إن دل على شيء فإنما يدل على ...
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:56 ص]ـ
إن دل على شيء فإنما يدل على ...
كثيراً ما أسمع هذه العبارة ـ كما يسمعها الكثيرون ـ وفي النفس منها
شيء من حيث المعنى، إذ الملاحظ أن هذه الكلمة تقال ـ غالباً ـ في
معرض مدح موقف أو كلمة معينة، أو ربما تقال في الذم أيضاً، فتجد
القائل ـ مثلاً ـ يقول ـ وهو يصف موقفاً يدل على التواضع:
(وهذا الموقف إن دل على شيء، فإنما يدل على تواضع هذا العالم ... )
وهنا يحق لي أن أسأل:
وإذا كان الموقف لم يدل، فماذا نصنع؟!
والأحسن ـ في نظري ـ أن يقال مباشرة:
وهذا الموقف يدل على تواضع هذا الشخص ... الخ.
ولكي يكون الكلام أقرب إلى الصحة، فقد بحثت في برنامج الألفية (3500 مجلد) عن هذا الإسلوب لأرى: هل استخدمه العلماء في التعبير عن مرادهم في مثل هذه الأحوال، فلم يسعفني البرنامج إلا بموضع واحد في "تحفة الأحوذي" للمباركفوري (ت: 1353هـ) 2/ 199، وهو متأخر كما ترى، ولعله أسلوب تسرب من الأعاجم، والله أعلم.
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[13 - 03 - 04, 11:14 ص]ـ
شكر الله لك أخي: لكن ألا يمكن قياسها على ما جاء في بعض النصوص: (إن كان الشؤم في شيء ففي ثلاثة ... ) الحديث؟.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 - 03 - 04, 09:18 ص]ـ
تحتاج إلى تأمل ... سأفيد بما يجد، لكن أحتاج بعض الوقت ...
شكر الله لك مرورك وإفادتك.
(29/107)
الشيخ سعد بن سعيد الحجري هل من تعريف به؟
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:13 م]ـ
هل من تعريف به؟ فقد سمعت عنه كثيراً، وجزاكم الله خيراً.
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[13 - 03 - 04, 05:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لمعرفة الشيخ عليك الدخول إلى هذا الرابط
هو شيخ فاضل ومن الطلاب الشيخ القرعاوي رحمه الله
ولمعرفة المزيد عنه يمكنك الدخل إلى هذا الرابط
www.alnbras.net
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:58 م]ـ
الشيخ أوقف ..
(29/108)
فضيلة الشيخ عبدالله السعد؟
ـ[صلاح]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:21 م]ـ
أود من الأخوة وضع دروسه كامله هنا، لمن يعرفها من الأخوة مواقيتها وأسمائها ومكانها الخاصة والعامة ليعم النفع بها
(29/109)
لا حول ولا قوة إلا بالله .. لا تقال عند المصائب
ـ[صلاح]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:51 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله" مقامها عند القيام بالطاعات، لا عند المصائب.
نبه على ذلك شيخ الاسلام رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (10/ 686).
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[13 - 03 - 04, 04:07 م]ـ
وهذا كلامه - رحمة الله – للفائدة ...
(وكذلك ما ذكره معلقًا قال: قال الشبلي بين يدي الجنيد: لاحول ولا قوة إلا باللّه. فقال الجنيد: قولك ذا ضيق صدر، وضيق الصدر لترك الرضا بالقضاء. فإن هذا من أحسن الكلام. وكان الجنيد ـ رضي اللّه عنه ـ سيد الطائفة، ومن أحسنهم تعليمًا وتأديبًا وتقويمًا ـ وذلك أن هذه الكلمة كلمة استعانة؛ لا كلمة استرجاع، وكثير من الناس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعًا لا صبرًا. فالجنيد / أنكر على الشبلي حاله في سبب قوله لها، إذ كانت حالًا ينافى الرضا، ولو قالها على الوجه المشروع لم ينكر عليه.)
http://www.al-eman.com/feqh/viewchp.asp?BID=252&CID=212
ـ[السدوسي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 02:44 ص]ـ
أخي الفاضل:
حقها أن تستدرك على معجم المناهي.
شكرالله لك.
ـ[السدوسي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 08:40 ص]ـ
قلت: ولذا تقال عند قول المؤذن: حي على الصلاة - حي على الفلاح.
والذي يقال عند المصائب (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 09:06 ص]ـ
وهذا كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله في المسألة.
من التعليق على كتاب الدعوات من صيح الإمام البخاري رحمه الله، الشريط السادس / الوجه أ 9:45 إلى 11:26
هنا: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_106.shtml
(29/110)
هل الدم الذي ينزل من الانف نجس
ـ[ابو بندر]ــــــــ[13 - 03 - 04, 05:09 م]ـ
السلام عليكم
هل الدم الذي ينزل من الانف نجس.
وماهى الدماء النجسه.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[14 - 03 - 04, 05:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى الحبيب أبو بندر إنها لساعة مباركة أن تجتمع القلوب على مذاكرة العلم فغفر الله لى ولك ولجميع المتصفحين لهذه الصفحة ولجميع رواد هذا الملتقى المبارك0
وسئل الشيخ العلامة ريحانة الفقهاء محمد بن صالح العثيمين: عن الدم الخارج من الإنسان هل هو نجس؟ وهل هو ناقض للوضوء؟
فأجاب فضيلته بقوله: الدم الخارج من الإنسان إن كان من السبيلين القبل أوالدبر، فهو نجس وناقض للوضوء قلَّ أم كَثُر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر النساء بغسل دم الحيض مطلقاً، وهذا دليل على نجاسته، وأنه لا يُعفي عن يسيره، وهو كذلك فهو نجس لا يُعفي عن يسيره وناقض للوضوء قليله وكثيره.
واما الدم الخارج من بقية البدن: من الأنف أو من السِّن أو من جرح أو مأ أشبه ذلك، فإنه لا ينقض الوضوء قل أو كثر، هذا هو القول الراجح أنه لا ينقض الوضوء شيء خارج من غير السبيلين من البدن سواء من الأنف أو من السن أو من غيره وسواء كان قليلاً أو كثيراً، لأنه لا دليل على انتقاض الوضوء به، والأصل بقاء الطهارة حتى يقوم دليل على انتقاضها.
وأما نجاسته فالمشهور عند أهل العلم أنه نجس وأنه يجب غسله إلا أنه يُعفي عن يسيره لمشقة التحرُّز منه والله أعلم.
راجع فتاوى إبن عثيمين (المجلد 11/ السؤال 140) 0
212) وسُئل فضيلة الشيخ العلامة إبن عثيمين رحمه الله تعالى: ما رأيكم في هذه الأقوال:
1 - أن الدم المسفوح، هو الذي وقع فيه الخلاف، أما غير المسفوح كدم الجروح وسواها فلم يقل أحد بنجاسته.
2 - أن المحدثين لم يشيروا أبدا إلى التحريم إلا للدم المسفوح وكذلك أشار المفسرون.
3 - أنه لا يوجد دليل واحد صحيح يفيد بنجاسة الدم، إلا ما كان من إشارة بعض الفقهاء، وهؤلاء لا دليل عندهم، وما دام الدليل لم يوجد، فالأصل طهارة الدم فلا تبطل صلاة من صلى وعلى ثوبه بقع دم؟
فأجاب بقوله: ما ذكرتم في رقم 1 فلو رجع القائل إلى كلام أهل العلم لوجد أن الأمر على خلاف ما ذكر، فإن الدم المسفوح لم نعلم قائلا بطهارته كيف وقد دل القرآن على نجاسته كما سيأتي تقريره إن شاء الله تعالى، وقد نقل الاتفاق على نجاسته ابن رشد في بداية المجتهد، فقال ص 76ط الحلبي: وأما أنواع النجاسات فإن العلماء اتفقوا من أعيانها على أربعة، وذكر منها: الدم من الحيوان الذي ليس بمائي انفصل من الحي أو الميت إذا كان مسفوحا أي كثيرا، وقال في ص79 منه: اتفق العلماء على أن دم الحيوان البري نجس. ا هـ لكن تفسيره للمسفوح بالكثير مخالف لظاهر اللفظ ولما ذكره البغوي في تفسيره، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه ما خرج من الحيوان وهو حي وما يخرج من الأوداج عند الذبح، وذلك لأن المسفوح هو المراق السائل لا يقيد كونه كثيرا. اللهم إلا أن يريد ابن رشد بهذا القيد محل الاتفاق حيث عفا كثير من أهل العلم عن يسير الدم المسفوح، لكن العافون عنه لم يجعلوه طاهرا وإنما أرادوا دفع المشقة بوجوب تطهير اليسير منه.
وقد نقل القرطبي في تفسيره ص 221جـ 2ط دار الكاتب اتفاق العلماء على أن الدم حرام نجس، وقال النووي في شرح المهذب ص 511جـ 2ط المطيعي: والدلائل على نجاسة الدم متظاهرة ولا أعلم فيه خلافا عن أحد من المسلمين إلا ما حكاه صاحب الحاوي عن بعض المتكلمين أنه قال طاهر ا هـ. والظاهر أن الإطلاق في كلامي القرطبي والنووي مقيد بالمسفوح والله اعلم.
وأما غير المسفوح الذي مثل له بدماء الجروح وسواها وذكر أنه لم يقل أحد بنجاسته مع أن قوله (وسواها) يشمل دم الحيض الذي دلت السنة على نجاسته كما سيأتي إن شاء الله. فلو رجع القائل إلى كلام أهل العلم لوجد أن كلام أهل العلم صريح في القول بنجاسته أو ظاهر.
قال الشافعي ـ رحمه الله ـ في الأم ص67 جـ 1ط دار المعرفة بعد ذكر حديث أسماء في دم الحيض: وفي هذا دليل على أن دم الحيض نجس وكذا كل دم غيره. وفي ص56 منه مثل للنجس بأمثلة منها: العذرة والدم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/111)
وفي المدونة ص38 جـ 1ط دار الفكر عن مالك ـ رحمه الله ـ ما يدل على نجاسة الدم من غير تفصيل.
ومذهب الإمام احمد في ذلك معروف نقله عنه أصحابه.
وقال ابن حزم في المحلى ص102 جـ 1ط المنيرية ك وتطهير دم الحيض أو أي دم كان سواء دم سمك كان أو غيره أو كان في الثوب أو الجسد فلا يكون إلا بالماء حاشا دم البراغيث ودم الجسد فلا يلزم تطهيرهما إلا ما حرج في غسله على الإنسان فيطهر المرء ذلك حسب ما لا مشقة عليه فيه. ا هـ.
وقال الفروع (من كتب الحنابلة) ص253 جـ 1ط دار مصر للطباعة: ويعفى على الأصح عن يسير دم وما تولد منه (و) وقيل من بدن ا هـ. والرمز بالواو في اصطلاحه إشارة إلى وفاق الأئمة الثلاثة ومقتضىهذا ان الدم نجس عند الأئمة الأربعة لأن التعبير بالعفو عن يسيره يدل على نجاسته.
وقال في الكافي (من كتب الحنابلة أيضا) ص 110/ جـ 1 ط المكتب الإسلامي: والدم نجس لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء في الدم (اغسليه بالماء). متفق عليه، ولأنه نجس لعينه بنص القرآن أشبه الميتة ثم ذكر ما يستثنى منه ونجاسة القيح والصديد، وقال إلا أن أحمد قال: هما أخف حكما من الدم لوقوع الخلاف في نجاستهما وعدم التصريح فيهما. اهـ وقوله لوقوع الخلاف في نجاستهما ما يفيد بأن الدم لا خلاف في نجاسته.
وقال في المهذب (من كتب الشافعية) ص511 جـ 2ط المطيعي: وأما الدم فنجس ثم ذكر في دم السمك وجهين أحدهما نجس كغيره والثاني طاهر.
وقال في جواهر الإكليل (من كتب المالكية) ص9 جـ 1 ط الحلبي في عد النجاسات: ودم مسفوح أي جار بذكاة أو فصد وفي ص11 منه فيما يعفى عنه من النجاسات: ودون درهم من دم مطلقا عن تقييده بكونه من بدن المصلي أو غير حيض وخنزير أو في بدن أو ثوب أو مكان ا هـ.
وقال في شرح مجمع الأنهر (من كتب الحنفية) ص51 - 52 جـ 1 ط عثمانية: وعفى قدر الدرهم من نجس مغلظ كالدم والبول ثم ذكر ص 53 منه أن دم السمك والبق والقمل والبرغوث والذباب طاهر.
فهذه أقوال أهل العلم من أهل المذاهب المتبوعة وغيرهم صريحة في القول بنجاسة الدم واستثناؤهم ما استثنوه دليل على العموم فيما سواه، ولا يمكن إنكار أن يكون أحد قال بنجاسة بعد هذه القول عن أهل العلم.
وأما ما ذكر في رقم 2فالكلام في نجاسة الدم لا في تحريمه، والتحريم لا يلزم منه التنجيس فهذا السم حرام وليس بنجس فكل نجس محرم وليس كل محرم نجسا، فنقل الكلام من البحث في نجاسته إلى تحريمه غير جيد. ثم إن التعبير بأن ثبوت تحريمه كان بإشارة المحدثين والمفسرين مع أنه كان بنص القرآن القطعي غير سديد، فتحريم الدم المسفوح كان بنص القرآن القطعي المجمع عليه لا بإشارة المحدثين والمفسرين كما يعلم.
وأما ما ذكر في رقم 3 فإن سياق كلامكم يدل على أنكم تقصدون بالدم المسفوح فقط أو هو وغيره لأنكم ذكرتم أن غير المسفوح لم يقل أحد بنجاسته، وأن موضع الخلاف هو الدم المسفوح، ولو رجعتم إلى الكتاب والسنة لوجدتم فيهما ما يدل على نجاسة الدم المسفوح ودم الحيض ودم الجرح.
فأما نجاسة الدم المسفوح ففي القرآن قال الله تعالى: (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) (1). فإن قوله (محرما) صفة لموصوف محذوف والتقدير: شيئا محرما، والضمير المستتر في (يكون) يعود على ذلك الشيء المحرم أي إلا أن يكون ذلك الشيء المحرم ميتة إلخ، والضمير البارز في قوله (فإنه) يعود أيضا على ذلك الشيء المحرم أي فإن ذلك الشيء المحرم رجس، وعلى هذا فيكون في الآية الكريمة بيان الحكم وعلته في هذه الأشياء الثلاثة: الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير، ومن قصر الضمير في قوله (فإنه) على لحم الخنزير معللا ذلك بأنه أقرب مذكور فقصره قاصر وذلك لأنه يؤدي إلى تشتيت الضمائر وإلى القصور في البيان القرآني حيث يكون ذاكرا للجميع (الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير) حكما واحدا م يعلل لواحد منها فقط.
وكذلك من قصره على لحم الخنزير معللا بأنه لو كان الضمير للثلاثة لقال: فإنها أو فإنهن، فجوابه:
أنا لا نقول إن الضمير للثلاثة بل هو عائد إلى الضمير المستتر في ـ يكون ـ المخبر عنه بأحد الأمور الثلاثة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/112)
ويدل على أن وصف الرجس للثلاثة ما دلت عليه السنة من نجاسة الميتة، ففي السنن عن ميمونة ـرضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة يجرونها، فقال: (لو أخذتم إهابها). فقالوا: إنها ميتة، فقال: (يطهرها الماء والقرض) أخرجه النسائي وأبو داود، وأخرجا من حديث سلمة بن المحبق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في جلود الميتة: (دباغها طهورها). وعند النسائي: (دباغها ذكاتها). وفي صحيح مسلم من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: وقد سُئل عن اسقية المجوس، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (دباغه طهوره).
وبهذا تقرر دلالة القرآن على نجاسة الدم المسفوح.
وأما نجاسة دم الحيض، ففي الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لفاطمة بنت أبي حبيش: (إذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي). هذا لفظ البخاري، وقد ترجم عليه باب غسل الدم، وفيهما أيضا من حديث أسماء بنت أبي بكر ـرضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فلتقرضه ثم لتنضحه بماء ثم تصلي فيه). هذا لفظ البخاري في رواية، وفي أخرى: (تحته ثم تقرضه بالماء وتنضحه وتصلي فيه). وهو لمسلم بهذا اللفظ، لكن بثم في الجمل الثلاث كلها، وكون النبي صلى الله عليه وسلم يرتب الصلاة على غسله بثم، دليل على أن غسله لنجاسته، لا لأجل النظافة فقط.
وأما نجاسة دم الجرح: ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ في قصة جرح وجه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال: فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم، وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن، هذا لفظ مسلم. وهذا وإن كان قد يدعى مدع أن غسله للتنظيف لا للتطهير الشرعي، أو أنه مجرد فعل والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، فإن جوابه أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش بغسل الدم قرينة على ان غسل الدم من وجه النبي صلى الله عليه وسلم كان تطهيرا شرعيا متقررا عندهم.
وأما ما ورد عن بعض الصحابة مما يدل ظاهره على أنه لا يجب غسل الدم والتطهير منه، فإنه على وجهين:
أحدهما: أن يكون يسيرا يعفى عنه مثل ما يروى عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه لا يرى بالقطرتين من الدم في الصلاة بأسا، وأنه يدخل أصابعه في أنفه فيخرج عليها الدم فيحته ثم يقوم فيصلي، ذكر ذلك عنه ابن أبي شيبة في مصنفه.
الثاني: أن يكون كثيرا لا يمكن التحرر منه، مثل ما رواه مالك في الموطأ عن المسور بن مخرمة، أن عمر بن الخطاب حين طعن، صلى وجرحه يثغب دما، فإن هذا لا يمكن التحرز منه إذا لو غسل لا ستمر يخرج، فلم يستفد شيئا، وكذلك ثوبه لو غيره بثوب آخر ـ إن كان له ثوب أخر ـ لتلوث الثوب الآخر فلم يستفد من تغييره شيئا، فإذا كان الوارد عن الصحابة لا يخرج عن هذين الوجهين، فإنه لا يمكن إثبات طهارة الدم بمثل ذلك، والذي يتبين من النصوص فيما نراه في طهارة الدم ونجاسته ما يلي:
أ-الدم السائل من حيوان مييته نجسة، فهذا نجس كما تدل عليه الآية الكريمة.
ب ـ دم الحيض، وهو نجس كما يدل عليه حديثا عائشة وأسماء ـ رضي الله عنهما ـ
جـ ـ الدم السائل من بني آدم، وظاهر النصوص وجوب تطهيره إلا ما يشق التحرز منه كدم الجرح المستمر، وإن كان يمكن أن يعارض هذا الظاهر بما أشرنا إليه عند الكلام على غسل جرح النبي، صلى الله عليه وسلم، وبأن أجزاء الآدمي إذا قطعت كانت طاهرة عند أكثر أهل العلم، فالدم من باب أولى، لكن الاحتياط التطهر منه لظاهر النصوص، واتقاء الشبهات التي من اتقاها استبرأ لدينه وعرضه.
د ـ دم السمك وهو طاهر لأنه إذا كانت ميتته طاهرة كان ذلك دليلا على طهارته فإن تحريم الميتة من أجل بقاء الدم فيها بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل). فجعل النبي صلى الله عليه وسلم سبب الحل أمرين:
أحدهما: إنهار الدم
الثاني: ذكر اسم الله تعالى.
الأول حسي، والثاني معنوي.
هـ ـ دم الذباب والبعوض وشبهه لأن ميتته طاهرة كمل دل عليه حديث أبي هريرة في الأمر بغمسه إذا وقع في الشراب، ومن الشراب ما هو حار يموت به، وهذا دليل على طهارة دمه لما سبق من علة تحريم الميتة.
وـ الدم الباقي بعد خروج النفس من حيوان مذكى لأنه كسائر أجزاء البهيمة وأجزاؤها حلال طاهرة بالتذكية الشرعية، فكذلك الدم كدم القلب والكبد والطحال.
هذا ما ظهر لنا، ونسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا صراطه المستقيم.
راجع الفتاوى (المجلد 11/ فتوى رقم 212)
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 03 - 04, 06:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من نقل كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله، وقد سبق كذلك الكلام حول هذه المسألة على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5081
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6903
(29/113)
رحمك الله يا ابن معين!
ـ[اللامي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 09:19 م]ـ
قال ابن محرز (سؤالاته لابن معين، 2/ 124):
((سمعت يحيى بن معين يقول لأبي خيثمة و غيره: تحفظون هذا عن نصر بن أبي الأشعث، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي عليه السلام قال: ((تداووا من العذرة بالقسط و الورس))؟
فقيل ليحيى بن معين: من حدث بهذا؟
فقال: أبو نعيم.
ثم إن بعض أصحابنا أفاده رجل بعد نحو من سنتين، فذهب المفاد به إلى يحيى بن معين مع أحاديث، فأنكره يحيى، و قال: ما أعرف هذا.
فرجع الرجل إلى صاحبه و قد غلظ عليه الأمر، فادعى المفيد شهادتي و ذكر حضوري و غيري ذلك المجلس.
ثم قال ليحيى بن معين: يا أبا زكريا سمعتك تذكره عن أبي نعيم.
فقال: شبه لك، ما سمعت بهذا إلا منك.
ثم قال لنا يوم الثلاثاء بعد المغرب لست بقين من ربيع الأول سنة سبع و عشرين و مئتين: ذاك الحديث حدثنا أبو نعيم.
فقلت له: يا أبا زكريا كان من قصته كيت و كيت، فسمعته من أبي نعيم؟
فقال: نعم، سمعناه من أبي نعيم)).
ـ[اللامي]ــــــــ[31 - 08 - 04, 03:15 ص]ـ
للرفع
(29/114)
هل كلمة (قُبّحت) تدخل الألفاظ المنهي عنها
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[13 - 03 - 04, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
هل تدخل كلمه (قُبّحت) في الحديث .. لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته .. !
ـ[محب ابن تيمية]ــــــــ[15 - 03 - 04, 03:37 ص]ـ
يرفع ليراه الإخوه
(29/115)
هل حلق اللحية كبيرة ..... أرجو المشاركة.
ـ[السدوسي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 02:53 ص]ـ
سألني صاحب لي، فأجبته بما فتح الله، ولكن لأن الكبيرة كما عرفها أهل العلم كل ذنب ختم بلعن، أو غضب، أو نفي إيمان أو توعد عليه بحد في الدنيا أو وعيد في الآخرة .... ولأنه لم يقف على نص فيه ذلك حصل عنده إشكال، وقد أحببت طرحة للإخوة الفضلاء لنستفيد منهم.
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........
أخي في الله عليك بزيارة هذه الروابط وان شاء الله تجد الجواب الشافي:
1 - http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00061
ـ[صلاح]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:31 ص]ـ
بعض العلماء قال أنها كبيرة
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[14 - 03 - 04, 07:30 م]ـ
أليس في حلق اللحية (تخنث) وتشبه بالنساء؟! والنبي صلى الله عليه وسلم قد لعن المخنثين من الرجال!
ثم من يحلقها مصراً (وهذا حال الأكثرين من الناس) أليس واقعٌ في الإصرار على الصغيرة؟
وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما (لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار)
(29/116)
أين أجد هذه المقولة؟؟؟؟ وأين أجد ما يتعلق بأول من قسم الحديث إلى الصحيح والحسن
ـ[طالب100]ــــــــ[14 - 03 - 04, 03:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فأين أجد المقولة التالية وتفصيل الكلام عليها
قال الشيخ تقى الدين بن تيمية:
" أول من عرف أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف أبو عيسى الترمذي.
ولم تعرف هذه التسمية عن أحد قبله.
ومن يدلني على ما يفيدني في الصحيح والحسن هل هما بمعنى واحد والفرق في ذلك بين المتقدمين والمتأخرين؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:34 ص]ـ
تجده في أوائل المجلد الثامن عشر من مجموع الفتاوى.
ـ[طالب100]ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
هل يمكنك التفضل بكتابة النص الموجود في الفتاوى مع رقم الصفحة
لأني أخي الكريم حالياً بعيد عن مكتبتي ولا يوجد لدي مجموع الفتاوى
(29/117)
أرجو المساعدة للاهمية و عاجل جدا (هل هذه الزيادة في الأدب المفرد حقا)
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[14 - 03 - 04, 03:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني أحسن الله إليكم في أثناء حواري مع أحد دعاة التوسل بالأنبياء و الرد على أدلته و منها مايلي:
قوله و من الأدلة على جواز التوسل بالأنبياء
في كتاب الادب المفرد للبخاري عن عبد الرحمن بن سعد قال خدرت رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال له رجل اذكر احب الناس اليك فقال " يا محمد " فذهب خدر رجله. اهـ
ــــــــــــــــــــــــــــ
فقلت له:
أولا: بالرجوع إلى كتاب الأدب المفرد للبخاري طبعة دار البشائر الإسلامية لعام 1409 تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي الطبعة الثالثة لم أجد لفظة (يا محمد) التي ذكرتها أنت
أنما الموجود ما يلي: (حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال ثم خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد) الأدب المفرد 1/ 335 حديث رقم 964 الطبعة المذكورة سابقا.
و لا أدري من أين جاءت بهذه الزيادة (يا محمد) إذا كان عندك في الأدب المفرد هذه الزيادة أذكر لنا الطبعة وتاريخها ومن المحقق لتأكد
أم هذه الزيادة هي سبق و خطأ مطبعي و أرجو الله أن لا يكون الهوى له دور في ذلك.
ثانيا: هذا الأثر مردود من وجهين:
الأول: أن هذا الأثر من رواية أبو إسحاق السبيعي (لتأكد أنظر كتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر 6/ 168 ترجمة رقم 376 و كتاب تهذيب الكمال للمزي 22/ 102 ترجمة رقم 4400) وهو مدلس (أنظر كتاب تهذيب التهذيب 8/ 58 ترجمة رقم 99 و كتاب الثقات لأبن حبان 5/ 177 ترجمة رقم 4449) لا تقبل روايته حتى يصرح بالتحديث وهنا لم يصرح بل عنعن فهي غير مقبولة
الثاني: قال الدوري: سمعت يحيى يقول: الحديث الذي يروونه خدرت رجل بن عمر وهو أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قيل ليحي من عبد الرحمن بن سعد قال لا أدري.
المصدر كتاب تاريخ ابن معين رواية الدوري 4/ 24 طبعة أحياء التراث لعام 1399هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
فجاء رده كما يلي:
اما ما ورد في كتاب الادب المفرد ففيه لما خدرت رجل ابن عمر قوله " يا محمد " (طبعة عالم الكتب) (عام 1984م - 1404 هـ) (حديث رقم 437) (صحيفة 324).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال أحسن الله إليكم في الدنيا و الآخرة هل صحيح هذه الزيادة (يا محمد) موجودة في الطبعة التي ذكرت أما لا لأني خارج السعودية الآن
أرجو المساعدة لدفاع عن التوحيد و كشف حاله للإخوة في ذلك المنتدى أن كان غير صادق.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 03 - 04, 03:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حرف النداء (يا) لايوجد في الأدب المفرد، وهذا من تدليس الصوفية، نسأل الله السلامة والعافية
فائدة من كتاب هذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل الشيخ
قال (ص 68) معنونا: (التوسل به في المرض والشدائد).
عن الهيثم بن [حنش] [وحُرف اسم الراوي في " المفاهيم " إلى خنس، فصححته]. قال: كنا عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فخدرت رجله، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك. فقال: يا محمد! فكأنما نشط من عقال.
وعن مجاهد قال: خدرت رِجْلُ رَجُلٍ عند ابن عباس رضي الله عنهما فقال له ابن عباس: اذكر أحب الناس إليك. فقال: محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذهب خدره، ثم قال: فهذا توسل في صورة النداء) اهـ.
أقول: الكلام هنا في أمرين:
الأول: الرواية: فالخبر الأول أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم170)، قال: حدثنا محمد بن خالد بن محمد البرذعي قال: ثنا حاجب بن سليمان قال: ثنا محمد بن مصعب، قال: ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الهيثم بن حنش به. وهذا إسنادٌ ضعيف جدًا، فيه علل كثيرة:
منها: أن محمد بن مصعب القرقساني ضعيف عندهم، قال ابن معين: لم يكن من أصحاب الحديث، كان مغفلا. وقال النسائي: ضعيف ومثله عن أبي حاتم الرازي.
وقال ابن حبان: (يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به). وقال الإسماعيلي: محمد بن مصعب من الضعفاء. وقال الخطيب: كان كثير الغلط؛ لتحديثه من حفظه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/118)
وقال أحمد: ليس به بأس، ونحوه عن ابن عدي. ووثقه ابن قانع، وابن قانع من المتساهلين. فمن هذا يتضح ضعفه كما ذهب إليه أئمة أهل العلم.
وأما قول أحمد: ليس به بأس، يعني في نفسه، فهو صدوق في نفسه، ولكنه ضعيف الحديث.
ومنها: أن الهيثم بن حنش مجهول العين، قال الخطيب في " الكفاية في علوم الرواية " (ص88):
(المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه، ولا عرفه العلماء به، ومن لم يعرف حديثه إلا من جهة راوٍ واحد، مثل عمرو ذي مر، وجبار الطائي، وعبد الله بن أغر الهمداني، والهيثم بن حنش. . . هؤلاء كلهم لم يرو عنهم غير أبي اسحاق السبيعي) اهـ.
ومنها: أن أبا إسحاق السبيعي مدلس، وقد عنعنه عن هذا المجهول.
ومنها: أن أبا إسحاق قد اختلط، ومما يدل على تخليطه في هذا الحديث أنه رواه تارة عن أبي شعبة (أو أبي سعيد)، وتارة عن عبد الرحمن بن سعد. وهذا اضطراب يرد به الحديث.
وأمثل ما روي في هذا الباب وأصحه على تدليس أبي إسحاق فيه، ما رواه البخاري في " الأدب المفرد " (964) قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: (خدرت رِجْلُ ابن عمر، فقال له رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال محمد).
وهذه الرواية أصح ما روي، وأفادت فوائد:
الأولى: قول ابن عمر: محمد، بدون حرف النداء، والشائع عند العرب ـ كما سيأتي ـ استعمال " يا النداء " في تذكر الحبيب؛ ليكون أكثر استحضارًا في ذهن الخادرة رجله، فتنطلق.
وابن عمر عدل عن الاستعمال الشائع إلى غيره؛ لما في الشائع من المحذور.
الثانية: أن تذكره للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنه أحب الناس إليه هو الحق؛ لأنه لا يؤمن أحد حتى يكون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين؛ بل ومن نفسه التي بين جنبيه. وهذا ما نعقد عليه قلوبنا، بهداية ربنا.
الثالثة: أن سفيان من الحفاظ الأثبات، فنقله خبر أبي إسحاق بهذا اللفظ يدل على أنه هو المحفوظ، وسواه غلط مردود.
وأما الخبر الثاني: فأخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (169)، وفي إسناده: غياث بن إبراهيم كذبوه. قال ابن معين: كذاب خبيث. ولفظه في تذكره (محمدًا) مجردٌ من حرف النداء، فلا حجة فيه، والكلام فيه على نحو ما مر في قول ابن عمر.
الأمر الثاني: في الدراية: يقال لهذا المستدل: غاية ما ذكرته أن فيه ذكرا للمحبوب، لا طلب حاجة منه أو به أن يزال ما به، ولا أن يكون واسطة لإزالة خدر الرجل، وليس فيه توسلٌ، وإلا لكان لازمًا أن من ذكر محبوبه فقد استغاث به وتوسل به في إزالة شدته، وهذا من أبطل الباطل، وأمحل المحال.
فما قوله إذا ذكر الكافرُ حبيبه فزال خدَرُ رجله وانتشرت بعد قيد وخدور؟ أفيكون توسل به؟! ويكون من يزيل الأمراض والأخدار ـ سبحانه وتعالى ـ قد قبل هذه الوسيلة؟!
وهذا الدواء ـ التجريبي ـ للخدر كان معروفًا عند الجاهليين قبل الإسلام جُرَّب فنفع، وليس فيه إلا ذكر المحبوب، وقيل في تفسير ذلك: إن ذكره لمحبوبه يجعل الحرارة الغريزية تتحرك في بدنه، فيجري الدم في عروقه، فتتحرك أعصاب الرجل، فيذهب الخدر.
وجاءت الأشعار بهذا كثيرا في الجاهلية والإسلام:
فمنها: قول الشاعر:
صبُّ محبُّ إذا ما رِجْلُه خَدَرت ** نادى (كُبَيْشَةَ) حتى يذهب الخَدَر
وقولُ الآخر:
على أنَّ رجلي لا يَزَالُ امْذِ لُها ** مقيمًا بها حتى أُجيْلَكِ في فكري
وقال كُثَيَّر:
إذا مَذَلَتْ رجلي ذكرتُكِ اشتفي ** بدعواك من مَذْلٍ بها فيهون
وقال جميلُ بثينةَ:
وأنتِ لعَيْنِيْ قُرَّةٌ حين نَلْتَقِيْ ** وذِكْرُكِ يَشفِيْني إذا خَدَرتْ رجلي
وقالت امرأة:
إذا خدرت رجلي دعوتُ ابنَ مُصْعبٍ ** فإنْ قلتُ: عبدَ اللهِ أجْلَى فتورَها
وقال الموصلي:
واللهِ ما خَدَرَتْ رجلي وما عَثَرَتْ ** إلا ذكرتُكِ حتى يَذْهبَ الخدَرُ
وقال الوليد بن يزيد:
أثيبي هائمًا كَلِفًا مُعَنَّى ** إذا خَدَرتْ له رجْلٌ دَعاكِ [" بلوغ الأرب " (2/ 320 - 321).]
وغير ذلك من الأشعار، أفيقال: إن هؤلاء توسلوا بمن يحبونه، من نساءٍ وغلمان، وأجيب سؤلهم، وقبلت وسيلتهم؟!!
وقال (ص68) معنونا: (التوسل بغير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ).
ونقل أحاديث من " مجمع الزوائد " للهيثمي (10/ 132). والهيثمي الحافظ بَوَّب لهذه الأحاديث بقوله: (باب ما يقول إذا انفلتت دابته، أو أراد غوثا أو أضل شيئا) ساقه ضمن أبواب أدعية السفر.
وفِقْهُ الهيثمي في هذا التبويب ظاهر، وأما من بوب بـ (التوسل بغير النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ) فليس بفقيه في النصوص، وسأبين هذا.
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=318&CID=3&SW= خدرت# SR1
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:38 ص]ـ
وضعف هذا الأثر الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله - في تصحيح الدعاء.
وصححه الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - أظنه في شرح التمييز، وراجعته في ذلك، وذكرت له كلام الشيخ بكر فلم يقتنع، وقال: ليس فيه محذور، لا توسل ولا غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/119)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:54 ص]ـ
جزاك الله خيرا وما ذكره الشيخ عبدالله وهو الصواب في الحكم على هذا الأثر
وقد سبق النقاش حوله كما في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2192
ـ[القوس]ــــــــ[11 - 11 - 08, 08:23 م]ـ
ياء النداء مثبتة في بعض طبعات الأدب المفرد مثل طبعة مؤسسة الكتب الثقافية تحقيق! حبيب محمد طه. وغير موجودة في طبعات أخرى فليت شعري ما الصحيح
وقد رجعت إلى المخطوطة المدرجة في هذا الموقع لكتاب الأدب المفرد ووجدت ياء النداء مثبتة في المخطوطة والحديث يقع فيها في الصحيفة 117
فهل هناك من يمتعنا بتحرير المقام
وجزاكم الله خيرا
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[12 - 11 - 08, 12:06 ص]ـ
الحديث في طبقات ابن سعد 4/ 105 قال: (أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سفيان وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند ابن عمر فخدرت رجله فقلت: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك؟ قال: اجتمع عصبها من هاهنا، هذا في حديث زهير وحده، قال قلت: ادع أحب الناس إليك، قال: يا محمد، فبسطها.
ـ[القوس]ــــــــ[12 - 11 - 08, 09:33 ص]ـ
شكرا لك أخي نزيه
لكن سؤالي بخصوص رواية الأدب المفرد للبخاري فإن الطبعات اضطربت في إثبات ياء النداء وحذفها فما هو الصواب في ذلك، وإن كان الصواب مع من لم يثبت الياء فكيف الجواب على أن الياء مثبتة في المخطوط.
نرجو الإفادة
ـ[القوس]ــــــــ[13 - 11 - 08, 03:10 م]ـ
يرفع للأهمية مع الشكر
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[13 - 11 - 08, 03:28 م]ـ
هو موجود في " الكلم الطيب " لابن تيمية، ت: الأناؤوط، ط: مكتبة دار البيان، الثالثة 1403، و في " الوابل الصيب " لابن القيِّم، ت: عبد الرحمن ابن قائد، ط: دار عالم الفوائد، الأولى، 1425.
و هو حديثان و ليس حديثاً واحداً، حديث ابن عمر فيه إثبات الياء " يا محمد "، و هو في " الكلم الطيب " (234)، و في " الوابل " (ص: 365)، و في " الأدب المفرد " (964) ط: دار البشائر، الثالثة، و ليس في " فضل الله الصمد " إثبات الياء.
و حديث ابن عباس بدون الياء " محمد "، في " الكلم الطيب " (235)، و " الوابل " (ص: 366).
(29/120)
أقوال الإمام أحمد في البُعد عن السلاطين!!
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:00 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي الأمين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
لاشك ولا ريب أن الإمام أحمد رحمه الله كان إمام عصره بلا منازع وثناء العلماء عليه مشهور ومستفيض كما سبق أن نقلنا ذلك
قال إبراهيم الحربي:رأيت رجالات الدنيا فلم أر مثل ثلاثة:: رأيت أحمد بن حنبل يعجز النساء أن يلدن مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءا عقلا، ورأيت أبا عبيد كأنه جبل نفخ فيه علم.
و منهج الإمام المعروف عنه عدم مخالطة السلاطين! وكان يحذر من ذلك و لايرى الأخذ من (شرهاتهم!! وأُعطياتهم) لأن أموالهم تدخلها الشبهة! ومع ذلك كان لايرى الخروج عليهم
وأقواله في ذلك مشهورة وسوف أذكر شيئا من ذلك باختصار:
قال أحمد بن سعيد الرباطي: قدمت على أحمد بن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلي. فقلت: يا أبا عبدالله إنه يكتب عني بخراسان وإن عاملتني بهذه المعاملة رموا بحديثي!. فقال لي: يا أحمد هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عبدالله بن طاهر وأتباعه؟ انظر أين تكون أنت منه. قال: قلت: يا أبا عبدالله إنما ولاني أمر الرباط. لذلك دخلت فيه قال: فجعل يكرر علي: يا أحمد هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه؟ فانظر أين تكون منه؟
قلت: أحمد بن سعيد الرباطي من أهل مرو وروى عنه البخاري ومسلم وهوثقة توفي سنة 24 2 تاريخ بغداد (4/ 166)
6 - قال سعيد بن يعقوب كتب إلي أحمد: بسم الله الرحمن الرحيم:من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب أما بعد: فإن الدنيا داء والسلطان داء والعالم طبيب فإذا رأيت طبيب يجرالداء إلى نفسه فاحذره.طبقات الحنابلة (168)
1 - قال الحسن بن زياد قلت: لمحمد بن عبدة: كان أبوك عبدة نازلا عندي ببغداد فجاءه أحمد بن حنبل وأهل الحلقة يسلمون عليه بقدومه. فقال أبو سعد الحداد يا أبامحمد – يعني لعبدة – يكون أحد يدخل في عمل السلاطين يسلم من الدماء؟ فقال أبوك عبدة: لا.
فقال أحمد بن حنبل: ينبغي أن تكتب كلام أبي محمد. نقلته من السنن للخلال. طبقات الحنابلة (1/ 133)
6 - قال صالح بن أحمد: قلت لأبي:أيما أثبت عندك وكيع أو يزيد؟ قال: مامنهما بحمدالله إلا ثبت قلت:فأيهما أصلح؟ قال:ما منهما إلا صالح إلا أن وكيعا لم يتلطخ بالسلطان!!.تهذيب التهذيب (4/ 312)
- قال أبوبكر المروذي:سمعت أبا عبدالله وقال له عمه: لودخلت إلى الخليفة فإنك تكرم عليه قال: إنما غمي من كرامتي عليه طبقات الحنابلة (122)
- قال أحمد بن داود أبوسعيد الواسطي: دخلت على أحمد في الحبس قبل الضرب فقلت له في بعض كلامي: يا أبا عبدالله عليك عيال! ولك صبيان. وأنت معذور كأني أسهل عليه الإجابة فقال لي أحمد بن حنبل: إن كان هذا عقلك يا أبا سعيد فقد استرحت. طبقات الحنابلة (43)
6 - قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: التقية إنما تجوز للمستضعفين الذين يخشون أن لايثبتوا على الحق والذين ليسوا بموضع قدوة للناس هؤلاء يجوز لهم أن يأخذوا بالرخصة أما أولوا العزم من الأئمة الهداة فإنهم يأخذون بالعزيمة ويحتملون الأذى ويثبتون وفي سبيل الله ما يلقون ولو أنهم أخذوا بالتقية واستساغوا الرخصة لضل الناس من ورائهم يقتدون بهم ولا يعلمون أن هذا تقية. وقد أُتي المسلمون من ضعف علمائهم في مواقف الحق لايصدعون بما يؤمرون يجاملون في دينهم وفي الحق لايجاملون الملوك والحكام فقط بل يجاملون كل من طلبوا منه نفعا أو خافوا منه ضرا في الحقير والجليل من أمر الد نيا. وكل أمر الدنيا حقير فكان من ضعف المسلمين بضعف علمائهم ما نرى. حاشية على ثلاثة كتب عن المسند تحقيق أحمد شاكر (88)
قلت: وهذا كلام نفيس من الشيح أحمد شاكر رحمه الله ما أحوج علماء عصرنا إليه الذين صاروا أبواقا للسلاطين! وعيونا لهم! ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال الإمام الذهبي رحمه الله عن الأوزاعي بعد أن ذكر قصته مع الأمير عبد الله بن علي قال: قد كان عبدالله بن علي ملكا جبارا سفاكا للدماء صعب المراس ومع هذا فالإمام الأوزاعي يصدعه بمر الحق كما ترى لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف ويقلبون لهم الباطل حقا ـ قاتلهم الله ـ أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق. السير (7/ 125)
قلت: وكأن الإمام الذهبي رحمه الله يتكلم عن عصرنا فما أكثرهم في هذا الزمان والله المستعان
6 - قال سفيان بن عيينة: متجنبو السلطان ثلاثة:أبو ذر في زمانه وطاووس في زمانه والثوري في زمانه.تهذيب التهذيب (2/ 235)
قلت: ورابعهم أحمد بن حنبل في زمانه رحمهم الله
ومن الأقوال المشهورةفي ذلك:قال يوسف بن أسباط: قال لي سفيان الثوري:إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص! وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء! وإياك أن تُخدع ويقال لك: ترد مظلمة وتدفع عن المظلوم فإن هذه خدعةإبليس اتخذها القراء سلما.
قال يونس بن عبيد أيضا: خير الأمراء من أحب العلماء وشر العلماء من أحب الأمراء!. السير
قلت: وهذا غيض من فيض وقليل من كثير ما أحوجنا نحن طلاب العلم إليه
قال الحسن بن عرفة: دخلت على أحمد بن حنبل بعد المحنة فقلت له: يا أبا عبدالله قمت مقام الأنبياء فقال لي: اسكت فإني رأيت الناس يبيعون أديانهم ورأيت العلماء ممن كان معي يقولون ويميلون. فقلت: من أنا؟ وما أنا؟. وما أقول لربي غدا إذا وقفت بين يديه جل جلاله؟ فقال لي: بعت دينك كما باعه غيرك ففكرت في أمري ونظرت إلى السيف والسوط فاخترتهما 000الخ. طبقات الحنابلة (1/ 140)
(29/121)
من هو الشيخ صالح بن علي بن ناصر رحمه الله؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:24 ص]ـ
السؤال
uestion
ـ[البدر المنير]ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:28 ص]ـ
سمعت أنه من هيئة كبار العلماء ...
(29/122)
هل إطلاق كلمة (علماني) على شخصٍ ما هو تكفير صريح له .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل إطلاق كلمة (علماني) على شخصٍ ما
هو تكفير صريح له .. أم في الأمر تفصيل .. ؟
وهل مثلها كلمة (ليبرالي) .. ؟
جزاكم الله خيراً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 04:31 ص]ـ
هل إذا قلت:
فلانٌ علمانيٌ أو ليبراليٌ ... كقولي: فلانٌ كافر
سواءً بسواء
حيث أن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني .. ؟
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:03 ص]ـ
سم الله الرحمن الرحيم
و بعد فلا ريب أن الوصف ب (علماني) هو وصف بالشرك
لان العلمانيين سواء من أمن منهم بربوبية الله أو لم يؤمن غير مقرين لرب العالمين بالألوهية، فكلهم لا يؤمن بتحكيم شرع الله و كلهم يرى أن الناس أحرار في اختيار قوانينهم و عقائدهم و أخلاقهم.
ولعله من المعلوم لديكم أنه لا يفرق في باب الشرك الأكبر بين النوع و العين و لا بين القول و القائل و لا بين الفعل و الفاعل و التفريق إنما يكون في الأمور الخفية كما قرر ذلك شيخ الإسلام و أئمة الدعوة.
قال الشيخ أبا بطين في الدرر10/ 401 –402 (نقول في تكفير المعين ظاهر الآيات والأحاديث وكلام جمهور العلماء تدل على كفر من أشرك بالله فعبد معه غيره ولم تفرق الأدلة بين المعين وغيره
قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) وقال تعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وهذا عام في كل واحد من المشركين). وقال الشيخ عبد الرحمن في شرحه لأصل الإسلام وقاعدته وعبد اللطيف في المنهاج ص12، قالا (من فعل الشرك فقد ترك التوحيد فإنهما ضدان لا يجتمعان ونقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان) 0
و تفصيل الأمر في كتاب الحقائق في التوحيد
إتماما للفائدة أقول أن الكفر بالعلمانية هو من باب الكفر بالطاغوت و الكفر بها يكون ب:
1 - اعتقاد بطلان السير على هذا المنهج الكفري
2 - تركها
3 - بغض هذه الفكرة و الجهر بعداوتها
4 - بغض العلمانيين
5 - تكفير العلمانيين
انظر الدرر المجلد الأول ص 109 - 110
أما بالنسبة لليبرالية فلا بد من تحرير معنى هذه الكلمة و حال أهلها و لعل الاخوةالكرام يفيدوننا ذلك
و صلى الله على نبيه محمد و اله و صحبه و سلم
[كتاب الحقائق في التوحيد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16421)
ـ[أسد السنة]ــــــــ[16 - 03 - 04, 09:03 ص]ـ
الأخ أبا أسيد ما هكذا تورد الإبل أم أنك مع موضة العصر وهي الاحتجاج بكلام أئمة الدعوة في كل ما خطر على البال ... أئمة الدعوة بارك الله فيك لا يكفرون إلا بما هو مجمع عليه فهل لك أن تنقل لنا كلام أهل العلم في تكفير العلماني و لا أريد أن أصعب الأمر عليك فأقول إجماع أهل العلم على تكفيره .. على كل حال ليس من حقك أن تنزل كلام الأئمة على مسألة حادثة بل أن الانتساب للعلمانية أو النسبة إليها لا يمكن لك أن تحده بحد لا يختلف فيه بل أن العلمانية كالديموقراطية اصطلاح حادث له مراتب والحكم على صاحبه يختلف من شخص إلى آخر ولك أن تطلع على كتاب المناظرة الكبرى لتعرف كيف يفكر العلمانيون وتتعرف على حقيقة اعتقادهم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 10:44 ص]ـ
فلان .. علماني!!
اجاب عليه فضيلة الشيخ أ. د. ناصر بن سليمان العمر
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/العقيدة/الولاء والبراء
التاريخ 9/ 10/1424
السؤال
مع قراتي لبعض الجرائد قمت بالتركيز على بعض الكتاب ورايت ان يوجد لديهم افكار علمانيه فهل يجوز لي بلحكم عليهم بلعلمانيه
الاجابة
الحمد لله، وبعد:
الحكم على شخص بالعلمانية لا يكون إلا للعلماء المتمكنين من ذلك، لأنه يشترط للحكم عليه بذلك شروط واعتبارات قبل الحكم، حيث هناك موانع الأهلية، وليس كل من قال بالكفر كفر، فأنصحك بالبعد عن هذا الأمر، ومراجعة من هو أعلم منك لتوجيهك في هذا الأمر، لأن تكفير الشخص المعين مزلق خطير، ولايحق لكل أحد الدخول فيه إلا لمن هم أهل لذلك، وللعلماء فيه كلام ليس هذا موضع بيانه.
وفقك الله وسدد خطاك.
http://www.almoslim.com/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=586
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 03 - 04, 11:03 ص]ـ
كل شخص غير إسلامي هو علماني
ولا يحتاج تحديد هذا إلى كثير من الجهد
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[17 - 03 - 04, 12:33 ص]ـ
عجيب و الله أمرك يا أسد السنة
اما التقيت بعلماني (ولا أقول قرأت و اطلعت على معنى العلمانية)؟!! لتعلم معنى العلمانية؟
أأضحى تكفير المشركين الجاحدين لالوهية الرب جل جلاله من الامور المختلف في تكفير قائلها؟
لا و لكنها كما قلت أنت (موضة العصر):الارجاء البغيض
ولا حول و لا قوة الا بالله
ولعل اخوتنا من أهل السنة يجيبون عليك بما أنت أهله
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 03 - 04, 12:53 ص]ـ
أود ان انبه الاخوة الى امر مهم في المذاهب الفكريه او الاجتماعية الوافدة هو انه لايصح اطلاق حكم عام بالكفر بمجرد الاتنساب الى هذه المذاهب.
مثل الحداثة , والليبراليه , وحتى الشيوعية.
نعم هي مذاهب باطله ضاله كفريه لكن أهل الاسلام عندما يتلقونها وينتسبون اليها جهلا بمبادئ التصور الاسلاميه الاساسية للكون والحياة والاله. فأنهم لايقرون بما يخالف ظاهر الاسلام (في ظنهم) وهذا نتاج جهل اولى بالاسلام.
فالعلمانيه كفر لكن لايلزم ان يكفر من انتسب اليها من المسلمين لانهم يخالفون بعض مباديها , كالحداثة مثلا من الخطأ الفاحش الواضح تكفير كل منتسب اليها لان بعض المنتسبين اليها يقتصر على الحداثة الادبيه النصيه دون التعامل مع النص السماوي.
لقد وجدنا من ينتسب الى الشيوعيه ومذاهب ماركس مع قوله ان هذه هي مضمون دعوة الاسلام؟ ويجعل المبادئ الشيوعيه غير معارضة لمبادئ الاسلام جهلا منه. وعدم أقرار ببعض اصول الشيوعيه.
وبقاياهم موجودة على شكل احزاب يسارية رسمية في اليمن والعراق وغير رسميه في مصر والشام والمغرب.
فمن الخطورة تكفيرهم بالجملة.
والكلام طويل وانما لخطورة هذا الامر جرى الاشارة اليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/123)
ـ[أسد السنة]ــــــــ[17 - 03 - 04, 08:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 03 - 04, 12:30 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المتمسك بالحق
لقد وجدنا من ينتسب الى الشيوعيه ومذاهب ماركس مع قوله ان هذه هي مضمون دعوة الاسلام؟ ويجعل المبادئ الشيوعيه غير معارضة لمبادئ الاسلام جهلا منه. وعدم أقرار ببعض اصول الشيوعيه.
وبقاياهم موجودة على شكل احزاب يسارية رسمية في اليمن والعراق وغير رسميه في مصر والشام والمغرب.
ممكن أن تذكر لنا ماركسي يؤمن بوجوب تحكيم الشريعة؟!
(29/124)
الآن في الأسواق رائعة الشيخ/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير ...
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:51 ص]ـ
نزل في الأسواق اليوم
محاضرة الشيخ د/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير ((معالم في طريق طلب العلم)) والتي ألقيت يوم الأربعاء 12/ 1/1425 في جامع عثمان بن عفان بالرياض وهي الآن موجودة في
تسجيلات الراية الاسلامية غرب مخرج 14 في الدائري الشرقي بالرياض
ت/014921393ـــ ت/014911985
ـ[المستكشف]ــــــــ[14 - 03 - 04, 08:05 م]ـ
الأخ ابن حنبل: عرفت قريبا أنك ابن الشيخ الخضير
وجزاك الله خيرا على هذا الإعلان، وليس عيبا أن تدعو الناس لسماع والدكم الشيخ الخضير - وفقه الله -
ـ[ندى]ــــــــ[14 - 03 - 04, 11:41 م]ـ
سبحان الله
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 04:22 ص]ـ
الأخ المستكشف سلام عليكم
ليس عيبا صحيح ان يكتب الشخص لنشر علم والده لكن للعلم ابن الشيخ هو الذي سجل الاسم وكان هو الذي يكتب الى ان اسس مكتب الشيخ قبل عدة اشهر اما الآن الذي يكتب احد موظفي المكتب.
(29/125)
فكم من راقدٍ على فراشه و هو سائر إلى الله بمقصده في ذلك من كلام قيم لابن عبد السلام
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[14 - 03 - 04, 07:46 ص]ـ
قال العز بن عبد السلام و هو يتكلم عن ترتيب المصالح و المفاسد في كلامٍ حسنٍ جدًّا يحسن الوقوف عليه لكل طالب علمٍ: ( .. وكذلك قد يثاب الإنسان على أكله و نومه إذا قصد بهما التقوِّي على الطاعة، و على بعض المزاح إذا قصد به جبر الممزوح معه، و على ذلك يُحمل مزاح الأنبياء عليهم السلام.
فكم من راقدٍ على فراشه و هو سائر إلى الله بمقصده في ذلك، و كم من آكل و شارب و مازح و ملاعب = مقترب إلى الله بمقصده، و كم من راكع و ساجد و ناسك و عابد يظنُّ أنه مقبل على الله تعالى و هو هاربٌ منه، و سائر إليه و هو راحل عنه، و ذلك: لسوء مقصده م خبثِ طويَّته و فساد سريرته، فمنهم من يشعر بذلك و لكنه يتغاضى عنه، و منهم من يخفى عنه ذلك لعظم جهالته و فرط غباوته} و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا {
فالسعيد كل السعد من جعل الكتاب و السنة دليله، فلن يضل من اهتدى بهما ... ) إلى آخره، و هو طويل من ص 357 - 360 من كتابه النافع الماتع (شجرة المعارف و الأحوال و صالح الأقوال و الأعمال) – طبع بيت الأفكار – و كتابه هذا فيه من الاستنباطات ما يعزّ وجوده في كتابٍ.
... [/ B][/
السؤال
UOTE]
ـ[أم صهيب]ــــــــ[14 - 03 - 04, 11:20 ص]ـ
جزاك الله خيراً على التذكير بضرورة ملاحظة النية
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:23 ص]ـ
جميل جداً، بارك الله فيك، ونفع بك.
ـ[محمد بن صالح الصقري]ــــــــ[23 - 08 - 10, 04:17 ص]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك.
(29/126)
ممكن إجابة على هذا السؤال؟؟؟؟
ـ[فتى نجد]ــــــــ[14 - 03 - 04, 08:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الأعضاء الأعزاء،،،
هل في حديث جبريل الطويل الذي بين مراتب الإسلام والإيمان والإحسان عندما قال في الحديث صدقت. فعجبنا لهُ يسألهُ ويصدقهُ هل هذه الكلمه قاله في كل من الإيمان والإحسان؟
وبالتوفيق للجميع أن شاء الله انتظر الرد منكم حفظكم الله ورعاكم.
ـ[فتى نجد]ــــــــ[17 - 03 - 04, 05:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو من الأخوه الأفاضل التكرم على الإجابه لهذا السؤال.
وشكراً
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[17 - 03 - 04, 07:30 ص]ـ
ورد في سنن الترمذي (5/ 6/2610) بعد سؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان زيادة: [قال في كل ذلك يقول له صدقت].
ولكن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث، مع دراسة جميع ألفاظه.
(29/127)
ماصحة حديث (ماء زمزم لما شرب له) وما هو معناه؟؟
ـ[رائِد الآفاق]ــــــــ[14 - 03 - 04, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرم:
ماصحة حديث (ماء زمزم لما شرب له) وما هو معناه؟؟
وأرجو لو تذكرون مافي ماء زمزم من الفوائد التي أظن أن بعض أهل العلم ذكر شيئاً منها لكن لا أذكر في أي كتاب
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:49 م]ـ
حسنه ابن القيم وبعض المتأخرين لكنه حديث ضعيف لا يثبت لا مرفوعا ولا موقوفا
وابحث عنه في أرشيف المنتدى تجد ما يشفي غليلك إن شاء الله تعالى
وأهلا بك كعضو جديد بيننا
ـ[مسلم2003]ــــــــ[15 - 03 - 04, 01:34 ص]ـ
حسنه الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، وله فيه جزء مطبوع .. يمكنك مراجعته ..
فإذا حسنه الحافظ فلا تجاوزه إلى غيره ..
ـ[أبو نايف]ــــــــ[15 - 03 - 04, 02:19 ص]ـ
وصححه إمام الأئمة سفيان بن عيينة رحمه الله تعالي
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي في (تلخيص الحبير 3: 905): ومما يقوي رواية ابن عيينة ما أخرجه الدينوري في المجالسة من طريق الحميدي قال: كنا عند ابن عيينة، فجاء رجل فقال: يا أبا محمد الحديث الذي حدثتنا عن ماء زمزم صحيح؟
قال: نعم
قال: فإني شربته الآن لتحدثني مائة حديث
فقال: اجلس فحدثه مائة حديث.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[15 - 03 - 04, 02:47 ص]ـ
وفي موسوعة الحافظ الحديثية (2/ 315): قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي: فروينا في كتابه المجالسة لأبي بكر الدينوري ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا الحميدي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فحدثنا بحديث ((ماء زمزم لما شرب له)) فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال: يا أبا محمد أليس الحديث الذي حدثتنا به في زمزم صحيحاً؟ قال: نعم. قال الرجل: فإنني شربت الآن دلواً من زمزم علي أنك تحدثني بمائة حديث. فقال له سفيان: اقعد. فقعد، فحدثه بمائة حديث.
ـ[رائِد الآفاق]ــــــــ[15 - 03 - 04, 05:06 ص]ـ
وجزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[15 - 03 - 04, 04:19 م]ـ
وصاحب المجالسة أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الذي روي الخبر المتقدم أتهمه الدار قطني بوضع الحديث
فلا يوثق بخبره هذا عن تصحيح الإمام ابن عيينة لهذا الحديث
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 03 - 04, 06:30 ص]ـ
خذ هذا الرابط وستجد فيه شيئا يفيدك ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16154
(29/128)
ماهي صحة حديث اذا صلى احدكم فاحدث فليمسك على انفه.
ـ[ابو تركي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:42 م]ـ
السلام عليكم
ماهي صحة حديث اذا صلى احدكم فاحدث فليمسك على انفه.
واذا كان صحيحافهل يعني هذا ان دم الرعاف يبطل الصلاه.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو هريره المصرى]ــــــــ[14 - 03 - 04, 07:33 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:-
إذا صلى أحدكم فأحدث فليمسك على أنفه ثم لينصرف.
(صححه الشيخ الألبانى رحمه الله فى صحيح الجامع)
وهذا هو شرح الحديث من فيض القدير للمناوى:-
(إذا صلى أحدكم فأحدث) فيها بمبطل خفي يلحق صاحبه بظهوره خجل (فليمسك) ندباً (على أنفه) محدودباً ظهره موهماً أنه رعف (ثم لينصرف) فيتطهر ستراً على نفسه من الوقيعة فيه وليس ذلك من الكذب القبيح بل من التورية بما هو أحسن ويؤخذ منه لو كان حدثه ظاهراً كما لو لمسته أجنبية بحضرة المصلين أو أكره على وضع بطن كفه على فرج، أو خرج خارجه بصوت تحقق الحاضرون أنه منه أنه لا يسن إمساك أنفه ولا إيهام أنه رعف، وفيه دليل لمن قال بنقض الوضوء بالرعاف، وذهب الشافعية إلى خلافه لأدلة أخرى (ليس في الحديث ما يدل على أن الرعاف ناقض للوضوء، بل هو مبطل للصلاة فقط لأنه من طروء النجاسة وإنما يؤمر من رعف في الصلاة بالانصراف منها لغسل ما أصابه من دم الرعاف فقط ولا يجب عليه الوضوء أهـ.)
وما أنا إلا ناقل لهذا الكلام و الله اعلم بالرأى الراجح فى حكم الرعاف.
ـ[الورّاق]ــــــــ[14 - 03 - 04, 09:53 م]ـ
الحديث فيه كلام طويل، ومداره على هشام بن عروة، وقد اختلف أصحابه عليه، على وجهين:
الأول: الموصول، ورواه عنه كلٌ من حجاج المِصيصي وعمر بن علي المقدمي، والفضل بن موسى وابن جُريج.
الثاني: المرسل، ورواه عنه كلُ من: الثوري وحماد بن سلمة وحماد بن أسامة وشعبة وزائدة بن المبارك وعبده بن سليمان.
ولأن رواة الوجه المرسل أعلى رتبة من رواة الوجه الموصول، فقد قال الترمذي ـ في (العلل الكبير1/ 99ح170) ـ: هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم .. أصح من حديث الفضل بن موسى"
وقد أشار أبو داود إلى إعلاله فقال في سننه (1/ 291ح1114): رواه حماد بن سلمة وأبو أسامة عن هشام، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكرا عائشة.
وفقك الله
ـ[الورّاق]ــــــــ[14 - 03 - 04, 11:21 م]ـ
وإتماماً للكلام السابق:
مما تقدم يتضح أن هذا الحديث لا يصح إلا مرسلاً، وإذا سقط الدليل سقط الاستدلال.
(29/129)
خطوط العلماء
ـ[إبراهيم باجس]ــــــــ[14 - 03 - 04, 06:06 م]ـ
الإخوة الأفاضل
من يساعد، مأجوراً مشكوراً، في تزويدي بنماذج من خطوط العلماء:
- أحمد بن إبراهيم بن عيسى (1329)، أحمد بن علي بن مشرف (1285)، عبد اللطيف بن إبراهيم (1386)، عبد الله بن عبد العزيز العنقري (1373)، عبد المحسن بن عبيد (1364). رحم الله الجميع
(29/130)
ما صحة هذه القصة؟؟؟
ـ[السعيدي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:57 ص]ـ
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان في المجلس
وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر: ما هذا
قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا قتل أبانا
قال: أقتلت أباهم؟
قال: نعم قتلته!
قال: كيف قتلتَه؟؟
قال: دخل بجمله في أرضي، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه
حجراً، وقع على رأسه فمات ...
قال عمر: القصاص ..
الإعدام .. قرار لم يكتب .. وحكم سديد لا يحتاج مناقشة، لم يسأل عمر
عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة شريفة؟ هل هو من أسرة قوية؟
ما مركزه في المجتمع؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا يحابي
أحداً في دين الله، ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله، ولو كان ابنه
القاتل، لاقتص منه ..
قال الرجل: يا أمير المؤمنين: أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض
أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم بأنك
سوف تقتلني، ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا يعرفون اسمه، ولا خيمته، ولا داره، ولا قبيلته
ولا منزله، فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على
أرض، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف ...
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟ ومن يشفع عنده؟ ومن
يمكن أن يُفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه
وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك
أو يتركه فيذهب بلا كفالة، فيضيع دم المقتول، وسكت الناس، ونكّس عمر
رأسه، والتفت إلى الشابين: أتعفوان عنه؟
قالا: لا، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين ..
قال عمر: من يكفل هذا أيها الناس؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده، وصدقه، وقال:
يا أمير المؤمنين، أنا أكفله
قال عمر: هو قَتْل، قال: ولو كان قتلا!
قال: أتعرفه؟
قال: ما أعرفه، قال: كيف تكفله؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لا يكذب، وسيأتي إن شاء الله ..
قال عمر: يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك!
قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ..
فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله
وأهله، وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل ...
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، يَعُدّ الأيام عداً، وفي العصر نادى
في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابان، واجتمع الناس، وأتى أبو ذر،
وجلس أمام عمر، قال عمر: أين الرجل؟ قال: ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت
الصحابة واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله ..
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
لكن هذه شريعة، لكن هذا منهج، لكن هذه أحكام ربانية، لا يلعب بها اللاعبون،
ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف،
وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان ...
وقبل الغروب بلحظات، وإذا بالرجل يأتي، فكبّر عمر، وكبّر المسلمون معه،
فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك، ما شعرنا بك
وما عرفنا مكانك!!
قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي
يعلم السرَّ وأخفى!! ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ الطير
لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل ..
فوقف عمر وقال للشابين: ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه ..
قال عمر: الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته ...
جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ
يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل
لصدقك ووفائك ..
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك ...
قال أحد المحدثين: والذي نفسي بيده، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام
في أكفان عمر!!.
ـ[هاني آل عقيل]ــــــــ[18 - 11 - 08, 02:01 ص]ـ
رفعته لأستفيد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/131)
وللمدارسه
رفع الله قدركم
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 11 - 08, 05:52 ص]ـ
رابط قد يفيد:
ماصحة هذه القصة التي يقال انها حدثت في عهد عمر رضي الله عنه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150563)
ـ[هاني آل عقيل]ــــــــ[19 - 11 - 08, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خير شيخنا الفاضل المسيطير ونفع الله بك
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:53 م]ـ
لقد وجدت القصة في كتاب إعلام الناس بما وقع للبرامكة للاتليدي
عمر والشاب القاتل وأبو ذَرّ
قال شرف الدين حسين بن ريان: أغرب ما سمعته من الأخبار، وأعجب ما نقلته عن الأخيار، ممن كان يحضر مجلس عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، ويسمع كلامه قال: بينما الإمام جالس في بعض الأيام، وعنده أكابر الصحابة، وأهل الرأي والإصابة، وهو يقول في القضايا، ويحكم بين الرعايا، إذ أقبل شاب نظيف الأثواب، يكتنفه شابان من أحسن الشبان، نظيفا الثياب، قد جذباه وسحباه وأوقفاه بين يدي أمير المؤمنين، ولبباه. فلما وقفوا بين يديه، نظر إليهما وإليه، فأمرهما بالكف عنه. فأدنياه منه وقالا: يا أمير المؤمنين، نحن أخوان شقيقان، جديران باتباع الحق حقيقان. كان لنا أب شيخ كبير، حسن التدبير، معظم في قبائله، منزه عن الرذائل، معروف بفضائله، ربانا صغاراً، وأعزنا كباراً، وأولانا نعماً غزاراً، كما قيل:
لنا والدٌ لو كان للناس مثله ... أبٌ آخرٌ أغناهم بالمناقب
خرج اليوم إلى حديقة له يتنزه في أشجارها، ويقطف يانع ثمارها، فقتله هذا الشاب، وعدل عن طريق الصواب. ونسألك القصاص بما جناه، والحكم فيه بما أراك الله.
قال الراوي: فنظر عمر إلى الشاب وقال له: قد سمعت، فما الجواب؟
والغلام مع ذلك ثابت الجأش، خال من الاستيحاش، قد خلع ثياب الهلع، ونزع جلباب الجزع، فتبسم عن مثل الجمان، وتكلم بأفصح لسان، وحياه بكلمات حسان ثم قال: يا أمير المؤمنين، والله لقد وعيا ما ادعيا، وصدقا فيما نطقا وخبرا بما جرى، وعبرا بما ترى، وسأنهي قصتي بين يديك والأمر فيها إليك: اعلم، يا أمير المؤمنين، أني من العرب العرباء، أبيت في منزل البادية، وأصيح على أسود السنين العادية، فأقبلت إلى ظاهر هذا البلد بالأهل والمال والولد، فأفضت بي بعض طرائقها، إلى المسير بين حدائقها، بنياق حبيبات إلي، عزيزات علي، بينهن فحل كريم الأصل، كثير النسل، مليح الشكل، حسن النتاج، يمشي بينهن كأنه ملك عليه تاج. فدنت بعض النوق إلى حديقة قد ظهر من الحائط شجرها، فتناولته بمشفرها، فطردتها من تلك الحديقة. فإذا شيخ قد زمجر، وزفر، وتسور الحائط، وظهر وفي يده اليمنى حجر، يتهادى كالليث إذا خطر، فضرب الفحل بذلك الحجر، فقتله وأصاب مقتله. فلما رأيت الفحل قد سقط لجنبه وانقلب، توقدت في جمرات الغضب، فتناولت ذلك الحجر بعينه، فضربته به، فكان سبب حينه، ولقي سوء منقلبه، والمرء مقتول بما قتل به بعد أن صاح صيحة عظيمة، وصرخ صرخة أليمة فأسرعت من مكاني فلم يكن بأسرع من هذين الشابين، فأمسكاني وأحضراني كما تراني.
فقال عمر: قد اعترفت بما اقترفت، وتعذر الخلاص، ووجب القصاص، ولات حين مناص.
فقال الشاب: سمعاً لما حكم به الإمام، ورضيت بما اقتضته شريعة الإسلام، لكن لي أخ صغير، كان له أب كبير، خصه قبل وفاته بمالٍ جزيل، وذهب جليل، وأحضره بين يدي، وأسلم أمره إلي، وأشهد الله علي، وقال: هذا لأخيك عندك، فاحفظه جهدك، فاتخذت لذلك مدفناً، ووضعته فيه، ولا يعلم به إلا أنا، فإن حكمت الآن بقتلي، ذهب الذهب، وكنت أنت السبب، وطالبك الصغير بحقه، يوم يقضي الله بين خلقه، وإن أنظرتني ثلاثة أيام، أقمت من يتولى أمر الغلام، وعدت وافياً بالذمام، ولي من يضمنني على هذا الكلام.
فأطرق عمر، ثم نظر إلى من حضر، وقال: من يقوم على ضمانه والعود إلى مكانه؟ قال: فنظر الغلام إلى وجوه أهل المجلس الناظرين، وأشار إلى أبي ذَرّ دون الحاضرين، وقال: هذا يكفلني ويضمنني.
قال عمر: يا أبا ذر، تضمنه على هذا الكلام؟ قال: نعم، أضمنه إلى ثلاثة أيام.
فرضي الشابان بضمانة أبي ذرّ وأنظراه ذلك القدر. فلما انقضت مدة الإمهال وكاد وقتها يزول أو قد زال، حضر الشابان إلى مجلس عمر والصحابة حوله كالنجوم حول القمر، وأبو ذرّ قد حضر والخصم ينتظر. فقالا: أين الغريم يا أبا ذرّ؟ كيف يرجع من فر، لا تبرح من مكاننا حتى تفي بضماننا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/132)
فقال أبو ذَرّ: وحق الملك العلام، إن انقضى تمام الأيام، ولم يحضر الغلام، وفيت بالضمان وأسلمت نفسي، وبالله المستعان.
فقال عمر: والله، إن تأخر الغلام، لأمضين في أبي ذرّ، ما اقتضته شريعة الإسلام.
فهمت عبرات الناظرين إليه، وعلت زفرات الحاضرين عليه، وعظم الضجيج وتزايد النشيج، فعرض كبار الصحابة على الشابين أخذ الدية واغتنام الأثنية، فأصرا على عدم القبول، وأبيا إلا الأخذ بثأر المقتول.
فبينما الناس يموجون تلهفاً لما مر، ويضجون تأسفاً على أبي ذرّ إذ أقبل الغلام ووقف بين يدي الإمام وسلم عليه أتم السلام ووجهه يتهلل مشرقاً ويتكلل عرقاً وقال: قد أسلمت الصبي إلى أخواله، وعرفتهم بخفي أمواله وأطلعتهم على مكان ماله. ثم اقتحمت هاجرات الحر، ووفيت وفاء الحر.
فعجب الناس من صدقه ووفائه، وإقدامه على الموت واجترائه.
فقال: من غدر لم يعف عنه من قدر، ومن وفى، رحمه الطالب وعفا، وتحققت أن الموت إذا حضر، لم ينج منه احتراس، كيلا يقال: ذهب الوفاء من الناس.
فقال أبو ذَرّ: والله، يا أمير المؤمنين، لقد ضمنت هذا الغلام، ولم أعرفه من أي قوم، ولا رأيته قبل ذلك اليوم. ولكن نظر إلي دون من حضر فقصدني وقال: هذا يضمنني، فلم أستحسن رده، وأبت المروءة أن تخيب قصده، إذ ليس في إجابة القاصد من بأس، كيلا يقال: ذهب الفضل من الناس.
فقال الشابان عند ذلك: يا أمير المؤمنين، قد وهبنا هذا الغلام دم أبينا، فبدل وحشته بإيناس، كيلا يقال: ذهب المعروف من الناس.
فاستبشر الإمام بالعفو عن الغلام وصدقه ووفائه، واستفزر مروءة أبي ذرّ دون جلسائه، واستحسن اعتماد الشابين في اصطناع المعروف، وأثنى عليهما أحسن ثنائه. وتمثل بهذا البيت:
من يصنع الخير لم يعدم جوائزه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
ثم عرض عليهما أن يصرف من بيت المال دية أبيهما. فقالا: إنما عفونا ابتغاء وجه ربنا الكريم، ومن نيته هكذا لا يتبع إحسانه مناً ولا أذى.
قال الراوي: فأثبتها في ديوان الغرائب، وسطرتها في عنوان العجائب.
قال مصطفى: قبح الله الجهل
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 09:54 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1133838#post1133838
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 12:30 ص]ـ
من مخالفات القصة
- قال الإتليدي في كتابه: قال القاضي شرف الدين حسين بن ريان وبينهما 400 سنة
- قال القاضي شرف الدين حسين بن ريان: قال أغرب ما سمعته من الأخبار، وأعجب ما سمعته عن الأخيار ... ثم ذكر القصة وبينه وبين الصحابة 700 سنة تقريبا دون أن يذكر رجلا واحدا ممن روى عنه
- القصة لم ترو كما تروج في الشبكة
- روايتها في كتاب الإتليدي بسجع العهد العباسي (والله أعلم)، لو تكلم الغلام بمثلها أمام أمير المؤمنين عمر لأوجعه بدرته
مصطفى
(29/133)
سؤال عن كيفية البحث في معاجم الطبراني؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:23 ص]ـ
معاجم الطبراني الثلاثة (الكبير - الأوسط - الصغير)؟
طبعها حمدي السلفي، لكن لقصري في معرفة البحث فيها، يصعب علي وأنا أبحث مثلاً في أثر معين وفي باب معين.
فماهي كيفية ترتيبه
السؤال
uestion والبحث فيه
وشكرا لكم
ـ[الذهبي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 01:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للمعجم الصغير والأوسط فقد صنفهما الإمام الطبراني - رحمه الله تعالى - على شيوخه، بمعنى أنه أورد الأحاديث التي راها عن أحدشيوخه في موضع واحد، ثم رتب شيوخه على الحروف الهجائية أ، ب، ت ...
والفرق بين الصغير والأوسط: أن الطبراني أورد في الصغير حديثًا واحدًا في الغالب أو حديثين في النادر لكل شيخ من شيوخه.
وأما الأوسط: فقد أورد - رحمه الله تعالى - كل المرويات التي سمعها لكل شيخ من شيوخه.
وأما المعجم الكبير: فهو في الحقيقة مسند، يعني أنه مصنف على مسانيد الصحابة - رضي الله عنهم - فبدأ الطبراني بمسانيد العشرة المبشرين بالجنة، ثم أورد رتب مرويات الصحابة على حروف المعجم، ولذلك سُمي بالمعجم.
ومن خلال معرفتك بطرق تصنيف هذه المعاجم الثلاثة تستطيع بإذن الله تعالى أن تبحث فيها عما تريده، بمعنى أنك لو وقفت على حديث للإمام الطبراني وعرفت اسم شيخه، فمن خلال اسم هذا الشيخ تستطيع أن تبحث عنه في الصغير والأوسط، وكذلك إذا عرفت اسم الصحابي لهذه الرواية فممكن أن تبحث عنه في مسنده من المعجم الكبير.
تنبيهات ثلاثة:
1 - المعجم الأوسط والصغير مصنفان على الأفراد والغرائب.
2 - لايوجد في المعجم الكبير مسند لأبي هريرة - رضي الله عنه -، حيث أفرد له الطبراني مسندًا مستقلا بذاته، ولكنه للأسف مفقود.
3 - قولك أن حمدي السلفي حقق المعاجم الثلاثة! أمر غريب حيث أني أعلم أنه لم يحقق إلا المعجم الكبير فقط، والله أعلم
ـ[البدر المنير]ــــــــ[16 - 03 - 04, 07:07 م]ـ
أحسنت أحسن الله اليك أخي الذهبي فائدة قيمة .. واعتذر عن الخطأ الغير مقصود فقد قصدت الكبير فقط هو الذي بطبع حمدي السلفي.
(29/134)
هل الاحاديث الوارده في وطء الزوجه من ..
ـ[ msad] ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:28 ص]ـ
هل الاحاديث الوارده في وطء الزوجه من الدبر ضعيفه
كماجاء في الحديث (فيما معناه) (ملعون من اتى امراة في دبرها ...
الحديث
حيث انني اطلعت على تفسير الايه (فاتو حرثكم انا شئتم) لابن كثير
وقد ورد في تفسير الايه من احاديث ضعيفه ذكرها ابن كثير رحمة الله عليه ولا اقول مااعلم والله اعلم حفظكم الله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[15 - 03 - 04, 10:54 ص]ـ
لقد طرحت هذه المسألة كثيراً في الملتقى قبل ذلك. فأرجو أن تستعمل محرك البحث للبحث عنها. ولا نرغب في إعادة النفاش حولها. وفقك الله لكل خير.
(29/135)
أين أجد قولهم: امتحنوا أهل المدينة في مالك و أهل مصر في الليث و أهل الموصل في معافى؟
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[15 - 03 - 04, 11:18 ص]ـ
أجيبوني مشكورين مأجورين
ـ[راشد]ــــــــ[15 - 03 - 04, 05:40 م]ـ
في سير أعلام النبلاء: عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: امْتَحِنُوا أَهْلَ المَوْصِلِ بِالمُعَافَى
ـ[أحمد نجيب]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:16 ص]ـ
و ماذا عن البقية يرحمك الله و سائر القراء و الكتاب
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 04, 12:29 م]ـ
فوائد منقوله من الشبكة
قال سفيان الثوري: ((امتحنوا أهل الموصل بالمعافى فمن ذكره – يعني بخير – قلت َهؤلاء أصحاب سنة وجماعة، ومن عابه قلتَ هؤلاء أصحاب بدع)) تهذيب الكمال 28/ 153
وفيه أيضاً – المصدر نفسه - عن سفيان الثوري قال: ((امتحنوا أهل الموصل بالمعافى بن عمران)).ومثله في السير9/ 82.
قال أحمد بن حنبل: ((إذا رأيت من يغمزه – يعني حماد بن سلمة – فاتهمه؛ فإنه كان شديداً على أهل البدع)) السير 7/ 452.
وقال يحيى بن معين: ((إذا رأيت إنساناً يقع في عكرمة وحماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام)) تهذيب الكمال للمزي 7/ 263،
وسير أعلام النبلاء 7/ 447.
وقال ابن حبان – في كلام طويل في الثناء على حماد بن سلمة ((ولم يكن يثلبه في زمانه إلا معتزلي قدري أو مبتدع جهمي لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة))
تهذيب الكمال 7/ 267.
قال نعيم بن حماد: ((إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه))
السير 11/ 370.
وفي موضع آخر من السير 11/ 381 قال نعيم بن حماد: ((إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد - يعني ابن حنبل - فاتهمه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق – يعني ابن راهويه - فاتهمه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه))
قال أبو حاتم الرازي: ((إذا رأيتم الرجل يحب أحمد بن حنبل فاعلموا أنه صاحب سنة)) تهذيب الكمال 1/ 456.
وقال محمد بن هارون المخرمي الغلاس: ((إذا رأيت الرجل يقع في أحمد بن حنبل فاعلم أنه مبتدع)) المصدر السابق 1/ 457.
وقال أبو الحسن الطرخاباذي الهمَذاني: ((أحمد بن حنبل محنة يعرف بها المسلم من الزنديق)) المصدر السابق 1/ 457.
وقال محمد بن عبد الله بن طاهر (السير 11/ 299)
أضحى ابن حنبلَ محنة مرضية=وبحب أحمد يعرف المتنسكُ
وإذا رأيت لأحمدٍ متنقصاً = فاعلم بأن ستوره ستهَتّكُ
قال عبد الرحمن بن مهدي: ((إذا رأيت شامياً يحب الأوزاعي وأبا إسحاق فاطمئن إليه)). السير 8/ 542
- (فصل) في ما ورد عن السلف في شأن ابن المبارك:
قال أسود بن سالم: (( ... إذا رأيت الرجل يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام)) السير 8/ 395
عن ابن المديني قال:
سمعت عبدالرحمن بن مهدي يقول: ((ابن عون في البصريين إذا الرجل يحبه فاطمئن إليه , وفي الكوفيين: مالك بن مغول , وزائدة بن قدامه إذا رأيت الرجل يحبه فارجُ خيره , ومن أهل الشام: الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري , ومن أهل الحجاز مالك بن أنس))
اللالكائي [1/ 62رقم 41]
وقال ابن مهدي رحمه الله تعالى: ((إذا رأيت الشامي يُحب الأوزاعي وأبا إسحاق الفزاري , فهو صاحب سنة)) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم [1/ 217]
وعن أحمد بن يونس عن الثوري قال: ((امتحنوا أهل الموصل بالمعافى بن عمران))
تهذيب التهذيب لابن حجر [10/ 180]
وعن أحمد بن زهير قال: سمعت أحمد بن عبدالله بن يونس يقول: ((امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران , فإن أحبوه فهم أهل السنة , وإن أبغضوه فهم أهل بدعة , كما يمتحن أهل الكوفة بيحيى)). اللالكائي [1/ 66 رقم 58]
(29/136)
هل من ترجمة لهؤلاء الرواة؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 - 03 - 04, 06:05 م]ـ
السلام عليكم
أرجو الدلالة علىمواضع ترجمة هؤلاء
1 اسماعيل بن هود الواسطي
2 محمود بن محمد الواسطي وكلاهما من رجال المعجم الكبير
3 الخضر بن داود (معجم شيوخ أبي بكر الاإسماعيلي
يعقوب بن عبد الرحمن أبو عيسى المقريء معجم الشيوخ
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 03 - 04, 06:48 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله ..
1 ــ إسماعيل بن إبراهيم بن هود الواسطي.
ترجم له ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (2/ 157)، وغيره.
2 ــ محمود بن محمد بن منويه، أبو عبدالله الواسطي.
ترجم له الذهبي في ((السر)) (4/ 242)، وغيره.
(29/137)
أين كلام الشيخ الطريفي على تقريب الحافظ / للأخ العتيبي؟
ـ[المستكشف]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:20 م]ـ
أين كلام الشيخ الطريفي على ((تقريب التقريب)) للحافظ ابن حجر رجمه الله تعالى؟
كاتب الموضوع الأخ العتيبي.
ـ[المستكشف]ــــــــ[16 - 03 - 04, 10:24 م]ـ
يا الربع
هل أنا واهم في كون الموضوع للشيخ الطريفي؟
لقد قرأت هذا الموضوع يقينا هنا والله أعلم.
والكاتب الذي نقل ملاحظات الشيخ الطريفي اسمه
أبو عبد الله العتيبي
أو أبو بدر العتيبي
وكان ينقل من طبعة الشيخ للتقريب مباشرة تقريبا على ما أذكر
أرجو المساعدة جزاكم الله خيرا.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 03 - 04, 10:48 م]ـ
عبدالله العتيبي
تاريخ التسجيل: ذو الحجة 1422 هـ
الموقع:
عدد المشاركات: 338
7.18 مشاركة لكل يوم
الملحوظات الواقعة في طبعة تقريب التهذيب لأبي الأشبال تقديم بكر ابو زيد
سألت شيخنا حسنة الايام عبد العزيز الطريفي عن افضل طبعات تقريب التهذيب، فقال: طبعة ابي الاشبال امثلها، ويليها عوامه ان لم تكن مساوية لها، وقال حفظه الله: وقد وقع معي شيء من النظر في طبعة ابي الاشبال، فاستئذنته بالاطلاع عليها فأعارني اياها - كعادته لا يرد طالب - فبيضتها على نسختي ومنها ملحوظات مهمه ومنها دون ذلك، وها انذا اشرككم وانتقي لكم ما يهم المطالع والباحث وثمت غيرها كثير، لعلي اتتممها فيما ياتي من وقت باذن الله:
وهذه الأخطاء الواقعة في طبعة تقريب التهذيب التي حققها الشيخ المحقق الفاضل أبو الأشبال تقديم العلامة المحقق بكر ابو زيد، هي تنسحب على جل الطبعات، لكن كثير من المحققين لم يلزم نفسة بتصويب ما سبق قلم ابن حجر فيه سوى ابو الاشبال وعوامه، وجل من حقق التقريب اراد اثبات ما جاء بخط ابن حجر، مهما كان،، ومن البر بهذا الشيخ الذي اعارني نسخته، اقول كما سمعت من غيري انني لم ار من تظهر عليه بركه العلم مثله، فمع انني لم اعرفه سوى من وقت قريب الا انني اللحظ عليه التوفيق فيما يتعلمه ويعلمه، فقد رايت البركة ظاهرة في قوله.
والان الى ما تيسر لي جمعه على عجل:
1 - قال:عبد الملك بن إياس الشيباني الأعور من الرابعة).
قال شيخنا: سقط منه قوله ثقة) _اي ثقة من الرابعة-.
2 - الجدي:
قال شيخنا: لم يترجم له ضمن الزيادات وهي على شرطه كما في منهجه، فقد علق لجدي البخاري في باب الغسل بالصاع.
3 - في ترجمة اسحاق بن راهوية، قال:ابو محمد.
قال شيخنا: هذا وهم من الحافظ لم ار من كناه بهذه الكنية سواه، وهو سبق قلم منه لم ينبه عليها المحقق، وصواب كنيته ابو يعقوب، وكل من كناه بابي محمد من المتأخرين فهو متابع لابن حجر ورأيت منهم كثير).
4 - قال: حكيم بن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ..... تقدم ذكر عمه).
قال شيخنا: هنا وهمان في هذه الترجمه: 1 - صوابه: حكيم بن محمد بن قيس ..... 2 - صوابه: تقدم ذكر عمه لا ابن عمه.، يلزم المحقق على منهجه التنبيه عليهما.
5 - قال: احمد بن عمرو ابو العباس القلوري، يأتي في الكنى.
قال شيخنا:هكذا رايته في اصل المؤلف، سكت عنه المحقق وهو وهم، صوابه: احمد بن عمرو بدون (ابي) كما هو على الصواب في الكنى عند ابن حجر).
6 - قال: مجيبه .... وقيل هي امراة (ق) من الصحابة.
قال شيخنا: هكذا رمز المؤلف رحمه الله لمن سماها الباهلية بـ (ق) وهذا وهم صوابه: (د) فان الذي سماها امراة هو ابو داود لا ابن ماجه. فيلزم المحقق التنبيه.
7 - قال: نوح بن ابي حبيب.
قال شيخنا: الذي ظهر لي والله اعلم ان صوابه نوح بن حبيب وحديثه في ابي داود والنسائي.
8 - ابن اخي جابر.
قال شيخنا: لم يزده المحقق وقد اخرج له ابو داود، ويظهر ان الحافظ اغفله.
9 - قال:عبيدة بن معتب.زابو عبد الرحيم)
قال شيخنا: هذا وهم لم يتنبه له المحقق صوابه: ابو عبد الكريم).
10 - قال: علي بن يزيد بن أبي زياد .... )
قال شيخنا: يظهر لي انه وهم صوابه: علي بن يزيد بن ابي هلال .. فسبق قلم المصنف ولم يتنبه له المحقق).
11 - قال: عيسى بن المغيرة الحراني بفتح المهملة وبراء ثقيله كوفي).
قال شيخنا: صوابه: الحرامي بميم لا بنون).
12 - قال: قدامة بن وبرة ... العجلي) قال شيخنا: صوابه: العجيفي .... وهو سبق قلم لم يتنبه له المحقق).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/138)
13 - قال: محمد بن عبد الرحمن بن ابي بكر بن عبد الله بن ابي مليكة .... )
قال شيخنا: صوابه: ........... بن عبيد الله بن ابي مليكة).
14 - قال في ترجمة 6138: ...... واسم ابي الشوارب محمد بن عبد الرحمن بن ابي عثمان ... ). قال شيخنا: صوابه .. محمد بن عبد الله.).
15 - قال في ترجمة 6179: ...... وتكلموا في صحة سماعه من عمه سلامه .. ).
قال شيخنا: ... صوابه من ابن عمه سلامه).
16 - : محمد بن علي بن حمزة بن صالح ..... )
قال شيخنا: ....... الصواب ... بن حمزة بن صابح بالباء)
17 - : محمد بن يعلى السلمي ابو ليلى ..... ).
قال شيخنا: .... صوابه ..... ابو علي ..
18 - مطر بن عبد الرحمن العبدي ..... ).
قال شيخنا: ........ صوابه العنزي.
19 - (يحيى بن ازهر البصري .. ).
قال شيخنا: ............ صوابه المصري.
20 - (يوسف بن موسى التستري ابو غسان اليشكري ... ).
قال شيخنا: ....... صوابه: ابو غسان السكري
21 - في ترجمة 8316. قال: ابن ابي حمزة او ابن ابي حمزة ....
قال شيخنا: ...... صوابه ابن ابي حمرة بالحاء المضمومة المهمله ... )
- دس الحسن بن الحر. قال شيخنا: يضاف للرمز (خت) فقد علق له البخاري في الطلاق باب الظهار.
23 - مق ابراهيم بن خالد اليشكري.
قال شيخنا: رايت في نسخة المؤلف (م) ولبيس (مق) كما تصرف المحقق، وهذا تصرف فاحش فابن حجر يساوي احيانا عمدا بين الرمزين وهذا علم بالتتبع لبعض المواضع فمثلا في ترجمة ابي بكر بن عياش رمز له ب (ع) ثم قال في اخر الترجمة وروايته في مقدمة مسلم).
24 - جرير بن عبد الحميد ...... توفي ..... وله احدى وسبعون.
قال شيخنا: قوله احدى وسبعون وهم.
25 - الحارث بن شبل ... ز اخطا الكلاباذي في خلطه بالذي قبله. قال شيخنا: لم يخلط الكلاباذي.
26 - ترجمة رقم 1348 و 8043. قال شيخنا: الترجمتان لواحد ففي الموضع الاول قال ثقة من العاشرة ورمز له س والثانية قال مقبول من السابعة ورمز له تمييز.
27 - ت س ق رافع بن اسحاق.
قال شيخنا: لم يخرج له ابن ماجه شيئا.
28 - صفحة 346 قال المحقق: اسمه زياد ولقبه او اسم ابيه سيمنكوش .. )
قال شيخنا: صوابه ...... سيمينكوش.
29 - دسي سالم السهمي ..
قال شيخنا: روى له البخاري في الادب المفرد حديثا.
30 - ق سعيد بن سالم بن ايوب .....
قال: ايراد الراوي في التقريب وهم.ز حديثه في زيادات ابن القطان فقط.
31 - ق احمد بن موسى بن معقل.
(مثل سابقه)
32 - خ د ت ق عبد الله بن صالح ... كاتب الليث.
قال: لم يخرج له البخاري بل حديثه معلق.
33 - بخ د ت س يحي بن ابي سليمان. قال شيخنا: اخرج اله ابن ماجه ايظا فيما اذكر.
34 - د عبيد بن عقيل ...
قال: اخرج له النسائي ايضا.
ـ[المستكشف]ــــــــ[19 - 03 - 04, 02:45 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ولكن أين الرابط للموضع الأصلي؟
وأعتقد أن الموضوع كان كبيرا جدا على ما أذكر.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[22 - 02 - 09, 05:34 م]ـ
بارك الله فيكم
(29/139)
ما صحة سند هذه الرواية بارك الله فيكم
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 03:21 ص]ـ
قال ابن أبي شيبة: حدثنا وكيع عن محمد بن شريك عن ابن أبي مليكة أنّ خالد بن سعيد بعث إلى عائشة ببقرة من الصدقة فردّتها وقالت: إنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لا تحل لنا الصدقة.
ما صحة سند هذه الرواية؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:45 ص]ـ
ظاهر السند الاستقامة فمن سميتهم جميعاً ثقات والله أعلم.
ـ[الذهبي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:33 ص]ـ
ولكن أين أخي حارث شرط الاتصال، ولا سيما وأن ابن أبي مليكة روى الأثر بصيغة: {أن}؟ وكذلك هو كثير الإرسال.
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 10:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
هناك رواية أخرى لها تعضدها أخرجها الخلال من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة قالت " إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة ".
ذكر ابن حجر في الفتح أنها حسنة السند، فهل وقفتم بارك الله فيكم على سندها؟
مع الشكر الجزيل للأخوين حارث والذهبي، وبانتظار رأيكما وآراء بقية الأخوة
ـ[ابن سحمان الأثري]ــــــــ[16 - 03 - 04, 11:23 ص]ـ
--------
(29/140)
ما درجة هذا الحديث في صحيح ابن خزيمة
ـ[طالب100]ــــــــ[16 - 03 - 04, 04:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
ففي صحيح ابن خزيمة كتاب الصوم باب ذكر السبب الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس من البر الصيام في السفر".
ذكر حديث جابر برقم 2017 قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل فقالوا رجل صائم .....
قال ابن خزيمة: 2018 وفي خبر سعيد بن يسار عن جابر فغشي عليه فجعل ينضح الماء أي عليه ...
حدثنا بخبر سعيد بن يسار بندار قال: حدثنا حماد بن مسعدة عن ابن أبي ذئب
ما درجة هذا الحديث في صحيح ابن خزيمة وقد ذكر المتن أولا ثم ذكر السند بعد ذلك؟
----------------------------------
قال السيوطي في تدريب الراوي 1/ 557: قال شيخ الإسلام - أي الحافظ ابن حجر -:
"تقديم الحديث على السند يقع لابن خزيمة إذا كان في السند من فيه مقال فيبتدئ به، ثم بعد الفراغ يذكر السند، وقد صرح ابن خزيمة بأن من رواه على ذلك الوجه لا يكون في حل منه، فحينئذ ينبغي أن يمنع هذا، ولو جوزنا الرواية بالمعنى".أ. هـ
هل كلام الحافظ ابن حجر قاعدة شاملة لكل ما وقع في صحيح ابن خزيمة من تقديم المتن على السند؟ إذا كان كذلك فمن الذي فيه مقال في السند المذكور أعلاه؟
وأتمنى من يوضح لي كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله؟؟؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:16 ص]ـ
هذا الرابط يفيدك أخي فيما سألت عنه إن شاء الله
تقديم ابن خزيمة للمتن على السند هل يدلّ على تضعيفه للحديث؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2355&highlight=%CE%D2%ED%E3%C9)
ـ[طالب100]ــــــــ[21 - 03 - 04, 04:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم خالد بن عمر
(29/141)
تعليقات الشيخ ابن باز على كتاب الخيل من سنن النسائي رحم الله الجميع
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين
رب أعن ويسر يا كريم
هذا الجزء الأول من تعليقات الشيخ ابن باز على كتاب الخيل من سنن النسائي0
التعليق
بعد الحديث الأول
سئل الشيخ العلامة باز السنة رحمه الله تعالى:- المبالغة في ارتفاع أسعار الخيول هل هذا من إعزاز الخيل؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى:- هذه لها أسباب أخرى لله الحكمة 0
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
ظاهر الأحاديث الصحيحة أنه في آخر الزمان تعود المسألة إلى الخيل، تنتهي هذه الأسلحة وهذه الطائرات والسيارات لأسباب 0
ظاهر الأحاديث أن الناس يرجعون إلى الخيل والإبل 0
سؤال من الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه المولى تعالى:- قوله (أنتم تتبعوني أفنادا) وقوله (عقر دار المؤمنين الشام) هل يعتبر هذا من علامات النبوة؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- ما في شك كلها من علامات آخر الزمان، وكذلك رجوع الناس إلى الشام في آخر الزمان 0
قوله صلى الله عليه وسلم:- (قالوا لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها .. )
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- هذا قاله الناس لما فتح الله عليه صلى الله عليه وسلم بمكة والطائف ودخل الناس في دين الله أفواجاً قالوا هذا الكلام 0
التعليق:-
بعد الحديث الثالث من بداية الكتاب
قوله (إلا هذه الآية الجامعة الفاذة)
قال الشيخ العلامة أسد السنة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته:- الفاذه أي المنفردة – المفردة – 0
سئل الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- ما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم (الخيل معقود في نواصيها الخير)؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- على ظاهره، الأجر، والمغنم للمجاهدين في سبيل الله تعالى 0
قوله صلى الله عليه وسلم:- (إلى يوم القيامة)
قال الشيخ العلامة أسد السنة رحمه الله تعالى وغفر له:- هذا يفيد أن الأمر يرجع إليها لهذا قال صلى الله عليه وسلم:- (إلى يوم القيامة) 0
يفيد أنه سوف يُحتاج إليها وسوف تكون لها جهاد في آخر الزمان 0
التعليق:-
باب حب الخيل
بعد الحديث
قال شيخ الإسلام بديع الزمان شمس العلوم ناصر السنة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وغفر له:- إسناده جيد لولا عنعنة قتادة 0
أحبها صلى الله عليه وسلم لما فيها من خير0
سؤال للشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- الطيب في قوله صلى الله عليه وسلم (حبب إليّ من دنياكم .... )؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- ما بين هذه الأنواع مفاضلة0
أقول:- إن صح لا يلزم المفاضلة، الطيب، النساء، الخيل 0
كما حبب إليه صلى الله عليه وسلم الأعمال الصالحة، و إتيان الخير
وغير ذلك 0
مداخلة من فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي:- يعنى تكون محبوبة من دون مفاضلة بينها – بين هذه الأشياء -؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- لا يلزم مفاضلة 0
مداخلة:- آلا يمكن – أحسن الله إليك – أن يكون هذا على ما رآه أنس بن مالك رضي الله عنه [راوي الحديث]؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- يكون محتمل 0
الحديث في سنده عنعنة قتادة وهو مدلس 0
محتمل هذا مما فهمه أنس رضى الله عنه لم يقل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 0
سؤال:- جمع الناس الآن لكثرة الخيول هل يقال إذ لم يكن رياء وفخر (فهى لرجل ستر ولم ينس حق الله ... )؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- الحديث في الصحيحين إذا كان ربطها مثل ما قال صلى الله عليه وسلم (تغنيا وتعففا) وليس للفخر والخيلاء والرياء ولا نواء لأهل الإسلام بل لمصلحة إما لمسابقة عليها أو لتنزهه عليها والركوب عليها وإحياء نوعها أو لأشباه ذلك حتى ولو أعدها للمسابقة المسابقة تجر عليه مالاً كثيراً 0
لا فخر ولا خيلاء ولا نواء لأهل الإسلام 0
قُرأ على الشيخ (أَغرٍّ محجل)
فصححها الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- أغرَّ 0
التعليق:-
باب ما يستحب من شية الخيل
بعد حديث الباب
وبعد قراءة تراجم رجال الإسناد
[بعد قراءة ترجمة عقيل بن شبيب من التقريب] مداخلة من بعض الطلبة: ـ عقيل وثقه ابن حبان؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/142)
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ كأنه لم يلتفت إليه المؤلف [ابن حجر] وجعله مجهول.
مداخلة: ـ هل يكون مقبول؟
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ الله أعلم على قاعدة المؤلف في أول التقريب إذا جاءه شواهد.
قال الشيخ العلامة الإمام المحدث عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وغفر له:- هو على هذا ضعيف إذا ما كان له إلاّ هذا الطريق لان عقيل [ابن شبيب] مجهول 0
وقوله (عليكم بكل كميت ... ) وما ذكر بآخره في ضعف من جهة جهالة التابعي 0
وأوله معروف (وأحب الأسماء ... الأوتار) هذا له شواهد 0
سؤال عن قوله (تسموا بأسماء الأنبياء)؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- لا أعرف إلا هذا الحديث 0
سؤال عن رواية (أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن والحارث) زيادة والحارث؟
الجواب:- لا. أصدقها حارث وهمام، المعروف في الرواية (وأصدقها حارث وهمام) 0
سئل الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له عن التسمية بعبدالإله وهل أفتيتم بأن الأولى تركه؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- عبدالله أحسن لأن الإسم المشهور عبدالله، والإله قد يطلق على غير الله لكن أصل الإله هو الله لكن أدغمت 0
مداخلة: ـ يعنى هل الأولى ترك هذا؟.
أجاب رحمه الله تعالى وغفر له:- لو تيسر أحسن 0
والظاهر أنه أحسن، عبدالله أحسن 0
لأن كلمة الله ما فيها شبهة لا تطلق إلا على الله سبحانه0
سئل الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- عبد الكعبة وعبد النبي هناك من يتسمى بذلك؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- لا يجوز، عبد الكعبة وعبد النبي هذا منكر 0
قال إبن حزم رحمه الله تعالى:- أجمع العلماء – اتفق العلماء – على تحريم كل شئ معبد لغير الله ماعدا الخلاف في عبد المطلب 0
مداخلة:- هل يغير اسم عبدالإله إذا أمكن؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- هو محل نظر 0
ليس بلازم التغيير 0
يعنى الإله إذا أطلق فهو الله تعالى هو الإله الحق 0
سؤال: ـ حديث المغيرة إنهم كانوا يحبون أن يتسموا بأسماء الأنبياء هل يؤخذ منهم استحباب التسمية بأسماء الأنبياء؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ[لفظ الحديث] قال (كانوا)
هذا يخبر عن الماضين لم يقل تسموا.
مداخلة: ـ ألاّ يكون شرع من قبلنا شرع لنا؟؟؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ كانوا يتسمون بأسماء الأنبياء والصالحين ولكنه شرع لهم.
هذا آخر الجزء الأول من تعليقات الشيخ العلامة الحجة أسد السنة عبدالعزيز بن عبد الله بن باز على كتاب الخيل من سنن النسائي.
ويليه إن شاء الله الجزء الثاني
رب أعن ويسر يا كريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[17 - 03 - 04, 04:55 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أسد الصمد
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
ظاهر الأحاديث الصحيحة أنه في آخر الزمان تعود المسألة إلى الخيل، تنتهي هذه الأسلحة وهذه الطائرات والسيارات لأسباب 0
ظاهر الأحاديث أن الناس يرجعون إلى الخيل والإبل 0
[/ B]
الأخ الفاضل / أسد الصمد
إني أحبك في الله
لقد كان عندي سؤال يجول في خاطري
وهو أن زوال ما يسمى بـ (الحضارة المعاصرة)
من أسبابه الخسوفات الثلاث
فهل يصح أن نفسر هذه الخسوفات
بأن هناك مدن ستختفي بمصانعها وخبرائها
حيث أن معظم المصانع و الصناعات الكبار هي في المشرق والمغرب
وهي قائمة في معظمها على مادة (النفط)
ثم هل من علاقة بين وفرة هذه المادة في جزيرة العرب
بالخسف الثالث ... ؟
فحينئذٍ تتوقف هذه الآلآت التي أصبحت حياتها قائمة على هذه المادة
فيعود الناس إلى الخيول والجمال والبغال والسيوف والرماح
وتزدهر الصناعات اليدوية .. ؟
أرجوا أن لا أكون أبعدت النجعة ... ؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[17 - 03 - 04, 08:18 ص]ـ
جزاك الله خيْرًا أخي الكريم .. واصل مشاركتك القيّمة ..
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 10:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي تتم بنعمته الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أحبكم الله الذي أحببتموني فيه وشكر الله سعيكم ووفقكم إلى تحصيل العلم النافع والعمل الصالح 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/143)
الجزء الثاني من تعليقات الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وغفرله على كتاب الخيل من سنن النسائي0
باب الشكال من الخيل
سؤال: ـ بالنسبة يا شيخ لحوم الخيل هل يجوز أكلها؟
أجاب الشيخ العلامة رحمه الله تعالى وغفر له: ـ حلال 0
الرسول صلى الله عليه وسلم رخص في لحومها 0
الخيل حل والحمر محرمة 0
سؤال من الشيخ عبدالعزيز الراجحي:- الكراهة التي ذكرها هل لها وجه في قول السيوطي (إنما كرهه لأنه كالمشكول صورة تفاؤلاً)؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى:- الله أعلم، علينا أن نكره ما كرهه صلى الله عليه وسلم ويكفي.
الحمد الله نكره ما كره النبي صلى الله عليه وسلم، والعلة ليست بلازم.
الحكمة الله أعلم بها.
باب شؤم الخيل
الحديث الأول
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ إن كان الشؤم ثلاث هنا ذكر بأن الشؤم يعني قد يكون فيها الشؤم0
يعني الشؤم قد يكون الشؤم في هذه الثلاث.
الدابة والمرأة والدار وصرح في الرواية بالفرس، لأنها قد لا تلائم الإنسان ولا تناسبه فلا بأس أن يبيعها أو يهبها لمن تناسبه وهكذا المرأة إذا كانت لا تناسبه لا بأس بأن يطلقها وهكذا الدار إذا كانت لا تناسبه لا بأس أن يبيعها وينتقل عنها، الشؤم قد يقع في هذه الثلاثة.
مداخلة: ـ هل يشمل ذلك السيارة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى: لا يقاس عليها.
يقتصر على النص، ما يزاد على النص.
سؤال آخر:- السيارة آلا تكون محل الدابة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- الظاهر لا يصلح القياس0
سؤال:- الشؤم كونها تكون عند هذا الشخص ولو إنتقلت إلى غيره يزال شؤمها؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفرله:- قد يكون هذا 0
قد يكون شؤمها بالنسبة لهذا الشخص المعين قد تكون ما تناسبه إذا ركبها سقط أو جفلت أو طرحته قد تكون الدار [ .......... ] لا يستقيم بحال فيها قد تكون المرأة غير مناسبة في أخلاقها يتضرر منها 0
باب الشؤم الخيل
الحديث الثاني
قوله (الربعة)
أي المنزلة 0
مداخلة: ـ موضع هذا الحديث من الأحاديث والأدلة المانعة والداعية إلى الفأل الحسن؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى:- مستثنى، [ .......... ] من الطيرة.
مداخلة: ـ إذا وجد من الإنسان الشؤم من هذه الثلاثة هل يأثم؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى: إذا رأى الانتقال من الدار أو الطلاق أو ترك الدابة، لا بأس لهذا الحديث صحيح.
باب بركة الخيل
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والمغنم.
باب فتل ناصية الفرس
قوله (يفتل الناصية)
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- يحركها بإصبعيه شعرها الذي في ظهر الرقبة.
باب تأديب الرجل فرسه
الترغيب في تعليم الرماية
سؤال:- هل هو حديث صحيح؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفرله:- ما في شك 0
متعلم الرماية الرامي به، وصانعة يحتسب فيه الأجر، والمنبل له أي الذي يجهز للرماة.
قوله:- (ليس اللهو)
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفرله:- أي اللهو المستحب المشروع.
ملاعبة الرجل إمرأته، ورميه بسهامه يتعلم الرمي، و تأديب فرسة.
أما بقية اللهو ففيه التفصيل قد يكون حرام وقد يكون مباح.
قوله: (من ترك .. )
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفرله:- قد ينساه ينسى نعمة كفرها لكن إذا لاحظها وصار يخرج يرمي ولا ينساه استقر. لكن إذا أعرض عنه قد تخونه الحاجة فيندم غاية الندامه. لأنها نعمة كفرها وضيعها.
سؤال:- سند الحديث؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- الحديث صحيح.
لكن خالد الجهنى لا أعرفة.
الحديث له أسانيد أخرى معروفه في بعضها [ ......... ].
ذكرها إبن القيم في الفروسية وتكلم عليه وشرحه رحمه الله تعالى المقصود أنه ليس معنى الباطل حرام يعنى معناه لا فائدة فيه ولا ثمرة فيه إلاّ في هذه الثلاث.
وقد يكون اللهو محرم مثل لهو الأغاني وآلات الملاهى واللهو بما حرم الله من سائر المعاصي.
وقد يكون لهو باطل شئ مباح يلتهى بشئ مباح، يكون باطل لا فائدة فيه ولا ثمرة فيه إذا كان شئ مباح ليس فيه فائدة لوجد يلهو ببناء لا حاجة إليه أو حرث لا فائدة فيه أو غسل أشياء لا فائدة فيها أو ما أشبه ذلك.
سؤال:- كرة القدم؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/144)
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفرله:- مثل المسابقة على الأقدام فيها فائدة من جهة التمرن على القوة والنظر وتسديد الرمي لكن بشرط أن لايضيع الصلاة ولا فيها كشف عورات. بشرط أن لا يكون فيها منكر مثل المسابقة على الأقدام.
أما إذا كان فيها منكر ككشف العورات أو إضاعة الصلوات أو آلات الملاهي تمنع تحرم.
سؤال:- الرمي بالبندقية هل يدخل فيه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- داخل فيه.
سؤال:- خرجت الألعاب كثيرة الآن مثل الغولف والبلياردو وأنواع كثيرة هل تدخل في أن الأصل فيها الجواز؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- إذا كانت لا تصد عن ذكر الله ولا عن الصلاة ولا فيها شئ محرم الأصل فيها الجواز الأصل في الأشياء الإباحة حتى يعلم الدليل المانع.
مداخلة:- مع أنه لا يرجى من ثمرتها لا تدرب على جهاد ولا على الجسد؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- الأصل في هذه الألعاب الإباحة إلاّ ما حرمه الشرع.
سؤال:- لعب الكرة أليس تشبه بالكفار؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- لالا هذا مشترك , لا هذا عمل مشترك لعب الكرة عمل مشترك بين الكفار والمسلمين مثل الرمي مشترك، والمسابقة على الإقدام مشتركة كلها أمور مشتركة بين الكفار والمسلمين.
سؤال:- أليس الأصل في اللهو التوقف؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- اللهو الذي يصد عن الخير أو يشغل عن الخير أو الذي يوقع فى المعصية.
أما كونه يلهو بشيء مباح فلا بأس.
سؤال:- لعبة الورقة التي يجلسون في لعبها ساعات؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- هذا فيها لهو تصد عن الخير لا سيما إذا كان فيها صور أو أشياء توجب المغالبات تمنع 0
لاسيما إذا صدت عن الخير ولا سيما إذا فيها اللعب الذي يصد عن الخير أو يوجب المغالبة والشحناء 0
سؤال:- ضبط (منبّله أو منبله)؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- منبله أنبله ينبله [بالتخفيف] 0
مداخلة:- أليس بالتشديد؟؟
يمكن يستعمل نبّله.
لكن أنبله منبله (بالتخفيف)
وأنبله ونبّله بالتشديد.
إذا كان من أنبل فهو بالتخفيف.
وإذا كان من نبّله فهو بالتشديد.
سؤال قال الشيخ عبد العزيز الراجحي: في نسخة الحسن يقول في هامش نسخة تحقيق التراث الإسلامي:- وقع في جميع النسخ الحسين وهو خطأ أنظر المعجم المشتمل لابن عساكر وتقريب التهذيب؟؟
قال الشيخ:- أقول أحالك على مليء.
وبعد قراءة الخلاصة والتهذيب
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- الصواب الحسن.
مداخلة:- هل يصبح الصواب الحسن؟
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- نعم.
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي:- هل نعدلها؟؟
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- نعم.
سؤال:- بعض الناس إذا نهي عن لعب الورق يقول أنا اللعبها إلى وقت الصلاة ثم أذهب أصلى؟ يحتج بأنه لا يمنعه من الصلاة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:- هذا لا يصلح لأنه يكسب الشحناء والعداوة بينهم يكسب الشحناء والبغضاء والنزاع الكثيرة.
مداخلة:- هل يقال حرام؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا الظاهر.
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 02:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم0
الجزء الثالث والأخير من تعليقات سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وغفر له
باب دعوة الخيل
بعد حديث الباب
قال الشيخ رحمه الله تعالى: ولهذا الخيل من أحب الأشياء إلى أهلها يرفقون بها ويعتنون بها ويكرمونها.
ومعاوية بن حديج صحابي صغير، حديج بالحاء المهملة.
مداخلة من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: يكون هذا الدعاء لا يعلم؟ يعني هل دعاء الخيل البشر ما يعلمونه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الله الذي يعلمه.
هي عجماء أعطاها الله إياها تدعو بلغتها.
مداخلة: هل تحنيك الطفل سنه من سنن النبي صلى الله عليه وسلم أم أنه خاص به صلى الله عليه وسلم؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الذي يظهر من السنة أنه حسن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بعبد الله بن أبي طلحه وغيره وحنكه ورفع لهاته هكذا بالإصبع يعني يرفعه، يفعله أبوه أو أخوه أو غير ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/145)
يعني حسن في الطفل وكون النبي صلى الله عليه وسلم فعله يدل على حسنه وأنه مناسب للطفل وليس خاصاً بالرسول صلى الله عليه وسلم.
مداخلة من فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي: هل يقال هذا من السنن أو من العادات؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ظاهر الوارد أنها أفضل.
أن فعله أفضل فيه لأنه فيه مصلحة للطفل يخفف عنه حال اللهاة هذه يرفعها.
مداخلة: الأذان والإقامة في أذن الطفل حال تسميته هل ثبت فيها شيء صحيح؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: فيه حديث عمر الحديث الذي رواه الترمذي في إسناده عاصم بن عبيد الله قد وثقه قوم وضعفه قوم.
وفيه عمل عمر بن عبدالعزيز وجماعة من السلف يحتاج إلى مزيد عناية.
باب
التشديد في حمل الحمير على الخيل
بعد الحديث الثاني
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا خبر منكر.
أولا: الأحاديث الصحيحة الثابتة بأنه كان يقرأ حديث أبي قتادة وأبي سعيد وغيرهما وأحاديث كثيرة في الصحيحان وغيرهما لا يمكن أن ابن عباس يقول ذلك.
ثانيا: لم يختصهم الرسول صلى الله عليه وسلم بما يتعلق بإنزاء الحمر على الخيل.
[الحديث] عام هذا عام.
الثالث: إسباغ الوضوء كذلك عام إنما المنهي عنه الصدقة فقط أهل البيت في الصدقة.
أما إسباغ الوضوء الأمر بإسباغ الوضوء هذا عام للأمة كلها حديث لقيط رضى الله عنه وغيره ((أسبغوا الوضوء)) وفي حديث المسيء صلاته ((أسبغ الوضوء)).
هذا خبر منكر باطل والعجب من النسائي كيف ينقله ويسكت.
والعجب من المحشي ما تكلم بشيء0
[بعد قراءة تقريب التهذيب ترجمة أبي جهضم]
قال رحمه الله تعالى وغفر له: علته أبو جهضم. الله أعلم لعل هذا من أوهام أبي جهضم.
الخبر هذا غير صحيح الخبر هذا منكر.
هذا مخالف للأحاديث الصحيحة هذا شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة فيكون باطلاً لأمرين:
الأمر الأول: زعمه فيه أنه لم يكن يقرأ في الظهر والعصر وهذا مخالف لإجماع أهل العلم ومخالف للأحاديث الصحيحة.
الأمر الثاني: زعمه أن إسباغ الوضوء وإنزاء الحمر من خصائص أهل البيت وهذا باطل أيضاً.
مداخلة من الشيخ عبد العزيز الراجحي: قول السندي: قوله (قال لا) أجابه على حسب ظنه وإلاّ فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيهما سراً، ومن لا يرى القراءة في تمام الركعات الأربع يمكن أن يحمل الجواب على ذلك بناء على حمل السؤال على السؤال عن القراءة في تمام الركعات ولا يخلو من بعد. أ.هـ
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: مثل هذا لا يخفي على ابن عباس هذا كذب على ابن عباس وهم ما يخفى على غبن عباس.
ولا هو من دون ابن عباس.
مداخلة من الشيخ عبد العزيز الراجحي: إذا قيل أن الحديث لا يصح ما في إشكال بالنسبة للصحابي ما ثبت عنه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ولا تليق نسبته إليه لمخالفته للأحاديث الصحيحة ولمخالفته ما علم وعرف من فهم ابن عباس رضي الله عنهما وعلمه الكثير هو من أفقه الصحابة وأعلم الصحابة رضى الله عنهما.
سؤال: الحديث السابق أسباب الضعف؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الحديث لا يصح عن ابن عباس لمخالفته لما ثبت في الأحاديث الصحيحة من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر.
ومُخالف لما دلت عليه السنة أيضاً من وجوب إسباغ الوضوء وتحريم إنزاء الحمر على الخيل على أهل البيت وغيرهم.
باب
علف الخيل
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا فضل حبس الخيل حبسها للسبيل الله فيها الخير والأجر العظيم.
باب
غاية السبق للتي لم تضمر
قال الشيخ العلامة رحمه الله تعالى وغفر له: هذا فيه سنه المسابقة لأنه يعرف بها جودة الخيل، ويعرف بها أيضاً جودة الراكب ويتمرن على المسابقة والعدو الجيد، فيها مصالح للخيل ومصالح للراكبين ولهذا أباح الله فيها السَبق.
سؤال: قياس سباق السيارات على الخيل؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: لا يصح القياس، القياس هذا فيه الخطر وفيه الهلاك.
قياس الخيل بسباق السيارات فيه الخطر العظيم.
سؤال: حمل الحمر على الخيل ألا يقال بالكراهة العمل الرسول صلى الله عليه وسلم بركوبها؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: لا، لا يجوز محرم.
سؤال: الحصر في الحديث ((إلا في نصل ...... ))؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/146)
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: نعم يدل على أن ما عداه قمار. جعل الجُعل في سباق في الحمر والبغال أو الأغنام يكون قمار محرم.
سؤال: المسابقات العلمية والثقافية؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا شيء آخر ليس له تعلق بهذا ـ لطلب العلم من فعل هذا مافي شيء، من باب الجعالة.
باب الجلب
قال السندي رحمه الله تعالى قوله ((أن لا يرفع شيء نفسه)) الأقرب بناء الفاعل ونصب نفسه وأما جعله مبنياً للمفعول ورفع نفسه على أنه بدل من شيء فبعيد، بقي ان الناقة ما رفعت نفسها والظاهر أن المدار على أن يرفع شيء بلا إستحقاق سواء هو رفع نفسه أم لا.أ. هـ
علق الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له على ذلك: وضح بأن المراد إذا رفع نفسه تكبراً وتعالياً وضعه الله تعالى. أو أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وُضع ليعلم الناس أن الأمر بيده سبحانه وأنه هو الذي يرفع من يشاء ويعز من يشاء و أن العاقبة لأهل التقوى إنما تستمر الرفعه والعزة والكرامة لمن أكرمه الله سبحانه وتعالى وأعزه بالتقوى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ).
أما من رفعة الله وكتب له الرفعة لا ينزل من رفعة الله وأعزه فهو منصور لأنه سبحانه لا يغالب أما من يرتفع تكبراً أو يرفعه الناس بغير حق فإن الله جل وعلا يقدر له أسباب الوضع حتى لا يغتر أحد بتكبره وعناده وما أضفاه عليه المجرمون و المعزِّزون بغير حق الله والله المستعان.
مداخلة من الشيخ عبد العزيز الراجحي: ما معنى ((لا جنب ولا جلب ولا شغار في الإسلام))؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الشغار معروف الشغار إشتراط العقد في العقد كانت في الجاهلية يشترط أحدهم على الآخر أن يزوجني بنته وهو يتزوج بنتي أو يتزوج أختي.
أما الجلب والجنب فهذا في الجهاد وفي المسابقة.
فالجنب في الجهاد مطلوب لأجل إذا ملّت فرسه أو تعبت فعنده ما يعينه لكن هذا في المسابقة لأن كل منهم يكون متجرد حتى يتميز السابق من غيره.
بعضهم يجعل مع فرسه فرسٌ أخرى حتى إذا ضعفت هذه أو أصابها شيء يركب الأخرى.
أما الجلب هو محل نظر الآن لعل الجلب المنهي يجلب عليها بالصياح الذي قد يزعجها وتسبق من غير قوة فيها ومن غير أهلية لها لكن من الصياح والكلام الكثير وأن الواجب على المتسابقين أن يكونوا هادئين أو يكون أصواتهما متقاربة وإذا سمعهم جنب ولا جلب.
مداخلة: قول السندي ((لا جلب ولا جنب)) بفتحتين وقد سبق في كتاب النكاح.أ. هـ صفحـ (227) ــــة
وقال في النكاح باب الشغار قال السيوطي: (قوله لاجلب ولا جنب) قال في النهاية: يكون في شيئين: أحدهما في الزكاة وهو أن يقدم المصدق على أهل الزكاة فينزل موضعاً ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها فنهى عن ذلك وأمر أن تأخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنها الثانى في السباق وهو أن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثاً له على الجرى فنهى عن ذلك، قال والجنب بالتحريك في السباق أن يجنب فرساً إلى فرسه الذي يسابق عليه فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب وهو فيالزكاة أن ينزل العامل في أقصى مواع أصحاب الصدقه ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه أي تحضر فنهوا عن ذلك وقيل هو أن يجنب رب المال بماله أي يبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل على الإبعاد في إتباعه وطلبه).أ. هـ صفحـ (110) ـــة [السيوطي].
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هو هذا كان في الجاهلية
يفعلون هذا حتى يغلب صاحبه وبعضهم حتى يتعب العمال يعنى في أول الإسلام حتى يشق عليهم أو بعض العمال يجلس في مكان بعيد ويتعب أهل الأموال فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل العامل على مياههم أن ينزل عليهم على مياههم ومحلاتهم حتى لا يكلفهم ولا يدعوهم إلى الجلب لأموالهم إلى محل العامل.
وأما في السباق فظاهر كونه يجلب عليه بالقوة والصياح حتى يسبق أو يجمع فرس أخرى بجانب فرسه حتى إذا حصل تعب إنتقل عليها.
باب
سهمان الخيل
بعد الحديث
هذا إن صح فسهم القربي من الخمس الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الزبير فهو مثل الناس ثلاثة أسهم للفارس وسهم واحد للراجل للزبير وغيره.
وأما الزائد هذا فهو من الفيئ مما يعطى لذي القربى قال تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)
وهى من القربى رضى الله عنها.
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أغفر لشيخنا عبدالعزبز بن باز وارفع درجته في المهديين
اللهم آمين
ـ[آل حسين]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:25 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً ووفقنا وإيالك إلى العلم النافع والعمل الصالح على هذه النقول المباركة غن شاء الله من كلام إمام أهل السنة والجماعة
وأود الأستفسار عن حديث " حبب إلي من دنياكم 0000
سبق وسمعت الشيخ رحمه الله تعالى يقول الحديث صحيح بدون قول """دنياكم """ فليست في لفظ الحديث
ولا أدري فهل يفيدنا الاخوان في ذلك؟؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/147)
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[04 - 05 - 04, 05:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أرحم شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز وأرفع درجته في المهديين
للرفع
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 11:01 م]ـ
وفقك الله أخي جهد مبارك إن شاء الله تعالى ..
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 11:12 ص]ـ
رحم الله الامام ابن باز وهو امام بحق والله
(29/148)
تحميل كتاب ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:24 ص]ـ
http://www.shehata.netfirms.com/abwab/books.htm
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[17 - 03 - 04, 09:49 ص]ـ
شكرا للاخ الكريم
ـ[ alhwri] ــــــــ[20 - 03 - 04, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد الله العلى القدير أن يسر لنا جميعا الأطلاع على كتاب طوق الحمامة فى التدواى بالحجامة, لمحدث الأسكندريةالشيخ أحمد شحاتة الألفى السكندرى .. وذلك لأسباب ..
أولا: التزام الشيخ بطريقة أهل الحديث فى عرضه لأحاديث الكتاب.
ثانيا: الأسلوب الجيد جدا فى تخريجه للأحاديث. وادعوا الله معى أن يعجل الشيخ بأخراج كتابه؛؛أعلام الخريج بدقائق فن التخريج؛؛.
ثالثا: توبيبات الكتاب تذكرنا بتوبيات البخارى. تلك التوبيبات الفقهية التى تجعل القارىءوكأنه يقرأكتابا فقهيا على مذهب أهل الحديث فى تصنيف كتبهم.
رابعا: أهتمام الشيخ بالناحية الطبية أهتماما يلحظه القارىء العادى فضلا" عن القارىء المتخصص.
خامسا":االأسلوب الأدبى فى عرض الكتاب يجعل القارىء وكأنه فى حديقة غناء. وأشير فى ذلك الى فصل الحجامة فى الربيع. ففى هذا الفصل يشعر القارىء وكأنه وسط الطبيعة ووسط الأزهار حيث الخضرة والماء.
وأخيرا أوجه شكرى الى المؤلف وجميع الأخوة القائمين على ملتقى أهل الحديث.
أبو الأشبال
ناصر الهوارى السكندرى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 03 - 04, 07:42 م]ـ
أخى الحبيب وخريجى النجيب
سلمك الله وحياك، وحفظ دينك ودنياك
اللهم اجعلنا كما يظنون، واغفر لنا ما لا يعلمون.
لا يستجرينك حبك لى وثقتك بى أن تمدحنى بما ليس فىَّ
فأين نحن من الكواكب الدرارى والنجوم السوارى،
أجعلتنى واحداً منهم، وأين أنا من الرفعاء النجباء.
أسأل الله لى ولك ولجميع أخواننا غفران الزلات وفعل الخيرات.
مَنْ أخلصك حبَّه وأسكنك لبَّه.
أبو محمد
ـ[ alhwri] ــــــــ[20 - 03 - 04, 08:05 م]ـ
شيخى العزيز أحمد شحاتة السكندرى
ليس ما كتبته مدحا" بل هو حقك على كل منصف
يعرف لأهل الفضل قدرهم ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 03 - 04, 08:23 م]ـ
أخى الحبيب وخريجى النجيب
كأنى بك الآن تطالع المنتدى كما أطالعه، فسلامى إليك وتحياتى.
وبارك الله فيك وتقبل منى ومنك صالح الدعوات
ـ[عبدالقادر الفيتورى]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:18 م]ـ
الشيخ الفاضل أبو محمد ...........
كم تمنيت لقياك ذاك اليوم فى الاسكندرية ... ((قدر الله وما شاء فعل))
إن الدقائق التى أستمعت فيها لفيض كلامك العذب عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال الهاتف جعلتنى فى شوق للقياك ...... حفظك الله ورعاك.
..............................................
بخصوص كتابك الخاص بعلم الحجامة ..... لى تعقيب بسيط ...
..............................................
الثابت علمياً أن الحجامة لاتكون إلا فى الكاهل وبشروط واضحة وبسيطة
* فى الصباح الباكر ..
* على الريق ........
* تبدأ من يوم السابع عشر إلى اليوم السابع والعشرين من الشهر القمرى ....................
* موعدها السنوى ((خلال شهر الربيع فقط حسب الموقع الجغرافى))
* عدم شرب أو أكل شىء يسبب الغثيان أو يعتبر صعب الهضم
((الحليب ومشتقاته .. مثلاً)) والاكثار من أكل الخضروات والفواكه والعسل ..........
..............................................
ما عدا ذلك يدخل فى علم أخر وهو علم التجريح الموضعي وهذا العلم يرتكز أساساً على ((نظرية مسارات الطاقة)) ...... وهى نفس النظرية الصينية التى نتبعها فى علم المعالجة باللآبر الصينية .......
ولعل الشىء المدهش فى هذا العلم هذه الفقرة بخصوص التجريح الموضعي فى الكاهل: .............
*********
ومن ضمن النقاط التى ثبت أن لها فوائد جمة فى علاج الكثير من الامراض وفتح مسارات للطاقة لكافة أعضاء الجسد ((منطقة الكاهل))
وهى المنطقة التى يوصي بها العلم العربى القديم ...
..............................
إن بقية المناطق عدا الكاهل تحتاج إلى خبرة ودراسة علمية لمعرفة النقاط بصورة سليمة حتى تؤدى الغرض العلاجى المطلوب.
.................................
تحياتى اليك وأطلب دعواتك إيها الشيخ الجليل
...................................
ابنك: عبدالقادر الفيتورى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:36 م]ـ
الأخ الأستاذ عبد القادر الفيتورى
حيَّاك الله وحفظك، ووفقك لما يحب ويرضى.
هذا البيان من جهة التفصيل الطبى والعملى تفصيل زائد عن موضوع كتابى ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة))، وهو ما أنوى بتوفيق الله كتابته بتوسع فى كتابٍ ثانٍ باسم
((الأصول العلمية والطبية فى تطبيقات الحجامة)).
وأما أوقات الحجامة التى ذكرتها هاهنا، فقد بينتها بتوسع فى:
باب الأوقات المثلى للحجامة، وذكرت فيه موانع إجرائها فى فصلى الشتاء والخريف، وتأكيد فعاليتها فى فصل الربيع، وإمكان فعلها فى فصل الصيف مع شئٍ من الحذر والدقة.
وأما أماكن فعلها من البدن، فحصرها فى منطقة الكاهل خلاف الثابت بالسنن الصحيحة والأحاديث الثابتة الصريحة، فقد صح فعلها على الأخدعين، والورك، والقدمين كما بينته فى كتابى.
هذا ما كتبته على استعجال عند مطالعة رسالتك.
وشكر الله لك، وجزاك الله خيراً، وفى انتظار مكالماتك
(29/149)
إبراهيم بن أدهم
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[16 - 03 - 04, 07:45 ص]ـ
إبراهيم بن أدهم
وفيها توفي من الأعيان: إبراهيم بن أدهم، أحد مشاهير العباد، ومن أكابر من له همة عالية من العباد، وداود الطائي، أحد أئمة الصوفية، وزهير بن محمد، ويزيد بن إبراهيم التستري.
فأما إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر، أبو إسحاق التميمي، ويقال: العجلي. فهو أحد الزهاد، أصله من بلخ وسكن الشام ودخل دمشق وروى الحديث عن أبيه، الأعمش، ومحمد بن زياد صاحب أبي هريرة، وأبي إسحاق السبيعي، وخلق.
وحدث عنه خلق منهم؛ بقية، والثوري، وأبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن حمير، وحكى عنه الأوزاعي.
وروى ابن عساكر من طريق عبدالله بن عبد الرحمن الجزري، عن الثوري، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي جالسا، فقلت: يا رسول الله، إنك تصلي جالسا، فماأصابك؟ قال: "الجوع يا أبا هريرة". قال: فبكيت، فقال: "لا تبك؛ فإن شدة يوم القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا"
ومن طريق بقية، عن إبراهيم بن أدهم، حدثني أبو إسحاق الهمداني، عن عمارة بن غزية، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الفتنة تجيء فتنسف العباد نسفا، وينجو العالم منها بعلمه
قال النسائي: هو ثقة مأمون، أحد الزهاد.
وذكر الأستاذ أبو القاسم القشيري في "رسالته" أن إبراهيم بن أدهم كان من أبناء الملوك، فبينما هو يتصيد إذ أتبع ثعلبا أو أرنبا، فهتف به هاتف من قربوس سرجه: ألهذا خلقت أم بهذا أمرت؟ فنزل عن فرسه وجاء إلى راعي غنم لأبيه، فأخذ جبة من صوف فلبسها، وأعطاه فرسه ولباسه وما كان معه، وذهب في البادية، فدخل مكة وصحب الثوري، والفضيل بن عياض، ودخل الشام ومات بها.
وكان يأكل من عمل يده، مثل الحصاد، وحفظ البساتين، وغير ذلك.
قال القشيري: وإنه رأى في البادية رجلا علمه اسم الله الأعظم، فدعا به بعده، فرأى الخضر، فقال: إنما علمك أخي داود اسم الله الأعظم. ثم ساقه القشيري بإسناد ضعيف لا يصح. ورواها ابن عساكر أيضا من وجه آخر ضعيف، وفيه أنه قال: إن إلياس هو علمك الاسم الأعظم.
قال القشيري: وكان إبراهيم بن أدهم كبير الشأن في باب الورع، ويحكى عنه أنه قال: أطب مطعمك، ولا عليك أن لا تقوم الليل، ولاتصوم النهار.
وقيل: كان أكثر دعائه: اللهم أنقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك.
وقيل لإبراهيم بن أدهم: إن اللحم قد غلا. فقال: أرخصوه. أي لا تشتروه.
وقال بعضهم: هتف به الهاتف قائلا له من فوقه: يا إبراهيم، ماهذا العبث؟ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ اتق الله، وعليك بالزاد ليوم الفاقة. قال: فنزل عن دابته، ورفض الدنيا، وأخذ في عمل الآخرة.
وروى ابن عساكر - بإسناد فيه نظر - عن ابتداء أمر إبراهيم بن أدهم قال: بينما أنا يوما في منظرة لي ببلخ، وإذا بشيخ حسن قد استظل بفيئها، فأخذ
بمجامع قلبي، فأمرت غلامي، فطلبه فدخل، فعرضت عليه الطعام، فأبى، فقلت: من أين أقبلت؟ قال: من وراء النهر. قلت: أين تريد؟ قال: الحج. قلت: في
هذا الوقت؟ - وكان أول يوم من عشر ذي الحجة أو ثانيه - فقال: يفعل الله ما يشاء. فقلت: الصحبة. قال: إن أحببت ذلك فموعدك الليل. فلما كان الليل
جاءني فقال: قم بسم الله. فأخذت ثياب سفري، وسرنا نمشي كأنما الأرض تجذب من تحتنا، ونحن نمر على البلدان، ونقول هذه فلانة، هذه فلانة. فإذا كان
الصباح فارقني ويقول: موعدك الليل. فإذا كان الليل جاءني، فانتهينا إلى المدينة النبوية، فزرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سرنا إلى مكة فجئناها
ليلا، فقضينا الحج مع الناس، ثم رجعنا إلى الشام فزرنا بيت المقدس وقال: إني عازم على المقام بالشام. ورجعت أنا إلى بلدي بلخ أسير سير الضعفاء،
حتى رجعت إليها، ولم أسأله عن اسمه، وكان ذلك أول أمري. وروى من وجه آخر فيه نظر.
وقال أبو حاتم الرازي، عن أبي نعيم، عن سفيان الثوري قال: كان إبراهيم بن أدهم يشبه إبراهيم الخليل، ولو كان في الصحابة لكان رجلا فاضلا.
وقال عبد الله بن المبارك: كان إبراهيم رجلا فاضلا، له سرائر، وما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا من عمله، ولا أكل مع أحد طعاما إلا كان آخر من يرفع يده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/150)
وقال بشر بن الحارث الحافي: أربعة رفعهم الله بطيب المطعم؛ إبراهيم ابن أدهم، وسليمان الخواص، ووهيب بن الورد، ويوسف بن أسباط.
وروى ابن عساكر من طريق معاوية بن حفص قال: إنما سمع إبراهيم بن أدهم من منصور حديثا، فأخذ به، فساد أهل زمانه، قال: حدثنا منصور، عن ربعي
بن حراش قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله عليه ويحبني الناس قال: "إذا أردت أن يحبك
الله فأبغض الدنيا، وإذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم"
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا: حدثنا أبو ربيع، عن إدريس قال: جلس إبراهيم بن أدهم إلى بعض العلماء فجعلوا يتذاكرون الحديث وإبراهيم ساكت، ثم قال: حدثنا منصور. ثم سكت، فلم ينطق بحرف حتى قام من ذلك المجلس، فعاتبه بعض أصحابه في ذلك، فقال: إني لأخشى مضرة ذلك المجلس في قلبي إلى هذا اليوم.
وقال رشدين بن سعد: مر إبراهيم بن أدهم بالأوزاعي، وحوله حلقة فقال: لو أن هذه الحلقة على أبي هريرة لعجز عنهم. فقام الأوزاعي وتركهم.
وقال إبراهيم بن بشار: قيل لابن أدهم: لم لا تكتب الحديث؟ فقال: إني مشغول بثلاث؛ بالشكر على النعم، وبالاستغفار من الذنوب، وبالاستعداد للموت. ثم صاح وغشي عليه، فسمعوا هاتفا يقول: لا تدخلوا بيني وبين أوليائي.
وقال أبو حنيفة يوما لإبراهيم بن أدهم: قد رزقت من العباد شيئا صالحا، فليكن العلم من بالك؛ فإنه رأس العبادة وقوام الدين.
وقال إبراهيم بن أدهم ماذا أنعم الله على الفقراء! لا يسألهم يوم القيامة عن زكاة، ولا عن حج، ولا عن جهاد، ولا عن صلة رحم، إنما يسأل هولاء المساكين الأغنياء
وقال شفيق بن إبراهيم: لقيت ابن أدهم بالشام، وقد كنت رأيته بالعراق وبين يديه ثلاثون شاكريا. فقلت له: تركت خراسان وخرجت من نعمتك؟ فقال: قد تهنيت بالعيش هاهنا، أفر بديني من شاهق إلى شاهق، فمن يراني يقول: موسوس. أو: حمال. أو: ملاح. ثم قال: بلغني أنه يؤتى بالفقير يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله، عز وجل، فيقول له: يا عبدي، ما لك لم تحج؟ فيقول: يا رب لم تعطني شيئا أحج به. فيقول الله، عز وجل: صدق عبدي، اذهبوا به إلى الجنة.
وعن إبراهيم بن أدهم قال: أقمت بالشام أربعا وعشرين سنة لم أجئ لجهاد ولا رباط، إنما جئت لأشبع من خبز الحلال.
وقال إبراهيم بن أدهم الحزن حزنان؛ حزن لك وحزن عليك؛ فحزنك على الآخرة وخيرها لك، وحزنك على الدنيا وزينتها عليك.
وقال: الزهد ثلاثة، واجب، ومستحب، وزهد سلامة، فالزهد في الحرام واجب، والزهد عن الشهوات الحلال مستحب، والزهد عن الشبهات سلامة.
وكان هو وأصحابه يمنعون أنفسهم الحمام والماء البارد والحذاء، ولا يجعلون في ملحهم أبزارا.
وكان إذا جلس على سفرة فيها طعام طيب رمى بطيبها إلى أصحابه، وأكل هو الخبز والزيتون.
وقال إبراهيم بن أدهم قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تورث الغم والجزع.
وقال له رجل: هذه جبة أحب أن تقبلها مني. فقال: إن كنت غنيا قبلتها، وإن كنت فقيرا لم أقبلها. قال: أنا غني. قال: كم عندك؟ قال: ألفان. قال: تود أن تكون أربعة آلاف؟ قال: نعم. قال: فأنت فقير لا أقبلها.
وقال له رجل: لو تزوجت؟! فقال: لو أمكنني أن أطلق نفسي لطلقتها.
ومكث بمكة خمسة عشر يوما لا شيء معه، فلم يكن له زاد سوى الرمل بالماء.
وصلى بوضوء واحد خمس عشرة صلاة.
وأكل يوما على حافة الشريعة كسيرات مبلولة، وضعها بين يديه أبو يوسف الغسولي، ثم قام فشرب من الشريعة، ثم جاء فاستلقى على قفاه، وقال يا أبا يوسف، لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا بالسيوف أيام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش. فقال أبو يوسف طلب القوم الراحة والنعيم فأخطأوا الطريق المستقيم. فتبسم إبراهيم وقال: من أين لك هذا الكلام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/151)
وبينما هو يوما بالمصيصة في جماعة من أصحابه إذا جاءه راكب فقال: أيكم إبراهيم بن أدهم؟ فأرشد إليه، فقال: يا سيدي، أنا غلامك، وإن أباك قد مات وترك مالا هو عند القاضي، وقد جئتك بعشرة آلاف درهم لتنفقها عليك إلى بلخ وفرس وبغلة. فسكت إبراهيم طويلا، ثم رفع رأسه فقال: إن كنت صادقا فالدراهم والفرس والبغلة لك، ولا تخبر به أحدا. ويقال إنه ذهب بعد ذلك إلى بلخ وأخذ المال من الحاكم، وجعله كله في سبيل الله.
وكان معه بعض أصحابه، فمكثوا شهرين لم يحصل لهم شيء يأكلونه، فقال له إبراهيم: أدخل إلى هذه الغيضة. وكان ذلك في يوم شات. قال: فدخلت فوجدت شجرة عليها خوخ كثير، فملأت منه جرابي، ثم خرجت، فقال: ما معك؟ فقلت: خوخ. فقال: يا ضعيف اليقين، لو صبرت لوجدت رطبا جنيا، كما رزقت مريم بنت عمران.
وشكا إليه بعض أصحابه الجوع، فصلى ركعتين، فإذا حوله دنانير كثيرة، فقال لصاحبه: خذ منها دينارا. فأخذه واشترى لهم به طعاما.
وذكروا أنه كان يعمل بالفاعل، ثم يذهب فيشتري الخبز الأبيض والزبد، وتارة الشواء والجوذابات، والخبيص فيطعمه أصحابه وهو صائم، فإذا أفطر يأكل من رديء الطعام، ويحرم نفسه المطعم الطيب ليؤثر به الناس؛ تأليفا لهم وتحببا وتوددا إليهم.
وأضاف الأوزاعي إبراهيم بن أدهم، فقصر إبراهيم في الأكل، فقال: ما لك قصرت؟ فقال لأنك قصرت في الطعام. ثم عمل إبراهيم طعاما كثيرا، ودعا الأوزاعي، فقال الأوزاعي: أما تخاف أن يكون سرفا؟ فقال: لا، إنما السرف ما كان في معصية الله، فأما ما أنفقه الرجل على إخوانه، فهو من الدين.
وذكر أنه حصد مرة بعشرين دينارا، فجلس مرة عند حجام هو وصاحب له ليحلق رءوسهم ويحجمهم، فكأنه تبرم بهم، واشتغل عنهم بغيرهم، فتأذى صاحبه من ذلك، ثم أقبل عليهم الحجام فقال: ماذا تريدون؟ قال إبراهيم: أريد أن تحلق رأسي وتحجمني. ففعل ذلك، فأعطاه إبراهيم تلك العشرين دينارا، وقال: أردت أن لا تحقر بعدها فقيرا أبدا.
وقال مضاء بن عيسى: ما فاق إبراهيم أصحابه بصوم ولا صلاة، ولكن بالصدقة والسخاء.
وكان إبراهيم بن أدهم يقول: فروا من الناس كفراركم من الأسد الضاري، ولا تخلفوا عن الجمعة والجماعة.
وكان إذا سافر مع أحد من أصحابه يخدمه إبراهيم، وكان إذا حضر في مجلس فكأنما على رءوسهم الطير؛ هيبة له وإجلالا.
وربما تسامر هو وسفيان الثوري في الليلة التامة إلى الصباح، وكان الثوري يتحرز معه في الكلام.
ورأى رجلا، فقيل له: هذا قاتل خالك. فذهب إليه وسلم عليه وأهدى له، وقال: بلغني أن الرجل لا يبلغ درجة اليقين حتى يأمنه عدوه.
وقال له رجل: طوبى لك؛ أفنيت عمرك في العبادة، وتركت الدنيا والزوجات. فقال: ألك عيال؟ قال: نعم. فقال لروعة الرجل بعياله - يعني في بعض الأحيان من الفاقة - أفضل من عبادة كذا وكذا سنة.
ورآه الأوزاعي ببيروت وعلى عنقه حزمة حطب فقال: يا أبا إسحاق، إن إخوانك يكفونك هذا. فقال له: اسكت يا أبا عمرو، فقد بلغني أنه إذا وقف الرجل موقف مذلة في طلب الحلال وجبت له الجنة.
وخرج إبراهيم بن أدهم من بيت المقدس فمر بطبرية، فأخذته المسلحة في الطريق فقالوا: أنت عبد؟ قال: نعم. قالوا: آبق؟ قال: نعم. فسجنوه. فبلغ أهل بيت المقدس خبره، فجاءوا برمتهم إلى نائب طبرية فقالوا: علام سجنت إبراهيم بن أدهم؟ قال: ما سجنته. قالوا: بلى، هو في سجنك. فاستحضره، فقال: علام حبست؟ فقال: سل المسلحة، قالوا: أنت عبد؟ قلت: نعم، وأنا عبدالله. قالوا: وأنت آبق؟ قلت: نعم، وأنا عبد آبق من ذنوبي. فخلى سبيله.
وذكروا أنه مر مع رفقة، فإذا الأسد على الطريق، فتقدم إليه إبراهيم بن أدهم فقال له: يا قسورة، إن كنت أمرت فينا بشيء فامض لما أمرت به، وإلا فعودك على بدئك. قالوا: فولى السبع ذاهبا يضرب بذنبه، ثم أقبل علينا إبراهيم فقال: قولوا: اللهم راعنا بعينك التي لا تنام، واكنفنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت رجاؤنا، ياالله ياالله يا الله. قال خلف بن تميم: فما زلت أقولها منذ سمعتها فما عرض لي لص ولاغيره.
وقد روى لهذا شواهد من وجوه أخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/152)
وروي أنه كان يصلي ذات ليلة، فجاءه أسد ثلاثة، فتقدم إليه أحدهم، فشم ثيابه، ثم ذهب، فربض قريبا منه، وجاء الثاني ففعل مثل كذلك، وجاء الثالث ففعل كذلك، واستمر إبراهيم في صلاته، فلما كان وقت السحر قال لهم: إن كنتم أمرتم بشيء فهلم، وإلا فانصرفوا. فانصرفوا.
