الأول: عن جابر رضي الله عنه قال:
((كنا نعزل والقرآن ينزل))، وفي رواية:
((كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلم ينهنا)) البخاري ومسلم والنسائي والترمذي.
الثاني: عن أبي سعيد الخدري قال:
((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي وليدة، وأنا أعزل عنها، وأنا أريد ما يريد الرجل، وإن اليهود زعموا: ((أن الموءودة الصغرى العزل))، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذبت يهود، [كذبت يهود]، لو أراد الله أن يخلقه لم تستطع أن تصرفه)) النسائي، وأبو داود والترمذي.
[59]
الثالث: عن جابر أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي جارية هي خادمينا وسانيتنا، وأنا أطوف عليها، وأنا أكره أن تحمل، فقال:
((اعزل عنها إن شئت، فإنه سيأتيها ما قدر لها))، فلبث الرجل، ثم أتاه فقال: إن الجارية قد حبلت! فقال:
((قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها)) مسلم وأبو داود وأحمد.
[60]
19 - الأولى ترك العزل:
ولكن تركه أولى لأمور:
الأول: أن فيه إدخال ضرر على المرأة لما فيه من تفويت لذتها، فإن وافقت عليه ففيه ما يأتي، وهو:
الثاني: أنه يفوت بعض مقاصد النكاح، وهو تكثير نسل أمة نبينا صلى الله عليه وسلم، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
((تزوجوا الودود الولد فإني مكاثر بكم الأمم)) حديث صحيح، رواه أبو داود والنسائي.
[61]
ولذلك وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالوأد الخفي حين سألوه عن العزل، فقال:
((ذلك الوأد الخفي)).مسلم والطحاوي وأحمد والبيهقي.
[61]
ولهذا أشار صلى الله عليه وسلم إلى أن الأولى تركه في حديث أبي سعيد الخدري أيضاً، قال:
[63]
((ذُكر العزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ولم يفعل ذلك أحدكم؟! - ولم يقل: فلا يفعل ذلك أحدكم- فإنه ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها. (وفي رواية)، فقال: وإنكم لتفعلون، وإنكم لتفعلون، وإنكم لتفعلون؟ ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة)) مسلم والنسائي، وابن منده والبخاري.
[65]
20 - ما ينويان بالنكاح:
وينبغي لهما أن ينويا بنكاحمها إعفاف نفسيهما، وإحصانهما من الوقوع فيما حرم الله عليهما، فإنه تكتب مباضعتهما صدقة لهما، لحديث أبي ذر رضي الله عنه:
((أن أناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة، [وبكل تكبير صدقة، وبكل تهليلة صدقة، وبكل تحميدة صدقة]، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بُضع أحدكم صدقة! قالوا: يا رسول الله! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليها فيها وزر؟ [قالوا: بلى، قال:] فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له [فيها] أجر، [وذكر أشياء: صدقة، صدقة، ثم قال: ويجزئ من هذا كله ركعتا الضحى])) مسلم والنسائي وأحمد.
[66]
21 - ما يفعل صبيحة بنائه:
ويُستحب له صبيحة بنائه بأهله أن يأتي أقاربه الذين أتوه في داره، ويسلم عليهم، ويدعو لهم، وأن يقابلوه بالمثل لحديث أنس رضي الله عنه قال:
((أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بنى بزينب، فأشبع المسلمين خبزاً ولحماً، ثم خرج إلى أمهات المؤمنين فسلم عليهن، ودعا لهن، وسلمن عليه ودعون له، فكان يفعل ذلك صبيحة بنائه)) أخرجه الحاكم والترمذي والنسائي وأحمد.
[67]
22 - وجوب اتخاذ الحمّام في الدار:
ويجب عليهما أن يتخذا حماماً في دارهما، ولا يسمح لها أن تدخل حمام السوق، فإن ذلك حرام، وفيه أحاديث:
الأول: عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤممن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر)) الحاكم والترمذي والنسائي.
[68]
الثاني: عن أم الدرداء قالت:
خرجت من الحمام، فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من أين يا أم الدرداء؟ قالت: من الحمام، فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/350)
((والذي نفسي بيده، ما من أمرأة تضع ثيابها في غير بيت أحد من أمهاتها، إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن)) أحمد والدولابي بإسنادين عنها؛ أحدهما صحيح.
[69]
الثالث: عن أبي المليح قال:
دخل نسوة من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها، فقالت: ممن أنتن؟ قلن: من أهل الشام، قالت: لعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمام؟ قلن: نعم، قالت: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى)). أصحاب السنن إلا النسائي، والدارمي والطيالسي، وأحمد.
[70]
23 - تحريم نشر أسرار الاستمتاع:
ويحرم على كل منهما أن ينشر الأسرار المتعلقة بالوقاع، وفيه حديثان:
الأول: قوله صلى الله عليه وسلم:
((إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)) ابن أبي شيبة، ومن طريقه مسلم، وأحمد وأبو نعيم.
[71]
الثاني: عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرجال والنساء قعود، فقال:
((لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها؟! فأرمّ القوم، فقلت: إي والله يا رسول الله! إنهن ليفعلن، وإنهم ليفعلون. قال:
((فلا تفعلوا، فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق، فغشيها والناس ينظرون)) أحمد وله شاهد من عند ابن أبي شيبة، وأبي داود، والبيهقي، وابن السني.
[72]
24 - وجوب الوليمة:
ولا بد له من عمل وليمة بعد الدخول؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف بها كما يأتي، ولحديث بريدة ابن الحصيب، قال:
لما خطب علي فاطمة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إنه لا بد للعرس (وفي رواية للعروس) من وليمة)) - أحمد والطبراني والطحاوي. وإسناده كما قال الحافظ في الفتح: ((لا بأس به)) -.
[73]
قال: فقال سعد علي كبش، وقال فلان: علي كذا وكذا من ذرة، وفي الرواية الأخرى: ((وجمع له رهط من الأنصار أصوعاً ذرة)).
25 - السنة في الوليمة:
وينبغي أن يلاحظ فيها أموراً:
الأول: أن تكون ثلاثة أيام عقب الدخول، لأنه هو المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال:
((بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة، فأرسلني فدعوت رجالاً على الطعام)) البخاري والبيهقي.
[74]
وعنه قال:
((تزوج النبي صلى الله عليه وسلم صفية، وجعل عتقها صداقها، وجعل الوليمة ثلاثة أيام)) أبو يعلى بسند حسن وهو في ((صحيح البخاري)) بمعناه.
الثاني: أن يدعو الصالحين إليها، فقراء كانوا أو أغنياء، لقوله صلى الله عليه وسلم:
((لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)) أبو داود والترمذي، والحاكم، وأحمد. وقال الحاكم: ((صحيح الإسناد)) ووافقه الذهبي.
الثالث: أن يولم بشاة أو أكثر إن وجد سعة،
[75]
لحديث أنس رضي الله عنه قال:
((إن عبد الرحمن بن عوف قدم المدينة، فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري [فانطلق به سعد إلى منزله، فدعا بطعام فأكلا]، فقال له سعد: أي أخي! أنا أكثر أهل المدينة (وفي رواية: أكثر الأنصار) مالاً، فانظر شطر مالي فخذه (وفي رواية: هلم إلى حديقتي أشاطركها))، وتحتي امرأتان [وأنت أخي في الله، لا امرأة لك]، فانظر أيهما أعجب إليك [فسمها لي] حتى أطلقها [لك] [فإذا انقضت عدتها فتزوجها]، فقال عبد الرحمن: [لا والله]، بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق، فدلوه على السوق، فذهب، فاشترى وباع، وربح، [ثم تابع الغدو] فجاء بشيء من أقِطٍ- لبن مجفف يابس مستجر يطبخ به- وسمن [قد أفضله] [فأتى به أهل منزله]، ثم لبث ما شاء الله أن يلبث، فجاء وعليه ردع زعفران (وفي رواية: وضر من خلوق)،
[76]
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مهْيَم؟ فقال: يا رسول الله! تزوجت امرأة [من الأنصار]، فقال: ما أصدقتها؟ قال: وزن نواة من ذهب، قال: [فبارك الله لك] أولم ولو بشاة، [فأجاز ذلك]. قال عبد الرحمن: فلقد رأيتني ولو رفعت حجراً لرجوت أن أصيب [تحته] [ذهباً أو فضة]، [قال أنس: لقد رأيته قُسِم لكل أمرأة من نسائه بعد موته مائة ألف دينار])) البخاري، والنسائي، وابن سعد، والبيهقي.
[78]
وعن أنس أيضاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/351)
((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب، فإن ذبح شاة، [قال: أطعمهم خبزاً ولحماً حتى تركوه])) البخاري ومسلم.
[79]
26 - جواز الوليمة بغير لحم:
ويجوز أن تؤدى الوليمة بأي طعام تيسر، ولم لم يكن فيه لحم، لحديث أنس رضي الله عنه قال:
((أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبني عليه بصفية، فدعوت المسلمين إلى وليمته، وما كان فيها من خبز ولا لحم، وما كان فيها إلا أن أمر بالأنطاع فبسطت (وفي رواية: فحصت الأرض أفاحيص، وجيء بالأنطاع فوضعت فيها)، فألقي عليها التمر والأقط والسمن [فشبع الناس])) البخاري ومسلم.
[80]
27 - مشاركة الأغنياء بمالهم في الوليمة:
ويستحب أن يشارك ذوو الفضل والسعة في إعدادها؛ لحديث أنس في قصة زواجه صلى الله عليه وسلم بصفية قال:
((حتى إذا كان بالطريق جهزتها له أم سليم، فأهدتها له من الليل، فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم عروساً، فقال:
من كان عنده شيء فليجئ به، (وفي رواية: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به)، قال: وبسط نطعاً، فجعل الرجل يجئ بالأقط، وجعل الرجل يجيء بالتمر، وجعل الرجل يأتي بالسمن، فحاسوا حيساً [فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء]، فكانت وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم)) الشيخان وأحمد.
[81]
28 - تحريم تخصيص الأغنياء بالدعوة:
ولا يجوز أن يخص بالدعوة الأغنياء دون الفقراء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:
((شر الطعام طعام الوليمة، يدعى لها الأغنياء، ويمنعها المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقط عصى الله ورسوله)) مسلم، والبيهقي، وهو عند البخاري موقوفاً على أبي هريرة.
29 - وجوب إجابة الدعوة:
ويجب على من دعي إليها أن يحضرها، وفيها حديثان:
[82]
الأول: فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض)) البخاري.
الثاني: ((إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها [عرساً كان أو نحوه]، [ومن لم يجب الدعوة، فقد عصى الله ورسوله])) البخاري ومسلم وأحمد والبيهقي.
30 - الإجابة ولو كان صائماً:
وينبغي أن يجيب ولو كان صائماً، لقوله صلى الله عليه وسلم:
[83]
((إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطراً فليطعم، وإن كان صائماً فليصل. يعني: الدعاء)) مسلم والنسائي وأحمد والبيهقي.
31 - الإفطار من أجل الداعي:
وله أن يفطر إذا كان متطوعاً في صيامه، ولا سيما إذا ألح عليه الداعي، وفيه أحاديث:
الأول: ((إذا دعي أحدكم إلى طعام فليُجب، فإن شاء طعم، وإن شاء ترك)) مسلم وأحمد والطحاوي.
[84]
الثاني: ((الصائم المتطوع أمير نفسه، إن شاء صام، وإن شاء أفطر)) النسائي، والحاكم، والبيهقي. وقال الحاكم ((صحيح الإسناد)) ووافقه الذهبي.
[86]
الثالث: حديث عائشة رضي الله عنها قالت:
دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: هل عندكم شيء؟ فقلت: لا. قال: فإني صائم. ثم مرّ بي بعد ذلك اليوم وقد أهدي إلي حيس، فخبأت له منه، وكان يحب الحيس، قالت: يا رسول الله! إنه أهدي لنا حيس فخبأت لك منه. قال: أدنيه؛ أما إني قد أصبحت وأنا صائم. فأكل منه، ثم قال:
[87]
((إنما مثل صوم المتطوع مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها، وإن شاء حبسها)) النسائي بإسناد صحيح.
32 - لا يجب قضاء يوم النفل:
ولا يجب عليه قضاء ذلك اليوم، وفيه حديثان:
الأول: عن أبي سعيد الخدري قال: ((صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً، فأتاني هو وأصحابه، فلما وضع الطعام قال رجل من القوم: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعاكم أخوكم وتكلف لكم! ثم قال له: أفطر وصم مكانه يوماً إن شئت)) البيهقي بإسناد حسن.
[89]
الثاني: عن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمان وبين أبي الدرداء، قال: فجاءه سلمان يزوره، فإذا أم الدرداء متبَذّلة، فقال: ما شأنك يا أم الدرداء؟ قالت: إن أخاك أبا الدرداء يقوم الليل ويصوم النهار، وليس له في شيء من الدنيا حاجة! فجاء أبو الدرداء فرحب به، وقرب إليه طعاماً، فقال له سلمان: اطعم، قال: إني صائم، قال: أقسمت عليك لتفطرنه، ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل معه، ثم بات عنده، فلما كان من الليل أراد أبو الدرداء أن يقوم، فمنه سلمان وقال له: يا أبا الدرداء! إن لجسدك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، [ولضيفك عليك حقا]، ولأهلك عليك حقاً، صم، وأفطر، وصلّ، وائت أهلك، وأعط كل ذي حق حقه، فلما كان في وجه الصبح، قال: قم الآن إن شئت، قال: فقاما فتوضآ، ثم ركعا، ثم خرجا إلى الصلاة، فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي أمره سلمان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الدرداء! إن لجسدك عليك حقاً، مثل ما قال سلمان (وفي رواية: صدق سلمان) البخاري والترمذي، والبيهقي.
[89]
33 - ترك حضور الدعوة التي فيها معصية:
ولا يجوز حضور الدعوة إذا اشتملت على معصية، إلا أن يقصد إنكارها ومحاولة إزالتها، فإن أُزيلت؛ وإلا وجب الرجوع، وفيه أحاديث:
يتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/352)
ـ[ولد الدمام]ــــــــ[08 - 12 - 03, 12:28 م]ـ
الأول: عن علي قال:
((صنعت طعاماً فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء فرأى في البيت تصاوير، فرجع [قال: فقلت: يا رسول الله! ما أرجعك بأبي أنت وأمي؟ قال: إن في البيت ستراً فيه تصاوير، وإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تصاوير])) ابن ماجه، وأبو يعلى بسند صحيح.
[90]
الثاني: عن عائشة أنها اشترت نُمرُقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب، فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله، ماذا أذنبت؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ما بال هذه النمرقة؟ فقلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوسدها، فقال صلى الله عليه وسلم:
((إن أصحاب هذه الصور (وفي رواية: إن الذين يعملون هذه التصاوير) يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وإن البيت الذي فيه [مثل هذه] الصور لا تدخله الملائكة [قالت: فما دخل حتى أخرجتها])) البخاري ومسلم.
[91]
الثالث: قال: صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فلا يقعدن على مائدة يدار عليها بالخمر)).
[92]
وعلى ما ذكرنا جرى عليه عمل السلف الصالح رضي الله عنهم، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، فأقتصر على ما يحضرني الآن منها:
أ- عن أسلم –مولى عمر- أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم الشام، فصنع له رجل من النصارى، فقال لعمر: إني أحب أن تجيئني وتكرمني أنت وأصحابك –وهو رجل من عظماء الشام- فقال له عمر رضي الله عنه:
((إنا لا ندخل كنائسكم من أجل الصور التي فيها)) البيهقي بسند صحيح.
[93]
ب- عن أبي مسعود - عقبة بن عمرو- أن رجلاً صنع له طعاماً، فدعاه، فقال: أفي البيت صورة؟ قال: نعم، فأبى أن يدخل حتى كسر الصورة ثم دخل. البيهقي سنده صحيح.
ج- قال الإمام الأوزاعي:
((لا ندخل وليمة فيها طبل ولا معزاف)) أبو الحسن الحربي.
[94]
34 - ما يستحب لمن حضر الدعوة:
ويستحب لمن حضر الدعوة أمران:
الأول: أن يدعو لصاحبها بعد الفراغ بما جاء عنه صلى الله عليه وسلم وهو أنواع:
أ- عن عبد الله بن بسر أن أباه صنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً، فدعاه، فأجابه، فلما فرغ من طعامه قال:
((اللهم اغفر لهم، وارحمهم، وبارك لهم فيما رزقتهم)) ابن أبي شيبة, ومسلم، وأبو داود.
[95]
ب- عن المقداد بن الأسود قال: قدمت أنا وصاحبان لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأصابنا جوع شديد، فتعرضنا للناس، فلم يضفنا أحد، فانطلق بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله؛ وعنده أربع أعنز، فقال لي: يا مقداد جزئ ألبانها بيننا أرباعاً، فكنت أجزئه بيننا أرباعاً، [فيشرب كل إنسان نصيبه، ونرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبه]، فاحتبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فحدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتى بعض الأنصار، فأكل حتى شبع، وشرب حتى روي، فلو شربت نصيبه (!) فلم أزل كذلك حتى قمت إلى نصيبه فشربته (!) ثم غطيت القدح، فلما فرغت أخذني ما قدُم وما حدث، فقلت: يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم جائعاً ولا يجد شيئاً، فتسجّيت، [قال: وعلي شملة من صوف كلما رفعت على رأسي خرجت قدماي، وإذا أرسلت على قدمي خرج رأسي، قال:] [وجعل لا يجيئني النوم]، وجعلت أحدث نفسي، [قال: وأما صاحباي فناما]، فبينا أنا كذلك؛
[96]
إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلم تسليمة يسمع اليقظان، ولا يوقظ النائم، [ثم أتى المسجد فصلى]، ثم أتى القدح فكشفه، فلم ير شيئاً، فقال:
((اللهم أطعم من أطعمني، واسق من سقاني))، واغتنمت الدعوة، [فعمدت إلى الشملة فشددتها علي]، فقمت إلى الشفرة فأخذتها، ثم أتيت الأعنز، فجعلت أجتسّها أيها اسمن؛ [فأذبح لرسول الله صلى الله عليه وسلم]، فلا تمر يدي على ضرع واحدة إلا وجدتها حافلاً، [فعمدت إلى إناء لآل محمد ما كانوا يطعمون أن يحلبوا فيه]، فحلبت حتى ملأـ القدح، ثم أتيت [به] رسول الله صلى الله عليه وسلم، [فقال: أما شربتم شرابكم الليلة يا مقداد؟ قال:] فقلت: اشرب يا رسول الله! فرفع رأسه إلي، فقال: بعض سوآتك يا مقداد، ما الخبر؟ قلت: اشرب ثم الخبر، فشرب حتى روي، ثم ناولني فشربت، فلما
[97]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/353)
عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد روي وأصابتني دعوته، ضحكت، حتى ألقيت إلى الأرض، فقال: ما الخبر؟ فأخبرته، فقال: هذه بركة نزلت من السماء، فهلا أعلمتني حتى نسقي صاحبينا؟ فقلت: [والذي بعثك بالحق]، إذا أصابتني وإياك البركة، فما أبالي من أخطأت!. مسلم وأحمد وابن سعد وبعضه الترمذي وصححه.
الثاني: عن أنس أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [كان يزور الأنصار، فإذا جاء إلى دور الأنصار جاء صبيان الأنصار يدورون حوله، فيدعوا لهم، ويمسح رؤوسهم ويسلم عليهم، فأتى إلى باب سعد بن عبادة فـ] استأذن على سعد فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال سعد: وعليك السلام ورحمة الله، ولم يُسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلم ثلاثاً، ورد عليه سعد ثلاثاً، ولم يُسمعه، [وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد فوق ثلاث تسليمات، فإن أذن له،
[98]
وإلا انصرف]، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، واتبعه سعد، فقال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، [فادخل يا رسول الله]، ثم أدخله البيت، فقرب له زبيباً، فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ قال:
((أكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون)). أحمد والطحاوي والبيهقي وابن عساكر وإسنادهم صحيح.
[100]
الأمر الثاني: الدعاء له ولزوجه بالخير والبركة، وفيه أحاديث:
الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
هلك أبي، وترك سبع بنات أو تسع بنات، فتزوجت امرأة ثيباً، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: تزوجت يا جابر؟ فقلت: نعم، فقال: أبكراً أم ثيباً، قلت: بل ثيباً، قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك؟ فقلت له: إن عبد الله هلك وترك [تسع أو سبع] بنات، وإني كرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن، فقال:
((بارك الله لك))، أو قال لي خيراً. البخاري ومسلم.
[101]
الثاني: عن بريدة رضي الله عنه قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ فقال: يا رسول الله! ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرحباً وأهلاً، لم يزد عليهما، فخرج علي بن أبي طالب على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه، قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحباً وأهلاً، فقالوا: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما، أعطاك الأهل والمرحب، فلما كان بعد ذلك، بعدما زوجه قال: يا علي إنه لا بد للعروس من وليمة، فقال سعد: عند كبش، وجمع له رهط من الأنصار أصوعاً من ذرة، فلما كانت ليلة البناء، قال: لا تحدث شيئاً حتى تلقاني، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فتوضأ فيه، ثم أفرغه على علي، فقال:
((اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في بنائهما)).
[102]
الثالث: عن عائشة رضي الله عنها قالت:
تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم، فأتتني أمي، فأدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن:
((على الخير والبركة، وعلى خير طائر)).
الخامس: عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفّأ الإنسان إذا تزوج قال:
((بارك اله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في (وفي رواية: على) خير)) أبو داود، والترمذي، وكذا أبو علي الطوسي وصححاه، والدارمي وأحمد والحاكم والبيهقي.
[103]
35 - بالرفاء والبنين تهنئة الجاهلية:
ولا يقول: ((بالرفاء والبنين))؛ كما يفعل الذين لا يعلمون، فإنه من عمل الجاهلية، وقد نُهي عنه في أحاديث، منها: عن الحسن أن عقيل بن أبي طالب تزوج امرأة من جشم، فدخل عليه القوم، فقالوا: بالرفاء والبنين، فقال: لا تفعلوا ذلك [فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك]، قالوا: فما نقول يا أبا زيد؟ قال: قولوا: بارك الله
[104]
لكم، وبارك عليكم، إنا كذلك كنا نؤمر. ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي.
36 - قيام العروس على خدمة الرجال:
ولا بأس من أن تقوم على خدمة المدعوين العروس نفسها إذا كانت متسترة وأمنت الفتنة، لحديث سهل بن سعد قال:
[106]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/354)
((لما عرس أبو أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فما صنع لهم طعاماً، ولا قدمه إليهم، إلا امرأته أم أسيد، بلّت (وفي رواية: أنقعت) تمرات في تور من حجارة من الليل، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الطعام أماثته له فسقته، تتحفه بذلك، [فكانت امرأته يومئذ خادمهم وهي العروس])). البخاري ومسلم.
[107]
37 - الغناء والضرب بالدف:
ويجوز له أن يسمح للنساء في العرس بإعلان النكاح بالضرب على الدف فقط، وبالغناء المباح الذي ليس فيه وصف الجمال وذكر الفجور، وفي ذلك أحاديث:
[108]
الأول: عن الربيع بنت معوذ قالت:
((جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل حين بُني علي، فجلس على فراشي مجلسك مني، (الخطاب للراوي عنها)، فجعلت جويرات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال: دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين)). البخاري والبيهقي وأحمد والمحاملي في صلاة العيدين. وغيرهم.
الثاني: عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة! ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو؟)) البخاري والحاكم وعنه البيهقي.
[109]
وفي رواية بلفظ:
((فقال: فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغني؟ قلت: ماذا تقول؟ قال: تقول:
أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم
لولا الذهب الأحمـ ـر ما حلت بواديكم
لولا الحنطة السمرا ء ما سمنت عذاريكم))
الثالث: عنها أيضاً:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع ناساً يغنون في عرس وهم يقولون:
وأهدي لها أكبش يبحبحن في المربد
وحبك في النادي ويعلم ما في غد
وفي رواية:
[110]
وزوجك في النادي ويعلم ما في غد
قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يعلم ما في غد إلا الله سبحانه)). أخرجه الطبرانفي في الصغير والحاكم، البيهقي، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
الرابع: عن عامر بن سعد البجلي، قال:
((دخلت على قرظة بنت كعب وأبي مسعود، وذكر ثالثاً- ذهب علي- وجواري يضربن بالدف ويغنين، فقلت: تقرون على وأنتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: إنه قد رخص لنا في العرسات، والنياحة عند المصيبة))، وفي رواية:
((وفي البكاء على الميت في غير نياحة)) أخرجه الحاكم، والبيهقي، والنسائي، والطيالسي.
[111]
الخامس: عن أبي بلج يحيى بن سليم قال:
((قلت لمحمد بن حاطب: تزوجت امرأتين ما كان في واحدة منهما صوت، يعني دفاً، فقال محمد رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((فصل ما بين الحلال والحرام الصوت بالدف)). النسائي، والترمذي وقال: حديث حسن، وابن ماجه.وغيرهم.
السادس: ((أعلنوا النكاح)). ابن حبان والطبراني.
[112]
38 - الامتناع من مخالفة الشرع:
ويجب عليه أن يمتنع من كل ما فيه مخالفة للشرع، وخاصة ما اعتاده الناس في مثل هذه المناسبة، حتى ظن كثير منهم- بسبب سكوت العلماء- أن لا بأس فيها، وأنا أنبه هنا على أمور هامة منها:
[113]
1ً- تعليق الصور:
الأول: تعليق الصور على الجدران، سواء كانت مجسمة أو غير مجسمة، لها ظل، أو لا ظل لها، يدوية أو فوتوغرافية، فإن ذلك كله لا يجوز، ويجب على المستطيع نزعها إن لم يستطع تمزيقها، وفي أحاديث:
1 - عن عائشة رضي الله عنها قالت:
((دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سترت سهوةً لي بقرام فيه تماثيل، (وفي رواية: فيه الخيل ذوات الأجنحة)، فلما رآه هتكة، وتلون وجهه، وقال: يا عائشة! أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله،
[114]
(وفي رواية: إن أصحاب هذه الصور يعذبون، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم، ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة)، قالت: عائشة: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين، [فقد رأيته متكئاً على إحداهما وفيها صورة])).البخاري ومسلم.
[117]
2 - وعنها قالت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/355)
((حشوت وسادة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها تماثيل كأنها نمرقة، فقام بين البابين، وجعل يتغير وجهه، فقلت: ما لنا يا رسول الله؟ [أتوب إلى الله مما أذنبت]، قال: ما بال هذه الوسادة؟ قالت: قلت: وسادة جعلتها لك لتضطجع عليها، قال: أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وأن من صنع الصور يعذب يوم القيامة، فيقال: أحيوا ما خلقتم؟! وفي رواية: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة [قالت: فما دخل حتى أخرجتها])) البخاري وأبو بكر الشافعي.
[118]
3 - قوله صلى الله عليه وسلم:
((أتاني جبريل عليه السلام، فقال لي: أتيتك البارحة، فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تمثال [الرجال]، وكان في البيت قرام سترٍ فيه تماثيل،
[119]
وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت يقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومُر بالستر فليقطع،
[124]
فليجعل منه وسادتين توطآن، ومر بالكلب فليخرج [فإنا لا ندخل بيتاً فيه صورة ولا كلب]، وإذا الكلب [جرو] لحسن أو حسين، كانت تحت نضد لهم (وفي رواية: تحت سريره)، [فقال يا عائشة! متى دخل هذا الكلب؟ فقالت: والله ما دريت]، فأمر به فأخرج [ثم أخذ بيده ماءً فنضح مكانه])) حديث صحيح.
[125]
2ً- ستر الجدران بالسجاد:
الأمر الثاني مما ينبغي اجتنابه: ستر الجدار بالسجاد ونحوه، ولو من غير الحرير، لأنه سرف وزينة غير مشروعة؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت:
[126]
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم غائباً في غزاة غزاها، فلما تحينت قفوله، أخذت نمطاّ [فيه صورة] كانت لي، فسترت به على العرض، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقيته في الحجرة، فقلت: السلام عليك يا رسول ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي أعز [ك] فنصرك،
[127]
وأقر عينيك وأكرمك، قالت: فلم يكلمني! وعرفت في وجهه الغضب، ودخل البيت مسرعاً، وأخذ النمط بيده، فجذبه حتى هتكه، ثم قال: [أتسترين الجدار؟!] [بستر فيه تصاوير؟!]، إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة [والطين. قالت: فقطعنا منه وسادتين، وحشوتهما ليفاً، فلم يعب ذلك عليّ]
[128]
[قالت: فكان صلى الله عليه وسلم يرتفق عليهما])) مسلم وأبو عوانة وأحمد.
ولهذا كان بعض السلف يتمنع من دخول البيوت المستورة جدرها، قال سالم بن عبد الله:
[129]
((أعرست في عهد أبي، فآذن أبي الناس، وكان أبو أيوب فيمن آذنّا، وقد ستروا بيتي بنجاد أخضر، فأقبل أبو أيوب فدخل، فرآني قائماً، واطلع فرأى البيت مستتراً بنجاد أخضر، فقال: يا عبد الله! أتسترون الجدر؟! قال: أبي: - واستحيى- غلبنا النساء أبا أيوب! فقال: من [كنت] أخشى [عليه] أن تغلبنه النساء فلم [أكن] أخشى [عليك] أن تغلبنك! ثم قال: لا أطعم لكم طعاماً، ولا أدخل لكم بيتاً. ثم خرج رحمه الله)) الطبراني وابن عساكر.
3 - نتف الحواجب وغيرها!
الثالث: ما تفعله بعض النسوة من نتفهن حواجبهن حتى تكون كالقوس أو الهلال، يفعلن ذلك تجملاً بزعمهن!
[130]
وهذا مما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعن فاعله بقوله:
((لعن الله الواشمات، والمستوشمات ()، [والواصلات]، والنامصات ()، والمتنمصات، والمتفلجات للحسن ()؛ المغيرات خلق الله)) البخاري ومسلم وأبو داود، والترمذي وصححه وغيرهم.
[132]
4 - تدميم الأظفار وإطالتها:
الرابع: هذه العادة القبيحة الأخرى التي تسربت من فاجرات أوربا إلى كثير من المسلمات، وهي تدميمهن لأظفارهن بالصمغ الأحمر المعروف اليوم بـ (مينيكور)،
[133]
وإطالتهن لبعضها- وقد يفعلها بعض الشباب أيضاً- فإن هذا مع ما فيه من تغير لخلق الله المستلزم لعن فاعله كما علمت آنفاً، ومن التشبه بالكافرات المنهي عنه في أحاديث كثيرة التي منها قوله صلى الله عليه وسلم: (( ... ومن تشبه بقوم فهو منهم))؛ فإنه أيضاً مخالف للفطرة ?فطرة الله التي فطر الناس عليها?، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
((الفطرة خمس: الاختتان، والاستحداد،
[135]
(وفي رواية: حلق العانة)، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط)).
وقال أنس رضي الله عنه:
((وُقِّتَ لنا (وفي رواية: وقَّتَ لنا رسول الله) في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا تترك أكثر من أربعين ليلة)) مسلم وأبو عوانة وأبو داود.
5ً- حلق اللحى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/356)
الخامس: ومثلها في القبح –إن لم تكن أقبح منها عند ذوي الفطرة السليمة- ما ابتُلي به أكثر الرجال من التزين بحلق اللحية بحكم تقليدهم للأوربيين الكفار، حتى صار من العار عندهم أن يدخل العروس على عروسه وهو غير حليق! وفي ذلك عدة مخالفات:
[136]
أ- تغيير خلق الله، قال تعالى في حق الشيطان:
?لعنه الله وقال لاتخذّن من عبادك نصيباً مفروضاً، ولأضلنّهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرنّ خلق الله، ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً?.
فهذا نص صريح في أن تغيير خلق الله دون إذن منه تعالى، إطاعة لأمر الشيطان، وعصيان للرحمن جل جلاله، فلا جرم أن لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرات خلق الله للحسن كما سبق قرباً، ولا شك في دخول اللحية للحُسن (!) في اللعن المذكور بجامع الاشتراك في العلة كما لا يخفى، وإنما قلت: ((دون إذن من الله تعالى))، لكي لا يُتوهم، أنه يدخل في التغيير المذكور مثل حلق العانة ونحوها مما أذن فيه الشارع، بل استحبه، أو أوجبه.
ب- مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم وهو قوله:
[137]
((أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى)) البخاري ومسلم وأبو عوانة وغيرهم.
ومن المعلوم أن الأمر يفيد الوجوب إلا لقرينة والقرينة هنا مؤكدة للوجوب، وهو:
ج- التشبه بالكفار، قال صلى الله عليه وسلم:
((جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس)) مسلم وأبو عوانة في صحيحيهما.
[138]
ويؤيد الوجوب أيضاً:
د- التشبه بالنساء، فقد:
((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال)). البخاري، والترمذي وصححه.
[140]
ولا يخفى أن في حلق الرجل لحيته- التي ميزه الله بها على المرأة- أكبر تشبه بها، فلعل فيما أوردنا من الأدلة ما يقنع المبتلين بهذه المخالفة، عافانا الله وإياهم من كل ما لا يحبه ولا يرضاه.
6ً- خاتم الخطبة:
السادس: لبس بعض الرجال خاتم الذهب الذي يسمونه بـ ((خاتم الخطبة))، فهذا مع ما فيه من تقليد الكفار أيضاً- لأن هذه العادة سرت إليهم من النصارى-
[142]
ففيه مخالفة صريحة لنصوص صحيحة تحرم خاتم الذهب على الرجال وعلى النساء أيضاً كما ستعلمه، وإليك بعض هذه النصوص:
أولاً: ((نهى صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب)).
ثانياً: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال:
[143]
((يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده؟!)).
فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك وانتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر في يده خاتماً من ذهب، فجعل يقرعه بقضيب معه، فلما غفل النبي صلى الله عليه وسلم ألقاه، [فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يره في يده فـ] قال: ما أرانا إلا قد أوجعناك وأغرمناك. النسائي وأحمد وابن سعد وأبو نعيم في ((أصبهان)).
[145]
رابعاً: عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على بعض أصحابه خاتماً من ذهب، فأعرض عنه، فألقاه، واتّخذ خاتماً من حديد، فقال: هذا شر، هذا حلية أهل النار، فألفاه، فاتخذ خاتماً من وَرِق- أي فضة- فسكت عنه. حديث صحيح رواه أحمد. والبخاري في ((الأدب المفرد)).
[150]
خامساً: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريراً ولا ذهباً)) أحمد بسند حسن.
سادسا: ((من لبس الذهب من أمتي، فمات وهو يلبسه حرم الله عليه ذهب الجنة)). أحمد بسند صحيح.
39 - تحريم خاتم الذهب ونحوه على النساء:
واعلم أن النساء يشتركن مع الرجال في حريم خاتم الذهب عليهن، ومثله السوار والطوق من الذهب؛
[151]
لأحاديث خاصة وردت فيهن، فيدخلن لذلك في بعض النصوص المطلقة التي لم تقيد بالرجال، مثل الحديث الأول المتقدم آنفاً، وإليك الآن ما صح من الأحاديث المشار إليها:
الأول: ((من أحب أن يحلِّق حبيبه بحلقة من نار فليحلّقه حلقة من ذهب، ومن أحب أن يطوق حبيبه طوقاً من نار فليطوقه طوقاً من ذهب، ومن أحب أن يسوّر حبيبه سواراً من نار فليطوقه طوقاً (ويفي رواية: فليسوره سواراً) من ذهب، ولكن عليكم بالفضة، فالعبو بها [العبوا بها، العبوا بها])) أبو داود، وأحمد بسند جيد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/357)
[158]
الثاني: عن ثوبان رضي الله عنه قال:
((جاءت بنت هبيرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها فتخ [من ذهب] [أي خواتيم كبار]، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يضرب يدها [بعصية معه يقول لها: أيسرك أن يجعل الله في يدك خواتيم من نار؟!]، فأتت فاطمة تشكو إليها، قال ثوبان: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على فاطمة وأنا معه؛ وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب، فقالت: هذا أهدى لي أبو حسن (تعني زوجها علياً رضي الله عنه) - وفي يدها السلسلة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة! أيسرك أن يقول الناس: فاطمة بنت محمد في يدها سلسلة من نار؟! [ثم عذمها عذماً شديداً]، فخرج ولم يقعد، فعمدت فاطمة إلى السلسلة فباعتها فاشترت بها نسمة، فأعتقتها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الحمد لله الذي نجّى فاطمة من النار)) النسائي والطيالسي والطبراني.
[160]
الثالث عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد عائشة قُلبين ملويين من ذهب، فقال: ألقيهما عنك، واجعلي قلبين من فضة، وصفريها بزعفران. القاسم السرقسطي بسند صحيح، والنسائي والخطيب، والبزار نحوه.
[161]
الرابع: عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
((جعلت شعائر من ذهب في رقبتها، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فأعرض عنها، فقلت: ألا تنظر إلى زينتها، فقال: عن زينتك أُعرض، [قالت: فقطعتها، فأقبل علي بوجهه]. قال: زعموا أنه قال: ما ضَرَّ إحداكن لو جعلت خرصاً من ورق، ثم جعلته بزعفران)).
[164]
وفي حديث أسماء بنت يزيد في قصة أخرى نحوه:
(( ... وتتخذ لها جُمانتين من فضة، فتدرجه بين أناملها بشيء من زعفران، فإذا هو كالذهب يبرق)) أخرجه أحمد وأبو نعيم وابن عساكر.
[165]
شبهات حول تحريم الذهب المحلق، وجوابها
واعلم أن كثيراً من علماء أعرضوا عن العمل بهذه الأحاديث؛ لشبهات قامت لديهم ظنوها أدلة، ولا يزال
[166]
كثيرون منهم يتمسكون بها على أنها حجج تسوغ لهم ترك هذه الأحاديث، ولذلك رأيت أنه لا بد من حكاية تلك الشبهات والرد عليها، كي لا يغتر بها من لا علم عنده بطرق الجمع بين الأحاديث، فيقع في مخالفة الأحاديث الصحيحة المحكمة، بدون حجة أو بينة، فأقول:
دعوى الإجماع على إباحة الذهب مطلقاً للنساء، وردها
1 - ادعى بعضهم الإجماع على إباحة الذهب مطلقاً للنساء، وهذا مردود من وجوه:
الإجماع الصحيح:
الأول: أنه لا يمكن إثبات صحة الإجماع في هذه المسألة، وإن نقله البيهقي في ((سننه)) (4/ 124) وغيره، مثل الحافظ ابن حجر في ((الفتح))، ولكن هذا كأنه أشار لعدم ثبوته حين قال: (10/ 260) في بحث خاتم الذهب:
((فقد نقل الإجماع على إباحته للنساء))، ويأتي قريباً ما يبطل هذا الإجماع، وذلك لأنه لا يستطيع أحد
[167]
أن يدعي أنه إجماع معلوم من الدين بالضرورة، وغير هذا الإجماع مما لا يمكن تصوره، فضلاً عن وقوعه، ولهذا قال الإمام أحمد رضي الله عنه:
((من ادعى الإجماع فهو كاذب، [وما يدريه؟]، لعل الناس اختلفوا)).
رواه ابنه عبد الله في ((مسائله)) (ص390).
وتفصيل القول في هذا الموضوع الخطير ليس هذا موضعه، فليراجع من شاء التحقيق بعض كتب علم أصول الفقه التي لا يقلد مؤلفوها من قبلهم! مثل: ((أصول الأحكام)) لابن حزم (4/ 128 - 144)، و ((إرشاد الفحول)) للشوكاني، ونحوهما.
استحالة وجود إجماع صحيح على خلاف حديث صحيح دون وجود ناسخ صحيح
الثاني: لو كان يمكن إثبات الإجماع في الجملة، لكان ادعاؤه في خصوص هذه المسألة غير صحيح، لأنه مناقض للسنة الصحيحة، وهذا مما لا يمكن تصوره أيضاً؛ لأنه يلزم منه اجتماع الأمة على ضلال، وهذا
[168]
مستحيل لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجتمع أمتي على ضلالة))، ومثل هذا الإجماع لا وجود له إلا في الذهن والخيال، ولا أصل له في الوجود والواقع، قال أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى في ((أصول الأحكام)) (2/ 71 - 72):
((وقد أجاز بعض أصحابنا أن يرد حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ويكون الإجماع على خلافه، قال: وذلك دليل على أنه منسوخ. وهذا عندنا خطأ فاحش متيقن لوجهين برهانيين ضروريين:
أحدهما: أن ورود حديث صحيح يكون الإجماع على خلافه معدوم لم يكن قط، ولا هو في العالم، فمن ادعى أنه موجود فليذكره لنا، ولا سبيل له- والله- إلى وجوده أبداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/358)
والثاني: أن الله تعالى قد قال: ?إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون?، فمضمون عند كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن ما تكفل الله عز وجل بحفظه فهو غير ضائع أبداً، لا يشك في ذلك مسلم، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم كله وحي بقوله تعالى: ?وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحيٌ يوحى?، والوحي ذكرٌ بإجماع الأمة كلها،
[169]
والذكر محفوظ بالنص، فكلامه عليه السلام محفوظ بحفظ الله تعالى عز وجل ضرورة، منقول كله إلينا لا بد من ذلك، فلو كان هذا الحديث الذي ادّعى هذا القائل أنه مجمع على تركه، وأنه منسوخ كما ذكر، لكان ناسخه الذي اتفقوا عليه قد ضاع ولم يحفظ، وهذا تكذيب لله عز وجل في أنه حافظ للذكر كله، ولو كان ذلك لسقط كثير مما بلّغ عليه السلام عن ربه، وقد أبطل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله في حجة الوداع: اللهم هل بلغت؟)). قال:
((ولسنا ننكر أن يكون حديث صحيح، وآية صحيحة التلاوة منسوخين إما بحديث آخر صحيح، ,وإما بآية متلوة، ويكون الاتفاق على النسخ المذكور قد ثبت، بل هو موجود عندنا إلا أننا نقول: لا بد أن يكون الناسخ لهما موجوداً أيضاً عندنا، منقولاً إلينا، محفوظاً عندنا، مبلغاً نحونا بلفظه، قائم النص لدينا، لا بد من ذلك، وإنما الذي منعنا منه فهو أن يكون المنسوخ محفوظاً منقولاً مبلغاً إلينا، ويكون الناسخ له قد سقط ولم ينقل إلينا لفظه، فهذا باطل عندنا، لا سبيل إلى وجوده في العالم أبد الأبد، لأنه معدوم البتة، قد دخل –بأنه غير
[170]
كائن- في باب المحال، والممتنع عندنا، وبالله تعالى التوفيق)).
تقديم السنة على الإجماع الذي ليس معه كتاب أو سنة
وقال العلامة المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:
((ولم يزل أئمة الإسلام على تقديم الكتاب على السنة، والسنة على الإجماع، وجعل الإجماع في المرتبة الثالثة. قال الشافعي: الحجة كتاب الله وسنة رسوله واتفاق الأئمة، وقال في ((كتاب اختلافه مع مالك)):
((والعلم طبقات: الأولى الكتاب والسنة الثابتة، ثم الإجماع فيما ليس كتاباً ولا سنة ... )).
وقال ابن القيم أيضاً في صدد بيان أصول فتاوى الإمام أحمد:
((ولم يكن (يعني الإمام أحمد) يقدم على الحديث الصحيح عملاً ولا رأياً ولا قياساً ولا قول صاحب، ولا عدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير من الناس إجماعاً ويقدمونه على الحديث الصحيح! وقد كذّب أحمد من
[171]
ادعى هذا الإجماع، ولم يسغ تقديمه على الحديث الثابت، وكذلك الشافعي ... ونصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلّ عند الإمام أحمد وسائر أئمة الحديث من أن يقدموا عليها توهم إجماع مضمونه عدم العلم بالمخالف، ولو ساغ لتعطلت النصوص، وساغ لكل من لم يعلم مخالفاً في حكم مسألة أن يقدم جهله بالمخالف على النصوص)).
قلت: وهذا ما فعله البعض هنا، فقدموا ما زعموه إجماعاً على النصوص المتقدمة، مع أنه لا إجماع في ذلك، وبيانه في الوجه التالي:
الثالث: أنه قد ثبت ما ينقض بالإجماع المزعوم، وهو ما روى عبد الرزاق في ((المصنف)) (11/ 70 /19935)، وابن صاعد في ((حديثه)) (35/ 1 - وهو بخط الحافظ ابن عساكر)، وابن حزم (10/ 82)، بسند صحيح عن محمد بن سيرين؛ أنه سمع أبا هريرة يقول لابنته:
[172]
((لا تلبسي الذهب؛ إني أخشى عليك اللهب)).
وروى ابن عساكر (19/ 124/2) من طريقين آخرين أن ابنةً لأبي هريرة قالت له: إن الجواري يُعيّرنني، يقلن: إن أباك لا يحليك الذهب! فقال:
قولي لهن: إني أبي لا يحليني الذهب؛ يخشى علي من اللهب.
ورواه عبد الرزاق (19938) نحوه، وعلقه البغوي في ((شرح السنة)) (3/ 210 / 82)، وحكى الخلاف في هذه المسألة، فإنه بعد أن ذكر إباحة خاتم الذهب للنساء وتحليهن به عند الأكثرين؛ قال:
((وكره ذلك قوم)).
ثم ساق حديث أسماء بنت يزيد المتقدم بعضه في المتن (ص236) وتمامه في التعليق (237).
وما حكاه البغوي رحمه الله من الكراهة عن أولئك الذين أشار إليهم من العلماء، فهي الكراهة التحريمية، لأنه المعروف في اصطلاح السلف؛ تبعاً للأسلوب القرآني في عديد من الآيات الكريمة؛
[173]
كقوله تعالى: ?وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان?.
وقد كنت شرحت هذه المسألة الهامة في كتابي: ((تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد)) (ص 48 - 55)، وذكرت هناك بعض الأمثلة، فلتراجع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/359)
وبين أيدينا مثال آخر قريب المنال، وهو ما تقدم في بحث (خاتم الخطبة) أن الإمام أحمد، والإمام إسحاق بن راهويه كرها خاتم الذهب للرجال، فهذه الكراهة للتحريم أيضاً، لتصريح الأحاديث المتقدمة هناك به، وكذلك الأمر في تحريم خاتم الذهب على النساء؛ لأن الأدلة صريحة أيضاً، فمن أطلق كراهته عليهن، فإنما يعني الكراهة الشرعية، وهي التحريم، فتأمل منصفاً.
وذكر ابن عبد الحكم في ((سيرة عمر بن عبد العزيز)) (ص163) أن ابنة عمر بعثت إليه بلؤلؤة وقالت له: إن رأيت أن تبعث لي بأخت لها حتى أجعلها في أذني، فأرسل إليها ثم قال لها: إن استطعت أن تجعلي هاتين الجمرتين في أذنيك بعثت لك بأخت لها!
[174]
ومن الظاهر أن اللؤلؤة كانت محلاة بالذهب، لأنها لا تقوم بنفسها، ولا تحلى عادة إلا بها، ويؤيد ذلك لفظة: ((الجمرتين))، فإنها مستوحاة من بعض أحاديث التحريم المتقدمة كحديث بنت هبيرة، فثبت بطلان دعوى الإجماع في هذه المسألة.
دعوى نسخ الأحاديث المتقدمة، وإبطالها
2 - وادعى آخرون نسخ هذه الأحاديث المحرمة بمثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((أحل الذهب والحرير لإناث أمتي ... ))، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه، وقد ذكرها الزيعلي في ((نصب الراية)) (4/ 222 - 225)، ثم حققته في تخريج كتاب ((الحلال والحرام)) للأستاذ القرضاوي (رقم78)، وهو ادعاء باطل، لأن للنسخ شروطاً كثيرة معروفة عند العلماء؛ منها أن يكون الخطاب الناسخ متراخياً عن المنسوخ، ومنها أن لا يمكن الجمع بينهما، وهذان الشرطان منفيان هنا، أما الأول؛ فلأنه لا يُعلم تأخر هذا الحديث المبيح عن
[175]
أحاديث التحريم، وأما الثاني؛ فلأن الجمع ممكن بسهولة بين الحديث المذكور وما في معناه، وبين الأحاديث المتقدمة، ذلك لأن الحديث مطلق، وتلك مقيدة بالذهب الذي هو طوق أو سوار أو حلقة، فهذا هو المحرم عليهن، وما سوى ذلك من الذهب المقطع فهو المباح لهن، وهو المراد بحديث حلّ الذهب لهن، فهو مطلق مقيد بالأحاديث المشار إليها، فلا تعارض وبالتالي فلا نسخ.
ولذلك لم نر أحداً ممن ألف في الناسخ والمنسوخ أورد الأحاديث المذكورة فيما هو منسوخ، كالحافظ أبي الفرج ابن الجوزي في رسالة ((إخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ في الحديث))، والحافظ أبي بكر الحازمي في كتابه ((الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار))، وغيرهما، بل قد أشار ابن الجوزي رحمه الله في مقدمة رسالته المشارة إليها إلى رد دعوى نسخ هذه الأحاديث، فقال:
((أفردت في هذا الكتاب قدر ما صح نسخه أو احتمل، وأعرضت عما لا وجه لنسخه ولا احتمال، فمن
[176]
سمع بخبر يدعى عليه النسخ وليس في هذا الكتاب، فليعلم وهاء تلك الدعوى، وقد تدبرته فإذا فيه أحد وعشرون حديثا)).
بل قال المحقق ابن القيم في ((الأعلام)) (3/ 458):
((إن النسخ الواقع في الأحاديث الذي أجمعت عليه الأمة؛ لا يبلغ عشرة أحاديث البتة، ولا شطرها))!
قلت: ثم ساقها، وليس فيها شيء من هذه الأحاديث السابقة، فثبت ضعف ادعاء احتمال نسخها، فكيف الجزم بنسخها؟ وقد أشار لضعف دعوى النسخ ابن الأثير في ((النهاية))، بقوله تعليقا على حديث أسماء المشار إليه آنفاً:
((قيل: كان هذا قبل النسخ، فإنه قد ثبت إباحة الذهب للنساء)).
فإن لفظة: ((قيل)) للتمريض كما هو معروف.
وقال العلامة صدر الدين علي بن علاء الحنفي بعد أن حكى كلام ابن الجوزي الآنف الذكر:
((وهذا هو الذي يشهد العقل بصدقه إذا سَلِم من
[177]
الهوى، وقد ادعى كثير من الفقهاء في كثير من السنة أنها منسوخة، وذلك إما لعجزه عن الجمع بينها وبين ما يظن أنه يعارضها، وإما لعدم علمه ببطلان ذلك المعارض، وإما لتصحيح مذهبه ودفع ما يرد عليه من جهة مخالفة، ولكن نجد غيره قد بين الصواب في ذلك، لأن هذا الدين محفوظ، ولا تجتمع هذه الأمة على ضلالة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/360)
ولقد صدق رحمه الله في كل ما ذكره، فأنت ترى أن هذه الأحاديث المحرمة لا تتعارض مطلقاً مع حديث حل الذهب للنساء، لأنه عام، وتلك خاصة، والخاص مقدم على العام كما هو مقرر في علم الأصول، ولهذه القاعدة رجح الإمام النووي رضي الله عنه في ((شرح مسلم)) و ((المجموع)) وجوب الوضوء من أكل لحم الإبل، مع أنه مخالف لمذهبه، بل ومذهب الجمهور، حتى ظن بعض المتعالمين في هذا العصر أنه لا يقول بالوضوء منه عالم من علماء المسلمين! كما نشر ذلك في
[178]
بعض الجرائد الدمشقية سنة 1386هـ تقريباً.
ولِما ذكرنا قال ولي الله الدهلوي في ((حجة الله البالغة)) (2/ 190) بعد أن ذكر أحاديث التحريم وحديث الحل:
((معناه الحل في الجملة، وهذا ما يوجبه مفهوم هذه الأحاديث، ولم أجد لها معارضاً)).
وأقره صديق حسن خان في ((الروضة الندية)) (2/ 217 - 218).
قلت: ومما يدلك على ضعف دعوى النسخ هذه؛ أن بعض متعصبة الحنفية- وقد سبقت الإشارة إليه- لم ينظر إليها بعين الرضا، مع أنه حكاها عن الجمهور الذين يقلدهم في هذه المسألة، واحتج على ذلك بقوله- وقد وفق فيه-:
((إن النسخ لا يُلجأ إلى القول به ما دام التوفيق بين الأحاديث ممكناً، بحيث لا يرد شيء من الأدلة))، وهذا حق لا ريب فيه، وهو من المقرر في علم الأصول.
ولكنه مع الأسف لم يستقر عليه الدكتور، بل رجع
[179]
إلى ادعاء النسخ معارضاً بذلك الأخذ بأحاديث التحريم، فقال:
((إن الفريقين لما تجاذبا دعوى النسخ احتجنا إلى النظر في التاريخ للترجيح بين المذهبين، وتعيين الناسخ والمنسوخ، والتاريخ يؤيد نظر الجمهور (!).
فإنه لا شك في أن الصحابة في ابتداء الإسلام كانوا في أمس الحاجة للمال ... ولقد قسم الأنصار أموالهم مناصفة بينهم وبين المهاجرين، فكان التختم بالذهب في تلك الفترة بطراً وترفاً، فلما مضت الأيام، وفتحت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتوحات صار الناس في رخاء العيش فأباح النبي صلى الله عليه وسلم لبس الذهب لزوال المانع))!
قلت: وجوابي عليه من وجوه:
الأول: أنه لم يذكر نصاً تاريخياً يؤيد تأخر المبيح عن الحاظر، يرجح به نظر الجمهور، وإنما هو مجرد الدعوى أن الإباحة كانت بعد رخاء العيش، فأين الدليل عليها؟!
[180]
الثاني: هذه الدعوى لو صحت، لزم منها أن يكون تحريم الذهب على الرجال قد شرع في الوقت الذي حرم على النساء، إن لم يكن تقدم عليه، وكل عاقل يفهم من قوله: ((في ابتداء الإسلام))، أنه يعني في مكة، أو في أول الهجرة على أبعد تقدير، وإذا كان كذلك، فنحن نقطع ببطلان هذه الدعوى؛ لأن تحريم الذهب على الرجال إنما كان في أواخر الأمر، كما نص على ذلك الحافظ الذهبي في ((تلخيص المستدرك)) (3/ 231)، ومما يشهد له ما أخرجه البخاري في ((اللباس)) وأحمد في ((المسند)) (4/ 328) عن المسور بن مخرمة:
((أن أباه مخرمة قال له: يا بني! إنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قدمت عليه أقبية، فهو يقسمها، فاذهب بنا إليه، فذهبنا إليه ... فخرج وعليه قباء من الديباج مزرر بالذهب، فقال: يا مخرمة هذا خبأته لك، فأعطاه إياه)).
وإنما أسلم مخرمة عام الفتح، وذلك بعد ثمان سنين ونصف من الهجرة، فهذا نص على أن الذهب كان مباحاً إلى ما قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بسنة ونصف تقريباً، ولولا ذلك لم يلبس صلى الله عليه وسلم القباء المزرر بالذهب، ولا وزعه على أصحابه كما هو ظاهر.
[181]
الثالث: أنه لو صح قوله: ((فأباح النبي صلى الله عليه وسلم لبس الذهب لزوال المانع))، لزم منه إباحة الذهب للرجال أيضاً لزوال المانع أيضاً! وهذا باطل لا يقوله عالم، وما لزم منه باطل؛ فهو باطل.
فإن قال: هذا غير لازم، لأن علة تحريم الذهب على الرجال، غير علة تحريمه على النساء.
قلنا: ما هيه؟ ولا سبيل له إلى إثباتها أبداً، إلا بمثل هذه الدعوى التي أثبت بها أختها! وليست هي إلا مجرد رأي تفرد به الدكتور في آخر الزمان!
وما يُلجئ بعض الناس إلى مثل هذه المضايق والآراء، إلا محاولتهم التخلص من معارضة النص الشرعي لمخالفته لمذهبهم، وتقليدهم، وعاداتهم، فيقعون فيما هو أعظم منه! ولو أنهم استسلموا لحكم الله ورسوله- كما هو المفروض في المسلم- لكان خيراً لهم، ولم يقعوا في مثل ذلك.
[182]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/361)
وخلاصة البحث: أن القول بنسخ الأحاديث المحرمة للذهب على النساء مما لا دليل عليه، بل هو مخالف لعلم الأصول، والواجب الجمع بينها وبين الأحاديث المبيحة للذهب عليهن، وذلك بحمل المطلق على المقيد، أو العام على الخاص، كما شرحنا، وينتج منه أن الذهب كله حلال على النساء، إلا المحلق منه، كما يحرم عليهن استعمال أواني الذهب والفضة اتفاقاً، فلا نسخ عندنا؛ خلافاً لما فهمه الدكتور، وأدار كل بحثه في كتابه عليه، كما ينبئك به كلامه السابق في المعارضة المزعومة. والله الهادي، لا رب سواه.
رد الأحاديث المتقدمة بأحاديث مبيحة، والجواب عنها
3 - وقد يردّ بعضهم هذه الأحاديث بأحاديث أخرى، فيها إباحة المحلق من الذهب على النساء، والجواب أن هذا كان قبل التحريم حتماً، وبيانه:
أن من المعلوم بداهة أن النهي عن الشيء مما يحتمل التحليل والتحريم؛ لا يكون إلا بعد أن يكون مسبوقاً بالإباحة، فالتمسك بها حينئذ فيه مخالفة صريحة
[183]
لمنطوق الأحاديث المحرّمة، ومما يقرب هذا إلى المنصفين إن شاء الله تعالى أن هناك أحاديث يستفاد منها إباحة الذهب على الرجال أيضاً، ومع ذلك فلم يأخذ بها أحد من العلماء، لمجيء النصوص المحرمة، وقد سبق ذكر بعضها، بل ذهبوا إلى أنها كانت قبل التحريم، وكذلك نقول نحن في الأحاديث المبيحة للذهب المحلق للنساء، ولا فرق أنها كانت قبل التحريم، ومن فرق بين هذه وتلك، فهو متناقض أو متلاعب!
تقييد الأحاديث المتقدمة بمن لم يؤد الزكاة، وردّه
4 - وأجاب بعضهم بأن الوعيد الوارد في الأحاديث المتقدمة إنما هو في حق من لا يؤدي زكاة تلك الحلي؛ دون من أداها، واستدل عليه بحديث عمرو بن
[184]
شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها، وفي يد ابنتها مسكتان (أي سواران) غليظتان من ذهب، فقال لها: أتعطين زكاة هذا؟ قالت: لا، قال: أيسرك أن يسوّرك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟! قال: فخلعتهما، فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت: هما لله عز ولرسوله.
أخرجه أبو داود (1/ 244)، والنسائي (1/ 343)، وأبو عبيد في ((الأموال)) (رقم1260)، وإسناده حسن، وصححه ابن الملقن (65/ 1)، وتضعيف ابن الجوزي له في ((التحقيق)) (6/ 197/1)، مردود عليه.
ورواه النسائي في ((السنن الكبرى)) (ق5/ 1) عن عمرو بن شعيب به موصولاً، ثم رواه عنه مرسلاً، وقال:
((الموصول أولى بالصواب)).
والجواب: إن هذا استدلال ضعيف جداً، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر في هذه القصة لبس السوارين،
[185]
وإنما أنكر عدم إخراج زكاتهما، بخلاف الأحاديث المتقدمة، فإنه أنكر اللبس، ولم يتعرض لإيجاب الزكاة عليها، والظاهر أن هذه القصة كانت في وقت الإباحة، فكأنه صلى الله عليه وسلم تدرج لتحريمها، فأوجب الزكاة عليها أولاً، ثم حرمها، كما هو صريح الأحاديث السابقة، ولا سيما الحديث الأول من رواية أبي هريرة مرفوعاً:
((من أحب أن يحلق حبيبه بحلقة من نار فليحلقه حلقة من ذهب ... )) إلخ، فإنه لا يدل دلالة قاطعة أن التحريم لنفس التحليق وما قرن معه، لا لعدم إخراج زكاتها.
والحق أن هذه القصة أفادت وجوب الزكاة على الحلي، ومثلها قصة عائشة الآتية في زكاة خواتيم الفضة، فهذه وتلك لا تدل على تحريم الاستعمال، بل على وجوب زكاة المستعمل؛ فالتحريم وعكسه يؤخذ من أدلة أخرى، فأخذنا تحريم الذهب المحلق عليهن الأحاديث المتقدمة، وأخذنا إباحة الفضة من حديث أبي هريرة المتقدم، ومن حديث عائشة المشار إليها وغيرها.
[186]
وجملة القول؛ أن هذا الحديث لا حجة فيه على ما ذكره المنذري، لأنه لم ينص فيه على تحريم السوار، إنما كان لأنه لم يؤد زكاته حتى يمكن أن يقال: إنه مفصل، وتلك الأحاديث مجملة، فيحمل المجمل على المفصل، وإنما هي واقعة عين أفادت وجوب زكاة الحلي، فلا يعارض ما أفادته الأحاديث السابقة من التحريم.
تقييد آخر للأحاديث، والجواب عنه
5 - وأجاب هذا البعض أيضاً بجواب آخر فقال: إن الوعيد المذكور إنما هو في حق من تزينت به وأظهرته، واستدب لما رواه النسائي وأبو داود عن ربعي بن حراش عن امرأته عن أخت لحذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
[187]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/362)
((يا معشر النساء! أما لكن في الفضة ما تحلين به؟ أما إنه ليس منكن امرأة تتحلى ذهباً تظهره إلا عذبت به)).
والجواب من وجهين:
الأول: رد الحديث من أصله لعدم ثبوته، فإن في سنده امرأة ربعي وهي مجهولة كما قال ابن حزم (10/ 83)؛ ولذلك ضعفته في ((المشكاة)) (4403).
ثانياً: لو كانت العلة هي الإظهار؛ لكان لا فرق في ذلك بين الذهب والفضة لاشتراكهما في العلة، مع أن الحديث صريح في التفريق بينهما، ولا قائل بحرمة خاتم الفضة على المرأة مع ظهوره، فثبت بطلان التمسك بعلة الإظهار. ولهذا قال أبو الحسن السندي:
(((تظهره)؛ يحتمل أن تكون الكراهة إذا ظهرت وافتخرت به، لكن الفضة مثل الذهب في ذلك، فالظاهر أن هذا لزيادة التقبيح والتوبيخ، والكلام لإفادة حرمة الذهب (يعني: المحلق) على ا لنساء، مع قطع النظر عن الإظهار والافتخار)).
[188]
وهذا كله يقال على افتراض صحة الحديث، وإلا فقد عرفت ضعفه، فسقط الاستدلال به أصلاً.
رد الأحاديث بفعل عائشة، والجواب عنه
6 - ومن أعجب ما رُدّت به هذه الأحاديث الصحيحة؛ قول بعض متعصبة الحنفية:
((إن عائشة رضي الله عنها كانت تلبس الخواتيم من الذهب، كما رآها ابن أختها القاسم بن محمد وحدث بذلك، وهذا الخبر عن عائشة رواه البخاري في صحيحه)).
وأقول: إطلاق عزو هذا الأثر للبخاري فيه نظر، لأن المعروف عند العلماء أن العزو إلى البخاري مطلقاً معناه أنه في ((صحيحه)) مسند، وليس كذلك أمر هذا الأثر، فإنه إنما ذكره معلقاً بدون إسناد! وذكر الحافظ في ((الفتح)) (10/ 271) أنه وصله ابن سعد في ((الطبقات)). وسكت عن سنده، وهو عندي حسن، فقال ابن سعد (8/ 48): أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب: حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي
[189]
عمرو قال: سألت القاسم بن محمد قلت: إن ناساً يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الأحمرين: المعصفر والذهب، فقال: كذبوا والله، لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات، وتلبس خواتم الذهب.
لكن رواه غير عبد العزيز بلفظ: كانت تلبس الأحمرين: المذهب والمعصفر)). أخرجه ابن سعد أيضاً: وأخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن ابي أويس عن سلميان بن بلال عن عمرو به، وهذا الإسناد أصح، لأن سليمان هذا أحفظ من عبد العزيز. فإن ثبت ذكر الخاتم في هذا الأثر عن عائشة فالجواب ما سيأتي، وإلا فلا حجة فيه مطلقاً، لأن الرواية الأخرى- وهي الأصح- لا ذكر للخاتم فيها، فهو على هذا مثل حديثها الآخر من طريق القاسم أيضاً أن عائشة كانت تحلي بنات أختها الذهب ثم لا تزكيه. رواه أحمد في مسائل عبد الله (ص145)، وسنده صحيح، فهذا محمول على الذهب
[190]
المقطع، وهو جائز لهن اتفاقاً.
ثم قال ذاك المذكور:
(لا يتصور أن تلبس عائشة رضي الله عنها الذهب الملحق، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم معها وفي بيتها، ثم لا ينهاها عنه)).
قلت: هذه مغالطة ظاهرة_ولعلها غير مقصودة- إذ ليس في الأثر المتقدم أن عائشة لبسته على علم منه صلى الله عليه وسلم، بل فيه أن القاسم بن محمد رآها تلبسه، فمعنى ذلك أن لبسها إياه إنما كان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، لأن القاسم لم يدركه صلى الله عليه وسلم.
ثم قال عطفاً على ما سبق:
((أوَ ينهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبلغهما؟! فهذا مستحيل قطعاً)).
قلت: لا استحالة في ذلك إلا نظراً، وهذا ليس يهمنا، لأن الواقع خلافه، فكم من سنن فعلية، وأقوال نبوية؛ خفيت على كبار الصحابة رضي الله عنهم، ولولا صحة السند بذلك عنهم، لقلنا كما قال المؤمأ إليه
[191]
هاهنا، ولا يتحمل هذا التعليق الإكثار من أمثلة ذلك، فلنقتصر على مثالين منها:
1 - أن عائشة ترى أن الأقراء إنما هي الأطهار، كما قال أحمد في ((المسائل) (185)، وروى مالك في ((الموطأ)) (2/ 96) بسند صحيح جداً عنها أنها قالت:
((تدرون ما الأقراء؟ إنما الأقراء الأطهار)).
ونحوه في مسائل الإمام أحمد لابنه عبد الله (ص231).
أقول: وقد ثبت في السنة أن القرء إنما هو الحيض، وبه قال الحنفية، والرجل منهم، فهل يرد حضرته مذهبه، ولا سيما أنه موافق للسنة من أجل قول عائشة هذا؟ أم يجعل قولها دليلاً على نسخ ذلك كما فعل في مسألتنا هذه؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/363)
2 - قالت عائشة رضي الله عنها: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فتخات من ورق، فقال: ما هذا يا عائشة؟ فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله! قال: أتؤدين زكاتهن؟ قلت: لا، أو ما شاء الله، قال: هو حسبك من النار.
[192]
أخرجه أبو داود (1/ 244) وغيره، وإسناده على شرط الصحيح كما قال الحافظ في ((التخليص)) (6/ 19)، ومحمد بن عطاء الذي في إسناده هو محمد بن عمرو بن عطاء؛ ثقة محتج به في ((الصحيحين)) كما في ((الترغيب))، وظنه ابن الجوزي في ((التحقيق)) (1/ 198/1) رجلاً آخر فجهله، وضعف الحديث من أجل ذلك، فلا يلتفت إليه.
فهذا الحديث صريح في إيجاب الزكاة على الحلي، وهو حجة الذين ذهبوا إلى إيجابه، ومنهم الحنفية.
ثم إنه قد ورد عن عائشة نفسها ما يعارض هذا الحديث، وهو ما أخرجه مالك (1/ 245) عن القاسم ابن محمد (راوي حديث الخاتم!) أن عائشة كانت تل بنات أخيها يتامى في حجرها لهن الحلي، فلا تخرج من حليهن الزكاة. سنده صحيح جداً، وتقدم نحوه من رواية أحمد.
[193]
فهذه مخافة صريحة عن عائشة رضي الله عنها لحديثها فإذا جاز في حقها ذلك، فبالأحرى أن تخالف حديث غيرها، لم تروه هي، وهي على كل حال مأجورة، فماذا يقول المشار إليه في هذه المخالفة؟ أيدع الحديث والمذهب لقولها، أم يتمسك بالحديث ويدع قولهاً معتذراً عنها بأي عذر مقبول كما هو الواجب؟
وعلى كل حال فقد ظهر لكل من له قلب أن ما كان يظنه مما ((لا يتصور)) أو أنه ((مستحيل قطعاً))؛ قد أثبتناه بالأسانيد الصحيحة، ولازم ذلك أن لا يتلفت المسلم إلى أي قول يخالف ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم، مهما كان شأن قائله فضلاً وعلماً وصلاحاً؛ لانتفاء العصمة، وهذا من الأسباب التي تشجعنا على الاستمرار في خطتنا من التمسك بالكتاب والسنة، وعدم الاعتداد بما سواهما،
[194]
كما صنعنا في هذه المسألة التي أسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين للعمل بها، وبكل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم.
ترك الأحاديث لعدم العلم بها بمن عمل بها، وجوابه
6 - هذا، ولعل فيمن ينصر السنة ويعمل بها ويدعو إليها من يتوقف عن العمل بهذه الأحاديث؛ بعذر أنه لا يعلم أحداً من السلف قال بها، فليعلم هؤلاء الأحبة أن هذا العذر قد يكون مقبولاً في بعض المسائل التي يكون طريق تقريرها إنما هو الاستنباط والاجتهاد فحسب، لأن النفس حينئذ لا تطمئن لها خشية أن يكون الاستنباط خطأ، ولا سيما إذا كان المستنبط من هؤلاء المتأخرين الذين يقررون أموراً لم يقل بها أحد من المسلمين؛ بدعوى أن المصلحة تقتضي تشريعها، دون أن ينظروا إلى موافقتها لنصوص الشرع أولاً، مثل إباحة بعضهم للربا الذي سماه بـ (الربا الاستهلاكي) واليانصيب الخيري –زعموا- ونحوهما! أما ومسألتنا ليست من هذا القبيل، فإن فيها نصوصاً صريحة محكمة لم يأت ما ينسخها- كما سبق بيانه- فلا يجوز ترك العمل بها للعذر المذكور، ولا سيما أننا قد ذكرنا من قال بها مثل
[196]
أبي هريرة رضي الله عنه، وولي الله الدهلوي وغيرهما كما تقدم، ولا بدأن يكون هناك غير هؤلاء ممن عمل بهذه الأحاديث لم نعرفهم؛ لأن الله تعالى لم يتعهد لنا بحفظ أسماء كل من عمل بنصّ ما من كتاب أو سنة، وإنما تعهد بحفظها فقط كما قال: ?إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون?، فوجب العمل بالنص سوءا علمنا من قال به أو لم نعلم، ما دام لم يثبت نسخه كما هو الشأن في مسألتنا هذه.
وأختم هذا البحث بكلمة طيبة للعلامة المحقق ابن القيم رحمه الله تعالى؛ لها مساس كبير بما نحن فيه، قال: في ((إعلام الموقعين)) (3/ 464 - 465):
((وقد كان السلف الطيب يشتد نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي أو قياس أو استحسان أو قول أحد من الناس كائناً من كان، ويهجرون فاعل ذلك، وينكرون على من يضرب له الأمثال، ولا يسوغون غير الانقياد له صلى الله عليه وسلم، والتسليم والتلقي بالسمع والطاعة، ولا يخطر بقلوبهم التوقف في قبوله حتى يشهد له عمل أو قياس، أو يوافق قول فلان وفلان، بل كانوا عاملين بقوله تعالى: ?وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم?، وبقوله تعالى: ?فلا وربّك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويُسلموا تسليماً?، وبقوله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/364)
تعالى: ?اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون?، وأمثالها، فدفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا، يقول: من قال هذا؟ دفعاً في صدر الحديث، ويجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به، ولو نصح نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل، وأنه لا يحل له دفع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الجهل، وأقبح من ذلك عذره في جهله، إذ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة، وهذا سوء ظن بجماعة المسلمين؛ إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبح من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع، وهو جهله وعدم علمه بمن قال بالحديث، فعاد الأمر إلى تقديم جهله على السنة. والله المستعان)).
[197]
40 - وجوب إحسان عشرة الزوجة:
ويجب عليه أن يحسن عشرتها، ويسايرها فيما أحل الله لها – لا فيما حرم-، ولا سيما إذا كانت حديثة السن، وفي ذلك أحاديث:
الأول: قوله صلى الله عليه وسلم:
((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)) الطحاوي وشطره الأول الحاكم وصححه.
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع:
[198]
(( ... ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك؛ إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً. إلا إن لكم على نسائكم حقاً، ولنسائكم عليكم حقاً، فأما حقكم على نسائكم؛ فلا يوطئن فرشكم من تكروهن، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)) أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح، وابن ماجه، وصححه ابن القيم.
[199]
الثالث: قوله صلى الله عليه وسلم:
((لا يفرك (أي لا يبغض) مؤمنٌ مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)) مسلم وغيره.
الرابع: قوله صلى الله عليه وسلم:
((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخيارهم خيارهم لنسائهم)). الترمذي وأحمد. وهو حسن الإسناد.
[200]
الخامس: عن عائشة رضي الله عنها قالت:
((دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم [والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد]، [في يوم عيد]، فقال لي: [يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم؟ فقلت: نعم]
[201]
[فأقامني وراءه]، فطأطأ لي منكبيه لأنظر إليهم، [فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خده]، فنظرت من فوق منكبيه (وفي رواية: من بين أذنه وعاتقه) [وهو يقول: دونك يا بني أرفده] فجعل يقول: يا عائشة! ما شبعت! فأقول: لا، لأنظر منزلتي عنده] حتى شبعت.
[202]
[قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيباً] وفي رواية: ((حتى إذا مللت، قال: حسبك؟ قلت نعم، قال: فاذهبي))، وفي أخرى: ((قلت: لا تعجل، فقام لي، ثم قال: حسبك؟ قلت: لا تعجل، [ولقد رأيته يرواح بين قدميه]، قالت: ما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغَ النساء مقامُه لي، ومكاني منه [وأنا جارية]، [فاقدروا قدر الجارية [العربة] الحديثة السن، الحريصة على اللهو]، [قالت: فطلع عمر، فتفرق الناس عنها والصبيان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر]، [قالت عائشة: قال صلى الله عليه وسلم يومئذٍ: لتعلم يهود أن في ديننا فسحة])). البخاري ومسلم وغيرهم.
[203]
السادس: عنها أيضاً قالت:
((قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سهوتها ستر، فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لُعَب، فقال: ما هذا عائشة؟ قالت: بناتي، ورأى بينهن فرساً له جناحان من رقاع، فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس، قال: وما هذا الذي عليه؟ قال: جناحان، قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلاً لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه)). أبو داود والنسائي بسند صحيح.
[204]
السابع: عنها أيضاً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/365)
((أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره، وهي جارية [قالت: لم أحمل اللحم، ولم أبدن]، فقال لأصحابه: تقدموا، [فتقدموا]، ثم قال: تعالي أسابقك، فسابقته، فسبقته على رجلي، فلما كان بعد، خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: تقدموا، ثم قال: تعالي أسابقك، ونسيت الذي كان، وقد حملت اللحم، [وبدّنت]، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على هذه الحال؟ فقال: لتفعلن، فسابقته، فسبقني، فـ[جعل يضحك، و] قال: هذه بتلك السبقة)).
الحميدي في مسنده وأبو داود والنسائي والطبراني.
[205]
الثامن: عنها أيضاً قالت:
((إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤتى بالإناء، فأشرب منه وأنا حائض، ثم يأخذه فيضع فاه على موضع فيّ، وإن كنت لآخذ العرق فآكل منه، ثم يأخذه فيضع فاه على موضع فيّ)). مسلم وأحمد وغيرهما.
التاسع: عن جابر بن عبد الله، وجابر بن عمير، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((كل شيء ليس فيه ذكر الله، فهو [لغوٌ] وسهو ولعب، إلا أربع [خصال]: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشيه بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة)) النسائي والطبراني وأبو نعيم بإسناد صحيح.
[206]
41 - وصايا إلى الزوجين:
وختاماً أوصي الزوجين:
أولاً: أن يتطاوعا ويتناصحا بطاعة الله تبارك وتعالى، واتباع أحكامه الثابتة في الكتاب والسنة، ولا يقدما عليها تقليداً أو عادة غلبت على الناس، أو مذهباً فقد قال عز وجل: ?وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهُم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً? [الأحزاب: 36].
ثانياً: أن يلتزم كل واحد منهما القيام بما فرض الله عليه من الواجبات والحقوق تجاه الآخر، فلا تطلب الزوجة- مثلاً- أن تساوي الرجل في جميع حقوقه، ولا يستغل الرجل ما فضله الله تعالى به عليها من السيادة
[207]
والرياسة؛ فيظلمها، ويضربها بدون حق، فقد قال الله عز وجل:
?ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم? [البقرة: 228]، وقال:
?الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيراً? [النساء: 34].
[208]
وقد قال معاوية بن حيدة رضي الله عنه: يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تقبح الوجه، ولا تضرب، [ولا تهجر إلا في البيت، كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض؛ إلا بما حل عليهن] أبو داود والحاكم وأحمد بسند حسن.
وقال صلى الله عليه وسلم:
((المسقطون يوم القيامة على منابر من نور على يمين الرحمن- وكلتا يديه يمين- الذين يعدلون في
[209]
حكمهم وأهليهم وما ولوا)). مسلم وابن منده وقال: ((حديث صحيح)).
فإذا هما عرفا ذلك وعملاً به، أحياهما الله تبارك وتعالى حياة طيبة، وعاشا- ما عاشا معاً- في هناء وسعادة، فقد قال عز وجل: ?من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم أحسن ما كانوا يعملون? [النحل: 97].
ثالثاً: وعلى المرأة بصورة خاصة أن تطيع زوجها فيما يأمرها به في حدود استطاعتها، فإن هذا مما فضل الله به الرجال على النساء كما في الآيتين السابقتين: ?الرجال قوامون على النساء?، ?وللرجال عليهن درجة?، وقد جاءت أحاديث كثيرة صحيحة مؤكدة لهذا المعنى، ومبينة بوضوح ما للمرأة، وما عليها؛ إذا هي أطاعت زوجها أو عصته، فلا بد من إيراد بعضها، لعل
[210]
فيها تذكيراً لنساء زماننا، فقد قال تعالى: ?وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين?.
الحديث الأول: ((لا يحل لأمرأة أن تصوم (وفي رواية: لا تصم المرأة) وزوجها شاهد إلا بإذنه [غير رمضان]، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)) البخاري ومسلم وغيرهما.
[211]
الثاني: ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح، (وفي رواية: أو حتى ترجع، وفي أخرى: حتى يرضى عنها))).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/366)
الثالث: ((والذي نفسي محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه من [نفسها])) حديث صحيح. رواه ابن ماجه وغيره.
[212]
الرابع: ((لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا)).
[213]
الخامس: عن حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت:
((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الحاجة، فقال: أي هذه! أذات بعل؟ قلت: نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه؛ إلا ما عجزت عنه، قال: [فانظري] أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك ونارك)) رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد، والنسائي، والطبراني.
[214]
السادس: إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت)). حديث حسن أو صحيح له طرق.
وجوب خدمة المرأة لزوجها
قلت: وبعض الأحاديث المذكورة آنفاً ظاهرة الدلالة على وجوب طاعة الزوجة لزوجها وخدمتها إياه في حدود استطاعتها، ومما لا شك فيها أن من أول ما يدخل في ذلك الخدمة في منزله، وما يتعلق به من تربية أولاده ونحو ذلك، وقد اختلف العلماء في هذا، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)) (2/ 234 - 235):
[215]
((وتنازع العلماء، هل عليها أن تخدمه في مثل فراش المنزل، ومناولة الطعام والشراب، والخبز والطحن والطعام لممالكيه وبهائمه، مثل علف دابته ونحو ذلك؟ فمنهم من قال:
لا تجب الخدمة. وهذا القول ضعيف، كضعف قول من قال: لا تجب عليه العشرة والوطء! فإن هذا ليس معاشرة له بالمعروف، بل الصاحب في السفر الذي هو نظير الإنسان وصاحبه في المسكن؛ إن لم يعاونه على مصلحته؛ لم يكن قد عاشره بالمعروف.
وقيل- وهو الصواب-: وجوب الخدمة، فإن الزوج سيدها في كتاب الله، وهي عانية عنده بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (كما تقدم ص 270)، وعلى العاني والعبد الخدمة، ولأن ذلك هو المعروف.
ثم مِنْ هؤلاء من قال: تجب الخدمة اليسيرة، ومنهم من قال: تجب الخدمة بالمعروف. وهذا هو الصواب، فعليها أن تخدمه الخدمة المعروفة من مثلها
[216]
لمثله، ويتنوع ذلك بتنوع الأحوال، فخدمة البدوية ليست كخدمة القوية، وخدمة القوية ليست كخدمة الضعيفة)).
قلت: وهذا هو الحق إن شاء الله تعالى؛ أنه يجب على المرأة خدمة البيت، وهو قول مالك وأصبغ كما في ((الفتح)) (9/ 418)، وأبي بكر بن أبي شيبة، وكذا الجوزجاني من الحنابلة كما في ((الاختيارات)) (ص145)، وطائفة من السلف والخلف، كما في ((الزاد)) (4/ 46)، ولم نجد لمن قال بعدم الوجوب دليلاً صالحاً.
وقول بعضهم: ((إن عقد النكاح إنما اقتضى الاستمتاع لا الاستخدام، مردود بأن الاستمتاع حاصل للمرأة أيضاً بزوجها، فهما متساويان في هذه الناحية، ومن المعلوم أن الله تبارك وتعالى قد أوجب على الزوج شيئاً آخر لزوجته، ألا وهو نفقتها وكسوتها ومسكنها، فالعدل يقتضي أن يجب عليها مقابل ذلك شيء آخر أيضاً لزوجها، وما هو إلا خدمتها إياه، ولا سيما أنه القوّام عليها بنص القرآن الكريم كما سبق، وإذا لم تقم هي
[217]
بالخدمة فسيضطر هو إلى خدمتها في بيتها، وهذا يجعلها هي القوامة عليه، وهو عكس للآية القرآنية كما لا يخفى، فثبت أنه لا بد لها من خدمته، وهذا هو المراد.
وأيضاً؛ فإن قيام الرجل بالخدمة يؤدي إلى أمرين متباينين تمام التباين؛ أن ينشغل الرجل بالخدمة عن السعي وراء الرزق وغير ذلك من المصالح، وتبقى المرأة في بيتها عطلاً عن أي عمل ي عليها القيام به، ولا يخفى فساد هذا في الشريعة التي سوت بين الزوجين في الحقوق، بل وفضلت الرجل عليها درجة، ولهذا لم يُزِلِ الرسول صلى الله عليه وسلم شكوى ابنته فاطمة عليها السلام حينما:
((أتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تلقى في يدها من الرحى، وبلغها أنه جاءه رقيق، فلم تصادفه، فذكرت لعائشة، فلما جاء، أخبرته عائشة، قال علي رضي الله عنه: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال: على مكانكما، فجاء، فقعد بيني وبينها حتى وجدت برد قدميه على بطني، فقال: ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أو أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثا
[218]
وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم [قال علي: فما تركتها بعد، قيل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين!])).
رواه البخاري (9/ 417 - 418).
فأنت ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لعلي: لا خدمة عليها، وإنما هي عليك، وهو صلى الله عليه وسلم لا يحابي في الحكم أحداً كما قال ابن القيم رضي الله عنه، ومن شاء زيادة البحث في هذه المسألة فليرجع إلى كتابه القيم ((زاد المعاد)) (4/ 45 - 46).
هذا وليس فيما سبق من وجوب خدمة المرأة لزوجها ما ينافي استحباب مشاركة الرجل لها في ذلك، إذا وجد الفراغ والوقت، بل هذا من حسن المعاشرة بين الزوجين، ولذلك قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
((كان صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله، يعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)).
رواه البخاري (2/ 129 و9/ 418)، والترمذي (3/ 314)، وصححه، والمخلّص من الثالث من
[219]
السادس من ((المخلّصيات)) (66/ 1)، وابن سعد (1/ 366). ورواه في ((الشمائل)) (2/ 185) من طريق أخرى عنها بلفظ:
((كان بشراً من البشر؛ يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه)).
ورجاله رجال الصحيح، وفي بعضهم ضعف. لكن رواه أحمد وأبو بكر الشافعي بسند قوي كما حققته في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (رقم 670)، والله ولي التوفيق.
وهذا آخر ما وفقنا الله تبارك وتعالى لذكره من آداب الزفاف في هذه الرسالة.
و ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)).(24/367)
بعض أجوبة دار الحديث
ـ[ماهر]ــــــــ[08 - 12 - 03, 03:29 م]ـ
السلام عليكم
هذه أسئلة وصلتني فجر الأحد وأجبت عنها فجر الأثنين أحببت أن أشرك فيها إخواني في هذا الملتقى المبارك
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل كتب الأطراف هي الطريق الأسهل لجمع الطرق ثم دراستها وماهو أفضل كتاب في الأطراف غير تحفة الأشراف
شامل لمعظم كتب السنة يغني عن غيره ولا يغني غيره عنه ... ؟
ج/ أشهر كتب الأطراف " الجمع بين الصحيحين " لأبي مسعود و"الجمع بين الصحيحين " لخلف الواسطي و" الأطراف " لابن عساكر ثم جاء الحافظ المزي فاستفاد من هذه الكتب ورجع إلى الأصول المهمة لكل كتاب من الكتب الستة ورجع إلى النسخ العتيقة المعتمدة لكل أصل من هذه الأصول فألف كتابه النافع الماتع " تحفة الأشراف " واستغرق في تأليفه ما يزيد على ربع قرن حتى صار كتاب " تحفة الأشراف " يغني عما قبله من كتب الأطراف ثم جاء من بعده تلميذه وخريجه ابن كثير فألف كتابه النافع " جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن "وطريقته على النحو الآتي: فهو يذكر جميع الصحابة الذين أوردهم ابن الأثير في أسد الغابة وبعد هذا يذكر ترجمة بسيطة ومن ثم يسرد ما له من أحاديث في مسند أحمد ويأتي بها بالسند والمتن مرتبة على أسماء التابعين الذين يروون عن ذلك الصحابي وبعد ذلك يقابل هذه الأحاديث على " تحفة الأشراف " ويذكر أصحاب الكتب الستة إذا ما رووا هذا الحديث مع " مسند أحمد " فإذا ما انتهى من ذلك سرد الأحاديث التي في " مسند أحمد " وهي ليست في الكتب الستة ويشير إلى ذلك بقوله: تفرد به، ثم يأتي بالأحاديث التي في الكتب الستة وهي غير موجودة في " مسند أحمد "، ثم بعد ذلك يفرغ " معجم الطبراني الكبير" فيذكر الأحاديث الموجودة في" معجم الطبراني الكبير" وهي غير موجودة لا في" مسند أحمد" ولا في الكتب الستة، ثم يفرغ " مسند البزار" ويذكر ما تفرد به " مسند البزار" ولم يُذكر لا في " مسند أحمد" ولا في الكتب الستة ولا في " معجم الطبراني " وبعد ذلك يذكر أحاديث " مسند أبي يعلى" ويذكر الأحاديث التي في " مسند أبي يعلى " وهي ليست في " مسند أحمد" ولا في الكتب الستة ولا في " معجم الطبراني الكبير" ولا في " مسند البزار".
ثم جاء من بعده الحافظ ابن حجر العسقلاني فألف كتابه العظيم " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة " وهو ضم أطراف الكتب الآتية: " الموطأ " للإمام مالك، و" مسند الشافعي "، و" مسند أحمد "، و" سنن الدارمي "، و" صحيح ابن خزيمة "، و" المنتقى لابن الجارود "، و" صحيح أبي عوانة "، و" صحيح ابن حبان "، و" المستدرك " للحاكم، و" سنن الدارقطني "، و" شرح معاني الآثار للطحاوي ".
فيكون أهم هذه الكتب:" تحفة الأشراف "، و"جامع المسانيد"، و" إتحاف المهرة "، ثم ألف في بلدنا المجاهد كتاب " المسند الجامع " وهو نافع في هذه البابة فهذه الكتب الأربعة جمعت عدداً غير قليل من كتب السنة، وهي تنفع في جمع طرق الحديث لكنها لا تغني عن الكتب الأخرى.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ماهو أكثر شيء يقع في الأسانيد بشكل عام
الإرسال
أم الإعضال
أم الإنقطاع
أم المعلق
وماهو أصعبها في البحث والتفتيش عنه .. ؟
ج/ الانقطاع هو أكثرها ثم يتلوه الإرسال، والكشف عن الانقطاع هو
أصعبها.
الاسم: الوائلي البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل هناك وسيلة غير تاريخ وفايات الرواة لمعرفة الإلتقاء والمعاصرة والإتصال وغير صيغ التحمل القوية كحدثني وأخبرني أو سمعت
أو أنبأنا أو أخبرنا ... وهل صيغ التحمل هذه على اطلاقها في الاتصال .. ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/368)
ج/ من المعلوم لدينا أن من شروط الصحة هو الاتصال، والاتصال هو سماع الحديث لكل راوٍ من الذي يليه إلى نهاية الإسناد، ويعرف الاتصال بأحد أمرين، هو إما أن يصرح الراوي بإحدى صيغ السماع: حدثنا، أخبرنا، أنبأنا، قال لنا، فإذا لم يصرح فسيأتي بصيغة تحتمل السماع وغير السماع مثل حدّث وأخبر وأنبأ وقال، فهنا يشترط عدم التدليس والمعاصرة مع إمكان اللقاء هو أن يمكن لقاءهما كأن يكونا في بلد واحد أو في بلدين وحصل تزاور منهما أو من أحدهما للبلد الآخر وما أشبه ذلك، ومنهم من اشترط مع ذلك ثبوت السماع ولو مرة واحدة وهو ما ينسب إلى البخاري وعلي بن المديني وهو قطعاً شرط ابن خزيمة كما وجدته عنده مراراً عند تحقيقي لكتابه النفيس.
وأنبه إلى أنه إن وجد التصريح بالسماع في بعض الأسانيد فلا يفيد السماع أكيداً إذ وجد مثل هذا في بعض الأسانيد المنقطعة كما نص عليه الإمام أحمد فيما نقله عنه ابن رجب في شرح علل الترمذي.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما هو الكتاب الذي أولف في المصطلح يغني عن غيره ولا يغني غيره عنه .. ؟
ج / كتاب شرح التبصرة والتذكرة بتحقيقنا.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لماذا لم يصنف أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج
جامعاً أو مسنداً أو مصنفاً أو سنناً
كما صنع البخاري ومسلم وابي داوود والنسائي والترمذي وابن ماجه وأحمد .. ؟
ج/ سفيان الثوري صنف كتاباً سماه " الجامع " لم يصل إلينا، وربما كان لبعض الآخرين كتب لم تصل إلينا كذلك، ثم إن من الناس من يشغله التدريس والدعوة عن التأليف كما يحصل لبعض عصرينا، والتأليف رزق من الله، وليس من شرط كل عالم أن يصنف.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل كان البخاري رحمه الله طيلة ستة عشر سنة وهو يدون الأحاديث التي صحت عنده في كراريس ثم يملي كل كراس في مجلس أم أنه بعد هذا السنوات كلها جلس للتحديث بالمسند الصحيح في أوقات متصلة وهل كان التلاميذ يدونون من ورائة ثم يجلسون هم بدورهم في مجالس لإملاء صحيح البخاري وهكذا حتى بلغنا
وما هي أصح روايات تلاميذ البخاري إلينا .. ؟
ج/ البخاري رحمه الله قال: رب حديث سمعته بالشام فكتبته بمصر، ورب حديث سمعته بالبصرة فكتبته بخراسان.
ولا نعلم عن كيفية إملاءه وكيفية جلساته للتحديث شيئاً.
أما الروايات المشتهرة لصحيح البخاري فهي رواية محمد بن يوسف الفربري وهي أكثر الروايات من حيث عدد الأحاديث التي فيها ثم تأتي بعدها رواية حماد بن شاكر ثم رواية إبراهيم بن معقل النسفي وهي
أنقصها.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل هناك كلمات تتصدر أسانيد صحيح البخاري –رحمه الله- بحيث أعرف أن هذا الحديث أصل وهذا شاهد وهذا معلق وهذا متابعة .. ؟
ج/ هذا الأمر لا يدرك إلاّ بالفهم الواسع والإطلاع المتكرر على صحيح البخاري، ولا توجد كلمات تتصدر مثل هذا الشيء، أما المعلق فهذا يظهر جداً حينما يعلق عن غير شيوخه، أما عن شيوخه إذا ذكر ذلك بغير صيغة السماع كقال فمنهم من يعدها تعليقاً على شيوخه ومنهم من يعده متصلاً كالمعنعن.
الدكتور ماهر ياسين الفحل
دار الحديث
www.iraqweb.info
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[08 - 12 - 03, 10:50 م]ـ
بارك الله فيك شخينا الفاضل على هذه الأجوبة المحررة.
نفعك الله ونفعك بك
ونحن في انتظار العدد القادم من هذه الإجابات والرد على الاستفتاءات.
ودمتم بخير وعافية
محبكم السليل
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[08 - 12 - 03, 11:27 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ المحدث الدكتور
ماهر بن ياسين الفحل
لقد كنت أنا السائل حفظك الله تعالى
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 12 - 03, 02:00 م]ـ
وأنتما جزاكما خيراً أيضاً ونفع بعلمكما، أسأل الله أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[الرايه]ــــــــ[10 - 12 - 03, 03:06 م]ـ
بارك الله في الشيخ ماهر الفحل ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/369)
وشكر الله لكم هذه الجهود ...
واحب ان اهديك هذه الهدية
قال الإمامان أحمد وابن المبارك " إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغور فإن الحق معهم
لأن الله يقول (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) "
الفتاوى (28/ 442).
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 12 - 03, 01:17 ص]ـ
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
س / كتاب نهج البلاغة الرافضة يقولون إنه مرسل ويحتجون به وهو بلا أسانيد فما هو الوصف الصحيح لنهج البلاغة حديثياً .. ؟
الجواب /: نهج البلاغة كتاب لا يعد من كتب الحديث التي تعتمد الأسانيد في النقل وهذا بين واضح للمتتبع لما جاء فيه من أقاويل ونقولات عن الإمام علي تخلو من الأسانيد المتصلة أسوة بكتب النقل الأخرى لذا فالحكم على هذه الأحاديث بالصحة محالٌ من باب الصنعة الحديثية بل العكس في ذلك أقرب وأصوب وهذا مما لا يخفى على أدنى طلبة العلم، بعد ذلك إذا علمنا أن الكثير من هذه النقولات هي باطلة معنى ومستحيلة الورود عن شخص الإمام علي رضي الله عنه علمنا أنه كتاب واه لا يعد شيئاً علمياً يصلح للاحتجاج به، على أن لا يحملنا هذا على عدم ذكر أمر آخر أن هذا الكتاب لا يخلوا من حق، وخلاصة الأمر فيه أنه لا يعد كتاب حديثياً أصلاً وفق ما أسلفناه من الذكر قال الإمام الذهبي في كتابه النافع الماتع سير أعلام النبلاء 17/ 589: ((هو جامع كتاب نهج البلاغة المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي رضي الله عنه و لا أسانيد لذلك، وبعضها باطل وفيه حق ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها ولكن أين المنصف؟!))، والله أعلم.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
س / ما هو السبب الحامل على الإرسال ..
و ما الفرق بين قول العلماء
هذا حديث موضوع وبين قولهم لا أصل له .. ؟
ج / وأسباب الإرسال كما ذكرها الحافظ ابن حجر في النكت: ((أن يكون سمع الحديث عن جماعة ثقات وصح عنده، فيرسله اعتماداً على صحته عن شيوخه، … ومنها أن يكون نسي من حدثه به وعرف المتن، فذكره مرسلاً لأن أصل طريقته أنه لا يجمل إلا عن ثقة، ومنها أن لا يقصد التحديث بأن يذكر الحديث على وجه المذاكرة أو على جهة الفتوى، فيذكر المتن، لأنه المقصود في تلك الحالة دون السند ولا سيما إن كان السامع عارفاً بمن طوى ذكره لشهرته أو غير ذلك من الأسباب.)) النكت 2/ 555
وأما فيما يخص الحديث الموضوح والحديث الذي لا أصل له فأقول: بين الحديث الموضوع والحديث الذي لا أصل له عموم وخصوص في اصطلاح الأصوليين فالموضوع هو المختلق المصنوع الذي أثبت أهل الحديث أنه كذب مفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكموا عليه بذلك من خلال تتبع أسانيده ورواته وهو موجود في بعض كتب الأسانيد أو الفقه، وأما الحديث الذي لا أصل له فيستخدم هذا المصطلح في الحديث الذي لم يوجد له رواية أصلاً في كتب الحديث، وأئمة الحديث مجمعون على رد الاثنين باعتبارهما كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلاهما كذب لكن الذي لا أصل له لا إسناد له أصلاً ومع هذا فقد يطلف المحدثون لا أصل له على الموضوع الذي له إسناد ولا مشاحة في الاصطلاح، والله أعلم.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل يحمل قول الأئمة: ((فلان أدرك فلاناً ولم يسمع منه)) على عدم الاتصال مع وجود المعاصرة، واذا لم يكن هناك قيد فهل يدل -بإذن الله - على اللقاء والسماع .. ؟
ج / نعم يحمل قول أهل العلم فلان أدرك فلان ولم يسمع منه على عدم الاتصال، إذ وجود المعاصرة لا يعد حاملاً على اللقاء في جميع الأحيان لذا يقيد بهذه اللفظة: ولم يسمع منه – على عدم الاتصال وهذا شائع بين أئمة هذا الفن وكثير التداول بينهم.
وأما بدون هذا القيد أي قيد السماع فليس الإدراك شرطا في ثبوت اللقاء والسماع وهناك أمثلة كثير تدل على ما ذهبنا إليه فقد يجتمع بين راويين المعاصرة والإدراك مع عدم اللقاء والسماع وهو كثير جداً.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/370)
س / هل عطية بن قيس الكلابي هو الذي أخطأ بإضافة لفظة: ((المعازف)) وهو الذي شك في تحديد الصحابي هل هو أبو مالك أو أبو عامر ... ولماذا .. لم يترجم البخاري رحمه الله (باب في تحريم المعازف) ويجعل هذا الحديث تحته ... ولماذا لم يورد حديث المعازف لا مسلم ولا أصحاب السنن الأربعة ولم يرد في مسند أحمد ... أرجوا أن لا أكون مخطئاً ... وهل من جواب شاف كاف عن كل فقرة وردت في سؤالي هذا لأن كل واحدة لها أهميتها عندي ... سدد الله خطاكم ونفع بكم عامة المسلمين .. آمين.
ج/ أولاً فيما يخص لفظة: ((المعازف)) وهل أن عطية بن قيس الكلابي هو الذي أخطأ بإضافة لفظة المعازف أم لا فهذا السؤال على فرض أن لفظة المعازف قد أثبتت أنها خطأ، بل لم يصرح بهذا سوى ابن حزم أما الحديث فقد ورد من طرق أخرى رواها أحمد وابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ بمعنى حديث هشام وفيه ((: وتروح عليهم المعازف)) أي أنه هناك متابعة لعطية بن قيس الكلابي في لفظة المعازف. والجمهور على الأخذ به كما هو في رواية البخاري.
وأما بالنسبة للشك في تحديد الصحابي فأقول أنه لا يضر الشك في اسم الصحابي فالصحابة كلهم عدول ومع ذلك فأقول: إن الشك في اسم الصحابي كان من قبل عطية بن قيس الكلابي وكما قرره الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري 10/ 69 عقب حديث (5590) حيث قال: ((وقد أخرجه أحمد وابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ من طريق مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمان بن غنم عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: …ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها تغدو عليهم القيان وتروح عليهم المعازف)) الحديث. فظهر بهذا أن الشك فيه من عطية بن قيس لأن مالك بن أبي مريم – وهو رفيقه فيه عن شيخهما – لم يشك في أبي مالك، على أن التردد في اسم الصحابي لا يضر كما تقرر في علوم الحديث)). انتهى. وأما فيما يخص عن سؤالك عن عدم ترجمة البخاري باب في تحريم المعازف وجعل هذا الحديث تحته ربما عنى بذلك الاختصار وعدم التطويل إذ أنه لو أفرد لكل معلومة جاءت في أي حديث من أحاديث كتابه باباً لعظم كتابه وكبر، وهو سماه مختصراً والله أعلم.
وأما قولك: إن مسلماً وأصحاب السنن والإمام أحمد لم يوردوا حديث المعازف فأقول: لم يشترط من ذكرت على استيعاب الصحيح، ولو لم يذكره إلا الإمام البخاري لكفانا دليلاً للقبول ومع ذلك فقد ذكر الحديث أحمد كما أسلفنا وفيه خبر المعازف وكذلك روى أبو داود والنسائي أطرافاً من هذا الحديث وإن لم يكن في بعضها لفظة المعازف إلا أن ذلك يشهد لصحة أصل الحديث ثم إن لفظة المعازف لها متابع وكما مر بنا سابقاً، والله أعلم بالصواب.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
((يحرّكها)) في حديث وائل بن حُجْر في التشهد
هل هي شاذة أم منكرة .. ؟
ج/ نعم هي زيادة شاذة تفرد بها زائدة بن قدامة، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر وفي حديثه: ((فرأيته يحركها يدعوا بها)) وقد صرح بتفرد زائدة بهذا الخبر أئمة الحديث قال ابن خزيمة: ((ليس في شيء من الأخبار يحركها إلا في هذا الخبر زائدة ذكره)) صحيح ابن خزيمة 1/ 354 عقيب (714).
وشرح تفرده يطول بيانه هنا وهو مفصل في كتابي الجامع في العلل يسر الله إتمامه وطبعه وقد انفرد زائدة من بين أصحاب عاصم بن كليب وخالفم بهذه الزيادة وهم كثر منهم: عبد الواحد بن زياد وشعبة وسفيان الثوري وزهير بن معاوية وسفيان بن عيينة وسلام بن سليم وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس وقيس بن الربيع وأبو عوانة الوضاح بن يزيد وخالد بن عبد الله الواسطي جميعهم رووه ولم يذكروا الزيادة التي خالف فيها زائدة هذا الجم الغفير ولا يخفى على اللبيب أن هذا ليس من قبيل زيادة الثقة وزيادة الثقة لا تقبل مطلقاً ولا ترد مطلقاً مرجع ذلك إلى القرائن التي تحف الرواية ونحن نجزم بشذوذ هذه الزيادة لشدة الفردية والمخالفة وقد أول البيهقي هذا الحديث إلى أن المراد بالتحريك الإشارة بها لا تكرير تحريكها وذكر هذا احتمالاً في سننه الكبرى 2/ 132 ولا داعي للتكلف لهذا التأويل.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/371)
هل يمكن معرفة السقط في الإسناد سواءً كان إرسالاً أو انقطاعاً أو إعضالاً ... من مجرد النظر فيه لأول وهلة؟
وهل هذا نتيجة للتمكن من معرفة تلاميذ كل شيخ ومن سمع منه ومن لم يسمع و المعرفة بتواريخ الوفيات
حتى ولو كان الإسناد ظاهره الصحة .. ؟
ج/ بالنسبة إلى معرفة السقط في الإسناد أو الإرسال أو الانقطاع أو الإعضال فممكن هذا من مجرد النظر إلى السند لمن تمكن من علم الرجال وحفظ الرواة وسلاسل الأسانيد وطال باعه في دراسة علل أسانيد ومتون الأحاديث وحصلت له ملكة يستطيع من خلالها من مجرد النظر إلى الإسناد من استدراك ما حفظه واستحضاره في الحال، إلا أنه لا يمكن إطلاق ذلك فهناك من العلل ما هو خفي لا يستطاع معرفتها إلا بعد سبر أغوار هذه الأسانيد ودراستها دراسة دقيقة وهو فن جليل لا يتصدى له إلا جهابذة علماء هذا الفن الجليل.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل تضربون لنا أكثر من مثال على المتواتر المعنوي
وهل أدلة الرافضة التي يحتجون بها من السنة من قبيل المتواتر المعنوي أم هي من آحاد حيث أنهم يزعمون أن لايأخذون بالآحاد في العقيدة زعموا .. وكيف نخنقهم في هذا الباب حديثياً .. ؟
ج/ بالنسبة إلى الأمثلة على المتواتر المعنوي فمنها شرعية رفع اليدين، وشرعية المسح على الخفين، أما بالنسبة لأدلة الرافضة فأحاديث الرافضة إذا ما عوملت بقواعد الاصطلاح الحديثي فجلها أجود ما فيها معضل أو مرسل وأما رجالهم فلا يكاد يخلو إسناد لهم من مجهول أو مبتدع داعية لبدعته وكذلك أحاديثهم أغلبها قاصر على موقوفات على أئمة أهل البيت وحتى إذا صح فيها الإسناد فهي ليست بحجة في فروع الدين فكيف بالأصول. حاديثهم
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرقون بين القرآن والحديث القدسي ... وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشد كتاب الوحي بأن يكتبوا هذا ولا يكتبوا هذا خصوصاً في مرحلة المنع من تدوين الحديث .. ؟
ج/ في بداية الأمر كان منع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه من تدوين غير القرآن الكريم مانعاً لهم من الخلط بين القرآن الكريم والأحاديث القدسية أو غيرها إذ كان لا يدون إلا القرآن كذلك حرص الصحابة على حفظ سور وآيات القرآن عن ظهر قلب مانعاً أيضاً ثم إن تدوين القرآن كان يتم عبر كتَّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اختصوا بهذه المهمة التي أوكلها لهم رسول الله بنفسه فيتعذر والأمر كذلك الخلط بين القرآن الكريم وأي شيء آخر من السنة النبوية المطهرة حتى إذا استقر أمر الناس في تلقي القرآن وأمن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخلط نسخ أمر المنع من تدوين أي شيء غير القرآن وسمح لهم بتدوين السنة النبوية المطهرة، ثم إنه لا يخفى ما للقرآن العظيم من حلاوة وطلاوة وبلاغة وإعجاز بياني يميزه عن كلام غيره وهو مما تحدى به الله الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، من هنا أيضاً كان تمييز الصحابة لكلام الله عز وجل عن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم وهم أصل العرب وأعلم باللغة من غيرهم وأقدر على تمييز البلاغة والإعجاز الرباني عن غيره.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل هناك كتاب مسند صحيح في قصص الأنبياء يخلو من الإسرائيليات أو يكاد يخلو .. ؟
ج/ على حد ما أعلم لا يوجد كتاب مسند في قصص الأنبياء يخلوا من الإسرائيليات، إلا أن بعض الكتب المسندة ككتاب البداية والنهاية على الرغم من وجود الإسرائيليات فيه إلا أنه يتميز بوجود النقد الحديثي لبعض منها مما يجعل له ميزة على غيره من الكتب، والله تعالى أعلم.
الاسم: الوائلي
البريد الإلكتروني: wailikkk@hotmail.com
الرسالة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
متى يقبل المرسل ويحتج به ومتى يرد إذا كان ليس من مراسيل الصحابة .. ؟
ج/ المرسل لغة هو ما اشتق عن الإرسال بمعنى الإطلاق وعدم المنع ومنه قوله تعالى) إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين (، وفي الاصطلاح ما أضافه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير تقييد وقيده بعضهم بحديث التابعي الكبير، وحده بعضهم بأنه قول غير الصحابي قال رسول الله صلى اله عليه وسلم والمشهور الأول وهو الذي استقر عليه الاصطلاح عند المحدثين، وقد اختلف العلماء في الاحتجاج بالمرسل على أقوال كثيرة أشهرها ثلاثة أقوال رئيسية:
الأول: أن الحديث المرسل ضعيف لا تقوم به حجة وهذا ما ذهب إليه جمهور المحدثين، وكثير من أهل الفقه والأصول. قال مسلم – رحمه الله -: ((والمرسل في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة))، وحجتهم هو جهالة الواسطة التي روى المرسل الحديث عنه، إذ قد يكون الساقط صحابياً وقد يكون تابعياً، وعلى الاحتمال الثاني قديكون ثقة وقد يكون غير ثقة، قال الخطيب البغدادي: ((والذي نختاره سقوط فرض العمل بالمرسل))، وقال الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر المرسل في أنواع المردود: ((وإنما ذكر في قسم المردود للجهل بحال المحذوف)).
والثاني: يقبل المرسل من كبار التابعين دون غيرهم بشرط الاعتبار في الحديث المرسل والراوي المرسل، أما الاعتبار في الحديث: فهو أن يعتضد بواحد من أربعة أمور: أن يروى مسنداً من وجه آخر، أو يروى مرسلاً بمعناه عن راو آخر لم يأخذ عن شيوخ الأول؛ فيدل ذلك على تعدد مخرج الحديث، أو يوافقه قول بعض الصحابة أو يكون قال به أكثر أهل العلم، وأما الاعتبار في راوي المرسل: فأن يكون الراوي إذا سمى من روى عنه لم يسم مجهولاً ولا مرغوباً عنه في الرواية، فإذا وجدت هذه الأمور كانت دلالة على صحة مخرج حديثه فيحتج به، وهو قول الإمام الشافعي.
والثالث: يقبل المرسل ويحتج به إذا كان راويه ثقة، وهو قول أبي حنيفة، ومالك، ورواية عن أحمد، وهو بعض أهل العلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/372)
ـ[الرايه]ــــــــ[16 - 12 - 03, 05:05 ص]ـ
المكرم فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هل تصح نسبة كتاب (نهج البلاغة) لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وتقبلوا منا خالص الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نهج البلاغة هو مجموعة خطب منسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجامعه هو الشريف المرتضى، نقيب العلوية، أبو طالب، علي بن حسين بن موسى الكاظم، كما ذكر ذلك الذهبي في السير (17/ 589) وقيل: جامعه أخوه الرضي، كما ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان (3/ 313).
وقد قرأت الكتاب فوجدت أن شقشقة ألفاظه وتراكيبه وأسجاعه وغرائبه مما لا يصدق أحد أن مثل أمير المؤمنين يقولها؛ فإن فيها من التكلف والإغراب والنكارة ما لا يخفى على أحد.
وخطب علي رضي الله عنه مبثوثة في كتب الأدب والتاريخ، كتاريخ الطبري وابن كثير والأصفهاني، وابن عبد ربه، وتواريخ الخلفاء، وفي خطبه من القوة والبلاغة والسهولة ما يليق بمقامه رضي الله عنه فهو أحد فصحاء العرب ومقاويلهم ومصاقع خطبائهم.
أما هذه الأسجاع والغرائب فهي من فعل المتأخرين، وهذا لا يمنع أن يكون في الكتاب أشياء صحيحة مما قاله الإمام رضي الله عنه، وفيه ما ينقض أقاويل الشيعة وعقائدها فيه، وفي أصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والتسليم ورضي الله عنهم أجمعين.
وقد شهد بذلك جمع من المؤرخين، فقال الذهبي عن الكتاب:" كتاب "نهج البلاغة" , المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ , ولا أسانيد لذلك, وبعضها باطل , وفيه حق , ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها , ولكن أين المنصف؟!! ".
وقال في ميزان الاعتدال (3/ 124): ومن طالع كتاب نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة، والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل ".
وقال ابن خلِّكان (3/ 313): وقد قيل: إنه ليس من كلام علي رضي الله عنه، وأن الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه ونحو هذا ذكر ابن الجوزي في كتابه المنتظم (8/ 121) وابن كثير في البداية والنهاية في التاريخ (12/ 53) وغيرهم من أهل التحقيق.
وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 14) عن أبي إسحاق قال: لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي رضي الله عنه، قال رجل من أصحاب علي: قاتلهم الله، أي علم أفسدوا.
كما روي عن طاووس قال: أتي ابن عباس بكتاب فيه قضاء علي رضي الله عنه، فمحاه إلا قدر ... وأشار سفيان بن عيينة بذراعه.
إن علياً رضي الله عنه من الأئمة المهديين، وهو أول من أسلم من الصبيان، وزوج بنت رسول الله، وصفيه وحبيبه، ورابع خلفائه، وهو من أكثر الصحابة زهداً وأعظمهم شجاعة وبأساً، وله من الصدق والعدل والإنصاف ما هو فيه بالمحل الأرفع، وسيرته دروس تتلى يتعلم منها الناس مكارم الأخلاق، ولم يكن من شأنه السب والشتم، وحاشا مثله من مثل ذلك، وقد أنكح بنته عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان مع إخوانه من الصحابة على سنة الوفاق والمحبة والإخاء الذي عقده بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت أفعاله أكثر من أقواله وبلاء الناس أبداً هو الغلو في الأكابر ونسج الأساطير حولهم، فيسيئون إليهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، والله أعلم.
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
2/ 11/1423هـ
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=15716
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 12 - 03, 02:10 م]ـ
جزى الله الشيخ سلمان خيراً على هذا التعليق النافع الماتع
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 12 - 03, 02:40 م]ـ
س: صاحب سيارة حمل من الأردن أمين في دفع بضائع إلى العراق وحين يكون هناك نقص في المواد يغرم فهل يحق له أن يأخذ الزيادة؟
ج: لا؛ لأنه مستأمن، ولا يغرم إلا بالتقصير ولا يأخذ الزيادة.
س: رجل تزوج واشترطت عليه في العقد: أن لا يتزوج غيرها، هل يلزمه الشرط؟
ج: فيه خلاف بين أهل العلم والذي أرجحه يجب أن يوفي بهذا الشرط لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحق الشروط أن توفو به ما استحللتم به الفروج)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/373)
س: هل إن الترمذي ألَّف كتابه لنقد أدلة الفقهاء؟
ج: يمكن أن يقال إن من الأسباب التي دفعت الترمذي إلى تصنيف كتابه نقد أدلة الفقهاء وبيانها صحةً وضعفاً ولكن ليس هو كل مقصوده؛ لأن كتابه جامع للأحكام وغيرها.
س: هل قال أحد من أهل العلم أن الحسن عند الترمذي بمعنى الضعيف؟
ج: لا أعلم أحداً قال بهذا، بل ذكروا أنه يقصد الحسن لغيره، وذكر أن الإمام أحمد يقصد بالضعيف الحسن ولكن هذه الإطلاقات ليست على عمومها.
س: هل إن ما ذهب إليه بعض الفقهاء من أن القنوت ركن قصير تبطل الصلاة بإطالته؟
ج: ذهب بعض الفقهاء من الشافعية وغيرهم إلى هذا وهو اجتهاد ضعيف والنووي – رحمه الله – خالف مذهبه بذلك.
س: الأوقات المنهي عن الصلاة فيها نهياً مضيقاً هل تصلى فيها صلاة لها سبب؟
ج: فيها خلاف بين أهل العلم والراجح لا يجوز إلا صلاة يومها؛ لورود النص فيها.
س: هل يجوز المسح على الحذاء العسكري (البسطال) مع أنه يلبس تحته جواريب؟
ج: نعم يجوز ولا يضر لبس الجواريب تحته وكذلك يجوز المسح على جوربين أحدهما فوق الآخر.
س: هل الهيثمي يعتمد على توثيق ابن حبان؟
ج: إذا قال الهيثمي " رواته ثقات إلا فلان وهو ثقة ". فهذا توثيق من الهيثمي نفسه، أما إذا قال " رواته ثقات إلا فلان وقد وثق " فإنه يعتمد في ذلك على ابن حبان.
س: ما حكم القراءة من المصحف في الصلاة؟
ج: ذهب الأئمة الثلاثة إلى صحة الصلاة، وذهب الإمام أبو حنيفة إلى بطلانها وقاس ذلك على الذي يتلقن ويقرأ في الصلاة تلقيناً. ولا أدري كيف يستدل بذلك مع أن القراءة بالتلقين لا دليل على بطلانها.
س: زعم بعض المبتدعة من الشيعة أن السيدة عائشة لا يصح لها أن تأذن في دفن أحد في حجرتها؛ لأنها لا تملك؟
ج: يجاب على هذا من وجهين: فالأنبياء إما أنهم يملكون وإما أنهم لا يملكون على خلاف بين أهل العلم في ذلك. ونحن نقول: إنهم لا يملكون فإذا كانوا لا يملكون فالأمر من بعدهم لولي أمر المسلمين فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم آلت الخلافة إلى أبي بكر فلم يعارض في دفنه صلى الله عليه وسلم ولما توفي أبو بكر لم يعارض عمر على دفنه ولما توفي عمر لم يعارض عثمان على دفنه. هذا على أساس أنهم لا يملكون ولا يورثون. وأما إذا قلنا: إنهم يملكون ثم إنهم يورثون فالسيدة عائشة ترث منه صلى الله عليه وسلم فهي قبلت أن يدفن في ملكها ولا مانع من ذلك.
س: هل يجوز أكل الذبيحة إذا ذبحت من أسفل الرقبة أو من أعلى الرقبة ولم يبق حلقة؟
ج: عند الجمهور من أهل العلم لا يجوز ويجب إبقاء حلقة على الأقل من الأسفل أو الأعلى. وأجاز ابن حزم ذلك فهو لم يشترط قطع ودجين ولا قطع حلقوم ومريء بل اشترط قطع عضو يستنزف الدم منه سريعاً. ورأي ابن حزم سليم فالأدلة لم تشترط ما أوجبه الجمهور ولا بأس بالأخذ برأي ابن حزم لكن علينا أن نعلم الناس برفق على طاعة أهل العلم.
س: ذكر ابن عبد البر في " التمهيد " عند كلامه على قوله تعالى: ((وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ)) أنه لا يجوز أن يأخذ المفتي بالرأي المرجوح ويترك الراجح فهل هذا راجح؟
ج: أنا معه في هذا إلا إذا اقتضت مصلحة راجحة لا مناص عنها كالطلاق الثلاث مع الغضب فهنا يجتمع أمران فأجعله واحدة.
س: ما هو الراجح في الاستمتاع ما بين السرة والركبة للحائض بدون حائل؟
ج: ليس حراماً إلا أن لا يأمن الإنسان فيحرم لغيره.
ـ[ماهر]ــــــــ[18 - 12 - 03, 04:24 م]ـ
هل انفرد الامام مالك بحديث المغفر؟
قال الإمام الترمذي 3/ 314 عقيب (1693): ((لا نعرف كبير أحد رواه غير مالك عن الزهري)).
وقال ابن عبد البرِّ في التمهيد (6/ 159 – 160): ((هذا حديث انفرد به مالك – رحمه الله – لا يحفظ عن غيره، ولم يروه أحد عن الزهري سواه من طريق يصح …، ولا يثبت أهل العلم بالنقل فيه إسناداً غير حديث مالك)). وقال الخليلي في الإرشاد 1/ 167: ((وأما الإفراد: فما يتفرد به حافظ، مشهور، ثقة أو إمام عن الحفّاظ والأئمة، فهو صحيح متفق عليه…)) ثم ساق هذا الحديث.
وذكر ابن الصلاح في علوم الحديث: 70: أن هذا الحديث تفرّد به مالك، عن ابن شهاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/374)
وتعقّبه الحافظ العراقي في التقييد ص 105 فقال: ((إنّ حديث المغفر قد ورد من عدّة طرق غير طريق مالك من رواية ابن أخي الزهري وأبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أبي عامر ومعمر والأوزاعي كلهم عن الزهري …)).
وقد تتبع الحافظ ابن حجر في نكته على كتاب ابن الصلاح (2/ 656 وما بعدها) فأوصلها إلى ثلاثة عشر طريقاً عن الزهري غير طريق مالك، وتكلّم على كلّ طريق وعزاه إلى مظانه، وتكلم عليه.
ولكن الطرق إلى هؤلاء لا يصحّ منها شيء، كما هو مبين في التعليق على تحفة الأشراف (حديث 1527)، وانظر: النكت الوفية (148 / ب).
ـ[ماهر]ــــــــ[21 - 12 - 03, 04:21 ص]ـ
الاسم: دكتور رفعت الحفنى
البريد الإلكتروني: rh@menanet.net
الرسالة: السادة الأفاضل بدار الحديث رجاء توصيل الرسالة المرفقة إلى الأستاذ الدكتور ماهر الفحل طبقاً لطلبه وشكراً
د. رفعت ـ القاهرة
مجموعة من الاستفسارات مطلوبة من الأستاذ الدكتور/ ماهر الفحل
• تحديد وعرض
1 - الأطراف
2 - الشواهد
3 - التخريج
4 - جامع المتن
وهناك خلاف في تعريف كل من هذه الموضوعات ومن بين تلك التعريفات التي نميل إليها
- الأطراف: هي نفس نص الحديث أو جزء منه ع نفس المصنف مثل
- الشواهد: جميع صور الحديث (متنه) لفظاً ومعناً أو معناً فقط) دون مختلف المصنفات (الكتاب) مع عدم اشتراط ثبات الراوي الأعلى.
- التخريج: نفسه مع شرط ثبات الراوي الأعلى.
- جامع المتن: يشتمل كل ما سبق، فما ترون في ذلك؟
ج / الأطراف: طريقة من طرق التصنيف تقوم على ذكر طرف من الحديث بحيث يكون دالاً على بقيته. ومن ثم يجمع أسانيد ذلك الحديث أما باستيعاب موسع أو بتقييد ببعض الكتب المخصوصة ومثال هذه الكتب التي تصنف بهذه الطريقة:
أولاً: أطراف الصحيحين لأبي مسعود الدمشقي ت 401 ه.
ثانياً: أطراف الصحيحن لخلف بن خلف الواسطي 401ه.
ثالثاً الإشراف على معرفة الأطراف لابن عساكر ت571 ه.
رابعاً: تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي ت 742 ه.
وأما الشواهد: فهي وجود أحاديث بنفس اللفظ والمعنى أو بالمعنى من حديث صحابي آخر.
أما سؤالك عن التخريج فإذا كنت تقصد بالتخريج المتابعات فالمتابعات هي ورود رواية مشابهة باللفظ و المعنى أو بالمعنى فقط من طريق نفس الصحابي. وتنقسم المتابعات إلى متابعات تامة: وهي أن تأتي الرواية عن راو آخر ولكن من طريق نفس الشيخ وعن نفس شيخ الشيخ وصولاً إلى الصحابي فتكون متابعة تامة لذلك الراوي وأما أن تكون متابعة نازلة: بأن تأتي الرواية عن راو مختلف و عن شيخ مختلف أيضاً وتتفق في شيخ الشيخ وصولاً إلى الصحابي فتكون متابعة نازلة أو قاصرة لذلك الراوي.
أما إن كنت تقصد غير هذا وهو ما يوجد من تخاريج لدى التحقيق فهو: الدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجته بسنده، ثم بيان مرتبته أحياناً أو عند الحاجة.
وأما سؤالك عن جامع المتن: فهو يختص بإيراد متن الحديث وكل متن يتفق معه باللفظ والمعنى أو بالمعنى سواء جاءت هذه المتون من طريق نفس الصحابي أو عن صحابي آخر فنستطيع أن نقول: إن جامع المتن يشمل كلاً من الشواهد والمتابعات ومثال الأحاديث التي جمعت على طريقة جامع المتن: (كتاب الجامع الصغير والسلسلتين الصحيحة والضعيفة للعلامة الألباني).
5 - حديث ملك الموت مع نبي الله موسى عليه السلام ـ قال الحافظ في شرح البخاري أورده موقوفاً من طريق طاووس ومرفوعاً من طريق همام، مع أن أبا هريرة قال في نهاية الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ولو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر))
فما المنهج الصحيح في اعتماد المرفوع والموقوف؟ وهل إذا جاء الحديث مرة هكذا ومرة هكذا يقدم المرفوع أم الموقوف؟ أم يعطى كل حديث ما يخصه؟ وهل قول الصحابي ((كنا نفعل)) أو ((كنا على عهد رسول الله ... )) أو كان ابن عمر يفعل كذا، يقصد من الأمور التعبدية يأخذ حكم المرفوع؟ أم لا يأخذ؟
ومثل حديث جابر كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ... ((فنزلت نساؤكم حرث لكم)) صحيح البخاري رقم 4528، هل يأخذ حكم المرفوع؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/375)
ج/ أما سؤالك عن المنهج الصحيح في اعتماد المرفوع والموقوف فالاختلاف في بَعْض الأحاديث رفعاً ووقفاً أمرٌ طبيعي، وجد في كثيرٍ من الأحاديث، و الحَدِيْث الواحد الَّذِي يختلف بِهِ هكذا محل نظر عِنْدَ المُحَدِّثِيْنَ، وَهُوَ أن المُحَدِّثِيْنَ إذا وجدوا حديثاً روي مرفوعاً إلى النَّبيّ ?، ثُمَّ نجد الحَدِيْث عينه قَدْ روي عن الصَّحَابيّ نفسه موقوفاً عَلَيْهِ، فهنا يقف النقاد أزاء ذَلِكَ؛ لاحتمال كون المَرْفُوْع خطأً من بَعْض الرواة و الصَّوَاب الوقف، أو لاحتمال كون الوقف خطأ و الصَّوَاب الرفع؛ إذ إن الرفع علة للموقوف و الوقف علة للمرفوع. فإذا حصل مِثْل هَذَا في حَدِيث ما، فإنه يَكُون محل نظر وخلاف عِنْدَ العُلَمَاء وخلاصة أقوالهم فِيْمَا يأتي:
إذا كَانَ السَّنَد نظيفاً خالياً من بقية العلل؛ فإنّ للعلماء فِيهِ الأقوال الآتية:
القَوْل الأول: يحكم للحديث بالرفع
لأن راويه مثبت وغيره ساكت، وَلَوْ كَانَ نافياً فالمثبت مقدم عَلَى النافي؛ لأَنَّهُ علم ما خفي، وَقَدْ عدوا ذَلِكَ أيضاً من قبيل زيادة الثِّقَة، وَهُوَ قَوْل كَثِيْر من المُحَدِّثِيْنَ، وَهُوَ قَوْل أكثر أهل الفقه و الأصول، قَالَ العراقي: ((الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور أن الرَّاوِي إذا رَوَى الحَدِيْث مرفوعاً وموقوفاً فالحكم للرفع، لأن مَعَهُ في حالة الرفع زيادة، هَذَا هُوَ المرجح عِنْدَ أهل الحَدِيْث)).
القَوْل الثَّانِي: الحكم للوقف.
القَوْل الثَّالِث: التفصيل
فالرفع زيادة، و الزيادة من الثِّقَة مقبولة، إلا أن يوقفه الأكثر ويرفعه واحد، لظاهر غلطه.
والترجيح برواية الأكثر هُوَ الذي عَلَيْهِ العَمَل عِنْدَ المُحَدِّثِيْنَ؛ لأن رِوَايَة الجمع إذا كانوا ثقات أتقن وأحسن و أصح و أقرب للصواب؛ لذا قَالَ ابن المبارك: ((الحفاظ عن ابن شهاب ثلاثةٌ: مَالِك ومعمر و ابن عيينة، فإذا اجتمع اثنان عَلَى قولٍ أخذنا بِهِ، وتركنا قَوْل الآخر)).
قَالَ العلائي: ((إن الجماعة إذا اختلفوا في إسناد حَدِيث كَانَ القَوْل فِيْهِمْ للأكثر عدداً أو للأحفظ و الأتقن ... ويترجح هَذَا أيضاً من جهة المَعْنَى، بأن مدار قبول خبر الواحد عَلَى غلبة الظن، وعند الاختلاف فِيْمَا هُوَ مقتضى لصحة الحَدِيْث أو لتعليله، يرجع إلى قَوْل الأكثر عدداً لبعدهم عن الغلط و السهو، وَذَلِكَ عِنْدَ التساوي في الحفظ والإتقان. فإن تفارقوا واستوى العدد فإلى قَوْل الأحفظ و الأكثر إتقاناً، وهذه قاعدة متفق عَلَى العَمَل بِهَا عِنْدَ أهل الحَدِيْث)).
القَوْل الرابع: يحمل المَوْقُوْف عَلَى مَذْهَب الرَّاوِي، و المُسْنَد عَلَى أَنَّهُ روايته فَلاَ تعارض. وَقَدْ رجح الإمام النَّوَوِيّ من هذِهِ الأقوال القَوْل الأول، ومشى عَلَيْهِ في تصانيفه، و أكثر من القَوْل بِهِ.
والذي ظهر لي – من صنيع جهابذة المُحَدِّثِيْنَ ونقادهم –: أنهم لا يحكمون عَلَى الحَدِيْث الَّذِي اختلف فِيهِ عَلَى هَذَا النحولأول وهلة، بَلْ يوازنون ويقارنون ثُمَّ يحكمون عَلَى الحَدِيْث بما يليق بِهِ، فَقَدْ يرجحون الرِّوَايَة المرفوعة، وَقَدْ يرجحون الرِّوَايَة الموقوفة، عَلَى حسب المرجحات والقرائن المحيطة بالروايات؛ فعلى هَذَا فإن حكم المُحَدِّثِيْنَ في مِثْل هَذَا لا يندرج تَحْتَ قاعدة كلية مطردة تقع تحتها جَمِيْع الأحاديث؛ لِذلِكَ فإن مَا أطلق الإمام النَّوَوِيّ ترجيحه يمكن أن يَكُون مقيداً عَلَى النحو الآتي:
الحكم للرفع – لأن راويه مثبت وغيره ساكت، وَلَوْ كَانَ نافياً فالمثبت مقدم عَلَى النافي؛ لأَنَّهُ علم مَا خفي -، إلا إذَا قام لدى الناقد دليل أو ظهرت قرائن يترجح معها الوقف.
أما سؤالك عن قول الصحابي كنا نفعل أو كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اختلف فيه على أقوال:
القول الأول: أنه مرفوع مطلقاً فظاهره أن الصحابي فعله على وجه يحتج به ولا يكون ذلك إلا برفعه قال بذلك الحاكم وحكاه النووي عن ظاهر كلام كثير من المحدثين والفقهاء وقال: هو قوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/376)
القول الثاني: التفصيل بين أن يكون ذلك الفعل مما لا يخفى غالباً فهو مرفوع وإلا فهو موقوف قطع بذلك الشيخ أبو إسحاق وغيره. وقيل أما إذا كان في القصة اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم فلا شك في رفعه.
القول الثالث: إذا ذكره الصحابي في معرض الحجة حمل على الرفع وإلا فهو موقوف حكاه القرطبي في أصوله.
أما سؤالك: أن ابن عمر كان يفعل كذا يقصد في الأمور التعبدية هل يأخذ حكم المرفوع أم لا.
أقول: هو لا شك موقوف لأنه من فعل الصحابي وليس فيه ما يدل على رفعه ولكن أهل العلم يستأنسون بفعل ابن عمر ذلك لأنه كان من الذين يتحرون الأثر ويلتزمون به أشد الإلتزام.
وأما سؤالك عن تفسير الصحابي فإنه يكون مرفوعاً في حال كونه في سبب نزول آية كما هو في المثال الذي أوردته، وأما إذا كان في غير ذلك فلا يعتبر من الأحاديث المرفوعة وذهب الزركشي إلى أن تفسير الصحابي إذا كان مما لا مجال للاجتهاد فيه فهو في حكم المرفوع وإن كان يمكن أن يدخله الاجتهاد فلا يحكم برفعه.
- وفي سنن أبي داود:
6 - حديث ميمونه عن ((فأرة السمن)) جاء مرة مرفوعاً متصلاً، مرة أخرى عن الزهري مرسلاً وأورده المزي في المراسيل ـ في مسند ميمونة في التحفة، فما موقفه وأمثاله من الأحاديث التي نقف على سند متصل مرفوع لها.
ج/ إن الحَدِيْث إذ روي مرسلاً مرة، وروي مرة أخرى موصولاً، فهذا يعد من الأمور الَّتِي تعلُّ بِهَا بَعْض الأحاديث، ومن العلماء من لا يعدُّ ذَلِكَ علة، وتفصيل الأقوال في ذَلِكَ عَلَى النحو الآتي:
القَوْل الأول: ترجيح الرِّوَايَة الموصولة عَلَى الرِّوَايَة المرسلة؛ لأَنَّهُ من قبيل زيادة الثِّقَة.
القَوْل الثَّانِي: ترجيح الرِّوَايَة المرسلة.
القَوْل الثَّالِث: الترجيح للأحفظ.
القَوْل الرابع: الاعتبار لأكثر الرواة عدداً.
القَوْل الخامس: التساوي بَيْنَ الرِّوَايَتَيْنِ و التوقف.
هَذَا ما وجدته من أقوال لأهل العِلْم في هذِهِ المسألة، وَهِيَ أقوال متباينةٌ مختلفة، وَقَدْ أمعنت النظر في صنيع المتقدمين أصحاب القرون الأولى، وأجلت النظر كثيراً في أحكامهم عَلَى الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها، فوجدت بوناً شاسعاً بَيْنَ قَوْل المتأخرين وصنيع المتقدمين، إذ إن المتقدمين لا يحكمون عَلَى الحَدِيْث أول وهلة، وَلَمْ يجعلوا ذَلِكَ تَحْتَ قاعدة كلية تطرد عَلَيْهَا جَمِيْع الاختلافات، وَقَدْ ظهر لي من خلال دراسة مجموعة من الأحاديث الَّتِي اختلف في وصلها وإرسالها: أن الترجيح لا يندرج تَحْتَ قاعدة كلية، لَكِنْ يختلف الحال حسب المرجحات والقرائن، فتارة ترجح الرِّوَايَة المرسلة وتارة ترجح الرِّوَايَة الموصولة. وهذه المرجحات كثيرة يعرفها من اشتغل بالحديث دراية ورواية وأكثر التصحيح و التعليل، وحفظ جملة كبيرة من الأحاديث، وتمكن في علم الرِّجَال وعرف دقائق هَذَا الفن وخفاياه حَتَّى صار الحَدِيْث أمراً ملازماً لَهُ مختلطاً بدمه ولحمه.
ومن المرجحات: مزيد الحفظ، وكثرة العدد، وطول الملازمة للشيخ. وَقَدْ يختلف جهابذة الحديث في الحكم عَلَى حَدِيث من الأحاديث، فمنهم: من يرجح الرِّوَايَة المرسلة، ومنهم: من يرجح الرِّوَايَة الموصولة، ومنهم: من يتوقف.
- حديث رقم 23 من طبعة الدكتور بشار في الموطأ ـ وحدثني عن مالك ـ عن يحيى بن سعيد أنه كان يقول إن المصلي ليصلي الصلاة وما فاته ...
والأثر مقطوع كما هو الظاهر ـ وفي الحاشية قال ابن عبد البر (في التمهيد) وهذا موقوف في الموطأ ويستحيل أن يكون مثل رأيه، فكيف وقد روى مرفوعا بإسناد ليس بالقوى.
ثم نقل من طريق عبد الرحمن بن القاسم أن مالكاً لم يكن يعجبه قول يحيى بن سعيد هذا (التمهيد 24/ 75) فإذا كان الأمر كذلك وكان له حكم الرفع فكيف يسمع الإمام مالك إنكاره؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/377)
ج/ لا تعجب من إنكار الإمام مالك لهذا الكلام لأن يحيى بن سعيد أورده بصيغة لا تدل على رفعه البتة وهو من كلامه، كما أن الحديث المتصل الذي ورد بمعنى قول يحيى بن سعيد والذي أورده ابن عبد البر في التمهيد هو نفسه قال عنه: ((بإسناد ليس بالقوي)) وكما أوضحت في معرض سؤالك، والحديث فيه يعقوب بن الوليد وقد كذبه أحمد وغيره (التقريب 7835) فعلى هذا فإن إنكار الإمام مالك لقول يحيى ليس فيه ما يتعجب منه لأنه إنكار على رأي رجل وليس على حديث صحيح، وإن كان اعتماد هذا الرأي على حديث فهو حديث ضعيف لا يبنى عليه قول.
تعيين الرواة
*محمد بن فلان بن طلحة يروي عنه (محمد بن عبد الرحمن) جعله المزي في تهذيب الكمال (27/ 83) محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وجعله ابن حجر في تهذيب التهذيب (9/ 479) محمد بن عبد الرحمن بن طلحة. نريد تعيينه.
* عامر بن إسماعيل البغدادي جعله المزي في تهذيب الكمال (1/ 248) من مشايخ أحمد بن إبراهيم بن فيل وجدنا في تاريخ بغداد (12/ 238) يروي عنه الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل أبو طاهر. هل هو شيخ أحمد أم شيخ الحسن أم شيخهما معا؟
ج/سؤال عن تعيين محمد بن عبد الرحمان: ذهب اجتهاد الإمام المزي إلى أن الراوي هنا هو محمد بن عبد الرحمان بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب ترجمته في تهذيب الكمال 6/ 404 (5999) (الطبعة ذات المجلدات الثمان) إذ ذكر أنه روى عن محمد بن فلان بن طلحة ورقم له برقم (بخ) وأنه قد روى عنه عبد بن المبارك رقم له برقم (خ) و (سي) أما ابن حجر فقد احتج فيما ذهب إليه إلى أنه وجد رواية في شعب الإيمان (7899) من طريق البخاري عن بشر بن محمد عن ابن المبارك عن محمد بن عبد الرحمان بن فلان بن طلحة عن أبي بكر بن حزم به.
أقول: إن الرواية التي في شعب الإيمان فيها سقط ذلك لأن الرواية الموجودة في البر والصلة (95) وفي الأدب المفرد (43) واضحة وصريحة في أن الإسناد ورد على النحو الآتي: حدثنا بشر بن محمد قال: أخبرنا عبد الله يعني ابن المبارك قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمان عن محمد بن فلان بن طلحة عن أبي بكر بن حزم به.
فالراجح والله أعلم ما ذهب إليه الإمام المزي ذلك لأن الرواية التي اعتمد عليها ابن حجر فيها ذهب إليه هي رواية فيها سقط واضح كما أسلفنا أما في قول ابن حجر وقد تقدم في محمد بن عبد الرحمان بن طلحة العبدري أن ابن المبارك روى عنه فيرد عليه أن في ترجمة محمد بن عبد الرحمان بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب أنه يروي عن محمد بن فلان بن طلحة وأن ابن المبارك يروي عنه كما أسلفنا وكذلك فإن في ترجمة محمد بن عبد الرحمان بن طلحة ليس هناك ذكر أنه يروي عن محمد بن فلان بن طلحة.
وأما سؤالك عن أحمد بن إبراهيم بن فيل وهو شيخ عامر بن إسماعيل ووجد شيخ آخر في تاريخ بغداد هو الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي ظاهر ما وقفة عليه من تراجم عامر بن إسماعيل وأحمد بن إبراهيم بن فيل والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل يقتضي أن أحمد بن إبراهيم بن فيل أبو الحسين له شيخ يدعى عامر بن إسماعيل البغدادي ذكر ذلك المزي في تهذيب الكمال 1/ 25 (2) ولكن لك نقف على راوية لهو عن وأن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل أبو طاهر له شيخ اسمه عامر بن إسماعيل اليغدادي ذكر ذلك الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 157طبعة دار الغرب الإسلامية) وذكر الرواية عنه هناك ولم يذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء عن ترجمة الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل أنه يروي عن عامر بن إسماعيل ولا حين ذكر ترجمة أبوه معه فلم يذكر عامر بن إسماعيل من بين شيوخهما فلعل عامر بن إسماعيل هو شيخ لكليهما، والله أعلم.
• حباب أبو هريرة الملقب بـ\" المكتب\" من مشايخ أحمد بن جواس في تهذيب الكمال (1/ 285) وجدنا حديثه في السنة للخلال (2/ 437 رقم667). فمن هو حباب؟
ج /لم يتبين لي من هو
• * يحيى بن إسحاق من مشايخ أحمد بن سيار في تهذيب الكمال (1/ 324) وجدنا حديثه في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 293) ترجمة المقنعي الفضل بن محمد المروزي \" حدثنا الفضل بن محمد قال ثنا أحمد بن سيار المروزي قال ثنا يحيى بن إسحاق قال ثنا عبد الكبير بن دينار \". فمن هو يحيى بن إسحاق؟
ج /هو يحيى بن إسحاق، أبو زكريا الكاشغوني، من أهل مرو وقال في لسان الميزان ((الكاشغري)) انظر: الثقات 9/ 258، ولسان الميزان 6/ 241 (849).
• أنا على الاستعداد للإجابة عن أي سؤال لكن أتمنى إيضاح الأسئلة وأنصح باستخدام تهذيب الكمال الطبعة ذات المجلدات الثمان فهي أحسن نصاً وكذا تأريخ الخطيب استخدموا طبعة دار الغرب
ـ[المنيف]ــــــــ[15 - 02 - 04, 04:53 ص]ـ
نفع الله بك شيخنا ماهر ونفع بعلومك(24/378)
ماهي أفضل المنظومات في العقيدة و الفقه
ـ[راجي خير الله]ــــــــ[08 - 12 - 03, 05:57 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة:
أرجو من الأخوان ارشادي الى منظومة في العقيدة السلفية و في التوحيد تغني عن حفظ كتاب التوحيد و كتاب الواسطية ان وجد ذلك لأن المنظومات أسهل حفظا و أكثر ثباتا. و كذلك منظومة في الفقه تغني عن حفظ زاد المستقنع أو أي متن مذهبي آخر و أتمنى لوكان نظما لدرر البهية في الفقه لشوكاني.
وأين أجد أفضل المنظومات في شتى الفنون؟
ولكم مني جزيل الشكر.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 12 - 03, 06:18 م]ـ
لا أعلم منظومة في الاعتقاد بشقيه تقارب (نونية ابن القيم) رحمه الله فهي نفيسة جدا جدا.
ومن اتقنها وفهمها ووعها لم تكد تفته فائته وتشرد منه شاردة في مسائل الاعتقاد جميعا.
وكذلك سلم الوصول الى علم الاصول للشيخ الحكمي رحمه الله.
فهي منظومة طويلة وشاملة.
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[08 - 12 - 03, 11:28 م]ـ
من المنظومات الجيدة في هذا الباب
المنظومة السفارينية وفي الفقه منظومة الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 12 - 03, 11:30 م]ـ
القصيدة السفارينية فيها نقص من جهة اتوحيد الالهية والاخ يريد شيئا يغنيه عن كتاب التوحيد وكتب توحيد الاسماء والصفات.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 12 - 03, 06:37 ص]ـ
هناك من نظم كتاب ((دليل الطالب)) المشروح في ((منار السبيل))، ذكره نظر الفاريابي في ((مقدمة تحقيقه!! للمنار))، وأنا الأن بعيد عن مكتبتي، كي أذكر لك ما ذكره نظر.
ولعل أحد الأخوة يذكره لك.
ومن أسهل وأفضل المنظومات في ((العقيدة)) (سلم الوصول) للشيخ الحكمي - رحمه الله -.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[11 - 12 - 03, 01:54 ص]ـ
لعل نظم دليل الطالب هو الذهب المنجلي في المذهب الحنبلي وناظمه وشارحه أحد المعاصرين وقد اطلعت على الجزء الاول منه منذ فترة
ولعل مما يذكر في هذا الموضوع منظومة أحكام الفقه للشيخ السعدي وهي على المذهب
ـ[أحمد دبوس]ــــــــ[12 - 12 - 03, 01:51 م]ـ
أفضل منظومة في العقيدة هي منظومة العلامة الحكمي سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول وشرحها معارج القبول و قد اوصى بهذه المنظومة غير واحد من أهل العلم وذلك لموافقتها عقيدة السلف الصالح ولشموليتها أبواب التوحيد والمعتقد و أيضا لسهولة ألفاظها وللشيخ أيضا منظومة في العقيدة وهي الجوهرة الفريدة في تحقيق العقيدة وهي أدنى شهرة من سابقتها ولكن جيدة أيضا في الباب
أما عن الفقه فللشيخ الحكمي أيضا منظومة تسمى السبل السوية في فقه السنن المروية وهي كما يظهر من عنوانها في فقه الحديث
ـ[تركي]ــــــــ[12 - 03 - 04, 09:43 ص]ـ
عندي متن في العقيدة يسمى
الكفاية في العقيدة والفرق والمذاهب مع شرحه الهدية
كلاهما لابي محمد عبدالعزيز بن علي الحربي
طبع عام 1417 في مطابع موسسة المدينة للصحافة
وهو يقع في 650 بيت تقريبا
نظم بعض مسائل توحيد العبادة في اوله
ثم نظم التدمرية
ثم نظم الحموية (مجموع الابيات تقريبا 450)
ثم نظم الفرق الضالة والاحزاب المعاصر ة فيما تبقى
وحقيقة اني معجب به كل الاعجاب
ولكني ما زل مستغربا الى الان انه ليس له ذكر على لسان عالم
اللهم الا انه ذكره فخر الدين المحسي في شرحه على التدمرية واثنى عليه (ومنه عرفته)
فاود اسمع راي الاخوة ايضا
ـ[سليمان]ــــــــ[12 - 03 - 04, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
أخي بارك الله فيك مجرد نصيحه ..
اهتم بما ذكرته من المتون وجاهد نفسك فيها ولو طال الزمن .. فمتن الواسطية يكتب بالذهب وفي كل كلمة سطرها شيخ الإسلام مبحث عظيم.كذا كتاب التوحيد فإن فيه نفس البخاري رحم الله شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ..
وفقك الله
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[12 - 03 - 04, 11:28 ص]ـ
ومن انفس المنظومات منظومة قلائد الزبرجد في نظم عقيدة إبن مقعد وألاخ فهد بن مقعد رجل فاضل وطالب علم جيد، وقد حليت بتقديم ستة من فضلاء اهل العلم وهي عقيدة طيبة في الجملة.
أما ما ذكر ألإخوة عن نظم الدليل فيذكر أنه لإبن عريكان وقيل لي أن النظم كان عند الشيخ عبدالله البسام رحمه الله ولا أدري عن مصيره.
أما عن الذهب المنجلي فلم أره وليت الاخ حامد الحنبلي يفيدنا بنبذة عن الكتاب مشكورا.
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[12 - 03 - 04, 11:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ...
إليك هذه المنظومة لفضيلة شيخنا وليد بن راشد السعيدان والتي سمى منظومته ب (النظم الواضح في بيان معتقد السلف الصالح).
هذه المنظومة أثنى عليها جمع من أهل العلم:
كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله،
وفضيلة الشيخ حمود الشعيبي رحمه الله،
وفضيلة الشيخ المحقق بكر بن عبد الله أبوزيد شفاه الله،
وفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله،
وغيرهم من أهل العلم. تجد مؤلفاته على هذا الرابط:
http://saaid.net/Doat/wled/index.htm
وهنا تجد المنظومة:
http://saaid.net/Doat/wled/t.htm
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/379)
ـ[تركي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:05 ص]ـ
ما زلت اسال ايها الاخوة من عنده علم عن منظومة الكفاية التي ذكرتها في ردي السابق
ومن هو مؤلفها علما انه ذكر في اخرها انه نظمها في ام القرى (مكة)
وجزاكم الله خير
ـ[تقويم النظر]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:45 ص]ـ
الشيخ عبدالعزيز بن علي الحربي طالب علم جيد ومشارك في علوم عديدة والده شيخ فاضل وهو بين مكة والطائف إن لم اهم
أن كنت قريبا منه اخي تركي فاستفد منه فنعم الاخ هو
ـ[الباحث عن الحق]ــــــــ[14 - 03 - 04, 04:08 م]ـ
الأخ تركي
أرجو مراجعة بريدك الخاص
أو البريد العادي
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[17 - 08 - 04, 08:50 م]ـ
الشيخ / عبد العزيز الحربي حفظه الله له شرح ميسر على ألفية ابن مالك واطلعت على كتاب له في القراءات.
أما منظومته فاسمها (كفاية السرسور في العقيدة والفرق ومذاهب الدهور) وتقع في 645بيتاً من كامل الرجز وهي جامعة ومفيدة ولكن فيها بعض الألفاظ الغريبة وفيها بعض عيوب في القوافي.
ولكن هذا لايمنع من الاستفادة منها فغالب المنظومات العلمية هكذا لأن القصد منها تسهيل الحفظ.
وهناك منظومات كثيرة في العقيدة مثل منظومات الطحاوية وغيرها
ومن أفضل المنظومات منظومة الشيخ حافظ حكمي (سلم الوصول) ومنظومة الشيخ إسحاق آل الشيخ واسمها (مسائل التوحيد) اعتنى كثيراً بتوحيد الألوهية وأفرد باباً في أنواع التوحيد وباباً في توحيد الأسماء والصفات.
أما الفقه ففيه الكثير من المنظومات ففي الفقه الحنبلي:
1 / الذهب المنجلي في الفقه الحنبلي وهي نظم لدليل الطالب ومؤلفها معاصر اسمه موسى بن محمد بن شحادة وعليها تعليق للمؤلف طبع في مجلدين.
2/ نظم الزاد للشيخ سعد بن عتيق ولم يكمله وأتمه عبد الرحمن بن سحمان إلا أنه طويل يقع في 4870بيتاً ولكنه يفتقد للسلاسة والعذوبة. وأفضل منه:
3/ نظم الزاد للشيخ سليمان بن عطية رحمه الله واسمه (روضة المرتاد في نظم مهمات الزاد) يقع في 1900 بيت طبع قديماً ونفدت طبعاته واقتصر فيه على المهمات وزاد عليه بضع المسائل كما نص عليه في مقدمته وهو سلس وعذب وقد مدحه الشيخ / محمد آل إسماعيل في كتابه اللآلىء البهية وقال (يظهر عليه أنه متمكن من النظم حيث خلا نظمه من التعقيد والتداخل أو التقديم والتأخير للجمل وعبارته سلسة) ا. هـ
قلت: ولكنه يكثر من الحشو في أواخر الأبيات. وقد قدم له الشيخ /عبد الله الخليفي رحمه الله
والشيخ / عبد الله آل بليهدرحمه الله.
تنبيه: قال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله عن هذا الكتاب (في ثلاثة آلاف بيت) في كتابه المدخل المفصل وكذلك قال الشيخ عبد الله البسام في كتابه علماء نجد.
ولكن الواقع أنه في 1900 بيت كما نص عليه الناظم في مقدمته.
والله أعلم ...
ـ[السني]ــــــــ[17 - 08 - 04, 09:47 م]ـ
ومما وقفت عليه من النظم المخطوط (وحسب علمي القاصر أنه لم يطبع):
1 - نظم دليل الطالب للشيخ عبدالرحمن السعدي.
2 - ارجوزة في المعاملات لاسماعيل بن عمر بن كثير.
3 - نظم زاد المعاد (المسمى بمنظومة الهدي النبوي) للحسن بن اسحاق الحسني.
4 - نظم الوجيز لنصرالله بن أحمد الجلال البغدادي.
5 - نور المهتدي نظم كفاية المبتدي لمحمد بن الأمين عبدالله الهاملي.
6 - نظم أبي شجاع لأحمد بن علي بن المعافا الموصلي.
7 - منظومة وسيلة الراغب لعمدة الطالب لصالح بن حسن البهوتي.
ـ[ابن عايض]ــــــــ[21 - 11 - 04, 03:34 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد الناصري]ــــــــ[21 - 11 - 04, 03:53 ص]ـ
من أحسن المنظومات قوة وتقريرا لمذهب السلف مع العناية بالرد على المخافين نظم العلامة آل بوطامي وشرحه المسمى بالعقائد السلفية بأدلتها العقلية والنقلبة.
الرجاء من الاخوة بيان رأيهم.
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[02 - 04 - 05, 05:37 م]ـ
/ الذهب المنجلي في الفقه الحنبلي وهي نظم لدليل الطالب ومؤلفها معاصر اسمه موسى بن محمد بن شحادة وعليها تعليق للمؤلف طبع في مجلدين.
أين نجد هذه المنظومة يا اخوانى ...... ؟؟؟
نرجو توضيح ما هى طبعتها و أين تباع .... ؟؟
ـ[الأحمدي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 07:08 م]ـ
من أحسن المنظومات قوة وتقريرا لمذهب السلف مع العناية بالرد على المخافين نظم العلامة آل بوطامي وشرحه المسمى بالعقائد السلفية بأدلتها العقلية والنقلبة.
الرجاء من الاخوة بيان رأيهم.
جزاك الله خير شيخنا محمد
والمنظومة كما تفضلت من أحسن المنظومات حيث جمع فيها الشيخ عقيدة السلف وشرحها شرحا وافيا.
أما الفقه فمنظومة:نهاية التدريب في نظم غاية التقريب للعمريطي (وهي في فقه الشافعية)
ـ[حمد بن علي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 02:07 م]ـ
من أحسن المنظومات في العقيدة على حسب رغبتك في الكفاية عن الكتب الأخرى هي منظومة الحكمي (سلم الوصول ... ) فهي شاملة لأنواع العقيدة في التأليف؛ فمن معلومك ان التأليف في العقيدة على ثلاثة انواع: الأول في توحيد الألهية خاصة ككتاب التوحيد والأصول الثلاثة ونحوها. والثاني في توحيد الربوبية والصفات واخرى كالصحابة واليوم الأخر ونحوها. والثالث الذي جمع بينهما كالسلم وعقيدة أهل السنة لابن عثيمين. وأما في الفقه فلكل مذهب نظمه؛ ولكن رأيت كتابا اسمه الكفاف لعالم موريتاني أظنه مات من قريب وقد جعله على المذاهب الأربعة وهو نظم فيما يقارب الألف بيت. والموريتانيون يستعملونه. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/380)
ـ[أبو الحارث السالمي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:05 م]ـ
الحمدلله
بارك فيكم وفي جهدكم والله ان القلب ليرقص فرحا بمثل هذه الملتقيات التي غدت كالماء العذب الزلال لمن شارف على الموت من شدة عطش وجهد سفر وعناء طريق.
واعقب على ماذكره الاخ المفضال حمد بن علي على نظم الكفاف لعله يقصد نظم
كفاف المبتدئ في فني العادات والتعبد
نظمه محمد مولود بن احمد فال اليعقوبي الموسوي المتوفى سنة 1323هـ
وهو نظم في الفقه المالكي خاصة يعرج احيانا على اقوال المذاهب الاخرى لكنه جمع لروائد من كتب المالكية وهو يربوا عن الثلاثة الاف بيت لا كما ذكر الاخ ويعتني به الموريتانيون كثيرا وهو مشهور بينهم بنظم (الكفاف) فان كان هو فتعقيبي بمثابة تصحيح لما سبق وان لم يكن هو فتعقيبي اضافة جديدة لهذا الموضوع المفيد.
الحمدلله
ـ[حمد بن علي]ــــــــ[05 - 04 - 05, 03:16 م]ـ
نعم ياأخي أبا الحارث هو هذا الذي قصدته ولعلي وهمت في ذلك. ودمت سالما
ـ[أبو الحارث السالمي]ــــــــ[07 - 04 - 05, 02:44 م]ـ
الحمدلله
استجابة لطلب الاخ تركي التعريف بالشيخ عبد العزيز الحربي صاحب نظم الكفاية ولما للشيخ من فضل ومنة علي وجدت من الواجب علي التعريف به ولو ان قلمي قاصر عن ذلك فاقول وبالله اصول واجول:
هو ابو محمد عبد العزيز بن علي بن علي بن جابر الحربي
عرف بقوة الحفظ وسعة الفهم ويقظة الذهن وسرعة البديهة وفصاحة اللسان وذكاء ونبوغ حادين وجلد و صبر على العلم تعلما وتعليما يعرف لاهل العلم قدرهم ويحفظ مكانهم ويقدر طلاب العلم ويشخذ هممهم من ناقشه او حاوره او جالسه عرف ان له فضلا وميزة منحة من الرب جل وعلا دون من سواه فتح الله عليه ابواب العلوم يتخير منها ما شاء قراءات وتفسير وحديث وفقه وادب ونحو وصرف حتى الخط وله كتاب صغير الفه في ايام دراسته الجامعية في المدينة والمنورة اسماه (استبرق الديباج والحرير) يصحح فيه بعض من ضعفهم البخاري والعكس في كتابيه الضعفاء الكبير والصغير كتبه بخط يده اثنى عليه جمع من العلماء كالعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين رحمهما الله وعلامة اللغة بالمدينة احمد ولد احمد الشنقيطي المشهور باحمدو والشيخ الدكتور عبد الله الامين الشنقيطي والعلامة محمد سيدي الحبيب الشنقيطي ومرجعية اللغة العربية ابو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري ومن ائمة الحرم الشيخ محمد السبيل والشيخ صالح بن حميد والشيخ عبد الرحمن السديس واثنى عليه الشيخ عائض القرني ثناءا عاطرا في مقدمة كتاب الشيخ الحربي شرح لامية ابن الوردي ولولا خشية الاتهام بالمبالغة والغلو في حق الشيخ لذكرت ولذكرت فحق مثله ان يعرف ويشهر ويقدم ويؤثر.
واما كتاب الشيخ الكفاية فقد من الله عليه بقراءته على الشيخ كاملا وتوضيح بعض ما اشكل علي من غوامض فيه ومعظم مسائله مما قد تناوله العلماء سابقا ولكنه كعقد لها وتوثيق بها واميز مافيه ذكره الفرق والمذاهب المعاصرة كالصوفية والعلمانية والبهائية والراسمالية مما يمكن القارئ من فهم معتقدات كل على حدة دون الرجوع الى المطولات ومما قاله في المعتزلة:
لواصل نجل عطا الغزال ... مال تعصبا ذوو اعتزال
والحسن والبصري قال اعتزلا ... مجلسنا واصل حين سئلا
عن ذي الكبيرة فقال واصل لست اقول كافر او فاضل
وقال ايضا في ذكر معتقد الشيوعين:
وضعها ماركس الالماني ... عام يز (17) في قرننا الزماني
ولا اله والحياة مادة ... شعاره يوم رمى الحاده
واعلن الشركة في البلاد ... واعمل الحديد في العباد
وهو نظم جيد يستلمح به في المجالس ويستشهد به على المسائل لكنه ليس النظم الذي يقصده الطالب ليهضم به العقيدة بدليل ذكر الشيخ انه صنفه لنفسه ثم راى ان يزيد عليه ويخرجه للناس وانما اطلت فيه لان الاخ سأل عن النظم بالتحديد والشيخ الان يسكن مكة وبلغني انه ترك التدريس وتفرغ للتاليف ... ولولا ضعف نفس وحاجة اهل لما تركنا مكة و علماءها فالى الله المشتكى
واختم بذكر بعض من مؤلفات الشيخ حفظه الله:
1 - استبرق الديباج والحرير في الجرح والتعديل
2 - الكفاية في العقيدة والفرق والمذاهب مذيلا بالهداية الى معاني الكفاية
3 - نظم الادرب فيما هب ودب وهو يربوا عن ثلاثة الاف بيت متعة للقاري وترويح للطالب يستعان به وقت كلل الجوارح من المطالعة وتعب الذهن من المذاكرة وملل القلب من المدارسة خفيف ظريف جمع فيه ما يذكر ومالا يذكر فلا زمام يربطه ولا عقدة توثقه وكاني بقارئه قد دخل بستانا فيه كل خيرات الارض مطروحة امامه يصطفي منها دون حائل ولا حاجب ... لله دره ولكن للاسف لم ينزل منه الا سفر واحد
4 - زبدة الالفية اختصر فيها الفية ابن مالك في نصف عشرها اي في خمسين بيتا فقط في سابقة تبين رسوخ قدم الشيخ في علوم اللغة وفنونها ولقد عرضت على الشيخ ابن باز رحمه الله فاثنى عليها غير انه نبه الى انها لن تفهم الا لمن درس الالفية فوعد الشيخ بشرح موجز عليها فقال الشيخ ابن باز رحمه الله:ان كان كذلك فلا باس بها او كلمة نحوها وعهدي بالقصة بعيد وهي مرفقة بذيل ما هب ودب
5 - الشرح الميسر لالفية ابن مالك وهو شرح قد وعد الشيخ به طلابه بعدما راى العسر الذي يجده الطلاب في شروح الالفية
6 - شرح لامية ابن الوردي التي مطلعها (اعتزل ذكر الاغاني والغزل)
وللشيخ مشاركات عديدة في نواح شتى ولقد رايت له مؤخرا مشاركات في موقع الاسلام اليوم الذي يشرف عليه الشيخ سلمان العودة في قسم الفتاوى والدراسات
هذا ما جاد به القلم وما اراه واجبا علي في حق الشيخ الذي لن انسى فضله علي ما حييت
الحمدلله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/381)
ـ[قاسم القاهري]ــــــــ[28 - 09 - 05, 01:42 ص]ـ
و في المذهب الحنبلي عقد الفرائد و كنز الفوائد و هو يحقق منذ فترة و ستخرجه باذن الله دار العاصمة و هو نظم معتمد فى المذهب.
ـ[عبدالله الدغماني]ــــــــ[15 - 11 - 05, 03:16 ص]ـ
السلام عليكم ..
ممكن رابط كتاب منظومة العلامة الحكمي سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد ..
ابيها كتابه ز
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[15 - 11 - 05, 01:25 م]ـ
الشكر موصول لكل من شارك في هذا الموضوع الهام.
هذا موقع يحوي معظم المتون العلمية .. فلا تنسوني من دعوة صالحة ..
http://www.3llm.com/main/download.php?action=list&cat_id=19&PHPSESSID=566fcfce7fa685b28eb1967678e8aeb6
وعلى درب الخير نلتقي
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 12 - 06, 12:32 ص]ـ
للأسف تغفلون عن منظومة فى الفقه نفيسة جدا وهى البهجة الوردية لابن الوردى
قال الحافظ ابن حجر:"وأقسم بالله لم ينظم أحد بعده الفقه إلا وقصر دونه"
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 01:27 ص]ـ
أخي الفاضل الشيخ أمجد .. هل لك أن تدلني على مكان لهذه المنظومة .. سواء على الانترنت ..
أو غير ذلك ..
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 12 - 06, 09:00 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ أمجد .. هل لك أن تدلني على مكان لهذه المنظومة .. سواء على الانترنت ..
أو غير ذلك ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87052
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[15 - 12 - 06, 09:15 م]ـ
شكر الله لك .. وجزيت خيرا
إلا أنها غير كاملة ..
فهل تعلم مكتبة في جزيرة العرب .. تبيعها؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[19 - 12 - 06, 01:40 ص]ـ
المنظومات في العقيدة:
1 - لآمية شيخ الإسلام ابن تيمية وهي عبارة عن ستة عشر بيتا ولها شرح للمرداوي وعلق عليها الشيخ العلامة صالح الفوزان وهو مطبوع.
2 - حائية بن ابي داود وهي ما يقارب الاربعين بيتا شرحها د. عبد الرزاق البدر وهو شرح مطبوع وهناك شرح للعلامة السفاريني وهو مخطوط.
3 - العقيدة السفارينية ولها عدة شروح ابرزها شرح ناظمها وشرح العلامة ابن قاسم رحمه الله وشرح العلامة ابن عثيمين وشرح العلامة الفوزان
ـ[أبو سالم الحضرمي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 11:32 ص]ـ
2 - حائية بن ابي داود وهي ما يقارب الاربعين بيتا شرحها د. عبد الرزاق البدر وهو شرح مطبوع وهناك شرح للعلامة السفاريني وهو مخطوط.
شرح العلامة السفاريني لحائية الامام ابوبكر بن ابي داود مطبوع
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[20 - 12 - 06, 04:03 ص]ـ
هذه فائدة اول مرة اعلم انا شرح السفاريني على الحائية مطبوع , فجزاك الله عني كل خير
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 01:03 م]ـ
الشرح المطبوع للامية شيخ الإسلام هو لأحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي وقد كان حيًّا سنة 1236هـ ولم يعثر له على ترجمة حتى الآن كما قال الشيخ إياد بن عبد اللطيف القيسيى في مقدمة تحقيقه للكتاب الذي طبع مؤخرًا لدى دار ابن حزم ...
وهذا الشرح جيد مفيد وعليه بعض الملاحظات اليسيرة نبه عليها الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 12:56 ص]ـ
عندي متن في العقيدة يسمى
الكفاية في العقيدة والفرق والمذاهب مع شرحه الهدية
كلاهما لابي محمد عبدالعزيز بن علي الحربي
طبع عام 1417 في مطابع موسسة المدينة للصحافة
وهو يقع في 650 بيت تقريبا
نظم بعض مسائل توحيد العبادة في اوله
ثم نظم التدمرية
ثم نظم الحموية (مجموع الابيات تقريبا 450)
ثم نظم الفرق الضالة والاحزاب المعاصر ة فيما تبقى
وحقيقة اني معجب به كل الاعجاب
ولكني ما زل مستغربا الى الان انه ليس له ذكر على لسان عالم
اللهم الا انه ذكره فخر الدين المحسي في شرحه على التدمرية واثنى عليه (ومنه عرفته)
فاود اسمع راي الاخوة ايضا
من أحسن المنظومات قوة وتقريرا لمذهب السلف مع العناية بالرد على المخافين نظم العلامة آل بوطامي وشرحه المسمى بالعقائد السلفية بأدلتها العقلية والنقلبة.
الرجاء من الاخوة بيان رأيهم.
. . هل من مشمر يأتينا بهته المنظومات. . وكذا باقي منظومات الشيخ الحربي -حفظه الله-، فقد والله اشتقنا لرؤيتها.
. . . . .
ـ[محمد دادا]ــــــــ[10 - 06 - 08, 12:12 م]ـ
بارك فيكم وفي جهدكم
ـ[محمد شادي القطفي]ــــــــ[13 - 06 - 08, 06:11 م]ـ
منظومة الزبد لابن رسلان جمعت بين الفقه والعقيدة والأخلاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/382)
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[17 - 06 - 08, 09:02 م]ـ
.
للرفع ... والتذكير ...
.
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[18 - 06 - 08, 12:51 ص]ـ
في الفقه
نظم ابن عبدالقوي للمقنع في فقه الحنابله لا يشق له غبار
وهو في 12000 بيت
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[18 - 06 - 08, 09:22 ص]ـ
لشيخنا العلامة أنور عبدالله بن عبدالرحمن الفضفري منظومة في الفقه الحنبلي موسومة بـ (النظم الجلي في الفقه الحنبلي) وتقع في 888بيت .. ولازالت المنظومة مخطوطة وسترى النور قريبا بإذن الله، وقد قرئت على شيخ الحنابلة ابن عقيل حفظه الله وأمد في عمره ..
ووهبني منها نسخة ..
يقول حفظه الله في تقديمه لنظمه:
(الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين-أما بعد:
فتلبية لاقتراح بعض زملائي الكرام، وعلما بأن الحاجة إلى منظومة فقهية موجزة لازالت موفورة، ورغبة طالب العلم إليها لازالت موقورة، فقد استعنت بالله تعالى على تأليف هذه الأرجوزة، التي بعنوان: (النظم الجلي في الفقه الحنبلي)،والتي تحتوي على خمسة وثمانين وثمانمائة بيت.
وقد أتت على معظم أبواب الفقه، ماعدا الفرائض، وذلك لكون علم الفرائض فنًّا مستقلا، ثم لتوفر المؤلفات النظمية الرائعة فيه.
وقد اقتصرت على ذكر التعريفات، والأركان والشروط والواجبات، والسنن والمكروهات، والأقسام والتقديرات، وبعض المسائل التي تُرى كأمهات، مما هو الراجح في مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، معرضا عن ذكر الأقوال والتفاصيل، وذلك بعبارات واضحة، موجزة.
