ما يجوز أكله وما لا يجوز للشيخ صالح اللحيدان
ـ[الوسيط]ــــــــ[24 - 10 - 03, 07:04 ص]ـ
سمعتُ كثيراً عن الضبع والنيص والقنفذ وهي حيوانات لحمية مفترسة كل واحد منها بحسبه وكل صنف من هذه الثلاثة بريٌّ، والقنفذ والنيص يعيشان على الزواحف والأخير في بلاد اليمن يعيش على بعض الثمار.
وهما قريبا الشبه الا أن النيص أكبر حجماً وفي مؤخرته ما يشبه المكنسة من الشوك ينفشه عند استشعار الخطر، وقد يرسله على العدو هكذا قيل لي، وهو شرس ويصطاد بالحيلة خاصة قبيل الفجر الثاني، وسمعت من يأكله بشراهة، وعلل لي بعضهم أن لحمه يقوي الباءة، وينشط الجسم، وهو يتخذ الجحور سكناً، ومثله: القنفذ وصيده هين ويُسمى الدعلج في بعض المناطق من اليمن وهو منتشر، وقد يُباع للأكل في بعض بلاد شمال أفريقيا.
ولا يكاد يقدر عليه سبع لأنه ينحصر في قبة من الشوك مؤذية لكن الحداءة وهي طير بري كبير يحمله إلى الجو ثم يرسله بعد ذلك فيسقط ثم هو يموت فينفرش فتأكله الحداءة، قلت والحداءة من آكلات الجيف وليس فيها نفع للإنسان فليست كاسرة لكنها تفيد في تنظيف القفار من الجيف النافقة، وتأكل كل شيء وسمعتُ من يُسميها الجُلَيمَا فسبحان من أعطى كل شئ خلقه ثم هدى.
والضبع حيوان مُفترس مخطط بين صفرة وغبرة وهو حيوان شديد الصرعة خاصة إذا قبض بأسنانه أو اضراسه وهو من أشد الحيوان قوة وقوته في يديه و أسنانه وأضراسه، ولا يكاد يقدر على التفاتة كاملة لوجود عظم يرده عن ذلك وهناك من يُسميه الأعرج أو العرجاء، أو الحدباء، وهناك من يسميه المخطط.
وهي تأكل الجيف وتنبش القبور وعدوها ضعيف، لكن لا يكاد يجرؤ عليها حيوان لشراستها وشدة قطعها، ويستطيع الحاذق من أهل الصيد أن يمسكها من الخلف لكنه مهما كان لا يستطيع مطاولتها فهي حيوان غير كال.
ولم أر منها ولا الذئب أماناً يمكن أن يكون منهما حتى مع طول التربية لكنهما يفيدان في اللعب معهما حال السيرك لكن دوام إستئناسهما فيه ضرر، وبمناسبة الذئب وذكري له فقد قيل إن وجوده أو جلده أو شعره في البيت يطرد الجان وهذا لم يصح وقد كذبته المادة التجريبية.
وهذه الحيوانات الثلاثة الضبع والنيص والقنفذ لها مثيل في الصفة يوجد في جنوب أفريقيا وأوروبا ويوجد لها مثيل في اندونيسيا، والبرازيل لكنها ليست منها في الصفة الجلدية, والطبيعة.
قال ابن لحيدان: وقد كثر القول حول هذه الحيوانات هل هي حلال أو حرام وإني إن شاء الله تعالى مبين ذلك حسب علمي وأردفه بما يحتاجه مثل هذا المقام من طرحٍ يستدعيه القول ولا بد:
فأقول قد ورد عن ابن أبي عمار قال:
قلت لجابر رضي الله عنه: الضبع صيد هي؟
قال نعم،
قلت: قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: نعم, رواه احمد والأربعة وصححه البخاري وابن حبان (1).
فهذا نص صحيح يجوز أكل الضبع ولعل العلة هنا بجانب كونها تعبدية بجانب كونها كذلك، فالضبع حيوان ماضغ جيد الهضم لا يبقي ما له سوء من عفن أو جراثيم، وان كان ذا ناب فإباحته جاءت بنص خاص لم يقيد بمقيد بين متأخر كما انه لم يخصص ولم ينسخ حسب علمي.
وكونه مكروهاً من بعض الناس فمثله ككراهية الضب، وقد رأيتُ بعض الناس من يكره الضب جداً بل ينفر منه، ويهرب مع انه مباح (2).
والعرف والعادة والكراهية كلها لا تقدم ولا تؤخر مادام قد صح النص في شيء ما كما هي الحال عكساً.
وجاء عن القنفذ عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انه سُئل عن القنفذ فقال: قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً قال شيخ عنده (3): سمعت أبا هريرة رضي الله عنه تعالى عنه يقول: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنها خبيثة من الخبائث.
قال ابن عمر: أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا: فهو كما قال أخرجه احمد وأبو داود (4) والذين يكرهون أكله إنما لشكله وكونه يأكل الزواحف السامة، وسمعت انه علاج لبعض الأمراض لكنني لم أتحقق من ذلك.
ولم أر أحدا أكله تضرر منه، وحدثني رجل تونسي انه مغرم به وله عنده طعم، وكذلك أناس من أهل اليمن، يقبلون عليه ولم يضرهم أكله، وجاء في حديث آخر عن أبي قتادة رضي الله تعالى عنه بجواز أكل الحمار الوحشي متفق عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/317)
قلت والحمار الوحشي مخطط شره الجسم حيوي الحركة فيه عنف وله صولة وسرعة جري، وينظف نفسه ويعيش جماعات جماعات، وليس فيه من الحمار الأهلي إلا قرابة الشكل والا فهما يختلفان جداً، فالحمار الوحشي لا يأكل العذرة ولا المنتن من الطعام بخلاف الحمار الأهلي، ولا يحكم على شيء في حال جوع ضار فان لكل شيء حكمة ونظرة،
قلت وتختلف رائحة الحمار الوحشي عن الأهلي،
ولا تكاد: الضبع تجسر عليه لعنفه وسرعته بخلاف الأهلي فهو إذا رآها وقف خوفاً فتأتي اليه فتأكله، ومجمل ما يمكن ذكره هنا إن الإباحة تتعلق بصحة النص، وما جاء نص صحيح في اباحة شيء او جاء نص صحيح في تحريمه الا والخير والنفع هناك فإن الشريعة جاءت لمصلحة العباد في دينهم ودنياهم، ولا خير الا وقد دلَّ النبي صلى الله عليه وسلم امته عليه، ولا شر إلى وحذرها منه، فالخير كل الخير في الاتباع وسلوك منهج النص الصحيح في العبادات والمعاملات.
قلتُ والنيص يلحق بالقنفذ إلا أنه عشبي في بعض حالاته، واكبر حجماً منه، والنيص سبق نظره آنفاً، وقال صاحب مكتبة الصديق بالطائف ان أهل اليمن يُقبلون عليه، يصطادونه فجراً قال: وأنا أكرهه، قال كذلك: ويذكرون أن لحمه علاج للباءة قلت الأصل جواز أكله والكراهة، ليست قاضية على البراءة.
وورد عن اسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما قالت: نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرساً فأكلناه متفق عليه.
قلتُ الفرس الانثى من: الخيل، والخيل اسم جمع يعم الذكر والانثى، والذكر يطلق عليه حصان.
والخيل فيها المعرب الاصيل وفيها الوسطى وفيها الهجين.
ويُعرف الاصيل منها بصغر الاذنين وصغر الرأس، وحرارة العينين وكبر المؤخرة ورشاقة الحركة مع الف ودراية لصاحبها وفي الانثى دلال وحركات جميلة، وصهيل الاصيل منها فيه بحة وقصر وتمتاز بسرعة الجرى مع دقة المسار، قال ابن لحيدان، والخيل مباحة الأكل لا ضير في هذا ولم أر من خالف بدليل خاص صحيح ومن قال يؤكل جنبها الأيمن فقط فليس بصواب،
لكنني لا أرى اكلها الا في حال دون حال، وهنا بعض ما يجوز أكله اذكره من باب مزيد النظر
الضب.
الجربوع, او اليربوع.
الصقنقور (5).
ومما لا يجوز أكله كل محرم كالمغصوب والمسروق والمحتال في تملكه حتى وان كان اصله حلالاً.
والجلالة من الطير والحيوان، وهي التي تأكل العذرة والزبالة وبقايا سواقط البيوت المختلطة بالاوساخ، خاصة الماعز والشاة، والدجاج، والبط، والاوز، والرومي والحبشي والسمان.
وظاهر هذا واضح من مراد المنع فان اكل النجس واكل القذر والاوساخ يولد سوء المنبت وخبث اللحم، وهذا معلوم من حال الجلالة بالتجربة وعلاج هذا حبس الحيوان والطير قرابة اربعين يوماً في مكان نظيف واكل صحي نظيف حتى تطهر دواخلها من دم ولحم ثم تباع او تؤكل، ولا يجوز اكلها فضلاً عن: بيعها وهي جلالة فهذا غش وظلم وضرر بالغ،.
وكم طلب لي شخصياً عند اللقاء بخادم الحرمين الشريفين كم طاب لي وطاب لهذه الامة اهتمامه الشديد السريع المسئول عن منطقة جيزان وتعجيله العلاج وندبه لمعالي الوزراء كل فيما يخصه، ونظر حال الحيوانات الناقلة واتلافها بطرق طبية فنية، وكم عرف الناس الحركة السريعة المنظمة لاتلاف كل حيوان ناقل لمرض حمى الوادي المتصدع بل تجاوز الامر ذلك من باب حسن الجوار ومتانة العلاقات بين المملكة واليمن أن قدمت المملكة بذلاً كريماً من رش وعلاج لهذه الدولة المجاورة، وليس أعظم من التوجيه بسرعة تعويض اصحاب المواشي النافقة او التي ان أُتلفت بطرق فنية لا يتألم معها الحيوان ,
فنسأله تعالى أن يعزه بطاعته ويسدد خطاه بتقواه ويمده بالصحة والتوفيق.
البيان والمراجع
1 ذكره في هامش بلوغ المرام ص 277، قلت وهو كما قال فالحديث صحيح وان وقع خلاف لفظي، وابن ابي عمار/ ثقة لم أر من ناله بجرح.
2 أجاز النبي صلى الله عليه وسلم أكل الضب كما في حديث خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، والحديث: صحيح.
3 لم أقف على اسم هذا: الشيخ حسب نظري.
4 البلوغ ص 278 وقال: اسناده ضعيف وهو كذلك, قال ابن لحيدان: العرب تكره اكله وذكر بعض الفقهاء ذلك لكن العبرة بالدليل صحة وضعفاً.
5 دابة زاحفة ملساء تدفن نفسها في الرمل عشبية نظيفة بين الصفار والبنية في اللون لا يتعدى طولها من عشرة سم الى 15 سم, لكنها تختلف من بيئة الى اخرى.
http://www.almanhaj.net/article.php?ID=71
ـ[تميم1]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:12 ص]ـ
هل هذا كتاب للشيخ .. ؟
بورك فيك(22/318)
حكم خنزير البحر
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[24 - 10 - 03, 08:47 ص]ـ
ذكر الدميري في كتابه: حياة الحيوان 1/ 307: امتنع الإمام مالك أن يقول في خنزير البحر شيئا، وقال ابن وهب: سألت الليث بن سعد عنه فقال: إن سماه الناس خنزيرا لم يؤكل لأن الله حرم الخنزير " انتهى
والسؤال هنا عن ماهية خنزير البحر؟!
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[24 - 10 - 03, 04:59 م]ـ
أنظر غير مأمور الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13302
وقد وضعت صورته، وإن شاء الله فيه كفاية
ـ[أم صهيب]ــــــــ[24 - 10 - 03, 11:44 م]ـ
مسالة مهمة في تسمية خنزير البحر بذلك تحتاج بحث
جاء في المدونة (1/ 420): (قال ابن القاسم: ولقد سألنا مالكاً عن خنزير الماء فلم يكن يجيبنا فيه، ويقول أنتم تسمونه خنزير قال ابن القاسم: إني لأتقيه ولو أكله إنسان لم أره حراما)
وقال ابن عبدالبر في الكافي (187): (وصيد البحر كله حلال إلا أن مالكاً يكره خنزير الماء لاسمه وكذلك كلب البحر عنده)
وقال الجصاص رحمه الله في أحكام القرآن باب تحريم الخنزير: (واختلف أهل العلم في خنزير الماء فقال أصحابنا لايؤكل وقال مالك وابن أبي ليلى والشافعي والأوزاعي: لا بأس بأكل كل شيء يكون في البحر،وقال الشافعي: (لا بأس بخنزير الماء) ومنهم من يسمسه حمار الماء .... ) وذكر كلام مهم في ذلك
ونقل ابن حزم في المحلى (7/ 394) عن الليث بن سعد رحمها الله قوله أنه لايسمى خنزير البحر إنما هذا تسمية من ليس حجة في اللغة
وذكر كلاماً نافعاً في ذلك
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[25 - 10 - 03, 11:45 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 10 - 03, 06:05 م]ـ
جاء في المحلى:
989 مسألة وأما ما يسكن جوف الماء ولا يعيش إلا فيه فهو حلال كله قتله حيوان بحري أو بري هو كله حلال أكله وسواء خنزير الماء أو إنسان الماء أو كلب الماء وغير ذلك كل ذلك حلال أكله قتل كل ذاك وثني أو مسلم أو كتابي أو لم يقتله أحد
برهان ذلك قول الله تعالى وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا فاطر
وقال تعالى أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم المائدة
فعم تعالى ولم يخص شيئا من شيء وما كان ربك نسيا مريم فخالف أصحاب أبي حنيفة هذا كله وقالوا يحل أكل ما مات من السمك وما جزر عنه الماء ما لم يطف على الماء مما مات في الماء حتف كلاهما خاصة ولا يحل أكل ما طفا منه على الماء ولا يحل أكل شيء مما في الماء إلا السمك وحده ولا يحل أكل خنزير الماء ولا إنسان الماء واحتجوا في ذلك بأن قالوا قد حرم الله أكل الخنزير جملة والإنسان وهذا خنزير وإنسان قالوا فإن ضربه حوت فقتله أو ضربه طائر فقتله أو ضربته صخرة فقتلته أو صاده وثني فقتله فطفا بعد كل هذا فهو حلال أكله وقال محمد بن الحسن في سمكة ميتة بعضها في البر وبعضها في الماء إن كان الرأس وحده خارج الماء اختلفا وإن كان الرأس في الماء نظر فإن كان الذي في البر من مؤخرها النصف فأقل لم يحل أكلها وإن كان الذي في البر من مؤخرها أكثر من النصف حل أكلها
قال أبو محمد هذه أقوال لا تعلم من أحد من أهل الإسلام قبلهم وهي مخالفة للقرآن وللسنن ولأقوال العلماء وللقياس وللمعقول لأنها تكليف ما لا يطاق مما لا سبيل إلى علمه هل ماتت وهي طافية فيه أو ماتت قبل أن تطفو أو ماتت من حصول حوت أو من صخرة منهدمة أو حتف أنفها ولا يعلم هذا إلا الله أو ملك موكل بذلك الحوت وما ندري لعل الجن لا سبيل لها إلى معرفة ذلك أم يمكنها علم ذلك لأن فيهم غواصين بلا شك قال تعالى ومن الشياطين من يغوصون له الأنبياء
ثم لا بد للسمكة التي شرع فيها محمد بن الحسن هذه الشريعة السخيفة من مذرع يذرع ما منها خارج الماء وما منها داخل الماء ثم ما يدريه البائس لعله كان أكثرها في الماء ثم أدارتها الأمواج.
فيالله ويا للمسلمين الحماقات التي لا تشبه إلا ما يتطايب به سخفاء الملوك.
والعجب كل العجب من قولهم في الأخبار الثابتة في أنه لا تحرم الرضعة ولا الرضعتان هذا زيادة على ما في القرآن فلا ينفذ بها إلا من طريق التواتر ثم لا يستحيون أن يزيدوا بمثل هذه العقول مثل هذه الزيادة على ما في القرآن نحمد الله على السلامة في الدين والعقل كثيرا
وأما قولهم إنه قد حرم الخنزير والإنسان وهذا خنزير وإنسان وقد قال الليث بن سعد بهذا أيضا، خاصة فليس خنزيرا ولا إنسانا لأنها إنما هي تسمية من ليس حجة في اللغة. وليست التسمية إلا لله تعالى ولو كان ذلك إلى الناس لكان من شاء أن يحل الحرام أحله بأن يسميه باسم شيء حلال ومن شاء أن يحرم الحلال حرمه بأن يسميه باسم شيء حرام
فسقط قول هذه الطائفة سقوطا لا مرية فيه
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 10 - 03, 05:47 م]ـ
سبحان الله، ما عمري قرأت انتقادات جافة ترفضها الأسماع أكثر مما في كلام ابن حزم، يعني كان بإمكانه أن يعبر عن رأيه ويقنعك بطريقة أفضل بكثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/319)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 03 - 04, 05:49 ص]ـ
لإن كان كلام ابن حزم فيه شدة فهو يبقى أفضل بكثير من كلام الذين حرموا ما أحل الله وخالفوا العقل والأثر
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[05 - 11 - 06, 05:59 م]ـ
قد يكون لتوقف مالك في المساله لظاهر تعارض الادله وانها مساله قد تكون جد مشكله فايهم يحمل علي الاخر فهل حرم عليكم الميته والدم ولحم الخنزير او يكون صيد البحر او ميتته كلها وقد نجد بعض الصور فيما يخرج من البحر من بعض الكائنات التي تعد من الخبائث قد تمنع والله اعلم لتحريم الخبائث
اما عن قول ابن حزم فانه من الذين كثيرا نجده يتكلم علي اهل العلم والله لو تتبع لوجد من الطوام عنده ومن الجهالات الوضحه في فقهه وعقيدته السقيمه فاللهم ارحم الائمه ائمه البر والتقوي وعلماء الامه
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[05 - 11 - 06, 06:12 م]ـ
هنا والله أعلم عمومان تعارضا
تحريم لحم الخنزير فهو يعم ما كان في البر وما كان في البحر
حل صيد البحر وميتته فهي تعم ما يطلق عليه خنزير أو غير خنزير
وهنا يبحث عن مرجح من خارج النصين وأحدهما لا يقضي على الآخر بمجرده
ـ[اثير]ــــــــ[06 - 11 - 06, 04:09 م]ـ
لماذا لايأخذ العلماء في الفقه .. من المتخصصين في احياء البحار عن سلوك خنزير البحر وطريقة اكله ومن ثم يقيسوا عليه خنزير البر .. ليتضح لهم الامر في الحاقه بخنزير البر من عدمه ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 11 - 08, 07:26 م]ـ
إنسان الماء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88792(22/320)
تيسيرالمعاملات المالية المعاصرة حامدالعلي)
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[24 - 10 - 03, 09:13 ص]ـ
http://www.h-alali.net/showbook.php?id=32
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[25 - 10 - 03, 10:35 ص]ـ
عنوان الكتاب: تيسير بعض أحكام البيوع والمعاملات المالية المعاصرة التاريخ: 19 - 05 - 2002
بقلم:
تيسير بعض أحكام البيوع والمعاملات المالية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المعاصرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
بقلم: حامد بن عبد الله العلي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
الطبعة الأولى
ــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أحل البيع وحرم الربا، والصلاة والسلام على النبي القائل (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) و (من عصاني فقد أبى) وبعد:
فقد ألقيت مجموعة محاضرات في دورة عن أحكام البيوع والمعاملات المالية المعاصرة، نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مشكورة، وحضرها مجموعة من طلبة العلم، تخرج منهم خمسون طالبا، ووزعت الجمعية التعاونية جزى الله القائمين عليها كل خير، جوائز على المتفوقين فيها، وقد ألحوا علي أن أراجعها وأطبعها وأنشرها ليعم النفع، فتعذرت بكثرة الأشغال، فما زادهم ذلك إلا إلحاحا وإصرارا، فاستجبت لهم، وراجعتها، وأعددتها للطباعة، وها هي تودع في الموقع أولا، ريثما تنتهي من المطبعة بتوفيق الله تعالى.
وقد تضمنت المحاضرات:
أولا: مقدمة عن خصائص الاقتصاد الإسلامي، ثانيا: أسباب تحريم البيوع في الشريعة، ثالثا: شروط البيع، رابعا: الشروط في البيع، خامسا: الخيار، سادسا: الربا، سابعا: الشركات، ثامنا: البنوك الإسلامية، تاسعا: أحكام بعض العقود والبيوع المعاصرة.
كل ذلك بأسلوب سهل ميسر، مقرب إلى الفهم، ولهذا أسميت هذه الرسالة الصغيرة، تيسير بعض أحكام البيوع والمعاملات المالية المعاصرة، والله تعالى أسأل أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم، لينفعني يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم آمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حامد بن عبد الله العلي،السادس من ربيع الأول 1423هـ
@@@أولا: أهم خصائص الاقتصاد الإسلامي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
... أولا – الانطلاق من العقيدة.
ـــــــــــــــــ
وهذه أهم خصائص الاقتصاد الإسلامي، ولو نزعت منه هذه الخاصية لم ينجح، وننوه هنا إلى أن الإيمان هو الاسم الوارد في الكتاب و السنة، بدل كلمة العقيدة، وذلك لدلالته على الهدف الأسمى من الإيمان وهو الأمن، فلفظ الإيمان يطوي تحته هذا المعنى العظيم، كما قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)، ولهذا فاستعمال هذا اللفظ بدل العقيدة، أولى وأفضل، فالإيمان كلمة خفيفة على النفس وحروفها سهلة، وتشعر النفس بانجذاب نحوها، كما أنها تدل أيضا على الانقياد، بمعنى أن الله تعالى يريد بالإيمان التصديق الذي يتبعه انقياد، وكلمة الإيمان تدل على هذا المعنى، ذلك أن معناها ليس التصديق، وإنما تصديق مع انقياد.
&&& ومما يدل على ارتباط الاقتصاد بالإيمان: قوله تعالى: ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون)).
ففي هذه الآية الكريمة، بيان أن الإيمان والتقوى أهم أسباب الازدهار في الاقتصاد الإسلامي، وهما سبب للبركات والرفاه، كما يقول الاقتصاديون، أن هدف الاقتصاد هو تحقيق مجتمع الرفاهية.
فالله تعالى يقول في هذه الآية، إذا أردتم اقتصادا سليما، يحقق الرفاهية، فعليكم بتقوى الله عز وجل والإيمان.
&&&كما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزيد في العمر إلا البر ولا يرد القدر إلا الدعاء وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)) رواه ابن ماجه، وفي هذا تأكيد للعلاقة بين الإيمان والاقتصاد الإسلامي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/321)
&&& ومن الأمثلة على ذلك أيضا، أعني تأثير تقوى الله تعالى في الاقتصاد، قله صلى الله عليه وسلم: (من باع دارا، ثم لم يجعل ثمنها في مثلها، لم يبارك له فيها) رواه الضياء المقدسي والطيالسي والبيهقي عن حذيفة رضي الله عنه.
فهذا ـ كما هو واضح ـ لا علاقة له بالأمور المادية، ولكن علاقته بالأمور الإيمانية، ومن أمثلة ذلك ما نسمعه عن الذين دخلوا البورصة بأثمان بيعهم لبيوتهم، ثم خسروا وانكسروا، فهذا البعد، بعد إيماني غيبي لم ينبه عليه إلا في الاقتصاد الإسلامي، ولايعترف به الاقتصاد الملحد الذي لايبني الاقتصاد على الإيمان بالله تعالى، الممحوق البركة، الذي ملأ العالم جشعا وفسادا.
&&&ومن الأمثلة أيضا: قوله صلى الله عليه وسم ((ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)) رواه مسلم من حديث أبي هريرة، فهذا المعيار خاص في الاقتصاد الإسلامي، وفيه يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الزيادة والنقصان للمال، تؤثر فيهما الصدقة على الفقراء ابتغاء وجه الله تعالى، ولذلك من جهتين:
أحدهما:
ـــ
أن الله تعالى يدفع عن المسلم من البلاء والمصائب، بسبب الصدقة، بما لو لم يتصدق لاجتاحت ماله وهو لا يدري.
الثانية:
ــــ
أن الله تعالى يجعل في المال القليل نفعا أكثر من المال الكثير.
... ثانيا:
ـــــ
أن الاقتصاد الإسلامي، اقتصاد مستقل قائم على الوحي، فليس هو حصيلة أفكار مرقعة شرقية وغربية، ولا مصدره من بشر قد يبدلون، ويغيرون أفكارهم فهم معرضون للصواب والخطأ.
وهذه أهم خصائص الإسلام بشكل عام، فإنه لا يعتمد إلا على الوحي، فهو نظام مستقل قائم بذاته مصدره الوحي الإلهي.
وفي الإسلام، كل النظريات الأخرى في الاقتصاد وغيره، إنما تقاس على الوحي، فما عارض الوحي منها ردّ، فالمعيار المطلق هو موافقة الوحي فحسب، والواقع هو موضع الحكم، وليس مصدر الحكم.
بينما في الاقتصاد الرأسمالي مثلا، المعيار هو النفعية، كما أن الواقع هو موضع الحكم وليس مصدره.
ذلك أن العلمانية هي وعاء الاقتصاد الرأسمالي، وهي مبينة على أساس أن الواقع القائم على الفائدة النفعية هو مصدر الحكم.
وأسس العلمانية الثلاث التي تقوم عليها هي:
المادة والنفعية واللذة، يقابلها عندنا الإيمان بالله تعالى والرسول والسعادة الأخروية.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيميه:" الأصول الثلاثة التي اتفق عليها الرسل هي الإيمان بالله والرسل والمعاد ".
ومن هنا فنحن ننبه إلى أن بعض البنوك الإسلامية بدأت تتأثر بالرأسمالية، من حيث لا تشعر، وذلك من جهة الحرص على المنفعة وجعلها مصدر الحكم أحيانا، تحت غطاء من حيل.
&&& ومن الأمثلة أن الفكرة في أرباح البنك الإسلامي مبنية على المضاربة،
حيث يدخل السوق ويوفر فرص العمل وينوع السلع وينافس بالأسعار ويحرك الاقتصاد ويضخ إلى السوق النقد والبضائع، ويحرك الدورة الاقتصادية، فيأخذ أموال الجماعة ويوظفها في مصلحة الجماعة، وهذا يحتاج إلى إيمان وصبر، وبه يتحقق الخير العام للمجتمع.
ولكن للأسف، فقد استبطأت بعض البنوك الإسلامية هذه العملية، ولهذا لجأت إلى حيل توفر عليها الجهد، وتعجل الفائدة، مثل توسيع الأمر في نظام المرابحة، وقد وسعت ببعض البنوك الإسلامية أرباحها من هذا المصدر، لأنها وجدته أسهل وأسرع في تحصيل الربح المضمون، ذلك أنها جعلت نظام البيع بالمرابحة، ما هو إلا جعل البنك الإسلامي نفسه وسيطا بين البائع أو التاجر والعميل، فهو لا يحتاج إلا إلى أوراق وطاولة وموظف، يعرف الزبون أن يوقع على الوعد بالشراء، ثم يتصل البنك الإسلامي بالشركة التي تبيع السلعة، وبالهاتف يقول للبائع هناك اشترينا منك السلعة الفلانية، قل: بعت، فيقول البائع هناك بعت، ثم يوقع الزبون عند البنك الإسلامي، على عقد البيع، ويعطي البنك الإسلامي ثمن السلعة نقدا، ويقاسط الزبون بالفوائد، هكذا دون أي عناء، سوى توقيع واتصال هاتفي فقط، ويسمون هذا بيعا شريعا، ومضاربة شرعيا للأسف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/322)
وأنت إذا تأملت في هذه العملية وجدت أن البنك الإسلامي، لم ينفع أحدا إلا نفسه، ولم يزد شيئا في السوق، ولم يقم بأي دور في الاقتصاد العام للمجتمع، وإنما حمل الزبون دينا مع زيادة الفوائد، وهي نفس فكرة المرابي الذي يقول: أنا لا أريد أن أعمل، إنما أجلس وأعطي نقودا، وآخذ نقودا زيادة، فلا أدخل السوق ولا أوفر فرصا للعمل، وهو أسلوب سهل لكسب المال دون تعب، ولكنه يؤدي إلى تكديس الأموال بيد المرابي، وتكديس الديون على الناس.
والمرابحة بالطريقة توسعوا فيها، قد ظهرت صورتها النهائية، نفس صورة العملية الربوية، ونتائجها هي نفس نتائجها، وهي جعل المجتمع مدينا، وجعل البنك هو الدائن العام لأفراد المجتمع ولا حول ولا قوة إلا بالله.
... ثالثا:
ـــــ
الاقتصاد الإسلامي، يعتمد على القاعدة الفقهية التي تقول: إن الأصل في المعاملات الإباحة، انطلاقا من القاعدة الشرعية (أن الشريعة مبنية على التيسير ورفع الحرج) فكل ما لم يرد نصح في تحريمه فهو مباح، يقول تعالى ((ما جعل عليكم في الدين من حرج)).
... رابعا: كما أن الاقتصاد الإسلامي، لا يحرم ولا يبيح إلا درءا لمفسدة أو جلبا لمصلحة عامة أو خاصة.
ــــــــــ
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
ــــــــــ
@@@ثانيا: أسباب تحريم البيوع في الاقتصاد الإسلامي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
جمع العلماء أسباب تحريم عقود البيوع في الاقتصاد الإسلامي، فأرجعوها إلى ما يلي:
... السبب الأول:
ــــــــــ
كون المعقود عليه محرما أو نجسا، و القاعدة العامة هنا أن كل أمر حرمه الله تعالى، فقد حرم ثمنه، ومن الأمثلة على ذلك تحريم بيع الكلب والدم والأصنام ومهر البغي وحلوان الكاهن، وعن جابر رضي الله عنه: (أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام فقيل يا رسول الله أرايت شحوم الميتة فإنه يطلى بها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس فقال هو حرام، ثم قال صلى الله عليه وسلم: عند ذلك قاتل الله اليهود إن الله لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه) رواه الجماعة.
وعن أبي جحيفة قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ثمن الدم وثمن الكلب، وكسب البغي، ولعن الواشمة والمستوشمة وآكل الربا وموكله ولعن المصورين) متفق عليه.
و يدخل في هذا أيضا تحريم بيع (المعزة الشامية) وهي عادة انتشرت عندنا مؤخرا في الخليج، يفعلها أهل الترف والتبذير والإسراف، وهي نوع من ولع النفس بالباطل، مثل اللعب في الحمام، وقد يصل أحيانا سعر التيس إلى مليون ريال، فمثل هذا سفه وإسراف محرم، والرجل إذا كان يشتري بهيمة بمثل هذا المبلغ الكبير لمجرد التباهي والتفاخر فهو سفيه يجب الحجر عليه.
... السبب الثاني:
ــــــــــ
أن يكون العقد ذريعة للوقوع في الحرام، مثل البيع وقت صلاة الجمعة، وبيع السلاح زمن الفتنة، وبيع الخمر لمن يتخذه خمرا، ... إلى آخره.
... السبب الثالث:
ـــــــــــ
أن يكون العقد يشتمل على غرر مثل القمار والميسر.
&&& ومن الأمثلة المعاصرة عقد التأمين، ومن هذا بيع مالا يقدر البائع على تسليمه مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء.
&&&ويدخل في هذا بيع الملامسة، الذي ورد النهي عنه، وهو أن يتبايعان الثوب باللمس من الظاهر دون نشره ومعرفة ما فيه.
&&&وبيع المنابذة الذي ورد النهي عنه أيضا، وهو أن يقول ألق إلي ما معك وألقي إليك مع معي ويكون بيعا.
&&&وبيع المحا قلة هو بيع الطعام في سنبله.
&&&وبيع حبل الحبلة وهو أن يبيع لحم الجزور بثمن مؤجل إلى أن يلد ولد الناقة.
&&&وبيع المخاضرة، وهو أن يبيع الثمار وهي مخضرة لم تبين صلاحها بعد.
&&&وبيع المعاومة بيع الشجر أعواما كثيرة.
وقد حرمت هذه الأنواع، وورد النهي عنها كلها، لما فيها من الغرر والجهالة، فعاقبتها مجهولة، ومن أجل ذلك حرمتها الشريعة.
&&&ومن الأمثلة المعاصرة أيضا لدينا، بيع اللؤلؤ في المحار، وصورته أن يشتري الرجل كيسا كبيرا مليئا بالمحار، راجيا أن يصيب اللؤلؤ فيه، فإن لم يجد شيئا خسر ماله، وقد يجد محارة فيها لؤلؤة، قيمتها أضعاف عشرة أكياس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/323)
*** السبب الرابع:
ــــــــــ
أن يكون العقد مشتملا على الضرر، ومن الأمثلة الاحتكار، الغش، بيع المسلم على بيع أخيه، النجش، بيع حاضر لباد، تلقي الركبان ... إلى آخره.
ومعنى النجش ان يزيد في السلعة من لا يريد شراءها ليخدع من يريد، ويكون ذلك في بيع المزاد.
وأما بيع حاضر لباد فقد ورد حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيع حاضر لباد) رواه البخاري ومسلم
ومعناه أن يأتي من يسكن البادية إلى المدينة يريد أن يبيع السلعة بسعر الوقت، فيقول له الحاضر، دعها عندي وأبيعها لك على التدريج بأغلى، فيكون في ذلك ضرر على الناس.
وأما تلقي الركبان، وورد أيضا (تلقي الجلب) أو (تلقي البيوع) فقد ورد فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاتلقوا الركبان) متفق عليه.
ومعناه النهي عن تلقي من يجلب البضائع إلى البلد من خارجها، بل يترك حتى يهبط السوق، ويعرف الأسعار فينتفع هو، وينفع الناس، ولا يجوز أن يتدخل بعض التجار، فيتلقون الجالبين للسلع، خارج البلدة، ثم يشترون منهم، فيضرونهم من جهة أن الجالبين لا يعرفون سعر السوق، ويضرون الناس من جهة أنهم يتدخلون في السعر، فيرفعونه لصالحهم.
... السبب الخامس:
ـــــــــــ
أن يشتمل العقد على ما يجب بذله ولا يجوز للمسلم المعاوضة عليه، مثل بيع الماء حيث يشترك الناس فيه، والكلأ، والنار كذلك، وعسب الفحل أي إعارة الفحل للتلقيح مقابل عرض، وكل ما ورد النهي عن بيعه لانه يجب بذله، فلا يجوز أن يعقد عليه عقد البيع.
ومن الأمثلة على هذا أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله سئل عن قوم ينقلون النحل من بلد إلى بلد، فهل يحل لاهل البلد أن يأخذوا منهم أجرة ما جنته النحل عندهم؟؟
فأجاب: ((الحمد لله، لاحق على أهل النحل لاهل الأرض التي يجنى منها، فإن ذلك لا ينقص من ملكهم شيئا، ولكن العسل من الطلول التي هي من المباحان ... وهذه الطلول هي أحق بالذل من الكلأ، فإن هذه الطلول لايمكن أن يجمعها إلا النحل، ولكن إذا كان لصاحب الأرض فنحله أحق بالحناء في أرضه، فإذا كان جنى تلك النحل تضربه، فله المنع من ذلك، والله أعلم) مجموع الفتاوى 29/ 220
... السبب السادس:
ـــــــــــ
أن يشتمل البيع على مالا يملكه الإنسان، مثل بيع سلعة عند غيره، وبيع الأعضاء البشرية، ونحو ذلك، ولكن يجوز التبرع بالأعضاء البشرية بشرط أن يكون المتبرع له مضطرا تتوقف حياته على زرع العضو، وأن لا يعرض المتبرع حياته للخطر بسبب التبرع فإن الله تعالى قال (ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، فإن كان المأخوذ منه العضو ميتا، يشترط أن تتوقف حياة المريض على أخذ العضو من الميت.
... السبب السابع:
ـــــــــــ
أن يشتمل البيع على الربا وهذا سنفصله لاحقا.
... السبب الثامن:
ـــــــــــ
أن يشتمل البيع على حيلة على الربا، أو ذرائع إلى الربا، مثل بيع العينة، وهي أن يبيع السلعة إلى أجل ثم يعود فيشتريها بسعر أقل حاضرا ممن باعه.
... السبب التاسع:
ــــــــــ
وزاد بعض العلماء أن يشتمل البيع على مالا نفع فيه، ومثلوا له ببيع السنور (القط) لأنه صح النهي عن بيعه في صحيح مسلم، وقيل إن هذا القسم يمكن أن يدخل فيما يجب بذله.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@ثالثا: شروط البيع في الاقتصاد الإسلامي:
ــــــــــــــــــــــــــ
... 1 – شرط الرضى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلا يصح البيع إلا عن تراض بين الطرفين، قال تعالى: ((إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم))، ولكن، كيف يتحقق شرط التراضي بين المتعاقدين هنا؟؟
... وللعلماء ثلاثة أقوال في تحقيق شرط الرضى في البيع، وهذه المسألة مهمة، لأنه قد جدت كثير من النوازل في هذا الزمان التي تتعلق بهذه المسألة، فأنت مثلا تضع النقود في آلات بيع المرطبات فتخرج لك ما تريد، فهل حصل هنا تراض بين البائع والمشتري؟ وأيضا أنت تشتري عن طريق بطاقة الفيزا في الإنترنت، فهل حصل هنا تراض؟
... للعلماء في هذه المسألة ثلاثة أقوال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/324)
*** أ: أن التراضي لا يحصل إلا بالقول، أي بالإيجاب والقبول، وهذه مشكلة في زماننا، لأن بعض المعاملات المالية الضخمة تجري في البورصة مثلا بلا إيجاب ولا قبول لفظي، بل عن طريق الحاسوب في شبكة عالمية دولية، بوسائل لها قوة الإيجاب والقبول اللفظي بل أقوى منه وأوثق.
... ب: أن التراضي يكون بالقول في الأصل، ويجوز بالفعل في الأمور التي يكثر عليها التعاقد، وهذا تسامح من بعض الفقهاء من أصحاب القول الأول، ومثال ذلك أن تعطي الخباز النقود فيعطيك الخبز وكلاكما صامت، وأن تركب سيارة أجرة والتعرفة معلومة فتدفع وأنت صامت، وكذا ما سبق عن آلات بيع المرطبات، فمثل هذا يسميه الفقهاء المعاطاة، ويقولون هؤلاء إن ما كثر التعاقد عليه من الأمور الحياتية اليومية يصح البيع فيها بالمعاطاة، ولا يشترط الإيجاب والقبول اللفظي.
... ج: أن التراضي يكون بكل ما يدل عليه من قول أو فعل، وهو قول شيخ الإسلام ابن تيميه، وكان شيخ الإسلام ذا شخصية عبقرية، وقد كان دائما يسبق الأحداث، فكأنه كان يعيش خارج عصره.
&&&ومن الأمثلة على ذلك، التعاملات عن طريق البورصة كما سبق، حيث تقع في لحظات بل ثوان، بنظام متفق عليه بين الشركات والمتعاقدين يدل على الرضى، فهي كلها صحيحة لا إشكال فيها، وقد دخل في هذا الحكم ـ أعني صحة البيع بالمعاطاة في كل ما يدل على الرضى من قول أو فعل ـ كل ما يأتي الزمان به مستقبلا من صور قد نجهلها الآن.
ولكن يجب أن يسبق هذا اتفاق بين الشركات وبين البائع والمشتري على نظام محدد يعبر عن الرضى، كرقم الفيزا على الإنترنت الذي يعبر عن صاحبه، ولو لم يكن راضيا لم يضع رقمه عند شراء السلعة، وفي بعض المعاملات قد تعطي هذا الرقم على الهاتف معبرا عن الرضى، وهكذا، فالمهم أن يكون ثمة وسيلة ما تحقق هذا الشرط بين المتعاقدين، ولا يشترط الإيجاب والقبول اللفظي.
... 2 – شرط الرشد:
ــــــــــــ
والعلماء يستثنون من اشتراط الرشد، بيع المميز في الأمور التي جرى العرف عليها، مثال ذلك: لو قال ولد مميز لأبيه: أنا بعت بيتنا لفلان، فهذا لا يصح، ولكن إذا باع الحلويات في بقالة أبيه فهذا حسب العرف يصح.
والسفيه ليس براشد فلا يصح بيعه، والسفيه هو الذي يتصرف في ماله بطريقة تدل على أنه غير راشد فيحجر عليه، والحاصل أنه يجب أن يكون التعامل بين طرفين راشدين، فإن قيل فكيف بالتعامل مع الآلة، وكيف يتحقق شرط الرشد فيها، والجواب أن التعامل هنا في الأساس مع الشركة التي وضعت الآلة، وليست الآلة سوى وسيلة للقبض فقط.
... 3 – الشرط الثالث أن يكون المبيع مالا:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
والمال هو كل ما شرع الإسلام بأنه مال مباح يجوز تملكه، فكل محرم في الإسلام هو غير محترم، وليس بمال، ولا يجوز التعاقد عليه وحتى لو كسرته أو أرقته لا تضمنه شرعا، لأنه لا قيمة له كالآلات الطرب، واشتراط أن يكون المبيع مالا، قضية مهمة جدا في المعاملات المعاصرة.
ومن أمثلة ذلك:
ـــــــــ
&&& بيع الأعضاء البشرية، وهو الآن سوق رائجة، وله شركات عالمية تبيع وتشتري في الدول الفقيرة ولكل سلعة سعر، فهل يصح هذا؟؟ والصحيح أنه لا يصح لأن الأعضاء ليست مالا بل هبة من الله لك.
ولكن هنا مسألة مهمة , هي أنه قد عرض على هيئة كبار العلماء في السعودية قضية شراء الجثث للتعلم في الطب، وهي ضرورة ملحة، وهذه المسألة من النوازل، ولهذا فلا بد من وجود علماء في المسلمين، يكون لديهم إحاطة بأمرين مهمين:
... الأول: القواعد الشرعية العامة التي أطر الشريعة الإسلامية.
... الثاني: النصوص.
ذلك أنه فهم النص في سياق القواعد الشرعية، يختلف عن فهمه مقطوعا عن ذلك، فالأول يثمر الفهم الصائب، والثاني يثمر فهما خاطئا.
فكانت الإجابة من كبار العلماء بأنه لا يجوز شراء جثة المسلم ولا استعمالها في التعليم لحرمة المسلم، بينما يجوز استعمال جثة الكافر للتعليم من باب ارتكاب أخف الضررين، وهذه فتوى صحيحة، فالكافر ليس له حرمة المسلم.
&&&ومن الأمثلة على ذلك أنه لا يجوز بيع الدم لأنه نجس فهو ليس بمال، ولا الكلب لأنه محرم والمحرم ليس بمال، وقيل يجوز، إن جاز استعماله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/325)
4– الشرط الرابع أن يكون المبيع ملكا للمشتري:
ـــــــــــــــــــــــــــ
وهنا مسألة قد عمت بها البلوى، لها علاقة بهذا الشرط، وهي أن لدينا كثير بل أكثر الناس سياراتهم، بل بيوتهم، وغيرها، قد اشتروها عن طريق المرابحة في بعض البنوك الإسلامية.
والمقصود هنا، أن بيع المرابحة، أعترض عليه بأنه قد تخلف فيه شرط ملك البائع لما يبيعه ـ وهو البنك الإسلامي ـ وأنه لا يجوز له بيع ما لا يملكه.
ومثال ذلك: لو جاءك شخص وقال أرغب بشراء سيارة صديقك، فقلت له بعتك، ناويا أنك تشتريها من صديقك ثم تبيعها عليه، وقال اشتريت، فهذا عقد باطل، لانه قد يأتي صاحب السيارة فيرفض بيعها لك، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا البيع قائلا ((لاتبع ما ليس عندك)) رواه أحمد وأصحاب السنن من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه.
فهل بعض البنوك الإسلامية، عندما تبيع سيارات أو سلع الشركات الأخرى، هل هو يبيع ما يملك، وما ليس عنده.
ومن المعلوم أن العميل عندما يأتي إلى البنك الإسلامي ليشتري سيارة مثلا، يقول له البنك الإسلامي: أنا أبيعك، ويقصد بذلك أنا أبيعك ما تختاره من السيارات الموجودة في الشركات التي في السوق، ولكن من أين يأتي بها؟ وهل هو يبيع ما يملك؟
وقد حاول بعض الفقهاء أن يخرجوا البنك الإسلامي من هذا الإشكال بما يلي:
... أولا: أن يعد العميل البنك الإسلامي بالشراء، والبنك يعد العميل بالبيع، ويوقع الطرفان على (الوعد). ومعنى هذه الورقة الموقعة بين الطرفين بالوعد: أي: البيع لم يتم بعد، لكن وعدناك بالبيع بعدما نشتري السلعة، وأنت وعدتنا بالشراء منا.
... ثانيا: يجعل البنك هذه الورقة ملزمة؟ فأنت عندما تأتي البنك الإسلامي، وتوقع على الوعد بالشراء، فأنت ملزم بإتمام العملية، ويقولون هي ليست ببيع، حتى لا نقع في إشكال بيع مالا يملك البائع، وإنما هي وعد، والمسلم مسؤول عن وعده، ملزم بالوفاء به.
... ثالثا: بعدها يعطي البنك الإسلامي للشركة، قيمة البضاعة نقدا، ويحولها إلى المشتري بالأقساط بربح معلوم، فيضمن بذلك عدم تراجع المشتري عن الصفقة، ويضمن أيضا ربحه فيها.
وقد ألف الشيخ محمد الأشقر رسالة بين فيها بطلان هذه المعاملة، وأن إلزام العميل بالبيع عند الوعد بالشراء لا يجوز، لانه يجعل البنك كأنه قد باع مالا يملك وحرر هناك أن الوعد لا يلزم، وفصل القول فيه: هل يلزم الوعد بالشراء قضاء أم ديانة؟
ومعنى ذلك أنني إذا وعدتك، ولم اشتر، فاشتكيت للقضاء فهل يلزمني القاضي بذلك؟ ومعنى ديانة، أن القضاء إذا لم يلزمني، هل عليه إثم لو أخلفت وعدي، وعلي التوبة.
وبين أن الوعد بالشراء هنا غير ملزم، وأن الواجب أن يشتري البنك الإسلامي السلعة من الشركة ويملكها بعقد رسمي يكون بمثابة حيازتها، ثم يبيعها للعميل مقسطة ويربح فيها، وليس للبنك الإسلامي أن يلزم العميل بمجرد الوعد بإتمام الصفقة، لان ذلك في حقيقته بيع، وإن كانت صورته صورة وعد.
لكن المتحايلون أتوا بطريقة أخرى: وهي أن لا يقوم البنك الإسلامي بشراء السلعة، بعقد رسمي من الشركة التي يطلب العميل سلعة منها، ويكون العق بمثابة الحيازة، بل يكفي الإيجاب والقبول عن طريق الهاتف، ثم يوقع مع العميل عقد البيع، ويبيع السلعة بالأقساط، ثم بعد ذلك يتم البنك الإسلامي العملية مع الشركة.
ولكن هذه العلمية أيضا غير شرعية، وإنما هو تحايل، أرادوا به أن يفارقوا في الصورة فقط، بين ما تجريه شركات التسهيلات الربوية، ومعاملة البنك الإسلامي، وقد صح في الحديث أن صلى الله عليه وسلم ((نهى أن تباع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم)) رواه أبو داود من حديث زيد بن ثابت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/326)
وهذا يعني أن التاجر يجب عليه بعد التملك أن يحوز السلعة إذا أراد إعادة بيعها، وحيازة كل شيء بحسبه، وليس معناها بالضرورة نقل السلعة إلى مكان البائع في كل الأحوال، فقد تكون السلعة طائرات أو سفنا أو سيارات كثيرة لايمكن البائع أن ينقلها، ولكن يجب أن تكون السلعة، انتقلت إليه وصارت في حوزته، مثل أن يكون ثمة أوراق رسمية لها قوة القانون تثبت أن السلعة هي في حوزة البنك ومسجلة باسمه، بحيث لو فرض أن تراجع المشتري، فالسلعة قد دخلت في ذمة البنك الإسلامي دخولا تاما.
وننبه هنا إلى أن من صور بيع السلع قبل حيازتها، ما يحصل أحيانا في بيع التورق، فعلى سبيل المثال، نجد من هو بحاجة إلى نقود، يذهب ليشتري كمية من الإسمنت مثلا بالأقساط، ويوقع على الشراء، ثم يبيعه مباشرة لمقاول بسعر أقل نقدا، وذلك قبل الحيازة، بل إنه لا يعرف أين بضاعته، وهذا بيع منهي عنه، وهو بيع التاجر السلعة قبل حيازتها، أما إذا فصلت البضاعة، وأخليت للمشتري، ثم باعها المشتري للمقاول، فهذه هي مسألة التورق التي فيها الخلاف المشهور،، ومن أهل العلم من يحرمها مطلقا ومنهم من يبيحها بشرط الحيازة مطلقا، ومنهم من يبيحها بعد الحيازة للحاجة فقط.
وكلنا يتذكر أن أزمة سوق المناخ، إنما حدثت بسبب مخالفة هذا الشر ط، أعني شرط ملك السلعة قبل بيعها، فقد كانت تباع أسهم شركات وهمية بالأجل، طامعا من يشتريها أن يعيد بيعها ويحصل على الأرباح، ريثما يحين الأجل فيقدر على تسديد الدين الذي عليه، ولكن الذي حدث أن السوق الوهمي انهار وبقيت الديون على أصحابها، وتحملت الدولة أزمة كبيرة جدا بقيت إلى سنوات.
... 5 – الشرط الخامس القدرة على التسليم:
ـــــــــــــــــــــــــ
وهذا شرط أساسي، لأنه إن لم يمكن التسليم فلن يتحقق مقصود البيع، ومثال ذلك تحريم بيع السمك في الماء والطير في الهواء، وبيع سلعة هي في بلاد حرب على سبيل المثال، فلا يمكن تسليمها، فهذا كله لا يصح.
... 6 – الشرط السادس معرفة الثمن
ــــــــــــــــــــ
ويحدد ثمن السلعة بالمشاهدة أو الوصف.
... 7 - معرفة المثمن، أي السلعة:
ـــــــــــــــــــ
بالمشاهدة أو الوصف كذلك، مثاله: إن قال بعتك سيارة وقال الآخر اشتريت لم يصح، فلم تعرف السيارة ولا ثمنها، ولو قال بعتك سيارة بخمسة آلاف لم يصح لعدم معرفة العملة، فيجب تحديد الثمن، إلا إن كانت العرف يحددها ولكن على شبكة الإنترنت مثلا يجب تحديد العملة.
والمشاهدة، يمكن أن تكون عن طريق الوسائل التي تنقل الصوت والصورة، ويكفي ذلك في مشاهدة السلع في البيوع، إن كانت موثوقة، ويبقى المشتري على الخيار إن وجد الواقع مختلفا.
ولكن هل يصح أن فيتزوج رجل في السعودية بامرأة في إندونيسيا والشهود في الكويت في مجلس واحد هو غرفة في الإنترنت! فهل يصح العقد؟ هذه المسألة تحتاج إلى بحث؟
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@@رابعا: الشروط في البيع
ـــــــــــــــــــ
الفرق بين شروط البيع والشروط في البيع، أن الشروط في البيع يقصد بها، تلك الشروط التي يتفق عليها الطرفان البائع والمشتري، أثناء عقد البيع، مثال ذلك: وضع شرط جزائي على المقاول إذا لم ينه البناء خلال شهر مثلا
أو أن أبيعك سيارة وأقول لك: بشرط أن لا تبيعها حتى تنهي أقساطها، أو يشترط الخيار في البيع لمدة ثلاثة أيام، أو الرهن، ونحو ذلك.
والعقود هذه الأيام، مليئة بالشروط بسبب تعقد الحياة، فما هي أهم أحكام الشروط في البيع.
... قال كثير من العلماء: الشروط نوعان، صحيح وفاسد
... والشرط الصحيح على ثلاثة أنواع:
ـــــــــــــــــــــ
... 1 – شرط من مقتضى العقد، وهو كما يقال (تحصيل حاصل)، كأن تعطيني البضاعة وأعطيك الثمن (تسليم الثمن والمثمن).
... 2– شرط من مصلحة العقد (الرهن، الشهود، الخيار).