وصعد مرة جبلا بمكة ومعه جماعة، فقال لهم: لوأن وليا من أولياء الله قال لجبل: زل. لزال. فتحرك الجبل تحته، فركله برجله وقال: اسكن، فإنما ضربتك مثلا لأصحابي. وفي رواية: وكان الجبل أبا قبيس.
وركب مرة سفينة، فأخذهم الموج ذات يوم من كل مكان، فلف إبراهيم رأسه بكسائه، واضطجع، وعج أصحاب السفينة بالضجيج، وأيقظوه، وقالوا: ألا ترى ما نحن فيه من الشدة؟ فقال: ليس هذه شدة، إنما الشدة الحاجة إلى الناس. ثم قال: اللهم أريتنا قدرتك فأرنا عفوك. فصار البحر كأنه قدح زيت.
وكان قد طالبه صاحب السفينة بأجرة حمله دينارين، وألح عليه، فخرج معه مرة إلى جزيرة في البحر، فقال: أين الديناران. فتوضأ إبراهيم، وصلى ركعتين ودعا، فإذا ما حوله قد مليء دنانير، فقال له خذ حقك، ولا تزد، ولا تذكر هذا لأحد.
وعن حذيفة المرعشي قال: أويت أنا وإبراهيم بن أدهم إلى مسجد خراب بالكوفة، وكان قد مضى علينا أياما لم نأكل فيها شيئا، فقال لي: كأنك جائع. قلت: نعم. فأخذ رقعة فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، أنت المقصود إليه بكل حال، المشارإليه بكل معنى:
أنا حامد أنا شاكر أنا ذاكر
أنا جائع أنا نائع أنا عاري
هي ستة وأنا الضمين لنصفها
فكن الضمين لنصفها يا باري
مدحي لغيرك وهج نار خضتها
فأجر عبيدك من دخول النار
ثم قال لي: اخرج ولا تعلق قلبك بغير الله، وادفع هذه الرقعة لأول رجل تلقاه. فخرجت فإذا رجل على بغلة، فدفعتها إليه، فلما قرأها بكى، ودفع إلي ستمائة دينار وانصرفت فسألت رجلا: من هذا الذي على البغلة؟ فقال: هو رجل نصراني. فجئت إبراهيم، فأخبرته فقال: الآن يجيء فيسلم. فما كان غير قريب حتى جاء، فأكب على رأس إبرهيم، وأسلم.
وكان إبراهيم يقول: دارنا أمامنا، وحياتنا بعد وفاتنا، فأما إلى الجنة، وإما إلى النار.
وكان إبراهيم يقول: مثل لبصر قلبك حضور ملك الموت وأعوانه لقبض روحك، وانظر كيف تكون، ومثل له هول المطلع ومساءلة منكر ونكير، وانظر كيف تكون، ومثل له القيامة وأهوالها وأفزاعها والعرض والحساب، وانظر كيف تكون. ثم صرخ صرخة خر مغشيا عليه.
ونظر إلى رجل من أصحابه يضحك فقال له: لا تطمع فيما لا يكون، ولا تيأس مما يكون. فقيل له: كيف هذا يا أبا إسحاق؟ فقال: لا تطمع في البقاء والموت يطلبك، فكيف يضحك من يموت ولا يدري أين يذهب؛ إلى جنة أم إلى نار؟! ولا تيأس مما يكون، الموت يأتيك صباحا أو مساء. ثم قال: أوه أوه. ثم خر مغشيا عليه.
وكان يقول: ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا، ولا نسأل كشفه من ربنا. ثم يقول: ثكلت عبدا أمه أحب الدنيا، ونسي ما في خزائن مولاه.
وقال: إذا كنت بالليل نائما، وبالنهار هائما، وبالمعاصي دائما، فكيف ترضى من هو بأمرك قائما.
ورآه بعض أصحابه بمسجد بيروت وهو يبكي، ويضرب بيديه على رأسه، فقال: ما يبكيك؟ فقال ذكرت يوما تنقلب فيه القلوب والأبصار.
وقال: إنك كلما أمعنت النظر في مرآة التوبة بان لك قبح شين المعصية.
وكتب إلى الثوري: من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، ومن أطلق بصره طال أسفه، ومن أطلق أمله ساء عمله، ومن أطلق لسانه قتل نفسه
وسأله بعض الولاة: من أين معيشتك؟ فأنشأ يقول:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا
فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
وكان كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:
لما توعد الدنيا به من شرورها
يكون بكاء الطفل ساعة يوضع
وإلا فما يبكيه منها وإنها
لأروح مما كان فيه وأوسع
إذا أبصر الدنيا استهل كأنما
يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع
وكان يتمثل أيضا بهذه الأبيات:
رأيت الذنوب تميت القلوب
ويتبعها الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب
والخيرللنفس عصيانها
وما أهلك الدين إلا الملوك
وأخبار سوء ورهبانها
وباعوا النفوس فلم يربحوا
ولم يغل بالبيع أثمانها
لقد وقع القوم في جيفة
تبين لذي اللب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/153)
وقال إبراهيم بن أدهم إنما يتم الورع بتسوية كل الخلق في قلبك، والاشتغال عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل، فكر في ذنبك، وتب إلى ربك يثبت الورع في قلبك، واقطع الطمع إلا من ربك.
وقال أيضا: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغضه حبيبك، ذم مولانا الدنيا فمدحناها، وأبغضها فأحببناها، وزهدنا فيها فآثرناها، ورغبنا في طلبها، ووعدكم خراب الدنيا فحصنتموها، ونهاكم عن طلبها فطلبتموها، وأنذركم الكنوز فكنزتموها، دعتكم إلى هذه الغرارة دواعيها، فأجبتم مسرعين مناديها، خدعتكم بغرورها، ومنتكم فأقررتم خاضعين لأمانيها، تتمرغون في زهراتها، وتتنعمون في لذاتها، وتتقلبون في شهواتها، وتتلوثون بتبعاتها، تنبشون بمخالب الحرص عن خزائنها، وتحفرون بمعاول الطمع في معادنها.
وشكى رجل إلى إبراهيم بن أدهم كثرة العيال فقال: ابعث إلي منهم من لا رزقه على الله. فسكت الرجل.
وقال إبراهيم بن أدهم مررت في بعض جبال الشام فإذا بحجر مكتوب عليه بالعربية:
كل حي وإن بقي
فمن العمر يستقي
فاعمل اليوم واجتهد
واحذر الموت يا شقي
فبينما أنا واقف أقرأ وأبكي، إذا برجل أشعث أغبر عليه مدرعة من شعر، فسلم وقال: مم تبكي؟ فقلت: من هذا. فأخذ بيدي ومضى غير بعيد، فإذا صخرة عظيمة مثل المحراب فقال: إقرأ وابك، ولا تقصر. وقام هو يصلي فإذا في أعلاه نقش بين عربي:
لا تبتغي جاها وجاهك ساقط
عند المليك وكن لجاهك مصلحا
وفي الجانب الآخر نقش بين عربي:
لا من لم يثق بالقضاء والقدر
لاقى هموما كثيرة الضرر
وفي الجانب الأيسر منه نقش بين عربي:
ما أزين التقى وما أقبح الخنا
وكل مأخوذ بما جنى وعند الله الجزا
وفي أسفل المحراب فوق الأرض بذراع أو أكثر:
إنما الفوز والغنى
في تقى الله والعمل
قال: فلما فرغت من القراءة التفت فإذا ليس الرجل هناك، فما أدري انصرف أو حجب عني؟
وقال إبراهيم بن أدهم أثقل الأعمال في الميزان أثقلها على الأبدان، ومن وفى العمل وفي الأجر، ومن لم يعمل رحل من الدنيا إلى الآخرة بلا قليل ولا كثير.
وقال أيضا: كل سلطان لا يكون عادلا فهو واللص بمنزلة واحدة، وكل عالم لا يكون ورعا فهو والذئب بمنزلة واحدة، وكل من خدم سوى الله فهو والكلب بمنزلة واحدة.
وقال أيضا: أعربنا في المقال حتى لم نلحن، ولحنا في الفعال حتى لم نعرب.
وقال: كنا إذا رأينا الشاب يتكلم في المجلس أيسنا من خيره.
وقال إبراهيم لأصحابه: جانبوا الناس، ولا تنقطعوا عن جمعة ولا جماعة.
وقال الحافظ أبو بكر الخطيب: أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي، أنبأنا عبد الله بن محمد الحميدي الشيرازي، أنبأنا القاضي أحمد بن محمد بن خرزاد الأهوازي، حدثني علي بن محمد القصري، حدثني أحمد بن محمد الحلبي، سمعت سريا السقطي يقول: سمعت بشر بن الحارث الحافي يقول: قال إبراهيم بن أدهم وقفت على راهب ف جبل لبنان، فأشرف علي فقلت له: عظني. فأنشأ يقول:
خذ عن الناس جانبا
كن بعدوك راهبا
إن دهرا أظلني
قد أراني العجائبا
قلب الناس كيف شئت
ت تجدهم عقاربا
قال بشر: فقلت لإبراهيم: هذه موعظة الراهب لك، فعظني أنت. فأنشأ يقول:
توحش من الإخوان لا تبغ مؤنسا
ولا تتخذ خلا ولا تبغ صاحبا
وكن سامري الفعل من نسل آدم
وكن أوحديا ما قدرت مجانبا
فقد فسد الإخوان والحب والإخا
فلست ترى إلا مذوقا وكاذبا
فقلت ولولا أن يقال مدهدة
وتنكر حالاتي لقد صرت راهبا
قال سري: فقلت لبشر: هذه موعظة إبراهيم لك، فعظني أنت. فقال: عليك بلزوم بيتك. فقلت: بلغني عن الحسن أنه قال: لولا الليل وملاقاة الإخوان ما كنت أبالي متى مت. فأنشأ يقول:
يا من يسر برؤية الإخوان
مهلا أمنت مكائد الشيطان
خلت القلوب من المعاد وذكره
وتشاغلوا بالحرص والخسران
صارت مجالس من ترى وحديثهم
في هتك مستور وخلق قران
قال الحلبي: فقلت لسري: هذه موعظة بشر لك، فعطني أنت. فقال: ما عليك بالإخمال. فقلت: إني أحب ذاك فأنشأ يقول:
يا من يريد بزعمه إخمالا
إن كان حقا فاستعد خصالا
ترك المجالس والتذاكر يا أخي
واجعل خروجك للصلاة خيالا
بل كن بها حيا كأنك ميت
لا يرتجي منه القريب وصالا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/154)
قال علي بن محمد القصري: قلت للحلبي: هذه موعظة سري لك، فعظني أنت. فقال: يا أخي، أحب الأعمال إلى الله ما أصدر إليه من قلب زاهد في الدنيا، فازهد في الدنيا يحبك الله. ثم أنشأ يقول:
أنت في دار شتات
فتأهب لشتاتك
واجعل الدنيا كيوم
صمته عن شهواتك
واجعل الفطر إذا ما
صمته يوم وفاتك
قال ابن خرزاد: فقلت لعلي: هذه موعظة الحلبي لك، فعظني أنت. فقال لي: احفظ وقتك واسخ بنفسك لله عز وجل، وانزع قيمة الأشياء عن قلبك يصف لك بذلك سرك، ويزك به ذكرك. ثم أنشدني:
حياتك أنفاس تعد فكلما
مضى نفس منها انتقضت به جزاء
فتصبح في نقص وتمسي بمثله
وما لك معقول تحس به زرءا
يميتك ما يحييك في كل ساعة
ويحدوك حاد ما يريد بك الهزءا
قال أبو محمد: قلت لأحمد: هذه موعظة علي لك، فعظني. فقال: يا أخي، عليك بلزوم الطاعة، وإياك أن تبرح باب القناعة، وأصلح مثواك، ولا تؤثر هواك، ولا تبع آخرتك بدنياك، واشتغل بما يعنيك بترك ما لا يعنيك. ثم أنشدني:
ندمت على ما كان مني ندامة
ومن يتبع ما تشتهي النفس يندم
فخافوا لكيما تأمنوا بعد موتكم
ستلقون ربا عادلا ليس يظلم
فليس لمغرور بدنياه زاجر
سيندم إن زلت به النعل فاعلم
قال القاضي أبو محمد بن رامين فقلت لأبي محمد: هذه موعظة أحمد لك، فعظني أنت. فقال: أعلم، رحمك الله أن الله عز وجل ينزل العبيد حيث نزلت قلوبهم بهمومها، فانظر أين أنزلت قلبك، واعلم أنه تقرب القلوب على حسب ما قرب إليها، فانظر من القريب قلبك. وأنشدني:
قلوب رجال في الحجاب نزول
وأرواحهم فيما هناك حلول
بروح نعيم الأنس في عز قربه
بإفراد توحيد المليك تحول
لهم بفناء القرب من محض بره
عوائد بذل خطبهن جليل
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: فقلت للقاض أبي محمد بن رامين هذه موعظة الحميدي لك، فعظني. فقال: اتق الله، وثق به ولا تتهمه؛ فإن اختياره لك خير من اختيارك لنفسك. وأنشدني:
اتخذ الله صاحبا
وذر الناس جانبا
جرب الناس كيف شئت
تجدهم عقاربا
قال أبو الفرج غيث الصوري: فقلت للخطيب البغدادي: هذه موعظة ابن رامين لك، فعظني أنت. فقال احذر نفسك التي هي أعدى أعدائك أن تتابعها على هواها، فذاك أعضل دائك، واستشعر الخوف من الله بخلافها، وكرر على قلبك ذكر نعوتها وأوصافها، فإنها الأمارة بالسوء والفحشاء، والموردة من أطاعها موارد العطب والبلاء، واعمد في جميع أمورك إلى تحري الصدق، ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله، وقد ضمن الله لمن خالف هواه أن يجعل دار الخلد قراره ومأواه. ثم أنشد لنفسه:
إن كنت تبغي الرشاد محضا
في أمر دنياك والمعاد
فخالف النفس في هواها
إن الهوى جامع
قال الحافظ بن عساكر: المحفوظ أن إبراهيم بن أدهم توفي سنة ثنتين وستين ومائة. وقال غيره: سنة إحدى. وقيل: سنة ثلاث. والصحيح ما قاله ابن عساكر، كما ذكرنا. لله الحمد.
وذكروا أنه توفي بجزيرة من جزائر بحر الروم وهو مرابط، وأنه ذهب إلى الخلاء ليلة وفاته نحوا من عشرين مرة، وكل مرة يجدد الوضوء بعدها، فلما غشيه الموت قال: أوتروا لي قوسي. وقبض على القوس، ومات وهو كذلك، رحمه الله، وأكرم مثواه.
وقد قال أبو سعيد بن الأعرابي: حدثنا محمد بن علي بن زيد الصائغ قال: سمعت الشافعي يقول: سمعت السري بن حيان يقول - وكان سفيان معجبا به -:
أجاعتهم الدنيا فجاعوا ولم يزل
كذلك ذو التقوى عن العيش ملجما
أخو طيء داود منهم ومسعر
ومنهم وهيب والغريب ابن أدهما
وفي ابن سعيد قدوة البر والنهي
وفي الوارث الفاروق صدقا مقدما
وحسبك منهم بالفضيل مع ابنه
ويوسف إن لم يأل أن يتسلما
أولئك أصحابي, وأهل مودتي
فصلي عليهم ذو الجلال وسلما
فما ضر ذا التقوى نصال أسنة
وما زال ذو التقوى أعز وأكرما
وما زالت التقوى تريك على الفتى
إذا محض التقوى من العز ميسما
وروى البخاري في كتاب "الأدب" عن إبراهيم بن أدهم، وأخرج له الترمذي في "جامعه" حديثا معلقا في المسح على الخفين.
(البداية والنهاية > لابن كثير الجزء العاشر)
(29/155)
طريقة التخريج من " تحفة الأشراف".
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[16 - 03 - 04, 07:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب: " تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف".
المصنف: الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي. 742 هـ
هدفه: جمع أحاديث الكتب الستة وبعض ملحقاتها بطريق يسهل على القارئ معرفة أسانيدها مجتمعة في موضع واحد.
رموزه:
خ: البخاري
خت: البخاري تعليقا
م: مسلم
د: أبو داود
مد: أبو داود في مراسيله
ت: الترمذي
تم: الترمذي في الشمائل
س: النسائي
سي: النسائي في عمل اليوم والليلة.
ق: ابن ماجه
ز: ما زاده المصنف من الكلام على الحديث
ك: ما استدركه المصنف على ابن عساكر.
ع: ما رواه الستة.
طريقة إيراد الحديث:
1 - يبدأ المصنف بذكر لفظ:"حديث" عند أول كل حديث يريد إيراده، ويذكر فوقه الرموز التي تشير إلى من أخرج هذا الحديث.
2 - يذكر طرفا من أول الحديث الذي يدل على بقيته.
وطرف الحديث إما من قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن كان قوليا، أو من كلام الصحابي إن كان فعليا،أو يذكر جملة أشبه ما تكون بموضوع الحديث.فيقول مثلا:" حديث العرنيين ".
3 - بعد ذلك يشرع في بيان الأسانيد التي روي الحديث بها حسب ترتيب الرموز، فيبدأ بكتابة أول تلك الرموز، ويتبعه باسم الكتاب الذي ورد فيه.
ثم يذكر الأسانيد بتمامها منتهيا إلى اسم المترجم بقوله:" عنه به " أي بهذا الإسناد.
ثم يذكر بقية الرموز على نفس الطريقة.
مثال توضيحي:
حرف الألف:
من مسند أبيض بن حمّال الحميري المأربي عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم.
د ت س ق حديث: أنه وفد إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاستقطعه الملح الذي بمأرب .. الحديث.
د: في الخراج عن قتيبة بن سعيد، ومحمد بن المتوكل العسقلاني، كلاهما عن محمد بن يحيى بن قيس المأربي عن أبيه عن ثمامة بن شراحيل عن سمي بن قيس عن شمير بن عبد المدان عن أبيض بن حمّال به.
ت: في الأحكام عن قتيبة ومحمد بن يحيى عن أبي عمر، كلاهما عن محمد بن يحيى بن قيس بإسناده، وقال: غريب.
وهكذا يفعل بباقي الاسانيد.
اتمنى أن أكون قد وفقت
ـ[الذهبي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:27 ص]ـ
أحسنت أخي فيض الخاطر وبارك الله فيك ...
ولكن فاتك ذكر أهم شيئ، ألا وهو: طريقة ترتيب كتاب تحفة الأشراف، فهو مرتب على مسانيد الصحابة، مع إيرادهم على حروف الهجاء.
ثم يرتب مرويات كل صحابي على حسب الرواة عنه وهم التابعون، ويرتب التابعين أيضًا على حروف الهجاء.
ثم إذا كان هذا التابعي مكثر جدًا عن الصحابي فإنه يرتب أيصًا مروياته ي على حسب الرواة عنه وهم أتباع التابعين، مع ذكرهم أيضًا على ترتيب حروف الهجاء.
وفقك الله وسدد خطاك.
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:43 ص]ـ
أحسنت أخي الغالي الذهبي على هذا التعقيب الطيب.
بصراحة لم يفتني ذلك، ولكن حرصت على الايجاز قدر المستطاع، وحاولت أن أركز على الناحية العملية أكثر من الناحية النظرية، وتركت ذلك لمن يعقب على الموضوع من أمثالكم بارك الله فيكم.
وسنذكر بإذن الله: تكرار الحديث وسببه، وترتيب سياق الاحاديث فيه، والغاية من المطالعة فيه .. وهكذا.
شاكر لك مروركم الكريم.
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[17 - 03 - 04, 08:41 ص]ـ
للرفع
(29/156)
ايش الفرق بين الدوافع والاسباب؟
ـ[البباحث]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:32 ص]ـ
هو نفس العنوان
ماالفرف بين الدوافع والاسباب.
اريد جواب علمي من حملة العلم وجزاكم الله خيرا.
البباحث الصغير.
(29/157)
هل من تأصيل لواقعة مبيت علي مكان النبي صلى الله عليه وأزواجه و سلم؟
ـ[الشاذلي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يقول تعالى: "و جعلنا من بين أيديهم سداً و من خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون"
و قد بحثت في التفاسير فوجدت أن الآية نزلت في خروج النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة؛
ثم بحثت في واقعة مبيت علي مكان النبي في تلك الليلة فلم أجد شيئاً مسندً
فهل من إسناد لهذه الواقعة؟
و شكراً مقدماً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 04, 01:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للبحث ينظر
ينظر مسند أحمد (1\ 331) وفضائل الصحابة له (2\ 642)
ومجمع الزوائد (9\ 120)
والمعجم الأوسط (3\ 166)
والمستدرك (3\ 5) و (3\ 143) دار الكتب العلمية
وابن إسحاق رواه بسند منقطع (السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ص 286)
منهاج السنة وغيرها
وأحاديث الهجرة للسعودي.
(29/158)
منهج الاستدلال بالسنة عند ابن تيمية
ـ[ MagedOnLine] ــــــــ[16 - 03 - 04, 09:46 ص]ـ
الأخوة الأفاضل
برجاء التكرم لو كان هناك من يعلم بوجود بحث عن الاستدلال بالسنة عند ابن تيمية ومنهجه في ذلك أن يخبرني به وبمكانه أو بفحوى البحث
وجزاكم الله خيرا
(29/159)
الأوهام الواقعة في " صحيح أبي داود " للألباني
ـ[يحي بن سعيد القطان]ــــــــ[16 - 03 - 04, 09:52 ص]ـ
سأذكر هنا بإذن الله تعالى، ما وقع لي من النظر في " صحيح أبي داود " للعلامة الألباني رحمه الله، وقد كنت قرأته قديماً وقيدت على طرته ما لحظته، من أوهام وسبق قلم وغيرها ..
وأقصد بـ "صحيح أبي داود " المطبوع بإشراف، مركز التربية الخليجي، ومن الله أستمد العون والتوفيق:
(29/160)
قبض البطاقة الجمركية للسلعة ... للشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 12:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ/ السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته وبعد:
السؤال:هل قبض المشتري البطاقات الجمركية للسيارات المشتراة قبض الشرعي؟
مع بقاء السيارات عند البائع الأصلي في مخزنه
وهل يجوز الشرط عند الشراء بأن يقول المشتري اشتريت بشرط الإرجاع خلال أسبوع أو أكثر؟
أفتونا مأجورين.
الاجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أمابعد:
فقبض البطاقة الجمركية مع تمييز السيارة عن غيرها، والتأكد من سلامتها ومطابقتها للوصف قبض معتبر، ولو بقيت عند البائع الأول فقبضها يحصل بالتخلية، وإن حركها بأن قدَّمهاأوأخَّرَها فهو أفضل وأحوط.
واشتراط الخيار مدة أسبوع أو أكثر أو أقل لا بأس به، والله أعلم.
(29/161)
ما أفضل طبعة للقاموس المحيط ولسان العرب؟ وسؤال عن منظومات الزاد وفهارس جامع الأصول؟
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[16 - 03 - 04, 01:34 م]ـ
إخواني الفصلاء -أثابهم الله-
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته.
(1) ما هي أفضل طبعة للكتب التالية؟
1 - القاموس المحيط/ للفيروزآبادي. وماذا عن الطبعة التي صححها: نصر الهوريني، ومحمط قطة العدوي (طـ بولاق)؟ وهل صورها أحد الناشرين عن طبعة بولاق؟ وكم عدد مجلداتها؟ وماذا عن طبعة مؤسسة الرسالة؟
2 - لسان العرب/ لابن منظور.
(2) ما هي أحسن منظومات كتاب «زاد المستقنع» / للحجاوي؟ وماذا عن نظم الشيخ (محمد بن قاسم بن غنيم الخالدي الزبيري) -أثابه الله-؟ وما اسم ناشر كتابه؟
(3) ما رأيكم في فهارس «جامع الأصول» التي صنعها الشيخ (عبد القادر الأرناؤوط) -حفظه الله-؟ وماذا عن فهارس (يوسف الزبيني) -أثابه الله-؟
وجزاكم الله خيرًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[17 - 03 - 04, 09:35 م]ـ
للإجابة
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:52 ص]ـ
النسخة التي عندي طبعت في دار صادر - بيروت هكذا كتب عليها في الداخل.
وكتب عليها في الخارج على الغلاف دار الفكر.
مؤلفة من خمسة عشر مجلدا
أستعين بها دائما منذ أحد عشر عاما، ولم أجد فيها إشكالات تذكر.
وأنا أنصح الإخوة بالاستعانة بهذا الكتاب، وقد وجدت الزاهدين فيه كثير.
كنت كلما أردت البحث عن غريب الحديث أستعين فيه فأجد ضالتي وأجد الحديث الذي فيه الغريب، وهذا في هذا الكتاب كثير.
أخوكم أبو بكر
ـ[المُصنف]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:20 ص]ـ
ـ[المُصنف]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:22 ص]ـ
أرجو مراجعة قسم المكتبات/ دار الكتب العلمية
كتاب الموسم
لسان العرب 1/ 15 - ورق شموا - لونان
معجم من أهم المعاجم التي عرفتها اللغة العربية على الإطلاق يقدم للقارىء بحلّة جديدة مما يسهل تناوله وتكمن أهمية هذه الطبعة الجديدة في أنها مقابلة على نسخة مخطوطة تعود إلى عصر ابن منظور، وعليها قراءات جماعة من العلماء أبرزهم السيد مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس الذي أغنى هذه المخطوطة بتقييدات وتعليقات وتصويبات أدرجت في حواشي هذه الطبعة مضافاً إليها ملاحظات أحمد تيمور باشا في كتابه (أخطاء لسان العرب) وعبد السلام هارون في كتابه (تصويبات لسان العرب) فضلاً عن ملاحظات أخرى يجدها القارىء في ثنايا هذه الطبعة الجديدة التي تم تخريج جميع شواهدها الشعرية وعزوها إلى مصادرها المختلفة
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:31 م]ـ
قال ابن عبدالوهاب: (كنت كلما أردت البحث عن غريب الحديث أستعين فيه فأجد ضالتي وأجد الحديث الذي فيه الغريب، وهذا في هذا الكتاب كثير)
وذلك لأجل أن ابن منظور وضع كتاب (النهاية في غريب الحديث) لابن الأ
ثير كاملا في كتابه فمن يملك لسان العرب لا يشتري النهاية!!
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[29 - 06 - 04, 01:15 ص]ـ
جزى الله إخواني الفضلاء خيرًا.
وقد رأيت نسخة مصورة عن طبعة بولاق لـ «القاموس المحيط»، صورتها دار الجيل ببيروت، ومطبوعة في 4 مجلدات، حجم متوسط.
وبخصوص طبعة الرسالة لـ «القاموس المحيط»: فأخبرني مَن أثق به أن (د. محمود الطناحي) -رحمه الله تعالى- قال أنها أحسن طبعة للكتاب.
والآن:
هل يعلم أحد الفضلاء أحدًا من الناشرين صور طبعة بولاق لـ «لسان العرب»؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[07 - 08 - 04, 04:37 م]ـ
هل يعلم أحد الفضلاء أحدًا من الناشرين صور طبعة بولاق لـ «لسان العرب»؟
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[19 - 08 - 04, 06:22 م]ـ
أما كتاب القاموس ... فستخرج طبعة رائعة جداً بتحقيق لجنة مكلفة من وزارة الشئون الإسلامية الكويتية لكتاب (تحفة العروس في شرح القاموس) للزبيدي , وهذا التحقيق هو الثاني , وهو أفضل من التحقيق الأول.
ـ[أبوأسامة القحطاني]ــــــــ[19 - 08 - 04, 11:32 م]ـ
أما قولك: (ما هي أحسن منظومات كتاب «زاد المستقنع» للحجاوي؟ وماذا عن نظم الشيخ (محمد بن قاسم بن غنيم الخالدي الزبيري) -أثابه الله-؟ وما اسم ناشر كتابه؟
فمن رأيي ـ القاصر ـ أن أفضل الموجود هو نظم الشيخ / سليمان بن عطية المزيني رحمه الله المسمى روضة المرتاد يقع في 1900 بيت طبع قديماً ونفدت طبعاته واقتصر فيه على المهمات وزاد عليه بضع المسائل كما نص عليه في مقدمته وهو سلس وعذب وقد مدحه الشيخ / محمد آل إسماعيل في كتابه اللآلىء البهية وقال (يظهر عليه أنه متمكن من النظم حيث خلا نظمه من التعقيد والتداخل أو التقديم والتأخير للجمل وعبارته سلسة) ا. هـ
قلت: ولكنه يكثر من الحشو في أواخر الأبيات. وقد قدم له الشيخ /عبد الله الخليفي رحمه الله
والشيخ / عبد الله آل بليهدرحمه الله.
تنبيه: قال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله عن هذا الكتاب (في ثلاثة آلاف بيت) في كتابه المدخل المفصل وكذلك قال الشيخ عبد الله البسام في كتابه علماء نجد.
ولكن الواقع أنه في 1900 بيت كما نص عليه الناظم في مقدمته.
أما عن نظم الشيخ محمد بن قاسم الزبيري الخالدي فإنه لم يطبع إلى الآن وقد اطلع على مخطوطته الشيخ عبد الله البسام وقال: (عدد أبياته 4892 بيتاُ كما قال في آخره:
وقد تناهى بالغاً في العدد
أربعة آلاف بيت فاعدد
من فوقها ثمانياً مئينا
واثنين بالضم إلى تسعينا
....
وقد تصرف في متن الزاد تصرفاً حسنا ً بالزيادة والحذف .... وهو رجز عذب سهل)
(29/162)
تحقيق وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أو وسط السوق
ـ[محمد الإسكندراني]ــــــــ[16 - 03 - 04, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ما صحة حديث:
((وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أو وسط السوق)).
أخوكم
محمد الحنبلي السلفي المصري الإسكندراني
ـ[محمد الإسكندراني]ــــــــ[16 - 03 - 04, 02:10 م]ـ
وحديث: ((أفضل الأعمال أحمزها)).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:30 م]ـ
الحديث الأول: سبق لي تحقيقه في الملتقى.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:31 م]ـ
الحديث الثاني:
قال الزركشي في ((الأحاديث المشتهرة)): " لا يُعرف له أصل ".
وقال المزي: " هو من غرائب الأحاديث، ولم يرو في شيء من الكتب الستة ".
وقال ابن القيم في ((مدارج السالكين)): " لا أصل له ".
وراجع:
" المصنوع في معرفة الحديث الموضوع " (ص 70)،
" المقاصد الحسنة " (ص 130)،
" تخريج أحاديث شرح المواقف " (ص 131)،
" كشف الخفاء " (1/ 175).
(29/163)
ما صحة هذا الحديث (لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان"
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 04, 05:03 م]ـ
حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد قال:
حدثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة قال:
بينا نحن مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة فقال:
بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشعب .. إذ قال:
" انظروا هل ترون شيئا .. ؟ "
فقلنا: نرى غربانا فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين ..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان"
مسند الإمام أحمد رحمه الله
ـ[أبو نايف]ــــــــ[17 - 03 - 04, 04:22 ص]ـ
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالي (4/ 197): ثنا عبد الصمد ثنا حماد ثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة قال بينا نحن مع عمرو بن العاص في حج أو عمرة فقال: بينما نحن مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا الشعب إذ قال: (انظروا هل ترون شيئاً؟ فقلنا: نري غرباناً فيها غراب أعصم أحمر المنقار والرجلين. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان)
قال العلامة السلفي الأثري مقبل الوادعي رحمه الله تعالي في (الصحيح المسند 2: 126): هذا حديث صحيح
الحديث أخرجه أحمد أيضاً (4/ 205) فقال رحمه الله ثنا سليمان بن حرب وحسن بن موسي قالا ثنا حماد ابن سلمة به.
وأخرجه أبو يعلي (6/ 426) بتحقيق: إرشاد الحق الأثري فقال رحمه الله: حدثنا أبو بكر حدثنا شاذان حدثنا حماد بن سلمة به.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 03 - 04, 12:26 م]ـ
حديث ضعيف
حماد لين عن غير ثابت كثير الخطأ
و عبد الله بن سويد الأنصاري هو غير الحارثي (الصحابي). وهذا الأنصاري ذكره البخاري (5\ 109) وابن أبي حاتم (5\ 66) بدون جرح أو تعديل، فهو مجهولٌ عندهما. وذكره ابن حبان في ثقات التابعين (5\ 59) على عادته في توثيق المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا واحد.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[17 - 03 - 04, 09:30 م]ـ
وحماد بن سلمة ثقة
وهو أثبت الناس في ثابت البناني
هذا ما قاله الأئمة رحمهم الله تعالي في حماد
قال الإمام يحيي بن معين رحمه الله تعالي: حماد بن سلمة ثقة
وقال عنه أيضاً: حديثه في أول أمره وآخره واحد.
وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالي: حماد بن سلمة صحيح السماع حسن اللقي أدرك الناس لم يتهم بلون من الألوان ولم يلتبس بشئ، أحسن ملكة نفسه ولسانه ولم يكلقه علي أحد فسلم حتي مات.
ولحديثه هذا شواهد
قال محقق المسند (29/ 305): له شاهد من حديث أبي أذينة الصدفي عند البيهقي 7/ 82، ولفظه بتمامه: (خير نسائكم الودود الولود، المواتية المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهم إلا مثل الغراب الأعصم). وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف. وأبو أذينة مختلف في صحبته.
وشاهد ثان من حديث أبي أمامة عند الطبراني (7817) بلفظ: (مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم) قيل: يا رسول الله وما الغراب الأعصم؟
قال: (الذي إحدي رجليه بيضاء). قال الهيثمي في المجمع 4: 273: وفيه مطرح بن يزيد وهو مجمع علي ضعفه.
وثالث من حديث عبادة بن الصامت وفيه: (مثل المرأة المؤمنة كمثل الغراب الأبلق في غربان سود لا ثانية لها ولا شبه لها). أورده الهيثمي 4: 274 وقال: رواه الطبراني وإسحاق بن يحيي لم يدرك عبادة، وبقية رجاله ثقات.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[17 - 03 - 04, 10:18 م]ـ
وأبو جعفر الخطمي هو عمير بن يزيد بن حبيب: ثقة
وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان أبو جعفر وأبوه وجده قوماً يتوارثون الصدق بعضهم عن بعض.
وعمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري: ثقة
وثقه النسائي وابن حبان والعجلي
وقال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[18 - 03 - 04, 02:59 ص]ـ
مرحبا احبتي في الله
اخي محمد الأمين هلا تمهلت قليل في الحكم على الحديث ولو أنك قلت سنده ضعيف لكان اجود بارك الله فيك خاصة وأن للحديث شواهد (ابتسامه)
ثم اخي هل من الممكن ان تذكر لنا أو لي ما علاقة عبد الله بن سويد في الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/164)
وأرجو ان تأخذني بحلمك فانا لازلت في بداية الطلب
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو نايف]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:18 م]ـ
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالي في (السلسلة الصحيحة 4: 464): (خير نسائكم الودود الولود، المواتية، المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم).
أخرجه البيهقي في (السنن 7: 82) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح: حدثني موسي بن علي بن رباح عن أبيه عن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: فذكره
قلت (الألباني): وهذا إسناد رجاله ثقات علي ضعف في عبد الله بن صالح
ولكنه قد توبع كما يأتي.
وأبو أذينة الصدفي مختلف في صحبته
فقال البغوي: (لا أدري له صحبة أم لا)
وقال ابن السكن: (له صحبة)
قلت (الألباني): والمثبت مقدم علي النافي، ومن علم حجة علي من لم يعلم.
وعلي بن رباح روي عن جمع من الصحابة وسمع منهم، مثل عمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان وفضالة بن عبيد وغيرهم.
ثم أخرج ابن السكن من طريق محمد بن بكار بن بلال عن موسي بن علي بن رباح به. كما في (الإصابة). {7/ 9}.
قلت (الألباني): وهذه متابعة قوية لعبد الله بن صالح من محمد بن بكار فإنه صدوق، فالحديث صحيح، لا سيما وقد قال البيهقي عقبه:
(روي بإسناد صحيح عن سليمان بن يسار عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلاً إلي قوله: إذا اتقين الله).
ولطرفه الأول شواهد من حديث أنس وغيره مخرجة في (آداب الزفاف 16، 19).
وقوله: (المتبرجات هن المنافقات). له شاهد مرسل قوي وهو مخرج فيما مضي تحت رقم (633)، وروي موصولاً عن ابن مسعود كما بينت هناك.
وطرفه الأخير له شاهد صحيح من حديث عمرو بن العاص مرفوعاً نحوه، وهو المخرج بعده.
الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين، كما في الحديث الآتي.
وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء، لأن هذا الوصف في الغربان قليل.
(29/165)
أريد ترجمة عبد الرحمن بن سعيد
ـ[ياسر30]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:34 م]ـ
أريد ترجمة عبد الرحمن بن سعيد حيث أنه قد حصل عندى لبس فى اسمه
سهيل بن أبى صالح عن عبد الرحمن بن سعيد عن أبى حميد الساعدى
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[17 - 03 - 04, 08:27 ص]ـ
هو: عبد الرحمن بن ((سعد)) بن مالك بن سنان الأنصاري الخزرجي.
وسعد بن مالك هو: أبو سعيد الخدري.
انظر ترجمته في: تهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب.
(فائدة): ذكر البيهقي اختلاف الرواة في اسم هذا الراوي:
1 - عبد الرحمن بن سعد، كما في رواية ابن وهب.
2 - عبد الرحمن بن سعيد، كما في رواية ابن أبي أويس.
وقال البيهقي: [وهو عبد الرحمن بن سعد بن مالك وهو بن أبي سعيد الخدري قاله البخاري].
قلت: ويبدو أن اللبس حصل نتيجة تفريق المزي بين (عبد الرحمن بن سعد) و (عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري)، وذلك في ترجمة سهيل بن أبي صالح.
والراجح أنهما شخص واحد، والله أعلم.
(29/166)
في أي برنامج نجد نص المصحف العثماني؟!
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا ترى ما هو السبيل للحصول على نص المصحف العثماني مكتوباً على برنامج أقراص أو برنامج حاسب آلي كما هو مكتوب بالضبط في نص المصحف الشريف
حيث إني احتاجه لكتابه مصطلحات ضبط المصحف
فهل له موقع على الشبكة أو غير ذلك؟
لدي مصحف النور الذي يعمل ببرنامج الوورد، ولكن للأسف فإنه لا يحوي على خط المصحف العثماني
فهل أجد ضالتي لديكم؟
وجزيتم خيراً
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[17 - 03 - 04, 03:15 ص]ـ
المصحف الذي تريده من إنتاج شركة العريس
ولكنه بـ 300 جنيه ومعمول للقرص حماية شديدة
وشكرا
ـ[المتوكل على الله]ــــــــ[17 - 03 - 04, 09:57 ص]ـ
أخي / أبو عمر الناصر
يوجد برنامج واسمه (قالون) وفيه بغيتك.
لكن هو ليس قريب مني الآن، لكن إن شاء الله تعالى أنزله لك بعد يومين.
ـ[المنصور]ــــــــ[18 - 03 - 04, 04:50 ص]ـ
هذا قالون، ولكنه ليس برسم المصحف
وأحسن برنامج يخدمك هو العريس فيما أعلم
ـ[مجرد إنسان]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:50 ص]ـ
أفضل برنامج المصحف للنشر المكتبي لشركة حرف على حد علمي
ـ[السني]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:03 م]ـ
الأخ الكريم:
لقد استخدمتُ عدة برامج لمصحف النشر المكتبي (العثماني)، ولم أرَ أسهل ولا أيسر من استخدام المصحف العثماني على هيئة ملف (وورد) لا سيَّما إذا كنت تعرف موضع الآية التي تريد.
وإليك الملف المصحف العثماني (وورد)
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:38 م]ـ
لعل هذا يفيدك ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17941
وفقك الله.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 08:34 ص]ـ
إلى جميع الإخوة المشاركين في الموضوع
أسأل الله تعالى لكم المثوبة والأجر فالدال على الخير كفاعله
(29/167)
ابن تيمية وابن حجر و (لايرقون)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[16 - 03 - 04, 11:03 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري معقبا على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعليله للفظة (لايرقون):
ووقع في رواية سعيد بن منصور عند مسلم: (ولايرقون) بدل (ولا يكتون) وقد أنكر الشيخ تقي الدين ابن تيمية هذه الرواية وزعم أنها غلط من راويها واعتل بأن الراقي يحسن إلى الذي يرقيه فكيف يكون ذلك مطلوب الترك؟ وأيضا فقد رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم ورقى النبي أصحابه وأذن لهم في الرقى وقال: من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل) والنفع مطلوب. قال: وأما المسترقي فإنه يسأل غيره ويرجو نفعه وتمام التوكل ينافي ذلك. قال: و إنما المراد وصف السبعين بتمام التوكل فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ولا يكويهم ولا يتطيرون من شيء.
وأجاب غيره بأن الزيادة من الثقة مقبولة وسعيد بن منصور حافظ وقد اعتمده البخاري و مسلم واعتمد مسلم على روايته هذه وبأن تغليط الراوي مع إمكان تصحيح الزيادة لا يصار إليه. والمعنى الذي حمله على التغليط موجود في المسترقيلأنه اعتل بأن الذي لايطلب من غيره أن يرقيه تلم التوكل فكذا يقال له: والذي يفعل غيره به ذلك ينبغي أن لايمكنه منه لأجل تمام التوكل وليس في وقوع ذلك من جبريل دلالة على المدعى ولا في فعل النبي صلى الله عليه وسلم له أيضا دلالة لأنه في مقام التشريع وتبيين الأحكام ويمكن أن يقال إنما ترك المذكورون الرقى والاسترقاء حسما للمادة لأن فاعل ذلك لا يأمن أن يكل نفسه إليه وإلا فالرقية في ذاتها ليست ممنوعة وإنما منع منها ما كان شركا أو احتمله ومن ثم قال صلى الله عليه وسلم (اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن شرك) ففيه إشارة إلى علة النهي كما تقدم تقرير ذلك واضحا في كتاب الطب) (6541)
وهنا أسئلة:
1 - هل هناك أحد من أهل العلم سبق شيخ الإسلام في تعليله لهذه اللفظة؟
2 - وإذا لم يسبق هل يؤثر ذلك في تعليله؟
3 - وإذا كان إعلال ابن تيمية سليما فما الجواب على إيراد الحافظ؟
(29/168)
حديث: (احفظ الله يحفظك) دراسة عقدية للشيخ د: محمد العلي ..
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[17 - 03 - 04, 12:40 ص]ـ
حديث: (احفظ الله يحفظك)
دراسة عقدية
د. محمد بن عبد العزيز بن أحمد العلي
أستاذ مساعد بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - بكلية أصول الدين-الرياض
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ملخص البحث
هذا البحث هو شرح لحديث رسول الله e في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما حينما قال له وهو رديفه: (يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)، وفي رواية: (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).
وهذا الحديث، وإن سبق شرحه قديماً وحديثاً، إلا أني لم أقف على من درسه دراسة عقدية تبرز ما فيه من مسائل كثيرة تتعلق بأساس الدين وأصله، إذ فيه من المسائل المتعلقة بألوهية الله وربوبيته وأسمائه وصفاته ونحو ذلك مما يؤكد الحاجة الضرورية لدراسته.
ولهذا كتبت فيه هذا البحث الذي بدأته بمقدمة ذكرت فيها أهميته وسبب اختياره، ثم كتبت تمهيداً ضمنته ذكر الحديث برواياته، ثم شرحه إجمالاً، مع بيان مكانته وما قاله العلماء فيه، ثم قسمت البحث إلى اثني عشر مبحثاً، جعلت كل فقرة من فقراته في مبحث خاص، ثم ختمته بخاتمة ذكرت فيها أهم نتائجه، ثم وضعت فهرساً لأهم المصادر والمراجع التي أفدت منها.
وإني لأنبه إلى أن هذا الحديث لا يزال بحاجة إلى عناية خاصة بالتأليف لما اشتمل عليه من مسائل عظيمة.
أسأل الله إخلاص النية، وصلاح العمل وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله صحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد.
فإن رسول الله e أعطي (فواتح الكلام وجوامعه وخواتمه) ([1])، ويتضح ذلك لكل من تتبع سنته واقتفى أثره، وكان e حريصاً كل الحرص على نجاة أمته، بتعليمها وتربيتها التربية النبوية العقدية القويمة، يفعل ذلك في كل أوقاته، حتى أثناء تنقله من مكان إلى آخر، كما في أحاديث، منها وصيته e لابن عباس رضي الله عنهما عندما كان رديفه على الدابة، وهو موضوع هذا البحث، وهذا الحديث العظيم وإن كان موجهاً من رسول الله e إلى ابن عباس رضي الله عنهما إلا أنه وصية عظيمة القدر للأمة جمعاء، وإرشاد نبوي لكل من أراد النجاة في الدنيا والآخرة.
هذا وقد اعتنى العلماء بهذا الحديث، قديماً وحديثاً، شرحاً وتفصيلاً، فتتبعت ما كتب فيه فرأيت أنه بحاجة إلى دراسة عقدية تظهر ما فيه من مسائل عظيمة تتعلق بأشرف العلوم وأجلها قدراً، وأوجبها مطلباً، وهو علم التوحيد، لأنه مفتاح الطريق إلى الله e وأساس الشرائع قال تعالى:] وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [([2]).
فإن كثيراً مما كتب في شرح هذا الحديث اعتنى ببسط مسائله الوعظية، وفي هذا خير عظيم، والأمة بحاجة ماسة إلى من يذكرها ويعظها بما جاء في كتاب الله تعالى وثبت في سنة رسوله e، إلا أن التركيز على مسائله العقدية من أهم المهمات.
وهذا لا يعني أن من كتب في شرحه أغفل مسائل العقيدة لكنه أجمل في ذكرها مقارنة مع ما في الحديث من مسائل كبيرة.
ومن أفضل ما قرأته المملكة العربية السعودية ما كتبه أسلافنا شرح ابن دقيق العيد (ت 702هـ) في كتابه (شرح الأربعين حديثاً النووية)، وشرح ابن رجب (ت 795 هـ) في كتابه (جامع العلوم والحكم) و (نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي e لابن عباس) وغيرهما، وبخاصة ممن كتب في شرح الأربعين النووية.
إلا أنه كما ذكرت آنفاً رأيت أن الحديث بحاجة إلى دراسة عقدية تبرز ما فيه من مسائل أُجمل في ذكرها، وبخاصة أنه قد تناوله بالشرح ممن هو ليس على عقيدة السلف، فظهرت آثار ذلك في شرحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/169)
وقد بدأت البحث بمقدمة ذكرت فيها أهمية وسبب الكتابة في هذا الموضوع، ثم تمهيداً ذكرت فيه الحديث ومكانته وشرحه إجمالاً.
بعد ذلك قسمت البحث إلى اثني عشر مبحثاً، كل فقرة في الحديث جعلتها في مبحث مستقل.
ثم ختمت هذه الدراسة بخاتمة كتبت فيها أهم ما توصلت إليه إجمالاً.
أسأل الله إخلاص النية وصلاح العمل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التمهيد:
متن الحديث:
عن أبي العباس عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال: كنت خلفَ النبي e يوماً فقال: (يا غلامُ إني أُعَلِّمُك كلمات: احفظِ الله يحفظك، احفظِ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف) ([3]).
وفي رواية: (احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً).
وفي رواية: (يا فتى ألا أهب لك ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنه قد جف القلم بما هو كائن، واعلم بأن الخلائق لو أرادوك بشيء لم يردك الله به لم يقدروا عليه، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) ([4]).
مكانة الحديث:
حديث ابن عباس هذا حديث عظيم – وكل أحاديث الرسول e عظيمة وشريفة - فهو أمر نبوي كريم بحفظ الدين، وبيان لنتيجة ذلك، وهو نصر الله وتأييده وحفظه لمن حفظ دينه، وقد اشتمل هذا الحديث على مسائل عقدية تعد أصولاً عظيمة، من الإيمان بالله والإخلاص له بالعبادة والتوكل عليه والاستعانة به، والقضاء والقدر، والاتباع لما جاء به رسوله e.
ومما يدل على مكانته اختيار النووي (ت 676هـ) له أن يكون ضمن الأربعين حديثاً التي جمعها، وكان رقمه التاسع عشر، وذكر سبب اختياره لها بقوله: ((وقد استخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثاً …، ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصد صالحة، رضي الله عن قاصديها، وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله، وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك، وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين، قد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه، أو هو نصف الإسلام، أو ثلثه، أو نحو ذلك…، وينبغي لكل راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث لما اشتملت عليه من المهمات، واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات، وذلك ظاهر لمن تدبره)) ([5]).
كما اختاره النووي أيضاً ليكون ضمن كتابه القيم (رياض الصالحين)، ووضعه في الباب الخامس، باب المراقبة، من الكتاب الأول، فكان رقمه الثاني والستين من جملة الأحاديث التي بلغت 1896 حديثاً، وقد قال في مقدمتها: ((فرأيت أن أجمع مختصراً من الأحاديث الصحيحة، مشتملاً على ما يكون طريقاً لصاحبه إلى الآخرة، ومحصلاً لآدابه الباطنة والظاهرة، جامعاً للترغيب والترهيب، وسائر أنواع آداب السالكين، من أحاديث الزهد، ورياضات النفوس، وتهذيب الأخلاق، وطهارات القلوب وعلاجها، وصيانة الجوارح، وإزالة اعوجاجها، وغير ذلك من مقاصد العارفين)) ([6]).
وقد وجد هذان الكتابان قبولاً عظيماً عند العلماء، وطلبة العلم بعد النووي، إذ كثر انتشارهما، واعتني بهما بالشرح والتعليق.
وقد اعتنى العلماء بهذا الحديث خاصة، وشرحوه، وبينوا منزلته، ومن ذلك ما ذكره ابن رجب الحنبلي (ت 795هـ) حيث قال: ((هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة، وقواعد كلية من أهم أمور الدين، وأجلِّها، حتى قال الإمام أبو الفرج في كتابه (صيد الخاطر): تدبرت هذا الحديث، فأدهشني، وكدت أطيش، فوا أسفي من الجهل بهذا الحديث، وقلة التفهم لمعناه)) ([7]).
وقال ابن حجر الهيتمي (ت 974هـ) بأن هذا الحديث اشتمل على ((هذه الوصايا الخطيرة القدر، الجامعة من الأحكام والحكم والمعارف ما يفوق الحصر)) ([8]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/170)
وقال ابن عثيمين: ((فهذا الحديث الذي أوصى به عبد الله بن عباس ينبغي للإنسان أن يكون على ذكر له دائماً، وأن يعتمد على هذه الوصايا النافعة، التي أوصى بها النبي e ابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما)) ([9]).
شرح الحديث إجمالاً:
قوله: (كنت خلف النبي e) أي راكباً معه، ورديفه.
قوله: (فقال: يا غلام…) قال له: (يا غلام)؛ لأن ابن عباس رضي الله عنهما كان صغيراً، فإن الرسول e توفي وعمر ابن عباس ثلاث عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة سنة ([10]).
قوله: (إني أعلمك كلمات) ذكر له ذلك قبل ذكر الكلمات، ليكون ذلك أوقع في نفسه، وجاء بها بصيغة القلّة؛ ليؤذنه أنها قليلة اللفظ؛ فيسهل حفظها ([11]).
قوله e : ( احفظ الله) أي احفظ حدوده، وحقوقه، وأوامره ونواهيه.
وحفظ ذلك يكون بالوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به، وأذن فيه إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله.
وأعظم ما يجب حفظه التوحيد، وسلامة العقيدة، فهي الأصل والأساس لبقية أركان الإيمان والإسلام، التي يجب حفظها، بالإيمان بها قولاً وعملاً واعتقاداً، إخلاصاً لله تعالى، واتباعاً لما جاء به رسول الله e.
قال ابن دقيق العيد (ت 702هـ) في معنى (احفظ الله): ((ومعناه كن مطيعاً لربك، مؤتمراً بأوامره، منتهياً عن نواهيه)) ([12]).
وكذلك من حفظ الله أن يتعلم المسلم من دينه ما يقوّم به عباداته ومعاملاته، ويدعو به إلى الله e.
وقوله: (يحفظك) يعني أن من حفظ حدود الله، وراعى حقوقه حفظه الله، في الدنيا من الآفات والمكروهات، وفي الآخرة من أنواع العقوبات، جزاء وفاقاً.
فكلما حفظ الإنسان دين الله حفظه الله.
وحفظ الله لعبده الحافظ لدينه، يكون في أمرين:
الأول: حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرّمة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفّاه على الإيمان.
هذا هو الأمر الأول، وهو أعظمهما وأشرفهما، وهو أن يحفظ الله عبده من الزيغ والضلال؛ لأن الإنسان كلما اهتدى زاده الله هدى، وكلما ضل ازداد ضلالاً.
الثاني: حفظ الله للعبد في مصالح دنياه، كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله، ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته، ومتّعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله ([13]).
إذن من حفظ حدود الله حفظه الله في دينه، وفي بدنه وولده وأهله وماله.
قوله e: ( احفظ الله تجده تجاهك) أي احفظ الله أيضاً، بحفظ حدوده وحقوقه، وشريعته بالقيام بأمره واجتناب نهيه.
(تجده تجاهك)، وفي رواية: (أمامك)، ومعناهما واحد، أي من حفظ حدود الله وجد الله تجاهه وأمامه، في كل أحواله حيث توجه، يحوطه وينصره ويوفقه ويسدده، كما قال تعالى:] إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [([14]).
نعم من حفظ الله وجد الله أمامه يدله على كل خير، ويذود عنه كل شر، ولا سيما إذا حفظ الله بالاستعانة به؛ فإن الإنسان إذا استعان بالله، وتوكل على الله كان الله حسبه وكافيه، ومن كان الله حسبه؛ فإنه لا يحتاج إلى أحد بعد الله، فلن يناله سوء. ([15])
يقول ابن دقيق العيد في شرح هذه العبارة: ((أي اعمل له بالطاعة، ولا يراك في مخالفته؛ فإنك تجده تجاهك في الشدائد)) ([16]).
قوله e: ( إذا سألت فاسأل الله) سؤال الله تعالى هو دعاؤه والرغبة إليه، فدل هذا التوجيه النبوي الكريم على أن يسأل الله e، ولا يسأل غيره، فسؤال الله e دون خلقه هو المتعين؛ لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل، وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على رفع هذا الضرر، وجلب المنافع، ودفع المضار، ولا يصلح الذل والافتقار إلا لله وحده.
والله سبحانه يحب أن يُسأل، ويُلَحّ في سؤاله، والمخلوق بخلاف ذلك، يكره أن يُسأل، ويحب أن لا يسأل؛ لعجزه وفقره وحاجت ([17]).
قوله e : ( وإذا استعنت فاستعن بالله) دل هذا الحديث على أن يستعان بالله دون غيره، وأن لا يعتمد على مخلوق، فالاستعانة هي طلب العون، ولا يطلب العون من أي إنسان ((إلا للضرورة القصوى، ومع ذلك إذا اضطررت إلى الاستعانة بالمخلوق فاجعل ذلك وسيلة وسبباً، لا ركناً تعتمد عليه …)) ([18]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/171)
يقول ابن رجب: ((وأما الاستعانة بالله e دون غيره من الخلق؛ فلأن العبد عاجز عن الاستقلال بجلب مصالحه، ودفع مضاره، ولا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا لله e، فمن أعانه الله فهو المعان…، فالعبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات، وترك المحظورات)) ([19]).
قوله e: ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك). المراد أن كل ما يصيب الإنسان في دنياه، مما يضره أو ينفعه، فهو مقدر عليه، فلا يصيب الإنسان إلا ما كتب له من ذلك في الكتاب السابق، ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم جميعاً.
فالرسول e يخبر في هذا الحديث أن الأمة لو اجتمعت كلها على نفع أحد لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وإذا وقع منهم نفع له فهو من الله تعالى؛ لأنه هو الذي كتبه، وكذلك لو اجتمعوا على أن يضروا أحداً بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه ([20]).
ولهذا جاء في الحديث: (إن لكل شيء حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه) ([21]).
قوله: (رفعت الأقلام وجفت الصحف) هذا إخبار من الرسول e عن تقدّم كتابة المقادير، وأن ما كتبه الله فقد انتهى ورفع، والصحف جفّت من المداد، ولم يبق مراجعة، فما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك ([22]).
قوله e: ( واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) يعني أن ما أصاب العبد من المصائب المؤلمة المكتوبة عليه، إذا صبر عليها نصره الله، وجعل في صبره خيراً كثيراً.
يقول صاحب شرح رياض الصالحين في شرح هذا الحديث: ((يعني اعلم علم اليقين أن النصر مع الصبر، فإذا صبرت، وفعلت ما أمرك الله به من وسائل النصر؛ فإن الله تعالى ينصرك.
والصبر هنا يشمل الصبر على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة)) ([23]).
قوله: (وأن الفرج مع الكرب) أي كلما اشتدت الأمور واكتربت وضاقت؛ فإن الفرج من الله قريب، يقول ابن حجر الهيتمي: (… (وأن الفرج) يحصل سريعاً (مع الكرب) فلا دوام للكرب، وحينئذ فيحسن لمن نزل به أن يكون صابراً، محتسباً، راجياً سرعة الفرج مما نزل به، حسن الظن بمولاه في جميع أموره، فالله e أرحم به من كل راحم، حتى أمه وأبيه، فهو e أرحم الراحمين)) ([24]).
وقوله: (وأن مع العسر يسراً) أي أن كل عسر فإن بعده يسراً، بل إن العسر محفوف بيُسرَيْن، يُسر سابق، ويُسر لاحق، لقوله تعالى:] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [([25]). فالعسر لا يدوم لمن احتسب وصبر، وعلم أن ما أصابه بمقدور الله تعالى، وأنه لا مفر له من ذلك، واستقام كما أمر ربه؛ إخلاصاً وحسن اتباع ([26]).
المبحث الأول
في قوله e : ( يا غلام: إني أعلمك كلمات)
مما يؤخذ من هذا الجزء في حديث الرسول e الأمور التالية:
1 - وجوب تعليم الناس العقيدة الصحيحة، وتربيتهم عليها، وعل العلم النافع، ويكون ذلك بأسلوب مختصر، وكلم جامع واضح، فلو تأملت هذا الحديث لوجدته جامعاً لمسائل عقدية كثيرة بأسلوب موجز.
2 - الحرص على تربية الناشئة على العلم النافع، ويبدأ بتربيتهم على العقيدة الصافية الخالصة؛ فإن الرسول e وجه هذه الكلمات النافعات إلى ابن عباس وهو صغير؛ إذ قال له: (يا غلام: إني أعلمك كلمات)؛ ليتربى الشاب المسلم على معرفة الله وتوحيده، وحفظ حدوده، يلجأ إلى الله في الرخاء والشدة، ويسأله ويستعين به، ويتوكل عليه e، فيصبح شجاعاً مقداماً؛ لأنه يعلم أنه لا يملك أحد من البشر له نفعاً ولا ضراً إلا بإذن الله تعالى، ولأن الله معه ينصره ويؤيده وييسر له أموره، ما دام متمسكاً بشرع الله إخلاصاً واتباعاً.
فعلى الجميع الحرص على غرس الإيمان في نفوس الأبناء، وتربيتهم على فهم أصول الإيمان، والعمل بأحكام الإسلام، وتعويدهم على المراقبة والمحاسبة منذ الصغر، قبل أن تصلهم الفلسفات الإلحادية والشبهات البدعية والشهوات المغرضة، وغير ذلك مما تشنه تلك الحملات المسعورة من حرب ضروس ضد شباب الأمة ذكوراً وإناثاً، مرة باسم التثقيف، وباسم التسلية والترفيه مرات أخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/172)
3 - استحباب تشويق المتعلم، وتهيئته بلطف العبارة، وتنبيهه إلى أهمية ما يلقى إليه، وإشعاره بسهولة حفظه ووعيه ليسهل عليه تلقيه واستيعابه، وبالتالي حفظه ووعيه، وبخاصة المسائل العقدية التي يحتاج إلى دقة في حفظها ونقلها، ويؤخذ هذا من فعل الرسول e عندما قال لابن عباس مقدماً له هذه المسائل: (يا غلام: إني أعلمك كلمات).
4 - ومما يؤخذ من هذا الحديث حرص الرسول e على توجيه الأمة، وتنشئة الجيل المسلم على العقيدة الصحيحة والشرع القويم، وقد قال الله تعالى في وصفه e: ] لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [([27])، أي يعز عليه الشيء الذي يعنت أمته، ويشق عليها، حريص على هدايتكم، ووصول النفع الدنيوي والأخروي إليكم ([28])، ولهذا ورد عن أبي ذر e أنه قال: تركنا رسول الله e وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علماً، قال: فقال رسول الله e: ( ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بُيِّن لكم) ([29]).
المبحث الثاني
في قوله e: ( احفظ الله)
ومما يؤخذ في هذا الجزء ما يلي:
1 - إثبات صفة الحفظ لله تعالى، أخذاً من قوله e: ( احفظ الله يحفظك)، فهنا أثبت أن الله e متصف بأنه يحفظ عباده الذين يحفظون حدوده، فدل على إثبات صفة الحفظ لله تعالى، وأنها تتعلق بإرادته ومشيئته، وهذه الصفة ثابتة لله U في القرآن الكريم، لقوله تعالى:] فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين [) [30] (، وقوله سبحانه:] إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظ [([31]).
وقد ذكر العلماء أن من أسماء الله تعالى (الحافظ) و (الحفيظ)؛ أخذاً من الآيتين السابقتين، ومن المعلوم أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء؛ وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة، وأسماء الله تعالى إن دلت على وصف فقد تضمنت ثلاثة أمور:
أحدها: ثبوت ذلك الاسم لله U.
الثاني: ثبوت الصفة التي تضمنها لله U.
الثالث: ثبوت حكمها ومقتضاها ([32]).
مثال ذلك (الحافظ) يتضمن إثبات (الحافظ) اسماً لله تعالى، وإثبات الحفظ صفة له، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه، وهو أنه سبحانه يحفظ عباده، الذين يحفظونه.
ومن الأدلة أيضاً على تسمية الله بالحفيظ قوله تعالى:] وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ [([33])، وقوله:] وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظ [([34]).
يقول صالح البليهي (ت 1410هـ): ((الحفيظ من أسماء الله الحسنى، واشتقاقه من الحفظ، والحفظ لغة هو الحراسة والصيانة والحياطة، والله جل وعلا سمى نفسه حفيظاً … فالله تقدّس اسمه هو الحافظ والحفيظ، هو تعالى على كل شيء حفيظ، أي شاهد وحافظ، يحفظ على عباده أقوالهم وأفعالهم، فيجازي كلاً بعمله، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر …، والله تعالى من فضله ولطفه ورحمته وإحسانه يحفظ عباده المؤمنين، وهو خير الحافظين، يحفظهم من كل شر، ومن كل محنة وبلاء، يحفظهم تعالى] وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظ [يحفظهم بشرط أن يحافظوا على ما أوجب الله عليهم في شريعة الإسلام، وبشرط أن يحفظوا جوارحهم عن كل ما حرم الله…، ودعاء الله بأسمائه مشروع، وكيفيته يا غفور اغفر لي، يا رحمن ارحمني، يا رزاق ارزقني، يا معافي عافني، ونحو ذلك، فالله تعالى هو الحافظ والحفيظ … اللهم يا حافظ ويا حفيظ احفظنا وأنت خير الحافظين)) ([35]).
2 - وجوب حفظ العقيدة، والحرص على سلامتها مما قد يشوبها، وأن ذلك أعظم أسباب حفظ الله للعبد، كما يجب حفظ الشريعة، وذلك بالعمل بها، والدعوة إليها، والدفاع عنها.
فإذا كان قوله e: ( احفظ الله) يعني حفظ حدوده، وحقوقه، وأوامره ونواهيه، فإن أعظم حقوقه توحيده في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، واتباع كتاب الله تعالى وسنة رسوله e، المصدرين لتلقي العقيدة، والحذر من الانزلاق مع الهوى، أو تقديم العقل على النص الشرعي مما أوقع كثيراً من الفرق والنحل في الشرك والبدع والمخالفات.
وحفظ العقيدة يكون بتعلمها والإيمان بها والعمل بمقتضاها، وتعليمها والدعوة إليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/173)
فقوله: (احفظ الله) أمر بحفظ توحيده، وأوامره ونواهيه، وحقوقه وحدوده، كما أنه أمر بحفظ الجوارح كالسمع والبصر واللسان والبطن والفرج.
ولهذا يقول الله تعالى:] وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (([36]) يقال للمتقين على وجه التهنئة: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أواب حفيظ) أي هذه الجنة وما فيها، هي التي وعد الله لكل أواب، أي رجاع إلى الله، في جميع الأوقات، بتوحيده وذكره، وحبه، والاستعانة به، (حفيظ) أي محافظ على ما أمر الله به، من توحيده وشرعه، على وجه الإخلاص، والإكمال له على أتم الوجوه، حفيظ لحدوده ([37]).
وخصت بعض الأعمال بالتنصيص على حفظها اعتناء بشأنها، ومن ذلك قوله تعالى:] حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى [([38]). وقوله تعالى:] قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ [([39])، وقوله:] وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [([40])، وقوله:] وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُون [([41])، وقوله:] وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ [([42])، إلى غير ذلك من الآيات.
وقوله e: ( من حفظ ما بين لحييه ورجليه دخل الجنة) ([43])، وفي رواية: (من وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنة) ([44])، وقوله e: ( ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) ([45]).
إذن من فعل الواجبات وترك المحرمات فقد حفظ حدود الله تعالى، ومن ثم فقد حفظ الله، وأعظم ما أوجبه الله على عباده، توحيده، وعبادته سبحانه إخلاصاً له، ومتابعة لما جاء به رسوله e، فهي الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق، قال تعالى:] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون [([46]).
فمن آمن بذلك وعمل به فهو من الحافظين لحدود الله تعالى، الذين أثنى الله عليهم سبحانه بقوله:] وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [([47])، وقوله سبحانه:] هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ [([48]).
ومن الأدلة على حفظ الجوارح ما جاء في حديث ابن مسعود المرفوع: (الاستحياء من الله حق الحياء: أن يحفظ الرأس وما وعى، ويحفظ البطن وما حوى) ([49]).
وحفظ الرأس وما وعى: يدخل فيه حفظ اللسان من الكذب والغيبة، والنميمة، وشهادة الزور، والقول الحرام، وحفظ السمع عن الأصوات المحرمة، وحفظ البصر عن النظر إلى ما حرم الله تعالى النظر إليه، ونحو ذلك.
وحفظ البطن وما حوى: يدخل فيه حفظ القلب عن الاعتقاد الباطل، والإصرار على المحرم، وحفظ البطن من إدخال ما حرم الله من المأكولات والمشروبات الممنوعة شرعاً ([50] (.
قال تعالى:] وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [([51])؛ أي ولا تتبع ما ليس لك به علم، بل تثبّت في كل ما تقوله وتفعله، فلا تظن ذلك يذهب لا لك ولا عليك، فحقيق بالعبد الذي يعرف أنه مسؤول عما قاله وفعله، وعما استعمل به جوارحه التي خلقها الله لعبادته أن يُعدّ للسؤال جواباً، وللجواب صواباً، وذلك لا يكون إلا باستعمالها بعبودية الله تعالى، وإخلاص الدين له، وكفها عما يكرهه الله جل وعلا ([52]).
((وكما هو معروف الجزاء من جنس العمل فمن حفظ الله حفظه الله، وحفظ الله لا يحصل إلا بفعل الواجبات وترك المحرمات، فمن فعل جميع ما أوجب الله عليه، وترك جميع ما حرم الله عليه حفظه الله بما يحفظ به عباده الصالحين، ومن المعروف أن هذه الحياة في غالب الأزمان تموج بالشرور والفتن، والحروب الطاحنة، ولكن من حفظ الله حفظه الله)) ([53]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/174)
ومما يلزم التنبيه عليه أن ((الله عزوجل ليس بحاجة إلى أحد حتى يحفظه، ولكن المراد حفظ دينه وشرعه، كما قال تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُم [([54])، وليس المعنى تنصرون ذات الله؛ لأن الله I غني عن كل أحد، ولهذا قال في آية أخرى:] ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لاَنتَصَرَ مِنْهُم [([55])، ولا يعجزونه] وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْض [([56]))) ([57]).
وهذا الفهم الخاطئ قد يفهمه الجهلة أو يثيره الأعداء، فإن اليهود عندما سمعوا قول الله تعالى:] مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَة [([58])، قالوا: يا محمد: افتقر ربك فسأل عباده القرض، ما بنا إلى الله من حاجة، وإنه إلينا لفقير، وإنا عنه لأغنياء، ولو كان عنا غنياً ما استقرض منا – كما نُقل ذلك عنهم ([59]) – فأنزل الله U قوله:] لَقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا [([60]).
المبحث الثالث
في قوله e ( يحفظك)
إذا حفظ العبد توحيده، وراعى حقوق ربه، فعندئذ يحفظه الله؛ في دينه، وفي بدنه وماله وأهله.
وأعظم هذه الأمور حفظ الله تعالى دين العبد، بأن يسلّمه من الزيغ والضلال، والانحراف، لأن الإنسان كلما حرص على حفظ توحيده، وسلامة عقيدته من البدع والخرافات والضلالات، حفظ الله عليه عقيدته وتوحيده، وكلما التزم الهداية زاده الله هدى، قال تعالى:] وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُم [([61])، وكلما ضل الإنسان، والعياذ بالله، فإنه يزداد ضلالاً، ولهذا قال الله تعالى عن المنافقين:] أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ [([62])، أي: ختم على قلوبهم، وسد أبواب الخير التي تصل إليه بسبب اتباعهم أهواءهم، التي لا يهوون فيها إلا الباطل ([63]).
ولهذا جاء في الحديث: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء؛ فإذا هو نزع واستغفر وتاب سقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله:] كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ [) ([64]).
يحفظ الله U عبده الحافظ لدينه في حياته، وعند موته، فيتوفاه على الإيمان، إذ الجزاء من جنس العمل، ومنه قوله تعالى:] وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ [([65])، وقوله تعالى:] فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [([66])، وقوله:] إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُم [([67])، وقوله e: ( إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصَنِفة إزاره ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) ([68]).
فمن حفظ الله في حياته، بإخلاص العبادة له سبحانه، وحسن الاتباع لرسوله e حفظه الله بالإسلام ونصره وأيده؛ وقد علّم رسول الله e عمر بن الخطاب t أن يقول: (اللهم احفظني بالإسلام قائماً، واحفظني بالإسلام قاعداً، واحفظني بالإسلام راقداً، ولا تشمت بي عدواً ولا حاسداً، اللهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك، وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك) ([69]).
وقال e: ( من أراد أن يسافر فليقل لمن يخلِّف: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه) ([70]).
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل إذا أراد سفراً: ادنُ منِّي أودعك كما كان رسول الله e يودّعنا، فيقول: (أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك) ([71]).
وجاء في الحديث عن رسول الله e أنه قال: (إن الله إذا اسْتُودع شيئاً حفظه) ([72]).
فالله U يحفظ العبد الحافظ لدينه، المخلص في عبادته، ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه من مفسدات الشبهات والشهوات، من البدع والخرافات، وأنواع المغريات، فيحفظه الله منها بأنواع الحفظ، قد يخفى بعضها عليه؛ إذ يكون في ظاهرها بلاء، وفي حقيقتها صرف السوء عنه، كما قال تعالى في قصة يوسف u : ] كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِين [([73]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/175)
يقول السعدي (ت 1376هـ) في حديثه عن قصة يوسف u : (( فصبر عن معصية الله مع وجود الداعي القوي فيه، لأنه قد هم فيها هماً تركه لله، وقدم مراد الله على مراد النفس الأمارة بالسوء، ورأى برهان ربه - وهو ما معه من العلم والإيمان، الموجب لترك كل ما حرم الله - ما أوجب له البعد والانكفاف عن هذه المعصية الكبيرة، (قال معاذ الله) أي أعوذ بالله أن أفعل هذا الفعل القبيح؛ لأنه مما يسخط الله، ويبعد عنه …، والحاصل أنه جعل الموانع له من هذا الفعل تقوى الله، ومراعاة سيده، الذي أكرمه، وصيانة نفسه عن الظلم، الذي لا يفلح من تعاطاه، وكذلك ما من الله عليه من برهان الإيمان الذي في قلبه، يقتضي منه امتثال الأوامر، واجتناب الزواجر، والجامع لذلك كله: أن الله صرف عنه السوء والفحشاء؛ لأنه من عباده المخلصين له في عباداتهم، الذين أخلصهم الله، واختارهم واختصهم لنفسه، وأسدى عليهم من النعم، وصرف عنهم المكاره، ما كانوا به من خيار خلقه)) ([74]).
وقال تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ [([75]).
روي عن ابن عباس أنه قال: ((يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان)) ([76]).
فمن حافظ على سلامة توحيده من الشبهات والانحرافات، وقام بحقوق الله عليه؛ فإن الله يحفظه بحفظ جميع مصالحه في الدنيا والآخرة، فمن أراد أن يتولى الله حفظه في أموره كلها فليراعِ حقوق الله عليه، وأعظمها حق توحيده، وإفراده بالعبادة، والعمل بشريعته، اتباعاً لرسوله e، وقد أخبر الله تعالى بأنه ولي المؤمنين وكافيهم وحسبهم، قال تعالى:] اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُر [([77])، وقال تعالى:] ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ [([78])، وقال سبحانه:] وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه [([79])، وقال:] أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [([80]).
فالحافظ لدينه يحفظه الله في دينه ودنياه، ويحييه حياة طيبة في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى:] لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ [([81]) روى الطبري (ت 310هـ) عن ابن عباس قوله بأن المعقبات ((هم ملائكة يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء القدر خلوا عنه)) ([82]).
وروى الطبري أيضاً، عن مجاهد (ت 104هـ) قوله: ((ما من عبد إلا له ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما من شيء يأتيه يريده إلا قال: وراءك، إلا شيئاً يأذن الله فيه فيصيبه)) ([83]).
وقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: لم يكن النبي e يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي) ([84] (.
ويقول الله U: ] مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [([85])، فهذه الآية ((وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً، وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة رسوله e، من ذكر أو أنثى، من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، أن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله، بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه الله بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت)) ([86])، وذلك بأن يوفق الله عبده إلى ما يرضيه، ويرزقه العافية والرزق الحلال ([87]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/176)
فلو أن الأمة رعاة ورعية حفظوا شرع الله تعالى، واحتكموا إلى كتاب الله وسنة رسوله e وحكموهما في جميع مجالات الحياة، لسلمت الأمة من كثير من الأخطار والفتن والابتلاءات كالجوع والخوف والغزو ونحو لك؛ إذ إن ما أصابها من تشتت وفرقة هو بسبب تهاونها في حفظ حدود الله تعالى والقيام بشرعه.
وإن انتصار الأمة مرهون بنصرها دين الله تعالى، بالعمل به والدعوة إليه، والدفاع عنه، يقول تعالى:] وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [([88]) ففي هذه الآية الكريمة يبين الله تعالى ((أنه أقسم لينصرن من ينصره، ومعلوم أن نصر الله إنما هو باتباع ما شرعه بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ونصرة رسله واتباعهم، ونصرة دينه، وجهاد أعدائه، وقهرهم، حتى تكون كلمته هي العليا، وكلمة أعدائه هي السفلى، ثم إن الله جل وعلا بيّن صفات الذين وعدهم بنصره؛ ليميزهم عن غيرهم، فقال مبيناً من أقسم أنه ينصره؛ لأنه ينصر الله جل وعلا:] الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَر [([89]) الآية، وفي قوله:] الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ [دليل على أنه لا وعد من الله بالنصر إلا مع إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فالذين يمكن الله لهم في الأرض، ويجعل الكلمة فيها والسلطان لهم، ومع ذلك لا يقيمون الصلاة، ولا يؤتون الزكاة، ولا يأمرون بالمعروف، ولا ينهون عن المنكر، فليس لهم وعد من الله بالنصر؛ لأنهم ليسوا من حزبه، ولا من أوليائه، الذين وعدهم بالنصر، بل هم حزب الشيطان وأولياؤه، فلو طلبوا النصر من الله بناء على أنه وعدهم إياه فمثلهم كمثل الأجير الذي يمتنع من عمل ما أجر عليه، ثم يطلب الأجرة، ومن هذا شأنه فلا عقل له)) ([90]).
وخلاف ذلك، من كفر بأنعم الله تعالى وضيّع حدوده، فقد عرّض نفسه للهلاك، يقول تعالى:] وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ [([91]). قال الشنقيطي (ت 1393هـ) بعد تفسيره هذه الآية: ((وعلى كل حال، فيجب على كل عاقل أن يعتبر بهذا المثل، وألا يقابل نعم الله بالكفر والطغيان؛ لئلا يحل به ما حل بهذه القرية المذكورة، ولكن الأمثال لا يعقلها عن الله إلا من أعطاه الله علماً؛ لقوله U : ] وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُون [([92]))) ([93]).
((ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه لله في حال كبره، وضعف قوته، ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله)) ([94]).
ذكر ابن كثير (ت 774هـ) أن أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري الشافعي (ت 450هـ)، قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله، فوثب يوماً وثبة شديدة، فعوتب في ذلك فقال: ((هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر)) ([95]).
وعكس هذا أن بعض السلف رأى شيخاً يسأل الناس، فقال بأن هذا الشيخ لم يحفظ الله في صغره، فلم يحفظه الله في كبره ([96])
وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته، في ذريته، بدليل قوله تعالى:] وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّك [([97]).
قال ابن كثير: ((وقوله: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا، والآخرة بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم)) ([98]).
وروي عن ابن عباس أنه قال: ((حفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر لهما صلاحاً)) ([99]).
وقال السعدي في تفسير الآية السابقة: ((أي: حالهما تقتضي الرأفة بهما ورحمتهما؛ لكونهما صغيرين عدما أباهما، وحفظهما الله أيضاً بصلاح والدهما)) ([100]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/177)
وذكر ابن رجب أن سعيد بن المسيب قال لابنه: ((لأزيدن في صلاتي من أجلك؛ رجاء أن أُحفظ فيك)) ([101]) ثم تلا هذه الآية) وكان أبوهما صالحاً (.
ونقل عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: ((ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه)) ([102]).
وقال أبو نعيم (ت430هـ) بأن ابن المنكدر (ت130هـ) قال: ((إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده، وولد ولده، والدويرات التي حوله، فما يزالون في حفظ من الله وستر)) ([103]).
وجاء في الحديث أن النبي e قال: (كانت امرأة في بيت فخرجت في سرية من المسلمين، وتركت ثنتي عشرة عنزاً، وصيصيتها ([104]) كانت تنسج بها، قال: ففقدت عنزاً لها وصيصيتها، فقالت: يا رب، إنك قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإني قد فقدت عنزاً من غنمي وصيصيتي، وإني أنشدك عنزي وصيصيتي) قال: وجعل رسول الله e يذكر شدّة مناشدتها ربها تبارك وتعالى، ثم قال رسول الله e: ( فأصبحت عنزها ومثلها، وصيصيتها ومثلها) ([105]).
ومن حفظ الله تعالى لعبده الحافظ لحدود الله أن يجعل الحيوانات المؤذية، حافظة له من الأذى، كما حدث لسفينة مولى النبي e، حيث كسر به المركب، وخرج إلى جزيرة، فرأى أسداً، فجعل يمشي معه حتى دله على الطريق، فلما أوقفه عليها جعل يهمهم كأنه يودعه، ثم رجع عنه ([106]).
ومن ضيع حدود الله واتبع الشبهات أو غرق في الشهوات، ولم يحفظ الله، لم يحفظه الله، وكان عرضة لعقاب الله وسخطه، ودخل عليه الضرر والأذى، وربما أصابه ذلك ممن كان يرجو نفعه من أهله وماله، كما نقل عن الفضيل بن عياض (ت 187 هـ) أنه قال: ((إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي)) ([107]).
المبحث الرابع
في قوله e : ( احفظ الله تجده تجاهك)
وفي الرواية الأخرى: (احفظ الله تجده أمامك)
من حفظ الله بحفظ توحيده وشريعته، وقام بأوامر الله تعالى، واجتنب نواهيه وجد الله تجاهه وأمامه، ومعناهما واحد، أي وجد الله أمامه يدله على كل خير، ويذود عنه كل شر، وبخاصة إذا حفظ الله بالاستعانة به والتوكل عليه، فإن الإنسان إذا استعان بالله، وتوكل على الله كان الله حسبه وكافيه، ومن كان الله حسبه؛ فإنه لا يحتاج إلى أحد بعد الله، قال الله تعالى:] يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [([108])، ((أي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين هو الله، فهو كافيكم كلكم، وليس المراد أن الله والمؤمنين حسبك كما يظنه بعض المغالطين؛ إذ هو وحده كاف نبيه، وهو حسبه، ليس معه من يكون هو وإياه حسباً للرسول)) ([109]).
وقال تعالى:] وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ [([110])؛ فإذا كان الله حسب الإنسان، أي كافيه؛ فلن ينالوه بسوء، ولا يزال عليه من الله حافظ، ولهذا قال e : ( احفظ الله تجده تجاهك).
قال ابن حجر الهيتمي: ((أي تجده معك بالحفظ، والإحاطة والتأييد والإعانة، حيثما كنت، فتأنس به، وتستغني به عن خلقه …، على حد قوله تعالى:] أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [([111])،] إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [([112]) …، المعنى تجده حيثما توجهت وتيممت وقصدت من أمر الدين والدنيا)) ([113]).
ومعية الله لخلقه نوعان:
الأولى: المعية الخاصة بالمؤمنين، الحافظين حدود الله، وهي تقتضي النصر والتأييد، والحفظ والإعانة، وتوجب لمن آمن بها كمال الثبات والقوة. ودليل هذه المعية الخاصة قوله تعالى:] إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [([114])، وقوله تعالى:] إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [([115])، وقوله تعالى عن موسى أنه قال:] إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [([116])، وقول النبي e لأبي بكر وهما في الغار: ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟] لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا [([117])، وقوله تعالى:] وَأَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [([118]).
فمن حفظ الله حفظه الله وأيده ونصره.
الثانية: المعية العامة لجميع الخلق، وهي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن وكافر، وبر وفاجر، في العلم، والقدرة، والتدبير، والسلطان، وغير ذلك من معاني الربوبية.
وهي توجب لمن آمن بها كمال المراقبة لله U.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/178)
ومن أمثلة هذا النوع قوله تعالى:] وَهُوَ مَعَكُمْ أيْنَمَا كُنْتُمْ [) [119])، وقوله تعالى:] مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [([120])، وقوله:] وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْل [([121]).
والكتاب والسنة يدلان على قرب الله تعلى من عبده الحافظ لدينه، يقول الله U: ] وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [([122]).
وقول الله تعالى في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) ([123]).
والمراد أن الله U يسدد هذا الولي في سمعه وبصره وعمله، بحيث يكون إدراكه بسمعه وبصره، وعمله بيده، كله لله تعالى، إخلاصاً، وبالله تعالى استعانة، وفي الله تعالى شرعاً واتباعاً، فيتم له بذلك كمال الإخلاص والاستعانة والمتابعة، وهذا غاية التوفيق) ([124]).
وقوله e فيما يرويه عن الله تعالى أنه قال: (من تقرّب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)) [125]).
فالله I يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه جل وعلا، ويأتي عبده كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هـ): ((وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده، فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف، وأئمة الإسلام المشهورين، وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر))) [126]).
وروى ابن رجب عن قتادة (ت 118 هـ) أنه قال: ((من يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل)).
وذكر أن بعض السلف كتب إلى أخ له يقول: ((أما بعد، فإن كان الله معك فممن تخاف؟! وإن كان عليك فمن ترجو؟! والسلام)) ([127]).
ولا شك أن الذي يحفظ عقيدته من الانحراف، وعمله من الشرك، ويتقي الله يكون الله معه، بنصره وتأييده، يهديه ويحفظه، ويؤمنه، ومن اتبع الشبهات، أو ضيع حدود الله فقد عرّض نفسه للهلاك.
فمن أراد أن يتولى الله حفظه ورعايته في أموره كلها، فليراعِ حقوق الله عليه، ومن أراد ألا يصيبه شيء مما يكره، فلا يأتِ شيئاً مما يكرهه الله منه، وعلى قدر اهتمام العبد بحقوق الله ومراعاة حدوده وحفظه لها، يكون حفظ الله له ونصره وتأييده، ومن كان غاية همه توحيد الله ومعرفته وطلب قربه ورضاه؛ فإن الله يكون له حسب ذلك، بل هو سبحانه أكرم الأكرمين، فهو يجازي بالحسنة عشراً ويزيد، ومن تقرّب منه شبراً تقرب منه ذراعاً، ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة.
المبحث الخامس
في قوله e: ( وإذا سألت فاسأل الله)
قوله: (إذا سألت فاسأل الله) أي لا تعتمد على أحد من المخلوقين، وإذا احتجت فاسأل الله وحده، يأتيك رزقك من حيث لا تحتسب، أما إذا سأل الإنسان المحتاج الناس فربما أعطوه أو منعوه، ولهذا جاء في الحديث: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب ثم يبيعه لكان خيراً له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه) ([128]).
فعلى المسلم أن يتجه بسؤاله لله وحده، ويدعوه بإلحاح، مثل أن يقول: (اللهم ارزقني)، و (اللهم أغنني بفضلك عمَّن سواك) وما أشبه ذلك من الكلمات ([129]). وفي قوله: (إذا سألت فاسأل الله) أمر بإفراد الله I بالسؤال، ونهي عن سؤال غيره.
وقال الله I: ] وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ [([130])، وقال جل وعلا:] وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِين [([131]).
((وهذا من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم، وتوعّد من استكبر عنها)) ([132]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/179)
فيجب على المسلم أن يتوجه بسؤاله لله وحده، لاسيما في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله، فمن طلبها من غير الله فقد أشرك مع الله غيره، كمن يدعو أصحاب القبور ونحوهم، قال تعالى:] وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَة [([133]).
أما سؤال الناس في الأمور التي يقدرون عليها، فقد وردت نصوص كثيرة تذم طلبها منهم، وتثني على المتعففين الذين لا يسألون الناس، قال تعالى:] لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا [([134]).
وقد بايع النبي e جماعة من أصحابه عل ألا يسألوا الناس شيئاً منهم: أبو بكر الصديق، وأبو ذر، وثوبان، وكان أحدهم يسقط سوطه أو خطام ناقته فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه (([135]).
وقد أجاد شيخ الإسلام ابن تيمية في تفصيل الحكم في هذه المسألة فقال: ((وتفصيل القول: أن مطلوب العبد إن كان في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى، مثل أن يطلب شفاء مريضه من الآدميين والبهائم، أو وفاء دينه من غير جهة معينة، أو عافيته، أو عافية أهله، وما به من بلاء الدنيا والآخرة، وانتصاره على عدوه، وهداية قلبه، أو غفران ذنبه، أو دخول الجنة، أو نجاته من النار، أو أن يتعلم القرآن والعلم، أو أن يصلح قلبه، ويحسن خلقه، ويزكي نفسه، وأمثال ذلك، فهذه الأمور كلها لا يجوز أن تطلب إلا من الله تعالى، ولا يجوز أن يقول لا لملك ولا نبي، ولا شيخ، سواء كان حياً أو ميتاً: اغفر ذنبي، ولا انصرني على عدوي، ولااشف مريضي، ولا عافني وعافي أهلي ودوابي، وما أشبه ذلك، ومن سأل ذلك مخلوقاً – كائناً من كان - فهو مشرك بربه، من جنس المشركين، الذين يعبدون الملائكة والأنبياء والتماثيل، التي يصورونها على صورهم، ومن جنس دعاء النصارى للمسيح وأمه، وقال تعالى:] وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ [([136])، وقال تعالى:] اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [([137]).
وأما ما يقدر عليه العبد، ويجوز أن يطلب منه في بعض الأحوال دون بعض؛ فإن مسألة المخلوق قد تكون جائزة، وقد تكون منهياً عنها، وقال تعالى:] فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) [([138])، وأوصى النبي e ابن عباس: (إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)، وأوصى النبي e طائفة من أصحابه ألا يسألوا الناس شيئاً، فكان أحدهم يسقط السوط من يده، فلا يقول لأحد: ناولني إياه…، ومن الأمر المشروع في الدعاء دعاء غائب لغائب؛ ولهذا أمرنا النبي e بالصلاة عليه، وطلب الوسيلة له، وأخبرنا بمالنا بذلك من الأجر إذا دعونا بذلك ([139]) … ويشرع للمسلم أن يطلب الدعاء ممن هو فوقه، وممن هو دونه … لكن النبي e لما أمرنا بالصلاة عليه، وطلب الوسيلة له، ذكر أن من صلى عليه مرة صلى الله بها عليه عشراً، وان من سأل الله له الوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة، فكان طلبه منا لمنفعتنا في ذلك، وفرق بين من طلب من غيره شيئاً لمنفعة المطلوب منه، ومن يسأل غيره لحاجته إليه فقط)) ([140]).
وكيف يطلب من غير الله كشف الضر أو جلب النفع، وذلك كله بيده I، قال تعالى:] وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ [([141])، وقال سبحانه:] مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ [([142]).
والله I يحب أن يُسأل ويُرغب إليه في الحوائج، ويلح في سؤاله ودعائه، ويغضب على من لا يسأله، قال e: ( من لم يدْعُ الله سبحانه يغضب عليه) ([143]).، ويستدعي من عباده سؤاله، وهو قادر على إعطاء خلقه كلهم سؤلهم من غير أن ينقص من ملكه شيء، والمخلوق بخلاف ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/180)
وقال تعالى:] وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [([144])، ويقول الرسول e: ( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) ([145]).
وعن أبي ذر t عن النبي e فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر) ([146]).
يقول ابن القيم (ت 751 هـ) في شرح هذه المسألة: ((وهذا كله تحقيق للتوحيد والقدر، وأنه لا رب غيره، ولا خالق سواه، ولا يملك المخلوق لنفسه، ولا لغيره ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً، بل الأمر كله لله، ليس لأحد سواه منه شيء، كما قال تعالى لأكرم خلقه عليه، وأحسنهم إليه:] لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْء [([147]) وقال جواباً لمن قال:] هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ [([148])] قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [([149])، فالملك كله له، والأمر كله له، والحمد كله له، والشفاعة كلها له، والخير كله في يديه، وهذا تحقيق تفرده بالربوبية والألوهية، فلا إله غيره، ولا رب سواه،] قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُون [([150])] وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ [([151])،] مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [([152]) فاستعذ به منه، وفرّ منه إليه، واجعل لجاك منه إليه، فالأمر كله له، لا يملك أحد معه منه شيئاً، فلا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يذهب بالسيئات إلا هو، ولا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه، ولا يضرّ سم ولا سحر ولا شيطان ولا حيوان ولا غيره إلا بإذنه ومشيئته، يصيب بذلك من يشاء، ويصرفه عمن يشاء)) ([153]).
ولذلك قال تعالى؛ مخبراً عن نوح u أنه قال لقومه:] إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ [([154]).
فنوح u قال لقومه: إن كان عظم عليكم مقامي فيكم بين أظهركم، وتذكيري إياكم بحجج الله وبراهينه،] فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ [؛ فإني لا أبالي، ولا أكف عنكم، سواء عظم عليكم، أولا، فاجتمعوا أنتم وشركاؤكم، الذين تدعون من دون الله، من صنم ووثن،] ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً [، أي ولا تجعلوا أمركم عليكم ملتبساً، بل افصلوا حالكم معي، فإن كنتم تزعمون أنكم محقون فاقضوا إليّ ولا تتأخروا ساعة واحدة، مهما قدرتم فافعلوا؛ فإني لا أباليكم، ولا أخاف منكم؛ لأنكم لستم على شيء ([155]).
وقال تعالى، مخبراً عن هود u:] قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [([156]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/181)
يبين هود u أنه واثق غاية الوثوق أنه لا يصيبه منهم، ولا من آلهتهم أذى؛ ولهذا أشهد الله وأشهدهم أنه u بريء من جميع الأنداد والأصنام، ثم قال لهم:] فَكِيدُونِي جَمِيعًا [أي اطلبوا لي الضرر كلكم، أنتم وآلهتكم، إن كانت حقاً، بكل طريق تتمكنون بها مني ولا تمهلون طرفة عين،] إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ [واعتمدت عليه في أمري كله، فهو خالق الجميع، ومدبرنا وإياكم، وهو الذي ربانا، فلا تتحرك دابة ولا تسكن إلا بإذنه، فلوا اجتمعتم جميعاً على الإيقاع بي، والله لم يسلطكم علي، لم تقدروا على ذلك؛ فإن سلطكم فلحكمة أرادها،] إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [أي على عدل وقسط وحكمة، لا تخرج أفعاله عن الصراط المستقيم، التي يحمد، ويثنى عليه بها ([157]).
أما سؤال الناس فيما يقدرون عليه فتركه أولى، وذلك أن في طلب الناس وسؤالهم ذلة وخضوعاً، والمسلم مطالب بإظهار كمال الذل والخضوع لله وحده لا شريك له.
يقول ابن رحب: ((واعلم أن سؤال الله تعالى، دون خلقه هو المتعين، لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار، وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على دفع هذا الضرر، ونيل المطلوب، وجلب المنافع، ودرء المضار، ولا يصلح الذل والافتقار إلا لله وحده، لأنه حقيقة العبادة)) ([158]).
وقال في كتاب آخر: ((واعلم أن سؤال الله تعالى دون خلقه هو المتعين عقلاً وشرعاً، وذلك من وجوه متعددة، منها: أن السؤال فيه بذل ماء الوجه وذلة للسائل، وذلك لا يصلح إلا لله وحده، فلا يصلح الذل إلا له بالعبادة والمسألة، وذلك من علامات المحبة الصادقة.
ومنها أن في سؤال الله عبودية عظيمة؛ لأنها إظهار للافتقار إليه، واعتراف بقدرته على قضاء الحوائج، وفي سؤال المخلوق ظلم، لأن المخلوق عاجز عن جلب النفع لنفسه، ودفع الضر عنها فكيف يقدر على ذلك لغيره؟ وسؤاله إقامة له مقام من يقدر، وليس هو بقادر.
ومنها أن الله يحب أن يسأل، ويغضب على من لا يسأله، فإنه يريد من عباده أن يرغبوا إليه ويسألوه، ويدعوه ويفتقروا إليه، ويحب الملحين في الدعاء، والمخلوق غالباً يكره أن يُسأل لفقره وعجزه، …
ومنها: أن الله تعالى يستدعي من عباده سؤاله، وينادي كل ليلة: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فاستجيب له …، فأي وقت دعاه العبد وجده سميعاً قريباً مجيباً، ليس بينه وبينه حجاب ولا بواب، وأما المخلوق؛ فإنه يمتنع بالحجاب والأبواب، ويعسر الوصول إليه في أغلب الأوقات)) ([159]).
ولهذا كان عقوبة من سأل الناس تكثراً أن يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم، كما ثبت عن النبي e أنه قال: (ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم) ([160]).
وقال e : ( يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة، حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش، أو قال سداداً من عيش، ورجل أصابته فاقة، حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلاناً فاقة، فحلت له المسألة، حتى يصيب قواماً من عيش، أو قال سداداً من عيش، فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحتاً يأكلها صاحبها سحتاً) ([161]).
في هذا الحديث يبين الرسول e أن من يحل له المسألة من الناس ثلاثة: الأول صاحب الحمالة، وهو أن يكون بين القوم تشاحن، في دم أومال، فيسعى رجل في إصلاح ذات بينهم، ويضمن مالاً يبذل في تسكين ذلك التشاحن، فإنه يحل له السؤال، ويعطى من الصدقة قدر ما تبرأ ذمته عن الضمان، وإن كان غنياً، والثاني: أن يكون معروفاً بالمال، فيهلك ماله بسبب ظاهر كالجائحة، فهذا يحل له الصدقة، حتى يصيب ما يسد خلته به، ويعطى من غير بينة، تشهد على هلاك ماله؛ لأن سبب ذهاب ماله أمر ظاهر، والثالث: صاحب مال هلك ماله بسبب خفي من لص، أو خيانة، أو نحو ذلك، فهذا تحل له المسألة، ويعطى من الصدقة بعد أن يذكر جماعة من أهل الاختصاص به، والمعرفة بشأنه أنه قد هلك ماله)) ([162]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/182)
وقد ذكر النووي (ت 676 هـ)، اتفاق العلماء على النهي عن السؤال إذا لم تكن ضرورة، ثم قال: ((واختلف أصحابنا في مسألة القادر على الكسب على وجهين أصحهما أنها حرام؛ لظاهر الأحاديث والثاني حلال مع الكراهية بثلاثة شروط: أن لا يذل نفسه، ولا يلح في السؤال، ولا يؤذي المسؤول؛ فإن فقد أحد هذه الشروط فهي حرام بالاتفاق)) ([163]).
وإذا علم المسلم أن الغني القادر الذي بيده الخير كله هو الله I، تربى على الأنفة والاستغناء عن المخلوقين، وعلم أن السبيل الوحيد إلى ذلك هو التعلق بالله تعالى والتوكل عليه، وعبادته والالتجاء إليه، مع الأخذ بأسباب الجد والعمل، وبذلك يحفظ المسلم ماء وجهه من التذلل والسؤال، وخفض الأكف والانكسار للأشخاص مهما كانوا، فيحفظ كرامته، وتبقى له عزته ومكانته.
المبحث السادس
في قوله e : ( وإذا استعنت فاستعن بالله)
الاستعانة طلب العون من الله تعالى، بلسان المقال، كأن تقول، عند شروعك بالعمل: اللهم أعني، أو لا حول ولا قوة إلا بالله، أو بلسان الحال، وهي أن تشعر بقلبك أنك محتاج إلى الله تعالى أن يعينك على هذا العمل، وأنه إن وكلك إلى نفسك وكلك إلى ضعف وعجز، أو طلب العون بهما جميعاً، والغالب أن من استعان بلسان المقال فقد استعان بلسان الحال ([164]).
فتجب الاستعانة بالله تعالى على تحمل الطاعات، وترك المنهيات، كما تجب الاستعانة به سبحانه على الصبر على المقدورات؛ فإن العبد عاجز عن الاستقلال بنفسه في الإتيان بهذه الأمور، ولا بد له من طلب الإعانة من ربه I، ولا معين للعبد على مصالح دينه ودنياه إلا الله U، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن فرط في حق الله تعالى، لم يعنه الله، فهو المخذول.
يذكر ابن كثير (ت 774 هـ) أن الدين كله يرجع إلى العبادة والاستعانة، فالعبادة تبرؤ من الشرك، والاستعانة تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله U، وهذا المعنى في غير آية من القرآن ([165])، مثال ذلك قوله تعالى:] فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [([166])، وقوله تعالى:] قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا [([167])، وقوله:] رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً [([168])، وقوله:] وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ [([169])، ونحو ذلك من الآيات.
ولهذا أشار الإمام محمد بن عبد الوهاب (ت 1206 هـ)، أن معنى الاستعانة: ((سؤال الله الإعانة وهو التوكل والتبري من الحول والقوة)) ([170])
ويعرف أحد العلماء الاستعانة بقوله: ((والاستعانة هي الاعتماد على الله تعالى، في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك)) ([171])
ويؤكد هذا التعريف قوله تعالى:) إياك نعبد وإياك نستعين ([172]) (
هذه الآية العظيمة التي يتلوها المسلم في كل ركعة من ركعات صلواته، وهي آية من سورة الفاتحة، التي (هي أعظم السور في القرآن) ([173])
ومعنى) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (: أي نخصك وحدك يا إلهنا بالعبادة والاستعانة، وذلك لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور وفيه عما عداه، ف: انه يقول: نعبدك،ولا نعبد غيرك، ونستعين بك، ولا نستعين بغيرك، أي نوحدك ونطيعك خاضعين، ونطلب منك وحدك المعونة على عبادتك وعلى جميع أمورنا ([174]).
((وللقيام بعبادة الله تعالى، والاستعانة به هما الوسيلة للسعادة الأبدية، والنجاة من جميع الشرور، فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما، وإنما تكون العبادة عبادة إذا كانت مأخوذة عن رسول الله e، مقصوداً بها وجه الله، فبهذين الأمرين تكون عبادة، وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها، لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى؛ فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر واجتناب النواهي)) ([175])
وجاء في الحديث الصحيح قوله e: ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولاتعجز) ([176])، أي احرص على طاعة الله تعالى، والرغبة فيما عنده، واطلب الإعانة من الله تعالى على ذلك، ولا تعجز ولا تكسل عن طلب الطاعة، ولا عن طلب الإعانة ([177]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/183)
ولهذا كان النبي e يعلم أصحابه خطبة الحاجة، وهي: (أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره …) ([178]) الحديث.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وتستحب هذه الخطبة في افتتاح مجالس التعليم، والوعظ،والمجادلة، وليست خاصة بالنكاح) ([179]).
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله e أخذ بيده، وقال: (يا معاذ إني والله لأحبك فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) ([180]).
وكان النبي e يدعو ويقول: (رب أعني، ولا تُعن عليّ) ([181]) الحديث.
فالمسلم مطالب بالاستعانة بالله تعالى في فعل المأمورات، واجتناب المنهيات.
يقول ابن تيمية عند تفسير قوله تعالى:) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (: ((وكل واحد من العبادة والاستعانة دعاء، وإذا كان قد فرض علينا أن نناجيه وندعوه بهاتين الكلمتين في صلاة، فمعلوم أن ذلك يقتضي أنه فرض علينا أن نعبده وأن نستعينه …، كما أمر بهما في قوله:] فاعبده وتوكل عليه [، والأمر له ولأمته، وأمره بذلك في أم القرآن، وفي غيرها، لأمته؛ ليكون فعلهم ذلك طاعة لله، وامتثالاً لأمره، لا تقدماً بين يدي الله ورسوله، وإلى هذين الأصلين كان النبي e يقصد في عبادته وأذكاره ومناجاته، مثل قوله في الأضحية: (اللهم هذا منك ولك وإليك) ([182])؛ فإن قوله: منك، هو معنى التوكل والاستعانة، وقوله: لك، هو معنى العبادة)) ([183]).
وقال في موضع آخر: ((فإن الإخلاص والتوكل جماع صلاح الخاصة والعامة، كما أمرنا أن نقول في صلاتنا:] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [، فهاتان الكلمتان قد قيل إنهما تجمعان معاني الكتب المنزلة من السماء)) ([184]).
ويذكر ابن القيم أن آية] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [((متضمنة لأجلّ الغايات وأفضل الوسائل، فأجلّ الغايات عبوديته، وأفضل الوسائل إعانته، فلا معبود يستحق العبادة إلا هو، ولا معين على عبادته غيره، فعبادته أعلى الغايات، وإعانته أجل الوسائل …، وقد اشتملت هذه الكلمة على نوعي التوحيد، وهما توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، وتضمنت التعبد باسم الرب، واسم الله، فهو يعبد بألوهيته، ويستعان بربوبيته، ويهدي إلى الصراط المستقيم برحمته …، وهو المنفرد بإعطاء ذلك كله، لا يعين على عبادته سواه، ولا يهدي سواه)) ([185]).
كما أن العبد مطالب بالصبر والاستعانة بالله تعالى عند وقوع المصائب والابتلاءات، ولهذا قال يعقوب u، عند وقوع مصيبته:] فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [([186]).
ولما قال أهل الإفك ما قالوا في عائشة رضي الله عنها قالت: ((والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا أبا يوسف إذ قال:] فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [، فبرأها الله مما قالوا)) ([187]).
وعندما هدد فرعون موسى وقومه،] قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [([188])، فجاء الأمر على خلاف ما أراد فرعون؛ إذ أعزهم الله وأذله، وأرغم أنفه، وأغرقه وجنوده ([189]).
وأخبر الله تعالى عن الرسول e أنه لما كذبه قومه:] قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُون [([190])، أي والله المستعان عليكم فيما تقولون وتفترون من التكذيب والإفك ([191]).
وكان عمر بن الخطاب t يدعو في قنوته بقوله: (اللهم إنا نستعينك، ونؤمن بك، ونتوكل عليك) ([192]).
ولما بشَّر الرسول e عثمان بن عفان t بالجنة، مع بلوى تصيبه، قال t: (( اللهم صبراً، الله المستعان)) ([193]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/184)
وقد قال الرسول e لأحد الصحابة: (قل لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنها كنز من كنوز الجنة) ([194]). يقول ابن حجر (ت 852 هـ)، ((تسمى هذه الكلمة كنزاً؛ لأنها كالكنز في نفاسته، وصيانته عن أعين الناس …؛ لأن معنى (لا حول) لا تحويل للعبد عن معصية الله إلا بعصمة الله، ولا قوة له على طاعة الله إلا بتوفيق الله …، وحاصله أن المراد أنها من ذخائر الجنة، أو من محصلات نفائس الجنة)) ([195]). ويقول النووي: ((قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعتراف بالإذعان له …)) ([196]). فهي كلمة عظيمة تتضمن اعتراف العبد بأنه لا تحول له من حال إلى حال، ولا قوة له على ذلك إلا بإعانة الله وحده. فالاستعانة لا تطلب من أي إنسان، إلا عند الضرورة، وفيما يقدر عليه فقط، وإذا اضطر العبد الاستعانة بالمخلوق فيما يقدر عليه، فعليه أن يجعل ذلك وسيلة وسبباً، لا ركناً يعتمد عليه، وإنما الركن الأصيل الذي يعتمد عليه في الدعاء والسؤال والاستعانة هو الله وحده لا شريك له. كما أنّ على العبد إذا احتاج إلى الاستعانة بالمخلوق، كحمل صندوق مثلاً، أن لا يشعر نفسه أن هذه استعانة كاستعانته بالخالق، وإنما عليه أن يشعر أنها كمعونة بعض أعضائه لبعض، كما لو عجز عن حمل شيء بيد واحدة، فإنه يستعين على حمله باليد الأخرى ([197]). وعلى هذا فالاستعانة بالمخلوق، فيما يقدر عليه، كالاستعانة ببعض الأعضاء، فلا ينافي ذلك قوله e : ( فاستعن بالله). فإذا وقع العبد في مكروه وشدة فلا بأس أن يستعين بمن له قدرة على تخليصه، أو الإخبار بحاله بعد الاستعانة بالله تعالى، ولا يكون هذا شكوى للمخلوق؛ فإنه من الأمور العادية، التي جرى العرف باستعانة الناس، بعضهم ببعض، ولهذا قال يوسف u للذي ظن أنه ناج من الفتيين ([198]):] اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ [([199]). والمصيبة العظيمة، والخطر الجسيم فيمن يسأل أو يستعين بأصحاب القبور، أو غيرهم ممن يسمون بالأولياء والصالحين، سواء أكانوا أمواتاً أم أحياء فيسألهم ويستعين بهم فيما لا يقدرون عليه من جلب نفع أو دفع ضر، أو رزق ولد، أو دخول الجنة، أو النجاة من النار، ونحو ذلك مما هو واقع في بعض البلاد، فإن هذا شرك بالله تعالى، إذ هو وحده القادر على كل شيء، وما دونه من نبي أو ولي لا يملك لنفسه جلب الخير أو دفع الشر إلا بإذنه I، ولهذا قال الله I لنبيه محمد e: ] قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوء [([200])، فهذه الآية تبين جهل من يقصد النبي e ، ويدعوه لحصول نفع، أو دفع ضر، فإنه ليس بيده شيء من الأمر، ولا ينفع من لم ينفعه الله، ولا يدفع الضر عمن لم يدفعه الله عنه، ولا له من العلم إلا ما علمه الله. ويقول I: ] وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُ وَمَا لاَ يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ [([201])، هذه صفة كل مدعو ومعبود من دون الله، فإنه لا يملك لنفسه، ولا لغيره، نفعاً ولا ضراً] ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ [الذي بلغ في البعد حد النهاية، حيث أعرض عن عبادة النافع الضار، الغني المغني، وأقبل على عبادة مخلوق مثله، أو دونه، ليس بيده من الأمر شيء، بل هو إلى حصول ضد مقصوده أقرب؛ ولهذا قال] يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ [؛ فإن ضرره في العقل والبدن، والدنيا والآخرة معلوم،] لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ [أي لبئس هذا المعبود والقرين، الملازم على صحبته، فإن المقصود من المولى والعشير حصول النفع، ودفع الضر، فإذا لم يحصل شيء من هذا، فإنه مذموم ملوم ([202]). ولهذا ينبه الله تعالى على حقارة الأصنام، وسخافة عقول عابديها بقوله تعالى::] يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/185)
مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [([203]). يقول ابن دقيق العيد في شرح هذا الجزء من توجيه رسول الله e لابن عباس: ((أرشده إلا التوكل على مولاه، و أن لا يتخذ إلهاً سواه، ولا يتعلق بغيره، في جميع أموره، ما قل منها وما كثر، وقال الله تعالى:] وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه [([204])، فبقدر ما يركن الشخص إلى غير الله تعالى، بطلبه، أو قلبه، أو بأمله، فقد أعرض عن ربه، بمن لا يضره ولا ينفعه، وكذلك الخوف من غير الله)) ([205]). ومما يدل عليه قوله e: ( احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله) أن الإيمان يشمل العقائد القلبية، والأقوال، والأعمال، كما هو المذهب الحق، وهو قول أهل السنة والجماعة؛ فإن (الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) ([206])، وهذه الشعب التي ترجع إلى الأعمال الباطنة والظاهرة كلها من الإيمان. ويدل هذا الحديث العظيم على أنه من نقص التوحيد أن الإنسان يسأل غير الله، ولهذا قال العلماء بكراهية المسألة لغير الله U، في قليل أو كثير، والله I إذا أراد إعانة أحد يسر له العون، سواء أكان بأسباب معلومة أو غير معلومة، فقد يعين الله العبد بسبب غير معلوم له، فيدفع عنه من الشرّ ما لا طاقه لأحد به، وقد يعينه الله على يد أحد من الخلق يسخره له، ويذلّله له حتى يعينه، ولكن مع ذلك لا يجوز للعبد إذا أعانه الله على يد أحد أن ينسى المسبب وهو الله e ([207]) .
المبحث السابع
في قوله e: ( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) يبين الرسول e في هذا الكلمات أن الأمة لو اجتمعت واتفقت كلها على نفع إنسان بشيء لم يستطيعوا نفعه إلا بشيء قد كتبه الله وقدره له، وإن وقع منهم نفع له فإنما هو من الله تعالى؛ لأنه هو الذي كتبه وقدره. فالرسول e لم يقل لو اجتمعت الأمة على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك، وإنما قال: (لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك)، فالناس ينفع بعضهم بعضاً، لكن كل هذا مما كتبه الله للإنسان، فالفضل فيه لله U أولاً، فهو الذي سخر لك من ينفعك، ويحسن إليك، ويزيل كربتك. وكذلك لو اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ((والإيمان بهذا يستلزم أن يكون الإنسان متعلقاً بربه، ومتكلاً عليه، لا يهتم بأحد؛ لأنه يعلم أنه لو اجتمع كل الخلق على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، وحينئذ يعلق رجاءه بالله، ويعتصم به، ولا يهمه الخلق، ولو اجتمعوا عليه، ولهذا نجد الناس في سلف هذه الأمة لما اعتمدوا على الله وتوكلوا عليه لم يضرّهم كيد الكائدين، ولا حسد الحاسدين:] وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط [([208]) …)) ([209]). فالإيمان بالقضاء والقدر، والاعتماد على الله وحده، في كل الشؤون، سكينة واطمئنان للعبد، إذ لا يبالي بما يدبره الخلق أو يهددونه به، لأنه يعلم أن الخير والشر بتقدير الله تعالى، والنفع والضر بإرادته وحكمته سبحانه، فلا يستطيع أحد من الخلق أن يحقق للعبد أذى أو ابتلاء إلا بإذن الله تعالى لحكم يريدها سبحانه، بل الله يدافع عنه وينصره ويؤيده، وكذلك لا يستطيع أحد من الخلق تحقيق منفعة للعبد لم يأذن بها الله تعالى. كما أن الإيمان بالقضاء والقدر، وبما جاء في هذا الجزء من الحديث، من أعظم أسباب الشجاعة والإقدام والجهاد، فلن يستطيع الأعداء أن يضروا أحداً بشيء مهما خططوا وتآمروا إلا بشيء قد كتبه الله وقدره لحكم أرادها. والشجاعة ليست هي قوة البدن، فقد يكون الرجل قوي البدن، ضعيف القلب، وإنما الشجاعة قوة القلب وثباته، فإن القتال مداره على قوة البدن، وصنعته للقتال، وعلى قوة القلب وخبرته به، والمحمود منهما ما كان بعلم ومعرفة، دون التهور الذي لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/186)
يفكر صاحبه، ولا يميز بين المحمود والمذموم ([210]). فهذا الحديث العظيم يوجب الإيمان بالقضاء والقدر، وهو الركن السادس من أركان الإيمان، والإيمان به يتضمن الإيمان بمراتبه الأربع، وهي: المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء، الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وأنه تعالى قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم، وعلم أرزاقهم وأقوالهم وأعمالهم وجميع حركاتهم وسكناتهم، وإسرارهم وعلانياتهم ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن هو منهم من أهل النار، قال تعالى:] هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة [([211])، وقال سبحانه:] عَالِمِ الْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ [([212])، وقال:] وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [([213])، وقال e : ( إن الله خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم) ([214])، ولما سئل e عن أولاد المشركين قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين) ([215])، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الحديث: ((أي يعلم من يؤمن منهم ومن يكفر لو بلغوا، ثم إنه جاء في حديث إسناده مقارب عن أبي هريرة t عن النبي e قال: (إذا كان يوم القيامة فإن الله يمتحنهم، و يبعث إليهم رسولاً في عرصة القيامة، فمن أجابه أدخله الجنة، ومن عصاه أدخله النار) فهنالك يظهر فيهم ما علمه الله سبحانه، ويجزيهم على ما ظهر من العلم، وهو إيمانهم وكفرهم، لا على مجرد العلم)) ([216]). المرتبة الثانية: الإيمان بأن الله تعالى قد كتب جميع ما سبق به علمه أنه كائن، وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم. قال تعالى:] وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِين [([217])، وقال سبحانه:] إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَاب [([218])، وقال:] وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [([219])، وقال e : ( ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتب شقية أو سعيدة) ([220]). المرتبة الثالثة: الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون، ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن، فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة، وما لم يشأ الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله إياه، لا لعدم قدرة الله عليه، تعالى الله عن ذلك:] وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا [([221]). ومن أدلة هذه المرتبة قوله: I ] وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّه [([222])، وقوله تعالى:] مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ [([223])، وقوله تعالى:] إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [([224])، وقوله e : ( إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء)، ثم قال e : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك) ([225]). المرتبة الرابعة: الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأنه ما من ذرة في السموات ولا في الأرض ولا فيما بينهما إلا والله خالقها وخالق حركاتها وسكناتها، I لا خالق غيره ولا رب سواه، قال تعالى:] اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [([226])، وقال سبحانه:] هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْض [([227])، وقال تعالى:] اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ [([228])، وقال تعالى:] وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [([229])، وعن حذيفة t مرفوعاً: (إن الله يصنع كل صانع وصنعته) ([230]). والإيمان بالقدر نظام التوحيد، كما أن الإيمان بالأسباب التي توصل إلى خيره وتحجز عن شره هي نظام الشرع، ولا ينتظم أمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/187)
الدين ويستقيم إلا لمن آمن بالقدر وامتثل الشرع، فمن نفى القدر زاعماً منافاته للشرع فقد عطل الله عن علمه وقدرته، وجعل العبد مستقلاً بأفعاله خالقاً لها، فأثبت مع الله تعالى خالقاً، بل أثبت أن جميع المخلوقين خالقون، ومن أثبت القدر محتجاً به على الشرع، نافياً عن العبد قدرته واختياره فقد نسب الله تعالى إلى الظلم. وليعلم أن الله I الذي أمرنا بالإيمان بالقضاء والقدر، أمرنا بالعمل والأخذ بالأسباب، فقال تعالى:] وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ [([231])، وقال الرسول e : ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له) ([232])، وفي هذا رد على المتخاذلين، المستسلمين لأهوائهم وشهواتهم، محتجين بتقدير الله تعالى ذلك عليهم، فعلى المسلم أن يحرص على حسن الاتباع لما جاء به الرسول e ، مع إخلاص العمل لله تعالى، وسلامة العقيدة، والاجتهاد بالأخذ بالأسباب، والسعي وبذل الجهد، فمن ترك الأسباب محتجاً بالقدر فقد عصى الله تعالى وخالف شرعه. والمؤمنون حقاً يؤمنون بالقدر خيره وشره وأن الله خالق أفعال العباد، وينقادون للشرع أمره ونهيه، ويحكمونه في أنفسهم سراً وجهراً، وأن للعباد قدرة على أعمالهم، ولهم مشيئة وإرادة، وأفعالهم تضاف إليهم حقيقة، وبحسبها كلفوا، وعليها يثابون ويعاقبون، ولكنهم لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه، ولا يشاؤون إلا أن يشاء الله ([233] (. قال أبو بكر محمد بن الحسبن الآجُرِّي (ت 360هـ): ((قد جرى القلم بأمره U في اللوح المحفوظ بما يكون، من بِرّ أو فجور، يثني على من عمل بطاعته من عبيده، ويضيف العمل إلى العباد، ويعدهم عليه الجزاء العظيم، ولولا توفيقه لهم ما عملوا ما استوجبوا به منه الجزاء] ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [([234])، وكذا ذم قوماً عملوا بمعصيته، وتوعدهم على العمل بها وأضاف العمل إليهم بما عملوا، وذلك بمقدور جرى عليهم، يضل من يشاء، ويهدي من يشاء)) ([235]).
وقوله e في الرواية الثانية: (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك)، هو توجيه إلى الإيمان بالقضاء والقدر، خيره وشره، فقوله: (واعلم أن ما أخطأك) أي من المقادير فلم يصل إليك، (لم يكن) مقدراً عليك (ليصيبك)؛ لأنه بان بكونه أخطأك أنه مقدر على غيرك، (وما أصابك) منها (لم يكن) مقدراً على غيرك (ليخطئك)، وإنما هو مقدر عليك؛ إذ لا يصيب الإنسان إلا ما قدر عليه، ومعنى ذلك: أنه قد فرغ مما أصابك أو أخطأك من خير وشر، فما أصابك فإصابته لك محتومة لا يمكن أن يخطئك وما أخطأك فسلامتك منه محتومة، فلا يمكن أن يصيبك، قال تعالى:] مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير [([236])، وقال تعالى:] قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا [([237]). وقال سبحانه:] قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ [([238]). وثبت في الحديث الصحيح أن رجلاً قال: يا رسول الله فيمَ العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، أم فيما يستقبل؟ قال: (لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير) قال: ففيم العمل؟ قال: (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) ([239]). فلابد من الإيمان بأن كل ما يصيب العبد مما يضره وينفعه في دنياه فهو مقدر عليه، وأنه لا يمكن أن يصيبه ما لم يكتب له ولم يقدر عليه ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم جميعاً. قال تعالى:] مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [([240]). يعني أن من أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره، فصبر واحتسب، واستسلم لقضاء الله، هدى الله قلبه، وعوضه عما فاته من الدنيا هدى في قلبه ويقيناً صادقاً، وقد يخلف عليه ما كان أخذ منه، أو خيراً منه، روى ابن كثير عن ابن عباس أنه قال، في قوله تعالى:] وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [: يعني يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ([241]). يقول ابن دقيق العيد: ((هذا هو الإيمان بالقدر، والإيمان به
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/188)
واجب، خيره وشره، و إذا تيقن المؤمن هذا، فما فائدة سؤال غير الله والاستعانة به)) ([242]). ومما يجب أن يعلم أن القدر السابق لا يمنع العمل، ولا يوجب الاتكال عليه، بل يوجب الجد والاجتهاد، والحرص على العمل الصالح وحسن الاتباع، ولهذا لما أخبر النبي eأصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها، قال بعضهم: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فقال e( اعملوا فكل ميسر) ([243])، ثم قرأ:] فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [([244]). ((فالله I قدر المقادير وهيأ لها أسباباً، وهو الحكيم بما نصبه من الأسباب في المعاش والمعاد، وقد يسر كلاً من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة، فهو مهيأ له ميسر له؛ فإذا علم العبد أن مصالح آخرته مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها كان أشد اجتهاداً في فعلها والقيام بها، وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه، وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع أحاديث القدر: ما كنت أشد اجتهاداً مني الآن)) ([245]). وقد قال النبي e : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) ([246])، وروى عنه e أنه لما قيل له: أرأيت دواءً نتداوى به ورقى نسترقيها هل ترد من قدر الله شيئاً؟ قال: (هي من قدر الله) ([247])، يعني إن الله I قدر الخير والشر، وأسباب كل منهما ([248]). والأسباب وإن عظمت إنما تنفع إذا لم يعارضها القدر والقضاء، فإذا عارضها القدر لم تنفع شيئاً، بل لا بد أن يمضي الله ما كتب في اللوح المحفوظ من الموت والحياة، وعموم المصائب التي تصيب الخلق، من خير وشر، فكلها قد كتب في اللوح المحفوظ، صغيرها وكبيرها، ((وهذا أمر عظيم لا تحيط به العقول، بل تذهل عنه أفئدة أولي الألباب، ولكنه على الله يسير)) ([249]).ولهذا جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله e : ( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه) ([250]). يقول ابن رحب: ((واعلم أن مدار جميع هذه الوصية من النبي e لابن عباس على هذا الأصل، وما بعده وما قبله متفرع عليه وراجع إليه، فإنه إذا علم العبد أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، من خير أو شر، أو نفع أو ضر، وأن اجتهاد الخلق كلهم جميعاً على خلاف المقدور غير مفيد شيئاً البتة، علم حينئذ أن الله تعالى وحده هو الضار النافع، والمعطي المانع، فأوجب ذلك للعبد توحيد ربه U، وإفراده بالاستعانة والسؤال والتضرع والابتهال، وإفراده أيضاً بالعبادة والطاعة، لأن المعبود إنما يقصد بعبادته جلب المنافع ودفع المضار، ولهذا ذم الله I من يعبد ما لا ينفع ولا يضر، ولا يغني عن عابده شيئاً، وأيضاً فكثير ممن لا يحقق الإيمان وقلبه يقدّم طاعة مخلوق على طاعة الله رجاء نفعه أو دفعاً لضره، فإذا تحقق العبد تفرد الله وحده بالنفع والضر، وبالعطاء والمنع، أوجب ذلك إفراده بالطاعة والعبادة، ويقدم طاعته على طاعة الخلق كلهم جميعاً، كما يوجب ذلك أيضاً إفراده سبحانه بالاستعانة به والطلب منه)) ([251]).ثم قال أيضاً شارحاً حديث ابن عباس: ((ثم عقب ذلك بذكر إفراد الله بالسؤال و إفراده بالاستعانة، وذلك يشمل حال الشدة وحال الرخاء، ثم ذكر بعد هذا كله الأصل الجامع الذي تنبني عليه هذه المطالب كلها،وهو تفرد الله I بالضر والنفع والعطاء والمنع، وإنه لا يصيب العبد في ذلك كله إلا ما سبق تقديره و قضاه له، و أن الخلق كلهم عاجزون عن إيصال نفع أو ضر غير مقدر في الكتاب السابق، و تحقيق هذا يقتضي انقطاع العبد عن التعلق بالخلق، وعن سؤالهم واستعانتهم ورجائهم بجلب نفع أو دفع ضر، وخوفهم من إيصال ضر أو منع نفع، وذلك يستلزم إفراد الله سبحانه بالطاعة و العبادة أيضاً، وأن يقدم طاعته على طاعة الخلق كلهم جميعاً، وأن يتقي سخطه، ولو كان فيه سخط الخلق جميعاً)) ([252]). وفي قوله e: ( وما أصابك لم يكن ليخطئك) أعظم وقاية ضد القلق النفسي، وسائر الهواجس والاضطرابات النفسية، التي يشتكي منها كثير من الناس، حتى سماها بعضهم بمرض العصر، فمن آمن بهذا الحديث اطمأن قلبه وانشرح صدره، وعلم أن كل ذلك بقضاء الله وقدره، وأنه خير له، فيبتعد عن التضجر والزفرات والحسرات، جاء في الحديث الصحيح قوله e : ( المؤمن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/189)
القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان) ([253]).
المبحث الثامن
في قوله e :( رفعت الأقلام وجفت الصحف) أي تركت الكتابة في الصحف، لفراغ الأمر وانبرامه منذ أمد بعيد، فقد تقدم كتابة المقادير كلها، فما كتبه الله فقد انتهى ورُفع، والصحف جفت من المداد، ولم يبق مراجعة. فما أخطئك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. وهذا يدل على أن ما في علم الله تعالى، أو ما أثبته سبحانه في أم الكتاب ثابت لا يتبدل ولا يتغير ولا ينسخ، وما وقع وما سيقع كله بعلمه تعالى وتقديره ([254])، وهذه الجملة من الحديث تأكيد لما سبق من الإيمان بالقدر، والتوكل على الله وحده، وأن لا يتخذ إلهاً سواه، فإذا تيقن المؤمن هذا فما فائدة سؤال غير الله والاستعانة به، ولهذا قال: (رفعت الأقلام وجفت الصحف): أي لا يكون خلاف ما ذكرت لك بنسخ ولا تبديل ([255]).
ويشهد لهذا قوله تعالى:] مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير [([256])
وقوله e ( إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، قال: يارب، وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة) ([257]).
وقوله: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) ([258]).
وعن أبي الدرداء t عن النبي e أنه قال: (فرغ الله إلى كل عبد من خمس: من أجله، ورزقه، وأثره، ومضجعه، وشقي أو سعيد) ([259]).
وعن جابر tأن رجلاً قال: يا رسول الله فيم العمل اليوم؟ أفيما جفّت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما يستقبل؟ قال: (لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير) قال: ففيم العمل؟ قال: (اعملوا فكل ميسر) ([260]).
وعن ابن مسعود t عن النبي e قال: (خلق الله كل نفس، وكتب حياتها، ورزقها، ومصائبها) ([261]).
وفي قوله: (رفعت الأقلام) جاءت (الأقلام) في هذا الحديث وفي غيره، مجموعة، فدل ذلك على أن للمقادير أقلاماً، وقد ذكر العلماء أقساماً للأقلام، وهي ([262]):
القلم الأول: العام الشامل لجميع المخلوقات، وهو القلم الذي خلقه الله وكتب به في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق، وهذا أول الأقلام وأفضلها وأجلها، كما دل على ذلك قوله e : ( أول ما خلق الله تعالى القلم، فقال له: اكتب، قال: يارب، وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة).
القلم الثاني: قلم الوحي: وهو الذي يكتب به وحي الله إلى أنبيائه ورسله، وقد رفع النبي e ليلة أسري به إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام ([263])، فهذه الأقلام هي التي تكتب ما يوجبه الله تبارك وتعالى من الأمور التي يدبر بها أمر العالم العلوي والسُّفلي.
القلم الثالث: حين خلق آدم u، وهو قلم عام أيضاً، لكن لبني آدم.
القلم الرابع: حين يُرسل الملك إلى الجنين في بطن أمه، فينفخ فيه الروح، ويأمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، كما قال e :( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويأمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد) ([264]) الحديث.
القلم الخامس: الموضوع على العبد، الذي بأيدي الكرام الكاتبين، الذين يكتبون ما يفعله بنو آدم، كما قال تعالى:] وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [([265]).
وقوله e : ( رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، والمجنون حتى يعقل، وعن الصبي حتى يحتلم) ([266]).
وقد اختلف العلماء هل القلم أول المخلوقات أو العرش؟
- فقيل بأن العرش قبل القلم لقوله e : ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء)، فهذا صريح أن التقدير وقع بعد خلق العرش، والتقدير وقع عند أول خلق القلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/190)
- وقيل بأن القلم أول المخلوقات بدليل قوله e: ( أول ما خلق الله تعالى القلم فقال له: اكتب، قال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة).
ولعل القول الأول أصح للحديث الصريح الصحيح السابق الذي يدل على أن العرش مخلوق قبل تقدير الله مقادير الخلق، أما قوله e : ( أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب) فإن معناه: عند أول خلقه قال له اكتب، ويدل عليه لفظ: (أول ما خلق الله القلم قال له اكتب)، بنصب (أولَ) و (القلمَ)، وحملت رواية الرفع (أولُ) و (القلمُ) على أن القلم أول المخلوقات من هذا العالم، فيتفق الحديثان؛ إذ حديث القول الأول يدل على أن العرش سابق على التقدير، وحديث القول الثاني يدل على أن التقدير مقارن لخلق القلم ([267]).
وقد رجح القول الأول ابن تيمية، وذكر أنه مذهب ((كثير في السلف والخلف)) ([268]).
هذا وقد رجح بعض أهل العلم أن القلم أول مخلوق، واستدل برواية: (إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم، وأمره أن يكتب كل شيء يكون) ([269])، قال الألباني: ((وفيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق، ولا نص في ذلك عن رسول الله e …، فالأخذ بهذا الحديث – وفي معناه أحاديث أخرى – أولى؛ لأنه نص في المسألة، ولا اجتهاد في مورد النص، كما هو معلوم، وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل؛ لأنه يصح مثل هذا التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها، ومنها القلم، أما ومثل هذا النص مفقود، فلا يجوز هذا التأويل)) ([270]).
والإيمان باللوح والقلم هو من الإيمان بالقضاء والقدر، ولهذا يذكرهما هل العلم ضمن الإيمان بالمرتبة الثانية من مراتب الإيمان بالقدر، وهي مرتبة الإيمان بكتابة المقادير، ويدخل في هذه المرتبة خمسة من التقادير هي:
الأول: التقدير الأزلي: وهو كتابة المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، عندما خلق الله القلم، قال تعالى:] مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير [، وقال الرسول e : ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وكان عرشه على الماء) ([271])، وقال e : ( أول ما خلق الله القلم، فقال له: أكتب، فقال: يا رب وماذا أكتب؟ فقال: أكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة) ([272]).
الثاني: التقدير العمري، حين أخذ الميثاق، قال تعالى:] وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين [([273])، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي e قال: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم u بنعمان - يعني عرفه - فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنشرها بين يديه، ثم كلمهم قبلاً، قال U : ] أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا [إلى قوله تعالى:] المبطلون [([274]).
الثالث: التقدير العمري أيضاً، عند تخليق النطفة في الرحم، قال تعالى:] هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذا أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى [([275]) وقوله e : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد …) ([276]) الحديث.
الرابع: التقدير الحولي، في ليلة القدر، قال تعالى:] فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا) [[277]).
الخامس: التقدير اليومي، قال تعالى:] كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ [) [278] (.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/191)
((وكل هذه التقادير كالتفصيل في القدر السابق، وهو الأزلي الذي أمر الله تعالى القلم عند خلقه أن يكتبه في اللوح المحفوظ، وبذلك فسر ابن عمر وابن عباس y قوله تعالى:] إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [) [279])، وكل ذلك صادر عن علم الله الذي هو صفته تبارك وتعالى)) ([280]).
المبحث التاسع
في قوله e :( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة)
يعني أن العبد إذا اتقى الله وحفظ حدوده وراعى حقوقه في حال رخائه، فقد تعرف بذلك إلى الله، فعرفه ربه في الشدة، ورعى له تعرفه إليه في الرخاء، فنجاه من الشدائد بهذه المعرفة.
يذكر ابن رجب أن معرفة العبد لربه نوعان: ((أحدهما – المعرفة العامة، وهي معرفة الإقرار به والإيمان، وهذه عامة للمؤمنين.
والثاني - معرفة خاصة تقتضي ميل القلب إلى الله بالكلية، والانقطاع إليه)).
كما يذكر ابن رجب أن معرفة الله لعبده نوعان، أيضاً، هما: الأول: معرفة عامة، وهي علمه تعالى بعباده واطلاعه عليهم، قال تعالى:] هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُم [وقال تعالى:] وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ [.
والثاني: معرفة خاصة، وهي تقتضي المحبة وإجابة الدعاء ونحو ذلك ([281]).
ويقول ابن علان (ت 1057 هـ): ((…، (تعرّف) بتشديد الراء: أي تحب (إلى الله في الرخاء) بالدأب في الطاعات، والإنفاق في وجوه القرب والمثوبات، حتى تكون متصفاً عنده بذلك، معروفاً به، (يعرفك في الشدة) بتفريجها عنك، وجعله لك من كل ضيق فرجاً، ومن كل هم مخرجاً، بواسطة ما سلف منك من ذلك التصرف)) ([282]).
والمراد بقوله e ( يعرفك في الشدة): أي المعرفة الخاصة التي تقتضي النصر والتأييد والقرب، قال e فيما يرويه عن ربه U: ( وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) ([283]).
فمتى تعرّف العبد إلى الله في الرخاء المعرفة التامة الخاصة، وذلك بحرصه على إكمال إخلاص عبادته، وخضوعه لله تعالى، واتباعه لرسوله e، عرفه الله في كل وقت، وبخاصة في وقت الشدائد والكرب، فينصره الله ويؤيده، ويسدده في سمعه وبصره، ويده ورجله، ويعطيه سؤاله، ويعيذه ويحفظه.
يقول e : ( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب؛ فليكثر الدعاء في الرخاء) ([284]).
ويونس u إنما نجاه الله بسبب ذكره الله في الرخاء، قال تعالى:] وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [([285]).
يقول الطبري: ((يقول تعالى ذكره: (فلولا أنه) يعني يونس كان من المصلين لله، قبل البلاء، الذي ابتلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ... ، ولكنه كان من الذاكرين الله قبل البلاء، فذكره الله في حال البلاء؛ فأنقذه ونجاه)) ([286])، وأشار إلى هذا القول ابن كثير بقوله: ((قيل لولا ما تقدم له من العمل في الرخاء)) تم نسبه إلى بعض أهل العلم. ([287]) واستدل عليه بحديث ابن عباس ([288])، وقيل معناه لولا أنه سبح الله في بطن الحوت، وقال ما قال من التهليل والتسبيح، والتوبة إلى الله ([289]).
وفرعون كان طاغياً باغياً، فلما أدركه الغرق] قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِين [([290]) فقال الله تعالى له:] آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ [([291])، أي أهذا الوقت تقول، وقد عصيت الله قبل هذا فيما بينك وبينه، وكنت من المفسدين في الأرض الذين أضلوا الناس، فهو سبحانه يبين أن هذا الإيمان في هذه الحالة غير نافع له ([292]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/192)
ومن اتقى الله في جميتع أحواله جعل الله له مخرجاً من المضائق والمحن، يقول الله تعالى:] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب [([293]) أي من يتق الله يجعل له مخرجاً ونجاه من كل كرب في الدنيا والآخرة، ومن كل شيء ضاق على الناس، ويرزقه من جهة لا تخطر بباله، ولهذا يروى عن ابن مسعود tأنه قال عن هذه الآية بأنها أكبر آية في القرآن فرجاً ([294])، ((فكل من اتقى الله ولازم مرضاته في جميع أحواله، فإن الله يثبته في الدنيا والآخرة، ومن جملة ثوابه أن يجعل له فرجاً ومخرجاً من كل شدة ومشقة، …، ويسوق الله الرزق للمتقي من وجه لا يحتسبه ولا يشعر به)) ([295]).
وإذا كان من يتقي الله يجعل له فرجاً ومخرجاً، فإن من لم يتق الله يقع في الآصار والأغلال والشدائد التي لا يقدر على التخلص منها، والخروج من تبعاتها ([296])، قال تعالى:] إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ [([297]).
وقال تعالى:] إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ [([298]).
وقوله سبحانه:] إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [([299]).
فمن عرف الله واستقام على شرعه تنزلت عليه الملائكة بأن لا يخاف ولا يحزن، ويبشرونه بالجنة، وذلك عند موته وفي قبره وحين يبعث، وقيل بأن هذا التنزّل عند الاحتضار، والصحيح بأنه في الأحوال الثلاثة المذكورة آنفاً؛ ولهذا قال ابن كثير بعد ذكره أن البشارة من الملائكة للعبد تكون عند الموت، وفي القبر، وحين البعث: ((وهذا القول يجمع الأقوال كلها، وهو حسن جداً، وهو الواقع)) ([300]).
وإذا علم من قوله e : ( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة) أن التعرف إلى الله في الرخاء يؤدي إلى معرفة الله لعبده في الشدة، وعلم بأن شدة الموت من أعظم الشدائد التي يلقاها العبد المؤمن، فالواجب المبادرة بالاستقامة والاستعداد للموت بالأعمال الصالحة وإخلاصها لله وحده لا شريك له، فهي السبيل إلى تنزل الملائكة على العبد المؤمن عند الاحتضار بألا يخاف ولا يحزن والبشارة له بالجنة؛ كل ذلك في وقت الشدائد والكرب عند الموت، وفي القبر، وحين البعث، فلا بد من الاستعداد لتلك الأهوال العظيمة؛ فإن المرء لا يدري متى يفاجئه الموت، ويقبل على تلك الشدائد.
يقول الطبري في تفسير الآيات السابقة في سورة فصلت: ((يقول تعالى ذكره: إن الذين قالوا ربنا الله وحده لا شريك له، وبرئوا من الآلهة والأنداد، ثم استقاموا على توحيد الله، ولم يخلطوا توحيد الله بشرك غيره به، وانتهوا إلى طاعته فيما أمر ونهى …، تتهبط عليهم الملائكة عند نزول الموت بهم …، قائلة: لا تخافوا ما تقدمون عليه من بعد مماتكم، ولا تحزنوا على ما تخلفونه وراءكم …، وقيل إن ذلك في الآخرة، وقوله:] وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [يقول: وسروا بأن لكم في الآخرة الجنة التي كنتم توعدونها في الدنيا على إيمانكم بالله واستقامتكم على طاعته)) ([301])
ويقول في تفسير آية الأحقاف: ((يقول تعالى ذكره: إن الذين قالوا ربنا الله الذي لا إله غيره ثم استقاموا على تصديقهم بذلك فلم يخلطوه بشرك، ولم يخالفوا الله في أمره ونهيه، فلا خوف عليهم من فزع يوم القيامة وأهواله، ولا هم يحزنون على ما خلفوا وراءهم بعد مماتهم، وقوله تعالى:] أولئك أصحاب الجنة [يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين قالوا هذا القول واستقاموا أهل الجنة وسكانها] خالدين فيها [يقول: ماكثين فيها أبداً،] جزاء بما كانوا يعملون [يقول: ثواباً منا لهم، آتيناهم ذلك على أعمالهم الصالحة، التي كانوا في الدنيا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/193)
يعملونها)) ([302]).
فلا بد من الاستقامة على شرع الله، والحرص على سلامة التوحيد مما قد يشوبه، في حال الصحة والرخاء، وفي جميع الأحوال، والاستعداد للقاء الله، فمن عرف الله في هذه الأحوال عرفه الله عند الشدائد فكان معه بتأييده وتوفيقه، يعينه ويتولاه، ويثبته على التوحيد، في الحياة وعند الممات، ومن نسي الله في حال صحته ورخائه، ولم يستعد للقائه نسيه الله، قال تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [([303]).
ويجب التعرف إلى الله في رخاء العيش، وتكاثر الأموال، وذلك بأن تكون مصادرها حلالاً، بعيدة عن الربا، ونحوه، وأن تؤتى زكاتها، وينفق على أوجه الخير منها، ويحذر من الطغيان والإنفاق على المحرمات والمنهيات، فمن تعرف إلى الله في أمواله، وتصرف فيها وفق الشرع الحكيم عرفه الله في الشدة، و ذلك بأن يسهل له أبواب الرزق، ويسدده لاستعماله على الوجه المطلوب شرعاً، ويلهمه شكره وحمد الله تعالى عليه، قال تعالى:] وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب [([304])، وقال سبحانه:] وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا [([305])، وقال عن أهل الكتاب:] وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم [([306])، أي لو أنهم عملوا بما في الكتب التي بأيديهم عن الأنبياء على ما هي عليه، من غير تحريف ولا تبديل، ولا تغيير، لقادهم ذلك إلى اتباع الحق، والعمل بمقتضى ما بعث الله به محمداً e ؛ فإن كتبهم ناطقة بتصديقه، والأمر باتباعه، حتماً لا محالة، ومن ثم (لأكلوا …) يعني بذلك كثرة الرزق النازل عليهم من السماء، والنابت لهم من الأرض ([307]).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله e فقال: (يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.
ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم.
ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولو لا البهائم لم يمطروا.
ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلا سلّط الله عليهم عدواً من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم.
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم) ([308])
وفي رواية: (ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله U عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة، إلا حبس الله عنهم القطر) ([309]).
فمن عمل لله بالطاعة في جميع أوقاته، ولا سيما في الرخاء، عرفه الله في الشّدة ووجده تجاهه ينصره ويؤيده ويفرج عنه، كما جرى للثلاثة الذين أصابهم المطر فأووا إلى غار فانحدرت صخرة فانطبقت عليهم، فقالوا: انظروا ما عملتم من الأعمال الصالحة، فاسألوا الله تعالى بها، فإنه ينجيكم، فذكر كل واحد منهم سابقة سبقت له مع ربه في الرخاء، فانحدرت عنهم الصخرة، فخرجوا يمشون ([310]).
المبحث العاشر
في قوله e :( واعلم أن النصر مع الصبر)
يجب على كل مسلم أن يعلم علم اليقين أن النصر مع الصبر، فإذا صبر وفعل ما أمره الله به من وسائل النصر؛ فإن الله تعالى ينصره؛ لأن العدو يصيب الإنسان من كل جهة فقد يشعر الإنسان أنه لن يطيق عدوه فيستحسر ويدع الجهاد، وقد يشرع في الجهاد، فإذا أصابه الأذى استحسر، وتوقف، وقد يستمر، فيصيبه الألم من عدوه، فيكون عرضة لليأس والخذلان، فهذه الأمور كلها يجب الصبر عليها، والحذر من اليأس وأسبابه، وليعلم المسلم أن الصبر من أعظم أسباب النصر ([311])، قال تعالى:] وَلاَتَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/194)
وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [([312]).
في هاتين الآيتين يخاطب الله تعالى عباده المؤمنين لما أصيبوا يوم أحد، وقتل منهم سبعون، مسلياً لهم قائلاً:] ولا تهنوا [أي لا تضعفوا بسبب ما جرى] ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين [أي العاقبة والنصر لكم أيها المؤمنون،] إن يمسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله [أي إن كنتم قد أصابتكم جراح، وقتل منكم طائفة فقد أصاب أعداءكم قريب من ذلك من قتل وجراح، ثم قال تعالى:] وتلك الأيام نداولها بين الناس [أي نديل عليكم الأعداء تارة، وإن كانت لكم العاقبة لما لنا في ذلك من الحكمة؛ ولهذا قال تعالى:] وليعلم الله الذين آمنوا [أي لنرى من يصبر على مناجزة الأعداء،] ويتخذ منكم شهداء [يعني يقتلون في سبيله، ويبذلون مهجهم في مرضاته، ثم قال تعالى:] وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (([313])، أي يكفر عنهم ذنوبهم، إن كانت لهم ذنوب، وإلا رفع لهم في درجاتهم بحسب ما أصيبوا به، أما الكافرون فإنهم إذا ظفروا وبغوا وبطروا فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ومحقهم وفنائهم. ([314])
ومن كلام السعدي في تفسير هذه الآيات قوله: ((يقول تعالى مشجعاً لعباده المؤمنين، ومقوياً لعزائمهم، ومنهضاً لهممهم،) ولا تهنوا ولا تحزنوا [أي: ولا تهنوا أو تضعفوا في أبدانكم، ولا تحزنوا في قلوبكم عندما أصابتكم المصيبة، وابتليتم بهذه البلوى؛ فإن الحزن في القلوب، والوهن على الأبدان، زيادة مصيبة عليكم، وأعون لعدوكم عليكم، بل شجعوا قلوبكم، وصبروها، وادفعوا عنها الحزن، وتصلبوا على قتال عدوكم، وذكر تعالى أنه لا يليق بهم الوهن والحزن، وهم الأعلون في الإيمان، ورجاء نصر الله وثوابه، فالمؤمن المبتغي ما وعد الله من الثواب الدنيوي والأخروي لا ينبغي له ذلك …)) ([315])
وقال تعالى:] وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [([316])
أي لا تضعفوا في طلب عدوكم، بل جدّوا فيهم، وقاتلوهم، واقعدوا لهم كل مرصد، فكما يصيبكم الجراح والقتل، كذلك يحصل لهم، وأنتم وإياهم سواء فيما يصيبكم وإياهم من الجراح والآلام، ولكن أنتم ترجون من الله المثوبة والنصر والتأييد كما وعدكم إياه في كتابه وعلى لسان رسوله e، وهم لا يرجون شيئاً من ذلك، فأنتم أولى بالجهاد منهم، وأشد رغبة فيه، وفي إقامة كلمة الله وإعلانها، وهو I أعلم وأحكم فيما يقدره ويقضيه، وينفذه ويمضيه في أحكامه الكونية والشرعية، فإذا صبر الإنسان وصابر ورابط؛ فإن الله سبحانه ينصره ([317]).