وكان أهم مرجعي في ذلك: زاد المستقنع، وشرحه الروض المربع)
ويقول في مقدمة النظم:
بحمد ربي أبدأ الكلاما ... مصليًا مسلمًا دواما
على النبي سيد الأنامِ ... وآله وصحبه الكرام
وهذه أرجوزة محويَّه ... في معظم الفوائد الفقهيّه
مثلَ حدود وفروض سننِ ... وواجبات وشروط فاعتنِ
وذكر أقسام وتقديرات ... وبعض أحكام كأمهات
مقتصرا بما يُرى معتمدَا ... في مذهب الحبر الإمام أحمدا
من دون تطويل ولاإخلال ... أو عرض تفصيل من الأقوال
واللهَ أدعو أن تكون نافعة ... لطالبي الفقه فصوصا لامعة
علمًا بأن للشيخ حفظه الله عددا من المنظومات، وهي:
1 - المنظومة الفضفرية في القواعد الفقهية مع شرحها، وتقع في (144) بيتا،وقد قدم لها العلامة عبدالله بن عقيل، ومما قاله: (فقد اطلعت على المؤلَّف المفيد-المنظومة الفضفرية-ومواضع من شرحها لفضيلة الأخ الشيخ أنور عبدالله بن عبدالرحمن الفضفري، فوجدته كتابا نافعا في فن القواعد وجامعا لشتى الفوائد مع سلاسة النظم وسهولة الفهم، بعيدا عن التطويل الممل والاختصار المخل)
وهذا الكتاب مطبوع ويقع في 133صفحة ويباع في التدمرية بـ3ريالات
2 - القلائد الجلية في القواعد الأصولية، وتقع في (777) بيت، وقد قدم لها فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن جبرين. يقول الناظم في خاتمتها:
وقد ذكرنا معظم المسائل ... من الأصول سهلة للنائلِ
واللهَ أدعو أن تكون مرويه ... غليل طلاب الأصول مغنيه
وخدمة مرضية للدين ... وذخرةً تنفع يوم الدين
سبعًا وسبعينَ وسبعمائةِ ... بفضل ربي تحتوي منظومتي
فأشكر اللهَ على التمام ... وأحمد الله على الدوام
وهذا الكتاب مطبوع ويقع في 110صفحة ويباع في التدمرية بـ (7) ريالات
3 - نظم لحلية طالب العلم (مخطوط)
وللشيخ أيضًا كتاب نفيس اسمه: (رسالة لطيفة في الاستثناءات من القواعد اللغوية) وهذا الكتاب لم يطبع إلى الآن، على أملٍ بالله أن ييسر خروج هذا الكتاب.
دمتم موفقين ..
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 05:54 م]ـ
. . .
للرفع ...
. . .(24/383)
كتاب من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[08 - 12 - 03, 10:31 م]ـ
كتاب من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة
فقد وقفت على هذا الجزء الصغير لابن حيويه (ت 366 هـ)، وهو من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق ج 4 – م 47، ثم طبع مفرداً عام 1392 هـ، وهو بتحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين.
عنوان الكتاب تأملته كثيراً، واستغربته، خاصة وأن الأسماء المذكورة في الكتاب قليلة (12 صحابياً فقط).
فإن الناظر لأول وهلة يرى أن الأصل أن توافق كنية المرء كنية زوجه، والتخالف بين كنية الزوجين هو الأقل، فهو أولى بأن يجمع!!
لكن:
أقول لعل الشائع في ذلك الزمان، وهو الذي وردت به السنة، تكنية الإنسان وهو صغير، بل حين يولد، وسواء كان ذكراً أو أنثى.
فإذا كان الأمر كذلك فلعل هذا هو سبب الاختلاف بين كنية المرء وزوجه.
ثم إني أقول: شرط صاحب الكتاب أن تكون الزوجة قد روت حديثاً أو ذُكرت في حديث، نعم من وافقت كنيته كنية زوجه كثير، لكن غالب هؤلاء لم تذكر زوجاتهم في الأخبار، ولا يعرفن، وهذا مأخوذ من قول المؤلف في المقدمة: (ومنهن المذكورة في روايتها لحديثها، ومنهن ما جاء ذكره في رواية غيرها)، ومأخوذ أيضاً من كونه يخرج حديثاً للصحابي ثم يخرج حديثاً آخر لزوجه، والله أعلم.
فهل توافقوني على هذا التعليل؟؟؟
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[08 - 12 - 03, 10:33 م]ـ
أعود فأقول: إن منهج المصنف هو ذكر الصحابي وزوجه، ثم ذكر حديث مسند من طريقه.
وهو جزء صغير، ذكر المحقق أن على النسخة المخطوطة سماعات جماعة من كبار العلماء، مما يبين عناية أهل العلم به.
لكنه لم يذكر أحداً نقل من الكتاب أو ذكره له.
وقد وقفت على كلام السيوطي في التدريب في وصف الكتاب، وأفاد أن ابن عساكر ألف في هذا النوع أيضاً، قال السيوطي رحمه الله 2/ 390:
(النوع الحادي والثمانون
معرفة من وافقت كنيته كنية زوجه وهذا النوع ذكره شيخ الإسلام في النخبة وصنف فيه أبو الحسن بن حيويه جزءا خاصا بالصحابة ثم الحافظ أبو القاسم بن عساكر وقد رأيت جزءا ابن حيويه وهذه أسماء من ذكر فيه:
1. أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة الأنصاري وزوجة أم أسيد الأنصاري
2. أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد وزوجه أم أيوب بنت قيس بن أسد الأنصارية
3. ابو بكر الصديق وزوجه أم بكر في الجاهلية لم يصح إسلامها
4. أبو الدحداح وزوجه أم الدحداح
5. أبو الدرداء وزوجه أم الدرداء الكبرى خيرة بنت أبي حدرد صحابية وأم الدرداء الصغرى هجيمة تابعية
6. أبو ذر الغفاري وزوجه أم ذر
7. أبو رافع أسلم مولى النبي صلى الله عليه وسلم وزوجه أم رافع سلمى مولاته أيضا
8. أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسود وزوجه أم سلمة هند بنت أبي أمية تزوجها بعده النبي صلى الله عليه وسلم
9. أبو سيف القين ظئر إبراهيم وزوجه أم سيف
10. أبو طليق وزوجه أم طليق
11. أبو الفضل العباس ابن عبد المطلب وزوجه أم الفضل لبابة بنت الحارث
12. أبو معقل الأسدي هيثم بن أبي معقل وزوجه أم معقل الأسدية.
هذا ما ذكره ابن حيويه وقد روى عن كل من المذكورين حديثا وفاته أبو معبد وأم معبد وأبو رعلة وأم رعلة).
انتهى كلام السيوطي.(24/384)
من يعرف اسم هذا الراوى؟
ـ[طالبة علم]ــــــــ[08 - 12 - 03, 10:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
بارك الله فيكم عندى حديث وبه راوى أريد أن أعرف اسمه الكامل حتى أخرجه من كتاب التهذيب أو سير أعلام النبلاء وقد بحثت عنه فى عون المعبود ولم اجده
هذا الحديث فى سنن أبى داود فى كتاب الصلاة باب الرجل يصلى عاقصا شعره حديث رقم 552
حدثنا محمد بن سلمة حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن كريبا مولى ابن عباس حدثه
أن عبد الله بن عباس رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه فقام وراءه فجعل يحله وأقر له الآخر فلما انصرف أقبل إلى ابن عباس فقال ما لك ورأسي قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف
اسم الراوى= عبد الله بن الحارث وليس عمرو بن الحارث
أريد اسمه بالكامل عاجلا بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 12 - 03, 11:12 م]ـ
الاخت الفاضلة: الحديث في الصحيح وليس عند ابي داود فحسب.
الامر الثاني: هذا الرجل لاتضر عدم معرفته في الحكم على الحديث لان الحديث مروى من طريق كريب عن ابن عباس وسواء عرف الرجل او لم يعرف فالحديث ثابت ان شاء الله.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[08 - 12 - 03, 11:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخى بارك الله فيك وفى علمك
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[08 - 12 - 03, 11:27 م]ـ
وجدت ان الشوكاني رحمه الله تعالى يقول انه الصحابي حيث قال على هذا الحديث في نيل الاوطار:
قوله (عبد اللَّه بن الحارث) هو ابن جزء بفتح بفتح الجيم وسكون الزاي وبعدها بعدها همزة السهمي شهد بدرا؟؟
وفي النفس من هذا شئ لانه على هذا يكون من الصحابه وله ترجمة في كتب الصحابة وفي سير اعلام النبلاء.
لكن في النفس شئ من كونه صحابي من كبار الصحابه لانه بدري وفي التابعين جملة ممن يتسمون بهذا الاسم ولعلي في الغد ان شاء الله ابحث هذا.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 12 - 03, 05:03 م]ـ
قال ابن حجر رحمه الله في الاصابة في ترجمته: ووقع لابن منده فيه خبط فاحش فأنه حكى عن ابن يونس انه شهد (بدرا) وانه قتل باليمامه وهذا اظنه في حق عمه محمية.
والحمدلله , فأن سبب شكي في كونه بدريا من كبار الصحابه ان فعل ابن عباس في نزع شعره وهو يصلى لايكون في حق احد كبار الصحابه.
وايضا فان هل بدر هم اهل الحل والعقد وهم من كبار الصحابة وابن عباس من صغار الصحابة. فهذه الحادثة احدثت شكا في نفسي.
أما كونه صحابي فهذا قوى لان قوله لابن عباس (مالك ولرأسي) لايقوله تابعي لصحابي الا ان يكون من المخضرمين الكبار!
فان كان هو ابن جزء فأنه ليس من كبار الصحابه بل من الطبقات الوسطى منهم او من صغارهم.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[14 - 12 - 03, 08:06 م]ـ
جزاكم الله كل خير .. أسأل الله أن يبارك فيكم ويحفظكم من كل سوء ويزدكم علما. اللهم آمين(24/385)
حكم المذي
ـ[ولد الدمام]ــــــــ[09 - 12 - 03, 12:07 م]ـ
حكم المذي
السؤال: هل خروج المذي يوجب الغسل؟
الجواب: خروج المذي لا يوجب الغسل، ولكن يوجب الوضوء بعد غسل الذكر والأنثيين إذا أراد أن يصلي أو يطوف أو يمس المصحف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عنه قال فيه الوضوء وأمر من أصابه المذي أن يغسل ذكره وأنثييه , وإنما الذي يوجب الغسل هو المني، إذا خرج دفقا بلذة، أو رأى أثره بعد اليقظة من نومه ليلا أو نهارا.
كتاب الدعوة (الفتاوى) لسماحته الجزء الثاني ص 69
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله(24/386)
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[09 - 12 - 03, 12:13 م]ـ
ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض، فيتزوج ويولد له، ويمكث خمسا وأربعين سنة، ثم يموت، فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم في قبر واحد بين أبي بكر وعمر
ـ[ w_salah] ــــــــ[09 - 12 - 03, 09:28 م]ـ
الأخ الفاضل
ذكر الذهبي في الميزان ج 4 ص 281 ما نصه:
==========================
وأخرج ابن أبي الدنيا في بعض تواليفه عن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يزيد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا قال:
ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيتزوج ويولد له ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت فيدفن معي في قبري فأقوم أنا وهو من قبر واحد بين أبي بكر وعمر
فهذه محتملة قال ابن القطان من الناس من يوثق عبد الرحمن ويربأ به عن حضيض رد الرواية ولكن الحق فيه أنه ضعيف
قال أبو داود حدثنا أحمد بن صالح قال كان الإفريقي أسيرا في الروم فأطلقوه لما رأوا منه على أن يأخذ لهم شيئا ثم الخليفة فلذلك أتى أبا جعفر وهو صحيح الكتاب قلت أيحتج به قال نعم
وروى الهيثم بن خارجة عن إسماعيل بن عياش قال قدم ابن أنعم على أبي جعفر يشكو جور العمال فأقام ببابه أشهرا ثم دخل فقال له ما أقدمك قال جور العمال ببلدنا فجئت افتريت فإذا الجور يخرج من دارك فغضب أبو جعفر وهم به ثم أخرجه
وروى نحوها بإسناد آخر عن ابن إدريس عن الإفريقي وفيها فقلت رأيت يا أمير المؤمنين ظلما فاشيا وأعمالا سيئة فظننت لبعد البلاد منك فجعلت كلما دنوت منك كان أعظم للأمر فنكس طويلا ثم رفع رأسه فقال كيف لي بالرجال قلت أفلح عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمنزلة السوق بجلب إليها ما ينفق فيها فأطرق طويلا فقال لي الربيع أومأ إلي أن أخرج فخرجت وما عدت قال الفلاس كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن عبد الرحمن الإفريقي مات الإفريقي سنة ست وخمسين ومائة
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية:
====================
هذا حديث لا يصح والإفريقي ضعيف(24/387)
" التنمر بالعلم " وشرح العبارة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[09 - 12 - 03, 08:21 م]ـ
قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله في حلية طالب العلم
التنمر بالعلم:
احذر ما يتسلى به المفلسون من العلم، يراجع مسألة أو مسألتين، فإذا كان في مجلس فيه من يشار إليه، أثار البحث فيهما، ليظهر علمه! وكم في هذا من سوءة، أقلها أن يعلم أن الناس يعلمون حقيقته.
وقد بينت هذه مع أخوات لها في كتاب ”التعالم”، والحمد لله رب العالمين. أ. هـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لحلية طالب العلم
معلقا على ما إقتبسته لكم من كلام الشيخ بكر ((يأتي الإنسان
بمسألة من المسائل ويبحثها، ويحققها بأدلتها، ومناقشة العلماء،
عالم يشار إليه بالبنان يقول: ماذا تقول أحسن الله إليك في كذا وكذا؟
قال: هذا حرام. قال: كيف؟ بماذا نجيب عل قول النبي صلى الله
عليه وسلم كذا وعن قول فلان بكذا ويجيب بالأدلة التي لا يعرفها العالم
، لأن العالم ليس ملما بكل شئ، لكي يظهر نفسه أنه أعلم من هذا
العالم، ولذلك تجد العوام يتحدثون: والله فلان البارحة جالس مع فلان
_ كبير من لعلماء _ وأفحمه في المسألة وصار كبير كبار العلماء.
وهذا واقع كثير من العلماء الآن وطلبة العلم، يكون له إختصاص معين
كأن يدرس باب النكاح مثلا ويحقق فيه، لكن لو تخرج به إلى باب البيع _
الذي هو قبل باب النكاح في ترتيب الفقهاء _ لن تجد عنده شيئا، كثير
من الناس الآن يتنمر في علم الحديث، يقول روى فلان عن فلان وفيه
انقطاع وسبب إنقطاعه كذا. ثم لو تسأله عن آية من كتاب الله
ما أجاب!)) أنتهى كلامه رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[03 - 01 - 04, 06:05 ص]ـ
للفائدة ..(24/388)
مناقشة استدلال لوجوب صلاة الجماعة بحديث هم النبي صلى الله عليه وسلم بإحراق من تخلف
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[09 - 12 - 03, 10:36 م]ـ
استدل الموجبون لصلاة الجماعة بحديث هم النبي صلى الله عليهوسلم بإحراق من تخلف عنها لكن منعه مانع
يبدو لي ان في هذا الاستدلال بهذا الحديث على الوجوب نظرا بل غايته تأكيد اهمية الجماعة
بيانه ان يقال ان النبي صلى الله عليو وسلم هم ولم يفعل
فإن قيل: منعه مانع منه، وهو ما ذكر ان صحت الزيادات
1: لو لا ما فيها من النساء والصبيان ......
2: لا يعذب بالنار الا رب النار
فالجواب ان يقال: فلم لم يعذبهم بغيرها او يعاقبهم بغير الاحراق
وجهوا هذا الاستدلال غفر الله لي ولكم
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[11 - 12 - 03, 05:05 ص]ـ
يا جما عة الخير وجهوا الاستدلال
بارك الله فيكم(24/389)
قال شيخ الاسلام في اقتضاء الصراط المستقيم عن السياحة
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[09 - 12 - 03, 10:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
قال شيخ الاسلام في اقتضاء الصراط المستقيم
"وأما السياحه التي هي الخروج في البرية من غير مقصد معين فليست من عمل هذه الأمه ولهذا قال الامام أحمد ليست السياحه من الاسلام في شئ ولا من فعل النبيين ولا الصالحين مع أن جماعة من إخواننا قد ساحوا السياحة المنهي عنها متأولين في ذلك أو غير عالمين بالنهي عنها وهي من الرهبانية المبتدعة التي قال (' - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ') "لا رهبانيه في الاسلام" والغرض هنا:بيان ماجاءت به الحنيفيه من مخالفة اليهود فيما أصابهم من القسوة عن ذكر الله وعما أنزل من الهدى الذي به حياة القلوب ومخالفة النصارى فيماهم عليه من الرهبانية المبتدعة وإن كان قد ابتلي بعض المنتسبين منا إلى علم أو دين فيصيب من هذا ومن هذا ففيهم شبه بهؤلاء وهؤلاء ...
انتهى كلامه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 12 - 03, 11:37 م]ـ
فائدة:
شرح حديث الفرار من الفتن من شرح ابن رجب على البخاري
12 - باب (1) من الدين الفرار من الفتن
19 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن " (3).
بوب البخاري على أن الفرار من الفتن من الدين؛ وليس في الحديث إلا الإشعار بفضل من يفر بدينه من الفتن؛ لكن لما جعل الغنم خير مال المسلم في هذه الحال دل على أن هذا الفعل من خصال الإسلام والإسلام هو الدين.
وأصرح من دلالة هذا الحديث الذي خرجه في أول " الجهاد " من رواية الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد قال: قيل: يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله " قالوا: ثم من؟ قال: " مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره " (4).
وليس في هذا الحديث ذكر الفتن.
وخرجه أبو داود (5)، وعنده: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي المؤمنين أكمل إيمانا؟. فذكره.
وهذا فيه دلالة على أن الاعتزال عن الشر من الإيمان.
وفي " المسند " و " جامع الترمذي "، عن طاوس، عن أم مالك البهزية قالت: قال رسول الله: " خير الناس في الفتنة: رجل معتزل في ماله، يعبد ربه ويؤدي حقه، ورجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله " (6).
وروي عن طاوس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم. خرجه الحاكم (7).
وروي عن طاوس مرسلا. وخرج الحاكم – أيضا – من حديث أبي هريرة مرفوعا: " أظلتكم فتن كقطع الليل المظلم أنجى الناس منها: صاحب شاهقة يأكل من رسل غنمها، ورجل من وراء الدروب بعنان فرسه يأكل من فيء سيفه " (8). وقد وقفه بعضهم.
فهذه الروايات المقيدة بالفتن تقضي على الروايات المطلقة.
وحديث أبي سعيد الذي خرجه البخاري هنا لم يخرجه مسلم. وقد روي عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن، عن أبي سعيد؛ وهو وهم. وروي عن يحيي بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن نهار العبدي، عن أبي سعيد؛ وذكر " نهار " في إسناده: وهم. قاله الدار قطني (9).
فقوله صلى الله عليه وسلم " يوشك " تقريب منه للفتنة، وقد وقع ذلك في زمن عثمان كما أخبر به صلى الله عليه وسلم وهذا من جملة أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/390)
وإنما كان الغنم خير مال المسلم – حينئذ -؛ لأن المعتزل عن الناس بالغنم يأكل من لحومها ونتاجها ويشرب من ألبانها ويستمتع بأصوافها باللبس وغيره، وهي ترعى الكلأ في الجبال وترد المياه؛ وهذه المنافع والمرافق لا توجد في غير الغنم؛ ولهذا قال: " يتبع بها شعف الجبال " وهي رءوسها وأعاليها؛ فإنها تعصم من لجأ إليها من عدو. و" مواقع القطر " لأنه يجد فيها الكلأ والماء فيشرب منها ويسقي غنمه وترعى غنمه من الكلأ. وفي " مسند البزار "، عن مخول البهزي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " سيأتي على الناس زمان فيه غنم بين السجدتين (10) تأكل من الشجر وترد الماء، يأكل صاحبها من رسلها ويشرب من ألبانها ويلبس من أشعارها – أو قال من أصوافها _، والفتن ترتكس بين جراثيم العرب " (11).
وروي هذا المعنى عن عبادة بن الصامت من قوله.
وواحد الجراثيم: جرثومة؛ وهي أصل الشيء.
وفي هذا دلالة ‘على أن من خرج من الأمصار فإنه يخرج معه بزاد وما يقتات منه.
وقوله: يفر بدينه من الفتن " يعني:
يهرب خشية على دينه من الوقوع في الفتن؛
فإن من خالط الفتن، وأهل القتال على الملك لم يسلم دينه من الإثم إما بقتل معصوم أو أخذ مال معصوم أو المساعدة على ذلك بقول و نحوه
وكذلك لو غلب على الناس من يدعوهم إلى الدخول في كفر أو معصية حسن الفرار منه.
وقد مدح الله من فر بدينه خشية الفتنة عليه فقال – حكاية عن أصحاب الكهف _ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ; [الكهف: 16].
وروى عروة، عن كرز الخزاعي قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي: هل لهذا الإسلام من منتهى؟ قال: " من يرد الله به خيرا من عرب أو عجم أدخله عليه " قال: ثم ماذا؟ قال: " تقع فتن كالظلل " قال: كلا يا نبي الله، قال: " بلى، والذي نفسي بيده لتعودون فيها أساود صبا يضرب بعضكم رقاب بعض وخير الناس يومئذ: رجل يتقي ربه ويدع الناس من شره " (12).
الأساود: جمع أسود، وهو أخبث الحيات وأعظمها.
والصب: جمع صبوب، على أن أصله: صبب كرسول ورسل، ثم خفف كرسل؛ وذلك أن الأسود إذا أراد أن ينهش ارتفع ثم انصب على الملدوغ، ويروى " صي " على وزن حبلى "
وفي "الصحيحين " عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر له الفتن فقال له: فما تأمرني يا رسول الله إن أدركني ذلك؟ قال: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " قال: فإن لم يكن جماعة ولا إمام؟ قال: " فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك " (13).
وقد اعتزل جماعة من أصحابه في الفتن في البوادي.
وقال الإمام أحمد: إذا كانت الفتنة فلا بأس أن يعتزل الرجل حيث شاء، فأما إذا لم يكن فتنة فالأمصار خير.
فأما سكنى البوادي على وجه العبادة وطلب السياحة والعزلة فمنهي عنه، كما في الترمذي و " صحيح الحاكم "، عن أبي هريرة قال: مر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشعب فيه عيينه من ماء عذب فأعجبه طيبه وحسنه فقال: لو اعتزلت الناس وأقمت في هذا الشعب ولا أفعل حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأمره فقال: " لا تفعل؛ فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في أهله ستين عاما " (14).
وخرج الإمام أحمد نحوه من حديث أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لم أبعث باليهودية ولا النصرانية؛ ولكني بعثت بالحنيفية السمحة " (15).
وذكر باقيه بمعناه.
وخرج أبو داود من حديث أبي أمامة أن رجلا قال: يا رسول الله! ايذن لي بالسياحة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن سياحة أمتي: الجهاد في سبيل الله " (16).
وفي " المسند " عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية الإسلام " (17).
وفي مراسيل طاوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا رهبانية في الإسلام ولا سياحة ".
وفي المعنى مراسيل أخر متعددة.
قال الإمام أحمد: ليست السياحة من الإسلام في شيئ ولا من فعل النبيين ولا الصالحين. والسياحة على هذا الوجه قد فعلها طوائف ممن ينسب على عبادة واجتهاد بغير علم، ومنهم من رجع لما عرف ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/391)
وقد كان في زمن ابن مسعود من المتعبدين خرجوا إلى ظاهر الكوفة وبنوا مسجدا يتعبدون فيه، منهم: عمرو بن هتبة، ومفضل العجلي، فخرج إليهم ابن مسعود وردهم على الكوفة وهدم مسجدهم وقال: إما أن تكونوا أهدى من أصحاب محمد أو تكونوا متمسكين بذنب الضلالة. وإسناده هذا صحيح عن الشعبي أنه حكى ذلك.
وقد رأى عبد الله بن غالب الحداني رجلا في فلاة رزقه لا يدري من أين يأتيه فقال له: إن هذه الأمة لم تؤمر بهذا؛ إنما أمرت بالجمعة والجماعة وعيادة المرضى وتشييع الجنائز، فقبل منه وانتقل من ساعته إلى قرية فيها هذا كله. خرج حكايته ابن أبي الدنيا.
وروي نحو هذه الحكاية – أيضا -، عن أبي غالب صاحب أبي أمامة الباهلي. خرجها حميد بن زنجوية.
وكذلك سكنى البوادي لتنمية المواشي والأموال – كما جرى لثعلبة في ماله – فمذموم – أيضا.
وفي " سنن ابن ماجه "، عن أبي هريرة مرفوعا: " ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين فيتعذر عليه الكلأ فيرتفع ثم تجيء الجمعة فلا يشهدها وتجيء الجمعة فلا يشهدها (18) حتى يطبع على قلبه " (19).
وخرجه الخلال من حديث جابر بمعناه (20) – أيضا.
وخرج حميد بن زنجويه من رواية ابن لهيعه: ثنا عمر (21) مولى غفرة أنه سمع ثعلبة بن أبي مالك الأنصاري يقول: قال حارثة بن النعمان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج الرجل في حاشية القرية في غنيمة يشهد الصلوات ويؤب إلى أهله إذا أكل ما حوله وتعذرت عليه الأرض قال: لو ارتفعت إلى ردعة هي أعفى ملأ من هذه، فيرتفع حتى لا يشهد من الصلوات إلا الجمعة حتى إذا أكل ما حوله وتعذرت عليه الأرض قال: لو ارتفعت إلى ردعة هي أعفى كل أمن هذه فيرتفع حتى لا يشهد جمعة ولا يدري متى الجمعة حتى يطبع الله على قلبه ". وخرجه الإمام أحمد بمعناه (22).
وفي " سنن أبي داود " والترمذي وغيرهما، عن أبي هريرة (23)، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من سكن البادية جفا ".
وقال ابن مسعود في الذي يعود أعرابيا بعد هجرته: إنه ملعون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي " الصحيحين " (24) أن سلمة بن الأكوع قال: أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في البدو.وفي رواية للبخاري أن سلمة لما قتل عثمان خرج إلى الربزة فلم يزل بها حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة (25).
وفي " المسند " أن سلمة قدم المدينة فقيل له: ارتددت عن هجرتك يا سلمة؟ فقال: معاذ الله إني في إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ابدوا يا أسلم، فتنسموا الرياح واسكنوا الشعاب " فقالوا: يا رسول الله! إنا نخاف أن يضرنا ذلك في هجرتنا، قال: " أنتم مهاجرون حيث ما كنتم " (26).
وفي الطبراني، عن ابن عمر أنه قيل له: يا أبا عبد الرحمن! قد أعشبت القفار فلو ابتعت أعنزا فتنزهت تصح، فقال: لم يؤذن لأحد منا في البداء غير أسلم " (27).
وأسلم: هي: قبيلة سلمة بن الأكوع.
وقد ترخص كثير من الصحابة من المهاجرين وغيرهم في سكنى البادية، كسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، فإنهما لزما منزلهما بالعقيق فلم يكونا يأتيان المدينة في جمع ولا غيرها حتى لحقا بالله عز وجل. خرجه بن أبي الدنيا في كتاب " العزلة ".
وكان أبو هريرة ينزل بالشجرة وهي ذو الحليفة. وفي " صحيح البخاري "، عن عطاء قال: ذهبت مع عبيد بن عمير إلى عائشة وهي مجاورة بثبير فقالت لنا: انقطعت الهجرة منذ (28) فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم مكة (29).
وفي رواية له: قال: فسألنا عن الهجرة، فقالت: لا هجرة اليوم، كان المؤمنون يفر أحدهم بدينه على الله ورسوله مخافة أن يفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الإسلام، والمؤمن يعبد ربه حيث شاء؛ ولكن جهاد ونية " (30).
وهذا يشعر بأنها إنما كانت تبدو، لاعتقادها انقطاع الهجرة بالفتح.
وكان أنس بن مالك يسكن بقصره خارج البصرة، وكان ربما شهد الجمعة وربما لم يشهدها.
وقد نص أحمد على كراهة المقام بقرية لا يقام فيها الجمعة وإن أقيمت فيها الجماعة.
وقد يحمل ذلك على من كان بمصر جامع يجمع فيه، ثم تركه وأقام بمكان لا جمعة فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/392)
وفي كلامه إيماء إليه – أيضا. وقد يحمل كلامه على كراهة التنزيه دون التحريم.
فأما المقام بقرية لا جمعة فيها ولا جماعة فمكروه.
وقد قال أبو الدرداء لمعدان بن أبي طلحة: أين ينزل؟ فقال: بقرية دون حمص، فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا يؤذن ولا يقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة؛ فإن الذئب يأكل القاصية ". خرجه النسائي (31). وغيره وخرجه أحمد وأبو داود مختصرا (32).
وفي رواية لأحمد: " فعليك بالمدائن ويحك يا معدان " (33).
وفي " المسند " – أيضا -، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية؛ فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة والمساجد " (34).
فنهى عن سكنى الشعاب – وهي البوادي – وأمر بسكنى الأماكن التي فيها عامة الناس ومساجدهم وجماعتهم.
وقد روي عن قتادة أنه فسر الشعاب في هذا الحديث بشعاب الأهواء المضلة المخالفة لطريق الهدي المستقيم. خرجه أبو موسى المديني عنه بإسناده.
وفي هذا بعد؛ وإنما فسر بهذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه (35).؛ فإن الأوزاعي فسره بالبدعة يخرج إليها الرجل من الجماعة.
فأما الخروج إلى البادية أحيانا للتنزه ونحوه في أوقات الربيع وما أشبهه: فقد ورد فيه رخصة: ففي " سنن أبي داود " عن المقدام بن شريح، عن أبيه أنه قال أنه سأل عائشة: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدو؟ فقالت: نعم إلى هذه التلاع، ولقد بدا مرة فأتى بناقة مخرمة فقال: " اركبيها يا عائشة وارفقي؛ فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع منه إلا شانه " (36).
وخرج مسلم آخر الحديث دون أوله (37).
وورد النهي عنه؛ ففي " المسند " عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " هلاك أمتي في اللبن " قيل: يا رسول الله! ما اللبن؟ قال: تحبون اللبن وتدعون الجماعات والجمع وتبدون " (38). وفي إسناده: ابن لهيعة.
وإن صح فيحمل على إطالة المقام بالبادية مدة أيام كثرة اللبن كلها وهي مدة طويلة يدعون فيها الجمع والجماعات.
وعن أبي عبد الله الجدلي قال: فضل أهل الأمصار على أهل (39) القرى كفضل الرجال على النساء، وفضل أهل القرى على أهل الكفور (40) كفضل الأحياء على الأموات، وسكان الكفور كسكان القبور، وإن اللبن والعشب ليأكلان إيمان العبد كما تأكل النار الحطب. خرجه حميد بن زنجويه، وروى في إسناده عن مكحول معنى أوله.
ونص أحمد – في رواية مهنا – على كراهية الخروج إلى البادية لشرب اللبن ونحوه تنزها لما به من ترك الجماعة؛ إلا أن يخرج لعلة، يعني: إنه إذا خرج تداويا لعله به جاز، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للعرنيين لما اجتووا المدينة أن يخرجوا إلى البادية ليشربوا من ألبان الإبل وأبوالها (41).
قال أبو بكر الأثرم: النهي عن التبدي محمول على سكنى البادية والإقامة بها، فأما التبدي ساعة أو يوما ونحوه فجائز. انتهى.
وقد كان السلف كثير منهم يخرج إلى البادية أيام الثمار واللبن.
قال الجريري: كان الناس يبدون ها هنا في الثمار – ثمار قصيرة -، و ذكر منهم عبد الله بن شقيق وغيره.
وكان علقمة يتبدا إلى ظهر النجف (42).
وقال النخعي: كانت البداوة إلى أرض السواد أحب إليهم من البداوة إلى أرض البادية. يعني أن الخروج إلى القرى أهون من الخروج إلى البوادي.
وكان بعضهم يمتنع من ذلك لشهود الجماعة.
فروى أبو نعيم بإسناده، عن أبي حرملة قال: اشتكى سعيد بن المسيب عينه فقيل له: يا أبا محمد! لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة ووجدت ريح البرية لنفع ذلك بصرك، فقال سعيد: وكيف أصنع بشهود العشاء والعتمة (43)؟
وما ذكره الأثرم من التفريق بين قصر المدة وطولها حسن؛ لكنه حد القليل باليوم ونحوه؛ وفيه نظر.
وفي " مراسيل أبي داود " من رواية معمر، عن موسى بن شيبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بدا أكثر من شهرين فهي أعرابية " (44).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/393)
وروى حميد بن زنجوية بإسناده، عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم قال: بلغني أن من نزل السواد أربعين ليلة كتب عليها الجفا. و عن معاوية بن قرة قال: البداوة شهران فما زاد فهو تعرب (45).
-----------------------------------------------------------------------------
الحواشي:
(1) هذا الباب لم يأت في ترتيبه فجاء بين الباب (16) والباب (18) وعليه فيكون سقط من الترتيب والنسخة " ف ": الباب (17) وحديثه رقم (25).
(2) زاد في " اليونينية ": " أنه " قبل كلمة " قال ".
(3) أشار المصنف – رحمه الله – (5/ 220) عند شرحه الحديث رقم (609) أنه استوفى الكلام فيما تضمنه حديث أبي سعيد من سكنى البادية بالغنم: عند شرحه لحديث هذا الباب.
(4) (فتح: 2786).
(5) (2485).
(6) " المسند " (6/ 419)، والترمذي (2177).
(7) (4/ 446، 464).
(8) الحاكم (2/ 93).
(9) في " علله "، (4 / ق2 – ب 3 – أ).
(10) رسمها في " ف " بدون نقط ولعلها هكذا، وفي " مسند أبي يعلي " (3/ 138): " المسجدين ".
(11) (كشف: (1358) مختصرا وليس فيه محل الشاهد، وفي إسناده محمد بن سليمان بن مسمول، قال فيه أبو حاتم: " ليس بالقوي ضعيف الحديث كان الحميدي يتكلم فيه " الجرح " (7/ 267) وقد أخرجه مطولا بمحل الشاهد: أبو يعلى (3/ 137) بنفس الإسناد، وأخرجه الطبراني في " الأوسط " (7542) وفيه سليمان الشاذكوني، قال ابن معين في رواية ابن الجنيد: " يكذب ويضع الحديث " أ. هـ.
(12) أحمد (3/ 477)، وابن حبان (الإحسان: 13/ 287).
(13) (فتح: 7084)، ومسلم (1847).
(14). الترمذي (1650)، والحاكم (2/ 68)، وقال الترمذي: " حديث حسن "
(15) أحمد (5/ 266).
(16) أبو داود (2486).
(17) " المسند " (3/ 82).
(18) " وتجيء الجمعة فلا يشهدها " في " السنن " كررها ثلاثا.
(19) ابن ماجه (1127) وسيأتي كلام المصنف على هذا الحديث عند شرحه لترجمة الحديث رقم (902).
(20) وسيأتي ذكر المصنف له بلفظه والكلام عليه عند شرحه لترجمة الحديث رقم: (902) من " كتاب الجمعة " الباب: (15).
(21) هكذا في " ف ": عمر " وهو الصواب، وأقحم فوق الراء ما يشتبه بحرف الواو، أو الضمة، والأخيرة ليست من عادته.
(22) " المسند " (5/ 433 - 434).
(23) أبو داود (2860)، وقال بمعنى حديث مسدد – يعني حديث ابن عباس الذي قبله – وزاد فيه التنفير من لزوم السلطان وقال المزي في " التحفة " (11/ 103): " هذا الحديث في رواية أبي الحسن بن العبد، وأبي بكر بن داسة، عن أبي داود، ولم يذكر أبو القاسم ". ولم يعز المزي هذا الحديث للترمذي من مسند أبي هريرة، واقتصر على أبي داود، وعزاه للترمذي وأبي داود من مسند ابن عباس. وقال الترمذي عقب حديث ابن عباس (2256): " وفي الباب عن أبي هريرة " ولم يخرجه، فإن لم يكن في بعض نسخ الترمذي – وما أكثرها – فهو وهم. وعزاه المصنف في جزء: " شرح حديث ماذئبان جائعان " (ص: 41) بتحقيقنا على أبي داود وأحمد فحسب، ولم يذكر الترمذي، ولعله الصواب. وحديث ابن عباس: اخرجه أبو داود (2859)، والترمذي (2256)، وذكره البخاري في " الكنى " (ص: 70) – في ترجمة أبي موسى – وأبو نعيم في " الحلية " (4/ 72) وقال الترمذي عقبة – كما في " التحفة " (5/ 266) و " تفسير ابن كثير " (4/ 140): " حسن غريب "، والذي في المطبوع: " حسن صحيح غريب " وأبو موسى راوي الحديث قال ابن القطان مجهول، ونبه الحافظ في " التهذيب " (1/ 261) و (12/ 252) على أنه غير أبي موسى إسرائيل بن موسى، وقال: فرق بينهما غير واحد. وحديث أبي هريرة: أخرجه أبو داود (286)، وأحمد (2/ 371، 440) وغيرهما. وفيه اختلاف على أبي هريرة ذكرناه في " أطراف الغرائب " (1422) بتحقيقنا. .
(24) (فتح: 7087)، ومسلم (1862).
(25) (فتح: 8087).
(26) " المسند " (4/ 55).
(27) " الأوسط " (7533)، وتفرد به أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، قال فيه أبن معين في رواية الدري (3/ 366): " ليس بشيء " ومسلم بن جرهد الراوي عن ابن عمر لم نجد من ترجمه، ولم يرو عن ابن عمر حديثا غير هذا كما نص عليه الطبراني.
(28) في الرواية: " مذ ".
(29) (فتح: 3080).
(30) فتح: 3900).
(31) في " المجتبى " (2/ 106 – 107).
(32) أحمد (5/ 196)، (6/ 446) وابو داود (547).
(33) " المسند " (6/ 445 – 446).
(34) " المسند " (5/ 232 - 233، 243).
(35) أخرجه بهذا اللفظ: أبو داود (4758).
(36) أبو داود (2478، 4808).
(37) مسلم (2594).
(38) " المسند " (4/ 155) بلفظ " هلاك أمتي بالكتاب واللبن ".
(39) كلمة " أهل " مكررة في " ف ".
(40) كتب فوقها في " ف ": " الكفور جمع كفر وهو ما بعد من لأرض عن الناس ولا يمر به أحد ".
(41) إشارة إلى حديث البخاري (فتح: 4192).
(42) ابن أبي شيبة في " مصنفه " (12/ 335).
(43) " الحلية " (2/ 162).
(44) " مراسيل أبي داود " 0 ص / 235).
(45) أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 336)، وفيه كلمة " حرب " مكان كلمة " تعرب ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/394)
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[11 - 12 - 03, 02:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أمابعد
بارك الله فيك ياشيخ/عبدالرحمن
وزادك والله علما وخشية
وجزاك عنا كل خير ...
ـ[كليم بن مقصود]ــــــــ[10 - 06 - 07, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيرا(24/395)
كيف نعرف ان فلان فاسق
ـ[ابوعبدالرحمن1]ــــــــ[10 - 12 - 03, 05:58 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى الاه وصحبه اجمعين وبعد ايها الأخوة في الله:
كيف لنا ان نحكم على فلان انه فاسق، ومتى يكون ذلك، وكذلك ما هو الدليل على ان من فعل هذا الفعل يكون به فاسقا - فالدليل على هذا مهم بالنسبة لي - بارك الله في الجميع 0
ارجو من يستطيع الإجابة ان يجيبني باسرع وقت ممكن 0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 12 - 03, 06:10 ص]ـ
جاء في الموسوعة الفقهية
فسق التعريف: 1 - الفسق في اللغة: الخروج عن الطاعة، وعن الدين، وعن الاستقامة. والفسق في الأصل خروج الشيء من الشيء على وجه الفساد، ومنه قولهم: فسق الرطب: إذا خرج عن قشره. وفي الاصطلاح قال الشوكاني: هو الخروج عن الطاعة وتجاوز الحد بالمعصية. والفسق يقع بالقليل من الذنوب إذا كانت كبائر، وبالكثير، لكن تعورف فيما كان كثيرا، وقد يكون الفسق شركا، وقد يكون إثما، وأكثر ما يقال الفاسق لمن التزم حكم الشرع وأقر به ثم أخل بجميع أحكامه أو ببعضه الألفاظ ذات الصلة: أ - (الكفر): 2 - الكفر في اللغة: ستر الشيء، ومنه وصف الليل بالكافر لستره الأشخاص، والزراع لسترهم البذر في الأرض، كفر النعمة كفرانها: سترها بالجحود واستعمال الكفر في جحود الدين أكثر، واستعمال الكفران في جحود النعمة أكثر. قال الراغب الأصفهاني: والكافر على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانية أو النبوة أو الشريعة أو ثلاثتها، وقد يقال: كفر، لمن أخل بالشريعة وترك ما لزمه من شكر الله عليه. ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي، والعلاقة بين الفسق والكفر العموم والخصوص. ب - الظلم: 3 - الظلم في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه، وذلك إما بنقصان أو بزيادة، وإما بعدول عن وقته أو عن مكانه، والظلم مجاوزة الحد. ولا يخرج معناه الاصطلاحي عن معناه اللغوي. والعلاقة بينهما أن الظلم يؤدي إلى الفسق. ج - (العدالة): 4 - العدالة في اللغة: التوسط والاعتدال والاستقامة، وهي صفة توجب مراعاتها الاحتراز عما يخل بالمروءة عادة ظاهرا، والعدالة: العدل، وهو الحكم بالحق. والعدالة في الاصطلاح: اجتناب الكبائر واجتناب الإصرار على الصغائر، وقيل: اجتناب الكبائر وأداء الفرائض، وأن تغلب حسناته سيئاته، وقال البهوتي: العدالة هي استواء أحوال الشخص في دينه، واعتدال أقواله وأفعاله. والعلاقة بين الفسق والعدالة الضدية. (الحكم التكليفي): 5 - الفسق حرام ومنهي عنه بإجماع المسلمين، لأنه خروج عن أحكام الله، ومخالفة لأوامره ونواهيه، ويعاقب صاحبه بالحد أو التعزير.
--------------------------------------
تفسيق التعريف: 1 - التفسيق: مصدر فسق، يقال: فسقه إذا نسبه إلى الفسق، والفسق - في الأصل - الخروج، وغلب استعماله في الخروج عن الاستقامة والطاعة، يقال: فسقت الرطبة، أي: خرجت عن قشرتها. والفسق هو الفجور والخروج عن طريق الحق والترك لأمر الله، والعصيان، وفي التنزيل {إنه لفسق} أي خروج عن الحق. وقال العسكري: الفسق الخروج من طاعة الله بكبيرة، والفجور الانبعاث في المعاصي والتوسع فيها. ولا يخرج استعمال الفقهاء لهذا اللفظ عن المعنى اللغوي. (الألفاظ ذات الصلة): أ - التعديل: 2 - من معاني التعديل النسبة إلى العدالة، يقال عدلت الشاهد إذا نسبته إلى العدالة ووصفته بها. والعدالة لغة الاستقامة، وفي الشريعة: عبارة عن الاستقامة على طريق الحق باجتناب ما هو محظور في الدين فالتعديل ضد التفسيق. ب - التكفير: 3 - من معاني التكفير النسبة إلى الكفر، والكفر لغة التغطية والستر، يقال: فلان كفر النعمة إذا سترها ولم يشكرها، وشرعا هو: تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم في أمر من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة (ر: كفر) والفرق بين التفسيق والتكفير أن التفسيق أعم من التكفير بهذا المعنى. (الحكم الإجمالي): 4 - تفسيق المجلود في حد القذف: يفسق المجلود في حد القذف، لقوله تعالى {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون} فقد تعلق بالقذف - إذا لم يأت القاذف ببينة - ثلاثة أحكام: الحد، ورد الشهادة، والتفسيق، تغليظا لشأن القذف، وقوة في الردع عنه. وفي قبول شهادة الفاسق بعد التوبة، وشروط توبته، تفصيل ينظر في مصطلحات (توبة، شهادة، فسق، وقذف). .
-------------------------------------------------
(أنواع الفسق): 6 - قال ابن تيمية: إن الفسق تارة يكون بترك الفرائض، وتارة بفعل المحرمات. وجاء في الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر: قال بعض الأئمة: كبائر القلوب أعظم من كبائر الجوارح، لأنها كلها توجب الفسق. وقال الشوكاني ناقلا عن الإمام القرطبي: والفسق في عرف الاستعمال الشرعي: الخروج عن طاعة الله عز وجل، فقد يقع على من خرج بكفر، على من خرج بعصيان، وفي حديث الصحيحين، قال صلى الله عليه وسلم: {سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر}. الفسق أنواع كثيرة يذكرها الفقهاء في كتبهم، كالفسق الملي أو فسق أهل الملة الذين لهم حسنات ولهم سيئات، فهم غير مخلدين في النار. ومن ذلك الفاسق بتأويل، كالذي يشرب الخمر متأولا فقه العراقيين، فإذا كان تأويله لمقطوع بحرمته فلا يعذر بتأويله، أو كان غير متأول فلا يعذر بذلك. ومنه الفاسق بالجارحة كمن يشرب الخمر أو يزني. ومنه الفاسق بالاعتقاد كالقدري والجبري.(24/396)
افتتاح (منتدى الفتاوى الشرعية) يجيب على الأسئلة فضيلة الشيخ خالد بن عبدالله المصلح
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 12 - 03, 06:21 ص]ـ
الإخوة جميعاً، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقد تقرّر بمشيئة الله افتتاح منتدى الفتاوى الشرعية والذي يجيب على أسئلته فضيلة الشيخ خالد بن عبدالله المصلح (وفقه الله).
وكما لا يخفى فإن الشيخ الفاضل هو أحد تلامذة الشيخ العلامة محمد صالح بن عثيمين (رحمه الله وقدّس روحه). وهو أحد ثلاثة أجاز لهم العلامة ابن عثيمين بالتدريس في مسجده.
وهذا موقع فضيلته:
http://www.almosleh.com/index.shtml
وقد تمّ تحويل منتدى الدروس العلمية إلى منتدى الفتاوى الشرعية بعد نقل المشاركات التي كانت في منتدى الدروس إلى منتدى العلوم الشرعية.
وهذه خطوة أخرى في طريق خدمة المسلمين في شتى أنحاء العالم بالإجابة عن أسئلتهم الفقية وإيصال أكبر قدر من الفائدة إليهم، نسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
كما نسأله (سبحانه وتعالى) أن يجزي فضيلة الشيخ خالد المصلح خير الجزاء، وأن يبارك في جهود القائمين على ملتقى أهل الحديث، وأن يجعلهم عند حسن ظن الرواد الكرام. وأن يوفق كل من يكتب ويشارك في ملتقى أهل الحديث بفائدة أو بحث أو نصيحة.
ترجمة الشيخ حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
هو فضيلة الشيخ خالد بن عبدالله بن محمد المصلح.
ولادته
ولد في أم القرى مكة شرفها الله عام خمسة وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية.
تعليمه
تلقى تعليمه الابتدائي إلى الثانوي ما بين مكة وجدة. ثم واصل تعلميه الجامعي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتخرج فيها حاصلاً على درجة البكالوريوس من قسم نظم المعلومات في كلية الإدارة الصناعية. ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم وتخرج فيها بدرجة البكالوريوس ثم حصل على درجة الماجستير وكان عنوان أطروحته "الحوافز المرغبة في الشراء وأحكامها في الفقه الإسلامي". ويوشك الفراغ من إعداد رسالة دكتوراه وهي بعنوان أحكام التضخم النقدي في الفقه الإسلامي.
عمله
ويعمل محاضراً في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم.
طلبه العلم
بدأ التلقي عن فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من عام 1403هـ ثم لازمه من عام 1408هـ إلى وفاته رحمه الله، وكان قد صاهر الشيخ رحمه الله عام 1407هـ. وقد قرأ عليه في التفسير والحديث وأصول الدين والفقه والأصول واللغة.
وهو واحد من ثلاثة استخلفهم فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في التدريس في حلقته في الجامع الكبير بعنيزة، فعهد إليه بتدريس التفسير وأصول الدين.
وقد درس في الجامع في حياة فضيلة الشيخ محمد رحمه الله في علم العقيدة والفقه.
وقد أوكل إليه الشيخ رحمه الله مع الشيخ عبدالرحمن الدهش رعاية شؤون الطلبة وتوجيههم منذ عام 1415هـ واستمر ذلك إلى وفاته رحمه الله وأوصى به بعد موته.
كما قرأ على الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام والشيخ عبدالعزيز المساعد رحمهم الله في الفقه، وعلى الشيخ علي بن محمد الزامل رحمه الله في النحو والأدب في جلسات عامة وخاصة، وعلى الشيخ عبدالله بن صالح الفالح في النحو كما قرأ القرآن على الشيخ محمد بن سلمان السلمان متع الله بهما على طاعته كما استفاد من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز وفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من خلال الأسئلة والاتصال.
من مؤلفاته:
أحكام الإحداد.
الحوافز التجارية التسويقية وأحكامها في الفقه الإسلامي (رسالة ماجستير).
شرح العقيدة الواسطية.
رسالة في: صلاح القلوب.
بحث في: الاكساب المحرمة (غير مطبوعة).
رسالة في: النعي وصوره المعاصره (غير مطبوعة).
رسالة في: التشريك في النية (غير مطبوعة).
تحقيق: شرح منظومة القواعد الفقهية للشيخ السعدي.
المشاركة تصحيح واخراج: الشرح الممتع في شرح زاد المستنقع فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[10 - 12 - 03, 08:08 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا على ما تقومون به في هذا المنتدى من نفع لإخوانكم المسلمين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 12 - 03, 08:23 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء على هذه المبادرة المباركة في استضافة الشيخ المبارك / خالد المصلح وفقه الله.
كما اشكر الله تعالى ان وفق الشيخ خالد للموافقة على هذا تولي الاشراف على هذا منتدى الفتاوى الشرعية، والذي سنستفيد منه جميعا من طرح الشيخ وادبه وتعليمه وفتاواه وفقه الله.
فجزاكم الله خير الجزاء وأجزل لكم المثوبة والاجر على ماتقدمونه في سبيل تعليم الناس الخير.
وفقكم الله.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 12 - 03, 05:07 م]ـ
بشركم الله بالخير، ونفع الله بفضيلة الشيخ خالد بن عبدالله المصلح، وجزاه الله خيراً على ما يبذل من وقته وعلمه، وجعل الله ذلك في ميزان حسناته وفي ميزان حسنات مشايخنا الأكارم المشرفين على ملتقى أهل الحديث، وقد كانت الحاجة ماسةً لتخصيص ملتقى للفتاوى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/397)
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 12 - 03, 08:19 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يحفظكم من كل سوء وأن يجعلكم فى عليين
اللهم آميين(24/398)
حكم ثقب أذن البنت وأنفها من أجل الزينة
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[10 - 12 - 03, 07:18 ص]ـ
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
عن حكم ثقب أذن البنت أو أنفها من أجل الزينة؟
فأجاب: [الصحيح أن ثقب الأذن لا بأس به، لأن هذا من المقاصد التي يتوصل بها إلى التحلي المباح، وقد ثبت أن نساء الصحابة كان لهن أخراص يلبسنها في آذانهن، وهذا التعذيب تعذيب بسيط، وإذا ثقب في حال الصغر صار برؤه سريعاً.
وأما ثقب الأنف: فإنني لا أذكر فيه لأهل العلم كلاماً، ولكنه فيه مُثلة وتشويه للخلقة فيما نرى، ولعل غيرنا لا يرى ذلك، فإذا كانت المرأة في بلد يعد تحلية الأنف فيها زينة وتجملاً فلا بأس بثقب الأنف لتعليق الحلية عليه]. انتهى كلام الشيخ.
المصدر: "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (4/ 137).
(ملحوظة): لكي تعم الفائدة نرجو نقل فتاوى باقي العلماء في المسألة، والتعليق عليها.
ـ[ابو علي التميمي]ــــــــ[10 - 12 - 03, 04:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الرد من كتاب تحفة المودود بأحكام المولود للعلامة ابن القيم رحمه الله
الباب العاشر في ثقب أذن الصبي والبنت
أما أذن البنت فيجوز ثقبها للزينة نص عليه الإمام أحمد ونص على كراهته في حق الصبي والفرق بينهما أن الأنثى محتاجة للحلية فثقب الأذن مصلحة في حقها بخلاف الصبي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في حديث أم زرع كنت لك كأبي زرع لأم زرع مع قولها أناس من حلي أذني أي ملأها من الحلي حتى صار ينوس فيها أي يتحرك ويجول
وفي الصحيحين لما حرض النبي صلى الله عليه وسلم النساء على الصدقة جعلت المرأة تلفي خرصها الحديث والخرص هو الحلقة الموضوعة في الأذن ويكفي في جوازه علم الله ورسوله بفعل الناس له وإقرارهم على ذلك فلو كان مما ينهى عنه لنهى القرآن أو السنة فإن قيل فقد أخبر الله سبحانه عن عدوه إبليس أنه قال ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام النساء 119 أي يقطعونها وهذا يدل على أن قطع الأذن وشقها وثقبها من أمر الشيطان فإن البتك هو القطع وثقب الأذن قطع لها فهذا ملحق بقطع أذن الأنعام
قيل هذا من أفسد القياس فإن الذي أمرهم به الشيطان أنهم كانوا إذا ولدت لهم الناقة خمسة أبطن فكان البطن السادس ذكرا شقوا أذن الناقة وحرموا ركوبها والانتفاع بها ولم تطرد عن ماء ولا عن مرعى وقالوا هذه بحيرة فشرع لهم الشيطان في ذلك شريعة من عنده فأين هذا من نخس أذن الصبية ليوضع فيها الحلية التي أباح الله لها أن تتحلى بها وأما ثقب الصبي فلا مصلحة له فيه وهو قطع عضو من أعضائه لا مصلحة دينية ولا دنيوية فلا يجوز
ومن أعجب ما في هذا الباب ما قال الخطيب في تاريخه أنا الحسن الجوهري ثنا محمد بن العباس الخزاز حدثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر المعروف بابن اللبان ثنا أبو بن إسحاق بن راهويه قال ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين قال فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى السيناني فسأله عن ذلك وقال ولد لي ولد خرج من بطن أمه مثقوب الأذنين فقال يكون ابنك رأسا إما في الخير وإما في الشر فكأن الفضل بن موسى والله أعلم تفرس فيه أنه لما تفرد عن المولودين كلهم بهذه الخاصة أن ينفرد عنهم بالرياسة في الدين أو الدنيا
وقد كان رحمه الله رأس أهل زمانه في العلم والحديث والتفسير والسنة والجلالة والأمر بالمعروف يشركوا عن المنكر وكسر الجهمية وأهل البدع ببلاد خراسان وهو الذي نشر السنة في بلاد خراسان وعنه انتشرت هناك وقد كان له مقامات محمودة عند السلطان يظفره الله فيها بأعدائه ويخزيهم على يديه حتى تعجب منه السلطان والحاضرون حتى قال محمد بن أسلم الطوسي لو كان الثوري حيا لاحتاج إلى إسحاق فأخبر بذلك أحمد بن سعيد الرباطي فقال والله لو كان الثوري وابن عيينة والحمادان في الحياة لاحتاجوا إلى إسحاق فأخبر بذلك محمد بن يحيى الصفار فقال والله لو كان الحسن البصري حيا لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة وكان الإمام أحمد يسميه أمير المؤمنين وسنذكر هذا وأمثاله في كتاب نفرده لمناقبه إن شاء الله تعالى ونذكر حكاية عجيبة يستدل بها على أنه كان رأس أهل زمانه قال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور أخبرني أبو محمد بن زياد قال سمعت يشير العباس الأزهري قال بن سلمة يقول كان إسحاق عند عبد الله ابن طاهر وعنده إبراهيم فسأل عبد الله بن طاهر إسحاق عن مسألة فقال إسحاق السنة فيها كذا وكذا وأما النعمان وأصحابه فيقولون بخلاف هذا فقال إبراهيم لم عبادي النعمان بخلاف هذا فقال إسحاق حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد فقال إبراهيم للأمير أصلحك الله كذب إسحاق على جدي فقال إسحاق ليبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من الجامع فليحضره فأتى بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب فقال إسحاق عد من أول الكتاب إحدى وعشرين ورقة ثم عد تسعة أسطر ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق فقال عبد الله بن طاهر ليس العجب من حفظك إنما العجب بمثل هذه المشاهدة فقال إسحاق ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا للسنة مثل هذا وقال له عبد الله بن طاهر قيل لي إنك تحفظ مائة ألف حديث فقال له مائة ألف لا أدري ما ما سمعت شيئا قط إلا حفظته ولا حفظت شيئا قط فنسيته والمقصود صحة فراسة الفضل بن موسى فيه وأنه يكون رأسا في الخير والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/399)
ـ[الفاضل]ــــــــ[10 - 12 - 03, 06:24 م]ـ
سمعت أن الشيخ الألباني رحمه الله كان لا يجوزها ويقول أنها تغير في خلق الله.
فمن كان لديه المصدر الذي تحدث به الشيخ رحمه الله، فلا يبخل علينا.(24/400)
المرأة المطلقة اذا أنجبت بنتا من زوج آخر فهل يجوز للزوج الأول أن يتزوج البنت
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[10 - 12 - 03, 09:01 ص]ـ
. المرأة المطلقة اذا أنجبت بنتا من زوج آخر فهل يجوز للزوج الأول أن يتزوج البنت؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[10 - 12 - 03, 04:58 م]ـ
بنت زوجته من رجل آخر هي الربيبة، سواءٌ أكانت الزوجة لا تزال في عصمته أو كانت مطلقة، ونكاح الربيبة حرام سواءٌ رباها زوج أمها في بيته أم ربيت في بيت آخر، لقوله تعالى (وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم)، وجماهير العلماء على أن القيد في الآية أغلبي.(24/401)
هل يحرم نكاح المطلقة ثلاثا بقصد تحليلها للزوج الأول بدون علم الزوجين؟
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[10 - 12 - 03, 09:09 ص]ـ
هل يحرم نكاح المطلقة ثلاثا بقصد تحليلها للزوج الأول بدون علم الزوج والزوجة؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 12 - 03, 02:53 م]ـ
قال البعض هذا حلال ومن يفعله مأجور
والصواب أنه حرام ومن يفعله زاني ملعون، وقد جاء في الحديث تسميته بالتيس المستعار
وقد أوضح هذه المسألة بتفصيل جيد الإمام ابن القيم رحمه الله فليراجع
ـ[طالب النصح]ــــــــ[10 - 12 - 03, 06:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الشيخ محمد الأمين سلمه الله
ألا يمكن الاستئناس بقول المانعين من هذه المسألة في مسألة تحريم الزواج بنية الطلاق؟
لأن هذا في هذه المسألة حقيقته أنه يريد أن يتزوج بنية أن يطلق .. وذاك مثله ... إلا أن يكون لهذه المسألة علة خاصة تمنع من الاستئناس بالقياس عليها في الزواج بنية الطلاق
آمل منكم إفادتي كما هي عادتكم حفظكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 12 - 03, 07:13 م]ـ
الأخ الفاضل الناصح وفقه الله
نكاح التحليل محرم بالسنَّة الشريفة وإن كان له مهر وشهود وإعلان. وسُمي المحلل تيساً مستعاراً لأسباب منها أنه تزوج المرأة لأمدٍ معلوم، وهذه تسمية نبوية لهذا الزوج، وقد أفتى العقلاء من الأمة بأن كلَّ نكاح وقِّت بوقتٍ فهو نكاحٌ باطل.
وفوق هذا فهو تحايلٌ على ما حرَّم الله، وهو نفس أسلوب اليهود الذين حذَّرنا القرآن من اتباع خطواتهم، والذين رمَوا شباكهم يوم الجمعة ليلتقطوها يوم الأحد، ظانين بذلك أنهم قد تحايلوا على الله الذي حرَّم عليهم الصيد يوم السبت.
ومن يخادع الله فإنه لا يخدع إلا نفسه.
{يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} (9) سورة البقرة
وقال فى المبدع: وقال الشريف: وحكى عن أحمد أنه إن عقد بقلبه تحليلها للأول, أو الطلاق فى وقت بعينه, لم يصح النكاح!! [7\ 88].
وقال فى شرح الزركشى على مختصر الخرقى:
قال (الخرقى): ولو تزوجها على أن يطلقها فى وقت بعينه لم ينعقد النكاح.
قال الشارح: لأنه شبيه بالمتعة, والشبيه بالشىء يعطى حكمه, بيان الشبه أنه ألزم نفسه فراقها فى وقت بعينه, والمتعة النكاح يزول فيها فى وقت بعينه!!
قال أحمد فى رواية أبى داوود:إذا تزوجها على أن يحملها إلى خراسان , ومن رأيه إذا حملها [إلى خراسان] خلى سبيلها, قال:
لا, هذا يشبه المتعة, حتى يتزوجها ما حييت, وفى هذا النص إشعار بتعليل آخر, وهو أن وضع النكاح الدوام, وهذا الشرط ينافيه, وأن النية كافية فى المنع,
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[11 - 12 - 03, 01:13 ص]ـ
وياليت تجيبون على الأسئلة الأخرىوهي:
1_اذا كان الطلاق رجعي فهي تعتبر زوجة فلا يجوز نكاح أختها أو عمتها أو خالتها وغير هؤلاء. وعلى ذلك يسأل بعضهم متى يعتد الزوج؟
ولكن السؤال اذا كان الطلاق بالثلاث فهل يكون مثل الرجعي؟
2_المرأة المطلقة اذا أنجبت بنتا من زوج آخر فهل يجوز للزوج الأول أن يتزوج البنت؟ وما تعريف الربيبة الصحيح؟
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[11 - 12 - 03, 01:18 ص]ـ
بارك الله فيك ياأخي محمد الأمين وباقي الاخوة.(24/402)
المطلقة ثلاثا اذا أردت أن تتزوج أختها فهل تنتظر انتهاء عدتها؟
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[10 - 12 - 03, 09:31 ص]ـ
اذا كان الطلاق رجعي فهي تعتبر زوجة فلا يجوز نكاح أختها أو عمتها أو خالتها وغير هؤلاء. وعلى ذلك يسأل بعضهم متى يعتد الزوج؟
ولكن السؤال اذا كان الطلاق بالثلاث فهل يكون مثل الرجعي؟(24/403)
انظر على ماذا تحسر ابن القيم يا طالب العلم؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 - 12 - 03, 09:32 ص]ـ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
"فما أشدها حسرة، ....
وأعظمها غبنة، ....
على من أفنى أوقاته في طلب العلم!!
ثم يخرج من هذه الدنيا ....
وما فهم حقائق القرآن ....
ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه ...
فالله المستعان " اهـ من: بدائع الفوائد 1/ 218
فهل من مدكر؟!
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[10 - 12 - 03, 10:40 ص]ـ
نسأل الله العافية والسلامة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=611
ـ[طالب النصح]ــــــــ[10 - 12 - 03, 06:02 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عمر .. ونفع الله بك الإسلام والمسلمين ..
نعم يا لها من حسرة
وهذا حال أصناف ممن يوصف بطلب العلم
منهم من اشتغل طول وقته بعلوم الآلة ولم يخرج منها إلى فهم الأصول
ومنهم من اشتغل بالعلم على وجه التعصب والتقليد المذموم
ومنهم من جعل العلوم التي لا تنفع همه وشغله
ومنهم من اعتقد بدعة فجعل همه تثبيت بدعته لا تقرير الحق من حيث هو هو
ومنهم من حسر عن ساعد الجد وشمر ثوب الهم لطلب العلم لتحصيل الشهادة وأمور الدنيا
ومنهم من جعل طلب العلم للمماراة والمباهاة وجذب أنظار الناس إليه
ومنهم
ومنهم
أسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين لا ضالين و لا مضلين ... وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
وأكرر جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم آمين ......(24/404)
الأسئلة التي ذكرت قد سألني الطلاب عنها فياليت تجيبون ولكم الشكر.
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[10 - 12 - 03, 09:37 ص]ـ
الأسئلة التي ذكرت قد سألني الطلاب عنها فياليت تجيبون ولكم الشكر.(24/405)
هل دية المرأة على النصف من دية الرجل؟؟
ـ[بندار]ــــــــ[10 - 12 - 03, 07:17 م]ـ
أرجو المساعدة في سرد أدلة من قال بهذا القول
ـ[العطار]ــــــــ[11 - 12 - 03, 12:49 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:-
أجمع الصحابة على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل، وليس ذلك تقليلا لشأنها، ولكن لأن الدية لا تدفع ثمنا للمقتول، بل تدفع تعويضا لأهل المقتول عما لحقهم من ضرر، فلما كان الضرر المادي في فقد الرجل أعظم منه في فقد المرأة جعلت ديتها على النصف منه في قتل الخطأ؛ ولذلك وجب على القاتل خطأ من الكفارة في قتل المرأة ما وجب عليه في قتل الرجل وهو صيام شهرين متتابعين من غير فرق.
وأما في قتل العمد فلا يقبل من القاتل سوى القصاص حتى لو كان المقتول امرأة أو طفلا رضيعا إلا أن يعفو أهل المقتول.
يقول الدكتور مصطفى الزرقاـ رحمه الله ـ (من كبار علماء سوريا):-
إن جمهور الصحابة والتابعين وعلماء الأمة من أهل الحديث والفقه مجمعون على أن دية المرأة إذا قُتلت بخطأ هي نصف دية الرجل.
ومستندهم جميعا في ذلك حديث معاذ بن جبل (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "دية المرأة نصف دية الرجل".
وقال ابن رشد في بداية المجتهد: إنهم اتفقوا في دية المرأة أنها على النصف من دية الرجل في النفس فقط، واختلفوا فيما دون النفس.
أقول، وقد استقر هذا قاعدةً أساسية في باب الديات من كتب المذاهب الفقهية الأربعة: إن دية المرأة في النفس إذا قُتلت بخطأ هي نصف دية الرجل.
هذا وقد أصبحت هذه القضية، أعني نقصان دية المرأة عن دية الرجل بقدر النصف في حكم الشريعة الإسلامية، تثير في عصرنا الحاضر نوعًا من الحساسية في الأوساط التي ترفع شعار التقدمية، بعد أن أصبحت المرأة تزاحم الرجل بمنكب ضخم في مختلف المجالات والميادين: في الجامعات طالبة وأستاذة، وفي جميع الوظائف العامة في الدولة، وفي المحاماة القانونية أمام القضاء، وفي المجالس النيابية والوزارات، بل في رئاسة الحكومة، وفي رئاسة الدولة، وكل ميدان آخر.
وهنا يتساءلون: هل المرأة في نظر الإسلام نصف إنسان حتى تكون ديتها نصف دية الرجل، ونحن في القرن العشرين؟ وقد خصصت المنظمات الدولية عاما خاصا أسمته "عام المرأة"؛ تقديرا لمكانتها، وإنصافا لها.
وهكذا يتجاهلون كل ما جاء به الإسلام من إنصاف للمرأة، ومن إحياء لحقوقها التي كانت قبله مُماتة، ومن حفاظ على كرامتها، وحماية لها، ويستنكرون أن تكون ديتها نصف دية الرجل.
وبهذه المناسبة أذكر أنه: لما أراد الرئيس الباكستاني "السيد ضياء الحق" (رحمه الله) إصدار قانون للقصاص للديات، وفقًا لأحكام الإسلام، ووضع مشروع قانون، جاء فيه أن دية المرأة نصف دية الرجل، قام في وجهه مئات التقدميين من بعض وزرائه، ومن رجال القانون، والجامعيين، والقيادات النسائية .. فاستدعاني مع الدكتور "محمد معروف الدواليبي"، فذهبنا، واجتمعنا بكل فئة منهم في يوم مستقل بهم، وتناقشنا في ضوء نصوص الشريعة، وواقع الحياة والمعقول، فاقتنعوا جميعا بحكمة ما جاءت به الشريعة الإسلامية وبعدالتها في ذلك. وكانت القيادات النسائية نفسها في طليعة المقتنعين بعد أن أوضحنا لهم وأثبتنا النقاط التالية التي كانت غائبة عن أذهانهم.
النقطة الأولى: أن قضية الدية المالية ليست مشروعة في القتل الإجرامي المتعمد، إنما هي محصورة في قتل الخطأ الذي انتفت منه فكرة التعدي على الروح الإنسانية. وقد يكون الفاعل المخطئ أكثر ألمًا وأسفًا لما حصل منه دون قصد إجرامي. فقد تقتل الأم طفلها الوحيد إذا غلبها النوم، وهو بجانبها ترضعه، فانقلبت عليه واختنق، ثم تقضي عمرها حزينة عليه.
النقطة الثانية: أن الدية المشروعة ليست عقوبة زاجرة، إنما هي تعويض عن الضرر المادي الذي لحق بآل القتيل؛ لأن المخطئ هو الأوْلَى بأن يتحمل هذا التعويض، ولو كان حَسَن النية. ومبدأ التعويض هذا تقوم عليه نظم العالم المتمدن أجمع، في كل ضرر في الأنفس أو الأموال نشأ من خطأ غير مقصود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/406)
ومن قواعد هذا المبدأ ومسلماته: أن التعويض في كل فعل ضار يجب أن يكون بقدر الضرر المباشر الحاصل للمضرور. وانطلاقًا من هذا المبدأ، خلال مناقشاتنا في باكستان حول مشروع قانون القصاص والديات إذ ذاك، طرحنا على جميع الفئات السؤال التالي: هل في واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية في جميع البلاد حتى في أمريكا وأوروبا، في الحالات العادية بوجه عام، من الناحية المادية، يكون ضرر الأسرة بفقد ربها هو الضرر الأكبر، أو بفقد ربتها؟ فكان الجواب من جميع الفئات أن فقدان رب الأسرة هو الأعظم ضررًا عليها، حتى في البلاد التي يتساوى فيها الرجل والمرأة في جميع الحقوق والميادين؛ ذلك لأن النشاط العملي والاكتسابي من رب الأسرة، ومردودَه عليها يبقى هو الشيء الأساسي وعماد الخيمة في حياة الأسرة.
قلنا لهم عندئذ: إن الإسلام قد قدّر بلسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا التفاوت بالنصف والضعف، فجعل دية المرأة على النصف من دية الرجل فماذا في ذلك؟
فخطأ من يتوهمون أن في ذلك انتقاصًا من القيمة الإنسانية للمرأة، وإنما نشأ من تصورهم وتوهمهم أن الدية هي جزاء رادع لمجرم. وهذا غلط وخروج بالدية عن طبيعتها وهدفها في قانون الشريعة الإسلامية، بل في جميع الشرائع الوضعية أيضا. فمن أول شرائط الجريمة بمفهومها القانوني والاجتماعي: القصد الإجرامي. وإن الخطأ مفروض في معناه عكسُ ذلك تماما، وهو انتفاء القصد الإجرامي.
النقطة الثالثة: أن الميزان الصحيح لتقويم قيمة المرأة من الناحية الإنسانية إنما يتجلى فيما يرتبه النظام من عقوبة زاجرة على القصد الإجرامي في القتل العمد العدواني. وأن الإسلام قد سوى في هذه الناحية بين الرجل والمرأة حين أوجب أن يقتل الرجل بالمرأة قصاصا، كما تقتل المرأة بالرجل. أما حالة الخطأ البريء، وما يجب فيه من تعويض عن الضرر المادي الحاصل منه، فليست هي ميزان القيمة الإنسانية.
على أنه، نظرًا إلى أن الخطأ في العادة غالبا ما يلابسه شيء من قلة الاحتراس والاحتياط، ولو انتفى منه القصد الإجرامي، شرع الإسلام، إلى جانب الدية في القتل الخطأ، كفارة ذات مشقة؛ لتكون تطهيرا دينيا للمخطئ، ولتشد انتباهه ويقظته أكثر إلى جانب الحيطة والحذرة.
هذا، وقد ناقشني أحد العلماء الأفاضل منتقدا قولي بأن الدية في جناية الخطأ هي مجرد تعويض عن الضرر الذي ألحقه الجاني بالضحية وأسرته، وليست عقوبة، واحتج بأن الدية تُفرض شرعًا على عاقلة الجاني.
فأجبته بأن هذا حجة لي حاسمة، وليس دليلا على أنها عقوبة؛ ذلك لأن العقوبات في الإسلام تخضع لقاعدة عامة خالدة قررها القرآن الكريم بقوله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى". فلو كانت الدية عقوبة لَمَا جاز فرضها على عاقلة الجاني، وإلا صدق عليها قول شيخنا أبي الطيب المتنبي:
وحلَّ بغير جارمه العذاب!! وجُرمٍ جرّه سفهاء قوم
ولكن لما كانت الدية تعويضًا عن الضرر الذي ألحقه الجاني المخطئ غير المتعمد بغيره، وكانت الدية قد تبهظه، وهو بريء النية في خطئه، ليس لديه القصد إلى الإجرام العدواني، كان مستحقًا للمعاونة على مصيبته، فجعلت على عاقلته معاونة له فيها. ولذلك أعلن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن العواقل لا تعقل العمد؛ لأن المتعدي المتعمد بالقتل قد رتب الإسلام له القصاص عقوبة زاجرة رادعة، وليس الدية.
والله أعلم.
ـ[مبارك]ــــــــ[12 - 12 - 03, 12:32 ص]ـ
جاء في كتاب " المنخلة النونية في فقه الكتاب والسنة النبوية " (ص220ـ221) لمراد شكري:
" وأما أن المسلمين تماثلوا بدياتهم، وأن الذكر كالأنثى في الدية؛ فاعلم أنه لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دية المرأة أنها على النصف من دية الرجل، وإنما أقوال للصحابة رضي الله عنهم، وقد قدمنا أن قول الصحابي ليس شرعاً، والحديث الصحيح: " المسلمون تتكافأ دماؤهم "، وقد تقدم: دليل على أن دية المرأة مثل دية الرجل، ولا فرق بينهما. وهو قول الأصم وابن عُلَيَّة. وادَّعى بعضهم الإجماع على أن دية المرأة نصف دية الرجل، وهو إجماع غير صحيح، وأعجب من ذلك أن ترى الخلاف موجوداً، ثم يُدَّعى الإجماع؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله، وأن صحَّ الإجماع؛ فإني قائِلٌ به. والله الموفق ".
قال الإمام الكبير ابن المنذر في كتابه " الإجماع " (116):
" وأجمعوا على أن دية المرأة نصف دية الرجل ".
وقال الإمام الكبير ابن حزم في " مراتب الإجماع " (233):
" واتفقوا أن كل ماذكرنا من الرجل، ففيه من المرأة نصث الدية ".
وقال الإمام الكبير ابن عبدالبر في " التمهيد " (14/ 200):
" وقد أجمع العلماء على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل، إلا أن العلماء في جراح النساء مختلفون ".
قال أبو عبدالرحمن: انظر كتاب:
* اختلاف الفقهاء (427) للمروزي.
* مصنف عبدالرزاق (9/ 393ـ397).
* سنن الكبرى للبيهقي (8/ 95ـ97).
* المغني (9/ 531) لابن قدامة.
* فقه الإمام أبي ثور (690ـ 691)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/407)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 12 - 03, 08:02 م]ـ
(#حرّر#).
قال فضيلة الشيخ القرضاوي في خطبة له [الخطبة حصلت يوم الجمعة بتاريخ 6 تشرين الأول\نوفمبر 1998، وهي متوفرة في موقعه]: «بقيت قضية الدية والدية. إذا نظرنا إليها في ضوء آيات القرآن والأحاديث الصحيحة، نجد المساواة بين الرجل والمرأة. صحيح أن جمهور الفقهاء وأن المذاهب الأربعة ترى أن دية المرأة نصف دية الرجل. ولكن لا يوجد نصٌ يُعتمد عليه (!). هناك حديثان استدل بهما أصحاب المذاهب، وهما ضعيفان بإجماع أهل الحديث. بعضهم استدلوا بالإجماع، ولم يثبت الإجماع (!!!!). فقد ثبت عن الأصم وابن علية أنهما قالا: "دية المرأة مثل دية الرجل"». ثم خرج بنتيجة أنه: «ولذلك لا حرج علينا إذا تغيرت فتوانا في عصرنا عن فتوى الأئمة الأربعة وقلنا: أن دية المرأة مثل دية الرجل».
قلت: وما الذي تغير حتى تتغير الفتوى عما مشى عليه أهل السنة كل تلك العصور الطويلة، من عصر الخلفاء الراشدين إلى هذا العصر؟ هل لمجرد إرضاء الغرب؟ أم هي الهزيمة الفكرية أمام غزو الفكر الغربي؟ وليس اعتماد أهل السنة على حديثٍ ضعيفٍ كما زعم. بل على قياسٍ صحيحٍ على نص القرآن، أجمع العلماء كلهم على صِحّته.
قال الإمام الشافعي في كتابه "الأم" (6\ 106): «لم أعلم مخالفاً من أهل العلم –قديماً ولا حديثاً– في أن دية المرأة نصف دية الرجل». وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى ?وما كان لمؤمنٍ أن يقتل مؤمناً إلا خطأ?: «وأجمع العلماء على أن دية المرأة على النصف من دية الرجل. قال أبو عمر: إنما صارت ديتها –والله أعلم– على النصف من دية الرجل، من أجل أن لها نصف ميراث الرجل، وشهادة امرأتين بشهادة رجل. وهذا إنما هو في دية الخطأ. وأما العمد ففيه القصاص بين الرجال والنساء».
وقد نقل إجماع أهل السنة والجماعة الإمام الشافعي، وابن المنذر، وابن عبد البر، وابن قدامة، وابن حزم، وابن تيمية، والقرطبي، وابن رشد، وكثيرٌ غيرهم. وهو إجماعٌ صحيحٌ لم يخالفه أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين من أهل السنة. وأما ابن علية والأصم، فهما مبتدعان ضالان لا قيمة لخلافهما، لأنهما ليسا من أهل السنة أصلاً، على التسليم أنهما من المسلمين!
فابْن عُلَيَّةَ (ت 218هـ) هذا مبتدعٌ ضال. وصفه الذهبي في السير (9\ 113) بأنه: «جهميٌّ شيطان». وقال عنه كذلك: «أحد كبار الجهمية. وممن ناظر الشافعي». وقال عنه ابن حجر في لسان الميزان (1\ 34): «جهمي هالِك. كان يناظر ويقول بخلق القرآن». وقال عنه الإمام العِجلي: «إبراهيم بن علية: جهميٌّ خبيثٌ ملعون». وقال عنه الإمام ابن يونس: «له مُصنّفات في الفقه، شِبه الجدل». وقال عنه الإمام الشافعي: «هو ضالٌّ، جلس بباب السوال (موضع بجامع مصر) يُضِلُّ الناس». وقال عنه إمام الأندلس ابن عبد البر: «له شذوذٌ كثيرة. ومذاهبه عند أهل السنة مهجورة. وليس في قولِهِ عندهم مما يُعَدُّ خلافاً». وذكر البيهقي في كتاب "مناقب الشافعي" عن الشافعي أنه قال: «أنا أخالف ابن علية في كل شيء. حتى في قول "لا إله إلا الله". فإني أقول "لا اله إلا الله الذي كلَّمَ موسى". وهو يقول: "لا اله إلا الله الذي خلق كلاماً سمعه موسى"». وروى أبو داود في كتاب "المسائل" (كما في تهذيب الكمال 7\ 327) عن الحافظ حمزة بن سعيد المروزي قال: سألت أبا بكر بن عياش قلت: «يا أبا بكر، قد بلغك ما كان من أمر ابن علية في القرآن، فما تقول؟». فقال: «اسمع إلي، ويلك! من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله، لا نجالسه و لا نكلمه». وهذا تكفير صريح.
وأما أبو بكر الأَصَمّ (أستاذ ابن علية) فقد وصفه الذهبي في السير (9\ 402) بأنه: «شيخ المعتزلة». وقد ألف كتاب "خلق القرآن"، والعياذ بالله. وكان ناصبياً فيه ميلٌ عن سيدنا علي ?. وكما قيل: «الأصم، كان عن معرفة الحق أصم».
فالشيخ القرضاوي هنا، خالف الإجماع الصريح الذي اتفق عليه أهل السنة كلهم. ولما أراد أن يبحث له عن أحدٍ سبقه بمثل هذه الفتوى، لم يجد إلا زعيمٌ للجهمية وزعيمٌ للمعتزلة. وهذا ليس بمستغرب عليه. فقد أخذ هذا من شيخه الغزالي الذي يقول في كتابه "السنة النبوية" (ص19): «وأهل الحديث (أي أهل السنة) يجعلون دية المرأة على النصف من دية الرجل. وهذه سوأة خلقية وفكرية، رفَضَها الفقهاء المحققون»!!
هذا مع قوله: "ويعلم الله إني ـ مع اعتدادي برأيي ـ أكره الخلاف والشذوذ. وأحب السير مع الجماعة، وأنزل عن وجهة نظري التي أقتنع بها بغية الإبقاء على وحدة الأمة". وهو كاذب في زعمه، فقد خالف الجماعة كلها وشتم فقهاء المسلمين كلهم، وتمسك برأيه الشاذ، كيداً لأهل السنة والجماعة.
فانظر إلى شتمه لأهل السنة (وفيهم الصحابة والتابعون والأئمة الكبار)، ووصف مذهبهم بأنه سوأة خلقية وفكرية. بينما يصف سلفه من المعتزلة والجهمية بأنهم "فقهاء محققون". فهنيئاً لفقيه العصر القرضاوي، ولشيخه الغزالي، سلفهم: شيخ المعتزلة وشيخ الجهمية. نِعم السلف لنعم الخلف!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/408)
ـ[العطار]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:51 م]ـ
يقول الشيخ القرضاوي في كتابه (الشيخ الغزالي كما عرفته)
ومما أُخِذَ على فقه الغزالي قوله بأن دِية المرأة مثل دِية الرجل، وحجته: أن الدِّية في القرآن واحدة للرجل والمرأة، والزعم بأن دم المرأة أرخص، وأن حقَّها أهون: زعم كاذب مخالِف لظاهر الكتاب العزيز. فإن الرجل يُقتَل في المرأة، كما تُقتَل المرأة في الرجل، فدمهما سواء باتفاق، فما الذي يجعل دِية دون دِية؟
ويمكن للشيخ أيضا أن يستدلَّ بحديث: "في النفس مائة من الإبل" ولم يُفرِّق بين رجل وامرأة.
والذين ردُّوا على الشيخ الغزالى انتقدوه بأمرين:
1ـ أنه خالَفَ الحديث الذي ذكر أن دِية المرأة نِصْف دِية الرجل.
2ـ وأنه خالَفَ إجماع الفقهاء.
وهذا النقد ضعيف لأمرين:
الأول: أن الحديث في تنصيف دية المرأة لم يَصِحَّ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد جاء عن معاذ بن جبل، وقال البيهقي: إسناده لا يثبت مثله. . وجاء عن على بن أبى طالب، وفيه انقطاع. وليس في الصحيحين ولا في أحدهما شيء من ذلك البتة.
الثاني: أن الإجماع لم ينعقد في هذه القضية، فقد خالَف الأصم وابن علية، كما ذكر الشوكاني (انظر: نيل الأوطار: 7/ 224ـ227، ط دار الجيل، بيروت).
هذا وقد علَّل بعض الفقهاء المعاصرين ومنهم شيخنا الكبير الأستاذ مصطفي الزرقا ـ بأن الدية تعتبر تعويضًا عن مفقود، وفي العِوَض يُلاحَظ التكافؤ، فقتل الرجل خسارة للأسرة أفدح من مقتل المرأة.
ولكن هذا يرد عليه بأن الشارع سوَّى في الدية بين الرجل الراشد والطفل الرضيع، رغم أن الخسارة بفقدهما ليستْ واحدة ولا متساوية، وكذلك سوَّى بين العالِم الكبير والأُمِّيِّ، وبين التقي الصالح والشرير الخبيث؛ لأن نظر الشارع هنا إلى النفس الإنسانية فحسب، وقيمتها كما في القرآن: (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نفسًا بغيرِ نَفْسٍ أو فسادًا في الأرضِ فكأنَّما قَتَلَ الناسَ جميعًا) (المائدة:32).
كل ما يُؤخَذ علَى الشيخ هنا قوله: وأهل الحديث يجعلون دية المرأة على النصف من دية الرجل، وهذا سوأة فكرية وفقهية رفضها الفقهاء المُحقِّقون!
فالواقع أن معظم الفقهاء يقولون بذلك وليس أهل الحديث وحدهم، وكان ينبغي التعبير بلفظ أخفّ وألطف من لفظ (السوأة) فإنما هو اجتهاد ممَّن قاله، يحتمل الصواب والخطأ، وقائله مأجور عليه، وإن كان أخطأ فيه، كما هو معلوم.
ـ[بندار]ــــــــ[15 - 12 - 03, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ليت الإخوان يتحفوننا للاستزادة
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[15 - 12 - 03, 08:18 م]ـ
الأصم المعتزلي
لا يذكر اسمه في كتب الفقهاء إلا تعجباً من حاله وتندرا به حيث لا يرد اسمه إلا عندما يقال أجمع العلماء على كذا ولم يخالف إلا الأصم!
ولولا شذوذه وخرقه للإجماعات لما سمع به أحد!
فهو سائرٌ على قاعدة " خالف تعرف ".
حتى قال عنه إمام الحرمين أبو المعالي الجويني: " وهذا الرجل لا يسمى إلا عند مخالفة الإجماع والانسلال من ربقة الهدى والاتباع "
ومن كانت هذه حاله فلا يليق بعالم ولا بطالب علم الاتكاء عليه واتخاذ أقواله ذريعة للشذوذ وخرق الإجماع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 12 - 03, 03:32 ص]ـ
تصديقاً لكلام شيخنا وليد وفقه الله أقول:
قال ابن حزم في (مراتب الإجماع): (وصفة الإجماع هو ما يتيقن أنه لا خلاف فيه بين أحد من علماء الإسلام، وإنما نعني بقولنا "العلماء": من حفظ عنه الفتيا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وعلماء الأمصار، وأئمة أهل الحديث ومن تبعهم، رضي الله عنهم أجمعين. ولسنا نعني أبا الهذيل ولا ابن الأصم ولا بشر بن المعتمر ولا إبراهيم بن سيار ولا جعفر بن حرب ولا جعفر بن مبشر ولا ثمامة و لا أبو عفان و لا الرقاشي، ولا الأزارقة والصفرية، ولا جُهّال الإباضية، ولا أهل الرفض. فإن هؤلاء لم يعتنوا من تثقيف الآثار ومعرفة صحيحها من سقيمها، ولا البحث عن أحكام القرآن لتمييز حق الفتيا من باطلها بطرف محمود، بل اشتغلوا عن ذلك بالجدال في أصول الاعتقادات. ولكل قوم علمهم) اهـ.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[16 - 12 - 03, 04:07 ص]ـ
جزاك الله كل خير شيخنا ابن الأمين على هذه الدرر ... فلقد نقضت عرى العقلانيين في هذه المسألة ودككت عليهم حصونهم ...
ـ[المستملي]ــــــــ[16 - 12 - 03, 11:42 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... أما بعد:- هذه الفائدة أكتبها من قبيل الاستطراد بذكر شيء مما وقفت عليه من واقع التطبيق العملي في أن دية المرأة على النصف من دية الرجل , وقد كنت أتعجب من قصة وردت عن عمر رضي الله عنه مفادها: " أنه قضى في رجل ضرب رجلاً فذهب سمعه وبصره ونكاحه وعقله بأربع ديات والرجل حي " كما ذكر ذلك الإمام أحمد رحمه الله وكذا رواه البيهقي وغيره. وإنما عجبت منها لأن المجني عليه استحق أكثر من دية نفسه لو مات من ذلك الضرب , وهذا من تكريم الإسلام للنفس البشرية وعنايته بها , وفي إحدى القضايا التي وقفت عليها حكم لمرأة بثمان ديات وهي لازالت على قيد الحياة , وكانت خلاصة القضية أن المدعية كانت تعاني من اعوجاج بالحاجز الأنفي وأثناء إجراء العملية لتصحيح هذا الإعوجاج , توقف القلب بسبب نقص الأكسجين عن الدماغ مما أدى إلى دخولها في غيبوبة تامة أفاقت بعدها وهي تعاني من فقدان 1 - منفعة الكلام , 2 - والأكل , 3 - والشراب , 4 - والشم , 5 - ومنفعة اليدين , 6 - والرجلين , 7 - والتحكم بالبول , 8 - والغائط , 9 - وفقدان نصف حاسة السمع , 10 - وثمانين بالمائة من العقل فبلغ مجموع دياتها (465,000) ألف ريال.
وإنما ذكرت هذه الواقعت وإن لم تكن في صلب موضوع البحث إلا أنها كما ذكرت من باب الاستطراد بذكر شيء من اللطائف في الواقع العملي في دية المرأة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/409)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 12 - 03, 07:54 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو حسن الشامي
جزاك الله كل خير شيخنا ابن الأمين على هذه الدرر ... فلقد نقضت عرى العقلانيين في هذه المسألة ودككت عليهم حصونهم ...
وإياكم أخانا الحبيب أبا الحسن
ويقول الشيخ القرضاوي [في برنامج الشريعة والحياة بعنوان "المرأة ومكانتها في المجتمع" بتاريخ الخميس 15 مارس 2001.]: «جمهور العلماء يقول أن دية المرأة نصف دية الرجل، وخالف ذلك ابن علية والأصم من علماء السلف وأنا أُرَجّح رأيهما». فهو يعتبر شيخي المعتزلة والجهمية من علماء السلف! فهنيئاً لفقيه العصر القرضاوي، ولشيخه الغزالي، سلفهم: شيخ المعتزلة وشيخ الجهمية. نِعم السلف لنعم الخلف!!(24/410)
اختلاف العلماء في جواز صوم التطوع قبل القضاء
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[10 - 12 - 03, 11:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يتساءل كثير من الناس بخاصة من النساء ممن عليهن أيام كثيرة من قضاء رمضان عن: هذه المسألة وهي هل يجوز لهن صيام ستة شوال قبل قضاء رمضان؟.
هذه المسالة فيها خلاف مشهور بين العلماء وفيها روايتان مشهورتان في مذهب أحمد الرواية الأولى:
لا يجوز و ولا يصح وهو المذهب. وهو من مفردات المذهب.
الثانية / يجوز و يصح. قال المرداوي: (وهو الصواب) اهـ. الإنصاف: 3/ 350.
والذي ظهر لي بعد البحث:
أن الراجح جواز صوم التطوُّع قبل قضاء رمضان إلا أن يتضايق الوقت لما هو معلوم من جواز التراخي في قضائه، ولأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن ذلك، فكما يجوز تأخير القضاء إلى شعبان عند جمهور أهل العلم ولا يأثم من يؤخر ذلك و لو بلا عذر ما لم يتضايق الوقت، فأولى من يؤخر القضاء لمدة شهر و يبتدأ بصوم النفل الذي يفوت وقته مثل صوم ستة شعبان، و مما يدل على رجحان هذا القول:
حديث عائشة رضي الله عنها:
كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن اقضيه إلا في شعبان لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مني. متفق عليه.
وسبب كراهة من كره من العلماء ذلك: مارواه عبد الرزاق عن أبي هريرة: (أن رجلا قال له أن عليَّ أياما من رمضان أفأصوم العشر تطوُّعا قال لا: إبدأ بحق الله ثم تطوَّع ما شئتَ). وعن عائشة نحوه.
قال في فتح الباري: عند شرح قول البخاري: (وقال سعيد بن المسيب في صوم العشر لا يصلح حتى يبدأ برمضان): وصله بن أبي شيبة عنه نحوه ولفظه: لا بأس أن يقضي رمضان في العشر. وظاهر قوله جواز التطوع بالصوم لمن عليه دين من رمضان إلا أن الأولى له أن يصوم الدين أولا لقوله: لا يصلح، فإنه ظاهر في الإرشاد إلى البداءة بالأهم والآكد) اهـ.
و الخلاصة: أن لا دليل على المنع سوى كلام بعض الصحابة و قد عارضه ما تقدم.
و مما يرجح القول بالجواز أن في النساء من تسأل عن صيام ستة شوال و يكون عليها قضاء يستغرق شوال كله فإذا قلنا لها لا يجوز قبل قضائك الفرض حرمناها خيرا كثيرا ... وبعضهن يحصل لها مشقة بكثرة القضاء في شوال مع صيام ستة شوال. كما سمعناه كثيرا. و الله المستعان. و مع هذا فما لم يشق القضاء قبل صيام النفل و كان قليلا فالأولى البداءة به.
تنبيه:
قال العيني: (ما رواه ابن أبي شيبة عن عبدة عن سفيان عن قتادة عن سعيد أنه كان لا يرى بأسا أن يقضي رمضان في العشر، وليس الذي ذكره ابن أبي شيبة عنه أصلا نحو الذي ذكره البخاري عنه وهذا ظاهر لا يخفى) اهـ.
هذامن التعقبات الصحيحة للعيني على كلام الحافظ ابن حجر رحمهما الله ويقصد به أن ما في ابن أبي شيبة عن ابن المسيب لا يوافق في المعنى ما علقه البخاري عنه. و أن قول الحافظ ابن حجر نحوه، غير صحيح.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[11 - 12 - 03, 01:59 ص]ـ
العنوان المشروع تقديم القضاء على صوم الست
المجيب عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
المفتي العام للمملكة العربية السعودية سابقاً
التصنيف الصيام/صوم التطوع
التاريخ 3/ 10/1422
السؤال
هل يجوز صيام ستة من شوال قبل صيام ما علينا من قضاء رمضان؟
الجواب
قد اختلف العلماء في ذلك، والصواب أن المشروع تقديم القضاء على صوم الست وغيرها من صيام النفل؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: " من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر " خرجه مسلم في صحيحه. ومن قدم الست على القضاء لم يتبعها رمضان، وإنما أتبعها بعض رمضان؛ ولأن القضاء فرض، وصيام الست تطوع، والفرض أولى بالاهتمام والعناية. وبالله التوفيق.
[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز – رحمه الله- الجزء 15 ص 392]
العنوان حكم صيام الست من شوال
المجيب محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله -
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء
التصنيف الصيام/صوم التطوع
التاريخ 29/ 9/1423هـ
السؤال
هل هناك أفضلية لصيام ست من شوال؟ وهل تصام متفرقة أم متوالية؟
الجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/411)
نعم، هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال، كما جاء في حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم في كتاب الصيام بشرح النووي (8/ 56)، يعني: صيام سنة كاملة.
وينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولاً ثم صام ستاً من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال ولم يقض ما عليه من رمضان فلا يحصل هذا الثواب سواء قلنا بصحة صوم التطوع قبل القضاء أم لم نقل، وذلك لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من صام رمضان ثم أتبعه ... " والذي عليه قضاء من رمضان يقال صام بعض رمضان ولا يقال صام رمضان، ويجوز أن تكون متفرقة أو متتابعة، لكن التتابع أفضل؛ لما فيه من المبادرة إلى الخير وعدم الوقوع في التسويف الذي قد يؤدي إلى عدم الصيام.
[فتاوى ابن عثيمين –رحمه الله- كتاب الدعوة (1/ 52 - 53)].
من موقع الاسلام اليوم.
وهذا مقال للأخ احسان العتيبي بارك الله فيه
بسم الله الرحمن الرحيم
عشر فوائد في صيام الست من شوال
((قال البخاري (1849):
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى عن أبي سلمة قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: " كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان ".
قال يحيى: الشغل من النبي أو بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وقال مسلم (1146):
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا زهير حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: " كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان، الشغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو برسول الله صلى الله عليه وسلم ".
و حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا بشر بن عمر الزهراني حدثني سليمان بن بلال حدثنا يحيى بن سعيد بهذا الإسناد غير أنه قال: " وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
و حدثنيه محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج حدثني يحيى بن سعيد بهذا الإسناد وقال: " فظننت أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله عليه وسلم " يحيى يقوله.
و حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب ح و حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان كلاهما عن يحيى بهذا الإسناد ولم يذكرا في الحديث " الشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم ".)).
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
1. ثبت بما لا مزيد عليه من كلام الحافظ ابن حجر - وأيده جمع من العلماء مثل ابن القيم والألباني - أن زيادة " لمكان - أو للشغل من - رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرجة من قول يحيى بن سعيد الأنصاري، وهو الذي ذكره البخاري ومسلم في روايتهما للحديث.
2. وعليه: فالتعليل بها لبيان تأخير القضاء إنما هو من اجتهاده لا من قولها.
3. وتعليله غير صحيح، فأمنا عائشة رضي الله عنها ليس لها إلا ليلتين - في أواخر أيامه صلى الله عليه وسلم - وسبعة أيام لباقي نسائه، فهو ليس لها وحدها.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصوم في يوم عائشة وفي يوم غيرها، فلم يكن ذلك ليمنعها من الصوم.
4. وأما أنها كانت تصوم الست من شوال فمما لا دليل عليه، وليس لإحسان الظن بها ها هنا مجال!
بل إن من إحسان الظن بها أنها لم تكن لتؤخر فرضها وتقدم عليه النافلة.
5. وقد ثبت عن بعض السلف أنه لم يكن يصوم الست من شوال لعدم علمه بالحديث، وبعضهم كان يمنع منه خشية اعتقاد الناس أنه من الواجبات، ولا مانع أنه لم تكن أمنا عائشة على علم بهذا الحديث.
قال الإمام مالك: ما رأيتُ أحداً من أهل العلم يصومها!!
ومن أحسن الظن بها هنا واستبعد عدم علمها بذلك فليقل ذلك في كل حديث فيه فضيلة أنه لم يكن ليخفى عليها!
6. وأما معنى قولها " فلم أكن أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان ": فهو أنها لا تستطيع شرعاً! قضاؤه إلا في ذلك الوقت لا لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من صوم ذلك الشهر! بل لأن وقت القضاء ينتهي في ذلك الشهر!
وهو الذي رجحه الحبر البحر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/412)
7. وصيام الست من شوال قبل القضاء لا يحصِّل فيه العبد أجر صيام الدهر - أي: السنة -؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ".
8. وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى، وأن المقصود بالحديث هو مضاعفة الحسنات إلى عشر أمثالها.
عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ". رواه ابن ماجه (1715).
وعليه:
فكيف سيكون حساب من صام من رمضان (25) يوماً - مثلاً - ثم أتبعه ستا من شوال قبل القضاء؟؟!
ومعلوم أنه من لم يتم صوم الشهر ثم صام الست قبل القضاء: فلا يصدق عليه الحديث لأنه لم يصم " رمضان "!!
9. وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: لا يقبل الله نافلة حتى تؤدى فريضة، فننزه أمنا عائشة أن تتقرب إلى الله بنافلة قبل فريضة من الجنس نفسه!
10. ونطمئن من أحب الخير وحرص عليه أنه يمكنه تحصيل الأجر نفسه - وهو صيام الدهر - بعمل غيره ولعله أيسر منه! وهو صيام ثلاثة أيام من كل شهر.
وفي مسند أحمد (15157) عن معاوية بن أبي قرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره ".
والحديث: صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (2806).
ثم - من فضل الله - وجدت ما قلته هنا عن الإمام عبد الله بن المبارك حيث قال: هو حسن - أي: صيام الست من شوال - هو مثل صيام ثلاثة أيام من كل شهر. " سنن الترمذي " (759).
ملاحظة على الفائدة العاشرة:
هنالك فرق بين أجر صيام الدهر الوارد في حديث الست من شوال، وحديث " من صام ثلاثة أيام من كل شهر كان كصيام الدهر " وهو:
أن أجر الأول: هو أجر الفرض المضاعف، بمعنى أن له أجر صيام رمضان في العام كله.
وأجر الثاني: هو أجر النافلة المضاعف، بمعنى أن له أجر صيام نافلة في العام كله.
هذه النقول فيها ما ذكرته في مسألة ثواب الست من شوال والفرق بينه وبين صيام ثلاثة أيام من كل شهر، والحمد لله على توفيقه:
1. في " تحفة المحتاج " (3/ 457، 458).
(وستة) في نسخة " ست " بلا تاء كما في الحديث وعليها فسوغ حذفها حذف المعدود (من شوال)؛ لأنها مع صيام رمضان أي: جميعه وإلا لم يحصل الفضل الآتي وإن أفطر لعذر كصيام الدهر رواه مسلم أي: لأن الحسنة بعشر أمثالها كما جاء مفسرا في رواية سندها حسن ولفظها " صيام رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام – أي: من شوال – بشهرين فذلك صيام السنة " أي: مثل صيامها بلا مضاعفة نظير ما قالوه في خبر " {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن " وأشباهه، والمراد ثواب الفرض وإلا لم يكن لخصوصية ستة شوال معنى؛ إذ من صام مع رمضان ستة غيرها يحصل له ثواب الدهر لما تقرر فلا تتميز تلك إلا بذلك، وحاصله أن من صامها مع رمضان كل سنة تكون كصيام الدهر فرضاً بلا مضاعفة ومن صام ستة غيرها كذلك تكون كصيامه نفلا بلا مضاعفة كما أن يصوم ثلاثة من كل شهر تحصله أيضا.
2. وفي " حاشية الجمل " (2/ 351، 352).
(وستة من شوال) لخبر مسلم: " من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ". وخبر النسائي " صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام أي من شوال بشهرين فذلك صيام السنة " أي: كصيامها فرضا وإلا فلا يختص ذلك بما ذكر لأن الحسنة بعشر أمثالها (واتصالها) بيوم العيد (أفضل) مبادرة للعبادة وتعبيري باتصالها أولى من تعبيره بتتابعها لشموله الإتيان بها متتابعة وعقب العيد.
3. وفي " مطالب أولي النهى " (2/ 215)
(و) سن صوم (ستة) أيام (من شوال)، ولو متفرقة، (والأولى تتابعها)، وكونها (عقب العيد، إلا لمانع، كقضاء) ونذر، (وصائمها)، أي: الستة من شوال (مع رمضان)، أي: بعده، (كأنما صام الدهر) فرضا، كما في " اللطائف " وذلك لما روى أبو أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان، وأتبعه ستا من شوال، فكأنما صام الدهر " رواه أبو داود والترمذي، وحسنه.
4. وفي " الموسوعة الفقهية " (28/ 93).
وصرح الشافعية، والحنابلة: بأن صوم ستة أيام من شوال - بعد رمضان - يعدل صيام سنة فرضا، وإلا فلا يختص ذلك برمضان وستة من شوال، لأن الحسنة بعشرة أمثالها.
[[مع التنبيه على تخريج الحديث في كتاب " مطالب أولي النهى " فهو في " مسلم " من حديث أبي أيوب رضي الله عنه.]]
فالحمد لله
كتبه
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
أبو طارق
وهذا هو الراجح والله أعلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[11 - 12 - 03, 04:49 ص]ـ
لعل الإشكال في صوم الست من شوال وليس التطوع على إطلاقه.
فقد جاء في الحديث من صام رمضان ثم أتبعه ست من شوال.
فالفضل لمن صام رمضان.
ولكن السؤال: هل يصح أن يطلق على من صام أغلب رمضان وترك بعضه لعذر، أنه صام رمضان أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/413)
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[12 - 12 - 03, 11:34 م]ـ
المقصود – بارك الله فيكم - بيان دليل من قال بجواز صوم التطوع قبل القضاء سواء كان التطوع بستة شوال أو غيرها، والإشارة إلى رجحانه دليلا وتعليلا.
و إنما كان التمثيل بـ: بصيام الستة لبيان رجحان القول بالجواز و مطابقته لروح الشريعة السمحة في التيسير على الخلق و تم التمثيل بمن تريد من النساء صيامه و عليها قضاء شهر كامل. و معلوم أنه يكتب للمسلم في مرضه وسفره ما كان يعمله صحيحا كما صح به الحديث. و أما كونه لا يقال فيه صام رمضان فإن قصدنا حصول الأجر و الثواب: من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. الحديث. المتفق عليه.
فمعاذ الله أن يتجرأ عالم بالقول بذلك ويقول لم يحصل له الثواب،بل نرجو حصول الأجر للمسلم إذا عمل بما يستطيع.
و أخير فالقول بالجواز أقوى دليلا. ولو أن إنسانا ترك القضاء إلى شعبان لما قلنا إنه يأثم و إن كان ترك الأفضل فما بالكم بمن أخر القضاء شهرا فقط وقدم عليه صيام بعض النوافل.
.. فالجواز أرجح وعموم إباحة الشارع للقضاء ما لم يتضايق الوقت أقوى دليل عليه
ـ[الساجي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 06:09 م]ـ
بالنسبة للنقطة (10) في مقال الجود نقلا عن الشيخ إحسان اولى منه حديث عبدالله بن عمرو عند البخاري ومسلم بلفظ (صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله)
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع (6/ 447 - 449)
هل يجوز ان يصوم قبل القضاء وهل يصح لو صام؟
المذهب: لايصح ويأثم
وعللوا: أن النافلة لاتؤدى قبل الفريضة
وذهب بعض اهل العلم الى جواز ذلك ما لم يضق الوقت وقال: مادام الوقت موسعا فإنه يجوز ان يتنفل كما لو تنفل قبل ان يصلي فمثلا الظهر وقتها من الزوال وينتهي اذا صار ظل كل شيء مثله وفي هذه المدة يجوز له ان يتنفل لأن الوقت موسع
وهذا القول اظهر واقرب الى الصواب وان صومه صحيح ولا يأثم لأن القياس فيه ظاهر
ولكن هل هذا اولى او الأولى أن يبدأ بالقضاء؟
الأولى ان يبدأ بالقضاء حتى لو مر عليه عشر ذي الحجة او يوم عرفة فإننا نقول صم القضاء في هذه الأيام وربما تدرك أجر القضاء وأجر صيام هذه الأيام وعلى فرض انك لاتدرك الا القضاء فان القضاء افضل من تقديم النفل
والجواب عن التعليل الذي ذكره الحنابلة ان نقول: الفريضة وقتها في هذا الحال موسع فلم يفرض على ان افعلها الآن حتى اقول إنني تركت الفرض بل هذا الفرض في الذمة وسع الله فيه فإذا صمت النفل فلاحرج وهنا مسألة ينبغي التنبه لها:
وهي ان الأيام الستة من شوال لاتقدم على قضاء رمضان فلو قدمت صارت نفلا مطلقا ولم يحصل على ثوابها الذي قال عنه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من صام رمضان ثم اتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر) لأن الحديث (من صام رمضان) ومن كان عليه قضاء فانه لايصدق عليه انه صام رمضان وهذا واضح وقد ظن بعض طلبة العلم ان الخلاف في صحة صوم التطوع ينطبق على هذا وليس كذلك لأن الحديث فيه واضح لأنه لاستة إلا بعد قضاء رمضان ا. ه بتصرف يسير
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[21 - 11 - 04, 09:11 م]ـ
الذي يظهر والله أعلم بالصواب ..
1/ أن على راغب الأجر أن يهتم بالفرائض فيتممها .. لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الحديث القدسي (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه .. ) كما في الصحيح من حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - .. فهو يبحث عن رضى الله وأحب الأعمال الله الفرائض .. فتأمله ..
2/ أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال .. )
فاشترط أن يكون قد صام رمضان .. وهذا الذي بقي عليه شيء من رمضان لا زال في ذمته شيء من رمضان فلم يتمه .. فلا يصدق عليه أنه أتم رمضان ما دام في ذمته شيء منه ..
3/ أن المسلم يحرص على أداء ما افترض الله عليه قبل أن يدركه الأجل .. فتفكر معي لو أن إنسانا أجّل قضاء رمضان ثم صام الست .. وقدر الله عليه الموت .. قبل أن يتم فرضه .. أفلا يحسب ذلك تفريطاً منه إذ قدم النفل على الفرض .. ولا أريد أن أقول أنه من مداخل الشيطان إشغال العبد بالمفضول على الفاضل.
4/ يتأكد هذا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علق على صيام الست الحصول على الجائزة العظيمة وهي صيام الدهر .. على أن الحسنة بعشر مثالها فيكون رمضان 30*10= 300 والست من شوال 6 * 10 = 60
والمجموع 360
أي أنه بالست يكون قد أتم الـ360 وهي العام (الدهر) فاْرجِع النظر فيه ..
.. -
والمسألة إجتهادية ولا ينبغي أن يعنف على من اختار أحد القولين .. ولكل منهما سلف ..
وقد أجاد الإخوة في بحث المسألة .. وإضافة على من ذكروا من قال بالجواز الشيخ محمد بن محمد الأمين الشنقيطي .. حفظه الله ..
هذا باختصار .. والله أعلم بالصواب ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/414)
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[21 - 11 - 04, 10:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن قدامه رحمه الله في المغني
واختلفت الرواية عن أحمد في جواز التطوع بالصوم ممن عليه صوم فرض , فنقل عنه حنبل أنه قال: لا يجوز له أن يتطوع بالصوم وعليه صوم من الفرض حتى يقضيه يبدأ بالفرض , وإن كان عليه نذر صامه يعني بعد الفرض وروى حنبل عن أحمد بإسناده عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صام تطوعا , وعليه من رمضان شيء لم يقضه فإنه لا يتقبل منه حتى يصومه) ولأنه عبادة يدخل في جبرانها المال فلم يصح التطوع بها قبل أداء فرضها , كالحج وروي عن أحمد أنه يجوز له التطوع لأنها عبادة تتعلق بوقت موسع فجاز التطوع في وقتها قبل فعلها , كالصلاة يتطوع في أول وقتها وعليه يخرج الحج ولأن التطوع بالحج يمنع فعل واجبه المتعين فأشبه صوم التطوع في رمضان , بخلاف مسألتنا والحديث يرويه ابن لهيعة وفيه ضعف وفي سياقه ما هو متروك , فإنه قال في آخره: " ومن أدركه رمضان وعليه من رمضان شيء لم يتقبل منه " ويخرج في التطوع بالصلاة في حق من عليه القضاء مثل ما ذكرناه في الصوم.
واختلفت الرواية في كراهة القضاء في عشر ذي الحجة فروي أنه لا يكره وهو قول سعيد بن المسيب , والشافعي وإسحاق لما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يستحب قضاء رمضان في العشر ولأنه أيام عبادة فلم يكره القضاء فيه , كعشر المحرم والثانية يكره القضاء فيه روي ذلك عن الحسن والزهري لأنه يروى عن علي رضي الله عنه أنه كرهه , ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله , فلم يرجع بشيء) فاستحب إخلاؤها للتطوع لينال فضيلتها ويجعل القضاء في غيرها وقال بعض أصحابنا: هاتان الروايتان مبنيتان على الروايتين في إباحة التطوع قبل صوم الفرض وتحريمه فمن أباحه كره القضاء فيها , ليوفرها على التطوع لينال فضله فيها مع فعل القضاء ومن حرمه لم يكرهه فيها , بل استحب فعله فيها لئلا يخلو من العبادة بالكلية ويقوى عندي أن هاتين الروايتين فرع على إباحة التطوع قبل الفرض أما على رواية التحريم , فيكون صومها تطوعا قبل الفرض محرما وذلك أبلغ من الكراهة والله أعلم. انتهى
ويظهر أن الصواب قول من قال بتقديم الفرض على النفل وذلك لفضله عليه ولكون الفرض دين عليه ولا يظمن أن يبقى حيا حتى يقضي فالعاقل الحريص على براءة ذمته يبدأ بصيام الفرض حتى ولو رأى أن تقديم النفل جائز فلا يقدم المفضول على الفاضل عدا يوم عرفة فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز صيامه تطوعا لغير الحاج حتى وإن بقي على الشخص فرض لم يقضه لفضل يوم عرفه وكونه يوم واحد في السنة لا يتكرر.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[21 - 11 - 04, 11:02 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6246&highlight=%C3%CA%C8%DA%E5+%D3%CA%C7
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[22 - 11 - 04, 06:13 م]ـ
أهلا بشيخنا الكريم .. أبا خالد ..
اشتقنا لك كثيرا ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[07 - 12 - 04, 06:30 م]ـ
لإثراء المسألة هذا جواب الشيخ عبد العزيز الطريفي .. في هذه المسألة ..
السؤال الثالث: هل يصح صيام الستة أيام من شوال قبل قضاء ما فات من رمضان؟
الجواب: اختلف أهل العلم في صحة وجواز الصيام التطوع قبل القضاء على قولين وهما روايتان عن الإمام أحمد، والصحيح الجواز.
روى مسلم في صحيحه مرفوعاً: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر) قوله: (صام رمضان ثم أتبعه) حمله جماعة من أهل العلم على لزوم إتمام رمضان قبل الشروع في التطوع، وهذا ظاهر كلام سعيد بن المسيب فيما علقه البخاري عنه، قال في صيام العشر قبل قضاء رمضان: (لا يصلح حتى يبدأ برمضان).
وروى البيهقي وعبد الرزاق عن الثوري عن عثمان بن موهب قال: سمعت أبا هريرة وسأله رجل قال: إن عليّ أياماً من رمضان أفأصوم العشر تطوعاً؟ قال: لا، ولم؟ إبدأ بحق الله ثم تطوع بعد ما شت.
وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء أنه كرهه.
وروى عبد الرزاق عن سفيان عن حماد قال: ً سألت إبراهيم وسعيد بن جبير عن رجل عليه أيام من رمضان أيتطوع في العشر؟ قالا: يبدأ بالفريضة.
وتأخير القضاء إلى شعبان جائز لفعل عائشة كما روى البخاري عن أبي سلمة قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان.
ولما جاز تأخير القضاء إلى شعبان لغير ضرورة على الصحيح مع أن الأولى المبادرة، فتقديم الست على القضاء المؤخر أولى، وهذا مروي عن الإمام أحمد رحمه الله، مع أن الاتفاق منعقد على استحباب المبادرة بالقضاء وإبراء الذمة، وهذا ما أراده أبو هريرة وسعيد بن المسيب وعطاء وسعيد بن جبير وإبراهيم فيما سبق عنهم فيما يظهر والله أعلم.
مع أن من أفطر يوماً من رمضان بعذر يكتب له أجر ذلك اليوم إن لم يتمكن من قضاءه، فالمعذور في حكم العامل الصحيح، لما جاء في الصحيح (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل وهو صحيح مقيم).
وقضاء رمضان موسع وصيام الست من أيام من شوال محدد بأيام معلومه فهو مضيق يفوت.(24/415)
موعظة يا أهل الحديث.
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[11 - 12 - 03, 12:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني هذه موعظة قصيرة للإمام ابن الجوزي أحببت تسطيرها علَّ الله ان ينفع بهاك:
قال الإمام ابن الجوزي
يا أسير دنياه، يا عبد هواه، يا موطن الخطايا، ويا مستودع الرزايا، اذكر ما قدّمت يداك، وكن خائفا من سيدك ومولاك أن يطّلع على باطن زللك وجفاك، فيصدك عن بابه، ويبعدك عن جنابه، ويمنعك عن مرافقة أحبابه، فتقع في حضرة الخذلان، وتتقيد بشرك الخسران، وكلما رمت التخلص من غيّك وعناك، صاح بك لسان الحال وناداك:
اليك عنا فما تحظى بنجوانا يا غادرا قد لها عنا وقد خانا
أعرضت عنا ولم تعمل بطاعتنا وجئت تبغي الرضا والوصل قد بانا
بأي وجه نراك اليوم تقصدنا وطال ما كنت في الأيام تنسانا
يا ناقض العهد ما في وصلنا طمع الا لمجتهد بالجدّ قد دانا
يا من باع الباقي بالفاني، اما ظهر لك الخسران، ما أطيب أيام الوصال، وما أمرّ أيام الهجران، ما طاب عيش القوم حتى هجروا الأوطان، وسهروا الليالي بتلاوة القرآن فيبيتون لربهم سجدا وقياما.
عن عبد العزيز بن سلمان العابد، قال: حدثني مطهر، وقد كان بكى شوقا الى الله تعالى ستين عاما، قال: رأيت كأني على ضفة نهر يجري بالمسك الاذفر، وحافاته شجر اللؤلؤ، وطينة العنبر، وفيه قضبان الذهب، واذا بجوار مترنمات يقلن بصوت واحد: سبحانه وتعالى سبحان، سبحان المسبّح بكل لسان سبحان الموجود في كل مكان نحن الخالدات فلا نموت أبدا. نحن الراضيات، فلا نغضب أبدا. نحن الناعمات، فلا نتغيّر أبدا. قال: فقلت لهن: من أنتن؟! فقلن: خلق من خلق الله تعالى. قلت: ما تصنعن هاهنا؟ فقلن بصوت واحد حسن مليح:
ذرانا اله الناس رب محمد لقوم على الأطراف بالليل قوم
يناجون رب العالمين الههم ونسرى هموم القوم والناس نوم
فقلت: بخ بخ! من هؤلاء الذين أقر الله أعينهم؟ قلن: أما تعرفهم؟! قلت: لا والله ما أعرفهم. فقلن: هم المجتهدون بالليل، أصحاب السهر بالقرآن.
يا عبد السوء، كم تعصي ونستر، كم تكسر باب نهي ونجبر، كم نستقطر من عينيك دموع الخشية ولا يقطر، كم نطلب وصلك بالطاعة، وأنت تفرّ وتهجر، كم لي عليك من النعم، وأنت بعد لا تشكر. خدعتك الدنيا وأعمال الهوى وأنت لا تسمع ولا تبصر. سخّرت لك الأكوان وانت تطغى وتكفر، وتطلب الاقامة في الدنيا وهي فنظرة لمن يعبر.
منعوك من شرب المودة والصفا لما رأوك على الخيانة والجفا
ان أنت أرسلت العنان اليهم جادوا عليك تكرّما وتعطّفا
حاشاهم أن يظلموك وانما جعلوا الوفا منهم لأرباب لوفا
وروي عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال:" دخلت على بعض المجوس وهو يجود بنفسه عند الموت، وكان حسن الجوار، وكان حسن السيرة، حسن الأخلاق، فرجوت أن الله يوفقه عند الموت، ويميته على الاسلام، فقلت له: ما تجد، وكيف حالك؟ فقال: لي قلب عليل ولا صحة لي، وبدن سقيم، ولا قوة لي، وقبر موحش ولا انيس لي، وسفر بعيد ولا زاد لي، وصراط دقيق ولا جواز لي، ونار حامية ولا بدن لي, وجنّة عالية ولا نصيب لي، ورب عادل ولا حجة لي.
قل الحسن: فرجوت الله أن يوفقه، فأقبلت عليه، وقلت له: لم لا تسلم حتىتسلم؟ قال: ان المفتاح بيد الفتاح، والقفل هنا، وأشار الى صدره وغشي عليه.
قال الحسن: فقلت: الهي وسيدي ومولاي، ان كان سبق لهذا المجوسي عندك حسنة فعجل بها اليه قبل فراق روحه من الدنيا، وانقطاع الأمل.
فأفاق من غشيته، وفتح عينيه، ثم أقبل وقال: يا شيخ، ان الفتاح أرسل المفتاح. أمدد يمناك، فأنا أشهد أن لا اله الا الله وأشهدأن محمدا رسول الله، ثم خرجت روحه وصار الى رحمة الله.
وأنشدوا:
يا ثقتي يا املي **** أنت الرجا أنت الولي
اختم بخير عملي**** وحقق التوبة لي
قبل حلول أجلي **** وكن لي يا ربّ ولي
اخواني، ما هذه السّنة وأنتم منتبهون؟ وما هذه الحيرة وأنتم تنظرون؟ وما هذه الغفلة وأنتم حاضرون؟ وما هذه السكرة وأنتم صاحون؟ وما هذا السكون وأنتم مطالبون؟ وما هذه الاقامة وأنتم راحلون؟ أما آن لهل الرّقدة أن يستيقظوا؟ أما حان لأبناء الغفلة أن يتعظوا؟.
واعلم أن الناس كلهم في هذه الدنيا على سفر، فاعمل لنفسك ما يخلصها يوم البعث من سقر.
آن الرحيل فكن على حذر ما قد ترى يغني عن الحذر
لا تغترر باليوم أو بغد فلربّ نغرور على خطر
قال الجنيد: كان سري السقطي رضي الله عنه متصل الشغل، وكان اذا فاته شيء من ورده لا يقدر أن يعيده.
وكذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لم يكن له وقت ينام فيه، فكان ينعس وهو جالس، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ألا تنام؟ فقال: كيف انام؟! ان نمت بالنهار، ضيّعت حقوق الناس، وان نمت بالليل ضيّعت حظي من الله.
وسمع الجنيد رضي الله عنه ما يقول: ما رأيت أعبد لله تعالى من سريّ السّقطي، أتت عليه ثمان وسبعون سنة ما رؤي قط مضطجعا الا في علته التي مات فيها.
قال الجنيد رضي الله عنه: سمعت السريّ السقطي رضي الله عنه يقول: لولا الجمعة والجماعة ما خرجت من بيتي، وللزمت بيتي حتى أموت.
قال أبو بكر الصيدلاني: سمعت سليمان بن عمار يقول: رأيت أبي في المنام فقلت له: ما فعل بكربك؟ فقال: ان الرب قرّبني وادناني، وقال لي: يا شيخ السوء أتدري لم غفرت لك؟ فقلت: لا يا الهي. قال: انك جلست للناس يوما مجلسا فأبكيتهم، فبكى فيهم عبد من عبيدي لم يبك من خشيتي قط، فغفرت له ووهبت أهل المجلس كلهم له، ووهبتك فيمن وهبت له.
عن علي بن محمد بن ابراهيم الصفار، قال: حضرت أسود بن سالم ليلة وهو يقول هذين البيتين ويكررهما ويبكي:
أمامي موقف قدّام ربي يسألني وينكشف الغطا
وحسبي أن أمرّ على صراط كحد السيف أسفله لظى
قال: ثم صرخ صرخة، ولم يزل مغمى عليه حتى أصبح رضي الله عنه.
ولا تنسونا من دعائكم أخوكم أبو عبد الله(24/416)
(2) هل الاعتقاد فطرة في النفس أم مكتسب؟ الرجاء المشاركة
ـ[الأترجة]ــــــــ[11 - 12 - 03, 01:13 ص]ـ
(2) هل الاعتقاد فطرة في النفس أم مكتسب؟ الرجاء المشاركة
قد يكون الاعتقاد فطرة في النفس وقد يكون مكتسبا. ويظهر دلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) رواه البخاري.
فالفطرة هي عقيدة الإسلام، والمكتسبه هي اليهودية والنصرانية والمجوسية.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 12 - 03, 01:44 ص]ـ
اعتقاد وجود رب خالق رازق مدبر واحد تفزع اليه النفوس , هذا فطري في البشر والخلق.
أما تفاصيل الاعتقاد في مسائل التوحيد فهو مكتسب.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 12 - 03, 03:48 ص]ـ
الأخت الكريمة الأترجّة وفقها الله:
لقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في (درء تعارض العقل والنقل) أقوال العلماء في الفطرة، وذكر أنها ثلاثة أقوال:
1) أن الفطرة هي معرفة الله (سبحانه وتعالى) والإقرار بربوبيته، كما في قوله (تعالى): "وإذ أخذ ربك من بني آدم"؛ الآية.
2) أنها اعتقاد وجود رب خالق رازق مهيمن (وهو ما تفضل به الشيخ زياد)، أما المعرفة والإقرار فتأتي به الرسل.
3) أن الفطرة هي نزعة في النفس البشرية تجنح بها نحو قبول الحق والصواب والخير عموماً.
فعلى جميع هذه الأقوال تكون تفاصيل العقيدة مكتسبة.
لكنني أذكر أن القاضي عياض عرف الفطرة في شرح مسلم بأنها الإسلام في شرحه لصحيح مسلم. ويؤيد قوله حديث: "كل مولود يولد على الفطرة".
والله أعلم.
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة0 فأبواه يهوّدان وينصرانه ويمجسانه0 كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء0 هل تحسّون فيها من جدعاء؟)) ثمّ قال أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {فطرة الله الّتي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله} الأية < سورة الروم، الأية 30>0
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم {فطرة الله الّتي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله} الأية) وفي رواية ما من مولود يولد إلاّ وهو على الملة، وفي رواية ليس من مولود يولد إلاّ على هذه الفطرة حتى يعبر عنه لسانه0
قالوا: يارسول الله أفرأيت من يموت صغيرا؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، وفي رواية: إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا، وفي حديث عائشة-رضي الله عنها- توفي صبي من الأنصار فقالت طوبى له عصفور من عصافير الجنّة لم يعمل السوء ولم يدركه، قال: أو غير ذلك ياعائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم0
أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا وتوقف فيه من لايعتد به لحديث عائشة هذا وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- في قوله: أعطه إني أراه مؤمنا، قال: أو مسلما الحديث ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة فلما علم قالذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم)) وغير ذلك من الأحاديث والله أعلم0
000ثمّ ذكر الخلاف في أطفال المشركين0
000 ثم ذكر الأقوال في معنى الفطرة في هذه الأحاديث، إلى أن قال: ((00 والأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا وهذا معنى يهودانه وينصرانه ويمجسانه أي يحكم له بحكمهما في الدنيا فإن بلغ استمر عليه حكم الكفر ودينهما فإن سبقت له سعادة أسلم وإلاّ مات على كفره وإن مات قبل بلوغه فهل هو من أهل الجنة أم النار أم يتوقف فيه ففيه المذاهب الثلاثة السابقة قريبا الأصح أنه من أهل الجنة0
انتهى المراد نقلا من صحيح مسلم بشرح النووي ــ كتاب القدرـ باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين0
والله أعلم وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم0(24/417)
ما الفرق بين التراب والرمل؟!
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[11 - 12 - 03, 05:23 ص]ـ
(مسألة مشكلة لطيفة)
هذه المسألة غالباً ما تمر على طالب العالم في كتاب التيمم.
لانه على المذهب الحنبلي يجب التيمم بتراب.ولايجوز التيمم برمل.
وهذا القول خلاف الذي رجحه ابن تيمية وغيره بأنه يصح التيمم بكل
ماتصاعد على وجه الأرض .. .
الشاهد ما الفرق بين التراب والرمل؟
لاني وجدت بعض الاخوة يقول ان المسألة تتعلق بالغبار فما كان فيه
غبار فهو تراب , وما عدم فرمل.
وبعض الاخوة قال: ان الرمل (السهلة) والتراب ماكان أخشن او ايبس!.
ولعل قائل: التراب هو التراب. والرمل هو الرمل!.
وهذا تفسير الماء بعد الجهد بالماء.
فيا طلاب العلم ما القول الفصل في هذا؟!
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[12 - 12 - 03, 07:58 م]ـ
?!
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:13 م]ـ
الذي أعرفه من مذهب اصحابنا الحنابلة رحمهم الله تعالى ان الفرق بين الرمل والتراب ان التراب له غبار.
فما كان له غبار جاز التيمم به حتى جوز بعض اصحابنا واظنها رواية عن الامام ان يتيمم ولو بلباس فيه غبار , فالمناط هنا هو وجود الغبار.
وعندنا رواية اخرى صحيحة بجواز التيمم بكل ما صعد على الارض حتى الرخام وهي اختيار تقي الدين رحمه الله.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[15 - 12 - 03, 05:06 ص]ـ
أخي العزيز: زياد
قال البهوتي صاحب الروض: (فلو تيمم على لبد أو ثوب أو بساط أو حائط أو صخرة أو حيوان أو برذغة أو شجر أو خشب أو عدل شعير ونحوه مما عليه غبار صح .. !).
*أبا عمر: بارك الله لك في الموهوب، وشكرت الواهب، ورزقت بره.
وقد سعدت برؤيتك ليلة الجمعة الماضية من غير ميعاد سابق!.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 12 - 03, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي عبدالقاهر وبارك فيك ونحن - علم الله - أسعد , لكن المشكل في الامر ان من حضر ممن لا أعرفهم - شكلا - جملة من الاخوة الافاضل.
لكن ان صدق حدسي فأنت من حضر مع الشيخ الطريفي غير الشيخ ياسر طبعا.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:02 م]ـ
أخي الكريم: (ابو عمر)
حدسك أصاب الهدف. فبارك الله فيك وفي ذريتك.
ولعله يكون بيني وبينكم جلسة في الايام المقبلة ان شاء الله تعالى.ورقمكم موجود عندي ... .
ودمت موفقاً محفوظاً.
ـ[صلاح]ــــــــ[07 - 01 - 04, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبومحمد الهاشمي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 01:28 ص]ـ
مازالت مشكلة هذه اللطيفة لان في الواقع حتى بعض الرمل له غبار
وهذا مشاهد في النفود
فهل من زيادة ايضاح؟؟؟(24/418)
من فتاوى وفوائد الشيخ ابن ابراهيم رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 12 - 03, 05:43 ص]ـ
قال الشيخ حمد بن حمين الفهد:
من فتاواه وفوائده:
1 - سألته عن العقل هل هو في الصدر أو في الرأس؟ فقال: قيل هذا، وقيل هذا، ولكن الذي يظهر أن الصدر يحضر، والرأس يجمع.
2 - و سمعته يقول: لابد في الوضوء من أقل جريان ولا يكفي مجرد البلل.
3 - وكان أحد أبنائه الصغار يتوضأ فبدأ باليسار قبل اليمين فأخبرت الشيخ بذلك، فضحك وقال: يجوز، ولكنه خلاف الأفضل.
4 - وسأله رجل وأنا أسمع عن التسوك هل يبدأ باليسار أو باليمين؟ فقال: بل باليسار لأنه إماطة أذى.
5 - وكان يقول في المسح على الجوارب أنه إذا كان فيه شق يسير فلا بأس بالمسح عليه خصوصاً إذا كان مما يلي باطن القدم.
6 - وكنت معه مرة فصلينا المغرب خارج الرياض، فلما انصرف خلع الخفين، فسألته عن السبب، فقال: انتهى وقت المسح عليهما والإمام ليس كالمأموم- يعني يخاف من نسيان المدة-.
7 - وسألته عن التيمم هل يجزئ بكل تراب له غبار أو لا، وهل يجزئ التيمم على الرمل-لأن منطقتي (الزلفي) كثيرة الرمل-، فقال: نعم يجوز.
وقد رأيت الشيخ محمد مراراً يتيمم على الجدار وكان طينياً يضربه مرة واحدة ثم يمسح يديه ووجهه.
8 - وسمعته يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا تبوك في السنة التاسعة كان طريقه إلى (تبوك) أكثره رملي ولم ينقل عنه أنه حمل معه تراباً ليتيمم به، لو كان فعل ذلك لتوفرت الدواعي والهمم لنقله، فدل ذلك على جواز التيمم بالرمل وما أشبهه.
9 - وكان كثيراً ما يسأل عن تغسيل اليدين من أثر الأكل وسريان الغسالة في ماء المجاري هل يجوز؟ فكان رحمه الله يقول: نعم، يجوز، وهل هو إلا وساخة من اليدين!!.
10 - ورأيت مرة على (بشت) الشيخ دماً يسيراً بعد الصلاة فأخبرته، فقال: الشئ اليسير لا بأس به.
11 - وسأله رجل وأنا أسمع عن (الكولونيا) فقال الشيخ محمد: أما أنا فلا أستعمله، ولو أصاب ثوبي شئ منه ما غسلته.
12 - وسمعته يوماً يتكلم عن الأذان ومشروعيته وأهميته، وقال: (إنه من شرائع الإسلام الظاهرة، وأن الرسول النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا قوماً انتظر حتى الصبح فإن سمع أذاناً و إلا أغار عليهم، وإنه لو صلى القوم ونسوا الأذان فإنهم يؤذنون و لا يعيدون الصلاة لأن الأذان للوقت وهو شريعة من شرائع الإسلام لا تترك، ثم قال: كنا عند الشيخ سعد بن عتيق رحمه الله في درسه قبل العصر في (الجامع الكبير)، ثم إنه صلى العصر وقد نسوا الأذان، فلما انصرف من الصلاة سأل عن الأذان، فأخبر بأنهم لم يؤذنوا، فأمر أحد المأمومين أن يقوم ويؤذن، قال الشيخ محمد: فقام في وسط الصف فأذن بعد الفراغ من الصلاة).
13 - وكان رجل من أهل (الزلفي) يعمل بالتجارة ويسافر إلى بعض دول الخليج ليأتي ببعض البضائع، فذكر لي أنه يسكن بجانب مسجد إمامه يحلق لحيته ويشرب الدخان، وطلب مني أن استفتي الشيخ محمداً عن الصلاة خلف ذلك الرجل، فسألت الشيخ، فسكت الشيخ قريباً من يومين، ثم أعدت عليه السؤال فقال: يبحث عن مسجدٍ آخر فإن لم يجد فلا يصلي خلف هذا الفاسق ما دام مسافراً.
14 - وسمعته يقول: إذا جلس الإمام للتشهد الأول وقام ولم يكمل المأموم تشهده فلا يتبعه حتى يكمل.
15 - وفي عام 1377هـ أصيبت رجلي بمرضٍ فوضع فيها (الجبس) في مدينة (جدة)، وكنت لا أستطيع الحركة فكنت أتيمم وأصلي إلى غير القبلة، فلما جئت إلى الرياض سألت الشيخ عن صلاتي وهل هي صحيحة أو أقضيها؟ فمكث أياماً ينظر فيها ثم لم يفتني فيها بشئ.
يتبع ان شاء الله.
(نقلا من موضوع الاخ عبدالله ابن خميس).
ـ[الفاضل]ــــــــ[11 - 12 - 03, 07:02 م]ـ
هل صحيح أن فتاوى الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ ممنوعة البيع؟؟
إذا كان الجواب لا، فأي دار قامت بطبعها.
ـ[المؤمّل]ــــــــ[12 - 12 - 03, 05:07 ص]ـ
سمعت عن بعض الإخوة أنه يمكن تصويرها وتوزيعها بمقابل مالي.
فمن عنده علم بذلك فليفدني
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 12 - 03, 12:58 ص]ـ
وقال ايضا:
16 - ورأيت رجلاً أتى إليه وقال: إنني أسافر من (الخرج) إلى (الرياض) و تدركني صلاة المغرب في الطريق فهل يجوز لي أن أجمع معها العشاء مع العلم أنني سوف أصل إلى (الرياض) قبل صلاة العشاء، فقال: نعم يجوز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/419)
17 - وفي أحد أيام الشتاء نزلت أمطار غزيرة على مدينة (الرياض) قبل صلاة (الظهر)، فقام أحد الأئمة في أحد المساجد بالجمع بين (الظهر) و (العصر)، فلما علم الشيخ محمد رحمه الله تعالى تكلم في مسجده وأمر من صلى معهم بإعادة صلاة (العصر).
18 - وتأخرت مرة عن صلاة (الجمعة) فوجدته رحمه الله قد شرع في الركعة الأولى فصففت مع الذين يصلون في (ساحة الصفاة) بجانب (الساعة) ويقتدون بمكبر الصوت –بدون اتصال الصفوف-، فلما انتهينا من الصلاة سألته عن صلاتي هذه فأمرني بالإعادة.
19 - وسألته عن صلاة (الكسوف) هل هي فرض عين أو فرض كفاية؟ فقال: إن ابن القيم رحمه الله قال في كلامٍ له عنها إنه لو قيل بوجوبها لكان له وجه.
20 - وصلى مرة على جنازة فكبر خمس تكبيرات، فلما انصرف أخبرته فقال: لا بأس بذلك.
21 - وكان يقول بعدم وجوب الزكاة في الحلي، ويقول ثبت عن خمسة من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم القول بذلك.
22 - وكان هناك رجل من أهل (الزلفي) يعطي زكاته لقريبة منه وكانت تجمع هذه النقود ولا تشتري بها شيئاً مطلقاً، فطلب مني أن أسأل الشيخ: هل يجوز أن يشتري بالزكاة التي يريد دفعها لها ملابس و طعاماً ونحو ذلك ودفعه إليها؟ فسألت الشيخ فسكت ولم يجب قريباً من يومين، ثم قال:مادام الحال كما ذكر، فإنه يجوز هذا.
23 - وطلب مني رجل أن أسأله في مسألة حصلت له،فقال: عندي نقود وعلي دين فهل أخرج الزكاة عنها كلها، أو أزكي المال الذي لي وأترك الدين، فسألت الشيخ، فسكت الشيخ وقتاً ثم قال: بل زك مالك دون الدين.
24 - وسألته عن النقد الورقي: هل هو سند أو نقد بذاته؟ فتوقف في ذلك ولم يجب، والذي أعرفه عنه أنه مات رحمه الله ولم يفت فيها بشئ.
25 - وكنت معه مرة في اليوم التاسع والعشرين من رمضان بعد العصر، فقال: يظهر أن الليلة يهل هلال شوال، ثم قال: إن ابن مسعود قال: صام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات كلها تسع وعشرون يوماً.
26 - وفي عام 1376هـ كتب عبد الله بن زيد المحمود رحمه الله كتاباً في المناسك أجاز فيه الرمي قبل الزوال و بالليل و لم يحدده بوقت فطلبه الشيخ للمباحثه، فكانت بينهما جلستان حضرهما جمع من المشايخ وقد حضرت عندهم، ومما دار في النقاش:
أن المحمود ذكر في منسكه أن العاجز عن الرمي يسقط عنه الرمي ولا يوكل عن نفسه لأنه لا واجب مع العجز.
فقال الشيخ محمد: أيهما أوجب الرمي أو المبيت بمنى؟
قال الشيخ المحمود: الرمي والمبيت واجبان.
قال الشيخ محمد: سبحان الله!! الرمي أوجب، وإنما المبيت وسيلة للرمي.
قال الشيخ المحمود –يعني بعض الحاضرين من تلاميذ الشيخ-: إنه يوافقني على ما قلته من جواز الرمي في الليل.
فقال الشيخ –لهذا الذي أشار إليه المحمود-: ما دليلك على ما ذهبت إليه؟
فقال: قسته على يوم عرفة، فإن الحاج لو وقف في عرفة ليلة النحر لأجزأه لحديث عروة ابن مضرس الطائي.
فقال الشيخ محمد: لا، هذا قياس مع الفارق، فإن الرمي أصل مستقل، واليوم ينتهي بغروب الشمس، والليلة تتبع اليوم الذي بعدها لا الذي قبلها.
ثم بعد هذه الجلسات اعتذر الشيخ ابن محمود وقرر أن يكتب كتاباً ينقض فيه الذي قرره أولاً، ولكنه لم يف بما ذكره للشيخ فرد عليه الشيخ محمد بكتاب (تحذير الناسك مما أحدثه ابن محمود في المناسك).
27 - وكان رجل بدوي في (الزلفي) اسمه (نافع) حج ولم يسع ومضى على ذلك قريباً من 15سنة، ثم إن الشيخ محمد حج عام 1376هـ وكنت معه، فلما ذهبت لأسلم على بعض الجماعة من أهل (الزلفي) وكان معهم (نافع) هذا، قالوا: إنه استفتى بعض أهل العلم –في الميقات من هذه السنة-وأفتاه بأن عليه دم، فقلت: الذي أعرفه أن السعي ركن والركن لا يجبر بدم، ثم أخبرتهم بأني سوف أسأل الشيخ محمداً عن هذا.
فلما عدت إلى الشيخ أخبرته بالواقع وسألته، فسكت –وهذه عادته رحمه الله فإنه كان ورعاً خصوصاً في العبادات- ولم يجبني إلا من الغد حيث ناداني وقال: إنه يحرم من مكانه ثم يسعى ويقصر ويلبس، وحجه تام إن شاء الله نظراً لجهله.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[13 - 12 - 03, 01:27 ص]ـ
هذا موجود في كتيب للشيخ ناصر بن حمد الفهد وفقه الله
بعنوان:
سيرة سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ
مفتي الديار السعودية رحمه الله تعالى
وتجده في هذا الرابط:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/420)
http://66.34.76.88/ArabicPosts/MuhamdIbraheemAlshiekh1.htm
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 12 - 03, 04:40 ص]ـ
وقال الشيخ حمد بن حمين الفهد ايضا:
28 - وسألته مرة عن معنى قول صاحب الروض حيث قال في باب الخيار: (ويقبل قول قابضٍ في ثابتٍ في ذمة من ثمنٍ و قرضٍ وسلمٍ ونحوه إن لم يخرج من يده) فقال: إن قبضت شيئاً ثابتاً في ذمة آخر فإنه يقبل قولك بأنه ناقص مثلاً و أنك لم تستوفه، لأنه ثابت في ذمة الآخر، ولكن يقبل هذا بشرط أن لا يخرج هذا المقبوض من يدك، فإن خرج من يدك لآخر لم يقبل قولك.
29 - ومن ذلك أنه كان هناك قط مؤذ في بيتي، فاستفتيت الشيخ في قتله فأفتاني لأنه مؤذ.
30 - وكان يفتي بلزوم الطلاق الثلاث، فمن طلق ثلاثاً بلفظ واحد فإن الشيخ محمداً رحمه الله يلزمه ويجعل امرأته تبين منه، وسمعته يقول: (إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لما أفتى بأن الطلاق الثلاث في مجلس واحد يعد طلقة واحدة لم يكن يقصد بذلك مخالفة الجمهور الذين يفتون بلزومه، ولكن لانتشار (نكاح التحليل) في زمنه بين المسلمين بسبب أيمان الطلاق هذه، رأى رحمه الله أن مخالفة الجمهور أخف من مفسدة (نكاح التحليل) فأفتى بذلك).
وسمعته يقول إن ابن عباس رضي الله عنه الذي يحتج المخالفون بقوله ورد أن رجلاً طلق امرأته ثلاثاً فاستفتاه فقال: (عصيت ربك وبانت منك امرأتك).
وسمعته يقول: (إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رخمه الله تعالى كان يوافق الجمهور في هذه المسألة، ولم يفت بخلاف ذلك إلا مرة واحدة لما طلق رجل امرأته ثلاثاً وكان له منها أولاد، ورأى أنهم سيفسدهم الافتراق فأفتى بقول شيخ الإسلام ابن تيمية).
31 - وكنت معه مرة فأتت إليه امرأة من (الخرج) ومعها زوجها وأبوها وأخوها، وهي تطلب الطلاق، فحاول الشيخ الإصلاح بينهما ولكنه لم يستطع، فقال: (وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته)، ففرض الشيخ على الزوجة أن تدفع 3000ريال ويكون خلعاً فوافقت فالتزمت بذلك، فقال للزوج: قل طلقت زوجتي فلانة، فطلقها.
32 - وحدث أن امرأة قتلت زوجها وقبض عليها واعترفت وحكم عليها القاضي بالقتل، ثم إن أولياء المقتول تنازلوا عن القصاص، فرفض الشيخ تنازلهم، وقال: إن قتلها حرابة لا قصاص لأنها قتلته غيلة فليس للأولياء حق في ذلك، وأمر بقتلها، فقتلت –وكنت من الحضور عند قتلها-.
33 - وحصلت قضية عند أحد القضاة –من طلبة الشيخ- وهو أن رجلاً قبض عليه بتهمة السرقة واعترف عند الشرطة بذلك، فلما أحيل إلى القاضي أنكر ما سبق أن أقر به، فسأله القاضي عن هذه القضية أثناء زيارةٍ للقاضي للشيخ في منزله وأنا أسمع، فقال الشيخ: أما الحد فيدرأ عنه، وأما المال الذي اعترف به فيلزم به.
34 - وسمعته يتكلم عن القضاء يوماً وأنه ابتلاء، ثم قال: لما كانت البينة على المدعي واليمين على من أنكر وبعض المدعين لا يأتي ببينة ولا يدري أن له حق اليمين على المدعى عليه فللقاضي أن يخبره بأن هذا حق له، و لا يكون هذا من باب تلقين الخصم حجته المنهي عنه.
35 - وسمعته يوماً يتكلم عن تزكية الشهود وأنه لا بد للمزكي من معرفة تامة بالمزكى، وقال: إن عمر لما طلب تزكية أحد الشهود فزكاه رجل، قال له عمر: هل جاورته؟ قال: لا، قال: هل تعاملت معه في بيع وشراء؟ قال: لا، قال: هل سافرت معه؟ قال: لا، قال: فأنت لا تعرفه.
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
*ماصحة القول بأن فتاوى الشيخ محمد تنقح الآن من أحد المشائخ وستباع قريبا في المكتبات.
أفيدونا بارك ربي فيكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 12 - 06, 09:34 م]ـ
*ماصحة القول بأن فتاوى الشيخ محمد تنقح الآن من أحد المشائخ وستباع قريبا في المكتبات.
أفيدونا بارك ربي فيكم
اشتهر هذا الخبر، وقد روي بأن من يقوم بذلك هو حفيده الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله، وأسأل الله أن ييسر له ما فيه خير للإسلام والمسلمين.
ـ[ناصر أبو بدر]ــــــــ[16 - 12 - 06, 10:18 م]ـ
"7 - وفي أحد أيام الشتاء نزلت أمطار غزيرة على مدينة (الرياض) قبل صلاة (الظهر)، فقام أحد الأئمة في أحد المساجد بالجمع بين (الظهر) و (العصر)، فلما علم الشيخ محمد رحمه الله تعالى تكلم في مسجده وأمر من صلى معهم بإعادة صلاة (العصر)."
لماذا؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 02 - 07, 11:00 م]ـ
"7 - وفي أحد أيام الشتاء نزلت أمطار غزيرة على مدينة (الرياض) قبل صلاة (الظهر)، فقام أحد الأئمة في أحد المساجد بالجمع بين (الظهر) و (العصر)، فلما علم الشيخ محمد رحمه الله تعالى تكلم في مسجده وأمر من صلى معهم بإعادة صلاة (العصر)."
لماذا؟
لعل الشيخ رحمه الله يرى عدم جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر بسبب المطر.
وقد جاء في الموسوعة الكويتية مايلي:
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى جواز الجمع بين المغرب والعشاء بسبب المطر المبلل للثياب والثلج والبرد لما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا» زاد مسلم «من غير خوف ولا سفر».
قال كل من الإمام مالك والشافعي رحمهما الله: أرى ذلك بعذر المطر.
ولم يأخذ الجمهور بالرواية الأخرى وهي قوله: «من غير خوف ولا مطر» لأنها تخالف رواية الجمهور. ولأنه ثبت أن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم كانا يجمعان بسبب المطر.
وهو قول الفقهاء السبعة والأوزاعي.
إلا أن الجمهور اختلفوا في مسائل منها:
أ - يرى المالكية والحنابلة أنه لا يجوز الجمع بين الظهر والعصر بسبب المطر ونحوه لما روي أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: «إن من السنة إذا كان يوم مطير أن يجمع بين المغرب والعشاء». ولأن المشقة في المغرب والعشاء أشد لأجل الظلمة.
أما الشافعية فيرون أنه يجوز الجمع بين الظهر والعصر كذلك بسبب المطر ونحوه، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما المتقدم ذكره ولأن العلة هي وجود المطر سواء أكان ذلك في الليل أم في النهار.
--
ولعلي أنقل نص الشيخ في المسألة أن وجدته في فتاويه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/421)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 12:30 م]ـ
فقيه فقيه
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[محفوظ دبار]ــــــــ[28 - 02 - 07, 01:12 م]ـ
الفقيه رحمه الله
مشكووووووووووور
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 03 - 07, 08:37 ص]ـ
"7 - وفي أحد أيام الشتاء نزلت أمطار غزيرة على مدينة (الرياض) قبل صلاة (الظهر)، فقام أحد الأئمة في أحد المساجد بالجمع بين (الظهر) و (العصر)، فلما علم الشيخ محمد رحمه الله تعالى تكلم في مسجده وأمر من صلى معهم بإعادة صلاة (العصر)."
لماذا؟
من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى (ج2/ 328) ما نصه:
(729 ـ لا يجمع بين الظهر والعصر للبرد)
من محمد بن إبراهيم إلى المكرم علي اسماعيل الغامدي سلمه الله وعبد:
فقد جرى الاطلاع على استفتائك الموجه إلينا منك،وفيه: تسأل عن " مسألتين":
إحداهما: سؤالك عن جواز جمع العصر مع الظهر والعشاء مع المغرب إذا كان في يوم شديد البرد والظلام.
والجواب:
لا بأس بجمع العشاء مع المغرب إذا كان في الليلة ريح شديدة باردة.
أما جمع العصر مع الظهر فالذي عليه أئمة الدعوة رحمهم الله وعليه العمل عدم الجمع، حيث أن المشقة في النهار أخف بكثير من المشقة في الليل.
730 ـ وفي تقريره على هذه المسألة (الجمع بين الظهرين) ذكر زيادة تعليل لمنع الجمع بينها، قال رحمه الله:
الظهر والعصر لا يجمعان للمطر إلا في رواية عن أحمد ذكر صاحب الافصاح أنها هي المذهب، والرواية الأخرى اختصاص ذلك بين المغرب والعشاء، وهذا قول الجماهير ودليله واضح، بخلاف الجمع بين الظهر والعصر فإن دليله في ذلك غير واضح، ولهذا الذي عليه الناس في هذا البلد ونحوها من عشرات السنين هو عدم الجمع بين الظهر والعصر، ومخالفة ما مضى عليه علماء الوطن المحققون سبب نقص في الدين لا زيادة ولا ركود، بل يسبب النزاع والشقاق، ويهون عند العوام أمر الدين، حتى لا يكتفون أن يسألوا من وجدوا لتحصيل الرخص بل يسلكون بنيات الطريق، بخلاف ما إذا ساروا على طريقة بعيدة عن النزاع والشقاق.
ولو لم يكن من مصلحة إلا خروج من خلاف من يرى أن الصلاة لا تصح.
والجمع في مثل هذه الأمور الشواذ نشأ عن أشياء: أحدها الجهل.
الثاني: الضعف والكسل، فيأخذ بالقول المرجوح حقيقة أو نسبيا ومن الناس من يجتهد ويرى أن هذا مقتضى الدليل ولا يكون هو مقتضى الدليل، فيعدل عن الراجح إلى المشتبه، وهو ما حقق ولا دقق وفي الحديث (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" أمر آخر وهو المشار إليه أولا أن الخلاف شر في نفسه، مع قطع النظر هل يحدث شرا بالنسبة إلى المفروضات،وبالنسبة إلى ما يزعزع كيان الاجتماع على البر والتقوى والذين قالوه قالوا: هو رخصة لا واجب. وإذا أفتاهم مفت فهو غلطان، سدا للذريعة، وعدم شق عصى المسلمين .. أ. هـ.
ـ[الفضيل]ــــــــ[01 - 03 - 07, 11:09 ص]ـ
اللهم اغفر له وارحمه
الشيخ عليه رحمة الله تعالى كما قرأتُ في موضوعكم تعرض عليه الفتوى فيتوقف في بعضها
والله هذا هو الورع والعلم الحقيقي
رحمه الله وغفر له ورزقه الفردوس الأعلى
ـ[عبدالرحمن الواعد]ــــــــ[01 - 03 - 07, 01:36 م]ـ
تنبيه: نبه حفيد الشيخ معالي الشيخ صالح آل الشيخ بأن سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم يكره أن يلقب بـ: ابن إبراهيم.
ـ[محفوظ دبار]ــــــــ[01 - 03 - 07, 02:50 م]ـ
مشكووووووور
ـ[أبو شوق]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:46 ص]ـ
فوائد مباركة لا حرمكم الله الأجر
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 08 - 08, 12:55 م]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خيرا.
وأسأل الله أن يرحم الشيخ محمد بن إبراهيم ... وأن يجمعنا وإياه ووالدينا في الفردوس الأعلى.
ـ[مازن الخضيري]ــــــــ[27 - 08 - 08, 03:26 م]ـ
نتمنى ان ئجمع اختيارات الشيخ محمد في كتاب
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 04 - 10, 08:42 م]ـ
صدقت أخي الخضيري.(24/422)
ما تفسير هذا عن أبي بكر بن عياش؟؟
ـ[راشد]ــــــــ[11 - 12 - 03, 06:17 ص]ـ
في ترجمة أبي بكر بن عياش قال الذهبي:
المُقْرِئُ، الفَقِيْهُ، المُحَدِّثُ، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، وَبَقِيَّةُ الأَعْلاَمِ
قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسرَعَ إِلَى السُّنَّةِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ. (8/ 497)
وَقَالَ يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ: ثِقَةٌ.
ولكن ... !!
قَالَ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ يَبْزُقُ فِي وُجُوْهِ أَصْحَابِ الحَدِيْثِ.
وقال أيضاً: كَانَ فِي سِكَّةِ أَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ كَلْبٌ، إِذَا رَأَى صَاحِبَ مِحْبَرَةٍ، حَمَلَ عَلَيْهِ، فَأَطْعَمَهُ أَصْحَابُ الحَدِيْثِ شَيْئاً، فَقَتَلُوْهُ.
فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا رَآهُ مَيْتاً، قَالَ: إِنَّا للهِ، ذَهَبَ الَّذِي كَانَ يَأْمُرُ بِالمَعْرُوْفِ، وَيَنْهَى عَنِ المُنْكَرِ.
والغريب أن الذهبي لم يعقب عليه بشيء؟؟
فما تفسير هذا الكلام؟؟(24/423)
مشروع الفوائد المتناثرة
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[11 - 12 - 03, 07:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أريد أن أقترح أن نعمل ملفا يكون فيه الفوائد المتناثرة التي لا نقف عليها في كتاب إلا بعد جهد وتكون مبعثرة في الكتب والأجزاء.
مثال:
حماد الذي يروي عنه عفان هل هو ابن سلمة أو ابن زيد؟
لو فتحت التراجم ستجد أنه يروي عن الاثنين ويصعب تحديد أحدهما بداية.
ومع البحث ستجد أنه مكثر عن أحدهما وقد تجد التصريح باسمه في أحد الطرق.
لكن أن تقف على نص عن عفان نفسه أنه ابن سلمة أو ابن زيد فهذا عزيز.
ومثال:
اسم "السفر" إذا جاء في الأسماء فإنه يكون بسكون الفاء أما الكنى بحركة الفاء.
هذه المعلومات يجدها الباحث بعد تعب فلو يسرناها وكل من وقف على قاعدة مثل هذا يكتبها.
أنا لا أدري هل طرح هذا من قبل أم لا فلو طرح فقد كفينا ولو كانت الأخرى قلنبدأ بسم الله ويكون الشرط للمشاركة فيه أن تكون المشاركة بقواعد عامة.
بارك الله فيكم(24/424)
أحكام الغصب .. ؟!
ـ[الموحد 2]ــــــــ[11 - 12 - 03, 10:50 ص]ـ
سؤال للأخوة المطلعين على المواقع.
هل يوجد بحثٌ مستقلٌ؛ مختصرٌ أو مطولٌ على الشبكة عن موضوع: {الغَصب وأحكامُه}
السؤال
uestion
وجزاكم الله تعالى كل خير،
وبارك الله في هذا الموقع الأغر والمشرفين فيه،
وكتابه الأعزاء.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[11 - 12 - 03, 10:54 م]ـ
هذا أخي رابط أوسع محركات البحث قوقل وبمجرد إدخال كلمة (الغضب)
أخرج ما يقلرب 3500 مبحث عن هذه الكلمة فلو تصفحتها أرجوا أن تجد فيها بغيتك .. وهي منوعة من أسئلة و طب وغيرها ..
http://www.google.com/search?q=%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B6%D8%A8&hl=ar&lr=&ie=UTF-8&inlang=ar&safe=vss&start=0&sa=N
وفقك الله.
ـ[الموحد 2]ــــــــ[12 - 12 - 03, 03:25 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي في الله (ابن عبد البر).
ولكن،، لعل بعض الأخوة يعرف في ذلك رسالة مختصرة مستقلة.
فليدلني عليها مشكوراً مأجوراً إن شاء الله تعالى.
أخوكم المحب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:42 ص]ـ
http://www.iu.edu.sa/arabic/daleel/rasail/Browse/shariah/fiqh/munakash/Master/9.Htm
أحكام الغصب في الفقه الإسلاميّ.
الباحث: إبراهيم بن يوسف محمّد إبراهيم المغيربيّ
الجنسية: سعوديّ
المشرف: د/ محمود عليّ أحمد إبراهيم
المرحلة: الماجستير
تاريخ المناقشة: 1403/ 3/20 هـ
التقدير: جيّد جدّاً
عدد المجلدات: 1
عدد الصفحات: 511
ملخص تعريفي للرسالة:
قسم الباحث رسالته إلى مقدمة وثمانية فصول.
المقدمة: تكلم فيها عن الحالة التاريخية للعرب قبل الإسلام وبعده.
الفصل الأول: التعريف اللغوي والاصطلاحي لمعنى الغصب ومحترزات التعريف، وذلك عند كل المذاهب الفقهية، ثم اختيار التعريف الملائم.
الفصل الثاني: أورد فيه أركان الغصب وشروطه: الغاصب وشروطه، المغصوب وشروطه، المغصوب منه وشروطه.
الفصل الثالث: ذكر فيه حكم الغصب التكليفي: الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع.
الفصل الرابع: أحكام رد الغصب، تعريف القيمي والمثلي، وحكم الرد، أدلة الوجوب، مستلزمات الرد وكيفيته، تعذر الرد.
الفصل الخامس: ذكر فيه الضمان وأحكامه المتعلقة بالغصب: تعريفه، أسبابه، كيفيته، ضمان المثل بالمثل، ضمان العروض من الحيوان وغيره، وقت تحديد القيمة في المثلي، ضمان غصب العقار، ضمان منافع العين المغصوبة، حكم زوائد المغصوب، الأيدي المترتبة على ايدي الغاصب.
الفصل السادس: ذكر فيه أحكام تغير المغصوب: تغير العين المغصوبة، تغير صفات المغصوب، تغير القيمة، اختلاط المغصوب بغيره، حكم الجناية على الحيوان.
الفصل السابع: أورد فيه تصرفات الغاصب: حكم العقود التي يجريها، التصرفات الفعلية.
الفصل الثامن: أورد فيه اختلاف الغاصب والمغصوب منه صلى الله عليه وسلم دعاوى الغصب): التنازع في تلف المغصوب، التنازع في صفة المغصوب، الاختلاف في قيمة المغصوب.
الخاتمة: ذكر فيها أهم النتائج التي توصل إليها، وهي أن الغصب سبب للضمان، وأن الغاصب يلزمه رد المغصوب، ومنافع المغصوب يضمنها الغاصب، وأن الغاصب يضمن أي نقص يلاقي المغصوب، وخرج الباحث بنتيجتين وفكرتين مهمتين:
1 - عظمة الفقه الإسلامي وشموله وأصالته.
2 - أن الفقهاء يلتقون أكثر مما يختلفون، وأنهم كلهم ينشدون الحقيقة، ويهتدون بالأدلة.
ـ[الموحد 2]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:52 ص]ـ
الشيخ الفاضل/ عبدالرحمن الفقيه،،،
جزاك الله خير ما جزى عنه عباده الصالحين،
وبارك الله لك في علمك ووقتك ومالك وأبنائك،
ونفع الله بك العالمين،
إنه سميع مجيب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:53 ص]ـ
غصب
التعريف:
1 - الغصب لغة: هو أخذ الشيء ظلما وقهرا، والاغتصاب مثله، يقال: غصبه منه وغصبه عليه بمعنى واحد. واصطلاحا عرفه أبو حنيفة وأبو يوسف بأنه: إزالة يد المالك عن ماله المتقوم على سبيل المجاهرة والمغالبة بفعل في المال. وعرفه المالكية بأنه: أخذ مال قهرا تعديا بلا حرابة. وعرفه الشافعية بأنه: الاستيلاء على حق الغير عدوانا، أي بغير حق. وعرفه الحنابلة بأنه: الاستيلاء على مال الغير قهرا بغير حق. (الألفاظ ذات الصلة):
أ - (التعدي): 2 - التعدي هو: مجاوزة الحد والحق، فهو أعم من الغصب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/425)
ب - (الإتلاف): 3 - الإتلاف هو: إخراج الشيء من أن يكون منتفعا به منفعة مطلوبة منه عادة. والقدر المشترك بين الإتلاف والغصب هو تفويت المنفعة على المالك. ويختلفان في أن الغصب لا يتحقق إلا بزوال يد المالك أو تقصير يده. أما الإتلاف فقد يتحقق مع بقاء اليد. كما يختلفان في الآثار من حيث المشروعية أو ترتب الضمان.
ج - (الاختلاس): 4 - الاختلاس لغة: أخذ الشيء مخادعة عن غفلة. واصطلاحا: أخذ الشيء بحضرة صاحبه جهرا مع الهرب به، سواء جاء المختلس جهارا أو سرا. والصلة أن في كل منهما أخذ مال الغير بغير حق، لكن الوسيلة فيهما تختلف.
د - (السرقة): 5 - السرقة: هي أخذ مال الغير من حرز مثله على وجه الخفية والاستتار، وهي توجب الحد. والصلة أن الغصب أخذ مال الغير علانية دون استخفاء، بخلاف السرقة فإنها تكون خفية واستتارا. هـ - الحرابة: 6 - الحرابة: أخذ المال على وجه القهر بحيث يتعذر معه الغوث أو النجدة وحكمها يختلف عن حكم الغصب في الجملة، لأن المحارب يقتل أو يصلب أو يقطع من خلاف أو ينفى من الأرض، ولا يفعل بالغاصب شيء من ذلك.
(الحكم التكليفي):
7 - الغصب حرام إذا فعله الغاصب عن علم؛ لأنه معصية، وقد ثبت تحريمه بالقرآن والسنة والإجماع. أما القرآن الكريم: فقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم} وأما السنة الشريفة: فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: {إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا في شهركم هذا} وقوله: {لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفسه} وأما الإجماع: فقد أجمع المسلمون على تحريم الغصب، وإن لم يبلغ المغصوب نصاب سرقة.
ما يتحقق به الغصب:
8 - في بيان ما يتحقق به الغصب اتجاهان: الأول: للمالكية والشافعية والحنابلة ومحمد وزفر من الحنفية: وهو أن الغصب يتحقق بمجرد الاستيلاء، أي إثبات يد العدوان على الشيء المغصوب، بمعنى إثبات اليد على مال الغير بغير إذنه، ولا يشترط إزالة يد المالك. وليس المقصود من الاستيلاء، الاستيلاء الحسي بالفعل، وإنما يكفي الحيلولة بين المال وبين صاحبه، ولو أبقاه بموضعه الذي وضعه فيه. والثاني: لأبي حنيفة وأبي يوسف، وبرأيهما يفتى في المذهب: وهو أن الغصب إزالة يد المالك عن ماله المتقوم على سبيل المجاهرة والمغالبة، بفعل في المال، أي أن الغصب لا يتحقق إلا بأمرين اثنين هما: إثبات يد الغاصب (وهو أخذ المال) وإزالة يد المالك، أي بالنقل والتحويل. والمراد باليد: القدرة على التصرف، وعدم اليد: عدم القدرة على التصرف.
ما يتحقق فيه الغصب:
9 - ما يتحقق فيه الغصب منه ما هو متفق عليه، ومنه ما هو مختلف فيه. أما المتفق عليه فهو المال المنقول المتقوم المعصوم المملوك لصاحبه غير المباح، فما يملكه المسلم أو الذمي من غير الخمر والخنزير والصلبان، كالأمتعة الشخصية والكتب والحلي والدواب والسيارات، يتصور فيه الغصب. وأما المختلف في تحقق الغصب فيه، فهو ما يأتي:
أ - (العقار):
10 - العقار هو: كل ما لا يمكن نقله وتحويله من مكان إلى آخر كالأرض والدار. وقد ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة ومحمد وزفر من الحنفية إلى أنه يتصور غصب العقار من الأراضي والدور، ويجب ضمانها على غاصبها؛ لأنه يكفي عندهم لتوافر معنى الغصب إثبات يد الغاصب على الشيء بالسكنى ووضع الأمتعة وغيرها، ويترتب عليه ضمنا بالضرورة إزالة يد المالك؛ لاستحالة اجتماع اليدين على محل واحد في حالة واحدة. واستدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: {من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين} فإنه يدل على تحقق الغصب في العقار، قال ابن حجر: وفي الحديث إمكان غصب الأرض. وذهب أبو حنيفة وأبو يوسف إلى أن الغصب لا يتحقق إلا فيما ينقل ويحول؛ لأن حقيقة الغصب في رأيهما - وهو إزالة يد المالك بالنقل - لا تتحقق إلا فيه دون غيره. وأما العقار كالأرض والدار فلا يتصور وجود معنى الغصب فيه؛ لعدم إمكان نقله وتحويله، فمن غصب عقارا فهلك في يده بآفة سماوية، كغلبة سيل أو حريق أو صاعقة، لم يضمنه عندهما؛ لعدم تحقق الغصب بإزالة اليد؛ لأن العقار في محله لم ينقل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/426)
، فصار كما لو حال بين المالك وبين متاعه، فتلف المتاع، فلا يضمن عندهما، أما لو كان الهلاك بفعل الغاصب كأن هدمه، فيضمنه، لأن الغصب إذا لم يتحقق في العقار، فيعتبر الإتلاف، والإتلاف مضمون على المتلف. وذكر في المبسوط: والأصح أن يقال: جحود الوديعة لو كانت عقارا بمنزلة الغصب، فلا يكون موجبا للضمان في العقار في قول أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله.
ب - (العين المؤجرة):
11 - اختلف الفقهاء في غصب العين المؤجرة. فذهب بعضهم إلى أنه إذا غصبت العين المؤجرة ثبت الخيار للمستأجر في فسخ الإجارة لذهاب محل استيفاء المنفعة، أو عدم الفسخ. وفصل آخرون في الحكم. وللتفصيل ينظر مصطلح (إجارة ف 54)
ج - زوائد المغصوب وغلته ومنافعه:
12 - اختلف الفقهاء في تحقق غصب زوائد المغصوب وغلته ومنافعه أو عدم تحققه، فذهب فريق منهم إلى وقوع ذلك، وخالفه آخرون، وتوسط فريق ثالث ورتبوا على ذلك خلافهم في الضمان وسيأتي تفصيل ذلك.