... 3 – شرط البائع أو المشتري نفعا معلوما، مثل أن يشترط البائع سكنى الدار شهرا قبل تسليمها إلى المشتري، أو يشترط المشتري على البائع حمل الحطب أو تكسيره ونحو ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/327)
والحنابلة هنا لا يجيزون أكثر من شرط من النوع الثالث، ويقولون إن شرط أكثر من شرط، بطل البيع، ولكن الصحيح أنه لا يبطل، وله أن يشترط أكثر من شرط من النوع الثالث، وهم قد استدلوا بحديث ((لا يحل سلف وبيع و شرطان في بيع ولا ربح ما لم يضمن ولابيع ما ليس عندك)) رواه الخمسة من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه، إلا ابن ماجة فله منه (ربح مالم يضمن وبيع ما ليس عندك) وسنبين معناه قريبا إن شاء الله تعالى.
... وننبه هنا إلى أمر مهم جدا: وهو أن كثيرا من العلماء يعتبرون الشروط في الأصل باطلة، وهذا يسبب إشكاليات كثيرة في هذا العصر، فالمعاملات الحالية مليئة بالشروط، وتتم صفقات بين دول بشروط وبنود كثيرة ودقيقة للغاية، فإذا جعلنا الأصل في الشروط أنها محرمة فهذا سيكون سببا في حرج شديد، وسنأتي بعد قليل على هذه النقطة بمزيد إيضاح.
... أما الشروط الفاسدة فقسمت إلى:
ـــــــــــــــــــــ
... 1 – شرط يبطل العقد من أصله، كاشتراط أحدهما على الآخر عقدا أخر، كسلف أي سلم، وقرض، وبيع وإجارة ونحو ذلك.
... 2 – فاسد يبطل الشرط ويصح العقد، أي يصح معه البيع، كأن يشترط أن لا خسارة عليه، أو متى نفق وإلا رده، أو لا يبيع السلعة، أو لا يهبها، أو أن يبيعها على فلان، أو يهبها لفلان، فهنا عند جمهور العلماء، يبطل الشرط وحده، ويصح العقد، وسيأتينا أن الصحيح صحة هذه الشروط.
... 3 – ما لا ينعقد معه العقد، كقوله بعتك إن رضي فلان،أو إن جئتني بكذا.
... هذا هو التقسيم المشهور، غير أن ثمة نزاع في كثير من أنواع القسم الثاني ـ قسم الشرط الفاسد ـ، وجمهور العلماء يجعلون الأصل في الشروط التحريم، فلا يباح منها إلا بدليل، ولهذا فقد جعلوا كثيرا من الشروط التي فيها مصلحة للمتعاقدين أو أحدهما، فاسدة، وبعضهم أجاز الشرط الواحد ومنع أكثر منه، وكل ذلك فيه نظر.
وقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أنه لا يصح القول بأن الأصل في الشروط التحريم، وقال: إن الصحيح أن الأصل في الشروط في البيع الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم.
&&& ومثال على ذلك: لو باعك بائع السلعة وشرط أن لا تبيعها لغيرك، إلا بعد أن تعرضها عليه، أو اشتريت سلعة بشرط إن نفقت وإلا رددتها على البائع، فالأصل إباحة هذه الشروط وتلزم بالعقد، وكذلك إذا شرط المشتري على البائع أكثر من شرط ولكنها مباحة في الأصل، كل ذلك جائز وصحيح ولازم، لانه لم يرد نص في تحريمها.
وقد أورد العلماء القائلون بأن الأصل في الشروط التحريم عدة أدلة:
... 1– منها حديث ((كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط))
... 2– حديث (نهى عن بيع وشرط).
... 3 – حديث ((نهى عن بيع وسلف وعن شرطين في بيع)).
ورد عليهم شيخ الإسلام ابن تيميه بما يلي:
... قال رحمه الله (القول الثاني أن الأصل في العقود والشروط: الجواز والصحة ولا يحرم منها ويبطل إلا مادل الشرع على تحريمه وبطلانه، نصا أو قياسا، عند من يقول به، وأصول أحمد المنصوصة عنه: أكثرها يجري على هذا القول ومالك قريب منه،ولكن أحمد أكثر تصحيحا للشروط، فليس في الفقهاء الأربعة أكثر تصحيحا للشروط منه .... هذا القول هو الصحيح: بدلالة الكتاب والسنة، والإجماع، والاعتبار مع الاستصحاب، وعدم الدليل المنافي.
أما الكتاب فقد قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) والعقود هي العهود، وقال تعالى: (وإذا قلتم فاعدلوا ولوكان ذا قربى وبعهد الله أوفوا) وقال تعالى (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا) فقد أمر الله بالوفاء بالعقود، وهذا عام، وكذلك أمر بالوفاء بعهد الله وبالعهد، وقد دخل في ذلك ما عقده المرء على نفسه، بدليل قوله تعالى (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل) فدل على أن عهد الله يدخل فيه ما عقده المرء على نفسه، وإن لم يكن الله قد أمر بنفس ذلك المعهود عليه قبل العهد، كالنذر والبيع، إنما أمر بالوفاء به، وهذا قرنه الصدق في قوله (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا) ... وإذا كان جنس الوفاء ورعاية العهد مأمورا به ن علم أن الأصل صحة العقود والشروط، إذ لامعنى للتصحيح إلا ما ترتب عليه أثره، وحصل به مقصوده، ومقصود العقد: هو الوفاء به، فإذا كان الشارع قد أمر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/328)
بمقصود العهد، دل على أن الأصل فيها الصحة والإباحة)
وأجاب على الاحتجاج بحديث (ليس في كتاب الله) بقوله: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم (من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط، كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق) فالشرط يراد به المصدر تارة، والمفعول أخرى، وكذلك الوعد والخلف، ومنه قولهم درهم ضرب الأمير، والمراد به هنا ـ والله أعلم ـ المشروط، لانفس المتكلم، ولهذا قال: (وإن كان مائة شرط) أي: وإن كان مائة مشروط، وليس المراد تعديد التكلم بالشرط، وإنما المراد تعديد المشروط، والدليل على ذلك قوله: (كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق، أي: كتاب الله أحق من هذا الشرط، وشرط الله أوثق منه، وهذا إنما يكون إذا خالف ذلك الشرط كتاب الله وشرطه، بأن يكون المشروط مما حرمه الله تعالى، وأما إذا كان المشروط مما لم يحرمه الله تعالى، فلم يخالف كتاب الله وشرطه ...... فمضمون الحديث: ان المشروط إذا لم يكن من الأفعال المباحة، أو يقال: ليس في كتاب الله: أي ليس في كتاب الله نفيه، كما قال (سيكون أقوام يحدثونكم بما لم تعرفوا أنتم ولا آباؤكم) أي: بما تعرفون خلافه، وإلا فما لا يعرف كثير) مجموع الفتاوى 29/ 132ـ161
ومعنى كلامه أن مقصود حديث (كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل) أي كل مشروط حرمته الشريعة، فهو باطل، وليس مقصوده أن كل شرط زائد على العقد محرم إلا ما كان منصوصا عليه.
... أما الحديث الثاني: وهو حديث (نهى عن بيع وشرط) فهو حديث لا أصل له فلا يحتج به.
... أما الحديث الثالث: وهو حديث (نهى عن شرطين في بيع) قال ابن القيم: إن الصحيح أن الشرطين في البيع هما البيعتان في البيعة، وهو بيع العينة، وهو أن يحتاج الشخص للنقد، فيأتي شخصا آخر، ويقول له: أبيعك سيارتي بثلاثة آلاف نقدا وأشتريها منك بخمسة مقسطة.
... قال ابن القيم رحمه الله في تعليقه على معالم السنن بعد ذكر الأقوال في تفسير حديث (نهى عن شرطين في بيع): ((فإذا تبين هذه الأقوال فالأولى تفسير كلام النبي صلى الله عليه وسلم بعضه ببعض. فنفسر كلامه بكلامه. فنقول: نظير هذا نهيه صلى الله عليه وسلم عن صفقتين في صفقة , وعن بيعتين في بيعة. فروى سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صفقتين في صفقة ". وفي السنن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " من باع بيعتين في بيعه فله أوكسهما , أو الربا ". وقد فسرت البيعتان في البيعة بأن يقول " أبيعك بعشرة نقدا , أو بعشرين ونسيئة " هذا بعيد من معنى الحديث من وجهين. أحدهما: أنه لا يدخل الربا في هذا العقد. الثاني: أن هذا ليس بصفقتين , إنما هو صفقة واحدة بأحد الثمنين. وقد ردده بين الأوليين أو الربا. ومعلوم أنه إذا أخذ بالثمن الأزيد في هذا العقد لم يكن ربا. فليس هذا معنى الحديث. وفسر بأن يقول " خذ هذه السلعة بعشرة نقدا وآخذها منك بعشرين نسيئة وهي مسألة العينة بعينها. وهذا هو المعنى المطابق للحديث. فإنه إذا كان مقصوده الدراهم العاجلة بالآجلة فهو لا يستحق إلا رأس ماله , وهو أوكس الثمنين فإن أخذه أخذ أوكسهما , وإن أخذ الثمن الأكثر فقد أخذ الربا. فلا محيد له عن أوكس الثمنين أو الربا. ولا يحتمل الحديث غير هذا المعنى وهذا هو بعينه الشرطان في بيع. فإن الشرط يطلق على العقد نفسه. لأنهما تشارطا على الوفاء به فهو مشروط , والشرط يطلق على المشروط كثيرا , كالضرب يطلق على المضروب , والحلق على المحلوق والنسخ على المنسوخ. فالشرطان كالصفقتين سواء. فشرطان في بيع كصفقتين في صفقة: وإذا أردت أن يتضح لك هذا المعنى فتأمل نهيه صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر عن بيعتين في بيعة , وعن سلف وبيع. رواه أحمد. ونهيه في هذا الحديث عن شرطين في بيع وعن سلف في بيع فجمع السلف والبيع مع الشرطين في البيع , ومع البيعتين في البيعة. وسر ذلك: أن كلا الأمرين يئول إلى الربا , وهو ذريعة إليه. أما البيعتان في بيعة: فظاهر , فإنه إذا باعه السلعة إلى شهر ثم اشتراها منه بما شرطه له , كان قد باع بما شرطه له بعشرة نسيئة. ولهذا المعنى حرم الله ورسوله العينة. وأما السلف والبيع: فلأنه إذا أقرضه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/329)
مائة إلى سنة , ثم باعه ما يساوي خمسين بمائة: فقد جعل ذا البيع ذريعة إلى الزيادة في القرض الذي موجبه رد المثل , ولولا هذا البيع لما أقرضه ولولا عقد القرض لما اشترى ذلك. فظهر سر قوله صلى الله عليه وسلم " لا يحل سلف وبيع , ولا شرطان في بيع " وقول ابن عمر " نهى عن بيعتين في بيعة وعن سلف وبيع " واقتران إحدى الجملتين بالأخرى لما كانا سلما إلى الربا. ومن نظر في الواقع وأحاط به علما فهم مراد الرسول صلى الله عليه وسلم من كلامه , ونزله عليه. وعلم أنه كلام من جمعت له الحكمة , وأوتي جوامع الكلم , فصلوات الله وسلامه عليه , وجزاه أفضل ما جزى نبيا عن أمته)) انتهى.
&&& واليوم يحدث هذا البيع ـ أعني شرطين في بيع أو بيعتين في بيعة ـ بطريق الحيلة، فيذهب اثنان إلى البنك الإسلامي، يقول أحدهما أريد أن أبيع سيارتي على فلان تظاهرا فقط، ثم ترد السيارة على صاحبها بعد انتهاء المعاملة، الهدف أن يأخذ من البنك الإسلام المال نقدا، والبنك يقسط عليه السعر الجديد، وهذه تسمى العينة الثلاثية، لأنهما ادخلا طرفا ثالثا هو البنك الإسلامي، وهذا البيع هو المقصود بالنهي عن شرطين في بيع، أي بيع العينة، أو بيعتين في بيعة كلها بمعنى واحد.
... والخلاصة: أن حديث المؤمنون على شروطهم، عام يدل على إباحة الشروط ما لم يرد نص على تحريم شرط بعينه، وأن كل شرط غير محرم فهو ملزم والله اعلم، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وأصول أحمد ونصوصه تقتضي جواز شرط كل تصرف فيه مقصود صحيح، وإن كان فيه منع من غيره)) مجموع الفتاوى 29/ 169
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@خامسا: الخيار:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من حكمة الشريعة أنها جعلت للمتعاقدين الخيار بعد العقد، حتى يكون لهما فرصة لمراجعة هذا العقد، فقد يطرأ سبب لتغير رأي أحد المتبايعين، أو يجد أحدهم في الصفقة، غير ما اتفقا عليه في العقد، فلهذا أوجدت الشريعة الحكيمة فرصة للنظر، وذلك من خلال باب الخيار، وقد عد العلماء أنواعه فبلغت سبعة أنواع:
... 1 - خيار المجلس:
ـــــــــــــ
ومعنى خيار المجلس، أنه إذا بيعت سلعة، فإن للبائع والمشتري حق فسخ العقد ماداما في المجلس، حتى يفترقا، فكأن العقد مفتوح، حتى يخرج أحدهما من المجلس ويتفرقا بالأجساد عن بعضهما، مثال ذلك: اشتريت سيارة، وأنت والبائع في مجلس واحد، فإنه يجوز لك التراجع مادمتما في المجلس لم تتفرقا بأبدانكما.
... فإن أراد المتبايعان أن يمضيا العقد على الفور، فهناك طريقتان لإنهاء خيار المجلس:
الأولى: أن يفترقا بالأجساد عن بعضهما فيخرج أحدهما من المجلس.
والثانية: إسقاط شرط الخيار في العقد، فيقول أحدهما تبايعنا ولا خيار، فإن رضي الآخر سقط الخيار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار، مالم يتفرقا وكانا جميعا، أو يخير أحدهما الآخر، فإن خير أحدهما الآخر، فتبايعا على ذلك فقد وجب البيع وإن تفرقا بعد أن تبايعا ولم يترك واحد منهما البيع فقد وجب البيع) متفق عليه، وهذا يعني أنهما إن اتفقا على إسقاط خيار المجلس سقط.
وهل يجوز للبائع تعمد مفارقة المجلس لإسقاط الخيار دون اتفاق مع الآخر؟ الجواب: لا يحل له ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:" ... ولا يحل له أن يفارقه خشية أن يستقيله " روه الخمسة إلا ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
وترك المجلس ينضبط بالعرف، فإن كانا في طائرة أو سفينة فينتهي الخيار بترك المكان الذي عقدا فيه العقد، وإن كانا على شبكة الإنترنت فينتهي الخيار بترك المجلس على الشبكة، فيخرج أحدهما من الغرفة في برنامج البال توك مثلا أو غيره، وعلى أية حال فهذه المسألة بحاجة إلى بحث وهو من النوازل، فالشبكة ـ الإنترنت ـ تجمع الناس رغم التباعد في مجلس واحد، فهل يعد هذا مجلسا أم لا، تحتاج هذه المسألة إلى بحث.
... 2 – خيار الشرط:
ــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/330)
هو أن يقول أحدهما: أريد خيارا ثلاثة أيام مثلا لإتمام الصفقة لهذه السلعة، فإن غيرت رأيي انحل العقد، وقد يطلب هذا الشرط البائع، وقد يطلبه المشتري، أو كلاهما، وهو خيار مشروع غير محدد، فيكون بحسب اتفاقهما شهرا أو أسبوعا أو غير ذلك، ويجب أن يكون اشتراط هذا الشرط، في صلب العقد، أو في مدة خيار المجلس، ولا يصح بعد لزوم العقد، كما يشترط أن يكون إلى أجل معلوم محدد، كشهر مثلا.
... 3 – خيار الغبن
ـــــــــــ
وهو يتعلق بالسعر، فلو اكتشف البائع أو المشتري أنهما غبنا، بأن يشتري المشتري بأعلى من سعر السوق، أو البائع بأدنى منه، فوق العادة، فلكل واحد منهما الخيار، فيأتي بالبينة على أنه غبن، ويفسخ العقد أو يمسك إن شاء، والضابط هو سعر السوق.
... 4 – خيار التدليس
ــــــــــــ
فإن اكتشف المشتري أو البائع وضع شيء في السلعة يزيدها جمالا، كعمل تلميع للسيارة مثلا، فتظهر بمظهر غير مظهرها الحقيقي، فيزيد ذلك في سعرها بما لا تستحقه، ويثبت هذا الخيار بما يزيد به الثمن، أما مالايتاثر به الثمن فلا يثبت به هذا الخيار، مثل التغيير المتعارف عليه، كأن يغسل السيارة لتبدو جميلة وجديدة.
فإن ثبت خيار التدليس فله خيار الفسخ، وقد ورد في السنة ما يسمى التصرية، وهو ترك الناقة فلا تحلب أياما، ثم تباع وضرعها مملوء على أنها حلوب، وعندما يحلبها المشتري أول مرة ثم الثانية يفاجأ بأنها كانت مصراة، فهذا تدليس وغش يفسخ به العقد، قال صلى الله عليه وسلم: ((لاتصروا الإبل والغنم فمن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاعا من تمر)) متفق عليه.
... 5 – خيار العيب:
ــــــــــــ
إن ظهر في السلعة عيب ينقص قيمة المبيع ـ وليس كل عيب ـ أخفاه البائع بعلم أو بدون علم، ولكن تم العقد على عدم وجود هذا العيب، فله الحق في خيار العيب بفسخ العقد أو أخذ التعويض وهو قسط ما بين قيمة الصحة والعيب.
&&& وهنا شيء نسمعه كثيرا في حراج السيارات بقول البائع: أبيعك حديد سكراب! فهل تبرأ الذمة هنا؟
في ذلك تفصيل: فالواجب أن يعرّف البائع المشتري عن العيوب فلا يسقط خيار العيب إن علمها، أما إن لم يعلم فالمؤمنون على شروطهم، فله أن يقول أبيع حديدا (سكراب): " ... فإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ".
وبعض الناس يسأل: هل يجب علي أن أذكر كل عيوب السلعة؟ فضابط ذلك أن تجعل نفسك في مكان المشتري، فما أحببت أن تعرفه عن السلعة فأخبر أخاك عنه كما صح في الحديث: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه، وقد يشق ذلك على النفس لأنك تريد أعلى سعر، فتذكر حينئذ الحديث " ... فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما " فلا تغش أخاك المسلم، وتذكر بركة الصدق وأن الغش لن ينفعك في الحقيقية، وإن كان نفعا عاجلا فهو ممحقة للبركة.
... 6 – خيار الخلف بقدر الثمن.
ــــــــــــــــــ
فإن اختلفا بقدر الثمن فقال الأول: بعتك بمائة، وقال الآخر: بل بتسعين، ولا بينة أو شهود أو دليل، فلهما الفسخ، بعد أن يحلف البائع أولا، ثم المشتري، ثم لكل واحد منهما الفسخ إن لم يرض أحدهما بقول الآخر.
... 7 – خيار الخلف في الصفة
ـــــــــــــــــ
على سبيل المثال، بقول المشتري: اشتريت هذا الأثاث، وقول البائع: بل غيره، أو وجد السلعة قد تغيرت عما وصف له، أو عما رآه، وكان الفارق بين الرؤية والتسليم وقت قصير، أو مثل قول مشتر: اشتريت سيارة كاملة المواصفات، وقول بائع ليست كذلك، ولا بينة بينهما، تحالفا ثم الفسخ.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@@سادسا: الربا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... وهو مبحث مهم للغاية، ذلك أن الله تعالى قد لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه) رواه مسلم، فتناول اللعن كل من له صلة أو علاقة بالربا، و قال تعالى:" فأذنوا بحرب من الله ورسوله " وقال " يمحق الله الربا ويربي الصدقات "، فهذا يدل على أن الربا خطره عظيم، وضرره جسيم.
... هذا وينقسم الربا إلى قسمين: ربا الديون وربا البيوع.
@@@ ربا الديون:
ـــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/331)
وهو الذي تمارسه البنوك الربوية، وهو القرض الذي يجر منفعة، وتقوم عليه البنوك الكبرى، والقاعدة العامة في الشريعة " كل قرض جر نفعا فهو ربا "، والقرض يجب أن لا يكون معه أي نفع بل بذل مجاني، ومحض إحسان، حتى لو كان النفع بعقد ثان مقرون بعقد القرض، فإنه ربا، ومثاله:
&&& نبيعك الأرض بالدين بشرط أن نكون نحن الذين نبنيها لك، وهذا لا يجوز لأنه جر نفعا.
&&& ومن الأمثلة المعاصرة المثيرة للجدل، بطاقة الائتمان التي فيها سحب على المكشوف بمعنى أنه لا يكون ثمة رصيد عندك، فهم يدينونك من مال البنك، إذا سحبت في حال لم يكن رصيدك فيه شيء ـ أو يكون لديك رصيد ولكن السحب لا يكون من رصيدك فورا وإنما من شركة الفيزا بالتعاون مع البنك ـ ثم إذا نزل راتبك، أو لاحقا، سحبوا منه ما أقرضوك، وأخذوا زيادة وقالوا هذه عمولة.
ثم هم فوق ذلك ينتفعون أيضا من جهة أخرى، حيث تبقى أموالك عندهم يستثمرونها فلو لم تكن أموالك عندهم لم يعطوك هذا الدين، فهم إذن إنما أعطوك مقابل نفع لهم، وهناك نوع آخر من النفع، وهو الاشتراك السنوي لهذه الفيزا، فلو فرضنا أن مائة ألف شخص، دفعوا ستين دينارا، فالمجموع هو ستة ملايين دينارا سنويا!
وهو مبلغ كبير انتفع به البنك وأعطاك بطاقة يمكن أن تستدين بها، فهل هذا كله، من باب النفع الذي يأتي به الدين، وبالتالي تكون بطاقة الائتمان التي تمكن العميل من السحب على المكشوف محرمة أم هي عمولة مقابل تسهيل الوصول إلى المال في هذا العالم المعقد، هذه مسألة نازلة اختلف فيها العلماء، وهي بحاجة إلى بحث.
... وعلى أية حال، هذا هو ربا الديون، والبنوك الربوية إنما تقوم على ربا الديون، يودع الزبائن الأموال في صورة دين ويأخذون عليه فائدة سنوية، وإذا أرادوا قرضا يعطيهم البنك ويأخذ فوائد فاحشة.
ومن الناس من يقول نحن نضع أموالنا عندهم، وبعد سنة يعطوننا زيادة على أموالنا خمسة بالمائة مثلا، فلا يوجد استغلال كما يوجد في الربا، وإنما هي الفائدة والمصلحة، فلماذا تحرمون التعامل مع البنك الربوي؟؟
** والجواب أن البنك الربوي له وجهان:
وجه قبيح شيطاني.
ـــــــــ
وآخر جميل في الصورة الظاهرة فقط
ـــــــــــــــــــ
ولكل وجه نافذة يستقبل بها العملاء، فالوجه الحسن يستقبل به من يضعون أموالهم يبتغون بذلك الفائدة، وفي النافذة الأخرى الوجه القبيح الذي يدين به المحتاجين إلى القروض.
فمن يريد سيارة فاخرة ـ مثلا ـ أو بيتا واسعا أو يختا، على سبيل المثال يعطيه البنك قرضا، ويأخذ منهم فوائد عالية تصل إلى ثمانين بالمائة! ثم يعيد يزيد الفوائد كلما تأخر السداد، ثم يعيد الجدولة إن طلب العميل ذلك، ويضاعف الفوائد أضعافا مضاعفة، ولو تخلف في الدفع ذهب إلى السجن!
بينما يعطي البنك المودعين خمسة بالمائة كل سنة فقط، فيعتقد هؤلاء أن البنك لا يصنع إلا المعروف.
وواقع الحال أن البنك الربوي إنما يأكل الربا أضعافا مضاعفة، من جهة، ويعطي النزر اليسير منه من جهة أخرى.
ثم هو أيضا يضع أموال المودعين، في بنوك ربوية عالمية ويأخذ عليها، فوائد بمقدار خمسة عشر بالمائة مثلا، ثم يعطي المودعين خمسة ويأخذ عشرة، فالبنك الربي كالشخص الجشع، الذي يمتص دماء الناس، ويكون ثروة بالديون بفائدة فقط، دون أن يسهم في توفير فرص عمل أو مشاريع.
وبتتبع التاريخ علم أن الذين أتوا بفكرة البنك الربوي، هم اليهود وهم أهل الربا، قال تعالى:" وأكلهم الربا وقد نهوا عنه "، وقال: " سماعون للكذب أكالون للسحت "، فغذاء عقولهم الكذب وغذاء قلوبهم السحت.
ويقال أن الفكرة بدأت في ألمانيا، حين فكر اليهود هناك، بأن التجار والمزارعين لديهم أموال يضعونها في البيوت، فلو جمعناها في مكان واحد عندنا (المصرف) وحفظناها لهم ونعطيهم عليها فوائد قليلة آخر السنة، واستفدنا من بقاءها لدينا بأن ندين المحتاجين بفائدة أعلى ونأخذ الفرق لنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/332)
ثم أعلنوا للناس أن لدينا أموالا للقروض، فمن أراد أن يفتح مشروعا ويستدين فليأتنا ونضع عليه فائدة، ثم جاء الناس يأخذون الديون، ويرهنون البيوت وكلما تأخروا زادوا عليهم بجشع اليهود، فإذا جاء آخر العام جاء من وضع أمواله لديهم من التجار، فقالوا له إن مالك قد زاد زيادة خمسة بالمائة، فيفرح بذلك، ويبقى ماله لديهم، وهم إنما استفادوا من ماله، بإقراض المحتاجين بفائدة، وجعلوها لهم، وهكذا أصبحوا أثرياء بطريق الربا، ثم انتشرت هذه الفكرة حتى صار الربا جزءا لا يتجزأ من النظام الاقتصادي العالمي وجعلوه مبنيا على الربا.
وهتلر في كتابه كفاحي ذكر هذه الحقيقة، فقال أن اليهود دمروا ألمانيا بالربا والدعارة.
****وربا الديون قد يمارس بشكل واضح، وقد يمارس بالحيل.
وثمة حيل عديدة على الربا:
ــــــــــــــــ
&&& أـ فمثلا رجل عنده شيك مؤجل بسبعين ألفا، فتأتي شركة وتعمل كوسيط، وتقول نحن نعطيك ستين ألفا وحول علينا الشيك الذي هو مستحق لك على الغير، ولا تنتظر مدة التأجيل، وهي حيلة على الربا، فكأنهم يعطونه ستين ألفا، ويستردوها سبعين ألفا، وهذا هو الذي يسمى خصم الأوراق التجارية، وهو ربا، ولذلك لا تفعله البنوك الإسلامية.
&&& وكذلك المداينة وهي تشبه العينة – والعينة أن يبيع شخص لآخر بأجل ثم يشتري السلعة منه حالا بسعر أقل – ففي المداينة يدخل طرف ثالث، فيشتري الأول من الثاني مؤجلا، ثم يبيعه لثالث حالا بثمن أقل.
&&& ومن ذلك العينة الثلاثية، وهي منتشرة بين الناس، مثل أن يذهب اثنان للبنك فيتظاهرا بأن أحدهما باع الآخر سيارة، ثم ترد لصاحبها، ويأخذ قيمة الشيك ممن تظاهر أنه باع السيارة على البنك الإسلامي، ويبقى على المشتري الأقساط التي هي أكثر من النقد الذي استلمه.
&&& وثمة حيل أخرى منها أن يبيعك شيئا مع الدين، فيداينك مبلغا، ويبيعك مع الدين قلما بمائة دينار والثمن مؤجل، والقلم لا يساوي دينارا! ويقول هذا دين وبيع وهو في الحقيقة حيلة على الربا.
&&& ومن الحيل الأخرى شركة هبتكو، وتدعي أنها تعمل بالألبان فتأخذ أموالك وتعمل فيها وتعطيك 8% من رأس مالك الذي أعطيتهم، إن أردت استرجاع مالك بعد الشهر الأول، و25% في الثاني و60% في الثالث و100% بعد ثمانية أشهر.
وهذا شيء غير معقول، ولابد أن في الأمر سرا ما، والذي أشكل على الناس أنهم يمنحونك نسبة، فظنوا أن هذا جائز، وهم إنما يمنحونك نسبة من رأس المال لا من الربح فهو كالدين بفائدة، بالإضافة أنهم يجعلون أموالهم في بنوك أوروبية تمنحهم أرباحا عالية بعد أشهر، ومن غرائب شأنهم، أنهم يشترطون أن لا يكون التحاكم إلا في مصر أو الكويت حيث القانون يصير من بعض الوجوه في صالح من يعلن إفلاسه، وقد قيل أن لهم نشاطا في غسيل الأموال أيضا، والحقيقة أنها شركة ربوية، وأما ادعاؤها أنها تستثمر أموال المشتركين في التجارة، فهو غطاء فقط.
@@@ربا البيوع:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وينقسم إلى قسمين: ربا الفضل، وربا النسيئة.
ولابد أن نقدم هذه المقدمة حتى نفهم ربا البيوع بقسميه.
ربا البيوع، هو ربا يجري عند التبايع بين أصناف محددة من الأموال، تسمى الأموال الربوية، وليس معنى الأموال الربوية هنا، أي المحرمة لأنها كسب ربوي، بل المعنى أن ربا البيوع يجري فيها إن تم التبايع فيما بينها بطريقة غير شرعية، وحتى نعرف الطرق الشرعية للتبايع بين هذه السلع التي هي الأموال الربوية، أولا نقسم الأموال إلى قسمين:
... أحدهما:
ـــــــ
الأموال الربوية: وهي التي يجري فيها ربا البيوع.
... الثاني:
ـــــــ
الأموال غير الربوية: وهي التي لا يجري فيها ربا البيوع، وهي كل ما عدا الأموال الربوية.
وتنقسم الأموال الربوية إلى مجموعتين.
فلنسم المجموعة الأولى مجموعة (أ)
... أ – وهي تضم ما يلي:
الذهب، الفضة، الأوراق النقدية، والعلة التي جمعت بين هذه الأصناف هي الثمنية أي كونها أثمانا للسلع، ولهذا فكل عملة هي صنف مستقل، فهذه المجموعة كبيرة العدد.
والقاعدة التي يجب أن تتبع هنا هي:
**** أنه إذا كان البيع بين نفس الصنف (ذهب بذهب، فضة بفضة) وجب أن يكون الطرفان، متماثلين بالوزن، ووجب أيضا التقابض يدا بيد أيضا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/333)
*** فإن عدم شرط التماثل، سمى البيع ربا الفضل.
... وأما إذا كان البيع بين صنفين مختلفين لكنهما من داخل المجموعة (ذهب بفضة، دينار بجنيه، ذهب بدينار، فضة بجنيه) وجب التقابض يدا بيد، ولا يشترط التماثل
... وإن عدم شرط التقابض سمي البيع ربا النسيئة.
... ولنسم المجموعة الثانية مجموعة (ب)
وهي تضم:
... ب – الملح، التمر، البر، الشعير (والعلة هي مجموع الكيل أو الوزن مع الطعم، فكل ما تنبته الأرض مما يكون فيه هذه العلة فهو داخل في هذه المجموعة)
وتجري هنا القاعدتان السابقتان في التبايع داخل هذه المجموعة أيضا.
**** أما عند التبايع بين أصناف المجموعتين، أي صنف من المجموعة (أ) وصنف من المجموعة (ب) فلا يشترط التماثل في الوزن، ولا يشترط التقابض في المجلس.
&&&فإن قال قائل: إذا أردت أن تشتري تمرا من نوع (خلاص) مثلا بتمر رديء، فلابد أن يختلف الوزن أو الكيل في هذه الحالة، فنقول: بع الأول بالأوراق النقدية، ثم ابتاع الصنف الثاني بالثمن الذي قبضته من بيع الصنف الأول الجيد حتى تخرج من الربا.
&&& وقد يقول قائل عندي ذهب قديم وأريد جديدا، فنقول لا يصح التبايع بين الذهب والذهب إلا بالتساوي، أو تبيع القديم بنقد ثم تشتري بالنقد الجديد، ولو شرط البائع أن لا تشتري إلا من عنده لم يصح أيضا.
&&& وهنا مسألة مشهورة: وهي هل يجوز شراء الذهب بالفيزا إذا كانت القيمة تخصم فورا من حساب المشتري، فنقول: نعم إذا كان يخصم فورا، فكأنه تقابض.
وكذلك ترد مسألة الحوالات للعملات بين الدول، فمن يريد تحويل الدينار إلى جنيه في مصر، وتصل إلى مصر بعد يومين أو أكثر، فهل يصح ذلك مع أننا نعلم أنه يشترط التقابض في المجلس؟ لأنهما مشتركان في علة الربا فكلاهما من نفس المجموعة التي علتها الثمنية؟
قال بعض العلماء أن الحوالة لا تصح، ولكن الحاجة ملحة، وهي حاجة عامة، فتنزل منزلة الضرورة.
ولا ريب أن هذا صحيح، ذلك أن بعض الدول يقوم اقتصادها على تحويل العملة من الخارج.
وقال بعض العلماء أن هذه العملية وهي الحوالة، تتضمن صرفا أي تبايعا بين عملتين، وتوكيلا من أحد الطرفين للطرف الآخر، أو استئجارا له، بالقيام بإرسال العملة التي اشتراها، إلى بلد أخر مقابل عمولة، فهي عملية جائزة لا إشكال فيها، من يأخذ منك الدينار ثم يحوله إلى جنيه فكأنك قبضت الجنيه، ثم وكلته عنك في توصيل هذا المال إلى بلدك، وهذا تخريج صحيح ويرفع الحرج خاصة في هذا الزمان، إن شاء الله تعالى.
&&& ومثال آخر: لديك بطاقة ائتمان (فيزا) وسافرت وانقطع بك السبيل، فيمكنك أن تسحب على بطاقتك على المكشوف من عملة ثانية، فيعطونك بالدولار ثم يأخذون من رصيدك بالدينار مع فارق العملة ويعتبرونه بيعا، فهل حصل التقابض هنا، ومن أهل العلم من قال إن هذه العملية، مركبة من أن المصرف يداينك الدنانير ثم يقوم بالصرف مع البنك الذي سحبت منه بالفيزا، ويتوكل عنك في هذا البيع، وتستلم أنت العملة الأخرى، ثم يأتي فيما بعد، ويقبض دينه، ويأخذ أجر وكالته، فأجازوه من هذا الباب.
&&& كما أثيرت هنا مسألة شراء الذهب بالشيك، ولكن الشيك لا يفي بشرط التقابض، فإنه لو كان بغير رصيد لا يستفيد منه، وإنما يحب التقابض بالمال والشيك ليس مالا بل ورقة تأخذ بموجبها المال، ولذا فشراء الذهب بالشيكات لا يجوز.
&&& لكن بعض الناس يقول: يمكن لصاحب محل الذهب أن يتصل بالبنك، ويتأكد من وجود صيد للشيك، ويحجز المبلغ من رصيد العميل لصالحه، بالاتفاق مع البنك على طريقة يتم بها ذلك، ففي هذه الحالة نقول يجوز، ويكون بمثابة التقابض.
**** وأما التبايع بين الأموال الربوية وغير الربوية فلا يشترط أيضا التماثل في الوزن ولا الكيل ولا التقابض في المجلس، مثلا تشتري سيارات بأوراق نقدية، أو تشتري ثياب بذهب، وأكثر التبايع إنما يكون في هذه الدائرة التي لايجري فيها ربا البيوع.
**** وكذلك داخل الأموال غير الربوية
وهي كل الأموال غير الأموال الربوية، كالخام والطابوق والسيارات والفاكهة وغيرها، كلها لا يشترط بينها، التماثل ولا التقابض.
&&& ويرد سؤال: هل هناك أموال نضيفها على الأموال الربوية أم هي مقصورة على هذه الأصناف الستة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/334)
هناك أقوال عدة لأهل العلم:
... 1 – مذهب الظاهرية أنها الأصناف الستة فقط (الذهب، الفضة، البر، الشعير، التمر، الملح)
... 2 – قال بعض العلماء كل ما يجري فيه الكيل يضاف إلى الأصناف الأربعة البر الشعير والتمر والملح، وقال بعضهم ما يجري فيه الوزن، وقال غيرهم كل مطعوم.
... 3 – وبعضهم كالأحناف زاد فقال كل خارج من الأرض.
... 4 – ومنهم من قال مجموع الكيل أو الوزن مع كونها مطعومة، فيدخل هنا في المجموعة ب: الأرز والفول والعدس والذرة والسكر والعسل والحليب، فهي مكيلة أو موزونة مطعومة.
أما علة جريان الربا في المجموعة (أ) فهي الثمنية، فكون الذهب والفضة أثمانا للأشياء أجرى فيها الربا، ولذا قيل إن الأوراق النقدية أيضا أثمان فيجري فيها الربا، وهذا هو الصحيح، وقد اتفق عامة فقهاء العصر على أن الأوراق النقدية، تقاس على الذهب والفضة، وتجري عليها أحكامها في الزكاة والربا، وهذا هو الصحيح الذي لا يستقيم سواه.
... وأحكام ربا البيوع، مأخوذة من حديث أبي سعيد الخدري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء فمن زاد أو استزاد فقد أربى " وفي رواية " فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد "، رواه البخاري هذا مع اشتراكهم في علة الربا في نفس المجموعة والله أعلم.
**** وهنا قاعدة مهمة جدا في باب الربا وهي: أن الجهل بالتماثل بمنزلة العلم بالتفاضل.
وهذا يعني أن قوله صلى الله عليه وسلم:" ... مثلا بمثل سواء بسواء " في البيع بين أفراد الصنف الواحد، أن جهلنا بكونهما متساويين، هو كعلمنا بتفاضلهما.
ونذكر بعض الأمثلة:
&&& المثال الأول: بيع الحب المشتد في سنبله بجنسه لا يجوز.
&&&المثال الثاني: بيع الرطب باليابس من جنسه (المزابنة) لا يجوز.
ومثاله بيع التمر بالرطب، والزبيب بالعنب، فلا يجوز حتى عند التماثل، لأنهما في الحقيقة تماثل في الظاهر، ولكنها غير متماثلين، فأحدهما معه من غير جنسه عندما يكون رطبا، فإن معه الماء.
&&&المثال الثالث: بيع اللحم باللحم بعظمه لا يجوز، وقد ورد النهي عن بيع الحيوان باللحم لهذا السبب.
ذلك أن وجود العظم يؤدي إلى عدم العلم بالتماثل، وكذا الرطب باليابس، فلا يعلم تساويهما، فهو كعلمنا بتفاضلهما، وحتى لو قلنا نزيد العنب قليلا فلا سبيل لمعرفة التماثل بالضبط.
&& ولكن هنا استثناء مهم، وهو استثناء بيع التمر بالرطب فقط، حيث كان التمر هو القوت الأساسي في زمن النبوة، كما قالت عائشة رضي الله عنها: (والله يا ابن أختى! إن كنا لننظر إلى الهلال، ثم الهلال، ثم الهلال؛ ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول الله نار.قلت:يا خالة! فما كان يعيشكم؟ قالت:الأسودان:التمر والماء، إلا أنه كان لرسول الله جيران من الأنصار، وكانت لهم منايح، فكانوا يرسلون إلى رسول الله من ألبانها فيسقيناه) متفق عليه، وتأملوا يا أخواني أولئك الرجال الذين كان أكثر طعامهم التمر والماء، كما ورد في الأثر: (كنت جالساً مع أبي هريرة بأرضه بالعقيق، فأتاه قوم من أهل المدينة على دواب فنزلوا، قال حميد: فقال أبو هريرة: اذهب إلى أمي وقل لها: إن ابنك يقرئك السلام ويقول: أطعمينا شيئاً، قال: فوضعت ثلاثة أقراص من شعير وشيئاً من زيت وملح في صحفة، فوضعتها على رأسي، فحملتها إليهم، فلما وضعته بين أيديهم، كبر أبو هريرة وقال: الحمد لله الذي أشبعنا من الخبز بعد أن لم يكن طعامنا إلا الأسودان؛ التمر والماء، فلم يصب القوم من الطعام شيئاً! فلما انصرفوا قال: يا ابن أخي! أحسن إلى غنمك، وامسح الرغام عنها، واطلب مراحها، وصل في ناحيتها؟ فإنها من دواب الجنة، والذي نفسي بيده ليوشك أن يأتي على الناس زمان، تكون الثلة من الغنم، أحب إلى صاحبها من دار مروان) رواه البخاري في الأدب المفرد، كيف أن أولئك الرجال الذين كان هذا طعامهم فتحوا الدنيا وملئوها نورا وعلما وهدى.
والمقصود أن الرطب أحسن من التمر، ومن الناس من لديه التمر ويريد الرطب وليس لديه نقود، فهنا حاجة ماسة للحصول على الرطب وهي حاجة عامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/335)
فرخصت الشريعة ببيع التمر بالرطب في ما يطلق عليه (العرايا)، وهي أن يشترى التمر بالرطب على النخل، يخرص فيجعل مقابل وزنه تمرا، بشرطين:
الأول: الحاجة فلا تباع لغني ولكن لم يحتاج إلى أكلها رطبا لان النبي صلى الله عليه وسلم إنما رخص بها لاهل الحاجة، الثاني: أن يكون أقل من خمسة أوسق، ولا يجوز التفرق قبل القبض أيضا.
وفي ذلك ورد حديث سهل بن أبي حثمة قال (نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ن بيع الثمر بالتمر ورخص في العرايا أن يشتري بخرصها يأكلها أهلها رطبا) متفق عليه.
وعن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا بخرصها فيما دون خمسة أوسق أو في خمسة أوسق) متفق عليه
وهنا مسالة مشهورة عند الفقهاء، وهي مسألة (مد عجوة ودرهم) ويطلق عليها الفقهاء (بيع ربوي بجنسه، ومعهما أو مع أحدهما من غير جنسهما)
ومثاله: يبع مد تمر مثلا (والمد مقدار من كيل) ودرهم، مقابل درهمين
يقول العلماء: لم يتميز ما يقابل الدرهم من جميع الدرهمين، ولا ما يقابل المد، وإنما الجملة مقابل الجملة، فلاتحصل المماثلة بين الجنسين، بما يقابل كل جنس من جنسه.
وكذلك يجري هذا الإشكال في: بيع مد عجوة ودرهم بمد عجوة ودرهم؟ أو كيلو من التمر ودينار ذهب بمثلهما؟
قال أهل العلم يحرم هذا لانه يدخل في قاعدة الجهل بالتساوي كالعلم بالتفاضل، وحسما لمادة الربا، فهو يفتح باب التحايل.
وقد ورد في ذلك حديث فضالة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بقلاده فيها ذهب، وخرز اشتراها رجل بتسعة دنانير، أو سبعة، فقال صلى الله عليه وسلم: لاحتى تميز بينهما، قال: فرده حتى ميز بينهما) رواه أبو داود، ولمسلم (أمر بالذهب الذي في القلادة فنزع حده، ثم قال: الذهب بالذهب وزنا بوزن).
ولكن يوجد رواية عن الإمام احمد ـ وقد اختارها شيخ الإسلام ـ أن المفرد إذا كان أكثر من الذي معه غيره، فإن ذلك جائز، وكذلك إذا كان مع كل واحد منهما من غير جنسه وهذا مذهب أبي حنيفة.
وقد سئل شيخ الإسلام عن بيع الاكاديس الإفرنجية بالدراهم الإسلامية، مع العلم بأن التفاوت بينهما يسير لا يقوم بمؤنة الضرب، بل فضة هذه الدراهم أكثر، هل يجوز المقابضة بينهما؟ أم لا؟
فأجاب: هذه المقابضة تجوز في أظهر قولي العلماء، والجواز فيه له مأخذان: بل ثلاثة:
أحدهما: إن هذه الفضة معها نحاس، وتلك فضة خالصة، والفضة المقرونة بالنحاس أقل، فإذا بيع مائة درهم من هذه بسبعين مثلا من الدراهم الخالصة فالفضة التي في المائة أقل من سبعين، فإذا جعل زيادة الفضة بإزاء النحاس جاز على أحد قولي العلماء الذين يجوزون مسالة (مد عجوة) كما مذهب أبي حنيفة، وأحمد في إحدى الروايتين.
ثم ذكر حديث القلادة الآنف الذكر و قال:
وكذلك إذا لم يعلم مقدار الربوي، بل يخرص خرصا، مثل القلادة التي بيعت يوم حنين، وفيها خرز معلق بذهب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لاتباع حتى تفصل) فإن تلك القلادة لما فصلت كان ذهب الخرز أكثر من ذلك الذهب المفرد، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع هذا بهذا حتى تفصل، لان الذهب المفرد يجوز أن يكون أنقص من الذهب المقرون، فيكون قد باع ذهبا بذهب مثله، وزيادة خرز، وهذا لا يجوز.
وإذا علم المأخذ، فإذا كان المقصود ببيع دراهم بدراهم مثلها، وكان المفرد أكثر من المخلوط، كما في الدراهم الخالصة بالمغشوشة، بحيث تكون الزيادة في مقابلة الخلط، لم يكن في هذا من مفسدة الربا شيء، إذ ليس المقصود بيع دراهم بدراهم أكثر منها، ولا هو بما يحتمل أن يكون فيه ذلك فيجوز التفاوت) مجموع الفتاوى 29/ 454
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[25 - 10 - 03, 10:37 ص]ـ
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@سابعا: الشركات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/336)
لعل من أهم مظاهر الاقتصاد العالمي المعاصر هو الشركات، وللعولمة علاقة وطيدة بالشركات، ذلك أن العولمة ـ كما يقال ـ ماهي إلا مائة شركة أمريكية وغربية عملاقة، تريد أن توحد السوق العالمي، وتدخل أسواق العالم، بعد أن تحطم العوائق المحلية، تحت قانون دولية يسمى منظمة التجارة الدولية، ولهذا فإن العولمة، ما هي إلا استيلاء الشركات الكبرى على أسواق العالم، وضمان بقاء الشمال الغني ثريا، وبقاء الجنوب الفقير فقيرا، ولهذا تقوم المظاهرات الكثيرة ضد العولمة في العالم الغربي.
والذي يهمنا هنا، هو الشركات في الاقتصاد الإسلامي، وهي تنقسم إلى خمسة أقسام:
1 – العنان 2 – المضاربة 3 – الوجوه 4 – الأبدان 5 – المفاوضة
ومن الممكن أن تجتمع هذه الأنواع كلها في شركة واحدة، كحال الشركات العملاقة.
... أولا: شركة العنان
ـــــــــــــ
حيث يضع كل من الطرفين مالهما والعمل يكون أيضا بينهما، فهي شراكة كاملة، مثل أن يضع أحد الشريكين، ألف دينار، والآخر مثله، والعمل عليهما معا.
ولها شروط هي:
1 – أن يكون رأس المال عند الحنابلة من النقدين، وفي قول لا يشترط هذا وهو الصحيح، فإن كان لدي عين وغيري لديه مثلها صح أن نجعلها رأس مال ونشترك في العمل معا.
2 – أن يكون كل من المالين معلوما فلا تصح بمجهول.
3 – أن يكون حاضرا لا بالذمة أو الدين.
4 – أن يكون الربح بينهما بنسبة معلومة من الربح لا من رأس المال.
فلو قال أحدهما أريد 100 دينار شهريا مثلا لم يصح، وقد ذكر ابن المنذر الإجماع على أنه لا يصح أن يشترط أحدهما دراهم معلومة.
... شركة المضاربة:
ـــــــــــ
ويعرفونها بأنها دفع نقد معلوم لمن يتجر به بجزء مشاع معلوم من ربحه، وهذا يعني أن راس المال من طرف، والعمل من طرف آخر، ويكون الربح بينهم وفق ما يتفقان عليه.
... والفرق بين البنك الإسلامي والبنك الربوي أن البنك الإسلامي قائم على أساس شركة المضاربة، بينما يقوم البنك الربوي على أساس ربا الديون.
... وشروط شركة المضاربة (حيث المال من طرف والعمل من الآخر):
... 1 – أن يكون رأس المال من النقدين (والصحيح أنه لا يشترط).
... 2ـ وأن يكون راس المال معلوما.
... 3 – أن يكون الربح معلوما بينهما بالنسبة بحسب الاتفاق، كأن يكون
20% من الربح للعامل، و80% لصاحب رأس المال على سبيل المثال.
وما اتفقا عليه من النسبة من الربح، يلزمهما.
... والبنك الإسلامي قائم على أن المساهمين في حساب التوفير شركاء معه في شركة المضاربة، عليه العمل، وعليهم المال، ثم في نهاية العام ينقسم الربح بينهما، وفق ما اتفقا، وكل بحسب ما شارك به.
... فالبنك الإسلامي مضارب يعطي النسبة من الربح، لا من رأس المال كالبنك الربوي، فإن لم يربح، فإنه لا يوزع شيئا على المساهمين.
**وهكذا التجارة لا تخلو من مخاطر، فإن قيل: فكيف يتقي البنك الإسلامي خطر الخسائر، وفقدان العملاء، والجواب: أنه كما أنك إذا أردت أن تختار موظفا لديك، تختاره نشيطا ذكيا لديه خبرة وعلم، فكذلك تختار البنك الإسلامي، الذي لديه مشاريع كثيرة فإن خسر في أحدها عوض من الآخر، ولهذا فمن النادر جدا خسارة البنك صاحب الرأسمال الكبير، إلا بحدوث كارثة عامة كالغزو الخارجي، أو الزلزال، وهنا يخسر الجميع سواء البنك الربوي أو الإسلامي.
&&& ولنضرب مثلا يفرق بين تقاسم الربح منسوبا إلى رأس المال كما تفعل البنوك الربوية، وتقاسمه منسوبا إلى الأرباح، فشركة هبتكو مثلا، كتب في العقد أنهم يعطون نسبة من رأس المال، وهذا حرام مجمع عليه، ولكن قد خدع بعض الناس بكونهم يعطون نسبة، وقالوا أن النسبة تجوز، ولكن النسبة هنا إنما هي من رأس المال، فهي مبالغ محددة.
&&&وقد يقول قائل إن المضارب قد يكذب علي في قدر الربح فينقص ربحي، بينما إذا اتفقت معه على مبلغ معين من المال ضمنت حقي، فنقول: أنت بنيت هذا الاحتمال على كسلك وخمولك، فتريد مالا بدون عمل، أما أحكام الشريعة، فهي: إما أن تثق بالمضارب، أو تتابعه وتتأكد من صحة ربحك.
أو تعطي العمال أجرة شهرية فهم في هذه الحالة أجراء عندك، والأموال كلها لك، أو تأخذ نسبة من أموال المضاربة، وغير هذا لا يجوز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/337)
&&&فإن قال قائل: فأنا أريد أن أؤجر المحل للعمال بأجرة فهذا على احتمالين:
... الأول: أن عقد الإجارة يقع على الرخصة وهذا لا يجوز، لان الرخصة كفالة، وتأجير الكفالة لا يجوز.
... الثاني: أن تشتري لهم معدات وتؤجرها عليهم بسعر السوق، ففي هذه الحالة، لا توجد حيلة، ولا يجوز أن يوضع في الاعتبار حين الاتفاق على عقد الإجارة، وجود الرخصة التجارية، وهذا هو المخرج الشرعي.
&&& مثال: أن أشتري حافلة (باص)، وأقول للسائق: أؤاجرك هذا الباص بمائتي دينار، واعمل عليه كما شئت، فهنا أصبح الباص عينا مؤجرة، والعقد عقد إجارة لا مضاربة، بشرط ألا تكون ثمة حيلة، فتكون أجرة الباص في السوق 50 دينارا مثلا، وأنت أجرت عليه بمائة وخمسين، وباقي المبلغ مقابل الكفالة أو الإقامة، فهذا لا يجوز، فالشرط أن تكون أجرته مماثلة لمثله في السوق، فإما أن تجعل العمال أجراء عندك، أو تجعلها شركة مضاربة إذا وثقت فيهم.
... شركة الوجوه:
ـــــــــــ
ويعرف العلماء هذا النوع بأن يشترك اثنان لامال لهما في ربح ما يشتريان من الناس بذممهما، أي بجاههما وثقة التجار فيهما، من غير أن يكون لهما رأس مال، إذن هذه شركة لمن ليس لديهم مال حاضر، ولكن لهم مكانة ووجاهة وثقة بين الناس، فهم يستطيعون أن يشتروا بوجوههم بالأجل بثقة الناس بهم، فيشترون بضاعة إلى أجل سويا ثم يبيعونها سويا، ويردون الدين إلى أصحابه، ويصبح الربح لهم.