فهذه النصائح والتوجيهات توجب للمؤمن المصدق زيادة القوة، وتضاعف النشاط، والشجاعة التامة؛ لأن من يقاتل ويصبر على نيل عزّه الدنيوي، إن ناله، ليس كمن يقاتل ويصبر لنيل السعادة الدنيوية والأخروية، والفوز برضوان الله وجنته ([318]).
وفي قوله e : ( واعلم أن النصر مع الصبر) تنبيه على أن الناس في هذه الدار معرضون للمحن والمصائب وطروق المنغصات والمتاعب، لا سيما الصالحون منهم، فينبغي للمسلم أن يصبر ويحتسب، ويرضى بالقضاء والقدر، وينتظر وعد الله تعالى له بأن عليه صلوات من ربه ورحمة وبأنه المهتدى، قال تعالى:] وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون [([319])، فالنصر من الله تعالى للعبد على جميع أعداء دينه ودنياه إنما يوجد (مع الصبر) على طاعته، وعن معصيته، فهو سبب للنصر، ولهذا فإن الغالب على من انتصر لنفسه عدم النصر والظفر، وعلى من صبر ورضي بقضاء الله تعالى وحكمه تعجيلهما له كما هو المعهود من مزيد كرمه وإحسانه ([320]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/195)
ولهذا يقول الله تعالى:] وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرين [([321])؛ لأنه سبب لنصرهم على أعدائهم وأنفسهم وإعلاء لدرجاتهم، وقال تعالى:] كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِين [([322]).
يقول السعدي في تفسير قوله تعالى:] ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع …. [الآيات: ((أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن؛ ليتبين الصادق من الكاذب، والجازع من الصابر، وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان، ولم يحصل معها محنة، لحصل الاختلاط الذي هو فساد، وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر، هذه فائدة المحن …، فهذه الأمور لا بد أن تقع، لأن العليم الخبير أخبر بها فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت انقسم الناس قسمين: جازعين وصابرين، فالجازع حصلت له المصيبتان، فوات المحبوب، وهو وجود هذه المصيبة، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل له السخط الدال على شدة النقصان.
وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط قولاً وفعلاً، واحتسب أجرها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، بل المصيبة تكون نعمة في حقه؛ لأنها صارت طريقاً لحصول ما هو خير له وأنفع منها؛ فقد امتثل أمر الله، وفاز بالثواب؛ فلهذا قال تعالى:] وبشر الصابرين … [أي: بشّرهم بأنهم يوفون أجرهم بغير حساب، فالصابرون هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة، والمنحة الجسيمة …، فكون العبد لله، وراجعاً إليه، من أقوى أسباب النصر… ..
ودلّت هذه الآية على أن من لم يصبر فله ضد ما لهم، فحصل له الذم من الله، والعقوبة والضلال والخسارة، فما أعظم الفرق بين الفريقين …، فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها؛ لتخف وتسهل إذا وقعت، وبيان ما تقابل به إذا وقعت، وهو الصبر، وبيان ما يعين على الصبر، وما للصابرين من الأجر، ويعلم حال غير الصابر بضد حال الصابر…)) ([323]).
ويقول e : ( عجباً لأمر المؤمن. إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) ([324]).
وقال e : ( إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع) ([325])، يدل هذا الحديث على أن صاحب البلاء يكون محبوباً عند الله تعالى إذا صبر على البلاء ورضي بقضاء الله U.
ومن الأدلة التي تؤكد أن النصر مع الصبر كثرة الآيات والأحاديث التي تأمر بالصبر عند لقاء العدو، منها: قوله تعالى:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُون [([326])، وقوله:] فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ [([327])، وقوله تعالى في قصة طالوت:] فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِين [([328])، وقوله:] بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ [([329])، وقوله:] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون [([330]).
وقوله e : ( لا تمنّوا لقاء العدو، فإذا لقيتموهم فاصبروا) ([331]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/196)
والمسلم في هذه الحياة معرض لفتن كثيرة، ومعارك متنوعة، وابتلاءات في الأموال والأنفس، وأذى من المشركين والمخالفين، وأعظم أسباب الانتصار على كل هذا العقيدة السليمة، والعمل الصالح، والصبر والاحتساب، قال تعالى:] لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور [([332]).
وإذا عظمت المحنة كان الصبر للمؤمن الصالح ((سبباً لعلو الدرجة، وعظيم الأجر، كما سئل النبي e أي الناس أشد بلاء؟ قال: (الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة) ([333])، وحينئذ يحتاج من الصبر إلى ما لا يحتاج إليه غيره، وذلك هو سبب الإمامة في الدين كما قال تعالى:] وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ [([334])، فلابد من الصبر على فعل الحسن المأمور، وترك السيئ المحظور، ويدخل في ذلك الصبر على الأذى، وعلى ما يُقال، والصبر على ما يصيبه من المكاره، والصبر عن البطر عند النعم، وغير ذلك من أنواع الصبر، ولا يمكن العبد أن يصبر إن لم يكن له ما يطمئن له، ويتنعم به، وهو اليقين، .. ؛ فالحاجة إلى السماحة والصبر عامة لجميع بني آدم، لا تقوم مصلحة دينهم ولا دنياهم إلا بهما)) ([335]). فالذي يستقيم على شرع الله ويحفظ حدوده، ويصبر على العبادة، وعلى ما يصيبه من الابتلاءات، ويرضى بقضاء الله وقدره، يتولاه الله، ويوصل إليه مصالحه، وييسر له منافعه الدينية والدنيوية، وينصره على عدوه، ويدفع عنه كيد الفجار وتكالب الأشرار، قال تعالى:] فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [([336])، ومن كان الله مولاه وناصره فلا خوف عليه، ومن كان الله عليه فلا عزّ له، ولا قائمة تقوم له ([337]).
فالصبر أمر واجب لا بد منه؛ فإن الله تعالى أمر بالصبر ووعد عليه الأجر العظيم، قال تعالى:] إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب [([338])، وقال سبحانه:] وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ [([339])، وقال:] وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [([340])، وقال:] وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [([341]).
ويقول الرسول e : ( من يتصبّر يصبّره الله، وما أعطى أحد عطاءً خيراً ولا أوسع من الصبر) ([342]).
ولهذا قال عمر بن الخطاب: ((وجدنا خير عيشنا الصبر)) ([343]).
كما يجب أن يكون الصبر عند الصدمة الأولى للمصيبة أو الحادثة، قال e : ( إنما الصبر عند الصدقة الأولى) ([344]).
قال ابن حجر: ((والمعنى إذا وقع الثبات أول شيء يهجم على القلب من مقتضيات الجزع فذلك هو الصبر الكامل، الذي يترتب عليه الأجر)) ([345])، ثم نقل قول الخطابي (ت388هـ): ((المعنى أن الصبر الذي يحمد عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة، بخلاف ما بعد ذلك فإنه على الأيام يسلو)) ([346]).
فالصبر واجب في كل الأحوال، فيجب الصبر على العبادة وإقامة شرع الله تعالى، ويجب الصبر وحبس النفس عن المحرمات والمنهيات، ويجب الصبر عند وقوع المصائب والابتلاءات، وفي ميادين القتال ومنازلة الكفار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/197)
أما بالنسبة إلى الرضا بالقضاء، فيختلف حكمه باختلاف الأمور السابقة؛ فإن الرضا بالواجبات الشرعية واجب من حيث إنه قدر الله وقضاؤه، ومن حيث المقضي إذ الرضا بالواجبات الشرعية والعمل بهما واجب، أما بالنسبة للمعاصي والمحرمات فمن حيث القضاء الذي هو فعل الله فيجب الرضا و أن الله تعالى حكيم ولولا حكمته اقتضت وجودها ما وقعت، وأما من حيث المقضي وهو معصية الله والوقوع في المحرمات فيجب عدم الرضا بها والسعي لإزالتها، أما المصائب والابتلاءات فيجب الرضا بها من حيث إنها قضاء الله وفعله، أما الرضا من حيث وقوعها على العبد فإنه مستحب عند جمهور أهل العلم ([347]).
وأما الفرق بين الصبر والرضا؛ فإن الصبر كف النفس و حبسها عن التسخط مع وجود الألم، والرضا يوجب انشراح الصدر وسعته، وإن وجد الإحساس بأصل الألم، لكن الرضا يخفف الإحساس بالألم ([348]).
يقول ابن القيم: ((وأما حديث (الرضا بالقضاء) فيقال: أولاً: بأي كتاب: أم بأي سنة، أم بأي معقول علمتم وجوب الرضا بكل ما يقضيه ويقدره؟ بل بجواز ذلك، فضلاً عن وجوبه؟ هذا كتاب الله وسنة رسوله e، وأدلة العقول ليس في شيء منها الأمر بذلك، ولا إباحته، بل من المقضي ما يرضى به، ومنه ما يسخطه ويمقته، فلا نرضى بكل قضاء .. ، ويقال: ثانياً: هاهنا أمران (قضاء) وهو فعل قائم بذات الرب تعالى؛ و (مقضي) وهو المفعول المنفصل عنه، فالقضاء خير كله، وعدل وحكمة، فيرضى به كله، والمقضي قسمان، منه ما يرضى به، ومنه ما لا يرضى به …، ويقال: ثالثاً: القضاء له وجهان: أحدهما: تعلقه بالرب تعالى، ونسبته إليه، فمن هذا الوجه يرضى به كله، الوجه الثاني: تعلقه بالعبد، ونسبته إليه، فمن هذا الوجه ينقسم إلى ما يرضى به، وإلى ما لا يرضى به)) ([349])
وفي موضع آخر ذكر ابن القيم أن الناس تنازعوا في الرضا بالقضاء ((هل هو واجب أو مستحب؟ على قولين، وهما وجهان لأصحاب أحمد، فمنهم من أوجبه واحتج على وجوبه بأنه من لوازم الرضا بالله رباً، وذلك واجب …، ومنهم من قال هو مستحب غير واجب؛ فإن الإيجاب يستلزم دليلاً شرعياً، ولا دليل يدل على الوجوب، وهذا القول أرجح؛ فإن الرضا من مقامات الإحسان، التي هي من أعلى المندوبات)) ([350])، ولعل مراده هنا الرضا بالمصائب من حيث وقوعها على العبد، بدليل قوله بعد ذلك: ((الحكم والقضاء نوعان: ديني وكوني، فالديني يجب الرضا به، وهو من لوازم الإسلام، والكوني منه ما يجب الرضا به كالنعم، التي يجب شكرها، ومن تمام شكرها: الرضا بها، ومنه ما لا يجوز الرضا به كالمعايب والذنوب التي يسخطها الله، وإن كانت بقضائه وقدره، ومنه ما يستحب الرضا به كالمصائب، وفي وجوبه قولان، هذا كله في الرضاء بالقضاء الذي هو المقضي، وأما القضاء الذي هو وصفه سبحانه وفعله، كعلمه وكتابته وتقديره ومشيئته فالرضا به من تمام الرضا بالله رباً وإلهاً ومالكاً ومدبراً)) ([351])
المبحث الحادي عشر
في قوله e : ( واعلم أن الفرج مع الكرب)
كلما اشتدت الأمور واكتربت وضاقت؛ فإن الفرج بإذن الله تعالى قريب؛ يدل على ذلك قوله تعالى:] أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ [([352]). ((فكلما اشتدت الأمور فانتظر الفرج من الله I )) ([353]).
يقول السعدي في تفسير هذه الآية: ((أي: هل يجيب المضطرب، الذي أقلقته الكروب، وتعسر عليه المطلوب، واضطر للخلاص مما هو فيه إلا الله وحده؟، ومن يكشف السوء، أي: البلاء، والشر، و النقمة إلا الله وحده؟، ومن يجعلكم خلفاء الأرض، يمكنكم منها، ويمد لكم بالرزق، ويوصل إليكم نعمه، وتكونون خلفاء من قبلكم، كما أنه سيميتكم ويأتي بقوم بعدكم، أإله مع الله، يفعل هذه الأفعال؟
لاأحد يفعل مع الله شيئاً من ذلك، حتى بإقراركم أيها المشركون؛ ولهذا كانوا إذا مسهم الضر، دعوا الله مخلصين له الدين، لعلمهم أنه وحده المقتدر على دفعه و إزالته،] قليلاَ ما تذكرون [أي: قليل تذكركم وتدبركم للأمور التي إذا تذكرتموها ادكرتم، ورجعتم إلى الهدى، ولكن الغفلة والإعراض شامل لكم، فلذلك ما ارعويتم ولا اهتديتم) ([354]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/198)
والكرب إذا اشتد و أيس العبد من جميع المخلوقين، وتعلق قلبه بالله وحده، وهذا هو حقيقة التوكل على الله، وهو من أعظم ما تطلب به الحوائج، ومن توكل على ربه كفاه ([355])،] وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُه [([356]).
فالفرج يحصل سريعاً مع الكرب، فلا دوام للكرب، وحينئذ فيحسن لمن نزل به كرب أن يكون صابراً محتسباً، راجياً سرعة الفرج مما نزل به، حسن الظن بمولاه، في جميع أموره، فالله I أرحم به من كل راحم، حتى أمه وأبيه؛ إذ هو I أرحم الراحمين.
ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى:] وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [([357])، وقوله تعالى:] اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ [([358])، فهؤلاء القوم الذين أصابهم هذا المطر كانوا قانطين من نزوله إليهم قبل ذلك، فلما جاءهم جاءهم على كرب وشدة وفاقة فوقع منهم موقعاً عظيماً، فكان فرجاً وتيسيراً.
وقد قصّ الله تعالى في كتابه قصصاً كثيرة تتضمن وقوع الفرج بعد الكرب والشدة، كقصة نجاة نوح عليه الصلاة والسلام، ومن معه، في الفلك من الكرب العظيم، مع إغراق سائر أهل الأرض، وقصة نجاة إبراهيم عليه الصلاة والسلام من النار التي ألقاه المشركون فيها، وأنه سبحانه جعلها عليه برداً وسلاماً، وقصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع ولده الذي أمر بذبحه، ثم فداه الله بذبح عظيم، وقصة موسى عليه الصلاة والسلام مع أمه لما ألقته في اليم حتى التقطه آل فرعون، وقصته مع فرعون لما نجى الله موسى في البحر وأغرق عدوه، وقصص أيوب ويونس ويعقوب ويوسف عليهم الصلاة والسلام، وقصص محمد e في نصره على أعدائه ونجاته منهم في عدة مواطن، مثل قصته في الغار، ويوم بدر، ويوم أحد، ويوم حنين، وكذا قصة عائشة في حديث الإفك، والبراءة منه، وقصة الثلاثة الذين خلفوا، وغير ذلك من قصص القرآن الكريم وأخباره ([359]).
وفي السنّة أخبار كثيرة من تفريج الكرب عند اشتدادها، كقصة الثلاثة الذين دخلوا الغار فانطبقت عليهم الصخرة، فدعوا الله بأعمالهم الصالحة ففرج عنهم ([360])، وقصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وسارة مع الجبار الذي طلبها من إبراهيم عليه الصلاة والسلام فرد الله كيد الظالم ([361])، وعندما اشتكى رجل إلى النبي e، وهو قائم يخطب يوم الجمعة، احتباس المطر وجهد الناس، فرفع رسول الله e يديه فاستسقى لهم، فنشأ السحاب ومطروا إلى الجمعة الأخرى، حتى قاموا إليه e وطلبوا منه أن يستصحي لهم، ففعل فأقلعت السماء ([362])، إلى غير ذلك من القصص و الأخبار الثابتة.
والعبد معرض للمصائب والفتن، فقد تشتد عليه الأمور، وتضيق عليه الدنيا، ويتمكن منه الهم والحزن؛ فإذا صبر واحتسب، ولم ييأس من نصر الله وفرجه، والتجأ إلى مولاه بالدعاء والتضرع، في جميع أحواله، جاءه النصر والتأييد والفرج.
يروى عن الشافعي (ت 204هـ) قوله:
صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا ([363])
المبحث الثاني عشر
في قوله e :( وإن مع العسر يسراً)
أي أن كل عسر بعده يسر، بل إن العسر محفوف بيسرين، يُسر سابق ويسر لاحق، قال تعالى:] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [([364])
يقول السعدي: ((وقوله:] فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [: بشارة عظيمة أنه كلما وجد عسر وصعوبة؛ فإن اليسر يقاربه ويصاحبه … وتعريف (العسر) في الآيتين يدل على أنه واحد، وتنكير (اليسر) يدل على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.
وفي تعريفه بالألف واللام، الدال على الاستغراق والعموم دلالة على أن كل عسر، وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ، فإنه في آخره اليسر ملازم له)) ([365]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/199)
ويدل على ذلك أيضاً قوله تعالى:] سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [([366])، ففي هذه الآية بشارة للمعسرين بأن الله تعالى سيزيل عنهم الشدة، ويرفع عنهم المشقة ([367]).
والكرب والعسر والشدة أمور تصقل العبد وتصفيه من الشوائب؛ إذ تزيد من تعلقه بربه والالتجاء إليه بإخلاص وحسن اتباع، فتطهره من ذنوبه إذا صبر واحتسب، وأخلص وتابع، والعسر لا يدوم بالعبد بل معه اليسر والفرج.
وقد استدل ابن كثير ([368]) على هذه المسألة، بحديث عن رسول الله e، جاء في إحدى رواياته، عن أبي هريرة t قال: أصاب رجلاً حاجةٌ، فخرج إلى البرية، فقالت امرأته: اللهم ارزقنا ما نعتجن، وما نختبز، فجاء الرجل والجفنة ملأى عجيناً، وفي التنور حبوب الشواء، والرحى تطحن، فقال: من أين هذا؟ قالت: من رزق الله، فكنس ما حول الرحى، فقال رسول الله e : ( لو تركها لدارت أو طحنت إلى يوم القيامة) ([369]).
و يدل على أن العسر إذا اشتد بالعبد؛ فإن بعده اليسر بإذن الله تعالى، قوله سبحانه:] حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا [([370]). وقوله:] أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب [([371])، فهنا يذكر الله تعالى أن نصره ينزل على رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين عند ضيق الحال وانتظار الفرج من الله، في أحرج الأوقات، وكما تكون الشدة ينزل من النصر مثلها ([372]).
يقول السعدي عند تفسير الآية السابقة من سورة البقرة: ((يخبر تبارك وتعالى أنه لا بد أن يمتحن عباده بالسراء والضراء والمشقة، كما فعل بمن قبلهم، فهي سنته الجارية، التي لا تتغير ولا تتبدل، أن من قام بدينه وشرعه لا بد أن يبتليه؛ فإن صبر على أمر الله، ولم يبال بالمكاره الواقعة في سبيله، فهو الصادق الذي قد نال من السعادة كمالها، ومن السيادة آلتها، ومن جعل فتنة الناس كعذاب الله؛ بأن صدته المكاره عما هو بصدده، وثنته المحن عن مقصده، فهو الكاذب في دعوى الإيمان؛ فإنه ليس الإيمان بالتحلي والتمني، ومجرد الدعاوى، حتى تصدقه الأعمال أو تكذبه، فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر الله عنهم] مستهم البأساء والضراء [أي الفقر والأمراض في أبدانهم،] وزلزلوا [بأنواع المخاوف من التهديد بالقتل والنفي، وأخذ الأموال، وقتل الأحبة، وأنواع المضار، حتى وصلت بهم الحال، وآل بهم الزلزال إلى أن استبطؤوا نصر الله مع يقينهم به، ولكن لشدة الأمر وضيقه] يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله [، فلما كان الفرج عند الشدة، وكلما ضاق الأمر اتسع، قال تعالى:] ألا إن نصر الله قريب [فهكذا كل من قام بالحق فإنه يمتحن، فكلما اشتدت عليه وصعبت – إذا صابر وثابر على ما هو عليه – انقلبت المحنة في حقه منحة، والمشاق راحات، وأعقبه ذلك الانتصار على الأعداء، وشفاء ما في قلبه من الداء)) ([373]).
وأخبر I عن يعقوب عليه الصلاة والسلام أنه لم ييأس من لقاء يوسف عليه الصلاة والسلام وأخيه، وقال:] عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا [([374])، وقال لبنيه:] يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُون [([375]).
فمن فوائد هذه القصة ((أن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً؛ فإنه لما طال الحزن على يعقوب، واشتد به إلى أنهى ما يكون، ثم حصل الاضطرار لآل يعقوب، ومسهم الضر، أذن الله حينئذ بالفرج، وحصل التلاقي في أشد الأوقات إليه حاجة واضطراراً، فتم بذلك الأجر، وحصل السرور، وعلم من ذلك أن الله يبتلي أولياءه بالشدة والرخاء والعسر واليسر، ليمتحن صبرهم وشكرهم، ويزداد بذلك إيمانهم ويقينهم وعرفانهم)) ([376]).
وقد ذكر بعض أهل العلم أموراً عدّوها من حكم اقتران الفرج باشتداد الكرب، واقتران اليسر بالعسر، فمن ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/200)
1 - أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى وجد الإياس من كشفه من جهة المخلوقين، ووقع التعلق بالله وحده، I، فحينئذ يستجيب الله له ويكشف عنه ما به، فإن التوكل هو قطع الاستشراف باليأس من المخلوقين، والاعتماد على الله وحده لا شريك له، والتوكل على الله من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج؛ فإن الله يكفي من توكل عليه، كما قال تعالى:] وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [.
2 - أن العبد إذا وقع في عسر، واشتد عليه الكرب؛ فإنه يحتاج إلى مجاهدة نفسه، والشيطان، لأن الشيطان قد يأتيه فيقنطه، فيحتاج العبد إلى مجاهدته ودفعه، فيكون ثواب ذلك دفع البلاء عنه، وتيسير أمره، وتفريج كربته، ولهذا جاء في الحديث: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي، فيدَعُ الدعاء) ([377]).
3 - أن العبد إذا استبطأ الفرج، ولا سيما بعد الدعاء والتضرع، رجع باللائمة إلى نفسه، وبحث عن تقصيره، فأصلح خطأه، وعالج نقصه ([378]).
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وخاتم الأنبياء والمرسلين.
وبعد.
فإنه من خلال دراسة هذا الحديث العظيم، وهذه الوصية الكريمة من رسول الله e ، يتبين ما يلي:
1 - ضرورة تربية الناس، وبخاصة النشء على التعلق بالله تعالى، وحفظ حقوقه.
2 - أن أعظم حقوق الله تعالى توحيده في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والحرص على سلامة العقيدة مما قد يشوبها من الشرك والبدع والضلالات، إذ إن سلامة العقيدة وإخلاص العمل لله تعالى مع حسن المتابعة لرسوله e هي شروط قبول العبادة؛ التي إن تأخر أحدها حبط العمل.
3 - أن من حفظ حدود الله، بفعل المأمورات واجتناب المنهيات فإن الله يحفظه في دينه ودنياه.
4 - أن تحقيق هذا الحديث والعمل به يقتضي انقطاع العبد عن التعلق بالخلق وعن سؤالهم، واستعانتهم، ورجائهم بجلب نفع أو دفع ضر، وخوفهم من إيصال ضر أو منع نفع، وذلك يستلزم إفراد الله I بالطاعة والعبادة، وتقديم طاعته على طاعة الخلق كلهم جميعاً، والحذر مما يسخطه ولو كان فيه سخط الخلق جميعاً.
5 - وجوب تربية الناس وتعليمهم الإيمان بالقضاء والقدر وأن ذلك لا يناقض العمل والاجتهاد في العبادة، بل يوجبه ويدعو إليه.
6 - وجوب التعرف إلى الله والالتزام بشرعه في جميع الأوقات، وبخاصة في أوقات الرخاء، الذي هو مظنة الفتور والنسيان، وأن ذلك التعرف هو سبب نصر الله وتأييده في الشدة وعند الكرب والعسر.
7 - فهم هذا الحديث والعمل به من أعظم أسباب الشجاعة والإقدام والجهاد في سبيل الله، وذلك أن المسلم يعلم أن الضر و النفع بيد الله، وأن العبد لا يصيبه ضر ولا نفع إلا ما قدر عليه.
الحواشي والتعليقات
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد 1/ 408، و1/ 437. وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/ 472 ح 1483.
([2]) سورة النحل، الآية 36.
([3]) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب 59، ح 2516، والإمام أحمد 1/ 293، 303، وأخرجه الطبراني في الكبير ح 1298، وأبو نعيم في الحلية 1/ 314. وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع الصغير 2/ 1318 ح 7957.
([4]) الروايتان في مسند الإمام أحمد 1/ 293، و1/ 303،307 وعند أبي يعلى 2/ 665، والحاكم في مستدركه 3/ 541، والطبراني في المعجم الكبير 3/ 121. وصححه الألباني: انظر كتاب السنة لابن أبي عاصم، تخريج الألباني 1/ 138،139، ورياض الصالحين بتحقيق الألباني ص 63، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 5/ 496، 497 ح 2382.
([5]) متن الأربعين النووية ص 11 - 12.
([6]) رياض الصالحين ص 28.
([7]) جامع العلوم والحكم ص 462.
([8]) فتح المبين لشرح الأربعين ص 172.
([9]) شرح رياض الصالحين ص 456.
([10]) انظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 10/ 53.
([11]) انظر فتح المبين لشرح الأربعين ص 171.
([12]) شرح الأربعين حديثاً النووية ص 55.
([13]) انظر جامع العلوم والحكم ص 248، 249. وشرح رياض الصالحين 2/ 451.
([14]) سورة النحل، الآية 128.
([15]) انظر جامع العلوم والحكم ص251، وشرح رياض الصالحين 2/ 451، 452.
([16]) شرح الأربعين حديثاً النووية ص 55.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/201)
([17]) انظر جامع العلوم والحكم ص 256، 257.
([18]) انظر شرح رياض الصالحين 2/ 425، 453.
([19]) جامع العلوم والحكم ص 257.
([20]) انظر جامع العلوم والحكم ص 258، وشرح رياض الصالحين 2/ 454.
([21]) رواه الإمام أحمد في مسنده 6/ 441، وابن أبي عاصم في السنة ح 246. وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع الصغير ح 2150.
([22]) انظر شرح رياض الصالحين 2/ 455.
([23]) المصدر السابق 2/ 455.
([24]) فتح المبين لشرح الأربعين ص 177.
([25]) سورة الشرح، الآيتان 5،6.
([26]) انظر قواعد وفوائد من الأربعين النووية ص 178.
([27]) سورة التوبة، الآية 128.
([28]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 385.
([29]) رواه أحمد 5/ 153، و162، والبزار ح 147، والطيراني في المعجم الكبير ح 1647، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 416 ح 1803.
([30]) سورة يوسف، الآية 64.
([31]) سورة هود، الآية 57.
([32]) انظر القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ص 10، 15، 21.
([33]) سورة الشورى، الآية 6.
([34]) سورة سبأ، الآية 21.
([35]) عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين 2/ 37 – 41.
([36]) سورة ق، الآيات 31 - 33.
([37]) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 1364.
([38]) سورة البقرة، الآية 238.
([39]) سورة النور، الآية 30.
([40]) سورة الأحزاب، الآية 35.
([41]) سورة (المؤمنون)، الآية 5.
([42]) سورة المائدة، الآية 89.
([43]) رواه الحاكم في المستدرك 4/ 357، وصححه، ورواه الترمذي وحسنه ح 2409، وصححه ابن حبان ح 5703، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/ 23.
([44]) رواه الترمذي 2/ 66، وقال: هذا حديث حسن غريب، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/ 22 ح 510.
([45]) رواه أحمد في المسند 5/ 282، والدارمي 1/ 168، وصححه ابن حبان ح 1037، وصححه الألباني، انظر صحيح الترغيب والترهيب ح 192، 1/ 86.
([46]) سورة الذاريات، الآية 56.
([47]) سورة التوبة، الآية 112.
([48]) سورة ق~، الآية 32.
([49]) رواه أحمد في المسند 1/ 387، والترمذي ح 2458 في كتاب صفة القيامة باب (24)، والحاكم 4/ 323، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ح 2000.
([50]) انظر: نور الاقتباس ص 10.
([51]) سورة الإسراء، الآية 36.
([52]) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 409.
([53]) عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين 2/ 38.
([54]) سورة محمد، الآية 7.
([55]) سورة محمد، الآية 4.
([56]) سورة فاطر، الآية 44.
([57]) انظر شرح رياض الصالحين 2/ 450، 451.
([58]) سورة البقرة، الآية 245.
([59]) انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 410، وأسباب النزول ص 98، 99.
([60]) سورة آل عمران، الآية 181.
([61]) سورة محمد، الآية 17.
([62]) سورة محمد، الآية 16.
([63]) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 731.
([64]) رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح، ح 3334 في كتاب التفسير، وابن ماجه، كتاب الزهد ح 4244، وأحمد في مسنده 2/ 297.
([65]) سورة البقرة، الآية 40.
([66]) سورة البقرة، الآية 152.
([67]) سورة محمد، الآية 7.
([68]) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب السؤال بأسماء الله تعالى 11/ 107، ورواه مسلم، كتاب الذكر، باب ما يقول عند النوم ح 2714.
([69]) رواه الحاكم في المستدرك 1/ 525، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ح 1540.
([70]) رواه أحمد 2/ 403، وابن ماجه ح 2825 في كتاب الجهاد، باب تشييع الغزاة ووداعهم، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ح 16.
(71) رواه الترمذي، كتاب الدعوات، باب 45، ح 3439، وأحمد 2/ 7 و 25 و 38، وصححه ابن حبان، ح 2376، والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ح 14.
([72]) رواه أحمد في المسند 2/ 87، وابن حبان 3376، وصححه الألباني، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 21.
([73]) سورة يوسف، الآية 24.
([74]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 351، 352.
([75]) سورة الأنفال، الآية 24.
([76]) ذكره ابن كثير في تفسيره 2/ 285، وقال: رواه الحاكم في مستدركه موقوفاً. وانظر المستدرك 2/ 328.
([77]) سورة البقرة، الآية 257.
([78]) سورة محمد، الآية 11.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/202)
([79]) سورة الطلاق، الآية 3.
([80]) سورة الزمر، الآية 36.
([81]) سورة الرعد، الآية 11.
([82]) انظر جامع البيان في تفسير القرآن 13/ 77.
([83]) انظر المصدر السابق ص 78.
([84]) رواه أبو داود، في الأدب ح 5074، وابن ماجه، في الدعاء ح 3871، والحاكم في مستدركه 1/ 517، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه 2/ 332.
([85]) سورة النحل، الآية 97.
([86]) تفسير القرآن العظيم 2/ 566.
([87]) انظر أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 3/ 352 - 355.
([88]) سورة الحج، الآية 40.
([89]) سورة الحج، الآية 41.
([90]) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 5/ 703، 704.
([91]) سورة النحل، الآيتان 112، 113.
([92]) سورة العنكبوت، الآية 43.
([93]) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن 3/ 377.
([94]) انظر جامع العلوم والحكم، ص 466.
([95]) انظر البداية والنهاية 12/ 85، وسير أعلام النبلاء 17/ 668 – 671، وجامع العلوم والحكم، ص 466.
([96]) انظر جامع العلوم والحكم، ص 466.
([97]) سورة الكهف، الآية 82.
([98]) تفسير القرآن العظيم 3/ 97.
([99]) انظر المصدر السابق، وذكر هذا الأثر ابن المبارك في الزهد (332)، والطبري في جامع البيان في تفسير القرآن 16/ 7، والحاكم 2/ 369
([100]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 432.
([101]) جامع العلوم والحكم، ص 467.
([102]) المصدر السابق، الصفحة نفسها.
([103]) الحلية 3/ 148، ورواه ابن المبارك في الزهد (330)، والحميدي (373)، وانظر جامع العلوم والحكم.
([104]) الصيصية: هي الصنّارة التي يغزل بها وينسج. انظر لسان العرب 2/ 501، والنهاية في غريب الحديث والأثر ص533.
([105]) رواه الإمام أحمد في المسند 5/ 67، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 277 وقال: رجاله رجال الصحيح.
([106]) رواه الطبراني في الكبير (6432)، وصححه الحاكم 3/ 606، وانظر الحلية 1/ 369.
([107]) حلية الأولياء 8/ 109، وجامع العلوم والحكم ص 468.
([108]) سورة الأنفال، الآية 64.
([109]) انظر الرسالة التدمرية ص 153.
([110]) سورة الأنفال، الآية 62.
([111]) سورة البقرة، الآية 194.
([112]) سورة البقرة، الآية 153.
([113]) فتح المبين لشرح الأربعين ص 172.
([114]) سورة النحل، الآية 128.
([115]) سورة طه، الآية 46.
([116]) سورة الشعراء، الآية 62.
([117]) سورة التوبة، الآية 40، والحديث رواه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب المهاجرين وفضلهم، ح3653، ورواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر t ح 2381.
([118]) سورة الأنفال، الآية 19.
([119]) سورة الحديد، الآية 4.
([120]) سورة المجادلة، الآية 7.
([121]) سورة البقرة، الآية 108.
([122]) سورة البقرة، الآية 186.
([123]) رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع ح 6502.
([124]) انظر القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى ص 69.
([125]) رواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى ح 2687، وروى البخاري نحوه في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:] وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ [ح 7405.
([126]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 5/ 466.
([127]) انظر نور الاقتباس ص 22.
([128]) رواه البخاري، كتاب الزكاة ح 1471.
([129]) انظر شرح رياض الصالحين 2/ 452.
([130]) سورة النساء، الآية 32.
([131]) سورة غافر، الآية 60.
([132]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 687.
([133]) سورة الأحقاف، الآية 5.
([134]) سورة البقرة، الآية 273.
([135]) رواه مسلم في كتاب الزكاة، باب كراهية المسألة للناس ح (1043).
([136]) سورة المائدة، الآية 116.
([137]) سورة التوبة، الآية 31.
([138]) سورة الشرح، الآيتان 7،8.
([139]) يشير إلى الحديث الذي رواه مسلم، كتاب الصلاة 1/ 288، 289.
([140]) اللمعة في الأجوبة السبعة ص 22 - 26، ومجموع الفتاوى 27/ 67 – 69.
([141]) سورة يونس، الآية 107.
([142]) سورة فاطر، الآية 2.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/203)
([143]) رواه الترمذي في كتاب الدعوات، باب رقم (3) ح 3370، وأحمد 2/ 442، وابن ماجه ح 3827، وقال الألباني عنه بأنه حديث حسن، انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، ح 2654، وصحيح ابن ماجه 3085.
([144]) سورة البقرة، الآية 186.
([145]) رواه البخاري، كتاب التهجد، باب الدعاء والصلاة من آخر الليل، ح 1145.
([146]) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، ح 2577.
([147]) سورة آل عمران، الآية 128
([148]) سورة آل عمران، الآية 154.
([149]) سورة آل عمران، الآية 154.
([150]) سورة الزمر، الآية 38.
([151]) سورة الأنعام، الآية 17.
([152]) سورة فاطر، الآية 2.
([153]) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل ص 273.
([154]) سورة يونس، الآية 71.
([155]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 407.
([156]) سورة هود، الآيات 54 - 56.
([157]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 231، وتيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 340.
([158]) جامع العلوم والحكم ص 481.
([159]) نور الاقتباس ص31؛ وانظر الوافي في شرح الأربعين النووية ص 127.
([160]) رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب من سأل الناس تكثراً، ح (1474). ورواه مسلم، كتاب الزكاة، باب كراهة المسألة للناس، ح (1040).
([161]) رواه مسلم كتاب الزكاة، باب من تحل له المسألة، ح 1044.
([162]) انظر شرح السنة 6/ 125، 126.
([163]) صحيح مسلم بشرح النووي 7/ 127.
([164]) انظر القول المفيد على كتاب التوحيد 3/ 130.
([165]) انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 24.
([166]) سورة هود، الآية 123.
([167]) سورة الملك، الآية 29.
([168]) سورة المزمل، الآية 9.
([169]) سورة هود، الآية 88.
([170]) تفسير الفاتحة، ص 52.
([171]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 22.
([172]) سورة الفاتحة، الآية 5.
([173]) جزء من حديث أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب ما جاء في الفاتحة.
([174]) انظر: معالم التنزيل 1/ 41، وتفسير القرآن العظيم 1/ 24، 25.
([175]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 22.
([176]) رواه مسلم، كتاب القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز، والاستعانة بالله، ح2664.
([177]) صحيح مسلم بشرح النووي 16/ 215.
([178]) رواه أبو داود، كتاب النكاح، باب في خطبة النكاح، ح 2118، والترمذي في النكاح، ح 1105، والنسائي، في الجمعة، باب كيف الخطبة، 3/ 105، وابن ماجة، في النكاح، باب خطبة النكاح، ح 1892، وانظر: صحيح ابن ماجة 1/ 319، ح 153.
([179]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 18/ 287.
([180]) رواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب الاستغفار، ح 1522، والنسائي، في السهو، باب نوع آخر من الدعاء 3/ 53، واحمد في المسند 5/ 245، وانظر: صحيح الكلام الطيب، ح 115، وصحيح الجامع الصغير 2/ 1320، ح 3063.
([181]) رواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب ما يقول الرجل إذا سلم، ح 1510، والترمذي في كتاب الدعوات، باب في دعاء النبي e ، ح 3546، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وانظر: صحيح سنن الترمذي 3/ 461، ح 3551، وصحيح سنن ابن ماجة 2/ 324، ح 3830.
([182]) رواه أبو داود، كتاب الضحايا، باب ما يستحب من الضحايا، ح 2795.
([183]) دقائق التفسير 1/ 173، 174، وانظر منهاج السنة 4/ 244.
([184]) دقائق التفسير، ص 212.
([185]) كتاب الصلاة وحكم تاركها، ص 104.
([186]) سورة يوسف، الآية 18.
([187]) أخرجه البخاري، كتاب الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضاً، ح 2661.
([188]) سورة الأعراف، الآية 128.
([189]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 229.
([190]) سورة الأنبياء، الآية 112.
([191]) انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 197.
([192]) أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 61/1 و 12/ 42/1، وصححه الألباني، انظر: إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل 2/ 170 ح 428.
([193]) أخرجه مسلم، في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان t ح 2403.
([194]) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا علا عقبة، ح 6384.
([195]) انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري 11/ 188، 500، 501.
([196]) صحيح مسلم بشرح النووي 17/ 26.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/204)
([197]) انظر القول المفيد على كتاب التوحيد 3/ 130، وشرح رياض الصالحين 2/ 452، 453.
([198]) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 365.
([199]) سورة يوسف، الآية 42.
([200]) سورة الأعراف، الآية 188.
([201]) سورة الحج، الآيات 11 - 13.
([202]) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 484.
([203]) سورة الحج، الآيتان 73 - 74.
([204]) سورة الطلاق، الآية 3.
([205]) شرح الأربعين حديثاً النووية ص 55.
([206]) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها، ح 3.
([207]) انظر شرح رياض الصالحين 2/ 453.
([208]) سورة آل عمران، الآية 120
([209]) انظر شرح رياض الصالحين 2/ 454 - 455
([210]) انظر الاستقامة 2/ 271.
([211]) سورة الحشر، الآية 21.
([212]) سورة سبأ، الآية 3.
([213]) سورة الطلاق، الآية 12.
([214]) أخرجه مسلم، كتاب القدر، باب كل مولود يولد على الفطرة، ح 2662.
([215]) أخرجه البخاري، كتاب القدر، باب الله أعلم بما كانوا عاملين، ح 6597، ومسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، ح 2659.
([216]) مجموعة فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 4/ 246.
([217]) سورة يس، الآية 12.
([218]) سورة الحج، الآية 70.
([219]) سورة فاطر، الآية 11.
([220]) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب تفسير سورة] والليل إذا يغشى [، ح 4948، ومسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي، ح 2648.
([221]) سورة فاطر، الآية 44.
([222]) سورة الإنسان، الآية 30.
([223]) سورة الأنعام، الآية 39.
([224]) سورة يس، الآية 82.
([225]) رواه مسلم، كتاب القدر، باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء، ح 2654.
([226]) سورة الزمر، الآية 62.
([227]) سورة فاطر، الآية 3.
([228]) سورة الروم، الآية 40.
([229]) سورة الصافات، الآية 96.
([230]) رواه البخاري في خلق أفعال العباد ص 73، وابن أبي عاصم في السنة 357، 358، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 181، ح 1637.
([231]) سورة التوبة، الآية 105
([232]) جزء من حديث سيأتي تخريجه.
([233]) انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 8/ 449، 459، وأعلام السنة المنشورة ص 139، 141.
([234]) سورة الحديد، الآية 21.
([235]) الشريعة، ص152.
([236]) سورة الحديد، الآية 22.
([237]) سورة التوبة، الآية 51.
([238]) سورة آل عمران، الآية 154.
([239]) رواه مسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، ح 2648.
([240]) سورة التغابن، الآية 11.
([241]) انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 375.
([242]) شرح الأربعين حديثاً النووية ص 55.
([243]) سبق تخريجه.
([244]) سورة الليل، الآيات 5 - 7.
([245]) أعلام السنة المنشورة ص 134.
([246]) سيأتي تخريجه بعد قليل.
([247]) رواه ابن ماجة، كتاب الطب، باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء، والترمذي، كتاب الطب، باب ما جاء في الأدوية، ح 2065، وقال هذا حديث حسن صحيح.
([248]) انظر أعلام السنة المنشورة ص 134 - 135.
([249]) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 121، 781.
([250]) رواه الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره، ح 2144، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/ 446، وسلسلة الأحاديث الصحيحة ح 2439.
([251]) نور الاقتباس ص 46 ,
([252]) المصدر السابق ص 47
([253]) رواه مسلم، كتاب القدر، باب في الأمر بالقوة وترك العجز، والاستعانة بالله، وتفويض المقادير لله، ح 2664.
([254]) انظر شرح رياض الصالحين 2/ 455، وبهجة الناظرين شرح رياض الصالحين 1/ 136.
([255]) انظر شرح الأربعين حديثاً النووية ص 55.
([256]) سورة الحديد، الآية 22.
([257]) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب في القدر، ح 4700، والترمذي في كتاب القدر، ح 2155، وأحمد 5/ 317، وانظر صحيح سنن الترمذي 2/ 450 ح 2155.
([258]) رواه مسلم في كتاب القدر، باب احتجاج آدم وموسى عليهما السلام، ح 2653.
([259]) أخرجه أحمد في المسند 5/ 197، وابن أبي عاصم في السنة ح 304، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 2/ 774 ح 4201.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/205)
([260]) سبق تخريجه.
([261]) رواه الترمذي، كتاب القدر، باب ما جاء لا عدوى ولا هامة ولا صفر، ورواه أحمد 1/ 440، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/ 446 ح 2143.
([262]) انظر شرح العقيدة الطحاوية ص 345 - 348 بتصرف يسير.
([263]) أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، ح 349، ومسلم كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله e، ح 263.
([264]) أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ح 3208، ومسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه، ح 2645.
([265]) سورة الانفطار، الآيات 10 - 12.
([266]) علقه البخاري في صحيحه، في كتاب الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق، وأخرجه أبو داود في كتاب الحدود، باب: في المجنون يسرق، أو يصيب حداً، ح 4399، والترمذي في كتاب الحدود، باب: ما جاء فيمن لا يجب عليه الحد، ح 1423، وابن ماجة، كتاب الطلاق، باب: طلاق المعتوه والصغير، ح 2042، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/ 117، ح 1423.
([267]) انظر شرح العقيدة الطحاوية ص 345.
([268]) انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 2/ 275 و 16/ 139، ومنهاج السنة النبوية 1/ 361، 362.
([269]) رواه ابن أبي عاصم في السنة، ح 108، والبيهقي في السنن الكبرى 9/ 3، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 257 ح 133.
([270]) سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 258.
([271]) سبق تخريجه.
([272]) سبق تخريجه.
([273]) سورة الأعراف، الآية 172.
([274]) الحديث رواه الإمام أحمد 1/ 272، وابن أبي عاصم 202، وصححه الألباني في سلة الأحاديث الصحيحة ح 1623.
([275]) رواه أبو داود في كتاب السنة، باب في القدر، ح 4700، والترمذي في كتاب القدر، ح 2155، واحمد 5/ 317، وانظر: صحيح سنن الترمذي 2/ 450، ح2155.
([276]) ورواه مسلم في كتاب القدر، باب احتجاج آدم وموسى عليهما السلام، ح2653.
([277]) سورة الدخان، الآيتان 4، 5.
([278]) سورة الرحمن، الآية 29.
([279]) سورة الجاثية، الآية 29.
([280]) أعلام السنة المنشورة ص 133.
([281]) انظر جامع العلوم والحكم، ص 252.
([282]) دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، 1/ 232.
([283]) سبق تخريجه.
([284]) رواه الترمذي في كتاب الدعوات، باب رقم (9)، ح 3379، والحاكم 1/ 544، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/ 140 ح 593.
([285]) سورة الصافات، الآيات 139 – 147.
([286]) جامع البيان في تفسير القرآن 23/ 64.
([287]) انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 22.
([288]) انظر البداية والنهاية 1/ 219.
([289]) انظر المصدر السابق، الصفحة نفسها.
([290]) سورة يونس، الآية 90.
([291]) سورة يونس، الآية 91.
([292]) انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 421.
([293]) سورة الطلاق، الآيتان 2، 3.
([294]) انظر دقائق التفسير 5/ 8 - 10، وتفسير القرآن العظيم 4/ 380.
([295]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 806.
([296]) انظر المصدر السابق، الصفحة نفسها.
([297]) سورة آل عمران، الآية 159.
([298]) سورة فصلت، الآيات 30 - 32.
([299]) سورة الأحقاف، الآيتان 13 - 14.
([300]) انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 101.
([301]) جامع البيان في تفسير القرآن 24/ 73، 74.
([302]) المصدر السابق 26/ 11.
([303]) سورة الحشر، الآيتان 18 و 19.
([304]) سورة الطلاق، الآيتان 2 و3.
([305]) سورة الجن، الآية 16.
([306]) سورة المائدة، الآية 66.
([307]) انظر: تفسير القرآن العظيم 2/ 72.
([308]) رواه ابن ماجة، كتاب الفتن، باب العقوبات، ح 4019، والحاكم 4/ 540، وصحح الألباني، انظر: صحيح ابن ماجة 2/ 370، ح 3246، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 216، 217، ح 106.
([309]) رواه الحاكم 2/ 126، والبيهقي 3/ 346، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 219، ح 107.
([310]) انظر: نص الحديث في صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب إذا اشترى شيء بغير إذنه فرضي، ح 2215، وفي صحيح مسلم، كتاب الذكر، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، ح 2743.
([311]) انظر: شرح رياض الصالحين 2/ 455.
([312]) سورة آل عمران، الآيتان 139، 140.
([313]) سورة آل عمران، الآية 141.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/206)
([314]) انظر: تفسير القرآن العظيم 1/ 385، 386.
([315]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 117.
([316]) سورة النساء، الآية 104.
([317]) انظر: تفسير القرآن العظيم 1/ 521.
([318]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 163.
([319]) سورة البقرة، الآيات 155 - 157.
([320]) انظر: شرح الأربعين حديثاً النووية، ص 55، 56، وفتح المبين لشرح الأربعين، ص 177.
([321]) سورة النحل، الآية 126.
([322]) سورة البقرة، الآية 249.
([323]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 58، 59.
([324]) رواه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب المؤمن أمره كله خير، ح 2999.
([325]) رواه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، ح 2396، وابن ماجه، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء، ح 4031، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ 276، ح 146، وصحيح الجامع الصغير 1/ 351، ح 1706.
([326]) سورة الأنفال، الآية 45.
([327]) سورة الأنفال، الآية 66.
([328]) سورة البقرة، الآية 249.
([329]) سورة آل عمران، الآية 125.
([330]) سورة آل عمران، الآية 200.
([331]) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب لا تمنوا لقاء العدو، ح 3026.
([332]) سورة آل عمران، الآية 186.
([333]) رواه الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، ح 2398، وقال الترمذي: " هذا حديث حسن صحيح"، ورواه ابن ماجة، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء، ح 3249، وانظر صحيح سنن ابن ماجة 2/ 371، ح 4023.
([334]) سورة السجدة، الآية 24.
([335]) انظر: الاستقامة 2/ 260 - 263.
([336]) سورة الأنفال، الآية 40.
([337]) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 282.
([338]) سورة الزمر، الآية 10.
([339]) سورة الحج، الآيتان 34، 35.
([340]) سورة البقرة، الآية 177.
([341]) سورة محمد، الآية 31.
([342]) رواه البخاري، كتاب الزكاة، باب الاستعطاف في المسألة، ح 1469، وفي الرقاق، باب الصبر عن محارم الله، ح6470.
([343]) رواه البخاري تعليقاً مجزوماً به في كتاب الرقاق، باب الصبر عن محارم الله، وقال ابن حجر: "وقد وصله أحمد في كتاب الزهد بسند صحيح عن مجاهد قال: قال عمر"، انظر فتح الباري 11/ 303، وكتاب الزهد ص 117.
([344]) رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب زيارة القبور، ح 1283.
([345]) فتح الباري شرح صحيح البخاري 3/ 149، 150.
([346]) انظر المصدر السابق ص 150.
([347]) انظر فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين 1/ 61.
([348]) انظر المصدر السابق، ونور الاقتباس ص55.
([349]) مدارج السالكين بين منازل (إياك نعبد وإياك نستعين) 1/ 256.
([350]) انظر شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ص 278.
([351]) المصدر السابق، الصفحة نفسها.
([352]) سورة النمل،آية 62.
([353]) انظر شرح رياض الصالحين 2/ 456.
([354]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 557.
([355]) انظر فتح المبين لشرح الأربعين ص 178،وبهجة الناظرين ص 136.
([356]) سورة الطلاق،الآية 3.
([357]) سورة الشورى، الآية 28.
([358]) سورة الروم، الآيتان 48 - 49.
([359]) انظر نور الاقتباس ص 65، وجامع العلوم والحكم ص 491.
([360]) سبق تخريج حديث هذه القصة.
([361]) انظر القصة بتمامها في صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه، ح 2217.
([362]) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب رفع اليدين في الخطبة، ح 932.
([363]) انظر مناقب الشافعي 2/ 362.
([364]) سورة الشرح، الآيتان 4 - 5.
([365]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 859، وانظر تفسير القرآن العظيم 4/ 527.
([366]) سورة الطلاق، الآية 7.
([367]) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 808.
([368]) انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 384.
([369]) أخرجه الطبراني في الأوسط 2/ 41، والبيهقي في الدلائل 6/ 105، والبزار في مسنده 4/ 267، وأحمد في مسنده 2/ 513، 421 برواية أخرى، وانظر مجمع الزوائد 10/ 207، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 6/ 1051،1052، ح 2937.
([370]) سورة يوسف، الآية 110.
([371]) سورة البقرة، الآية 214.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/207)
([372]) انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 239، 2/ 478، ودقائق التفسير 3/ 301، 303.
([373]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص79.
([374]) سورة يوسف، الآية 83.
([375]) سورة يوسف، الآية 87.
([376]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص 366.
([377]) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل، ح 6340، ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب، ح 2735.
([378]) انظر نور الاقتباس ص 76،77، وجامع العلوم والحكم ص 494،495.
المصادر والمراجع
1 - إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1399هـ.
2 - أسباب النزول، أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، عالم الكتب، بيروت.
3 - الاستقامة، أبو العباس أحمد بن تيمية، أشرف على طباعته جامعة الإمام، الرياض، الطبعة الأولى 1404هـ.
4 - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، محمد الأمين الشنقيطي، المطابع الأهلية، الرياض، 1403هـ.
5 - أعلام السنة المنشورة، حافظ بن أحمد الحكمي، مكتبة السوادي، جدة، الطبعة الثانية، 1408هـ.
6 - الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة السابعة 1976م.
7 - إيضاح المعاني الخفية في الأربعين النووية، محمد تاتاي، دار الوفاء المنصورة بمصر، الطبعة الأولى 1418هـ.
8 - البداية والنهاية، أبو الفداء إسماعيل بن كثير، مطبعة كروستان، مصر، الطبعة الأولى، 1348هـ.
9 - بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار، السعدي، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الثالثة 1404هـ.
10 - بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي، الدمام، الطبعة الأولى 1415هـ.
11 - تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي، محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى 1410هـ.
12 - التحفة الربانية في شرح الأربعين حديثاً النووية، إسماعيل بن محمد الأنصاري، مكتبة الإمام الشافعي، الرياض، الطبعة الأولى، 1415هـ.
13 - تفسير الفاتحة، محمد بن عبد الوهاب، مكتبة الحرمين، الرياض، الطبعة الثالثة، 1409هـ.
14 - تفسير القرآن العظيم، أبو الفداء إسماعيل بن كثير، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، الطبعة الخامسة، 1416هـ.
15 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الرابعة، 1417هـ.
16 - جامع البيان في تفسير القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، دار الفكر، بيروت، 1398هـ.
17 - جامع العلوم والحكم، ابن رجب الحنبلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة السابعة 1419هـ.
18 - حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، أبو نعيم الأصبهاني، دار الكتب العلمية، بيروت.
19 - خلق أفعال العباد، محمد بن إسماعيل البخاري، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة.
20 - دقائق التفسير، أبو العباس أحمد بن تيمية، مؤسسة علوم القرآن، دمشق، الطبعة الثانية، 1404هـ.
21 - دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، محمد بن علان، نشر وتوزيع إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض.
22 - ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف، عبد الله الغفيلي، دار المسير، الرياض، الطبعة الأولى، 1418هـ.
23 - الرسالة التدمرية، أبو العباس أحمد بن تيمية، المكتب الإسلامي، دمشق، الطبعة الثالثة، 1400هـ.
24 - رياض الصالحين، أبو زكريا يحيي بن شرف النووي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1417هـ.
25 - الزهد، أحمد بن حنبل، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1403هـ.
26 - الزهد، عبد الله بن المبارك، دار الكتب العلمية، بيروت.
27 - سلسلة الأحاديث الصحيحة، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، 1392هـ.
28 - السنة، لابن أبي عاصم، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1400هـ.
29 - سنن الترمذي (الجامع الصحيح)، أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، دار الدعوة، إستانبول، 1401هـ.
30 - سنن أبي داود، أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، دار الدعوة، إستانبول، 1401هـ.
31 - سنن ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة، دار الدعوة، إستانبول، 1401هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/208)
32 - السنن الكبرى، البيهقي، دار الفكر.
33 - سنن النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، دار الدعوة، إستانبول، 1401هـ.
34 - سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة 1405هـ.
35 - شرح الأربعين حديثاً النووية، ابن دقيق العيد، مؤسسة الطباعة، جدة، 1403هـ.
36 - شرح رياض الصالحين، محمد بن صالح العثيمين، دار الوطن، الرياض، الطبعة الأولى، 1415هـ.
37 - شرح السنة، الحسين بن مسعود البغوي، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1390هـ.
38 - شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز الحنفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية، 1413هـ.
39 - الشريعة، أبو بكر محمد بن الحسين الآجري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1403 هـ.
40 - شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، ابن قيم الجوزية، دار المعرفة، بيروت.
41 - صحيح البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، دار الدعوة، إستانبول، 1401هـ.
42 - صحيح الترغيب والترهيب للمنذري، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1402هـ.
43 - صحيح الجامع الصغير وزيادته، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، دمشق، الطبعة الثانية، 1399هـ.
44 - صحيح ابن حبان، تحقيق محمد حمزة، دار الكتب العلمية.
45 - صحيح سنن الترمذي، محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى، 1420هـ.
46 - صحيح سنن ابن ماجة، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1407هـ.
47 - صحيح الكلم الطيب لابن تيمية، محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الرابعة، 1400هـ.
48 - صحيح مسلم، أبو الحسين مسلم بن حجاج القشيري، دار الدعوة، إستانبول، 1401هـ.
49 - صحيح مسلم بشرح النووي، أبو زكريا يحيي بن شرف النووي، نشر وتوزيع إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض.
50 - عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين، صالح بن إبراهيم البليهي، المطابع الأهلية، الرياض، الطبعة الثانية، 1404هـ.
51 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة، بيروت.
52 - فتح المبين لشرح الأربعين، أحمد بن حجر الهيتمي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1398هـ.
53 - الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديثاً النووية، إبراهيم بن مرعي الشبرخيتي، دار الفكر.
54 - فيض القدير شرح الجامع الصغير، عبد الرؤوف المناوي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية 1391هـ.
55 - القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، محمد الصالح العثيمين، مطابع السلمان، بريدة، 1405هـ.
56 - قواعد وفوائد من الأربعين النووية، ناظم محمد سلطان، دار الهجرة، المملكة العربية السعودية، الطبعة السادسة، 1419هـ.
57 - القول المفيد على كتاب التوحيد، محمد بن صالح العثيمين، دار العاصمة، الطبعة الأولى، 1415هـ.
58 - كتاب الصلاة وحكم تاركها، ابن قيم الجوزية، إدارة ترجمان السنة، باكستان.
59 - الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، ابن أبي شيبة، الدار السلفية، الهند، الطبعة الأولى، 1401هـ.
60 - لسان العرب المحيط، ابن منظور، دار لسان العرب، بيروت.
61 - اللمعة في الأجوبة السبعة، شيخ الإسلام ابن تيمية، دار الصميعي، الرياض، الطبعة الأولى، 1419هـ.
62 - متن الأربعين النووية، أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، ضبط ألفاظها وشرح غريبها محيي الدين مستو، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1398هـ.
63 - المجالس السنية في الكلام على الأربعين النووية، أحمد بن حجازي الفشني، [وهو بهامش شرح الشبرخيتي].
64 - مجمع الزوائد، الهيثمي، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثالثة، 1402هـ.
65 - مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب ابن قاسم، الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض.
66 - مدارج السالكين بين منازل] إياك نعبد وإياك نستعين [، ابن قيم الجوزية، دار الكتاب العربي، بيروت، 1392هـ.
67 - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي بن سلطان محمد القاري، مكتبة إمدادية، باكستان.
68 - المستدرك على الصحيحين، أبو عبد الله النيسابوري الحاكم، مكتبة النصر الحديثة، الرياض.
69 - المسند، أحمد بن حنبل الشيباني، المكتب الإسلامي، بيروت 1978م.
70 - المسند، الحميدي، تحقيق الأعظمي، عالم الكتب، بيروت.
71 - مسند أبي يعلى، أبو يعلى الموصلي، تحقيق حسين سليم، دار المأمون، بيروت، الطبعة الأولى، 1404هـ.
72 - معالم التنزيل، أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الثانية، 1407هـ.
73 - المعجم الكبير، الحافظ أبو القاسم الطبراني، مطبعة الوطن العربي في بغداد، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.
74 - مناقب الشافعي، البيهقي، تحقيق أحمد صقر، مكتبة دار التراث، القاهرة، 1391هـ.
75 - منهاج السنة، أبو العباس أحمد بن تيمية، أشرفت على طباعته جامعة الإمام، الطبعة الأولى، 1406هـ.
76 - نور الاقتباس، ابن رجب الحنبلي، مكتبة دار البيان، دمشق، الطبعة الأولى 1412هـ.
77 - الوافي في شرح الأربعين النووية، مصطفى البغا ومحيي الدين مستو، دار ابن كثير، دمشق، الطبعة العاشرة، 1417هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/209)
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[18 - 03 - 04, 10:33 ص]ـ
هذا أفضل شرح رأيته على هذا الحديث، فجزى الله شيخنا الكريم الجليل محمد العلي على جهده
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:50 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أحمد بن عبد الصمد]ــــــــ[11 - 11 - 05, 08:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
(29/210)
هل يصح هذا الحديث ...
ـ[سمير محمد]ــــــــ[17 - 03 - 04, 01:46 ص]ـ
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ثم لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه فقال ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال بن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعاه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»
الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/ 77)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[17 - 03 - 04, 04:41 ص]ـ
هذا حديث صحيح
قال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله تعالي في تعليقه علي المستدرك (3/ 86): صوابه علي شرط مسلم، فالبخاري لم يخرج لأبي نضرة وهو المنذر بن مالك إلا تعليقاً كما في (تهذيب التهذيب)
ـ[سمير محمد]ــــــــ[17 - 03 - 04, 07:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
(29/211)
من يدلني على روابط كتب تختص برسائل الدكتوراة والماجستير الجامعية؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[17 - 03 - 04, 01:55 ص]ـ
وخاصة كتب تتكلم عن السياسية الشرعية؟
ـ[عمر]ــــــــ[19 - 03 - 04, 01:16 م]ـ
للرفع
(29/212)
برنامج لتعديل أيات القران الى اللغه العربيه
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[17 - 03 - 04, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخوانى فى الله 00 من قرا الاشرطه المفرغه لبعض اهل العلم وخاصة الشيخ عبدالعزيز الراجحى حفظه الله00
يجد الايات القرانيه مكتوبه بحروف اجنبيه (بل غير معروف لها لغه)
لهذا وضعت هذا البرنامج لتحويل الكلام الى اللغه العربيه
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[17 - 03 - 04, 03:01 ص]ـ
أخوانى الكرام 00
قد وضعت لكم بعض الهدايا القيمه الاخرى وهى
1_ قراءة سورة الفجر للقارى ناصر القطامى وهى مؤثره جدا
2_ قراءة الشيخ الشريم لسورة الفاتحه وقد بكى الشيخ فى القراءه
3_ قراءه نادره جدا وغير متوفره للشيخ محمد بن صالح العثيمين
عندما كان اماما للحرم المكى
اضغط على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=84489#post84489
وايضا على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17348&pagenumber=4
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[19 - 03 - 04, 06:52 م]ـ
للعلم هذا البرنامج من انتاج الجامعه الاسلاميه بالمدينه المنوره
بارك الله فيكم
(29/213)
يا كرام، من هو قائل هذه العبارة: " يا له من دين، لو كان له رجال "
ـ[طالب شريف]ــــــــ[17 - 03 - 04, 04:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم
حياكم الله إخوتي الكرام،
كما رأيتم، أسأل عن قائل هذه العبارة: " يا له من دين، لو كان له رجال "
و من المفارقات العجيبة أن بعضهم ينسبها إلى الإمام الحسن
البصري، رحمه الله تعالى، و بعضهم ينسبها إلى غربيٍ، يقال له: " توماس أرنولد "!!
فهل مَن يتكرم بتوثيق النسبة؟ رفع الله تعالى قدره و قدركم في الدارين.
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[17 - 03 - 04, 10:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله اخي الكريم
هذا ما وجدت لك
((أخبرنا أحمد بن إبراهيم الجلودي وغيره أن عبد الله بن اللتي أخبرهم قال أنبأنا جعفر بن المتوكل أنبأنا أبو الحسن بن العلاف حدثنا الحمامي حدثنا جعفر الخلدي حدثني إبراهيم بن نصر حدثنا إبراهيم بن بشار
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول وأي دين لو كان له رجال
من طلب العلم لله كان الخمول أحب إليه من التطاول والله ما الحياة بثقة فيرجى نومها ولا المنية بعذر فيؤمن عذرها ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء قد رضينا من أعمالنا بالمعاني ومن طلب التوبة بالتواني ومن العيش الباقي بالعيش الفاني))
سير أعلام النبلاء 7\ 394
ـ[طالب شريف]ــــــــ[08 - 05 - 05, 09:33 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيراً.
ـ[الفضيل]ــــــــ[09 - 05 - 05, 06:28 م]ـ
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة هذه العبارة فقال: ... وكان بعض السلف يقول: يا له من دين لو أن له رجالا
2\ 309 طبعة الشيخ علي الحلبي
(29/214)
هل لقول العامة (مطوّع) أصل .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[17 - 03 - 04, 05:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل لقول العامة (مطوع) أو (ملتزم) أصل .. ؟
وهل الأولى أن يقولوا: (مستقيم)
وهل يصلح أن نقول فلان:
(مسلم مستقيم)
وفي الآخر (مسلم غير مستقيم)
وما هو الحق في هذه المسألة التي تجري على الألسنة كثيراً .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:09 ص]ـ
.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[19 - 03 - 04, 05:49 م]ـ
جاء ذكر المطاوعة (المطوعة) في كتب التاريخ
وهي أقرب ما تكون إلى جماعة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر
وسبب تكوينها هو ضعف السلطة في بغداد و إنتشار الفساد من قتل وسرقة وإنعدام الأمن
تاريخ الطبري ج: 5 ص: 136
((وفي هذه السنة تجردت المطوعة على الفساق ببغداد ورئيسهم خالد وسهل بن بالإجماع الأنصاري أبو حاتم من أهل خراسان
ذكر الخبر عن السبب الذي من أجله فعلت المطوعة ما ذكرت
كان السبب في ذلك أن فساق الحربية والشطار الذين كانوا ببغداد والكرخ آذوا الناس أذى شديدا وأظهروا الفسق وقطع الطريق وأخذ الغلمان والنساء علانية من الطرق فكانوا يجتمعون فيأتون الرجل فيأخذون ابنه فيذهبون به فلا يقدر أن يمتنع وكانوا يسألون الرجل أن يقرضهم أو يصلهم فلا يقدر أن يمتنع عليهم وكانوا يجتمعون فيأتون القرى أهلها ويأخذون ما قدروا عليه من متاع ومال وغير ذلك لا سلطان يمنعهم ولا يقدر على ذلك منهم لأن السلطان كان يعتز بهم وكانوا بطانته فلا يقدر أن يمنعهم من فسق يركبونه وكانوا يجبون المارة في الطرق والسفن وعلى الظهر البساتين ويقطعون الطرق علانية ولا أحد يعدو عليهم وكان الناس منهم في بلاء عظيم ثم كان آخر أمرهم أنهم خرجوا إلى قطربل فانتهبوها علانية وأخذوا المتاع والذهب والفضة والغنم والبقر والحمير وغير ذلك وأدخلوها بغداد وجعلوا يبيعونها علانية وجاء أهلها فاستعدوا السلطان عليهم فلم يمكنه عليهم ولم يرد عليهم شيئا مما كان أخذ منهم وذلك آخر شعبان فلما رأى الناس ذلك وما قد أخذ منهم وما بيع من متاع الناس في أسواقهم وما قد أظهروا من الفساد في الأرض والظلم والبغي وقطع الطريق وأن السلطان لا يغير عليهم قام صلحاء كل ربض وكل درب فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا إنما في الدرب الفاسق والفاسقان إلى العشرة وقد غلبوكم وأنتم أكثر منهم فلو اجتمعتم حتى يكون أمركم واحدا هؤلاء الفساق وصاروا لا يفعلون ما يفعلون من إظهار الفسق بين أظهركم فقام رجل من ناحية طريق الأنبار يقال له خالد فدعا جيرانه وأهل بيته وأهل محلته على أن يعاونوه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأجابوه إلى ذلك وشد على من يليه من الفساق والشطار فمنعهم مما كانوا يصنعون فامتنعوا عليه وأرادوا قتاله إلا أنه كان لا يرى أن يغير على السلطان شيئا ثم قام من بعده رجل من اهل الحربية يقال له سهل بن بالإجماع الأنصاري من أهل خراسان الغرماء أبا حاتم فدعا الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بكتاب الله جل وعز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلق مصحفا في عنقه ثم بدا بجيرانه واهل محلته فأمرهم ونهاهم فقبلوا منه ثم دعا الناس جميعا إلى ذلك الشريف منهم والوضيع و بني هاشم ومن دونهم وجعل له ديوانا يثبت فيه اسم من اتاه منهم فبايعه على ذلك وقتال من خالفه عدا ما دعا إليه كائنا من كان فاتاه خلق كثير فبايعوه))
والله أعلم
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:00 م]ـ
جزاك الله خيراً أبافهد
ويرفع لإجابة مابقي من الأسئلة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 03 - 04, 05:37 م]ـ
الذي يظهر ان نظقها يختلف فكانوا يطلقونها بضم الميم وتشديد الطاء. من التطوع وليس بنطق العامة عندنا بالتسهيل من التطويع (طوعت الشئ) بمعنى ذللته.
وأما الاستقامة فيظهر ان اطلاق لفظ المستقيم على أمر الله في الظاهر صحيح.
فان المسلمين منهم من هو عدل ومنهم من هو فاسق , ومنهم من يلتزم بشعار السنة في ظاهره ومنهم من يخالف في هذا. وعليه فمثل هذه الاطلاقات صحيحة.
لكن المشكل في ترتب الاثر عليها فالبعض يجعل الغير مستقيم في درجة واحدة وهذا خطأ فالناس درجات وقد يكون ممن ظاهره المخالفه من هو اتقى و أكثر بذلا في الخير بل وارفع عند الله ممن ظاهره الاستقامة ثم هو لا يتورع عن لحوم الناس والعلماء وغيرها من الكبائر الموبقه , فالامر يحتاج الى ميزان لايشط الانسان خلاله ويلتزم فيه جانب العدل والاعتدال.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 06:18 م]ـ
هل أفهم منك ياشيخنا زياد
أن قولنا (مسلم غير مستقيم)
هو أولى من سواه مع مراعاة أن عدم الإستقامة
يطلق على كلٍ من:
الشبهات و الشهوات
فالمبتدع والفاسق كلاهما مسلمان لكنهما غير مستقيمين
هل فهمي صحيح أم أني شططت .. ؟
ـ[ضعيف]ــــــــ[21 - 03 - 04, 12:32 ص]ـ
قال الله تعالى:
" الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم "
ربما تدل الآية على أصل الكلمة وهذا رأي مني والله أعلم
ونحن نرى الان كثيرا من الناس يسخرون من المطوعين ولا حول ولا قوة الا بالله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/215)
ـ[أبوخالد]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:27 م]ـ
ذكر مسعود الندوي في ترجمته للشيخ محمد بن عبد الوهاب في إحدي حواشيه: "المطوع: طالب العلم المتقي لربه" أو ما معناه ذلك.
ـ[أبو سليمان الجندى الأثرى]ــــــــ[13 - 11 - 10, 11:45 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ذكر شيخنا المحدث \ ابى عبد الله مصطفى بن العدوى - حفظة الله تعالى فى درسه فى تعليقة على صحيح البخارى ..
انه يستحب عند النسب و االتكنى أن تقول ..
محمد بن احمد .. و ليس محمد احمد ..
و كان هذا بين الصحابة .. فنحن نقول (عائشة بنت أبى بكر) .. و لا نقول (عائشة أبى بكر)!!!
و نقول (حفصة بنت عمر بن الخطاب) , و لا نقول (حفصة عمر الخطاب)!!
و نقول (محمد بن عبد الله) , و ليس (محمد عبد الله)!!
فالنسب بدون (بن) مستهجنة , و هى وليدة عصر حديث .. و قد قيل أنها تدل على النسب من غير الزواج اى بالزنا و لعياذ بالله ..
ثم قال::: و يستحب تبديل مصطلح (الاخ الملتزم) و الاخت (الملتزمة) ب (الاخ الصالح) , و الاخت الصالحة .. فهذا هو اللفظ الوارد عندنا .. و هو اللفظ الملائم الجيد ..
فنحن لنا إن شاء الله تعالى بصلاح الظاهر ..
هذا ما تذكرته الان من كلام شيخنا و نقلته غليكم بالمعنى و بالله التوفيق ..
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[14 - 11 - 10, 05:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول من باب المدارسة لا الفتوى:
لمعرفة حكم اطلاق كلمة (مطوع) على شخص بعينة لا بد أن نعرف معنى هذه الكلمة لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
فأقول مستعينا بالله:
قال في النهاية: أصلُ المُطّوِّع: المُتَطَوِّع فأدْغِمَت التاءُ في الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرُّعا من نَفْسه. وهو تفُّعل من الطَّاعة اهـ
فإن قلت هذه بكسر الواو والذي في السؤال بفتحها
قلت: يحتمل أن يكون هذا أصلها ولكن نطقت باللهجة العامية بالفتح.
وعلى كل سيتبين معناها أكثر مما سيأتي بإذن الله.
في اللسان: (طوع) الطَّوْعُ نَقِيضُ الكَرْهِ طاعَه يَطُوعُه وطاوَعَه والاسم الطَّواعةُ والطَّواعِيةُ ورجل طَيِّعٌ أَي طائِعٌ ورجل طائِعٌ وطاعٍ مقلوب كلاهما مُطِيعٌ كقولهم عاقَني عائِقٌ وعاقٍ ولا فِعْل لطاعٍ ........... ثم قال: والمطاوعة الموافقة ....... ثم قال: ورجل مطواع أي مطيع. اهـ
وفي المعجم الوسيط: (طاع) فلان طوعا انقاد. اهـ
وفي القرآن قال تعالى (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) قال الأَزهري: الأَصل فيه يتطوع فأُدغمت التاء في الطاء ...... . اهـ
وقال تعالى (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ) أي سمحت وسهلت وقيل انقادت في قتل أخيه. كما في اللسان
وقال (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ).
وفي الحديث (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
فالخلاصة: أن كلمة (مطوع) تدل على الانقياد والاستسلام والموافقة لمن يأمره وينهاه
فإذا اطلقها الناس على شخص بعينة تبادر إلى الذهن أنه مطيع لربه.
فالكلمة فيها تزكية للشخص وقد ورود النهي عن التزكية والثناء في وجه من يخشى عليه
قال تعالى (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)
وعن سعد بن أبي وقاص قَالَ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَسْمًا فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِ فُلاَنًا فَإِنَّهُ مُؤْمِنٌ. فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «أَوْ مُسْلِمٌ» أَقُولُهَا ثَلاَثًا. وَيُرَدِّدُهَا عَلَىَّ ثَلاَثًا «أَوْ مُسْلِمٌ» ثُمَّ قَالَ «إِنِّى لأُعْطِى الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْهُ مَخَافَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِى النَّارِ». متفق عليه
و عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّ رَجُلاً ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَثْنَى عَلَيْهِ رَجُلٌ خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ - يَقُولُهُ مِرَارًا - إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ مَادِحًا لاَ مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يُرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ وَحَسِيبُهُ اللَّهُ، وَلاَ يُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَدًا. متفق عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/216)
بل روى مسلم بسنده عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ سَمَّيْتُ ابْنَتِى بَرَّةَ فَقَالَتْ لِى زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِى سَلَمَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى عَنْ هَذَا الاِسْمِ وَسُمِّيتُ بَرَّةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمُ اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ». فَقَالُوا بِمَ نُسَمِّيهَا قَالَ «سَمُّوهَا زَيْنَبَ».
فعلى هذا إذا قال لك أحد (يا مطوع) فالسنة أن تحثو في وجهه التراب - لكن احذر من ........ -.
فإن قيل: هل يطلق اسم (مطوع) في وجه من لا يخشى عليه الفتنة؟
أقول قبل الإجابة:
قد ورد في الكتاب و السنة نصوص قد يستنط منها أسماء لفاعل التطوع والخير والهدى ونحوه منها:
قوله تعالى (من يهدى الله فهو المهتدي) فسماه الله مهتدي
وقوله تعالى (فاستقم كما أمرت) وكقوله صلى الله عليه وسلم (قل أمنت بالله ثم استقم)
فقد يستنبط منه التسمية بمستقيم
بل سبق ذكر قوله تعالى (فمن تطوع .. ) فيستنبط منه اسم (مطوع) وهو ما في السؤال.
وقد يوجد غيرها ولكن لا أقصد حصرها.
فلماذا لا نسمي بها من وجد فيه التطوع والاستقامة و الهدى من الناس؟
فالجواب عن هذا السؤال والذي قبله: أنه لم يعهد من الشارع إطلاق هذه الأسماء على أشخاص بأعيانهم و لم ينقل عن الصحابة تسمية بعضهم بعضا بـ (مطوع) أو (مستقيم) أو (مهتدي) -في علمي القاصر -وفيهم خير الناس بعد الأنبياء.
فإن ثبت شيء من ذلك فالأولى الاقتصار على ما ثبت فقط.
فالتسميات الشرعية أولى قال تعالى (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا ....... ) الآية على اختلاف في الضمير.
فإن كان ما كتبه صوابا فمن الله وحده وإن كان فيه غلط فمن نفسي والشيطان واستغفر الله عنه.
ومن لديه مزيد من التحرير فليفدنا.
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[14 - 11 - 10, 03:31 م]ـ
قال الشيخ عبد الله الجبرين رحمه الله في ضمن فتوى له:
................ ولا شك أن عيب السنة والطعن فيها جهل وضلال وهكذا يقال لمن سخر بالسواك وأهله
فإن كلمة المطوع يطلقونها على كل ملتزم متمسك بالسنة وهي في عرفهم لفظة تنقص وعيب ............ . اهـ
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[14 - 11 - 10, 09:16 م]ـ
قال ابن القيم في مدارج السالكين:
أهل الاستقامة في نهاياتهم اشد اجتهاداً منهم في بداياتهم
..
(29/217)
حج المرتد
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[17 - 03 - 04, 06:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل من حج ثم ارتد ثم رجع إلى الإسلام
فلا يلزمه أن يحج مرة أخرى
انطلاقاً من قوله تعالى:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)
سورة البقرة
وقوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34)
سورة محمد
جزاكم الله خيراً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:02 م]ـ
من يفيدنا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 03 - 04, 12:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختلف أهل العلم في ذلك
قال الإمام القرطبي في الجامع
العاشرة ـ
قال الشافعيّ: إن من ارتدّ ثم عاد إلى الإسلام لم يَحبط عمله ولا حَجَّه الذي فرغ منه؛ بل إن مات على الردّة فحينئذ تَحبط أعماله.
وقال مالك: تحبط بنفس الردّة؛
ويظهر الخلاف في المسلم إذا حج ثم ارتدّ ثم أسلم؛
فقال مالك: يلزمه الحج، لأن الأوّل قد حبط بالردّة.
وقال الشافعيّ: لا إعادة عليه، لأن عمله باق.
واستظهر علماؤنا بقوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} (الزمر: 65). قالوا: وهو خطاب للنبيّ صلى الله عليه وسلم والمراد أُمته؛ لأنه عليه السلام يستحيل منه الردّة شرعاً.
وقال أصحاب الشافعيّ: بل هو خطاب النبيّ صلى الله عليه وسلم على طريق التغليظ على الأُمة، وبيان أن النبيّ صلى الله عليه وسلم على شرف منزلته لو أشرك لحبط عمله؛ فكيف أنتم لكنه لا يشرك لفضل مرتبته؛ كما قال: {يانِسَآءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} (الأحزاب: 30) وذلك لشرف منزلتهنّ؛ وإلا فلا يتصوّر إتيان منهنّ صيانة لزوجهنّ المُكَرّم المُعَظَّم؛ ابن العربي.
وقال علماؤنا: إنما ذكر الله الموافاة شرطاً هنا لأنه علّق عليها الخلود في النار جزاء؛ فمن وافَى على الكفر خلّده الله في النار بهذه الآية، ومن أشرك حَبط عمله بالآية الأُخرى، فهما آيتان مفيدتان لمعنيين وحكمين متغايرين. وما خوطب به عليه السلام فهو لأُمته حتى يثبت اختصاصه، وما ورد في أزواجه فإنما قيل ذلك فيهنّ ليُبيِّن أنه لو تُصوّر لكان هَتْكان أحدهما لحُرْمة الدِّين، والثاني لحرمة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولكلِّ هَتْكِ حُرْمَةٍ عقابٌ؛ وينزّل ذلك منزلة من عصى في الشهر الحرام أو في البلد الحرام أو في المسجد الحرام، يضاعف عليه العذاب بعدد ما هتك من الحرمات. والله أعلم.) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 10:02 ص]ـ
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ج: 22 ص: 46
فإن قيل إنهم مرتدون عن الإسلام فالمرتد إذا أسلم لا يقضي ما تركه حال الردة عن جمهور العلماء كما لا يقضي الكافر إذا أسلم ما ترك حال الكفر بإتفاق العلماء ومذهب مالك وابى حنيفة وأحمد فى أظهر الروايتين عنه والأخرى يقضي المرتد كقول الشافعى
والأول اظهر
فإن الذين إرتدوا على عهد رسول الله كالحارث إبن قيس وطائفة معه أنزل الله فيهم كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم الآية والتى بعدها وكعبد الله بن أبى سرح والذين خرجوا مع الكفار يوم بدر وأنزل فيهم ثم إن ربك والذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم فهؤلاء عادوا إلى الإسلام وعبدالله بن ابى سرح عاد إلى الإسلام عام الفتح وبايعه النبى ولم يأمر أحدا منهم بإعادة ما ترك حال الكفر فى الردة كما لم يكن يأمر سائر الكفار إذا أسلموا وقد إرتد فى حياته خلق كثير إتبعوا الأسود العنسي الذى تنبأ بصنعاء اليمن ثم قتله الله وعاد أولئك إلى الإسلام ولم يؤمروا بالإعادة
وتنبأ مسليمة الكذاب وأتبعه خلق كثير قاتلهم الصديق والصحابة بعد موته حتى أعادوا من بقى منهم إلى الإسلام ولم يأمر أحدا منهم بالقضاء وكذلك سائر المرتدين بعد موته
وكان اكثر البوادي قد إرتدوا ثم عادوا إلى الإسلام ولم يأمر أحدا منهم بقضاء ما ترك من الصلاة وقوله تعالى قل للذين كفروا أن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف يتناول كل كافر) انتهى.
(29/218)
حول قولهم ((هذا تنظير لا تمثيل))
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[17 - 03 - 04, 06:45 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فيكثر في بعض الكتب الفقهية قولهم: (و هذا تنظير لا تمثيل)
و قولهم في تعليل مثلا: (و قضيته كذا و كذا)
فما هو الشرح الدقيق و الضابط الثابت لهذه الكلمات،، حيث إني كلما ضبط لها ضابطا أراه يختلف بحسب محل الورود ...
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:07 ص]ـ
الذي أفهمه من قول الفقهاء والشراح: " وقضيَّته كذا وكذا ": أي نتيجةُ الدليل، أو الحكم، أو الاستدلال، وثمرته، ومؤدَّاه.
فالقضية هنا: فعيلة، بمعنى مفعولة، كأنه قال: مقتضاه كذا وكذا. هذا من حيث اللغة.
كما أنه جارٍ على عرف المناطقة، من إطلاق القضية على نتيجة الدليل والبرهان.
وقولهم: " هذا نظير ما لو قال كذا، أو فعل كذا ... "
التنظير أوسع من القياس، لأن القياس له شروطه المعتبرة، أما التنظير فهو دخول الصورتين تحت قاعدة عامة، أو دليل كلي، ونحو ذلك.
ولذا تجدهم ينظِّرون في مسائل العبادات، لكن يتحرجون من القياس فيها.
والذي أعرفه أنهم يجعلون التنظير بإزاء القياس، ويقابلونه به، فإن كان مرادكم بالتمثيل: القياس، فكما تقدَّم، وإلا فإن باب التمثيل ـ بمعناه العام أي ذكر المثال للشيء ـ أوسع من القياس كذلك، ويتوسعون فيه كما يتوسعون في التنظير. وقد قيل: والشأنُ لا يُعترضُ المثالُ ... الخ
هذا ما بدا لأقصرهم باعاً، والله تعالى وحده المستعان ...
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:06 م]ـ
ذكر ابن القاسم رحمه الله في حاشيته على الروض (1/ 57):
الفرق بين الكاف التمثيلية والتنظيرية: " أنه إذا لم يدخل ما بعد الكاف فيما قبلها فهي تنظيرية كقولك زيد كعمرو.
وإن دخل ما بعدها فيما قبلها فهي تمثيلية ولايمثل لشىء إلا لنكتة من رفع إيهام أو تحذير من هفوة أو إشارة إلى خلاف أو تعيين مشهور أو تنبيه بالأدنى على الأعلى أو عكسه أو محاذاة نص كتاب أو غير ذلك لما سيظهر لمن فتح الله عليه.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 04:29 م]ـ
جزاك الله تعالى خير الجزاء أخي النجدي
و في الحقيقة هناك كلمة أخرى تقال: (و هذا تنظير لا قياس)،،،، و هي واضحة المعنى لا إشكال فيها ... فإنها توضح أنه أتى بالصورة لتكون مناظرة لما هو بصدده ولكن يكون تصور المورودة أسهل من تصور المعهودة فإن تصور المورودة و على تناظرها مع المعهودة سهل عليه تصور المعهودة،،،
ــــــــــــ
و لكن الإشكال هنا (هذا تنظير لا تمثيل)،،، حيث إني لا أفهم التنظير إلا تمثيلا،، فما الفرق بين قولي / نظيره كذا ... و بين قولي / مثاله كذا ... ؟
ـــــــــــــ
و كلام الأخ حامد الذي نقله عن حاشية الروض واضح،،،
و لكن الإشكال فيه أنه ضيّق صورة التمثيل .. لماذا؟
أنا أقول / فلان نظير فلان ... فهما متباينان و لا يدخل أحدهما في الآخر
و لكن يمكنني أيضا أن أقول / فلان مثل فلان .... و لا يشترط استخدام مادة التمثيل في إيراد ما يوضح قاعدة عامة تحتاج لإخراج أحد صورها ليكون تمثيلا ...
لأنني من الممكن أن أمثل للقاعدة، و من الممكن أن امثل لأحد فروع القاعدة بفرع آخر أسهل تصورا ...
مثال الأول / كتب الأصول تنمي العقل .. كالمحصول للرازي
مثال الثاني / كتاب المستصفى رائع جدا، كالمحصول للرازي
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 07:11 م]ـ
بارك الله فيكما ...
الحقيقة أن كلام ابن قاسم متين، وهو يتحدث عن لغة الفقهاء، أما ما تفضلت به فهو جائز بحسب الوضع اللغوي، ولا يخفى أن لغة الفقهاء أخص من اللغة العربية المرسلة، إذ هي اصطلاحية لا وضعية.
وعليه: فقولهم: هذا نظير ذاك: لا تقال إلا بين فرعين، كما لو قلت: ينتقض التيمم بأكل لحم الجزور، نظيره: انتقاض الوضوء به.
ولا يقال في مثل هذا: مثاله: انتقاض الوضوء به.
وقولهم: مثاله كذا: يقال في التمثيل للقاعدة بأحد فروعها، كما لو قلت: اليقين لا يزول بالشك، مثاله: الحكم بطهارة من تيقن الطهارة وشك في الحدث.
ولا يقال في مثل هذا: نظيره: الحكم بطهارة من تيقن الطهارة وشك في الحدث.
فالتنظير بين فرعٍ وفرع، والتمثيل: بين أصلٍ وفرع.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[21 - 03 - 04, 12:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الله
و كلامك صواب و في محله
فاصطلاح الفقهاء أخص من عموم الاستعمال
و بهذا تتفق الوجوه
جزاك الله تعالى خير الجزاء
(29/219)
إثبات فروق طبعتي مسائل الإمام أحمد وإسحاق برواية الكوسج.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[17 - 03 - 04, 10:31 ص]ـ
إثبات فروق طبعتي مسائل الإمام أحمد وإسحاق برواية الكوسج.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
ففي هذا الموضوع – إن شاء الله – سأضع الفروق بين طبعتي مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق ابن راهويه، برواية إسحاق بن منصور الكوسج.
ملحوظة: سأذكر في بداية كل فقرة رقم المسألة، دون ذكرٍ لأرقام الصفحات والمجلدات في كلا الطبعتين، لتسهل عليَّ الكتابة.
وكذلك سأثبت جميع الفروق بين الطبعتين (المثبت) في متن كلا الطبعتين، دون ما في حاشيتهما.
وكذلك بغض النظر عن هل هذا الفرق مؤثر أم لا، ليستفيد كل من عنده أحد الطبعتين.
المقصود من الطبعة الأولى (دار الهجرة)، والطبعة الثانية (الرسائل العلمية في الجامعة الإسلامية).
فنبدأ في المقصود:
1 – (1): [يعني دون تسليم] هكذا في الطبعة الأولى، أما الثانية [بدون] وكلاهما زيادة من المحققين، لكن لعل المثبت في الطبعة الأولى أولى.
2 – (4): [ليتَ أَنَّا] هكذا في الطبعة الأولى، أما الثانية [ليتنا].
3 – (5): [إذا كان تلطخ ... ] هكذا في الطبعة الأولى، أما الثانية [يلطخ].
4 – (6): [إذا أراد به ما وصف أبو هريرة ... ] هكذا في الطبعة الأولى، أما الثانية [إذا أراد ما وصف به أبو هريرة ... ] ولعل ما في الأول أليق، والله أعلم.
5 – (6): [إذ قال] هكذا في الطبعة الأولى، أما الثانية [إذا قال]، والصواب ما في الأولى.
6 – (8): قد خرج محقق الطبعة الثانية الأثر الذي أشار إليه إسحاق ابن راهويه [لما قيل: إن أثر الوضوء نورٌ لما يوزن كل قطرة وزناً فلا يزول أثر النور]، وهو أثرٌ روي عن سعيد بن المسيب، والزهري.
7 – (10): [فإذا علم رجلا] هكذا في الطبعة الأولى، أما الثانية [وإذا].
8 – (15): [رجوت] هكذا في الطبعة الأولى، أما الثانية [رجونا] والله أعلم بالصواب.
9 – (20): [فعله ابن عمر رضي الله عنهما] هكذا في الطبعة الأولى، أما الثانية [رضي الله عنه] والصواب الأولى.
10 – (24): [برأسه] هكذا في الأولى، أما الثانية [رأسه] ولعل الأقرب ما في الثانية.
يتبع – إن شاء الله – الباقي.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 01:38 ص]ـ
جهد مميز وممتاز واصل بارك الله فيك
ـ[المقدسي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 04:50 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك على هذا النفع العام.
ونأمل منك المزيد
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:43 م]ـ
11 – (26): في الأولى (فإنه خطأ)، وفي الأخرى (وأنه).
12 – (29): في الأولى (كما قال)، وفي الأخرى زيادة (في كله).
13 – (30): في الأولى (و الودي)، وفي الأخرى (أو الودي).
14 – (31): في الأولى (نعرف)، وفي الأخرى (نغرف) بالعين المعجمة؛ كما في النسخة الأخرى.
15 – (33): في الأولى (قلتين)، وفي الأخرى (القلتين).
16 – (34): في الأولى (الحمار والبغل)، وفي الأخرى (الحمير والبغال).
17 – (36): في الأولى (طعمه أو ريحه)، وفي الأخرى (طعمه ولا ريحه)، والأحسن ما في الأولى.
18 – (42) عند قوله المصنف: قلت: الرجل يتوضأ فينتضح ... إلخ.
وضع محقق النسخة الثانية هنا رقماً جديداً؛ فلينتبه لذلك، وسأستمر على ترقيم النسخة الأولى، فإذا أردت معرفة رقمها في النسخة الثانية فزد رقماً واحداً على الرقم الذي وضعته هنا.
19 – (43): في الأولى (ببيان)، وفي الأخرى (بيان).
20 – في النسخة الثانية يلاحظ عليها ما يلي:
ا – عدم ضبط كلمات المصنف – رحمه الله – بالشكل، إلا قليلاً (هذا بالنسبة للمجلد الأولى، فلينظر ما بعده).
ب – عدم الاهتمام بالهمزات، وأحياناً علامات الترقيم.
يتبع الباقي – إن شاء الله -.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 03 - 04, 11:51 م]ـ
أخي المبارك المحرر
جزاك الله خيرا على هذا الجهد الطيب، ولي اقتراح:
إن كنت ستكمل جميع الكتاب، فشأنك، والفائدة عظيمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/220)
وإن كنت لن تكمل فأرى لو تأخذ من عمل كل شخص من محققي نسخة الجامعة شيئا، وتقارنه بالنسخة الأخرى ليتبين الفرق بين عمل المشايخ. والله أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 03 - 04, 12:52 ص]ـ
تنبيه: سأمر على الكتاب كاملاً – بإذن الله – لكن يعيقني الكتابة على (الحاسب)، فلذلك سأحاول الاختصار، فالعبارة الأولى هي من طبعة دار الهجرة، وما بعد الفاصلة من طبعة أم القرى.
21 – (44): [فأعجب إلى]، [فأعجب إليَّ].
22 – (44): [حدثنا ... ]، قبل [حدثنا ... ] [قال].
23: (44): [إسحاق بن منصور]، [إسحاق ابن منصور].
24 – (44): [أخبرنا ابن شميل]، [أخبرنا النضر بن شميل].
25 – (45): [محارب بن دثار]، [محارب ابن دثار].
26 – (51): [فلا شبهة أنه لا يضر]، [فلا شبهة إنه لا يضر].
27 – (54): [تعظيماً]، [تعظيمٌ].
28 – (55): [لأن الصاع ... ]، [لإن الصاع ... ].
29 – (56): [أليتيها]، [إليتيها].
30 – (59): في موضعين [صلى الله عليه وسلم]، [عليه السلام].
31 – (60): [أبردة]، [إبردة].
32 – (60): [لا يدري]، [لا يدرى].
33 – (60): [صلى الله عليه وسلم]، [عليه السلام].
34 – (65): [لا يدعنَّ]، [لا بُدَّ (من)] قال المحقق: في الأصل (عن) والتصحيح من الأوسط.
35 – (65): [أحرى]، [أخرجه] وكلا المحققين (الأولى والثانية) ذكر أنه في هذا الموضع يوجد تلف في المخطوط.
36 – (72): [أنه يجامع ... ]، [إنه يجامع ... ].
باب التيمم
37 – (79): [إن لم يصرفه عن وجدٍ ... ]، [إذا لم يصرفه عن وجهٍ ... ].
38 – (89): [يبني]، [يبنى].
39 – (93): [ونسى]، [ونسي].
40 – (98): [يستقي]، [يستقى].
41 – (99): [ويتيمم]، [ويتمم].
42 – (110): [وليس عليه الحجامة غسل]، [وليس عليه (من) الحجامة غسل].
43 – (111): [ملىء]، [ملء].
44 – (112): [من وجهتين]، [من وجهين].
45 – (112): [أن ضحك نهاره ... ]، [أنَّ (ضاحكاً) ضحك (نهاراه)].
46 – (112): [أن اتبعت ... ]، [إن اتبعت ... ].
47 – (113): [وكذلك رأي الثوري]، [وكذلك رأى الثوري].
48 – (114): [من ضبان]، [من قضبان].
وبهذا نكون قد انتهينا من كتاب الطهارة، ويليه – بإذن الله – كتاب الصلاة، والله أعلم.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[31 - 03 - 04, 10:53 م]ـ
كتاب الصلاة
1 – (118): (ركعة)، (بركعة).
2 – (120): (لا يصلي)، (لا يصلى).
3 – (120): (ولكن يصلى)، (ولكن يصلي).
4 – (123): (إذا نسي)، (إذا نسى).
5 – (129): (ويضم إليها)، (ويضم إليه).
6 – (130): (فابدؤا)، (فابدءوا).
7 – (131): (صلاهما)، (صلاها).
8 – (131): (وإنما رخص له [في] العذر)، [في] ساقطة.
9 – (133): (فوت)، (فوات).
10 – (134): (يطمع)، (طمع).
11 – (142): (ما يخشيمن)، (ما يخشى من).
12 – (نزول داءٍ [به])، [به] غير موجودة.
13 – (154): (فإن كان ... )، (وإن كان ... ).
14 – (155): (إي والله)، (أي والله).
15 – (161): (يسمي)، (يسمى) في موضعين.
16 – (164): (هل يجمع ... )، [هل] غير موجودة.
17 – (164): (وكيف ... )، (كيف ... ).
18 – (165): (إلا)، (ألا).
19 – (168): (يقوله)، (نقول).
20 – (173): (في أي الصلاة هو)، (في أي صلاة هو).
تصحيح: في طبعة دار الهجرة: (ق اَ لَ)، (قال).
21 – (174): (الحلم)، غير موجودة في الأخرى.
22 – (179): (قلت: متى يقوم الناس إذا قام المؤذن؟)، (قلت: متى يقوم الناس [؟ قال:] إذا قام المؤذن) ما بين المعقوفتين زيادة.
23 – (185): (روي)، (روى).
24 – (187): وضع محقق النسخة الثانية، قبل قوله: (قلت: جاء والإمام جالس؟) رقماً جديداً؛ فلينتبه لهذا!
25 – (178): (قلت: يكبر ... )، (قلت: [لا] يكبر ... ).
26 – (178): (يجزئه)، (يجزه) في موضعين من المسألة نفسها.
27 – (188): (المصلي)، (المصلى).
28 – (189): (سننا [نتكلم] فيها [على ما] بين القوم)، (سننا [تكلم] فيها بين القوم).
29 – (190): (أن يسجد سجدة)، (أن يسجد السجدة).
30 – (190): (فقط)، (قط).
31 – (193): (أنه)، (لأنه).
32 – (196): (إذا لحن الإمام [ولا الإمام]) ما بين المعقوفتين ساقط من الأخرى.
33 – (196): (المصلي)، (المصلى).
34 – (197): (وأما [القاريء] آية رحمة [آية] عذاب)، (وأما [القارىء] آية رحمة [بآية] عذاب).
35 – (198): (يخفتهم)، (يجفيهم).
36 – (199): في الأولى هكذا: (199 – [إذا تركوا الجهر بها؟] قال أحمد: ... )، أما الثانية: فما بين المعقوفتين فهو تابعٌ للمسألة السابقة، وتبدأ المسألة الجديدة بقوله: قال أحمد ... .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/221)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 04 - 04, 08:31 م]ـ
37 – (201): [قبل السلام]، [التسليم].
38 – (202): [و (في) كل تسليم]، (في) غير موجودة.
39 – (211): [قلت: إذا وضع يمينه ... ]، وضع المحقق قبل (قلت) رقماً جديداً؛ قلينتبه لذلك.
40 – (211): [كل هذا واسع]، غير موجودة في الأخرى.
41 – (217): [فاغفر لي إنه .. ]، [أنه].
42 – (219): [وأما بغير علة]، [فأما ... ].
43 – (227): [الإقعاء]، [الاقعاء].
44 – (227): [أليتيه]، [إليتيه] في موضعين.
45 – (228): [ثنى]، [ثني].
46 – (231): [الإمام يصلي (في) ... ]، [على].
47 – (234): [أما تجزئه؟]، [يجزئه].
48 – (235): [الثنتان]، غير موجودة.
49 – (235): [فشك قبل منه]، [شك ... ].
50 – (243): [ترخص]، [يرخص].
51 – (250): اختلف هنا ترتيب الطبعتين بتقديمٍ وتأخير، فسأضع رقم الأولى، ثم أضع ما يقابلها من الثانية.
(250) = (252).
(251) = (254).
(252) = (255).
52 – (253): [قلت: يصلي في مسجد قد صلي فيه مرة جماعة؟
قال: نعم.
قال إسحاق: كما قال]، هذه المسألة غير موجودة في الأخرى!
وبدأت المسألة في الأخرى من تكملة المسألة في الأولى.
53 – (254): من هنا انضبط ترتيب الطبعتين.
54 – (262): [(إلى) المسجد ... ]، (إلى) غير موجودة.
55 – (279): [إلا إنْ يكون فيها ... ]، [إلا إن نسيها ... ].
56 – (285): [(فما) لهم إذا اسلموا .... ]، (فما) غير موجودة.
57 – (288): [على هذا الحديث]، [عليّ ... ].
58 – (292): [للجيوش]، [للجيش].
59 – (295): [الاتباع]، [الإتباع].
60 – (302): [إلا أن يكون له ... ]، [إلا أن يكون (رجلاً) له ... ].
61 – (307): [ما روي عن ... ]، [روى ... ].
62 – (309): [أو غازٍ]، [أو غازي].
63 – (310): [وإذا ( ... ) أربعة برد]، قال محقق الأخرى: طمس بالأصل بمقدار ثلاث كلمات، ولعلها (أراد أقل من)؛ فتكون العبارة (قيل: وإذا أراد أقلَّ من أربعة برد؟).
64 – (312): [أسفاره]، [سفره].
65 – (313): [الكرى]، [الكري].
66 – (316): [أحب إليَّ]، [أحب إلى].
67 – (318): [المغمى]، [المغمي].
68 – (324): [سجدها]، [يسجدها].
69 – (325): [قال سفيان (في) ... ]، (في) غير موجودة.
70 – (325): [أو إخفاته ... ]، [أو إخفائه ... ].
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[06 - 04 - 04, 02:10 ص]ـ
71 – (345): [فيقتدون]، [فيقتدوا].
72 – (346): [إنما يستعيذ ... ]، [إنما] غير موجودة.
73 – (347): [ركعتين يتم]، [ركعتين] غير موجودة.
74 – (349): [قلت: قال .. ]، [قلت: قال .. ] غير موجودة.
75 – (350): [كما (قالا) سواء]، [كما (قال) سواء].
76 – (352): [كما قال (أحمد)]، [أحمد] غير موجودة.
77 – (355): [على أهل أو ماشية]، [على ماشيةٍ أو أهل].
78 – (357): [أيجمع ... ]، [الجمع ... ].
79 – (372): [كلما صلين (في) ... ]، [في] غير موجودة.
80 – (374): [(لا)، لا بد من القراءة]، ما بين الهلالين غير موجود.
81 – (376): [كما قال (أحمد)]، ما بين الهلالين غير موجود.
82 – (382): [هل يعلق ... ]، [من يعلق ... ].
83 – (383): [نحو]، [نحواً].
84 – (388): [التكبيير]، [التكبير].
85 – (389): [فنتبعه]، [فيتبعه].
86 – (391): [فالرجل يلي الإمام]، [فالرجل (يكون) يلي الإمام].
87 – (391): [فالحر ليلي ... ]، [فالحر يلي ... ].
89 – (392): [العمرى]، [العمري].
90 – (396): [إذا لم يكن بينهما شيء]، [إذا لم تكن شيء].
91 – (398): [(قال) أبو محمد ... ]، ما بين الهلالين غير موجود، وقال المحقق: بياض في الأصل بمقدار ثلاث كلمات، ولعلها بداية السند من ابن منصور إلى أبي محمد.
92 – (399): [فأعطى]، [فأعطي].
93 – (400): [قلت: إما ... ]، [قلت: أما ... ].
94 – (401): [المسكر]، [السكر].
95 – (401): [يشربه]، [بشربه].
96 – (403): [أيغير]، [لا تتغير].
97 – (403): [مجانبته]، [مجانبة].
98 – (403): [يحرك]، [يجر].
99 – (404): [بركعتين]، [ركعتين].
100 – (405): [ورأيت أحمد ... ]، [ورأينا أحمد ... ].
101 – (406): [سهل بن أبي حثمة]، [سهل بن (أي) حثمة].
102 – (410): [يرد]، [ترد].
103 – (419): [قال: (هذا) رجل ... ]، ما بين الهلالين غير موجود.
104 – (420): [الأزرار]، [الإزار].
105 – (423): [قلت: حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – .... ]، وضع المحقق قبل (قلت) رقماً جديداً.
106 – (424): [سئل أحمد ... ]، [(قلت) سئل أحمد ... ].
107 – (424): [قلت ... ]، [قال ... ].
108 – (426): [قلت: عامة الناس ... ]، [قال: ... ].
109 – (426): [أعجب إلى ... ]، [أعجب إليَّ ... ].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/222)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 04 - 04, 02:30 م]ـ
110 – (432): [أبنا]، [أنبأ] في موضعين.
111 – (433): [وركعتان قبله]، بدون الواو، و (قبله).
112 – (433): [أبنا]، [أنبأ] في موضعين.
113 – (442): [قال أحمد: [ ... ]] ثم قال المحقق: هكذا وردت في الأصل (ع)، ثم ساق جواب أحمد بعدها. أما الثانية: فلم يبين المحقق أنَّ هناك بياضاً.
114 – (452): [إذا سجدهما]، [سجد بهما].
115 – (452): [سجدتي]، [سجدتا].
116 – (467): [بالهاشمي]، [هاشمياً].
117 – (468): [كلما كان قبل أن يركع، كان ناسياً؛ قرأ: الحمد لله، قراءة سورةٍ غيرها ... ]، [كلما كان قبل أن يركع، (و) كان ناسياً؛ (قراءة): الحمد لله، (قرأ) سورةٍ غيرها ... ].
118 – (468): [فيكون كل في موضعه]، [فيكون كلاً في موضعه].
119 – (468): [فله أن يقرأ الباقيتين]، [فله أن يقرأ (في) الباقيتين] زيادة من المحقق.
120 – (473): [وأما التشهد]، [التسهيل].
121 – (474): [لأن لكل .. ]، [لأن الكل ... ].
122 – (476): [يصلى]، [يصلي] في موضعين.
123 – (477): [إو غنماً]، [أو غنماً].
124 – (477): [الأهب: الإبل ... ]، [الأهب: للإبل ... ].
125 – (488): [يصلى]، [يصلي].
126 – (488): [روي]، [روى].
127 – (489): [ونهى]، [نهي].
128 – (491): [أراده]، [إرادة].
129 - (491): [فعلت]، [فعلته].
130 – (492): [لغير]، [بغير].
131 – (493): [يدرى]، [يدري].
132 – (494): [ركعتين ركعتان]، [ركعتين ركعتن].
133 – (495): [أن لا]، [ألا].
134 – (495): [بحاجبيه]، [بحاجبه].
باب في الجمعة
1 – (499): [وإذا أعد به]، [وإذا ائتم به].
2 – (502): [من رخص ... ]، [متى رخص ... ].
3 – (502): [قلت: فالخائف]، وضع محقق الثانية قبل (قلت) رقماً جديداً.
4 – (506): [تترك]، [يترك] في موضعين.
5 – (512): [يثرب]، [قرب].
6 – (532): [أربعاً]، [أربع].
7 – (532): [إذا جاء [ ... ] صلاتهم] قال المحقق: هذا الموضع مطموس في الأصل، ويسع كلمتين؛ وفي الثانية أثبت قوله [وهم في آخر].
8 – (535): [ذاك]، [ذلك].
9 – (539): [ما حوله من دور وأدخلت]، [ما حوله دوراً وأدخل].
10 – (540): [ينتصر]، [ينقض].
11 – (540): [إنا بفارس]، [أنا بفارس].
12 – (540): [بكة]، [مكة].
13 - (540): [على عشرة]، [على عشر].
14 - (540): [واثنتى]، [واثنتي].
15 – (540): [و لا مقام به]، [ولا مقام له].
16 - (540): [أشهراً]، [شهراً].
17 - (540): [فعدل كأن]، [بعدلٍ فلأن].
18 – (540): [لا بشخص]، [يشخص].
19 – (540): [والاحتياط]، [الاختباط].
20 – (540): [صحبه]، غير موجودة.
21 - (540): [وأوانا]، [وأوليا].
22 – (540): [بينة وأن]، [بينه، وإن].
كتاب الزكاة
1 – (541)، و الأخرى (546).
2 – وضع محققو الأولى (بسم الله الرحمن الرحيم) كأنها نص آية!، وليس له معنى.
3 – (541): [يعطي من لا يجبر]، [أعط من لا تجبر].
4 – (542): [المعصبة]، [العصبة].
5 – (543): [استعار]، [استفاد].
6 – (544): [فنأمره]، [فتأمره].
7 – (544): [على عيالي، على عيالي]، [عليَّ بمالي، عليَّ بمالي].
8 – (545): [يعطها]، [يعطيها].
9 – (547): [يخرجها هكذا عشر]، [يخرجه هكذا سنته].
10 – (549): [استقال]، [استفاد].
11 – (549): [يجب]، [تجب].
12 – (549): [حين يحول]، [حتى يحول].
13 – (551): [ولا يرى]، [ولا نرى].
14 – (551): [بالقطنية]، [بالقنيطة] وصحح المحقق في الثانية: المثبت في الأولى!.
15 – في حاشية رقم (1) صفحة (240) من الطبعة الأولى: استقالا: أي فسخا البيع؛ لعل الصواب: استقال: أي فسخ البيع.
16 – (553): [ثم امتلك بعد ذلك ستين ثم باعها؛ أنه]، [ثم أمسك بعد ذلك سنين، ثم باعها إنه].
17 – (557): [وكيلهم]، [ونخيلهم] وذكر المحقق أنها هكذا في الموطأ.
18 – (561): [القضب]، [القصب].
19 – (561): [الماء بلغه]، [بلغه] غير موجودة.
20 – (561): [يضربهم]، [يضثرُّ بهم].
21 – (561): [فلو كانوا]، [ولو كانوا].
22 – (561): [القطائع]، [القطايع].
23 – (561): [الرءوس]، [الرؤوس].
24 – (561): [لأن الغامر ... ]، [إذ الغامر ... ٍ].
25 – (561): [قال عمر بن عبد العزيز أن ... ]، [قال عمر بن عبد العزيز إن].
26 – (563): [وهو مما لا يعمر]، [وهو (ما) لا يعمر].
27 – (564): [قلت: وما كان ... ]، [قال: ... ] وقد وضع المحقق هنا رقماً جديداً.
28 – (564): [بالخراج]، [الخراج].
29 – (569): [ولا يعطى]، [ولا يعطي] في موضعين.
30 – (569): [أو من إناثه]، [أم من إناثه].
31 – (570): لم يجعل المحقق الثاني هذه المسألة جديدة؛ بل جعلها تابعة للسابقة.
32 – (570): [يحابي]، [يحابى].
33 – (572): [حول]، [حلول].
34 – (573): [اختيالاً]، [احتيالاً].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/223)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[28 - 04 - 04, 01:56 م]ـ
35 – (574): [الأخ أو الأخت]، [الأخ و الأخت].
36 – (574): [ما لم يفي]، [ما لم يقِ].
37 – (574): [كما قال سواء، وقد أجاد]، [قد] غير موجودة.
38 – (576): [أو ما جاءوا]، [جاؤا].
39 – (577): [فزرعوا ألا]، [فزرعوا أن لا].
40 – (578): [وليس]، الواو غير موجودة.
41 – (579): [والمشتري عليه الزكاة]، [عليه] غير موجودة.
42 – (579): [قال أحمد: وجبت .. ]، [قال أحمد: وجب .. ].
43 – (579): [فرط (حتى) أتى عليه]، [فرط (و) أتى عليه].
44 – (581): [تبائع]، [تبايع].
45 – (581): [بالأكثر]، [بالأكبر].
46 – (582): [قال إبراهيم]، غير موجودة.
47 – (583): [لم نحفظه]، [لم يحفظه].
48 – (585): [وابنة لبون، (و) في خمسين]، الواو غير موجودة.
49 – (587): [قال: قلت لابن عيينة]، [قال ابن عيينة].
50 – (588): [سنتين]، [سنين].
51 – (588): [فإذا كان يريد التجارة، فأعجب إليَّ أن يقومه ويزكيه]، [قال أحمد: إذا كنت تريد التجارة، فأعجب إليَّ أن تقومه وتزكيه].
52 – (589): [وعندك مال تزكيه]، [وعنك مال لم تزكه، تزكيه ... ].
53 – (590): [يحل]، [تحل].
54 – (591): [فإذا باع]، [فإذا باعه].
55 – (592): [إذا كان]، [إن كان].
56 – (592): [قيمة]، [قيمته].
57 – (593): [فأدرك زكاةً]، [فأدرك زكاه].
58 – (593): [ما لم يشتريه]، [ما لم يشتره].
59 – (593): [فليس عليه زكاة إلا زكاة]، [فليس عليه زكاة إلا (أن) زكاة].
60 – (وإذا لم يستحصد]، [وإن لم يكن يستحصد].
61 – (595): [نخلةً أو عنبة أو زرعة]، [نخله، أو عنبه، أو زرعه].
62 – (596): [الريع لا يخرص عليه]، [الربع لا يخرص عليهم].
63 – (598): [قلت: قال و كان سفيان]، [قلت: كان سفيان].
64 – (599): [ينقوا]، [يبقوا].
65 – (600): [فرائض الله]، [فرائض الله – عز وجل –].
66 – [باب في المكاتب يزكي ما يأخذ منه سيده] هذا العنوان في الأخرى قد وضعه المحقق في الحاشية.
67 – (601): [عما]، [عن ما].
68 – (602): [شيئاً]، [شيءٌ].
69 – (604): [خمس مائة]، [خمسمائة].
70 – (604): [يزكيها]، [تزكيها].
71 – (604): [كما لا زكاة في ... ]، [كما] غير موجودة.
72 – (604): [أو لم يملك، فهما سواء]، [ولم يملكها سواء].
73 – [باب في زكاة المضارب يحول عليه الحول]، هذا العنوان في الأخرى قد وضعه المحقق في الحاشية.
74 – (605): [المضارع براً]، [المضارب بزاً].
75 – (605): [وبره]، [وبزه].
76 – (605): [البر]، [البز] في موضعين.
77 – (605): [وإن باعوه]، [وإن باعه].
78 – (605): [الذي في نفسه]، [الذي في ثقة].
79 – (606): [أخفى]، [أخذ].
80 – (606): [المضاربة]، [المضارب].
81 - (606): [الوظيفة]، [الوضيعة].
82 – (609): [يبدو]، [يبدوا].
83 – (609): [كما قال (أحمد)، ولكن (إن) أجمع ... ]، [كما قال، ولكن (إذا) أجمع ... ].
84 – (611): [بخمسة ٍ]، [خمسة].
85 – (611): [خمس]، [خمسة].
86 – (611): [لم يصير]، [لم يصر].
87 – (612): [براً]، [بزاً].
88 – (614): [ما يجب]، [ما تجب].
89 – (618): [الملك]، غير موجودة.
90 – (619): لم يضع محقق الأخرى هنا رقماً جديداً.
91 – (620): [قال] في بداية المسألة، غير موجودة في الأخرى.
92 – (621): [درهماً]، [الدرهم].
93 – (621): [وليس عليه غيره]، [وليس عليه شيء غيره].
94 – (622): [سئل]، [يسأل].
95 – (622): [تثبت في وضعها]، [يتثبت في موضعها].
96 – [باب من ابتاع عبداً قبل الفطر، يطعم عنه؟]، هذا العنوان في الأخرى قد وضعه المحقق في الحاشية.
97 – (627): [يستأجر]، [تستأجر].
98 – (627): [تشترى]، [تشتر بها].
99 – (627): [يجر]، [تجر].
100 – (627): [ولا يعطي]، [ولا تعطِ].
101 – (627): [ويعطي في الحج]، [ويعطى في الحج].
102 – (627): [ولم يفِ]، [ولم يقِ].
103 – (628): [الثني]، [الشيء].
104 – (630): [قلت: في المال المستفاد زكاة]، وضع محقق الأخرى خنا رقماً جديداً.
105 – (630): [حتى يحول الحول]، [حتى يحول عليه الحول].
106 – (631): [وزكاة الحلي]، الواو غير موجودة.
107 – (632): [وإذا لم يقدر على قبضه ... ]، [فإذا لم يقدر على قبضه ... ].
108 – (634): [قلت: ألا يكون عليه زكاة على حديث عمر]، [قال: حديث عمر].
109 – (634): [ليس هذا (شيئاً) (ما) في ماله زكاة]، [ليس هذا شيء، في ماله زكاة].
110 – (637): حصل هنا تقديم وتأخير بين النسختين، هذا بيانها:
(637) = (643)
(638) = (642).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/224)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[05 - 05 - 04, 07:30 م]ـ
111 – [باب: في تعجيل الزكاة]، هذا العنوان في الأخرى قد وضعه المحقق في الحاشية.
112 – (642): [قلت: وعن رقيق امرأته]، وضع المحقق هنا رقماً جديداً.
113 – (642): [قلت: عن الآبق]، وضع المحقق هنا رقماً جديداً.
114 – (643): [قال: قلت ... ]، (قال) غير موجودة.
115 – (645): [أرض الشرك؟]، [أهل الشرك].
116 – (646): [إلا بالمئونة]، [إلا بالمؤونة].
117 – (647): [قال إسحاق: كما قال: قال: وإن أخذ أخد، فلا يعطيه من له الأوقية ... ]، [قال إسحاق: كما قال. وإن أخذ أحد، لا يعطي من له الأوقية ... ].
118 – [الجزء الثاني فيه: بقية الزكاة، وباب الصيام، والحيض ... إلى بداية المسألة رقم 648]، هذا العنوان في الأخرى قد وضعه المحقق في الحاشية، وفيه بعض الاختلاف اليسير، فبدل (باب الصيد) (باب الصيام).
119 – (648): [تجزيه الزكاة ... ]، [يجزيه الزكاة].
120 – (650): [أيخرج الزكاة]، [يخرج الزكاة].
121 – (652): [قال إسحاق: هو كما قال. قال: والأب ... ]، [قال] الثانية غير موجودة.
122 – (653): [قال: يفرقها هو أحب إلي، وإن أعطاها السلطان فهو وجه العمل، ولا يعدي بالزكاة هذه الأصناف]، [قال: يفرقه هو أحب إلي، وإن أعطاه السلطان فهو وجه العمل، ولا يُعْدى بالزكاة هذه الأصناف].
123 – (654): [قال في ثمنها الزكاة قال .. ]، [قال] الثانية غير موجودة.
124 – (657): [المتصدق بأخذ]، [المصدِّق يأخذ].
125 – (659): [صدقة الفطر]، [زكاة الفطر].
126 – (662): [عليه السلام]، غير موجودة.
127 – (662): [كرم الله وجهه]، غير موجودة.
128 – (الحاشية 2): [رواع ... ]، الصواب: [رواه ... ].
129 – (663): [كما قال الله تبارك وتعالى ... ]، [لما قال الله تبارك وتعالى .. ].
130 – (663): [فأنه مثل الأصناف]، [فإنه مثل الأصناف].
131 – (663): [الذي يعتمد عليه]، [الذي نعتمد عليه].
132 – (663): [من أصحاب محمد]، [من أصحاب النبي محمد].
133 – (663): [زرعت أم لم تزرع]، [زرعت أو لم تزرع].
134 – (663): [العشر أنها أرض]، [العشر إنها أرض].
135 – (663): [قال إسحاق ... ]، وضع محقق الأخرى هنا رقماً جديداً.
136 – (664): [سمعت إسحاق بن منصور: و ... ]، [سئل إسحاق ... ] وما قبله غير موجود.
137 – (664): [وهل تجب ... ]، [وهل يجب ... ].
138 – (664): [الذي يجب في مثله]، [الذي تجب في مثله].
139 – (664): [فإن الزكاة واجبة]، [فإن الزكاة واجب].
كتاب الصيام
1 – (665) = (673): [قلت لأحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى ورضي عنه: من رأى ... ]، [قلت لأحمد: من رأى ... ].
2 – (665): [أيصوم]، [يصوم].
3 – (665): [أيفطر]، [يفطر].
4 – (666): [يعني شوال]، [يعني]، غير موجودة.
5 – (667): [قال: قلت ... ]، [قال] غير موجودة.
6 – (667): [من حيضها؟]، [من حيضتها].
7 – (670): [وإن كانت ... ]، [وإن كان ... ].
8 – (670): [قيل له ... ]، وضع محقق الأخرى هنا رقماً جديداً.
9 – (673): [أما للمفطر ... ]، [أما للمضطر ... ].
10 – (674): [رضي الله عنه]، غير موجودة.
11 – (675): [فدخل الماء حلقه]، [فدخل الماء إلى حلقه].
12 – (675): [لا يريد ذلك]، [لا يريد ذاك].
13 – (677): [قال: قلت ... ]، [قال] غير موجودة.
14 - (678): [قال: قلت ... ]، [قال] غير موجودة.
15 – (679): [قال: قلت ... ]، [قال] غير موجودة.
16 – (680): [قال: قلت ... ]، [قال] غير موجودة.
17 – (681): [قال: قلت ... ]، [قال] غير موجودة.
18 – (683): [قال: قلت ... ]، [قال] غير موجودة.
19 – (683): [كما فعل ذلك]، [ذلك] غير موجودة.
20 – (684): [يزدرد]، [يرد].
21 – (689): [قال: قلت ... ]، [قال] غير موجودة.
22 – (689): [قال: أما سوى ذلك ... ]، [قال] غير موجودة.
23 – (690): [قال الإمام أحمد رضي الله عنه]، [قال أحمد: ... ].
24 – (691): [وإذا كانت متغيمة]، [وإن كانت متغيمة].
25 – (692): لم يضع المحقق هنا رقماً جديداً.
26 – (692): [لما رأى]، [لما رؤي].
27 – (692): [تسعاً]، [تسعة].
28 – (692): [بالأكل من الغدوة]، [بالأكل غدوة].
(29/225)
المحراب يمين ام يسار المنبر
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[17 - 03 - 04, 11:07 ص]ـ
السلام عليك ورحمةالله
هل وجود المحراب يسار المنبر او يمينه لاشى فيه؟
أم الاصل أن يكون يمينه؟
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[17 - 03 - 04, 11:09 ص]ـ
تصحيح الاصل ان يكون يسار المنبر
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[17 - 03 - 04, 07:52 م]ـ
أرى الصواب أن يهدم المحراب ويسوى
إذ هو من المحدثات
لا يمين ولا يسار
ـ[محب الدين]ــــــــ[17 - 03 - 04, 11:30 م]ـ
نقل بعض أهل العلم الاجماع على كون المنبر عن يمين المحراب
سمعته من الشيخ ت/ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[18 - 03 - 04, 03:59 ص]ـ
السلام عليكم:
لو أخدنا السوال بطريقة أخرى يا أخى: الأزهري السلفي هل الامام يصلى على يمين أم يسار المنبر؟
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[14 - 08 - 09, 12:43 ص]ـ
هل يجوز أن يكون المحراب ليس في الوسط؟ .. في يمين المسجد أو شماله
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 01:26 ص]ـ
أرى الصواب أن يهدم المحراب ويسوى
إذ هو من المحدثات
لا يمين ولا يسار
صدقت ..
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 08 - 09, 01:32 ص]ـ
يا جماعة الخير
المحراب من المحدثات.
ليس له أصل في شرعنا حتى نبحث عن أحكامه
والله أعلم
ـ[مختصر]ــــــــ[14 - 08 - 09, 02:02 ص]ـ
يا مشايخ اتقوا الله قال الشيخ محمد بن عثيمين في هذه المسالة (وضع المحراب في المسجد) عليه عمل المسلمين.
قال ذلك في تسجيل صوتي.
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[14 - 08 - 09, 04:56 ص]ـ
أكرر السؤال: "هل يجوز أن يكون المحراب ليس في الوسط؟ .. في يمين المسجد أو شماله"
أما من يرى أنه بدعة فليس مخاطبا بالسؤال
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[14 - 08 - 09, 05:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الطرح
لكن!!
بعلمي القليل وبنظري القاصر , تذكرت حديث البراء قال " كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - أحببنا أن نكون عن يمينه "
فهل يصح أن يكون هذا الحديث دليلا على وجود النبي صلى الله عليه وسلم في الوسط.
والله أعلم.
(29/226)
هل صح شئ في قراءة الفاتحة على الدابة.
ـ[حافظ]ــــــــ[17 - 03 - 04, 06:52 م]ـ
هل صح شئ في قراءة الفاتحة على الدابة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 04:57 م]ـ
ورد من حديث أنس أن رجلاً شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم خلق دابته، فأمره أن يقرأ عليها فاتحة الكتاب، فقرأها عليه؛ فذللها الله له.
أخرجه أبوعبدالله الدقاق في " معجم مشايخه " (6) بسند ضعيف جداً؛ مسلسل بالمتروكين.
(29/227)
هل من أحد من الشراح أفاض حول شرح هذا الحديث وبيان فوائده؟
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[17 - 03 - 04, 11:29 م]ـ
روى ابو داوود بسنده
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل)
هل من أحد من أهل السنة تكلم حول هذا الحديث وبين شرحه وما فيه من فوائد وفرائد؟ وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 04, 06:43 ص]ـ
الإمام البخاري يعل هذا الحديث
قال في ((التاريخ الأوسط)) (1/ 248 ـ 249)،
حدثنا علي بن فضل قال حدثنا صدقة بن المثنى عن رباح بن الحارث عن أبي بردة قال بينا أنا في إمارة زياد قال رجل من الأنصار كان لوالده صحبة مع النبي إنه سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال أمتي أمة مرحومة عذابها بأيديها
وقال سعيد بن يحيى حدثنا أبي قال حدثنا أبو بردة عن أبي بردة عن رجل من الأنصار عن أبيه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بهذا
حدثنا موسى قال حدثنا حماد قال أخبرنا يونس عن حميد عن أبي بردة أنه خرج من عند زياد أو بن زياد فجلس إلى رجل من أصحاب النبي فقال سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بهذا
حدثنا محمد بن حوشب قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حصين عن أبي بردة كنت عند بن زياد فقال عبد الله بن يزيد سمعت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ويروى عن طلحة بن يحيى وعبد الملك بن عمير ومحمد بن إسحاق بن طلحة وعمارة القرشي وسعيد بن أبي بردة وعون وعمرو بن قيس والبخثري بن المختار ومعاوية بن إسحاق وليث والوليد بن عيسى أبو وهب عن أبي بردة عن أخيه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وفي أسانيدها نظر والأول أشبه
والخبر عن النبي في الشفاعة وأن قوما يعذبون ثم يخرجون أكثر وأبين) انتهى.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[07 - 06 - 05, 09:20 ص]ـ
أحسن الله عملك
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 10:01 ص]ـ
ما سلكه شيخنا وأستاذنا الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظه الله هو مسلك الترجيح
وأما إن شئت أن تسلك مسلك الجمع والتوفيق بينه وبين نصوص الشفاعة فهاك ما قاله صاحب عون المعبود رحمه الله: أي من عذب منهم لا يعذب مثل عذاب الكفار قال المناوي: ومن زعم أن المراد لا عذاب عليها في عموم الأعضاء لأن أعضاء الوضوء لا يمسها النار فتكلف مستغنى عنه. وقال صاحب فتح الودود أي إن الغالب في حق هؤلاء المغفرة. وقال القاري في المرقاة: بل غالب عذابهم أنهم مجزيون بأعمالهم في الدنيا بالمحن والأمراض وأنواع البلايا كما حقق في قوله تعالى (من يعمل سوءا يجز به) انتهى , والله أعلم.
وللمزيد:
http://hadith.al-islam.com/search/SearchHits.asp?SearchText=%c3%e3%c9%20%e3%d1%cd%e6 %e3%c9&SearchLevel=
السؤال
BE&SearchType=root
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 03:05 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا أبا خالد حفظه الله تعالي
مسلك الجمع والتوفيق هاهنا فيه بعض الوعورة
فالحديث لا يصح قطعا
ولذا فالجمع غير ممكن
لأنه بين صحيح وضعيف
والجمع لا يكون إلا إذا تعذر الترجيح فيما أظن
أفيدونا بتعليقكم نفع الله بكم
والسلام عليكم
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 06 - 05, 12:52 م]ـ
والحديث صححه الألباني، رحمه الله، في الصحيحة رقم 959 ونقل تصحيح الحاكم لإسناده وموافقة الذهبي له وتحسين ابن حجر لإسناده أيضا.
والله أعلم
(29/228)
هل شذ ابن حزم في الشهادة لأعيان الصحابة بالجنة
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[18 - 03 - 04, 04:01 ص]ـ
قال ابن حزم رحمه الله في المحلى:
84 - مسئلة- والناس في الجنة على قدر فضلهم عندالله تعالى فأفضل الناس أعلاهم في الجنة درجة برهان ذلك قوله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم) ولو جاز أن يكون الأفضل أنقص درجة لبطل الفضل ولم يكن له معنى ولارغب فيه راغب وليس للفضل معنى إلا أمر الله تعالى بتعظيم الأرفع في الدنيا وترفيع منزلته في الجنة.
85 - مسألة- وهم الأنبياء ثم أزواجهم ثم سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميعهم في الجنة. وقد ذكرنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لو كان لأحدنا مثل أحد ذهبا فأنفقه ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه وقد ذكرنا أن أفضل الناس أعلاهم درجة في الجنة ولا منزلة أعلى من درجة الأنبياء عليهم السلام فمن كان معهم في درجتهم فهو أفضل ممن دونهم وليس ذلك الا لنسائهم فقط.
وقال تعالى (لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى) وقال عزوجل (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لايسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لايحزنهم الفزع الأكبر)
فجاء النص أن من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فقد وعده الله تعالى بالحسنى وقد نص الله تعالى (ان الله لا يخلف الميعاد)
وصح بالنص كل من سبقت له من الله تعالى الحسنى فإنه مبعد عن النار لايسمع حسيسها وهو في ما اشتهى خالد لايحزنه الفزع الأكبر وهذا ما نص ما قلنا وليس المنافقون ولا سائر الكفار من أصحابه عليه السلام ولا من المضافين إليه عليه السلام) 1/ 44 المحلى
وكنت في مجلس الشيخ سليمان العلوان حفظه الله فذكر أن الشهادة لأعيان الصحابة بالجنة هو قول ابن حزم ومن قبله محمد بن كعب القرظي (إن لم أهم)
ثم قال: وهو قول قوي
واستشكل عليه حديث صاحب الشملة حيث قال عليه الصلاة والسلام: كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم)
وقد قرأت لبعض المعاصرين يصف قول ابن حزم هذا بالشذوذ
والسؤال هل القول هذا شاذ كما عبر الأخير أو قوي كما عبر الأول؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:16 ص]ـ
سمعت الشيخ العلوان يحكي هذا الرأي عن محمد بن كعب القرضي وابن حزم.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[19 - 03 - 04, 10:04 م]ـ
أين أهل الملتقى؟
السؤال واضح ومحدد هل شذ ابن حزم في شهادته لأعيان الصحابة بالجنة وأن ذلك غير مسبوق بعذاب؟ أم أنه جار على مذهب السلف؟ وهل استدلاله بهذه الآية صحيح (وكلا وعد الله الحسنى)
مع العلم أني رجعت لكتاب الشريعة للآجري وكتاب السنة للخلال وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي فلم أجد مثل هذا القول
ورجعت لما نالته يدي من كتب تفسير فلم يذكر أحد منهم ما ذكره ابن حزم
وأرجو من الإخوة في الملتقى أن يفيدونا في هذه المسألة حتى نخرج بنتيجة وأن لايكون النقاش مقصورا فيما نعرف فقط ونجعل من الملتقى محلا لاستعراض العضلات .....
ـ[البدر المنير]ــــــــ[27 - 03 - 04, 07:54 م]ـ
هد من روعك أيها المحب، فبعضهم لايجيب تورعاً:)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[02 - 02 - 05, 12:56 م]ـ
للرفع
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[02 - 02 - 05, 01:32 م]ـ
وقد تكلم أبو محمد عن الموضوع في كتابه الماتع الفصل.
(29/229)
ما رأيكم في كلام الذهبي هذا!! أليس عجيباً منه.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 03 - 04, 06:41 ص]ـ
# وقد روى ابن عائذ قصة ابن حذافة فقال حدثنا الوليد بن محمد أن ابن حذافة أسر فذكر القصة مطولة وفيها أطلق له ثلاث مئة أسير وأجازه بثلاثين ألف دينار وثلاثين وصيفة وثلاثين وصيفا ولعل هذا الملك قد أسلم سرا ويدل على (ذلك) مبالغته في إكرام ابن حذافة
وكذا القول في هرقل إذ عرض على قومه الدخول في الدين فلما خافهم قال إنما كنت اختبر شدتكم في دينكم
فمن أسلم في باطنه هكذا فيرجى له الخلاص من خلود النار إذ قد حصل في باطنه إيمانا ما وإنما يخاف أن يكون قد خضع للإسلام وللرسول واعتقد أنهما حق مع كون أنه على دين صحيح فتراه يعظم للدينين كما قد فعله كثير من المسلمانية الدواوين فهذا لا ينفعه
الإسلام حتى يتبرأ من الشرك
(سير أعلام النبلاء 2/ 15)
فما رأيكم؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:37 ص]ـ
مثل هذا الكلام قد قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
لعلي أنشط في نقله بعدُ إن شاء الله تعالى.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[18 - 03 - 04, 11:33 ص]ـ
لعله تأثر بالأشاعرة!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:27 م]ـ
- قال شيخ الإسلام العلاَّمة الإمام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله في المنهاج (5/ 110 - 122) في معرض ردّه على الجهمية الموجبين لعذاب الله لمن لم يذنب والأشاعرة غيرهم = قال رحمه الله:
" وأيضاً فالنصوص قد أخبرت بالميزان بالقسط، وأن الله لا يظلم مثقال ذرة، وإن تلك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً.
فدل هذا على أن مثقال ذرة إذا زيد في السيئات أو نقص من الحسنات كان ظلماً ينزه الله عنه.
ودل على أنه يزن الأعمال بالقسط؛ الذي هو العدل.
فدل على أن خلاف ذلك ليس قسطاً؛ بل ظلم تنزه الله عنه، ولو لم يكن هنا عدل لم يحتج إلى الموازنة.
فإنه إذا كان التعذيب والتنعيم بلا قانون عدلي بل بمحض المشيئة لم يحتج إلى الموازنة.
وقال تعالى: ((تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين)) [آل عمران: 108].
قال الزجاج وغيره: قد أعلمنا أنه يعذب من عذبه لاستحقاقه.
وقال آخر: معناه أنه لا يعاقبهم بلا جرم، فسمَّى هذا ظلماً.
وأيضاً .. فإن الله تعالى قد أخبر في غير موضع: أنه لا يكلف نفساً إلا وسعها.
كقوله تعالى: ((والذين أمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها)) [الأعراف: 42].
وقوله: ((لا تكلف نفس إلا وسعها)) [البقرة: 233].
وقوله: ((لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها)) " [الطلاق: 7].
وأمر بتقواه بقدر الإستطاعة؛ فقال: ((فاتقوا الله ما استطعتم)) [التغابن: 16].
وقد دعاه المؤمنون بقولهم: ((ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به)) [البقرة: 286].
فقال: قد فعلت.
فدلت هذه النصوص على أنه لا يكلف نفساً ما تعجز عنه خلافاً للجهمية المجبرة.
ودلت على أنه لا يؤاخذ المخطىء، والناسي؛ خلافا للقدرية والمعتزلة وهذا فصل الخطاب في هذا الباب.
فالمجتهد المستدل؛ من إمام، وحاكم، وعالم، وناظر، ومناظر، ومفت، وغير ذلك = إذا اجتهد، واستدل؛ فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله إياه.
وهو مطيع لله، مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع، ولا يعاقبه الله ألبتة خلافا للجهمية المجبرة.
وهو مصيب؛ بمعنى أنه مطيع لله، لكن قد يعلم الحق في نفس الأمر وقد لا يعلمه خلافاً؛ للقدرية والمعتزلة في قولهم كل من استفرغ وسعه علم الحق.
فإن هذا باطل كما تقدم بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب.
وكذلك الكفار من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله؛ فآمن به، وآمن بما أنزل عليه، واتقى الله ما استطاع - كما فعل النجاشي وغيره - ولم يمكنه الهجرة إلى دار الإسلام، ولا التزام جميع شرائع الإسلام؛ لكونه ممنوعاً من الهجرة، وممنوعاً من إظهار دينه، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام = فهذا مؤمن من أهل الجنة.
كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون، وكما كانت إمرأة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق عليه السلام مع أهل مصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/230)
فإنهم كانوا كفارا ولم يكن يمكنه أن يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام.
فإنه دعاهم إلى التوحيد والإيمان فلم يجيبوه.
قال تعالى عن مؤمن آل فرعون: ((ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً)) [غافر: 34].
وكذلك النجاشي .. هو وإن كان ملك النصارى فلم يطعه قومه في الدخول في الإسلام؛ بل إنما دخل معه نفر منهم.
ولهذا لما مات لم يكن هناك من يصلي عليه؛ فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة؛ خرج بالمسلمين إلى المصلى فصفهم صفوفا، وصلى عليه، وأخبرهم بموته يوم مات، وقال: (إن أخا لكم صالحا من أهل الحبشة مات).
وكثير من شرائع الإسلام أو أكثرها لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك.
فلم يهاجر، ولم يجاهد، ولا حج البيت.
بل قد رُوىَ أنه لم يكن يصلي الصلوات الخمس، ولا يصوم شهر رمضان، ولا يؤدي الزكاة الشرعية.
لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه وهو لا يمكنه مخالفتهم ونحن نعلم قطعا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن.
والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه، وحذره أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه ...
والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن.
فإن قومه لا يقرونه على ذلك.
وكثيرا ما يتولى الرجل بين المسلمين والتتار قاضياً، بل وإماماً، وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها؛ فلا يمكنه ذلك.
بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
وعمر بن عبد العزيز عودي وأوذي على بعض ما أقامه من العدل.
وقيل: إنه سُم َّعلى ذلك!
فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة، وإن كانوا لم يلتزموا مع شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه؛ ل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها.
ولهذا جعل الله هؤلاء من أهل الكتاب ...
وهذا كما أنه قد كان بمكة جماعة من المؤمنين يستخفون بإيمانهم، وهم عاجزون عن الهجرة.
قال تعالى: ((إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فإولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا - إلا المستضفعين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفوراً) [النساء: 97 - 99].
فعذر سبحانه المستضعف العاجز عن الهجرة ...
فأولئك كانوا عاجزين عن إقامة دينهم فقد سقط عنهم ما عجزو عنه.
فإذا كان هذا فيمن كان مشركا، وآمن؛ فما الظن بمن كان من أهل الكتاب وآمن!
... وابن سلام وأمثاله هو واحد من جملة الصحابة والمؤمنين، وهو من أفضلهم.
وكذلك سلمان الفارسي.
فلا يقال فيه إنه من أهل الكتاب.
وهؤلاء لهم أجور مثل أجور سائر المؤمنين؛ بل يؤتون أجرهم مرتين، وهم ملتزمون جميع شرائع الإسلام فأجرهم أعظم من أن يقال فيه: ((أولئك لهم أجرهم عند ربهم)).
وأيضاً .. فإن أمر هؤلاء كان ظاهراً معروفاً، ولم يكن أحد يشك فيهم، فأي فائدة في الإخبار بهم.
وما هذا إلا كما يقال الإسلام دخل فيه من كان مشركاً، ومن كان كتابياً، وهذا معلوم لكل أحد بأنه دين لم يكن يعرف قبل محمد صلى الله عليه وسلم.
فكل من دخل فيه كان قبل ذلك؛ إما مشركا وإما من أهل الكتاب، إما كتابيا وإما أميا.
فأي فائدة في الإخبار بهذا؟!
بخلاف أمر النجاشي وأصحابه؛ ممن كانوا متظاهرين بكثير مما عليه النصارى.
فأن أمرهم قد يشتبه، ولهذا ذكروا في سبب نزول هذه الآية.
أنه لما مات النجاشي صلَّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال قائل: نصلي على هذا العلج النصراني، وهو في أرضه؛ فنزلت هذه الآية.
هذا منقول عن جابر وأنس بن مالك وابن عباس، وهم من الصحابة الذين باشروا الصلاة على النجاشي.
... ولهذا قال تعالى: ((وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم)) [غافر: 28].
فهو من آل فرعون وهو مؤمن ...
وقد يقاتلون وفيهم مؤمن يكتم إيمانه، يشهد القتال معهم، ولا يمكنه الهجرة، وهو مكره على القتال، ويبعث يوم القيامة على نيته.
كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يغزو جيش هذا البيت فبينما هم ببيداء من الأرض إذ خسف بهم.
فقيل: يا رسول الله، وفيهم المكره؟!
فقال: يبعثون على نياتهم).
وهذا في ظاهر الأمر وإن قتل وحكم عليه بما يحكم على الكفار فالله يبعثه على نيته.
كما أن المنافقين منا يحكم لهم في الظاهر بحكم الإسلام، ويبعثون على نياتهم.
فالجزاء يوم القيامة على ما في القلوب لا على مجرد الظواهر ...
- وبالجملة .. لا خلاف بين المسلمين أن من كان في دار الكفر وقد آمن - وهو عاجز عن الهجرة - لا يجب عليه من الشرائع ما يعجز عنها.
بل الوجوب بحسب الإمكان وكذلك ما لم يعلم حكمه ... )).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/231)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:47 م]ـ
كلام شيخ الإسلام جارٍ على أصول أهل السنة المعتمدة!!
وهو أن الإنسان مكلف بالإيمان الظاهر والباطن ...
فإذا منع مانع (الإكراه) من إخراج الظاهر أجزأ عنه الباطن!!
فالإكراه وحده هو الذي يعذر الإنسان به فقط , هذا ظاهر في كلام ابن تيمية!!
أما كلام الذهبي فليس فيه ذكر للإكراه -أو لعلني كذا فهمت- فليس إلا ان يحمل كلام الذهبي على أن مقصوده الإكراه إحسانا للظن بهذا الإمام!!
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:19 م]ـ
أخي راجي رحمة ربه -وكلنا ذلك الرجل- لم أفهم مقصود كلامك وبأي شيء تأثر!!
شيخنا أبا عمر زادك لله من فضله ..
لم يظهر لي رابط بين ما نقلته من كلام شيخ الإسلام وكلام الإمام الذهبي ..
وموضع الإشكال -نفع الله بكم - قوله:
(((ولعل هذا الملك قد أسلم سرا ويدل على (ذلك) مبالغته في إكرام ابن حذافة
وكذا القول في هرقل إذ عرض على قومه الدخول في الدين فلما خافهم قال إنما كنت اختبر شدتكم في دينكم
فمن أسلم في باطنه هكذا فيرجى له الخلاص من خلود النار إذ قد حصل في باطنه إيمانا ما)))
إذ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد دعا عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله مزق الله ملكه
وأبو طالب عم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان فيما يظهر قريباً منه حيث يقول:
ولقد شهدت بأن دين محمدا ** من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة ** لوجدتني سمحاً بذلك مبينا
أو كما قال .. فلم يعذر .. وهذا كثير في التاريخ ..
فكيف يرجى لهرقل الذي دعا عليه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالتخفيف ولم يكن ذلك لأبي طالب ..
حسن ما ذكرتم أخي سلطان العتيبي ..
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذا النص نقلته من احدى اجتهادات الشيخ عبدالله زقيل في الساحه الاسلاميه ....
نفع الله بكم
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ، فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟ فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا، وَسَبَّهُمَا فَلَمَّا خَرَجَا قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَصَابَ مِنْ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: وَمَا ذَاكِ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا، قَالَ: أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟ قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا.
رواه مسلم (2600).
وَفِي رِوَايَة: " أَوْ جَلَدْته فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكَاة وَرَحْمَة ".
وَفِي رِوَايَة: " فَأَيّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْته شَتَمْته لَعَنْته جَلَدْته اِجْعَلْهَا لَهُ صَلَاة وَزَكَاة وَقُرْبَة تُقَرِّبهُ بِهَا إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي رِوَايَة: " إِنَّمَا مُحَمَّد بَشَر يَغْضَب كَمَا يَغْضَب الْبَشَر , وَإِنِّي قَدْ اِتَّخَذْت عِنْدك عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَأَيّمَا مُؤْمِن آذَيْته أَوْ سَبَبْته أَوْ جَلَدْته فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَة وَقُرْبَة ".
وَفِي رِوَايَة: " إِنِّي اِشْتَرَطْت عَلَى رَبِّي فَقُلْت: إِنَّمَا أَنَا بَشَر أَرْضَى كَمَا يَرْضَى الْبَشَر , وَأَغْضَب كَمَا يَغْضَب الْبَشَر , فَأَيّمَا أَحَد دَعَوْت عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي بِدَعْوَةٍ لَيْسَ لَهَا بِأَهْلٍ أَنْ تَجْعَلهَا لَهُ طَهُورًا وَزَكَاة وَقُرْبَة ".
قال النووي عن هذه الروايات: وَهَذِهِ الرِّوَايَة الْمَذْكُورَة آخِرًا – يقصد: إِنِّي اِشْتَرَطْت عَلَى رَبِّي - تُبَيِّن الْمُرَاد بِبَاقِي الرِّوَايَات الْمُطْلَقَة , وَأَنَّهُ إِنَّمَا يَكُون دُعَاؤُهُ عَلَيْهِ رَحْمَة وَكَفَّارَة وَزَكَاة وَنَحْو ذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ أَهْلًا لِلدُّعَاءِ عَلَيْهِ وَالسَّبّ وَاللَّعْن وَنَحْوه , وَكَانَ مُسْلِمًا , وَإِلَّا فَقَدْ دَعَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْكُفَّار وَالْمُنَافِقِينَ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لَهُمْ رَحْمَة.
فهل يلزم من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على هرقل ان يكون غير مسلم؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 03 - 04, 09:36 ص]ـ
هرقل امتنع عن الإسلام لأنه آثر الحياة الدنيا على الأخرة وخاف أن يعزلوه عن عرشه، فبئس التجرة الخاسرة
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:13 ص]ـ
- نسيت نقطة مهمة جداً ...