غصب غير المتقوم:
13 - قال الشافعية والحنابلة: لا تضمن الخمر والخنزير، سواء أكان متلفها مسلما أم ذميا، وسواء أكانت لمسلم أم لذمي إذ لا قيمة لها، كالدم والميتة وسائر الأعيان النجسة، وما حرم الانتفاع به لم يضمن ببدل عنه، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم بيع الخمر، وأمر بإراقتها، فما لا يحل بيعه ولا تملكه، لا ضمان فيه. لكن إذا كانت خمر الذمي ما زالت باقية عند الغاصب، يجب ردها عليه؛ لأنه يقر على شربها. فإن غصبها من مسلم لم يلزم عند الحنابلة ردها. ويجب إراقتها، لأنه لا يقر على اقتنائها، ويحرم ردها إلى المسلم إذا لم يكن صانع خل (خلالا)؛ لأنه إعانة له على ما يحرم عليه. وفصل الشافعية في الأمر، فقالوا: ترد الخمر المحترمة - وهي التي عصرت بقصد الخلية، أو بغير قصد الخمرية وهو المعتمد - المغصوبة من مسلم إليه، ولا ترد الخمر غير المحترمة، بل تراق. ولو غصب عصيرا، فتخمر، ثم تخلل، فالأصح عند الشافعية أن الخل للمالك، وعلى الغاصب أرش ما نقص من قيمة العصير إن كان الخل أنقص قيمة من العصير، لحصوله في يده، وقال الحنابلة: إنه يجب عليه مثل العصير. ولو غصب شخص جلد ميتة فدبغه، فالأصح عند الشافعية أيضا أن الجلد للمغصوب منه، كالخمر التي تخللت، فإذا تلفا بيده ضمنهما. وعند الحنابلة: لا يلزم الغاصب رد جلد الميتة ولو دبغه؛ لأنه لا يطهر بدبغه عندهم، ولا قيمة له؛ لأنه لا يصح بيعه. وذهب الحنفية إلى أنه لا يضمن الغاصب خمر المسلم أو خنزيره إذا غصبه وهلك في يده، أو استهلكه، أو خلل الخمر، سواء أكان الغاصب مسلما أم ذميا؛ لأن الخمر ليست بمال متقوم في حق المسلم، ويجب إراقتها، وكذا الخنزير غير متقوم. لكن لو قام الغاصب بتخليل خمر المسلم، ثم استهلكها يضمن خلا مثلها لا خمرا؛ لأنه وجد منه سبب الضمان، وهو إتلاف خل مملوك للمغصوب منه، فيضمن، ولصاحب الخمر أن يأخذ الخل بغير شيء؛ وكذلك يضمن الغاصب جلد الميتة إذا دبغه الغاصب، ويأخذ جلد الميتة ويرد عليه ما زاد الدباغ فيه إن دبغها بما له قيمة، وكذلك إذا خلل الخمر بما له قيمة. ويضمن المسلم أو الذمي خمر الذمي أو خنزيره إذا استهلكه؛ لأن كلا منهما مال عند أهل الذمة، فالخمر عندهم كالخل عندنا، والخنزير عندهم كالشاة عندنا، ونحن أمرنا بتركهم وما يدينون، وبه يقرون على بيعهما. لكن تجب على المسلم قيمة الخمر لا رد مثلها وإن كانت الخمر من المثليات؛ لأن المسلم ممنوع من تملكها، وغير المسلم يجوز له تسليم المثل؛ لأنه يجوز له تملك الخمر وتمليكها بالبيع وغيره. أما الميتة والدم ولو لذمي، فلا يضمنان بالغصب؛ لأنهما ليسا بمال، ولا يدين أحد من أهل الأديان تمولهما. وكذلك يضمن من المسلم قيمة صليب غصبه من نصراني، فهلك في يده؛ لأنه مقر على ذلك. ومذهب المالكية كمذهب الحنفية فيما ذكر، فإنهم قالوا: لا تضمن خمر المسلم أو خنزيره، ولا آلات الملاهي والأصنام، لقوله صلى الله عليه وسلم: {إن الله تعالى ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام}. ولأنه لا قيمة لها، وما لا قيمة له لا يضمن. لكن يضمن الغاصب خمر الذمي لتعديه عليه؛ ولأنها مال محترم عند غير المسلمين يتمولونها. وإذا تخللت الخمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/427)
وكانت لمسلم، خير صاحبها بين أخذها خلا، أو مثل عصيرها إن علم قدرها وإلا فقيمتها. أما خمر غير المسلم إذا تخللت فيخير صاحبها بين أخذ قيمتها يوم الغصب، أو أخذ الخل، على المفتى به عند المالكية. وإن كان المغصوب جلد ميتة دبغ أو لم يدبغ، أو كلبا مأذونا في اتخاذه مثل كلب صيد أو ماشية أو حراسة فأتلفه الغاصب، فإنه يغرم القيمة ولو لم يجز بيع الجلد أو الكلب، وأما الكلب غير المأذون فيه، فلا قيمة له.
آثار الغصب: للغصب آثار تتعلق بكل من الشيء المغصوب والغاصب والمالك المغصوب منه.
أولا - ما يلزم الغاصب:
14 - يلزم الغاصب الإثم إذا علم أنه مال الغير، ورد العين المغصوبة ما دامت قائمة، وضمانها إذا هلكت.
أ - (الإثم والتعزير):
15 - يستحق الغاصب المؤاخذة في الآخرة، إذا فعل الغصب عالما أن المغصوب مال الغير؛ لأن ذلك معصية، وارتكاب المعصية عمدا موجب للمؤاخذة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم: {من ظلم قيد شبر من الأرض، طوقه من سبع أرضين} وصرح الحنفية والمالكية والشافعية بأنه يؤدب بالضرب والسجن غاصب مميز، صغيرا أو كبيرا؛ رعاية لحق الله تعالى ولو عفا عنه المغصوب منه، باجتهاد الحاكم؛ لدفع الفساد وإصلاح حاله وزجرا له ولأمثاله. أما غير المميز، من صغير ومجنون، فلا يعزر. فإن حدث الغصب والشخص جاهل بكون المال لغيره، بأن ظن أن الشيء ملكه فلا إثم ولا مؤاخذة عليه؛ لأنه خطأ لا مؤاخذة عليه شرعا، لقوله عليه الصلاة والسلام: {إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه}، وعليه رد العين ما دامت قائمة، والغرم إذا صارت هالكة.
ب - (رد العين المغصوبة):
16 - ذهب الفقهاء إلى أنه يجب على الغاصب رد العين المغصوبة إلى صاحبها حال قيامها ووجودها بذاتها، لقوله صلى الله عليه وسلم: {على اليد ما أخذت حتى تؤدي} وقوله أيضا: {لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا ولا جادا، ومن أخذ عصا أخيه فليردها}. وترد العين المغصوبة إلى مكان الغصب لتفاوت القيم باختلاف الأماكن. ومؤنة الرد على الغاصب؛ لأنها من ضرورات الرد، فإذا وجب عليه الرد، وجب عليه ما هو من ضروراته، كما في رد العارية. قال الكاساني: الأصل أن المالك يصير مستردا للمغصوب بإثبات يده عليه؛ لأنه صار الشيء مغصوبا بتفويت يده عنه، فإذا أثبت يده عليه فقد أعاده إلى يده، وزالت يد الغاصب عنه، إلا أن يغصبه مرة أخرى. ويبرأ الغاصب من الضمان بالرد، سواء علم المالك بحدوث الرد أم لم يعلم؛ لأن إثبات اليد على الشيء أمر حسي، لا يختلف بالعلم أو الجهل بحدوثه. فإن كان المغصوب قد فات، كأن هلك أو فقد أو هرب، رد الغاصب إلى المغصوب منه مثله إن كان له مثل، بأن كان مكيلا أو موزونا أو معدودا من الطعام والدنانير والدراهم وغير ذلك، أو قيمته إن لم يكن له مثل. كالعروض والحيوان والعقار.
ثانيا - حقوق المغصوب منه:
17 - للمالك المغصوب منه حقوق تقابل ما يلزم الغاصب من الأحكام السابقة، وهذه الحقوق هي: رد عين المغصوب والثمار والغلة، والتضمين، وحقه في الهدم والقلع لما أحدثه الغاصب في ملكه، والجمع بين أخذ القيمة والغلة.
أ - رد أو استرداد عين المغصوب وزوائده وغلته ومنافعه:
18 - ذهب الفقهاء إلى أن من حق المغصوب منه أن يرد إليه الغاصب عين ماله الذي غصبه إذا كان باقيا بحاله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {على اليد ما أخذت حتى تؤدي} وقوله: {لا يأخذن أحدكم متاع أخيه لاعبا أو جادا، فإذا أخذ أحدكم عصا أخيه فليردها}؛ ولأن رد عين المغصوب هو الموجب الأصلي للغصب؛ ولأن حق المغصوب منه معلق بعين ماله وماليته، ولا يتحقق ذلك إلا برده، والواجب الرد في المكان الذي غصبه؛ لتفاوت القيم بتفاوت الأماكن. وأما زوائد المغصوب ففيه التفصيل الآتي: ذهب الشافعية والحنابلة ومحمد من الحنفية إلى أن زوائد المغصوب في يد الغاصب تضمن، سواء أكانت متصلة كالسمن ونحوه، أم منفصلة كثمرة الشجرة وولد الحيوان، متى تلف شيء منها في يد الغاصب؛ لتحقق إثبات اليد العادية (الضامنة) لأنه بإمساك الأصل تسبب في إثبات يده على هذه الزوائد، وإثبات يده على الأصل محظور. ويرى أبو حنيفة وأبو يوسف رحمهما الله تعالى أن زوائد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/428)
المغصوب لا تضمن إذا هلكت بلا تعد، وإنما هي أمانة في يد الغاصب لا تضمن إلا بالتعدي أو بالتقصير، سواء أكانت منفصلة كالولد واللبن والثمرة، أم متصلة كالسمن والجمال، لأن الغصب في رأيهما هو إثبات يد الغاصب على مال الغير على وجه يزيل يد المالك، كما تقدم بيانه، ويد المالك لم تكن ثابتة على هذه الزيادة حتى يزيلها الغاصب، والمراد أن عنصر " إزالة يد المالك " لم يتحقق هنا، كما لم يتحقق في غصب العقار. فإن تعدى الغاصب على الزيادة، بأن أتلفها أو أكلها أو باعها، أو طلبها مالكها فمنعها عنه، ضمنها، لأنه بالتعدي أو المنع صار غاصبا. وفصل المالكية في الأرجح عندهم في نوع الزيادة، فقالوا: إذا كانت الزيادة التي بفعل الله متصلة كالسمن والكبر، فلا تكون مضمونة على الغاصب، وأما إذا كانت الزيادة منفصلة، ولو نشأت من غير استعمال الغاصب كاللبن والصوف وثمر الشجر. فهي مضمونة على الغاصب إن تلفت أو استهلكت، ويجب ردها مع المغصوب الأصلي على صاحبها. أما منافع المغصوب ففيه التفصيل الآتي: ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الغاصب يضمن منفعة المغصوب، وعليه أجر المثل، سواء استوفى المنافع أم تركها تذهب، وسواء أكان المغصوب عقارا كالدار، أم منقولا كالكتاب والحلي ونحوهما؛ لأن المنفعة مال متقوم، فوجب ضمانه كالعين المغصوبة ذاتها. وذهب متقدمو الحنفية إلى أن الغاصب لا يضمن منافع ما غصبه من ركوب الدابة، وسكنى الدار، سواء استوفاها أو عطلها؛ لأن المنفعة ليست بمال عندهم؛ ولأن المنفعة الحادثة على يد الغاصب لم تكن موجودة في يد المالك، فلم يتحقق فيها معنى الغصب؛ لعدم إزالة يد المالك عنها. وأوجب متأخرو الحنفية ضمان أجر المثل في ثلاثة مواضع - والفتوى على رأيهم - وهي: أن يكون المغصوب وقفا، أو ليتيم، أو معدا للاستغلال، بأن بناه صاحبه أو اشتراه لذلك الغرض. وإن نقص المغصوب - أي ذاته - باستعمال الغاصب غرم النقصان، لاستهلاكه بعض أجزاء العين المغصوبة. وأما غلة المغصوب: فلا تطيب في رأي أبي حنيفة ومحمد للغاصب؛ لأنه لا يحل له الانتفاع بملك الغير، وقال أبو يوسف وزفر: تطيب له. وقال المالكية: للمغصوب منه غلة مغصوب مستعمل إذا استعمله الغاصب أو أكراه، سواء كان عبدا أو دابة أو أرضا أو غير ذلك على المشهور، فإذا لم يستعمل فلا شيء عليه ولو فوت على ربه استعماله، إلا إذا نشأ من غير استعمال كلبن وصوف وثمر.
ب - (الضمان):
19 - ذهب الفقهاء إلى أنه إذا تلف المغصوب في يد الغاصب أو نقص أو أتلفه، أو حدث عيب مفسد فيه، أو صنع شيء منه حتى سمي باسم آخر، كخياطة القماش، وصياغة الفضة حليا، وصناعة النحاس قدرا، وجب على الغاصب ضمانه، وحق للمالك المغصوب منه تضمينه، بأن يدفع له مثله إن كان من المثليات، وهي المكيلات كالحبوب، والموزونات كالأقطان والحديد، والذرعيات كالأقمشة، والعدديات المتقاربة كالجوز واللوز؛ لأن الواجب الأصلي في الضمانات هو المثل، لقوله تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ولأن المثل أعدل، لما فيه من مراعاة الجنس والمالية، فكان أدفع للضرر وأقرب إلى الأصل، فالمثل أقرب إلى الشيء من القيمة، وهو مماثل له صورة ومعنى، فكان الإلزام به أعدل وأتم لجبران الضرر، والواجب في الضمان الاقتراب من الأصل بقدر الإمكان تعويضا للضرر، ولما روي عن {عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية: أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إناء فيه طعام، فما ملكت نفسي أن كسرته، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته؟ فقال: إناء كإناء وطعام كطعام}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/429)
20 - فإن لم يقدر الغاصب على المثل أو كان المال قيميا كالأرض والدار والثوب والحيوان، وجب عليه ضمان القيمة، وذلك في ثلاث حالات: الأولى: إذا كان الشيء غير مثلي، كالحيوانات والدور والمصوغات، فلكل واحد منها قيمة تختلف عن الأخرى باختلاف الصفات المميزة لكل واحد. الثانية: إذا كان الشيء خليطا مما هو مثلي بغير جنسه كالحنطة مع الشعير. الثالثة: إذا كان الشيء مثليا تعذر وجود مثله، والتعذر إما حقيقي حسي، كانقطاع وجود المثل في السوق بعد البحث عنه وإن وجد في البيوت، أو حكمي، كأن لم يوجد إلا بأكثر من ثمن المثل. أو شرعي بالنسبة للضامن، كالخمر بالنسبة للمسلم، يجب عليه للذمي عند الحنفية والمالكية ضمان القيمة وإن كانت الخمر من المثليات لأنه يحرم على المسلم تملكها.
ج - (الهدم والقلع).
21 - اتفق الفقهاء على أن الغاصب يلزم برد المغصوب إلى صاحبه كما أخذه، كما يلزم بإزالة ما أحدث فيه من بناء، أو زرع أو غرس، لقوله صلى الله عليه وسلم: {ليس لعرق ظالم حق} وللمالك المطالبة بهدم البناء الذي بناه الغاصب على المغصوب، وقلع الشجر الذي غرسه أو الزرع الذي زرعه بلا إذن المالك. غير أن فقهاء المذاهب فصلوا في الأمر كما يلي: فذهب الحنفية إلى أن من غصب ساجة (خشبة عظيمة تستعمل في أبواب الدور وبنائها) فبنى عليها أو حولها، وكانت قيمة البناء أكثر من قيمتها، زال ملك مالكها عنها، ولزم الغاصب قيمتها، لصيرورتها شيئا آخر، وفي القلع ضرر ظاهر لصاحب البناء (الغاصب) من غير فائدة تعود للمالك، وضرر المالك ينجبر بالضمان، ولا ضرر في الإسلام، أما إذا كانت قيمة الساجة أكثر من البناء، فلم يزل ملك مالكها، لأنه " يرتكب أخف الضررين وأهون الشرين ". وعقب قاضي زاده على هذه التفرقة، فقال: لا فرق في المعنى بين أن تكون قيمة البناء أكثر من قيمة الساجة وبين العكس؛ لأن ضرر المالك مجبور بالقيمة، وضرر الغاصب ضرر محض، ولا ريب أن الضرر المجبور دون الضرر المحض، فلا يرتكب الضرر الأعلى عند إمكان العمل بالضرر الأدنى، فيعمل بقاعدة: " الضرر الأشد يزال بالأخف " في مسألة الساجة، أي أنه يعوض المالك، وتزول ملكيته عن الساجة. وأما مسألة الساجة فهي. . لو غصب غاصب أرضا فغرس فيها، أو بنى فيها، وكانت قيمة الأرض (الساجة) أكثر، أجبر الغاصب على قلع الغرس، وهدم البناء، ورد الأرض فارغة إلى صاحبها كما كانت؛ لأن الأرض لا تغصب حقيقة عندهم، فيبقى فيها حق المالك كما كان، والغاصب جعلها مشغولة، فيؤمر بتفريغها، إذ {ليس لعرق ظالم حق} كما تقدم، فإن كانت قيمة البناء أكثر، فللغاصب أن يضمن للمالك قيمة الأرض ويأخذها. وإذا كانت الأرض تنقص بقلع الغرس منها أو هدم البناء، فللمالك أن يضمن للغاصب قيمة البناء والغرس مقلوعا أنقاضا) رعاية لمصلحة الطرفين، ودفعا للضرر عنهما فتقوم الأرض بدون الشجر والبناء، وتقوم وبها شجر وبناء مستحق القلع والهدم، فيضمن الفرق بينهما. وإذا زرع الغاصب الأرض، فإن كانت الأرض ملكا فإن أعدها صاحبها للزراعة، فيكون الأمر مزارعة بين المالك والغاصب، ويحتكم إلى العرف في حصة كل منهما، النصف أو الربع مثلا، وإن كانت معدة للإيجار فالناتج للزارع، وعليه أجر مثل الأرض، وإن لم يكن شيء مما ذكر، فعلى الغاصب نقصان ما نقص الزرع، وأما إذا كانت الأرض وقفا أو مال يتيم، اعتبر العرف إذا كان أنفع، وإن لم يكن العرف أنفع، وجب أجر المثل، لقولهم: يفتى بما هو أنفع للوقف. ويرى المالكية في حالة البناء: أن من غصب أرضا أو عمودا أو خشبا، فبنى فيها أو بها. يخير المالك بين المطالبة بهدم البناء على المغصوب، وبين إبقائه على أن يعطي الغاصب قيمة الأنقاض، بعد طرح أجرة القلع أو الهدم، ولا يعطيه قيمة التجصيص والتزويق ونحوهما مما لا قيمة له، أي إنهم يرجحون مصلحة المالك، لأنه صاحب الحق. ومن غصب سارية أو خشبة فبنى عليها، فلصاحبها أخذها وإن هدم البنيان. أما في حالة الغرس: فمن غصب أرضا، فغرس فيها أشجارا، فلا يؤمر بقلعها، وللمغصوب منه أن يعطيه قيمتها بعد طرح أجرة القلع كالبنيان، فإن غصب أشجارا، فغرسها في أرضه، أمر بقلعها. وأما في حالة الزرع: فمن زرع في الأرض المغصوبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/430)
زرعا، فإن أخذها صاحبها في إبان الزراعة، فهو مخير بين أن يقلع الزرع، أو يتركه للزارع ويأخذ الكراء، وإن أخذها بعد إبان الزراعة فللمالكية رأيان: رأي أن المالك يخير كما ذكر، ورأي ليس له قلعه وله الكراء، والزرع لزارعه. وقرر الشافعية: أن الغاصب يكلف بهدم البناء وقلع الغراس على الأرض المغصوبة، وعليه أرش النقص إن حدث، وإعادة الأرض كما كانت، وأجرة المثل في مدة الغصب إن كان لمثلها أجرة، ولو أراد المالك تملكها بالقيمة، أو إبقاءها بأجرة، لم يلزم الغاصب إجابته في الأصح؛ لإمكان القلع بلا أرش. ولو بذر الغاصب بذرا في الأرض وكان البذر والأرض مغصوبين من شخص واحد، فللمالك تكليفه إخراج البذر منها وأرش النقص، وإن رضي المالك ببقاء البذر في الأرض، لم يكن للغاصب إخراجه، كما لا يجوز للغاصب قلع تزويق الدار المغصوبة إن رضي المالك ببقائه، ووافق الحنابلة والشافعية في مسألتي البناء والغرس على الأرض المغصوبة، للحديث المتقدم: {ليس لعرق ظالم حق} أما في حالة زرع الأرض فقالوا: يخير المالك بين إبقاء الزرع إلى الحصاد، وأخذ أجر الأرض وأرش النقص من الغاصب، وبين أخذ الزرع له، ودفع النفقة للغاصب، لقوله صلى الله عليه وسلم: {من زرع في أرض قوم بغير إذنهم، فليس له من الزرع شيء، وله نفقته} وقوله عليه السلام في حديث آخر: {خذوا زرعكم، وردوا إليه نفقته} أي للغاصب.
د - (الجمع بين أخذ القيمة والغلة):
22 - للفقهاء اتجاهان في مسألة جمع المالك بين أخذ القيمة إذا تلف المغصوب، وبين أخذ الغلة كالأجرة المستفادة من إيجار الأعيان المغصوبة. الاتجاه الأول - للحنفية والمالكية: وهو أنه لا يجمع المالك بين أخذ قيمة وغلة؛ لأن المضمونات تملك بأداء الضمان مستندا، أي بأثر رجعي إلى وقت الغصب، فتكون الغلة من حق الغاصب إذا أدى قيمة المغصوب إلى المالك، ولا يلزم الغاصب بالقيمة إلا بتلف المغصوب أو فواته. والاتجاه الثاني - للشافعية والحنابلة: وهو أنه يجمع المالك بين أخذ القيمة عند التلف والغلة؛ لأنه تلفت عليه منافع ماله بسبب كان في يد الغاصب، فلزمه ضمانها، كما لو لم يدفع القيمة، والأجرة أو الغلة في مقابلة ما يفوت من المنافع، لا في مقابلة أجزاء الشيء المغصوب، فتكون القيمة واجبة في مقابلة ذات الشيء، والغلة في مقابلة المنفعة، وإن تلف المغصوب فعلى الغاصب أجرته إلى حين تلفه، لأنه من حين التلف لم تبق له منفعة حتى يتوجب عليه ضمانها. ومنشأ الخلاف: هل يملك الغاصب الشيء المغصوب بأداء الضمان، فقال أرباب الاتجاه الأول: الضامن يملك المال المضمون بالضمان من وقت قبضه. وقال أصحاب الاتجاه الثاني: لا يملك الغاصب الشيء المغصوب بأداء الضمان؛ لأن الغصب عدوان محض، فلا يصلح سببا للملك.
ثالثا - ما يتعلق بالضمان من أحكام: يتعلق بضمان المغصوب المسائل التالية:
أ - (كيفية الضمان):
23 - إذا هلك المغصوب عند الغاصب، وكان من المنقولات عند الحنفية، أو من العقارات أو المنقولات عند الجمهور، بفعله أو بغير فعله، فعليه ضمانه، أي غرامته أو تعويضه، لكن إذا كان الهلاك بتعد من غيره. لا بآفة سماوية، رجع الغاصب عليه بما ضمن للمالك؛ لأنه يستقر عليه الضمان، وعبارة الفقهاء، في ذلك: الغاصب ضامن لما غصبه، سواء تلف بأمر الله أو من مخلوق. وكيفية الضمان: أنه يجب الضمان بالمثل باتفاق الفقهاء إذا كان المال مثليا، وبقيمته إذا كان قيميا، فإن تعذر وجود المثل وجبت القيمة للضرورة على ما سبق بيانه (ف: 19، 20).
ب - (وقت الضمان):
24 - للفقهاء في وقت الضمان مذاهب: ذهب الحنفية في تقدير قيمة التعويض ووقت وجوب ضمان المثلي إذا انقطع من السوق وتعذر الحصول عليه ثلاثة أقوال: الأول: وجوب القيمة يوم الغصب، وهو يوم انعقاد السبب عند أبي يوسف. الثاني: يوم الانقطاع، وهو قول محمد. الثالث: يوم الخصومة وهو يوم حكم الحاكم، وهذا قول أبي حنيفة، وهو المعتبر في المتون والمختار، واختارت المجلة قول أبي يوسف. (المادة: 891) وأما القيمي فتجب قيمته يوم غصبه بالاتفاق بين الحنفية. وذهب المالكية: إلى أنه تقدر قيمة المغصوب يوم الغصب؛ لأن الضمان يجب بالغصب، فتقدر قيمة المغصوب يوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/431)
الغصب، فلا يتغير التقدير بتغير الأسعار؛ لأن سبب الضمان لم يتغير، كما لم يتغير محل الضمان. لكن فرق المالكية بين ضمان الذات وضمان الغلة، فتضمن الأولى يوم الاستيلاء عليها، وتضمن الغلة من يوم استغلالها، وأما المتعدي وهو غاصب المنفعة، فيضمن المنفعة بمجرد فواتها على صاحبها وإن لم يستعملها. وذهب الشافعية في الأصح: إلى أن المعتبر في الضمان هو أقصى قيمة للمغصوب من وقت الغصب في بلد الغصب إلى وقت تعذر وجود المثل، وإذا كان المثل مفقودا عند التلف فالأصح وجوب الأكثر قيمة من الغصب إلى التلف، سواء أكان ذلك بتغير الأسعار، أم بتغير المغصوب في نفسه. وأما المال القيمي: فيضمن بأقصى قيمة له من يوم الغصب إلى يوم التلف. وذهب الحنابلة: إلى أنه إذا كان المغصوب من المثليات، وفقد المثل، وجبت قيمته يوم انقطاع المثل؛ لأن القيمة وجبت في الذمة حين انقطاع المثل، فقدرت القيمة حينئذ كتلف المتقوم، وإن كان المغصوب من القيميات وتلف، فالواجب القيمة أكثر ما كانت من حين الغصب إلى حين الرد، إذا كان التغير في المغصوب نفسه من كبر وصغر، وسمن وهزال ونحوها من المعاني التي تزيد بها القيمة وتنقص؛ لأن هذه المعاني مغصوبة في الحال التي زادت فيها، والزيادة لمالكها مضمونة على الغاصب. وإن كانت زيادة القيمة بتغير الأسعار لم تضمن الزيادة؛ لأن نقصان القيمة لهذا السبب لا يضمن إذا ردت العين المغصوبة بذاتها، فلا يضمن عند تلفها.
ج - (انتهاء عهدة الغاصب):
25 - تبرأ ذمة الغاصب وتنتهي عهدته بأحد أمور أربعة: الأول - رد العين المغصوبة إلى صاحبها ما دامت باقية بذاتها، لم تشغل بشيء آخر. الثاني - أداء الضمان إلى المالك أو نائبه إذا تلف المغصوب؛ لأن الضمان مطلوب أصالة. الثالث - الإبراء من الضمان إما صراحة مثل: أبرأتك من الضمان، أو أسقطته عنك، أو وهبته منك ونحوه، أو بما يجري مجرى الصريح: وهو أن يختار المالك تضمين أحد الغاصبين، فيبرأ الآخر؛ لأن اختيار تضمين أحدهما إبراء للآخر ضمنا. الرابع - إطعام الغاصب المغصوب لمالكه أو لدابته، وهو يعلم أنه طعامه، أو تسلم الغاصب المغصوب على وجه الأمانة كالإيداع أو الهبة أو الإجارة أو الاستئجار على قصارته أو خياطته، وعلم المالك أنه ماله المغصوب منه، أو على وجه ثبوت بدله في ذمته، كالقرض، وعلم أنه ماله، فإن لم يعلم بذلك لم يبرأ الغاصب، حتى تتغير صفة الغصب.
د - تعذر رد المغصوب:
26 - قد يتعذر رد المغصوب لتغيره عند الغاصب، وللفقهاء في ذلك أقوال: قال الحنفية والمالكية: تغير المغصوب عند الغاصب: إما بنفسه أو بفعل الغاصب. والتغير بفعله قد يكون تغيرا في الوصف أو تغيرا في الاسم والذات، وكل حالات التغير يكون المغصوب فيها موجودا. فإذا تغير المغصوب بنفسه، كما لو كان عنبا فأصبح زبيبا، أو رطبا فأصبح تمرا، فيتخير المالك بين استرداد عين المغصوب، وبين تضمين الغاصب قيمته. وإذا تغير وصف المغصوب بفعل الغاصب من طريق الإضافة أو الزيادة، كما لو صبغ الثوب، أو خلط الدقيق بسمن، أو اختلط المغصوب بملك الغاصب بحيث يمتنع تمييزه، كخلط البر بالبر، أو يمكن بحرج، كخلط البر بالشعير، فيجب إعطاء الخيار للمالك: إن شاء ضمن الغاصب قيمة المغصوب قبل تغييره، وإن شاء أخذه وأعطى الغاصب قيمة الزيادة، مثلما زاد الصبغ في الثوب؛ لأن في التخيير رعاية للجانبين. وقال الشافعية: زيادة المغصوب إن كان أثرا محضا، كقصارة لثوب وخياطة بخيط منه ونحو ذلك. فلا شيء للغاصب بسببها لتعديه بعمله في ملك غيره، وللمالك تكليفه رد المغصوب كما كان إن أمكن، فإن لم يمكن فيأخذه بحاله وأرش النقص إن نقص، وإن كانت الزيادة عينا كبناء كلف القلع وأرش النقص إن كان، وإعادة المغصوب كما كان، وأجرة المثل إن مضت مدة لمثلها أجرة، وإن صبغ الغاصب الثوب المغصوب بصبغه وأمكن فصله أجبر عليه في الأصح، وإن لم يمكن فإن لم تزد قيمة المغصوب بالصبغ ولم تنقص فلا شيء للغاصب ولا شيء عليه، وإن نقصت قيمته لزمه الأرش، وإن زادت قيمته اشترك فيه أثلاثا: ثلثاه للمغصوب منه وثلثه للغاصب. ومذهب الحنابلة كالشافعية إجمالا، إلا أنهم قالوا: لا يجبر الغاصب على قلع الصبغ من الثوب؛ لأن فيه إتلافا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/432)
لملكه وهو الصبغ، وإن حدث نقص ضمن الغاصب النقص؛ لأنه حصل بتعديه. فضمنه كما ذكر الشافعية، وإن حصلت زيادة، فالمالك والغاصب شريكان بقدر ملكيهما، فيباع الشيء، ويوزع الثمن على قدر القيمتين. واتفق المذهبان على أن الغاصب إذا غصب شيئا، فخلطه بما يمكن تمييزه منه، كحنطة بشعير أو سمسم، أو صغار الحب بكباره، أو زبيب أسود بأحمر، لزمه تمييزه ورده وأجر المميز عليه، وإن لم يمكن تمييز جميعه وجب تمييزه ما أمكن، وإن شق ولم يمكن تمييزه فهو كالتالف، وللمالك تغريم الغاصب: المثل في المثلي، والقيمة في القيمي. والخلاصة: أن الفقهاء متفقون على ضمان النقص، وعلى حق الغاصب في الزيادة. وقد تتغير ذات المغصوب واسمه بفعل الغاصب، بحيث زال أكثر منافعه المقصودة، كما لو غصب شاة فذبحها وشواها، أو طبخها، أو غصب حنطة فطحنها دقيقا، أو حديدا فاتخذه سيفا، أو نحاسا فاتخذه آنية، فإنه يزول ملك المغصوب منه عن المغصوب عند الحنفية والمالكية، ويملكه الغاصب ويضمن بدله: المثل في المثلي، والقيمة في القيمي، ولكن لا يحل له الانتفاع به حتى يؤدي بدله استحسانا؛ لأن في إباحة الانتفاع بعد ارتضاء المالك بأداء البدل أو إبرائه حسما لمادة الفساد. وقال الشافعية: إن نقص المغصوب نقصانا تنقص به القيمة، كأن كان ثوبا فتمزق، أو إناء فانكسر، أو شاة فذبحت، أو طعاما فطحن ونقصت قيمته، رده ورد معه أرش ما نقص؛ لأنه نقصان عين في يد الغاصب، نقصت به القيمة فوجب ضمانه. فإن ترك المغصوب منه المغصوب على الغاصب وطالبه ببدله لم يكن له ذلك. وعند الحنابلة - في الصحيح من المذهب - لم يزل ملك صاحبه عنه، ويأخذه وأرش نقصه إن نقص، ولا شيء للغاصب في زيادته.
هـ - (نقصان المغصوب):
27 - قال الجمهور غير الحنفية: لا يضمن نقص المغصوب بسبب هبوط الأسعار؛ لأن النقص كان بسبب فتور رغبات الناس، وهي لا تقابل بشيء، والمغصوب لم تنقص عينه ولا صفته. وذكر المالكية أنه لا اعتبار بتغير السعر في السوق في غصب الذوات، أما التعدي فيتأثر بذلك، فللمالك إلزام الغاصب قيمة الشيء إن تغير سوقها عما كان يوم التعدي، وله أن يأخذ عين شيئه، ولا شيء على المتعدي. وأما النقص الحاصل في ذات المغصوب أو في صفته. فيكون مضمونا سواء حصل النقص بآفة سماوية أو بفعل الغاصب. إلا أن المالكية في المشهور عندهم قالوا: إذا كان النقص بآفة سماوية، فليس للمغصوب منه إلا أن يأخذ المغصوب ناقصا كما هو، أو يضمن الغاصب قيمة المغصوب كله يوم الغصب، ولا يأخذ قيمة النقص وحدها. وإن كان النقص بجناية الغاصب، فالمالك مخير في المذهب بين أن يضمن الغاصب القيمة يوم الغصب، أو يأخذه مع ما نقصته الجناية، أي يأخذ قيمة النقص يوم الجناية عند ابن القاسم، ويوم الغصب عند سحنون، ولم يفرق أشهب بين نقص بآفة سماوية وجناية الغاصب. أما الحنفية فقد ذكروا أحوالا أربعة لنقص المغصوب في يد الغاصب، وجعلوا لكل حالة في الضمان حكما، وهي ما يأتي: الأولى - أن يحدث النقص بسبب هبوط الأسعار في الأسواق، وهذا لا يكون مضمونا إذا رد العين إلى مكان الغصب؛ لأن نقصان السعر ليس نقصا ماديا في المغصوب بفوات جزء من العين، وإنما يحدث بسبب فتور الرغبات التي تتأثر بإرادة الله تعالى، ولا صنع للعبد فيها. الثانية - أن يكون النقص بسبب فوات وصف مرغوب فيه، كضعف الحيوان، وزوال سمعه أو بصره، أو طروء الشلل أو العرج أو العور، أو سقوط عضو من الأعضاء، فيجب على الغاصب ضمان النقص في غير مال الربا، ويأخذ المالك العين المغصوبة؛ لبقاء العين على حالها. فإن كان المغصوب من أموال الربا، كتعفن الحنطة، وكسر إناء الفضة، فليس للمالك إلا أخذ المغصوب بذاته، ولا شيء له غيره بسبب النقصان؛ لأن الربويات لا يجيزون فيها ضمان النقصان، مع استرداد الأصل؛ لأنه يؤدي إلى الربا. الثالثة - أن يكون النقص بسبب فوات معنى مرغوب فيه في العين، مثل الشيخوخة بعد الشباب، والهرب، ونسيان الحرفة، فيجب ضمان النقص في كل الأحوال. لكن إن كان النقص يسيرا، كالخرق اليسير في الثوب، فليس للمالك سوى تضمين الغاصب مقدار النقصان لبقاء العين بذاتها. وإن كان النقص فاحشا كالخرق الكبير في الثوب بحيث يبطل عامة منافعه، فالمالك بالخيار بين أخذه وتضمينه النقصان لتعيبه، وبين تركه للغاصب وأخذ جميع قيمته لأنه أصبح مستهلكا له من وجه. والصحيح في ضابط الفرق بين اليسير والفاحش، هو أن اليسير: ما لا يفوت به شيء من المنفعة، وإنما يدخل فيه نقصان في المنفعة، والفاحش: ما يفوت به بعض العين وجنس المنفعة، ويبقى بعض العين وبعض المنفعة. وقدرت المجلة (م 900) اليسير: بما لم يكن بالغا ربع قيمة المغصوب، والفاحش: بما ساوى ربع قيمة المغصوب أو أزيد. وإذا وجب ضمان النقصان، قومت العين صحيحة يوم غصبها، ثم تقوم ناقصة، فيغرم الغاصب الفرق بينهما. وإذا كان العقار مغصوبا، فإنه وإن لم تضمن عينه بهلاكه بآفة سماوية عند الحنفية، فإن النقص الطارئ بفعل الغاصب أو بسكناه أو بسبب زراعة الأرض مضمون لأنه إتلاف وتعد منه عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/433)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:57 ص]ـ
اختلاف الغاصب والمالك في الغصب والمغصوب: 28 - إن اختلف الغاصب والمغصوب منه في أصل الغصب وأحوال المغصوب، فعند الشافعية والحنابلة: إن اختلف الغاصب والمغصوب منه في قيمة المغصوب، بأن قال الغاصب: قيمته عشرة، وقال المالك: اثنا عشر، صدق الغاصب بيمينه؛ لأن الأصل براءة ذمته من الزيادة، وعلى المالك البينة، فإن أقام المالك البينة على أن القيمة أكثر مما قاله الغاصب من غير تقدير سمعت، وكلف الغاصب الزيادة على ما قاله إلى حد لا تقطع البينة بالزيادة عليه، وإن اختلفا في تلف المغصوب، فقال المغصوب منه: هو باق، وقال الغاصب: تلف، فالقول قول الغاصب بيمينه على الصحيح؛ لأنه قد يتعذر إقامة البينة على التلف. وكذلك لو اختلفا في قدر المغصوب أو في صناعة فيه، ولا بينة لأحدهما، فالقول قول الغاصب بيمينه، لأنه منكر لما يدعيه المالك عليه من الزيادة. وإن اختلفا في رد المغصوب، فقال الغاصب: رددته، وأنكره المالك، فالقول قول المالك لأن الأصل معه، وهو عدم الرد، وكذا لو اختلفا في عيب في المغصوب بعد تلفه، بأن قال الغاصب: كان مريضا أو أعمى مثلا، وأنكره المالك، فالقول قول المالك بيمينه، لأن الأصل السلامة من العيوب. وذهب الحنفية: إلى أنه إذا قال الغاصب: هلك المغصوب في يدي، أي قضاء وقدرا ولم يصدقه المغصوب منه، ولا بينة للغاصب، فالقاضي يحبس الغاصب مدة يظهر فيها المغصوب عادة لو كان قائما، ثم يقضي عليه بالضمان؛ لأن الحكم الأصلي للغصب هو وجوب رد عين المغصوب، وأما القيمة فهي بدل عنه، وإذا لم يثبت العجز عن الأصل، لا يقضي بالقيمة التي هي خلف. ولو اختلف الغاصب والمالك في أصل الغصب، أو في جنس المغصوب ونوعه، أو قدره، أو صفته، أو قيمته يوم الغصب، فالقول قول الغاصب بيمينه في ذلك كله؛ لأن المالك يدعي عليه الضمان، وهو ينكر، فكان القول قوله بيمينه؛ لأن اليمين في الشرع على من أنكر. ولو ادعى الغاصب رد المغصوب إلى المالك، أو ادعى أن المالك هو الذي أحدث العيب في المغصوب، فلا يصدق الغاصب إلا بالبينة، لأن البينة في الشرع على المدعي. ولو تعارضت البينتان، فأقام المالك البينة على أن الدابة أو السيارة مثلا تلفت عند الغاصب من ركوبه، وأقام الغاصب البينة على أنه ردها إلى المالك فتقبل بينة المالك، وعلى الغاصب قيمة المغصوب؛ لأن بينة الغاصب لا تدفع بينة المغصوب منه؛ لأنها قامت على رد المغصوب، ومن الجائز أنه ردها، ثم غصبها ثانيا وركبها، فتلفت في يده. ولو أقام المغصوب منه البينة أنه غصب الدابة ونفقت عنده. وأقام الغاصب البينة أنه ردها إليه وأنها نفقت عنده، فلا ضمان عليه؛ لأن من الجائز أن شهود المغصوب منه اعتمدوا في شهادتهم على استصحاب الحال، لما أنهم علموا بالغصب وما علموا بالرد، فبنوا الأمر على ظاهر بقاء المغصوب في يد الغاصب إلى وقت الهلاك، وشهود الغاصب اعتمدوا في شهادتهم بالرد حقيقة الأمر وهو الرد؛ لأنه أمر لم يكن، فكانت الشهادة القائمة على الرد أولى. وعن أبي يوسف أن الغاصب ضامن. ورأى المالكية ما رآه الحنفية فقالوا: إن اختلف الغاصب والمغصوب منه في دعوى تلف المغصوب، أو في جنسه، أو صفته، أو قدره، ولم يكن لأحدهما بينة القول قول الغاصب مع يمينه إن أشبه في دعواه، سواء أشبه ربه أم لا، فإن كان قول الغاصب لم يشبه فالقول لربه بيمينه.
ضمان المغصوب إذا تصرف فيه الغاصب أو غصب منه: 29 - قد يتصرف الغاصب في المغصوب بالبيع أو الرهن أو الإجارة أو الإعارة أو الهبة أو الإيداع، علما بأن هذه التصرفات حرام، فيهلك المغصوب في يد المتصرف إليه، وقد يحدث تكرار الغصب، فيغصب الشيء غاصب آخر فمن الضامن للمغصوب حينئذ؟ يرى الحنفية: أنه إذا تصرف الغاصب في المغصوب بالبيع ونحوه، فللمالك تضمين الغاصب الأول، أو المرتهن، أو المستأجر، أو المستعير، أو المشتري من الغاصب. أو الوديع الذي أودعه الغاصب الشيء المغصوب، فهلك في يده، فإن ضمن الغاصب الأول، استقر الضمان عليه، ولم يرجع بشيء على أحد، وإن ضمن المرتهن أو المستأجر أو الوديع أو المشتري، رجعوا على الغاصب بالضمان لأنهم عملوا له، والمشتري إذا ضمن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/434)
القيمة يرجع بالثمن على الغاصب البائع؛ لأن البائع ضامن استحقاق المبيع، ورد القيمة كرد العين. وأما المستعير من الغاصب أو الموهوب له، أو المتصدق عليه منه، فيستقر الضمان عليه، وإن كان جاهلا الغصب، لأنه يعمل في القبض لنفسه. وإذا غصب شخص شيئا من آخر، فجاء غيره وغصبه منه فهلك في يده، فالمالك بالخيار: إن شاء ضمن الغاصب الأول؛ لوجود فعل الغصب منه، وهو إزالة يد المالك عنه، وإن شاء ضمن الغاصب الثاني أو المتلف، سواء علم بالغصب أم لم يعلم، لأن الغاصب الثاني أزال يد الغاصب الأول الذي هو بحكم المالك في أنه يحفظ ماله، ويتمكن من رده عليه (أي على المالك) ولأنه أثبت يده على مال الغير بغير إذنه، والجهل غير مسقط للضمان؛ ولأن المتلف أتلف الشيء المغصوب فضمنه بفعل نفسه. فإن اختار المالك تضمين الأول، وكان هلاك المغصوب في يد الغاصب الثاني، رجع الغاصب الأول بالضمان على الثاني؛ لأنه بدفعه قيمة الضمان ملك الشيء المضمون (أي المغصوب) من وقت غصبه، فكان الثاني غاصبا لملك الأول. وإن اختار المالك تضمين الثاني أو المتلف، لا يرجع هذا بالضمان على أحد، ويستقر الضمان في ذمته؛ لأنه ضمن فعل نفسه، وهو إزالة يد المالك أو استهلاكه وإتلافه. وللمالك أن يأخذ بعض الضمان من شخص، وبعضه الآخر من الشخص الآخر، واستثنى الحنفية من مبدأ تخيير المالك في هذه الحالة الموقوف المغصوب إذا غصب، وكان الغاصب الثاني أملأ من الأول، فإن متولي الوقف يضمن الثاني وحده. والراجح عند الحنفية أن المالك متى اختار تضمين الغاصب الأول أو الثاني يبرأ الآخر عن الضمان بمجرد الاختيار، فلو أراد تضمينه بعدئذ لم يكن له ذلك، وإذا رد الغاصب الثاني المغصوب على الأول برئ من الضمان، وإذا رده إلى المالك برئ الاثنان. وصرح المالكية بأنه يجب على الحاكم إذا رفعت له حادثة الغصب أن يمنع الغاصب من التصرف في المال المثلي ببيع أو غيره حتى يتوثق برهن أو حميل (أي كفيل)، وإذا غصب المغصوب شخص آخر ضمن، وكذلك يضمن آكل المغصوب سواء علم بالغصب أو لم يعلم، لأنه بعلمه بالغصب صار غاصبا حكما من حيث الضمان، وبأكله المغصوب يصبح متعديا فيضمن، والمشتري من الغاصب ووارثه وموهوب الغاصب كالغاصب إن علموا بالغصب، فعليهم ضمان المثلي بمثله والقيمي بقيمته، ويضمنون الغلة والحادث السماوي؛ لأنهم غصاب بعلمهم بالغصب، وللمالك أن يتبع بالضمان أيهما شاء. وذهب الشافعية إلى أن الأيدي المترتبة على يد الغاصب أيدي ضمان وإن جهل صاحبها الغصب؛ لأن واضع اليد وضع يده على ملك غيره بغير إذنه، والجهل ليس مسقطا للضمان، بل يسقط الإثم فقط، فيطالب المالك من شاء منهما، لكن لا يستقر الضمان على الآخذ من الغاصب إلا بعلمه بالغصب، حتى يصدق عليه معنى الغصب، أو إن جهل به وكانت يد الواضع في أصلها يد ضمان، كالمستعير والمشتري والمقترض والسائم؛ لأنه تعامل مع الغاصب على الضمان، فلم يغره. أما إن جهل الواضع يده على المغصوب بالغصب، وكانت يده يد أمانة بلا اتهاب، كوديع وشريك مضارب، فيستقر الضمان على الغاصب دون الآخذ؛ لأنه تعامل مع الغاصب على أن يده نائبة عن يد الغاصب، وأما الموهوب له فقرار الضمان عليه في الأظهر؛ لأنه وإن كانت يده ليست يد ضمان بل يد أمانة، إلا أن أخذه الشيء للتملك. وذكر الحنابلة أن تصرفات الغاصب في الشيء المغصوب حرام وغير صحيحة، لحديث: {من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد} أي مردود، وتكون الأرباح للمالك وللمالك تضمين أي الشخصين شاء: الغاصب أو المتصرف له؛ لأن الغاصب حال بين المالك وبين ملكه وأثبت اليد العادية (الضامنة) عليه، وأما المتصرف له فلأنه أثبت يده على ملك معصوم بغير حق. ويستقر الضمان على الغاصب إذا كان المتصرف له غير عالم بالغصب، فإن علم المتصرف له بالغصب استقر الضمان عليه، ولم يرجع على الغاصب بشيء، وكذلك يستقر الضمان على المستعير؛ لأن يده يد ضمان عندهم، وإذا رد المتصرف له الشيء إلى الغاصب برئ من الضمان. وأما غاصب الغاصب فيستقر الضمان عليه، وللمالك تضمينه كالغاصب الأول، ومن غصب طعاما فأطعمه غيره، فللمالك تضمين أيهما شاء؛ لأن الغاصب حال بينه وبين ماله، والآكل أتلف مال غيره بغير إذنه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/435)
وقبضه عن يد ضامنه بغير إذن مالكه، فإن كان الآكل عالما بالغصب، استقر الضمان عليه، لكونه أتلف مال غيره بغير إذن عالما من غير تغرير، وإذا ضمن الغاصب رجع عليه، وإن ضمن الآكل لم يرجع على أحد، وإن لم يعلم الآكل بالغصب، استقر الضمان على الآكل في رواية؛ لأنه ضمن ما أتلف، فلم يرجع به على أحد، وفي رواية أخرى وهي ظاهر كلام الخرقي: يستقر الضمان على الغاصب؛ لأنه غر الآكل وأطعمه على أنه لا يضمنه.
تملك الغاصب المغصوب بالضمان: 30 - للفقهاء اتجاهان في تملك الغاصب الشيء المغصوب بالضمان. فقال الحنفية: يملك الغاصب الشيء المغصوب بعد ضمانه من وقت حدوث الغصب، حتى لا يجتمع البدل والمبدل في ملك شخص واحد، وهو المالك، وينتج عن التملك أن الغاصب لو تصرف في المغصوب بالبيع أو الهبة أو الصدقة قبل أداء الضمان ينفذ تصرفه، كما تنفذ تصرفات المشتري في المشترى شراء فاسدا، وكما لو غصب شخص عينا فعيبها، فضمنه المالك قيمتها، ملكها الغاصب؛ لأن المالك ملك البدل كله، والمبدل قابل للنقل، فيملكه الغاصب؛ لئلا يجتمع البدلان في ملك شخص واحد، لكن لا يحل في رأي أبي حنيفة ومحمد للغاصب الانتفاع بالمغصوب، بأن يأكله بنفسه أو يطعمه غيره قبل أداء الضمان، وإذا حصل فيه فضل يتصدق بالفضل استحسانا، وغلة المغصوب المستفادة من إركاب سيارة مثلا لا تطيب له، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبح الانتفاع بالمغصوب قبل إرضاء المالك، لما في حديث رجل من الأنصار: {أن امرأة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيء بالطعام فوضع يده، ثم وضع القوم فأكلوا، فنظر آباؤنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوك لقمة في فمه، ثم قال: أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها فأرسلت المرأة قالت: يا رسول الله، إني أرسلت إلى البقيع يشتري لي شاة، فلم أجد، فأرسلت إلى جار لي قد اشترى شاة أن أرسل إلي بها بثمنها فلم يوجد، فأرسلت إلى امرأته فأرسلت إلي بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطعميه الأسارى}. فقد حرم عليهم الانتفاع بها، مع حاجتهم إليها؛ ولو كانت حلالا لأطلق لهم إباحة الانتفاع بها. وقال أبو يوسف وزفر: يحل للغاصب الانتفاع بالمغصوب بالضمان، ولا يلزمه التصدق بالفضل إن كان فيه فضل؛ لأن المغصوب مملوك للغاصب من وقت الغصب، عملا بالقاعدة: " المضمونات تملك بأداء الضمان مستندا إلى وقت الغصب " فتطيب بناء عليه غلة المغصوب للغاصب. وقال المالكية: يملك الغاصب المغصوب إن اشتراه من مالكه أو ورثه عنه، أو غرم له قيمته بسبب التلف أو الضياع أو النقص أو نقص في ذاته، لكن يمنع الغاصب من التصرف في المغصوب برهن أو كفالة خشية ضياع حق المالك، ولا يجوز لمن وهب له منه شيء قبوله ولا الأكل منه ولا السكنى فيه، مثل أي شيء حرام. أما إن تلف المغصوب عند الغاصب أو استهلكه (فات عنده) فالأرجح عندهم أنه يجوز للغاصب الانتفاع به، لأنه وجبت عليه قيمته في ذمته. فقد أفتى بعض المحققين بجواز الشراء من لحم الأغنام المغصوبة إذا باعها الغاصب للجزارين، فذبحوها؛ لأنه بذبحها ترتبت القيمة في ذمة الغاصب، إلا أنهم قالوا: ومن اتقاه فقد استبرأ لدينه وعرضه، والمعنى أن الغاصب يتملك بالضمان الشيء المغصوب من يوم التلف. وقال الشافعية: إن ذهب المغصوب من يد الغاصب وتعذر رده كان للمغصوب منه المطالبة بالقيمة لأنه حيل بينه وبين ماله، فوجب له البدل كما لو تلف المال، وإذا قبض المغصوب منه البدل ملكه لأنه بدل ماله فملكه كبدل التالف، ولا يملك الغاصب المغصوب لأنه لا يصح تملكه بالبيع، فلا يملك بالتضمين كالتالف. فإن رجع المغصوب وجب على الغاصب رده على المالك، فإذا رده وجب على المغصوب منه رد البدل؛ لأنه ملكه بالحيلولة بينه وبين ماله المغصوب، وقد زالت الحيلولة فوجب الرد. وذهب الحنابلة: إلى أنه لا يملك الغاصب العين المغصوبة بدفع القيمة؛ لأنه لا يصح أن يتملكه بالبيع لغيره؛ لعدم القدرة على التسليم، فلا يصح أن يتملكه بالتضمين، كالشيء التالف لا يملكه بالإتلاف؛ ولأنه غرم ما تعذر عليه رده بخروجه عن يده، فلا يملكه بذلك، وليس هذا جمعا بين البدل والمبدل؛ لأن المالك ملك القيمة لأجل الحيلولة بينه وبين ملكه، لا على سبيل العوض، ولهذا إذا رد المغصوب إليه، رد القيمة عليه.
نفقة المغصوب: 31 - قال المالكية: ما أنفق الغاصب على المغصوب، كعلف الدابة، وسقي الأرض وعلاجها وخدمة شجر ونحو ذلك مما لا بد للمغصوب منه، يكون في نظير الغلة التي استغلها الغاصب من يد المغصوب؛ لأنه وإن ظلم لا يظلم. فإن تساوت النفقة مع الغلة فواضح، وإن زادت النفقة على الغلة، فلا رجوع للغاصب بالزائد، كما أنه إذا كان لا غلة للمغصوب، فلا رجوع له بالنفقة لظلمه، وإن زادت الغلة على النفقة فللمالك الرجوع على الغاصب بزائدها. وقال الحنابلة: إن زرع الغاصب الأرض المغصوبة وأدركها ربها والزرع قائم فليس له إجبار الغاصب على قلعه، ويخير مالك الأرض بين ترك الزرع إلى الحصاد بأجرة مثله وبين أخذ الزرع بنفقته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: {من زرع في أرض قوم من غير إذنهم فليس له من الزرع شيء، وله نفقته}.
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?DocID=100&MaksamID=2171&ParagraphID=12782&Sharh=0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/436)
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[15 - 12 - 03, 02:07 ص]ـ
نحو حياة بلا غضب (خطوات علاجية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وسلم ... وبعد
فلقد تأملت أحبتي خلافاتنا وما ينتج عنها فوجدت معظمه ناتجاً عن الغضب، نعم يا أخوة حاول أن تراقب نفسك عند الغضب عندها ستعلم مدى تأثيره على أخلاقك وسلوكك، ومدى أثره في تكوين أعداءك، لذا رأيت أيها الأحبة، أن أشارك معكم حول هذا الموضوع الذي أسأل الله أن ينفع به، ويكتب به الأجر.
فمن منا أيها الأخوة الكرام لايغضب وينفعل عند مواقف معينة، وقد أوصانا حبيبنا عليه أفضل الصلاة والسلام بعدم الغضب ووصف لنا طرق علاجية مؤثرة في الغضب. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يَملك نفسه عند الغضب ". وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه و سلم: أوصني، قال: لا تغضب. فردد مراراً، قال: لا تغضب. صحيح البخاري في الأدب 6114 – 6116
قوله " ليس الشديد بالصرعة " بضم الصاد و فتح الراء: الذي يصرع الناس كثيراً بقوته و الهاء للمبالغة بالصفة. قوله " فردَّد مراراً " أي ردَّد السؤال يلتمس أنفع من ذلك أو أبلغ أو أعم، فلم يزده على ذلك و زاد أحمد و ابن حبان في رواية عن رجل لم يُسَمَّ قال: تفكرت فيما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله.
قال الخطابي: معنى قوله " لا تغضب " اجتنب أسباب الغضب و لا تتعرض لما يجلبه.
وقال ابن بطَّال في الحديث أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو لأنه صلى الله عليه و سلم جعل الذي يملك نفسه عند الغضب أعظم الناس قوة، و لعل السائل كان غضوباً، و كان النبي صلى الله عليه و سلم يأمر كل أحد بما هو أولى به، فلهذا اقتصر في وصيته له على ترك الغضب، فللغضب مفاسد كبيرة، و من عرف هذه المفاسد عرف مقدار ما اشتملت عليه هذه الكلمة اللطيفة من قوله صلى الله عليه و سلم " لا تغضب " من الحكمة و استجلاب المصلحة في درء المفاسد [انظر فتح الباري: 10/ 520].
و كما وصف صلى الله عليه و سلم الداء وصف الدواء ففي حديث رواه أحمد و أبو داود و ابن حِبَّان أنه عليه الصلاة و السلام قال: " إذا غضب أحدكم و هوقائم فليَجلس، فإن ذهب عنه الغضب و إلا فَليضطَجِع ".
وهذه بعض الخطوات المهمة أسوقها إليكم أيها الأخوة من كتاب (حقك الكامل ... دليلك إلى الحياة بحسم) لروبرت ألبيرتي و ما يكل إيمونز:
1. اسمح للشخص الغاضب بالتنفيس عن مشاعره القوية.
2. استجب بالقبول فقط في البداية " أرى أنك غاضب بحق بشأن هذا الأمر "
3. خذ نفساً عميقاً، وحاول أن تظل هادئاً بقدر الإمكان.
4. اعرض مناقشة الحل لاحقاً، وامنح الشخص الآخر بعض الوقت ليهدأ " أعتقد أن كلانا بحاجة إلى بعض الوقت في التفكير في هذا الأمر. أود أن أتحدث في هذا .. في غضون ساعة / .. غداً / ... الأسبوع المقبل "
5. خذ نفساً عميقاً آخر.
6. رتب وقتاً مُحدداً لمتابعة الأمر.
7. ضع في ذهنك أنه ليس من المحتمل الوصول إلى حل فوري.
8. اتبع استراتيجيات تسوية الخلافات المذكورة أدناه عندما تلتقيان لمتابعة الأمر.
9. تعاملا بصدق ووضوح مع أحدكما الآخر.
10. واجها المشكلة بصراحة، بدلاً من تجنبها أو الاختباء منها.
11. تجنبا الهجمات الشخصية على أحدكما الآخر، والتزاما بالموضوع أو المشكلة.
12. أكدا على نقاط الاتفاق كأساس لمناقشة نقاط الجدل والخلاف.
13. استخدما أسلوب " إعادة الصياغة " للحوار لتتأكد من أنكما تفهمان أحدكما الآخر " دعني أرى ما إذا كنت أفهم مقصدك بشكل صحيح. هل تعني ........ ؟ "
14. تقبل المسئولية عن مشاعرك الخاصة " أنا غاضب " وليس " أنت أغضبتني ".
15. تجنبا موقف " فوز / خسارة ". إن موقف " أنا سوف أفوز, وأنت سوف تخسر ". سوف يتسبب على الأرجح في خسارة كلا الطرفين. إذا حافظتما على المرونة, يمكن لكليكما أن يفوز, على الأقل جزئياً.
16. احصلا معاً على نفس المعلومات عن الموقف. ولأن المفاهيم كثيراً ما تختلف، فسيكون من المفيد توضيح كل الأمور.
17. ضعا أهدافاً متناسبة متناغمة في الأساس. إذا كان كلانا يرغب في الحفاظ على العلاقات أكثر من رغبته في الفوز، فإن فرصة أفضل لتسوية الخلاف!
18. أوضحا الاحتياجات الحقيقية لكلا الطرفين من الموقف. يحتمل أنني لا أرغب في الفوز. ولكنني أحتاج إلى تحقيق نتائج معينة (تغيير في السلوك من جانبك أو مزيد من المال) , والحفاظ على احترامي لنفسي.
19.ابحثا عن الحلول وليس عن تحديد من يستحق اللوم.
20. اتفقا على وسيلة ما للتفاوض أو التبادل. سوف أوافق على الأرجح على التنازل عن بعض النقاط إذا كنت مستعداً للتنازل بدورك عن البعض.
21. تفاوضا من أجل الوصول إلى تسوية مشتركة مقبولة، أو ببساطة، وافقا على الاختلاف.
إعداد: أبو مصعب
منقول مع دعائي للجميع بالتوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/437)
ـ[خالدجبران الزهر]ــــــــ[09 - 06 - 10, 08:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نرجو من سيادتكم مساعدتنا للحصول على نسخه طبق الاصل للرساله حيث اني بحاجه ماسه لها او التكرم علي ومساعدتي لمعرفه الجامعه التي اجازه الرساله وتم مناقشه الباحث فيها وجزاكم الله عني وعن امة محمدعليه افضل الصلاة والسلام خير الجزاء ولكم جزيل الشكر والتقدير(24/438)
تأخير زكاة المال لسنين ... للشيخ عبدالكريم الخضير.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[11 - 12 - 03, 03:56 م]ـ
السؤال
معلم أمضى في الخدمة اكثر من خمس سنوات ومازال على رأس العمل لم يخرج زكاة أمواله للسنوات الماضية تحت حجج واهية ولكن الان بعد ندمة يريد أن يعرف كيفية حساب الزكاة لما مضى من الاموال التي قد صرفها غالبا في أموره الشخصية علما أنه لم يتزوج بعد افيدونا مشكورين والله يحفظكم ويرعاكم
الاجابة
ان وجبت عليه الزكاة بتوافر شروطها فعليه أن يخرجها وقت حلولها فعلاً، وإذا أخَّرها لغير عذر أثم بذلك، ووجبت عليه المبادرة في إخراجها عن جميع السنوات الماضية بدقة إن تمكن من ذلك، وإلا فيخرج القدر الذي يغلب على ظنه براءة ذمته به. والله المستعان.(24/439)
فائدة عن كتب الاطراف ..
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 12 - 03, 08:07 م]ـ
أشهر كتب الأطراف " الجمع بين الصحيحين " لأبي مسعود
و"الجمع بين الصحيحين " لخلف الواسطي
و" الأطراف " لابن عساكر
ثم جاء الحافظ المزي فاستفاد من هذه الكتب ورجع إلى الأصول المهمة لكل كتاب من الكتب الستة ورجع إلى النسخ العتيقة المعتمدة لكل أصل من هذه الأصول فألف كتابه النافع الماتع " تحفة الأشراف " واستغرق في تأليفه ما يزيد على ربع قرن حتى صار كتاب " تحفة الأشراف " يغني عما قبله من كتب الأطراف
ثم جاء من بعده تلميذه وخريجه ابن كثير فألف كتابه النافع " جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن "
وطريقته على النحو الآتي:
فهو يذكر جميع الصحابة الذين أوردهم ابن الأثير في أسد الغابة وبعد هذا يذكر ترجمة بسيطة ومن ثم يسرد ما له من أحاديث في مسند أحمد ويأتي بها بالسند والمتن مرتبة على أسماء التابعين الذين يروون عن ذلك الصحابي وبعد ذلك يقابل هذه الأحاديث على " تحفة الأشراف " ويذكر أصحاب الكتب الستة إذا ما رووا هذا الحديث مع " مسند أحمد " فإذا ما انتهى من ذلك سرد الأحاديث التي في " مسند أحمد " وهي ليست في الكتب الستة ويشير إلى ذلك بقوله: تفرد به، ثم يأتي بالأحاديث التي في الكتب الستة وهي غير موجودة في " مسند أحمد "، ثم بعد ذلك يفرغ " معجم الطبراني الكبير" فيذكر الأحاديث الموجودة في" معجم الطبراني الكبير" وهي غير موجودة لا في" مسند أحمد" ولا في الكتب الستة، ثم يفرغ " مسند البزار" ويذكر ما تفرد به " مسند البزار" ولم يُذكر لا في " مسند أحمد" ولا في الكتب الستة ولا في " معجم الطبراني " وبعد ذلك يذكر أحاديث " مسند أبي يعلى" ويذكر الأحاديث التي في " مسند أبي يعلى " وهي ليست في " مسند أحمد" ولا في الكتب الستة ولا في " معجم الطبراني الكبير" ولا في " مسند البزار".
ثم جاء من بعده الحافظ ابن حجر العسقلاني فألف كتابه العظيم " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة "
وهو ضم أطراف الكتب الآتية: " الموطأ " للإمام مالك، و" مسند الشافعي "، و" مسند أحمد "، و" سنن الدارمي "، و" صحيح ابن خزيمة "، و" المنتقى لابن الجارود "، و" صحيح أبي عوانة "، و" صحيح ابن حبان "، و" المستدرك " للحاكم، و" سنن الدارقطني "، و" شرح معاني الآثار للطحاوي ".
فيكون أهم هذه الكتب:" تحفة الأشراف "، و"جامع المسانيد"، و" إتحاف المهرة "، ثم ألف في بلدنا المجاهد كتاب " المسند الجامع " وهو نافع في هذا الباب فهذه الكتب الأربعة جمعت عدداً غير قليل من كتب السنة، وهي تنفع في جمع طرق الحديث لكنها لا تغني عن الكتب الأخرى.
مصدر هذه الفائدة موقع الشيخ / ماهر الفحل
http://www.iraqweb.info/topic.php?cid=2&tid=375
ـ[حسام1]ــــــــ[15 - 02 - 04, 10:32 م]ـ
أرغب بإعداد هذا المشروع، فما تقترح علي؟(24/440)
فرصة لا تفوتك .... (!)
ـ[أبو خديجة]ــــــــ[11 - 12 - 03, 11:12 م]ـ
فرصة لا تفوتك ... (!) (اضغط هنا بسرعة) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12322)
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[11 - 12 - 03, 11:33 م]ـ
أحسنت أخي الكريم .. جزاك الله خيرا ..
وهذا الرابط حقيق بالدلالة عليه، وسأشارككم في الأجر.(24/441)
ماصحة قول أن الإمام أحمد يرى العلم أفضل التطوع بعد المكتوبة
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[12 - 12 - 03, 02:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
ماصحة القول بأن الإمام أحمد كان يرى أن العلم أفضل التطوع بعد المكتوبة؟
وهل طلب العلم أفضل من قيام الليل ومن الجهاد؟(24/442)
اذا تعارض التفسير اللغوي مع التفسير الموجود في السنة فبأيهما نلتزم؟
ـ[المعتز بالله النسري]ــــــــ[12 - 12 - 03, 03:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي في الله
هذا هو السؤال قد طرح من قبل احد الاخوة وارجوا ان اجد له جوابا او توضيحا
فهل هناك تعارض فعلي بين التفسير اللغوي والتفسير في السنة ام ان الامر قد اشكل على صاحبنا هذا
وإن وجد التعارض فبأيهما نلتزم ...
وتقبلوا فائق احترامي على ما تقدمون من خير
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 12 - 03, 03:28 ص]ـ
قد يختلف المعنى اللغوي مع المعنى الشرعي عن المعنى العرفي، ولكن هذا الاختلاف لايقود إلى تعارض غالباً بل يكون المعنى اللغوي مراع في المعنى الشرع وإن لم يكن هو هو.
مثال ذلك الصلاة، في اللغة الدعاء.
وفي الشرع أفعال وأقوال مخصوصة تبتدئ بالتكبير وتختتم بالتسليم.
والأصل أن الحقيقة الشرعية مقدمة فيما جاء به الشارع.
والله أعلم.
ـ[المعتز بالله النسري]ــــــــ[12 - 12 - 03, 03:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي حارث
وبركت على تعليقك
ولكن هل من تفصيل في هذه المسألة؟؟
هل هناك ما نستطيع الاطلاع عليه وما تستطيعون ان تزودونا به اكرمكم الله؟؟
نحن في الانتظار
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 12 - 03, 06:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12450
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[12 - 12 - 03, 07:01 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
إذا تعارض المعنى الشرعي مع المعنى اللغوي في تفسير (القرآن)
قدّم المعنى الشرعي ..
لأن القرآن نزل لبيان الشرع وليس لبيان اللغة .. وهذا كلام الشيخ
محمد العثيمين رحمه الله تعالى.
أما السنّة فلا أدري إن كان هذا الضابط يشملها أم لا ..
أنظر كتاب أصول التفسير للشيخ محمد، وما وجدته في موقعه، إنما
الذي وجدته كتاب مقدمة في أصول التفسير، وهو تعليقات على رسالة
شيخ الإسلام في التفسير.
ـ[الساجي]ــــــــ[12 - 12 - 03, 05:16 م]ـ
من افضل من كتب في هذه المسألة وما شاكلها الشيخ حسين بن
علي الحربي في رسالته (الماجستير) قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية (من اصدارات دار القاسم)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 12 - 03, 06:09 م]ـ
فائدة من ابن القيم رحمه الله حول معنى الصلاة في الشرع وأنها باقية على مسماها في اللغة
قال في جِِلاء الأفهام ص 180 - 110
الفصل الثاني
في بيان معنى الصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وأصل هذه اللفظة في اللغة يرجع إلى معنيين
أحدهما الدعاء والتبريك
والثاني العبادة فمن الأول قوله تعال (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) التوبة 103
وقوله تعالى في حق المنافقين (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) التوبة 84
وقول النبي (إذا دعي أحدكم إلى الطعام فليجب فإن كان صائما فليصل)
فسر بهما قيل فليدع لهم بالبركة وقيل يصلي عندهم بدل أكله
وقيل إن الصلاة في اللغة معناها الدعاء
والدعاء نوعان دعاء عبادة ودعاء مسألة والعابد داع كما أن السائل داع وبهما فسر قوله تعالى (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) غافر 60 قيل أطيعوني أثبكم وقيل سلوني أعطكم وفسر بهما قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) البقرة 186
والصواب أن الدعاء يعم النوعين وهذا لفظ متواطئ لا اشتراك فيه فمن استعماله في دعاء العبادة قوله تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض) سبأ 22 وقوله تعالى (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) النحل 20 وقوله تعالى (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) الفرقان 77
والصحيح من القولين لولا أنكم تدعونه وتعبدونه أي أي شيء يعبأ بكم لولا عبادتكم إياه فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل وقال تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا) الأعراف 55 و56
وقال تعالى إخبارا عن أنبيائه ورسله (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا) الأنبياء 90
وهذه الطريقة أحسن من الطريقة الأولى ودعوى الاختلاف في مسمى الدعاء
وبهذا تزول الإشكالات الواردة على اسم الصلاة الشرعية هل هو منقول عن موضعه في اللغة فيكون حقيقة شرعية أو مجازا شرعيا
فعلى هذا تكون الصلاة باقية على مسماها في اللغة وهو الدعاء والدعاء دعاء عبادة ودعاء مسألة والمصلي من حين تكبيره إلى سلامه بين دعاء العبادة ودعاء المسألة فهو في صلاة حقيقية لا مجازا ولا منقولة لكن خص اسم الصلاة بهذه العبادة المخصوصة كسائر الألفاظ التي يخصها أهل اللغة والعرف ببعض مسماها كالدابة والرأس ونحوهما فهذا غايته تخصيص اللفظ وقصره على بعض موضوعه ولهذا لا يوجب نقلا ولا خروجا عن موضوعه الأصلي والله أعلم) انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/443)
ـ[الساجي]ــــــــ[12 - 12 - 03, 06:39 م]ـ
قال الشيخ علي الحربي (2/ 401)
قاعدة: اذا اختلفت الحقيقة الشرعية والحقيقة اللغوية في تفسير كلام الله تعالى قدمت الحقيقة الشرعية
ثم ذكر صورة القاعدة، وادلتها، واقوال العلماء فيها، والمخالفين والرد عليهم، والأمثلة التطبيقية لها
وقال (2/ 412)
قاعدة: اذا اختلفت الحقيقة العرفية والحقيقة اللغوية في تفسير كلام الله تعالىقدمت العرفية
ثم ذكر فيها مثل ماذكر في الأولى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 12 - 03, 07:38 م]ـ
قال شيخ الإسلام في الفتاوى 21\ 234: "فمن زعم أن قوله تعالى {أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء} ْ يتناول اللمس وإن لم يكن لشهوة؛ فقد خرج عن اللغة التي جاء بها القرآن؛ بل عن لغة الناس في عرفهم؛ فإنه إذا ذكر المس الذي يقرن فيه بين الرجل والمرأة عُلِم أنه مس الشهوة؛ كما أنه إذا ذكر الوطء المقرون بين الرجل والمرأة عُلِم أنه الوطء بالفرج لا بالقدم"(24/444)
وقفة مع حديث: " أحبب حبيبك هونا ما .. "
ـ[أبو عبدالله بن محمد]ــــــــ[12 - 12 - 03, 05:53 ص]ـ
وقفة مع حديث: " أحبب حبيبك هونا ما .. "
إعداد: محمد بن محمد بن عبدالله الجيلاني
قال الإمام أبو عيسى محمد بن سؤرة الترمذي في ((الجامع)) (6/ 123/2065 تحفة): حدثنا أبو كريب، حدثنا سُويدُ بن عمرو الكلبي عن حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أراه رفعه " قال: أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما ".
قال أبو عيسى ـ رحمه الله ـ: ((هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن أيوب بإسناد غير هذا، رواه الحسن بي أبي جعفر وهو حديث ضعيف أيضاً بإسناد له عن علي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. والصحيح هذا عن علي موقوف)).
قال العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في ((غاية المرام)) 273/ 472: ((قلت: إسناد حديث أبي هريرة عندي جيد؛ رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ليس فيهم من يُنظر في حاله سوى سُويدُ بن عمرو الكلبي، وقد قال النسائي وابن معين: ثقة. وقال العجلي: ثقة ثبت في الحديث، وكان رجلاً صالحاً متعبداً. ولم يتكلم فيه غير ابن حبان كما رأيت (1)، فلا يلتفت إليه لا سيما وهو من رجال مسلم، فاتفاق الجماعة على توثيقه مما يوهن كلام ابن حبان فيه، وقد أحسن الذهبي حين قال في ((الميزان)): ((و أما ابن حبان، فأسرف واجترأ، فقال: كان يقلب الأسانيد …)). ثم نسي الذهبي هذا فأورده في ((الضعفاء)) من أجل كلام ابن حبان هذا! وقال الحافظ في ((التقريب)): ((أفحش ابن حبان القول فيه ولم يأت بدليل)). ولذلك لم يعرج الخزرجي عليه فلم يذكر في المترجم غير توثيق الأئمة الثلاثة الذين ذكرناهم وهذا هو الصواب إن شاء الله تعالى فالإسناد صحيح، واستغراب الترمذي لا وجه له .. )).
فقه الحديث:
يحث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمته على الاعتدال في جانبي المحبة والبغض حتى لا يؤدي ذلك إلى الإسراف ومجاوزة الحد.
قال العلامة ابن الأثير ـ رحمه الله ـ في ((النهاية)) 5/ 284: ((" أحبب حبيبك هونا ما " أي حباً مقتصداً لا إفراط فيه وإضافة ((ما)) إليه [أي لهون] تفيد التقليل: يعني لا تسرف في الحب والبغض، فعسى أن يصير الحبيب بغيضاً، والبغيض حبيباً، فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم، ولا في البغض فتستحي منه إذا أحببته)).
قال العلامة ابن العربي المالكي ـ رحمه الله ـ: ((معناه أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن فقد يعود الحبيب بغيضاً وعكسه فإذا أمكنته من نفسك حال الحب ثم عاد بغيضاً كان لمعالم مضارك أجدر لما اطلع منك حال الحب بما أفضيت إليه من الأسرار، وقال عمر رضي الله عنه: ((لا يكن حبك كلفاً ولا يكن بغضك تلفاً)) (1) [فقلت: كيف ذاك؟ قال: ((إذا أحببت كَلِفْتَ كلف الصبي (2)، وإذا أبَغضت أحببَتَ لصاحبك التِّلف)).] (3).
وعليه أنشد هدبة بن خشرم:
وأبْغِضْ إذا أَبْغَضْتَ بغضاً مقارباً فإنك لا تدري متى أنت راجعُ
وكن معدناً للخير واصفح عن الأذى فإنك راءٍ ما عملت وسامعُ
وأحبب إذا أحببت حباً مقارباً فإنك لا تدري متى أنت نازعُ
ولهذا قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: ((أحبوا هوناً وأبغضوا هوناً فقد أفرط قوم في حب قوم فهلكوا، وأفرط قوم في بغض قوم فهلكوا)).
وقال محمد بن الحنفية t : (( ليس بحكيم من لا يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بداً؛ حتى يجعل الله له فرجاً أو مخرجاً)) (4).
هذا ما تيسر جمعه حول هذا الحديث، والله أسال أن ينفع به كاتبه وقارئه.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[الورّاق]ــــــــ[13 - 12 - 03, 08:17 ص]ـ
عامة الحفاظ على أن هذا الحديث لا يصح إلا موقوفاً على علي رضي الله عنه، ولا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا من حديث علي ولا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/445)
وقال ابن حبان كما في (المجروحين1/ 351) وقال: وهذا الحديث ليس من حديث أبي هريرة، ولا من حديث ابن سيرين، ولا من حديث أيوب وهشام، ولا من حديث حماد بن سلمة، وإنما هو قول علي بن أبي طالب فقط، وقد رفعه عن علي الحسن بن أبي جعفر الجعفري ".
وقال الدارقطني في العلل (4/ 33)، (8/ 110) ـ: ولا يصح رفعه، والصحيح عن علي موقوفاً.
وقال البيهقي ـ (الشعب5/ 260) ـ: والمحفوظ موقوف.
وهو رأي الذهبي كما في (الميزان 3/ 350).
وقد جاء هذا الأثر من طرق متعددة عن علي موقوفاً عليه، ومنها:
ما أخرجه مسدد ـ كما في (المطالب العالية 12/ 64ح2735) قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي إسحاق، عن هبيرة عن علي رضي الله عنه، قال .. وذكره.
ومنها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف7/ 260ح35876)، والبخاري في (الأدب1/ 447ح1321) عن مروان بن معاوية، عن أبي جابر محمد بن عبيد سنان، قال قال علي لابن الكواء: (تدري ما قال الأول: أحبب حبيبك .... ) ثم ذكره.
وقد جاء هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم
أولاً: من حديث أبي هريرة، ـ كما عند الطبراني في (الأوسط3/ 357ح3395، وفي 6/ 200ح6185) ـ من طريق عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً.
وقد تفرد عن أبي الزناد هنا عباد بن كثير، وهو متروك؛ ولذا قال الطبراني في (الموضع السابق): لم يرو هذين الحديثين عن أبي الزناد إلا عباد بن كثير تفرد بهما.
ثانياً: من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
أخرجه الطبراني في (الأوسط 5/ 213 ح5119) من طريق عباد العوام، عن جميل بن زيد، عن ابن عمر {مرفوعاً.
قال الهيثمي في (المجمع1/ 88): فيه جميل بن زيد وهو ضعيف.
ثالثاً: من حديث عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما.
أخرجه الطبراني في (الأوسط5/ 213ح5120) من طريق محمد بن كثير الفهري، حدثنا ابن لهيعة عن أبي نهشل، عن عبدالله بن عمرو بن العاص مرفوعاً.
قال الهيثمي في (المجمع1/ 88): وفيه محمد بن كثير النهري وهو ضعيف.
وقال ابن حجر في (الكافي الشاف3/ 283): وهذا إسناد واهٍ جداً.
ـ[أبو عبدالله بن محمد]ــــــــ[16 - 12 - 03, 06:38 ص]ـ
اشكر للأخ الوراق ما كتبه حول الموضوع، لكن لدي سؤال وهو تجد في كلام الأئمة ما يقدح في السند الصحيح المكتوب أمامك، لأن الذي قرأته أمامي إما نقد عام بقولهم لا يصح الحديث إلا كذا أو كذا، أو تضعيف بعض الأسانيد عن طريق بعض الصحابة.
وأخيراً وليس بآخر: كتب الله لي ولك الأجر والمثوبة وقذف الله الحق على لسانك، وجزاك الله خيراً.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 05 - 07, 01:52 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ما أكثر نفع هذا الملتقى ..... فقلّ أن تبحث عن مسألة إلا وتجد لها بيانا وتفصيلا واستقصاءا.
أسأل الله أن يوفق الجميع.
ـ[ال الطنيجي]ــــــــ[14 - 08 - 07, 06:03 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[27 - 11 - 07, 05:02 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عبدالله بن محمد]ــــــــ[02 - 01 - 08, 10:07 ص]ـ
جزى الله خيرًا من شارك في هذ الموضوع ولو بالدعاء ..
ـ[أبو سامي المكي]ــــــــ[15 - 10 - 10, 04:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل من أحد ينظر في تخريج هذا الأثر عند الضياء في المختارة فلعل فيه مزيد فائدة!!
والله الموفق.(24/446)
إلى من كان ذا علم وعناية بالقراءات
ـ[ابن سحمان]ــــــــ[12 - 12 - 03, 06:14 ص]ـ
اسأل هل هناك منظومات توازي الشاطبية والدرة والطيبة في مضمونها ودلالاتها وإن كان ثم خبر عند المشائخ فليعجل به وليشفي الغليل بجواب تام واف واخص الشيخ السلمي بالمشاركة فقد ظهر لي ان له عناية بما اردته
والله الموفق(24/447)
مناظرة
ـ[أخوكم في الله]ــــــــ[12 - 12 - 03, 06:58 ص]ـ
أيها الأخوة: سمعت أنه قد كانت هناك مناظرة في هذا المنتدى في جواز النظر إلى الفديو ولا أدري أين أجدها
فهل من مساعدة؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[12 - 12 - 03, 04:50 م]ـ
دونك الرابط:
ولا تنسانا من دعائك!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10970&highlight=%E3%E4%C7%D9%D1%C9(24/448)
إطفاء الأنوار في المسجد في صلاة المغرب والعشاء والفجر
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 12 - 03, 07:28 ص]ـ
صليت منذ فترة في مسجد لإخوة أعاجم.
وكانوا يخفضون الضوء الكهربائي كثيراً في المسجد في صلوات المغرب والعشاء والفجر.
وحجتهم أنه أقرب لما كان عليه الأمر في عصر الصحابة، وأنه يضفي جواً من الخشوع والهدوء.
فما قولكم؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[12 - 12 - 03, 07:42 ص]ـ
السلام عليكم أخي الكريم هيثم .. أشار إلى هذا الشيخ مساعد الطيار
- حفظه الله - في مقال له في منتدى أهل التفسير عند كلامه عن قيام
رمضان، حيث قال بهذا الأمر لأنه أدعى إلى الخشوع:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1004
إن القراءة بالليل من أنفع العبادات، وكم من عبادة لا تخرج لذتها للعابدين إلا في وقت الظلمة، لذا كان أهم أوقات اليوم الثلث الأخير من الليل، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ثلث الليل الآخر ينْزل ربنا إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطية؟
هل من مستغفر فأغفر له؟ …)).
وكثيرًا ما نغفل عن عبادة الليل خصوصًا في رمضان ـ مع ما يحصل منا من السهر ـ وتلك غفلة كبيرة لمن حُرِم لذة عبادة الليل.
فَشَمِّرْ عن ساعد الجِدِّ، وأدركْ فقد سبق المشمرون قبلك، ولا تكن في هذه الأمور ذيلاً بل كن رأسًا، والله يوفقني وإياك لكما يحب ويرضى.
ولو رتَّب المسلم لنفسه برنامج قراءة للقرآن كل ليلة؛ لارتبط بعبودية لله، ولم يكن في لَيلِهِ من الغافلين، لا جعلني الله وإياك منهم.
ومما قد يغيب عن أذهاننا في أيامنا هذه: أيامِ الإضاءةِ الليلية التي قلبت الليل إلى نهار، فانقلبت بذلك فطرة الله التي فطر الناس عليها بجعله الليل لهم سباتًا يرتاحون فيه، أقول إنه قد يغيب عنا لذة العبادة في الظلمة، لذا لو جرَّب المسلم قراءة القرآن من حفظِه أو الصلاة النافلة الليلية بلا إضاءة، فإن في ذلك جمعًا لهمِّه، وتركيزًا لنفسه؛ لأن البصر يُشغِل المرء في قراءته أو صلاته.
ومن جرَّب العبادة في الظلمة وجدَ لذة تفوق عبادته وهو تحت إضاءة الكهرباء.
ـ[راشد]ــــــــ[12 - 12 - 03, 09:30 ص]ـ
كلام سليم
ويؤيده أيضاً النهي عن الإسراف
هذه الأنوار المبهرة كم تكلف؟؟
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[12 - 12 - 03, 02:23 م]ـ
قال الشافعي: الظلمة أنور للقلب.
انظر التذ كرة لابن جماعة، الطبعة الباكستانية(24/449)
هل يقال لصغير " طهور لا بأس "
ـ[ابوالوليد]ــــــــ[12 - 12 - 03, 09:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم التناد وبعد:-
سبب هذا البحث هو أني كنت مع أخوةٌ لي في مجلس وكلكم أخوتي أيه المسلمون فقلت لصبي الذي كان معنا وقد ورم خده الإيمن من وجع ضرسه " طهور لابأس "
فعترض صاحبي الأخر فقال أنا لا أوافقك على ماقلت؟
قلت وما الخبر أخي هذا جيد مذاكرة العلم تبقيه.
قال لايقال لصغير هذه السنه.
قلت الحجة والبرهان.
قال الصغير لاتكتب عليه السئه فكيف تقول " طهور لا بأس ".
قلت هذا طيب لكن كيف ومن أين أتيت بهذا المخصص والنص عام.
قال هذا ماظهر لي.
قلت الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم " مايصيب المسلم من نصب.
.. الحديث وهذا الصغير يصدق عليه أنه مسلم فإذا كان كذلك فلا بأس
أن يقال له تلك السنه.
قال إذا تُقال له ويكون التطهير واقعاً على أبويه.
قلت هذا حسن فالصغير لا تكتب عليه سيئه إذا قد يقال أن هذا التطهير
أن لم يجد مايكفر من السيئات فلا مناع أن ترفع له الدرجات بما أصابه.
إلى هنا ووقفت المذاكره بيني و بين أخي أرجو من الأخوه المشاركه
في هذا الموضوع
ـ[الراتع]ــــــــ[12 - 12 - 03, 11:08 ص]ـ
هل يقال لصغير " طهور لا بأس "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله وآله وصحبه ومن تبعه إلى يوم التناد وبعد:-
سبب هذا البحث هو أني كنت مع أخوةٌ لي في مجلس وكلكم أخوتي أيه المسلمون فقلت للصبي الذي كان معنا وقد ورم خده الإيمن من وجع ضرسه " طهور لابأس "
فعترض صاحبي الأخر فقال أنا لا أوافقك على ماقلت؟
قلت وما الخبر أخي هذا جيد مذاكرة العلم تبقيه.
قال لايقال لصغير هذه السنه.
قلت الحجة والبرهان.
قال الصغير لاتكتب عليه السيئه فكيف تقول " طهور لا بأس ".
قلت هذا طيب لكن كيف ومن أين أتيت بهذا المخصص والنص عام.
قال هذا ماظهر لي.
قلت الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم " مايصيب المسلم من نصب.
.. الحديث وهذا الصغير يصدق عليه أنه مسلم فإذا كان كذلك فلا بأس
أن يقال له تلك السنه.
قال إذا تُقال له ويكون التطهير واقعاً على أبويه.
قلت هذا حسن فالصغير لا تكتب عليه سيئه إذا قد يقال أن هذا التطهير
أن لم يجد مايكفر من السيئات فلا مناع أن ترفع له الدرجات بما أصابه.
إلى هنا ووقفت المذاكره بيني و بين أخي أرجو من الأخوه المشاركه
في هذا الموضوع(24/450)
فائدة نفيسة جداً حول تبويب صحيح مسلم
ـ[الساجي]ــــــــ[12 - 12 - 03, 09:12 ص]ـ
ذكر القاضي عياض في كتابه الاكمال ان مسلما بوب لكتابه من خلال وقوفه على بعض النسخ لصحيح مسلم حيث قال في كتاب الطهارة باب التطييب بعد الغسل من الجنابة:
وبذلك بطل من ادعى ان مسلما لم يبوب كتابه ا. ه
فمن عنده زيادة علم حول ذلك فليفدنا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 12 - 03, 09:33 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5915
ـ[الساجي]ــــــــ[12 - 12 - 03, 04:05 م]ـ
لم ار من تعرض لما قاله القاضي عياض،وكون ان الكتاب في الحقيقة مرتب حيث جمع مسلم كل احاديث كتاب على حدة ادعى لصحة ما قاله القاضي خاصة انه اعتمد على نسخة السمرقندي ورواية السجزي والتي فيها دفع للاخطاء المنسوبة الى مسلم وهي توافق رواية البخاري مما يجعل التصويب للنسخ لا للرواية(24/451)
ماذا ورد عن السلف من آثار في الصلاة النبي يوم الجمعة؟؟
ـ[راشد]ــــــــ[12 - 12 - 03, 09:19 ص]ـ
حديث ((أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً))
كيف فهم السلف هذا الحديث وكيف عملوا به؟؟؟
ـ[راشد]ــــــــ[18 - 12 - 03, 05:57 ص]ـ
هل ورد عن العلماء من السلف أو غيرهم شرح للحديث وكيفية العمل به؟؟؟
ـ[أبوسلمان]ــــــــ[18 - 12 - 03, 09:18 م]ـ
الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
بالنسبة لموضوع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فمن خلال قرآتي لم يتضح لي تحديد ولكن أعزو الرجوع لكتاب صفة الصلاة على النبي لإبي لسحاق القاضي وهو جزء حديثي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ,ولكن يوم الجمعة خص بالتقضيل من حيث وجود صلاة الجمعة وللحديث "فيه خلق آدم" وكذلك الساعة التي لا يوافقها عبد يسأل الله إلا استجيب له وهي ساعة العصر وقيل آخر ساعة بل غروب الشمس من يوم الجمعة ولذا إذا صلى المسلم على نبي صلى الله عليه وسلم كان الأجر أعظم ومن المعلوم أن الصلاة تبلغ النبي صلى الله عليه وسلم في قبره لأن الله يرد عليه روحه كما في الحديث وذهب آخرون إلى أن الأنبياء احياء في قبورهم وهناك رسالة للبيهقي في جزء مطبوع عن حياة الأنبياء في قبورهم وملحق بها رسالة للسيوطي عن حياة الأنبياء في قبورهم والصحيح جواز الصلاة على النبي يوم الجمعة مطلقا.
وكتبه أبو سلمان عفا الله عنه(24/452)
إشكال حول ماجاء عن إبراهيم عليه السلام من الكذبات الثلاث
ـ[مهاب]ــــــــ[12 - 12 - 03, 09:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ....
الحمدلله والصلاة و السلام على رسول الله و على آله وصحبه وسلم ...
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الطيب بأهله و أرجو أن لا تكون الأخيرة ...
عوداً على موضوع المشاركة, فعن أحمد: حدثنا علي بن حفص عن ورقاء عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يكذب ابراهيم الا ثلاث كذبات: قوله حين دعى الى آلهتهم فقال: "إني سقيم" و قوله "بل فعله كبيرهم هذا" و قوله لسارة: "انها أختي").
فما صحة هذا الحديث؟ وكيف يكذب الرسول؟(24/453)
يا راكبا من أهالي الشام
ـ[الربيئة]ــــــــ[12 - 12 - 03, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم
اخوتي اعضاء ملتقى اهل الحديث
ارجو دلالتي على مظنة هده الابيات
يا راكبا من أعالي الشام يجدبه:::::::: الى العراقين ادلاج وابكار
حدثتنا عن ربوع طالما قضيت:::::::: للنفس فيها لبانات واوطار
كرر على نازح شط المزار به:::::::: حديثك العدب لا شطت بك الدار
وجزيتم خيرا
اخوكم الربيئة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 12 - 03, 09:03 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ج: 2 ص: 868
يا راكبا من أعالي الشام يجذبه** إلى العراقين إدلاج وإسحار
حدثتني عن ربوع طالما قضيت** للنفس فيها لبانات وأوطار
لدى رياض سقاها المزن ديمته **وزانها زهر غض ونوار
شح الندى أن يسقيها مجاجته** فجادها مفعم الشؤبوب مدرار
بكت عليها الغوادي وهي ضاحكة** وراحت الريح فيها وهي معطار
يا حسنها حين زانتها جواسقها** وأينعت في أعالي الدوح أثمار
فهي السماء اخضرارا في جوانبها** كواكب زهرتبدو وأقمار
حدثتني وأنا الظامي إلى نبإ** لا فض فوك فمني الري تمتار
فهو الزلال الذي طابت مشاربه** وفارقته غثاءات وأكدار
كرر على نازح شط المزار به **حديثك العذب لاشطت بك الدار
وعلل النفس عنهم بالحديث بهم** إن الحديث عن الأحباب أسمار
ـ[الربيئة]ــــــــ[14 - 12 - 03, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي عبد الرحمن الفقيه
ولو تكرمت ايضا ودللتني على احكام الكفار المدنيين
تكون قد اضفت احسانا على احسان
والسلام عليكم
اخوكم / الربيئة(24/454)
ما عوار هذه الكلمة: (لا أحد يمتلك الحقيقة الكاملة) أو (يحتكر الحقيقة الكاملة) .. !
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[12 - 12 - 03, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تتردد هذه المقولة على الأسماع بين الفينة والأخرى في المجالس والمنتديات والحوارات وهي: (لا أحد يملك الحقيقة الكاملة) .. !
أو (لا أحد يحتكر الحقيقة أو الحق) أو نحوها
فماذا يراد منها ... وهل لها معنى صحيح من وجه باطل من وجه
وهل هي صحيحة ولها دخن وماهو دخنها ..
فإن تداولها في الآونة الأخيرة كثر دون بيان فيما أعلم والله أعلم
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 04:55 ص]ـ
أرى أن فيها دَخَنًا من جهتين:
1) عدم استثناء قائلها لرب العالمين سبحانه، فلا شك أن الله تعالى يملك الحقيقة الكاملة، فهو مالك كل شيء، وهو بكل شيء عليم، سبحانه.
2) هناك أمور كثيرة نحن نجزم فيها أننا على حق، ويكون قصد قائل العبارة التشكيك فيما لا يجوز الشك فيه، فكثيرا ما يستعمل هذه العبارة رافضي أو علماني أو زنديق، ويكون موضوع الحوار ثابتاً من ثوابت الدين أو أموره المعلومة بالضرورة، كأن يجادلك في حجية السنة أو عدالة الصحابة أو وجوب الصلاة أو حرمة الزنا ونحو ذلك، ويقصد بإطلاقه هذه العبارة، أنك يمكن أن تكون على باطل، وأنه هو يمكن أن يكون على حق، حاشا لله.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 12 - 03, 06:28 م]ـ
كما أفاد فضيلة الشيخ ابو خالد السلمي هاذي عبارة فيها دخن.
وأصل استخدام هذه العبارة كان من الفلاسفة , حيث انهم يقولون لا يوجد من يملك الحقيقة المطلقة الا الله.
فالحقائق عندهم تنقسم الى قسمين:
حقيقة مطلقة.
وحقيقة ذاتية او نسبية.
الثانية يملكها كل احد والاولى لايملكها احد , والفلسفة تسعى الى معرفة الحقيقة المطلقة.
فانت اذا قلت انك على حق مطلق فأنت تشير بهذا الى امتلاكك الحقيقة المطلقة , و النصارى يقولون انهم على حق فهم يملكون الحقيقة المطلقة والحقيقة المطلقة واحدة فمن الذي هو على حق!
هذه هي المنطلقات الفكرية التى انطلقت منها هذه المقولة.
والناس في هذا الزمان يستخدمون هذه العبارة للطعن في المنطلقات الاسلامية اجمالا والسلفية خصوصا. و يسمون اتباع السلف في الغالب بمسمى: الدغمائية , ويعنون به من يزعم انه يملك الحق مطلقا وان غيره على باطل ولا يقبل من غيره صرفا ولا عدلا.
وهذا الكلام لاشك انه باطل و الفلاسفة (على كفرهم) كانوا اعقل من هؤلاء المنتسبين الى العقل.
وذلك ان ادعاء الحقيقة المطلقة (وان الحق معى) وليس مع غيري قد يصح نقده اذا كان الوصول الى الحقيقة بالادراك البشري البحت.
أما اذا كان الوصول الى الحقيقة كان بوحي الهي مقدس أي بنص كلام الله عز وجل فلا شك ولاريب بأن هذا هو الحق المطلق بل ان الفلاسفة قد نصوا على هذا وخاصة التجديدين منهم والعقلانيون يعلمون هذا وانما يتعامون عنه.
فما دام ان الله عز وجل يملك الحقيقة المطلقة بقول واضعى هذا الاصطلاح فأن ما يخبر به الله سبحانه من ان اليهود والنصارى ليسوا على حق (مثلا) فأن هذا يعنى ان هذا القول حقيقة مطلقة وان من اتبع محمد صلى الله عليه وسلم فهو على حق فهذا ايضا حقيقة مطلقة من قال بها كان على الحق مطلقا.
وكان مالكا للحقيقة المطلقة.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[14 - 12 - 03, 04:54 ص]ـ
جوابان جميلان نافعان
أسأل الله أن يسعدكما في الدارين -آمين-(24/455)
أيهما أعلم أبي داود أم مسلم؟
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[13 - 12 - 03, 02:08 ص]ـ
؟
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[14 - 12 - 03, 08:49 م]ـ
...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 03, 09:49 م]ـ
أبو داود أفقه من مسلم بلا خلاف
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:18 م]ـ
طيب في علم التصحيح والتعليل من؟
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[24 - 12 - 03, 12:25 ص]ـ
***(24/456)
ما تفسير: إذا وضع الطعام فخذوا من حافته وذروا وسطه، فإن البركة تنزل في وسطه.؟
ـ[راشد]ــــــــ[13 - 12 - 03, 02:18 ص]ـ
40753 - إذا وضع الطعام فخذوا من حافته وذروا وسطه، فإن البركة تنزل في وسطه.
(ه - عن ابن عباس).
40754 - إن البركة تنزل في وسط الطعام، فكلوا من حافته ولا تأكلوا من وسطه.
(ت، ك - عن ابن عباس).
40755 - كلوا في القصعة من جوانبها، ولا تأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها.
(حم، هق - عن ابن عباس).
40756 - كلوا من حواليها وذروا ذروتها يبارك فيها.
(د، ه عن عبد الله بن بسر).
40757 - كلوا بسم الله من حواليها واعفوا رأسها، فإن البركة تأتيها من فوقها.
(ه - عن واثلة) (أخرجه ابن ماجه كتاب الأطعمة رقم 3276 وقال في إسناده عبد الرحمن ابن أبي قسيمة. ص).(24/457)
طلب فى ترجمة بعض الرواة
ـ[طالبة علم]ــــــــ[13 - 12 - 03, 03:43 ص]ـ
حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا بقية وشعيب بن إسحاق عن الأوزاعى حدثنى محمد بن الوليد عن سعيد بن أبى سعيدعن أبيه عن أبى هريرة عن رسول الله قال: (إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا ليجعلهما بين رجليه أو ليصل فيهما) الحديث رقم 655
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا للاطالة عليكم ... أريد ترجمة (سعيد بن أبى سعيد وأبيه) المذكورين فى السن) من تهذيب التهذيب وقول الذهبى فيهما
* الاسم الكامل والكنية * سنة المولد والوفاة * الجرح والتعديل *ثلاثة من الشيوخ * وثلاثة من التلاميذ
ثانيا: أقوال العلماء فى ميمونة بنت الحارث زوج النبى صلى الله عليه وسلم من كتاب تهذيب التهذيب وعام المولد والوفاة وثلاثة من الشيوخ.
ثالثا: أريد ترجمة (الحسن بن علي بن محمد الهذلي الخلال، أبو علي، الحلواني الريحاني) من حيث:-
* الاسم الكامل والكنية * سنة المولد والوفاة * الجرح والتعديل - ويا حبذا لو كان قول الذهبى-*ثلاثة من الشيوخ * وثلاثة من التلاميذ.
مع ذكر المرجع وأرجوا ان يكون من تهذيب التهذيب.
ضاعف الرحمن لكم الأجر وجزاكم كل خير.
ـ[أبو منال]ــــــــ[13 - 12 - 03, 04:20 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
عذرا للاطالة عليكم ... أريد ترجمة (سعيد بن أبى سعيد وأبيه) المذكورين فى السن) من تهذيب التهذيب وقول الذهبى فيهما
* الاسم الكامل والكنية * سنة المولد والوفاة * الجرح والتعديل *ثلاثة من الشيوخ * وثلاثة من التلاميذ
سعيد بن أبي سعيد هو المقبري وهذه ترجمته - كاملة - من تهذيب الكمال:
سعيد بن أبى سعيد، و اسمه كيسان المقبرى، أبو سعد المدنى، و كان أبوه أبو سعيد مكاتبا لامرأة من أهل المدينة، من بنى ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، و المقبرى نسبة إلى مقبرة بالمدينة، كان مجاورا لها. اهـ.
و قال المزى: ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الثالثة من أهل المدينة.
و قال عثمان بن سعسد الدارمى: سألت يحيى بن معين عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه: كيف حديثهما؟ فقال: ليس به بأس. قلت: هو أحب إليك أو سعيد المقبرى؟ فقال: سعيد أوثق، العلاء ضعيف.
و قال على ابن المدينى، و محمد بن سعد، و أحمد بن عبد الله العجلى، و أبو زرعة، و النسائى، و عبد الرحمن بن يوسف بن حراش: ثقة. زاد ابن حراش: جليل أثبت الناس فيه الليث بن سعد.
و قال أبو حاتم: صدوق.
و قال الواقدى: كان قد كبر حتى اختلط قبل موته بأربع سنين.
و قال يعقوب بن شيبة: قد كان كبر و تغير و اختلط قبل موته، يقال: بأربع سنين، حتى استثنى بعض المحدثين عنه ما متب عنه فى كبره مما كتب قبله، فكان شعبة يقول: حدثنا سعيد المقبرى بعدما كبر.
و قال البخارى: روى عنه يحيى بن أبى كثير، قال: عن أبى سعد، عن أبى شريح ـ و هو سعيد بن أبى سعيد ـ و روى مخولبن راشد، عن أبى سعد ـ و هو سعيد ـ.و قال أبو أحمد بن عدى: إنكا ذكرت سعيدا المقبرى لأن شعبة يقول: حدثنا سعيد
بعدما كبر، و أرجو أن يكون سعيد من أهل الصدق، و قد قبله الناس، و روى عنه الأئمة و الثقات من الناس، و ما تكلم فيه أحد إلا بخير.
و قال الحافظ أبو القاسم: قدم الشام مرابطا، و حدث ببيروت من ساحل دمشق،و سمع منه هناك عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. ثم روى بإسناده عن ابن جابر قال:حدثنى سعيد بن أبى سعيد المقبرى (ق) و نحن ببيروت، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا إن الله قد جعل لكل ذى حق حقه
، ألا لا وصية لوارث " ثم قال: فرق الخطيب أبو بكر فى " المتفق و المفترق " بين المقبرى و بين سعيد بن أبى سعيد الذى حدث ببيروت، و وهم فى ذلك.قال الخارى: مات بعد نافع. و قال الواقدى، و يعقوب بن شيبة، و غير واحد: مات فى أول خلافة هشام بن عبد الملك.
و قال نوح بن حبيب القومسى: سعيد بن أبى سعيد، و ابن أبى مليكة، و قيس بن سعد، ماتوا سنة سبع عشرة و مئة.
و قال: محمد بن سعد، و أبو بكر بن ابى خيثمة: مات فى أول خلافة هشام بن عبد الملك، سنة ثلاث و عشرين و مئة.
و قال أبو عبيد القاسم بن سلام: مات سنة خمس و عشرين و مئة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/458)
و قال خليفة بن خياط: و فى سنة ست و عشرين و مئة مات عمرو بن دينار بمكة، و سعيد المقبرى بالمدينة. روى له الجماعة. اهـ.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 4/ 39:
و ذكر الحافظ سعد الدين الحارثى أن ابن عساكر لم يصب فى توهيم الخطيب. و صدق الحارثى ; قد جاء فى كثير من الروايات: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن سعيد بن أبى سعيد الساحلى، عن أنس، و الرواية التى وقعت لابن عساكر، و فيها: عن ابن جابر، عن سعيد بن أبى سعيد المقبرى كأنها وهم من أحد الرواة، و هو سليمان بن أحمد الواسطى، فإنه ضعيف جدا، و إن المقبرى لم يقل أحد إنه
يدعى الساحلى، و هذا الساحلى غير معروف، تفرد عنه ابن جابر.
و قد روى ابن ماجة فى الجهاد عن عيسى بن يونس الرملى، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن سعيد بن خالد بن أبى طويل الصيداوى، و يقال: البيروتى، عن أنس،حديثا، فيحتمل أن يكون سعيد بن أبى سعيد الساحلى، هو سعيد بن خالد هذا، فقد
أخرج له ابن ماجة حديثين من رواية ابن شعيب، عن ابن جابر، عنه، فيحتمل أن يكون ابن جابر سقط فى حديث سعيد بن خالد، و الله أعلم.
و فى الرواة سعيد بن أبى سعيد غير هذا أربعة عشر رجلا، ذكر أكثرهم الخطيب فى " المتفق و المفترق "، تركتهم تخفيفا.
و قال ابن حبان فى الثقات: اختلط قبل موته بأربع سنين.
و قال الساجى: قال ابن معين: أثبت الناس فى سعيد، ابن أبى ذئب. و قال ابن أبى حاتم: سألت أبى: هل سمع المقبرى من عائشة؟ فقال: لا. و ذكر عبد الحق الأشبيلى أنه لم يسمع من أم سلمة أيضا. اهـ.
====
اسماء ثلاثة من شيوخه:
أنس بن مالك
أبى الحباب سعيد بن يسار
شريك بن عبد الله بن أبى نمر
أسماء ثلاثة من تلاميذه:
أبو إسحاق إبراهيم بن الفضل المخزومى
أسامة بن زيد الليثي
أيوب بن موسى
*******************************************
ابو سعيد وهذه ترجمته كاملة:
قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(خ م د ت س ق): كيسان، أبو سعيد المقبرى المدنى صاحب العباء مولى أم شريك من بنى ليث ثم من بنى جندع، والد سعيد بن أبى سعيد المقبرى. كان منزله عند المقابر، فقيل له: المقبرى. اهـ.
و قال المزى: ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الأولى من أهل المدينة.
و قال النسائى: لا بأس به.
و قال إبراهيم الحربى: كان ينزل المقابر فسمى بذلك، قال: و سمعت فى ذلك ابن عمر جعله على حفر القبور، فسمى المقبرى، و جعل نعيما على أجمار المسجد فسمى المجمر.
و قال الواقدى: كان ثقة، كثير الحديث، توفى سنة مئة فى خلافة عمر بن عبد العزيز.
و قال محمد بن سعد: توفى فى خلافة الوليد بن عبد الملك.
و قال أبو حاتم: توفى بالمدينة فى خلافة عبد الملك.
روى له الجماعة. اهـ.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 8/ 453
(عقب قوله: و قيل: إن عمر جعله على حفر القبور، فسمى المقبرى، و جعل نعيما على أجمار المسجد فسمى المجمر.):
هذا بعيد من الصواب، و ما أظن نعيما أدرك عمر.
و قال البخارى فى " صحيحه ": قال إسماعيل بن أبى أويس: إنما سمى المقبرى لأنه كان ينزل ناحية المقابر.
و زعم الطحاوى فى " بيان المشكل " أنه مات سنة خمس و عشرين و مئة، و هو وهم منه ; فإن ذاك تاريخ وفاة ابنه سعيد، و حاول الطحاوى بذلك إنكار سماعه من أبى رافع و من الحسن بن على، و لا إنكار فى ذلك لأن البخارى قد جزم بأن أبا سعيد سمع من عمر، و لو صح ما قال الطحاوى، لكان عمر أبى سعيد أكثر من مئة و عشر سنين، و هذا لم يقله أحد، و قد صرح أبو داود فى روايته لحديث
أبى سعيد عن أبى رافع بالسماع.
و فرق ابن حبان فى " الثقات " بين كيسان صاحب العباء روى عن عمر، و عنه أبو صخر، و بين كيسان مولى أم شريك، يكنى أبا سعيد، و هو المعروف بالمقبرى لأن منزله كان بالقرب من المقابر. فالله أعلم. اهـ.
===
اسماء ثلاثة من شيوخه:
أسامة بن زيد
عبد الله بن سلام
عبد الله بن وديعة
ثلاثة من تلاميذه:
أبو الغصن ثابت بن قيس المدنى
عبد الله بن سعيد بن أبى سعيد المقبرى
أبو صخر حميد بن زياد
***********************************************
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/459)
ثانيا: أقوال العلماء فى ميمونة بنت الحارث زوج النبى صلى الله عليه وسلم من كتاب تهذيب التهذيب وعام المولد والوفاة وثلاثة من الشيوخ.
قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(خ م د ت س ق): ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج النبى صلى الله عليه وسلم، و قد تقدم باقى نسبها و أسماء أخواتها و أمها فى ترجمة أختها أم الفضل لبابة بنت الحارث.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ست من الهجرة. اهـ.
و قال المزى: و روى سفيان بن عيينة (س)، عن منبوذ، عن أمه، عنها. و قيل: كان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.
و توفيت بسرف و هو ما بين مكة و المدينة حيث بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم و ذلك سنة إحدى و خمسين، و قيل: سنة ثلاث و ستين، و قيل: سنة ست و ستين، و صلى عليها عبد الله بن عباس، و دخل قبرها هو و يزيد بن الأصم، و عبد الله بن شداد أبناء أخواتها، و ربيبها عبيد الله الخولانى. روى لها الجماعة. اهـ.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 12/ 453:
القول الأول هو الصحيح (أى موتها سنة إحدى و خمسين)، و أما الأخيران فغلط بلا ريب (أى سنة ثلاث و ستين، و ست و ستين)، فقد صح من حديث يزيد بن الأصم قال: دخلت على عائشة بعد وفاة ميمونة، فقالت: كانت من أتقانا.و قال يعقوب بن سفيان: توفيت سنة تسع و أربعين. اهـ.
الشيوخ:
النبى صلى الله عليه وسلم
تلاميذ:
عبد الله بن شداد بن الهاد
عبد الله بن عباس
عبد الرحمن بن السائب الهلالى
***********************************************
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
ثالثا: أريد ترجمة (الحسن بن علي بن محمد الهذلي الخلال، أبو علي، الحلواني الريحاني)
قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(خ م د ت ق): الحسن بن على بن محمد الهذلى الخلال أبو على، و قيل: أبو محمد، الحلوانى الريحانى، نزيل مكة. اهـ.
و قال المزى: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبى عنه، فقال: ما أعرفه بطلب الحديث، و لا رأيته يطلب الحديث. قلت: إنه يذكر أنه كان ملازما ليزيد بن هارون. فقال: ما أعرفه إلا أنه جاءنى إلى ها هنا يسلم على. و لم يحمده أبى، ثم قال: تبلغنى عنه أشياء أكرهه. و لم أر أبى يستخفه. و قال أبى مرة أخرى: أهل الثغر عنه غير راضين، أو كلاما هذا معناه.
و قال يعقوب بن شيبة: كان ثقة، ثبتا، متقنا.
و قال أبو داود: كان لا ينتقد الرجال.
و قال أيضا: كان عالما بالرجال، و كان لا يستعمل علمه.
و قال النسائى: ثقة.
و قال داود بن الحسين البيهقى: بلغنى أن الحسن بن على الحلوانى، قال: إنى لا أكفر من وقف القرآن، فتركوا علمه.
قال داود بن الحسين: سألت أبا سلمة بن شبيب عن علم الحلوانى، فقال: يرمى فى الحش. قال (أبو) سلمة: من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر.
و قال أبو بكر الخطيب: كان ثقة حافظا.
و قال أيضا: فيما أخبرنا أبو العز بن المجاور، عن أبى اليمن الكندى، عن أبى منصور القزاز، عنه ـ: حدثنا الحسن بن على الجوهرى إملاءا، قال: حدثنا على بن محمد بن الفتح الأشنانى، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن البزورى، قال: سألت الحسن بن على الحلوانى، فقلت: إن الناس قد اختلفوا عندنا فى القرآن، فما تقول؟ قال: القرآن كلام الله غير مخلوق، ما نعرف غير هذا.
قال أبو القاسم اللالكائى: توفى سنة اثنتين و أربعين و مئتين، و زاد غيره: فى ذى الحجة بمكة. اهـ.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 2/ 303:
(قال اللالكائى: مات سنة اثنين و أربعين و مئتين، و زاد غيره: فى ذى الحجة
.)
قلت: هذا قول البخارى فى " تاريخه ".
و قال الترمذى: حدثنا الحسن بن على، و كان حافظا.
و قال ابن عدى: له كتاب صنفه فى السنن.
و قال الخليلى: كان يشبه بأحمد فى سمته و ديانته.
و روى ابن حبان فى " صحيحه " عن المفضل بن محمد الجندى عنه.
و ذكره فى " الثقات ". اهـ.
ثلاثة من الشيوخ:
فى "تهذيب الكمال" روى عن:
أبى عاصم الضحاك بن مخلد النبيل
عبد الرزاق بن همام
عبد الصمد بن عبد الوارث
تلاميذ:
قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عنه:
(الجماعة سوى النسائى)
البخارى
مسلم
أبو داود
الترمذى
إبراهيم بن إسحاق الحربى
أحمد بن على الأبار
أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبى عاصم النبيل
******************************************
ـ[طالبة علم]ــــــــ[13 - 12 - 03, 09:01 ص]ـ
اسال الله أن يرزقك الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عذاب .. جزاك الله كل خير ..
أريد أيضا سليمان بن أبى سليمان بن فيروز الشيبانى بارك الله فيكم
وهو مذكور فى اسناد هذا الحديث:-
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن. الشيبانى عن عبد الله بن شداد حدثتنى ميمونة بنت الحارث قالت: كان رسول الله يصلى وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابه ثوبه إذا سجد وكان يصلى على الخمرة.
حديث رقم 656 فى سنن أبى داود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/460)
ـ[أبو منال]ــــــــ[13 - 12 - 03, 09:19 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
أريد أيضا سليمان بن أبى سليمان بن فيروز الشيبانى بارك الله فيكم
وهو مذكور فى اسناد هذا الحديث:-
حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن. الشيبانى عن عبد الله بن شداد حدثتنى ميمونة بنت الحارث قالت: كان رسول الله يصلى وأنا حذاءه وأنا حائض وربما أصابه ثوبه إذا سجد وكان يصلى على الخمرة.
حديث رقم 656 فى سنن أبى داود
واياكم ان شاء الله.
الشيباني هو سليمان بن أبي سليمان إسمه فيروز وليس بن فيروز واليك ترجمته كاملة:
قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(خ م د ت س ق): سليمان بن أبى سليمان ـ و اسمه فيروز، و يقال: خاقان، و يقال: عمرو ـ أبو إسحاق الشيبانى الكوفى، مولى بنى شيبان بن ثعلبة، و قيل: مولى عبد الله بن عباس، و الصحيح الأول. اهـ.
و قال المزى: قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: رأيت أحمد بن حنبل يعجبه حديث الشيبانى، و قال: هو أهل أن لا ندع له شيئا.
و قال إسحاق بن منصور، و أحمد بن سعد أبى مريم عن يحيى بن معين: ثقة.
زاد ابن أبى مريم: حجة.
و قال أبو حاتم: ثقة صدوق، صالح الحديث.
و قال النسائى: ثقة.
و قال أحمد بن عبد الله العجلى: كان ثقة من كبار أصحاب الشعبى، و يروى عنه، قال: خرجت من الكوفة إلى الجبل و ما يذكر إبراهيم النخعى ثم رجعت إلى الكوفة فإذا هو قد حدث و أفتى و مات، و كتبت عن رجل عنه. قال الواقدى، و يحيى بن بكير: مات سنة تسع و عشرين و مئة. و قال عمرو بن على، و أبو عيسى الترمذى: مات سنة ثمان و ثلاثين و مئة.
و قال أبو معاوية، و محمد بن عبد الله بن نمير: مات سنة تسع و ثلاثين و مئة.
و قال البخارى: مات سنة إحدى أو اثنتين و أربعين و مئة.
و قال محمد بن سعد: قال الهيثم بن عدى: توفى لسنتين خلتا من خلافة أبى جعفر.
قال أبو بكر الخطيب: حدث عنه أبو إسحاق السبيعى، و جعفر بن عون و بين وفاتهما تسع و سبعون. و قيل: ثمانون، و قيل: إحدى و ثمانون سنة. و حدث عنه عاصم الأحول و بين وفاته و وفاة جعفر بن عون خمس أو ست و ستون سنة.
روى له الجماعة. اهـ.
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 4/ 198:
و حكى الخطيب فى " المتفق " أن اسم أبيه مهران.
و قال العجلى: ثقة.
و قال ابن أبى خيثمة: حدثنا الأخنسى سمعت أبا بكر بن عياش يقول: كان الشيبانى فقيه الحديث.
و قال ابن عبد البر: هو ثقة حجة عند جميعهم. اهـ.
ثلاثة من شيوخه:
أشعث بن أبى الشعثاء
بكير بن الأخنس
جبلة بن سحيم
تلاميذ:
جرير بن عبد الحميد
خالد بن عبد الله
سفيان بن عيينة
ـ[طالبة علم]ــــــــ[13 - 12 - 03, 09:24 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الرحمن بارك الله فيكم ... وعذرا ان لم يكن بها اثقال أنا أريد ترجمته الخاصة بابن حجر فى تهذيب التهذيب - ان امكن- وجزاكم الله خيرا كثيرا
ـ[أبو منال]ــــــــ[13 - 12 - 03, 09:47 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
أريد ترجمته الخاصة بابن حجر فى تهذيب التهذيب
تهذيب التهذيب - ابن حجر ج 4 ص 172:
سليمان بن أبي سليمان واسمه فيروز ويقال خاقان ويقال عمرو أبو إسحاق الشيباني مولاهم الكوفي وقيل مولى ابن عباس والاول صح. روى عن عبدالله بن أبي أوفى وزر بن حبيش وأشعث بن أبي الشعثاء وبكير ابن الاخنس وجبلة بن سحيم وحبيب بن أبي ثابت وأبي بردة بن أبي موسى وابنه سعيد بن أبي بردة وأبي الزناد وعبد الله بن شداد بن الهاد وعبد الرحمن بن الاسود بن يزيد النخعي وعبد العزيز بن رفيع وعدي بن ثابت وعطاء بن أبي الحسن السوائي وعكرمة مولى ابن عباس ومحارب بن دثار ومحمد بن أبي المجالد ويزيد بن الاصم ويسير بن عمرو والوليد بن العيزار وابراهيم النخعي وغيرهم. وعنه ابنه إسحاق وأبو إسحاق السبيعي وهو أكبر منه وعاصم الاحول وهو من اقرانه وابراهيم بن طهمان وأبو إسحاق الفزاري والثوري وشعبة والمسعودي وعبد الواحد بن زياد وهشيم وأبو بكر والحسن ابنا عياش وحفص بن غياث وابن عيينة وابن ادريس وعباد بن العوام وخالد بن عبدالله وعلي بن مسهر والعوام ابن حوشب ومحمد بن فضيل وأبو عوانة واسباط بن محمد وجعفر بن عون وهو خاتمة أصحابه. قال الجوزجاني رأيت أحمد يعجبه حديث الشيباني وقال هو أهل ان لا ندع له شيئا وقال ابن أبي مريم عن ابن معين ثقة حجة وقال أبو حاتم ثقة صدوق صالح الحديث وقال النسائي ثقة وقال العجلي كان ثقة من كبار أصحاب الشعبي وقال يحيى بن بكير مات سنة تسع وعشرين ومائة وقال عمرو بن علي مات سنة (38) وقال ابن نمير مات سنة (39) وقال البخاري مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة. قلت: وحكى الخطيب في المتفق ان اسم أبيه مهران وقال العجلي ثقة وقال ابن أبي خيثمة ثنا الاخنسي سمعت أبا بكر بن عياش يقول كان الشيباني فقيه الحديث وقال ابن عبد البر هو ثقة حجة عند جميعهم.
.................................................. ..........
تقريب التهذيب - ابن حجر ج 1 ص 386:
سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشيباني الكوفي ثقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/461)
ـ[طالبة علم]ــــــــ[14 - 12 - 03, 08:05 م]ـ
جزاك الله كل خير أخى .. أسأل الله أن يرزقك الفردوس الأعلى بلا حساب ولا عذاب ... اللهم آمين
ـ[طالبة علم]ــــــــ[14 - 12 - 03, 11:19 م]ـ
حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وعثمان بن أبي شيبة بمعنى الإسناد والحديث قالا حدثنا أبو أحمد الزبيري عن يونس بن الحارث عن أبي عون عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير والفروة المدبوغة
هل هذا الحديث صحيح؟ هو فى سنن أبى داود حديث رقم 563
ـ[أبو منال]ــــــــ[15 - 12 - 03, 01:23 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طالبة علم
حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة وعثمان بن أبي شيبة بمعنى الإسناد والحديث قالا حدثنا أبو أحمد الزبيري عن يونس بن الحارث عن أبي عون عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الحصير والفروة المدبوغة
هل هذا الحديث صحيح؟ هو فى سنن أبى داود حديث رقم 563
هذا الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ج: 1 ص: 467:
أخبرنا محمد بن ربيعة الكلابي عن يونس بن الحارث الثقفي عن أبي عون عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرو وكان يستحب أن تكون له فروة مدبوغة يصلي عليها
وفي مسند الامام أحمد ج: 4 ص: 254
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن ربيعة ثنا يونس بن الحارث الطائفي عن أبي عون عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أو يستحب أن يصلي على فروة مدبوغة
**
الحديث ضعيف فيه يونس بن الحارث (الطائفي - ضعيف)
و عبيد الله بن سعيد السقفي ((والد أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي)) - مجهول)
قال الذهبي في ميزان الإعتدال ج: 7 ص: 313
و من مناكير يونس ما أنبأني ابن الدرجي عن الصيدلاني أخبرتنا فاطمة الجوزدانية أخبرنا ابن بريدة أخبرنا الطبراني أخبرنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس ابن الحارث عن محمد بن عبيد الله أبي عون الثقفي عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحب أن يصلي على فروة مدبوغة أو حصير أخرجه أبو داود
والله أعلم.
ملاحظة: الصلاة على الحصير وسائر ما تنبته الأرض , مجمع عليه.
ـ[طالبة علم]ــــــــ[16 - 12 - 03, 07:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخى بارك الرحمن فيك وحفظك من كل سوء
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو منال
ملاحظة: الصلاة على الحصير وسائر ما تنبته الأرض , مجمع عليه.
لم أفهم هذه الجملة .. مامعنى مجمع عليه؟
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[17 - 12 - 03, 10:41 م]ـ
بارك الله في الجميع
لكن هناك مواقع فيها كتب التراجم اذا اردت اي ترجمة من كتاب
معين فاذهبي اليها وهذا انفع لك واسرع
لكي تتعلمي طرق البحث عن الرجال ويصبح لك دربة على هذه الكتب
ومن هذه المواقع
مكتبة مشكاة الإسلامية
وهذا رابط كتاب تهذيب التهذيب فيها
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=23&book=458
وهذا الموقع فيه كتب في التراجم قيمة أيضا
http://www.almansiuon.com/Data01/LIBRARY/hist.htm
والله أسأل أن يوفقنا الى طاعته(24/462)
أسئلة موسوس؟؟ ساعدوني على الإجابة!
ـ[الشعبي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:16 ص]ـ
س1 / يقول الموسوس: إذا ((قضيت حاجتي: سواءاً بول أو براز)) في أثناء الطهارة يتساقط الماء على رجلي، فهل يجب علي غسلها!؟
س2 / يقول الموسوس: إذا خلعت نعلي ووطئت أرضاً نجسة، فهل علي غسل رجلي أم لا، ((علماً كما يقول الموسوس: الرجل بعد فسخ النعل يكون فيها عرق بسيط))!!
فياأيها المشايخ الفضلاء ساعدوني على إجابة هذا الموسوس.وخاصة المشرف العلامة المبجل أبوعمر وفقه الله.
عافانا الله من الوسواس والوسوسة .....
ـ[الشعبي]ــــــــ[14 - 12 - 03, 03:07 ص]ـ
معقولة يوم كامل،،،ولا من مجيب!!!! سبحان الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 03, 10:31 ص]ـ
لأخ الفاضل الشعبي حفظه الله
لايجب عليه غسل رجليه في الحالين، ونسأل الله أن يشفيه ويعافيه من الوسواس، ومثل هؤلاء الموسوسين أحوج إلى الأخذ على أيديهم من الإفتاء لهم،فبعضهم مهما أفتيته لايزال في وسواسه، فيحتاجون إلى وعظ وتذكير، وتبيين تلبيس إبليس عليهم، حتى لايتمادى الشيطان بهم ويفسد عليهم دينهم، نسال الله السلامة والعافية.
ومن المراجع المفيدة حول الوسوسة في الطهارة ما ذكره ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس وكذلك ما ذكره ابن القيم في إغاثة اللهفان،
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 03, 10:51 ص]ـ
إغاثة اللهفان 1 ص: 135
فصل
ومن كيده الذي بلغ به من الجهال ما بلغ الوسواس
الذي كادهم به في أمر الطهارة والصلاة عند عقد النية
حتى ألقاهم في الآصار والأغلال
وأخرجهم عن اتباع سنة رسول الله
وخيل إلى أحدهم أن ما جاءت به السنة لا يكفي حتى يضم إليه غيره فجمع لهم بين هذا الظن الفاسد والتعب الحاضر وبطلان الأجر أو تنقيصه
ولا ريب أن الشيطان هو الداعي إلى الوسواس
فأهله قد أطاعوا الشيطان ولبوا دعوته واتبعوا أمره ورغبوا عن اتباع سنة رسول الله وطريقته
حتى إن أحدهم ليرى أنه إذا توضأ وضوء رسول الله أو اغتسل كاغتساله لم يطهر ولم يرتفع حدثه
ولولا العذر بالجهل لكان هذا مشاقة للرسول فقد كان رسول الله يتوضأ بالمدع وهو قريب من ثلث رطل بالدمشقي ويغتسل بالصاع وهو نحو رطل وثلث
والموسوس يرى أن ذلك القدر لا يكفيه لغسل يديه وصح عنه عليه السلام أنه توضأ مرة مرة ولم يزد على ثلاث بل أخبر أن من زاد عليها فقد أساء وتعدى وظلم
فالموسوس مسيء متعد ظالم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكيف يتقرب إلى الله بما هو مسىء به متعد فيه لحدوده!
وصح عنه أنه كان يغتسل هو وعائشة رضي الله عنها من قصعة بينهما فيها أثر العجين
ولو رأى الموسوس من يفعل هذا لأنكر عليه غاية الإنكار وقال ما يكفي هذا القدر لغسل اثنين كيف والعجين يحلله الماء فيغيره هذا والرشاش ينزل في الماء فينجسه عند بعضهم ويفسده عند آخرين فلا تصح به الطهارة وكان يفعل ذلك مع غير عائشة مثل ميمونة وأم سلمة وهذا كله في الصحيح
وثبت أيضا في الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال كان الرجال والنساء على عهد رسول الله يتوضئون من إناء واحد والآنية التي كان عليه السلام وأزواجه وأصحابه ونساؤهم يغتسلون منها لم تكن من كبار الآنية ولا كانت لها مادة تمدها كأنبوب الحمام ونحوه ولم يكونوا يراعون فيضانها حتى يجري الماء من حافاتها كما يراعيه جهال الناس ممن بلى بالوسواس في جرن الحمام
فهدي رسول الله الذي من رغب عنه فقد رغب عن سنته جواز الاغتسال من الحياض والآنية وإن كانت ناقصة غير فائضة ومن انتظر الحوض حتى يفيض ثم استعمله وحده ولم يمكن أحدا أن يشاركه في استعماله فهو مبتدع مخالف للشريعة
قال شيخنا ويستحق التعزير البليغ الذي يزجره وأمثاله عن أن يشرعوا في الدين ما لم يأذن به الله ويعبدوا الله بالبدع لا بالاتباع
ودلت هذه السنن الصحيحة على أن النبي وأصحابه لم يكونوا يكثرون صب الماء ومضى على هذا التابعون لهم بإحسان
قال سعيد بن المسيب إني لاستنجي من كوز الحب وأتوضأ وأفضل منه لأهلي
وقال الإمام أحمد من فقه الرجل قلة ولوعه بالماء
وقال المروزى وضأت أبا عبدالله بالعسكر فسترته من الناس لئلا يقولوا إنه لايحسن الوضوء لقلة صبه الماء وكان أحمد يتوضأ فلا يكاد يبل الثرى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/463)
وثبت عنه في الصحيح أنه توضأ من إناء فأدخل يده فيه ثم تمضض واستنشق وكذلك كان في غسله يدخل يده في الإناء ويتناول الماء منه والموسوس لا يجوز ذلك ولعله أن يحكم بنجاسة الماء ويسلبه طهوريته بذلك
وبالجملة فلا تطاوعه نفسه لاتباع رسول الله وأن يأتي بمثل ما أتى به أبدا وكيف يطاوع الموسوس نفسه أن يغتسل هو وامرأته من إناء واحد قدر الفرق قريبا من خمسة أرطال بالدمشقي يغمسان أيديهما فيه ويفرغان عليهما
فالمسوس يشمئز من ذلك كما يشمئز إذا ذكر الله وحده!!
قال أصحاب الوسواس إنما حملنا على ذلك الاحتياط لديننا والعمل بقوله دع ما يريبك إلى مالا يريبك وقوله من اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه وقوله الإثم ما حاك في الصدر
وقال بعض السلف الإثم حور القلوب وقد وجد النبي تمرة فقال لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها أفلا يرى أنه ترك أكلها احتياطا
وقد أفتى مالك رحمه الله فيمن طلق امرأته وشك هل هي واحدة أم ثلاث بأنها ثلاث احتياطا للفروج
وأفتى من حلف بالطلاق أن في هذه اللوزة حبتين وهو لا يعلم ذلك فبان الأمر كما حلف عليه أنه حانث لأنه حلف على ما لا يعلم
وقال فيمن طلق واحدة من نسائه ثم أنسيها يطلق عليه جميع نسائه احتياطا وقطعا للشك
وقال أصحاب مالك فيمن حلف بيمين ثم نسيها إنه يلزمه جميع ما يحلف به عادة فيلزمه الطلاق والعتاق والصدقة بثلث المال وكفارة الظهار وكفارة اليمين بالله تعالى والحج ماشيا ويقع الطلاق في جميع نسائه ويعتق عليه جميع عبيده وإمائه وهذا أحد القولين عندهم ومذهب مالك أيضا أنه إذا حلف ليفعلن كذا أنه على حنث حتى يفعله فيحال بينه وبين امرأته ومذهبه أيضا أنه إذا قال إذا جاء رأس الحول فأنت طالق ثلاثا أنها تطلق في الحال وهذا كله احتياط
وقال الفقهاء من خفي عليه موضع النجاسة من الثوب وجب عليه غسله كله وقالوا إذا كان معه ثياب طاهرة وتنجس منها ثياب وشك فيها صلى في ثوب بعد ثوب بعدد النجس وزاد صلاة لتيقن براءة ذمته وقالوا إذا اشتبهت الأواني الطاهرة بالنجسة أراق الجميع وتيمم وكذلك إذا اشتبهت عليه القبلة فلا يدرى في أي جهة فإنه يصلي أربع صلوات عند بعض الأئمة لتبرأ ذمته بيقين
وقالوا من ترك صلاة من يوم ثم نسيها وجب عليه أن يصلي خمس صلوات وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام من شك في صلاته أن يبني على اليقين
وحرم أكل الصيد إذا شك صاحبه هل مات بسهمه أو بغيره كما إذا وقع في الماء وحرم أكله إذا خالط كلبه كلبا آخر للشك في تسمية صاحبه عليه
وهذا باب يطول تتبعه فالاحتياط والأخذ باليقين غير مستنكر في الشرع وإن سميتموه وسواسا وقد كان عبدالله بن عمر يغسل داخل عينيه في الطهارة حتى عمي وكان أبو هريرة إذا توضأ أشرع في العضد وإذا غسل رجليه أشرع في الساقين فنحن إذا احتطنا لأنفسنا وأخذنا باليقين وتركنا ما يريب إلى ما لا يريب وتركنا المشكوك فيه للمتيقن المعلوم وتجنبنا محل الاشتباه لم نكن بذلك عن الشريعة خارجين ولافي البدعة والجين وهل هذا إلا خير من التسهيل والاسترسال حتى لا يبالي العبد بدينه ولا يحتاط له بل يسهل الأشياء ويمشي حالها ولا يبالي كيف توضأ ولا بأي ماء توضأ ولا بأي مكان صلى ولا يبالي ما أصاب ذيله وثوبه ولا يسأل عما عهد بل يتغافل ويحسن ظنه فهو مهمل لدينه لا يبالي ما شك فيه ويحمل الأمور على الطهارة وربما كانت أفحش النجاسة ويدخل بالشك ويخرج بالشك فأين هذا ممن استقصى في فعل ما أمر به واجتهد فيه حتى لا يخل بشيء منه وإن زاد على المأمور فإنما قصده بالزيادة تكميل المأمور وأن لا ينقص منه شيئا؟!!
قالوا وجماع ما ينكرونه علينا احتياط في فعل مأمور أو احتياط في اجتناب محظور وذلك خير وأحسن عاقبة من التهاون بهذين فإنه يفضي غالبا إلى النقص من الواجب والدخول في المحرم وإذا وازنا بين هذه المفسدة ومفسدة الوسواس كانت مفسدة الوسواس أخف هذا إن ساعدناكم على تسميته وسواسا وإنما نسميه احتياطا واستظهارا فلستم بأسعد منا بالسنة ونحن حولها ندندن وتكميلها نريد!!
وقال أهل الاقتصاد والاتباع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/464)
قال الله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر الأحزاب 21 وقال تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله النساء 21 وقال تعالى واتبعوه لعلكم تهتدون الأعراف 158 وقال تعالى وأن هذا صراطي مستقيما فا تبعوه ولا تتبعوا السبلى فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون الأنعام 153
وهذا الصراط المستقيم الذي وصانا باتباعه هو الصراط الذي كان عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأصحابه وهو قصد السبيل وما خرج عنه فهو من السبل الجائرة وإن قاله من قاله
لكن الجور قد يكون جورا عظيما عن الصراط وقد يكون يسيرا وبين ذلك مراتب لا يحصيها إلا الله
وهذا كالطريق الحسي فإن السالك قد يعدل عنه ويجور جورا فاحشا وقد يجور دون ذلك
فالميزان الذي يعرف به الاستقامة على الطريق والجور عنه هو ما كان رسول الله وأصحابه عليه والجائر عنه إما مفرط ظالم أو مجتهد متأول أو مقلد جاهل فمنهم المستحق للعقوبة ومنهم المغفور له ومنهم المأجور أجرا واحدا بحسب نياتهم ومقاصدهم واجتهادهم في طاعة الله تعالى ورسوله أو تفريطهم
ونحن نسوق من هدي رسول الله وهدي أصحابه ما يبين أي الفريقين أولى باتباعه ثم نجيب عما احتجوا به بعون الله وتوفيقه
ونقدم قبل ذلك ذكر النهي عن الغلو وتعدي الحدود والإسراف وأن الاقتصاد والاعتصام بالسنة عليهما مدار الدين
قال الله تعالى يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم المائده 77 وقال تعالى ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين الأنعام 141 وقال تعالى تلك حدود الله فلا تعتدوها البقره 229 وقال تعالى ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين البقره 190 وقال تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين الأعراف 55
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله غداة العقبة وهو على ناقته القط لي حصى فلقطت له سبع حصيات من حصى الخذف فجعل ينفضهن في كفه ويقول أمثال هؤلاء فارموا ثم قال أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك الذين من قبلكم الغلو في الدين رواه الإمام أحمد والنسائي
وقال أنس رضي الله عنه قال رسول الله لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم
فنهى النبي عن التشديد في الدين وذلك بالزيادة على المشروع وأخبر أن تشديد العبد على نفسه هو السبب لتشديد الله عليه إما بالقدر وإما بالشرع
فالتشديد بالشرع كما يشدد على نفسه بالنذر الثقيل فيلزمه الوفاء به وبالقدر كفعل أهل الوسواس فإنهم شددوا على أنفسهم فشدد عليهم القدر حتى استحكم ذلك وصار صفة لازمة لهم
قال البخاري وكره أهل العلم الإسراف فيه يعني الوضوء وأن يجاوزوا فعل النبي
وقال ابن عمر رضي الله عنهما إسباغ الوضوء الإنقاء
فالفقه كل الفقه الاقتصاد في الدين والاعتصام بالسنة
قال أبي بن كعب عليكم بالسبيل والسنة فإنه ما من عبد على السبيل والسنة ذكر الله عز وجل فاقشعر جلده من خشية الله تعالى إلا تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة فاحرصوا إذا كانت أعمالكم اقتصادا أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم
قال الشيخ أبو محمد المقدسي رحمه الله في كتابه ذم الوسواس
الحمد لله الذي هدانا بنعمته وشرفنا بمحمد وبرسالته ووفقنا للاقتداء به والتمسك بسنته ومن علينا باتباعه الذي جعله علما على محبته ومغفرته وسببا لكتابة رحمته وحصول هدايته فقال سبحانه قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم آل عمران 31 وقال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبى الأمي الأعراف 156 ثم قال فآمنوا بالله ورسوله النبيالأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون الأعراف 158
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/465)
أما بعد فإن الله سبحانه جعل الشيطان عدوا للإنسان يقعد له الصراط المستقيم ويأتيه من كل جهة وسبيل كما أخبر الله تعالى عنه أنه قال لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين الأعراف 17 وحذرنا الله عز وجل من متابعته وأمرنا بمعاداته ومخالفته فقال سبحانه إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فاطر 6 وقال يا بني آدم لآيفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة الأعراف 27
وأخبرنا بما صنع بأبوينا تحذيرا لنا من طاعته وقطعا للعذر في متابعته وأمرنا الله سبحانه وتعالى باتباع صراطه المستقيم ونهانا عن اتباع السبل فقال سبحانه وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله الأنعام 153
وسبيل الله وصراطه المستقيم هو الذي كان عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وصحابته بدليل قوله عز وجل يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم يس 3 وقال وإنك لعلى هدى مستقيم الشورى 67 وقال إنك لتهدي إلى صراط مستقيم فمن اتبع رسول الله في قوله وفعله فهو على صراط الله المستقيم وهو ممن يحبه الله ويغفر له ذنوبه
ومن خالفه في قوله أو فعله فهو مبتدع متبع لسبيل الشيطان غير داخل فيمن وعد الله بالجنة والمغفرة والإحسان
فصل
ثم إن طائفة الموسوسين قد تحقق منهم طاعة الشيطان حتى اتصفوا بوسوسته وقبلوا قوله وأطاعوه ورغبوا عن اتباع رسول الله وصحابته حتى إن أحدهم ليرى أنه إذا توضأوضوء رسول الله أو صلى كصلاته فوضوؤه باطل وصلاته غير صحيحة ويرى أنه إذا فعل مثل فعل رسول الله في مواكلة الصبيان وأكل طعام عامة المسلمين أنه قد صار نجسا يجب عليه تسبيع يده وفمه كما لو ولغ فيهما أو بال عليهما هر ثم إنه بلغ من استيلاء إبليس عليهم أنهم أجابوه إلى ما يشبه الجنون ويقارب مذهب السوفسطائية الذين ينكرون حقائق الموجودات والأمور المحسوسات وعلم الإنسان بحال نفسه من الأمور الضروريات اليقينيات وهؤلاء يغسل أحدهم عضوه غسلا يشاهده ببصره ويكبر ويقرأ بلسانه بحيث تسمعه أذناه ويعلمه بقلبه بل يعلمه غيره منه ويتيقنه
ثم يشك هل فعل ذلك أم لا وكذلك يشككه الشيطان في نيته وقصده التي يعملها من نفسه يقينا بل يعلمها غيره منه بقرائن أحواله ومع هذا يقبل قول إبليس في أنه ما نوى الصلاة ولا أرادها مكابرة منه لعيانه وجحدا ليقين نفسه حتى تراه متلددا متحيرا كأنه يعالج شيئا يجتذبه أو يجد شيئا في باطنه يستخرجه كل ذلك مبالغة في طاعة إبليس وقبول وسوسته ومن انتهت طاعته لإبليس إلى هذا الحد فقد بلغ النهاية في طاعته ثم إنه يقبل قوله في تعذيب نفسه ويطيعه في الإضرار بجسده تارة بالغوص في الماء البارد وتارة بكثرة استعماله وإطالة العرك وربما فتح عينيه في الماء البارد وغسل داخلهما حتى يضر ببصره وربما أفضى إلى كشف عورته للناس وربما صار إلى حال يسخر منه الصبيان ويستهزيء به من يراه
قلت ذكر أبو الفرج بن الجوزي عن أبي الوفاء بن عقيل أن رجلا قال له أنغمس في الماء مرارا كثيرة وأشك هل صح لي الغسل أم لا فما ترى في ذلك فقال له الشيخ اذهب فقد سقطت عنك الصلاة قال وكيف قال لأن النبي قال رفع القلم عن ثلاثة المجنون حتى يفيق والنائم حتى يستيقظ والصبي حتى يبلغ ومن ينغمس في الماء مرارا ويشك هل أصابه الماء أم لا فهو مجنون
قال وربما شغله بوسواسه حتى تفوته الجماعة وربما فاته الوقت ويشغله بوسوسته في النية حتى تفوته التكبيرة الأولى وربما فوت عليه ركعة أو أكثر ومنهم من يحلف أنه لا يزيد على هذا ثم يكذب
قلت وحكى لي من أثق به عن موسوس عظيم رأيته أنا يكرر عقد النية مرارا عديدة فيشق على المأمومين مشقة كبيرة فعرض له أن حلف بالطلاق أنه لا يزيد على تلك المرة فلم يدعه إبليس حتى زاد ففرق بينه وبين امرأته فأصابه لذلك غم شديد وأقاما متفرقين
وقد بلغ الشيطان منهم أن عذبهم في الدنيا قبل الآخرة
وأخرجهم عن اتباع الرسول وأدخلهم في جملة أهل التنطع والغلو وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/466)
فمن أراد التخلص من هذه البلية فليستشعر أن الحق في اتباع رسول الله في قوله وفعله وليعزم على سلوك طريقته عزيمة من لا يشك أنه على الصراط المستقيم وأن ما خالفه من تسويل إبليس ووسوسته ويوقن أنه عدو له لا يدعوه إلى خير إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير وليترك التعريج على كل ما خالف طريقة رسول الله كائنا ما كان فإنه لا يشك أن رسول الله كان على الصراط المستقيم ومن شك في هذا فليس بمسلم ومن علمه فإلى أين العدول عن سنته وأي شيء يبتغي العبد غير طريقته
ويقول لنفسه ألست تعلمين أن طريقة رسول الله هي الصراط المستقيم فإذا قالت له بلى قال لها فهل كان يفعل هذا فستقول لا فقل لها فماذا بعد الحق إلا الضلال وهل بعد طريق الجنة إلا طريق النار وهل بعد سبيل الله وسبيل رسوله إلا سبيل الشيطان فإن اتبعت سبيله كنت قرينه وستقولين يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين
ولينظر أحوال السلف في متابعتهم لرسول الله فليقتد بهم وليختر طريقهم فقد روينا عن بعضهم أنه قال لقد تقدمني قوم لو لم يجاوزوا بالوضوء الظفر ما تجاوزته
قلت هو إبراهيم النخعي
وقال زين العابدين يوما لابنه يا بني اتخذ لي ثوبا ألبسه عند قضاء الحاجة فإني رأيت الذباب يسقط على الشيء ثم يقع على الثوب ثم انتبه فقال ما كان للنبي وأصحابه إلا ثوب واحد فتركه
وكان عمر رضي الله تعالى عنه يهم بالأمر ويعزم عليه فإذا قيل له لم يفعله رسول الله انتهى حتى إنه قال لقد هممت أن أنهى عن لبس هذه الثياب فإنه قد بلغني أنها تصبغ ببول العجائز فقال له أبي مالك أن تنهى فإن رسول الله قد لبسها ولبست في زمانه ولو علم الله أن لبسها حرام لبينه لرسوله فقال عمر صدقت
ثم ليعلم أن الصحابة ما كان فيهم موسوس
ولو كانت الوسوسة فضيلة لما ادخرها الله عن رسوله وصحابته وهم خير الخلق وأفضلهم
ولو أدرك رسول الله الموسوسين لمقتهم ولو أدركهم عمر رضي الله تعالى عنه لضربهم وأدبهم ولو أدركهم الصحابة لبدعوهم وها أنا أذكر ما جاء في خلاف مذهبهم على ما يسره الله تعالى مفصلا
الفصل الأول في النية في الطهارة والصلاة
النية هي القصد والعزم على فعل الشيء ومحلها القلب لا تعلق لها باللسان أصلا ولذلك لم ينقل عن النبي ولا عن أصحابه في النية لفظ بحال ولا سمعنا عنهم ذكر ذلك
وهذه العبارات التي أحدثت عند افتتاح الطهارة والصلاة قد جعلها الشيطان معتركا لأهل الوسواس يحسبهم عندها ويعذبهم فيها ويوقعهم في طلب تصحيحها!
فترى أحدهم يكررها ويجهد نفسه في التلفظ بها وليست من الصلاة في شيء وإنما النية قصد فعل الشيء فكل عازم على فعل فهو ناويه لا يتصور انفكاك ذلك عن النية فإنه حقيقتها فلا يمكن عدمها في حال وجودها ومن قعد ليتوضأ فقد نوى الوضوء ومن قام ليصلي فقد نوى الصلاة ولا يكاد العاقل يفعل شيئا من العبادات ولا غيرها بغير نية
فالنية أمر لازم لأفعال الإنسان المقصودة لا يحتاج إلى تعب ولا تحصيل ولو أراد إخلاء أفعاله الإختيارية عن نية لعجز عن ذلك ولو كلفه الله عز وجل الصلاة والوضوء بغير نية لكلفه ما لا يطيق ولا يدخل تحت وسعه وما كان هكذا فما وجه التعب في تحصيله وإن شك في حصول نيته فهو نوع جنون فإن علم الإنسان بحال نفسه أمر يقيني فكيف يشك فيه عاقل من نفسه
ومن قام ليصلي صلاة الظهر خلف الإمام فكيف يشك في ذلك ولو دعاه داع إلى شغل في تلك الحال لقال إني مشتغل أريد صلاة الظهر ولو قال له قائل في وقت خروجه إلى الصلاة أين تمضي لقال أريد صلاة الظهر مع الإمام فكيف يشك عاقل في هذا من نفسه وهو يعلمه يقينا بل أعجب من هذا كله أن غيره يعلم بنيته بقرائن الأحوال فإنه إذا رأى إنسانا جالسا في الصف في وقت الصلاة عند اجتماع الناس علم أنه ينتظر الصلاة وإذا رآه قد قام عند إقامتها ونهوض الناس إليها علم أنه إنما قام ليصلي فإن تقدم بين يدي المأمومين علم أنه يريد إمامتهم فإن رآه في الصف علم أنه يريد الإئتمام
قال فإذا كان غيره يعلم نيته الباطنة بما ظهر من قرائن الأحوال فكيف يجهلها من نفسه مع اطلاعه هو على باطنه فقبوله من الشيطان أنه ما نوى تصديق له في جحد العيان وإنكار الحقائق المعلومة يقينا ومخالفة للشرع ورغبة عن السنة وعن طريق الصحابة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/467)
ثم إن النية الحاصلة لا يمكن تحصيلها والموجودة لا يمكن إيجادها لأن من شرط إيجاد الشيء كونه معدوما فإن إيجاد الموجود محال وإذا كان كذلك فما يحصل له بوقوفه شيء ولو وقف ألف عام
قال ومن العجب أنه يتوسوس حال قيامه حتى يركع الإمام فإذا خشي فوات الركوع كبر سريعا وأدركه فمن لم يحصل النية في الوقوف الطويل حال فراغ باله كيف يحصلها في الوقت الضيق مع شغل باله بفوات الركعة ثم ما يطلبه إما أن يكون سهلا أو عسيرا فإن كان سهلا فكيف يعسره وإن كان عسيرا فكيف تيسر عند ركوع الإمام سواء وكيف خفى ذلك على النبي وصحابته من أولهم إلى آخرهم والتابعين ومن بعدهم
وكيف لم ينتبه له سوى من استحوذ عليه الشيطان أفيظن بجهله أن الشيطان ناصح له!!
أما علم أنه لا يدعو إلى هدى ولا يهدي إلى خير!!
وكيف يقول في صلاة رسول الله وسائر المسلمين الذين لم يفعلوا فعل هذا الموسوس أهي ناقصة عنده مفضولة؟ أم هي التامة الفاضلة؟
فما دعاه إلى مخالفتهم والرغبة عن طريقهم
فإن قال هذا مرض بليت به
قلنا نعم سببه قبولك من الشيطان!!
ولم يعذر الله تعالى أحدا بذلك
ألا ترى أن آدم وحواء لما وسوس لهما الشيطان فقبلا منه أخرجا من الجنة ونودي عليهما بما سمعت وهما أقرب إلى العذر لأنهما لم يتقدم قبلهما من يعتبران به
وأنت قد سمعت وحذرك الله تعالى من فتنته وبين لك عداوته وأوضح لك الطريق فمالك عذر ولا حجة في ترك السنة والقبول من الشيطان
قلت قال شيخنا ومن هؤلاء من يأتي بعشر بدع لم يفعل رسول الله ولا أحد من أصحابه واحدة منها فيقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم نويت أصلي صلاة الظهر فريضة الوقت أداء لله تعالى إماما أو مأموما أربع ركعات مستقبل القبلة ثم يزعج أعضاءه ويحني جبهته ويقيم عروق عنقه ويصرخ بالتكبير كأنه يكبر على العدو
ولو مكث أحدهم عمر نوح عليه السلام يفتش هل فعل رسول الله أو أحد من أصحابه شيئا من ذلك لما ظفر به إلا أن يجاهر بالكذب البحت
فلو كان في هذا خير لسبقونا ولدلونا عليه فإن كان هذا هدى فقد ضلوا عنه وإن كان الذي كانوا عليه هو الهدى والحق فماذا بعد الحق إلا الضلال
قال ومن أصناف الوسواس ما يفسد الصلاة مثل تكرير بعض الكلمة كقوله في التحيات ات ات التحي التحي وفي السلام أس أس وقوله في التكبير أكككبر ونحو ذلك
فهذا الظاهر بطلان الصلاة به وربما كان إماما فأفسد صلاة المأمومين وصارت الصلاة التي هي أكبر الطاعات أعظم إبعاد له عن الله من الكبائر
وما لم تبطل به الصلاة من ذلك فمكروه وعدول عن السنة ورغبة عن طريقة رسول الله وهديه وما كان عليه أصحابه
وربما رفع صوته بذلك فآذى سامعيه وأغرى الناس بذمه والوقيعة فيه!
فجمع على نفسه طاعة إبليس ومخالفة السنة وارتكاب شر الأمور ومحدثاتها وتعذيب نفسه وإضاعة الوقت والإشتغال بما ينقص أجره وفوات ما هو أنفع له وتعريض نفسه لطعن الناس فيه وتغرير الجاهل بالإقتداء به
فإنه يقول لولا أن ذلك فضل لما اختاره لنفسه وأساء الظن بما جاءت به السنة وأنه لا يكفي وحده وانفعال النفس وضعفها للشيطان حتى يشتد طمعه فيه وتعريضه نفسه للتشديد عليه بالقدر عقوبة له وإقامته على الجهل ورضاه بالخبل في العقل كما قال أبو حامد الغزالي وغيره
الوسوسة سببها إما جهل بالشرع وإما خبل في العقل!! وكلاهما من أعظم النقائص والعيوب!!!
فهذه نحو خمسة عشر مفسدة في الوسواس ومفاسده أضعاف ذلك بكثير
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث عثمان بن أبي العاص قال قلت يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي فقال رسول الله ذاك شيطان يقال له خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا ففعلت ذلك فأذهبه الله تعالى عني
فأهل الوسواس قرة عين خنزب وأصحابه نعوذ بالله عز وجل منه
فصل
ومن ذلك الإسراف في ماء الوضوء والغسل
وقد روى أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن عمرو أن رسول الله مر بسعد وهو يتوضأ فقال لا تسرف فقال يا رسول الله أو في الماء إسراف قال نعم وإن كنت على نهر جار
وفي جامع الترمذي من حديث أبي بن كعب أن النبي قال إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/468)
وفي المسند والسنن من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاء أعرابي إلى رسول الله يسأله عن الوضوء فأراه ثلاثا ثلاثا وقال هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم وفي كتاب الشافي لأبي بكر عبدالعزيز من حديث أم سعد قالت قال رسول الله يجزىء من الوضوء مد والغسل صاع وسيأتي قوم يستقلون ذلك فأولئك خلاف أهل سنتي والآخذ بسنتي في حظيرة القدس متنزه أهل الجنة وفي سنن الأثرم من حديث سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبدالله قال يجزىء من الوضوء المد ومن الغسل من الجنابة الصاع فقال رجل ما يكفيني فغضب جابر حتى تربد وجهه ثم قال قد كفى من هو خير منك وأكثر شعرا وقد رواه الإمام أحمد في مسنده مرفوعا ولفظه عن جابر قال قال رسول الله يجزىء من الغسل الصاع ومن الوضوء المد وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها كانت تغتسل هي والنبيمن إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريبا من ذلك وفي سنن النسائي عن عبيد بن عمير أن عائشة رضي الله عنها قالت لقد رأيتني أغتسل أنا ورسول الله من هذا فإذا تور موضوع مثل الصاع أو دونه نشرع فيه جميعا فأفيض بيدي على رأسي ثلاث مرات وما أنقض لي شعرا
وفي سنن أبي داود والنسائي عن عباد بن تميم عن أم عمارة بنت كعب أن النبي توضأ فأتي بماء في إناء قدر ثلثي المد
وقال عبدالرحمن بن عطاء سمعت سعيد بن المسيب يقول إن لي ركوة أو قدحا ما يسع إلا نصف المد أو نحوه أبول ثم أتوضأ منه وأفضل منه فضلا قال عبدالرحمن فذكرت ذلك لسليمان بن يسار فقال وأنا يكفيني مثل ذلك قال عبدالرحمن فذكرت ذلك لأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر فقال وهكذا سمعنا من أصحاب رسول الله رواه الأثرم في سننه
وقال إبراهيم النخعي كانوا أشد استيفاء للماء منكم وكانوا يرون أن ربع المد يجزىء من الوضوء
وهذا مبالغة عظيمة فإن ربع المد لا يبلغ أوقية ونصفا بالدمشقي وفي الصحيحين عن أنس قال كان رسول اللهيتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمدادا وفي صحيح مسلم عن سفينة قال كان رسول اللهيغسله الصاع من الجنابة ويوضئه المد
وتوضأ القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق بقدر نصف المد أو أزيد بقليل وقال إبراهيم النخعي إني لأتوضأ من كوز الحب مرتين
وقال محمد بن عجلان الفقه في دين الله إسباغ الوضوء وقلة إهراق الماء
وقال الإمام أحمد كان يقال من قلة فقه الرجل ولعه بالماء
وقال الميموني كنت أتوضأ بماء كثير فقال لي أحمد يا أبا الحسن أترضى أن تكون كذا فتركته
وقال عبدالله بن أحمد قلت لأبي إني لأكثر الوضوء فنهاني عن ذلك وقال يا بني يقال إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان قال لي ذلك غير مرة ينهاني عن كثرة صب الماء
وقال لي أقلل من هذا الماء يا بني
وقال إسحاق بن منصور قلت لأحمد نزيد على ثلاث في الوضوء فقال لا والله إلا رجل مبتلى
وقال أسود بن سالم الرجل الصالح شيخ الإمام أحمد كنت مبتلى بالوضوء فنزلت دجلة أتوضأ فسمعت هاتفا يقول يا أسود يحيى عن سعيد الوضوء ثلاث ما كان أكثر لم يرفع فالتفت فلم أر أحدا
وقد روى أبو داود في سننه من حديث عبدالله بن مغفل قال سمعت رسول اللهي قول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء
فإذا قرنت هذا الحديث بقوله تعالى إن الله لا يحب المعتدين البقره 190
وعلمت أن الله يحب عبادته أنتج لك من هذا أن وضوء الموسوس ليس بعبادة يقبلها الله تعالى وإن أسقطت الفرض عنه فلا تفتح أبواب الجنة الثمانية لوضوئه يدخل من أيها شاء
ومن مفاسد الوسواس أنه يشغل ذمته بالزائد على حاجته إذا كان الماء مملوكا لغيره كماء الحمام فيخرج منه وهو مرتهن الذمة بما زاد على حاجته ويتطاول عليه الدين حتى يرتهن من ذلك بشيء كثير جدا يتضرر به في البرزخ ويوم القيامة
فصل
ومن ذلك الوسواس في انتقاض الطهارة لا يلتفت إليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/469)
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا وفي الصحيحين عن عبدالله بن زيد قال شكي إلى رسول الله الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة قال لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا وفي المسند وسنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللهقال إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في الصلاة فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ولفظ أبي داود إذا أتى الشيطان أحدكم فقال له إنك قد أحدثت فليقل له كذبت إلا ما وجد ريحا بأنفه أو سمع صوتا بأذنه فأمر عليه الصلاة والسلام بتكذيب الشيطان فيما يحتمل صدقه فيه فكيف إذا كان كذبه معلوما متيقنا كقوله للموسوس لم تفعل كذا وقد فعله
قال الشيخ أبو محمد
ويستحب للإنسان أن ينضح فرجه وسراويله بالماء إذا بال ليدفع عن نفسه الوسوسة فمتى وجد بللا قال هذا من الماء الذي نضحته لما روى أبو داود بإسناده عن سفيان بن الحكم الثقفي أو الحكم بن سفيان قال كان النبيإذا بال توضأ وينتضح وفي رواية رأيت رسول اللهبال ثم نضح فرجه وكان ابن عمر ينضح فرجه حتى يبل سراويله وشكا إلى الإمام أحمد بعض أصحابه أنه يجد البلل بعد الوضوء فأمره أن ينضح فرجه إذا بال قال ولا تجعل ذلك من همتك واله عنه وسئل الحسن أو غيره عن مثل هذا فقال اله عنه فأعاد عليه المسألة فقال أتستدره لا أب لك أله عنه
فصل
ومن هذا ما يفعله كثير من الموسوسين بعد البول
وهو عشرة أشياء
السلت والنتر والنحنحة والمشي والقفز والحبل والتفقد والوجور والحشو والعصابة والدرجة ما السلت فيسلته من أصله إلى رأسه على أنه قد روي في ذلك حديث غريب لا يثبت ففي المسند وسنن ابن ماجه عن عيسى بن داود عن أبيه قال قال رسول الله إذا بال أحدكم فليمسح ذكره ثلاث مرات وقال جابر بن زيد إذا بلت فامسح أسفل ذكرك فإنه ينقطع رواه سعيد عنه قالوا ولأنه بالسلت والنتر يستخرج ما يخشى عوده بعد الاستنجاء قالوا وإن احتاج إلى مشي خطوات لذلك ففعل فقد أحسن والنحنحة ليستخرج الفضلة
وكذلك القفز يرتفع عن الأرض شيئا ثم يجلس بسرعة والحبل يتخذ بعضهم حبلا يتعلق به حتى يكاد يرتفع ثم ينخرط منه حتى يقعد والتفقد يمسك الذكر ثم ينظر في المخرج هل بقى فيه شيء أم لا والوجور يمسكه ثم يفتح الثقب ويصب فيه الماء والحشو يكون معه ميل وقطن يحشوه به كما يحشو الدمل بعد فتحها والعصابة يعصبه بخرقة والدرجة يصعد في سلم قليلا ثم ينزل بسرعة والمشي يمشي خطوات ثم يعيد الاستجمار
قال شيخنا وذلك كله وسواس وبدعة فراجعته في السلت والنتر فلم يره وقال لم يصح الحديث قال والبول كاللبن في الضرع إن تركته قر وإن حلبته در قال ومن اعتاد ذلك ابتلي منه بما عوفي منه من لها عنه قال ولو كان هذا سنة لكان أولى الناس به رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه وقد قال اليهودي لسلمان لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخرأة فقال أجل فأين علمنا نبيناذلك أو شيئا منه بلى علم المستحاضة أن تتلجم وعلى قياسها من به سلس البول أن يتحفظ ويشد عليه خرقة فصل ومن ذلك أشياء سهل فيها المبعوث بالحنيفية السمحة فشدد فيها هؤلاء فمن ذلك المشي حافيا في الطرقات ثم يصلي ولا يغسل رجليه فقد روى أبو داود في سننه عن امرأة من بني عبد الأشهل قالت قلت يا رسول الله إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة فكيف نفعل إذا تطهرنا قال أو ليس بعدها طريق أطيب منها قالت قلت بلى قال فهذه بهذه وقال عبدالله بن مسعود كنا لا نتوضأ من موطىء وعن علي رضي الله عنه أنه خاض في طين المطر ثم دخل المسجد فصلى ولم يغسل رجليه
وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الرجل يطأ العذرة قال إن كانت يابسة فليس بشيء وإن كانت رطبة غسل ما أصابه
وقال حفص أقبلت مع عبدالله بن عمر عامدين إلى المسجد فلما انتهينا عدلت إلى المطهرة لأغسل قدمي من شيء أصابهما فقال عبدالله لا تفعل فإنك تطأ الموطىء الرديء ثم تطأ بعده الموطىء الطيب أو قال النظيف فيكون ذلك طهورا فدخلنا المسجد جميعا فصلينا
وقال أبو الشعثاء كان ابن عمر يمشي بمنى في الفروث والدماء اليابسة حافيا ثم يدخل المسجد فيصلي فيه ولا يغسل قدميه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/470)
وقال عمران بن حدير كنت أمشي مع أبي مجلر إلى الجمعة وفي الطريق عذرات يابسة فجعل يتخطاها ويقول ما هذه إلا سودات ثم جاء حافيا إلى المسجد فصلى ولم يغسل قدميه
وقال عاصم الأحوال أتينا أبا العالية فدعونا بوضوء فقال مالكم ألستم متوضئين قلنا
بلى ولكن هذه الأقذار التي مررنا بها قال هل وطئتم على شيء رطب تعلق بأرجلكم قلنا لا فقال فكيف بأشد من هذه الأقذار يجف فينسفها الريح في رؤوسكم ولحاكم فصل ومن ذلك أن الخف والحذاء إذا أصابت النجاسة أسفله أجزأ دلكه بالأرض مطلقا وجازت الصلاة فيه بالسنة الثابتة نص عليه أحمد واختاره المحققون من أصحابه
قال أبو البركات ورواية أجزأ الدلك مطلقا هي الصحيحة عندي لما روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول اللهقال إذا وطىء أحدكم بنعله الأذى فإن التراب له طهور وفي لفظ إذا وطىء أحدكم الأذى بخفيه فطهورهما التراب رواهما أبو داود
وروى أبو سعيد الخدرى أن رسول الله صلى فخلع نعليه فخلع الناس نعالهم فلما انصرف قال لم خلعتم قالوا يا رسول الله رأيناك خلعت فخلعنا فقال إن جبريل أتاني فأخبرني أن بهما خبثا فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه ثم لينظر فإن رأى خبثا فليمسحه بالأرض ثم ليصل فيهما رواه الإمام أحمد
وتأويل ذلك على ما يستقذر من مخاط أو نحوه من الطاهرات لا يصح لوجوه
أحدها أن ذلك لا يسمى خبثا الثاني أن ذلك لا يؤمر بمسحه عند الصلاة فإنه لا يبطلها الثالث أنه لا تخلع النعل لذلك في الصلاة فإنه عمل لغير حاجة فأقل أحواله الكراهة الرابع أن الدارقطني روى في سننه في حديث الخلع من رواية ابن عباس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما دم حلمة والحلم كبار القراد ولأنه محل يتكرر ملاقاته للنجاسة غالبا فأجزأ مسحه بالجامد كمحل الاستجمار بل أولى فإن محل الاستجمار يلاقي النجاسة في اليوم مرتين أو ثلاثا فصل وكذلك ذيل المرأة على الصحيح
وقالت امرأة لأم سلمة إني أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر فقالت قال رسول الله يطهره ما بعده رواه أحمد وأبو داود وقد رخص النبي عليه الصلاة والسلام للمرأة أن ترخي ذيلها ذراعا ومعلوم أنه يصيب القذر ولم يأمرها بغسل ذلك بل أفتاهن بأنه تطهره الأرض
فصل
ومما لا تطيب به قلوب الموسوسين الصلاة في النعال
وهي سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأصحابه فعلا منه وأمرا فروى أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله كان يصلي في نعليه متفق عليه وعن شداد بن أوس قال قال رسول الله خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا نعالهم رواه أبو داود
وقيل للإمام أحمد أيصلي الرجل في نعليه فقال إي والله
وترى أهل الوسواس إذا بلي أحدهم بصلاة الجنازة في نعليه قام على عقبيهما كأنه واقف على الجمر حتى لا يصلي فيهما
وفي حديث أبي سعيد الخدري إذا جاء أحدكم المسجد فلينظر فإن رأى على نعليه قذرا فليمسحه وليصل فيهما فصل ومن ذلك أن سنة رسول الله الصلاة حيث كان وفي أي مكان اتفق سوى ما نهي عنه من المقبرة والحمام وأعطان الإبل فصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال جعلت ليالأرض مسجدا وطهورا فحيثما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فليصل وكان يصلي في مرابض الغنم وأمر بذلك ولم يشترط حائلا قال ابن المنذر أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على إباحة الصلاة في مرابض الغنم إلا الشافعي فإنه قال أكره ذلك إلا إذا كان سليما من أبعارها وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وروي الإمام أحمد من حديث عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل أو مبارك الإبل وفي المسند أيضا من حديث عبدالله بن المغفل قال قال رسول الله صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين
وفي الباب عن جابر بن سمرة والبراء بن عازب وأسيد بن الحضير وذي الغرة كلهم رووا عن النبي صلوا في مرابض الغنم وفي بعض ألفاظ الحديث صلوا في مرابض الغنم فإن فيها بركة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 03, 11:00 ص]ـ
وقال الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام رواه أهل السنن كلهم إلا النسائي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/471)
فأين هذا الهدي من فعل من لا يصلي إلا على سجادة تفرش فوق البساط فوق الحصير ويضع عليها المنديل ولا يمشي على الحصير ولا على البساط بل يمشي عليها نقرا كالعصفور
فما أحق هؤلاء بقول ابن مسعود لأنتم أهدى من أصحاب محمد أو أنتم على شعبة ضلالة
وقد صلى النبي على حصير قد اسود من طول ما لبس فنضح له بالماء وصلى عليه ولم يفرش له فوقه سجادة ولا منديل وكان يسجد على التراب تارة وعلى الحصى تارة وفي الطين تارة حتى يرى أثره على جبهته وأنفه
وقال ابن عمر كانت الكلاب تقبل وتدبر وتبول في المسجد ولم يكونوا يرشون شيئا من ذلك رواه البخاري ولم يقل وتبول وهو عند أبي داود بإسناد صحيح بهذه الزيادة
فصل
ومن ذلك أن الناس في عصر الصحابة والتابعين ومن بعدهم كانوا يأتون المساجد حفاة في الطين وغيره قال يحيى بن وثاب قلت لابن عباس الرجل يتوضأ يخرج إلى المسجد حافيا قال لا بأس به وقال كميل بن زياد رأيت عليا رضي الله عنه يخوض طين المطر ثم دخل السمجد فصلى ولم يغسل رجليه
وقال إبراهيم النخعي كانوا يخوضون الماء والطين إلى المسجد فيصلون وقال يحيى بن وثاب كانوا يمشون في ماء المطر وينتضح عليهم رواها سعيد بن منصور في سننه
وقال ابن المنذر وطىء ابن عمر بمنى وهو حاف في ماء وطين ثم صلى ولم يتوضأ
قال وممن رأى ذلك علقمة والأسود وعبدالله بن مغفل وسعيد بن المسيب والشعبي والإمام أحمد وأبو حنيفة ومالك وأحد الوجهين للشافعية
قال وهو قول عامة أهل العلم ولأن تنجيسها فيه مشقة عظيمة منتفية بالشرع كما في أطعمة الكفار وثيابهم وثياب الفساق شربة المسكر وغيرهم
قال أبو البركات ابن تيمية وهذا كله يقوي طهارة الأرض بالجفاف لأن الإنسان في العادة لا يزال يشاهد النجاسات في بقعة بقعة من طرقاته التي يكثر فيها تردده إلى سوقه ومسجده وغيرهما فلو لم تطهر إذا أذهب الجفاف أثرها للزمه تجنب ما يشاهده من بقاع النجاسة بعد ذهاب أثرها ولما جاز له التحفي بعد ذلك
وقد علم أن السلف الصالح لم يحترزوا من ذلك ويعضده أمره عليه الصلاة والسلام بمسح النعلين بالأرض لمن أتى المسجد ورأى فيهما خبثا ولو تنجست الأرض بذلك نجاسة لا تطهر بالجفاف لأمر بصيانة طريق المسجد عن ذلك لأنه يسلكه الحافي وغيره
قلت وهذا اختيار شيخنا رحمه الله وقال أبو قلابة جفاف الأرض طهورها
فصل
ومن ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام سئل عن المذي فأمر بالوضوء منه فقال كيف ترى بما أصاب ثوبي منه قال تأخذ كفا من ماء فتنضح به حيث ترى أنه أصابه رواه أحمد والترمذي والنسائي فجوز نضح ما أصابه المذي كما أمر بنضح بول الغلام
قال شيخنا وهذا هو الصواب لأن هذه نجاسة يشق الاحتزاز منها لكثرة ما يصيب ثياب الشاب العزب فهي أولى بالتخفيف من بول الغلام ومن أسفل الخف والحذاء
فصل
ومن ذلك إجماع المسلمين على ما سنه لهم النبي من جواز الاستجمار بالأحجار في زمن الشتاء والصيف مع أن المحل يعرق فينضح على الثوب ولم يأمر بغسله
ومن ذلك أنه يعفي عن يسير أرواث البغال والحمير والسباع في إحدى الروايتين عن أحمد اختارها شيخنا لمشقة الاحتراز
قال الوليد بن مسلم قلت للأوزاعي فأبوال الدواب مما لا يؤكل لحمه كالبغل والحمار والفرس فقال قد كانوا يبتلون بذلك في مغازيهم فلا يغسلونه من جسد ولا ثوب
ومن ذلك نص أحمد على أن الودي يعفى عن يسيره كالمذي وكذلك يعفى عن يسير القىء نص عليه أحمد
وقال شيخنا لا يجب غسل الثوب ولا الجسد من المدة والقيح والصديد قال ولم يقم دليل على نجاسته
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه طاهر حكاه أبو البركات
وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا ينصرف منه من الصلاة وينصرف من الدم وعن الحسن نحوه
وسئل أبو مجلز عن القيح يصيب البدن والثوب فقال ليس بشيء إنما ذكر الله الدم ولم يذكر القيح
وقال إسحاق بن راهويه كل ما كان سوى الدم فهو عندي مثل العرق المنتن وشبهه ولا يوجب وضوءا
وسئل أحمد رحمه الله الدم والقيح عندك سواء فقال لا الدم لم يختلف الناس فيه والقيح قد اختلف الناس فيه وقال مرة القيح والصديد والمدة عندي أسهل من الدم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/472)
ومن ذلك ما قاله أبو حنيفة أنه لو وقع بعر الفأر في حنطة فطحنت أو في دهن مائع جاز أكله ما لم يتغير لأنه لا يمكن صونه عنه قال فلو وقع في الماء نجسه وذهب بعض أصحاب الشافعي إلى جواز أكل الحنطة التي أصابها بول الحمير عند الدياس من غير غسل قال لأن السلف لم يحترزوا من ذلك
وقالت عائشة رضي الله عنهما كنا نأكل اللحم والدم خطوط على القدر وقد أباح الله عز وجل صيد الكلب وأطلق ولم يأمر بغسل موضع فمه من الصيد ومعضه ولا تقويره ولا أمر به رسوله ولا أفتى به أحد من الصحابة
ومن ذلك ما أفتى به عبدالله بن عمر وعطاء بن أبي رباح وسعيد بن المسيب وطاوس وسالم ومجاهد والشعبي وابراهيم النخعي والزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري والحكم والأوزاعي ومالك واسحق بن راهويه وأبو ثور والإمام أحمد في أصح الروايتين وغيرهم أن الرجل إذا رأى على بدنه أو ثوبه نجاسة بعد الصلاة لم يكن عالما بها أو كان يعلمها لكنه نسيها أو لم ينسها لكنه عجز عن إزالتها أن صلاته صحيحة ولا إعادة عليه
فصل
ومن ذلك أن النبي يصلي وهو حامل أمامة بنت ابنته زينب فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها متفق عليه ولأبي داود أن ذلك كان في إحدى صلاتي العشي
وهو دليل على جواز الصلاة في ثياب المربية والمرضع والحائض والصبي ما لم يتحقق نجاستها
وقال أبو هريرة كنا مع النبيفي صلاة العشاء فلما سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فلما رفع رأسه أخذهما بيديه من خلفه أخذا رفيقا ووضعهما على الأرض فإذا عاد عادا حتى قضى صلاته رواه الامام أحمد
وقال شداد بن الهاد عن أبيه خرج علينا رسول اللهوهو حامل الحسن أو الحسين فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها فلما قضى الصلاة قال إن ابني ارتحلني فكرهت أن اعجله ورواه أحمد والنسائي وقالت عائشة رضي الله عنها كان رسول اللهي صلي بالليل وأنا إلى جنبه وأنا حائض وعلي مرط وعليه بعضه رواه أبو داود
وقالت كنت أنا ورسول الله نبيت في الشعار الواحد وأنا طامث حائض فإن أصابه منى شىء غسل مكانه ولم يعده وصلى فيه رواه أبو داود
فصل
ومن ذلك أن النبي كان يلبس الثياب التي نسجها المشركون ويصلي فيها
وتقدم قول عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهمه أن ينهى عن ثياب بلغه أنها تصبغ بالبول وقال أبي له مالك أن تنهى عنها فإن رسول اللهلبسها ولبست في زمانه
ولو علم الله أنها حرام لبينه لرسوله قال صدقت قلت وعلى قياس ذلك الجوخ بل أولى بعدم النجاسة من هذه الثياب فتجنبه من باب الوسواس ولما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجابية استعار ثوبا من نصراني فلبسه حتى خاطوا له قميصه وغسلوه وتوضأ من جرة نصرانية
وصلى سلمان وأبو الدرداء رضي الله عنهما في بيت نصرانية فقال لها أبو الدرداء هل في بيتك مكان طاهر فنصلي فيه فقالت طهرا قلوبكما ثم صليا أين أحببتما فقال له سلمان خذها من غير فقيه
فصل
ومن ذلك أن الصحابة والتابعين كانوا يتوضئون من الحياض والأواني المكشوفة ولا يسألون هل أصابتها نجاسة أو وردها كلب أو سبع ففي الموطأ عن يحيى بن سعيد أن عمر رضي الله عنه خرج في ركب فيهم عمرو بن العاص حتى وردوا حوضا فقال عمرو يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع فقال عمر رضي الله عنه لا تخبرنا فإنا نرد على السباع وترد علينا
وفي سنن ابن ماجه أن رسول الله سئل أنتوضأ بما أفضلت الحمر قال نعم وبما أفضلت السباع ومن ذلك أنه لو سقط عليه شىء من ميزاب لا يدري هل هو ماء أو بول لم يجب عليه أن يسأل عنه فلو سأل لم يجب على المسئول أن يجيبه ولم علم أنه نجس ولا يجب عليه غسل ذلك
ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما فسقط عليه شىء من ميزاب ومعه صاحب له فقال يا صاحب الميزاب ماؤك طاهر أو نجس فقال عمر رضي الله عنه يا صاحب الميزاب لا تخبرنا ومضى ذكره أحمد
قال شيخنا وكذلك إذا أصاب رجله أو ذيله بالليل شىء رطب ولا يعلم ما هو لم يجب عليه أن يشمه ويتعرف ما هو واحتج بقصة عمر رضي الله عنه في الميزاب وهذا هو الفقه فإن الأحكام إنما تترتب على المكلف بعد علمه بأسبابها وقبل ذلك هي على العفو فما عفا الله عنه فلا ينبغي البحث عنه
فصل ومن ذلك الصلاة مع يسير الدم ولا يعيد
قال البخاري قال الحسن رحمه الله ما زال المسلمون يصلون في جراحاتهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/473)
قال وعصر ابن عمر رضي الله عنه بثرة فخرج منها دم فلم يتوضأ وبصق ابن أبي أوفى دما ومضى في صلاته وصلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجرحه يثعب دما
ومن ذلك أن المراضع ما زلن من عهد رسول اللهوإلى الآن يصلين في ثيابهن والرضعاء يتقيئون ويسيل لعابهم على ثياب المرضعة وبدنها فلا يغسلن شيئا من ذلك
ولأن ريق الرضيع مطهر لفمه لأجل الحاجة كما أن ريق الهرة مطهر لفمها
وقد قال رسول الله إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات وكان يصغي لها الإناء حتى تشرب وكذلك فعل أبو قتادة
مع العلم اليقيني أنها تأكل الفأر والحشرات والعلم القطعي أنه لم يكن بالمدينة حياض فوق القلتين تردها السنانير وكلاهما معلوم قطعا ومن ذلك أن الصحابة ومن بعدهم كانوا يصلون وهم حاملو سيوفهم وقد أصابها الدم وكانوا يمسحونها ويجتزئون بذلك
وعلى قياس هذا مسح المرآة الصقيلة إذا أصابتها النجاسة فإنه يطهرها
وقد نص أحمد على طهارة سكين الجزار بمسحها
ومن ذلك أنه نص على حبل الغسال أنه ينشر عليه الثوب النجس ثم تجففه الشمس فينشر عليه الثوب الطاهر فقال لا بأس به وهذا كقول أبي حنيفة إن الأرض النجسة يطهرها الريح والشمس وهو وجه لأصحاب أحمد حتى إنه يجوز التيمم بها وحديث ابن عمر رضي الله عنهما كالنص في ذلك وهو قوله كانت الكلاب تقبل وتدبر وتبول في المسجد ولم يكونوا يرشون شيئا من ذلك
وهذا لا يتوجه إلا على القول بطهارة الأرض بالريح والشمس
ومن ذلك أن الذي دلت عليه سنة رسول الله وآثار أصحابه أن الماء لا ينجس إلا بالتغير وإن كان يسيرا
وهذا قول أهل المدينة وجمهور السلف وأكثر أهل الحديث وبه أفتى عطاء بن أبي رباح وسعيد بن المسيب وجابر بن زيد والأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس وعبد الرحمن بن مهدي واختاره ابن المنذر وبه قال أهل الظاهر ونص عليه أحمد في إحدى روايتيه واختاره جماعة من أصحابنا منهم ابن عقيل في مفرداته وشيخنا أبو العباس وشيخه ابن أبي عمر
وقال ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله الماء لا ينجسه شىء رواه الإمام أحمد وفي المسند والسنن عن أبي سعيد قال قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن فقال الماء طهور لا ينجسه شىء قال الترمذي هذا حديث حسن وقال الإمام أحمد حديث بئر بضاعة صحيح وفي لفظ للإمام أحمد إنه يستقى لك من بئر بضاعة وهي بئر يطرح فيها محايض النساء ولحم الكلاب وعذر الناس فقال رسول الله إن الماء طهور لا ينجسه شىء وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي أمامه مرفوعا الماء لا ينجسه شىء إلا ما غلب على ريحه أو طعمه أو لونه وفيها من حديث أبي سعيد أن رسول الله سئل عن لحياض التي بين مكة والمدينة تردها السباع والكلاب والحمر وعن الطهارة بها فقال لها ما حملت في بطونها ولنا ما غبر طهور وإن كان في إسناد هذين الحديثين مقال فانا ذكرناهما للاستشهاد لا للاعتماد
وقال البخاري قال الزهري لا بأس بالماء ما لم يتغير منه طعم أو ريح او لون
وقال الزهري أيضا إذا ولغ الكلب في الإناء ليس له وضوء غيره يتوضأ به ثم يتيمم قال سفيان هذا الفقه بعينه يقول الله تعالى فلم تجدوا ماء فتيمموا المائده 6 وهذا ماء وفي النفس منه شىء يتوضأ به ثم يتيمم ونص أحمد رحمه الله في حب زيت ولغ فيه كلب فقال يؤكل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 03, 11:55 ص]ـ
قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس
ومنهم من يلبس عليه بكثرة استعمال الماء
وذلك يجمع أربعة أشياء مكروهة
الإسراف في الماء
وتضييع العمر القيم فيما ليس بواجب ولا مندوب
والتعاطي على الشريعة إذا لم يقنع بما قنعت به من استعمال الماء القليل
والدخول فيما نهت عنه من الزيادة على الثلاث
وربما أطال الوضوء ففات وقت الصلاة أو فات أوله وهو الفضيلة أو فاتته الجماعة #
وتلبيس إبليس على هذا بأنك في عبادة ما لم تصح لا تصح الصلاة ولو تدبر أمره لعلم أنه في مخالفة وتفريط وقد رأينا من ينظر في هذه الوساوس ولا يبالي بمطعمه ومشربه ولا يحفظ لسانه من غيبة فليته قلب الأمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/474)
# وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي A مر بسعد وهو يتوضأ فقال ما هذا السرف يا سعد قال أفي الوضوء سرف قال نعم وإن كنت على نهر جار وفي الحديث عن أبي عن النبي A قال للوضوء شيطان يقال له الولهان فاتقوه أو قال فاحذروه وعن الحسن رضي الله عنه قال شيطان الوضوء يدعى الولهان يضحك بالناس في الوضوء وبإسناد مرفوع إلى أبي نعامة إن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك الفردوس وأسألك فقال عبد الله سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت النبي A يقول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور وعن ابن شوذب قال كان الحسن يعرض بابن سيرين يقول يتوضأ أحدهم بقربة ويغتسل بمزادة صبا صبا ودلكا دلكا تعذيبا لأنفسهم وخلافا لسنة نبيهم A
وكان أبو الوفاء بن عقيل يقول أجل محصول عند العقلاء الوقت وأقل متعبد به الماء وقد قال A صبوا على بول الأعرابي ذنوبا من ماء وقال في المني أمطه عنك بأذخرة قال وفي الحذاء طهوره بأن يدلك بالأرض وفي ذيل المرأة يطهره ما بعده وقال يغسل بول الجارية وينضح بول الغلام وكان يحمل ابنه أبي العاص بن الربيع في الصلاة ونهى الراعي عن إعلام السائل له عن الماء وما يرده # وقال ما أبقيت لنا طهور وقال يا صاحب الماء لا تخبره وقد صالح رسول الله A الأعراب وركب الحمار معروريا وما عرف من خلقه التعبد بكثرة الماء وتوضأ من سقاية المسجد ومعلوم حال الأعراب الذين يأتي أحدهم من البادية كأنه بهيمة أو ما سمعت أن أحدهم أقدم على البول في المسجد كل ذلك لتعليمنا واعلامنا أن الماء على أصل الطهارة وتوضأ من غدير كأن ماءه نقاعة الحناء فأما قوله استنزهوا البول فان للتنزه حدا معلوما وهو
أن لا يغفل عن محل قد أصابه حتى يتبعه الماء فأما الاستنثار فانه إذا علق نما وانقطع الوقت بما لا يقضي بمثله الشرع #
قال المصنف وكان أسود بن سالم وهو من كبار الصالحين يستعمل ماءا كثيرا في وضوئه ثم ترك ذلك فسأله رجل عن سبب تركه فقال نمت ليلة فاذا بهاتف يهتف بي يا أسود ما هذا يحيى بن سعيد الأنصاري حدثني عن سعيد بن المسيب قال إذا جاوز الوضوء ثلاثا لم يرفع إلى السماء قال قلت لا أعود لا أعود فأنا اليوم يكفيني كف ماء(24/475)
تفسير البيت الغزلي (المحجوب بلا تريث)
ـ[الساجي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 07:18 ص]ـ
هذا البيت ذكره الشيخ بكر ابو زيد في النظائر ص (202)
وهو يتكون من إحدى عشرة كلمة وأول حرف من كل كلمة يرمز الى اسم زوج من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم بحسب زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها على النحو التالي:
1 - خليلي: خديجة
2 - سبت: سودة
3 - عقلي: عائشة
4 - حلا: حفصة
5 - زين: زينب بنت خزيمة
6 - هالة: هند (ام سلمة)
7 - زهى: زينب بنت جحش
8 - جفنها: جويرية
9 - رمزا: رملة (ام حبيبة)
10 - صحيحا: صفية
11 - مهذبا: ميمونة
رضى الله عنهن
فيا ايها المشرف ارجو الاتتسرع ويضيق صدرك خاصة ان هذه الفائدة قد لا يحفظها على الترتيب الكثير من الاخوة وقد كنت واحدا منهم
والله يحفظك ويرعاك(24/476)
كيف نستفيد من الكتب الحديثية الستة ... الشيخ العلامة/عبدالمحسن العباد حفظه الله
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 12 - 03, 10:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمِ
الحمد لله نحمده وتستعينه وتستغفره، وهعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد لا إله إلاّ الله وأشهد أ، محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فبلغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محممد وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدّين.