... شركة الأبدان:
ــــــــــ
ويعرفها العلماء بأن يشتركا فيما يتملكان بأبدانها من المباح، كالحشيش، والاحتطاب، والاصطياد، وهذا النوع من الشركات ليس فيه رأس مال، فكلاهما يعمل من كسب يده، كصيادي سمك على سبيل المثال، يذهبان سويا وما يصيدانه يضعانه سويا، ثم يقسمانه فيما بينهما أو يبيعانه ويقتسمان الثمن.
... شركة المفاوضة:
ــــــــــــ
وهي أن يفوض كل من الشريكين الآخر بأن يبيع ويشتري ويتصرف في سائر المعاوضات في رأس المال، وتقبل ما يرى من الأعمال، وهي يمكن أن تسري أيضا في الشركات كلها.
فشركة العنان قد يكون فيها مفاوضة، وكذلك سائر الشركات السابقة.
... والأصل أن أنواع الشركات أربع (مضاربة، وجوه، عنان، أبدان) وقد يكون بين الشريكين عدة أنواع من الشركات فلا إشكال في ذلك، فقد يكون بينهما عنان ومضاربة، بأن يضع أحدهم ألفي دينار، ويضع الآخر ألفا وعليه العمل، وقد أصبحا شريكين بالعنان والمضاربة، وهذا جائز لا إشكال فيه.
** وقد تجتمع الأنواع الأربعة في شركة واحدة عملاقة، ويمكن ضبط كل المعاملات بالحاسوب، والمقصود أنها مهما اختلطت ومهما تداخلت، فلا إشكال فيها، فما لم تتضمن عقودا وشروطا تخالف الشرع فهي مباحة، والأصل في المعاملات الإباحة.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@ ثامنا: البنوك الإسلامية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
... الاقتصاد الإسلامي في عامته حديث عن البنوك الإسلامية، عن أهدافها ومصادر الأموال فيها، وعن الخدمات التي تقدمها والأحكام الشرعية المتعلقة بذلك.
... وأصل فكرة البنوك مستوردة من غير المسلمين، ولا آتي بجديد إن قلت إنك لو فتحت المصادر الفقهية كالمغني وروضة الطالبين والهداية والمدونة، فلن تجد حديثا عن المصارف أو البنوك.
... غير أن المسلمين حين رأوا غيرهم، قد أسسوا مصارف وأنها تؤدي أعمالا وخدمات ضرورية للناس، أدركوا أن وجود بديل إسلامي للمصارف، ضرورة لابد منها، وذلك بأن نأخذ هذه الفكرة التي أحدثها غير المسلمين، ونجعل منها صورة إسلامية.
... فإن قال قائل: ألا يكون هذا من قبيل التشبه بالكفار، فالجواب أن اتخاذ وسائل التعامل وتنظيم الحياة، إن لم يكن لها علاقة بالعقيدة ولا كانت شعارا للكفار يميزهم عن غيرهم، بحيث من فعله، يكون متشبها بهم، بل كانت شأنا عام ينظم الحياة، ويدير شؤون الناس، عند الكفار وغيرهم، فإن فعله ليس من قبيل التشبه بالكفار، والنبي صلى الله عليه وأصحابه، سلكوا وسائل كثيرة كانت تستعمل عند غير المسلمين، سلكوها لتحقيق أهداف الإسلام، فلاحرج في ذلك، لانه ليس من قبيل التشبه بالكفار المحرم في شريعتنا.
... ولنبدأ بالحديث عن أهداف البنوك الإسلامية:
ــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/338)
***أهداف البنوك الإسلامية ليست تقديم الخدمات فقط، بل أعمق من ذلك بكثير، وبعضها مرتبط بالعقيدة، وأهم أهدافها هدفان:
... أحدهما:
ـــــــ
التخلص من التبعية الاقتصادية لغير المسلمين.
وهذا الهدف هدف أسمى للاقتصاد الإسلامي، ذلك أن المعاملات المصرفية، ونظام النقد، إذا صارت مقاليده بيد غير المسلمين، أدى ذلك إلى استعباد الأمة.
ذلك أن الاقتصاد في هذا العصر قد يدمر الدول والمجتمعات، ويهدد الأمن والاستقرار، وقد يؤدي إلى سحب رؤوس الأموال من بنوك الدولة فتنهار، وقد يؤدي بالدولة إلى أن تصبح مقاليدها السياسية ليست بيدها، وتخضع تشريعاتها بل عقيدتها لمن يسيطر على اقتصادها، من هنا لابد من إيجاد بنوك إسلامية عملاقة، تدير الاقتصاد في بلاد المسلمين، وتخلصنا من التبعية.
هذه هي الفكرة الأساسية لهذا الهدف، ويتفرع منه ثلاثة فروع:
... أولا: في المعاملات المصرفية.
ــــــــــــــــــــ
من المهم إنشاء بنوك في الدول الإسلامية، تقوم بالمعاملات المصرفية فيما بين المسلمين، وتؤدي الخدمات التي تحتاجها الشعوب الإسلامية، مثل إرسال أموال للخارج أو استقبال أموال، أو فتح اعتمادات للتجار، وأحيانا تكون صفقات كبيرة، فإن لم يكن هناك بنوك إسلامية فسوف يضطر المسلمون إلى أن يفتح غير المسلمين فروعا عندهم، وحينها يصبح النظام المصرفي كله مقيدا بمعاملات غير المسلمين المصرفية، وهذا خطر يجب تجنبه.
... ثانيا: في شؤون النقد:
ــــــــــــــــ
لا يخفى أن كثيرا منا يتساءل كيف أصبح الدولار أقوى عملة في العالم، والجواب: أن ذلك بسبب تبعيتنا نحن في نظام النقد العالمي، وإلا فالواجب أن يسعى المسلمون لتكون ثمة عملة إسلامية عالمية أقوى من الدولار، أو تنافسه على الأقل.
... ثالثا: رؤوس الأموال.
ــــــــــــــــ
من أهداف البنك الإسلامي توجيه رؤوس الأموال الإسلامية إلى داخل البلاد الإسلامية واستثمارها فيها، وإدارتها بأيد إسلامية.
الثاني من أهداف البنوك الإسلامية: جمع و استثمار رؤوس الأموال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وذلك من خلال هذه القنوات:
... أ - الحث على الادخار، فالبنك الإسلامي يدعو أصحاب الأموال، للاستثمار في المشاريع طويلة الأجل، لينتفع بها اقتصاد الدول الإسلامية.
... ب – الحد من التضخم، ويحدث التضخم عندما تضعف العملة، أي أن العملة لا توازي القيمة الشرائية داخل البلد، فالبنوك الإسلامية، لا تلجأ إلى خلق نقود دون مقابل، لأنها إنما تقوم على استثمار ما لديها من الودائع دون إثراء غير مشروع، بينما تقوم البنوك التجارية بفتح اعتمادات يسحبون عليها، ويستفيد البنك الربوي من أضعاف المبالغ المودعة لديه، وهذا الإنفاق الذي لا يقابله إنتاج يزيد حجم المتداول من النقد دون مقابل من السلع أو الخدمات، ونتيجة هذا هو إرتفاع الأسعار، ويحصل التضخم النقدي، فالبنوك الإسلامي من أهدافها القضاء على هذه المظاهر.
... ج – تشجيع المعاملات التجارية المباشرة بين الدول الإسلامية، وبذلك لا تتدخل فيها بنوك عالمية غير إسلامية، وتتحرر التجارة ويسهل التبادل، ونقول مع الأسف الشديد إن هذه الهدف قد بدأ في أوروبا والغرب، لا في الدول الإسلامية.
... د – التمويل الاستثماري، يعني أن التاجر الذي يريد مالا يفتح به مشاريع استثمارية بطرق شرعية، يوفر له البنك هذا المال كي لا يتوجه للبنوك الربوية ويقع في الربا.
... هـ - جمع الزكاة وتوزيعها، ويستفيد من الزكاة التي يجمعها فيستثمر ويستفيد في هذا الجزء المهم من الاقتصاد الإسلامي.
هذه هي مجمل أهداف البنوك الإسلامية، وإذا لم تحقق هذه الأهداف تكون قد فشلت فشلا ذريعا وتحولت إلى ظاهرة شكلية تؤدي دورا ثانويا خاليا من المضمون.
مصادر الأموال الإسلامية في البنوك الإسلامية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
تنقسم مصادر الأموال في البنوك الإسلامي إلى قسمين:
... 1 – مصادر داخلية.
ــــــــــــــ
وهي رأس مال البنك، والفرق بين البنك الإسلامي، أن أصحاب رأس المال شركاء وليسوا دائنين للبنك في حالة البنك الإسلامي، بينما هم دائنون للبنك في حالة البنك الربوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/339)
والمصدر الداخلي الثاني هو: الأموال المحتجزة من الأرباح (الاحتياطات).
وذلك أنه يحق للبنك أن يحجز الأرباح ليحمي رأس المال، فلو كان ثمة أرباح وحصلت خسارة فيما بعد، فإن الخسارة تغطى بالأرباح، وهذا يكون باتفاق منذ البداية بين البنك والعميل، ولدينا في الفقه الإسلامي في شركة المضاربة، لا يأخذ المضارب الربح حتى يأذن رب المال لأنه قد يجعل الربح في ضمان رأس المال بسبب الخسارة التي قد تحدث.
... 2 – مصادر خارجية:
ـــــــــــــــ
... أولا ـ الودائع.
أكبر مصدر خارجي هو الودائع، فالبنك الإسلامي، عامة أمواله ودائع للناس، وهناك أنواع منها:
أ – الوديعة الاستثمارية: وهي حساب التوفير.
ـــــــــــــــــــــــــ
ب – الوديعة تحت الطلب: وهي الحساب الجاري.
ـــــــــــــــــــــــــــ
ج – الوديعة الادخارية: وهي أن تضع أموالك عندهم لفترة زمنية طويلة، فتدخرها وتأخذ عليها أرباحا.
ـــــــــــــــ
د – وديعة المستندات: تضع عندهم مستندات ويأخذون عليك أجرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و لعل أكثر أموال البنك من الودائع التي وضعها الناس عنده ويتاجر بها في السوق.
... ثانيا ـ الهبات والتبرعات.
... الخدمات التي يقدمها البنك الإسلامي وأحكامها الشرعية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
عامة المعاملات التي تؤديها البنوك الإسلامية، تدور حول هذه العقود: الإجارة، الشركة، القرض، الضمان، الوكالة، الوديعة، والحوالة.
وبعض المعاملات تتركب من اثنتين أو ثلاث أو أربع من هذه العقود.
ووظيفة الهيئة الشرعية في البنك أن تخرج الخدمات والمعاملات التي يقدمها البنك الإسلامي تخريجا شرعيا ضمن هذه العقود السبعة،وربما غيرها أيضا، بشرط أن لا يكون فيها تحايل، ولهذا أبدى بعض العلماء رأيا وجيها هو ضرورة أن تستقل الرقابة الشرعية للبنوك الإسلامية عن إدارة البنك حتى لا تلجأ إلى الحيل لإباحة ما هو محرم.
... وهذه أحكام بعض المعاملات التي تؤديها البنوك الإسلامية:
&&& 1 – حفظ الودائع، فالبنك الإسلامي يحفظ أموال المشتركين كودائع ويعطيهم أرباحا عليها إن كانت ودائع استثمارية، وله أن يأخذ أيضا أجرة على حفظ الأموال إن كان المقصود منها الإيداع لمجرد حفظها.
ولكن لا يجوز للبنك أن يعطي فوائد ثابتة على الوديعة، ولكن يأخذ أجرة على ما يقوم به من خدمات مصرفية.
&&& 2 – المعاملات المصرفية، ومن أهم ما يسأل عنها الناس هذه الأيام:
ــــــــــ
(بطاقة الائتمان)
ـــــــــ
وهي بطاقة تسديد المدفوعات، ويوجد 200 بنك في العالم في أكثر من 163 دول تصدر بطاقة الائتمان.
والإشكال الذي في هذه البطاقة أن البنك يأخذ من التاجر حسما من الفاتورة عند شراء العميل من التاجر، وهذا الحسم ظاهره أنه فائدة ربوية مقابل إقراض البنك العميل لحامل البطاقة، وهذا الإقراض ربا، والبنوك الربوية تأخذ فوق هذا رسوم تأخير فيما لو تأخر استرداد القرض من العميل مع الفوائد طبعا.
وهذا الإقراض معجل بمعنى أن البنك يأخذ الفائدة من التاجر فورا، ثم يسترد دينه من العميل بعد ذلك.
ويقول بعض العلماء لسان حال البنك أنه يقول للتاجر (لا تكن أيها التاجر شريكا في البيع على حاملي البطاقة إلا بشرط أن تدفع عنه فائدة القرض، ولسان حال حاملها يقول للتاجر، أنا أشتري منك وأحيلك بالثمن على البنك، بشرط أن تدفع فائدة القرض للبنك).
والإشكال الثاني أنك عندما تسحب من حسابك نقدا من بنك آخر، فإن يخصم عليك فائدة قدرها 4% وهي فائدة على القرض.
فإن قيل فكيف يصدر البنك الإسلامي هذه البطاقة، وكيف يسمح باستعمالها، فالجواب أنهم يقولون إننا لا نسمح له بالسحب من بنكنا نقدا، وأما حسم التاجر فهو عمولة مقابل منفعة تسهيل المعاملات بواسطة هذه البطاقة.
فأما البنوك الربوية فبطاقة الائتمان محرمة لأنها ربا صريح، وأما البنك الإسلامي فلا يخلو الأمر من شبهة والله اعلم.
&&& – بيع الأسهم والسندات.
ـــــــــــــــــ
ما هو الفرق بين الأسهم والسندات؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/340)
السهم هو حصة في رأس مال الشركة أي تشتري جزءا من الشركة، فتملك منها على قدر ما تملك من الأسهم، فإن كان مصنعا ملكت جزءا من المصنع.
أما السندات فهي دين لك على الشركة، وهو صك يتضمن تعهدا من البنك لحامله بسداد مبلغ في تاريخ معين بفائدة غالبا.
ولتوضيح ذلك نذكر هذا المثال:
& قد تحتاج شركة إلى مبلغ من المال لتمويل مشاريعها، ونظرا لأنها لا تملك رصيدا من المال فإنها تلجأ إلى حيلة، فتصدر سندات بالمبلغ الذي تحتاج إليه، وتعرض هذه السندات على الجمهور لشرائها، ويكون لكل سند فائدة، فإذا مضت المدة ردت إليه قيمة سنداته، واستفادة الحصول على المال.
وبيع الأسهم جائز بثلاثة شروط:
أ – أن تكون الأسهم في شركة حقيقية لا وهمية، ومعلومة.
ب – أن لا تشتمل معاملات الشركة على غرر أو تدليس أو غش أو جهالة.
ج – أن لا يكون نشاطها في تجارة محرمة كالبنوك الربوية أو معامل الخمر أو شركات السينما.
والبنوك الربوية تتعامل ببيع السندات لكن البنوك الإسلامية حظرت ذلك، فإصدارها من أول الأمر عمل غير شرعي، والتبايع فيها لا يجوز أيضا، ولا يصح لحامل السند بيعه.
&&&4 – خطابات الضمان:
ــــــــــــــــ
وهو أن يتعهد البنك بقبول دفع مبلغ معين لدى الطلب إلى المستفيد (صاحب البضاعة الذي يريد أن يبيعها من بلد آخر مثلا) نيابة عن طالب الضمان (التاجر في البلد الذي يريد استيراد البضاعة ويطلب من البنك خطاب ضمان لكي يطمئن ذلك التاجر المصدر إلى التعامل معه)، وهو نوع من التأمين النقدي، وضمان جدية كل طرف.
والسؤال هو: عندما يمنح البنك الإسلامي خطابا لتاجر على أن البنك يضمنه، فهل يجوز للبنك أخذ مقابل لهذا؟ من العلماء من قال يجوز لأنه يقدم خدمة للعميل فيأخذ عمولة عليها، ولكن الحقيقة أن خطاب الضمان هو محض إحسان لا يجوز أخذ الأجرة عليه.
هذا إذا كان خطاب الضمان غير مغطى، بمعنى أن طالب الضمان لم يضع في البنك رصيدا يغطي المبلغ الذي طلب الضمان عليه، أما إذا وضع ذلك، وأخذ البنك مبلغا مقابل خدماته فقط، فهذا يجوز، لان البنك لم يأخذ مقابل قرض أعطاه لطالب الضمان.
&&&5 – فتح الاعتمادات المستندية:
ـــــــــــــــــــــ
والاعتماد المستندي هو أن يقوم البنك بدفع مبالغ نقدية لمصدر البضاعة بناء على طلب العميل، فهو إذن وسيلة لتنفيذ الوفاء بالثمن بين البائع والمشتري.
فإن كان البنك يدفع من ماله كأنه يقرض العميل، ثم يأخذ منه بعد ذلك ويزيد فائدة فهذا هو الربا بعينه، وإن كان يأخذ مقابل ما قام به من خدمات من الاتصال بين الطرفين وتسهيل وصول البضاعة، فأخذ الأجرة على ذلك جائز، ولكن الإشكال فيما لو كان المبلغ الذي يعطيه البنك للتاجر في الخارج (مثلا) نيابة عن العميل، غير مغطى من العميل، بمعنى أن العميل لم يضع عند البنك رصيدا، ثم يقول البنك أنه أخذ عمولة أتعاب، ولكنه في الحقيقة يجعل دفع العمولة حيلة على أخذ فائدة على الربا، ونقول الضابط هنا هو: اعتبار ذلك بأجره المثل، فإذا كانت تلك الأتعاب و الخدمات، أجرة مثلها تلك العمولة التي يأخذها البنك كان بها وإلا فلا يجوز والله أعلم.
&&&6 – بيع العملات:
ـــــــــــــ
إذا تعامل البنك الإسلامي بالعملات، يجب عليه أن يراعي شرط التقابض عند التبايع بين العملتين حتى لا يقع في ربا النسيئة.
&&&7 – التحويلات:
ــــــــــــ
ويجوز للبنك الإسلامي أن يأخذ عمولة على التحويلات وذلك مقابل الخدمات، التي يقدمها، ويستفيد كذلك ربح التجارة في العملة عند التحويل إلى الخارج بعملة مختلفة.
&&& 8 – الشيكات والكمبيالات والسند الإذني:
ــــــــــــــــــــــــــ
** الشيك، هو أمر من العميل إلى المصرف ليدفع إلى شخص ثالث المبلغ المدون في الشيك من حسابه الجاري.
** أما الكمبيالة فهي مثل الشيك ولكن الكمبيالة قد لا يكون السحب من بنك، بل من غيره، كما أن الشيك أمر بالدفع في الحال، أما الكمبيالة ففي وقت معين.
** أم السند الإذني فهو يكون بين اثنين يكتب فيه أن عليه دين لفلان ويتعهد بدفع مبلغ وقدره كذا في تاريخ معين، فالسند الإذني هو بين اثنين ولا يوجد بنك هنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/341)
ويتفق السند الإذني مع الكمبيالة في أن السداد في تاريخ معين، ولكن السند الإذني لا يوجد بنك، والكمبيالة يوجد.
ويتفق الشيك والكمبيالة في وجود طرف ثالث يصرف، ولكن في الكمبيالة قد يكون البنك وقد يكون غيره، وفرق أخر أن الشيك يصرف فورا.
ومثاله أن يأتي البنك الربوي ويقول لمن عنده شيك ب 60 ألف مثلا، خذ 50 ألفا معجلة، وأنا أحصل الشيك ويكون الباقي لي، وقد يقول البنك الإسلامي لماذا لا أمارس عملية خصم الأوراق التجارية كالكمبيالات والسندات الإذنية والشيكات، وهذا لا يجوز للبنك الإسلامي التعامل فيه، لانه ليس سوى حيلة على أكل الربا.
ولكن لو فرضنا أن الشيك أو السندات التجارية على البنك الإسلامي نفسه، فهل يجوز له أن يعجل السداد مقابل أن يسقط العميل بعض الدين، والأصح أنها هذا جائز، لأنه من الصلح عن المؤجل ببعضه حالا، أو (ضع وتعجل).
وأما إن كان على غير البنك، فلا يجوز للبنك أن يمارس عملية خصم الأوراق التجارية، لان ذلك من الربا.
ويجوز للبنك أن أخذ عمولة على تحصيل الأوراق التجارية، بمعنى أن يقوم نيابة عن العملاء الذين يريدون تحصيل أموالهم، بأتعاب المتابعة وإرسال الإخطارات والإشعارات بالسداد .. إلى آخره، ويجب أن تكون هذه العمولة تناسب الجهد المبذول، بمعنى أن تكون بأجرة المثل.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@تاسعا: أحكام بعض العقود والبيوع المعاصرة
... عقد التأمين:
ـــــــــــ
عقد التأمين التجاري، من عقود الغرر، وهو عقد محرم لاشتماله على غرر كثير، وقد (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر) رواه مسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه، لان العميل لا يدري هل سيقع له حادث، فيأخذ اكثر مما أعطى الشركة، أم يذهب عليه ماله سدى لأنه لم يقع عليه حادث، وهذا غرر كبير يوجب تحريم العقد.
وقال بعض الناس إنه جائز واستدلوا بأن الأصل الإباحة، والشركة هنا تأخذ مقابل الضمان، مثل رجل يقول لآخر أسلك هذا الطريق، فإن حدث لك مكروه فأنا أضمن لك، فعليه الضمان، وقيل إن هذا هو مذهب الحنفية:
والرد عليهم: إن هذا ليس مذهب الحنفية، بل الحنفية يضمنون إذا كان السبب في هلاك ماله بأن غره حتى سلك الطريق المخوف.
وأن الضمان في الشريعة الإسلامية إنما يكون بهذه الأسباب:
1ـ العدوان
2ـ التسبب بالإتلاف (حفر بئر في طريق الناس)
3ـ وضع اليد التي ليست مؤتمنة سواء عادية مثل يد الغاصب أو ليست عادية مثل يد البائع، فالمبيع يبقى بيد البائع يضمنه، والمقصود بـ "ليست مؤتمنة" هنا أي ليس لها حكم الأمانة، وليس معناه أنها خائنة، حيث الأمانة غير مضمونة بيد الأمين ما لم يفرط
4ـ الكفالة.
وفي التأمين تلتزم الشركة بالتعويض بغير هذه الطرق الأربعة، وإنما بعقد الغرر الذي وقعته مع العميل، فهذا لا يجوز.
وقد وضع العلماء له بديلا هو التأمين التعاوني.
... فما هو التأمين التعاوني:
ـــــــــــــــــ
هو أن يجتمع عدة أشخاص معرضين لأخطار متشابهة ويدفع كل منهم اشتراكا معينا وتخصص هذه الاشتراكات لأداء التعويض المستحق لمن يصيبه الضرر.
وهنا أمر مهم وهو: أنه إذا زادت الاشتراكات على ما صرف من تعويض كان للأعضاء حق استردادها، وإذا نقصت طولب الأعضاء باشتراك إضافي لتغطية العجز، والهدف هو التعاون على تحمل المصيبة.
وهو جائز لأنه قائم على مبدأ التكافل وليس بيع الغرر.
... التسعير:
ـــــــ
قال ابن القيم (التسعير منه ما هو محرم، ومنه ما هو عدل جائز، فإذا تضمن ظلم الناس وإكراههم بغير حق على البيع بشيء لا يرضونه، أو منعهم مما أباح الله لهم، فهو حرام، وإذا تضمن العدل بين الناس، مثل إكراههم على المعاوضة، بثمن المثل ومنعهم مما يحرم عليهم من اخذ الزيادة على ثمن المثل فهو جائز بل واجب).
... بيع السفتجة:
ــــــــــ
السفتجة هي أن يعطي مالا لآخر بشرط القضاء في بلد آخر.
ولها ثلاث صور:
الصورة الأولى:
ــــــــ
أن يعطي الرجل مالا لشخص دينا، لكي يسدد الدين إلى ثالث في بلد آخر، ففي هذه الحالة المسافر أخذ الدين.
الصورة الثانية:
ـــــــــ
المسافر يعطي الدين، ويأخذ بدله في بلد آخر من طرف ثالث، لأنه يخاف من وجود المال معه بالطريق.
الصورة الثالثة:
ــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/342)
لا يوجد طرف ثالث وإنما يأخذ من نفس الذي أعطاه في بلد آخر.
وقد اختلف العلماء في حكمها، فقيل إنها لا تجوز لأنها قرض جر نفعا، الصحيح أنها جائزة لان النفع هنا ليس زيادة مال.
... بيع الدين:
ــــــــ
بيع الدين له صورتان:
الصورة الأولى:
ـــــــ
أن يكون على شخص دين قدره ألف دينار مثلا، فيتفقان مع الدائن على أن يأخذ بدله سيارة مثلا حاضرا، فهذا جائز لا إشكال فيه.
أفتى بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية واستدل بحديث (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني أبيع الإبل بالبقيع، فأبيع بالدنانير، وآخذ مكانها الدراهم، وأبيع بالدراهم وآخذ مكانها الدنانير، فقال عليه السلام: لا بأس أن تأخذها بسعر يومها ما لم تتفرقا وبينكم شيء) رواه أحمد وأبو داود.
الصورة الثانية:
ــــــــ
أن يكون على شخص دين قدره ألف دينار مثلا، فيتفق على أن يأخذ بدله ألفي صاع من البر بعد سنة.
فقال الجمهور لا يجوز، لحديث (نهى عن بيع الكالئ بالكالئ) رواه الدارقطني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقالوا أجمع العلماء على تحريم بيع الدين بالدين.
وذهب ابن تيمية وابن القيم إلى الجواز، وقال ابن القيم رحمه الله: ليس في تحريم بيع الدين بالدين نص ولا إجماع، وإما ورد النهي عن بيع الكالئ بالكالئ، ومعناه بيع المؤخر بالمؤخر، كما لو أسلم شيئا في الذمة وكلاهما مؤجل.
... بيع الخلو:
ـــــــــ
وله صور أيضا
الصورة الأولى:
ـــــــ
أن يأخذ المالك بدل الخلو من المستأجر، لأنه بحاجة إلى المال ليوسع العقار مثلا فهذا جائز لأنه بيع جزء من المنفقة مجردا.
الصورة الثانية:
ــــــــ
أن يأخذ المالك بدل الخلو من المستأجر بسبب أن القوانين تحد من حقه في إيجار عقاره بأجرة المثل، وتلزمه بتسعيرة جبرية، أو تحد من حقه في إخلاء الساكن عند نهاية المدة.
ويكون أحيانا أن أسعار الأجرة تغيرت بسبب التضخم النقدي للعملة الورقية.
فيلجأ المالك لأخذ الخلو ليعوض، وهذا جائز أيضا لأنه إنما هو جعل لتمكين المستأجر من العقار، أو هو جزء من المعاوضة على المنفعة، لكنه جزء منفصل فقط.
الصورة الثالثة:
ـــــــ
العكس، وهو أن يأخذ المستأجر بدل الخلو من المالك، وذلك في حالتين:
أـ مقابل ترك المستأجر العقار، لأنه بقي له مدة من العقد فهو يعاوض عليها.
ب ـ مقابل أن المستأجر أعطى لمالك سابق الخلو، فيقول له المالك الجديد أخرج وأنا أعطيك مقابل ما دفعته وخروجك.
وهذه معاوضة مشروعة في الحالتين.
الصورة الرابعة:
ــــــــ
أن يأخذ المستأجر بدل الخلو من مستأجر لاحق، وذلك في حالتين أيضا:
أـ أن يكون ثمة بقية في مدة العقد، فيقول الجديد تنازل لي وأعطيك عوض فهذا جائز.
ب ـ أن تكون القوانين تجيز للمستأجر القديم أن يجبر المالك على تجديد العقد كلما انتهى، فيقول المستأجر الجديد أن مستعد أن أتنازل عن هذا الحق أنني يمكنني إجبار المالك تجديد العقد لي، وأدع لك العقار مقابل عوض، مع فهذا لا يجوز، لأنه عاوض على حق غير شرعي.
... استفادة البنوك الإسلامية من عقد السلم:
ـــــــــــــــــــــــــ
السلم هو بيع موصوف في الذمة كما بينا سابقا، بمعنى أن المشتري يعطي الثمن مقدما، على أن البائع يأتي بسلعة موصوفة بالذمة غير موجودة الآن، في وقت يتفقان عليه، ولابد من تحديد الوقت، ولابد من تسليم الثمن في مجلس العقد كاملا من غير تأجيل شيء منه.
ويستفيد البائع الحصول على تمويل نقدي عاجل، ويستفيد المشتري انه غالبا يشتري بأقل من السعر في وقت حصول السلعة، مثلا لو اشترى 100 صاعا من التمر بعقد سلم، فإنه يحصل عليه بأقل من سعره عندما ينزل السوق في وقته المعتاد.
ويشترط أن لا يكون عقد السلم على أمرين يجري بينهما ربا النسيئة، فلا يجوز بين الذهب والفضة، أو بين العملات وبعضها، لأنه يؤدي إلى الربا.
والبنوك الإسلامية تجري عقد السلم في أمور، فما هو حكمها:
الصورة الأولى:
ــــــــ
أن يشتري البنك الإسلامي سلعا بطريق السلم وتكون أرخص عليه، فإذا أخذها في الوقت المتفق عليه، وكل شركة تجارية أن تسوق له السلعة مقابل نسبة من الربح، ويمكن للتجار أن يتولوا العملية من أولها، فيدفعون الأثمان المقدمة، ويقبضون السلعة في وقتها، ويسوقونها، مقابل النسبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/343)
وهذا جائز لأنه توكيل مقابل أجر، وفيه إشكال واحد وهو مسألة (قفيز الطحان).
وهي مسألة مشهورة، وصورتها أنك تعطي الطحان) كيلو) شعير ليطحنه وتقول له أجرتك هي ربع كيلو منه، وحرمها بعض العلماء وقالوا ورد حديث (نهى عن قفيز الطحان) رواه الدارقطني ولكنه حديث ضعيف، وقالوا لأنه يحصل استحقاق طحن قدر الأجرة لكل واحد منهما على الآخر، والصحيح جوازها لعدم الدليل على التحريم.
الصورة الثانية:
ــــــــ
أن يشتري البنك الإسلامي من تاجر بطريق السلم، ويوكله في أن يقوم البائع بتسويق البضاعة بنفسه.
وهذه مسألة خطيرة لأنها تفتح باب الربا، ويصير كأنه تمويل بقرض مقابل فائدة، ويكون عقد السلم صوريا فقط.
الصورة الثالثة:
ــــــــ
أن البنك الإسلامي يبيع للبائع نفسه بعد تمام الأجل، بمعنى أنه بعد حلول الوقت المتفق عليه لتسليم البضاعة، يقول البنك للعميل الذي باعه السلعة، أبيعها عليك مرة أخرى، فهذا يجوز ـ مع أنه بيع قبل القبض ـ بشرط أن يكون السعر الجديد يوم التوفية، بمثل القيمة السابقة أو أقل، حتى لا يربح المشتري ما لم يضمن، وهذا الرأي هو اختيار ابن تيميه وابن القيم وهو رواية عن الإمام أحمد، لأنه في هذه الحالة لا يكون متهما بقرض جر نفعا، فإن قيل لا يستفيد البنك شيئا إن باع بنفس القيمة السابقة أو أقل، قلنا: إذن لا يجوز له أن يفتح بابا إلى الربا بالتحايل.
الصورة الرابعة:
ـــــــــ
أن يبيع البنك الإسلامي البضاعة في السلم لطرف ثالث قبل قبضها، وهذا لا يجوز لورود النهي عنه.
الصورة الخامسة:
ـــــــــ
السلم المتوازي، وهو أن يقوم البنك الإسلامي، ببيع طرف ثالث، غير الذي عقد معه عقد السلم الأول، يبيع مع هذا الجديد بنفس المسلم فيه في العقد الأول ونفس مواصفاته، ولكن ليس عين البضاعة الأولى، ويتسلم الثمن مقدما، فإذن هو سلم الأول مبلغا، واستلم من الثاني مبلغا، ويكون الثاني أعلى حتى يستفيد، فإذا جاء الأجل استلم البضاعة من الأول، وأعطاها للثاني، فهل هذا يجوز؟؟
لا حرج في ذلك، لانهما عقدان شرعيان لا يوجد فيهما محظور شرعي.
وهنا صورة مهمة، وهي هل يجوز للبنك الإسلامي أن يحول الديون التي له على بعض العملاء، ثمنا للسلم، ويكون في هذه الحالة طبعا الثمن رخيص جدا، فهذا لا يجوز لأنه بيع الكالئ بالكالئ.
... الاستصناع:
ـــــــــ
الاستصناع هو أن يطلب طرف من آخر شيئا لم يصنع بعد، ليصنعه له طبقا لمواصفات محددة بمواد من عند الصانع، مقابل عوض محدد.
والمهم لدينا هو ما يسمى:
الاستصناع المتوازي:
ــــــــــــ
وهو أن يأتي طرف إلى البنك الإسلامي، ويعقد معه عقد استصناع، ثم يذهب البنك إلى المختصين بالصناعة، ويستصنع نفس الشيء عندهم.
فإذا تسلم البنك البضاعة المستصنعة، سلمها لطالبيها، فهل هذا يجوز؟
نعم يجوز ذلك بشرط أن لا يتحول عمل البنك إلى عمل صوري، بمعنى أن المشتري يقوم بالاستصناع الثاني أيضا ويشرف عليه ويقبض السلعة، ويكون دور البنك فقط هو التوقيع على الأوراق، فكأنه أقرض بفائدة بطريق الحيلة.
... اشتراط الصيانة على المستأجر:
ــــــــــــــــــــ
ابطل عامة الفقهاء أن يشترط المؤجر على المستأجر أن تكون الصيانة على المستأجر، واحتجبوا بأن لان جزء من الأجرة مجهول المقدار فلا يصح للجهالة.
ولكن قد ورد سؤال وهو: في هذا العصر، الآلات والمعدات تحتاج إلى صيانة مستمرة، وقيام البنك الإسلامي بذلك عسير جدا، فهل هناك مانع من اشتراط البنك عند تأجيرها أن يقوم المستأجر بصيانتها.
وأجاب بعض العلماء بأن ذلك يجوز بشرط أن يتفق المؤجر والمستأجر أن يقوم المستأجر بالصيانة وكيلا عن المؤجر على أن يرجع على المؤجر بعد ذلك بالتكاليف، أو يخصمها من الأجرة.
... الإجارة المنتهية بالتمليك:
ـــــــــــــــــ
صدر قرار هيئة كبار العلماء بتاريخ 6/ 11/1420هـ، بأغلبية أعضائها، أن عقد الإيجار المنتهي بالتمليك غير جائز شرعا، وعدد أعضاء الهيئة 19عضوا، وخالف ثلاثة منهم فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/344)
والإشكال على هذا العقد أنه بيع في الحقيقة وليس إجارة، وإنما جعل في صورة الإجارة حيلة بقصد استرداد البائع السلعة إن عجز المشتري عن دفع بقية الثمن، فهما عقدان متضادان في عقد واحد، لان العقد إن كان بيعا فالعين لا ترجع إلى البائع، وإن كان إجارة رجعت إليه، فالحكم متناقض.
ولان في هذا العقد يجمع البائع بين العوض والمعوض في حالة انفساخ العقد، وهذا غير جائز، لانه يجمع بينهما في حال يكون البائع أخذ أكثر من حقه.
وقد قيل إن عقد الإجارة المنتهية بالتمليك، هو في الحقيقة بيع بالتقسيط، غير أن هذا لو صح لكان العقد يتضمن شرطا يبطله، لان معناه أنه بيع مع اشتراط احتفاظ البائع بملكية السلعة، وهذا يناقض مقتضى العقد، فهو باطل.
كما قيل إنه عقد إجارة مع شرط البيع في نهاية الإجارة، والجواب على هذا أن نقول ليس هو بيعا حقيقيا بل حيلة لاحتفاظ البائع بالسلعة، الأمر الذي ينافي مقتضى العقد، وإنما جعل في صورة الإجارة بشرط البيع فقط، ولهذا فالبيع لا يكون بسعر السلعة في السوق.
وكذا لو قيل إنه عقد إجارة مع شرط الهبة، لان الهبة هنا لها مقابل في سعر السلعة، وهذا يجعلها بيعا، تجري عليها أحكام البيع.
والقول نفسه في تخريجها على أنها عقد إجارة مع الوعد بالبيع أو الهبة،لان الوعد الملزم هنا ليس سوى حيلة والتفاف.
والخلاصة أن عقد الإجارة المنتهية بالتمليك في صورته المنتشرة غير صحيح.
ويجوز أن يبيع التاجر السلعة بسعر السوق عند نهاية عقد الإيجار، أو يجعله عقد بيع ويرهن السلعة بالثمن، أو يشترط البائع منع المشتري من التصرف فيها حتى ينهي أقساطها، كما تفعل بعض البنوك الإسلامية، فإنها تكتب على رخصة السيارة أنها مطلوبة بالأقساط، فلا تسجل في نظام المرور بغير اسم مالكها حتى ينتهي من أقساطها، ويعطيه البنك شهادة أنها أنهى أقساطها، هذه حلول شرعية بديلة عن عقد الإجارة المنتهية بالتمليك والله اعلم.
... المزارعة والمساقاة:
ــــــــــــــ
المساقاة هي دفع شجر له ثمر مأكول إلى آخر ليقوم بسقيه وما يحتاج إليه بجزء معلوم من ثمره، والمزارعة وهي دفع أرض وحب لمن يزرعه ويقوم عليه بجزء مشاع معلوم من الزرع، كنصفه أو ثلثه.
وقد أجاز الحنابلة المساقاة و المزارعة بجزء معلوم من الثمر، واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم عامل أهل خيبر بشطر ما يخرج منها، رواه الجماعة، وردوا على دليل الجمهور بأنهما عقدان محرمان إن كانت أجرة العامل جزء من الثمر، والدليل هو (نهى عن المخابرة) وفي رواية (نهى عن المزارعة) رواه مسلم من حديث الثابت بن ضحاك.
رد عليه الحنابلة: بأن المقصود هو النهي عن تحديد جزء من الأرض يكون ثمره للعامل، فقد لا ينبت هذا الجزء المحدد، وينبت غيره، والدليل على هذا التفسير، حديث رافع بن خديج قال: (كنا أكثر الأنصار حقلا، فكنا نكري الأرض على أن لنا هذه، ولهم هذه، فربما أخرجت هذه ولم تخرج هذه، فنهانا عن ذلك) متفق عليه
والله اعلم.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[28 - 10 - 03, 06:22 ص]ـ
........
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[23 - 12 - 03, 09:06 ص]ـ
.........(22/345)
من يتكرم ويعطيني حلها
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[24 - 10 - 03, 09:58 ص]ـ
إخوتي في الله ,,,,
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قمت بتنزيل برنامج الجني الداني من دوحة الألباني حجم الملف 18 mb
ولكن كلما أردت تشغيله تظهر هذه الرسالة التي في الصورة المرفقة فكيف أستطيع تشغيل هذا البرنامج المبارك
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[24 - 10 - 03, 11:39 م]ـ
للرفع
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[24 - 10 - 03, 11:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم
أنا أيضا لا أعرف
ولكن سألت الأخ (على أبو الحسن المصري) فأفاد الآتي:
افتح ملفات البرنامج ثم انسخ ملف ( Msflxgrd.ocx) ثم ادخل ملفات الويندوز وألصقه في الـ ( system32).
يمكنك أن تضغط على (ابدأ) واختار (بحث) ثم (عن ملفات أو مجلدات) واكتب ( system32) فلما تظهر افتحه ثم ألصق الملف السابق ( Msflxgrd.ocx) وسيعمل إن شاء الله وقد جربته.
بارك الله فيك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 10 - 03, 03:12 ص]ـ
المشكلة هي التعارض بين برنامج الألباني وبرنامج ألفية تراث
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[25 - 10 - 03, 03:44 ص]ـ
عندي والحمد لله التراث تعمل مع برنامج الألباني
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:15 ص]ـ
أخي الكريم أبو نسيبة جزاكم الله خيرا وكل الإخوة الأفاضل الذين تكرموا وتفضلوا علي واهتموا بهذا الموضوع ولكن للأسف فعلت ما قلته لي ولم يفيد شيء
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:32 ص]ـ
ممكن أولا تحذف تسطيبها من لوحة التحكم ------ إضافة /إزالة البرامج وبعدين تعمل الخطوات السابقة
ويمكنك قبل عمل الخطوات حذف تسطيب الألفية وعمل الخطوات ثم تسطيب الألفية
وأرسل لو لم تنفع فقد نجد لها حلا.
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[26 - 10 - 03, 12:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي في الله أبو نسيبة
ابشرك أخي أن برنامج الجني الداني ولله الفضل والمن اشتغل عندي
وبسبب نصائحك وحلولك فقد اعانني الله ووفقني لتشغيل البرنامج
وما فعلته بالضبط أخذت نسخة من ملف RICHTX32.OCX الموجود مع ملف برنامج الجني الداني وقمت بوضعه في ملف system الموجود في ملف windows
جزاكم الله خيراً علي تعاونك أخي الكريم وبارك الله فيك
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[26 - 10 - 03, 05:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وقد أفدتنا معلومة لو تمت
فالملف الذي سميته ( RICHTX32.OCX ) لا يوجد عندي هو عندي بدون ( OCX)
وأنا لما عملت أنا ما قلت لك إنما نسخت الملف ( Msflxgrd.ocx)
فهل فعلا عندك الملف الذي ذكرته أم هذا جاء خطأ.
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:22 ص]ـ
RICHTX32.OCX(22/346)
هل لهذا المروي عن السلف إسناد
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[24 - 10 - 03, 10:31 ص]ـ
: كان الصحابة " يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم.
وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، اللهم سلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
هل لهذا إسناد
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:26 ص]ـ
ذكره الحافظ ابن رجب في كتابه: " لطائف المعارف " ص 376 تحقيق السالوس دون إسناد.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:30 م]ـ
ورد هذا الأثر مقطوعا على يحيى بن أبي كثير اليمامي من قوله عند أبي نعيم في الحلية بإسناد صحيح (3/ 69).
ورواه الطبراني في الدعاء (2/ 1226/رقم912) مرفوعا عن عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وإسناه منقطع ضعيف.
ورواه أيضا في الدعاء (2/ 1227/رقم913) مقطوعا على مكحول بإسناد حسن.
والله أعلم ..
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:48 م]ـ
جزيت خيرا يا أبا إسحاق ووقيت ضيرا وبارك الله في علومك وعمرك وكم انتظرت من الإخوة الإجابة على هذا السؤال؛ لأنه كل عام عند تذكير الناس بقدوم شهر رمضان نذكر عن السلف هذا الأثر دون أن نذكر مصدره وإسناده وقد بحث عنه في الأيام القليلة الماضية فلم أجده. فجزاك الله خيرا.(22/347)
الشمائل النبوية لفضيلة الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله ...
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[24 - 10 - 03, 10:53 ص]ـ
الشمائل النبوية
لفضيلة الشيخ د / عبدالكريم بن عبدالله الخضير
عضو هيئة التدريس بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض.
برنامج في اذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية
وسيأتي عند تمام الساعة 1:35 بعد الظهر يوميا ابتداءا من 1/ 9/1424 الى نهاية شهر رمضان المبارك
وسيبث على الرابط:
http://liveislam.com/series/khudair.html
للاستفسار: ت/012092020 ف/012091010
أو البريد الالكتروني: kdeer15@hotmail.com(22/348)
أين أجد موضوع كيف تكون مكتبة لعبد الكريم الخضير
ـ[متعلم 1]ــــــــ[24 - 10 - 03, 11:12 م]ـ
لقد قام فضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير سدد الله خطاه بتقديم برنامج في إذاعة القرآن الكريم عن صنع المكتبة لدى طالب العلم وكان على حلقتين، ومن المعروف اهتمام الشيخ بالكتب وطبعاتها واطلاعه الواسع ..
فأين نجد هذه المادة مفرغة مكتوبة ليستفيد منها طلبة العلم؟
وتجعل لبنة لإنشاء المكتبات ويضاف عليها بعد ذلك وتجدد ..
وجزاكم الله خيرا،،،
ـ[متعلم 1]ــــــــ[24 - 10 - 03, 11:16 م]ـ
مع العلم أني وجدت رابط الحفظ في هذا المنتدى ولكن لم يعمل؟؟!!
والأيسر على طلبة العلم المفرغ، فهل من مفرغ لها وخادم للعلم الشرعي؟
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[14 - 02 - 04, 11:03 ص]ـ
سلام عليكم
هذه اللقاءات صدرت ولله الحمد والمنة في ثلاث أشرطة وتباع في تسجيلات الراية الاسلامية بالرياض غرب مخرج 14 في الدائري الشرقي
ـ[عبدالله البدراني]ــــــــ[14 - 02 - 04, 05:46 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعلك تجد في هذا الرابط ما تريد إن شاء الله تعالى
http://www.liveislam.com/archiv/khudaira.htm
ـ[محب الحديث]ــــــــ[15 - 02 - 04, 02:59 ص]ـ
وأين يمكن أن نجدها مفرغة؟(22/349)
إشكال عن مسألة التورّق فمن له .. ؟؟
ـ[السني]ــــــــ[25 - 10 - 03, 01:34 ص]ـ
روى عبدالرزاق في مصنفه عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس قال: إذا استقمت بنقد وبعت بنقد فلا بأس به، وإذا استقمت بنقد فبعت بنسيئة فلا، إنما ذلك ورق بورق، قال ابن عيينة: فحدثت به ابن شبرمة، فقال: ما أرى به بأسًا، قال عمرو (أي ابن دينار): إنما يقول ابن عباس: لا يستقيم بنقد، ثم يبيع لنفسه بدين.
الإشكال هو: أن هذا الأثر يستدل به من يمنع مسألة التورّق كشيخ الإسلام، مع أن قول عمرو بن دينار في توضيحه لقول ابن عباس يمكن أن يستدل به من أجاز التورق.
إذن لِمَ يستدل به المانعون مع أن فيه ما يدل على القول بالجواز وذلك في كلام عمرو .............. ؟!
أرجو التوضيح والبيان، مع أن هذا الإشكال إنما هو لقصور علمي عن إدراك كلام المتقدمين ............
ـ[السني]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:21 ص]ـ
هل من مجيب يرحمكم الله؟؟؟؟؟!!!!
ـ[ابو عبدالرحمن]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:50 م]ـ
ذكر درفيق المصرى فى فقه المعاملات المالية: ان ابن ابى شيبة فى مصنفه6\ 119 روى عن ابن عباس جواز (ان كان بنسيئة فبكذا وان كان نقدا فبكذا) قال:وبهذا تتساقط الروايتان ردا على من احتج به على منع بيع الاجل
والسؤال لما لايحمل على بيع العينة خاصة ان ابن القيم احتج به على منع العينة كما فى تهذيب السنن
والله اعلم(22/350)
كيف كانت صلاة العلامة الشيخ الالباني للتر
ـ[سعد بن ضيدان السبيعي]ــــــــ[25 - 10 - 03, 03:14 ص]ـ
يقول الشيخ علي خشان:
كان يصلي بنا ثلاث ساعات وهو الامام ثلاث ساعات في احدى عشرة
ركعة.
المصدر: احداث مثيرة في حياة الشيخ العلامة الالباني رحمه الله ...
صفحة 22
اعتنى به: ابومالك محمد بن حامد
اعداد: محمد صالح المنجد
منقوووول
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 10 - 03, 03:18 ص]ـ
هناك محاضرة قيمة للشيخ صالح آل الشيخ بعنوان وصايا للأئمة والمؤذنين في رمضان وفي غيره، تكلم فيها الشيخ عن صلاة التراويح في هذا الزمان ومافيها من مخالفة لما كان عليه السلف الصالح - الا من رحم الله -، وغيرها من المسائل المتعلقة برمضان.
وهي جديرة بالاستماع خاصة للائمة لما فيها من بيان الحق بدليله.
ـ[الفضيل]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:24 ص]ـ
وكان الشيخ رحمه الله تعالى إذا صلى خلف من يصلى عشرين ركعة أتم الصلاة ولم يفارق الإمام
حدثني بذلك الشيخ مشهور حفظه الله تعالى
قلت هذا لأن بعض الشباب يتبنى رأي الشيخ وهو عدم جواز الزيادة على 11 ركعة ويفارق الإمام(22/351)
قول: ان كان يوم غدٍ من رمضان فأنا صائم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 10 - 03, 05:21 ص]ـ
تشكل في نهاية شعبان مسألة تعليق النية في الصيام، حيث لم يتبين هل يوم غدٍ من رمضان ام لا، فيقول القائل بما انه لم يعلن عن رمضان مع الاحتمال، فأنا اقول: ان كان يوم غدٍ من رمضان فانا صائم وان لم يكن فأنا مفطر.
فهل يجوز تعليق النية؟
افيدونا وفقكم الله، خاصة ان شهر شعبان في هذه السنة ناقص كما في تقويم ام القرى مما يزيد من احتمال وقوع هذه المسألة يوم السبت الموافق 29/ 8/1424هـ.
ـ[الفضيل]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:19 ص]ـ
ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع أن هذه العبارة تجوز
لأن العبارة فيها تردد بالنسبة لدخول الشهر لا التردد في النية
وذكر الشيخ رحمه الله تعالى أن هذا هو قول شيخ الإسلام ورواية عن الإمام أحمد
الشرح الممتع 6\ 375
ـ[السيف السريع]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:43 ص]ـ
أخي الحبيب
كيف لا يكون ذلك تردد في النية؟؟؟
فمن لازم التردد في دخول الشهر التردد في النية ولو بوجه من الوجوه
إذ لو سألته هل ستصوم غداً فسيقول لك احتمال
وهذا يجعل النية مترددة تبعاً لدخول الشهر من عدمه
قال في المغني (وإن شك في أنه رمضان ولم يكن له أصل يبني عليه مثل أن يكون ليلة الثلاثين من شعبان ولم يحل دون مطلع الهلال غيم ولا قتر فعزم أن يصوم غداً من رمضان لم تصح النية ولا يجزئه صيام ذلك اليوم لأن النية قصد يتبع العلم وما لا يعلمه ولا دليل على وجوده ولا هو على ثقة من اعتقاده لا يصح قصده. وبهذا قال حماد وربيعة ومالك وابن أبي ليلى والحسن بن صالح وابن المنذر. وقال الثوري والأوزاعي يصح إذا نواه من الليل لأنه نوى الصيام من الليل وعن الشافعي كالمذهبين. ولنا، أنه لم يجزم النية بصومه من رمضان فلم يصح كما لو لم يعلم إلا بعد خروجه.) اهـ
والأصل بقاء شعبان فلا اعتبار بنية هذا حالها إلا بالقطع ولو نويت وقلت في نفسك أنا سأصوم غداً في ليلة 30 من رمضان إن كان رمضان وسأفطر إن كان العيد لكان لذلك وجه لأن الأصل بقاء رمضان وبعضهم كابن عقيل قال لا يصح لأن الإعتقاد غير جازم أيضا كما سبق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 10 - 03, 06:35 م]ـ
...
(كلامي فهم خطأ فحذفته)
ـ[السيف السريع]ــــــــ[25 - 10 - 03, 11:48 م]ـ
أخي محمد الأمين
من الذي أفتاك بارك الله فيك؟؟؟
لم أسمع بأحد قال بقولك!!!!
ـ[العطار]ــــــــ[26 - 10 - 03, 02:19 ص]ـ
الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية أن من لم يستطع أن يوقن بأن غده من رمضان أم لا فإنه يكفيه أن ينوي أنه صائم غدا إذا كان غده من رمضان وإن لم يكن من رمضان فهو مفطر.
وبين شيخ الإسلام ابن تيمية أن تكليف مثل هذا الشخص بالنية الجازمة دون أن يجزم أن غدا من رمضان فيه جمع بين المتناقضين، وهو مما تتنزه عنه شريعة الإسلام.
جاء في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية:-
أصل هذه المسألة أن تعيين النية لشهر رمضان: هل هو واجب؟ فيه ثلاثة أقوال في مذهب أحمد.
أحدها: أنه لا يجزئه إلا أن ينوي رمضان فإن صام بنية مطلقة أو معلقة أو بنية النفل أو النذر لم يجزئه ذلك كالمشهور من مذهب الشافعي وأحمد في إحدى الروايات.
والثاني: يجزئه مطلقا كمذهب أبي حنيفة.
والثالث: أنه يجزئه بنية مطلقة لا بنية تعيين غير رمضان، وهذه الرواية الثالثة عن أحمد وهي اختيار الخرقي وأبي البركات.