ألا وهي أنَّ الشيخين رحمهما الله يتكلمان على أحكام الناس في الآخرة لا في الدنيا.
بمعنى: أننا نحكم على من ظهر منه الكفر في الدنيا بأنه كافر، وقد ينفعه استسراره بالإيمان عند الله.
- ولذا فإنه لو لم يعلمنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأنَّ النجاشي قد آمن في نفسه لما حكمنا له بالإسلام.
- بل أجرينا عليه اسم الكفر في الدنيا؛ لما ظهر لنا من أمره، والله يتولى سرَّه.
لذا فإنَّ هرقل ومن نحا نحوه ممن لا نعرف آخر مآله في سره فإننا نحكم له بالكفر الذي ظهر منه، ونكل أمره إلى ربه، فهو أعرف بسره وعلانيته، وصدقه وكذبه.
أما أنه ينفعه استسراره بإيمانه لأجل الدنيا فالذي يظهر من التأصيل السابق من كلام الشيخ ابن تيمية = أنه ينفعه، والله أعلم.
- وكذا الحكم في كل ملك أو رئيس آثر الدنيا بعدم إظهار دينه، مع أنه مؤمن صادق الإيمان في سره، واتقى الله ما استطاع، وأظهر ما أمكنه إظهاره من دين الله وشرعه.
وبالله تعالى التوفيق ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/232)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 01:18 م]ـ
- الحمدلله وحده وبعد ..
فإنَّ فهم كلامي الذهبي وابن تيمية السابقين يحصل بفهم معنى الإيمان عند أهل السنة والجماعة السلفية، وبين معناه عند أهل البدع والضلال.
وسنكتفي بمذهبين من مذاهب الناس في هذا الباب؛ لأجل الموضوع الذي طُرِحَ ههنا.
ذلك أنَّ الإيمان عند السلف وأتباعهم هو ((اعتقاد في القلب)) وقول باللسان وعمل بالأركان، ولا يكفي فيه ((المعرفة في القلب)).
إذ الأول مذهب السلف، والآخر مذهب الجهمية.
- لذا .. فثمة فرقاً كبيراً بين ماكان عليه سائر الناس من معرفة الحق؛ كأبي طالب وفرعون وكل ضال مستكبر، وهم الذين حكى الله عنهم فقال: ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوَّاً)).
- فكون أبي طالب أو فرعون أو غيره من ملوك الأرض ورؤسائه = ((يعرفون)) أنَّ دين محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام حق ثم لا يتبعونه ذلك باعتقاد القلب وتصديقه له فإنَّ ذلك غير نافع لهم عند الله تعالى.
وأما لو عرفت ذلك قلوبهم (ثم آمنت) وأخبتت وأذعنت فهو الإيمان النافع.
وهو الذي يُحملُ عليه كلام الشيخين الذهبي وابن تيمية رحمهما الله.
ولا إشكال فيه عند فهم هذه القضية ألبتة.
___________________________
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العتيبي
أما كلام الذهبي فليس فيه ذكر للإكراه -أو لعلني كذا فهمت- فليس إلا ان يحمل كلام الذهبي على أن مقصوده الإكراه إحسانا للظن بهذا الإمام!!
- قال أبو عمر: كلام الذهبي ظاهرٌ منه قصد الإكراه.
قال في النقل الأول: " وكذا القول في هرقل إذ عرض على قومه الدخول في الدين فلما خافهم ".
لذا فكلام الذهبي وابن تيمية ((كلاهما)) جارٍ على مذهب أهل السنة السنية.
- ثم حتى لو لم يظهر ذلك من كلامه؛ فإنَّ كلامه لم يظهر منه ما يخالف كلام أهل السنة في هذه المسألة حتى يفهم عنه غير ذلك، ثم يُبحثَ له عن تأويل أو تحسين ظن!
- ذلك أنَّ الذهبي رحمه الله إمام من أئمة السنة والجماعة السلفية، فكلامه ككلام ابن تيمية؛ كليهما جارٍ على أصول أهل السنة (المعتمدة).
ومن فهم منهما غير ذلك فهو المطالب ببيان التفريق.
- ثم إنَّ الذهبي قد أتبع قوله ذاك بكلام واضحٍ بيِّن ذي قيود؛ فقال: ((فمن أسلم في باطنه هكذا فيرجى له الخلاص من خلود النار إذ قد حصل في باطنه إيمانا ما وإنما يخاف أن يكون قد خضع للإسلام وللرسول واعتقد أنهما حق مع كون أنه على دين صحيح فتراه يعظم للدينين كما قد فعله كثير من المسلمانية الدواوين فهذا لا ينفعه، الإسلام حتى يتبرأ من الشرك)).
فكيف يبقى هذا التوهُّم في كلامه بعد هذا كله؟!
____________________________________________
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن عبد البر
لم يظهر لي رابط بين ما نقلته من كلام شيخ الإسلام وكلام الإمام الذهبي ..
وموضع الإشكال -نفع الله بكم - قوله:
(((ولعل هذا الملك قد أسلم سرا ويدل على (ذلك) مبالغته في إكرام ابن حذافة، وكذا القول في هرقل إذ عرض على قومه الدخول في الدين فلما خافهم قال إنما كنت اختبر شدتكم في دينكم
فمن أسلم في باطنه هكذا فيرجى له الخلاص من خلود النار إذ قد حصل في باطنه إيمانا ما)))
إذ النبي قد دعا عليه النبي بقوله مزق الله ملكه
وأبو طالب عم النبي كان فيما يظهر قريباً منه حيث يقول:
ولقد شهدت بأن دين محمدا ** من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة ** لوجدتني سمحاً بذلك مبينا
أو كما قال .. فلم يعذر .. وهذا كثير في التاريخ ..
فكيف يرجى لهرقل الذي دعا عليه النبي بالتخفيف ولم يكن ذلك لأبي طالب ..
- بارك الله فيك ونفع بك ..
1 - الكلام الذي نقلته عن ابن تيمية هو نفسه الذي نقلته عن الذهبي سواءً بسواء، وهو ظاهرٌ جداً بالنسبة لي.
ولا أدري لمَ لمْ يتبيَّن لكم وجهه مع ظهوره!
فكلام ابن تيمية إنما هو شرحٌ وتفصيلٌ لما أجمله الذهبي مما قد يخفى بيانه.
2 - أما الكلام على أبي طالب ونحوه فقد تقدَّم بيانه أول هذا التعقيب.
3 - الذي دعا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على ملكه بالتمزيق هو (كسرى) ملك ((الفرس))، لا هرقل أحد أمراء ((الروم))، وقائد جيوشهم.
وفيما نقل أهل التأريخ فإنَّ كسرى قد مزَّق الرسالة في الحال بخلاف هرقل.
وكسرى - فيما نقل - قد مات وقت دعاء النبي صلى الله عليه وسلَّم على ملكه بالتمزيق، إذ قتله أحد أقرب الناس إليه.
بخلاف هرقل الذي عاش وبقي زمناً ..
4 - الذهبي لم يجزم لأحد بإيمان ولا جنة؛ إنما رجى خيراً حسبُ.
@ وللكلام ذيول .. يأتي ذكرها بالتبع بحول الله وقوته ...
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 07:28 م]ـ
- ومن الإيمان الذي يبطنه صاحبه - في مثل ما تقدم - ولا ينفعه عند الله ما كان قائماً صاحبه على ناقض لإيمانه مع علمه وانتفاء جهله بكونه ناقضاً.
فمثل هذا الإيمان لا ينفع صاحبه لأنه لم يحققه ولم يخلصه مما يهدمه.
وذلك .. مثل أن ((يؤمن في نفسه)) بنبوة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والإسلام، ثم هو قائم على شيءٍ من نواقض الإيمان التي ((علم)) أنها مكفرات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/233)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 09:53 م]ـ
قلت وفقك المولى: (كلام الذهبي ظاهرٌ منه قصد الإكراه) ...
وقلت: (الكلام الذي نقلته عن ابن تيمية هو نفسه الذي نقلته عن الذهبي سواءً بسواء، وهو ظاهرٌ جداً بالنسبة لي)!!
إذا فالكلام ظاهر جداً بل إنك تستغرب وتقول: (ولا أدري لمَ لمْ يتبيَّن لكم وجهه مع ظهوره!) ...... !!
ثم قلت شيخنا بعد ذلك: (فكلام ابن تيمية إنما هو شرحٌ وتفصيلٌ لما أجمله الذهبي مما قد يخفى بيانه) ...
إذا ففي الكلام (إجمال)!! (قد يخفى بيانه)!!
وهذا تماماً ما قصدته!!
وكذلك ماقصده أخي ابن عبدالبر فيما أظن!!
فنقول في الكلام إجمال قد يخفى بيانه ولا يفهم إلا بمعرفة كلام الإمام المحكم الواضح الذي (يجري على أصول أهل السنة) في الإيمان!!
ثم شيخنا قولك أخيراً: (ثم هو قائم على شيءٍ من نواقض الإيمان التي ((علم)) أنها مكفرات)!!
يثير تسائل في نفسي لما جعلت على كلمة العلم قوسين , هل معناه أنك تشترط في الناقض أن يكون عن (علم) ..... !!
أربأ بك أن تعتقد ذلك بإطلاق!!
وأشعر أن في تقريراتك السابقة , شيء يحتاج إلى توضيح لا أجد الوقت -علم الله - في إثارتها , والله المستعان!!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:48 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العتيبي
قولك أخيراً: (ثم هو قائم على شيءٍ من نواقض الإيمان التي ((علم)) أنها مكفرات)!!
يثير تسائل في نفسي لما جعلت على كلمة العلم قوسين , هل معناه أنك تشترط في الناقض أن يكون عن (علم) ..... !!
أربأ بك أن تعتقد ذلك بإطلاق!!
- الأخ الفاضل .. سلطان ... وفقه الرحمن
أحسنتَ حين ظننت بي خيراً، مع أنَ كلامي واضحٌ جداً.
لكني أجمل البيان في مسألة العلم بالناقض لإكفار من قام به.
- فأقول: كلامي السابق في قضية العذر بالجهل.
فمن آمن من الكفار بدين محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقام به شيءٌ من (الاعتقادات أو الأقوال أو الأفعال) المكفرة والناقضة لأصل الإيمان، وما علم أنها ممنوعة شرعاً؛ حيث لم يجد من يعلِّمه أو يبيِّن له = فلا جرم عليه ولا حرج، وإيمانه باقٍ.
إذ الرجل معذور بالجهل، ولا يكلف الله نفساً إلاّ ما علمت.
وخذ هذا المثال ليتضح به المقال: كافر (يهودي أو نصراني أو مجوسي) ساحر من الغرب أو الشرق آمن بالإسلام والتزم شرائعه و ((لم يعلم)) أنَّ السحر كفر وكان ساحراً ومات على ذلك = فلا يكفر؛ لأنه جاهل؛ مع أنَّ السحر كفرٌ فعله؛ اعتقد أو لم يعتقد!
- وكذا لو آمن (وكان يهودياً أو نصرانياً أو .. ) ثم مات قبل أن يصلي؛ لأنه لم يعلَّم الصلاة؛ فإنه لا يكفر، لأنه جاهلٌ.
- ثم قد تقدَّم في كلام الشيخ ابن تيمية أنه قال: ((وكذلك الكفار من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله؛ فآمن به، وآمن بما أنزل عليه، واتقى الله ما استطاع - كما فعل النجاشي وغيره - ولم يمكنه الهجرة إلى دار الإسلام، ولا التزام جميع شرائع الإسلام؛ لكونه ممنوعاً من الهجرة، وممنوعاً من إظهار دينه، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام = فهذا مؤمن من أهل الجنة)).
_________________________________
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العتيبي
وأشعر أن في تقريراتك السابقة , شيء يحتاج إلى توضيح لا أجد الوقت -علم الله - في إثارتها , والله المستعان!!
- لا أرى في إيضاحاتي السابقة وما نقل من (تقرير شيخ الإسلام ابن تيمية والذهبي) ما يحتاج إلى مزيد إيضاح أو استشكال.
- لكن ... إن كان ثمة إشكال فلك أن تبينه، وعليَّ لزوما أن أجيبك عنه.
- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[21 - 03 - 04, 12:45 ص]ـ
الذي أعرفه أن هرقل المذكور اعتقد صحة دين الإسلام و لكنه آثر الملك والحياة الدنيا و لم يدخل في الإسلام لأنه حارب المسلمين في غزوة مؤته بل قد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم تكذيب ادعاء هرقل إسلامه و الله أعلم.
و هذا كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله و الذي استفدت هذه المعلومات منه فرضي الله عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/234)
((ومما يقوي أن هرقل آثر ملكه على الإيمان واستمر على الضلال أنه حارب المسلمين في غزوة مؤتة سنة ثمان بعد هذه القصة بدون السنتين , ففي مغازي ابن إسحاق: وبلغ المسلمين لما نزلوا معان من أرض الشام أن هرقل نزل في مائة ألف من المشركين , فحكى كيفية الوقعة. وكذا روى ابن حبان في صحيحه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه أيضا من تبوك يدعوه , وأنه قارب الإجابة , ولم يجب. فدل ظاهر ذلك على استمراره على الكفر , لكن يحتمل مع ذلك أنه كان يضمر الإيمان ويفعل هذه المعاصي مراعاة لملكه وخوفا من أن يقتله قومه. إلا أن في مسند أحمد أنه كتب من تبوك إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إني مسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كذب , بل هو على نصرانيته. وفي كتاب الأموال لأبي عبيد بسند صحيح من مرسل بكر بن عبد الله المزني نحوه , ولفظه فقال: كذب عدو الله , ليس بمسلم. فعلى هذا إطلاق صاحب الاستيعاب أنه آمن - أي: أظهر التصديق - لكنه لم يستمر عليه ويعمل بمقتضاه , بل شح بملكه وآثر الفانية على الباقية. والله الموفق.
)).
و الذي أعرفه أيضا أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يدع عليه بل هو صلى الله عليه و سلم دعا على كسرى فقط بل إن كتاب النبي صلى الله عليه و سلم مازلت ذرية هرقل تتوارثه أبا عن جد و كانوا يعتقدون أنها إذا فقد هذا الكتاب فقد ملكهم و ظلوا قرونا يتباركون فيه و الله أعلم.
و هذا أيضا ما ذكره الحافظ رحمه تعالى: ((تكميل)
ذكر السهيلي أنه بلغه أن هرقل وضع الكتاب في قصبة من ذهب تعظيما له , وأنهم لم يزالوا يتوارثونه حتى كان عند ملك الفرنج الذي تغلب على طليطلة , ثم كان عند سبطه , فحدثني بعض أصحابنا أن عبد الملك بن سعد أحد قواد المسلمين اجتمع بذلك الملك فأخرج له الكتاب , فلما رآه استعبر وسأل أن يمكنه من تقبيله , فامتنع. قلت: وأنبأني غير واحد عن القاضي نور الدين بن الصائغ الدمشقي قال: حدثني سيف الدين فليح المنصوري قال: أرسلني الملك المنصور قلاوون إلى ملك الغرب بهدية , فأرسلني ملك الغرب إلى ملك الفرنج في شفاعة فقبلها , وعرض علي الإقامة عنده فامتنعت , فقال لي: لأتحفنك بتحفة سنية , فأخرج لي صندوقا مصفحا بذهب , فأخرج منه مقلمة ذهب , فأخرج منها كتابا قد زالت أكثر حروفه وقد التصقت عليه خرقة حرير فقال: هذا كتاب نبيكم إلى جدي قيصر , ما زلنا نتوارثه إلى الآن , وأوصانا آباؤنا أنه ما دام هذا الكتاب عندنا لا يزال الملك فينا , فنحن نحفظه غاية الحفظ ونعظمه ونكتمه عن النصارى ليدوم الملك فينا. انتهى. ويؤيد هذا ما وقع في حديث سعيد بن أبي راشد الذي أشرت إليه آنفا أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض على التنوخي رسول هرقل الإسلام فامتنع , فقال له: يا أخا تنوخ إني كتبت إلى ملككم بصحيفة فأمسكها , فلن يزال الناس يجدون منه بأسا ما دام في العيش خير. وكذلك أخرج أبو عبيد في كتاب الأموال من مرسل عمير بن إسحاق قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر , فأما كسرى فلما قرأ الكتاب مزقه , وأما قيصر فلما قرأ الكتاب طواه ثم رفعه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هؤلاء فيمزقون , وأما هؤلاء فستكون لهم بقية , ويؤيده ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جواب كسرى قال: مزق الله ملكه. ولما جاءه جواب هرقل قال: ثبت الله ملكه. والله أعلم)) أه
من فتح الباري شرح حديث أبي سفيان مع هرقل
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=9&ID=26758&SearchText= روما& SearchType=root&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=
السؤال
BE
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[21 - 03 - 04, 05:23 ص]ـ
عذرا شيخنا أبا عمر والإخوة الفضلاء ..
فمذ آخر مشاركة لم أدخل لخلل حصل في الجهاز بسبب اختراق فيروس .. لذا فلم أتمكن من قراءة كل ما كتب .. إلا إلماحات سريعة
لكن سأقرأ ولي تعليق مهم بإذن الله ..
فعسى أن يكون قريباً .. -
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 06:14 ص]ـ
شيخنا أباعمر .... !!
اشهد الله على محبتك في الله ومحبة كل طلبة العلم في هذا الملتقى.
ونسأل الله أن يجعل مانكتبه خالصاً لوجهه الكريم ...
لا أريد الإطالة فلدي أمران فقط:
الأول: الذي فهمت من تعليقك السابق أننا اتفقنا في أصل الموضوع الذي اشتركنا فيه , على أن كلام الذهبي (مجمل)!! يحتاج إلى بيان خفيه , بكلام آخر , سواء منه -رحمه الله- أو من إمام آخر!!
ثانياً: بالنسبة للموضوع الجانبي الذي فتح ....
فأحب أن أقررك حفظك الله بتقسيم عند أهل السنة والجماعة ...
فإن أقررت به فقد اتفقنا وأنهينا الموضوع و (خير الكلام ما قل ودل)!!
وإن لم تقره فللحديث شأن آخر ... !
هذا التقسيم هو أن المكفرات قسمان:
1 - مكفرات ظاهرة وتناقض أصل الشهادة , فهذا لايعذر بالجهل (بمعنى يطلق عليه الإسم في أقل الأحوال) كمن آمن بالإسلام وسب الرسول أو عبد عيسى أو غيرها المبسوط في غير هذا المجال.
2 - مكفرات غير ظاهرة (وهي نسبية جداً) فهذه يبقى الإسم (في بعض الحالات) ويعذر صاحبها بالجهل .....
فإطلاقك السابق لم يبين هذا التقسيم .... !!
ملاحظة: هذه المسألة خالف بها بعض المعاصرين من الفضلاء ومن غيرهم من أهل الأهواء , وهي محل اتفاق بين من تقدم ومن تأخر ..... !!
ولدي نقول كثيرة جداً على ما ذكرت .... !!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/235)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 07:20 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة سلطان العتيبي
ثانياً: بالنسبة للموضوع الجانبي الذي فتح ....
فأحب أن أقررك حفظك الله بتقسيم عند أهل السنة والجماعة ...
فإن أقررت به فقد اتفقنا وأنهينا الموضوع و (خير الكلام ما قل ودل)!!
وإن لم تقره فللحديث شأن آخر ... !
هذا التقسيم هو أن المكفرات قسمان:
1 - مكفرات ظاهرة وتناقض أصل الشهادة , فهذا لايعذر بالجهل (بمعنى يطلق عليه الإسم في أقل الأحوال) كمن آمن بالإسلام وسب الرسول أو عبد عيسى أو غيرها المبسوط في غير هذا المجال.
2 - مكفرات غير ظاهرة (وهي نسبية جداً) فهذه يبقى الإسم (في بعض الحالات) ويعذر صاحبها بالجهل .....
فإطلاقك السابق لم يبين هذا التقسيم .... !!
- أحبك الله الذي أحببتني لأجله ووفقتنا جميعاً لمحابه ومرضاته ...
- أولاً – بارك الله فيك – فلا يحسن الاقتصاد في الكلام وترك البيان في كل موضع، ولا يحسن الاستدلال بقولة (خير الكلام ما قل ودلَّ).
إذ الاسهاب محمود أحياناً، ثم قلة الكلام ودلالته قضية نسبية لا تقاس بعدد الحروف والجمل؛ بل لكل مقام مقال!
وكذا قضية الظهور والخفاء في فهم المسائل إنما هو أمرٌ نسبيٌ.
- ثم نعود للموضوع ... فالمقصود من كلامي السابق – وهو ظاهرٌ - وكذا كلام ابن تيمية أنه ينصبُّ على الصورة التي لم يظهر فيها الأمر، والتي يعذر فيها صاحبها.
وبما أنَّ (خير الكلام ما قلَّ ودلَّ) وأنه (لكل مقام مقال) فلم يكن ثمة داعٍ لتفصيل القول في الحلتين، وهما معلومتان.
والشاهد على ذلك قوله: (ولم يجد من يعلّمه)، وأنا قلت: (ولم يجد من يعلِّمه)!
فكيف يكون الأمر مما قد ظهر ولا يعذر فيه صاحبه ثم يقال عنه: (ولم يجد من يعلِّمه)؟!
إذن فالكلام على النوع الذي ليس وارداً في مسألتنا يكون ضرباً من الإسهاب والاستطراد.
لأمرين:
أولاهما: لعدم تعلَّق الأمر المسهب فيه بموضوعنا، ونحن نطلب الاختصار.
والثاني: لأن الكلام على ذي المسألة معلوم بداهةً عند طلبة العلم ن فلم التذكير به، مع كونه من الأصول التي ينطلق بها في ذا الأمر.
إنما يذكر ما خفي ولم يظهر.
- وعلى كلٍّ .. وبمناسبة ذكر الحالتين؛ فإنَّ كليهما نسبيتان، والأولى على وجه الخصوص؛ لأنَّ التنبيه عليه يقلُّ!
بمعنى: أن الأمر قد يكون ظاهراً في مكان ولكنه لا يكون ظاهراً في غيره.
وقد يكون ظاهراً عند فئام كثيرة ممن عاصروا ذاك الرجل ولكنه لم يظهر لذاك الرجل بخاصة.
وقد ضربت مثال ترك الصلاة – على القول بكفران تاركها مطلقاً – لا يكون من الأمور الظاهرة في بعض الأزمنة والأمكنة والأشخاص، وقد يكون بخلافه في غيرها.
والاستدلال عليه كثير، ومنه: حديث الذين تقوم عليهم الساعة ولا يعلمون من الدين غير (الله، الله)، ونحو ذلك.
- على كلٍّ ... فبعد تعقيباتك الأخيرة = لا يظهر خلافٍ بيننا في النتيجة، وبالله تعالى التوفيق.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 08:28 ص]ـ
الأخ المكرم سلطان العتيبي: قولك في المكفرات الظاهرة أنه يطلق على
فاعلها الاسم في أقل الأحوال، ولا يعذر بجهله ..
هل معنى ذلك أنه يكفر ظاهرا لا باطنا؟؟؟
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:17 م]ـ
أخي الشيخ رضا ... وفقه المولى:
مسألة الظاهر والباطن مختلفة عن مسألة الأسماء والأحكام , وإن كان بينهما اتصال في بعض الوجوه .... ومثال يوضح لك المسألة:
أهل الفترة بالإتفاق أنهم كفار ظاهراً وباطناً , ولكن بعضهم يمتحن في الآخرة للعذر في ذلك بعدم قيام الحجة الرسالية!!
-------------------------------
أخي أبا عمر:
قلت:
(إذن فالكلام على النوع الذي ليس وارداً في مسألتنا يكون ضرباً من الإسهاب والاستطراد.
لأمرين:
أولاهما: لعدم تعلَّق الأمر المسهب فيه بموضوعنا، ونحن نطلب الاختصار.
والثاني: لأن الكلام على ذي المسألة معلوم بداهةً عند طلبة العلم ن فلم التذكير به، مع كونه من الأصول التي ينطلق بها في ذا الأمر.
إنما يذكر ما خفي ولم يظهر)
الحمدلله أن الأمر واضح بالنسبة لك .....
أما أنه ليس له تعلق بكلامنا وأنه واضح بداهة لطلبة العلم , فيجعلني أقول , أخشى أن هذا يدل على أن المسألة ليست واضحة لك أنت .... والمعذرة!!
لأن في هذه المسألة نزاع مشهور-كماذكرت-لداود بن جرجيس ومن تبع مقالته القيحة من فضلاء هذا العصر , ولانريد أن نذكر أحد فتحمرّ أنوف من أجله ويدافعون بالباطل!!
فمن المصلحة السكوت .....
ويزيد شكي بعدم وضوح المسألة لديكم قولك: (وعلى كلٍّ .. وبمناسبة ذكر الحالتين؛ فإنَّ كليهما نسبيتان، والأولى على وجه الخصوص؛ لأنَّ التنبيه عليه يقلُّ!)
فهل تقول أن سبَّ الله أو الإستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم -وهما من الحالة الأولى- من الأمور النسبية في بعض الأمكنة والأزمنة!!
بمعنى قد يكون هناك في زمن معين أو مكان معين من يسبُّ الله ويستهزيء بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو مع ذلك مؤمن مسلم موحد!!
إطلاقك الماضي يدخل فيه هذه الصور .... !!
وهنا يجمل الكلام (المفصل)!!
ويقبح الكلام (المجمل)!! ولا نطبق المثل القائل (خير الكلام ... )!!
فالظهور المقصود بالتقسيم ليس الظهور لنفس الشخص , إنما ظهور الأمر بنفسه!!
على كل حال , إن رأيت أن نشرك الأخوة بالموضوع , فافتح موضوعاً جديداً , بما تراه من تفصيل يجري على قواعد النصوص الشرعية وكلام العلماء الربانيين الراسخين!!
وسنستفيد من الطرح إن شاء الله ويستفيد الأخوة!!
ووفقنا المولى لما يحب ويرضى ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/236)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 01:38 ص]ـ
- وقال الشيخ الإمام أحمد بن عبدالسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (7/ 269 - 27): ((وقد ختم الله الرسل بمحمد؛ فلا يكون مسلماً إلا من شهد أن لا إله الا الله وأن محمداً عبده ورسوله.
وهذه الكلمة بها يدخل الانسان فى الاسلام.
فمن قال الاسلام الكلمة، واراد هذا فقد صدق.
ثم لابد من التزام ما أمر به الرسول من الأعمال الظاهرة كالمبانى الخمس.
ومن ترك من ذلك شيئا نقص اسلامه بقدر ما نقص من ذلك؛ كما فى الحديث: (من انتقص منهن شيئا فهو سهم من الاسلام تركه).
وهذه الاعمال اذا عملها الانسان مخلصا لله تعالى فإنه يثيبه عليها ولا يكون ذلك الا مع إقراره بقلبه أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ فيكون معه من الايمان هذا الاقرار.
وهذا الاقرار لا يستلزم أن يكون صاحبه معه من اليقين ما لا يقبل الريب، ولا أن يكون مجاهدا ولا سائر ما يتميز به المؤمن عن المسلم الذى ليس بمؤمن.
وخلق كثير من المسلمين - باطنا وظاهرا - معهم هذا الاسلام بلوازمه من الايمان ولم يصلوا الى اليقين والجهاد.
فهؤلاء يثابون على اسلامهم واقرارهم بالرسول مجملاً.
وقد لا يعرفون أنه جاء بكتاب، وقد لا يعرفون أنه جاءه ملك، ولا أنه اخبر بكذا.
واذا لم يبلغهم أن الرسول أخبر بذلك لم يكن عليهم الاقرار المفصل به.
لكن لابد من الإقرار بأنه رسول الله، وأنه صادق فى كل ما يخبر به عن الله.
ثم الايمان الذى يمتاز به فيه تفصيل، وفيه طمأنينة ويقين؛ فهذا متميز بصفته وقدره فى الكمية والكيفية.
فإن أولئك معهم من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وتفصيل المعاد والقدر ما لا يعرفه هؤلاء.
وأيضاً .. ففى قلوبهم من اليقين والثبات ولزوم التصديق لقلوبهم ما ليس مع هؤلاء.
وأولئك هم المؤمنون حقاً، وكل مؤمن لابد أن يكون مسلماً.
فإن الايمان يستلزم الاعمال، وليس كل مسلم مؤمناً هذا الايمان المطلق لأنَّ الاستسلام لله والعمل له لا يتوقف على هذا الايمان الخاص.
وهذا الفرق يجده الانسان من نفسه ويعرفه من غيره.
فعامة الناس إذا اسلموا بعد كفر، أو ولدوا على الاسلام والتزموا شرائعه، وكانوا من أهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون، ومعهم ايمان مجمل.
ولكن .. دخول حقيقة الايمان الى قلوبهم انما يحصل شيئاً فشيئاً؛ ان أعطاهم الله ذلك.
وإلا فكثير من الناس لا يصلون لا إلى اليقين ولا إلى الجهاد.
ولو شككوا لشكوا! ولو أمروا بالجهاد لما جاهدوا!
وليسوا كفاراً ولا منافقين.
بل ليس عندهم من علم القلب ومعرفته ويقينه ما يدرأ الريب.
ولا عندهم من قوة الحب لله ولرسوله ما يقدمونه على الأهل والمال.
وهؤلاء إن عوفوا من المحنة وماتوا دخلوا الجنة.
وان ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم - فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب - والا صاروا مرتابين وانتقلوا الى نوع من النفاق.
وكذلك اذا تعين عليهم الجهاد ولم يجاهدوا كانوا من أهل الوعيد.
ولهذا لما قدم النبى المدينة أسلم عامة أهلها؛ فلما جاءت المحنة والابتلاء نافق من نافق.
فلو مات هؤلاء قبل الإمتحان لماتوا على الاسلام ودخلوا الجنة ولم يكونوا من المؤمنين حقا الذين ابتلوا فظهر صدقهم ... )).
- إلى أن قال رحمه الله: ((ولهذا ذم الله المنافقين بأنهم دخلوا فى الايمان ثم خرجوا منه بقوله تعالى: ((والله يشهد إن المنافقين لكاذبون @ اتخذوا إيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله)) إلى قوله: ((ذلك بانهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)).
وقال فى الآية الآخرى: ((يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة))، إلى قوله: ((قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين)).
فقد أمره أن يقول لهم: (قد كفرتم بعد إيمانكم).
قول من يقول عن مثل هذه الآيات: أنهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولا بقلوبهم = لا يصح!
لأن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر.
فلا يقال قد كفرتم بعد إيمانكم؛ فإنهم لم يزالوا كافرين فى نفس الأمر.
وان أريد أنكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان فهم لم يظهروا للناس إلاَّ لخواصهم وهم مع خواصهم ما زالوا هكذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/237)
بل لما نافقوا وحذروا أن تنزل سورة تبين ما فى قلوبهم من النفاق وتكلموا بالإستهزاء صاروا كافرين بعد إيمانهم.
ولا يدل اللفظ على أنهم ما زالوا منافقين، وقد قال تعالى: ((يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير @ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والآخرة)).
فهنا قال: ((وكفروا بعد إسلامهم))؛ فهذا الإسلام قد يكون من جنس إسلام الأعراب.
فيكون قوله: ((بعد إيمانهم))، و ((بعد إسلامهم)) سواء.
وقد يكونون ما زالوا منافقين؛ فلم يكن لهم حال كان معهم فيها من الإيمان شيء لكونهم أظهروا الكفر والردة.
ولهذا دعاهم الى التوبة فقال: ((فإن يتوبوا يك خير لهم وان يتولوا))، بعد التوبة عن التوبة ((يعذبهم عذابا أليما فى الدنيا والآخرة)).
وهذا انما هو لمن أظهر الكفر؛ فيجاهده الرسول بإقامة الحد والعقوبة.
ولهذا ذكر هذا فى سياق قوله: ((جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم)، ولهذا قال فى تمامها: ((وما لهم فى الأرض من ولى ولا نصير)).
وهؤلاء الصنف الذين كفروا بعد اسلامهم غير الذين كفروا بعد إيمانهم!
فإن هؤلاء حلفوا بالله ما قالوا، وقد قالوا كلمة الكفر التى كفروا بها بعد اسلامهم، وهموا بما لم ينالوا.
وهو يدل على أنهم سعوا فى ذلك فلم يصلوا إلى مقصودهم.
فإنه لم يقل: (هموا بما لم يفعلوا)؛ لكن: (بما لم ينالوا).
فصدر منهم قول وفعل.
قال تعالى: ((ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب))؛ فاعترفوا، واعتذروا!
ولهذا قيل: ((لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين)).
فدلَّ على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرا؛ بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر؛ فبين أن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد ايمانه.
فدل على أنه كان عندهم ايمان ضعيف؛ ففعلوا هذا المحرم الذى عرفوا أنه محرم، ولكن لم يظنوه كفراً، وكان كفرا كفروا به؛ فإنهم لم يعتقدوا جوازه.
وهكذا قال غير واحد من السلف فى صفة المنافقين الذين ضرب لهم المثل فى سورة البقرة أنهم أبصروا ثم عموا، وعرفوا ثم أنكروا، وآمنوا ثم كفروا.
وكذلك قال قتادة ومجاهد: ضرب المثل لاقبالهم على المؤمنين وسماعهم ما جاء به الرسول وذهاب نورهم؛ قال: ((مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم فى ظلمات لا يبصرون @ صم بكم عمى فهم لا يرجعون)) ...
إلى أن قال رحمه الله (7/ 279 - 281): ((فتبين أن من المنافقين من كان آمن ثم كفر باطناً.
وهذا مما استفاض به النقل عند أهل العلم بالحديث والتفسير والسير؛ أنه كان رجال قد آمنوا ثم نافقوا، وكان يجرى ذلك لأسباب.
منها أمر القبلة لما حولت ارتد عن الايمان لأجل ذلك طائفة، وكانت محنة امتحن الله بها الناس؛ قال تعالى: ((وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله)).
... فلم نكن لنجعلها لك قبلة دائمة ولكن جعلناها أولا قبلة لنمتحن بتحويلك عنها الناس؛ فيتبين من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه.
فكان فى شرعها هذه الحكمة.
وكذلك ايضا لما انهزم المسلمون يوم أحد، وشج وجه النبى صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ارتد طائفة نافقوا؛ قال تعالى: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون ان كنتم مؤمنين أن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين @ وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين)).
وقال تعالى: ((وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين @ وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للايمان يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم والله أعلم بما يكتمون)).
فقوله: ((وليعلم الذين نافقوا)) ظاهر فيمن أحدث نفاقاً، وهو يتناول من لم ينافق قبل، ومن نافق ثم جدد نفاقا ثانياً.
وقوله: ((هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان)) يبين أنهم لم يكونوا قبل ذلك أقرب منهم.
بل اما أن يتساويا.
وإما أن يكونوا للايمان أقرب؛ وكذلك كان!!
... وفى الجملة .. ففى الأخبار عمن نافق بعد إيمانه ما يطول ذكره هنا.
فأولئك كانوا مسلمين وكان معهم إيمان؛ هو الضوء الذى ضرب الله به المثل.
فلو ماتوا قبل المحنة والنفاق ماتوا على هذا الاسلام الذى يثابون عليه، ولم يكونوا من المؤمنين حقا الذين امتحنوا فثبتوا على الايمان، ولا من المنافقين حقا الذين ارتدوا عن الايمان بالمحنة.
وهذا حال كثير من المسلمين فى زماننا أو أكثرهم؛ إذا ابتلوا بالمحن التى يتضعضع فيها أهل الايمان ينقص ايمانهم كثيراً، وينافق أكثرهم، أو كثير منهم، ومنهم من يظهر الردة إذا كان العدو غالباً.
وقد رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة!!!
وإذا كانت العافية أو كان المسلمون ظاهرين على عدوهم كانوا مسلمين، وهم مؤمنون بالرسول باطنا وظاهراً؛ لكن إيمانا لا يثبت على المحنة ... )) الخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/238)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 04 - 04, 09:36 م]ـ
- وقال الشيخ الإمام أحمد بن عبدالسلام بن تيمية رحمه الله [كما في الفتاوى: 7/ 307]: ((وقد ثبت أنه لا يكون الرجل مؤمنا حتى يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وانما المؤمن من لم يرتب وجاهد بماله ونفسه فى سبيل الله.
فمن لم تقم بقلبه ((الأحوال الواجبة)) في الايمان فهو الذى نفى عنه الرسول الإيمان، وإن كان معه التصديق، والتصديق من الايمان.
ولابد أن يكون مع التصديق شيء من حب الله، وخشية الله، وإلاَّ فالتصديق الذى لا يكون معه شيء من ذلك ليس ايماناً ألبتة.
بل هو كتصديق (فرعون، واليهود، وإبليس)؛ وهذا هو الذى أنكره السلف على الجهمية.
قال الحميدى: سمعت وكيعاً يقول: أهل السنة يقولون: (الايمان قول وعمل)، والمرجئة يقولون: (الإيمان قول)، والجهمية يقولون: (الايمان المعرفة)، وفى رواية أخرى عنه: وهذا كفر!)).
- وقال رحمه الله أيضاً [كما في الفتاوى: 7/ 508 - 509]: (( ... لكن هذا القول حكوه عن الجهم بن صفوان، ذكروا أنه قال: (الإيمان: مجرد معرفة القلب، وإن لم يقر بلسانه).
واشتد نكيرهم لذلك؛ حتى أطلق وكيع بن الجراح، وأحمد بن حنبل، وغيرهما كفر من قال ذلك، فإنه من أقوال الجهمية.
وقالوا: إن فرعون، وإبليس، وأبا طالب، واليهود، وأمثالهم عرفوا بقلوبهم وجحدوا بألسنتهم؛ فقد كانوا مؤمنين؟!!!
وذكروا قول الله: ((وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا)، وقوله: ((الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم))، وقوله: ((فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)).
وقالوا إبليس لم يكذب خبراً، ولم يجحد؛ فإن الله أمره بلا رسول ولكن عصى واستكبر وكان كافراً، من غير تكذيب فى الباطن!
وتحقيق هذا مبسوط فى غير هذا الموضع)).
_______________________________________
- ((وهذا نقلٌ مهمٌ جداً)):
- قال رحمه الله [كما في الفتاوى: 7/ 518 - 519]: (( ... فإن الله لما بعث محمدا رسولا إلى الخلق؛ كان الواجب على الخلق تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، ولم يأمرهم حينئذ بالصلوات الخمس، ولا صيام شهر رمضان، ولا حج البيت، ولا حرم عليهم الخمر، والربا، ونحو ذلك، ولا كان أكثر القرآن قد نزل.
فمن صدَّقه حينئذ فيما نزل من القرآن، وأقرَّ بما أمر به من الشهادتين، وتوابع ذلك = كان ذلك الشخص حينئذ مؤمناً تامَّ الإيمان (الذي وجب عليه).
وإن كان مثل ذلك الإيمان لو أتى به بعد الهجرة لم يقبل منه! ولو اقتصر عليه كان كافراً!
قال الإمام أحمد: كان بدء الإيمان ناقصاً؛ فجعل يزيد حتى كمل.
ولهذا قال تعالى عام حجة الوداع: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتىي)).
وأيضاً .. فبعد نزول القرآن وإكمال الدين إذا بلغ الرجل بعض الدين دون بعض كان عليه أن يصدق ما جاء به الرسول جملة، وما بلغه عنه مفصلاً.
وأما ما لم يبلغه، ولم يمكنه معرفته فذاك إنما عليه أن يعرفه مفصلاً إذا بلغه.
وأيضاً .. فالرجل إذا آمن بالرسول إيماناً جازماً، ومات قبل دخول وقت الصلاة، أو وجوب شيء من الأعمال مات ((كامل الإيمان الذي وجب عليه)).
فإذا دخل وقت الصلاة فعليه أن يصلي، وصار يجب عليه ما لم يجب عليه قبل ذلك.
وكذلك القادر على الحج والجهاد يجب عليه ما لم يجب على غيره من التصديق المفصل والعمل بذلك.
فصار ما يجب من الإيمان يختلف باختلاف حال نزول الوحي من السماء ن وبحال المكلف فى البلاغ وعدمه.
وهذا مما يتنوع به نفس التصديق.
ويختلف حاله باختلاف القدرة، والعجز، وغير ذلك من أسباب الوجوب.
وهذه يختلف بها العمل أيضاً.
ومعلوم أن الواجب على كل من هؤلاء لا يماثل الواجب على الآخر.
فإذا كان نفس ما وجب من الإيمان فى الشريعة الواحدة يختلف ويتفاضل وإن كان بين جميع هذه الأنواع قدر مشترك موجود فى الجميع كالاقرار بالخالق، وإخلاص الدين له، والإقرار برسله، واليوم الآخر على وجه الإجمال = فمن المعلوم أن بعض الناس إذا أتى ببعض ما يجب عليه دون بعض كان قد تبعَّض ما أتى فيه من الإيمان كتبعض سائر الواجبات)).
__________________________________
- وقال رحمه الله أيضاً [كما في الفتاوى: 7/ 553 - 554]: ((وبهذا تعرف أن من آمن قلبه إيمانا جازما امتنع أن لا يتكلم بالشهادتين مع القدرة.
فعدم الشهادتين مع القدرة مستلزم انتفاء الإيمان القلبى التام.
وبهذا يظهر خطأ جهم ومن اتبعه؛ في زعمهم أن مجرد إيمان بدون الايمان الظاهر ينفع فى الآخرة! فإن هذا ممتنع!
إذ لا يحصل الايمان التام فى القلب إلاَّ ويحصل فى الظاهر موجبه ((بحسب القدرة)).
فان من الممتنع أن يحب الإنسان غيره حبا جازماً؛ وهو قادر على مواصلته، ولا يحصل منه حركة ظاهرة إلى ذلك.
وأبو طالب إنما كانت محبته للنبى صلى الله عليه وسلم لقرابته منه، لا لله.
وإنما نصره وذب عنه؛ لحمية النسب والقرابة، ولهذا لم يتقبل الله ذلك منه.
وإلا فلو كان ذلك عن إيمان فى القلب لتكلم بالشهادتين ضرورة ز
والسبب الذي أوجب نصره للنبى صلى الله عليه وسلم - وهو الحمية - هو الذي أوجب امتناعه من الشهادتين بخلاف أبي بكر الصديق ونحوه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/239)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 07 - 04, 09:21 م]ـ
- وقال الشيخ رحمه الله أيضاً [كما في الفتاوى: 3/ 328 - 329] في ضمن جوابِ سؤالٍ رُفِع إليه: (( ... أما قوله: (ما الذي يجب على المكلف اعتقاده) فهذا فيه إجمال وتفصيل.
أما الإجمال فإنه يجب على المكلف أن يؤمن بالله ورسوله ويقر بجميع ما جاء به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، من أمر الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وما أمر به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونهى.
بحيث يقر بجميع ما أخبر به وما أمر به، فلا بد من تصديقه فيما أخبر والإنقياد له فيما أمر.
وأما التفصيل .. فعلى كل مكلف أن يقر بما ثبت عنده من أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخبر به وأمر به.
- وأما ما أخبر به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يبلغه أنه أخبر به ولم يمكنه العلم بذلك فهو لا يعاقب على ترك الإقرار به مفصلا وهو داخل في إقراره بالمجمل العام.
ثم إن قال خلاف ذلك متأولا كان [أو!] مخطئا يغفر له خطأه إذا لم يحصل منه تفريط ولا عدوان.
ولهذا يجب على العلماء من الاعتقاد ما لا يجب على آحاد العامة.
ويجب على من نشأ بدار علم وإيمان من ذلك ما لا يجب على من نشأ بدار جهل.
وأما ما علم ثبوته بمجرد القياس العقلي دون الرسالة فهذا لا يعاقب إن لم يعتقده)).
(29/240)
عاجل: أريد أشعار أهل السنة والجماعة في آل البيت وحبهم وحقوقهم!
ـ[فاطمة الأثرية]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:07 ص]ـ
وجزاكم الله ألف خير.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 03 - 04, 11:40 م]ـ
http://www.albrhan.com/arabic/download/index.html
9 فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة
10 حقوق آل البيت بين السنة والبدعة
http://www.albrhan.com/
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:29 ص]ـ
ذكر الإمام الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء (10/ 58): أن الربيع بن سليمان قال: حججنا مع الشافعي، فما ارتقى شرفاً ولا هبط وادياً إلا وهو يبكي وينشد:
يا راكباً قف بالمحصب من منى
واهتف بقاعد خيفنا والناهضِ
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى
فيضاً كملتطم الفرات الفائضِ
إن كان رفضاً حب آل محمدِ
فليشهد الثقلان أني رافضي
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[19 - 03 - 04, 05:29 م]ـ
نشكر الإخوة الفضلاء على هذه المشاركة المفيدة ونزيد على ذلك
بعض الأحاديث الواردة في فضل آل البيت باختصار:
حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم
و فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله: (ماء يدعى خما بين مكة والمدينة)
هو بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم , وهو اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الحسنة , عندها غدير مشهور يضاف إلى الغيضة فيقال: غدير خم.
قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنا تارك فيكم ثقلين فذكر كتاب الله , وأهل بيته)
قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما , وقيل: لثقل العمل بهما.
قوله: (ولكن أهل بيته من حرم الصدقة)
هو بضم الحاء وتخفيف الراء , والمراد بالصدقة الزكاة , وهي حرام عندنا على بني هاشم وبني المطلب , وقال مالك: بنو هاشم فقط , وقيل: بنو قصي , وقيل: قريش كلها.
قوله في الرواية الأخرى: (فقلنا: من أهل بيته نساؤه قال: لا)
هذا دليل لإبطال قول من قال: هم قريش كلها ; فقد كان في نسائه قرشيات , وهن عائشة , وحفصة , وأم سلمة , وسودة , وأم حبيبة رضي الله عنهن وأما قوله في الرواية الأخرى: (نساؤه من أهل بيته , ولكن أهل بيته من حرم الصدقة) قال: وفي الرواية الأخرى: فقلنا: (من أهل بيته نساؤه قال: لا) فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض , والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته , فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنون , ويعولهم , وأمر باحترامهم وإكرامهم , وسماهم ثقلا ووعظ في حقوقهم , وذكر , فنساؤه داخلات في هذا كله , ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة , وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله: (نساؤه من أهل بيته , ولكن أهل بيته من حرم الصدقة) , فاتفقت الروايتان.
قوله صلى الله عليه وسلم: (كتاب الله عز وجل هو حبل الله)
قيل المراد بحبل الله عهده , وقيل: السبب الموصل إلى رضاه ورحمته , وقيل: هو نوره الذي يهدي به.
قوله: (المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر)
------------------------------------------------------------------------------------
فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فضائل الصحابة صحيح مسلم
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا محمد بن بشر عن زكرياء عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت قالت عائشة
خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
صحيح مسلم بشرح النووي
قوله: (وعليه مرط مرحل)
هو بالحاء المهملة. ونقل القاضي أنه وقع لبعض رواة كتاب مسلم بالحاء , ولبعضهم بالجيم. والمرحل بالحاء هو الموشى المنقوش عليه صور رحال الإبل , وبالجيم عليه صور المراجل وهي القدور. وأما المرط فبكسر الميم , وهو كساء , جمعه مروط , وسبق بيانه مرات.
قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت}
قيل: هو الشك , وقيل العذاب , وقيل: الإثم. قال الأزهري: الرجس اسم لكل مستقذر من عمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/241)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[19 - 03 - 04, 05:36 م]ـ
نشكر الإخوة الكرام على هذه الروابط المفيدة ومن أفضل من كتب في فضائل آل البيت السمهودي في كتابه (جواهر العقدين في فضل الشرفين شرف العلم وشرف النسب)
والسخاوي في كتابه (استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف) وهي مطبوعة في رسالة جامعية
ـ[فاطمة الأثرية]ــــــــ[15 - 04 - 04, 02:35 م]ـ
بارك الله فيكم أيها ألأخوة .. وقد استفدت مما ذكرتم رعاكم الله.
(29/242)
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ د: عبدالكريم بن عبدالله الخضير
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآله وبعد ,,
فهذه ترجمة لشيخنا الشيخ عبد الكريم الخضير وأنبه هنا إلى بعض الأمور:_
1_ انه طرح ولعدة مرات هذا الموضوع وهو ترجمة الشيخ وانا اعيده هنا موسعا لفائدة الأخوة الذين لم يطلعوا عليه.
2_ اني لم اكتب هذه الترجمة ولكن كتبها احد الأخوة جزاه الله خير.
3_ انه وإن كان احق مني بنقلها اخونا الفاضل ابن حنبل نظرا لقربة من الشيخ عبد الكريم ونرجو ان يعفو عنا.
4_ لمشرفنا الفاضل حذف الموضوع اذ لم ير فائدة تكرارة.
_____________________________________________
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية
لفضيلة الشيخ د: عبدالكريم بن عبدالله الخضير
* اسمه: عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير.
* مكان وتاريخ الولادة: ولد في بريده سنة 1374هـ.
* عمله: عضو هيئة التدريس في قسم السنة وعلومها في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
* شيوخه:
* في القصيم:
1 - الشيخ مبارك بن حسن الراجح رحمه الله.
2 - الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح حفظه الله.
3 - الشيخ محمد ذاكر حفظه الله.
4 - الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله.
5 - الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله.
6 - الشيخ صالح السكيتي رحمه الله.
7 - الشيخ علي الضالع رحمه الله.
8 - الشيخ محمد بن علي الروق رحمه الله.
9 - الشيخ فهد بن محمد بن حمود المشيقح حفظه الله.
* في الرياض:
1 - الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله.
2 - سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله.
3 - الشيخ فهد بن حمين الفهد الحمين حفظه الله.
4 - الشيخ عبد الرحمن السد حان حفظه الله.
5 - الشيخ عبد العزيز الداود حفظه الله.
6 - الشيخ عبد العزيز الفالح حفظه الله.
7 - الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم حفظه الله.
* مؤلفاته:-
1 - الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به (مطبوع).
2 - تحقيق النصف الأول من فتح المغيث للسخاوي.
3 - تحقيق الرغبة شرح النخبة (مخطوط).
4 - شرح قصب السكر (مخطوط).
5 - شرح الورقات (مخطوط).
6 - شرح التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (مخطوط).
- وله تعليقات و تنبيهات على أمهات الكتب والشروح من كتب التفسير والحديث والعقيدة وغيرها.
تعريفه:-
هو عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير يكنى بأبي محمد من مواليد بريده سنة 1374 هـ ويبلغ من العمر الآن قرابة الخمسين أمد الله في عمره على الطاعة .. قرأ القران على مقرئ في الصبا اسمه مبارك بن حسن الراجح ثم قرأ على الشيخ إبراهيم بن محمد المشيقح ثم في سنة 1385 هـ قرأ على فضيلة الشيخ محمد ذاكر قسما كبيرا من القران وحفظ عليه البقرة وال عمران ,,,
دراسته النظامية:-
دخل المدرسة الابتدائية سنة 1381 هـ ثم تخرج منها سن1386 هـ على اثرها دخل المعهد العلمي في بريده سنة1387 هـ وتخرج فيه سنة 1393 هـ ثم التحق بعدها بكلية الشريعة بالرياض في السنه نفسها وتخرج فيها سنة 1397 هـ على إثرها عين معيدا بكلية اصول الدين في قسم السنة وعلومها ثم واصل وتابع الدراسه العليا فحصل على درجة الماجستير سنة 1402هـ وكانت رسالته بعنوان (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به). ثم بعد ذلك في سنة 1407هـ حصل على شهادة الدكتوراه وكانت رسالته بعنوان (تحقيق النصف الأول من فتح المغيث بشرح الفية الحديث للحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي) عين على اثرها أستاذا مساعدا في قسم السنه وعلومها بكلية اصول الدين ولا زال أستاذا مساعدا في الكلية نفسها ,,
طلبه للعلم:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/243)
في سنينه الأولى قرأ على الشيخ محمد بن صالح المطوع رحمه الله مبادئ العلوم (ثلاثة الاصول - واداب المشي إلى الصلاة - وزاد المستقنع وكتاب التوحيد) وغيرها من المتون في أصول العلم .. ثم قرأ ولازم صاحب الفضيله الشيخ صالح بن احمد الخريصي رئيس محاكم القصيم في وقته رحمه الله ثم انتقل إلى الرياض فقرأ على الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الغديان في أصول الفقه والقواعد الفقهيه وعلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في (الفرائض وفي تفسير ابن كثير وفي سنن الترمذي) وغيرها من الكتب وقد لازمه وقرأ عليه في المسجد وفي بيته رحمه الله .. ثم بعد تخرجه من كلية الشريعة وفي السنة التمهيدية تفرغ لجرد المطولات وقراءتها والتعليق عليها واستخراج مكنوناتها فقد قرأ حفظه الله في كتب التفسير والحديث وكتب العقائد وقد قرأ أيضا في كتب الفقه والتاريخ والأدب ,,, ثم قرأ على الشيخ صالح بن عبد الرحمن الأطرم أوائل شرح البخاري للحافظ بن حجر وأما بالنسبة لشيوخه في المعهد العلمي في بريده فمنهم الشيخ صالح السكيتي والشيخ على الضالع والشيخ محمد الروق رحمهم الله والشيخ فهد بن محمد المشيقح حفظه الله وغيرهم!
,,,
وأما بالنسبة لشيوخه الذين تتلمذ على يديهم في كلية الشريعة فنذكر منهم الشيخ فهد الحمين والشيخ عبد العزيز الداود والشيخ عبد العزيز الفالح والشيخ عبد الرحمن السد حان حفظهم الله وغيرهم من العلماء والمشائخ ,,,
* كما يتجلى حرص الشيخ حفظه الله على طلب العلم من خلال مكتبته العلمية العامرة بأصناف الكتب والمخطوطات تعد مرجعا لكثير من الباحثين.
مشاركا ته العلمية:-
للشيخ مشاركات علميه كثيرة من خلال إشرافه على الرسائل المقدمة لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في قسم السنة وعلومها , ومن خلال دوراته العلمية المتنوعة والتي تم تسجيل كثير منها ومن ذلك (شرح كتاب الصيام من زاد المستقنع- وكتاب الحج من الكتاب نفسه- وشرح حديث جابر في الحج- وشرح نخبة الفكر ونظمها- وشرح الورقات ونظمها) وشروح كثيرة وأكثرها مسجل ولله الحمد.
ولقد شارك الشيخ في دورات علمية في كثير من أنحاء المملكة.
* كما أن للشيخ أيضا مشاركات إذاعية في إذاعة القرآن الكريم من أهمها:
* ثلاثون حلقة في فقه الصيام نشر في رمضان سنة 1421ه.
* كما أن له أيضا درس أسبوعي في الإذاعة نفسها في شرح مختصر صحيح البخاري للزبيدي
دروسه:
للشيخ دروس علميه متفرقة على فترات في أكثر أيام الأسبوع
وقد قرأ عليه حفظه الله في دروس سابقة كثير من المتون والشروح العلمية منهاما أتم كاملا ومنها ما قرأ بعضها نذكرها بإيجاز:
(شرح الورقات للمحلي , القلائد العنبرية في شرح المنظومة البيقونية , خلاصة الكلام , التعليقات السنية على العقيدة الواسطية لابن سعدي , التوحيد لابن خزيمة , مختصر قواعد ابن رجب لابن سعدي , شرح علل الترمذي , فتح الباري , ألفية الحديث , البلبل في أصول الفقه , الباعث الحثيث , قصب السكر , الموطأ , مسند الإمام أحمد , المنتقى للمجد ابن تيمية , فتح المجيد , كتاب التوحيد , تيسير العزيز الحميد , قرة عيون الموحدين , الآجرومية , أخصر المختصرات , المفهم شرح مختصر صحيح مسلم للقرطبي , الموقظة للذهبي , فتح المغيث , الكافي لابن قدامة , ثلاثة الأصول , الأربعين النووية تفسير الجلالين , تفسير ابن كثير) ...
ويقرأ عليه أثناء الدروس الآن جملة من كتب أهل العلم كما هو مبين في الجدول.
http://liveislam.com/series/khudair.html
وأخيرا حفظ الله الشيخ وأمد في عمره و نفع الإسلام والمسلمين بعلمه ووفقه لكل خير وحفظه من الفتن ما ظهر منها وما بطن
(29/244)
هل سمع سعيد بن يسار من جابر بن عبد الله رضي الله عنه؟
ـ[طالب100]ــــــــ[18 - 03 - 04, 12:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فهل سمع سعيد بن يسار من جابر بن عبد الله رضي الله؟
حيث لم يذكر الحافظ المزي في تهذيب الكمال في ترجمة سعيد بن يسار أنه روى عن جابر رضي الله عنه
ولم يذكر أيضاً في ترجمة جابر رضي الله عنه أن سعيد بن يسار ممن روى عنه
ـ[طالب100]ــــــــ[19 - 03 - 04, 03:12 م]ـ
للرفع
لمن يستطيع أن يفيدنا في هذا؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 04, 06:30 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أظن أنه لم يرو عنه إلا هذا الحديث وهو
أن رجلا صام في السفر فغشي عليه فجعل ينضح بالماء وذكر ذلك للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال ليس من البر الصوم في السفر
وقد أخرجه ابن خزيمة (إتحاف المهرة (3/ 140)) وفي المطبوع من ابن خزيمة (3/ 255) ..
وأخرجه كذلك الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 118)
وسعيد بن يسار توفي عام 117 (وقد وقع في حاشية إتحاف المهرة (3/ 140) 107 فليصحح
وكان عمره ثمانون سنة
فتكون ولادته 37
وجابر رضي الله عنه توفي سنة 73وقيل 77
وكلاهما كان في المدينة، وقد تعاصرا نحو ثلاثين سنة في بلد واحد.
ـ[طالب100]ــــــــ[21 - 03 - 04, 04:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم عبد الرحمن الفقيه
ولكن أليست طريقة الحافظ المزي في كتابه تهذيب الكمال استيعاب جميع الشيوخ والتلاميذ؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 04, 06:16 ص]ـ
بارك الله فيك، نعم المزي يذكر الرواة الذين روى عنهم الراوي سواء سمع منهم أو روى عنهم مرسلا، وقد ينبه على الإرسال، ولكن لايعني هذا أنه استوعب كل من روى عنهم ذلك الراوي، فقد يفوته أشياء.
(29/245)
مالمقصود بالاصاغر
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[18 - 03 - 04, 05:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخوانى الكرام
قال العلماء فى نصيحته لطلاب العلم
(أن تحرص على أن تتلقى كل علم من أهله، وأن تتلقاه من الاكابر دون الاصاغر)
واريد ان اعرف مالمقصود بالاصاغر
هل هم
1_ صغار طلبة العلم
2_ ام المبتدعه
ارجو التوضيح مع الاستدلال باراء السلف
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو نايف]ــــــــ[18 - 03 - 04, 07:28 م]ـ
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالي في (السلسلة الصحيحة 2: 309 - 310):
قال ابن المبارك: الأصاغر: أهل البدع.
قال الألباني: يبدو لي أن المراد بـ (الأصاغر) هنا الجهلة الذين يتكلمون بغير فقه في الكتاب والسنة، فيضلون ويضلون، كما جاء في حديث (انتزاع العلم)
(29/246)
من قواعد أهل الكلام .... ((سؤال؟))
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله في شرح حلية طالب العلم ..
أن من قواعد أهل الكلام فيما جاء في النصوص من صفات الله أنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 - قسم أقره العقل.
2 - قسم نفاه العقل.
3 - قسم لم يرد العقل بنفيه ولا بإثباته، فمن قال: إن شرط الإثبات دلالة العقل. قال: يرد، لأن العقل لم يثبته، ومن قال: إن من شرط قبوله أن لا يرده العقل. قال يقبل. وأكثرهم يقول: إنه يرد ولا يقبل، لأن من شرط إثباته أن يدل عليه العقل.
فهل من الممكن أحسن الله إليكم أن توضحوا لي القسم الثالث ....
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[19 - 03 - 04, 09:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من منهج أهل الكلام أنهم يقسمون صفات الله إلى ثلاثة أقسام:
1. ماأقره العقل وأثبته: فإنهم يثبتونه.
2. ماأنكره العقل ولم يقبله: فإنهم يردونه وينفونه.
3. مالم يثبته العقل ولم ينكره: فإنهم اختلفوا فيه على طائفتين:
(أ) طائفة اشترطت لكي تقبل بالصفات أن يكون العقل مثبتاً لهذه الصفات ومقراً لها: فلم تؤمن بهذه الصفات ولم تثبتها حيث أن هذه الصفات لم يثبتها العقل (فلم يتوافر شرطهم فنفوها).
(ب) طائفة اشترطت لكي تقبل بالصفات الا يكون العقل قد أنكر هذه الصفات وردها: فآمنت بهذه الصفات حيث أن هذه الصفات لم ينكرها العقل (حيث توافر شرطهم).
واكثر اهل الكلام من الطائفة الأولى التي تشترط لكي تؤمن بالصفات: أن يكون العقل قد اثبتها ودل عليها، فنفوا كثيراً من الصفات بسبب شرطهم.
أرجو أن أكون فككت الإشكال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(29/247)
أحكام أهل الشرك والكتاب
ـ[لييل]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:10 م]ـ
السلام عليكم .. أبحث عن كتاب أو موقع يفصل الأحكام المتعلقة بغير المسلمين من حيث الحكم بينهم في سائر امورهم. آمل الإفادة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 03 - 04, 11:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحكام أهل الذمة للإمام ابن القيم رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14313
(29/248)
لمعلمي القرآن وغيرهم: القرآن الكريم وتفسير الآيات .. سهل الإستخدام!!
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:36 م]ـ
هنا تجد القرآن كاملاً وتضع المؤشر على + قبل الأية فيخيرك بين تفاسير أربعة تفاسير للآية القرطبي وابن كثير والطبري والجلالين ..
مع إمكانية استماعها للعديد من القراء وتحفيظ لها .. وغير ذلك ..
http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002&
لكن هل ممكن يفيدنا شخص في إمكانية العمل عليه بدون اتصال؟؟!!
(29/249)
منظومة ابن العماد فيما يُعفى عنه من النجاسات؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 10:03 م]ـ
الأخوة الكرام:
سؤالي عن منظومة ابن العماد فيما يُعفى عنه من النجاسات، هل هي مطبوعة؟ فقد وقفت على شرح لها مخطوط باسم " فتح الجواد ".
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 05 - 04, 10:54 م]ـ
للرفع
ـ[أبو القاسم الشاطبي]ــــــــ[18 - 05 - 04, 12:32 ص]ـ
للفائدة العامة لو اتحفتنا بما يتيسر منها من أبيات
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[18 - 07 - 04, 04:16 م]ـ
السؤال
uestion
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 07 - 04, 08:26 م]ـ
هذه المخطوطة ليست بيدي الآن، لكني أخذت عنوانها فدونته، وصورت الصفحة الأخير منها لحاجتي (الصورة مرفقة)، وهي موجودة في إحدى المكتبات الخاصة، وإن لزم الأمر فالمكتبة قريبة. لكن مضمونها مفيد جيد.
والله أعلم
(29/250)
أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم،
ـ[أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم، [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم،
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم،]ــــــــ[أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم، [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم،
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم،]ـ
أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم، [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم،
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: أوجه صحيحة لحفص عن عاصم لا يعرفها كثير من حفظة القرآن الكريم،
(29/251)
عن ماء زمزم ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 03 - 04, 11:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يشتهر عند كثير من العوام أنه يتم جلب الماء إلى بئر زمزم الأصلية من أماكن أخرى، وأن البئر الأصلية لا يمكنها أن تفي باحتياجات الملايين من الحجاج والمعتمرين، خاصة مع ما ينقل منها إلى المدينة وغيرها.
فهل من الإخوة من عنده علم بهذه القضية؟
وإن كان الماء كله من البئر الأصلية فهل يمكن عد ذلك معجزة خاصة؟
وفي حال العكس، هل تتغير الأحكام الشرعية المتعلقة بماء زمزم؟
أثابكم الله.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:39 ص]ـ
لعل أحد الإخوة يتفضل بالرد ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 01:45 م]ـ
الذي أعرفه من كلام (بعض) أهل مكة أنهم يزعمون بأنَّ ماء زمزم ليس كله من البئر.
ويطلقون هذه الشائعة دونما دليل أو برهان.
ويزعم بعضهم أنَّ دليله في ذلك تغيُّر الطعم، كما زعم.
ثم حصل اختبار لأحد هؤلاء ممن يجزم بأن ماء زمزم الذي في بعض أنحاء الحرم ليس زمزماً في الحقيقة من جهة الطعم (وأنه ذوَّاقة في ذلك).
إذ جيء إليه بكأسين فيهما ماء زمزم من مصدر واحد، وأوهم!! أنَّ الذي في الكأس الثاني ماء من بئر أخرى من مياه الصحة.
فشرب من الكأسين، وقال: (الكأس الثانية ليست بزمزم).
فلما بُيِِّن له أن كلاهما من مصدر واحد، بهت وسكت!!
(:
ـ[أبو البراء]ــــــــ[19 - 03 - 04, 05:31 م]ـ
أذكر قرابة 20 سنة أو أقل، كنا نشرب من ماء زمزم ولم يكن بهذا الطعم الذي عليه الآن.
كان شديد الملوحة، نسميه في نجد (هماج).
فانا لا أشك أنه تم إضافة بعض الماء إليه لكسر ملوحته، لا لقلته والحاجة لتكثيره.
فماء زمزم مهما نزح منه فإنه يتكاثر بأمر الله.
وهذا لا يعني زوال البركة في ماء زمزم الآن، مادم يؤخذ من البئر وإن أضيف له.
أسأل الله عز وجل أن يسقينا وإياكم منه شربة لا نضمأ بعدها أبدا.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 07:42 م]ـ
أحسنت ...
لكن اليقين لا يزول بالشك أو الظن.
- وأما الجواب عن الدليل الذوقي أو الطعمي الذي يقوله بعض الناس لمعرفة حقيقة زمزم فأقول: ما يدرينا إن صحَّ ما يُشاع = أن يكون تغيُّره خلقةً من الله تعالى، دون تصرُّفٍ من البشر في ذلك!
فيبقى الحكم على ما هو عليه، وتبقى لزمزم فضائله وبركاته.
والبينة على المدِّعي (:
ـ[عصام البشير]ــــــــ[04 - 10 - 04, 06:42 م]ـ
للبحث عن بينة المدعي إن وجدت:).
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[05 - 10 - 04, 07:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و بعد
ذكر الشيخ سائد بكداش في كتابه القيم ((فضل ماء زمزم: و ذكر تاريخه و أسمائه و خصائصه و بركاته و نية شربه و أحكامه و الاستشفاء به و جملة من الأشعار في مدحه))
ص 173 إلى 176 في فصل: ماء زمزم لا يفنى على كثرة الاستسقاء:
فذكر بعض الأحاديث و الآثار في هذا الباب و التي تدل على أن زمزم لن يقف إلى يوم القيامة - فراجع تلك الآثار - و كذلك قصة كذبة تلوثه و ما قام به السلطان عبدالحميد ووو ...
ثم ذكر بحث عملي قام به أحد الباحثين و هو المهندس يحي كوشك عام 1400هـ قال:
((وهذا المنسوب الدائم لمياه زمزم في البئر يبلغ على عمق قدره أمتار عن فوهة البئر، يقل أو يزيد يسيرا.
و يقول الأستاذ المهندس يحي كوشك، لما تكلم عن ضخ مياه زمزم و نزحها، لتنظيف بئر زمزم عام 1400، بعد أن وضعوا أربع مضخات قوية جدا، كانت تعمل 24 ساعة و معدل الضخ وصل إلى / 8000/ ليتر في الدقيقة، قال:
((كان منسوب المياه من الفوهة 3,23 مترا، وكانت القراءة تتم كل نصف دقيقة، حتى وصل منسوب المياه في داخل البئر إلى 12,72 مترا، ثم وصل إلى 13,39 مترا، و في هذا العمق توقف هبوط الماء في البئر - حيث هو مكان عيون البئر -، و لما تم توقيف المضخات بدأ الماء يرتفع في البئر حتى وصل إلى 3,90 مترا خلال إحدى عشرة دقيقة)).
و يقول أيضا:
((و لن أنسى ما حييت هذا المنظر الرهيب: كانت المياه تتدفق من هذه المصادر بكميات لم يكن يتخيلها أحد، وكان صوت المياه و هي تتدفق بقوة يصم الآذان)))) ا. هـ
سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على طل شيء شهيد
و الله الموفق.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 10 - 04, 08:31 م]ـ
- مما يزيل الشبهة التي يثيرها ويشيعها بعض أهل مكة وغيرهم التنبُّه إلى أنَّ تغيُّر طعمه ليس حاصلاً لإضافة شيءٍ إليه بل بفعل عوامل أخرى.
وبيان ذلك: أنَّ مواضع توزيع زمزم الموجودة على أميالٍ من الحرم المكي الشريف الآن - كالموجودة بمواقف كُدَيْ- إنما يستجلبُ إليها ماء زمزم بالضخِّ عبر الأنانبيب الضخمة وبالالآت.
أقول: فلعلَّ انتقال الماء خلال هذه المسافة الطويلة وعبر هذه الآلات والأنانبيب المعدنية =كان سبباً في تغيُّر طعمه، والماء - أيُّ ماءٍ كان- يتغيَّر ويأسن بعوامل كثيرة كالزمن ونحوه كما هو معلومٌ.
_______________________________
- فائدة: على ذكر ماء زمزم وعلاقة أهل مكة به، فقد شاع عند أهل مكة افتخارهم به، ونسبةُ أنفسهم إليه.
حتى يقول قائلهم: (أنا ولد زمزم).
أي: غذي به حتى شبَّ عليه فنسب إليه (:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/252)
ـ[عصمت الله]ــــــــ[06 - 10 - 04, 09:35 ص]ـ
و لعل السبب الحقيقي في تغير طعم مياه زمزم أن حكومة المملكة العربية السعودية قامت بتبريدها و تعقيمها في محطة أقامتها في حارة أجياد بئر بليلة
و كتاب زميلنا الدكتور سائد بكداش من أحسن الكتب في الموضوع جزاه الله خيرا
ـ[عصمت الله]ــــــــ[06 - 10 - 04, 09:36 ص]ـ
و لعل السبب الحقيقي في تغير طعم مياه زمزم أن حكومة المملكة العربية السعودية قامت بتبريدها و تعقيمها في محطة أقامتها في حارة أجياد بئر بليلة و ذلك قبل تقديمها للعامة للاستهلاك و الشرب
و كتاب زميلنا الدكتور سائد بكداش من أحسن الكتب في الموضوع جزاه الله خيرا
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[06 - 10 - 04, 06:40 م]ـ
أهل مكة أدرى بشعابها
ـ[ابراهيم العلي]ــــــــ[06 - 10 - 04, 07:49 م]ـ
اخبرني احد الاخوة انه سمع الشيخ محمد بن سبيل امام الحرم يقول ان ماء زمزم يوضع للمسلمين كما هو دون اي اضافة
(29/253)
كيف تكتب بحثاُ فقهياً
ـ[ MagedOnLine] ــــــــ[19 - 03 - 04, 12:26 ص]ـ
إليكم إخواني هذا الموضوع المتميز لفضيلة الشيخ أحمد سبالك عن كيفية كتابة البحث الفقهي بشكل صحيح
http://www.sonnh.com/forum/forum_posts.asp?TID=262&PN=1
جزاك الله خيرا
نقلت المادة المحال إليها إلى هذه المشاركة من قبل ## المشرف ##
*********************************************
كيف تكتب بحثاً فقهياً
محاضرة ألقيت على طلبة شعبة الدكتوراة في الفقه وأصوله (بالحرم النبوي الشريف) رمضان 1424 ه لفضيلة الشيخ / أحمد سبالك
أولاً: مبادئ عامة:
تعريف البحث: البحث يراد به الاستقصاء وطلب الشيء والتنقيب عنه، وذلك بقصد التوصل إلى حقيقة من الحقائق.
والبحث الفقهي خاصة: هو خطة الدراسة الفقهية المبنية على قواعد معينة، للتوصل إلى حكم أو أحكام فقهية جديدة.
أهمية البحث الفقهي: يُبتغى من البحث الفقهي الوصول إلى إضافة علمية جديدة، مثل: إبداع شيء لم يسبق إليه، أو شرح مغلق، أو تصحيح مخطئ، أو ترتيب منثور وجمع مفرق، أو تقصير طول، أو تتمة ناقص.
خصائص البحث الفقهي:
1 - التجرد من الهوى المتمثل في التعصب المذهبي.
2 - الموضوعية في البحث. وتتمثل في:
1 - تحديد المصطلحات المستخدمة في البحث.
ب- الأمانة في نقل الآراء الفقهية.
ج- التحري عند نقل الآراء من الغير من غير مصادرة لرأي.
د- نقل جميع الآراء التي لها دليل والتي لم يكن لها دليل.
3 - المنهجية في البحث من تنظيم للمعلومات وعرضها عرضاً منطقياً.
اختيار الموضوع:
يجب على الباحث أولاً تحديد موضوعه في أي موضوع سيبحث في الفقه عامة أم الفقه المذهبي أم في المقارنة بين المذاهب أم .................. إلخ.
عنوان البحث:
بعد أن يحدد الباحث في أي موضوع سيبحث؛ يجب عليه وضع عنوان على بحثه يتناسب مع الموضوع الذي سيبحث فيه، لأن العنوان يحدد هدف الباحث دائماً بسرعة ويسر.
خطة البحث:
بعد تحديد الباحث موضوعه وعنوانه، يحتم عليه وضع خطة بمثابة الرسم الهيكلي العام للبحث، وما هذا إلا تحديد لكل ما يتناوله البحث؛ حتى لا يخرج الباحث عنها إلى أمور أخرى، ويتمثل أي بحث في الأتي:
1 - وضع عنوان مناسب للبحث.
2 - إبراز القيمة العلمية للبحث.
3 - تقسيم الموضوع إلى أبواب وفصول ومباحث،4 - بشرط البدء بالأهم فالمهم.
5 - تحديد منهج البحث وهي الطرق والوسائل التي يصل بها الباحث إلى غايته.
6 - وضع خطة البحث المتناسبة مع موضوع بحثه.
الإعداد لكتابة البحث:
كتابة البحث تتطلب من الباحث أمور:
الأول: إعداد المصادر، ويجب على الباحث أن يقسم مصادره إلى مصادر أصلية تحتوي على موضوع البحث لتوثيق معلومات البحث، ومصادر ثانوية تؤيد ما كان في المصادر الأصلية.
الثاني: إعداد المصادر، ويعرف الباحث مصادر بحثه عن طريق الفهارس العامة أو الخاصة، وعن طريق البحوث العلمية والرسائل الجامعية، وأيضاً عن طريق الكتب المتخصصة في هذا الفن كالفهرست لابن النديم وكشف الظنون، وأيضاً للباحث أن يستعين بخبرة الأساتذة والعلماء وزملائه الباحثين.
الثالث: تنظيم المصادر، على الباحث وضع المصادر الأصلية أولاً ثم لا يلجأ إلى الثانوية إلا عند تأييد رأي أو توثيقه أو ما شاكل ذلك، حتى لا تختلط عليه المصادر.
الرابع: جمع مادة البحث، فيجمع الباحث مادته من خلال مصادره الأصلية والثانوية.
الخامس: طرق تدوين المادة، بعد جمع المادة يدون الباحث المادة عن طريق:
1 - الاقتباس: ينقل الباحث جزء في مادته ويضعه بين () مما يبين للقارئ أن هذا الجزء مقتبس.
2 - الاختصار أو التلخيص: يلخص الباحث أو يختصر كلام صاحب المصدر الأصلي، بشرط أن يشير في هامش البحث إلى الكتاب الذي تم التلخيص منه.
3 - المزج بين الاقتباس والاختصار والتلخيص.
كتابة البحث:
يبدأ الباحث كتابة البحث ويراعي الأتي:
1 - انتقاء مادته العلمية فيقدم الأهم فالمهم.
2 - يعرض هذه المادة عرضاً جيداً باختيار الألفاظ السهلة لتوصيل المعلومة.
3 - يكون أسلوب كتابته في صياغة جيدة،4 - بتعبيرات واضحة.
5 - يستخدم القارئ في كتابته علامات الترقيم والتشكيل التي تساعد الباحث في جعل القارئ معه لحظة بلحظة في كتابة بحثه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/254)
6 - يضع الباحث هوامش يبين فيه أصول هذه المادة التي تم نقلها أو اختصارها في البحث.
7 - يجعل الباحث مقدمة لبحثه يبين فيها الفارق بين بحثه وبين غيره من الأبحاث في نفس المجال،8 - ويوضع فيها سبب اختياره لهذا البحث،9 - وأهمية بحثه ويبين منهجه المتبع في البحث.
10 - يجعل الباحث خاتمة لهذا البحث يوضح فيها أهم ما وصل إليه من نتائج في البحث.
11 - يكتب الباحث بعد الخاتمة مصادر بحثه مرتبة ليسهل الرجوع إليها وكل مرجع بطبعته وتاريخها ومكان طبعاتها.
12 - يصنع الباحث فهارس لهذا البحث يضع فيه محتوى البحث لسهولة الرجوع لأي جزئية من جزئيات البحث،13 - ويا حبذا لو رتب بحثه فبدأ: بفهرس الآيات ثم الحديث والآثار ثم الأعلام ثم الأماكن والبلدان ثم الأشعار ثم الأمثال ثم الكلمات الغريبة ثم المصادر والمراجع ثم الموضوعات والمحتوى وغير ذلك مما يسهل على القارئ قراءة بحثه.
* هذه الخطوات السابقة متفق عليها بين كتّاب الأبحاث، فهي بمثابة الهيكل لأي بحث فقهي أو كيميائي أو فيزيائي ......... إلخ، فيجب الالتزام بهذه الخطوات حتى يخرج الهيكل في إطار صحيح.
منهج البحث في الفقه:
أصول البحث الفقهي:
دراسة الباحث لهذا العنوان تتمثل في أربعة مباحث:
الأول: الفقه وما يتعلق به.
الثاني: الأحكام الشرعية وما يتعلق بها.
الثالث: تقسيم الفقه عند الفقهاء القدامى.
الرابع: مناهج الفقهاء في ترتيب الأبواب.
المبحث الأول: الفقه وما يتعلق به:
الفقه في اللغة: الفهم، ومنه قوله تعالى (واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) وقد أطلق الفقه في صدر الإسلام على الشريعة والدين، أي يشمل الأحكام التي تتعلق بالشريعة كالأخلاق والعبادات والمعاملات.
وأطلق أبو حنيفة الفقه على التوحيد باعتباره أكبر الفهم، ولهذا أطلق عليه الفقه الأكبر.
ثم أطلقت هذه الكلمة على: العلم بالأحكام الشرعية العملية عن أدلتها التفصيلية بالاستدلال، فالفقه يطلق على:
مجموعة الأحكام التي نزل بها الوحي صراحة، والتي استنبطها المجتهدون، وخرّجها المقلدون على قواعد أئمتهم وأصولهم، ومن يشتغل بكل ذلك يسمى فقيهاً.
المبحث الثاني: الأحكام الشرعية وما يتعلق بها:
الأحكام الشرعية هي مناط الفقه، فالفقه هو العلم بها، والأحكام هي الأوصاف الشرعية المحكوم بها على أعمال المكلفين الظاهرة أو الباطنة، كالوجوب أو الحرمة أو الندب أو الكراهة أو الإباحة والحكم على العبادة بأنها قضاء أو أداء، أو على العقود بأنها صحيحة أو باطلة، مما يجب على الباحث دراسته قبل بداية بحثه.
المبحث الثالث: تقسيم الفقه عند الفقهاء القدامى والمتأخرين:
أولاً: القدامى:
قسم الفقهاء قديماً الفقه إلى قسمين:
الأول: العبادات. كالصلاة والصيام وغيرها مما ينظم العلاقة بين العبد وربه.
الثاني: المعاملات: كالعقود من نكاح وبيوع وغيرها مما ينظم العلاقة بين الأفراد والجماعات بعضهم بعض.
ثانياً: الفقهاء المتأخرين:
يقسم الفقهاء المتأخرون الفقه إلى قسمين:
الأول: العبادات. وهو نفس تقسيم المتقدمين.
الثاني: المعاملات، وقد قسم الفقهاء المتأخرون المعاملات إلى أقسام ستة وهي:
الأول: أحكام الأسرة كالنكاح والطلاق .... إلخ
الثاني: المعاملات المالية كالبيع والإجارة .... إلخ
الثالث: السياسة الشرعية كالأحكام التي تتناول نظام الدولة، كالشورى والعدالة ... إلخ
الرابع: العقوبات كالحدود والقصاص.
الخامس: المرافعات: كالشهادات واليمين ......... إلخ
السادس: السير والمغازي كالأحكام الخاصة بصلة الدولة بغيرها في السلم والحرب كالمعاهدات .. إلخ
المبحث الرابع: مناهج الفقهاء في ترتيب الأبواب في المذاهب الفقهية:
أولاً: جميع المذاهب الفقهية - باستثناء الظاهرية - قد بدأت بقسم العبادات وقدمت الطهارة على الصلاة، أما الظاهرية فكانت بداية الفقه عندهم بكتاب التوحيد مما يدل على اتساع المدلول الفقهي عندهم ليشمل أمور العقيدة، كما كان المتبع من بداية التصنيف في الفقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/255)
ثانياً: مفهوم العبادة عند بعض المذاهب أوسع من غيرها، إذ جاء الجهاد وما يلحق به عقب قسم العبادات، فوجدنا المالكية والحنابلة والظاهرية يذكرون الجهاد عقب العبادات، لكن المدلول أوسع عند المالكية إذ ذكروا قبله الضحية والعقيقة واليمين والنذر وأعقبوه بأحكام المسابقة باعتبارها وسيلة من وسائل الجهاد.
ثالثاً: قسم المعاملات قد يراد به في بعض المذاهب الفقهية - كالمالكية والشافعية والحنابلة - عقود البيع وما شابهها في حين أنه أعم وأوسع من ذلك عند بعضها الآخر، كما نرى عند الحنفية، لكنه أكثر ضيقاً عند الظاهرية.
رابعاً: رأينا أن باب النكاح قد تقدم على البيوع عند الحنفية والمالكية، وجاء باب النكاح عند الشافعية متأخراً عن البيوع والحنابلة والظاهرية، بل جاء بعد كتاب الشهادات والأقضية والإمامة عند الظاهرية.
خامساً: ترتيب الحنابلة في قسم المعاملات يتفق - إجمالاً - مع ترتيب الشافعية، فقد جاء في نهاية المعاملات عند الشافعية الهبة واللقطة واللقيط والوصايا والوديعة وقسم الفئ وقسم الصدقات، لكن الوديعة تقدمت على الفرائض والوصايا عند الحنابلة، وتأخر عند الشافعية العتق والتدبير فجاءا في نهاية الموضوعات الفقهية، لكنه عند الحنابلة مذكور عقب الوصية والفرائض.
سادساً: بعض الموضوعات الفقهية جاءت غير متسقة مع الأقسام التي اندرجت تحتها، على سيبل المثال:
وضع المالكية بابي (الإقرار والاستحقاق) ضمن كتاب البيوع، وباب (العتق) بعد قسم القضاء، والشافعية وضعوا كتاب (الوديعة) وكتاب (الصدقات) بعد كتاب الفرائض والوصايا، وذكر هذين الكتابين بعد كتاب العبادات والمعاملات، ووضعوا كتاب (السير) تالياً لكتاب الجنايات وقسماً من أقسامه وذكر كتاب (العتق) في نهاية الأقسام، والحنابلة - أيضاً- وضعوا باب الهبة والعطية وكتاب (الوصايا والفرائض) ضمن قسم المعاملات، وكتاب (الأطعمة والذكاة والصيد والأيمان والنذور) في قسم الجنايات.
المصادر المعتمدة في الفقه:
في هذا البحث نعرض لأهم المصادر التي يجب على الباحث أن يكون على علم بها، مع العلم بأنها ليست كل المصادر المعتمدة في المذاهب الفقهية ومصادر الفقه المقارن، ومصادر فقه آيات الأحكام، وأحاديث الأحكام، ومصادر تخريج أحاديث الأحكام، ومصادر طبقات الفقهاء وتراجمهم، ومعاجم المصطلحات الفقهية، والأسماء والمصطلحات الفقهية في المذاهب الأربعة، بل ما يعرض على سيبل المثال لا الحصر.
أولاً: مصادر الفقه الحنفي:
للإمام محمد بن الحسن الشيباني (ت 189 ه) ستة كتب تعد الأصول للمذهب فعليها اعتمد وعلى أصولها أسس وهي:
? المبسوط أو الأصل.
? الجامع الكبير.
? الجامع الصغير.
? الزيادات.
? السير الكبير.
? السير الصغير.
ويطلق على ما في هذه الكتب من مسائل: مسائل الأصول، ومسائل ظاهر الرواية، وسميت بذلك لأنها رويت عن محمد بن الحسن بروايات ثقات، فهي ثابتة عنه متواترة مشتهرة.
وللإمام محمد بن الحسن كتب أخرى مثل:
? الحجة على أهل المدينة،? ويعد أصلاً في علم الخلاف.
? الرقيات. وضمن المسائل التي عرضت عليه عندما تولى القضاء.
? وله النوادر والجرجانيات والهارونيات.
وأهمية هذه الكتب ترجع إلى أنها دونت آراء أبي حنيفة، وأبي يوسف بطرق متواترة.
وأيضاً من الكتب المشهورة في المذهب:
? الكافي للحاكم الشهيد محمد بن محمد الحنفي،? وهو مختصر لكتب محمد بن الحسن الستة.
? كتاب المنتقي: وفيه نوادر المذهب من الروايات غير الظاهرة.
وكلا الكتابين من أصول المذهب.
? المبسوط: للسرخسي شمس الدين إمام الأحناف في عصره.
? النوازل في الفروع: لأبي الليث السمرقندي وهو أصل في فتاوى المذهب.
? مختصر القدوري: لأبي الحسين القدوري،? ومن أهمية هذا المختصر عند الأحناف أطلق عليه لفظ الكتاب.
? تحفة الفقهاء: لأبي بكر علاء الدين السمرقندي.
? بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: للكاساني وهو شرح تحفة الفقهاء.
? الهداية شرح بداية المبتدي: للمرغيناني أبي الحسين علي بن أبي بكر،? وقد جمع فيه المؤلف بين مختصر القدوري والجامع الصغير،? ولاقى هذا الكتاب شهرة كبيرة في المذهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/256)
? فتاوى قاضي خان: لفخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي،? وهو كتاب النوازل للسمرقندي
? وقاية الرواية في مسائل الهداية: لبرهان الشريعة محمود بن أحمد صدر الشريعة وهذا الكتاب أحد المتون المعتبرة في الفقه.
? المختار في فروع الحنفية: للموصلي وشرحه (الاختيار لتعليل المختار) وهو اختيار قول الإمام أبي حنيفة.
? ومجمع البحرين وملتقي النهرين: لابن الساعاتي،? ويعد من المتون المعتبرة عند الأحناف وقد جمع فيه المؤلف بين مختصر القدوري ومنظومة النسفي.
? كنز الدقائق: لأبي البركات النسفي،? وهو تلخيص كتاب الوافي وهو من المتون المعتبرة أيضاً على ما تقدم.
فالمتون المعتبرة في المذهب: البداية، ومختصر القدوري، والمختار، والنقاية، والوقاية، والكنز، والملتقى.
مع العلم بأن أشهر هذه المتون ذكرا وأقواها اعتمادا (الوقاية والكنز ومختصر القدوري) وهي المراد في كتب الأحناف بالكتب الثلاثة، وإذا أطلقوا المتون الأربعة أرادوا بها هذه الثلاثة والمختار أو المجمع، وقد يراد بالمتون الأربعة (المختار والكنز والوقاية ومجمع البحرين).
? تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق: لفخر الدين عثمان بن علي الزيلعي،? وهو شرح لمتن الكنز
? العناية شرح الهداية: للشيخ محمد بن محمد أكمل البابرتي.
? الفتاوى البزازية أو الجامع الوجيز: للبزازي محمد بن محمد.
? شرح فتح القدير: للكمال بن الهمام،? ويعد أعظم شروح (الهداية) وقد وصل صاحبه إلى كتاب الوكالة،? وتوفي قبل إكماله،? وأتمه بعده شمس الدين بن قودر المعروف بقاضي زاده،? وأسماه: نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار.
? ملتقى الأبحر: لإبراهيم الحلبي،? وقد شرحه الشيخ زاده في مجلدين.
? البحر الرائق شرح كنز الدقائق: لابن نجيم،? وهو من عمد المذهب.
? الفتاوى الهندية أو الفتاوى العالمكيرية: نسبة إلى السلطان الذي أشار بتأليفها،? وهو أبو المظفر محي الدين محمد أورنك ريب عالم كير،? وقد ألف الكتاب لجنة من العلماء يرأسهم الشيخ نظام الدين البرهانبوري وهم:
1 - القاضي محمد حسين الجونبري المحتسب.
2 - الشيخ علي أكبر الحسيني أسعد الله خاني.
3 - الشيخ حامد بن أبي حامد الجونبوري.
4 - المفتي محمد أكرم الحنفي اللاهوري.
? الدر المختار شرح تنوير الأبصار: لعلاء الدين الحصكغي.
? حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار المعروف بحاشية ابن عابدين لمحمد أمين الشهير بابن عابدين.
لكن المؤلف توفي قبل تمام الكتاب، وكان قد أنهى كتاب الوصايا، فأتمه ابنه محمد علاء الدين، وجاءت التتمة في مجلدين، وسماها: (حاشية قرة عيون الأخيار تكملة رد المحتار).
ثانياً: مصادر الفقه المالكي:
أمهات الفقه المالكي أربعة هم:
1 - المدونة: وسميت بذلك لأنه تداولها أربعة من المجتهدين (مالك -وابن القاسم - وأسد - وسحنون).
2 - الواضحة: لابن حبيب عبد الملك بن سليمان.
3 - المستخرجة العتبية: لمحمد بن العتبي بن أحمد القرطبي.
4 - الموازية: لابن الواز محمد بن إبراهيم الإسكندري.
وجاء بعد ذلك من أمهات الكتب مثل:
? رسالة ابن أبي زيد القيرواني: أبي محمد عبد الله بن أبي زيد،? ويطلق عليها: باكورة السعد.
? نوادر ابن أبي زيد.
? التعريفات لابن الجلاب: أبي بكر محمد بن عبد الله التميمي الصقلي.
? البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل: لابن رشد الجد.
? الذخيرة: للقرافي شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس.
? المختصر في الفقه المالكي: للشيخ خليل بن إسحاق. وهو مختصر خليل الذي اعتمدته المالكية،? وأصبح حجة عندهم.
? شروح مختصر خليل مثل:
? مواهب الجليل لشرح مختصر خليل: للحطاب.
? شرح الزرقاني على مختصر خليل: لعبد الباقي بن يوسف الزرقاني.
? الخرشي على مختصر خليل: فتح الجليل على مختصر خليل. لابن عبد الله محمد بن عبد الله الخرشي.
? الشرح الكبير على مختصر خليل: لأحمد العدوي الشهير بالدردير،? وللمؤلف في المذهب: الشرح الصغير وأقرب المسالك وبلغة السالك.
? حاشية الرهوني على شرح الزرقاني (أوضح المسالك وأسهل المراقي إلى سبك إبريز للشيخ عبد الباقي) لمحمد بن أحمد بن محمد الرهوني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/257)
? حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: لابن عرفة الدسوقي.
? المجموع الفقهي في مذهب مالك: للشيخ محمد بن محمد بن أحمد السنهاوي المعروف بالأمير.
? مواهب الجليل من أدلة خليل: للشيخ أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي.
? فتح الجليل في شرح مختصر خليل: لأحمد بن منصور آل سبالك. وهو أول شرح يوضح الفقه المالكي بأدلته.
ثالثاً: مصادر الفقه الشافعي:
من مصادر الفقه في المذهب الشافعي التي يمكن للباحث أن يستعين بها في بحثه ما يلي:
? الأم: للإمام الشافعي. وهو كاسمه أصل في المذهب.
? مختصر المزني: لأبي إسحاق إبراهيم بن علي،? هو وكتاب الوسيط للغزالي دار عليهما أكثر ما ألف في المذهب.
? التنبيه للشيرازي: وهو صاحب المهذب في المذهب،? وقد شرحه النووي وسماه (التحرير).
? نهاية المطلب ودراية المذهب: للجويني. ثم اختصره المؤلف وسماه (مختصر النهاية).
? البسيط والوسيط والوجيز: للغزالي أبي حامد الغزالي.
? البسيط تلخيص (نهاية المطلب)،? والوسيط مختصر البسيط،? والوجيز مختصر الوسيط. وهذه الكتب كما قال النووي في مقدمة المجموع لا يستغني عنها طالب العلم.
? المحرر للرافعي: أبي القاسم عبد الكريم الرافعي،? وهو مستقى من كتاب الوجيز للغزالي.
? فتح العزيز في شرح الوجيز: للرافعي.
? المجموع شرح المهذب: للنووي،? بدأ فيه الشيخ حتى وصل إلى باب الحيض وكان فيها متوسعاً،? ولكن وافته المنية ولم يتمه،? وشمّر عن ساعد الجد العلامة السبكي ليتم ما بدأه النووي ووافته المنية أيضاً،? حتى نصّب نفسه شيخنا العلامة / نجيب المطيعي فأتم المجموع ليخرج لنا هذا السفر القيم.
? الروضة ومنهاج الطالبين للنووي،? فالروضة مختصر كتاب (فتح العزيز شرح الوجيز) للرافعي،? والمنهاج مختصر كتاب (المحرر) للرافعي،? واعتنى علماء المذهب بهذين الكتابين وبالأخص الثاني فوضع له شروح وحواشي وتحريرات وتقريرات كثيرة،? وكذلك اختصر أكثر من مرة.
? تحفة المحتاج شرح المنهاج: لابن حجر الهيثمي. وهو شرح لمنهاج النووي،? اعتمده المتأخرون في الفتوى على المذهب.
? مغنى المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج: للخطيب الشربيني،? وهو شرح للمنهاج أيضاً ذكر فيه المؤلف المعتمد في المذهب.
? نهاية المحتاج شرح المنهاج: للرملي،? وقد بلغت الأهمية لهذا الكتاب حتى صار المعتمد في المذهب عند أكثر الشافعية من علماء مصر وغيرهم.
رابعاً: مصادر الفقه الحنبلي:
أما مصادر الفقه في مذهب الحنابلة، والتي يمكن للباحث أن يستعين بها في بحثه ما يلي:
? مختصر الخرقي: ويعد هذا المختصر من أول ما كتب في الفقه على مذهب الإمام أحمد.
? شرح الخرقي: للقاضي أبي يعلى الفراء.
? شرح ابن قدامة: المعروف بالمغني وهو من أعظم الشروح وأشهرها.
? رواسي المسائل: لعبد الخالق بن عيسي الهاشمي،? ذكر فيه المؤلف المسائل التي خالف فيها الإمام أحمد أحد الأئمة.
? الهداية: لأبي الخطاب الكلوذاني،? وهو تلميذ القاضي أبي يعلى.
? التذكرة: لأبي الوفا علي بن عقيل،? وقد جعلت هذه التذكرة على قول واحد في المذهب،? مما اختاره هو.
? المستوعب: لمحمد السامري،? وقد جمع فيه مؤلفه بين مختصر الخرقي،? والتنبيه للخلال،? والإرشاد لابن أبي موسى،? والجامع الصغير،? والخصال للقاضي أبي يعلى،? والخصال لابن البنا،? والهداية لأبي الخطاب،? والتذكرة لابن عقيل. وقال محمد: من حصل كتابي هذا أغناه عن جميع هذه الكتب المذكورة.
? العمدة والمقنع والكافي والمغني: لابن قدامة موفق الدين،? وهذه الكتب تدرج فيها صاحبها حسب المتعلمين منها.
? المحرر: لابن تيمية مجد الدين أبي البركات،? وقد حذا فيه حذو الهداية لأبي الخطاب يذكر الروايات فتارة يرسلها وتارة يبين اختياره فيها.
? الشافي: لعبد الرحمن بن قدامة. وهو شرح للمقنع،? وقد استمده من المغني.
? مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
? الفروع: لابن مفلح شمس الدين أبي عبد الله محمد.
? تصحيح الفروع: لعلاء الدين المرداوي،? قصد به مؤلفه استدراكات على الفروع وطبع معه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/258)
? الإنصاف والتنقيح المشبع: للمرداوي،? الأول: الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل،? شرح فيه كتاب المقنع لموفق الدين ابن قدامة،? أما الثاني: التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع،? اختصر فيه كتاب الإنصاف،? وصار أول كتاب معتمد عند متأخري الحنابلة.
? منتهى الإيرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات: لابن النجار الفتوحي.
? كشف القناع عن متن الإقناع وشروح منتهى الإيرادات: للبهوتي،? وهما شرحان على الإقناع،? والثاني هو الذي عليه الفتوى والقضاء عند الحنابلة.
? الروض المربع وشرح المفردات: للبهوتي،? الأول: شرح مختصر المقنع المسمى زاد المستقنع للحجاوي , وقد التزم فيه بالقول الراجح في المذهب،? وأما الثاني: فهو شرح المفردات لابن عبد الهادي المسمى: منح الشفا الشافيات في شرح المفردات. ذكر فيه المصنف ما انفرد به الإمام احمد من المسائل الفقهية.
? عمدة الطالب: للبهوتي وقد سماه البعض: عمدة الراغب. وهو للمبتدئين في المذهب وقد شرحه عثمان النجدي وسماه: هداية الراغب لشرح عمدة الطالب،? وللجهود التي بذلها البهوتي في المذهب سمي بشيخ المذهب.
? حاشية الروض المربع: لعبد الرحمن النجدي،? وقد طبعت في سبع مجلدات ولاقت قبولاً كبيراً.
خامساً: مصدار الفقه المقارن:
لابد للباحث أن يعرف مصادر الفقه المقارن لسهولة الرجوع إليها عند الحاجة. وهذه المصادر منها:
? الحجة على أهل المدينة: لمحمد بن الحسن الشيباني.
? البسيط والوسيط والوجيز: للغزالي.
? الإفصاح لابن هبيرة الحنبلي،? وهو شرح لكتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي.
? بداية المجتهد ونهاية المقتصد. لابن رشد.
? المغني لابن قدامة.
? المجموع للنووي.
? الذخيرة: للقرافي.
? مجموع فتاوى ابن تيمية.
? رحمة الأمة في اختلاف الأئمة. لعبد الرحمن الدمشقي.
سادساً: مصادر فقه آيات الأحكام:
? أحكام القرآن: للإمام الشافعي.
? أحكام القرآن: لأبي الحسن السعدي:
? أحكام القرآن لأبي إسحاق الأزدي.
? أحكام القرآن لأبي الحسن القمي.
? أحكام القرآن للجصاص.
? أحكام القرآن: للكيا الهراسي.
? أحكام القرآن: لابن العربي.
? الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
مصادر أحاديث الأحكام:
? عمدة الأحكام من كلام خير الأنام: لعبد الغني المقدسي.
? المنتقى من أخبار المصطفى: لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية.
? الإلمام بأحاديث الأحكام: لابن دقيق العيد.
? إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام. لابن دقيق العيد.
? بلوغ المرام من أدلة الأحكام. لابن حجر العسقلاني.
? سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام. للصنعاني.
? العدة: للصنعاني.
? نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار: للشوكاني.
سابعاً: مصادر تخريج أحاديث الأحكام:
? تخريج أحاديث الأم للشافعي: للبيهقي.
? تخريج أحاديث المهذب للشيرازي: لموسى الحازمي.
? التحقيق في أحاديث التعليق: لابن الجوزي.
? تنقيح التحقيق: لابن الهادي.
? نصب الراية لأحاديث الهداية: للزيلعي.
? تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي على وجيز الغزالي. لابن جماعة.
? إرشاد الفقيه إلى أدلة التنبيه للشيرازي. لابن كثير.
? العناية في تخريج احاديث الهداية: لعبد القادر القرشي الحنفي.
? الذهب الإبريز في تخريج أحاديث فتح العزيز. لبدر الدين الزركشي.
? البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير للرافعي. لابن الملقن.
? خلاصة البدر المنير: لابن الملقن.
? تذكرة الأخيار بما في الوسيط من الأخبار. لابن الملقن.
? تخريج أحاديث المهذب للشيرازي: لابن الملقن.
? تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج للنووي. لابن الملقن.
? الدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر العسقلاني.
? تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي. لابن حجر العسقلاني.
? التعريف والإخبار بتخريج أحاديث الاختيار للقاسم بن قطلوبغا.
? منية الألمعي بما فات الزيلعي: لابن قطلوبغا.
? نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير: للسيوطي.
? تخريج أحاديث الكفاية في فروع الشافعية للشيخ السهيلي: للسيوطي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/259)
? تخريج أحاديث الكافي في فقه الحنابلة: للحافظ المقدسي.
? تخريج الدلائل لما في رسالة أبي زيد القيرواني من الفروع والمسائل: للغماري أبي الغيض.
? مسالك الدلالة على مسائل الرسالة للقيرواني: لأبي الغيض الغماري.
? تخريج فقه الاحناف للشيخ محمد الكناني والدكتور محمد وهبة الزحيلي.
? تخريج الأحاديث النبوية الواردة في مدونة الإمام مالك بن أنس. د. طاهر الدرديري.
ثامناً: مصادر طبقات الفقهاء وتراجمهم:
أولاً: طبقات فقهاء الأحناف:
? طبقات الفقهاء: للشيرازي.
? طبقات الفقهاء لعبد القادر القرشي المسمى ب الجواهر المضية في طبقات الحنفية.
? تاج التراجم في طبقات الحنفية لابن قطلوبغا.
? الطبقات السنية في تراجم الحنفية لعبد القادر التميمي الداري الغزي.
? الفوائد البهية في تراجم الحنفية: لأبي السعادات اللكنوي.
ثانياً: طبقات فقهاء المالكية:
? ترتيب المدارك وتقريب السالك لمعرفة أعلام مذهب مالك: للقاضي عياض.
? الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب: لابن فرحون.
? نيل الابتهاج بتطوير الديباج التنبكتي: لبابا التنبكتي.
? شجرة النور الزاكية في طبقات المالكية: لمحمد مخلوف.
ثالثاً: طبقات الشافعية:
? طبقات الشافعية الكبرى. للسبكي.
? طبقات الشافعية. للسبكي.
رابعاً: طبقات الحنابلة:
? طبقات الحنابلة: للفراء ابن شيخ المذهب.
? الذيل على طبقات الحنابلة: لابن رجب،? وهو تتمة لكتاب طبقات أبي يعلى السابق.
? المنهج الأحمد في تراجم أصحاب أحمد: للعليمي أبي اليمن مجبر الدين عبد الرحمن بن محمد
خامساً: مصادر إعجام الأسماء:
? الأنساب للسمعاني.
? اللباب في معرفة الأنساب: لابن الأثير.
? المشتبه في الأسماء والأنساب: للذهبي.
? إعجام الأعلام: لمحمود مصطفى.
? كتاب الوفيات الأعيان: لابن خلكان.
معاجم المصطلحات الفقهية:
نجد المعاجم لكل فن وضعت خاصة مثال:
? أولاً: معاجم اللغة: وهي كثيرة منها:
? الصحاح للجوهري،? لسان العرب لابن منظور،? القاموس المحيط للفيروز آبادي.
? ثانياً: معاجم غريب القرآن والحديث: ومنها:
? المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث للأصفهاني،? وغريب القرآن لابن قتيبة الدينوري،? الفائق في غريب الحديث للزمخشري،? النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير.
وعلى هذا وجدنا الفقهاء قد وضعوا معاجم كثيرة لمصطلحاتهم المستخدمة في الفقه مثل:
المذهب الحنفي:
? طلبة الطلبة للنسفي.
? المغرب في ترتيب المعرب للمطرزي ناصر بن عبد السيد.
? أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ الماتداولة بين الفقهاء: للقونوي.
? رسالة ابن نجيم في الحدود: لزين العابدين إبراهيم بن نجيم المصري.
المذهب المالكي:
? تنبيه الطالب لفهم ابن الحاجب: لعز الدين أبي عبد الله محمد بن عبد السلام الأموي التونسي.
? كتاب الحدود في التعاريف الفقهية: لابن عرفة.
المذهب الشافعي:
? الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي: للأزهري الهروي.
? تهذيب الأسماء واللغات: للندوي.
? المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: للرافعي.
المذهب الحنبلي:
? المطلع على أبواب المقنع: للبعلي.
تاسعاً: المصطلحات الفقهية:
من المقرر أنه لا يستغني دارس الفقه الإسلامي عن المصطلحات الفقهية وإلا لم يعلم مراد المصنفين في مصنفاتهم، ولهذا ينبغي أن يعلم المصطلحات التي يستخدمها المصنف في مصنفه والتي يستخدمها في بحثه.
ولقد بحث كل إمام في مذهبه عن أهم المصطلحات التي تستخدم في مذهبه، ولذلك يمكن أن نجد بسهولة بعض المصنفات في المصطلحات الفقهية لكل مذهب على حدة؟، ويسهل على الباحث الوصول إليها ويكون ذلك عن ثلاث طرق:
الأول: المعاجم المخصصة لكل مذهب للتعرف على مصطلحات المذهب - كما ذكرنا من قبل - ويجد ذلك جلياً في كتابي (عقود رسم المفتي وشرح المنظومة) وكلاهما للعلامة ابن عابدين، فقد وضع الشيخ مصطلحات المذهب الحنفي في هذين الكتابين.
الثاني: عن طريق مقدمات الكتب الموضوعة في كل مذهب، ككتاب المدونة في فقه المالكية بين صاحبها مصطلحات مذهبه في مقدمتها، وغيرها من كتب المذهب. وكذلك في مقدمات كتب الحنابلة كالإنصاف وغيره.
الثالث: عن طريق الاستقراء للمذهب يتضح مصطلح المذهب الذي تكرر في معظم الكتب ولم يتضح في المقدمة ما مراد المصنف.
أخيراً: توصيات:
1 - يجب على الباحث أن يعلم أن التخصص في الفقه ضروري لكل من يريد أن يكتب بحثاً فقهياً وهو الطريق الوحيد لسهولة وجود وسائل البحث وأدواته.
2 - على الباحث أن يتجرد من العصبيات التي قد تؤثر في نتيجة البحث،3 - ويكون هذا التجرد بموضوعية تلزمه طوال منهجه في البحث حتى يكمل.
4 - لابد للباحث أن يبعد عما يعد من نقائص البحث الفقهي كالاستدلال بالحديث دون التمييز بين صحيحه وضعيفه والاعتماد على المختصرات،5 - والنقل بالمعنى،6 - والنقل من غير المصادر الأصلية.
7 - على الباحث أن يضع بحثه في إطار ينضبط بضوابط كتابة البحث المتفق عليها والتي أشرنا عليها من قبل.
هذا وأسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ومن استعجم عليه شئ من المحاضرة فليرجع إلى الكتاب يرى فيه من التوضيح ما يغني.
سبحانك اللهم وبحمك نشهد أن لا إله أنت نستغفرك ونتوب إليك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملحوظة: الكتاب الذي أشار إليه الشيخ هو كتاب (الثمر الداني في كيفية البحث في الفقه الإسلامي) وهو من تأليف الشيخ وهو المنهج المقترح في مادته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/260)
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[19 - 03 - 04, 12:29 م]ـ
شكرا لك على هذا الموضوع واتمنى ان يثبت لفترة وذلك لأهميته.
تحياتي
(29/261)
هل يجوز للمظلوم أن يعدو بهذا الدعاء على الظالم المسلم؟
ـ[أم البراء]ــــــــ[19 - 03 - 04, 06:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظُلمت ظلما لا يسكت عنه بحال .. ومع بذلي في الانتصار - في هذا الموطن - فإنني أرفع أكفَّ الضراعة إلى الجبار أن يجعل تدبيرهم تدميرا لهم .. وأن ينزل عليهم بأسه الذي لا يرد عن القوم الظالمين .. وأن يسلط عليهم الذل والعذاب حتى يتمنوا الموت فلا يجدوه ..
هل يجوز لي مثل هذا الدعاء .. علما أنهم قوم مسلمين فيهم من المكر والخبث ما الله به عليهم ..
حسبي الله وكفى سمع الله لمن دعا ..
ـ[أم البراء]ــــــــ[19 - 03 - 04, 09:21 م]ـ
أما من مجيب على السؤال؟
قد تقولوا هناك بدائل .. تغني عن هذا الدعاء ..
لكن سؤالي محدد: حكم الدعاء بهذه الألفاظ على مسلم بغى واعتدى وحمل من صفات اليهود ما لم يحمله النصارى.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 10:13 م]ـ
شرع تعالى للمظلوم أن ينتصر ـ ومنه الدعاء ـ، وقيّد ذلك بالاقتصاص بالمثل، وندبنََا إلى العفو ...
(والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) ثم عقب (وجزاء سيئة سيئة مثلها) ثم عقب (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ...
وضابط التفاضل بين الانتصار أو العفو: المصلحة الشرعية.
وأحسن الأدعية أدعية القرآن والسنة، فليدع المظلوم بمثل قول: ((الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)) (75) سورة النساء
والدعاء المذكور في آخره تغليظ، ولعله يفوق ظلم هؤلاء ـ في ظني على الأقل ـ، على أن ضبط النِّسَب بين قدر الظلم والانتصار لا يخلو من صعوبة.
والأحسن لو جعلت الدعاء مختصاً "بسبب" الظلم و"محله"، فالباغي بماله يدعى عليه بالفقر، والباغي بسلطانه يدعى عليه بفقده، والباغي بقوته يدعى عليه بضد ذلك، وهكذا.
يشهد لذلك قوله تعالى: ((فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا)) (40) سورة الكهف. فدعا عليه بفقد ماله، لما كان سبباً في طغيانه، وقد أشار إلى هذا ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره.
ولذا: فإن من تمام عدل الله تعالى أن يعذب كل باغٍ بما بغى به، جزاءً وفاقاً.
وليتذكر المؤمن فضل الصفح والعفو، وقد قال الفاروق ـ رضي الله عنه ـ أدركنا خير عيشنا بالصبر، ذكره البخاري، وليستحضر مواقف نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، حيث لم ينتقم لنفسه قط، كمافي فتح مكة، وقصة غورث، والأعرابي بسيفه، وغيرها كثيرٌ جمٌّ.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[ميسر بن عبد العزيز]ــــــــ[08 - 02 - 06, 05:04 م]ـ
ظلمني شريك في تجارة ما وكرهني في العمل معه واضطررت للخلوع باقل الاضرار وهذابعد محاولات مني للاستحمال في ذلك لكني استسلمت في النهاية ووقع ظلم كبير علي منه اثناء العمل وبعده اجرني بدعاء وارد انال به ثاري فيه
ـ[ميسر بن عبد العزيز]ــــــــ[08 - 02 - 06, 05:06 م]ـ
ظلمني شريك في تجارة ما وكرهني في العمل معه واضطررت للخلوع باقل الاضرار وهذابعد محاولات مني للاستحمال في ذلك لكني استسلمت في النهاية ووقع ظلم كبير علي منه اثناء العمل وبعده اجرني بدعاء وارد انال به ثاري فيه نظرا لطغيانه وظلمه الفادح
ـ[أبو لقمان المصري]ــــــــ[05 - 09 - 08, 04:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يدخل في جواز الدعاء على الظالم .. دعاء الزوجة الأولى على الزوجة الثانية لزوجها .. بأن يذيقها الله من جنس ما ذاقته وأن يحرق قلبها كما حصل لها وأن تعلم أن ذلك جزاءاً بما فعلته فيها؟
علماً بأن الزوج لم يظلم الأولى بزواجه الثانية وقد صبر عليها كثيراً وأعذرها وأنذرها كثيراً (على حد قوله).
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حبيب الله بن محمد المصطفى]ــــــــ[02 - 01 - 10, 04:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الذي يحضرني في هذا الباب مع ما ذكره الذين تحدثوا قبلي أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث شهرا يدعوا على رعل وذكوان
وهما الحيان اللذان غدرا بالقراء السبعين الذين كانوا من خير الصحابة، واستمر على ذلك إلى أن أخبره الله - عز وجل أنه لم يبعثه لعانا ولا سبابا وإنما بعثه رحمة.
ثم إن كل إنسان معرض للإبتلاء سواء من ظلم قريب أو بعيد أو ابتلاء آخر فلتعتبر أن ما أصابك ابتلاء وامتحان من الله سبحانه فمن رضي فله الرضى فليكن لك الرضى بقضاء الله وقدره فأنت له عبد وهو - سبحانه وتعالى
جعل لكل عمل أجرا معلوما فيجازي بالحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصبر فالصابرون يوفون أجرهم بغير حساب كما في الآية: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
فليتحل كل منا بالصبر على الأذى من أي نوع كان وليسكت
وفي الحديث الذي صححه الألباني ... وإذا غضب أحدكم فليسكت.
وقد - والله جربناها فلم ننتصر لأنفسنا في بعض الواقف فجاء انتقام الله السريع القوي من الظالم.
فيامن ظلمت انتصر على نفسك وتذكر ما حصل للصديق رضى الله عنه بحضور النبي صلى الله عليه وسلم
حينما كان الملك ينافح عنه وهو ساكت فلما جاوب دخل الشيطان فخرج صلى الله عليه وسلم والقصة معروفة
فالدعاء بقدر الظلم حق والعفو أفضل وأولى وقد حثك الله عليه ورسوله صلى الله وسلم والشارع لا يحث إلا على خير الأمرين
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/262)
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[02 - 01 - 10, 05:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز لي مثل هذا الدعاء .. علما أنهم قوم مسلمين فيهم من المكر والخبث ما الله به عليهم
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
دعاء المظلوم على من ظلمه ولم يستطع الإنتصار أو رفع الظلم عن نفسه هي عطية القادر العدل، وهي نفحة من رحمة الله سبحانه وتعالى للمظلوم ليذكر عبده بأنّ له سيد نصير وولي سيعيد له حقه وينصره آجلاً او عاجلاً. وفي هذا تخفيف على المظلوم ليصبر من جهة ووعد بالنصر ورفع الظلم عنه من جهة أخرى.
إاذا علمتي ذلك، فاعلمي أنّ الدعاء على الظالم حق أعطاه الله لكل مظلوم، والحقوق ينظر لها مثل ما ينظر إلى الواجبات، فلكل منهما ضوابط وحدود لا ينبغي تجاوزها حتى لا يطلب المظلوم ما ليس له في وجه حق، لذا قال الله سبحانه وتعالى: "وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ".
والجواب على سؤالك هو أنّ حقك هو متعلق بأمرين:
أولاً: إرجاع الحق الذي سلب منكي إليكي وهذا مما يطلب في الدعاء بلا ريب
ثانياً: عقاب الظالم على ظلمه حتى لا يعود لمثل ذلك ويعتبر
وسؤالك متعلق بالأمر الثاني في ما يخص طلب العقاب للظالم، وللجواب عليه دعيني أوضح بعض النقاط المهمة:
الدعاء على الظالم حق لكن العفو فضيلة وأحسن وطوبى لمن عفى حين المقدرة وكظم غيظه حين غيظه. كما لا يخفى عليكي أنّ الله هو العدل العادل، وعليه فإن عقابه جاء دائماً مناسباً لحجم الجريمة والمعصية، فلا يعقل أن رجلاً ظلم رجلاً بأن سلب منه 100 دينار بأن يدعي عليه بالموت!! لذا إن أردتي الدعاء عليه فالأفضل أن تتركي تفاصيل العقاب للذي وعدكي بالنصرة والإنتقام لكي فيقال على سبيل المثال: اللهم إنتقم لي أو الله عاقبه بما يستحق على ظلمه لي وما إلى ذلك، ولتعلمي أنّ التعدي في الدعاء مذموم ولا يعني بالضرورة تحقق كل ما جاء في الدعاء على الظالم فالله العدل ولن يظلم حتى الظالم المعتدي.
إن نظرتي في ما قلت وما ذكرتي في دعائكم، لوجدتي في دعائك تعدّ مذموم، فالدعاء بالموت والعذاب الشديد لا أظنه يناسب مظلمتك مهما بلغت خصوصاً أنهم من الموحدين، ولا تنسي أنّ الله مطلع وعالم بما تخفي الصدور، فاصبري واحتسبي
فرج الله همك ورفع الظلم عنك
والله أعلم وأحكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[02 - 01 - 10, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل يدخل في جواز الدعاء على الظالم .. دعاء الزوجة الأولى على الزوجة الثانية لزوجها .. بأن يذيقها الله من جنس ما ذاقته وأن يحرق قلبها كما حصل لها وأن تعلم أن ذلك جزاءاً بما فعلته فيها؟
علماً بأن الزوج لم يظلم الأولى بزواجه الثانية وقد صبر عليها كثيراً وأعذرها وأنذرها كثيراً (على حد قوله).
لا يحق للزوجة الأولى الدعاء على زوجها أو زوجته الثانية في مثل هذه الحالة، بل إنّ حقيقة الأمر تدل على أنّ الزوجة الأولى بدعائها هي ظالمة لزوجها وزوجته الثانية. وعلى أي حال فحتى دعائها في هذه الحال لن يستجاب له، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) رواه مسلم.
لذا على الزوجة الأولى أن تستغفر الله وأن تطلب السماح من زوجها وزوجته لدعائها عليهما ظلما بغير حق، والأولى بالزوج أن يسامح ويعفو والله يحب العافين عن الناس.
والحمد لله رب العالمين
والله أعلم
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[02 - 01 - 10, 08:39 م]ـ
وقع علي أنا كذلك ظلم كبير من انسان فدعوت الله تعالى عليه بأشد أنواع الدعاء و هو مسلم فعاتبت نفسي على ذلك وقلت لماذا لا أستخير الله تعالى في الدعاء عليه لعل الله يشرح صدري للحق و بعد صلاة الاستخارة بدا لي ترك الدعاء عليه ثم بعد يومين لم أحتمل حرارة النار التي في قلبي فرجعت للدعاء عليه ثم تفاجأت به يتصل علي و هو يبكي بكاءا مرا شديدا يعتذر أشد الاعتذار و يبكي و يتأسف ووووو المهم بعد هذا الأمر علمت أن الخير في ترك الدعاء عليه بل صرت أدعوا الله أن لا يستجيب دعائي فيه بل تجاوزت و صرت أدعوا له بالخير مع العلم بأنه غدرني و ظلمني ظلما كبيرا لكن عفوت عنه و سامحته لعل الله يعفوا عني ويسامحني ...
فاستخيري الله يا أختي و الله ييسر لك الخير
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[03 - 01 - 10, 11:49 ص]ـ
سمعت الشيخ مصطفى العدوي يقول بما معناه
الافضل ان لا يدعو و العفو أفضل
و يجوز الدعاء (على قدر المظلمه) كحكم أما الأفضل فهو العفو
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[03 - 01 - 10, 01:53 م]ـ
نسيت أن أنبه على موضوع هام و هو إني إذا دعيت على من ظلمني فإني استثني و أقول:
اللهم إن كان فلان ظلمني فانتقم منه كذا و كذا ....
يعني لا أحب أن أدعو على من ظلمني بشكل تلقائي لأني بصراحة أخشى من حظوظ نفسي و لعل الرجل لم يظلمني أو أكون أنا السبب وووو هذا مع العلم بأن بعض هذه الأحداث يكون فيها الظلم صريح من الطرف الثاني لكن التحري و الاستثناء أفضل خصوصا في الدعاء على مسلم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/263)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - 01 - 10, 02:11 ص]ـ
أختي الفاضلة:
أرشدكِ إلى نقولاتِ الأخ الكريم (جهاد جلس) - جزاهُ اللهُ خيرًا - من خلالِ الرابط التالي، فإنَّها لها صلة بموضوعكِ ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182860
(29/264)
ما درجة هذا الحديث (إن أمتي لا تجتمع على ضلالة)
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:39 ص]ـ
ماهي درجة هذا الحديث؟
(إن أمتي لا تجتمع على ضلالة)
وهل هناك حديث صريح صحيح غيره في حجية الإجماع؟
. .
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 03 - 04, 09:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3911&highlight=%E1%C7%CA%CC%CA%E3%DA
اقرأ هذه المشاركات وستفيدك إن شاء الله عن حجية الإجماع من عدمه
ـ[أبو عبيد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 02:14 م]ـ
أشكرك أخي خالد على وضع هذا الرابط المفيد
لكني لم أجد فيه كلاماً في الحكم على الحديث من حيث الصحة والضعف!
جزاك الله خيرا
(29/265)
سؤال عن حديثين
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أرجو نقل حكم هذين الحديثين عن أحد من الأئمة ....
الأول: ((إذا وجب المريض فلا تبكي باكية))
الثاني: ((إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة كان أزلفها))
حيث يستدل الأصوليون بهذا الثاني على كون النية معتبرة من الكافر إن فعل بها الخير
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[أبو نايف]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:50 ص]ـ
حديث: (فإذا وجبت فلا تبكين باكية).
صححه
الإمام ابن حزم رحمه الله تعالي في (المحلي 9: 441) (مسألة 1819) قال: للخبر الثابت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من طريق مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث بن عتيك أن جابر بن عتيك أخبره (أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: الشهادة سبع سوي القتل في سبيل الله) فذكر - عليه الصلاة والسلام فيها (والمرأة تموت بجمع شهيد).
قال أبو محمد: وهي التي تموت في نفاسها، والتي تموت بكراً لم تطمث.
والإمام الحاكم رحمه الله تعالي في (المستدرك 1: 498) قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه رواته مدنيون قرشيون وعندي حديث مالك جمع مسلم بن الحجاج بدأ بهذا الحديث من شيوخ مالك.
والحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي في (الفتوحات الربانية 4: 136): هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود وأخرجه النسائي وابن حبان في موضعين من صحيحه والحاكم. (موسوعة الحافظ الحديثية 2: 49)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 03 - 04, 12:13 م]ـ
الحديث الأول:
قال الإمام مالك في الموطا
عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث وهو جد عبد الله بن عبد الله بن جابر أبو أمه أنه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه فأسترجع رسول الله وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع فصاح النسوة وبكين فجعل جابر يسكتهن فقال رسول الله دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية قالوا يا رسول الله وما الوجوب قال إذا مات فقالت ابنته والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدا فإنك كنت قد قضيت جهازك فقال رسول الله إن الله قد أوقع أجره علي قدر نيته وما تعدون الشهادة قالوا القتل في سبيل الله فقال رسول الله الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله المطعون شهيد والغرق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد والحرق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد
قال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير
967 حديث إذا وجب فلا تبكين باكية رواه مالك والشافعي وأحمد وأبو داود والنسائي من رواية جابر بن عتيك ((بأسانيد صحيحة)) لا جرم استدركه الحاكم وقال صحيح الإسناد
وقال الذهبي في كتاب الكبائر
الكبيرة التاسعة والأربعون
قال أصحاب الشافعي ويجوز قبل الموت وبعده ولكن قبله أولى ((للحديث الصحيح)) فإذا وجبت فلا تبكين باكية وقد نص الشافعي والأصحاب أنه يكره البكاء بعد الموت كراهة تنزيه ولا يحرم وتأولوا حديث فلا تبكين باكية على الكراهة والله أعلم
وأخرجه الحاكم وصححه وكذلك أخرجه ابن حبان في صحيحه.
الحديث الثاني
قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه
41 قال مالك أخبرني زيد بن أسلم أن عطاء بن يسار أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره أنه سمع رسول الله يقول إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها وكان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 99)
41 قال مالك هكذا ذكره معلقا ولم يوصله في موضع آخر من هذا الكتاب وقد وصله أبو ذر الهروي في روايته للصحيح فقال عقبة أخبرناه النضروي هو العباس بن الفضل قال حدثنا الحسن بن إدريس قال حدثنا هشام
بن خالد حدثنا الوليد بن مسلم عن مالك به
وكذا وصله النسائي من رواية الوليد بن مسلم حدثنا مالك فذكره أتم مما هنا كما سيأتي
وكذا وصله الحسن بن سفيان من طريق عبد الله بن نافع والبزار من طريق إسحاق الفروي والإسماعيلي من طريق عبد الله بن وهب والبيهقي في الشعب من طريق إسماعيل بن أبي أويس كلهم عن مالك
وأخرجه الدارقطني من طرق أخرى عن مالك وذكر أن معن بن عيسى رواه عن مالك فقال عن أبي هريرة بدل أبي سعيد وروايته شاذة ورواه سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن عطاء مرسلا ورويناه في الخلعيات
وقد حفظ مالك الوصل فيه وهو أتقن لحديث أهل المدينة من غيره
((وقال الخطيب هو حديث ثابت))
وذكر البزار أن مالكا تفرد بوصله) انتهى.
(29/266)
لا تسكن الريف فيضيع علمك
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:49 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فقد قرأت في بعض الكتب الدراسية عن وصية من الإمام مالك للإمام الشافعي ـ رضي الله عنهما ـ و فيها:
((لا تسكن الريف فيضيع علمك ـ و اكتسب الدرهم و لا تكن عالة على الناس، و اتخذ لك ذا جاه ظهرا لئلا يستخف بك العامة، و لا تدخل على ذي سلطنة إلا و عنده من يعرفك، و إذا جلست عند كبير فليكن بينك و بينه فسحة لئلا يأتي إليه من هو أقرب منك فيدنيه و يبعدك فيحصل في نفسك شئ))
في الحقيقة فإن هذه الكلمات أعجبتني جدا
و لكن أين مصدرها؟
و ما المراد من نصحه (لا تسكن الريف فيضيع علمك)؟
بارك الله تعالى فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه نسبت كذلك من وصية الإمام مالك للإمام الشافعي رحمهم الله
جاء في ترجمته في نهاية المدونة (البابي الحلبي)
(ومن وصيته) للامام الشافعى رضي الله تعالى عنهما عند فراقه له ان قال له لا تسكن الريف فيضيع علمك واكتسب الدرهم ولا تكن عالة على الناس واتخذ لك ذا جاه ظهرا لئلا تستخف بك العامة ولا تدخل على ذى سلطنة الا وعنده من يعرفك وإذا جلست عند كبير فليكن بينك وبينه فسحة لئلا ياتي إليه من هو اقرب منك فيدنيه ويبعدك فيحصل في نفسك شئ.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 04:03 م]ـ
و ما وجه ضياع العلم في سكنى الريف؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 03 - 04, 04:23 م]ـ
لعل وجه الضياع هو عدم وجود من يفهم العلم ومن يدارسه العلم ونحو ذلك فيضيع علمه، فأما إذا كان في الحاضرة فإنه سيجد من ينقل علمه ويدارسه ونحو ذلك فيحفظ علمه، والله أعلم.
وللفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14625
(29/267)
حكم الجهمية المحضة
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[19 - 03 - 04, 09:30 ص]ـ
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله (وأما تعيين الفرق الهالكة فأقدم من بلغنا أنه تكلم في تضليلهم يوسف بن أسباط ثم عبدالله بن المبارك وهما إمامان جليلان من أجلاء أئمة المسلمين قالا أصول البدع أربعة الروافض والخوارج والقدرية والمرجئة فقيل لابن المبارك والجهمية فأجاب بأن أولئك ليسوا من أمة محمد وكان يقول إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية وهذا الذي قاله اتبعه عليه طائفة من العلماء من أصحاب أحمد وغيرهم قالوا إن الجهمية كفار فلا يدخلون في الإثنتين والسبعين فرقة كما لا يدخل فيهم المنافقون الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام وهم الزنادقة
وقال آخرون من أصحاب أحمد وغيرهم بل الجهمية داخلون في الإثنتين والسبعين فرقة وجعلوا أصول البدع خمسة فعلى قول هؤلاء يكون كل طائفة من المبتدعة الخمسة اثنا عشر فرقة وعلى قول الأولين يكون كل طائفة من المبتدعة الأربعة ثمانية عشر فرقة
وهذا يبني على أصل آخر وهو تكفير أهل البدع فمن أخرج الجهمية منهم لم يكفرهم فإنه لايكفر سائر أهل البدع بل يجعلهم من أهل الوعيد بمنزلة الفساق والعصاة ويجعل قوله هم في النار مثل ما جاء في سائر الذنوب مثل أكل مال اليتيم وغيره كما قال تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا
ومن أدخلهم فيهم فهم على قولين
منهم من يكفرهم كلهم وهذا إنما قاله بعض المستأخرين المنتسبين إلى الأئمة أو المتكلمين
وأما السلف والأئمة فلم يتنازعوا في عدم تكفير المرجئة والشيعة المفضلة ونحو ذلك ولم تختلف نصوص أحمد في أنه لا يكفر هؤلاء وإن كان من أصحابه من حكى في تكفير جميع أهل البدع من هؤلاء وغيرهم خلافا عنه أو في مذهبه حتى أطلق بعضهم تخليد هؤلاء وغيرهم وهذا غلط على مذهبه وعلى الشريعة
ومنهم من لم يكفر أحدا من هؤلاء إلحاقا لأهل البدع بأهل المعاصي قالوا فكما أن من أصول أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون أحدا بذنب فكذلك لا يكفرون أحدا ببدعة
والمأثور عن السلف والأئمة إطلاق أقوال بتكفير الجهمية المحضة الذين ينكرون الصفات وحقيقة قولهم أن الله لا يتكلم ولا يرى ولا يباين الخلق ولا له علم ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة بل القرآن مخلوق وأهل الجنة لا يرونه كما لا يراه أهل النار وأمثال هذه المقالات
وأما الخوارج والروافض ففي تكفيرهم نزاع وتردد عن أحمد وغيره
وأما القدرية الذين ينفون الكتابة والعلم فكفروهم ولم يكفروا من أثبت العلم ولم يثبت خلق الأفعال
وفصل الخطاب في هذا الباب بذكر أصلين أحدهما أن يعلم أن الكافر في نفس الأمر من أهل الصلاة لا يكون إلا منافقا فإن الله منذ بعث محمدا وأنزل عليه القرآن وهاجر إلى المدينة صار الناس ثلاثة أصناف مؤمن به وكافر به مظهر الكفر ومنافق مستخف بالكفر ولهذا ذكر الله هذه الأصناف الثلاثة في أول سورة البقرة ذكر أربع آيات في نعت المؤمنين وآيتين في الكفار وبضع عشر آية في المنافقين
وقد ذكر الله الكفار والمنافقين في غير موضع من القرآن كقوله ولا تطع الكافرين والمنافقين وقوله إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا وقوله فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا وعطفهم على الكفار ليميزهم عنهم بإظهار الإسلام وإلا فهم في الباطن شر من الكفار كما قال تعالى إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار وكما قال ولا تصل على احد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وكما قال قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون
وإذا كان كذلك فأهل البدع فيهم المنافق الزنديق فهذا كافر ويكثر مثل هذا في الرافضة والجهمية فإن رؤساءهم كانوا منافقين زنادقة وأول من ابتدع الرفض كان منافقا وكذلك التجهم فإن أصله زندقة ونفاق ولهذا كان الزنادقة المنافقون من القرامطة الباطنية المتفلسفة وأمثالهم يميلون إلى الرافضة والجهمية لقربهم منهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/268)
ومن أهل البدع من يكون فيه إيمان باطنا وظاهرا لكن فيه جهل وظلم حتى أخطأ ما أخطأ من السنة فهذا ليس بكافر ولا منافق ثم قد يكون منه عدوان وظلم يكون به فاسقا أو عاصيا وقد يكون مخطئا متأولا مغفورا له خطأه وقد يكون مع ذلك معه من الإيمان والتقوى ما يكون معه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه فهذا أحد الأصلين
والأصل الثاني أن المقالة تكون كفرا كجحد وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج وتحليل الزنا والخمر والميسر ونكاح ذوات المحارم ثم القائل بها قد يكون بحيث لم يبلغه الخطاب وكذا لا يكفر به جاحده كمن هو حديث عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه شرائع الإسلام فهذا لا يحكم بكفره بجحد شيء مما أنزل على الرسول إذا لم يعلم أنه أنزل على الرسول ومقالات الجهمية هي من هذا النوع فإنها جحد لما هو الرب تعالى عليه ولما أنزل الله على رسوله
وتغلظ مقالاتهم من ثلاثة أوجه
أحدها أن النصوص المخالفة لقولهم في الكتاب والسنة والإجماع كثيرة جدا مشهوره وإنما يردونها بالتحريف
الثاني أن حقيقة قولهم تعطيل الصانع وإن كان منهم من لا يعلم أن قولهم مستلزم تعطيل الصانع فكما أن أصل الإيمان الإقرار بالله فأصل الكفر الإنكار لله
الثالث أنهم يخالفون ما اتفقت عليه الملل كلها وأهل الفطر السليمة كلها لكن مع هذا قد يخفى كثير من مقالاتهم على كثير من أهل الإيمان حتى يظن أن الحق معهم لما يوردونه من الشبهات ويكون أولئك المؤمنون مؤمنين بالله ورسوله باطنا وظاهرا وإنما التبس عليهم واشتبه هذا كما التبس على غيرهم من أصناف المبتدعة فهؤلاء ليسوا كفارا قطعا بل قد يكون منهم الفاسق والعاصي وقد يكون منهم المخطىء المغفور له وقد يكون معه من الإيمان والتقوى ما يكون معه به من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه
وأصل قول أهل السنة الذي فارقوا به الخوارج والجهمية والمعتزلة والمرجئة أن الإيمان يتفاضل ويتبعض كما قال النبي يخرج من النار من كان في قلبه مثال ذرة من إيمان وحينئذ فتتفاضل ولاية الله وتتبعض بحسب ذلك ... ).
تعليقا على كلام الشيخ رحمه الله نقول بأن هناك أصول يجب ذكرها قبل الشروع في بيان حقيقة الجهمية المحضة.
الأصل الأول: أن كل قول خلاف قول رسول الله صلى الله عليه و سلم كفر دق أو جل لذا و أن لك يحكم الإمام أحمد رحمه الله بكفر المرجئة أو الشيعة أي غير الرافضة هذا لا يعني صحة قولهم و إنما لم يكفرهم لأن قولهم غير مغلظ كقول الجهمية أو الرافضة و أنه هناك من الشبه و التأويلات ما تمنع من الحكم بتعيين أحدهم بالكفر.
الأصل الثاني: الأصل العام في تكفير اهل البدع و عندما نقول أهل البدع مرادنا بمن كان عنده أصل الإسلام و لمن ينتقض عنده بوقوعه بالشرك الأكبر و أما ينقض هذا الأصل من غير عذر شرعي.
الأصل الثالث: يجب أن يعلم أن هذه الأحكام أي أحكام التكفير تأخذ من الكتابة و السنة و إجماع الأمة.
الأصل الرابع: أن هذه الأحكام كغيرها من الأحكام عرضة لقوقوع الخطأ من أهل العلم المعتد بأقوالهم و هذا لا ينتقص من قدرهم و لا مكانتهم فكما أن بعض السلف قد أخطأ في فهم بعض الآيات و الأحاديث بل أنكر بعض الآيات فكذلك قد يقع الخطأ من بعض أهل في فهم بعض كلام السلف.
و بعد هذه المقدمات نقول بأن ادخال شيخ الإسلام رحمه الله الجهمية بالمحضة في أصول تكفير أهل البدع إدخال غير صحيح و الشيخ رحمه الله ذكر أمرين يدلان على ذلك:
الأول: قوله (والمأثور عن السلف والأئمة إطلاق أقوال بتكفير الجهمية المحضة الذين ينكرون الصفات وحقيقة قولهم أن الله لا يتكلم ولا يرى ولا يباين الخلق ولا له علم ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة بل القرآن مخلوق وأهل الجنة لا يرونه كما لا يراه أهل النار وأمثال هذه المقالات) و قبلها نقل الشيخ رحمه الله الخلاف عند السلف في تكفير بعض أهل البدع و عدم تكفير بعضهم و كما ذكرنا في الأصل الأول أن كل قول خلاف قول رسول الله صلى الله عليه و سلم كفر دق أم جل و معلوم أن كل أقوال أهل البدع خلاف قول رسول الله صلى الله عليه و سلم فدل على أن جميع أقوال أهل البدع كفر نوعا إذا ما هو وجه خلاف السلف في تكفير بعض أهل البدع و إجماعهم على تكفير بعض أهل البدع.
فالحق أن كلام السلف في الخلاف في تكفير بعض اهل البدع هو خلاف في تكفير المعينين و هل أقيمت عليهم الحجة أم لا فمن أقيمت عليه الحجة حكموا بكفره و من لم تقم عليه الحجة توقفوا عن تكفيره و أما أجمعوا على تكفيرهم الجهمية المحضة فهؤلاء كانوا عندهم كفارا بأعيانهم لذا لم ينقل عنهم التوقف عن تكفير المعينين منهم و لا التوقف عن تكفيرهم و من هؤلاء الذين لم يتوقف السلف عن تكفيرهم كذلك نفاة العلم السابق فهم كذلك ممن كفرهم السلف بأعيانهم.
الثاني: ما ذكره الشيخ عنهم من أن الجهمية خالفوا بقولهم هذا الكتاب و السنة و الإجماع بل و أن قولهم مستلزم لتعطيل الصانع بل إنهم خالفوا جميع الملل و الفطر فهذا يفيدنا بأن السلف رحمهم الله لما حكموا بكفر هذا الصنف لم يريدوا بذلك تكفير النوع و إلا فما الفرق بين هذال الصنف و بين غيره من أهل البدع ثم إن ليس من شرط التكفير التصريح بتعطيل الصانع كقول فرعون و من شاكله من الدهرية و الملاحدة في هذا العصر فهذا القول قل من يراه و لكن إذا كان القول مستلزما تعطيل الصانع لازما لا ينفك عن قوله و خالف بذلك الكتاب و السنة و إجماع الأمة الملل و الفطر كلها فلا يقال و التزم نفي علو الله على خلقه و بأنه موجود في كل مكان و أنه حل بالمخلوقات كحلول الماء في الإسفنج فهذا القول من أكفر الأقوال فلا يتوقف في كفر المعين فيه و هذا هو معنى إجماع السف على تكفير الجهمية المحضة فتدبر.
بل من أقوال التي يكفر بها النصارى هي حلول الخالق في عيسى عليه و سلم و لو قاله اليوم مسلم في محمد صلى الله عليه و سلم لخرج من الملة من غير إقامة حجة فكيف إذا كان هذا القول بالحلول لو قيل بجميع المخلوقات فاضلها و نجسها فهذا يخرج به صاحبه من غير إقامة حجه من باب أولى.
ثم ليعلم أن كل هذا الكلام هو في الجهمية المحضة لأن مسمى الجهمية يطلق على معاني أخرى ليس هذا مجال طرقها.
و الله اعلم.
(29/269)
تعليقات الشيخ ابن باز على إغاثة اللهفان لإبن القيم
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 10:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.
تعليقات الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وغفر له ورفع درجته في العليين وأسكنه الفردوس الأعلى على كتاب إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان.
الجزء الأول
التعليق الأول
تبدأ تعليقات الشيخ رحمه الله تعالى على الكتاب من قول المؤلف: (فصل ومن مكايده التي كاد بها الإسلام وأهله: الحيل .... [صفحة 1/ 498طبعة المكتب الإسلامي تحقيق محمد عفيفي ــــ وصفحة 1/ 582 دار ابن الجوزي تخريج الألباني رحمه الله تعالى]
إلى قوله .. فهذا هو سر الفرق بين النوعين وكلامنا الآن على النوع الثاني) 0
# قال الشيخ الإمام بديع الزمان وحسنة الأيام شمس العلوم شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وغفر له:
والمؤلف رحمه الله العلامة إبن القيم رحمه الله في كتابه هذا إغاثة اللهفان في إبطال مكائد الشيطان يبين أن الآراء والحيل وجميع التصرفات يجب أن تقيد بالشرع فإن كان الرأي والحيلة وجميع التصرفات على الوجه الشرعي فأهلاً وسهلاً 0
والواجب الأخذ بها لإزالة الباطل وإقامة الحق وتخليص الناس من الظلم.
أما إذا كانت الآراء بالهوى وإتباع الباطل والحيل لتحليل الحرام وإسقاط الواجبات هذا كله من عمل اليهود كله مما حرمه الله تعالى ولهذا جاء في الحديث (لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل) والله ذم الذين احتالوا على الصيد صيد السمك في السبت بقوله عز وجل (وأسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) فكانوا يتحيلون وينصبون الشباك يوم الجمعة ويأخذون ما وقع فيها يوم الأحد فيجئ الصيد يوم السبت فيقع في الشباك فهذه من حيلهم التي ذمهم الله تعالى عليهم وعابهم.أ. هـ
قوله {صـ (1/ 583 طبعة دار ابن الجوزي ــــ 1/ 499 المكتب الإسلامي) ــــــفحة}:قال إبن القيم: قال شيخنا: فالدليل على تحريم هذا النوع وإبطاله من وجوه الوجه الأول: ........
إلى قوله ...... لا يحلها إلا نكاح رغبة لا نكاح دلسه قال أهل اللغة المدالسة: المخادعة}
# تعليق الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى وغفر له:
وهذا من عمل المنافقين هذا [من] شر [المنافقين] لأنه لا إيمان لهم ولا تقوى تمنعهم وتردعهم لهذا يخادعون الله والذين آمنوا بإظهار الإسلام، بإظهار التقوى، بإظهار الورع، وليسوا كذلك وهكذا من شباههم من العصاه بإظهار الأمانة وهو ليس كذلك، بإظهار النكاح وهو ليس كذلك. وهكذا معاملة بيع، بيع العينة وغيرها من بيوع الربا التي يحصل فيها المخادعة والله جل وعلا يعلم السر وأخفى فلا تروج عليهم حيلهم ومكرهم.
الواجب على المؤمن أن يتقى الله وأن يكون باطنه كظاهره وأن يحذر الحيل المحرمة والخداع الذي حرمه الله ومن هذا مسألة العينة كونه يتظاهر ببيعه عليه بكذا ثم يشتريها بكذا حيلة على دفع دراهم قليلة ليرد عليه دراهم كثيرة فيبيع عليه المتاع بـ (مئه) ثم يشتريه بـ (مئه) موجلة ثم يشتريه منه بسبعين أو ستين حاضرة فالمعنى أنه أعطاه ستين حاضرة بمئة موجلة وهذا هو عين الربا هذه مسألة العينة وهكذا الحيل في النكاح كونه يتزوجها ليس له حاجة فيها إنما يتزوجها ليحلها لمن طلقها ثلاثاً.أ.هـ
# سئل الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: متى يكون الكلام حيلة ويكون معاريض؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا كان بحق مثل أن يقول ـ إذا سئل ـ قدم اليوم فلان رأيت فلان؟ إذا خاف عليه أن يقول شفته فإذا قال مارأيته ويريد أنه ما رآه يعنى في المحل الفلاني أو في بيته يخاف عليه [ ....... ] الإحسان.
أما الحيل التي يريد بها أكل الباطل وإسقاط الحق هذه هي الحيل يتأول يأخذ منه (100) ريال أو يسرقه ثم يحلف عند القاضي ما أخذ منه شيء وقصده اليوم أو أمس ما ينفعه التأويل هذا.أ. هـ
# وسئل بعد الدرس رحمه الله تعالى وغفر له: إذا تزوج رجل إمرأة مطلقة ثلاثاً عن رغبة ثم بدا له أن يطلقها لزوجها الأول؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: تحل للأول إذا نكحها لرغبة ثم طلقها بعد الدخول بها.
#السؤال: طلقها يريد أن يراجعها لزوجها الأول؟
الجواب قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: مافي بأس مادام أنه ناكحها عن رغبة ما في بأس العبرة بالنكاح إذا نكحها رغبة ثم طلقها بعد الدخول ولو رحمه لذاك ولو إحسانا لذاك فلا بأس.أهـ
# السؤال: هل العبرة بالنكاح نكاحها عن رغبة؟
الجواب قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا نكحها عن رغبة ثم طلقها حلت للأول المحرم أن ينكحها لأجل الأول. أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/270)
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 02:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني من تعليقات الشيخ العلامة أسد السنة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وغفر له على إغاثة اللهفان
قوله: ((يخلعها ليلبسها)) [دار ابن الجوزي صفحـ (587) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (503) ــــة]:
قال الشيخ رحمه الله وغفر له: كذا.
قال القاري: نعم
قال الشيخ رحمه الله وغفر له: أو يسلبها.
قال القاري: يلبسها الباء بعد اللام.
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ما معناها؟.
الأقرب يسلبها يأخذ منها فلوس ماله قصد إلاّ [الاستيلاء] على المال أساء عشرتها حتى يسلبها مالها يعني يقبض منها مالاً بغير حق.
سؤال: هناك بيع منتشر يأتى المشترى للبائع والسلعة ليست عنده ويقول أريد السلعة الفلانيه [ولا يتفقون على السعر] ثم يشتريها البائع ثم يبيعها عليه ويكون [البيع] بعد الشراء لكن معلوم أن قصد المشتري هو المال؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ولو مافي بأس إذا صار البيع بعد الشراء التجار هكذا.