أما بعد:
فهذه لمحات يسيرة في استفادة من كتب الحديث الستة وهي، صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن النسائي، وجامع الترمذي وسنن ابن ماجة.
فأقول: إن أعظم نعمة أنعم الله تعالى بها على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن بعث فيها رسوله الكريم محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ليُخرجهم به من الظلمات الى النور، فقام بهذه المهمة خير قيام، وأدّى ما أرسله الله تعالى به على التمام والكمال، فما ترك خيراً إلاّ دلّ الأمة عليه ورغبها فيه، وما ترك شراً إلاّ حذّرها منه ونهاها عنه، صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
وكان التوفيق حليف صحابته الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، إذ اختارهم الله تعالى لصحبته، وشرّف أبصارهم في الحياة الدنيا بالنّظر إلى طلعته، ومتّع أسماعهم بسماع حديثه الشريف من فمه الشريف صلوات الله وسلامه عليه، فتلقّوا عنه القرآن، وكل ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، وأدّوه إلى من بعدهم على التمام والكمال، فصاروا بذلك أسبق الناس إلى كل خير، وأفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم. ثم بعد أن انقرض عصر الصحابة بدأ تدوين الحديث وجمعه بأسانيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتابع التأليف في تدوين السنة حتى جاءت المائة الثالثة التي ازدهر فيها التأليف، وكان من أهم المؤلفات التي أُلّفت في السنة على الإطلاق، صحيح الإمام أبي عبدالله محمد ابن إسماعيل البخاري رحمه الله، المولود سنة (194 هـ) والمتوفي سنة (256هـ)، وصحيح اإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، المولود سنة (204هـ) -وهي السنة التي توفي فيها الإمام الشافعي رحمه الله- والمتوفي سنة (261هـ)، ثم سنن األأئمة اربعة: أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفي سنة (275هـ)، وأبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفي سنة (303هـ)، وأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي المتوفي سنة (279هـ)، وأبي عبدالله محمد ين يزيد بن ماجة القزويني المتوفي سنة (273هـ).
وأول هذه الكتب صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري رحمه الله، وهو أصحُّ الكتب المؤلفة في الحديث على الإطلاق، ويليه في الصحة صحيح الإمام مسلم رحمه الله، وهذان الكتابان لقيا عناية فائقة، وذلك لعناية مؤلفيهما بجمع كثير مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يستوعبا كل صحيح، ولم يلتزما ذلك، بل يوجد خارج الصحيحين أحاديث كثيرة صحيحة، ولكن الذي في الصحيحين جملة كبيرة من الحديث الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم-رحمهما الله- هو أعلى درجة مما انفرد به أحدهما، وعلى ذلك فإن درجات الصحيح بالنسبة لما رواه اليخاري ومسلم أو لم يروياه سبع درجات:
الاولى: ما اتفق عليه البخاري ومسلم، والثانية: ما انفرد به البحاري، والثالثة: ما انفرد به مسلم، وارابعة: متا كان على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه، والخامسة: ما كان على شرط البخاري ولم يخرجه، والسادسة: ما كان على شرط مسلم ولم يخرجه، والسابعة: ما لم يكن في الصحيحين وليس على شرطهما وهو صحيح.
فهذه درجات سبع للحديث الصحيح، وأعلاها كما تقدم ما اتفق عليه البخاري ومسلم، وأحسن كتاب أُلّف في ذلك كتاب "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان" للشيخ محمد فؤاد عبدالباقي المتوفي سنة (1388هـ) وقد رتبه وفقاً لترتيب الإمام مسلم، وما النص الذي يثبته فمن صحيح البخاري، حيث يختار أقرب لفظ في صحيح البخاري يوافق ما في صحيح مسلم فيثبته، وإنما أتى به على ترتيب مسلم، لأن الإمام مسلماً رحمه الله يجمع الأحاديث المتعلقة بموضوع واحد في مكان واحد واحد فيسردها، ويذكر حديثاً يعتبره أصلا ثم يأتي بالطرق الاخرى والأسانيد ويذكر الإضافات والنقص والفروق التي بينها وبين الحديث الذي اعتبره أصلا، فيثبت الشيخ محمد فؤاد عبدالبافي لفظ الحديث عند البخاري في موضعه من صحيح مسلم ثم يقول: أخرجه البخاري في كتاب كذا، باب كذا، ويذكر رقم الكتاب ورقم الباب، وإنّما لم يثبته على ترتيب البخاري، لأن البخاري يقطع الأحاديث ويفرقها في أبواب متعددة للاستدلال بها على ما يترجم به من المسائل، لأنه أراد أن يكون كتابه كتاب رواية ودراية، وقد بلغ مجموع الأحاديث في كتاب "اللؤلؤ والمرجان" (1906) حديث.
ويقول العلماء عند العزو لما كان في الصحيحين: رواه البخاري ومسلم، أو أخرجه الشيخان، أو متفق عليه، وعبارة "متفق عليه" في الاصطلاح المراد بها اتفاق البخاري ومسلم، إلاّ عند مجد ابن تيمية جدّ شيخ الإسلام ابن تيمية صاحب "منتفى الأخبار" الذي شرحه الشوكاني في "نيل الأوطار" فانه يريد "بمتفق عليه" بالإضافة الى البخاري ومسلم، الإمام أحمد في المسند، فاذا قال: متفق عليه، فانه يعني الثلاثة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/477)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 12 - 03, 10:03 ص]ـ
صحيح البخاري
صحيح الإمام البخاري أصح كتب السنة، وموضوعه الاحاديث المسندة المرفوعة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد البخاري أن يكون كتابه كتاب دراية، بالإضافة الى كونه كتاب رواية، كتاب حديث وفقه، من أجل ذلك اتّبع طريقة تميّز بها عن الامام مسلم في صحيحه وذلك بتقطيع الاحاديث وتفريقها وايرادها تحت أبواب، من أجل الاستدلال بها على ما يترجم به، ومع تكرار الاحاديث في مواضع متعددة لا يخلي المقام من فائدة اسنادية أو متنية. وذلك أنه اذا أورد الحديث مكررا يورده عن شيخ آخر، فيستفاد من ذلك تعدد طرق الحديث، والاحاديث التي كررها اسنادا ومتنا قليلة جدا تزيد على العشرين قليلا، كما أشار الى ذلك الحافظ في الفتح (11/ 340) وكما في كتاب كشف الظنون (1/ 363).
وقد ذكرت مواضع تلك الأحاديث في الفائدة (254) من كتابي"الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى".
وهذه الطريقة التي أتبعها البخاري في تفريقه الاحاديث على الابواب ترتب عليها وجود بعض الاحاديث في غير مظنتها، فظن بعض العلماء خلو الكتاب منها كما حصل للحاكم رحمه الله في المستدرك حيث استدرك على البخاري أحاديث، وقال إنه لم يخرجها مع وجودها في صحيح البخاري، ومن أمثلة ذلك الحديث الذي رواه الخاري (2284) في كتاب الاجارة في النهي عن عسب الفحل، فقد استدركه الحاكم على البخاري فوهم، قال الحافظ في شرح الحديث: "وقد وهم في استدراكه، وهو في البخاري كما ترى، وكانه لما لم يره في كتاب البيوع توهم أن البخاري لم يخرجه".
واما فقه البخاري فهو واضح من تراجمه التي وصفها الحافظ ابن حجر في مقدمةالفتح بكونها حيرت الافكار وأدهشت العقول والابصار، وبكونها بعيدة المنال منيعة المثال، انفرد بتدقيقه فيها عن نظرائه، واشتهر بتحقيقه لها عن قرنائه.
ومن أمثلة دقته في تراجمه قوله في كتاب الاجارة: "باب اذا استأجر أجيراً ليعمل له بعد ثلاثة أيام أو بعد شهر أو بعد سنة جاز وهما على شرطهما الذي اشترطاه اذا جاء الاجل" والمقصود من هذه الترجمة أن مدة الاجارة لا يشترط فيها أن تكون تالية لوقت ابرام العقد، وأورد تحت هذه الترجمة حديث عائشة رضي الله عنها (2264) في استئجار النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر رضي الله عنه رجل من بني الدِّيل هاديا خرِّيتا ودفعا اليه راحلتيهما، ووعداه غار ثور بعد ثلاث ليال.
ومن منهج البخاري في صحيحه أنه قد يروي الحديث في موضع واحد باسنادين عن شيخين فيجعل المتن للشيخ الثاني منهما، أشار الى ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 436) وقال: "وقد ظهر بالاستقراء من صنيع البخاري أنه اذا أورد الحديث عن غير واحد فان اللفظ يكون للاخير، والله أعلم".
ومن منهج البخاري ايضا في صحيحه انه اذا مرت به لفظة غريبة توافق كلمة في القران اتى بتفسير تلك الكلمة التي من القران، فيكون بذلك جمع بين تفسير غريب القران والحديث، أشار الى ذلك الحافظ في الفتح في مواضع متعددة انظر على سبيل المثال (3/ 343،324،196).
والحافظ ابن حجر-عليه رحمة الله- تمكن من معرفة اصطلاحات البخاري ومنهجه في صحيحه، وقد ذكرت في كتاب"الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى" جملة كبيرة من الفوائد المتعلقة بذلك من الفائدة (226) الى (284).
ولاهمية صحيح البخاري لقي عناية من العلماء في مختلف العصور، وكان على رأس الذين وفِّقوا للعناية بهذا الكتاب الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفي سنة (852هـ)، فقد شرحه شرحا نفيسا واسعا جمع فيه ما اقتبسه من غيره ممن تقدمه، وما وفقه لله لفهمه واستنباطه من ذلك الكتاب العظيم، وذلك في كتابه "فتح الباري" الذي يعتبر حداً فاصلا بين من سبقه ومن لحقه، فالذين تقدموه جمع ما عندهم، والذين تأخروا عنه صار كتابه مرجعاً لهم، وقد طبع كتاب "فتح الباري" في المطبعة السلفية في مصر، واشتملت الاجزاء الثلاثة الاولى منه على تعليقات نفيسة لشيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وقد أُثبت في هذه الطبعة ترقيم أحاديث الكتاب التي وضعها الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي. وطريقته في الترقيم أنه يثبت في أول موضع يرد فيه ذكر الحديث أرقامه في المواضع الاخرى التي تأتي بعد ذلك، وعند ورود الحديث في تلك المواضع لا يشير الى الموضع الاول الذي ذكرت فيه الارقام، ويمكن الاهتداء الى الموضع الاول بالنظر في شرح الحافظ ابن حجر للحديث، فقد يشير فيه الى المواضع المتقدمة، ويمكن ذلك أيضا بالرجوع الى "فهارس البخاري" لرضوان محمد رضوان، فانه عندما يأتي للموضع التي تكرر فيها ذكر الحديث يقول: انظر كذا رقم كذا، مشيرا الى الكتاب الذي ورد فيه ذكر الحديث أول مرة ورقمه.
وعدد كتب صحيح البخاري سبعة وتسعون كتابا، وعدد أحاديثه بالتكرار كما في ترقيم الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي (7563) حديث، وفي صحيح البخاري اثنان وعشرون حديثا ثلاثيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/478)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[13 - 12 - 03, 10:06 ص]ـ
صحيح مسلم
وصحيح مسلم الامام مسلم يلي صحيح البخاري في الصحة، وقد اعتنى مسلم –رحمه الله- بترتيبه، فقام بجمع الاحاديث المتعلقة بموضوع واحد فأثبتها في موضع واحد، ولم يكرر شيئا منها في مواضع أخرى الا في أحاديث قليلة بالنسبة لحجم الكتاب، ولم يضع لكتابه أبوابا، وهو في حكم المبوب، لجمعه الاحاديث في الموضوع الواحد في موضع واحد.
ومما يميز به صحيح الامام مسلم اثبات الاحاديث باسانيدها ومتونها كنا هي من غير تقطيع او رواية بمعنى، مع المحافظة على ألفاظ الرواة، وبيان من يكون له اللفظ منهم، ومن عبر منهم بلفظ حدثنا، وبلفظ أخبرنا، وقد أثنى الحافظ ابن حجر في ترجمة الامام مسلم في كتابه "تهذيب التهذيب" على حسن عنايته في وضع صحيحه، فقال: " قلت: حصل لمسلم في كتابه حظ عظيم مفرط لم يحصل لاحد مثله، بحيث ان بعض الناس كان يفضله على صحيح محمد بن اسماعيل، وذلك لما اختص به من جمع الطرق وجودة السياق والمحافظة على أداء الالفاظ كماهي، من غير تقطيع ولا رواية بمعنى، وقد نهج على منواله خلق من النيسابوريين فلم يبلغوا شأوَه، وحفظت منهم أكثر من عشرين اماماً ممن صنف المستخرج على مسلم، فسبحان المعطي الوهاب".
وقد قام الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي رحمه الله بالعناية باخراج صحيح مسلم ووضع فهارس له متعددة مفصلة، وطبع الكتاب بعمله هذا في أربعة مجلدات أثبت فيها تراجم الابواب التي وضعها الامام النووي-رحمه الله- وهي ليست من عمل مسلم، كما قام بترقيم الاحاديث الاصلية فيه فبلغت (3033) حديث، وبلغ مجموع كتب صحيح مسلم أربعة وخمسين كتابا، ووضع الشيخ محمد فؤاد عبدالباقي مجلداً خامساً مشتملاً على الفهارس المتنوعة المفصلة لصحيح مسلم رحمه الله، وأعلى الاسانيد في صحيح مسلم الرباعيات.
--------------------------------------------------------------------------------
سنن ابي داود
كتاب السنن لابي داود كتاب ذو شأن عظيم، عني فيه مؤلفه بجمع أحاديث الاحكام وترتيبها وايرادها تحت تراجم أبواب تدل على فقهه وتمكنه في الرواية والدراية، قال فيه أبو سليمان الخطابي في أول كتاب "معالم السنن": "وقد جمع ابو داود في كتابه هذا من الحديث في أصول العلم وأمهات السنن وأحكام الفقه ما لا نعلم متقدماً سبقه اليه ولا متأخراً لحقه فيه".
وللحافظ المنذري تهذيب لسنن أبي داود وللامام ابن القيم تعليقات على هذا التهذيب، وقد وصف ابن القيم-رحمه الله- "سنن أبي داود" و "تهذيب" المنذري وما علقه عليه فقال: "ولما كان كتاب السنن لابي داود سليمان بن الاشعث السجستاني –رحمه الله- من الاسلام بالموضع الذي خصه الله به، بحيث صار حكماً بين أهل الاسلام، وفصلاً في موارد النزاع والخصام، فاليه يتحاكم المنصفون، وبحكمه يرضى المحققون، فانه جمع شمل أحاديث الاحكام، ورتبها أحسن ترتيب، ونظمها أحسن نظام، مع انتقائها أحسن انتقاء، واطراحه منها أحاديث المجروحين والضعفاء، وكان الامام العلامة الحافظ زكي الدين أبو محمد عبدالعظيم المنذري –رحمه الله- قد أحسن في اختصاره وتهذيبه، وعزو أحاديثه وايضاح علله وتقريبه، فأحسن حتى لم يكد يدع للاحسان موضعاً، وسبق حتى جاء من خلفه له تبعاً: جعلت كتابه من أفضل الزاد، واتخذته ذخيرة ليوم المعاد. فهذبته نحو ما هذب هو به الاصل، وزدت عليه من الكرم على علل سكت عنها أو لم يكملها، والتعرض الى تصحيح أحاديث لم يصححها، والكلام على متون مشكلة لم يفتح مقفلها، وزيادة أحاديث صالحة في الباب لم يشر اليها، وبسطت الكلام على مواضع جليلة، لعل الناظر المجتهد لا يجدها في كتاب سواه".
وكتاب سنن أبي داود مقدم على غيره من كتب السنن الاخرى، وقد بلغ مجموع كتبه خمسة وثلاثين كتاباً، وبلغ مجموع أحاديثه (5274) حديث.
وأعلى الاسانيد في سنن أبي داود الرباعيات وهي التي يكون بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أربعة أشخاص. ولسنن أبي داود عدة شروح من أشهرها عون المعبود لابي الطيب شمس الحق العظيم آبادي.
سنن النسائي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/479)
صنف الامام النسائي-رحمه الله- في السنن كتابين هما، السنن الكبرى، والصغرى التي اختصرها منها، ويقال لها المجتبى أي: المختارة من الكبرى، والسنن الصغرى هي التي لقيت عناية خاصة من العلماء، وهي التي اعتبرت أحد الكتب الحديثية الستة، وهو كتاب عظيم القدر، كثير الابواب، وتراجم أبوابه تدل على فقه مؤلفه، بل ان منها ما تظهر فيه دقة الامام النسائي في الاستنباط، ومن أمثلة ذلك: قوله في أوائل كتاب الطهارة: " الرخصة في السواك بالعشي للصائم" وهي مسالة للعلماء فيها قولان: أحدهما: منع الاستياك بعد الزوال قالوا: لانه يذهب الخلوف الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"، والقول الثاني: الجواز لدخوله تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة" وقد أورد النسائي هذا الحديث تحت هذه الترجمة وهو أرجح القولين في المسالة لدلالة الحديث على ذلك، قال السندي في حاشيته على السنن منوِّهاً بدقة الامام النسائي قال: " ومنه يؤخذ ما ذكره المصنف من الترجمة، ولا يخفى أن هذا من المصنف استنباط دقيق وتيقظ عجيب، فلله دره ما أدق وأحد فهمه".
وأعلىالاسانيد في سنن النسائي الرباعيات، وقد بلغ مجموع كتبه واحدا وخمسين كتاباً وبلغت أحاديثه (5774) حديث، وأحسن طبعات هذا الكتاب الطبعة التي حققها ورقمها ووضع فهارسها مكتب تحقيق التراث الاسلامي- دار المعرفة بيروت، فانه عند كل حديث يذكر رقمه، وارقام مواضعه الاخرى عند النسائي، ويذكر تخريج بقية أصحاب الكتب الستة، وأرقام الحديث عندهم، ورقمه في تحفة الاشراف.
سنن الترمذي
سنن الترمذي ويقال له الجامع، من أهم كتب الحديث وأكثرها فوائد، اعتنى فيه مؤلفه بجمع الاحاديث وترتيبها، وبيان فقهها، وذكر أقوال الصحابة والتابعين وغيرهم في المسائل الفقهية، ومن لم يذكر أحاديثهم من الصحابة أشار اليها بقوله: وفي الباب عن فلان وفلان، واعتنى ببيان درجة الاحاديث من الصحة والحسن والضعف، وفيه أحاديث رباعية كثيرة، وفيه حديث ثلاثي واحد أخرجه الترمذي في كتاب الفتن ـ (2260) فقال: " حدثنا عمر بن شاكر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر". وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه"
وفي اسناده عمر بن شاكر وهو ضعيف، لكن الحديث صحيح بالشواهد، انظر "السلسلة الصحيحة" رقم (957).
وعدد كتب جامع الترمذي خمسون كتاباً، وعدد أحاديثه (3956) حديث، وأحسن شروح جامع الترمذي كتاب " تحفة الاحوذي" للشيخ عبدالرحمن المباركفوري المتوفي (1353هـ).
سنن ابن ماجه
سنن ابن ماجه سادس الكتب الستة على القول المشهور وهو أقلها درجة، قال الحافظ ابن حجر في ترجمة ابن ماجه في تهذيب التهذيب: "كتابه في السنن جامع جيد كثير الابواب والغرائب وفيه احاديث ضعيفة جدا، حتى بلغني أن السري كان يقول: مهما انفرد بخبر فيه فهو ضعيف غالباً، وليس الامر في ذلك على اطلاقه باستقرائي، وفي الجملة ففيه أحاديث كثيرة منكرة، والله المستعان".
وانما اعتبر سادس الكتب الستة لكثرة زوائده على الكتب الخمسة، وقيل سادسها الموطأ لعلو اسناده، وقيل السادس سنن الدارمي.
وأحسن طبعاته الطبعة التي أخرجت بعناية الشيخ محمد فؤاد عبدالبافي التي رقم فيها الاحاديث فبلغت (4341) حديث، وبلغت كتبه سبعة وثلاثين كتاباً، وذكر الشيخ محمد فؤاد عبدالبافي في كلام له في آخر السنن أن احاديثه الزائدة على الكتب الخمسة بلغت (1339) حديث.
وفي سنن ابن ماجه خمسة أحاديث ثلاثيات الاسناد، كلها من طريق جبارة بن المغلس، عن كثير ابن سليم، عن أنس رضي الله عنه، ثلاثة منها في كتاب الاطعمة (3356) (3357)، (3310)، وفي كتاب الزهد واحد (4292)، وواحد في كتاب الطب (3479)، وجبارة وكثير انفرد ابن ماجه عن بقية أصحاب الكتب الستة باخراج حديثهما، وقال عنها الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب انهما ضعيفان، وهذه الاحاديث الخمسة من زوائد سنن ابن ماجة على الكتب الخمسة.
وقد الف الشيخ أحمد ين ابي بكر البوصيري المتوفي سنة (840هـ) كتاب "مصباح الزجاجة" في زوائد ابن ماجة، وبلغت أحاديثه في بعض طبعاته (1552) حديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/480)
وهذه الكتب الستة لقيت من العلماء عناية في أطرافها ورجالها، وأحسن ما ألّف في أطرافها كتاب أبي الحجاج المزي "تحفة الاشراف بمعرفة الاطراف" وقد رتبه على أسماء الصحابة رضي الله عنهم، وعند كل صحابي يذكر الاسانيد من الائمة أصحاب الكتب الستة الى التابعين، وهذا الكتاب العظيم يعتبر بالنسبة للاسانيد بمثابة نسخ أخرى لتلك الكتب الستة.
وأحسن ما الّف في رجالها بل في رجال مؤلفات أصحابها كتاب "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" لابي الحجاج المزي، فانه مشتمل على أسماء رجال الكتب الستة ورجال مؤلفات أخرى لاصحاب الكتب الستة مثل رجال الادب المفرد، وجزء القراءة خلف الامام، وخلق أفعال العباد للبخاري وغيرها.
وأما الكتاب المقتصر على رجال الكتب الستة فهو كتاب الكاشف للذهبي.
وقد اعتنى الحافظ أبو الحجاج المزي عند ترجمة كل راوٍ بذكر شيوخه وتلاميذه مرتبين على ترتيب حروف الهجاء، ثم يذكر ما قيل في صاحب الترجمة من جرح وتعديل، ويختم الترجمة بذكر أسماء الذين خرجوا أحاديثه من الائمة الستة في كتبهم وفي أول الترجمة يثبت الرموز لهم.
وقد هذب كتابه هذا الحافظ ابن حجر في كتابه تهذيب التهذيب، فيذكر عند كل ترجمة بعض شيوخ الراوي وتلاميذه وما ذكره المزي مما قيل فيه، ثم يختم الترجمة بذكر اضافات أخرى مبدوءة بقوله: ـ (قلت)، وعندما ينظر طالب العلم في ترجمة الراوي في تهذيب التهذيب وما اشتملت عليه من جرح وتعديل يتساءل! ما هي النتيجة التي انتهى اليها الحافظ ابن حجر في الحكم على الراوي؟ والجواب على هذا التساؤل موجود عند الحافظ ابن حجر في كتابه تقريب التهذيب، فيقول عنه ثقة أو صدوق او ضعيف أو غير ذلك. وكتاب المزي تهذيب الكمال هذبه أيضاً الذهبي في كتابه تذهيب تهذيب الكمال، ولخصه الخزرجي في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال.
والفرق بين ما في التقريب والخلاصة أن الحافظ ابن حجر في التقريب يثبت رايه في الراوي ويذكر طبقته، واما الخزرجي في الخلاصة فانه يذكر بعض شيوخ الراوي وبعض تلاميذه ويذكر بعض ما قيل الحكم عليه جرحاً أو تعديلا، وعند ذكر الصحابي يذكر عدد الاحاديث التي له في الكتب الستة، وعدد ما اتفق عليه البخاري ومسلم منها، وعدد ما انفرد به كل واحد منهما عن الاخر.
ـ[عبدالله زكريا]ــــــــ[17 - 08 - 04, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا(24/481)
هل طرقة هذا المسألة .. ارجو المشاركه
ـ[الراتع]ــــــــ[13 - 12 - 03, 11:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين والصلاة والسلام على الهدي البشير نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بأحسان إلى اليوم العظيم وبعد:-
أوختي في الله أطرح عليكم هذا المسألة الفقهية ولست بمطيل ولامكثر ولكن هي الفائدة.
المسألة:-
من أستطاع أن يجافي بأحدى يديه دون الأخرى حال السجود هل يقال أنه وافق السنه؟
وقبل أن نجيب فلبد أن نفصل المسألة بصورة أدق وأوضح فأليك التفصيل
على حالات ثلاث:-
(الحالة الأولى)
لك أن تجافي وذلك إذا كنت أمام أو منفرد أو أحدى يديك لا حراك بها
ودليل ذلك مارواه البخاري ومسلم عن ابن بحينة " أن النبي صلى الله
عليه وسلم كان إذغ صلى فرج بينيديه حتى يبدو بياض إبطيه "
(الحالة الثانية)
ليس لك أن تجافي وذلك إذا كانت مأموم فيقال لك والحالة هذه عدم
مجافاتك هي السنه لأنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى خلف عبد الرحمن بن عوف ولم ينقل لنا أنه جافى ولأنك لو جافيك فقد تأذي من حولك فقد يقال بكراهة ذلك.
(الحالة الثالثة)
وهي المجافات بأحدى اليدين دون الأخرى وتصوير هذا الحالة هو أن
يكون الذي عن يمينك أو يسارك مأموم والجانب الأخر ليس به أحد فهل يقال هنا بالمجافات أم لا؟
فنقول هنا والعلم عند الله أنه لا يجافي والدليل على ذلك مارواه
البخاري ومسلم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: صليت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلةٍ فقمت عن يساره فأخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم برأسي من ورأئي فجعلني عن يمينه.
وجه الأستدلال من هذا الحديث:-
هو أن ابن عباس لم ينقل لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جافى
بيده الأخرى مع حرصه رضى اللع عنها على الأقتداء.
ولو قال قائل وكيف لأبن عباس أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم
أجافى أم لا فالجوب أن يقال لو كانت سنه لأخبر بذلك النبي صلى الله
عليه وسلم وتأخير البيان عن وقت الحاجه لا يجوز كما هو مقرر في علم
الأصول.
ولو جائنا أخر وقال إذا ماذا نفعل بقول الله جل وعل (فاتقوا الله ما استطعتم) [التغابن:16] وقول النبي صلى الله عليه وسلم في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضى الله عنه " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم " فنقول له رويدك كلامك قوى وله حظ من النظر
ولكن يقال أنه إذا جافىفي موضع دون الاخر غير الهيئة التي ينبغي أن يكون عليها المصلى ولذا قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى وقدس روحه " الأقرب عندي - كلام الشيخ عثيمين - أن لا يجافي لتكون هيئته واحدةً لا تختلف " [شرح عمدة الأحكام] و [الممتع 3/ 35].
ارجو أفادتني بما عندكم حفظكم الله وإن كان المسألة قد طرقة
فأخبرونا ولكم منا جزيل الدعاء.(24/482)
سؤال عن قول الصنعاني في المسح على الخفين
ـ[مهاب]ــــــــ[13 - 12 - 03, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله و على آله وصحبه وسلم ...
ذكر الصنعاني في سبل السلام في كتاب الطهارة في الشرط الثاني للمسح على الخفين: " والثاني مستفاد من مسمى الخف، فإن المراد به الكامل؛ لأنه المتبادر عند الإطلاق، وذلك بأن يكون ساتراً قوياً مانعاً نفوذ الماء غير مخرق، فلا يمسح على ما لا يستر العقبين، ولا على مخرق يبدو منه محل الفرض، ولا على منسوج؛ إذ لا يمنع نفوذ الماء، ولا مغصوب لوجوب نزعه".
السؤال: ما الدليل على وجوب أن يكون الخف ساتراً للعقبين؟
و من قال بذلك من العلماء
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 12 - 03, 06:29 م]ـ
الاولى ان يقال من لم يقل به من أهل العلم!!!
لانه اذا لم يستر العقبين صار كالنعلين ولهذا فان رسولنا صلى الله عليه وسلم امر المحرم اذا لم يجد نعل ان يقطع الخفين حتى يصيرا كالنعلين او قريب منه , لان الخف اذا قطع وصار ادنى من الكعبين ولم يغطى كامل العقبين صار كالنعل ولم يصر كالخف.
فيجوز الاحرام به للضرورة.
ـ[مهاب]ــــــــ[14 - 12 - 03, 03:23 ص]ـ
أخي المتمسك بالحق ... جزاك الله خيراً ...
قال ابن حزم رحمه الله تعالى في (المحلى) (2/ 103): (مسألة: فإن كان الخفان مقطوعين تحت الكعبين، فالمسح جائز عليهما، وهو قول الأوزاعي، وروي عنه أنه قال: يمسح المحرم على الخفين المقطوعين تحت الكعبين ... وقال غيره: لا يمسح عليهما إلا أن يكونا فوق الكعبين).
وفي ردك لم أجد ما يدل على تحريم المسح على الخفين المقطوعين تحت الكعبين ...
و كذلك لم أجد دليلاً على وجوب ان يكون الخف فوق العقبين!
ـ[مهاب]ــــــــ[14 - 12 - 03, 01:21 م]ـ
لقد نقلت قول ابن حزم من كتاب " تمام النصح في احكام المسح" للعلامة الألباني رحمه اللع تعالى.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 12 - 03, 06:00 م]ـ
يا أخي وفقك الله ابن حزم يرى جواز المسح على كل ما يلبس على القدمين حتى النعلين فلا فرق عنده بين خف وغيره وأما المسح على الخفين المقطوعين فلم يقل به الا الاوزاعي وهو رواية عن مالك فيما أعلم.
وجماهير اهل العلم على عدم جواز ذلك وقد نقل اتفاق العلماء على هذا ابن تيمية رحمه الله.
أما الدليل فلو تأملت بارك الله فيك لوجدت اني ذكرت لك الدليل؟؟
ولكن لا ادري لماذا لم تتأمل فيه!
أذ ان النبي عليه الصلاة والسلام أمر المحرم ان يحرم بنعلين فأذا لم يجد نعلين فأنه يقطع الخفين حتى يكونا أسفل من الكعبين ليخرجا من مسمى الخف ويدخلا في مسمي النعل.
و المسح انما يكون على ما يمسى بمسمي الخف (أو يقوم مقامه) كالجوربين والجرموقين او النعلين الذين (يشق نزعهما) عند شيخ الاسلام رحمه الله وفي هذا بحث.
أذا المسح لايكون الا على الخف او ما يدخل تحت مسماه كالجوربين او يقوم مقامه مثلهما.
ومادام ان الانسان اذا قطع الخفين حال الاحرام لم يصدق عليه انه قد لبس خفين , فكذلك لم يجز له ان يمسح عليهما.
لان المسح لا يكون الا على الخفين؟ والخفين المقطوعين قد خرجا من مسمى الخف (بنص) أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.(24/483)
الدرر البهية في أسماء أهل السنة الشرعية
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 01:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
إن أهل السنة والجماعة يفارقون أهل البدع، ويتميزون عنهم، في أنهم ليس لهم اسم يعرفون به، ولا لقب، أو رمز، يميزهم عن غيرهم إلا الإسلام وما دل عليه.
ولا ينتمون لشخص بالغاً ما بلغ، يجعلونه قدوتهم في كل شيء إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام مالك: " أهل السنة ليس لهم لقب يعرفون به، لا جهمي ولا قدري، ولا رافضي " (1).
وقد كان السلف يحذرون من التسمي بغير الإسلام ويشددون في ذلك:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " من أقر باسم من هذه الأسماء المحدثة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " (2).
وكان السلف يحذرون ذلك التحذير البالغ من خطورة الانتساب إلى غير الإسلام والسنة، نجدهم يقرنون القول بالعمل، مطبقين ذلك في حياتهم في عدم رضاهم أن ينسبوا لغير الإسلام، وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " قال لي معاوية رحمة الله عليه أنت على ملة علي رحمة الله عليه؟ قلت: لا، ولا على ملة عثمان، أنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم " (3).
وإن للمسلمين اليوم لأسوة حسنة، في حرص هؤلاء الرجال على دينهم وخشيتهم على أنفسهم من الفتنة، في الانتساب إلى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال. حتى ولو كان هذا الانتساب إلى واحد من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد خلفائه الراشدين، الذين أخبر أنهم على الحق والهدى، وأمر باتباع سنتهم والاهتداء بهديهم. فلله در ابن عباس وسائر سلف الأمة الصالح ما أفقههم في دينهم وما أشد تمسكهم به. رضوان الله عليهم أجمعين.
وما زال علماء السنة أهل العلم والهدى، والدين والتقى، على مختلف عصورهم، يحذون حذو سلفهم الصالح في تطبيق ذلك المنهج في عدم الانتساب لغير الإسلام محذرين المسلمين من خطورة مخالفته.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: " وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله: مثل أن يقال للرجل: أنت شكيلي، أو قرفندي ".
فإن هذه أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان، وليس في كتاب الله ولا سنة رسول صلى الله عليه وسلم، ولا في الآثار المعروفة عن سلف الأمة لا شكيلي ولا قرفندي.
والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول: لا أنا شكيلي ولا قرفندي بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله.
وبهذا يعلم خطورة ما انتشر بين المسلمين في هذا العصر: من أحزاب وجماعات، وضعت لها أسماء وألقاب ومناهج ورسوم وطقوس تميز كل طائفة عن الأخرى. وأصبح لكل طائفة دعاة وأنصار وأتباع، يوالون من والى هذه الجماعة وانتسب إليها، وينفرون بل يعادون كل من عارضها ولم يدخل تحت لوائها.
بل وصل الأمر ببعضهم إلى موالاة أهل البدع كالرافضة والخوارج والباطنية والصوفية وغيرهم من أهل البدع لانتسابهم للجماعة التي ينتسبون إليها في حيث أنهم يعادون أهل السنة لعدم انتسابهم إليهم ورضاهم بصنيعهم. وهؤلاء على خطر عظيم إن لم يرجعوا إلى مظلة أهل السنة والجماعة وينبذوا تلك التحزبات ويعقدوا الولاء والبراء فقط على العقيدة الإسلامية (عقيدة أهل السنة والجماعة).
ولما نشأت البدع في الإسلام، وتعددت فرق الضلال، وأخذ كل يدعو إلى بدعته وهواه - مع انتسابهم في الظاهر إلى الإسلام - كان لابد لأهل الحق وأصحاب العقيدة الصحيحة، التي ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأمة عليها، من غير أن تشوبها شائبه، أو تدخل عليها داخلة، من هوى أو ابتداع: أن يعرفوا بأسماء تميزهم عن أهل الابتداع والانحراف في هذه العقيدة فظهرت حين ذلك أسماؤهم الشرعية المستمدة من الإسلام.
فمن أسمائهم: أهل السنة والجماعة - الفرقة الناجية - الطائفة المنصورة - السلف.
وما اشتهر لأهل السنة من هذه الأسماء لا ينافي ما سبق تقريره من أنهم ليس لهم اسم أو لقب يعرفون به إلا الإسلام، لأن هذه الأسماء دالة على الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/484)
لكن لما انتسب إلى الإسلام من لم يحققه التحقيق الصحيح من أهل البدع ظهرت هذه المسميات، للتفرقة بين أهل التحقيق الصحيح للإسلام وهم أهل السنة وبين من انحرف عنه.
ومن تأمل هذه الأسماء (أسماء أهل السنة) ظهر له أنها كلها تدل على الإسلام فبعضها ثابت لهم بالنص من الرسول صلى الله عليه وسلم، والبعض الآخر إنما حصل لهم بفضل تحقيقهم للإسلام تحقيقاً صحيحاً. وهي تخالف تماماً مسميات أهل البدع وألقابهم فأسماء أهل البدع وألقابهم: إما ترجع إلى الانتساب لأشخاص، وإما إلى ألقاب مشتقة من أصل بدعهم، وإما أن هذه الألقاب ترجع إلى سبب خروج من تسمى بها عن عقيدة المسلمين، وجماعتهم.
فأين هذه الأسماء والألقاب من أسماء أهل السنة المستمدة من الإسلام؟
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد بعد ذكره ألقاب أهل السنة: وهذه الألقاب الشريفة تخالف أي لقب كان لأي فرقة كانت من وجوه:
الأول: أنها نسب لم تنفصل ولا لحظة واحدة عن الأمة الإسلامية منذ تكوينها على منهاج النبوة فهي تحوي جميع المسلمين على طريقة الرعيل الأول، ومن يقتدي بهم في تلقي العلم وطريقة فهمه، وبطبيعة الدعوة إليه.
الثاني: أنها تحوي كل الإسلام (الكتاب والسنة) فهي لا تختص برسم يخالف الكتاب والسنة زيادة أو نقصاً.
الثالث: أنها ألقاب منها ما هو ثابت بالسنة الصحيحة، ومنها ما لم يبرز إلا في مواجهة مناهج أهل الأهواء والفرق الضالة، لرد بدعتهم والتميز عنهم.
الرابع: أن عقد الولاء والبراء، والموالاة والمعادة لديهم هو على الإسلام لا غير لا على رسم باسم معين ولا على رسم محدد، إنما هو (الكتاب والسنة) فحسب.
الخامس: أن هذه الألقاب لم تكن داعية لهم للتعصب لشخص دون رسول الله صلى الله عليه وسلم.
السادس: أن هذه الألقاب لا تفضي إلى بدعة ولا معصية، ولا عصبية لشخص معين ولا لطائفة معينة، فإذا قيل: (أهل السنة والجماعة) انتظم هذا اللقب هذه الخواص، وهذا لا يكون لأحد من أهل الفرق بأسمائهم ورسومهم التي انشقوا بها عن جماعة المسلمين وهكذا بقية ألقاب أهل السنة (4).
وبعد أن ظهرت مغايرة أسماء أهل السنة وألقابهم لكل مسميات وألقاب أهل البدع نشرع في عرض أسماء أهل السنة، عرضاً موجزاً، لبيان معنى كل اسم، والأدلة على شرعيته، وانتمائه إلى الإسلام.
1 - أهل السنة والجماعة:
وهذا الاسم يتألف من شقين: أ- أهل السنة. ب- الجماعة.
أولاً: أهل السنة:
والمقصود من إطلاق السنة هنا: معناها الاصطلاحي، وهو شمولها للإسلام كاملاً، فليس بدعاً من القول إذاً أن يطلق على من حقق الإسلام كاملاً كما جاء عن الله ورسوله: (أهل السنة) لمطابقة السنة للإسلام.
ومن تأمل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، في الأمر باتباع سنته، عرف مطابقة السنة للإسلام وشمولها له، وأدرك مطابقة تسمية أهل التحقيق الصحيح للإسلام، بـ (أهل السنة) جاء في حديث العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " .... فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلال " (5).
فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم في مقابل الاعتصام بسنته وسنة خلفائه، إحداث البدع. فدل على أن كل ما خرج عن سنته وسنة خلفائه بدعة، ولو كان هناك شيء من الدين لم تشمله سنته وسنة خلفائه، لما سمى الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج عنها بدعة، فدل على شمول سنته وسنة خلفائه للإسلام كاملاً.
وبهذا يعلم مناسبة تسمية أهل السنة بهذا الاسم، وذلك لتحقيقهم الإسلام تحقيقاً كاملاً صحيحاً. ويظهر بذلك شرعية تسميتهم (بأهل السنة) وأن هذه التسمية منبثقة من تسميهم بالمسلمين، بل هي مرادفة لتسميهم بالمسلمين، كما دلت على ذلك النصوص. والله تعالى أعلم.
ثانياً: الجماعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/485)
أما تسمية أهل السنة بـ (الجماعة) فهذه تسمية ثابتة لهم بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الكتاب افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة وهي: الجماعة وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرف ولا مفصل إلا داخله .. " (6).
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " (7).
فالمقصود بالجماعة هنا أهل السنة لأنهم أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهؤلاء هم جماعة المسلمين.
قال الإمام البربهاري: " والأساس الذي بينا عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين وهم أهل السنة والجماعة " (8).
2 - الفرقة الناجية:
هذا اللقب مأخوذ من مفهوم حديث افتراق الأمة السابق: حيث نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن كل الفرق في النار إلا واحدة في الجنة، فأطلق من هذا المعنى على هذه الفرق التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها في الجنة (الفرقة الناجية).
ويفهم من كلام بعض أهل العلم أن هذه التسمية مأخوذة من منطوق الحديث وأنه عليه الصلاة والسلام سئل عن الفرقة الناجية فذكر أوصافها:
يقول الآجري: " ثم إنه صلوات الله وسلامه عليه سئل (من الناجية؟) فقال عليه الصلاة والسلام في حديث: (ما أنا عليه وأصحابي) وفي حديث قال: (السواد الأعظم)، وفي حديث قال: (واحدة في الجنة وهي الجماعة) " (9).
ويقول شيخ الإسلام في جوابه لسؤال عن حديث افتراق الأمة: " الحمد لله .. الحديث مشهور في السنن والمسانيد كسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي، وغيرهم ... - ثم قال بعد أن ساق الحديث بنصه -: وفي رواية قالوا: يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال: (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) وفي رواية قال: (هي الجماعة يد الله مع الجماعة) " (10).
فعلى ثبوت رواية: سؤال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم (من الفرقة الناجية؟) تكون التسمية ثابتة بالنص من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فهي مأخوذة من مفهوم الحديث وهذا الذي يظهر لي والله تعالى أعلم.
وقد اشتهر إطلاق هذه التسمية (الفرقة الناجية) على أهل السنة بين العام والخاص حتى إن بعض علماء السلف ضمنوها عناوين كتبهم في عرض عقيدة أهل السنة واستغنوا بها عن غيرها من مسميات أهل السنة لاشتهارها بين الناس.
3 - الطائفة المنصورة:
قد دل على استحقاق أهل السنة هذه التسمية قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه معاوية بن قرة عن أبيه: أنه صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى يوم القيامة " (11).
وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون ".
وهذه الطائفة المنصورة هم أهل السنة كما نص على ذلك الأئمة: " قال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم، قال القاضي عياض: إنما أراد أحمد أهل السنة والجماعة ومن يعتقد مذهب أهل الحديث ".
قلت: والواقع يشهد بهذا فمن عرف التأريخ علم أن أهل السنة والجماعة هي الطائفة المنصورة فما زال الله تعالى يجدد لهم عقيدتهم (العقيدة الإسلامية) بأئمة يعودون بالناس إلى عقيدتهم الإسلامية، كلما اندثرت معالمها من أمثال الإمام أحمد بن حنبل (إمام أهل السنة) والإمام البخاري والإمام عثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم من علماء السلف رحمهم الله تعالى لما انتشرت بدع الجهمية في التعطيل وإنكارها صفات الباري جلا وعلا، والقول بخلق القرآن وذلك في النصف الأخير من القرن الثاني وبداية القرن الثالث من الهجرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/486)
وبأمثال شيخ الإسلام ابن تيميه ومن بعده تلميذه الإمام ابن القيم رحمهما تعالى، وبأمثال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، وما زلنا اليوم ننعم بفضل الله ثم بفضل دعوة الشيخ بصفاء العقيدة، وسلامة الفكر، ووضوح المنهج في الدعوة إلى الله على بصيرة، فجزى الله الشيخ عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
ففي ذلك أكبر دليل، وأوضح حجة، وأصدق برهان على أن أهل السنة والجماعة هم الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خذلها إلى يوم القيامة فالحمد لله على فضله وتوفيقه.
4 - السلفيون:
ويطلق على أهل السنة والجماعة (السلفيون) لاتباعهم منهج السلف الصالح الذين هم الصحابة والتابعون وأتباعهم على الخير والهدى.
جاء في القاموس المحيط (3/ 153): " السلف من تقدمك من آبائك وقرابتك ".
ويقول القلشاني: " السلف الصالح وهو الصدر الأول الراسخون في العلم المهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الحافظون لسنته اختارهم الله لصحبة نبيه وانتخبهم لإقامة دينه ... " (.
ويقول الباجوري: " وهم من كانوا قبل الخمسمائة، وقبل القرون الثلاثة الصحابة والتابعون وأتباع التابعين ".
فإطلاق (السلفيين) إذاً على أهل السنة والجماعة من كل عصر ومصر موافق تماماً لواقع حالهم وما يقوم عليه مذهبهم من متابعة السلف من الصحابة والتابعين.
وليس من الابتداع في شيء أن يتسمى أهل السنة بـ (السلفيين) بل إن مصطلح السلف يساوي تماماً مصطلح أهل السنة والجماعة، ويدرك ذلك بتأمل اجتماع كل من المصطلحين في حق الصحابة فهم السلف، وهم أهل السنة والجماعة.
وهنا قد يعترض معترض على إطلاق (السلفيين) على أهل السنة والجماعة المعاصرين، بدعوى مخالفة ذلك للغة: فيقول: إن السلف في اللغة من تقدم من الآباء والاتباع، فلو سلمنا إطلاق ذلك على من مضى أهل السنة باعتبار أنهم سلف لكم، فلا نسلم لكم إطلاقكم ذلك المصطلح على أنفسكم اليوم لمعارضة ذلك لقواعد اللغة.
فأقول: ليس المقصود بالسلف هنا معناه: (القديم) بالمقصود الانتساب إلى السلف الماضين وهذا سائغ في اللغة فكما يصح لنا القول: (سني) نسبة إلى (أهل السنة) يصح لنا القول: (سلفي) نسبة إلى (السلف) لا فرق.
فثبت بهذا أن إطلاق هذا الاسم على أهل السنة شرعي، وأنه يرجع في أصل معناه إلى أسمائهم الشرعية، كأهل السنة والجماعة، والطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، للتفريق بينهم وبين من ينتسب إلى الإسلام ممن انحرف عن العقيدة الصحيحة، التي ترك الرسول صلى الله عليه وسلم عليها أمته.
ولهذا ذكر المحققون أن مصطلح السلف إنما ظهر حين دار النزاع حول أصول الدين بين الفرق الكلامية، وحاول الجميع الانتساب إلى السلف الصالح فكان لابد من ظهور قواعد واضحة للاتجاه السلف تميزه عن مدعي الانتساب إلى السلفية.
والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نقلاً باختصار من كتاب موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع للشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله (1/ 39 - 63).
--------------------------------------------------------------------------------
1) الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء لابن عبد البر ص35، وترتيب المدارك للقاضي عياض (ج1/ص172).
2) الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة (الإبانة الصغرى) لابن بطة ص137.
3) الإبانة الكبرى لابن بطة (ج1/ص355)، والصغرى ص145، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج1/ص94).
4) نقل باختصار من حكم الانتماء ص31 - 37.
5) رواه أحمد (4/ 126)، وأبو داود (5/ 13)، والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح الترمذي مع تحفة الأحوذي (7/ 438)، وابن ماجه (1/ 15) ح42، والدرامي (1/ 57)، ورواه الحاكم وقال: صحيح ليس له علة، ووافقه الذهبي، المستدرك مع التلخيص (1/ 95 - 96)، ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ص29 رقم 54، وابن بطة في الإبانة الكبرى (1/ 305 - 307) رقم 142، والآجري في الشريعة ص46، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/ 58) رقم 165.
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله: " سنده صحيح " ونقل تصحيحه عن الضياء المقدسي. مشكاة المصابيح (1/ 58) رقم 165.
6) رواه أحمد (4/ 102)، وأبو داود (5/ 5 - 6) ح 4597، والدرامي (2/ 314)، والمروزي في السنة ص 15، وابن أبي عاصم في السنة ص33 ح 65، والآجري – بدون قوله: إنه سيخرج – انظر الشريعة ص 18. والحديث صحيح، صححه الحاكم ووافقه الذهبي انظر المستدرك مع التلخيص (1/ 128)، وقال الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة: " حديث صحيح بما قبله وما بعده "، انظر السنة لابن أبي عاصم مع ظلال الجنة ص 33.
7) رواه ابن ماجه (2/ 1322) ح 3993، وابن أبي عاصم في السنة ص 32 ح 64. والحديث صحيح نقل الألباني تصحيحه عن البوصيري.
8) شرح السنة ص21.
9) الشريعة ص 14.
10) مجموع الفتاوى (3/ 345).
11) رواه أحمد في المسند (4/ 436) (5/ 34)، والترمذي وقال: حسن صحيح. انظر سنن الترمذي مع التحفة (6/ 33) ح 2287)، وابن ماجه في سننه (1/ 4) ح6، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 112) ح 172، والحديث صحيح قال عنه الألباني في صحيح ابن ماجه (1/ 6) "صحيح" وقال في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1/ 3/135): " واعلم أن الحديث صحيح ثابت مستفيض عن جماعة من الصحابة) وانظر بعض طرقه في صحيح مسلم (3/ 1523 - 1525)، وكتاب "أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى ص36 - 38.(24/487)
تبييت النية لصوم النفل المقيد كست من شوال
ـ[المنهال]ــــــــ[13 - 12 - 03, 05:52 م]ـ
الاخوة الفضلاء يكثر الاخذ والرد في مسألة اشتراط النية لصوم النفل المقيد مثل الست من شوال وعرفة وعاشوراء بغض النظر عن صحة الصوم ولكن محل البحث حصول الثواب المترتب على صيام هذه الايام لمن عقد النية اثناء النهار
وفي علمي ان من اشترط هذا الشرط في النفل المقيد هو العلامة ابن عثيمين رحمه الله
فالسؤال هل من قائل بهذا القول قبل الشيخ رحمه الله ثم من من العلماء المعاصرين الذين قالوا به ثم وحه هذا القول وقوته؟؟
وجزاكم الله خيرا(24/488)
هل يجوز أن أصوم وأصلي تطوعا لميت؟
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[13 - 12 - 03, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فهل يجوز أن أصوم وأصلي تطوعا لميت؟
أرجوا من كان عنده بحث كامل عن هذا الموضوع أن ينفعنا وينزل الرابط
وشكرا
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 10:30 م]ـ
اسمع بارك الله فيك
يقول شيخ الإسلام رحمه الله
أن الاعمال تنقسم الى قسمين
الأول: مالية
الثاني: بدنية
اما الاول يقول رحمه الله انه بالإتفاق تصل اليه
والثاني مختلف فيه والراجح انها تصل اليه.
انتهى كلامه رحمه الله
وقدفصل في هذه المسألة في أكثر من موضع في الفتاوى
المصرية او الكبرى فارجع اليها
رحمك الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 12 - 03, 10:40 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8669(24/489)
أريد تعريفاً بالشيخ زهير بن ناصر الناصر
ـ[ثعلبة]ــــــــ[13 - 12 - 03, 10:12 م]ـ
السلام عليكم
أبحث عن تعريف بالشيخ زهير بن ناصر الناصر
أفيدوني جزاكم الله خيرا
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[14 - 12 - 03, 02:52 م]ـ
يرفع هذا الطلب للأخ الفاضل المؤرخ ((عبد الله بن خميس))؛
ليتكرم بكتابة ترجمة له.
فالشيخ علم من أعلام هذا الزمان وفقه الله تعالى.(24/490)
تذكرة: بر العلماء بأمهاتهم وآبائهم
ـ[أم صهيب]ــــــــ[14 - 12 - 03, 01:44 ص]ـ
(بر العلماء بأمهاتهم وآبائهم) هذا عنوان مقال للشيخ عبد الملك القاسم في مجلة الدعوة العدد (1921) (17/شوال /1424) ذكر فيه صوراً مشرقة لبر بعض العلماء المعاصرين لآبائهم وأمهاتهم فكان مما قال: (الشيخ العلامة حمود التويجري _ رحمه الله _ مع مكانته العلمية والاجتماعية كان باراً بوالدته براً عجيباً، وكان يتفقد أمورها ويتابع أحوالها ولم يسمح لأحد أن يقوم بمهام والدته عنه مع وجود الأبناء والأحفاد بقربها، وكان ينهض بنفسه لقضاء حوائجها وغسل ثيابها براً وإحساناً إليها حتى توفيت رحمهما الله جميعاً.
والشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك _حفظه الله _ له نصيب وافر من بر والدته مع علو مكانته وسعة علمه وكثرة قاصدي درسه. ولقد لفت أنظار أحد طلبة العلم أن الشيخ إذا جلس معهم فترة وطال المجلس يقوم لدقائق فظن للوهلة الأولى حاجة كبار السن إلى الوضوء فإذا بالأمر غير ذلك إذا بالشيخ يذهب ليلقي نظرة على والدته في وسط الدار ويسأل عن حالها هل تريد شيئاً؟ ثم يتحدث معها ويؤانسها قليلاً ويعود لمجلسه.والشيخ حفظه الله لا يسافر لحج أو غيره إلا إذا أستأذنها فإن أذنت وإلا عدل عن السفر وقد حصل ذلك مراراً، حيث رغبة أن يكون بجوارها ولا يسافر للحج (تطوعاً) فوافق أما إذا أراد أن يذهب للمسجد فإنه يعلمها بذلك.
وعرف عن الشيخ حفظه الله أنه يسعى ليقضي ما يستطيع من خدمتها ليلاً ونهاراً مع أنه كفيف البصر، قد تقدم به العمر ولا أدل من ذلك أنه ينام بجوارها.
وأذكر أن الوالد _أي الشيخ محمد القاسم _رحمه الله _كان يذهب يومياً من الرياض إلى مزرعة الجد عبر طريق رملي غير معبد يستغرق المسير فيه ما يقارب الساعة والنصف بالسيارة، يذهب يومياً ليقوم بإعطاء إبرة عن المرض الذي ألم بالجد _رحمه الله ثم يعود إلى الرياض ليكون حصيلة الذهاب والإياب ثلاث ساعات يومياً واستمر على ذلك فترة طويلة يقوم بدور الممرض لوالده رحمهما الله)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 12 - 03, 03:27 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أم صهيب.
قصص مؤثرة جداً تزيدنا حباً واحتراماً لهؤلاء العلماء.
نسأل الله أن يجعلنا جميعاً من البارين بآبائهم وأمهاتهم.(24/491)
مقدار (قيد رمح) و (قائم الظهيرة)
ـ[الدرة]ــــــــ[14 - 12 - 03, 03:19 ص]ـ
ورد في حديث أوقات النهي:
1/ إلى ارتفاع الشمس قيد رمح.
2/ وعند قيامها حتى تزول.
والسؤال: كم مقدار ذلك بالدقائق في ساعاتنا الآن.(24/492)
هل نسخ حديثُ (الأعمى) حديثَ (الأعمى)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[14 - 12 - 03, 03:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل نسخ حديث الأعمى عتبان بن مالك الأنصاري رضي الله عنه
حديث الأعمى عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه
- ( .. أن عتبان بن مالك، كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنها تكون الظلمة والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكانا أتخذه مصلى، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين تحب أن أصلي. فأشار إلى مكان من البيت، فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم)
صحيح البخاري الجامع الصحيح 667
- (عن أبي هريرة؛ قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى. فقال: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته. فرخص له. فلما ولي دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة؟ فقال: نعم. قال فأجب)
صحيح مسلم المسند الصحيح 653
وجزاكم الله خيراً كثيراً مباركاً فيه
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 12 - 03, 02:20 ص]ـ
أخي الكريم/ خالد الوايلي
ذكر ابن رجب في شرح علل الترمذي
تحت * فصل في سرد أحاديث اتفق العلماء على عدم العمل بها *
ومنها حديث ابن أم مكتوم وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص له في ترك الجماعة)) مع ذكره من ضرره وعدم قائد، والسيول.
ا. هـ
ولم يذكر انه منسوخ
والله اعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 12 - 03, 04:33 ص]ـ
اذكر مما قيل في تأويل الخبر: ان ابن ام مكتوم رضي الله عنه كان رجلا اعمى منذ ولادته، وهذا النوع من العمى كما يعرف الاخوة ان الله تعالى يعوض صاحبه قوة في حواسه قد لايدركها المبصر، فتجد ان بعض العميان يمشي ويتحرك ويتفادى المخاطر وكأنه مبصر، ومنهم الصحابي الجليل ابن ام مكتوم رضي الله عنه،.
ام عتبان رضي الله عنه فكان عمشه متأخرا اي ان بصره ضعف وليس عنده ما عند الاعمى من التعويض في الحواس الاخرى لذلك اذن له النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة في بيته.
والله اعلم.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 03:53 م]ـ
للمزيد ... من الفوائد .. جزا الله الإخوة خيراً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 03:53 م]ـ
للمزيد ... من الفوائد .. جزا الله الإخوة خيراً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 03:53 م]ـ
للمزيد ... من الفوائد .. جزا الله الإخوة خيراً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[13 - 01 - 04, 03:53 م]ـ
للمزيد ... من الفوائد .. جزا الله الإخوة خيراً
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[14 - 01 - 04, 02:22 ص]ـ
ما ذكره الشيخ (المسيطير) حفظه الله
هو اختيار الشوكاني - رحمه الله -، والشيخ عبد الله السعد - حفظه الله -.(24/493)
اريد بحث عن الحكم التكليفي
ـ[ RDK] ــــــــ[14 - 12 - 03, 05:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
عندي بحث عن الاحكام التكليفية
مثل (الواجب-المباح -لحرام -لمكروة)
ارجو مساعدتي ولكم دعاء من كل قلبي
البحث عن احد هذة الاحكام
ويشمل البحث
التعريف والدليل .................
يعني ابي بحث ساعدوني الله يخليكم
ـ[ RDK] ــــــــ[15 - 12 - 03, 05:06 ص]ـ
للرفع
ـ[ابو أنس]ــــــــ[15 - 12 - 03, 06:18 ص]ـ
تجد مثل هذه المواضيع في كتب أصول الفقه وهي كثيرة ومنتشرة ..
وإذا أردت كتاب مبسط وسهل اسأل عن كتاب شرح الورقات أو الوجيز في أصول الفقه
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[15 - 12 - 03, 06:37 ص]ـ
هناك كتاب جيد في بابه باسم الحكم الشرعي التكليفي للدكتور/صلاح زيدان عميد كلية أصول الدين كنا ندرسه بمعهد العزيز بالله في القاهرة وهو يكاد يكون (أصول فقه مقارن) والشيخ يرجح بما صح عنده وإن كان الكتاب لا يخلو من نفس أشعري
أما الكتاب الآخر فهو بنفس الاسم للشيخ أبى الفتح البيانوني وهو رسالته للماجستير طبع دار القلم
وهو أيضا جيد لولا أن المؤلف شديد الدفاع عن الأحناف في أغلب الكتاب لتضييق الشقة بينهم وبين الجمهور
ـ[عبابدي]ــــــــ[06 - 05 - 05, 01:01 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
اما بعد انني احضر لنيل شهادة الماحستير في اصول الفقه في الاحكام لذا انني بحاجة للإضطلاع علي هذا الكتاب القيم لفغنني في امس الحاجة له لذا اريد ه أو على الاقل فهرس الكتاب
عنواني هو
abrahimemail@maktoob.com
abrahimemail@yahoo.fr(24/494)
قول السلفي، الأثري، ......
ـ[الراتع]ــــــــ[14 - 12 - 03, 10:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه اجمعين وبعد:-
نجد بعض فضلاء زمانني يتسمون بالسلفي أو الأثري فهل لهم في ذلك سلف.
فإذا نظرنا إلى الأئمة الأعلام فلا نجدهم تسمو بهذه الأسماء أمثال أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد ومن جاء من بعدهم كالشيخ الأسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم.
فهل تكون هذه التسميات من باب التزكية الخفية التي لا يشعر بها المرء وقد نهينا عن تزكيت أنفسنا فهلا أبصرنا ذلك أخوتي في الله.
وزيادة على ذلك أن الواحد منا سيدعى يوم القيامة بأسمه فلماذا هذا التكلف الذي هو إطرى شعر ام لم يشعر.
من لديه تعقيب فلا يبخل به علينا ونحن له من الشاكرين(24/495)
ماهي لغة عيسى عليه السلام؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[14 - 12 - 03, 10:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبعد طول انقطاع أسألكم:
هل هي العبرية لغت بني اسرائيل؟
وهل صحيح ما يقال أنها اللاتينية، وماهي اللاتينية؟؟؟
أرجوا التفصيل في المسألة
ـ[أبو زكريا]ــــــــ[14 - 12 - 03, 11:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن ان اللعة التي كان يتحدث بها المسيح عليه السلام هي الأرامية Aramaic وهي كانت في منطقة الشام والله أعلم, ولكن بعض كلماتها تشبه العربية والعبرية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 03, 12:43 م]ـ
الآرامية هي إحدى لهجات السريانية (وقيل العكس كذلك) وهي من اللغات السامية (لم يبق منها اليوم إلا العربية والعبرية والسريانية والأمهرية الحبشية).
هذا ويرى ابن حزم أن السريانية هي أصل اللغات، بينما يرى بعض الباحثين أن العربية هي أصل اللغات. والله أعلم.
ـ[الدرة]ــــــــ[14 - 12 - 03, 01:26 م]ـ
أخي محمد الأمين أرجو المعذرة لاأعلم كيف الوصول إليكم
الشيخ ليس لديه بريد، واعطاني رقم منزله وهو 8822433
ـ[البدر المنير]ــــــــ[14 - 12 - 03, 11:28 م]ـ
وهل الأرامية متفرعة من اللاتينية؟
قد يسأل احد مالثمرة ـ أقول الثمرة معرفة بأي لغة نزل الإنجيل على عيسى، أليس بالعبرية التي هي لغة بني اسرائيل؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 03, 11:48 م]ـ
أخي الدرة، لم أفهم عليك. عن أي شيخ تتكلم؟
أخي الفاضل البدر المنير
نقول اللغة السريانية أصل اللغات أو أنها مشتقة من العربية، فتسأل هل هي متفرعة من اللاتينية؟!!!
سامحك الله.
نعم، العبرية كانت لغة اليهود عندما خرجوا من مصر (والأظهر أنها لهجة من لهجات مصر الفرعونية) لكنهم بعد زوال تلك البلدة التي كانت تسمى مملكة إسرائيل بقيادة الملك الشجاع نبوخذ نصر، فقد تحول اليهود إلى عبيد في بابل، وضربت عليهم الذلة والمسكنة، وتكلموا بلغة أسيادهم البابليين الذين تكلموا بلغة متفرعة عن السريانية. ثم لما عاد اليهود إلى القدس، كانت اللغة السائدة في العالم القديم آنذاك هي الآرامية وبخاصة في تلك المنطقة حيث يسكنها أجدادنا الكنعانيون. فصارت هي لغة اليهود أيضاً.
ومهدي الرافضة قد جاء في بعض الروايات أنه يتكلم بالسريانية، وبعضها بالعبرانية، فالله أعلم.
ـ[الدرة]ــــــــ[15 - 12 - 03, 05:35 ص]ـ
الشيخ عبد القادر الأرناؤوط
ـ[البدر المنير]ــــــــ[15 - 12 - 03, 08:47 ص]ـ
اعذرني ياشيخ محمد على سوء الفهم لكن كلامك غير واضح بالنسبة لي
الذي فهمته أن السريانية (نسبة لماذا؟) هي أصل اللغات في قول، و قيل ان الأرامية تتفرع منها.
محل العبرانية أين؟ قبل أو بعد الأرامية
والذي فهمته من كلام اخرين ان الاتينية متأخرة ربما أتت بعد العبرية ثم وقت عيسى ماهي اللغة اذا كان الانجليز يقولون ان لغتهم متفرعة من الاتيتينة في حدود الألف ميلادي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 12 - 03, 08:04 م]ـ
أخي البدر المنير
الأقوام السامية أصلهم واحد، وقد هاجرت قبائلهم من الجزيرة العربية إلى العراق والشام ومصر والحبشة وشمال إفريقيا في أوقات مختلفة في التاريخ. ومن الطبيعي أن تتغير اللغة مع تغير الزمن.
فسواء كانت العربية هي الأصل أم السريانية أم لغة ساميّة بائدة، فلغات بابل وآشور ولغات الآراميين والكنعانيين والفينيقيين والمصريين كلها لها أصول مشتركة. وأما لغة اليهود المسماة بالعبرانية، فهي بالأصل لغة أسيادهم المصريين أيام العبودية، ثم تغيرت مع الزمن، لكنها بقيت متأثرة بلغات الكنعانيين بحكم اختلاطهم معاً. وحسبك أن التوراة نفسها تعتبر أنه لما دخل اليهود للقدس بقيادة يوشع بن نون، لم يطردوا أهلها الأصليين بل إنهم سكنوا بجانبهم.
ثم انقسمت مملكة اليهود بعد سليمان عليه السلام إلى دويلة يهودا بالشمال أي بالجليل وفيها الأسباط العشرة، وقد حاربها الأرميون كثيراً بخاصة ملك دمشق (حتى صارت هذه المدينة رمزاً للخوف عندهم)، ثم جاء الآشوريون وقضوا عليها تماماً وقاموا بسبي اليهود وتشريدهم تماماً في شمال العراق بين الأكراد والآشوريين حتى ضاعوا فيما بعد تماماً (ومنهم يونس عليه السلام). وبقي سبطين لبني إسرائيل في دويلة محدودة بالقدس. ثم جاء القائد البابلي الكلداني المظفر نبوخذ نصر، فهزمهم ودمّر المعبد وألواح التوراة، وسبى بني إسرائيل إلى بابل. وبقوا هناك لفترة طويلة حتى جاء المجوس الفرس فحرروهم وأذنوا لهم بالعودة إلى القدس، وهذا يشرح لك صلات المحبة بين الشيعة واليهود اليوم.
وعموماً فاليهود يعترفون أن التوراة إنما كتبها لهم عزير (عازر) من ذاكرته بعد أن ظنوا أنها قد ضاعت تماماً. وكثير من المعتقدات اليهودية قد جاءت وتسربت من الأساطير البابلية. ويظهر لدي أن عادة النسيء قد جاءت من تلك الفترة.
عموماً فلغات كل هؤلاء الأقوام متشابهة فعلاً. وقد انتشرت الآرامية كثيراً بسبب الفينيقيين حتى صارت لغة التجارة العالمية، لدرجة أن كثيرا من الشعوب بما فيهم اليهود قد هجروا لغاتهم وتكلموا السريانية فحسب. وهذا سبب كونها لغة الإنجيل. ولا يمنع هذا أن عيسى عليه السلام كان يتقن العبرانية لغة التوراة حيث بقي الأحبار يتعلمونها.
أما الاتينية فلغة سكان روما. وهم -كغيرهم من الأوربيين- ينتمون إلى الشعوب الهندو-أوربية والتي يتكون منها عامة الأوربيين والفرس والنّوَر والأكراد وعامة الهنود (بخاصة الآريين). واللغة اللاتينية هي إحدى تلك اللغات، وقد انتشرت بانتشار الإمبرطورية الرومانية. وقد تأثرت بالإغريقية نتيجة افتقاد الرومان إلى تراث حضاري.
أما اللغة الإنكليزية فقد تشكلت بعد تفكك الإمبرطورية الرومانية وغزو قبائل جرمانية (ألمانية) من البرابرة (كما يسميهم الرومان) لجزيرة بريطانيا واختلاطهم بالسكان المحليين هناك. ثم إعيد تشكيلها عندما غزا النورمانديين من شمال فرنسا بقيادة وليم جزيرة بريطانيا فاختلطت أكثر مع اللغة الفرنسية المشتقة من اللاتينية (مع مفردات من لغات سكان الغال والبرابرة).
يعني الخلاصة العبرانية مأخوذة من السريانية (أو العربية) أي أنها لغة ساميّة، بينما الإنكليزية من اللغات الهندو أوربية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/496)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 03 - 04, 06:41 ص]ـ
للفائدة
ـ[البدر المنير]ــــــــ[25 - 03 - 04, 12:28 م]ـ
أحسنت أحسن الله إليك أخي محمد الأمين، رغم أنه يصعب علي تصور بعض الحضارات ووقتها ولغاتها إلا أني استفدت منك أشياء كثيرة في هذا المقال.
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[07 - 03 - 07, 08:02 ص]ـ
الشيخ محمد الأمين بارك الله فيكم.
ماذا تقصدون بأجدادنا الكنعانيون؟؟؟
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[07 - 03 - 07, 09:46 ص]ـ
للعلم فقط فإن اللغة الآرامية أو السريانية - ومنها اسم سورية - باقية حتى اليوم وليست بائدة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:52 ص]ـ
هل الإنجيل المكتوب بالآرامية موجود اليوم؟
سؤال:
هل الإنجيل الأصلي الذي باللغة الآرامية موجود هذا الزمان وأين؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
اختلف الباحثون والمتخصصون في علوم الديانات والتاريخ القديم في اللغة التي كان يتحدث بها الرسول الكريم عيسى بن مريم عليه السلام.
" ويجمع الباحثون أن فلسطين زمن بعثة عيسى كانت بمثابة لوحة فسيفسائية، وأن سكانها كانوا خليطا من كل أمة ولسان، وكانوا يتكلمون بدرجات متفاوتة: العبرانية، والآرامية بلهجاتها، والإغريقية، واللاتينية.
ولكن الاختلاف يقوم بينهم حين يسعون إلى تلمس الحدود الجغرافية لكل واحدة من تلك اللغات، وحين يريدون حصر الخصائص المميزة لتلك اللغات، وتحديد نسبة تأثر بعضها ببعض،
ونحن حين نقرأ سيرة عيسى في الأناجيل الأربعة نجده يخاطب فئات مختلفة من الناس:
فقد خاطب عامة الناس من مختلف المدائن والبوادي، وخاطب أعضاء المجلس الأعلى، ومعلمي الشريعة، والقائمين على تسيير الهيكل وإدارة الشؤون الدينية اليهودية، كما خاطب الحاكم الروماني لفلسطين وكانت لغته اللاتينية.
وفي كلمات المسيح المنسوبة إليه في الإنجيل كلمات آرامية:
" إيلي إيلي لما شبقتني؟! أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟! (إنجيل متى 27/ 46).
" وأمسك بيد الصبية وقال لها: " طليثا، قومي! " الذي تفسيره: يا صبية، لك أقول: قومي! (إنجيل مرقص 5/ 41).
وفيه كلمات عبرية:
" قال لها يسوع: " يا مريم " فالتفتت تلك وقالت له: " رَبُّونِي "، الذي تفسيره: يا معلم " (إنجيل يوحنا 20/ 17).
" وكان يخاطب ويباحث اليونانيين " (أعمال الرسل 9/ 29) وظاهره أن المباحثة كانت بلغتهم، ولاختلاف هذه الشواهد كان الخلاف شديدا بين العلماء والباحثين في تحديد لغة المسيح عليه السلام.
وذهب ابن تيمية وابن القيم إلى أنه لم يتكلم بغير العبرانية، فقال ابن تيمية في " الجواب الصحيح " (3/ 75):
" والمسيح كان عبرانيا لم يتكلم بغير العبرانية " انتهى.
وقال في (1/ 90): " ومن قال إن لسان المسيح كان سريانيّاً (أي آراميّاً) أو روميّاً: فقد غلط " انتهى.
وذهب بعضهم إلى أن " هذه المعطيات جميعها تبين أن أغلب حديث عيسى عليه السلام كان باللغة الآرامية، وهي اللغة الشعبية التي كانت شائعة أكثر من غيرها، ثم يتلوه حديثه باللغة العبرانية لغة العهد القديم، كما يبدو أنه كان مثقفا باللاتينية والإغريقية ".
انظر " لغة المسيح عيسى بن مريم " بحث د. عبد العزيز شهبر (ص 112، 113)، منشور في كتاب " لغات الرسل ".
ثانيا:
يجب على المسلمين جميعا الإيمان بالإنجيل الذي أوحاه الله إلى نبيه عيسى المسيح عليه السلام، ومن أنكره كفر باتفاق أهل العلم.
يقول سبحانه وتعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) المائدة/46.
وإيماننا بالإنجيل يقتضي منا الإيمان بوجوده وتمام وحيه، وكذلك الإيمان بكل ما جاء فيه أنه حق ومن عند الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/497)
ولكن لم يأت في شريعتنا شيء في بيان هل كان هذا الإنجيل مكتوبا ومجموعا جميعه في عهد عيسى عليه السلام، ومن الذي كتبه، ومن الذي حفظه ونشره، أم كان المسيح يعلمه الناس مشافهة، ثم يتناقله الحواريون ومن آمن به؟ أم كتب بعضه وترك بعض آخر؟ فهذه أسئلة قد لا نستطيع أن نجزم فيها بجواب اليوم، بل إن بعض الباحثين ينفي أن يكون الإنجيل الحقيقي مدونا على هيئة كتاب، وإنما كان أقوالا متناقلة.
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في " التحرير والتنوير " (3/ 26) في مطلع تفسير آل عمران:
" وأما الإنجيل: فاسم للوحي الذي أوحي به إلى عيسى عليه السلام فجمعه أصحابه " انتهى.
يقول الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله -:
فنحن نؤمن بإخلاص بأن كل ما كان يقوله عيسى عليه السلام كان وحياً من الله، وبأنه هو الإنجيل والبشارة إلى بني إسرائيل، وخلال حياته لم يكتب عيسى كلمة واحدة، كما أنه لم يأمر أحداً بالكتابة.
" هل الكتاب المقدس كلمة الله " (ص 14).
وإن كان الظاهر أن المسيح عليه السلام يعرف الكتابة والقراءة، ويفهم ذلك من قوله تعالى:
(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) آل عمران/48
قال ابن كثير – رحمه الله -:
الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة.
" تفسير القرآن العظيم " (1/ 485).
إلا أننا لا نملك دليلا على كتابة الوحي زمن عيسى عليه السلام، وليس في تسمية الإنجيل " كتابا " في القرآن الكريم دليل على كتابته في الصحف زمن الوحي، فإن التسمية بـ " الكتاب " إنما هي باعتبار ما عند الله في اللوح المحفوظ، أو باعتبار تهيئه للكتابة والتدوين، واعتبر ذلك بالقرآن الكريم، فقد سماه الله " كتابا "، وإنما كان يتناقل شفاها مع كتابة متفرقة له في الجلود والصحف، وفي الحقيقة لم يكن كتابا مجموعا حتى كان زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بل قال سبحانه وتعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) الأنعام/7.
يقول الطاهر ابن عاشور في تفسير سورة مريم الآية/30:
والكتاب: الشريعة التي من شأنها أن تكتب لئلا يقع فيها تغيير. فإطلاق الكتاب على شريعة عيسى كإطلاق الكتاب على القرآن.
" التحرير والتنوير " (8/ 470).
والنصارى كذلك لا يؤمنون أن ثمة كتابا كتبه المسيح أو أحد تلامذته في عهده، ثم فُقِدَ بعد ذلك.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
وأما الإنجيل الذي بأيديهم فهم معترفون بأنه لم يكتبه المسيح عليه السلام، ولا أملاه على من كتبه، وإنما أملوه بعد رفع المسيح.
" الجواب الصحيح " (1/ 491).
وهذا فرق ظاهر بين الوحي الذي أنزل على موسى والوحي الذي أنزل على عيسى، فقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على كتابة الأول في قوله تعالى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) الأعراف/145.
وإن كان يبدو من كلام بعض علماء المسلمين أن الإنجيل الحقيقي كان مدونا ومكتوبا في عهد المسيح عليه السلام، تجد ذلك في كلام ابن حزم في " الفِصَل "، وابن تيمية في " الجواب الصحيح ".
وكذلك جاء في " الإنجيل " إطلاق هذا اللفظ على ما أوحاه الله إلى المسيح، حيث جاء في (إنجيل مرقص 8/ 35): " ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلصها ".
أما الأناجيل الموجودة اليوم، فليست هي الإنجيل الحقيقي، ولكن لا ينكر احتواؤها على كثير من الإنجيل الذي أوحاه الله سبحانه إلى المسيح.
قال ابن تيمية - رحمه الله -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/498)
هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل، وقد يسمون كل واحد منهم إنجيلا إنما كتبها هؤلاء بعد أن رفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله، ولا أن المسيح بلغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح، وأشياء من أفعاله ومعجزاته، وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه، فكانت من جنس ما يرويه أهل الحديث والسير والمغازي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله التي ليست قرآنا، فالأناجيل التي بأيديهم شبه كتاب السيرة وكتب الحديث أو مثل هذه الكتب، وإن كان غالبها صحيحاً.
" الجواب الصحيح " (2/ 14).
وانظر جواب السؤال رقم (47516).
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=85280&ln=ara&txt= لغة%20الإنجيل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 12:52 م]ـ
هل الإنجيل المكتوب بالآرامية موجود اليوم؟
سؤال:
هل الإنجيل الأصلي الذي باللغة الآرامية موجود هذا الزمان وأين؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
اختلف الباحثون والمتخصصون في علوم الديانات والتاريخ القديم في اللغة التي كان يتحدث بها الرسول الكريم عيسى بن مريم عليه السلام.
" ويجمع الباحثون أن فلسطين زمن بعثة عيسى كانت بمثابة لوحة فسيفسائية، وأن سكانها كانوا خليطا من كل أمة ولسان، وكانوا يتكلمون بدرجات متفاوتة: العبرانية، والآرامية بلهجاتها، والإغريقية، واللاتينية.
ولكن الاختلاف يقوم بينهم حين يسعون إلى تلمس الحدود الجغرافية لكل واحدة من تلك اللغات، وحين يريدون حصر الخصائص المميزة لتلك اللغات، وتحديد نسبة تأثر بعضها ببعض،
ونحن حين نقرأ سيرة عيسى في الأناجيل الأربعة نجده يخاطب فئات مختلفة من الناس:
فقد خاطب عامة الناس من مختلف المدائن والبوادي، وخاطب أعضاء المجلس الأعلى، ومعلمي الشريعة، والقائمين على تسيير الهيكل وإدارة الشؤون الدينية اليهودية، كما خاطب الحاكم الروماني لفلسطين وكانت لغته اللاتينية.
وفي كلمات المسيح المنسوبة إليه في الإنجيل كلمات آرامية:
" إيلي إيلي لما شبقتني؟! أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟! (إنجيل متى 27/ 46).
" وأمسك بيد الصبية وقال لها: " طليثا، قومي! " الذي تفسيره: يا صبية، لك أقول: قومي! (إنجيل مرقص 5/ 41).
وفيه كلمات عبرية:
" قال لها يسوع: " يا مريم " فالتفتت تلك وقالت له: " رَبُّونِي "، الذي تفسيره: يا معلم " (إنجيل يوحنا 20/ 17).
" وكان يخاطب ويباحث اليونانيين " (أعمال الرسل 9/ 29) وظاهره أن المباحثة كانت بلغتهم، ولاختلاف هذه الشواهد كان الخلاف شديدا بين العلماء والباحثين في تحديد لغة المسيح عليه السلام.
وذهب ابن تيمية وابن القيم إلى أنه لم يتكلم بغير العبرانية، فقال ابن تيمية في " الجواب الصحيح " (3/ 75):
" والمسيح كان عبرانيا لم يتكلم بغير العبرانية " انتهى.
وقال في (1/ 90): " ومن قال إن لسان المسيح كان سريانيّاً (أي آراميّاً) أو روميّاً: فقد غلط " انتهى.
وذهب بعضهم إلى أن " هذه المعطيات جميعها تبين أن أغلب حديث عيسى عليه السلام كان باللغة الآرامية، وهي اللغة الشعبية التي كانت شائعة أكثر من غيرها، ثم يتلوه حديثه باللغة العبرانية لغة العهد القديم، كما يبدو أنه كان مثقفا باللاتينية والإغريقية ".
انظر " لغة المسيح عيسى بن مريم " بحث د. عبد العزيز شهبر (ص 112، 113)، منشور في كتاب " لغات الرسل ".
ثانيا:
يجب على المسلمين جميعا الإيمان بالإنجيل الذي أوحاه الله إلى نبيه عيسى المسيح عليه السلام، ومن أنكره كفر باتفاق أهل العلم.
يقول سبحانه وتعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) المائدة/46.
وإيماننا بالإنجيل يقتضي منا الإيمان بوجوده وتمام وحيه، وكذلك الإيمان بكل ما جاء فيه أنه حق ومن عند الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/499)
ولكن لم يأت في شريعتنا شيء في بيان هل كان هذا الإنجيل مكتوبا ومجموعا جميعه في عهد عيسى عليه السلام، ومن الذي كتبه، ومن الذي حفظه ونشره، أم كان المسيح يعلمه الناس مشافهة، ثم يتناقله الحواريون ومن آمن به؟ أم كتب بعضه وترك بعض آخر؟ فهذه أسئلة قد لا نستطيع أن نجزم فيها بجواب اليوم، بل إن بعض الباحثين ينفي أن يكون الإنجيل الحقيقي مدونا على هيئة كتاب، وإنما كان أقوالا متناقلة.
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في " التحرير والتنوير " (3/ 26) في مطلع تفسير آل عمران:
" وأما الإنجيل: فاسم للوحي الذي أوحي به إلى عيسى عليه السلام فجمعه أصحابه " انتهى.
يقول الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله -:
فنحن نؤمن بإخلاص بأن كل ما كان يقوله عيسى عليه السلام كان وحياً من الله، وبأنه هو الإنجيل والبشارة إلى بني إسرائيل، وخلال حياته لم يكتب عيسى كلمة واحدة، كما أنه لم يأمر أحداً بالكتابة.
" هل الكتاب المقدس كلمة الله " (ص 14).
وإن كان الظاهر أن المسيح عليه السلام يعرف الكتابة والقراءة، ويفهم ذلك من قوله تعالى:
(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) آل عمران/48
قال ابن كثير – رحمه الله -:
الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة.
" تفسير القرآن العظيم " (1/ 485).
إلا أننا لا نملك دليلا على كتابة الوحي زمن عيسى عليه السلام، وليس في تسمية الإنجيل " كتابا " في القرآن الكريم دليل على كتابته في الصحف زمن الوحي، فإن التسمية بـ " الكتاب " إنما هي باعتبار ما عند الله في اللوح المحفوظ، أو باعتبار تهيئه للكتابة والتدوين، واعتبر ذلك بالقرآن الكريم، فقد سماه الله " كتابا "، وإنما كان يتناقل شفاها مع كتابة متفرقة له في الجلود والصحف، وفي الحقيقة لم يكن كتابا مجموعا حتى كان زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بل قال سبحانه وتعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) الأنعام/7.
يقول الطاهر ابن عاشور في تفسير سورة مريم الآية/30:
والكتاب: الشريعة التي من شأنها أن تكتب لئلا يقع فيها تغيير. فإطلاق الكتاب على شريعة عيسى كإطلاق الكتاب على القرآن.
" التحرير والتنوير " (8/ 470).
والنصارى كذلك لا يؤمنون أن ثمة كتابا كتبه المسيح أو أحد تلامذته في عهده، ثم فُقِدَ بعد ذلك.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
وأما الإنجيل الذي بأيديهم فهم معترفون بأنه لم يكتبه المسيح عليه السلام، ولا أملاه على من كتبه، وإنما أملوه بعد رفع المسيح.
" الجواب الصحيح " (1/ 491).
وهذا فرق ظاهر بين الوحي الذي أنزل على موسى والوحي الذي أنزل على عيسى، فقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على كتابة الأول في قوله تعالى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) الأعراف/145.
وإن كان يبدو من كلام بعض علماء المسلمين أن الإنجيل الحقيقي كان مدونا ومكتوبا في عهد المسيح عليه السلام، تجد ذلك في كلام ابن حزم في " الفِصَل "، وابن تيمية في " الجواب الصحيح ".
وكذلك جاء في " الإنجيل " إطلاق هذا اللفظ على ما أوحاه الله إلى المسيح، حيث جاء في (إنجيل مرقص 8/ 35): " ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلصها ".
أما الأناجيل الموجودة اليوم، فليست هي الإنجيل الحقيقي، ولكن لا ينكر احتواؤها على كثير من الإنجيل الذي أوحاه الله سبحانه إلى المسيح.
قال ابن تيمية - رحمه الله -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(24/500)
هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل، وقد يسمون كل واحد منهم إنجيلا إنما كتبها هؤلاء بعد أن رفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله، ولا أن المسيح بلغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح، وأشياء من أفعاله ومعجزاته، وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه، فكانت من جنس ما يرويه أهل الحديث والسير والمغازي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله التي ليست قرآنا، فالأناجيل التي بأيديهم شبه كتاب السيرة وكتب الحديث أو مثل هذه الكتب، وإن كان غالبها صحيحاً.
" الجواب الصحيح " (2/ 14).
وانظر جواب السؤال رقم (47516).
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=85280&ln=ara&txt= لغة%20الإنجيل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 01:00 م]ـ
هل الإنجيل المكتوب بالآرامية موجود اليوم؟
سؤال:
هل الإنجيل الأصلي الذي باللغة الآرامية موجود هذا الزمان وأين؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
اختلف الباحثون والمتخصصون في علوم الديانات والتاريخ القديم في اللغة التي كان يتحدث بها الرسول الكريم عيسى بن مريم عليه السلام.
" ويجمع الباحثون أن فلسطين زمن بعثة عيسى كانت بمثابة لوحة فسيفسائية، وأن سكانها كانوا خليطا من كل أمة ولسان، وكانوا يتكلمون بدرجات متفاوتة: العبرانية، والآرامية بلهجاتها، والإغريقية، واللاتينية.
ولكن الاختلاف يقوم بينهم حين يسعون إلى تلمس الحدود الجغرافية لكل واحدة من تلك اللغات، وحين يريدون حصر الخصائص المميزة لتلك اللغات، وتحديد نسبة تأثر بعضها ببعض،
ونحن حين نقرأ سيرة عيسى في الأناجيل الأربعة نجده يخاطب فئات مختلفة من الناس:
فقد خاطب عامة الناس من مختلف المدائن والبوادي، وخاطب أعضاء المجلس الأعلى، ومعلمي الشريعة، والقائمين على تسيير الهيكل وإدارة الشؤون الدينية اليهودية، كما خاطب الحاكم الروماني لفلسطين وكانت لغته اللاتينية.
وفي كلمات المسيح المنسوبة إليه في الإنجيل كلمات آرامية:
" إيلي إيلي لما شبقتني؟! أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟! (إنجيل متى 27/ 46).
" وأمسك بيد الصبية وقال لها: " طليثا، قومي! " الذي تفسيره: يا صبية، لك أقول: قومي! (إنجيل مرقص 5/ 41).
وفيه كلمات عبرية:
" قال لها يسوع: " يا مريم " فالتفتت تلك وقالت له: " رَبُّونِي "، الذي تفسيره: يا معلم " (إنجيل يوحنا 20/ 17).
" وكان يخاطب ويباحث اليونانيين " (أعمال الرسل 9/ 29) وظاهره أن المباحثة كانت بلغتهم، ولاختلاف هذه الشواهد كان الخلاف شديدا بين العلماء والباحثين في تحديد لغة المسيح عليه السلام.
وذهب ابن تيمية وابن القيم إلى أنه لم يتكلم بغير العبرانية، فقال ابن تيمية في " الجواب الصحيح " (3/ 75):
" والمسيح كان عبرانيا لم يتكلم بغير العبرانية " انتهى.
وقال في (1/ 90): " ومن قال إن لسان المسيح كان سريانيّاً (أي آراميّاً) أو روميّاً: فقد غلط " انتهى.
وذهب بعضهم إلى أن " هذه المعطيات جميعها تبين أن أغلب حديث عيسى عليه السلام كان باللغة الآرامية، وهي اللغة الشعبية التي كانت شائعة أكثر من غيرها، ثم يتلوه حديثه باللغة العبرانية لغة العهد القديم، كما يبدو أنه كان مثقفا باللاتينية والإغريقية ".
انظر " لغة المسيح عيسى بن مريم " بحث د. عبد العزيز شهبر (ص 112، 113)، منشور في كتاب " لغات الرسل ".
ثانيا:
يجب على المسلمين جميعا الإيمان بالإنجيل الذي أوحاه الله إلى نبيه عيسى المسيح عليه السلام، ومن أنكره كفر باتفاق أهل العلم.
يقول سبحانه وتعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) المائدة/46.
وإيماننا بالإنجيل يقتضي منا الإيمان بوجوده وتمام وحيه، وكذلك الإيمان بكل ما جاء فيه أنه حق ومن عند الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/1)
ولكن لم يأت في شريعتنا شيء في بيان هل كان هذا الإنجيل مكتوبا ومجموعا جميعه في عهد عيسى عليه السلام، ومن الذي كتبه، ومن الذي حفظه ونشره، أم كان المسيح يعلمه الناس مشافهة، ثم يتناقله الحواريون ومن آمن به؟ أم كتب بعضه وترك بعض آخر؟ فهذه أسئلة قد لا نستطيع أن نجزم فيها بجواب اليوم، بل إن بعض الباحثين ينفي أن يكون الإنجيل الحقيقي مدونا على هيئة كتاب، وإنما كان أقوالا متناقلة.
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في " التحرير والتنوير " (3/ 26) في مطلع تفسير آل عمران:
" وأما الإنجيل: فاسم للوحي الذي أوحي به إلى عيسى عليه السلام فجمعه أصحابه " انتهى.
يقول الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله -:
فنحن نؤمن بإخلاص بأن كل ما كان يقوله عيسى عليه السلام كان وحياً من الله، وبأنه هو الإنجيل والبشارة إلى بني إسرائيل، وخلال حياته لم يكتب عيسى كلمة واحدة، كما أنه لم يأمر أحداً بالكتابة.
" هل الكتاب المقدس كلمة الله " (ص 14).
وإن كان الظاهر أن المسيح عليه السلام يعرف الكتابة والقراءة، ويفهم ذلك من قوله تعالى:
(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) آل عمران/48
قال ابن كثير – رحمه الله -:
الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة.
" تفسير القرآن العظيم " (1/ 485).
إلا أننا لا نملك دليلا على كتابة الوحي زمن عيسى عليه السلام، وليس في تسمية الإنجيل " كتابا " في القرآن الكريم دليل على كتابته في الصحف زمن الوحي، فإن التسمية بـ " الكتاب " إنما هي باعتبار ما عند الله في اللوح المحفوظ، أو باعتبار تهيئه للكتابة والتدوين، واعتبر ذلك بالقرآن الكريم، فقد سماه الله " كتابا "، وإنما كان يتناقل شفاها مع كتابة متفرقة له في الجلود والصحف، وفي الحقيقة لم يكن كتابا مجموعا حتى كان زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بل قال سبحانه وتعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) الأنعام/7.
يقول الطاهر ابن عاشور في تفسير سورة مريم الآية/30:
والكتاب: الشريعة التي من شأنها أن تكتب لئلا يقع فيها تغيير. فإطلاق الكتاب على شريعة عيسى كإطلاق الكتاب على القرآن.
" التحرير والتنوير " (8/ 470).
والنصارى كذلك لا يؤمنون أن ثمة كتابا كتبه المسيح أو أحد تلامذته في عهده، ثم فُقِدَ بعد ذلك.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
وأما الإنجيل الذي بأيديهم فهم معترفون بأنه لم يكتبه المسيح عليه السلام، ولا أملاه على من كتبه، وإنما أملوه بعد رفع المسيح.
" الجواب الصحيح " (1/ 491).
وهذا فرق ظاهر بين الوحي الذي أنزل على موسى والوحي الذي أنزل على عيسى، فقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على كتابة الأول في قوله تعالى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) الأعراف/145.
وإن كان يبدو من كلام بعض علماء المسلمين أن الإنجيل الحقيقي كان مدونا ومكتوبا في عهد المسيح عليه السلام، تجد ذلك في كلام ابن حزم في " الفِصَل "، وابن تيمية في " الجواب الصحيح ".
وكذلك جاء في " الإنجيل " إطلاق هذا اللفظ على ما أوحاه الله إلى المسيح، حيث جاء في (إنجيل مرقص 8/ 35): " ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلصها ".
أما الأناجيل الموجودة اليوم، فليست هي الإنجيل الحقيقي، ولكن لا ينكر احتواؤها على كثير من الإنجيل الذي أوحاه الله سبحانه إلى المسيح.
قال ابن تيمية - رحمه الله -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/2)
هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل، وقد يسمون كل واحد منهم إنجيلا إنما كتبها هؤلاء بعد أن رفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله، ولا أن المسيح بلغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح، وأشياء من أفعاله ومعجزاته، وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه، فكانت من جنس ما يرويه أهل الحديث والسير والمغازي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله التي ليست قرآنا، فالأناجيل التي بأيديهم شبه كتاب السيرة وكتب الحديث أو مثل هذه الكتب، وإن كان غالبها صحيحاً.
" الجواب الصحيح " (2/ 14).
وانظر جواب السؤال رقم (47516).
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=85280&ln=ara&txt= لغة%20الإنجيل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 01:33 م]ـ
هل الإنجيل المكتوب بالآرامية موجود اليوم؟
سؤال:
هل الإنجيل الأصلي الذي باللغة الآرامية موجود هذا الزمان وأين؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
اختلف الباحثون والمتخصصون في علوم الديانات والتاريخ القديم في اللغة التي كان يتحدث بها الرسول الكريم عيسى بن مريم عليه السلام.
" ويجمع الباحثون أن فلسطين زمن بعثة عيسى كانت بمثابة لوحة فسيفسائية، وأن سكانها كانوا خليطا من كل أمة ولسان، وكانوا يتكلمون بدرجات متفاوتة: العبرانية، والآرامية بلهجاتها، والإغريقية، واللاتينية.
ولكن الاختلاف يقوم بينهم حين يسعون إلى تلمس الحدود الجغرافية لكل واحدة من تلك اللغات، وحين يريدون حصر الخصائص المميزة لتلك اللغات، وتحديد نسبة تأثر بعضها ببعض،
ونحن حين نقرأ سيرة عيسى في الأناجيل الأربعة نجده يخاطب فئات مختلفة من الناس:
فقد خاطب عامة الناس من مختلف المدائن والبوادي، وخاطب أعضاء المجلس الأعلى، ومعلمي الشريعة، والقائمين على تسيير الهيكل وإدارة الشؤون الدينية اليهودية، كما خاطب الحاكم الروماني لفلسطين وكانت لغته اللاتينية.
وفي كلمات المسيح المنسوبة إليه في الإنجيل كلمات آرامية:
" إيلي إيلي لما شبقتني؟! أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟! (إنجيل متى 27/ 46).
" وأمسك بيد الصبية وقال لها: " طليثا، قومي! " الذي تفسيره: يا صبية، لك أقول: قومي! (إنجيل مرقص 5/ 41).
وفيه كلمات عبرية:
" قال لها يسوع: " يا مريم " فالتفتت تلك وقالت له: " رَبُّونِي "، الذي تفسيره: يا معلم " (إنجيل يوحنا 20/ 17).
" وكان يخاطب ويباحث اليونانيين " (أعمال الرسل 9/ 29) وظاهره أن المباحثة كانت بلغتهم، ولاختلاف هذه الشواهد كان الخلاف شديدا بين العلماء والباحثين في تحديد لغة المسيح عليه السلام.
وذهب ابن تيمية وابن القيم إلى أنه لم يتكلم بغير العبرانية، فقال ابن تيمية في " الجواب الصحيح " (3/ 75):
" والمسيح كان عبرانيا لم يتكلم بغير العبرانية " انتهى.
وقال في (1/ 90): " ومن قال إن لسان المسيح كان سريانيّاً (أي آراميّاً) أو روميّاً: فقد غلط " انتهى.
وذهب بعضهم إلى أن " هذه المعطيات جميعها تبين أن أغلب حديث عيسى عليه السلام كان باللغة الآرامية، وهي اللغة الشعبية التي كانت شائعة أكثر من غيرها، ثم يتلوه حديثه باللغة العبرانية لغة العهد القديم، كما يبدو أنه كان مثقفا باللاتينية والإغريقية ".
انظر " لغة المسيح عيسى بن مريم " بحث د. عبد العزيز شهبر (ص 112، 113)، منشور في كتاب " لغات الرسل ".
ثانيا:
يجب على المسلمين جميعا الإيمان بالإنجيل الذي أوحاه الله إلى نبيه عيسى المسيح عليه السلام، ومن أنكره كفر باتفاق أهل العلم.
يقول سبحانه وتعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) المائدة/46.
وإيماننا بالإنجيل يقتضي منا الإيمان بوجوده وتمام وحيه، وكذلك الإيمان بكل ما جاء فيه أنه حق ومن عند الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/3)
ولكن لم يأت في شريعتنا شيء في بيان هل كان هذا الإنجيل مكتوبا ومجموعا جميعه في عهد عيسى عليه السلام، ومن الذي كتبه، ومن الذي حفظه ونشره، أم كان المسيح يعلمه الناس مشافهة، ثم يتناقله الحواريون ومن آمن به؟ أم كتب بعضه وترك بعض آخر؟ فهذه أسئلة قد لا نستطيع أن نجزم فيها بجواب اليوم، بل إن بعض الباحثين ينفي أن يكون الإنجيل الحقيقي مدونا على هيئة كتاب، وإنما كان أقوالا متناقلة.
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في " التحرير والتنوير " (3/ 26) في مطلع تفسير آل عمران:
" وأما الإنجيل: فاسم للوحي الذي أوحي به إلى عيسى عليه السلام فجمعه أصحابه " انتهى.
يقول الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله -:
فنحن نؤمن بإخلاص بأن كل ما كان يقوله عيسى عليه السلام كان وحياً من الله، وبأنه هو الإنجيل والبشارة إلى بني إسرائيل، وخلال حياته لم يكتب عيسى كلمة واحدة، كما أنه لم يأمر أحداً بالكتابة.
" هل الكتاب المقدس كلمة الله " (ص 14).
وإن كان الظاهر أن المسيح عليه السلام يعرف الكتابة والقراءة، ويفهم ذلك من قوله تعالى:
(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ) آل عمران/48
قال ابن كثير – رحمه الله -:
الظاهر أن المراد بالكتاب ههنا الكتابة.
" تفسير القرآن العظيم " (1/ 485).
إلا أننا لا نملك دليلا على كتابة الوحي زمن عيسى عليه السلام، وليس في تسمية الإنجيل " كتابا " في القرآن الكريم دليل على كتابته في الصحف زمن الوحي، فإن التسمية بـ " الكتاب " إنما هي باعتبار ما عند الله في اللوح المحفوظ، أو باعتبار تهيئه للكتابة والتدوين، واعتبر ذلك بالقرآن الكريم، فقد سماه الله " كتابا "، وإنما كان يتناقل شفاها مع كتابة متفرقة له في الجلود والصحف، وفي الحقيقة لم يكن كتابا مجموعا حتى كان زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، بل قال سبحانه وتعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) الأنعام/7.
يقول الطاهر ابن عاشور في تفسير سورة مريم الآية/30:
والكتاب: الشريعة التي من شأنها أن تكتب لئلا يقع فيها تغيير. فإطلاق الكتاب على شريعة عيسى كإطلاق الكتاب على القرآن.
" التحرير والتنوير " (8/ 470).
والنصارى كذلك لا يؤمنون أن ثمة كتابا كتبه المسيح أو أحد تلامذته في عهده، ثم فُقِدَ بعد ذلك.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
وأما الإنجيل الذي بأيديهم فهم معترفون بأنه لم يكتبه المسيح عليه السلام، ولا أملاه على من كتبه، وإنما أملوه بعد رفع المسيح.
" الجواب الصحيح " (1/ 491).
وهذا فرق ظاهر بين الوحي الذي أنزل على موسى والوحي الذي أنزل على عيسى، فقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على كتابة الأول في قوله تعالى: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) الأعراف/145.
وإن كان يبدو من كلام بعض علماء المسلمين أن الإنجيل الحقيقي كان مدونا ومكتوبا في عهد المسيح عليه السلام، تجد ذلك في كلام ابن حزم في " الفِصَل "، وابن تيمية في " الجواب الصحيح ".
وكذلك جاء في " الإنجيل " إطلاق هذا اللفظ على ما أوحاه الله إلى المسيح، حيث جاء في (إنجيل مرقص 8/ 35): " ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلصها ".
أما الأناجيل الموجودة اليوم، فليست هي الإنجيل الحقيقي، ولكن لا ينكر احتواؤها على كثير من الإنجيل الذي أوحاه الله سبحانه إلى المسيح.
قال ابن تيمية - رحمه الله -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/4)
هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل، وقد يسمون كل واحد منهم إنجيلا إنما كتبها هؤلاء بعد أن رفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله، ولا أن المسيح بلغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح، وأشياء من أفعاله ومعجزاته، وذكروا أنهم لم ينقلوا كل ما سمعوه منه ورأوه، فكانت من جنس ما يرويه أهل الحديث والسير والمغازي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله التي ليست قرآنا، فالأناجيل التي بأيديهم شبه كتاب السيرة وكتب الحديث أو مثل هذه الكتب، وإن كان غالبها صحيحاً.
" الجواب الصحيح " (2/ 14).
وانظر جواب السؤال رقم (47516).
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=85280&ln=ara&txt= لغة%20الإنجيل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 01:35 م]ـ
معذرة على التكرار
أرهقنا بطء الملتقى والخلل الذي فيه
(عسى أن لا يتكرر هذا الاعتذار!)
ـ[حاتم الدوسي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 08:15 م]ـ
يا شيخ احسان ما بقت مكان في الصفحة نكتب فيه:)
الله يجزاك خير على كل حرف تكتبه
بالنسبة لسؤال اخونا يهمني وبحثت ولقيت جواب في الويكيبيديا بصراحة موقع ممتاز للمعلومات على النت
ووجدت هذا الجواب ورابطة مرفق
اللغة الآرامية لغة سامية وشرق أوسطية، كانت لغة رسمية في بعض الدول القديمة كما تعد لغة مقدسة. أول استعمال لها كان في سنة 900 ق. م في أجزاء كبيرة من أسفار دانئيل وعزرا، ومخطوطات البحر الميت. وهي اللغة الرئيسية في التلمود. من المؤكد أن الآرامية هي لغة يسوع المسيح. كانت لغة بلاد مابين النهرين وبها تأثرت اللغة الفارسية والعبرية واليونانية واللاتينية. اللغة مازالت تستخدم كلغة رسمية في بعض القرى في الشرق الأوسط خاصة من الآشوريين معتنقي الديانة المسيحية في العراق وسوريا وتركيا وايران (وفي ولاية ميشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الهجرة الكثيفة للآشوريين والكلدانيين العراقيين إلى مدينة ديترويت). تعتبر الارامية احدى اللغات السامية التي بدأت نقوشها في القرن 11 قبل الميلاد في بلاد الشام والعراق قبل انتقالها إلى مصر. وتطورت عبر العصور إلى ان راح الاراميون يطورون كتابة خاصة بهم في القرن السابع قبل الميلاد بالترتيب الابجدي. وكان محفل قال لـ "الحياة" انها تطورت كثيرا في القرن السادس قبل الميلاد بحيث صارت "لغة الديبلوماسية" كما هو الحال مع الانكليزية حاليا, إلى ان انثبق منها خطان: الارامية التدمرية والارامية السريانية التي صارت لغة المسيح.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D9%85%D9%8A% D8%A9
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 08:44 م]ـ
أضحك الله سنك
والجزم صعب والمسألة محتملة
وكلام شيخ الإسلام أحب إلي من الويكيبيديا:)
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[08 - 03 - 07, 05:21 ص]ـ
يوجد خلاف في لغة نبي الله عيسى عليه السلام ولكن النصارى مجمعون على أن لغته هي الآرامية وليست العبرية, لأن اللغة العبرية في ذلك الوقت لم تكن مستخدمة إلا في العبادة والصلاة والأمور الدينية فقط وأما كلام الناس مع بعضهم البعض فكان بالآرامية. والله أعلم.
واللغة العبرية قد تعرضت للإهمال في زمن من الأزمان فاستعان اليهود بالعربية لأنها أشبه اللغات بالعبرانية.
لهذا السبب يوجد إختلاف بسيط بين العبرية في "إسرائيل" أبادها الله وبين العبرية المستخدمة عند يهود اليمن وهي التي يعتقد أنها الأقرب للعبرانية القديمة, وغالب الإختلاف في نطق الحروف فقط.
فالعبرانية المستخدمة في فلسطين اليوم لا تحتوي على حرف الحاء ولا العين ولا الغاء ولا الجيم مع أن هذه الحروف كانت تستعمل في العبرانية القديمة.(25/5)
سؤال لمن يملك نسخة مطبوعة من كتاب (الجهاد) لابن المبارك
ـ[ع. ع]ــــــــ[14 - 12 - 03, 12:23 م]ـ
السلام عليكم
وجدت نسخة من الكتاب على الانترنت.
واحببت ان اتأكد هل هي كاملة ام ناقصة.
اخر حديث في الملف هو:
[262] أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن المبارك عن معمر وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال قال عمر رضى الله تعالى عنه أنا فئة كل مسلم.
فهل هذا هو فعلا اخر حديث في الكتاب ام يوجد نقص؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مسك]ــــــــ[14 - 12 - 03, 03:06 م]ـ
هذي نسخة من كتاب الجهاد سبق حملتها من الملقتى هنا.
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=14&book=635
ـ[ع. ع]ــــــــ[14 - 12 - 03, 06:33 م]ـ
جزاك الله خيرا
هو نفس الملف الذي عندي.
لكن هو كامل؟ وهل اخر حديث في الكتاب هو الحديث رقم: [262].
نحتاج شخص يملك نسخة من الكتاب ليؤكد لنا ذلك؟
ـ[الفجر النقي]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:22 ص]ـ
أخي ع. ع
السلام عليكم ورحمة الله
الكتاب عندي بتحقيق د. نزيه حماد _ الأستاذ المشارك في قسم القضاء بجامعة أم القرى بمكة المكرمة - ومن مطبوعات دار المطبوعات الحديثة -جدة-
وآخر حديث فيه هو ماذكرت بنفس الرقم.
والله يحفظكم
ـ[ع. ع]ــــــــ[16 - 12 - 03, 03:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا
اخي الفجر النقي(25/6)
خبر هام وعاجل جداً درس الشيخ المحدث الفقيه: خالد بن عبد العزيز الهويسن بالخرج
ـ[المضياني]ــــــــ[14 - 12 - 03, 04:01 م]ـ
لمن أراد أن ُيفلح في حياته ...
لمن أراد قتال الكفار وهم في عقر دارهم ...
لمن أراد رفعة أمته ...
لمن أراد فهم السياسة الشرعية على اصولها ...
لمن أراد معرفة نهج العلماء الربانيين ...
لمن أراد إذلال اليهود والنصارى والرافضة والعلمانيين ومن شاكلهم ...
لمن أراد رفع الجهل عن نفسه ...
فإني ....
أبشركم – إخواني طلاب العلم - بمحافظة الخرج
أنه تأكد بشكل رسمي درس فضيلة شيخنا
الشيخ المحدث الفقيه: خالد بن عبد العزيز الهويسين
-عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض –
وذلك كل أربعاء بدأً من الأربعاء القادم– إن شاء الله تعالى -
الموافق 23/ 10 / 1424هـ
بعد المغرب وبعد العشاء
وذلك في جامع عاصم بن ثابت – رضي الله عنه –
حي الخزامى – محافظة الخرج.
وسيشرح فضيلته الكتب التالية:
= بعد صلاة المغرب:
أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – رواية عبدوس بن مالك العطار.
= بعد أذان العشاء إلى الإقامة:
كتاب الجامع من بلوغ المرام. للحافظ ابن حجر العسقلاني.
= بعد صلاة العشاء: العمدة في الفقه. لابن قدامة المقدسي.
ملحوظة للتذكير:
= يعود الدرس بعد انقطاع دام أكثر من سنة ونصف
بسبب الظروف الصحية للشيخ؛ وكثرة المشاغل الدعوية والعلمية في الرياض وغيرها.
= قُدر عدد الطلاب الحاضرين في آخر دورة علمية للشيخ خالد في الخرج
في شهر شعبان الماضي 1424هـ بأكثر من ألف طالب يومياً.
اللهم يا رب العالمين ...
أغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين ..
اللهم تقبل هذا الدرس منا جميعاً ولا تجعل فيه رياء ولا سمعه ...
اللهم بارك لشيخنا في وقته وولده وزوجه ..
وجعله من أصحاب جنة النعيم .. هو وشيخه
ابن باز – رحمه الله – وجميع مشائخه يا رب العالمين ..
وزده علماً ورفعة في الدارين يا رب العالمين ..
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم المضياني.(25/7)
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[14 - 12 - 03, 05:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الإخوة أعضاء منتدى (أهل الحديث) أشهد الله على حُبِّكم فِيهِ.
وأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن.
إخوتي في الله؛ هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، والذي أسال الله أن يجزي القائمين عليه خير الجزاء؛ آمين.
أيها الإخوة الأكارم أريد أن أسأل عن:
1_ دروس الشيخ عبدالعزيز بن باز _ رحمه الله _ المفرغة.
2_ دروس الشيخ عبدالعزيز السدحان _ وفقه الله _ في أي مسجد، وما هو جدولها.
3_ دروس الشيخ عبد العزيز الطريفي _ وفقه الله، وهل أكمل الشيخ _ وفقه الله _ شرحه لبولغ المرام
وهل للشيخين _ السدحان والطريفي _ وفقهم الله _ موقع في الإنترنت.
وفقه الله الجميع لما يحب ويرضى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،،،،
أخوكم: أبو عمر البديري.
ـ[النقاد]ــــــــ[14 - 12 - 03, 06:20 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
1 - أما دروس الشيخ ابن باز المفرغة فتجدها هنا في موقعه: http://www.binbaz.org.sa/
2- أما الشيخ عبدالعزيز السدحان فلا أعرف له شيء على الشبكة
3 - دروس وشروح الطريفي المفرغة فهاهي على هذا الرابط http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14515&highlight=%C7%E1%D8%D1%ED%DD%ED(25/8)
من عجائب مكة المكرمة والكعبة الشريفة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 03, 10:04 م]ـ
الآيات البينات في الحرم المكي:
أولا: توسط مكة المكرمة لليابسة: وقد قام بإثبات ذلك الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين (رحمه الله رحمة واسعة) وذلك في بحث قيم بهذا العنوان في أثناء تحديده لاتجاهات القبلة من المدن الرئيسية في العالم فلاحظ تمركز مكة المكرمة في قلب دائرة تمر بأطراف جميع القارات السبع التي تكون اليابسة.
فإذا كانت الأرض هي مركز السماوات السبع بنص الآية الكريمة التي يقول فيها ربنا (تبارك وتعالي) في سورة الرحمن:
يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان * (الرحمن:33)
وذلك لأن قطر أي شكل هندسي هو الخط الواصل بين طرفيه مرورا بمركزه , وأقطار السماوات علي ضخامتها تنطبق علي أقطار الأرض علي ضآلتها النسبية بحسب نص الآية الكريمة , فلابد أن تكون الأرض في مركز الكون.
ويدعم هذا الاستنتاج ورود الإشارة بذكر السماوات والأرض وما بينهما في عشرين آية قرآنية صريحة , ومقابلة السماوات بالأرض في عشرات الآيات القرآنية الأخري.
ويدعم هذا الاستنتاج كذلك ما روي عن المصطفي (صلي الله عليه وسلم) من أقوال منها:
ــ كانت الكعبة خشعة علي الماء فدحيت منها الأرض.
ــ إن الحرم حرم مناء من السماوات السبع والأرضين السبع.
ــ البيت المعمور منا مكة ووصفه بقوله (صلي الله عليه وسلم) بأنه بيت في السماء السابعة علي حيال الكعبة تماما حتي لوخر لخر فوقها.
كل هذه النصوص تؤكد مركزية مكة المكرمة لليابسة أي الأرض الأولي , ومركزية الأرض للسماوات السبع , فالحرم المكي مركز بين السماوات السبع والأرضين السبع كما وصفه المصطفي (صلي الله عليه وسلم).
ثانيا: انتفاء الانحراف المغناطيسي عند خط طول مكة المكرمة:
كذلك ذكر الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين (رحمه الله رحمة واسعة) في بحثه القيم المعنون إسقاط الكرة الأرضية بالنسبة لمكة المكرمة والمنشور في العدد الثاني من المجلد الأول لمجلة البحوث الإسلامية الصادرة بالرياض سنة 1396/ 1395 هـ (الموافق 1976/ 1975 م) أن الأماكن التي تشترك مع مكة المكرمة في نفس خط الطول ينطبق فيها الشمال المغناطيسي الذي تحدده الابره الممغنطة في البوصلة مع الشمال الحقيقي الذي يحدده النجم القطبي , ومعني ذلك أنه لايوجد أي قدر من الانحراف المغناطيسي علي خط طول مكة المكرمة , بينما يوجد عند جميع خطوط الطول الأخري.
ثالثا: ضبط اتجاه أضلاع الكعبة المشرفة:
الكعبة المشرفة مبنية بأضلاعها الأربعة في الاتجاهات الأربعة الأصلية تماما. فضلعها الذي به المزراب والمطل علي حجر اسماعيل والذي يضم الركنين العراقي والشامي يقام في اتجاه الشمال الحقيقي , ويقابله في اتجاه الجنوب الضلع الذي يضم ركن الحجر الاسعد والركن اليماني وضلعها الذي به الباب والملتزم والذي يضم كلا من ركن الحجر الاسعد والركن العراقي يواجه الشرق تماما ويقابله الضلع الغربي الذي يضم كلا من الركنين الشامي واليماني.
وتحديد تلك الاتجاهات بهذه الدقة في زمن موغل في التاريخ كالذي بنيت فيه الكعبة المشرفة ينفي إمكانية كونه عملا بشريا.
رابعا: الحجر الأسعد من أحجار السماء:
روي أبي بن كعب عن النبي (صلي الله عليه وسلم) أنه قال الحجر الأسود نزل به ملك من السماء.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) قال: نزل الحجر الأسود من الجنة , وهو أشد بياضا من اللبن , فسودته خطايا بني آدم.
وحينما قرأ المستشرقون هذه الأحاديث النبوية الشريفة ظنوا الحجر الأسعد قطعة من البازلت الذي جرفته السيول من الحرات المجاورة وألقت به إلي منخفض مكة المكرمة.
ومن أجل إثبات ذلك استأجرت الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية ضابطا بريطانيا باسم ريتشارد فرانسيس بيرتون ( RichardFrancisBurton) جاء إلي الحجاز في هيئة حاج أفغاني وذلك في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي (1269 هـ /1853 م) بهدف سرقة جزء من الحجر الأسود والفرار به إلي بريطانيا , وبالفعل تم له ذلك , وبدراسة العينة المسروقة ثبت أنها من أحجار السماء , لأنها تشبه أحجار النيازك , وإن تميزت بتركيب كيميائي ومعدني خاص , وكان هذا الاكتشاف سببا في إسلامه , وقد سجل قصته في كتاب من جزءين بعنوان رحلة إلي مكة ( AJourneyToMecca), وتوفي بيرتون في سنة 1890 م /1308 هـ.
سادسا: بئر زمزم آية من آيات الحرم المكي:
إن تدفق الماء من بئر زمزم علي مدي أكثر من ثلاثة آلاف سنة , من قلب صخور نارية ومتحولة شديدة التبلور هو أمر لافت للنظر .. علي الرغم من طمرها وحفرها لعدة مرات , ولم يعرف مصدر هذا الماء المتدفق إلي البئر إلا بعد حفر الأنفاق حول مكة المكرمة , حين أدرك العاملون في حفر تلك الأنفاق أن الماء يتدفق من تشققات شعرية دقيقة تمتد لمسافات بعيدة خارج حدود مكة المكرمة وفي جميع الاتجاهات من حولها , وهذه الملاحظة تؤكد وصف المصطفي (صلي الله عليه وسلم) لهذه البئر المباركة بأنها نتجت عن طرقة شديدة وصفها بقوله الشريف: هي هزمة جبريل وسقيا الله لاسماعيل لأن الهزمة في اللغة هي الطرقة الشديدة.
وبئر زمزم هي إحدي الآيات المادية الملموسة الدالة علي كرامة المكان ويصف رسول الله (صلي الله عليه وسلم) ماءها بقوله: خير ماء علي وجه الأرض ماء زمزم , فيه طعام طعم وشفاء سقم وقوله: ماء زمزم لما شرب له.
============
مختصر من مقال الدكتور: زغلول النجار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/9)
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[01 - 08 - 08, 11:11 م]ـ
وحينما قرأ المستشرقون هذه الأحاديث النبوية الشريفة ظنوا الحجر الأسعد قطعة من البازلت الذي جرفته السيول من الحرات المجاورة وألقت به إلي منخفض مكة المكرمة.
ومن أجل إثبات ذلك استأجرت الجمعية الملكية الجغرافية البريطانية ضابطا بريطانيا باسم ريتشارد فرانسيس بيرتون ( RichardFrancisBurton) جاء إلي الحجاز في هيئة حاج أفغاني وذلك في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي (1269 هـ /1853 م) بهدف سرقة جزء من الحجر الأسود والفرار به إلي بريطانيا , وبالفعل تم له ذلك , وبدراسة العينة المسروقة ثبت أنها من أحجار السماء , لأنها تشبه أحجار النيازك , وإن تميزت بتركيب كيميائي ومعدني خاص , وكان هذا الاكتشاف سببا في إسلامه , وقد سجل قصته في كتاب من جزءين بعنوان رحلة إلي مكة ( AJourneyToMecca), وتوفي بيرتون في سنة 1890 م /1308 هـ.
هل هذه القصة ثابتة , لأن الدكتور زغلول النجار , سمعته بقناة المجد يقول: أن السارق , كان متقمص شخصية مغربي , وحج مع الحجاج المصريين!
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 06:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو التوضيح .. أنا أعلم أن الانحراف المغنطيسي يختلف باختلاف الزمن، فهو غير ثابت في أي مكان في العالم .. و على حد علمي أن يكون مقدار الانحراف المغنطيسي (صفر) فهذا يحدث عند مواقع كثيرة في العالم ولكن لا يمكن أن تظل هذه الأماكن على هذا الحال بل يتغير دائماً مقدار الانحراف المغنطيسي ... وقد أتطلعت ذات مرة على بعض الخرائط المرسوم عليها الانحراف المغنطيسي، فكانت كل خريطة مكتوب عليها الشهر والسنة وكل خريطة ومختلفة عن غيرها ... وقد رأيت الانحراف المغنطيسي عند مكة (صفر) في إحدى السنوات ولكني وجدته أيضاً (ليس صفراً) بل أرقام غير صغيرة في بعض السنوات!
فأرجو الشرح والتوضيح إن كنت فهمت شيئاً خطأً .. وجزاكم الله خيراً(25/10)
الإمام مسلم غلط في صحيحه .. !
ـ[الرميح]ــــــــ[15 - 12 - 03, 12:56 ص]ـ
جاء في مجموع الفتاوى المجلد 18 مانصه:
وسئل شيخ الإسلام عن رجل سمع كتب الحديث والتفسير وإذا قرئ عليه [كتاب الحلية] لم يسمعه، فقيل له: لِمَ لا تسمع أخبار السلف؟ فقال: لا أسمع من كتاب أبي نعيم شيئًا. فقيل: هو إمام ثقة، شيخ المحدثين في وقته، فلِمَ لا تسمع ولا تثق بنقله؟ فقيل له: بيننا وبينك عالم الزمان وشيخ الإسلام ابن تيمية في حال أبي نعيم؟ فقال: أنا أسمع ما يقول شيخ الإسلام وأرجع إليه. فأرسل هذا السؤال من دمشق.
فأجاب فيه الشيخ:
الحمد لله رب العالمين، أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني صاحب كتاب [حلية الأولياء]، و [تاريخ أصبهان] و [المستخرج على البخاري ومسلم]، و [كتاب الطب] و [عمل اليوم والليلة]، و [فضائل الصحابة]، و [دلائل النبوة]، و [صفة الجنة]، و [محجة الواثقين] وغير ذلك من المصنفات من أكبر حفاظ الحديث، ومن أكثرهم تصنيفات، وممن انتفع الناس بتصانيفه، وهو أجل من أن يقال له: ثقة؛ فإن درجته فوق ذلك وكتابه [كتاب الحلية] من أجود الكتب المصنفة في أخبار الزهاد، والمنقول فيه أصح من المنقول في رسالة القشَيْري ومصنفات أبي عبد الرحمن السلمي شيخه، ومناقب الأبرار لابن خميس وغير ذلك، فإن أبا نعيم أعلم بالحديث وأكثر حديثًا وأثبت رواية ونقلًا من هؤلاء، ولكن كتاب الزهد للإمام أحمد، والزهد لابن المبارك، وأمثالهما أصح نقلًا من الحلية.
وهذه الكتب وغيرها لابد فيها من أحاديث ضعيفة وحكايات ضعيفة، بل باطلة، وفي الحلية من ذلك قطع، ولكن الذي في غيرها من هذه الكتب أكثر مما فيها ............. إلى أن قال:
وأما مسلم ففيه ألفاظ عرف أنها غلط، كما فيه: (خلق الله التربة يوم السبت). وقد بَيَّنَ البخاري أن هذا غلط، وأن هذا من كلام كعب، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الكسوف بثلاث ركعات في كل ركعة، والصواب: أنه لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة، وفيه أن أبا سفيان سأله التزوج بأم حبيبة، وهذا غلط.
فهل من توضيح بارك الله فيكم(25/11)
هدية الطالب لمعلمه.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[15 - 12 - 03, 01:12 ص]ـ
من المعلوم أنه لا يجوز إهداء الهدية للمعلم خشية أن تكون من أنواع الرشوة.
أما في حالة هذا المعلم التي قد انتهت فترة تدريسه فقد انتفى المانع فيجوز له قبولها.
هذا هو المشهور لكن هل هناك صور يجوز فيها قبول المعلم الهدية من الطالب؟؟
__________________
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[15 - 12 - 03, 02:03 ص]ـ
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن العجلان المدرس في المسجد الحرام
يجوز أخذ هدية الطالب بشرط أن ترد له بهدية أفضل منها. وهذا فيما معني كلامه.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 03:44 ص]ـ
سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله:
هل يجوز للطالب أن يقدم لأحد أساتذته ومشائخه هدية أو هبة، علما بأن هؤلاء قد أحسنوا إليه بالتعليم والتربية؟ أفتونا مأجورين؛ لأن بعض الإخوة قد قال بعدم جواز ذلك، لأنه يدخل في الرشوة. وجزاكم الله خيرا.
فأجاب:
الممنوع: أن الأستاذ والمدرس يأخذ الهدية من الطالب، إذا خاف أنه يميل معه، إذا أهدى إليك مالت نفسك معه؛ فتقدمه على غيره وتتغاضى عن هفواته، وتجبر نقصه، وتزيد في درجاته، وتتساهل في التصحيح معه، وما أشبه ذلك مما تفضله به على غيره. ففي هذه الحال لا يحق للمدرس أن يقبل من هذا، ولو أنه قد أحسن إليه، ولا يحق للطالب أن يهدي لهم وهذا غرضه. وأما إذا كان قد انتهى من الدراسة، انتهى من هذه المدرسة، ونجح منها، وعزم على أن ينتقل إلى جامعة، أو إلى مدرسة أخرى -فلا مانع من أن يهدي إليهم هدايا مكافأة لهم:
أن يستضيفهم ويكرمهم، أو يهديهم كتبا، أو يهديهم أقلاما ثمينة، أو ساعات أو حقائب أو كسوة أو ما أشبه ذلك، من باب رد الجميل. يعني رأى منهم حسن معاملة، معه ومع غيره، فأراد مكافأتهم.
" شرح أخصر المختصرات "
ـ[مسلم أبو علاء]ــــــــ[14 - 03 - 07, 03:56 ص]ـ
السلام عليكم:
جزاكم الله خيراً اخوانى الكرام
وهل الأجر يختلف عن الهدية فى هذة الحالة؟؟
أعنى: هب أن أحدهم يعلم بأجر (عطاء) وقد رضى أن ياخذ من الطلبة على قدر حالتهم
, فهنا ستظهر نفس الحالة
فقد يأتى طالب فيقول له المعلم أو الشيخ أخذ منك كذا وكذا فى الشهر مثلاً
أو حسب الجدول الزمنى للتحصيل
فيوافق الطالب ثم ينوى الطالب أن يعطيه أجراً زائداً
فما القول هنا؟؟ وما ضابط المسألة , والهدية كضابط عام تٌقبل إلا
فى شروط منها أن يكون المهدى إليه والى أو حاكم أو مسئول, فمنعاً لشبهة الرشوة
فلا يقبلها .........
بورك فيكم , وأنتظر إجابة إن شاء الله
السلام عليكم(25/12)
ما مدى صحة هذا الحديث؟
ـ[ابو أنس]ــــــــ[15 - 12 - 03, 01:37 ص]ـ
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله (لو دلي احدكم بحبل إلى الارض الأخرى لهبط على الله ثم قرأ "هو الاول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)؟
هذا جزء من حديث ذكره الطبري في تفسير الآية السابقة من سورة الحديد ..
مامدى صحة هذا الحديث؟ وإذا صح فما معناه؟
ـ[أبو نايف]ــــــــ[15 - 12 - 03, 05:21 ص]ـ
الحديث ضعيف مرسل
ضعفه الإمام الترمذي رحمه الله تعالي في جامعه (5/ 327) قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
والإمام ابن كثير رحمه الله تعالي في (تفسيره 4: 387) قال: ورواه ابن جرير عن بشر عن يزيد عن سعيد عن قتادة قال: ذُكر لنا أن نبي الله صلي الله عليه وسلم. وذكر الحديث مثل سياق الترمذي سواء إلا أنه مرسل من هذا الوجه ولعل هذا هو المحفوظ والله أعلم.
والعلامة الألباني رحمه الله تعالي في (ضعيف الترمذي).
هذا والله أعلم
ـ[ابو أنس]ــــــــ[15 - 12 - 03, 06:10 ص]ـ
جزاك الله خير ياابو نايف وبارك الله لك فيما علمك ..(25/13)
تراجم بعض الرواة
ـ[ Aladdin Mehanny] ــــــــ[15 - 12 - 03, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
جزى الله كل من ساهم فى نشر العلم و نفعنا الله بما علمنا؛ و أرحومن الاخوة ان يفيدونى فى تراجم بعض الرواة و هم:
1 - مسعدة بن سعد العطار
2 - المثنى بن ابراهيم الاملى
3 - عمر كسرى
4 - محمد بن الاشرف السلمى
و جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[15 - 12 - 03, 08:51 ص]ـ
** مسعدة بن سعد العطار:
1 - قال الإمام الذهبي في "تاريخ الإسلام":
[مسعدة بن سعد العطار، أبو القاسم المكي.
عن: سعد بن منصور، إبراهيم بن المنذر الحزامي.
وعنه: الطبراني.
توفي سنة إحدى وثمانين]. انتهى كلام الإمام الذهبي.
2 - وقال الشيخ الفاضل / عبد الله بن يوسف الجديع في "حاشية: تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عالياً":
[من شيوخ الطبراني، لم أجد من ترجم له فأفاد، سوى أن الفاسي أورده في "العقد الثمين" (7/ 179) ولم يترجم له بما يشفي]. انتهى.
ــــــــ
**عمر كسرى:
ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/ 277 - 278):
[علي بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم:
كان يسكن ربض باب الجابية، وأمه امرأة من كلب من ولد زبان يقال لها: الحضرمية.
ذكره أبو الحسن بن أبي العجائز في "تسمية من كان بدمشق من بني أمية".
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا عبدالعزيز بن أحمد نا تمام بن محمد حدثني أبي نا أبو معد عدنان بن أحمد بن طولون المصري نا أبو أحمد محمد بن موسى بن حماد البربري نا سليمان بن أبي شيخ حدثني الحكم عن عوانة قال: كان بالكوفة رجل من أهل البصرة يقال له عمر كسرى وكان مولى لبني سليم وكان يتعاطى علم الفرس وأمر كسرى فسمي لذلك عمر كسرى.
قال عوانة: كان عمر هذا الذي يقال له عمر كسرى قاعدا عند أبي بالكوفة فمر به علي بن يزيد الناقص فسلم على أبي ووقف عليه فقال عمر كسرى لأبي بعد ما مضى يا أبا الحكم ما رأيت أحدا أشبه بصفة كسرى من هذا فقال له أبي فتعرفه قال لا قال هذا علي بن يزيد الناقص.
قال سليمان بن أبي شيخ: وحدثني نضلة بن سليمان قال كان عمر كسرى هذا بالأهواز عند عامل عليها يقال له سعيد بن عبدالله الكوفي فجعل عمر يحدث عن كسرى وعن نسائه فقال له العامل فكم أمهات المؤمنين اللائي قبض النبي عنهن قال لا أدري قال أنت رجل من المسلمين تعرف نساء كسرى ولا تعرف نساء النبي لا والله لا تخرج من الحبس حتى تأتيني بأسمائهن وأنسابهن ومعرفتهن قال فحبسه حتى يعلم ذلك.
وأم يزيد الناقص بنت فيروز بن يزدجرد بن كسرى فمن هنالك أتى عليا شبهه]. انتهى.(25/14)
ال (500) ريال يجوز التقاطها.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 12 - 03, 05:17 ص]ـ
قال صاحب المقنع رحمه الله:
وتنقسم - اي اللقطة - الى ثلاثة اقسام، احدها: مالاتتبعة الهمة، كالسوط والشسع والرغيف، فيملكه بلاتعريف. أ. هـ
وقال صاحب الشرح الكبير رحمه الله:
لماروى جابر رضي الل عنه قال: (رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العصا والسوط والحبل وأشباهه، يلتقطه الرجل فينتفع به). رواه ابوداود.
وكذلك التمرة والكسرة والخرقة ومالاخطر له، يجوز الانتفاع به من غير تعريف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على واجد التمرة حيث اكلها، بل قال: (لو لم تأتها لأتتك) اخرجه ابن حبان.
سئل الامام ابن باز رحمه الله في احدى دروسه عن من وجد مبلغا من المال وقدره (500) ريال هل هي لقطة، فصمت رحمه الله قليلا ثم قال: ال (500) ريال لاتتبعه همة اوساط الناس.
ثم سألت الشيخ عمر العيد عن ما ذكره الشيخ رحمه الله من ان ال (500) ريال لاتتبعه همة اوساط الناس فقال وفقه الله: لا ال (500) ريال تتبعة همة اوساط الناس. وكأنه يخالف الشيخ في المبلغ المحدد.
وسألت الشيخ خالد المشيقح وفقه الله عن ذكر الشيخ ابن باز عن حد اللقطة فقال: لا، ال (500) ريال كثير وتتبعة همة اوساط الناس، فقلت: كم المبلغ الذي نستطيع تحديد المبلغ الذي يجوز اخذه فقال: يمكن ان نقول 50الى 100 يمكن ان هذا المبلغ لاتتبعه همة اوساط الناس.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 03, 06:59 ص]ـ
تعقيب:
جزاك الله خيراً.
وتحديد المبلغ عائد إلى حال الناس في الزمان والمكان.
فـ (50 - 100) ريال قد تتبعها همة الناس في بعض الأنحاء
خاصة إذا كان الناس مجتمعاً كلهم من الفقراء والمعوزين وأصحاب الوضائف المستورة، وكانوا فيه دون دون.
وهذا أعرفه جيداً في بعض الأنحاء أن المبلغ الذي لا تتبعه همة أوساطهم فيه قد يكون (5 - 10) ريال ...
وهكذا، والفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان.
وبالله التوفيق.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 12 - 03, 07:28 م]ـ
العلامة الامام ابن باز يقول هذا لزهده رحمه الله وبعده عن الدنيا وترفها.
لان الخمسائة ريال تتبعها همة أوساط الناس قطعا , بل المائة ما هي عنها ببعيد , لكن العشرة والعشرين وأن ابعدنا قلنا الخمسين ربما!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 12 - 03, 12:44 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
الأشياء الصغيرة مثل 10، 20، 50 ريالا حسب عرف الناس هل يهتم بها
أوساط الناس؟ والظاهر أنه لا يهتم بها، والشيء لا يهتم به، ولا يظن أن صاحبه يرجع يبحث عنه يملَّك بمجرد الالتقاط ولا يحتاج إلى تعريف.
" أسئلة الباب المفتوح " (السؤال رقم 637).
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 05 - 04, 08:38 م]ـ
قال الشيخ / السمرقندي حفظه الله:
(وتحديد المبلغ عائد إلى حال الناس في الزمان والمكان).
قد يقال ايضا ان الـ (500) لا تمثل شيئا في اوساط بعض الأحياء الغنية، فبالتالي يمكن الأخذ برأي الإمام ابن باز رحمه الله تعالى.
كما أن الـ (5) ريال قد تمثل شيئا في اوساط بعض الأحياء الفقيرة.
والله المستعان.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 10 - 07, 12:17 ص]ـ
من فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
يجوز أخذ لقطة الحرم إذا كانت يسيرة
السؤال:
وجدت لقطة في مكة حوالي عشرة إلى خمسة عشر ريالاً ما حكمها؟ [1]
الجواب:
اللقطة الحقيرة لا قيمة لها، إن عرفها فلا بأس، وإن أكلها فلا بأس، وإن تصدق بها، فلا بأس؛ لأنها حقيرة ما تتحمل التعريف، العشرة والعشرين والثلاثين أو ما أشبه ذلك، هذه اللقطة اليوم ليس لها أهمية، فإن تصدق بها عن صاحبها فلا بأس، وإن استعملها فلا بأس، وإن تركها فلا بأس.
والحذاء - كذلك - أمرها سهل، إذا كانت رميت في محلات لا يرغب فيها.
-----------------
[1] من ضمن الأسئلة المقدمة لسماحته في حج عام 1407هـ.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع عشر
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=4080
----
السؤال:
أثناء الرمي أمس، أحسست أن شيئاً وقع مني، فنظرت تحت قدمي، فوجدت مبلغ خمسين ريالاً، وعندما انتهيت من الرمي تأكدت من نقودي فوجدتها تماماً، والخمسون ريالاً زيادة، فماذا أفعل بها؟ وهل أتصدق بها؟ [1]
الجواب:
هذا مبلغ قليل لا يتحمل التعريف، ولا يتحمل التكلف والتعريف، لكن لو أعطيتها المسئولين عن اللقطات فلا بأس.
وإن عرفتها ما تيسر لك ذلك، تقول: من له الدراهم حول المرمى؟ وفي مجامع الناس، لعله يأتيك أحد يصفها، ثم تعطيه إياه إذا وافق الوصف، فلا بأس، ولو تصدقت بها فلا بأس؛ لأنه مبلغ قليل، إن تصدقت بها عن صاحبها فلا بأس - إن شاء الله - ولك أجر.
-----------------------
[1] من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته في حج عام 1407هـ.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع عشر
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=4076
-----
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/15)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 10 - 07, 12:32 ص]ـ
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في باب اللقطة من كتاب الشرح الممتع:
وقوله: «تتبعه همة أوساط الناس» الذي تتبعه همة أوساط الناس يختلف باختلاف الأحوال والأماكن والأزمان، فيما سبق الدرهم الواحد تتبعه همة أوساط الناس؛ لأنه يحصل به شيء كثير، يعني يمكن أن الدرهم الواحد يشتري به الإنسان شاة ويشتري به ـ أيضاً ـ حباً يطبخه ويكفي ضَيْفَه.
والآن ـ والحمد لله ـ الدرهم لا يهتم به أحد، وكذا خمسة دراهم، وكذا عشرة، والخمسون يهتم بها أوساط الناس، إذاً يقدر هذا بحسب الأحوال، والأحوال يختلف فيها الناس.
لكن لو قال قائل: لعل هذا الذي لا تتبعه همة أوساط الناس تتبعه همة فاقِدِهِ؟ فيقال: العبرة بالأغلب، يعني رب قلم لا يساوي درهماً، وعند صاحبه يساوي مائة درهم؛ لأنه تعوَّد عليه وكتابته به سهلة وجميلة، وهذا شيء مشاهد، بعض الأشياء تكون عند صاحبها غالية، وعند الناس ليست غالية، فيقال: العبرة بالأغلب) أ. هـ.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 10 - 07, 08:29 ص]ـ
قد يقال ايضا ان الـ (500) لا تمثل شيئا في اوساط بعض الأحياء الغنية، فبالتالي يمكن الأخذ برأي الإمام ابن باز رحمه الله تعالى.
كما أن الـ (5) ريال قد تمثل شيئا في اوساط بعض الأحياء الفقيرة.
والله المستعان.
الله المستعان الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه الوافرة
وهذا مختصر رأي الإمام ابن باز رحمه الله أن التقدير عائد بحسب البلدان وأحوال الناس.
من وجد خمسمائة ريال في البادية
السؤال: وجدت مبلغا وقدره خمسمائة ريال وأنا عابر سبيل في صحراء البادية وذلك قبل عشرة أيام من تاريخ رسالتي هذه والمباغ لا يزال في حوزتي فهل يجوز لي أن أنتفع به في سبيل الخير؟ أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.
الشيخ ابن باز رحمه الله: إذا وجد الإنسان لقطة خمسمائة أو أكثر أو أقل من ذلك مما تتبعه همة أوساط الناس مما له شأن فإنه يعرف سنة كاملة يقول واجده: من له الدراهم، من له المتاع الفلاني في مجامع الناس عند أبواب الجوامع وفي الأسواق ينادي عليه: من له هذه اللقطة ولا يبين صفاتها ولكن يشير إليها يقول: الدراهم، يقول البشت، يقول: الإناء
وما أشبه ذلك لكن لا يبين صفاته الخاصة فإذا جاءه من يعرف ذلك دفعه إليه وإذا لم يأت أحد حتى مضت السنة فإنه يكون مالكا له، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرف اللقطة سنة كاملة إلى أن جاء ربها وعرفها
وإلا فهي لواجدها كسائر ماله
وهذا الرجل الذي وجدها في الصحراء وهو السائل يعرفها فيما حول الصحراء اذا كان حول الصحراء مدينة أو قرية او مجتمع في البادية يعرفها عندهم يقول: من له الدراهم الضائعة، من له الدراهم، مرات كل شهر مرتين ثلاث اربع من محلات الاجتماع لعل صاحبها يعرف فإن لم يوجد ومضت السنة فانه يستنفع بهذا المال ويكون كسائر ماله حتى يأتي من يعرفه بعد، فإن جاءه من يعرفه ولو بعد سنوات دفعه إليه.
وبالنسبة للقدر الذي يهتم به أوساط الناس فليس له حد بل هذا يختلف، لكن ما جرت العادة في كل مكان بأنه حقير لا يحتاج إلى تعريف
والأوقات تختلف فتارة يكون الناس في سعة وفي غنى وعندهم أموال فيكون الحقير عندهم له شأن عند غيرهم
وتارة يكون الناس في حالة فقر وحاجة وجوع فيكون الحقير عندهم شيئا ضئيلا جدا.
فالحاصل أن هذا يختلف بحسب أحوال الجهات التي وجد بها اللقطة، فإذا كانت في وقتنا هذا في البلاد السعودية
فإن الخمسين ريالا والمائة ريال تعتبر حقيرة لا تتبعها همة أوساط الناس والعباءة التي لاتساوي إلا مئة ريال
أو حولها تعتبر حقيرة، يعني لا يلزم تعريفها سنة لأنها لا تساوي تعبها، بخلاف لو كان في بلاد فقيرة،
بلاد الريال عندها شاق ومتعب، فإن العشرة والعشرين عندها تحتاج إلى تعريف بسبب حاجتها وقلة نقودها ونحو ذلك.
فالحاصل إن هذا يختلف بحسب البلدان وبحسب أحوال الناس وحاجتهم وغناهم، فإذا كان في رأي الذي وجد
اللقطة أن هذا الشئ حقير لا يحتاج إلى تعريف، وإذا كان يرى انه ليس بحقير عرف سنة.
فتاوى نور على الدرب الجزء الثالث ص 1476
وللفائدة فالشيخ رحمه الله بالنسبة للقطة لا يرى الإكتفاء بالتعريف من طريق الإعلان بالجرائد عنها
وأجاب عن ذلك أن ليس كل الناس يقرأون الجرائد
وأيضا بعد التعريف لمدة سنة لايقال تصدق بها، هي ملك له إن تصدق أو لم يتصدق
من شرح كتاب العلم من صحيح البخاري(25/16)
مقدار (قيد رمح) و (قائم الظهيرة) بالدقائق
ـ[الدرة]ــــــــ[15 - 12 - 03, 06:05 ص]ـ
مقدار (قيد رمح) و (قائم الظهيرة)
ورد في حديث أوقات النهي:
1/ إلى ارتفاع الشمس قيد رمح.
2/ وعند قيامها حتى تزول.
والسؤال: كم مقدار ذلك بالدقائق في ساعاتنا الآن.
وجزى الله خيراً كل من أجابني.
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[19 - 12 - 03, 09:07 ص]ـ
للرفع
ومن يعرف شيء عن كتاب عبد الملك الكليب عن مواقيت الصلاة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 12 - 03, 05:00 م]ـ
سبق الكلام عن هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=69728#post69728
خلاصته أن الوقت يختلف باختلاف المكان (شمال أم جنوب) والزمان (الشتاء أم الصيف)
الوقت الحسابي للظهيرة ( Astronomical Noon) يكون لحظة بلوغ الشمس أعلى مستوى لها في السماء، وهذا يتغير وقته كل يوم. وهذه اللحظة ليست بداية لصلاة الظهر، لأن وقت الظهر يبدأ عند الزوال. والزوال هو عندما تبدأ الشمس تزول من أعلى مستوى لها في السماء. فهو يقع بعد أكثر من دقيقة من لحظة الوقت الحسابي للظهيرة. وللأسف فإن كثيراً من التقاويم (ومنها أم القرى) يهمل إضافة بضع دقائق للوقت الحسابي. ولا توجد فترة محددة لمدة الزوال، حيث تختلف من مكان إلى آخر حسب الموقع الجغرافي.
لكن ما ذكره الدكتور شوكت من إضافة دقيقتين ونصف هو على سبيل التقريب. واضاف 2.5 اخرى احتياطية لتكون 5 دقائق بعد الانتصاف يبدا فيها وقت الظهر.
أما مقدار قيد رمح فيختلف باختلاف طول الرمح وبعده!
ـ[الدرة]ــــــــ[19 - 12 - 03, 05:20 م]ـ
=جزاك الله خيراٍ أخي محمد
أين أجد كلام الدكتور شوكت؟ في أي كتاب ذكره؟
وهل هناك كتب في هذا الموضوع لأني أريد أن اوثق المعلومة من
مصادرها كما تقتضية طبيعة البحث العلمي.
أرجو ممن لديه معلومات إافية إثراء الموضوع للأهمية
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[25 - 08 - 10, 08:30 م]ـ
للإثراء(25/17)
للمطارحة: (العرب المستعربة والعرب العاربة) هل هي عبارة صائبة؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[15 - 12 - 03, 07:27 ص]ـ
االسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
هذا موضوع جالت لي فيه خواطر لم أرد كتابتها حتى أطرحها على طلبة العلم من أهل الحديث.
هل هذا التفريق بين العرب العاربة والمستعربة صحيح؟
وهل ثمة شيءٌ ينبني عليه؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[15 - 12 - 03, 08:59 ص]ـ
يا شيخ ابو عمر اظن هذه المسالة مع قصر فهمي مبنية على الانساب وهذا شئ لايمكن التحقق منه 100%
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4328&highlight=%C7%E1%DA%D1%C8
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 05 - 08, 03:23 م]ـ
من أول من قال بهذا التقسيم و على ماذا ينبني على اللغة أو الجنس؟
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[30 - 05 - 08, 04:38 م]ـ
مسألة العرب العاربة والمستعربة هي من المسائل الخلافية لا الوفاقية بين علماء الأنساب، فقولهم عاربة ومستعربة غير مسلَّم.
وقولهم بالعاربة مبني على انهم أبناء نبي الله هود عليه السلام، والمعول في ذلك على التوراة وفيها ما فيها، وعلى بعض الأشعار والله أعلم بصحتها.
والذي عليه طائفة من كبار علماء الأنساب أن قحطان وعدنان كلاهما من ولد نبي الله إسماعيل عليه السلام، ذهب إلى ذلك ابن الكلبي والبخاري وطائفة.
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على طائفة من قبيلة أسلم فقال لهم: ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم إسماعيل كان راميا، وقبيلة أسلم من خزاعة، وخزاعة عدادهم في الأزد من قبائل قحطان اليمانية.
من هنا يعلم ضعف هذه المقولة والله أعلم
ـ[أبوعبدالله بن محمد بن عبدالله]ــــــــ[30 - 05 - 08, 08:50 م]ـ
تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة
هل تقسيم العرب إلى عرب عاربة ومستعربة صحيح؟ وهل هذا يتعارض مع القرآن أم لا؟ وهل صحيح أن هذا التقسيم أتى من اليهود؟
الحمد لله
توارد الأخباريون والمؤرخون والنسَّابون على تقسيم العرب – من حيثُ القِدَمُ - إلى طبقات ثلاثة: عربٌ بائدة، وعربٌ عاربة، وعربٌ مستعربة.
1 - أما العرب البائدة: فهم مثل أقوام عاد، وثمود، وجديس، وعبيل، وجُرهُم، أطلق عليهم اسم " البائدة " لقدمهم النسبي، ولاندثارهم قبل الإسلام.
2 - وأما العرب العاربة فهم القحطانيون، أبناء قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، كما يذكر ذلك أكثر النسابين.
3 - وأما العرب المستعربة أو المتعربة، ويقال لهم " العدنانيون "، أو " النزاريون "، أو " المعديون "، وهم من صلب سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، الذي تزوج من رعلة الجرهمية، فتعلم منهم العربية، فسموا المستعربة، وصار نسلهم من العرب، واندمجوا فيهم، وهم ينتسبون إلى عدنان من نسل سيدنا إسماعيل عليه السلام، غير أن ثمة خلافا كبيرا بين النسابين في عدد الآباء بينهما.
ومضمون هذا التقسيم لا تكاد تختلف فيه كتب التاريخ والأنساب، ولكن الخلاف واقع في الأسماء، فبعضهم يسمي العرب البائدة بالعاربة، وآخرون يسمونهم بالعرباء ونحو ذلك من الخلاف.
ولا نجد أي تعارض بين هذا التقسيم وبين الحقائق الواردة في القرآن الكريم، كما نستبعد جدا أن يكون مضمون هذا التقسيم مأخوذا عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وذلك لسببين اثنين:
السبب الأول:
توارد جميع كتب التاريخ والأنساب على تقسيم العرب إلى القحطانيين والعدنانيين، حتى قال الحافظ ابن عبد البر في مقدمة كتابه "الإنباه على قبائل الرواه" (ص/2):
" هذا كتاب أخذته من أمهات كتب العلم بالنسب وأيام العرب، بعد مطالعتي لها، ووقوفي على أغراضها، فمن ذلك: كتاب أبي بكر محمد بن إسحاق، وكتاب أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وكتاب أبي عبيدة معمر بن المثنى، وكتاب محمد بن سليمان، وكتاب محمد بن حبيب، وكتاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد العدويّ في نسب قريش، وكتاب الزبير بن بكار في نسب قريش، وكتاب عمه مصعب بن عبد الله الزبيري في ذلك، وكتاب علي بن كيسان الكوفي في أنساب العرب قاطبة، وكتاب علي بن عبد العزيز الجرجاني، وكتاب عبد الملك بن حبيب الأندلسي، إلى فِقَرٍ قيّدتها من الحديث والآثار، ونوادر اقتطفتها من كتب أهل الأخبار " انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/18)
فانظر عدد هذه المراجع القديمة، فضلا عمن جاء بعدهم، أو فات ابن عبد البر ذكرهم، وقد ذكر الحافظ في كتابه هذا التقسيم المشهور للعرب.
السبب الثاني: عدم ورود شيء عن العرب البائدة في التوراة المحرفة التي بين أيدي الناس اليوم، بل إن اليهود ينكرون وجود أقوام عاد وثمود ونحوهم، فكيف يكون هذا التقسيم مأخوذا عنهم.
يقول الطبري رحمه الله: " فأما أهل التوراة، فإنهم يزعمون أن لا ذكر لعاد ولا ثمود ولا لهود وصالح في التوراة، وأمرهم عند العرب في الشهرة في الجاهلية والإسلام كشهرة إبراهيم وقومه " انتهى.
"تاريخ الأمم والملوك" (1/ 141).
وقد تمكن علماء الآثار من الوقوف على حقائق جغرافية وتاريخية تدل على وجود هؤلاء الأقوام، وعدمُ ذكر التوراة لهم إنما هو لأن أكثرهم عاشوا بعد التوراة، أو لأن التوراة لا تهتم بأخبار العالم من غير العبرانيين.
يقول الدكتور جواد علي:
" اتفق الرواة وأهل الأخبار، أو كادوا يتفقون، على تقسيم العرب من حيث القدم إلى طبقات: عرب بائدة، وعرب عاربة، وعرب مستعربة. أو عرب عاربة، وعرب متعربة، وعرب مستعربة. أو عرب عاربة وعرباء وهم الخلص، والمتعربة.
واتفقوا أو كادوا يتفقون على تقسيم العرب من حيث النسب إلى قسمين: قحطانية، منازلهم الأولى في اليمن. وعدنانية، منازلهم الأولى في الحجاز.
واتفقوا، أو كادوا يتفقون، على أن القحطانيين هم عرب منذ خلقهم الله، وعلى هذا النحو من العربية التي نفهمها ويفقهها من يسمع هذه الكلمة، فهم الأصل، والعدنانية الفرع منهم أخذوا العربية، وبلسانهم تكلم أبناء إسماعيل بعد هجرتهم إلى الحجاز، شرح الله صدر جدهم إسماعيل، فتكلم بالعربية، بعد أن كان يتكلم بلغة أبيه التي كانت الآرامية، أو الكلدانية، أو العبرانية على بعض الأقوال.
ونجد الأخباريين والمؤرخين يقسمون العرب أحيانًا إلى طبقتين: عرب عاربة، وعرب مستعربة ... وظل الرواة يتوارثون هذا التقسيم كلما بحثوا في تأريخ العرب قبل الإسلام، وفي موضوع الأنساب.
وتقسيم العرب إلى طبقات - وذلك من ناحية القدم والتقدم في العربية - هو تقسيم لا نجد له ذكرًا لا في التوراة أو الموارد اليهودية الأخرى، ولا في الموارد اليونانية أو اللاتينية، أو السريانية، ويظهر أنه تقسيم عربي خالص، نشأ من الجمع بين العرب الذين ذكر أنهم بادوا قبل الإسلام، فلم تبقَ منهم غير ذكريات، وبين العرب الباقين، وهم إما من عدنان، وإما من قحطان " انتهى باختصار.
"المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" (1/ 294 فما بعدها).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/111121
ـ[أبو ياسر الغامدي]ــــــــ[30 - 05 - 08, 10:36 م]ـ
ذكر الشيخ صالح المغامسي حفظه الله في أشرطته الماتعة (تأملات قرانية1)
أن إبراهيم عليه السلام قد رُزِق بولدين:
1 - إسماعيل عليه السلام ومنه العرب المستعربة
2 - إسحاق عليه السلام وقد رزق بولدين هما:
أ-العيس
ب- يعقوب وسمي يعقوب لأنه جاء عقب العيس وقد قابله ملَك فسماه إسرائيل أي عبد الرب
فالعيس من سلالته بنو الأصفر الذين هم الآن الأمريكيون والأوربيون
ويعقوب من ذريته اليهود والنصارى
وإسماعيل من ذريته المسلمون
وقد كان إسحاق يحب ابنه العيس أكثر من يعقوب ولم يكن نبيا وقد دعا له أبوه أن يرزقه الله من غلال الأرض ومن ثمرات الأرض وهو مانشاهده الآن في دولهم الأوربية والأمريكية من الخضرة والنضرة
فمرد المسلمين واليهود والنصارى كلهم إلى إبراهيم عليه السلام
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[31 - 05 - 08, 05:47 م]ـ
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على طائفة من قبيلة أسلم فقال لهم: ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم إسماعيل كان راميا، وقبيلة أسلم من خزاعة، وخزاعة عدادهم في الأزد من قبائل قحطان اليمانية.
من هنا يعلم ضعف هذه المقولة والله أعلم
قد فند هذه الرواية الهمداني في الإكليل من أنساب اليمن وأخبار حمير وأطال في رده على من إستدل بها على أن قحطان من عدنان ..