وتحقيق هذه المسألة: أن النية تتبع العلم فإن علم أن غدا من رمضان فلا بد من التعيين في هذه الصورة. فإن نوى نفلا أو صوما مطلقا لم يجزئه ; لأن الله أمره أن يقصد أداء الواجب عليه وهو شهر رمضان الذي علم وجوبه فإذا لم يفعل الواجب لم تبرأ ذمته.
فإذا قيل إنه يجوز صومه، وصام في هذه الصورة بنية مطلقة أو معلقة أجزأه. وأما إذا قصد صوم ذلك تطوعا ثم تبين أنه كان من شهر رمضان فالأشبه أنه يجزئه أيضا كمن كان لرجل عنده وديعة ولم يعلم ذلك فأعطاه ذلك على طريق التبرع، ثم تبين أنه حقه فإنه لا يحتاج إلى إعطائه ثانيا، بل يقول ذلك الذي وصل إليك هو حق كان لك عندي والله يعلم حقائق الأمور.
وأما إذا كان لا يعلم أن غدا من شهر رمضان فهنا لا يجب عليه التعيين،ومن أوجب التعيين مع عدم العلم فقد أوجب الجمع بين الضدين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 08 - 08, 12:57 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/352)
الله المستعان .... ما أسرع الأيام.
جزاكم الله خيرا ... وأسأل الله أن يبلغنا ووالدينا وذريتنا ومن نحب شهرَ رمضان ... وأن يعيننا على صيامه وقيامه، ويرحمنا بقبوله.
---
قال إن كان غدا من رمضان فأنا صائم
السؤال /
إذا لم يُعلن عن بداية رمضان، ونام الإنسان مبكرا وقال: إن كان غدا أول رمضان فأنا صائم، فهل تكفيه هذه النية ويصح صومه؟.
الجواب /
الحمد لله
اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين، بناء على اختلافهم في مسألة تعيين النية، وهي هل يجب أن ينوي الصوم عن رمضان جزما، أم يكفيه نية الصوم، سواء نوى فرضا أو نفلا.
والجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة على أنه يشترط تعيين نية صوم رمضان.
والحنفية على أنه لا يشترط تعيين النية، وهي رواية عن أحمد.
وعلى هذا القول يصح صوم من قال: إن كان غدا من رمضان فهو فرضي.
قال في الفروع (3/ 40): " ويجب تعيين النية في كل صوم واجب وفاقا لمالك والشافعي وهو أن يعتقد أنه يصوم من رمضان أو من قضائه أو نذره أو كفارته , لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإنما لكل امرئ ما نوى).
وعن الإمام أحمد رواية أخرى: لا يجب تعيين النية لرمضان وفاقا لأبي حنيفة لأن التعيين يراد للتمييز , وهذا الزمان متعين، فعليها يصح بنية مطلقة، ونية فرض تردد فيه ...
وقولهم: نية فرض تردد فيه بأن نوى ليلة الشك: إن كان غدا من رمضان فهو فرضي , وإن لم يكن فهو نفل , لا يجزئه على الرواية الأولى حتى يجزم بأنه صائم غدا من رمضان وعلى الثانية يجزئه " انتهى.
وقال في الإنصاف (3/ 295): " وإن نوى: إن كان غدا من رمضان: فهو فرضي , وإلا فهو نفل , لم يجزه , وهذا المذهب , وعليه أكثر الأصحاب , وهو مبني على أنه يشترط تعيين النية.
وعن الإمام أحمد: يجزئه , وهي مبنية على رواية: أنه لا يجب تعيين النية لرمضان , واختار هذه الرواية الشيخ تقي الدين. قال في الفائق: نصره صاحب المحرر وشيخنا. وهو المختار " انتهى.
وينظر: "البحر الرائق" (2/ 280)، "مجمع الأنهار" (1/ 233)، "مغني المحتاج" (2/ 150)، "المغني" (3/ 9)، "الموسوعة الفقهية" (5/ 165)، (28/ 22).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح قول صاحب الزاد: " ولو نوى إن كان غدا من رمضان فهو فرضي: لم يجزه ":
" هذه مسألة مهمة ترد كثيرا. مثال ذلك: رجل نام في الليل مبكرا ليلة الثلاثين من شعبان، وفيه احتمال أن تكون هذه الليلة هي أول رمضان، فقال: إن كان غدا من رمضان فهو فرضي، أو قال: إن كان غدا من رمضان فأنا صائم، أو قال: إن كان غدا من رمضان فهو فرض، وإلا فهو عن كفارة واجبة أو ما أشبه ذلك من أنواع التعليق، فالمذهب لا يصح؛ لأن قوله: إن كان فهو فرضي، وقع على وجه التردد، والنية لابد فيها من الجزم، فلو لم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر ثم تبين أنه من رمضان، فعليه قضاء هذا اليوم، على ما مشى عليه المؤلف.
والرواية الثانية عن الإمام أحمد: أن الصوم صحيح إذا تبين أنه من رمضان، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولعل هذا يدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم لضباعة بنت الزبير: (حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني، فإن لك على ربك ما استثنيت). فهذا الرجل علقه لأنه لا يعلم أن غدا من رمضان، فتردده مبني على التردد في ثبوت الشهر، لا على التردد في النية وهل يصوم أو لا يصوم؟
ولهذا لو قال ليلة الواحد من رمضان: أنا غدا يمكن أن أصوم، ويمكن لا أصوم، قلنا: هذا لا يصح، لأنه متردد ... وعلى هذا فينبغي لنا إذا نمنا قبل أن يأتي الخبر ليلة الثلاثين من شعبان أن ننوي أنه إن كان غدا من رمضان فنحن صائمون " انتهى من" الشرح الممتع" (6/ 375).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/70479
ـ[تامر حفني]ــــــــ[26 - 08 - 08, 02:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[27 - 08 - 08, 01:32 م]ـ
لا حاجة لهذا القول والله أعلم ...
لأن المكلف يكفيه أن يعقد النية خلال النهار مادام لم يبلغه خبر دخول الشهر ليلا .. لحديث سلمة بن الأكوع والربيّع بنت معوذ وكلاهما في الصحيحين
ـ[أبو عمر خالد]ــــــــ[27 - 08 - 08, 04:40 م]ـ
بعض أهل العلم قاس هذه المسألة على حديث ضباعة بنت الزبير " ... حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني " ووجه ذلك أنها علقت الاحلال من الاحرام بحصول الاحصار المظنون وكذلك الصائم يعلق صيامه بالأمر المظنون وهو دخول الشهر ... والله أعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 08 - 09, 02:56 م]ـ
الله المستعان .... ما أسرع الأيام.
جزاكم الله خيرا ... وأسأل الله أن يبلغنا ووالدينا وذريتنا ومن نحب شهرَ رمضان ... وأن يعيننا على صيامه وقيامه، ويرحمنا بقبوله.(22/353)
الزواج
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:01 ص]ـ
ما صحة حديث اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ...... الحديث(22/354)
الشيخ العلامة محمد بن عمرو عبد اللطيف
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[25 - 10 - 03, 07:16 ص]ـ
ان يوجد الشيخ المذكور فى العنوان وهل هو فى القاهرة حيث انى سمعت عن علمه واطلاعه فى علم الحديث و أتمنى ان احظى بالذهاب اليه و ان كان فى القاهرة فأين مسجده الذى يخطب و يدرس فيه ان و هل صحيح ان مريض و جزاكم الله خيرا
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:03 م]ـ
الحمد لله وحده ...
اسم الشيخ:
محمد عمرو بن عبداللطيف
فـ (محمد عمرو) مركب
وهو من سكان القاهرة
مدينة نصر
الحي السابع
وليس له مسجد ولا خطب ولا دروس
لأنه موقوف من عام 1996.(22/355)
مالمقصود بالحلولية في العقيدة
ـ[محمد بن عبدالوهاب]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:00 ص]ـ
أخواني:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نحن مجموعة من الشباب عندنا درس كل يوم جمعة وتمر بنا عدة مسائل تحتاج الى بحث ودراسة ولضيق الوقت وكثرة الاشغال لا استطيع بحث هذه المسائل،وحقيقة سمعت عن هذا المنتدى الطيب المبارك فاحببت ان اشارككم فيه:
وسوف اعرض عليكم بعض المسائل التي تمر بنا في كل اسبوع حتى نسفيد من علمكم
اخواني اتنمى اذا كان هناك اجابات منكم ان تكون موثقة بالمراجع او بالمشايخ حتى يتسنا لنا ان نسب هذا العلم لآهله؟
وجزاكم الله خيراً
سؤال: مالمقصود بالحلولية؟ وهل الله عز وجل يحل في الاماكن الطيبة؟ وكيف نرد على من يقول ان الملائكة لا تكتب ما يعمله الانسان في دورات المياة لان الملائكة لا تحضر في هذه الاماكن؟؟؟؟ ومن كان عنده بحث كامل في هذه المسائلة فنحن في حاجة فلا يبخل علينا
ـ[محمد بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:01 ص]ـ
الرد يا أخواني اخوكم (محمد بن عبدالوهاب))
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[26 - 10 - 03, 07:50 ص]ـ
رسالة الرد الأقوم على ما في كتاب فصوص الحكم > الرد على قول القائل إن الرب والعبد شيء واحد ليس بينهما فرق
وسئل: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين وهداة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين في الكلام الذي تضمنه كتاب " فصوص الحكم " وما شاكله من الكلام الظاهر في اعتقاد قائله: أن الرب والعبد شيء واحد ليس بينهما فرق وأن ما ثم غير كمن قال في شعره: أنا وهو واحد ما معنا شيء ومثل: أنا من أهوى ومن أهوى أنا ومثل: إذا كنت ليلى وليلى أنا وكقول من قال: لو عرف الناس الحق ما رأوا عابدا ولا معبودا. وحقيقة هذه الأقوال لم تكن في كتاب الله عز وجل ولا في السنة ولا في كلام الخلفاء الراشدين والسلف الصالحين. ......
فأجاب شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. ما تضمنه كتاب " فصوص الحكم " وما شاكله من الكلام: فإنه كفر باطنا وظاهرا؛ وباطنه أقبح من ظاهره. وهذا يسمى مذهب أهل الوحدة وأهل الحلول وأهل الاتحاد. وهم يسمون أنفسهم المحققين. وهؤلاء نوعان: نوع يقول بذلك مطلقا كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وأمثاله: مثل ابن سبعين وابن الفارض. والقونوي والششتري والتلمساني وأمثالهم ممن يقول: إن الوجود واحد ويقولون: إن وجود المخلوق هو وجود الخالق لا يثبتون موجودين خلق أحدهما الآخر بل يقولون: الخالق هو المخلوق والمخلوق هو الخالق. ويقولون: إن وجود الأصنام هو وجود الله وإن عباد الأصنام ما عبدوا شيئا إلا الله. ويقولون: إن الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم. ويقولون: إن عباد العجل ما عبدوا إلا الله وأن موسى أنكر على هارون لكون هارون أنكر عليهم عبادة العجل وأن موسى كان بزعمهم من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء بل يرونه عين كل شيء وأن فرعون كان صادقا في قوله: {أنا ربكم الأعلى} بل هو عين الحق ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص. ويقول أعظم محققيهم: إن القرآن كله شرك لأنه فرق بين الرب والعبد؛ وليس التوحيد إلا في كلامنا. فقيل له: فإذا كان الوجود واحدا فلم كانت الزوجة حلالا والأم حراما؟ فقال: الكل عندنا واحد ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم. وكذلك ما في شعر ابن الفارض في قصيدته التي سماها نظم السلوك كقوله: - لها صلواتي بالمقام أقيمها وأشهد فيها أنها لي صلت كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع في كل سجدة وما كان لي صلى سواي ولم تكن صلاتي لغيري في أداء كل سجدة وقوله: وما زلت إياها وإياي لم تزل ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت وقوله: إلي رسولا كنت مني مرسلا وذاتي بآياتي علي استدلت فأقوال هؤلاء ونحوها: باطنها أعظم كفرا وإلحادا من ظاهرها فإنه قد يظن أن ظاهرها من جنس كلام الشيوخ العارفين أهل التحقيق والتوحيد وأما باطنها فإنه أعظم كفرا وكذبا وجهلا من كلام اليهود والنصارى وعباد الأصنام. ولهذا فإن كل من كان منهم أعرف بباطن المذهب وحقيقته - كان أعظم كفرا وفسقا كالتلمساني؛ فإنه كان من أعرف هؤلاء بهذا المذهب وأخبرهم بحقيقته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/356)
فأخرجه ذلك إلى الفعل فكان يعظم اليهود والنصارى والمشركين ويستحل المحرمات ويصنف للنصيرية كتبا على مذهبهم يقرهم فيها على عقيدتهم الشركية. وكذلك ابن سبعين كان من أئمة هؤلاء وكان له من الكفر والسحر الذي يسمى السيمياء - والموافقة للنصارى والقرامطة والرافضة: ما يناسب أصوله. فكل من كان أخبر بباطن هذا المذهب ووافقهم عليه كان أظهر كفرا وإلحادا ..........
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[26 - 10 - 03, 07:52 ص]ـ
........ وأما (النوع الثاني: فهو قول من يقول بالحلول والاتحاد في معين كالنصارى الذين قالوا بذلك في المسيح عيسى والغالية الذين يقولون بذلك في علي بن أبي طالب وطائفة من أهل بيته، والحاكمية الذين يقولون بذلك في الحاكم، والحلاجية الذين يقولون بذلك في الحلاج، واليونسية الذين يقولون بذلك في يونس وأمثال هؤلاء ممن يقول بإلهية بعض البشر وبالحلول والاتحاد فيه ولا يجعل ذلك مطلقا في كل شيء. ومن هؤلاء من يقول بذلك في بعض النسوان والمردان أو بعض الملوك أو غيرهم؛ فهؤلاء كفرهم شر من كفر النصارى الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم. وأما الأولون: فيقولون بالإطلاق. ويقولون: النصارى إنما كفروا بالتخصيص. وأقوال هؤلاء شر من أقوال النصارى وفيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى؛ ولهذا يقولون بالحلول تارة وبالاتحاد أخرى وبالوحدة تارة فإنه مذهب متناقض في نفسه؛ ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطنا وظاهرا بإجماع كل مسلم ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى والمشركين.
http://ibntaimiah.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&DocID=5&MaksamID=4&ParagraphID=1&Sharh=0&HitNo=11&Source=1&SearchString=G%241%23%C7%E1%CD%E1%E6%E1%ED%C9%20%2 30%230%230%23%23%23%23%23
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:34 ص]ـ
إجابة عن سؤال حول علو الله تعالى
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم محمد ابن أحمد سندي، وفقه الله، وزاده من العلم والإيمان. آمين / سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
..........
فاعلم بارك الله فيك أن أهل السنة والجماعة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان مجمعون على أن الله في السماء، وأنه فوق العرش، وأن الأيدي ترفع إليه سبحانه كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصحيحة، كما أجمعوا أنه سبحانه غني عن العرش وعن غيره، وأن جميع المخلوقات كلها فقيرة إليه، كما أجمعوا أنه سبحانه في جهة العلو فوق العرش، وفوق جميع المخلوقات، وليس في داخل السموات - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - بل هو سبحانه وتعالى فوق جميع المخلوقات،
وقد استوى على عرشه استواء يليق بجلاله وعظمته ولا يشابه خلقه في ذلك ولا في شيء من صفاته، كما قال الإمام مالك رحمه الله لما سئل عن الاستواء، قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) يعني عن كيفية الاستواء، وهكذا قال أهل السنة في جميع الصفات مثل قول مالك المعاني معلومة على حسب ما تقتضيه اللغة العربية التي خاطب الله بها العباد، والكيف مجهول وتلك المعاني معان كاملة ثابتة موصوف بها ربنا سبحانه لا يشابه فيها خلقه، والكلام في هذا يحتاج إلى مزيد بسط، وسنفعل ذلك إن شاء الله بعد وصولنا إلى المدينة، ونقرأ عليك كتابك، وننبهك على ما فيه من أخطاء، ونوصيك بتدبر القرآن الكريم والإيمان بأن جميع ما دل عليه حق لائق بالله سبحانه فيما يتعلق بباب الأسماء والصفات،.
كما أن جميع ما دل عليه حق في جميع الأبواب الأخرى، ولا يجوز تأويل الصفات، ولا صرفها عن ظاهرها اللائق بالله، ولا تفويضها، بل هذا كله من اعتقاد أهل البدع، أما أهل السنة والجماعة فلا يؤولون آيات الصفات وأحاديثها ولا يصرفونها عن ظاهرها ولا يفوضونها، بل يعتقدون أن جميع ما دلت عليه من المعنى كله حق ثابت لله لائق به سبحانه لا يشابه فيه خلقه، كما قال سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فنفى عن نفسه مماثلة الخلق وأثبت لنفسه السمع والبصر على الوجه اللائق به وهكذا بقية الصفات.
ونوصيك أيضا بمطالعة جواب شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل حماة، وجوابه لأهل تدمر، ففي الجوابين خير عظيم وتفصيل لكلام أهل السنة ونقل لبعض كلامهم ولا سيما الحموية، كما أن فيهما الرد الكافي على أهل البدع.
ونوصيك أيضا بمطالعة (القصيدة النونية) و (مختصر الصواعق المرسلة) وكلاهما للعلامة ابن القيم رحمه الله، وفيهما من البيان والإيضاح لأقوال أهل السنة، والرد على أهل البدع ما لعلك لا تجده في غيرهما، مع التحقيق والعناية بإيضاح الأدلة من الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة.
والله المسئول أن يوفقنا وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يمنحنا جميعا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعا من زيغ القلوب ومضلات الفتن إنه سميع قريب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الثاني
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz00218
http://arabic.islamicweb.com/Books/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/357)
ـ[محمد بن عبدالوهاب]ــــــــ[27 - 10 - 03, 12:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بعلمكم اخوك (محمد بن عبدالوهاب)(22/358)
عاجل جداً: قبل بداية التراويح: أرجو الإجابة
ـ[طارق]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز لمن عنده سلس بول أن يصلي إماماً للتراويح؟
أرجو الإجابة بسرعة
وجزاكم الله خيراً
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:07 ص]ـ
نعم تصح - على القول الراجح - وهو اختيار شيخ الاسلام؛ فإنّ صلاته صلاة صحيحة، ولو ترك شرْطًا من شروطها وهو الطهارة هنا؛ لأنه معذور في تركه هذا الشرط .. ومن صحّت صلاته صح الائتمام به.
ـ[طارق]ــــــــ[26 - 10 - 03, 07:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وقد أبلغت الأخ
لكن هل قاعدة
من صحت صلاته صحت إمامته صحيحة على وجه العموم
مثلاً
الألثغ والأرت ومن في حكمهما تجوز صلاته لنفسه ومن هم في حكمه
لكن لا تجوز لهما بغيرهما
رجاء التوضيح
وجزاكم الله خيراً(22/359)
ستة دروس في الصيام
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لدرس كتاب الصيام للشيخ سعد الزير – حفظه الله – وذلك يوم السبت الموافق 22/ 8/1424هـ، بدأ الشيخ درسه بأن أثنى على اختيار هذا الوقت قبل دخول شهر رمضان المبارك وأن المسلم مطالب بتعلم أمور عبادته حتى يعبد الله على بصيرة وعلم لا على جهل.
وانقل لكم ما دار في الدرس هذه الليلة باختصار شديد وأقول مستعيناً بالله.
قال الشيخ حفظه الله
يجب الانتباه أولاً للنية وذكر حديث إنما الأعمال بالنيات .......... الخ
وقال إن مُنّكِر وجوب الصوم كافر، وأنه يجب صوم رمضان لرؤية هلاله، أو إكمال شعبان ثلاثين يوماً، وإن حال دون رؤية الهلال ليلة ثلاثين حائل من سحاب أو غبار أنه لا يصام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُبًّي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)) البخاري {فتح الباري 4/ 1909) طباعة دار عباس الباز.
ثم قال يلزم الصوم لكل مسلم مكلف قادر، والمكلف هو البالغ العاقل.
وقال إن المجنون لا يصوم لعدم صحة نيته، والصغير كذلك خاصة الذي لا يميز وأن السلف كانوا يصومون أبنائهم ويلهونهم باللعب حتى يواصلوا صومهم، وقال إن المجنون لا يعتد بصيامه لعدم صحة نيته، وكذلك الصغير وكان السلف يصومون أبنائهم المميزين ممن يطيق الصوم ولم يبلغ بعد، ويلهونهم باللعب حتى يواصلوا صومهم، ثم ذكر الشيخ أن الصوم في السفر جائز إذا كان يستطيع أما إذا كان عليه مشقة فالأولى أن يفطر في السفر الجائز، أما من سافر من أجل الإفطار في رمضان فإنه لا يفطر بل يصوم.
ثم تكلم عن التعلق بالأسباب وأنه يجب أن نتعلق دائماً بالله سبحانه، لا أن نتعلق بإنسان ضعيف كأن يصيبك ألم في البطن أو الرأس ثم تقول سأذهب إلى الطبيب حتى أشفى وتنس الله وسؤاله العافية، ولكن الأولى أن تدعو الله وحده بأن يشفيك وتفعل الأسباب.
ثم قال إن كبير السن إذا لم يستطع الصيام فعليه أن يطعم عن كل يوم نصف صاع من بر وكذلك المريض الذي لا يرجى برؤه.
ثم قال إن المسلم إذا كان مقيماً صائماً ثم سافر سفراً ليس سفر معصية فلأرجح أن يفطر أما إذا سافر سفر معصية فلا يجوز له الترخص برخص السفر في يومه على القول الراجح.
ثم تكلم على أنه بين كل آذانين صلاة لأنه من السنة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أن من الخطأ ما يفعله بعض أئمة المساجد والمؤذنين في رمضان بأن يؤذن المؤذن ثم يقيم حالاً للصلاة لأن بعض الناس يريد أن يأتي بالسنة وبعضهم الأخر يريد الوضوء.
ثم سئل عن كلمة مراهق هل هي مرادفة لكلمة مكلف فقال إن كلمة مكلف ليست مرادفة لكلمة مراهق لما بينهما من الفرق.
وبهذا انتهى الدرس مع آذان العشاء
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لدرس كتاب الصيام للشيخ سعد الزير – حفظه الله – وذلك يوم الأحد الموافق 23/ 8/1424هـ، بدأ الشيخ درسه بأنه إذا كانت الحامل والنفساء تخشيان على نفسيهما فلهما الإفطار وعليهما القضاء فقط، أما إذا كان الخوف على ولديهما فإنهما تفطران وتقضيان وتطعمان، وقال إن الصيام لابد فيه من شيئين هما (الإمساك، والنية)، وقال لو نام شخص ما جميع النهار فصيامه صحيح، وقال يلزم المغمى عليه القضاء فقط إذا أغمي عليه ثلاثة أيام فأقل، لأن صيامه حينئذ لا يصح أما إذا أغمي عليه أكثر من ثلاثة أيام، فيلحق بالمجنون فلا يجب عليه الصيام وليس عليه قضاء.
ثم تكلم عن أسباب وجوب الصوم وهي:
1 - رمضان، 2 – النذر، 3 – الكفارة.
وأنه يجب تبييت النية من الليل ونية أول يوم من رمضان تكفي عن نية كل ليلة من شهر رمضان كله إلم يقطعها قاطع من حيض ونحوه فإن قطع فإنه لا بد من تجديد النية أما صيام النفل فلا يشترط له تبييت النية ودليل ذلك: تقول عائشة رضي الله عنها ((دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: ((هل عندكم من شيء؟)) قلنا لا قال " فإني صائم" ثم جاءنا يوماً آخر فقلنا يا رسول الله! أهدي لنا حيس فخبأنا لك منه فقال " أدنيه مني؛ فقد أصبحت صائماً ")) رواه مسلم الصيام (2/ 809)، النسائي (4/ 193 / 194) ابن ماجة (1/ 543).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/360)
ثم بين الشيخ أنه لا بد من ذكر نعم الله علينا وأن نلهج بشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم، وقال إن النية التي فيها تردد لا تصح، وأن من نوى الإفطار فإنه يعتبر مفطراً لأنه قطع النية.
بعض المفطرات:
1 – الأكل وهو إدخال شيء جامد عن طريق الجوف.
2 – الشرب وهو إيصال شيء مائع إلى الجوف عن طريق الفم وبين أن القطرة للأنف ونحوها مما يفطر.
3 – الاحتقان وهو عن طريق الدبر قيل إنه يفطر وقيل لا يفطر.
4 – الاستقاء وهو إخراج الطعام من الجوف إذا كان متعمداً وإن كان بغير اختياره فلا يفطر.
5 – خروج المني بلذة من الجسم سواء بلإستمناء أو بالمباشرة والمباشرة هنا التقاء البشرتين بدون جماع في نهار رمضان فإنه يوجب الكفارة المغلظة وهي عتق رقبة فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين فإلم يستطع يطعم ستين مسكين.
المذي لا يفطر بل يوجب الوضوء أما المني فإنه يوجب الغسل.
وبهذا انتهى الدرس قُبيل آذان العشاء
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لدرس كتاب الصيام للشيخ سعد الزير – حفظه الله – وذلك يوم الأثنين الموافق 24/ 8/1424هـ، بدأ الشيخ درسه بأنه إذا طار في الحلق ذباب، أو غبار، فإن صومه لا يفسد لأنه بغير اختياره، وأنه إذا فكر وأنزل يفسد صومه – وإذا احتلم وأنزل فإن صومه لا يفسد.
وقال أنه من يأكل بعد طلوع الفجر معتقداً أن الفجر لم يطلع فقد رجح شيخ الإسلام أن صيامه صحيح والدليل قول الله تعالى ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)).
وأن من يأكل نهاراً معتقداً أن الشمس قد غربت فقد رجح شيخ الإسلام عدم القضاء والدليل ((حديث أسماء رضي الله عنها قالت أفطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غيم ثم طلعت الشمس قيل لهشام هل أمروا بالقضاء؟ قال لا بد من القضاء، وقال معمر سمعت هشاماً يقول لا أدري اقضوا أم لا)) رواه البخاري.
ووجه الدلالة منه أنه لو وجب القضاء لأمر به النبي صلى الله عليه وسلم ولو أمر به لنقل إلينا ورجح الشيخ (((عبد العزيز بن عبد الله بن باز))) رحمه الله أن عليه القضاء.
وقال الشيخ الجماع في نهار رمضان حرام وعليه القضاء والكفارة التي هي عتق رقبة فإلم يستطع فصيام شهرين متتابعين فإلم يستطع فإطعم ستين مسكيناً وهي على الترتيب وليست على التخيير.
إذا جامع المرأة من غير الفرج فليس عليه كفارة بل عليه التوبة والقضاء، وإذا سافر وجامع فلا كفارة عليه بل عليه القضاء، وإذا جامع المرأة وهي مكرهة فليس عليها كفارة، وإذا جامع في يومين يلزمه كفارتان، وإن جامع ثم كفر ثم جامع في نفس اليوم فعليه كفارة ثانية.
وبهذا انتهى الدرس قُبيل آذان العشاء والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لدرس كتاب الصيام للشيخ سعد الزير – حفظه الله – وذلك يوم الثلاثاء الموافق 25/ 8/1424هـ، بدأ الشيخ درسه بأن جمع الريق ثم بلعه الراجح أنه لا يفسد الصوم – يكره تذوق الطعام بدون حاجة – إن وجد طعم العلك أو الطعام في حلقه الذي رجحه شيخ الإسلام أنه لا يفطر لأنه لم يصل إلى المعدة – يحرم أكل العلك المتحلل – تكره قُبلة التلذذ التي تثير الشهوة، وهي جائزة لمن يأمن على نفسه. ثم عرف الشيخ الزور بقوله الزور هو كل قول منهي عنه وعرف الجهل بأن معناه السفه. وقال إن تأخير السحور من السُنّة وتعجيل الفطور بعد غروب الشمس من السنة أيضاً، وقال إن الأفضل أن يكون الفطور على رطب فإلم يوجد فتمر فإلم يوجد فعلى ماء، وحذر جزاه الله خيراً من الإسراف في المآكل والمشارب وأنه لا يجوز، وقال ليس من حسن المعاشرة للزوجة إشغالها بالمآكل والمشارب بل يحسن إعطاؤها فرصة لعمل الخير وقراءة القرآن الكريم، ويستحب استغلال شهر رمضان في طاعة الله فلا يدري أحد هل يصومه السنة القادمة أو لا، بل لا يدري أهو فوق الأرض أم تحت الثرى، وقال يستحب القضاء متتابعاً والأفضل المبادرة إليه ثاني العيد، والجائز أن يؤخره قبل رمضان القادم، وقال يحسن استغلال النَفسِ عند إقبالها على الخير، وقال لا يجوز تأخير القضاء إلى رمضان الآخر إلا بعذر كمرض ونحوه، ويحسن المبادرة إلى القضاء ثم صيام الست من شوال، وأن من أراد صيام ست من شوال فإنه يبدأ بما عليه من قضاء رمضان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/361)
ثم يصوم الست بعدها.
وبهذا انتهى الدرس قُبيل آذان العشاء والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لدرس كتاب الصيام للشيخ سعد الزير – حفظه الله – وذلك يوم الأربعاء الموافق 26/ 8/1424هـ، بدأ الشيخ درسه بأن الشخص إذا أخر القضاء لغير عذر ثم مات فالواجب الإطعام عن التأخير.
وإذا أكثر العبد النوافل فإنه سبب لمحبة ربه له، والحرص على النوافل من دلائل الرغبة في الخير.
يُسن صيام أيام البيض وهي الليالي لأن لياليها مضيئة بالقمر.
وقال إن الحديث الحسن لغيره يعتد به، ويسن صيام ستة أيام من شوال الدليل حديث أبي أيوب الأنصاري ((من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كأنما صام الدهر)).
يسن صيام شهر المحرم أما عدم ورود ذلك من فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – فأجاب العلما ء في كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهر محرم بجوابين: 34
1 – أنه ربما شغل عنه.
2 – أن الوحي نزل به متأخراً.
وأفضله وآكده العاشر مع يوم قبله أو بعده، وصوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة القادمة وهو مسنون.
صيام يوم عرفة مسنون لغير الحاج فلا يشرع له صيامه، وأن أفضل صوم التطوع صوم يوم وإفطار يوم.
ويكره إفراد رجب بالصوم، وقال إن كلمة لا يعجبه العجب ولا الصوم في رجب كلمة دخيلة لم تكن معروفة من قبل لأن إفراد رجب بالصيام من المكروهات شرعاَ.
وشهر رجب شهر كان يعظمه أهل الجاهلية فلما أتى الإسلام محا ذلك.
يكره إفراد يوم الجمعة بالصيام، ويكره إفراد يوم السبت بالصيام الدليل لأنه تعظمه اليهود.
يكره صيام يوم الشك وقد اختلف العلماء في المراد بيوم الشك على قولين:
القول الأول: أنه يوم الثلاثين من شعبان إذا كان فيه غيم وقتر.
القول الثاني: أنه يوم الثلاثين من شعبان إذا كان صحواً.
والصوب الأول أنه يوم شك.
يحرم صيام أيام التشريق إلا لمن يجد الهدي فإنه يصوم ثلاثة أيام في الحج ويجوز أن تكون أيام التشريق وسبعة إذا رجع إلى أهله.
وبهذا انتهى الدرس، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الدرس سينتهي يوم غد، وهو آخر يوم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لدرس كتاب الصيام للشيخ سعد الزير – حفظه الله – وذلك يوم الخميس الموافق 27/ 8/1424هـ بدأ الشيخ درسه عن الاعتكاف وعرّف الاعتكاف بأنه لزوم المسجد لطاعة الله.
أقل الاعتكاف ليلة.
الدليل على الاعتكاف قول الله تعالى ((وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)).
وقال لا يصح الاعتكاف إلا في مسجد تقام في الجماعة.
وقال لا تعتكف المرأة إلا إذا 1 - أمنت الفتنة. 2 - إذا أذن لها زوجها.
يستحب الانشغال للمعتكف بالقُرب كقراءة القرآن أو الصلاة.
وبهذا انتهى الشيخ من شرح كتاب الصيام نسأل الله لنا ولكم القبول وأن يجعلنا ممن صام رمضان إيماناً واحتساباً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 12:49 ص]ـ
للرفع والنفع(22/362)
نود التنسيق مع الشيخ عبد الكريم الخضير من أجل أن يعطينا درس في الحج
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني زوار منتدى أهل الحديث نود منكم إذا كان أحد منكم يعرف الشيخ عبد الكريم الخضير أن يوصلنا إليه لكي يتم التنسيق معه لإلقاء درس عن الحج وذلك قبل دخول عشر ذي الحجة لأنه من المؤكد إن شاء الله تعالى أن يكون هناك درس في باب الحج وذلك بمسجد عبد الله بن المبارك بحي بدر قبل الحج بأسبوعين لكي يتم التصريح للدرس من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فالذي يعرف عن الشيخ أي شيء أو يمون عليه فعلية إرسال رسالة خاصة لي أو الإتصال على الأرقام التالية
إمام المسجد (055276248)
مؤذن المسجد (056103196)
من جماعة المسجد (053486495)
والله يحفظكم ويرعاكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(22/363)
يا أهيل الفلك .... سؤالان:
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:44 ص]ـ
الأول: هل هناك كتاب مختصر يحوي أهم قواعد هذا العلم، وأعني ما يتعلق بالشمس والقمر وحركتهما، وأثر ذلك في التقاويم ...
والثاني: متى يولد هلال رمضان في هذه السنة حسب الحساب الفلكي ....
وللعلم /
فقد اطلعت على النقاش الذي حصل في السنة الماضية في هذا المنتدى فيما إذا نص الفلكيون أن الهلال لا يرى في يوم، وجاء رجل يزعم أو يجزم برؤيته ....
وإن كان النقاش في المنتدى تكلم عن هذه المسألة وأكثر ....
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 10 - 03, 06:51 م]ـ
رمضان سيكون يوم الإثنين بإذن الله
http://www.moonsighting.com
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[25 - 10 - 03, 08:22 م]ـ
ما هذه الصفحة ياأخ محمد لم أفهم شيئا!!!
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:55 ص]ـ
وأهل التقاويم كتقويم أم القرى يجعلون بداية الشهر: الأحد
فكيف هذا
ولماذا يحصل هذا الاختلاف؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 10 - 03, 05:49 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو يوسف السبيعي
الأول: هل هناك كتاب مختصر يحوي أهم قواعد هذا العلم، وأعني ما يتعلق بالشمس والقمر وحركتهما، وأثر ذلك في التقاويم ...
والثاني: متى يولد هلال رمضان في هذه السنة حسب الحساب الفلكي ....
1 - للأسف الشديد لا أعلم كتاباً جيداً باللغة العربية عن هذا الموضوع. هناك كتب أثرية لكنها معقدة ولا تفيد لقدمها. والكتب العربية الحديثة سطحية على حسب اطلاعي، وفوق كل ذي علم عليم. لكن هناك مراجع وأبحاث كتبها مسلمون لكن باللغة الإنكليزية، وهي جيدة. وعموماً إن كانت لك أسئلة عن هذا العلم فلعلي أجيبك عنها إن شاء الله تعالى.
2 - يولد هلال رمضان فلكياً يوم السبت الساعة: 12:50 UT لكن رؤيته ستكون مستحيلة بسبب صغر عمره، إلا في بعض جزر المحيط الهادي فقط يرى هناك وفق الخريطة التالية التي رسمها الحاسب بدقة:
http://www.moonsighting.com/visibilitycurves/1424rmd.gif
وأما في يوم الأحد فيكون من الممكن رؤيته في عدة مناطق من الكرة الأرضية:
http://www.moonsighting.com/visibilitycurves/1424rmd2.gif
فيكون أول يوم للصيام هو يوم الإثنين في أستراليا وإفريقيا وأميركا والشرق الأوسط. ويمكن رؤية الهلال يوم الثلاثاء في اليابان وشمال آسيا ومعظم أوربا.
أما عيد الفطر فيسكون في أول شوال الموافق ليوم الخميس في 25 تشرين الثاني (نوفمبر في الأشهر الإفرنجية)، أعاده الله على المسلمين بالمن والبركة.
ـ[الناصح]ــــــــ[26 - 10 - 03, 06:28 ص]ـ
وهل تحدد بداية الشهور بالحساب أو بالرؤية!!
"صوموا لرؤيته "
نحن أمة أمية لانكتب ولا نحسب الشهر هكذا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 10 - 03, 07:15 م]ـ
بالنسبة لي فأنا أكتب العربية ولست أمياً.
وأما شهر رمضان فيثبت بالرؤية فقط كما نص الحديث، لكننا نستدل على خطأ الراوي إن خالف المستحيل في الحساب القطعي.(22/364)
هل من تعليق أو إضافة أو اقتراح على هذا البرنامج
ـ[السيف السريع]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:24 ص]ـ
أحبتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إني أعتزم القيام بهذا البرنامج والذي كتبه الشيخ يوسف العييري رحمه الله والسؤال هو إن كان لدى الإخوة اقتراح أو إضافة أو تعليق!!!
طريقة طلب العلم .. [يوسف العييري]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين , والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:
إلى الإخوة طلاب العلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبعث إليكم هذه الورقات الخاصة بمنهج طلب العلم , والتي يفضل أن يطبق ما فيها مع مجموعة من الشباب لكي يتعاونوا على البر والتقوى , ويكون ذلك أدعى لمواصلة الطريق وأعظم للأجر، وأسأل الله أن يجعل فيها خيراً , وينفع بها.
يقول الله سبحانه وتعالى: (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون).
ففي هذه الآية دليل على فرضية العلم كفرضية الجهاد , وكلاهما فرض على الكفاية , وكما يتعين الجهاد لحالات , فأيضاً يتعين العلم لحالات , ولعل الأمة حققت بعض تلك الحالات لتعينه عليها، فيأثم من لا يتفقه أو يعين على التفقه بعد الاستطاعة على ذلك، ولا أريد الإطالة بهذا , إنما المقصد التذكير بمنزلة العلم والأمر بالتفقه كالنفور إلى الجهاد.
وقال القرطبي عن الآية: " أنما أصل في وجوب طلب العلم , وقال: وفي هذا إيجاب التفقه في الكتاب والسنة , وأنه على الكفاية دون الأعيان ".
ولا يخفى عليكم ما للعالِم من فضل وأثر على المجتمع , وأن نقص العلم يكون بقبض العلماء , وذلك من علامات الساعة , وإذا صُدر الجهال , سئلوا , فأفتوا بغير علم , فضلوا , وأضلوا , فهلكنا، ومن يريد أن يسير بالحركة العلمية قُدماً , فيجب عليه أن ينظر إلى منهج سلفنا الصالح , وكيف حققوا الرقي العلمي , وأصبحوا صروحاً ومصابيح يهتدي بها، فلم يكن العلم يوماً حكراً على أحد إنما متأخرة نسبياً فإنه لا ريب سيصل إلى ما يرجوه، فالعلم نور من الله , يؤتيه من يشاء , والله ذو الفضل العظيم، وقد كان السلف يبدءون بحفظ القرآن ثم السنة مع الفهم الصحيح , ثم بعد ذلك يجتهدون على حسب ما فهموا من الكتاب والسنة، فمثلاً شيخ الإسلام أفاد في فتاواه أنه كانت له ردود على بعض العلماء في العقيدة وهو ابن الحادية عشرة , وكذلك الإمام مالك تصدر للفتوى وهو ابن الثامنة عشرة , واجتهد الإمام الشوكاني في مثل سنِّه أيضاً , وغيرهم كثير، إذاً فالعلم سهل , ولا يحتاج إلى تهويل أهل هذا الزمان، ولو سلكنا طريقهم , لوصلنا كما وصلوا، ولا شك أنهم كانوا متفرغين للرحلة والطلب وليسوا من الموظفين، أما نحن فقد أضعنا الأوقات في دراسة تفاصيل فضول علوم الآلة رغم أن الفقهاء والمحدثين وضعوها كطريقٍ لفهم الكتاب والسنة لا عوضاً عنهما، فهي وسيلة لا غاية، وللأسف فمن أراد العلم في زماننا , فإنه يضيع عمره ومجهوده بحفظ كلام الرجال وفتاواهم عوضاً عن حفظ الكتاب والسنة , وكفى بذلك شراً حتى لو اعتضنا عنهما بكلام أبي بكر وعمر.
وهنا أريد أن أتكلم عن أمرين:
الأول: كيفية إزالة عوائق طلب العلم.
والثاني: عن مدة الطلب مفصلة على المنهج المقترح والمجرب.
لا شك أن أكبر العوائق أمام طالب العلم هو عائق الوقت , فكثير من الشباب المقبل على الطلب يعمل يومياً لمدة لا تقل عن سبع ساعات , ثم لا يكاد يرجع إلى أهله إلا مع أذان العصر مرهقاً , وبقية يُستهلك في شؤون أهله , وأمور أخرى، وأنا أقول إزالةً لهذا العائق:
أولاً: ينتخب ما لا يقل عن عشرة من خريجي التخصصات الشرعية , ويراعى ألا تزيد أعمارهم على الأربعة والعشرين , وأن يكون لديهم نسبة من الذكاءِ وقوةٍ في الحفظ , وأن يكون طيب المعدن , ومزكى من قبل جلسائه أو شيوخه , حسن الخلق , ومتعالياً عن سفاسف الأمور , وأهمها أن يكون لديه إقبال على طلب العلم، كما تكتب له ترجمة ملخصة عن حفظه وتخصصه وشيوخه وأعماله الدعوية , وأن يكون غير مرتبط ببرامج أخرى غير ما نحن بصدده، إلى غير ذلك من المقومات التي تصلح أن ينصف بها الطالب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/365)
ثانياً: يفرغ هؤلاء العشرة لمدة أربع سنوات , وليس بالضرورة أن يتفرغوا بين يدي مجتهد لأن هذا يصعب علينا، إنما يكفي آخر ستة أشهر أن يلازموه ليقرءوا عليه خلاصة فهمهم وحفظهم كما يفرغ معهم أحد المشايخ أو طلبة العلم كمشرف على برنامجهم ومقوّم لمستوياتهم.
وجدير بالذكر هنا أن عامل التفريغ هو العامل الذي خرج من خلاله كثير من العلماء سلفاً وخلفاً , وكانوا يدرسون في دور للعلوم الشرعية , ينفق عليهم من الصدقات والزكاة كالصالحية للحنابلة وكذلك دار الجوزية وغيرهما , وقبل ذلك كله كان أهل الصفحة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم , تفرغوا بسبب فقرهم للعلم والجهاد , وينفق عليهم من أموال الصدقات , وكان أميرُهم إمامَ الحُفّاظ أبو هريرة رضي الله عنه , وكان يقول عمر رضي الله عنه: ألهاني الصفق بالأسواق , لَمَّا غابت عنه سنّةُ الاستئذان , فمن كان من أهل الصفة برز بالعلم أكثر من أكابر الصحابة كابن عمر وعمار وأبي موسى وأبي سعيد وأنس الذي كان مفرغاً للخدمة وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً.
إذاً فالعلم يحتاج إلى أن يُفرد بالاهتمام , وتفرّغ له الأوقات والطاقات , فمنهج التفريغ نهج نبوي سلفي , سُبقنا إليه , خرّج للأمة عُلماء وحُفّاظاً، وللأسف هجرنا هذا الطريق , وعمل به النصارى في كنائسهم واليهود في بيعهم والرافضة في حسينياتهم.
ثالثاً: يصرف على كل واحد منهم أربعة آلاف ريال شهرياً على الأقل فتكون في السنة 50 ألف ريال , وفي الأربع سنوات 200 ألف ريال تقريباً , وذلك من خلال مشروع يكون ريعه لهم، ولن نعدم من زكاة أموال المسلمين، وعلى كل حالة ما يحتاجون من كتب وبحوث , ولن تكون هذه كثيرة من خلال ما سوف أذكره في المنهج المقترح، ويحبذ أن يكون لهم مكتبة كبيرة يجتمعون فيها للبحث والتسميع والنقاش.
ثم بعد ذلك التفريغ يوضع لهم منهج علمي ليس بمذهبي تقليدي ولا نظامي , وإنما منهج قائم أولاً على الكتاب والسنة بفهم السلف الصحيح , ولا يشغلوا بحفظ تفاصيل علوم الأصول والزيادة والإعادة فيها.
وأنا أقترح منهجاً سهلاً , جربته وكان فيه خير كثير , وهو:
أولاً: يغطى مدة شهرين , يحفظ فيها النخبة مع فهم الشرح , والورقات , والآجرّوميّة أيضاً , وبعض قواعد التفسير , والقواعد الفقهية , ولا يطال عليه في شروحها , لأنه سوف يفهمها بالتفصيل مع الاستدراكات عليها من خلال دراسته القادمة، ويفضل أن تكون دراسة هذه المتون على يد عالِم متمكن , يريح الطالب في تلخيص آداب الطلب وطرقه والقول الراجح في مواطن النزاع.
ثانياً: يعكف على حفظ القرآن , ويحفظ كل يوم من صفحتين إلى أربع صفحات حتى لا يتجاوز التسعة أشهر إلا وقد أتم الحفظ، ومع حفظ وِرده اليومي يلخص تفسيرَ وِرده من تفسير ابنِ كثير والبغوي والقرطبي والشوكاني , يسمع كل ورده على المشرف , مع نقاش في بعض أقوال المفسرين , ثم يبقى طيلة يومه يراجع ما حفظ مع ضبط التجويد الجلي , ويحفظ بعض الجزرية , وبعد تسعة أشهر يتخرج حافظاً , مجوداً , ملماً بأقوال العلماء , والراجح في كل آية.
ثالثاً: ينتقل بعد ذلك إلى حفظ السنة , ويبدأ أولاً بحفظ عمدة الأحكام , مع حفظ الراجح في فقه كل حديث , فلو حفظ 12 حديثاً كلَّ يوم , لختمه خلال شهرٍ , حفظاً وفهماً , ويكفي أن يحفظ من الأقوال ما أورده صاحبُ تيسير العلام , ويقتصر على ذلك , ولا يتشعب في الشروح.
رابعاً: حتى نوسع مداركه الحديثية والفقهية ينتقل إلى حفظ بلوغ المرام , مع فهم شرح سبل السلام , ونيل الأوطار , وتلخيص الراجح في الضعفاء، ولو حفظ في كل يوم 20 حديثاً , لختم الكتاب خلال شهرين، وهذه الكمية ليست كثيرةً , لأن الحافظ ابن حجر في البلوغ لا يورد الحديث بطوله , إنما يورد الشاهد من الحديث في الباب , وأيضاً سوف يسقط عنه 410 أحاديث كان قد حفظها من عمدة الأحكام.
خامساً: ينتقل إلى حفظ مختصر صحيح مسلم , مع فهم شرحه وتلخيصه، والمختصر يبلغ مقداره 2200حديثاً , لو حفظ في كل يوم 15 حديثاً , لختم المختصر خلال خمسة أشهر على الأكثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/366)
سادساً: ينتقل إلى حفظ أفراد البخاري على مسلم من مختصر الزبيدي , وعددها 680 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر , لو حفظ منها كل يوم 15 حديثاً , لختم البخاري خلال 45 يوماً , وأثناء ذلك يقرأ: فتحَ الباري , مع تلخيص القول الراجح , وشواهد أحاديث الباب , وكذلك قيودها وصوارفها ومخصصاتها , وأقوال ابن حجر في الرجال , وعلل الحديث , والقواعد الفقهية والحديثية، والفتح يأخذ تلخيصاً بهذه الطريقة أربعة أشهر على الأكبر.
سابعاً: ينتقل إلى حفظ ما لَم يورده المنذري والزبيدي في الصحيحين , وذلك إمَّا من أصل الصحيحين مرفوعاً غير معلق , أو من الجمع بين الصحيحين , أو من اللؤلؤ والمرجان , وسوف تجتمع قرابة 100 حديثاً منهما تأخذ معه أسبوع.
ثامناً: ينتقل إلى حفظ أفراد أبي داود على الصحيحين , وعدتها 2450 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر , لو حفظ منها 20 حديثاً كل يوم , لختمه خلال أربعة اشهر , ويقرأ خلالها عونَ المعبود , مع التلخيص للقول الراجح وعلل الأحاديث المحفوظة كل يوم وشواهدها وقيودها وصوارفها إلى غير ذلك من الفوائد.
تاسعاً: ينتقل إلى حفظ أفراد الترمذي على الصحيحين وأبي داود , وعدتها 1350 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر , لو حفظ منها كل يوم 20 حديثاً , لختمه خلال شهرين تقريباً , وخلالها يقرأ تحفةَ الأحوذي مع التلخيص كما فعل في عون المعبود.
عاشراً: ينتقل إلى حفظ أفراد النَّسائي على الأربعة الذين سبق ذكرهم , وعدتها 2400 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر , لو حفظ منها كل يوم 20 حديثاً , لختمها خلال اثنا عشر يوماً.
الحادي عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد ابن ماجة على مَن سبق ذكرهم , وعدتها 600 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر , 500 منها ضعيف , يحفظ الصحيحَ البالغ 100 حديثاً خلال أسبوع , مع كثرة قراءة البقية الضعيفة.
الثاني عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد الموطأ المرفوعة على الستة , وعدتها 50 حديثاً , وتستغرق ثلاثة أيام , مع تلخيص ما في الموطأ من الموقوفات وفتاوى مالك وفتاوى الصحابة , مع الإطلاع على التمهيد والاستذكار.
الثالث عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد نيل الأوطار , وليس المنتقى , لأن الشرح فيه أحاديث ينبغي حفظها يفترض أن يكون قد لخصها عندما قرأ النيلَ أوَّلَ مرة , وعدّة تلك الأحاديث مرفوعة 500 حديثاً , يحفظها خلال شهر.
الرابع عشر: ينتقل لحفظ أفراد المسند على مَن سبق ذكرهم , وتبلغ أفراده مرفوعةً بلا مكرر ولا شواهد عند من سبق ذكرهم 1500 حديثاً , تستغرق شهرين.
الخامس عشر: ينتقل إلى تلخيص مجموع الفتاوى مع الفتاوى الكبرى , وتأخذ أربعة أشهر.
السادس عشر: يحفظ بعد ذلك متناً فقهياً؛ كالزاد أو الدرة , وذلك لترتيب الأدلة التي حفظها , وكيفية عرضها , للتعليم والإفادة , لا نصرةً للمذهب , ويستغرق ذلك شهراً للثاني وأكثر للأول.
السابع عشر: يحفظ الواسطية , ولن يجد عناءً في ذلك , لأنه يحفظ جميع أدلتها , غير أنه سوف يرتب الأدلة على الأبواب , وأثناء الحفظ يقرأ شرحها , ويتوسع فيها بقراءة كتاب التوحيد لابن خزيمة , وبعدها ينتهي يلخص أصول الاعتقاد لـ (اللالكائي) , ويحفظ بعض المواضع التي عليها الخلاف الكثير من الطحاوية , ويلخص شرح الطحاوية , ويختم ذلك بحفظ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلخيص شرحه , ولن يجد عناءً في حفظه أيضاً لأن الأدلة التي فيه كلها سبق له حفظها , وهذا كله يستغرق ثلاثة أشهر.
الثامن عشر: يخرج المسائل الخلافية التي مرت عليه فيما سبق من الشروح , ويفترض أنه كان يدوّنُها أولاً بأول منذ البداية , ويبدأ بالبحث عنها في المغني والمجموع والتمهيد ونصب الراية والمحلى وبعض أمهات المذاهب المعتمدة , ويكونون جميعُهم مشتركين في ذلك بحثاً ونقاشاً وحفظاً لبعض ما يحتاجه الطالب , ويستغرق على الأكثر شهرين على حسب اجتهادهم أثناء التلخيص بإخراج مسائل الخلاف مما سبق من الشرح.
التاسع عشر: يقرأ البداية والنهاية وزيادة محمود شاكر عليها , وهذا خلال شهرين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/367)
العشرون: ينتقل الجميع لملازمة أحد المجتهدين ليعرضوا عليه أهمَّ ما حفظوا وما فهموا وبعضَ مسائل الخلاف , كما يدرسون عنده العلومَ التي تؤخذ بالتلقي كالرحبيةِ , وبعضِ مواضع الألفية في اللغةِ , وفي الحديثِ , وما أشكل من قواعد الجرح والتعديل , ودراسةِ الأسانيد , وبالجملة يحققون درجةً تؤهلهم للتصدر للتعليم والفتوى , وهذا يسير بإذن الله , ويستغرق ستة أشهر.