التجار يشترون السلعة ليبيعوها فإذا قال نعم أرجع عليّ غداً أو بعد غد تجد السلعة وراح واشتراها وباعها لا بأس.
هذا في حديث حكيم بن حزام ((قال يا رسول الله الرجل يأتيني يريد السلعة فأبيعها فأذهب واشتريها له قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا، لاتبع ما ليس عندك)) لا يبيع عليه الآن يقول له راجعني غداً بعد غد اليوم الفلاني حتى أحضرها.
تابع للسؤال السابق: إذا كانت بقيت عند صاحبها [الأرز] اشتريت له أرز وهو في محل صاحب الأرز ثم عدت أنا وأبيعه وهو في مكانه فاشتراه صاحبه الأول؟ ما نقل؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا اشتراه برأس المال أو أكثر لا بأس ما في حيله.
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدنانير والدراهم لا بأس أن تأخذها بسبع يومها قال: أبيع الأبل بالبقيع فآخذ الدراهم بالدنانير والدنانير بالدراهم قال: لا بأس أن تأخذها بسعر يومها مالم تفترقا وبينكما شيء.
أما يبيعها على الغير غير صاحبها هذا محل نظر.
إذا كانت يمكن نقلها تنقل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن تباع السلعة حتى يحوزها التجار إلى رحالهم.
أما إذا كانت كميات كبيرة لا يمكن نقلها تشبه الأرض وأشباهها مما لا ينقل بالتخلية [ ....... ] قوله بالتخلية
قال ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له:
[فقد تعدى حدود الله] [دار ابن الجوزي صفحـ (588) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (504) ــــة]:
وهو في هذا يعني استعجل ــ إستعجل ما جعله الله له به من الأناة ولهذا سماه تهاوناً [يلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم]، فالواجب تحري الطلاق الشرعي الواحد فقط طلاق السنة حتى يكون له مهله إذا أراد الرجعة أو طلقتين كذلك له مهله لأن الله تعالى قال) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ (فلا يجب عليه الجميع وأن يسبب الحرج والمشقة عليه قد يندم وتندم كذلك الله جعل له فرج في واحدة واثنتين.
سؤال: محمود بن الربيع هل ثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: محمود بن الربيع لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم لكنه صحابي مراسلات الصحابي حجة.
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له تعليقاً على الوجهين [الخامس والسادس] من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (588 ـ589) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (504ـ 505) ــــة]:
وهذا يوجب الحذر من الحيل وأن الواجب على أهل الإسلام أن يتمسكوا بالحق وأن يستقيموا عليه وأن ينفذوا أمر الله وأن يدعوا محارم الله وألا يتحيلوا على محارم الله بأي حيله من الحيل التي يستحلون بها محارم الله من الربا كالعينة وغير ذلك هكذا هؤلاء لما استحلوا محارم الله مسخهم الله قردة حرم الله عليهم الصيد يوم السبت ففكروا في حيله التي يصيدون فيها يوم السبت وكان الصيد يأتى يوم السبت كثيراً شُرعا ابتلاء وامتحان فإذا كانت الأيام الأخرى قلّ فعند هذا دفعهم الطمع في هذا الصيد إلى أن يحتالوا على صيده يوم السبت فنصبوا الشباك التي تمسكه يوم الجمعة فإذا (شد) عليهم يوم السبت ودخلت في هذه الشباك وقارب الخروج عند (انسحاب له) لم يخرج. تعثر فصادوا يوم الأحد فقالوا ما صدنا يوم السبت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/271)
إنما صدنا يوم الأحد وهم صادوا في الحقيقة يوم الجمعة امسكوه يوم الجمعة وأخذوه يوم الأحد فعند هذا مسخهم الله قردة) فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خائسين (. أ. هـ
قال رحمه الله تعالى وغفر له [معلقاً على أحاديث المسخ في هذه الأمة] [دار ابن الجوزي صفحـ (590 ـ 591) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (506 ـ 507) ــــة]::
يعني يتساهلون بالمعاصي وهم يعرفون أنها معاصي يتساهلون.
حملهم ضعف الإيمان والهوى على التساهل حتى نزلت بهم العقوبة العاجلة نسأل الله العافية وقد يملي لهم كما هو واقع قوله تعالى ((وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)) وقوله صلى الله عليه وسلم ((أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)) وقوله تعالى ((سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ)) فلا ينبغي للعاقل أن يغتر من ذلك أنه ــ لم يحدث ــ ما وقع خسف ولم يقع كذا.
يجب الحذر.
العقوبة في القلب أعظم من المسخ يعاقب قلبه بالقسوة والإعراض والزيغ هذا أعظم وأقبح نسأل الله العافية.
فالواجب على كل مؤمن وكل مسلم أن يحذر نقمة الله بتساهل بالمعاصي والإصرار عليها والإقامة عليها فقد تكون عقوبته انحراف قلبه عن الهدى وزيغه عن الهدى وهذا أشد وأعظم قد تكون العقوبة القسوة العظيمة حتى لا يبلي بالمعاصي حتى لا يبالي بتساهل بالأمر الله.
فالواجب الحذر دائماً كما قال تعالى) يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ (وقوله) فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
لا يكون يلزم الركون إلى هواه والشيطان بالتساهل والاغترار بعفو الله ورحمته فهو سبحانه غفور رحيم شديد العقاب قال الله تعالى) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (وقال تعالى) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ (فالعاقل يحذر ولا يغره حلم الله وإملائه بل يحذر أبدا أينما كان ويبتعد عن معاصي الله أينما كان ويسارع إلى ما أوجب الله أينما كان، يرجو ثوبه ويخشى عقابه.
سؤال: عن درجة أحاديث المسخ؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: أحاديث كثيرة متعددة في البخاري وفي غيره رواية أبو مالك الأشعري موجودة في البخاري ((ويمسح ............ ))
لكن مجموعها يدل على صحتها وأنها صدرت من الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن فيها إلا ما رواه البخاري رحمه الله تعالى.
قال إبن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (591) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (507) ــــة]:
قوله [قال أبو هريرة لا تقوم الساعة ...... صفحـ (345) ـــــــة]
وهذا من قسوة القلوب يخرجان إلى المعصية فيمسخ أحدهما قرد أو خنزير أو تنزل به العقوبة ويستمر الآخر في طلب المعصية لا يتأثر نسأل الله العافية لا حول ولا قوة إلا بالله نسأل الله السلامة.
سئل عند ذلك: هل المسخ هنا حسي أو معنوي؟
أجاب الشيخ رحمه الله: حسي هذا الأصل المسخ حسي.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (593) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (509) ــــة]:
قوله [قال فيهم عبد الله بن مبارك رحمه الله: وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار السوء ورهبانها] صفحـ (346) ـــــــة
قال: يعني الملوك والعلماء والعباد، تقع هذه الكوارث من علماء منحرفين وأمراء منحرفين وعباد منحرفين تسأل الله العافية.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (594) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (510 ـ 511) ــــة]:
قوله [الوجه الثامن]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/272)
قال الشيخ رحمه الله تعالى: الحاصل أن المقصود من الحيل أنها لا تجوز وأن الأعمال بالنيات لقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات ..... )) فليس لأحد أن يتحيل على محارم الله بأي صوره بل يجب أن يحذر الحيل فإنها من عمل اليهود قبحهم الله ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ـ ((لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل)) فلا يجب أن يتحيل للربا بأي حيله بل يجب الحذر وأن تأتي الأمور على وجهها ولهذا حذر العلماء من الأشياء التي توصل إلى الباطل بالحيل مثل بيع العينة يبيع سلعه إلى أجل ثم يأخذها بأقل حيله على أن يقرضه ألفاً بألف وخمسمائة هذا لما عرف أن هذا حرم باعه سلعه بـ[1500] إلى أجل ثم اشتراها منه بـ[1000] فصار المعنى أنه أعطاه [1000] بـ[1500] ولهذا جاءت نصوص بتحريم هذه الحيلة، أما مسألة التوّرق فليست من هذا الباب وهي [ .......... ] المعروفة في صفة التوّرق كونه يشتري سلعه إلى أجل يعني محتاج ثم يبيعها هو على الناس ليقضي حاجته ليتزوج، ليقضي ديناً ليعمر سكناً إلى أشباه ذلك لا بأس هذا يقال له تورق وهذه ما فيها حيله على الناس اشترى من زيد غنماً أو إبلاً أو أرض إلى أجل معلوم بأقساط معلومة ثم باعها نقداً على الناس حتى يستفيد من هذا المال المنقود بقضاء حاجاته الحاضرة من زواج أو استئجار من سكن أو عمارة مسكن أو نحو ذلك.أ. هـ
سئل رحمه الله تعالى: ـ لو باعها على من اشتراها منه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا بيع العينة إذا باعها بأقل صار بيع عينة.
تابع السؤال السابق: ـ وأيضاً لو طلب من بائع شراء سلعه من محل آخر ثم بيعها عليه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا اشتراها له لا بأس لكن ما يجوز البيع إلا بعد أن يتم الشراء، التجار هكذا يشترون ثم يبيعون، إذا اشتراها وحازها وملكها ثم باعها على زيد أو عمر أو عليك لا بأس، لا يجوز البيع إلا بعد الشراء.
السؤال: التوّرق من غير حاجة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الأصل داخل في قوله تعالى) إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (من المداينة والتجار هكذا.
الشيخ تقي الدين ابن تيميه رحمه الله كان يمنع ذلك وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: راجعته مراراً.
ولكن هذا القول قول ضعيف وإن إختاره الشيخ رحمه الله تعالى.
قولٌ ضعيف وفيه سد باب فيه رفق بالناس ورحمة للناس ليس كل أحد يستطيع أن يجد من يقرضه، هذه المعاملة فيها رفق بالناس ورحمة.
السؤال: ـ إذا كان البائع ماله نية أن يشتري السلعة من المشتري لكن ما وجد من يشتريها إلا هو؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ولو لا يبيعها عليه سد لباب الذريعة لا يبيعها عليه إلا برأس المال أو أكثر.
انتهى الجزء الثاني من تعليقات الشيخ العلامة أسد السنة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعلى وغفر له وأسكنه فسيح جناته على كتاب إغاثة اللهفان.
يليه إن شاء الله الجزء الثالث.
وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني من تعليقات الشيخ العلامة أسد السنة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وغفر له على إغاثة اللهفان
قوله: ((يخلعها ليلبسها)) [دار ابن الجوزي صفحـ (587) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (503) ــــة]:
قال الشيخ رحمه الله وغفر له: كذا.
قال القاري: نعم
قال الشيخ رحمه الله وغفر له: أو يسلبها.
قال القاري: يلبسها الباء بعد اللام.
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ما معناها؟.
الأقرب يسلبها يأخذ منها فلوس ماله قصد إلاّ [الاستيلاء] على المال أساء عشرتها حتى يسلبها مالها يعني يقبض منها مالاً بغير حق.
سؤال: هناك بيع منتشر يأتى المشترى للبائع والسلعة ليست عنده ويقول أريد السلعة الفلانيه [ولا يتفقون على السعر] ثم يشتريها البائع ثم يبيعها عليه ويكون [البيع] بعد الشراء لكن معلوم أن قصد المشتري هو المال؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ولو مافي بأس إذا صار البيع بعد الشراء التجار هكذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/273)
التجار يشترون السلعة ليبيعوها فإذا قال نعم أرجع عليّ غداً أو بعد غد تجد السلعة وراح واشتراها وباعها لا بأس.
هذا في حديث حكيم بن حزام ((قال يا رسول الله الرجل يأتيني يريد السلعة فأبيعها فأذهب واشتريها له قال الرسول صلى الله عليه وسلم: لا، لاتبع ما ليس عندك)) لا يبيع عليه الآن يقول له راجعني غداً بعد غد اليوم الفلاني حتى أحضرها.
تابع للسؤال السابق: إذا كانت بقيت عند صاحبها [الأرز] اشتريت له أرز وهو في محل صاحب الأرز ثم عدت أنا وأبيعه وهو في مكانه فاشتراه صاحبه الأول؟ ما نقل؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا اشتراه برأس المال أو أكثر لا بأس ما في حيله.
مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدنانير والدراهم لا بأس أن تأخذها بسبع يومها قال: أبيع الأبل بالبقيع فآخذ الدراهم بالدنانير والدنانير بالدراهم قال: لا بأس أن تأخذها بسعر يومها مالم تفترقا وبينكما شيء.
أما يبيعها على الغير غير صاحبها هذا محل نظر.
إذا كانت يمكن نقلها تنقل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن تباع السلعة حتى يحوزها التجار إلى رحالهم.
أما إذا كانت كميات كبيرة لا يمكن نقلها تشبه الأرض وأشباهها مما لا ينقل بالتخلية [ ....... ] قوله بالتخلية
قال ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له:
[فقد تعدى حدود الله] [دار ابن الجوزي صفحـ (588) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (504) ــــة]:
وهو في هذا يعني استعجل ــ إستعجل ما جعله الله له به من الأناة ولهذا سماه تهاوناً [يلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم]، فالواجب تحري الطلاق الشرعي الواحد فقط طلاق السنة حتى يكون له مهله إذا أراد الرجعة أو طلقتين كذلك له مهله لأن الله تعالى قال) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ (فلا يجب عليه الجميع وأن يسبب الحرج والمشقة عليه قد يندم وتندم كذلك الله جعل له فرج في واحدة واثنتين.
سؤال: محمود بن الربيع هل ثبت له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: محمود بن الربيع لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم لكنه صحابي مراسلات الصحابي حجة.
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له تعليقاً على الوجهين [الخامس والسادس] من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (588 ـ589) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (504ـ 505) ــــة]:
وهذا يوجب الحذر من الحيل وأن الواجب على أهل الإسلام أن يتمسكوا بالحق وأن يستقيموا عليه وأن ينفذوا أمر الله وأن يدعوا محارم الله وألا يتحيلوا على محارم الله بأي حيله من الحيل التي يستحلون بها محارم الله من الربا كالعينة وغير ذلك هكذا هؤلاء لما استحلوا محارم الله مسخهم الله قردة حرم الله عليهم الصيد يوم السبت ففكروا في حيله التي يصيدون فيها يوم السبت وكان الصيد يأتى يوم السبت كثيراً شُرعا ابتلاء وامتحان فإذا كانت الأيام الأخرى قلّ فعند هذا دفعهم الطمع في هذا الصيد إلى أن يحتالوا على صيده يوم السبت فنصبوا الشباك التي تمسكه يوم الجمعة فإذا (شد) عليهم يوم السبت ودخلت في هذه الشباك وقارب الخروج عند (انسحاب له) لم يخرج. تعثر فصادوا يوم الأحد فقالوا ما صدنا يوم السبت إنما صدنا يوم الأحد وهم صادوا في الحقيقة يوم الجمعة امسكوه يوم الجمعة وأخذوه يوم الأحد فعند هذا مسخهم الله قردة) فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خائسين (. أ. هـ
قال رحمه الله تعالى وغفر له [معلقاً على أحاديث المسخ في هذه الأمة] [دار ابن الجوزي صفحـ (590 ـ 591) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (506 ـ 507) ــــة]::
يعني يتساهلون بالمعاصي وهم يعرفون أنها معاصي يتساهلون.
حملهم ضعف الإيمان والهوى على التساهل حتى نزلت بهم العقوبة العاجلة نسأل الله العافية وقد يملي لهم كما هو واقع قوله تعالى ((وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)) وقوله صلى الله عليه وسلم ((أن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)) وقوله تعالى ((سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ)) فلا ينبغي للعاقل أن يغتر من ذلك أنه ــ لم يحدث ــ ما وقع خسف ولم يقع كذا.
يجب الحذر.
العقوبة في القلب أعظم من المسخ يعاقب قلبه بالقسوة والإعراض والزيغ هذا أعظم وأقبح نسأل الله العافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/274)
فالواجب على كل مؤمن وكل مسلم أن يحذر نقمة الله بتساهل بالمعاصي والإصرار عليها والإقامة عليها فقد تكون عقوبته انحراف قلبه عن الهدى وزيغه عن الهدى وهذا أشد وأعظم قد تكون العقوبة القسوة العظيمة حتى لا يبلي بالمعاصي حتى لا يبالي بتساهل بالأمر الله.
فالواجب الحذر دائماً كما قال تعالى) يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ (وقوله) فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
لا يكون يلزم الركون إلى هواه والشيطان بالتساهل والاغترار بعفو الله ورحمته فهو سبحانه غفور رحيم شديد العقاب قال الله تعالى) نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (وقال تعالى) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ (فالعاقل يحذر ولا يغره حلم الله وإملائه بل يحذر أبدا أينما كان ويبتعد عن معاصي الله أينما كان ويسارع إلى ما أوجب الله أينما كان، يرجو ثوبه ويخشى عقابه.
سؤال: عن درجة أحاديث المسخ؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: أحاديث كثيرة متعددة في البخاري وفي غيره رواية أبو مالك الأشعري موجودة في البخاري ((ويمسح ............ ))
لكن مجموعها يدل على صحتها وأنها صدرت من الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن فيها إلا ما رواه البخاري رحمه الله تعالى.
قال إبن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (591) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (507) ــــة]:
قوله [قال أبو هريرة لا تقوم الساعة ...... صفحـ (345) ـــــــة]
وهذا من قسوة القلوب يخرجان إلى المعصية فيمسخ أحدهما قرد أو خنزير أو تنزل به العقوبة ويستمر الآخر في طلب المعصية لا يتأثر نسأل الله العافية لا حول ولا قوة إلا بالله نسأل الله السلامة.
سئل عند ذلك: هل المسخ هنا حسي أو معنوي؟
أجاب الشيخ رحمه الله: حسي هذا الأصل المسخ حسي.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (593) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (509) ــــة]:
قوله [قال فيهم عبد الله بن مبارك رحمه الله: وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار السوء ورهبانها] صفحـ (346) ـــــــة
قال: يعني الملوك والعلماء والعباد، تقع هذه الكوارث من علماء منحرفين وأمراء منحرفين وعباد منحرفين تسأل الله العافية.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (594) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (510 ـ 511) ــــة]:
قوله [الوجه الثامن]:
قال الشيخ رحمه الله تعالى: الحاصل أن المقصود من الحيل أنها لا تجوز وأن الأعمال بالنيات لقول النبي صلى الله عليه وسلم ((إنما الأعمال بالنيات ..... )) فليس لأحد أن يتحيل على محارم الله بأي صوره بل يجب أن يحذر الحيل فإنها من عمل اليهود قبحهم الله ولهذا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ـ ((لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل)) فلا يجب أن يتحيل للربا بأي حيله بل يجب الحذر وأن تأتي الأمور على وجهها ولهذا حذر العلماء من الأشياء التي توصل إلى الباطل بالحيل مثل بيع العينة يبيع سلعه إلى أجل ثم يأخذها بأقل حيله على أن يقرضه ألفاً بألف وخمسمائة هذا لما عرف أن هذا حرم باعه سلعه بـ[1500] إلى أجل ثم اشتراها منه بـ[1000] فصار المعنى أنه أعطاه [1000] بـ[1500] ولهذا جاءت نصوص بتحريم هذه الحيلة، أما مسألة التوّرق فليست من هذا الباب وهي [ .......... ] المعروفة في صفة التوّرق كونه يشتري سلعه إلى أجل يعني محتاج ثم يبيعها هو على الناس ليقضي حاجته ليتزوج، ليقضي ديناً ليعمر سكناً إلى أشباه ذلك لا بأس هذا يقال له تورق وهذه ما فيها حيله على الناس اشترى من زيد غنماً أو إبلاً أو أرض إلى أجل معلوم بأقساط معلومة ثم باعها نقداً على الناس حتى يستفيد من هذا المال المنقود بقضاء حاجاته الحاضرة من زواج أو استئجار من سكن أو عمارة مسكن أو نحو ذلك.أ. هـ
سئل رحمه الله تعالى: ـ لو باعها على من اشتراها منه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا بيع العينة إذا باعها بأقل صار بيع عينة.
تابع السؤال السابق: ـ وأيضاً لو طلب من بائع شراء سلعه من محل آخر ثم بيعها عليه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا اشتراها له لا بأس لكن ما يجوز البيع إلا بعد أن يتم الشراء، التجار هكذا يشترون ثم يبيعون، إذا اشتراها وحازها وملكها ثم باعها على زيد أو عمر أو عليك لا بأس، لا يجوز البيع إلا بعد الشراء.
السؤال: التوّرق من غير حاجة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الأصل داخل في قوله تعالى) إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (من المداينة والتجار هكذا.
الشيخ تقي الدين ابن تيميه رحمه الله كان يمنع ذلك وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: راجعته مراراً.
ولكن هذا القول قول ضعيف وإن إختاره الشيخ رحمه الله تعالى.
قولٌ ضعيف وفيه سد باب فيه رفق بالناس ورحمة للناس ليس كل أحد يستطيع أن يجد من يقرضه، هذه المعاملة فيها رفق بالناس ورحمة.
السؤال: ـ إذا كان البائع ماله نية أن يشتري السلعة من المشتري لكن ما وجد من يشتريها إلا هو؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ولو لا يبيعها عليه سد لباب الذريعة لا يبيعها عليه إلا برأس المال أو أكثر.
انتهى الجزء الثاني من تعليقات الشيخ العلامة أسد السنة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعلى وغفر له وأسكنه فسيح جناته على كتاب إغاثة اللهفان.
يليه إن شاء الله الجزء الثالث.
وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/275)
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[28 - 03 - 04, 12:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فهذا الجزء الثالث من تعليقات الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز على إغاثة اللهفان لإبن قيم الجوزية رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (594ــ 595) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (511 ـ 512) ـة]:
الوجه التاسع: ـ مارواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البيعان بالخيار ..... (إلى قوله) ... ومصلحته.
التعليق:
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: العادة يعني لا يسارع في التفرق حتى يلزمه بالبيع يقوم حسب العادة بدون قصد لهذا القصد.
إذا اشترى منه بعير أو أرض وتم البيع ليس له أن يقوم حتى يلزمه البيع يخاف أنه يهون لا يجلسان و يتفرقان كالعادة من دو
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[28 - 03 - 04, 01:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فهذا الجزء الثالث من تعليقات الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز على إغاثة اللهفان لإبن قيم الجوزية رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (594ــ 595) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (511 ـ 512) ـة]:
الوجه التاسع: ـ مارواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البيعان بالخيار ..... (إلى قوله) ... ومصلحته.
التعليق:
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: العادة يعني لا يسارع في التفرق حتى يلزمه بالبيع يقوم حسب العادة بدون قصد لهذا القصد.
إذا اشترى منه بعير أو أرض وتم البيع ليس له أن يقوم حتى يلزمه البيع يخاف أنه يهون لا يجلسان و يتفرقان كالعادة من دون قصد أما إذا تم البيع يقوم حتى يلزمه البيع هذا لا يجوز لأن قوله ((لا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله))
سؤال: ـ فعل ابن عمر رضي الله عنه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: خفى عليه الحديث ـ خفي عليه الأمر رضى الله عنه.
ابن عمر رضي الله عنه له أشياء غريبة منها هذا، ومنها غسله العينين بالماء بإدخال عينيه الماء حتى عمي رضى الله عنه، ومنها أخذه من لحيته بعد الحج ما زاد عن القبضة، ومنها تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في الطرقات كل هذه مما خالفه فيه العلماء والأئمة وكان اجتهاد غير موفق رضى الله عنه ورحمه.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (595 ــ 597) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (513) ــــة]:
الوجه العاشر: ما روى محمد بن عمرو عن أبي سلمة .... (إلى قوله) ..... الذي توعد الله تعالى عليه بمحاربة من لم ينته عنه.
التعليق:
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: من ذلك قصة اليهود التي أشار لها الحديث لما منعوا من الصيد يوم السبت تحيلوا كما في سورة الأعراف تحيلوا فنصبوا الشباك يوم الجمعة ثم أخذوا الصيد يوم الأحد فقالوا ما صدنا يوم السبت.
وكان الصيد يأتى شرعاً يوم السبت يكثر فشق عليهم أن يجيء يوم السبت ويروح [يذهب] وهم ما صادوه فتحيلوا ونصبوا الشباك يوم الجمعة حتى يدخلها [فينحرف] عن الماء فيبقى في الشباك فيصيدوه يوم الأحد.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (602) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (519 ـ 520) ــــة]:
فصل وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن طائفة من أمته تستحل الربا ..... (إلى قوله) ..... وأعاروه لفظه.
التعليق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/276)
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: والعينة معروفة هي التي يتعاطاها كثير من الناس المتساهلون، يأتى الإنسان إلى تاجر ويرغب في أن يعطيه ألف [1000] بألف ومائة [1100] أو يعطيه عشرة آلاف [10000] بأحد عشر ألفاً [11000] يعلمون أن هذا ربا لا يجوز فيتحيلون فيبيع السلعة بأحد عشر ألف أو بإثنى عشر مؤجلة ثم يبيعها عليه نقداً بعشرة آلاف فيأخذها منه، فالمعنى أنه أخذ عشرة ويدفع إثنى عشر أو ثلاثة عشر أو أكثر بحيلة البيع. تسمى عينة لأنها أخذ عين بدين، عينه أخذ عيناً بعشرة بدين وهو بثنتي عشرة أو أحدى عشرة أو أكثر من ذلك.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (604 ــ 607) ــة/المكتب الإسلامي صفحـ (521 ـ 524) ــة]:
وأنت إذا تأملت الحيل .... وقال في رواية ابنه صالح: ينقضون الإيمان بالحيل.
التعليق:
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذه الحيل شرها عظيم كلما قلّ العلم قلّ الخوف من الله كثرة الحيل.
وهي تارةً لإستحلال الحرام كالمحلل والعينة وأشباه ذلك وتارة لإسقاط الواجب، الحيلة لإسقاط الواجب كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم على هذا في حديث أبي بكر الصديق رضى الله عنه في الزكاة: إذا كانوا مجتمعين أربعين شاة أو خمسين أو ستين مثلاً فإذا قرب مجيء العامل تفرقوا حتى لا تجب عليهم الزكاة، كل واحد صار لحاله، هذا ما عنده إلا عشرين وواحد ما عنده إلاّ ثلاثين فإذا جاء العامل قال: أنا ما تم النصاب عندي فتسقط الزكاة.
وهو مختلط مع صاحبه كانوا أربعين جميعاً خلطه، عندما كانوا خليطيين عليهما الزكاة فيقتسمانها بينهم، فإذا دنى وقت العامل تفرقوا حتى لا تؤخذ منهم الزكاة لإسقاطها، لإسقاط الواجب.
وهكذا ما أشباه ذلك من السعي لإسقاط الواجبات بالحيل الكفارات أو زكاة أو دين أو غير ذلك.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (608) ــــة / المكتب الإسلامي صفحـ (525) ــــة]:
وقال في رواية حبيش بن سندي في الرجل يشتري الجارية ثم يعتقها من يومه ويتزوجها: أيطأها من يومه؟ فقال: كيف يطأها هذا من يومه وقد وطأها ذاك بالأمس؟! وغضب وقال: هذا أخبث قول
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: والمعنى أنه يتحيل يشتريها اليوم وعليه أن يستبرأها بحيضه فلا يصبر فيعتقها ثم يتزوجها يقول: أنا ما استبحتها بملك إنما تزوجتها لأنها حرة والحرة ليس عليها إستبراء وهي غير مطلقة فيتحيل في إسقاط الإستبراء بالحيضه.
سؤال: قوله: [دار ابن الجوزي صفحـ (1/ 608) ـــة / المكتب الإسلامي صفحـ (525) ــة] في الرجل الذي حلف على امرأته وهي على درجة إن صعدت أو نزلت فأنت طالق؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: صحيح لأنها لو حملت قد نزلت إذا حملت فقد نزلت [ ....... ] من حالها حتى يخلص وإلاّ يكون عليه كفارة اليمين عليه إذا نزلت وكان قصده الحلف إن كان قصده المنع هذا فيه حل شرعي دون هذا كله.
سؤال: ـ الزيادة بالاقتراض إذا اقترض [1000] ويردها [1100] إذا كان محتاج جداً؟ أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ما يجوز هذا.
هذا ردة عن الإسلام من أجاز الربا وقال أنه حلال. هذا منكر عند جميع العلماء.
سؤال: ـ التحايل عن الربا بتسميته فائدة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: على كل حال التحايل منكر سواء سموه فائدة أو غير ذلك.
الإنسان يتفقه يعرف معناه يعرف الحكم الشرعي لابد يكون على بصيرة حتى يعرف الحيلة ويعرف الأصل.
سؤال: ـ الربا يقول: يجري في ستة أصناف ما عدا الستة أصناف فبيعوا كيف شئتم؟
أجاب الشيخ رحمه الله وغفر له: إذا كان يد بيد مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم الذهب والفضة والبر والشعير والتمر والملح لا يباع شيء منها بالآخر مثل بمثله مضاعفة لكن إذا باعه بآخر يد بيد لا بأس ذهب بفضة يد بيد بر بشعير يد بيد ملح بتمر يد بيد لا بأس ولهذا قال فإذا اختلفوا الأصناف فبيعوا كيف شئتم يد بيد وهكذا ما أشبه يلحق بالبر كل ما أشبه من الذرة والدخن والأرز مثله وهكذا يلحق بالذهب والفضة ما أشبه من الموزونات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/277)
انتهى الجزء الثالث من تعليقات الشيخ العلامة أسد السنة الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعلى وغفر له وأسكنه فسيح جناته على كتاب إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له.
يليه إن شاء الله الجزء الرابع بإذن الله تعالى.
وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[09 - 04 - 04, 06:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فهذا الجزء الرابع من تعليقات الشيخ العلامة أسد السنة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وغفر له على إغاثة اللهفان لابن قيم الجوزية رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (610) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (527) ـة]:
ومن ذلك: ـ مالو إحتال المريض على منع إمرأته من اليراث بطلاقها فإنها ترثه ما دامت في العدة عند طائفة ....
تعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ مثل ما سمعتم في أسباب الميراث ترث في العدة ما لم تتزوج أو طلقها لئلا ترث منهم. إذا ثبتت التهمة.
سؤال: ـ إذا انقضت عدتها؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ولو أن انقضت ....... تعطى حقها.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (613) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (528) ـة]:
وعاقب من حرص على الولاية والأمارة والقضاء بأن شرع مننعه وحرمانه مات حرص عليه كما قال صلى الله عليه وسلم (إنا لا نولي عملنا هذا من سأله.
تعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: تمام الحديث إلى من سأله أو حرص عليه [ ..... في الرواية المؤلف هذه لا نولي عملنا هذا من سأله أو حرص عليه]
المقصود أن الله جل وعلا توعد المجرمين والمفسدين في الأرض بالعقوبات ضد مقاصدهم، فقد تعجل له العقوبة، وقد تؤخر لحكمة بالغة فالواجب الحذر، الواجب على المسلم أن يحذر معاصي الله والتحيل على محارمه فإنه سبحانه وتعالى حليم وقد يعجل العقوبة فلا يغتر بحلمه ولا يأمن من مكره) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ () وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (وقال تعالى) سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) (
فليحذر العبد من معاصي الله من ظلمه لعباد الله عز وجل ومن إرتكابه محارم الله آمناً ومتساهلا بعقوبة الله عز وجل فإنه جل وعلا يملي ولا يغفل وقد عاقب كثيرين بسبب عصيانهم بعقوبات معجلة كما عاقب أهل السبت بأن مسخهم قردة وخنازير وعاقب أهل الجنة بأن أتلف عليهم ثمرة بستانهم وغير هذا مما يقع وعاقب اللصوص ـ السرقة بالقطع المعجل بالعقوبه معجلة وعاقب قطاع الطرق بقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وعاقب الزاني بالجلد إذا كان بكر وبالرجم إذا كان ثيبا إلى غير ذلك من العقوبات المعجلة.
سؤال: ـ إذا تزوجت المعتدة هل ترث من زوجها الذي إحتال عليها بمنعها من الميراث؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: فيه خلاف مثل ما أشار إليه المؤلف. الله أعلم يحتاج إلى تأمل.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (613) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (528) ـة]:
قوله: ـ ولهذا عاقب أبا البشر آدم بأن أخرجه من الجنه لما عصاه بالأكل من الشجره ليخلد فيها فكانت عقوبته إخراجه منها ضد ما أمله.
تعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: لما غره الشيطان وقال أن من أكل منها يسبب الخلد غره الغرور فأكل منها فكان ذلك سبب خروجه إلى دار المحن ودار الفتن دار الشقاء لكن الله جل وعلا وفقه للتوبة وأجتابه بعد ذلك) وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122)) الحمد الله
سؤال: قلع عين من إطلع في البيت خلسة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: كما جاء في الحديث الصحيح بقلع عينه بسبب ظلمه وعدوانه.
المتن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/278)
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (611 ــ 614) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (527 ــ 531) ـة]:
قوله: وأصل هذا أنه سبحانه جعل عقوبات أصحاب الجرائم بضد ما قصدوا له بتلك الجرائم ......
...... إلى قوله: ومن ذلك: ـ ولا محتال إلا وهو محتال عليه
تعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ وهكذا جزاء السيئة سيئة مثلها والله سبحانه وتعالى لطيف وحكيم وقد يعجل العقوبة بسبب ما أقدم عليه العبد من الحيل والمكر والمعاصي وقد يؤجلها لحكمة بالغة فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بوجود المجرمين والمحتالين والكافرين ويقول أن الله سبحانه وتعالى لم يعاقبهم فإنه لو عجل العقوبة للجميع ما بقي على وجه الأرض أحد هلك الناس) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ () وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى (ولكنه سبحانه له الحكمة البالغة فهذا تعجل له العقوبة وهذا يعجل له بعضها وهذا يملي له وينظر إلى وقت ما وهذا ينظر إلى الآخرة فيكون عذابه أشد فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بمن فعل الإجرام وأمهل فإن ربك سبحانه له الحكمة البالغة ولهذا يقول جل وعلا) وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) (ويقول سبحانه) سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45) (وقال تعالى) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) (فأغلب الخلق إغتر بإمهال الله عز وجل ويقول هذا فلان ما جرى عليه شيء وهذه الطائفة الفلانية ما جرى عليها شيء وهذه الدولة الفلانية ما جرى عليها شيء.
لا لا تغتر بهذا ربك حكيم في إملائه وإنظاره أي عليك الحذر وأن تبتعد عن أسباب الهلاك ولا يهمنك أن يكون بعض الناس قد أمهل وقد أنظر فالله الحكمة البالغة عليك نفسك أحذر أن تصبك المصيبة إما عاجلاً وإما آجلاً. ثم ماذا لو متعت أنت أيضاً وأمهلت كما أمهلوا ثم صارت لك النار يوم القيامة؟! وأيش ينفعك هذا الإمهال) وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) (
العاقل يحذر ولا يغتر بإمهال الله وأنظاره بوجود للظلمة والكفرة المحادين0
لا، عليك نفسك أحذر.
ثم ماذا لو أمهلت وحصل لك ما حصل لهم من الإنظار ثم صرت إلى النار فما الفائدة؟! نسأل الله العافية.
سؤال: ـ حديث الترمذي من تركه من جبار قصمه الله؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:: ماهو معروف ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله أن الأقرب أنه موقوف على علي رضى الله عنه.
ومتنه يقتضي ـ ظاهر المتن يقتضي الرفع وأنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ((تكون فتن)) قيل يا رسول الله ما المخرج منها؟ قال: صلى الله عليه وسلم كتاب الله فيه ...... إلى آخره. المتن يقتضي أنه مرفوع والحافظ ابن كثير يقول الأشبه أنه من كلام علي رضى الله عنه، الحديث ضعيف وظاهر كلام الحافظ أن له طرق أخرى لكنه من كلام علي رضى الله عنه موقوف.
[وبعد قراءة حاشية الشيخ حامد الفقي]:
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:: ولو المتن عظيم، والكذوب قد يصدق ويظهر من كلام الحافظ ابن كثير أن له طرق أخرى.
ومعنى الحديث صحيح.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (616) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (533) ـة]:
وحرم إمساكها للتخليل وجعلها نجسة لئلا تفضي مقاربتها ـ بوجه من الوجوه إلى شربها.
تعليق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/279)
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: وهذا مثل ما قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الخمر تتخذ خلاً؟ قال صلى الله عليه وسلم: لا، وذلك سد لذريعة إمساكها الذي قد يفضي إلى شربها لكن لو تخلل بنفسها من غير قصد طهرت ورجعت إلى أصلها وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما أسكر كثيرة فقليله حرام)) ما أسكر كثيره ما أسكر الفاق منه فقليل الكف منه حرام كله سد لذريعة التساهل في هذا الأمر.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (616) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (533) ـة]:
وعن الأنتباذ بالأوعيه التي لا يعلم بتخمير النبيذ فيها
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ونهيه عن النبيذ في الأوعيه للدباء والحنتم كان أولا ثم نسخ وأباح النبذ بها قال صلى الله عليه وسلم: غير آلا تشربوا مسكراً.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (618) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (534) ـة]:
وهذا أحسن العلل في تحريم ربا الفضل
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: والمعنى أن العاقل لا يبيع درهم بدرهمين نقداً.
إيش السبب؟
ولا يبيع دينار بدينارين هذا ما يمكن يوافق عليه عاقل لكنه ذريعة إلى النساء يقول: عطني درهم وأعطيك درهمين بعد شهر أو بعد شهرين؟! هذا قد يقع للحاجه.
فسد الباب صلى الله عليه وسلم سد الذريعة.
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (618 ــ 619) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (535) ـة]:
ومنع المقرض من قبول هدية المقترض ما لم يكن بينهما عادة جارية بذلك قبل القرض ....
... الى قوله: وكل ذلك سداً لذريعة أخذ الزيادة في القرض الذي موجبه رد المثل.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: طبعا ً كل ذلك وسيلة إلى الربا لأنه إذا أقرضه ألف ريال أو ألفين أو ثلاثة آلاف أو أكثر قد يهدي له هدية حتى يمهله وحتى ينظره.
يعطيه مزرعة يقول انتبه للمزرعة حتى أوفيك أو [يسر] عليه ثالث كل هذا من الربا الصريح لأنه إنما أقرضه لأجل هذه الزيادة.
يقول: أنا أسلفك عشرة آلاف لكن المزرعة تكون تحت يدي أستعملها وأستفيد منها حتى ترد إليّ القرض فيكون له فائده من المزرعة وكذلك الهدايا التى يهديها من قت أو فواكه أو غير ذلك كلها من أجل القرض.
سؤال: إذا كانت الهديه عند الوفاء؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا بعد الوفاء لا بأس به.
إذا رد عليه المال وزاد ه فأن خير الناس أحسنهم وفاءً.
أما قبل لا.
سؤال: حتى إركاب الدابة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: نعم حتى إركاب الدابه والسيارة يعطيه السيارة لأجل القرض.
أما إذا كان شيء عاده قبل القرض ما يخالف شيء عادي قبل القرض لا بأس به.
أما أنه أقرضه وأعطاه السيارة ينتفع بها هذا له شأن عظيم في الزيادة.
وهذا آخر الجزء الرابع من تعليقات الشيخ رحمه الله تعالى
ويليه إن شاء الله الجزء الخامس
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[02 - 05 - 04, 03:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أرحم شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز وأرفع درجته في المهديين
للرفع
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[09 - 07 - 04, 11:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
فهذا
الجزء الخامس
من تعليقات الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز على إغاثة اللهفان لإبن قيم الجوزية رحم الله الجميع وغفر لنا ولهم
سؤال:
هناك تاجر يشتري بضاعة بالمارك الألماني وعنده رصيد بالبنك هنا في السعودية بالريال فالبنك يقوم بتسديد البضاعة بالريال للمارك هل هذا جائز؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
إذا كان يداً بيد لا بأس.
السائل: لكن هو يشتري بالمارك بريال؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا إشتراها بالمارك الألماني ثم أعطاه سعودي أو دولار يد بيد ما في بأس.
السائل: لم يعطه البنك الذي أعطاه؟؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إنما هو وكيله إذا كان وكيلٌ له ما في بأس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
المتن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/280)
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (621ــ 622) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (538 ـ539 ـ540ــ 541) ـة]:
ونهي عن التشبيه بأهل الكتاب وغبرهم من الكفار في مواضع كثيرة لأن المشابهة الظاهرة ذريعة إلى الموافقة الباطنه فأنه إذا أشبه الهديُ الهديَ أشبه القلب القلب ......
..... وحرم الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها لكونه ذريعة إلى قطيعة الرحم ....
...... وأمر بالتسوية بين الأولاد في العطية وأخبر أن تخصيص بعضهم بها جور لا يصلح ولا تنبغي الشهادة عليه.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ والمقصود من هذا أن الله سبحانه وتعالى نهي عن وسائل الشر حذر عباده من وسائل الشر، الأعمال التي تجر إلى الشر ينبغي للعبد أن يتقيها فمن ذلك قول من تشبه بمن غضب الله منهم، تحريم مشابهة المشركين لأنها تجر إلى أعمالهم، كذلك كون النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن تخصيص بعض الأولاد (أتقو الله وأعدلوا بين أولادكم) لأن التفضيل يفضي إلى الشحناء بين الأولاد والقطيعة والسخط على الأب أيضاً والقطيعة، وكذلك النهي عن نكاح الجمع بين الأختين بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها يفضي إلى القطيعة. المقصود أن الشريعة جاءت بالنهي عن وسائل الشر المؤمن يحذر وسائل الشر ويبتعد عنها ما أمكن، وهكذا صحبة الأشرار ومجالسة الأشرار والعصاة وسيلة لأن يفعل مثلهم كونه يجالس المدخنين أو شرّاب الخمر وسيلة إلى أن يفعل مثلهم كذلك مجالسة الزناة وأهل الفواحش وسيلة لأن يفعل مثلهم وهكذا مجالسة الآخرين من أهل المعاصي أهل الغيبة والنميمه وسيلة لأن يفعل مثلهم فالمؤمن يتقي وسائل الشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
إذا ماتت المرأة هل للرجل أن يتزوج عمتها أو خالتها؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
إذا ماتت لا حرج، يأخذ أختها أو عمتها لكن لا يأخذ أمها ولا جدتها ولا بناتها من غيره إذا كان قد دخل بها أما أن يأخذ أختها أو عمتها إذا ماتت لا بأس أو طلقها وأعتدت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سوال:
المشابهة للكفار؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
في الزي أو في الكلام أو في المشي مثل التشبه بالنساء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
من جمع بين الأختين هل يطبق عليه حد الزني؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
يعزر ويؤدب، يؤدب بس، يفرق بينهما ويؤدب إذا كان عنده علم يؤدب ويفرق الحاكم بينهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
إندفاع النساء في هذا العصر بالموضات التي تأتي من الغرب هل يعتبر من التشبه؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
إذا كان لا يفعلها المسلمون، إذا كان من زيهم هذا تشبه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (624) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (542) ـة]:
ولهذا كان الراجح في الدليل أن الزني لا يثبت حرمة المصاهرة كما لا يثبت التوارث والنفقة وحقوق الزوجية ولا يثبت به النسب ولا العدة على الصحيح
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ لأنه أمر ليس بشرعي محرم فلهذا لا تثبت به أحكام النكاح فإذا وطء إمرأة لم تكن أمها محرم له ولا بناتها ولا جداتها لأنه سبب محرم فسد الشارع الذريعة من كل طريق فلا يترتب عليه أحكام النكاح بل يجب إقامة الحد وسد أبواب الفتنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
منع هبة المرأة نفسها لغير النبي صلى الله عليه وسلم؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/281)
سد لذريعة الزنا. يعني لو وهبة هبه ذريعة للزنا، تزني به وتقول له وهبتك نفسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
هل يقاس على هذا كل مباح يجر إلى فعل محرم؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
لا، فيه تفصيل المقصود أن يقال الضابط هو ما كان وسيله لشر يترك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (626) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (544) ـة]:
ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كره الصلاة كره الصلاة إلى ما قد عبد من دون الله وأحب لمن صلى إلى عمود أو عود أو شجرة أن يجعله على أحد حاجبيه ولا يصمد له صمداً سداً لذريعة التشبه بالسجود لغير الله تعالى.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ هذا محل نظر لأن الحديث فيه ضعيف.
(أن يجعله على أحد جانبيه) حديث ضعيف والأظهر أنه يصمد إليه إلى السترة لقوله (فليجعل تلقاء وجهة شيء) يعني أمامه فالسترة تكون أمامه سواء العمود أو حربه كما جاء في الأحاديث الصحيحة أما حديث (يجعله على أحد جانبيه) هو ضعيف والمؤلف كأنه لم ينتبه إلى ضعفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (626 ـ 627) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (544 ــ 545) ـة]:
ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم منع الرجل من أخذ نظير حقه بصورة الخيانه ممن خانه وجحد حقه وإن كان إنما يأخذ حقه أو دونه فقال لمن سأله عن ذلك (أدّ الأمانه إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) لان ذريعة إلى إساءة الظن به ونسبته إلى الخيانة ..
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ وهذا كله يستثني منه إذا كان السبب ظاهر فلا بأس مثل أخذ الزوجة من مال زوجها لحاجتها لقصة هند مع زوجها أبي سفيان إذا كان السبب ظاهر لا بأس أن تأخذ من ماله ما يكفيها ويكفي أولادها وكذلك العبد والأمة إذا قصر سيدهما على أداء حاجتهما يأخذان حاجتهما فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
إذا قصرتجاه أحد أبنائه في العطية لكونه فقير؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
هذه لا تسمي عطية هذه إنفاق هذه ليست عطية إذا كان واحد فقير وواحد غني ينفق على الفقير حتي يستغني.
السائل: هل لا بد من إستئذان جميع الأولاد؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: لا الفقير لا ينفق عليه لكن إذا أعطاه عطيه غير الإنفاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
السهر أليس وسيلة لترك الصلاة .. ؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
محرم الذي السهر الذي يفضي إلى ترك الصلاة محرم يجب عليه أن [يسيب السهر] حتي يقوم لصلاة الفجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
هل يجبر من زنا بإمراة على الزواج منها بحجة الستر؟؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
ليس هذا له هذا باطل ما يجبر لا يجوز له إلا إذا تاب وتابت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال:
المطلقة هل يحل له أن يأخذ أختها وهي في العدة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
إذا خرجت عن العدة عند الجمهور سد للذريعة حتي تخرج من العدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال
قول المؤلف: (كنا ننصرالقول بالتحريم) أي تحريم؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
تحريم المصاهرة أم المزني بها وخالتها لكنه قول ضعيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/282)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (628) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (545) ـة]:
ومن ذلك أن سلط الشريك على انتزاع الشقص المشفوع من يد المشتري سداً لذريعة المفسدة الناشئة من الشركة والمخالطة بحسب الإمكان.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ كل هذا من سماحة الشريعة وعنايتها بسد ذرائع النزاع والخصومات فوسائل الشر جاءت الشريعة بالحماية منها ووسائل الخير جاءت الشريعة بالحث عليها ومن ذلك الشفعة فإن الشريك إذا باع الحصة فالشريك أولى بالشفعة حتى يسلم من الشركة فيها مشاكل فإذا باع الشريك فقد جعل الله للشريك السلطة في أن ينتزع الشخص بالشفعة حتى يسلم من الشركة ولا يجوز التحيل لإسقاط هذه الشفعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (630) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (547) ـة]:
ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذي أرسل معه بهديه إذا عطب شيء منه دون المحل أن ينحره ويصبغ نعله الذي قلده به بدمه ويخلى بينه وبين المساكين ونهاه أن يأكل منه هو أو أحد من أهل رفقته.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ وهذا كثير في مقاصد الشريعة يسد الذرائع المفضية للشر كثيراً جداً مثل ماذكر المؤلف فإذا أرسل هديه إلى بلده إلى مكة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من وكل إليه الهدي إذا عطب أن يذبح الهدي ويسبغ دماه بنعله ويعلقه عليه حتي يعلم الناس أنه هدي فيأكلون أما هو وأصحابه لا يأكلون سد لذريعة التساهل لأنه لو أكلوا لربما تساهلوا حتى يعطب ويأكلوه سد الذريعة وهكذا النهي عن شهادة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها والمتهم لما يتهم فيه والعدو على عدوه كل هذا سد لذريعة الشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (631) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (548) ـة]:
ونهي عن قتال الأمراء والخروج على الأئمة وإن ظلموا وجاروا ماأقاموا الصلاة سداً لذريعة الفساد العظيم والشر الكبير بقتالهم كما هوالواقع.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ ومن تأمل هذه الأمور وجد عرف حكمة الشريعة وكمالها كما قال جل وعلا (اليوم أكملت لكم دينكم) كل طريق يوصل إلى الشر حمى منه النبي صلى الله عليه وسلم حتي لا تقع الشحناء والعداوة بين المسلمين فنهي أن يبيع المسلم على بيع أخيه وأن يسوم على سوم أخيه نهي أن تسأل المرأة طلاق أختها نهي عن الخروج على السلاطين لما يقع من ا لظلم وبعض المعاصي لما يترتب على ذلك من فساد كبير نهي أن يتعدي المسلم على أخيه بما يسبب الفرقه والإختلاف كالغيبة والنميمة وما أشبه ذلك مما يجر إلى الفساد والشر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
سؤال
الكفر البواح؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
الكفرالبواح معروف سب الدين ترك الصلوات وما أشبه ذلك نسأل الله العافية الحكم بغير ما أنزل الله يلزم الناس بالحكم بغير شريعة الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (631 ــ 632) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (548) ـة]:
ومن ذلك أن الشروط المضروبة على أهل الذمة تضمنت تمييزهم عن المسلمين في اللباس والشعور والمراكب والمجالس لئلا تفضي مشابهتهم للمسلمين إلى معاملتهم معاملة المسلمين في الإكرام والاحترام
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ يعني إذا كانو في بلد واحد يكون لهم زي خاص أهل الذمه حتي يعرفوا حتي لا يعاملوا معاملة المسلمين يكون لهم زي خاص يعرفون به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/283)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (632) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (549) ـة]:
وبالجملة فالمحرمات قسمان: مفاسد وذرائع موصلة إليها مطلوبه الإعدام كما أن المفاسد مطلوبة الإعدام.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ يعني المحرمات إما مفاسد كالزني والسرقة ونحو ذلك
أو آثار تفضي إليها ووسائل وذرائع تفضي إليها، ولهذا سد الباب عليه الصلاة والسلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (633) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (550) ـة]:
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: وتجويز الحيل يناقض سد الذرائع مناقضة ظاهره فإن الشارع يسد الطريق إلى ذلك المحرم بكل ممكن والمحتال يتوسل إليه بكل ممكن.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ نسأل الله العافيه يعني مناقضة فتح باب الحيل مناقضة للشريعة مناقضة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
المتن
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له: [دار ابن الجوزي صفحـ (636 ــ 637) ــة / المكتب الإسلامي صفحـ (552) ـة]:
قلت: ونظير هذا ما قالت المالكية: أنه لا يستبيح رخصة المسح على الخفين إذا لبسهما لنفس المسح فلو مسح لذلك لم يجزه وعليه إعادة الصلاة أبداً وإنما تثبت الرخصة في حق من لبسهما لحاجة كالبرد والركوب ونحوهما فيمسح عليهما لمشقة النزع وخالفهم باقي الفقهاء في ذلك.
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ـ والصواب أنه لا بأس قد يكون يلبسها للحاجة إلى المسح عليهما إما لمشاغل كثيرة ولأسباب أخرى الرسول صلى الله عليه وسلم أذن بالمسح على الخفين يوما وليلة للمقيم وثلاث للمسافر ولم يقل بشرط كذا أو كذا ولهذا الجمهور خالفوا المالكية في هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
سؤال
سفر الترفه هل يقصر فيه الصلاة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
نعم لعموم الأحاديث لو سافر إلى مزرعته يومين أو ثلاث ثم رجع وهو سفر يقصر الصلاة أو سافر هو وخوياه إلى البر للنزهة ثم رجعوا يومين أو ثلاث يقصرون هذا من فضل الله ليس خاص بالحج أو العمرة.
السائل: يقولون أنهم ذهبوا للصيد؟
أجاب: أو صيد كذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
سؤال
سفر المعصية؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له:
الصواب أن له القصر فيه والجمهور يمنعون من القصر.
هذا آخر الجزء الخامس
ويليه الجزء السادس بإذن الله تعالى
والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[10 - 07 - 04, 03:29 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الكريم ...
ـ[تميم1]ــــــــ[11 - 07 - 04, 04:31 م]ـ
شيخنا الفاضل:
لو تممت هذه الدرر بأن جمعتها على ملف وورد أي جميع التعليقات البازية ..
الأمر الآخر بودي لو عزوت هذه الفوائد أي إلى من دونها بإسمه والتاريخ إن أمكن ... أو إلى ارقام الأشرطة إن كانت هذه الفوائد مفرغة منها ...
بور فيكم وجزيتم خيرا ...
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[20 - 07 - 10, 04:35 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[20 - 07 - 10, 04:42 م]ـ
ما نوع هذه التعليقات هل هي أسئلة طرحت على الشيخ أم أفردها الشيخ في أوراق خلال مطالعته للكتاب أم ماذا؟؟
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[21 - 07 - 10, 03:06 ص]ـ
.
.
.
.
.
.
هذه تعليقات مفرغة من دروس صوتية للشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى
.
.
.
.
.
.
.
الآن مع تعليقات وشرح الشيخ عبدالعزيز بن باز على كتاب إغاثة اللهفان لإبن القيم الجوزية رحم الله الجميع
وهو غير موجود على الشبكة
.
.
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/284)
إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
للإمام الحافظ
ابن قيم الجوزية
رحمه الله تعالى
شرح وتعليق
سماحة الشيخ العلامة
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
رحمه الله تعالى
قام بقراءة المتن على الشيخ رحمه الله تعالى الشيخ فهد الحمين رحمه الله تعالى
الشريط الاول:
الحجم 41 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/Ibnbaz-eqatha1-8/1.mp3
الشريط الثاني:
الحجم 42 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/Ibnbaz-eqatha1-8/2.mp3
الشريط الثالث:
الحجم 41 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/Ibnbaz-eqatha1-8/3.mp3
الشريط الرابع:
الحجم 39 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/Ibnbaz-eqatha1-8/4.mp3
الشريط الخامس:
الحجم 41 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/Ibnbaz-eqatha1-8/5.mp3
الشريط السادس:
الحجم 36 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/Ibnbaz-eqatha1-8/6.mp3
الشريط السابع:
الحجم 38 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/Ibnbaz-eqatha1-8/7.mp3
الشريط الثامن:
الحجم 39 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/Ibnbaz-eqatha1-8/8.mp3
.
.
.
.
.
.
.
فائدة: تجد هنا مقطع رائع من درس الشيخ رحمه الله تعالى في التعليق على إغاثة اللهفان قام أحد الأخوة برفعه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=163628
.
.
.
.
.
للمشاهدة صفحة التحميل من الأرشيف:
http://www.archive.org/details/Ibnbaz-eqatha1-8
.
.
.
للفائدة. لقد تم تفريغ قسم من الشرح كتابةً على هذا الرابط:
تعليقات الشيخ ابن باز على إغاثة اللهفان لإبن القيم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17958
.
.
.
والحمد الله الذي ينعمته تتم الصالحات وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ثم يسر الله وحصلت على مجموعة قيمة من دروس الشيخ رحمه الله تعالى الصوتية
وكان من ضمنها التعليق على إغاثة اللهفان
.
.
.
.
.
للفائدة: لقد سبق وأن قمت برفع تعليقات وشرح الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى على إغاثة اللهفان بقراءة الشيخ فهد الحمين رحمه الله تعالى
د09=ج-0كحخوكانت ثمانية اشرطة
يبدأ التعليق فيها من قول ابن القيم رحمه الله تعالى: (فصل ومن مكايده التي كاد بها الإسلام وأهله: الحيل .... [صفحة 1/ 498طبعة المكتب الإسلامي تحقيق محمد عفيفي ــــ وصفحة 1/ 582 دار ابن الجوزي تخريج الألباني رحمه الله تعالى]
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1256084&postcount=69
.
.
.
.
واليوم سأرفع المجموعة الأولى من تعليقات وشرح الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى على كتاب إغاثة اللهفان وهي دروس قديمة جداً
.
.
.
.
الدرس الاول:
المحتوى: من قول ابن القيم رحمه الله تعالى:
قلت: السبل التي يسلكها الإنسان أربعة لا غير فإنه تارة يأخذ على جهة يمينه وتارة على شماله صفحة 202 من طبعة تخريج الالباني
إلى قوله صفحة 207: ومنهم من يكون زمنه نهاراً كله وآخر ضد ذلك نستعيذ بالله تعالى من شر الشيطان
الحجم 2.3 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/IbnBazEqatha1-4/1.mp3
الدرس الثاني:
المحتوى: تتمة ما سبق من قول ابن القيم رحمه الله تعالى: فصل ومن كيده للإنسان أنه يورده الموارد صفحة 208 تحقيق الالباني
إلى صفحة 213 وصاحب قريش حين دعوا يوم بدر وصاحب كل مالك ومفتون
الحجم 3 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/IbnBazEqatha1-4/2.mp3
الدرس الثالث:
المحتوى: تتمة ما سبق
من وقول ابن القيم صفحة 214:فصل وأول كيده ومكره أنه كاد الأبوين بالإيمان الكاذبة
إلى نهاية الفصل صفحة 221:وقال ماظننت أحداً يحلف بالله تعالى كاذباً
الحجم 7,3 Mb الصيغة Mp3
http://www.archive.org/download/IbnBazEqatha1-4/3.mp3
الدرس الرابع:
المحتوى: تتمة ما سبق من قول ابن القيم صفحة 222: فصل ومن كيده العجيب أنه يسام النفس
إلى نهاية الفصل صفحة 226: ولم يلتفتوا إلى عمل الجوارح وقالوا العارف يسقط وارده لورده
وهذا باب واسع جدا لو تتبعناه لبلغ مبلغاً كثيرا وإنما أشرنا إليه أدنى إشارة
الحجم 9.7 Mb الصيغة Mp3
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/285)
http://www.archive.org/download/IbnBazEqatha1-4/4.mp3
.
.
.
.
للمشاهدة صفحة التحميل من الأرشيف:
http://www.archive.org/details/IbnBazEqatha1-4
.
.
.
.
.
يليه إن شاء الله تعالى المجموعة الثانية من تعليقات الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى على إغاثة اللهفان
.
.
.
وللفائدة الدروس الصوتية موجودة في هذا الملتقى في موضوع بعنوان:
روائع ونفائس من دروس ومجالس الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله تعالى مما لم أجده على الشبكة
على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203242&page=4
ونشراً للخير قمت برفع عدة دروس نادرة للشيخ رحمه الله تعالى:
ففي دروس العقيدة النادرة التى لم توجد على الشبكة:
1 - شرح ابن أبي العز الحنفي على الطحاوية الشرح القديم في 33 شريط
2 - شرح كتاب التوحيد الشرح الجديد 5 أشرطة
3 - التعليق على الدرر السنية المجلد الثاني قسم العقائد قديم جدا (تم رفع المجموعة الأولى) والمجموعة الثانية تحت الاعداد
4. التعليق على منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية قديم جدا (تم رفع المجموعة الأولى) والمجموعة الثانية تحت الاعداد
5.التعليق على المجلد الأول من فتاوى ابن تيمية توحيد الالوهية (المجموعة الأولى تحت الاعداد والرفع)
6 - التعليق على مجموع فتاوى ابن تيمية قسم الفقه
7 - فتح المجيد تعليق قديم جداً (تحت الاعداد)
وفي قسم الحديث:
1 - صحيح البخاري تم رفع أكثر من (50) شريط ومازال الكثير منه تحت الاعداد
2 - صحيح مسلم تم رفع اكثر الأشرطة وبقي الكثير تحت الاعداد والرفع
3 - سنن ابي داود تم رفع المجموعة الأولى (كتاب الصلاة) والمجموعة الثانية تحت الاعداد
4 - سنن الترمذي تم رفع المجموعة الأولى (كتاب الدعوات وبداية المناقب) والمجموعة الثانية تحت الاعداد
5 - سنن النسائي (كتاب الايمان وشرائعة، كتاب الأضاحي، كتاب الخيل وكتاب الأحباس)
6 - موطأ مالك الشرح القديم قبل أكثر من 20 عاماً تحت الاعداد
7 - بلوغ المرام قبل أكثر من 25 عاماً شرح كامل قرأه الشيخ عبدالعزيز الراجحي
8 - عمدة الأحكام شرح كامل
9 - الاربعين النووية
10 - ألفية العراقي المسماة بـ التبصرة والتذكرة في علوم الحديث مع شرحها للناظم (تم رفع المجموعة الأولى) والمجموعة الثانية تحت الاعداد
وفي قسم اللغة:
شرح قطر الندى (المجموعة الأولى) والمجموعة الثانية تحت الاعداد
وغيرها من تعليقات الشيخ رحمه الله تعالى على الكتب
1 - أداب المشي إلى الصلاة قديم جدا (المجموعة الأولى تحت الاعداد)
2 - زاد المعاد المجلد الأول والمجلد الثاني والمجلد الثالث
3 - جلاء الافهام لإبن القيم (المجموعة الأولى تحت الاعداد)
4 - منتقى الأخبار للمجد ابن تيمية الشرح القديم الذي قرأه الشيخ عبدالعزيز الراجحي
5 - تفسير ابن كثير تم رفع (سورة البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الزخرف- الشوري - الدخان - محمد - الفتح - الحجرات)
6 - شرح مقدمة التفسير لإبن قاسم قديم جدا (تحت الاعداد)
7 - ما تبقى من التعليق على إغاثة اللهفان بقي مجموعة كثيرة
وغيرها كثير من النوادر والروائع لشيخنا عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته نتشرف بزيارتكم على الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203242
وجزاكم الله خير
وبارك الله فيكم
ونسأل الله أن يعينني على رفع ما تبقى من دروس الشيخ رحمه الله تعالى
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[21 - 07 - 10, 07:46 ص]ـ
ما أقول إلا رفع الله قدرك و جزاك خيرا
ـ[خالد ضيف الله]ــــــــ[22 - 07 - 10, 09:57 ص]ـ
جزاك الله خي على النقل
(29/286)
الجمهور على عدم وجوب تكبيرات الانتقال
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[19 - 03 - 04, 02:18 م]ـ
الجمهور على عدم وجوب تكبيرات الانتقال والتحميد والتسميع وكذلك أذكار الركوع والسجود والجلسة بين السجدتين
فما رأي المشايخ في هذا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[19 - 03 - 04, 04:00 م]ـ
لست من المشايخ
و لكني أقول نعم
هو رأي الجمهور
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[20 - 03 - 04, 01:30 ص]ـ
وهذا ما يرجحه الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - في شرحه على (آداب المشي إلى الصلاة).
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 03 - 04, 04:59 م]ـ
الجمهور ليس عندهم شئ اسمه (واجبات صلاه) أصلا!!
هذا عند الحنابلة فحسب وثمرة الخلاف تظهر في سجود السهو وبطلان الصلاة , والشافعيه يقسمون السنن الى قسمين لكن لايحضرني ضبط مذاهب الناس في هذا الامر.
ـ[ابومحمدالحربي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 05:57 م]ـ
الحمدلله وحده وبعد:
فتكبيرات الانتقال ,سنة عند جمهور العلماء كما ذكر الأخ وهو الرواية الثانية عن أحمد, والقول بالوجوب هو المشهور في مذهب الحنابلة وبه قال اسحاق وداود ,ولعل القول الثاني هو الأحرى بالصواب.
وقد دلت السنة الصحيحة على ذلك ,ففي صحيح مسلم من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنة قال أن النبي صلى الله علية وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال"اذا صليتم فاقيموا صفوفكم .......... وفيه: وأذا كبر وركع فكبروا واركعوا ......... واذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا"الحديث
وقد جاء في بعض طرق حديث المسيء صلاتة عند ابي داودبسند ظاهرة الصحة" الامربتكبيرات الانتقال"
كما ان فعل النبي صلى الله علية وسلم الراتب ومداومتة على ذلك مع قولة"صلوا كما رأيتموني أصلي"يدل على الوجوب.
وقد رجح الوجوب ابن باز في تعليقة على الفتح, والالباني في صفة الصلاة.
وأما التسميع فهو واجب على الامام والمنفرد عند الحنابلة ولا أعلم مايدل على الوجوب سوى فعل النبي صلى الله علية وسلم"والفعل المجرد لا ينهض للوجوب لوحدة" ومذهب الجمهور سنية التسميع"للامام والمنفردعند
الاحناف وسنة للجميع عند الشافعية والمالكية"
وأما التحميد فمذهب الحنابلة انة واجب على المأموم ودلت السنة على ذلك فعن انس بن مالك ان النبي صلى الله علية وسلم قال"إذاقال المام سمع الله لمن حمدة فقولوا ربنا ولك الحمد" متفق علية
وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة نحوة وعند مسلم من رواية ابي موسى.
واما اذكارالسجود والركوع فالقول بوجوبها من مفردات المذهب كما في تكبيرات الانتقال والتسميع والتحميد, وليس هنا دليل ينهض للوجوب ,وأما
حديث عقبة بن عامر ففية ضعف.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 08:46 م]ـ
جميع ما ذكرت هو من الواجبات يثاب فاعله ويعاقب تاركه
والأدلة الصحيحة دلت على ذلك
وبالأخص ما يتعلق بتكبيرات الاحرام انصحك بالرجوع إلى فتاوى شيخ الإسلام فقد كفى ووفى فيها رحمه الله ولولا كثرة صفحاتها لنقلتها لك
انظر الفتاوى 22/ 584
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:16 م]ـ
بالنسبة لتقسيم الشافعية الخاص الذي ذكره الشيخ زياد .. فهو كالتالي:
السنن عندهم إما (أبعاض) أو (هيئات) .. و لكل منها معناه الذي دل عليه الاصطلاح، و هو خاص بالشافعية كما قال الشيخ زياد .... مع العلم أن كل منها تسمى سنة و إنما اصطلاح الشافعية على التفريق من جهة (الجبر بالسجود)،،،
حول معنى الأبعاض يقول (البيجوري) في حاشيته على شرح ابن قاسم الغزي على متن الغاية (أبي شجاع):
[سميت هذه السنن أبعاضا لما طلب جبرها بالسجود أشبهت الأبعاض الحقيقية التي هي الأركان]
حاشية البيجوري
1/ 168
مؤسسة الحلبي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و يقول عن معنى الهيئات:
[قوله (و هيئاتها) جمع هيئة و هي في اللغة الصفة التي يكون عليها الشيء كالبياض القائم بالجسم و في الاصطلاح / السنة التي لا يجبر تركها بسجود السهو لعدم ورود جبرها به فلو سجد لذلك عامدا عالما بطلت صلاته .... ]
حاشية البيجوري
1/ 170
مؤسسة الحلبي
(29/287)
المتعبد بغير فقه
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:47 م]ـ
قال في كشف الخفاء:
وللديلمي عن واثلة بن الأسقع رفعه:المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون
فهل هو صحيح؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 03 - 04, 12:47 ص]ـ
هذا الحديث لايصح
قال المناوي في فيض القدير
ج:6 ص:260
المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون لفظ رواية أبي نعيم الطاحونة بالهاء وذلك لأن الفقه هو المصحح لجميع العبادات وهي بدونه فاسدة فالمتعبد على جهل يتعب نفسه دائما كالحمار وهو يحسب أنه يحسن صنعا وفي تشبيهه بالحمار مذمة ظاهرة وتهجين لحاله كما في قوله تعالى كمثل الحمار يحمل أسفارا (الجمعة 5) وشهادة عليه بالبله وقلة العقل
(حل) عن سهل بن إسماعيل الواسطي عن محمود بن محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي عن بقية عن ثور عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع ومحمد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي الزاهد
قال في الميزان عن الدارقطني كذاب
وقال ابن عدي عامة أحاديثه غير محفوظة
وقال ابن حبان لا تحل الرواية عنه إلا للاعتبار كان يضع الحديث ثم ساق له أخبارا هذا منها
وقال ابن الجوزي حديث لا يصح محمد بن إبراهيم وضاع وتعقبه المؤلف بأن له متابعا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 03 - 04, 12:54 ص]ـ
قال ابن الجوزي في الموضوعات
باب ذم التعبد بغير فقه أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد قال أنبأنا أحمد بن أحمد الحداد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سهيل بن إسماعيل الواسطي قال حدثنا محمود بن محمد قال حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي قال حدثنا بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان بن واثلة قال قال رسول الله ((المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة)) هذا حديث لا يصح عن رسول الله والمتهم به محمد بن إبراهيم قال ابن حبان كان يضع الحديث لا يحل الاحتجاج به
قال السيوطي في اللآلي
(قلت) تابعه نعيم بن حماد عن بقية أخرجه الطيالسي في ترغيبه أنبأنا أبو بكر أحمد بن باكونة الشيرازي حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد حدثنا أبو بكر بن شهريار حدثنا محمد بن رزق الله حدثنا نعيم عن بقية به والله أعلم
وقال الكناني في تنزيه الشريعة
(46) حديث المتعبد بغير فقه كالحمار فى الطاحونة (نع) من حديث واثلة ولا يصح فيه محمد بن إبراهيم الشامى (تعقب) بأنه تابعه نعيم بن حماد أخرجه الطبسى فى ترغيبه
قال الشوكاني في الفوائد المجموعة
68حديث المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة ما اتخذ الله من ولي جاهل ولو اتخذه لعلمه قال ابن حجر ليس بثابت
وقال السيوطي في تدريب الراوي
وذم التعبد بغير فقه ومذمةالعلماءالذين يمشون الى السلطان ومسامحة العلماء وزيارةالملائكة قبور العلماء لم يثبت فيه شيء
(29/288)
سؤال مهم (التصدق عن الميت القريب)
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[20 - 03 - 04, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سؤالي هو:
اذا شخص قريب له مات سواء عم أوخال، هل يصح ان هذا الشخص يعمل كفالة يتيم في هيئة الاغاثة او مؤسسة الحرمين لعمه او خاله الميت؟ وهل يصل اليه ثواب هذه الكفالة؟
اريد اقوال اهل العلم بذلك
جزاكم الله خير
ـ[تهاني1]ــــــــ[20 - 03 - 04, 01:15 م]ـ
السؤال مو واضح، ممكن تبين أكثر
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[20 - 03 - 04, 04:54 م]ـ
ذهب بعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم والى عدم انتفاع الموتى بمطلق الاعمال من الاحياء وهذا قول منكر.
وذهب جماعة من أهل العلم ألى ان الميت ينتفع باعمال الحي بما تدخله النيابة كالحج والصدقة و غيرها. دون ما لاتدخله النيابه كالصلاة والصيام.
* وذهب جماهير أهل العلم من اهل السنة وغيرهم الى وصول العمل مطلقا حتى قراءة القرآن والصلاة والصيام و غيرها وأختلفوا في مشروعيته واستحبابه بعد قولهم بجوازه.
وهذا القول هو اظهر الاقوال المعضود بالتدليل والتعليل.
وكفالة اليتيم من جنس الصدقة وهي مما يصل الى الميت ثوابه بدلالة النصوص الصريحه مثل حديث عائشة وعبادة وغيرها من الاحاديث الصحيحة.
ونقل ابن تيمية اتفاق أهل السنة على وصول اجر الصدقة وبهذا افتت اللجنة الدائمة بوصول ثواب الصدقة والعتق الى الاموات , وعليه ففعلك هذا بكفالة يتيم عن ميتك من أعمال البر التى يصل نفعها واجرها اليه بأذن الله تعالى ولك بهذا أجر ان شاء الله لصلتك لقريبك , وعليك باكثار الدعاء له , وان تيسر وضع الصدقة في وقف وخاصة ما كان الناس في حاجة اليه كالماء في بعض البلاد وغيره كان احسن.
والله الموفق.
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:58 م]ـ
الله يجزاك خير ياغالي
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 03 - 04, 11:16 م]ـ
الأخ الكريم / المتمسك بالحق وفقه الله
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الى ان ماتقوم به بعض الجمعيات الخيرية من مشاريع كفالة الايتام، انه في الحقيقة ليست هي كفالة اليتيم المقصودة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما رواه البخاري، اذ ان كفالة اليتيم تقتضي القيام بأمر اليتيم وتربيته التربية المباشرة والانفاق عليه مع من ينفق عليهم في بيته لا في مقر آخر ... الخ.
مع مافي هذا المشروع من الأجر في الانفاق على اليتيم.
انتهى بمعناه.
ولعل الله ييسر النقل بنصه، او يتبرع احد الاخوة بنقل الفتوى بنصها.
والله اعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:25 م]ـ
هل هو هذا؟
أشكرمؤسسة .... الخيرية على جهودها الطيبة في مجال كفالة الأيتام وغيرها، وأسأل الله تعالى أن يعينها في ذلك، وأن يثيبها عليه.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بالسبابة والوسطى. قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم: (كافل اليتيم القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك). وقال المفسرون في قوله تعالى: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَاذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} أي: ضمها إليه على قراءة تخفيف الفاء، وفي قوله: {أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} أي: يربيها ويحضنها كما في الجلالين والقرطبي.
وبهذا عرف أن كفالة اليتيم ليست مجرد النفقة من مطعم ومشرب ومسكن، بل أهم من ذلك الحضانة والتربية. ومادامت المؤسسة قد قامت بفتح دور يجد فيها اليتيم كل ما يحتاج إليه من مسكن ومطعم وعلاج وتعليم، فأرجو أن تتحقق بذلك الكفالة إذا أضيف إلى ذلك تربيتهم حتى يخرجوا من نطاق اليتيم ببلوغهم عقلاء. أسأل الله تعالى للمؤسسة دوام التوفيق والسداد، وأن يثيب القائمين عليها إنه هو الكريم الوهاب. كتبه محمد الصالح العثيمين في 61/ 1/9141هـ.
رسالة
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله
عضو هيئة كبار العلماء
" مجموع الفتاوى "
أو هذا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/289)
السؤال: فضيلة الشيخ: كفالة اليتيم عن طريق مكاتب الإغاثة الإسلامية خارج المملكة هل ينال الكافل أجر كفالة اليتيم حتى ولو كان اليتيم ليس عنده في الداخل، علماً بأن مكاتب الإغاثة ترسل التقارير عن حالة اليتيم الصحية والدراسية، وهذه المكاتب فروع للداخل، نفس فروعنا التي في الداخل؟
________________________________________
الجواب: جميع الأموال التي يقصد بها وجه الله: من كفالة يتيم، وصدقة، وزكاة، كلها إذا حصلت في الداخل فهو خير؛ لأن في الداخل أمامك ويمكنك أن تشرف عليه، وتعرف كيف صرف، ولا تقل: إن الداخل في غنى وما أشبه ذلك، نحن نعلم أن في أوساط المملكة والمدن هناك غنى والحمد لله، لكن في أطراف المملكة جوع وفقر، هكذا نحدث، وعليه فالأقربون أولى بالمعروف، وكونك تشاهد الشيء بنفسك أنت هذا خير، ولهذا لما حصلت المبالغة في مثل هذه الأشياء صار بعض الناس يقول: أعطونا زكاة الفطر نوزعها هناك، أعطونا الأضحية نذبحها هناك، وهذا غلط، زكاة الفطر في البلد، الأضحية عندك وعند أهلك، ضحِ أمام عيالك حتى تظهر هذه الشعيرة العظيمة، والمقصود من الأضحية ليس اللحم: لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ [الحج:37] أهم شيء في الأضحية أن تذكر اسم الله عليها وتذبحها، وأن تأكل منها، ولهذا أمر الله بالأكل منها والإطعام فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا [الحج:28] فبدأ بالأكل. ولهذا نرى أن الذين يدعون الناس إلى أن يضحوا خارج البلد أنهم إلى الإثم أقرب منهم إلى السلامة، نعم! ادع الناس إلى البذل والصدقة للمنتظرين في الخارج من المسلمين هذا طيب ونساعد على هذا، لكن أما أن ننقل شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة إلى هناك فهذا غلط غلطٌ عظيم. أما كفالة اليتيم فإذا وجدت يتيماً فكفالته هنا أولى، وتحصل الكفالة ليس بالأكل والشرب واللباس بل حتى بالحضانة، وربما تكون الحضانة أشد اهتماماً من الأكل والشرب، فتجعله عندك في البيت مع الأولاد تدرسه وتعلمه وتلاطفه، هذه كفالة الأيتام.
الباب المفتوح "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 09:18 ص]ـ
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (كفالة اليتيم هي القيام بما يصلحه في دينه ودنياه؛ بما يصلحه في دينه من التربية والتوجيه والتعليم، وما أشبه ذلك، وما يصلحه في دنياه من الطعام والشراب والمسكن.)
شرح رياض الصالحين 5/ 113.
(29/290)
الصورة التى أذهلت العالم
ـ[أحمد صبري]ــــــــ[20 - 03 - 04, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لقد قرات فى جريدة الاهرام بتاريخ 11 محرم 1425 - 2 مارس 2004
الصوره التي اذهلت العالم
في اثناء زياره مع الاسره الي الولايات المتحده منذ عده سنوات , ذهبنا لنري مركز ابحاث الفضاء NASA في مدينه هيوستن بولايه تكساس الامريكيه .. وتصادف في الوقت نفسه وجود معرض للمعدات الطبيه الروسيه في هيوستن. وبحكم انتمائي الي اسره معظمها اطباء , قمت بزياره هذا المعرض الطبي مع والدي الدكتور محمد الشنواني عضو كليه الجراحين الملكيه بانجلترا.
رايت في المعرض بعض الاطباء الروس .. توسمت في احدهم الاهميه .. فتحدثت معه مبديه اعجابي بالاجهزه الطبيه المعروضه , ثم قلت له: انكم متقدمون جدا في مجال الطب وتعرفون ادق تفاصيل الحياه الانسانيه , وايضا انتم متقدمون في مجال الفضاء , فكيف انكم لا تؤمنون .. اننا كنا نتوقع ان تكونوا انتم اول من يؤمن بوجود الله. القوه العظيمه الجباره التي خلقتني وخلقتك وخلقت الشمس والقمر والنجوم وهذا الكون باكمله. هذه القوه العظيمه التي خلقت كل شيء نطلق عليها اسم الله فنؤمن به ونشكره علي كل هذه المعجزات. فرد مبتسما: ربما لو حدثت معجزه جديده اومن ب الله قلت: اتريد اكثر من كل هذه المعجزات لتؤمن؟! ابتسم الطبيب الروسي ابتسامه عريضه واعطاني الكرت الخاص به , وقال: علي كل .. ربما نتقابل مره اخري بعد عده سنوات فاكون انا قد امنت او تكون انت قد تركت هذا الايمان! ابتسمت ولم اعلق وتظاهرت بالنظر والاهتمام بجهاز طبي بجواره .. ولكن قلت في نفسي سعد باشا قال مافيش فايده!.
ومنذ ايام في اخر يوم في السنه الهجريه المنصرمه , وبينما كنت اشاهد برنامج صباح الخير يامصر رايت الاعلامي المتميز تامر امين يطلعنا علي صوره وخبر في احدي الصحف نقلا عن بعض وكالات الانباء قائلا: ان علماء الفضاء يقولون ان الكره الارضيه عندما تلتقط لها صور من الفضاء دائما تبدو في ظلام داكن او كانها مجموعه من الصخور المظلمه , ولكن في اخر رحله اطلقت فيها وكاله الفضاء الامريكيه NASA مركبه فضائيه لتصوير الارض من الفضاء , بدت الارض كالمعتاد كلها مظلمه ماعدا بقعتين اثنتين ظهرتا مضيئتين بنور ساطع واضح وهما الكعبه المشرفه ببيت الله الحرام في مكه المكرمه والمسجد النبوي الشريف في المدينه المنوره. ثم قال معلقا ان هذه الصوره اذهلت مركز ناسا للفضاء , وعندما نشرت اذهلت العالم اجمع.
انبهرت بهذه الصوره وتذكرت علي الفور حواري مع الطبيب الروسي الملحد في امريكا , وقلت هذه هي المعجزه الجديده التي قال انه ينتظرها ليؤمن , وتمنيت لو اني احتفظت باسمه والكارت الخاص به لاتصل به في روسيا.
انتظرت اخبار الساعه التاسعه مساء لاري هذا الخبر يذاع كخبر اول او ثان او ثالث .. لم يذع علي الاطلاق .. وانتهت نشره الاخبار!! شعرت بغضب شديد .. كيف اننا في بلد اسلامي به الازهر الشريف ولا يهتم اعلامنا بخبر كهذا؟؟! لقد اراد الله سبحانه وتعالي في غمار هذه الهجمه الشرسه التي يتعرض لها الاسلام والمسلمون ان يذكر العالم بمكانه المسلمين لديه , فاظهر سبحانه وتعالي الحرمين الشريفين فقط معالمهما واضحه تماما ينبعث منهما النور هدايه للعالمين. وفي تقديري ان المسجد الاقصي اولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين برغم اهميته الكبري للاسلام فانه بدا مظلما مثله مثل باقي الكره الارضيه لانه واقع تحت احتلال الصهيونيه العنصريه وقتله الرسل والانبياء.
ان اسرائيل تستغل كل صغيره وكبيره بالباطل لتشوه صوره الاسلام , كما انها تستغل كل صغيره وكبيره ايضا لعمل دعايه لها , ولو كانت صوره الكره الارضيه هذه فيها شيء خاص باليهود لاقامت اسرائيل الدنيا واقعدتها , ولذلك .. فاننا نري انه يجب علي جميع وسائل الاعلام ورجال الدين بالازهر الشريف وجميع علماء المسلمين في كل مكان اغتنام هذه الفرصه النادره ونشر هذه الصوره الفريده علي العالم اجمع مرارا وتكرارا والعمل علي تصحيح صوره الاسلام .. انه دين سلام ومحبه وليس دين عنف كما يتهمه البعض حتي ان تحيه المسلم هي السلام عليكم , وان المسلم حتي يكون مسلما لابد ان يؤمن بجميع الرسل موسي وعيسي ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم ولا يفرق بينهم وفق قوله تعالي: امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله .. فهو دين سماحه يتعايش مع الاخرين لكم دينكم ولي دين , وان اكرمكم عند الله اتقاكم , وكما يقول الرسول صلي الله عليه وسلم لا فضل لعربي علي اعجمي الا بالتقوي.
واخيرا نقول .. ان هذه الصوره التي اذهلت العالم هي حقا معجزه من معجزات الخالق الكريم , وان المرء اينما يكن عندما يري هذه الصوره المعجزه لا يسعه الا ان يقول: اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله.
بقلم: د. اميره الشنواني
دكتواره في العلوم السياسيه
المصدر
http://www.ahram.org.eg/archive/Index.asp?CurFN=opin5.htm&DID=8048
(29/291)
فوائد و أحكام عن شهر صفر
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[20 - 03 - 04, 01:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الموضوع: فوائد و أحكام عن شهر صفر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي المسلم: حرصا مني على تعميم الفائدة، و دفاعا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، فهذا بحث يحتوي على جملة من الفوائد و الأحكام عن شهر صفر:
الجزء الأول:
شهر صفر هو أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية وهو الشهر الذي بعد المحرم قال بعضهم: سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها (أي خلّوها من أهلها) إذا سافروا فيه، وقيل: سَمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع (أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له). المرجع: كتاب لسان العرب لابن منظور ج/4 ص/462 - 463.
وسيتناول هذا البحث عن شهر صفر النقاط التالية: أولا: ما ورد فيه عند العرب الجاهليين ثانيا: ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية ثالثا: ما يوجد في هذا الشهر من البدع والاعتقادات الفاسدة عند بعض الناس رابعا: ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم خامسا: ما ورد من أحاديث مكذوبة عن شهر صفر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً: ما ورد فيه عند العرب الجاهليين:
كان للعرب في شهر صفر منكران عظيمان: الأول: التلاعب فيه تقديما وتأخيرا الثاني: التشاؤم منه
1) من المعلوم أن الله تعالى خلق السنة وعدة شهورها اثنا عشر شهراً، وقد جعل الله تعالى منها أربعةً حرم، حرَّم فيها القتال تعظيماً لشأنها، وهذه الأشهر هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب
ومصداق ذلك في كتاب الله قوله تعالى: ((إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)) التوبة / 36
وقد علم المشركون ذلك، لكنهم كانوا يؤخرون فيها ويقدمون على هواهم، ومن ذلك: أنهم جعلوا شهر صفر بدلاً من المحرَّم! وكانوا يعتقدون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، وهذه طائفة من أقوال أهل العلم في ذلك:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرَّم صفراً، ويقولون: إذا برأ الدَّبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر: حلَّت العمرة لمن اعتمر. رواه البخاري حديث رقم 1489 ومسلم حديث رقم 1240
2 - قال ابن العربي المسألة الثانية: كيفية النسيء: ثلاثة أقوال: الأول: عن ابن عباس رضي الله عنه أن جنادة بن عوف بن أمية الكناني كان يوافي الموسم كل عام، فينادي: ألا إن أبا ثمامة لا يعاب ولا يجاب، ألا وإن صفراً العام الأول حلال، فنحرمه عاما، ونحله عاما، وكانوا مع هوازن وغطفان وبني سليم. وفي لفظة: أنه كان يقول: إنا قدمنا المحرم وأخرنا صفراً، ثم يأتي العام الثاني فيقول: إنا حرمنا صفرا وأخرنا المحرم؛ فهو هذا التأخير.
الثاني: الزيادة: قال قتادة: عمد قوم من أهل الضلالة فزادوا صفرا في الأشهر الحرم، فكان يقوم قائمهم في الموسم فيقول: ألا إن آلهتكم قد حرمت العام المحرم، فيحرمونه ذلك العام، ثم يقوم في العام المقبل فيقول: ألا إن آلهتكم قد حرمت صفرا فيحرمونه ذلك العام، ويقولون: الصفران. وروى ابن وهب، وابن القاسم عن مالك نحوه قال: كان أهل الجاهلية يجعلونه صفرين، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا صفر))، وكذلك روى أشهب عنه.
الثالث: تبديل الحج: قال مجاهد رحمه الله بإسناد آخر: ((إنما النسيء زيادة في الكفر)) قال: حجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين، ثم حجوا في صفر عامين، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافت حجة أبي بكر في ذي القعدة، ثم حج النبي في ذي الحجة، فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض))، رواه ابن عباس وغيره، واللفظ له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا في هذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/292)
الموقف أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام إلى يوم تلقون ربكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم. وقد بلغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع، ولكم رءوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون، قضى الله أن لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله، وإن كل دم في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد، أيها الناس، فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فقد رضي به، فاحذروه أيها الناس على دينكم، وإن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا إلى قوله ما حرم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان))، وذكر سائر الحديث. اهـ. المرجع: أحكام القرآن لأبن العربي 2/ 503 - 504
2) أما التشاؤم من شهر صفر فقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية ولا زالت بقاياه في بعض الناس.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامَة ولا صَفَر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد)) رواه البخاري حديث رقم 5387 ومسلم 2220
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: و (صفر) فُسِّر بتفاسير:
الأول: أنه شهر صفر المعروف، والعرب يتشاءمون به
الثاني: أنه داء في البطن يصيب البعير، وينتقل من بعير إلى آخر، فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام
الثالث: صفر: شهر صفر، و المراد به النسيء الذي يُضل به الذين كفروا، فيؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر، يحلونه عاماً و يحرمونه عاماً
و أرجحها: أن المراد: شهر صفر، حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية
و الأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر
و بعض الناس إذا انتهى من عمل معين في اليوم الخامس و العشرين - مثلاً - من صفر أرَّخ ذلك وقال: انتهى في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير، فهذا من باب مداواة البدعة بالبدعة، فهو ليس شهر خير و لا شر؛ و لهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال: (خيراً إن شاء الله)، فلا يقال خير و لا شر، بل هي تنعق كبقية الطيور.اهـ
المرجع: مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله 2/ 113، 115
ــــــــــــــــــــــــ
ثانياً: ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية
وقد سبق حديث أبي هريرة في الصحيحين، وفيه بيان أن اعتقاد أهل الجاهلية في صفر مذموم، فهو شهر من شهور الله لا إرادة له إنما يمضي بتسخير الله له
ــــــــــــــــــــــــ
ثالثاً: ما يوجد في هذا الشهر من البدع و الاعتقادات الفاسدة عند بعض الناس
ــــــــــــــــــــــــ
التكملة مع الجزء الثاني إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[30 - 03 - 04, 02:51 ص]ـ
الجزء الثاني
ثالثاً: ما يوجد في هذا الشهر من البدع و الاعتقادات الفاسدة عند بعض الناس
1) سئلت اللجنة الدائمة: إن بعض العلماء في بلادنا يزعمون أن في دين الإسلام نافلة يصليها يوم الأربعاء آخر شهر صفر وقت صلاة الضحى أربع ركعات، بتسليمة واحدة تقرأ في كل ركعة: فاتحة الكتاب وسورة الكوثر سبع عشرة مرة، وسورة الإخلاص خمسين مرة، والمعوذتين مرة مرة، تفعل ذلك في كل ركعة، وتسلم، وحين تسلم تشرع في قراءة قوله تعالى: ((الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) ثلاثمائة وستين مرة، وجوهر الكمال ثلاث مرات، واختتم بسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وتصدَّق بشيء من الخبز إلى الفقراء، وخاصية هذه الآية لدفع البلاء الذي ينزل في الأربعاء الأخير من شهر صفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/293)
وقولهم إنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليَّات، وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر، فيكون ذلك اليوم أصعب الأيام في السنة كلها، فمن صلَّى هذه الصلاة بالكيفيَّة المذكورة: حفظه الله بكرمه من جميع البلايا التي تنزل في ذلك اليوم، ولم يحسم حوله لتكون محواً يشرب منه من لا يقدر على أداء الكيفية كالصبيان، وهل هذا هو الحل؟
فأجاب علماء اللجنة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
هذه النافلة المذكورة في السؤال لا نعلم لها أصلاً من الكتاب ولا من السنَّة، ولم يثبت لدينا أنَّ أحداً من سلف هذه الأمَّة وصالحي خلفها عمل بهذه النافلة، بل هي بدعة منكرة.
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) و قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).
و من نسب هذه الصلاة و ما ذُكر معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم: فقد أعظم الفرية، وعليه من الله ما يستحق من عقوبة الكذَّابين. اهـ.
المرجع: فتاوى اللجنة الدائمة 2/ 354.
2) و قال الشيخ محمد عبد السلام الشقيري:
قد اعتاد الجهلاء أن يكتبوا آيات السلام كـ ((سلام على نوح في العالمين)) إلخ في آخر أربعاء من شهر صفر ثم يضعونها في الأواني و يشربون و يتبركون بها و يتهادونها لاعتقادهم أن هذا يُذهب الشرور، وهذا اعتقاد فاسد، وتشاؤم مذموم، وابتداع قبيح يجب أن يُنكره كل من يراه على فاعله.
المرجع: السنن والمبتدعات ص 111، 112.
ــــــــــــــــــــــــ
رابعاً: ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
وهي كثيرة، و يمكن اختيار بعضها:
1) قال ابن القيم رحمه الله: ثم غزا بنفسه غزوة (الأبواء) ويقال لها ودَّان، وهي أول غزوة غزاها بنفسه، وكانت في صفر على رأس اثني عشر شهراً من مهاجره، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض، واستخلف على المدينة سعد بن عبادة، وخرج في المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش، فلم يلق كيداً.
وفي هذه الغزوة وادع مخشيَّ بن عمرو الضمري وكان سيد بني ضمرة في زمانه على ألا يغزو بني ضمرة ولا يغزوه، ولا أن يكثِّروا عليه جمعاً ولا يعينوا عليه عدوا وكتب بينه وبينهم كتابا وكانت غيبته خمس عشرة ليلة.
المرجع: زاد المعاد 3/ 164، 165
2) وقال رحمه الله: فلما كان صفر - (سنة ثلاث من الهجرة) - قدم عليه قوم من عَضَل و القارة، وذكروا أن فيهم إسلاما، وسألوه أن يبعث معهم من يعلِّمهم الدين، ويقرؤهم القرآن، فبعث معهم ستة نفر - في قول ابن إسحاق، وقال البخاري: كانوا عشرة - وأمَّر عليهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وفيهم خبيب بن عدي، فذهبوا معهم، فلما كانوا بالرجيع - وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز - غدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلا فجاؤوا حتى أحاطوا بهم فقتلوا عامتهم واستأسروا خبيب بن عدي وزيد بن الدَّثِنة، فذهبوا بهما وباعوهما بمكة وكانا قَتلا من رؤوسهم يوم بدر.
3) وقال رحمه الله: وفي هذا الشهر بعينه وهو صفر من السنة الرابعة كانت وقعة (بئر معونة) و ملخصها: أن أبا براء عامر بن مالك المدعو ملاعب الأسنَّة قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فدعاه إلى الإسلام فلم يسلم، ولم يبعد، فقال: يا رسول الله لو بعثت أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبونهم، فقال: إني أخاف عليهم أهل نجد، فقال أبو براء: أنا جار لهم، فبعث معه أربعين رجلا في قول ابن إسحاق، وفي الصحيح أنهم كانوا سبعين، والذي في الصحيح: هو الصحيح، وأمَّر عليهم المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة الملقب بالمعنق ليموت، وكانوا من خيار المسلمين وفضلائهم وساداتهم وقرائهم فساروا حتى نزلوا بئر معونة - وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم - فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن ملحان أخا أم سليم بكتاب رسول الله إلى عدو الله عامر بن الطفيل فلم ينظر فيه، وأمَر رجلا فطعنه بالحربة من خلفه، فلما أنفذها فيه ورأى الدم قال: فزت ورب الكعبة، ثم استنفر عدو الله لفوره بني عامر إلى قتال الباقين فلم يجيبوه لأجل جوار أبي براء، فاستنفر بني سليم فأجابته عصية و رعل و ذكوان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/294)
، فجاؤوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد بن النجار فإنه ارتُثَّ - (أي: رفع وبه جراح) - بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق، وكان عمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة بن عامر في سرح المسلمين فرأيا الطير تحوم على موضع الوقعة فنزل المنذر بن محمد فقاتل المشركين حتى قتل مع أصحابه وأسر عمرو بن أمية الضمري، فلما أخبر أنه من مضر جز عامرٌ ناصيته وأعتقه عن رقبة كانت على أمِّه، ورجع عمرو بن أمية، فلما كان بالقرقرة من صدر قناة - (اسم موضع) - نزل في ظل شجرة، وجاء رجلان من بني كلاب فنزلا معه، فلما ناما فتك بهما عمرو وهو يرى أنه قد أصاب ثأراً من أصحابه، وإذا معهما عهدٌ من رسول الله لم يشعر به، فلما قدم أخبر رسول الله بما فعل فقال: لقد قتلتَ قتيلين لأَدِينَّهما.
المرجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 3/ 246 - 248.
4) وقال ابن القيم رحمه الله: فإن خروجه - (أي: إلى خيبر) - كان في أواخر المحرم لا في أوله وفتحها إنما كان في صفر.
المرجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 3/ 339، 340.
5) وقال رحمه الله: فصل في ذكر سرية (قطبة بن عامر بن حديدة) إلى خثعم.
وكانت في صفر سنة تسع، قال ابن سعد: قالوا: بعث رسول الله قطبة بن عامر في عشرين رجلا إلى حي من خثعم بناحية تبالة، وأمَره أن يشن الغارة، فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها، فأخذوا رجلا فسألوه فاستعجم عليهم، فجعل يصيح بالحاضرة، ويحذرهم، فضربوا عنقه، ثم أقاموا حتى نام الحاضرة فشنوا عليهم الغارة فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعاً، وقَتل قطبة بن عامر مَن قتل، وساقوا النَّعم والنساء والشاء إلى المدينة، وفي القصة أنه اجتمع القوم، وركبوا في آثارهم فأرسل الله سبحانه عليهم سيلاً عظيماً حال بينهم وبين المسلمين فساقوا النَّعم والشاء والسبي وهم ينظرون لا يستطيعون أن يعبروا إليهم حتى غابوا عنهم.
المرجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 3/ 514.
6) وقال رحمه الله: وقدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم وفد عُذرة في صفر سنة تسع اثنا عشر رجلاً فيهم جمرة بن النعمان فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((مَن القوم؟ فقال متكلمهم: من لا تنكره نحن بنو عذرة، إخوة قصي لأمِّه، نحن الذين عضدوا قصيّاً، وأزاحوا من بطن مكة خزاعة وبني بكر، ولنا قرابات وأرحام، قال رسول الله: مرحبا بكم وأهلا ما أعرفني بكم، فأسلموا، وبشرهم رسول الله بفتح الشام وهرَب هرقل إلى ممتنع من بلاده، ونهاهم رسول الله عن سؤال الكاهنة، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها، وأخبرهم أن ليس عليهم إلا الأضحية، فأقاموا أياماً بدار رملة ثم انصرفوا وقد أجيزوا)).
المرجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 3/ 657.
ــــــــــــــــــــــــ
خامساً: ما ورد من أحاديث مكذوبة عن شهر صفر:
1) حديث: ((من بشرني بخروج صفر بشرته بالجنة))
أنظر: كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2/ 309 و كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني 1/ 438 و كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة 1/ 337
2) حديث: ((يكون صوت في صفر ثم تتنازع القبائل في شهر ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى و رجب))
قال ابن القيم رحمه الله: فصل أحاديث التواريخ المستقبلة:
ومنها: أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا، مثل قوله: إذا كانت سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت، وإذا كان شهر كذا وكذا وقع كيت وكيت.
وكقول الكذاب الأشر: إذا انكسف القمر في المحرم: كان الغلاء والقتال وشغل السلطان، وإذا انكسف في صفر: كان كذا وكذا.
واستمر الكذاب في الشهور كلها.
وأحاديث هذا الباب كلها كذب مفترى.
المرجع كتاب المنار المنيف لابن القيم ص 64
والله أعلم
اللهم اجعل جميع أعمالنا ظاهرها و باطنها خالصة لوجهك الكريم موافقة لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:33 ص]ـ
الأخ عباس
كان الأجدر بك أن تبقي الأقواس في المراجع كما هي حيث أخذتَها منه
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ إحسان العتيبي أكرمه الله برضاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا و أحسن إليك على هذه الملاحظة
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
وأذكرك بأمر أهم
أن تكتب " منقول " تحت المقال
أو تضع الرابط حتى لا تتهم بسرقة المقال أخي
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ إحسان العتيبي أكرمه الله برضاه
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي جزاك الله خيرا وحرم وجهك على النار على هذه النصيحة الطيبة و للاحاطه هذا المقال لي و ليس منقول
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/295)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:03 ص]ـ
أخي عباس
والله إني لأكره هذا
لكن لا بد منه
وقد حاولت التلميح لك فلم تتبين ما أردته
والله الذي لا إله إلا هو إن المقال ليس لك - على الأقل 9. 99 % منه -
قلت لك إنني أكره هذا فلا داعي للمكابرة أخي
وقد رأيت مقالك في عدة منتديات
ولا يليق بك هذا أخي
ـ[عباس فهد رحيم]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ إحسان العتيبي أكرمه الله برضاه
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي جزاك الله خيرا وحرم وجهك على النار
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لكن ماذا يعني هذا؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 01:36 ص]ـ
http://63.175.194.25/topics/safar/safar_ara.shtml
أرجو المقارنة للمعرفة والبيان
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 01:37 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
شهر صفر هو أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية وهو الشهر الذي بعد المحرم، قال بعضهم: سمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها (أي خلّوها من أهلها) إذا سافروا فيه، وقيل: سَمَّوا الشهر صفراً لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صِفْراً من المتاع (أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له). انظر لسان العرب لابن منظور ج/4 ص/462 - 463
وسيتناول الحديث عن هذا الشهر النقاط التالية:
1. ما ورد فيه عند العرب الجاهليين.
2. ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية.
3. ما يوجد في هذا الشهر من البدع والاعتقادات الفاسدة من المنتسبين للإسلام.
4. ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
5. ما ورد في الأحاديث المكذوبة في صفر.
أولاً:
ما ورد فيه عند العرب الجاهليين:
كان للعرب في شهر صفر منكران عظيمان: الأول: التلاعب فيه تقديما وتأخيرا، والثاني: التشاؤم منه.
1. من المعلوم أن الله تعالى خلق السنة وعدة شهورها اثنا عشر شهراً، وقد جعل الله تعالى منها أربعةً حرم، حرَّم فيها القتال تعظيماً لشأنها، وهذه الأشهر هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم، ورجب.
ومصداق ذلك في كتاب الله قوله تعالى {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم} [التوبة / 36].
وقد علم المشركون ذلك، لكنهم كانوا يؤخرون فيها ويقدمون على هواهم، ومن ذلك: أنهم جعلوا شهر " صفر " بدلاً من " المحرَّم "!
وكانوا يعتقدون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، وهذه طائفة من أقوال أهل العلم في ذلك:
أ. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرَّم صفراً، ويقولون: إذا برأ الدَّبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر: حلَّت العمرة لمن اعتمر.
رواه البخاري (1489) ومسلم (1240).
ب. قال ابن العربي:
المسألة الثانية: كيفية النسيء:
ثلاثة أقوال:
الأول:
عن ابن عباس أن جنادة بن عوف بن أمية الكناني كان يوافي الموسم كل عام، فينادي: ألا إن أبا ثمامة لا يعاب ولا يجاب، ألا وإن صفراً العام الأول حلال، فنحرمه عاما، ونحله عاما، وكانوا مع هوازن وغطفان وبني سليم.
وفي لفظة: أنه كان يقول: إنا قدمنا المحرم وأخرنا صفراً، ثم يأتي العام الثاني فيقول: إنا حرمنا صفرا وأخرنا المحرم؛ فهو هذا التأخير.
الثاني: الزيادة: قال قتادة: عمد قوم من أهل الضلالة فزادوا صفرا في الأشهر الحرم، فكان يقوم قائمهم في الموسم فيقول: ألا إن آلهتكم قد حرمت العام المحرم، فيحرمونه ذلك العام، ثم يقوم في العام المقبل فيقول: ألا إن آلهتكم قد حرمت صفرا فيحرمونه ذلك العام، ويقولون: الصفران. وروى ابن وهب، وابن القاسم عن مالك نحوه قال: كان أهل الجاهلية يجعلونه صفرين، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا صفر "، وكذلك روى أشهب عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/296)
الثالث: تبديل الحج: قال مجاهد بإسناد آخر: {إنما النسيء زيادة في الكفر} قال: حجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين، ثم حجوا في صفر عامين، فكانوا يحجون في كل سنة في كل شهر عامين حتى وافت حجة أبي بكر في ذي القعدة، ثم حج النبي في ذي الحجة، فذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في خطبته: " إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض "، رواه ابن عباس وغيره، واللفظ له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا في هذا الموقف أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم حرام إلى يوم تلقون ربكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم. وقد بلغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع، ولكم رءوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون، قضى الله أن لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب موضوع كله، وإن كل دم في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل، فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية.
أما بعد، أيها الناس، فإن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فقد رضي به، فاحذروه أيها الناس على دينكم، وإن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا إلى قوله ما حرم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان "، وذكر سائر الحديث.
" أحكام القرآن " (2/ 503 - 504).
2. أما التشاؤم من شهر صفر فقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية ولا زالت بقاياه في بعض من ينتسب للإسلام.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا عدوى ولا طيرة ولا هامَة ولا صَفَر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ".
رواه البخاري (5387) ومسلم (2220).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
و " صفر " فُسِّر بتفاسير:
الأول: أنه شهر صفر المعروف، والعرب يتشاءمون به.
الثاني: أنه داء في البطن يصيب البعير، وينتقل من بعير إلى آخر، فيكون عطفه على العدوى من باب عطف الخاص على العام.
الثالث: صفر: شهر صفر، والمراد به النسيء الذي يُضل به الذين كفروا، فيؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر، يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً.
وأرجحها: أن المراد: شهر صفر، حيث كانوا يتشاءمون به في الجاهلية.
والأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر.
وبعض الناس إذا انتهى من عمل معين في اليوم الخامس والعشرين - مثلاً - من صفر أرَّخ ذلك وقال: انتهى في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير، فهذا من باب مداواة البدعة بالبدعة، فهو ليس شهر خير ولا شر؛ ولهذا أنكر بعض السلف على من إذا سمع البومة تنعق قال: " خيراً إن شاء الله "، فلا يقال خير ولا شر، بل هي تنعق كبقية الطيور.
فهذه الأربعة التي نفاها الرسول صلى الله عليه وسلم تدل على وجوب التوكل على الله وصدق العزيمة وألا يضعف الملم أمام هذه الأمور.
وإذا ألقى المسلم بالَه لهذه الأمور فلا يخلو من حالين:
الأولى: إما أن يستجيب لها بأن يقدم أو يحجم، فيكون حينئذٍ قد علَّق أفعاله بما لا حقيقة له.
الثانية: أن لا يستجيب بأن يقدم ولا يبالي، لكن يبقى في نفسه نوع من الهم أو الغم، وهذا وإن كان أهون من الأول لكن يجب أن لا يستجيب لداعي هذه الأمور مطلقاً، وأن يكون معتمداً على الله عز وجل …
والنفي في هذه الأمور الأربعة ليس نفياً للوجود؛ لأنها موجودة، ولكنه نفي للتأثير، فالمؤثر هو الله، فما كان سبباً معلوماً فهو سبب صحيح، وما كان سبباً موهوماً فهو سبب باطل، ويكون نفياً لتأثيره بنفسه ولسببيته …
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (2/ 113، 115).
ثانياً:
ما ورد في الشرع مما يخالف أهل الجاهلية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/297)
وقد سبق حديث أبي هريرة في الصحيحين، وفيه بيان أن اعتقاد أهل الجاهلية في صفر مذموم، فهو شهر من شهور الله لا إرادة له إنما يمضي بتسخير الله له.
ثالثاً:
ما يوجد في هذا الشهر من البدع والاعتقادات الفاسدة من المنتسبين للإسلام.
1. سئلت اللجنة الدائمة:
إن بعض العلماء في بلادنا يزعمون أن في دين الإسلام نافلة يصليها يوم الأربعاء آخر شهر صفر وقت صلاة الضحى أربع ركعات، بتسليمة واحدة تقرأ في كل ركعة: فاتحة الكتاب وسورة الكوثر سبع عشرة مرة، وسورة الإخلاص خمسين مرة، والمعوذتين مرة مرة، تفعل ذلك في كل ركعة، وتسلم، وحين تسلم تشرع في قراءة {الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} ثلاثمائة وستين مرة، وجوهر الكمال ثلاث مرات، واختتم بسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وتصدَّق بشيء من الخبز إلى الفقراء، وخاصية هذه الآية لدفع البلاء الذي ينزل في الأربعاء الأخير من شهر صفر.
وقولهم إنه ينزل في كل سنة ثلاثمائة وعشرون ألفاً من البليَّات، وكل ذلك يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر، فيكون ذلك اليوم أصعب الأيام في السنة كلها، فمن صلَّى هذه الصلاة بالكيفيَّة المذكورة: حفظه الله بكرمه من جميع البلايا التي تنزل في ذلك اليوم، ولم يحسم حوله لتكون محواً يشرب منه من لا يقدر على أداء الكيفية كالصبيان، وهل هذا هو الحل؟
فأجاب علماء اللجنة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
هذه النافلة المذكورة في السؤال لا نعلم لها أصلاً من الكتاب ولا من السنَّة، ولم يثبت لدينا أنَّ أحداً من سلف هذه الأمَّة وصالحي خلفها عمل بهذه النافلة، بل هي بدعة منكرة.
وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " وقال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
ومن نسب هذه الصلاة وما ذُكر معها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أحدٍ من الصحابة رضي الله عنهم: فقد أعظم الفرية، وعليه من الله ما يستحق من عقوبة الكذَّابين.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 354).
2. وقال الشيخ محمد عبد السلام الشقيري:
قد اعتاد الجهلاء أن يكتبوا آيات السلام كـ " سلام على نوح في العالمين " إلخ في آخر أربعاء من شهر صفر ثم يضعونها في الأواني ويشربون ويتبركون بها ويتهادونها لاعتقادهم أن هذا يُذهب الشرور، وهذا اعتقاد فاسد، وتشاؤم مذموم، وابتداع قبيح يجب أن يُنكره كل من يراه على فاعله.
" السنن والمبتدعات " (ص 111، 112).
رابعاً:
ما حدث في هذا الشهر من غزوات وأحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وهي كثيرة، ويمكن اختيار بعضها:
1. قال ابن القيم:
ثم غزا بنفسه غزوة " الأبواء " ويقال لها " ودَّان "، وهي أول غزوة غزاها بنفسه، وكانت في صفر على رأس اثني عشر شهراً من مهاجره، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب وكان أبيض، واستخلف على المدينة سعد بن عبادة، وخرج في المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش، فلم يلق كيداً.
وفي هذه الغزوة وادع مخشيَّ بن عمرو الضمري وكان سيد بني ضمرة في زمانه على ألا يغزو بني ضمرة ولا يغزوه، ولا أن يكثِّروا عليه جمعاً ولا يعينوا عليه عدوا وكتب بينه وبينهم كتابا وكانت غيبته خمس عشرة ليلة.
" زاد المعاد " (3/ 164، 165).
2. وقال:
فلما كان صفر - (سنة ثلاث من الهجرة) - قدم عليه قوم من " عَضَل " و " القارة "، وذكروا أن فيهم إسلاما، وسألوه أن يبعث معهم من يعلِّمهم الدين، ويقرؤهم القرآن، فبعث معهم ستة نفر - في قول ابن إسحاق، وقال البخاري: كانوا عشرة - وأمَّر عليهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وفيهم خبيب بن عدي، فذهبوا معهم، فلما كانوا بالرجيع - وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز - غدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلا فجاؤوا حتى أحاطوا بهم فقتلوا عامتهم واستأسروا خبيب بن عدي وزيد بن الدَّثِنة، فذهبوا بهما وباعوهما بمكة وكانا قَتلا من رؤوسهم يوم بدر.
" زاد المعاد " (3/ 244).
3. وقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/298)
وفي هذا الشهر بعينه وهو صفر من السنة الرابعة كانت وقعة " بئر معونة " وملخصها: أن أبا براء عامر بن مالك المدعو " ملاعب الأسنَّة " قدم على رسول الله المدينة فدعاه إلى الإسلام فلم يسلم، ولم يبعد، فقال: يا رسول الله لو بعثت أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبونهم، فقال: إني أخاف عليهم أهل نجد، فقال أبو براء: أنا جار لهم، فبعث معه أربعين رجلا في قول ابن إسحاق، وفي الصحيح أنهم كانوا سبعين، والذي في الصحيح: هو الصحيح، وأمَّر عليهم المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة الملقب بالمعنق ليموت، وكانوا من خيار المسلمين وفضلائهم وساداتهم وقرائهم فساروا حتى نزلوا " بئر معونة " - وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم - فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن ملحان أخا أم سليم بكتاب رسول الله إلى عدو الله عامر بن الطفيل فلم ينظر فيه، وأمَر رجلا فطعنه بالحربة من خلفه، فلما أنفذها فيه ورأى الدم قال: فزت ورب الكعبة، ثم استنفر عدو الله لفوره بني عامر إلى قتال الباقين فلم يجيبوه لأجل جوار أبي براء، فاستنفر بني سليم فأجابته " عصية " و " رعل " و " ذكوان "، فجاؤوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد بن النجار فإنه ارتُثَّ - (أي: رفع وبه جراح) - بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق، وكان عمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة بن عامر في سرح المسلمين فرأيا الطير تحوم على موضع الوقعة فنزل المنذر بن محمد فقاتل المشركين حتى قتل مع أصحابه وأسر عمرو بن أمية الضمري، فلما أخبر أنه من " مضر " جز عامرٌ ناصيته وأعتقه عن رقبة كانت على أمِّه، ورجع عمرو بن أمية، فلما كان بالقرقرة من صدر قناة - (اسم موضع) - نزل في ظل شجرة، وجاء رجلان من بني كلاب فنزلا معه، فلما ناما فتك بهما عمرو وهو يرى أنه قد أصاب ثأراً من أصحابه، وإذا معهما عهدٌ من رسول الله لم يشعر به، فلما قدم أخبر رسول الله بما فعل فقال: لقد قتلتَ قتيلين لأَدِينَّهما.
" زاد المعاد " (3/ 246 - 248).
4. وقال ابن القيم:
فإن خروجه - (أي: إلى خيبر) - كان في أواخر المحرم لا في أوله وفتحها إنما كان في صفر.
" زاد المعاد " (3/ 339، 340).
5. وقال:
فصل في ذكر سرية " قطبة بن عامر بن حديدة " إلى خثعم.
وكانت في صفر سنة تسع، قال ابن سعد: قالوا: بعث رسول الله قطبة بن عامر في عشرين رجلا إلى حي من خثعم بناحية تبالة، وأمَره أن يشن الغارة، فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها، فأخذوا رجلا فسألوه فاستعجم عليهم، فجعل يصيح بالحاضرة، ويحذرهم، فضربوا عنقه، ثم أقاموا حتى نام الحاضرة فشنوا عليهم الغارة فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعاً، وقَتل قطبة بن عامر مَن قتل، وساقوا النَّعم والنساء والشاء إلى المدينة، وفي القصة أنه اجتمع القوم، وركبوا في آثارهم فأرسل الله سبحانه عليهم سيلاً عظيماً حال بينهم وبين المسلمين فساقوا النَّعم والشاء والسبي وهم ينظرون لا يستطيعون أن يعبروا إليهم حتى غابوا عنهم.
" زاد المعاد " (3/ 514).
6. وقال:
وقدم على رسول الله وفد " عُذرة " في صفر سنة تسع اثنا عشر رجلاً فيهم جمرة بن النعمان فقال رسول الله: مَن القوم؟ فقال متكلمهم: من لا تنكره نحن بنو عذرة، إخوة قصي لأمِّه، نحن الذين عضدوا قصيّاً، وأزاحوا من بطن مكة خزاعة وبني بكر، ولنا قرابات وأرحام، قال رسول الله: مرحبا بكم وأهلا ما أعرفني بكم، فأسلموا، وبشرهم رسول الله بفتح الشام وهرَب هرقل إلى ممتنع من بلاده، ونهاهم رسول الله عن سؤال الكاهنة، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها، وأخبرهم أن ليس عليهم إلا الأضحية، فأقاموا أياماً بدار رملة ثم انصرفوا وقد أجيزوا.
" زاد المعاد " (3/ 657).
خامساً:
ما ورد في الأحاديث المكذوبة في صفر:
قال ابن القيم:
فصل أحاديث التواريخ المستقبلة:
ومنها: أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا، مثل قوله: إذا كانت سنة كذا وكذا وقع كيت وكيت، وإذا كان شهر كذا وكذا وقع كيت وكيت.
وكقول الكذاب الأشر: إذا انكسف القمر في المحرم: كان الغلاء والقتال وشغل السلطان، وإذا انكسف في صفر: كان كذا وكذا.
واستمر الكذاب في الشهور كلها.
وأحاديث هذا الباب كلها كذب مفترى.
" المنار المنيف " (ص 64).
والله أعلم.
(29/299)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته
ـ[فارس الحجاز]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:27 ص]ـ
هل ورد وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظ " ومغفرته " في التحية أما لا، وإن ورد فما درجة الحديث.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 03 - 04, 12:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12514&highlight=%E6%E3%DB%DD%D1%CA%E5
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3706&highlight=%E6%E3%DB%DD%D1%CA%E5
ـ[فارس الحجاز]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:39 م]ـ
شكراً أخي خليل على هذه المشاركة.
(29/300)
حمل المصحف في الصلاة
ـ[اللجين]ــــــــ[20 - 03 - 04, 11:26 ص]ـ
ماحكم حمل المصحف في صلاة الفرض للقراءه منه؟؟؟؟ [
السؤال
uestion
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 09:13 م]ـ
السلام عليكم /
أما بعد
فمن أجمل ما قرأت في المسألة قول الإمام أحمد رحمه الله
((لا يعجبني ذلك إلا أن يضطروا إليه فإذا اضطروا إليه فلا بأس)).
(وهذا عنه في قيام رمضان
والمذهب الجواز مطلقا
ويراجع لذلك الإنصاف والمقنع
ومذهب مالك يكره في الفرض ويجوز في النافلة إذا بدأ القراة من المصحف لا في أثناءه فيكره
أما الشافعي رحمه الله ليس بمكروه عنده بل يجب إذا لم يحفظ الفاتحة
أما الإمام أبو حنيفة فالصلاة باطلة عنده)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:18 م]ـ
الصلاة باطلة عند أبي حنيفة
خلافا للصاحبين
فالصلاة مكروهة مع الصحة
يقول (الحصكفي) صاحب (الدر المختار) شرح تنوير الأبصار في باب ما يفسد الصلاة و ما يكره فيها:
[(و قراءته من مصحف) أي ما فيه قرآن (مطلقا) لأنه تعلم، إلا إذا كان حافظا لما قرأه و قرأ بلا حمل؛ و قيل لا تفسد إلا بآية. و استظهره الخلب، و جوزه الشافعي بلا كراهة، و هما بها للتشبه بأهل الكتاب: أي إن قصده،، فإن التشبه بهم لا يكره في كل شيء، بل في المذموم و فيما يقصد به التشبه، كما في البحر.]
فقال (ابن عابدين) معلقا في حاشيته على الدر المختار:
[مطلب في التشبه بأهل الكتاب
قوله (لأن التشبه بهم لا يكره في كل شيء) فإنا نأكل و نشرب كما يفعلون. بحر. عن شرح الجامع الصغير لقاضي خان، و يؤيده ما في الذخيرة قبيل كتاب التحري. قال هشام: رأيت على أبي يوسف نعلين مخصوفين بمسامير، فقلت: ألا ترى بهذا الحديد بأسا؟
قال: لا
قلت: سفيان و ثور بن يزيد كرها ذلك لأن فيه تشبها بالرهبان
فقال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يلبس النعال التي لها شعر، و إنها من لباس الرهبان
فقد أشار إلى أن صورة المشابهة فيما تعلق به صلاح العباد لا يضر، فإن الأرض مما لا يمكن قطع المسافة البعيدة فيها إلا بهذا النوع. اهـ
و فيه إشارة أيضا إلى أن المراد بالتشبه أصل الفعل: أي صورة المشابهة بلا قصد ..... ]
حاشية ابن عابدين
1/ 653
مؤسسة الحلبي
(29/301)
جديد فضيلة الشيخ / عبدالكريم الخضير ... في 3و4/ 2/1425
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 05:11 م]ـ
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الأربعاء 3/ 2/1425
في جامع ((عبدالله بن عباس رضي الله عنه)) بمدينةالرس
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012092020 جوال / 053269054 جوال/053494441 جوال /054884916
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
((من حسن إسلام المرء تركه مالايعنيه))
محاضرة لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله
بعد مغرب يوم الخميس 4/ 2/1425
في جامع ((الملك عبدالعزيز)) بمدينة الزلفي
وستبث المحاضرة باذن الله عزوجل في صفحة الشيخ على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012092020 جوال / 053269054جوال/053494441
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 08:04 م]ـ
سلام عليكم ..
ثمة تنبيه ايها الاخوة وفقكم الله ..
محاضرة الزلفي في جامع (((الغنام))) ...
وفق الله الجميع لطاعته ..
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 02:59 ص]ـ
اليوم باذن الله عزوجل المحاضرة الأولى
ـ[ابن رجب]ــــــــ[24 - 03 - 04, 08:03 م]ـ
نفع الله بالشيخ واطال في عمره على الطاعة ونفع المسلمين
(29/302)
كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ الخضير حول من تزاحم عليه شرطان
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 04, 09:55 م]ـ
قال الشيخ الخضير في الفتاوى:
(إذا استيقظ النائم قبيل طلوع الشمس أو خروج وقت الصلاة غير الفجر وهو جنب فعليه أن يغتسل ولو لزم من ذلك خروج وقت الصلاة وهو إذا لم يفرط في نومه فلا إثم عليه بل هو معذور عند جمهور العلماء الذين يقدمون الطهارة على الوقت خلافاً للإمام مالك - رحمة الله عليه - فالوقت عنده أهم من الطهارة، فعلى مذهبه يصلي بالتيمم اغتناماً للوقت لكن الراجح قول الجمهور. والله أعلم.)
فيفهم من كلام الشيخ أن من تزاحم عليه شرطان أخذ بشرط الطهارة على حساب شرط الوقت!!
بل ونقل في ذلك أنه قول الجمهور!!
مع أنَّ شيخ الإسلام في الإختيارات ص (33) شدد في نفي ذلك وجعله قول شاذ لم يقله أحد من علماء المسلمين!!
فأهيب بمشايخنا الكرام أن ينقلوا لنا نقول ترجح أحد النقلين الماضيين (إن ثبت تعارضهما) أو يوجه أحد القولين .... !!
ودمتم ...
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[20 - 03 - 04, 11:05 م]ـ
كلام الخضير هو عينه كلام ابن تيمية و غيره من أهل العلم، و هو الصواب.
ففرق بين من استيقظ آخر الوقت و هو جنب، و بين من استيقظ أول الوقت و هو جنب، فالأول: لا يجد وقتا و الوقت في حقه من وقت استيقاظه، و كذا الناسي بأصل الشرع، بخلاف الآخر فإن الوقت متسع في حقه ..
اقرأ كلام ابن تيمية: (و من استيقظ آخر وقت صلاة و هو جنب و خاف ان اغتسل خرج الوقت = اغتسل و صلى و لو خرج الوقت و كذا من نسيها.
بخلاف من استيقظ أول الوقت فليس له أن يفوت وقت الصلاة بل يتيمم و يصلي) الاختيارات.
و تجده مبسوطا في رسالته القيمة (تيسير العبادات لأرباب الضرورات) ص 265 - ضمن مجموع مصنفاته ط دار ابن حزم.
و قد عزاه لأكثر العلماء.
أقول: و هذا ظاهر فكل من استيقظ من نومه و لو لم يكن جنبا، فإنه لا بد أن يشتغل أولا بشرط الصلاة و هو الطهارة فيأتي بالوضوء و لو كان الوقت يخرج باشتغاله به لورود النص في ذلك، و عليه عمل المسلمين.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 06:13 ص]ـ
قلت - أحسن الله إليك -:
(ففرق بين من استيقظ آخر الوقت و هو جنب، و بين من استيقظ أول الوقت و هو جنب) ...
فهمت من كلامك السابق أنك تقول بالفرق بين موارد كلام شيخ الإسلام والشيخ الخضير ....
فشيخ الإسلام يقصد من استيقظ في آخر الوقت ...
والشيخ الخضير يقصد من استيقظ في آخر الوقت ... !!
ولكن عبارة الشيخ الخضير تنص على ان المقصود من الكلام من استيقظ في آخر الوقت ... !!
تأمل ...... :
(إذا استيقظ النائم قبيل طلوع الشمس أو خروج وقت الصلاة غير الفجر وهو جنب فعليه أن يغتسل ولو لزم من ذلك خروج وقت الصلاة)
فالمسألة عين المسألة , ولكن الحكم اختلف , بل والنقل متناقض!!
هذا الذي فهمت , أم هناك من يوجه الفهم القاصر!!
ـ[ asad11] ــــــــ[21 - 03 - 04, 06:50 ص]ـ
الأخ / سلطان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لا تعارض بين الاثنين وتأمل مشاركة الأخ / أبو تيمية إبراهيم يتضح ذلك لك جليا.
ولو جنبتنا - جزاك الله خيرا - إظهار خلاف أهل العلم، لكان خيرا لنا جميعا في ديننا، وإن لم تتضح في ذهنك مسألة فقد اتضحت لغيرك.
وإني أتسائل: من هو هذا الذي يرتاب في نقل شيخ الاسلام ابن تيمية -رحمه الله-؟ ولماذا يتعارض كلامه مع كلام الشيخ الخضير؟ مع أن النزاع في المسألة بينهما غير واقع لمن تأمل؟
وتأمل مشاركة الأخ / أبو تيمية إبراهيم يتضح ذلك لك جليا -مرة أخرى-.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 03:01 م]ـ
يبدو أخي حفظك الله أنك لم تتأمل الإستشكال أصلاً , ولم تتأمل وجه التعارض .... !
فأرجو أن تتأمل أصل الكلام ثم تشارك بما يفيد أخوانك من علم .. !
ولست أقصد بهذا الكلام إلا استشارة أخوتي من طلبة العلم , وقديماً قيل (من استشكل فقد عقل)!!
أما المنع من ذلك ففيه تحجير على المدارسة , يفضي إلى الإنغلاق على واضحات المسائل وترك سبر دقائق المسائل من كلام أهل العلم ... !!
والمسألة أخي نقل محض يحتاج تثبت فقط .... !!
وأدعوك مرة أخرى للتأمل .... !!
فأين الأخوة المفيدين .... ؟
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[21 - 03 - 04, 07:26 م]ـ
يا أخي سلطان وفقك الرحمن
لا تعارض بينهما - كما قد أسلفت لك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/303)
و هاكها واحدة واحدة
يقول الخضير: ((إذا استيقظ النائم قبيل طلوع الشمس أو خروج وقت الصلاة غير الفجر وهو جنب فعليه أن يغتسل ولو لزم من ذلك خروج وقت الصلاة وهو إذا لم يفرط في نومه فلا إثم عليه بل هو معذور عند جمهور العلماء الذين يقدمون الطهارة على الوقت خلافاً للإمام مالك - رحمة الله عليه - فالوقت عنده أهم من الطهارة، فعلى مذهبه يصلي بالتيمم اغتناماً للوقت لكن الراجح قول الجمهور. والله أعلم.)
ففهمنا - و أرجو أن يكون فهمك له كذلك -: أن من اسيقظ من نومه في وقت لا يتسع له الجمع بين الطهارة للصلاة و إيقاع الصلاة في وقتها - أي قبل خروج وقتها المحدد لها شرعا - فعليه التطهر للصلاة ولو حصل بذلك خروج وقتها ..
أظنه كذلك ..
اقرأ الآن كلام ابن تيمية: (و من استيقظ آخر وقت صلاة و هو جنب و خاف ان اغتسل خرج الوقت = اغتسل و صلى و لو خرج الوقت و كذا من نسيها).
هل ترى الآن بينهما اختلافا، ما أظنك تراه.
بقيت حالة لم يتطرق لها الخضير، و هي ما إذا استيقظ أول الوقت و له متسع من الوقت، لكن لم تتيسر له الطهارة لأسباب،منها: أن يكون في يوم بارد شديد البرد و عليه جنابة و لا يمكنه الاغتسال بالماء خشيةً على نفسه من الهلاك، و لا يحصل له الانتهاء من تسخين الماء و لا الذهاب إلى الحمام و الخروج منه إلا بعد خروج الوقت، فهذا يصلي بالتيمم في الوقت.
و في هذا يقول ابن تيمية: (بخلاف من استيقظ أول الوقت فليس له أن يفوت وقت الصلاة بل يتيمم و يصلي).
فالعبد له ثلاث حالا ت حال استيقاظه:
الأولى 1 - : أن يستيقظ من نومه و له من الوقت ما يتسع عادةً للجمع بين الطهارة و الانتهاء منها و إيقاع ركعة من الصلاة في وقتها، مع القدرة على ذلك
و الثانية 2 - : أن يستيقظ و له من الوقت ما يتسع عادةً للجمع بين الطهارة و الانتهاء منها و إيقاع ركعة من الصلاة في وقتها، لكنه غير قادر على الطهارة لها إلا بعد خروج الوقت.
و الثالثة: من استيقظ و ليس له من الوقت ما يتسع للجمع بين الطهارة و الانتهاء منها و إيقاع ركعة من الصلاة في وقتها.
فالحالة الأولى: أمرها واضح، فهو قادر على الطهارة ثم إيقاع الصلاة قبل خروج وقتها، فهذا يحرم عليه إخراجها عن وقتها.
و الثانية: القول الصواب فيها: أنه يؤيديها في وقتها و لو بغير طهارة الماء بل و لو بغير الطهورين، كالسجين المكبل بالسلاسل، حيث لا يمكنه الحركة و نحوه.
و الثالثة: يجب عليه الانشغال بالطهارة، لأن الوقت في حقه من وقت استيقاظه بأصل الشرع بخلاف من استيقظ أول الوقت كما أسلفنا.
و هذا تفصيل شيخ الإسلام ابن تيمية في المسألة في مواضع كثيرة ..
سؤال للأخ سلطان ليتضح له الأمر:
رجل نام و لم يستيقط إلا قبل طلوع الشمس بدقيقة أو دقيقتين أو نحوهما؛ و هو يريد أن يقضي حاجته و يتوضأ لصلاة الفجر، لكنه لو فعل ذلك = خَرَجَ الوقتُ، فهل يقضي حاجته و يتوضأ أم يصلي مع الحاجة و دون وضوء؟
و كذا لو استيقظ قبل خروج الوقت بزمن لا يمكنه معه الوضوء إلا و قد خرج الوقت؟ كما يحصل كثيرًا ..
الجواب: يقضي حاجته و يتوضأ أو يتوضأ - إن لم تكن به حاجة للاختلاء - و لو خرج الوقت، و هذا بين.
و أرجو أن يكون الأمر قد اتضح، و الله الموفق.
...
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 06:36 م]ـ
الأخ أسعد ... وفقه الله
الأخ سلطان - فيما رأيت - ما أراد إلاَّ خيراً، فما هذا الهجوم غير المسوَّغ عليه؟!
سامحك الله!
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:19 م]ـ
فقد قصرت في عدم نقل كلام ابن تيمية المراد , فخذه:
قال ابن تيمية في الاختيارات (ص51) طبعة أحمد الخليل الجديدة:
(وأما قول بعض أصحابنا: لايجوز تأخيرها عن وقتها إلا لناوٍ جمع أو (مشتغل بشرطها!!) فهذا لم يقله أحد قبله من الأصحاب , بل ولا من سائر المسلمين!! ........ )
إلى أن قال: ( ... بل تصلي -يعني المستحاضة- في الوقت بحسب حالها) ...
فالآن أعيد طرح الإستشكال ... :
من اشتغل بالطهارة (وهي شرط للصلاة) حتى خرج وقتها أليس داخل في كلام ابن تيمية!!
أليس من قال بأنه يتطهر حتى يخرج الوقت , قد خالف بذلك طوائف المسلمين , كما نقل ابن تيمية!!
فكيف نجمع بين هذا النقل , ونقل الخضير بأن الجمهور أجاز ذلك!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/304)
أرجو أن يظهر إستشكالي , وإن كنت مازلت أتهم فهمي , وأطلب من جنابكم تميين المسألة , وحبذا لو نقل أحد خلاف العلماء -إن وجد- من المصادر الأصلية .....
===============
أخي أباعمر حفظه الله: وأخونا أسعد أيضا لم يرد إلا خيراً ....
وفق الجميع لما يحب ويرضى ...
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:53 ص]ـ
لم يحصل تقصير بارك الله فيك
بل الموضع الذي نقلته الآن لا علاقة له بما نقلته عن الخضير، فالخضير تكلم عمن استيقظ آخر الوقت و عليه جنابة و الذي نقلناه لك هو المتعلق بها.
و أيا كان الأمر، فعيك يا أخي سلطان أن تتأنّى في قراءة نص ابن تيمية لتعرف مراده بل تعيده مرات، و لو استعنت بأخ فهِم قريب منك فهذا أفضل ...
و قد قدمت لك أن كلام الخضير فيمن استيقظ آخر الوقت من نومٍ، و ذكرت لك تفصيل ابن تيمية بأوضح عبارة ..
و كلام ابن تيمية الذي نقلتَهُ فيه نقص،وهو مع تمامه:
(وَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ الصَّلَاةِ عَنْ وَقْتِهَا لِغَيْرِ الْجَمْعِ، وَأَمَّا الْمُسَافِرُ الْعَادِمُ لِلْمَاءِ إذَا عَلِمَ أَنَّهُ يَجِدُ الْمَاءَ بَعْدَ الْوَقْتِ: لَا يَجُوزُ لَهُ التَّأْخِيرُ إلَى مَا بَعْدَ الْوَقْتِ، بَلْ يُصَلِّي بِالتَّيَمُّمِ فِي الْوَقْتِ بِلَا نِزَاعٍ، وَكَذَلِكَ الْعَاجِزُ عَنْ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالْقِرَاءَةِ إذَا عَلِمَ بَعْدَ الْوَقْتِ أَنَّهُ يُمْكِنُهُ أَنْ يُصَلِّيَ بِإِتْمَامِ الرُّكُوعِ، وَالسُّجُودِ، وَالْقِرَاءَةِ: كَانَ الْوَاجِبُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْوَقْتِ بِحَسَبِ إمْكَانِهِ. وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا عَنْ وَقْتِهَا إلَّا لِنَاوٍ جَمْعَهُمَا أَوْ مُشْتَغِلٍ بِشَرْطِهَا، فَهَذَا لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ قَبْلَهُ مِنْ الْأَصْحَابِ، بَلْ وَلَا مِنْ سَائِرِ طَوَائِفِ الْمُسْلِمِينَ، إلَّا أَنْ يَكُونَ بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ. وَهَذَا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى عُمُومِهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ صُوَرًا مَعْرُوفَةً، كَمَا إذَا أَمْكَنَ الْوَاصِلَ إلَى الْبِئْرِ أَنْ يَضَعَ حَبْلًا يَسْتَقِي بِهِ وَلَا يَفْرُغُ إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ، أَوْ أَمْكَنَ الْعُرْيَانَ أَنْ يَخِيطَ ثَوْبًا وَلَا يَفْرُغُ. إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ، وَنَحْوُ هَذِهِ الصُّورَةِ، وَمَعَ هَذَا فَاَلَّذِي قَالَهُ فِي ذَلِكَ هُوَ خِلَافُ الْمَذْهَبِ الْمَعْرُوفِ عَنْ أَحْمَدَ وَأَصْحَابِهِ وَجَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ، وَمَا أَظُنُّهُ يُوَافِقُهُ إلَّا بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ. وَيُؤَيِّدُ مَا ذَكَرْنَاهُ أَيْضًا أَنَّ الْعُرْيَانَ لَوْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَذْهَبَ إلَى قَرْيَةٍ يَشْتَرِي مِنْهَا ثَوْبًا وَلَا يُصَلِّي إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ لَا يَجُوزُ لَهُ التَّأْخِيرُ بِلَا نِزَاعٍ، وَكَذَلِكَ الْعَاجِزُ عَنْ تَعَلُّمِ التَّكْبِيرِ وَالتَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ إذَا ضَاقَ الْوَقْتُ صَلَّى عَلَى حَسَبِ حَالِهِ، وَكَذَلِكَ الْمُسْتَحَاضَةُ إذَا كَانَ دَمُهَا يَنْقَطِعُ بَعْدَ الْوَقْتِ لَمْ يَجُزْ لَهَا التَّأْخِيرُ، بَلْ تُصَلِّي فِي الْوَقْتِ بِحَسَبِ حَالِهَا.).
فالكلام في غير المستيقظ آخر الوقت، و قد فصلت لك الكلام على الأحوال الثلاث، فارجع إليه.
و انظر في المثال، و كلام ابن تيمية الأخير لا يتعارض مع المتقدم، فالصلاة لا يجوز تأخيرها عن وقتها للمسافر العادم للماء و لا للعاجز عن إتمام ركوعها و سجودها إن علم أنه يتم ركوعها و سجودها بعد الوقت، و نحوهما من الصور ..
أما المستيقظ من نومه و الناسي لها المتذكر لها آخر الوقت، فالوقت في حقه مختلف، كما قد بينا.
وقولك - بارك الله فيك -: (من اشتغل بالطهارة (وهي شرط للصلاة) حتى خرج وقتها أليس داخل في كلام ابن تيمية!!)
أجاب عنه ابن تيمية: (وَهَذَا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى عُمُومِهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ صُوَرًا مَعْرُوفَةً) ..
يريد رحمه الله: أن جملة (مشتغل بشرطها) ليست على عمومها، لأن كلمة (الاشتغال) يدخل فيها الطهارة نفسها، كالوضوء و التيمم و الغسل، و يدخل فيها الاشتغال بوسائلها، سواء كانت قريبة أو بعيدة ,,و يدخل فيها الاشتغال بها مع إيقاع الصلاة في وقتها أو خارج وقتها، ويدخل فيها الاشتغال بها لمن أدرك آخر وقتها كالمستيقظ من نومه، و لمن أدرك أول وقتها ...
ولذا مثل الشيخ لها بعدة صور، فالاشتغال بتحصيل الطهارة هو الأصل، لأنها من شروط صحة الصلاة، لكن إذا أدى الاشتغال بها إلى الخروج بالصلاة عن وقتها، فيصلي على حسب حاله في الوقت.
و أمثل لك بأمثلة: رجل عار يريد أن يصلي الظهر ولا يجد ما يستر عورته، لكنه يمكنه تحصيل ثوب بعد خروج الوقت، و آخر أسلم و أراد أن يصلي لكنه لا يقدر على تعلم التكبير و نطقه إلا بعد خروج الوقت أو تعلم الفاتحة إلا بعد خروج الوقت. و آخر أيضا سجين مكبل بالسلاسل لا يفك عنه القيد إلا بعد خروج الوقت، و قس عليها، فهؤلاء كلهم يصلون على حسب حالهم و لا يلزمهم الانتظار إلى وقت تحصل فيه الطهارة بالماء أو بالتيمم كحال السجين الذي لا يقدر رفع يديه و لا خفضهما.
و أنبه مرة أخرى إلى أن ما تكلم فيه الخضير و ابن تيمية فيما نقلنا أولا غير التي نقلت فيها كلام ابن تيمية.
و اعذرني أخي سلطان إن قصر بياني، أو أخطأ بناني فقد كتبته على عجل و الله الموفق.
...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/305)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:05 م]ـ
فلو نقلت لي المسألة من المصادر الأص لاطمئنت النفس أكثر .... !!
أما قول ابن تيمية:
(وَهَذَا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى عُمُومِهِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ صُوَرًا مَعْرُوفَةً)
فيقصد القول الشاذ لبعض الشافعية لا القول الصحيح عنده , بدليل قوله في بعض النسخ: (وإنما أرادوا)!! بالجمع ... !
وخير مني في فهم كلام ابن تيمية الشيخ بن عثيمين ..... :
فقد قال بن عثيمين في الشرح الممتع (2/ 22):
( ... والصواب: أنه لايجوز أن يؤخرها عن وقتها مطلقاً , وإذا خاف خروج الوقت صلى على حسب حاله , وإن كان يمكن أن يحصل الشرط قريباً ... ولو جاز انتظار الشروط لم يصح التيمم؛ لأنه بإمكانه أن يحصل الماء بعد الوقت)
فتأمل قوله مطلقاً ...... !!
فالمسألة إذاً على إطلاقها , وإن كان لابن تيمية كما نقلت حفظك الله كلام يدل على موافقة نقل الخضير!!
وفقك الله , وجزاك الله خيراً على المشاركة الطيبة ....
وهذا ماعودتنا وفقك المولى لما يحب ويرضى .....
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 10:13 م]ـ
كلام ابن عثيمين موافق لكلام ابن تيمية الذي نقلناه أعلاه بتمامه.
لكن كما بينت هو في حق غير النائم، فلا حاجة للإعادة.
و انظر في الشرح الممتع، و بما مثل به ابن عثيمين رحمه الله، فقد مثل بنحو من الأمثلة التي مثل بها ابن تيمية.
و بخصوص طلبك النقل عن ابن تيمية فقد نقلته لك أول المشاركة
قال رحمه الله: ((و من استيقظ آخر وقت صلاة و هو جنب و خاف ان اغتسل خرج الوقت = اغتسل و صلى و لو خرج الوقت و كذا من نسيها.
بخلاف من استيقظ أول الوقت فليس له أن يفوت وقت الصلاة بل يتيمم و يصلي) الاختيارات.
و تجده مبسوطا في رسالته القيمة (تيسير العبادات لأرباب الضرورات) ص 265 - ضمن مجموع مصنفاته ط دار ابن حزم.
و قد مثلت لك بمثال واقعي:
رجل نام و لم يستيقط إلا قبل طلوع الشمس بدقيقة أو دقيقتين أو نحوهما؛ و هو يريد أن يقضي حاجته و يتوضأ لصلاة الفجر، لكنه لو فعل ذلك = خَرَجَ الوقتُ، فهل يقضي حاجته و يتوضأ أم يصلي مع الحاجة و دون وضوء؟
و كذا لو استيقظ قبل خروج الوقت بزمن لا يمكنه معه الوضوء إلا و قد خرج الوقت؟ كما يحصل كثيرًا ..
الجواب: يقضي حاجته و يتوضأ أو يتوضأ - إن لم تكن به حاجة للاختلاء - و لو خرج الوقت، و هذا بين.
و على ما ذهبت إليه، فالواجب أنه يصلي بالتيمم مع وجود الماء حتى لا يفوته الوقت!!!
و الوقت في حقه بدأ باستيقاظه، و أول ما يجب عليه شرعا بالاتفاق هو طلب الطهارة، و عليه فيتوضأ و يصلي.
و هذا مراد ابن تيمية بقوله: (و من استيقظ آخر وقت صلاة و هو جنب و خاف ان اغتسل خرج الوقت = اغتسل و صلى و لو خرج الوقت و كذا من نسيها.