- ولبعض مشايخنا رسالة في بيان العرب العاربة والمستعربه, وكان زبدة كلامه وخلاصته أن كل من تكلم بالعربية فهو من العرب, واستدل على ذلك بآيات من القرآن الكريم
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 09:11 ص]ـ
مسألة العرب العاربة والمستعربة هي من المسائل الخلافية لا الوفاقية بين علماء الأنساب، فقولهم عاربة ومستعربة غير مسلَّم.
وقولهم بالعاربة مبني على انهم أبناء نبي الله هود عليه السلام، والمعول في ذلك على التوراة وفيها ما فيها، وعلى بعض الأشعار والله أعلم بصحتها.
والذي عليه طائفة من كبار علماء الأنساب أن قحطان وعدنان كلاهما من ولد نبي الله إسماعيل عليه السلام، ذهب إلى ذلك ابن الكلبي والبخاري وطائفة.
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على طائفة من قبيلة أسلم فقال لهم: ارموا يا بني إسماعيل فإن أباكم إسماعيل كان راميا، وقبيلة أسلم من خزاعة، وخزاعة عدادهم في الأزد من قبائل قحطان اليمانية.
من هنا يعلم ضعف هذه المقولة والله أعلم
مجرد مدارسة
ألا يحتمل أن يكون من باب تسمية العم أباً، كما في قوله نعالى: " أم كنتم شهداء .. قالوا نعبد إلهك و إله آبائك إبراهيم و إسماعيل و إسحاق "؟
و إن كان الأصل حمله على الحقيقة، إلا أنه يقال إن عمهم إسماعيل اشتهر بذلك دون أبيهم، و في الحديث، أن إبراهيم لقي إسماعيل، و هو يبري سهماً، قد تكون هذه قرينة تصرف الكلام من معنى الأبوة الحقيقيّ، إلى هذا المعنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/19)
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[28 - 06 - 08, 04:36 م]ـ
مجرد مدارسة
ألا يحتمل أن يكون من باب تسمية العم أباً، كما في قوله نعالى: " أم كنتم شهداء .. قالوا نعبد إلهك و إله آبائك إبراهيم و إسماعيل و إسحاق "؟
و إن كان الأصل حمله على الحقيقة، إلا أنه يقال إن عمهم إسماعيل اشتهر بذلك دون أبيهم، و في الحديث، أن إبراهيم لقي إسماعيل، و هو يبري سهماً، قد تكون هذه قرينة تصرف الكلام من معنى الأبوة الحقيقيّ، إلى هذا المعنى.
عفوا أخي سامي للتو أرى مشاركتك ..
لا أعرف ما دخل العمومة في الموضوع؟!
الخلاف على قولين: إما من ذرية هود أو من ذرية إسماعيل، ولا يلتقي هود وإسماعيل إلا في سام بن نوح -فيما أظن-.(25/20)
المراد بدبر الصلاة في الأحاديث التي ورد فيها الحث على الدعاء أو الذكر دبر كل صلاة؟
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 12 - 03, 07:36 ص]ـ
دبر الصلاة يطلق على آخرها قبل السلام، ويطلق على ما بعد السلام مباشرة، وقد جاءت الأحاديث الصحيحة بذلك وأكثرها يدل على أن المراد آخرها قبل السلام فيما يتعلق بالدعاء كحديث ابن مسعود رضي الله عنه لما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم التشهد، ثم قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو وفي لفظ: ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء متفق على صحته.
ومن ذلك حديث معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي بإسناد صحيح. ومن ذلك ما رواه البخاري رحمه الله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دبر كل صلاة: اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر
أما الأذكار الواردة في ذلك، فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن ذلك في دبر الصلاة بعد السلام. ومن ذلك أن يقول حين يسلم: أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، سواء كان إماما أو مأموما أو منفردا ثم ينصرف الإمام بعد ذلك إلى المأمومين ويعطيهم وجهه ويقول الإمام والمأموم والمنفرد بعد هذا الذكر والاستغفار: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا حول ولا قوة إلا بالله. لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. ويستحب أن يقول المسلم والمسلمة هذا الذكر بعد كل صلاة من الصلوات الخمس ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثا وثلاثين ثم يقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
وهذا كله قد ثبتت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويستحب أن يقرأ بعد ذلك آية الكرسي مرة واحدة سرا ويقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة سرا مرة واحدة، إلا في المغرب والفجر فيستحب له أن يكرر قراءة السور الثلاث المذكورة ثلاث مرات، ويستحب أيضا للمسلم والمسلمة بعد صلاة المغرب والفجر أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات زيادة على ما تقدم قبل قراءة آية الكرسي وقبل قراءة السور الثلاث. عملا بالأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك. والله ولي التوفيق
.
فتاوى ابن باز المجلد الحادي عشر(25/21)
شرح لامية شيخ الاسلام
ـ[ aboumalik] ــــــــ[15 - 12 - 03, 09:08 ص]ـ
عثرت في أوراقي القديمة على شرح اللامية لشيخ الاسلام , ولكن منزوعة الغلاف , فلم أعرف من هو شارحها. فهل هناك من يفيدني بمن شرح هذه اللامية؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[البلقيني]ــــــــ[15 - 12 - 03, 10:14 ص]ـ
ممن شرحه:العلاّمة أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي
تعليق الشيخ صالح الفوزان
ـ[ aboumalik] ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي البلقيني, وهل هذا الشرح عندك؟ وهل من الممكن تنزله في الملتقى. حتى أقارن بينه وبين ما عندي من شرح.
وجزاك الله خيرا
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 12 - 03, 07:18 م]ـ
هل تثبت نسبة هذا النظم الى شيخ الاسلام؟؟
لانجد من نص عليها من طلابه وهم كثير ممن صنف في مصنفات شيخ الاسلام رحمه الله كابن عبدالهادى وابن القيم وغيرهم.
ولا أخفيكم اني لما قرأتها استبعدت ان تكون لشيخ الاسلام.
فهل من دليل على انها له رحمه الله.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:43 م]ـ
الشيخ ابن عثيمين في شرحه على السفارينية أنكر أنها لشيخ الاسلام
ـ[الرايه]ــــــــ[09 - 02 - 08, 10:48 م]ـ
يقول الشيخ ابن جبرين في مقدمة شرحه لهذه المنظومة
[هذه عقيدة منسوبة لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقد اختلف في نسبتها، فوجدت عند أجدادنا مخطوطة، مكتوب عليها هذه الأبيات تنسب لشيخ الاسلام والخط قديم يمكن ان يكون له أكثر من مئة سنة وكذلك قد شرحها أحد علماء الحنابلة، من العلماء المتأخرين وهو المرداوي وشرحه مطبوع، وقد ذكرها أيضا الشيخ محمد بن مانع في كتابه الذي جعله في العقيدة وسماه القول السديد، ولما ذكرها أتبعها بترجمة لشيخ الاسلام، مما يدل على انه جزم بانها لشسيخ الاسلام، ولم يذكرها الشيخ محمد بن قاسم في مجموع الفتاوى، ويمكن انه شك في نسبتها له، ولكن شهرتها تدل على انها من نظم شيخ الاسلام وكانه توقف وقال: لانه -رحمه الله- لم يكن مشهورا بقول الشعر، ولامعروفا بسرعة انشاء الشعر فيمكن ان يكون هذا قصده، ولكن نقول: انه -رحمه الله- يقول الشعر، ودليل ذلك: قصة ذلك الذمي او المنافق الذي ارورد عليه ابيات شعر، يقول فيها:
ايا علماء الدين ذمي دينكم ** تحيّر دلّوه على خير ملة
الذي يسأل عن القدر، فانه اشتغل -رحمه الله- بالرد عليه، ويحسبون انه يرد عليه نثرا، واذا هو يرد عليه نظما في مجلس واحد نظم تلك المنظومة التي زادت على مئة وعشرين بيتا، والتي اولها:
سؤالك يا هذا سؤال معاند ** مخاصم رب العرش باري البرية
فدل ذلك على انه يتمكن من قول الشعر.
ولاشك ان المعاني التي في هذه القصيدة سهلة النظم؛ لانها ظاهرة، ولأن كلامه حولها كثير في رسائله وكتبه]
من شرحه المطبوع صـ 16 - 17
اعتنى به د. طارق الخويطر
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 09:27 ص]ـ
الشيخ عبدالله الغنيمان أيضا قال أنها ليست له.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 12:20 م]ـ
ممن شرحه:العلاّمة أحمد بن عبد الله المرداوي الحنبلي
تعليق الشيخ صالح الفوزان
اين أجد تعلي قا الفوزان عليها أخي الكريم.
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 11:00 م]ـ
ذكر الشيخ عمر العيد في شرحه على المنظومة فقال:هذه القصيدة قد عزاها إلى شيخ الإسلام ابن تيمية:1 - الألوسي في جلاء العينين، وممن عزاها إليه 2 - الشيخ: محمد خليل هراس رحمه الله تعالى، وممن عزاها كذلك3 - الشيخ: محمد الشيباني في ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى،4 - وقد شرحها أحمد بن علي المرداوي وأومأ إلى أنها تنسب لشيخ الإسلام ابن تيمية في شرحه ... , 5 - لن تنسب لأحد غير شيخ الإسلام فدل على أنها له والله أعلم.(25/22)
الصلاة في المسجد الذي فيه قبر، والرد على من احتج بإدخال قبر النبي وصاحبيه في المسجد ا
ـ[ولد الدمام]ــــــــ[15 - 12 - 03, 01:09 م]ـ
السؤال
هناك من يقول: إن الصلاة يختلف حكمها في المسجد الذي فيه قبر عن المسجد الذي فيه قبران عن المسجد الذي فيه ثلاثة أو أكثر. نرجو التوضيح في هذا، وكيف الحكم والنبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد مع العلم بأن بعض الناس الذين يأتون من المدينة المنورة يحتجون بأن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فيه قبره عليه الصلاة والسلام وقبر صاحبيه رضي الله عنهما فهو كعامة المساجد تجوز الصلاة فيه، أرجو التوضيح.
الجواب
الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من يتخذ المساجد على القبور، وحذر من ذلك، كما في الحديث السابق، وقال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك رواه مسلم في الصحيح، وروى الشيخان، عن عائشة رضي الله عنها، أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله
فبين صلى الله عليه وسلم أن الذين يبنون المساجد على القبور هم شرار الخلق عند الله، وحذر من فعلهم.
فدل ذلك على أن المسجد المقام على قبر أو أكثر لا يصلى فيه، ولا فرق بين القبر الواحد أو أكثر، فإن كان المسجد هو الذي بني أخيرا على القبور وجب هدمه، وأن تترك القبور بارزة ليس عليها بناء، كما كانت القبور في عهده صلى الله عليه وسلم، في البقيع وغيره، وهكذا إلى اليوم في المملكة العربية السعودية، فالقبور فيها بارزة ليس عليها بناء ولا قباب ولا مساجد، ولله الحمد والمنة.
أما إن كان المسجد قديما ولكن أحدث فيه قبر أو أكثر فإنه ينبش القبر وينقل صاحبه إلى المقابر العامة التي ليس عليها قباب ولا مساجد ولا بناء، ويبقى المسجد خاليا منها حتى يصلى فيه.
أما احتجاج بعض الجهلة بوجود قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر صاحبيه في مسجده فلا حجة في ذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم دفن في بيته وليس في المسجد، ودفن معه صاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ولكن لما وسع الوليد بن عبد الملك بن مروان المسجد أدخل البيت في المسجد؛ بسبب التوسعة، وغلط في هذا، وكان الواجب أن لا يدخله في المسجد؛ حتى لا يحتج الجهلة وأشباههم بذلك، وقد أنكر عليه أهل العلم ذلك، فلا يجوز أن يقتدى به في هذا، ولا يظن ظان أن هذا من جنس البناء على القبور أو اتخاذها مساجد؛ لأن هذا بيت مستقل أدخل في المسجد؛ للحاجة للتوسعة، وهذا من جنس المقبرة التي أمام المسجد مفصولة عن المسجد لا تضره، وهكذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم مفصول بجدار وقضبان.
وينبغي للمسلم أن يبين لإخوانه هذا؛ حتى لا يغلطوا في هذه المسألة.
والله ولي التوفيق.
برنامج نور على الدرب، الشريط رقم (62).
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
ـ[المناور]ــــــــ[19 - 11 - 04, 12:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجدت احد الصوفية يرد على قول الشيخ ابن باز فى مسألة توسعة مسجد النبى ويقول الصوفى ان عبد الملك بن مروان لم يقم بتوسعة المسجد النبى وضمه قبر النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الى المسجد، وإنما من قام بذلك عمر بن عبد العزيز واستشهد بكتاب ابن كثير البداية والنهاية.
اليكم قوله:
التاريخ أيها الوهابية لا يجامل والتاريخ يخبرنا أن الذي باشر إدخال القبر في المسجد بنفسه هو الأمير الصالح والفقيه الورع والزاهد المعروف خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز وذلك أثناء ولايته للمدينة المنورة ..
وعمر بن عبدالعزيز معروف الصلاح والتقوى والعلم فكونه قام بهذا العمل يقض مضاجع الوهابية فلا بد من الكذب كما فعل بن باز أعلاه ..
يقول الحافظ بن كثير في هذا الشأن في (البداية والنهاية):
في ترجمة عمر بن عبدالعزيز:
(وبنى في مدة ولايته هذه مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ووسعه عن أمر الوليد له بذلك، فدخل فيه قبر النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/23)
وقال أيضا في موضع آخر من البداية والنهاية:
(وذكر ابن جرير: أنه في شهر ربيع الأول من هذه السنة قدم كتاب الوليد على عمر بن عبد العزيز يأمره بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأن يوسعه من قبلته وسائر نواحيه، حتى يكون مائتي ذراع في مائتي ذراع، فمن باعك ملكه فاشتره منه وإلا فقوِّمه له قيمة عدل ثم اهدمه وادفع إليهم أثمان بيوتهم، فإن لك في ذلك سلف صدق عمر وعثمان .......... وأرسل الوليد إليه فعولاً كثيرة، فأدخل فيه الحجرة النبوية - حجرة عائشة - فدخل القبر في المسجد، وكانت حده من الشرق وسائر حجر أمهات المؤمنين كما أمر الوليد، وروينا أنهم لما حفروا الحائط الشرقي من حجرة عائشة بدت لهم قدم فخشوا أن تكون قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى تحققوا أنها قدم عمر رضي الله عنه) انتهى من البداية والنهاية.
فالذي باشر أمر البناء والتوسعة وادخال القبر في المسجد هو العالم الصالح الزاهد التابعي عمر بن عبالعزيز فلم هذا الخلط يا شيخ!!!؟؟؟؟ رحمك الله وغفر لك!
2 - قوله: ( .. وغلط في هذا – أي إدخال القبر في المسجد -، وكان الواجب أن لا يدخله في المسجد؛ حتى لا يحتج الجهلة وأشباههم بذلك)
فابن باز هنا يغلط الذي أدخل القبر في المسجد أي أنه يشنع ويغلط عمر بن عبدالعزيز الذي هو من التابعين ومن السلف الصالح فسبحان الله كيف أتى رجل بعد 14 قرنا من الزمان ليصحح عقيدة التابعين والسلف ويزعم أنه أعلم بالعقيدة الصحيحة منهم وأعلم بسد الذرائع المفضية إلى الشرك منهم ..
بل الأخزى أنه لا يصحح ويغلط عمر بن عبدالعزيز فقط بل كل فقهاء المدينة المنورة العشرة على زمانه إذ يخبرنا التاريح أن عمر لم يقم بما قام به من توسعة تشمل إدخال القبر إلا بعد ان شاور أهل العلم في المدينة المنورة كما هو عهده:
يقول ابن كثير في شأن عمر وكيف أنه لم يكن يفعل أمر إلا بعد مشاورة الفقهاء العشرة:
( ........... كان إذا وقع له أمر مشكل جمع فقهاء المدينة عليه، وقد عين عشرة منهم، وكان لا يقطع أمراً بدونهم أو من حضر منهم، وهم عروة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو بكر بن سليمان بن خيثمة، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن حزم، وسالم بن عبد الله، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وخارجة بن زيد بن ثابت.) البداية والنهاية من ترجمة عمر بن عبدالعزيز.
وينص ابن كثير أنه استشار الفقهاء العشرة في شأن بناء المسجد النبوي وتوسعته فيقول في البداية والنهاية:
( ........... فجمع عمر بن عبد العزيز وجوه الناس والفقهاء العشرة وأهل المدينة وقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين الوليد ......... ) انتهى
فسبحان الله .. الأمر تم بيد التابعي الجليل والفقيه التقي عمر بن عبدالعزيز وبعد مشورة الفقهاء العشرة ثم يأتي ابن باز ليقول أن كل هؤلاء غلطوا وأنه أعلم بالتوحيد منهم!!!!!؟؟ لماذا ايا شيخ غفر الله لك ورحمك!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
3 - قوله: (وقد أنكر عليه أهل العلم ذلك، فلا يجوز أن يقتدى به في هذا) انتهى
وهذه أوضح من سابقاتها وأعظم وأطم ..
لنرى ما يقول التاريخ في ذلك والتاريخ لا يكذب ولا يحابي أحد:
يقول ابن كثير في البداية والنهاية:
(فجمع عمر بن عبد العزيز وجوه الناس والفقهاء العشرة وأهل المدينة وقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين الوليد، فشق عليهم ذلك وقالوا: هذه حجر قصيرة السقوف وسقوفها من جريد النخل، وحيطانها من اللبن، وعلى أبوابها المسوح، وتركها على حالها أولى لينظر إليها الحجاج والزوار والمسافرون، وإلى بيوت النبي (صلى الله عليه وسلم) فينتفعوا بذلك ويعتبروا به، ويكون ذلك أدعى لهم إلى الزهد في الدنيا، فلا يعمرون فيها إلا بقدر الحاجة وهو ما يستر ويُكن، ويعرفون أن هذا البنيان العالي إنما هو من أفعال الفراعنة والأكاسرة، وكل طويل الأمل راغب في الدنيا وفي الخلود فيها.
فعند ذلك كتب عمر بن عبد العزيز إلى الوليد بما أجمع عليه الفقهاء العشرة المتقدم ذكرهم، فأرسل إليه يأمره بالخراب وبناء المسجد على ما ذكر، وأن يعلى سقوفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/24)
فلم يجد عمر بداً من هدمها، ولما شرعوا في الهدم صاح الأشراف ووجوه الناس من بني هاشم وغيرهم، وتباكوا مثل يوم مات النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأجاب من له ملك متاخم للمسجد للبيع فاشترى منهم، وشرع في بنائه وشمر عن إزاره واجتهد في ذلك، وأرسل الوليد إليه فعولاً كثيرة، فأدخل فيه الحجرة النبوية - حجرة عائشة - فدخل القبر في المسجد، وكانت حده من الشرق وسائر حجر أمهات المؤمنين كما أمر الوليد، وروينا أنهم لما حفروا الحائط الشرقي من حجرة عائشة بدت لهم قدم فخشوا أن تكون قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى تحققوا أنها قدم عمر رضي الله عنه، ويحكى أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة في المسجد - كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجداً - والله أعلم.) انتهى من البداية والنهاية.
فإذن نخلص للآتي:
- نصح أهل العلم عمر بن عبدالعزيز بترك الحجر على حالها وعدم هدمها استبقاء لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وعبرة لمن يأتي من أجيال ليروا عيش نبيهم الكريم وزهده لا إنكارا لإدخال القبر في المسجد واعتبارا له من الأفعال الشركية كما يريد ابن باز والوهابية أن يوهمونا: (وتركها على حالها أولى لينظر إليها الحجاج والزوار والمسافرون، وإلى بيوت النبي (صلى الله عليه وسلم) فينتفعوا بذلك ويعتبروا به، ويكون ذلك أدعى لهم إلى الزهد في الدنيا)
- صاح الأشراف وبنو هاشم بكاء على آثار النبي وحنينا إليها ولو كان الوهابية هنالك ذلك اليوم لضربوهم بالسياط معتبرين ذلك من النواح ومن تعظيم آثار لا تضر ولا تنفع وذلك شرك فسبحان الله!!!!!
- الذي أنكر ادخال القبر في المسجد هو سعيد بن المسيب فقط وليس كل (اهل العلم) كما يريد لنا شيخ الوهابية أن نظن وهذا اجتهاد منه رضي الله عنه وإنكاره هذا إنما هو خشية أن يأتي جاهل فيصلي إلى القبر ويتحذه مسجدا مما يعني أنه كان يرى أن هذا الإدخال يجعل القبر فعلا جزء من المسجد وداخله حسب رؤية سعيد بن المسيب بخلاف ما يزعم الوهابية من أن القبر مفصول بجدر تفصله فتأمل.
فالذي أنكر هو سعيد بن المسيب فقط، وروى ذلك بن كثير بصيغة تمريض فقال (ويحكى) أي أن إنكاره غير محقق وغير ثابت حصوله، وذلك في مقابلة موافقة الفقهاء العشرة البقية كلهم المتحقق والثابت حصولها بالاضافة إلى إشراف الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز بنفسه على الأمر فلم يبق لرأي سعيد بن المسيب رضي الله عنه إن صح الخبر عنه مقام ولا وجاهة.
فليست المسالة كما ترمي اخى الحبيب فانا من حقي ان اخذ براي عمر بن عبد العزيز وليس راي من يتهمه
وان كان عمل الوليد ليس فيه حجة فعمل عمر بن عبد العزيز فيه حجة عندي
انتهى
ـ[السدوسي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 02:06 م]ـ
احتج هذا الصوفي - لجهله بفعل عمربن عبدالعزيز - وغفل عن الاحتجاج بفعل الامامين الجليلين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان عندما وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه.
مما ينبغي التنبيه له أن القبة الخضراء على قبره من بدع المماليك فقد ذكروا أن قلاوون هو أول من ابتدعها.
ـ[أبو عبد الرحمن الشهري]ــــــــ[19 - 11 - 04, 04:44 م]ـ
البداية والنهاية
وذكر ابن جرير أنه في شهر ربيع الأول من هذه السنة قدم كتاب الوليد على عمر بن عبد العزيز يأمره بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله ص وأن يوسعه من قبلته وسائر نواحيه حتى يكون مائتي ذراع في مائتي ذراع فمن باعك ملكه فاشتره منه وإلا فقومه له قيمة عدل ثم اهدمه وادفع إليهم أثمان بيوتهم فإن لك في ذلك سلف صدق عمر وعثمان فجمع عمر بن عبد العزيز وجوه الناس والفقهاء العشرة وأهل المدينة وقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين الوليد فشق عليهم ذلك وقالوا هذه حجر قصيرة السقوف وسقوفها من جريد النخل وحيطانها من اللبن وعلى أبوابها المسوح وتركها على حالها أولى لينظر إليها الحجاج والزوار والمسافرون وإلى بيوت النبي ص فينتفعوا بذلك ويعتبروا به ويكون ذلك أدعى لهم إلى الزهد في الدنيا فلا يعمرون فيها إلا بقدر الحاجة وهو ما يستر ويكن ويعرفون أن هذا البنيان العالي إنما هو من أفعال الفراعنة والأكاسرة وكل طويل الأمل راغب في الدنيا وفي الخلود فيها فعند ذلك كتب عمر بن عبد العزيز إلى الوليد بما أجمع عليه الفقهاء العشرة المتقدم ذكرهم فأرسل إليه يأمره بالخراب وبناء المسجد على ما ذكر وأن يعلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/25)
سقوفه فلم يجد عمر بدا من هدمها ولما شرعوا في الهدم صاح الأشراف ووجوه الناس من بني هاشم وغيرهم
وتباكوا مثل يوم مات النبي ص وأجاب من له ملك متاخم للمسجد للبيع فاشترى منهم وشرع في بنائه وشمر عن إزاره واجتهد في ذلك وأرسل الوليد إليه فعولا كثيرة فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فدخل القبر في المسجد وكانت حده من الشرق وسائر حجر أمهات المؤمنين كما أمر الوليد وروينا أنهم لما حفروا الحائط الشرقي من حجرة عائشة بدت لهم قدم فخشوا أن تكون قدم النبي ص حتى تحققوا أنها قدم عمر رضي الله عنه ويحكى أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة في المسجد كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجدا والله أعلم
يتضح من القصة.
1 - عدم موافقة الفقهاء العشرة كما ذكره الصوفي.
2 - أن عمر بن عبد العزيز بنى المسجد بأمر الخليفة في زمنه وهو الوليد ولا يدل على رضاه بذلك.
3 - أن سيرة عمر بن عبد العزيز في آخر حياته وبعد أن ولي الخلافة كانت صالحة جدا ولا تقارن بسيرته عندما كان والي المدينة.
4 - الأهم من ذلك كله ما ثبت عن رسول الله ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعتد بقول وفعل من خالف النبي صلى الله عليه وسلم كائنا من كان وقد قال صلى الله عليه وسلم (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا).
وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في القول المفيد شرح كتاب التوحيد مبيننا أنه لا حجة لمن زعم جواز بناء المساجد على القبور مايلي.
فقال
اعتراض وجوابه: إذا قال قائل: نحن الآن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم الآن، فإنه في وسط المسجد، فما هو الجواب؟
قلنا: الجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر، بل بني المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد، بل دفن في بيته.
الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق من الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل، وذلك عام 94هـ تقريباً، فليس مما أجازة الصحابة أو أجمعوا عليه، مع أن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضاً سعيد بن المسيب من التابعين، فلم يرض بهذا العمل.
الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد، حتى بعد إدخاله، لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد، فليس المسجد مبنياً عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظاً ومحوطاً بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة، أي مثلث، والركن في الزاوية الشمالية، بحيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه نحرف. فبهذا كله يزول الإشكال الذي يحتج به أهل القبور، ويقولون هذا منذ عهد التابعين إلى اليوم، والمسلمون قد أقروه ولم ينكروه، فنقول: إن الإنكار قد وجد حتى في زمن التابعين، وليس محل إجماع، وعلى فرض أنه إجماع، فقد تبين الفرق من الوجوه الأربعة التي ذكرناها.
.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:45 ص]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كتاب التوحيد:
(في الصحيح عن عائشة، أن أُمّ سَلَمَةَ ذَكَرَتْ لرسول الله r كَنِيسَةً رَأَتْهَا بِأرض الْحَبَشَةِ، وما فيها من الصور، فقال عليه الصلاة والسلام: «أُولَئِكِ, إِذَا مات فِيهِمُ الرّجُلُ الصّالِحُ أو العبد الصالح، بَنَوْا عَلَىَ قَبْرِهِ مَسْجِداً، وَصَوّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ الله») أم سلمة رضي الله عنها لما كانت في الحبشة رأت كنيسة، ورأت في تلك الكنيسة صور الصالحين، فذكرت ذلك لرسول الله r فقال (أُولَئِكِ, إِذَا مات فِيهِمُ الرّجُلُ الصّالِحُ)، قد يكون نبيا من أنبيائهم أو عبدا من عباد الله الصالحين فيهم، ماذا عملوا معه؟ قال (بَنَوْا عَلَىَ قَبْرِهِ مَسْجِداً) فيجعلون المسجد وهو مكان العبادة في اللغة بما يدخل فيه الكنيسة.
مكان العبادة يقال له مسجد، والمسجد مكان السجود، والسجود هو الخضوع والتذلل لله جل وعلا، فالمسجد يطلق على كل مكان يعبد فيه، كل مكان يتخذ لعبادة الله جل وعلا، كما قال النبي r « جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً» فمكان العبادة يقال له مسجد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/26)
فالكنيسة هنا قال النبي عليه الصلاة والسلام في شأنها بنوا على قبره مسجدا يعني مكان للعبادة.
فإذن الكنائس بُنيت على القبور -قبور أولئك الصالحين- وصوروا فيها الصور، جعلوا صورة ذلك العبد جعلوا على قبره أو فوق قبره على الحائط؛ لكي يدلوا الناس على عبادة الله بتعظيم ذلك الرجل الصالح وتعظيم قبره، فاتخذوا البناء على القبور الذي هو وسيلة من وسائل الشرك الأكبر ومن البدع التي يحدثها الخلوف بعد الأنبياء، اتخذوا ذلك فوق القبور وتعبّدوا فيها، قال عليه الصلاة والسلام (أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ الله جل وعلا)، (أولئكِ) الخطاب لأم سلمة، والخطاب إذا توجه إلى مؤنث تكسر فيه الكاف -كاف الخطاب- (أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ الله) من هم شرار الخلق عند الله؟ هم الذين عظّموا الصالحين فبنوا على قبورهم مساجد، هل في هذا الحديث أنهم توجهوا بالعبادة لأولئك الصالحين؟ لا؛ إنما عظموا قبور الصالحين وجعلوا لهم صورا، فجمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة الصور.
وفتنة الصور وسيلة من وسائل حدوث الشرك.
وكذلك فتنة القبور بالبناء عليها، وبتعظيمها، وبإرشاد الناس لها، هذا وسيلة إلى أن يعتقد في صاحب القبر أن له شيئا من خصائص الإلهية، أو أنه يتوسط عند الله جل وعلا في الحاجات، كما حصل ذلك فعلا.
قال المصنف الإمام رحمه الله (فهؤلاء جمعوا بين فتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل) وهذا هو الواقع، وهذا التغليظ في أنهم شرار الخلق عند الله.
هذا نفهم منه التحذير، التحذير عند الأمة أن يبنوا على قبر أحد مسجدا لأنه إن بُني على قبر أحد مسجد فإنه من بنى ذلك ودل الخلق على تعظيم ذلك القبر فإنه من شرار الخلق عند الله، وقد قال عليه الصلاة والسلام «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراع بذراع».
فإذا وجه الدلالة من هذا الحديث أنه قال (أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ الله) وهذا تغليظ فيمن عبد الله في الكنيسة التي فيها القبور و الصور، والقبور والصور من وسائل الشرك بالله جل وعلا.
قال (ولهما عنها) يعني عن عائشة (قالت: لما نزل برسول الله r) يعني نزل به الموت (طَفِقَ يَطْرَحُ خُمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ. فَإِذَا اغْتَمّ بها كشَفَهَا فقال وهو كذلك: «لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ») هذا الحديث من أعظم الأحاديث التي فيها التغليظ في وسائل الشرك وبناء المساجد على القبور واتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد.
ووجه ذلك أنه عليه الصلاة والسلام وهو في ذلك الغم وتلك الشدة ونزول سكرات الموت به عليه الصلاة والسلام يعانيها لم يفعل عليه الصلاة والسلام؛ بل اهتمَّ اهتماما عظيما وهو في تلك الحال بتحذير الأمة من وسيلة من وسائل الشرك، وتوجيه اللعن والدعاء على اليهود والنصارى بلعنة الله؛ لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، سبب ذلك أنه عليه الصلاة والسلام يخشى أن يُتخذ قبره مسجدا كما اتخذت قبور الأنبياء قبله مساجد.
ومن اتخذ قبور الأنبياء مساجد؟ شرار الخلق عند الله من اليهود والنصارى الذين لعنهم النبي عليه الصلاة والسلام، فقال (لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ)، واللعنة هي الطرد والإبعاد من رحمة الله، وذلك يدل على أنهم فعلوا كبيرة من كبائر الذنوب وهذا كذلك؛ فإن البناء على القبور واتخاذ قبور الأنبياء مساجد هذا من وسائل الشرك وهو كبيرة من الكبائر، قال: (اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ)، فإذن سبب اللعن أنهم اتخذوا قبور الأنبياء مساجد، والنبي عليه الصلاة والسلام يلعن ويحذر وهو في ذلك الموقف العصيب، فقام ذلك مقام آخر وصية أوصى بها عليه الصلاة والسلام ألا تُتخذ القبور مساجد فخالف كثير من الفئام في هذه الأمة خالفوا وصية عليه الصلاة والسلام.
قال (اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) اتخاذ القبور مساجد يكون على أحد ثلاثة صور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/27)
الصورة الأولى: أن يسجد على القبر؛ يعني يجعل القبر مكان سجوده، (اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) يعني جعلوا القبر مكان السجود، هذه صورة، وهذه الصورة في الواقع لم تحصل بانتشار؛ لأن قبور الأنبياء في اليهود والنصارى لم تكن مباشِرة للناس يمكن أن يصلوا على القبر وأن يسجدوا عليه؛ بل كانوا يعظمون قبور أنبيائهم فلا يصَلُّوا عليها مباشرة؛ لكن قوله (اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ) أبلغ صورة أن يتخذ القبر نفسه مسجدا يعني يصلي عليه مباشرة، وهذه أفضع تلك الأنواع، وهي التي تدل على أعظم وسيلة من وسائل الشرك والغلو بالقبر.
الصورة الثانية: أن يصلي إلى القبر، أن يتخذ القبر مسجدا؛ يعني أن يكون أمام القبر يصلي إليه، فإنه اتخذ القبر -وما حوله له حكمه- اتخذه مكانا للتذلل والخضوع، والمسجد لا يعنى به مكان السجود ووضع الجبهة على الأرض فقط وإنما يعني به مكان التذلل والخضوع، فاتخذوا قبورهم مساجد يعني جعلوها قبلة لهم، ولهذا نهى النبي r أن يصلى إلى القبر لأجل أن الصلاة إليه وسيلة من وسائل التعظيم، وهذا يوافق قول الشيخ رحمه الله في الباب (باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح) قوله عند قبره نفهم من هذه الصورة التي هي أن يكون أمامه القبر بينه وبين القبلة تعظيما للقبر.
الصورة الثالثة: أن يتخذ القبر مسجدا بأن يجعل القبر في داخل بناء وذلك البناء هو المسجد, فإذا دفن النبي قام أولئك بالبناء عليه، فجعلوا حول قبره مسجدا واتخذوا ذلك المكان للتعبد وللصلاة فيه، هذه هي الصورة الثالثة، وهي أيضا موافقته لقول الشيخ رحمه الله (عند قبر رجل صالح).
وهذا يبين لك بعض المناسبة في إيراد هذا الحديث تحت الباب.
قال: (قالت عائشة: يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) يعني ما سبب اللعن؟ لماذا لعن النبي عليه الصلاة والسلام اليهود والنصارى في ذلك المقام العظيم -وهو أنه في سكرات الموت-؟ السبب أنه يريد أن يحذر الصحابة من ذلك، قالت (يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) وقد قبل الصحابة رضوان الله عليهم تحذيره وعملوا بوصيته.
قالت: (وَلَوُلاَ ذَلكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ)، (أُبْرِزَ قَبْرُهُ) يعني أُظهر وجعل قبره مع سائر القبور في البقيع أو نحو ذلك؛ ولكن كان من العلل التي جعلتهم لا ينقلونه عليه الصلاة والسلام من مكانه الذي يُتوفى فيه قوله هنا عليه الصلاة والسلام («لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا، ولَوُلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ) فهذه أحد العلتين.
والعلة الثانية قول أبي بكر t إنه سمع النبي r يقول: «إنّ الأنبياء يُقبرون حيث يُقبضون».
قالت (غَيْرَ أَنّهُ خَشِي) هنا أو (خُشي) تُروى بالوجهين، (غَيْرَ أَنّهُ خَشِي) يعني عليه الصلاة والسلام (أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً) يعني أن يتخذ قبره مسجدا، ويجوز أن ويجوز أن تقرأها (غَيْرَ أَنّهُ خُشِي أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً) يعني خشي الصحابة أن يتخذ قبره مسجدا، وهذا تنبيه على إحدى العلتين.
الصحابة رضوان الله عليهم قبلوا هذه الوصية، وجعلوا دفنه عليه الصلاة والسلام في مكانه، وحجرة عائشة التي دُفن فيها عليه الصلاة والسلام كانت عائشة تقيم أو أقامت جدارا بينها وبين القبور، فكانت غرفة عائشة فيها قسمان قسم فيه القبر وقسم هي فيه.
كذلك لما توفي أبو بكر t ودُفن بعد رسول الله r - من جهة الشمال-، كانت أيضا في ذلك المقام في جزء من الغرفة من الحجرة.
ثم بعد ذلك لما دفن عمر تركت الحجرة رضي الله عنها.
ثم أغلقت الحجرة، فلم يكن ثم باب فيها يدخل وإنما كان فيها نافذة صغيرة، وكانت الحجرة -كما تعلمون- من بناء ليس حَجَر ولا من بناء مُجَصّص وإنما كانت من البناء الذي كان في عهده عليه الصلاة والسلام من خشب ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/28)
ثم بعد ذلك لما جاءت الزيادة في المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك، وكان أمير المدينة يوم ذاك عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وأخذوا شيئا من حُجَر زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، بقيت حجرة النبي عليه الصلاة والسلام كذلك، فأخذوا من الروضة -روضة المسجد- أخذوا منها شيئا وجعلوا عليه بناء، فبنوه من ثلاث جهات، جدار آخر غير الجدار الأول، بنوه من ثلاث جهات، وجعلوا الجهة التي تكون شمالا -يعني من جهة الشمال- جعلوها مسنمة؛ جعلوها مثلثة قائمة هكذا، وصار عندنا الآن جداران:
الجدار الأول مغلق تماما، وهو جدار حجرة عائشة.
والجدار الثاني الذي عُمِل في زمن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه في زمن الوليد بن عبد الملك، جعلوا جهة الشمال -وهي عكس جهة القبلة- جعلوها مسنمة؛ لأنه في تلك الجهة جاءت التوسعة وسعوها من جهة الشمال، فخشوا أن يكون ذلك الجدار مربعا يعني مسامتا للمستقبِل؛ فيكون إذا استقبله أحد استقبال للقبر، فجعلوه مثلثا يبعد كثيرا عن الجدار الأول وهو جدار حجرة عائشة؛ لأجل أن لا يمكن أحد أن يستقبل لبعد المسافة؛ ولأجل أن الجدار صار مثلثا.
ثم بعد ذلك بأزمان جاء جدار ثالث أيضا وبُني حول ذينك الجدارين، وهو الذي قال فيه ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية في وصف دعاء النبي r في قوله «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد» قال:
وأحاطه بثلاثة الجدران فأجاب رب العالمين دعاءه
في عزة وحماية وصيان حتى غدت أرجاؤه بدعائه
فالنبي عليه الصلاة والسلام صار قبره في ثلاثة جدران، وكل جدار ليس فيه باب، ولا يمكن لأحد حتى في زمن الصحابة أن -يعني في زمن المتأخرين منهم في عهد الوليد وما قبله- لا يمكن أن يدخل ويقف على القبر بنفسه؛ لأنه صار ثَم جداران وكل جدار ليس له باب.
ثم بعد ذلك وضع الجدار الثالث وهذا الجدار أيضا كبير مرتفع إلى فوق، وُضعت عليه القبة فيما بعد، وهذا الجدار أيضا ليس له باب.
فلا يستطيع الآن أحد أن يدخل إلى القبر أو أن يصل القبر أو أن يتمسح بالقبر أو أن يرى قبر النبي عليه الصلاة والسلام.
ثم بعد ذلك وضع السور الحديدي هذا، وهذا السور الحديدي بينه وبين الجدار الثالث -الذي ذكرتُ لكم- بينه نحو متر ونصف في بعض المناطق ونحو متر في بعضها وبعضها نحو متر وثمانين إلى مترين في بعضها، يضيق ويزداد؛ لكن من مشى فإنه يمشي بين ذلك الجدار الحديدي وذلك الجدار الثالث.
فقبر النبي عليه الصلاة والسلام، عمل المسلمون بوصيته عليه الصلاة والسلام، وأُبعد تماما فلا يمكن أن يصل أحد إلى القبر، ولا يمكن أيضا أن يُتخذ ذلك القبر مسجدا.
ولهذا لمّا جاء الخرافيون في الدولة العثمانية جعلوا التوسعة التي هي من جهة الشرق جعلوا فيها ممر لكي يمكن من يريد أن يطوف بالقبر أو أن يصلي في تلك الجهة، ذلك الممر الشرقي -الذي هو قدر مترين أو نحو ذلك أو يزيد قليلا-، ذلك الممر الشرقي في عهد الدولة السعودية الأولى وما بعدها مُنع من الصلاة فيه، فكأنه أُخرج من كونه مسجدا؛ لأنه إذا كان من مسجد النبي عليه الصلاة والسلام، فلا يجوز أن يمنعوا أحدا من الصلاة فيه، فلما منعوا أحدا من الصلاة فيه جعلوا له حكم المقبرة ولم يجعلوا له حكم المسجد، فلا يمكن لأحد أن يصلي فيه بل يغلقونه وقت الصلاة أمّا وقت السلام أو وقت الزيارة فإنهم يفتحونه للمرور.
فإذن تبين بذلك أن قبر النبي عليه الصلاة والسلام لم يُتخذ مسجدا، وإنما دخلت الغرف في التوسعة في عهد التابعين في المسجد؛ ولكن جهتُها الشرقية خارجة عن المسجد فصارت كالشيء الذي دخل في المسجد؛ ولكن حيطان متعددة تمنع أن يكون القبر في داخل مسجد النبي r، وإنما أربع جدارات تفصل بين المسجد وبين قبر النبي r يعني مكان الدفن.
وأعظم من ذلك مما يدل على أخذ الصحابة والتابعين ومن بعدهم بوصية النبي r هذه، وسد الطرق الموصلة إلى الشرك به عليه الصلاة والسلام، وباتخاذ قبره مسجدا: أنهم أخذوا من الروضة الشريفة أخذوا من الروضة التي هي روضة من رياض الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» أخذوا منها قدر ثلاثة أمتار لكي يقوم الجدار الثاني ثم يقوم الجدار الثالث ثم يقوم السور الحديدي وأكثر من ثلاثة أمتار، فهذا من أعظم التطبيب وهو أنهم أخذوا من الروضة وأجازوا أن يأخذوا من المسجد لأجل أن يحمى قبر النبي عليه الصلاة والسلام من أن يتخذ مسجدا.
وهذا ولا شك من أعظم الفقه فيمن فعل ذلك، ومن رحمة الله جل وعلا في هذه الأمة، ومن إجابة دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بقوله فيما سيأتي بعد هذا الباب «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد».
إذن فقوله عليه الصلاة والسلام («لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) فإنه عليه الصلاة والسلام لم يتَّخذ قبره مسجدا.
واليوم الموجود قد يكون صورته عند غير المتأمل وغير الفقيه صورته صورة قبر في داخل مسجد، وفي الحقيقة ليست صورته وليست حقيقته قبر في داخل المسجد؛ لوجود الجدران المختلفة التي تفصل بين المسجد وبين القبر؛ ولأن الجهة الشرقية منه ليست من المسجد، وهذا لمّا جاءت التوسعة الأخيرة كان مبتدؤها من جهة الشمال بعد نهاية الحجرة بكثير حتى لا تكون الحجرة في وسط المسجد من جهة أنه يكون ثمة توسعة من جهة الشرق وثم الروضة من جهة الغرب فتكون وسط المسجد فيكون ذلك من اتخاذ قبره مسجدا عليه الصلاة والسلام.
المقصود من هذا البيان المهم -الذي ينبغي أن تعيه جيدا- أن قبر النبي عليه الصلاة والسلام ما أتخذ مسجدا ولكن وصيته عليه الصلاة والسلام من التحذير قد أتخذ بها في مسجده وفي قبره؛ ولكن خالفتها الأمة في قبور الصالحين من هذه الأمة فاتخذوا قبور بعض آل البيت مساجد وعظموها كما تُعظم الأوثان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/29)
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 07:47 ص]ـ
وقال أيضاً في شرحه للطحاوية: لما توفي عليه الصلاة والسلام دفن في حجرة عائشة كانت ملاصقة للمسجد وليست من المسجد، ولما احتاج المسلمون إلى توسعة المسجد لضيقه بالناس وُسِّع من الجهة الجنوبية ومن الجهة الشمالية ومن الجهة الغربية، وأما الجهة الشرقية التي فيها حجرات أزواجه عليه الصلاة والسلام فما كان يؤخذ منها إلا لما احتيج، وبقيت حجرة عائشة التي فيها القبور على ما هي عليه، فكانت حجرة عائشة ليست من المسجد وإنما المسجد من جهاتها الثلاث وليست حجرة عائشة بالوسط، فبقي المسلمون على ذلك زمانا طويلا حتى أُدخل في عصور متأخرة -أظن في الدولة العثمانية أو قبلها- أدخل الممر الشرقي وذلك بعد شيوع الطوائف والقبور، أدخل الممر الشرقي يعني وُسِّع يعني جهل الحائط يدور على جهة الغرفة الشرقية، صار فيه هذا الممر الذي يمشي معه من يريد الطواف، وهذا الممر وإن كان السور سور المسجد من تلك الجهة خلفه لكن ليس له حكم المسجد ولا يقال القبر في المسجد إلى الآن، ولا يقال الحجرة الآن في المسجد وإن كان ظاهرها من حيث العلم أنها في المسجد لكنها حكما شرعا ليست بمسجد؛ لأن الجهة الشرقية هذه الممر لا يصح أن يكون مسجدا شرعا، فلذلك إدخاله في المسجد باطل، ولذلك الصلاة في الجزء ذلك لا تصح، ولهذا يعمل في كثير من الأحيان سد وقت الصلاة، سد الجهة من ذلك الممر حتى ما يصلي المصلون من جميع الجهات، ولذلك لما جاء في التوسعة الأخيرة توسعة الملك فهد لم يبتدئ في التوسعة من أول المسجد الأصلي وإنما ابتدئ بعد نهاية القبر؛ يعني من نهاية الحجرة بكثير بعد الباب وصار الامتداد هناك.
فإذن الواقع الآن يعني من حيث التاريخ ليس المسجد مبني على القبر هذا أولا.
الثاني أن القبر لم يدخل في المسجد وإنما اكتنفه المسجد من الجهات الثلاثة جميعا.
الأمر الثالث الجهة الرابعة الشرقية من الحجر هذه أدخلت في عصور متأخرة لما شارع الطواف بالقبور، ولما قامت الدعوة ووصلت الدولة السعودية إلى ذاك المكان، و [ ... ] أئمة الدعوة في ذلك فلم يروا تغيير السور وتقطيع المسجد حتى ما تثار أشياء وإنما قالوا الوقف الجزء هذا الصلاة فيه باطلة فيمنع الناس من أن يصلوا فيه الذي هو الممر الشرقي للقبر.
فإذن من كل جهة لا ينطبق عليه أن القبر هذا في المسجد، ولا أن المسجد بني على القبر، وإنما هذا r دفن في حجرة عائشة لا في المسجد، وحجرة عائشة رضي الله عنها منفصلة عن المسجد وليست في داخل المسجد.
بقي أيضا أنه لما وُسِّع المسجد من الجهة الشمالية واشتريت بعض حجرات النبي r يعني التي هي من جهة دكة الآغوات وما هو شمال منها، كانت الحجرة حجرة النبي عليه الصلاة والسلام حجرة عائشة جُعل عليها جداران:
الجدار الأول الذي ويفصل حجرة عائشة عن بقية الحجر هذا الجدار الأول، وهذا الجدار له [ ... ] يمكن تشوفونها في الخرائط موجودة.
وجعل جدار آخر أيضا مثلث؛ جعل جدار آخر بعد هذا الجدار من الجهة الشمالية في اتجاه السهم كأنه يتجه إلى الجهة الشمالية، فعل ذلك من فعل من العلماء في ذاك الزمان من التابعين وغيرهم حتى لا يظن أحد أنه يمكن أن يستقبل القبر، لا يتصور أن القبر أمامه وأنه الآن هو يستقبله يستقبل جدران محرفة ويبعد النظر أنه يستقبل القبر.
ثم بعد ذلك عُمِل جدار ثالث، والجدار الثالث هذا طويل يعني طوله في السماء يعني ارتفاعه نحو ستة أمتار ونحو ذلك، فهو غير مثقوب أيضا.
فهذه الجدران الثلاثة فعلها المسلمون ما كون الحجرة ليست في المسجد حتى لا يظن الظان أنه إن صلى في الجهة الشمالية أنه يستقبل القبر؛ لأنه إن صح ذلك يقال لا نستقبل القبر مع وجود هذه الجدران الثلاث بينه وبين القبر فإن كل إنسان بينه وبين المقبرة جدران فإنه يستقبل القبور، وهذا لا قائل به من أهل العلم، ولهذا جعلوا هذه الجدران الثلاثة حتى لا يتخذ قبره مسجدا يصلى فيه ولا يصلى إليه، وحتى لا تتعلق القلوب به ولا يمكن لأحد أن يخلص إلى قبره، ليس هناك أبواب وليس هناك طريق أبدا أن يخلص واحد أن يخلص إلى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/30)
ثم بعد أزمان جُعل هذا السياج الحديدي الموجود الآن، فهو الرابع الآن بينه وبين الجدار الثالث ممر، والجدار الثالث هذا هو الذي ترون عليه السترة الخضراء أظن أو شيء، وبعده جدار ثاني وبعد الجدار الثاني الجدار الأول.
وهذه الجدران الثلاثة هي التي ذكرها ابن القيم في النونية بقوله:
فأجاب رب العالمين دعاءه وأحاطه به ثلاثة الجدران
يعني بدعاء النبي r اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد.
المقصود من هذه المسألة من مهمات المسائل أن تكون واضحة عند طالب العلم تماما؛ لأن الشبهة بها كبيرة، والذين يرددون مثل هذا الكلام كثير.
فلهذا نقول إن القبر ليس في المسجد ولا يمكن لأحد أن يستقبل القبر، وإنما قد يتخذ بعض الجهلة أو بعض المشركين في قلبه صورة القبر ويستقبل شيئا في قلبه ويأخذ شيئا في قلبه، أما القبر فإنه ليس وثنا ولا يمكن أن يتخذ وثنا وأنه محاط بإحاطات تامة إلى آخر ذلك.
والقبة الموجودة فوق سطح مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هذه ليست على القبر بـ[ ... ] إنما هي على جزء كبير تشمل الجدران الأربعة كلها، ولذلك لأن قطرها كبير جدا والقبر في الداخل، وهذه القبة في زمن مضى من الخشب بلون الخشب أول ما صنعها أظن المماليك، ثم بعد ذلك طليت باللون الأبيض ثم جعلت باللون الأزرق وهي التي كانت في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونحوه كان لونها أزرق، ثم في آخر عهد الدولة العثمانية جعل لونها أخضر واستمر هذا اللون.
فلما قيل للشيخ محمد بن عبد الوهاب أنك تقول لو أقدر على قبة النبي عليه الصلاة والسلام القبة التي على قبر النبي r لهدمتها قال: سبحانك هذا بهتان عظيم فما قلت هذا ولا أقوله. لأن ما يترتب من المفاسد على إزالة هذا المنكر أكثر من المصالح، فالواجب التنبيه وتعليم الناس ودعوتهم إلى التوحيد وعدم تمكين الشرك، والنهي عن بناء القباب على المساجد نُهي عنه سدا للذريعة وللعلماء في ذلك كلام يعني في مسألة بقاء القبة.
المقصود أن هذا الذي سار عليه أئمة الدعوة رحمهم الله في هذا الشأن فرأوا أن إبقاء القبة أن هذا أمر لازم وذلك لما أشاعه الأعداء من بغض أئمة الدعوة وبغض أتباع دعوة الشيخ رحمه الله للنبي r؛ بل عظموا النبي عليه الصلاة والسلام وسدوا كل طريق يمكن أن يعطل ما قالوه في هذا الباب؛ يعني ما قاله الأعداء.
................
ملحوظة:
استفدت هذين النقلين من جمع الأخ سالم الجزائري من منتدي سحاب
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 10:21 ص]ـ
قال إمام الأئمة الشيخ المحدث أبو عبد الرحمن الألباني في كتابه الماتع ((تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد)) (ص 78 - 92) في إطار جوابه عن الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في مسجده كما هو مشاهدٌ اليوم ولو كان ذلك حراما لم يدفن فيه! (وقمت بوضع الهامش باللون الأزرق والأصل باللون الأحمر)
{{وأما الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم، ولو كان ذلك حراماً لم يدفن فيه!
والجواب: أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم، فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده،، وكان يفصل بينهما جدار فيه باب، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى المسجد، وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء، ولا خلاف في ذلك بينهم، والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه وسلم في الحجرة، إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجداً، كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره (ص14 - 15)، ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم! ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجر أزواج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إليه، فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة، فصار القبر بذلك في المسجد ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافاً لم توهم بعضهم، قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " (ص 136):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/31)
"وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك، بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة، وكان آخرهم موتاً جابر بن عبدالله، وتوفي في خلافة عبدالملك، فإنه توفي سنة ثمان وسبعين، والوليد تولى سنة ست وثمانين، وتوفي سنة ست وتسعين، فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك (قلت (الشيخ الألباني هو القائل): وإنما لم يسم الحافظ ابن عبدالهادي السنة التي وقع فيها ذلك لأنها لم ترد في رواية ثابتة على طريقة المحدثين، وما نقلناه عن ابن جرير هو من رواية الواقدي وهو متهم، ورواية ابن شبة الآتية في كلام الحافظ ابن عبد الهادي مدارها على مجاهيل، وهم عن مجهول! كما هو ظاهر، فلا حجة في شئ من ذلك، وإنما العمدة على اتفاق المؤرخين على أن إدخال الحجرة إلى المسجد كان في ولاية الوليد، وهذا القدر كاف في إثبات أن ذلك كان بعد موت الصحابة الذين كانوا في المدينة حسبما بينه الحافظ لكن يعكر عليه ما رواه أبو عبدالله الرازي في مشيخته (218/ 1) عن محمد بن الربيع الحيزري:" توفي سهل بن سعد بالمدينة هو ابن مائة سنة وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين وهو آخر من مات بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. لكن الجيزري هذا لم اعرفه ثم هو معضل، وقد ذكر مثله الحافظ بن حجر في " الإصابة " (2/ 87) عن الزهري من قوله فهو معضل أيضاً أو مرسل، ثم عقبه بقوله:" وقيل قبل ذلك، وزعم ابن أبي داود أنه مات بالإسكندرية "، وجزم في " التقريب " أنه مات سنة 88 فالله أعلم. وخلاصة القول أنه ليس لدينا نص تقوم به الحجة على أن أحداً من الصحابة كان في عهد عملية التغيير هذه، فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل، فما جاء في شرح مسلم " (5/ 13ـ14) أن ذلك كان في عهد الصحابة، لعل مستنده تلك الرواية المعضلة أو المرسلة، وبمثلها لا تقوم حجة، على أنها أخص من الدعوى، فإنها لو صحت إنما تثبت وجود واحد من الصحابة حينذاك، لا (الصحابة). وأما قول بعض من كتب في هذه المسألة بغير علم: " فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم منذ وسعه عثمان رضي الله عنه وأدخل في المسجد ما لم يكن منه، فصارت القبور الثلاثة محاطة بالمسجد لم ينكر أحد من السلف ذلك ". فمن جهالاتهم التي لا حدود لها ـ ولا أريد أن أقول: إنها من افتراءاتهم ـ فإن أحدا من العلماء لم يقل إن إدخال القبور الثلاثة كان في عهد عثمان رضي الله عنه، بل اتفقوا على أن ذلك كان في عهد الوليد بن عبد الملك كما سبق، أي بعد عثمان بنحو نصف قرن ولكنهم يهرفون بما لا يعرفون ذلك لأن عثمان رضي الله عنه فعل خلاف ما نسبوا إليه، فإنه لما وسع المسجد النبوي الشريف احترز من الوقوع في مخالفة الأحاديث المشار إليها، فلم يوسع المسجد من جهة الحجرات، ولم يدخلها فيه، وهذا عين ما صنعه سلفه عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعاً، بل أشار هذا إلى أن التوسيع من الجهة المشار إليها فيه المحذور المذكور في الأحاديث المتقدمة كما سيأتي ذلك عنه قريباً. وأما قولهم:" ولم ينكر أحد من السلف ذلك ". فنقول: وما أدراكم بذلك؟ ! فإن من أصعب الأشياء على العقلاء إثبات نفي شئ يمكن أن يقع ولم يعلم، كما هو معروف عند العلماء، لأن ذلك يستلزم الإستقراء التام والإحاطة بكل ما جرى، وما قيل حول الحادثة التي يتعلق بها الأمر المراد نفيه عنها، وأنى لمثل هذا البعض المشار إليه أن يفعلوا ذلك لو استطاعوا، ولو أنهم راجعوا بعض الكتب لهذه المسألة لما وقعوا في تلك الجهالة الفاضحة،ولو جدوا ما يحملهم على أن لا ينكروا ما لم يحيطوا بعلمه، فقد قال الحافظ ابن كثير في تاريخه (75ج9) بعد أن ساق قصة إدخال القبر النبوي في المسجد: " ويحكي أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة في المسجد كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجداً ". وأنا لا يهمني كثيراً صحة هذه الرواية، أو عدم صحتها، لأننا لا نبني عليها حكماً شرعياً، لكن الظن بسعيد بن المسيب وغيره من العلماء الذين أدركوا ذلك التغيير، أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار، لمنافاته تلك الأحاديث المتقدمة منافاة بينة، وخاصة منها رواية عائشة التي تقول:" فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً "فما خشي الصحابة رضي الله عنهم قد وقع ــ مع الأسف الشديد ـ بإدخال القبر في المسجد، إذ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/32)
لافارق بين أن يكونوا دفنوه صلى الله عليه وسلم حين مات في المسجد ـ وحاشاهم عن ذلك ـ وبين ما فعله الذين بعدهم من إدخال قبره في المسجد بتوسيعه، فالمحذور حاصل على كل حال كما تقدم عن الحافظ العراقي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ويؤيد هذا الظن أن سعيد بن المسيب أحد رواة الحديث الثاني كما سبق، فهل اللائق بمن يعترف بعلمه وفضله وجرأته في الحق أن يظن به أنه أنكر على من خالف الحديث الذي هو رواته، أم أن ينسب إليه عدم إنكاره ذلك، كما زعم هؤلاء المشار إليهم حين قالوا " لم ينكر أحد من السلف ذلك " والحقيقة أن قولهم هذا يتضمن طعناً ظاهراً ـ لو كانوا يعلمون ـ في جميع السلف، لأن إدخال القبر إلى المسجد منكر ظاهر عند كل من علم بتلك الأحاديث المتقدمة وبمعانيها، ومن المحال أن ننسب إلى جميع السلف جهلهم بذلك، فهم، أو على الأقل بعضهم يعلم ذلك يقيناً، وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من القول بأنهم أنكروا ذلك، ولو لم نقف فيه على نص، لأن التاريخ لم يحفظ لنا كل ما وقع، فكيف يقال: إنهم لم ينكروا ذلك؟ اللهم غفرا.
ومن جهالتهم قولهم عطفاً على قولهم السابق:
وكذا مسجد بني أميه دخل المسلمون دمشق من الصحابة وغيرهم والقبر ضمن المسجد لمن ينكر أحد ذلك "!
إن منطق هؤلاء عجيب غريب! إنهم ليتوهمون أن كل ما يشاهدونه الآن في مسجد بني أمية كان موجوداً في عهد منشئه الأول الوليد بن عبد الملك ن فهل يقول بهذا عاقل؟! كلا لا يقول ذلك غير هؤلاء! ونحن نقطع ببطلان قولهم، وأن أحداً من الصحابة والتابعين لم ير قبراً ظاهراً في مسجد بني أمية أو غيره، بل غاية ما جاء فيه بعض الروايات عن زيد بن أرقم بن واقد أنهم في أثناء العمليات وجدوا مغارة فيها صندوق فيه سفط (وعاء كامل) وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام، مكتوب عليه: هذا رأي يحيى عليه السلام، فأمر به الوليد فرد إلى المكان وقال: اجعلوا العمود الذي فوقه مغيراً من الأعمدة، فجعل عليه عمود مسبك بسفط الرأس. رواه أبو الحسن الربعي في فضائل الشام (33) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ج2ق9/ 10) وإسناده ضعيف جداً، فيه إبراهيم بن هشام الغساني كذبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال الذهبي " متروك ". ومع هذا فإننا نقطع أنه لم يكن في المسجد صورة قبر حتى أواخر القرن الثاني لما أخرجه الربعي وبن عساكر عن الوليد بن مسلم أنه سئل أين بلغك رأس يحى بن زكريا؟ قال: بلغني أنه ثم، وأشار بيده إلى العمود المسفط الرابع من الركن الشرقي، فهذا يدل على أنه لم يكن هناك قبر في عهد الوليد بن مسلم وقد توفي سنة أربع وتسعين ومائة.
وأما كون ذلك الرأس هو رأس يحى عليه السلام فلا يمكن أن إثباته، ولذلك اختلف المؤرخون اختلافاً كثيراً، وجمهورهم على أن رأس يحيى عليه السلام مدفون في مسجد حلب ليس في مسجد دمشق، كما حققه شيخنا في الإجازة العلامة محمد راغب الطباخ في بحث له نشره في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (ج1ص 41ـ 1482) تحت عنوان "رأس يحيى ورأس زكريا" فليراجعه من شاء.
ونحن لا يهمنا من الوجهة الشرعية ثبوت هذا أو ذاك، سواء عندنا أكان الرأس الكريم في هذا المسجد أو ذاك، بل لو تقينا عدم وجوده في كل من المسجدين، فوجود صورة القبر فيهما كاف في المخالفة، لأن أحكام الشريعة المطهرة إنما تبنى عل الظاهر، لا الباطن كما هو معروف، وسيأتي ما يشهد لهذا من كلام بعض العلماء، وأشد ما تكون المخالفة إذا كان القبر في قبلة المسجد، كما هو الحال في مسجد حلب، ولا منكر لذلك من علمائها!.
واعلم أنه لا يجدي في رفع المخالفة أن القبر في المسجد ضمن مقصورة كما زعم مؤلفوا الرسالة، لأنه على كل حال ظاهر، ومقصود من العامة وأشباههم من الخاصة بما لا يقصد به إلا الله تعالى، من التوجه إليه، والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى، فظهور القبر هو سبب المحذور كما سيأتي عن النووي رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/33)
وخلاصة الكلام أن قول من أشرنا إليهم أن قبر يحيى عليه السلام كان ضمن المسجد الأموي منذ دخل دمشق الصحابة وغيرهم لم ينكر ذلك أحد منهم إن هو إلا محض اختلاق .. ) وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري، في "كتاب أخبار المدينة" مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائباً للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج، وماء الذهب، وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأدخل القبر فيه" ..
يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما إدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة، لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه، وهو مخالف أيضاً لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه، ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه، ولئن كان مضطراً إلى توسيع المسجد، فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة، وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة، بل قال " إنه لا سبيل إليها " (انظر " طبقات ابن سعد " (4/ 21) و" تاريخ دمشق " لابن عساكر (8/ 478/2) وقال السيوطي في "الجامع الكبير" (3/ 272/2): وسنده صحيح إلا أن سالماً أبا النضر لم يدرك عمر، و"وفاء الوفاء" للسمهودي (1/ 343) و"المشاهدات المعصومية عند قبر خير البرية" للعلامة محمد سلطان العصومي رحمه الله تعالى (ص43) وهو مؤلف رسالة هداية السلطان ‘إلى بلاد اليابان" التي ادعى أحد الدكاترة أنها ليست له، وإنما لبعض إخواننا! مع أنني تناولتها منه هدية مطبوعة حين زرته في مكة في حجتي الأولى سنة 1368هـ.) فأشار رضي الله عنه إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد ..
ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين، فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئاً ما، فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم، قال النووي في "شرح مسلم" (5/ 14):
"ولما احتاجت الصحابة (عزو هذا إلى الصحابة لا يثبت كما تقدم (ص79) فتنبه.) والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين كثر المسلمون، وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه، ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله، لئلا يظهر في المسجد (1في هذا دليل واضح على أن ظهور القبر في المسجد ولو من وراء النوافذ والحديد والأبواب لا يزيل المحذور، كما هو الواقع في قبر يحيى عليه السلام في مسجد بني أمية في دمشق وحلب، ولهذا نص أحمد على أن الصلاة لا تجوز في المسجد الذي قبلته إلى قبر، حتى يكون بين حائط المسجد وبين المقبرة حائل آخر، كما سيأتي، فكيف إذا كان القبر في قبلة المسجد من الداخل ودون جدار حائل؟ ومن ذلك تعلم أن قول بعضهم:
"إن الصلاة في المسجد الذي به قبر كمسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومسجد بني أمية لا يقال إنها صلاة في الجبانة، فالقبر ضمن مقصورة مستقل بنفسه عن المسجد، فما المانع من الصلاة فيه".
فهذا قول لم يصدر عن علم وفقه! لأن المانع بالنسبة للمسجد الأموي لا يزال قائماً وهو ظهور القبر من وراء المقصورة، والدليل على ذلك قصد الناس للقبر والدعاء عنده وبه والاستغاثة به من دون الله، وغير ذلك مما لا يرضاه الله، والشارع الحكيم إنما نهى عن بناء المساجد على القبور سداُ للذريعة ومنعاً لمثل هذه الأمور التي تقع عند هذا القبر كما سيأتي بيانه، فما قيمة هذه المقصورة على هذا الشكل المزخرف، إنما هي نوع آخر من المنكر الذي يحمل الناس على معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم صاحب القبر بما يجوز شرعاً، مما هو مشاهد معروف، وسبقت الإشارة إلى بعضه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/34)
ثم ألا يكفي في إثبات المانع أن الناس يستقبلون القبر عند الصلاة قصداً وبدون قصد، ولعل أولئك المشار إليهم وأمثالهم يقولون: لا مانع أيضاً من هذا الإستقبال لوجود فاصل بين المصلين والقبر ألا وهو نوافذ القبر وشبكته النحاسية فنقول لو كان هذا المانع كافياً في المنع لما أحاطوا القبر النبوي الشريف بجدار مرتفع مستدير ولم يكتفوا بذلك بل بنو جدارين بمنعون بهما من استقبال القبر. ولو كان وراء الجدار المستدير! وقد صح عن ابن جريج أنه قال: قلت لعطاء: أتكره أن تصلي في وسط القبور؟ أو في مسجد إلى قبر؟ قال: نعم، كان ينهى عن ذلك أخرجه عبد الرزاق في " مصنفه " (1/ 404). فإذا كان هذا التابعي الجليل (عطاء بن أبي رباح) لم يعتبر جدار المسجد فاصلاً بين المصلى وبين القبر وهو خارج المسجد، فهل يعتبر فاصلا النوافذ والشبكة والقبر في المسجد؟!
فهل في هذا ما يقنع أولئك الكاتبين بجهلهم وخطئهم، وهجومهم على القول بما لا علم لهم به؟ لعل وعسى!
وأما المسجد النبوي الكريم، فلا كراهة في الصلاة فيه خلافاً لما فتروه علينا، وسيأتي تفصيل القول فيه في "الفصل السابع" إن شاء الله تعالى.
على أني لا أريد أن يفوتني أن أنبه القراء الكرام على أن أولئك الكاتبين يعترفون بكلمتهم السابقة في أن الصلاة في المسجد الذي فيه قبر غير محاط بمقصورة أنها صلاة مكروهة لانتفاء العلة التي من أجلها نفوا الكراهة عن الصلاة في مسجد بني أمية بزعمهم، فهل لهم أن يجهروا للناس باعترافهم هذا؟ أم هو شئ اضطرهم إلى القول به التهرب من معارضة الأحاديث السابقة علناً وإن كانوا لا يدعون الناس إلى العمل به لغاية لا تخفى على العقلاء؟!)، فيصلي إليه العوام، ويؤدي إلى المحذور، ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا، حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر ".
ونقل الحافظ ابن رجب في "الفتح" نحوه عن القرطبي كما في "الكوكب" (65/ 91/1)، وذكر ابن تيمية في "الجواب الباهر" (ق9/ 2):
"أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سُد بابها، وبني عليها حائط آخر، صيانة له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يتخذ بيته عيداً، وقبره وثناً".
قلت: ومما يؤسف له أن هذا البناء قد بني عليه منذ قرون ـ إن لم يكن قد أزيل ـ تلك القبة الخضراء العالية، وأحيط القبر الشريف بالنوافذ النحاسية والزخارف والسجف، وغير ذلك مما لا يرضاه صاحب القبر نفسه صلى الله عليه وسلم، بل قد رأيت حين زرت المسجد النبوي الكريم وتشرفت بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 1368هـ رأيت في أسفل حائط القبر الشمالي محراباً صغيراً ووراءه سدة مرتفعة عن أرض المسجد قليلاً، إشارة إلى أن هذا المكان خاص للصلاة وراء القبر! فعجبت حينئذ كيف ضلت هذه الظاهرة الوثنية قائمة في عهد دولة التوحيد! أقول هذا مع الاعتراف بأنني لم أر أحداً يأتي ذلك المكان للصلاة فيه، لشدة المراقبة من قبل الحرس الموكلين على منع الناس من يأتوا بما يخالف الشرع عند القبر الشريف، فهذا مما تشكر عليه الدولة السعودية، ولكن هذا لا يكفي ولا يشفي، وقد كنت قلت منذ ثلاث سنوات في كتابي "أحكام الجنائز وبدعها" (208من أصلي):" فالواجب الرجوع بالمسجد النبوي إلى عهده السابق، وذلك بالفصل بينه وبين القبر النبوي بحائط، يمتد من الشمال إلى الجنوب بحيث أن الداخل إلى المسجد لا يرى فيه أي محالفة لا ترضى مؤسسه صلى الله عليه وسلم، اعتقد أن هذا من الواجب على الدولة السعودية إذا كانت تريد أن تكون حامية التوحيد حقاً، وقد سمعنا أنها أمرت بتوسيع المسجد مجدداً، فلعلها تتبنى اقتراحنا هذا، وتجعل الزيادة من الجهة الغربية وغيرها، وتسد بذلك النقص الذي سيصيبه سعة المسجد إذا نفذ الاقتراح، أرجو أن يحقق الله ذلك على يدها، ومن أولى بذلك منها؟ ". (قلت أنا أبو الزهراء الشافعي: وجاء بعد هذا النقل الذي نقله الشيخ الألباني عن كتابه ((أحكام الجنائز)) في طبعة المكتب الإسلامي {{ولكن المسجد وسع منذ سنتين تقريباً دون إرجاعه إلى ما كان عليه في عهد الصحابة، والله المستعان.}}.وهذا السطر غير موجود في طبعة مكتبة المعارف للنشر والتوزيع لصاحبها سعد بن عبد الرحمن الراشد في الرياض فلماذا؟؟)}}(25/35)
هل كره الرسول اسم (العقيقه)؟
ـ[النووي السلفي]ــــــــ[15 - 12 - 03, 07:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل كره الرسول صلى الله عليه وسلم اسم العقيقه.
ولكم وافر التقدير(25/36)
ما معنى الكعبة؟
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[15 - 12 - 03, 07:31 م]ـ
بسم الله والحمد لله ..
ما معنى الكعبة؟
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[16 - 12 - 03, 07:41 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
قال ابن الملقن (الإعلام بفوائد عمدة الأحكام 1/ 451):"سميت بذلك لاستدارتها، من التكعّب وهو الاستدارة، وهذا مما يدل على أن القبلة التي رُوي النهي عنها ـ أي عن استقبالها حال قضاء الحاجة ـ هي الكعبة".
وقال القُونوي (أنيس الفقهاء ص127):"الكعبة: البيت الحرام، يُقال سميت بذلك لتربيعه، والتربيع جعل الشيء مربّعاً".
وقال الراغب (المفردات ص712):"الكعبة: كل بيت على هيئة التربيع، وبها سميت الكعبة".
وقال ابن الأثير (النهاية ص804):"كل شيء علا وارتفع فهو كعب، ومنه سميت الكعبة، للبيت الحرام. وقيل: سميت بها لتكعيبها، أي تربيعها".
أفيدونا إن كان هناك زيادة جزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 03, 08:10 ص]ـ
- المجموع - محيى الدين النووي ج 1 ص 423:
وأما الاشتقاق فهو ان الكعب مشتق من التكعب وهو النتو مع الاستدارة ومنه سميت الكعبة
.................................................. ..........
- بدائع الصنائع - أبو بكر الكاشاني ج 1 ص 7:
هما العظمان الناتئان في أسفل الساق بلا خلاف بين الاصحاب كذا ذكره القدورى لان الكعب في اللغة اسم لما علا وارتفع ومنه سميت الكعبة كعبة
.................................................. ..........
- البحر الرائق - ابن نجيم المصري ج 1 ص 30:
أما اللغة فقد صرح في الصحاح بأنه العظم الناشز كما ذكرناه قال: وأنكر الاصمعي قول الناس أنه في ظهر القدم اه. قالوا: الكعب في كلام العرب مأخوذ من العلو ومنه سميت الكعبة لارتفاعها.
.................................................. ..........
- معجم لغة الفقهاء- محمد قلعجي ص 112:
البيت العتيق: لقب الكعبة، وقيل سميت الكعبة بذلك لان الله اعتقها من الجبابرة، وقيل: العتيق بمعنى القديم، وقيل: لانه لم يملك قط، وقيل لانه اعتق من الغرق
.................................................. ..........
- تفسير القرطبي - القرطبي ج 6 ص 96:
وقال الشافعي رحمه الله: لم أعلم مخالفا في أن الكعبين هما العظمان في مجمع مفصل الساق، وروى الطبري عن يونس عن أشهب عن مالك قال: الكعبان اللذان يجب الوضوء إليهما هما العظمان الملتصقان بالساق المحاذيان للعقب، وليس [الكعب] (3) بالظاهر في وجه القدم. قلت: هذا هو الصحيح لغة وسنة فإن الكعب في كلام العرب مأخوذ من العلو ومنه سميت الكعبة
.................................................. ..........
- الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 1 ص 137:
وأخرج الازرقي عن أبى اسحق قال بنى ابراهيم عليه السلام البيت وجعل طوله في السماء تسعة أذرع وعرضه في الارض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الاسود إلى الركن الشامي الذى عند الحجر من وجهه وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي الذى فيه الحجر اثنين وعشرين ذراعا وجعل طول ظهرها من الركن الغربي إلى الركن اليماني أحدا وثلاثين ذراعا وجعل عرض شقها اليماني من الركن الاسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا قال فلذلك سميت الكعبة لانها على خلقة الكعب
.................................................. ..........
- الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 2 ص 333:
* أخرج ابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال انما سميت الكعبة لانها مربعة * وأخرج ابن أبى شيبة وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال انما سميت الكعبة لتربيعها *
.................................................. ..........
- معجم البلدان - الحموي ج 4 ص 463:
الكعبات: جمع كعبة، وهو البيت المربع، وقيل: المرتفع كما ذكرناه بعد:
وعن قتادة: بنيت الكعبة من خمسة جبال من طور سيناء وطور زيتا وأحد ولبنان وثبير وجعلت قواعدها من حراء وجعل إبراهيم طولها في السماء سبعة أذرع وعرضها في الارض اثنين وثلاثين ذراعا من الركن الاسود إلى الركن الشمالي الذي عند الحجر، وجعل ما بين الركن الشامي إلى الركن الذي فيه الحجر اثنين وثلاثين ذراعا، وجعل طول ظهرها من الركن العراقي إلى الركن اليماني أحدا وثلاثين ذراعا، وجعل عرض شقها اليماني من الركن الاسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا،
ولذلك سميت الكعبة لانها مكعبة على خلق الكعب، وقيل: التعكيب التربيع، وكل بناء مربع كعبة، وقيل: سميت لارتفاع بنائها، وكل بناء مرتفع فهو كعبة، ومنه كعب ثدي الجارية إذا علا في صدرها وارتفع، وجعل بابها في الارض غير مبوب حتى كان تبع الحميري هو الذي بوبها وجعل عليها غلقا فارسيا وكساها كسوة تامة،
.................................................. ..........
- سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي ج 1 ص 169:
الثالث في أسماء البيت الشريف منها: الكعبة. قال الله سبحانه وتعالى: (جعل الله الكعبة الحرام قياما للناس). قال مجاهد رحمه الله تعالى: إنما سميت الكعبة لأنها مربعة. رواه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وكذا قال عكرمة. رواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد. وقال القاضي في " المشارق ": الكعبة هو البيت نفسه لا غير، سمي بذلك لتكعبه وهو تربيعه، وكل بناء مرتفع مربع كعبة.
وقال: النووي سميت بذلك لاستدارتها وعلوها، وقيل لتربيعها.
قال في شفاء الغرام: وممن قال: إنها سميت بالكعبة لكونها على خلقة الكعب، ابن أبي نجيح وابن جريح رحمهما الله تعالى.
.................................................. ..........
- مجمع البحرين - الطريحي ج 4 ص 48:
وكل شئ علا وارتفع فهو كعب، وقيل وبه سميت الكعبة كعبة، وقيل إنما سميت كعبة لانها وسط الدنيا، أو لانها مربعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/37)
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[16 - 12 - 03, 03:18 م]ـ
اللهم فقه في الدين وعلّمه التأويل ..
جزاك الله خيراً ..(25/38)
سؤال عن تشجير السند
ـ[متعلم 1]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:48 م]ـ
ما هو السي دي الذي فيه خاصية التشجير لروايات حديث ما؟؟
هل هو الموسوعة الذهبية؟؟
أم الألفية؟
أم برنامج الحديث الشريف لشركة حرف؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[15 - 12 - 03, 11:54 م]ـ
الشجرات الإسنادية في هذه البرامج كلها غير دقيقة،
لاسيما (سي دي) الماسية لعبد اللطيف للمعلومات،
ويتلوها موسوعة الحديث شركة (حرف).
فلا ينبغي الاعتماد عليها إلا بعد مراجعة الأصول المطبوعة، والتأكد من كل تفريعة من هذه الشجرة.
ـ[متعلم 1]ــــــــ[16 - 12 - 03, 12:08 ص]ـ
شكرا 0 مركز السنة النبوية) على هذا الرد السريع ...
ولكن أنا قصدت أن عندي حديث وساخرجه، وأريد رسم شجرة الاسناد، وأردت أحد هذه البرامج يشجر لي، ومن ثم اراجعه ..
فماذا تنصح؟؟
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[16 - 12 - 03, 03:20 ص]ـ
أنصحك أن ترسمها بيديك إسنادا .. إسنادا على أوراق ..
ثم إذا أردت أدراجها في بحث؛ فعليك بـ (وررد) إن كنت تعرف العمل عليه، أو استعن بمن يعرف ذلك.(25/39)
لماذا أغلب أدعية القرآن تكون بـ (ربنا)
ـ[ابنة الصديق]ــــــــ[16 - 12 - 03, 01:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا أغلب الأدعية الموجودة بالقرآن تكون بـ (ربنا) ...
بينما أدعية السنه تكون بـ (اللهم) ....
وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[16 - 12 - 03, 05:25 م]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (14/ 12):
قال الله تعالى (الحمد لله رب العالمين) فبدأ بهذين الإسمين: الله،
والرب، والله هو الإله المعبود فهذا الإسم أحق بالعبادة، ولهذا يقال
الله أكبر، الحمد لله، سبحان الله، لا إله إلا الله، والرب: هو المربي
الخالق الرازق الناصر الهادي وهذا الإسم أحق بالاستعانة
والمسألة ....................... فعامة
المسألة والاستعانة المشروعة باسم الرب (إلى آخر كلامه رحمه
الله)
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[22 - 12 - 03, 05:56 ص]ـ
قال القرطبي رحمه الله (قال بعض العلماء:إن هذا الاسم هو الاسم الأعظم لكثرة دعوة الداعين به وتأمل ذلك في القرآن كما في آخر آل عمران وسورة ابراهم وغيرهما ولما يشعر به هذا الوصف من الصلة بين الرب والمربوب مع ما يتضمنه من العطف والرحمة والافتقار في كل حال) (الجامع لأحكام القرآن 1/ 137)
وقال ابن القيم رحمه الله: (وصفات الفعل والقدرة والتفرد بلضر والنفع والعطاء والمنع ونفوذ المشيئة وكمال القوة وتدبير الخليقة أخص باسم الرب) (مدارج السالكين 1/ 33).
وراجع ما نقله أخي الفاضل في المجلد السابق من الفتاوى و 1/ 74 , 10/ 284.
وورود الدعاء كثيراً باسم الرب له أسباب منها شدة العلاقة بين توحيد الربوبية والدعاء.
حيث أن اسم الرب من مقتضى معناه إجابة الدعاء لأن الإجابة من جملة تربية العبد بما يصلحه وبما يحتاج إليه.
وقد وصف الله عباده أولي الألباب أنهم يدعونه بلفظ ربنا ..
انظر للفائدة الدعاءمنزلته من العقيدة الإسلامية (1/ 250 - 253) رسالة ماجستير تقدم بها الباحث أبي عبد الرحمن جيلان العروسي للجامعة الإسلامية ..(25/40)
معاملة عصرية شائكة، من لها؟
ـ[بن عثيمين]ــــــــ[16 - 12 - 03, 06:09 ص]ـ
المسالة: ماحكم من يشتري سلعة من رجل بثمن مؤجل ثم يؤجرها المشتري على نفس البائع
ومن يعرفها في شى من المصنفات فليحلنا اليها
ـ[محمد بن مسلمة]ــــــــ[18 - 12 - 03, 09:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هذه المسألة أظن أن أحد المشائخ الكبار قد أوكل أحد طلبة العلم في بحثها فإذا كنت جادا فراسلني على بريدي حتى أوصلك إليه
أسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين
والله أعلم؛؛؛
أخوك
محمد بن مسلمة
السؤال
uestion
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[18 - 12 - 03, 10:52 ص]ـ
أذكر رسالة أو فتوى للشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - في
مسألة الحيل في المعاملات .. إن وجدتها أتيت بها إن شاء
الله تعالى .. وهذه الرسالة أيضًا للشيخ في أحكام المداينات
لعلها تنفع في المسألة المذكورة .. نسخت لك هنا أقسام
المداينات فقط .. واعذرني على التقصير:
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=60
القسم الأول: أن يحتاج إلى شراء سلعة وليس عنده ثمن حاضر ينقده، فيشتريها إلى أجلٍ معلومٍ بثمن زائد على ثمنها الحاضر فهذا جائز. مثل أن يشتري بيتاً ليسكنه أو يؤجِّره بعشرة آلاف إلى سنة، وتكون قيمته لو بيع نقداً تسعة آلاف، أو. . . . . . . . . . .
يشتري سيارة يركبها أو يؤجِّرها بعشرة آلاف إلى سنة، وقيمتها لو بيعت نقداً تسعة آلاف. وهو داخل في قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}.
القسم الثاني: أن يشتري السلعة إلى أجل لقصد الاتجار بها. مثل أن يشتري قمحاً بثمن مؤجل زائد على ثمنه الحاضر ليتجر به إلى بلد آخر أو لينتظر به زيادة السوق أو نحو ذلك، فهذا جائز أيضاً لدخوله في الآية السابقة. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية 6 عن هذين القسمين أنهما جائزان بالكتاب والسنة والإجماع (ذكره ابن قاسم في مجموع الفتاوى ص499 ج29).
القسم الثالث: أن يحتاج إلى دراهم فيأخذها من شخص بشيء في ذمته. مثل أن يقول لشخص: أعطني خمسين ريالاً بخمسة وعشرين صاعاً من البُرِّ أسلِّمها لك بعد سنة، فهذا جائز أيضاً، وهو السَلمُ الذي ورد به الحديث الثابت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدمَ النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة وهم يسلِفُونَ في الثمار السنة والسنتين فقال صلى الله عليه وسلّم: «مَن أسلف فليُسْلِف في كيلٍ معلوم ووزنٍ معلوم إلى أجلٍ معلوم».
القسم الرابع: أن يكون محتاجاً لدراهم فلا يجد من يقرضه فيشتري من شخص سلعة بثمن مؤجل، ثم يبيعها على صاحبها الذي اشتراها منه بثمن أقل منه نقداً، فهذه هي مسألة العينة، وهي حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، أنزل الله بهم بلاءً لا يرفعه حتى يرجعوا لدينهم» [رواه أحمد وأبوداود]. ولأن هذه حيلة ظاهرة على الرِّبا، فإنه في الحقيقة بيعُ دراهم حاضرة بدراهم مؤجلة أكثر منها دخلت بينهما سلعة، وقد نص الإمام أحمد وغيره على تحريمها.
القسم الخامس: أن يحتاج إلى دراهم ولا يجد مَن يقرضه فيشتري سلعة بثمن مؤجل، ثم يبيع السلعة على شخص آخر غير الذي اشتراها منه، فهذه هي مسألة التورق. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في جوازها، فمنهم مَن قال: إنَّها جائزة؛ لأن الرجل يشتري السلعة ويكون غرضه إمَّا عين السلعة وإمَّا عوضهَا وكلاهما غرض صحيح. ومن العلماء مَن قال: إنها لا تجوز؛ لأن الغرض منها هو أخذ دراهم بدراهم ودخلت السلعة بينهما تحليلاً، وتحليل المحرم بالوسائل التي لا يرتفعُ بها حصول المفسدة لا يُغني شيئاً. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكل امرأ ما نوى». والقول بتحريم مسألة التورق هذه هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو رواية عن الإمام أحمد. بل جعلها الإمام أحمد في رواية أبي داود من العينة كما نقله ابن القيم في «تهذيب السنن» (5/ 801).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/41)
ولكن نظراً لحاجة الناس اليوم وقلَّة المقرضين ينبغي القول بالجواز بشروط: 1 ـ أن يكون محتاجاً إلى الدراهم، فإن لم يكنْ محتاجاً فلا يجوزُ كمن يلجأ إلى هذه الطريقة ليدين غيره. 2 ـ أن لا يتمكَّن من الحصول على المال بطرقٍ أخرى مباحة كالقرض والسَّلم، فإن تمكن من الحصول على المال بطريقة أخرى لم تجز هذه الطريقة لأنَّه لا حاجة به إليها. 3 ـ أن لا يشتمل العقد على ما يشبه صورة الرِّبا مثل أن يقول: بعتك إيَّاها العشرة أحد عشر أو نحو ذلك، فإن اشتمل على ذلك فهو إمَّا مكروه أو محرم، نقل عن الإمام أحمد أنه قال في مثل هذا: كأنه دراهم بدراهم لا يصحّ. هذا كلام الإمام أحمد.
وعليه فالطريق الصحيح أن يعرف الدائن قيمة السلعة ومقدار ربحه ثم يقول للمستدين: بعتك إيَّاها بكذا وكذا إلى سنة. 4 ـ أن لا يبيعها المستدين إلا بعد قبضها وحيازتها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى عن بيع السلع قبل أن يحوزها التجار إلى رحالهم. فإذا تمَّت هذه الشروط الأربعة فإن القول بجواز مسألة التورق متوجهٌ كيلا يحصل تضييقٌ على الناس. وليكن معلوماً أنَّه لا يجوز أن يبيعها المستدين على الدائن بأقل مما اشتراها به بأي حال من الأحوال؛ لأن هذه هي مسألة العينة السابقة في القسم الرابع.
القسم السادس: طريقة المداينة التي يستعملها كثير من الناس اليوم، وهي أن يتفق المستدين والدائن على أخذ دراهم العشرة أحد عشر أو أقل أو أكثر، ثم يذهبا إلى الدكان فيشتري الدائن منه مالاً بقدر الدراهم التي اتفق والمستدين عليها، ثم يبيعه على المستدين، ثم يبيعه المستدين على صاحب الدكان بعد أن يخصم عليه شيئاً من المال يسمونه السعي، وهذا حرام بلا ريب، وقد نصَّ شيخ الإسلام ابن تيمية في عدَّة مواضع على تحريمه، ولم يحك فيه خلافاً مع أنه حكى الخلاف في مسألة التورُّق.
والمواضع التي ذكر فيها شيخ الإسلام تحريم هذه المسألة هي:
1 ـ يقول في ص74 من المجلد28: «و ... والثلاثية مثل أن يدخلا بينهما محلِّلاً للربا يشتري السلعة منه آكل الربا، ثم يبيعها المعطي للرِّبا إلى أجلٍ ثم يعيدها إلى صاحبها بنقص دراهم يستفيدها المحلِّل. هذه المعاملات منها ما هو حرام بإجماع المسلمين مثل التي يجري فيها شرط لذلك، أو التي يباع فيها المبيع قبل القبض الشرعي، أو بغير الشروط الشرعية، أو يقلب فيها الدِّينَ على المعسر. ومن هذه المعاملات ما تنازع فيها بعض العلماء لكن الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام أنها حرام.
2 ـ وفي ص437 مجلد29 قال: « ... وقول القائل لغيره أدينك كل مائة بكسب كذا وكذا حرام ... إلى أن قال: وبكل حال فهذه المعاملة وأمثالها من المعاملات التي يقصدُ بها بيع الدراهم بأكثر منها إلى أجل هي معاملة فاسدة ربوية».
3 ـ وفي ص439 من المجلد 29 المذكور قال: «أمَّا إذا كان قصد الطالب أخذ دراهم بأكثر منها إلى أجلٍ، والمعطي بقصد إعطاء ذلك، فهذا ربا لا ريب في تحريمه، وإن تحايلا على ذلك بأي طريق كان،. فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرأ ما نوى». وذكر نحو هذا في ص430 وص433 وص441 من المجلد المذكور وذكر نحوه في كتاب: إبطال التحليل في ص109. وبعد، فإنَّ تحريم هذه المداينة التي ذكرنا صورتها في أول هذا القسم لا يمتري فيه شخص تجرَّد عن الهوى وعن الشح وذلك من وجوه:
* الأول: أن مقصود كل من الدائن والمدين دراهم بدراهم، ولذلك يقدِّران المبلغ بالدراهم، والكسب بالدراهم، قبل أن يعرفا السلعة التي يكون التحليل بها؛ لأنهما يتفقان أولاً على دراهم: العشرة كذا وكذا ثم يأتيان إلى صاحب الدكَّان فيشتري الدائن أي جنس وجده من المال، فربما يكون عنده سكر أو خام أو أرز أو هيل أو غير ذلك، فيشتري الدائن ما وجد ويأخذه المستدين، وبهذا علم أن القصد الدراهم بالدراهم، وأن السلعة غير مقصودة للطرفين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرأ ما نوى». ويدلُّ على ذلك أنَّ الدائن والمستدين كلاهما لا يقلِّبان السلعة ولا ينظران فيها نظر المشتري الرَّاغب، وربما كانت معيبة أو تالفاً، منها ما كان غائباً عن نظرهما مما يلي الأرض أو الجدار المركونة إليه وهما لا يعلمان ذلك ولا يباليان به. إذن فالبيع بيع صوريٌّ لا حقيقي، والصور لا تغيِّر الحقائق ولا ترتفع بها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/42)
الأحكام. ولقد حُدِّثت أنه إذا لم يكف المال الموجود عند صاحب الدُّكان للدراهم التي يريدها المستدين. فإنَّهم يعيدون هذا البيع الصُّوري على نفس المال وفي نفس الوقت، فإذا أخذه صاحب الدُّكان من المستدين باعه مرة أخرى على الدائن، ثم باعه الدائن على المستدين بالربح الذي اتفقا عليه من قبل، ثم باعه المستدين على صاحب الدكان، فيرجع الدائن مرة أخرى فيشتريه من صاحب الدكان، ثم يبيعه على المستدين بالربح الذي اتفقا عليه. وهكذا أبداً حتى تنتهي الدراهم، فربما يكون المال الذي عند صاحب الدكان لا يساوي عُشرَ مبلغِ الدراهم المطلوبة، ولكن بهذه الألعوبة يبلغون مرادهم والله المستعان.
* الوجه الثاني: مما يدل على تحريم هذه المداينة أنه إذا كان مقصود الدائن والمدين هي الدراهم، فإن ذلك حيلة على الربا بطريقة لا يرتفع بها مقصود الرِّبا، والتحايل على محارم الله تعالى جامع بين مفسدتين: مفسدة المحرم التي لم ترتفع بتلك الحيلة. ومفسدة الخداع والمكر في أحكام وآيات الله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور. ولقد أخبر الله عن المخادعين له بأنَّهم يخادعون الله وهو خادعهم، وذلك بما زيَّنه في قلوبهم من الاستمرار في خداعهم ومكرهم فهم يمكرون، ويمكر الله والله خير الماكرين. قال أيوب السختياني: يخادعون الله كما يخادعون الصِّبيان، ولو أتوا بالأمر على وجهه لكان أهون. وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلّم أمَّته من التحايل على محارم الله فقال: «لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلُّوا محارم الله بأدنى الحيل». وقال صلى الله عليه وسلّم: «لعن الله اليهود، حُرِّمت عليهم الشُّحومُ فباعوها وأكلوا أثمانها».
* الوجه الثالث: أنَّ هذه المعاملة يربحُ فيها الدائن على المستدين قبل أن يشتري السلعة، بل يربحُ عليه في سلعة لم يعرفا نوعها وجنسها فيربحَ في شيء لم يدخلْ في ضمانه. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ربح ما لم يضمنْ، وقال: «الخراجُ بالضّمانِ»، وقال: «لا تبعْ ما ليس عندك». وهذا كله بعد التسليم بأنَّ البيع الذي يحصل في المداينة بيع صحيح، فإنَّ الحقيقة أنَّه ليس بيعاً حقيقيًّا، وإنما هو بيعٌ صوريٌّ، بدليل أن المشتري لا يقلِّبه ولا ينظرُ فيه ولا يماكسُ في القيمة، بل لو بيع عليه بأكثر من قيمته لم يبال بذلك.
* الوجه الرابع: أنَّ هذه المعاملة تتضمنُ بيع السلعة المشتراة قبل حيازتها إلى محلِّ المشتري ونقلها عن محلِّ البائع. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن بيع السلع حيث تُشترى حتى يحوزها التجار إلى رحالهم. فعن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن تُباعَ السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم». رواه أبوداود. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كانوا يتبايعون الطعام جزافاً بأعلى السوق فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلّم أن يبيعوه حتَّى ينقلوهُ». رواه الجماعة إلا الترمذي وابن ماجه.
القسم السابع: من طريقة المداينة أن يكون في ذمَّة شخص لآخر دراهم مؤجلة، فيحل أجلها وليس عنده ما يوفِّيه فيقول له صاحب الدين: أدينُكَ فتوفيني فيدينهُ فيوفيه، وهذا من الربا بل هو مما قال الله فيه: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَفاً مُّضَعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِى أُعِدَّتْ لِلْكَفِرِينَ * وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. وهذا القسم من المداينة من أعمال الجاهلية حيث كان يقول أحدهم للمدين إذا حلَّ الدين: إما أن توفِّي وإما أن تُربي، إلا أنَّهم في الجاهلية يضيفون الرِّبا إلى الدَّين صراحة من غير عمل حيلة، وهؤلاء يضيفون الرِّبا إلى الدَّين بالحيلة. والواجب على صاحب الدَّين إذا حلَّ دينه إنظار المدين إذا كان معسراً، لقوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}. أمَّا إذا أبراه من الدَّين فذلك خيرٌ وأفضل. أما إن كان المدين موسراً فإنَّ للدائن إجباره على الأداء لأنه يحرم على المدين حينئذٍ أن يماطل ويدافع صاحب الدَّين لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «مطلُ الغني ظلم». ومن المعلوم أن الظلم حرام يجبُ منع فاعله وإلزامه بما يُزيلُ الظلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/43)
القسم الثامن: من المداينة أن يكون لشخص على آخر دين، فإذا حلَّ قال له: إمَّا أن توفِّي دينك أو تذهب لفلان يدينك وتوفِّيني، ويكون بين الدائن الأول والثاني اتفاقٌ مسبقٌ في أنَّ كل واحد منهما يدين غريم صاحبه ليوفِّيه ثم يعيدُ الدَّين عليه مرة أخرى ليوفِّي الدائن الجديد. أو يقول: اذهب إلى فلان لتستقرض منه وتوفِّيني، ويكون بين الدائن الأول والمقرض اتفاق أو شبه اتفاق على أن يقرض المدين. فإذا أوفى الدائن الأول قلب عليه الدين، ثم أوفى المقرض ما اقترض منه. وهذه حيلة لقلب الدين بطريق ثلاثية وهي حرام لما تقدم من تحريم الحيل وتحذير النبي صلى الله عليه وسلّم أمته من ذلك. خلاصة ما تقدم: وبعد، فهذه ثمانية أقسام من أقسام المداينة بعضها حلال جائز فيه الخير والبركة، وبعضها حرام ممنوع ليس فيه إلا الشرُّ والخسارة ونزع البركة، ولو لم يكن فيه إلا أنه يزيِّن لصاحبه سوء عمله، فيستمر فيه ولا يرى أنه على باطل، فيكون داخلاً في قول الله تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءَ عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ}. وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالاَْخْسَرِينَ أَعْمَلاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
فالحلال من هذه الأقسام:
1 ـ أن يحتاجَ الشخص إلى سلعة أو عقار فيشتريه بثمن مؤجَّل لقضاء حاجته.
2 ـ أن يشتري السلعة أو العقار بثمن مؤجل للاتجار به وانتظار زيادة السِّعر.
3 ـ أن يحتاجَ إلى دراهم فيأخذها من شخص بسلعة يكتبها الآخذ في ذمته. وهذه الأقسام الثلاثة جائزة بلا ريب وسبقَ تفصيلها.
والحرام من الأقسام الأخرى: 1
ـ أن يحتاج إلى دراهم فلا يجدُ مَن يقرضه فيشتري سلعة من شخص بثمنٍ مؤجَّل زائد على قيمتها الحاضرة، ثم يبيعها على غيره، وهذه هي مسألة التَّورُّق، في جوازها خِلاف بين العلماء كما تقدم.
2 ـ أن يحتاج إلى دراهم ولا يجد مَن يقرضه فيشتري من شخص سلعة بثمن مؤجَّل، ثم يبيعها عليه بأقل مما اشتراها به، وهذه مسألة العينة.
3 ـ أن يتفق الدائن والمدين على أخذ الدراهم العشرة أحد عشر أو نحو ذلك، ثم يذهب إلى ثالث فيشتري الدائن منه سلعة، هو في الحقيقة شراء صوري، ثم يبيعها على المدين ثم يبيعها المدين بدوره على الذي أخذها الدائن منه. وهذه طريقة المداينة التي يستعملها الآن كثير من الناس، وهي حرام كما سبق عن شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم يذكر خلافاً في تحريمها كما ذكر في مسألة التَّورُّق.
4 ـ أن يكون لشخص على آخر دينٌ مؤجَّلٌ فيحل أجله وليس عنده ما يوفيه، فيقول صاحب الدين: أدينك وتوفيني، فيدينه فيوفيه. وهذه طريقة أهل الجاهلية التي تتضمن أكل الرِّبا أضعافاً مضاعفة، إلا أنها صريحة في الجاهلية خديعة في هذا الزمان، ففيها مفسدتان.
5 ـ أن يكون لشخص على آخر دين مؤجل فيحل أجله، ويكون لصاحب الدين صاحب يتَّفق معه على أن يقرض المدين أو يدينه ليوفِّي الدائن، ثم يقلب عليه الدين مرة أخرى. وهذه هي طريقة الجاهلية مع إدخال الطرف الثالث المشارك في الإثم والعدوان والمكر والخداع.
فهذه الأقسام الخمسة محرَّمة، وقد علمت ما في القسم الأول منها من الخلاف.
واعلم أنَّ الدَّين في اصطلاح أهل الشرع اسم لما ثبت في الذمة سواء كان ثمنَ مبيعٍ أو قرضاً أو أجرةً أو صداقاً أو عوضاً لخلع أو قيمة لمتلف أو غير ذلك. وليس كما يظنه كثير من العوام من أنَّ المداينة هي التي يستعملونها ويستدلون عليها بقوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}. فإن المراد به هو الدين الحلال الذي بيّن الله ورسوله حِلَّه، دون الدين الحرام، وهذا كثير في نصوص الكتاب والسنة تأتي مطلقة أو عامة في بعض المواضع ولكن يجبُ أن تخصص أو تقيد بما دل على التخصيص والتقيد
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[18 - 12 - 03, 11:00 ص]ـ
أذكر رسالة أو فتوى للشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - في
مسألة الحيل في المعاملات .. إن وجدتها أتيت بها إن شاء
الله تعالى .. وهذه الرسالة أيضًا للشيخ في أحكام المداينات
لعلها تنفع في المسألة المذكورة .. نسخت لك هنا أقسام
المداينات فقط .. واعذرني على التقصير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/44)
http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=60
القسم الأول: أن يحتاج إلى شراء سلعة وليس عنده ثمن حاضر ينقده، فيشتريها إلى أجلٍ معلومٍ بثمن زائد على ثمنها الحاضر فهذا جائز. مثل أن يشتري بيتاً ليسكنه أو يؤجِّره بعشرة آلاف إلى سنة، وتكون قيمته لو بيع نقداً تسعة آلاف، أو. . . . . . . . . . .
يشتري سيارة يركبها أو يؤجِّرها بعشرة آلاف إلى سنة، وقيمتها لو بيعت نقداً تسعة آلاف. وهو داخل في قوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}.
القسم الثاني: أن يشتري السلعة إلى أجل لقصد الاتجار بها. مثل أن يشتري قمحاً بثمن مؤجل زائد على ثمنه الحاضر ليتجر به إلى بلد آخر أو لينتظر به زيادة السوق أو نحو ذلك، فهذا جائز أيضاً لدخوله في الآية السابقة. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية 6 عن هذين القسمين أنهما جائزان بالكتاب والسنة والإجماع (ذكره ابن قاسم في مجموع الفتاوى ص499 ج29).
القسم الثالث: أن يحتاج إلى دراهم فيأخذها من شخص بشيء في ذمته. مثل أن يقول لشخص: أعطني خمسين ريالاً بخمسة وعشرين صاعاً من البُرِّ أسلِّمها لك بعد سنة، فهذا جائز أيضاً، وهو السَلمُ الذي ورد به الحديث الثابت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدمَ النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة وهم يسلِفُونَ في الثمار السنة والسنتين فقال صلى الله عليه وسلّم: «مَن أسلف فليُسْلِف في كيلٍ معلوم ووزنٍ معلوم إلى أجلٍ معلوم».
القسم الرابع: أن يكون محتاجاً لدراهم فلا يجد من يقرضه فيشتري من شخص سلعة بثمن مؤجل، ثم يبيعها على صاحبها الذي اشتراها منه بثمن أقل منه نقداً، فهذه هي مسألة العينة، وهي حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، أنزل الله بهم بلاءً لا يرفعه حتى يرجعوا لدينهم» [رواه أحمد وأبوداود]. ولأن هذه حيلة ظاهرة على الرِّبا، فإنه في الحقيقة بيعُ دراهم حاضرة بدراهم مؤجلة أكثر منها دخلت بينهما سلعة، وقد نص الإمام أحمد وغيره على تحريمها.
القسم الخامس: أن يحتاج إلى دراهم ولا يجد مَن يقرضه فيشتري سلعة بثمن مؤجل، ثم يبيع السلعة على شخص آخر غير الذي اشتراها منه، فهذه هي مسألة التورق. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في جوازها، فمنهم مَن قال: إنَّها جائزة؛ لأن الرجل يشتري السلعة ويكون غرضه إمَّا عين السلعة وإمَّا عوضهَا وكلاهما غرض صحيح. ومن العلماء مَن قال: إنها لا تجوز؛ لأن الغرض منها هو أخذ دراهم بدراهم ودخلت السلعة بينهما تحليلاً، وتحليل المحرم بالوسائل التي لا يرتفعُ بها حصول المفسدة لا يُغني شيئاً. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكل امرأ ما نوى». والقول بتحريم مسألة التورق هذه هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو رواية عن الإمام أحمد. بل جعلها الإمام أحمد في رواية أبي داود من العينة كما نقله ابن القيم في «تهذيب السنن» (5/ 801).
ولكن نظراً لحاجة الناس اليوم وقلَّة المقرضين ينبغي القول بالجواز بشروط: 1 ـ أن يكون محتاجاً إلى الدراهم، فإن لم يكنْ محتاجاً فلا يجوزُ كمن يلجأ إلى هذه الطريقة ليدين غيره. 2 ـ أن لا يتمكَّن من الحصول على المال بطرقٍ أخرى مباحة كالقرض والسَّلم، فإن تمكن من الحصول على المال بطريقة أخرى لم تجز هذه الطريقة لأنَّه لا حاجة به إليها. 3 ـ أن لا يشتمل العقد على ما يشبه صورة الرِّبا مثل أن يقول: بعتك إيَّاها العشرة أحد عشر أو نحو ذلك، فإن اشتمل على ذلك فهو إمَّا مكروه أو محرم، نقل عن الإمام أحمد أنه قال في مثل هذا: كأنه دراهم بدراهم لا يصحّ. هذا كلام الإمام أحمد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/45)
وعليه فالطريق الصحيح أن يعرف الدائن قيمة السلعة ومقدار ربحه ثم يقول للمستدين: بعتك إيَّاها بكذا وكذا إلى سنة. 4 ـ أن لا يبيعها المستدين إلا بعد قبضها وحيازتها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى عن بيع السلع قبل أن يحوزها التجار إلى رحالهم. فإذا تمَّت هذه الشروط الأربعة فإن القول بجواز مسألة التورق متوجهٌ كيلا يحصل تضييقٌ على الناس. وليكن معلوماً أنَّه لا يجوز أن يبيعها المستدين على الدائن بأقل مما اشتراها به بأي حال من الأحوال؛ لأن هذه هي مسألة العينة السابقة في القسم الرابع.
القسم السادس: طريقة المداينة التي يستعملها كثير من الناس اليوم، وهي أن يتفق المستدين والدائن على أخذ دراهم العشرة أحد عشر أو أقل أو أكثر، ثم يذهبا إلى الدكان فيشتري الدائن منه مالاً بقدر الدراهم التي اتفق والمستدين عليها، ثم يبيعه على المستدين، ثم يبيعه المستدين على صاحب الدكان بعد أن يخصم عليه شيئاً من المال يسمونه السعي، وهذا حرام بلا ريب، وقد نصَّ شيخ الإسلام ابن تيمية في عدَّة مواضع على تحريمه، ولم يحك فيه خلافاً مع أنه حكى الخلاف في مسألة التورُّق.
والمواضع التي ذكر فيها شيخ الإسلام تحريم هذه المسألة هي:
1 ـ يقول في ص74 من المجلد28: «و ... والثلاثية مثل أن يدخلا بينهما محلِّلاً للربا يشتري السلعة منه آكل الربا، ثم يبيعها المعطي للرِّبا إلى أجلٍ ثم يعيدها إلى صاحبها بنقص دراهم يستفيدها المحلِّل. هذه المعاملات منها ما هو حرام بإجماع المسلمين مثل التي يجري فيها شرط لذلك، أو التي يباع فيها المبيع قبل القبض الشرعي، أو بغير الشروط الشرعية، أو يقلب فيها الدِّينَ على المعسر. ومن هذه المعاملات ما تنازع فيها بعض العلماء لكن الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام أنها حرام.
2 ـ وفي ص437 مجلد29 قال: « ... وقول القائل لغيره أدينك كل مائة بكسب كذا وكذا حرام ... إلى أن قال: وبكل حال فهذه المعاملة وأمثالها من المعاملات التي يقصدُ بها بيع الدراهم بأكثر منها إلى أجل هي معاملة فاسدة ربوية».
3 ـ وفي ص439 من المجلد 29 المذكور قال: «أمَّا إذا كان قصد الطالب أخذ دراهم بأكثر منها إلى أجلٍ، والمعطي بقصد إعطاء ذلك، فهذا ربا لا ريب في تحريمه، وإن تحايلا على ذلك بأي طريق كان،. فإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرأ ما نوى». وذكر نحو هذا في ص430 وص433 وص441 من المجلد المذكور وذكر نحوه في كتاب: إبطال التحليل في ص109. وبعد، فإنَّ تحريم هذه المداينة التي ذكرنا صورتها في أول هذا القسم لا يمتري فيه شخص تجرَّد عن الهوى وعن الشح وذلك من وجوه:
* الأول: أن مقصود كل من الدائن والمدين دراهم بدراهم، ولذلك يقدِّران المبلغ بالدراهم، والكسب بالدراهم، قبل أن يعرفا السلعة التي يكون التحليل بها؛ لأنهما يتفقان أولاً على دراهم: العشرة كذا وكذا ثم يأتيان إلى صاحب الدكَّان فيشتري الدائن أي جنس وجده من المال، فربما يكون عنده سكر أو خام أو أرز أو هيل أو غير ذلك، فيشتري الدائن ما وجد ويأخذه المستدين، وبهذا علم أن القصد الدراهم بالدراهم، وأن السلعة غير مقصودة للطرفين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرأ ما نوى». ويدلُّ على ذلك أنَّ الدائن والمستدين كلاهما لا يقلِّبان السلعة ولا ينظران فيها نظر المشتري الرَّاغب، وربما كانت معيبة أو تالفاً، منها ما كان غائباً عن نظرهما مما يلي الأرض أو الجدار المركونة إليه وهما لا يعلمان ذلك ولا يباليان به. إذن فالبيع بيع صوريٌّ لا حقيقي، والصور لا تغيِّر الحقائق ولا ترتفع بها الأحكام. ولقد حُدِّثت أنه إذا لم يكف المال الموجود عند صاحب الدُّكان للدراهم التي يريدها المستدين. فإنَّهم يعيدون هذا البيع الصُّوري على نفس المال وفي نفس الوقت، فإذا أخذه صاحب الدُّكان من المستدين باعه مرة أخرى على الدائن، ثم باعه الدائن على المستدين بالربح الذي اتفقا عليه من قبل، ثم باعه المستدين على صاحب الدكان، فيرجع الدائن مرة أخرى فيشتريه من صاحب الدكان، ثم يبيعه على المستدين بالربح الذي اتفقا عليه. وهكذا أبداً حتى تنتهي الدراهم، فربما يكون المال الذي عند صاحب الدكان لا يساوي عُشرَ مبلغِ الدراهم المطلوبة، ولكن بهذه الألعوبة يبلغون مرادهم والله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/46)
المستعان.
* الوجه الثاني: مما يدل على تحريم هذه المداينة أنه إذا كان مقصود الدائن والمدين هي الدراهم، فإن ذلك حيلة على الربا بطريقة لا يرتفع بها مقصود الرِّبا، والتحايل على محارم الله تعالى جامع بين مفسدتين: مفسدة المحرم التي لم ترتفع بتلك الحيلة. ومفسدة الخداع والمكر في أحكام وآيات الله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور. ولقد أخبر الله عن المخادعين له بأنَّهم يخادعون الله وهو خادعهم، وذلك بما زيَّنه في قلوبهم من الاستمرار في خداعهم ومكرهم فهم يمكرون، ويمكر الله والله خير الماكرين. قال أيوب السختياني: يخادعون الله كما يخادعون الصِّبيان، ولو أتوا بالأمر على وجهه لكان أهون. وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلّم أمَّته من التحايل على محارم الله فقال: «لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلُّوا محارم الله بأدنى الحيل». وقال صلى الله عليه وسلّم: «لعن الله اليهود، حُرِّمت عليهم الشُّحومُ فباعوها وأكلوا أثمانها».
* الوجه الثالث: أنَّ هذه المعاملة يربحُ فيها الدائن على المستدين قبل أن يشتري السلعة، بل يربحُ عليه في سلعة لم يعرفا نوعها وجنسها فيربحَ في شيء لم يدخلْ في ضمانه. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ربح ما لم يضمنْ، وقال: «الخراجُ بالضّمانِ»، وقال: «لا تبعْ ما ليس عندك». وهذا كله بعد التسليم بأنَّ البيع الذي يحصل في المداينة بيع صحيح، فإنَّ الحقيقة أنَّه ليس بيعاً حقيقيًّا، وإنما هو بيعٌ صوريٌّ، بدليل أن المشتري لا يقلِّبه ولا ينظرُ فيه ولا يماكسُ في القيمة، بل لو بيع عليه بأكثر من قيمته لم يبال بذلك.
* الوجه الرابع: أنَّ هذه المعاملة تتضمنُ بيع السلعة المشتراة قبل حيازتها إلى محلِّ المشتري ونقلها عن محلِّ البائع. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن بيع السلع حيث تُشترى حتى يحوزها التجار إلى رحالهم. فعن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن تُباعَ السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم». رواه أبوداود. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كانوا يتبايعون الطعام جزافاً بأعلى السوق فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلّم أن يبيعوه حتَّى ينقلوهُ». رواه الجماعة إلا الترمذي وابن ماجه.
القسم السابع: من طريقة المداينة أن يكون في ذمَّة شخص لآخر دراهم مؤجلة، فيحل أجلها وليس عنده ما يوفِّيه فيقول له صاحب الدين: أدينُكَ فتوفيني فيدينهُ فيوفيه، وهذا من الربا بل هو مما قال الله فيه: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَفاً مُّضَعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِى أُعِدَّتْ لِلْكَفِرِينَ * وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}. وهذا القسم من المداينة من أعمال الجاهلية حيث كان يقول أحدهم للمدين إذا حلَّ الدين: إما أن توفِّي وإما أن تُربي، إلا أنَّهم في الجاهلية يضيفون الرِّبا إلى الدَّين صراحة من غير عمل حيلة، وهؤلاء يضيفون الرِّبا إلى الدَّين بالحيلة. والواجب على صاحب الدَّين إذا حلَّ دينه إنظار المدين إذا كان معسراً، لقوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}. أمَّا إذا أبراه من الدَّين فذلك خيرٌ وأفضل. أما إن كان المدين موسراً فإنَّ للدائن إجباره على الأداء لأنه يحرم على المدين حينئذٍ أن يماطل ويدافع صاحب الدَّين لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «مطلُ الغني ظلم». ومن المعلوم أن الظلم حرام يجبُ منع فاعله وإلزامه بما يُزيلُ الظلم.
القسم الثامن: من المداينة أن يكون لشخص على آخر دين، فإذا حلَّ قال له: إمَّا أن توفِّي دينك أو تذهب لفلان يدينك وتوفِّيني، ويكون بين الدائن الأول والثاني اتفاقٌ مسبقٌ في أنَّ كل واحد منهما يدين غريم صاحبه ليوفِّيه ثم يعيدُ الدَّين عليه مرة أخرى ليوفِّي الدائن الجديد. أو يقول: اذهب إلى فلان لتستقرض منه وتوفِّيني، ويكون بين الدائن الأول والمقرض اتفاق أو شبه اتفاق على أن يقرض المدين. فإذا أوفى الدائن الأول قلب عليه الدين، ثم أوفى المقرض ما اقترض منه. وهذه حيلة لقلب الدين بطريق ثلاثية وهي حرام لما تقدم من تحريم الحيل وتحذير النبي صلى الله عليه وسلّم أمته من ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/47)
خلاصة ما تقدم: وبعد، فهذه ثمانية أقسام من أقسام المداينة بعضها حلال جائز فيه الخير والبركة، وبعضها حرام ممنوع ليس فيه إلا الشرُّ والخسارة ونزع البركة، ولو لم يكن فيه إلا أنه يزيِّن لصاحبه سوء عمله، فيستمر فيه ولا يرى أنه على باطل، فيكون داخلاً في قول الله تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءَ عَمَلِهِ فَرَءَاهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ}. وقال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالاَْخْسَرِينَ أَعْمَلاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.
فالحلال من هذه الأقسام:
1 ـ أن يحتاجَ الشخص إلى سلعة أو عقار فيشتريه بثمن مؤجَّل لقضاء حاجته.
2 ـ أن يشتري السلعة أو العقار بثمن مؤجل للاتجار به وانتظار زيادة السِّعر.
3 ـ أن يحتاجَ إلى دراهم فيأخذها من شخص بسلعة يكتبها الآخذ في ذمته. وهذه الأقسام الثلاثة جائزة بلا ريب وسبقَ تفصيلها.
والحرام من الأقسام الأخرى: 1
ـ أن يحتاج إلى دراهم فلا يجدُ مَن يقرضه فيشتري سلعة من شخص بثمنٍ مؤجَّل زائد على قيمتها الحاضرة، ثم يبيعها على غيره، وهذه هي مسألة التَّورُّق، في جوازها خِلاف بين العلماء كما تقدم.
2 ـ أن يحتاج إلى دراهم ولا يجد مَن يقرضه فيشتري من شخص سلعة بثمن مؤجَّل، ثم يبيعها عليه بأقل مما اشتراها به، وهذه مسألة العينة.
3 ـ أن يتفق الدائن والمدين على أخذ الدراهم العشرة أحد عشر أو نحو ذلك، ثم يذهب إلى ثالث فيشتري الدائن منه سلعة، هو في الحقيقة شراء صوري، ثم يبيعها على المدين ثم يبيعها المدين بدوره على الذي أخذها الدائن منه. وهذه طريقة المداينة التي يستعملها الآن كثير من الناس، وهي حرام كما سبق عن شيخ الإسلام ابن تيمية، ولم يذكر خلافاً في تحريمها كما ذكر في مسألة التَّورُّق.
4 ـ أن يكون لشخص على آخر دينٌ مؤجَّلٌ فيحل أجله وليس عنده ما يوفيه، فيقول صاحب الدين: أدينك وتوفيني، فيدينه فيوفيه. وهذه طريقة أهل الجاهلية التي تتضمن أكل الرِّبا أضعافاً مضاعفة، إلا أنها صريحة في الجاهلية خديعة في هذا الزمان، ففيها مفسدتان.
5 ـ أن يكون لشخص على آخر دين مؤجل فيحل أجله، ويكون لصاحب الدين صاحب يتَّفق معه على أن يقرض المدين أو يدينه ليوفِّي الدائن، ثم يقلب عليه الدين مرة أخرى. وهذه هي طريقة الجاهلية مع إدخال الطرف الثالث المشارك في الإثم والعدوان والمكر والخداع.
فهذه الأقسام الخمسة محرَّمة، وقد علمت ما في القسم الأول منها من الخلاف.
واعلم أنَّ الدَّين في اصطلاح أهل الشرع اسم لما ثبت في الذمة سواء كان ثمنَ مبيعٍ أو قرضاً أو أجرةً أو صداقاً أو عوضاً لخلع أو قيمة لمتلف أو غير ذلك. وليس كما يظنه كثير من العوام من أنَّ المداينة هي التي يستعملونها ويستدلون عليها بقوله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ}. فإن المراد به هو الدين الحلال الذي بيّن الله ورسوله حِلَّه، دون الدين الحرام، وهذا كثير في نصوص الكتاب والسنة تأتي مطلقة أو عامة في بعض المواضع ولكن يجبُ أن تخصص أو تقيد بما دل على التخصيص والتقيد
ـ[الراتع]ــــــــ[19 - 12 - 03, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطيبن الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اما بعد:-
أخي في الله هذا أجابة ما أشكل عليك مما وصفتها بالعصرية والأصح ان يقال الأزلية لأن المسألة قد فرغ منها في كتب الفقهاء رحمنا الله وأياهم.
فأولاً نقول المسألة تتلخص في أمور هي:-
الأمر الأول:- عقد البيع.
الأمر الثاني:- إلى أجل.
الأمر الثالث:- عقد الأجارة.
فأما عقد البيع الذي تم في المسألة فهو صحيح بتفاق، وأما كونه إلى أجل فهذا ايضاً لا تأثير له من حيث الحكم والذي يظهر لى أن الأشكال أتي من الأمر الثالث ألا وهو عقد الأجارة.
والقول هنا هو ماقاله شيخ الأسلام ابن تيمية أن الجمع بين البيع والأجارة في عقد واحد جائز ولكن يشترط أن لا يكون فيه حيلة لربا وأما
أن سلم من ذلك فلاحرج ولاغضاضه والمذهب على خلاف ذلك.
ونص على هذه المسألة صاحب الأنصاف [4/ 321] حيث نقل كلام
شيخ السلام ابن تيمية فقال (قال الشيخ تقي الدين: يجوز الجمع بين البيع والأجارة في عقد واحد في أظهر قولهم).
ورجح طائفة من العلماء الجواز ذكرهم صاحب الأنصاف فراجعه فضلاً لا
امراً.(25/48)
من حسنات الحجاج بن يوسف عامله الله بما يستحق.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 12 - 03, 06:58 ص]ـ
حكى عمر بن حفص قال: قيل للحجاج: كيف وجدت منزلك في العراق؟ قال: خير منزل، لو كان الله بلغني قتل اربعة، فتقربت اليه بدمائهم. قيل: ومن هم؟ قال: مقاتل بن مسمع وليّ سجستان، فأتاه الناس فأعطاهم الاموال، فلما عزل دخل مسجد البصرة، فبسط الناس له ارديتهم، فمشى عليها، وقال لرجل يماشيه: لمثل هذا فليعمل العاملون.
وعبدالله بن زياد بن ظبيان التيمي، خوف اهل البصرة أمرا، فخطب خطبة اوجز فيها، فنادى الناس من المسجد: اكثر الله فينا مثلك، فقال: لقد كلفتم الله شططا!!.
ومعبد بن زرارة، كان ذات يوم جالسا في طريق، فمرت به امرأة فقالت: ياعبدالله! كيف الطريق الى موضع كذا؟ فقال: يا هناه! مثلي يكون من عبيد الله؟!!
وأبو سمال الاسدي اضلّ راحلته فالتمسها الناس فلم يجدوها فقال: والله ان لم يردّ اليّ راحلتي لا صليت له صلاة ابدا، فالتمسها الناس فوجدوها، فقالوا له: قد ردّ الله راحلتك فصلّ، فقال: ان يميني يمين مصر ّ!!.
فائدة:
قال السائل لسماحة الامام ابن باز رحمه الله تعالى: هل يجوز الدعاء للحجاج ابن يوسف؟ فقال الامام ابن باز: تدعو له؟ فقال السائل: نعم، فقال الشيخ: عسى ماندعو عليه!!! وهو يتعجب من السؤال.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[17 - 12 - 03, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيراً
وليتك تحلني على كلام الإمام ابن باز رحمه الله تعالى في أي شريط؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 12 - 03, 01:40 ص]ـ
الاخ الفاضل / ابا عمر
هذه الفائدة كتبتها عن الشيخ رحمه الله في درسه في جامع الاميرة سارة، ولم انقلها من شريط او كتاب.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 02 - 08, 04:18 م]ـ
فائدة:
قال السائل لسماحة الامام ابن باز رحمه الله تعالى: هل يجوز الدعاء للحجاج ابن يوسف؟ فقال الامام ابن باز: تدعو له؟ فقال السائل: نعم، فقال الشيخ: عسى ماندعو عليه!!! وهو يتعجب من السؤال.
ذكر الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله في حاشية كتابه: " الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري " ج4/ 388 السؤال الذي وجه لسماحة الشيخ عبدالعزيز باز رحمه الله:
هل يُترحم على الحجاج؟.
فقال الشيخ رحمه الله تعالى: نعم، له حسنات، وله سيئات، وتنقيطه المصحف من حسناته.
ـ[أبو السها]ــــــــ[23 - 02 - 08, 02:26 ص]ـ
يقول الإمام الذهبي-رحمه الله-بعد أن ساق من سوء سيرة الحجاج: نسبُه ولا نحبه، بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان.
وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء. اه.سير أعلام النبلاء 5/ 303
ومن نافلة القول أني كنت أنقل كلام الذهبي هذا في الهالك صدام عندما يسألني الإخوة عنه دون الجملة الأخيرة من قوله ‘‘ وله حسنات‘‘ ..
تنبيه: إن الحجاج هذا هو غير حجاج بن يوسف بن حجاج أبو محمد ابن الشاعر أبي يعقوب الثقفي البغدادي الحافظ الثقة الذي روى له مسلم وأبو داود وبقي بن مخلد وغيرهم.
ـ[أبو فيصل السعد]ــــــــ[23 - 02 - 08, 06:54 ص]ـ
كثر الكلام على الحجاج بن يوسف الثقفي بين مادح وذام وقد عدت له كثير من الحسنات التي غمرت في بحر سيئاته، ومنها أنه كان لا يلحن ولا يشرب الخمر أبدا .. وقد قرأت كل ما وقع تحت يدي عن هذا الرجل من المتقدمين والمتأخرين وآخرها رسالة ماجستير، وأرى والعلم عند الله أن التوسط في مثل حال الرجل هو الصواب فلا ندعو عليه بل ندعو له ولا نمدحه مدحاً يجنبه تبعة الدماء التي سفكها وخصوصاً دماء العلماء وكذلك لا ننس مواقفه السيئة مع أنس رضي الله عنه فالتوسط في حال هذا الرجل الأولى.
فائدة: (قال أحد العلماء حينما سأل عن الحجاج: إن الله سائلك عن خاصة نفسك ولن يسألك عن الحجاج فله وعليه ما قدم).
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:32 م]ـ
قال أحمد بن حنبل رحمه الله (إن كان الحجاج لرجل سوء)
وسجد بعض السلف حين موته
فما أورع أولئك لله حقاً
وما أشد الورع البارد لدى المتأخرين
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:11 م]ـ
أعتقد بأن الحجاج كان ضحية قدمها بعض المؤرخين لمعتقدهم.
فينبغي على الشخص إذا أراد معرفة شخص ما= أن يقرأ تاريخ حياته بعين الإنصاف والعدل، ولا يعبأ بكلام أحد، ما دامت المصادر متوفرة عن تلك الشخصية المدروسة.
الحجاج بن يوسف –رحمة الله عليه- هو الذي أرسل الجيوش وبعث البعوث وجند الجنود للفتوحات المشرقية التي حصلت على يد قتيبة بن مسلم الباهلي ومحمد بن القاسم الثقفي.
الحجاج –رحمه الله- هو الذي دوخ الأزارقة، وقام على إرهابهم وتشريدهم خير قيام.
وهو الذي نهى عن النوح على الموتى بعد أن كان منتشرا، وشدد في أمر الخمور تشديدا كبيرا.
لم يترك بعد مماته إلا 300 درهم فقط!
ألا يدل هذا على أنه كان متأولا فيما فعله من أمور نقمها عليه كثير من السلف؟
لا سيما مع مقالته المشهورة: يا أهل العراق والله لو أمرتكم بالخروج من هذا الباب (أحد أبواب المسجد) فخرجتم من الباب الآخر لحلَّ لي دمكم.
عموما: ما نقم عليه من نقم إلا لقرب العهد بالنبوة والخلافة الراشدة فقاسوه على ذلك فظلموه وأسرفوا، وأما نحن فنظرنا إلى سيرته وتأريخ حياته ثم قسناه على واقعنا فرأينا أن خير ما يعبر عن الحال قول الشاعر:
عتبت على عمروٍ فلما فقدته .... وجربت أقواما بكيت على عمروِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/49)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[25 - 03 - 08, 08:37 ص]ـ
ورد في صحيح مسلم:
بَاب ذِكْرِ كَذَّابِ ثَقِيفٍ وَمُبِيرِهَا:
7 - حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ الْعَمِّيُّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ إِسْحَقَ الْحَضْرَمِيَّ أَخْبَرَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ قَالَ فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولًا لِلرَّحِمِ أَمَا وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيْرٌ ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ قَالَ فَأَبَتْ وَقَالَتْ وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي قَالَ فَقَالَ أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ قَالَتْ رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ
أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ الدَّوَابِّ وَأَمَّا الْآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ قَالَ فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا.
قال النووي:
وَفِيهِ مَنْقَبَة لِابْنِ عُمَر لِقَوْلِهِ بِالْحَقِّ فِي الْمَلَأ، وَعَدَم اِكْتِرَاثه بِالْحَجَّاجِ؛ لِأَنَّهُ يَعْلَم أَنَّهُ يَبْلُغهُ مَقَامه عَلَيْهِ، وَقَوْله، وَثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَمْنَعهُ ذَلِكَ أَنْ يَقُول الْحَقّ، يَشْهَد لِابْنِ الزُّبَيْر بِمَا يَعْلَمهُ فِيهِ مِنْ الْخَيْر، وَبُطْلَان مَا أَشَاعَ عَنْهُ الْحَجَّاج مِنْ قَوْله: إِنَّهُ عَدُوّ اللَّه، وَظَالِم، وَنَحْوه، فَأَرَادَ اِبْن عُمَر بَرَاءَة اِبْن الزُّبَيْر مِنْ ذَلِكَ الَّذِي نَسَبَهُ إِلَيْهِ الْحَجَّاج، وَأَعْلَم النَّاس بِمَحَاسِنِهِ، وَأَنَّهُ ضِدّ مَا قَالَهُ الْحَجَّاج. وَمَذْهَب أَهْل الْحَقّ أَنَّ اِبْن الزُّبَيْر كَانَ مَظْلُومًا، وَأَنَّ الْحَجَّاج وَرُفْقَته كَانُوا خَوَارِج عَلَيْهِ.
/// والسؤال ///
ماهي قواعد الحجاج التي استند إليها ليعتبر متأولا، ومعذورا فيما فعل؟
هؤلاء صحابة يا قوم صحابة رضي الله عنهم وأرضاهم،والإساءة إليهم لاتقاس بالإساءة إلى غيرهم من الناس.
قال صلى الله عليه وسلم:
"لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَه"
وقتل الحجاج سعيد بن جبير:
ورد في سير أعلام النبلاء:
ثم دعا سعيد الله وقال: اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.
فذبح على النطع.
وبلغنا أن الحجاج عاش بعده خمس عشرة ليلة، وقعت في بطنه الاكلة فدعا بالطبيب لينظر إليه، فنظر إليه، ثم دعا بلحم منتن، فعلقه في خيط ثم أرسله في حلقه، فتركه ساعة ثم استخرجه وقد لزق به من الدم، فعلم أنه ليس بناج.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 04 - 09, 01:06 ص]ـ
فائدة:
قال السائل لسماحة الامام ابن باز رحمه الله تعالى: هل يجوز الدعاء للحجاج ابن يوسف؟ فقال الامام ابن باز: تدعو له؟ فقال السائل: نعم، فقال الشيخ: عسى ماندعو عليه!!! وهو يتعجب من السؤال.
قال الشيخ فهد بن عبدالله الصقعبي وفقه الله (أحد أبرز طلاب الشيخ ابن باز رحمه الله في سنوات الشيخ الأخيرة) في آخر كتابه: " بحوث علمية نادرة " ص 264:
وسُئل - رحمه الله *- عن سب الحجاج وبغضه؟.
(فقال: أما السب فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا الأموات "، وأما البغض فإننا نُشهد الله على بغضه لمعاصيه الكثيرة).أ. هـ
---
(*) سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/50)
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[02 - 04 - 09, 01:10 ص]ـ
بورك فيكم شيخنا أبا محمد
ـ[محمود بن علي بن محمد]ــــــــ[02 - 04 - 09, 11:38 م]ـ
بل خلاف السلف في كفر الحجاج من عدمه
قال الإمام الوادعي -رحمه الله-:
فائدة: لا نعرف أحدا من السلف كفر حاكما من حكام السلف ولكن اختلف في الحجاج.
1 - الحسن يراه كافرا
2 - ابن سيرين يرى عدم كفره
3 - البصري كان يقول أما والله ليخيبن الله رجاءه أي رجاء محمد بن سيرين
ويزيد بن معاوية في السلف من كفره الإمام أحمد يقول لا نسبه ولا نحبه وهذا إنصاف
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:25 ص]ـ
أبو خالد الكمالي اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أسامه المهاجر
{تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ماكسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون}
عفا الله عنكما ... بل يبين أمره للناس حتى نعلم المفسد من المصلح ... سيما إذا كان البعض يحاول تزيين القبيح وتبرئة الحجاج وأمثاله وأنّ هؤلاء مفترى عليهم؟!
ولنا أسوة في سلفنا الصالح في موقفهم من الحجاج الظالم المبير
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
نَحْنُ إذَا ذَكَرَ الظَّالِمُونَ كَالْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ: نَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ: أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ وَلَا نُحِبُّ أَنْ نَلْعَنَ أَحَدًا بِعَيْنِهِ؛ وَقَدْ لَعَنَهُ قَوْمٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ؛ وَهَذَا مَذْهَبٌ يَسُوغُ فِيهِ الِاجْتِهَادُ.أ. هـ
وقال رحمه الله:
وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَهُوَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ , وَكَانَ: مُنْحَرِفًا عَنْ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِهِ , فَكَانَ هَذَا مِنْ النَّوَاصِبِ.ا. هـ
قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء:
الحجاج أهلكه الله في رمضان سنة خمس وتسعين كهلا، وكان ظلوما، جبارا، ناصبيا، خبيثا، سفاكا للدماء.
وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن.
قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير، وحصاره لابن الزبير بالكعبة، ورميه إياها بالمنجنيق، وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبه ولا نحبه، بل نبغضه في الله،فإن ذلك من أوثق عرى الايمان. ا.هـ
والأقوال عن السلف في ذلك كثيرة.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:21 ص]ـ
قال الذهبي:"له حسنات مغمورة في بحر سيئاته". سير الأعلام
ومن قبائحه الغلط والتطاول على الصحابة ومنهم علي بن أبي طالب وأسماء ابنة أبي بكر وانس بن مالك .... وغيرهم ..
ومن قبائحه ضرب الكعبة بالمنجنيق والهجوم على عبد الله بن الزبير فيها ...
ومن قبائحة قتل عبد الله بن الزبير ...
ومن قبائحه قتل العلماء والصالحين والأبرار وآخرهم سعيد بن جبير ....
ومن قبائحه .... ومن قبائحه ......
فالله المستعان ...
ـ[السدوسي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:29 ص]ـ
العجيب أنه حين يترجم للحجاج وتذكر سيئاته لا تذكر أعظمها وهي تسببه قي موت الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ففي البخاري عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه فلزقت قدمه بالركاب فنزلت فنزعتها وذلك بمنى فبلغ ذلك الحجاج فجعل يعوده فقال الحجاج لو نعلم من أصابك؟ فقال ابن عمر أنت أصبتني قال وكيف؟ قال حملت السلاح في يوم لم يكن يحمل فيه وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم.
قال الحافظ في الفتح:
حكى الزبير في الأنساب أن عبد الملك لما كتب إلى الحجاج أن لا يخالف بن عمر شق عليه فأمر رجلا معه حربة يقال إنها كانت مسمومة فلصق ذلك الرجل به فأمر الحربة على قدمه فمرض منها أياما ثم مات وذلك في سنة أربع وسبعين.
وقال الحافظ أيضا: قوله يعني الحجاج بالنصب على المفعولية وفاعله القائل وهو بن عمر زاد الإسماعيلي في هذه الطريق قال لو عرفناه لعاقبناه قال وذلك لأن الناس نفروا عشية ورجل من أصحاب الحجاج عارض حربته فضرب ظهر قدم بن عمر فأصبح وهنا منها حتى مات.أهـ كلام الحافظ.
قلت: وقتله لإبن الزبير وأهل الحديث الذين خرجوا مع ابن الأشعث أشهر من أن يذكر
وإذا كان الأخ الفاضل المسيطير ذكر من حسنات الحجاج ماذكر في بداية الحديث دون إسناد فقد ذكر عنه مثل ماأنكره - أي الحجاج - ففي تاريخ الإسلام للذهبي - (2/ 242)
وقال العباس الأزرق، عن السري بن يحيى قال: مر الحجاج في يوم جمعةٍ، فسمع استغاثةً، فقال: ما هذا - قيل: أهل السجون يقولون: قتلنا الحر، فقال: قولوا لهم: " اخسؤا فيها ولا تكلمون "، قال: فما عاش بعد ذلك إلا أقل من جمعة. أهـ
قلت: وإذا ذكرنا الحجاج وطوامه فلا ننس ماقاله الذهبي في السير لما ترجم لعبد الملك بن مروان حيث ختم ترجمته بقوله: كان من رجال الدهر ودهاة الرجال، وكان الحجاج من ذنوبه.(25/51)
الحيوانات المحنطة بين ابن باز والعثيمين رحمهما الله؟؟؟؟
ـ[ابومعاذ القحطاني]ــــــــ[16 - 12 - 03, 07:34 ص]ـ
سؤال 2: ما حكم التماثيل التي توضع في المنازل للزينة فقط وليس لعبادتها؟
الجواب: لا يجوز تعليق التصاوير ولا الحيوانات المحنطة في المنازل ولا في المكاتب ولا في المجالس لعموم الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدالة على تحريم تعليق الصور وإقامة التماثيل في البيوت وغيرها. لأن ذلك وسيلة للشرك بالله، ولأن في ذلك مضاهاة لخلق الله وتشبها بأعداء الله، ولما في تعليق الحيوانات المحنطة من إضاعة المال والتشبه بأعداء الله وفتح الباب لتعليق التماثيل المصورة وقد جاءت الشريعة الإسلامية الكاملة بسد الذرائع المفضية إلى الشرك أو المعاصي
وقد وقع الشرك في قوم نوح بأسباب تصوير خمسة من الصالحين في زمانهم ونصب صورهم في مجالسهم، كما بين الله سبحانه ذلك في كتابه المبين حيث قال سبحانه: وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا وَقَدْ أَضَلُّوا الآية، فوجب الحذر من مشابهة هؤلاء في عملهم المنكر الذي وقع بسببه الشرك.
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرا مشرفا إلا سويته خرجه مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون متفق على صحته، والأحاديث في ذلك كثيرة، والله ولي التوفيق.
كتاب الدعوة ص 18.
حكم بيع واقتناء الحيوانات المحنطة
س: سائل من عنيزة والأخ الذي رمز لاسمه بـ: م. ن. ص من تبوك في المملكة العربية السعودية يقولان في سؤالهما: نأمل من سماحتكم إفتاءنا عن حكم اقتناء الحيوانات والطيور المحنطة وما حكم بيع ما ذكر وهل هناك فرق بين ما يحرم اقتناؤه حيا وما يجوز اقتناؤه حيا في حالة التحنيط وما الذي ينبغي على المحتسب حيال تلك الظاهرة؟
جـ: اقتناء الطيور والحيوانات المحنطة سواء ما يحرم اقتناؤه حيا أو ما جاز اقتناؤه حيا - فيه إضاعة للمال وإسراف وتبذير في نفقات التحنيط، وقد نهى الله عن الإسراف والتبذير ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال ولأن ذلك وسيلة إلى تصوير الطيور وغيرها من ذوات الأرواح، وتعليقها ونصبها في البيوت والمكاتب وغيرها وذلك محرم فلا يجوز بيعها ولا اقتناؤها.
وعلى المحتسب أن يبين للناس أنها محرمة وأن يمنع ظاهرة تداولها في الأسواق وقد وقع الشرك في قوم نوح بسبب تصوير ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر وكانوا رجالا صالحين في قوم نوح ماتوا في زمن متقارب فزين الشيطان لقومهم أن يصوروا صورهم وينصبوها في مجالسهم ففعلوا فوقع الشرك في قوم نوح بسبب ذلك، كما ذكر ذلك البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما وذكر ذلك غيره من المفسرين والمحدثين والمؤرخين. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(مجموع فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله)
274) وسئل فضيلة الشيخ محمد العثيمين: عن حكم شراء الحيوانات والطيور المحنطة؟ وحكم وضعها لغرض الزينة؟ وحكم الإتجار بها؟
فأجاب بقوله: الحيوانات المحنطة نوعان: الأول: محرمة الأكل كالكلاب والأسود والذئاب فهذه حرام. . .
بيعها وشراؤها لأنها ميتة، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الميتة، ولأنه لا فائدة منها فبذل المال لتحصيلها إضاعة له، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال. الثاني: مباحة الأكل فهذه إن أميتت بغير ذكاة شرعية فبيعها وشراؤها حرام لأنها ميتة، وإن ماتت بذكاة شرعية فبيعها وشراؤها حلال، لكن أخشى أن يكون بذل المال فيها لهذا الغرض من إضاعة المال المنهي عنه خصوصاً إذا كان كثيراً. والله أسأل أن يوفق المسلمين لبذل أموالهم فيما تصلح به أحوالهم ويرضى به مولاهم إنه على كل شيء قدير. حرر في 28/ 1/1417 هـ.
مجموع الفتاوى 12/ 358
ولقد سألت أحد مشايخنا عن الاحتفاظ بالكلب المحنط فقال لي الأولى التنزه عن ذلك والبعد عنه فقلت له هل يمنع دخول الملائكة فسكت ثمّ قال لايمنع لأنه لاروح فيه .. انتهى كلام الشيخ.
قال ابن حجر الفتح 8/ 710 في سبب نزول قوله تعالى (والضحى، والليل إذا سجى، .... ) الآيات
" ووجدت الآن في الطبراني بإسناد فيه من لايعرف أن سبب نزولها وجود جرو كلب تحت سريره صلى الله عليه وسلم لم يشعر به فأبطأ عنه جبريل لذلك.
وقصة إبطاء جبريل بسبب كون الكلب تحت سريره مشهوره لكن كونها سبب نزول هذه الآية غريب.
بل شاذ مردود بما في الصحيح " ا. هـ
والقصة المشهورة رواها أحمد في المسند والنسائي في كتاب الصيد باب رقم (11) وأبي داود في اللباس باب رقم (45).
وفي بعض تفاصيل المسألة إشكال عليّ وأظنها تحتاج إلى تحرير فمثلاً:
1. هل التحنيط بالطريقة العصرية يجعل المحنط داخل في عموم الأحاديث الدالة على تحريم تعليق الصور وإقامة التماثيل كما هو ظاهر كلام الشيخ ابن باز رحمه الله، أم أن الحيوان المحنط هو خلق الله وتصويره، والتحنيط هو تفريغ ما بداخل الحيوان وتعقيمه بمواد كيميائية وقد يكون فيه إضافة عينين للحيوان وغير ذلك فلا يكون داخلاً في عموم الأحاديث، كما هو ظاهر كلام الشيخ العثيمين رحمه الله، وعليه فيجوز الاحتفاظ بها- لابيعها وشراؤها ولا تمنع دخول الملائكة، وأما التحريم لعلة الإسراف فلعلّه أمر نسبي.
2. هل يلحق الكلب الميت المحنط بالحيّ في منع دخول الملائكة أم لا يلحق لأنه لاروح فيه.
أخوكم المحب .. أبومعاذ القحطاني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/52)
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[16 - 12 - 03, 09:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الفوائد ..
قلت - حفظك الله تعالى -: (( .. فلا يكون داخلاً في عموم الأحاديث، كما هو ظاهر كلام الشيخ العثيمين رحمه الله، وعليه فيجوز الاحتفاظ بها- لابيعها وشراؤها ولا تمنع دخول الملائكة، وأما التحريم لعلة الإسراف فلعلّه أمر نسبي .. )). اهـ
وأقول: هذا الاستظهار لعدم تحريم الشيخ، ثم بنائك عليه التجويز = ليس بظاهر، وعليه: فلا يستنبط منه تجويز الشيخ لهذا الأمر، ولا ينبغي أن تنسب الأقوال لأهل العلم بهذه الطريقة التي لا تنهض للاستدلال، لاسيما وباب الاحتمال قائم ظاهر.
وغاية ما هنالك - وهو القوي الظاهر عند التأمل -:
ـ أن الشيخ - رحمه الله تعالى - ذهل عن الإجابة عن مسألة (الاتخاذ للزينة).
ـ أو يقال: سكت متوقفا.
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[24 - 12 - 03, 07:29 ص]ـ
أظن والله أعلم أن فتوى الشيخ العثيمين أقرب وأن الحيوانت المحنطةليست داخلة فى عموم الأحاديث الدالة على تحريم التصوير واقامة التماثيل ولذلك أجاز الشيخ بيع وشراء مباحة الأكل اذا ذكيت ثم حنطت لكن خشي أن يكون في ذلك اضاعة للمال وعلي ذلك لا تمنع دخول الملائكة
ـ[رائد محمد]ــــــــ[29 - 07 - 05, 04:20 ص]ـ
هل من زيادة في البحث، وخصوصا كلام أهل العلم المتقدمين، سيما وأن التحنيط معروف من آلالاف السنين قبل الإسلام كما لا يخفى.
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[30 - 07 - 05, 07:12 ص]ـ
لقد تكلم الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي عن هذه المسألة بشيء من التوسع في جوابه لسؤال في شرحه لعمدة الأحكام. إن تمكنت من الحصول عليها وضعتها لكم.
ـ[السمحي]ــــــــ[30 - 07 - 05, 02:09 م]ـ
السلام عليكم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد لقد سمعت
شيخنا ابي الحسن الماربي في مجلس يقول كنا عند الشيخ الالباني في الاردن في
مجلس في مطعم ورأينا ظبي او غزال (الشك مني) محنطة فسألنا شيخنا الالباني
هل هذا من التصوير المحرم فقال لا بل هذا جائز لان هذا هوخلق الله ليس من باب التصوير
من طلب العلم لله كسره وعلمه التواضع
السمحي
ـ[السدوسي]ــــــــ[30 - 07 - 05, 04:34 م]ـ
وسألت العلامة الألباني رحمه الله عن حكم تحنيط الطيور فأفتى بجوازه.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 12:43 ص]ـ
وسألت العلامة الألباني رحمه الله عن حكم تحنيط الطيور فأفتى بجوازه.
هل نص عليه في شيء من كتبه
ـ[أبو ظفير]ــــــــ[04 - 05 - 08, 02:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فتوى أخرى من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يصرح فيها بالبتحريم من أجل السرف, وأما للتعليم فلا بأس بها:
السؤال: بارك الله فيكم هذه المستمعة توركان فكرت بشار من العراق كركوك تقول أنا طالبة في الجامعة وذات يوم كان عندنا درس عن تحليق الحيوانات فكنا نقوم بإجراء تجارب على بعض الحيوانات كالأرانب والذئاب والحمام ونحوها فنحضرها حية ثم نقوم بقتلها وهنا المشكلة الثانية فإننا نقتلها بأحد الوسائل التالية إما بحجزها في مكان خالٍ من الهواء حتى تموت أو بقتلها بواسطة المخدر ونحو ذلك من الوسائل غير الذبح الشرعي ولا نستطيع رفض العمل هذا فهو عبارة عن مادة دراسية يترتب عليها النجاح أو عدمه فما الحكم الشرعي أولاً في التحليق بغرض التعلم أو للإحتفاظ بالحيوانات المحنطة للزينة وثانياً ما الحكم في قتل الحيوانات بالوسائل السابقة الذكر؟
الشيخ: تحنيط الحيوان من أجل التعلم والحصول على علم ينفع العباد هذا لا بأس به وذلك بأن الله عز وجل خلق لنا ما في الأرض جميعاً ثم قال تعالى) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) ولكن يجب أن تتخذ أسهل الوسائل للوصول إلى هذا الغرض في قتل هذا الحيوان المحنط لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) وإذا خدرت بمخدر من أجل إجراء العملية عليها في حال حياتها فإن هذا لا بأس به أيضاً لأن هذا فيه مصلحة للمتعلمين ولا فيه كبير مضرة على هذا الحيوان إذ أنه عند التخدير لا يتألم للتشريح فلا بأس بها وأما حبسها في محل بحيث لا يصل إليها الهواء فإن في نفسي من هذا شيئاً لأن هذا تعذيب شديد عليها ولا أدري هل الحاجة ملحة إلى هذه العملية أم غير ملحة.
وأما بالنسبة لتحنيط هذه الحيوانات للزينة فلا أراه جائزاً وذلك لأنها خلقت لينتفع بها بالأكل أما بالزينة فإنها فيها شيء من السرف ومن إضاعة المال بغير فائدة فلا أرى أن تحنط لهذا الغرض لأن بذل المال فيها إضاعة له.
المرجع:
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2995.shtml
ـ[أبو ظفير]ــــــــ[04 - 05 - 08, 03:07 ص]ـ
وفعلاً الشيخ الألباني رحمه يرى جواز التحنيط بشرط ألا يحنّط وهو حي وألّا يعذب بتحنيطه.
وهذا المرجع:
http://www.alalbany.net/view.php?id=120
وهذا أيضاً:
http://www.alalbany.net/view.php?id=6782
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/53)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:43 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المبارك وأعزك ونفع بك
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 07:44 ص]ـ
بارك الله فيك أخي المبارك وأعزك ونفع بك(25/54)
هل على المرأة أذان أو إقامة
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[16 - 12 - 03, 08:30 ص]ـ
السلام عليكم
هل على المرأة أذان أو إقامة إذا صلت وحدها أو مع نساء
وهل تؤذن وتقيم إذا كانت تصلى مع زوجها أو أحد محارمهما؟
نتمى أن يقوم المشائخ الفضلاء والأخوة طلبة العلم بنقاش الموضوع وترجيح الخلاف الذي فيه وخصوصا كلام اللجنة الدائمة والشيخ الألباني.
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[17 - 12 - 03, 09:02 ص]ـ
هل نطمع أن يتكرم أحد الأخوة ببحث المسألة لعل الله ينفع بها
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 12 - 03, 03:49 ص]ـ
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل تشرع للمرأة إقامة الصلاة إذا أمّت النساء؟
الجواب:-
لا تشرع في حقهن إقامة للصلاة سواء صلين منفردات أم صلت بهن إحداهن كما لا يشرع لهن أذان.
فتاوى اللجنة الدائمة 6/ 84
.
وسئلت اللجنة الدائمة - ايضا -
هل يجب على المرأة أن تقيم الصلاة وتؤذن مفردة في المنزل أو بجماعة النساء؟
فاجابت:-
لا يجب عليها ذلك، ولا يشرع لها. على الصحيح من أقوال العلماء؛ لأن ذلك لم يعهد إسناده إليها، ولا توليها إياه زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. وبالله التوفيق.
يُنظر: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (6/ 82، 83). .
***************************************
اما سماحة الامام ابن باز ... رحمه الله تعالى ونور ضريحه
فقد سئل /هل يجوز للمرأة فعل الأذان والإقامة للصلاة أم لا؟
فاجاب:-
لا يشرع للمرأة أن تؤذن أو تقيم في صلاتها، إنما هذا من شأن الرجال، أما النساء فلا يشرع لهن أذان ولا إقامة، بل يصلين بلا أذان ولا إقامة
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 10/ 356
والله الموفق
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[18 - 12 - 03, 11:58 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الحبيب الراية
هذا الكلام من اللجنة والشيخ بن باز رحمه الله تعالى مشهور ومعروف ونحن نريد مناقشة الموضوع بطرح الأدلة للفريقين سواء من قال بالمنع أم بالجواز
نتمنى من الأخوة المشايخ أن لا يبخلوا علينا بمشاركاتهم لأن الأمر بحاجة لمن يطرقه بنقاش علمي رصين ..
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:20 ص]ـ
الأخ الكريم أبو حذيفة دليل المجيزين هو ما أخرجه أبو داود في سننه قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع قال حدثتني جدتي وعبد الرحمن بن خلاد الأنصاري عن أم ورقة بنت عبد الله بن نوفل الأنصارية أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت قلت له يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم لعل الله أن يرزقني شهادة قال قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة قال فكانت تسمى الشهيدة قال وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في دارها مؤذنا فأذن لها قال وكانت قد دبرت غلاما لها وجارية فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا فأصبح عمر فقام في الناس فقال من كان عنده من هذين علم أو من رآهما فليجئ بهما فأمر بهما فصلبا فكانا أول مصلوب بالمدينة.
وقال حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث بهذا الحديث والأول أتم قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها وجعل لها مؤذنا يؤذن لها وأمرها أن تؤم أهل دارها قال عبد الرحمن فأنا رأيت مؤذنها شيخا كبيرا.
والحديث فيه عبد الرحمن بن خلاّد مجهول الحال ..(25/55)
مع أغلى كتاب 1
ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[16 - 12 - 03, 09:05 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:فاستعين بالله تعالى على أن أدلي بدلوي القاصر من بحر كتاب الله تعالى لأستخلص منه بعض اللآلئ إسهاما مني في خدمة الكتاب الكريم وترشيد الفهم إلى الحياة الإسلامية الكريمة في بعض جوانبها .. وسأقتصر على استخلاص المنهج القرآني في عرض بعض من الجوانب الآتية: القضايا الإيمانية، والمنطلقات التربوية، وأسلوب الخطاب، حسب وسعي، وهي اجتهادات من مقل قد تصيب وقد تخطئ، والقارئ بصير، يأخذ ما يراه مناسبا ويدع ما سواه، والخطأ الذي يسيء إلى كلام الله تعالى يجب أن نتعاون جميعا على تلافيه، وبقي أن أهمس إلى أذن القارئ الكريم أن الهدف الأساسي لهذه الدراسة هو خدمة كتاب الله والعيش الدائم معه،والهدف التالي له هدف تربوي تعميمي،وهو إيصال شيء إلى نفوسٍ قد يأذن الله لها فتنتفع به في حياتها وبعد موتها، فإن ما أسعى إليه في كتاباتي أو في كلامي الشفهي أن يستفيد السامع والقارئ منه وهو –في نظري – الهدف لكل كاتب وقارئ يعي الهدف من العملية الاتصالية في هذا النوع من الاتصال، أسأل الله تعالى أن يجعل الصواب مصاحبا لأقوالنا وأعمالنا، وأن يقينا الزلل، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ..
سورة الفاتحة 1
مفهوم البلاغة
البلاغة مأخوذة من البلاغ وهو الانتقال من حال إلى حال ومن مكان إلى مكان بواسطة .. ونقل النفس من حال إلى حال بتأثير القرآن العظيم بالوسائط المتعددة والتي منها: التصوير الفني الذي ينقل المعنوي إلى صورة المحسوس وكأنه مشاهد للنفس محسوس يتحرك أمامها .. والغيبي وكأنه حاضر مشهود واختيار اللفظ المؤثر الذي يمثل – وحده- صورة فنية تتأثر النفس بمنظرها وجمالها من خلال صلتها بمثيلها المحسوس .. والسبك المختار الفصيح الذي تندمج النفس بمحياه وتعانقه معانقة القريب لقريبه الغائب غيبة طويلة .. وعرض المستقبل عرض الموجود.ومنه ما لم يكتشف إلا بواسطة الأدوات والأجهزة المعقدة التي لم توجد إلا في وقتها والأعجاز التشريعي الذي يتوافق مع الفطرة في جميع أحوال النفس وأعصارها وجميع الجوانب كلها العضوية والفكرية والأخلاقية والاجتماعية والسلوكية .. كل يحدث نقلة للنفس السوية إلى مدارج الكمال البشري .. وهذا هو مفهوم البلاغة ابتداء من الوسيلة وانتهاء بالحديث ..
الاستعاذة
أعوذ بمعنى ألوذ واستجير وهذا التصوير للفظ بأصله الحسي وهو شدة الالتصاق والمجاورة المصحوب بالخوف الشديد يبلّغ إلى المعنوي وهو الاستعاذة بالله تعالى هروباً من الشيطان ومكائده وذلك بفعل الطاعات وحمل السلاح والتحصين الذي علمنا الله إياه وهي حالة تبلغ بالإنسان أن يظل شديد الحذر فيسلم والمعوذ منه من أوصافه الشيطنة وهو سرعة المرور والمروق والرجيم والتي من معانيها أنه راجم ومرجوم. فلما يتُصور هذان بصورتهما المحسوستين يبلغ إلى الصورة المعنوية لهما فيضل الإنسان في حرب للشيطان والمروق والمراجمة حية في نفسه لا تغيبان،وإذا أضحى الإنسان بهذه اليقظة لا يستطيع الشيطان إغواءه – بفضل الله تعالى ثم بفضل التأثير الذي أحدثه الأسلوب والبناء اللفظي والمعنوي لكتاب الله تعالى ..
ومن الكليات التي تؤخذ من الاستعاذة أن المؤمن كلما بدأ أو فزع من أمر أو أراد شيئاً استعاذ بالله حتى جعلت واجبة في بعض الأمور .. قال تعالى " فأستعذ بالله .. " وقال تعالى " .. وإذا مسهم طائف الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون .. "
وهذا يوضح التميز القرآني وما انبثق عنه في الخطاب الإعلامي الذي لا تخلو أية بداية من الاستعاذة شفهية أم كتابة جهراً أم سراً .. وهذا بفضل الله يبارك الخطاب ويجعله نافعاً ومؤثراً بخلاف الأبتر فإنه ممحوق البركة .. وهي كلية من كليات المسلم الذي يتميز بها عن غيره. ..
(بسم الله ارحمن الرحيم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/56)
لا أحد من العقلاء إلا وهو يحب أن يُبارك رزقه وما ملّكه الله إياه، ولقد كان ذلك أمنية كل حي، ولو أعلن لأهل الدنيا أن ثمة طريقة أو أسلوبا إذا ما استخدمه أحد تباركت حاجاته فإنهم سيهرعون إليه زرافات ووحدانا ولو أدى ذلك إلى أن يجهدوا أنفسهم من أجل الوصول إلى معرفته، والورود إلى حياضه، للاغتراف منه والإفادة من هذه البركة .. بل لو استدعى ذلك بذل الأموال المستطاعة لما تخلف عن ذلك أحد .. وكلما كان المصدر لهذه البركة قادراً وموثوقاً ورحيماً وكريماً كان ذلك أدعى للطلب والحرص عليه .. هذا مبعث لاهتمام النفوس واستشرافها وتأثيرها تربوياً وتزكية وبلوغها مبلغ الحرص والخير الذي ينتج عنه ليبارك عمله ورزقه وكل ما يتصل بسعادته مهم لأنه يغير مسار النفس ويبلغها درجة الصالحين المصلحين الذين يسيرون في الصراط السوي.
والابتداء بالبسملة: كلية من الكليات عند المسلم أن يبدأ أي شيء في طول حياته وعرضها ببسم الله الرحمن الرحيم ليتبرك بها، ويبلغ الإنسان المسلم بها درجات الحفظ من الله تعالى له ولما يمارسه من عمل من الشيطان وأعوانه وما يصدر عنهم من سحر وحسد وفسخ البركة .. وسوى ذلك من الاضرار التي تلحق الانسان إذا لم يبدأ بالبسملة ..
ولفظ الجلالة يبلغ المستعيذ منها إلى المعني وهو ا لله تعالى فيبلغ المراد وهو أن يعلم ويمارس الخضوع التام لله تعالى والتسليم له في جميع شئون حياته، فلا يتمرد على الله في أرضه وتحت سماه .. ولا يجافي منهجه المعصوم الذي يجب أن ينطلق عنه في كل ذرة من حياته إنه الخضوع المطلق والدينونة المطلقة .. فلا إله إلا الله ولا معبود سواه سبحانه جل في علاه ….
والرحمن الرحيم: يبلغان النفس عند استشعار معناهما إلى أعلى درجات الرجاء – فمن طُلبت رحمته ليبارك عمل العبد رحمان رحيم إلى جانب كونه عظيما قادرا كريما وبالتالي تستشعر النفس بالطمأنينة المستقرة فتكون برداً وسلاماً على الجسد والروح وما ينتج عنهما أو أحدهما من عمل .. إن الحياة في كنف الله لا تساويها حياة .. حياة من نوع خاص لا يستشعرها إلا من ذاقها وذاق حلاوتها .. وعاش تحت وارف ظلالها .. إنها الجنة في هذه الدنيا ومن لم يذقها لم يذق طعم جنة الآخرة ولو يعلم بهذه الخصوصية الملوك وأبناء الملوك لجالدوا عليها بالسيوف والصواريخ والطائرات وبأغلى ما يملكونه. …(25/57)
حكم تقبيل الخبز؟
ـ[الراتع]ــــــــ[16 - 12 - 03, 09:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وآله وصحبه اجمعين أم بعد:-
قال صاحب كتاب (أداب الأكل والشرب في الفقة الأسلامي) غفر الله له ولولديه وجزاه الله الفردوس الأعلى على ما قدم ويقدم ومتعه الله في الدارين.
حكم تقبيل الخبز:-[راجع للمالكيه شرح زروق 2 385، المعيار المعرب 11 8 - 9، للحنابلة الآداب الشرعية 3/ 221 - 223، الإنصاف 8/ 247، كشاف القناع 4 159]
لا يشرع تقبيل الخبز، ولا الجمادات إلا ما أستثناه الشرع كتقبيل الحجر الأسود [كشاف القناع 4/ 159]، وهذا ظاهر كلام الأمام أحمد [الأنصاف 8/ 248]، وشيخ الأسلام ابن تيمية [المستدرك على فتاوى ابن تيمية 4/ 211] رحمهما الله.
قال العلامة ابن حجر رحمه الله " لا أعلم أحداً من العلماء قال بجواز إهانة الخبز بإلقائه تحت الإرجل، وطرح ما تناثر منه في المزبلة مثلاً،
ونحو ذلك، ولا نص أحد على المبالغة في تكريمه وتقبيله مثلاً، بل نص أحمد رضى الله عنه على كراهة تقبيله .. وفي الجملة لا ينبغي مع ورود
هذا الأحاديث إهانت الخبز احتياطاً، وأما تعظيمه بأن يجعل فوق الرأس ويفبل فلا يشرع " [نقلاً عن المعيار المعرب 11/ 8 - 9].(25/58)
هل تعلمون أوثق كتاب عن أشراطة الساعة؟
ـ[ولد الدمام]ــــــــ[16 - 12 - 03, 10:55 ص]ـ
السؤال
ماأوثق كتاب يتحدث عن أشراطة الساعة وعن الملاحم؟
الجواب
أوثق الكتب في ذالك بعد كتاب الله عز وجل ((صحيح البخاري)) , و ((صحيح مسلم)) , ثم ((سنن أبي داؤد)) , و ((سنن النسائي)) , ((وجامع الترمذي)) , ((سنن ابن ماجة)) , وأوسعها كتاب ((النهاية)) لابن كثير , و ((إتحاف الجماعة في أخبار الفتن والملاحم , وأشراط الساعة)) للشيخ حمود بن عبدالله التويجري.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم
فتاوي اللجنة الدائمة 3/ 139,140
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 12 - 03, 04:45 ص]ـ
كتاب (أشراط الساعة) للشيخ يوسف الوابل.
من أجمل الكتب التي تحدثت عن هذا الباب وقد فرغ جزءً من عمره في الجمع بين كل المراجع التي ذُكرت وغيرها. فلا ينبغي أن يغفل.
وهو يجمع بين النصوص الواردة في الباب وقد وفق في التوفيق بينها وهذه شهادة جمع من أهل العلم وخاصة أهل الاختصاص من دكاترة العقيدة.
ولا ندعى العصمة لأحد.(25/59)
في أصول الإيمان
ـ[أم أنس]ــــــــ[16 - 12 - 03, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكم أول مرة بهذا المنتدى المبارك وأنا مازلت في أول أعتاب طلب العلم و لي طلب أن تذكروا لي اسماء كتب من كتب المتقدمين تبحث في هذين الموضوعين:
الأول: أهم خصائص القرآن الكريم
الثاني: نظرة القرآن الكريم إلى الكتب السماوية
وجزاكم الله خيرا
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(25/60)
قائمة كتب و ابحاث الملتقى الى 10 - 21 - 1424 هـ
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[16 - 12 - 03, 03:14 م]ـ
الاخوه الافاضل
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الملف المرفق به قائمة كل كتب و ابحاث الملتقى الى اليوم 10 - 21 - 1424 هـ
جزى الله تعالى الاخوه الذين قاموا باضافة هذه المواد و المشرفين على الموقع خير الجزاء
الغرض الاساسى من الملف المرفق ( txt) هو سهولة البحث عن اسم كتاب او بحث معين اما لتحميله من الموقع الى جهازك او التأكد من عدم وجوده قبل رفع ملف مماثل له للملتقى وبالتالى نتفادى التكرار
رابط الملف المرفق
http://64.246.11.80/~baljurashi.com/vb/attachment.php?s=&postid=70895(25/61)
رزقت بمولود (يحيى) - اسأل الاخوه الدعاء له
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[16 - 12 - 03, 03:44 م]ـ
الحمد لله تعالى الذى رزقنى بأول ابن لى و قد سميته يحيى تيمنا باسم النبى يحيى عليه السلام و الامام يحيى بن معين رحمه الله تعالى
نرجو من الاخوه الدعاء له حتى يكون زخرا للاسلام و المسلمين ينصر الله به الحق و يهزم به الباطل
وجزاكم الله خير
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 12 - 03, 03:49 م]ـ
أسأل الله أن يبارك لك فيه ويحفضه لك من كل سوء وأن يحسن عاقبته في الأمور كلها ويجيره من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
وأسأله تعالى أن يجعله من أهل العلم العاملين وأن ينصر به الأسلام وأن ينصر به عقيدة التوحيد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 03, 04:09 م]ـ
مبارك لكم المولود ونسأل الله أن يبارك فيه ويجعله مباركا صالحا، ويجعله قرة عين لوالديه، وينفع به الإسلام والمسلمين.
فائدة:
قال الإمام البخاري رحمه الله في الأدب المفرد
1255 حدثنا محمد قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا حزم قال سمعت معاوية بن قرة يقول
لما ولد لي إياس دعوت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمتهم فدعوا
فقلت إنكم قد دعوتم فبارك الله لكم فيما دعوتم وإني إن أدعو بدعاء فأمنوا قال فدعوت له بدعاء كثير في دينه وعقله وكذا قال فإني لأتعرف فيه دعاء يومئذ
قال فضل الله الجيلاني في فضل الله الصمد شرح الأدب المفرد (2/ 653 طبع الصدف -كراتشي)
((حزم)) ابن أبي حزم أبو عبدالله القطعي، ثقة صدوقمن أصحاب الحسن، في ثقات ابن حبان: يخطىء مات سنة 175
((فبارك الله لكم)) في طبعتي مصر والأستانة زيادة ((فيملل)) ولامعنى لها، وليس بهذا اللفظ في الهندية وهو الأقرب إلى الصواب، ويحتمل أن يكون ((فيما دعوتم في مالي)) ففي النسخة تصحيف) انتهى.
وقال الألباني في تعليقه على الأدب المفرد ص 416 دار الصديق (صحيح الإسناد مقطوعا).
ـ[النحوي]ــــــــ[16 - 12 - 03, 04:10 م]ـ
بارك الله لك فيه وجعله قرة عين لك وأسأل الله أن يجعله خيراً من أبيه ويكون طالب علم كبير آمين
ـ[الذبذبة الصادقة]ــــــــ[16 - 12 - 03, 04:30 م]ـ
بوركت الموهوب وشكرت الواهب
جعله الله باراً بوالديه زخراً للإسلام والمسلمين وأسأل الله أن يجعل نباته حسنا وحياته عزا وتمكينا.
وأوصيك بتقوى الله فمن اتفى الله كفاه هم الدنيا والآخرة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[16 - 12 - 03, 06:07 م]ـ
نسأل الله ان يبارك لك فيك ونسأل الله ان يجعله مباركا على أمة محمد وأن يجعله ذخرا للاسلام والمسلمين.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[16 - 12 - 03, 07:40 م]ـ
اللهم بارك في يحيي وأنبته نباتا حسنا
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[16 - 12 - 03, 07:46 م]ـ
أخي السلام عليك ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك في ولدك يحيى وأدعو الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعله شفاءا للعي وسندا للعلم وأن يحيي به نقد الرجال على طريقة الأكابر الكرام يحيى بن معين وشعبة ويحيى القطان.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[16 - 12 - 03, 08:48 م]ـ
جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[المستملي]ــــــــ[16 - 12 - 03, 11:59 م]ـ
فائدة أحببت إتحافكم بها , وقد كنت وقفت عليها في كتاب: معجم المناهي اللفظية , للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله , عند حديثه عن مقولة بعضهم في التهنئة بالمولود: يهنيك الفارس , قال حفظه الله: قال رجل عند الحسن: يهنيك الفارس , فقال الحسن: وما يدريك؟ لعله أن يكون حماراً! أو بقاراً!. ولكن قل: شكرت الواهب , وبورك لك في الموهوب , وبلغ أشده , ورزقت بره.