وأخيراً يحاولون جَمْعَ ما انتقوه من الأحاديث وما لخصوه من الأقوال والإشكالات , مع بسط القول فيها , ويوضع في مصنف واحد بعد عرضه على أحد العلماء لإقرارِ ما فيه وتهذيبِه، ولهذا الجمع طريقة يسيرة باستخدام الحاسب , لا أريد الإطالة ببسطها , ولكن يخرج لنا في النهاية أصول الأحاديث لكل ما مضى من مصادر السنة مع عللها وأقوال الأئمة على كلِّ المسائلِ الخلافية وفتاوى أهل الاجتهاد , إلى غير ذلك من الفوائد , وهي خلاصة مجهود أربع سنوات لعشر طلاب.
وهكذا يكون قد استغرق البرنامج ثلاثة سنوات وسبعة أشهر , حفظَ الطالبُ خلالَها القرآنَ , وفهمَ فهماً صحياً مستفيضاً , وحفظ تسعة آلاف ومئتي حديث، ثم بعد ذلك يفرغون للتعليم والفتوى والبحوث النافعة وقراءة الكتب المعاصرة والعلوم الأخرى، وأنا أذكر هنا للفائدة والتحريض على الطلب والتحدث بنعمة الله وإثباتاً أني لَم أكتب خيالاً ولا أحلاماً , فإني بحمد الله قد أتممت ما يقرب من تسعة أعشار هذا البرنامج خلال سنتين , وأسأل الله أن يعينني على إتمام ما أريد , والله ولي التوفيق.
تنبيهات:
1 - الطالب الذي يعطى ثلاث إنذارات لعدم حفظه أو حضوره , يتم إخراجُه من البرنامج.
2 - يلتزم كلُّ طالبٍ منهم ألا يتصدر للتدريس , أو النشاطات الدعوية , أو الأعمال التجارية , أو أي شكل من أشكال الصوارف , حتى الإمامة إنْ كانت تشغله.
3 - خلال كل تلك الفترة , بعدما يتم حفظ القرآن , لا بدَّ وأن يراجع كلَّ يوم ما لا يقل عن أربع صفحات , وبذلك يستطيع ختم القرآن كل أربعة أشهر.
4 - يعطى كل طالب مهلة أسبوعين , مراجعة لكلِّ مصنفٍ , يتم حفظه.
5 - الاستعانة بالكتمان على إتمام البرنامج حتى لا تعوق العوائق ويكثر الحسّاد والمثبطون إذا ظهرت التفاصيل.
6 (- عدم التحدث حتى مع المشايخ عن كيفية البرنامج , حتى لا تكثر الاقتراحات المخالفة للمنهج , فتسبب ذبذبةً , وتثبيطاً للطالب , وتردداً في الاستمرار.) (ملاحظة أنني لم أغوص في البرنامج لذا أنا أطلب الإقتراح قبل خوض غماره)
هذا والله المستعان على ما أقول , والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يوسف العييري رحمه الله تعالى
28/ 3/1419هـ
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 07:48 ص]ـ
تعليقي عليه هو ان نبذل الجهد في تطبيقه ما استطعنا
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[06 - 01 - 08, 03:47 م]ـ
جزاك الله خيرا وأعانك على تنفيذ برنامجك هذا.
إلا أنني قرأت برامج أخرى وضعها طلاب العلم والدعاة واظنها في هذا الملتقى ايضا بخصوص التحصيل العلمي.
قسم جعل برنامجه لاربع سنوات وقسم لثماني والبعض لسنتين وآخرين لمدة سنه أو أقل.
كما ان هناك برنامجا موسعا للشيخ حامد العلي على موقعه اتمنى ان تطلع عليه وتستفيد منه.
وبارك الله فيك.(22/368)
هل لشيخ الاسلام ابن تيمية كتاب شرح العمدة ايضاً؟؟
ـ[ yousef] ــــــــ[25 - 10 - 03, 01:31 م]ـ
عمدة الاحكام له شروحات كثيرة، والسؤال هنا:
هل لشيخ الاسلام ابن تيمية كتاب يسمى شرح العمدة ايضاً؟؟
أرجوا من الاخوة طلاب العلم إفادتنا.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[25 - 10 - 03, 03:32 م]ـ
شرح شيخ الإسلام ابن تيمية إنما هو لعمدة الفقه لا عمدة الأحكام الحديثية.
ولم يوجد ولا طبع كاملاً، بل الموجود منه حتى آخر الحج.(22/369)
الكلمة بعد أربع ركعات من القيام (ما حكمها؟)
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[25 - 10 - 03, 06:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأحبة أتمنى أن تتحفونا بما عندكم حول ما هو منتشر في كثير من المساجد وخصوصا في أوروبا في المراكز الإسلامية.
حيث أننا وفي كل رمضان نصلى العشاء ثم نصلى أربع ركعات ثم تكون هناك راحة لمدة عشر دقائق تستغل عادة في إلقاء كلمة أو شرح حديث على الناس ثم تكمل بعدها الصلاة.
مع العلم أن من يقوم بها لا يعتقد أنها سنة أو أنها مستحبة ولكن فقط من أجل أن يستغل وجود الناس لتفقيههم في دينهم ولكي يأخذوا قسطا من الراحة حتى لا يملوا ..
اسأل الله أن يبارك في الجميع
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[26 - 10 - 03, 05:02 ص]ـ
يا إخوة هل هناك مشكلة بالنسبة لي لا أعرفها أو هل وجودي غير مرغوب فيه أم ما الأمر بارك الله فيكم
لماذا لا يلتفت أحد لأسئلتي ولا يجيب عنها هل هي بهذه الصعوبة أم ماذا
ـ[جليس الصالحين]ــــــــ[26 - 10 - 03, 12:58 م]ـ
الاخ ابو حذيفة
الملتقى للجميع من هم اهله ولا احد يعرفك شخصيا حتى يتجاهلك.واقول لك حياك الله في ملتقى اهل الحديث والعلم السديد واتباع السلف الصالح ونبذ اهل الكلام والبدع والحزبية
اما عن سؤالك فليس هناك دليل على ان هذه الجلسة للاستراحة بعد اربع ركعات والقاء موعظة كانت ام حديث او تذكير الناس بامور دينهم من سنة رسول الله وايضا لا تعتبر بدعة فهية بمثابتة درس للاستفادة منه.
هذا وان هذا الشهر الكريم تضاعف فيه الحسنات ويجب استغلاله والانتفاع من جميع اوقاته فهناكمن يصوم الناهر ويقوم الليل كله وهناك من يقوم عشرون دقيقة فيه وانتهى.
ارجوا ان اجزئنا عليك الجواب والحمد لله رب العالمين
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:45 م]ـ
الحسنات لا تضاعف في رمضان من حيث كونها في رمضان لكنه موسم خير وفيه تعظم الحسنات بعظم الشهر، وكذا الأمر بالنسبة للسيئات.
وأتعجب ممن ينكر على من يعظ ويذكر في بعض مواسم الخير أو الإباحة، والأصل هو وجوب النصح والتذكير والتعليم، ولا يمنع منه المسلم إلا حيث منعه الشرع، بل حتى لو ذهب إلى مجالس أهل البدع أو أماكن اجتماع أهل الكفر لوعظهم ونصحهم ما كان مخطئا.
فكيف يمنع الداعية من النصح والتعليم في اجتماع الناس في الأفراح والعزاء أو صلاة التراويح؟.
والله أعلم
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[27 - 10 - 03, 12:05 ص]ـ
سؤالك يجرنا الى مسألة إلقاء الكلمات الوعظية الدينية بعد الصلوات الخمس وغالبا تكون بعد صلاة العصر، والحالتان متشابهتان ..
والذي فهمته في هذه المسألة من كلام الشيخ عبد الله الغنيمان هو البدعية .. والله اعلم(22/370)
ما حرم لذاته لا يباح إلا للضرورة، وما حرم لسد الذريعة يباح للحاجة
ـ[راشد]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:00 م]ـ
من يفيدنا بشرح أو تعليق على هذه القاعدة
أو أمثلة توضيحية .. وجزاه الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:41 م]ـ
قال ابن القيم في في إعلام الموقعين
0000يوضحه أن تحريم ربا الفضل إنما كان سدا للذريعة كما تقدم بيانه
وما حرم سدا للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة
كما أبيحت العرايا من ربا الفضل
وكما أبيحت ذوات الأسباب من الصلاة بعد الفجر والعصر
وكما أبيح النظر للخاطب والشاهد والطبيب والمعامل من جملة النظر المحرم
وكذلك تحريم الذهب والحرير على الرجال حرم لسد ذريعة التشبيه بالنساء الملعون فاعله وأبيح منه ما تدعو إليه الحاجة
وكذلك ينبغي أن يباح بيع الحلية المصوغة صياغة مباحة بأكثر من وزنها لأن الحاجة تدعو إلى ذلك
وتحريم التفاضل إنما كان سدا للذريعة00
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:24 ص]ـ
لا مزيد على ما ذكره الشيخ عبد الرحمن /
لكن للتوضيح أكثر:
ما حرم لسد ذريعة
مثلاً النظر إلى الأجنبيات محرم لا لذاته، وإنما هو لأنه ذريعة إلى الزنا، فليس النظر في أصله محرم ..
ولذا أجاز الإسلام النظر إلى المخطوبة الأجنبية، وليست هناك ضرورة إلى ذلك، بل هي حاجة فقط، والحاجة كما تعلم دون الضرورة.
وأيضاً الذهب والفضة والحرير لم يحرما لأن أعيانهما محرمة لنجاستها مثلا أو ضررها بل حرما لأنهما وسيلة لكسر قلوب الفقراء أو لأنها طريق للإسراف والتبذير أو غير ذلك.
ولذلك يجوز اتخاذ سن من ذهب، ويجوز إصلاح ما انشق من الإناء بشيء من فضة، ويجوز أن يكون في طرف الثوب قدر يسير من الحرير (علم الثوب) قدر اربعة أصابع - على خلاف في المسألة -.
ووبهذا يعلم أن ما حرم تحريم ذوات أعظم حرمة مما حرم تحريم وسائل.
ومثال المحرم لذاته لحم الخنزير فلو جاع الإنسان في مكان لا يوجد به طعام مثلاً، وكان جوعه لا يؤدي به إلى الهلكة فلا يجوز له أن يأكل منه.
وهذه نقولات أخرى في الموضوع:
قال ابن القيم في الزاد 2/ 242: (ما حرم تحريم الوسائل فإنه يباح للحاجة أو المصلحة الراجحة كما يباح النظر إلى الأمة المستامة والمخطوبة ومن شهد عليها أو يعاملها أو يطبها).
وقد تكلم شيخ الإسلام على المسألة بكلام جميل واضح لكن لم أهتد الآن إلى موضعه، وسافيدك به لاحقا إن لم يفدك به أحد الأخوة(22/371)
هل تسن صلاة التراويح ليلة الشك
ـ[العطار]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:30 م]ـ
قال ابن قدامة في المغني:-
واختلف أصحابنا – أي أصحاب المذهب الحنبلي - في قيام ليلة الشك ; فحكي عن القاضي أنه قال: جرت هذه المسألة في وقت شيخنا أبي عبد الله فصلى , وصلاها القاضي أبو يعلى أيضا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله فرض عليكم صيامه , وسننت لكم قيامه} فجعل القيام مع الصيام.
وذهب أبو حفص العكبري- من فقهاء الحنابلة - إلى ترك القيام , وقال: المعول في الصيام على حديث ابن عمر , وفعل الصحابة والتابعين , ولم ينقل عنهم قيام تلك الليلة. واختاره التميميون – من فقهاء الحنابلة - ; لأن الأصل بقاء شعبان , وإنما صرنا إلى الصوم احتياطا للواجب , والصلاة غير واجبة , فتبقى على الأصل.
ـ[فارس القلم]ــــــــ[25 - 10 - 03, 10:08 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العطار
وفي الحديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن صيام يوم الشك(22/372)
ما الفائدة من تكرر رمضان؟؟
ـ[فارس القلم]ــــــــ[25 - 10 - 03, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تكرر رمضان
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد،،،
يتكرر رمضان كل عام فيستقبله المسلمون بما هو أهله من الترحيب
والفرحة ولا ريب أن هذا التكرر مقصود لفوائد إيمانية وتربوية
يشعر فيها المؤمن بنفحات الكرم من الواحد الكريم ..
وسوف أتحدث عن أهم هذه الفوائد وعن أهميتها وضرورتها لتربية
المسلمين أفرادا ومجتمعات تربية إيمانية وتزكية روحية نافعة
ولتحقيق الأسس النبيلة التي أرسى دعائمها الإسلام من العدل
والمساواة والكرامة ونحوها،،، فمن ذلك:
1/ أن تكرر هذا الشهر العظيم في موسم معلوم كل سنة مما يستثير
الهمم ويحفز التطلعات ويحث الرغبات.
2/ أن تكرر هذا الشهر يربي في المسلم تأمل قدرة الله تعالى في
تدبير الكون، قال تعالى
(وتلك الأيام نداولها) فالصائم في كل عام يتذكر من صام معه
رمضان الماضي فرحل عن الدنيا فيكون ذلك عبرة له.
3/ أن تكرر هذا الشهر العظيم موسم للتدريب على الطاعة وتهذيب
النفوس ومحاسبتها على تقصيرها.
4/ أن الصوم صيانة عقدية سنوية تطرد خبث الذنوب وتزيل درن
الآثام وتزكي النفوس بالتقوى وتربيتها على الاستقامة.
5/ أن الراغب في الخير يشجعه التنافس في الخير ويغريه التسابق
إليه فإن داعي الخير أقوى من داعي الشر ومع التنافس يقوى
ويزيد هذا الداعي، وشهر رمضان الكريم حلبة تنافس، يقول
نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم مبشراً أصحابه رضي الله عنهم
بقدوم رمضان أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فيُنزِل
الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالى إلى
تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا
فالشقي من حرم فيه رحمة الله).
6/ أن تكرار هذا الشهر بنظام واحد من العوائد، بخلاف ما تعود
عليه الناس في غيره فيه تربية للأمة على النظام وعلى التكيف مع
تغير الظروف والأحوال ليرتفع مستوى استعدادها ولتعلو درجة
يقظتها القلبية والفكرية والحسية.
7/ أن تكرار رمضان بكيفية معلومة رمز لوحدة المسلمين حيث
يصومون في شهر واحد وفي أوقات محددة للإفطار والإمساك دون تفرقة
بين فقير وغني ووضيع وشريف وضعيف وقوي، فيتربى الفرد المسلم
والمجتمع المسلم على عالي الأخلاق وكريمها وتنمو فيه الأسس التي
حرص الإسلام على تأصيلها الإسلام من العدل والمساواة والكرامة
الإنسانية.
وأخيراً:
فرمضان لم يبقى عليه إلا يوم أو يومين، فلنحرص على أن يكون تكرار
رمضان فرصة سانحة لتجديد النشاط والعزم على العمل الصالح.
المرجع: كتاب الفوائد التربوية للصيام للمؤلف: إبراهيم السماري(22/373)
صلاة سيدنا عمر رضي الله عنه في الكنيسه!!! هل الحادثة صحيحة؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[26 - 10 - 03, 01:12 ص]ـ
؟
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:09 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6602&%20highlight=%C7%E1%D5%E1%C7%C9+%DD%ED+%C7%E1%DF%E 4%E<br%20/>D%D3%C9(22/374)
أبو حازم الراوي عن جعفر بن عياش
ـ[أبو عبدالعزيز الطائي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:14 ص]ـ
قال الإمام أحمد في المسند:
حدثنا عبد الصمد، حدثنا عبد الرحمن -يعني ابن عبد الله بن دينار- حدثنا أبو حازم، عن جعفر، عن ابن عباس أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "إن جبريل أتاني فأمرني أن أعلن بالتلبية".
ذهب المزي وابن حجر والهيثمي إلى أن أبا حازم في الإسناد هو سلمة بن دينار.
فما هو الدليل على ذلك؟
قال الهثمي في مجمع الزوائد:
((رواه أحمد وفيه جعفر بن عياش وهو من تابعي أهل المدينة روى عنه أبو حازم سلمة بن دينار ولم يجرحه أحد. وبقية رجاله رجال الصحيح)).
قال ابن حجر في تعجيل المنفعة: ((هو سلمة بن دينار المخرج حديثه في الكتب الستة، وقد ذكر المزي في شيوخه [كذا] عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار والله أعلم)).
وفعلاً ذكر المزي عبد الرحمن في من روى عن سلمة وذكر سلمة في من روى عنهم عبد الرحمن.
لكن الذي يظهر أن المزي إنما أخذ ذلك من هذا الإسناد بعد أن حكم بأن أبا حازم هو سلمة بن دينار! فإن مسند أحمد من أهم موارده.
وإذا كان الأمر كذلك فليس بدليل.
ولم أجد فيما وقفت عليه رواية لعبد الرحمن عن سلمة ولا لسلمة عن جعفر سوى:
ما رواه السهمي في تاريخ جرجان من طريق أبي النضر حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها.(22/375)
هل رأى أحد الهلال
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:37 ص]ـ
أرجو أن تفيدونا سريعاً
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:41 ص]ـ
نعم في السعودية ثبت
تقبل الله منا ومنكم
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[26 - 10 - 03, 04:40 ص]ـ
لم نسمع شيئاً حتى الآن ..
هل ثبت بالفعل الشهر في السعودية أم لا؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 04:53 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
تم إعلان ثبوت الشهر في مصر
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[26 - 10 - 03, 05:30 ص]ـ
الرياض 29 شعبان 1424ه- الموافق 25 اكتوبر 2003م
اصدر مجلس القضاء الاعلى البيان التالى ..
[بيان من مجلس القضاء الاعلى بان يوم غد الاحد هو المكمل للثلاثين من شهر شعبان.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه وبعد:
فقد عقد مجلس القضاء الاعلى بهيئته الدائمة جلسة بعد مغرب هذا اليوم السبت التاسع والعشرين من شهر شعبان متحرياً ما قد يرد عن رؤية هلال شهر رمضان المبارك ولم يرد ما يفيد برؤيته هذه الليلة ليلة الاحد المكمل للثلاثين من شهر شعبان عام 1424ه- الموافق 26 اكتوبر عام 2003م وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فاكملوا العدة» وقال عليه الصلاة والسلام: «لا تصوموا حتى ترو الهلال ولا تفطروا حتى تروه فان غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً» ولعدم ثبوت رؤية الهلال هذه الليلة فان يوم غد الاحد هو المكمل للثلاثين من شهر شعبان ويوم الاثنين الموافق 27 اكتوبر هو اول شهر رمضان المبارك.
ومجلس القضاء الاعلى اذ يهنئ المسلمين بهذه المناسبة يسال الله جل وعلا ان يوفق المسلمين للعمل الصالح وان يجمع كلمتهم على الحق وان ينصر دينه ويعلى كلمته انه سميع مجيب. .
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم].
مجلس القضاء الاعلى بهيئته الدائمة
عضو:
ناصر بن ابراهيم الحبيب غيهب بن محمد الغيهب
عضو:
محمد بن الامير محمد بن سليمان البدر
رئيس المجلس
صالح بن محمد اللحيدان
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[26 - 10 - 03, 05:32 ص]ـ
http://www.spa.gov.sa/html/spa_anews.htm
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 05:48 ص]ـ
أستغفر الله ....
لم تُثَبَّت الرؤية في السعودية، ومن ثم أتمُّوا عدة شعبان ....
وقد أخطأ الذي بلغني، فقد ذكروا أنه لم تقبل شهادة من شهد ...
وليس يلزم من وجود الشهادة قبولها، كما هو معلوم ...
وما آفة الأخبار إلا رواتها ...
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:06 ص]ـ
وهل مصر وسوريا واليمن وبعض دول الخليج كان إعلانهم عن رؤية أم لا؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:35 ص]ـ
وقال مفتي جمهورية مصر العربية الشيخ علي جمعة في احتفال ديني نقله التلفزيون المصري إن هلال شهر رمضان شوهد في مدينة سوهاج جنوبي مصر مع غروب شمس اليوم السبت.
وفي عمان أعلنت وكالة الأنباء الأردنية أن الأحد سيكون أول أيام شهر رمضان موضحة أن قاضي القضاة الشيخ عز الدين الخطيب التميمي أعلن ثبوت رؤية هلال الشهر الفضيل هذه الليلة.
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2003/10/10-26-1.htm
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[26 - 10 - 03, 02:21 م]ـ
يوم الأحد هو أول أيام شهر رمضان وصيامه واجب لكل من يصله الخبر من المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
ثبت بالوجه الشرعي المعتبر رؤية هلال شهر رمضان في كل من فلسطين ومصر واليمن، كما ذكر أنه رؤي في سدير ومناطق اخرى
لذا فإن يوم الأحد هو أول أيام شهر رمضان المبارك (يوافق 26/ 10/2003 م)
وفي ظل وسائل الاتصال الحديثة فإن على كل مسلم يصله خبر الرؤية الشرعية للهلال في اي بلد اسلامي أن يلتزم بذلك ويبدأ الصيام لرؤيته مهما كان مكان اقامته
وفيما يلي توثيق ثبوت الرؤية
القدس 25 - 10 - 2003وفا- اعلن سماحة الشيخ عكرمة صبري المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الفتوى الاعلى ان غداً الاحد هو الاول من شهر رمضان المبارك للعام 1424هـ.
وهنأ سماحته شعبنا الفلسطيني المرابط في الداخل وفي اماكن تواجده بحلول هذا الشهر الفضيل /
عن وكالة الانباء الفلسطينية
http://www.wafa.pna.net/AraText/25-10-2003/page047.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/376)
علي جمعة مفتي مصر والمسؤول عن اصدار فتاوى في مثل هذه الامور قال إن هلال رمضان شوهد في مصر وعليه فإن أول ايام رمضان هو الاحد
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/mid...000/3214635.stm
صنعاء - سبأنت
أصدر دار الافتاء بيانا اكد من خلالة ثبوت رؤية هلال رمضان وفيما يلي نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
وإن الحمد لله رب العالمين .. أما بعد
امتثالاً لقول الله تعالى في كتابه الحكيم "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمنه"
.. وعملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً".
وحيث أن الأخوين رئيس محكمة شمال الحديدة، ورئيس محكمة جنوب الحديدة قد شاهدا الهلال بعد غروب شمس يومنا السبت الموافق 25/ 10/ 2003م،
وشهد على ذلك كل من الإخوة الشيخ/عبدالرحمن عبدالله مكرم إمام وخطيب الجامع الكبير،
والاخ/ بشير عبدالله مكرم،
والحاج /احمد علي بورجي،
والاخ/إبراهيم عبدالله النجار ..
فإن يوم غد الأحد هو الأول من شهر رمضان المبارك.
http://www.sabanews.net/view.php?sc...r=&ir=&id=53225
طبعا غدا الاحد ليس يوم الشك، بل قد ثبت رؤية الهلال من عدد من المسلمين وبذلك ينتفي الشك
وأما الحدود الادارية والسياسية المصطنعة فلا يتقيد بها المسلم الموحد
فنهيب بكل المسلمين صوم يوم الاحد الاول من رمضان ونشر هذا الخبر بكل الوسائل المتاحة
اللهم هل بلغنا
اللهم فاشهد
منقول
http://www.al-ansar.biz/vb/showthre...=&threadid=1647
الكاتب:
رضا أحمد صمدي
وأزيدكم أنه ثبتت عندي الرؤية في غرب الصين حيث تبدأ ثلاث مقاطعات
في غرب الصين الصوم هي: شينغ ياو، نشو ياو، أري ياو
وقد تأكدنا بذلك بنفسنا من رجال أعمال في الصين نعرفهم ونعرف عدالتهم
ثم اتصلنا بأحد أئمة المساجد في تلك المناطق وأكد ثبوت الرؤية عندهم.
هذا وغدا رمضان في كل من:
طاجيكستان (إسلام أون لاين)
نيجيريا (أيضا)
الأردن السودان (أيضا) ..
http://www.muslm.org/showthread.php?threadid=98971(22/377)
مبارك عليكم دخول الشهر .....
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[26 - 10 - 03, 03:37 ص]ـ
لم يثبت حتى هذه الساعة دخول الشهر، لكن أقول لكم مقدمًا:
وفقنا الله وإياكم للصيام والقيام إيمانا واحتسابا ...
http://aaaz.jeeran.com/rmdan.gif
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[27 - 10 - 03, 02:37 ص]ـ
هدية لرواد ملتقانا المبارك .. بمناسبة حلول هذا الشهر الكريم.
خزانة الفتاوى الرمضانية ....
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[27 - 10 - 03, 02:43 ص]ـ
خزانة الفتاوى للمرأة المسلمة في رمضان ..
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 10 - 03, 03:45 ص]ـ
وأنت بخير أخي أبا حاتم.
وفقك الله لكلّ خير.(22/378)
قول ابن دقيق العيد في قص الأظفار مخالفاً
ـ[الدرة]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:16 ص]ـ
يري الحنابلة _ رحمة الله عليهم _ أن من السنة قص الأظفار مخالفاً ويستدلون برواية (من قص أظفاره مخالفاً لم ير في عينيه رمداً) وقد تكلم المزي في إتحاف السادة المتقين 2/ 412 على ضعف هذا الخبر وقال ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ: وما أشتهر من قصها على وجه مخصوص لا أصل له في الشريعة وقال: لا يجوز استحبابه،لأن الاستحباب حكم شرعي لابد له من دليل وليس استسهال ذلك بصواب.ينظر كلامة في فتح الباري 10/ 358 وكشاف القناع 1/ 159وكشف الخفاء2
وقد بحثت عن كلام ابن دقيق فيما تيسر لي من كتبه ولم أقف عليه فهل من معين جزاكم اله خيراً(22/379)
الأحد أول رمضان بمصر والسودان ونيجيريا واليمن وفلسطين المحتلة والأردن وجيبوتي وطاجكست
ـ[السعيدي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:56 ص]ـ
الأحد أول رمضان بمصر وفلسطين وجيبوتي
أعلنت كل من مصر والسودان ونيجيريا واليمن وفلسطين المحتلة والأردن وجيبوتي وطاجكستان وقيرغيزستان أن السبت الموافق 25 - 10 - 2003 هو المتمم لشهر شعبان للعام الهجري 1424، وأن الأحد 26 - 10 - 2003 هو أول أيام شهر رمضان المبارك.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن دار الإفتاء المصرية أعلنت مساء السبت أن الأحد 26 - 10 - 2003 هو أول أيام شهر رمضان المبارك، وأن السبت هو آخر أيام شهر شعبان.
وقال الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية في احتفال نقله التليفزيون المصري: إن هلال شهر رمضان شوهد لمن التمسه في سوهاج جنوب البلاد مع غروب شمس يوم السبت.
وفي صنعاء أعلنت دار الإفتاء بالجمهورية اليمنية في بيان مساء السبت أنه ثبت رؤية الهلال طبقا لشهادة رئيس محكمة شمال الحديدة، ورئيس محكمة جنوب الحديدة، وبناء عليه فإن الأحد 26 - 10 - 2003 هو أول أيام شهر رمضان المبارك.
كما أفادت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن "قاضي القضاة الشيخ عز الدين الخطيب التميمي أعلن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان المبارك الليلة". وأضافت: "وعليه فيكون يوم غد الأحد 26 - 10 - 2003 هو أول أيام الشهر الفضيل".
أما في فلسطين المحتلة فقد أعلن الشيخ عكرمة صبري المفتي العام للديار الفلسطينية أنه قد ثبت رؤية هلال شهر رمضان المبارك، وأن غدا الأحد 26 - 10 - 2003 هو اليوم الأول من شهر رمضان المبارك لعام 1424 هجريا بعد اجتماع المفتين والوجهاء والتجار وسكان من مدينة القدس في دار الفتوى في القدس.
وقال صبري: " نهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك، ونهنئ شعبنا الفلسطيني، كما نهنئ السلطة وعلى رأسها الرئيس ياسر عرفات، متمنين للجميع صوما مقبولا، وتقبل الله الطاعات".
كما يبدأ المسلمون في نيجيريا الأحد 26 - 10 - 2003 صيام شهر رمضان؛ وذلك لعدم ثبوت رؤية هلال شهر رمضان الجمعة 24 - 10 - 2003، وبعد اكتمال شهر شعبان 30 يوما السبت 25 - 10 - 2003.
ويشكل مسلمو نيجيريا 60% من إجمالي تعداد السكان البالغ عددهم 130 مليون نسمة.
وفي جيبوتي أعلن وزير الأوقاف والشئون الدينية الشيخ موجي درر سمتر في التليفزيون الرسمي أن رؤية الهلال ثبتت بطريقة شرعية؛ ليكون الأحد 26 - 10 - 2003 هو أول أيام شهر رمضان.
وفي طاجيكستان أعلنت إدارة الإفتاء الطاجيكية أن رمضان غدا
الأحد 26 - 10 - 2003، كما أعلنت وكالة الأنباء القيرقيزية أن رمضان يبدأ الأحد أيضا في قيرغيزستان.
ـ[مسدد2]ــــــــ[26 - 10 - 03, 01:27 م]ـ
يبدو ان رؤية اهل مصر غير صحيحة، بالاضافة الى ان الحساب يمنعها. فالهلال عمره ثلاث ساعات حين غروب الشمس هناك، ولا تمكن رؤيته لعمر كهذا. لكن الاهم اننا هنا في امريكا الشمالية لم نر الهلال وقد بلغ عمره 10 ساعات، مما يؤكد خطإ الرؤية و صحة الحساب ونحن غدا مفطرون ان شاء الله.
ورزقنا الله واياكم حسن القيام بحقوق هذا الشهر الفضيل.
www.moonsighting.com
ـ[مسدد2]ــــــــ[26 - 10 - 03, 02:36 م]ـ
لو ثبتت الرؤية في الصين، لظهر الهلال عيانا بيانا لاهل البلاد العربية، ومن باب اولى لظهر كالشمس في رابعة النهار عندنا في امريكا الشمالية.
فنحن نشهد شهادة مضادة لأولئك بأن الهلال لم يظهر وان شهادتهم غير صحيحة.
يوازي هذا الامر لو زاد الثقة كلمة في روايته مخالفا لجمع من الثقات الذي أكدوا ان الشيخ لم يرو ذلك اللفظ والمجلس واحد، فهل نقول بزيادة الثقة ام نرد تلك الكلمة لشذوذها؟
فالسماء واحدة و الشهود كثر، واحد شهد انه رأى والآخرون شهدوا انهم كانوا في موقف واحد و لم يظهر لهم شيء. فلماذا لا نخطئ المثبت و نتبع الاكثرية الموثوقة التي نفت؟
السماء فوق رأسنا، وبحمد الله نعرف مطلع الهلال ووقته ولنا خبرة في ذلك كغيرنا ونشهد ان الهلال ليس بموجود قطعا .. فكيف يدعي من سبق مغربهم مغربنا انه بدا لهم والقمر واحد والسماء واحدة ومع هذا لم يظهر؟
واضيف، ان امريكا الشمالية قارة مترامية الاطراف فيها من المدن والمؤسسات والمساجد الخير الكثير وهم مستقلون عن بعضهم البعض. بل ان منهم من له مصلحة اثبات ان الهلال قد ظهر للعيان، ومع هذا لم يستطع ان يراه. كل هذا يؤكد ان الهلال لم يظهر في اي مكان من العالم مساء السبت.
لذلك نشهد بأن الاحد ليس من رمضان قطعا وان الاثنين غرته.
والله اعلم(22/380)
(نحو حوار علمي) ثبوت الرؤية يوم الأحد 29 لعام1424 خلافا للحساب الفلكي.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 06:04 م]ـ
بناء على حسابات الدكتور خالد شوكت فإن عمر الهلال في يوم 25 أكتوبر
من عام2004 الموافق 29 شعبان 1424 سيكون 13 ساعة، وزعم خالد شوكت
أن رؤيته ستكون مستحيلة ...
ويشاء الله تعالى أن يثبت كذب الحسابات الفلكية ووهاءها في هذا العام
بل كذب المناهج التي أصلوها بناء على التجربة فقط ولكنهم عاندوا
السنن الكونية والشرعية فهداهم الله ...
وكوني أتهم الفلكيين بمعاندة السنن الكونية والشرعية لأن بعض الكتاب
في هذا المنتدى أقدم على تكذيب الشهادات التي اعتبرتها دور الإفتاء
وجعلها شهادات غير صحيحة بناء على حسابات بعض الفلكيين، وهذا فوق
كونه تعديا على أحكام شرعية فإنه تعد على المسلمين العدول الثقات
مما يستوجب وقفة للحوار ... راجين من المشرفين أن يعتبروه نقاشا
علميا محضا ...
الرؤية ثبتت في الصين .. صامت ثلاثة مقاطعات في غرب الصين، وفي
مغرب يوم السبت رأى الهلال جماعة أخذت بها الجمعيات المعتمدة
في غرب الصين وتوثقت من هذا بنفسي في اتصال هاتفي بالصين بأحد
أئمة المساجد ...
ثبتت الرؤية في اليمن ومن رآها رئيسا محكمة مع أربعة شهود
آخرين ...
كما ثبتت الرؤية في مصر بشهادة شاهد اعتمده علي جمعة، وعلي
جمعة يعرف خالد شوكت وهو يقول بنفي الشهادة إذا خالفت الحسابات
الفلكية وله فتوى في ذلك توافق القرضاوي، ومع ذلك أخذ بهذه
الرؤية ... فلماذا؟؟؟
وثبتت الرؤية في الأردن وفلطسين ...
هذه بلاد تأخذ بالرؤية، أما من صام من غير تلك البلاد يوم الأحد
فمنهم من يأخذ بالحسابات الفلكية فيعتبر ولادة الهلال إيذان
ببدأ الشهر وإن لم يره أحد،وبعضهم أتم شعبان ثلاثين مثل نيجيريا ..
فإذا كان من أقصى الشرق (الصين) إلى أٌقصى الغرب (مصر) رأوا
الهلال، ولم يره آخرون فإن المثبت يقدم على النافي ...
وبعض كتاب المنتدى لبس على القراء بقاعدة المحدثين في المخالفة،
فقال لو كان كل تلك البلاد لم تر، ورآها البعض فنعتبر خلافهم
شذوذا غير مأخوذ به مثل الرواية الشاذة .. وأصل هذه القاعدة صحيح،
ولكن هذا في رواة اشتركوا مع الراوي الشاذ في نفس الشيخ، فروى
ذلك الراوي ما لم يروه أقرانه، مع أنه مشاركون له في شيخه ...
فلو أثبت لنا ذلك الكاتب أو أولئك الفلكيون أن كل تلك البلاد خرجت
للرؤية ولم تره يكون الآمر سائغا، أما وإننا نعرف أن مسألة الرؤية
يقصر فيها كثير من الناس بل غالب الأمة مقصر فيه، فكيف تحاكم الجمهور
الساكت على من فعل واستطلع ورأى؟؟؟؟
ومن رأى شهود ثقات معتبرون، فكيف نهدر شهادتهم لمجرد حساب فلكي،
والحساب الفلكي يزعم استحالة الرؤية بناء على التجربة وليس بناء
على حسابات يقينية، فالاستحالة هنا ليس استحالة عقلية، بل استحالة
عادية،ومثل هذا لا يعتبر في إهدار الأحكام، خاصة أن الفلكيين هنا
لا يستتطيعون إثبات الاستقراء التام في قضيتهم ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 10 - 03, 07:03 م]ـ
(#حرّر#).
في الصين لا يعتمدون الرؤية وإنما عندهم نظام غريب يعتمد على حساب تقديري باطل وما يزال المسلمين في الصين يعتمدون عليه.
وشهادات الرؤية ليست إلا لبضعة أشخاص مجهولين موزعين على بضعة بلدان، أمام مئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم لم يشاهدوا الهلال. فهذه هي الرواية الشاذة.
(#حرّر#).
ومعروف لدى الصغير والكبير أن إعلان دخول رمضان هو قرار سياسي في كثير من الدول الإسلامية، وكثيراً ما يتطلب موافقة الحاكم الأعلى في بعض الدول.
(#حرّر#).
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 12:32 ص]ـ
وهذا يؤكد أن الفلك لا يعتمد عليه في إثبات دخول الشهر، ولا في تكذيب رؤية الشهود، فعلى رأي خالد شوكت الرؤية غير ممكنة ليلة الأحد، وعلى رأي هؤلاء الفلكيين (الذين نقل عنهم الشيخ ابن منيع حفظه الله والذين في الرابط الثاني) الرؤية ممكنة ليلة الأحد.
http://www.alriyadh-np.com/*******s/22-08-2003/Mainpage/LOCAL1_10180.php
هلال شهر رجب يوم الاربعاء وشهر شعبان يوم الجمعة ورمضان يوم السبت
الشيخ الدكتور عبد الله بن سليمان المنيع *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/381)
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله محمد وعلى آله وصحبه وبعد: فنظرا إلى ان الجهة المختصة بإثبات دخول شهر رمضان وخروجه في بلادنا تعتمد على ثبوت دخول شهر رجب وثبوت دخول شهر شعبان حتى يتيسر لها أمر معرفة أيام شهر شعبان ويوم دخوله ليتيسر بذلك تنفيذ قوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا شعبان ثلاثين يوماً". حيث يتم من تلك الجهة المختصة - مشكورة - اصدار بيان إلى المواطنين بالترغيب في ترائي هلال رجب وهلال شعبان وهلال رمضان وهلال شوال ليكون ثبوت ذلك مستند إثبات دخول شهر رمضان وخروجه. وبناء على ذلك ومساهمة في تحديد يوم ترائي الهلال للأشهر الأربعة المذكورة من حيث النظر الفلكي المبني على ولادة الهلال قبل غروب الشمس أو بعد غروبها من مكة المكرمة بناء على ذلك وبصفتي أحد أعضاء لجنة تقويم أم القرى وعضوا في ندوات تحديد أوائل الشهور القمرية فلكيا فإني أفيد بما يلي: أولاً: ولادة هلال شهر رجب: في يوم الاربعاء الموافق 1424/ 6/29ه يولد الهلال الساعة العشرين وسبع وعشرين دقيقة أي بعد غروب شمس يوم الاربعاء بتوقيت مكة المكرمة بما لا يقل عن ساعة ونصف بعد غروب الشمس من مكة المكرمة ويكون يوم الخميس تمام شهر جمادى الآخرة ويكون يوم الجمعة 29اغسطس سنة 2003م هو أول يوم من شهر رجب 1424ه ويمكث هلاله مساء الخميس بعد غروب الشمس ثمان وأربعين دقيقة - 48 - دقيقة. حسب توقيت مكة المكرمة وعليه فيكون الترائي الصحيح لهلال شهر رجب هو مساء الخميس بعد غروب الشمس. ولا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الاربعاء الموافق 1424/ 6/29ه حيث انه لم يولد إلا بعد غروب الشمس بما يزيد على الساعة والنصف ومن ادعى رؤيته مساء الاربعاء بعد غروب الشمس فهو واهم أو كاذب ويجب رد شهادته حيث انها لم تنفك عما يكذبها. ثانياً: ولادة هلال شهر شعبان: في يوم الجمعة الموافق 1424/ 7/29ه يولد الهلال الساعة السادسة وعشر دقائق صباحا بتوقيت مكة المكرمة أي قبل غروب شمس يوم الجمعة بما يزيد على اثنتي عشرة ساعة ويكون يوم الجمعة 1424/ 7/29ه آخر يوم من شهر رجب كما يكون يوم السبت الموافق 27سبتمبر سنة 2003هو أول يوم من شهر شعبان ويمكث الهلال مساء يوم الجمعة بعد غروب الشمس سبعا وعشرين دقيقة - 27 - دقيقة وذلك حسب توقيت غروب الشمس من مكة المكرمة. وعليه فيكون الترائي الصحيح لهلال شعبان هو يوم الجمعة بعد غروب شمسها. ولا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الخميس الموافق 1424/ 7/28ه حسب تقويم أم القرى حيث انه لم يولد إلا صباح يوم الجمعة الساعة السادسة وعشر دقائق. ثالثا: ولادة هلال شهر رمضان: في يوم السبت الموافق 1424/ 8/29ه يولد الهلال - هلال شهر رمضان - الساعة الخامسة عشرة وواحدة وخمسين دقيقة - أي الساعة الثالثة وواحدة وخمسين دقيقة بعد ظهر يوم السبت - أي قبل غروب شمس يوم السبت من مكة المكرمة بما يزيد على الساعتين ويمكث الهلال بعد غروب الشمس أربع دقائق ويكون يوم الأحد الموافق 26اكتوبر سنة 2003أول يوم من شهر رمضان وذلك باعتبار الحساب الفلكي. وعليه فيكون ترائي هلال شهر رمضان هو يوم السبت بعد غروب الشمس ولا يصح ترائيه مساء يوم الجمعة بعد غروب الشمس حيث انه لم يولد. فإن شمس يوم الجمعة غربت قبل ولادته بما يزيد على واحدة وعشرين ساعة. رابعاً: ولادة هلال شهر شوال سنة 1424ه: يولد هلال شهر شوال عام 1424ه يوم الاثنين الموافق 1424/ 9/30ه الساعة الثانية صباحا اي بعد غروب شمس يوم الاحد الموافق 1424/ 9/29بما يزيد على سبع ساعات ويمكث الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين ثمان وعشرين دقيقة - 28 - دقيقة وذلك بتوقيت مكة المكرمة وعليه فيكون يوم عيدالفطر يوم الثلاثاء الموافق 25نوفمبر سنة 2003م وهو أول يوم من شهر شوال سنة 1424ه. وعليه فإذا ثبت دخول شهر رمضان بيوم الأحد حسب الرؤية الشرعية المتفقة مع الحساب الفلكي فإن يوم الاثنين 24نوفمبر الموافق 1424/ 9/30ه هو آخر يوم من أيام رمضان ولا حاجة لترائي هلال شهر شوال مساء الاثنين لكونه تمام الثلاثين يوما لشهر رمضان. ونظرا إلى ان ولادة هلال شهر شوال هو الساعة الثانية من صباح يوم الاثنين 1424/ 9/30ه فلا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الاحد 1424/ 9/29ه بعد غروب شمس ذلك اليوم لكون الهلال ولد بعد غروب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/382)
شمس يوم الأحد بما يزيد على سبع ساعات. وأي دعوى رؤية للهلال مساء هذا اليوم - يوم الأحد 1424/ 9/29ه - فهي شهادة غير صحيحة لعدم انفكاكها عما يكذبها ويجب ردها مهما كانت عدالة أو عدداً. وتكميلا للفائدة فقد وردتني مجموعة أسئلة تتعلق بالهلال من حيث الاستفسار عن معنى الاقتران والولادة وامكان الرؤية والمصطلح الفلكي في بدء الشهر بعد الولادة وحكم العمل بالحساب الفلكي نفياً واثباتاً. وهل خبر الحساب بالولادة قطعي أو ظني؟ وهل خبر الحساب بالولادة قطعي أو ظني؟ وهل تتعدد الولادة باختلاف المواقيت لاختلاف البلدان كالاختلاف في أوقات الصلوات؟ أجيب على هذه الأسئلة بما يلي: الاقتران: هو اجتماع الشمس والقمر في خط طولي واحد بحيث لا ينعكس ضوء الشمس على القمر ولا على أي جزء من القمر. والولادة: هي تخلف القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس امامه من جهة الغرب والقمر خلفها من جهة الشرق فيظهر بها نور الشمس على جزء من القمر. وامكان الرؤية يحصل بالقدرة الطبيعية على رؤية الهلال بعد الولادة. وقد تم اجماع علماء الفلك قاطبة على ان الولادة تتم في لحظة واحدة وان خبر الولادة قطعي لا يتردد في قبوله واعتباره أحد من علماء الفلك مهما تعددت مشاربهم وأفكارهم وعقائدهم. وان قول من يقول بأن خبر الولادة ظني قول من لا علم عنده ولا نظر. وقد سبق للعلامة الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - وهو أحد علماء الأزهر ان كتب رسالة أكد فيها ان خبر ولادة الهلال خبر قطعي كقطعية صحة القول بأن الخمسة المضروبة في أربعة عشرون. وسخر من نفسه أول ما عرضت عليه مسألة ولادة الهلال فقال بأن الخبر بالولادة ظني. وألقى باللائمة الشائنة على من قال في مسألة من مسائل العلم بقول عار عن التصور وإمعان النظر. اما امكان الرؤية بعد الولادة فهو محل اختلاف بين أهل العلم لاسيما علماء الفلك فبعضهم يقول بامكان الرؤية إذا كان الهلال على زاوية محددة المقدار وبدرجة معينة على اختلاف بينهم في مقدار الزاوية وتحديد الدرجة. وبعضهم يقول بامكان الرؤية مطلقا بعد الولادة حيث لا يجوز قصر قدرة الله تعالى على انعامه على بعض عباده بالقوة المطلقة في الإبصار فقد تواترت الأخبار بأن بعض حديدي البصر يرون القمر مقارنا للشمس في النهار. وبعض علماء الشرع حينما يقولون بأن الولادة ظنية وان علماء الفلك مختلفون فيما بينهم هل هي قطعية أم هي ظنية؟. هؤلاء البعض من علماء الشرع يخلطون بين الولادة وامكان الرؤية ويظنون ان الخلاف في امكان الرؤية هو خلاف في خبر الولادة. والصحيح ان علماء الفلك مجمعون على ان خبر الولادة قطعي لا يقبل الشك ولا التردد، وان امكان الرؤية محل خلاف في تقديره بعد الولادة. اما المصطلح الفلكي في تحديد بدء الشهر أو نهايته بعد الولادة فهو محل خلاف بين أهل العلم فجمهور الفلكيين يعتبرون ساعة جرينتش هي التوقيت العالمي فإذا كانت الولادة قبل نهاية الساعة الثانية عشرة مساء بتوقيت جرينتش كانت الساعة الواحدة صباحا من مبدأ أول يوم من الشهر وإذا كانت الولادة بعد نهاية الساعة الثانية عشرة مساء كان بقية الليل والنهار بعده آخر يوم من الشهر. وهذا المصطلح مخالف للنظر الشرعي فقد صدر قرار من مجلس الوزراء السعودي باعتبار الولادة وباعتبار التوقيت الغروبي لمكة المكرمة وباعتبار الليل أول اليوم فإن تمت ولادة الهلال قبل غروب الشمس فإن الليلة التالية للولادة هي ونهارها أول الشهر. وإن كانت الولادة بعد غروب الشمس فإن الليلة التي ولد فيها الهلال هي ونهارها آخر الشهر ولا اعتبار لتوقيت جرينتش وهذا يفسر معنى اختلاف علماء الفلك في مبدأ دخول الشهر وخروجه ومن ذلك شهر رمضان. اما حكم العمل بالحساب الفلكي في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه فقد صدرت مجموعة من القرارات الفقهية من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومن غيرها من المجامع الفقهية بأن ذلك لا يجوز وانه مخالف لقول الله تعالى: {فمن شهد منك الشهر فليصمه} ولقوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته" .. فلو ثبت فلكيا دخول الشهر بحيث تمت ولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يتقدم أحد بشهادة رؤيته بعد غروبها فلا يجوز إثبات دخول الشهر بذلك حتى يثبت دخوله برؤية معتبرة. واما حكم العمل بالحساب الفلكي من حيث النفي فيجب الأخذ بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/383)
فإذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس من أي مكان في أرض الله ثم جاء شاهد أو أكثر يشهدون برؤيته بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية لأن الرؤية شهادة ومن أسباب رد الشهادة ان تكون مرتبطة بما يكذبها إذ كيف يرى الهلال بعد غروب الشمس والحال ان الشمس غربت قبل ان يولد. فتحصل من ذلك ان الحساب الفلكي يجب العمل به في النفي دون الإثبات ويندرج تحت هذا الحكم الأحوال الآتية: الحال الأولى: ما إذا كانت ولادة الهلال قبل غروب الشمس وجاء من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس فإذا كانت الشهادة من عدل برؤية هلال رمضان فيجب العمل بها ويثبت بها دخول شهر رمضان لانفكاك الرؤية عما يكذبها. الحال الثانية: ما إذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس وجاء من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية مهما كانت ومهما كان عدد الشهود بها. حيث انها شهادة لم تنفك عما يكذبها إذ كيف يرى الهلال بعد غروب الشمس والحال ان الشمس غربت ولم يولد؟. الحال الثالثة: ما إذا كانت ولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يتقدم شاهد برؤيته فلا يثبت بذلك دخول الشهر وان كان ثابتا فلكيا بحكم ولادته قبل غروب الشمس لأن الاعتبار في الاثبات بالرؤية المعتبرة شرعا لقوله صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته". الحال الرابعة: ماذا إذا كانت الولادة بعد غروب الشمس ولم يتقدم أحد بالشهادة برؤيته فتكون تلك الليلة ونهارها بعدها آخر الشهر بلا خلاف. واما السؤال هل تتعدد الولادة باختلاف أوقات البلدان كاختلاف أوقات الصلوات فيما بين تلك البلدان؟. فالجواب على ذلك بأن الولادة تتم في لحظة واحدة بالنسبة للأرض ولا تتعدد وإنما الاختلاف في تحديد وقت الولادة بالنسبة لكل منطقة من مناطق الأرض فإذا كانت ولادة الهلال في المملكة العربية السعودية الساعة العاشرة مساء فتكون ولادته في جمهورية مصر العربية الساعة التاسعة مساء وفي انكلترا الساعة السابعة مساء وهكذا فالاختلاف في التوقيت لا في الولادة. هذا ما تيسر ذكره وبالله التوفيق والله المستعان والأعلم والأحكم.
• عضو هيئة كبار العلماء عضو لجنة تقويم ام القرى
وأيضاً هذا الرابط:
اول ايام رمضان (الاحد) فلكياً حسب الولادة المتوقعة لهلال هذا الشهر والتي يذكر هذا الموقع الفلكي انها ستكون الساعة 12 و 50 دقيقة ظهر السبت (بتوقيت جيرنتش). ( OCT. 2512 50GMT )
http://aa.usno.navy.mil/data/docs/MoonPhase.html#y2003
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 01:03 ص]ـ
بشرى لمن يعمل بالرؤية وأنه إذا رؤي الهلال في بلد صام المسلمون في جميع الأقطار:
أحببت أن أبشر إخواني بأن هذا الاتجاه آخذ في الانتشار في أرجاء أمريكا بحمد الله تعالى
فحيث إنني عضو في لجنة الأهلة في التجمع الإسلامي لأمريكا الشمالية IANA ( أيانا) [وهي جمعية إسلامية كبرى يتبعها عشرات المراكز الإسلامية في شتى أنحاء أمريكا وكندا] فقد قررت مع أعضاء اللجنة العمل برأي الجمهور وهو أنه لا عبرة باختلاف المطالع ولا عبرة بالحساب الفلكي وأنه إذا رؤي الهلال في بلد نشترك معها في جزء من الليل تبعناهم، ولذا أعلنا دخول رمضان الأحد، كما في هذا الرابط:
http://www.iananet.org/
وهذا نص القرار:
Beginning of Ramadan
Assalam Alaikum Warahmatullahi Wabarakatuhu,
The Islamic Assembly of North America (IANA) announces Sunday Oct. 26, 2003, corresponding to 1424 A.H. the beginning of the blessed month of Ramadan. This decision is based on sighting of the new crescent in a number of Muslim countries and in accordance with IANA's Fiqh Committee, which states that Ramadan and Eid would be declared in North America if Muslims sight the new crescent either in North America or in the Muslim world (Wehdat Almatalee).
We ask Allah to help us in our fasting and prayers and we wish Muslims all over the world a very blessed Ramadan.
شهر رمضان المبارك لعام 1424هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فيعلن التجمع الإسلامي لعموم المسلمين في أمريكا الشمالية أن يوم الأحد هو أول أيام شهر رمضان المبارك لعام 1424هـ الموافق للسادس والعشرين من شهر أكتوبر لسنة 2003م وذلك بناءً على ثبوت دخول الشهر بالرؤية في عدد من البلاد الإسلامية، واستناداً إلى رأي اللجنة الفقهية التي شكلها التجمع، والتي أصدرت بيانها بالأخذ بوحدة المطالع.