و كذا قول الخضير الذي نقلته و الله أعلم
و بخصوص كلام البعلي فهو مختصر من كلام لابن تيمية و فيه التفصيل الذي ذكرته بتمامه بل و فيه كلام الخضير بعينه
اقرأ كلام ابن تيمية:
وَأَيْضًا فَلَا أَحَدًا [يُخَالِفُ أَنَّ] مَنْ صَلَّى بِلَا طَهَارَةٍ أَوْ إلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ عَمْدًا وَتَرَكَ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ أَوْ الْقِرَاءَةَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مُتَعَمِّدَا أَنَّهُ قَدْ فَعَلَ بِذَلِكَ كَبِيرَةً بَلْ قَدْ يَتَوَرَّعُ فِي كُفْرَهُ إنْ لَمْ يَسْتَحِلَّ ذَلِكَ وَأَمَّا إذَا اسْتَحَلَّهُ فَهُوَ كَافِرٌ بِلَا رَيْبٍ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْوَقْتَ لِلصَّلَاةِ مُقَدَّمٌ عَلَى هَذِهِ الْفُرُوضِ وَغَيْرِهَا فَإِنَّهُ لَا نِزَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّهُ إذَا عَلِمَ الْمُسَافِرُ الْعَادِمُ لِلْمَاءِ أَنَّهُ يَجِدُهُ بَعْدَ الْوَقْتِ لَمْ يَجُزْ لَهُ تَأْخِيرُ الصَّلَاةِ لِيُصَلِّيَهَا بَعْدَ الْوَقْتِ بِوُضُوءِ أَوْ غُسْلٍ؛ بَلْ ذَلِكَ هُوَ الْفَرْضُ وَكَذَلِكَ الْعَاجِزُ عَنْ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالْقِرَاءَةِ إذَا اسْتَحَلَّهُ فَهُوَ كَافِرٌ بِلَا رَيْبٍ. وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ إنْ عَلِمَ أَنَّهُ بَعْدَ الْوَقْتِ يُمْكِنُهُ أَنْ يُصَلِّيَ بِإِتْمَامِ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالْقِرَاءَةِ كَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْوَقْتِ لِإِمْكَانِهِ. وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِ أَصْحَابِنَا: إنَّهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/306)
لَا يَجُوزُ تَأْخِيرُهَا عَنْ وَقْتِهَا إلَّا لِنَاوٍ لِجَمْعِهَا أَوْ مُشْتَغِلٍ بِشَرْطِهَا فَهَذَا لَمْ يَقُلْهُ قَبْلَهُ أَحَدٌ مِنْ الْأَصْحَابِ بَلْ وَلَا أَحَدٌ مِنْ سَائِرِ طَوَائِفِ الْمُسْلِمِينَ إلَّا أَنْ يَكُونَ بَعْضَ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ؛ فَهَذَا أَشُكُّ فِيهِ. وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى عُمُومِهِ وَإِطْلَاقِهِ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنَّمَا فِيهِ صُورَةٌ مَعْرُوفَةٌ كَمَا إذَا أَمْكَنَ الْوَاصِلَ إلَى الْبِئْرِ أَنْ يَضَعَ حَبْلًا يَسْتَقِي وَلَا يَفْرَغُ إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ؛ وَإِذَا أَمْكَنَ الْعُرْيَانَ أَنْ يَخِيطَ لَهُ ثَوْبًا وَلَا يَفْرَغَ إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ وَنَحْوَ هَذِهِ الصُّوَرِ وَمَعَ هَذَا فَاَلَّذِي قَالَهُ فِي ذَلِكَ خِلَافُ الْمَذْهَبِ الْمَعْرُوفِ عَنْ أَحْمَد وَأَصْحَابِهِ وَخِلَافُ قَوْلِ جَمَاعَةِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَغَيْرِهِمْ. وَمَا أَعْلَمُ مَنْ يُوَافِقُهُ عَلَى ذَلِكَ إلَّا بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فَهُوَ مَحْجُوجٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ مُجَرَّدَ الِاشْتِغَالِ بِالشَّرْطِ لَا يُبِيحُ تَأْخِيرَ الصَّلَاةِ عَنْ وَقْتِهَا الْمَحْدُودِ شَرْعًا فَإِنَّهُ لَوْ دَخَلَ الْوَقْتُ وَأَمْكَنَهُ أَنْ يَطْلُبَ الْمَاءَ وَهُوَ لَا يَجِدُهُ. إلَّا بَعْدَ الْوَقْتِ لَمْ يَجُزْ لَهُ التَّأْخِيرُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَإِنْ كَانَ مُشْتَغِلًا بِالشَّرْطِ. وَكَذَلِكَ الْعُرْيَانُ لَوْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَذْهَبَ إلَى قَرْيَةٍ لِيَشْتَرِيَ لَهُ مِنْهَا ثَوْبًا وَهُوَ لَا يُصَلِّي إلَّا بَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ لَمْ يَجُزْ لَهُ التَّأْخِيرُ بِلَا نِزَاعٍ. وَالْأُمِّيُّ كَذَلِكَ إذَا أَمْكَنَهُ تَعَلُّمُ الْفَاتِحَةِ وَهُوَ لَا يَتَعَلَّمُهَا حَتَّى يَخْرُجَ الْوَقْتُ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ فِي الْوَقْتِ وَكَذَلِكَ الْعَاجِزُ عَنْ تَعَلُّمِ التَّكْبِيرِ وَالتَّشَهُّدِ إذَا ضَاقَ الْوَقْتُ صَلَّى بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ وَلَمْ يَنْتَظِرْ. وَكَذَلِكَ الْمُسْتَحَاضَةُ لَوْ كَانَ دَمُهَا يَنْقَطِعُ بَعْدَ الْوَقْتِ لَمْ يَجُزْ لَهَا أَنْ تُؤَخِّرَ. الصَّلَاةَ لِتُصَلِّي بِطَهَارَةِ بَعْدَ الْوَقْتِ. بَلْ تُصَلِّي فِي الْوَقْتِ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ. وَأَمَّا حَيْثُ جَازَ الْجَمْعُ فَالْوَقْتُ وَاحِدٌ وَالْمُؤَخِّرُ لَيْسَ بِمُؤَخِّرِ عَنْ الْوَقْتِ الَّذِي يَجُوزُ: فِعْلُهَا فِيهِ؛ بَلْ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ أَنَّهُ لَا يَحْتَاجُ الْجَمْعُ إلَى النِّيَّةِ كَمَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ. وَكَذَلِكَ الْقَصْرُ وَهُوَ مَذْهَبُ الْجُمْهُورِ: كَأَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ. وَكَذَلِكَ صَلَاةُ الْخَوْفِ تَجِبُ فِي الْوَقْتِ مَعَ إمْكَانِ أَنْ يُؤَخِّرَهَا فَلَا يَسْتَدْبِرُ الْقِبْلَةَ وَلَا يَعْمَلُ عَمَلًا كَثِيرًا فِي الصَّلَاةِ وَلَا يَتَخَلَّفُ عَنْ الْإِمَامِ بِرَكْعَةِ وَلَا يُفَارِقُ الْإِمَامَ قَبْلَ السَّلَامِ وَلَا يَقْضِي مَا سَبَقَ بِهِ قَبْلَ السَّلَامِ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا يَفْعَلُ فِي صَلَاةِ الْخَوْفِ وَلَيْسَ ذَلِكَ إلَّا لِأَجْلِ الْوَقْتِ وَإِلَّا فَفِعْلُهَا بَعْدَ الْوَقْتِ وَلَوْ بِاللَّيْلِ مُمْكِنٌ عَلَى الْإِكْمَالِ. وَكَذَلِكَ مَنْ اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِ الْقِبْلَةُ وَأَمْكَنَهُ تَأْخِيرُ الصَّلَاةِ إلَى أَنْ يَأْتِيَ مِصْرًا يَعْلَمُ فِيهِ الْقِبْلَةَ لَمْ يَجُزْ لَهُ ذَلِكَ؛ وَإِنَّمَا نَازَعَ مَنْ نَازَعَ إذَا أَمْكَنَهُ تَعَلُّمُ دَلَائِلِ الْقِبْلَةِ وَلَا يَتَعَلَّمُهَا حَتَّى يَخْرُجَ الْوَقْتُ. وَهَذَا النِّزَاعُ هُوَ الْقَوْلُ الْمُحْدَثُ الشَّاذُّ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وَأَمَّا النِّزَاعُ الْمَعْرُوفُ بَيْنَ الْأَئِمَّةِ فِي مِثْلِ مَا إذَا اسْتَيْقَظَ النَّائِمُ فِي آخِرِ الْوَقْتِ وَلَمْ يُمْكِنْهُ أَنْ يُصَلِّيَ قَبْلَ الطُّلُوعِ بِوُضُوءِ: هَلْ يُصَلِّي بِتَيَمُّمِ؟ أَوْ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي بَعْدَ الطُّلُوعِ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/307)
الْأَوَّلُ: قَوْلُ مَالِكٍ؛ مُرَاعَاةً. لِلْوَقْتِ. الثَّانِي: قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ كَأَحْمَدَ وَالشَّافِعِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ. وَهَذِهِ. الْمَسْأَلَةُ هِيَ الَّتِي تَوَهَّمَ مَنْ تَوَهَّمَ أَنَّ الشَّرْطَ مُقَدَّمٌ عَلَى الْوَقْتِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ فَإِنَّ الْوَقْتَ فِي حَقِّ النَّائِمِ هُوَ مِنْ حِينِ يَسْتَيْقِظُ. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ ذَلِكَ وَقْتُهَا} فَجَعَلَ الْوَقْتَ الَّذِي أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَى الْعَبْدِ فِيهِ هُوَ وَقْتَ الذِّكْرِ وَالِانْتِبَاهِ وَحِينَئِذٍ فَمَنْ فَعَلَهَا فِي هَذَا الْوَقْتِ بِحَسَبِ مَا يُمْكِنُهُ مِنْ الطَّهَارَةِ الْوَاجِبَةِ فَقَدْ فَعَلَهَا فِي الْوَقْتِ وَهَذَا لَيْسَ بِمُفَرِّطٍ وَلَا مُضَيِّعٍ لَهَا. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ؛ إنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ}. بِخِلَافِ الْمُتَنَبِّهِ مِنْ أَوَّلِ الْوَقْتِ فَإِنَّهُ مَأْمُورٌ أَنْ يَفْعَلَهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بِحَيْثُ لَوْ أَخَّرَهَا عَنْهُ عَمْدًا كَانَ مُضَيِّعًا مُفَرِّطًا فَإِذَا اشْتَغَلَ عَنْهَا بِشَرْطِهَا وَكَانَ قَدْ أَخَّرَهَا عَنْ الْوَقْتِ الَّذِي أُمِرَ أَنْ يَفْعَلَهَا فِيهِ وَلَوْلَا أَنَّهُ مَأْمُورٌ بِفِعْلِهَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَجَازَ تَأْخِيرُهَا عَنْ الْوَقْتِ إذَا كَانَ مُشْتَغِلًا بِتَحْصِيلِ مَاءِ الطَّهَارَةِ أَوْ ثَوْبِ الِاسْتِعَارَةِ بِالذَّهَابِ إلَى مَكَانِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَهَذَا خِلَافُ إجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ. بَلْ الْمُسْتَيْقِظُ فِي آخِرِ الْوَقْتِ إنَّمَا عَلَيْهِ أَنْ يَتَوَضَّأَ كَمَا يَتَوَضَّأُ الْمُسْتَيْقِظُ فِي الْوَقْتِ فَلَوْ أَخَّرَهَا لِأَنَّهُ يَجِدُ الْمَاءَ عِنْدَ الزَّوَالِ وَنَحْوَ ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ لَهُ ذَلِكَ
و فيه الكفاية و الغنية.
و أظن الأمر انتهى إلى هنا و الله الموفق ....
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 05:35 ص]ـ
فقد وضحت المسألة بحمدالله ...
وإن كنت أقصد من النقل , أن ينقل أحد الخلاف الذي ذكره الخضير من الكتب الأصلية التي تذكر الخلاف العالي والنازل ككتاب المغني والتمهيد وغيرها ... !!
ولكن على العموم , المسألة بلا شك قد تجلت لي أكثر من قبل فجزاك الله خيراً على طول نفسك وأدبك الجم.
وفقنا المولى لما يحب ويرضى ...
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 03 - 04, 10:25 ص]ـ
بل أنتم جزاكم الله خيرا على اهتمامكم بتحرير العلم و إثارة مسائله.
و بخصوص جمع المسألة من كتب الفقهاء فلعلي أنشط لها لاحقا بإذن الله تعالى.
و الله يوفقني و إياكم لكل خير
و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
(29/308)
السنه في اكل التمر
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:43 م]ـ
هل وقف احكم ان السنه في اكل التمر
ان يضع النوى على كفه ثم يلقيه
الذي وقف عليه في صحيح مسلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم اكل التمر ووضع النوى في كفه على السبابه والوسطى
فهل نقول سنه او قضيه عين
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[21 - 03 - 04, 09:57 ص]ـ
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
ألم تر أن أنس بن مالك رضي الله عنه أحب الدباء بعدما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتتبعها من أطراف الصحفة؟!
فإن كانت عادة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فأنعم والله بها من عادة وأكرم بها من طبيعة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[27 - 08 - 10, 04:09 م]ـ
يرفع للمذاكرة
(29/309)
هل تصح نسبة القول بالقدر إلى قتادة السدوسي؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[21 - 03 - 04, 12:44 ص]ـ
حيث ذكر ذلك الذهبي في السير وقال: وكان يرى القدر نسأل الله السلامة والعفو.
أرجو المساعدة
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 03 - 04, 06:36 ص]ـ
نعم أخي الكريم هو ثابت عن قتادة، والقول بالقدر مشهور في أهل البصرة، وقتادة بصري
ذكر الحافظ ابن حجر في التهذيب (3/ 428 رسالة)
(وقال علي بن المديني قلت ليحيى بن سعيد إن عبد الرحمن يقول أترك كل من كان رأسا في بدعة يدعو إليها قال كيف تصنع بقتادة وابن أبي رواد وعمر بن ذر وذكر قوما ثم قال يحيى إن تركت هذا الضرب تركت ناسا كثيرا) انتهى.
وقال ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ج: 28 ص: 212
وكذلك لما كثر القدر فى أهل البصرة فلو ترك رواية الحديث عنهم لاندرس العلم والسنن والآثار المحفوظة فيهم) انتهى.
والقدرية على مراتب متعددة، فمنهم الغلاة الأوائل الذين كفرهم السلف مثل معبد الجهني، و منهم مالم يصل لحد الكفر، نسأل الله الحماية والعافية.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[21 - 03 - 04, 09:37 ص]ـ
ولذلك كان الإمام مالك قد أنكر على بعض الناس قراءته من تفسير قتادة
روى ذلك اللالكائي في كتابه
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[02 - 05 - 08, 05:27 م]ـ
كان قتادة رحمه الله ممن يقول بالقدر.
وقد رماه به: أحمد وابن معين وابن سعد والعجلي وابن حبان وغيرهم.
لكنه رحمه الله وإن كان يقول بشيء من ذلك إلا أنه لم يكن يُظْهِر هذا ويُشْهِرُه بل كان يكتمه، قال الإمام أحمد: (كان قتادة وسعيد يقولان بالقدر ويكتمان)، وقال العجلي: ( ... وكان يقول بشيءٍ من القدر، وكان لا يدعو إليه، ولا يتكلم فيه)، فلعل عدم إظهاره لذلك هو ما جعل أبا داود يخفى عليه ذلك حيث قال: (لم يثبت عندنا عن قتادة القول بالقدر)، ولعله تاب من ذلك ورجع عنه كما قال الذهبي في "السير" (6/ 414).
فالخلاصة أن قتادة وإن رمي بالقدر إلا أنه كان يكتم ذلك ولا يظهره فضلاً عن أن يكون من الدعاة إليه.
قال الحافظ محمد بن البرقي: قلتُ ليحيى بن معين: أرأيت من يرمى بالقدر يكتب حديثه؟ قال: (نعم، قد كان قتادة وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة وعبد الوارث ... وذكر جماعة، يقولون بالقدر وهم ثقات يكتب حديثهم ما لم يدعوا إلى شيء)
قال الذهبي معلِّقاً: (قلتُ: هذه مسألةٌ كبيرةٌ، وهي القدريُّ والمعتزليُّ والجهميُّ والرافضيُّ إذا عُلِمَ صدقُهُ في الحديث وتقواه، ولم يكن داعياً إلى بدعته فالذي عليه أكثر العلماء قبول روايته والعمل بحديثه، وتردَّدوا في الداعية هل يؤخذ عنه؟ فذهب كثيرٌ من الحفَّاظ إلى تجنُّبِ حديثِه وهجرانِه، وقال بعضهم: إذا عَلِمْنَا صدقَه وكان داعيةً، ووجدنا عنده سنةً تفرَّدَ بها فكيف يسوغ لنا ترك تلك السنة؟ فجميع تصرفات أئمة الحديث تُؤذِنُ بأنَّ المبتدع إذا لم تُبِح بدعتُه خروجَه من دائرةِ الإسلام ولم تبُحِ دمَه فإنَّ قبول ما رواه سائغ، وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي، والذي أتضح لي منها أن من دخل في بدعةٍ ولم يُعَدّ من رؤوسِها ولا أمعن فيها يُقْبَلُ حديثُه كما مثَّلَ الحافظُ أبو زكريا بأولئك المذكورين، وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحفظهم).
وقال أيضاً: (وكان -أي قتادة- يرى القدر، نسأل الله العفو، ومع هذا فما توقف أحدٌ في صدقه وعدالته وحفظه ... ).
ودمتم بخير وعافية
محبكم السليل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 05 - 08, 09:08 م]ـ
ولذلك كان الإمام مالك قد أنكر على بعض الناس قراءته من تفسير قتادة
روى ذلك اللالكائي في كتابه
فائدة قيمة
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:30 ص]ـ
قال اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (4/ 637):
1145 أخبرنا عبد الرحمن بن عمر اجازة أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال حدثني يعقوب بن شيبة قال ثنا أحمد بن شبوية المروزي قال ثنا عبد الرزاق قال: قال مالكٌ: أيّ رجلٍ معمرٌ لولا أنَّه يرى (لعل صوابه: يروي) تفسير قتادة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (16/ 141):
( ... وهذا الذي قاله قتادة قد يظن فيه أنه من قول القدرية وأنه لسبب مثل هذا إتهم قتادة بالقدر حتى قيل إن مالكا كره لمعمر أن يروى عنه التفسير لكونه اتهم بالقدر).
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:55 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/310)
هل نقل إلينا كلام عنه رحمه الله تعالى يثبت به ذلك؟
قال شيخ الإسلام (16/ 140 - 141):
" وَقَالَ عبد بن حميد: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ شيبان عَنْ قتادة: {قَدَّرَ فَهَدَى} قَالَ: " لَا وَاَللَّهِ مَا أَكْرَهَ اللَّهُ عَبْدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ قَطُّ وَلَا عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَا رَضِيَهَا لَهُ وَلَا أَمَرَهُ وَلَكِنْ رَضِيَ لَكُمْ الطَّاعَةَ فَأَمَرَكُمْ بِهَا وَنَهَاكُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ ".
قُلْت: قتادة ذَكَرَ هَذَا عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ لِيُبَيِّنَ أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَ مَا قَدَّرَهُ مِنْ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ كَمَا قَالَ الْحَسَنُ وقتادة وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُتَنَازِعِينَ فَي مَا سَبَقَ مِنْ سَبْقِ تَقْدِيرِ اللَّهِ وَإِنَّمَا كَانَ نِزَاعُ بَعْضِهِمْ فِي الْإِرَادَةِ وَخَلْقِ الْأَفْعَالِ.
وَإِنَّمَا نَازَعَ فِي التَّقْدِيرِ السَّابِقِ وَالْكِتَابِ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَبَرَّأَ مِنْهُمْ الصَّحَابَةُ كَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا.
وَذَكَرَ قتادة أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُكْرَهْ أَحَدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ.
وَهَذَا صَحِيحٌ، فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ الْمُثْبِتِينَ لِلْقَدَرِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْرِهُ أَحَدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ كَمَا يُكْرِهُ الْوَالِي وَالْقَاضِي وَغَيْرُهُمَا لِلْمَخْلُوقِ عَلَى خِلَافِ مُرَادِهِ يُكْرِهُونَهُ بِالْعُقُوبَةِ وَالْوَعِيدِ، بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ يَخْلُقُ إرَادَةَ الْعَبْدِ لِلْعَمَلِ وَقُدْرَتَهُ وَعَمَلَهُ وَهُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ.
وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ قتادة قَدْ يُظَنُّ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ الْقَدَرِيَّةِ وَأَنَّهُ لِسَبَبِ مِثْلِ هَذَا اُتُّهِمَ قتادة بِالْقَدَرِ حَتَّى قِيلَ: إنَّ مَالِكًا كَرِهَ لِمَعْمَرٍ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ لِكَوْنِهِ اُتُّهِمَ بِالْقَدَرِ. وَهَذَا الْقَوْلُ حَقٌّ وَلَمْ يُعْرَفْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ قَالَ " إنَّ اللَّهَ أَكْرَهَ أَحَدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ ".
المسألة بحاجة إلى تحقيق ..
فقول من قال من الأئمة: " رمي بالقدر " لا يلزم منه ثبوت ذلك عنه، والله أعلم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 - 05 - 08, 02:07 ص]ـ
نعم أخي الكريم هو ثابت عن قتادة، والقول بالقدر مشهور في أهل البصرة، وقتادة بصري
قتادة ليس من الذين وصفهم يحيى بن يعمر بأنهم يقرأون القرآن ويتقفرون العلم وشكاهم هو ويحيى بن يعمر لابن عمر رضي الله عنهم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 05 - 08, 08:53 ص]ـ
أحسنت وجزاك الله خيرا.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[22 - 10 - 08, 04:18 م]ـ
قتادة ليس من الذين وصفهم يحيى بن يعمر بأنهم يقرأون القرآن ويتقفرون العلم وشكاهم هو ويحيى بن يعمر لابن عمر رضي الله عنهم.
جزاك الله خيراً
كيف عرفت ذلك أخي الكريم؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 - 10 - 08, 04:26 م]ـ
جزاك الله خيراً
كيف عرفت ذلك أخي الكريم؟
لأن يحيى بن يعمر ذكر أنهم يزعمون ألا قدر وان الأمر أنف - أي لم يسبق به علم لله عز وجل -، وهذا القول تبرأ ابن عمر رضي الله عنهما من قائله، وهذا القول الذي فيه نفي علم الله بالأشياء قبل وقوعها هو قول غلاة القدرية - كمعبد الجهني- وقد كفرهم الإمام الشافعي والإمام أحمد.
ملاحظة: يراجع ما كتبه الدكتور عبد الرحمن المحمود في إبطال نسبة القول بالقدر للحسن البصري رحمه الله تعالى في كتابه: القضاء والقدر في الكتاب والسنة ومذاهب الناس فيه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 10 - 08, 06:31 م]ـ
والقدرية على مراتب متعددة، فمنهم الغلاة الأوائل الذين كفرهم السلف مثل معبد الجهني، و منهم مالم يصل لحد الكفر، نسأل الله الحماية والعافية.
جاء في مجموع الفتاوى لابن تيمية (ج 7 / ص 385)
ولم يكن على عهد الخلفاء الراشدين أحد ينكر القدر؛ فلما ابتدع هؤلاء التكذيب بالقدر رده عليهم من بقي من الصحابة كعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وواثلة بن الأسقع: وكان أكثره بالبصرة والشام وقليل منه بالحجاز؛ فأكثر كلام السلف في ذم هؤلاء القدرية: ولهذا قال وكيع بن الجراح: القدرية يقولون: الأمر مستقبل وإن الله لم يقدر الكتابة والأعمال؛ والمرجئة يقولون: القول يجزئ من العمل؛ والجهمية يقولون: المعرفة تجزئ من القول والعمل. قال وكيع: وهو كله كفر ورواه ابن. . . .
ولكن لما اشتهر الكلام في القدر؛ ودخل فيه كثير من أهل النظر والعباد صار جمهور القدرية يقرون بتقدم العلم وإنما ينكرون عموم المشيئة والخلق. وعن عمرو بن عبيد في إنكار الكتاب المتقدم روايتان. وقول أولئك كفرهم عليه مالك والشافعي وأحمد وغيرهم. وأما هؤلاء فهم مبتدعون ضالون لكنهم ليسوا بمنزلة أولئك؛ وفي هؤلاء خلق كثير من العلماء والعباد كتب عنهم العلم. وأخرج البخاري ومسلم لجماعة منهم لكن من كان داعية إليه لم يخرجوا له وهذا مذهب فقهاء أهل الحديث كأحمد وغيره: أن من كان داعية إلى بدعة فإنه يستحق العقوبة لدفع ضرره عن الناس وإن كان في الباطن مجتهدا وأقل عقوبته أن يهجر فلا يكون له مرتبة في الدين
لا يؤخذ عنه العلم ولا يستقضى ولا تقبل شهادته ونحو ذلك. ومذهب مالك قريب من هذا ولهذا لم يخرج أهل الصحيح لمن كان داعية ولكن رووا هم وسائر أهل العلم عن كثير ممن كان يرى في الباطن رأي القدرية والمرجئة والخوارج والشيعة. وقال أحمد: لو تركنا الرواية عن القدرية لتركنا أكثر أهل البصرة وهذا لأن " مسألة خلق أفعال العباد وإرادة الكائنات " مسألة مشكلة. انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/311)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 11 - 08, 12:05 ص]ـ
لم يتضح لي: ما الذي قاله قتادة بالضبط؟ وما الذي قاله الحسن البصري حتى اتهمه بعض الناس بالقدر؟
(29/312)
اختصار المعاجم: دراسة في (مختار الصحاح) للرازي
ـ[المضري]ــــــــ[21 - 03 - 04, 06:06 ص]ـ
اختصار المعاجم: أهدافه وطرائقه
دراسة في (مختار الصحاح) للرازي
د. علي القاسمي
100 ـ تقديم:
قد يحسب بعضهم أن اختصار المعاجم أمر يتعلق بمعاجم التراث الكبيرة فقط وأن عصره قد انتهى الآن، أو يظن أننا لا نحتاج إلى اختصار معجم موجود بل من الأيسر أن نصنف معجما صغيرا جديدا، أو يتوهم أن اختصار المعاجم فن يعتمد على حذق المعجمي وفطنته وليس علما له قواعده المحددة.
غير أن أبحاث علم اللغة التطبيقي الحديث تدلنا على أن اختصار المعاجم لإنتاج أنواع متعددة منها سيبقى ضرورة حتمية ما دامت مستويات القراء متباينة، وما دامت اهتماماتهم متفاوتة، ومادامت حاجاتهم إلى استعمال المعاجم مختلفة؛ وأن من الأفضل أن تنبني المعاجم المتعددة على مدونة معجمية جيدة واحدة لأن في ذلك توفيرا للجهد وصيانة للوقت وتخفيضا للنفقات. ولهذا نجد أن المؤسسات المعجمية العالمية الكبرى مثل لاروس وأكسفورد ووبستر تنتج عدة معاجم لتستجيب لمستويات القراء المتعددة واحتياجاتهم المتنوعة.
وفي هذه الدراسة المختصرة التي تتخذ من مختار الصحاح ميدانا لها، تعريف ببعض أغراض اختصار المعاجم والقواعد الواجب مراعاتها.
200 ـ العبقرية والتعقيد:
لقد احتاج المعجميون العرب إلى أكثر من قرنين من الزمان للتخلص من تأثير الخليل بن أحمد الفراهيدي (100 - 175هـ) عليهم. فقد ابتكر الخليل منهجية فريدة توافق عبقريته الفذة وتناسب طموحاته العريضة الرامية إلى وضع معجم يحصي فيه جميع " كلام العرب وألفاظهم فلا يخرج منها عنه شيء." (1)
وتقوم منهجية الخليل على أسس لسانية رياضية منطقية جعلت منها منهجية معقدة لا يستطيع استيعابها إلا المتخصصون، في حين يصعب منالها على عامة المثقفين والمتعلمين. وهذه الأسس هي:
أولا، ترتيب مواد المعجم ترتيبا صوتيا حسب مخارج الحروف ابتداء من حروف الحلق، لأنه أبعد المخارج، والصعود تدريجيا حتى حروف الشفة، فجاء ترتيبه على الوجه التالي: ع ج ه غ خ ق ك ج ش ض ص س ز ط ت د ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و ي ا. وجعل الخليل بابا خاصا في معجمه لكل حرف من هذه الحروف. وهو ترتيب مبتكر يصعب استيعابه على عامة الناس الذين اعتادوا علي الترتيب الألفبائي والترتيب الأبجدي الشائعين آنذاك.
ثانيا، ترتيب الكلمات في كل حرف من هذه الحروف حسب أبنيتها الصرفية، بحيث أُفرد باب لكل بناء من الأبنية التالية: الثنائي المشدد ثانيه، والثلاثي الصحيح، والثلاثي المعتل، واللفيف، والرباعي، والخماسي. ومن يبحث عن كلمة عليه أن يعرف أولا أصلها وبنائه.
ثالثا، اعتماد طريقة التقليبات، فهو يذكر الكلمة ثم يقلّبها إلى كل وجه بحيث تتألف من مقلوباتها كلمات، فتُذكر جميع تلك الكلمات في موضع واحد، ويشير إلى المُستعمَل والمُهمَل منها. مثلا: في مادة ع ك ب نجد العنوان التالي:
ع ك ب، ع ب ك، ك ع ب، ك ب ع، ب ك ع (مستعملات)، ب ع ك (مهمل)
ومن يبحث عن (ش ع ل) فهو لا يجدها في كتاب الشين وإنما في كتاب العين لأن العين أسبق من الشين في الترتيب الصوتي الذي ابتكره الخليل.
هذه المنهجية الرائدة في تنظيم المعجم أثّرت، بدرجات متفاوتة، في أعمال كبار المعجمين العرب الذين جاءوا بعد الخليل مثل معاصره أبي عمرو الشيباني (149 - 206هـ)، في معجمه (الجيم)، وابن دريد (223 –321 هـ) في معجمه (الجمهرة)، وأبي منصور الأزهري (282 - 321هـ) في معجمه (تهذيب اللغة)، والصاحب بن عباد (326 - 385 هـ) في معجمه (المحيط).
وعلى الرغم من أن المعجميين الذين جاءوا بعد الخليل بذلوا جهدا كبيرا لتيسير منهجيته وتبسيطها في هذا الجانب أو ذاك، فإنه لم يتم التخلص منها برمتها إلا على يد عبقري آخر هو الجوهري.
300 - الجوهري ومعجمه (الصحاح):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/313)
والجوهري هو إسماعيل بن حماد (332 - 400هـ)، أصله من فاراب في بلاد الترك. رحل إلى العراق في طلب العلم فدرس على اثنين من أعظم شيوخ العربية في زمانه هما أبو علي الفارسي (288ـ 356 هـ) وأبو سعيد السيرافي (284ـ 368 هـ). ثم رحل إلى الحجاز وشافه الأعراب في ديارهم. وسافر إلى خراسان فالري فنيسابور حيث أقام هناك متصديا للتدريس ومتفرغا للتأليف، وفيها ألف معجمه (الصحاح) وفيها لقي حتفه على إثر قيامه بتجربة فاشلة للطيران حين صعد إلى سطح الجامع وقد ربط أجنحة إلى ذراعيه وألقى بنفسه محاولا الطيران، ولكنه سقط ميتا. فقال بعضهم إن محاولته تلك نتيجة لإصابته بوسوسة أو لوثة في عقله.
ومعجمه (الصحاح) يشهد بعبقرية فذة جعلت ياقوت يقول عنه في معجم الأدباء:" كان الجوهري من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما" (2)
ولا تكمن أهمية معجم (الصحاح) في أن الجوهري جمع فيه الألفاظ الصحيحة " بعد تحصيلها بالعراق رواية، وإتقانها دراية، ومشافهتي بها العرب العاربة في ديارهم بالبادية"، كما يقول (3) فحسب، وإنما في الترتيب الذي ابتكره لتيسير المعجم كذلك. وخصائص المعجم الفريدة هذه جعلت الناس يقبلون على اقتنائه وتداوله ما دعا الباخرزي إلى القول: " وهذا الكتاب هو الذي بأيدي الناس اليوم، وعليه اعتمادهم." (4) ويعلل الثعالبي ذلك بأن (الصحاح) " أحسن من (الجمهرة)، وأوقع من (تهذيب اللغة)، وأقرب متناولا من (مجمل اللغة)." (5)
وتنبني منهجية الصحاح على ترتيب جميع أصول الكلمات العربية، بصرف النظر عن بنائها الصرفي، حسب قوافيها على حروف المعجم الألفبائية المعتادة. ويُخصص لكل حرف باب. وفي كل باب تُرتب المواد ترتيبا ألفبائيا كذلك. ففي باب الباء، مثلا، نجد المواد مرتبة ألفبائيا: أبب، أتب، أدب، أرب، أزب، .. ألخ.
400ـ تلخيص الصحاح:
وأدى صدور هذا المعجم الرائع إلى تنشيط الحركة المعجمية تمثل في الكتابات النقدية التي تناولته والأعمال المعجمية التي انبثقت عنه تعليقا، وتكملة، وتحشية، وتلخيصا. ويكفي الجوهري فخرا أن أعظم معاجم التراث العربي بعده سارت على نهجه وأفادت منه، ومنها (القاموس) للفيروزبادي و (لسان العرب) لابن منظور ومعجما الصاغاني.
وقد أحصى الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار، محقق الصحاح، تسعة تعليقات، وسبع حواش، وتسعة كتب جمعت الصحاح مع غيره من المعاجم، وسبع تكملات ومستدركات، وعشرة كتب تناولت الصحاح بالنقد، وستة عشر كتابا أُلفت في الدفاع عن الصحاح، وسبعة عشر مختصرا، وثمان ترجمات إلى اللغتين الفارسية والتركية، وعشرة كتب اقتبست اسم الصحاح أو سارت على منهجيته. (6)
500ـ الرازي ومختار الصحاح:
لا يقل محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت بعد سنة 691هـ) عن الجوهري عبقرية وطول باع في المعارف. فالرازي لغوي، مفسر، فقيه، صوفي، أديب له نظم ونثر. ولكن أخباره قليلة ولا نعرف تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته على وجه التحديد، فقد اتسم العصر الذي عاش فيه بالاضطراب السياسي والحروب الطاحنة، إذ كان الصليبيون قد شنوا حملاتهم المتتالية على العالم الإسلامي من الغرب واستولوا على بيت المقدس سنة 493 هـ واجتاح المغول العالم الإسلامي من الشرق فسيطروا على إيران كلها عام 628 هـ. ثم زحف هولاكو بجحافله إلى عاصمة الخلافة الإسلامية، بغداد، سنة 656 هـ واستباحها ودمّرها وأحرق معاهد العلم والمكتبات فيها وقتل الخليفة وأهله.
ولهذا كله اضطربت في ذلك العصر الاتجاهات الفكرية المتباينة والنزعات الدينية المختلفة، وانتعش التصوف. وكان الرازي، وأصله من الري، من كبار الصوفية الذين ولعوا بالأسفار والرحلة في طلب العلم فزار مصر والشام والأناضول، واتصل بالعلماء وطلاب العلم في هذه الأقطار.
وللرازي مؤلفات عديدة في تفسير القران، واللغة، والبلاغة، والتصوف. وله خبرة في إيجاز المعلومات واختصارها تجلت في تفسيره الموجز المعروف بـ (إنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من آي التنزيل) (7)، وفي مصنفه (كتاب الأمثال والحكم) الذي قال عنه في مقدمته إنه مختصر جمع فيه ما تفرق من الأبيات المفردة وأنصاف الأبيات التي ما زال الفضلاء يتمسكون بها في مكاتباتهم ومخاطباتهم ... (8)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/314)
هذا اللغوي المتمرس في الإيجاز، المولع في ما قلّ ودلّ، تصدى لاختصار (الصحاح) الذي يقع حاليا في ستة مجلدات مطبوعة يربو عدد صفحاتها على 2560 صفحة من الحجم الكبير، ولخّصه في كتاب صغير عنوانه (مختار الصحاح) لا يتجاوز عدد صفحاته 590 صفحة من القطع الصغير.
600 ـ اختصار المعاجم:
لا يعني اختصار المعجم مجرد حذف ما زاد على كلمات المداخل ومعانيها الأولى من معلومات نحوية، ومعان ثانوية ومجازية، وتعبيرات اصطلاحية وسياقية، وشواهد، وغيرها. (9) فعملية الاختصار مقيدة بالهدف منها وجمهور القراء المستهدفين. فإذا كان هذا الجمهور يتألف من المتعلمين وغير المتخصصين فقد يقتضي الاختصار إضافة معلومات لا يتضمنها المعجم الأصلي، وهذا ما فعله الرازي في (مختار الصحاح)، فقد أضاف أحيانا إلى مداخل الصحاح ما يحتاج إليه الجمهور الذي يسعى الرازي إلى إفادته. ومن الأمثلة على ذلك ما أضافه الرازي من مصادر الأفعال الثلاثية التي أهملها الجوهري. ومن الأمثلة الأخرى على ذلك مقدمة المعجم. ففي حين تتألف مقدمة الجوهري لمعجمه (الصحاح) من فقرة واحدة لا تتعدى نصف صفحة، نجد أن مقدمة الرازي لمعجمه (مختار الصحاح) تناهز ست صفحات ضمنها معلومات صرفية ونحوية تساعد القارئ على استيعاب مواد المعجم وفهم سلوكها اللغوي بصورة أفضل.
610ـ أهداف الاختصار ونطاقه:
في مقدمته لـ (مختار الصحاح) يبين الرازي، أولا، سبب اختياره لمعجم الصحاح دون غيره من المعاجم المطولة الأخرى فيقول:
" هذا مختصر في علم اللغة جمعته من (كتاب الصحاح) للإمام العالم العلامة أبي نصر إسماعيل بن حماّد الجوهري رحمه الله تعالى، لما رأيته أحسن أصول اللغة ترتيبا، وأوفرها تهذيبا، وأسهلها تناولا، وأكثرها تداولا، وسميته (مختار الصحاح). (10)
فهو هنا لا يُغفل عنوان المعجم الأصلي ولا يهمل اسم مؤلِّفه بل يذكره بتقدير واحترام ويترحم عليه، وهذا ما تقتضيه آداب التأليف والأمانة العلمية وتواضع الأدباء.
ويوضح الرازي في مقدمته أهداف الاختصار فيذكر أنه أعدّ (مختار الصحاح) ليكون معجما أساسيا ميسرا " لكل عالم فقيه أو حافظ، أو محدّث، أو أديب" (11). فهو ليس للمتخصصين في علوم اللغة كما هو حال المعجم الأصلي، الصحاح، وإنما توخى الرازي أن يجعل (الصحاح) في متناول عامة المثقفين، حجما ومادة، دون أن يجرده من مزاياه المفيدة وخصائصه المجيدة.
ولا يعني الاختصارُ الاقتصارَ على ما ورد في المعجم الأصلي فقط وإنما قد يرجع المعجمي إلى معاجم أخرى فيفيد منها، أو يضيف من معلوماته الخاصة استكمالا للفائدة. وهذا ما فعله الرازي وأشار إليه في مقدمته بقوله:
" وضممت إليه (أي إلى الصحاح) فوائد كثيرة من تهذيب الأزهري وغيره من أصول اللغة الموثوق بها ومما فتح الله تعالى به عليّ فكل موضع مكتوب فيه (قلت) فإنه من الفوائد التي زدتها على الإصل." (12)
620ـ طرائق الاختصار وقواعده:
إذن، ما هي المنهجية التي اتبعها الرازي في الاختصار؟ أو ما هي الوسائل التي استخدمها لتحقيق أهدافه؟
يلخص لنا الرازي منهجيته حينما يذكر في المقدمة أنه اقتصر على ما لا بدّ من معرفته وحفظه لكثرة استعماله وجريانه على الألسن مما هو الأهم فالأهم، واجتنب فيه عويص اللغة وغريبها طلبا للاختصار وتسهيلا للحفظ. (13)
وبعد إمعان النظر في مواد (مختار الصحاح) ومقارنتها بالمواد الأصلية في (الصحاح)، يمكننا أن نستخلص وسائل الاختصار التي استخدمها الرازي ونلخصها في ما يلي:
621 ـ اختصار المعلومات النحوية:
يقدّم المعجم الجيد لمستعمليه معلومات صرفيه ونحوية تعينهم على تصريف الأفعال ونطق مشتقاتها بصورة صحيحة. ويحتاج مستعمل المعجم العربي الذي تتألف مداخله عادة من الأفعال في صيغة الماضي إلى معرفة الأفعال المضارعة وحركة عين الفعل فيها ومصدرها، وأحيانا اسم الفاعل واسم المفعول إذا كانا شاذين، لأن هذه الأمور سماعية وليست قياسية لا يستطيع القارئ معرفتها بنفسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/315)
وهذا النوع من المعلومات الصرفية يتطلب استعمال الشكل التام (الحركات) ما يؤدي إلى كثير من التصحيف والتحريف حتى في وقتنا الحاضر التي تطورت فيه الطباعة بالحاسوب بله في ذلك العصر الذي كان يعتمد فيه النشر على النسخ اليدوي والنسّاخ الذين قد تعوزهم المعرفة المتخصصة ويرهقهم العمل ما يؤدي إلى اقترافهم الأخطاء الكثيرة.
وقد استخدم الرازي طريقة ذكية لاختصار المعلومات النحوية في صلب معجمه (مختار الصحاح)، وتساعد، في الوقت نفسه، على تجنب التصحيف والتحريف. وهي طريقة تستخدمها اليوم أحدث المعاجم الإنكليزية مثل معجم كمبرج ومعجم أكسفورد للمتعلمين، مع العلم أن الجوهري لم يستعمل تلك الطريقة في معجمه (الصحاح).
وخلاصة طريقة الرازي تلك أنه ذكر في المقدمة أبواب أو أنواع الأفعال الثلاثية الستة (فَعَلَ يفعُل، فعَل يفعِل، فعَل يفعَل، فعِل يفعَل، فعُل يفعُل، فعِل يفعِل)، ونصّ على موازين كل باب منها، وهي موازين يحفظها التلاميذ في المراحل التعليمية الأولى، مثل:
" الباب الأول ـ فعَل يفعُل، بفتح العين في الماضي وضمها في المضارع، والمذكور منه سبعة موازين: نصر ينصر نصرا، دخل يدخل دخولا، كتب يكتب كتابة، ردّ يردّ ردّا، قال يقول قولا، عدا يعدو عدوا، سما يسمو سموا"
ثم أتى على بقية الأبواب وموازينها الشائعة، وذكر القواعد الصرفية التي تتحكم في بعض هذه الموازين. أما في صلب المعجم فإنه أخذ يحيل على هذه الموازين المذكورة في المقدمة، فلا يحتاج إلى ذكر الفعل المضارع، ولا تهجي المصدر، ولا تحديد حركة الحرف الأوسط من الماضي، ولا إيراد حركة عين المضارع. وكل ما يحتاجه هو النص على الباب الذي ينتمي إليه الفعل الماضي. مثلا:
"ح ل ل ـ (حَلّ) العقدة: فتحها (فانحلّت). وبابه ردّ. يقال: يا عاقد اذكر حلاً .. "
وعند ذلك يعرف القارئ أن تصريف الفعل الماضي (حلّ) مماثل لتصريف الفعل (ردّ) المنصوص عليه في مقدمة المعجم، وهو: حَلَّ يَحُلُّ حَلاً.
622ـ حذف الألفاظ العويصة والغريبة:
من المعروف أن الناس لا يستخدمون في أحاديثهم اليومية أكثر من ثلاثمائة كلمة، وهي التي اصطلح عليها بالمفردات الشائعة. أما أكبر الكتاب وأطولهم باعا في اللغة وأكثرهم اطلاعا على أوابدها وشواردها فإنه لا يستخدم في كتاباته أكثر من عشرة آلاف كلمة. ولهذا فإن المعجم الوجيز المخصص لعامة الناس من المثقفين لا تتضمن مداخله الكلمات النادرة التي لا يحتاجها مستعملوه عادة. ولذلك فإن الرازي أهمل عددا كبيرا من مداخل الصحاح ذات الألفاظ العويصة التي يصعب على الدارسين حفظها. وهذه إحدى وسائل الاختصار والتسهيل التي اتبعها وأعلن عنها في مقدمته بقوله: " واجتنبت فيه عويص اللغة وغريبها طلبا للاختصار وتسهيلا للحفظ".
وقد تكون المادة برمتها غريبة كما قد يكون أحد مشتقات المادة فقط غريبا. ففي الحالة الأولى يحذف الرازي تلك المادة. وفي الحالة الثانية يُبقي على المادة ويحذف المدخل الغريب فقط.
ومن الأمثلة على المادة الغريبة في الصحاح مادة (ب ج ر م):
" البَجارِم: الدواهي." التي حذفها الرازي،
ومادة (ج ح ل):
" الجُحال بالضم: السَمُّ. وأنشد الأحمر:
جرّعه الذَيْفانَ والجحالا
وأما الجُخالُ بالخاء فلم يعرفه أبو سعيد ... "
وأبو سعيد هذا هو أبو سعيد السيرافي شيخ الجوهري صاحب الصحاح. فإذا لم يعرفه أبو سعيد فما فائدته لعامة المثقفين؟ ولهذا تركه الرازي.
ومن الأمثلة على مداخل الصحاح العويصة الغريبة التي أهملها مختار الصحاح على الرغم من احتفاظه ببقية مداخل المادة، مدخل (طَباقاءُ) في مادة (ط ب ق):
" (طَبَاقَاءُ) ويقال: جملٌ طَباقاءُ، للذي لا يضرب.
والطَبَاقَاءُ من الرجال: العييُّ، قال جميل بن معمر:
طبقاءُ لم يشهد خصوما ولم يَقُدْ ركاباإلى أكوارها حين تعكفُ
ويروى "عَيَايَاءُ"، وهما بمعنىً "
623 ـ حذف المعاني العويصة والغريبة:
لا يقتصر الاختصار على حذف الألفاظ العويصة والغريبة فقط، وإنما يشمل كذلك حذف المعاني العويصة والغريبة لبعض الألفاظ. فقد يكون المدخل مشتركا لفظيا له عدة معان بعضها عويص غريب لا يحتاجه القارئ المثقف، فيعمد المعجمي إلى حذفه توخيا للاختصار.
ومن الأمثلة على ذلك مدخل (الرخمة) في مادة (ر خ م) التي أورد لها الصحاح معنيين هما:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/316)
ـ "الرَخَمَةُ: طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة يقال له ألأنُوق. والجمع رَخَمٌ. وهو
للجنس. قال الأعشى: يا رَخَماً قاظَ على مطلوبِ
ـ والرَخْمَةُ أيضا قريب من الرحمة، يقال: وقعت عليه رَخَمَتُهُ، أي محبته ولينه.
أبو زيد: رَخِمَهُ رَخْمةً، ورَحِمَهُ رحمةً، وهما سواء. قال الشاعر:
كأنها أمُّ ساجي الطرفِ أخْدَرَها مستودعٌ خَمَرَ الوَعساءِ مَرْخومُ
قال الأصمعي: أُلقيت عليه رَخْمَةُ أمّه، أي حُبُّها وإلفُها، وأنشد لأبي النجم:
مُدللٌ يشتمنا ونَرْخَمُهْ أطيبُ شيءٍ نَسْمُهُ ومَلْثَمُهْ ... "
أما الرازي فأهمل المعنى الثاني (أي الرخمة بمعنى الرحمة) واقتصر على المعنى الأول مختصرا، كما يلي:
ـ" الرَّخْمَةُ: طائر أبقع يشبه النسر في الخلقة، وجمعه (رَخَم) وهو للجنس."
624 ـ حذف المعلومات الموسوعية:
إن أحد الفروق بين الموسوعة والمعجم هو اشتمال الموسوعة على أسماء الأعلام من أشخاص، وأماكن جغرافية ـ مثل البلدان والجبال والأنهار والوديان ـ، وأعياد، ووقائع حربية، وأعمال فنية وأدبية وغيرها مما يُطلق عليه عادة بالمعلومات الموسوعية. أما المعجم اللغوي فإنه يخلو من تلك المعلومات الموسوعية. (14)
وقد دأب أصحاب المعاجم التراثية على إدخال المعلومات الموسوعية فيها جريا على ما سَنّه الخليل في معجمه الرائد، كتاب العين. ويطلق اللغويون المعاصرون على هذا النوع من المعاجم اسم المعاجم الموسوعية. ولكن المعجم اللغوي البحت لا يشتمل على أية معلومات موسوعية. فمكان المعلومات الموسوعية الصحيح هو في المعلمة أو الموسوعة أو دائرة المعارف، وليس في المعجم اللغوي. وهذا ما فعله مجمع اللغة العربية بالقاهرة حينما أصدر المعجم الوسيط خاليا من أسماء الأعلام.
وكان الرازي من أوائل اللغويين العرب الذين تنبهوا إلى هذا الفرق الأساسي بين المعجم والموسوعة (أو بين المعجم اللغوي والمعجم الموسوعي) وأفاد منه في اختصار الصحاح. ولم ينتبه إلى هذه الحقيقة الهامة المعجمي الشهير مجد الدين الفيروزبادي (ت 817 هـ) الذي عاش بعد الرازي بحوالي قرن ونصف قرن من الزمان. فمعجمه (القاموس المحيط) الذائع الصيت هو،في حقيقة الأمر، خلاصة معجمه المسمى (اللامع المُعلم العُجاب الجامع بين المُحكم والعُباب) الذي كان يتألف من ستين سفرا. ولكن الفيروزبادي حذف في عملية الاختصار معظم الشواهد وأبقى على أسماء الأعلام. وليته اقتدى بالرازي وفعل العكس.
ومن الأمثلة على المعلومات الموسوعية التي أوردها الجوهري في الصحاح وأغفلها الرازي في مختار الصحاح ما يلي:
ـ "جُعْفيٌّ: أبو قبيلة من اليمن، وهو جعفي بن سعد العشيرة بن مَذحج. والنسبة إليه كذلك. قال لبيد:
قبائل جعفيٌّ بن سعد كأنما سقى جمعهم ماءَ الزعاف منيمُ
وقوله منيم، أي مهلك، جعل الموت نوما. ويقال: هذا كقولهم ثأر منيم.
ومنهم عبيد الله بن الحر الجعفي، وجابر الجعفي. "
ـ "جُحْفة: موضع بين مكة والمدينة، وهي ميقات أهل الشأم، وكان اسمها مَهيَعة، فأجحف السيلُ بأهلها، فسميت جُحفة. "
625 ـ اختصار الشواهد:
والنوع الآخر من المعلومات التي عمد الرازي إلى اختصارها هو الشواهد. ونعني بالشاهد نصا قصيرا، حقيقيا أو موضوعا، يرد فيه اللفظ المراد تعريفه. وقد استخدم المعجميون العرب الشواهدَ لأغراض متعددة أهمها:
1ـ إثبات وجود الكلمة في اللغة العربية، بدليل ورودها في بيت شعري أو مثل سائر أو قول مأثور أو نحوه.
2ـ توضيح معنى الكلمة، لأن السياق يساعد على تحديد معنى اللفظ الوارد فيه.
3ـ مساعدة القارئ على الوقوف على سلوك اللفظ النحوي عندما يستعل في نص حيّ.
إضافة إلى أن الشاهد المقتبس من القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو كبار الشعراء والأدباء يلقي أضواء كاشفة على الثقافة العربية ويثير اهتمام القارئ.
ولكن المعجميين العرب أكثروا من الشواهد أو استطردوا فيها بحيث اضطروا في أحيان كثيرة إلى شرح معنى الشاهد كله أو بعضه، لأن الشاهد أصعب من اللفظ المطلوب فهمه. ومن الأمثلة على ذلك ما مرّ علينا في الفقرة 624 حين اضطر الجوهري إلى شرح الشاهد الذي أورده من شعر لبيد.
وقد تعامل الرازي مع شواهد الصحاح بطرائق أربع:
أولا، الإبقاء على الشاهد القصير المفيد. مثلا، في مادة (س م ع):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/317)
ـ" السَّمْع: سمع الإنسان، يكون واحدا وجمعا، كقوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وسمعهم)، لأنه في الأصل مصدر قولك: سمعتُ الشيءَ سَمعا وسَماعا. وقد يجمع على (أسماع). وجمع الأسماع (أسامع) .. "
ثانيا، اختصار الشاهد بالإبقاء على الجزء المناسب منه. مثلا، في مادة (ع ص م) ورد في الصحاح:
"وفي المثل: (كن عصاميا ولا تكن عظاميا) يريدون به قوله:
نفسُ عصامٍ سودت عصاما
وعلّمته الكرَّ والإقداما
وصيّرته ملكا هماما ... "
أما الرازي فقد اكتفى بإيراد الشاهد على الوجه التالي:
نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكرّ والإقداما
وكان بإمكانه، طبعا، أن يقتصر على الشطر الأول فقط، ولكنه آثر أن يحتفظ بالبيت كله لأن الوزن والقافية يسهلان حفظه؛ فالتقصير لا يؤدي دائما إلى التيسير.
ثالثا، إذا ذكر الجوهري عدة شواهد لمدخل واحد، فقد يكتفي الرازي بشاهد واحد منها.
ومن الأمثلة على ذلك مدخل (الغرام) الذي ورد في الصحاح على الوجه التالي:
ـ "ابن الأعرابي: الغرام: الشرّ الدائم والعذاب. قال بشر:
ويومُ النِسار ويومُ الجفارِ كانا عذابا وكانا غراما
وقال الأعشى:
إن يُعاقِب يكنْ غراما، وإن يُعـ ـطِ جزيلا، فإنه لا يُبالي
وقوله تعالى: (إن عذابها كان غراما). قال أبو عبيدة: أي هلاكا ولزاما لهم. قال: ومنه رجل مُغرم لحب حبّ النساء. ومنه قولهم: رجل مُغرم من الغُرم والدَين ... "
في هذا المدخل من معجم الصحاح، نجد أن الجوهري أتى بثلاثة شواهد، اثنين من الشعر وواحد من القرآن الكريم. أما الرازي فقد اكتفى بشاهد واحد للاختصار، فاختار الشاهد القرآني، وهو أوضح الثلاثة وأبسطها، لأنه يفسر نفسه بنفسه، وجاء المدخل في مختار الصحاح على الوجه التالي:
ـ الغرام: الشر الدائم والعذاب. وقوله تعالى: (إن عذابها كان غراما)، قال أبو عبيدة: أي هلاكا ولزاما له. قال: ومنه رجل مُغرَم: يحب النساء، ورجل مُغرَم: من الغُرم والدَين."
رابعا، حذف الشاهد بأكمله، إذا ما شعر الرازي أنه لا حاجة له أو أنه لا يخدم الغرض الذي استخدم من أجله. ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في مادة (ر ق ع) في الصحاح:
"واسترقع الثوبُ: حان له أن يُرقَع. وأما قول أبي الأسود الدؤلي:
أبى القلبُ إلا أمَّ عمرٍو وحبَّها عجوزاً، ومَن يُحبب عجوزاً يُفنّدِ
كثوب اليماني قد تقادم عهدُه ورُقْعَتُهُ ما شئتَ في العينِ واليدِ
فإنما عني به أصله وجوهره."
أما في مختار الصحاح فنجد المدخل على الوجه التالي:
" استرقعَ الثوبُ: حان له أن يُرقَع."
لأن الشاهد الذي ورد في الصحاح لا يتعلق بـ "استرقعَ " بل بـ " رُقْعة".
626ـ حذف المصادر والمراجع:
تقتضي الأمانة العلمية ومتطلبات تيسير البحث العلمي أن يذكر المعجمي مصادره، وهذا ما دأب عليه الجوهري في المواد التي سمعها من شيوخه أو نقلها من معاجم أخرى ولم يجمعها بنفسه من الأعراب الذين شافههم في البادية. ولهذا نجد الصحاح مليئا بعبارات مثل: "قال أبو عبيدة:" و "أنشدنا أبو عمرو:" و " ابن الأعرابي أو قال ابن الأعرابي:" و" لم يعرفه أبو سعيد" و " أبو زيد:" و " قال الفراء: ".
أما الرازي فقد حذف كثيرا من هذه المصادر، لأن ما يحتاج إليه مستعمل معجمه الوجيز، مختار الصحاح، هو معنى الكلمة والمعلومات المتعلقة بها وليس اسم اللغوي الذي استقيت منه تلك المعلومات. وهذا يذكرنا بمقولة الإمام علي بن أبي طالب: " لا تنظر إلى مَن قال بل أنظر إلى ما قال." ومن أراد الوقوف على المصادر الأصلية يستطيع مراجعة الصحاح.
ومن الأمثلة على حذف الرازي للمصادر حذفه لعبارة "ابن الأعرابي:" التي ذكرناها في النقطة الثالثة من الفقرة 625.
700 ـ الخاتمة:
في هذه الورقة الموجزة لخّصنا الطرائق التي استخدمها الرازي في اختصار معجم الصحاح، وهي طرائق تقوم على تخطيط محكم وأسس علمية جعلت من معجم مختار الصحاح أشهر مختصرات الصحاح وأيسرها، ومكّنته من التفوق على جميع المختصرات الأخرى حتى تلك التي أنجزها علماء مشهود لهم بالمعرفة والخبرة مثل محمود الزنجاني (573ـ656 هـ) وخليل بن أيبك الصفدي (696 - 764 هـ) وغيرهما.
الهوامش
(1) لخليل بن أحمد، كتاب العين، تحقيق د. مهدي المخزومي و د. إبراهيم السامرائي (بغداد: دار الرشيد للنشر، 1980) ج 1، ص 47، من مقدمة الخليل.
(2) ياقوت، معجم الأدباء (بيروت: دار الفكر، 1980) ج 6، ص 151 - 152.
(3) إسماعيل بن حماد الجوهري، تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار (بيروت: دار العلم للملايين) ج 1 ص 33.
(4) علي بن أبي الحسن الباخرزي، دمية القصر وعصر أهل العصر، نقلا عن مقدمة المرجع السابق ص 112.
(5) عبد الملك الثعالبي، يتيمة الدهر، تحقيق مفيد محمد قمحية (بيروت: دار الكتب العلمية، 1983) ج 4، ص 468.
(6) اسماعيل بن حماد الجوهري، مرجع سابق، المقدمة ص 154 - 212
(7) محمد بن أبي بكر الرازي، تفسير الرازي، تحقيق محمد رضوان الداية (بيروت: دار الفكر، 1990)
(8) المرجع السابق، ص 9.
(9) من الأمثلة غير الموفقة على اختصار المعاجم، المعجم العربي الميسر (تونس: الألكسو، 1991)، المستخلص أساسا من المعجم العربي الأساسي. فقد حذف المكلفون بإعداده كثيرا من المعلومات الأساسية الموجودة في المعجم الأصلي، بما في ذلك أسماء اللغويين العرب الذين ألفوه.
(10) محمد بن أبي بكر الرازي، مختار الصحاح (القاهرة: المطبعة الأميرية، 1922) المقدمة.
(11) المرجع السابق
(12) المرجع السابق
(13) المرجع السابق
(14) للوقوف على الفروق بين المعجم والموسوعة، انظر: علي القاسمي، علم اللغة وصناعة المعجم (الرياض: جامعة الملك سعود، ط2: 1991) ص 43 - 44.
-----------------------
منقول من احد المواقع ,,
(29/318)
كيف تكتب بحثاً فقهياً? محاضرة للشيخ سبالك ألقيت في المسجد النبوي
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 06:51 ص]ـ
http://www.sonnh.com/forum/forum_posts.asp?TID=262&PN=1
كيف تكتب بحثاً فقهياً
محاضرة ألقيت على طلبة شعبة الدكتوراة في الفقه وأصوله (بالحرم النبوي الشريف) رمضان 1424 ه لفضيلة الشيخ / أحمد سبالك
أولاً: مبادئ عامة:
تعريف البحث: البحث يراد به الاستقصاء وطلب الشيء والتنقيب عنه، وذلك بقصد التوصل إلى حقيقة من الحقائق.
والبحث الفقهي خاصة: هو خطة الدراسة الفقهية المبنية على قواعد معينة، للتوصل إلى حكم أو أحكام فقهية جديدة.
أهمية البحث الفقهي: يُبتغى من البحث الفقهي الوصول إلى إضافة علمية جديدة، مثل: إبداع شيء لم يسبق إليه، أو شرح مغلق، أو تصحيح مخطئ، أو ترتيب منثور وجمع مفرق، أو تقصير طول، أو تتمة ناقص.
خصائص البحث الفقهي:
1 - التجرد من الهوى المتمثل في التعصب المذهبي.
2 - الموضوعية في البحث. وتتمثل في:
1 - تحديد المصطلحات المستخدمة في البحث.
ب- الأمانة في نقل الآراء الفقهية.
ج- التحري عند نقل الآراء من الغير من غير مصادرة لرأي.
د- نقل جميع الآراء التي لها دليل والتي لم يكن لها دليل.
3 - المنهجية في البحث من تنظيم للمعلومات وعرضها عرضاً منطقياً.
اختيار الموضوع:
يجب على الباحث أولاً تحديد موضوعه في أي موضوع سيبحث في الفقه عامة أم الفقه المذهبي أم في المقارنة بين المذاهب أم .................. إلخ.
عنوان البحث:
بعد أن يحدد الباحث في أي موضوع سيبحث؛ يجب عليه وضع عنوان على بحثه يتناسب مع الموضوع الذي سيبحث فيه، لأن العنوان يحدد هدف الباحث دائماً بسرعة ويسر.
خطة البحث:
بعد تحديد الباحث موضوعه وعنوانه، يحتم عليه وضع خطة بمثابة الرسم الهيكلي العام للبحث، وما هذا إلا تحديد لكل ما يتناوله البحث؛ حتى لا يخرج الباحث عنها إلى أمور أخرى، ويتمثل أي بحث في الأتي:
1 - وضع عنوان مناسب للبحث.
2 - إبراز القيمة العلمية للبحث.
3 - تقسيم الموضوع إلى أبواب وفصول ومباحث،4 - بشرط البدء بالأهم فالمهم.
5 - تحديد منهج البحث وهي الطرق والوسائل التي يصل بها الباحث إلى غايته.
6 - وضع خطة البحث المتناسبة مع موضوع بحثه.
الإعداد لكتابة البحث:
كتابة البحث تتطلب من الباحث أمور:
الأول: إعداد المصادر، ويجب على الباحث أن يقسم مصادره إلى مصادر أصلية تحتوي على موضوع البحث لتوثيق معلومات البحث، ومصادر ثانوية تؤيد ما كان في المصادر الأصلية.
الثاني: إعداد المصادر، ويعرف الباحث مصادر بحثه عن طريق الفهارس العامة أو الخاصة، وعن طريق البحوث العلمية والرسائل الجامعية، وأيضاً عن طريق الكتب المتخصصة في هذا الفن كالفهرست لابن النديم وكشف الظنون، وأيضاً للباحث أن يستعين بخبرة الأساتذة والعلماء وزملائه الباحثين.
الثالث: تنظيم المصادر، على الباحث وضع المصادر الأصلية أولاً ثم لا يلجأ إلى الثانوية إلا عند تأييد رأي أو توثيقه أو ما شاكل ذلك، حتى لا تختلط عليه المصادر.
الرابع: جمع مادة البحث، فيجمع الباحث مادته من خلال مصادره الأصلية والثانوية.
الخامس: طرق تدوين المادة، بعد جمع المادة يدون الباحث المادة عن طريق:
1 - الاقتباس: ينقل الباحث جزء في مادته ويضعه بين () مما يبين للقارئ أن هذا الجزء مقتبس.
2 - الاختصار أو التلخيص: يلخص الباحث أو يختصر كلام صاحب المصدر الأصلي، بشرط أن يشير في هامش البحث إلى الكتاب الذي تم التلخيص منه.
3 - المزج بين الاقتباس والاختصار والتلخيص.
كتابة البحث:
يبدأ الباحث كتابة البحث ويراعي الأتي:
1 - انتقاء مادته العلمية فيقدم الأهم فالمهم.
2 - يعرض هذه المادة عرضاً جيداً باختيار الألفاظ السهلة لتوصيل المعلومة.
3 - يكون أسلوب كتابته في صياغة جيدة،4 - بتعبيرات واضحة.
5 - يستخدم القارئ في كتابته علامات الترقيم والتشكيل التي تساعد الباحث في جعل القارئ معه لحظة بلحظة في كتابة بحثه.
6 - يضع الباحث هوامش يبين فيه أصول هذه المادة التي تم نقلها أو اختصارها في البحث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/319)
7 - يجعل الباحث مقدمة لبحثه يبين فيها الفارق بين بحثه وبين غيره من الأبحاث في نفس المجال،8 - ويوضع فيها سبب اختياره لهذا البحث،9 - وأهمية بحثه ويبين منهجه المتبع في البحث.
10 - يجعل الباحث خاتمة لهذا البحث يوضح فيها أهم ما وصل إليه من نتائج في البحث.
11 - يكتب الباحث بعد الخاتمة مصادر بحثه مرتبة ليسهل الرجوع إليها وكل مرجع بطبعته وتاريخها ومكان طبعاتها.
12 - يصنع الباحث فهارس لهذا البحث يضع فيه محتوى البحث لسهولة الرجوع لأي جزئية من جزئيات البحث،13 - ويا حبذا لو رتب بحثه فبدأ: بفهرس الآيات ثم الحديث والآثار ثم الأعلام ثم الأماكن والبلدان ثم الأشعار ثم الأمثال ثم الكلمات الغريبة ثم المصادر والمراجع ثم الموضوعات والمحتوى وغير ذلك مما يسهل على القارئ قراءة بحثه.
* هذه الخطوات السابقة متفق عليها بين كتّاب الأبحاث، فهي بمثابة الهيكل لأي بحث فقهي أو كيميائي أو فيزيائي ......... إلخ، فيجب الالتزام بهذه الخطوات حتى يخرج الهيكل في إطار صحيح.
منهج البحث في الفقه:
أصول البحث الفقهي:
دراسة الباحث لهذا العنوان تتمثل في أربعة مباحث:
الأول: الفقه وما يتعلق به.
الثاني: الأحكام الشرعية وما يتعلق بها.
الثالث: تقسيم الفقه عند الفقهاء القدامى.
الرابع: مناهج الفقهاء في ترتيب الأبواب.
المبحث الأول: الفقه وما يتعلق به:
الفقه في اللغة: الفهم، ومنه قوله تعالى (واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي) وقد أطلق الفقه في صدر الإسلام على الشريعة والدين، أي يشمل الأحكام التي تتعلق بالشريعة كالأخلاق والعبادات والمعاملات.
وأطلق أبو حنيفة الفقه على التوحيد باعتباره أكبر الفهم، ولهذا أطلق عليه الفقه الأكبر.
ثم أطلقت هذه الكلمة على: العلم بالأحكام الشرعية العملية عن أدلتها التفصيلية بالاستدلال، فالفقه يطلق على:
مجموعة الأحكام التي نزل بها الوحي صراحة، والتي استنبطها المجتهدون، وخرّجها المقلدون على قواعد أئمتهم وأصولهم، ومن يشتغل بكل ذلك يسمى فقيهاً.
المبحث الثاني: الأحكام الشرعية وما يتعلق بها:
الأحكام الشرعية هي مناط الفقه، فالفقه هو العلم بها، والأحكام هي الأوصاف الشرعية المحكوم بها على أعمال المكلفين الظاهرة أو الباطنة، كالوجوب أو الحرمة أو الندب أو الكراهة أو الإباحة والحكم على العبادة بأنها قضاء أو أداء، أو على العقود بأنها صحيحة أو باطلة، مما يجب على الباحث دراسته قبل بداية بحثه.
المبحث الثالث: تقسيم الفقه عند الفقهاء القدامى والمتأخرين:
أولاً: القدامى:
قسم الفقهاء قديماً الفقه إلى قسمين:
الأول: العبادات. كالصلاة والصيام وغيرها مما ينظم العلاقة بين العبد وربه.
الثاني: المعاملات: كالعقود من نكاح وبيوع وغيرها مما ينظم العلاقة بين الأفراد والجماعات بعضهم بعض.
ثانياً: الفقهاء المتأخرين:
يقسم الفقهاء المتأخرون الفقه إلى قسمين:
الأول: العبادات. وهو نفس تقسيم المتقدمين.
الثاني: المعاملات، وقد قسم الفقهاء المتأخرون المعاملات إلى أقسام ستة وهي:
الأول: أحكام الأسرة كالنكاح والطلاق .... إلخ
الثاني: المعاملات المالية كالبيع والإجارة .... إلخ
الثالث: السياسة الشرعية كالأحكام التي تتناول نظام الدولة، كالشورى والعدالة ... إلخ
الرابع: العقوبات كالحدود والقصاص.
الخامس: المرافعات: كالشهادات واليمين ......... إلخ
السادس: السير والمغازي كالأحكام الخاصة بصلة الدولة بغيرها في السلم والحرب كالمعاهدات .. إلخ
المبحث الرابع: مناهج الفقهاء في ترتيب الأبواب في المذاهب الفقهية:
أولاً: جميع المذاهب الفقهية - باستثناء الظاهرية - قد بدأت بقسم العبادات وقدمت الطهارة على الصلاة، أما الظاهرية فكانت بداية الفقه عندهم بكتاب التوحيد مما يدل على اتساع المدلول الفقهي عندهم ليشمل أمور العقيدة، كما كان المتبع من بداية التصنيف في الفقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/320)
ثانياً: مفهوم العبادة عند بعض المذاهب أوسع من غيرها، إذ جاء الجهاد وما يلحق به عقب قسم العبادات، فوجدنا المالكية والحنابلة والظاهرية يذكرون الجهاد عقب العبادات، لكن المدلول أوسع عند المالكية إذ ذكروا قبله الضحية والعقيقة واليمين والنذر وأعقبوه بأحكام المسابقة باعتبارها وسيلة من وسائل الجهاد.
ثالثاً: قسم المعاملات قد يراد به في بعض المذاهب الفقهية - كالمالكية والشافعية والحنابلة - عقود البيع وما شابهها في حين أنه أعم وأوسع من ذلك عند بعضها الآخر، كما نرى عند الحنفية، لكنه أكثر ضيقاً عند الظاهرية.
رابعاً: رأينا أن باب النكاح قد تقدم على البيوع عند الحنفية والمالكية، وجاء باب النكاح عند الشافعية متأخراً عن البيوع والحنابلة والظاهرية، بل جاء بعد كتاب الشهادات والأقضية والإمامة عند الظاهرية.
خامساً: ترتيب الحنابلة في قسم المعاملات يتفق - إجمالاً - مع ترتيب الشافعية، فقد جاء في نهاية المعاملات عند الشافعية الهبة واللقطة واللقيط والوصايا والوديعة وقسم الفئ وقسم الصدقات، لكن الوديعة تقدمت على الفرائض والوصايا عند الحنابلة، وتأخر عند الشافعية العتق والتدبير فجاءا في نهاية الموضوعات الفقهية، لكنه عند الحنابلة مذكور عقب الوصية والفرائض.
سادساً: بعض الموضوعات الفقهية جاءت غير متسقة مع الأقسام التي اندرجت تحتها، على سيبل المثال:
وضع المالكية بابي (الإقرار والاستحقاق) ضمن كتاب البيوع، وباب (العتق) بعد قسم القضاء، والشافعية وضعوا كتاب (الوديعة) وكتاب (الصدقات) بعد كتاب الفرائض والوصايا، وذكر هذين الكتابين بعد كتاب العبادات والمعاملات، ووضعوا كتاب (السير) تالياً لكتاب الجنايات وقسماً من أقسامه وذكر كتاب (العتق) في نهاية الأقسام، والحنابلة - أيضاً- وضعوا باب الهبة والعطية وكتاب (الوصايا والفرائض) ضمن قسم المعاملات، وكتاب (الأطعمة والذكاة والصيد والأيمان والنذور) في قسم الجنايات.
المصادر المعتمدة في الفقه:
في هذا البحث نعرض لأهم المصادر التي يجب على الباحث أن يكون على علم بها، مع العلم بأنها ليست كل المصادر المعتمدة في المذاهب الفقهية ومصادر الفقه المقارن، ومصادر فقه آيات الأحكام، وأحاديث الأحكام، ومصادر تخريج أحاديث الأحكام، ومصادر طبقات الفقهاء وتراجمهم، ومعاجم المصطلحات الفقهية، والأسماء والمصطلحات الفقهية في المذاهب الأربعة، بل ما يعرض على سيبل المثال لا الحصر.
أولاً: مصادر الفقه الحنفي:
للإمام محمد بن الحسن الشيباني (ت 189 ه) ستة كتب تعد الأصول للمذهب فعليها اعتمد وعلى أصولها أسس وهي:
? المبسوط أو الأصل.
? الجامع الكبير.
? الجامع الصغير.
? الزيادات.
? السير الكبير.
? السير الصغير.
ويطلق على ما في هذه الكتب من مسائل: مسائل الأصول، ومسائل ظاهر الرواية، وسميت بذلك لأنها رويت عن محمد بن الحسن بروايات ثقات، فهي ثابتة عنه متواترة مشتهرة.
وللإمام محمد بن الحسن كتب أخرى مثل:
? الحجة على أهل المدينة،? ويعد أصلاً في علم الخلاف.
? الرقيات. وضمن المسائل التي عرضت عليه عندما تولى القضاء.
? وله النوادر والجرجانيات والهارونيات.
وأهمية هذه الكتب ترجع إلى أنها دونت آراء أبي حنيفة، وأبي يوسف بطرق متواترة.
وأيضاً من الكتب المشهورة في المذهب:
? الكافي للحاكم الشهيد محمد بن محمد الحنفي،? وهو مختصر لكتب محمد بن الحسن الستة.
? كتاب المنتقي: وفيه نوادر المذهب من الروايات غير الظاهرة.
وكلا الكتابين من أصول المذهب.
? المبسوط: للسرخسي شمس الدين إمام الأحناف في عصره.
? النوازل في الفروع: لأبي الليث السمرقندي وهو أصل في فتاوى المذهب.
? مختصر القدوري: لأبي الحسين القدوري،? ومن أهمية هذا المختصر عند الأحناف أطلق عليه لفظ الكتاب.
? تحفة الفقهاء: لأبي بكر علاء الدين السمرقندي.
? بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: للكاساني وهو شرح تحفة الفقهاء.
? الهداية شرح بداية المبتدي: للمرغيناني أبي الحسين علي بن أبي بكر،? وقد جمع فيه المؤلف بين مختصر القدوري والجامع الصغير،? ولاقى هذا الكتاب شهرة كبيرة في المذهب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/321)
? فتاوى قاضي خان: لفخر الدين حسن بن منصور الأوزجندي،? وهو كتاب النوازل للسمرقندي
? وقاية الرواية في مسائل الهداية: لبرهان الشريعة محمود بن أحمد صدر الشريعة وهذا الكتاب أحد المتون المعتبرة في الفقه.
? المختار في فروع الحنفية: للموصلي وشرحه (الاختيار لتعليل المختار) وهو اختيار قول الإمام أبي حنيفة.
? ومجمع البحرين وملتقي النهرين: لابن الساعاتي،? ويعد من المتون المعتبرة عند الأحناف وقد جمع فيه المؤلف بين مختصر القدوري ومنظومة النسفي.
? كنز الدقائق: لأبي البركات النسفي،? وهو تلخيص كتاب الوافي وهو من المتون المعتبرة أيضاً على ما تقدم.
فالمتون المعتبرة في المذهب: البداية، ومختصر القدوري، والمختار، والنقاية، والوقاية، والكنز، والملتقى.
مع العلم بأن أشهر هذه المتون ذكرا وأقواها اعتمادا (الوقاية والكنز ومختصر القدوري) وهي المراد في كتب الأحناف بالكتب الثلاثة، وإذا أطلقوا المتون الأربعة أرادوا بها هذه الثلاثة والمختار أو المجمع، وقد يراد بالمتون الأربعة (المختار والكنز والوقاية ومجمع البحرين).
? تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق: لفخر الدين عثمان بن علي الزيلعي،? وهو شرح لمتن الكنز
? العناية شرح الهداية: للشيخ محمد بن محمد أكمل البابرتي.
? الفتاوى البزازية أو الجامع الوجيز: للبزازي محمد بن محمد.
? شرح فتح القدير: للكمال بن الهمام،? ويعد أعظم شروح (الهداية) وقد وصل صاحبه إلى كتاب الوكالة،? وتوفي قبل إكماله،? وأتمه بعده شمس الدين بن قودر المعروف بقاضي زاده،? وأسماه: نتائج الأفكار في كشف الرموز والأسرار.
? ملتقى الأبحر: لإبراهيم الحلبي،? وقد شرحه الشيخ زاده في مجلدين.
? البحر الرائق شرح كنز الدقائق: لابن نجيم،? وهو من عمد المذهب.
? الفتاوى الهندية أو الفتاوى العالمكيرية: نسبة إلى السلطان الذي أشار بتأليفها،? وهو أبو المظفر محي الدين محمد أورنك ريب عالم كير،? وقد ألف الكتاب لجنة من العلماء يرأسهم الشيخ نظام الدين البرهانبوري وهم:
1 - القاضي محمد حسين الجونبري المحتسب.
2 - الشيخ علي أكبر الحسيني أسعد الله خاني.
3 - الشيخ حامد بن أبي حامد الجونبوري.
4 - المفتي محمد أكرم الحنفي اللاهوري.
? الدر المختار شرح تنوير الأبصار: لعلاء الدين الحصكغي.
? حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار المعروف بحاشية ابن عابدين لمحمد أمين الشهير بابن عابدين.
لكن المؤلف توفي قبل تمام الكتاب، وكان قد أنهى كتاب الوصايا، فأتمه ابنه محمد علاء الدين، وجاءت التتمة في مجلدين، وسماها: (حاشية قرة عيون الأخيار تكملة رد المحتار).
ثانياً: مصادر الفقه المالكي:
أمهات الفقه المالكي أربعة هم:
1 - المدونة: وسميت بذلك لأنه تداولها أربعة من المجتهدين (مالك -وابن القاسم - وأسد - وسحنون).
2 - الواضحة: لابن حبيب عبد الملك بن سليمان.
3 - المستخرجة العتبية: لمحمد بن العتبي بن أحمد القرطبي.
4 - الموازية: لابن الواز محمد بن إبراهيم الإسكندري.
وجاء بعد ذلك من أمهات الكتب مثل:
? رسالة ابن أبي زيد القيرواني: أبي محمد عبد الله بن أبي زيد،? ويطلق عليها: باكورة السعد.
? نوادر ابن أبي زيد.
? التعريفات لابن الجلاب: أبي بكر محمد بن عبد الله التميمي الصقلي.
? البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل: لابن رشد الجد.
? الذخيرة: للقرافي شهاب الدين أبي العباس أحمد بن إدريس.
? المختصر في الفقه المالكي: للشيخ خليل بن إسحاق. وهو مختصر خليل الذي اعتمدته المالكية،? وأصبح حجة عندهم.
? شروح مختصر خليل مثل:
? مواهب الجليل لشرح مختصر خليل: للحطاب.
? شرح الزرقاني على مختصر خليل: لعبد الباقي بن يوسف الزرقاني.
? الخرشي على مختصر خليل: فتح الجليل على مختصر خليل. لابن عبد الله محمد بن عبد الله الخرشي.
? الشرح الكبير على مختصر خليل: لأحمد العدوي الشهير بالدردير،? وللمؤلف في المذهب: الشرح الصغير وأقرب المسالك وبلغة السالك.
? حاشية الرهوني على شرح الزرقاني (أوضح المسالك وأسهل المراقي إلى سبك إبريز للشيخ عبد الباقي) لمحمد بن أحمد بن محمد الرهوني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/322)
? حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: لابن عرفة الدسوقي.
? المجموع الفقهي في مذهب مالك: للشيخ محمد بن محمد بن أحمد السنهاوي المعروف بالأمير.
? مواهب الجليل من أدلة خليل: للشيخ أحمد بن أحمد المختار الشنقيطي.
? فتح الجليل في شرح مختصر خليل: لأحمد بن منصور آل سبالك. وهو أول شرح يوضح الفقه المالكي بأدلته.
ثالثاً: مصادر الفقه الشافعي:
من مصادر الفقه في المذهب الشافعي التي يمكن للباحث أن يستعين بها في بحثه ما يلي:
? الأم: للإمام الشافعي. وهو كاسمه أصل في المذهب.
? مختصر المزني: لأبي إسحاق إبراهيم بن علي،? هو وكتاب الوسيط للغزالي دار عليهما أكثر ما ألف في المذهب.
? التنبيه للشيرازي: وهو صاحب المهذب في المذهب،? وقد شرحه النووي وسماه (التحرير).
? نهاية المطلب ودراية المذهب: للجويني. ثم اختصره المؤلف وسماه (مختصر النهاية).
? البسيط والوسيط والوجيز: للغزالي أبي حامد الغزالي.
? البسيط تلخيص (نهاية المطلب)،? والوسيط مختصر البسيط،? والوجيز مختصر الوسيط. وهذه الكتب كما قال النووي في مقدمة المجموع لا يستغني عنها طالب العلم.
? المحرر للرافعي: أبي القاسم عبد الكريم الرافعي،? وهو مستقى من كتاب الوجيز للغزالي.
? فتح العزيز في شرح الوجيز: للرافعي.
? المجموع شرح المهذب: للنووي،? بدأ فيه الشيخ حتى وصل إلى باب الحيض وكان فيها متوسعاً،? ولكن وافته المنية ولم يتمه،? وشمّر عن ساعد الجد العلامة السبكي ليتم ما بدأه النووي ووافته المنية أيضاً،? حتى نصّب نفسه شيخنا العلامة / نجيب المطيعي فأتم المجموع ليخرج لنا هذا السفر القيم.
? الروضة ومنهاج الطالبين للنووي،? فالروضة مختصر كتاب (فتح العزيز شرح الوجيز) للرافعي،? والمنهاج مختصر كتاب (المحرر) للرافعي،? واعتنى علماء المذهب بهذين الكتابين وبالأخص الثاني فوضع له شروح وحواشي وتحريرات وتقريرات كثيرة،? وكذلك اختصر أكثر من مرة.
? تحفة المحتاج شرح المنهاج: لابن حجر الهيثمي. وهو شرح لمنهاج النووي،? اعتمده المتأخرون في الفتوى على المذهب.
? مغنى المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج: للخطيب الشربيني،? وهو شرح للمنهاج أيضاً ذكر فيه المؤلف المعتمد في المذهب.
? نهاية المحتاج شرح المنهاج: للرملي،? وقد بلغت الأهمية لهذا الكتاب حتى صار المعتمد في المذهب عند أكثر الشافعية من علماء مصر وغيرهم.
رابعاً: مصادر الفقه الحنبلي:
أما مصادر الفقه في مذهب الحنابلة، والتي يمكن للباحث أن يستعين بها في بحثه ما يلي:
? مختصر الخرقي: ويعد هذا المختصر من أول ما كتب في الفقه على مذهب الإمام أحمد.
? شرح الخرقي: للقاضي أبي يعلى الفراء.
? شرح ابن قدامة: المعروف بالمغني وهو من أعظم الشروح وأشهرها.
? رواسي المسائل: لعبد الخالق بن عيسي الهاشمي،? ذكر فيه المؤلف المسائل التي خالف فيها الإمام أحمد أحد الأئمة.
? الهداية: لأبي الخطاب الكلوذاني،? وهو تلميذ القاضي أبي يعلى.
? التذكرة: لأبي الوفا علي بن عقيل،? وقد جعلت هذه التذكرة على قول واحد في المذهب،? مما اختاره هو.
? المستوعب: لمحمد السامري،? وقد جمع فيه مؤلفه بين مختصر الخرقي،? والتنبيه للخلال،? والإرشاد لابن أبي موسى،? والجامع الصغير،? والخصال للقاضي أبي يعلى،? والخصال لابن البنا،? والهداية لأبي الخطاب،? والتذكرة لابن عقيل. وقال محمد: من حصل كتابي هذا أغناه عن جميع هذه الكتب المذكورة.
? العمدة والمقنع والكافي والمغني: لابن قدامة موفق الدين،? وهذه الكتب تدرج فيها صاحبها حسب المتعلمين منها.
? المحرر: لابن تيمية مجد الدين أبي البركات،? وقد حذا فيه حذو الهداية لأبي الخطاب يذكر الروايات فتارة يرسلها وتارة يبين اختياره فيها.
? الشافي: لعبد الرحمن بن قدامة. وهو شرح للمقنع،? وقد استمده من المغني.
? مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
? الفروع: لابن مفلح شمس الدين أبي عبد الله محمد.
? تصحيح الفروع: لعلاء الدين المرداوي،? قصد به مؤلفه استدراكات على الفروع وطبع معه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/323)
? الإنصاف والتنقيح المشبع: للمرداوي،? الأول: الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل،? شرح فيه كتاب المقنع لموفق الدين ابن قدامة،? أما الثاني: التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع،? اختصر فيه كتاب الإنصاف،? وصار أول كتاب معتمد عند متأخري الحنابلة.
? منتهى الإيرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات: لابن النجار الفتوحي.
? كشف القناع عن متن الإقناع وشروح منتهى الإيرادات: للبهوتي،? وهما شرحان على الإقناع،? والثاني هو الذي عليه الفتوى والقضاء عند الحنابلة.
? الروض المربع وشرح المفردات: للبهوتي،? الأول: شرح مختصر المقنع المسمى زاد المستقنع للحجاوي , وقد التزم فيه بالقول الراجح في المذهب،? وأما الثاني: فهو شرح المفردات لابن عبد الهادي المسمى: منح الشفا الشافيات في شرح المفردات. ذكر فيه المصنف ما انفرد به الإمام احمد من المسائل الفقهية.
? عمدة الطالب: للبهوتي وقد سماه البعض: عمدة الراغب. وهو للمبتدئين في المذهب وقد شرحه عثمان النجدي وسماه: هداية الراغب لشرح عمدة الطالب،? وللجهود التي بذلها البهوتي في المذهب سمي بشيخ المذهب.
? حاشية الروض المربع: لعبد الرحمن النجدي،? وقد طبعت في سبع مجلدات ولاقت قبولاً كبيراً.
خامساً: مصدار الفقه المقارن:
لابد للباحث أن يعرف مصادر الفقه المقارن لسهولة الرجوع إليها عند الحاجة. وهذه المصادر منها:
? الحجة على أهل المدينة: لمحمد بن الحسن الشيباني.
? البسيط والوسيط والوجيز: للغزالي.
? الإفصاح لابن هبيرة الحنبلي،? وهو شرح لكتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي.
? بداية المجتهد ونهاية المقتصد. لابن رشد.
? المغني لابن قدامة.
? المجموع للنووي.
? الذخيرة: للقرافي.
? مجموع فتاوى ابن تيمية.
? رحمة الأمة في اختلاف الأئمة. لعبد الرحمن الدمشقي.
سادساً: مصادر فقه آيات الأحكام:
? أحكام القرآن: للإمام الشافعي.
? أحكام القرآن: لأبي الحسن السعدي:
? أحكام القرآن لأبي إسحاق الأزدي.
? أحكام القرآن لأبي الحسن القمي.
? أحكام القرآن للجصاص.
? أحكام القرآن: للكيا الهراسي.
? أحكام القرآن: لابن العربي.
? الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
مصادر أحاديث الأحكام:
? عمدة الأحكام من كلام خير الأنام: لعبد الغني المقدسي.
? المنتقى من أخبار المصطفى: لمجد الدين أبي البركات ابن تيمية.
? الإلمام بأحاديث الأحكام: لابن دقيق العيد.
? إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام. لابن دقيق العيد.
? بلوغ المرام من أدلة الأحكام. لابن حجر العسقلاني.
? سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام. للصنعاني.
? العدة: للصنعاني.
? نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار من أحاديث سيد الأخيار: للشوكاني.
سابعاً: مصادر تخريج أحاديث الأحكام:
? تخريج أحاديث الأم للشافعي: للبيهقي.
? تخريج أحاديث المهذب للشيرازي: لموسى الحازمي.
? التحقيق في أحاديث التعليق: لابن الجوزي.
? تنقيح التحقيق: لابن الهادي.
? نصب الراية لأحاديث الهداية: للزيلعي.
? تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي على وجيز الغزالي. لابن جماعة.
? إرشاد الفقيه إلى أدلة التنبيه للشيرازي. لابن كثير.
? العناية في تخريج احاديث الهداية: لعبد القادر القرشي الحنفي.
? الذهب الإبريز في تخريج أحاديث فتح العزيز. لبدر الدين الزركشي.
? البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير للرافعي. لابن الملقن.
? خلاصة البدر المنير: لابن الملقن.
? تذكرة الأخيار بما في الوسيط من الأخبار. لابن الملقن.
? تخريج أحاديث المهذب للشيرازي: لابن الملقن.
? تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج للنووي. لابن الملقن.
? الدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر العسقلاني.
? تلخيص الحبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي. لابن حجر العسقلاني.
? التعريف والإخبار بتخريج أحاديث الاختيار للقاسم بن قطلوبغا.
? منية الألمعي بما فات الزيلعي: لابن قطلوبغا.
? نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير: للسيوطي.
? تخريج أحاديث الكفاية في فروع الشافعية للشيخ السهيلي: للسيوطي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/324)
? تخريج أحاديث الكافي في فقه الحنابلة: للحافظ المقدسي.
? تخريج الدلائل لما في رسالة أبي زيد القيرواني من الفروع والمسائل: للغماري أبي الغيض.
? مسالك الدلالة على مسائل الرسالة للقيرواني: لأبي الغيض الغماري.
? تخريج فقه الاحناف للشيخ محمد الكناني والدكتور محمد وهبة الزحيلي.
? تخريج الأحاديث النبوية الواردة في مدونة الإمام مالك بن أنس. د. طاهر الدرديري.
ثامناً: مصادر طبقات الفقهاء وتراجمهم:
أولاً: طبقات فقهاء الأحناف:
? طبقات الفقهاء: للشيرازي.
? طبقات الفقهاء لعبد القادر القرشي المسمى ب الجواهر المضية في طبقات الحنفية.
? تاج التراجم في طبقات الحنفية لابن قطلوبغا.
? الطبقات السنية في تراجم الحنفية لعبد القادر التميمي الداري الغزي.
? الفوائد البهية في تراجم الحنفية: لأبي السعادات اللكنوي.
ثانياً: طبقات فقهاء المالكية:
? ترتيب المدارك وتقريب السالك لمعرفة أعلام مذهب مالك: للقاضي عياض.
? الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب: لابن فرحون.
? نيل الابتهاج بتطوير الديباج التنبكتي: لبابا التنبكتي.
? شجرة النور الزاكية في طبقات المالكية: لمحمد مخلوف.
ثالثاً: طبقات الشافعية:
? طبقات الشافعية الكبرى. للسبكي.
? طبقات الشافعية. للسبكي.
رابعاً: طبقات الحنابلة:
? طبقات الحنابلة: للفراء ابن شيخ المذهب.
? الذيل على طبقات الحنابلة: لابن رجب،? وهو تتمة لكتاب طبقات أبي يعلى السابق.
? المنهج الأحمد في تراجم أصحاب أحمد: للعليمي أبي اليمن مجبر الدين عبد الرحمن بن محمد
خامساً: مصادر إعجام الأسماء:
? الأنساب للسمعاني.
? اللباب في معرفة الأنساب: لابن الأثير.
? المشتبه في الأسماء والأنساب: للذهبي.
? إعجام الأعلام: لمحمود مصطفى.
? كتاب الوفيات الأعيان: لابن خلكان.
معاجم المصطلحات الفقهية:
نجد المعاجم لكل فن وضعت خاصة مثال:
? أولاً: معاجم اللغة: وهي كثيرة منها:
? الصحاح للجوهري،? لسان العرب لابن منظور،? القاموس المحيط للفيروز آبادي.
? ثانياً: معاجم غريب القرآن والحديث: ومنها:
? المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث للأصفهاني،? وغريب القرآن لابن قتيبة الدينوري،? الفائق في غريب الحديث للزمخشري،? النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير.
وعلى هذا وجدنا الفقهاء قد وضعوا معاجم كثيرة لمصطلحاتهم المستخدمة في الفقه مثل:
المذهب الحنفي:
? طلبة الطلبة للنسفي.
? المغرب في ترتيب المعرب للمطرزي ناصر بن عبد السيد.
? أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ الماتداولة بين الفقهاء: للقونوي.
? رسالة ابن نجيم في الحدود: لزين العابدين إبراهيم بن نجيم المصري.
المذهب المالكي:
? تنبيه الطالب لفهم ابن الحاجب: لعز الدين أبي عبد الله محمد بن عبد السلام الأموي التونسي.
? كتاب الحدود في التعاريف الفقهية: لابن عرفة.
المذهب الشافعي:
? الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي: للأزهري الهروي.
? تهذيب الأسماء واللغات: للندوي.
? المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: للرافعي.
المذهب الحنبلي:
? المطلع على أبواب المقنع: للبعلي.
تاسعاً: المصطلحات الفقهية:
من المقرر أنه لا يستغني دارس الفقه الإسلامي عن المصطلحات الفقهية وإلا لم يعلم مراد المصنفين في مصنفاتهم، ولهذا ينبغي أن يعلم المصطلحات التي يستخدمها المصنف في مصنفه والتي يستخدمها في بحثه.
ولقد بحث كل إمام في مذهبه عن أهم المصطلحات التي تستخدم في مذهبه، ولذلك يمكن أن نجد بسهولة بعض المصنفات في المصطلحات الفقهية لكل مذهب على حدة؟، ويسهل على الباحث الوصول إليها ويكون ذلك عن ثلاث طرق:
الأول: المعاجم المخصصة لكل مذهب للتعرف على مصطلحات المذهب - كما ذكرنا من قبل - ويجد ذلك جلياً في كتابي (عقود رسم المفتي وشرح المنظومة) وكلاهما للعلامة ابن عابدين، فقد وضع الشيخ مصطلحات المذهب الحنفي في هذين الكتابين.
الثاني: عن طريق مقدمات الكتب الموضوعة في كل مذهب، ككتاب المدونة في فقه المالكية بين صاحبها مصطلحات مذهبه في مقدمتها، وغيرها من كتب المذهب. وكذلك في مقدمات كتب الحنابلة كالإنصاف وغيره.
الثالث: عن طريق الاستقراء للمذهب يتضح مصطلح المذهب الذي تكرر في معظم الكتب ولم يتضح في المقدمة ما مراد المصنف.
أخيراً: توصيات:
1 - يجب على الباحث أن يعلم أن التخصص في الفقه ضروري لكل من يريد أن يكتب بحثاً فقهياً وهو الطريق الوحيد لسهولة وجود وسائل البحث وأدواته.
2 - على الباحث أن يتجرد من العصبيات التي قد تؤثر في نتيجة البحث،3 - ويكون هذا التجرد بموضوعية تلزمه طوال منهجه في البحث حتى يكمل.
4 - لابد للباحث أن يبعد عما يعد من نقائص البحث الفقهي كالاستدلال بالحديث دون التمييز بين صحيحه وضعيفه والاعتماد على المختصرات،5 - والنقل بالمعنى،6 - والنقل من غير المصادر الأصلية.
7 - على الباحث أن يضع بحثه في إطار ينضبط بضوابط كتابة البحث المتفق عليها والتي أشرنا عليها من قبل.
هذا وأسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ومن استعجم عليه شئ من المحاضرة فليرجع إلى الكتاب يرى فيه من التوضيح ما يغني.
سبحانك اللهم وبحمك نشهد أن لا إله أنت نستغفرك ونتوب إليك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملحوظة: الكتاب الذي أشار إليه الشيخ هو كتاب (الثمر الداني في كيفية البحث في الفقه الإسلامي) وهو من تأليف الشيخ وهو المنهج المقترح في مادته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/325)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 07:24 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
مقال نفيس
أمتع الله بالشيخ
أخي حامد
إن كنت قريبا من الشيخ , أرجو أن تسأله عن كتاب الإقناع للخطيب الشربيني
فإني وجدت المتأخرين يعتمدون عليه كثيرا
خاصة في مصر
وقد درست كثيرا منه
فما قيمته إلى منهاج الخطيب
وكتب المذهب عامة
إذ لم يذكره الشيخ
وجزاك الله خيرا
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 04:05 م]ـ
سؤال؟؟؟؟؟؟؟
هل الشيخ آل سبائك ألقى هذه المحاضرة في (المسجد النبوي) كما ذكرت في العنوان؟؟؟
أرجو التأكد من ذلك وبتحري!!!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 05:18 م]ـ
الشيخ لم يعيَّن مدرساً فيما أعلم بالحرم النبوي الشريف, لكنه لعله حفظه الله تحلق حوله طلبته في إحدى زوايا الحرم النبوي, واختلط على أخينا الأمر فوقع الغلط ..
ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[16 - 11 - 08, 07:55 ص]ـ
اين اجد الكتاب وهل هو مطبوع
(29/326)
هل طبع احد منكم احد الشروح المفرغه0
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[21 - 03 - 04, 10:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخوانى فى الله
بارك الله فيكم
تعلمون صعوبة القراءة من على الكمبيوتر 00 فهل طبع احد منكم شروح المشايخ 0
وسوف ارسل له بتكاليف تصويرها وتكاليف ارسالها 0 جزاكم الله خيرا0
حتى لااقوم بطباعتها وهى تكلف كثيرا0
نرجو من الاخ المشرف عدم نقل هذا الموضوع
(29/327)
حكم تكفير "الرافضة"؟ استمع لشيخنا ابن باز رحمه الله.
ـ[سعد بن ضيدان السبيعي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 10:10 ص]ـ
حكم تكفير "الرافضة"؟ استمع لشيخنا ابن باز رحمه الله.
http://media.islamway.com/fatawa/binbaz/0120B.rm
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[21 - 03 - 04, 01:57 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ما أنفس هذا الموضع.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 03 - 04, 07:20 م]ـ
لمزيد الفائدة انظر هذا الرابط ففيه نقولات عن الشيخ رحمه الله
بتكفير الروافض أئمتهم وعوامهم: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=17498&pagenumber=4
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 04 - 08, 07:04 م]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله تعالى في كتابه الماتع:
(مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى)
" قال شيخنا: ذبائح الرافضة لا تؤكل لأنهم وثنيون ".
ثم قال الشيخ عبدالله بن مانع حفظه الله في الحاشية:
وقال شيخ شيوخنا ابن إبراهيم رحمه الله تعالى كما في فتاواه " 12/ 207 ":
وسئل عن أكل ذبائح بحارنة القطيف؟ فأجاب: " يخسون ".
ونطقُها عند أهل نجد بإضافة ألف مكسورة بأولها.
ـ[السماعيل]ــــــــ[06 - 04 - 08, 07:58 م]ـ
ليتك تكتب ملخص الفتوى
ـ[علي الكناني]ــــــــ[08 - 04 - 08, 09:51 ص]ـ
حكم تكفير "الرافضة"؟ استمع لشيخنا ابن باز رحمه الله.
http://media.islamway.com/fatawa/binbaz/0120B.rm
الرابط لا يعمل عندي
شكر الله لك
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[09 - 04 - 08, 10:25 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا النقل
و لكن هناك من أهل العلم من له كلام مخالف في الأعيان كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله و الشيخ البراك حفظه الله، فالمسألة تبدو لي أن تتعلق بمذهب المفتي في العذر بالجهل
و الله أعلم.
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:58 م]ـ
الرابط لايعمل
ـ[أبو السها]ــــــــ[10 - 04 - 08, 02:03 ص]ـ
وصف ابن العربي المالكي -رحمه الله- كفر غلاة الشيعة (الرافضة) بأنه كفر بارد لا تسخنه إلا حرارة السيف.
العواصم من القواصم: 247
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[10 - 04 - 08, 07:48 م]ـ
اليكم اخواني كلام الشيخ الالباني حول الشيعة
هل يجوز تكفير الشيعة العامة منهم والخاصة.؟ ومتى يجوز تكفير المسلم المعين.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/518/518_01.rm)
هل يكفر الشيعة جملة وتفصيلاً؟ ( http://www.alalbany.name/audio/728/728_10.rm)
من هم الشيعة؟ ( http://www.alalbany.name/audio/446/446_06.rm)
كلام الشيخ على كتاب الكافي للكليني الذي يعتمد عليه الشيعة ( http://www.alalbany.name/audio/310/310_02.rm)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[10 - 04 - 08, 08:31 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا النقل
و لكن هناك من أهل العلم من له كلام مخالف في الأعيان كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله و الشيخ البراك حفظه الله، فالمسألة تبدو لي أن تتعلق بمذهب المفتي في العذر بالجهل
و الله أعلم.
بارك الله فيك ياابا بدر هنا يكمن الداء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 04 - 08, 10:42 م]ـ
س / ما حكم عوام الروافض الإمامية الإثني عشرية؟ وهل هناك فرق بين علماء أي فرقة من الفرق الخارجة عن الملة وبين أتباعها من حيث التكفير أو التفسيق.
الجواب /
من شايع من العوام إماماً من أئمة الكفر والضلال وانتصر لسادتهم وكبرائهم بغياً وعدواً حكم له بحكمهم كفراً وفسقاً قال تعالى: " يسئلك الناس عن الساعة " إلى أن قال: " وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا " وأقرأ الآية رقم 165،166،167 من سورة البقرة والآية رقم 37،38،39، من سورة الأعراف والآية رقم 21،22 من سور سبأ والآيات قم 20 حتى 36 من سورة الصافات والآيات 47 حتى 50 من سورة غافر وغير ذلك في الكتاب والسنة كثير، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل رؤساء المشركين وأتباعهم وكذلك فعل أصحابه ولم يفرقوا بين السادة والأتباع.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة / عبدالرزاق عفيفي
عضو / عبدالله بن قعود
عضو / عبدالله بن غديان
[فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج2/ 377]
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 04 - 08, 10:48 م]ـ
سمعت الامام ابن باز رحمه الله في الجامع الكبير وقد سئل عن الرافضة؟.
فقال: هم كفار.
فقال السائل: وعوامهم؟.
فالتفت اليه الشيخ -حيث كان السائل في جهة الشيخ اليسرى - وقال: وعوام اليهود والنصارى، أليسوا كفارا؟.
فقال السائل: بلى.
فقال رحمه الله: وكذلك الرافضة.أ. هـ
-----
وقال الشيخ / عبدالرحمن السديس وفقه الله - عضو الملتقى - تعليقا على موضوع تكفير الرافضة -:
(أنا عشت بينهم مدة، وناظرت منهم جماعة من السعودية ومن إيران، وها هم موجودون بيننا، كلهم على دين واحد، واعتقاد واحد في الأصول مكفراتهم تعجز من أراد عدها: ولعلي أشير لبعضها:
1 - يدعون الأئمة.
2 - ينذرون لهم.
3 - يذبحون لهم.
4 - يستغيثون بهم.
5 - يدعون أنهم يعلمون الغيب.
6 - لا يؤمنون بالسنة.
7 - تركوا جميع شعائر الإسلام على طريقة المسلمين فطهارتهم وصلاتهم، وحجهم ... ليس من الإسلام في شيء بل دين مستقل.
8 - تكفيرهم الصحابة.
9 - إتهامهم أمهات المؤمنين.
10 - القول بتحريف، أو نقص القرآن.
11 - في أصول الدين: الأسماء والصفات، والقدر هم تبع للمعتزلة ...
وغيرها مما لا يحضرني الآن ..
• فهل من يجمع كل هذه يبقى له اسم الإسلام؟
• إن كان الجواب نعم!!! فليس على وجه الأرض كافر!
المشاركة 25 من هذا الرابط، وفيه مزيد بحث لمن اراد الإستزادة /
لم يقل إمام إن الشيعة أشد كفرا من اليهود
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17498)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/328)
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[10 - 04 - 08, 10:50 م]ـ
هل هم كفار بالجملة يا شيخ المسيطير
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 05 - 08, 12:44 م]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في في أحد دروسه في الرياض عن تكفير عوام الرافضة:
(الرافضة يُتأكد من عوامهم، هل هم يدعون أهل القبور؟، هل هم يستغيثون بأوليائهم، وغير ذلك مما هو كفر؛ فهؤلاء يحكم بكفرهم، أما علمائهم ممن يدعون إلى بدعهم المكفرة فهم كفار) أ. هـ بحروفه من التعليق أثناء الدرس.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[15 - 05 - 08, 08:12 م]ـ
اليكم اخواني كلام الشيخ الالباني حول الشيعة
هل يجوز تكفير الشيعة العامة منهم والخاصة.؟ ومتى يجوز تكفير المسلم المعين.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/518/518_01.rm)
هل يكفر الشيعة جملة وتفصيلاً؟ ( http://www.alalbany.name/audio/728/728_10.rm)
من هم الشيعة؟ ( http://www.alalbany.name/audio/446/446_06.rm)
كلام الشيخ على كتاب الكافي للكليني الذي يعتمد عليه الشيعة ( http://www.alalbany.name/audio/310/310_02.rm)
لم أستطع الوصول إلى أجوبة الشيخ رحمة الله عليه! فهل من سبيل آخر لإطلاعنا على كلامه هذا؟
ودمتم ....
والله الموفق
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 05 - 08, 03:04 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة النبوية: (ج5/ 234):
" ولما قال بعض السلف: إن الله أمر بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسبّهم الرافضة، كان هذا الكلام حقا " أ. هـ
ـ[احمد السعد]ــــــــ[22 - 05 - 08, 03:37 م]ـ
اْنا سمعت شريطاً للشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله يكفر به الرافضة علماء وعوام
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 05:59 م]ـ
هذه ثلاث فتاوى للعلامة ابن باز في الرافضة:
الأولى: حكم تكفير الرافضة، وحكم من قال: إنهم إخواننا وهم مسلمون!
من هذا الرابط المباشر حمل الفتوى:
http://almobile.maktoob.com/org/uploads/0d0c5ba3ac.ram
الثانية: إذا أخفى الشيعة عقائدهم، وتظاهروا بأنهم سنة.
من هذا الرابط المباشر حمل الفتوى:
http://almobile.maktoob.com/org/uploads/2222b0ffcb.ram
الثالثة: حكم زواج السني من الشيعة.
من هذا الرابط المباشر حمل:
http://almobile.maktoob.com/org/uploads/6f33b9fefc.ram
ـ[علي الكناني]ــــــــ[23 - 05 - 08, 09:36 ص]ـ
الذي فهمته من فتاوي الشيخ رحمه الله رحمة واسعة أن تكفير عوام الرافضة إذا كانوا على مذهب كبراءهم وسادتهم.
أما عوام الرافضة الذين ينتسبون للروافض لكنهم ليسوا على شيء من المكفرات فإنهم مسلمون
ارجو من الإخوة تبيين خطأي من صوابه في هذا الفهم
ـ[أبو ياسر الغامدي]ــــــــ[23 - 05 - 08, 07:25 م]ـ
سئل الشيخ عبدالله بن مانع حماه الله وأنا أسمع عن الرافضة فقال مامعناه أنهم كفار عموما وأما أعيانهم فتقام عليهم الحجة وهذا قول ابن القيم رحمه الله
(29/329)
كيف أرسم شجرة الإسناد بواسطة الوورد أو غيره؟؟
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 10:38 م]ـ
كيف أرسم شجرة الإسناد بواسطة الوورد أو غيره؟؟
وهل هناك طريقة سهلة لذلك؟؟
بواسطة الجداول أو غيرها ...
فغالبنا يحتاج لمثل ذلك.
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 11:29 م]ـ
إذا كان هذا غير موجود، فأقترح على من يستطيع أن يفيد إخوانه ببرمجة تسهل ذلك، فما أكثر الحاجة إلى ذلك.
ولو كان ذلك عن طريق ما يسمى بالماكروا في الوورد!!
(29/330)
اختصار العلامة الألباني رحمه الله لصحيح البخاري
ـ[البدر المنير]ــــــــ[22 - 03 - 04, 12:07 ص]ـ
هل تنصحوني باقتنائه أم هناك مختصر اأفضل ..
وأريد منهج الشيخ قدس الله روحه فيه
ـ[البخاري]ــــــــ[22 - 03 - 04, 01:27 ص]ـ
نعم ينصح باقتنائه، ويؤكد على ذلك.
فقد جمع الألفاظ في موضع واحد، وفيه لطائف نفيسة لمن تأملة
ـ[البدر المنير]ــــــــ[22 - 03 - 04, 08:59 م]ـ
شكر الله لك اخي البخاري الفائدة
محبك البدر المنير
(29/331)
من ألفاظ التعزية والمواساة
ـ[الظافر]ــــــــ[22 - 03 - 04, 12:58 ص]ـ
قد من الله عزو جل علىّ بأن بحث أحكام التعزية كاملة، وهذا المبحث من المباحث التي تم بحثها، وبعد أيام سأطرح أهم مسألتين في بحثي هذا، وهي مدة العزاء، ومسألة الجلوس للتعزية إن شاء الله تعالى.
من ألفاظ التعزية والمواساة
يقوم المعزي بتعزية المصاب بما يسليه، ويصبره، ويحمله على الرضا، والصبر، واحتساب المصيبة عند الله ?، والثقة به سبحانه، وأنه لا يخلف الميعاد، ويكون ذلك بما تيسر من الترغيب في الأجر والثواب، والاحتساب من القرآن الكريم والسنة الصحيحة، أو بما تيسر من الكلام الذي يخفف المصيبة ()، ويبرد حرارتها على حسب نوع المصيبة وحال المصاب.
قال الإمام النووي (ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وأما لفظة التعزية فلا حجر فيها، فبأي لفظ عزاه حصلت) ().
وقال ابن مفلح (ت 884هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (لا أعلم في التعزية شيئاً محدوداً) ().
وقال الإمام المرداوي (ت 885هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (ولا يتعين فيه شيء) ().
وقال الشوكاني (ت1250هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (فكل ما يجلب للمصاب صبراً يقال له: تعزية بأي لفظ كان، ويحصل به للمعزي الأجر المذكور في الأحاديث) ().
وقال الشيخ ابن باز (ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (لا أعلم دعاء معيناً في ذلك عن النبي ?، ولكن يُشرع للمعزي أن يعزي أخاه في الله في فقيده بالكلمات المناسبة) ().
وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وإن عزى بغير هذا اللفظ مثل أن يقول: أعظم الله لك الأجر، وأعانك على الصبر، وما أشبهه فلا حرج؛ لأنه لم يرد شيء معين لا بد منه) ().
وقال الشيخ وهبة الزحيلي: (وليس في التعزية شيء محدد) ().
ومن ألفاظ التعزية الواردة عن النبي ?، وبعض ما أشار إليه بعض السلف ما يلي ():
1ـ (إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى).
لما ورد من حديث أسامة بن زيد ?ما قال: أرسلت ابنة النبي ? إليه، إن ابنا لي قبض فأتنا فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله ? الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنه قال كأنها شن ففاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) ().
2ـ الدعاء للميت بقوله: (اللهم أغفر لفلان، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه).
لما ورد من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل رسول الله ? على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال:" إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه) ().
3 - الدعاء لأهل الميت بـ (اللهم أخلف فلان في أهله ثلاثاً).
لما ورد من حديث تعزية النبي ? لابن جعفر بن أبي طالب ? كما في حديث ابنه عبدالله عندما ساق قصة استشهاد قادة جيش مؤتة وفيه " ثم أخذ بيدي ـ أي رسول الله ? ـ فأشالها فقال: اللهم اخلف جعفراً في أهله خيراً، وبارك لعبدالله في صفقة يمينه، قالها ثلاث مرات" ()
4 - يناسب أن يقال لمن فقد ولده (يا فلان أيما كان أحب أليك أن تمتَّع به عمرك؟ أو لا تأتي غداً إلى باب من أبواب الجنة إلا وقد وجدته قد سبقك إليه يفتح لك).
لما ورد من حديث قرة بن إياس المزني ? قال: كان النبي ? إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي ? فقال:" مالي لا أرى فلاناً؟ قالوا: يا رسول الله بُنيَّه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي ? فسأله عن بُنيَّه؟ فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال:" يا فلان أيما كان أحب أليك أن تمتَّع به عمرك؟ أو لا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة إلا وقد وجدته قد سبقك إليه يفتح لك، قال: يا نبي الله بل يسبقني إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/332)
باب الجنة فيفتحها لي؛ أحب إلىَّ، قال: فذاك لك" ().
5 - يقال للمرأة التي فقدت أكثر من ولد وتعزى بـ (ما من امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار).
لما ورد من حديث أبي سعيد الخدري ? قالت النساء للنبي ?: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن، وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة: واثنتين فقال: واثنتين" ().
6 - أن يقول (رحمك الله وآجرك) أو (يرحمه الله ويأجرك)
لما يروى أن النبي ? عزَّى رجلاً فقال:" رحمك الله وآجرك" ().
7 - أن يقول: (آجَرَكَ الله)
هذه العبارة من فقه الإمام البخاري في تراجمه حيث قال في كتاب الإجارة: (باب إذا استأجر أجيراً فبين له الأجر ولم يبين العمل لقوله تعالى:?إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ? إلى قوله:? وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ? يأجر فلانا يعطيه أجرا، ومنه في التعزية آجَرَكَ الله) ().
8 - أن يعزي المصاب بأي لفظ يواسيه به، ويسلي به نفسه، مثل: (أعظم الله أجرك)، أو (أحسن الله عزاءك)، أو (غفر لميتك) أو (جبر الله مصابك) ونحوها.
فقد سبق أن التعزية تحصل بأي لفظ أدى إلى التعزية وإلى المواساة، دون تعيين أيَّاً من هذه الألفاظ، إنما هي لمن أراد أن يقول بها أو بما يقاربها.
مسألة: بماذا يجيب المعزَّى؟
ليس على المعزَّى حرج ولا تعيين، فله أن يرد بما شاء من الألفاظ، كأن يقو ل: (جزاك الله خيراً)، أو (أعظم الله أجركم)، أو (استجاب الله دعاءكم)، وغيرها مما يشعر أنه تقبل التعازي والمواساة.
قال ابن قدامة (ت 620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (بلغنا عن أحمد بن الحسين، قال: سمعت أبا عبدالله () وهو يعزَّى في عبثر ابن عمه وهو يقول: (استجاب الله دعاك، ورحمنا وإياك) ().
مسألة: بما ذا تحصل التعزية؟
تحصل التعزية بأي طريقة مشروعة، وبأي لفظ يحصل به تسلية المصاب ومواساته.
فتحصل باللقاء، وبالمقابلة.
وتحصل أيضا ـ كما في هذا الزمن ـ بالمكالمة الهاتفية.
وتحصل كذلك بالرسائل سواء كانت بريدية، أو إلكترونية.
وتحصل أيضا بالتوكيل: أي توكيل شخص يعزي عنه.
مسألة: هل من السنة في التعزية المصافحة، والمعانقة؟
المصافحة ليست سنة في التعزية ولا التقبيل أيضاً، وإنما المصافحة عند الملاقاة، فإذا لاقيت المصاب وسلمت عليه وصافحته فهذه سنة من أجل الملاقاة لا من أجل التعزية.
فعن أنس بن مالك ? قال: قال رجل: يا رسول الله! الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه؛ أينحني له؟ قال?:" لا" قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال:" نعم" ().
قال الشيخ عبدالعزيز بن باز (ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عندما سُئل عن حكم تقبيل ومعانقة المعزي قال: (الأفضل في التعزية وعند اللقاء المصافحة، إلا إذا كان المعزي أو الملاقي قد قدم من سفر فيشرع مع المصافحة المعانقة، لقول أنس ?: كان أصحاب النبي ? إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا، والله ولي التوفيق) ().
وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت 1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (ولكن الناس اتخذوها عادة، فإن كانوا يعتقدون أنها سنة فينبغي أن يعرفوا أنها ليست بسنة، وأما إذا كانت عادة بدون أن يعتقدوا أنها سنة، فلا بأس بها وعندي فيها قلق؛ وتركها بلا شك أولى) ().
وقال أبو داود السجستاني: قلت لأحمد: (آخذ بيد الرجل في التعزية؟ قال: إن شئت أخذت، وإن شئت لم تأخذ، ورأيت أحمد يأخذ بيد الرجل في التعزية يسلم عليه، وذلك لبعد عهده به) ().
مسألة: حكم اصطفاف أهل الميت عند باب المقبرة لتلقي تعازي الناس بعد دفن الميت مباشرة.
لا بأس بذلك، حتى يتمكن الناس من تعزية أهل الميت، وأهل المصاب.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ: (لا أعلم في هذا بأساً؛ لما فيه من التيسير على الحاضرين لتعزيتهم) ().
وقال الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في مثل هذه المسألة قال: (الأصل أن هذا لا بأس به؛ لأنهم يجتمعون جميعاً من أجل الحصول على كل منهم ليعزى، ولا أعلم في هذا بأس) ().
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[الظافر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:32 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/333)
وجزاك الله خيرا شيخنا عبد الرحمن، وأتمنى أن تتابع معي هذا الموضوع لأستفيد من توجيهاتك لأنني سوف أطبع هذا البحث قريبا إن شاء الله تعالى.
ـ[الظافر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:33 م]ـ
مدة التعزية
مدة التعزية
اختُلِف في مدة التعزية إلى قولين:
القول الأول: قيل ثلاثة أيام بعد الدفن على التقريب لا التحديد ()، وتكره التعزية بعد الثلاثة على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء ().
قال الإمام النووي (ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (قال أصحابنا: وتكره التعزية بعد ثلاثة أيام، لأن التعزية لتسكين قلب المصاب، والغالب أن سكون قلبه بعد الثلاثة، فلا يجدد له الحزن، هكذا قال الجماهير من أصحابنا) ().
وقال ابن مفلح (ت 884هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وحدها في "المستوعب": إلى ثلاثة أيام، وذكر ابن شهاب والآمدي وأبو الفرج: يكره بعدها لتهييج الحزن) ().
وقال ابن عابدين (ت 1252هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (الجلوس في المصيبة للرجال ثلاثة أيام جاءت الرخصة فيه) ().
ويظهر أن الرخصة هنا عن أهل العلم، أما أنه قد ورد النص فيها فلا.
وقال الشيخ محمد بن عارف خوقير المكي الحنبلي (ت1349هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وتسن تعزية المصاب بالميت إلى ثلاث، وقول ما ورد) ().
وقال الشيخ إبراهيم الضويان (ت1353هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (ويسن تعزية المسلم إلى ثلاثة أيام بلياليهن؛ لأنها مدة الإحداد المطلق) ().
وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: بعد إيراد مسألة: هل يجوز أن يحد على الميت بأن: يترك تجارته أو ثياب الزينة، أو الخروج للنزهة، أو ما أشبه ذلك؟
الجواب: (أن هذا جائز في حدود ثلاثة أيام فأقل، إلا الزوجة، فإنه يجب عليها أن تحد مدة أربعة أشهر وعشرة أيام إن لم تكن حاملاً، و إلا إلى وضع الحمل إن كانت حاملاً، وإنما جاز هذا الإحداد لغير الزوجة لإعطاء النفوس بعض الشيء مما يهون عليها المصيبة؛ لأن الإنسان إذا أصيب بمصيبة ثم كبت، بأن يقال أخرج وكن على ما أنت عليه، فإنه ربما تبقى المصيبة في قلبه، ولهذا يقال: إن من جملة الأدب والتربية بالنسبة للصبيان أنه إذا أراد أن يبكي أن يترك يبكي مدة قصيرة من أجل أن يرتاح، لأنه يخرج ما في قلبه، ولكن لو أسكته صار عنده كبت وانقباض نفسي) ().
وقال الشيخ وهبة الزحيلي: (وتكون إلى ثلاث ليال بأيامها، وتكره بعدها إلا لغائب، حتى لا يجدد الحزن) ().
القول الثاني: قالت طائفة من أصحاب الشافعي ()، وأحمد () أنها لا تحد بثلاثة أيام وأنه لا أمد للتعزية بل تبقى بعد الثلاثة أيام وإن طال الزمان، فإن الغرض من التعزية الدعاء، وحمل النفس على الصبر.
ونقل النووي (ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (عن إمام الحرمين- وجهاً- أنه لا أمد للتعزية، بل يبقى بعد ثلاثة أيام وإن طال الزمان، لأن الغرض الدعاء، والحمل على الصبر، والنهي عن الجزع، وذلك يحصل مع طول الزمان) ().
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز (ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (العزاء ليس له أياما محدودة، بل يشرع من حين خروج الروح قبل الصلاة على الميت وبعدها، وليس لغايته حدٌّ في الشرع المطهر سواء كان ذلك ليلا أو نهارا، وسواء كان ذلك في البيت، أو في الطرق، أو في المسجد، أو في المقبرة أو غير ذلك من الأماكن) ().
قال الشيخ الألباني (ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (ولا تحد التعزية بثلاثة أيام لا يتجاوزها، بل متى رأى الفائدة في التعزية أتى بها) ().
وأفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بهذا؛ فكانت الفتوى كالتالي: (وليس للتعزية وقت محدد، ولا مكان محدد) ().
والمختار هو القول الثاني أن مدة التعزية لا تحد بثلاثة أيام، لأنه ليس في المسألة دليل صريح، وإنما تمسك من يحدها بثلاثة أيام بأمرين:
أحدهما: أن المقصود من التعزية تسلية قلب المصاب، والغالب أن يسكن بعد ثلاثة أيام، فلا ينبغي تجديد حزنه بالتعزية بعدها.
الثاني: أن الشارع أذن في الإحداد ثلاثة أيام، فيجب أن تكون التعزية كذلك، فقد قال النبي ?:" لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشراً" ().
والجواب عن هذين الأمرين:
1ـ أن التعزية وردت في الشرع مطلقة، فلم يجز لأحد تقييدها بالرأي، ثم إن المصاب لا يسلو بعد ثلاثة أيام ولا عشرة، ولو سُلِّم ذلك فليست التعزية مقصورة على التسلية، بل من مقاصدها إشعار المصاب بوقوف الناس معه، وهذا من أسمى مقاصد الشريعة، لما فيه من جمع القلوب، بحيث يصير الناس كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد ().
2ـ وأما الإحداد فهو تعبير عن الحزن، فلا ينبغي أن يدوم أكثر من ثلاثة أيام على غير زوج، بخلاف التعزية التي هي تسلية، فإن اللائق أن يكون مدارها على موجبها، فمتى وجد المصاب حزيناً شرع لمن لم يعزه أن يعزيه، سواء كان ذلك في الأيام الثلاثة أو بعدها، فليس فيما ذكروا متمسك، وإنما الأعدل حمل الأدلة على عمومها وإطلاقها، فإن الغرض من التعزية الدعاء، والحمل على الصبر، والنهي عن الجزع، وهذا يحصل مع طول الزمان.
إذن تحديد مدة العزاء لا أصل لها من السنة، فالسنة ليس فيها دليل صريح يدل على أن مدة العزاء محددة بمدة معينه، بل مدة العزاء بحسب من يأتي، فإذا كان الناس يأتون في يومٍ واحدٍ فينتهي العزاء بنهايته، وكذلك يومين أو ثلاثة أو أكثر وهكذا، وإذا كان غالب أحوال الناس أنهم في ثلاثة أيام ينتهون فعلى ما انتهوا إليه، ولمن لم يدرك تلك الأيام له أن يعزي ولو بعد ثلاثة أيام، إلا إذا حصل تجديد الحزن فيكره ذلك، لما سبق بيانه في مبحث وقت التعزية ()، لكن لا أصل لتحديد هذه المدة في الشرع؛ والله ـ تعالى ـ أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/334)
ـ[الظافر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:36 م]ـ
ا
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[21 - 04 - 09, 09:34 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع الله بك
(29/335)
ابن دقيق العيد
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[22 - 03 - 04, 01:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخوانى الكرام الرجاء من يتفضل علينا بترجمة أبن دقيق العيد.
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[22 - 03 - 04, 02:06 م]ـ
تجد ترجمته موسعه في مقدمة التحقيق (الغير جيد) في الاعلام بفوائد عمدة الاحكام.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 04, 11:55 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الشوكاني في البدر الطالع ج: 2 ص: 229
محمد بن على بن وهب بن مطيع بن أبى الطاعة تقى الدين القشيرى المنفلوطى الأصل المصرى القوصى المنشأ المالكى ثم الشافعى نزيل القاهرة المعروف بابن دقيق العيد
الإمام الكبير صاحب التصانيف المشهورة ولد في شعبان سنة 625 خمس وعشرين وستمائة بناحية ينبع في البحر وسمع بمصر من جماعة ورحل إلى دمشق فسمع من أحمد بن عبد الدائم والزين خالد وغيرهما وأخذ أيضا عن الرشيد العطار والزكى والمنذرى وابن عبد السلام وتبحر في جميع العلوم الشرعية وفاق الأقران وخضع له أكابر الزمان وطار صيته واشتهر ذكره وأخذ عنه الطلبة وصنف التصانيف الفائقة فمنها الإلمام في أحاديث الأحكام وشرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين أتى فيها كما قال الحافظ بن حجر بالعجائب الدالة على سعة دائرته في العلوم خصوصا في الاستنباط وجمع كتاب الإمام في عشرين مجلدا قال ابن حجر عدم أكثره بعده
وصنف الاقتراح في علوم الحديث ومن مصنفاته شرح العمدة المشهور وشرح مقدمة المطرزى في أصول الفقه وشرح بعض مختصر ابن الحاجب في الفقه
قال الذهبى كان إماما متفننا مدققا أصوليا مدركا أديبا نحويا ذكيا غواصا على المعانى وافر العقل كثير السكينة تام الورع مديم السنن مكبا على المطالعة والجمع سمحا جوادا ذكى النفس نزر الكلام عديم الدعوى له اليد الطولى في الفروع والأصول بصيرا بعلم المنقول والمعقول وغلب عليه الوسواس في المياه والنجاسة وله في ذلك أخبار قال واشتهر اسمه في حياة مشايخه وشاع ذكره وتخرج به أئمة وكان لا يسلك المراء في بحثه بل يتكلم بكلمات يسيرة ولا يراجع حتى حكى عنه أنه قال لكاتب الشمال سنين لم يكتب على شيئا وقال قطب الدين الحلبى كان ممن فاق بالعلم والزهد عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا في الحديث وعلومه يضرب به المثل في ذلك وكان آية في الاتقان والتحرى شديد الخوف دائم الذكر لا ينام من الليل إلا قليلا يقطعه مطالعة وذكرا وتهجدا وكانت أوقاته كلها معمورة وكان شفوقا على المشتغلين وكثير البر لهم قال أتيته بجزء سمعه من ابن رواح والطبقة بخطه فقال حتى أنظر فيه ثم عدت إليه فقال هو خطى لكن ما أحقق سماعه ولا أذكره ولم يحدث به وكذلك لم يحدث عن ابن المنير مع صحة سماعه منه
قال الذهبى بلغنى أن السلطان لاجين لما طلع إليه الشيخ قام له وخطا من مرتبته وقال البرزالى مجمع على غزارة علمه وجودة ذهنه وتفننه في العلوم واشتغاله بنفسه وقلة مخالطته مع الدين المتين والعقل الرصين قرأ مذهب مالك ثم مذهب الشافعى ودرس فيهما وهو خبير بصناعة الحديث عالم بالأسماء والمتون واللغات والرجال وله اليد الطولى في الأصلين والعربية والأدب نشأ بقوص وتردد إلى القاهرة وكان شيخ البلاد وعالم العصر في آخر عمره ويذكر أنه من ذرية بهر بن حكيم القشيرى وكان لا يجيز إلا بما يحدث به وقال ابن الزملكانى امام الأئمة في فنه وعلامة العلماء في عصره بل ولم يكن من قبله سنين مثله في العلم والدين والزهد والورع تفرد في علوم كثيرة وكان يعرف التفسير والحديث ويحقق المذهبين تحقيقا عظيما ويعرف الأصلين والنحو واللغة وإليه المنتهى في التحقيق والتدقيق والغوص على المعانى أقر له الموافق والمخالف وعظمته الملوك وكان السلطان لاجين ينزل عن سريره ويقبل يده
قال ابن سيد الناس لم أر مثله في من رأيت ولا حملت عن أجل منه فيمن رويت وكان للعلوم جامعا وفي فنونها بارعا ولم يزل حافظا للسانه مقبلا على شأنه ولو شاء العاد أن يحصر كلماته لحصرها وله تخلق وبكرامات الصالحين تحقق وعلامات العارفين تعلق وله في الأدب باع وساع وكرم طباع وحسن انطباع حتى لقد كان الشهاب محمود يقول لم تر عينى آدب منه ولو لم يدخل في القضاء لكان ثورى زمانه وأوزعي أوانه انتهى كلام ابن سيد الناس قال البرزالى وفي يوم السبت الثامن عشر من جمادى الأولى سنة 695 ولى القضاء بالديار المصرية قال ابن حجر واستمر فيه إلى ان مات في صفر سنة 702 اثنتين وسبعمائة
قال الصاحب شمس الدين سمعت الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافى المالكى يقول أقام الشيخ تقى الدين أربعين سنة لا ينام الليل الا أنه إذا كان صلى الصبح اضطجع على جنبه إلى حين يضحى النهار قال زكى الدين عبد العظيم بن أبى الأصبغ صاحب البديع ذكرت للشيخ تقى الدين بن دقيق العيد وجوه المبالغة في قوله تعالى أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب الآية وهى عشرة ولم أذكر له مفصلا وغبت عنه قليلا ثم اجتمعت به فذكر لى أنه استنبط منها أربعة وعشرين وجها من المبالغة فسألته أن يكتبها لى فكتبها بخطه وسمعتها منه بقراءته واعترفت له بالفضل في ذلك انتهى
وقد عاش تقى الدين بعد ابن الأصبغ زيادة على أربعين سنة
قال ابن حجر قرأت بخط محمد بن عبد الرحيم العثمانى قاضى صفد أخبرنى الأمير سيف الدين الحسامى قال خرجت يوما إلى الصحراء فوجدت ابن دقيق العيد واقفا في الجبانة يقرأ ويدعو ويبكى فسألته فقال صاحب هذا القبر كان من أصحابى وكان يقرأ على فمات فرأيته البارحة فسألته عن حاله فقال لما وضعتمونى في القبر جاءنى كلب انقط كالسبع وجعل يروعنى فارتعت فجاء شخص لطيف في هيئة حسنة فطرده وجلس عندى يؤنسنى فقلت من أنت فقال أنا ثواب قراءتك الكهف يوم الجمعة انتهى
وله اشعار حسنة محكمة قوية المعاني جيدة المبانى قد أورد منها جملة نافعة من ترجمه من الأدباء وغيرهم
وبالجملة فقد اعترف له أئمة كل فن بفنهم رحمه الله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/336)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:17 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محب احمد بن حنبل
تجد ترجمته موسعه في مقدمة التحقيق (الغير جيد) في الاعلام بفوائد عمدة الاحكام.
أخي الحبيب محب أحمد: لو تتكرم بذكر الملاحظات التي جعلتك تحكم عليه بهذا الحكم ليستفيد الجميع.
فائدة: الصواب في العبارة: غير الجيد، فغير لا تدخلها: ال.
والله أعلم.
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[31 - 03 - 04, 03:15 ص]ـ
الملاحظات على التحقيق كثيرة جدا , هذا فيما يتعلق بالنص. أما مايتعلق بالتخريج والعزو فحدث ولاحرج. أنظر على سبيل المثال لاالحصر فيما يتعلق باخراج النص 1\ 200 السطر الاخير مع ماقبلها.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 04 - 04, 10:41 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محب احمد بن حنبل
الملاحظات على التحقيق كثيرة جدا , هذا فيما يتعلق بالنص. أما مايتعلق بالتخريج والعزو فحدث ولاحرج. أنظر على سبيل المثال لاالحصر فيما يتعلق باخراج النص 1\ 200 السطر الاخير مع ماقبلها.
أخي الكريم: الكتاب ضخم جدا لعله في أربعة الآف صفحة ..
والحكم بهذه الطريقة السريعة لا يفيد القارئ شيئا سوى التشتيت، بمعنى أني لم أقتنع لعدم ذكرك للأمثلة، والأدلة ... المؤيدة للحكم والنتيجة التي خلصت إليها ..
فليتتك تتفضل بذكر نماذج مع التصحيح، وتكون مناسبة لحجم الكتاب حتى يكون هناك تصور صحيح ..
ـ[المستفيد7]ــــــــ[04 - 04 - 04, 12:00 ص]ـ
في هذا الرابط كلام للاخوة حول كتاب الاعلام لعله يكتمل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17746&highlight=%C7%E1%C7%DA%E1%C7%E3
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 04 - 04, 10:26 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المستفيد7
في هذا الرابط كلام للاخوة حول كتاب الاعلام لعله يكتمل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17746&highlight=%C7%E1%C7%DA%E1%C7%E3
رجعت إلى الرابط فلم أجد زيادة على ما ذكر ..
وأتمنى أن أرى الملاحظات الجديرة بالحكم على هذا الكتاب بهذا الحكم الشديد.
وهناك ووعود منذ ثلاثة أسابيع .. ولم يرد منها شيء.
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[12 - 04 - 04, 02:05 م]ـ
بارك الله في اخواننا على مشكاركتهم.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[29 - 05 - 04, 02:21 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
وأتمنى أن أرى الملاحظات الجديرة بالحكم على هذا الكتاب بهذا الحكم الشديد.
وهناك ووعود منذ ثلاثة أسابيع .. ولم يرد منها شيء.
ومَرَّ على الوعود -الآن- ما يقترب من ثلاثة أشهر. ولا زلنا ننتظر خروجها!
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 05 - 04, 10:15 ص]ـ
قال العلامة بكر أبو زيد في تقديمه للكتاب ص (د)
عن المحقق .. وفق بحسن الاختيار، وحسن الإخراج، وبذل الجهد في المقابلة، والتخريج، وتوثيق النقول، والأقوال، كما ظهر لي من قراءة جل النص المحقق في الجزء الأول فجزاه الله خيرا، وشكر سعيه، والحمد لله رب العالمين.
(29/337)
هل طرح في المنتدى حكم التعامل مع يزتاس
ـ[عمر ابو عبد الله]ــــــــ[22 - 03 - 04, 05:15 م]ـ
هل طرح ونوقش حكم التعامل مع شركة برناس
الرجوا الافاده
ولم يكون طرح ارجوا من الاخوه الافاضل طرح ما لديهم
وفق الله الجميع
ـ[المستفيد7]ــــــــ[22 - 03 - 04, 07:56 م]ـ
ذا رابط مفيد جدا في هذه المسالة:
http://www.saaid.net/fatwa/f41.htm
(29/338)
حديث مشهور على ألسنة الوعاظ والخطباء من تكلم عليه من العلماء؟
ـ[عصفور الجنة]ــــــــ[22 - 03 - 04, 07:29 م]ـ
حديث مشهور على ألسنة الوعاظ والخطباء!؟
استمعت إليه مرارا وبحثت عنه فلم أجد كلاما لأحد عليه بحسب علمي القاصر!!
فمن عنده معرفة بمن تكلم عليه من العلماء فليدلنا وجزاه الله خيرا؟
ونص الحديث:
قال الله تعالى: يا ابن آدم! لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقياً، وسلطاني لا ينفد أبداً.
يا ابن آدم! لا تخش من ضيق الرزق وخزائني ملآنة، وخزائني لا تنفد أبداً.
يا ابن آدم! لا تطلب غيري وأنا لك؛ فإن طلبتني وجدتني، وإن فتني فتك وفاتك الخير كله.
يا ابن آدم! خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب؛ فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محموداً.
وإن لم ترض بما قسمته لك: فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية، ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذموماً.
يا ابن آدم! خلقت السماوات السبع والأراضي السبع ولم أعي بخلقهن؛ أيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب؟
يا ابن آدم! إنه لم أنس من عصاني؛ فكيف من أطاعني، وأنا رب رحيم، وعلى كل شيء قدير؟
يا ابن آدم! لا تسألني رزق غد كما لم أطالبك بعمل غد.
يا ابن آدم! أنا لك محب؛ فبحقي عليك كن لي محباً
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[25 - 03 - 04, 05:31 م]ـ
يبدو إنه لا أصل له .. فلم أجده في أي كتاب!
و هذا الحديث للأسف يلاقي شهرة منقطعة النظير في المساجد و على لوحات الحوائط في كثير من البلدان الإسلامية، فلا حول و لا قوة إلا بالله.
ـ[عصفور الجنة]ــــــــ[25 - 03 - 04, 06:59 م]ـ
لهذا الأمر الذي ذكرت أبحث عن كلام لأهل العلم في الحديث حتى يتسنى نقله للناس.
وقد بحثت مثلك فلم أظفر إلا بأن الحافظ ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى (وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون) الذاريات: 56
ذكر بعضه وأن من الكتب السابقة فلعله كذلك.
قال رحمه الله: " وقد ورد في بعض الكتب الإلهية يقول الله تعالى ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب فاطلبني تجدني فإن وجدتني وجدت كل شيء وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء " اهـ.
وأنا بانتظار من ينقل لنا كلام أهل العلم على الحديث!!
؟؟؟؟
؟؟؟
؟؟
؟
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[25 - 03 - 04, 07:53 م]ـ
الذي يظهر أنهم لا ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه و سلم
و إنما يذكر من باب التذكير و الوعظ بلسان الحال كما يقال
و هذا الاسلوب يستعمله ابن القيم أحيانا.
(29/339)
مواقف مؤثرة جرت مع العلامة الألباني رحمه الله تعالى برواية تلميذه الخطيب
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 03 - 04, 09:50 م]ـ
كتب الأخ الفاضل محمد الخطيب الذي عمل في بيت الشيخ -رحمه الله- ست سنوات ما نصه:
وقد كان الشيخ رحيمًا رؤوفًا فقال لي مرة: يا محمد أنت لا تملك سيارة، وأولادك لابد أنهم بحاجة إلى استجمام، فهيئ نفسك في أي يوم تريد حتى نذهب سويًّا في نزهة ترفه بها عن أولادك، وفعلاً بعد يومين رتبنا أمرنا وخرجنا بصحبة الشيخ وزوجته إلى بعض الأحراش خارج عمان، وقد أحضرنا طعامًا وفاكهة منوعة، وسُرّ أولادي أي سرور.
وكنت مرة أعمل للشيخ على سطح بيته وأصلح بعض الأمور، فحملت قضيبًا طويلاً أرفعه من مكان لآخر، فغلبني القضيب وأنا في أعلى السطح فكدت لولا فضل الله أن أهوي من أعلى السطح، فعلم الشيخ بالخبر، فحمد الله على سلامتي، وسارع ساجدًا لله: سجدة شكر، وذرفت عيناه بالبكاء، وأخرج من جيبه مئة دينار أعطاني إياها.
وكان ورعًا حيث حصل أن توسط مرة لشخص تعرف عليه في إحدى الشركات، بعد أيام طرق الرجل باب الشيخ محضرًا تنكة زيتون، فقال لي: هذه هدية للشيخ، وكان الشيخ نائمًا، فلما استيقظ أخبرته، فقال: لا يحل لنا أكلها، فقد قال رسول الله ?: «من شفع شفاعة، وأهدي له هدية فقبلها، فقد أتى بابًا من الربا» وأعطيناها للفقراء.
وكم كنت أستحث الشيخ لبناء مسجد أو إعطاء فقير أو أرملة أو سائل، فكان لا يردني في ذلك، والقصص كثيرة في ذلك، منها: جاء رجل مريض وعلاجه بإبر تكلفة الواحدة منها عشرون دينارًا، يحتاج (15) إبرة، فطلب مني الشيخ الذهاب لبيته والتأكد من صحة ما قال، فلما علمنا صدقه أعطاني الشيخ المال، واشترينا له الإبر.
ولما نويت أن أبني احتجت للمال، فطرقت كثيرًا من الأبواب، ولم أحصل على شيء، فتذكرت رجلاً ثريًا يعرفه الشيخ، فقلت لزوجة الشيخ: لعلك تقولين للشيخ أن يتوسط لي عند فلان حتى يقرضني، وفي اليوم التالي، وكنت أجلس على مكتبي قال لي: يا محمد أنت تريد أن أتوسط لك عند فلان كي يقرضك؟ فقتل: نعم، قال: أنا أولى بك منه أنا أعطيك ما تريد، فبكيت وقلت: يا شيخنا جزاك الله خيرًا. ولكن – والله – لم يكن أن أحصل على طلبي من الشيخ لترفعي عن النظر لما عند الشيخ، فلما أعطاني المال قال: هذه هدية ألف دينار غير محسوبة، فبكيت مرة أخرى، فجزاه الله خيرًا كثيرًا رحمه الله تعالى.
وقصة أخرى حصلت قريبًا والشيخ في المشفى: جاءته امرأة تشكو له وقوعها في براثن البنوك، حيث إنها وزوجها اقترضا من أحد البنوك مبلغ تسعة آلاف دينار، وتضاعف عليها المبلغ من الربا بعد وفاة زوجها، فجاءت تستنجد بالشيخ للخلاص من ذلك، فطلب مني الشيخ كالعادة التحري في ذلك، وبعد التحري والتأكد من صدق المرأة وافق الشيخ على أن يقرضها مبلغ سبعة آلاف دينار، فحضرت المرأة وحضر معها أولادها، فقال الشيخ: هذه ألف دينار هدية، وهذا المبلغ المطلوب، ففرحت وفرح أولادها ودعوا للشيخ، ودعوت أنا، بأن يجزي الله الشيخ خيرًا، فنظر الشيخ إلينا، وقال: يا أخوان! والله إنني أتمنى أن أصبح مليونيرًا، حتى أُخرج الألوف من أمثال هذه المرأة من قيود الربا.
وكانت زوجتي على وشك الولادة، فكان الشيخ دائم السؤال عنها، وقبل يوم من الولادة – حينما أردت الانصراف من المكتبة – قال لي الشيخ: خذ سيارة أم الفضل لعلك تحتاجها في منتصف الليل، وبقيت السيارة عندي يومين، وفعلاً جاءت الولادة في منتصف الليل، وخرجت من بيتي لا أعرف أين أذهب، وبعد بحث لم أجد قابلة، فتذكرت أن زوجة الشيخ عندها خبرة بالولادة، فتوجهت نحو بيت الشيخ وأنا متردد خشية أن أزعج الشيخ في هذا الوقت المتأخر، فطرقت الباب، فرد علي الشيخ وقدمت اعتذارًا شديدًا وأعلمته حاجتي، فرد علي بلهجة المداعبة: لماذا لم تصنع مثل شيخك؟ فقد قمت بتوليد زوجتي بنفسي، ثم أردف قائلاً: لحظات وأوقظ لك أم الفضل، وذهبت معي، وُرزقنا بولدي عبدالله.
أما سيارة الشيخ فكانت جمل محمل للإخوة، فكان يحمل بها الإخوة، وينقلهم من مكان لآخر، ويقول لي: يا محمد كان يقول لي والدي -رحمه الله- لكل شيء زكاة، وزكاة السيارة: حمل الناس بها.
وكان يقول: "إتمام المعروف خير من البدء به" وهي حكمة تعلمناها من الشيخ، وأنعم بها من حكمة، فكان يقوم على قضاء حوائج إخوانه، فيكتفي الأخ بشيء من خدمة الشيخ، فيفرح الشيخ، ويصر على أن يتمم له ذلك، ويبادر الأخ بقوله: "إتمام المعروف خير من البدء به". فكم والله استفدنا من هذه الحكمة في معاملة إخواننا
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[22 - 03 - 04, 10:46 م]ـ
رحم الله الشيخ الألباني وجعله مع الذين أنعم الله عليهم يوم القيامة.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:42 م]ـ
رحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة
وجزاك الله خيرا يا كاتب الموضوع
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:12 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
و هذا خبرٌ عن ورعه رحمه الله
قال تلميذه عصام موسى:
ورع الألباني: كان إذا عرض لشيخنا -رحمه الله- سؤال يتعلق به لا يفتي نفسه بل يتصل على شيخنا أحمد السالك الشنقيطي ويسأله وقد سمعته مرارًا يفعل ذلك.
أحمد السالك الشنقيطي: قال شيخنا الألباني: أشتري مجالسة السالك بالذهب وكان يقول عنه أيضًا: أفقه أهل الأردن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/340)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:28 م]ـ
قوله رحمه الله للخطيب مداعبا له: (لماذا لم تصنع مثل شيخك؟ فقد قمت بتوليد زوجتي بنفسي).
هذه الحادثة قصتها حكاها الأخ الفاضل عصام موسى حيث يقول: (بينما نحن في مجلس علم مع شيخنا في بيته وإذا بالباب قد طرق ففتح الباب وإذا بولد شيخنا محمد قد حضر من السفر فسلم عليه شيخنا ثم استمر في درسه ولم يقطعه إلا أنه حدثنا فقال: هذا ابني محمد كنت أنا قابلته حيث رزقت به في المدينة وكنت يوم ولادته حديث عهد بها فاضطررت إلى توليد زوجتي بنفسي).
رحم الله الشيخ ناصر، كان رجلاً عصاميًّا، و صاحب همة عالية و إقدامٍ على الأمور بقوة و علم يعزُّ نظيره.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:36 م]ـ
قال عصام موسى جزاه الله خيرا:
(لما عدت من أسبانيا حدثت شيخنا عن أحوال المسلمين ومن جملة ما حدثته حدثته عن العدل الذي يلقاه المسلمون في ديار الكفر من حيث الحرية في عباداتهم وتجمعاتهم بحيث يتقدمون للبلدية مثلاً من أجل صلاة العيد في المصلى فتهيئ لهم البلدية مكانًا وترسل شرطي سير لتسهيل وقوف سياراتهم ومرورهم بسلام وبعض من هذه الصور، فما كان من شيخنا إلا أن بكى، وقال: الله أكبر يلقى المسلمون في بلاد الكفر من العدل والحرية ما لا يلقوه في بلاد الإسلام، فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله).
ـ[البخاري]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:41 م]ـ
الأخ أبو تيمية ..
جزيت خيراً على ما تخطه يمينك، وليتك تعرِّف بالأخ عصام هادي، وليته يكتب عن الشيخ سيرة موسعة، ما دام أنه بهذه المكانة والقرب من الشيخ الإمام
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:54 م]ـ
الأخ الفاضل الباخري
و جزاك الله خيرا مثله
بخصوص ما أنقله فهو من رسالة له قيمة أسماها:
محدث العصر الإمام محمد ناصر الدين الألباني
كما عرفته
طبعت بدار الصديق بالجبيل بالمملكةسنة 1423
و لا أعرف عنه شيئا، و لم أعرف المؤلف إلا من خلال كتابه
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:47 م]ـ
جزى الله خيراً أخانا الفاضل: أبا تيمية - حفظه الله -.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 03 - 04, 10:34 ص]ـ
و جزاكم كذلك خير الجزاء أخي أبا المنهال.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 10:57 ص]ـ
الأخ عصام هادي من خواص طلبة الشيخ الألباني
وكتابه الجديد
http://saaid.net/Doat/ehsan/105.htm
ـ[ alhwri] ــــــــ[26 - 03 - 04, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله جميع المشاركين خير الجزاء
ان حياة العلامة الألبانى نموذجا" حيا" للعلماء الربانيون, الذين سدد الله
خطاهم على درب الحق وكانت حياتهم أنموذجا"فريدا فى العلم والعمل
فاستحقوا بذلك البشارات فى الدنيا والرفعة عند الله فى الأخرة,
ونحسب شيخنا الألبانى كان كذلك فى الدنيا وأسأل الله له القبول
والرفعة فىالأخرة ...... وليت الأخوة يجمعوا ما رؤى للشيخ من بشارات
فى النوم مما حكاه أصحاب هذه المنامات سواء ما رؤى فى حياة
الشيخ أوبعد مماته. وجزى الله الجميع ير الجزاء.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:42 م]ـ
رحم الله الشيخ الألباني وأسكنه فسيح جناته
وبارك الله فيكم أخي الكريم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:48 م]ـ
بارك الله فيكم.
و حقًا كان الشيخ و ما زال مدرسة نتعلم منها.
رحمه الله رحمةً واسعة.