أسأل الله أن يوزعك شكر نعمته عليك , وأن يقر عينك بصلاحه , وأن يجعله مباركاً أينما كان.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 12 - 03, 01:55 ص]ـ
يعني يا شيخ تنقطع أخبارك واتصالاتك إلى أن ترزق بطفل:)
أسأل الله أن يجعل يحيى مباركاً وقرة عين لأبويه أخي طويلب علم.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[17 - 12 - 03, 02:38 ص]ـ
أسأل الله أن يجعله قرة عين لك و برا بوالديه و يجعله تقيا زكيا ذكيا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 12 - 03, 04:01 ص]ـ
بارك الله لكما في يحيى
وجعله طالب علم كبير، يحمل لواء العلم في هذا القرن
وأسأل الله أن يجعله خيرا من أبيه [طويلب العلم الصغير] الذي أغرق الملتقى وأهله بالخير الذي يأتينا به.
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:19 ص]ـ
بوركت الموهوب وشكرت الواهب
بارك الله عليك اخونا محمد وجعل يحيي اماما من اهل الحديث ويكون قرة عين لك
كم افتقدناك
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:24 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك لك فيه ويحفضه لك من كل سوء وأن يحسن عاقبته في الأمور كلها ويجيره من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[17 - 12 - 03, 03:20 م]ـ
وجعله ذخرا للإسلام
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[22 - 12 - 03, 06:43 م]ـ
الاخوه الافاضل:
ماهر
عبدالرحمن الفقيه
النحوي
الذبذبة الصادقة
المتمسك بالحق
حامد الحنبلي
ناصر علي البدري
أبو خالد السلمي
المستملي
هيثم حمدان
أبو الجود
خالد بن عمر
ابن عبد الوهاب السالمى
ساري عرابي
الطالب الصغير
واعضاء الملتقى
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خير الجزاء و بارك الله فى دعائكم
تقبل الله منا و منكم الدعاء و صالح الاعمال و رزقنا و اياكم بالذريه الصالحه
و اعتذر عن انقطاعى عن المشاركه فى الفتره الماضيه لظروف خاصه لكن اعدكم بالعوده قريبا ان شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/62)
ـ[ w_salah] ــــــــ[23 - 12 - 03, 08:08 ص]ـ
الأخ الكريم طويلب علم صغير
===================
مع أنك بالتعليق السابق قد قفلت الباب على كثيرين ممن يريدون التهنئة والدعاء إلا أنني - وعلى الرغم من ذلك - أقول
بارك الله لك في يحيى وجعله زخراً للإسلام
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[23 - 12 - 03, 09:13 ص]ـ
الأخ الفاضل w_salah
لم اقصد قفل الباب على من يريدون التهنئة والدعاء:)
بل كان ردى لشكر الاخوه و التعبير عن امتنانى لدعواتهم الطيبه
جزاك الله خير الجزاء و بارك الله فيك(25/63)
الرجال المتأخرين عند البيهقي
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[16 - 12 - 03, 07:42 م]ـ
إخواني الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود سؤال حضرتكم عما إذا كان قد قام أحد باستيفاء تراجم رجال البيهقي تحقيقا أو تأليفا فمن كان لديه علم بهذا فأرجو أن يدلني على اسم الكتاب والطبعة إن أمكن وله جزيل الشكر وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 03, 08:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تجد ذلك في تحقيق عبدالله الحاشدي على كتاب الأسماء والصفات للبيهقي في مجلدين طبع مكتبة السوادي.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[16 - 12 - 03, 11:39 م]ـ
وزيادة على ما ذكره الشيخ عبد الرحمن:
1 - تحقيق الأعظمي للمدخل السنن الكبرى، للبيهقي.
2 - وثحقيق القدر، للبيهقي.
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[17 - 12 - 03, 09:42 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبد الرحمن وشيخنا الفاضل المحرر أبو زرعة
أود أن أسأل ألا يوجد غير هذه المحققات بمعنى هل يوجد أحد الأئمة السابقين قام بترجمة رجال البيهقي أو المتأخرين عموما على غرار الكتب المصنفة في تراجم كتب مخصوصة أو هل وجد ذلك عند أحد من المعاصرين
وجزاكم الله خيرا فهذه المحققات في حوزتي لكن أود المزيد والدال على الخير كفاعله
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[17 - 12 - 03, 10:10 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
يمكن أن يضاف أيضا:
كتاب: ((رجال الحاكم في المستدرك)) أو إن شئت فقل: ((زوائد رجال الحاكم على التقريب)) تأليف الشيخ المحدث: (مقبل بن هادي الوادعي وجماعة)؛
إذ إن البيهقي يسوق الكثير من روايات شيخه الحاكم -رحمهما الله تعالى -.
والكتاب طبع لدى (دار الحرمين) بمصر في مجلدين.
ـ[الطبراني]ــــــــ[18 - 12 - 03, 08:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الفاضل قد يفيدك هذا البحث على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6483
و بارك الله فيك(25/64)
هل ورد حديث يعتمد عليه في النهي عن استقبال الشمس والقمر عند قضاء الحاجة
ـ[ع. ع]ــــــــ[16 - 12 - 03, 11:43 م]ـ
ام ان كلها احاديث موضوعة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[17 - 12 - 03, 01:14 ص]ـ
لم يصح فيه شيئ البتة ..
ولو سلمنا جدلاً وجود حديث نظيف الاسناد، فكيف نأخذ به والنبي صلى الله عليه وسلم يقول - كما في الصحيحين - لما نهى عن استقبال القبلة ببول او غائط: ولكن شرقوا أو غربوا؟!
ـ[ع. ع]ــــــــ[17 - 12 - 03, 05:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هل يساعدني احد الاخوة ويخبرني اين اجد كلام العلماء حول هذه الروايات وتضعيفها؟
ـ[أبو منال]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:17 ص]ـ
قال ابن حجر في تلخيص الحبير ج 1 ص 458:
استقبال الشمس والقمر بالفرج: قال النووي في شرح المهذب هذا حديث باطل لا يعرف وقال ابن الصلاح لا يعرف وهو ضعيف روى في كتاب المناهي مرفوعا نهي أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس ونهى ان يبول الرجل وفرجه باد للقمر *
(قلت - ابن حجر -) وكتاب المناهي رواه محمد بن على الحكيم الترمذي في جزء مفرد ومداره على عباد بن كثير عن عثمان الا عرج عن الحسن حدثنى سبعة رهط من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم ابو هريرة وجابر وعبد الله ابن عمرو وعمران بن حصين ومعقل بن يسار وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك يزيد بعضهم على بعض في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم نهي ان يبال في المغتسل ونهي عن البول في الماء الراكد ونهي عن البول في المشارع ونهي ان يبول الرجل وفرجه باد إلى الشمس والقمر فذكر حديثا طويلا في نحو خمسة اوراق على هذا الاسلوب في غالب الاحكام وهو حديث باطل لا أصل له بل هو من اختلاف عباد *(25/65)
سؤال عاجل
ـ[عروس الإسلام]ــــــــ[17 - 12 - 03, 02:41 ص]ـ
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للإمام علي بن أبي طالب: ياعلي , لاتنم إلا أن تأتي بخمسة أشياء وهي قراءة القرآن كله , والتصدق بأربعة آلاف درهم ,وزيارة الكعبة, وحفظ مكانك في الجنة وإرضاء الخصوم
قال علي: وكيف ذلك يارسول الله؟
قال النبي صلى الله عليه وآله سلم: أما تعلم انك إذا قرأت قل هو الله أحد ثلاث مرات فقد قرأت القرآن كله , وإذا قرأت الفاتحة أربع مرات فقد تصدقت بأربعة آلاف درهم , وإذا قلت لا إله إلا الله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات فقد زرت الكعبة , وإذا قلت لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عشر مرات فقد حفظت مكانك في الجنة , وإذا قلت استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه عشر مرات فقد أرضيت الخصوم
ما مدى صحة هذا الحديث و إسناده الصحيح و جزاكم الله خيرا
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[21 - 12 - 03, 09:02 ص]ـ
هذا الحديث اعيانى جدا حتى علمت بان الشيخ الا لبانى رحمه الله اورده فى السلسلة الضعيفة وقال (لا اصل له)(25/66)
سلسلة الرافضة عقيدة وهدف - للشيخ إبراهيم الفارس للاستماع والتحميل
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:45 ص]ـ
خمس محاضرات قيمة:
http://www.islamway.com/bindex.php?section=series&scholar_id=23&series_id=1108(25/67)
الاجازات
ـ[ Abu Ahmad] ــــــــ[17 - 12 - 03, 07:16 ص]ـ
سلام عليكم و رحمة الله وبركاته
احب ان استفسر عن اهمية الإجازات
* هل الشخص الذي يملك اجازه مقدم على الشخص الذي لا يملك؟
* ما هي انواع الاجازات؟
* هل من الممكن ان تذكروا لي الشيوخ او العلماء الذين يملكون اجازات؟(25/68)
القرآن الكريم لاستخدامات الشبكة وغيرها ملف (وورد)
ـ[أبو خديجة]ــــــــ[17 - 12 - 03, 08:16 ص]ـ
http://www.almeshkat.net/vb/images/bism.gif
الإخوة الكرام: http://www.almeshkat.net/vb/images/slam.gif
أقدم لكم هذه النسخة (المرفقة) المتميزة من كتاب الله تعالى العزيز، هيأتها ليستخدمها الكتبة في المواقع والمنتديات بيسر وسهولة، كما أنها تصلح لكتابة البحوث والنشر الصحفي.
وعلى الإخوة الذين يستشهدون بالآيات الكريمة - في مقالاتهم -؛ أن يعتمدوا هذه النسخة، وذلك لأمور هامة، منها:
[1] أنها نسخة مصححة مدققة، ومع ذلك نتمنى التعاون على الخير من خلال التنبيه على ما يظهر للإخوة من ملاحظات ..
[2] جعلتُ كلَّ آيةٍ تبدأ من أول السطر، وقد ذيلتُ الآيةَ باسمِ السورة ورقم الآية. وبهذا يتمكن المستخدم من الطرق مرتين على الآية التي يريد، ثم ينسخها بمفردها للغرض المراد ..
[3] سهولة الاستخدام والبحث: من خلال فتح صندوق البحث في (وورد) ثم كتابة اسم السورة، ثم نقطتين: ثم رقم الآية، ثم مسافة؛ وسوف يقف مباشرة على المراد .. ، وأشدد على ضرورة المسافة خطوة واحدة بعد كتابة الرقم.
[4] تقع الآيةُ بين هذين القوسين {}، وأيضا اسم السورة ورقم الآيةِ بين هذين القوسين [].
النسخة صالحة لكافة التطبيقات من: تكبير الخط، والتلوين، .. إلخ.
كما أنصح بتحديث النسخة أو حمايتها وجعلها للقراءة فقط؛ لأن النسخ (القص) ربما يقع دون أن يدري المستخدم.
----------------------------
كما أنني على أتم الاستعداد لتحديث هذه النسخة بصفات معينة لمن يرغب، مثل: تلوين الآيات، أو جعل الاية كرابط يفتح على موقع ما به خدمات قرآنية .. ، هكذا:
{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [سُورَةُ الأَنْعَامِ: 15] ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=6&nAya=15&0)
حاول الطرق على الآية، وانظر ماذا هنالك؟!
-----------------------
وأذكر نفسي وإياكم بضرورة اعتماد النصوص المصححة لكتاب الله تعالى ولحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) لعظم المقام وخطورته، فإن هذه المقالات المتضمنة لهذه النصوص المقدسة عرضة للتداول والنشر، فوجب الاهتمام، ودفع احتمالات التحريف والخطأ قدر الإمكان من خلال ترك الاعتماد على الذاكرة، والفزع إلى النصوص الموثقة.
والله تعالى أعلم، وهو من وراء القصد.
ـ[أبو خديجة]ــــــــ[17 - 12 - 03, 08:29 ص]ـ
هذا هو الملف المضغوط:
ـ[ابن سبيل]ــــــــ[15 - 12 - 04, 07:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي ..
وجعله الله في ميزان حسناتك.
ـ[الزبيدي]ــــــــ[19 - 12 - 04, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا خديجة على الجهد المميز
أرجو تصحيح الاية 84 من سورة النمل {حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [سُورَةُ النَّمْلِ: 84]
الصحيح (جاءو) بدون الف انظر الرابط هنا ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?nType=1&nSeg=0&l=arb&nSora=27&nAya=84&0)
و إني لاتمنى لك الاجر الجزيل على هذا العمل الطيب المتقن وتقبل مني السلام والشكر العميق(25/69)
حكم من طاف وهو محدث حدثا أصغر
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[17 - 12 - 03, 01:50 م]ـ
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله:
أحدثت امرأة في أثناء الطواف فاستحيت أن تخبر رفقتها وأكملت طوافها وأخبرت أهلها فيما بعد فماذا عليها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب: طواف المرأة صحيح ولا شيء عليها والحدث الأصغر لا يمنع الطواف بالبيت ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى المحدث عن الطواف وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع.
والحديث المشهور (الطواف بالبيت صلاة إلا أنكم تتكلمون فيه) لا يثبت رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله في جامعه عقب رواية الحديث (960) وقد رُوي هذا الحديث عن ابن طاووس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً وهذا المحفوظ فقد رواه عبد الرزاق في المصنف (9789) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس موقوفاً ورواه (9790) عن ابن جريج قال أخبرني إبراهيم بن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس.
ورفعه عطاء بن السائب عن طاووس تراه في جامع الترمذي والمنتقى لابن الجارود وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان وفي رفعه نظر والصحيح عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً وعبد الله بن طاوس في أبيه أصح من عطاء فتقدم روايته على رواية عطاء.
وقد قال شعبة بن الحجاج سألت حماداً ومنصوراً وسليمان عن الرجل يطوف بالبيت على غير طهارة فلم يروا به بأساً. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 295) واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الفتاوى (26/ 199).
وقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ للطواف) فهذا دليل على سنية الوضوء ولا خلاف في ذلك.
والنزاع إنما هو في الوجوب ولم أجد دليلاً عليه إلا في الحدث الأكبر فقد جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال لعائشة (افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري).
أخوكم
سليمان بن ناصر العلوان
29/ 11 / 1421 هـ
نقلا عن موقع الشيخ حفظه الله من فتاواه المقروءة00 والله الموفق000
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[17 - 12 - 03, 05:21 م]ـ
فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله - مجموع فتاوى ومقالات_الجزء العاشر (مأخوذة من موقعه):
س: الأخ الذي رمز لاسمه بـ: ق. ن. ع - من القاهرة يقول في سؤال له: رجل شرع في الطواف فخرج منه ريح، هل يلزمه قطع طوافه أم يستمر؟
ج: إذا أحدث الإنسان في الطواف بريح أو بول أو مني، أو مس فرج أو ما أشبه ذلك انقطع طوافه كالصلاة، يذهب فيتطهر ثم يستأنف الطواف، هذا هو الصحيح، والمسألة فيها خلاف، لكن هذا هو الصواب في الطواف والصلاة جميعا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف وليتوضأ وليعد الصلاة رواه أبو داود، وصححه ابن خزيمة، والطواف من جنس الصلاة في الجملة، لكن لو قطعه لحاجة مثلا، كمن طاف ثلاثة أشواط ثم أقيمت الصلاة فإنه يصلي ثم يرجع فيبدأ من مكانه ولا يلزمه الرجوع إلى الحجر الأسود، بل يبدأ من مكانه ويكمل، خلافا لما قال بعض أهل العلم: إنه يبدأ من الحجر الأسود، والصواب: لا يلزمه ذلك، كما قال جماعة من أهل العلم، وكذا لو حضر جنازة وصلى عليها، أو أوقفه أحد يكلمه، أو زحام، أو ما أشبه ذلك، فإنه يكمل طوافه، ولا حرج عليه في ذلك. والله ولي التوفيق.
نشرت في المجلة العربية في العدد (156) لشهر ذي الحجة من عام 1410هـ.
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[17 - 12 - 03, 05:29 م]ـ
فتوى الشيخ / عبد العزيز الراجحي -حفظه الله - مأخوذة من موقعه: السؤال: يقول: أحسن الله إليك امرأة حجت وطافت طواف الإفاضة على غير وضوء ثم رجعت إلى بلدها وجامعها زوجها فما الواجب عليها؟
الإجابة:
الواجب عليها أن ترجع، هذا ما ذهب إليه جمهور أهل العلم طوافها غير صحيح، عليها أن ترجع وعليها ذبيحة شاة تذبحها في مكة عن الجماع، وزوجها يمتنع منها حتى تطوف، وإذا كانت رمت جمرة العقبة وقصرت حلت التحلل الأول وحجها صحيح، عليها أن ترجع وتعيد الطواف، وعليها شاة تذبحها في مكة مقابل عن الجماع، وزوجها ممنوع منها.
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[17 - 12 - 03, 07:51 م]ـ
أرجو من الإخوة الأفاضل إثراء الموضوع بما أفاء الله عليهم لتعم الفائدة 000 وإن كان الموضوع قد نوقش على هذا المنتدى المبارك فأتمنى منهم وضع الرابط لذلك000 وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه 000
ـ[أبو نايف]ــــــــ[19 - 12 - 03, 08:16 ص]ـ
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالي في (صحيحه 2: 591): باب: الطواف علي وضوء.
عن عائشة رضي الله عنها ((إن أول شيء بدأ به النبي صلي الله عليه وسلم حين قدم أنه توضأ ثم طاف بالبيت)).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي: وباشتراط الوضوء للطواف قال الجمهور، وخالف فيه بعض الكوفيين، ومن الحجة عليهم قوله صلي الله عليه وسلم لعائشة لما حاضت (غير أن لا تطوفي بالبيت حتي تطهري).
وقال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالي في (نيل الأوطار 5: 55): قوله (توضأ ثم طاف) لما كان هذا الفعل بياناً لقوله صلي الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم) صلح للاستدلال به علي الوجوب، والخلاف في كون الطهارة شرطاً أو غير شرط كالخلاف في الستر.
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالي في (التمهيد 19: 262): وأجمعوا أنه لا يجوز لأحد الطواف بالبيت إلا علي طهارة
هذا والله تعالي أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/70)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[19 - 12 - 03, 10:30 ص]ـ
وممن يرى عدم اشتراط الطهارة من الحدث الأصغر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله- فلعل أحد الاخوة ينقل ما قاله في الشرح الممتع، فإنه ممتع.
وممن أطال النفس في الكلام عن هذه المسألة الشنقيطي؛ كما في منسكه المستخرج من أضواء البيان.
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[21 - 12 - 03, 12:16 م]ـ
قال الشيخ / دبيان الدبيان - حفظه الله – في كتابه (الحيض والنفاس رواية ودراية –دراسة حديثية فقهية مقارنة- 2/ 745): إختلف العلماء في اشتراط الطهارة للطواف:
فقيل: الطهارة من الحيض، بل ومن الحدث الأصغر شرط لصحة الطواف، وهو المشهورمن مذهب المالكية والشافعية والحنابلة. وقيل:الطهارة من الحيض ومن الحدث الأصغر واجبة , ويصح الطواف بدونها؛وتجبر بدم , وهو الراجح عند الحنفية , ورواية عند أحمد. وقيل: الطهارة واجبة من الحيض , سنة من الحدث الأصغر وهو اختيار ابن تيمية. مجموع الفتاوى 26/ 198 ثم قال الشيخ دبيان (2/ 765): أدلة القائلين بأن الطهارة من الحيض شرط ومن الحدث الأصغر سنة: أما الدليل على كون الطهارة من الحيض شرطا: فالإجماع: قال ابن عبد البر: الحائض لا تطوف بالبيت وهو أمر مجتمع عليه , لا أعلم فيه خلافا (التمهيد 17/ 265). وقال ابن رشد: إتفق المسلمون على أن الحيض يمنع أربعة أشياء , وذكر الثالث منها, قال: والثالث فيما أحسب الطواف (بداية المجتهد مع الهداية 2/ 59 – 60). قال النووي: وقد أجمع العلماء على تحريم الطواف على الحائض والنفساء , وأجمعوا على أنه لايصح منهما طواف مفروض ولا تطوع , وأجمعوا على أن الحائض والنفساء لاتمنع من شيء من مناسك الحج إلا الطواف وركعتيه , نقل الإجماع في هذا كله ابن جرير وغيره (المجموع 2/ 386). قال ابن تيمية: وأما الذي لا أعلم فيه نزاعا أنه ليس لها أن تطوف مع الحيض إذا كانت قادرة على الطواف مع الطهر , فما أعلم منازعا أن ذلك يحرم عليها وتأثم به (مجموع الفتاوى 26/ 206). وقال ابن حزم: أما امتناع الصلاة والصوم والطواف والوطء في الفرج حال الحيض فإجماع متيقن مقطوع به , لا خلاف بين أحد من أهل الإسلام فيه (المحلى , مسألة رقم 254). وأما الدليل على كون الطهارة من الحدث الأصغر سنة: الدليل الأول: عدم الموجب للطهارة , والأصل براءة الذمة حتى يثبت الدليل الصحيح الصريح. قال ابن تيمية: لم ينقل أحد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا بإسناد صحيح ولا ضعيف أنه أمر بالوضوء للطواف مع العلم أنه قد حج معه خلائق عظيمة , وقد اعتمر عمرا متعددة , والناس معتمرون معه , فلو كان الوضوء فرضا في الطواف لبينه النبي - صلى الله عليه وسلم – بيانا عاما , ولو بينه لنقل ذلك المسلمون عنه , ولم يهملوه (مجموع الفتاوى 21/ 273). وقال ابن القيم: لم ينقل أحد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه أمر المسلمين بالطهارة , لا في عمرته , ولا في حجته , مع كثرة من حج معه واعتمر , ويمتنع أن يكون ذلك واجبا ولايبينه للأمة , وتأخير البيان عن وقته ممتنع (تهذيب السنن 1/ 52 – 53). قلت: وقد طاف مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - خلق كثير , وكثير منهم حديث عهد بالإسلام , ومع ذلك لم يأمرهم بالطهارة , وقد ينتقض وضوء كثير منهم أثناء الطواف , ومع هذا الإحتمال القوي , لم يبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه يلزمهم الطهارة في الطواف , مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أنه يعلن أفعاله ليأخذ الناس مناسكهم , فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشعر بأنه قد لا يحج العام القابل , وكان كما تنبأ النبي - صلى الله عليه وسلم -. الدليل الثاني: (338) ما رواه أحمد , قال رحمه الله: ثنا وكيع , ثنا سفيان , عن عبد الله بن محمد بن عقيل , عن محمد بن الحنفية , عن أبيه , قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مفتاح الصلاة الطهور , وتحريمها التكبير , وتحليلها التسليم)) المسند (1/ 123). ((وهذا الحديث حسن , وابن عقيل مختلف فيه , والأكثر على ضعفه , وهذا الحديث من أحاديثه المقبولة , حيث يشهد له عمومات أخر , كحديث (لاتقبل صلاة بغير طهور) ونحوها , ويتقى من حديثه ما ينفرد به مما لايوجد ما يعضده)). وجه الدلالة: قال ابن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/71)
تيمية: في هذا الحديث دلالتان: إحداهما: أن الصلاة تحريمها التكبير , وتحليلها التسليم , فما لم يكن تحريمه التكبير وتحليله التسليم لم يكن من الصلاة. الثانية: (أن هذه هي الصلاة التي مفتاحها الطهور , وكل صلاة مفتاحها الطهور , فتحريمها التكبير , وتحليلها التسليم , فما لم يكن تحريمه التكبير وتحليله التسليم , فليس مفتاحه الطهور). وقال –رحمه الله -: الطواف ليس له تحريم ولا تحليل , وإن كبر في أوله فكما يكبر على الصفا والمروة وعند رمي الجمار من غير أن يكون ذلك تحريما , ولهذا يكبر كلما حاذى الركن. والصلاة لها تحريم , لأنه بتكبيرها يحرم على المصلي ما كان حلالا له من الكلام , أو الأكل أو الضحك أو الشرب أو غير ذلك , فال طواف لا يحرم , بل كل ما كان مباحا قبل الطواف في المسجد , فهو مباح في الطواف , وإن كان قد يكره ذلك , لأنه يشغل عن مقصود الطواف). حتى قال: (ولا يعرف نزاع بين العلماء أن الطواف لا يبطل بالأكل والشرب والقهقهة كما لا يبطل غيره من مناسك الحج بذلك , وكما لا يبطل الإعتكاف بذلك) مجموع الفتاوى (21/ 275). الدليل الثالث: قال ابن تيمية: (يثبت أيضا أن الطهارة لا تجب لغير الصلاة , لما ثبت في صحيح مسلم (339) من حديث ابن جريج , حدثنا سعيد بن الحارث , عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قضى حاجته من الخلاء, فقرب له طعام , فأكل ولم يمس ماء. قال ابن جريج: وزادني عمرو بن دينار , عن سعيد بن الحارث , أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قيل له: إنك لم تتوضأ؟ قال: ما أردت صلاة فأتوضأ. قال عمرو: سمعته من سعيد بن الحارث. إنتهى. (أنظر الكلام على الحديث , من حيث الإختلاف في متنه في رقم –228 - ). ثم قال: ما أردت صلاة فأتوضأ , يدل على أنه لم يجب عليه الوضوء إلا إذا أراد الصلاة, وأن وضوءه لما سوى ذلك مستحب , وليس بواجب. الدليل الرابع: وإن لم يكن بمنزلة الدليل , ولكنه من باب الإستئناس بأقوال بعض السلف المتقدمين , حيث يكون للإنسان أسوة بمن تقدم رحمهم الله رحمة واسعة: (340) روى ابن أبي شيبة , قال , حدثنا غندر , عن شعبة , قال سألت حمادا ومنصورا وسليمان عن الرجل يطوف بالبيت على غير طهارة , فلم يرو به بأسا (وهذا إسناد في غاية الصحة) – المصنف (3/ 283) رقم 14349. وغندر من أثبت الناس في شعبة. نقله ابن تيمية في الفتاوى (26/ 182) قال: قال عبد الله بن أحمد , حدثني أبي , حدثنا سهل بن يوسف , أنبأ شعبة , عن حماد ومنصور , قالا: سألتهما عن الرجل يطوف بالبيت , وهو غير متوضيء , فلم يريا به بأسا. (341) وروى ابن أبي شيبة , قال: حدثنا غندر , عن شعبة , عن مغيرة , عن إبراهيم أنه قال في المرأة تطوف ثلاثة أشواط , ثم تحيض، قال: يعتد به. (وهذا إسناد حسن إن سلم من تدليس المغيرة). المصنف (3/ 193) رقم - 13426 - (342) وروى ابن أبي شيبة , قال , حدثنا جرير , عن ليث , عن عطاء , قال: (إذا طافت المرأة ثلاثة أطواف فصاعدا , ثم حاضت أجزأ عنه) المصنف (3/ 193) رقم – 13425 - (343) وروى ابن أبي شيبة أيضا قال: حدثنا أبو خالد , عن حجاج , عن عطاء , قال: تستقبل الطواف أحب إلي , وإن فعلت فلا بأس به. (حسن عن عطاء بمجموع الطريقين) المصنف (3/ 193) رقم – 13428 - قال الحافظ في الفتح (3/ 644) ح – 1650 - : وذهب جمع من الكو فيين إلى عدم الإشتراط – يعني الطهارة في الطواف -) قال ابن أبي شيبة , قال , حدثنا غندر , حدثنا شعبة , قال سألت الحكم وحمادا ومنصورا وسليمان عن الرجل يطوف بالبيت على غير طهارة فلم يروا به بأسا , وروي عن عطاء: (إذا طافت المرأة ثلاثة أطواف فصاعدا , ثم حاضت أجزأ عنها) وفي هذا تعقب على النووي حيث قال في شرح المهذب: إنفرد أبو حنيفة بأن الطهارة ليست بشرط في الطواف واختلف أصحابه في وجوبها وجبرانه بالدم عن فعله. إنتهى قال الحافظ: ولم ينفردوا بذلك كما ترى , فلعله أراد انفرادهم عن الأئمة الثلاثة , لكن عند أحمد رواية أن الطهارة للطواف واجبة تجبر بالدم و وعند المالكية قول يوافق هذا الحديث. إنتهى كلام الحافظ رحمه الله. الراجح من هذه الأقوال أن الطهارة من الحيض شرط في صحة الطواف , وأما الطهارة من الحدث الأصغر فليست شرطا فيه , لكن لا ينبغي للإنسان أن يتساهل في هذه السنة خروجا من الخلاف , خاصة أن الطهارة لا نزاع في مشروعيتها , والطواف ركن الحج والعمرة مقصود لذاته , وغيره من الأعمال تبع له.(25/72)
قراءة لمألف كتاب <نهج البلاغه>
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[17 - 12 - 03, 03:05 م]ـ
أولا 0مألف الكتاب:هو على بن الحسين بن موسى،القرشى، العلامة، الشريف، المرتضى، نقيب العلوية، الحسينى، الموسوى، البغدادى ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة للهجرة،حدث عن سهل بن احمد وابى عبدالله المرزبانىوغيرهما؛ قال الخطيب: كتبت عنه وهو جامع الكتاب المنسوب لفظه لعلىبن ابى طالب رضى الله عنه المسمى (نهج البلاغة) المتأمل لهذا الكتاب يجد انه باطل وموضوع اما متنه فلن اتحدث فيه انما سوف نقف مع مألفه وقفة بسيطة قال في الميزان (4/ 256؛258) بعد ان ذكره وهو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة وقال ابن كثير في البداية والنهاية في ذكرسنة ست وثلاثين واربع مائه عند ترجمة الشريف الرضى قال:ويقال انه هو الذى وضع كتاب نهج البلاغة؛ثم ساق ابن كثير امورا عجيبة تدل على شدة تشيعه وهناك من نسب الكتاب لأخيه الشريف المرتضى كابن خلكان قال الخطيب البغدادى فى الجامع: ("""" وكالخطب المروية عن على رضى الله عنه فان كلها موضوعة؛ وقال الذهبى في الميزان: ومن طالع الكتاب يعلم بانه مكذوب ففيه السب والحط على أبىبكر وعمر رضى الله عنهما وفيه ايضا من الركاكة والضعف ما يجزم بان الكتاب باطل؛ والكل مجمع على ان الكتاب ألف بعد على رضى الله عنه بنحو ثلاثة قرون ونصف وهو بلا اى اسناد
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[17 - 12 - 03, 07:40 م]ـ
http://www.albrhan.com/arabic/mqal/nahj.html
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين وبعد:
فإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين واجبة على المسلمين دون غلو، وعلى المسلم التمسك بما ثبت في فضائلهم في الكتاب و السنة الصحيحة، ورفض الروايات التي لا أساس لها ولا سند، والمدسوسة في كثير من المرويات. وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعبد الله تعالى في صلاتنا بالصلاة والسلام على محمد وآل محمد قبل التسليم. وأن نقول كما ثبت في الصحيح (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) [1]. وقال صلى الله عليه وسلم: (أذكركم الله في أهل بيتي) [2].
نعمة العقل:
لقد فضل الله تعالى الإنسان على الحيوان بنعمة العقل وجعل التكليف ساقطا عمن فقد هذه النعمة، لعدم مقدرته على التمييز، قال تعالى: {وهديناه النجدين} [3]، وقال تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} [4].
ولقد بشر الله تعالى أهل العقل والفهم في كتابه الكريم، فقال: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشرعباد. الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب} [5]، وقال تعالى: {وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيى به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} [6].
إن العقل أحد مصادر التشريع عند الشيعة، قال زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني: (والأصول الأربعة الكتاب والسنة والإجماع والعقل) [7].
وفي الكافي أن رسول الله قال: (ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل) [8]، وفي الكافي أيضا (سمعنا أبا عبد الله يقول لا غنى أخصب من العقل) [9]، وفيه أيضا (عن ابن السكيت أنه قال للرضا: فما الحجة على الخلق اليوم؟ فقال الرضا: العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه والكاذب على الله فتكذبه، فقال ابن السكيت هذا هو والله الجواب) [10].
إذن فعلينا أن نفكر، وندع عقولنا تعمل فإن من عيوبنا قلة البحث والقراءة والذي لا يقرأ يعير عقله غيره فلا تجده يفكر وللأسف الشديد فإن تلقينا العلم والدين بالوراثة فهي المصدر.
أيها القارئ الكريم: حسبك الروايات السابقة لكي تفكر وتهتم بعمل العقل في كل ما يعرض عليك.
مكانة نهج البلاغة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/73)
قال عنه أحد أكبر علماء الشيعة المعاصرين، الهادي كاشف الغطاء في كتابه مستدرك نهج البلاغة: (بأن كتاب نهج البلاغة أو ما اختاره العلامة ابوالحسن محمد الرضا. من كلام مولانا أمير المؤمنين ..... من أعظم الكتب الإسلامية شأنا - إلى أن قال - نور لمن استضاء به، ونجاة لمن تمسك به، وبرهان لمن اعتمده، ولب لمن تدبره [11]. وقال أيضا (إن اعتقادنا في كتاب نهج البلاغة أن جميع مافيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبى ص وعن أهل بيته في جوامع الأخبار الصحيحة والكتب المعتبرة) [12].
وقال عن نهج البلاغة شرح محمد عبده (أحد شيوخ الأزهر بمصر):
(ومن أفاضل شراحه العلامة الشيخ محمد عبده فقد شرحه بكلمات وجيزة 00) [13]
وقال بعض علماء أهل السنة عن نهج البلاغة ( ... ألفه لهم الشريف الرضي وأعانه عليه أخوه المرتضى، وطريقتهما في تأليفه أن يعمدا إلى الخطبة القصيرة المأثورة عن أمير المؤمنين فيزيدان عليها. . . .، وإن الصحيح من كلام أمير المؤمنين في نهج البلاغة قد يبلغ عشره أو نصف عشره، والباقي من كلام الرضي والمرتضى) [14]؟ وقيل أيضا أن الذي ألفه هو الشريف المرتضى المتوفى سنة 436 هـ فبالرغم من هذه الشقة البعيدة من السنين بينهما وبين علي رضي الله عنه، إلا أنهما يرويان عنه مباشرة بدون إسناد.
وقد انتهج مثل ذلك صاحب الكتاب المسمى (مستدرك نهج البلاغه)؟! فكيف لهذا المعاصر [15] أيضا أن يروي عن علي رضي الله عنه الذي عاش في القرن الأول الهجري وهو قد عاش في القرن الرابع عشر بدون ذكر المصادر أو الإسناد؟.وما يدرينا لعله بعد سنين أو قرون من الآن يأتي منهم من يروي عن على رضي الله عنه وبالطريقة نفسها!!.
فبالرغم من مكانة هذا الكتاب عند الشيعة والمكانة التي يعطونها لعلى رضي الله عنه ومن ذلك أنه معصوم عن الكذب والخطأ والنسيان. وأنه إمام طاعته من طاعة الله، إلا أنهم يخالفون ما في النهج من كلام نسبوه لعلي رضي الله عنه ولا يطيعونه، فلماذا الشيعة يخالفون كتاب الله وسنة رسوله وقول إمامهم!!. وأمثلة هذه الدلائل على مخالفتهم ما في نهج البلاغة ما يلي:
أولا: أين النص الإلهي بالإمامة الذي يزعمونه؟ وكيف لعلي رضي الله عنه أن يرفضها لو كان هناك نص؟!:
1 - ففى نهج البلاغة خطبة لعلي رضي الله عنه حينما دعوه إلى البيعة بعد مقتل عثمان رضي الله عنهما قال فيها: (دعوني والتمسوا غيري، فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان، لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول ... إلى أن قال: وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا) [16] فلله العجب!
إذ لو كان أمر الإمامة أو الخلافة كما يصورها الشيعة بأنها نص إلهى في علي رضي الله عنه وأبنائه الإحدى عشر من بعده، كما يذكر ذلك الكليني في الكافي: (عن أبي عبد الله ع قال: إن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود لرجال مسمين ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون بعده) [17].
كيف يستطيع علي رضي الله عنه أن يقول دعوني والتمسوا غيري هل يتهم الشيعة الإمام علي رضي الله عنه بعصيان الله؟ أين حبهم لعلي رضي الله عنه؟ إن عليا رضي الله عنه عند أهل السنة من خيرة الصحابة ومن أكثرهم طاعة لله، وإنه من المبشرين بالجنة، لكننا نقول بأن عليا رضي الله عنه هنا (وفي نهج البلاغة) يقرر أن الخلافة يجوز أن تكون له أو لغيره، ويقول نفسه عن نفسه أكون مقتدياً خيرا لي من أن أكون إماماً. فهو لا يرى الأمر كما يراه الشيعة.
2 - وقال علي رضي الله عنه أيضا - حسب مارووا - في نهج البلاغة مخاطباً طلحة والزبير: (والله ما كانت لي في الخلافة رغبة، ولا في الولاية إربة، ولكنكم دعوتموني إليها وحملتموني عليها) [18].
فهل يجوز بعد هذا لأحد أن يقول بأن هناك نصاً إلهياً وهذا علي رضي الله عنه يقول بأنه ليس له في الخلافة رغبة؟ وأنهم حملوه عليها. فلو كان هناك نص لما رفض علي رضي الله عنه الخلافة، و ما العمل وقد جعلوا من أنكر الإمامة كافراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/74)
قال الصدوق (ابن بابويه القمي)! مصرحا (إعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده أنه كمن جحد جميع الأنبياء، وإعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحدا من بعده من الأئمة إنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء، ثم أنكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم) [19]. وقال الطوسي: (ودفع الإمامة كفر، كما أن دفع النبوة كفر لأن الجهل بهما على حد واحد) [20].
3 - وفي نهج البلاغة أن علياً قال في وصف بيعته بالخلافة (وبسطتم يدي فكففتها، ومددتموها فقبضتها، ثم تداككتم علي تداكُ الهيم على حياضها يوم وردها) [21]. فهذا الوصف منه يدل على أنه لم يقبل عليها وكان يتمنعها حتى أن لم يجد بدا من قبول بيعتهم له.
4 - وورد في نهج البلاغة قول علي رضي الله عنه وهو يذكر أمر الخلافة والإمامة: (رضينا عن الله قضائه، وسلمنا لله أمره ....... فنظرت في أمري فإذا طاعتي سبقت بيعتي إذ الميثاق في عنقي لغيري) [22].
إذن أمر الله الذي سلم له علي: أن تكون الخلافة في أبي بكر، فأين أمر الله بالخلافة والإمامة لعلي؟!!.
ويقول علي البحراني في منار الهدى (ولما رأى ذلك تقدم إلى الصديق، وبايعه المهاجرون والأنصار، والكلام من فيه وهو يومئذ أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، لا يتقي الناس، ولا يظهر إلا ما يبطنه لعدم دواعى التقية، وهو يذكر الأحداث الماضية فيقول: (فمشيت عند ذلك إلى أبى بكر، فبايعته، ونهضت في تلك الأحداث ... فتولى أبو بكر تلك الأمور فسدد ويسر وقارب واقتصد فصحبته مناصحا، وأطعته فيما أطاع الله جاهدا) [23].
وكان علي رضي الله عنه ـ كما ذكر ـ مطيعا لأبي بكر ممتثلاً لأوامره فقد حدث أن وفداً من الكفار جاءوا إلى المدينة المنورة، ورأوا بالمسلمين ضعفاً وقلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة للجهاد واستئصال شأفة المرتدين والبغاة، فأحس منهم الصديق خطراً على عاصمة إلإسلام والمسلمين (فأمر الصديق بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش، وأمر عليا والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحرائر، وبقوا كذلك حتى أمنوا منهم) [24].
ثانيا: علي رضي الله عنه يعلن ثناءه وحبه لإبي بكر وعمر وعثمان ويمدح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم أجمعين: -
1 - وورد في النهج أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما استشار عليا رضي الله عنه عند انطلاقه لقتال فارس وقد جمعوا للقتال، أجابه: (إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله تعالى الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده، حتى بلغ مابلغ وطلع حيثما طلع، ونحن على موعد من الله تعالى حيث قال عز اسمه {وعد الله الذين آمنوا} وتلى الآية، والله تعالى منجز وعده وناصر جنده، ومكان القيم بالأمر في الإسلام مكان النظام من الخرز فإن انقطع النظام تفرق الخرز، ورب متفرق لم يجتمع، والعرب اليوم وإن كانوا قليلاً فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالإجتماع، فكن قطباً، واستدر الرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انقضت عليك من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكَلَبِهم عليك وطمعهم فيك. فأما ماذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإن الله سبحانه وتعالى هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره. وأما ماذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة) [25]. انتهى بلفظه. فتدبر منصفاً لهذا الثناء والحب والخوف على عمر من علي رضي الله عنه فأين ذلك كله ممن يكفر عمر رضي الله عنه ويسبه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/75)
2 - وأيضا في النهج لما استشار عمر بن الخطاب عليا رضى الله عنهما في الخروج إلى غزوة الروم، قال: (وقد توكل الله لهذا الدين بإعزاز الحوزة، وستر العورة، والذي نصرهم وهم قليل لا ينتصرون، ومنعهم وهم قليل لا يمتنعون، حي لا يموت، إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب، لاتكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلاً مجرباً، واحفز معه أهل البلاء وإلنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن كانت الأخرى، كنت ردْءاً للناس ومثابة للمسلمين) [26].
تأمل يا أخي المسلم والمنصف قوله كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين فلوكان عمر رضي الله عنه كافراً مرتداً لم يقل علي ردءا للناس ومثابة للمسلمين فهل علي رضي الله عنه كان يقول كلاما لا يعتقده أم أنها الحقيقة التي عميت على أهل الأهواء؟؟؟!!.
3 - وأورد المرتضى في النهج عن علي رضي الله عنه من كتابه الذي كتبه إلى معاوية رضي الله عنهما: (إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان، على مابايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج منهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ماخرج منه فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى) [27].
وهنا يستدل الإمام على رضي الله عنه على صحة خلافته وانعقاد بيعته بصحة بيعة من سبقه، وهذا يعني بوضوح أن عليا رضي الله عنه كان يعتقد بشرعية خلافة أبى بكر وعمر وعثمان، كما يذكر في هذا النص الواضح في معناه والذي كتبه إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، بأن الإمامة والخلافة تنعقد باتفاق المسلمين واجتماعهم على شخص، وخاصة في العصر الأول باجتماع الأنصار والمهاجرين فإنهم اجتمعوا على أبى بكر وعمر، فلم يبق للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد.
4 - وفى النهج أيضا - عن علي رضي الله عنه (لله بلاء فلان [28] لقد قوم الأود [29]، وداوى العمد [30]، وأقام السنة، وخلف البدعة، وذهب نقي الثوب، قليل العيب، أصاب خيرها واتقى شرها، أدى لله طاعة واتقاه بحقه، رحل وتركهم في طرق متشعبة لا يهتدي إليها الضال، ولا يستيقن المهتدي) [31]. وقد حذف الشريف صاحب النهج حفظا لمذهبه لفظ (أبي بكر أو عمر) وأثبت بدله (فلان)، ولهذا الإبهام اختلف الشراح فقال البعض هو أبو بكر والبعض عمر، ورجح الأكثر الأول وهو الأظهر، فقد وصفه من الصفات بأعلى مراتبها فناهيك به وناهيك بها، وغاية ما أجابو أن هذا المدح كان من الإمام لاستجلاب قلوب الناس لإعتقادهم بالشيخين أشد الإعتقاد ولايخفى على المنصف أن فيه نسبة الكذب لغرض دنيوي مظنون الحصول، بل كان اليأس منه حاصلا قاطعا، وفيه تضييع غرض الدين بالمرة، فحاشا لمثل الإمام أن يمدح مثلهما [32]، لو كانا كما يزعمون، وأيضا أية ضرورة تلجأه إلى هذه التأكيدات والمبالغات؟ وأيضا في هذا المدح العظيم الكامل تضليل الأمة وترويج الباطل، وذلك محال من المعصوم - حسب اعتقاد الشيعة - بل كان الواجب عليه بيان الحال لما بين يديه، فانظر وأنصف.
وقد احتار الإمامية الإثنا عشرية بمثل هذا النص، لأنه في نهج البلاغة وما في النهج عندهم قطعي الثبوت، وصور شيخهم ميثم البحراني [33] ذلك بقوله: (واعلم أن الشيعة قد أوردوا هنا سؤالا فقالوا: إن هذه الممادح إلتي ذكرها. في حق أحد الرجلين تنافي ما أجمعنا عليه من تخطئتهما وأخذهما لمنصب الخلافة، فإما أن لا يكون هذا الكلام من كلامه رضي الله عنه، وإما أن يكون إجماعنا خطأ). ثم حملوا هذا الكلام على التقية وأنه إنما قال هذا المدح - من أجل (استصلاح من يعتقد صحة خلافة الشيخين. واستجلاب قلوبهم بمثل هذا الكلام) [34]. أى: إن عليا رضي الله عنه - في زعمهم - أظهر لهم خلاف ما يبطن! ونحن نقول أن قول علي رضي الله عنه هو الحق والصدق، وهو الذي لا يخاف في الله لومة لائم [35].
5 – وأيضا فقد زوج الإمام علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم عمر بن الخطاب رضي الله عنه (فروع الكافي كتاب الطلاق باب المتوفى عنها زوجها 6/ 115 - 116).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/76)
وأيضا سمى الإمام أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم (كشف الغمة للأربلي والإرشاد للمفيد)
6 - وجاء في نهج البلاغة على لسان علي بخصوص عثمان رضي الله عنهما (والله ما أدري ما أقول لك؟ ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيئ فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صحبنا وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب بأولى لعمل الحق منك وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره مالم ينالا) [37].
فانظر هذا المدح والثناء على عثمان من علي رضي الله عنهما وانظر إلى قوله: (وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب، بأولى لعمل الحق منك) فهذه شهادة علي بأن أبابكر وعمركانا على الحق وعملا به وليسا بأولى من عثمان في ذلك فهو لعمل الحق أهل، فأين هذا من سب من يدعون حب علي؟ وهل اتبعوا الإمام أم خالفوه؟!.
7 - وجاء أيضا في أحد شروحهم لنهج البلاغة: (ولما حوصر عثمان رضي الله عنه في بيته قام علي بالدفاع عنه بيده ولسانه) [38].
8 - وورد في في نهج البلاغة خطبة على رضي الله عنه والتي تدور حول مدح وثناء على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونعرض هنا جزءاً منها: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم ويقبضون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذكر الله همرت أعينهم حتى ابتلت جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاءا للثواب) [39].
9 – وقال أيضا مادحا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي نهج البلاغة؟!): (أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه وقرأو القرآن فأحكموه، وهيجوا إلى القتال فَوَلِهُوا وَلَهَ اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعض هلك، وبعض نجا، لا يبشرون بالأحياء، ولا يعزون بالموتى، مر العيون من البكاء خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صفر الألوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين، أولئك أخواني الذاهبون، فحق لنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم) [40].
10 - وهاهو نهج البلاغة مليء من منع علي لأصحابه من السب والشتم والتكفير والتفسيق، وحتى لمقاتليه في حرب صفين، وعنوان الخطبة (ومن كلام له عليه السلام وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم في صفين): (إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: (اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بينا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويروي عن الغي والعدوان من لهج به) [41].
11 - وجاء في نهح البلاغة،كتاب علي رضي الله عنه إلى الأمصار يذكر فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين (وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله، والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء) [42].
إن علياً رضي الله عنه لم يكفر أحداً ممن قاتله حتى ولا الخوارج، ولا سبا ذرية أحد منهم، ولا غنم ماله، ولا حكم في أحد ممن قاتله بحكم المرتدين كما حكم أبو بكر وسائر الصحابة في بني حنيفة وأمثالهم من المرتدين، بل كان يترضى. عن طلحة والزبير وغيرهما ممن قاتلهم، ويحكم فيهم وفي أصحاب معاوية ممن قاتلهم بحكم المسلمين، وقد ثبت بالنقل الصبحيح أن مناديه نادى يوم الجمل لايتبع مدبر، ولا يجهز على جريح ولا يغنم مال [43]. واستفاضت الآثار أنه كان يقول عن قتلى معاويه: إنهم جميعا مسلمون ليسوا كفارا ولا منافقين [44]. وهذا ثبت بنقل الشيعة نفسها، فقد جاء في كتبهم المعتمده عندهم (عن جعفر عن أبيه أن عليا - عليه السلام - لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه يقول: هم بغوا علينا) [45].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/77)
ثالثا: - علي رضي الله عنه يذم الذين ادعوا التشيع له وخالفوا أوامره من شيعة الكوفة:
وقد وردت في نهج البلاغة نصوص كثيرة نذكر بعضها:
1 - (لو ددت أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم، يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث واثنتين صمٌ ذوو أسماع وبكم ذوو كلام وعمي ذوو إبصار) [46].
2 - وفي النهج قوله: (اللهم إني مللتهم وملوني وسئمتهم وسئمونى فأبدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني .... ) [47].
3 - وفي النهج قوله يذم أهل الكوفة: (يا أشباه الرجال ولا رجال! حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة - والله - جرَّت ندماً، وأعقبت سدما. قاتلكم الله لقد ملأتم قلي قيحا، وشحنتم صدري غيظا، وجرعتمونى نغب التًّهمَام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان) [48].
إن سيرة علي رضي الله عنه وأفعاله وأقواله الثابتة عنه تختلف عن أقوال وأفعال بعض المدعين محبته، لقد خالفوا أوامره حتى قال فيهم مثل هذا الكلام مرات عدة، ولا زال المدعون التشيع له يفعلون ما يغضب علي، وهو براء مما يفعلون.
رابعا: - علي رضي الله عنه ينهى عن الغلو:
1 - وفي نهج البلاغة: (وقال علي رضي الله عنه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، مخاطبا إياه: لولا أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشؤون) [49].
2 - وذكر في نهج البلاغة أيضا أن عليا رضي الله عنه قال: (من ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط أجره) [50].
قال تعالى: {والصابرين في السراء والضراء وحين البأس}. وقال تعالى: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنالله وإنا إليه رأجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
هل أئمة الشيعة يرضون ويقبلون ما يفعله عوام والمنتسبون للعلم منهم؟؟ وهل الأئمة أمروا بالأحزان في أيام عاشوراء وغيرها؟
3 - وجاء فى نهج البلاغة أن علي بن أبي طالب قال: (وسيهلك في صنفان: محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس في حالا النمط الأوسط فالزموه، والزموا السواد الأعظم بأن يد الله على الجماعة، وإياكم وا لفرقة) [51].
4 - وجاء في نهج البلاغة - ما يخالف، اعتقادهم في عصمة الأئمة - حيث قال أمير المؤمنين -كما يروي صاحب النهج: (لا تخالطوني بالمصانعة، ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، ولا التماس إعظام النفس، بأنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي) [52]. وفي نهج البلاغة أيضا كان علي رضي الله عنه يوصي ابنه الحسن رضي الله عنه حيث قال: ( ..... فإن أشكل عليك من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت جاهلا ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك) (نهج البلاغة شرح محمد عبده 2/ 578 ط مؤسسة المعارف بيروت) فهذا علي لاينفي عن نفسه الخطأ فكيف يقول علماؤهم لايجوز على الأئمة الخطأ والسهو والنسيان؟.
وكان علي رضي الله عنه يناجي ربه بهذا الدعاء - كما يروي صاحب النهج (اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت [53] من نفسي ولم تجد له وفاء عندي، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان [54].
فهذا علي يدعوا الله بأن يغفر ذنوبه من السهو وغيره، فهل هذا ينافي العصمة؟!.
ومعني العصمة عند الشيعة يختلف بحسب أطوار التشيع وتطوراته، وقد استقر على ما قرره شيخ الشيعة ـ في زمنه ـ المجلسي صاحب بحار الأنوار ـ المتوفى سنة (1111هـ) ـ في قوله: ((إعلم أن الإمامية اتفقوا على عصمة الأئمة ـ عليهم السلام ـ من الذنوب ـ صغيرها وكبيرها فلا يقع منهم ذنب أصلا لا عمدا ولا نسيانا ولا لخطأ في التأويل ولا للإسهاء من الله)) [55].
فالمجلسي يسبغ على أئمته العصمة من كافة الأوجه المتصورة، العصمة من المعصية كلها ـ صغيرة أو كبيرة ـ العصمة من الخطأ، والعصمة من السهو والنسيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/78)
5 - وجاء في نهج البلاغة عن علي رضي الله عنه أنه قال: (أوصيكم بتقوى الله الذي ألبسكم الرياش [56] وأسبغ عليكم المعاش، فلو أن أحدا يجد إلى البقاء سُلًّمَا أو لدفع الموت سبيلاً لكان ذلك سليمان بن داود) [57].
وهذا ينقض الباب الذي وضعه الكليني في الكافي بعنوان: (أن الأئمة ع يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم). كيف؟ وعلي يقول: ( .. أو لدفع الموت سبيلاً).
6 - وجاء في نهج البلاغة عن علي رضي الله عنه أنه قال في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم -:
(أرسله على حين فترة من الرسل. . . فقفى به الرسل، وختم به الوحي) [58].
فأين هذا القول مما في الكافي (أن الحسن العباس المعروفي كتب إلى الرضا ع جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والإمام، قال فكتب أو قال: الفرق بين الرسول والنبي والإمام: أن الرسول الذي ينزل عليه جبرائيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحى وربما رأى في منامه نحو رؤيا ابراهيم ع، والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع، والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص) [59].
وجاء في بحار الأنوار تسع عشرة رواية تذكر بأن الله تعالى ناجى علياً، وأن جبرائيل يملي عليه .... ) [60].
وتتحدث بعض رواياتهم عن أنواع الوحي للإمام فتذكر أن جعفراً قال: (إن منا لمن ينكت في أذنه، وإن منا لمن يؤتى في منامه، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة تقع على الطشت (كذا)، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل) [61].
بل أكثر من ذلك فرفعوهم فوق الأنبياء والرسل فلا يحتاجون إلى الوحي في كل الأحوال بل كما جاء في الباب الذي عقده الكليني في الكافي (باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا) [62]، وذكر فيه ثلاث روايات كلها تنطق بـ (أن الإمام إذا شاء أن يعلم أعلم) [63]، فالوحي للأئمة ليس بمشيئة الله وحده كما هي الحال مع الرسل - عليهم السلام - بل هو تابع لمشيثة الإمام. بل إن الأئمة تذهب إلى عرش الرحمن كل ليلة جمعة لتطوف به فتأخذ من العلم ما شاءت، قال أبو عبد الله (إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله - صلى الله عليه وآله - العرش ووافى الأئمة - عليهم السلام - معه ووافينا معهم، فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد ولولا ذلك لأنفدنا) [64].
وعقد الكليني في الكافي باباً بعنوان: (أن الأئمة - عليهم السلام - ولاة أمر الله وخزنة علمه) [65]، وضمن هذا الباب ست روايات في هذا المعنى، وبابٌ بعنوان (أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم) [66]، وفيه سبع روايات، وبابٌ بعنوان: (أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التى خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل - عليهم السلام) [67] وفيه أربع روايات.
وذكر في كتب الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استمر طيلة حياته يعلِم علياً علوماً وأسراراً لايطلع عليها أحد سواه، وقد وصلت مبالغات الشيعة في هذه الدعاوي إلى مرحلة لا يصدقها عقل .. حتى قيل: إن علياً استمر في تلقي العلم من فم رسول الله حتى بعد موته - عليه الصلاة والسلام - وعقد المجلسي لهذا باباً بعنوان (باب ماعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاته وبعده) [68].
وقالت الرواية الأولى في هذا الباب إن عليا رضي الله عنه قال: (أوصاني النبى صلى الله عليه وآله فقال: إذا أنا مِتُّ فغسلني بست قرب من بئر غرس [69] فإذا فرغت من غسلي فأدرجني في أكفانى، ثم ضع فاك على فمي، قال ففعلت وأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة) [70]. وقالت الرواية الثانية بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا علي إذا أنا مت فاغسلني وكفني , ثم اقعدني وسائلني واكتب) [71].
ومضت بقية الروايات على هذا النسق , حتى قالوا بأن علياً كان إذا أخبر بشيء قال: (هذا ما أخبرني به النبي صلى الله عليه وآله بعد موته) [72].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/79)
أيها القارئ الكريم: أكتفي بهذا ولي معك لقاءات أخرى إن شاء الله تعالى، وعلينا الصبر والسير في الطريق والبحث عن الروايات التي تجمع الأمة فلنكن دعاة إصلاح وتقريب وهذا هو الطريق لابد من إظهار منزلة آل البيت في كتب السنة والسعي الجاد لتنقية الروايات عن الأئمة والاعتماد على القرآن الكريم لكي يكون هو مصدر توحيد كلمة المسلمين (وهذا بإذن الله تعالى موضوعنا القادم) وإلى اللقاء، ربما صدرت كلمات لا تليق فمعذرة.
____________________________
[1]- البخاري (6357).
[2]- رواه مسلم (2408).
[3]- سورة البلد آيه 10.
[4]- سورة الإنسان آيه 3.
[5]- الزمر 17 , 18.
[6]- البقرة آيه 164.
[7]- الروضة البهية شرح اللمعة الدمشقيه. ج3 ص 62.
[8]- الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني. ج1 ص 12 (وهو من أهم كتبهم).
[9]- الكافي ج 1ص 29.
[10]- مستدرك الوسائل ج1 ص81.
[11]- مقدمة / مستدرك نهج البلاغة ص5.
[12]- الهادي كاشف الغطاء/مستدرك نهج البلاغة ص 191.
[13]- المصدر السابق ص192.
[14]- شاه عبد العزيز الدهلوي /مختصر التحفة الإثني عشرية ص 58.
[15]- الهادي بن عباس كاشف الغطاء (1289 - 1361هـ).
[16]- نهج البلاغة ص 178، 179 شرح محمد عبده / دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع.
[17]- الكافي/لمحمد بن يعقوب الكليني ج1ص 278.
[18]- نهج البلاغة ص 397 شرح محمد عبده.
[19]- الاعتقادات للقمي ص111.
[20]- الطوسي / تلخيص الشافي: 4/ 131، بحار الانوار 8/ 368.
[21]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 430.
[22]- نهج البلاغة ص 81 خطبة 37 ط بيروت بتحقيق صبحي الصالح، نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 95 - 96.
[23]- منار الهدى / لعلي البحراني ص 373، وأيضا ناسخ التواريخ ج3 ص532.
[24]- شرح نهج البلاغة / ج 4 ص 228 ط تبريز، الشيعة وآل البيت/إحسان إلهي ظهير/ص71.
[25]- نهج البلاغة ص257، 258 شرح محمد عبده / دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت.
[26]- نهج البلاغة ص246،247. شرح محمد عبده / دار الاندلس لملطباعة والنشر والتوزيع.
[27]- المصدر السابق ص 446.
[28]- ورويت (لله بلاد فلان) وقال شارح نهج البلاغة الشيعي المعتزلى (ابو الحديد) في ج 12ص3. (أي لله ما صنع فلان، والمكنى عنه عمر بن الخطاب، (وقال ابو الحديد): وقد وجدت النسخة التي بخط الرضى أبي الحسن جامع نهج البلاغة وتحت فلان عمر).
ويقول ابو الحديد في شرحه لنهج البلاغة: سألت عنه النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي فقال لي هو عمر بن الخطاب، فقلت له: أيثني عليه أمير المؤمنين هذا الثناء؟ فقال: نعم، ويقول أيضا في ج 2 ص 4: اذا اعترف أمير المؤمنين بأنه اقام السنة وذهب نقي الثوب قليل العيب وأنه أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه فهذا غاية مايكون المدح.
[29]- الأود: العوج.
[30]- العمد بالتحريك: العله، انظر صبحي الصالح في تعليقه على نهج البلاغة ص671.
[31]- نهج البلاغة ص430 شرح محمدعبده.
[32]- أي إلا من اعتقاد بصدق ما يقوله.
[33]- ميثم بن علي البحراني (كمال الدين) من شيوخ الإمامية، من أهل البحرين، من كتبه: (شرح نهج البلاغة)، توفي في البحرين سنة 679 س (معجم المؤلفين:13/ 55).
[34]- ميثم البحراني/ شرح نهج البلاغة: 4/ 98.
[35]- أصول مذهب الشيعة / د ناصر القفاري ص 764.
[37]- نهج البلاغة ص 291 شرح محمد عبده/دار الاندلس للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت، وشرح أبي الحديد ج9 ص261.
[38]- شرح نهج البلاغة للبحراني ج 4 ص354.
[39]- نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح ص143، وشرح أبي الحديد ج7ص77، وشرح محمد عبده ص190.
[40]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص229، شرح أبي الحديد ج7ص291.
[41]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 398، نهج البلاغة تحقيق صبجي ألصالح ص323، شرح أبي الحديد ج11ص21.
[42]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 543.
[43]- أصول مذهب الشيعة / د ناصر القفاري.
[44]- منهاج السنة 4/ 181.
[45]- قرب الإسناد ص 62، وسائل الشيعة11/ 62.
[46]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص189، وشرح أبي الحديد ج 7 ص70.
[47]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 72، شرح أبي الحديد ج1ص332.
[48]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 77، شرح أبي الحديد ج2ص75.
[49]- شرح محمد عبده ص436، نهج البلاغة شرح أبي الحديد ج 13 ص42.
[50]- نهج البلاغة شرح أبي الحديد ج 18 ص 342.
[51]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 237، شرح أبي الحديد ج8ص112.
[52]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص412 - 413، شرح أبي الحديد ج11ص102.
[53]- وأيت: أي (وعدت) والوأي: (الوعد). وتقول قد وأيت وأيا: أي (وعدت وعدا).
[54]- نهج البلاغة شرح أبي الحديد ج6 ص176.
[55]- بحار الأنوار 25/ 209.
[56]- الرياش والريش واحد وهو اللباس أو اللباس الفاخر.
[57]- نهج البلاغة شرح محمد عبده ص326.
[58]- المصدر السابق ص245.
[59]- الكافي ج1 ص 176.
[60]- بحار الانوار 39/ 151 - 157.
[61]- بحار الانوار 26/ 358، بصائر الدرجات ص63.
[62]- أصول الكافي 1/ 258.
[63]- نفس الموضع من المصدر السابق.
[64]- أصول الكافي 1/ 254، بحار الأنوار26/ 88 - 89، بصالر الدرجات ص36.
[65]- أصول الكافي 1/ 192 - 193.
[66]- المصدر السابق 1/ 223 - 226.
[67]- المصدر السابق 255 - 256.
[68]- بحار الانوار 40/ 213 - 218.
[69]- بئر غرس: بئر بالمدينه المنوره. انظر معجم البلدان 4/ 193.
[70]- بحار الأنوار 213/ 40، بصائر الدرجات ص80.
[71]- نفس الموضع من المصدرين السابقين.
[72]- بحار الأنوار 40/ 215.(25/80)
مع أغلى كتاب
ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:14 م]ـ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2)
الثناء الجميل محبب إلى النفس لكن أي ثناء تحبه النفوس؟
هل هو النفافي الذي تعلم النفس أن لا مقابل له؟ أم هو الثناء الذي تكمن وراءه مصلحة آنية غير مهدفة؟ أم هو الثناء الذي يطلقه صاحبه ليأمن من المثني عليه أو الممدوح؟ أم هو الثناء المبني على أهلية الممدوح والمثني عليه بما هو أهله .. ؟ أي ذلك؟ قد تطرب بعض النفوس للثناء الأجوف وإن كانت تعلم بأنه ثناء لا يتكئ على أهلية ومقابل .. لكنها ليست نفوس سوية وليست موضوعية ولا واقعية أو إن شئت فقل: ليست موفقة .. ولسنا بصدد السرور الكاذب الذي لا يبلغ النفس المثني عليها إلى خير والذي يشوبه التكذيب الداخلي من داخل نفس المثني عليه أولاً ومن نفس المادح أو المثني ثانياً .. ولكنا – ويجب أن نعتمد هذا في قاموس تعاملنا مع الغير أخذاً وعطاء – نعني ذلك السرور الذي يدوم ويستمر .. إنه السرور الذي انبنى على مقابل؛ على أهلية الممدوح والمثني عليه لأنه ثناء تأسس على أرضية صلبة وثابتة لا تهزه العوادي الواردة على الثناء .. وهذا هو الثناء الممنهج بمنهج القرآن المعصوم الذي لا يجوز عليه الخطأ .. ليس مع البشر فحسب ولكن مع رب البشر – سبحانه وتعالى – هذه القاعدة مستوحاة من هذا الكتاب العزيز وهي قاعدة مطردة حسب تتبعي الطويل والمتفحص .. فالحمد وهو الثناء المستغرق لجميع أنواع الثناء على الجميل الاختياري يردف بالتعليل المباشر وكأن سائلاً يسأل ويقول: لماذا استحق الله تعالى هذا الثناء فيأتي الجواب: (رب العالمين) وللنفس أن تسبح في أعماق معنى رب ومعنى العالمين .. فهو الذي ربى جميع المخلوقات ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجره ليس ثمة نعمة إلا وهو المتفضل بها تعالى في عظمته وجل في علاه .. " وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها " فهل يستطيع أحد يعقل ما يقول نكران هذه الحقيقة .. ؟ فقط تحتاج النفس إلى أمرين في غابة من الأهمية هما:
1 - الايمان
2 - التدبر
وستجد هذه القاعدة مطردة والحقيقة ماثلة …. وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد وهذه البلاغة التي قد وضعت لها الآية الكريمة قنطرة ومعبرا للنفوس السوية تعبر بها إلى مصاف النفوس المزكاة تزكية مبناها العلم والبحث العلمي الرصين المشبع بالبراهين القاطعة من الكتابين المقروء والمنظور …
هذه البلاغة من حيث عموم الآية وأما من ناحية الألفاظ فإن مكمن البلاغة في كل لفظ على حدة ..
فالحمد: هو الثناء والثناء من الناحية الحسية المشاهدة ضد الفردية ويعنى التكرار أي تكرار الشيء لتقوية وتمتينه .. وذكر المحبوب المتكرر على الصفة المستحقة يزيد الحب ويمتنه ..
ورب: تعنى الزيادة حسياً ومعنوياً كذلك ويقال فيها ما قيل في الحمد …
والعالمين جمع عالم .. وهو يشمل العوالم الموجودة في الكون الفسيح سواء كانت حيوانات عاقلة أو غير عاقلة أم جمادات كما قال بعض المفسرين ...
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:29 م]ـ
؟(25/81)
أذكار الصباح والمساء الصحيحة
ـ[أبو زكي]ــــــــ[18 - 12 - 03, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم
وفقني الله عز وجل إلى جمع أصح الأحاديث في أذكار الصباح والمساء ومراجعتها على جمع من علماء الحديث واختيار أصح الطرق لهذه الأحاديث فلله الحمد والمنة وأسأل الله أن ينفعكم بها وأن يجعلها خالصة لوجهه , آمين
من أذكار الصباح
• قراءة (? قل هو الله أحد ?)، والمعوذتين. (ثلاث مرات)
(صحيح الجامع 4406)
• أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر.
(صحيح مسلم 2723)
• أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم?، وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما، وما كان من المشركين
(صحيح الجامع 4674)
اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.
(السلسلة الصحيحة 262)
• سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته. (ثلاث مرات)
(صحيح مسلم 2726)
• بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم. (ثلاث مرات)
(صحيح الجامع 6426، 5745)
• رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا. (السلسلة الصحيحة 2686)
• سبحان الله وبحمده. (مائة مرة) (صحيح مسلم 2692)
• لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير.
(صحيح الجامع 6418)
• يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
(صحيح الجامع 5820)
• اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي (قال أبو داود: قال وكيع: يعني الخسف).
(صحيح أبي داود 4239)
• اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه (1)، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم (2). [(1) صحيح الجامع 4402، (2) صحيح الترمذي 2798]
• اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. (صحيح البخاري 6306)
• اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت. (ثلاث مرات)
(صحيح أبي داود 4245)
• اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. (عشر مرات) (صحيح الجامع 6357)
من أذكار المساء
• قراءة ? قل هو الله أحد ?، والمعوذتين. (ثلاث مرات)
(صحيح الجامع 4406)
• أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر. (صحيح مسلم 2723)
• أمسينا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما، وما كان من المشركين. (صحيح الجامع 4674)
• اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير.
(السلسلة الصحيحة 262)
• أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
(مرة واحدة: صحيح مسلم 2709) (ثلاث مرات: صحيح الترمذي 2851)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/82)
* بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم. (ثلاث مرات)
(صحيح الجامع 6426، 5745)
• رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد ?صلى الله عليه وسلم نبيا. (السلسلة الصحيحة 2686)
• سبحان الله وبحمده. (مائة مرة) (صحيح مسلم 2692)
• لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير.
(صحيح الجامع 6418)
• يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
(صحيح الجامع 5820)
• اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي (قال أبو داود: قال وكيع: يعني الخسف).
(صحيح أبي داود 4239)
• اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه (1)، وأن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم (2).
[(1) صحيح الجامع 4402، (2) صحيح الترمذي 2798]
• اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. (صحيح البخاري 6306)
• اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت. (ثلاث مرات)
(صحيح أبي داود 4245)
• اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. (عشر مرات) (صحيح الجامع 6357)
ـ[أبو زكي]ــــــــ[18 - 12 - 03, 01:09 ص]ـ
أي أخ يقرأ هذه الأذكار وله تعليق عليها , أرجو ألا يحرمني من تعليقه
وبارك الله فيكم
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[19 - 12 - 03, 05:36 ص]ـ
جزاك الله خير أخي
ماذا عن آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة!!!(25/83)
ماذا تقولون في هذا الكلام لابن رجب
ـ[أبو منال]ــــــــ[18 - 12 - 03, 01:08 ص]ـ
قال ابن رجب رحمه الله في "فضل علم السلف على الخلف":
ومنهم من أثبت للَّه صفات لم يأت بها الكتاب والسنة كالحركة وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة. وقد أنكر السلف على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل وبالغوا في الطعن عليه. ومنهم من استحل قتله، منهم مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيره. والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل: ولا يصح من أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصاً الإمام أحمد ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها: وإن كان بعض من كان قريباً من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئاً من ذلك اتباعاً لطريقة مقاتل فلا يقتدى به في ذلك إنما الإقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك. ومالك. والثوري والأوزاعي. والشافعي. وأحمد. واسحق. وأبي عبيد. ونحوهم.
هل علينا إمرار آيات الصفات وأحاديثها من غير
- تفسير
- ولا تكييف
- ولا تمثيل
- ولا ضرب مثل من الامثال لها
- ولا خوض في معانيها؟
وهل من رابط بين كلام ابن رجب وقول الامام أحمد رحمه الله عندما سال عن ايات الصفات: "ولا كيف ولا معنى"؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 12 - 03, 04:00 ص]ـ
ابن رجب لم يقل لاتذكر معانيها، وإنما نهى عن الخوض في معانيها، كما كان يفعل مقاتل وأصحابه، وهؤلاء رموا بالتشبيه وزعموا أنهم كانوا يقولون يد كيدي ونحو ذلك.
========================================
وأرجو مراجعة الرابط التالي للاستزادة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3271&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+and+%C7%E1%D5%DD%C7%CA
قال اللامي:
قال الإمام إسحاق بن راهوية رحمه الله تعالى في ما رواه عنه أبو الشيخ الأصبهاني في كتابه ((السنة)):
((و لا يعقل نبي مرسل و لا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك و تعالى، (فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد).
و ذلك أن الله تعالى وصف من صفاته قدر ما تحتمله عقول ذوي الألباب، ليكون إيمانهم بذلك، و معرفتهم بأنه الموصوف بما وصف به نفسه، و لا يعقل أحد منتهاه و لا منتهى صفاته.
و إنما يلزم المسلم أن يثبت معرفة صفات الله بالاتباع و الاستسلام كما جاء، (فمن جهل معرفة ذلك حتى يقول: إنما أصف ما قال الله و لا أدري ما معاني ذلك)، حتى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول الجهمية: يده نعمة، و يحتج بقوله: ((أيدينا أنعاما)) و نحو ذلك فقد ضل سواء السبيل)).
انظر ((التسعينية)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (طبعة مكتبة المعارف، 2/ 423).
و نخلص من كلام إسحاق رحمه الله إلى أن من أطلق من العلماء المتقدمين القول عن الصفات ((بلا كيف، و لا معنى)) إنما يعني بنفي المعنى هنا هو: نفي الإدراك التام للصفة كما في النقل السابق عن إسحاق رحمه الله.
و إلا فالأئمة ينكرون على أهل التفويض تفويضهم كما هو قول إسحاق: ((فمن جهل معرفة ذلك حتى يقول إنما أصف ما قال الله و لا أدري ما معاني ذلك)).
و ذلك لأن المفوضة لمعاني الصفات إنما فوضوا لأنهم ظنوا أن معاني الصفات فيها ما هو باطل في حق الله تعالى ففوضوها - و هذا نتيجة أنهم أثبتوا معنى ما لهذه الصفات شعروا أم لم يشعروا - و لذلك تجد إسحاق رحمه الله يقول عن هذا المفوض: ((حتى يفضي إلى أن يقول بمعنى قول الجهمية، يده نعمة)).
وقال أبوعبدالله الريان:
وهذا الذي نقلته عن السلف رحمهم الله يخطئ في فهمه بعض الناس وينسبون إليهم خطأ القول (بالتفويض) الذي هو شر من (التعطيل).
والحق أن معاني نصوص (صفات الله تعالى) معلومة، أما كيفيتها فلم يقل أحد من الأنبياء والمرسلين ولا أتباعهم من المؤمنين أن (ذلك معلوم).
كما قال الإمام عبدالعزيز بن الماجشون والإمام أحمد وغيرهما من السلف قالوا: (إنالا نعلمُ كيفيةَ ما أخبرَ اللهُ عن نفسهِ وإن كُنا نعلم تفسيرَه ومعناه)
[درء تعاض العقل والنقل (1/ 207)].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/84)
ثم إنه قد يرد عن السلف نهي عن (تفسير هذه الصفات) وفي الحقيقة أنه نهي عن (تفسيرها كتفسير المبتدعة من الجهمية ومن شابههم) فنهي السلف كان عن ((تفسير المبتدعة من الجهمية)) وأتباعهم من الفلاسفة وأهل الكلام، فنهوا عن مثل تلك التفسيرات المخالفة لدين الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد حِكاية مذهب السلف: ((قوله: (من غير تفسير) أراد به تفسير (الجهمية المُعطلة) الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الإثبات (ونقل عن الإمام أبي عُبيد أنه قال: (ما أدركنا أحداً يُفسرها) ثم قال: (وقد أخبر أنه ما أدرك أحداً من العلماء يفسرها أي تفسير الجهمية)) أهـ
[مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ا بن تيمية (5/ 50 – 51)]
فقولهم: (أمرُّوها كما جاءت بلا كيف) نهيٌ عن السؤال عن الكيفية، وأنه لا يعلم أحد كيفية صفات الله إلا الله تعالى، فمعنى صفات الله معلومة لكن كيفيتها مما استأثر الله تعالى بعلمه.
وأيضا قد ينسب بعض الناس إلى السلف القول: بأن صفات الله من (المتشابه) وهذا أيضا خطأ عظيم، ونسبته إلى السلف رحمهم الله باطلة.
فالقول بأنها من ((المتشابه بإطلاق)) خطأعظيم منشأه هو ((عدم المعرفة التامة بمذهب السلف)) رحمهم الله تعالى، وهذه ظاهرة توجد عند كثيرٍ من أهل الطوائف ينسبون للسلف أقوالاً لم يقولوا بها، ويجعلونها مذهب السلف، والسلف منها براء.
قال شيخ الإسلام بن تيمية: ((فإن فُرضَ أنَّ أحداً نقلَ مذهبَ السلفِ كما يذكره، فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي،
وأبي حامد، وابن الخطيب وأمثالهم، ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعدُّون به من عوام أهل الصناعة فضلاً عن خواصها، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامة، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث وبين الحديث المفترى المكذوب، وكتبهم أصدقُ شاهدٍ بذلك ففيها عجائب…))
[مجموع الفتاوى (4/ 71 – 72)]
ولا يخفى عليكم جواب الإمام مالك رضي الله عنه حينما سُئل عن الإستواء (كيف استوى)؟؟
فأجاب بقوله: ((الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا)) ثم أمر به فأخرج
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((فبيَّن أن الاستواء معلوم وأن كيفية ذلك مجهولة، ومثل هذا يوجد كثير في كلام السلف، ينفون علم العباد بكيفية صفات الله وأنه لا يعلم كيف الله إلا الله، فلا يعلم ماهو إلا هو))
[التدمرية بتحقيق د / السعوي وفقه الله ص 98 – 99]
فَعُلمَ من هذا أن السلف كانوا يعرفون معاني صفات الله تعالى ويثبتونها على الوجه اللائق بالله تعالى، أما كيفية صفات الله تعالى فلم يقل أحد منهم إنه يعلم ذلك، كما مر معنا في الوقفة الأولى،
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيميه: ((وما أعلم أحداً من سلف الأمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يُفهم، ولا قالوا: إن الله يُنَزِّلُ كلاماً لا يَفهمُ أحدٌ معناه، وإنما قالوا: (كلماتٌ لها معانٍ صحيحةٍ) وقالوا في أحاديثِ الصفاتِ: (تُمرُّ كما جاءت) ونهوا عن تأويلات (الجهمية) وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه…))
[انظر مجموع الفتاوى (13/ 294 و 295)]
و قال شيخ الإسلام بن تيمية: ((ولو كان القوم – أي السلف – قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه لما قالوا: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول) ولما قالوا: (أمروها كما جاءت بلا كيف) فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم، فقولهم: (أمروها كما جاءت) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظاً دالةً على معاني…))
[مجموع الفتاوى (5/ 41)]
وحقيقة ((القول بالتفويض)) هي أن فيه فيه ((نسبةُ الجهل إلى الأنبياء والمرسلين)) وأنهم كانوا ((يجهلون معاني)) نصوص صفات الله تعالى وأنهم كانوا ((يخاطبوننا بما لم يكونوا يعرفوا معناه)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/85)
وهذا القول من أعظم الظلم وهو من جنس قول أهل الإلحاد والتحريف.
قال شيخ الإسلام بن تيمية: ((فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن أو كثيراً مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاماً لا يعقلون معناه …ومعلوم أن هذا قدحٌ في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه هدى وبياناً للناس وأمرَ الرسول أن يبلغ البلاغ المبين وأن يبين للناس ما نزل إليهم وأمر بتدبر القرآن وعقله)).
[درء تعارض العقل والنقل باختصار (1/ 204)]
وقال أيضاً رحمه الله: ((وحقيقة قول هؤلاء في المُخاطِبِ لنا: أنه لم يبين الحق ولا أوضحه مع أمره لنا أن نعتقده، وأن ما خاطبنا به وأمرنا باتباعه والرد إليه لم يبين به الحق ولا كشفه، بل دلَّ ظاهره على الكفر والباطل وأراد منا أن لا نفهم شيئاً أو أن نفهم مالا دليل عليه فيه، وهذا كله مما يُعلم بالاضطرار تنزيه الله ورسوله عنه، وأنه من جنس أقوال أهل التحريف والإلحاد))
[درء تعارض العقل والنقل باختصار (1/ 201 – 202)]
ولهذا لما سُئل الإمامُ (أبو جعفر الترمذي) فقيه بغداد وعالمها عن كيفية نزول الله تعالى؟؟ قال: ((النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة))
قال الإمام الحافظ الذهبي معلقاً على هذا الكلام: ((صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه، إذ السؤال عن النزول ماهو؟ عيٌّ، لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنزول والكلام والسمع و البصر والعلم والاستواء عباراتٌ جليلةٌ واضحةٌ للسَّامع، فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعةٌ للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم والعُباد الورعين مات سنة 295 هـ)) أهـ.
[العلو للعلي الغفار الذهبي ص 156]
فالقول بأن رأي السلف هو: ((السكوت عن آيات الصفات وأحاديثها وتفويض علم معناها إلى الله …)) أن هذا القول غير صحيح عن السلف ولم يقل به أحد من السلف أبداً، بل أحدثه جماعة من الخلف من المتأخرين من (الأشاعرة المعتزلة) ظناً منهم أن هذا هو مذهب السلف، وهم بريئون منه كما مرَّ معنا.
ولذلك قال الإمام الحافظ الذهبي: ((المتأخرون من أهل النظر قالوا مقالةً مُولَّدةً ما علمت أحداً سبقهم بها، قالوا: هذه الصفات تُمَر كما جاءت ولا تُأول مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد …))
[العلو للعلي الغفار، للذهبي ص 183]
ولذلك كان القول بالتفويض هو أحد القولين اللذين يقول بهما الأشاعرة المتأخرون والآخر هو التأويل وكلاهما هو المعتمد عندهم في كتبهم،
كما قال ناظمهم: (وكلُّ نصٍ أوهم التشبيها أوِّلهُ أو فَوِّض ورُم تنزيها)
[انظر منظومة الجوهرة]
فتبين بهذا أن القول بالسكوت عن معاني نصوص الصفات وتفويض ذلك إلى الله تعالى قولٌ مبتدع لم يقل به السلف أهل السنة والجماعة،
قال العلامة الخزرجي رحمه الله تعالى:
واخجلتا من مقالٍ لا أساسَ لهُ،،،، زوراً على اللهِ من ينطقْ به يَهُنِ
أهَلْ يُخاطبُنا مولى العبادِ بما،،،، لم يَدرِ معناهُ هذا قول مُفْتَتَنِ
أهَلْ يقولُ لنا قولاً ومَقْصَدُهُ،،،، غيرَ الذي قالهُ إخفاءَ مُندَفِنِ
أهَل يُخاطِبُنا ظَهراً ويُبطنهُ،،،، عنَّا فما القصدُ من جَدواهُ بالعلَنِ
هذي مقالةُ جهمٍ والذينَ مضوا،،،، على طريقتهِ وهناً على وهنِ
بقيَّةٌ بَقِيَتْ من شؤمِ فِتنتهِ،،،، من نفخِ إبليسَ بالتعطيلِ والضغنِ
طوائفٌ رأسُها إبليسُ يُرْشِدُهم،،،، إلى الرَّدى وسبيلِ الغيِّ والشَّطَنِ
[منظومة العلامة الخزرجي ضمن كتاب شهود الحق]
والله الموفق
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 12 - 03, 11:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل " حارث همام "
وجعلك شوكة في حلوق المبتدعة
******************
هذا كلام ابن رجب رحمه الله كاملا حول المسألة التي سأل عنها السائل
قال الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه النافع " فضل علم السَّلف على علم الخلف "
بعد كلامه عن الخوض في القدر ثم الكلام عن الخوض في سرِّ القدر، قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/86)
((ومن ذلك _ أعني محدثات الأمور _ ما أحدثه المعتزلة، ومن حذا حذوهم من الكلام في ذات الله تعالى وصفاته وهو أشد خطرا من الكلام في القدر، لأن الكلام في القدر كلام في أفعاله، وهذا كلام في ذاته وصفاته.
وانقسم هؤلاء إلى قسمين:
أحدهما:
من نفى كثيرا مما ورد به الكتاب والسُّنة من ذلك لاستلزامه عنده التشبيه بالمخلوقين، كقول المعتزلة: لو رؤي لكان جسما، لأنه لا يرى إلا في جهة، وقولهم: لو كان له كلام يسمع لكان جسما.
ووافقهم من نفى الاستواء، فنفوه لهذه الشبهة، وهذا طريق المعنزلة والجهمية.
وقد اتفق السَّلف على تبديعهم وتضليلهم، وقد سلك سبيلهم في بعض الأمور كثير ممن انتسب إلى الكتاب والسُّنة والحديث من المتأخرين.
والثَّاني:
من رام إثبات ذلك بأدلة العقول التي لم يرد بها الأثر، ورد على أولائك مقالتهم، كما هي طريقة مقاتل بن سليمان ومن تابعه كنوح بن أبي مريم، وتابعهم طائفة من المحدِّثين قديما وحديثا، وهو أيضا مسلك الكرَّامية، فمنهم من أثبت لإثبات الصِّفات الجسم، إما لفظا أو معنى،
ومنهم من أثبت للَّه صفات لم يأت بها الكتاب والسنة كالحركة وغير ذلك مما هي عنده لازم الصفات الثابتة. وقد أنكر السلف على مقاتل قوله في رده على جهم بأدلة العقل وبالغوا في الطعن عليه. ومنهم من استحل قتله، منهم مكي بن إبراهيم شيخ البخاري وغيره.
والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل: ولا يصح من أحد منهم خلاف ذلك البتة خصوصاً الإمام أحمد ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها: وإن كان بعض من كان قريباً من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئاً من ذلك اتباعاً لطريقة مقاتل فلا يقتدى به في ذلك إنما الإقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك. ومالك. والثوري والأوزاعي. والشافعي. وأحمد. واسحق. وأبي عبيد. ونحوهم.
وكل هؤلاء لا يوجد في كلامهم شيء من جنس كلام المتكلمين فضلا عن كلام الفلاسفة، ولم يُدخِل ذلك في كلامه من سلم من قدح وجرح
وقد قال أبو زرعة الرازي: كل من كان عنده علم فلم يصن علمه واحتاج في نشره إلى شيء من الكلام فلستم منه. ا. هـ
********************
وقد فصَّل الإمام ابن رجب - رحمه الله - بكلام بديع حال المتأثرين بالمتكلمين، وحال السلف رحمهم الله في شرحه لحديث ((الجهنميين)) في كتابة القيِّم " فتح الباري " (5/ 95_107) حديث رقم [806]
وقال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفاًّ صَفاًّ} [الفجر:22].
ولم يتأول الصحابة ولا التابعون شيئاً من ذلك، ولا أخرجوه عن مدلوله، بل روي عنهم؛ يدل على تقريره والإيمان به وامراره كما جاء.؟
وقد روي عن الإمام أحمد، أنه قال في مجيئه: هو مجيء أمره.
وهذا مما تفرد به حنبل عنه.
_ فمن أصحابنا من قال: وهم حنبل فيما روى، وهو خلاف مذهبه المعروف المتواتر عنه.
وكان أبو بكر الخلال وصاحبه لا يثبتان بما تفرد به حنبل، عن أحمد رواية.
_ ومن متأخريهم من قال: هو رواية عنه، بتأويل كل ما كان من جنس المجيء والإتيان ونحوهما.
_ ومنهم من قال: إنما قال ذلك إلزاماً لمن ناظره في القرآن، فأنهم استدلوا على خلقه بمجيء القرآن، فقال: إنما يجيء ثوابه، كقوله: {جاء ربك}، أي: كما تقولون أنتم في مجيء الله، أنه مجيء أمره.
وهذا أصح المسالك في هذا المروي.
وأصحابنا في هذا على ثلاث فرق:
[#] فمنهم من يثبت المجيء والإتيان، ويصرح بلوازم ذلك في المخلوقات، وربما ذكروه عن أحمد من وجوه لا تصح أسانيدها عنه.
[##] ومنهم من يتأول ذلك على مجيء أمره.
[###] ومنهم من يقر ذلك، ويمره كما جاء، ولا يفسره، ويقول: هومجيء وإتيان يليق بجلال الله وعظمته سبحانه.
وهذا هو الصحيح عن أحمد، ومن قبله من السلف، وهو قول إسحاق وغيره من الأئمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/87)
وكان السلف ينسبون تأويل هذه الآيات والأحاديث الصحيحة إلى الجهمية؛ لأن جهماً وأصحابه أول من أشتهر عنهم أن الله تعالى منزه عما دلت عليه هذه النصوص بأدلة العقول التي سموها أدلة قطعية هي المحكمات، وجعلوا ألفاظ الكتاب والسنة هي المتشابهات فعرضوا ما فيها على تلك الخيالات، فقبلوا ما دلت على ثبوته بزعمهم، وردوا مادلت على نفيه بزعمهم، ووافقهم على ذلك سائر طوائف أهل الكلام من المعتزلة وغيرهم.
وزعموا أن ظاهر ما يدل عليه الكتاب والسنة تشبيه وتجسيم وضلال، واشتقوا من ذلك لمن آمن بما أنزل الله على رسوله اسماء ما أنزل الله بها من سلطان، بل هي افتراء على الله، ينفرون بها عن الإيمان بالله ورسوله.
وزعموا أن ما ورد في الكتاب والسنة من ذلك – مع كثرته وأنتشاره – من باب التوسع والتجوز، وأنه يحمل على مجازات اللغة المستبعدة، وهذا من أعظم أبواب القدح في الشريعة المحكمة المطهرة، وهو من جنس حمل الباطنية نصوص الإخبار عن الغيوب كالمعاد والجنةوالنار على التوسع والمجاز دون الحقيقة، وحملهم نصوص الامروالنهي على مثل ذلك،وهذا كله مروق عن دين الإسلام.
ولم ينه علماء السلف الصالح وأئمة الإسلام كالشافعي وأحمد وغيرهما عن الكلام وحذروا عنه، إلا خوفاً من الوقوع في مثل ذلك، ولو علم هؤلاء الأئمة أن حمل النصوص على ظاهرها كفر لوجب عليهم تبيين ذلك وتحذير الأمة منه؛ فإن ذلك من تمام نصيحة المسلمين، فكيف كان ينصحون الأمة فيما يتعلق بالاحكام العملية ويدعون نصيحتمهم فيما يتعلق بأصول الاعتقادات، هذا من أبطل الباطل. ...
وقد صح عن ابن عباس أنه أنكر على من أستنكر شيئاً من هذه النصوص، وزعم أن الله منزه عما تدل عليه:
فروى عبد الرزاق في ((كتابه)) عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: سمعت رجلاً يحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة: ((تحاجت الجنة والنار))، وفيه:
((فلا تمتلي حتى يضع رجله)) – أو قال: ((قدمه – فيها)).
قال: فقام رجل فانتفض، فقال ابن عباس: ما فرق هؤلاء، يجدون رقة عند محكمة، ويهلكون عند متشابهه.
وخَّرجه إسحاق بن راهويه في ((مسنده)) عن عبد الرزاق.
ولو كان لذلك عنده تأويل لذكره للناس ولم يسعه كتمانه.
وقد قابل هؤلاء المتكلمين طوائف آخرون،فتكلموا في تقرير هذه النصوص بأدلة عقلية، وردوا على النفاة، ووسعوا القول في ذلك، وبينوا أن لازم النفي التعطيل المحض.
وأما طريقة أئمة أهل الحديث وسلف الامة: فهي الكف عن الكلام في ذلك من الطرفين، وإقرار النصوص وإمرارها كما جاءت، ونفي الكيفية عنها والتمثيل.
وقد قال الخطابي في ((الأعلام)): مذهب السلف في أحاديث الصفات:
الإيمان، وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها.
ومن قال: الظاهر منها غير مراد، قيل له: الظاهر ظاهران: ظاهر يليق ببالمخلوقين ويختص بهم، فهو غير مراد، وظاهر يليق بذي الجلال والإكرام، فهو مراد، ونفيه تعطيل.
ولقد قال بعض أئمة الكلام والفلسفة من شيوخ الصوفية، الذي يحسن به الظن المتكلمون: إن المتكلمين بالغوا في تنزيه الله عن مشابهة الأجسام، فوقعوا في تشبيهه بالمعاني، والمعاني محدثة كالأجسام، فلم يخرجوا عن تشبيهه بالمخلوقات.
وهذا كله إنما أتى من ظن أن تفاصيل معرفة الجائز على الله والمستحيل عليه يؤخذ من أدلة العقول، ولا يؤخذ مما جاء به الرسول.
وأما أهل العلم والايمأن، فيعلمون أن ذلك كله متلقى مماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلَّم وأن ما جاء به من ذلك عن ربه فهو الحق الذي لا مزيد عليه، ولا عدول عنه، وأنه لا سبيل لتلقي الهدى إلا منه، وأنه ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله الصحيحة ما ظاهرة كفر أو تشبيه، أو مستحيل، بل كل ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله، فإنه حق وصدقٍ، يجب اعتقاد ثبوته مع نفي التمثيل عنه، فكما أن الله ليس كمثله شيء في ذاته، فكذلك في صفاته.
وما أشكل فهمه من ذلك، فإنه يقال فيه ما مدح الله الراسخين من أهل العلم، أنهم يقولون عند المتشابهات:] آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا [[آل عمران:7].
وما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في متشابه الكتاب، أنه يرد إلى عالمه، والله يقول الحق ويهدي السبيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/88)
وكلمة السلف وأئمة أهل الحديث متفقة على أن آيات الصفات وأحاديثها الصحيحة كلها تمر كما جاءت، من غير تشبيه ولا تمثيل، ولا تحريف ولا تعطيل.
قال أبو هلال: سأل رجل الحسن عن شيء من صفة الرب عز وجل، فقال: أمروها بلا مثال.
وقال وكيع: أدركت إسماعيل بن أبي خالد وسفيان ومسعراً يحدثون بهذه الأحاديث، ولا يفسرون شيئاً.
وقال الأوزاعي: سُئل مكحول والزهري عن تفسير هذه الأحاديث، فقالا: أمرها على ما جاءت.
وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي ومالكاً وسفيان وليثاً عن هذه الأحاديث التي فيها الصفة والقرآن،فقالوا: أمروها بلا كيف.
وقال ابن عيينة: ما وصف الله به نفسه فقراءته تفسيره، ليس لأحد أن يفسره إلا الله عز وجل.
وكلام السلف في مثل هذا كثير جداً.
وقال أشهب: سمعت مالكاً يقول: إياكم وأهل البدع، فقيل: يا أبا عبد الله: وما البدع؟
قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان.
خرّجه أبو عبد الرحمن السُلمي الصوفي في كتاب ((ذم الكلام)).
وروى – أيضاً - بأسانيده ذم الكلام وأهله عن مالك، وأبي حنيفة، وأبي يوسف، ومحمد،وابن مهدي، وأبي عبيد، والشافعي، والمزني، وابن خزيمة.
وذكر ابن خزيمة النهي عنه عن مالك والثوري و الأوزاعي والشافعي وأبي حنيفة وصاحبيه وأحمد وإسحاق وابن المبارك ويحيى بن يحيى ومحمد بن يحيى الذهلي.
وروى –أيضاً – السلمي النهي عن الكلام وذمه عن الجنيد وإبراهيم الخواص.
فتبين بذلك أن النهي عن الكلام إجماع من جميع أئمة الدين من المتقدمين من الفقهاء وأهل الحديث والصوفية،وأنه قول أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وغيرهم من أئمة المسلمين.
ومن جملة صفات الله التي نؤمن بها، وتمر كما جاءت عندهم: قوله تعالى:
] وَجَاءَ رَبُّكَ والْمَلَكُ صَفاًّ صَفاًّ [[الفجر:22] ونحو ذلك مما دل على إتيانه ومجيئه يوم القيامة.
وقد نص على ذلك أحمد وإسحاق وغيرهما.
وعندهما: أن ذلك من أفعال الله الاختيارية التي يفعلها بمشيئته واختياره.
وكذلك قاله الفضيل بن عياض وغيره من مشايخ الصوفية أهل المعرفة.
وقد ذكر حرب الكرماني أنه أدرك على هذا القول كل من أخذ عنه العلم في البلدان، سمى منهم: أحمد وإسحاق والحميدي وسعيد بن منصور.
وكذلك ذكره أبو الحسن الأشعري في كتابه المسمى بـ – الإبانة -، وهو من أجل كتبه، وعليه يعتمد العلماء وينقلون منه، كالبيهقي وأبي عثمان الصابوني وأبي القاسم ابن عساكر وغيرهم.
وقد شرحه القاضي أبو بكر ابن الباقلاني.
وقد ذكر الأشعري في بعض كتبه أن طريقة المتكلمين في الاستدلال على قدم الصانع وحدوث العالم بالجواهر والأجسام والأعراض محرمة عند علماء المسلمين.
وقد روي ذم ذلك وإنكاره ونسبته إلى الفلاسفة عن أبي حنيفة.
وقال ابن سريج: توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين: الشهادتان، وتوحيد أهل الباطن من المسلمين: الخوض في الأعراض والأجسام، وإنما بعث النبي صلى الله عليه وسلَّم بإنكار ذلك.
خرّجه أبو عبد الرحمن السلمي.
وكذلك ذكره الخطابي في رسالته في - الغنية عن الكلام وأهله -.
وهذا يدل على أن ما يؤخذ من كلامه في كثير من كتبه مما يخالف ذلك ويوافق طريقة المتكلمين فقد رجع عنه، فإن نفي كثير من الصفات إنما هو مبني على ثبوت هذه الطريقة.
قال الخطابي في هذه الرسالة في هذه الطريقة في إثبات الصانع: إنما هو شيء أخذه المتكلمون عن الفلاسفة، وإنما سلكت الفلاسفة هذه الطريقة لأنهم لا يثبتون النبوات ولا يرون لها حقيقة، فكان أقوى شيء عندهم في الدلالة على إثبات هذه الأمور ما تعلقوا به من الاستدلال بهذه الأشياء، فأما مثبتوا النبوات، فقد أغناهم الله عن ذلك، وكفاهم كلفة المؤنة في ركوب هذه الطريقة المتعرجة التي لا يؤمن العنت على من ركبها، والإبداع والانقطاع على سالكها.
ثم ذكر أن الطريق الصحيحة في ذلك: الاستدلال بالصنعة على صانعها، كما تضمنه القرآن، وندب إلى الاستدلال به في مواضع، وبه تشهد الفطر السليمة
المستقيمة.
ثم ذكر طريقتهم التي استدلوا بها، وما فيها من الاضطراب والفساد والتناقض والاختلاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/89)
ثم قال: فلا تشغل –رحمك الله- بكلامهم، ولا تغتر بكثرة مقالاتهم؛ فأنها سريعة التهافت، كثيرة التناقض، وما من كلام تسمعه لفرقة منهم إلا ولخصومهم عليه كلام يوازيه ويفارقه، فكل بكل معارض، وبعضهم ببعض مقابل.
قال: وإنما يكون تقدم الواحد منهم وفلجه على خصمه بقدر حظه من الثبات والحذق في صنعة الجدل والكلام، وأكثر ما يظهر به بعضهم على بعض إنما هو إلزام من طريق الجدل على أصول مؤصلة لهم، ومناقضات على مقالات حفظوها عليهم […] تقودها وطردها، فمن تقاعد عن شيء منها سموه من طريق […] وه مبطلاً، وحكموا بالفلج لخصمه عليه، والجدل لا يقوم به حق [ ... ] به حجة.
وقد يكون الخصمان على مقالتين مختلفتين، كلاهما باطل، ويكون الحق في ثالث غيرهما، فمناقضة أحدهما صاحبة غير مصحح مذهبه، وإن كان مفسداً به قول خصمه؛ لأنهما مجتمعان معاً في الخطأ، مشتركان فيهِ، كقول الشاعر:
حجج تهافتت كالزجاج تخالها ... حقاً، وكلٌ واهن مكسور
ومتى كان الأمر كذلك، فإن أحد من الفريقين لا يعتمد في مقالته التي نصرها أصلاً صحيحاً، وإنما هو أوضاع وأراء تتكافأ وتتقابل، فيكثر المقال، ويدوم
الاختلاف، ويقل الصواب، كما قال تعالى:] وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [[النساء:82]، فأخبر تعالى أن ما كثر فيه الاختلاف فليس من عنده، وهو من أدل الدليل على أن مذاهب المتكلمين مذاهب فاسدة؛ لكثرة ما يوجد فيها من الاختلاف المفضي بهم إلى التكفير والتضليل.
وذكر بقية الرسالة، وهي حسنة متضمنة لفوائد جليلة، وإنما ذكرنا هذا القدر منها ليتبين به أن القواعد العقلية التي يدعي أهلها أنها قطعيات لا تقبل الاحتمال، فترد لأجلها –بزعمهم –نصوص الكتاب والسنة، وتصرف عن مدلولاتها، إنما هي عند الراسخين شبهات جهليات، لا تساوي سماعها، ولا قراءتها، فضلا عن أن يرد لأجلها ما جاء عن الله ورسوله، أو يحرف شيء من ذلك عن مواضعه.
وإنما القطعيات ما جاء عن الله ورسوله من الآيات المحكمات البينات، والنصوص الواضحات، فترد إليها المتشبهات، وجميع كتب الله المنزلة متفقة على معنى واحد، وإن ما فيها محكمات ومتشابهات، فالراسخون في العلم يؤمنون بذلك كله، ويردون المتشابهة إلى المحكم، ويكلون ما أشكل عليهم فهمه إلى عالمه، والذين في قلوبهم ريع يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فيضربون كتاب الله بعضه ببعض، ويردون
المحكم، ويتمسكون بالمتشابه ابتغاء الفتنة، ويحرفون المحكم عن مواضعه، ويعتمدون على شبهات وخيالات لا حقيقة لها، بل هي من وسواس الشيطان وخيالاته، يقذفها في القلوب.
فأهل العلم وإلايمان يمتثلون في هذه الشبهات ما أمروا به من الاستعاذة بالله، والانتهاء عما ألقاه الشيطان، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلَّم ذلك من علامات الأيمان، وغيرهم فيصغون إلى تلك الشبهات، ويعبرون عنها بألفاظ مشتبهات، لا حرمة لها في نفسها، وليس لها معنىً يصح، فيجعلون تلك الألفاظ محكمة لا تقبل التأويل، فيردون كلام الله ورسوله إليها، ويعرضونه عليها، ويحرفونه عن مواضعه لأجلها.
هذه طريقة طوائف أهل البدع المحضة من الجهمية والخوارج والروافض والمعتزلة ومن أشبههم، وقد وقع في شيء من ذلك كثير من المتأخرين المنتسبين إلى السنة من أهل الحديث والفقه والتصوف من أصحابنا وغيرهم في بعض الأشياء دون بعض.
وأما السلف وأئمة أهل الحديث، فعلى الطريقة الأولى، وهي الأيمان بجميع ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أنه أثبته له، مع نفي التمثيل والكيفية عنه، كما قاله ربيعة ومالك وغيرهما من أئمة الهدى في الاستواء، وروي عن أم سلمة أم المؤمنين، وقال مثل ذلك غيرهم من العلماء في النزول، وكذلك القول في سائر الصفات، والله سبحانه وتعالى الموفق.
وقوله صلى الله عليه وسلَّم: ((فأكون أول من يجوز بأمته)) حتى يقطع الجسر بأمته، وروي: ((يجيز))، وهما لغتان، يقال: جزت الوادي وأجزته، وهما بمعنى.
وعن الأصمعي، قال: أجزته: قطعته، وجزته: مشيت عليه.
وقوله: ((منهم الموبق بعمله)) –أي: الهالك.
وقوله: ((ومنهم المخردل))، هو بالدال المهملة والمعجمة-: لغتان مشهورتان، والمعنى: المقطع، والمراد –والله أعلم-: أن منهم من يهلك فيقع في النار، ومنهم من تقطعه الكلاليب التي على جسر جهنم، ثم لا ينجو ولا يقع في النار.
وقيل: معناه أنه ينقطع عن النجاة واللحاق بالناجين.
والمقصود من تخريج الحديث بطوله في هذا الباب: أن أهل التوحيد لا تأكل النار منهم مواضع سجودهم، وذلك دليل على فضل السجود عند الله وعظمته، حيث حرّم على النار أن تأكل مواضع سجود أهل التوحيد.
واستدل بذلك بعض من يقول: إن تارك الصلاة كافر؛ فإنه تأكله النار كله، فلا يبقى حاله حال عصاة الموحدين.
وهذا فيمن لم يصلِ لله صلاة قط ظاهر.
وقوله: ((امتحشوا)) أي: احترقوا، وضبطت هذه الكلمة بفتح التاء والحاء. وفي بعض النسخ بضم التاء وكسر الحاء.
و ((الحبة)) –بكسر الحاء – قال الأصمعي: كل نبت له حب فاسم جميع ذلك الحب: الحبة.
وقال الفراء: الحبة: بذور البقل.
وقال أبو عمرو: الحبة نبت ينبت في الحشيش صغار.
وقال الكسائي: الحبة بذر الرياحين، وأحدها حبة، وأما الحنطة فهو الحب لا غير –يعني: بالفتح.
و ((الحميل)): ما حمله السيل من كل شيء، فهو حميل بمعنى محمول، كقتيل بمعنى مقتول.
ويأتي الكلام على باقي الحديث في موضع آخر – أن شاء الله تعالى. ا. هـ(25/90)
هل سمع ابن جريج من ابن عباس؟
ـ[ yousef] ــــــــ[18 - 12 - 03, 07:16 ص]ـ
السلام عليكم
حدثنا القاسم , قال: ثنا الحسين , قال: أخبرني حجاج , عن ابن جريج , قال: قال ابن عباس: قوله: {مصدقا بكلمة من الله} قال: كان عيسى ويحيى ابني خالة , وكانت أم يحيى تقول لمريم: إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك , فذلك تصديقه بعيسى , سجوده في بطن أمه , وهو أول من صدق بعيسى وكلمة عيسى , ويحيى أكبر من عيسى.
رواه الطبري في تفسير قوله تعالى (مصدقاً بكلمة من الله).
فهل سمع ابن جريج من ابن عباس؟؟؟
وفي حال ثبت سماع ابن جريج الى ابن عباس، فهل صح هذا الاسناد عن ابن عباس؟؟؟
نرجوا من الاخوة الافاضل التكرم علينا بالاجابة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 12 - 03, 12:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
ابن جريج لم يسمع من ابن عباس.
ـ[ yousef] ــــــــ[20 - 12 - 03, 09:36 م]ـ
الأخ عبد الرحمن الفقيه جزاك الله خيراً وأحسن الله اليك.(25/91)
تحريف في مصحف (الدوالج)
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[18 - 12 - 03, 07:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أقرأ في ((شرح السنة)) للبربهاري - رحمه الله تعالى - (ط 2 دار السلف ص 101 و 102) = فوجدت الآتي:
السطر (9) ص (101): قول الله تعالى: { .. البياتِ .. } بجر التاء، والصواب { .. البياتُ .. }، بالرفع.
ونفس الخطأ وقع في الصفحة (102).
وأيضا: سقطت الضمة من فوق حرف (الميم) في قوله تعالى: {جاءهم} آية الجاثية، و: {جاءتهم} آية البقرة.
وهذا أيضا في الصفحتين (101، 102).
وكذا قوله تعالى: {الحَق} في ص (102) سطر (3)، والصواب: {الحقِّ}. .
فلينتبه من يستخدم برنامج الدوالج، وليخبرهم من هو قريب عليهم.(25/92)
حكم القيام للقادم لمصافحته والسلام عليه؟ للشيخ عبد الله السعد حفظه الله
ـ[ابو عمر ال غياد]ــــــــ[18 - 12 - 03, 07:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .........
الأخوة الأعضاء في ملتقى أهل الحديث، مشترك جديد يرحب بكم ويسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على ما تتحفونا به من فوائد متنوعة في هذا الملتقى النافع.ويسعده أن يتواصل معكم في هذه المشاركة.
حكم القيام للقادم لمصافحته والسلام عليه؟ للشيخ عبد الله السعد حفظه الله
على ثلاثة أقسام:
1 / أن يقوم الرجل لمن دخل عليه
هذا سنة دليله ما روته عائشة رضي الله عنها عند النسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم لفاطمة رضي الله عنها إذا أتته ويصافحها، وهي تقوم له إذا أتاها وتصافحه.
2 / أن يقوم أهل المجلس لمن دخل عليهم ثم يجلس ولا يصافحهم
هذا مكروه ودليله ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه في السنن أنهم كانوا لا يقومون للنبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليهم لكراهيتة ذلك.
3 / أن يقوم الناس حول الرجل وهو جالس
وهذا محرم ودليله ما أخرجه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة بالجلوس في الصلاة وعدم الوقوف لأنه كان جالس وقال لهم كدتم أن تفعلوا فعل فارس والروم كانوا يقومون حول رؤوس عظمائهم. يستثنى من ذلك إذا كان الشخص واقف حول آخر لحراسته كما فعل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فوق رأس الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يفاوض سهيل بن عمرو في صلح الحديبية.
المصدر: شريط فتاوى للشيخ من إصدار صدى التقوى
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[23 - 08 - 09, 03:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[23 - 08 - 09, 05:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ,كنت اعتقد ان القيام على العموم مكروه وتشبة باليهود ,أي إذا دخلت على اهلي أو صحبتي واريد مصافحتهم اقول لهم لاتقوموا واصافحهم وهم جلوس.
ـ[سامر المصري]ــــــــ[23 - 08 - 09, 10:15 ص]ـ
يستثنى من ذلك إذا كان الشخص واقف حول آخر لحراسته كما فعل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فوق رأس الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يفاوض سهيل بن عمرو في صلح الحديبية
بارك الله فيكم، هل ينضم لهذا الاستثناء الخادم الحامل لآنية يسقي بها الضيوف، أو الموظف في اجتماع عليه الوقوف لأداء عمله؟
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 08 - 09, 11:43 م]ـ
بارك الله فيكم، هل ينضم لهذا الاستثناء الخادم الحامل لآنية يسقي بها الضيوف، أو الموظف في اجتماع عليه الوقوف لأداء عمله؟
وهل من يقومون لخدمة الناس يدخلون تحت هذه المسألة أم أن هذا الوقوف لحاجة ما كما ذكرت كمن يضيف الضيوف أو يأخذ الأوراق ويوزعها هنا وهناك ويقف متحريا متى يأخذ ويعطي؟
ولو تأملنا قوله صلى الله عليه وسلم:
كدتم أن تفعلوا فعل فارس والروم كانوا يقومون حول رؤوس عظمائهم.
لعرفنا أنه من يقف حول رأس عظيم لغير حاجة ما بدليل ما ذكره الشيخ السعد:
يستثنى من ذلك إذا كان الشخص واقف حول آخر لحراسته كما فعل المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فوق رأس الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يفاوض سهيل بن عمرو في صلح الحديبية.
ففعل المغيرة رضي الله عنه لحاجة الحراسة ولولاها لما وقف لأن الرسول نهى عن الوقوف على رؤوس العظماء.
(وما ذكرته مدارسة فقط)
لعل الإخوة يفيدونا أكثر هل نقول أن الحاجة للوقوف مطلقة في أي أمر أحتيج إليه بدليل فعل المغيرة للحراسة لأنه احتيج لها (والحاجة بحسبها).
فهناك حجات كثيرة مختلفة ... أفيدونا بارك الله فيكم(25/93)
حواشي ابن باز على البلوغ؟؟؟؟
ـ[المنصور]ــــــــ[18 - 12 - 03, 08:18 ص]ـ
هل تمكن أحد المهتمين من تفريغها على الشبكة.
فهي والله نفيسة جداً.
وللعلم فقد طبعت الحواشي والتعليقات الحديثية، ووعد فضيلة الشيخ ابن قاسم بطباعة الحواشي الفقهية في المستقبل، ونأمل من الله تعالى أن يعينه على ذلك، عاجلاً غير آجل.
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[19 - 12 - 03, 07:42 م]ـ
أين طبعت الحواشي الحديثية
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:00 م]ـ
الاخوة الاكارم:
سبق السؤال في هذا الملتقى المبارك عن كتاب حاشية بلوغ المرام لسماحة الامام ابن باز رحمه الله تعالى، حيث افاد الاخوة ان الكتاب خرج في مجلدين، طبعة دار الامتياز والتي ذُكر ان ملكيتها تعود لابناء الشيخ رحمه الله.
الا انها الان توزع مجانا على بعض طلبة العلم، وستنزل للمكتبات مستقبلا.
فنسأل الله تعالى ان نرى هذا الكتاب قريبا.(25/94)
الكتب التسعة للبحث والقراءة ... اجعلها في توقيعك!
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[18 - 12 - 03, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:
أخي المسلم هذه (الكتب التسعة) من موقع (الإسلام)، مع بعض شروحها، وبالإمكان كتابة رقم الحديث في المربع يسار جملة (عرض الحديث)، ويمكن عرض الأحاديث مع أو بدون التشكيل، كما أن النسخ متاح للمتون والشروح، وغير ذلك من خدمات، جزاهم الله خيرا)
[وهنا ماكينة بحث في الكتب التسعة (اضغط) ( http://hadith.al-islam.com/Search/AdvSearch.asp)
حاول أن تجعل رابط موقع (الإسلام) في توقيعك؛ فلربما احتجت إليه، أو احتاج إليه أخوك المسلم، فيجده في كل مداخلة.
(وإذا تم تثبيته في المواقع الشرعية في أعلى كل صفحة؛ لكان جديرا بهذا، بل لو تم تثبيت رابط (القرآن الكريم) على هذا الموقع، والموسوعة الفقهية، والسيرة ولسان العرب، وغير ذلك؛ لكان نورا على نور)
(صحيح البخاري) للقراءة أو البحث مع شرحه (فتح الباري) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=1&doc=0)
( صحيح مسلم) للقراءة أو البحث مع شرحه (النووي) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=1&doc=1)
( سنن أبي داود) للقراءة أو البحث مع شرحه (عون المعبود) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=4&Rec=4)
( سنن النسائي) للقراءة أو البحث مع شرحه (للسيوطي والسندي) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=3&Rec=4)
( سنن الترمذي) للقراءة أو البحث مع شرحه (تحفة الأحوذي) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=2&Rec=4)
( سنن ابن ماجه) للقراءة أو البحث مع شرحه (للسندي) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=5&Rec=4)
( مسند أحمد) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=4)
( موطأ مالك) للقراءة أو البحث مع شرحه (المنتقى) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=7&Rec=4)
( سنن الدارمي) (اضغط هنا) ( http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=8&Rec=4)
كما أن هذا الموقع توجد فيه هذه الكتب - وغيرها -:
* مصنف ابن أبي شيبة
* سبل السلام للصنعاني
* إحكام الأحكام لابن دقيق العيد
* مشكل الآثار للطحاوي
* شرح معاني الآثار للطحاوي
* التلخيص الحبير لابن حجر العسقلاني
* طرح التثريب لزين الدين العراقي(25/95)
من يدلني على كتاب شرح اللمع للشيرزي ط. دار الغرب.
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[18 - 12 - 03, 04:30 م]ـ
أحبتي في ملتقى أهل الحديث _ وفقهم الله_
أبحث منذ فترة عن كتاب شرح اللمع للشيرازي، طبعة دار الغرب بتحقيق عبد المجيد تركي. فأرجو ممن يعلم وجوده في أي مكتبة إفادتي والله يحفظكم ويرعاكم.
محبكم: ابن أبي حاتم.
ـ[سيد قطب]ــــــــ[19 - 12 - 03, 09:34 ص]ـ
اخوي الكتاب المطلوب تلقاه في اخر شارع الملز قبل الأشاره
ـ[النجدي هوا]ــــــــ[19 - 12 - 03, 09:12 م]ـ
اخي الكريم
في الفترة التي كنا نقر اء فيها شرح اللمع على شيخنا محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الله كانت معنا نسختين الأولى نسخت التركي عن دار الغرب والأخرى نسخة الرحيلي عن دار البخاري - وقد اكتملت - فكان من الملاحظ جدا تفوق طبعة الرحيلي على تحقتق التركي اذا الثانية مليئة - وبكل اسف - بالتحريف والنقص المغير للمعنى والذي قد لا يظهر الا بالمقارنة والمقابلة
والأمر اليك
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:58 ص]ـ
أخي الفاضل (النجدي هوا).
ذكرتَ _وفقك الله _ أن الكتاب بطبعة البخاري اكتمل، أرجو بيان ذلك لأن الذي أعلمه أن طبعة البخاري مجلدان ناقصان، فأرجو منك زيادة بيان إن كان صدر أجزاء متممة لها، وكيفية الحصول عليها.
والله يحفظك ويرعاك.(25/96)
مع أعظم إنسان
ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[18 - 12 - 03, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
{وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)}. سورة الحشر
المقدمة:
0 - أهمية الموضوع
0 - ماذا ستعالج الدراسة
0 - أسئلة افتراضية
0 - دراسات سابقة
أهمية الموضوع
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد
فإن كتاب جمع الفوائد للعلامة محمد بن محمد بن سلمان المغربي كتاب عظيم جمع أربعة عشرة كتابا من كتب السنة المعتمدة وعلى رأسها البخاري ومسلم والموطأ والسنن والمسانيد .. وقد خرج أحاديثها الشيخ الفاضل: عبد الله بن هاشم اليماني رحمه الله تعالى والشيخ سليمان بن دريع وحيث أن كتاب الإيمان فيه قد استوعب كثيرا من النصوص الحديثية فإنه ينبغي الاعتناء به.
فإنه إذا شرح شرحاً موجزاً يؤدي الغرض كان كتابا مهما في مكتبة السنة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ وبخاصة في ينبوع الإيمان .. وهي وإن كانت مشروحة في كتب أخرى لكنها متفرقة ... وقد عنّ لي أن أدلي بدولي القاصر في هذا المضمار – بعد استشارة-وهاأنذا أشرع بالمطلوب مستعيناً بالله تعالى سائلا إياه العون والتوفيق والسداد وألا يكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا أقل من ذلك ولا إلى أحد سواه.وأبدأ بالمقصود ..
ماذا ستعالج هذه الدراسة؟
وقد كنت أزمعت تناول الكتاب كاملا لكن لما انتهيت من كتاب الإيمان بدا لي أن أتوقف عند هذا الحد حتى يسهل الله تعالى ما هو خير ودراسة كتاب الإيمان هنا سيكون أشمل لكثير من السنة النبوية -ولاشك -لكونه مأخوذا من أربعة عشرة كتابا من كتب السنة.
وسأقتصر على بيان البلاغة التربوية وأسلوب الخطاب من السنة في باب الإيمان ...
إضافات فنية وعلمية تخريجية
وأضفت إلى جانب الإشارات الشرحية عناوين جزئية، وجعلتها بين معكوفين، واعتمدت في التخريج على ثلاثة مصادر: تخريج الشيخ عبد الله يماني، والشيخ ... والمجموعة الألفية الذهبية ... وطريقتي التي اتبعتها أن الحديث إذا كان في الصحيحين أو في أحدهما فإني أكتفي بعزوه كما هو في المتن بعد أن أتأكد -في الغالب على مكانه في الموسوعة مقارنة بالمتن، وأما إذا كان عند غيرهما فإني أعلق عليه في الهامش وإذا كان في سنده ضعف فإني أدرس متنه فإذا كان موافقا للقرآن والسنة والأصول المنبثقة عنهما حكمت بصحة متنه ... وقد أتعبني التخريج والمقارنة حيث كان المتن يعزوه إلى مكانه في الكتاب فأراجعه في الموسوعة فلم أهتد إليه حسب الوصف، وبعد تتبع قد أجده في مكان آخر من الكتاب نفسه، أو أنه بلفظه في كتاب آخر وإنما وجوده في الكتاب المعزو إليه بمعناه أو جزء صغير منه ...
أسئلة افتراضية
ينبني على أي دراسة استجابات لمطالب القارئ فما هي المطالب التي يبغيها من هذه الدراسة؟
1 - يريد زيادة معلومات تعليمية وإرشادات تربوية ومعالم اتصالية فهل أستجابت الدراسة لهذه المطالب؟
2 - أيختلف الأمر أن تركز الدراسة على كتاب الإيمان من هذا الكتاب عن غيره من الكتب؟
3 - هل دراسة النص لاستنباط منطلقات اتصالية جديدة لم يسبق إليه أحد والتقسيم الموضوعي لما استنبط عموما؟
4 - الهدف الاستراتيجي من الدراسة إفادة القارئ والسامع فهل تحقق هذا؟
دراسات سابقة
التعريج على الداسات السابقة تدل على ما قد كتب في الموضوع الذي يراد الكتابة فيه والبناء على ما سبق، حتى لا تهدر الجهود وتكرر الدراسات والبحوث، وقد درست ... والدراسات السابقة في هذا كثيرة جدا منها المستقل ككتاب الإيمان لابن تيمية، ومنها الذي يدخل ضمن أبواب وفصول عدة ككتاب التوحيد في صحيح البخاري وغيره ... وليس مرادي أن يستغني به عن الدراسات السابقة فلو أردت هذا لكنت مغرورا ... ولهذا فلن أستعرض شيئا منها ولكني أردت أن أضيف شيئا -حسب فهمي - في هذا وهو بيان الفن الاتصالي والبلاغة النبوية في المجال الإعلامي والتربوي والإيماني حسب وسعي وأسأل الله تعالى أن يسدد أقوالنا وأعمالنا، وأن يرزقنا الإخلاص والعمل الصالح ...
(1)
كتاب الإيمان
[أولا] فضل الإيمان
[أ- فضل لا إله إلا الله]
(1) (عبادة بن الصامت) قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ()
(2) وفي رواية:أدخله الله من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء.
للشيخين
3 - وللترمذي من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله حرم الله عليه النار ()
4 - ولأحمد والكبير عن سهيل بن البيضاء رفعه من شهد أن لا إله إلا الله حرمه الله على النار وأو جب له الجنة ()
هذه الأحاديث الأربعة تشير إلى قضية من أحظر القضايا ألا وهي الألوهية والرسالة.
وأن من حققها دخل الجنة ... وثمة إشكال وهو أن هذه الأحاديث وما شابهها لم تذكر متعلقات العمل المنوطة بهذه الحقيقة الكبرى ... فهل يا ترى من قال لا إله إلا الله ولم يمارس مفردات الإسلام جميعا أو ما يستطيع عليها أيدخل الجنة؟ والجواب على هذا من وجوه أحسنها: أن الشهادتين تتضمن أجزاء الإسلام جميعاً وأن من فرط بأيٍ منها فكأنه فرط بجزء من الشهادتين ويشهد لذلك نصوص أخرى مثل حديث شعب الإيمان وممارسة أبي بكر رضي الله عنه لذلك الفهم في حروب الردة المعلومة .. وسواها ()
ومما ينبغي أن يلاحظه المربون والدعاة إلى الله تعالى هنا أسلوب الخطاب حيث كان التبشير ملاحظا فيه. وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الصحابيين الذين ذهبا إلى اليمن فقال لهما بشرا ولا تنفرا وأتلفا ولا تختلفا ... والدعاة إلى الله هم أولى الناس بالاهتداء بالكتاب واقتفاء النبي صلى الله عليه وسلم والأصحاب.
وهذه المسألة تستدعي اهتمام الدعاة إلى الله تعالى لئلا ينفر الناس من الحياة العملية لمنهج الإسلام العظيم والنصوص في هذا معلومة، وتطبيقات الحبيب والصحابة مدونة.(25/97)
بماذا تُدرك تكبيرة الإحرام ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 12 - 03, 10:07 م]ـ
(من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان _:_ براءة من النار و براءة من النفاق) وفي رواية (من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان _:_ براءة من النار و براءة من النفاق) _._
رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وحسنه الألباني
انظر حديث رقم: 6365 في صحيح الجامع.
_لكن السؤال بماذا تدرك تكبيرة الإحرام؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[19 - 12 - 03, 12:18 ص]ـ
سمعت الشيخ العثيمين مرة يقول أنها تدرك بالوقوف في الصف حال تكبير الإمام ..
وكذلك في محاضرة (عالج قلبك بالمسجد) للشيخ محمد المنجد
سمعته يقول ذلك بالإضافة إلى أن تكون مباشرة بعد تكبير الإمام.
والعلم عند الله تعالى.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 12 - 03, 01:27 ص]ـ
الحديث ضعيف لا يصح
وأظنه بحث هنا
والله أعلم
ـ[أبو معاذ الشرهان]ــــــــ[19 - 12 - 03, 05:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
ذكر فضيلة الشيخ / عبدالكريم الخضير في شرحه للموطأ
أن تكبيرة الإحرام تدرك قبل شروع الإمام بسورة الفاتحة
والله أعلم
ـ[المستفيد7]ــــــــ[19 - 12 - 03, 06:28 ص]ـ
في حاشية الروض المربع تحقيق المشايخ الطيار والغصن والمشيقح:
((قال العنقري في حاشيته 1/ 168 "قال البلباني:القول المقدم ان فضيلتها لا تحصل الا بالاشتغال بتكبيره مع الامام وقيل بادراك بعض القيام وقيل باول الركوع ".
وقال النووي في المجموع 4/ 206 "واختلف اصحابنا فيما يدرك به فضيلة تكبيرة الاحرام على خمسة اوجه اصحها بان يحضر تكبير الامام ويشتغل عقبها بعقد صلاته فان اخر لم يدركها ".
وانظر ايضا شرح النووي علىمسلم 4/ 363.وفتح الباري 2/ 179.))
الحاشية 2/ 232.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[19 - 12 - 03, 09:29 ص]ـ
جزيتم خيراً على هذه الفوائد ..
بالنسبة للحديث قد حسن إسناده إضافة على الألباني الشيخ بشار عواد في تحقيقه لجامع الترمذي. عند حديث رقم (241).
وليتك أخي الفاضل توافينا بسبب تضعيف الحديث بعد الإطلاع على تخريج الشيخين.
و قد وقفت على هذا القول الذي ذكره أخونا الفاضل عن شيخنا الشيخ عبد الكريم حفظه الله لأحد المشائخ الفضلاء في شروح خاصة له على العمدة ورجح هذا القول.
ويعلل بأنه قبل أن يشرع الإمام في الركن الذي يلي الفاتحة .. ويكون هذا وقته ما بين الفاتحة وتكبير الإمام وهو وقت يسير. والله أعلم.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[20 - 12 - 03, 03:50 ص]ـ
هذا الرابط فيه تخريج هذا الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=791&highlight=%C8%D1%C7%C1%C9+%E3%E4+%C7%E1%E4%DD%C7%D E
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[21 - 12 - 03, 01:37 ص]ـ
قد أجدت أيما إجادة أخي الموفق بنقلك ووضعك للرابط ربط الله على قلبك
.. وجزاك الله خيراً.
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 12 - 03, 02:12 ص]ـ
لعل الصواب أن في الحديث مقالاً، ولكن هذا لايعني التزهيد بحال في إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام.
فقد رُوي عن ابن عمر-رضي الله عنه- أنه كان إذا فاتته تكبيرة الإحرام أعتق رقبة، وكان بعض السلف يعزي أخاه إن فاتته تكبيرة الإحرام، ويحدثني بعض مشايخنا بأنه وجد رجلاً من باكستان الحبيبة عليه مظاهر الخير يبكي في المسجد بكاءً مراً فانتظر إلى أن انصرف الناس ثم سأله عن شأنه فكان السبب عدم إدراكه لتكبيرة الإحرام فالله المستعان.
أما بماذا تدرك فلعل ما نقله أبومعاذ عن الشيخ العلامة عبدالكريم الخضير، أظهر.
ولعل قياسه بالركوع يبين وجهه فالركوع يدرك إما بالاطمئنان واعتدال الظهر ولو لبرهة أو بقول سبحان رب العظيم مرة.
فلو أدركت الإمام بعد أن قال سبحان رب العظيم أكثر من مرة فقد أدركت الركوع بمعنى أن الإمام قضى الواجب في الركن وشرع في سنة (الزيادة في تعظيم الرب عن الواحدة) فلو لحقته في تلك الحال أردكت الركعة، ولكن بمجرد أن ينتقل الإمام إلى ركن آخر الاعتدال فلايمكنك إدراك الركوع.
وهكذا تكبيرة الإحرام يليها الاستفتاح ثم ركن آخر (على الصحيح) وهو قراءة الفاتحة، فلو أدركت الإمام فكبرت قبل أن يشرع في الركن الجديد أدركت إن شاء الله تكبيرة الإحرام.
والله أعلم.
ـ[الساجي]ــــــــ[26 - 12 - 03, 04:14 ص]ـ
قال د/صالح الحسن في كتابه أحكام التكبير (29_31) بعد ان ذكر اقوال الفقهاء واختلافهم:
ومع ان العلماء رحمهم الله لم يذكروا دليلا على ما ذهبوا إليه فلعل القول الراجح القول بان فضيلة تكبيرة الإحرام تدرك بإدراك الركعة الأولىمع الامام فمن أدرك ركوع الركعة الأولى ادرك فضيلة تكبيرة الإحرام
لأنه بذلك يكون قد ادرك الصلاة كاملة ولأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال في الصحيح من ادرك ركعة من الصلاة فقد ادرك الصلاة
فإذا كان المصلي يدرك فضل صلاة الجماعة بإدراك ركعة _وهذا من فضل الله وكرمه_ فلعل من فضله ان يدرك المصلي فضيلة تكبيرة الإحرام
بإدراك الركوع من الركعة الأولى وقد صحح هذا القول ابن عابدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/98)
ـ[حارث همام]ــــــــ[29 - 12 - 03, 04:45 ص]ـ
لكن يشكل على هذا مانقل عن السلف من حرصهم على تكبيرة الإحرام وتأسفهم على فوتها.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[30 - 12 - 03, 02:10 ص]ـ
شكر الله لكم إفادتكم ..
وفي الخاطر كلام لا يسع الوقت إلى تحريره ..(25/99)
طريقه مبتكره لبر الوالدين!!
ـ[ابو عمر ال غياد]ــــــــ[18 - 12 - 03, 10:33 م]ـ
سؤال وجه لأحد المشايخ::
..... أمي لا تعرف
القراءة، وأبي يقرأ قراءة بسيطة.
أخذت من كل واحد منهما 20 ريال وأخبرتهماأني سوف أشتري
مصحف لكل واحد منهما يصبح وقف لله تعالى وبدل من أن أضع
هذين المصحفين في أحد المساجد قد يقرآن وقد لا يقرآن
..... وضعتهماعندي في البيت وأصبحت أقرأ منهما وردي
اليومي وأحفظ منهما كذلك وأحاول أن لا أقرأ القرآن من
المصاحف الأخرى حتى في المسجد أقرأ منهما، وسوف أوصي
بهما أولادي وأولاد أولادي إنشاء الله. وذلك بعلم والدي
.
هل عملي هذا صحيح؟ وهل أجر قرآءتي يصل إلى والدي؟ وهل
أنصح غيري بهذه الطريقة؟ وهل هذا من بر الوالدين؟
ما رأيكم؟؟؟؟؟؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 12 - 03, 10:46 م]ـ
اعطنا جواب الشيخ ويعطيك المشايخ والإخوان رايهم.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[18 - 12 - 03, 11:44 م]ـ
شيء جميل لا يظهر فيه مانع ..
(لست أفتي)(25/100)
[هل هذا اللفظ لـ]ـحديث معاذ ضعيف لا يصح!!
ـ[عثمان]ــــــــ[19 - 12 - 03, 12:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخواني ارجو منكم مساعدتي ......
لقد عجبت من شيخي عندما قال بأن حديث معاذ بهذا اللفظ ضعيف لا يصح وهو:
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن فبم تحكم؟ قال: بكتاب الله قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله ٌقال: فإن لم تجد؟ قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره وقال: الحمدلله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله.
فهل لفظ هذا الحديث ضعيف فعلا؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[19 - 12 - 03, 01:25 ص]ـ
أخي الفاضل:
هذا اللفظ ((منكر)).
وللشيخ الألباني - رحمه الله - بحث ماتع جداً حول هذا الحديث في "السلسلة الضعيفة" (881).
وللفائدة: هذا أمتع وأفضل بحث قرأته للشيخ؛ فانظره لزاماً.
وقال الشيخ: ((منكر)).
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[23 - 03 - 05, 11:56 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7894&highlight=%E3%DA%C7%D0(25/101)
أحكام تعليق البيع على (شرطٍ أو أمرٍ) مستقبل.
ـ[الموحد 2]ــــــــ[19 - 12 - 03, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الأخوة الفضلاء .. بارك الله فيكم .. وفي أوقاتكم .. وأبنائكم .. ورزقنا الله وإياكم العلم النافع .. والعمل الصالح ..
أرجوا ممن أطلع على صفحة على هذه الشبكة المُباركة، أو يعرف عنواناً لموقعٍ يفيد حول موضوع:
{تعليق البيع على (شرط أو أمر) مستقبل}
السؤال
uestion
أن يفيدني به، عاجلاً، تفضلاً منه، تكرماً، لا أمراً، أجزل الله لكم الثواب.
أخوكم،،(25/102)
قصة باطلة يجب أن تمحى
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[19 - 12 - 03, 02:28 ص]ـ
إن القصص المكذوبة في تاريخ أمتنا لكثيرة كثيرة، خاصة تاريخ صدر الإسلام، و بالأخص عصر الخلافة الراشدة، و اليوم مع قصة مكذوبة، منتشرة في كثير من الكتب، حتى في المقررات كالتالي:-
روى أبو نعيم – رحمه الله – في الحلية (4/ 139)، هذه القصة بسندين أحدهما: أن علياً رضي الله عنه وجد درعاً له عند يهودي التقطها، فعرفها – أي علي – فقال: درعي سقطت عن جمل لي أورق، فقال اليهودي درعي و في يدي، ثم قال له اليهودي: بيني و بينك قاضي المسلمين، فأتوا شريحاً، فلما رأى علياً قد أقبل تحرف عن موضعه، وجلس علي فيه ثم قال علي: لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس، و لكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تساووهم في المجلس، و ألجئوهم إلى أضيق الطرق، فإن سبوكم فاضربوهم، و إن ضربوكم فاقتلوهم. ثم قال شريح: ما تشاء يا أمير المؤمنين؟ قال: درعي سقطت عن جمل لي أورق والتقطها هذا اليهودي، فقال شريح: ما تقول يا يهودي؟ قال: درعي و في يدي، فقال شريح: صدقت، و الله يا أمير المؤمنين، إنها لدرعك، و لكن لا بد من شاهدين فدعا قنبراً مولاه والحسن بن علي، و شهدا أنها لدرعه، فقال شريح:أما شهادة مولاك فقد أجزناها، و أما شهادة ابنك لك فلا نجيزها، فقال علي: ثكلتك أمك، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال: اللهم نعم، قال: أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة؟ والله لأوجهنك إلى بانفيا – ناحية من الكوفة – تقضي بين أهلها أربعين يوماً، ثم قال لليهودي: خذ الدرع، فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين، فقضى عليه و رضي، صدقت و الله يا أمير المؤمنين، إنها لدرعك سقطت عن جمل لك التقطها، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فوهبها له علي، و أجازه بتسعمائة، و قتل معه يوم صفين.
أما السند الثاني: فهي أنه لما توجه علي إلى حرب معاوية افتقد درعاً له، فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي يبيعها في السوق، فقال له علي: يا يهودي، هذه الدرع درعي، لم أبع ولم أهب، فقال اليهودي: درعي و في يدي، فقال علي: نصير إلى القاضي، فتقدما إلى شريح، فجلس علي إلى جانب شريح، و جلس اليهودي بين يديه فقال علي: لولا أن خصمي ذمي لاستويت معه في المجلس، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صغروا بهم كما صغر الله بهم. فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين، فقال: نعم، إن هذه الدرع التي في يد اليهودي درعي، و لم أبع و لم أهب، فقال شريح: ما تقول يا يهودي؟ فقال: درعي و في يدي فقال شريح: يا أمير المؤمنين بينه، قال: نعم، قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي، قال: شهادة الابن لا تجوز للأب، فقال: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، و أن الدرع درعك، كنت راكباً على جملك الأورق، و أنت متوجه إلى صفين، فوقعت منك ليلاً فأخذتها، و خرج يقاتل مع علي الشراة بالنهروان فقتل.
هذه القصة قرأتها في سبل السلام للصنعاني، في كتاب القضاء باب تسوية القاضي بين الخصوم في المجلس، عازياً لها إلى الحلية، وأعجبت بها، وكنت آنذاك لا أميز بين الصحيح والموضوع، و قد ارتسمت في ذهني لما اشتملت عليه من العدل والإنصاف من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه؛ و قاضيه شريح بن الحارث الكندي رحمه الله، و بعد زمن طويل طالعت في كتاب الأباطيل للجوزقاني، فإذا هو يذكر القصة في الأباطيل، ولما رأيت الناس معجبين بهذه القصة كما أعجبت بها، فذاك يلقيها في محاضرته، و آخر ينشرها في مجلته، و ثالث يذكرها في كتابه – صور من حياة التابعين – والقصة لا تصح، رأيت أن أذكر ما قال أهل العلم في هذه القصة.
قلت: ذكر القصة الذهبي في الميزان (1/ 585) في ترجمة أبي سُمير حكيم بن خِذام. و ذكر الحافظ الذهبي أن أبا حاتم قال: إنه متروك الحديث، و قال البخاري منكر الحديث يرى القدر .. فعلم بذلك أن القصة ضعيفة جداً من طريق سمير هذا.
والجوزقاني رحمه الله ذكرها في الأباطيل (2/ 197) و قال: (ص 198): هذا حديث باطل تفرد به أبو سمير، و هو منكر الحديث إلى آخر ما ذكره.
و أورد هذه القصة أيضاً محمد بن خلف الملقب بوكيع في كتابه (أخبار القضاة) (2/ 194) بسند آخر مظلم.
و ذكرها ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 388) من هذا الوجه وقال: لا يصح.
و أما السند الثاني فسند مظلم لم أجد في كتب الجرح والتعديل إلا ترجمة علي بن عبد الله بن معاوية و معاوية بن ميسرة، في الجرح و التعديل لابن أبي حاتم.
و رواها البيهقي في السنن الكبرى (10/ 136) من وجه آخر من طريق جابر الجعفي عن الشعبي و ذكر الحديث، و في إسناده عمر بن شَمِر – انظر ترجمته في الجرح والتعديل (6/ 239) و الميزان (3/ 268) – و انظر ترجمة جابر الجعفي في المجروحين (1/ 208) و الميزان (2/ 379) و الجرح والتعديل (2/ 497) –، و هما ضعيفان.
فعلم أن هذه القصة لا تثبت، وعدالة الإسلام معلومة من غير هذه القصة الباطلة والحمد لله.
و تقبلوا تحياتى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/103)
ـ[الجزائري الأثري]ــــــــ[19 - 12 - 03, 04:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... جزاك الله خيرا أخي اليونسي ..... فأنا والله كنت كما كنت انت متأثرا بالغ التأثر بهده القصة ....... بارك الله فيك
ـ[البدر المنير]ــــــــ[23 - 12 - 03, 04:23 ص]ـ
هذه القصة استشهد بها الشيخ صالح آل الشيخ في محاضرته بالجنادرية قبل ايام
ـ[عثمان]ــــــــ[24 - 12 - 03, 10:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخينا على هذه المعلومه ...(25/104)
أريد رأيكم أخوتي الكرام
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 12 - 03, 02:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوتي الكرام كت في السابق قد طبعت كتاب (التحفة السنية شرح منظومة أبي داوود الحائية) والآن سأبدأ بطباعة كتاب جديد وهو في العقيدة أيضا , فهل كان هنا من يقرأ من الموضوع السابق , ويريد قراءة الموضوع الجديد.
وأنا محتاج لردودكم وإن شاء الله سأفعل ما يرضي الجميع
واسأل الله التوفيق والسداد وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا هو ولي ذلك والقادر عليه
أخوكم في الله: أبوخطاب العوضي
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 12 - 03, 03:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أرى أن تطبع الكتاب أخي الكريم.
فإنه إن لم يقرأ الآن فلعلّه يقرأ لاحقاً.
ولعلك تنشر رابط الكتاب في منتديات أخرى.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 07:43 م]ـ
جزاك الله خيرا على جهودك أخانا العوضي ...
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 10:47 م]ـ
إن شاء الله سأقوم بما يعم فيه الخير إن شاء الله
أخوكم في الله: العوضي(25/105)
اعتذار عن توقف الموقع
ـ[الدرر السنية]ــــــــ[19 - 12 - 03, 03:44 ص]ـ
الإخوة الكرام زوار ومحبي الموقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعتذر لكم عن توقف الموقع وذلك بسبب خلاف مالي مع الشركة المستضيفة بسبب كثرة الزائرين على الموقع في الآونة الأخيرة حسب زعمهم، و سيحل قريبا جداً إن شاء الله
وفقنا الله وإياكم على نشر السنة
إخوانكم بموقع الدرر السنية
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - 12 - 03, 04:33 ص]ـ
كان الله في عونكم ولا زلتم مسددين
ويسر الله اموركم
ـ[صاعقة]ــــــــ[19 - 12 - 03, 04:35 ص]ـ
عليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته
== أسأل الله أن يبارك فيكم وفي جهودكم الحثيثة في خدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلَّم وتيسير التأكد من أحكام أئمة الحديث على أي رواية يصادفها الباحث أو الشخص العادي.
== كانت تواجهني مشكلة أثناء البحث عن كلمة أو كلمات في موقعكم المبارك سواء كانت عامة لجميع العلماء، أو خاصة بحكم الشيخ الألباني رحمهم الله جميعا، فلا أدري هل كان بسبب المشكلة التي كانت قائمة أم أنها مشكلة تقنية بحته.
== أسأل الله أن تكونوا قدوة صالحة لمن يحتسب نشر علم علماء السلف رحمهم الله، وأعظم أدب يستفيده طالب العلم منكم هو: بذل الخير دون جعجعة أو وعود الله أعلم بها.
وفقكم الله وبارك في جهودكم
ـ[أبو خديجة]ــــــــ[19 - 12 - 03, 12:07 م]ـ
اللهُ أكبرُ ......
الحمد لله تعالى
الموقع يعمل ...............
اضغط هنا ( http://www.dorar.net/default.asp)(25/106)
رسالة حول الصعود الى القمر -لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين-
ـ[الجزائري الأثري]ــــــــ[19 - 12 - 03, 04:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونصلي ونسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فقد تواترت الأخبار بإنزال مركبة فضائية على سطح القمر بعد المحاولات العديدة التي استنفدت فيها الطاقات الفكرية والمادية والصناعية عدة سنوات وقد أثار هذا النبأ تساؤلات وأخذاً ورداً بين الناس.
فمن قائل: إن هذا باطل مخالف للقرآن، ومن قائل: إن هذا ثابت والقرآن يؤيده، فالذين ظنوا أنه مخالف للقرآن قالوا: إن الله أخبر أن القمر في السماء فقال:] تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً [(1). وقال:] وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً [(2). وإذا كان القمر في السماء فإنه لا يمكن الوصول إليه، لأن الله جعل السماء سقفاً محفوظاً، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أشرف الخلق ومعه جبريل أشرف الملائكة وكان يستإذاً ويستفتح عند كل سماء ليلة المعراج ولا يحصل لهما دخول السماء إلا بعد أن يفتح لهما فكيف يمكن لمصنوعات البشر أن تنزل على سطح القمر وهو في السماء المحفوظة.
والذين ظنوا أن القرآن يؤيده قالوا: إن الله قال في سورة الرحمن:] يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان [(3). والسلطان العلم وهؤلاء استطاعوا أن ينفذوا من أقطار الأرض بالعلم فكان عملهم هذا مطابقاً للقرآن وتفسيراً له.
وإذا صح ما تواترت به الأخبار من إنزال مركبة فضائية على سطح القمر فإن الذي يظهر لي أن القرآن لا يكذبه ولا يصدقه فليس في صريح القرآن ما يخالفه، كما أنه ليس في القرآن ما يدل عليه ويؤيده.
1 - أما كون القرآن لا يخالفه فلأن القرآن كلام الله تعالى المحيط بكل شيء علماً فهو سبحانه يعلم ما كان وما يكون من الأمور الماضية والحاضرة، والمستقبلة، سواء منها ما كان من فعله، أو من خلقه فكل ما حدث أو يحدث في السموات أو في الأرض من أمور صغيرة، أو كبيرة ظاهرة، أو خفية فإن الله ـ تعالى ـ عالم به ولم يحدث إلا بمشيئته وتدبيره لا جدال في ذلك.
فإذا كان كذلك فالقرآن كلامه وهو سبحانه أصدق القائلين ومن أصدق من الله قيلاً، وكلامه أحسن الكلام وأبلغه في البيان، ومن أحسن من الله حديثاً فلا يمكن أن يقع في كلامه الصادر عن علمه، والبالغ في الصدق والبيان غايته لا يمكن أن يقع في كلام هذا شأنه ما يخالف الواقع المحسوس أبداً، ولا أن يقع في المحسوس ما يخالف صريحه أبداً.
ومن فهم أن في القرآن ما يخالف الواقع، أو أن من المحسوس ما يقع مخالفاً للقرآن ففهمه خطأ بلا ريب.
والآيات التي يظنها بعض الناس دالة على أن القمر في السماء نفسها ليس فيها التصريح بأنه مرصع في السماء نفسها التي هي السقف المحفوظ نعم ظاهر اللفظ أن القمر في السماء نفسها، ولكن إن ثبت وصول السفن الفضائية إليه ونزولها على سطحه فإن ذلك دليل على أن القمر ليس في السماء الدنيا التي هي السقف المحفوظ وإنما هو في فلك بين السماء والأرض كما قال ـ تعالى ـ:] وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون [(1). وقال ـ تعالى ـ:] لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون [(2). قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: "يدورون كما يدور المغزل في الفلكة، وذكر الثعلبي والماوردي عن الحسن البصري أنه قال: "الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملصقة به ولو كانت ملصقة به ما جرت" ذكره عنهما القرطبي في تفسير سورة يس.
والقول بأن الشمس والقمر في فلك بين السماء والأرض لا ينافي ما ذكر الله من كونهما في السماء، فإن السماء يطلق تارة على كل ما علا قال ابن قتيبة: "كل ما علاك فهو سماء" فيكون معنى كونهما في السماء أي في العلو أو على تقدير مضاف أي في جهة السماء.
وقد جاءت كلمة السماء في القرآن مراداً بها العلو كما في قوله تعالى:] ونزلنا من السماء ماء مباركاً [(3). يعني المطر، والمطر ينزل من السحاب المسخر بين السماء والأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/107)
وإذا ثبت ما ذكروا عن سطحية القمر فإن ذلك يزيدنا معرفة في آيات الله العظيمة حيث كان هذا الجرم العظيم وما هو أكبر منه وأعظم يجري بين السماء والأرض إلى الأجل الذي عينه الله تعالى لا يتغير ولا يتقدم ولا يتأخر عن السير الذي قدره له العزيز العليم، ومع ذلك فتارة يضيء كله فيكون بدراً، وتارة يضيء بعضه فيكون قمراً أو هلالاً ذلك تقدير العزيز العليم.
وأما ما اشتهر من كون القمر في السماء الدنيا، وعطارد في الثانية والزهرة في الثالثة، والشمس في الرابعة، والمريخ في الخامسة، والمشتري في السادسة، وزحل في السابعة فإن هذا مما تلقي عن علماء الفلك والهيئة وليس فيه حديث صحيح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ويدل على ذلك أن ابن كثير رحمه الله مع سعة اطلاعه لما تكلم على أن الشمس في الفلك الرابع قال: "وليس في الشرع ما ينفيه بل في الحس وهو الكسوفات ما يدل عليه ويقتضيه". ا. هـ فقوله: "وليس في الشرع ما ينفيه". واستدلاله على ثبوته بالحس دليل على أنه ليس في الشرع ما يثبته أي ما يثبت أن الشمس في الفلك الرابع والله أعلم.
2 - وأما كون القرآن لا يدل على وصول السفن الفضائية إلى القمر فلأن الذين ظنوا ذلك استدلوا بقوله تعالى:] يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان [(1). وفسروا السلطان بالعلم.
وهذا الاستدلال مردود من وجوه:
الأول: أن سياق الآية يدل على أن هذا التحدي يكون يوم القيامة ويظهر ذلك جلياً لمن قرأ هذه السورة من أولها فإن الله ذكر فيها ابتداء خلق الإنسان والجان، وما سخر للعباد في آفاق السموات والأرض، ثم ذكر فناء من عليها ثم قال:] سنفرغ لكم آيٌّهَ الثقلان [(2). وهذا الحساب ثم تحدى الجن بأنه لا مفر لهم ولا مهرب من أقطار السموات والأرض فيستطيعون الهروب ولا قدرة لهم على التناصر فينصروا وينجوا من المرهوب، ثم أعقب ذلك بذكر الجزاء لأهل الشر بما يستحقون، ولأهل الخير بما يؤملون ويرجون.
ولا شك أن السياق يبين المعنى ويعينه فرب كلمة أو جملة صالحة لمعنى في موضع ولا تصلح له في موضع آخر، وأنت ترى أحياناً كلمة واحدة لها معنيان متضادان يتعين المراد منهما بواسطة السياق كما هو معروف في كلمات الأضداد في اللغة.
فلو قدر أن الآية الكريمة تصلح أن تكون في سياق ما خبراً لما سيكون في الدنيا فإنها في هذا الموضع لا تصلح له بل تتعين أن تكون للتهديد والتعجيز يوم القيامة وذلك لما سبقها ولحقها من السياق.
الثاني: أن جميع المفسرين ذكروا أنها للتهديد والتعجيز وجمهورهم على أن ذلك يوم القيامة وقد تكلم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي على هذه الآية في سورة الحجر عند قوله ـ تعالى ـ:] ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين. وحفظناها من كل شيطان رجيم [(1). ووصف من زعم أنها تشير إلى الوصول إلى السماء وصفه بأنه لا علم عنده بكتاب الله.
الثالث: أنه لو كان معناها الخبر عما سيحدث لكان معناها يا معشر الجن والإنس إنكم لن تنفذوا من أقطار السموات والأرض إلا بعلم وهذا تحصيل حاصل فإن كل شيء لا يمكن إدراكه إلا بعلم أسباب إدراكه والقدرة على ذلك، ثم إن هذا المعنى يسلب الآية روعتها في معناها وفي مكانها فإن الآية سبقها الإنذار البليغ بقوله ـتعالىـ:] سنفرغ لكم أيه الثقلان [(2). وتلاها الوعيد الشديد في قوله:] يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران [(3).
الرابع: أن دلالة الآية على التحدي ظاهرة جداً.
أولاً: لما سبقها ويتلوها من الآيات.
ثانياً: أن ذكر معشر الجن والإنس مجتمعين معشراً واحداً فهو قريب من مثل قوله ـ تعالى:] قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً [(4).
ثالثاً: أن قوله:] إن استطعتم [ظاهر في التحدي خصوصاً وقد أتى بـ "إن" دون "إذا" تدل على وقوع الشرط بخلاف "إن".
الخامس: إنه لو كان معناها الخبر لكانت تتضمن التنويه بهؤلاء والمدح لهم حيث عملوا وبحثوا فيما سخر الله لهم حتى وصلوا إلى النفوذ وفاتت النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الذين هم أسرع الناس امتثالاً لما دعا إليه القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/108)
السادس: أن الآية الكريمة علقت الحكم بالجن والإنس ومن المعلوم أن الجن حين نزول القرآن كانوا يستطيعون النفوذ من أقطار الأرض إلى أقطار السماء كما حكى الله عنهم] وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرساً شديداً وشهباً. وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً [(5). فكيف يعجزهم الله بشيء كانوا يستطيعونه، فإن قيل: إنهم كانوا لا يستطيعونه بعد بعثة النبي، صلى الله عليه وسلم، قلنا: هذا أدل على أن المراد بالآية التعجيز لا الخبر.
السابع: أن الآية علقت الحكم بالنفوذ من أقطار السموات والأرض ومن المعلوم أنهم ما استطاعوا ولن يستطيعوا أن ينفذوا من أقطار السموات مهما كانت قوتهم.
الثامن: أن الآية الكريمة أعقبت بقوله ـ تعالى ـ:] يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران [(1). ومعناها والله أعلم انكم يا معشر الجن والإنس لو حاولتما النفوذ من ذلك لكان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس والمعروفأإن هذه الصواريخ لم يرسل عليها شواظ من نار ولا نحاس فكيف تكون هي المقصود بالآية.
التاسع: أن تفسيرهم السلطان هنا بالعلم فيه نظر فإن السلطان ما فيه سلطة للواحد على ما يريد السيطرة عليه والغلبة ويختلف باختلاف المقام فإذا كان في مقام العمل ونحوه فالمراد به القوة والقدرة ومنه قوله تعالى عن إبليس:] إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون [(2). فالسلطان في هذه الآية بمعنى القدرة ولا يصح أن يكون بمعنى العلم، ومنه السلطان المذكور في الآية التي نحن بصددها فإن النفوذ عمل يحتاج إلى قوة وقدرة والعلم وحده لا يكفي وهؤلاء لم يتوصلوا إلى ما ذكر عنهم بمجرد العلم ولكن بالعلم والقدرة والأسباب التي سخرها الله لهم، وإذا كان السلطان في مقام المحاجة والمجادلة كان المراد به البرهان والحجة التي يخصم بها خصمه ومنه قوله تعالى:] إن عندكم من سلطان بهذا [(3). أي من حجة وبرهان ولم يأت السلطان في القرآن مراداً به مجرد العلم والاشتقاق يدل على أن المراد بالسلطان ما به سلطة للعبد وقدرة وغلبة.
فتبين بهذا أن الآية الكريمة لا يراد بها الإشارة إلى ما ذكر من السفن الفضائية وإنزالها إلى القمر وهذه الوجوه التي ذكرناها منها ما هو ظاهر ومنها ما يحتاج إلى تأمل وإنما نبهنا على ذلك خوفاً من تفسير كلام الله بما لا يراد به لأن ذلك يتضمن محذورين:
أحدهما: تحريف الكلم عن مواضعه حيث أخرج عن معناه المراد به.
الثاني: التقول على الله بلا علم حيث زعم أن الله أراد هذا المعنى مع مخالفته للسياق وقد حرم الله على عباده أن يقولوا عليه ما لا يعلمون.
بقي أن يقال: إذا صح ما ذكر من إنزال المركبة الفضائية على سطح القمر فهل بالإمكان إنزال إنسان على سطحه؟.
فالجواب: أن ظاهر القرآن عدم إمكان ذلك وأن بني آدم لا يحيون إلاّ في الأرض يقول الله ـ تعالى ـ:] فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون [(1). فحصر الحياة في الأرض والموت فيها والإخراج منها، وطريق الحصر فيها تقديم ما حقه التأخير، ونحو هذه الآية قوله ـ تعالى ـ:] منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى [(2). حيث حصر ابتداء الخلق من الأرض، وأنها هي التي نعاد فيها بعد الموت ونخرج منها يوم القيامة، كما أن هناك آيات تدل على أن الأرض محل عيشة الإنسان] ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش [(3). فظاهر القرآن بلا شك يدل على أن لا حياة للإنسان إلا في هذه الأرض التي منها خلق، وإليها يعاد، ومنها يخرج، فالواجب أن نأخذ بهذا الظاهر وأن لا تبعد أوهامنا في تعظيم صناعة المخلوق إلى حد نخالف به ظاهر القرآن رجماً بالغيب، ولو فرض أن أحداً من بني آدم تمكن من النزول على سطح القمر وثبت ذلك ثبوتاً قطعياً أمكن حمل الآية على أن المراد بالحياة المذكورة الحياة المستقرة الجماعية كحياة الناس على الأرض، وهذا مستحيل والله أعلم.
وبعد فإن البحث في هذا الموضوع قد يكون من فضول العلم لولا ما دار حوله من البحث والمناقشات حتى بالغ الناس في رده وإنكاره، وغلا بعضهم في قبوله وإثباته، فالأولون جعلوه مخالفاً للقرآن، والآخرون جعلوه مؤيداً بالقرآن فأحببت أن أكتب ما حررته هنا على حسب ما فهمته بفهمي القاصر وعلمي المحدود.
وأسأل الله أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه نافعاً لعباده والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله، وصحبه أجمعين.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة الفرقان، الآية: 61.
(2) سورة نوح، الآية: 16.
(3) سورة الرحمن، الآية: 33.
(1) سورة الأنبياء، الآية: 33.
(2) سورة يس، الآية: 40.
(3) سورة ق، الآية: 9.
(1) سورة الرحمن، الآية: 33.
(2) سورة الرحمن، الآية: 31.
(1) سورة الحجر، الآيتان: 16 - 17.
(2) سورة الرحمن، الآية: 31.
(3) سورة الرحمن، الآية: 35.
(4) سورة الإسراء، الآية: 88.
(5) سورة الجن، الآيتان: 8 - 9.
(1) سورة الرحمن، الآية: 35.
(2) سورة النحل، الآيتان: 99 - 100.
(3) سورة يونس، الآية: 68.
(1) سورة الأعراف، الآية: 25.
(2) سورة طه، الآية: 55.
(3) سورة الأعراف، الآية: 10.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/109)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 07:41 م]ـ
الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب
http://www.ibnbaz.org/Display.asp?f=so00001
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 12 - 03, 07:54 م]ـ
القول بالصعود إلى القمر كذبة سامجة!
وهي مثل بيضة الديك، كانت مرة واحدة فقط على زعمهم الباطل، ثم مع تطور العلم والتقدم التقني لم يصعدوا مرة أخرى!!.
وفي الصور التي صوروها عدة علل تبين نكارة هذه القصة، فالقصة منكرة سندا ومتنا، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 12 - 03, 08:11 م]ـ
قال الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان في تفسير سورة الحجر
. قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى ?لسَّمَاءِ بُرُوجًا}. بين تعالى في هذه الآية الكريمة أنه جعل في السماء بروجاً ذكر هذا أيضاً في مواضع أخر كقوله: {تَبَارَكَ ?لَّذِى جَعَلَ فِى ?لسَّمَآءِ بُرُوجاً} وقوله تعالى: {وَ?لسَّمَآءِ ذَاتِ ?لْبُرُوجِ}، والبروج جمع برج.
واختلف العلماء في المراد بالبروج في الآيات المذكورة فقال بعضهم: البروج الكواكب، وممن روي عنه هذا القول مجاهد وقتادة. وعن أبي صالح: أنها الكواكب العظام، وقيل: هي قصور في السماء عليها الحرس. وممن قال به: عطية، وقيل: هي منازل الشمس والقمر قاله ابن عباس. وأسماء هذه البروج الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت.
قال مقيده ـ عفا الله عنه: أطلق تعالى في سورة النساء البروج على القصور الحصينة في قوله: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ?لْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِى بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} ومرجع الأقوال كلها إلى شيء واحد. لأن أصل البروج في اللغة الظهور ومنه تبرج المرأة بإظهار زينتها فالكواكب ظاهرة والقصور ظاهرة ومنازل القمر والشمس كالقصور بجامع أن الكل محل ينزل فيه، والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: {وَزَيَّنَّـ?هَا لِلنَّـ?ظِرِينَ}. صرح تعالى في هذه الآية الكريمة أنه زين السماء للناظرين وبين في مواضع أخر أنه زينها بالنجوم، وأنها السماء الدنيا كقوله: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا ?لسَّمَآءَ ?لدُّنْيَا بِمَصَـ?بِيحَ}، وقوله: {إِنَّا زَيَّنَّا ?لسَّمَآءَ ?لدُّنْيَا بِزِينَةٍ ?لْكَوَ?كِبِ}. قوله تعالى: {وَحَفِظْنَـ?هَا مِن كُلِّ شَيْطَـ?نٍ رَّجِيمٍإِلاَّ مَنِ ?سْتَرَقَ ?لسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ}. صرح تعالى في هذه الآية الكريمة أنه حفظ السماء من كل شيطان رجيم وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَـ?نٍ مَّارِدٍ} وقوله: {وَجَعَلْنَـ?هَا رُجُوماً لِّلشَّيَـ?طِينِ} وقوله: {فَمَن يَسْتَمِعِ ?لاٌّنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} وقوله: {إِنَّهُمْ عَنِ ?لسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} وقوله: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَـ?نٍ} إلى غير ذلك من الآيات. والاستثناء في هذه الآية الكريمة في قوله: {إِلاَّ مَنِ ?سْتَرَقَ ?لسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ}. قال بعض العلماء هو استثناء منقطع وجزم به الفخر الرازي أي لكن من استرق السمع أي الخطفة اليسيرة فإنه يتبعه شهاب فيحرقه كقوله تعالى: {وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍدُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌإِلاَّ مَنْ خَطِفَ ?لْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} وقيل: الاستثناء متصل أي حفظنا السماء من الشياطين أن تسمع شيئاً من الوحي وغيره إلا من استرق السمع فإنا لم نحفظها من أن تسمع لخير من أخبار السماء سوى الوحي، فأما الوحي فلا تسمع منه شيئاً لقوله تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ ?لسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} قاله القرطبي، ونظيره {إِلاَّ مَنْ خَطِفَ} فإن استثناء من الواو في قوله تعالى: {لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى? ?لْمَلإِ}.
تنبيه:
يؤخذ من هذه الآيات التي ذكرنا أن كل ما يتمشدق به أصحاب الأقمار الصناعية من أنهم سيصلون إلى السماء ويبنون على القمر، كله كذب وشقشقة لا طائل تحتها ومن اليقين الذي لا شك فيه أنهم سيقفون عند حدهم ويرجعون خاسئين أذلاء عاجزين {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/110)
ووجه دلالة الآيات المذكورة على ذلك أن اللسان العربي الذي نزل به القرآن يطلق اسم الشيطان على كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب ومنه قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُواْ ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُو?ا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى? شَيَـ?طِينِهِمْ قَالُو?اْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ}، وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِىٍّ عَدُوّاً شَيَـ?طِينَ ?لإِنْسِ وَ?لْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَى? بَعْضٍ زُخْرُفَ ?لْقَوْلِ غُرُوراً} ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: «الكلب الأسود شيطان» وقول جرير: أيام يدعونني الشيطان من غزلي وكن يهوينني إذ كنت شيطانا
ولا شك أن أصحاب الأقمار الصناعية يدخلون في اسم الشياطين دخولاً أولياً لعتوهم وتمردهم.
وإذا علمت ذلك فاعلم أنه تعالى صرح بحفظ السماء من كل شيطان كائناً من كان في عدد آيات من كتابه كقوله هنا: {وَحَفِظْنَـ?هَا مِن كُلِّ شَيْطَـ?نٍ رَّجِيمٍ} وقوله:
{أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ?لسَّمَآءَ ?لدُّنْيَا بِمَصَـ?بِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ?لْعَزِيزِ ?لْعَلِيمِ} إلى غير ذلك من الآيات.
وصرح بأن من أراد استراق السمع أتبعه شهاب راصد له في مواضع أخر كقوله: {فَمَن يَسْتَمِعِ ?لاٌّنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} وقوله: {إِلاَّ مَنِ ?سْتَرَقَ ?لسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ} وقوله: {إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ?لْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} وقال: {إِنَّهُمْ عَنِ ?لسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}
وقال: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَـ?نٍ مُّبِينٍ} وهو تعجيز دال على عجز البشر عن ذلك عجزاً مطلقاً، وقال: {أَمْ لَهُم مٌّلْكُ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ وَمَا بَيَنَهُمَا فَلْيَرْتَقُواْ فِى ?لاٌّسْبَابِجُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ?لاٌّحَزَابِ} فقوله في هذه الآية الكريمة: {فَلْيَرْتَقُواْ فِى ?لاٌّسْبَابِ}، أي فليصعدوا في أسباب السموات التي توصل إليها.
وصيغة الأمر في قوله: {فَلْيَرْتَقُواْ} للتعجيز وإيرادها للتعجيز دليل على عجز البشر عن ذلك عجزاً مطلقاً. وقوله جل وعلا بعد ذلك التعجيز: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مّن ?لاْحَزَابِ} يفهم منه أنه لو تنطع جند من الأحزاب للارتقاء في أسباب السماء أنه يرجع مهزوماً صاغراً داخراً ذليلاً، ومما يدل على أن الآية الكريمة يشار فيها إلى شيء ما كان يظنه الناس وقت نزولها إبهامه جل وعلا لذلك الجند بلفظة ما في قوله: {فِى مَا} وإشارته إلى مكان ذلك الجند أو مكان انهزامه إشارة البعيد في قوله: {هُنَالِكَ} ولم يتقدم في الآية ما يظهر رجوع الإشارة إليه إلا الارتقاء في أسباب السموات.
فالآية الكريمة يفهم منها ما ذكرنا، ومعلوم أنها لم يفسرها بذلك أحد من العلماء، بل عبارات المفسرين تدور على أن الجند المذكور الكفار الذين كذبوه صلى الله عليه وسلم، وأنه صلى الله عليه وسلم سوف يهزمهم، وأن ذلك تحقق يوم بدر أو يوم فتح مكة، ولكن كتاب الله لا تزال تظهر غرائبه وعجائبه متجددة على مر الليالي والأيام، ففي كل حين تفهم منه أشياء لم تكن مفهومة من قبل، ويدل لذلك حديث أبي جحيفة الثابت في الصحيح أنه لما سأل علياً رضي الله عنه هل خصهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ قال له علي رضي الله عنه: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يعطيه الله رجلاً في كتاب الله وما في الصحيفة الحديث فقوله رضي الله عنه: إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في كتاب الله يدل على أن فهم كتاب الله تتجدد به العلوم والمعارف التي لم تكن عند عامة الناس، ولا مانع من حمل الآية على ما حملها عليه المفسرون.
وما ذكرنا أيضاً أنه يفهم منها لما تقرر عند العلماء من أن الآية إن كانت تحتمل معاني كلها صحيحة تعين حملها على الجميع كما حققه بأدلته الشيخ تقي الدين أبو العباس بن تيمية رحمه الله في رسالته في علوم القرآن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/111)
وصرح تعالى بأن القمر في السبع الطباق في قوله: {أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ?للَّهُ سَبْعَ سَمَـ?وَ?تٍ طِبَاقاًوَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} فعلم من الآيات أن القمر في السبع الطباق، وأن الله حفظها من كل شيطان رجيم، فلم يبق شك ولا لبس في أن الشياطين أصحاب الأقمار الصناعية سيرجعون داخرين صاغرين عاجزين عن الوصول إلى القمر والوصول إلى السماء، ولم يبق لبس في أن السماء التي فيها القمر ليس يراد بها مطلق ما علاك، وإن كان لفظ السماء قد يطلق لغة على كل ما علاك، كسقف البيت، ومنه قوله تعالى: {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ?لسَّمَآءِ}. وقد قال الشاعر: وقد يسمى سماء كل مرتفع وإنما الفضل حيث الشمس والقمر
لتصريحه تعالى بأن القمر في السبع الطباق. لأن الضمير في قوله: {وَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ} راجع إلى السبع الطباق وإطلاق المجموع مراداً بعضه كثير في القرآن وفي كلام العرب.
ومن أصرح أدلته: قراءة حمزة والكسائي {فَإِن قَـ?تَلُوكُمْ فَ?قْتُلُوهُمْ} من القتل في الفعلين. لأن من قتل بالبناء للمفعول لا يمكن أن يؤمر بعد موته بأن يقتل قاتله، ولكن المراد: فإن قتلوا بعضكم فليقتلهم بعضكم الآخر، كما هو ظاهر. وقال أبو حيان في البحر المحيط في تفسير قوله تعالى {وَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً}. وصح كون السموات ظرفاً للقمر. لأنه لا يلزم من الظرف أن يملأه المظروف. تقول: زيد في المدينة، وهو في جزء منها.
واعلم أن لفظ الآية صريح في أن نفس القمر في السبع الطباق. لأن لفظة {جَعَلَ} في الآية هي التي بمعنى صير، وهي تنصب المبتدأ والخبر، والمعبر عنه بالمبتدأ هو المعبر عنه بالخبر بعينه لا شيء آخر، فقولك: جعلت الطين خزفاً، والحديد خاتماً، لا يخفى فيه أن الطين هو الخزف بعينه، والحديد هو الخاتم، وكذلك قوله: {وَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} فالنور المجعول فيهن هو القمر بعينه، فلا يفهم من الآية بحسب الوضع اللغوي احتمال خروج نفس القمر عن السبع الطباق، وكون المجعول فيها مطلق نوره. لأنه لو أريد ذلك لقيل: وجعل نور القمر فيهن أما قوله: {وَجَعَلَ ?لْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} فهو صريح في أن النور المجعول فيهن هو عين القمر، ولا يجوز صرف القرآن عن معناه المتبادر بلا دليل يجب الرجوع إليه، وبوضح ذلك أنه تعالى صرح في سورة الفرقان بأن القمر في خصوص السماء ذات البروج بقوله: {تَبَارَكَ ?لَّذِى جَعَلَ فِى ?لسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً} وصرح في سورة الحجر بأن ذات البروج المنصوص على أن القمر فيها هي بعينها المحفوظة من كل شيطان رجيم بقوله: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِى ?لسَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّـ?هَا لِلنَّـ?ظِرِينَوَحَفِظْنَـ?هَا مِن كُلِّ شَيْطَـ?نٍ رَّجِيمٍ} وما يزعمه بعض الناس من أنه جل وعلا أشار إلى الاتصال بين أهل السماء والأرض في قوله: {وَمِنْ ءَايَـ?تِهِ خَلْقُ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَى? جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ} يقال فيه: إن المراد جمعهم يوم القيامة في المحشر، كما أطبق عليه المفسرون. ويدل له قوله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى ?لاٌّرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَـ?لُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى ?لكِتَـ?بِ مِن شَىْءٍ ثُمَّ إِلَى? رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}.