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يعين الجميع على الصيام والقيام وسائر الطاعات في هذا الشهر الكريم وما بعده، وأن يجعله فاتحة خير وعز وصلاح للإسلام والمسلمين في كل مكان، إنه جواد كريم وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكذلك قررنا في اتحاد المساجد والجمعيات الإسلامية بولاية منيسوتا (الولاية التي أقيم بها) أن رمضان الأحد تبعا لرؤية الهلال التي ثبتت في العديد من البلدان الإسلامية، وصام مسلمو ولاية منيسوتا الأحد بحمد الله، وهذا نص قرار الاتحاد المذكور:
Bismillah Ir Rahman Ar Raheem
As’salamu alaikum wa rahmtullhi wa baraktuh
The Fiqh Committee of the Muslim Organizations of Minnesota has decided that the Beginning of the Month of Ramadan in Minnesota will be Tomorrow, the 26th of October 2003.
Ramdan Mubarak
Muslim Organizations of Minnesota
وقد اتصل عليّ العديد من أئمة المراكز الإسلامية في أنحاء شتى من أمريكا وأعلموني أنهم أعلنوا أن رمضان الأحد تبعاً للرؤية الشرعية التي ثبتت في بعض البلاد الإسلامية.
وقد أردت إعلام إخواني بهذا فقط، وليس لديّ غرض في الجدال في مسألتي الحساب وهل لكل بلد رؤيتهم أم لا فقد نوقش الموضوعان في الملتقى وفي غيره بما فيه الكفاية.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/384)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 01:21 ص]ـ
الشيخ المفضال أبا خالد السلمي
جزاك الله خير الجزاء
و نفعنا الله بك
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 10 - 03, 02:30 ص]ـ
شيخنا السلمي وفقه الله.
ليس في مقال الشيخ عبدالله المنيع أن رؤية الهلال ستكون "ممكنة" يوم السبت. وإنما فيه هو أن الهلال سيولد في وقت كذا، وهو ما يقر به الأستاذ خالد شوكت.
لكن شوكت يؤكّد عدم إمكانية رؤية الهلال بسبب عمره القصير.
وإحقاقاً للحق: فإن القائمين على المجلس الفقهي الأمريكي (مع ما عليهم من تحفظات) قالوا بأنها لم تصلهم شهادات برؤية هلال رمضان في يوم السبت في أمريكا.
http://www.moonsighting.com/
وبحكم أنهم يعتبرون تعدد المطالع (وهو قول له وزنه، قالت به هيئة كبار العلماء وغيرها) فلا يمكن تأنيبهم، فقد فتحوا أبوابهم لتقبل شهادة الشهود ولم يشهد أحد في أمريكا برؤية الهلال يوم السبت.
ففي الحقيقة موقفهم لا غبار عليه، وينبغي التعاون معهم على البر والتقوى حيث أن شريحة كبيرة من المسلمين يعملون بقولهم.
والله أعلم.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 03:45 ص]ـ
يقول الأخ محمد الأمين:
في الصين لا يعتمدون الرؤية وإنما عندهم نظام غريب يعتمد على حساب تقديري باطل وما يزال المسلمين في الصين يعتمدون عليه.
وأقول: إذا كنت تقصد أن الذين رأوا الهلال يوم السبت في الصين
لا يعتمدون الرؤية، فأمرك غريب والله ... أقول لك اتصلت بهم
وقالوا رأوه، ويبدوا أن معلوماتك عن الصين مشوشة، وقولك: وما يزال
المسلمون في الصين يعتمدون عليه (رجم بالغيب) ...
ويقول محمد الأمين:
وشهادات الرؤية ليست إلا لبضعة أشخاص مجهولين موزعين على بضعة بلدان، أمام مئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم لم يشاهدوا الهلال. فهذه هي الرواية الشاذة.
وأقول: قولك أشخاص مجهولين، فهذا صحيح، ولكن مجهولين عندك،
وأنت ليس مفتي الديار الإٍسلامية، ولا مفتي الخلافة الإسلامية المترامية
الأطراف حتى نرجع إلى توثيقك في رؤية الهلال، الأشخاص الذين اعتدت
برؤيتهم اعتمدها جهات عليا وذات تخصص وخبرة ...
أما قولك مئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم لم يشاهدوا
الهلال فهذا يدل على أنك لم تقرأ كلامي، وعلى أنك تغرق في التهويل،
أنا أطلب منك في مكان وجودك فقط عشرة أشخاص (تعرفهم بالعين أو
بالسماع) خرجوا لرؤية الهلال ... عشرة فقط، فإن عجزت فكيف سيكون
جوابك في دعواك (مئات الملايين) واأسفا على النقد الحديثي،
فإذا ثبت أن المستطلعين قلائل، فلا يمكن أن نعتبر النفاة أكثرية،
لأن الرائين مع غير الرائين يكادون يكونون متوازيين متساويين ..
والمسألة ليست عشرات ولا مئات ولا ألاف، فضلا أن تكون ملايين أو عشرات
أم مئات الملايين (وانظروا إلى التهويل من خلال التدرج في
الأرقام)!!!
ويقول محمد الأمين:
ومعروف لدى الصغير والكبير أن إعلان دخول رمضان هو قرار سياسي في كثير من الدول الإسلامية، وكثيراً ما يتطلب موافقة الحاكم الأعلى في بعض الدول.
وأقول: بما أنه معروف لديك هذا، فلماذا تعترض على رؤية شرعية
صحيحة لم تعتمد على قرار سياسي من الحاكم الأعلى؟؟؟
ثم ... ما علاقة الإعلان بدخول رمضان، بصوم أول يوم من رمضان أرأيت
لو ثبت لديك الهلال بوجه شرعي معتبر، ولكن الحاكم لأجل مقاصد سياسية
لم يعلن الدخول، يعني المنع من الحاكم ليس لوجه شرعي معتبر، بل
لمصلحة سياسية له فقط، هل ستصوم أم لا؟؟؟
ثم أهمس في أذنك قائلا: قولك
(أن إعلان دخول رمضان هو قرار سياسي في (كثير) من الدول الإسلامية،
(وكثيرا) ما يتطلب موافقة الحاكم الأعلى في (بعض) الدول ...
أخي محمد الأمين: ما معنى (كثيرا) وما معنى (بعض)؟؟؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 10 - 03, 03:52 ص]ـ
وإن تعجب فعجب مسألة فهم تعدد المطالع في أمريكا وكندا
وهي غريبة عجيبة جدا. ليس لها أصل في كتب الفقه المعتبرة.
فكيف تعتبر كل أمريكا مطلع وبقية العالم مطلع ثاني، هذه لم يقل بها أحد من الفقهاء القدامى المعتبرين.
ومن قال باختلاف المطالع من الشافعية فقد حددها بمسافة معنية راجعها في كتب الفقه.
وعليه فمن أراد أن يأخذ باختلاف المطالع، عليه أن يتبع رؤية المدينة التي هو فيها وضواحيها
والمقاطعات على أكثر تقدير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/385)
وليس القارة بأكمالها،
ومن المضحك أن ينتظر المسلمون في نيويورك الرؤية في هاواي هنا لولو وهي بعد لوس أنجوليس وسان فرانسيسكو بخمسة ساعات بالطائرة
فتكون المسافة بين هاواي ونيورك ما يقرب من 11 ساعة بالطائرة.
ويهملوا رؤية مكة والمدينة والقاهرة ودمشق وعمان وتونس والرباط، بل وحتى لندن، وغيرها.
علما أن الرباط تبعد عن نيويورك 6 ساعات أو أقل.
سبحان مقسم الفهوم!!!
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 04:47 ص]ـ
جزى الله المشايخ الفضلاء المشاركين في هذا الحوار أجمعين خيراً
_________________________
شيخنا المفضال هيثم _ حفظه الله _
أولاً:
الذي يبدو لي أن ما قرره الشيخ ابن منيع ليس متفقاً مع ما قرره الأستاذ خالد شوكت رغم اتفاقهما في تحديد ساعة الولادة، ولكن النتيجة النهائية _ وهي التي تهم المسلم _ قد اختلفا فيها فالأستاذ خالد شوكت يرى استحالة رؤية الهلال ليلة الأحد ويجزم بأن الاثنين هو أول رمضان فلكياً وهذا نص كلامه (مترجماً):
[يولد هلال رمضان فلكياً يوم السبت الساعة: 12:50 UT لكن رؤيته ستكون مستحيلة بسبب صغر عمره، إلا في بعض جزر المحيط الهادي فقط
فيكون أول رمضان هو يوم الإثنين في أستراليا وإفريقيا وأميركا والشرق الأوسط]
بينما يرى الشيخ ابن منيع أن ترائي هلال رمضان يكون يوم السبت بعد الغروب، وأنه قد يرى الهلال رؤية شرعية فيكون الأحد أول رمضان، وأن أول رمضان باعتبار الحساب الفلكي هو الأحد، وهذا نص كلامه:
[ويمكث الهلال بعد غروب الشمس أربع دقائق ويكون يوم الأحد الموافق 26اكتوبر سنة 2003أول يوم من شهر رمضان وذلك باعتبار الحساب الفلكي. وعليه فيكون ترائي هلال شهر رمضان هو يوم السبت بعد غروب الشمس
وعليه فإذا ثبت دخول شهر رمضان بيوم الأحد حسب الرؤية الشرعية المتفقة مع الحساب الفلكي فإن يوم الاثنين 24نوفمبر الموافق 1424/ 9/30ه هو آخر يوم من أيام رمضان]
إذن لم نستفد شيئا من اتفاق الفلكيين على تحديد لحظة الولادة، ما داموا يختلفون فيقول بعضهم الرؤية مستحيلة وأول رمضان على الحساب الفلكي الاثنين، ويقول الآخر الرؤية غير مستحيلة وأول رمضان على الحساب الفلكي الأحد!
ثانياً:
لا تثريب على من رأى العمل بمذهب الشافعية ومن وافقهم وهو اعتبار اختلاف المطالع، كما أنه لا تثريب أيضاً على من رأى العمل بمذهب الجمهور وهو عدم اعتبار اختلاف المطالع، وعن نفسي فأنا دائما أنصح بتوحيد أهل المدينة الواحدة في أمريكا على أحد هذين المذهبين حتى ولو كان العامل به يراه مرجوحاً لئلا يكون بعض المسلمين صائماً والآخر مفطراً، وأما عن المجلس المذكور فأرى أنه كغيره من المجالس والهيئات الإسلامية الكثيرة في أمريكا، يتعاون معهم جميعاً على البر والتقوى، لكن لا يلزم اتباع واحد منهم بعينه في الصوم والفطر، وجزاكم الله خيراً.
________________________
وجواباً عما ذكره الشيخ الفاضل محمد الأمين من أن عدم رؤية الأكثرية يقدح في رؤية الأقلية، أقول لعل الشيخ الكريم ذهل عما استفاض في كتب السنة أن الناس تراءوا الهلال زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلم يره إلا ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وما رد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شهادته ولا وهمه ولا قال له كيف تراه وحدك ونحن جميعاً نستطلعه ولم نره؟ ولا يمكن أن يقال إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبقية الصحابة كانوا لا يحسنون الترائي!
وكذا في وقائع لا تخفى في عهد الخلفاء الراشدين كان الهلال يتراءاه خلق كثير ولا يراه إلا الواحد والاثنان، ولذا تكلم الفقهاء في ثبوت هلال رمضان هل يكفي فيه رؤية عدل واحد أم لا بد من اثنين، ولم يهتم جمهور الفقهاء بعدد الذين تراءوه ولم يروه ولو كانوا مليونا تراءوه ولم يروه ورآه واحد أو اثنان لزم المسلمين العمل بقوله، باستثناء الأحناف فقالوا في وقت الصحو خاصة لا بد أن يراه جمعٌ، وحتى الأحناف أيضاً لم يشترطوا أن يكون الراؤون أكثر من غير الرائين، فالمثبت مقدم على النافي، وبالله التوفيق.
ـ[الشافعي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 05:59 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيراً وعندي تعليقات صغيرة:
1 - الإخوة هنا جميعاً متفقون فيما فهمت على عدم إثبات دخول الشهر
بالحساب الفلكي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/386)
2 - بعض الإخوة يرى رد شهادة الرائي إذا اقتضى الحساب نفي إمكانية
الرؤية، وهذا لا يتعارض مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ((صوموا
لرؤيته)) لأنهم موافقون على أن الصيام للرؤية لا للحساب، لكن الرؤية
هنا هي الرؤية الصحيحة الصادقة، فاعتراضهم على الشهادة لا على
أصل أن الصيام للرؤية لا بالحساب.
3 - لا يتعارض النفي بالحساب مع حديث الأمة الأمية لأن المقصود به
عدم ترتيب الصوم على الحساب، لكن ليس فيه أنه إذا دل الحساب على
خطأ الشاهد أو كذبه أن نأخذ بقول الشاهد المخطئ أو الكاذب.
4 - ويتفق هذا تماماً مع ما نقله الأخ السلمي عن ابن منيع من قوله
((ولا يصح فلكيا ترائي الهلال مساء الاربعاء الموافق 1424/ 6/29ه حيث
انه لم يولد إلا بعد غروب الشمس بما يزيد على الساعة والنصف ومن
ادعى رؤيته مساء الاربعاء بعد غروب الشمس فهو واهم أو كاذب ويجب
رد شهادته حيث انها لم تنفك عما يكذبها))
5 - مسألة قياس رؤية الواحد والاثنين على الحديث الشاذ فيها نظر وذلك:
أ- أنه لا يعتبر في حكم الرواة إلا من خرج لترائي الهلال كما أشار الأخ
الصمدي، لا كل المسلمين، كما أننا لا نعتبر في المخالفة إلا الرواة لا كل
المسلمين.
ب- وحتى هؤلاء الذين تراءوا الهلال ليت المسألة في حقهم من باب
المثبت مقدم على النافي، لأن النفاة هنا ينفون رؤيتهم للهلال ولا ينفون
ولادة الهلال، وعليه فلا تعارض ولا حاجة للترجيح، بل هي من باب من
علم حجة على من لم يعلم.
ج- وحتى لو كان عدد من تراءى الهلال كبيراً فهذا لا يقدح في رؤية
غيرهم لأن الناس قد تعارفوا على شدة خفاء هذا الأمر وكثرة العوائق
دون الاتفاق على الرؤية.
د- والحادثة التي ذكر الأخ السلمي شاهد قوي.
6 - أخي السلمي وفقه الله أظن أن لا تعارض بين كلام خالد شوكت
وكلام ابن منيع، وإنما كلام الأول كان أكثر دقة وتفصيلاً فبين الأماكن
التي يمكن أن يرى فيها الهلال، بينما لم يحدد ابن منيع ومعلوم أن
الهلال في هذا العمر لا يرى في كل مكان فتبين أن كلام ابن منيع ليس
على إطلاقه.
7 - بقي عندي سؤال: هل يفرق بين الحساب المستقبلي ((التنبؤ))
لمنازل القمر وبين الأدلة الفلكية الوقتية كالصور مثلاً في قطعيتها؟؟
حيث إن الأولى متوقعة والثانية متحققة؟؟
والله أعلم
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:05 ص]ـ
الأخ المكرم الشافعي ...
المقصود من حديث ( .. ولا نحسب .. ) عدم ترتيب الصوم على الحساب،
وعدم ترتيب عدم الصوم على الحساب ... فتأمل ...
ـ[عبدالباري]ــــــــ[27 - 10 - 03, 12:41 م]ـ
الحمدلله و بعد .. ،
الشيخ الفاضل ابو خالد السلمي، قولك: "فالأستاذ خالد شوكت يرى استحالة رؤية الهلال ليلة الأحد ويجزم بأن الاثنين هو أول رمضان فلكياً" اهـ. هذا خطأ محض على الأستاذ خالد شوكت، و بيان هذا:
أن خالد شوكت و كل من يرون استحالة رؤية الهلال يوم السبت، يقولون أن أول الشهر القمري ((فلكيا)) هو (الأحد) و ليس (الاثنين)، و ذلك لأنهم متسالمون على أن ولادة الهلال سيكون يوم (السبت) الساعة 12:50 (حسب التوقيت العالمي).
و الرابط الذي وضعته لا يفيد أكثر من هذه الحقيقة، ولادة الهلال في هذا اليوم و الساعة ..
و الإشكال و الخلاف ليس في توقيت ((ولادة)) الهلال، فتأمل.
إنما الخلاف هو في ((إمكانية رؤية)) الهلال يوم السبت!!
فيقولون: إن إمكانية رؤية الهلال، تعتمد على عدة عوامل، و هي:
1 - عمر الهلال (لا يمكن رؤيته لأقل من 5 ساعات، و بعضهم قال 10 ساعات).
2 - البعد الزاوي بين القمر و الشمس عند غروبها (على الأقل 8 درجات)
3 - ارتفاع القمر عن الأفق الغربي وقت غروب الشمس (لا يمكن رؤيته لأقل من 5 درجات).
و هذه الشروط لو اخذنا الحد الأدنى من كل منها، فأخذنا إمكانية رؤية هلال عمره (5 ساعات)، و بعده الزاوي (8 أو 7 درجات)، و الارتفاع عن الأفق الغربي (5 درجات).
فإن هلال هذا الشهر لم يحقق حتى ادنى هذه الشروط، فقد كان عمره (3 ساعات)!! و بعده الزاوي و ارتفاعه عن الأفق الغربي أقل من المطلوب .. فكيف يمكن بعد هذا الزعم بإمكانية رؤيته؟
خصوصا و أن أهل أمريكا لم يروا هذا الهلال، كيف لا!، فإذا كان قد تمت رؤيته في نقطة شرقية قبل 6 ساعات (على الأقل) من غروب الشمس في أمريكا، فكيف لم تتم رؤيته هناك؟!! بل الرؤية يجب أن تكون أسهل و أوضح، فالهلال حينها سيكون عمره على الأقل (10 ساعات) .. و هذه قاعدة علمية يقبلها الحس السليم ..
هذه الشروط ليست اعتباطية، بل مقدرة تقديرا دقيقا لإمكانية انعكاس ضوء الشمس عن سطح القمر بعد حدوث الاقتران (حيث يعتم سطح القمر المواجه للأرض كليا).
فينبغي على الأخوة، عدم الخلط بين (ولادة) الهلال، و ((إمكانية رؤيته))!
و للعلم، فإنه يجب الأخذ بالاعتبار عدة عوامل قد تكون سببا في التوهم الحاصل .. فالسماء في وقتنا المعاصر ليست كالسماء قبل الف سنة، فبسبب منتجات الحضارة المعاصرة، صار هناك سحب غازية من غازات متنوعة، بعضها له من الكثافة و الطبيعة الكيميائة ما يعكس بعض الضوء على شكل ريشة فيخل للرائي أنه يرى الهلال .. و كذا وجود أجرام جوية من اقمار صناعية، و طائرات بأنواعها .. الخ
و كذلك، ينبغي على الأخوة عدم الخلط، بين مسألة (إمكانية) الرؤية، و مسألة (اختلاف المطالع) و اعتبارها في اختلاف موعد الصيام ..
فلو كنا نرجح -مثلا- وجوب الصيام على باقي البلاد، و عدم اعتبار اختلاف المطالع، لبقي لنا أن نتأكد من صحة الشهادة على هذه الرؤية، و التدقيق فيها، هل هي ممكنة أم لا ..
و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/387)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 10 - 03, 05:38 م]ـ
هل هناك جواب عند من تبنى الرؤية الأمريكية المنفصلة عن العالم،
ومن قال باختلاف المطالع من الشافعية فقد حددها بمسافة معنية راجعها في كتب الفقه.
وعليه فمن أراد أن يأخذ باختلاف المطالع، عليه أن يتبع رؤية المدينة التي هو فيها وضواحيها
والمقاطعات على أكثر تقدير
وليس القارة بأكمالها،
ومن المضحك أن ينتظر المسلمون في نيويورك الرؤية في هاواي هنا لولو وهي بعد لوس أنجوليس وسان فرانسيسكو بخمسة ساعات بالطائرة
فتكون المسافة بين هاواي ونيورك ما يقرب من 11 ساعة بالطائرة.
ويهملوا رؤية الرباط، ولندن، وغيرها.
علما أن الرباط أو لندن تبعد عن نيويورك 6 ساعات أو أقل
أو من ينتظر من واشنطن رؤية سان فرانسسكو لماذا لا يأخذ برؤية لندن مثلا وهي ليست أبعد من سان فرانسسكو.
الإشكال الثاني هو من يعتقد بوحدة المطالع ثم يقصرها على بلده الذي يعيش فيه منكرا الرؤية التي في بلاد المسلمين،
أما إن قال لا نقول بوحدة المطالع، بل باختلافها،
فالاعتراض عليه أنه كيف لأهل الرياض أو الدمام أن يأخذوا برؤية أبها أو عرعر أو العكس. فإن قال بل نأخذ بوحدة المطالع، نقول فكيف قصرتها على رؤية السعودييين، وما الذي يمنعك من أخذها من أي عدل من المسلمين رأى الهلال فوجب الأخذ بها في باكستان أو سوريا أو السودان أو المغرب أو حتى الصين.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:00 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة ربه
نقول فكيف قصرتها على رؤية السعودييين، وما الذي يمنعك من أخذها من أي عدل من المسلمين رأى الهلال فوجب الأخذ بها في باكستان أو سوريا أو السودان أو المغرب أو حتى الصين.
أقول: لعل السبب هو كثرة المبتدعة في غير السعوديين. فمثلاً في اليمن جاءت الشهادة بناء على مسجد شيعي. وفي مصر بناء على شهادة مبتدع مأجور. وفي ليبيا القرار سياسي، وفي نيجريا ربما (أقول ربما) جاءت بناء على شهادة قبوري تيجاني. وهكذا، فإن كثرة المبتدعة في بعض البلدان (وأكثرهم ممن لا تثبت عدالته) يفيد التريث. لا أقول أني أتبنى وجهة النظر هذه (لأني أعتمد على الحساب نفيا) لكنه قول كثير من الناس.
أما قول السائل: <<أو من ينتظر من واشنطن رؤية سان فرانسسكو لماذا لا يأخذ برؤية لندن مثلا وهي ليست أبعد من سان فرانسسكو>> فهو غلط.
لندن تقع للشرق بينما سان فرانسسكو تقع للغرب. وإذا لم يظهر الهلال في سان فرانسسكو فلا يمكن أن يظهر في لندن.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:28 م]ـ
لم تفهم مرادي.
بل السؤال عن حصول رؤيته في لندن فلماذا الانتظار؟
ولكن ما زال أهل أمريكا ينتظروا رؤية من هم في أمريكا أو كندا. ولا يعتدون بغيرها.
========
وماذا لو أثبتها واحد من أهل السنة والجماعة هل سيأخذون بها؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 10 - 03, 06:38 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راجي رحمة ربه
ولكن ما زال أهل أمريكا ينتظروا رؤية من هم في أمريكا أو كندا. ولا يعتدون بغيرها
لأنهم في أقصى الغرب. فإذا لم يشاهدوا الهلال، فلا يمكن لأحد غيرهم في المشرق أن يشاهده. فتأمل.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:23 م]ـ
يقول محمد الأمين:
((((أقول: لعل السبب هو كثرة المبتدعة في غير السعوديين. فمثلاً في اليمن جاءت الشهادة بناء على مسجد شيعي. وفي مصر بناء على شهادة مبتدع مأجور. وفي ليبيا القرار سياسي، وفي نيجريا ربما (أقول ربما) جاءت بناء على شهادة قبوري تيجاني. وهكذا، فإن كثرة المبتدعة في بعض البلدان (وأكثرهم ممن لا تثبت عدالته) يفيد التريث. لا أقول أني أتبنى وجهة النظر هذه (لأني أعتمد على الحساب نفيا) لكنه قول كثير من الناس.))) ...
أي مصيبة حلت بالعلم وأهله؟؟؟
تقول (لعل السبب .. ) يعني أنت غير متأكد من السبب، فلماذا تفتي
في هذه الأمور الجسام وعدة فتواك لعل وعسى؟؟؟
وتقول إن غير السعوديين يكثر فيهم المبتدعة كلام عجيب ... عجيب ...
عجيب .... عجيب جدا ...
ثم تقول: فمثلا ... يا أخي تستقرئ قائلا (لعل) وتصرح بالكثرة،
ثم تقول: مثلا؟؟؟ سبحان الله ... استقرئ وائت بالأمثلة كلها حتى
نعرف كيف تستخرج الأحكام من الواقع ...
أما قولك إن الشهادة في اليمن جاءت بناء على مسجد شيعي فكذب محض
يدل على أنك لم تقرأ الخبر بالتفصيل واعتمدت على تعليق مجهول
في منتدى ...
الرؤية ليس لها علاقة بمسجد شيعي ياعلامة .. بل رآها رئيسا محكمة
جنوب الحديدة ومحكمة شمال الحديدة، وشهد على أن الشاهدين رأيا
وأقرا بذلك أربعة شهود منهم إمام وخطيب ذلك المسجد الذي يزعم أنه
مسجد زيدي .. (فهمت؟)
والرؤية في مصر لم تكن من علي جمعة يا علامة، بل كانت من لجنة
ترسلها دار الإفتاء وعلي جمعة يسأل اللجنة هل رأيتهم فلو قالوا رأينا
أمضى رؤيتهم ... (فهمت؟؟)
ولو على كلامك فقضاء القضاة المبتدعة وشهادة الشهود المبتدعة لا تجوز
وهذا قول لا أعلم له أصلا في شريعة ألإسلام ولا قائل به من أهل العلم،
وتوقيعك يقول: لا تقل بقول ليس لك فيه إمام .. فمن إمامك في هذا
القول يا محمد الأمين؟؟؟
أما كلامك عن الرائي في نيجيريا وأنه (ربما يكون قبوري تيجاني) فهذا
لعمر الله من عجائب الدهور، أنت ترد الأن شهادة شاهد بقولك: ربما ..
هل تعرف ماذا يسمى هذا؟؟؟
طبعا محمد الأمين لا يعرف أعيان الشهود الذين رأوا في الصين ولا في
اليمن ولا في مصر ولا في نيجيريا، ولكنه رده لشهادة هؤلاء مبني على
(لعل) و (ربما) ... فليهنأ العلم بمثل هذه الأبحاث!!!(22/388)
فتاوى معاصرة في الصيام
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[26 - 10 - 03, 08:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد:
فنتفيء هذه الأيام ظل شهر رمضان المبارك، شهر التوبة والطاعة والمغفرة، شهر الخير والبركة، شهر الجهاد والعبادة والتضحية، شهر الفتوحات والانتصارات والبطولات، شهر القرآن الكريم.
قال عليه الصلاة والسلام: " إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين " متفق عليه.
وفي الصحيحين أيضاً قال عليه الصلاة والسلام: " إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم ".
وفي فضل الصيام أيضاً قال عليه الصلاة والسلام: " من صام يوماً في سبيل الله بَعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً " متفق عليه.
وهذا بعض أجر الصوم، أما الأجر الحقيقي للصيام فلا يعلمه إلا الله، وهو الذي يجزي به يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام:
" قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم " متفق عليه.
واعلم أخي المسلم أن الله عز وجل منحك ثلاث فرص في هذا الشهر العظيم فلا تفوتنك، فإن فاتتك واحدة فلا تضيع الأخرى:
الفرصة الأولى: في قوله عليه الصلاة والسلام: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
فهنيئاً لمن صام الشهر إيماناً واحتساباً ليحظى بهذا الأجر، إلا أن بعض المسلمين يفوته هذا الأجر بعذر كسفر أو مرض، فإن كان كذلك فلا تفوتنك أخي المسلم الفرصة الثانية في قوله عليه الصلاة والسلام: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
فإن فاتت هذه الفرصة أيضاً كما هو الحال عند الحائض أو المريض فلا تفوتنك الفرصة الثالثة: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه.
وبعد هذه المقدمة التي لابد منها حول هذا الشهر الفضيل أقول:
من المُسَلَّمِ به منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم وحتى وقتنا الحاضر اختلاف العلماء في المسائل الفقهية ومنها الصيام، فقد نجد عند بعضهم بطلان الصوم بخروج الدم بالحجامة كما هو الحال عند الحنابلة، ثم نجد عدم بطلانة بالحجامة كما هو الحال عند الجمهور، وقديماً قيل: الخلاف لا يفسد للود قضية، وبناءً على ذلك فإن المسائل التي سأذكرها أبين فيها الراجح من الأقوال الموافق للقرآن الكريم والسنة النبوية، ثم ما اختاره كبار العلماء وجمهورهم، وترجح لدي من خلال النظر والبحث:
1 - السحور سنة مؤكدة رغب بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر المسلمين بفعلها فقال: " تسحروا فإن في السحور بركة "، ومن المؤسف أن كثيراً من المسلمين ضيعوا هذه السنة وما عاد يواظب عليها إلا القليل.
كما أن بعض المتسحرين يُعجل السحور فتراه يتسحر قبل الفجر بساعة أو نصف ساعة وهذا أيضاً مخالف للسنة، والسنة تأخير السحور ليكون قريباً من أذان الفجر الثاني، قال عليه الصلاة والسلام: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور " ويظن كثير من المسلمين أن وقت السحور ينتهي بما يسمى ((وقت الإمساك)) أي قبل الفجر بنحو ربع ساعة تقريباً وهذا أيضاً بدعة ما عرفها السلف الصالح، فليس في الإسلام ما يسمى بوقت الإمساك، بل وقت الإمساك هو وقت الفجر قال تعالى: ((وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ".
وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن بلالاً كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر ".
قال القاسم: ولم يكن بين أذانهما إلا أن يرقي ذا وينزل ذا.
2 - لا بأس ولا حرج فيما يأتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/389)
أ- يجوز تذوق الطعام للصائم، وذلك بأن يضع شيئاً منه على طرف لسانه ليعرف صلاحيته أو ملوحته ثم يبصقه بعد ذلك ولا يبتلعه وهو قول الجمهور، ولا بأس بدخول بخار الماء أو دخان الطعام أثناء الطبخ إن لم يتعمد ذلك.
ب- سحب الدم من الجسد لا يفسد الصيام وإن كان كثيراً وهو قول الجمهور لما رواه البخاري في صحيحه: " احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم ".
ج- لا بأس ببلع الريق من الصائم سواء تعمد ذلك أم لا، لأن بلع الريق لا يفسد الصيام.
د- كما يجوز للصائم أن يكتحل ويتطيب ويصنع الحناء فكل هذا جائز ولا دليل على أنه يبطل الصوم.
هـ- ويُسن للمسلم استخدام السواك في نهار رمضان، ويستوي في ذلك قبل الزوال وبعده، ولا دليل على كراهية استخدامه بعد الزوال، بل الدليل على أنه يستحب ففي الصحيحين: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " وفي رواية " عند كل وضوء " ويلحق بذلك استخدام فرشاة الأسنان للصائم فلا حرج به إذا حرص على أن لا يصل الماء إلى جوفه.
و- لا حرج باستخدام قطرة العين والأذن في نهار رمضان للصائم لأنهما ليسا من منافذ المريء.
ز- من ذرعه القيء في نهار رمضان فلا شيء عليه، بخلاف المستقيء، قال عليه الصلاة والسلام: " من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقضي ".
ح- لا بأس بخلع الضرس وحفر الأسنان وما في معناه، لأن ذلك لا يفسد الصيام وليس في معنى الطعام.
ط- لا حرج أن يصبح الصائم جنباً ثم يغتسل بعد الفجر، لأن الطهارة ليست من شروط الصوم، وكذلك الحائض والنفساء إن طهرت قبل الفجر وَجَبَ عليها الصوم وإن لم تغتسل إلا بعد الفجر.
عن عائشة قالت: " أشهد على رسول الله إن كان ليصبح جنباً من غير احتلام ثم يصومه ثم دخلنا على أم سلمة فقالت: مثل ذلك " رواه البخاري.
ومن فقه الحديث جواز الاغتسال للصائم لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ي- وإن شعر المسلم بالمشقة الشديدة من الصيام وخشي على نفسه الهلاك أو المرض جاز له أن يفطر. لقوله تعالى: ((وما جعل عليكم في الدين من حرج)) ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)) ((ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)) ولا يجوز له أن يُفطر ابتداءً إلا إذا شعر بالمشقة والحرج.
ك- ومما لا بأس به للصائم استخدام دواء الربو (البخاخ) وومن أفتى بجواز استخدامه للصائم وأنه لا يفطر العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى، مُعلّلاً ذلك بأن هذا الدواء ليس بغذاء ولا هو في معناه ولأنه يصل إلى القصبات لا إلى المعدة.
ل- ويجوز للصائم أخذ وتعاطي جميع الإبر إلا أن تكون مغذية فحينئذٍ يفطر الصائم لوصول الغذاء إلى جسمه وإن لم يكن عن الطريق المعتاد.
م- لا بأس بالسفر للصائم، ويجوز له الفطر وإن لم يشعر بالمشقة والحرج لقوله تعالى: " ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ".
3 - ومن المفطرات:
أ- قطرة الأنف، لأن الأنف من منافذ الجسد، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً " رواه أصحاب السنن بسند صحيح.
ب- غسيل الكلى: من المعلوم أن المصاب بمرض الكلى مريض يجوز له الفطر، فإن صام واحتاج أثناء الصيام إلى غسيل كِلْيته فإنه يفطر؛ لأن غسيل الكلى كما يُعَرِّفه الإطباء: "إخراج الدم من الجسد إلى كلية صناعية لتنقيته وإضافة المواد الغذائية والكيمياوية والأملاح " فدخل بذلك الغذاء إلى الجسد وإن لم يكن عن الطريق المعتاد.
هذه بعض المسائل المعاصرة في الصيام أسأل الله تعالى أن ينفع بها أنه سميع قريب مجيب الدعاء.
وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه: أبو معاذ رائد وهدان
ـ[نوار]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:52 م]ـ
هناك ملحوظة انقلها لاهميتها للغاية
الا وهى
ان معجون الاسنان يبقى منه بعض الاثر حتى بعد غسله بالماء مرارا
وقد يصل منه شىء الى الجوف وبهذا يبطل الصوم
ولا خلاف فى مشروعية السواك اثناء الصيام فبل الزوال وبعده
ولكن بالنسبة لفرشاءة الاسنان مع المعجون الاحوط عدمه اثناء الصيام
وان كان بعد السحور فليكن قبل الفجر الصادق بمدة ولو 15 دقيقة
حتى يتيقن من ان جرمه قد زال
بالاضافة ان استعمال المعجون اثناء النهار يحتاج الى المبالغة فى المضمضة اثناء الصيام وهو ما ورد فيه النهى
ـ[عبد المتين]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:12 م]ـ
" من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقض " حديث منكر، قد أجاد الشيخان العلوان و الطريفي في إيضاح هذه المسألة و أن المرء دخل الصيام بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين.
و الله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:50 م]ـ
شكراً على هذه الفوائد(22/390)
الجني الداني من دوحة الألباني
ـ[ابو عمر المدني]ــــــــ[27 - 10 - 03, 01:16 ص]ـ
كل عام وانتم بخير .......... بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك.
(الجني الداني من دوحة الألباني)
هذا إسم برنامج يحوي جميع كتب محدث العصر الشيخ الإمام الألباني -رحمه الله -، قام بإعداده مجموعة من طلبة العلم جزاهم الله خيراً.
وأشرفت عليه برمجة الشرق الأوسط للبرمجيات.
موقع الشركه:
www.duhha.net
وللعلم فإن سعر الإسطوانه لايتعدى الخمسة والعشرون ريالاً.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 05:51 م]ـ
بالإمكان تحميله من هنا:
http://n.hakem.free.fr/soft/albani.zip
ـ[أبو عبد الرحمن الناقد]ــــــــ[27 - 10 - 03, 10:08 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
وتجد هنا برنامج أفضل منه،قام بعمله الأخ مجرد إنسان ـ وفقه الله ـ،وتجد فيه كذلك جل كتب الشيخ الموجودة على الشبكة.
تفضل واضغط هنا ( http://www.anasalafi.net/showthread.php?s=&threadid=6079)(22/391)
استحباب قراءة سورة القلم في أول صلاة عشاء من رمضان!!
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[27 - 10 - 03, 05:20 ص]ـ
أورد ابن أبي يعلى في الطبقات 1/ 96، وابن مفلح في الفروع 1/ 548، والبعلي في اختيارات ابن تيمية 64: أن الإمام أحمد استحب قراءة سورة القلم عشاء أول ليلة من رمضان، لأنها أول سورة نزلت من القرآن في رمضان، ووافقه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية .. رحمهما الله.
فهل ثبت في ذلك شيئ عن الصحابة أو التابعين؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[27 - 10 - 03, 07:26 ص]ـ
سئل الشيخ عبد الله البابطين - رحمه الله- عن قراءة آيات الصيام أول ليلة من رمضان في العشاء؟
فأجاب: لا أعلم لهذا أصلاً، وإنما استحب أحمد في رواية عنه: قراءة سورة القلم في العشاء الآخرة أول ليلة من رمضان، واستحبه تقي الدين؛ وأما قراءة آخر سورة المائدة، فلا علمنا أحداً استحبه.
الدرر السنية (5/ 310).
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:00 ص]ـ
أحببت أن أنبه على أمر واضح، ولكن قد يخفى على بعض من يطالع هذا الموضوع، وهو أن مراد أحمد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بسورة القلم سورة العلق فقد كان كثير من السلف يسميها القلم لقوله تعالى فيها (الذي علم بالقلم)
وذلك لأن سورة نون والقلم لم يقل أحد إنها أول ما نزل وإنما اختلفوا في أول ما نزل على ثلاثة أقوال ذكرها السيوطي في الإتقان أولها: العلق وهو الصحيح، وثانيها: المدثر، وثالثها: الفاتحة، والصواب حمل ما ورد في أوليتهما على أنها أولية إضافية، وأما الأولية المطلقة فلسورة العلق.
وأما أصل الموضوع فكون السورة أول ما نزل لا يعني أن تقرأ في أول عشاء، لأنها لم تنزل في أول عشاء، ولا في أول ليلة، وحتى لو فرض ذلك فالمداومة على تلاوة سورة معينة في وقت مخصوص بلا توقيف من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يجوز، ويعتذر عن إمامنا أحمد بأنه ربما تكون بلغته آثار لم تبلغنا فتمسك بها، وإلا فكلٌ يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:51 ص]ـ
ورد شيء في الموضوع،
ففي الدر المنثور:
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال: أول ما نزل من القرآن {اقرأ باسم ربك} ثم (ن والقلم).
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال: أول ما نزل من القرآن {اقرأ باسم ربك الذي خلق} ثم (ن).
وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن عائشة قالت: كان أول ما نزل عليه بعد {اقرأ باسم ربك}: (ن والقلم) و (يا أيها المدثر) (والضحى).
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 12:33 م]ـ
قال الشيخ بكر أبو زيد شفاه الله:
"ولم أر لهذا الاستحباب دليلاً فليحرر"تصحيح الدعاء (ص421)
ـ[أبو عبدالله الحضرمي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 12:45 ص]ـ
كالعادة تحذف المشاركة التي لا تعجب البعض(22/392)
السجاد في المساجد ليس بدعة!
ـ[أبو خديجة]ــــــــ[27 - 10 - 03, 04:04 م]ـ
أخي القارئ:
نقل بعض الإخوة كلاما عن بعض العلماء منهم شيخ الإسلام - رحم الله الجميع - وتوهم منه أنهم يبدعون فرش المساجد بالسجاد من أجل كسوة كل أرض المسجد بفراش أو سجاد يلتصق به، وهذا ليس بصواب ..... ، ولقد قرأت كلام شيخ الإسلام كله، فلم أجد شيئا من ذلك، وإنما التبديع في كلام شيخ الإسلام وغيره يتعلق بأمرين مخصوصين، لا من أجل مجرد السجاد - الذي هو من النظافة والإكرام لبيوت الله تعالى - كما توهم الأخ محمد الأمين
انظر التفاصيل على هذا الرابط، ولاسيما كلمتي الأخيرة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=65663#post65663
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[17 - 02 - 06, 07:53 م]ـ
للفائدة فقط:
يراجع " شرح منح الجليل " 4/ 24، مع حاشيته التسهيل ..
--------
تنبيه
لم أستطع الكتابة في الموضوع الأصلي ... = أو الرابط المشار إليه.
ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 02 - 06, 10:01 م]ـ
نرجو التوضيح فى هذا الأمر ....... فنحن نتخذ السجادة للصلاة من باب النظافة فهل يجوز ذلك؟ وما قول العلماء المعاصرين فى هذه المسألة؟ وجزاكم الله خيرا
الرابط الموجود لا يعمل ومكتوب فيه ليس لك صلاحية للدخول لهذه الصفحة!
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:38 ص]ـ
http://72.14.207.104/search?q=cache:vG2EE0Y
السؤال
gY
السؤال
J:www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php%3Ft%3D13679%26highlight%3D%25C7%25E 1%25D3%25CC%25C7%25CF%2B%25C8%25CF%25DA%25C9+%D8%A 7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D8%AF&hl=en&ct=clnk&cd=7&lr=lang_ar
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:40 ص]ـ
http://72.14.207.104/search?q=cache:GkjxtAsZxg0J:www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php%3Fp%3D66176%26postcount%3D1+%D8%A7%D9 %84%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D8%AF&hl=en&ct=clnk&cd=1&lr=lang_ar
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 02 - 06, 12:41 ص]ـ
راجع أرشيف الملتقى ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38532(22/393)
شروح أحاديث من صحيح مسلم
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[27 - 10 - 03, 08:48 م]ـ
هذه أحاديث من صحيح مسلم مصحوبة بشرح يسير.
المصدر: موقع الإسلام اليوم. www.islamtoday.net
الملف:
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[28 - 10 - 03, 12:43 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4712&highlight=%E3%CE%CA%D5%D1(22/394)
نفعتك اليهودية يهودى خير من فرعونى
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:10 م]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لانبي نبي بعده،محمد بن عبد الله،وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد فهذا نقل عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان خطورة الانحراف في المعتقد
ارفعها هنا لما رايته من تساهل كثير من اخواني الدعاة الى الله في بلاد الكفر مع رؤس البدع وطوائف الانشقاق عن سنة خير العباد سعيا خلف مصلحة الاجتماع لرد صولة الكافر
فاقيمت لاجله التحالفات والاجتماعات مع اهل الرفض واهل الغلو في التصوف والحلول والاتحاد وطوائف من الجهمية المنتسبة زورا وبهتانا لابي الحسن الاشعري ... في قائمة عريضة من سقط المتاع
فالى هؤلاء الاخوان اسوق كلام شيخ الاسلام لاخذ العبرة
فان التاريخ يعيد نفسه،ولن تجد لسنة الله تبديلا.
مجموع الفتاوى:
و (المقصود هنا) أن المعطلة نفاة الصفات أو نفاة بعضها لا يعتمدون فى ذلك على ما جاء به الرسول اذ كان ما جاء به الرسول انما يتضمن الاثبات لا النفى لكن يعتمدون فى ذلك على ما يظنونه أدلة عقلية ويعارضون بذلك ما جاء به الرسول
وحقيقة قولهم أن الرسول لم يذكر فى ذلك ما يرجع اليه لا من سمع ولا عقل فلم يخبر بذلك خبرا بين به الحق على زعمهم ولا ذكر أدلة عقلية تبين الصواب فى ذلك على زعمهم بخلاف غير هذا فانهم معترفون بان الرسول ذكر فى القرآن ادلة عقلية على ثبوت الرب وعلى صدق الرسول
وقد يقولون أيضا أنه أخبر بالمعاد لكن نفوا الصفات لما رأوا ان ما ذكروه من النفى لم يذكره الرسول فلم يخبر به ولا ذكر دليلا عقليا عليه بل انما ذكر الاثبات وليس هو فى نفس الأمر حقا فاحوج الناس الى التأويل أو التفويض فلما نسبوا ما جاء به الرسول الى أنه ليس فيه لا دليل سمعى ولا عقلى لا خبر يبين الحق ولا دليل يدل عليه عاقبهم الله بجنس ذنوبهم فكان ما يقولونه فى هذا الباب خارجا عن العقل والسمع مع دعواهم أنه من العقليات البرهانية فاذا اختبره العارف وجده من الشبهات الشيطانية من جنس شبهات أهل السفسطة والالحاد الذين يقدحون فى العقليات والسمعيات
وأما السمع فخلافهم له ظاهر لكل أحد وانما يظن من يعظمهم ويتبعهم أنهم أحكموا العقليات فاذا حقق الأمر وجدهم كما قال أهل النار لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير وكما قال تعالى والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
فلما كان حقيقة قولهم أن القرآن والحديث ليس فيه فى هذا الباب دليل سمعى ولا عقلى سلبهم فى هذا الباب معرفة الأدلة السمعية والعقلية حتى كانوا من اضل البرية مع دعواهم أنهم أعلم من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين بل قد يدعون أنهم أعلم من النبيين وهذا ميراث من فرعون وحزبه اللعين
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 13، صفحة 176
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:13 م]ـ
وقد قيل ان أول من عرف أنه أظهر فى الاسلام التعطيل الذى تضمنه قول فرعون هو الجعد بن درهم فضحى به خالد بن عبدالله القسرى وقال ايها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم انى مضح بالجعد بن درهم أنه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه وشكر له علماء المسلمين ما فعله كالحسن البصرى وغيره
وهذا الجعد اليه ينسب مروان بن محمد الجعدى آخر خلفاء بنى أمية وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة فانه اذا ظهرت البدع التى تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل وانتصر لهم ولهذا لما ظهرت الملاحدة الباطنية وملكوا الشام وغيرها ظهر فيها النفاق والزندقة الذى هو باطن أمرهم وهو حقيقة قول فرعون (انكار الصانع وانكار عبادته (وخيار ما كانوا يتظاهرون به الرفض فكان خيارهم وأقربهم الى الإسلام الرافضة وظهر بسببهم الرفض والالحاد حتى كان من كان ينزل الشام مثل بنى حمدان الغالية ونحوهم متشيعين وكذلك من كان من بنى بويه فى المشرق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/395)
وكان ابن سينا وأهل بيته من أهل دعوتهم قال وبسبب ذلك اشتغلت فى الفلسفة وكان مبدأ ظهورهم من حين تولى المقتدر ولم يكن بلغ بعد وهو مبدأ انحلال الدولة العباسية ولهذا سمى حينئذ بأمير المؤمنين الاموى الذى كان بالاندلس وكان قبل ذلك لا يسمى بهذا الاسم ويقول لا يكون للمسلمين خليفتان فلما ولى المقتدر قال هذا صبى لا تصح ولايته فسمى بهذا الاسم
وكان بنو عبيدالله القداح الملاحدة يسمون بهذا الاسم لكن هؤلاء كانوا فى الباطن ملاحدة زنادقة منافقين وكان نسبهم باطلا كدينهم بخلاف الاموى والعباسى فان كلاهما نسبه صحيح وهم مسلمون كأمثالهم من خلفاء المسلمين
فلما ظهر النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسول سلطت عليهم الأعداء فخرجت الروم النصارى الى الشام والجزيرة مرة بعد مرة وأخذوا الثغور الشامية شيئا بعد شىء الى أن أخذوا بيت المقدس فى أواخر المائة الرابعة وبعد هذا بمدة حاصروا دمشق وكان أهل الشام بأسوأ حال بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة الى أن تولى نور الدين الشهيد وقام بما قام به من أمر الاسلام واظهاره والجهاد لأعدائه ثم استنجد به ملوك مصر بنوا عبيد على النصارى فانجدهم وجرت فصول كثيرة الى أن أخذت مصر من بنى عبيد أخذها صلاح الدين يوسف بن سادى وخطب بها لبنى العباس فمن حينئذ ظهر الاسلام بمصر بعد أن مكثت بايدى المنافقين المرتدين عن دين الاسلام مائة سنة فكان الايمان بالرسول والجهاد عن دينه سببا لخير الدنيا والآخرة وبالعكس البدع والالحاد ومخالفة ما جاء به سبب لشر الدنيا والآخرة
فلما ظهر فى الشام ومصر والجزيرة الالحاد والبدع سلط عليهم الكفار ولما اقاموا ما اقاموه من الاسلام وقهر الملحدين والمبتدعين نصرهم الله على الكفار تحقيقا لقوله يا ايها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة فى جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين
وكذلك لما كان أهل المشرق قائمين بالاسلام كانوا منصورين على الكفار المشركين من الترك والهند والصين وغيرهم فلما ظهر منهم ما ظهر من البدع والالحاد والفجور سلط عليهم الكفار قال تعالى وقضينا الى بنى اسرائيل فى الكتاب لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فاذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان اسأتم فلها فاذا جاء وعد الاخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا
وكان بعض المشايخ يقول هولاكو ملك الترك التتار الذى قهر الخليفة بالعراق وقتل ببغداد مقتلة عظيمة جدا يقال قتل منهم ألف ألف وكذلك قتل بحلب دار الملك حينئذ كان بعض الشيوخ يقول هو للمسلمين بمنزلة بخت نصر لبنى اسرائيل
وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الالحاد والنفاق والبدع حتى أنه صنف الرازى كتابا فى عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر سماه (السر المكتوم فى السحر ومخاطبة النجوم (ويقال أنه صنفه لام السلطان علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين خوارزم شاه وكان من أعظم ملوك الأرض وكان للرازى به اتصال قوى حتى انه وصى اليه على أولاده وصنف له كتابا سماه (الرسالة العلائية فى الاختيارات السماوية (
وهذه الاختيارات لأهل الضلال بدل الاستخارة التى علمها النبى (صلى الله عليه وسلم (المسلمين كما قال جابر فى الحديث الصحيح الذى رواه البخارى وغيره (كان رسول الله ((يعلمنا الاستخارة فى الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول اذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم انى استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم اللهم ان كنت تعلم أن هذا الأمر ويسميه باسمه خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى فاقدره لى ويسره ثم بارك لى فيه وان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى فاصرفه عنى واصرفنى عنه واقدر لى الخير حيث كان ثم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/396)
رضنى به)
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 13، صفحة 180.
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:20 م]ـ
وأهل النجوم لهم اختيارات اذا أراد أحدهم أن يفعل فعلا أخذ طالعا سعيدا فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم وقد صنف الناس كتبا فى الرد عليهم وذكروا كثرة ما يقع من خلاف مقصودهم فيما يخبرون به ويأمرون به وكم يخبرون من خبر فيكون كذبا وكم يأمرون باختيار فيكون شرا والرازى صنف الاختيارات لهذا الملك وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغير ذلك كما ذكر فى (السر المكتوم) فى عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها مثل ما يدعو الموحدون ربهم بل أعظم والتقرب اليها بما يظن أنه مناسب لها من الكفر والفسوق والعصيان فذكر أنه يتقرب الى الزهرة بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله وهذا فى نفس الأمر يقرب الى الشياطين الذين يأمرونهم بذلك ويقولون لهم ان الكوكب نفسه يحب ذلك والا فالكواكب مسخرات بأمر الله مطيعة لله لا تأمر بشرك ولا غيره من المعاصى ولكن الشياطين هى التى تأمر بذلك ويسمونها روحانية الكواكب وقد يجعلونها ملائكة وانما هى شياطين فلما ظهر بأرض المشرق بسبب مثل هذا الملك ونحوه ومثل هذا العالم ونحوه ما ظهر من الالحاد والبدع سلط الله عليهم الترك المشركين الكفار فأبادوا هذا الملك وجرت له أمور فيها عبرة لمن يعتبر ويعلم تحقيق ما اخبر الله به فى كتابه حيث يقول (سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق (أى أن القرآن حق وقال (سأريكم آياتى فلا تستعجلون) وبسط هذا له موضع آخر
و (المقصود هنا) أن دولة بنى أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التى أوجبت ادبارها وفى آخر دولتهم ظهر الجهم بن صفوان بخراسان وقد قيل ان أصله من ترمذ وأظهر قول المعطلة النفاة الجهمية وقد قتل فى بعض الحروب وكان أئمة المسلمين بالمشرق أعلم بحقيقة قوله من علماء الحجاز والشام والعراق ولهذا يوجد لعبدالله بن المبارك وغيره من علماء المسلمين بالمشرق من الكلام فى الجهمية أكثر مما يوجد لغيرهم مع أن عامة أئمة المسلمين تكلموا فيهم ولكن لم يكونوا ظاهرين الا بالمشرق لكن قوى أمرهم لما مات الرشيد وتولى ابنه الملقب بالمأمون بالمشرق وتلقى عن هؤلاء ما تلقاه
ثم لما ولى الخلافة اجتمع بكثير من هؤلاء ودعا الى قولهم فى آخر عمره وكتب الى بغداد وهو بالثغر بطرسوس التى ببلدسيس وكانت اذ ذاك أعظم ثغور بغداد ومن أعظم ثغور المسلمين يقصدها أهل الدين من كل ناحية ويرابطون بها رابط بها الامام أحمد رضى الله عنه والسرى السقطى وغيرهما وتولى قضاءها أبو عبيد وتولى قضاءها أيضا صالح بن أحمد بن حنبل ولهذا ذكرت فى كتب الفقه كثيرا فانها كانت ثغرا عظيما فكتب من الثغر الى نائبه ببغداد اسحاق بن ابراهيم بن مصعب كتابا يدعو الناس فيه الى أن يقولوا القرآن مخلوق فلم يجبه أحد ثم كتب كتابا ثانيا يأمر فيه بتقييد من لم يجبه وارساله اليه فأجاب أكثرهم ثم قيدوا سبعة لم يجيبوا فأجاب منهم خمسة بعد القيد وبقى اثنان لم يجيبا الامام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح فأرسلوهما اليه فمات قبل أن يصلا اليه ثم أوصى الى أخيه ابى اسحاق وكان هذا سنة ثمانى عشرة ومائتين وبقى أحمد فى الحبس الى سنة عشرين فجرى ما جرى من المناظرة حتى قطعهم بالحجة ثم لما خافوا الفتنة ضربوه وأطلقوه وظهر مذهب النفاة الجهمية وامتحنوا 2 الناس فصار من أجابهم أعطوه والا منعوه العطاء وعزلوه من الولايات ولم يقبلوا شهادته وكانوا اذا أفتكوا الاسرى يمتحنون الاسير فان 2 اجابهم افتدوه والا لم يفتدوه
وكتب قاضيهم أحمد بن أبى دؤاد على ستارة الكعبة (ليس كمثله شىء وهو العزيز الحكيم (لم يكتب وهو (السميع البصير (
ثم ولى الواثق واشتد الأمر الى أن ولى المتوكل فرفع المحنة وظهرت حينئذ السنة وبسط هذا له موضع آخر
والمقصود أن 8 أئمة المسلمين لما عرفوا حقيقة قول الجهمية بينوه حتى قال عبدالله بن المبارك أنا لنحكى كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكى كلام الجهمية وكان ينشد % عجبت لشيطان دعا الناس جهرة % الى النار واشتق اسمه من جهنم %
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/397)
وقيل له بماذا يعرف ربنا قال بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه قيل له بحد قال بحد وكذلك قال أحمد بن حنبل واسحاق بن ابراهيم بن راهويه وعثمان بن سعيد الدارمى وغيرهم من أئمة السنة
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 13، صفحة 184.