و يُستفاد من هذه النقولات المختارة من كتاب الشيخ عبدالعزيز السدحان - حفظه الله -:
فوائد و عِبَر .. من حياة الألباني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166823)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله جميع المشاركين خير الجزاء
ان حياة العلامة الألبانى نموذجا" حيا" للعلماء الربانيون, الذين سدد الله
خطاهم على درب الحق وكانت حياتهم أنموذجا"فريدا فى العلم والعمل
فاستحقوا بذلك البشارات فى الدنيا والرفعة عند الله فى الأخرة,
ونحسب شيخنا الألبانى كان كذلك فى الدنيا وأسأل الله له القبول
والرفعة فىالأخرة ...... وليت الأخوة يجمعوا ما رؤى للشيخ من بشارات
فى النوم مما حكاه أصحاب هذه المنامات سواء ما رؤى فى حياة
الشيخ أوبعد مماته. وجزى الله الجميع ير الجزاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/341)
تجدها - إن شاء الله - الليلة هنا.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 10:21 م]ـ
- - رأى بعضُهم - فيما يرى النائم - جمعا من الناس قد تزاحموا أمام دَرَجٍ يصعد به إلى شرفة أمامها باب، و لا أحَد يصعد هذا الدرج، و إنما ينظرون إلى هذه الشرفة و إلى ذلك الباب، فقلت لهم: مَن تنتظرون؟ و إلى ما تنظرون؟ فقالوا: رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فاخترقتُ صفوفَهم و صعدتُ الدَّرَجَ حتى وصلتُ إلى المصطبة (الشرفة) قبالة الباب حتّى أحظى برؤية رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، و الناس تحت الدرج ينظرون تحت الباب، و إذا بالباب يفتح فيظهر منه الشيخ الشيخ الألباني رحمه الله.
- - رؤيا أخت جزائرية رأت أبا عبيدة عامر بن الجراح 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الصحابي الجليل أمين هذه الأمة في المنام وقتَ السَّحَر و هو يقول لها: أقرِئي الشيخ محمد ناصر الدين الألباني مني السلام، فاستيقظت و هي تبكي فرحا، و تقول لست أهلا لذلك! لست أهلا لذلك!
- - سُمِعَ في شريط (500) أن امرأةً جزائرية اتصلت بالشيخ هاتفيا فذكرت له أنها رأت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الطريق، و جاء شيخٌ يسأل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فدُلَّ عليه، فقالت زميلتي التي كانت تُحدِّثني من شرفة البيت: من هذا الشيخ الذي يمشي وراء النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟ فقلتُ لها: هذا الشيخ الألباني.
فلم يتحمل الشيخ الألباني رحمه الله كلامَها، و أجهش بالبكاء.
- - و قال الشيخ الفاضل إحسان العتيبي: " و في آخِر لقاء لي به رحمه الله حدثتُه عن رؤيا بعض إخواننا، و هي: أن هذا الأخ رأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فسأله: إذا أشكل عليه شيءٌ في الحديث مَن يسأل؟ فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: سَلْ محمد ناصر الدين الألباني، فما أن انتهيتُ من حديثي حتى بكى بُكاءً عظيما، و هو يقول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، و اجعلني خيرا مما يظنون، و اغفر لي ما لا يعلمون.
- - حدثني الشيخ محمد إبراهيم شقرة - حفظه الله تعالى - قال: رأى أحدُ الصالحين عندنا في الشام رؤيا قبل وفاة الشيخ ابن باز بفترة يسيرة، رأى كوكبين في السماء و قد اتّجها بقوة نحو الأرض، أما أحدهما فوصل إلى الأرض و بقيَ الآخر قريبا من الأرض. فأما الذي وصل إلى الأرض فأحدثَ دويًّا هائلا جعل الناس يفزعون و يتساءلون ما الخبر؟!
ثم استيقظ فسأل أحد المعبرين عن تلك الرؤيا فقال المعبِّر: هذا أمرٌ يحدث يهتز له المجتمع و يكون لذلك أثر بليغ، ثم يعقبه مثله و هو الكوكب الثاني.
قال محدثي: فلم يمض أيامٌ حتى جاء الخبر بموت الشيخ ابن باز رحمه الله، ثم مات الشيخ الألباني رحمه الله بعده بفترة يسيرة، و هو تأويل الكوكب الثاني الذي تأخر عن اللحوق بالكوكب الأول.
- - و كتب إليَّ أبو محمد عبدالله بن رشيد العنزي - إمام مسجد هشام بن العاص في حفر الباطن - أنه رأى فيما يرى النائم أربعة طيور في السماء ناصعة البياض قادمة من جهة الشمال - أي من جهة الشام -، تحمل جنازة، فعندما وازت رؤوسنا تبين أنها جنازة الإمام الألباني رحمه الله.
قال: " و الذي لا إله غيره رأيته مُسجّى و قد كُفِّنَ بكفن متواضع جدا أقرب ما يشبّه بالشاش الذي تلفُّ به الجروح، حتى أنّي رأيته من وراء الكفن وقد وضع يده اليمنى على اليسرى و هو رافعٌ سبابته اليمنى إلى السماء، فسارت به الطير نحو الأفق حتى توارت عن أعيننا .. ".
قال: " و كانت هذه الرؤيا بعد صلاة الفجر .. و بعد صلاة المغرب يتصل بي أحد الأخوة و يقول: أحسن الله عزاءكم بالشيخ الألباني! فقلت: إنا لله و إنا إليه راجعون ".
من كتاب: الإمام الألباني .. دروس و مواقف و عبر.
لفضيلة الشيخ: عبدالعزيز السدحان.
تحت عنوان (من المبشرات في حياته و بعد مماته).
من صـ 293 إلى صـ 295. دار التوحيد للنشر.
ـ[أبوعبد الله عادل المغربي]ــــــــ[31 - 03 - 10, 04:58 ص]ـ
رحم الله الشيخ الألباني وأسكنه فسيح جناته
ـ[خالد سالم ابة الهيال]ــــــــ[31 - 03 - 10, 10:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النقولات
ونتمنى من بقية تلاميذ الشيخ ان يكونوا مثله
تشبهوا بالكرام إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[31 - 03 - 10, 10:28 ص]ـ
رحم الله الشيخ الألباني وجميع مشائخنا وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى
حقيقة ذكر مثل هذه المواقف مهمة جدا , لأنها مواقف أناس عاشوا في عصرنا ووقتنا ثم كيف هم صاروا كسيرة الرعيل الأول
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[01 - 04 - 10, 11:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالعزيز المزني]ــــــــ[03 - 04 - 10, 06:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله الامام الألباني ورفع درجته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/342)
ـ[محمد البركاوى]ــــــــ[03 - 04 - 10, 06:52 م]ـ
اللهم أرحم الشيخ الألبانى وأرفع درجته فى الجنه ءامين
(29/343)
هل من خبر عن معرض الكتاب الذي يقام بمدينة طيبة؟
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[22 - 03 - 04, 10:00 م]ـ
عادة مايقام في هذه الفترة معرض كتاب في مدينة الرسول عليه
الصلاة والسلام، فمن كان لديه علم عن الفترة التي يبدأ فيها
فليخبرنا؟ وله منا جزيل الشكر ....
دمتم بخير
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 12:13 ص]ـ
نعم .. بعد انتهاء معرض وسائل الدعوة إلى الله (كن داعيا) سوف يقام معرض الكتاب السنوي في المدينة النبوية في شهر ربيع الثاني من عام 1425 بمشيئة الله عز وجل.
و سيكون غالبا في الجامعة الإسلامية و ربما في مكان آخر.
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:34 ص]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل .. أنا مسلم
لو جدّ شئ في الموعد فأبلغنا؟ وفقك الله لكل خير.
(29/344)
هل من السنة أن نصلي على الشيخ أحمد ياسين؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[22 - 03 - 04, 11:54 م]ـ
هذه فتوى من موقع الإسلام اليوم:
ما حكم الصلاة على الغائب، وهل يصلى على شهيد المعركة إذا كان في مكان آخر، ونرجو منكم أن توجهوا كلمة إلى الأمة الإسلامية بمناسبة اغتيال الشيخ أحمد ياسين.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الصلاة على (الغائب) اختلف فيها أهل العلم على قولين مع الاتفاق على ثبوت صلاة الغائب على النجاشي ملك الحبشة لما توفي في بلاده، كما في الصحيحين البخاري (1245)، ومسلم (951) عن أبي هريرة: " أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه خرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعا " فالحنفية والمالكية لا يجوزون الصلاة على الميت الغائب وهي رواية في مذهب أحمد. ووجه ذلك عندهم أنه لم ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة الغائب على غير النجاشي، ويرون أن صلاة الغائب خاصة به، وقالوا أيضا أنه مات كثير من الصحابة خارج المدينة ولم ينقل أن الرسول صلى عليهم أو أمر بذلك.
وذهبت الشافعية والحنابلة إلى مشروعية الصلاة على الميت الغائب وتمسكوا بصلاة الرسول وصحابته على النجاشي عند موته ولا يرون خصوصيتها به لعدم النص على ذلك، وقالوا: الأصل في الأحكام العموم وعدم الخصوصية، والذي يظهر لي - والله أعلم - بعد النظر والتأمل في النصوص: أن صلاة الغائب جائزة إذا كان المتوفى له شأن بين المسلمين في الصلاح والعلم أو الدعوة إلى الله، أو كان زعيما وأميراً - كما هي الحال في النجاشي - رحمه الله -.
أما إذا كان الميت من آحاد الناس وعامتهم فلا تشرع صلاة الغائب عليه حينئذ.
أما شهيد المعركة فالصحيح أنه يدفن في ثيابه فلا يغسّل ولا يكفن ولا يصلى عليه، وإنما تصلى عليهم ملائكة الرحمة، ويلقى الله بدمائه، وهي أطيب عند الله من ريح المسك، ففي حديث جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- عند البخاري (1343) وغيره: "أن النبي – صلى الله عليه وسلم- أمر بدفن شهداء أُحد في دمائهم، ولم يغسلهم، ولم يصل عليهم"، وفي حديث عبد الله بن ثعلبة – رضي الله عنه -، عند أحمد (22547) والنسائي (2002)، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "زمِّلوهم بدمائهم؛ فإنه ليس كَلْمٌ يُكْلَمُ في سبيل الله إلا يأتي يوم القيامة يدمي (يسيل) لونه لون الدم وريحه ريح المسك".
وبمناسبة استشهاد الشيخ أحمد ياسين – رحمه الله – زعيم وقائد المقاومة الإسلامية في فلسطين على أيدي إخوان القردة والخنازير، وبمباركة وتأييد من دولة الكفر والاستكبار العالمي، (نسأل الله أن يتقبله وإخوانه الشهداء في الصالحين، وأن يخلف على المسلمين خيراً).
نقول: إن هذا الرجل المسن المصاب بالشلل في بدنه استطاع بروحه وقلبه وإيمانه أن يؤسس ويرعى (منظمة حماس الفلسطينية) التي دوخت، ولا تزال دولة إسرائيل وأعوانها مع ضعف العدد والعدة للمسلمين هناك إن المسلم الواعي لمخطط عدوه والمتمسك بدينه، والواثق بنصر ربه لا تؤثر عليه المصائب لو عظمت، ولا النوازل مهما كبرت، فهو يستلهم التاريخ ويقرؤه على ضوء واقعه ومستجداته فها هي حادثة الإفك في المدينة النبوية عصفت بالمسلمين وبيت النبوة أو كادت، يقول الله عنها: "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [النور:11].
إننا والله واثقون أن جريمة قتل الشيخ أحمد ياسين- رحمه الله – هي بداية النهاية لدولة اليهود ومن ورائهم من الكفرة والمجرمين، ولعلنا نسمع قريباً إن شاء الله في هؤلاء المحتلين لبلاد المسلمين من اليهود والنصارى ما يسر به قلب كل مؤمن، وفي المثل قيل: (اشتدي أزمة تنفرجي)، وكفى بقول الله وحكمه: "فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً" [الشرح:5،6]، "فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً"، ونقول لكل المسلمين ولإخواننا الفلسطينيين خاصة: لا تحزنوا على ما نزل بكم وثقوا أنه خير لكم وشر لعدوكم – إن شاء الله- والذي تولى كبره منهم أو من غيرهم سيحل به العذاب الأليم في الدنيا قبل الآخرة، وإننا بكلام ربنا لمؤمنون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/345)
وبنصره لمتفائلون.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:08 ص]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي هذه الليلة في درس كتاب التوحيد لما سئل عن هذه المسئلة وذكر الخلاف وقال: ليس من السنة الصلاة على الشهيد ياسين صلاة الغائب
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله الشيخ المجاهد أحمد ياسين رحمة واسعة وغفر له مغفرة جامعة، وأسأل الله أن يتقبله في الشهداء
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله زقيل
الأخ طلال العولقي.
مسألة صلاة الغائب من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم على أربعة أقوال، فصلها الشيخ عبد الله السعد - جزاه الله خيرا - في تقديمه لكتاب " القول الصائب في حكم صلاة الغائب " جمع وترتيب أبي حفص سامي بن العربي الأثري فقال الشيخ عبد الله (ص 3 - 5):
وقد اختلف فيها أهل العلم على أربعة أقوال، هي:
1 - القول الأول: أن صلاة الغائب على الميت غير مشروعة، وأنه لا يصلى على أحد إلا إذا كانت الجنازة حاضرة، أو يصلى على القبر على تفصيل عندهم في الصلاة على القبر.
وأجابوا عن صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم على النجاشي أن هذا خاص به.
وإلى هذا ذهب أبو حنيفة، ومالك، ورواية عن أحمد.
2 - القول الثاني: أن صلاة الغائب على الميت مشروعة مطلقا سواء صُلي على هذا الميت في بلده الذي مات فيه أم لا.
وإلى هذا ذهب الشافعي، وأحمد في المشهور عنه.
ودليلهم صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم على النجاشي.
3 - القول الثالث: أنها غير مشروعة إلا في حق من مات ولم يُصلى عليه، فيُصلى عليه صلاة الغائب.
وهو قول في مذهب أحمد كما في " زاد المعاد " (1/ 521)، والإنصاف (2/ 533) للمرداوي، وقال: " اختاره الشيخ تقي الدين، وابن عبد القوي، وصاحب النظم، ومجمع البحرين ".
4 - القول الرابع: أن صلاة الغائب لا تشرع على أحد، وإنما من كان من أهل الصلاح وله سابقة في الخير، ونحوهم.
وهذا القول جاء - أيضا - عن الإمام أحمد - فقد قال: " إذا مات رجل صالح صُلي عليه ".ا. هـ. من الاختيارات لأبي العباس ابن تيمية (ص 130).
ورجح هذا القول بعض أهل العلم ممن تأخر، ومنهم الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ....
وأرجح هذه الأقوال هو القول الثالث ودليل ذلك:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصل على أحد صلاة الغائب إلا النجاشي؛ لأنه لم يصل عليه أحد، فقد مات بين قوم كفار.
والصلاة على الميت فرض كفاية. فعلى هذا لا بد من الصلاة عليه.
وأما من صُلي عليه، فلا يصلى عليه صلاة الغائب. ويؤيد هذا أن كبار الصحابة - ومنهم الخافاء الأربعة - رضي الله عنهم - لم يصل عليهم في الأمصار الإسلامية صلاة الغائب عندما ماتوا. والله أعلم.ا. هـ.
ورجح صاحب الرسالة المشار إليها آنفا ما رجحه الشيخ عبد الله السعد، ونقل صاحب الرسالة ترجيح الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -.
والرسالة على صغر حجمها ولكنها نافعة جدا، فقد جمعت بين الحديث والفقه. بدأ المؤلف بالأحاديث الواردة ثم ثنى بكلام الفقهاء ثم ثلث بفائدة في النعي وأنواعه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?s=&action=newreply&postid=43624
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:47 م]ـ
مما سبق يتضح أنَّ:
الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله يرى جواز الصلاة على مثل أحمد ياسين.
الشيخ عبد الله السعد وهو قول الألباني رجح أنه لا يصلى عليه لأنه صٌليَ عليه، وكذا الشيخ الطريفي يرى من السنة أن لا يصلي على أحمد ياسين ولعله يرى القول الثالث كالسعد والألباني.
وحسب ما سمعت أنه صُليَ عليه صلاة الغائب أمس في الحرم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هنا مسألة لم يذكرها المشايخ وفقهم الله
وهي هل حكم الشيخ أحمد ياسين رحمه الله حكم قتيل المعركة
وبالتالي لايصلى عليه كما هو مذهب جمهور العلماء
ومن باب اولى ان لايصلى عليه صلاة الغائب
لان الشهيد لايصلى عليه صلاة الغائب
قال القرطبي رحمه الله
الخامسة: العدوّ إذا صبّح قوماً في منزلهم ولم يَعلموا به فقتَلَ منهم فهل يكون حكمه حكم قتيل المعتَرك، أو حكم سائر الموتى؛ وهذه المسألة نزلت عندنا بقُرطُبَة أعادها الله: أغَارَ العدوّ ـ قَصَمه الله ـ صَبيحَةَ الثّالثِ من رَمضانَ المُعظّم سنةَ سَبعٍ وعشرين وسِتّمائة والناس في أجْرانهم على غَفلة، فقتَل وأسَر، وكان من جُملة من قُتل والدي رحمه الله؛ فسألت شيخنا المقرىء الأُستاذ أبا جعفر أحمد المعروف بأبي حجة فقال؛ غَسّله وصلّ عليه، فإن أباك لم يُقتَل في المُعتَرك بين الصَّفين. ثم سألت شيخنا ربيعَ بن عبد الرحمن بن أحمد بن ربيع بن أُبيّ فقال: إن حكمه حكم القتلى في المعترك. ثم سألت قاضي الجماعة أبا الحسن عليّ بن قطرال وحوله جماعة من الفقهاء فقالوا: غسّله وكفّنه وصلّ عليه؛ ففعلت.
ثم بعد ذلك وقَفتُ على المسألة في «التّبصرة» لأبي الحسن اللّخميّ وغيرها، ولو كان ذلك قبل ذلك ما غسّلته، وكنت دفنته بدمه في ثيابه.
انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/346)
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[23 - 03 - 04, 05:30 م]ـ
شيخنا ابن وهب جزاك الله خيرا
الحمد لله على عودتك فقد افتقدناك وفوائدك كثيرا نرجوا ألا تغيب مرة أخرى.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[23 - 03 - 04, 05:31 م]ـ
نقل نفيس شيخنا ابن وهب. جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:38 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 03 - 04, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
في صحيفة المدينة
(
عبدالوهاب الديب- القاهرة
طالبت دار الإفتاء المصرية بعدم الصلاة على الشيخ أحمد ياسين وبررت ذلك [انه أفضى إلى ربه شهيدا والشهيد لايصلى عليه ........................
.........................
جاء ذلك في بيان خاص أصدرته دار الإفتاء المصرية أمس فور وفاة الشيخ أحمد ياسين)
انتهى
المصدر
صحيفة المدينة العدد14944 الثلاثاء 2 صفر 1425
ص19 الصفحة الاسلامية
=============================
وهذا الحكم مطر دفي قتلانا في العراق
وافغانستان والشيشان ولبنان وفلسطين الذين يقتلون عن طريق قصف العدو لديارهم
فعلى هذا لايصلى عليهم
و لايغسلون
الخ
ولكن العمل على خلاف هذا فانهم يغسلون ويكفنون ويصلى عليهم
والله أعلم
ـ[زيدون]ــــــــ[24 - 03 - 04, 09:47 م]ـ
لكن أخي ابن وهب .. بارك الله في علمك
طرق الحرب العصرية تختلف عما كانت عليه من قبل.
وهذا ملتفت يجب ألا يخفى عند بحث المسألة.
واليهود قد أعلنوا الحرب على الفلسطينيين وخاصة أحمد ياسين.
الإ يعدُّ هذا من القتل في المعركة (على الطرق المعاصرة).
محل بحث؟! فانظروا ..
(29/347)
تعليقات الشيخ العلامة ابن باز على كتاب الأحباس من سنن النسائي
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيدا
هذا هو الجزء الأول من تعليقات الشيخ العلامة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى على
كتاب الأحباس
من سنن النسائي
التعليق على حديث عمرو بن الحارث
قال الشيخ العلامة أسد السنه رحمه الله تعالى وغفر له: هذه الأرض هي التى كان يرعى فيها العباس وعلى رضى الله عنهما وقضى فيها الصديق رضى الله عنه رأى فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (أنا لا نورث وأن ما تركناه صدقة فالأرض في فدك وفي خيبر تركها صلى الله عليه وسلم لولى الأمر بعده يصرفها في أمور المسلمين الأنبياء لا يورثون ولهذا قبضها الصديق رضى الله عنه وعمل فيها بما كان يعمل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ثم في عهد عمر رضى الله عنه دفعها إلى العباس وعلى رضى الله عنهما ليعملا فيها كما كان يعمل النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
سؤال من الشيخ عبدالعزيز الراجحي: والبغلة والسلاح؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: لولى الأمر.
سؤال / الأرض بعد ذلك؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: للمسلين يتصرف فيها ولى الأمر لصالح المسلمين.
باب
الأحباس كيف الحبس
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الأحباس يعنى الأوقاف
الحبس الوقف.
تعليق
[بعد حديث ابن عمر عن عمر رضى الله عنهما]
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: وهذا أصل في الأوقاف حديث عمر أصل في الأوقاف الشرعية وأن الوقف يحبس أصله ولا يباع ولا يوهب ولا يورث ينفق ثمره تنفق غلته فى المصالح التى عينها الواقف عليه0
سواء كان أرض أو منزل أو حيوان يكون محبس لا يباع ولا يوهب وتكون غلته في الجهة التى بينها الواقف للفقراء أو في بناء المساجد في عتق الرقاب أو في غير ذلك من وجوه البر ولا حرج أن يتولاها إنسان ويكون أجره منها يأخذ منها ربعها أو خمسها أو سدسها حاجته بالمعروف كأجرة له كما قال عمر.
سؤال من الشيخ عبدالعزيز الراجحي / إذا تعطلت مصالحه ولم يكن له غلة؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: تباع إذا تعطل الصواب أنه يباع ويصرف فيما هو أصلح منه لهذا البيع من مصلحه من مصلحة الوقف ومن هذا الباب حديث إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جاريه ــ هذا الوقف ــ أوعلم ينتفع به أو عمل صالح يدعو له.
إيش يبقى بعده لا يورث يصرف في الجهة التى عينها من جهات البر.
سؤال من الشيخ عبد العزيز الراجحي: إذا بيع هل يصرف ثمنه في المساجد؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: لا، يصرف في الجهة التى عينها. أو يشترى به عين أخرى إذا أمكن حتى تكون غلته في الجهة التى عينها في الوقف السابق.
السؤال من الشيخ عبدالعزيز الراجحي: إذا لم يمكن؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا لم يتيسر يصرف في وجوه البر في تعمير المساجد أو صدقة على الفقراء أو في الجهاد في سبيل الله أو في الغارمين إذا كانت ماتجيب شي ينفع.
سؤال: إمرأة توفيت وقد غرست نخلة في بيت أحد أبنائها هل هذه النخلة تكون ملك الإبن أو لجميع أبناءها؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذه النخلة تختلف إذا كانت قد وقفتها تصبح وقف.
سؤال من السائل السابق: لا ما وقفتها، غرستها في بيت إبنها ثم توفيت؟
أجاب: تصبح كالعطية لابنها إذا ماقالت شيء كالهبة لإبنها تصبح من مال إبنها مادام غرستها في بيت إبنها تكون كالعطية إلا إذا كانت وقفتها أو قالت: تراها لى ولأولادي تكون من التركة وإلا فالأصل هي عطية بالفعل.
سؤال: إذا كان وقف مسجداًً ولا يصلى فيه أحد؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا تعطل المسجد يباع ويصرف مبلغه في مسجد آخر.
سؤال من السائل السابق: إذا أشترط أن لا يباع؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ولو أشترط أن لا يباع إذا تعطل منافعه يباع ويصرف في مسجد آخر.
مثل انتقل أهل الحارة عنه راحوا خربت المحلة أو تحولوا من المكان إلى مكان بعيد عنه يباع ويصرف في مسجد آخر في محل مناسب.
سؤال: إمرأة أوقفت بيت لها وقالت: لى في غلته أضحية واحدة لها ولعيالها [ما تناشدوا] والغلة تزيد عن الإضحية فهل الباقى يكون في وجوه الخير؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا يصرف في وجوه البر وأعمال الخير الجزء الباقى.
إذا زاد يصرف في وجوه الخير وأعمال الخير من صدقات للفقراء وتعمير المساجد والجهاد وإذا كان أولادها محاويج يكسون هم وأولادهم.
إنتهى الجزء الأول من تعليقات فضيلة الشيخ العلامة الحجة أسد السنة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى وغفر له
وأسكنه فسيح جناته
آمين
يليه إن شاء الله الجزء الثاني من هذه الدرر والجواهر
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/348)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 10:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذه النقول المفيدة القيمة من دروس الشيخ العلاّمة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى.
ـ[آل حسين]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:11 م]ـ
السلام عليكم
رحم الله إمام أهل السنة والجماعة
وجزاك الله خيراً على هذا النقل 0
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[27 - 03 - 04, 03:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
فهذا الجزء الثاني والأخير من تعليقات الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز على كتاب الأحباس من سنن أبي عبدالرحمن النسائي رحم الله الجميع
المتن
(بعد حديث أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت .... )
سؤال: ـ الوقف على الذرية؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: إذا كان على وجه الشرع مافي حيف لا بأس.
بعض الفقهاء لا يراه.
لكن إذا كان على وجه الإنصاف لذكر مثل حظ الانثيين فلا بأس أو للمحتاج منهم والذي ينبغي أن يكون للمحتاج، وقف للفقير منهم المحتاج منهم دون غيرهم أو على الأقارب ـ مطلقاً ـ الأقارب، يكون معلقاً بالحاجة والفقر.
سؤال: ـ الوقف المعلق على شخص خمس سنوات؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: الوقف يكون دائم ما يكون معلق الوقف الوقف لا يكون إلاّ دائماً.
هذا لا يسمى وقف ــ ما يسمى وقف ــ ولا أعلم أحداً فعل هذا لا أعلم أن أحداً وقف محلاً معلق خمس سنين ثلاث سنين
المتن
قوله
باب حبس المشاع
بعد حديث عمر الأول
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا هو أصل الوقف الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر عمر أن يحبس أصلها وينفق ثمرتها الأرض فلا بأس أن يوقف للإنسان الأرض أو جزء منها أو البيت ينفق الثمر ويبقى الأصل لا يباع ولا يوهب.
المتن
قوله
بعد الحديث الثاني من الباب
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: ومن هذا الباب حديث إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث
((صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له))
هذان الأصل في باب الأوقاف.
سؤال: ـ هل له أن يرجع في الوقف مثلاً أوقف مزرعة هل له أن يرجع عنها بعد وقت؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: لا الوقف لازم.
الأوقاف لازمة ما فيها رجوع، مثل العبد إذا أعتقه لا يرجع إليه.
المتن
قوله
باب وقف المساجد
بعد الحديث الأول
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: هذا قاله لما خرج عليه بعض الناس يريدون عزله فبيّن أنه أهلاً للولاية وأنه قد فعل هذه الأشياء التي شهد له بها الصحابة ـ رضى الله عنهم ـ
وهذه وقت الفتنة قد قام عليه قوم جهّال وقوم لهم مقاصد خبيثة من أهل الزيغ والعناد وقوم غلب عليهم الجهل وغلطوا فثأرت الفتنة التي جرى ما جرى بسببها من قتله ـ رضى الله عنهم ـ ثم فتنة صفين وفتنة الجمل كلها بأسباب هؤلاء الجهلة وأصحاب العقائد الفاسدة مثل ابن السوداء وغيرهم.
سؤال: ـ أناس عندهم مال أيهما أفضل أن يشتروا أرضاً ويقام عليه مسجد من غيرنا أو نحن نقيم مسجد؟؟ ليس عندهم مال يكفي للأرض والمسجد معاً؟
أجاب الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: كله خير إن تبرعوا بالأرض فلهم أجرها وإن تبرعوا بالنفقة فلهم أجرها.
على كل حال كله خير إن تبرعوا بالأرض للمسجد أو التبرع بالنفقة كله خير كله قربى.
المتن
قوله
في الحديث الثاني [جيش العسرة]
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: يعني غزوة تبوك.
المتن
الحديث الثالث
التعليق
قال الشيخ رحمه الله تعالى وغفر له: كان رحمه الله نهى الناس أن يقاتلوا دونه ولم يرضى أن تقوم فتن بأسبابه ـ رضى الله عنهم ـ وصبر على الحصر حتى جرى ما جرى من قتله ـ رضى الله عنه ـ.
المتن
بعد الحديث الرابع
التعليق
قال الشيخ رحمه تعالى وغفر له: كل هذا الذي تقدم فيه الدلالة على الوقف من إيقاف البئر وإيقاف الأرض لمصلحة المسجد كلها من أدلة الوقف.
وهذا آخر تعليقات الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة على كتاب الأحباس من سنن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي رحمه الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[04 - 05 - 04, 05:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أرحم شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز وأرفع درجته في المهديين
للرفع
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 - 03 - 10, 11:00 م]ـ
بارك الله فيكم ..
واصل وصلك الله برحمته ..
(29/349)
دروس تطبيقية في المصطلح من سنن أبي داود لل
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين الحمد الله الذي تتم بنعمته الصالحات والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه دائمين إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيداً
فهذا الجزء الأول من
دروس تطبيقية في المصطلح من سنن أبي داود للشيخ العلامة المحدث عبدالله بن عبد الرحمن السعد
وهي ضمن دورة علمية أقيمت في مكة المكرمة عام 1416هـ
للشيخ المحدث العلامة
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
حفظه الله تعالى وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
المتن
قال أبو داود:
باب في الوقار
حدثنا النفيلي: حدثنا زهير حدثنا قابوس بن أبي ظبيان أ ن أباه حدثه قال: حدثنا عبدالله بن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الهدي الصالح والسمت الصالح والإقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة)
باب من كظم غيظاُ
حدثنا ابن السرح حدثنا ابن وهب عن سعيد يعنى إبن أبي أيوب عن أبى مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه عن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور العين شاء)
قال أبوداود: اسم أبى مرحوم عبدالرحمن بن ميمون
حدثنا عقبة بن مكرم: حدثنا عبدالرحمن يعنى ابن مهدي عن بشر يعنى ابن منصور عن محمد بن عجلان عن سويد بن وهب عن رجل من أبناء أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم عن أبيه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه قال: (ملأه الله أمنا وإيماناً) لم يذكر قصة: (دعاه الله). زاد: (ومن ترك لبس ثوب جمالٍ وهو يقدر عليه) قال بشر: أحسبه قال (تواضعاً كساه الله حلة الكرامة ومن زوج لله توجه الله تاج الملك).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تعدون الصرعة فيكم؟) قالوا: (الذي لا يصرعه الرجال) قال صلى الله عليه وسلم (لا، ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب).
الشر ح
قوله (قال أبو داوود رحمه الله تعالى: حدثنا النفيلي)
هو عبد الله بن محمد بن علي النفيلي وهو من الطبقة العاشرة وتوفي عام [236هـ] وهو ثقة حافظ، مكثر من الحديث والرواية.
قوله [قال أخبرنا زهير]
هو ابن معاوية الجعفي أبو خيثمة الكوفي، وزهير من الطبقة السابعة توفي بعد السبعين ومائة عام اثنين أو ثلاثة أو أربعة وسبعين وقد خرج له جماعة وهو ثقة ثبت مكثر من الحديث.
قوله: [قال أخبرنا قابوس بن أبي ظبيان]
وهو الجنبي [ .......... ] وقابوس من الطبقة السادسة، وقابوس فيه لين وضعف 0
قوله: [إن أباه حدثه]
وهو ابو ظبيان حصين بن جندب الجنبي [ ........ ] وهو ثقة مشهور من الطبقة الثانية من كبار التابعين وتوفي في عام سبعين تقريباً.
قوله: ((قال حدثنا ابن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الهدي ..... ))
أما ما يتعلق بإسناد هذا الحديث هذا الحديث فيه ضعف لأن في إسناده قابوس بن أبي ظبيان، ولكن هذا المعنى قد جاء بأسانيد أخرى تشهد لهذا الإسناد الذي جاء من هذا الطريق.
وأما هذا الطريق ففيه ضعف لما تقدم من أن في إسناده قابوس بن أبي ظبيان.
ولكن كما ذكرت هذا الحديث قد جاء معناه من طرق آخرى فلعله يتقوى بهذه الطرق، ولكن هذا الإسناد فيه قابوس بن أبي ضبيان فيه ضعف كما تقدم.
والمقصود بالهدى الصالح والسمت الصالح والإقتصاد جزء من خمسة وعشرون جزءاً من النبوة المقصود بذلك الطريقة والمقصود بذلك السيرة.
وكل ما كان الإنسان سيرته على الطريقة المحمودة وصفاته على الصفات الجميلة مقتدياً بالرسول صلى الله عليه وسلم وسائر على منهجه وسنته وطريقته صلى الله عليه وسلم فهذا في الحقيقة هو على جزء من خمسة وعشرون جزء من النبوة.
وذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هذه سيرته ولأنه دعا إلى ذلك صلى الله عليه وسلم، يعني مثل ما سبق في الصحيح من أن الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/350)
[ ........... ] من نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أول ما بدء به الرؤيا الصالحة كان الوحي يأتيه على صور متعددة ومن هذا الوحى الرؤيا الصالحة وكان لا يرى رؤية إلاّ جاءت مثل فلق الصبح كما في حديث عائشة الذي في صحيح البخاري.
فعندما الإنسان يكون على الطريقة الجميلة والصفات الحميدة من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو في الحقيقة يكون على جزء من خمسة وعشرين جزء من النبوة يعني من طريقه النبوة المقصود بذلك من طريقة النبوه0
فالمقصود هو أن الإنسان عندما يكون مقتدياً بالرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الصفات وفي هذه السجايا يكون على جزء من سيرته صلى الله عليه وسلم.
ولكن لاشك أنه لا يمكن لا أحد من الناس أن يكون آتيا بجميع سيرته ولذلك كما جاء في هذا الحديث ((أنه على جزء من خمسة وعشرين جزء من النبوة)).
ثم قال أبو داوود رحمه الله [حدثنا ابن السرح]
وابن السرح هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن السرح أبو طاهر المصري وهو ثقة مشهور خرج له البخاري وغيره في صحيحه وتوفي سنة خمسين ومائتين وهو من الطبقة العاشرة.
قوله [قال حدثنا ابن وهب]
وابن وهب هو عبد الله بن وهب المصري أبو محمد وهو من الطبقة التاسعة وتوفي عام سبعة وتسعين ومائة وقد خرج له الجماعة.
وعبد الله بن وهب رحمه الله كان من كبار أهل العلم في زمانه ومن أعلام الناس في وقته، وكان مشهور بالزهد والعبادة، وقيل أن سبب وفاته أنه ألف كتاباً في أهوال يوم القيامة فقرئ عليه هذا الكتاب فتأثر ومات بسبب ذلك.
وعبد الله بن وهب رحمه الله قد يحصل له تساهل في باب الرواية وذلك فيما يتعلق بالإجازة فكان المدنيون وأيضاً المصريون كعبد الله بن وهب كان عندهم تساهل فيما يتعلق بالإجازة والوجادة بخلاف مثلاً العراقيون كان عندهم تشدد في هذه الناحية وذلك بكثرة التدليس فيما بينهم والكذب والتخليق فكانوا يتشددون الثقات منهم والحفاظ والأئمة كانوا يتشددون في هذا الأمر وكانوا لا يتساهلون، بخلاف أهل المدينة وأهل مصر والشام عندهم تساهل في شيء من ذلك، ولذلك تكلم في إبن وهب فيما يتعلق بهذا العمل ولذلك ذكره ابن عدي في كتابه الكامل ولكن هذا لم يؤثر عليه لأنه رحمه الله من الثقات الحفاظ وكان عندما [يستفيد من شخص] كان عارفاًً بحديثه وضابطاً للأخبار التي يرويها فهو ليس مثل غيره فلذلك هذا لم يؤثر عليه.
وهذه مسألة أيضاً مهمة في قواعد الجرح والتعديل وذلك أن الراوي قد يمس بشيء من الكلام لا يكون مؤثراً على هذا الراوي يعني مثل ما تكلم أيضاً في علي بن المديني وعليه أن لا يكون مؤثراً على هذا الراوي في ما يتعلق بالضبط والحفظ مثلاً العقيلى ذكر علي بن المديني في كتابه الضعفاء الكبير وهذا أدى بالحافظ الذهبي إلى أن ينكر على العقيلي فقال: أما لك عقل يا عقيلي كيف تذكر علي ابن المديني إلى آخره.
هو في الحقيقة ما تكلم العقيلي على علي بن المديني فيما يتعلق بضبطه وفي روايته بل قال حديثه صحيح ولا يمكن للعقيلي أن يجرحه في باب الرواية وإنما جرحه في أمر آخر قد سبق العقيلي غيره ممن جرحه في هذا الأمر وهو كما هو معلوم مداهنته لابن أبي دُؤاد، فعلي بن الديني عندما وضع في الحبس وضرب خاف على نفسه فداهن لابن أبي دُؤاد فالإمام أحمد وغيره من أهل العلم أنكروا عليه ذلك أنه داهن ابن أبي دُؤاد والإ لا شك أنه عقيدته رحمه الله عقيدة أهل السنة والحديث ولكنه خاف على نفسه فداهن ابن أبي دُؤاد.
فأقول: أن علي بن المديني قد مس بكلام هذا لا يؤثر عليه فيما يتعلق بباب الضبط والحفظ والرواية.
فهنا قد يتكلم في شخص في هذا الجانب ولا يكون مؤثراً عليه فيما يتعلق بحفظه وضبطه فينبغي الانتباه إلى ذلك.
واكثر ما يكون هذا الكلام فيما يتعلق بأمر الاعتقاد يعني مثلا عباد بن يعقوب هو رافضي متهم بالرفض ولا شك أن هذه بدعه قبيحة ما فيها شك ولكن هذا لم يؤثر على ضبطه وحفظه ولذلك قال ابوبكر بن خزيمة: حدثني عباد بن يعقوب الثقة في حديثه المتهم في دينه وكذلك أيضاً يحيي بن معين ووثقه إلى غير ذلك فينبغي أن ينتبه على أن الراوي قد يتكلم فيه أمر هذا لا يؤثر على ضبطه وحديثه فينبغي الانتباه لهذا.
قوله [عن سعيد يعني ابن أبي أيوب]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/351)
هو سعيد بن أبي أيوب الخزاعي مولاهم المصري أبو يحيي وسعيد ثقة ثبت مشهور، من الطبقة السابعة وتوفي بعد الستين ومائة.
قوله [عن أبي مرحوم]
هو عبد الرحمن بن ميمون أبو مرحوم المصري، وأبو مرحوم فيه اختلاف هو على الأقرب أنه صالح الحديث هذا هو الأقرب والله أعلم.
فيه خلاف لكن الأقرب أنه صالح الحديث والأحاديث التي رواها ــ طبعاًً هذه سلسلة أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه ـ فيها عدة أحاديث وقد ساق بعض هذه الأحاديث .......... السجزي في كتابه المفاريد وهذه الأحاديث عند التأمل يجب أن نتأمل فيها أنها متماسكة وأنها صالحة في الجملة.
قوله [سهل بن معاذ]
هو سهل بن معاذ بن أنس الجهني المصري وسهل أيضاً بابه مثل باب أبو مرحوم ففيه أيضاً لين وهو صالح في الجملة مثل أبو مرحوم.
قوله [عن أبيه]
معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه من الصحابة وهو ليس بمكثر في الحديث وإنما هو مقل له قرابة عشر أحاديث تقريباً أكثرها بهذه السلسلة.
وبعضها من طريق زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه وزبان بن فائد متروك ولذلك بعض من تكلم في سهل بن معاذ بسبب رواية زبان بن فائد عنه 0
قوله [من كظم ... ]
طبعاً هذه الحديث أيضاً خرجه بعض أصحاب السنن كالترمذي وابن ماجه والترمذي قال حسن غريب وتحسين الترمذي في الغالب معناه تضعيف، فالغالب تحسين الترمذي لايظن أنه على بابه.
وإنما تحسين الترمذي في الغالب أنه تضعيف.
ولأن الترمذي رحمه الله عنده الأحاديث تنقسم في كتابه إلى ثلاثة أقسام:
إما أن تكون هذه الأحاديث توفرت فيها شروط القبول سواء كانت هذه الشروط هي في أعلى درجاتها وذلك في أصح الأحاديث أو في أدنى درجاتها فالجميع يحكم عليه بأنه حسن صحيح كل حديث ثبت عند الترمذي سواء كان بأصح إسناد أو جمع أدنى شروط القبول فهذا يحكم عليه بأنه حسن صحيح، أحيانا في مرات يغاير بين حسن صحيح وما بين صحيح فيجعل صحيح لما هو أصح وحسن صحيح هو صحيح لكن دون الأول.
ولكنه في الغالب الحديث الثابت عنده يقول أنه حسن صحيح سواء كان بأصح إسنادا وجمع أدني شروط القبول.
وأما القسم الثاني عنده هي الأحاديث التي فيها ضعف وفيها لين أو فيها علة أو فيها اضطراب أو قد يكون الترمذي تردد بين أن يكون هذا الحديث من القسم المقبول وبين أن يكون من القسم المردود فهذا يحكم على من كان بهذه الصفة من الأحاديث يحكم عليه بأنه حسن.
وأما الحديث الواضح الضعف البين الضعف يقول هذا حديث ضعيف إسناده ليس بالقائم فيه فلان وهو ضعيف وما شابه تلك العبارات الواضحة والبينة في تضعيف الخبر وأما إذا كان هذا الحديث فيه ضعف وفيه لين وفيه اختلاف واضطراب مثلا أو فيه علة يقول عنه هذا حديث حسن يقول في الغالب هذا حديث حسن0 فلذلك هذا الحديث كما ذكرت يعني صالح فيه لين فقال عنه هذا حديث حسن غريب.
والحديث الذي سوف يأتي يشهد له نوعاً ما في أصله وليس في كله.
قوله [قال حدثنا عقبة]
وعقبة بن مكرم هو البصري أبو عبد الملك وهو صدوق لا بأس به من الطبقة الحادية عشرة.
قوله [عن عبد الرحمن]
يعنى ابن مهدي هو عبد الرحمن بن مهدى بن حسان العنبري مولاهم البصري أبو سعيد وهو من الطبقة التاسعة وتوفي عام ثمان وتسعين ومائة وقد خرج له جماعة وعبد الرحمن بن مهدي من كبار الحفاظ ومن كبار الأئمة في زمانه وعلى يديه تخرج كبار أهل الحديث كأحمد وابن المدينى وابن معين وغيرهم0
وهو رحمه الله في باب الجرح والتعديل معتدل ليس مثل زميله يحيى بن سعيد القطان فإن يحيى أشد منه وأما عبد الرحمن بن مهدى فهو معتدل وهو في الغالب لا يروى إلا عن ثقة عنده.
قوله [عن بشر]
يعني ابن منصور، بشر بن منصور هو السليلي الأزدي وهو من الطبقة الثامنة وتوفي عام ثمانين ومائة وهو ثقة ورواية ابن المهدي توثقه أيضاً.
قوله [محمد بن عجلان]
وهو محمد بن عجلان المدني وهو من الطبقة الخامسة وخرج له مسلم وبقية أصحاب السنن وابن عجلان قد تكلم فيه بعض النقاد في ما يتعلق بحفظه وضبطه مع إتفاقهم على جلالته وفضله رحمه الله تعالى وأنه كان هو عالم المدينة في زمانه ولكنه في بعض حفظه فيه شيء ولذلك حديثه على قسمين:
ما رواه عن غير سعيد المقبري يكون من القسم الجيد المقارب للصحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/352)
وما رواه عن سعيد المقبري فهو دون ذلك لأنه رحمه الله قد حصل له بعض الإختلاط في ما يتعلق بحديث سعيد المقبري عنده.
فكما قال هو بعض حديث سعيد المقبري عن رجل عن أبي هريرة وبعضه عن سعيد عن أبي هريرة فهو صيره كله سعيد عن أبي هريرة.
ولكن هذا فيما يبدو في بعض الأحاديث، ولذلك رواية ابن عجلان عن سعيد المقبري في الغالب أنها مستقيمة ولا أعرف أن له شيئاً منكراً إلاّ حديثين أنكرهما ابن المديني على ابن عجلان.
فما له إلا أخطاء يسيرة في روايته عن سعيد المقبري فالأصل أن روايته عن سعيد هي مستقيمة لكن هي دون القسم الأول.
قوله [سويد]
سويد بن وهب هذا المدني وهو مجهول لا يعرف.
قوله [عن رجل من أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ...... ]
وهذا الرجل أيضاً لا يدري من هو.
قوله [نحوه ... ]
نحوه يعنى نحو الحديث السابق.
طبعاً هذا الإسناد ضعيف وفيه ثلاثة علل:
العلة الأولى: أن سويد بن وهب مجهول لا يعرف كما تقدم.
العلة الثانية: هي عن رجل من أبناء الصحابة فهذا لا ندري من؟ فما سماه سويد بن وهب.
والعلة الثالثة: هي أن هذا الذي سمي بأنه صحابي أيضاً ما ثبتت صحبته لأن الذي أخبر عنه بأنه صحابي هو لم تثبت عدالته ففي مثل هذه الحالة لا تُثبت الصحبة بمثل ذلك، الصحبة تثبت بأشياء من هذه الأشياء: أخبار العدل الثقة عن رجل بأنه صحابي ـ أخبار الرجل الثقة من التابعين عن رجل بأنه صحابي.
لأن هذا خبر عدل وأخبار العدول الثقات يجب علينا قبولها إذا كانت في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم نقبلها فما بالك فيما كان دون ذلك.
فعندما يقول رجل من التابعين هو ثقة وعدل قال عن رجل: هو من الصحابة فهذا تثبت له الصحبه بذلك لكن إذا كان رجل مجهول لا ندرى من؟ يقول: إن هذا الرجل من الصحابة هذا ما نكتفي بهذا في إثبات الصحبه له.
فمعلول بهذه العلل الثلاث وهي:-
أولا: جهالة سويد بن وهب.
ثانيا: وعن رجل من أبناء الصحابة أيضاً لا يعرف.
ثم أيضاً: هذا الذي نسب بأنه من الصحابة لم تثبت صحبته.
طبعاً أيضاً فيه علل أخرى وهي ما أشرت إليه في الدرس الماضي من عدم ثبوت سماع بعضهم من البعض الآخر فهذه أيضاً علة أخرى بالإضافة إلى العلة التي في هذا المتن وذلك أن هذا المتن يعنى فيه أجر عظيم وثواب جزيل لمن فعل هذه الأفعال التي جاء ذكرها في هذا الحديث فهذا الثواب الجزيل والأجر الكريم لابد أن يثبت بدليل واضح وبيْن.
ولذلك يقول أهل الحديث يقولون: أحيانا أن هذا الإسناد لا يحمل هذا المتن، فهناك متون تحتاج إلى قوة حتى تُحمل فهذه القوة لابد أن تكون في الإسناد.
فهنا هذا المتن لم يأت بإسناد قوى حتى يحمل هذا الأجر والثواب.
لا شك أن الله عز وجل يعطي ويهب لمن يشاء سبحانه وأجره عظيم وثوابه جزيل ما في شك في هذا والنصوص كثيرة على ذلك لكن لابد أن يثبت هذا بالدليل فهنا يعتبر هذا علة في هذا الخبر.
قوله [أبو بكر .. ]
هو عبدالله بن محمد بن أبي شيبة وهو ثقة حافظ من كبار الأئمة وهو صاحب المصنف والمسند توفي عام خمسة وثلاثين ومائتين وهو من الطبقة العاشرة من أقران أحمد وإسحاق بن راهُويه وغيرهم.
قوله [أبو معاوية]
هو محمد بن خازم السعدي أبو معاوية الضرير الكوفي وهو من الطبقة التاسعة وتوفي خمسة وتسعين ومائة وقد خرج له الجماعة.
ومحمد بن خازم حديثه على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: فيما رواه عن الأعمش فهو من أثبت الناس في الأعمش ومن أحفظهم لحديث الأعمش وإن كان هناك من أصحاب الأعمش من يقدم عليه كشعبة والثوري ولكن أيضاً هو مقدم في حديث الأعمش فهذا أصح أقسام حديثه.
القسم الثاني: من كأقسام حديثه إذا كان شيخه ليس الأعمش وليس فيمن تُكلم في رواية أبو معاوية عنه، مثل ما تكلم في أبو معاوية في روايته عن هشام بن عروة فهناك بعض الشيوخ تكلم في رواية أبو معاوية عن هشام بن عروة فهذا هو القسم الثاني.
القسم الثالث: إذا كان شيخ أبو معاوية ممن تكلم في رواية أبومعاوية عنه كهشام بن عروة وغيره ممن تكلم في رواية أبو معاوية عنه.
فهذه أقسام حديثه: القسم الأول هو في الدرجة العليا من الصحة.
القسم الثاني: هو صحيح.
القسم الثالث: هوأيضاً صحيح لكن دون الثاني.
مثلاً في روايته عن هشام بن عروة له بعض الأخطاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/353)
لكن الأصل فيها الاستقامة والصحة ولذلك البخاري قد خرج له عدة أحاديث في الصحيحين بل في مسلم عدة أحاديث من رواية أبومعاوية عن هشام بن عروة فالأصل في روايته الاستقامة حتى يدل دليل على غير ذلك.
وهذا مرجعه إلى قاعدة مهمة من قواعد الجرح والتعديل وهي ما يسمى بالجرح النسبي فأحيانا الراوي قد يجرح جرحاً نسبياً ليس جرحاً تاماً يعنى بالنسبة لغيره يعنى مثل أبو معاوية هنا فأبومعاوية
ثبتت ثقته وثبت ضبطه وعدالته لكن مس ببعض الكلام فهذا الكلام لا يفيد رد حديثه وإنما يفيد أن له بعض الأخطاء وله أوهام فينبغى الإنتباه لها فيما يتعلق بهذا الأمر.
قوله [الأعمش]
هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلى أبومحمد الكوفي وهو من الطبقة الخامسة توفي في عام ثمان وأربعين ومائة وقيل سبع وأربعين ومائة وقد خرج له الجماعة.
والأعمش اتفق أهل الحديث على إمامته وجلالته وحفظه وعبادته وعلمه وهو مكثر من الرواية رحمه الله تعالى وكان ممن دار عليهم الإسناد ولكنه رحمه الله تُكلم فيه بأشياء:
أول هذه الأشياء التدليس فكان يدلس أحياناً رحمه الله فهذا التدليس الذي تكلم فيه ــ في الأعمش ــ بسببه هو لم يكثر من هذا التدليس وإنما أحياناُ كان يدلس كما قال أبو زرعة الرازي في العلل لابن أبي حاتم قال عن الأعمش ربما دلس، فهو أحياناً قد يدلس.
فالأصل في روايته في روايته أنها محمولة على السماع والاتصال حتى يدل دليل على خلاف ذلك وذلك لقلة تدليسه لأنه مقل من التدليس ليس بالمكثر كما قال أبو زرعة وكما يفهم من صنيع البخاري ومسلم وغيرهم من أهل العلم بالحديث فتجد هناك عدة أحاديث قد رووها للأعمش عن شيوخه بالعنعنة لكن هذا لابد فيه من شروط يعنى الأصل في رواية الأعمش أنها محمولة على الاتصال لكن لا بد من شروط:
الشرط الأول: هو استقامة المتن.
الشرط الثاني: استقامة الإسناد.
الشرط الثالث: لابد يثبت سماع الأعمش من هذا الشيخ.
فإذا توفرت هذه الشروط الثلاث فالأصل في روايته أنها محمولة على السماع والاتصال لأن القول بأنه يدلس هذا كما تقدم هو مقل فعندما يعنعن قد يكون دلس هذا احتمال والأصل ماذا؟
الأصل هو السماع هذا هو الأصل.
يعنى الأصل في رواية الأعمش عمن ثبت سماعه له الأصل هنا السماع والاتصال.
وأما إذا عنعن فهنا يكون يحتمل أنه دلس فهذا الاحتمال لا نقدمه على الأصل والأغلب والأكثر.
وهذا كما ذكرت صنيع البخاري ومسلم وغيرهم من أهل العلم بالحديث.
وهذه مسألة قد يكون ــ تحتاج إلى شرح أكثر من هذا ــ
لأن مسألة التدليس وقع فيها خلط كثير من المتأخرين فجعلوا كل شخص يوصف بالتدليس سواء كان مكثراً أو مقل وسواء كان يدلس عن الثقات أو عن الضعفاء وسواء كان يدلس تدليس الشيوخ أو تدليس الإسناد أو تدليس القطع التدليس ثمانية أنواع وليس بنوع واحد.
فبعض الناس خلط هذه القضايا وجعل كل واحد موصوف بالتدليس وعنعن خلاص خبره مردود!! هذا ليس بصحيح.
بل يفرق ما بين من يكثر من التدليس وبين من هو مقل وما بين من يدلس التدليس الذى يكون في الإسناد ويدخل فيه كذلك تدليس أيضاً التسوية وما بين من يدلس تدليس الشيوخ أو تدليس العطف أو تدليس المتابعة أو السكوت والقطع إلى غير ذلك من أنواع التدليس فأقول لا بد من التفريق بين هذه القضايا فلكل قضية لها حكمها.
فالمقصود أن الخلاصة أن التدليس على قسمين طبعاً بعض أهل العلم كالحافظ ابن حجر وقبله العلائي جعلوا المدلسين على خمسة أقسام والأقرب والله أعلم أن التدليس على قسمين:
إما أن يكون هذا المدلس ممن إشتهر حفظه وضبطه وكثرة روايته كالأعمش وأبو إسحاق السبيعى وسفيان الثورى وابن عيينه والزهرى وقتادة فهؤلاء مقلين من التدليس هؤلاء حفاظ كبار أحياناً قد يدلسون ثم هم إذا دلسوا كثيراً ما يبينون عندما تجمع طرق هذا الخبر يقول أُخبرت أو حدثت فهولاء هم من القسم الأول الأصل في روايتهم أنها محمولة على السمع والاتصال بالشروط السابقة.
وأما القسم الثاني: فهم الذين إما أن يكونوا ضعفاء أو يكونوا ثقات لكن أكثروا جداً من التدليس كبقية بن الوليد أوالوليد ين مسلم فهؤلاء أكثروا من جداً من التدليس فهولاء نعم لابد أن يصرحوا بالتحديث وأما بالنسبة للقسم الأول فالأصل في روايتهم أنها محمولة على السماع والاتصال ومنهم الأعمش.
قوله [إبراهيم التيمى]
إبراهيم هو ابن يزيد التيمى وتوفى قبل المائة وكان مشهوراً بالعبادة وبالفضل وهو كوفي وقرينه إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي مشهور بالفقه وأما إبراهيم بن يزيد التيمي طبعاً هذا التيمي ليس تيم قريش وإنما تيم الرباذ وهو ابن عم تميم.
فأقول: إبراهيم بن يزيد التيمي مشهور بالعبادة وكلهم من ا لثقات الأثبات لكن الشهرة لإبراهيم النخعي أكثر في باب العلم والفقه.
قوله [الحارث بن سويد]
هو النخعي وهو ثقة من كبار التابعين.
قوله [عن عبدالله]
هو ابن مسعود.
طبعاً الحديث ثابت في الصحيح قد خرجه الإمام مسلم وهذا الإسناد إسناد صحيح وهو مسلسل بالثقات الأثبات المشهورين ولعليّ أقف على هذا. والله أعلم إنتهى كلام الشيخ العلامه عبدالله بن عبد الرحمن السعد حفظه الله تعالى وغفر له وجزاه الله خيراً
هذا آخر المجلس والحمد لله رب العالمين
يليه المجلس الآخر وفق الله الجميع إلى مايحبه ويرضاه
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/354)
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[27 - 03 - 04, 03:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات رب أعن ويسر يا كريم والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم
فهذا الجزء الثاني من دروس تطبيقية في المصطلح من سنن أبى داود للشيخ العلامة المحدث عبد الله بن عبد الرحمن ا لسعد حفظه الله تعالى وغفر له:
المتن
قال أبو داود رحمه الله تعالى وغفر له:
[باب ما يقال عند الغضب]
حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير بن عبدالحميد عن عبدالملك بن عمير عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما غضباً شديداً حتى خُيل إلىَّ أن أنفه يتمزع من شدة غضبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنى أعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد من الغضب) فقال: ماهي يا رسول الله؟
قال: (يقول اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم) قال: فجعل معاذ يأمره فأبى ومحك وجعل يزداد غضباً).
قال أبوداود رحمه الله تعالى وغفر له:
حدثنا أبو بكر من أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدى بن ثابت عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبى صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه فقال رسول الله سلى الله عليه وسلم (إني لأعرف كلمة لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فقال ا لرجل هل ترى بي من جنون؟!).
قال أبو داود رحمه الله تعالى وغفر له:
حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا أبومعاوية حدثنا داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أب الأسود عن أبى ذر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلاّ فليضطجع)
حدثنا وهب بن بقية عن خالد عن داود عن بكر: أن النبى صلى الله عليه وسلم بعث أبا ذر بهذا الحديث.
الشرح
قال أبو داود رحمه الله تعالى وغفر له
[يوسف بن موسى] هو ابن راشد القطان البصري وهو ثقة من الطبقة العاشرة.
[جرير] هو ابن عبد الحميد الضبي الكوفي وجرير من الطبقة الثامنة وتوفي في عام ثمان وثمانين ومائة.
وجرير بن عبد الحميد من الثقات الإثبات وحديثه ينقسم إلى قسمين:
ما حدث في كتابه فهذا أصح مما حدث من حفظه وهو القسم الثاني.
فكتابه أصح وأثبت من حفظه، وكان الغالب عنه رحمه الله أنه لا يحدث إلا من كتاب وذلك أنه في بعض المرات جاء إليه أصحاب الحديث وقالوا: حدثنا فقال الكتب ليست موجودة عندي فأمتنع أن يحدثهم ويعرف الشخص بأنه لا يحدث إلا من كتاب بثلاثة أشياء: ـ
أولاً: أن يكون مشهور عنه بأنه لا يحدث إلا من كتاب مثل جرير بن عبد الحميد، ومثله كذلك أيضاً الإمام أحمد فإنه معروف أنه لا يحدث إلا من كتابه.
وإما أن يعرف ذلك بتنصيص التلميذ يقول حدثني فلان من كتابه كما يقول البيهقي: حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي من كتابه.
أو يعرف ذلك بأن يكون هذا من الحفاظ الكبار وعادة الحفاظ الكبار في من كان فيه حفظه شيء من الوهم والخطأ أوالضعف أنهم لا يحملون عن شيوخهم إلا ما كان من كتبهم مثل يحيي بن معين ابن المديني وأحمد والبخاري وأمثال هؤلاء.
البخاري عندما جاء إلى إسماعيل بن أبي أويس قال: أخرج لي كتابك فأخرج له كتابه فأنتقي من أحاديثه ثم طلب منه أن يحدثه بهذه الأحاديث التي انتقاها من كتابه.
ومثل عندما جاء يحيي بن معين لعبد الرزاق وأراد عبد الرزاق أن يحدثه من كتابه قال: لا ولا حديث إلا من حفظك لأن عبد الرزاق لا شك أنه من الحفاظ لكن ليس بالمتقن تماماً ويحيي بن معين معروف بتحريه وتثبته وهو من كبار الحفاظ والأئمة كما هو معلوم فمن عادة هؤلاء أن يحملوا من شيوخهم إلا ما كان من كتبهم في الغالب.
[عبد الملك بن عمير] هو اللخمي الكوفي وهو من الطبقة الثالثة وتوفي في عام ست وثلاثين ومائة وأخرج له جماعة.
وعبد الملك بن عمير حديثه ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ـ حديثه القديم أصح من حديثه المتأخر، هو رحمه الله تقدمت به السن وطال به العمر فتغير حفظه فحديثه القديم أصح من حديثه المتأخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/355)
وهنا قاعدة فيما يتعلق بالجرح والتعديل وقد أشرت إليها فيما سبق أن الراوي أحياناً يكون له حالات فيما يتعلق بضبطه وإتقانه فقد يكون قديماً أحفظ وأضبط مما حدثه به أخيراً بعد أن تغير حفظه وقد يكون حديثه أخيراً أحسن منه قديماً مثل همام بن يحيي العوني كان يحدث من حفظه ثم بعد ذلك عندما أخذ الحفاظ ينكر عليه رجع إلى كتابه فقالوا وهم في أحاديث كثيرة فأخذ لا يحدث إلا من كتابه فأصبح حديثه الأخير أصح من حديثه المتقدم أو قد يكون هذا الراوي أختلط وعرف من حمل عنه قبل الاختلاط فيكون حديثه القديم هو الصحيح والمتأخر يكون مردود أو يكتب فينظر فيه
أو يكون هذا الراوي في بعض الشيوخ أوثق من شيوخ آخرين فيما لو روى عنهم أو أن يكون في أهل بلده أوثق منه في غيرهم كما هو بالنسبة لإسماعيل بن أبي عياش فهو في حديث أهل بلده الشام حديث الشامين أوثق منه في روايته عن الحجازيين أو العراقيين فروايته عن هؤلاء لا يحتج بها.
أو مثل زهير بن محمد الخرساني رواية العراقيين عنه أصح من رواية الشامين كما ذكر البخاري وأحمد وغيرهم من أهل العلم فأقول حالات الراوي ينبغي الانتباه لها وهذه من أهم علوم الجرح والتعديل، هذه من أهم قواعد وعلوم الجرح والتعديل فالرواة ليسوا كلهم على حالة واحدة وإنما لهم حالات حتى إن بعضهم قد تصل أقسام حديثه إلى أربعة أو خمسة.
يعني مثل شعيب بن أبي حمزة. شعيب بن أبي حمزة فيما رواه عن الزهري هذا أصح ما يكون وفيما رواه عن غير الزهري هذا أيضاً صحيح في الدرجة العليا لكن دون ذلك وفي ما رواه عن ابن المنكدر هذا ضعيف لا يحتج به إلا حديث واحد عند البخاري عن ابن المنكدر عن جابر في الدعاء الذي يقال بعد الأذان ((اللهم رب هذه الدعوة ........ إلى آخره)) والأصل في روايته عن ابن المنكدر أنها ضعيفة فأحياناً الراوي قد تصل درجات حديثه إلى أربعه أو خمسه فينبغي الانتباه لهذا، لهذه القاعدة المهمة من قواعد الجرح والتعديل.
[عبد الرحمن بن أبي ليلى] هو الأنصاري المدني وهو من الطبقة الثانية من التابعين وتوفي عام ثلاث وثمانين وعبد الرحمن بن أبي ليلى من الثقات الاثبات وأختلف في سماعه من عمر بن الخطاب فهناك من قال أنه سمع وهناك من قال لم يسمع والأقرب والله أعلم أنه سمع وثبت عنه أنه صرح بالتحديث عن عمر والأقرب أنه سمع هذا هو الأقرب، وأما سماعه من معاذ فهو لم يسمع فعندما روى الترمذي هذا الحديث قال لم يسمع ـ هذا مرسل من عبد الرحمن لم يسمع من معاذ بن جبل. فهذا الإسناد إسناد صحيح إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى ولكنه منقطع بين عبد الرحمن وبين معاذ بن جبل وإن كان هذا المتن يشهد له الحديث الآخر فهو صحيح لغيره ليس لذاته لما فيه من إنقطاع متقدم.
[أبو بكر بن أبي شيبة]
مرّ بالأمس
هو عبدالله بن محمد بن عثمان بن أبي شيبة أبو بكر الحافظ العالم في زمانه وتوفى في عام خمسة وثلاثين ومائتين وكتابه المصنف من أهم الكتب التي ألفت في الفقه وهي بعد كتب الحديث دواوين الإسلام البخاري ومسلم والسنن يأتى بعدها مصنف ابن أبي شيبة والسنن الكبرى للبيهقي وكذلك أيضاً الأوسط لابن المنذر وشرح معاني الآثار والمشكل للطحاوي فهذه من أهم كتب الفقه وبالذات مصنف ابن أبى شيبة وهو أوسع من مصنف عبد الرزاق أوسع بكثير من مصنف عبد الرزاق وأشمل منه وفيه الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعات التي جاءت عن التابعين وفتاوى أهل العلم فهو كتاب نفيس.
[أبو معاوية]
مرّ بالأمس.
[الأعمش]
مرّ بالأمس.
[عدى بن ثابت]
وهو الأنصاري الكوفي وهو من الطبقة الرابعة توفي في عام ست عشر ومائة وعدى بن ثابت الراجح أنه ثقة وهو متهم بالتشيع ولكنه ضابط وحافظ لحديثه.
[سليمان بن صرد]
هو الخزاعى من الصحابة رضي الله عنه
[قال الرسول صلى الله عليه وسلم أستب رجلان ..... ]
هذا الإسناد صحيح ورجاله كلهم ثقات والحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما فهذا الحديث حديث صحيح وفي هذا الحديث والذي قبله مسائل:
المسألة الأولى: هو ما ساق له أبو داود هذه الأحاديث من أجله وهو أن الإنسان عند ما يغضب فعليه أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهذا يفيد أن الغضب من الشيطان وهي المسألة الثانية في الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/356)
المسألة الثالثة: أن الله عز وجل قد أمر بالأستعاذ به من الشيطان الرجيم ومن جميع الأمور كما في قوله تعالى (قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق) من جميع شر من خلقهم الله سبحانه وتعالى وأعلم أن الاستعاذة على قسمين:
واجبة لا بد منها، ومستحبة.
القسم الأول: الواجبة التي لا بد منها هي أن الأنسان لابد أن يستعيذ أصلا بربه على القيام بالتكاليف والعبادات وأن يلجأ إليه وأن يستعيذ به من شر الشيطان وغيره فأصل هذا واجب لا بد منه فمن لم يستعذ بالله أبداً فلاشك في كفره وأن هذا دليل على عدم إيمانه عافانا الله وإياكم من ذلك.
ولذلك كما تقدم أن الله عز وجل قال لرسوله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر له ولغيره (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5))
القسم الثاني:- الاستعاذة المستحبه كلما أكثر إنسان من اللجوء إلى الله تعالى والاستعاذة بالله كلما كان هذا دليل على إيمانه ويقينه بالله عز وجل وحسن توكله على الله سبحانه وتعالى.
فأصل الإستعاذه هذه لابد منها وكلما أكثر الإنسان كلما كان هذا أقرب وأدل على كمال إيمانه وقربه من الله عز وجل.
المسألة الثالثة: في مجيء الإستعاذه في أو أن الأستعاذه متى تشرع؟
كما تقدم أن أصل الاستعاذة اللجوء إلى الله عز وجل هذا أمر واجب ولا بد منه لكن فيما يتعلق بالاستعاذه بالله من الشيطان فهذه تشرع عند الغضب كما في هذا الحديث وتشرع كذلك أيضاً عند قراءة القرآن قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98)
فيشرع للإنسان أن يستعيذ بالله تعالى عند قراءة القرآن الكريم وكذلك أيضاً عندما يمسه طائف من الشيطان عندما يدعوه ويوسوس له بالمعصية وبالسيئة أيضاً يشرع له أن يستعيذ.
وفيما يبدو والله أعلم أن الاستعاذة بالله من الشيطان عند الغضب وعند قراءة القرآن وعندما يوسوس له الشيطان بالمعصية أنها كلها واجبة لان الغضب يوقع الإنسان في فعل مالا يحمد عقباه وقد يوقعه في الكفر فلذلك فإزالة هذه الحاله عنه تكون واجبه، إذن بما أن هذا الغضب يوقعه في ما لا يحمد عقباه قد يوقعه في الكفر والعياذ بالله أو قد يوقعه في التفريق بينه وبين زوجته أو قد يوقعه في دفع الحق وعدم الرجوع إلى الصواب وكل هذه مطلوبة فالأستعاذه تكون واجبه بالله من الشيطان هذا عند الغضب.
أو عندما يدعوه الشيطان لفعل معصية، وترك المعاصي واجب فيستعيذ بالله من الشيطان.
كذلك عند قراءة القرآن الله عز وجل قد أمر ((فاستعيذ بالله)) والأمر في الأصل للوجوب فحينئذ يكون في جميع هذه المواطن أن الاستعاذة تكون واجبه.
فهذه بعض المسائل التى في هذين الحديثين أردت أن ننبه عليها.
[أحمد بن حنبل]
هو الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني من شيبان ذهل الذين هم البكر بن وائل.
والإمام أحمد ولد في عام أربع وستين ومائة وتوفي في عام واحد وأربعين ومائتين وهو من كبار الأئمة في زمانه وإمام أهل الحديث في وقته رحمه الله تعالى والإمام أحمد يتميز في باب الرواية [وما أكثر مميزات الإمام أحمد] فيما يتعلق في باب الرواية لكن أذكر ما نحن نحتاج إليه في ما يتعلق بالصناعة الحديثية فأقول يتميز رحمه الله في باب الراوية أنه لا يروي في الغالب إلا عن ثقة عنده كما أنه أيضاً يتميز في الغالب أنه لا يروى غالباً أو في كثير من الأحيان إلا الأحاديث الثابتة وهذا معلوم من كتابه المسند فالصحيح هو الغالب في مسنده وقد أنكر على إسحاق بن راهويه عندما صدر كتاب المسند بحديث ضعيف أنكر عليه وعندما ذكر بعض أصحابه ذكر حديث ((قال: ..... على من أواه الليل إلى رحله)) قال: أستغفر الله من هذا الحديث لأنه حديث باطل فعندما حدث به قال له الإمام أحمد: أستغفر الله من هذا الحديث الباطل الذي حدثت به فهو في الغالب رحمه الله لا يروي إلا الأحاديث الثابتة هذا في غالباً لكن قد يروي أحاديث ضعيفة وكما هو في المسند هناك أحاديث كثيرة ضعيفة لكن أقصد من حيث الغالب وهذا في الحقيقة يشترك مع يحيي بن معين وابن المديني وغيره من الحفاظ الكبار الذين هم من عادتهم في الغالب [يجمعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/357)
] الأحاديث الصحيحة وإن ذكروا الحديث الضعيف كأنما ينبهون عليه.
الأمر الثالث: ـ هو في ما يتعلق بطريقة الجرح والتعديل هو رحمه الله له كما هو معلوم كلام كثير في الجرح والتعديل وأختلف أهل العلم هو يصنف ضمن المتشددين أو من المعتدلين، الذهبي يقول: هو معتدل في الجرح والتعديل والأقرب أنه متشدد وليس بمعتدل والدليل هذا من الاستقراء عندما تستقرأ أقواله في الجرح والتعديل أنه ليس مثل علي بن المديني أو البخاري أو يعقوب بن شيبة السدوسي هؤلاء أكثر اعتدالاً منه تجده أقرب إلى يحيي بن معين من حيث التشدد نعم هو ليس مثل يحيي بن سعيد القطان أو ليس مثل أبو حاتم الرازي في الشدة ولكن الغالب عليه التشدد كما تكلم في محمد بن إبراهيم التيمي وهو ثقة ثبت وكما تكلم فيه الإمام أحمد وكما تكلم في بريد بن عبد الله بن أبي بردة وهو ثقة مشهور وكما تكلم في زيد بن أبي أنيسة وهوأيضاً ثقة مشهور فتكلم في بعض الثقات المشاهير وهذا طبعاً ليس غالباً وإنما أحياناً، المقصود أنه يتشدد هذا أحياناً، فينبغي أن ينتبه إلى هذا وفائدة هذا لو أختلف قول الإمام أحمد مع ابن المديني ـ ابن المديني أقرب أو أكثر اعتدالا في الجرح والتعديل فلو أختلف قوله مع قول ابن المديني فمثلا ابن المديني وثق وأحمد جرح هذا الراوي جرحاً مجملاً فهنا كلام ابن المدينى يقدم من جهتين:
الجهة الأولى: أنه أكثر منه إعتدالاً.
والجهة الثانية: أن معه زيادة علم وأن جرح الإمام أحمد كان مجملاً وليس بمفصل فهنا يقدم قول أبن المديني.
لكن لو كان جرح الإمام أحمد مفسر بأن قال أخطأ في حديث كذا ووهم في حديث كذا وكذا و كذا وذكر له أحاديث منكرة لكان هذا جرحاً مفسراً لكن معه زيادة علم فيقدم على التوثيق المجمل يقدم على التوثيق المجمل في هذه الناحية.
أيضاً في باب الرواية الإمام أحمد رحمه الله كما هو معلوم له كلام كثير في تصحيح الأحاديث وتعليلها وتضعيفها فينبغي الإطلاع عليه والرجوع له وأنه من كبار الأئمة ومن كبار الحفاظ في زمانه وكلامه تجده في المسائل التي رويت عنه كما في نهاية مسائل أبى داود فإنه ذكر كلاما كثيراً في الأحاديث تصحيحا وتضعيفاً وتعليلاً أو في سؤلات عبد الله والعلل لعبدالله بن الإمام أحمد أو لإبي أسحاق بن هاني أوغيره ممن ذكر كلاماً كثيراً للإمام أحمد في تصحيح الأحاديث أو تضعيفها فينبغي أقول ينبغي الإطلاع عليها والرجوع له.
[أبو معاوية]
مر بالأمس
[داود بن أبي هند}
هو القشيري وهو من الطبقة الخامسة توفى عام أربعين ومائة وقيل غير ذلك وهو ثقة مشهور
[أبى حرب بن أبى الأسود]
هو الديلى البصري وهو ثقة من الثالثة مشهور توفي عام ثمان ومائة.
[أبى ذر]
هو الغفارى جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
[قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ]
هذا الحديث بهذا الإسناد هو منقطع لأن أبا حرب بن أبي الأسود لم يسمع من أبو ذر وفيه عله أخرى أنه أختلف في هذا الحديث كما ذكر أبو داود وأرجئ العلة الأخرى إلى الإسناد الآخر.
قال [وهب بن بقية]
الواسطي وهو ثقة.
[خالد]
هذا إما أن يكون خالد بن عبد الله الواسطي وهو ثقة حافظ وإما أن يكون خالد بن الحارث الهذيلى واحد منهما
وكلاهما ثقة مشهور الهذيلى ثقة ثبت أضبط من خالد بن عبدالله الواسطى ولكن خالد بن عبدالله الواسطي أكثر منه الرواية والأقرب أنه الواسطى لأن وهب بن بقية واسطي.
[داود]
هو ابن أبى هند.
[بكر] بن عبدالله المزنى ثقة من الثالثة ثقة مشهور من الطبقة الوسطى من التابعين توفي سنة ستة عشر ومائة وقد خرج له الجماعة
[أن النبي صلى الله عليه وسلم .... ]
[قال أبو داود وهذا أصح الحديثين]
أبوداود يرجح الرواية الأخرى على الإسناد الأول وذلك أن خالد بن عبدالله الواسطي وهو الأقرب في هذا الحديث أنه خالف أبا معاوية وخالد أوثق من أبي معاوية.
فأرسله جعله عن بكر بن عبدالله المزني بينما أبو معاوية جعله عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي ذر.
فعندما يحصل إختلاف بين الثقات إذا ما أمكن الجمع وهنا الجمع غير ممكن يرجع إلى الترجيح وهذه طريقة الحفاظ والمحدثين طريقة من تقدم. وإن كان بعض [ ............ ] له ملحوظة على هذا لكن هذا موجود وواقع فأقول كثيراً من أهل العلم وبالذات هذا منهج الفقهاء الذي قعد الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه الكفاية الخطيب البغدادي له حالتين:
الحاله الأولى: له كتاب في تعليل الأخبار والكلام على الزيادات المقبولة والمردودة مشى على طريقة أحمد والبخارى وابن المدينى
وابن معين.
والطريقة الثانية: في كتابه الكفاية قوض فيه كثيراً من مذاهب الفقهاء والأصوليين وعند الفقهاء والأصوليين أن زيادة الثقة مقبولة مطلقاً وهذا ليس بصحيح زيادة الثقة عند أهل الحديث تقبل بالقرائن وهذه القرائن كثيرة لكن مرجعها إلى ثلاثة:
إما زيادة حفظ.
وإما عدد.
وأما اختصاص.
فهنا فيما يتعلق بالحفظ خالد أحفظ من أبي معاوية فجعل الحديث مرسل جعل الحديث مرسل من طريق بكر وليس من طريق أبو حرب بن أبي الأسود فهنا يقدم، ولذلك أبو داود قال هذا أصح الحديثين.
أما عند كثير من المتأخرين يقولون هذا الحديث له إسنادين.
نقول: نعم إذا قلنا إن الإسناد الأول منقطع والإسناد الثاني أيضاً مرسل منقطع فهذا مع هذا يتقوى فيكون حسن لغيره هذه طريقة [ ...... ] كثير ممن تأخروا، بينما من تقدموا يعلّون هذا الخبر ويقولون الحديث ليس له إسناد واحد قد حصل فيه اختلاف على هذا الخبر والاختلاف هنا على داود بن أبي هند فينظر إلى الأحفظ فيقدم يقدم روايته.
فعلى هذا الحديث الصواب أنه مرسل.
ولعلنا نقف على هذا والله تعالى أعلم وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/358)
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[09 - 04 - 04, 06:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين، الحمد الله الذي أشرقت بنوره الظلمات، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه دائمين إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيداً
فهذا الجزء الثالث من
الدروس التطبيقية في علم المصطلح من سنن أبي داود للشيخ العلامة المحدث عبدالله بن عبد الرحمن السعد حفظه الباري وغفر له تعالى
المتن
حدثنا بكر بن خلف والحسن بن علي المعني قالا حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا أبو وائل يعنى القاص من أهل صنعاء قال هو أري عبد الله بن بحير قال دخلنا على عروة بن مسعود بن محمد السعدي فكلمه رجل فأغضبه فقام فتوضأ قال ثم رجع وقد توضأ فقال حدتني أبي عن جدي عطية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ).
باب في التجاوز في الأمر
حدثنا عبدالله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت (ما خيْر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمرين إلاّ إختار أيسرهما مالم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه وما إنتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلاّ أن تنتهك حرمة الله تعالى فينتقم لله عز وجل بها).
الشرح
قال أبو داود رحمه الله تعالى:
{حدثنا بكر بن خلف}
هو البصري وهو صدوق من الطبقة العاشرة وتوفى بعد الأربعين ومائتين.
{والحسن بن علي المعنى}
قصده هنا بالمعنى أن معنى رواية الحسن بن علي بمعنى رواية بكر بن خلف هذا قصده.
الحسن بن علي هو الحلواني وهو ثقة حافظ من الطبقة الحادية عشرة توفي عام إثنين وأربعين ومائتين الحسن بن علي أبوعلى الحلواني نزيل مكة وهو ثقة حافظ كما تقدم.
{أخبرنا إبراهيم بن خالد}
وهو الصنعاني وإبراهيم ثقة من الطبقة التاسعة وتوفي قريب من المئتين.
{قال أخبرنا أبو وائل القاص}
وأبووائل القاص هذا هو عبدالله بن بحير بن ريسان أبو وائل القاص الصنعاني وهو صدوق لا بأس به من الطبقة الثامنة.
{قال دخلنا على عروة بن محمد السعدي .. }
وعروة هذا هو ابن محمد بن عطية ابن عروة السعدي وهو ليس بالمشهور من الطبقة السادسة وفيه جهالة.
وأبوه محمد صدوق لا بأس به من الطبقة الرابعة.
وأما جده فهو عطية السعدي وهو صحابي رضي الله عنه مقلّ الحديث ليس بالمكثر.
{قال الرسول صلى الله عليه وسلم .... }
هذا الحديث إسناده لا بأس به إسناده صالح وقد سكت عليه أبو داود هنا وقد قال هو: ما سكت عنه فهو صالح.
وهذه السلسلة فيها ثلاثة أحاديث مع هذا الحديث ومن هذه الأحاديث (أن الهجرة لا تنقطع حتى تنقطع التوبة).
فهذا الحديث لا بأس به هذا الحديث معناه لا بأس به من حيث المعنى فهذا الإسناد لا بأس به.
وهذه السلسلة يعنى كما ذكرت فيها ثلاثة أحاديث.
هذا الحديث لا بأس به وكذلك الحديث الآخر الذي ذكرته قبل قليل فهذا يفيد بأن هذا الإسناد إسناد صالح ولا بأس به.
وهذا الحديث يفيد أن الإنسان يستحب له إذا غضب أن يتوضأ حتى يذهب عنه الغضب وكما تقدم لنا في الحديث سليمان بن صرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً دعا الذي غضب دعاه أن يستعيذ بالله من الشيطان فإما أن يستعيذ الإنسان من الشيطان أو يتوضأ أو يجمع بينهما فيستعيذ بالله من الشيطان ويتوضأ حتى يذهب هذا الغضب منه وحتى يذهب هذا الغضب عنه.
ثم قال أبو داود رحمه الله تعالى:
{حدثنا عبد الله بن مسلمة}
وهذا قد مضى علينا فيما سبق عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي وهو ثقة ثبت عابد فاضل من صغار الطبقة التاسعة وتوفي في عام واحد وعشرين ومائتين.
[عن مالك]
وهو ابن أنس الأصبحي ـ أبو عبد الله المدني ـ الإمام الجليل والعالم الكبير وكان أمام أهل المدينة في زمانه وتوفي رحمه الله في عام سبعة وتسعين ومائة وقد خرج له الجماعة.
وهو يتميز في باب الرواية:
[الأمر الأول]
بأنه رحمه الله لا يروي في الغالب إلا عن ثقة عنده وبالذات إذا كان من أهل المدينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/359)
نعم روى عن بعض الضعفاء كعبد الكريم بن أبي المخارق وعاصم بن عبيد الله لكن روى لهم شيئاً يسيراً، وأما الغالب عليه رحمه الله فإنه لا يروي إلا عن ثقة وكان معروف بالتثبت والإتقان.
[الأمر الثاني]
أيضاً يتميز رحمه الله بأنه في الغالب إذا أسند الخبر لا يكون إلا صحيحاً ولا أعرف أنه وصل خبراً ليس بصحيح ـ لا يسند خبراً إلا ويكون صحيحاً.
نعم هو كثيراً ما يرسل الأخبار والرجل الذي لا يرضاه يسقطه من الإسناد كما أسقط عكرمة بين ثور وبين وابن عباس.
فمما يتميز به الإمام مالك أنه لا يسند إلا ما كان صحيحا ولذلك استدل على الحاكم على صحة حديث كبشة عن أبي قتادة رضي الله عنه في الهرة ــ استدل على صحته الحاكم أيضاً بإخراج أو بإيداع الإمام مالك لهذا الحديث في كتابه الموطأ.
الأمر الثالث الذي يتميز به رحمه الله:
أنه كثيراً ما كان يرسل الأخبار فينبغي الانتباه إلى منهجه هنا يعنى إذا أرسل خبراً ووصله من هو مثله في الحفظ والإتقان أو قريباً منه هنا يقدم الذي وصل ويقال إن الإمام مالك قد يكون مشي على منهجه فأرسل الخبر، تجد كثيراً من الأخبار تجدها في كتاب الموطأ مرسلة بينما تجد هذه الأخبار من طريقه في الصحيحين مسنده وموصولة فهو رحمه الله أحيانا يعتمد حذف الأسانيد أو إرسال الأخبار.
[الأمر الرابع]
كذلك أيضا مما يتميز به كما ذكرته قبل قليل أن الرجل الذي لا يرضاه أحيانا يحذفه من الأسناد وليس هذا من قبيل التدليس أو التسوية لا، وإنما هذا من قبيل التورع وأنه لا يرضى هذا الرجل فكيف يحدث عنه وكيف يسند عنه فلذلك كأن أحيانا يحذف الراوي المتكلم فيه من جملة الخبر ومن الإسناد فأيضا ينبغي الإنتباه لهذا ولا يعد هذا من قبيل الإختلاط أوالتسويه أو التدليس وماشابه ذلك.
[الأمر الخامس]
كذلك أيضا مما يتميز به في الغالب أنه ما يذكر في كتابه الموطأ إلا ما كان عليه العمل عند أهل المدينة.
ولذلك الحديث إذا لم يكن عليه عمل عند أهل المدينة أحياناً يحذفه ولا يذكره في كتابه الموطأ ولذلك إختلفت الموطآت من حيث العدد والكثرة فهو كان رحمه الله كلما تقدم به العمر كلما حذف بعض الأحاديث لأنه يري فيما يرى هو رحمه الله أنها ليس عليها العمل بغض النظر عن مناقشته في ذلك وهذه المسألة مسألة وقع فيها خلاف مطول ما بين المالكية وما بين غيرهم في ما يتعلق بعمل أهل المدينة ولابن تيميه رحمه الله تعالى كلام جميل في ما يتعلق بعمل أهل المدينة وقسم في ما أذكر عمل أهل المدينة إلى أربعة أقسام فينبغي الرجوع إليه فإنه كلام نفيس ومفيد.
{إبن شهاب}
هو محمد بن مسلم بن عبيدالله بن بن عبدالله بن شهاب القرشي الزهري أبوبكر المدني نزيل الشام وهو إمام جليل وحافظ كبير من الطبقة الرابعة توفي في عام أربعه وعشرين ومائة.
والزهري كما ذكرت من الحفاظ الثقات الأثبات.
وهو يتميز بأنه إذا أسند الخبر يكون صحيح ــ إذا أسند الخبر لا بد أن يكون صحيح.
وإذا سمي من حدثه يكون ثقة وكان أهل العلم يستدلون على ثقة الراوي بتحديث الزهري عنه إذا سماه مثل ما استدل ابن عبدالبر على توثيق ابن عكيمه برواية الزهري عنه.
وأما إذا كان ما يرضي الحديث يرسله وإذا كان ما يرضي من حدث عنه أسقطه ولذلك قال الشافعي وغيره قال: إن شر المراسيل مراسيل الزهري إذا قال أخبرت أو حدثت فهذا في الغالب يكون الخبر باطل ولا يصح.
وإما إذا أسند فهذا يكون صحيح وكذلك أيضا إذا سمي من حدثه فهذا يكون ثقة في الغالب ويستدل أهل العلم كما ذكرت على توثيقه بذلك.
كذلك أيضا ما تميز به رحمه الله أنه كثيرا ما يفسر الخبر فيظن أحيانا الراوي بأن هذا الكلام الذي صدر من الزهري في تفسير بعض الأشياء والكلمات في ا لحديث يظن أنه من صلب الحديث فيدرجه ضمن الحديث وهو يكون من كلام الزهري وهذا كثير ما يحصل للزهري هو يذكر كلاماً في تفسير الحديث أحياناً ما يفصل كلامه من الحديث فقد يظن الراوي بأن هذا من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فأيضاً ينبغي الانتباه لهذا.
{عروة بن الزبير}
هو إبن العوام الأسدي القرشي المدني وعروة من الطبقة الثالثة وتوفي في عام أربع وتسعين وقيل غير ذلك وهو من الثقات الأثبات الفقهاء الحفاظ ومن العلماء وهو مكثر من الحديث رحمه الله تعالى وموصوف بالجلاله والعباده والفضل والعلم.
{عن عائشة}
رضي الله عنها و كانت رضي الله عنها خالة له لأن أمه أسماء وأسماء أخت عائشة وعروة من المكثرين عن عائشة رضي الله عنها.
{عن عائشة رضي الله عنها قالت ..... }
هذا الحديث إسناده صحيح بل هذا الأسناد يعتبر من أصح الأسانيد على وجه الأرض لأنه مسلسل بالحفاظ الثقات الأثبات والحديث مخرج في الصحيحين وفي غيرهما.
وفي هذا الحديث فوائد:
وأولاً: أن هذه الشريعة إنما هي شريعة اليسر والسهولة والسماحة كما وصف الله عز وجل بذلك شرعة وكما في الحديث (أن الرسول صلى الله عليه سلم ما خير ..... )
الفائدة الثانية: هي أن إذا لم يترجح لطالب العلم أحد المذهبين وأحد القولين فيعتبر أيسرهما يعتبر الأيسر منهما من جملة الترجيح من جملة ما يرجح به الخبر فهنا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خيْر بين أمرين كلاهما مباحان ليس فيهما أثم يختار الأيسر فإذا أختلف الأمر على طالب العلم وما ترجح له أحد القولين و المذهبين هنا يعتبر الأيسر منهما من جملة ما يرجح به هذا الخبر فهذا بعض ما يستفاد من هذا النص.
ولعلى أقف عند هنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الرابع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/360)
ـ[أسد الصمد]ــــــــ[02 - 05 - 04, 03:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين الحمد الله الذي أشرقت بنوره الظلمات، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه دائمين إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيداً
فهذا الجزء الرابع من
الدروس التطبيقية في المصطلح من سنن أبي داود للشيخ العلامة المحدث عبدالله بن عبد الرحمن السعد حفظه الباري وغفر له تعالى
المتن
الدرس الرابع
باب في التجاوز في الأمر
[الحديث الثاني في الباب]
حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة قط.
[الحديث الثالث في الباب]
حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبدالرحمن الطفاوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله يعني ابن الزبير في قوله (خذ العفو) قال أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس.
الشرح: ــ
[مسدد]
هو ابن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسدي أبو الحسن وقيل أن هذا لقب له لكن المشهور أن هذا هو اسمه وهو ثقة حافظ حتى قال البخاري مسدد كاسمه وهو من الطبقة العاشرة وتوفي ثمانية وعشرين ومائتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[قال أخبرني يزيد بن زريع] وهو أبو معاوية يزيد بن زريع البصري أبو معاوية وهو ثقة ثبت توفي عام اثنين وثمانين ومائة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[قال أخبرنا معمر]:
هو ابن راشد البصري نزيل اليمن وهو ثقة حافظ أيضاً من السابعة توفي في عام أربع وخمسين ومائة وخرج له جماعة.
وكذلك أيضاً يزيد بن زريع.
ومعمر حديثه على أقسام:
أصح حديثه ما كان شيخه الزهري أو عبد الله بن طاووس وإذا كان الراوي عنه من أهل اليمن لأن معمر هو من أثبت الناس في الزهري ولأن ايضاً عندما كان في اليمن كانت كتبه عنده فكان يحدث منها.
بخلاف ما لو عندما يروي عنه البصريين فإنه عندما جاء إلى البصرة وهي بلده الأول ما كان عنده كتاب فحدث من ......... فوقع في الوهم والخطأ.
والقسم الثاني من حديثه إذا لم يكن شيخه الزهري ولا عبد الله بن طاووس وإنما كان غيرهم ويكون الراوي عنه من البصريين فهذه هي الدرجة الثانية من حديثه وهذه الأصل فيها الصحة ولكن في روايته عن البصريين وقع له وهم وخطأ وحديثه ينقسم إلى أكثر من ذلك لكن هذه أصول أقسام حديثه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[الزهري]: تقدم أنه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبدالله بن شهاب القرشي الزهري أبو بكر فهو حافظ من كبار الحفاظ وإمام من كبار الأئمة وتوفي في عام أربع وعشرين ومائة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[عروة]: هو عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي و كان عروة في الغالب لا يروي إلا عن ثقة وهو ثقة إمام جليل من الطبقة الثالثة فقيه، توفي عام أربع وتسعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[عن عائشة] أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها.
[قالت: ماضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما ولا امرأة
قط]
هذا الحديث إسناده صحيح وهو مسلسل بالحفاظ الثقات ويعتبر من أصح الأسانيد وقد خرجه مسلم وغيره.
وهذا الحديث يفيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم على ما جبله الله عز وجل عليه من الأخلاق الجميلة ومن الصفات الحميدة أنه ما ضرب أمراة ولم يضرب خادم ولا طفلاً لأن هؤلاء في الأصل لا يستحقون الضرب وإنما يستحق الضرب في الأصل من عصى الله ومن خالف أمر الله سواء كان هذا في القتل عندما يستحق القتل ومن ذلك في الجهاد والقتال أو كان فيما هو دون ذلك فكان هذا من أخلاقه صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/361)
[يعقوب بن إبراهيم] هو ابن كثير بن أبي عبلة الدورقي العبدي ويعقوب من الطبقة العاشرة توفي في عام إثنين وخمسين ومائتين وهو ثقة ثبت حافظ مكثر من الحديث وهو شيخ لإصحاب الكتب الستة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[محمد بن عبدالرحمن الطفاوي] وهو ثقة وله بعض الأخطاء والأوهام من الثامنة.
وطفاوة من قيس [].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[هشام بن عروة] وهو ابن الزبير القرشي الأسدي وهو ثقة ثبت مكثر من الحديث من صغار التابعين توفي بعد الأربعين ومائة وقد خرج له الجماعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[عن أبيه] عروة بن الزبير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[عن عبدالله يعني ابن الزبير] عم هشام وأخو عروة وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة للمدينة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[في قوله (خذ العفو) قال:أمر ........ ]
وهذا الأسناد أيضا إسناد صحيح وقد خرجه البخاري وغيره من أهل العلم ممن خرج هذا الحديث فهو صلى الله عليه وسلم أمره الله جل وعلا أن يعفو عن الناس وهذا من جملة عفوه صلى الله عليه وسلم وعدم ضربه للخدم وللنساء وماشابه ذلك.
ولعلنا نقف عند هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبهذا تنتهي هذه المجالس
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يرينا الحق حق ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطل ويرزقنا إجتنابه والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 10:19 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[14 - 01 - 07, 03:17 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ولمزيد من الفائدة يوجد شرح للشيخ عبدالعزيز بن محمد السعيد في موقع البث الاسلامي
تطبيق المصطلح على احاديث من مختارة من سنن ابي داود
ولكم مني جزيل الشكر
(29/362)
سؤال حول فرقة الأزارقة
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[23 - 03 - 04, 06:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن لديه معلومات عن فرقة الأزارقة
وهي فرقة من الخوارج أن يعطينا معلومات
مفصلة عن تلك الفرقة للضرورة0 مأجورين
وفقكم الله
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[24 - 03 - 04, 07:00 ص]ـ
أرجو مشاركتكم
للضرورة
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 03 - 04, 08:59 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كتاب الملل والنحل للشهرستاني، الجزء 1، صفحة 118.
الأزارقة
أصحاب أبي راشد نافع بن الزرق الذين خرجوا مع نافع من البصرة إلى الأهواز
فغلبوا عليها وعلى كورها وما وراءها من بلدان فارس وكرمان في أيام عبد الله بن الزبير وقتلوا عماله بهذه النواحي
وكان مع نافع من أمراء الخوارج عطية بن الأسود الحنفي وعبد الله بن الماحوز وأخواه عثمان والزبير وعمرو بن عمير العنبري وقطري بن الفجاءة المازني وعبيدة
ابن هلال اليشكري وأخوه محرز بن هلال
وصخر بن حبيب التميمي وصالح بن مخراق العبدي وعبد ربه الكبير وعبد ربه الصغير في زهاء ثلاثين ألف فارس ممن يرى رأيهم وينخرط في سلكهم
فأنفذ إليهم عبد الله بن الحارث بن نوفل النوفلي بصاحب جيشه مسلم بن عبيس بن كريز بن حبيب فقتله الخوارج وهزموا أصحابه فأخرج إليهم أيضا عثمان بن عبد الله ابن معمر التميمي فهزموه فأخرج إليهم حارثة بن بدر العتابي في جيش كثيف فهزموه وخشى أهل البصرة على أنفسهم وبلدهم من الخوارج فأخرج إليهم المهلب بن أبي صفرة فبقى في حرب الأزارقة تسع عشرة سنة إلى أن فرغ من أمرهم في أيام الحجاج ومات نافع قبل وقائع المهلب مع الأزارقة وبايعوا بعده قطرى بن الفجاءة المازني وسموه أمير المؤمنين
وبدع الأزارقة ثمانية
إحداها أنا أكفر عليا رضي الله عنه وقال إن الله أنزل في شانه ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وصوب عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله وقال
إن الله تعالى أنزل في شأنه ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله
وقال عمران بن حطان وهو مفتي الخوارج وزاهدها وشاعرها الأكبر في ضربة ابن ملجم لعنه الله لعلي رضي الله عنه
% يا ضربة من منيب ما أراد بها % % إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا % % إني لأذكره يوما فأحسبه % % أوفى البرية عند الله ميزانا %
وعلى هذه البدعة مضت الأزارقة وزادوا عليه تكفير عثمان وطلحة والزبير وعائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم وسائر المسلمين معهم وتخليدهم في النار جميعا
والثانية أنه أكفر القعدة وهو أول من أظهر البراءة من القعدة عن القتال وإن كان موافقا له على دينه وأكفر من لم يهاجر إليه
والثالثة إباحته قتل أطفال المخالفين والنسوان معهم
والرابعة إسقاط الرجم عن الزاني إذ ليس في القرآن ذكره وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء
والخامسة حكمه بأن أطفال المشركين في النار مع آبائهم
والسادسة أن التقية غير جائزة في قول ولا عمل
والسابعة تجويزه ان يبعث الله تعالى نبيا يعلم أنه يكفر بعد نبوته او كان كافرا قبل البعثة والكبائر والصغائر إذا كانت بمثابة عنده وهي كفر وفي الأمة من جوز الكبائر والصغائر على الأنبياء عليهم السلام فهي كفر
والثامنة إجتمعن الأزارقة على أن من ارتكب كبيرة من الكبائر كفر كفر ملة خرج به عن الإسلام جملة ويكون مخلدا في النار مع سائر الكفار واستدلوا بكفر ابليس وقالوا ماارتكب إلا كبيرة حيث أمر بالسجود لآدم عليه السلام فامتنع وإلا فهو عارف بوحدانية الله تعالى
=============================
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[27 - 03 - 04, 06:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
آسف على التأخر لعذر قهري
وجزاك الله ألف خير أخي العزيز عبدالرحمن الفقيه
وبارك الله فيك وبك على هذه المشاركة ويا ليت
مزيدا من المراجع لأن من سألني عن تلك الفرقة
يكتب بحثا وقد عزني في الخطاب حولها 0
أرجو مساعدتكم وفقكم الله
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[29 - 03 - 04, 07:41 ص]ـ
للرفع
أرجو المعذرة إخواني!!!
هل توجد مراجع أخرى غير الذي ذكرها الشيخ عبد الرحمن الفقيه؟
أرجو المساعدة للأهمية!!!
وفقكم الله 0
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[30 - 03 - 04, 07:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
للرفع
هي محاولة أخيرة
وإن شاء الله تكون خيرة
وفقكم الله
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[30 - 03 - 04, 10:49 ص]ـ
أخي اذهب هنا و اكتب كلمة "الأزارقة" في البحث http://www.al-eman.com/Islamlib/
ـ[* أبو محمد *]ــــــــ[07 - 04 - 04, 07:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم عبدالله المسلم
وبارك الله فيك على المساعدة0
(29/363)
اول مشاركة سؤال
ـ[الكافي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 10:22 ص]ـ
ايه الاحبه اخوكم طالب علم مستجد (جديد)
حفظت بعض المتون في العقيدة
واريد ان ابدء في الفقه فماهي نصيحتكم
ايهم افضل
دليل الطالب لنيل المطالب
ام
زاد المستقنع
في الختام اشكرك
ارجو التفاعل فاخوكم في حيرة
ـ[الكافي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 10:24 ص]ـ
ايهم افضل
اقصد في الحفظ
لا يخفى عليكم اهميت الحفظ
ـ[آل حسين]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:30 م]ـ
السلام عليكم
أخي
سبق وسمعت الشيخ الإمام ابن باز ينصح بحفظ الزاد وكان هذا على مائدته في منزله رحمه الله تعالى0
وسمعته مرة ينصح بالاعتناء بدليل الطالب في محاضرة في جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله تعالى لما سئل عن كتب الفقه لجودته ولم أسمع لفظ الحفظ وياليت الاخوان يفيدوننا في هذا 0
ـ[الكافي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 09:02 ص]ـ
شكرا اخي ال حسين
ولازلت انتظر الاجابه من الاخوة جزاهم الله خير
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 03 - 04, 11:23 ص]ـ
أخي الحبيب سبق الكلام على المتنين في هذا الملتقى أكثر من مرة.
على العموم من جهة التوسع فالزاد اوسع , ومن جهة السهولة والرسوخ فدليل الطالب , ولا شك عندي في ذلك لانه يجرى كطريقة متن ابي شجاع عند الشافعيه على ذكر الشروط ويعددها ثم الاركان ثم الصيغ ... الخ.
فهو اسهل وارسخ في الحفظ.
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[24 - 03 - 04, 11:44 ص]ـ
الاخ الكافى
أنصحك بحفظ كتاب الوجيز فى فقه السنه والكتاب العزيز اولا
وهو للشيخ الدكتور عبدالعظيم بن بدوى حفظه الله
مميزات الكتاب
1_ الكتاب يقع فى مجلد واحد فقط
2_ جميع الاحاديث الموجوده فى الكتاب مخرجه
3 - جميع الاحاديث الموجوده فى الكتاب صححها او حسنها العلامه الالبانى رحمه الله
4_ شهرة المؤلف وانه من اصحاب العقيده الصحيحه (الشيخ وكيل جماعة انصار السنه المحمديه بمصر)
5 - الكتاب مطبوع فى دار ابن رجب بمصر
6 - يحتوى الكتاب مايقرب من الفين حديث
الكتاب له عدة شروح
هذه روابط
موجود عليها شروح لكتاب (الوجيز فى فقه السنه والكتاب العزيز)
للشيخ الدكتور عبدالعظيم بن بدوى حفظه الله
الاول: شرح الشيخ أبى سعيد الجزائرى موجود على موقع طريق الاسلام
http://www.islamway.com/bindex.php?section=scholarlessons&scholar_id=397
الثانى: شرح الشيخ وليد بن سيف النصر
(من مسجد كانو في المحرق) بالبحرين
للعلم البث مباشر من موقع حياة الاسلام
أضغط هنا
http://liveislam.com/series/tarbeia.html
ثم بعد ذلك تتمذهب
وهناك فتوى للشيخ الشنقيطى عن حفظ متن الزاد اسوقها اليك
هذا سائل يقول فضيلة الشيخ بين لنا كيف نستطيع حفظ هذا المتن؟
الجواب:
باختصار، بالنسبة للحفظ في الحقيقة أنا أُرَغِّب في حفظ كتاب الله وسنة النبي وكتب العلماء والله على عيني ورأسي ولكن والله بدل أن تضيع الساعة في زاد المستقنع أضيعها في حفظ حديث من أحاديث النبي ما تضيع إنما استفرغها في كتاب الله وسنة النبي الزاد افهمه واعرف كيف تعبد الله -?- واحفظ مسائله أما أن تحفظ العبارات فأنا أقول أولى منها وأحق كتاب الله وسنة النبي، كل حرف تتعبد الله -?- لك فيه من الأجور ما الله به عليم. والزاد خير وحفظه بركة، ولكن الأفضل والأكمل لك أن تحفظ كتاب الله، طالب تجده يحفظ الزاد وهو لا يحفظ القرآن فالأمر صعب، يحفظ الزاد وتخفى عليه أحاديث الأحكام فلذلك يبدأ الإنسان بالأصل، ثم بعد ذلك ما تفرع عنه.
أما الطريقة لو أردت أن تحفظ الزاد: فخذها باختصار:
أولاً: تبدأ بالمادة مكتملة، تأخذ المادة مكتملة، ولا تزد على سطر واحد. المادة مكتمله كيف؟
مثلاً المصنف يتكلم على أقسام المياه، تكلم في سطرين، تكلم عن أقسام المياه في سطرين أو ثلاثة أسطر لا تأخذ الثلاثة أسطر مرة واحدة، إذا كانت المادة مكتملة في سطر، خذها أما إذا كانت غير مكتملة إلا بثلاثة أسطر فجزئ جزئيات المادة، فالمادة مثلاً قَسَّم المصنف الماء على ثلاثة أقسام، الماء الطهور سطر، الطاهر سطر، النجس سطر، فاحفظ أولاً الطاهر السطر ولو ذكر الطاهر في سطرين فإنه يذكر لك وصف الطاهر وحكمه، فالسطر الأول في وصفه والثاني في حكمه، فابدأ بوصفه ثم بحكمه.
ولا تحفظ سطر ولا نصف سطر إلا وأنت تعرف عنوانه يعني يتكلم عن أي شيء هذه الطريقة الأولى. اكتب السطر ثم أدم النظر إليه واقرأ على الأقل عشر مرات بتمعن ولا تقرأ إلا بعد تصحيح هذا المتن على عالم حتى تضبط ويكون حفظك صحيحاً بعد ما تقرأ عشر مرات حاول مرة أن تغيب، وتعرف نقاط الضعف في الحفظ في أي العبارات ثم ارجع وكرر إن استطعت مائة مرة، إن استطعت مائتين، نعم إذا كان تريد تحفظ.
أما إذا كان تريد الذي يمشي الحال خمسين مرة نعم، أربعين مرة يقولون إن الأربعين مرة يعني قوية يعني هي فاتحة الحفظ، هذه فاتحة فقط ولكن إذا كان مثلنا اليوم، لأن - يا أخوان - الذي ضر الكثير الآن في الحفظ ازدحام المعلومات، الأولون لم تكن عندهم مشاغل كثيرة ولا مشاكل كثيرة؛ ولكن الآن عند الإنسان مشاغل ومشاكل في بيته وأهله وأولاده وأطفاله فيستغرق ذهنه، لكن إذا صفى ذهنه المرتين والثلاثة أحياناً مرة واحدة يقول شعبة ما خططت سوداء في بيضاء ولا سألت رجلاً أن يعيد حديثه علي مرتين، بمجرد ما يقول ينسخ.
- ونسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، أن يلهمنا وإياكم السداد والصواب
او اضغط على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13035&highlight=%C7%E1%D4%E4%DE%ED%D8%EC
بارك الله فيكم
للعلم هناك نقاش دار عن كتاب الوجيز فى هذا المنتدى اضغط هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17348
بارك الله فيكم
(29/364)
هل في الكتب الستة أحاديث موضوعة
ـ[طارق]ــــــــ[23 - 03 - 04, 12:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد في الكتب الستة أحاديث حكم عليها بالوضع
وإن كانت هناك أحاديث فما هي؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 04, 11:27 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم يوجد أخي الكريم في بعض كتب السنن، وهي قليلة.
ومنها حديث فضل قزوين عند ابن ماجه.
ـ[طارق]ــــــــ[30 - 03 - 04, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً
وبارك فيكم
لكني أود لو أن أحد الإخوان يذكر لنا كل هذه الأحاديث
لأن أحد الإخوان الباحثين قال لي لا يوجد في الكتب الستة أحاديث موضوعة
ومع علمي بوجودها
لكني لا أتذكر منها شيئاً
فهل يمكن حصرها
للإستفادة العامة للجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبْجَد]ــــــــ[30 - 03 - 04, 02:26 م]ـ
هنا رسالى جمعها شخص اسمه (الرمّاني) جمع الأحاديث التي حكم الألباني عليها بالوضع في السنن الأربع
وأكثرها لا يوافق عليه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 03 - 04, 09:47 م]ـ
الأخ طارق قال: "هل يوجد في الكتب الستة أحاديث حكم عليها بالوضع"
فهو يتكلم -والله أعلم- على مجرد الحكم وليس على صحته
فهذا يصعب حصره. بل حتى في صحيح مسلم حديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع (بغض النظر إن كان قد أصاب أم أخطأ).
(29/365)
اقرأ قول الألباني في الشنقيطي رحمهما الله
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:18 م]ـ
قال رحمه الله: (كنت إذا رأيته كأني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية رجل بين يديه العلوم يأخذ منها ما شاء).
رواه تلميذه عصام موسى سماعًا.
ـ[البخاري]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:37 م]ـ
أظنه يقصد صاحب أضواء البيان، لا محمد السالك؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:54 م]ـ
هذا ما فهمته أنه يقصد صاحب الأضواء.
فمن هو السالك؟
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:58 م]ـ
الكلام في صاحب أضواء البيان، و قد صرح به عصام موسى في كتابه، و الرؤية كانت في الفترة التي كان الألباني يدرس فيها بالجامعة الإسلامية و قد ذكر ذلك في مجالس مسجلة ضمن سلسلة الهدى و النور.
و بارك الله فيكما على مروركما على المشاركة,.
ـ[صقر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 02:20 م]ـ
أخي الحبيب أبو تيمية وفقه الله.
هذا الكلام سمعت الألباني يقوله في أحد أشرطته ولكن بلفظ (باتذكر ابن تيمية).
وقال فيه الشيخ محمد بن إبراهيم: (ملئ علما من رأسه إلى أخمص قدميه)
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:02 م]ـ
من هو الشيخ (محمد السالك)؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 03 - 04, 01:13 م]ـ
بخصوص الشيخ أحمد (لا محمد) السالك الشنقيطي، فهو كما علمت لا يزال يقطن بالأردن، و قد نقلت فيه كلام الألباني رحمه الله:
(أشتري مجالسة السالك بالذهب) وكان يقول عنه أيضًا: أفقه أهل الأردن.
من مشاركة بعنوان:
من ورعه رحمه الله
و فيها:
قال تلميذه عصام موسى:
كان إذا عرض لشيخنا -رحمه الله- سؤال يتعلق به لا يفتي نفسه بل يتصل على شيخنا أحمد السالك الشنقيطي ويسأله وقد سمعته مرارًا يفعل ذلك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18067
(29/366)
مقالةٌ أبكت الألباني رحمه الله
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:43 م]ـ
قال الأخ الفاضل عصام موسى وفقه الله و جزاه خيرا:
(لما عدت من أسبانيا حدثت شيخنا عن أحوال المسلمين ومن جملة ما حدثته حدثته عن العدل الذي يلقاه المسلمون في ديار الكفر من حيث الحرية في عباداتهم وتجمعاتهم بحيث يتقدمون للبلدية مثلاً من أجل صلاة العيد في المصلى فتهيئ لهم البلدية مكانًا وترسل شرطي سير لتسهيل وقوف سياراتهم ومرورهم بسلام وبعض من هذه الصور، فما كان من شيخنا إلا أن بكى، وقال: الله أكبر يلقى المسلمون في بلاد الكفر من العدل والحرية ما لا يلقوه في بلاد الإسلام، فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله).
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 03 - 04, 01:52 م]ـ
رحم الله الألباني
(29/367)
هل المقصود بتكفير المعين ما يقع على شخص وذات واحدة فقط؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 03 - 04, 02:03 م]ـ
سؤال مهم مترتب عليه مسائل:
هل المقصود بتكفير المعين ما يقع على شخص وذات واحدة؟
أو بصيغة أخرى:
إذا كفرنا مجموعة داخلة ضمن جماعة عامة هل هو من التكفير المعين؟
أفتوني مأجورين
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:41 م]ـ
.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 05:43 ص]ـ
كل تكفير يقع بأحد ألفاظ العموم والإطلاق ... :
الذين ....
من ...
الذي ...
شخص فعل ...
فهذا ليس من التعيين!
أما إن كان بذكره تنصرف الأفهام لشخص أو طائفة معينة ومخصوصة من الناس فهذا تعيين , كقولك (الفلانيين في البلدة الفلانية كفار ... )!!
ـ[البدر المنير]ــــــــ[25 - 03 - 04, 12:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي سلطان، لكن ينبني على كلامك أني إذا قلت جماعة التبليغ في السعودية داخلة في الثنتين وسبعين فرقة فهو من الحكم المعين عليهم بالنار
أليس كذلك؟
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 02:37 م]ـ
جزاك الله خيراً .....
ولكن الإنتساب لجماعة التبليغ وصف وليس تعيين , فأنت إذا حكمت على شارب الخمر بالوعيد , فهل معنى أنك عينت فلان وفلان ممن تعرف أنهم يشربون الخمر؟
ومثلها إذا تكلمت عن جماعة التبليغ , فليس معنى ذلك أنك تعين فلان وفلان ممن تعرف أنهم ينتسبون إليهم .... !
فأنت كأنك تقول الذين ينتسبون ....... !!
وهذا وصف لاتعيين .... !
التعيين تعيين بالذوات لا بالأوصاف ...
(29/368)
من أول من قال بخلق القرآن: المعتزلة أم الجهمية؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 03 - 04, 02:05 م]ـ
أفيدوني مأجورين
ـ[المضري]ــــــــ[24 - 03 - 04, 01:02 ص]ـ
الجهمية .. وعنهم أخذها المعتزلة .. والذين ورثوا - بالفتح- جزاءاً كبيراً من تركتهم فيما بعد للشيعة بمختلف فرقهم.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[25 - 03 - 04, 12:37 م]ـ
شكر الله لك أخي المضري لكن أليس واصل بن عطاء ظهر برأيه قبل ظهور الجهمية وانتشارها؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[27 - 03 - 04, 09:23 م]ـ
الاخ الفاضل البدر المنير:
المعتزلة الاولى وهم غلاة القدرية وهم واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وأتباعهم لم يقولو بخلق القرآن بالتصريح.
ثم ظهر من بعدهم الجهم بن صفوان وهو أول من قال بخلق القرآن وأخذ هذا القول من الجعد بن درهم , ثم ظهرت الفترة الثانية من المعتزلة وبعضهم يسميهم المدرسة البغدادية وعلى رأسهم بشر بن المعتمر وكان من أهل البصرة وأحمد بن أبي دؤاد والبلخي.
وهؤلاء شهروا القول بخلق القرآن وأظهرو الشقاق وباطل الاعتقاد وأستطالوا بالخلافة والسلطان.
و بهذا يظهر ان الجهمية قد سبقوا المعتزلة بالقول بخلق القرآن ثم قالت به المعتزلة البغدادية , وعلى العموم المذهبين متشابهين في جل المسائل والخلف بينهم قليل في بعض المسائل مثل القدر وبعض فروع افعال الخالق والمسميات وغيرها.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 03 - 04, 07:14 م]ـ
الإمام أحمد صنف كتاب: (الرد على الجهمية والزنادقة)، ردّ فيه القول بخلق القرآن.
وكتاب التوحيد من صحيح البخاري اسمه في رواية الكشميهني (كتاب الرد على الجهمية) وفيه رد القول بخلق القرآن.
فالظاهر أن الجهمية هم الأصل بالقول بخلق القرآن، والمعتزلة أفراخهم، والله أعلم.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[28 - 03 - 04, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة، لكن قصدي بأول من قال هو نشأة هذا القول .. وأظن السند فيه هكذا:
الجهم بن صفوان أخذه عن الجعد بن درهم والجعد أخذه عن ابن أخت لبيد بن الأعصم عن خاله لبيد اليهودي
لكن الجهمية بسبب أخذ المعتزلة عنهم قيل أنهم هم الأسبق، والا الظهور والاشتهار كان من المعتزلة.
لكني أميل إلى ان أول من قال هم المعتزلة لأن واصل بن عطاء كان قبل ظهور الجهمية، والجعد ألم يكن من أتباع عمرو بن عبيد؟.
فالظاهر النشأة من المعتزلة ثم اول من أظهره الجهم وبشر ثم كان الاشتهار الذي غطى على اشتهاره عن الجهمية كان للمعتزلة .... فمنهم بدأ وإليهم يعود
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 05 - 04, 02:33 م]ـ
عندي إشكال في السند المذكور في كلام الأخ البدر المنير (وهو سند معروف في كتابات شيخ الإسلام)
كيف يكون القول بالتعطيل أصله من يهودي، والمعروف عن اليهود أنهم أهل تجسيم؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[20 - 05 - 04, 03:12 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المتمسك بالحق
وعلى العموم المذهبان متشابهان في جل المسائل، والخلف بينهم قليل في بعض المسائل مثل: القدر، وبعض فروع أفعال الخالق، والمسميات وغيرها.
شيخنا الجليل الشيخ زياد العضيلة _ حفظكم الله ورعاكم _
الذي يبدو لي أن الجزم بأن مواضع التشابه بين الجهمية والمعتزلة أكثر من مواضع الاختلاف، محل نظر؛ وذلك لأننا إذا نظرنا إلى الأبواب الكلية من أبواب الاعتقاد التي خالف فيها الجهمية السلف وجدنا أبرزها ثلاثة أبواب وهي:
1 - باب الصفات (ويندرج تحته مسألة خلق القرآن إذ هي متعلقة بتعطيل صفة الكلام)، فالجهمية فيه معطلة
2 - باب القدر، فالجهمية فيه جبرية
3 - باب الأسماء والأحكام (الإيمان)، فالجهمية فيه مرجئة يقولون من عرف الله فهو مؤمن.
ثم نجد أن المعتزلة وافقوا الجهمية في باب واحد من هذه الثلاثة وهو باب الصفات فهم معطلة مثلهم، ولكنهم خالفوهم في القدر فالمعتزلة قدرية نفاة، وفي الأسماء والأحكام المعتزلة قالوا الفاسق في منزلة بين الإيمان والكفر وقالوا بتخليد مرتكب الكبيرة في النار فوافقوا الخوارج في مآل العصاة.
إذن المعتزلة على طرف النقيض مع الجهمية في مسائل القدر والإيمان، بالإضافة إلى اختلافات أخرى كثيرة أظن أنها لو تتبعت لظهر أن ما خالف المعتزلة فيه الجهمية ربما يكون أكثر مما وافقوهم فيه، والله أعلم.
وقد ذكر ابن القيم في النونية ما خلاصته أن الجهم أتى بجيمات النحس الثلاثة: الجبر والإرجاء والتجهم (أي التعطيل) ثم توارثت الفرق من بعده هذه الجيمات فكان التجهم من نصيب المعتزلة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 05 - 04, 04:44 م]ـ
الجهمية وافقوا المعتزلة في:
1 - نفي الرؤية.
2 - والقول بخلق القرآن.
3 - وإيجاب المعرفة بالعقل قبل ورود الشرع.
وراجع " كيد الشيطان " لابن الجوزي (ص 155).
فوائد:
1 - قال أبوسعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " (ص 21): " وكان أول من أظهر شيئاً منه بعد كفار قريش: الجعد بن درهم بالبصرة، وجهم بن صفوان بخرسان، اقتداء بكفار قريش ".
2 - قال الأخ المنير: " وأظن السند فيه هكذا:
الجهم بن صفوان، أخذه عن الجعد بن درهم، والجعد أخذه عن ابن أخت لبيد بن الأعصم، عن خاله لبيد اليهودي " أهـ.
أقول: سقظ من السند: " بيان بن سمعان "، وهو الذي أخذ عنه الجعد.
3 - وأول من قال بخلق القرآن هم المعتزلة، ولكن الجهم هو الذي اشتهر به، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/369)
ـ[البدر المنير]ــــــــ[20 - 05 - 04, 11:29 م]ـ
الشيخ وليد السلمي بارك الله فيك ازلت بعض الاشكالات.
أخي أبو المنهال قلت:
3 - وأول من قال بخلق القرآن هم المعتزلة، ولكن الجهم هو الذي اشتهر به، والله أعلم.
كلام الإخوة قبل هو العكس!!
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[20 - 05 - 04, 11:56 م]ـ
إلى الأخ البدر المنير
انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=19787
الأخ عصام البشير - حفظه الله -
عرف اليهود عبر التاريخ بأنهم مجسمة ولقد أثبت ذلك القرآن الكريم، ولكنهم في الدسائس يقدمون المفسدة في الغير والنكاية فيهم والعياذ بالله.
ولقد بدأ دسيسة المتشابهات ضبيع بن عسل الذي دسه اليهود بالمدينة وقد أتى من البصرة وبدأ يسأل عن المتشابه في القرآن، فضربه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعرجون أعده له، حتى أدمى رأسه. القصة في تفسير القرطبي (تفسير قوله تعالى: فأما الذين في قلوبهم زيغ .. الآية) المسألة السادسة. قال وحسنت توبته.
فاليهود لا يفكرون إلا في الوقيعة كما لا يخفى عليكم شيخنا.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 - 05 - 04, 09:08 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد السلمي
وقد ذكر ابن القيم في النونية ما خلاصته أن الجهم أتى بجيمات النحس الثلاثة: الجبر والإرجاء والتجهم
سؤال للشيخ خالد وفقه الله:
هل يصح أن نطلق النحس، وهل هو غير الشؤم؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 03 - 05, 02:01 م]ـ
2 - قال الأخ المنير: " وأظن السند فيه هكذا:
الجهم بن صفوان، أخذه عن الجعد بن درهم، والجعد أخذه عن ابن أخت لبيد بن الأعصم، عن خاله لبيد اليهودي " أهـ.
أقول: سقظ من السند: " بيان بن سمعان "، وهو الذي أخذ عنه الجعد.
- قال ابن الأثير في " الكامل " (7/ 75):
" وفي سنة أربعين ومائتين توفى القاضي أبوعبدالله أحمد بن داود في المحرم بعد ابنه أبي الوليد بعشرين يوماً، وكان داعية إلى القول بخلق القرآن وغيره من مذاهب المعتزلة.
وأخذ ذلك عن بشر المريسي، وأخذه بشر من الجهم بن صفوان، وأخذه جهم من الجعد بن درهم، وأخذه الجعد من أبان بن سمعان، وأخذه أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وختنه، وكان لبيد يقول بخلق القرآن ".
- وقال حافظ الحكمي في " معارج القبول " (1/ 268):
" وقد أخذ الجعد بدعنه هذه عن بيان بن سمعان، وأخذها بيان عن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم، وأخذ طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
- وقال ابن أبي العز في " شرح الطحاوية " (ص 795):
" وقد قيل: إن الجعد كان قد اتصل بالصابئة الفلاسفة من أهل حران، وأنه أيضاً أخذ شيئاً عن بعض اليهود المحرفين لدينهم المتصلين بلبيد الأعصم الساحر الذي سحر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ".
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[08 - 03 - 05, 08:27 م]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله: «لم يزل الناسُ على قانون السلف وقولهم: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، حتى نَبَغَتِ -[يعني: ظهرت]- المعتزلةُ فقالت بخلق القرآن، وكانت تَسْتر ذلك، وكان القانون محفوظًا في زمن الرشيد» [مناقب أحمد لابن الجوزي 416].
وقال الذهبي رحمه الله:
«وكان الناس في هذه الأزمنة إما قائلًا بأنه كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق، وإما قائلًا بأنه كلام الله وتنزيله وأنه مخلوق، وذكروا في دليلهم: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف:3] قالوا: والمجعول لا يكون إلا مخلوقًا.
فولي المأمون ـ وكان متكلِّمًا، عُرِّبَتْ له كتب الأوائل فدعا الناس إلى القول بخلق القرآن، وتهدَّدهم وتخوَّفهم، فأجابه خلقٌ كثير رغبة ورهبة، وامتنعَ من إجابته مثلُ أبي مسهرٍ عالم دمشق، ونعيم بن حماد عالم مصر، والبويطي فقيه مصر، وعفان مُحَدِّث العراق، وأحمد بن حنبل الإمام، وطائفة سواهم، فَسَجَنَهَم، ثم لم يَنْشَبْ أَنْ مات بطَرَسُوس ودُفِنَ بها.
ثم استخلف بعده أخوه المعتصم، فامتحنَ الناسَ، ونهضَ بأعباء المحنةِ: قاضيه أحمدُ بن أبي دؤاد، وضربوا الإمام أحمد ضربًا مبرحًا فلم يُجبهم، وناظروه، وجَرَتْ أمورٌ صعبة» [كتاب: مختصر (العلو) للذهبي، صفحة 173].
ـ[عفيفي]ــــــــ[09 - 03 - 05, 06:43 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/370)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده و رسوله محمد و على آله و أصحابه والتابعين.
أما بعد فمن باب مذاكرة العلم مع الإخوة الفضلاء -جزاهم الله خيرًا- أقول:
هناك فرق بين (وجود بذرة البدعة) و (ظهور رؤوس المذهب البدعي الأولين) و (تنامي المذهب البدعي بجميع مسائله المبنيَّة على أصله).
فوجود بذور التجهم (الذي هو الخوض في صفات الله بالباطل و هو جيم الشؤم الكبرى) في وقت متقدم على ظهور رؤوس المعتزلة الأول لا يلزم منه أن رأسي التجهم الذين توليا كبره (أعني الجعد و الجهم) كانا قبل رأسي الاعتزال (الذي هو الخوض في مسائل الأسماء و الأحكام بالباطل) أعني واصلًا و عمرًا.
وظهور المعتزلة كمذهب مشهور قبل الجهمية كمذهب مشهور لا يلزم منه أنهم قالوا بخلق القرآن قبل الجهمية.
إذ المقرر عند المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية أن رؤوس المعتزلة سالفي الذكر ما كانوا على ما عليه متأخروهم في مسائل الصفات بل كان جل كلامهم في الفاسق الملي و مسائل القدر.
فالكلام عن الأصل البدعي المسمى بالوعيد سبق الكلام على ما تسميه المعتزلة بالتوحيد.
أما كون الجعد من أتباع عمرو بن عبيد فهذا لا يلزم منه أنه تلقى هذه المسألة عنه و إن كان متابعًا له في رد النقل القويم بالعقل السقيم كمنهج عام.
ثم بعد ذلك نأتي إلى تنامي مذهب المعتزلة و وراثتهم هذه البدعة عن الجهمية فأقول لا شك أن المعتزلة هم الذين ورثوا عن الجهمية في باب الصفات ولا عكس، ونظرًا لاستقرار هذا الأمر فيهم صاروا يسمون بالجهمية (أي في الصفات)،ويقال "الجهمية الذكور" في مقابل "الجهمية الإناث" وهم الأشاعرة وأضرابهم كما في كلام الهروي في كتابه العظيم (ذم الكلام وأهله).
اما عن الأسباب التي دعت المعتزلة إلى تبني هذه المسألة فلعل أحدها ما أشار إليه شيخ الإسلام من كونهم التزموها في مقام الجدل و قطع حجة الخصم في مناظرتهم مع النصارى.
قال الإمام ابن القيم في الكافية الشافية بعد تقسيم سبق لكلام الناس في القرآن ومن قال بخلقه:
هذي مقالة كلِّ جهميٍّ وهمْ ... فيها الشيوخ معلِّمو الصبيان
لكنَّ أهلَ الإعتزال قديمَهمْ ... لم يذهبوا ذا المذهبَ الشيطانيْ
وهمُ الألَى اعتزلوا عن الحسن الرضيْ الْـ *م* ـبصريِّ ذاك العالمُ الربانيْ
وكذاك أتباعٌ على منهاجهمْ ... من قبل جهم صاحبِ الحدثان
لكنما متأخروهم بعد ذا *م* لِكَ وافقوا جهمًا على الكفران
فهمُو بذا جهميةٌ أهلُ اعتزا *م* لٍ ثوبُهم أضحى له عَلَمان
فالخلاصة أن القول بهذه المسألة يهودي البذور جهمي التأصيل اعتزالي الاستقرار والانتشار و الصولة.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 05, 03:06 م]ـ
فالخلاصة أن القول بهذه المسألة يهودي البذور جهمي التأصيل اعتزالي الاستقرار والانتشار و الصولة.
الحمد لله وحده ...
أخي الحبيب الشيخ عفيفي، جزاك الله خيراً
وأهلا بك في (ملتقى أهل الحديث)، وحقيقةً، تعقيبك هذا نفيس، وبودي - أيها الشيخ - لو أفردت موضوعاً تؤصِّلُ فيه هذه المسألة الهامة.
وأخيراً أرجو رجاءً حاراً ألا تشغلك المشاغل عن نثر بعض ملحك هنا.
فإن ذلك مفيد لك قبل أن يكون مفيدا لنا.
والله يرعاك
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[11 - 03 - 05, 11:49 م]ـ
يقول د/ناصر العقل: (أول من أعلن بدعة القول بخلق القرآن الجعد ثم الجهم على الراجح،
ويقال إن أول من قال بخلق القرآن:غيلان الدمشقي المقتول سنة -105 - ،لكن لم تعلن هذه البدعة وتشتهر إلى حين قال بها وأعلنها الجعد بن درهم والجهم بن صفوان).
رسائل ودراسات في الأهواء والافتراق والبدع .. 1/ 255
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 03 - 05, 07:43 ص]ـ
الاخ الفاضل البدر المنير:
المعتزلة الاولى وهم غلاة القدرية وهم واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وأتباعهم لم يقولو بخلق القرآن بالتصريح.
ثم ظهر من بعدهم الجهم بن صفوان وهو أول من قال بخلق القرآن وأخذ هذا القول من الجعد بن درهم , ثم ظهرت الفترة الثانية من المعتزلة وبعضهم يسميهم المدرسة البغدادية وعلى رأسهم بشر بن المعتمر وكان من أهل البصرة وأحمد بن أبي دؤاد والبلخي.
وهؤلاء شهروا القول بخلق القرآن وأظهرو الشقاق وباطل الاعتقاد وأستطالوا بالخلافة والسلطان.
و بهذا يظهر ان الجهمية قد سبقوا المعتزلة بالقول بخلق القرآن ثم قالت به المعتزلة البغدادية , وعلى العموم المذهبين متشابهين في جل المسائل والخلف بينهم قليل في بعض المسائل مثل القدر وبعض فروع افعال الخالق والمسميات وغيرها.
ذكر الإمام الذهبي في " تاريخ الإسلام " [وفيات 121 ـ 140] (ص 68):
كان الناس في عافيةٍ وسلامةِ فِطرةٍ حتى نبغ جهمٌ فتكلم في الباري تعالى , وفي صفاته؛ بخلاف ما أتت به الرُّسل , وأُنزلت به الكتب , نسأل الله السلامة في الدِّين. اهـ.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 03 - 05, 03:21 م]ـ
ذكر الإمام الذهبي في " تاريخ الإسلام " [وفيات 121 ـ 140] (ص 68):
كان الناس في عافيةٍ وسلامةِ فِطرةٍ حتى نبغ جهمٌ فتكلم في الباري تعالى , وفي صفاته؛ بخلاف ما أتت به الرُّسل , وأُنزلت به الكتب , نسأل الله السلامة في الدِّين. اهـ.
وقال رحمه الله تعالى في " جزء في التمسك بالسنن " (ص 27 / تحقيق عزون):
ثم وُجدت بدعةُ الجهمية والكلام في الله؛ فأنكروا الكلام والمحبة , وأن يكون كلَّمَ موسى , أو اتَّخذَ إبراهيمَ خليلاً , أو أنه على العرش استوى , وذلك مخالف للنصوص , فنشأ من شبّه الباري , وجعل صفاته كصفاتنا , فخالفوا الكتاب والسنة. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/371)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[15 - 03 - 05, 06:48 م]ـ
لعل عدم شهرة المعتزلة يعود الى طبيعة فكرهم وانطوائهم وكما ذكر الاخوة فان الجعد ابن درهم قبل جهم وانما عرف الكلام عن جهم لاثره في نشرفكره.ولم يقل الجعدية.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[15 - 03 - 05, 07:12 م]ـ
في بداية المائة الثانية واواخر عصر التابعين بدأ الكلام في صفات الله تعالى، فأظهر الجعد بن درهم القول بنفي صفات الله تعالى، ونفي رؤيته وكلامه، ... وقد قتل الجعد سنة 124 هـ وكان اول من قال ان القرآن مخلوق وعنه اخذ الجهم بن صفوان مقالته ونشرها و حتى صارت تعرف باسمه ويقال جهمي لمن ينفي صفات الله ورؤيته وكلامه ويزعم ان القران مخلوق ... فقتل الجهم بن صفوان سنة 128 هـ الذي اظهر بدعته بترمذ وكان ايضا جبريا مرجئا منكرا للجنة والنار ولكن اراءه تلقاها طوائف من الناس وحصل بسببها شر عظيم وفتنه كبيره ...
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 03 - 05, 07:24 م]ـ
- للفائدة ... فلا يلزم من كون القول الباطل منسوباً إلى شخصٍ ما أن يكون هو أول قائلٍ به، إذ العبرة بمن نصره وأشاعه.
لذا يقولون عن كثير من تفرُّدات ابن حزم وهو قول ابن حزم، وقد يكون له سلف سبقه لذاك القول الشاذ.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[15 - 03 - 05, 07:46 م]ـ
- للفائدة ... فلا يلزم من كون القول الباطل منسوباً إلى شخصٍ ما أن يكون هو أول قائلٍ به، إذ العبرة بمن نصره وأشاعه.
لذا يقولون عن كثير من تفرُّدات ابن حزم وهو قول ابن حزم، وقد يكون له سلف سبقه لذاك القول الشاذ.
بارك الله فيك شيخنا السمرقندي , وهو كما ذكرت حفظك الله , فمعرفة أول من قال بهذا الباطل ليس فيه كبير علم , أو فائدة تجنى , ويكفينا ماتفضلتم بذكره عند قولكم (إذ العبرة بمن نصره وأشاعه).
قال أبوبكر بن أبي داود في " قصيدته ":
وقل غيرُ مخلوقٍ كلامُ مليكنا - بذلك دان الأتقياءُ وأفصحوا
ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلاً - كما قال أتباعٌ لجَهْمٍ وأسجحوا
ولا تقل القرآن خَلْقٌ قُرانهُ - فإنَّ كلامَ الله باللفظ يُوضَح
كتبه محبكم / خالد الأنصاري.
(29/372)
احتاج من ينقل لي قول عمدة القاري للعيني
ـ[عثمان]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
احتاج يا إخواني لمن عنده كتاب عمدة القاري شرح حديث البخاري للعلامة العيني يكتب لي ماذا قال في شرح حديث علي بن ابي طالب في كتاب العلم باب 49 باب من خص بالعلم قوما دون غيرهم كراهية أن لا يفهموا رقم الحديث 127.
وهو قال علي: حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون ان يكذب الله ورسوله.
قال البخاري في صحيحه حدثنا عبيدالله بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي بذلك.
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 04:48 م]ـ
عليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته
هذا عمدة القاري كاملا بين يديك حمِّله إلى جهازك وابحث فيه عمَّا تريد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13665&highlight=%C7%E1%DA%ED%E4%ED)
ـ[عثمان]ــــــــ[27 - 03 - 04, 02:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا اخينا.
ولكنني لم استطع الوصول للملف حيث انه لا يفتح عندي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 03 - 04, 09:17 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------------------------------------------------
عمدة القاري ج:2 ص:204
(باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا)
أي هذا باب في بيان من خص وكلمة من موصولة وقوله دون قوم بمعنى غير قوم قوله كراهية بالنصب على التعليل مضاف إلى قوله أن لا يفهموا وأن مصدرية والتقدير لأجل كراهية عدم فهم القوم الذين هم غير القوم الذين خصهم بالعلم والكراهية بتخفيف الياء مصدر الكراهة من كره الشيء يكرهه كراهة وكراهية وجه المناسبة بين البابين من حيث أن في الباب الأول ترك بعض المختار مخافة قصور فهم بعض الناس وههنا أيضا ترك بعض الناس من التخصيص بالعلم لقصور فهمهم والترجمتان متقاربتان غير أن الأولى في الأفعال وهذه في الأقوال
(وقال علي حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله)
أي علي بن أبي طالب رضي الله عنه كذا وقع هذا الأثر مبتدأ به بصورة التعليق في أصل الهروي والدمياطي ثم عقب بالإسناد وسقط كله في رواية أبي ذر عن الكشميهني قوله حدثوا بصيغة الأمر أي كلموا الناس بما يعرفون أي بما يفهمون والمراد كلموهم على قدر عقولهم وفي كتاب العلم لآدم بن أبي إياس عن عبد الله بن داود عن معروف في آخره
ودعوا ما ينكرون أي ما يشتبه عليهم فهمه وفيه دليل على أن المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة ومثله قوله ابن مسعود رضي الله عنه ذكره مسلم في مقدمة كتابه بسند صحيح قال ما أنت بمحدث قوما حديثا لا يبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة قوله أتحبون الهمزة للاستفهام وتحبون بالخطاب قوله أن يكذب بصيغة المجهول وذلك لأن الشخص إذا سمع ما لا يفهمه وما لا يتصور إمكانه يعتقد استحالته جهلا فلا يصدق وجوده فإذا أسند إلى الله ورسوله يلزم تكذيبهما
حدثنا عبيد الله بن موسى عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي بذلك
أي حدثنا بالأثر المذكور عن علي عبيد الله بن موسى بن باذام عن معروف بن خربوذ بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء وضم الباء الموحدة وفي آخره ذال معجمة وقد روى بعضهم بضم الخاء المكي مولى قريش قال يحيى بن معين ضعيف وقال أبو حاتم يكتب حديثه وليس له في البخاري سواه وأخرج له مسلم حديثا في الحج وروى له أبو داود وابن ماجه وهو يروي عن أبي الطفيل بضم الطاء وفتح الفاء عامر بن واثلة وقيل عمرو بن واثلة بالثاء المثلثة ابن عبد الله بن عمرو بن جحش بن جرير بن سعد بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي ولد عام أحد كان يسكن الكوفة ثم انتقل إلى مكة وعن سعيد الجريري عن أبي الطفيل قال لا يحدثك أحد اليوم على وجه الأرض أنه رأى النبي عليه الصلاة والسلام غيري وكان من أصحاب علي المحبين له وشهد معه مشاهده كلها وكان ثقة ثقة مأمونا يعترف بفضل أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وروى له عن رسول الله عليه الصلاة والسلام تسعة أحاديث وهو آخر من مات من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام على الإطلاق أخرج له البخاري هذا الأثر خاصة عن علي رضي الله عنه وأخرج له مسلم في الحج وصفة النبي عليه الصلاة والسلام وعن معاذ وعمر وابن عباس وحذيفة وغيرهم سكن الكوفة ثم أقام بمكة إلى أن مات بها سنة عشر ومائة وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجه وقال ابن عبد البر في كتاب الكنى له كان من كبار التابعين وكان صاحب بلاغة وبيان شاعرا محسنا ثقة فاضلا بليغا عاقلا إلا أنه كان فيه تشيع وذكر ابن دريد في كتاب الاشتقاق الكبير عن عكراش بن ذؤيب قال لقي النبي وله حديث وشهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها فقال الأحنف كأنكم به وقد أتي به قتيلا وبه جراحة لا تفارقه حتى يموت فضرب يومئذ ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة وأثر الضربة به فعلى هذا تكون وفاته بعد سنة خمس وثلاثين ومائة
ووقع في بعض النسخ حدثنا عبد الله هو ابن موسى عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن علي رضي الله عنه بذلك أي بالأثر المذكور وهذا الإسناد من عوالي البخاري لأنه ملحق بالثلاثيات من حيث أن الراوي الثالث منه صحابي وهو أبو الطفيل المذكور وعلى قول من يقول أنه تابعي ليس منها وقال الكرماني فإن قلت لم أخر الإسناد عن ذكر المتن قلت إما للفرق بين طريقة إسناد الحديث وإسناد الأثر وإما لأن المراد ذكر المتن داخلا تحت ترجمة الباب وأما لضعف في الإسناد بسبب ابن خربوذ وإما للتفنن وبيان جواز الأمرين بلا تفاوت في المقصود ولهذا وقع في بعض النسخ مقدما على المتن قلت وإما لأنه لم يظفر بالإسناد إلا بعد وضع الأثر معلقا وهذا أقرب من كل ما ذكره وأبعده جوابه الأول لعدم اطراده والأبعد من الكل جوابه الأخير على ما لا يخفى
(29/373)
سورة الليل وتفسيرها ...
ـ[عثمان]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما هو أفضل تفسير لسورة الليل من حيث ان يتكلم عن أسرار هذه السورة ومعانيها والايمانيات التي فيها؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا.
(29/374)
هل للمنافقون رواية؟؟؟!!!
ـ[عثمان]ــــــــ[23 - 03 - 04, 04:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني من من منكم من يجيب على سؤالي هذا:
تعريف الصحابي هو: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة حيا في الدنيا بعد بعثته مؤمنا به مميزا ولو لم يبلغ ومات على الاسلام ولو تخللت ردة في الاصح.
وعدالة الصحابه لا شك فيها.
ولكن سؤالي هو: بالنسبة لنا نحن لا نعرف كل المنافقون في زمن النبي عليه الصلاة والسلام وبناء على التعريف الصحابه أنه يحتمل اننا نأخذ رواية حديث من منافق. فهل يجرأ أحد المنافقين اللذين لقوا النبي علية الصلاة والسلام ان يروي حديثا كذبا عن النبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاته؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا ........
ـ[عبدالله الحسني]ــــــــ[23 - 03 - 04, 05:34 م]ـ
لا يوجد للمنافقين رواية لحديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ألبته.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[25 - 03 - 04, 02:03 ص]ـ
يستحيل عقلا وشرعا
ان يبقى هذا الدين قرنا بعد قرن منذ وفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفيه رواية يتعبد الناس بها وهي من وضع منافق مات على نفاقه
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:49 ص]ـ
هذا يتعارض مع حفظ الله لدينه
وقد فضح الله المنافقين بذكر صفاتهم كما في السور: النساء، التوبة، المنافقون، فهل من كان على تلك الصفات أو بعضها سيكون له وجود وذكر بين علماء وأئمة الدين من الصحابة؟!
(29/375)
أرجو مساعدتي باختيار موضوع للماجستير
ـ[القناص]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:07 م]ـ
أخوتي الأفاضل،،
أرجو من الجميع اتحافي ببعض الموضوعات الجيدة أو المسائل النيرة في الفقه وأصوله، ليتسنى لي الاختيار منها ما يناسبني، وذلك لنيل رسالة الماجستير، حيث أني لم أختر بعد موضوع الرسالة، وقد عرض علي موضوعان: الأول: (ترجيحات الشوكاني الفقهية في نيل الأوطار). والثاني: (أحكام الحيوان). واطلب رأيكم بهما.
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 08:40 م]ـ
من المواضيع الجيدة والتي لا بد أن تُفعل حتى نري الرافضة حبنا لآل البيت هو موضوع (حقوق آل البيت في الكتاب والسنة) تتناول في هذا المبحث (من هم آل البيت؟) وفضائلهم الصحيحة والضعيفة منها، ثم (حق الخمس) والفرق بين الخمس عند اهل السنة والزيدية والرافضة مثلاً.
وموضوع (حرمة الصدقة على آل البيت) هذا تفريع آخر، وهكذا.
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 09:10 م]ـ
لعل يا أخي الكريم من الموضوعات التي يمكن أن تبحث في أصول الفقه بالذات ما يلي:
1: دليل الوقوع وأثره في التقعيد الأصولي
2: عرف الاستعمال اللغوي
3: أثر المنطق في أصول الفقه
4: مسائل تحرير محل النزاع من خلال مسودة آل تيمية
6: قوادح القياس وأثرها في تقرير المسألة الأصولية
7: الجدل عند الامام الجويني من خلال الكافية له
8: المسائل الأصولية في آثار الصحابة من خلال مصنف عبدالرزاق
أسأل الله عز وجل أن ينفع بها
ـ[العيدان]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:18 م]ـ
بسم الله
بالنسبة لأراء الشوكاني
فقد اطلعت على رسالة في المعهد العالي للقضاء في ترجيحات الشوكاني من خلال النيل والسيل الجرار
ـ[اليونيني]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:19 م]ـ
أخي الفاضل أما موضوع أحكام الحيوان فهذا مبحوث في المعهد العالي للقضاء
والله يحفظك
ـ[القناص]ــــــــ[27 - 03 - 04, 05:50 م]ـ
إخوتي الكرام بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء
أرجو من حضراتكم اتحافي بموضوعات أكثر في الفقه والأصول
كما أستفسر من أخي الكريم /العيدان هل يستطيع أن يرسل إلي بخطة البحث الذي في ترجيحات الشوكاني؟ وهل يعرف أن هذا الموضوع بحث في مصر أم لا؟
كما أستفسر من أخي الكريم/أبوعلي بن علي هل يستطيع أن يقترح علي بعض الخطط لما يستطيع من البحوث التي اقترحها؟ وهل سبق إلى علمه عن هذه الموضوعات أنها بحثت في مصر أوغيرها أم لا؟
وجزى الله من أفادنا منكم ومن لم يشاركنا عنا وعن المسلمين خير الجزاء
ـ[مصطفى حسنين]ــــــــ[30 - 03 - 04, 02:47 ص]ـ
أخي الحبيب:
أحب أقترح عليك بعض الموضوعات لعلها تفتح لك الطريق بإذن الله تعالى، وهي:
(1) أصول المذهب الحنفي بين النظرية والتطبيق.
(2) تطور المصطلحات الفقهية وأثره في اختلاف الفقهاء.
(3) حكمة التشريع الإسلامي وأثر مراعاتها في استنباط الأحكام.
(4) مناهج الاستدلال بين المناطقة والأصوليين.
(5) دور القواعد الفقهية في نظم النظريات الفقهية.