ويوضح ذلك تسمية يوم القيامة يوم الجمع في قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ ?لْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ ?لتَّغَابُنِ}. وكثرة الآيات الداله على أن جمع جميع الخلائق كائن يوم القيامة، كقوله: {إِنَّ فِى ذ?لِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ?لاٌّخِرَةِ ذ?لِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ?لنَّاسُ وَذَ?لِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ} وقوله:
{قُلْ إِنَّ ?لاٌّوَّلِينَ وَ?لاٌّخِرِينَلَمَجْمُوعُونَ إِلَى? مِيقَـ?تِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} وقوله: {?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى? يَوْمِ ?لْقِيَـ?مَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ} وقوله: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ?لسَّمَآءُ بِ?لْغَمَـ?مِ وَنُزِّلَ ?لْمَلَئِكَةُ تَنزِيلاً} وقوله {وَجَآءَ رَبُّكَ وَ?لْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} وقوله {وَحَشَرْنَـ?هُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/112)
مع أن بعض العلماء قال: المراد ما بث من الدواب في الأرض فقط، فيكون من إطلاق المجموع مراداً بعضه، وهو كثير من القرآن وفي لسان العرب، وبعضهم قال: المراد بدواب السماء الملائكة زاعماً أن الدبيب يطلق على كل حركة.
قال مقيده ـ عفا الله عنه: ظاهر الآية الكريمة أن الله بث في السماء دواب كما بث في الأرض دواب. ولا شك أن الله قادر على جمع أهل السموات وأهل الأرض وعلى كل شيء، ولكن الآيات القرآنية التي ذكرنا بينت أن المراد بجمعهم حشرهم جميعاً يوم القيامة، وقد أطبق على ذلك المفسرون ولو سلمنا تسليماً جدلياً أنها تدل على جمعهم في الدنيا فلا يلزم من ذلك بلوغ أهل الأرض إلى أهل السماء بل يجوز عقلاً أن ينحدر من في السماء إلى من في الأرض لأن الهبوط أهون من الصعود وما يزعمه من لا علم عنده بكتاب الله تعالى من أن قوله جل وعلا: {ي?مَعْشَرَ ?لْجِنِّ وَ?لإِنسِ إِنِ ?سْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَـ?رِ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ فَ?نفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَـ?نٍ} يشير إلى الوصول إلى السماء بدعوى أن المراد بالسلطان في الآية هو هذا العلم الحادث الذي من نتائجه الصواريخ والأقمار الصناعية.
وإذاً فإن الآية قد تكون فيها الدلالة على أنهم ينفذون بذلك العلم من أقطار السموات والأرض مردود من أوجه:
الأول: أن معنى الآية الكريمة هو إعلام الله جل وعلا خلقه أنهم لا محيص لهم ولا مفر عن قضائه ونفوذ مشيئته فيهم وذلك عندما تحف بهم صفوف الملائكة يوم القيامة. فكلما فروا إلى جهة وجدوا صفوف الملائكة أمامهم، ويقال لهم في ذلك الوقت {ي?مَعْشَرَ ?لْجِنِّ وَ?لإِنسِ} والسلطان: قيل الحجة والبينة، وقيل الملك والسلطنة وكل ذلك معدوم عندهم يوم القيامة فلا نفوذ لهم كما قال تعالى: {وَجَآءَ رَبُّكَ وَ?لْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} وقال: {إِنِّى? أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ?لتَّنَادِيَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ ?للَّهِ مِنْ عَاصِمٍ}.
الوجه الثاني: أن الجن أعطاهم الله القدرة على الطيران والنفوذ في أقطار السموات والأرض وكانوا يسترقون السمع من السماء كما صرح به تعالى في قوله عنهم وإنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع الآية وإنما منعوا من ذلك حين بعث صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {فَمَن يَسْتَمِعِ ?لاٌّنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً} فالجن كانوا قادرين على بلوغ السماء من غير حاجة إلى صاروخ ولا قمر صناعي فلو كان معنى الآية هو ما يزعمه أولئك الذين لا علم لهم بكتاب الله لم يقل جل وعلا يا معشر الجن لأنهم كانوا ينفذون إلى السماء قبل حدوث السلطان المزعوم.
الوجه الثالث: أن العلم المذكور الذي لا يجاوز صناعة يدوية أهون على الله جل وعلا من أن يطلق عليه اسم السلطان. لأنه لا يجاوز أغراض هذه الحياة الدنيا ولا نظر فيه ألبتة لما بعد الموت. ولأن الدنيا كلها لا تزن عند الله جناح بعوضة.
وقد نص تعالى على كمال حقارتها عنده في قوله جل وعلا: {وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ?لنَّاسُ أُمَّةً وَ?حِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِ?لرَّحْمَـ?نِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ} إلى قوله {لِلْمُتَّقِينَ} وعلم هؤلاء الكفار نفي الله عنه اسم العلم الحقيقي وأثبت له أنه علم ظاهر من الحياة الدنيا وذلك في قوله: {وَعْدَ ?للَّهِ لاَ يُخْلِفُ ?للَّهُ وَعْدَهُ وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَ ?لنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَيَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ?لْحَيَو?ةِ ?لدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ?لاٌّخِرَةِ هُمْ غَـ?فِلُونَ} فحذف الكفار في الصناعات اليدوية كحذف بعض الحيوانات في صناعتها بإلهام الله لها ذلك، فالنحل تبني بيت عسلها على صورة شكل مسدس يحار فيه حذاق المهندسين. ولما أرادوا أن يتعلموا منها كيفية ذلك البناء وجعلوها في أجباح زجاج لينظروا إلى كيفية بنائها أبت أن تعلمهم فطلت الزجاج بالعسل قبل البناء كيلا يروا كيفية بنائها، كما اخبرتنا الثقة بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/113)
الوجه الرابع: أنا لو سلمنا تسليماً جدلياً أن ذلك المعنى المزعوم كذبا هو معنى الآية فإن الله أتبع ذلك بقوله يرسل عليكما شواظ من نار الآية فهو يدل على ذلك التقدير على أنهم لو أرادوا النفوذ في أقطارها حرقهم ذلك الشواظ والنحاس والشواظ اللهب الخالص والنحاس الدخان ومنه قول النابغة: يضيء كضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاسا
وكذلك ما يزعمه بعض من لا علم له بمعنى كتاب الله من أن الله أشار إلى اتصال أهل السموات وأهل الأرض بقوله تعالى: {قَالَ رَبِّى يَعْلَمُ ?لْقَوْلَ فِى ?لسَّمَآءِ وَ?لاٌّرْضِ} بصيغة الأمر في لفظة قل على قراءة الجمهور وبصيغة الماضي {قَالَ رَبِّى يَعْلَمُ} في قراءة حمزة والكسائي وحفص عن عاصم فإن الآية الكريمة لا تدل على ذلك لا بدلالة المطابقة ولا التضمن ولا الالتزام لأن غاية ما تفيده الآية الكريمة أن الله جل وعلا أمر نبيه أن يقول إن ربه يعلم كل ما يقوله أهل السماء وأهل الأرض على قراءة الجمهور وعلى قراءة الأخوين وحفص فمعنى الآية أنه صلى الله عليه وسلم أخبر قائلاً إن ربه جل وعلا يعلم كل ما يقال في السماء والأرض وهذا واضح لا إشكال فيه ولا شك أنه جل وعلا عالم بكل أسرار أهل السماء والأرض وعلانياتهم لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين.
وكذلك ما يزعمه من لا علم عنده بمعنى كتاب الله جل وعلا من أنه تعالى أشار إلى أهل الأرض سيصعدون إلى السموات واحدة بعد أخرى بقوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ} زاعماً أن معنى الآية الكريمة لتركبن أيها الناس طبقاً أي سماء عن طبق أي بعد سماء حتى تصعدوا فوق السموات فهو أيضاً جهل بكتاب الله وحمل له على غير ما يراد به.
اعلم أولاً أن في هذا الحرف قراءتين سبعيتين مشهورتين إحداهما لتركبن بفتح الباء وبها قرأ من السبعة ابن كثير وحمزة والكسائي وعلى هذه القراءة ففي فاعل لتركبن ثلاثة أوجه معروفة عند العلماء الأول وهو أشهرها أن الفاعل ضمير الخطاب الواقع على النَّبي صلى الله عليه وسلم أي لتركبن أنت يا نبيَّ الله طبقاً عن طبق أي بعد طبق أي حالاً بعد حال أي فترتقي في الدرجات درجة بعد درجة والطبق في لغة العرب الحال ومنه قول الأقرع بن حابس التميمي. إني امرؤ قد حلبت الدهر أشطره وساقني طبق منها إلى طبق
وقول الآخر:
كذلك المرء إن ينسأ له أجل ... يركب على طبق من بعده طبق
أي: حال بعد حال في البيتين وقال ابن مسعود والشعبي ومجاهد وابن عباس في إحدى الروايتين والكلبي وغيرهم لتركبن طبقاً عن طبق أي لتصعدن يا محمد سماء بعد سماء وقد وقع ذلك ليلة الإسراء والثاني أن الفاعل ضمير السماء أي لتركبن هي أي السماء طبقاً بعد طبق أي لتنتقلن السماء من حال إلى حال أي تصير تارة كالدهان وتارة كالمهل وتارة تتشقق بالغمام وتارة تطوى كطي السجل للكتب، والثالث أن الفاعل ضمير يعود إلى الإنسان المذكور في قوله {ي?أَيُّهَا ?لإِنسَـ?نُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى? رَبِّكَ كَدْحاً} أي لتركبن أيها الإنسان حالاً بعد حال من صغر إلى كبر ومن صحة إلى سقم كالعكس ومن غنى إلى فقر كالعكس ومن موت إلى حياة كالعكس ومن هول من أهوال القيامة إلى آخر وهكذا، والقراءة الثانية وبها قرأ من السبعة نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم لتركبن بضم الباء وهو خطاب عام للناس المذكورين في قوله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـ?بَهُ بِيَمِينِهِ} إلى قوله {وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـ?بَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ} ومعنى الآية لتركبن أيها الناس حالاً بعد حال فتنتقلون في دار الدنيا من طور إلى طور وفي الآخرة من هول إلى هول فإن قيل يجوز بحسب وضع اللغة العربية التي نزل بها القرآن على قراءة ضم الباء أن يكون المعنى لتركبن أيها الناس طبقاً بعد طبق أي سماء بعد سماء حتى تصعدوا فوق السماء السابعة كما تقدم نظيره في قراءة فتح الباء خطايا للنبي صلى الله عليه وسلم وإذا كان هذا جائزاً في لغة القرآن فما المانع من حمل الآية عليه فالجواب من ثلاثة أوجه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/114)
الأول: أن ظاهر القرآن يدل على أن المراد بالطبق الحال المنتقل إليها من موت ونحوه وهول القيامة بدليل قوله بعده مرتباً له عليه بالفاء {فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَوَيَصْلَى? سَعِيراً} فهو قرينة ظاهرة على أن المراد إذا كانوا ينتقلون من حال إلى حال ومن هول إلى هول فما المانع لهم من أن يؤمنوا ويستعدوا لتلك الشدائد ويؤيده أن العرب تسمي الدواهي بنات طبق كما هو معروف في لغتهم.
الوجه الثاني: أن الصحابة رضي الله عنهم هم المخاطبون الأولون بهذا الخطاب وهم أولى الناس بالدخول فيه بحسب الوضع العربي ولم يركب أحد منهم سماء بعد سماء بإجماع المسلمين فدل ذلك على أن ذلك ليس معنى الآية ولو كان هو معناها لما خرج منه المخاطبون الأولون بلا قرينة على ذلك.
الوجه الثالث: هو ما قدمنا من الآيات القرآنية المصرحة بحفظ السماء وحراستها من كل شيطان رجيم كائناً من كان، فبهذا يتضح أن الآية الكريمة ليس فيها دليل على صعود أصحاب الأقمار الصناعية فوق السبع الطباق. والواقع المستقبل سيكشف حقيقة تلك الأكاذيب والمزاعم الباطلة، وكذلك ما يزعمه بعض من ليس له علم بمعنى كتاب الله جل وعلا من أن الله تعالى أشار إلى بلوغ أهل الأرض إلى السموات بقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَمَا فِى ?لاٌّرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ} فقالوا تسخيره جل وعلا ما في السموات لأهل الأرض دليل على أنهم سيبلغون السموات والآية الكريمة لا تدل على ذلك الذي زعموا أنها تدل عليه لأن القرآن بين في آيات كثيرة كيفية تسخير ما في السماء لأهل الأرض فبين أن تسخير الشمس والقمر لمنافعهم وانتشار الضوء عليهم ولكي يعلموا عدد السنين والحساب كما قال تعالى: {وَسَخَّر لَكُمُ ?لشَّمْسَ وَ?لْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ?لَّيْلَ وَ?لنَّهَارَ} ومنافع الشمس والقمر اللذين سخرهما الله لأهل الأرض لا يحصيها إلا الله كما هو معروف وقال تعالى:
{هُوَ ?لَّذِى جَعَلَ ?لشَّمْسَ ضِيَآءً وَ?لْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ?لسِّنِينَ وَ?لْحِسَابَ}، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا ?لَّيْلَ وَ?لنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ ?لَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ ?لنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ?لسِّنِينَ وَ?لْحِسَابَ} إلى غير ذلك من الآيات المبينة لذلك التسخير لأهل الأرض.
وكذلك سخر لأهل الأرض النجوم ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر كما قال تعالى: {وَ?لنُّجُومَ مُسَخَّرَ?تٍ بِأَمْرِهِ} وقال تعالى: {وَهُوَ ?لَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ?لنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِى ظُلُمَـ?تِ ?لْبَرِّ وَ?لْبَحْرِ} وقال: {وَعَلامَـ?تٍ وَبِ?لنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} إلى غير ذلك من الآيات. فهذا هو تسخير ما في السماء لأهل الأرض وخير ما يفسر به القرآن. ومما ويوضح ما ذكرنا أن المخاطبين الأولين بقوله {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَمَا فِى ?لاٌّرْضِ} وهم الصحابة رضي الله عنهم لم يسخر لهم شيء مما في السموات إلا هذا التسخير الذي ذكرنا الذي بينه القرآن العظيم في آيات كثيرة. فلو كان يراد به التسخير المزعوم عن طريق الصواريخ والأقمار الصناعية لدخل فيه المخاطبون الأولون كما هو ظاهر، وكذلك قوله {وَكَأَيِّن مِّن ءَايَةٍ فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}، فإن معنى مرورهم على ما في السموات من الآيات نظرهم إليها كما بينه تعالى في آيات كثيرة كقوله: {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِى مَلَكُوتِ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ وَمَا} وقوله: {قُلِ ?نظُرُواْ مَاذَا فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ} وقوله: {سَنُرِيهِمْ ءَايَـ?تِنَا فِى ?لاٌّفَاقِ وَفِى? أَنفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ?لْحَقُّ} إلى غير ذلك من الآيات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/115)
واعلم وفقني الله وإياك أن التلاعب بكتاب الله جل وعلا وتفسيره بغير معناه لمحاولة توفيقه مع آراء كفرة الإفرنج ليس فيه شيء البتة من مصلحة الدنيا ولا الآخرة وإنما فيه فساد الدارين، ونحن إذ نمنع التلاعب بكتاب الله وتفسيره بغير معناه نحض جميع المسلمين على بذل الوسع في تعليم ما ينفعهم من هذه العلوم الدنيوية مع تمسكهم بدينهم، كما قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ?سْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} كما سترى بسطه إن شاء الله في سورة بني إسرائيل.
فإن قيل. هذه الآيات التي استدللتم بها على حفظ السماء من الشياطين واردة في حفظها من استراق السمع وذلك إنما يكون من شياطين الجن فدل ذلك على اختصاص الآيات المذكورة بشياطين الجن؟
فالجواب: أن الآيات المذكورة تشمل بدلالتها اللغوية شياطين الإنس من الكفار. قال في لسان العرب: والشيطان معروف وكل عات متمرد من الإنس والجن والدواب شيطان. وقال في القاموس والشيطان معروف وكل عات متمرد من إنس أو جن أو دابة اهـ.
ولا شك أن من أشد الكفار تمرداً وعتواً الذين يحاولون بلوغ السماء فدخولهم في اسم الشيطان لغة لا شك فيه وإذا كان لفظ الشيطان يعم كل متمرد عات فقوله تعالى: {وَحَفِظْنَـ?هَا مِن كُلِّ شَيْطَـ?نٍ رَّجِيمٍ} صريح في حفظ السماء من كل متمرد عات كائناً من كان، وحمل نصوص الوحي على مدلولاتها اللغوية واجب إلا لدليل يدل على تخصيصها أو صرفها عن ظاهرها المتبادر منها كما هو مقرر في الأصول.
وحفظ السماء من الشياطين معناه حراستها منهم، قال الجوهري في صحاحه: حفظت الشيء حفظاً أي حرسته اهـ. وقال صاحب لسان العرب: وحفظت الشيء حفظاً أي حرسته اهـ. وهذا معروف في كلام العرب، فيكون مدلول هذه الآية بدلالة المطابقة {وَحَفِظْنَـ?هَا مِن كُلِّ شَيْطَـ?نٍ رَّجِيمٍ} أي وحرسناها أي السماء من كل عات متمرد.
ولا مفهوم مخالفة لقوله {رَّجِيمٍ} وقوله {مَّارِدٍ} لأن مثل ذلك من الصفات الكاشفة فكل شيطان يوصف بأنه رجيم وبأنه مارد وإن كان بعضهم أقوى تمرداً من بعض وما حرسه الله جل وعلا من كل عات متمرد لا شك أنه لا يصل إليه عات متمرد كائناً من كان {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} والعلم عند الله تعالى اهـ.
ـ[الجزائري الأثري]ــــــــ[21 - 12 - 03, 03:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن .. لكن أخانا أبا حسن معه الحق أيضا فيما قاله شيخنا بن باز -رحمه الله-
ـ[الحنابلة]ــــــــ[21 - 12 - 03, 04:03 ص]ـ
ما قاله وأورده الإمام العلامة الشيخ الأمين المختار الشنقيطي في أضواء البيان هو الحق الذي تؤيده الأدلة الشرعية رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته فأسأل الله ان يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه0
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 12 - 03, 07:36 ص]ـ
بل ما ذكره الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين في إمكانية صعود الإنسان إلى القمر هو الحق الذي تؤيده الأدلة الشرعية
ـ[الجزائري الأثري]ــــــــ[22 - 12 - 03, 03:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا .. لكن أرجو الفهم الجيد للرسالة ..
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:42 ص]ـ
القول بالصعود إلى القمر كذبة سامجة!
وهي مثل بيضة الديك، كانت مرة واحدة فقط على زعمهم الباطل، ثم مع تطور العلم والتقدم التقني لم يصعدوا مرة أخرى!!.
وفي الصور التي صوروها عدة علل تبين نكارة هذه القصة، فالقصة منكرة سندا ومتنا، والله أعلم.
هلا علّقت على أدلة الشيخ ابن باز رحمه الله وبيّنت لنا خطأ ما فيه .. ؟
الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب ( http://www.ibnbaz.org/mat/8190)
هل في كلام الشيخ تهاونٌ في مسألة تظنها عقائدية .. ؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:28 ص]ـ
حياك الله وبارك الله فيك
ليس هناك تعارض بين كلامي السابق وكلام الشيخ ابن باز رحمه الله، وإن كنت ترى أن هناك تعارض فلعلك تبينه حفظك الله، أما قولك (هل في كلام الشيخ تهاونٌ في مسألة تظنها عقائدية .. ؟) فلا أدري كيف فهمت هذا؟ فلعلك تتأمل الكلام السابق مرة أخرى حفظك الله.
ورسالة شيخنا ابن باز رحمه الله رسالة مشهورة قد قرأتها من نحو عشرين عاما، ومن فضل الله فقد تتلمذت على الشيخ ابن باز سنين طوالا ولايخفى علي كلامه السابق، والله يرعاكم.
ـ[أبو سليمان الأسعدي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 11:47 ص]ـ
الأخ أبا فارس ..
وهلا علّقت أنت على أدلة الشيخ ابن باز رحمه الله وبيّنت لنا خطأ ما فيه .. ؟
في هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1176020&posted=1
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:13 م]ـ
لازال البعض يناقش هل صعدوا إلي القمر أم لا وقد تأكد بالتواتر الذي لامجال للشك فيه أنهم صعدوا وصار هذا من نافلة القول
الأولي النظر إلي ما هو أهم من ذالك
هل سيصعد المسلمون إلي القمر أم لا.
والذي لايؤمن بالصعود إلي القمر كيف يؤمن بهذه الأقمار الصناعية وهذا النت الذي تخطي كل الحدود وأمور أخري كثيرة
لاينبغي إخواني الكرام أن نكذب أمورا بديهية
فسيارات ذات الدفع الرباعي امام أعيننا وهذه الفضائيات والنت وغيرها من عجائب التكنولوجيا
ينبغي اللحاق بهؤلاء وسبقهم في هذا المضمار الخطير والمهم جدا
إن كنا حقا نفهم محتوي رسالة الإسلام والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/116)
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 07:29 م]ـ
حياكم الله جميعاً ....
عندي ملاحظات وردود وتساؤلات (في هذا الموضوع وغيره)، لكني لن أتعجل بطرحها .. أحتاج إلى مراجعة كتب التفاسير للتأكد من صحة المعاني (التي أظنها) لبعض النصوص القرآنية الواردة أعلاه ... حتى لا أتمادى في خطأ وحتى يكون كلامي مستنداً إلى أدلة صحيحة وكافية ...
بارك الله فيكم وجزاكم الخير كله ...
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 11:13 ص]ـ
على من أنكر هذا الصعود وكذبه أن يخبرنا: ما هو هذا الشيء الذي نزلت عليه مركبات الفضاء؟ هل يمكن أن يكون القطب الجنوبي أو الشمالي أو هو آسيا وإفريقيا أو غير ذلك من مناطق كوكب الأرض، فإن قالوا ليس ما هبطت عليه مركبات الفضاء من الأرض بل هو كوكب آخر، فما هو؟ وما الفرق بين الوصول إليه والوصول إلى القمر؟
ألا يسع المنكرين أن يمنعوا الاستدلال على هذا الوصول بآيات القرآن الكريم ويقولوا: إن القرآن لم يدل على ذلك ثم يقفوا عند هذا الحد، لا أن يستدلوا بفهمهم لكتاب الله - وفهمهم قابل للصواب والخطأ- على المنع من ذلك مطلقا، فهب أن الصعود فيما مضى كان كذبا، فمن أين لهم أن الله تعالى لن يتيحه للناس يوما، فساعتها يُلزمنا الكفار أن القرآن يخالف الحقائق المحسوسة، وكفى بهذا لو وقع شناعة!
ما أشبه هذا بمسألة كروية الأرض وفيها كلام لبعض الناس لا يحمد.
وليعلم:
أن التعجل بتكذيب النظريات العلمية لا يقل قبحا عن التعجل في تصديقها، فالرفق الرفق!
ـ[أبو البركات]ــــــــ[23 - 11 - 09, 02:49 م]ـ
مسألة نزولهم على القمر ليست بالأمر العظيم ولا أجد مسوغا في انكار ذلك من قبل العلماء
أما لماذا عملت مرة واحدة ولم تكرر أكثر من مرة
الجواب هو عدم جدواها من الناحية المالية
فنزولهم للقمر مكلف لكن ليس له مردود يفيدهم
وقد أخذوا مايريدون من القمر وهو تحت اجهزتهم وتلسكوباتهم ولم يجدوا فيه مايستحق الصعود عليه مرة ثانية
لكنهم وجدوا مثلا في المريخ بعض الأمور ... فارسلوا مركباتهم لفحص مايريدون والتاكد من بعض الأمور
وللعلم هم لا ينفقون اموالهم لأجل الاستكشاف والسبق فقط بل أيضا للإستفادة من بعض الأمور التي لها علاقة بالطاقة أو النواحي العسكرية وفرض المراقبة وغيرها
ـ[أبو البركات]ــــــــ[23 - 11 - 09, 02:59 م]ـ
يحكي لنا أحد اعضاء فريق إرسال مركبة فضائية للمريخ وهو يتبع لوكالة ناسا وهو برفسور ضليع بالفيزياء والفضاء
وكان ذلك في أحد المؤتمرات في أوروبا
أن عملهم كان شاقا ومتعب جدا
لدرجه أن التحكم بالمركبة وتوجيهها عجيب وغريب
ففارق التوقيت في إيصال الأوامر ووقت الإستجابة وما تعرضه الكاميرات يوازي 15 دقيقة أي ربع ساعة أو أكثر قليلا
فأنت توجه السيارة أو المركبة الي اليمين ثم تنتظر ربع ساعة لكي ياتيك الرد عن طريق الكاميرات بان السيارة فعلا توجهت الي جهة اليمين وربما أن المركبة سقططت في حفرة وانت لا تعلم بسبب الفارق الوقتي في ايصال الصورة والإستجابة
وفي حال سقوط المركبة أو تعلقها فعلى المهمة السلام (ابتسامة)
طبعا هم يعرضون تجاربهم الظاهرة لكن لا يفصحون عن أسرارهم وماذا عثروا عليه وماهي الحقائق من هذه المهمة الصعبة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 11 - 09, 03:59 م]ـ
بارك الله فيكم
لاشك أن الشيخ الشنقيطي صاحب أضواء البيان من العلماء الإجلاء رحمه الله وغفر له، ومع ذلك فليس بمعصوم
ولكن الشدة في الرد عليه وتنقصه لكلامه في هذه المسألة لاينبغي، فيمكننا القول بأنه اجتهد وأخطا دون أن نشنع ونتنقص، والله المستعان.
أما مسألة الصعود للقمر فقد بحثت كثيرا سواء في الملتقى أو في غيره، ولو وضعت كلمة (كذبة الصعود للقمر) على محركات البحث لوجدت الكثير من الكلام.
وإنكار هذا الأمر لم يختص به بعض المسلمين بل حتى بعض العلماء من ناسا شككوا في ذلك.
وهذا موقع مخصص لكشف هذه الكذبة
http://www.moonmovie.com
ـ[أبو فارس المصباحي]ــــــــ[23 - 11 - 09, 09:15 م]ـ
يا شيخ عبد الرحمن ..
إذا كان صعودهم إلى سطح القمر مجرد أكاذيب ..
ماذا عن صعودهم وصعود المركبات الفضائية والأقمار الصناعية إلى خارج الغلاف الجوي .. ؟
ليس في ذلك خروج من (أقطار) السموات والأرض .. بل في إطار وضمن السماوات والأرض (أي الكون)
ـ[محمد خاطر]ــــــــ[24 - 11 - 09, 01:40 ص]ـ
يا شيخ عبد الرحمن ..
إذا كان صعودهم إلى سطح القمر مجرد أكاذيب ..
ماذا عن صعودهم وصعود المركبات الفضائية والأقمار الصناعية إلى خارج الغلاف الجوي .. ؟
ليس في ذلك خروج من (أقطار) السموات والأرض .. بل في إطار وضمن السماوات والأرض (أي الكون)
نعم .. يا ليت من يقول بكذبة النزول للقمر يوضح لنا ذلك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 11 - 09, 12:49 م]ـ
بارك الله فيكم
الصعود للقمر جائز شرعا وعقلا، وإن كان الشيخ الشنقيطي رحمه الله ذهب إلى غير ذلك، ولكن الكلام هنا حول صعودهم للقمر هل حصل فعلا أم أنها كانت مفبركة.(25/117)
نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تع
ـ[الجزائري الأثري]ــــــــ[19 - 12 - 03, 07:30 ص]ـ
من منا في الأوساط العلمية لا يعرف الشيخ ابن عثيمين؟ وهو الذي شاع علمه في الآفاق وشهد القاصي والداني بفضله وعلو مكانته.
وحيث أن سيرة هذا الشيخ الجليل وغيره من العلماء المخلصين الناصحين السائرين على نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم تعتبر حافزاً إيمانياً للتأسي بهم واقتفاء آثارهم والاستفادة من الدروس التي تزخر بها أيامهم فقد حاولنا بصفة مختصرة الكلام عن سيرته الذاتية رحمه الله.
الشيخ محمد بن عثيمين ذلك العالم الجليل والمربي الفاضل والقدوة الصالحة في العلم والزهد والصدق والإخلاص والتواضع والورع والفتوى.
هو شيخ التفسير والعقيدة والفقه والسيرة النبوية والأصول والنحو وسائر العلوم الشرعية.
هو العالم الداعي إلى الله على بصيره الذي انتفع بعلمه المسلمون في شتى أنحاء العالم الإسلامي والذي أجمعت القلوب على قبوله ومحبته وفضله وعلو مرتبته.
هو فضيلة شيخنا فقيد البلاد والأمة الإسلامية العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
اسمه ومولده:
هو أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي.
كان مولده في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في مدينة عنيزة - إحدى مدن القصيم- بالمملكة العربية السعودية.
نشأته العلمية:
تعلم القران الكريم على جده من جهة أمه عبد الرحمن بن سليمان الدامغ -رحمه الله- ثم تعلم الكتابة وشيئاً من الأدب والحساب والتحق باحدى المدارس وحفظ القرآن عن ظهر قلب في سن مبكرة، وكذا مختصرات المتون في الحديث والفقه.
وكان فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - قد رتب من طلبته الكبار لتدريس المبتدئين من الطلبة وكان منهم الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع -رحمه الله- فانضم إليه فضيلة شيخنا.
ولما أدرك ما أدرك من العلم في التوحيد والفقه والنحو جلس في حلقة شيخه فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي فدرس عليه في التفسير والحديث والتوحيد والفقه وأصوله والفرائض والنحو.
ويعتبر الشيخ عبدالرحمن السعدي شيخه الأول الذي نهل من معين علمه وتأثر بمنهجه وتأصيله واتباعه للدليل وطريقة تدريسه، وقد توسم فيه شيخه النجابة والذكاء وسرعة التحصيل فكان به حفياً ودفعه إلى التدريس وهو لا يزال طالباً في حلقته.
قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن علي بن عودان -رحمه الله- في علم الفرائض حال ولايته القضاء في عنيزة.
وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- في النحو والبلاغة أثناء وجوده في عنيزة.
ولما فتح المعهد العلمي بالرياض أشار عليه بعض إخوانه أن يلتحق به فاستأذن شيخه عبد الرحمن السعدي فأذن له فالتحق بالمعهد العلمي في الرياض سنة 1372هـ وانتظم في الدراسة سنتين انتفع فيهما بالعلماء الذين كانوا يدرسون في المعهد حينذاك ومنهم العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد والشيخ عبد الرحمن الأفريقي وغيرهم (رحمهم الله).
واتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- فقرأ عليه في المسجد من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام بن تيمية وانتفع منه في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها ويعتبر سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز شيخه الثاني في التحصيل والتأثر به.
وتخرج من المعهد العلمي ثم تابع دراسته الجامعية انتساباً حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.
أعماله ونشاطه العلمي:
* بدأ التدريس منذ عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة في عهد شيخه عبد الرحمن السعدي وبعد أن تخرج من المعهد العلمي في الرياض عين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
* وفي سنه 1376هـ توفي شيخه عبدالرحمن السعدي فتولى بعده إمامة المسجد بالجامع الكبير في عنيزة والخطابة فيه والتدريس بمكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع والتى أسسها شيخه عام 1359هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/118)
* ولما كثر الطلبة وصارت المكتبة لا تكفيهم صار يدرس في المسجد الجامع نفسه واجتمع إليه طلاب كثيرون من داخل المملكة وخارجها حتى كانو يبلغون المئات وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل لا لمجرد الاستماع - ولم يزل مدرساً في مسجده وإماماً وخطيباً حتى توفي -رحمه الله-.
* استمر مدرساً بالمعهد العلمي في عنيزة حتى عام 1398هـ وشارك في آخر هذه الفترة في عضوية لجنة الخطط ومناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وألف بعض المناهج الدراسية.
* ثم لم يزل أستاذاً بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم بكلية الشريعة وأصول الدين منذ العام الدراسي 1398 - 1399هـ حتى توفي -رحمه الله-.
* درّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج وشهر رمضان والعطل الصيفية.
* شارك في عدة لجان علمية متخصصة عديدة داخل المملكة العربية السعودية.
* ألقى محاضرات علمية داخل المملكة وخارجها عن طريق الهاتف.
* تولى رئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ حتى وفاته -رحمه الله-
* كان عضواً في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للعامين الدراسيين 1398 - 1399 هـ و 1399 - 1400 هـ.
* كان عضواً في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع الجامعة بالقصيم ورئيساً لقسم العقيدة فيها.
* كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1407هـ حتى وفاته -رحمه الله-
وكان بالإضافة إلي أعماله الجليلة والمسؤوليات الكبيرة حريصاً على نفع الناس بالتعليم والفتوى وقضاء حوائجهم ليلاً ونهاراً حضراً وسفراً وفي أيام صحته ومرضه -رحمه الله تعالى رحمة واسعة-
كما كان يلزم نفسه باللقاءات العلمية والاجتماعية النافعة المنتظمة المجدولة فكان يعقد اللقاءات المنتظمة الأسبوعية مع قضاة منطقة القصيم وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عنيزة ومع خطباء مدينة عنيزة ومع كبار طلابه ومع الطلبة المقيمين في السكن ومع أعضاء مجلس إدارة جمعية تحفيظ القران الكريم ومع منسوبي قسم العقيدة بفرع جامعة الإمام بالقصيم.
وكان يعقد اللقاءات العامة كاللقاء الأسبوعي في منزله واللقاء الشهري في مسجده واللقاءات الموسمية السنوية التي كان يجدولها خارج مدينته فكانت حياته زاخرة بالعطاء والنشاط والعمل الدؤوب وكان مباركا في علمه الواسع أينما توجه كالغيث من السماء أينما حل نفع.
أعلن فوزه بجائزة الملك فيصل العالية لخدمة الإسلام للعام الهجري 1414هـ وذكرت لجنة الاختيار في حيثيات فوز الشيخ بالجائزة ما يلي:-
أولاً: تحليه بأخلاق العلماء الفاضلة التي من أبرزها الورع ورحابة الصدر وقول الحق والعمل لمصلحة المسلمين والنصح لخاصتهم وعامتهم.
ثانيا ً: انتفاع الكثيرين بعلمه تدريساً وإفتاءً وتأليفاً.
ثالثاً: إلقائه المحاضرات العامة النافعة في مختلف مناطق المملكة.
رابعاً: مشاركته المفيدة في مؤتمرات إسلامية كبيرة.
خامساً: اتباعه أسلوباً متميزاً في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتقديمه مثلاً حياً لمنهج السلف الصالح فكراً وسلوكاً.
كان -رحمه الله- على جانب عظيم من العلم بشريعة الله سبحانه وتعالى عمر حياته كلها في سبيل العلم وتحصيله ومن ثم تعليمه ونشره بين الناس يتمسك بصحة الدليل وصواب التعليل كما كان حريصاً أشد الحرص على التقيد بما كان عليه السلف الصالح في الاعتقاد علماً وعملاً ودعوة وسلوكاً فكانت أعماله العلمية ونهجه الدعوي كلاهما على ذلك النهج السليم.
لقد آتاه الله سبحانه وتعالى ملكة عظيمة لاستحضار الآيات والأحاديث لتعزيز الدليل واستنباط الأحكام والفوائد فهو في هذا المجال عالم لا يشق له غبار في غزارة علمه ودقة استنباطه للفوائد والأحكام وسعة فقهه ومعرفته بأسرار اللغة العربية وبلاغتها.
أمضى وقته في التعليم والتربية والإفتاء والبحث والتحقيق وله اجتهادات واختيارات موفقة، لم يترك لنفسه وقتاً للراحة حتى اذا سار على قدميه من منزله إلى المسجد وعاد إلى منزله فإن الناس ينتظرونه ويسيرون معه يسألونه فيجيبهم ويسجلون إجاباته وفتاواه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/119)
كان للشيخ -رحمه الله- أسلوب تعليمي رائع فريد فهو يسأل ويناقش ليزرع الثقة في نفوس طلابه ويلقي الدروس والمحاضرات في عزيمة ونشاط وهمة عالية ويمضي الساعات يلقي دروسه ومحاضراته وفتاواه بدون ملل ولا ضجر بل يجد في ذلك متعته وبغيته من أجل نشر العلم وتقريبه للناس.
وقد تركزت جهوده ومجالات نشاطه العلمي - رحمه الله - فيما يلي:-
باشر التعليم منذ عام 1370هـ إلى آخر ليلة من شهر رمضان عام 1421هـ (أكثر من نصف قرن) رحمه الله رحمة واسعة. فقد كان يدرس في مسجده بعنيزه كل يوم.
ويدرس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والعطل الصيفية.
ويدرس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ويدرس باستخدام الهاتف داخل المملكة وخارجها عن طريق المراكز الإسلامية.
ويلقي المحاضرات العامة المباشرة والدروس في مساجد المملكة كلما ذهب لزيارة المناطق.
ويهتم بالجانب الوعظي الذي خصه بنصيب وافر من دروسه للعناية به وكان دائماً يكرر على الأسماع الآية الكريمة "واعلموا أنكم ملاقوه" ويقول "والله لوكانت قلوبنا حية لكان لهذه الكلمة وقع في نفوسنا".
ويعتنى بتوجيه طلبة العلم وارشادهم واستقطابهم والصبر على تعليمهم وتحمل أسئلتهم المتعددة والاهتمام بأمورهم.
ويلقي خطبه من مسجده في عنيزة وقد تميزت خطبه -رحمه الله- بتوضيح أحكام العبادات والمعاملات ومناسباتها للأحداث والمواسم فجاءت كلها مثمرة مجدية محققة للهدف الشرعي منها.
ويعقد اللقاءات العلمية المنتظمة والمجدولة الأسبوعية منها والشهرية والسنوية.
ويحرر الفتاوى التى كتب الله قبولها عند الناس فاطمأنوا لها ولاختياراته الفقهية.
وينشر عبر وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة ومن خلال الأشرطة دروسه ومحاضراته وبرامجه العلمية عبر البرنامج الإذاعي المشهور - نور على الدرب - وغيره من البرامج.
وأخيراً توجت جهوده العلمية وخدمته العظيمة التي قدمها للناس في مؤلفاته العديدة ذات القيمة العلمية من كتب ورسائل وشروح للمتون العلمية طبقت شهرتها الآفاق وأقبل عليها طلبة العلم في أنحاء العالم وقد بلغت مؤلفاته أكثر من تسعين كتاباً ورسالة ثم لا ننسى تلك الكنوز العلمية الثمينة المحفوظة في أشرطة الدروس والمحاضرات فإنها تقدر بآلاف الساعات فقد بارك الله تعالى في وقت هذا العالم الجليل وعمره نسأل الله تعالى أن يجعل كل خطوة خطاها في تلك الجهود الخيرة النافعة في ميزان حسناته يوم القيامة.
وقد أخذت مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية التي أنشئت هذا العام 1422هـ على عاتقها مسؤولية العناية والاهتمام بهذا التراث الضخم الذي خلقه شيخنا رحمه الله تعالى على تحقيق ذلك الهدف السامي الذي ينشده الجميع لجعل ذلك العلم الغزير متاحاً للجميع في مختلف الوسائل الممكنة باذن الله تعالى وعونه وتوفيقه.
ملامح من مناقبه وصفاته الشخصية:
كان الشيخ رحمه الله تعالى قدوة صالحة ونموذجاً حياً فلم يكن علمه مجرد دروس ومحاضرات تلقى على أسماع الطلبة وإنما كان مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه وحلمه وزهده ونبل أخلاقه.
تميز بالحلم والصبر والجلد والجدية في طلب العلم وتعليمه وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من عمره كان بعيداً عن التكلف وكان قمة في التواضع والأخلاق الكريمة والخصال الحميدة وكان بوجهه البشوش اجتماعياً يخالط الناس ويؤثر فيهم ويدخل السرور إلى قلوبهم ترى السعادة تعلو محياه وهو يلقي دروسه ومحاضراته - رحمه الله تعالى -.
كان رحمه الله عطوفاً مع الشباب يستمع إليهم ويناقشهم ويمنحهم الوعظ والتوجيه بالرفق واللين والإقناع.
كان حريصاً على تطبيق السنة في جميع أموره.
ومن ورعه أنه كان كثير التثبت فيما يفتي ولا يتسرع في الفتوى قبل أن يظهر له الدليل فكان إذا أشكل عليه أمر من أمور الفتوى يقول: انتظر حتى أتأمل المسألة، وغير ذلك من العبارات التي توحي بورعه وحرصه على التحرير الدقيق للمسائل الفقهية.
لم تفتر عزيمته في سبيل نشر العلم حتى أنه في رحلته العلاجية إلي الولايات المتحدة الأمريكية قبل ستة أشهر من وفاته نظم العديد من المحاضرات في المراكز الإسلامية والتقى بجموع المسلمين من الأمريكيين وغيرهم ووعظهم وأرشدهم كما أمهم في صلاة الجمعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/120)
وكان يحمل هم الأمة الإسلامية وقضاياها في مشارق الأرض ومغاربها وقد واصل -رحمه الله تعالى- مسيرته التعليمية والدعوية بعد عودته من رحلته العلاجية فلم تمنعه شدة المرض من الاهتمام بالتوجيه والتدريس في الحرم المكي حتى قبل وفاته بأيام.
أصابه المرض فتلقى قضاء الله بنفس صابرة راضية محتسبة، وقدم للناس نموذجاً حياً صالحاً يقتدي به لتعامل المؤمن مع المرض المضني، نسأل الله تعالى أن يكون في هذا رفعة لمنزلته عند رب العالمين.
كان رحمه الله يستمع إلى شكاوى الناس ويقضي حاجاتهم قدر استطاعته وقد خصص لهذا العمل الخيري وقتاً محدداً في كل يوم لاستقبال هذه الأمور وكان يدعم جمعيات البر وجمعيات تحفيظ القرآن بل قد من الله عليه ووفقه لجميع أبواب البر والخير ونفع الناس فكان شيخناً بحق مؤسسة خيرية اجتماعية وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وفاته رحمه الله تعالى:
رزئت الأمة الإسلامية جميعها قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ بإعلان وفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وأحس بوقع المصيبة كل بيت في كل مدينة وقرية وصار الناس يتبادلون التعازي في المساجد والأسواق والمجمعات وكل فرد يحس وكأن المصيبة مصيبته وحده ورفعت البرقيات لتعزية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز و صاحب السمو الملكي ولي العهد وصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله- بفقيد البلاد وفقيد المسلمين جميعاً وأخذ البعض يتأمل ويتساءل عن سر هذه العظمة والمكانة الكبيرة والمحبة العظيمة التي امتلكها ذلك الشيخ الجليل في قلوب الناس رجالاً ونساء صغاراً وكباراً؟ امتلأت أعمدة الصحف والمجلات في الداخل والخارج شعراً ونثراً تعبر عن الأسى والحزن على فراق ذلك العالم الجليل فقيد البلاد والأمة الإسلامية. - رحمه الله تعالى -
وصلى على الشيخ في المسجد الحرام بعد صلاة العصر يوم الخميس السادس عشر من شهر شوال سنة 1421هـ الآلاف المؤلفة وشيعته إلي المقبرة في مشاهد عظيمة لا تكاد توصف ثم صلى عليه من الغد بعد صلاة الجمعة صلاة الغائب في جميع مدن المملكة و في خارج المملكة جموع أخرى لا يحصيها إلا باريها، ودفن بمكة المكرمة رحمه الله رحمة واسعة.
إن القبول في قلوب الناس منة عظيمة من الله تعالى لمن يشاء من عباده، ولقد أجمعت القلوب على محبته وقبوله وإنا لنرجو الله سبحانه وتعالى متضرعين إليه أن يكون الشيخ ممن قال النبي صلى لله عليه وسلم: إذا أحب الله العبد نادى جبريل أن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض.
وخلّف -رحمه الله- خمسة من البنين هم عبد الله وعبد الرحمن وإبراهيم وعبد العزيز وعبد الرحيم، جعل الله فيهم الخير والبركة والخلف الصالح. وبوفاته فقدت البلاد والأمة الإسلامية علماً من أبرز علمائها وصلحاء رجالها الذين يذكروننا بسلفنا الصالح في عبدتهم و نهجهم وحبهم لنشر العلم ونفعهم لاخوانهم المسلمين.
نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته وأن يغفر له و يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خيراً ويعوض المسلمين بفقده خيراً والحمد لله على قضائه وقدره وإنا لله وانا إليه راجعون وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
(من إصدارات مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية إلى موقع الشيخ بالانترنت)(25/121)
ما أحسن كتاب أُلّف عن حياة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[19 - 12 - 03, 08:37 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
ما أحسن كتاب أُلّف عن حياة الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[19 - 12 - 03, 06:33 م]ـ
السلام عليكم
ترجمة امام الذهبي في سير طويلة حتي اني قرأت اظن والله اعلم ان الشيخ احمد شاكر
افردها وجعلها كتاب ...
ولكني لست متأكد وممكن الاخوة يصححوني
وهناك كتاب لامام ابن الجوزي في ترجمة امام احمد بن حنبل
وابحث عن هذا كتاب لقد ارسلت اخوة في السعودية ومصر ان يأتوا لي بهذا الكتاب والي الان لم استطع
ان احصل عليه
ولكن اظن سوف يكون من افضل الكتب
لان امام ابن الجوزي افرد كتب في مشاهير العلماء
وقرأت له كتاب امام الحسن البصري والكتاب جيد
وكذلك كتابه في امام عمر بن العبد العزيز الخليفة الزاهد من افضل الكتب في ترجمة عمر بن العبد العزيز
ولذلك اظن ان كتابه في امام احمد يكون من افضل الكتب وكما نعرف ان ابن الجوزي من ائمة الحنابلة
وله المام في حياة امام احمد اكثر ...
ـ[الورّاق]ــــــــ[20 - 12 - 03, 03:17 ص]ـ
لعل كتاب عبد الغني المقدسي المسمى (محنة الإمام أحمد) من أفضل ما ألف في ترجمة هذا الإمام، والكتاب مطبوع بتحقيق الدكتور عبد الله التركي، وطبعته دار هجر.
والكتاب يقع في أكثر من 300 صفحة، فيما أذكر.
ـ[سعد بن ضيدان السبيعي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 04:37 م]ـ
1 - كتاب مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي.
2 - المدخل المفصل بكر أبوزيد شفاه الله.
وكلاهما نفيس.
ـ[هلال بن بلال]ــــــــ[21 - 12 - 03, 04:58 ص]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد (المدخل المفصّل 1/ 323):"أوفى الكتب المطبوعة منها على الإطلاق، كتاب ابن الجوزي «مناقب الإمام أحمد بن حنبل»، فإنه رحمه الله استفرغ جُلَّ ما في الكتب المسندة في ترجمة أحمد".
وقال (1/ 403):"وقد قام العالم الفاضل الشيخ: أحمد بن عبدالجواد الدومي بجهد متميز في كتابه «أحمد بن حنبل بين محنة الدين ومحنة الدنيا» فمن أراد أن يزداد يقينه، ويقوى إيمانه فليقرأ هذا الكتاب. غفر الله لمؤلفه ورحمه، آمين".
ـ[الحنابلة]ــــــــ[21 - 12 - 03, 05:20 ص]ـ
افضل كتاب عن سيرة الإمام أحمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه هو كتاب (مناقب الإمام احمد بن حنبل رضي الله عنه) لإبن الجوزي رحمه الله والكتاب مطبوع ولله الحمد ولا أدري إن كان على الشبكه العنكبوتيه اولا فإن كان موجوداً فنرجو من الإخوه رابط تحميل الكتاب ولهم منا الشكر والدعاء0(25/122)
أرجو الإفادة وخصوصا أئمة المساجد
ـ[إمام مسجد]ــــــــ[19 - 12 - 03, 09:47 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحيي المشايخ الكرام رواد هذا الملتقى الرائع والذي هو بحق خير المنتديات على هذه الشبكة
وأنا إن كنت حديث التسجيل فإني من المتابعين القدامى منذ افتتاح هذ الملتقى بحمد الله
أوجه سؤالا للجميع وخصوصا أئمة المساجد حول ما يناسب أن يطرح على المأمومين والدروس التي يمكن أن تلقى ونوعها والكتب التي تُقرأ أو تُشرح وكذلك الفنون كالحديث مثلا أو التفسير أو الفقه
وأرجو ممن له تجربة أن يفيدنا مشكورا
وجزاكم الله خيرا
ـ[إمام مسجد]ــــــــ[20 - 12 - 03, 11:31 م]ـ
يا مشايخ احتسبوا وأفيدوا أخاكم فهذا من النفع المتعدي!!!
وجزاكم الله خيرا
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[21 - 12 - 03, 01:06 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل أخي الكريم:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=548
وهذه فكرة الأخ حسن الكبهي من ملتقى أهل التفسير:
الأخ الكريم عبد الله بن بلقاسم، هذه بعض الأفكار ألفيتها مفيدة وهي مستقاة من ملاحظاتي وتجربتي وتجربة بعض الاخوة ومن بعض الكتب مثل (ابن خلدون-سلسلة البكار-القاري منهج الطلب)
إن درس التفسير هذا يحوي عدة عناصر مكونة له وهي: 1) صاحب الدرس 2) المكان 3) المنهج 4) الوقت 5 (المتلقي 6) طريقة العرض
إن تصورك لدرسك بهذه الأجزاء يضيف لك أمرين، الأول هو معرفة أين الخلل أي في أي جزء والثاني هو تسهيل تحسينه إذ أنك قد عرفت مكان الضعف. وعليه فانه من المستحسن أن تبدأ بتحديد ما هو المطلوب منك في كل عنصر.
v صاحب الدرس
1 - النية الخالصة لله وحده وعدم مراعاة الناس و النية الصادقة في بذل الوسع لإيصال معنى كلام الله للناس
2 - التحضير ولا يكتفي بتفسير واحد له فالإتقان في الاستعداد ويكتفي بهذا لوضوح الأمر فيه
3 - وينبغي أن يكون المنهج واضحا هل هو بالأثر أو علمي أو اللغة أو الدمج بينهم
v المكان
وهو المسجد وهذا يساهم في التقبل والاستماع
v المادة العلمية
1 - من الأفضل أن يكون هناك كتاب أو تفسير تسير عليه ولا يعني التقيد الكامل به
2 - قد يتفق الجميع أن اختيار تفسير مبسط هو الأنسب لمثل هذه الدروس وهذا يترك لك في اختياره وقد رأيت كثيرا من العلماء ينصح بالتفسير الميسر والجلابين ولكني رأيت تفسيرا مبسطا وهو غير معروف عند كثير من الناس وهو التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزيّ وقد ألفت رسالة ماجستير عنه من الجامعة الإسلامية وهي للزبيدي وقد ذكر في توصيته أن هذا التفسير ينصح أن يدرس في مرحلة الثانوية وقد رأيته يحوي المواعظ والأحكام واللغة والترجيح والعقيدة إضافة انه يحوي على مقدمة نافعة جدا تصلح أساسا لدرس التفسير
v الوقت
1 - وجدت أن كثيرا من الناس يفضلون بين المغرب والعشاء لقصر الوقت ولغيرها فقد يكون مناسبا للدرس
2 - يفضل ألا يزيد عن 30 - 40 دقيقة كما قال الزهري رحمه الله إذا طال الدرس كان للشيطان منه نصيب
v المتلقي
1 - وهما نوعان 1) طلبة علم 2) عامة فطلبة العلم يريدون علما في الدرس والعامة تريد فهما ميسرا أو مواعظ وكلاهما ستتعرض له في الدرس إذ أن القرآن يحوي على هذا وهذا ولكن الأمر في كيفية العرض التي ينبغي أن تجنبهم الملل كما سيأتي.
2 - لابد من تعليم الجميع هدي السلف في التعامل مع القرآن وآدابه وكيفية أخذه
v طريقة العرض
وتشمل على نقاط كثيرة:
نبدأ بما ذكره ابن خلدون في نقطتين هامتين:
1 - التدرج فالبداية لابد أن تكون ميسرة ثم تترقى معهم إلى المتوسط ولا أنصح بالمرحلة المتقدمة إذ يوجد عامة في الدرس وهذا يشمل الشرح والمادة والعرض والتدرج سنة الله "إن الله لطيف لما يشاء"
2 - ألا يطول على المتعلم في الفن الواحد والكتاب الواحد بتقطيع المجالس وتفريق ما بينها لأنه ذريعة للنسيان وانقطاع مسائل الفن بعضها من بعض
3 - ألا تتوسع في شرح علوم الآلة من النحو والبلاغة والأصول فتذكر ولكن بدون توسع وتعنى بمقصد الآية فهو أولى
4 - الناس تحب الذي يترجل فان استطعت ألا تقرأ الدرس من ورقة فهو أحب لهم لأنه يتبادر إلى النفس بدون قصدها انه كما أن الشيخ يقرأ فلا داعي للحفظ فإذا احتجنا قرأنا كما يقرأ الشيخ وهذا وان لم يتعمد الناس هذا الشعور إلا انه يتولد في النفس وهذا من حيلها والله وحده الهادي سبحانه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/123)
5 - حبذا لو يتخلل الدرس تلاوة الآيات مجودة لأن القرآن هو الذي يؤثر في النفوس كما تعلم
6 - اللغة: أنا افضل عدم التقيد باللغة العربية الفصحى في الشرح بشكل كامل بل لو تخلل ذلك مخاطبة الناس أحيانا باللغة العامية فهذا حسن وهو من طرق الجذب وهو مفيد ومجرب
7 - ذكر المفاهيم الخاطئة التي بين الناس عن معنى هذه الآيات وذكر الصحيح منها
8 - النكت والملح والألغاز القرآنية فيها نوع تجديد وترويح
9 - التنويع في الأسلوب فمرة يغلب جانب الوعظ ومرة جانب الأحكام ومرة القصص على حسب تخولك أنت
10 - لابد من التركيز على الجانب العملي في القرآن إذ لا يحتاج الإنسان إلى ترف علمي بل إلى عمل يطبقه كما كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يرون القرآن رسائل من الله بالليل يطبقونها بالنهار
11 - حاول أن تبني منهج التفكر والتدبر في القرآن وعلم الناس كيف يتفكرون مع ضرب الأمثلة
12 - اطلب من كل شخص أن يفسر الآية بينه وبين نفسه ثم فسرها لهم أنت حتى تزيد التفاعل ويعلمون مقدار إصابتهم للصواب وهذا مما يزيد ملكة التفسير عندهم
13 - لابد من متابعة خاصة لطلبة العلم فتحفظ وجوههم وأسمائهم وتتابعهم في تكوين الملكة عندهم
14 - شرح كيف تلقى الصحابة رضي الله عنهم هذه الآيات وشيء من فقه هذا التلقي عندهم
15 - الخروج عن المعهود واستعمال وسائل تعليمية توضيحية مثل السبورة والأوراق والكمبيوتر وقد رأيت بعض المشايخ من يستعمل ذلك في المساجد
16 - اعرض مشكلة أو سؤالا ثم اطلب جوابه في الدرس القادم فهذا يدفعهم للبحث اليسير
17 - عند الاختلاف لك أن تذكر الأقوال والراجح عندك بدون اشغال الناس كيفية الترجيح وخاصة إذا كان مما يحتاج إليه إلى علم الآلة
18 - احرص على التجديد دائما في العرض
19 - استعمل طرح السؤال واستمع إلى أجوبة الحاضرين
20 - إيجاد طريقة لتفاعلهم خارج الدرس من مثل السؤال الذي جوابه في المرة القادمة أو كتابة بحث من ورقتين فقط وعليه جائزة كتاب وغيرها
21 - مهم جدا ربط الآيات بواقع الناس وهذا الذي يشترك الناس في حبه وبالذات فيما يتعلق بحال الأمة والذل الذي تلبسها وسبيل الخروج منه
22 - الاستغفار: وهذا نادرا ما رأيته في الدروس ولكن علمته عن الشناقطة حفظهم الله وحفظ بلادهم إذ أن الشيخ لما يأتي الدرس يطلب من الحاضرين الاستغفار برهة بنية أن يفتح الله عليه ثم يسألهم من صام ومن تصدق ومن عمل حسنا بنية أن يفتح الله عليه وفي هذا شحذ وجمع للهم والجهد في الطلب وتربية أن العلم والفضل بيد الله فيطلب منه هو وحده سبحانه
هذا جهد بسيط واعتذر عن التقصير وأسال الله أن ينفع بهذه الفوائد واسأل الله من فضله ورحمته فانه لا يملكها إلا هو
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[21 - 12 - 03, 01:08 ص]ـ
هذا بالنسبة لدروس التفسير لقلة الدروس في هذا الفنّ.
ـ[إمام مسجد]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم الجامع الصغير
وأرجو المزيد مشكورين في العلوم الأخرى والتنبيهات المناسبة(25/124)
كتاب (المُعلِم) .. على مستدرك الحاكم تأليف الشيخ (علوش)
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تنبيهات على كتاب ((المُعلِم بما استدركه الحاكمُ وهو في البخاري ومسلم))، تأليف الشيخ الفاضل (عبد السلام علوش) - حفظه الله تعالى -[إصدار مكتبة الرشد / مجلد].
وهو كتاب يعتني بـ ((المستدرك للإمام الحاكم على صحيحي الشيخين الجليلين (البخاري ومسلم) - رحم الله تعالى الجميع -،
وقد وقفت عليه اليوم، وشرعت في تصفحه .. ، فوجدت عدة ملاحظات - عدا ما في المقدمة - وهي:
[1]- نقل الأحاديث من (المستدرك) كاملة سندا ومتنا، مما أطال الكتاب جدا، ومثل هذا النوع من التصنيف يحسن فيه الاختصار على متن الحديث، وعلى كلام الحاكم عقبه، والله أعلم.
[2]- نجده - أيضا - عند الاستشهاد بحديث ما؛ ينقله كاملا .. ، وهذا كسابقه.
[3]- كان الأولى أن يرقم مسائل الكتاب للفائدة التي لا تخفى.
[4]- بما أنه خدم من قبل (المستدرك) وطبعه لدى (دار الفكر / بيروت)، فكان اللائق أن يربط هذا الكتاب بطبعته هذه، لاسيما وقد تكلم على هذه الأحاديث باقتضاب هناك.
[5]- ص (9) وفيها حديث أبي ذر - رضي الله عنه - ... ؛ سطر (10 - 11) قد وقع في الحديث سقط، وخطأ في علامات الترقيم، والصواب:
(( .. لا يبلغ عنه لسانه؟. قال: (فليعن مغلوبا) .. ، (فليصنع لأخرق)، قلت: فإن كان أخرق؟ فالتفت إليَّ فقال: (ما تريد أن تدع في صاحبك خيرا؟ - قال: - يدع .. )).
[6]- قد نبه الإمام الذهبي على كون هذا الحديث في (صحيح مسلم) وذلك في (تلخيصه 1/ 63 - المطبوع أسفل المستدرك-)، فقد رمز له بحرف (م). فكان ينبغي أن يشير الشيخ علوش لسبق الذهبي.
[7]- ص (10) سطر (11) وقع في الحديث سقط، والصواب: (( .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أم ملدم؟)، قالت امرأة: نعم فلعنها الله. فقال النبي .. )).
[8]- ص (10) السطر الأخير، فيه: (زيد) والصواب: (يزيد).
[9]- ص (11) السطر الأول: فيه: (حجاج عن أبي عثمان)، والصواب: (حجاج بن أبي عثمان).(25/125)
من هم الصحا بة رضى الله عنهم
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:45 ص]ـ
تعريف الصُّحْبَة000
الصحبة في اللغة: الملازمة والمرافقة والمعاشرة، يقال: صحبه يصحبه صحبة، وصحابة بالفتح وبالكسر: عاشره ورافقه ولازمه، وفي حديث قيلة: خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول -الله صلى الله عليه وسلم-، هذا مطلق الصحبة لغة000
الصَّاحِب: المرافق ومالك الشيء و القائم على الشيء، ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي000
الصَّاحِبَة: الزوجة، قال تعالى: (وأنَّهُ تَعَالى جَدُّ رَبِّنا ما اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولا وَلداً) 000000
الصَّحَابِيّ: من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤناً به ومات على الإسلام، وجمعها صحابة000
***************
ما تثبت به الصُّحْبَة000
اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة، وفي مستحق اسم الصحبة، قال بعضهم: (إن الصحابي من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به، ومات على الإسلام) 000وقال ابن حجر العسقلاني: (هذا أصح ما وقفت عليه في ذلك) 000
فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته له، ومن قصرت، ومن روى عنه، ومن لم يرو عنه، ومن غزا معه، ومن لم يغز معه، ومن رآه رؤية ولو من بعيد، ومن لم يره لعارض كالعمى000
ويخرج بقيد الإيمان: من لقيه كافرا وإن أسلم فيما بعد، إن لم يجتمع به مرة أخرى بعد الإيمان000
كما يخرج بقيد الموت على الإيمان: من ارتد عن الإسلام بعد صحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومات على الردة فلا يعد صحابيا000
وهل يشترط التمييز عند الرؤية؟ 000
منهم من اشترط ذلك ومنهم من لم يشترط التمييز000
وقال بعضهم: لا يستحق اسم الصحبة , ولا يعد في الصحابة إلا من أقام مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة فصاعدا، أو غزا معه غزوة فصاعدا، حكي هذا عن سعيد بن المسيب، وقال ابن الصلاح: هذا إن صح: طريقة الأصوليين000
وقيل: يشترط في صحة الصحبة: طول الاجتماع والرواية عنه معا، وقيل: يشترط أحدهما، وقيل: يشترط الغزو معه، أو مضي سنة على الاجتماع، وقال أصحاب هذا القول: لأن لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم شرفا عظيما لا ينال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من العذاب، والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج000
***************
طرق إثبات الصحبة000
1 - منها: التواتر بأنه صحابي000
2 - ثم الاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر000
3 - ثم بأن يروى عن أحد من الصحابة أن فلانا له صحبة، أو عن أحد التابعين بناء على قبول التزكية عن واحد000
4 - ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي000 أما الشرط الأول: وهو العدالة فجزم به الآمدي وغيره، لأن قوله: أنا صحابي، قبل ثبوت عدالته يلزم من قبول قوله: إثبات عدالته , لأن الصحابة كلهم عدول فيصير بمنزلة قول القائل: أنا عدل000وذلك لا يقبل000
وأما الشرط الثاني: وهو المعاصرة فيعتبر بمضي مائة سنة وعشر سنين من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لقوله -صلى الله عليه وسلم- في آخر عمره لأصحابه: (أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد) 000وزاد مسلم من حديث جابر: (أن ذلك كان قبل موته -صلى الله عليه وسلم- بشهر) 000
***************
عدالة من ثبتت صحبته000
اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة000 وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم بنصوص القرآن
قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَت للنّاس) 000
واتفق المفسرون على أن الآية واردة في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
قال تعالى: (وَكَذلِك جَعَلنَاكُم أمَّةً وَسَطا لِتَكُونوا شُهَدَاء عَلى النّاسِ) 000
وقال تعالى: (مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ والذين مَعْهُ أشِدّاءٌ على الكُفّارِ) 000
وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة، منها 000
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/126)
حديث أبي سعيد المتفق على صحته: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه) 000
وقال -صلى الله عليه وسلم-: (الله، الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد أذاني، ومن أذاني فقد أذى الله، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه) 000
قال ابن الصلاح: (ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة، ومن لابس الفتن منهم فكذلك، بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة، وجميع ما ذكرنا يقتضي القطع بتعديلهم، ولا يحتاجون مع تعديل الله ورسوله لهم إلى تعديل أحد من الناس 000
ونقل ابن حجر عن الخطيب في " الكفاية " أنه لو لم يرد من الله ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، ونصرة الإسلام، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء، والأبناء، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين: القطع بتعديلهم، والاعتقاد بنزاهتهم، وأنهم كافة أفضل من جميع الخالفين بعدهم والمعدلين الذين يجيئون من بعدهم) 000
ثم قال: (هذا مذهب كافة العلماء، ومن يعتمد قوله، وروى بسنده إلى أبي زرعة الرازي قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق) 000 ذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة) 000
***************
إنكار صحبة من ثبتت صحبته بنص القرآن
اتفق الفقهاء على تكفير من أنكر صحبة أبي بكر -رضي الله عنه - لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لما فيه من تكذيب قوله تعالى 000
بسم الله الرحمن الرحيم: (إذْ يَقُول لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنّ اللّهَ مَعَنَا) 000
واختلفوا في تكفير من أنكر صحبة غيره من الخلفاء الراشدين، كعمر، وعثمان، وعلي - رضي الله عنهم -000فنص الشافعية على أن من أنكر صحبة سائر الصحابة غير أبي بكر لا يكفر بهذا الإنكار، وهو مفهوم مذهب المالكية، وهو مقتضى قول الحنفية، وقال الحنابلة: يكفر لتكذيبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأنه يعرفها العام والخاص وانعقد الإجماع على ذلك فنافي صحبة أحدهم أو كلهم مكذب للنبي -صلى الله عليه وسلم-000
***************
سب الصحابة
من سب الصحابة أو واحدا منهم، فإن نسب إليهم ما لا يقدح في عدالتهم أو في دينهم بأن يصف بعضهم ببخل أو جبن أو قلة علم أو عدم الزهد ونحو ذلك، فلا يكفر باتفاق الفقهاء، ولكنه يستحق التأديب000
أما إن رماهم بما يقدح في دينهم أو عدالتهم كقذفهم: فقد اتفق الفقهاء على تكفير من قذف الصديقة بنت الصديق عائشة - رضي الله عنهما- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بما برأها الله منه، لأنه مكذب لنص القرآن000
أما بقية الصحابة فقد اختلفوا في تكفير من سبهم، فقال الجمهور: لا يكفر بسب أحد الصحابة، ولو عائشة بغير ما برأها الله منه ويكفر بتكفير جميع الصحابة، أو القول بأن الصحابة ارتدوا جميعا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أنهم فسقوا، لأن ذلك تكذيب لما نص عليه القرآن في غير موضع من الرضا عنهم، والثناء عليهم، وأن مضمون هذه المقالة: أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فسقة، وأن هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت، وخيرها القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا، ومضمون هذا: أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقيها هم أشرارها، وكفر من يقول هذا مما علم من الدين بالضرورة 000
وجاء في فتاوى قاضي خان: يجب إكفار من كفر عثمان، أو عليا، أو طلحة، أو عائشة، وكذا من يسب الشيخين أو يلعنهما000(25/127)
اين اجد دروس الشيخ سليمان العلوان القديمة
ـ[راجي خير الله]ــــــــ[19 - 12 - 03, 08:39 م]ـ
السلام عليكم و رحمة اللة و بركاته:
انا من المعجبين با الشيخ المحدث سليمان العلوان ... حفظة الله .. و أبحث عن الدروس التي كان يلقيها في فترة الايقاف .... فهل هي موجودة عند احد الطلبة
2 - ماهي الدروس التي يقوم الشيخ بتدريسها خلال الأسبوع كاملا و هل سوف يكمل الشيخ شرح البخاري.
ولكم مني جزيل الشكر و التقدير
ـ[الظافر]ــــــــ[20 - 12 - 03, 12:18 ص]ـ
هذه بعض بحوث الشيخ الموجودة على هذه الشبكة وقد إعتنيت بجمعها فهي على هذا الملف
ـ[الظافر]ــــــــ[20 - 12 - 03, 12:21 ص]ـ
هذا موقع الشيخ على الشبكة العنكبوتية:
http://www.3lwan.org/(25/128)
مع أعظم إنسان
ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:17 م]ـ
[ب- فضل الإيمان وإن قل]
5 - أبو سعيد يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان قال أبو سعيد: فمن شك فليقرأ ((إن الله لا يظلم مثقال ذرة))
للترمذي (1)
هذه بشارة للمؤمن الضعيف لكن بعد أن يأخذ نصيبه من النار ,ومن يقدر على ذلك دقائق وهو يقدر على عدم المكث فيها .. فكيف بأكثر من ذلك ....
وفيه دلالة على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً إذ كيف يأمر وينهى عباده وهم يخالفون أمره ونهيه وهو يراهم ويعْلمهم سبحانه وتعالى ومع هذا يرزقهم ويلطف بهم مع إصرارهم طوال حياتهم ثم يدخلهم الجنة بعد أن يمكثوا في النار ما شاء أن يمكثوا ...
والتخلق بأخلاق الله تعالى مطلوب من المؤمنين هذا أمر والأمر الآخر فإن طبيعة منهج الله تعالى يميل إلى العفو والصفح والرحمة والحب والفرح عند رجوع الشارد، وأوبة الآبق، وهداية الضال ...
ولو انسجم أسلوب الدعاة مع منهج الله تعالى لحصل نتيجة لذلك خير كثير.
ولطالما مررنا بنصوص كثيرة تدل على هذا فلا نقف عندها وقفة تأمل ينتج عنه تطبيقات نافعة للمرسل والمستقبل على حد سواء ...
إنه لمن المؤسف جدا أن نحيد عن الدراسة العميقة لكتاب ربنا ولسنة نبينا وسيرته وسيرة سلفنا الذين اقتدوا به لنستخلص من ذلك منطلقات وقواعد لأساليب دعوتنا وقوانين تعليمنا وتربيتنا وإعلامنا وشئون حياتنا جميعها بدون استثناء ...
بينما نستورد من غيرنا ذلك لأنهم تأملوا واستنتجوا لجوانب الحياة من تجارب واجتهادات بعيدة عن المنهج الرباني المعصوم وربما أصابوا في بعضها وأخطأوا في البعض الآخر لكونها تجارب بشرية تخضع للخطأ والصواب ... وفي تقديري لو أن هؤلاء اهتدوا بالقرآن والسنة لبلغ انتاجهم عنان السماء فإن منهج الله تعالى معصوم ولا يستدعي إخضاعه للتجارب والاجتهادات المضنية لنختبر مدى صلاحيته أم لا ...
فالله الله يا دعاة الإسلام في الاعتناء والدراسات العميقة والمتأنية في النصوص والتطبيقات العملية لسيرة حبيبنا لنستخلص من ذلك ما نحتاج إليه بفهم وعلم بمقاصد الإسلام وطبيعة منهجه لئلا تكون تطبيقاتنا فجة غير ناضجة وحتى لا تكون رؤيتنا ضيقة فنصطدم بهذا المنهج العظيم الوسط الشامل الكامل الملبي لعموم الحياة والأحياء زمانا إلى يوم القيامة ومكانا للعالم كله.
ولا شك أن ما يصيبنا من العنت ناتج من تقصيرنا في تدعيم أنفسنا بهذا المنهج العظيم وتعميمه إلى غيرنا فسلطوا علينا بسبب تقصيرنا في هذا الشأن.
ولا أزال أذكر قصة ساقها لنا أحد الوعاظ في مسجد الحساوي بالمدينة المنورة وأنا في المرحلة الثانوية لرجل أسلم وجاء إلى الحج فلفت انتباهه كثرة الواقفين بعرفة من المسلمين فصرخ بأعلى صوته قائلا أنتم بهذه الكثرة الكاثرة وقد مات أبواي على الكفر لأنكم قصرتم في توصيل الإسلام إليهما؛ إنهما في ذمتكم!(25/129)
هل تغني اسطوانات الكمبيوتر عن الكتب؟؟؟
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:18 م]ـ
هل تغني اسطوانات الكمبيوتر عن الكتب؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
أخوتي الكرام ,,,
هل تغني اسطوانات الكمبيوتر عن الكتب؟ وبصفه عامه هل تغني الكتب المحملة علي جهاز الكمبيوتر عن
الكتب؟
وذلك لأنني بفضل الله يتوفر لدي مبلغ من النقود وفي حيرة من أمري هل أقوم بشراء اسطوانات بدلا من شراء
القليل من الكتب؟
أريد إجابه وافيه شافيه.
أذكر لكم إخوتي الكرام الكتب المتوفرة لدي لكي تساعدوني في اتخاذ القرار النهائي قبل بداية معرض الكتاب
- فتح الباري
- صحيح البخاري
- صحيح مسلم بشرح النووي
- الترغيب والترهيب
- فتح المجيد
- معارج القبول
- زاد المعاد
- تفسير ابن كثير
- فقه السنة
- اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان
- الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز
- العدة شرح العمدة
- شرح الورقات للشيخ ابن العثيمين
- مفاتيح الفقه في الدين للشيخ مصطفي بن العدوى
- رياض الصالحين
- وفي كتب المصطلح (تيسير مصطلح الحديث للشيخ الطحان- شرح البيقونية للشيخ ابن العثيمين – شرح نزهة النظر للشيخ ابن العثيمين –شرح العلل للشيخ ابن العدوي – أصول التخريج ودراسة الأسانيد للشيخ الطحان – الباعث الحثيث – مقدمة ابن الصلاح – مصطلح الحديث للشيخ ابن العثيمين)
- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام
- مختصر صحيح البخاري للزبيدي
- عمدة الأحكام من كلام خير الأنام صلي الله عليه وسلم
- تفسير السعدي
- شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي
- تفسير البيضاوي
- الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل
- كتيبات و رسائل كثيرة
بالنسبة للاسطوانات لدي موسوعة (طالب العلم الشرعي المستوي المتقدم 800 مجلد) التراث
و أتمني أخي الكريم أن تكتب لي بالترتيب الكتب الأهم فالمهم, اللازمة لطالب العلم , وكيف تستفيد أنت من الكتب الموجودة علي جهازك سواء علي الاسطوانات أو ملفات وورد؟
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[22 - 12 - 03, 08:09 م]ـ
لا الاسطوانات لا تغنى عن الكتاب ولكن تفيد كفهارس مثلا وهذه مقالة للشي
الشيخ سليمان العلوان يرشدك بكيفية تكوين مكتبة طالب العلم
فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله.
ونفع به وبعلمه المسلمين وأجزل له المثوبة والعطاء أرجو من فضيلتكم توضيح بعض الكتب التي تحثون طلبة العلم على قراءتها والاعتناء بها، وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فكتب أئمة الإسلام في التفسير والحديث والعقيدة والفقه واللغة كثيرةُ ُ جداً، ولكن لنذكر منها في كل باب بعض الكتب المهمة.
ففي كتب التفسير:
1 - تفسير ابن جرير.
2 - تفسير البغوي.
3 - تفسير ابن أبي حاتم.
4 - تفسير القرآن لعبدالرازق.
5 - تفسير ابن كثير.
6 - تفسير السعدي.
7 - أضواء البيان، للشنقيطي.
8 - شرح معاني القرآن للفراء.
وفي القراءات:
1 - النشر في القراءات العشر.
2 - الكشف عن وجوه القراءات السبع.
3 - الشاطبية مع شروحها.
وفي الحديث:
1 - صحيح البخاري، فتح الباري للحافظين ابن رجب وابن حجر.
2 - صحيح مسلم، النووي.
3 - عون العبود شرح سنن أبي داود.
4 - تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي.
5 - سنن النسائي.
6 - سنن ابن ماجة.
7 - موطأ مالك.
8 - التمهيد لابن عبدالبر.
9 - صحيح ابن خزيمة.
10 - صحيح ابن حبان.
11 - سنن الدارمي.
12 - السنن الكبرى، للبيهقي.
13 - المعجم الكبير للطبراني.
14 - شعب الإيمان، للبيهقي.
15 - مسند الإمام أحمد مع شرحه الفتح الرباني.
16 - سنن سعيد بن منصور.
17 - المنتقى، لابن الجارود.
18 - شرح السنة، للبغوي.
19 - مستدرك الحاكم.
20 - نيل الأوطار، للشوكاني.
21 - سبل السلام، للصنعاني.
22 - مسند أبي يعلى الموصلي (طبعة محققة)
23 - المرقاة شرح المشكاة.
24 - المصنف، لعبدالرازق.
25 - المصنف، لابن أبي شيبة.
26 - رياض الصالحين.
27 - طرح التثريب، للعراقي.
وفي كتب التخريج:
1 - تحفة المحتاج، لابن الملقن.
2 - التلخيص الحبير، لابن حجر.
3 - نصب الراية، للزيلعي.
4 - نتائج الأفكار، لابن حجر.
5 - تحفة الطالب، لابن كثير.
6 - الموضوعات، لابن الجوزي.
7 - العلل المتناهية، لابن الجوزي.
8 - المقاصد الحسنة، للسخاوي.
9 - البدر المنير، لابن الملقن.
10 - إرواء الغليل للألباني.
11 - الجامع الصغير، للسيوطي مع شرحه فتح القدير للمناوي.
وفي كتب الرجال:
1 - الضعفاء للعقيلي.
2 - الكامل في الضعفاء، لابن عدي.
3 - التاريخ الكبير للبخاري.
4 - التاريخ الأوسط للبخاري.
5 - العلل (1 - 2) أحمد بن حنبل.
6 - تاريخ أبي زرعة الدمشقي.
7 - تهذيب الكمال، للمزي (1 - 35).
8 - وتهذيب التهذيب، لابن حجر.
9 - سير أعلام النبلاء وميزان الاعتدال، للذهبي.
10 - تاريخ يحيى بن معين.
11 - الضعفاء، للنسائي.
12 - الضعفاء، للدارقطني.
13 - الجرح والتعديل، لابن أبي حاتم.
14 - كتاب المجروحين، لابن حبان.
وفي كتب العلل:
1 - العلل، لابن أبي حاتم.
2 - التمييز للإمام مسلم.
3 - الإلزامات والتتبع، للدار قطني.
4 - العلل، للدار قطني.
5 - شرح علل الترمذي، لابن رجب.
وفي كتب المصطلح:
1 - اختصار علوم الحديث، لابن كثير.
2 - نخبة الفكر، لابن حجر.
3 - البيقونية مع شروحها.
4 - ألفية العراقي مع شرحها فتح المغيث، للسخاوي.
5 - النكت على كتاب ابن الصلاح، ابن حجر.
6 - تدريب الراوي، للسيوطي.
7 - الكفاية، للخطيب.
8 - كتاب معرفة علوم الحديث، للحاكم.
9 - التقييد والإيضاح، للعراقي.
10 - المقنع في علوم الحديث، لابن الملقن
خ ناصر العلوان ينصح ببعض الكتب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/130)
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 12 - 03, 06:52 م]ـ
جزي الله خيراً فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
وجزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو سفيان اليونسي
ـ[حارث همام]ــــــــ[25 - 12 - 03, 10:11 م]ـ
أظن أن هذه الموسوعات مهمة لابد من التعامل معها، وهي خاصة وأنه بمبالغ محدودة تحوز كتباً كثيرة.
غير أنه عند التأليف أو التحقيق أو الكتابة في أمر ذو شأن لابد من الرجوع إلى الكتب.
بالإضافة إلى أن هذه الأهمية لا تحل محل جميع الكتب قطعاً:
- فطالب العلم يحتاج إلى برنامج علمي وكتب يدرسها على أهل الشأن.
- وصاحب الفن يحتاج إلى ما يكون من مظنة بحثه في تخصصه وفنه.
والموسوعات الإلكترونية تفيد الطالب حتى وإن وجدت الأصول المكتوبة عنده، فهي تسهل على الطالب البحث وتنوع له طرقه وتختصر له الوقت.
ثم إن المشكلة الآن في هذه الموسوعات هو كثرة التصحيف والسقط في الكلام أو الأسانيد.
وأرى أن هذا أمر طبيعي فالمسلمون حديثوا عهد بهذا النوع من التدوين، وإني لأرجو أن تمر الأيام فتكون هناك لجان مراجعة وتدقيق شرعية، وتكون هناك مؤسسات يعتمد على إخراجها كدور النشر التي يعتمد عليها، فكما تعلمون ليست كل دور النشر سواء في التدقيق والتصحيح وليس كل المحققين كذلك، فكذلك هذه المؤسسات الحاسوبية، فنرجو أن يتطور بعضها ليرقى إلى درجة الكتب التي تطبعها دور نشر موثوقة بل لتكون أعلى درجة عن طريق ما تقدمه من خدمات.
وإلى ذلك الحين أرى أن من آلات العصر هذا الحاسب فلابد من التمرن على التعامل معه والاستفادة منه وتسخيره فيما من أجله خلقنا.
والله أعلم(25/131)
هل روي تدل على تضعيف الحديث؟؟؟
ـ[محمد حلس]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:51 م]ـ
السلام عليكم
عندي سؤال في مصطلح الحديث
أريد أن أعرف هل لفظة " روي " المبنية للمجهول تدل على تضعيف الحديث عند العلماء الأقدمين قبل النووي والذهبي؟؟
وما المرجع الذي يدل على ذلك؟؟
وشكرا وبارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 12 - 03, 10:30 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل في هذا الرابط ما يفيدك سددك الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3496(25/132)
ما أفضل كتاب في دراسة علم النجوم؟ علم تسيير لا تأثير.
ـ[الظافر]ــــــــ[20 - 12 - 03, 12:12 ص]ـ
ما أفضل كتاب في دراسة علم النجوم؟ علم تسيير لا تأثير.
ـ[الظافر]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:28 ص]ـ
للرفع(25/133)
مقصد الشارع في الأرش ردُّه إلى القيمة أم الثمن؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 04:14 ص]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
لو تأملنا الحكمة في دفع البائع الأرش للمشتري إذا ثبت خيار العيب في السلعة، هي ضمان حق المشتري فيها ودفع الضرر عنه، سواءً تبايعا بنفس قيمة السلعة في السوق، أم بثمنٍ اتفقا عليه زاد أو نقص عن قيمة السلعة في السوق.
فعندما يثبت خيار العيب، هل يرد الأرش إلى القيمة أم إلى الثمن المتبايع عليه؟
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع يرى أنه يرد إلى القيمة حتى لو زادت على الثمن المتبايع عليه.
فلو اشترى محمد من زيد سيارةً بـ 20,000 ريال، وقيمتها في السوق 30,000 ريال، نظراً لقرابةٍ أو صداقةٍ أو غيرهما، وثبت خيار العيب بعيب يُقدَّر 2000 وهي تعادل عُشر الثمن المتبايع عليه، فهل مقصد الشارع الحكيم من ضمان حق المشتري أن يُقدِّر الأرش بعشر قيمة السلعة في السوق وهي الـ30،00 لا إلى الثمن المتبايع عليه؟
ومما يُشكل أيضاً في ذلك دفعُ البائع الأرش بأكثر مما يستحقه ذلك العيب، لأننا إذا أخذنا الأرش من القيمة المتعارف عليها بالسوق سيكون 3000 ريال.
والأمر يحتاج دليل في ذلك، والله أعلم.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[21 - 12 - 03, 05:26 ص]ـ
ماهو الارش؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:18 ص]ـ
أخي الكريم الأرش: هو قسط ما بين قيمة السلعة صحيحةً ومعيبة.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:42 ص]ـ
...(25/134)
يحفظ البخاري ومسلم ويقول له: زادت نسخة!!
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 12 - 03, 05:16 ص]ـ
هذا العبارة سمعتها من بعض الاكارم عندما قلت له ان هناك دورة في حفظ الصحيحين باشراف الشيخ يحي اليحي وفقه الله، وان فلانا من الاخوة قد شارك فيها وقد حفظ الصحيحين في اقل من شهرين، فقال لي بكل برود: ثم ماذا؟، زادت نسخة!!.
فتعجبت من رده اشد العجب.
رجل بذل وقته وجهده وماله لحفظ سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يأتي هذا الاخ وهو متكئ على اريكته فيدمر هذا الجهد المبارك بهذه الكلمات!!.
ثم تأملت فوجدت ان هذه العبارة تقال احيانا لمن يحفظ القرآن دون بذل الوسع في العمل به، او يحفظ البخاري لكن عبادته لربه واخلاقه تخالف مافي البخاري - في مجملها -،او يحفظ الكتب الاربعة او السته لكن دون العمل بهما او تعليم ما فيهما!!.
ثم جاء اشكال آخر يطرحه بعض طلبة العلم وفقهم الله وهو:
ان بذل الوقت في طلب العلم ومزاحمة العلماء بالركب في مجالس العلم افضل بكثير ممن فرّغ نفسه للجلوس في حفظ الصحيحين او البلوغ او العمدة او الكتب الاربعة او الستة او التسعة جميعا - كما هي في دورات الشيخ يحي وفقه الله دون فقه مافيها.
فالاشكال الاول: هل من يحفظ البخاري ومسلم دون بذل الوسع في العمل بما فيهما حفظه كعدمه؟.
الاشكال الثاني: ايهما اولى الجلوس في حلق العلم للطلب او التفرغ للحفظ، هذا في حالة تعذر الجمع بينهما؟.
فمارأي الاكارم؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:08 ص]ـ
جزاك الله خيْرًا .. خذ هذه المشاركة السابقة هنا:
قالوا: حفظ البخاري، فقال: وما الفائدة؟!! زادت نسخة منه!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2786&highlight=%CE%DD%D9+%C7%E1%C8%CE%C7%D1%ED
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 11 - 04, 06:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وهذا رابط آخر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=59637#post59637
ـ[أبو غازي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 12:58 م]ـ
أظن والله أعلم أنه يستحسن في بداية الأمر أن يجالس العلماء ويتعلم منهم ويتخلق بأخلاقهم.
ثم بعد ذلك يتفرغ للحفظ.
ـ[السدوسي]ــــــــ[19 - 11 - 04, 01:55 م]ـ
لاشك أن الأنفع للأمة استظهار كتب الحديث مع التفاسير والعقائد والفقه مع العمل وهذا هو منهج الأئمة الكبار لكن لامانع من الحفظ في الصغر.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 05 - 09, 06:40 م]ـ
مازال الأمر يحتاج لمزيد توضيح
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 09:26 م]ـ
هناك أشخاص أمضوا سنوات في حفظ القرآن الكريم والآحاديث الشريفة. ثم إذا سألته عن معنى آية أو حديث هز لك كتفيه وقال (لا أدري). لا نشك في أنهم مأجورون على حفظهم؛ لكن الأمر محتاج لموازنة.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[04 - 05 - 09, 01:16 ص]ـ
هذا العبارة سمعتها من بعض الاكارم عندما قلت له ان هناك دورة في حفظ الصحيحين باشراف الشيخ يحي اليحي وفقه الله، وان فلانا من الاخوة قد شارك فيها وقد حفظ الصحيحين في اقل من شهرين، فقال لي بكل برود: ثم ماذا؟، زادت نسخة!!.
فتعجبت من رده اشد العجب.
رجل بذل وقته وجهده وماله لحفظ سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يأتي هذا الاخ وهو متكئ على اريكته فيدمر هذا الجهد المبارك بهذه الكلمات!!.
ثم تأملت فوجدت ان هذه العبارة تقال احيانا لمن يحفظ القرآن دون بذل الوسع في العمل به، او يحفظ البخاري لكن عبادته لربه واخلاقه تخالف مافي البخاري - في مجملها -،او يحفظ الكتب الاربعة او السته لكن دون العمل بهما او تعليم ما فيهما!!.
ثم جاء اشكال آخر يطرحه بعض طلبة العلم وفقهم الله وهو:
ان بذل الوقت في طلب العلم ومزاحمة العلماء بالركب في مجالس العلم افضل بكثير ممن فرّغ نفسه للجلوس في حفظ الصحيحين او البلوغ او العمدة او الكتب الاربعة او الستة او التسعة جميعا - كما هي في دورات الشيخ يحي وفقه الله دون فقه مافيها.
فالاشكال الاول: هل من يحفظ البخاري ومسلم دون بذل الوسع في العمل بما فيهما حفظه كعدمه؟.
الاشكال الثاني: ايهما اولى الجلوس في حلق العلم للطلب او التفرغ للحفظ، هذا في حالة تعذر الجمع بينهما؟.
فمارأي الاكارم؟
بارك الله فيك ...
الحمدلله أنك قيّدت (هذا في حالة تعذر .. ) ..
إذا تعذّر الجمع بينهما .. فلاشك أن الجلوس في حلق العلم لفهم دين الله أولى من التفرّغ للحفظ .... لعدة أوجه منها:
_ مافائدة الحفظ إذا كان لايفهم .. إذ أنه حفظ من أجل أن يفهم ...
_ أن الجلوس مع أهل العلم والطلب عندهم والانتفاع بتوجيهاتهم أولى من جلوسه لوحده من أجل الحفظ ...
_ أن العبد مطلوب منه الفقه والفهم في عباداته .. ولاشك أنه إذا بدأ بالطلب عند أهل العلم .. سيعرف الأحاديث ومظانها وقد يحفظها في أثناء ذلك ... وغيرها ...
وأهل العلم الذين يريدهم الله عز وجل هم أهل العلم والعمل ...
إن استطاع أن يجمع بينهما فهو خير على خير .....
والله أعلم .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/135)
ـ[عبدالله الشايع]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:55 ص]ـ
العلم حفظ وفهم
الشيخ: عبد الكريم الخضير
فلا علم بدون فهم؛ لأن الاعتماد على الحفظ وحده دون فهم يصدق فيه ما يردده بعض الناس من قولهم بإزاء من يحفظ: زاد في البلد نسخة، يعني كون البلد فيها نسخ كثيرة من هذا الكتاب، وهذا يحفظ هذا الكتاب ولا يعاني فهمه، هذا بمثابة زيادة نسخة، وهذه العبارة، وإن كان أصلها ومنشأها سببه التقليل من شأن الحفظ، وقد راج قبل نصف قرن من الزمان الدعايات ضد الحفظ، حتى قال قائلهم ممن يزعم أنه يعاني تربية الجيل: أن الحفظ يبلد الذهن، الحفظ يبلد الذهن.
وأقول: لا علم إلا بحفظ، وأنتم سمعتم، ورأيتم من يُعلِّم، ومن يفتي مع ضعف في حافظته، أو عدم عنايةً منه بالحفظ، سمعتم ما لا يعجبكم، بخلاف من حفظ العلوم، وعلى رأسها النصوص، قال الله، وقال رسوله.
فالذي يفتي بالنصوص على نور من الله -جل وعلا-، أما الذي ليس له نصيبٌ من الحفظ، مثل هذا يتخبط يميناً وشمالاً، وبالأساليب الإنشائية يمضي الوقت، لكن هل يقنع السامع، لا سيما إذا كان السامع طالب علم؟ لا، والساحة مملوءة من أمثال هؤلاء. يعني فرق بين أن تسمع كلام عالم له عناية بالفقه، بالعلم من أبوابه، وله حفظٌ، ورصيدٌ من الحفظ من النصوص، ومن أقول أهل العلم، ولا سيما من أقوال سلف الأمة فيما يوضح به النصوص، البون شاسع بين هذا وبين من لا يحفظ، فلا بد من الحفظ، ولا بد من الفهم، لا يكفي الحفظ وحده، ولا يكفي الفهم وحده، ولو كان الفهم كافياً دون حفظ لرأينا من عوام المسلمين -ممن يُعدون من أذكياء العالم-، وهم في أسواقهم من الباعة، رأيناهم علماء، وهم يسمعون العلم، يسمعون الخطب، يسمعون الدروس في المساجد، ومع ذلك لا يدركون شيئاً من العلم، وهم على جانب كبير من الفهم.
فعلى هذا المفاتيح الغريزية هي: الفهم والحفظ، فإذ حفظ طالب العلم ما يريد حفظه من نصوص الكتاب والسنة، ومن أقوال العلماء، من المتون المعروفة عندهم في كافة العلوم، حرص على فهم واحد، وكل منهما يعين على صاحبه، فالفهم يعين على الحفظ، والحفظ يعين على الفهم.
انتهى كلامه -حفظه الله-
وقد تكلم عن هذا الموضوع مرارا بقريب من هذا الكلام.
فلعله يفيدنا في هذا الموضوع , علمنا الله وإياكم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 04:08 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
اعلم -رحمنا الله وإياك- أن من أعظم أبواب غفلة العبد = أن يجهل أن كل علم بل كل قوة ظاهرة أو باطنة يوفقه الله إليها = هي إما منة وإما حجة ...
فمن وفقه الله إلى علم نافع أو غيره من صور القوة الباطنة والظاهرة ثم لم يصحب ذلك تنفيذ لمرضاة الله وأوامره = فهو حجة على العبد ..
نعم يُثاب ويؤجر على هذا العلم .. لكن في مطاوي هذا الأجر تكمن الحجة على العبد ... علمتَ فأين العمل؟؟
أما من رافق علمه عمله فذا الموفق على الحقيقة وهو من تكون تلك الأبواب منة خالصة من الله عليه ..
فما ذكرتَ من أمر الحفظ أبا محمد العبرة فيه بالمآل لا بالحال ..
فالحالُ أن يُعان من وجد في نفسه قوة وملكة على حفظ كتاب الله أو سنة نبيه ولا يُرد عن هذا بدعوى النسخة أو دعاوى الحفظ والفهم وغيرها من الأشياء التي توضع في غير مواضعها ..
فواجبُ الحال: أن يُعان من آنس من نفسه قوة لهذا ..
فإن آلت أحواله لعدم العمل بهذا العلم فيأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم، وليس على من أعانه من وزره شيء ..
وإن آلت أحواله للعمل بهذا العلم فقد ربح البيع ..
ويبقى النظر في:
الاشكال الثاني: ايهما اولى الجلوس في حلق العلم للطلب او التفرغ للحفظ، هذا في حالة تعذر الجمع بينهما؟.
وجوابها: أن العبرة بمواهبه وملكاته فمن كان من أهل الحفظ وتزاحم الحفظ والدرس قدم الحفظ فهو رأس ماله .. ولكن إلى حين ثم يفرغ لفقه ما حفظ ...
ومن لم يكن من أهل الحفظ قدم الدرس وحفظ ما لايسعه إلا حفظه ..
ومن جهل مواهبه: قدم كتاب الله وقدراً من سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. ثم ينظر أمره ..
وكل ذلك مشروط بالتفقه أولاً في فروض الأعيان فذا مقدم حتى على حفظ القرآن ..
يبقى: أن غالب من يستعمل تعبير: زادت نسخة ... إنما يعني أن الفهم والفقه أنفع للأمة من الحفظة ..
وهذا حق في الجملة لكن حفظ الصدر قدر مشترك لا يُتصور فهم بغير قدر لازم من الحفظ ..
فبقي البحث فيمن يحفظ ما هو زائد عن القدر اللازم للفهم فالصواب: أن هذا يُناسب ملكات أقوام وينفع أقواماً فلا بأس به وصاحبه مأجور ولاشك ... وإنما يُحمد أكثر لو كان من أهل الفقه فلم يحصر نفسه في الحفظ ...
فالصواب أن يُلبس لكل حالة لبوسها ... وأفضل الأعمال ما ناسب الحال ..
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 10:19 ص]ـ
قائل هذه العبارة يصدُق عليه قول عمرَ رضي الله عنه
((إن أصحاب الرأى أعداء السنن أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها وتفلتت منهم أن يعوها واستحيوا حين سُئلوا أن يقولوا لا نعلم فعارضوا السنن برأيهم))!!
رواه الأصبهاني في الحجة وغيره من طرق عن عمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/136)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[04 - 05 - 09, 12:41 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى) - (ج 23 / ص 55)
(والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين والله سبحانه أعلم.)
مجموع الفتاوى - (ج 23 / ص 55)
وسئل:
عن تكرار القرآن والفقه: أيهما أفضل وأكثر أجرا.
فأجاب:
الحمد لله، خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وكلام الله لا يقاس به كلام الخلق فإن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. وأما الأفضل في حق الشخص: فهو بحسب حاجته ومنفعته فإن كان يحفظ القرآن وهو محتاج إلى تعلم غيره فتعلمه ما يحتاج إليه أفضل من تكرار التلاوة التي لا يحتاج إلى تكرارها وكذلك إن كان حفظ من القرآن ما يكفيه وهو محتاج إلى علم آخر وكذلك إن كان قد حفظ القرآن أو بعضه وهو لا يفهم معانيه فتعلمه لما يفهمه من معاني القرآن أفضل من تلاوة ما لا يفهم معانيه. وأما من تعبد بتلاوة الفقه فتعبده بتلاوة القرآن أفضل وتدبره لمعاني القرآن أفضل من تدبره لكلام لا يحتاج لتدبره والله أعلم
وقال شيخ الإسلام في "مقدمة أصول التفسير " (يجب أن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى {لتبين للناس ما نزل إليهم} يتناول هذا وهذا وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن - كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما - أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشرات آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة
وقال أنس: كان الرجل إذا قرا البقرة وأل عمران جل في أعيننا وأقام ابن عمر على حفظ البقرة سنين - قبل ثمان سنين - ذكره وذلك أن الله تعالى قال {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} وقال {أفلا يتدبرون القرآن} وقال {أفلم يدبروا القول} وتدبر الكلام بدون فهم معانيه لا يمكن كذلك قال تعالى {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} وعقل الكلام متضمن لفهمه
ومن المعلوم أن كل كلام المقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه فالقرآن أولى بذلك)
واعلم أنه نادرا ما يجمتع الحفظ والفهم لشخص، كأن يحفظ الكتب الستة مع فقهها خاصة في عصرنا هذا أو البخاري مع فقهه. وأغلب من رأيتهم يحفظون الصحيحين أو الكتب الستة يبذلون جهدا ومشقة في حفظها وتكرارها لا يمكنهم الوقت من استنباطها. وهم إن شاء الله ينالهم الأجر لكنهم ليسوا بعلماء إذا لم يعرفوا فقه الحديث ومعانيه، وقد رأيتُ بعض الناس من جهله يقدم بعض من حفظ الصحيحين أو الكتب الستة على ابن عثيمين أو باز في العلم أو على الألباني. وهؤلاء العلماء قد حفظوا أصول العلم ففجروا الأنهار تفجيرا بالفهم والاستنباط.
ـ[عبدالإله العلمي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الله الشايع وأعتقد أن طالب العلم لابد له أن يحفظ لإن الاصل في العلم هو الدليل وقد قال الإمام الرحبي رحمه الله فأحفظ فكل حافظ إمام ولايكون طالب العلم متمرسا إلا بالحفظ
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:25 م]ـ
الحسد يصنع اكثر من هذه الكلمه
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:48 م]ـ
عزا البعض لشيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال عندما سمع أن أحدهم حفظ البخاري:
إذن أصبح في المدينة نسخة أخرى من صحيح البخاري! لقد كان الأفضل أن يستخلص ما ينفعنا من نسخة البخاري بدل أن تضاف نسخة أخرى.
المصدر: مذكرات محمد كردي علي ... .
نقل هذا الكلام (ماجد عرسان الكيلاني) في كتابه الفكر التربوي عند ابن تيمية ص71 - 72والهامش.
قلت هذه الجملة نقلها أبو رية في كتابه (أضواء على السنة المحمدية) وعزاها إلى محمد عبده.
ذكر هذا حامد الناصر في كتابه (العصرانيون) ص59
والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... راجع هذا الرابط:
http://www.asharqalarabi.org.uk/markaz/m_rijal-m-k.htm
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[04 - 05 - 09, 07:14 م]ـ
يبدوا أن سؤال أخينا الفاضل المسيطير واضح ...
حيث قيّدها .. يعني ((إذا لم يوفّق الطالب وتعذّر عليه الجمع بينهما .. فماذا يُقدّم .. )) ..
الأخ الفاضل عبدالله الشايع ... بارك الله فيك ... وأسأل الله أن يبارك في الشيخ عبدالكريم أينما كان وأن ينفعنا به ...
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[05 - 05 - 09, 10:49 ص]ـ
هناك أشخاص أمضوا سنوات في حفظ القرآن الكريم والآحاديث الشريفة. ثم إذا سألته عن معنى آية أو حديث هز لك كتفيه وقال (لا أدري). لا نشك في أنهم مأجورون على حفظهم؛ لكن الأمر محتاج لموازنة.
ومن الموازنة أخي أن نصبر على هؤلاء الشباب الحفاظ في بداية الطلب والحفظ
لا أن نباغتهم في مسائل دقيقة ثم نذمهم على السنوات الماضية التي قضوها
في الحفظ فهم في طور البناء فلا نعجل عليهم
فكم من حافظ لكتاب الله منذ عشرين أو ثلاثين سنة من طلاب العلم ولو سألته
عن معنى قوله تعالى (ويْكأنَّه لا يفلح 00 الآية) لهزَّ رأسه
ولو تأملتَ في العلماء الربانيين في زماننا والذين يصدر الناس عن فتاواهم وعلهم
لكانوا هم من تربى على الحفظ في بداياتهم
ومن العجب أن يتصدر أحدهم للافتاء في وسائل الإعلام كما =سمعته بنفسي =
ويُسأل عن مسألة حديثها في الصحيحين
والنتيجة هز الرأس ثم يقول لا أحفظ فيه شيئا!!
وهذا الحديث قد حفِظه صغار الطلبة في دورات الحفظ الصيفية!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/137)
ـ[عبدالله الشايع]ــــــــ[06 - 05 - 09, 03:44 ص]ـ
ومن الموازنة أخي أن نصبر على هؤلاء الشباب الحفاظ في بداية الطلب والحفظ
لا أن نباغتهم في مسائل دقيقة ثم نذمهم على السنوات الماضية التي قضوها
في الحفظ فهم في طور البناء فلا نعجل عليهم
فكم من حافظ لكتاب الله منذ عشرين أو ثلاثين سنة من طلاب العلم ولو سألته
عن معنى قوله تعالى (ويْكأنَّه لا يفلح 00 الآية) لهزَّ رأسه
ولو تأملتَ في العلماء الربانيين في زماننا والذين يصدر الناس عن فتاواهم وعلهم
لكانوا هم من تربى على الحفظ في بداياتهم
ومن العجب أن يتصدر أحدهم للافتاء في وسائل الإعلام كما =سمعته بنفسي =
ويُسأل عن مسألة حديثها في الصحيحين
والنتيجة هز الرأس ثم يقول لا أحفظ فيه شيئا!!
وهذا الحديث قد حفِظه صغار الطلبة في دورات الحفظ الصيفية!!
بل أن بعضهم - خطيب مشهور - كما يقول شيخنا , ذُكر له حديث (بينما رجل راكب على بقرة التفتت إليه، فقالت: لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة، قال: آمنت به أنا وأبو بكر وعمر .. ) فقال هذا الرجل: دعونا من خرافات بني إسرائيل.
والحديث في صحيح البخاري.
والله المستعان.
ـ[العويضي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 07:50 ص]ـ
هذه المسألة الحكم عليها ينبغي ألا يكون واحدا ومن جانب واحد فقط .. بل ينظر لعدة جوانب عديدة فالذي يقول زادت في البلد نسخة هو ينظر لنتيجة فورية في المجتمع المسلم لهذا الطالب أن يكون عالما مؤهلا للفقه والاستنباط ..
ويمكن أن يقال لمن يحضر الدرس عند العلماء ويفهم ثم ينسى زادت في المسجد سارية مثلا ..
إذا افترضنا جدلا أن هناك تعارض بين الحفظ وشهود مجالس العلماء أو الفهم فإنه لا يمكننا افتراض أن هذا التعارض يصل لحد عدم معرفة وفهم الأحكام المهمة لطالب العلم وتطبيقها ..
كذلك يمكن أن يقال أن القرآن والحديث ميسران للفهم ولله الحمد فما يقرأه الإنسان يفهمه في الغالب فهي مرحلة مناسبة للبداية ثم ينتقل لمرحلة طلب العلم في مجالس العلماء ..
ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار ميول الطالب وقدراته فمن لديه حافظة قوية حري أن يبدأ بالحفظ مع الفهم العفوي الذي يأتي طبيعة مع اطلاعه على أسس المسائل التي يحتاج تطبيقها ثم ينطلق في فقه ما حفظ ..
رأي أن في كل خير وجميل أن يضم المجتمع أمثال هؤلاء وأمثال هؤلاء ,فكل يفتح له في باب ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم ..
بل يحفظ مع الفهم والعمل ويثني الركب عند العلماء هذا هو المطلوب ..
ألا ترى أن جمع من الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يتجاوزون عشر آيات إلا وقد فهموا وعملوا ..
ومن يعمل هذا .. هو من يعول عليه في العلم والفقه .. أما حفظ فقط فهذا لا يستطيع أن يجيب سؤالا واحد ..
وأما فهم فقط فهذا لا يستطيع الاستدلال بدليل واحد إلا فيما معنها إن كان حديثا أو يأتي بتفسيره الآية إن كانت أية يريد أن يستدل بها
وفي كل خير لكن الأفضل كما ذكرت ...
فحلقات الذكر مليئة بالحفاظ الصغار فهذا خير عظيم. وكلام الله في كثير من آياته واضحة يفهما كل أحد ..
قل هو الله أحد ...
إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق وتواصوا بالصبر ..
ذلك الكتاب لا ريب فيه ... وغير ذلك فلوا فتحت كتاب الله أمامك لوجدت أشياء واضحة عيانا بيانا
وذلك كثير ولله الحمد وفهمها يسير بتيسير الله عز وجل
أما أنه يوجد أيات متشابهات وآيات تحتاج إلى عالم رباني فهذا نعم أيضا .. ولايجوز ان يخوض فيها أحد إلا بعلم(25/138)
اسئلة مهمة دار الحوار فيهاكثيراً فهل من مجيب
ـ[محمد بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 12 - 03, 05:22 ص]ـ
احبتي في الله:
هناك عدة اسئلة احتاج الى اجابات فيها شافية وكافية ومنها:
س1: هل يعد قول المصلين في صلاة الجمعة وخاصة في الخطبة (لااله الا الله) حال قول الامام (فذكروا الله يذكركم وشكروه على الاء نعمه يزيدكم) من الذكر الجماعي المحرم؟
س2:من القول الفصل في الجمعية (اجمعية التعاونية)؟
س3: ما حكم تحية العلم او السلام الملكي او تحية الكشافة؟
ـ[محمد بن عبدالوهاب]ــــــــ[22 - 12 - 03, 01:10 ص]ـ
رد يا اخوان ووووووووووووووووووووووبسرعة لو سمحتم
ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 12 - 03, 02:12 ص]ـ
ليس لدي تحرير لتلك المسائل ولكن عز علي أن لايكون جواب، فأطرح ما عندي للمدارسة معكم:
1 - القول بأن ذلك بدعة محل نظر إلاّ إن قصدوا فعله جماعة ولم يقع اتفاقاً، والرد على الإمام لاشيء فيه، غير أن الإمام لايقصد بقوله فاذكروا الله ... الرد عليه بالذكر في وقت معين، ولكنه تذكير بذكر الله وشكره في الخلوة والجلوة، فهو (أي الذكر بصوت مرتفع) خلاف الأولى ولكن وصمه بالبدعة يشق خاصة وأن كونه جماعيا يقع اتفاقاً.
2 - الجمعيات التعاونية أشكال ولكل جمعية نظامها فالحكم عليها تبع لتصور ذلك النظام، وبالجملة عائد المشتريات الذي تعطيه الجمعية بنسبة معينة على ما يشتريه المساهم جائز لأنه يعدّ من قبيل التشجيع والمكافأة على الشراء من الجمعية والله أعلم، أما الأرباح للمساهمين فإذا كانت أرباح الأسهم التي تعود على المساهم بحسب عدد أسهمه فهي جائزة إذا كانت هذه الأسهم تستثمر استثماراً مشروعاً، كوضعها في بنك ملتزم بأحكام الشريعة الإسلامية، أما إذا وضعت في بنك تجاري ربوي على شكل حسابات جارية بدون فائدة فجائزة ولكن ينبغي عدم وضعها في هذه البنوك الربوية لأن فيها دعما لهذه البنوك الربوية والله أعلم.
3 - تحية العلم لاتجوز، والسلام الملكي تحكمه ألفاظه وما يراد منه.
وقد سئلت اللجنة فأجابت:
الفتوى رقم (5963):
س 3: ما حكم تحية العلم في الجيش وتعظيم الضباط وحلق اللحية فيه؟
ج 3: لا تجوز تحية العلم، بل هي بدعة محدثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم وأما تعظيم الضباط باحترامهم وإنزالهم منازلهم فجائز، أما الغلو في ذلك فممنوع، سواء كانوا ضباطا أم غير ضباط.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد , وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
والله أعلم.
ـ[محمد بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 12 - 03, 01:44 ص]ـ
هل من مزيد(25/139)
معنى قولهم (حاطب ليل) ?
ـ[الرايه]ــــــــ[20 - 12 - 03, 05:34 ص]ـ
حاطب ليل!
معنى قولهم (حاطب ليل):لا يبالي ماذا يحمل و لا عمَّن.
فائدة
قال ابن عيينه
قال لي عبد الكريم الجزري: يا أبا محمد، تدري ما حاطب ليل؟
قلت: لا، إلا أن تخبرنيه،
قال: هو الرجل يخرج من الليل فيحتطب، فتقع يده على أفعى فتقتله. هذا مثل ضربته لك لطالب العلم، إن طالب العلم إذا حمل مِن العلم ما لا يطيقه، قتله علمه، كما قتلت الأفعى حاطب ليل.
أخرجه البغوي في الجعديات
رقم: (1048) بإسناد صحيح
(((استفدتها من كتاب: تحرير علوم الحديث… للشيخ/عبد الله الجديع
1/ 373 هامش 3)))(25/140)
هل على المرأة إذا صلت وحدها في بيتها أو بين محارمها أذان أو إقامة؟
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الحبيب لدي سؤال أتمنى أن أجد عندك جوابا شافيا حفظكم الله
((هل على المرأة إذا صلت وحدها في بيتها أو بين محارمها أذان أو إقامة؟)) فإن كان الجواب بلا فما الدليل المانع فإني رأيت فتاوى اللجنة الدائمة والشيخ ابن باز فلم أر من فصل في ذلك بالأدلة البينة ..
وجزاك الله خيرا ...
السلام عليكم ورحمة الله
أخوكم أبوحذيفة(25/141)
الأخوة .... من أهل مصر ..... استفسار؟
ـ[السني]ــــــــ[20 - 12 - 03, 07:28 ص]ـ
أرجو تزويدنا بموعد إقامة معرض الكتاب عندكم، مع بيان حال المعرض - عادة - من حيث الكتب والأسعار.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 12 - 03, 09:53 ص]ـ
يبدأ المعرض الدولي للكتاب ـ غالبا ـ يوم أربع و عشرين من شهر إبريل، هذا دائما ما يكون من كل عام ... ولم نر إلى الآن ما يستدعي تغير ذلك ....
أما بالنسبة للأسعار، فإن كنت مصريا فلن تستطيع أن تشتري شيئا من الكتب ـ أقصد شيئا مستوردا من السعودية و دول الخليخ ... تجد المجلد يبغ ثمنه ستين و سبعين و ثمانين جنيها .... و لكن اذهب فقط لمعرفة جديد الكتب و الأبحاث لعل الله تعالى ييسر لك،،، هذا على غالب حال طلبة العلم المجدّين في مصر ....
و أما إن كنت غير مصري (عربي أو غير عربي) فإنك إن أتيت بريالات أو دولارات فأظن أن الأمر سيكون أخف كثيرا .. بل قد يكون أفضل في حقك مما إن اشتريته من موطنه
(ابتسامة)
و أما نوعية الكتب فالإشكال ليس في ذلك مطلقا، فكل الكتب موجودة و لله الحمد، و لكن الإشكال فيما سبق ..... (ابتسامة أكبر)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 10:13 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
لا لا يا أخي أبا خالد العربي
معرض الكتاب يكون في شهر يناير
وهو هكذا كل عام
يفتح للجمهور في أول يوم سبت من الثلث الأخير من يناير
أعني: 21_30
.
أما فيما يتعلق بالأسعار فهي بالنسبة لنا في مصر غالية جدا
وللأسف , الكتب المصرية أيضا ارتفع سعرها جدا علينا
ذهبت من شهرين تقريبا ومعي ستمائة جنيه يزيدون قليلا
ورجعت مصابا بالإكتئاب
وكنت أذهب سابقا بقرابة هذا المبلغ وأرجع سعيدا
مبتسم
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:38 م]ـ
[يفتتح الرئيس حسنى مبارك يوم 21 يناير 2004 معرض القاهرة الدولى السادس والثلاثين للكتاب يرافقه السيد وزير الثقافة فاروق حسنى والأستاذ الدكتور سمير سرحان رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب والسادة الوزراء وكبار الزوار والشخصيات السياسية والفكرية الهامة وسيستمر المعرض حتى 5 فبراير 2004].
موقع المعرض على الانترنت:
http://www.cibf.org/ar/
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 - 12 - 03, 10:41 م]ـ
نعم .. نعم .. أخي الأزهري، و أعلم ذلك، و لكن وقع مني تصحيف بسبب الشبه بين رسمي الكلمتين .... جزاك الله تعالى خير الجزاء
أين أنت أخي السلفي ... أسأل الله تعالى أن يكون قد انفرج همك
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 12 - 03, 07:12 م]ـ
إن شاء الله يبدأ المعرض يوم 21 يناير
الأسعار في المكتبات الخارجية أرخص من الأسعار في المعرض (عادتاً)
أما سور الازبكية فهو الارخص علي الاطلاق لان به كتب قديمة (مستعملة)(25/142)
لطيفة: صلة القرابة بين [بعض الصحابة والعلماء والمشايخ وطلبة العلم]
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - 12 - 03, 08:15 ص]ـ
في كتاب جمهرة مقالات الأستاذ محمود شاكر ـ رحمه الله ـ ص: (1015):
ذكر الأستاذ محمود رحمه الله أن الأاستاذ عبدالسلام هارون هو ابن خال الشيخ أحمد ومحمود شاكر.
فهل أثرت العمومة والخؤولة ـ جميعاً ـ على الشيخ أحمد والأستاذ محمود في هذا الإبداع العلمي القوي، كلٌ في تخصصه؟
اللهم اغفر لهم وارحمهم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[20 - 12 - 03, 09:39 م]ـ
جزاك الله خيرا
وقال عبدالسلام هارون عن نفسه كما في ذيل الأعلام (1/ 291 لمحمد خير يوسف)
وعندما سئل من هو أستاذه قال:
((سوف تعجب إذا قلت لك إن ابن عمتي الأستاذ الشيخ أحمد محمد شاكر كان أستاذي وكنت أستاذه! كنا نتعاون جميعا على نشر التراث، أعلمه ويعلمني، وكان مختصا بالأمور الدينية، وكان إمام أهل الحديث في عصره000كانت طرقتي مماثلة لطريقته، وطريقته مماثلة لطريقتي) انتهى.
وهذه ترجمة عبدالسلام هارون على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2358
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[21 - 12 - 03, 05:10 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا.
و أود بهذه المناسبة أن أسأل عمن يروي أحمد شاكر؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[21 - 12 - 03, 05:31 ص]ـ
رحمهم الله تعالى
ـ[محب احمد بن حنبل]ــــــــ[21 - 12 - 03, 07:59 ص]ـ
كذالك صلة القرابه بين الشيخ علي الطنطاوي ومحب الدين الخطيب. فالأخير خال للأول.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:09 ص]ـ
لعله ـ من خلال هذا الموضوع ـ الانطلاق إلى بحث طريف، وهو ليس من سمين العلم، بل من ملحه، وهو ذكر العلاقة بين العلماء إما من جهة:
1) النسب ... أو 2) المصاهرة.
ومن ذلك مثلاً ـ ولتكن هذه رقم:
3 ـ ابن كثير صهر للمزي (زوج ابنته).
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:16 ص]ـ
4 - الإمام العالم ابن باز رحمه الله تعالى زوج أخت المحدث عبدالكريم الخضير.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:22 ص]ـ
تصحيح: بل الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ زوج عمة الشيخ عبدالكريم ـ حفظه الله ـ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:39 ص]ـ
5 _
- كشف الظنون - حاجي خليفة ج 1 ص 371:
تحفة الفقهاء - في الفروع للشيخ الامام الزاهد علاء الدين محمد بن احمد السمرقندى الحنفي زاد فيها على مختصر القدورى ورتب احسن ترتيب اولها الحمد لله حق حمده الخ
وصنف تلميذه الامام أبو بكر بن مسعود الكاشانى الحنفي المتوفى سنة سبع وثمانين وخمسمائة شرحا عظيما في ثلاث مجلدات وسماه (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع)
ولما اتمه عرضه على المصنف فاستحسنه وزوجه ابنته فاطمة الفقيهة
فقيل شرح تحفته وتزوج ابنته
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[22 - 12 - 03, 07:03 م]ـ
6 _ الطحاوي ابن أخت الإمام المزني رحمه الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 - 12 - 03, 09:09 ص]ـ
هلا تفضلتم ـ فضيلة الشخ ـ بتتابع الترقيم؟ فذلك مع الوقت سيكون نافعاً ومفيداً.
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[23 - 12 - 03, 11:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
7 - سبط ابن الجوزي: شمس الدين أبي الظفر يوسف بن قزاوغلي0
ابن بنت أبو الفرج ابن الجوزي 0 رابعة بنت عبدالرحمن بن الجوزي0 رحم الله الجميع0
وإليكم هذه اللطيفة في حياة سبط ابن الجوزي0
قال محقق كتابه (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان) الدكتور/ مسفر بن سالم بن عريج الغامدي في التعريف بالمؤلف: ((ولما كان والد سبط ابن الجوزي على قدر غير كاف من العلم والثقافة، فإن ذلك لم يحرم السبط من التعلم والقراءة بل الوصول إلى أرقى المستويات العلمية في ذلك العصر0 فقدكفل له ذلك- ومنذ الصغر- جدّه لأمه عبدالرحمن بن الجوزي، فعاش في طفولته في كنف عائلة متدينة عنيت به وعلمته ما يتعلم الأطفال في سنه من قراءة وكتابة، ومحفوظات، وغير ذلك0
انظر الكتاب المذكور بتحقيق الدكتور مسفر (1/ 30 - 31) 0
______________________
كن ابن من شئت واكتسب أدبا ****** يغنيك محموده عن النسب
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[23 - 12 - 03, 12:08 م]ـ
8 - ولا ننسى شيخ الإسم ابن تيمية فهو حفيد الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبدالسلام ابن عبدالله بن أبي القاسم الحراّني0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/143)
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[23 - 12 - 03, 03:50 م]ـ
أذكر أن هناك صلة قرابة نسب بين ابن باز وابن سحمان
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[23 - 12 - 03, 10:36 م]ـ
الشيخ ابن باز تزوج أوّل مرة من آل سحمان، ثم طلّقها، ثم تزوّج من آل عتيق.
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[24 - 12 - 03, 07:00 ص]ـ
على تعقيب الأخ عبدالمحسن المطوع يكون الترتيب التسلسلي:
9 - بقيّ بن مخلد القرطبي0
ما رأيكم بهذه الشجرة العلمية:
من اشتهر بالعلم من أبنائه وأحفاده:
كان ابنه أحمد بن بقي من خير القضاة ملازما لتلاوة المصحف، وقد روى عن أبيه الحديث0 وعرف حفيده عبدالرحمن بن أحمد بن بقي بالعلم وألّف في مناقب جدّه0
وممن اشتهر بالعلم من آل بقي بن مخلد: مخلد بن عبدالرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد (332_408هـ) روى عن أبيه وغيره، قال عنه ابن حبان: كان ثبتا صدوقا، وقد اختلط قبل موته فترك الأخذ عنه0
واشتهر منهم عبدالرحمن بن مخلد بن عبدالرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد القرطبي (358_ 437هـ) يروي عن أبيه إجازة وعن جدّه سماعا، تولى القضاء بطليطلة مرتين0
ومنهم محمد بن أحمد بن مخلد بن عبدالرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد (397_ 470هـ) روى عن أبيه وعمه أبي الحسن عبدالرحمن، وتولى القضاء بقرطبة مرتين، فعرف بالعدل والنزاهة، وتوفي باشبيلية0
واشتهر منهم قاضي الجماعة الفقيه على مذهب أهل الحديث ابو القاسم أحمد إبن يزيد ابن عبدالرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبدالرحمن بن أحمد بن بقي، روى عن أبيه عن جدّه، وتولى القضاء في ولاية أبي يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن (ت595هـ)
وشيئا من ولاية ابنه محمد0
وكان يروي موطأ [الإمام] مالك سنة620هـ بقرطبة في نفس غرفة جده بقي بن مخلد عن أشياخ كلهم قرطبيون إلى [الإمام] مالك0
وهكذا ظلت شجرة العلم في عائلة بقي خضراء مورقة وبقيت غرفة بقي بن مخلد بقرطبة منارا للحديث النبوي وروايته عدة قرون0
انتهى نقلا من: [بقيّ بن مخلد القرطبي ومقدمة مسنده] دراسة وتحقبق الكتور/ أكرم ضياء العمري0 (ص/60 - 61)
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[24 - 12 - 03, 08:19 ص]ـ
من البيوتات العلميّة المشهورة: آل قدامة الحنابلة
10 - عبد الله بن قدامة العمري القرشي صاحب المغني والكافي والمقنع والروضة = أخو أبي عمر بن قدامة، وأبو عمر والد عبد الرحمن بن ابي عمر، إذا أطلق الشارح عند الحنابلة فهو المراد، والله أعلم.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[24 - 12 - 03, 08:23 ص]ـ
11 - الشمس ابن مفلح صاحب الفروع والآداب الشرعية = والد البرهان ابراهيم بن مفلح صاحب المبدع .. والله أعلم
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[24 - 12 - 03, 08:25 ص]ـ
12 - ابن قيم الجوزية تلميذ ابي العباس بن تيمية = والد البرهان جامع اختيارات ابن تيمية وشارح ألفيّة ابن مالك .. والله أعلم.
ـ[ابو عبدالله]ــــــــ[24 - 12 - 03, 08:33 ص]ـ
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[24 - 12 - 03, 11:08 ص]ـ
13 - ومن بيوت العلم بيت أبناء أبي شيبة:
الحافظ أبو بكر عبدالله بن محمد بن القاضي أبي شيبة صاحب الكتب الكبار [المسند _ والمصنف _ والتفسير] 0
والحافظ عثمان بن أبي شيبة صاحب التصانبف0
والقاسم بن أبي شيبة الضعيف0
وابني: عبدالله وعثمان:
الحافظ إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة0
وابن أخيه الحافظ أبو جعفر بن عثمان بن أبي شيبة0
قال الذهبي في سيّر أعلام النبلاء (11/ 122) في ترجمة الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة:
((ابن أبي شيبة
عبدالله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستى الإمام العلم، سيّد الحفاظ، وصاحب الكتب الكبار ((المسند)) و ((المصنف))،
((والتفسير))، أبو بكر العبسي مولاهم الكوفي0
أخو الحافظ عثمان بن أبي شيبة، والقاسم بن أبي شيبة الضعيف0
فالحافظ إبراهيم بن أبي بكر هو ولده، والحافظ أبو جعفر محمد بن عثمان هو ابن أخيه، فهم بيت علم0 وأبو بكر أجلّهم)) 0
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 - 12 - 03, 04:30 م]ـ
14 ـ ومن بيوتات العلم آل منده، فالإمام محمد بن إسحاق ابن منده (395هـ) جده محدث، وابنه محدث مشهور.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[24 - 12 - 03, 06:57 م]ـ
9 - الشيخ الموفق ابن قدامة صاحب المغني هو ابن خال الشيخ عبد الغني المقدسي صاحب عمدة الأحكام
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[25 - 12 - 03, 06:36 ص]ـ
16 - ومن البيوت العريقة في العلم والتعليم:
بيت شيخ الإسلام ومجدّد الدين في القرن الثاني عشر الهجرى محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي المولود سنة [1115هـ] في بلدة العيينة الواقعة شمال الرياض0
كان أبوه الشيخ عبدالوهاب بن سليمان التميمي عالما، فدرس شيخ الإسلام على يديه الفقه الحنبلي، والتفسير والحديث0
ثم رحل في طلب العلم0
ثم تسلسل العلم في أبنائه وأحفاده من بعد إلى يومنا هذا0
فما زال أبنائه وأحفاده من بعده يتوارثون العلوم الشرعية، والفنون الأدبية إلى يمنا هذا0
ومن أبنائه العلماء والقضاة الفضلاء:
((حسين، وعبدالله، وعلي، وإبراهيم)) 0 وقد كان لكل واحد منهم- قرب بيته- مدرسة وعنده من طلاب العلم من أهل الدرعية والغرباء العدد الكثير0
ومن أحفاده:
الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ صاحب كتاب ((فتح المجيد)) 0
والشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب0 وهو صاحب كتاب ((تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد)) 0
ومن الأحفاد أيضا:
محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وابنه الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ0
ومن أحفاد الشيخ وذريته في زماننا هذا:
مفتي الديار السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ووزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، ووزير العدل0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/144)
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 12 - 03, 07:54 ص]ـ
فائدة في اسم معالي وزير الشئون الاسلامية فهو الشيخ:
صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم (المفتي) بن عبداللطيف بن عبدالرحمن (صاحب فتح المجيد) بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب.
اما وزير العدل فهو عم لوزير الشؤن الاسلامية، اذ انه ابن للشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله.
والله اعلم.
ـ[الساجي]ــــــــ[25 - 12 - 03, 11:40 م]ـ
9 - سعيد بن المسيب زوج بنت ابي هريرة
10 - ابو القاسم البغوي عمه علي بن عبد العزيز البغوي صاحب المسند وجده لامه احمد بن منيع البغوي صاحب المسند
11 - ابو زرعة ابن خال ابي حاتم
12 - حميد الطويل خال حماد بن سلمة
13 - مالك خال اسماعيل بن ابي اويس
14 - الثوري خال سيف بن محمد الثوري
15 - الوزاعي زوج ام يحي البابلتي
16 - شعبة زوج ام غندر
17 - يوسف بن عبدة ختن حماد بن سلمة
18 - ذكروا ان هشام بن حسان ختن شعبة بناء على تحريف في التهذيب (ولست منه على ثلج) وقد ذكر الحافظ في التهذيب (11/ 444) ان خويل بن واقد الصفار ختن شعبة
الختن هو زوج الاخت او الابنة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 - 12 - 03, 07:36 ص]ـ
من اللطائف في هذا الباب:
أن الذهبي ذكر في السير أنه صنف كتاباً في آل منده.
فرحم الله الذهبي، وآل منده.
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[27 - 12 - 03, 09:58 ص]ـ
وفق التسلسل العددي يكون الرقم هنا:
27 - الشيخ الإمام العالم العلامة/ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم0
قام ترتيب مجموعة رسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيميّة0 عثر على بعضها أثناء جمعه لرسائل علماء نجد فواصل البحث في المكاتب القريبة والبعيدة بمساعدة ابنه الشيخ محمد بن القاسم، وقد رتبها وقسمها فنونا وأبوابا وأضاف إليها المطبوع من الرسائل الصغيرة والفتاوى فبلغت خمسة وثلاثين مجلدا0 احتوت على علم جم لا يقدر قدره0
ثم عمل عليها ابنه محمد فهرسا مفصلا كان كالتقريب لها ويقع في مجلدين ضخمين0
ومن أحفاد الشيخ المعاصرين:
الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم أحد أئمة الحرم النبوي الشريف، والقاضي بالمحكمة الشرعية بالمدينة النبوية0
والشيخ عبدالملك بن محمد القاسم0
وهنا لطيفة ذكرها الشيخ عبدالملك القاسم، عن والده الشيخ محمد وعن جدّه العلامة عبدالرحمن القاسم 0 في كتابه ورثة الأنبياء (ص/14 - حاشية) قال: ((وقد ذكر والدي- حفظه الله وأجزل مثوبته- أنه عندما أراد في أول عمره مساعدة جدّي- رحمه الله- في جمع وترتيب مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيميّة اشترط عليه أن يتم حفظ القرآن أولا، قال والدي: فأتممت حفظ القرآن كاملا في ستة أشهر وبدأت في مساعدته في إنجاز هذا المجموع العظيم)) 0
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 - 01 - 04, 08:11 ص]ـ
28 - ومن أهل العلم الأقارب:
أبو زرعة الدمشقي الملقب بـ (أبي زرعة الصغير) هو ابن أخي أبي زرعة الدمشقي الإمام المشهور.
لأبي زرعة الصغير ترجمة في "السير" 17/ 50.
ـ[الساجي]ــــــــ[07 - 01 - 04, 04:43 م]ـ
قال الحافظ اللفتواني كما في السير (19/ 396)
بيت بني منده بدئ بيحيى وختم بيحيى
قال السمعاني كما في الذيل لابن رجب (1/ 128):
يريد في معرفة الحديث والفضل والعلم
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[10 - 01 - 04, 06:28 م]ـ
30 - ابن منظور قاضي اشبيلية، أبو القاسم احمد بن القاضي أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن منظور القيسي المالكي الإشبيلي0
فقيهٌ إمامٌ، محدِّث محتشِمٌ، من بيت علم وجلالة0
روى عن أبيه، وعن ابن عمهم أبي عبدالله محمد بن أحمدبن عيسىبن منظور0
وانظر سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي (19/ 518) 0
وهو غير ابن منظور صاحب لسان العرب0
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[11 - 01 - 04, 02:53 ص]ـ
عرجتم بنا على المحدّثين الأقرباء، وهذه إشارة إلى بعض الأقرباء من القراء:
31) عيسى بن مينا الملقب بقالون المتوفى سنة عشرين ومائتين هو ربيب نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي تسع وستين ومائة (الربيب هو ابن الزوجة)
32) إسماعيل بن جعفر الراوي عن نافع أحد القراء السبعة هو أخو يعقوب بن جعفر الراوي عن ابن جمّاز عن أبي جعفر أحد القراء العشرة
33) البزي أحمد بن محمد بن عبد الله كان أبوه مقرئا كبيرا، وقد قرأ البزي على أبيه
34) داود بن شبل بن عبّاد المقرئ كان أبوه شيخ قراء مكة بعد شيخه ابن كثير، وقد قرأ داود على أبيه شبل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/145)
35) أبو شعيب صالح بن زياد السوسي المتوفى سنة إحدى وستين ومائتين هو والد أبي المعصوم محمد بن صالح وقد روى أبو المعصوم القراءة عن والده
36) عبد الرحمن بن عامر المقرئ هو أخو عبد الله بن عامر اليحصبي أحد القراء السبعة المتوفى سنة ثمان عشرة ومائة وقد روى عبد الرحمن القراءة عن أخيه
37) عبد الله بن أحمد بن بشر بن ذكوان صاحب الرواية المعروفة عن ابن عامر روى القراءة عنه ابنه أحمد بن عبد الله
38) حفص بن سليمان بن المغيرة (صاحب الرواية المشهورة التي يقرأ بها معظم المسلمين اليوم) المتوفى سنة ثمانين ومائة كان ربيب شيخه عاصم بن بهدلة أبي النجود بفتح النون أحد القراء السبعة المتوفى سنة سبع وعشرين ومائة
39) شيبة بن نصاح شيخ نافع هو ختن أبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد القراء العشرة (الخَتَن هو زوج البنت)
40) علي بن شجاع العباسي الهاشمي هو ربيب الإمام القاسم بن فيرُّه الشاطبي وكان أبرز تلاميذه وهو راوي القراءات عنه
41) طاهر بن غلبون صاحب كتاب التذكرة في القراءات أخذ القراءات عن أبيه عبد المنعم بن غلبون المقرئ
42) عبد الله بن علي بن أحمد المعروف بسبط الخياط المتوفى سنة أربع وستين وأربعمائة صاحب المبهج والروضة والإيجاز والتبصرة والكفاية وكلها من أمهات كتب القراءات أخذ القراءات عن جده لأمه المقرئ المشهور أبي منصور محمد بن أحمد الخياط
43) محمد سليم الحلواني شيخ قراء الشام في زمانه هو ابن الشيخ أحمد الحلواني الكبير شيخ قراء الشام في زمانه، وللشيخ محمد سليم كذلك أبناء وأحفاد من القراء
44) صدِّيق المنشاوي المقرئ أخذ القراءة عنه ابناه محمد صديق ومحمود صديق المنشاويان
45) أيمن رشدي سويد المقرئ المعروف هو زوج بنت الشيخ عبد العزيز عيون السود شيخ قراء حمص
ومن علماء التابعين أبناء علماء الصحابة:
46) سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
47) زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكذلك محمد الباقر كان عالما جليلا كأبيه زين العابدين، وجعفر الصادق كذلك كان من العلماء الأعلام كأبيه محمد الباقر، وهؤلاء من علماء أهل السنة ونحن أحق بهم من الرافضة، فقد كانوا برآء من الرفض وأهله.
48) خارجة بن زيد بن ثابت
49) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
50) بلال بن أبي الدرداء قاضي دمشق
51) أبو بردة بن أبي موسى الأشعري
عودة إلى الأقرباء من المحدثين:
52) أبو هريرة الذهبي بن الحافظ الذهبي
53) أبو زرعة العراقي بن الحافظ العراقي
54) الشاه ولي الله الدهلوي محدث الهند خلّف أسرة علمية من المحدثين منهم ابنه عبد العزيز، وحفيده محمد إسحاق بن عبد العزيز
ومن العلماء المعاصرين:
55) آل عتيق ومنهم الشيخ إسماعيل بن سعد بن حمد بن عتيق هو وأبوه وجده من العلماء
56) الشيخ العلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي هو ابن أخت الشيخ العلامة محمد سالم بن عبد الودود عضو المجمع الفقهي ووزير العدل والشؤون الإسلامية الموريتاني، وأسرة الشيخ محمد الحسن كلها علماء رجالا ونساء فقد تتلمذ على أبيه وأعمامه وأمه وخالاته وأجداده وجداته وكلهم من كبار علماء شنقيط
ومن القرابات بين الشيوخ الأفاضل في ملتقى أهل الحديث:
57) خالد بن عمر الفقيه هو أخو شيخه الشيخ عبد الرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[11 - 01 - 04, 03:13 ص]ـ
كان ينبغي استهلال هذا المبحث اللطيف بذكر القرابة والمصاهرة بين الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، ولعله في الختام إن شاء الله يعاد الترتيب بحيث يفتتح بالأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ثم قرابات الصحابة ثم التابعين فمن بعدهم
فمن القرابات بين الأنبياء:
58) شيث بن آدم عليهما السلام
59) إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام
60) يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام
61) لوط ابن عم وقيل ابن أخي إبراهيم عليهما السلام
62) هارون أخو موسى عليهما السلام
63) سليمان بن داود عليهما السلام
64) يحيى بن زكريا عليهما السلام
65) موسى هو زوج بنت شعيب (على قول بعض المفسرين) عليهما السلام
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[11 - 01 - 04, 03:24 ص]ـ
66) ومن بيوت العلم بيت الإمام أحمد بن حنبل فقد تتلمذ عليه ابناه عبد الله وصالح، وكانا إمامين جليلين
67) وكذا الإمام الشافعي كان ابنه عالما كبيرا
68) وكذا الإمام أبو حنيفة كان ابنه وحفيده فقيهين كبيرين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 01 - 04, 09:11 ص]ـ
شكر الله لكم أبا خالد، لقد غمرتمونا بهذا المرور الكريم، ثم الكريم ثم، الكريم، وأستميحك عذرا لأعود مرة أخرى إلى أحبابنا ممن عرفوا بالحديث وروايته ـ وكل من كان على طريقة أهل العلم فإننا نحبه ـ:
69 ـ القاضي المفسر المشهور ابن عطية (أبو محمد = عبدالحق بن عطية) ت: 541 تقريباً، صاحب "المحرر الوجيز"، فأول شيوخه، ومن أكبرهم هو والده:
غالب بن عبدالرحمن ابن عطية رحمهم الله جميعاً.
ومن تلاميذه (تلاميذ ابن عطية المفسر المشهور) ابنه حمزة، له ترجمة في شجرة النور الزكية 1/ 129
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/146)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 - 02 - 04, 09:10 ص]ـ
70 ـ الموفق أبو محمد ابن قدامة، هو ابن عمة الحافظ عبد الغني المقدسي، صاحب العمدة في الحديث.
ينظر: السير 22/ 166
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 02 - 04, 10:32 ص]ـ
كم من فوائد على هذي الموائد ........ أحسنتم
ومما يلحق بهذا الباب: أن أهل الاصطلاح جعلوا من علوم الحديث معرفة نظائر هذا الباب، كمعرفة من روى عن أبيه عن جده ... وهكذا
فليلحق بهذا ...
""""""""""""""""""""""
ولأن الشيء بالشيء يذكر، ولمعرفة الأضداد، فالضد يظهر حسنه الضدُّ:
معرفة الأقارب من أهل الضلالة!
# إبراهيم بن سيار بن هانئ البصري المعروف بالنظام: كان ابن أخت أبي الهذيل العلاف، شيخ المعتزلة.
# جعد بن درهم: أخذ بدعته عن أبان بن سمعان، وأخذ أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم اليهودي؛ الذي سحر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأخذ طالوت من لبيد.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 - 12 - 04, 11:45 م]ـ
72 ـ ومن الأقارب:
الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد ـ المعروف بعبدان ـ أخو المحدث عبد العزيز شاذان بن عثمان بن جبلة، وهما سبطا شيخ مكة عبد العزيز بن أبي رواد
ينظر: سير أعلام النبلاء 10/ 270.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[02 - 12 - 04, 12:01 ص]ـ
الشيخ محمد المختار الشنقيطي العالم الكبير والمدرس بالمسجد النبوي ((انظر علماء ومفكرون عرفتهم للمجذوب)) هو والد الشيخ الزاهد محمد بن محمدالمختار الشنقيطي المدرس في الجامعة الاسلامية سابقاً وله حلقة زاد المشتقنع في مكة وسنن الترمذي في مكة وعمدة الاحكام بالمدينة.
كذلك الندويين وما أكثرهم.
بارك الله فيكم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - 09 - 07, 06:28 م]ـ
ضمت هذه المشاركة للموضوع
## المشرف ##
من الأشياء الجميلة التي تحب أن تحدث لك هو ارتباطك بشخص حبيب إلى نفسك بأية وسيلة ممكنة.
حبذا لو استطعت أن تتزوج ابنته، أو يتزوج هو ابنتك أو اختك، و ما شابه ذلك.
فما بالك لو كان هذا الشخص هو شيخك الذي تعلمت على يديه العلم الشرعي، وقد أصبح يُشار إليك بالبنان ويقال: هذا تلميذ الشيخ وصهره، يا فرحتاه.
ومن هذه النوعية جاء في تراجم علماء أهل السنة والجماعة العديد ممن اقترن اسمه باسم شيخه تلمذةً و مصاهرةً.
و أفضل من نبدأ به هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم:
تزوج ابنة أبي بكر الصديق، الرسول صلى الله عليه وسلم شيخ و أبو بكر تلميذه.
تزوج ابنة الفاروق عمر بن الخطاب، الرسول صلى الله عليه وسلم شيخ و عمر تلميذه.
زوَّج ابنته لعثمان بن عفان، الرسول صلى الله عليه وسلم شيخ و عثمان تلميذه.
زوَّج ابنته لعليّ بن أبي طالب، الرسول صلى الله عليه وسلم شيخ و عليّ تلميذه.
وحدثت مصاهرات بين الصحابة ثم التابعين ثم تابعيهم إلى يومنا هذا، إلا أنني أُفسح المجال لإخواني الفضلاء ليدلي كلُ بدلوه ممن أعطاه الله من علم، شريطة أن يذكر:
مَن هو الشيخ و مَن هو التلميذ.
ثم أختم بشيخي الفاضل الشيخ / السيد بن سعد الدين الغباشي و أخي و شيخي الفاضل الشيخ / وليد بن إدريس، الأول (وهو الشيخ) تزوج أخت الثاني (وهو التلميذ) منذ سنوات طويلة.
وهذا مما أعتبره مسك الختام.
و لإخواني فتح المشاركات، ففي هذه النوعية نوع علم جديد على البعض.
جزاكم الله خيرا
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[20 - 09 - 07, 04:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا!
ومن المشاهير:
- ابن رشد الفقيه جد ابن رشد الفيلسوف، ولا أدري شأن الواسطة
- الجويني الكبير أبو الجويني المتكلم
- السبكي الملقب بتقي الدين أبو الملقب تاج الدين
- أبو الحسن الأشعري ابن لزوج أبي علي الجبائي أبي أبي هاشم المعتزلين
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 09 - 07, 03:15 م]ـ
73 الشيخ خالد الشريمي تلميذ شيخنا ابن باز وإمام وخطيب جامع الأمير عبد الرحمن بن عبد الله زوج ابنة شيخنا العلامة الفقيه عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 09 - 07, 03:16 م]ـ
74 الشيخ عقيل بن عبد العزيز العقيل مدير مؤسسة الحرمين أخ لشيخنا العلامة عبد الله بن عقيل حفظ الله الجميع.
ـ[بن نصار]ــــــــ[22 - 09 - 07, 12:15 ص]ـ
ما هي قرابة المفتي لوزير العدل. .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/147)
والشيخ خالد المصلح زوج بنت الشيخ ابن عثيمين. . أرجو التأكيد على هذه المعلومة.
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[22 - 09 - 07, 04:06 ص]ـ
غفر الله للجميع وهذه فوائد كنت جمعتها من الاصابة في عدلائه صلى الله عليه وسلم
((عدلاء) النبي صلى الله عليه وسلم
من كتب الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر رحمه الله
1. خزيمة بن حكيم السلمي البهزي (زوج أخت خديجة)
2. معبد بن وهب العبدي (زوج هريرة بنت زمعة أخت سودة)
3. حويطب بن عبد العزي (زوج أم كلثوم بنت زمعة أخت سودة)
4. زمعة بن أسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي القرشي (زوج قريبة بنت أبي أمية أخت أم سلمة)
5. عبد الله بن مالك الهلالي (زوج عزة أخت ميمونة)
6. شداد بن الهاد الليثي (زوج سلمى بنت عميس أخت ميمونة)
7. عمرو بن عبيد بن معاوية زوج برزة بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة
8. حمزة بن عبد المطلب زوجسلمى بنت عميس أخت ميمونة)
9. جعفر بن أبي طالب زوج أسماء بنت عميس أخت ميمونة)
10. أبو بكر زوج أسماء بنت عميس أخت ميمونة)
11. علي بن ابي طالب زوج أسماء بنت عميس أخت ميمونة)
12. العباس بن عبد المطلب زوج أم الفضل لبابة بنت الحارث أخت ميمونة)
13. صفوان بن أمية الجمحي (زوج أم حبيب بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة)
14. مصعب بن عمير (زوج حمنة بنت جحش أخت زينب)
15. طلحة بن عبيد الله (زوج حمنة بنت جحش أخت زينب)
16. عامر بن الحارث بن أبي ضرار (زوج أم كلثوم بن عامر أخت جويرية)
17. عروة بن مسعود الثقفي (زوج زينب بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة)
18. عبد الله بن عثمان الثقفي (زوج أم الحكم بنت أبي سفيان اخت أم حبيبة)
19. حسان بن ثابت (زوج سيرين أخت مارية القبطية)
20. عبد الله بن عبد الله بن سراقه (زوج زينب أخت حفصة)
21. عبد الرحمن بن سلول (زوج زينب أخت حفصة)
22. الزبير بن العوام (زوج أسماء أخت عائشة)
23. قرة بن نهيك الهذلي (زوج أسماء أخت عائشة)
24. عمر بن الخطاب (زوج أم كلثوم بنت أبي بكر أخت عائشة)
فائدة:
كان يقال لوالدة أم الفضل (العجوز الحرشية) أكرم الناس أصهارا ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم والعباس تزوج أختها شقيقتها لبابة وحمزة تزوج أختها سلمى وجعفر بن أبي طالب تزج شقيقتها أسماء ثم تزوجها بعده أبو بكر الصديق ثم تزوجها بعده علي
فائدة:
قال بن السكن يقال إن طلحة تزوج أربع نسوة عند النبي صلى الله عليه وسلم أخت كل منهن أم كلثوم بنت أبي بكر أخت عائشة وحمنة بنت جحش أخت زينب والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة ورقية بنت أبي أمية أخت أم سلمة
فائدة:
حميدة بالتصغير مولاة أسماء بنت أبي بكر وهي والدة أشعب الطامع قيل كانت تدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تحرش بينهن فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعزيرها وقيل دعا عليها فماتت وهذا لا يصح لأن أشعب ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة فلعلها أصابها بدعائه مرض اتصل بها إلى أن ماتت بعده بمدة
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[22 - 09 - 07, 04:12 ص]ـ
واليك ابناء عمه وأبناء عماته من غير استقصاء (من يكمل غفر الله له)
أبناء أعمامه صلى الله عليه وسلم
1. علي بن أبي طالب
2. جعفر بن أبي طالب
3. الفضل و قثم و صالح و عبد الله و تمام ابناء العباس
4. سعيد بن الحارث بن عبد المطلب
5. سعيد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
6. عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب
7. عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب
8. عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب
9. معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب
10. يعلى بن حمزة بن عبد المطلب
أبناء عماته صلى الله عليه وسلم
1. شيبان بن عباد بن شيبان السلمي أمه أروى بنت عبد المطلب
2. عبد الله بن السائب بن أبي حبيش أمه عاتكة بنت عبد المطلب
3. عبد الله بن أبي أمية واسمه حذيفة وقيل سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومي صهر النبي صلى الله عليه وسلم وابن عمته عاتكة وأخو أم سلمة
4. عبد الله بن عبد الأسد المخزومي أمه برة بنت عبد المطلب
5. عبد الله بن جحش وامه أمية عمة النبي صلى الله عليه وسلم
6. الزبير و السائب بن العوام أمهما صفية بنت عبد المطلب (وهي عمته صلى الله عليه وسلم وابنة خالته هالة بنت أهيب بن عبد مناف بنت عم آمنة بنت وهب بن مناف (
7. أبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزي أمه برة بنت عبد المطلب
8. عامر بن كريز بن ربيعة القرشي أمه البيضاء بنت عبد المطلب
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[22 - 09 - 07, 07:11 م]ـ
ومن الأئمة المشهورين:
الإمام مالك بن أنس شيخ الإمام الشافعي
والإمام الشافعي شيخ الإمام أحمد بن حنبل
والإمام أحمد بن حنبل شيخ البخاري ومسلم وأبي داود
والبخاري من شيوخ الترمذي
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[22 - 09 - 07, 07:12 م]ـ
ومن الأئمة - الشافعية - أيضا:
الدارقطني شيخ الحاكم النيسابوري
والحاكم النيسابوري شيخ البيهقي
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 09 - 07, 09:53 ص]ـ
وابن خريمة شيخ ابن حبان
وقيل أخذ مالك عن ابن حنيفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/148)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[23 - 09 - 07, 09:07 م]ـ
وقيل أخذ مالك عن ابن حنيفة
لم يأخذ عنه وإنما لقيه في الحج وتناظرا سويا عليهما رحمة الله تعالى
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[24 - 09 - 07, 12:07 ص]ـ
الشيخ د/ محمد الخضير أخ لشيخنا العلامة د/ عبدالكريم الخضير حفظهما الله.
ـ[بندر العامر]ــــــــ[24 - 09 - 07, 01:12 ص]ـ
جزى الله الكاتب كل خير
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[24 - 09 - 07, 09:55 ص]ـ
لم يأخذ عنه وإنما لقيه في الحج وتناظرا سويا عليهما رحمة الله تعالى
جزاك الله خيرا على التصويب
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:00 م]ـ
الشيخ محمد المختار الشنقيطي العالم الكبير والمدرس بالمسجد النبوي ((انظر علماء ومفكرون عرفتهم للمجذوب)) هو والد الشيخ الزاهد محمد بن محمدالمختار الشنقيطي المدرس في الجامعة الاسلامية سابقاً وله حلقة زاد المشتقنع في مكة وسنن الترمذي في مكة وعمدة الاحكام بالمدينة.
كذلك الندويين وما أكثرهم.
بارك الله فيكم
اشكال في والد الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8639)
العلاقة بين الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي و الشيخ محمد أمين الشنقيطي
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187412)
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 10 - 09, 10:35 م]ـ
ما هي قرابة المفتي لوزير العدل. .
سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب
معالي الشيخ / عبدالله بن محمد بن ابراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب
وزير العدل (سابقا) رئيس مجلس الشورى حاليا.
يلتقون في الشيخ / عبداللطيف ... رحمهم الله جميعا.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:16 ص]ـ
((والشيخ خالد المصلح زوج بنت الشيخ ابن عثيمين. . أرجو التأكيد على هذه المعلومة))
طلبه العلم:
قرأ القرآن وحفظه على الشيخ محمد بن سلمان السلمان.
بدأ التلقي عن فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله من عام 1403هـ ثم لازمه منذ عام 1408هـ إلى وفاته رحمه الله.
وكان قد صاهر الشيخ رحمه الله عام 1407هـ، حيث تزوج كبرى بناته رحمه الله.
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1292.shtml
.
ـ[أسامة الهاشمي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:17 ص]ـ
بحث قيم ولطيف
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:43 م]ـ
- ابن كثير زوج ابنة المزي
-الشيخ علي الطنطاوي خاله محب الدين الخطيب
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:09 م]ـ
الشيخ سامي الصقير زوج لابنة الشيخ العلامه ابن عثيمين رحمه الله
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:10 م]ـ
قد يستفاد في صلة القرابه بين ال البيت و الصحابه في الرد على الرافضه
ـ[مُحبة المدينة]ــــــــ[10 - 10 - 09, 11:41 م]ـ
الشيخ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان زوج بنت الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
وأرجو التأكد من المعلومة.
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[11 - 10 - 09, 01:05 ص]ـ
الشيخ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان زوج بنت الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
وأرجو التأكد من المعلومة.
الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ومتع به ـ عقيم لا يولد حتى الآن.
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[27 - 11 - 09, 11:59 م]ـ
وأيضاً: الشيخ عبدالرحمن بن صالح المحمود زوج بنت الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل -رحمه الله-
ـ[احمد صلاح]ــــــــ[28 - 11 - 09, 11:36 م]ـ
الشيخ يعقوب حمى بنت الشيخ أبو ذر القلموني
ـ[أنس عسيري]ــــــــ[12 - 12 - 09, 10:57 ص]ـ
وأيضاً: الشيخ محمد صالح المنجد زوج حفيدة الشيخ محمد الأمين المصري -رحمه الله-
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[04 - 06 - 10, 10:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أروى آل سابق]ــــــــ[06 - 06 - 10, 04:51 م]ـ
الشيخ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان زوج بنت الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
وأرجو التأكد من المعلومة.
بل الشيخ صالح والشيخ عبدالعزيز ابناء خالات (خوالهم أبا بطين) ..
وكما ذكر سبقا الشيخ صالح لا أولاد له ..
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[07 - 06 - 10, 01:26 ص]ـ
موضوع شيق و رائع
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 03:14 ص]ـ
الشيخ هاني حلمي متزوجٌ من ابنة الشيخ محمد حسين يعقوب، وله منها: عبادة ومحمّد و أسماء.
ـ[أبو حاتم الدمياطي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:00 ص]ـ
هل توجد قرابة بين الشيخ مصطفى العدوى والشيخ أحمد أبو العينين
ـ[أبوعبدالله الحودي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 04:25 م]ـ
*
*
قرأت قبل أيام أن:
مفتي نجد في زمنه الشيخ عبدالله أبابطين - رحمه الله -
جد للشيخ صالح بن فوزان الفوزان لأمه -حفظه الله تعالى -
أفاده الشيخ عبدالعزيز السدحان
في الرحلة الإربعائية مع الشيخ صالح
.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 07:57 م]ـ
مفتي نجد في زمنه الشيخ عبدالله أبابطين - رحمه الله -
جد للشيخ صالح بن فوزان الفوزان لأمه -حفظه الله تعالى -
أفاده الشيخ عبدالعزيز السدحان
في الرحلة الإربعائية مع الشيخ صالح
الشيخ أبا بطين توفي 1282هـ ولا يتصور أن تكون بنته ولدت الشيخ الفوزان 1354هـ، فربما كان جدا لأمه أو نحو ذلك.
- الشيخ عبد الله خياط إمام المسجد الحرام تزوج بنت الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، وولدت له الشيخ أسامة بن عبد الله خياط إمام الحرم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/149)
ـ[أبوعبدالله الحودي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:20 م]ـ
الشيخ أبا بطين توفي 1282هـ ولا يتصور أن تكون بنته ولدت الشيخ الفوزان 1354هـ، فربما كان جدا لأمه أو نحو ذلك.
.
*
*
الإشكال الذي ظهر لك كان قد أشكل عليّ سابقاً
فتوقعت أن المقصود جده الأعلى
فتكون والدته بنت ابن الشيخ عبدالله أبابطين أونحو ذلك
وبذلك لا يلزم أن يكون جده المباشر.
.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:29 م]ـ
بل الشيخ صالح والشيخ عبدالعزيز ابناء خالات (خوالهم أبا بطين) ..
وكما ذكر سبقا الشيخ صالح لا أولاد له ..
صدقت , ولا قرابة بينهما من ناحية القبيلة , فالشيخ عبد العزيز عتيبي , والشيخ صالح -أظن-دوسري.
والله أعلم.(25/150)
رقية المعيون بـ (حَبسٌ حَابسٌ، وحَجَرٌ يابسٌ، وشهابٌ قابسٌ .. )
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[20 - 12 - 03, 11:48 ص]ـ
د. عبد الله بن عمر الدميجي
24/ 10/1424
18/ 12/2003
نذكِّر الإخوة القراء أن هذه الزاوية (في البدء)؛ افتتحت لتكون إطلالة تواصل مع الإخوة (زوَّار الموقع)، نعرض فيها قضايا نافذة الفتاوى، مع ما يمكن من الكلمات النافعة والفتاوى المختارة، كما نعرض فيها قضايا رسائل الزوار المتعلقة بوضع النافذة بشكل عام.
وقد وردنا تعقيب من أحد الإخوة على فتوى (ما يقال للعائن لاتقاء عينه؟) نقل فيه قصة أبي عبدالله الساجي، وأنه قال: حبس حابس .... إلى آخر ما ذكر، فعرضنا هذا التعقيب على فضيلة الشيخ المفتي، فتكرَّم بالتعقيب والتوضيح.
التعقيب:
بسم الله الرحمن الرحيم، ذكر في فتوى للدكتور الدميجي إجابة على استفتاء أحد الإخوة حول ما يقال للعائن عند إلقاء عينه ما يلي: "أما ما سمعه السائل: (حبس حابس ... الخ) فهذه خرافة يقولها المستعينون بالجن، وهذا شرك لا يجوز أن يقال، وضرره مؤكد ولا نفع فيه" أ هـ.
فأنقل للشيخ ما يلي: "فصل في الرُّقى التي تَرُدُّ العين: ومن الرُّقى التي ترُدُّ العين ما ذكر عن أبي عبد الله الساجي، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو على ناقة فَارهة، وكان في الرفقة رجل عائن، فما نظر إلى شيء إلا أتلفه، فقيل لأبي عبد الله: احفَظ ناقَتك من العائن، فقال: ليس له إلى ناقتي سبيل، فأُخبرَ العائنُ بقوله، فتحين غيبة أبي عبد الله، فجاء إلى رحله، فنظر إلى الناقة، فاضطربت وسقطت، فجاء أبو عبد الله، فأُخبرَ أن العائنَ قد عانها، وهي كما ترى، فقال: دلُّوني عليه، فدُل، فوقف عليه، وقال: بسم الله، حَبسٌ حَابسٌ، وحَجَرٌ يابسٌ، وشهابٌ قابسٌ، رددتُ عينَ العائن عليه، وعلى أحب الناس إليه، {فارجع البَصَرَ هَل تَرَى من فُطُورٍ. ثم ارجع البَصَرَ كَرتَين يَنقَلب إلَيكَ البَصَرُ خَاسئاً وهُوَ حَسيرٌ} فخرجت حدقتا العائن، وقامت الناقةُ لا بأسَ بها". فهل هذا زلة من الدكتور أم اجتهاد منه في موضعه؟ أرجو التوضيح من أصحاب الفضيلة.
*****
التوضيح
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فإني أشكر الأخ السائل على استفساره، وحرصه على التثبُّت في أمور دينه، وهذا هو المطلوب من كل مسلم، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، كما قال سعيد بن جبير لحصين بن عبد الرحمن، وكان عليه الرجوع إلى الحق إذا تبين، وسؤال أهل الذكر إذا كان لا يعلم، والتثبُّت مما يقف عليه أو يقال له، خاصة فيما يتعلَّق بعقيدته وإيمانه الذي هو أغلى ما يملك في هذا الوجود.
ثم إن جميع الكلام المذكور في الاستفسار عدة ملاحظات منها:
1. أما بخصوص الرقى التي ترد العين فالصحيح أن ذلك موقوف على ما ورد به الشرع، وهذا ما لم يتوفر في هذه الرقية المذكورة، ونسبتها إلى أحد العلماء إذا لم يذكر دليلها الشرعي فإنه لا يعطيها الصبغة الشرعية، ولا تجوز المتابعة له في ذلك بغير دليل، خاصة وقد بين لنا النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم - الرقية الشرعية لمثل هذه الحالة، فلا يجوز العدول عن بيان النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى كلام غيره مهما كانت منزلته.
2. ثم إن هذا الكلام المذكور ليس دعاءً ولا استعاذة بأسماء الله تعالى وصفاته، وإنما هو من السجع المتكلف الذي هو أقرب إلى سجع الكهان، وليس له معنى ظاهراً يحكم عليه من خلاله، فما معنى حابس ومن هو هذا الحابس؟ وما المقصود بالحجر اليابس؟ وما علاقة الحجر اليابس والشهاب القابس بالرقية من العين؟
3. ثم إن في العمل بهذه الرقية عدول عما دلنا عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى كلام غير ظاهر المعنى والمراد، وغير معروف المصدر كما تقدم، وهذا لا يجوز.
4. ثم إن في هذا الكلام المسجوع عدة مخالفات شرعية منها:
أ. ما ورد فيه من قوله: "رددت عين العائن عليه، وعلى أقرب الناس إليه"، والسؤال ما ذنب أقرب الناس إليه؟ وقد بين لنا القرآن الكريم أنه "لا تزر وازرة وزر أخرى" و "وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى".
ب. أن فيه استشهاد بالآية في غير ما سيقت إليه ومن غير مناسبة، وليس البصر المذكور في الآية هو بصر العائن كما هو ظاهر وجه الاستدلال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/151)
5. ثم إن في صحة نسبة هذا الكلام إلى أبي عبد الله السياجي نظراً وذلك من وجوه:
أ. أنه لم يذكر هذا القول بإسناد يمكن أن يحكم عليه من خلاله، ويتثبت من صحته إليه.
ب. أنه يذكر في كتب التواريخ والسير والتراجم من القصص والحكايات ما لا يصح نسبته إلى قائلها، وخاصة فيما يتعلق بالكرامات والأمور الخارقة للعادة، ولا يجوز لنا أن نأخذ ديننا من مثل هذه الحكايات التي لا زمام لها ولا فطام، ونترك ما ثبت عندنا من قول المعصوم – صلى الله عليه وسلم – الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
ج. أنه لو ثبت ذلك – وهيهات أن يثبت – فلا تجوز لنا متابعته عليه، وإنما المتابعة للمعصوم – صلى الله عليه وسلم – كما ذكر آنفاً.
6. نعم قد روى أبو يعلى في مسنده (9/ 177) وابن السني في عمل اليوم والليلة رقم (510) والطبراني في الكبير (10/ 267 رقم (10518) حديثاً مفاده ما روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فلينادي يا عباد الله احبسوا، فإن لله حاضراً سيحبسه" فهذا الحديث مع أنه ليس موضوعنا صراحة إلا أنه لا يصح أيضاً؛ لأن فيه معروف بن حسان وهو منكر الحديث كما قال الذهبي في الميزان (4/ 143)، وأعله الحافظ ابن حجر في الفتوحات الربانية (5/ 150) بالانقطاع، وفيه سعيد بن أبي عروبة مختلط ومدلس، وقد ضَّعف الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 132) والبوصيري كما في الإتحاف بذيل المطالب العالية (3/ 239 رقم 3375) ومن المعاصرين الألباني في الضعيفة رقم (655).
وأما دعوى أنه قد تعتبر هذه الرقية شركاً، فهذا على اعتبار أن الحابس من الجن، وأن هذا دعاء له واستعانة من دون الله تعالى، فهذا لا يكون إلا بالجن والاستعانة بالجن في مثل هذا الأمر هو ضرب من ضروب الشرك.
والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?catid=26&artid=3175
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:56 م]ـ
جزاك الله خيراً
هذا الدعاء لا أصل له وفيه عدوان
الفقرة العاشرة: بعض الأدعية لم ترد مثل "حجر يابس، شهاب قابس، ردت عين الحاسد عليه وعلى أحب الناس إليه "؟!
الجواب: هذا الدعاء لا أصل له وفيه عدوان على غير المعتدي فلا يجوز استعماله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن باز، عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، صالح بن فوزان الفوزان، بكر بن عبد الله أبو زيد
" مجلة الدعوة " – العدد: (1682).(25/152)
أثرالحديث الضعيف والوضوع فى التفسير
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[20 - 12 - 03, 12:29 م]ـ
لعل أخطر ما دمرته الأحاديث الواهية من العقائد هو تشويه القرآن، وهو ما رامه وابتغاه أهل الأهواء من صرف الناس عن كتاب الله وتفسيره بالخرافات والخزعبلات والأهواء، وجعل القرآن كتابا فقط للتعاويذ والتطبيب من أمراض الأجسام وتصوير القرآن أنه كتاب خرافات وأساطير وليس كتابا منزلا من الحكيم الحميد سبحانه، وإليك بعضا من افتراء هؤلاء الوضاعون على القرآن، وللأسف أن يعتمد أهل التفسير حتى لا يكاد يخلو تفسير واحد أن يناله شيء من ذلك، ناهيك بتفاسير لم تعتمد إلا كل خرافة وجهالة تفسر بها كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة، فمن ذلك على سبيل المثال: ما ذكره بعض المفسرين عمن سماه عوج بن عنق الطويل وفي هذا الحديث "أن طوله كان ثلاثة آلاف ذراع وثلاثمائة وثلاثين ذراع "وأن نوحا لما خوفه الغرق قال له أتحملني في قصعتك هذه، وأن الطوفان لم يصل إلى ركبته، وانه خاض البحر فوصل إلى حجزته فقط، وأنه كان يأخذ الحوت من عمق البحر فيشويه في عين الشمس، وأنه قلع صخرة عظيمة على قدر عسكر موسى، وأراد أن يرضخهم بها فقورها الله في عنقه مثل الطوق. قال ابن القيم الجوزية: ولا ريب أن هذا وأمثاله من وضع الزنادقة أهل الكتاب الذين قصدوا السخرية والاستهزاء بالرسل وأتباعهم أ. هـ. الأسرار المرفوعة 484. وكذلك في تفسيرهم لقوله تعالى "قالوا يا موسى أن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها "أنهم العماليق وأن سبعين رجلا من قوم موسى استظلوا في قحف رجل واحد منهم، وأن موسى لما نزل قريبا من أريحا في فلسطين بعث أثني عشر رجلا من بني إسرائيل ليتعرف خبرهم فهالهم ما رأوه من هيئتهم وجسمهم وأنهم دخلوا في بستان أحد العماليق فجاء فتتبع أثارهم ثم حملهم في كمه مع الفاكهة وذهب إلى ملكهم ونثرهم مع الفاكهة أمامه. وللأسف أن يذكر ابن جرير مثل هذا الهراء في تفسيره، فإذا كان العماليق على ذلك النحو من العظم والكبر فهل كانت حبة البرتقال في ذلك الوقت في حجم رجل من قوم موسى؟! ومن ذلك نسبتهم الشرك إلى آدم وحواء في تفسير قوله تعالى "فجلا له شركاء فبما آتاهما فتعالى الله عما يشركون "وقد مضى بك تفسيرهم لقوله تعالى "عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا "قال يجلسه على العرش.
ومن أسخف خرافاتهم في هذا ما رووه أن سفينة نوح قد طافت بالبيت سبعا وصلت خلف المقام ركعتين وآفة هذا الحديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال الحاكم: وأبو نعيم روى عن أبيه أحاديث موضوعة.
وتفسيرهم قوله تعالى "وحملناه على ذات ألواح ودسر "قالوا الدسر خمس مسامير، مسمار باسم الرسول، والثاني باسم علي والثالث باسم فاطمة ورابع باسم الحسن وخامس باسم الحسين، وأن الرسول قال: الألواح خشب السفينة ونحن الدسر لولانا ما سارت السفينة بأهلها. "تنزيه الشريعة 1/ 250"
وأن إبراهيم لما و‘ضع في النار لم يسأل الله وقال: علمه بحالي يغني عن سؤالي. وتفسيرهم قوله تعالى "أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو"أن الرسول ذكر إبليس فقال: رأيته الساعة أدخل ذنبه في دبره فأخرج سبع بيضات فأولدها سبع أولاد: فولد موكل بالفقهاء ينسهم الذكر ويغريهم بكثرة الوضوء والثاني موكل بالنعاس في المساجد والثالث بالأسواق. . قال الحافظ بن حجر ظاهر الوضع. وأن النملة التي كلمت سليمان كانت في حجم الذئب، ولم يع هؤلاء الأغبياء أن الله سبحانه وتعالى قد قال عن تلك النملة "لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون "فكيف لا يشعر سليمان وجنوده أنهم يقتلون نملا في حجم الذئاب!!
إلى خرافات وخزعبلات يضيق بها المقام عمن سموه هامة بن الهيم بن لاقيس بن إبليس الذي كان مفسدا في الأرض ثم تاب وكان مع نوح ثم هود ثم صالح ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم ثم مات الرسول ولم يمت "تنزيه الشريعة 1/ 250 ".