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:32 م]ـ
وحقيقة قول الجهمية المعطلة هو قول فرعون وهو جحد الخالق وتعطيل كلامه ودينه كما كان فرعون يفعل فكان يجحد الخالق جل جلاله ويقول (ما علمت لكم من اله غيرى (ويقول لموسى (لئن اتخذت الها غيرى لأجعلنك من المسجونين (ويقول (أنا ربكم الأعلى (وكان ينكر أن يكون الله كلم موسى أو يكون لموسى اله فوق السموات ويريد أن يبطل عبادة الله وطاعته ويكون هو المعبود المطاع
فلما كان قول الجهمية المعطلة النفاة يؤول الى قول فرعون كان منتهى قولهم انكار رب العالمين وانكار عبادته وانكار كلامه حتى ظهروا بدعوى التحقيق والتوحيد والعرفان فصاروا يقولون العالم هو الله والوجود واحد والموجود القديم الازلى الخالق هو الموجود المحدث المخلوق والرب هو العبد ما ثم رب وعبد وخالق ومخلوق بل هو عندهم فرقان ولهذا صاروا يعيبون على الأنبياء وينقصونهم ويعيبون على نوح وعلى ابراهيم الخليل وغيرهما ويمدحون فرعون ويجوزون عبادة جميع المخلوقات وجميع الأصنام ولا يرضون بأن تعبد الأصنام حتى يقولوا ان عباد الاصنام لم يعبدوا الا الله وان الله نفسه هو العابد وهو المعبود وهو الوجود كله فجحدوا الرب وأبطلوا دينه وامره ونهيه وما أرسل به رسله وتكليمه لموسى وغيره
وقد ضل فى هذا جماعة لهم معرفة بالكلام والفلسفة والتصوف المناسب لذلك كابن سبعين والصدر القونوى تلميذ ابن عربى والبليانى والتلمسانى وهو من حذاقهم علما ومعرفة وكان يظهر المذهب بالفعل فيشرب الخمر ويأتى المحرمات
وحدثنى الثقة أنه قرأ عليه (فصوص الحكم (لابن عربى وكان يظنه من كلام أولياء الله العارفين فلما قرأه رآه يخالف القرآن قال فقلت له هذا الكلام يخالف القرآن فقال القرآن كله شرك وانما التوحيد فى كلامنا وكان يقول ثبت عندنا فى الكشف ما يخالف صريح المعقول
وحدثنى من كان معه ومع آخر نظير له فمرا على كلب أجرب ميت بالطريق عند دار الطعم فقال له رفيقه هذا أيضا هو ذات الله فقال وهل ثم شىء خارج عنها نعم الجميع فى ذاته
وهؤلاء حقيقة قولهم هو قول فرعون لكن فرعون ما كان يخاف احدا فينافقه فلم يثبت الخالق وان كان فى الباطن مقرا به وكان يعرف أنه ليس هو الا مخلوق لكن حب العلو فى الأرض والظلم دعاه الى الجحود والانكار كما قال فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين
وأما هؤلاء فهم من وجه ينافقون المسلمين فلا يمكنهم اظهار جحود الصانع ومن وجه هم ضلال يحسبون انهم على حق وان الخالق هو المخلوق فكان قولهم هو قول فرعون لكن فرعون كان معاندا مظهرا للجحود والعناد وهؤلاء اما جهال ضلال واما منافقون مبطنون الالحاد والجحود يوافقون المسلمين فى الظاهر
وحدثنى الشيخ عبد السيد الذى كان قاضى اليهود ثم أسلم وكان من أصدق الناس ومن خيار المسلمين وأحسنهم اسلاما أنه كان يجتمع بشيخ منهم يقال له الشرف البلاسى يطلب منه المعرفة والعلم قال فدعانى الى هذا المذهب فقلت له قولكم يشبه قول فرعون قال ونحن على قول فرعون فقلت لعبد السيد واعترف لك بهذا قال نعم وكان عبد السيد اذ ذاك قد ذاكرنى بهذا المذهب فقلت له هذا مذهب فاسد وهو يؤول الى قول فرعون فحدثنى بهذا فقلت له ما ظننت أنهم يعترفون بأنهم على قول فرعون لكن مع اقرار الخصم ما يحتاج الى بينة قال عبد السيد فقلت له لا أدع موسى وأذهب الى فرعون فقال ولم قلت لان موسى أغرق فرعون فانقطع واحتج عليه بالظهور الكونى فقلت لعبد السيد وكان هذا قبل أن يسلم نفعتك اليهودية يهودى خير من فرعونى
وفيهم جماعات لهم عبادة وزهد وصدق فيما هم فيه وهم يحسبون أنه حق وعامتهم الذين يقرون ظاهرا وباطنا بأن محمدا رسول الله وأنه افضل الخلق أفضل من جميع الأنبياء والاولياء لا يفهمون حقيقة قولهم بل يحسبون أنه تحقيق ما جاء به الرسول وأنه من جنس كلام اهل المعرفة الذين يتكلمون فى حقائق الايمان والدين وهم من خواص أولياء الله فيحسبون هؤلاء من جنس أولئك من جنس الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم وأبى سليمان الدارانى والسرى السقطى والجنيد بن محمد وسهل بن عبدالله وأمثال هؤلاء
وأما عرافهم الذين يعلمون حقيقة قولهم فيعلمون أنه ليس الأمر كذلك ويقولون ما يقول ابن عربى ونحوه ان الاولياء افضل من الانبياء وان خاتم الاولياء أفضل من خاتم الأنبياء وان جميع الانبياء يستفيدون معرفة الله من مشكاة خاتم الأولياء وأنه يأخذ من المعدن الذى يأخذ منه الملك الذى يأتى خاتم الأنبياء فانهم متجهمة متفلسفة يخرجون أقوال المتفلسفة والجهمية فى قالب الكشف
كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 13، صفحة 188.
اكمل بالقراءة هنا:
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=381&id=6826(22/398)
ما أقوال الشيوخ فيمن أفتى بالمنسوخ؟
ـ[أبو عبدالعزيز الطائي]ــــــــ[28 - 10 - 03, 05:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمن المعلوم أن النسخ نقل من عبادة إلى عبادة
وحكم إلى حكم
لضرب من المصلحة
إظهاراً لحكمة الله تعالى وكمال مملكته
ولا خلاف بين العقلاء أن شرائع الأنبياء قصد بها مصالح الخلق الدينية والدنيوية.
والسؤال هو:
لو رجعت حال العباد -أو بعضهم- إلى ما كانت عليه قبل النسخ
وصار الأنفع لهم والموافق لمصلحتهم
هو ما كان أنفع لهم وموافقاً لمصلحتهم قبل النسخ
فهل لمجتهد أن يذهب إلى الإفتاء بالحكم المنسوخ؟
وهل لذلك ضوابط؟
وجزاكم الله خيراً
والحمد لله(22/399)
في السعودية الهلال ليلة الثلاثاء مرتفع
ـ[الناصح]ــــــــ[28 - 10 - 03, 05:19 ص]ـ
في السعودية الهلال ليلة الثلاثاء مرتفع ويبدو أن الأحد كان 1رمضان
فإن صح فما الحكم مع أننا سمعنا من كبار السن أنه شوهد الهلال يوم السبت عند الغروب(22/400)
قراءة القرآن في رمضان كاملاً حتى في الفروض
ـ[أبوسلمان العمري]ــــــــ[28 - 10 - 03, 07:46 ص]ـ
لا شك أن ختم القرآن في رمضان في صلاة التراويح -
أن ذلك من الأمور المطلوبة.
لكن إن كانت القراءة في التراويح والفروض
فهل فيه بدعه أو إحداث نأمل الإفادة من المشايخ الفضلاء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 10 - 03, 05:09 ص]ـ
تكلم الشيخ صالح آل الشيخ في محاضرة له بعنوان (وصايا للائمة والمؤذنين في رمضان وفي غيره) وذكر ان هذا الفعل قد يصل الى البدعية لعدم ورورده عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحب الكرام.
لا اذكر هل هو يذكر رأيه او ينقل رأي غيره.
تحتاج الى مراجعه وبحث.
ـ[أبوسلمان العمري]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:10 ص]ـ
أخي المسيطير أشكرك للرد وللفائدة
وأنا ماسألت إلا لسماعي من بعضهم أنه بدعة فأحببت التأكد.
وتحتاج لمزيد من البحث
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[06 - 05 - 04, 02:31 ص]ـ
للفائدة حول قراءة القرآن كاملا في الفروض
السائل: أحسن الله عملك، ما يفعله بعض الإخوة من ترتيب القرآن يقرأ من أول الفاتحة إلى قل أعوذ برب الناس
الشيخ رحمه الله: والله ترك هذا أولى، كونه
يختار بعض السور وبعض الآيات أولى تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم
وبالخلفاء الراشدين
السائل: أحسن الله عملك ما يقال قراءة الصحابة حزبا حزبا في الليل
الشيخ رحمه الله: هذي قراءة في غير الصلاة
انتهى من الوجه الأول من الشريط السادس من شرحه رحمه الله على الروض
ـ[الذهبي]ــــــــ[06 - 05 - 04, 10:42 ص]ـ
جاء في مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية ابنه عبدالله (ص 83 - 84): {{قال: سألت أبي عن الرجل يقرأ القرآن كله في صلاة الفريضة؟ قال: لا أعلم أحدًا فعل هذا. وفد روي عن عثمان: أنه كان يقرأ من بعض القرآن سورًا على التأليف، سور معروفة على التأليف}}.(22/401)
مسائل دورة الشيخ خالد الهويسين
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 07:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
سوف أنشر للأخوة الدورة العلمية التي أقامها فضيلة شيخنا الشيخ خالد بن عبد العزيز الهويسين في شهر شعبان المنصرم في محافظة الخرج.
والتي شرح فيها كتاب الصيام والاعتكاف من متن كتاب ((بلغة الساغب وبغية الراغي)) للفخر بن تيمية.
وسوف أنشرها على شكل مسائل متفرقة في هذا المنتدى بأذن الله لأن عدد الصفحات أربعون وقد تطول لذا أجعلها على شكل مسائل معنونة ومرقمة.
علماً أنني راجعت هذه المسائل على الشيخ في عدة مجالس، وأذن لي في بثها على الأنترنت.
كما أذن لي بطباعتها على شكل مذكرة وهي الآن موجودة في المراسل لخدمات الطالب شارع 17 هاتف 5482033 في محافظة الخرج.
أسأل االه أن يغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولجميع المسلمين.
تنبيه:
قد وعدنا الأخوة أن تخرج هذه المسائل إلى النور، وقد وفينا بوعدنا ونعتذر للتأخير وذلك بسبب مراجعتها على الشيبخ.
نرجو من الأحبة دعوة صادقة في جوف الليل.
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 07:54 ص]ـ
قال فضيلة شيخنا الشيخ المحدث الفقيه: خالد بن عبد العزيز الهويسين:
الكتاب (بلغة الساغب وبغية الراغب) تتعلق به مسائل:-
الأولى: المصنف هو: أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد المعروف بابن تيمية وتطلق ابن تيميه أو ابن تيمية بالتشديد أو التخفيف وجهان جائزان 0
الثانية: اسم الكتاب: بلغة الساغب وبغية الراغب. والبلغة: ما يتبلغ به، والساغب: يطلق على الجائع ويطلق على المحتاج من طعام أو كساء حاجة شديدة وقد أخذه من كتاب الله " أو إطعام في يوم ذي مسغبة " وبغية الراغب المرغوب فيه أو المرغوب إليه 0
الثالثة: هذا الكتاب (بلغة الساغب وبغية الراغب) هو الثالث للمصنف وهو أصغر الثلاثة بمعنى سبقه اثنان متوسط وهو: (ترغيب القاصد في تقريب المقاصد). وكبير وهو: (تلخيص المطلب في تلخيص المذهب) أختصر الكبير في المتوسط واختصر المتوسط في هذا الكتاب الذي بين أيدينا 0
الرابعة: لا يعرف للمؤلف كتب فقه إلا هذه الثلاثة 0
الخامسة: إن قيل ما صلة القرابة بينه وبين العلامة ابن تيمية أحمد بن عبد السلام بن عبد الحليم 0
الجواب: أن هذا هو عم لجد الشيخ ابن تيمية وبما أنه عم لجده فهو عم لابن تيمية 0
وهو صاحب المحرر وصاحب المنتقى في الحديث 0
السادسة: هذا الكتاب البلغة أكثر الذين جاءوا من الحنابلة خاصة إذ أطلقوا كلمة البلغة، أو جاء في البلغة، أو رجح صاحب البلغة، أو ذكره صاحب البلغة فالمراد هو هذا الكتاب ومؤلفه 0
السابعة: المُصَنْف " الكتاب "
يعتبر عمدة لمن ألف بعده لأنه واسع العلم قوي الترجيح فاعتمده المؤلفون من بعده 0
الثامنة: امتاز الكتاب بأشياء منها:
1 - أنه يذكر منصوص الإمام أحمد إذا كانت رواية أو روايتين، فإذا لم يجد خرج عليها ـ قال ويتخرج عليها 0
2 - ومنها أنه يكثر الفصول والفروع والمسائل في كتابه 0
3 - أن أسلوبه في كتابه سهل المأخذ بين العبارة 0
4 - أنه يعتبر من الكتب التي ينبغي أن تعتمد في ترجيح المذهب بالدليل 0
التاسعة: المصنِف له عدة كتب له كتاب في التفسير (التفسير الكبير) كبير جداً بلغ أكثر من ثلاثين مجلداً وله ثلاثة كتب في الفقه الكبير والوسيط والوجيز 0
العاشرة: فسر المصنف القرآن في دروسه من فاتحته إلى الناس أربع مرات وكتب الطلاب والناس خلفه، فسره في ما يقارب عشرين أو ثلاثين سنة 0
الحادية عشر: اشتهر المصنِف في باب العلم بثلاثة أشياء التفسير مفسر، والفقه فقيه، والوعظ والإرشاد والخطب ـ كونه خطيب " حران " 0
الثانية عشر: اجمع المترجمون له على أنه ثقة رحمه الله ترجم له أكثر من ثلاثين مترجم منهم ابن كثير في البداية والسيوطي في طبقات المفسرين، والعليمي وغيرهم 0
الثالثة عشر: توفي المصنف رحمه الله سنة 622 للهجرة وقيل في 621 والصحيح الأول 0
الرابعة عشر: لا نعرف إلى هذا التاريخ أنه طبع شيء من كتبه سوى هذا المصنف في الفقه 0
الخامسة عشر: ليس لهذا المصنَف فيما نعلم شرح مستوفي 0
السادسة عشر: كتاب البلغة هذا استوفى جميع أبواب الفقه في الجملة، وجعل مواضيع وأبواب الفقه على صفحات يسيرة. والسبب في ذلك: تسهيل للطالب وترغيب للراغب في هذا العلم وهذا من نصح المصنف رحمه الله 0
الفقهاء رحمهم الله يجعلون في كتبهم المصنفة ستة أشياء:
كتاب ـ ثم باب ـ ثم فصل أو فصول ـ ثم مسائل ـ ثم فروع أو فرع ـ ثم تنبيه 0
وقد يزيد بعضهم زيادة وهي حسنة:
وهي " ضابط " فإذا جاءت كلمة ضابط احرص على قراءتها، لأن الضابط يشبه القاعدة الكلية 0
مثاله: كل محرم فحريمه حرام إلا في شيء واحد حلال. فالزنا محرم وحريمه النظر والمس والقبلة فهذه كلها حرام 0والوطء في الدبر حرام وحريمه الفخذين والأليتين وهذه حلال بالإجماع 0
ومن أكثر الكتب ذكراً للضابط: ((الأشباه والنظائر)) للسيوطي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/402)
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 07:58 ص]ـ
مسائل في الصيام:
1 - ثبت وجوب الصوم بالكتاب و السنة والإجماع فالكتاب " كتب عليكم الصيام. . الأية " والسنة: " بني الإسلام على خمس "، والإجماع: أجمع العلماء على وجوبه 0
2 - دائماً يأتي الصوم بعد الزكاة فلماذا يأتي بعد الزكاة؟
أجاب بعضهم فقال: سبب وضع العلماء كتاب الصوم بعد الزكاة موافقةً للحديث الصحيح، وهو أنه قال: " إيتاء الزكاة وصوم رمضان "
أجاب عن هذا الشيخ قاسم الحنفي في كتاب جيد سماء (أنيس الفقهاء) في أكثر من 200 صفحة 0
3 - الصوم هو الإمساك مطلقاً عن أكل وعن شرب وعن جماع وعن كلام 0
وفي الاصطلاح: إمساك في شهر مخصوص من شخص مخصوص عن أشياء مخصوصة 0
4 - صام رسول الله ? تسع رمضانات حيث فرض رمضان في السنة الثانية من الهجرة.
5 - أجمع العلماء على أن من أنكر مشروعيته يكفر ويرتد عن الدين ويحل دمه وماله إلا أن يرجع توبة سريعة 0
6 - من أنكر فرضيته لجهل فلا يكفر ويعرّف 0
7 - إذا أقر بوجوبه وتهاون في صومه مع أداء بقية أركان الإسلام الأربعة فهل يكفر؟
قولان: ذهب جماعة إلى أنه يكفر ويرتد، وقال آخرون: لا يكفر والثانية أقرب والله أعلم بالصواب 0
8 - الصوم على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم. فالمسلم أخرج الكافر، والبالغ أخرج الصبي والعاقل أخرج المجنون 0
وهنا مسألة في العاقل:
إذا رأينا مجنوناً يأكل في رمضان فهل نُنكر عليه أم نتركه؟
الجواب: تارة ينكر عليه وتارة لا 0
فننكر عليه: إذا كان يتعاطى محرم كدخان أو نبيذ أو خمر، وإذا كان يفتتن به كالصبيان أو يظن بعض الناس أنه يجاهر بالمعصية فإذا سلم من ذا وذاك فلا حرج 0
السفيه هو: الذي يأتي عقله تارة ويذهب تارة فإذا جاء عقله صام وإذا ذهب فلا صوم.
قادر: أخرج العاجز.
وهنا مسألة مهمة في العاجز:
إذا كان عاجزاً كبيراً لا يستطيع الصوم وقال لزوجته: اصنعي لي طعاماً أرزاً أو براً؛ فيجوز لها أن تصنع لزوجها العاجز عن الصوم طعاماً، أوتصنع لابنتها أو لابنها العاجزين عن الصوم 0
المقيم: أي غير المسافر فالمسافر يجوز له الفطر ويجوز له الجماع 0
9 - قواعد مهمة في الصوم فمنها:
1 - كل صوم أفسده الصائم باختياره وجب عليه أمور:
الأول: التوبة و الاستغفار من هذه الكبيرة.
الثاني: وجوب القضاء عليه.
الثالث: إذا جامع فيه كان عليه الكفارة المغلظة 0
2 - كلُ صوم أُفسد عليه بغير طوعه واختياره لا يفسد صومه ولا قضاء عليه ولو كان جماعاً
مثال هذا:إذا قال اشرب،كُل، جامع فلا، أما إذا صُب الماءُ في فمه بغير اختياره فلا يفسد صومه 0
صح بإسناد صحيح عن الإمام أحمد برواية أبي داود يا أبا عبد الله: الرجل يؤسرُ في الحرب فيريد العدو أن يضرب عنقه هل يمد رقبته؟ فقال: لا يعين على قتل نفسه. أي لا يمد رقبته 0
3 - المرأة المجامعةُ قهراً يصحُ صومُها ولا قضاءَ عليها ولا كفارة للحديث: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان وما استكرهوا عليه) أخرجه الحاكم وابن حبان وقال الحافظ ابن حجر: صحيح، وحسنه النووي.
4 - كل من أكل في نهار رمضان أو تعاطى مفطراً فيه جهلاً أو تغريراً أو نسياناً فلا قضاء ولا كفارة 0
5 - كلُ قاضٍ عدةً من رمضان وجامع في القضاء فلا كفارة فيه الكفارة في نهار رمضان فقط فإن كان نفلاً لم يجب عليه قضاءٌ و لا كفارة وإن كان قضاءً واجباً لزمه القضاء ولا كفارة 0
6 - كل مسافر يريد الترخص برخص المفطرين من أكل وشرب وجماع لا يجوز له ذلك لأن سفره سفر معصية 0
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:02 ص]ـ
مسائل تتعلق برؤيا الهلال:
1 - يجب على كل من رأى هلال رمضان أن يصومه 0
2 - يجب على كل من أخبر بخبر ثقة وتيقنه أن يصومه 0
3 - إذا أعلنه ولي الأمر وجب على الجميع رأوه أم لا 0
4 - إذا كان ممن يعرف الرؤيا و أعلن ولي الأمر الصوم غداً فهل يصوم أم لا؟
الجواب: يصوم لأن عدم رؤيته للهلال لا ينفي عدم رؤية غيره.
5 - إذا لم يراه الجميع وجب إتمام العدة ثلاثين للحديث 0
6 - إذا رأوه في النهار وجب الإمساك و القضاء 0
7 - يكفي في رؤيته رجل أو امرأة أو عبد 0
8 - إذا رآه كافر ولم يراه المسلمون فهل يصوموا، الصحيح و المختار أنهم لا يصومون 0
9 - إذا لم يروا هلال شوال وبقي في الشهر يوم أي 29 وجب الصوم للحديث الصحيح:" صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته " 0
10 - إذا تم ثلاثون يوماً وهم لم يروا وجب الإفطار إلا أن يكون اخطأ في الرؤية الأولى فهذا يزيد يوماً وتسمى " غرة " 0
11 - إذا رأى إنسان هلال شوال وَرُدَّ قوله فهل يفطر؟ قولان الصحيح أن يفطر لكن لا يخرج لصلاة العيد لأنها تصلي جماعة، وكثير من العلماء يرون أنه لا يفطر وهذا في الحقيقة فيه نظر وقالوا لأنه محتمل أنه وهم 0
12 - إذا ادعى رجل أنه رأى هلال رمضان فصاموا ثم كذّب نفسه فهل يؤخذ بقوله الأول أم الثاني؟ هذا فيه تفصيل: وهو أن ينظر إلى أحواله وقرائن حفت بهذا الشخص ربما أصابه جنون أو سفه فلا يؤخذ بقوله الثاني، وأيضاً ينظر في زيادة توثقه من حالته الأولى، فإن كان عدلاً فتقبل الأول، وإن تبين أن عنده خارم من خوارم المروءة قبل الثاني حينئذ ويفطرون 0
13 - إذا لم يروا هلال شوال إلا بعد الزوال أفطروا وصلوا العيد من الغد فيه حديث صحيح عند أبي داود.
مسألة: إذا رُئي الهلال في موضع فهل يلزم الجميع الصوم؟
1 - أنه يلزمهم وهو قول الحنابلة 0
2 - وآخرون إلى أن كل بلد يختص برؤية ودل عليه حديث ابن عباس في الصحيح وهذا هو الصحيح إلا إذا كان لبلد قطر واحد كالمملكة رؤية واحدة.
وهنا مسألة عصرية وهي: قرب بعض المناطق من بعض كدول الخليج وقربها من المملكة
فلو أنهم لم يتحروا الرؤيا فجعلوا رؤياهم مع المملكة؟
الجواب: فعلهم صحيح ويسوغ لهم العمل بهذا وسواء تحروا أم لم يتحروا لكن التحري فيهم مطلوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/403)
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:04 ص]ـ
مسائل تتعلق بالحائض:
1 - إذا طهرت الحائض في النهار هل واجب عليها الإمساك أم لا؟
المصنف قال: يجب وهو المرجح في مذهب أحمد.
و القول الثاني: أنه لا يجب وهو الصحيح؛ لأن صومها فاسد فهو لا ينفعها.
أما قولهم: تمسك لحرمة الشهر فليس هذا مما يخل بحرمة الشهر 0
2 - إذا فتشت قبل طلوع الفجر فلم تر شيئاً تُمسك، ثم فتشت بعد غروب الشمس فرأت دماً؟ الصحيح صومها صحيح ولا قضاء عليها 0
3 - إذا رأت الدم قبل غروب الشمس ولو بلحظة فسد صومها 0
4 - لا ينبغي للمرأة عند قرب حيضها كثرة التفتيش عن نفسها لأن ذلك يسبب لها الوسوسة 0
5 - إذا ثبت حيضها وشكت في الطهر فالأصل الحيض أي عليها القضاء، ,إذا ثبت طهرها وشكت في الحيض فالأصل الطهارة أي لا قضاء عليها 0
قواعد مهمة في الدماء الطبيعية للنساء:
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: الدم باعتبار حكمه لا يخرج عن خمسة أقسام:
1 - دم مقطوع بأنه حيض كالدم المعتاد الذي لا استحاضة معه.
2 - دم مقطوع بأنه استحاضة كدم صفرة.
3 - دم يحتمل الأمرين لكن الأظهر أنه حيض، وهو دم المعتادة والمميزة ونحوهما من المستحاضات الذي يحكم بأنه حيض.
4 - دم يحتمل الأمرين، والأظهر أنه دم فساد، وهو الدم الذي يحكم بأنه استحاضة من دماء هؤلاء.
5 - دم مشكوك فيه لا يترجح فيه أحد الأمرين.
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:08 ص]ـ
مسائل في المريض:
1 - إذا صح المريض هل يجب عليه الإمساك؟ الصحيح: لا يجب مثل الحائض 0
2 - ليس كلُ مرض يبيح الفطر، إذاً ما الضابط في المرض؟ هو: الشاق المؤلم الذي يحتاج معه أكل وشرب وتعاطي دواء أو أكل وشرب فلا يلزم دواء 0
3 - مثلوا للأمراض الغير مبيحة للفطر ما تقدم كصداع، وكوجع السن البسيط، وكالجرح الخفيف للجسد 0
4 - إذا تحامل المريض وصام صح صومه 0
5 - إذا أخبره الطبيب الثقة بأن الصوم يضره وهو لا يحس بإعياء وأمسك أكثر النهار ثم بدا له الفطر ولو لشهوة وافطر هل يجوز؟
الجواب: نعم لأن الإباحة في حقه الرخصة جائزة وهذا عارض لا عبرة به.
مسائل تتعلق بالمرض: -
1 - أجمعوا على أن المرض يبيح الفطر 0
2 - المرض المقصود: هو الذي يشق معه الصوم.
3 - إذا تحامل المريض وصام صح صومه 0
4 - لابد من تشخيص المرض المبيح للفطر من طبيب ثقة يعمل بالتقوى 0
5 - إذا كان الطبيب كافراً وأخبر أن الصوم يضر به فهل يقبل قوله؟ الأصل عدم قبول قوله وعدم الاحتجاج برأيه، ولكن إذا كان في فنه " الطب " مأمون فالصحيح قبول قوله 0
6 - أجمعوا على أن من تمارض ليفطر أنه أتى باباً من أبواب الكبائر إذا أفطر 0
7 - المرض الخفيف واليسير كالصداع ونحوه لا يبيح الفطر، إلا إذا خشي معه الهلكة واحتاج إلى أكل دواء جاز ويفطر بذلك، ويقضي يوماً مكانه 0
8 - إذا علم المريض أن الصوم يضر به ويزيد مرضه كُره له الصيام، وصار في حقه استحباب الفطر 0
مسائل في صيام الصبي:
1 - أجمع العلماء على أنه لا يجب الصوم على الصبي 0
2 - من هو الصبي؟ هو كل ما هو دون البلوغ 0
3 - أجمعوا على أن الصبي إذا صام أجر على ذلك 0
4 - يؤجر آمر الصبي بالصوم سواء من والده أو من هو وليه لحديث " ألهذا حج قال نعم ولك أجر " مخرج في الصحيحين.
5 - إذا بلغ الصبي في نهار رمضان فهل يجزي عن فرضه أو لا؟ الصحيح الإجزاء فلا قضاء عليه لذلك اليوم 0
6 - استحب السلف أن يعود الصبيان على الصوم ولا سيما القادرين 0
7 - اختلف السلف في ضرب الصبي القادر روايتان، في مذهب أحمد الصحيح تركه لأنه لا يجب عليه.
8 - من هدي السلف في تعويد الصبيان تلهيتهم بالمباح يضعون عندهم لعب حتى تغرب الشمس أو أدخلوهم المساجد 0
9 - إذا خرج الشهر وكان بلوغ الصبي في ليلة العيد فلا قضاء لانتهاء الشهر 0
10 - من الأمور المعاصرة وهي تعتبر سيئة نهي بعض الوالدين الصبيان عن الصوم رأفة ورحمة بهم وهذا خلاف هدي السلف 0
11 - إذا قال الصبي الصغير الغير قادر أصوم من أول النهار إلى العصر فهل يُمَكَّن؟
فالجواب يُمَكَّن بشرط أن يعلم أن هذا ليس هو الفرض حتى لا ينشأ عليه 0
12 - الإناث والذكور في الأحكام المتقدمة سواء.
مسائل تتعلق بالعاجز والكبير:
1 - مرخص شرعاً للعاجز والكبير عن الصوم وأنه يجوز له الإفطار 0
2 - هل هناك حد للكبر؟ أي عدد سنوات محدودة حتى يفطر معه من ستين أو سبعين أو ثمانين سنة؟ ليس هناك حد محدود في الكبر فمتى عجز عنه لكبر أفطر 0
3 - إذا تحامل العاجز و الكبير على نفسه وصام أجزأ ولا كفارة 0
4 - المفطر لعجز أو كبر يكفر والكفارة ½ صاع من بر أو شعير بمعدل (1.5) ولو أنفقها لا حرج 0
5 - في حالة العاجز والكبير لا قضاء ولا كفارة وهي إذا كان مع عجزه وكبره سفر فلا قضاء ولاكفارة.
6 - يجوز تقديم الكفارة للعاجز والكبير في أول الشهر أو تأخيرها في آخره 0
7 - لو جعل الكفارة في كل يوم فجائز 0
8 - هل يجوز له تأخير الكفارة إلى بعد رمضان إذا كان غير مستطيع فلا بأس، وإلا فلا 0
9 - إذا مات ولم يكفر أخرجت من تركته 0
10 - أيهما يقدم في الإخراج الديون أو الكفارات؟
تخرج الديون قبل الكفارات. والسبب لأن حق الناس مبنيٌ على التضييق، والكفارات حقوق متعلقة بالشخص فتقدم حقوق الناس عليه 0
11 - ما حد العجز؟ وهل هناك حد له؟
لا حد للعجز وإنما ضابطه عدم القدرة على الصوم 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/404)
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:11 ص]ـ
الركن الأول: (النية) فيها مسائل نذكر طرفاً منها:
1 - النية هي: الجزم بالشيء أو على الشيء واعتقاده و لا سيما في العبادة " 0
2 - النية ركن من أركان الصوم وذلك أنه إن لم يكن نية فسد صومه 0
3 - ما معنى النية في الصوم خاصةً؟ هي: (أن يعتقد أو هو الاعتقاد أن يصوم رمضان)
4 - النية تكونُ بالليل أو بجزء منه و لا تكون في النهار أي لا ينوي الصوم في النهار 0
5 - يجوز أن تكون النية في أول الليل أو وسطه أو آخره 0
6 - متى يبدأ الليل لليوم القادم؟
يبدأ من غروب الشمس. معنى هذا لو أنها غربت الشمس فنويت صحت نيتك للغد 0
7 - ليس من شروط النية وواجباتها التلفظ بها بل التلفظ بها بدعة، ومن تلفظ بالنية فهو يستدرك على الشرع، نسأل الله العافية ولم يكن ذلك من هدي النبي ?،كان يقول بعض العوام " اللهم إني نويت الصيام وعليك التمام " وهذا نوع من أنواع التلفظ بالنية 0
8 - هل النية شرط أو واجبة لكل يوم أو يكفي نية واحدة للشهر كله؟ قولان للعلماء مذهب مالك - رحمه الله - و الثانية في مذهب أحمد - رحمه الله - أنها ليست بشرط ويكفي نية واحدة، والقول الثاني وهي رواية في مذهب أحمد ومن وافقه أنها نية لكل ليلة والصحيح و المختار انه إذا نوى من أول الشهر كفى 0
9 - قال ابن تيمية - رحمه الله - وضع العشاء أو السحور أو الطعام هو نية و المعنى أنه يكفي 0
10 - استدل على وجوب النية بحديثين الأول المشهور " إنما الأعمال بالنيات " في الصحيحين والسنن، والثاني قوله ? فيما روى عنه أهل السنة على ألفاظ " لا صيام لمن لم يبيت النية " والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما - والحديث متكلم في سنده وصحح الإمام أحمد أنه لا يثبت مرفوعاً وقال الحافظ الترمذي: الصحيح أنه موقوف على عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما -، ونحن نزيد علة ونقول: أن الحديث في إسناده بعض الضعف. أما الأول " إنما الأعمال بالنيات " لكن نقول نيته للشهر كله داخل في هذا الحديث إذاً الصحيح و الصواب أنه يكفي بنية واحدة 0
11 - ذهب بعض أهل العلم وهو مذهب الحنابلة واختيار المصنف هنا إلى أن من نوى الفطر أفطر وإن لم يأكل ولم يشرب بمعنى أنه وقع في قلبه نية الإفطار، والقول الثاني وهو الصواب إن شاء الله أنه لا يفطر لكن لا يجوز أن يتعمد الإنسان هذا وهذا مذهب الحنفية ومن وافقهم.
12 - إذا تردد في النية فحكمه حكم الغير جازم كأنه لم ينوي 0
13 - إذا قال: سأصوم غداً إن شاء الله، أو سُئل: تصوم غداً إن شاء الله؟ فهل تصح فيه النية أم لا؟
فيه تفصيل فيقال: إذا قال أنا أصوم غداً إن شاء الله ويريد الشك والتردد لم تنفعه، وإذا أراد التبرك باسم الله ولا يدري أن صومه مقبول أولا فهذا يعتبر جازم بالنية فينفعه هذا الاستثناء 0
14 - هل يستحب له أن يقول هذه الكلمة؟ أي " سأصوم غداً إن شاء الله "
الجواب: إذا كان على الثاني فنعم 0
15 - إذا تم صوم يوم وانقضى ونوى عدم الصوم لم تؤثر، أي إذا نوى إبطال صوم أمس، فلا يؤثر إلا أن يبطله بالردة والعياذ بالله 0
16 - كل يوم له نية تخصه، على القول بوجوبها في كل يوم، قال العلامة ابن تيمية رحمة الله " لابد من النية لرمضان " ما معنى هذا الكلام؟
جوابها:
أي أنه لا يجوز نية مطلقة في الصوم أما في الحج فيجوز نية مطلقة بخلاف رمضان 0
إذا قال إنسان نويت الصوم غداً فهي نية مطلقة لابد من نية لرمضان 0
17 - لا يحتاج النفل إلى نية من الليل، لو نوى من الصباح جاز لثبوت ذلك في الحديث في الصحيح
18 - هل يجوز نية النفل بعد الزوال؟
الجواب: أما قبل الزوال فأجمعوا على جوازه، وأما بعده أي بعد الظهر على قولين و الصحيح ما اختاره العلامة ابن تيمية: الجواز بعد الزوال ما دام لم يأكل ولم يشرب 0
19 - أجره في صيام النفل من حين نيته 0
20 - صوم النذر وصوم الكفارة هل يحتاج إلى نية من الليل؟
الصواب و الصحيح أنه لا يحتاج، والأولى أن تكون من الليل و الواجب التعيين 0
22 – إذا صام صوم نذر أو كفارة،وقلبها إلى نفل فهل يجوز؟
الجواب: يجوز مع الكراهية إذا لم يكن عذر صحيح 0
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:13 ص]ـ
يتعلق بالركن الثاني (الإمساك) مسائل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/405)
1 - هو بمعنى الترك وهو ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات 0
2 - أعظم ما يمسك عنه الصائم اثنان: الأكل والشرب، والجماع ومقدماته 0
3 - الإمساك وقته من طلوع الفجر الثاني، ويسمى الفجر الصادق إلى غروب الشمس 0
4 - صح عنه ? أنه قال: " إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغابت الشمس فقد أفطر الصائم " هذا الحديث قاعدة لا تنخرم أبداً في إمساك الصائم أو في إفطاره 0
ومعنى هذا: لو أن إنسان رأى إدبار النهار وإقبال الليل وغروب الشمس فيفطر ولولم يسمع الأذان0
5 - إمساك الصائم عن المفطرات فقط و المكروهات، أما المباحات فلا يمسك عنها إن شاء أمسك وإن شاء فعل 0
6 - إذا لم يمسك عن المفطرات أفطر، وإذا لم يمسك عن المكروهات لم يفطر، وبطريق الأولى المباحات.
مثال للمكروهات: " جمع الريق " وهو عند جماعة، وعند غيرهم ليس بمكروه.
ومثل تخايل الإفطار: فهو من مكرهات الصوم 0
7 - المتنفل بالصوم أي غير الواجب وغير الفرض وغير النذر أو الكفارة، إذا قطع صومه بنيته ولم يأكل ولم يشرب ثم بدا له العود في الصوم صح ذلك منه لأنه تجديد للنية.
8 - رأي بعض العلماء أن مما يمسك عنه الصائم أمور:
أ – السواكِ بعد الزوال، والصحيح جوازه مطلقاً، وكلُ حديث في منع الصائم من السواكِ بعد الزوال لا يصح حديث ضعيف 0
ب- الكحل فمنع بعضهم الكحل للصائم و الصحيح جوازه، ولا يصح في منعه عن الصائم شيء.
ج – البخور والصحيح ما قاله ابن تيمية جوازه لكن لا يتعمد شمه أي إدخاله إلى جوفه.
د – المبالغة في المضمضمة و الاستنشاق وهذا صحيح 0
هـ - التقطير في الأذن والصحيح جوازه ولا سيما إذا احتاج إليه، لكن يُشكل على هذا شيء وهو إذا وجد طعم القطرة في حلقه " مرارة أو حلاوة " والصحيح جوازه لأنه ليس بأكل ولا بشرب.
و- التقطير في الأنف والأولى تركه لأنه قريب 0
ز- التقطير في الإحليل " الذكر " والصحيح جوازه لأنه ليس بمنفذ وسيأتي بحثه إن شاء الله
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:16 ص]ـ
مسائل تتعلق بالمسجونين:-
1 - يجب على المسجونين - أو المسجون - إذا عرفوا دخول الشهر من غيرهم أن يصوموا لدخول الشهر 0
2 - إذا أخبر المسجون أن الشهر دخل وكان المخبر ثقة وجب عليه العمل بخبره 0
3 - يستحب في حق المسجونين التحري و السؤال عن دخول الشهر ليؤدوا العبادة في وقتها 0
4 - إذا اشتبه على المسجونين دخول الشهر تحروا وصاموا 0
5 - إذا صام المسجونون الشهر ـ أي رمضان ـ وتبين لهم بعد الخروج أو وهم في السجن أنهم صاموا بعد الشهر أي صاموا في شوال أو في ذي القعدة أخطأوا في الحساب، صح صومهم قضاءً أي لا يعيدون وإذا تبين لهم أن صومهم وقع قبل الشهر وجب عليهم القضاء 0
6 - إذا أخبروا بأول الشهر ولم يخبروا بآخره فكم يصومون؟ يصومون ثلاثين يوماً احتياطاً للعبادة 0
7 - ليس على المسجونين صلاتا عيد ولا جمعة، أي يعتبرون من أهل الأعذار0
==================
اللهم فك أسرانا في كوبا وفي كل مكان يارب العالمين.
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:17 ص]ـ
مسائل في الجماع:-
1 - أجمعوا - رحمهم الله - على أن الجماع مفطر من مفطرات الصوم للحديث الصحيح في الصحيحين 0
2 - ما هو تعريف الجماع المفطر لهذا الصوم؟ هو تغييب الحشفة الأصلية في القبل الأصلي 0
3 - إذا جامع الجماع الحقيقي ولم ينزل فسد صومه؛ لأن ليس من شرط الجماع الإنزال للحديث الصحيح " إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل "
4 - إذا باشر ولم يجامع، أي وضع البشرة على البشرة ولم يولج ولم ينزل الصحيح صح صومه.
5 - إذا مس القبل بيده - زوجته أو جاريته - بحائل أو بغيره فلا يفسد صومه 0
6 - المجامع في نهار رمضان يجب عليه الكفارة المغلظة وهي: العتق أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً 0
7 - إذا أُكرهت الزوجة أو الأمة على الجماع وجبت الكفارة على المُكْرِه ولم تجب على المُكْرَه.
8 - إذا أُكرهت الزوجة أو الجارية على الجماع وحصل مع الإكراه إنزال ورغبة أي منهما، فالصحيح لا كفارة عليها للإكراه 0
9 - إذا نسي فجامع فهل عليه الكفارة وهل يفسد صومه؟ ففيها ثلاثة أقوال:
الأول: ذهب جماعة أنه يفسد وعليه القضاء وعليه الكفارة0
الثاني: يفسد صومه و ليس عليه الكفارة وعليه القضاء 0
الثالث: لا قضاء ولا كفارة. والثالث هو الصحيح ولأن النبي ? في الصحيح عذر مثل هذا وهي الرواية الثانية عند أحمد - رحمه الله -.
10 - إذا جامع جهلاً كأن يكون حديث عهد بالإسلام فليس عليه كفارة 0
11 - إذا أغرت الحائض زوجها فامتنع فوقع فعلى من تكون الكفارة؟
الجواب: الكفارة على الزوج 0
12 - المجامع في نهار رمضان بتعديه واختياره يلزمه أمور:
الأول: التوبة من هذا الفعل 0
الثاني: الكفارة المغلظة 0
الثالث: إتمام الصوم 0
الرابع: قضاء هذا اليوم، عند أبي داود أن النبي ? قال للرجل الذي جامع: " وصم يوماً مكانه " وهو حديث حسن، وليست الكفارة المغلظة واجبة إلا على من جامع في نهار رمضان 0
الاستمناء:-
خروج المني ولا يشترط أن يكون باليد فهو يكون بأشكال قد يكون باليد أو الجدار أو النظر أو التكرار وما أشبه ذلك 0
فهذا عندهم على أنه مفطر من مفطرات الصوم و استدلوا بالحديث في الصحيح " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "، وقوله: " يترك شهوته من أجلي ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/406)
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:20 ص]ـ
الحجامة:-
الحجامة إخراج الدم من الرأس أو أي موضع. وهي ليست سنة، إنما هي نوع من الطب متى احتاج إليها فعلها ولو كانت سنة لفعلها كبار الصحابة ولكنها نوع من الطب.
مسألة: هل الحجامة تفطر أم لا؟ فيها أقوال:
ذهب جماعة: إلى أن الحجامة تفطر وصح أن النبي ? قال: " أفطر الحاجم والمحجوم " وهو حديث صحيح صححه الحفاظ وعلى رأسهم أحمد – رحمه الله -.
وذهب آخرون: أنها لا تفطر والحديث السابق صحيح لكنه منسوخ بحديث النسائي عن جابر? قال " رخص في الحجامة "، والترخيص لا يكون إلا بعد المنع، وكذا عند أبن أبي شيبة بسند حسن من حديث أنس ?: " أنه نهى عن الحجامة ولم يعزم علينا " أي:لم يشدد. فيصير أعلى أحوالها الكراهية؛ وعلى هذا الصحيح أنها لا تفطر وبحثها ابن حزم – رحمه الله - بحث مستوفى 0
قوله في الحديث: " أفطر الحاجم والمحجوم "
المحجوم ظاهر والحاجم قيل: لأنه يستجلب هذا الدم بفمه من خلال المحقان فربما ذهب بعض الدم أو شيء منه إلى جوفه 0
وذهب الحنفية إلى أنه ليس المقصود إخراج الدم وإنما كانوا يغتابون فإنما أفطروا بالغيبة. وقد كان بعض الصحابة يفعل الحجامة بالليل احتياطاً وهذا الأولى 0
مسألة في القيء: -
أجمع العلماء إن من تقيأ بغير قصد فإنه لا يفطر، واختلفوا فيمن تعمد القيء؟
فالجمهور على أنه يفطر وفيه حديث رواه الدارمي وأهل السنن وغيرهم قوله ?:" من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء أفطر ". وأكثر العلماء صححوا هذا الحديث وعند التحقيق أن هذا الحديث ضعيف وقد ضعفه الإمام أحمد والبخاري والدارمي والترمذي كذلك – رحمهم الله -0
قال البخاري – رحمه الله -: هذا حديث غير محفوظ. وعلى هذا عند التحقيق لو استقاء لا يفطر لضعف هذا الحديث فيما نعتقده 0
مسألة في الحقنة (الأبر): -
الحقن ـ الإبر ـ وهي على نوعين:
منها ما يحكم بفطره إذا استعملها، ومنها ما ليس كذلك.
فكل حقنة غير مغذية فالصحيح أنها لا تفطر سواء منشطة أو مقوية أو مهدئة أو منومة.
معنى هذا أن كل إبرة أو حقنة مغذية تفطر ومثله من باب أولى ما يسمى المغذي لأنه في حكم الطعام والشراب 0
وهنا مسالة:
إذا أخذ الإنسان مغذياً أو إبرة مغذية فهل يجوز له أن يأكل أو يشرب؟
الجواب: نعم لأنه لا فائدة له من صومه وهو في حكم المفطرين، إن تركه ورعاً فلا بأس 0
= وضع المراهم والدهونات على الجلد أو مطهراً أو زيتاً على بدنه أو رأسه أو شفتيه أو قدميه كل ذلك جائز
===============================
الردة: وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلام سواء بقصد أو فعل أو قول؟
ففي الفقه: بيان حكمه وما هو الشيء الذي يكون به مرتداً.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: المرتد لا يمكن من بقاءه في البلد، يجب إخراجه من البلد ولا تقبل منه جزية ولا فدية 0
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:22 ص]ـ
مسائل تدعو الحاجة إليها: -
1 - ومنها السواك وبحثنا فيه.
ويدخل في مسماه الفرشة ومعجون الأسنان هل يستعملها الصائم؟
يجوز للصائم الفرشة بالمعجون أيضاً وإن قيل فيها نكهات بشرط أن لا تصل إلى حلقه أو جوفه فإن وصلت أفطر 0
2 - ومنها: الانغماس في الماء بجميع بدنه في بحر أو بركة أو بئر يجوز 0
كان عمر بن الخطاب ? فيما رواه ابن سعد: يجلس ينظر إلى بعض أبنائه وهم يغوصون في الماء ولا ينكر عليهم وهم صيام 0
3 - ومنها البخور: وتقدم ويدخل فيه شم الأطياب، الورد و الزعفران والريحان فشمه وهو صائم جائز 0
4 - ومنها: وهو مهم جداً وهو إدخال الهواء الاصطناعي إلى من أبتلي بضيق النفس فهل يجوز أن يستعمله وهو صائم؟
أما من حيث الجواز للضرورة جائز إذا ضاق النفس عليه واحتاج إليه لكن هل يفطر به أم لا؟ أما أنا فأخرج من عهدته، وقد أفتت اللجنة بجوازه برئاسة شيخنا – ابن باز - رحمه الله 0
5 - ومنها: الدخان المتطاير من الحطب و لهب النار فهذا لا يفسد صومه به.
6 - ومنها: التبرع بالدم وإخراج دم من بدنه و الصحيح جوازه ولا بأس به ولا يفسد صومه بغض النظر أن يكون الدم قليل أوكثير 0
7 - ومنها: الريق لا يفطر به مطلقاً سواء جمعه أو تعمده 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/407)
8 - ومنها: النخامة فأما إذا ابتلعها من غير قصد فإنها لا تفطر. لكن إذا ابتلعها قصداً؟ قولان الصحيح أنها لا تفطر وذلك لأنها مستقبحة وليست في حكم الطعام والشراب
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:24 ص]ـ
مكروهات الصوم فيها مسائل: -
عدها بعضهم مكروه وهناك أشياء ليست مكروهة:
أولاً: المكروه هو: الذي يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله 0
ثانياً: أن المكروه هذا الذي كُره شرعاً من الكتاب و السنة وآثار السلف ولا سيما الخلفاء الراشدين لأن سنتهم متبعة ومقتدى بهم 0
ثالثاً: ليس معنى: ولا يعاقب فاعله. أن يتعمد الإنسان أو المسلم أو الصائم على الخصوص فعله 0
رابعاً: نص العلماء على أن المكروه طريق إلى الحرام، أو قد يوصل إلى الحرام0
خامساً: هل فعل المكروه ينقص العبادة أو ينقص الدين؟
نعم المكروه قد يضعف أجر العبادة وإن كان لا يأثم 0
سادساً: يكره كما نص المصنف على مضغ العلك و المراد بالعلك هو الذي لا يتحلل. مثلوا له وقالوا: كلما مضغ اشتد و ليس له حلاوة وليس له ملوحة وليس له طعم يصل إلى الحلق 0ومثلوا له بمثل: علك المستكا و اللبان والسرور وقد عدوا ما يقارب عشرة أو أقل. والحكمة في ذلك: إذا جف ريقه يستجلب الريق فلا يكون ريقه ناشف.
سابعاً: ذوق الطعام وقال ابن عباس – رضي الله عنهما - فيما صح عنه:
" لا بأس بذوق الطعام ثم مجه " أي طرحه لا يبتلع ولا يصل إلى حلقه أي على طرف لسانه وكذا قال البخاري – رحمه الله - وذكر عن ابن عباس – رضي الله عنهما - وكذا قال مجد الدين ابن تيمية، وكذا قال جماعة من الحفاظ بشرط ألاّ يصل إلى حلقه فإن وصل إلى حلقه أفطر إجماعاً 0
ثامناً: مما ذكر في المكروهات جمع ريقه وابتلاعه وتقدم بحثه 0
تاسعاً: ومما ذكروا النخامة وتقدم بحثها 0
عاشراً: إذا بلع ريق غيره كزوج وأمة مما يحل فهل يفطر به أو لا؟
الجواب: إذا أجرينا حكمه حكم ريقه فلا يفطر وإلا انعكس الحكم0
الحادي عشر: القُبلة:
ذهب جماعة: إلى أنها مكروهة مطلقاً. وذهب بعض أهل العلم: أنها إذا حركت شهوة يحرم. وذهب بعضهم: إلى الإباحة. والصحيح أنها تكره إذا حركت شهوة وتباح مع عدمها و الأولى ترك ذلك جميعاً 0
الثاني عشر: المباشرة. كره جماعة المباشرة والمضاجعة وأجازه آخرون تنزيلاً على حكم القبلة 0
الثالث عشر: فرق بعضهم بين قبلة الشاب وقبلة الشيخ فمنعوا الأول وأجازوا الثاني، وفيه حديث ولكنه حديث إلى الضعف أقرب 0
الرابع عشر: أجمعوا على أن من ذاق الطعام فوصل إلى حلقه أفطر- أي يفسد صومه ويلزمه قضاء يوم مكانه -.