أسأل الله أن ينفعك بها
أبو أسلم العدوي
ـ[القناص]ــــــــ[30 - 03 - 04, 06:52 ص]ـ
أخي الحبيب/ أبو أسلم العدوي
بارك الله فيكم على هذه المقترحات الطيبة المباركة
وجزاكم الله خيرا على هذا الاهتمام
إنني أعرف مدى انشغالكم بطلب العلم ومدىنفاسة الوقت عندكم
فإنني أستسمحكم أن أقتطع من وقتكم بعض السويعات
كي أفاد من حضرتكم الموقرة في توجيهي للعناصر الرئيسية التي يبنى عليها كل من الموضوعات المقترحة وجزاكم الله خيرا
كما أريد أن أستفسر عن عدم رد أخينا الكريم /العيدان وكذا الأخ المبارك/ أبو علي
إنني أريد الاستئناس بآرائهم المباركة فيما اقترحوه
أخوكم /القناص
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[30 - 03 - 04, 09:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عذرا أخي الكريم فلم أدخل الا الآن
أما بالنسبة لما طلبت
فمثلا دليل الوقوع
كثيرا ما نسمع او نقرأ والوقوع دليل الجواز
فبحث هذا الأمر حسب نظري يكون بأمور
الأول ذكر المسألة التي وقع فيها هذا الأمر
الثاني دراسة هذه الواقعة من حيث الصحة والضعف
فإن صحت فدراستها من حيث دلالتها على المطلوب
بعد ذلك إن كان هناك اعتراض عليه فيدرس ذلك الاعتراض ووجهه
بالنسبة للجمع الأولي لمادة هذا البحث فمن ايسر الكتب في ذلك كتاب الشيخ النملة المهذب في علم أصول الفقه المقارن
وكما تلاحظ بارك الله فيك أن دليل الوقوع دليل نقلي
أسأل الله لك التوفيق
وهذا
لم يطرق في جامعات السعودية حسب علمي
والآن قد ضاق الوقت وسأكمل بإذن الله في وقت لاحق
ـ[الخالدي]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
يا أخي الحبيب أطرح على استحياء رئيي المخبون في هذا الموضوع
فلك غنمه وعلى مبديه غرمه ومادامت متخصصاً في الفقه وأصوله فالمقترح اختيار موضوع يشمل كلا العلمين الفقه والأصول ومن أهم المواضيع في نظري باب الاجتهاد على أصول السلف لا على طريقة المتكلمين أو الرافضة وذلك بإحياء مذاهب السلف.
لذا فأقترح أن يكون الموضوع أصول مذهب أحد من السلف غير الأئمة الأربعة كالأوزاعي أو سفيان الثوري وذلك باستقراء آرائهم الفقهية من كتب الفقه المقارن كالمغني والمحلى ومن كتب الحديث كجامع الترمذي وسنن أبي داود والبيهقي والمصنفات فقد أكثروا من النقل لآراء السلف وجميع ماتقف عليه من تراجم لهم فقد يذكر في سيرهم ما يدل على طريقة استنباطهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/376)
ـ[القناص]ــــــــ[01 - 04 - 04, 01:27 ص]ـ
أخي الحبيب الخالدي
سلمكم الله لنا وبارك الله فيكم على هذا الاقتراح المبارك
فنعم ما أشرتم به علينا
لكن /أخي الحبيب يا قرة العين ويا نور القلب
أسأل فضيلتكم: هل طرق هذا الموضوع من قبل أم لا؟
زدني بالله عليكم من نصائحكم المباركةفي هذا الموضوع
كما أرجو من باقي الأخوة المباركين منحنا نصائحهم الطيبة
فإن موعد تسجيلي للماجستير أزف فأرجو نصائحهم وجزى الله الجميع خيرا
ـ[حمد آل عقيل]ــــــــ[01 - 04 - 04, 01:38 ص]ـ
اقتطفت لك من كناشتي الخاصة موضوعان صالحان للبحث إن شاء الله:
1 - الفكر الأصولي عند الإمام الشوكاني وأثره في الفروع الفقهية.
2 - آراء الأشاعرة الأصولية، دراسة وتقويم.
وفقك الله
ـ[القناص]ــــــــ[01 - 04 - 04, 06:29 ص]ـ
أخي الحبيب /حمد آل عقيل
جزاكم الله عنا خير الجزاء
أرجو توضيح النقاط الرئيسية التي يعتمد عليه كل من الموضوعين
فإنا قد بلغ بنا الشوق ذروته لآرائكم النيرة
أخوكم القناص
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[01 - 04 - 04, 09:24 ص]ـ
الذي أرى أنك تسأل المرشد الذي عين لك
فإنه أدرى بذلك، ثم لا تنس أنك أنت الذي يستطيع تحديد الموضوع
و ذلك من خلال ما جمعته من المشايخ أثناء دراستك.
و أسأل الله لك التوفيق
ـ[القناص]ــــــــ[01 - 04 - 04, 06:18 م]ـ
أخي الحبيب /الداعية إلى الخير
نصحكم لاقى في قلبي أكبر ترحيب
ولكن أخي الحبيب في بلدنا الأستاذ الدكتور المشرف لادخل له في هذه الأمور وإنما العبء كله على عاتق الطالب
ودخولي لمنتداكم المكرم لأجل أن أستفيد من نصحكم المبارك فأنتم نعم طلاب العلم الذين يسيرون على منهج السلف الصالح
فما أتمناه ياأخي الكريم أن من يقوم بتقديم الاقتراح أسأله محترما له ومقدرا له قمة التقدير على تقديمه النصح الرشيد أن يقوم مشكورا بعرض الخطوط الرئيسية التي ينبني عليها ما يطرحه من موضوعات
واعذرني أخي الكريم لكثرة أسئلتي واستفساراتي
فأنا مادخلت منتداكم هذا إلا متعلما وطالبا للنصح والإستفادة والاغتنام للوقت في الاستفادة من تلكم النخبة المشرفة على هذا الموقع الكريم
وأستبيحكم عذرا أخي الكريم مرة أخرى فمن استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه وجزاكم الله خيرا القناص
ـ[القناص]ــــــــ[05 - 04 - 04, 06:47 ص]ـ
إخوتي الكرام
لماذا تركتم نصائحي
ـ[الطالب النجيب]ــــــــ[05 - 04 - 04, 01:55 م]ـ
هناك موضوعان من وجهة نظري انهما جيدان
الأول:تخريخ الفروع على الأصول وذلك بأن تأتي إلى كتاب فقهي أو حديثي وصاحبه له مؤلف في أصول الفقه فتخرج الفروع من هذه الكتب على أصوله ..
الثاني: التطبيقات الفقهية، وذلك بأن تأتي إلى كتاب فقهي أو حديثي أيضاً وصاحبه ليس له مؤلف في أصول الفقه فتستخرج القواعد الأصولية وثدرسها ..
ومن ميزة هذان الموضوعان أن فيهما جمع بين الأصول والفقه ..
والله أعلم ..
ـ[القناص]ــــــــ[05 - 04 - 04, 05:18 م]ـ
أخي الحبيب أيها الطالب النجيب
هل ينفع كتاب نيل الأوطار للعلامة الشوكاني
ليكون محل البحث في موضوع تخريج الفروع على الأصول
أرجو أن تخبرني عن مدى صحة هذا الموضوع وساعدني في اقتراح العناصر الرئيسة للموضوع
(29/377)
سؤال عن شرح محيي الدين عبد الحميد على القطر
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[23 - 03 - 04, 07:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد،،
فقد كلفني أحدهم أن أسأل عن شرح الشيخ / محمد محيي الدين عبد الحميد على قطر الندى
كيف يجده
و ما أفضل نسخه
علما بأنه في مصر
و جزاكم الله تعالى خير الجزاء
ـ[ولدقحطان]ــــــــ[24 - 03 - 04, 07:28 ص]ـ
أخ محمد حفظه الله
تسأل عن شرحه للقطر أم عن حاشيته على شرح القطر المسماة سبيل الهدى بتحقيق شرح قطر الندى؟
فإن الثاني متداول وأحسن طبعاته طبعة المكتبة العصرية في بيروت.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[24 - 03 - 04, 07:49 ص]ـ
هل هما واحد؟
أم أن أحدهما غير الآخر؟
أظن الأول
نعم أخي ... جزاك الله خيرا ... تذكرت بلافعل أن أحدهم أخبرني به و نصحني بشرائه من المكتبة العصرية
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[24 - 03 - 04, 08:01 ص]ـ
لعل الطبعة القديمة لدار إحياء التراث العربي -بيروت -لبنان
أفضل من طبعة المكتبة العصرية
لأن طبعة المكتبة العصرية قد حذف منها بعض الحواشي للشيخ العلاّمة محمد محي الدين عبدالحميد رحمه الله.
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[24 - 03 - 04, 03:50 م]ـ
ومن اوسع الحواشي على القطر حاشية يا سين على شرح الفاكهي على القطر وهي في مجلد ضخم في جزئين.
(29/378)
هل الخسوف الثلاث سبب من الأسباب في زوال (الحضارة المعاصرة)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 08:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات". فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج. وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم ".
صحيح مسلم المسند الصحيح 2901
هل يصح القول
بأن من أسباب زوال ما يسمى بـ (الحضارة المعاصرة)
الخسوفات الثلاث
على أن تفسر هذه الخسوفات
باختفاء وتجلجل مدن أو قرى بمصانعها وخبرائها
حيث أن معظم المصانع و الصناعات الكبار
هي في المشرق والمغرب
وهي قائمة في معظمها على مادة (النفط)
ثم هل نستطيع أن نربط بين وفرة هذه المادة في جزيرة العرب
وبين الخسف الثالث ... ؟
فنقول حينئذٍ إن هذه الآلآت
التي أصبحت حياتها قائمة على هذه المادة
قد تعطلت منافعها تماماً
فيعود الناس إلى الخيول والجمال والبغال والسيوف والرماح
وتزدهر الصناعات اليدوية .. ؟
أرشدونا إلى الأصوب جزاكم الله خيراً
ـ[ asad11] ــــــــ[24 - 03 - 04, 08:50 ص]ـ
الأولى أخي الحبيب أن نترك التعرض لتفسير هذه الأشراط لأن كيفيتها غيب بالنسبة لنا الآن، ولم يرد في كتاب الله عز وجل ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أنها " ثلاثة خسوف "، فلماذا نرجم بالغيب ونتخرص فنقول: ربما أنها كذا، وربما أنها كذا. فقد تكون وقد لا تكون، ظنون ليس فيها من العلم شيء، ومن حسن إسلام المرء اشتغاله بما يعنيه، واهتمامه بما ينفعه، وترك الخوض في أمور أقل أحوالها أن الله عز وجل لم يأمره بالخوض فيها، ولن يسأله عن العلم بها.
ودمتم بطاعة الله محفوظين.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 05:48 م]ـ
نعم صدقت أخي الفاضل / asad11
وهي نصيحة في محلها جزاك الله خيراً
.............
آمل من الشيخ المشرف-حفظه الله-
حذف هذا الموضوع إن رأى ذلك،
أوبسط كلام أهل العلم النافع في هذا الباب
ـ[المستفيد7]ــــــــ[24 - 03 - 04, 08:02 م]ـ
في رسالة الضوابط الشرعية لموقف المسلم في الفتن للشيخ صالح ال الشيخ وفقه الله:
* وآخر تلك الضوابط والقواعد:
أن لا تطبق - أيها المسلم – أحاديث الفتن على الواقع الذي تعيش فيه؛ فإنه يحلو للناس عند ظهور الفتن مراجعة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن , ويكثر في مجالسهم: قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا؛ هذا وقتها , هذه هي الفتن! ونحو ذلك.
والسلف علَّمونا أن أحاديث الفتن لا تنزَّل على واقع حاضر , وإنما يظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم بما أخبر به من حدوث الفتن بعد حدوثها وانقضائها , مع الحذر من الفتن جميعاً.
فمثلاً: بعضهم فسر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الفتنة في آخر الزمان تكون من تحت رجل من أهل بيتي؛ بأنه فلان ابن فلان , أو أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: حتى يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع؛ بأن المقصود به فلان ابن فلان , أو أن قال النبي صلى الله عليه وسلم: يكون بينكم وبين الروم صلح آمن ... إلى آخر الحديث وما يحصل بعد ذلك؛ أنه في هذا الوقت.
وهذا التطبيق لأحاديث الفتن على الواقع , وبث ذلك في المسلمين , ليس من منهج أهل السنة والجماعة.
وإنما أهل السنة والجماعة يذكرون الفتن وأحاديث الفتن؛ محذِّرين منها, مباعدين للمسلمين عن غشيانها أو عن القرب منها؛ لأجل أن لا يحصل بالمسلمين فتنة , ولأجل أن يعتقدوا صحة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.اهـ.
وتجد الرسالة علىهذا الرابط:
http://www.saaid.net/Minute/m61.htm
(29/379)
أشهد أن محمد رسول الله
ـ[فارس الحجاز]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:00 م]ـ
هل ورد في الأذان بعد قول [أشهد أن محمد رسول الله] ذكر أو دعاء؟
ـ[نواف البكري]ــــــــ[24 - 03 - 04, 03:07 ص]ـ
الذكر المشهور: (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيا).
هذا هو ظاهر الحديث.
وتفطن: أنك لم تنصب (محمد) وهذا خطأ.
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[24 - 03 - 04, 03:57 ص]ـ
بسم الله
هو ذكر يتوسل به الى الدعاء
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 - 03 - 04, 06:44 ص]ـ
نعم، يقول مثل ما يقول المؤذن
أشهد أن محمدا رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 07:25 ص]ـ
الذكر المشهور: (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيا).
الأرجح أن هذه تقال بعد انتهاء الأذان، والله تعالى أعلم.
ـ[فارس الحجاز]ــــــــ[24 - 03 - 04, 02:37 م]ـ
شكراً يا أخي نواف على هذا التصويب وجزى الله من أفادني خير الجزاء.
(29/380)
هل هناك احاديث تدل على ان الاجتماع من اهل الميت لاستقبال المعزين بدعه؟
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:27 م]ـ
السلام عليكم
هل هناك احاديث تدل على ان الاجتماع من اهل الميت لاستقبال المعزين بدعه؟
وماهي اقوال العلماء في ذلك؟
جزاكم الله خير
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:54 م]ـ
قال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه:
" كنا نرى الاجتماع لأهل الميت، وصنعة الطعام من النياحة ".
رواه أحمد في " مسنده "، وابن ماجه في " سننه "، وإسناده صحيح، وصححه النووي، وابن كثير، والشيخ ناصر الدين الألباني.
ـ[الظافر]ــــــــ[25 - 03 - 04, 09:30 ص]ـ
أخي أبو المنهال أين صححه ابن كثير جزاك الله خيرا.
ـ[الظافر]ــــــــ[25 - 03 - 04, 09:35 ص]ـ
دراسة أثر جرير بن عبد الله:-
هذا الأثر ورد عن الإمام أحمد وابن ماجه:
فأما رواية الإمام أحمد فرواها الإمام أحمد من طريق نصر بن باب ()، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبدالله البجلي? ().
فسند هذا الأثر رواته ثقات، ما عدى نصر بن باب الخرساني، وهو كذاب.
قال عنه الإمام البخاري: يرمونه بالكذب ().
وقال عنه ابن معين: ليس حديثه بشيء (4).
وقال عنه علي بن المديني: رميتُ حديثه (4).
وقال عنه أبو حاتم الرازي: متروك الحديث (4).
وقال عنه أبو خيثمة وهب بن حرب: كذاب (4).
فهذا السند (سند موضوع) لأن فيه نصر بن باب الخرساني.
ب- قال الإمام أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني (): حدثنا محمد بن يحيى () قال: حدثنا سعيد بن منصور (). حدثنا هُشيم ح، وحدثنا شجاع بن مخلد أبو الفضل () قال: حدثنا هُشيم، عن إسمعيل بن أبي خالد ()، عن قيس بن أبي حازم ()، عن جرير بن عبدالله البجلي ? قال: (كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة).
فرواية ابن ماجه جاءت من طريقين ومدار الحديث على هُشيم بن بشير، وبعد تتبع جميع الرواة في السندين وجدت أنهم كلهم محتج بحديثهم فهم من الثقات الأثبات، ولأن مدار الأثر في السندين على هُشيم بن بشير، فقد أفردته هنا بالتحرير حتى نخلص للحكم على إسناد هذا الأثر.
فهُشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السُلمي، أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي.
روى الحديث عن أبيه، وخاله القاسم بن مهرن، وعبد الملك بن عمير، ويعلى بن عطاء، وعبدالعزيز بن صهيب، وسليمان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس وغيرهم كثير.
وروى عنه مالك بن أنس، وشعبة، والثوري، وابن المبارك ووكيع، ويزيد بن هارون وغيرهم.
ثناء العلماء على هُشيم:
قال حماد بن زيد: ما رأيت أنبل في المحدثين من هُشيم ().
وقال عبدالرحمن بن مهدي: كان هُشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري ().
وقد سئل أبو زرعة عن هُشيم، وجرير فقال: هُشيم أحفظ ().
قال الخليلي: حافظ متقن تغير بآخر موته ().
وذكره ابن حبان في الثقات ().
ما قاله العلماء عن تدليس هُشيم:
وقال العجلي: هُشيم واسطي ثقة، وكان يدلس ().
وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً يدلس كثيراً ().
وقال ابن حبان: كان مدلساً ().
وقال أبو داود قيل ليحي بن معين في تساهل هُشيم فقال: ما أدراه ما يخرج من رأسه ().
وقال الذهبي: إمام ثقة مدلِّس ().
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: ثقة ثبت كثير التدليس، والإرسال الخفي ().
خلاصة القول في هُشيم بن بشير ـ رحمه الله تعالى:ـ
خلاصة القول فيه ما قاله عنه الإمام الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ قال: (لا نزاع في أنه كان من الحفاظ الثقات، إلا أنه كثير التدليس فقد روى عن جماعة لم يسمع منهم) ().
قلت: إذن رواية هُشيم ـ رحمه الله تعالى ـ إذا صرح فيها بالسماع قبلت روايته، وإذا لم يصرح بالسماع وعنعن فإننا لا نقبل روايته إلا إذا توبع، وهنا لم يتابع، وعنعن.
الحكم على هذا السند:
السند هنا لا يُحكم بصحته لوجود علة التدليس من هُشيم، ولأن هُشيم لم يصرح بالتحديث في شيء من طرق الحديث إذن هذه علة في السند ـ والله تعالى أعلم ـ.
كلام العلماء على أثر جرير بن عبدالله البجلي ?:
الذي صحح هذا الخبر من العلماء:
صححه النووي (ت676هـ) في المجموع ().
وقال البوصيري (ت840هـ) في مصباح الزجاجة: إسناده صحيح رجال الطريق الأول على شرط البخاري، والثاني على شرط مسلم ().
وصححه الألباني في أحكام الجنائز ()، وفي صحيح ابن ماجه ().
الذي أعلَّ هذا الخبر من العلماء:
أعله الإمام أحمد، ونفه أصلاً كما في سؤالات أبي داود:
قال أبو داود: ذكرت لأحمد حديث هُشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير ?: كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت، وصنيعة الطعام من أمر الجاهلية، قال: زعموا أنه سمعه من شريك، قال أحمد: ولا أرى لهذا الحديث أصلاً ().
وسئل الدارقطني عن حديث قيس عن جرير?: (كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت، وصنع الطعام من النياحة)، فقال: يرويه هُشيم بن بشير واختلف عنه فرواه سريج بن يونس والحسن بن عرفة عن هُشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير، ورواه خالد بن القاسم المدائني، قيل ثقة، قال لا أضمن لك هذا، خرجوه عن هُشيم عن شريك عن إسماعيل، ورواه أيضا عباد بن العوام عن إسماعيل كذلك) ().
وأما تصحيح الأئمة كالنووي، والبوصيري، والألباني ـ رحمهم الله تعالى أجمعين ـ، فإن تصحيحهم مرجوح لأمرين هما:
1 - أن الإمام أحمد بن حنبل (ت241هـ)، وأبي الحسن علي بن عمر الدراقطني (ت 385هـ) أقرب إلى معرفة هُشيم ممن بعدهما، وأعلم بروايته ومسموعاته ومرسلاته من غيرهما، فإنهما متقدمان على من جاء بعدهما ممن صحح هذا الأثر.
2 - ولأن هذين الإمامين قد أعلَّا هذا الأثر بعينه مما يدل على علمهما ودرايتهما به، وبروايته.
ويعتذر لهؤلاء الأئمة بان كلام الإمام أحمد والدارقطني في أثر جرير? لم يبلغهم، ولو بلغهم لأخذوا به حتماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/381)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 12:33 ص]ـ
تصحيح ابن كثير في " إرشاد الفقيه "، أخي الفاضل.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 12:34 ص]ـ
عن جرير بن عبدالله:
" كنا نرى الاجتماع لأهل الميت، وصنعة الطعام من النياحة ".
أخرجه ابن ماجه في " سننه " (1/ 514 / 1612)، وابن منيع في " مسنده " - كما في " مصباح الزجاجة (2/ 53) -، ومن طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " (2/ 307 / 2279).
عن هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، مثله.
هذا الإسناد رجاله ثقات، ولكن هشيم مدلس، ولم يصرح بالسماع، ولكنه توبع، فقد تابعه عباد بن عوام، عن إسماعيل، به.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (2/ 307 / 2278).
وإسناده صحيح.
وتابعهما نصر بن باب، عن إسماعيل، به.
أخرجه أحمد في " مسنده " (3/ 204).
ولكنها متابعة لا أثر لها؛ نصر هذا، قال ابن معين: " ليس حديثه بشيء "، وقال البخاري: " يرمونه بالكذب "، وتركه أبوحاتم، والنسائي.
وأخرج ابن أبي شيبة في " مصنفه " (2/ 487 / 11349).
قال: حدثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة، قال: قدم جرير على عمر، فقال: هل يناح قِبلكم على الميت؟ قال: لا. قال: فهل تجتمع النساء عندكم على الميت، ويطعم الطعام؟ قال: نعم. فقال: تلك النياحة.
قلت: وهذا الإسناد صحيح.
ـ[الظافر]ــــــــ[26 - 03 - 04, 01:28 ص]ـ
أخي الفاضل: كيف تقول إسناده صحيح، ولم يخلو اسناد من الأسانيد التي ذكرتها إلا وفيه مقال.
فطريقا ابن ماجه ضعيفان لتدليس هشيم بن بشير، وأما متابعة عباد فقد ذكرها الدار قطني وضعفها كما بينته، فليست بمتابعة صحيحة، وقد سبق كلام الامام أحمد في هذا السند وبيان طريقه.
فلينظر.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 - 03 - 04, 05:59 ص]ـ
جزى الله الإخوة خيراً ...
قول الأخ الظافر ـ وفقه الله ـ: (ويعتذر لهؤلاء الأئمة بان كلام الإمام أحمد والدارقطني في أثر جرير? لم يبلغهم، ولو بلغهم لأخذوا به حتماً)
أنا لا أؤيد هذا الأخير ( .... ولو بلغهم لأخذوا به حتماً) فإن لكل شيخ طريقة كما يقال .. وتدليس هشيم لا يخفى على صغار الطلبة، فكيف يقال ما ذكرتم؟
كثير من المتأخرين فضلاً عن المعاصرين ـ غفر الله لهم جميعاً ـ لا يسلم للأئمة الكبار الذين هم ـ قطعاً ـ أعلم منهم بدقائق العلل = لا يسلم بتعليلهم، بل يطالب بالتصريح بالعلة دائماً ...
وقد يصرح الإمام فيرد تصريحه!!
أحمد أعلم من كل من ذكرت بشيخه الإمام (هشيم) فكيف نترك تعليله بعد هذا، وهو الذي رواه في مسنده؟!
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[26 - 03 - 04, 07:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ويمكنكم الاستفادة كذلك من هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4826
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5484
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 10:33 ص]ـ
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
وهذا العمل ليس من أمر النبي صلي الله عليه وسلم هذا والله أعلم
ـ[الظافر]ــــــــ[26 - 03 - 04, 06:24 م]ـ
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: كتاب الجنائز: باب ما قالوا الإطعام عليه و النياحة (3/ 175).
أخرجه سعيد بن منصور في سننه، واللفظ له. كما في الفتح الرباني للشيخ أحمد البنا (8/ 95).
فهذا الأثر إسناده عند ابن أبي شيبة كما يلي (حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة قال قدم جرير على عمر فقال ..... فذكره).
وإسناده ثقات، ولكن طلحة بن مصرف لم يسمع من عمر ولم يذكر له سماعاً من جرير.
ـ[الظافر]ــــــــ[26 - 03 - 04, 06:29 م]ـ
اختلف العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ في هذه المسألة على قولين:
القول الأول:
القول بالمنع، وقد اختلفت عبارات العلماء في ذلك، فمنهم من قال بالكراهة ()، ومنهم من قال بالتحريم ()، ومنهم من قال بأن الجلوس والاجتماع للتعزية بدعة ().
واستدلوا لهذا القول بأدلة منها:
أ- أثر جرير بن عبدالله البجلي ? قال:"كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/382)
قال السندي ـ رحمه الله تعالى ـ: (قوله " كنا نرى" هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة ـ رضي الله تعالى عنهم ـ، أو تقرير النبي?، وعلى الثاني فحكمه الرفع، وعلى التقدير فهو حجة) ().
فيظهر أن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كانوا يرون المنع من ذلك، بل يعدونه مع صنعة الطعام من النياحة، التي هي من أفعال الجاهلية.
ب_ استقراء حال السلف، بأنهم لم يكونوا يجلسون ويجتمعون للعزاء.
ج- أن الاجتماع للتعزية فيه تجديد للحزن، وإدامته، وهذا لا يجوز لأنه يخالف الحكمة من التعزية، وهي المواساة والتسلية، لا التذكير بالمصيبة، وتجديد الحزن.
د- أن الاجتماع للتعزية يحصل فيه بدع ومخالفات شرعية، كصنع الطعام من أهل الميت للناس، والنياحة، وغيرها وكل هذا محرم ولا يجوز.
وهنا نورد ما قاله بعض العلماء في منع الجلوس للتعزية، ومن ذلك:
- ما قاله الإمام الشافعي (ت204هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه الأم (): (وأكره المآتم، وهو الجماعة وان لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن، ويكلف المؤنة، مع ما مضى فيه من الأثر).
- وممن جاء عنه المنع الإمام أحمد (ت241هـ) فقد سُئل ـ رحمه الله تعالى ـ عن أولياء الميت يقعدون في المسجد يعزون؟ فقال: (أما أنا فلا يعجبني أخشى أن يكون تعظيماً للميت أو قال للموت) ().
- وقال الإمام الشيرازي ـ رحمه الله تعالى ـ في المهذب في (باب: التعزية، والبكاء على الميت): (فصل في الجلُوس للتعزية: ويكره الجلوس للتعزية؛ لان ذلك محدث، والمحدث بدعة) ().
- وقال النووي (ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ (): (قال الشافعي: وأصحابنا ـ رحمهم الله تعالى ـ يكرهون الجلوس للتعزية، قالوا: يعني بالجلوس أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية، بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها، صرح به المحاملي، ونقله عن نص الشافعي ?، وهذه كراهة تنزيه إذا لم يكن معها محدث آخر، فإن ضم إليها أمر آخر من البدع المحرمة كما هو الغالب منها في العادة كان ذلك حراماً من قبائح المحرمات فإنه محدث، وثبت في الحديث الصحيح:" إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة") ().
- وقال الإمام ابن قدامة (ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (قال أبو الخطاب: يكره الجلوس للتعزية، وقال ابن عقيل: يكره الاجتماع بعد خروج الروح لأن فيه تهييجاً للحزن، وقال أحمد: أكره التعزية عند القبر إلا لمن لم يعزِ، فيعزى إذا دفن الميت، أو قبل أن يدفن) ().
- وقال الإمام المرداوي (ت885هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (ويكره الجلوس لها، هذا المذهب وعليه أكثر أصحابنا ونص عليه، قال في الفروع: اختاره الأكثر، قال في مجمع البحرين: هذا اختيار أصحابنا)، ونقل أيضاً فقال: (قال الخلال: سهل الإمام أحمد في الجلوس إليهم في غير موضع، وعنه الرخصة لأهل الميت نقله حنبل، واختاره المجد، وعنه الرخصة لأهل الميت ولغيرهم، خوف شدة الجزع. وقال أحمد: أما والميت عندهم: فأكرهه) ().
- وقال الإمام الطرطوشي (ت530هـ) () ـ رحمه الله تعالى ـ: (قال علماؤنَا المالكيون: التصدي للعزاء بدعةٌ ومكروه، فأَما إن قعد في بيته أَو في المسجد محزوناً من غير أن يتصدى للعزاء؛ فلا بأس به، فإنه لما جاء النبي ? نعيُّ جعفر؛ جلس في المسجد محزوناً، وعزاه الناس) ().
وقال أيضاً: (فصل المآتم: فأَما المآتم؛ فممنوعة بإجماع العلماء: قال الشافعي: (وأَكره المآتم، وهو اجتماع الرجال والنساء، لما فيه من تجديد الحزن).
- وقال الإمام ابن قيم الجوزية (ت 751هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وكان من هديه ? تعزيةُ أهلِ الميت، ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء، و يقرأ له القرآن، لا عند قبره و لا غيره، وكل هذا بدعة حادثة مكروهة) ().
- واستدلوا بما رواه عبدالرحمن بن مهران: أن أبا هريرة ?قال حين حضرهُ الموتُ: (لا تضربوا على فُسطاطاً، و لا تتبعوني بمجمر، وأسرعوا بي؛ فإني سمعت رسول الله ? يقول: (إذا وضع الرجلُ الصالح على سريره قال: قدموني قدموني، و إذا وضعَ الرجل السوء على سريره قال: يا ويله أين تذهبون بي؟) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/383)
قال الشيخ أحمد بن عبدالرحمن البنا معلقا على هذا الحديث الصحيح: (وفيه أنه لا يجوز نصبَ فسطاط كالسرادق و الخيمة ونحو ذلك لأجل اجتماع الناس فيه للتعزية، و لا اتباع الجنازة بنار فإن ذلك من عوائد الجهال ومن لا دين لهم ومما نهى الشرع عنه وذم فاعله، ومع ذلك فلا تزال هذه العادة باقية عند الناس إلى الآن فلا حول ولا قوة إلا بالله).
- وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ في مسألة قصد التعزية، والذهاب إلى أهل الميت في بيتهم قال: (هذا ليس له أصل من السنة، ولكن إذا كان الإنسان قريبا لك وتخشى أن يكون من القطيعة ألا تذهب إليهم فلا حرج أن تذهب، ولكن بالنسبة لأهل الميت لا يشرع لهم الاجتماع في البيت، وتلقي المعزين لأن هذا عده بعض السلف من النياحة، وإنما يغلقون البيت، ومن صادفهم في السوق أو في المسجد عزاهم.
فهاهنا أمران:
الأول: الذهاب إلى أهل الميت، وهذا ليس بمشروع اللهم إلا كما قلت إذا كان من الأقارب ويخشى أن يكون ترك ذلك قطيعة.
الثاني: الجلوس لاستقبال المعزين. وهذا لا أصل له، بل عده بعض السلف مع صنع الطعام من النياحة) ().
وقد ذُكر المنع عن بعض العلماء ولم أورد كلامهم هنا لأنهم إما نقلوا عمن قبلهم، واستدلوا على قولهم بما سبق، فلعل فيما ذكر كفاية.
القول الثاني:
أن الجلوس للتعزية ـ ذات الجلوس ـ ليس فيه بأس إذا خلا المجلس من المنكرات والبدع، ومن تجديد الحزن وإدامته، ومن تكلفة المؤنة على أهل الميت.
واستدلوا لهذا القول بأدلة منها:
أ- حديث عائشة ?ا في الصحيحين: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن ـ إلا أهلها وخاصتها ـ أمرت ببُرْمَةٍ من تَلبينة فطبِخَت, ثمّ صنع ثريدٌ فصُبّتِ التّلْبينَةُ عليها ثم قالت: كلنَ منها, فإِنّي سمعت رسول الله ? يقول: "التّلبينة مَجمّةٌ لفؤاد المريض, تَذهبُ ببعضِ الحُزْن" ().وهذا لفظ البخاري.
ب- واستدلوا أيضاً بما روته أم المؤمنين عائشة ?ا قالت: (لما جاء النبي ? قتلُ ابن حارثة و جعفر وابن رواحة جلسَ يُعرفُ فيه الحُزنُ، وأنا أنظرُ من صائر الباب شق الباب، فأتاه رجلٌ فقال: إن نساء جعفر – وذكر بكاءهن – فأمره أن ينهاهن فذهب، ثم أتاه الثانية لم يطعنه، فقال: إنهَهُن، فأتاه الثالثة قال: والله غلبننا يا رسول الله، فزعمت أنه قال:"فاحثُ في أفواههن التراب"، فقلت: أرغم الله أنفك، لم تفعل ما أمرك رسول الله ? ولم تترك رسول الله ? من العناء) ().
قال الحافظ ابن حجر (ت852هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وفي هذا الحديث من الفوائد أيضاً جواز الجلوس للعزاء بسكينة ووقار) ().
ج- ومما يدل على جواز الاجتماع للتعزية، أن الاجتماع للعزاء من العادات، وليس من العبادات، وهذا ظاهر من حديث أم المؤمنين عائشة ?ا: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن .. الحديث) ().
فقول: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك) أنه كان عادة عندهم، ولم أرى أحدا من العلماء ـ مع بحثي القاصر ـ قال: إن الاجتماع للعزاء عبادة، ومعلوم أن البدع لا تكون في العادات المحضة، إلا إذا قصد بها التقرب إلى الله تعالى وليس لها أصل في الشرع فهذه العادة تصبح بدعة.
ولذا يشير شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ بقوله: ( .. أن اتخاذ لبس الصوف عبادة وطريقاً إلى الله بدعة) ()، ومعلوم أن لبس الصوف الأصل فيه الإباحة لأنه من العادات، لكن قصد به التقرب إلى الله تعالى فصار بدعة؛ ويُعلم إنما تدخل البدعة في العبادات، فكيف يقال إن الاجتماع من البدع.
وإذا عُلم أن التعزية سنة مشروعة، فإن البدعة لا تحيي سنة، قال إمام أهل السنة والجماعة في عصره أبي محمد البربهاري (): (واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها، فالحذر من المحدثات من الأمور) ().
فإذا تقرر أن الاجتماع للعزاء من العادات، فإن الأصل في العادات الإباحة.
قال الحافظ في الفتح في تعريف العادة: (ما استقر في الأنفس السليمة والطبائع المستقيمة من المعاملات) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/384)
فالعادات الباب فيها مفتوح - ولله الحمد - وهو خاضع لأعراف الناس، فكل عادة انتشرت بين الناس وتعارفوا عليها من فعلٍ أو قولٍ أو أكل أو شرب أو غيرها من الملبوسات والمفروشات ونحوها، فالأصل فيها الحل والإباحة لكن هذه الإباحة مقيدة بما إذا لم تخالف هذه العادة دليلاً شرعيًا فإن خالفت الدليل فهي عادة محرمة يجب إنكارها، أما إذا لم تخالف دليلاً فالأصل التوسعة على الناس، فلا يجوز لأحدٍ كائنٍ من كان أن يضيق على الناس فيما اعتادوه وتعارفوا عليه إلا بدليل، وأنت ترى اختلاف الناس من قطرٍ إلى قطرٍ، بل إن من قواعد الشريعة أن العادة محكمة، أي تؤخذ الأحكام الشرعية بناءً على العادات المتقررة عندهم، فالعبادات بابها توقيفي إلا بدليل والعادات بابها مفتوح إلا بدليل ولله الحمد والمنة.
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي (ت1376هـ) في منظومته ():
والأصل في عاداتنا الإباحة حتى يجيء صارف الإباحة
فيؤخذ من هذا البيت قاعدة فقهية مهمة وهي:" أن الأصل في العادات والمعاملات الإباحة والحل".
والأصل في هذه القاعدة: ما ورد عن عائشة رضي الله عنها، وعن أنس ?:"أن النبي ? مر بقوم يلقحون فقال: "لو لم تفعلوا لصلح" قال فخرج شيصاً ()، فمر بهم فقال: ما لنخلكم قالوا: قلت: كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم" ().
ووجه الدلالة: أن النبي ? ردَّ الأمر في التعامل في الزراعة إلى الخلق، وجعله ليس من جنس الشرع الذي يتوقف فيه حتى يأتي الأمر من الرب سبحانه وتعالى.
وقد حكى الاتفاق على هذا الأصل غير واحد من العلماء، كالنووي في المجموع، والموفق ابن قدامة في المغني.
وليعلم أن المعاملات والعادات باقية على الأصل ما لم تخالف أصلاً شرعياً، أو يأتي الصارف الشرعي لذلك، ومن ذلك شرب الخمر، فهو من جنس العادات التي حرمها الرب سبحانه ().
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (فهذا أصل عظيم تجب معرفته والاعتناء به، وهو أن المباحات إنما تكون مباحة إذا جعلت مباحات، فأما إذا اتخذت واجبات أو مستحبات كان ذلك ديناً لم يشرعه الله) ().
ومما يعين على فقه هذه المسألة ما يلي: هل الوسيلة للمشروع مشروعة؟
نعم هذه القاعد مفهومة من القاعدة الفقهية، كل وسيلة فإن حكمها حكم مقصدها، أو الوسائل لها أحكام المقاصد، أو الوسائل تعطى أحكام المقاصد.
اعلم – رحمك الله تعالى – أن هذه الشريعة كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، ولا يخرج عنها شيء من الأشياء يحتاجه الناس في عباداتهم أو معاملاتهم إلا وله فيها حكم شرعي، ويفرق بين كونه وسيلةً أو مقصدًا، فإن كان مقصدًا من المقاصد فحكمه واضح؛ لأن الشريعة حرصت على تبيين أحكام المقاصد، وإن كان وسيلة فإنه يكون تابعًا لحكم قصده، فإن كان يقصد به حرامًا فهو حرام، وإن كان يقصد به واجبًا لا يتم إلا به فهو واجب، وإن كان يقصد به سنة فهو سنة، أو مكروهًا فهو مكروه أو مباحًا فهو مباح، ولا يخرج شيء عن هذه الأحكام الخمسة، وهذا من كمال الشريعة، فإنها إذا حرمت شيئًا حرمت جميع الوسائل المفضية إليه وإذا أوجبت شيئًا أوجبت جميع الوسائل التي لا يتم إلا بها وهكذا، ذلك لأن من تمام تحريم الشيء تحريم وسائله وسد جميع ذرائعه، ومن تمام إيجاب الشيء إيجاب جميع الأشياء التي يتوقف حصوله عليها، فيدخل تحت هذا الأصل الكبير قواعد كثيرة.
ومعلوم أن الوسائل إذا كان لها حكم مستقل في الشريعة، بالوجوب أو بالتحريم، فإنها تأخذ حكمها الأصلي في الشريعة ().
أما إذا لم يرد دليلٌ يخص تلك الوسيلة ـ مثل مسألتنا هذه ـ فننظر إلى هذه الوسيلة هل هي وسيلة مفضية إلى المقصود قطعاً، فهذه تأخذ حكم المقصود، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
فإن التعزية مقصد، لما ورد من مشروعيتها، وفضلها، ولا وسيلة لتحصيلها في مثل هذه الأزمنة إلا باستقبال المعزين، والجلوس لاستقبالهم، فإن ذلك يعينه على أداء السنة.
وقد فهم مثل هذا التخريج على هذه القاعدة الشيخ عبدالعزيز بن باز (ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ فقال عن استقبال المعزين والجلوس للتعزية: (لا أعلم بأساً فيمن نزلت به مصيبة بموت قريب، أو زوجة، ونحو ذلك أن يستقبل المعزين في بيته في الوقت المناسب، لأن التعزية سنة، واستقبال المعزين مما يعينهم على أداء السنة؛ وإذا أكرمهم بالقهوة، أو الشاي، أو الطيب، فكل ذلك حسن) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/385)
وهنا نورد ما قاله بعض العلماء في جواز الجلوس للتعزية، ومن ذلك:
- ما نُقل عن الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ الرخصة في ذلك، فقد نقل ابن مفلح (ت 884هـ)، والمرداوي (ت885هـ) ـ رحمهما الله تعالى ـ عنه (الرخصة لأهل الميت، نقله حنبل واختاره المجد؛ وورد عنه أيضا الرخصة لأهل الميت ولغيرهم، وقال بكراهته إذا كان فيه تهيج للحزن) ().
- وقال ابن قدامة (ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وجملته أنه يستحب إصلاح طعام لأهل الميت، يبعث به إليهم، إعانة لهم، وجبرا لقلوبهم؛ فإنهم ربما اشتغلوا بمصيبتهم وبمن يأتي إليهم عن إصلاح طعام لأنفسهم) ().
فقول ابن قدامة: (وبمن يأتي إليهم) فيه دليل على أن الاجتماع للعزاء أنه قول ابن قدامة.
- ونقل ابن عابدين الحنفي (ت1252هـ) عن كتاب الظهيرة قوله: (ولا بأس ـ أي الجلوس للتعزية ـ لأهل الميت في البيت أو المسجد والناس يأتونه ويعزونه) ().
- وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز (ت 1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عندما سئل عن جلوس أهل الميت لاستقبال المعزين واجتماعهم لذلك.
قال ـ رحمه الله تعالى ـ: (لا أعلم بأساً فيمن نزلت به مصيبة بموت قريب، أو زوجة، ونحو ذلك أن يستقبل المعزين في بيته في الوقت المناسب، لأن التعزية سنة، واستقبال المعزين مما يعينهم على أداء السنة؛ وإذا أكرمهم بالقهوة، أو الشاي، أو الطيب، فكل ذلك حسن) ().
وقد سُئل الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: من أن بعض أهل الميت يجلسون ثلاثة أيام فما حكم ذلك؟
فأجاب ـ رحمه الله تعالى ـ: (إذا جلسوا حتى يعزيهم الناس فلا حرج إن شاء الله حتى لا يتعبوا الناس لكن من دون أن يصنعوا للناس وليمة) ().
الراجح في هذه المسألة:
يترجح بعد عرض قولي العلماء في هذه المسألة أن الجلوس للتعزية ـ ذات الجلوس ـ ليس فيه بأس إذا خلا المجلس من المنكرات والبدع، ومن تجديد الحزن وإدامته، ومن تكلفة المؤنة على أهل الميت.
وأما ما استدل به أصحاب القول الأول من أدلة فالجواب عنها ما يلي:
1 - أما أثر جرير بن عبدالله البجلي ? قال:"كنا نعد (وفي رواية ابن ماجه كنا نرى) الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة" ().
أ- فهذا الأثر رواه الإمام أحمد من طريق نصر بن باب ()، عن إسماعيل، عن قيس، عن جرير بن عبدالله البجلي? ().
فسند هذا الأثر رواته ثقات، ما عدى نصر بن باب الخرساني، وهو كذاب.
قال عنه الإمام البخاري: يرمونه بالكذب ().
وقال عنه ابن معين: ليس حديثه بشيء (4).
وقال عنه علي بن المديني: رميتُ حديثه (4).
وقال عنه أبو حاتم الرازي: متروك الحديث (4).
وقال عنه أبو خيثمة وهب بن حرب: كذاب (4).
فهذا السند (سند موضوع) لأن فيه نصر بن باب الخرساني.
ب- قال الإمام أبو عبدالله محمد بن يزيد القزويني (): حدثنا محمد بن يحيى () قال: حدثنا سعيد بن منصور (). حدثنا هُشيم ح، وحدثنا شجاع بن مخلد أبو الفضل () قال: حدثنا هُشيم، عن إسمعيل بن أبي خالد ()، عن قيس بن أبي حازم ()، عن جرير بن عبدالله البجلي ? قال: (كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة).
فرواية ابن ماجه جاءت من طريقين ومدار الحديث على هُشيم بن بشير، وبعد تتبع جميع الرواة في السندين وجدت أنهم كلهم محتج بحديثهم فهم من الثقات الأثبات، ولأن مدار الأثر في السندين على هُشيم بن بشير، فقد أفردته هنا بالتحرير حتى نخلص للحكم على إسناد هذا الأثر.
فهُشيم بن بشير بن القاسم بن دينار السُلمي، أبو معاوية بن أبي خازم الواسطي.
روى الحديث عن أبيه، وخاله القاسم بن مهرن، وعبد الملك بن عمير، ويعلى بن عطاء، وعبدالعزيز بن صهيب، وسليمان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس وغيرهم كثير.
وروى عنه مالك بن أنس، وشعبة، والثوري، وابن المبارك ووكيع، ويزيد بن هارون وغيرهم.
ثناء العلماء على هُشيم:
قال حماد بن زيد: ما رأيت أنبل في المحدثين من هُشيم ().
وقال عبدالرحمن بن مهدي: كان هُشيم أحفظ للحديث من سفيان الثوري ().
وقد سئل أبو زرعة عن هُشيم، وجرير فقال: هُشيم أحفظ ().
قال الخليلي: حافظ متقن تغير بآخر موته ().
وذكره ابن حبان في الثقات ().
ما قاله العلماء عن تدليس هُشيم:
وقال العجلي: هُشيم واسطي ثقة، وكان يدلس ().
وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتاً يدلس كثيراً ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/386)
وقال ابن حبان: كان مدلساً ().
وقال أبو داود قيل ليحي بن معين في تساهل هُشيم فقال: ما أدراه ما يخرج من رأسه ().
وقال الذهبي: إمام ثقة مدلِّس ().
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: ثقة ثبت كثير التدليس، والإرسال الخفي ().
خلاصة القول في هُشيم بن بشير ـ رحمه الله تعالى:ـ
خلاصة القول فيه ما قاله عنه الإمام الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ قال: (لا نزاع في أنه كان من الحفاظ الثقات، إلا أنه كثير التدليس فقد روى عن جماعة لم يسمع منهم) ().
قلت: إذن رواية هُشيم ـ رحمه الله تعالى ـ إذا صرح فيها بالسماع قبلت روايته، وإذا لم يصرح بالسماع وعنعن فإننا لا نقبل روايته إلا إذا توبع، وهنا لم يتابع، وعنعن.
الحكم على هذا السند:
السند هنا لا يُحكم بصحته لوجود علة التدليس من هُشيم، ولأن هُشيم لم يصرح بالتحديث في شيء من طرق الحديث إذن هذه علة في السند ـ والله تعالى أعلم ـ.
كلام العلماء على أثر جرير بن عبدالله البجلي ?:
الذي صحح هذا الخبر من العلماء:
صححه النووي (ت676هـ) في المجموع ().
وقال البوصيري (ت840هـ) في مصباح الزجاجة: إسناده صحيح رجال الطريق الأول على شرط البخاري، والثاني على شرط مسلم ().
وصححه الألباني في أحكام الجنائز ()، وفي صحيح ابن ماجه ().
الذي أعلَّ هذا الخبر من العلماء:
أعله الإمام أحمد، ونفه أصلاً كما في سؤالات أبي داود:
قال أبو داود: ذكرت لأحمد حديث هُشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير ?: كنا نعد الاجتماع عند أهل الميت، وصنيعة الطعام من أمر الجاهلية، قال: زعموا أنه سمعه من شريك، قال أحمد: ولا أرى لهذا الحديث أصلاً ().
وسئل الدارقطني عن حديث قيس عن جرير?: (كانوا يرون الاجتماع إلى أهل الميت، وصنع الطعام من النياحة)، فقال: يرويه هُشيم بن بشير واختلف عنه فرواه سريج بن يونس والحسن بن عرفة عن هُشيم عن إسماعيل عن قيس عن جرير، ورواه خالد بن القاسم المدائني، قيل ثقة، قال لا أضمن لك هذا، خرجوه عن هُشيم عن شريك عن إسماعيل، ورواه أيضا عباد بن العوام عن إسماعيل كذلك) ().
وأما تصحيح الأئمة كالنووي، والبوصيري، والألباني ـ رحمهم الله تعالى أجمعين ـ، فإن تصحيحهم مرجوح لأمرين هما:
1 - أن الإمام أحمد بن حنبل (ت241هـ)، وأبي الحسن علي بن عمر الدراقطني (ت 385هـ) أقرب إلى معرفة هُشيم ممن بعدهما، وأعلم بروايته ومسموعاته ومرسلاته من غيرهما، فإنهما متقدمان على من جاء بعدهما ممن صحح هذا الأثر.
2 - ولأن هذين الإمامين قد أعلَّا هذا الأثر بعينه مما يدل على علمهما ودرايتهما به، وبروايته.
ويعتذر لهؤلاء الأئمة بان كلام الإمام أحمد والدارقطني في أثر جرير? لم يبلغهم، ولو بلغهم لأخذوا به حتماً.
* وعلى فرض صحة هذا الأثر، فمعناه: أنه مُنَعَ هذا الفعل بسبب النياحة التي هي من خصال الجاهلية التي قال عنها الرسول ? كما في حديث أبي مالك الأشعري ? قال: قال النبي ?:" أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب" ()، فالنياحة على الميت من خصال أهل الجاهلية، فما هي خصال الجاهلية؟
صورة النياحة التي فسرها السلف ـ أي الصحابة رضوان الله عليهم ـ أن النياحة لها صور ومن صورها في الاجتماع على العزاء أنها جمعت أمرين:
أ- أن يكون هناك اجتماع للعزاء عند أهل الميت.
ب- أن يكون هناك صنع للطعام من أهل الميت لإكرام من يأتيهم من أضياف، ومن يجتمع عندهم، والنياحة تكون بكثرة من يمكث عندهم إظهاراً لمصيبة هذا الميت.
قال الإمام الشوكاني (ت1250هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عند قول جرير ?: " كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت الخ "قال: (يعني أنهم كانوا يعدون الاجتماع عند أهل الميت بعد دفنه وأكل الطعام عندهم نوعًا من النياحة لما في ذلك من التثقيل عليهم وشغلتهم مع ما هم فيه من شغلة الخاطر بموت الميت وما فيه من مخالفة السنة لأنهم مأمورون بأن يصنعوا لأهل الميت طعامًا فخالفوا ذلك وكلفوهم صنعة الطعام لغيرهم) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/387)
وقال الشيخ محمد بن عثيمين (ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عند حديثه عن حكم قصد التعزية والذهاب لأهل الميت في بيتهم (): (الجلوس لاستقبال المعزين، وهذا لا أصل له، بل عده بعض السلف مع صنع الطعام من النياحة) ().
وهذا فقه حديث جرير بن عبدالله البجلي ?.
أما الجلوس للتعزية فقط فهذا لا يُعلم أن أحدا من السلف قال: إنه من النياحة وحده، أو أنه نهي عنه، بل حديث عائشة رضي الله عنها الذي استدل به أصحاب القول الثاني يرده.
والعلماء من أئمة أهل السنة، والحديث حينما نهوا، نهوا عن الأمرين مجتمعين.
2 - وأما ما استدلوا به من استقراء حال السلف، بأنهم لم يكونوا يجلسون ويجتمعون للعزاء ()، فهذا الاستقراء فيما يظهر مردود من وجوه:
أ- حديث عائشة ?ا في الصحيحين: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن ـ إلا أهلها وخاصتها ـ أمرت ببُرْمَةٍ من تَلبينة فطبِخَت, ثمّ صنع ثريدٌ فصُبّتِ التّلْبينَةُ عليها ثم قالت: كلنَ منها, فإِنّي سمعت رسول الله ? يقول: "التّلبينة مَجمّةٌ لفؤاد المريض, تَذهبُ ببعضِ الحُزْن" ().وهذا لفظ البخاري.
فهذا الحديث فيه الدلالة على أنهم كانوا لا يرون في الاجتماع بأساً، لا اجتماع أهل الميت، ولا اجتماع غيرهم معهم، ففي الحديث "أنها كانت إذا مات الميت " فهذا يدل على أنها كانت عادة عندهم، إذا مات الميت اجتمع لذلك أهل الميت، وفي الحديث "ثم يتفرقون" ولا يتفرقون إلا بعد اجتماع، ويبقى أهلها وخاصتها، مما يدل على أن غيرهم كان معهم ثم ذهب، كما أن أهل الميت يصنعون لأنفسهم طعاماً، فهو من صنعة الطعام.
وأما تخصيص الاجتماع للنساء دون الرجال، فليس فيه دليل، فالحديث ورد في حالهم إذا مات الميت، والنبي ? يقول كما في حديث أم المؤمنين عائشة ?ا قالت: سئل رسول الله ? عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما؛ قال:" يغتسل"، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولم يجد بللا؛ قال:" لا غسل عليه" قالت أم سلمة ?ا يا رسول الله هل على المرأة ترى ذلك غسل؟ قال:" نعم إن النساء شقائق الرجال" ().
قال العظيم أبادي (ت1322هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (قال ابن الأثير: أي نظائرهم وأمثالهم كأنهن شققن منهم، ولأن حواء خلقت من آدم ?، وشقيق الرجل أخوه من أبيه ولأمه، لأنه شق نسبه من نسبه، قال الخطابي: وفيه من الفقه إثبات القياس وإلحاق حكم النظير بالنظير، فإن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطاباً للنساء إلا مواضع الخصوص التي قامت أدلة التخصيص فيها) ().
ومما يرد الخصوصية أيضاً أنه لو كان الاجتماع مباحاً للنساء فقط لكان للرجال من باب أولى، لضعف طبيعة المرأة، ولأن الطقوس، والنياحة والجزع وغيرها في جانب النساء أكثر.
ثم إن اجتماع النساء يورث بعض المفاسد، كتجمعهن وخروجهن وتعرضهن للرجال وغيرها، والمرأة بيتها خير لها.
فإذا جاز الاجتماع في العزاء للنساء ففي الرجال من باب أولى.
ومما يستأنس به هنا ـ وإن كان الحديث ضعيفاً ـ من أن السلف كانوا يذهبون للتعزية، ويُعزى أهل الميت في بيتهم، ما جاء من حديث عبدالله بن عمرو ?ما قال: بينما نحن نسير مع رسول الله ? إذ بصر بامرأة لا تظن أنه عرفها، فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه فإذا فاطمة بنت رسول الله ? قال لها:" ما أخرجك من بيتك يا فاطمة، قالت: أتيت أهل هذا الميت فترحمت إليهم وعزيتهم بميتهم، قال: لعلك بلغت معهم الْكُدَى، قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها، وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر، فقال لها: لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك" ().
قال السندي (ت1138هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (والحديث يدل على مشروعية التعزية، وعلى جواز خروج النساء لها) ().
ففي هذا الحديث أن أهل الميت يبقون في بيتهم ويأتيهم من يريد أن يعزيهم وهذا ظاهر من قول فاطمة ?ا: (أتيت أهل هذا الميت)، ولا يمكن أن تأتيهم إلا في بيتهم.
ومما يدل على اجتماع السلف ما ذكره ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ في ترجمة عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة الكوفي المسعودي (ت65هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ من قول أبي النضر هاشم بن القاسم أنه قال: إني لأعرف اليوم الذي اختلط فيه المسعودي، كنا عنده وهو يُعزى في ابن له إذ جاءه إنسان فقال له: إن غلامك أخذ من مالك عشرة آلف وهرب ففزع وقام فدخل في منزله ثم خرج إلينا وقد اختلط) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/388)
فهذا أبو النضر يذكر أنهم كانوا عند المسعودي وهو يُعزى، مما يدل أنهم كانوا يجتمعون، وأما قيامه ودخوله إلى منزله فسأبينه في النقطة التالية من وصف بيوتات السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ.
ب- هل للسلف ـ رحمهم الله تعالى ـ أن يجتمعوا في بيوتهم؟! إذا علمنا صغرها الشديد، فما كان يعرف عن السلف كبر منازلهم.
وحسبك مثالاً بيت محمد ? فقد كان بيته حجرة واحدة ? ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي اللَّهُ عنها قالت: (بِئسما عَدَلْتُمُونَا بالكلب والحمار لقد رأَيتُني ورسول اللَّه ? يُصلِّي وأنا مضطجعة بينه وبينَ القبلة فإذا أراد أن يسجد غمزَ رجلَيَّ فقبضتُهُما) ().
فهذا بيت النبي ? مثالاً لتقيس عليه ـ ولو على وجه التقرب ـ باقي منازل الناس في تلك الأزمان.
ج- أن السلف ـ رحمهم الله تعالى ـ كانوا يسكنون في قرى، ومدن صغيرة متقاربة، يمكن معها مقابلة المصاب، ولقياه سهلة متيسرة، فإن لم يوجد في بيته وجد في مسجد قريته الوحيد، وإذا لم يجده في مسجده وجده في السوق الوحيد وهكذا؛ لكن هل ينضبط هذا في زماننا هذا لمن أراد الوصول للتعزية، وللمواساة؟!
وأنت ترى ترامي أطراف الديار، وكبرها، وكثرت مساجدها وأسواقها، فإذا أردت تعزيته فليس لك إلا لقياه في بيته، فإذا لم تجده فإنه يصعب عليك بعد ذلك مقابلته وتعزيته، بل كيف تعزي أهل المصاب إذا كانوا كثير، والبيوت متباعدة، والدور متباينة، والأعمال متفرقة والأسواق كثيرة، والأوقات ضيقة.
إذن فعلى قول من يقول بكراهة الجلوس، أو عدم مشروعيته، إذا أراد أن يعزي أهل المصاب، فما عليه إلا أن يفرغ من وقته أياماً، ويترك بعض أعماله، لكي يقابل هذا في عمله، وهذا في سوقه، وهذا في متجره، وهذا في مسجده. وهذا لا يمكن، ولا يتيسر، وفيه مشقة على العبد، والشريعة جاءت لنفي الحرج، ورفع المشقة، واليسر والسهولة، قال الله تعالى:?يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ? ()، وقال ?:? وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ? ().
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي (ت1376هـ) في منظومته ():
ومن قواعد الشريعة التيسيرُ في كلِّ أمرٍ نابه تعسيرُ
قال ـ رحمه الله تعالى ـ في شرحه لهذا البيت: (ومن التخفيفات أيضاً: أعذار الجمعة والجماعة، وتعجيل الزكاة، والتخفيفات في العبادات، والمعاملات، والمناكحات، والجنايات) ().
فقوله ـ رحمه الله تعالى ـ (في المعاملات) فإن تعزية الناس ومواساتهم من المعاملات.
فلا حلَّ هنا إلا أن يجتمع أهل المصاب ليعزيهم أحبابهم، والناس الراغبين في الأجر، ومواساة المصاب، ثم ينصرفون إلى شأنهم.
وقد سبق نقل الجواز في ذلك من كلام العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ.
د- عدم نقل اجتماعهم إلينا لا يدل على عدم حصوله، بل يحتمل حصوله ولم ينقل.
هـ- ما عرف عن مواساة السلف لبعضهم، وتكافلهم ومواقفهم المشرفة، يلزم منه وقوفهم بجانب أهل المتوفى في أحرج المواقف لتصبيره ومواساته فهذا خلقهم الكريم.
ولا أدل على ذلك من تزاحمهم على بيت عمر ? بعد إصابته، وقبل وموته، وبعد موته حتى دفنه ? وتعزية ابنه وأم المؤمنين حفصة رضي الله تعالى عنهم؛ أفلا يقبلون لتسلية أخيهم المصاب؟! فهذا واقعهم ولو لم ينقل إلينا.
وقد يقول قائل ويحتج محتج بأن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ لم ينقل عنهم أنهم اجتمعوا بعد موت النبي ?.
فالجواب عنه: أن النبي ?لما مات كانت مصيبته على جميع المسلمين، وفي كل بيت، فكل بيت له مكان عزاء ?، وكل شخص مصاب ويستحق العزاء، ولهذا لم يجتمعوا.
وهذا ظاهر فعندما يموت عظيم من عظماء هذه الأمة، فإن مصابه في كل بيت، فهؤلاء العظماء والعلماء والمجاهدون يموتون فتكون مصيبتهم في كل بيت، ويعزي المسلمون بعضهم بعضاً على ذلك الفقيد.
أما الإنسان العادي فعزاؤه يدخل بيت أهله فقط، لأنهم من أصيب به فقط.
3 - وأما ما استدلوا به من أن الاجتماع للتعزية فيه تجديد للحزن، وإدامته، وهذا لا يجوز لأنه يخالف الحكمة من التعزية، وهي المواساة والتسلية، لا التذكير بالمصيبة، وتجديد الحزن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/389)
فليُعلم أن التعزية ما شرعت إلا لمواساة المصاب، وإذهاب الحزن عنه، وتسليته مما هو فيه، وقد سبق الحديث في مبحث (مشروعية التعزية والمواساة والحكمة منها) ما يكفي ويشفي، ويبن الحكمة والهدف من التعزية ()، فإذا كان غير ذلك فلا أحد يقول بجواز هذا الفعل، لأن الشريعة جاءت بالإتلاف والاعتصام والمحبة ()، وهذه من أعظم ما امتن الله به على عباده قال ?: ? وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? ()، ومن أعظم صفات أهل الإيمان الحب والموالاة للمؤمنين، والبغض والبراءة من الكافرين، ولا يكون الحب والموالاة إلا بالإتلاف وكون أهل الإسلام جسداً وحداً، يرأف بعضهم على بعض، ويرحم بعضهم بعضاً، قال ?: ? مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ? ().
فإن من أساسات الرحمة، والمحبة إدخال السرور على قلب المسلم، فإن من أعظم القرب التي يتقرب بها العبد إلى الله ـ تعالى ـ في تعامله مع المسلمين سرور يدخله على قلب أخيه المسلم، لا إدخال الحزن والهم عليه، فإذا كان الجلوس لتجديد الحزن، فلا يقول أحد بجوازه، لعدم موافقته لأصول هذه الشريعة المحمدية.
قال الشيخ محمد بن محمد المنبجي الحنبلي (ت 785هـ): (إن كان الاجتماع فيه موعظة للمعزي بالصبر والرضا وحصل له من الهيئة الاجتماعية تسلية بتذاكرهم آيات الصبر، وأحاديث الصبر والرضا فلا بأس بالاجتماع على هذه الصفة، فإن التعزية سنة سنها رسول الله ? .. ) ().
بل من كان يحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فعليه أن يأتي الناس بما يحب أن يأتوه به، فهم في هذا الموطن يحبون أن يأتي إليهم الناس معزين ومواسين، لا شاتمين ومجددي محزنة، فقد قال ? كما في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ?ما يرفعه "فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ " ().
قال الإمام النووي (ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ شارحاً ومعلقاً على قوله ? " وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ": (هذا من جوامع كلمه ? وبديع حكمه، وهذه قاعدة مهمة فينبغي الاعتناء بها، وأن الإنسان يلزم أن لا يفعل مع الناس إلا ما يحب أن يفعلوه معه) ().
4 - أن الاجتماع للتعزية يحصل فيه بدع ومخالفات شرعية، كصنع الطعام من أهل الميت للناس، والنياحة، وغيرها وكل هذا محرم ولا يجوز.
فالجواب عنه: أنه إذا وجد المنكر في أي مكان كان، سواءً كان في مجلس التعزية أو غيره، فإنه لا يجوز الجلوس فيه بعد النكير على أهل المنكر، وذلك متقرر بقوله تعالى:?وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا? ().
قال الإمام القرطبي عند قوله ?: ? إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ?: (فكل من جلس في مجلس معصية، ولم ينكر عليهم، يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية، وعملوا بها؛ فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية) ().
وقال أيضاً: (وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى) ().
قال الإمام النووي (ت 676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عند حديثه عن الجلوس للتعزية، وبعد نقله لرأي مذهب الشافعية القائلين بالكراهة: (وهذه كراهة تنزيه إذا لم يكن معها محدث آخر، فإن ضم إليها أمر آخر من البدع المحرمة كما هو الغالب منها في العادة كان ذلك حراماً من قبائح المحرمات فإنه محدث، وثبت في الحديث الصحيح:" إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة") ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/390)
فيحرم بعد هذا البيان الجلوس في أي مجلس يُعصى الله تعالى فيه، سواءً كان مجلس تعزية أو غيره، ويجب تذكير من فيه بالله ?، وتخويفهم به، فإن أبوا فلا يجالسون، والتعامل مع أهل البدع أشد من التعامل مع أهل المعاصي، لأن أهل البدع أخطر على المسلم من أهل المعاصي.
قال الإمام أبي محمد البربهاري: (وإذا رأيت الرجل جالس مع رجل من أهل الأهواء فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه، فإنّه صاحب هوى) ().
- وأما ما نقل عن العلماء من منع الجلوس للتعزية، فالجواب عن ذلك ما يلي:
أما ما جاء عن الإمام الشافعي (ت204هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه الأم (): (وأكره المآتم، وهو الجماعة وان لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن، ويكلف المؤنة، مع ما مضى فيه من الأثر).
فالجواب عنه: أن الإمام الشافعي (ت204هـ) ـ رحمه الله تعالي ـ حدد المآتم لما فيها من تجديد الحزن، واستند على أثر جرير بن عبدالله البجلي ? الذي سبق تحريره ()، وقد رأيتَ أن الحديث ضعيف لا يصح الاحتجاج به ()، ولو صح فقد تم بيان فقهه.
ـ وأما استدلالهم بجواب الإمام أحمد (ت241هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عندما سئل عن أولياء الميت يقعدون في المسجد يعزون؟ فقال: (أما أنا فلا يعجبني أخشى أن يكون تعظيماً للميت أو قال للموت) ().
فالجواب عنه: أنه يظهر من كلام الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ أنه لم يقل بتحريمه، ولا حتى منعه، وسبب خوفه منه هو ما بينه بقوله: (أخشى أن يكون تعظيماً للميت أو قال للموت) فالذي لم يعجبه في الجلوس هي العلة التي ذكرها، لا الجلوس نفسه؛ ولأنه ـ رحمه الله تعالى ـ رخص في الجلوس في غير موضع كما ذكره عنه الخلال وغيره) ().
ـ وأما قول الإمام الشيرازي ـ رحمه الله تعالى ـ في المهذب في (باب: التعزية، والبكاء على الميت): (فصل في الجلُوس للتعزية: ويكره الجلوس للتعزية؛ لان ذلك محدث، والمحدث بدعة) ().
فالجواب عنه: بأن كلامه ـ رحمه الله تعالى ـ مردود بحديث عائشة ?ا في الصحيحين المتقدم وفيه: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء) ()، ومعلوم أن الناس عند اجتماعهم لا يقصدون بذلك عبادة يتقربون بها إلى الله تعالى لا بد من الإتيان بها، وإذا لم يأتي بها الشخص فإنه آثم.
وأما قوله محدث، والمحدث بدعة، فكيف يكون هذا العمل وبدعة وقد ورد عن السلف فعله، كما في حديث أم المؤمنين عائشة ?ا، لكن لعل الإمام الشيرازي يريد بقوله محدث إذا أضيف إليه أمر مبتدع، كما فهم ذلك الإمام النووي وذكره بقوله (): (وهذه كراهة تنزيه إذا لم يكن معها محدث آخر، فإن ضم إليها أمر آخر من البدع المحرمة كما هو الغالب منها في العادة كان ذلك حراماً من قبائح المحرمات فإنه محدث، وثبت في الحديث الصحيح:" إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة") ().
ـ وأما قول النووي (ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ (): (قال الشافعي وأصحابنا ـ رحمهم الله تعالى ـ يكرهون الجلوس للتعزية، قالوا: يعني بالجلوس أن يجتمع أهل الميت في بيت فيقصدهم من أراد التعزية، بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم، ولا فرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها، صرح به المحاملي، ونقله عن نص الشافعي ?، وهذه كراهة تنزيه إذا لم يكن معها محدث آخر، فإن ضم إليها أمر آخر من البدع المحرمة كما هو الغالب منها في العادة كان ذلك حراماً من قبائح المحرمات فإنه محدث، وثبت في الحديث الصحيح:" إن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة") ().
فأقول: يظهر من نقل النووي ـ رحمه الله تعالى ـ أنه يحرر قول المذهب أما رأيه هو فقد بينه بقوله: (وهذه كراهة تنزيه إذا لم يكن معها محدث آخر)، وقوله بالكراهة لعل سببه هو ما حصل في عصره من تجاوزات الناس في الجلوس من الإتيان بالمنكرات والبدع وهذا ظاهر جلي من قوله ـ رحمه الله تعالى ـ: (كما هو الغالب منها في العادة).
ـ وأما قول الإمام ابن قدامة (ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (قال أبو الخطاب: يكره الجلوس للتعزية، وقال ابن عقيل: يكره الاجتماع بعد خروج الروح لأن فيه تهييجاً للحزن، وقال أحمد: أكره التعزية عند القبر إلا لمن لم يعزِ، فيعزى إذا دفن الميت، أو قبل أن يدفن) ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/391)
فالجواب عنه: أن ما نقله ابن قدامة ـ رحمه الله تعالى ـ فهو يدور حول قضية تهييج الحزان، وتذكيرا بالمصاب، وقد جليت ذلك عند الحديث عن الأمر السادس الذي هو: أن الجلوس للتعزية فيه تجدد الحزن، وإدامته ().
ـ وأما قول الإمام المرداوي (ت885هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (ويكره الجلوس لها، هذا المذهب وعليه أكثر أصحابنا ونص عليه، قال في الفروع: اختاره الأكثر، قال في مجمع البحرين: هذا اختيار أصحابنا)، ونقل أيضاً فقال: (قال الخلال: سهل الإمام أحمد في الجلوس إليهم في غير موضع، وعنه الرخصة لأهل الميت نقله حنبل، واختاره المجد، وعنه الرخصة لأهل الميت ولغيرهم، خوف شدة الجزع. وقال أحمد: أما والميت عندهم: فأكرهه) ().
فيظهر من هذا الكلام أن مسألة الجلوس الخالي من المنكر وتهييج الأحزان مسألة دار فيها الخلاف، فهي محل نظر، أي الأمر فيها واسع فكيف يضيق على الناس ويحرج عليهم في مسألة خلافية، فمسألة فيها خلاف بين العلماء كيف يحكم عليها بأنها بدعة. والله المستعان.
ـ وأما قول الإمام الطرطوشي (ت530هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (قال علماؤنَا المالكيون: التصدي للعزاء بدعةٌ ومكروه، فأَما إن قعد في بيته أَو في المسجد محزوناً من غير أن يتصدى للعزاء؛ فلا بأس به، فإنه لما جاء النبي ? نعيُّ جعفر؛ جلس في المسجد محزوناً، وعزاه الناس) ().
قلت: أما قوله ـ رحمه الله تعالى ـ: (التصدي للعزاء بدعةٌ ومكروه) فيُرد على هذا القول بحديث عائشة ?ا السابق.
وقال أيضاً: (فصل المآتم: فأَما المآتم؛ فممنوعة بإجماع العلماء: قال الشافعي: (وأَكره المآتم، وهو اجتماع الرجال والنساء، لما فيه من تجديد الحزن).
والمأتمُ: هو الاجتماع في الصُّبْحَة، وهو بدعة منكرة لم يُنقل فيه شيء.
وكذلك ما بعده من الاجتماع في الثاني والثالث والسابع و الشهر والسنة، فهو طامة ().
قلت: أما المآتم، والاجتماع في المقبرة، وتجديد الحزن فهذا لا خلاف فيه، وإنما الخلاف في الجلوس للتعزية عند أهل الميت بدون تسخط وجزع ونياحة.
لأن معنى الصُّبْحَة: هي تبكيرهم إلى قبر ميِّتهم الذي دفنوه بالأمس هم وأقاربهم ومعارفهم، ومن ـ أي مما حذر منه العلماء أيضاً ـ فرش البسط وغيرها في التربة لمن يأتي إلى الصُّبْحَة وغيرها) ().
ـ وأما قول الإمام ابن قيم الجوزية (ت 751هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: (وكان من هديه ? تعزيةُ أهلِ الميت، ولم يكن من هديه أن يجتمع للعزاء، و يقرأ له القرآن، لا عند قبره و لا غيره، وكل هذا بدعة حادثة مكروهة) ().
فأقول: كلام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ واضح فيمن اجتمع للتعزية وجمع مع الجلوس أمراً غير مشروع، بل هو من البدع المحدثة وهو الاجتماع لقراءة القرآن الكريم للميت، فجيء بعبادة في موضع لم يرد عن الشارع الحكيم فعله، ومعلوم أن الأصل في العبادات الحضر والمنع حتى يرد الدليل ()، ولا دليل هنا، أما من حمل كلام ابن القيم على الجلوس ذاته فلا يسلم له.
ـ وأما قاله الشيخ أحمد البنا عند كلام أبي هريرة ? حينما قال: (لا تضربوا عليّ فُسطاطاً، و لا تتبعوني بمجمر .. ) فما فسره به البنا غير صحيح، والصحيح في معناها، أن بعض الناس كان يضرب على قبره فسطاط حتى يتم دفنه ثم ينزع، وهذا الفسطاط يقي من شدة حر الشمس، وقد فعله بعض السلف وكرهه بعضهم، ولكن لم يرد أباهريرة ? هذا الفسطاط، وإن كان الأقرب جوازه للحاجة لإتقاء شدة الحر.
ـ وأما قول الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في مسألة قصد التعزية، والذهاب إلى أهل الميت في بيتهم قال: (هذا ليس له أصل من السنة، ولكن إذا كان الإنسان قريبا لك وتخشى أن يكون من القطيعة ألا تذهب ولكن بالنسبة لأهل الميت لا يشرع لهم الاجتماع في البيت، وتلقي المعزين لأن هذا عده بعض السلف من النياحة، وإنما يغلقون البيت، ومن صادفهم في السوق أو في المسجد عزاهم.
فهاهنا أمران:
الأول: الذهاب إلى أهل الميت، وهذا ليس بمشروع اللهم إلا كما قلت إذا كان من الأقارب ويخشى أن يكون ترك ذلك قطيعة.
الثاني: الجلوس لاستقبال المعزين. وهذا لا أصل له، بل عده بعض السلف مع صنع الطعام من النياحة) ().
قلت: إن سبب منع الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ للجلوس يظهر من أنه يعتمد على حديث جرير المشهور، مع الاعتماد على الاستقراء الذي ظهر له بأن السلف لم يكونوا يجتمعون.
وأما حديث جرير فقد ظهر ضعفه، وعلى فرض صحته فقد فقهه الإمام محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ ويظهر ذلك من قوله في آخر كلامه السابق بقوله: (الثاني: الجلوس لاستقبال المعزين. وهذا لا أصل له، بل عده بعض السلف مع صنع الطعام من النياحة)، فإذا كان الاجتماع لوحده فهل يقال بأنه لا يجوز؟!.
ويرد ما ذهب إليه من قوله ـ رحمه الله تعالى ـ: (وهذا لا أصل له) حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين: (أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن ـ إلا أهلها وخاصتها ـ أمرت ببُرْمَةٍ من تَلبينة فطبِخَت, ثمّ صنع ثريدٌ فصُبّتِ التّلْبينَةُ عليها ثم قالت: كلنَ منها, فإِنّي سمعت رسول الله ? يقول: "التّلبينة مَجمّةٌ لفؤاد المريض, تَذهبُ ببعضِ الحُزْن" ().وهذا لفظ البخاري.
وأما استقراء حال السلف فقد وضحته فيما سبق ().
ويظهر أن الاجتماع المعتاد عندنا اليوم، ليس فيه محذوراً من الناحية الشرعية فالأمر لا يعدو أن يكون جلوساً يسلي الأقارب فيه بعضهم بعضاً، ويتناسون فيه المصيبة والله تعالى أعلم.
وبهذا يظهر أن القول الفصل في هذه المسألة هو أن الاجتماع للتعزية ذات الاجتماع ليس فيه شيء، والأمر في ذلك واسع، ولا يضيق فيه على المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/392)
ـ[مجاهد نفسه]ــــــــ[29 - 03 - 04, 02:57 ص]ـ
الله يعافيكم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 08:24 ص]ـ
قال مليحان بن مرهج الفايد في " ملتقى سحاب ":
" ـ ذكر من صحح حديث جرير – رضي الله عنه – من العلماء:
النووي [المجموع (5/ 282)]، والمنبجي الحنبلي [تسلية أهل المصائب ص101]، والحافظ ابن كثير [إرشاد الفقيه (1/ 241)] قال: (رواه أحمد، وابن ماجه بإسناد صحيح على شرط الشيخين)، والبوصيري [زوائد ابن ماجه ص 236] قال: (هذا إسناد صحيح رجال الطريق الأول على شرط البخاري والثاني على شرط مسلم)، وابن حجر الهيتمي [تحفة المحتاج بشرح المنهاج (3/ 207)]، والشربيني الشافعي [مغني المحتاج (1/ 368)]،والسيواسي الحنفي [شرح فتح القدير (2/ 142)]، وابن عابدين الحنفي [الحاشية (2/ 240)]، وملا علي القاري [مرقاة المفاتيح (2/ 393)]، والسندي [كما في عون المعبود (8/ 282)]، والشوكاني [الدراري المضية (1/ 252)، والسيل الجرار (1/ 372)]، والمباركفوري [تحفة الأحوذي (4/ 67)، ومحمود السبكي [الدين الخالص (8/ 76)]، وأحمد شاكر [المسند (11/ 125/ رقم 6905)]، والشقيري [حكم القراءة على الأموات ص 25]، ومحمد حامد الفقي [المنتقى من أخبار المصطفى (2/ 1936/حاشية رقم 1933)]، وحمود بن عبدالله التويجري [الرد على الكاتب المفتون ص 13]، وابن باز [فتاوى وتنبيهات ونصائح ص 536] والألباني [أحكام الجنائز ص210] قال: (وإسناده صحيح على شرط الشيخين)، واستدل به مجد الدين ابن تيمية [المنتقى من أخبار المصطفى (2/ 1936)]، وشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – [مجموع الفتاوى (24/ 316)]، وغيرهما كثير من العلماء ". أهـ.
(29/393)
أخرجة , صححه , رواه .. هل من توضيح بخصوص كل واحده منها؟
ـ[داعي خير]ــــــــ[24 - 03 - 04, 01:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأفاضل ..
أحيانا نقرأ بعد الأحاديث مثل هذه الكلمات ولا ندري ماذا تعني؟؟
فهل يوجد فرق بين كلمة رواه مثلا وبين كلمة أخرجة؟؟
وهل كلمة رواه تختلف عن صححه؟؟
بالتأكيد هناك فرق وإلا لما اختلفت الألفاظ
لكن ما الفرق؟؟
وما معنى كل كلمة؟؟
وفقكم الله وبارك في علمكم ..
ـ[الأجهوري]ــــــــ[24 - 03 - 04, 02:56 ص]ـ
كلها اصطلاحات لأئمة الحديث. ولا يحضرني الآن تعريفات محدودة، ولكن أذكر لك ما كنت قد فهمته من دروس أحد شيوخنا الأفاضل في كتاب "الباعث الحثيث".
وهو أن كلمة "رواه" أعم من كلمة "أخرجه"، فكل مخرج للحديث فقد رواه، وليس العكس، بمعنى يقال هذا حديث: رواه أبو هريرة رضي الله عنه، رواه الزهري رحمه الله، رواه فلان أو فلان لأي شخص في سلسلة السند.
أما الذي أخرجه فهو من وضعه في مصنف وأخرجه للناس، فيقال: هذا حديث أخرجه البخاري في كذا ثم نذكر اسم كتاب من كتبه، أو نقول أخرجه مسلم أو الدارقطني أو ابن عساكر أو أي إمام وضعه في مصنف وأخرجه للناس.
ولاحظ هنا أنك إذا استخدمت اللفظ العام وهو "رواه" يكون المعنى العام صحيحا، فتقول: هذا حديث رواه البخاري ... إلخ لصحة ذلك في الواقع وهو كون البخاري أحد رواة الحديث.
إذن لفظ "أخرجه" أخص من لفظ "رواه".
مثال آخر: قد تجد الإمام مالكا رحمه الله في سند ثم تجد أو لا تجد هذا الحديث في الموطأ، فنقول في الحالة الأولى (أعني وجوده في الموطأ): رواه مالك أو أخرجه مالك، ونقول في الحالة الثانية (أعني عدم وجوده) رواه مالك فقط.
أما لفظ "صححه":
فمعناها يسير في اتجاه آخر ألا وهو الحكم على ثبوت الحديث ونسبة الحديث إلى درجة الصحة، وقد يكون من راو للحديث أو من مخرج له أو من إمام نقاد في الفن متقدم أو متأخر كالعلامة الألباني، وإن كان من مخرّج فله طرق إما بوصف الكتاب كله باسم "الصحيح" كالشيخين، أو بالنص على ذلك عقب كل حديث كما يفعل الإمامان الترمذي والدارقطني أحيانا، إذن فكلمة "صححه" لها مجال آخر تماما.
أرجو أن أكون أفلحت في بيان شيء من ذلك ولست بأهل لذلك لأني لست من فرسان هذا العلم ولا حتى من أفراخه.
(29/394)
أبو تيمية إبراهيم الميلي (كما عرفته وشاهدته)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 02:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،، وبعد:
لما رأيت الكلام عن شيخنا المفضال أبي تيمية و تشابه الأسماء في المنتديات حسُن أن أكتب ما جال في خاطري قديماً حول هذا الرجل.
هو الشيخ أبو تيمية (بنته الكبرى) أبو محمد إبراهيم بن شريف الميلي نسباً الجزائري منشأً نزيل الكويت.
في غرة الثلاثين من العمر، إمام وخطيب جامع في الكويت، وله مآثره الطيبة هناك رأيت هذا بعيني، وليس الخبر كالمعاينة.
هذا الرجل المفضال الذي إنْ حدّث في علم وكأنه متخصصٌ فيه، زرتُه في الصيف العام الماضي في جمادى الأولى عام 1424هـ، وجلست معه من بعد صلاة العصر إلى الساعة العاشرة والنصف مساءًا دون انقطاع، ورغم عناء السفر والتعب حال وصولي له إلا أنها تجلَّت منذ رؤيته وسماع حديثه و حسن منطقه وبشاشة وجهه وتواضعه الجمّ وفوائده التي لا أحصيها خلال هذه الساعات.
أيقنت بأنه مكسب لأهل الكويت في أسلوبه وتعامله وخطابه وقدرته العلمية وملكته وقبوله بين الناس.
رأيت منه _ ثبتنا الله وإياه على الحق _ بعد نظره وحسن تعامله مع المخالف له في المنهج (رأيت هذا عياناً).
أكرمني في بيته العامر أيما إكرام حسيَّاً ومعنويَّاً، ورأيت جزءًا من مكتبته العامرة بالأمهات والنوادر.
للشيخ إبراهيم مؤلفات عديدة، تدل على ملكة هذا الرجل - حفظه الله - منها:
1 - رسوم التحديث في علوم الحديث للجعبري، طبع دار ابن حزم في مجلد – تحقيق و دراسة.
2 - المنتقى من الغيلانيات و المزكيات لابن تيمية – طبع دار ابن زم – تحقيق و دراسة
3 - المئة المنتقاة من صحيحي البخاري لابن تيمية – طبع دار ابن زم – تحقيق و دراسة
4 - تيسير العبادات لأرباب الضرورات لابن تيمية – طبع دار ابن زم – تحقيق.
5 - إعلام الأنام بما انتهى إليه السلام – تأليف، طبع دار ابن الأثير.
6 - مسألة في الهجر لابن تيمية، طبع مطبعة الفيصل، توزيع الذهبي.
7 - ما رواه الأكابر عن مالك لمحمد بن مخلد الدوري، تحقيق و دراسة طبع دار السقا بدمشق.
8 - بلوغ المآرب في قص الشارب – للسيوطي، تحقيق و دراسة، طبع دار السقا مع ذيل عليه.
9 - تفسير الباقيات الصالحات للعلائي، تحقيق و دراسة طبع مكتبة المعارف.
10 - قاعدة في السماع المحدث لابن تيمية – طبع دار ابن حزم – تحقيق و دراسة
11 - أجوبة العلماء عن حكم النظر في كتب البكري – لجماعة من أهل العلم تحقيق – طبع بدار ابن حزم.
وغيرها الكثير الكثير مما سيطبع أو مازال مخطوط.
كان حديثي معه متواصلاً ونحن في السيارة وفي المسجد وفي البيت عن علوم الحديث وخاصة علم العلل.
له صوت جميل مؤثر، وقرائته مجوَّدةٌ غاية في الإتقان، صلى بنا المغرب والعشاء، ذكرني بقراءات بعض المشايخ المصريين.
وهناك الكثير مما أكفُّ عن ذكره مراعاةً لحقه عليَّ، كما أنَّ من حقه عليَّ أن أكتب هذه السطور، رغم يقيني بأنه سيعتب علي، ولكن ناسب ذكره الآن، وهو من باب التحميض بين طلبة هذا الملتقى المبارك، الذين فيهم من يستحق أن يُسطَّر له.
وكتبه أخوكم
أبو إبراهيم
حائل - ظهر الأربعاء 3/ 2/1425هـ
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 02:35 م]ـ
ما قاله الاخ ابو ابراهيم في حق الشيخ الفاضل ابي تيمية قليل من كثير.وليس الخبر كالمعاينة.
بارك الله فيهما.
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 04, 05:17 م]ـ
أين عنوان مسجد الشيخ في الكويت فلعلنا نزوره .... !
ـ[النذير العريان]ــــــــ[25 - 03 - 04, 01:34 ص]ـ
(باب: ما يقول المسلمُ إذا مدحَ المسلمَ)
قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:
((إذا كانَ أحدُكُم مادحًا صاحبَهُ لاَ مَحالَةَ فليقُلْ: أحسِبُ فُلانًا واللهُ حسيبُهُ، ولا أزكِّي على اللهِ أحدًا، أحسِبُهُ ـ إنْ كان يعلمُ ذاكَ ـ كذا وكذا)).
حديثٌ صحيحٌ رواه الإمامُ مسلمٌ في صحيحه (4/ 2269).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 03 - 04, 11:05 ص]ـ
جزى الله الشيخ أبو إبراهيم خير الجزاء على ما تفضل به، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل
أخونا الشيخ الفاضل المحقق المدقق إبراهيم بن شريف الميلي حفظه الله ورعاه،من طلاب العلم الجادين النجباء-نحسبه كذلك وحسيبه الله ولانزكي على الله أحدا، له نفس قوي في البحث، وله عناية فائقة بعلم علل الحديث، وله كذلك اهتمام خاص بالإمام ابن تيمية ومؤلفاته وسيرته، وقد كتب في سيرته نحو ستة مجلدات.
وقد أسمى ابنته الكبرى (تيمية) لحبه الشديد لهذا الإمام.
وقد سعدت برؤيته والجلوس معه والإفادة من علمه في بلد الله الحرام في رمضان 1420ثم في حج 1423، فنسال الله أن يبارك فيه ويحفظه ويجزيه خير الجزاء.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 03 - 04, 11:50 ص]ـ
كتابلت الشيخ في المنتدى دليل على تمكنه في العلم، وجلده في البحث.
لكنه يغيب علينا في بعض الأحيان فنشتاق كثيرا إلى إطلالاته العلمية .. :)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/395)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 03 - 04, 02:14 م]ـ
أقول متمثلا بقول الصديق رضي الله عنه:
اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، و اغفر لي ما لا يعلمون، و اجعلني عندك خيرا مما يظنون.
و غفر الله لأخينا أبي إبراهيم، فلقد صدمت بما كتب، وراسلته راجيا أن يحذف ذلك، فالمرء أعرف بحاله، و صاحب الدار أدرى بما فيها ..
و من سلِم له إيمانُه و صح عمله فقد فاز.
و الله المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله ..
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 02:24 م]ـ
لوتكرمت بذكر مكان المسجد أو عنوان البيت , فأحيانا أزور الكويت لبعض المصالح , وأود لقياك للفائدة .... !!
فهلا ذكرت لنا العنوان مشكوراً .....
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 05:35 م]ـ
شيخنا أبو تيمية، لعلك تعذرني الآن بعد تعقيب المشايخ الكرام، وما قلته هو حسبي فيكم، والله حسيبكم ولا أزكي على الله أحداً، وأستغفر الله وأتوب إليه ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 03 - 04, 06:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأحسب اني قد قرات له ترجمة مختصرة في موقع من مواقع الانترنت
وذلك قبل فترة طويلة
وكتابات الشيخ ومشاركته تدل على تمكنه في أبواب العلم مع الأدب الجم والتواضع
حتى انه كان بودي ان اعقب على الحوار الذي دار بين الاخ الكريم سلطان العتيبي والشيخ وفقه الله
اعلمه فيها بان الشيخ ممن له عناية فائقة بكتب شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
فهو مرجع في ذلك
وقد أشار الى ذلك شيخنا الفقيه وفقه الله
ولشيخنا معرفة ومشاركة جيدة في علوم القرآن والتفسير
بل يمكن ان يكون مرجعا لطالب هذا العلم (اقصد علم التفسير
ومن أراد ان يعرف ذلك فليرجع الى مشاركاته في ملتقى أهل التفسير
مما يدلك على ان الشيخ متمكن في هذا العلم وفقه الله
وهذا قليل مما لدى الشيخ وفقه الله (اقصد في التفسير وعلومه)
واما عن الكتب التي حققها
فننصح طالب العلم باقتناء تلك الكتب
ليعرف كيف تحقق الكتب
وان تحقيق الكتاب لا يكون بنفخ الكتب
وانما يكون بضبط الكتاب ضبطا يكون قريب مما اراده المصنف
والا فما فائدة التحقيق
وهذا فن آخر مما أحسب ان الشيخ يتقنه ويجيده
وهو فن قراءة المخطوطات
وهذا واضح جدا من تحقيقاته
وقد فرحت كثيرا لما رأيت اسمه في الملتقى فقد تغيب عن الملتقى لفترة طويلة
ولاادي متى رجع
ولكني لما رجعت رأيت اسمه ففرحت
أمر آخر أود أن أشير اليه وهو ما ذكره الشيخ أبو إبراهيم وفقه الله
عن تواضع الشيخ
فهذا أمر واضح من مشاركاته ووردوده على الاخوة في الملتقى
وأيضا أدبه الجم مع الجميع
وما شهدنا الا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين
و
هذه شهادة تلميذ لشيخه
ووما جعلني اقدم عليه هو شهادة المشايخ وفقهم الله
فذكرت هذا من باب المشاركة
ولولا علمي بكراهة الشيخ
لاطلت
علما باني لم اسعد بعد بلقاء الشيخ
وما شهدت الا بماعلمت
وقد اخبرنا الأخوة الذين يعرفوه انه فوق ذلك
فنسأل الله ان يبارك له في علمه وان يوفقه لكل خير
وان ينفع به البلاد والعباد
==
نسيت ان اذكر بان الشيخ ابا ابراهيم وفقه الله لم يذكر مقام الشيخ في الشام
وهو امر مهم
وفيه ذكر مشايخه وفقهم الله
وفي ذلك فوائد
تجد ذلك في فوائد الشيخ
نسيت ان اذكر تمكن الشيخ في علوم اللغة
والرجل اذا تنوعت معارفه فان الانسان يحار اين يضعه
فائدة
أحسب ان قول القائل اذا مدح انسان أحسبه كذلك والله حسيبه
ونحو ذلك
هو من الارشاد وليس بواجب
يوضحه انك تجد ان الصحابة ومن بعدهم يزكون الرجل فلا يلتزمون ان يقولوا نحسبه كذلك والله حسيبه في كل مرة
فتجدهم يقولون
فلان رجل صالح
وكان رجلا صالحا ونحو ذلك
في التزكية ونحو ذلك
وفي كتاب الشهادات للبخاري
ذكر قول العريف: انه رجل صالح
والله أعلم بالصواب
ـ[ابو عبدالله الناصري]ــــــــ[26 - 03 - 04, 01:27 م]ـ
أخونا الشيخ المحقق أبو تيمية الميلي حفظه الله تعالى ليس لمثلي أن يشهد بعلمه وفضله فدونك درره المنثورة في الملتقى وغيره مما حققه ونشره شاهد بحسن التحقيق وجمال التعليق ومن عرفه عن قرب علم أن ما كُتب عنه وما قيل فيه كما قال أخونا الشيخ أبو الوفا قليل من كثير وغيض من فيض فالله أسال أن يحفظه ويتولاه وأن ينفعنا بعلمه واعلم أنه لولا أعماله العلمية لرأيتم ما تطرق إليه الأبصار وتطرب له الأسماع 0
وعذرا شيخنا أن بدر مني التقصير فإني عاجز عن بيان فضلك وعلمك وحسن أدبك 0
ـ[البدر المنير]ــــــــ[27 - 03 - 04, 08:01 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله، أسأل الله ان يجمعنا بك في الجنة ياشيخ ابراهيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و اهل الحديث
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 03 - 04, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيرا .. على هذه الترجمة ..
ونفع الله بالشيخ فهو من خيرة الأعضاء هنا، هكذا نحسبه والله يتولنا وإياه.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 06:44 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فصاحب الفضيلة الشيخ أبو تيمية إبراهيم الميلي حفظه الله من خيرة كُتّاب هذا الملتقى علما وأدبا، ووجوده بيننا مكسب كبير، وتشهد له تحقيقاته ومشاركاته بأنه عالم موسوعي متفنن، وقد استفدت كثيرا من مطالعة مشاركاته القيمة، وأنا أعلم أنه في غنية عن ثناء حقير مثلي خاصة بعد أن أثنى عليه مشايخنا الأعلام في المشاركات السابقة، ولكنه من باب لم يشكر الله من لم يشكر الناس، أسأل الله تعالى له دوام التوفيق والسداد والرفعة في الدنيا والآخرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/396)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[01 - 04 - 04, 11:31 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يجزي جميع الإخوان الأحباء خيرًا على حسن ظنهم في أخيهم؛ لكني أرى - و الرأي لكم - أن ما كتب فيه من الغلو و المجاوزة للحد ما فيه، و ما أظن أحدا يرضى بأن يكتب في حقه ما كتب ..
فالذي أراه أن تحذف هذه الترجمة - و ما في بابها -، فهي لا تليق بنا أهل الحديث ..
اللهم إلا ما كان متعلقا ببيان مؤلفات المترجم له أو تحقيقاته أو مقالاته و نحوها، و أما غير ذلك، فالأليق بنا - أهل الحديث - البعد عنه، لا سيما و نحن نكتب جميعا على صفحات هذا المنتدى، فأيدينا في أيدي بعض، و وجوهنا قبل بعض، فأرجو من الإخوان القائمين على المنتدى حذف ما كتب، و الشكر موصول لمشايخنا الفضلاء الذين تفضلوا بالكتابة و المشاركة، فله مني كل محبة و تقدير ..
و الله أرجو أن يجعلنا إخوانا متحابين في الله، و أن يجمعنا جميعا في جناته جنات النعيم و الله أعلم
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[01 - 04 - 04, 11:33 م]ـ
.
ـ[أبو عثمان999]ــــــــ[02 - 04 - 04, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ارجو من الاخوة القائمين تلبية رغبة اخونا الحبيب الشيخ ابراهيم الميلي وفقه الله، وهو نعم الرجل ونعم طالب العلم نحسبه كذلك والله حسيبه، ونسأل الله لنا وله الثبات، فإن كنا نحب هذا الاخ في الله ولله فلا نؤذية أو نعكر عليه؛ فلعل الاخوة الفضلاء ان يلبوا طلبه ...
ثبت الله الجميع على الحق
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 05:43 ص]ـ
هل يتحفني أحد من الإخوة عنوان البريد الاليكتروني للشيخ الفاضل إبراهيم الميلي حفظه الله
جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 04 - 06, 07:06 ص]ـ
هل يتحفني أحد من الإخوة عنوان البريد الاليكتروني للشيخ الفاضل إبراهيم الميلي حفظه الله
جزاكم الله خيرا
الأخ الفاضل /
بإمكانك الدخول إلى مشاركات الشيخ / أبي تيمية إبراهيم الميلي وفقه الله تعالى ومراسلته عن طريق البريد الألكتروني الموجود في صفحته.
وجزاك الله خير الجزاء على رفعك للموضوع، فلم أره إلا الساعة.
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[13 - 04 - 06, 11:10 م]ـ
أخي الكريم المسيطير
السلام عليكم ورحمة الله
لا اعلم عن صفحته شيئا، ما هو رابطها؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[14 - 04 - 06, 01:44 ص]ـ
غفر الله للجميع لا تقطعوا عنق صاحبكم فهلا دعوتم له في ظهر الغيب لكان أجدى
والله أعلم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:36 ص]ـ
لم أستفد من هذا الموضوع, سوى اسم الشيخ وأصله وسكنه, الآن
أما غير ذلك فـ ((الشمس لاتحجب بغربال)) وقد أكبرته منذ قراءة أول رد له هنا, وقد راسلته على الخاص مستفسراً عن أمر في علل الحديث,
حفظ الله الشيخ وأكثر من صور ابن تيمية القديم ونماذجه, وحفظ الله له ابنته تيمية
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 04 - 06, 02:47 م]ـ
أخي الكريم المسيطير
السلام عليكم ورحمة الله
لا اعلم عن صفحته شيئا، ما هو رابطها؟
جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أقصد أن تضع المؤشر على اسم الشيخ ثم تضغط عليه (كليك) فتخرج لك بيانات الشيخ وفقه الله تعالى (الملف الشخصي)، وفيها إرسال رسالة خاصة عن طريق الملتقى، وأيضا رسالة خاصة عن طريق البريد الألكتروني.
وهذا ما أعنيه.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=290
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 04 - 10, 08:46 ص]ـ
ترجمة يافعة نافعة!
تستحق الرفع! والنفع!
(29/397)
هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف)
ـ[هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف) [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف)
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف)]ــــــــ[هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف) [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف)
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف)]ـ
هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف) [الأرشيف]- ملتقى أهل الحديث ملتقى أهل الحديث > المنتدى الشرعي العام > هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف)
تسجيل الدخول
مشاهدة النسخة كاملة: هل هذا الحديث (صحيح-حسن-ضعيف)
(29/398)
تلخيص (الجنائز) من (البلوغ) للشيخ عبدالله الفوزان
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[24 - 03 - 04, 04:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أٍشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذا تلخيص لكتاب الجنائز من شرح بلوغ المرام لشيخنا الشيخ عبد الله الفوزان قد كنت جعلته لنفسي ثم بدا لي ان أطلع إخواني عليه شحذا لهمتهم لكي يستفيدوا من الشيخ سواء بقراءة كتبه أو سماع أشرطته أو حتى بالرحلة إليه وهذا من بعض حق شيخنا علينا.
علما أن طريقة الشيخ في الشرح أن يذكر الحديث من البلوغ ثم يقول: والكلام على الحديث من وجوه فيذكر في الوجه الأول من أخرج الحديث محيلا إلى الأبواب ولو كان الحديث في الصحيحين ثم يذكر مخرج الحديث وبعد ذلك إن كان في الحديث كلام لأهل العلم ذكره فإن كان في الحديث علل ذكرها ......
ومما يميز تخريج الشيخ هو أنه يوقفك على مثار الإشكال في السند أو المتن فيتبين للطالب مأخذ أهل العلم في تصحيح وإعلال الحديث
أضف إلى هذا ورع الشيخ فإنه يقف كثيرا في الحكم على الحديث خصوصا إذا اختلف الكبار (أحمد وابن المديني والبخاري والنسائي ...... )
فما ظنك برجل من أهل الحيث اجتمع له العلم والورع
ناهيك عن أسلوبه في الدرس فإنه للعلم فالشبخ مرتب في كلامه أنيق في أسلوبه ......
اللهم احفظ لنا شيخنا وانفعنا بعلمه
كتاب الجنائز
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ٍ: (أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموتٌٍٍٍََُُّْْْ)
التخريج: الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان كلهم من طريق الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ٍأبي هريرة.
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
درجة الحديث: قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قال الشيخ: والسبب أنه حسن لأن محمد بن عمرو بن علقمه متكلم فيه. وأحسن ما قيل فيه كلام الذهبي: شيخ مشهور حسن الحديث مكثر عن أبي سلمة قد أخرج له الشيخان متابعة) وقال الحافظ: صدوق له أوهام.
فالحيث حسن وله شاهد عند الطبراني في الأوسط من حديث أنس وحسنه المنذري.
الوجه الثاني:
هاذم: قاطع ومن ألفاظ الحديث: هادم (من هدم البناء) وهازم (من القهر والغلبة)
الوجه الثالث:
الموت: بالجر عطف بيان من (هاذم) ولك أن تقرأه بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف وبالنصب مقدرا (أعني)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
2 - عن أنس رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي) متفق عليه
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
(لابد) لا: نافية للجنس , بد: اسمها والخبر المحذوف تقديره موجود , أما (متمنيا) فهو خبر كان
الوجه الثاني:
النهي عن الموت لأمرين:
1 - لأن ذلك يدل على الجزع
2 - أنه ليس في الدعاء بالوت مصلحة بل فيه مصلحة ظاهرة وهي طلب إزالة نعمة الحياء ففي البخاري: لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به إما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب) وفي رواية لمسلم: (إنه إذا مات انقطع عمله وأنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا.)
الوجه الثالث:
ظاهر الحديث أن الضر عام الدنيوي والأ خروي مثل الفتنة في الدين لكن حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي وورد عند ابن حبان من طريق آخر (لضر نزل به في الدنيا) فإن قلنا كما قال الحافظ أن (في) سببية فإنه يتعلق النهي بالضر الدنيوي , وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا:
لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني كنت مكانه) فإنه قد يدل على الجواز في فتنة الدين وفي حديث معاذ: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات ..... وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح وسألت عنه البخاري فقال: حسن صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/399)
4 – النهي عن تمني الموت مقيد بما إذا كان بغير هذه الصفة (اللهم أحيني ماعلمت الحياة خيرا لي .... ) لأن هذه الصفة فيها تفويض وتسليم بالقضاء والله هو العالم بحقائق الأمور فيفوض الأمر إلى من يعلم الأمر ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة في حديث عمار (اللهم بعلمك الغيب ... ) وهو حديث صحيح.
الوجه الرابع:
امتثل الصحابة هذا النهي فهذا أنس راوي الحديث يقول: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به) متفق عليه
وقال قيس بن حازم: أتينا خباب بن الأرت نعوده وقد اكتوى سبعا فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به) متفق عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
3 - عن بريدة مرفوعا: المؤمن يموت بعرق الجبين. رواه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
أخرجوه كلهم من طريق المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهم الحافظ فقال: أخرجه الثلاثة مع أن أبا داود لم يخرجه.
الوجه الثاني:
درجة الحديث: الحديث معلول فلا يعرف لقتادة سماع من عبد الله بن بريدة قال الترمذي: هذا حديث حسن وقال بعض أهل الحيث: لانعرف لقتادة سماعا عن عبد الله بن بريدة) ٍ ولعل المراد البخاري لأنه ذكر في التاريخ الكبير (4/ 12) أن قتادة لم يسمع من عبد الله بن بريدة
يضاف إلى هذا أن قتادة مدلس
لكن ذكر العلماء أن قتادة عاصر عبد الله بن بريدة ما يقرب من (44 سنة)
فعبد الله توفي (115) وقتادة (117)
ومع هذا فقد تابع قتادة كهمس عن بريدة و كهمس هو ابن الحسن التميمي (ثقة من رجال الستة) وذلك عند النسائي
الوجه الثالث:
عد الألباني في أحكام الجنائز الموت بعرق الجبين من علامات حسن الخاتمة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما ساق الحديث مساق الخبر إنما ساقه مساق البشرة
الوجه الرابع:
اختلف العلماء في تفسير الحديث:
القول الأول:
أن الحديث كناية عن كد المؤمن وما يواجهه في دنياه من المشقة وطلب الحلال إضافة إلى أداء الصلاة والصوم فإذا جاءه الموت كان قد عرق جبينه في أمور دينه ودنياه.
القول الثاني:
أن الحديث كناية عن الشدة والمشقة التي يلقاها المؤمن عند الموت وسكراته وأن المؤمن يلقى عند الموت ما يكفر ذنوبه
وهذا الأقرب ففي المسند: بالطريق المتقدم أن بريدة كان في خرسان فعاد أخا له وهو مريض فوجده عند الموت وهو يعرق جبينه فقال: الله أكبر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ...... فذكر الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
4 - عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرؤا على موتاكم يس) رواه ابو داود والنسائي وصححه ابن حبان
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
كلهم من طريق سليمان التيمي عن أبي عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار
ولم يقل النسائي وابن حبان (عن أبيه)
هذا اٌلإسناد ضعيف لأمرين:
1 - الإضطراب في الإسناد فقد روي بذكر (عن أبيه) وبإسقاطها وروي مرفوعا وموقوفا.
ولهذا نقل الحافظ في التلخيص أن ابن القطان أعل الحديث بالوقف و الإضطراب وبجهالة أبي عثمان
2 - جهالة أبي عثمان كما قال ابن القطان قال الذهبي في الميزان: لا يعرف لا هو ولا أبيه
أما ابن حبان فقد ذكره في الثقات لذا صحح حديثه (ذكره في صحيحه)
قال ابن باز: يبدو أن ابن حبان ظن أن أبا عثمان هو النهدي. ولذا ليس في إسناد ابن حبان (وليس بالنهدي) قال الشيخ: وهذا القيد ملحظ دقيق لأن أبا سليمان النهدي روى عنه النهدي وأبا سليمان هذا
قال الدار قطني: هذا حديث ضعيف الإسناد مجهول المتن ولايصح في الباب شيء.
الوجه الثاني:
قال ابن حبان:
إن المراد بالحديث المحتضر وليس من مات وقضى. وأيده ابن القيم في الروح من خمسة وجوه (ولم يذكرها الشيخ وأنا هنا أسوقه للفائدة)
قال ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/400)
وفي النسائي وغيره من حديث معقل بن يسار المزني، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرأوا «يس» عند موتاكم». وهذا يحتمل أن يراد به قراءتها على المحتضر عند موته مثل قوله: «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» ويحتمل أن يراد به القراءة عند القبر، والأول أظهر لوجوه:
أحدها:
أنه نظير قوله: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله.
الثاني:
0انتفاع المحتضر بهذه السورة لما فيها من التوحيد والمعاد والبشرى بالجنة لأهل التوحيد وغبطة من مات عليه بقوله: {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} فتستبشر الروح بذلك فتحب لقاء الله فيحب الله لقاءها، فإن هذه السورة قلب القرآن، ولها خاصية عجيبة في قراءتها عند المحتضر.
وقد ذكر أبو فرج بن الجوزي قال: كنا عند شيخنا أبي الوقت عبد الأول، وهو في السياق، وكان آخر عهدنا به أنه نظر إلى السماء وضحك، وقال: {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} وقضى.
الثالث:
أن هذا عمل الناس وعادتهم قديماً وحديثاً يقرأون «يس» عند المحتضر
الرابع:
أن الصحابة لو فهموا من قوله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا «يس» عند موتاكم». قراءتها عند القبر؛ لما أخلّوا به، وكان ذلك أمراً معتاداً مشهوراً بينهم.
الخامس:
أن انتفاعه باستماعها وحضور قلبه وذهنه عند قراءتها في آخر عهده بالدنيا هو المقصود، وأما قراءتها عند قبره، فإنه لا يثاب على ذلك لأن الثواب إما بالقراءة أو بالاستماع، وهو عمل وقد انقطع من الميت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
5 - عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه) رواه أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى وأحمد وإسناده صحيح لكن ليس هذا سنة دائمة فقد قال عليه الصلاة والسلام: اللهم فقهه في الدين)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
6 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه.) رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن.
وهو من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة.
والسبب في نزول الحديث إلى درجة الحسن هو عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف , متكلم فيه
قال البخاري: صدوق إلا أنه يخالف في حديثه.
وهذا هو الصواب أنه إن وافق غيره قبل وإن خالف ترك قال في التقريب: صدوق يخطيء.
وحديثنا يقبل لأنه لم يخالف بدليل أنه أخرجه ابن حبا ن من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
ما معنى: أن نفس المؤمن معلقة بدينه؟
قال العراقي: يعني أن النفس لايحكم لها لا بنجاة و لا هلاك حتى ينظر أيقضى عنه أم لا؟
وقال آخرون: المعنى أن النفس لا تبلغ مقامها الكريم ومنازلها العالية حتى يقضى الدين.
وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين)
والحديث محمول على ميت له مال أما الميت الذي لا مال له ومات عازما على قضاء الدين فإن هذا يؤدي الله عنه ففي البخاري: من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه ومن أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله) ييسر له مال في الدنيا أو يرضي عنه غرمائه في الدنيا قبل الآخرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
7 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما أرادو غسل النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: والله ما ندري أنجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم مكلم من ناحية االبيت أن اغسلوالنبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه .... وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه
رواه أحمد وأبو داود من طريق محمد بن اسحاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/401)
درجة الحديث: سنده حسن لأنه من رواية ابن اسحاق وقد صرح بالتحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
8 - حديث أم عطية (اغسلنها ثلاثا أو خمسا ....... ) دليل على وجوب غسل الميت ونقل النووي في المجموع الإجماع على أنه فرض كفاية , وهو متعقب بأن مالكا يقول إنه سنة كما نقل ذلك علماء المالكية (ومنهم القرطبي في المفهم ورجحه)
ذكر ابن قدامة في المغني أنه إذا لم يوجد السدر غسل بأي منظف لأن المعنى معلوم معقول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
9 - عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم و كفنوا فيها موتاكم)
رواه الخمسة الا النسائي وقال النرمذي: حسن صحيح.
أخرجوه كلهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا
عبد الله بن خثيم هذا الأكثرون على توثيقه إلا أن النسائي نقل عن ابن المديني أنه قال: منكر الحيث قال: النسائي: وكأن علي بن المديني خلق للحديث , أما الأكثرون كابن معين و النسائي و أبي حاتم على توثيقه إلا أن أبا حاتم قال: ما به بأس صالح الحديث. وأبو حاتم متشدد في هذا الباب
و الحديث له شاهد عند النسائي وابن ماجة من حديث سمرة قال الحافظ: اسناده صحيح.
وقع عند أحمد وأبي داود زيادة: وإن خير أكحالكم الإثمد يدنو البصر وينبت الشعر.)
فائدة: لايكره لبس غير الأبيض لأن النبي صلى الله عليه وسلم لبس غير الأبيض وهذا هو الصارف عن الوجوب من الأمر في الحديث.
الحديث دليل على استحباب تكفين الميث بالثوب الأبيض وذلك لأمرين:
1 - أنه أطيب و أطهر 2 - أنه هو الذي اختاره الله لنبيه على يد أصحابه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
10 - عن علي رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا) أخرجه أبو داود من طريق عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي عن لإسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي عن علي بن أبي طالب
الإسناد ضعيف لأمرين:
1 - ضعف عمرو بن هاشم قال البخاري (فيه نظر) وقال مسلم في الكنى (ضعيف الحديث) وقال أحمد: صدوق ولم يكن صاحب حديث.
2 - ذكر الحافظ في التلخيص أن في الإسناد انقطاعا ونقل عن الدار قطني أنه قال: الشعبي لم يسمع من علي سوى حرف واحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
11 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: رجع إ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم من جنازة بالبقيع وأنا أجد صداعا في رأسي وأنا أقول: وارأساه قال: بل أنا وارأساه قال: مايضرك لو مت قبلي فغسلتك و كفنتك ثم صليت عليك ودفنتك قالت ٍ: ولكأني والله لو فعلت ذلك لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه بعض نسائك قالت: فتبسم ثم بدأ وجعه الذي مات فيه) هذا لفظ أحمد
رواه أحمد وابن ماجة وصححه ابن حبان
سنده حسن حسنه الألباني في الإرواء من أجل ابن اسحاق وقد صرح بالتحديث عند البيهقي في دلائل النبوة
ورواه البخاري في صحيحه وليس فيه ذكر التغسيل وهذا يشعر أنها لفظة معلولة لأن صاحبي الصحيح إذا ساقا الحديث وأعرضا عن لفظة فإنه يدل على أنها معلولة كما قرره ابن تيمية وابن رجب
قال ابن الجوزي في التحقيق: لم يقل (فغسلتك) إلا ابن اسحاق
ولكن عند أحمد متابعة من طريق صالح بن كيسان عن الزهري عن عروة عن عائشة بلفظ: لهيأتك ودفنتك.
قال الألباني: إسناده صحيح على شرط الشيخين
وهذه متابعة يفرح بها لأن قال: (لهيأتك) والتهيأ يبدأ بالتغسيل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/402)
12 – عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن فاطمة رضي الله عنها أوصت أن يغسلها علي رضي الله عنه) رواه الدارقطني.
فيه عبد الله نافع المدني
ضعفه ابن معين وقال مرة: لا يكتب حديثه, وقال ابن المديني: يروي أحاديث منكرة وقال البخاري: فيه نظر
وفي الحديث أم عون غير معروفة قال في الجوهر النقي: في إسناده من يحتاج إلى كشف حاله.
غير أنه قد تابع عبد الله بن نافع قتيبة بن سعيد فرواه عن محمد بن موسى ولهذا حسن الحافظ هذا الحديث وتبعه الألباني هذا الإرواء.
الحديث دليل على جواز تغسيل الزوج زوجته وهو قول الجمهور واستدلوا بدليلين:
1 - حديث الباب 2 - القياس كما أنها تغسل زوجها فهو يغسلها
وقيل ليس للزوج تغسيل زوجته وهو قول أبي حنيفة والثوري ورواية عن أحمد قالو: لأنه بالموت بطل النكاح وحصلت الفرقة بدليل أنه يجوز أن يتزوج أختها فإذا كان هذا فلا معنى لكونه يطلع عليها ويغسلها فالفرقة إذا حدثت وأبطلت النكاح حرم اللمس والنظر
والراجح قول الجمهور ولا ينبغي أن يلتفت إلى التعليل إن وجد الدليل.
أما عكس هذه المسألة من تغسيل المرأة زوجها فهو جائز ويدل عليه حديث عائشة: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نساؤه) قال البيهقي: فتلهفت على ذلك ولا يتلهف إلا ٍلأمر جائز. وقد رويت آثار كثيرة تقوى بمجموعها أن نساء أبا بكر غسلن أبا بكر وكان هذا من وصية أبا بكر ونقل ابن عبد البر في الاستذكار الإجماع على جواز تغسيل المرأة زوجها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
13 - عن بريدة في قصة الغامدية التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجمها في الزنا قال: ثم أمر بها فًٍََُِْْصلي عليها ودفنت. رواه مسلمَ
في الإسناد بشير بن مهاجر وثقه ابن معين و العجلي وغيرهما لكن قال الذهبي: ثقة في حديثه شيئ. وفي التقريب: صدوق لين الحديث.
وعند التأمل في حديثه تجد أن مسلما لم يخرج له في الأصول بل في المتابعات فإن مسلما ساق هذا الحديث من طريق غيلان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه وذكر الحديث بطوله وليس فيه ذكر الصلاة ثم ساق الحديث من طريق بشير وفيه ذكر الصلاة , وهذا يتمشى مع المنهج الذي ذكره مسلم في مقدمته أنه يسوق أولا الحديث الذي رواته من أوثق ما يكون ثم يتبعه بما دونه
وللحديث شاهد من حديث عمران بن حصين في قصة الجهينية التي زنت ثم امر بها ..... فصلى عليها قال عمر: أتصلي عليها وقد زنت قال: لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم .. ) رواه مسلم
الحديث دليل على مشروعية صلاة الإمام الأعظم على من أقيم عليه حد الزنا قال أحمد: ما نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الصلاة على أحد إلا على الغال وقاتل نفسه
وهذا قول الجمهور أحمد والشافعي والأوزاعي وابن المنذر في الأوسط
القول الثاني: أن الإمام الأعظم لا يصلي على من قتل حدا ويصلي عليه بقية الناس وهو منصوص الإمام مالك في المدونة الكبرى واستدلوا بحديث أبي برزة الأسلمي ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي على ماعز ولم ينه عن الصلاة عليه. أخرجه أبو داود قال المنذري: في إسناده مجاهيل.
واختلف أهل العلم هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم على ماعز لاختلاف الأحاديث ولا يعنينا لأنه قد جاء ما يكفي ويدل على الصلاة عليه. ًًًًًٌٌَ
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 - 03 - 04, 07:07 م]ـ
- عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصلي عليه.) رواه مسلم
المشقص: نصل عريض والنصل حديدة الرمح والسهم والسكين
ذكر ابن تيمية في الفتاوى أن امتناع الإمام من الصلاة على قاتل نفسه يتعدى إلى غير الإمام ممن يكون بالإمتناع من الصلاة عليه ردع ونكال
؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
15 - عن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة المرأة التي كانت تقم المسجد فسأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم
ففالوا: ماتت فقال: أفلا كنتم آذنتموني؟ فكأنهم صغروا أمرها فقال: دلوني على قبرها فدلوه فصلى عليها. متفق عليه وزاد مسلم ثم قال: إن هذه القبور مملؤة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها بصلاتي عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/403)
كلهم من طريق حماد بن زيد عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة مرفوعا
أما زيادة مسلم جائت من طريق أبي كامل عن حماد بن زيد .....
قال البيهقي في السنن الكبرى: أنه يغلب على القلب أن هذه الجملة مدرجة في الحديث من كلام ثابت البناني
ونقل الحافظ في الفتح كلام البيهقي وذكر ان هذا هو سبب إعراض البخاري عن هذه الزيادة لأن الحديث في البخاري من رواية سليمان بن حرب وأحمد بن واقد ومحمد بن الفضيل كلهم روو الحديث عن حماد بن زيد
ورواه عن حماد عند مسلم أبو كامل وأبو الربيع ولم يذكر الزيادة سوى أبوكامل
وعليه يمكن أن يحكم على هذه الزيادة بأنها معلولة لإعراض البخاري وكلام البيهقي
الحديث دليل على جواز الصلاة على القبر لمن فاتته الصلاة على الميت وهو قول الجمهور ومنعه أصحاب مالك على ما نقله القرطبي واعتذروا عن حديث الباب بأعذار ساقطة ذكرها القاضي عياض في شرح مسلم وتركها النووي
مالمدة التي يصلى عليها على القبر؟ فيها أقوال:
1 - أنه يصلى على الميث إلى شهر وهذا قول الحنابلة وبعض الشافعية واستدلوا بمرسل سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أم سعد بعد شهر (احتج به أحمد كما ذكره أبوداود في مسائل أحمد
2 - أنه يصلى على الميث في قبره أبدا (مذهب ابن عقيل الحنبلي وقول عند الشافعية).
3 - أنه يصلى على الميت في قبره أبدا بشرط أن يكون المصلي أهلا للصلاة على الميت يوم موته أما من ولد بعد موته أو كان وقت موته ليس أهلا للصلاة عليه كالصغير والمجنون فلا يصلى عليه وهذا قول لبعض الشافعية بل اعتبره النووي في روضة الطالبين من أصح الأقوال
وهذا القول فيه وجاهة ومن وجاهته منع الصلاة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أهل البقيع
وينبغي أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكون يصلي على كل قير ولا عن الصحابة أنهم كانوا يفعلون ذلك وحديث الباب دليل واضح أنه لا يصلى على القبر إلا لسبب أضف إلى أن المشروع على من زار القبر الدعاء لهم لا الصلاة عليهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن النعي) رواه أحمد والترمذي وحسنه
أخرجاه من طريق حبيب سليم العبسي عن بلال بن يحي العبسي عن حذيفة أنه قال: إذا مت فلا تأذنوا بي فٍإني أخاف أن يكون نعيا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ......
والحديث لابأس بإسناده وحبيب ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولاتعديلا وروى عنه عدد من الثقات منهم ابن المبارك ووكيع , وذكره ابن حبان في الثقات و له شاهد من حديث ابن مسعود: إياكم والنعي فإنه من عمل الجاهلية) أخرجه الترمذي مرفوعا وموقوفا ورجح الدار قطني في العلل أنه موقوف
وهو ضعيف لأن مدار الإسنادين على أبي حمزة ميمون الأعور قال الترمذي: وليس بالقوي عند أهل الحديث بل هو ضعيف جدا
حكم الصلاة على الغائب:
1 - مشروعة مطلقا وبه قال أحمد والشافعي
2 - غير مشروعة مطلقا وأن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي خاصة بالنجاشي ويدل على ذلك انه توفي كثير من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن أعزهم عليه القراء ولم أنه ينقل أنه صلى عليهم وهو مذهب أبي حنيفة وماالك وقول لأحمد
3 - غير مشروعة إلا لمن لم يصل عليه وهو قول لأحمد أختاره الخطابي وقال شيخ الإسلام: إن هذا هو الصواب , وصححه ابن القيم
أنه يصلى على الغائب إذا كان له نفع للمسلمين أو له أيادي بيضاء لأهل الإسلام وقد جاء هذا القول عن أحمد وذكره عن ابن تيمية في الإختيارات ورجح هذا ابن سعدي وابن باز
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[30 - 03 - 04, 04:15 م]ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) رواه مسلم
وسند الحديث حسن لأن فيه أبا صخر حميد بن زياد الخراط قال في التقريب: صدوق يهم , وفيه شريك بن عبدالله بن أبي نمر فإنه وإن روى له الشيخان إلا أن فيه كلاما ينزله عن رتبة الصحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/404)
في حديث عائشة مرفوعا: ما من ميت صلى عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه) رواه مسلم وكأن الحافظ لما أورد حديث الأربعين وترك حديث المائة يشير إلى المعنى الذي ذكره أهل العلم قالوا: هذا الإختلاف جاء أجوبة على حسب حال السائلين والمعمول به هو الأربعين لأن الله منعم متفضل وليس من سنته النقصان من الأجور ثم القاعدة في الأصول أن العدد لا مفهوم له لا سيما وقد جاء ما يدل على الزيادة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت في نفاسها فقام: وسطها.) بسكون السين هكذا قيده الحفاظ واقتصر عليه النووي وقيده بعضهم بالفتح
الحديث دليل على مشروعية وقوف الإمام في الصلاة على جنازة المرأة عند منتصف جسمها , أما الرجل فيقف عند رأسه وهذا القول بالتفريق قول أحمد و إسحاق والدليل حديث أنس أنه صلى على جنازة رجل فقام عند رأسه , وعلى جنازة امرٍأة فقام وسطها فقيل: أهكذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم قال: نعم.) رواه الخمسة إلا النسائي ورجاله ثقات وإسناده قوي.
القول الثاني:
أن الموقف واحد وهؤلاء اختلفوا:
فمالك يرى أنه يقف وسط الميت مطلقا وهو رأي البخاري كما أشعر به عند ترجمته لحديث سمرة فقال: باب أين يقوم من المرأة والرجل.
قال العلماء: وكأن البخاري يشير بترجمته إلى ضعف حديث أنس لأن بوب بما يخالفه.
قال أبو حنيفة: يقف عند صدر المرأة والرجل.
ـــــــــــــــــــــــ
عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما أسرع ما نسي الناس والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد. رواه مسلم
الحديث دليل على جواز الصلاة في المسجد وإنكار الصحابة على عائشة لأنه لم يكن معروفا على صفة الدوام لذا ذكر ابن القيم في الزاد أنه لم يكن عليه الصلاة والسلام من هديه الراتب الصلاة عليه في المسجد
أما حديث أبي هريرة الذي جاء من طريق ابن أبي ذئب عن صالح مولى التؤمة عن أبي هريرة مرفوعا: من صلاة على جنازة في المسجد فلا شيء له.) فله أجوبة ثلاثة:
1 - أنه حديث ضعيف لتفرد صالح مولى التؤمة والأئمة يتقون ما يتفرد به ونقل ابن القيم في الزاد عن أحمد أنه قال: هذا مما تفرد به صالح. وكذا قال ابن المنذر والبيهقي والبغوي وجماعة.
2 - أن هذا الحديث مختلف في لفظه فالنسخ المحققة المشهورة فيها: فلا شيء عليه. وعند ابن ماجة وأحمد: فليس عنده شيء.
والإختلاف يؤثر في الإستدلال
3 - أن هذا الحديث معارض بما هو أصح منه سندا فلا يقف أمامه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحافظ في البلوغ:
عن علي رضي الله عنه أنه كبر على سهل بن حنيف ستا وقال: إنه بدري. رواه سعيد بن منصور وأصله في البخاري.
وعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر على جنائزنا أربعا ويقرأ بفاتحة الكتاب في التكبيرة الأولى. رواه الشافعي بإسناد ضعيف
قال الشيخ عبد الله الفوزان:
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
حديث علي رضي الله عنه أخرجه عبد الرزاق في المصنف من طريق ابن عيينة عن يزيد بن أبي زياد قال: سمعت عبد الله ابن معقل يقول: صلى علي على سهل بن حنيف فكبر ستا) ويزيد هذا متكلم فيه
ورواه البيهقي وابن حزم من طريق عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن معقل أن عليا رضي الله عنه .....
وهذا الإسناد كما قال ابن حزم: في غاية الصحة.
وأصل الحديث في البخاري بدون ذكر عدد التكبيرات.
أما حديث جابر فقد أخرجه الشافعي في مسنده من طريق إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به مرفوعا وهذا الإسناد ضعيف لشيخ الشافعي محمد بن إبراهيم بن أبي يحيى وهو رافضي كذاب كل بلاء فيه , وأعله الصنعاني بابن عقيل وما كان له أن يعله به لأنه إنما قدحوا فيه من جهة حفظه قال الذهبي: صدوق لا ينزل عن مرتبة الحسن.) فإعلاله بابن عقيل وإغفال الشافعي ليس بجيد.
الوجه الثاني:
اختلف العلماء في عدد التكبير في صلاة الجنازة على قولين:
القول الأول:
أنها أربع تكبيرات لا يزاد عليها وعزاه ابن المنذر إلى أكثر أهل العلم بل نقل ابن عبد البر في الإستذكار الإتفاق على ذلك. ودليلهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/405)
ما أخرجه عبد الرزاق بسنده عن أبي وائل: كانوا يكبرون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سبعا وخمسا و أربعا حتى كان زمن عمر فجمعهم فٍأخبره كل واحد بما رأى فجمعهم على أربع تكبيرات. قال الحافظ في الفتح: إسناده حسن.
القول الثاني:
جواز الزيادة على أربع لأنه فعله النبي صلى الله عليه وسلم وكبار الصحابة ولم ينكر وما ورد عن عمر لايعد إجماعا بل هذا من تغير الفتوى بتغير الأزمنة والأحوال بناء على المصلحة كما قرره ابن القيم في إعلام الموقعين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن طلحة بن عبيدالله بن عوف قال: صليت خلف ابن عباس على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب فقال: ليعلموا أنها سنة.) رواه البخاري
وأخرجه النسائي من طريق إبراهيم بن سعد عن أبيه عن طلحة قال: فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة .....
جود ابن المنذر هذه الزيادة في الأوسط أما البيهقي فأنكرها وقال: إن ذكر اسم السورة غير محفوظ وتعقبه ابن التركماني فقال: بل هو محفوظ.
والبخاري أخرجه من طريق شعبة عن سعد بدون هذه الزيادة ولا ريب أن شعبة أوثق من إبراهيم لذا أعرض البخاري عن زيادة إبراهيم وإذا روى أصحاب الصحيح حديثا وأعرضوا عن زيادة فإنه دليل على أنها معلولة
مع العلم أن هذه الزيادة صححها النووي في المجموع وكذا الألباني.
(لتعلموا أنها سنة) أي طريقة متبعة وشرع ثابت.
الحديث دليل على جواز قراءة سورة بعد الفاتحة إذا أخذنا بهذه اللفظة وقد استحب النووي في شرح المهذب أنها تكون قصيرة ولعله مبني على أن صلاة الجنازة مبنية على التخفيف والإستعجال بالميت ٍإلى قبره.
وليس في صلاة الجنازة دعاء استفتاح قال أبو داود في مسائل أحمد: سأل أحمد عن الإستفتاح في صلاة الجنازة قال: ماسمعت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أٍبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة يقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا ........ ) رواه مسلم والأربعة
والكلام على الحديث من وجوه:
أولا: وهم الحافظ في نسبته إلى مسلم
ثانيا: أخرجوه من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
وهذا الإسناد معلول فإن ابن أبي حاتم سأل أباه عن وصل هذا الحديث فقال: هذا خطأ الحفاظ لا يقولون أبا هريرة إنما يقولون أبا سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم.
فالصواب اٍنه مرسل قال الترمذي في جامعه روي هشام الدستوائي وعلي بن المبارك عن يحيى عن أبي سلمة مرسلا. ورجح الإرسال البيهقي في السنن الكبرى
ثالثا: (ووسع مدخله) بفتح الميم مكان الدخول , وبالضم المصدر الذي هو الإدخال والظاهر أن الفتح أبلغ وأولىلأنه هو المناسب للمقام
رابعا: (وأهلا خيرا من أهله) هذا التبديل إما تبديل أعيان أو تبديل أوصاف بأن يكون أهله في الدنيا هم أهله في الآخرة ولكن مع تبديل أوصافهم ويدل على هذا قوله تعالى: جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ..... )
خامسا: (وزوجا خيرا من زوجه) هذه اللفظة ليست في البلوغ وهي في مسلم
قيل المراد الأوصاف كما سبق في الأهل وهو الظاهر لأن المؤمن إذا دخل الجنة ودخلت زوجته الجنة فإنها تكون زوجته كما في الآية السابقة وقيل المراد الحور العين
وفي حديث أبي الدرداء الذي صححه الألباني أن التي يكون لها أكثر من زوج تكون مع آخر أزواجها
سادسا: طلب المغفرة للصغير فيه احتمالان: إن كان المراد به المكلف فلا إ شكال وأما إن كان المراد به غير المكلف فهنا يأتي الإشكال وذكر العلماء لذلك أجوبة:
منها أن المراد بهذه الألفاظ الدلالة على الشمول و الإستيعاب كأنه قال: اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات كلهم أجمعين.
ومنها أن المراد الإستغفار للصغير باعتبار ماسيكون
ومنها أن يقال: لايلزم من طلب المغفرة تقدم الذنب بل قد يكون لأجل رفعة الدرجات
سابعا: إذا كان الميت طفلا فلم يرد فيه سنة إلا حديث المغيرة بن شعبة مرفوعا:ٍ والطفل يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة) أخرجه الأربعة وقال الترمذي: حسن صحيح. وذكر البخاري تعليقا عن الحسن البصري: يقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب ويقول: الهم اجعله لنا فرطا وسلفا وأجرا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/406)
وورد عن أبي هريرة بإسناد حسن كما في الموطأ وسنن البيهقي أنه صلى على طفل وقال: اللهم أعذه من عذاب القبر.) وحسنه الألباني في الجنائز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء.) رواه أبو داود وصححه ابن حبان.
من طريق محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا
والسند حسن وابن إسحاق وإن عنعن فقد صرح بالتحديث عند ابن حبان
معنى إخلاص الدعاء للميت: فيه تفسيران:
1 – أن المراد تخصيص الميت بالدعاء فلا يدعى لغيره على وجه الخصوص
3 - أن المراد الدعاء له بإخلاص وحضور قلب .... ولا مانع من اعتبار التفسيرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ٍأسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم) متفق عليه.
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
فسر العلماء الإسراع بتفسيرين:
1 - المبادرة بتجهيزها والصلاة عليها وأن لا نتباطأ بذلك وهذا المعنى يؤيده حديث ولكنه ضعيف: (لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله.) رواه أبو داود بإسناد ضعيف لأن فيه مجهولين.
2 - أن المراد بالإسراع: الإسراع بالسير فيها إلى قبرها ونسب ابن الملقن هذا المعنى إلى الجمهور وهذا المعنى يؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص وكنا نمشي مشيا خفيفا فلحقنا أبو بكرة فرفع سوطه فقال: لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نرمل رملا.) صححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه النووي في المجموع , ورجح النووي هذا المعنى وقال عن المعنى الأول: إنه معنى باطل.
والذي يظهر أن المعنى أنه لا مانع من حمل الإسراع على المعنيين قال القرطبي في المفهم: لا يبعد أن يكون كلا منهما مطلوبا إذ مقتضاه مطلق الإسراع فإنه لم يقيده بقيد.) وهذا كلام جيد.
والنووي أبطل المعنى الأول قال: لأن في الحديث: فشر تضعونه عن رقابكم. وهذا في الحمل
والذي يظهر أن المعنى الأول لا يبطل لأمرين:
1 - أن العرب قد تعبر بالحمل على الظهر أو العنق عن المعاني دون الذوات يقولون: فلان حمل على ظهره مسؤلية كذا
ويصير المعنى في الحديث: أن هذه الجنازة حملتم مسؤلية تجهيزها والصلاة عليها
2 - هل كل الذين يشيعون يحملون؟ فعلم أن قوله: فشر تضعونه عن رقابكم. لايتعلق بجميع الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن سالم عن أبيه رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبابكر وعمر يمشون أمام الجنازة.) رواه الخمسة وصححه ابن حبان وأعله النسائي وطائفة بالإرسال
والكلام على الحديث من وجوه:
الوجه الأول:
أخرجوه من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه به
وهذا الحديث معلول بالإرسال قال النسائي لما أورده موصولا: هذا خطأ والصواب مرسل.
الحديث جاء من طريقين:
من طريق ابن جريج وزياد بن سعد وابن عيينة ... رووه موصولا
و من طريق معمر ويونس بن يزيد ومالك وغيرهم عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم ....
قال الترمذي: أهل الحديث كلهم يرون أن المرسل أصح
وصحح إرساله أحمد والبخاري وأبو حاتم وابن المبارك وآخرون
ذكر البيهقي في السنن أن ابن المديني قال لابن عيينة يا أبا محمد إن معمرا وابن جريج يخالفانك في هذا الحديث فقال: الزهري حدثنيه سمعته من فيه يعيده ويبديه عن سالم عن أبيه.
ومع هذه المقالة فإن الأئمة الكبار يرونه مرسلا ورجح البيهقي الوصل وكذا الألباني في الإرواء وقال: إن توهيم ابن عيينة لا وجه له عندي لأنه لم يتفرد به. لكن قد يقال الأئمة الكبار الذين عاصروا زمن الرواية رجحوا المرسل
الوجه الثاني:
استدل بالحديث الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة على أن الماشي مع الجنازة يكون أمامها.
القول الثاني: أن الماشي يكون خلف الجنازة وهو قول ٍأبي حنيفة.
واستدلوا بحديث أبي هريرة: (من تبع جنازة مسلم.) ولا يقال تبعه إلا إذا جاء خلفه , واستدلوا بمرسل عن طاووس: ما مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات ٍإلا خلف الجنازة. والأحناف لم يعزو المرسل.
القول الثالث: أن الماشي مخير وهذا قول أنس رضي الله عنه قال البخاري رحمه الله في صحيحه: باب السرعة بالجنازة وقال أنس رضي الله عنه: أنتم مشيعون فامش بين يديها وخلفها وعن يمينها وعن شمالها) والظاهر أن هذا قول البخاري
واستدلوا بحديث المغيرة مرفوعا: الراكب يمشي خلف الجنازة والماشي يمشي أمامها ..... )
وهذا القول هو الأظهر لأمور ثلاثة:
1 - ورد عن أنس عند الطحاوي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام الجنازة وخلفها.
2 - أن هذا القول فيه توسعة للناس لتفاوت الناس في المشي وإلزامهم بجهة معينة فيه مشقة.
3 - أن هذا القول يوافق سنية الإسراع بالجنازة والبخاري أورد أثر أنس السابق (أنتم مشيعون ... ) في باب السرعة بالجنازة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أم عطية رضي الله عنها قالت: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا. متفق عليه
والكلام على الحديث من وجه واحد:
هل هذا النهي للتحريم أو للتنزيه فيه قولان:
القول الأول: أنه للتنزيه وهو قول الجمهور (الشافعية والحنابلة وبعض المالكية.) واستدلوا بما فهمته أم عطية.
القول الثاني:
أنه نهي تحريم وهو قول الحنفية واختيار شيخ الإسلام وابن القيم لأن الأصل في النهي التحريم ولا صارف له أما قول أم عطية فهذا فهمها إما لأنه لم يرد فيه وعيد أو لم يشدد عليهن قال شيخ الإسلام: والحجة في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا في ظن غيره.)
والظاهر التحريم لأمرين:
1 - أن خروج النساء يؤدي إلى الفتنة والهلع.
2 - أن ذلك قد يترتب عليه مخالطة الرجال ومزاحمتهن.
(29/407)
ماهي البطشة
ـ[ابوفراس]ــــــــ[24 - 03 - 04, 05:44 م]ـ
في حديث ابن مسعود عن الرسول صلى الله عليه وسلم (خمس قد مضين الروم والدخان واللزام والبطشة والقمر) انا لااعرف الا القمر اما الباقي لا اعرف معناها جزاه الله خبرا من شرح الحديث - ومن دلني على موقع فيه شرح الاحاديث
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 03 - 04, 02:01 م]ـ
قال العيني في عمدة القاري (7/ 27)
7001 ـ حدَّثنا (عُثْمَانُ بنُ أبِي شَيْبَة) َ قال حدَّثنا (جَرِير) ٌ عنْ (مَنْصُور) ٍ عنْ (أبِي الضُّحَى) عنْ (مَسْرُوق) ٍ قال كُنَّا عنْدَ عَبْدِ الله فقال إنَّ النبيَّ لَمَّا رَأى مِنَ النَّاسِ إدْبَارا قال اللَّهُمَّ سَبْعا كَسَبْعِ يُوسُفَ فأخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أكَلُوا الجُلُودَ وَالمَيْتَةَ وَالجِيفَ وَيَنْظُرَ أحَدُهُمْ إلَى السَّمَاءِ فَيَرَى الدُّخَانَ مِنَ الجُوعِ فأتَاهُ أبُو سُفْيَانَ فقَالَ يا مُحَمَّدُ إنَّكَ تَأْمُرُ بِطَاعَةِ الله وَبِصِلَةِ الرَّحِمِ وَإنَّ قَوْمَكَ قدْ هَلَكُوا فادْعُ الله لَهُمْ قال الله تعالى فارْتَقِبْ يَوْمَ تَأتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (الدخان 01) إلَى قَوْلِهِ عَائِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى (الدخان 61) فالْبَطْشَةُ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ مَضَتِ الدُّخَانُ والبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ وآيةُ الرُّومِ
ذكر معناه قوله عند عبد الله يعني ابن مسعود قوله لما رأى من الناس أي قريش واللام للعهد قوله إدبارا أي عن الإسلام وفي تفسير الدخان أن قريشا لما أبطأوا عن الإسلام قوله سبعا منصوب بفعل مقدر
أي اجعل سنيهم سبعا أو ليكن سبعا ويروى سبع بالرفع وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي البلاء المطلوب عليهم سبع سنين كالسنين السبع التي كانت في زمن يوسف وهي السبع الشداد التي أصابهم فيها القحط أو يكون المعنى المدعو عليهم قحط كقحط يوسف ويجوز أن يكون ارتفاعه على أنه اسم كان التامة تقديره ليكن سبع وفي الوجه الأول كان ناقصة وجاء في رواية لما دعا قريشا كذبوه واستعصوا عليه فقال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف قوله سنة بالفتح القحط والجدب قال الله تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين (الأعراف 031)
قوله حصت كل شيء بحاء وصاد مهملتين مشددة الصاد أي استأصلت وأذهبت النبات فانكشفت الأرض وفي (المحكم) سنة حصاء جدبة قليلة النبات وقيل هي التي لا نبات فيها قوله حتى أكلوا كذا هو في رواية المستملي والحموي وعند غيرهما حتى أكلنا والأول أشبه قوله والجيف بكسر الجيم وفتح الياء آخر الحروف جمع الجيفة وهي جثة الميت وقد أراح فهي أخص من الميت لأنها ما لم تلحقه ذكاة قوله وينظر أحدكم ويروى أحدهم وهو الأوجه قوله فأتاه أبو سفيان يعني صخر بن حرب ودل هذا على أن القصة كانت قبل الهجرة
قوله قال الله تعالى فارتقب يعني لما قال أبو سفيان إن قومك قد هلكوا فادع الله لهم قرأ النبي فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (الدخان 01) وكذا في باب إذا استشفع المشركون بالمسلمين عند القحط فإن البخاري أخرج حديث الباب أيضا هناك عن محمد بن كثير عن سفيان عن منصور عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال أتيت ابن مسعود الحديث وفيه فجاء أبو سفيان فقال يا محمد تأمر بصلة الرحم وأن قومك قد هلكوا فادع الله عز وجل فقرأ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (الدخان 0)
وأخرج في تفسير سورة الدخان حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال دخلت على عبد الله فقال إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم إن الله قال لنبيه قل لا أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن قريشا لما غلبوا النبي واستعصوا عليه قال اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة أكلوا فيها العظام والميتة من الجهد حتى جعل أحدهم يرى ما بينه وبين السماء كهيئة الدخان من الجوع قال ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون (الدخان 21) فقيل له إن كشفنا عنهم عادوا فدعا ربه فكشف عنهم فعادوا فانتقم الله منهم يوم بدر فذلك قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان (الدخان 01) إلى قوله جل ذكره إنا منتقمون (الدخان 61)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/408)
وأخرج مسلم عن مسروق قال جاء إلى عبد الله رجل فقال تركت في المسجد رجلاً يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية يوم تأتي السماء بدخان مبين (الدخان 21) قال يأتي الناس دخان يوم القيامة فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام فقال عبد الله من علم علما فليقل به ومن لا يعلم فليقل الله أعلم فإن من فقه الرجل إن يقول لما لا يعلم الله أعلم إنما كان هذا أن قريشا لما استعصت على النبي دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد حتى أكلوا العظام فأتى النبي رجل فقال يا رسول الله استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا فقال لمضر إنك لجريء قال فدعا الله لهم فأنزل الله إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون (الدخان 51) قال فمطروا فلما أصابهم الرفاهية قال عادوا إلى ما كانوا عليه فأنزل الله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون (الدخان 01 11) يعني يوم بدر انتهى
وقد علمت أن الأحاديث يفسر بعضها بعضا وذلك أن أبا سفيان لما قال ادع الله لهم قرأ النبي قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (الدخان 01) كما في رواية البخاري عن محمد بن كثير الذي ذكرناه وصرح في رواية مسلم أنه لما دعا الله لها أنزل الله تعالى إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون (الدخان 51) فقبل الله دعاءه فمطروا فلما أصابهم الرفاهية عادوا إلى ما كانوا عليه فأنزل الله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين (الدخان 01) المعني فانتظر يا محمد عذابهم ومفعول ارتقب محذوف وهو عذابهم
قوله يغشى الناس صفة للدخان في محل الجر يعني يشملهم ويلبسهم وقيل يوم تأتي السماء (الدخان 01) مفعول فارتقب (الدخان 01) قوله هذا عذاب أليم (الدخان 11) يعني يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام وأما الكافر كمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره وقوله هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون (الدخان 21) كل ذلك منصوب المحل بفعل مضمر وهو يقولون ويقولون
منصوب على الحال أي قائلين ذلك قوله إنا مؤمنون (الدخان 21) موعدة بالإيمان إن كشف عنهم العذاب قال الله تعالى أنَّى لهم الذكرى (الدخان 31) أي من أين لهم التذكر والاتعاظ بعد نزول البلاء وحلول العذاب (و) الحال أنه قد جاءهم رسول (الدخان 31) بما هو أعظم من ذلك وأدخل في وجوب الأذكار من كشف الدخان وهو ما ظهر على رسول الله من الآيات البينات من الكتاب المعجز وغيره من المعجزات فلم يذكروا وتولوا عنه وبهتوه بأن عداسا غلاما أعجميا لبعض ثقيف هو الذي علمه ونسبوه إلى الجنون وهو معنى قوله ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون (الدخان 41) ثم قال إنا كاشفوا العذاب قليلاً إنكم عائدون (الدخان 51) إلى (كفركم) ثم قال يوم نبطش البطشة الكبرى (الدخان 61) وهو يوم بدر كما في متن حديث الباب وعن الحسن البطشة الكبرى يوم القيامة
قوله فقد مضت إلى آخره من كلام ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ولم يسنده إلى النبي وقال ابن دحية الذي يقتضيه النظر الصحيح حمل أمر الدخان على قضيتين إحداهما وقعت وكانت والأخرى ستقع قلت فعلى هذا هما دخانان أحدهما الذي يملأ ما بين السماء والأرض ولا يجد المؤمن منه إلا كالزكمة وهو كهيئة الدخان وهيئة الدخان غير الدخان الحقيقي والآخر هو الدخان الذي يكون عند ظهور الآيات والعلامات ويقال هو من آثار جهنم يوم القيامة ولا يمتنع إذا ظهرت تلك العلامات أن يقولوا ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون (الدخان 21)
قوله واللزام اختلف فيه فذكر ابن أبي حاتم في تفسره أنه القتل الذي أصابهم ببدر روى ذلك عن ابن مسعود وأبي بن كعب ومحمد بن كعب ومجاهد وقتادة والضحاك قال القرطبي فعلى هذا تكون البطشة واللزام واحدا وعن الحسن اللزام يوم القيامة وعنه أنه الموت
وقيل يكون ذنبكم عذابا لازما لكم وفي (المحكم) اللزام الحساب وفي (الصحيح) عن مسروق عن عبد الله قال خمس قد مضين الدخان واللزام والروم والبطشة والقمر قوله وآية الروم وهو أن المسلمين حين اقتتلت فارس والروم كانوا يحبون ظهور الروم على فارس لأنهم أهل كتاب وكل كفار قريش يحبون ظهور فارس لأنهم مجوس وكفار قريش عبدة أوثان فتخاطر أبو بكر وأبو جهل في ذلك أي أخرجا شيئا وجعلوا بينهم مدة بضع سنين فقال إن البضع قد يكون إلى تسع أو قال إلى سبع فزده في المدة أو في الخطار ففعل فغلبت الروم فقال تعالى آلم غلبت الروم (الروم 1 و2) يعني المدة الأولى قبل الخطاب ثم قال وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين (الروم 3 و4) إلى قوله يفرح المؤمنون بنصر الله (الروم 4 و5) يعني بغلبة الروم فارسا وربما أخذوا من الخطار وقال الشعبي كان القمار في ذلك الوقت حلالاً والله تعالى أعلم) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(29/409)