إلى خرافات في الإسراء والمعراج في تفسير ابن مردوية، مكذوبة على ابن عباس في صفة السموات سماء سماء وأن الأولى من دخان والثانية من حديد والثالثة من نحاس والرابعة من فضة. . الخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/153)
إلى تلاعب عجيب بالقرآن وفي تفسير قصة آدم بأبجد هوز حطي كلمن. . الخ، حيث يروون حديث "لكل شيء سبب وليس أحد يفطن له، وأن لأبي جاد حديثا عجيبا. أما أبجد فأبى الطاعة وجد في أكل الشجرة، وأما هوز فهوى من السماء إلى الأرض، وأما حطي فحطت عنه الخطايا، وأما كلمن فأكل من الشجرة ومن عليه بالتوبة. . الخ، قال الإمام الشوكاني بعد إيراد طرف من هذا الحديث المفترى في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: أخرجه ابن جرير في تفسيره واستطرد قائلا: وهذا ما الكذب الذي لا يصدر عن أجهل الجاهلين وأقبح المفترين، وحاشا ابن عباس وأهل طبقته ومن بعدهم أن يتكلموا بمثل هذا، فمن رواه في مؤلفه مغترا به غير عالم ببطلانه فهو أجهل من واضعه أ. هـ. "الفوائد المجموعة 463 " ولا شك أن الشوكاني قد أغلظ هنا القول جدا وابن جرير لم يسكت عن هذا وكان يروي مثل هذا للتحذير منه، ولكن لا شك أن الأولى والأحرى أنه لا يجوز أن يلتفت إلى مثل هذه الروايات الساقطة خاصة وأن هناك من يغتر بها ممن يظن أن كل سواد في بياض يعد علما وأن كل ما سمي حديثا فهو حديث، وأن مثل هذا قد يتبعه من يحبون غرائب القصص والخرافات ليوهموا العامة أنهم من أهل العلم والجمع، والحاصل أن كتب التفسير قد شحنت بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والروايات الواهية، بل قيل في بعض التفاسير فيه كل شيء إلا التفسير!! ولا شك أن هذه الروايات الواهية قد أعدمت نفع القرآن وهدايته عند من يحسن الظن بها، بل جعلت القرآن كتاب خرافة بدلا من أن يكون كتاب هداية وتبصير، بل زادوا على ذلك بأن جعلوا القرآن لكل شيء إلا الهداية فزعموا أن الرسول قال: خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم. وهو حديث لا أصل له مطلقا "سلسلة الأحاديث الضعيفة 557 ". ولذلك عمد المتصوفة ومن على دربهم لجعل كل آية من القرآن لشفاء مرض من الأمراض فلوجع الرأس يقرأ "وله ما سكن في الليل والنهار "وللأورام يقرأ "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا "وللحبلى المتعسرة في ولادتها يقرأ" وتضع كل ذات حمل حملها "ونحو هذا من الهذيان يجعل في كتب ويقال أن هذا أمر مجرب والرسول يقول "خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم "أ. هـ.
ولا شك أن ارتباط الآيات القرآنية الحكيمة بمثل هذه الأمور يصرفها عن معانيها التي أنزلت من أجلها ويحول القرآن من كتاب هداية وتربية وتبصير إلى كتاب عبث ولعب واستهزاء وأكل لأموال الناس بالباطل، ولا شك أن كل ذلك تشويه للمعتقد.(25/154)
موظف في شركة و تستثمر بعض مالها في الربا .. ماحكم راتبه؟
ـ[عبدالله العدناني]ــــــــ[20 - 12 - 03, 03:42 م]ـ
موظف في شركة ولدى شركته فائض في السيولة تستثمره في (الإقراض بفائدة) = الربا ..
وهو يعمل في قسم غير قسم الاستثمار المعني بالربا ولا علاقة له به مطلقاً فهو مختص بالتعقيب ومراجعة الدوائر الحكومية أو مبيعات منتجات الشركة ...
ماحكم راتبه؟
ـ[عبدالله العدناني]ــــــــ[21 - 12 - 03, 03:18 م]ـ
?(25/155)
حديث بالسند الصحيح في بيان تحريم دوريات مسابقة الجري وكرة القدم والسباحةلأخذ الكأس!!!
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[20 - 12 - 03, 03:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا بحث نشره أحد الناس في بعض المنتديات، اعرضت عن ذكر اسمه لعدم وجود الفائدة ... خلاصته القول بتحريم المسابقات التي تكون فيها جوائز ولو كانت من غير المشاركين!!
مستندا إلى الحديث (لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر)
وما غير ذلك فهو قمار وميسر
فمباريات الكرة جوائزها حرام وسحت ولو كانت من ولي الأمر الجوائز وعليها فقس ..
وجعل العوض عليها من قبيل البدع التي نشأ عليها الصغير وهرم عليها الكبير!!
علماً بأن صاحب البحث المنشور، لا تعدو شهادته المرحلة الثانوية، وفي كثير من بحوثه أخطاء إملائية فادحة .. ! مما يجعلني لا أثق في ما يكتب كثيراً ...
وهذا هو بحثه والذي آمل هو عدم التطرق إلى جزئيات البحث والتفرع خارج الموضوع من بيان حكم لعب الكرة وما إلى ذلك
فمسألتنا هي (أخذ الجوائز على المسابقات في غير ما جاء في الحديث، هل هي من قبيل المقامرة المحرمة أم لا؟)
فها هو الموضوع بين أيديكم، فما رأيكم يا أهل الحديث؟
========================
تفطين الأكياس إلى تحريم دوريات كرة القدم المنعقدة للفوز بالكأس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد إنتشرت بين عوام المسلمين في هذه الأعصار معصية محرمة وضرب من القمار نشأ عليها الصغير وهرم عليها الكبير وأصبحت شغل الجماهير وابيضت لها وجوه لإجلها بالفوز فقلوبهم لها انشرحت واسودت لها وجوه فقلوبهم لها بالهزيمة ضاقت وأظلمت
فتقاطعوا وتدابروا وتنافسوا فخالفوا الرسول صلى الله عليه وسلم بدلا من العمل بوصيتة فيكونوا عباد الله إخوانا فقسموا أنفسهم فرقا وسموها بأسماء لكل فريق مشجعون متحزبون ظهرت على بعضهم آثار خرم المروءات من تصفير وتصفيق وتطبيل ,وصريخ وعلى البعض الآخر جدال فيما لاطائل تحته فتولدت أحقاد وحزبيات وجهالات وسفاهات حتى بلغني وقوع الطلاق على إثرها فنسي ذكرالله و ضيعت لأجلها الصلوات والأوقات وكشفت العورات وضيعت الأموال وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس مرفوعا نعمتان مغبون فيها كثير من الناس الصحة والفراغ وصح عنه أنه قال الفخذ عورة ونهى عن إضاعة المال وتفرق الإخوان وتقطعت ربما الأرحام وقام على إثرها سوق حالقة الدين البغضاء وما أدراك ماالبغضاء وقد قال رب الأرض والسماء: (ياأيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم وأولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) 0
فعلقت صور أفراد تلك الفرق فطردت الملائكة على إثر ذلك من البيوت كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لاتدخل الملائكة بيتا فيه صورة 0أخرجه البخاري0
فهذه المعصية المحرمة والمقامرة المبتذلة هي عقد هم مباريات كروية مسابقة لأخذ الكأس والفوز به فهي محرمة وضرب كما قال أهل العلم من المقامرة
وذلك لما رواه أبوداود والترمذي وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بالسند الصحيح والسند واللفظ لأبي داود قال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا سَبَقَ إِلَّا فِي خُفٍّ أَوْ فِي حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ
فهذا نص في تحريم السبق وهو النول والعوض
كالكأس والجوائز التي تعطى في المسابقة كالمباريات الكروية وفي السباحة والجري والقفز وحمل الأثقال00ونحوه إلا في الثلاث المذكورة في الحديث وهي آلات الجهاد في سبيل الله الخف وهو مسابقة الجمال والنصل وهي الرمي بالأسهم وما يقوم اليوم مقامها من الرمي بالبندق ونحوه والحافر وهي الفروسية 00فمقصود النفي في الحديث النهي عن بذل الجوائز والمنافسة فيها في غير تلك الثلاثة والأصل في النهي أنه يدل على التحريم ولو كانت الجائزة مبذولة من الحاكم فالحديث عام 0 وقد ذكر بعض شراح الحديث أن السبق المبذول في غير هذه الثلاثة ضرب من القمار
قال صاحب عون المعبود في شرح هذا الحديث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/156)
0 (لَا سَبَق): قَالَ الْخَطَّابِيُّ: السَّبَق بِفَتْحِ الْبَاء مَا يُجْعَل لِلسَّابِقِ عَلَى سَبْقه مِنْ جُعْل وَنَوَال , فَأَمَّا السَّبْق بِسُكُونِ الْبَاء فَهُوَ مَصْدَر سَبَقْت الرَّجُل أَسْبِقهُ سَبْقًا وَالرِّوَايَة الصَّحِيحَة فِي هَذَا الْحَدِيث السَّبَق مَفْتُوحَة الْبَاء , يُرِيد أَنَّ الْجُعْل وَالْعَطَاء لَا يُسْتَحَقّ إِلَّا فِي سِبَاق الْخَيْل وَالْإِبِل وَمَا فِي مَعْنَاهُمَا وَفِي النَّصْل وَهُوَ الرَّمْي وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْأُمُور عُدَّة فِي قِتَال الْعَدُوّ , وَفِي بَذْل الْجُعْل عَلَيْهَا تَرْغِيب فِي الْجِهَاد وَتَحْرِيض عَلَيْهِ. قَالَ: وَأَمَّا السِّبَاق بِالطَّيْرِ وَالرَّجْل وَبِالْحَمَامِ وَمَا يَدْخُل فِي مَعْنَاهُ مِمَّا لَيْسَ مِنْ عُدَّة الْحَرْب وَلَا مِنْ بَاب الْقُوَّة عَلَى الْجِهَاد فَأَخْذ السَّبَق عَلَيْهِ قِمَار مَحْظُور لَا يَجُوز اِنْتَهَى (إِلَّا فِي خُفّ أَوْ حَافِر): قَالَ فِي الْمَجْمَع: الْخُفّ لِلْبَعِيرِ كَالْحَافِرِ لِلْفَرَسِ (أَوْ نَصْل): هُوَ حَدِيد السَّهْم وَالرُّمْح وَالسَّيْف مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِقْبَض. قَالَ الطِّيبِيُّ: لَا بُدّ فِيهِ مِنْ تَقْدِير أَيْ ذِي نَصْل وَذِي خُفّ وَذِي حَافِر اِنْتَهَى. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن.
قلت وقد صدرت فتوى من اللجنة الدائمة والحمدلله قرأتها بتحريم أخذ الكأس على المباريات الكروية إعتمادا على هذا الحديث والله أعلم 0
قال صاحب المغني
: قال صاحب المغني: السبق بسكون الباء المسابقة بفتحها الجعل المخرج في المسابقة والمراد بالنصل ها هنا السهم ذو النصل وبالحافر الفرس وبالخف البعير عبر عن كل واحد منها بجزء منه يختص به ومراد الخرقي أن المسابقة بعوض لا تجوز إلا في هذه الثلاثة وبهذا قال الزهري ومالك وقال أهل العراق يجوز ذلك في المسابقة على الأقدام والمصارعة لورود الأثر بهما فإن النبي سابق عائشة وصارع ركانة ولأصحاب الشافعي وجهان كالمذهبين ولهم في المسابقة في الطيور وجهان بناء على الوجهين في المسابقة على الأقدام والمصارعة
ولنا ما روى أبو هريرة أن النبي قال لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر رواه أبو داود فنفي السبق في غير هذه الثلاثة ويحتمل أن يراد به نفي الجعل أي لا يجوز الجعل إلا في هذه الثلاثة ويحتمل أن يراد به نفي المسابقة بعوض فإنه يتعين حمل الخبر على أحد الأمرين للإجماع على جواز المسابقة بغير عوض في هذه الثلاثة وعلى كل تقدير فالحديث حجة لنا
ولأن غير هذه الثلاثة لا يحتاج إليها في الجهاد كالحاجة إليها فلم تجز المسابقة عليها بعوض كالرمي بالحجارة ورفعها
قلت والحق ماقاله فالحديث حجة في موضع النزاع وهو مذهب مالك وأما توسيع دائرة السبق لأن النبي سابق عائشة على الأقدام فلا يتم لأن ذلك خارج موضع النزاع لأن ذلك السبق لم ينعقد لأجل مال أو جائزة فذلك جائز مالم يلهي عن واجب شرعي والحديث السابق دال على تحريم عقد دوريات كرة القدم لنيل جائزة الكأس وهو من السبق المنهي عنه والحصر في الثلاثة حجة حتى يأتي دليل على عدم إرادته واما مراهنة أبي بكر في قصة اية غلبت الروم كما عند الترمذي فذلك قبل أن يحرم الرهان كما جاء في رواية صحيحة عند الترمذي مع أن الحافظ ابن كثير قد أعل ذلك الحديث أصلا 000ففي الإستدلال به على المسابقات العلمية نظر وفي قياس العلم على الجهاد نظر آخر 000حتى يأتي عن السلف أنهم سبقونا إلى ذلك الخير فهم أعلم الناس بوسائل نشر العلم والدعوة0 وقد قال الشافعي وأجمعت الأمة من لدن رسول الله أن من تبينت له سنة فلا يدعها لقول أحد كائن من كان 0قلت سواء تركية أو فعلية 0والله أعلم0
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[21 - 12 - 03, 04:35 م]ـ
هل بالقوم أحد؟
ستون قارئاَ ولا من مجيب؟!!
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[21 - 12 - 03, 10:48 م]ـ
راجع كتاب الفروسية لابن القيم ففيه تفصيل واضح وكافي في هذه المسائل المتعلقة بالرياضة
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[22 - 12 - 03, 05:19 م]ـ
أخي أبا عبدالكريم
بارك الله فيك على التعليق
وليتك تنقل لنا بعض النقول لتمام الفائدة للجميع
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 - 12 - 03, 09:18 ص]ـ
هناك رسالة علمية أشرف عليها د. عمر الأشقر، وهي مفيدة وقيمة في بابها، عنوانها: (الألعاب الرياضية، أحكامها وضوابطها في الفقه الإسلامي) للباحث: علي حسين أمين يونس.ط. دار النفائس.
ومما جاء فيها مسألة كرة القدم (ص: 129)، وذكر فيها تفصيلاً، إلا أنها مباحة من حيث الأصل، إلا أنه لم يتعرض لحكم ما يبذل فيها من الأموال إلا لماماً.
وهناك بحث في مجلة الحكمة، عدد (3) للدكتور سعيد عبدالعظيم، عنوانه (ضوابط شرعية للألعاب الرياضية).
لم أطلع عليه حتى الآن، لكنه ذكره الباحث السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/157)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[11 - 05 - 04, 09:12 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عمر المقبل
وهناك بحث في مجلة الحكمة، عدد (3) للدكتور سعيد عبدالعظيم، عنوانه (ضوابط شرعية للألعاب الرياضية).
لم أطلع عليه حتى الآن، لكنه ذكره الباحث السابق.
بحث الشيخ سعيد عبدالعظيم _ حفظه الله _ مطبوع بدار الإيمان بالإسكندرية، ولم يتعرض للمسألة على ما أذكر.
ولشيخنا محمد بن إسماعيل تفصيل لهذه المسألة ذكره في ثلاث محاضرات على ما أذكر أثناء شرحه لباب المسابقة من ((منار السبيل))، فلعلكم تبحثون عنه في الشبكة.
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[11 - 05 - 04, 02:46 م]ـ
http://www.alminbar.net/malafilmy/kaas%20al3alm/malaf1.htm
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[11 - 05 - 04, 07:03 م]ـ
شرح باب السبق من منار السبيل للشيخ محمد بن إسماعيل المقدّم:
http://islamway.com/bindex.php?section=series&series_id=846&scholar_id=33&group_id=14
ـ[المستفيد7]ــــــــ[11 - 05 - 04, 09:29 م]ـ
في كتاب الشيخ خالد المصلح وفقه الله تعالى كتاب - الحوافز التجارية التسويقية وأحكامها في الفقه الإسلامي (رسالة ماجستير)
((المبحث الثاني: الأصل في المسابقات
المطلب الأول: أقسام بذل العوض في المسابقات
قسّم أهل العلم المغالبات من جهة بذل العوض والمال فيها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما يجوز بعوض وبدون عوض
حكى غير واحد من أهل العلم () الإجماع على جواز المسابقة في السهام والإبل والخيل، إذا كان العوض من غير المتسابقين، ومستند هذا الإجماع قول النبي- r -: (( لا سَبَقَ () إلا في خف ()، أو نصل ()، أو حافر ())) ().
القسم الثاني: ما لاتجوز المسابقة فيه مطلقاً
اتفق أهل العلم على أنه لا تجوز المسابقة في كل شيء أدخل في محرم، أو ألهى عن واجب (). وذلك أن ما كان كذلك فهو داخل في قول الله - تعالى -: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ` إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ? ().
القسم الثالث: ما تجوز المسابقة فيه بدون عوض
اتفق أهل العلم () على جواز المسابقة بدون عوض في كل ما فيه منفعة، وليس فيه مضرة راجحة، كالمسابقة بالأقدام أو السفن أو المصارعة أو السباحة وما أشبه ذلك من المباحات ().
المطلب الثاني: حكم المسابقة بعوض في غير ما ورد به النص
المسابقة فيما لم يرد به النص من المباحات نوعان:
الأول: المسابقة بعوض فيما هو في معنى ما ورد به النص.
الثاني: المسابقة في مباحات ليست في معنى ما ورد به النص.
المسألة الأولى: المسابقة بعوض فيما هو في معنى ما ورد به النص
ضابط هذا النوع أن تكون المسابقة فيما يستعان به في الجهاد، ويتحقق به ظهور الدين، وتحصل به النكاية بالأعداء ()، وكان موجوداً في عهد النبي- r -، ولم ينص عليه.
فبذل العوض في هذا النوع من المسابقات فيه قولان لأهل العلم:
القول الأول: لا يجوز بذل العوض في غير ما ورد به النص من المسابقات.
وهذا هو مذهب المالكية ()، وقول للشافعية ()، ومذهب الحنابلة ()، وابن حزم من الظاهرية ()، وكثير من السلف والخلف ().
القول الثاني: جواز بذل العوض في المسابقة فيما كان موافقاً للمنصوص عليه في المعنى.
وهذا القول في الجملة هو مذهب الحنفية ()، والشافعية ()، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ()، وتلميذه ابن القيم ().
على أن أصحاب هذا القول لم تتفق كلمتهم فيما يلحق بالمنصوص عليه ضيقاً واتساعاً، إلا أن أوسع المذاهب في هذا الباب مذهب الحنفية ().
أدلة القول الأول:
استدل القائلون بمنع بذل العوض في غير ما ورد به النص بقول النبي r : (( لا سَبَقَ إلا في خف أو نصل أو حافر)) ().
وجه الدلالة:
أن النبي- r - قصر جواز بذل العوض في المسابقات على هذه الثلاثة المذكورة في الحديث ()، وجاء ذلك بصيغة النفي مع إلا التي هي أقوى صيغ الحصر ()، فدل ذلك على عدم جواز بذل العوض في غير ما جاءت به السنة؛ لأن حكم المنطوق به في صيغة الحصر نقيض حكم المسكوت عنه.
المناقشة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/158)
نوقش استدلالهم: بأن المقصود من قول النبي- r - : (( لا سبَقَ إلا في خف أو نصل أو حافر)) () التوكيد لا الحصر ()، فمراده- r - أن أحق ما بذل فيه العوض هذه الثلاثة المذكورة؛ لكمال نفعها وعموم مصلحتها، هذا على الرواية الصحيحة للحديث، وهي بفتح الباء ()، أما على الرواية الثانية، وهي بإسكان باء سبْق فيكون المعنى لا سبْق كاملاً نافعاً ().
الإجابة:
أجيب عن هذا: بأن صرف النفي عن الجواز إلى الأحقية أو الكمال ليس بمسلك صحيح، وذلك أن الواجب في كلام الشارع أن يحمل على الحقيقة ما أمكن، فإن تعذر ذلك صرف إلى ما يناسبه (). ولذا فإن الواجب في هذا الحديث وغيره أن يحمل على نفي الصحة أو الجواز أولاً، فإن جاء ما يمنع حمله على الصحة حمل على الكمال، وهذا هو مذهب جمهور الأصوليين والفقهاء ().
أدلة القول الثاني:
استدل أصحاب هذا القول بالقياس على ما ورد به النص، فقالوا: إن الشارع الحكيم إنما أباح بذل العوض في الخيل والإبل والسهام؛ لما لها من أثر في تقوية الدين، وحفظ الشريعة، وإعلاء كلمة الله رب العالمين ()، فما كان موافقاً لها في العلة والمعنى فإنه يلحق بها في الحكم، إذ الأصل في الشريعة أنها لا تفرق بين متماثلين، كما أنها لا تجمع بين نقيضين ().
المناقشة:
نوقش هذا الاستدلال: بأنه ((جمع بين ما فرّق الله - تعالى -، ورسوله - r - بينهما حكماً وحقيقة)) ()، ويتبين بطلان هذا الجمع من الأوجه التالية:
أولاً: أن رسول الله - r - أثبت السبق في الثلاثة: الخيل، والإبل، والسهام، ونفاه عما عداها، فلا يجوز التسوية بينهما ()، إذ أكل المال بهذه الأمور الثلاثة مستثنى من جميع أنواع المغالبات ().
ثانياً: أن المسابقة في الإبل والخيل والسهام هي على صورة الجهاد، وشرعت تمريناً وتدريباً وتوطيناً للنفس عليه، ولا يحصل ذلك فيما عداها ().
ثالثاً: أن الثلاثة المذكورات في الحديث هي آلات الحرب التي تستعمل فيها بخلاف غيرها، فإنها لا تستعمل في الحرب عادة، فليس تأديبها وتعليمها والتمرين عليها من الحق ().
((وبالجملة، فغير هذه الثلاثة المشهورة المذكورة في الحديث لا تشبهها لا صورة، ولا معنى، ولا يحصل مقصودها، فيمتنع إلحاقها بها)) ().
الترجيح:
الذي يظهر رجحانه من القولين السابقين، والله - تعالى - أعلم، هو قصر جواز بذل العوض على ما ورد به النص دون غيره؛ لقوة أدلة هذا القول، وسلامتها من المناقشات، وضعف أدلة القول الثاني، وعدم انفكاكها عن المناقشات. إلا أن هذا الترجيح لا يمنع إباحة المسابقات في آلات الحرب الحديثة، فالنص على هذه الأنواع الثلاثة؛ لكونها آلة الحرب في ذلك الزمن، فإذا تطورت هذه الآلات فإن الحكم يثبت لها.
المسألة الثانية: المسابقة في مباحات ليست في معنى ما ورد به النص
اختلف أهل العلم في بذل العوض في هذا النوع من المسابقات على قولين:
القول الأول: لا يجوز بذل العوض في هذا النوع من المسابقات مطلقاً.
وهذا مذهب الحنفية ()، والمالكية ()، والشافعية ()، والحنابلة ()، وابن حزم من الظاهرية ().
القول الثاني: يجوز بذل العوض في هذا النوع من المسابقات إذا كان العوض من أجنبي.
وحكي هذا قولاً عند المالكية ().
أدلة القول الأول:
استدل القائلون بمنع بذل العوض في المسابقة فيما ليس في معنى ما ورد به النص بدليلين:
الأول: قول النبي- r -: (( لا سبَق إلا في خف أو نصل أو حافر)) ().
وجه الدلالة:
أن النبي- r - قصر جواز بذل العوض في المسابقات على الإبل والخيل والسهام، فدل ذلك على أنه لا يجوز العوض في غيرها من المسابقات، إذ لولا ذلك لما احتاج إلى استثناء هذه الثلاثة؛ لجواز الاستباق في جميع المباحات بغير عوض (). وقد ذهب بعض أهل العلم إلى إلحاق بعض أنواع المسابقات التي هي في معنى ما ورد به النص بالمنصوص، فجوزوا بذل العوض فيها. أما ماعدا ذلك فإنه لا يجوز بذله فيها؛ لأنه مما لا يتناوله النص، ولا هو في معنى المنصوص عليه ().
الثاني: أن إباحة بذل العوض في هذا النوع من المسابقات يؤدي إلى ((اشتغال النفوس به واتخاذه مكسباً، لا سيما وهو من اللهو واللعب الخفيف على النفوس، فتشتد رغبتها فيه)) ()، وتلتهي به عن كثير من مصالح دينها ودنياها.
أدلة القول الثاني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/159)
استدل أصحاب هذا القول بأن الشارع منع بذل العوض في المسابقات إذا كان العوض من المتسابقين؛ لكونه في هذه الصورة من الميسر المحرم. فالمتسابقان كل واحد منهما إما أن يسلم وإما أن يغرم، فإذا بذل العوض أجنبي لم يكن من الميسر المحرم ()؛ لأن كل واحد منهما، إما أن يغنم، وإما أن يسلم.
المناقشة:
يناقش هذا: بأن الشارع الحكيم منع بذل العوض في المسابقة في غير الثلاثة دون اعتبار جهة إخراج السبَق، فقال النبي- r -: (( لا سبَق إلا في خف أو نصل أو حافر)) ()، وقوله في الحديث ((لا سبَقَ)) نكرة في سياق النفي، فتفيد عموم المنع () عن بذل السبَق من كل أحد في غير ما جاءت به السنة، سواء كان من المتسابقين أو من غيرهما. والشارع إنما أباح بذل العوض في المسابقة فيما ورد به النص؛ لأنها من الحق، ولما فيها من التحريض على تعلم الفروسية، وإعداد القوة للجهاد ()، فما لم يكن كذلك فإنه لا يجوز بذل العوض فيه، سواء كان على صورة الميسر، أولا؛ لعموم الحديث.
وقد ذهب إلى ذلك فيما ظهر لي - والله أعلم - كل من وقفت على كلامه من أهل العلم على اختلاف مذاهبهم الفقهية.
فقال ابن عابدين: ((لا تجوز المسابقة بعوض إلا في هذه الأجناس الثلاثة)) ().
وقال ابن شاس: ((كل ما ذكرنا من أحكام السباق، فهو بين الخيل والركاب أو بينهما، وهما المراد بقوله- r -: (( في خف، أو حافر)) ()، ولا
يلحق بهما غيرهما بوجه، إلا أن يكون بغير عوض، فتجوز فيه المسابقة إذا كان مما ينتفع به في نكاية العدو، ونفع المسلمين)) ().
وقال الإمام الشافعي عند كلامه على المعاني المستفادة من حديث ((لا سبَق إلا ... )) (): ((المعنى الثاني: أنه يحرم أن يكون السبَق إلا في هذا)) ().
وقال ابن قدامة: ((ولا تجوز بجُعل إلا في الخيل، والإبل، والسهام)) ().
وقال صاحب غاية المنتهى: ((ولا تجوز مسابقة بعوض مطلقاً إلا في خيل، وإبل، وسهام)) ().
وقال ابن حزم: ((ولا يجوز إعطاء مال في سبْق غير هذا أصلاً، للخبر () الذي ذكرنا آنفاً)) ().
وقد صرّح بعموم الحديث كما لو كان العوض من أجنبي شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال: ((ما يكون فيه منفعة بلا مضرة راجحة كالمسابقة، والمصارعة: جاز بلا جعل)) ()، وقال في كلام له على تحريم المسابقة في المحرمات كالنرد ()، والشطرنج ()، ولو كانت بغير عوض: ((النهي عن هذه الأمور ليس مختصاً بصورة المقامرة فقط، فإنه لو بذل العوض أحد المتلاعبين، أو أجنبي لكان من صور الجعالة، ومع هذا فقد نهي عن ذلك، إلا فيما ينفع: كالمسابقة، والمناضلة، كما في الحديث الأسبق إلا في خف، أو حافر، أو نصل ())) ().
وقال ابن القيم عند تحريره لمذاهب العلماء فيما يجوز بذل العوض فيه من المسابقات وما لا يجوز، وعلى أي وجه يجوز بذل السبَق؟: ((تقدم أن المغالبات ثلاثة أقسام: قسم محبوب مرضي لله ورسوله معين على تحصيل محابه .. ؛ وقسم: مبغوض مسخوط لله ورسوله موصل إلى ما يكره الله - تعالى - ورسوله - r -...؛ وقسم: ليس بمحبوب ولا مسخوط له، بل هو مباح؛ لعدم المضرة الراجحة ... )) ()، ثم قال: ((فالنوع الأول: يشرع مفرداً عن الرهن، ومع الرهن، ويشرع فيه كل ما كان أدعى إلى تحصيله. فيشرع فيه بذل الرهن من هذا وحده، ومن الآخر وحده، ومنهما معاً، ومن الأجنبي، وأكل المال به أكل بحق ليس أكلاً بباطل، وليس من القمار والميسر في شيء، والنوع الثاني: محرم وحده، ومع الرهن، وأكل المال به ميسر وقمار كيف كان، سواء كان من أحدهما، أو من كليهما، أو من ثالث ... )) ()، ثم قال: ((وأما النوع الثالث: وهو المباح، فإنه وإن حرم أكل المال به، فليس لأن في العمل مفسدة في نفسه وهو حرام، بل لأن تجويز أكل المال به ذريعة إلى اشتغال النفوس به، واتخاذه مكسباً ... )) ()، فكلامه يشمل ما إذا كان بذل السبَق من أحدهما أو كليهما أو أجنبي.
وقال عن هذا القسم الأخير في موضع آخر: ((فهذا القسم رخّص فيه الشارع بلا عوض، إذ ليس فيه مفسدة راجحة)) ()، وقال أيضاً: ((النبي- r - أطلق جواز السبَق في هذه الأشياء الثلاثة، ولم يخصه بباذل خارج عنهما، فهو يتناول حلّ السبَق من كل باذلٍ)) ()، فكذا منعه في غير هذه الأشياء الثلاثة من كل باذل أيضاً.
الترجيح:
بعد هذا العرض لأقوال أهل العلم، وأدلتهم فالذي يظهر لي أن القول الأول أقرب إلى الصواب؛ لقوة أدلته، وسلامتها من المناقشات، وضعف ما استدل به أصحاب القول الثاني، وعدم انفكاكها من المناقشات، والله أعلم ().
وفي اخر حاشية من هذا المبحث قال:
هذا ما توصلت إليه في هذه المسألة. وقد راجعني في هذه النتيجة جمع من الأفاضل، وذلك لأمرين:
الأول: أن هذا القول خلاف ما هو مشهور عند كثير من أهل العلم المعاصرين.=
=الثاني: أن هذه النتيجة فيها نوع شدة وضيق، لاسيما في هذا الوقت الذي راجت فيه سوق المسابقات على اختلاف أنواعها وغاياتها، فلم أجد بُداً أمام تلك المراجعات من إعادة النظر في هذه المسألة مرة تلو مرة بحثاً ومناقشة، وفي كل مرة أجدني منساقاً إلى هذه النتيجة، فأعوذ بالله أن أضل أو أُضل، فمن كان عنده فضل علم فليرشدني إليه. والله الهادي إلى سواء السبيل. اهـ
ومن اراد تحميل الكتاب فمن هذا الرابط:
http://www.almosleh.com/publish/cat_index_18.shtml
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/160)
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[12 - 05 - 04, 10:41 ص]ـ
الأخ المستفيد
بارك الله فيك على إدراجك لهذا الكلام نفع الله به
وليتنا نجد فتوى للجنة الدائمة أو أحد العلماء المعاصرين الموثوقين كالشيخ ابن باز أو العثيمين أو الفوزان حول هذا الأمر
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 05 - 04, 04:43 م]ـ
انظر لقاءات الباب المفتوح لابن عثيمين رحمه الله (3/ 282)
طبعة دار البصيرة
السؤال رقم (1364)
اللقاء التاسع والخمسون من اللقاءات المفردة
السؤال (1364):
فضيلة الشيخ؛ حفظك الله ورعاك: ما رأي فضيلتكم في إقامة الدورات الرياضية في كرة القدم، بحيث إن كل فريق يدفع مبلغا وقدره _ على سبيل المثال _ سبعمائة ريال، والمبلغ عبارة عن خمسمائة ريال اشتراك ومائتان تأمين تُردُّ إلى كل فريق بعد انتهاء الدورة، علما بأنَّ مبلغ الخمسمائة ريال المتبقية تصرف على شراء الجوائز التي يتم توزيعها على الفائزين في المراكز الثلاثة الأولى، وكذلك على الحكَّام، وما يترتب عليه تسوية الملعب وخلافه، أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب
الذي نرى أن بذل العوض في الألعاب في جوازه نظر، وذلك أن الألعاب تباح إذا لم يكن فيها شيء محرَّم، ككشف العورة، والتلهي عن الصلاة، والسب والشتم فيما بين اللاعبين؛ كله حرام.
فإن لم يكن فيها محرَّم فهي من الأمور المباحة؛ ولا شيء فيها.
ولكن كونها بعوض يدفع من الجميع، ثم يكون للغالب، هذا لا يحل، لقول النبي صلى الله عليه وسلَّم: ((لا سبق إلا في نصل أو حفٍّ أو حافر))
لا سبق أي: لا عوض، إلا في نصل أو خف أو حافر
يعني بالنصل: السهام
والخف: الإبل
والحافر: الخيل
واستثنيت هذه الأمور لما فيها من المعونة على الجهاد في سبيل الله.
وأمَّا أخذ العوض فيما سوى ذلك فحرام، إلا أن بعض العلماء كشيخ الاسلام ابن تيمية قال إنه ى بأس بأخذ الرهان في مسائل العلوم الشرعية، لأن العلوم الشرعية من الجهاد بالعلم.
فما ذكره في السؤال نرى أنه لا يجوز
أمَّا إذا جاء إنسان من خارج، وأراد أن يتبرع بشيء للسابق منهم فأرجو أن لا يكون فيه بأس، على أنَّ في نفسي على بذل العوض على هذه الألعاب شيئا.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 12 - 05, 10:56 ص]ـ
بَابٌ وَفَصْلانِ مِنْ كِتَابِنَا ((مُنْتَهَى الْغَايَاتِ فِيمَا يَجُوزُ وَمَا لا يَجُوزُ مِنْ الْمُسَابَقَاتِ)) (1)
بَابٌ: بَذْلُ الْعِوَضِ فِي مُسَابِقَاتِ كُرَةِ القَدَمِ مِنَ المُقَامَرَةِ المُحَرَّمَةِ
ـــــــ
[فَصْلٌ] وَيَحْرُمُ بَذْلُ العِوَضِ عَلَى مُسَابِقَاتِ كُرَةِ القَدَمِ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ، وَصُورَتُهُ المَعْهُودَةُ (2): أَنَّ مَنْ فَازَ وَأَحْرَزَ أَهْدَافَاً، أَوْ نِقَاطَاً أَكْثَرَ أَخَذَ كُلَّ مَا تَرَاهَنَا عَلَيْهِ، وَاشْتَرَطَاهُ لِلتَّسَابُقِ. فَهَذَا مِنَ القِمَارِ المُحَرَّمِ، وَأََخَذُ العِوَضِ فِيهِ مِنْ أَكْلِ المَالِ بِالبَاطِلِ. وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى ((وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) [الْبَقَرَةُ: 188]، وَقَالَ تَعَالَى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)) [النِّسَاءُ: 29]، وَقَالَ تَعَالَى ((إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [المَائِدَةُ: 90]، وَقَالَ تَعَالَى ((إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)) [المَائِدَةُ: 91].
قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو بَدْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: المَيْسِرُ هُوَ الْقِمَارُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/161)
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ ابْنُ بِلَالٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَحِلُّ لامْرِئٍ أَنْ يَأْخُذَ مَالَ أَخِيهِ بِغَيْرِ حَقِّهِ، وَذَلِكَ لِمَا حَرَّمَ اللهُ مَالَ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ)).
قَالَ الشَّيْخُ أبُو إِسْحَاقَ الشِّيرَازِيُّ «المُهَذَّبُ» (2/ 274): ((وأَمَّا كُرَةُ الصَّوْلَجَانِ، وَمُدَاحَاةُ الأَحْجَارِ، وَرَفْعُهَا مِنَ الأَرْضِ، وَالمُشَابَكَةُ، وَالسِّبَاحَةُ، وَاللَّعَبُ بِالخَاتِمِ، وَالوُقُوفُ عَلَى رِجْلٍ وَاحِدَةٍ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ اللَّعَبِ الَّذِي لَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى الحَرْبِ، فَلا تَجُوزُ المُسَابَقَةُ عَلَيْهَا بِعِوَضٍ، لأَنَّهُ لا يُعَدُّ لِلْحَرْبِ، فَكَانَ أَخَذُ العِوَضِ فِيهِ مِنْ أَكْلِ المَالِ بِالبَاطِلِ)).
قُلْتُ: وَكُلُّ مَا ذَكَرَهُ أبُو إِسْحَاقَ إِنَّمَا حَرُمَ بَذْلُ العِوَضِ فِيهِ وَأَكْلُهُ، لأَنَّهُ مِنْ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ الَّذِي لا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى طَاعَةِ اللهِ، أَوْ إِظْهَارِ دِينِهِ، أَوْ إِعْلاءِ كَلِمَتِهِ. وَلأَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ المَيْسِرِ الذي يُوقِعُ بِهِ الشَّيْطَانُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَصُدُّهُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَعَنْ الصَّلاةِ، ولا مَنْفَعَةَ فِيهِ فِي دِينٍ وَلا دُنْيَا.
وَقَدْ أَنَاطَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ تَحْرِيمَ الْخَمْرِ وَالمَيْسِرِ بهَذَه المَفَاسِدِ وَالغَايَاتِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ ((إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)).
وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الْعُقَلاءِ الْفُهَمَاءِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَي الْمُبَالَغَةِ فِي اسْتِحَلالِ اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ مِنْ الْبَطَالَةِ عَنْ الْمَكَاسِبِ الْمَشْرُوعَةِ، وَالأَعْمَالِ النَّافِعَةِ كَالتِّجَارَاتِ، وَالزِّرَاعَاتِ وَالصَّنَائِعِ، وَالانْصِرَافِ عَنْ الْغَايَاتِ السَّامِيَةِ، وَرَأْسُهَا وَأَشْرَفُهَا: إِعْلاءُ كَلِمَةِ اللهِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وَتَبْلِيغُ دِينِهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً.
وَفِي مِثْلِ هَذَا يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)) [الْجُمُعَةُ: 11].
وَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)) [الأعراف:51].
وَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ((وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)) [الأَنْعَامُ: 70].
[فَصْلٌ] وَإِذَ لَمْ يَجُزْ بَذْلُ الْعِوَضِ مِنْ الْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا، فَكَذَلِكَ لا يَجُوزُ مِنْ أَحَدِهِمَا، وَلا مِنْ السُّلْطَانِ مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، وَلا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَثْرِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَأَغْنِيَائِهِمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْمَصَالِحِ، وَلا مِنْ الْمَنَافِعِ الْمَشْرُوعَةِ لِلْكَافَّةِ، وَلِلْمَفَاسِدِ الْكَثِيرَةِ الآنِفِ ذِكْرُهَا.
ــ هامش ـــ
(1) يَصْدُرُ قَرِيبَاً عَنْ دَارِ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/162)
(2) وَمِنْ أَشْيَعِ صُوَرِهِ: أَنْ يَتَعَاقَدَ الْفَرِيقَانِ عَلَى مَالَيْنِ مُتَسَاوِيَيْنِ، لِشَرَاءِ كَأْسٍ وَمِيدَالِيَاتٍ ذَهَبِيَّةٍ أَوْ فِضِّيَّةٍ وَنَحْوِهَا، فَيُجْعَلُ سَبَقَاً يَتَرَاهَنَانِ وَيَسْتَبِقَانِ عَلَيْهِ، وَيُعْطَى لِلْفَرِيقِِ الْفَائِزِ. وَهَذَا مِنْ الْقِمَارِ الْبَيِّنِ، الَّذِى لا تَخْفَى حُرْمَتُهُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَاقِلٍ!.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 12 - 05, 11:33 ص]ـ
وَمِنْ الْمُفِيدِ ذِكْرُ تَخْرِيجِ حَدِيثِ ((لا سَبَقَ إِلا فِي نَصْلٍ أَوْ حَافِر أَوْ خُفٍّ)):
[1] حَدِيثُ أَبِي هُريْرةَ، وَلَهُ طُرُقٌ:
[الأُولَى] نَافِعُ بْنُ أَبِي نَافِعٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ عَنْهُ:
قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ ((المُسْنَدُ)) (ص349) و «الأُمُّ» (4/ 229): أَخْبَرنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ عَنْ أَبِي هُريْرةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا سَبَقَ إِلا فِي نَصْلٍ أَوْ حَافِر أَوْ خُفٍّ)).
وَأَخْرجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (6/ 528/33562)، وَالتِّرمِذِيُّ (1700) كِلاهُمَا عَنْ وَكِيعٍ، وَأَحْمَدُ (2/ 447) عَنْ وَكِيعٍ وَيَزِيدَ بْنِ هَارونَ وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو دَاوُدَ (2574) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، وَالنَّسَائِيُّ ((الْكُبْرى)) (6/ 226) عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَخَالِدِ بْنِ الحَارثِ، وَأبُو إِسْحَاقَ الحَربِيُّ ((غَريبُ الحَدِيثِ)) (2/ 852) عَنْ يَحْيَى القَطَّانُ، وَالبَغَوِيُّ ((مُسْنَدُ ابْنِ الجَعْدِ)) (2759)، وَعَنْهُ المِزِّيُّ ((تَهْذِيبُ الكَمَالِ)) (29/ 294) عَنْ عَلِيِّ بْنِ الجَعْدِ، وَالْبَيْهَقِيُّ ((الْكُبْرى)) (10/ 16) عَنْ الطَّيَالِسِيِّ وَابْنِ أبِي فُدَيْكٍ وَزَيْدِ بْنِ حُبَابٍ، وَابْنُ عَبْدِ البَر ((التَّمْهِيدُ)) (14/ 93) عَنْ الثَّوْريِّ وَابْنِ عُيَيْنَةَ وَأَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ وَالقَعْنَبِيِّ، اثْنَا عَشْرهِمْ – وَكِيٌع وَمُتَابِعُوهُ - عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُريْرةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ.
وَأَخْرجَهُ الطَّبَرانِيُّ ((المُعْجَمُ الصَّغِير)) (50) مِنْ طَريقِ مُصْعَبِ ابْنِ مَاهَانَ عَنْ الثَّوْريِّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ عَنْ أَبِي هُريْرةَ بِهِ.
وَقَالَ أبُو القَاسِمِ: ((لَمْ يَروِهُ عَنْ الثَّوْريِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو إِلا مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ، وَعَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ مَشْهُور)).
قُلْتُ: وَالمَحْفُوظُ عَنْ الثَّوْريِّ كَإِسْنَادِ الجَمَاعَةِ، وَلَيْسَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو.
قَالَ أبُو عُمَر ابْنُ عَبْدِ البَر ((التَّمْهِيدُ)) (14/ 93): أَخْبَرنَا سَعِيدُ ابْنُ نَصْر وَعَبْدُ الوَارثِ بْنُ سُفْيَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير أَخْبَرنَا سُفْيَانُ الثَّوْريُّ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ عَنْ أَبِي هُريْرةَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَذَكَرهُ.
قَالَ أبُو عِيسَى التِّرمِذِيُّ: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ)).
قُلْتُ: بَلْ صَحِيحٌ، رجَالُهُ ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ، مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحْمَنِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ فَمَنْ فَوْقَهُ. وَقَدْ احْتَاجَ النَّاسُ كُلُّهُمْ إِلَيْهِ فِي هَذَا الحَدِيثِ، وَإِنْ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ البَزَّازِ المَدَنِي، فَهُوَ ثِقَةٌ ثَبْتٌ حُجَّةٌ فِى روَايَتِهِ عَنْ أَهْلِ المَدِينَةِ، إِلا فِى حَدِيثِهِ عَنْ الزُّهْريِّ خَاصَّةً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/163)
وَسَبِيلُ الاحْتِجَاجِ بِمَفَاريدِهِ وَغَرائِبِهِ، كَنَحْوِ احْتِجَاجِهِمْ فِي ((الصِّحَاحِ)) بِأَفْرادِ وَغَرائِبِ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَاريِّ، وَشُعَيْبِ بْنِ أَبِي حمزة، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي المَوَالِ، فِي عَشَراتٍ أَمْثَالِهِمْ.
وَمِنْ أَعْجَبِ شَوَاهِدِهِ: مَا أَخْرجَهُ الْبُخَاريُّ ((كِتَابُ الأَذَانِ)) (579. فَتْحٌ) قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر عَنْ جَابِر ابْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ ربَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدَاً الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامَاً مَحْمُودَاً الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
فَهَذَا مِمَّا تَفَردَ ابْنُ المُنْكًدِر عَنْ جَابِر بِهِ، وَتَفَردَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الحِمْصِيُّ بِهِ عَنْهُ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَمَعَ ذَا أَوْدَعُوهُ فِي ((الصِّحَاحِ))، وَرأْسُهُمْ إِمَامُ المُحَدِّثِينَ.
وَأَعْجَبُ مِنْهُ: مَا أَخْرجَهُ الْبُخَاريُّ ((كِتَابُ الجُمُعَةِ)) (1166): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا عَبْدُ الرحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِر عَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارةَ فِي الأُمُور كُلِّهَا؛ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورةَ مِنْ الْقُرآنِ يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْر، فَلْيَركَعْ ركْعَتَيْنِ مِنْ غَيْر الْفَريضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيركَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِركَ بِقُدْرتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِر وَلا أَقْدِر، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْر خَيْر لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْري، أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْري وَآجِلِهِ، فَاقْدُرهُ لِي، وَيَسِّرهُ لِي، ثُمَّ بَاركْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْر شَر لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْري، أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْري وَآجِلِهِ، فَاصْرفْهُ عَنِّي، وَاصْرفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُر لِي الْخَيْر حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرضِنِي بِهِ)).
فَهَذَا مِمَّا تَفَردَ ابْنُ المُنْكًدِر عَنْ جَابِر بِهِ، وَتَفَردَ عَبْدُ الرحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ بِهِ عَنْهُ، وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ، وَمَعَ ذَا أَوْدَعُوهُ فِي ((الصِّحَاحِ))، وَرأْسُهُمْ إِمَامُ المُحَدِّثِينَ.
وَمِمَّا احْتَجَّ بِهِ الْبُخَاريُّ مِنْ مَفَاريدِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ: مَا أَخْرجَهُ فِى ((كِتَابِ البُيُوعِ)) (2059) قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُريُّ عَنْ أَبِي هُريْرةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الْحَلالِ أَمْ مِنَ الْحَرامِ)).
وَالخُلاصَةُ، فَالحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ: ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ أَبِي نَافِعٍ عَنْ أَبِي هُريْرةَ صَحِيحٌ ثَابِتٌ، بَلْ أَصَحُّ وَأَمْثَلُ مَا فِي مَعْنَاهُ.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[14 - 12 - 05, 06:15 م]ـ
الأخ المستفيد
بارك الله فيك على إدراجك لهذا الكلام نفع الله به
وليتنا نجد فتوى للجنة الدائمة أو أحد العلماء المعاصرين الموثوقين كالشيخ ابن باز أو العثيمين أو الفوزان حول هذا الأمر
فتويان للجنة الدائمة على تحريم جوائز المباريات الرياضية ككرة القدم والسباحة لأخذ الكأس أو أي عوض وأن ذلك من القمار
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 12 - 05, 09:07 ص]ـ
تَتِمَّةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِدِلالَةِ الْحَصْرِ فِي الْحَدِيثِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/164)
ـــــــــــــــ قَالَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ أبُو عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لاَ سَبَقَ إلا فِي خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ» يَجْمَعُ مَعْنَيَيْنِ:
[أَحَدَهُمَا] أَنَّ كُلَّ نَصْلٍ رُمِيَ بِهِ مِنْ سَهْمٍ أَوْ نُشَّابَةٍ، أَوْ مَا يَنْكَأُ الْعَدُوُّ نِكَايَتَهُمَا، وَكُلَّ حَافِرٍ مِنْ خَيْلٍ وَحَمِيرٍ وَبِغَالٍ، وَكُلَّ خُفٍّ مِنْ إبِلٍ بُخْتٍ أَوْ عِرَابٍ، دَاخِلٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ السَّبَقُ.
[وَالثَّانِي] أَنَّهُ يَحْرُمُ أَنْ يَكُونَ السَّبَقُ إلا فِي هَذَا. وَهَذَا دَاخِلٌ فِي مَعْنَى مَا نَدَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إلَيْهِ، وَحَمِدَ عَلَيْهِ أَهْلَ دِينِهِ مِنْ الْإِعْدَادِ لِعَدُوِّهِ الْقُوَّةَ وَرِبَاطَ الْخَيْلِ، وَالآيَةُ الأُخْرَى «فَمَا أَوَجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ»، لأَنَّ هَذِهِ الرِّكَابَ لَمَّا كَانَ السَّبَقُ عَلَيْهَا يُرَغِّبُ أَهْلَهَا فِي اتِّخَاذِهَا لآمَالِهِمْ إدْرَاكَ السَّبَقِ فِيهَا، وَالْغَنِيمَةِ عَلَيْهَا، كَانَتْ مِنْ الْعَطَايَا الْجَائِزَةِ بِمَا وَصَفْتهَا، فَالاسْتِبَاقُ فِيهَا حَلاَلٌ، وَفِيمَا سِوَاهَا مُحَرَّمٌ.
فَلَوْ أَنَّ رَجُلاً سَابَقَ رَجُلاً عَلَى أَنْ يَتَسَابَقَا عَلَى أَقْدَامِهِمَا أَوْ سَابَقَهُ عَلَى أَنْ يَعْدُوَ إلَى رَأْسِ جَبَلٍ، أَوْ عَلَى أَنْ يَعْدُوَ فَيَسْبِقَ طَائِرَاً أَوْ عَلَى أَنْ يُصِيبَ مَا فِي يَدَيْهِ , أَوْ عَلَى أَنْ يُمْسِكَ فِي يَدِهِ شَيْئَاً فَيَقُولَ لَهُ: ارْكِنْ فَيَرْكَنُ فَيُصِيبُهُ , أَوْ عَلَى أَنْ يَقُومَ عَلَى قَدَمَيْهِ سَاعَةً، أَوْ أَكْثَرَ مِنْهَا , أَوْ عَلَى أَنْ يُصَارِعَ رَجُلاً , أَوْ عَلَى أَنْ يُدَاحِيَ رَجُلاً بِالْحِجَارَةِ فَيَغْلِبَهُ كَانَ هَذَا كُلُّهُ غَيْرَ جَائِزٍ، مِنْ قِبَلِ أَنَّهُ:
[أَوَّلاً] خَارِجٌ مِنْ مَعَانِي الْحَقِّ الَّذِي حَمِدَ اللهُ عَلَيْهِ، وَخَصَّتْهُ السُّنَّةُ بِمَا يَحِلُّ فِيهِ السَّبَقُ، وَدَاخِلٌ فِي مَعْنَى مَا حَظَرَتْهُ السُّنَّةُ، إذْ نَفَتْ السُّنَّةُ أَنْ يَكُونَ «السَّبَقُ إلا فِي خُفٍّ أَوْ نَصْلٍ أَوْ حَافِرٍ».
[ثَانِيَاً] وَدَاخِلٌ فِي مَعْنَى أَكْلِ الْمَالِ بِالْبَاطِلِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا أَخَذَ الْمُعْطِي عَلَيْهِ عِوَضَاً، وَلاَ لَزِمَهُ بِأَصْلِ حَقٍّ، وَلاَ أَعْطَاهُ طَلَبَاً لِثَوَابِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَلاَ لِمَحْمَدَةِ صَاحِبِهِ؛ بَلْ صَاحِبُهُ يَأْخُذُهُ غَيْرَ حَامِدٍ لَهُ وَهُوَ غَيْرُ مُسْتَحِقٍّ لَهُ.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[16 - 12 - 05, 12:39 م]ـ
للفائدة
http://thiab.com/download/foot/foot.zip
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 04 - 08, 03:14 ص]ـ
بارك الله في شيخنا الفاضل الألفي ونفع به
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[16 - 04 - 08, 06:36 م]ـ
بارك الله بكم جميعا على هذه الفوائد العظيمة في هذا الموضوع، الذي يدخل فيه آفة العصر من مباريات الرياضة في هذا الزمان، والحماس الشديد لها لدرجة ظهور المفاسد العظيمة ومنها الإسراف الشديد المحرم والله لا يحب المسرفين ..............
ألحديث: (لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل) أيضا شرحه الإمام إبن عبد البر في كتاب التمهيد، وبين أنه لا يجوز السبق إلا في هذه الأمور الثلاثة بغرض التدرب للجهاد.
أي: بعيدا عن الرياء والشهرة والعبث (مثل الذي يجري هذه الأيام من سباق الهجن والأبل وخلافة رياء وسمعة)
والله أعلم والله الموفق.(25/165)
الساكت عن الحق شيطان أخرس
ـ[المنتفض]ــــــــ[20 - 12 - 03, 05:47 م]ـ
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"الساكت عن الحق شيطان أخرس"
ولم أجده فيما لدي من كتب الآن
وأذكر أني قرأته قديما في أحد الكتب أنه من قول الحسن البصري
فهل من معين؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:11 م]ـ
هذا الرد للشيخ الفاضل / عبد الله زقيل:
" الساكت عن الحق شيطان أخرس " هل هو حديث نبوي؟
الحمد لله وبعد؛
عبارة " الساكت عن الحق شيطان أخرس " نسمعها كثيرا، بل بعضهم ينسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم على أنها حديث نبوي!!!!!
فهل هذه النسبة صحيحة؟؟؟؟؟
يجيب عن هذا السؤال محمد عمرو عبد اللطيف في كتابه " تبيض الصحيفة بأصول الأحاديث الضيعيفة " القسم الثاني (ص 71) بقوله:
لم أقف له على أصل صحيح ولا ضعيف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا موقوفا على أحد من الصحابة أو التابعين ومتقدمي السلف رضوان الله عليهم، ولا رأيت أحدا من المصنفين في " الأحاديث المشهورة " تعرض له بنفي أو إثبات، هلى الرغم من اشتهاره جدا في أيامنا هذه. ومن طالع الصحف الجادة بانتظام وجد كثيرا من المقالات قد صُدِّر بها هذا الكلام، وألصق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلصاقا بصيغة الجزم! سواء من أصحاب العمائم البيضاء أو غيرهم من أهل الفضل والصلاح، ومن الذين يظن بهم أنهم على قدر من الثقافة الإسلامية والتمييز العلمي.
نعم، المصدر الوحيد الذي وجدت فيه هذا الكلام، هو " الرسالة القشيرية " للإمام أبي القاسم القشيري رحمه الله إذ قال (ص 62: باب الصمت): " ... والسكوت في وقته صفة الرجال، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال. سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول: من سكت الحق، فهو شيطان أخرس ".ا. هـ. موضع الشاهد.
وقال في الحاشية (ص 74):
وفاجأني أحد الأخوة بأنه وجد حديث " الساكت عن الحق شيطان أخرس " في " الجواب الكافي " للإمام ابن القيم رحمه الله، وأنه في " مسند الإمام أحمد " وأنه خرجه من سنتين أثناء تحقيقه للكتاب، وأن علته إما: " باذام بن صالح " أو الانقطاع، وذلك بعد أن أريته ما سطرت عن هذا الحديث، فنزل علي قوله كالصاعقة. فكلفت أحد الكرام بإحضار الكتاب، فإذا ابن القيم يقول: (ص 136) - حكاية عن الشيطان أعاذنا الله منه -: " ثم يقول: قوموا على ثغر اللسان، فانه الثغر الاعظم، وهو قبالة الملك ... " حتى قال: " ويكون لكم في هذا الثغر أثر ان عظيمان لا تبالون بايهما ظفرتم: أحدهما: التكلم بالباطل، فإنما المتكلم بالباطل أخ من إخوانكم ومن أكبر جندكم وأعوانكم. الثاني: السكوت عن الحق: فإن الساكت عن الحق أخ لكم أخرس كما أن الاول أخ لكم ناطق، وربما كان الاخ الثاني أنفع إخوانكم لكم، أما سمعتم قول الناصح المتكلم بالباطل شيطان ناطق، والساكت عن الحق شيطان أخرس؟ ... " أسأل الله لي ولأخي هذا أن يغفر زلاتنا، ويستر عوراتنا، ويؤمن روعاتنا. إنه سميع عليم.ا. هـ.
وبعد هذا التقرير يُعلم أنه لا يصح نسبة هذا القول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نرى بعضا من الرواد يستشهد بهذا العبارة على أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
http://www.saaid.org/Doat/Zugail/30.htm
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:19 م]ـ
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني: ((لا .. هذا ليس بحديث صحيح)).
المصدر: الفتاوى / السؤال السابع: http://www.alheweny.jeeran.com/fatawa.htm(25/166)
به فابدؤا فإنه لم يتمعر وجهه لي ساعة قط
ـ[المنتفض]ــــــــ[20 - 12 - 03, 06:01 م]ـ
هذا حديث سمعته من أحد الخطباء يقول:
وفي الحديث الصحيح!!! أن الله عز وجل أمر ملكا بإهلاك إحدى القرى
فقالوا: يا رب إن فيها فلان الناسك فقال الله: به فابدؤا فإنه لم يتمعر وجهه لى قط.
هذا هو اللفظ الذي ذكره خطيب الجمعة.
وقد وجدت الحديث عن جابر ومالك بن دينار ومسعر رضي الله عنهم
أما حديث جابر:
فأخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وضَعَّف إسناده
وأما حديث مالك بن دينار:
فأخرجه البيهقي في الشعب قال مالك: بلغنى أن الله أوحى ...
وأما حديث مسعر:
فأورده القرطبي في تفسيره: عن ابن عيينة عن سفيان بن سعيد عن مسعر قال بلغني ... فذكره
ولم أجد في قوله: " به فابدؤا " بل " اقلبوها عليه وعليهم فإنه لم يتمعر وجهه لي قط " وفي رواية " لي ساعة قط "
فهل من معين؟
وجزاكم الله خيرا
وأعتذر عن التقصير في العزو لبعدي عن الكتب حال كتابة الرسالة
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 09:31 ص]ـ
وأخرجه ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(25/167)
طلب كتب الغماري
ـ[ bakfek63] ــــــــ[20 - 12 - 03, 09:41 م]ـ
يا شباب الخير من منكم يأتينا مشكورا بكتاب الهداية بتخريج البداية للغماري بصيغة وورد وجزاكم الله خيرا(25/168)
حديث (رأيت ربي في صورة شاب أجعد أمرد) ما صحته ومن تكلم فيه؟ وهل تم بحثه من قبل؟
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[20 - 12 - 03, 10:48 م]ـ
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 12 - 03, 10:55 م]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
تجد الكلام عليه في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=539
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[21 - 12 - 03, 05:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالرحمن ونفع بك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 12 - 03, 05:57 ص]ـ
وتكلّم عليه ــ أيضاً ــ الشيخ سليمان العلوان، في رسالته ((القول المبين في إثبات الصورة لرب العالمين))،، وذلك في ردّه على حسن السقاف ..
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[22 - 12 - 03, 05:18 م]ـ
أحسن الله عملك يا مشرف خليل
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[22 - 12 - 03, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو تفضل أحد الاخوان ونقل لنا كلام شيخ الاسلام فى "نقض التأسيس" المخطوط فقد تكلم على الحديث
وجزيتم خيرا
ـ[أمين فيصل محمد النوبي]ــــــــ[07 - 09 - 06, 05:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا(25/169)
الضرورات الخمس
ـ[الفاضل]ــــــــ[20 - 12 - 03, 11:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما المقصود بالضرورات الخمس عند الفقهاء؟
وأفضل مرجع فصّل فيها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 12 - 03, 02:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك تقصد أخي الكريم الضروريات الخمس
فتكاليف الشريعة إما أن تكون ضرورية أو حاجية أو تحسينية
فأما الضروريات الخمس:
فقد قال الشاطبي في الموافقات (1/ 31): "فقد اتفقت الأمة بل سائر الملل على أن الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس وهي:
الدين
والنفس
والنسل
والمال
والعقل،
وعلمها عند الأمة كالضروري، ولم يثبت لنا ذلك بدليل معين ولا شهد لنا أصل معين يمتاز برجوعها إليه، بل علمت ملاءمتها للشريعة بمجموع أدلة لا تنحصر في باب واحد.
وأفضل المراجع
القواعد للعز بن عبدالسلام
الموافقات للشاطبي
وهناك كتب معاصرة كثيرة
والله أعلم.
ـ[الفاضل]ــــــــ[21 - 12 - 03, 06:36 م]ـ
أخي المكرم عبدالرحمن الفقيه
أعمل بحث خاص بهذه المسألة وطرحتها كي أستفيد من إخواني بتفصيل وفهم قد لا أجده في أمهات الكتب.
بارك الله فيكم(25/170)
الاستحسان في اللغة ..... من لطائف العلم
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[20 - 12 - 03, 11:41 م]ـ
معلوم أن الاستحسان من الأدلة المختلف فيها فقهاً ....
فماذا عن الاستحسان في اللغويات!!!
قال الخليل في العين: " الأحجار: جمع الحَجَر. والحِجارة: جمع الحَجَر أيضاً على غير قياس، ولكن يجوز الاستحسان في العربية كما أنه يجوز في الفقه، وترك القياس له كما قال [الأعشى؛ يمدح قوماً]:
لا ناقصي حسَبٍ ولا .... أيدٍ إذا مُدَّت قِصاره
ومثله المِهارة والبِكارة والواحدةُ مُهْرٌ وبَكْرٌ "اهـ، من العين، للخليل، وانظر: اللسان، لابن منظور (4/ 165).
قلت: وقوله: "وترك القياس له": أي لأجل الاستحسان.
وعقد ابن جني في "خصائصه" باباً في الاستحسان في اللغة، قال في فاتحته: "وجِماعُه أن علته ضعيفة غير مستحكمة، إلا أن فيه ضرباً من الاتساع والتصرف. من ذلك تركك الأخف إلى الأثقل من غير ضرورة، نحو قولهم: الفتوى، والبقوى، والتقوى، والشروى، ونحو ذلك .. "اهـ
قلت: يريد أن الأصل في هذه الألفاظ الأربع الياء، فأصلها: الفتيا، والبقيا، والتقيا، والشريا.
ثم قال بن جني: " ألا ترى أنهم قلبوا الياء هنا واواً من غير استحكام علةٍ أكثر من أنهم أرادوا الفرق بين الاسم والصفة. وهذه ليست علة معتدة، ألا تعلم كيف يشارك الاسم الصفة في أشياء كثيرة لا يوجبون على أنفسهم الفرق بينهما فيها "اهـ[الخصائص، لابن جني]
لكن الأزهري صاحب تهذيب اللغة منع الاستحسان في اللغة، وأجاب عن جمع الحجَر على حِجارة: بأن العرب تدخل الهاء في كل جمعٍ على فِعال أو فُعول [انظر: اللسان، لابن منظور (4/ 165)]
""""""""""""""
هذا من تورارد أهل الفقه واللغة طُرَّاً على بعض الأصول، وهو من لطائف العلم.
والله تعالى أعلى وأعلم ...(25/171)
الاجتهاد في تصحيح الأحاديث لايشكك فيها،،، للشيخ عبدالكريم الخضير.
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 03:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يستغل بعض المفتونين كون تصحيح الأحاديث مسألة اجتهادية ليقول:إن هذا سبب قوي للشك في الأحاديث، فلو صحح إمام وضعف آخر .. وقد يصعب الترجيح، فمن نصدق؟ وقد يصحح إمام أو يضعف ثم يتراجع وهكذا .. فكيف نثق بالأحاديث إذا كان الأمر هكذا؟؟ كيف أرد على هذا المفتون؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب:
مسألة التصحيح والتضعيف مسألة معلومة واضحة عند أهل الحديث، فهناك جملة من الأحاديث لا يختلف أهل العلم في تصحيحها، وأخرى لا يختلفون في تضعيفها، وهناك قدر من الأحاديث وسط بين هاتين المرتبتين، مما تختلف فيه وجهات النظر بين أهل العلم، فمنهم من تتقوى عنده بشواهدها وجوابرها حتى تصل إلى حد الثبوت، بينما يرى آخرون أنها لا تصل إلى ذلك، وهنا يأتي الاجتهاد الذي رتب عليه الثواب كما جاء في الحديث (اذا اجتهد العالم فأخطأ فله أجر واذا اجتهد فأصاب فله أجرين) و هذه المسألة كغيرهامن مسائل الدين و التي تعظم فيها الأجور، والمسلم لا يخلو من حالين:
الأولى: أن يكون من أهل النظر في باب التصحيح والتضعيف، ولديه الأهلية العلمية للموازنة والترجيح، فمثل هذا يتعين عليه الاجتهاد في ذلك، ثم يعمل بما يترجح عنده ويدين اللهَ به.
الثانية: أن يكون عامياً أو شبة عامي من مبتدئي الطلبة، فهذا فرضه التقليد، فيقلد في ذلك من يراه ممن تبرأ الذمة بتقليده،كأن يأخذ باجتهاد الشيخ الألباني في التصحيح والتضعيف وهكذا، كمافي مسائل الدين الأخرى الكثيرة، وليس في المسألة أدنى إشكال ولله الحمد والمنة.
أجاب على هذا السؤال فضيلة الشيخ عبدالكريم بن عبدالله الخضير(25/172)
هل هذه العبارة سليمة: (خانتني الذاكرة) أو (خانني التعبير)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 04:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يكثُر تداول هذه العبارة:
(خانتني الذاكرة) أو (خانني التعبير)
فهل في هذه العبارة من بأس أو محذور .. ؟(25/173)
مشروع تخرجي ..... ارجو المشاركة من الجميع
ـ[أبو داوود شريف بن أحمد]ــــــــ[21 - 12 - 03, 06:23 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسو ل الله صلى الله عليه وسلم: أما بعد:
انا في الحقيقة في السنة النهائية لكلية الهندسة قسم الهندسة المعمارية .....
ومن المعروف طبعا أن في هذه السنة يكون هناك مشروع نهائي يسمى بمشروع التخرج ......
في الحقيقة وحتى لا اطيل ........
أريد عمل مشروع عبارة عن مدينة ولكن احقق فيها جميع الضوابط الشرعية .....
واريد جمع النصوص والادلة التي تصبح لي محددا لا اخرج عنه حتى اعطي طابعا جميلا يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
مشايخي الكرام واخواني الاحباب ...
لا اريد أن اجر خطا علي لوحة الرسم الا وهذا الخط قد ثبت فيه دليل ...
فمثلا هل يجوز ان البناء بالخرسانة المسلحة .... لا اعرف فيها دليلا ...
أعلم انها قد لا تحتاج لدليل.
ولكن مقصدي في هذا المشروع هو تكاتف الادلة في بناء هذه المدينة ..
و لعلها تكون بعد ذلك فاتحة خير علينا وعليكم وعلي المسلمين اجمعين.
افيدونا بارك الله فيكم
ابنكم الصغير
شريف بن أحمد من مصر
ـ[مأثور]ــــــــ[23 - 12 - 03, 01:20 ص]ـ
وفقك الله(25/174)
السلام عليكم ورحمة الله وركاته
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[21 - 12 - 03, 06:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
لو سمحتم أبحث عن.
1_ الأمالي المكية على المنظومة البيقونية للشيخ سليمان العلوان _ وفقه الله _.
2_ شرح نخبة الفكر للشيخ عبد العزيز الطريفي _ وفقه الله _.
وسبق أن سألت عن جدول الشيخ عبد العزيز الطريفي _ وفقه الله _ ولم يجبني أحد، وكذلك عن أين وصل في شرحه لبلوغ المرام ولم يجبني أحد جواب شافٍ.
فالرجاء يا إخواني يا من أكرمكم الله بمجالسة المشائخ الفضلاء _ أعينوا طالب العلم (والدال على الخير كفاعله).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم: أبو عمر البديري.
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:49 م]ـ
أخي الفاضل ..
ليس عندي جواب ولكن أحببت أن أرد عليكم السلام.
فعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[21 - 12 - 03, 09:51 م]ـ
جزلك الله خيراً.
وأجزل لك المثوبة. آمين.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[22 - 12 - 03, 02:47 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله أخي الكريم.
لعلّك تسأل الشيخ الطريفي نفسه، فإن الإخوة في منتدى الفوائد يعقدون معه لقاءً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15025(25/175)
ابن عثيمين ونصيحة نفيسة للمفتين!
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[21 - 12 - 03, 07:24 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" وليعلم المفتي بأنه واسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ ما جاءت به رسله، وبيانه للخلق، وأنه مسئول عما في الكتاب والسنة، فإنهما المصدران اللذان كلف العبد فهمهما، والعمل بهما، وكل ما خالف الكتاب والسنة فهو خطأ، يجب رده على قائله، ولا يجوز العمل به، وإن كان قائله قد يكون معذوراً مجتهداً فيؤجر على اجتهاده لكن غيره العالم بخطئه لا يجوز له قبوله. ويجب على المفتي أن يخلص النية لله تعالى، ويستعين به في كل حادثة تقع به، ويسأله تعالى الثبات والتوفيق للصواب. ويجب عليه أن يكون موضع اعتباره ما جاء في الكتاب والسنة، فينظر ويبحث في ذلك أو فيما يستعان به من كلام أهل العلم على فهمهما. وإنه كثيراً ما تحدث مسألة من المسائل، فيبحث عنها الإنسان فيما يقدر عليه من كلام أهل العلم، ثم لا يجد ما يطمئن إليه في حكمها، وربما لا يجد لها ذكراً بالكلية، فإذا رجع إلى الكتاب والسنة، تبين له حكمهما قريباً ظاهراً وذلك بحسب الإخلاص والعلم والفهم. * ويجب على المفتي أن يتريث في الحكم عند الإشكال، وألا يتعجل، فكم من حكم تعجل فيه، ثم تبين له بعد النظر القريب، أنه مخطئ فيه، فيندم على ذلك، وربما لا يستطيع أن يستدرك ما أفتى به. والمفتي إذا عرف الناس منه التأني والتثبت وثقوا بقوله واعتبروه، وإذا رأوه متسرعاً، والمتسرع كثير الخطأ، لم يكن عندهم ثقة فيما يفتي به فيكون بتسرعه وخطئه قد حرم نفسه وحرم غيره ما عنده من علم وصواب. نسأل الله تعالى أن يهدينا وإخواننا المسلمين صراطه المستقيم. وأن يتولانا بعنايته. ويحفظنا من الزلل برعايته، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم، على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. تم بحمد الله تعالى المجلد الحادي عشر ويليه بمشيئة الله عز وجل المجلد الثاني عشر "(25/176)
قال العثيمين: ويستثنى من تحريم الطلاق في الحيض ثلاث مسائل
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[21 - 12 - 03, 07:34 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" ويستثنى من تحريم الطلاق في الحيض ثلاث مسائل:
1. إذا كان الطلاق قبل أن يخلو بها أو يمسها، فلا بأس أن يطلقها وهي حائض لأنه لا عدّة عليها حينئذ فلا يكون طلاقها مخالفاً لقوله تعالى: ((فطلقوهنّ لعدتهنّّ)).
2. إذا كان الحيض في حال الحمل لأن من طلّق الحامل فقد طلقها لعدتها سواءً كانت حائضاً أم طاهراً لأن عدتها بالحمل، ولذلك لايحرم عليه طلاقها بعد الجماع بخلاف غيرها.
3. إذا كان الطلاق على عوض فإنه لابأس أن يطلقها وهي حائض "
رسالة الدماء الطبيعية للنساء.(25/177)
سؤال في الحج
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[21 - 12 - 03, 08:37 ص]ـ
هل قول الرسول صلى الله عليه وسلم"خذوا عنّي مناسككم .... "يفيد وجوب أفعاله في الحج؟(25/178)
ما معنى حديث إنَّك لَعَرِيض الْقَفَا؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 12 - 03, 03:11 م]ـ
هذا الحديث استغله بعض أهل البدع للطعن على الصحابة، مع أنه لا يحتمل ذلك
قال الحافظ ابن كثير الدمشقي: ومعنى قوله إن وسادك إذا لعريض أي إن كان ليسع الخيطين الخيط الأسود والأبيض المرادين من هذه الآية تحتها فإنهما بياض النهار وسواد الليل فيقتضي أن يكون بعرض المشرق والمغرب وهكذا وقع في رواية البخاري مفسرا بهذا حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن الشعبي عن عدي قال: أخذ عدي عقالا أبيض وعقالا أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا فلما أصبح قال يا رسول الله جعلت تحت وسادتي قال " إن وسادك إذا لعريض إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك "
وجاء في بعض الألفاظ " إنك لعريض القفا " ففسره بعضهم بالبلادة وهو ضعيف بل يرجع إلى هذا لأنه إذا كان وساده عريضا فقفاه أيضا عريض والله أعلم ويفسره رواية البخاري أيضا حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن مطرف عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال: قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما الخيطان؟ قال " إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار "(25/179)
عاجل .. فهموني المسألة؟
ـ[الدرة]ــــــــ[21 - 12 - 03, 05:37 م]ـ
خلاف ابن نصر الله مع البهوتي
جاء في كشاف القناع 2/ 306: (أو ترك حرفاً منها أي الفاتحة، لم يعتد بها لأنه لم يقرأها وإنما قرأ بعضها أو ترك تشديدة منها لم يعتد بها لأن التشديدة بمنزلة حرف فإن الحرف المشدد قائم مقام حرفين، فإذا أخل بها فقد أخل بحرف.
قال ابن نصر الله في (شرح الفروع): وهذا إذا فات محلها وبعد عنه، بحيث يخل بالمولاة، أما لو كان قريباً منه فأعاد الكلمة أجزأه ذلك، لأنه يكون بمثابة من نطق بها على غير الصواب، فيأتي بها على وجه الصواب.
قال: وهذا كله يقتضي عدم بطلان صىته، ومقتضى ذلك: أن يكون ترك التشديدة سهواً أو خطأً، أما لو تركها عمداً فقاعدة المذهب:
تقتضي بطلان صلاته ـ إن انتقل عن محلها ـ كغيرها من الأركان، فأما ما دام في محلها وهو حرفها لم تبطل. اهـ
قال البهوتي تعليقاً على كلام ابن نصر الله:
وفيه نظر فإن الفاتحة ركن واحد محله القيام، لا أن كل حرف ركن.
والسؤال: ما هي حقيقة الخلاف بين ابن نصر الله والبهوتي وما وجه الصواب
وهل الفاتحة لركن مستقل أم أن كل حرف ركن (على المذهب الحنبلي)
فهموني المسألة بارك الله فيكم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 12 - 03, 10:56 م]ـ
الذي يظهر من نقلكم أن موطن الخلاف في من ترك حرفاً عامداً ليس ناسياً أو مخطأ.
فابن نصر يرى أنه إن انتقل عن محل ذلك الحرف ولم ينطقه عامداً فقد بطلت صلاته بخلاف لو تركه سهواً أو خطأ فله أن يعيد الكلمة إذا لم يفصل بين الخطأ وتصويبه بقراءة آية أخرى لأنها تخل بالموالاة.
أما أبو منصور فكأنه يرى أنه لو أخطأ أو سهى وطال الفاصل (انقطاع الموالاة عندة ابن نصر) فلا يضره تصحيحه بعد.
وظاهره أنه لو أسقط حرفاً متعمداً فتجاوز الكلمة التي أسقط الحرف منها ثم أعادها على وجهها فصلاته صحيحة.
لأنه أتى بالفاتحة على وجهها في محلها (القيام).
ووجه اعتراضه على ابن نصر أنه فهم من قوله أن كل حرف ركن، فمن ترك ركناً عامداً (حرف) ثم تخطا محله فقد بطلت صلاته. إلاّ إن كان عن سهو ولم يطل الفاصل.
ولكن لعل الذي يظهر للمتأمل أن ابن نصر لم يرد ذلك (أن كل حرف ركن فلا يتعدى محله) بل أراد أن من ترك حرفاً متعمداً إلى أن تجاوز محله (أكمل الكلمة) ثم رجع فأصلح ما تعمد تركه يكون كمن قرأ الفاتحة وقد أدخل فيها ما تعمده من خطأ بالإضافة لما صوبه.
أما من الخطأ أو السهو في حرف ثم تدارك ذلك فهو مما عفي لهذه الأمة.
والله أعلم
ـ[الدرة]ــــــــ[22 - 12 - 03, 09:43 ص]ـ
شكر الله تجاوبك معي اخي حارث ولكن اعذرني إذا قلت لك لم أفهم المسألة بعد، وتحملني إذا قلت أيضاً ارجو زيادة إيضاح، وإليك إعادة المسألة مع زيادة يسيرة نسيت إضافتها:
قال البهوتي: فإن ترك واحدة أمام أو منفرد لامأموم من تشديداتها لزمه استئناف الفاتحة لتركه حرفاً منها لأن الحرف المشدد أقيم مقام حرفين.
قال ابن نصر الله: هذا إذا فات محلها وبعُد عنه بحيث يخل بالموالاة، أما لو كان قريباً منه وأعاد الكلمة أجزاه ذلك لأنه يكون بمثابة من نطق بالكلمة على غير الصواب، ثم يأتي بها على وجه الصواب وهذا كله يقتضي عدم بطلان صلاته ومقتضى ذلك: أن يكون ترك التشديدة سهواوخطأ أما لو تركها عمداً فقاعدة المذهب تقضي بطلان صلاته إن انتقل عن محلها لغيرها من الأركان لأنها ركن وبعض الركن ركن وتارك الركن عمداً تبطل صلاته إذا انتقل إلى غيره لأنه لايتحقق تركه إلا بذلك، ولم يذكروا ذلك بل ظاهر كلامهم البطلان مطلقاً.
قال البهوتي: وفيما قاله نظر فإن الفاتحة ركن واحد محله القيام لا أن كل حرف ركن.
وجزاكم الله خيراً(25/180)
حديث في السلام عن يساره أكثر من يمينه في الصلاة
ـ[الدرة]ــــــــ[21 - 12 - 03, 06:00 م]ـ
روى الدارقطني 1/ 349 ح (1332) وابن ماجه (916) (كان رسول الله يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده .. )
يستدل بعض الفقهاء بهذا الحديث على تفضيل الشمال على اليمين في الالتفات في السلام في الصلاة
هل في هذا الحديث شاهد بأن يزيد التفاتاً في الشمال؟
ثم كيف سيرى بياض خده الأيمن والأيسر لمن وراءه إن التفت إلى اليسار بزيادة قليلة؟
وهل هناك حديث صحيح يدل على تفضيل الشمال عللى اليمين في الاتفات؟
ـ[الدرة]ــــــــ[24 - 12 - 03, 03:33 ص]ـ
هل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[25 - 12 - 03, 03:41 ص]ـ
سمعت الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - يقول: لا فرق في السلام بين اليمين واليسار، ولا يصح الحديث الذي فيه زيادة الالتفات. والله أعلم.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:52 ص]ـ
جزيتَ خيرًا، أخي عبد الله ..
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 08:50 ص]ـ
قوله (حتى يُرى بياض خده) راجع لكلا الأمرين اليمين واليسار كما جاء مفصَّلا ً عند النسائي
فلا تختصُّ باليسار دون اليمين وهذا كثير في اللغة
قال في عون المعبود
(حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدّه):
بِضَمِّ الْيَاء الْمُثَنَّاة مِنْ تَحْت مِنْ قَوْله يُرَى مَبْنِيًّا لِلْمَجْهُولِ كَذَا قَالَ اِبْن رَسْلَان، وَبَيَاض بِالرَّفْعِ عَلَى النِّيَابَة. وَفِيهِ دَلِيل عَلَى الْمُبَالَغَة فِي الِالْتِفَات إِلَى جِهَة الْيَمِين وَإِلَى جِهَة الْيَسَار
وَزَادَ النَّسَائِيُّ فَقَالَ " عَنْ يَمِينه حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدّه الْأَيْمَن وَعَنْ يَسَاره حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدّه الْأَيْسَر " وَفِي رِوَايَة لَهُ " حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدّه مِنْ هَاهُنَا وَبَيَاضُ خَدّه مِنْ هَاهُنَا " اِنْتَهَى(25/181)
مع أغلى كتاب
ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[21 - 12 - 03, 06:30 م]ـ
منقولة من (جواب)
معلومات قرآنية قيمة جدا
أرقام قرآنية
1 - في القرآن الكريم "114" سورة واكثر من ستة آلاف آية- 6236 آية- كل ذلك في "30" جزءاً ينقسم كل منها الى "4" اجزاء يسمى كل جزء منها بـ"الحزب"، وبذلك يضم القرآن الكريم "120" حزباً.
2 - عدد النقاط في القرآن الكريم "1015030" نقطة- تقريباً- اما حروفه قيبلغ عددها "323670 " تكوّن بمجموعها " 77934 " كلمة قرآنية.
3 - كل سورة تتكون من جمل او مقاطع يسمى كل منه آية.
4 - سور القرآن الكريم "87" منها مكية و"27" منها مدنية.
5 - كل السور تبدأ بالبسملة سوى سورة "التوبة" المباركة، وسورة النمل المباركة فيها بسملتان.
6 - سبع سور من القرآن الكريم تحمل اسماء سبعة انبياء، وهي سورة: يونس – هود - يوسف – ابراهيم – محمد - نوح.
7 - اطول السور سورة البقرة المباركة بـ"286" آية واقصرها سورة الكوثر بـ"3" آيات.
8 - سورة التوحيد- الاخلاص- هي السورة الوحيدة التي تحتوي على كسرة واحدة، هذا بغير البسملة.
9 - سورة الحمد المباركة: هي اول سورة فيما سورة الناس آخر سورة، وفقاً للترتيب المعروف في المصاحف الشريفة، لا وفقاً لنزول السّور .. ففي هذه الحالة ستكون العلق اول السور النازلة على صدر نبينا محمد "عليه الصلاة والسلام"، فيما كانت سورة النصر آخرها.
10 - لفظ الجلالة "الله" جل وعلا، ورد في القرآن الكريم "2707" مرات، "980" في حالة الرفع و"592" في حالة النصب و"1135" في حالة الجر.
11 - كلمة "وليتلطّف" تتوسط كلمة القرآن الكريم، وحرف "التاء" فيها يتوسط حروفه.
12 - لكل سورة في القرآن الكريم اسم خاص بها، ولبعض السور اكثر من اسم حتى ان سورة "الحمد" المباركة لها اكثر من "20" اسماً منها: الفاتحة - ام الكتاب - السبع المثاني - الكنز- الوافية – الكافية - الشافية وغير ذلك.
1 - بعض السور أخذت اسماؤها من الحروف المقطعة التي في اول السورة، كما في سور طه – يس - ص – ق ... ثم ان السور والايات المكية هي تلك التي نزلت قبل الهجرة، والمدنية هي النازلة بعدها .. على ان بعض العلماء يعتبرون مكية الاية او مدنيتها متعلق بمكان نزولها من غير ان يكون لذلك علاقة بالهجرة.
2 - اقصر الايات هي: "يس" في السورة المسماة بهذا الاسم .. وقيل "مدهامتان" في سورة الرحمن، لكن اطول اية هي: الثانية والثمانون بعد المائتين من سورة البقرة.
3 - تسع وعشرون سورة تبدأ بالحروف المقطعة.
4 - خمس سور تبدأ بـ"الحمد لـ ... " وهي: الفاتحة والانعام والكهف وسبأ وفاطر.
5 - سبع سور تبدأ بتسبيح الخالق جل وعلا "سبح – يسبح - سبحان" وهي: الاسراء والاعلى والتغابن والجمعة والصف والحشر والحديد.
6 - ثلاث سور تبدأ بـ"ياايّها النبي" وهي: الاحزاب، والطلاق، والتحريم.
7 - سورتان تبدءان بـ"ياايها المزمّل" و"ياايها المدثّر" وهما: المزمل، والمدثر.
8 - ثلاث سور تبدأ بـ"ياايها الذين امنوا" وهي: المائدة، والحجرات، والممتحنة.
9 - خمس سور تبدأ بـ"قل" وهي: الجن، والكافرون، والتوحيد، والاخلاص، والفلق، والناس.
10 - سورتان تبدءان بـ"ياايهاالناس" وهما: النساء، والحج.
11 - اربع سور تبدْان بـ"إنّا" هي: الفتح، ونوح، والقدر، والكوثر.
12 - خمسة عشر سورة تبدأ بصيغة القسم وهي: الذاريات، والطور، والنجم، والمرسلات، والنازعات، والبروج، والطارق، والفجر، والشمس، والليل، والضحى، والتين، والعاديات، والعصر، والصافات.
13 - تحتوي (15) من سور القرآن الكريم على سجدة، (4) منها واجبة وذلك في سور "حم فصلت" و"حم السجدة" والنجم والعلق و (11) مستحبة في سور الاعراف والنحل ومريم والحجّ - سجدتان- والنّمل والانشقاق والرّعد والاسراء والفرقان وص.
اسماء القرآن الكريم
اورد القرآن الكريم لنفسه بين اياته اسماء بالعشرات هي: الفرقان- الكتاب- النور- التنزيل- الكلام- الحديث- الموعظة- الهادي- الحق- البيان- المنير- الشفاء- العظيم- الكريم- المجيد- العزيز- النعمة- الرحمة- الروح- الحبل- القصص- المهيمن- الحكم- الذّكر- السراج- البشير- النذير- التبيان- العدل- المنادي- الشافي- الذكرى- الحكيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/182)
وقالوا اسماء اخرى للقرآن الكريم منها الميزان واحسن الحديث والكتاب المتشابه والمثاني وحق اليقين والتذكرة والكتاب الحكيم والقيم وابلغ الوعّاظ.
القصص القرآنية
اشار القرآن الكريم الى قصص الانبياء عليهم السلام واقوامهم بهدف العبرة والاعتبار، وقد ذكر الكتاب العزيز اسماء (25) نبيا مع قصصهم وهم:
محمد- آدم- ابراهيم- اسماعيل- الياس- ادريس- ايوب- عيسى- موسى-نوح- لوط- يوسف- يعقوب- يوشع- هود-! يونس- صالح- شعيب- داوود- يحيى- زكريا- ذو الكفل- سليمان- هارون - اسماعيل صادق الوعد.
وصف القرآن الكريم لنفسه
1 - هدىً للمتقين" في سورة البقرة المباركة.
2 - المصدّق لسائر الكتب السماوية وهو الهدى والبشرى لاهل الايمان: {قل من كانَ عدواً لجبريلَ فإنّه نزّله على قلبَك بإذن الله مصدّقاً لما بين يديه وهدىً وبشرى للمؤمنين} .. سورة البقرة المباركة- الاية (97 (
3 - المبين للناس والموعظة للمتقين: {هذا بيانٌ للناس وهدىً وموعظةٌ للمتقين} .. سورة آل عمران – الاية (138 (
4 - المخرج للناس من الظلمات الى النور: {آلر كتاب أنزلناهُ اليكَ لتخرجَ النّاس من الظّلمات الى النّور بإذن ربهمْ إلى صراط العزيز الحميد" سورة ابراهيم} .. الاية الاولى.
5 - المذكِّر: {طه. ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى إلاّ تذكرةً لمن يخشى} .. سورة طه- الايات (1 - 3 (وكذلك الاية الاخيرة من سورة القلم المباركة.
6 - احسن الحديث والكتاب المتشابه: {اللهُ نزّلَ أحسنَ الحديث كتاباً متشابهاً مثانيَ تقشعرّ منهُ جُلود الذين يخشونَ ربّهم ثم تلين جلودُهُم وقلوبهُم الى ذ! كر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاءُ ومن يُضلل اللهُ فما لهُ من هاد" سورة الزمر} الاية (23 (
7 - هو خير من كل ثروة: {قلْ بفضلِ اللهِ وبرحمته فبذلك فيفرَحوا هو خيرٌ مما يَجمعون} .. سورة يونس .. الاية (58 (
8 - انه الهدى ومصدر الشفاء للذين آمنوا: {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فُصّلت آياته أاعجمي وعربي قل هو للذينَ آمنوا هدىً وشفاء ... } سورة فصلت - الاية (44 (
المواضيع القرآنية وآيات القرآن الكريم
تناول القرآن الكريم في آياته الشريفة مواضيع كثيرة، وقد توصلت بعض الاحصاءات الى تصنيف المواضيع في الايات وفقا للشكل التالي:
العقائد - (1443) آية
التوحيد- (1102) آية
التوراة- (1025) آية
العبادات- (4110) آية
النظام الاجتماعي- (848) آية
الدين- (826 (آية
تهذيب الاخلاق- (803) آيات
بشأن سيدنا محمد- (405) آيات
التبليغ – (400) آية
القرآن الكريم- (390) آية
ماوراء الطبيعة- (219) آية
النصارى- (161) آية
بني اسرائيل- (110) آيات
العلوم والفنون- (80) آية
النصر- (71) آية
الشريعة- (29) آية
التاريخ- (27) آية
التجارب- (9) آيات
آداب تلاوة القرآن الكريم
تنقسم آداب تلاوة القرآن الكريم الى قسمين ظاهرية وباطنية:
القسم الاول: يتمثل في الطهارة، والتلاوة بادب، وطمأنينة، وبصوت حزين، ومسموع، مع مراعاة قواعد التجويد، واداء الحقوق في السجدة والاستعاذة، قبل التلاوة، والتصديق بعدها وما الى ذلك.
والقسم الثاني: يكمن في السعي لمعرفة عظمة قائل الكلام، وحضور القلب، والتدبر في معاني الآيات الشريفة، وانه - التالي للقرآن الكريم- في موقع المخاطب بالنسبة لآيات الله تعالى ويتأثر بها ويعمل بما تأمر به.
معلومات عامة
تمثل السورة جزء من آيات القرآن الكريم .. والكلمة جاءت من "سور" التي تعني الحائط الذي يحيط بالمدينة، وبذلك تكون السورة الحصار الذي يفصل آيات معينة عن نظيراتها في سور اخرى.
اما الايات المحكمات: فهي المترابطة ترابطا وثيقا بين اللفظ والمعنى ليس فيها غموض او شبهة والمراد من ذلك الاية الواضحة التي لايمكن حملها على! معنى آخر.
لكن المتشابهات من الايات: فهي التي نجد فيها غموضا او جوانب متعددة في لفظها او معناها، اي انها تقبل التفسير والتاويل لاكثر من معنى، وينبغي لفهمها بصورة صحيحة: الاستعانة بالمحكمات من الايات الشريفة.
التراجم القرآنية
ترجم القرآن الكريم الى (22) لغة منها كاملة ومنها ناقصة وفيما يلي ذكر للتراجم واعدادها:
اللغة الاراكنية، ترجمة واحدة.
السويدية، ست تراجم.
الافريقية، ست تراجم.
الالبانية، ترجمتان.
لغة الخميادو- اللغة القديمة لاسبانيا- خمس وثلاثون ترجمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/183)
اللغة الالمانية، اثنان واربعون ترجمة.
الانجليزية، سبع وخمسون ترجمة.
الاوكرانية، ترجمة واحدة.
لغة اسبرانتو، ترجمة واحدة.
اللغة البرتغالية، اربع تراجم.
البلغارية، ترجمتان.
لغة البوسناق، ثلاث عشر ترجمة.
اللغة البولندية، عشر تراجم.
البوهيمية، ثلاث تراجم.
التركية، ست وثمانون ترجمة.
الدانماركية، ثلاث تراجم.
الروسية، احدى عشر ترجمة.
الرومانية، ترجمة واحدة.
الايطالية، احدى عشر ترجمة.
الفرنس! ية، ثلاث وثلاثون ترجمة.
الفنلندية، ترجمة واحدة.
اللاتينية، اثنان واربعون ترجمة.
وبذلك يكون مجموع التراجم المدونة بكافة اللغات ثلاثمائة وواحدا وثلاثين ترجمة.
اسماء الحيوانات الواردة في القرآن الكريم
البعير- البقر- الثعبان- الجراد- الجوارح- الحام- الحمولة- الحية- الخنازير- القردَة- القمّل- المعز- الناقة- النحل- الهدهد- الابابيل- الانعام- البحيرة- البعوضة- الدابّة- الذباب- الصافنات- الطائر- البغال- الجمال- الجياد- الحمار- الحوت- الفيل- القسورة- الكلب- الموريات- النعجة- النمل- الوصيلة- الابل- البُدن- الخيل- الذئب- دابّة الارض "الدودة"- السائبة- الضأن- العاديات- العجل- العشار- الغنم- العرم- العنكبوت- الغراب- الفراش.
اسماء الملابس في القرآن الكريم
الاستبرق- الثياب- الحرير- السندس- القميص- الجلابيب- العبقري- كسوة.
اسماء السّلع في القرآن الكريم
الآنية- الاثاث- الاقلام- الاوتاد- الجفان- الخياط- الدِّهان- السراج- السرُر- صحاف- الفخّار-! القدور- القلائد- الكأس- المسد- المهد- الموازين- الاباريق- الاقفال- الاكواب- الاوعية- الجواب- الدّلو- الرّفرف- السرادق- السُّلّم- الصواع- العصا- الغطاء- الفراش- القسطاس- القوارير- الكرسي- الماعون- المصباح- المنسأة- النمارق.
اسماء اعضاء بدن الانسان في القرآن الكريم
الآذان- الاذقان- الارحام- الاصلاب- الاعناق- الافئدة- الامعاء- الانف- البدن- البنان- الجلود- حبل الوريد- الحناجر- الدم- الرأس- السوءات- "سوءة: عورة"- الاصابع- الصدر- الظهر- العطف- القلب- اللحم- المضغة- الوتين- الارجل- الاعقاب- الاعينُ- الافواه- الانامل- الايدي- البطن- الجيد- الحلقوم- الخُرطوم- الرّقاب- الظفر- العضد- العظام- العُتق- الشّفة- الكعبين- الوريد.
اسماء الالوان في القرآن الكريم
الابيض- الاخضر- الاحوى "الاسود المائل للخضرة"- الاسود- الاصفر ومدهامتان "الاخضر القريب من السواد".
اسماء وصفات الرسول الاكرم"ص" في القرآن الكريم
احمد- الامين- اول المؤمنين- اول المسلمين- اول العابد! ين- البرهان- البشير- خاتم النبيين- داعياً الى الله- رحمة للعالمين- رحيم- رسول- رسول الله- رسول امين- رسول مبين- رسول كريم- رؤوف- سراجاً منيراً- شاهد- شهيد- صاحب- طه- عبد الله- مبشّر- محمد"ص"- المدثِّر- المزمِّل- مذكّر- منذر- ناصح أمين- النبي- النبي الامّي- نذير- النذير المبين- وليّ- يس.
بعض اسماء وصفات يوم القيامة في القرآن الكريم
الآخرة- الخافضة- الحاقّة- الرّاجفة- الرّادفة- الرّافعة- الساعة- الصاخّة- الغاشية- القارعة- المعاد- الواقعة- اليوم الآخر- يوم البعث- يوم تُبلى السرائر- يوم التغابن- يوم التّلاق- يوم التناد- يوم الجمع- يوم الحساب- يوم الحسرة- يوم الحق- يوم الخروج- يوم الخلود- يوم الدين- يوم عسير- يوم عظيم- يوم عقيم- يوم الفتح- يوم الفصل- يوم القيامة- يوم كبير- يوم محيط- يوم مشهود- يوم معلوم- يوم موعود- يوم الوعيد-يوم الجزاء- يوم النّدامة- يوم الشهادة- يوم النشور- يوم لاينفع مال ولابنون الاّ من اتى الله بقلب سليم.
بعض اسامي وانواع الجنان في القرآن الكريم
جنات عدن- جنات الفردوس- جنّات المأوى- جنات النعيم- جنّة الخلد- جنة عالية- دار السلام- دار القرار- دار المتقين- دار المقامة- روضات الجنّات- الدار الآخرة- الحسنى- الفضل.
بعض اسامي والقاب جهنم في القرآن الكريم
الهاوية- الشّوى- اللظى- النار- السموم- الساهرة- الحُطمة- الجحيم- بئس المصير- بئس القرار- بئس المهاد- بئس الورد المورود- جهنّم- الحافرة- دار البوار- دار الفاسقينَ- السّقر- السّعير- سوء الدار.
اسماء الملائكة المصرّح بها في القرآن الكريم
جبرئيل "روح الامين"- هاروت- ماروت- ميكال- مالك.
ملاحظة:
لم يورد القرآن الكريم تصريحاً باسم النسوة التي اشار اليها بالكنية او اللقب كأم موسى وامرأة فرعون سوى سيدتنا مريم بنت عمران على نبينا وآله وعليها اتم السلام.
الاعداد الواردة في القرآن الكريم
اثنا عشر- أحد- اربع- الف- الفين- اثنان- احد عشر- اربعين- الف سنة الاّ خمسين- الوف- بضع- تسع- تسعة عشر- تسع وتسعون- ثالث- ثاني- ثلاث-! ثلاثة آلاف- ثلاث مائة- ثلاثون- الثّلث- الثلثان- ثماني- الثّمن- حُقب- الخامسة- خمس- خمسة- خمسة آلاف- خمسين- خمسين الف- رابع- رُباع- الربع- سبع- سبعون- ستة- ستين- عشر- عشرون- عُصبة- مائة الف- مائتين- مثنى.
الاوزان والمقاييس في القرآن الكريم
الصاع: يعادل ثلاثة كيلوغرامات تقريباً.
القنطار: ستة امنان- المن يساوي شرعاً 180 مثقالاً
المثقال: عرفاً يساوي درهماً ونصف درهم.
درهم: يعادل اربع حبّات من الحمص.
دينار: مثقال شرعي
Disclaimer: The information in this email and in any files transmitted with it,
is intended only for the addressee and may contain confidential and/or privileged material.
Access to this email by anyone else is unauthorized. If you receive this in error,
please contact the sender immediately and delete the material from any computer.
If you are not the intended recipient, any disclosure, copying, distribution or
any action taken or omitted to be taken in reliance on it, is strictly prohibited.
Statement and opinions expressed in this e-mail are those of the sender, and do not
necessarily reflect those of STC.(25/184)
السيف المضري في قمع المهري
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[21 - 12 - 03, 09:55 م]ـ
فإن مما لا شك فيه لدى أولى النهى والعرفان والبصائر والحجا، أن أهل الباطل جلداء في غيهم وباطلهم وعجباً لجلد أهل الباطل وعجز أهل الحق!!
ومن الصور الغريبة وهي على النبلاء، والعقلاء عجيبة، تلك "التقية" المقيته والكذبة المريبة التي لطالما احتمى خلفها "وكيل مراجع الشيعة" محمد باقر المهري وكأنه مُهر أليف لا يشطح ولا ينطح
فمن العجائب والغراب ما نقله وأقره هذا المهر "الجحش الصغير" عن بعض مراجعه الكبار وما فيهم كبير،من قولهم: «من صلى معهم (مع امام السنة) كان كمن صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم»
أقول هذا النقل والإقرار يدل على صحة صلاة المخالف
" الإمام السني"، مع جواز الإتمام به من قبل "الشيعي" وهذا ما لا يقول به كبار علماء المذهب، فهم بالعكس من ذلك يقولون ببطلان صلاة المخالف
فهذا علامتهم الكبير الحر العاملي في موسوعته المعتمدة (وسائل الشيعة إلي تحصيل الشريعة) 1/ 90 بوب باباً بعنوان" بطلان العبادة بدون ولاية الأئمة عليهم السلام وإعتقاد إمامتهم " وأدرج تحته تسعة عشرا حديثاً ثم قال الحر العاملي بعد الحديث التاسع عشر 1/ 96:"والأحاديث في ذلك كثيرة جداً" ثم بوب باباً في وسائله 5/ 388 بعنوان "إشتراط كون إمام الجماعة مؤمناً موالياً للأئمة وعدم جواز الاقتداء بالمخالف في الاعتقادات الصحيحة الأصولية إلا تقية"
وكذلك بوب باباً بعنوان "استحباب إقاع الفريضة قبل المخالف وحضورها معه" (الوسائل 5/ 383)، وهناك باب اخر من نفس الموسوعة بعنوان "استحباب حضور الجماعة خلف من لا يقتدى به للتقية والقيام في الصف الأول معه"
(الوسائل 5/ 381)
وهذا آيتهم البروجردي يقول في جامع أحاديث الشيعة (6/ 410) باب "عدم جواز الصلاة خلف المخالف في الاعتقادات الصحيحة إلا تقية "، ومن نفس المصدر (6/ 418) باباً بعنوان"أنه يستحب للرجل أن يصلي الفريضة في وقتها ثم يصلي مع المخالف تقية إماماً كان أو مأموماً أو يجعلها نافلة، ويريهم أنه يصلي ولا يصلي".
وكذلك إمامهم الخوئي الذي نقل عنه " المهري" يقول بخلاف ذلك ففي كتاب مسائل وردود (1/ 26) طبعة مهر قم
عندما سئل أبو القاسم الخوئي عن الصلاة مع جماعة المسلمين؟ أجاب"تصح إذا كانت تقية"
وكذلك عندما سئل آيتهم العظمى محمد رضا الموسوي الكلبيكاني كما في (إرشاد السائل 38 طبعة مكتبة الفقيه الكويت). عن الصلاة في مساجد المسلمين؟
أجاب:"يجوز كل ذلك في حال التقية إذا كان الالتزام يترك الصلاة معهم أو في مساجدهم معرضا للفتنة والتباغض"
وفي نفس الصورة التي ذكرها المهري، يجيب الكلبيكاني في كتابه (مجمع المسائل 1/ 194 توزيع مكتبة العرفان الكويت) عن هذا السؤال" هل يجوز الاقتداء بإمام جماعة السنة أم لا"؟
أجاب:"يجوز ذلك في حال التقية وثوابه عظيم".
وقال أيضاً في (إرشاد السائل 39 مكتبة الفقيه الكويت) حينما سئل: " هل تجوز الصلاة خلف السني مأموماً بدون أن أقرأ لنفسي"؟
أجاب:"لابأس بها مع الضرورة ومع عدم الضرورة تعاد الصلاة مع الامكان "!!
وهذا علي الخامئني في كتابه (أجوبة الاستفتاءات 178 دار الحق بيروت) حينما سئل:"هل تجوز الصلاة خلف أهل السنة جماعة"؟
أجاب تجوز الصلاة جماعة خلفهم إذا كانت للمداراة معهم"
وقد تم تحريف نص الفتوى في بعض الطبعات إلي الوحدة الإسلامية
وكذلك آيتهم العظمى كاظم الحائري حينما سئل كما في الفتاوى المنتخبة (1/ 75 مكتبة الفقيه الكويت) "هل تجوز الصلاة خلف إخواننا السنة لغيرة تقية"؟
أجاب"لايجوز"، وكذلك قال أن الاحوط إعادة الصلاة المصدر السابق 81.
ومنهم محمد حسين فضل الله كما في " المسائل الفقهية 1/ 107 دار الملاك) قال بجواز الصلاة مع المخالف تقية.
وهذا الميرزا حسن الحائري الأحقاقي في كتابه أحكام الشيعة 2/ 341ـ342) تحت عنوان موارد الجماعة يقول:"يجب عن الضرورة والتقية في جماعة المخالفين والصلاة معهم ويكتفي بها"، ثم عقب قائلاً:" إذا تمكن "أي الشيعي"أن يصلي قبل الحضور ولاقتداء بهم في منزله ثم يحضر الجماعة معهم، أو يعيد صلاته بعد الحضور معهم فعل".
وأخيرا يقول ضيف الكويت الدائم الداعية الكبير والفهامة النحرير!!! محمد التيجاني كما في (كل الحلول عند آل الرسول 160 دار المجتبى بيروت) قال: فكانوا "يقصد الشيعة"كثيرا ما يصلون مع أهل السنة والجماعة تقية وينسحبون فور انقضاء الصلاة ولعل أكثرهم يعيد صلاته عند رجوعه إلي البيت"
أقول في نهاية هذا الرد إذا كانت الصلاة خلف الإمام السني صحيحة، فكيف نفهم هذه الأقوال وكيف نوفق بينها وبين قول جمع من كبار علماء الشيعة أن وضع اليد اليمنى على اليسرى وقول "آمين" بعد الفاتحة التي يفعلها الإمام السني من مبطلات الصلاة كما افتى بهذا
1:- الموسوي الخميني في تحرير الوسيلة
2:- محمد رضا الكلبيكاني في مختصر الأحكام
3:- سيد عبد الأعلى السبزواري في جامع الأحكام
4:- حسن الحائري الأحقاقي في أحكام الشيعة
5:- محمد حسين فضل الله في المسائل الفقهية
6:-الميرزا علي الغروي في (موجز الفتاوى المستنبطة والعبادات)
7:-علي السيستاني في المسائل المنتجة 139 دار التوحيد – الكويت.
8:-جواد التبريزي في المسائل المنتخبة 119 - مكتبة الفقيه – الكويت.
9:-أبو القاسم الخوئي (المسائل المنتخبة – مبطلات الصلاة).
ولنا أن نسأل الفقيه الكبير والعلامة النحرير المهري
إذا كانت صلاة الشيعي خلف السني كصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فكم تعدل صلاة الشيعي خلف مرجع من مراجع الشيعة أو آية من آياتهم؟؟؟
فمتى تدلك حنكتك وفهمك يا مهري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/185)
ـ[عثمان]ــــــــ[22 - 12 - 03, 02:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخينا ...
ولكم تمنيت مثل هذا الرد على المهري الذي افتى بفتواه او تقيته الخبيثة.
فهل تجز لي يا أخينا طبع مقالتك ونشرها بين زملائي من طلاب العلم؟؟
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[22 - 12 - 03, 10:18 م]ـ
وعليكم السلام
تفضل بلا شك
ـ[عثمان]ــــــــ[24 - 12 - 03, 08:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا .. يا أخينا
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[05 - 10 - 04, 07:58 م]ـ
وإياكم(25/186)
شاركوا في لقاء منتدى الفوائد مع الشيخ عبد العزيز الطريفي
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[21 - 12 - 03, 11:26 م]ـ
إضغط هنا ( http://forum.fwaed.com/showthread.php?s=&threadid=47361)
ـ[البخاري]ــــــــ[22 - 12 - 03, 12:58 ص]ـ
بورك فيك ..
لقاء مبارك، مع عالم مبارك
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[22 - 12 - 03, 02:42 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
وبارك الله في الشيخ.
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[22 - 12 - 03, 03:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
وبارك الله في الشيخ.
ـ[صلاح]ــــــــ[23 - 12 - 03, 06:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
وبارك الله في الشيخ.
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - 12 - 03, 04:09 ص]ـ
جزيتم خيراً جميعاً ...
ووددنا لو وجدنا أسئلة لأهل هذا الملتقى الطيب النافع هناك:)
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[24 - 12 - 03, 04:41 ص]ـ
الأخ الكريم أبو الفداء هل بإمكانكم فتح الاسئلأة هنا لنا، وتقومون بدوركم بنقلها هناك لأننا لا نملك اشتراكا هناك أرجو تلبية رغبيت ولكم الشكر
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[24 - 12 - 03, 08:21 ص]ـ
أخي الفاضل: (خالد الفارس)
نعم هذا ممكن جداً ...
وأسعد بخدمة طلبة العلم، خاصة أهل هذا الملتقى الطيب ...
فيمكن وضع الأسئلة هنا، وأقوم بنقلها إن شاء الله ...
وبارك الله فيكم ...
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[24 - 12 - 03, 12:43 م]ـ
1) ما صحة هذه الاحاديث 1 - قيلوا فان الشياطين لا تقيل
2 - الدين المعاملة
(#حرّر#).
3) ما حكم الاستهزاء بالصالحين وهل يصل الى درجة الكفر؟
ـ[البخاري]ــــــــ[24 - 12 - 03, 01:00 م]ـ
كثر كلام الأخوة حول زيادة (وبحمده) في السجود والركوع، فما الحق الفيصل فيها؟
وما هي أجود كتب الاصطلاح التي يفضل دراستها أو الاقتصار عليها؟
هل صح شيء دفن الاظفار بعد قصها وكذا الشعر؟
ـ[صلاح]ــــــــ[25 - 12 - 03, 01:41 ص]ـ
ما حكم إطالة شعر الرأس وهل هو سنة أم لا؟
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[25 - 12 - 03, 10:45 ص]ـ
بارك الله فيكم ... لقد نقلت أسئلتكم هناك ...
ومن يرغب فلا يزال الباب مفتوحاً ...
ـ[الكوثري]ــــــــ[25 - 12 - 03, 09:19 م]ـ
ما رأيك بكتب الشيخ العلامة الكبير زاهد الكوثري؟
وما الرأي في مسألة بقاء الأنبياء أحياء في قبورهم؟
ـ[الحوت]ــــــــ[25 - 12 - 03, 09:30 م]ـ
ماهي أجود دور النشر طباعة في وقتنا؟
2 - ما صحة الأثر (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)؟
3 - ماهي أجود كتب الشيخ الألباني تحقيقا،؟
4 - جاء عن ابن تيمية قولان في مسألة عدم غفران الشرك الأصغر ما الصحيح؟
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[25 - 12 - 03, 11:03 م]ـ
جزى الله الأخوة الكرام خيرا على هذا اللقاء المبارك ونفع الله به ..
1) هل يجوز ويصح الجمع بين صلاتي الجمعة والعصر بالنسبة للمسافر؟
2) ما الضابط في معرفة القرآن التي تحتف بالحديث حتى يصحح أو يضعف؟
3) صح في الخبر أن الشياطين تصفد، ومع هذا نرى الوسوسة ومداخل الشيطان فما الجواب؟
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[26 - 12 - 03, 07:19 ص]ـ
فضيلة الشيخ: عبدالعزيز
س/ كيف الجمع بين قول الامام على بن المديني على حديث طلق (لا
انما هو بضعة منك) هو أحسن من حديث بسرة.
وقول الامام البخاري على حديث بسرة هو أصح شىء في هذا الباب؟
وما المختار عندكم في مس الذكر هل هو ناقض ام لا؟.
س/ما صحة من قال أن الاصل في الاسماء المعجمة الضم؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 12 - 03, 07:56 ص]ـ
أرجو منك مشكورا نقل هذا السؤال:
ما رأيكم بكتاب الآثار للقاضي أبي يوسف صاحب أبي حنيفة؟ هل هو موثق عنه؟
وما رأيكم بالآثار التي يخرجها محمد بن الحسن في كتبه؟ وهل يقبل نقل محمد بن الحسن؟
وهل يقبل ما ينقله أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم من الآثار الفقهية غير المرفوعة؟
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[27 - 12 - 03, 10:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد:
1 - ماهي أفضل طريقة لحفظ الأسانيد؟
2 - نريد منكم - لوتكرمتم - الجدول اليومي - في نظركم - لطالب العلم
بمعنى أنه: كيف يقسم طالب العلم وقته اليومي بين الحفظ
والمذاكرة وغيرها ........
خصوصا الطالب المبتديء
والله يحفظكم ويرعاكم 000
ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - 12 - 03, 11:41 ص]ـ
قمت بنقل جميع الأسئلة والحمد لله ...
ومن أراد أن يسأل فليعجل لأن يوم الأحد آخر أيام اللقاء ...
وبارك الله فيكم ...
ـ[البخاري]ــــــــ[05 - 02 - 04, 02:26 ص]ـ
كاتب الموضوع أبو الفداء الآن يقبع في السجون الإسرائيلية
حفظك الله وفك أسرك أيها المجاهد
اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك
، أن تفك قيد اسيرنا (ابو الفداء) وجميع اسراء المسلمين يارب العالمين
اللهم عليك باليهود المغتصبين ومن هاودهم
اللهم عليك بالنصارى المحتلين ومن ناصرهم(25/187)
هل من الأخوة من يعرف معلومات عن طلب العلم في شنقيط؟
ـ[طالب الخير]ــــــــ[22 - 12 - 03, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد سمعت كثيرا عن حفظ الشناقطة. و مثابرتهم في ذلك مع تطاول الأزمان و عن كيفية حفظهم .......... ولكن ما لم نسمعه هو من منهم قد تصدر لتدريس الحديث و مذاكرته؟ وما هي أهم المحاضر في تلقين الحديث و علومه؟ و ما هي مقرراتهم في الحديث؟ و كيف الوصول إليهم؟ يعني أسئلة كثيرة انقدحت في ذهني و لم أجد لها جواب في الأنترنت؟ السؤال مطروح على الأخوة الشناقطة ومن عنده معلومات في ذلك.
وجزاكم الله عنا كل الجزاء
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[22 - 12 - 03, 01:37 ص]ـ
طلب العلم في الصحراء للشيخ خالد السبت ..
http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=10035&scholar_id=339
ـ[طالب الخير]ــــــــ[22 - 12 - 03, 03:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الرد
الكثير من الأخوة استمعوا إلى ذلك الشريط فزادهم ذلك تشويقا إلى شنقيط. و إنما أقصد أمور مخصوصة من قبيل علم الحديث و من تصدر إليه؟ و ما هي المحضرة الأكثر تخصصا في هذا العلم الشريف؟
لو تكرم أحد الأخوة الذين لهم علم بذلك جعله الله في ميزان حسناتهم.(25/188)
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن ... فأ
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[22 - 12 - 03, 12:14 ص]ـ
سئل شيخ الإسلام أحمد بن تيمية قدس الله روحه: عن الحديث وهو: (حرس ليلة على ساحل البحر أفضل من عمل رجل في أهله ألف سنة) , وعن سكنى مكة وبيت المقدس والمدينة على نية العبادة والإنقطاع إلى الله تعالى. والسكنى بدمياط واسكندرية وطرابلس على نية الرباط: أيهما أفضل؟
فأجاب: الحمد لله. بل المقام في ثغور المسلمين كالثغور الشامية والمصرية أفضل من المجاورة في المساجد الثلاثة , وما أعلم في هذا نزاعا بين أهل العلم. وقد نصَ على ذلك غير واحد من الأئمة , وذلك لأن الرباط من جنس الجهاد , والمجاورة غايتها أن تكون منجنس الحج , كما قال تعالى: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله؟ لايستوون عند الله) وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم جهاد في سبيله. قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم حج مبرور). وقد روي: (غزوة في سبيل الله أفضل من سبعين حجة) , وقد روى مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه , ومن مات مرابطا مات مجاهدا , وأجرى عليه رزقه من الجنة , وأمن الفتان) , وفي السنن عن عثمان رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل). وهذا قاله عثمان على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر أنه قال لهم ذلك تبليغا للسنة. وقال أبو هريرة: (لأن أرابط ليلة في سبيل الله , أحب إليَ من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود). وفضائل الرباط في سبيل الله كثيرة , لا تسعها هذه الورقة , والله أعلم. مجموع الفتوى (28/ 5 - 6).(25/189)
صحة أحاديث
ـ[محمد سالم]ــــــــ[22 - 12 - 03, 12:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هناك بعض الأحاديث المنتشرة في المنتديات ولا نعرف صحتها
بحثت عنها في
www.islamway.com
www.al-eman.com
ولم أجدها
========
أفتونا بارك الله فيكم أو أخبرونها أين نذهب لنجد ضالتنا في ذلك
====================
فضل ذكر لاإله إلا الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ليس على اهل لا اله الا الله وحشه فى الموت ولا في القبور ولا في النشور كأني انظر اليهم عند الصيحه
ينفضون رؤوسهم يقولون الحمدلله الذىاذهب عنا الحزن
رواه الطبراني عن ابن عمر رضى الله عنهما
¯¯¯¯¯¯¯¯¯
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ليس من عبد يقول لا اله الا الله مائة مره الا بعثه الله تعالى يوم القيامه
ووجهه كالقمر ليلة البدر ولا يرفع لاحد يومئذعمل افضل من عمله الا من قال مثل قوله او زاد
رواه الطبرانى عن ابى الدرداء رضي الله عنه
¯¯¯¯¯¯¯¯¯
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ليس يتحسر اهل الجنه على شئ الا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عزوجل فيها
رواه الطبرانى والبيهقي عن معاذ رضى الله عنه
¯¯¯¯¯¯¯¯¯
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[23 - 12 - 03, 10:06 ص]ـ
الأخ الكريم /محمد سالم0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
جميع هذه الأحاديث أورها العلامة الألباني رحمه الله تعالى في: ضعيف الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير) 0
وإليك البيان:
الأحاديث:
فضل ذكر لاإله إلا الله
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ليس على اهل لا اله الا الله وحشه فى الموت ولا في القبور ولا في النشور كأني انظر اليهم عند الصيحه
ينفضون رؤوسهم يقولون الحمدلله الذىاذهب عنا الحزن
رواه الطبراني عن ابن عمر رضى الله عنهما
¯¯¯¯¯¯¯¯¯
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ليس من عبد يقول لا اله الا الله مائة مره الا بعثه الله تعالى يوم القيامه
ووجهه كالقمر ليلة البدر ولا يرفع لاحد يومئذعمل افضل من عمله الا من قال مثل قوله او زاد
رواه الطبرانى عن ابى الدرداء رضي الله عنه
¯¯¯¯¯¯¯¯¯
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ليس يتحسر اهل الجنه على شئ الا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عزوجل فيها
رواه الطبرانى والبيهقي عن معاذ رضى الله عنه
¯¯¯¯¯¯¯¯¯
أولا: الحديث الأول أورده في الكتاب المذكور (ص/707) برقم [4898] 0 وقال: ضعيف وأحال في التخريج إلى السلسلة الضعيفة برقم [3853] 0
ثانيا: الحديث الثاني: أورده في الكتاب المذكور (ص/711) برقم [4930] 0
وقال: ضعيف وأحال في التخريج إلى الترغيب: (2/ 258) 0
ثالثا: أما الحديث الثالث فقد أورده-رحمه الله تعالى- في الكتاب المذكور أيضا (ص/713) برقم [4944] 0 ولكنه لم يحكم عليه هنا، وأحال في تخريجه إلى السلسلة الصحيحة برقم [2197] 0
قال زهير الشاويش في الحاشية تعليقا على ذلك:1 - [تردد شيخنا في صحة هذا الحديث، وهو إلى الضعف أقرب0 وهو في ((الصحيح)) برقم5446] 0
والله ولي التوفيق0
ـ[محمد سالم]ــــــــ[16 - 03 - 09, 08:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي "مسلم الحربي" وزادك الله علما وفقها في الدين.
تأخرت في الرد لعدم علمي أن هناك رد فشكر الله جهدك.(25/190)
عاجل: أريد نص هذين الحديثين يا مشايخ ويا إخوان بارك الله فيكم.
ـ[رائِد الآفاق]ــــــــ[22 - 12 - 03, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(1) جاء في الحديث الصحيح وأظنه صحيح مسلم أن الشيطان يجلس على عرشه على الماء فتأتيه الشياطين وكل منهم يذكر مافعل فلا يعجب الشيطان ذلك حتى يأتي من يقول له: أنه فرق بين الرجل وزوجته فيعجب الشيطان ذلك ويضع تاجه على رأس هذا الشيطان الخبيث الذي فرق بين رجل وزوجته.
والسؤال هو: اريد نص هذا الحديث ومن رواه بالضبط؟.
(2) جاء في الحديث أيضاً أن أحد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام لم تعجبه فأراد تطليقها فقالت للنبي عليه السلام: لاأريد ليلتي ولكن أريد أن لاتطلقني فرحمها النبي عليه السلام فأبقاها معه.
والسؤال هو: أريد نص هذا الحديث ومن رواه بالضبط وهل هو صحيح أم ضعيف؟
وأتمنى لو تدلوني يامشايخ وياشباب على موقع أستطيع أن أبحث فيه عن الأحاديث.
وجزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ثابت]ــــــــ[22 - 12 - 03, 02:24 ص]ـ
تفضل أخي كل ما تريد البحث عنه:
http://www.sultan.org/b/
وبالنسبة للحديث الأول، انظر صحيح مسلم حديث رقم: 2813
وأما الحديث الآخر فهو في مسلم أيضا، انظر الحديث رقم: 1463
ـ[رائِد الآفاق]ــــــــ[22 - 12 - 03, 03:20 ص]ـ
بارك الله فيك أخي.
وحبذا لو تذكر نص الحديثين هنا.
وجزاك الله كل خير.
ـ[ w_salah] ــــــــ[23 - 12 - 03, 10:14 ص]ـ
الحديث الأول:
========
2813 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي كريب قالا أخبرنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت قال قال فيلتزمه
الحديث الثاني:
========
14 باب جواز هبتها نوبتها لضرتها:
1463 حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ثم ما رأيت امرأة أحب إلى أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة قالت فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة قالت يا رسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة(25/191)
الإقرار بالطلاق ..... كذباً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[22 - 12 - 03, 02:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صورة المسألة كالتالي:
رجل سأله رجل آخر وهو متزوج فقال له هل أنت مطلق .. ؟
فقال: نعم .. (وهو كاذب)
أو متزوج أنت أم مطلِّق .. ؟
فقال: مطلق .. (وهو كاذب)
أو قال: أنا غير متزوج ... (وهو كاذب)
- هل يقع إقراره بالطلاق الكاذب ... ؟
- وهل إذا وقع ... يقع ظاهراً وباطناً
أم يقع قضاءً ولا يقع ديانة .. ؟
- وما الفرق بين وقوعه قضاءً ووقوعه ديانة .. ؟
وسبب سؤالي هذا هو أنه:
طلب مني بحثها أحد زملائي ووعدته بالجواب
نفعنا الله بما تتحفوننا به من جوابٍ صواب
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[22 - 12 - 03, 09:00 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد الوايلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صورة المسألة كالتالي:
رجل سأله رجل آخر وهو متزوج فقال له هل أنت مطلق .. ؟
فقال: نعم .. (وهو كاذب)
أو متزوج أنت أم مطلِّق .. ؟
فقال: مطلق .. (وهو كاذب)
أو قال: أنا غير متزوج ... (وهو كاذب)
- هل يقع إقراره بالطلاق الكاذب ... ؟
- وهل إذا وقع ... يقع ظاهراً وباطناً
أم يقع قضاءً ولا يقع ديانة .. ؟
- وما الفرق بين وقوعه قضاءً ووقوعه ديانة .. ؟
وسبب سؤالي هذا هو أنه:
طلب مني بحثها أحد زملائي ووعدته بالجواب
نفعنا الله بما تتحفوننا به من جوابٍ صواب
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[23 - 12 - 03, 07:38 ص]ـ
اللهم ارزقني مجيباً ... وكُن له مثيباً
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[23 - 12 - 03, 10:16 ص]ـ
هذه المسألة تقع كثيراً
إما على سبيل المزاح
أو على سبيل الخديعة والتعمية
أو غير ذلك
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[25 - 12 - 03, 09:11 م]ـ
من يتفضل برفع الجهل عني في هذه المسألة
فإن الإبتلاء بها كثُر
مع التفصيل والبيان
وفقكم الله ونفعنا بفرائدكم
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[28 - 12 - 03, 05:41 ص]ـ
يرفع لأهل العلم
ـ[أبو محمد المرواني]ــــــــ[28 - 06 - 05, 08:07 ص]ـ
هل من مجيب بارك الله فيكم للفائدة(25/192)
ما صحبة هذا الاثر الذى نقله العلامة السفارينى عن الامام احمد
ـ[حنبل]ــــــــ[22 - 12 - 03, 03:39 ص]ـ
افتونا مأجورين رحم الله والديكم.
قال العلامة محمد السفاريني الحنبلي رحمه الله تعالى عن إِبراهيم بن عبد الله القلانسي رحمه الله تعالى أن الإِمام أحمد رحمه الله تعالى قال عن الصوفية: (لا أعلم أقواماً أفضل منهم. قيل: إِنهم يستمعون ويتواجدون، قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة) غذاء الألباب شرح منظومة الآداب جـ 1 صـ 120
ـ[الرميح]ــــــــ[22 - 12 - 03, 07:24 ص]ـ
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=213&CID=18&SW= اقواما-افضل-منهم# SR1
لعل هذا الرابط يعينك وحاولت أن أبحث عن الحافظ ابن الأحصر ولم اعرف عنه شيئ
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[22 - 12 - 03, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن مفلح في " الاداب الشرعية000"ج2ص322و323
وذكر الحافظ بن الاخضر فيمن روى عن أحمد في ترجمة إبراهيم بن عبدالله القلانسي قال: قيل لأحمد بن حنبل إن الصوفية يجلسون في المساجد بلا علم على سبيل التوكل؟ قال: آلعلم أجلسهم؟ فقال: ليس مرادهم من الدنيا إلا كسرة خبز وخرقة 0 فقال: لاأعلم على وجه الارض أقواما أفضل منهم 0 قيل: إنهم يستمعون ويتواجدوان؛ قال: دعوهم يفرحون مع الله تعالى ساعة؛ قيل: فمنهم من يغشي عليه ومنهم من يموت؛ فقال: وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون
كذا روى هذه الرواية والمعروف خلاف هذا عنه؛ ولعل مراده أنهم يستمعون ويتواجدون عند القرآن فيحصل لبعضهم مليحصل من الغشي والموت كما كان يحصل ليحي بن سعيد القطان وعذره الإمام أحمد فلا يخالفه والله أعلم
قال الذهبي في" ميزان الاعتدال " ج3ص122رقم5819
علي بن الحسن الطرسوسي صوفي وضع حكاية عن الإمام أحمد في تحسين أحوال الصوفية رواه العتيقى 0
قال ابن حجر في" لسان الميزان "ج4ص220
علي بن الحسن الطرسوسي صوفي وضع حكاية عن الإمام أحمد في تحسين أحوال الصوفية رواها عنه العتيقي انتهى والحكاية المذكورة روينا في الطيوريات عن العتيقي عنه سألت سليمان بن أحمد الطبري سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول وقيل له أن هؤلاء الصوفية جلوس في المساجد بغير علم قال العلم افقدهم قبل له فإن همتهم كسرة وخرقة فقال لا أعلم عززا ممن هذا صفتهم قيل فإنهم إذا سمعوا السماع يقومون فيرقصون قال دعهم ساعة يفرحون بربهم0
(ابن الأحصر) صوابه ابن الأخضر وله ترجمة فى: سير أعلام النبلاء ج 22 ص31 وغيره من كتب التراجم
وجزيتم خيرا
ـ[الرميح]ــــــــ[23 - 12 - 03, 01:25 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[حنبل]ــــــــ[23 - 12 - 03, 04:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخى و رفع فى درجاتك و جعلك من ورثة جنة النعيم و زادك من الحور العين.
آمين.
ـ[أبو عمر المدني]ــــــــ[26 - 08 - 04, 02:43 م]ـ
أخي حنبل هذا رابط سينفعك .. وأتمنى أن يقيم هذا الرد ..
الرد المسدد على الصوفي الذي كذب على الإمام أحمد
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=32938
[ موقف الإمام أحمد من المتصوفة والصوفية]
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=33227
وهناك كتاب للوقيت جمع ما كذب على الإمام أحمد عنوان الكتاب قريب من [إعادة النظر فيما نسب إلى إمام أهل الأثر] أو قريب من هذا لخالد الوقيت والله أعلم .. عهدي به بعيد.(25/193)
هل يفرق بين التأمين الصحي وغيره؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 12 - 03, 03:51 ص]ـ
بعض طلبة العلم يفرقون في الحكم على التأمين، فيجيزون التأمين الصحي ويمنعون غيره، بحجة ان التأمين الصحي لابد من الاستفادة من الخدمات المقدمة من الشركة المؤمنة - بكسر الميم -، قلايقع الغرر، فالمرض لابد ان يحصل للانسان فبالتالي لاغرر في المسألة.
فهل يصح هذا التفريق؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 12 - 03, 09:06 ص]ـ
للرفع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[23 - 12 - 03, 07:26 م]ـ
في قولهم إن المرض لابد أن يحصل رجم بالغيب، فالتأمين الصحي أو غيره سواء في الغرر والتحريم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 12 - 03, 08:43 م]ـ
http://saaid.net/Doat/Zugail/82.htm
http://saaid.net/Doat/Zugail/83.htm
http://saaid.net/Doat/Zugail/97.htm
http://saaid.net/Doat/Zugail/161.htm
وهب أن قولهم إن المرض متحقق لكل واحد صحيح: فإن تكلفة العلاج تختلف من مريض لآخر فقد تكلف الشركة بعض العلاجات 5 هللات وعلاجات أخرى مئات الآف!
وهو عين الميسر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 12 - 03, 03:29 ص]ـ
الا يجوز القياس على الراتب التقاعدي؟
بعض الناس يعيش طويلا وبعضهم يموت قبل استلامه لراتبه، لكن كلاهما يتم اقتطاع نفس المبلغ من راتبه قبل التقاعد
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[24 - 12 - 03, 03:59 ص]ـ
ما ذكره الإخوة من وجود الغرر واضح لا غبار عليه،
ولكن في بعض البلاد - في أوربا وغيرها - يكون العلاج مكلفا جدا، بحيث من أصيب ببعض الأمراض قد لا يستطيع العلاج، دع الأمراض العادية التي يصاب بها الناس من فترة لفترة كالزكام، والحمى،
لكن أعني الأمراض التي قد تحتاج إلى عملية جراحية، أو عناية في المستشفى، تكون تكاليف علاج مثل هذه الأمراض عالية جدا،
فهل يجوز أن يقال بالجواز في مثل تلك البلدان للضرورة؟
مع ملاحظة عدم - أو ندرة - المتبرعين.
ـ[وسائل الدعوة]ــــــــ[24 - 12 - 03, 06:57 ص]ـ
2 - قياسه على نظام التقاعد والمعاش:
قال بعض المخالفين: أن الشخص لا يدري كم سيستلم مقابل الأقساط في نظام التقاعد والمعاش وفي التأمين على الحياة، وأن الجهالة في نظام المعاش أكبر مع كونه مباحاً عند كافة الفقهاء دون أية شبهة.
الجواب عليه:
أولاً: لا يسلم لهم بأن كافة الفقهاء يقرون نظام التقاعد والمعاش دون أي شبهة، وأن هذا من البالغة التي يردّها الواقع، فإن المسألة نظرية ويوجد من الفقهاء من يخالف فيها.
ثانياً: هناك فروق بين نظام التقاعد والمعاش وبين التأمين التجاري لا يستقيم معها قياس التأمين عليه، ومنها:
1 - أن ما اقتطع من راتب الموظف - في نظام التقاعد - لا يزال على ملكه باقياً، بخلاف التأمين التجاري المحرم.
2 - أن ما ضم إلى المبلغ المقتطع في نظام التقاعد يعتبر مكافأة التزم بها ولي الأمر باعتباره مسؤولاً عنه وعن أسرته، وقد وضع لصرفها نظاماً راعى فيه مصلحته ومصلحة ألصق الناس به، لما بذله الموظف من جهد في خدمة الدولة.
3 - النظام التقاعدي ليس من باب المعاوضات المالية وليس مقصده الربح والاستغلال كما هو الحال في التأمين التجاري المحرم.
4 - النظام التقاعدي هو من باب المكافأة ومقصده الرعاية والجزاء بالمعروف.
(باختصار وتصرف من: مجلة البحوث الإسلامية عدد 20 ص 45 - 46 للجنة الدائمة للافتاء - الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 12 - 03, 07:55 م]ـ
1 - أن ما اقتطع من راتب الموظف - في نظام التقاعد - لا يزال على ملكه باقياً، بخلاف التأمين التجاري المحرم.
أرجو التوضيح.
2 - أن ما ضم إلى المبلغ المقتطع في نظام التقاعد يعتبر مكافأة التزم بها ولي الأمر باعتباره مسؤولاً عنه وعن أسرته، وقد وضع لصرفها نظاماً راعى فيه مصلحته ومصلحة ألصق الناس به، لما بذله الموظف من جهد في خدمة الدولة.
وكذلك ما ضم إلى المبلغ المقتطع في نظام التأمين يعتبر تعويضاً وتآزراً التزمت بها الشركة أو الجمعية لأحد أعضائها.
في كلا الحالتين هناك غرر واضح.
3 - النظام التقاعدي ليس من باب المعاوضات المالية وليس مقصده الربح والاستغلال كما هو الحال في التأمين التجاري المحرم.
جعل الاستغلال مقصد التأمين التجاري غير مسلم. وأما الربح فقد يحدث والربح ليس حراماً. وفي الحالتين هناك غرر.
لكن الذي يقوله الأخ أن "النظام التقاعدي ليس من باب المعاوضات المالية". فأقول: لعل قصده النظام التقاعدي المبني على كبر السن. فماذا عن النظام التقاعدي المبني على إصابة في العمل جعلت ذلك العامل عاجزاً عن العمل؟ هل يجوز أن يدفع له راتبا تقاعدياً لأنه قد تقاعد باكراً؟ أليست ظروفه أشد من ظروف الخبير الذي بلغ من العمر 60 سنة مثلاً؟(25/194)
مدارسة لفتوى شيخ الإسلام في طلاق الثلاث في مجلس واحد وفي الحلف بالطلاق
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[22 - 12 - 03, 04:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة لا شك أن بين اللفظين التاليين فرق
الأول
إن فعلت كذا فأنت طالق
الثاني
إن فعلت كذا سأطلقك
طيب
فالأول بوقوع يقع الطلاق
والثاني ليس إلا تهديد وللزوج تنفيذه وإن لم ينفذه فلا شيء عليه
والذي يقول (علي الطلاق ما تفعلين كذا) مثلا
أغلب ما يقصد فيه الزوج هو التهديد أي سأطلقك إن فعلته وهذا هو الغالب كما هو واضح من الإستعمال ........ وهو التهديد بالتطليق
وعليه ففتوى شيخ الإسلام صحيحة والله أعلم
خلا جزئية واحدة من فتواه ارى ان لا دليل عليها
وهي قوله أنها يمين ويلزمه كفارة
والحقيقة هي ليست يمين بل فقط تهديد ولا يلزمه كفارة
يا احبة
لست مفتيا ولست عالما ولكن هي ما خطر لي من خلال مدارستي للمسألة
فالسؤال الآن
ما هو رأي فضيلة المشايخ والعلماء وطلاب العلم في هذا
أرجو ان تشاركوني في المدارسة
وهي لا تتجاوز مدارسة وليست فوى أبدا
فأعوذ بالله أن افتي بلا علم
أخوكم
حسام العقيدة
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[23 - 12 - 03, 01:49 ص]ـ
للرفع انتظارا ان تتحفونا بشي ينقد هذا الكلام او يصوبه
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[23 - 12 - 03, 08:22 م]ـ
ما أحد عنده من طلاب العلم او من المشايخ يسال
نريد مناقشة في هذا الموضوع فعلا
وإذا كنت مخطئ او واهم فقولوا لي لو سمحتم
حسام العقيدة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 12 - 03, 03:04 ص]ـ
كلامك صحيح
وعند ابن حزم فإن اليمين المعلق يعتبر لغوا لا يقع، وقد نقل هذا عن جماعة من السلف، وحتى الآن لم أر من رد عليه بشكل علمي(25/195)
كيف تتعامل مع شياطين الإنس والجن؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[22 - 12 - 03, 06:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على الهادي الأمين وبعد:
فقد قال الله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم) وقال تعالى (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون) وقال تعالى (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
فهذه ثلاث آيات ليس لهن رابعة في معناها، وهو أن الله تعالى يأمر بمصانعة العدو الإنسي والإحسان إليه ليرده عنه طبعه الطيب الأصل إلى الموالاة، والمصافاة، ويأمر بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانا ولا يبتغي غير هلاك بن آدم لشدة العداوة بينه وبين أبيه آدم من قبل كما قال تعالى (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) وقال تعالى (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وقال (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) وقد أقسم للوالد آدم عليه السلام أنه له لمن الناصحين وكذب فكيف معاملته لنا وقد قال (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) اهـ. تفسير ابن كثير 1/ 14
أعاذنا الله من شياطين الإنس والجن.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[22 - 12 - 03, 05:34 م]ـ
أحسنت حفظك الله وبارك فيك
وتتميما للفائدة
يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره
"خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ "
هذه الآية جامعة, لحسن الخلق مع الناس, وما ينبغي في معاملتهم.
فالذي ينبغي أن يعامل به الناس, أن يأخذ العفو, أي:
ما سمحت به أنفسهم, وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق. فلا يكلفهم, ما لا تسمح به طبائعهم, بل يشكر من كل أحد, ما قابله به, من قول, وفعل, جميل, أو ما هو دون ذلك, ويتجاوز عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم.
ولا يتكبر على الصغير لصغره, ولا ناقص العقل لنقصه, ولا الفقير لفقره.
بل يعامل الجميع, باللطف, والمقابلة بما تقضيه الحال, وتنشرح له صدورهم. "
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ " أي:
بكل قول حسن, وفعل جميل, وخلق كامل للقريب والبعيد. فاجعل ما يأتي إلى الناس منك, إما تعليم علم, أو حثا على خير, من صلة رحم, أو بَرِّ والدين, أو إصلاح بين الناس, أو نصيحة نافعة, أو رأي مصيب, أو معاونة على بر وتقوى, أو زجر عن قبيح, أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية, أو دنيوية. ولما كان لابد من أذية الجاهل, أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل, بالإعراض عنه, وعدم مقابلته بجهله.
فمن آذاك, بقوله, أو فعله, لا تؤذه, ومن حرمك, لا تحرمه, ومن قطعك, فَصِلْهُ, ومن ظلمك فاعدل فيه. وأما ما ينبغي أن يعامل به العبد شياطين الجن, فقال تعالى: " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ " إلى " ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ".
"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
أي:
أي وقت, وفي أي حال " يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ " أي:
تحس منه بوسوسة, وتثبيط عن الخير, أو حث على الشر, وإيعاز به.
" فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ " أي:
التجئ واعتصم باللّه, واحتم بحماه " إِنَّهُ سَمِيعٌ " لما تقول. " عَلِيمٌ " بنيتك وضعفك, وقوة التجائك له, فسيحميك من فتنته, ويقيك من وسوسته, كما قال تعالى: " قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ " إلى آخر السورة.(25/196)
السلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو أفنان]ــــــــ[22 - 12 - 03, 07:17 ص]ـ
كل عام أنتم بخير وشرفت بالانضمام لملتقاكم الكريم جمعنا الله وإياكم في مستقر رحمته
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 12 - 03, 09:09 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
وأهلاً وسهلاً بك ..(25/197)
من يدلني على إسناد لهذا القول؟
ـ[راشد]ــــــــ[22 - 12 - 03, 07:27 ص]ـ
قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان في الكتاب، وعليك بما فطرهم اللّه عليه، فإن اللّه فطر عباده على الحق، والرسل بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها، لا بتحويل الفطرة وتغييرها.
ـ[ w_salah] ــــــــ[23 - 12 - 03, 10:20 ص]ـ
الأخ الفاضل راشد
جاء مثل هذا القول في كل من:
سنن الدارمي:
=======
306 أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن جعفر بن برقان عن عمر بن عبد العزيز قال ثم سأله رجل عن شيء من الأهواء فقال عليك بدين الأعرابي والغلام في الكتاب وإله عما سوى ذلك
شعب الإيمان:
=======
84 أخبرنا أبو طاهر الفقيه أبنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن جعفر بن برقان عن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه أنه سأله رجل عن شيء من الأهواء فقال عليك بدين الأعرابي والغلام في الكتاب واله عمن سواه
تحياتي
ـ[راشد]ــــــــ[23 - 12 - 03, 04:33 م]ـ
أحسنت
جزاك الله خيرا(25/198)
لقد سألت ولكن هل من مجيب؟!.
ـ[رائِد الآفاق]ــــــــ[22 - 12 - 03, 07:38 ص]ـ
كتبت في موضوع مستقل التالي ولكن لم يجبني أحد إلى الآن ويذكر نص الحديثين المطلوبين:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة رائِد الآفاق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(1) جاء في الحديث الصحيح وأظنه صحيح مسلم أن الشيطان يجلس على عرشه على الماء فتأتيه الشياطين وكل منهم يذكر مافعل فلا يعجب الشيطان ذلك حتى يأتي من يقول له: أنه فرق بين الرجل وزوجته فيعجب الشيطان ذلك ويضع تاجه على رأس هذا الشيطان الخبيث الذي فرق بين رجل وزوجته.
والسؤال هو: اريد نص هذا الحديث ومن رواه بالضبط؟.
(2) جاء في الحديث أيضاً أن أحد زوجات النبي عليه الصلاة والسلام لم تعجبه فأراد تطليقها فقالت للنبي عليه السلام: لاأريد ليلتي ولكن أريد أن لاتطلقني فرحمها النبي عليه السلام فأبقاها معه.
والسؤال هو: أريد نص هذا الحديث ومن رواه بالضبط وهل هو صحيح أم ضعيف؟
وأتمنى لو تدلوني يامشايخ وياشباب على موقع أستطيع أن أبحث فيه عن الأحاديث.
وجزاكم الله خير الجزاء ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=15030
نعم ذكر أحد الإخوة في رده على أسئلتي أرقام الأحاديث المطلوبة في صحيح مسلم ولكنني للأسف لاأملك صحيح مسلم فمن يذكر لي نص الحديثين؟؟
وهذا هو جواب الأخ الفاضل / ثابت بارك الله فيه وثبته على الحق:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ثابت
تفضل أخي كل ما تريد البحث عنه:
http://www.sultan.org/b/
وبالنسبة للحديث الأول، انظر صحيح مسلم حديث رقم: 2813
وأما الحديث الآخر فهو في مسلم أيضا، انظر الحديث رقم: 1463
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=15030
أرجو يا إخوان أن تساعدوني في ذكر نص الحديثين 00 ولكم مني دعوة خالصة في ظهر الغيب 00 وجزاكم الله كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[22 - 12 - 03, 11:36 ص]ـ
حضرة الأخ رائد الآفاق 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
قال الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثنا أبو كريب، محمد بن العلاء وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لأبيكريب) قالا: أخبرنا أبو معاوية0 حدّثنا الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ إبليس يضع عرشه على الماء0 ثمّ يبعث سراياه0 فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة0 يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا0 فيقول: ما صنعت شيئا0 قال ثمّ يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتّى فرّقت بينه وبين امرأته0 قال فيدنيه منه ويقول: نعم أنت)) 0
قال الأعمش: أراه قال: ((فيلتزمه)) 0
صحيح مسلم بشرح النووي_ كتاب صفات المنافقين وأحكامهم _ باب تحريش الشيطان، وبعث سراياه لفتنة الناس، وأن مع كل إنسان قرينا_
(17/ 129 - 130) حديث رقم [67 - (2813)] 0
أما الحديث الثاني فأضنّه الآتي:
قال الإمام مسلم في صحيحه: ((حدّثنا زهير بن حرب حدّثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ما رأيت امرأة أحبّ إليّ أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدّة قالت فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة قالت يارسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة)) 0
صحيح مسلم بشرح النووي_ كتاب الرضاع _ باب جواز هبتها نوبتها لضرتها _ (10/ 48 - 49) 0
والله ولي التوفيق0
ـ[رائِد الآفاق]ــــــــ[22 - 12 - 03, 10:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب / مسلم الحربي وجزاك خير الجزاء.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[22 - 12 - 03, 11:55 م]ـ
بخصوص طلبك:
--------------------------------------------------------------------------------
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة رائِد الآفاق
وأتمنى لو تدلوني يامشايخ وياشباب على موقع أستطيع أن أبحث فيه عن الأحاديث.
--------------------------------------------------------------------------------
فيمكنك الاستفادة من المواقع التالية:
http://hadith.al-islam.com/search/AdvSearch.asp
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp
http://www.dorar.net/htmls/mhadith.asp(25/199)
العشق المحمود
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[22 - 12 - 03, 09:49 ص]ـ
قال ابن قيّم الجوزيه رحمه الله تعالى في كتابه: (روضة المحبين ونزهة المشتاقين): ((وكثير من الأجواد يعشق الجود، فلا يصبر عنه مع حاجته إلى ما يجود به، ولا يقبل فيه عذل عاذل، ولا تأخذه فيه لومة لائم، وأما عشّاق العلم فأعظم شغفا به وعشقا له من كل عاشق بمعشوقه، وكثير منهم لا يشغله عنه أجمل صورة من البشر0 قيل لامرأة الزّبير بن بكّار أو غيره: هنيئا لك إذ ليست لك ضرّة، قالت: والله لهذه الكتب أضرّ عليّ من عدّة ضرائر0
وحدثني أخو شيخنا عبدالرحمن بن تيمية عن أبيه قال: كان الجدّ إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى أسمع0 وأعرف من أصابه مرض من صداع وحمّى وكان الكتاب عند رأسه، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه، فإذا غلب وضعه، فدخل عليه الطبيب يوما وهو كذلك فقال: إنّ هذا لا يحلّ لك فإنك تعين على نفسك وتكون سببا لفوات مطلوبك0 وحدّثني شيخنا قال: ابتدأني مرض فقال لي الطبيب: إنّ مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض، فقلت له: لا أصبر على ذلك وأنا أحاكمك إلى علمك، أليست النفس إذا فرحت وسرّت قويت الطبيعة فدفعت المرض؟ فقال: بلى، فقلت له: فإنّ نفسي تسرّ بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة، فقال: هذا خارج عن علاجنا، أو كما قال)) 0
روضة المحبين لابن القيّم (ص/69 - 70) 0
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلم نور والجهل ظلام0(25/200)
كلمات تكتب بماء الذهب عن التدبر لشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 - 12 - 03, 10:10 ص]ـ
في سياق تقرير شيخ الإسلام رحمه الله تعالى رحمة واسعة لكون الطلاق البدعي لا يقع، ومحاولته الاستدلال على ذلك بكل ما أوتي من قوة في البيان، واستحضار للحجج، من خلال تأمله في الآيات الواردة في الحيض والعدة الواردة في سورة البقرة،والطلاق والأحزاب، قال ـ رحمه الله تعالى ـ بعد ذلك ـ في جامع المسائل (2/ 256) ـ كلمات تكتب بماء الذهب ـ:
((من تدبر القرآن تدبراً تاااااااااااااماً، تبين له:
اشتماله على بيان الأحكام،
وأن فيه من العلم ما لا يدركه أكثر الناس،
وأنه يبين المشكلات،
ويفصل النزاع بكمال دلالته وبيانه إذا (وهذان شرطان أساسيان):
1 ـ إذا أعطي حقه.
2 ـ ولم تحرف كلمه عن مواضعه)).
انتهى كلامه رحمه الله، وهو الذي ندم على ما ندم عليه في آخر حياته من فوات وقت كثير في عدم تدبر القرآن!!
ليت شعري! بماذا أمضى هذا الإمام وقته الماضي؟
أفي مباحات أم مستحبات؟!!
بل لقد أمضاها في واجبات كبارٍ .. كباااااار ...
جهاد ومجاهدة،
وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر،
وتعبد وتأله، ونغع للخاص والعام ..
ولكنه عنى شيئاً آخر ـ فيما يبدو لي ـ وهو ما انكشف له في سجنته الأخيرة من المعاني التي لم تظهر له من قبل .. فسبحان الله!!
سبحان الله! ما أعظم كلام ربنا! وما أجله!
وسبحان الذي فتح على هذا الإمام بما فتح عليه!
ونستغفر الله على شدة تقصيرنا في تدبره!
اللهم فاجمعنا ـ مع هذا الإمام الذي أحببناه من كل قلوبنا ـ في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
ـ[المنيف]ــــــــ[25 - 12 - 03, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[الساجي]ــــــــ[26 - 12 - 03, 12:16 ص]ـ
قال الذهبي:
والله ما مقلت عيني مثله ولا رأى هو مثل نفسه كان اماما متبحرا في علوم الديانة صحيح الذهن، سريع الادراك، سيال الفهم، كثير المحاسن، موصوفا بفرط الشجاعة والكرم، فارغا عن شهوات المأكل والملبس والجماع، لالذة له في غير نشر العلم وتدوينه والعمل بمقتضاه
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[28 - 12 - 03, 08:27 م]ـ
رحمه الله من إمام فما أتى بعده مثله،،،،،(25/201)
هل الجوزجاني ناصبي حقاً .. ؟
ـ[الرميح]ــــــــ[22 - 12 - 03, 11:25 ص]ـ
وأنا أتصفح كتاب علم أصول الجرح والتعديل لأبو لاوي صادفتني مقالة عجيبة عن الإمام الجوزجاني
ففي صفحة 261 من الكتاب قال المؤلف " والجوزجاني يتشدد على الرواة من الشيعة لأنه ناصبي " (1)
(1) تهذيب التهذيب (1: 185 - 299)
فهل هذا صحيح؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 12 - 03, 04:15 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2547(25/202)
بماذا يخاطب الله الناس يوم القيامة؟ وما لسان أهل الجنة ولسان أهل النار؟
ـ[ولد الدمام]ــــــــ[22 - 12 - 03, 12:07 م]ـ
السؤال
بماذا يخاطب الله الناس يوم القيامة؟ وما لسان أهل الجنة ولسان أهل النار؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين , لا يعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا , لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام , ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين , ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي , ولا نعلم في ذلك نزاعا" بين الصحابة رضي الله عنهم , بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول الكلام , لكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين فقال ناس: يخاطبون بالعربية. وقال آخرون إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية وهي لغتهم في النار.
وقال آخرون يتخاطبون بالسريانية لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات , وقال آخرون إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية , وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها , لا من طريق عقل ولا نقل , بل هي دعاوى عارية عن الأدلة.
والله تعالى أعلم وأحكم.
((المجموع _ 4/ 300))
شيخ الإسلام ابن تيمية(25/203)
اثر الفقه الاسلامي في شريعة اليهود
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[22 - 12 - 03, 01:25 م]ـ
السلام عليكم و ر حمة الله و بركاته:
اخواني و مشايخي الكرام ......... كلفت في السنة التمهيدية باعداد بحث عن اثر الفقه الاسلامي في التلمود و الشريعة اليهودية ........... فهل عند احد مزيد علم فيها او مراجع لهذه القضية او ما شابه ذلك ............ لإمن كان عنده فلا يبخل علينا بما اتاه الله
و جزاكم الله خيرا(25/204)
مكتبة الفقه الإسلامي؟
ـ[الفاضل]ــــــــ[22 - 12 - 03, 06:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
ما رأيكم إخواني بهذه المكتبة وهل تنصحونا باقتنائها؟
وجزاكم الله خيرا
اشتريتها:
واشتريت أيضا جامع معاجم اللغة العربية، هل يوجد طريقة لتشغيل هذه البرامج من غير السي دي مثل الألفية والفقه وأصوله؟
بالإنتظار
ـ[الفاضل]ــــــــ[23 - 12 - 03, 04:21 م]ـ
?
ـ[عثمان]ــــــــ[24 - 12 - 03, 09:59 ص]ـ
أخينا الفاض
ـ[عثمان]ــــــــ[24 - 12 - 03, 10:28 ص]ـ
أخينا الفاضل ..
ان السي دي شئ طيب في هذا العصر عصر السرعه.
ولكن هناك فرق في استعماله بين طلاب العلم وهو:
إذا كنت من طلاب العلم المتعمقين والعارفين في الكتب ومظنوناتها فلا بأس ان تستخدم هذه المكتبه الموجوده في السي دي.
ولكن ان كنت من طلاب العلم المبتدئين فلا ينصح لك باستخدام هذه الاسطوانات (السي دي) لانك لن تستطيع التمرس على الكتب ومعرفتها.
ـ[الفاضل]ــــــــ[24 - 12 - 03, 08:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أخي عثمان جزاك الله خيرا
أنا طالب علم مبتدأ، لكن إقتناء هذه السيديات لا يمنع من أن تكون للمبتدأ، بل أقول يجب أن تكون لدى كل مبتدأ من أمور عدة، منها:
ثمنها القليل بالنسبة للمادة الموجودة، سهولة وسرعة البحث، المعرفة لكتب أهل العلم (وهذا ما يعسر على الطالب الفقير من حيث غلاء الكتب)، والبحث في مسألة قد يحتار فيها ولا يجد ما يسعفه من كتب المبتدأ، وأقول أيضا أها تعين على التمرس على الكتب ومعرفتها. وغيرها من فوائد عظيمة جدا.
مع هذا لا نقول بأن الكتاب لا أهمية له بل هو الأصل، وتبقى هذه السيديات مصدر بحث واستخراج للمعلومة.
ومازال سؤالي قائما: هل يوجد طريقة لتشغيل هذه البرامج من غير السي دي مثل الألفية والفقه وأصوله؟(25/205)
هل للتاليف في العلوم الشرعية حقوق مالية
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[22 - 12 - 03, 08:32 م]ـ
هل للتاليف في العلوم الشرعية حقوق مالية(25/206)
المواضيع المتعلقة بالحج في الملتقى
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[22 - 12 - 03, 08:47 م]ـ
لعنا نجمع بمساعدة الإخوة الروابط للمواضيع التي كتبت عن الحج في الملتقى لقرب موسم الحج، ونسأل الله الإعانة والتوفيق.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[22 - 12 - 03, 08:56 م]ـ
وصول الأماني للإمام السيوطي (3): باب ((التهنئة بالقدوم من الحج))، مع التخريج ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14470&highlight=%C7%E1%CD%CC)
الطواف أقل من سبع أشواط ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14357&highlight=%C7%E1%CD%CC) ( طواف الوداع للمعتمر)؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10259&highlight=%C7%E1%CD%CC)
آداب زيارة المسجد النبوي--للامام ابن باز ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=297542#post297542)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[22 - 12 - 03, 08:59 م]ـ
توحد في (الحج) واختلاف في (رمضان) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13755&highlight=%C7%E1%CD%CC)
حج المرأة وهى فى عدة الوفاة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13568&highlight=%C7%E1%CD%CC)
حكم خروج المكي إلى الحل للإحرام بالعمرة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=289629#post289629)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[22 - 12 - 03, 09:03 م]ـ
هل اختلاف المطالع معتبر في عيد الاضحى! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13068&highlight=%C7%E1%CD%CC)
كتاب الحج من المغني لابن قدامة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=47756)
هل يلزم المتمتع سعي واحد أم سعيان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=258027#post258027)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[25 - 12 - 03, 07:37 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=260988#post260988
ـ[خالد السالم]ــــــــ[27 - 12 - 03, 08:03 ص]ـ
خالص الجمان تهديب مناسك الحج من اضواء البيان
ـ[ابن معين]ــــــــ[29 - 12 - 03, 05:24 ص]ـ
_ سؤال عن حديث شبرمة عن صحته وعن فقهه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?threadid=4076&highlight=%D4%C8%D1%E3%C9
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - 12 - 03, 10:37 م]ـ
قريباً وخلال ثلاثة أيام فقط بإذن الله، سأطرح دراسة معللة لحديث (إن الله كتب عليكم السعي) لفضيلة الشيخ د. تركي بن فهد الغميز، الأستاذ المشارك بقسم السنة في جامعة الإمام ـ فرع القصيم.
وقد أذن الشيخ بهذا، وخص الملتقى بهذا البحث، وهو أحد أحاديث أطروحته في الدكتوراه، وهي (دراسة لبعض أحاديث علل ابن ابي حاتم) وكان كتاب الحج من نصيبه.
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[05 - 01 - 04, 02:35 ص]ـ
اقترح وضع منتدى خاص بعنوان منتدى الحج
ـ[أبوسلمة]ــــــــ[06 - 01 - 04, 09:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوسلمة]ــــــــ[06 - 01 - 04, 09:30 م]ـ
جزيتم خيرا
ـ[ helal_hn] ــــــــ[08 - 01 - 04, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم
جزى الله الإخوة الكرام خيراً على المجهود
ولكنا نحتاج موضوعات عن ....
حكم وأسرار الحج ومناسكه 14 blue
فياريت من يستطيع يساعدنا وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[08 - 01 - 04, 04:14 ص]ـ
http://saaid.net/mktarat/hajj/index.htm
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 01 - 04, 02:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=15809
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[15 - 01 - 04, 09:58 ص]ـ
http://63.175.194.25/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&CR=299&dgn=4
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[16 - 01 - 04, 11:45 م]ـ
* المبيت في أقرب مكان من منى لمن لم يجد بها مكاناً!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6345&highlight=%DE%E6%C9+%C7%E1%DD%CA%E6%EC
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[20 - 01 - 04, 08:56 ص]ـ
http://www.islamway.com/basateen/Bostan.php?Bostan=1
http://www.tohajj.com
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 01 - 04, 08:10 م]ـ
هذا رابط ممتاز:
http://www.muslm.cc/showthread.php?s=&threadid=103537 من منتدى أنا المسلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 01 - 04, 02:39 ص]ـ
الرد على من جعل جدة ميقاتاً ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=16124)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:50 م]ـ
مكتبة الحج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16146&highlight=%C7%E1%CD%CC
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:51 م]ـ
وكيل في الحج .. مات في زحام الجمرات .. هل تم حجه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17130&highlight=%C7%E1%CD%CC
حمل فيلم مرئي يُوضح مناسك الحج والعمرة
Aboibrahim
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24474&highlight=%C7%E1%CD%CC
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/207)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 12 - 04, 11:03 م]ـ
مسألة عجيبة: حج عن نفسه وكلف اثنين ينوون الحج له!
المسيطير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17182&highlight=%C7%E1%CD%CC
مجموعة من فتاوي الحج لشيخنا العلامة سليمان العلوان
الظافرر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16135&highlight=%C7%E1%CD%CC
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 12 - 04, 11:23 م]ـ
مقالات عن الحج من مجلة المنار لمحمد رشيد رضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24564
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:06 ص]ـ
قراءة في منسك شيخ الإسلام – رحمه الله –
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24574
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 12 - 04, 07:23 م]ـ
مسائل معاصرة في الحج .. للشيخ عبدالعزيز العويد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16058&highlight=%C7%E1%E1%CC%E4%C9+%C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9
ما حكم سفر المرأة لأداء فريضة الحج بلا محرم؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15980&highlight=%C7%E1%E1%CC%E4%C9+%C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9
( طواف الوداع للمعتمر)؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10259&highlight=%C7%E1%E1%CC%E4%C9+%C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9
سفر المرأة للحج بدون محرم / عاجل جداً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5519&highlight=%C7%E1%E1%CC%E4%C9+%C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9
هل يجوز للمتمتع أن يجعل العمرة لشخص والحج لشخص آخر؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6300&highlight=%C7%E1%E1%CC%E4%C9+%C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9
خذ نسختك: مجلد فتاوى اللجنة الدائمة في الحج والعمرة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6050&highlight=%C7%E1%E1%CC%E4%C9+%
C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9
الحج والعمرة خطوة خطوة - الحلقة الأولى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5980&highlight=%C7%E1%E1%CC%E4%C9+%C7%E1%CF%C7%C6%E3%C9
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:07 م]ـ
اختيارات الإمام ابن قدامة في الحج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24475&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
[.......... مكتبة الحج .......... ]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16146&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
إمامنا يدعو من أراد عمرة رمضان والحج النافلة للقعود والتبرع بها لـ ............... !
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23756&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
تباين الناس بل طلبة العلم في تطبيق السنة فوق الصفا والمروة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16188&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
فوائد من شرح كتاب المناسك من الروض المربع للشيخ سليمان العلوان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5637&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
معنى فلا أثم عليه في قوله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا أثم عليه ومن تأخر فلا أثم عليه)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16490&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
سؤال في المواقيت أرجو الإفادة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6018&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
فوائد من (كتاب الحج) من (كتاب إرواء الغليل)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14785&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
مسألة في من ترك نسكا في الحج أو العمرة وأنه نذر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7031&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
هل يجوز تأجيل طواف الأفاضة وسعي الحج الى شهر محرم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16507&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:15 م]ـ
غاية الأمتاع في صفة الحج من الأحرام الى طواف الوداع http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16176&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
حكم استعمال الصابون للمحرم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16314&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
أدلة من خالف الجمهور في تحديد السنة التي فرض فيها الحج ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15996&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
الرد على من قال هي أيام التشريق والعمل هو الذكر والتكبير
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16204&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
فتاوى الحج للشيخ ناصر الفهد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16215&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
حكم نحر الهدي قبل يوم النحر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16214&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
كتاب الحج من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله (الجزء الخامس)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16192&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
بيان علل حديث (((إن هذا يوم رخص لكم إذا أنتم رميتم الجمرة أن تحلوا من كل ما حرمتم منه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=276&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
من يساعدني في فهم كلام ابن تيمية رحمه الله، عن أيهما أفضل: التمتع أو الإفراد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15829&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
اختيارات الشيخ السعدي في الحج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15569&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/208)
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:23 م]ـ
مسائل متنوعّة حول الحج من دروس الشيخ خالد الهويسين http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15497&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
متى يتحلل المحرم تحلله الأول
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=15421&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
حكم من طاف وهو محدث حدثا أصغر للشيخ العلوان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14865&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
عبارة شيخ الإسلام في أفضلية نسك الإفراد فهمت خطأ واقرأ الفهم الصحيح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11681&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
( الفصل في المنازعات حول حديث الحج كل خمس سنوات)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5946&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
أجوبة الشيخ د/ عبدالكريم الخضير عن بعض تساؤلات الحج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7235&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
هل يجوز للمتمتع أن يجعل العمرة لشخص والحج لشخص آخر؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6300&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
سلسلة أحكام الحج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5706&highlight=%C7%E1%CD%CC+%E6%C7%E1%DA%E3%D1%C9
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 12 - 04, 11:44 م]ـ
موقع الحج والعمرة:
http://www.tohajj.com/default.asp
ـ[آل نظيف]ــــــــ[18 - 12 - 04, 11:26 م]ـ
اليك أخي الكريم كتاب مقاصد الحج وآثاره.
ـ[أم فالح]ــــــــ[20 - 12 - 04, 11:29 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 12 - 04, 11:50 م]ـ
كتاب الحج من بلوغ المرام لسماحة الإمام ابن باز رحمه الله. http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24889
ـ[أبوأسامة العنيزي]ــــــــ[21 - 12 - 04, 10:28 ص]ـ
جزء من خطبة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
http://www.binothaimeen.com/publish/article_246.shtml
ـ[أبوأسامة العنيزي]ــــــــ[21 - 12 - 04, 10:58 ص]ـ
عفواً لدي سؤال
هل يجوز للحاج أن يقوم بسعي الحج فقط ثم يجمع بين طواف الإفاظة وطواف الوداع؟
وجزاكم الله خير
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 12 - 04, 09:53 م]ـ
قوة الفتوى وصراحتها (حول حكم المبيت بمنى)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6345&highlight=%C7%E1%CD%CC
لا حرج لمن لم يجد مكان في منى المبيت خارجها وتأجير الخيام في منى حيلة وسحت
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24690&highlight=%C7%E1%CD%CC
ذكر ما ألِّف في مسائل الحج والعمرة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5642&highlight=%C7%E1%CD%CC
هل يشرع للنساء تقبيل الحجر الأسود ..... ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2627&highlight=%C7%E1%CD%CC
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 12 - 04, 10:41 م]ـ
هل التمتع في الحج واجب؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5456&highlight=%C7%E1%CD%CC
إتحاف الناسك بجواز الثلاثة المناسك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5739&highlight=%C7%E1%CD%CC
سلسلة أحكام الحج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5706&highlight=%C7%E1%CD%CC
ما رأيكم في جمع الأحاديث المعلولة في كتاب الحج والعمرة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5846&highlight=%C7%E1%CD%CC
تكرار العمرة للمتمتع هل بتكرارها يتكرر الدم أم لا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5916&highlight=%C7%E1%CD%CC
هل المسعى من المسجد الحرام ام لا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6183&highlight=%C7%E1%CD%CC
بحث جديد عن (سعي المتمتع) للشيخ العمر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6330&highlight=%C7%E1%CD%CC
حديث الحج للنزهة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6233&highlight=%C7%E1%CD%CC
رسالة إلى داعية بمناسبة قدوم موسم الحج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6202&highlight=%C7%E1%CD%CC
أين تقع نمرة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6116&highlight=%C7%E1%CD%CC
هل من ترك نسكا عليه دم!!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6137&highlight=%C7%E1%CD%CC
ما حكم الحج عن الغير؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6179&highlight=%C7%E1%CD%CC
السياحة الدينية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6531&highlight=%C7%E1%CD%CC
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 12 - 04, 10:44 م]ـ
لإهمية البحث وضعته مستقلا:
شرح حديث جابر في الحج للشيخ عبدالعزيز الطريفي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7061&highlight=%C7%E1%CD%CC
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/209)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[22 - 12 - 04, 10:20 ص]ـ
تخريج حديث سعد في رمي الجمار وعدم لزوم العدد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3661&highlight=%CA%CE%D1%ED%CC+%CD%CF%ED%CB+%D3%DA%CF
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[23 - 12 - 04, 01:40 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 12 - 04, 04:00 م]ـ
المواضيع المتعلقة بالأضحية وعشر ذي الحجة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24912
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 01 - 05, 06:08 م]ـ
ماذا يوجد بداخل الكعبة؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=334972#post334972
بينه وبين الحرم مسيرة ثلاثة أشهر ويقول له: أنتم جيران الحرم!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=352695#post352695
فوائد واختيارات في الحج لشيخ الإسلام ابن تيمية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25388
قول: (لبيك اللهم عمرة متمتعا بها الى الحج) لا أصل له.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=351886#post351886
هل تنهى المحرمة عن لبس النقاب الأفغاني؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=352696#post352696
" لا يصح في هذا الباب شيء" خاص بكتاب المناسك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=306575#post306575
سؤال عن يوم عرفة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16302&highlight=%CF%DA%C7%C1+%ED%E6%E3+%DA%D1%DD%C9
رسالة تيسير أحكام الحج
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16213&highlight=%CF%DA%C7%C1+%ED%E6%E3+%DA%D1%DD%C9
خير أيام الدنيا ... ماذا يشرع فيها؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69068
ـ[النقّاد]ــــــــ[07 - 01 - 05, 06:59 م]ـ
وهذا بحث رائع في وقت ابتداء رمي جمرة العقبة للشيخ الفاضل الحمادي .. وقد افتقدناه في الملتقى من زمن , وهو من أروع من قرأت له في الملتقى ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6081
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:19 م]ـ
بعض مسائل من الفوات والإحصار ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25706)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[14 - 01 - 05, 09:59 م]ـ
؟؟؟
ـ[ Abou Anes] ــــــــ[20 - 01 - 05, 02:22 ص]ـ
مفهوم حد الإستطاعة لوجوب الحج/ وجواب ابن عثمين على ذلك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=354898#post354898)
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[19 - 11 - 05, 12:55 ص]ـ
للرفع
ـ[العكاشى]ــــــــ[10 - 12 - 05, 04:53 ص]ـ
لكم جزيل الشكر
ـ[أبو إلياس الرباطي]ــــــــ[13 - 12 - 05, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من فوائد في هذا الملتقى
ـ[ضفيري عزالدين]ــــــــ[23 - 12 - 05, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أحمد السيد سعد]ــــــــ[01 - 01 - 06, 10:25 ص]ـ
بارك الله فيكم أخوانى url=http://s8ruae.com/up/]http://s8ruae.com/up/uploads/3d8776c14e.jpg[/
ـ[بن جلوي]ــــــــ[01 - 01 - 06, 02:50 م]ـ
بارك الله فيكم
مواضيع قيمة خصوصا في هذا الوقت المبارك
ـ[فؤاد بن ماضي]ــــــــ[03 - 01 - 06, 08:43 م]ـ
http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=105&t=book63&pid=1&f=tc9092100004.htm# عنوان29749
ـ[أبو زياد سعد داود]ــــــــ[04 - 01 - 06, 04:14 م]ـ
السؤال هو:
الإخوة المقيمين في مكة ويريدون الحج وقد سبق لهم الحج من قبل
لا أريد الإطالة
السؤال:
هل على الحاج شيء إذا أحرم من الميقات ولكنه لبس ثيابه كامله حتى يتمكن من دخول مكة
بمعنى أنه عندما أتى إلى السيل قال لبيك اللهم حج وهو لابس ثيابه العادية وقد عبر نقطة التفتيش ودخل مكة وخلع ثيابه واستبدلها بالرداء والإزار فهل عليه شيء وما حكمه؟
رجاء سرعة الرد للضرورة القصوة الأخ سوف يذه بعد يوم أو يومين على الأكثر إلى الحج
وإن كان الرد على الإيميل أسرع فجزاكم الله خيراً
dawod32000@hotmail.com
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[06 - 01 - 06, 03:09 م]ـ
بسط الاختلاف في مسألة رمي الجمار قبل الزوال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=26408
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[08 - 01 - 06, 10:24 ص]ـ
بحث جديد: المتمتع عليه سعي واحد لحجه وعمرته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69608
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:02 م]ـ
صفة رمي الجمار و مسائل تتعلق بذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=385844#post385844
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:20 م]ـ
الحكمة من الرمي و السعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25868
ـ[أبو محمد المطيري]ــــــــ[09 - 01 - 06, 11:33 م]ـ
الحكمة من الرمي و السعي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25868
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(25/210)