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:26 ص]ـ
مسائل فيمن أكل أو شرب ناسياً:-
1 - اجمعوا على أن من أكل أو شرب ناسياً لصومه أنه لا أثم عليه 0
2 - اجمعوا على أن من أكل أو شرب ناسياً أنه لا قضاء عليه، إلا الشافعي - رحمه الله - خالف في ذلك وقال: يجب عليه القضاء وإن كان ناسياً. وهذا القول ضعيف لأن النص الصحيح يرده وهو قوله ? في الصحيحين من حديث أبي هريرة ? " ومن أكل أو شرب ناسياً فإنما أطعمه الله وسقاه " وقد صح عنه ? عند الحاكم بإسناد صحيح " و لا قضاء عليه ".
3 - قليل الأكل والشرب وكثيرة سواء في الحكم، سواء أكل ذبيحة أو حبة تمر فحكمها سواء فلا يفرق بين قليل وكثير 0
4 - إذا وصل الطعام أو الشراب إلى حلقه واستطاع رده وجب عليه ذلك 0
5 - إذا أكل ناسياً فابتلع اللقمة ذاكراً مع ريقه لصعوبة ردها هل يصح أو يفسد صومه؟ يصح صومه قال ابن المنذر: إجماعاً.
6 - إذا أصبح وفي فمه طعام وجب لفظه إلا أن لا يستطيع مثل الأولى 0
7 - من أكل أو شرب ظاناً بقاء الليل ولم يتبين له أنه أكل في نهار أو ليل صح صومه 0
8 - من أكل ظاناً بقاء الليل فتبين له طلوع الفجر أي انه أكل أو شرب في النهار فهل يصح صومه؟
ذهب الحنابلة ومن وافقهم: على فساد صومه، واختار ابن تيمية ومن وافقه: صحة صومه وقال أن الأصل بقاء الليل في حقه 0
9 - إذا أكل أو شرب ظاناً غروب الشمس فلم يتبين له صح صومه 0
10 - إذا أكل أو شرب ظاناً غروب الشمس فتبين له بقاء النهار فهل يصح صومه؟ الجواب: على مثل هذا أمور منها:
أ – وجوب التوقف عن الأكل والشرب 0
ب – شدة التحري للمرة الثانية و لاسيما مع الغيم أو الريح أو الغبار.
ج – هل يلزمه قضاء أو لا؟
ذهب بعض التابعين إلى أنه يلزمه قضاء 0
وعن عمر ? روايتين بالقضاء وبعدمها في رواية أنه افطر فتبين له فقال:" هذا أمر يسير نقضي يوماً مكانه".
والصواب أنه لا قضاء عليه إذا لم يكن مفرط.
11 - كل من أُجبر على الطعام والشراب بصب الماء أو الطعام في فمه أو الوجور في حلقه لايفسد صومه 0
12 - وهي مشكلة: إذا أكل طعاماً وهو صائم ناسياً وتذكر وهذا الطعام يحتاج معه إلى ماء كأن أكل عسلاً أو شيئاً مالحاً جداً أو فلفلاً حاراً جداً فهل يشرب أم لا؟ الجواب: إن استطاع الصبر وجب عليه، وإن خشي معه الهلاك أكل أو شرب ما يبرده ويقضي يوماً مكانه لأن أكله أو شربه كان عن عمد 0
13 - متى يجوز له أن يأكل أو يشرب عمداً في نهار رمضان؟
أجاب العلماء بقولهم:
إذا كان يحتاج لإنقاذ غريق أو إنقاذ حريق جاز له الأكل و الشرب لإنقاذ غيره ويقضي يوماً مكانه 0
مسألة:
إذا جامع وهو يعلم قرب طلوع الفجر فهل يجوز له؟
الأصل في حقه أنه جائز لكن ينظر إذا كان سيستديم معه فلا يسوغ له.
النزع جماع: أي إذا طلع الفجر ونزع فإنه جماع قال ابن القيم – رحمه الله - في معنى كلامه: التحقيق أن النزع ليس بجماع وهو الواجب في حقه و الصحيح أن النزع ليس بجماع 0
وإذا استدام بعد طلوع الفجر فقد فسد صومه و أثم ووجب عليه القضاء وعليه الكفارة المغلظة 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/408)
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:27 ص]ـ
المسائل التي تتعلق بصوم يوم الشك: -
1 - صح الحديث الصحيح بالنهي عن صوم يوم الشك 0
2 - النهي للتحريم لا للكراهية لأن في الحديث الصحيح: (فقد عصى أبا القاسم) وعصيان الرسول ? محرم وقد يكون كبيرة.
3 - المراد بيوم الشك هو اليوم الذي قبل رمضان في آخر شعبان الذي هو يحتمل أن يكون من رمضان ويحتمل أن يكون من شعبان 0
4 - يجوز صيام هذا اليوم إذا كان عن قضاء لرمضان سابق 0
5 - يجوز صومه أيضاً لنذر وافق يوم الشك مثاله قال: نذر عليَّ لله أن أصوم إذا قدم فلان، فقدم في يوم الشك فيؤديه 0
6 - هل يجوز أن يصومه للكفارة الصواب جوازه لأنه واجب 0
7 - الحكمة من النهي عن صوم يوم الشك: حتى لا يختلط رمضان بغيره و أن يكون صوم رمضان على يقين 0
8 - إذا وافق يوم الشك صوم يعتاده كالاثنين و الخميس وليس صومه من أجل رمضان جاز ذلك 0
9 - يفيد الحديث الناهي عن صوم يوم الشك ألا يدخل المسلم في عبادة إلا بيقين لأن الشك هو التردد في الشيء 0
10 - إذا أجبر على صوم يوم الشك فلا سمع و لا طاعة لأنه ليس من المعروف وإنما الطاعة في المعروف كما صح عن النبي ? 0
11 - النهي عن صوم يوم الشك يفيد أن الصوم قبله مما هو ليس يوم شك جائز. وفي هذا ما قد يضعف الحديث المشهور إذا انتصف شعبان فلا تصوموا، ومما يضعفه أيضاً ما صح عنه ?: " أنه كان يصوم أكثر شعبان " و في رواية: "كله " و الحديث رواه البخاري وغيره وبوب له البخاري - رحمه الله - بابُ صوم شعبان 0
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:29 ص]ـ
مسائل في سنن الصيام: -
1 - تقدم غُسل الجنابة و المراد به قبل طلوع الفجر 0
2 - لو اغتسل من الجنابة بعد طلوع الفجر صح ذلك لأنه ليس من مفطرات الصائم.
3 - انفرد أبو هريرة ? بالقول: أن من أصبح وهو جنب أن صومه يفسد لحديث سمعه من النبي ? والصحيح أن هذا الحديث منسوخ. وقيل: قد رجع عن ذلك.
4 - لو تعمد تأخير الغسل إلى بعد طلوع الفجر لم يضره ذلك 0
5 - تقدم غسل الحائض من الحيض يعني قبل طلوع الفجر 0
6 - لو أخرت الغسل عمداً من الحيض بعد طلوع الفجر جاز ذلك0
7 - إذا طهرت الحائض قبل الفجر نوت الصوم وإن أخرت غسل الحيض بعد الفجر 0
8 - التشاغل بمعنى القراءة، والاشتغال بالقرآن في رمضان سنة لأن جبريل كان يدارس النبي ? القرآن في رمضان 0
9 - من الاشتغال أو التشاغل بالقرآن تلاوته ومعرفة تفسيره وتجويده و البحث عن معانيه ولغته، ومن التشاغل أيضاً به تعليمه للغير وكثرة ختمه بالليل و النهار 0
10 - كان السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم يكثرون التلاوة ليلاً ونهاراً فكان بعضهم يختم في رمضان أكثر من ختمه، وكان بعضهم يختم خمس مرات، وكان بعضهم عشر، وكان بعضهم يختم كل يوم ختمه، وكان مالك و الشافعي - رحمهم الله - وغيرهم يختمون في رمضان 60 ختمة، ختمة بالليل وختمه بالنهار. . فوازن نفسك بين هؤلاء 0
11 - رأي بعض أهل العلم أن يتشاغل بالقرآن دون غيره من العلم. والصحيح جواز الجميع بالقرآن و العلم والسنة وغيرها، وأملى الحافظ ابن حجر في حياته ألف مجلس حديثي وكان بعضها في رمضان وهذا يفيد الاشتغال بالعلم، وأنهى أبو زكريا النووي كتابه "رياض الصالحين " في رمضان 0
12 - استحب بعض السلف أن يدعو عند ختم القرآن و استحبابهم هذا خارج الصلاة.
13 - لا يصحُ حديث في دعاء ختم القرآن في الصلاة وليس ممن كان يفعله رسول الله ? ولا كبار الصحابة 0
14 - ليس من السنة ولا من المستحب بل هو محدث يجب تركه ختم القراءة بقول: صدق الله العظيم وليس فيها حديث ولا ضعيف فضلاً عن حسن أو صحيح 0
15 - السنة عند إرادتك إيقاف القارئ أن تقول له: "حسبك " كما صح عن النبي ? في حديث ابن مسعود ? في البخاري 0
16 - لو ختم القارئ بدعاء ختم القرآن المؤلف في الصلاة هل ينكر عليه؟
الجواب: إذا اتخذها عادة وظن أنها سنة تعين الإنكار لعدم ثبوت أو ورود ذلك.
17 - اتخذ بعض الذين يختمون القرآن في الصلاة أن يقولوا بعد القراءة وهم في الصلاة:" صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم "، وهذا ليس عليه عمل السلف فالأولى تركه 0
18 - أيهما أفضل التدبر في القراءة والتلاوة أوكثرة القراءة؟ ورد عن السلف ذا وذا، والتحقيق و الله أعلم أن الأفضل بحسب ما يُصلح قلب القارئ 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/409)
19 - لو قرأ الإنسان أو تلا في رمضان جزءً أو أجزاء يسيرة من القرآن وهو مشتغل بعمل متعدِ النفع لكان أجره أوسع 0
20 - صح الحديث الصحيح أن النبي ? يكثر الصدقة في رمضان 0
21 - ليست الصدقة خاصة بالمال فمنها المال والطعام ومنها تفطير الصائم، ومنها الكسوة، ومنها وإن قل كشربة ماء ومذقة لبن، ولو بالكلمة الطيبة فإنها صدقة كما في الحديث الصحيح 0
22 - كان بعض السلف يُكثِّر طعامه في يوم صومه و غيره لإخوانه الفقراء والمحتاجين والمحاويج وهو من الصدقة 0
23 - من الصدقة جلب المساكين إلى بيتك وإطعامهم كما كان السلف يفعلون كجعفر و ابن عمر وأبي الدرداء ? 0
24 - أمر يخفى على الجميع أو يغفلون عنه وهو إطعام الصائمين، وعدم إطعام المتسحرين وإطعام الجميع سنة 0
25 - كره جماعة التسوك بعد الزوال وهذا القول ضعيف.والصحيح جوازه مطلقاً لعموم الأحاديث الآمرة به مطلقاً. وفيه ما يقرب من سبعين حديثاً، ومن أحسن من صنف في السواك الحافظ أبو شامة الشافعي في كتاب سماه " السواك وما أشبه ذاك ".
26 - الصحيح أن السواك طوال اليوم سُنة 0
27 - كل حديث في النهي عن السواك بعد الزوال لا يصح 0
28 - وجه من كره السواك بعد الزوال لأمرين الأول: لأحاديث وردت في ذلك وعرفنا حكمها. الثاني: قالوا حتى لا يغير رائحة الفم التي هي عند الله أطيب من رائحة المسك لأن السواك يغيرها 0
29 - لو طارت شظايا السواك إلى حلقه لم تضر صومه 0
30 - إذا وجد طعم السواك الطبيعي في حلقه لم يضره 0
31 - إذا استعمل سواكاً مما أخترع الناس في هذا الزمان بنكهات مختلفة كالنعناع و البرتقال ونحوهما واستاك به ووجد طعمه فهل يضر صومه؟ الجواب لا يضره وتركه أولى 0
32 - الرجال و النساء في ذلك سواء 0
33 - إذا استاك فخرج من بين أسنانه دم فابتلعه؟ قولان في فطره؛ والأقرب عدم فطره لكن ينبغي طرحه وبصقه 0
34 - اتفق العلماء على وجوب كف اللسان عن كل محرم مثل الكذب و الغيبة و النميمة وقول الزور وشهادة الزور و اللعن والسب و الشتم ونحوهما 0
35 - اختلفوا فيمن فعلها هل يفطر بها أم لا؟ والصحيح عدم الفطر لكن الأجر ينقص 0
36 - واتفقوا على حرمة السماع المحرم مثل سماع الغيبة ومثل استماع آلات اللهو 0
37 - هل يفطر بها أو لا؟ الصحيح أنه لا يفطر بها ولكن أجر صومه ينقص 0
38 - صحت السنة بالفطر على التمر أو الماء فإن لم يجد على ما سواهما 0
39 - ينبغي أن يتنبه للسنة في الفطر على التمر وهي إن كان في الشتاء فيفطر على تمر وإن كان في الصيف على رطب كما جاء عنه ? ذلك خرجه ابن خزيمة في صحيحه وصححه.
40 - إذا وجد تمراً أو رطباً وترك الإفطار عليهما هل يأثم؟ الجواب: يعتبر تاركاً للسنة 0
41 - الحكمة في الإفطار على التمر أو الماء؟ أن في التمر حلاوة توافق جوع الصائم وأما الماء فلأنه طهور كما جاء في الحديث 0
42 - رأى بعض الأطباء إن لم يجد تمراً ولا ماءً، أن يفطر على شيء يوافق جفاف المعدة، ورأوا من ذلك أن يتحسى شُربةً أو أن يشرب شيئاً معتدلاً في الدفء، وحذروا من وقوع شيء بارد على المعدة وقالوا: لأن الآكل أو الشارب وهو صام يحتاج إلى توقيظ المعدة وتنبيهها وشدة البرودة يضر بها 0
43 - من ابتلي بشرب المحرم الدخان وافتتح فطره به ارتكب محظورين:
أ – شرب محرم 0
ب – افتتاح عبادة بمحرم، ولا علاقة بفساد صومه 0
44 - من السنة تعجيل الفطر، صح بذلك الحديث الصحيح والمراد بتعجيل الفطر: عند التحقق من غروب الشمس 0
45 - خلاف السنة تأخير الفطر، وهو من عمل اليهود و النصارى والرافضة فإنهم لا يفطرون حتى تشتبك النجوم 0
46 - تعجيل الفطر لموافقة السنة لا يحمل الصائم على التفريط في ذلك 0
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:31 ص]ـ
مسائل تتعلق بالسحور:-
1 - ما هو السحور؟ السحور بالفتح هو الأكل في آخر الليل قبيل الفجر. على هذا التعريف من أكل بعد العشاء أو الحاديةَ عشر أو الثانية عشر ليلاً فلا يسمى سحور. وهذا التعريف عرفه العلماء وعلى رأسهم الحسن البصري 0 - رحمه الله -.
2 - هل السحور واجب أو سنة مؤكدة؟ الصحيح أنه ليس بواجب بل سنة مؤكدة جداً، وبوب البخاري – رحمه الله - في صحيحه بقوله " باب بركة السحور من غير إيجاب ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/410)
3 - إن قيل: قد جاءت الأحاديث الصحيحة بالأمر به كقوله ?: " تسحروا "، وكقوله ?: "لا تدعوه " عند أحمد بإسناد صحيح. فما الصارف عن هذه الأوامر حتى لا يكون واجب؟ فالجواب ما قاله الأئمة والحفاظ وعلى رأسهم البخاري: أن النبي ? واصل وواصل أصحابه معه ولم يتسحروا، وفي صحيح البخاري ولم يذكر السحور ولو كان واجب لذُكر 0
4 - من أكل في وسط الليل أو في أوله ناوياً بهذه الأكلة السحور لم يحصل له ثواب السحور ولا أجره ولا سنيته 0
5 - جاءت أحاديث كثيرة في فضل السحور ما بين صحيح وحسن و ضعيف من حيث السند ومن أصحها و أعظمها حديث أنس ? في الصحيحين وهو قوله e :" تسحروا فإن في السحور بركة " متفق عليه، وأيضاً حديث أنس وزيد بن ثابت – رضي الله عنهما – " أنهم أخروا السحور مع رسول الله e حتى لم يبق على طلوع الفجر إلا مقدار ما تقرأ 50 آية " متفق على صحته، ومما يدل على فضله ما خرجه الإمام أحمد وغيره من حديث أبي سعيد ? أنه e قال: " السحور بركة فلا تدعوه وإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " حديث صحيح 0
6 - بأي شيء يحصل السحور؟ قال الحافظ بن حجر – رحمه الله - في الفتح الجزء الرابع كتاب الصوم: يحصل السحور بأقل ما يأكله المرء أو ما يتغذى به المرء من مأكول أو مشروب وإن قل.
7 - من بركة السحور الذي سماه النبي ? بركة: أنه يقع في وقت السحر؛ وهذا الوقت وقت نزول الرب ?، ويرجى فيه إجابة الدعوة 0
8 - قوله e في المتفق عليه: "فإن في السحور بركة " قال ابن دقيق العيد -رحمه الله -: وهذه البركة عائدة على الأمور الأخروية و الأمور الدنيوية 0
9 - يستحب أن يتصدق على المتسحرين ولا سيما الفقراء والمحاويج كما يتصدق على المفطرين سواء بسواء 0
10 - من السنة الدعوة على طعام السحور كما ثبت ذلك عن النبي e أنه قال لبعض أصحابه: " هلم إلى الغداء المبارك " يعني السحور رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره، وكذلك كان السلف يفعلون منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه 0
11 - وهي من غرائب المسائل ولكن ذُكرت للعلم: ذهب الحسن البصري - رحمه الله - إلى أن من تسحر من أجل الصوم، وجب عليه الصوم في النافلة.وهذا القول مستدرك عليه ليس براجح بل مرجوح 0
12 - أجمعوا رحمهم الله: على أن تأخير السحور مستحب 0
13 - أجمعوا رحمهم الله: على سُنية أكلة السحور 0
14 - من فوائد السحور أمور: منها إتباع السنة ويكفيك هذا، ومنها تقوية البدن بالطعام، ومنها مخالفة أهل الكتاب فإنهم لا يتسحرون كما صح بذلك الحديث الصحيح فأُمرنا بمخالفتهم، ومنها أنه يقع في وقت إجابة الدعاء آخر الليل 0
15 - قال الحافظ بن حجر - رحمه الله -: السحور يدفع الأخلاق الرديئة الناتجة عن شدة الجوع 0
16 - قال بعض المحدثين من بركة السحور: استدراك نية الصوم، والتسبب في الصدقة على المحتاج 0
17 - هل لو أكل لقمة أو جرع ماءً أو أكل تمرة واحدة مع نية السحور في وقته يحصل له السنة بذلك ويحصل له أجر السحور؟
الجواب: نعم وفيه أحاديث وآثار بذلك 0
18 - ما هو أفضل ما يتسحر به المؤمن؟
أفضل ما يتسحر به المؤمن " التمر " وفيه حديث نصه ((نعم سحور المؤمن التمر)) وفي إسناده ضعف وقواه بعض الحفاظ 0
19 - إذا لم يجد سحوراً لا مطعوم ولا مشروب؛كفقير أو مريض لم يجد من يقدم له السحور أُجر على نيته كالمتسحر 0
20 - هل من السائغ دعوة الأقارب على السحور؟
الجواب: نعم ويؤجر على ذلك، وغيرهم كذلك كما تقدم في حديث ابن خزيمة.
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:36 ص]ـ
مسائل تتعلق بأحكام القضاء و الكفارة: -
1 - وجوب القضاء على من أفطر في نهار رمضان 0
2 - من أفطر لعذر وجب القضاء من غير إثم، ومن أفطر بغير عذر زاد مع القضاء التوبة 0
3 - يستحب التتابع في القضاء بحسب الأيام التي أفطرها 0
4 - الصحيح جواز تفريق هذه الأيام 0
5 - لو أخر هذه الأيام يعني أيام القضاء إلى شعبان لجاز لحديث عائشة - رضي الله عنها - في الصحيحين " أنها كانت تجعل قضائها في شعبان " ولا حرج في ذلك ولو تعمده لأنه موسع 0
6 - إذا بقي عليه يوم من رمضان وما بقي إلا يوم الشك؟ صامه بنية القضاء لا الشك،صح وجاز ذلك.
7 - لا يجوز تأخير القضاء إلى رمضان آخر و استدل بحديث عائشة – رضي الله عنها - المتقدم 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/411)
8 - من أخر قضاء رمضان حتى جاء رمضان آخر لعذر كمرض أو سفر فلا كفارة.
9 - إذا كان عليه عشرة أيام من رمضان ونذر أن يصوم عشرة أيام من شعبان أيهما يقدم؟ يقدم قضاء رمضان. نص عليه منصور البهوتي – رحمه الله - في كشاف القناع 0
إذا تعارض واجبان نقدم أوجبهما، فيقدم قضاء رمضان.
10 - الكفارة هي مد من بر أو شعير أو نصف صاع من غيره أي ما يقارب كيلو ونصف من غير البر وكيلو إلا ربع من البر 0
11 - إذا أخر القضاء إلى رمضان بتفريط منه أوجبوا عليه الكفارة المتقدمة 0
12 - لا أعرف حديثاً صحيحاً يوجب على المؤخر قضاء رمضان بغير عذر أن عليه كفارة 0
13 - ما دليل من قال بالكفارة؟ هو قول يروى عن ابن عمر وعن أبي هريرة وعن عائشة ? ويروى عن مجاهد بن جبر وعن سعيد بن جبير – رحمهم الله - وغيرهم من الصحابة و التابعين جعلوا كفارة و أفتى الفقهاء بذلك0
14 - هل تصح هذه الأسانيد إليهم؟
الجواب: أسانيدها إليهم فيها ضعف لكنه ليس بشديد وعلى تقدير صحتها فهي ليست من المرفوع الملزم به 0
15 - الدليل على عدم وجوب الكفارة عليه قوله تعالى " فعدة من أيام أُخر ". وجه الدلالة أنه أمر بالقضاء دون الكفارة 0
16 - من مات وعليه قضاء من رمضان يستحب أن يصوم عنه وليه، لقوله e : " من مات وعليه صوم صام عنه وليه " وهو حديث صحيح. قال أبو داود- رحمه الله -: قال الإمام أحمد - رحمه الله -: هو في النذر خاصة. وذهب بعض أهل العلم إلى جوازه مطلقاً 0
17 - لو كان عليه مثلاً عشرة أيام من رمضان ومات قبل القضاء وصام عنه عشرة أشخاص في يوم واحد أجزأ؛ لأن كل واحد يقوم مقام يومه 0
18 - هل يصوم صيام النفل قبل الفرض؟ يعني يصوم ستة من شوال أو عرفة ونحوهما قبل الفرض؟ قولان مشهوران عند العلماء هما روايتان في مذهب أحمد - رحمه الله -0
19 - إذا مات وعليه قضاء وعذره مستمر من مرض أو نحوه؟ فلا فدية ولا قضاء إلا أن يشاء وليه 0
20 - إذا لم يجد كفارة لعجزه أو فقره؟ إما أن تكون في ذمته حتى يجد أو تسقط عنه.
21 - يجوز أن يُتبرع له بقيمة الكفارة بشرط علمه بذلك لوجوب النية 0
22 - إذا كُفِّر عنه بغير علمه ثم علم هل تسقط عنه؟ الصحيح عدم السقوط 0
23 - إذا لم يجد إلا بعضها أدى ما وجد 0
24 - إذا تُبرع له أو أديت عنه مع علمه وقدرته على الأداء فهل يجزئ؟ الجواب: يجزئ ذلك.
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:37 ص]ـ
مسائل في صيام التطوع: ـ
1 - المراد بالتطوع هو: الشيء الزايد على الفرض والواجب. فالفرض مثل رمضان والواجب مثل النذر 0
2 - اتفقوا - رحمهم الله - على استحباب صوم التطوع اتفاقاً قطعياً 0
3 - أفضل الصوم على الإطلاق في التطوع صوم يوم وإفطار يوم، صح بذلك الحديث عن النبي ? وهو صوم داود النبي المعروف كان يصوم يوماً ويفطر يوماً 0
4 - اتفقوا على أن من كان يصوم يوماً ويفطر يوماً إذا وافق يوم صومه يوم العيد أنه يجب عليه الإفطار للنهي الصحيح الثابت في ذلك 0
5 - اختلفوا في أي شيء أفضل في التطوع؟
قال أبو حنيفة - رحمه الله -: أفضله العلم، ثم الجهاد. وقال مالك - رحمه الله -: أفضله العلم ثم الجهاد. وقال الشافعي - رحمه الله -: أفضله الصلاة. وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: أفضله الصوم، وقال أفضل ما يتطوع به الصوم. وفي رواية عن أحمد -رحمه الله- أنه قال: أفضله الجهاد. ذكرها الوزير ابن هبيرة في الإفصاح 0
6 - التحقيق والمختار في أفضل التطوعات: ما أُحتيج إليه أكثر، أو ماكان أنفعه للشخص، وهذا هو معنى كلام المحققين وعلى رأسهم العلامة ابن تيمية - رحمه الله - وهو الصواب إن شاء الله.
7 - مما يتطوع به من الصوم وصحت به الأحاديث صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما صح في حديث أبى هريرة ? وغيره 0
8 - استحب بعضهم أن يصوم من الشهر الأيام البيض؛ وسميت بالبيض: لإسفار القمر فيها وجعلوها الثالث عشر و الرابع عشر والخامس عشر 0
9 - التحقيق أن الأحاديث الواردة في تعيين الأيام البيض أسانيدها ضعيفة، وأمثلها ما عند الترمذي وغيره أنها: الثالث والرابع و الخامس عشر، على ضعف فيه ولكن بوب البخاري في صحيحه -رحمه الله- بتحديد هذه الأيام في صحيحه فقال:" صوم أيام البيض الثالث والرابع والخامس عشر " و السبب أن الحديث ليس على شرطه مع ما فيه من ضعف 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/412)
10 - اختلفوا في تحديد الأيام البيض على عشرة أقوال:منها ما تقدم وهو أمثلها، ومنها أنها تكون في أول الشهر، ومنا أنها تكون في آخر الشهر، ومنهم من قال أنها أول اثنين في الشهر والخميس بعده والاثنين بعده، ومنهم من قال أول خميس في الشهر ثم بعده الاثنين ثم الخميس وغير ذلك. ومن أراد الزيادة فليرجع إلى فتح الباري فقد ذكرها 0
11 - الصواب والصحيح أنه إن صام أي يوم من الشهر في أوله أو وسطه أو آخره ثلاثة أيام انطبق عليه الحديث الصحيح في ذلك. إلا أن أمثلها كما تقدم الثالث و الرابع والخامس عشر 0
12 - مما استحب صومه يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم صح به الحديث عن النبي ?.
13 - ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستحب في عاشوراء أن يصوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا القول ضعيف لا دليل عليه صحيح من السنة 0
14 - ذهب بعض أهل العلم في عاشوراء إلى أنه يصوم يوماً قبله أو بعده أي بالخيار. و الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة، أي صيام يوماً قبله أو يوماً بعده وردت عند أحمد وغيره وهي ضعيفة 0
15 - ذهب المحققون من أهل العلم في عاشوراء إلى أنه يُصام التاسع والعاشر فقط وبهذا دلت السنة الصحيحة كما عند مسلم من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما - وغيره وهو قوله ?: " لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع " وهو حديث صحيح 0
إذاً التحقيق في عاشوراء الموافق للسنة صوم التاسع والعاشر فقط 0
16 - لو اقتصر على صوم العاشر فقط فقد خالف السنة. وهل يصوم الحادي عشر من أجل مخالفة أهل الكتاب؟ الجواب: لوصامه لا بأس بذلك من أجل المخالفة لا من أجل ورود الحديث لأنه ضعيف 0
17 - كل الأحاديث الواردة في التوسعة على العيال في يوم عاشوراء أو الاكتحال في يوم عاشوراء ونحوه أحاديث موضوعة مكذوبة 0
18 - مما أستحب صومه من التطوعات شهر الله المحرم صح بذلك الحديث في الصحيح عن النبي e 0
19- إن قيل:لم يحفظ عن النبي e أنه كان يكثر الصوم في شهر الله المحرم وقد رغب في فضله؟ فأجيب عن هذا بجوابين:
منها: أنه تركه لعذر و الجواب الثاني: أن معرفة فضيلته جاءت متأخرة 0
20 - هل يستحب استكمال شهر الله المحرم بالصوم؟
الجواب: نعم وإن قصر عنه أفضل؛ أن يخلف يوم أو يومين لصحة الحديث بذلك عن النبي e0
21- مما رغب في صومه يوم الخميس والأحاديث الواردة فيه أفرادها ضعيفة، ولكن عند التحقيق مع الطرق الأخرى تقوي فضيلة صوم يوم الخميس فتدفعها إلى درجة الحسن.
22 - مما رغب في صيامه، صيام يوم عرفة وأجمعوا على استحبابه لثبوت الحديث فيه.
23 - استحب بعض أهل العلم صومه حتى للحاج.سئل الإمام أحمد عنه فقال: " إذا قوي عليه ولم يضعفه - أي عن الدعاء والعبادة - أرجو أن لا بأس به "
24 - الحديث الوارد في النهي عن صوم يوم عرفة بعرفة لا يصح 0
25 - التحقيق في صوم يوم عرفة بعرفة: أنه لا يستحب ولو قوي عليه وذلك لأمور منها: ثبوت الفطر فيه عن النبي e ومنها: أن الصحابة رضي الله عنهم تماورا أي اختلفوا: هل هو صائم أم هو مفطر؟ فأرادوا معرفة السنة، فدفعوا إليه قدحاً من لبن فشربه على ملأ من الناس، وفي رواية " بحلاب " رواهما البخاري - رحمه الله -.
ومنها: أن هدي السلف والصحابة كابن عباس ? وغيره الفطر في يوم عرفة، دُخل على ابن عباس – رضي الله عنهما - في يوم عرفة وهو بعرفة وهو يأكل الرمان 0
فالصواب تركه و السنة تركه حتى مع القدرة عليه 0
26 - مما يكره الصوم فيه وهو بالاتفاق: يومي العيد لصحة النهي بذلك و أيام التشريق وهي الحادي و الثاني والثالث عشر، لصحة النهي عن ذلك 0
27 - لو صام يومي العيد وجب إفطاره ولو في آخر لحظة من النهار، وإن تعمده مع العلم أثم بذلك لارتكابه النهي ولأن النهي للتحريم 0
28 - نص العلماء رحمهم الله: أنه لا يجوز صوم يومي العيد حتى في القضاء الواجب 0
29 - أجاز أبو حنيفة - رحمه الله - صيام أيام التشريق مع الكراهية. والحديث يرد عليه وكذا قول جمهور أهل العلم - رحم الله الجميع - 0
30 - ومما يكره إفراده بالصوم يوم الجمعة لصحة الحديث بذلك 0
31 - يجوز أن يصوم الجمعة إذا صام يوم الخميس أو السبت معه، صح بذلك الحديث عن النبي e .
32- إذا أفرده أي يوم الجمعة " لجهله " وعلم في وسط النهار هل يفطر؟
الجواب: وجوب الإفطار لصحة الحديث عن النبي بذلك 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/413)
33 - إذا قال الشخص: لا أتمكن من الصوم إلا في يوم الجمعة و إلا فلا أستطيع صوم النافلة فهل يسوغ له ذلك؟
الجواب: لا يجوز له ذلك لصحة النهي عنه و التشديد فيه 0
34 - إذا قيل: هل هناك حكمة من المنع في الجمعة والتغليظ في ذلك؟
لم تبين الأحاديث الصحيحة ذلك، ولكن ذكر بعض أهل العلم أن يوم الجمعة يعتبر عيد المسلمين والعيد ممنوع الصوم فيه. وكون يوم الجمعة يسمى عيداً فيه حديث مرفوع لكن إسناده ضعيف 0
35 - ومما كره صومه و إفراده صوم يوم السبت. وفيه حديث خرجه أبو داود وغيره وأختلف الحفاظ في سنده قال النسائي - رحمه الله -: حديث مضطرب. وقال الحافظ أبو داود - رحمه الله -: حديث منسوخ.وقال الإمام مالك - رحمه الله - وشدد في ذلك:حديث كذب. وقال العلامة ابن تيمية - رحمه الله -: هو حديث منسوخ أو شاذ. وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: هو حديث منسوخ. قلت: الحديث إلى الصحة أقرب لكنه لا يخلو من علة الشذوذ أو النسخ أو عدم العمل به لمخالفته الأحاديث الأخرى 0
36 - الصحيح جواز إفراد يوم السبت بالصوم 0
37 - يكره بالإجماع صيام الدهر. قد جاء النهي عن ذلك في الحديث الصحيح، ويكره المواصلة في الصوم قد جاء النهي الصحيح عن ذلك 0
38 - لا يجب إتمام الصوم المتطوع به، لصحة الحديث بذلك " الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء أفطر وإن شاء صام ".
39 - جعل بعض الفقهاء، قاعدة وهي قولهم:)) لا يجب إتمام النفل إلا في الحج والعمرة ((ذكرها العلامة منصور البهوتي - رحمه الله -.
40 - استحب بعض أهل العلم أن من قطع صوم النافلة القضاء لورود أحاديث في ذلك وأسانيدها ضعيفة 0
41 - كل حديث يوجب ويأمر بقضاء الصوم بعد قطعه لا يصح 0
42 - حكم الأكل و الشرب نسياناً في التطوع كحكم الفريضة ويتم صومه 0
43 - قال الحافظ ابن حجر: ومما يستظرف ما خرجه عبد الرازق عن أبي هريرة ? " أنه جاءه رجل فقال: إني أصبحت صائماً فنسيت و أكلت. قال فقال أبو هريرة ?: أطعمك الله وسقاك فقال الرجل: يا أبا هريرة ? ثم نسيت مرة أخري فأكلت وشربت. قال أبو هريرة ?: أتم صومك. ثم قال الرجل: يا أبا هريرة ? ثم نسيت فأكلت.قال أبو هريرة ?: أنت رجل لم تتعود الصيام".
44 - إذا اشتغل الشخص بأمر منعه من صوم التطوع مع رغبته في الصوم. فينظر إن كان المشتغل به يتعدى نفعه كالدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و تبليغ العلم كان أفضل، وإن كان المشتغل به أقل من الصوم، فينظر إن كان يرى أن صلاح قلبه بالمشتغل به أفضل صار أفضل 0
45 - إذا كان الصوم المتطوع يضعفه عن العبادة؟ المستحب تكميل العبادة و لا سيما إن كانت واجبة 0
46 - إذا نهته أمه أو أبوه أو نهاه والداه عن صوم التطوع فأيهما أفضل الصوم أو الاستماع لقولهما مع أن الحامل لهما الشفقة عليه مع عدم تضرره به؟
الجواب: الرجوع إلى قولهما أفضل من الصوم، لأنه من إدخال السرور عليهما وترك ما يؤذيهما. قال العلامة ابن تيمية: يجب على الولد أن يسمع ويطيع لوالديه وإن كان فيه نوع مشقة عليه 0
47 - إذا أمراه في وسط الصوم بالفطر؟ فالصواب و الصحيح الرجوع إلى قولهما والفطر 0
48 - إذا استأذن والده بصوم التطوع و أذن له ومنعته أمه فأيهما يقبل؟ يطيع أمه لأمرين:
1 - لعظم حقها في النص 0 2 - لأن الآذن ليس بآمر 0
49 - إذا منعه أبوه من الصوم وأمرته أمه بالصوم فأيهما يطيع؟
الجواب: قال بعضهم ومنهم مالك – رحمه الله -: أطع أمك ولا تعصي أباك. وهو نوع إشكال والصواب: يُرجح الأصلح في حقه ويفعل مع الاعتذار للآخر 0
50 - إذا صام صوم تطوع و في وسط صومه نوى الفطر وأراد معاودة الصوم بعد قطعه بالنية وهولم يأكل ولم يشرب هل يصح ذلك؟
الجواب: أن ذلك يصح لأن نية التطوع لا تفتقر إلى الليل 0
51 - صح الحديث باستحباب صوم ست من شوال بعد رمضان وذهب مالك و أبو حنيفة - رحمهم الله – إلى عدم الاستحباب وذلك لعلل رأوها، مع القدح في بعض إسناد الحديث، وقيل إن مالك –رحمه الله - رجع عن هذا القول وكان يصومه. والصواب والصحيح استحباب صومها بل هي سنة 0
52 - يستحب أن تكون الستة بعد القضاء 0
53 - أجاد وأفاد الحافظ صلاح الدين العلائي في كتاب صنفه عن صيام ستة أيام من شوال سماه: ((رفع الإشكال عن صيام ستة أيام من شوال)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/414)
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:40 ص]ـ
مسائل تتعلق بالاعتكاف:-
قال سعيد بن المسيب – رحمه الله -: ((ما آذن المؤذن منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد)).
قال مالك بن دينار – رحمه الله -: ((لولا البول ما خرجت من المسجد)). وفي فضل المساجد واللبث فيها أكثر من أربعين حديث، منها قوله ?: " ما يزال الرجل في صلاة 000 ألخ ". روى البزار بإسناده بسند قوي قوله ?: " من لازم المسجد أمن الجواز على الصراط يوم القيامة ". وخرج أبو داود و الحاكم وهو حديث صحيح قوله ?: " ما استوطن عبد مسلم المسجد إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب لغائبهم ".
1 - الاعتكاف معناه: لزوم مسجد للعبادة وقيل معناه: الإقامة.
2 - هل يسمى الاعتكاف خلوة، الجواب قال الوزير ابن هبيرة - رحمه الله -: لا يجوز تسمية الاعتكاف بالخلوة. والسبب و الله أعلم في ذلك لأن النصوص جاءت بلفظ الاعتكاف 0
3 - أجمعوا على مشروعيته وسُنيته و استحبابه 0
4 - دل على مشروعيته الكتاب والسنة والإجماع: الكتاب كقوله تعالى ((ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد)). وكقوله تعالى: ((طهر بيتي للطائفين والعاكفين و الركع السجود)). ودلت السنة الصحيحة في الصحيحين: على أنه ? اعتكف. ونقل أكثر من واحد الإجماع عليه.
5 - كل حديث في فضائله ضعيف. بمعنى من اعتكف فله من الحسنات كذا وكذا فهو لا يصح 0
6 - الاعتكاف يكون في المساجد لقوله ?: ((وأنتم عاكفون في المساجد)).
7 - ذهب بعض أهل العلم إلى أنه: لا يجوز الاعتكاف إلا في ثلاثة مساجد في مسجد مكة - الحرم - و المدينة والقدس - المسجد الأقصى - وفيه حديث بذلك، وهو حديث صحيح 0
8 - الصحيح جوازه في كل المساجد 0
9 - الصحيح جوازه حتى في غير المسجد الجامع الذي لا يقام فيه جمعة 0
10 - لا يجوز الاعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الجماعة 0
11 - اشترط بعض أهل العلم: وجوب الصوم في الاعتكاف و الأقرب عدم اشتراطه 0
12 - كان اعتكافه ? في رمضان، ولم يعتكف خارج رمضان إلا مرةً قضاءً كما صح في الصحيح.
13 - جوز بعض أهل العلم الاعتكاف عند دخوله المسجد للصلاة وغيرها. والتحقيق أن هذا ليس من السنة لأنه لا يحفظ فيه هدي ولا أمر ولا سنة بذلك 0
14 - أجاز بعض العلماء ومنهم النووي – رحمه الله – وغيره: الاعتكاف ولو لحظة، أو أن يدخل من باب ويخرج من الآخر وينوي الاعتكاف بين البابين. والصواب والتحقيق: أن هذا لا يسوغ بل قد يقال أنه محدث لأنه لو كان مستحب لشُرع و بُين 0
15 - إذا تخلل اعتكافه جمعة؛ خرج وجوباً للجمعة، واسُتحب عدم التبكير إليها لأنه في عبادة 0
16 - يجوز للنساء الاعتكاف في المساجد بشرط الأمن عليهن ولو خلت في المسجد وحدها؛ فقد اعتكفن أزواج النبي ? بعده ومعه ثبت ذلك في الصحيح 0
17 - يجوز اعتكاف الصبيان المميزين مع أمان تلويث المسجد وترك اللعب فيه لأنها عبادة.
18 - يجوز اعتكاف العبد بإذن سيده 0
19 - إذا أذن الزوج لزوجه واعتكفت ثم بدا له الرجوع عن ذلك، جاز لها الخروج 0
20 - إذا حاضت المعتكفة أو نفِست وجب الخروج 0
21 - هل يجوز اعتكاف المستحاضة؟
الجواب: نعم بشرط أن تأمن تلويث المسجد 0
22 - يشتغل المعتكف بالعبادة من صلاة وتلاوة وذكر وغيرها 0
23 - هل يجوز له تعليم العلم وهو معتكف وإقراء القرآن؟ الصواب جوازه 0
24 - لا يدخل المعتكف فيما لا يعينه بل يشتغل بالعبادة والطاعة فإن فعل لم ينتقض اعتكافه 0
25 - يدخل المعتكف معتكفه بعد صلاة الصبح 0
26 - يجوز للمعتكف أن يحتجز مكاناً في المسجد كحجرة أو زاوية أو نحو ذلك؟ ثبتت الآثار الصحيحة بذلك 0
27 - كل ما هو في حكم المسجد يجوز للمعتكف أن يدخله كساحة المسجد وفناء المسجد وكسطح المسجد وكمنارة المسجد الداخلة فيه ونحو ذلك مما تقدم 0
28 - الحجرة التي في المسجد إن كان لها أبواب فإن كانت الأبواب داخلة في المسجد فحكمها حكم المسجد وإن كانت في الخارج فتعتبر خارج المسجد 0
29 - إن كانت هذه الحجرة لها أبواب شارعة في المسجد وخارج المسجد فالورع و الاحتياط تركها 0
30 - يجوز للمعتكف أن يخرج لما جرت به العادة كقضاء الحاجة من بول وكالطعام و الشراب إذا لم يجد من يحضره إليه، وكالغسل الواجب من الجنابة ونحوها.
31 - هل يجوز للمعتكف أن يتوضأ في المسجد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/415)
الجواب: جوازه بشرط أمن تلويث المسجد، صحت آثار مرفوعة بذلك.
32 - يجوز للمعتكف الأكل والشرب بما جرت به العادة من غير تلويث 0
33 - هل يجوز للمعتكف طهي الطعام في المسجد؟
الصواب: إذا كان يسيراً فلا بأس ويمنع من دخول البقول الخبيثة كالبصل والثوم والكراث والفجل ونحوه 0
34 - إذا غلب على المعتكف قيء أو خروج دم خرج من المسجد ولا ينقطع اعتكافه.
35 - أجاز بعض العلماء والحفاظ الاشتراط للمعتكف فيما يجوز اشتراطه كعيادة المريض وشهود جنازة ونحوها 0
36 - لا يجوز للمعتكف البيع والشراء 0
37 - يجوز زيارة المعتكف بقدر الحاجة من زوجة وأبن وقريب صح بذلك الحديث عن النبي ?.
38 - إذا فعل المعتكف ما ينافي اعتكافه بطل 0
39 - إذا خرج المعتكف لغير حاجة ولا ضرورة ولا اشتراط بطل اعتكافه 0
40 - يصح للمعتكف أن يُخرج بعض بدنه. صح بذلك الحديث عن النبي ?.
41 - إذا وطئ المعتكف - جامع - فسد اعتكافه بالإجماع 0
42 - إذا قَبَّل المعتكف أو لمس بشهوة هل يبطل اعتكافه؟
قولان: بالبطلان وعدمه، والأقرب عدم بطلانه 0
43 - يجوز للمعتكف خياطة ثوبه ورقعه وما جرت به العادة بمثل ذلك لا أن يعمل صنعته في المسجد 0
44 - إذا خرج المعتكف من معتكفه من غير حاجة وهو لا يدري رجع ولم يبطل اعتكافه.
45 - استحب بعض أهل العلم أن يمكث المعتكف في معتكفه حتى يصلي العيد. والتحقيق جواز خروجه قبل ذلك 0
46 - ينتهي وقت الاعتكاف بليلة العيد. فعلى هذا لو أراد الخروج في ليلة العيد جاز له ذلك لأنها ليست من رمضان 0
47 - إذا زارت المعتكف زوجته و احتاج إلى توصيلها إلى دارها خشية عليها؟ جاز ذلك ولم يبطل اعتكافه صح الحديث بذلك لقصة صفية - رضي الله عنها - 0
48 - يقدم الاعتكاف الواجب بالنذر قبل المسنون 0
49 - إذا خرج المعتكف بالنذر الواجب قبل انتهاء مدته وجب عليه قضاؤه 0
50 - مسألة عصرية: ما يستعمله الناس اليوم من دخول أجهزة الهاتف ونحوها وهم معتكفون فهل يصلح ذلك؟ الجواب الأولى ترك ذلك والانقطاع والتخلي للعبادة مع جواز أصله.
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:42 ص]ـ
المسائل المتعلقة بصلاة التراويح:-
1 - أجمعت الأمة على أن التراويح: سنة. وقال بعضهم: سنة مؤكدة. لأن النبي ? فعلها ورغب فيها.
2 - لا أعلم أحداً قال بوجوبها. بمعنى لو تركها لا إثم عليه 0
3 - قالت الرافضة التراويح بدعة ـ وقولهم من أفسد الأقوال 0
4 - سُميت بذلك لأنهم كانوا يستريحون بعد كل 4 ركعات وكانت صلاتهم طويلة جداً حتى كانوا يعتمدون على العصي 0
5 - الأفضل و الموافق للسنة أن تسمى (التراويح) (قيام رمضان) لأنه لم يرد في الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سماها تراويح 0
6 - اختلف السلف في عدد التراويح فقال جماعة هي: 11 وقال جماعة: 13 وقال جماعة: 15 وقال آخرون: 21 وقال آخرون: 25 وقال آخرون: 27 وقال آخرون: 31 وقال آخرون: 39 وقال آخرون: 41 ركعة. والصحيح من هذا كله الموافق للسنة: 11 ركعة لحديث عائشة – رضي الله عنها -في صحيح البخاري وغيره: " ما زاد الرسول ? على إحدى عشرة ركعة لا في رمضان ولا في غيره ". وصح عنه ? في غير رمضان أنه صلى ثلاث عشرة ولا مانع 0
7 - إن قيل: قد ورد عن السلف بالعشرين و السبع عشرة؟ فالجواب: كل حديث مرفوع فيه العدد غير 11 أو 13 حديث لا يصح 0
8 - ثبت عند ابن أبي شيبة بإسناد حسن عن عمر بن الخطاب ? أنه أمرهم أن يقوموا بإحدى عشرة ركعة فوافق الأثر السنة، أما ما روي عن عمر?: أكثر من ذلك فأسانيدها لا تقوم بها حجة 0
9 - هل لو قاموا بأكثر من إحدى عشرة ركعة يقال أنها بدعة؟
الجواب: لا يقال بدعة لورودها عن بعض السلف وقال بها بعض العلماء، وصيانة لهم 0
10 - أجمع العلماء على أن التراويح تُفعل بعد صلاة العشاء 0
11 - استحب العلماء أن تُفعل بعد السنة الراتبة أي سنة العشاء 0
12 - إذا فعلها قبل السنة الراتبة؟ الصحيح صحتها، ومنعها بعض العلماء، والصحيح الأول.
13 - إذا صلى التراويح أو قيام رمضان قبل الفريضة فهل تصح؟
ذهب بعض العلماء: إلى بطلانها وهي رواية في مذهب أحمد –رحمه الله - اختارها بعض أصحابه والقول الثاني: صحتها؛ لكنه خالف السنة 0
14 - إذا دخل من فاتته صلاة العشاء وهم يصلون قيام رمضان (التراويح)؟ جاز له أن يدخل معهم بنية العشاء ويكمل ما بقي له بعد سلام الإمام 0
15 - إذا دخل من فاتته صلاة العشاء وهم في الوتر فهل يدخل معهم؟
الجواب: نعم يدخل معهم ويكمل بعدهم ثلاثاً 0
16 - إن قيل: إنهم سيقنتون فهل يقنت معهم وهي فريضة له؟
الجواب: نعم يقنت معهم، وإذا سلموا قضى ما فاته 0
17 - لو صلوا العشاء والمغرب جمع تقديم في رمضان بسبب مطر مثلاً؟
جاز لهم أن يصلوا التراويح بعدها أي بعد العشاء ويوترون في وقت المغرب وهذه من
الحالات التي يقدم فيها الوتر 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/416)
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:45 ص]ـ
مسائل متعلقة بالوتر:-
1 - اختلف في وجوب الوتر، والصحيح عدم وجوبه 0
2 - يكره تعمد ترك الوتر لغير سبب شرعي 0
3 - قال الإمام أحمد – رحمه الله -: من تعمد ترك الوتر فهو رجل سوء. وقال ابن تيمية – رحمه الله -: من تعمد ترك الوتر رُدت شهادته 0
4 - أقل الوتر ركعة للأحاديث الصحيحة في ذلك، ويجوز أن يوتر بركعة صح عن عشرة من أصحاب النبي ? منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة ? وغيرهم. وأكثر الوتر كما سمعنا 11 أو 13 ركعة.
5 - اختلفوا في أيهم أفضل الوتر أو التراويح؟
فالمرجح: الوتر وجعل ابن تيمية – رحمه الله - في هذا شبه قاعدة فقال:
(ما اختلف فيه من العبادة كان آكد من غيره) 0
6 - يشرع الدعاء في الوتر، أي ركعة الوتر. لما ثبت عن النبي ? رواه أهل السنن وهو صحيح 0
7 - أجاز بعض الحفاظ أن يقنت قبل الركوع، وبعد الركوع.
قال البغدادي – رحمه الله -: و أحاديث القنوت قبل الركوع كلها معلولة أي: كأنه يريد بعد الركوع 0
8 - يقرأ في ركعة الوتر سورة الإخلاص وهي أحد المواضع التي تقرأ فيها سورة الإخلاص والمواضع التي يقرأ فيها الإخلاص مع الكافرون عدها بعضهم 12 موضع مثل الوتر، وركعتي الفجر، وركعتي بعد المغرب والطواف، أكثرها لا تصح أحاديثها إلا في أحاديث يسيرة 0
9 - خرج ابن ماجه في سننه مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم – " أنه يقرأ في الوتر الإخلاص والفلق والناس ". وهذا الحديث مختلف في صحته، ضعفه يحيى بن معين والإمام أحمد وآخرون، وقواه بعض الحفاظ، وعندي أنه إلى الضعف أقرب 0
10 - يستحب أن يكون الدعاء في الوتر مما ثبت عن النبي ?.
11 - يجوز أن لا يدعو في الوتر أصلاً، بمعنى لو استمر على الترك فلا حرج، أو دعا متواصلاً فلا حرج، أولم يدعُ إلا منتصف الشهر فلا حرج، ورد عن بعض الصحابة – رضي الله عنه -.
12 - إذا أحب المأموم أن يكمل صلاته في بيته؛ فيشفع بركعة بعد سلام الإمام 0
13 - إذا أوتر مع إمامه وأحب أن يصلي من الليل فاختلف السلف في كيفية ذلك؟ فقال بعضهم: يشفع وتره الأول بركعة ثم يصلي ويوتر 0وأنكرت عائشة – رضي الله عنها - هذا الفعل فيما خرجه سعيد بن منصور فقالت:" ذاك الذي يلعب أو يتلاعب في وتره" فكرهت هذه الطريقة. وذهب جماعة: إلى أنه يصلي شفعاً ويكتفي بوتره الأول. وذهب آخرون: إلى أنه يصلي شفعاً ويختم صلاته بالوتر ويلغي وتره الأول بالنية ويحتسب وتره الثاني، وهذا هو مذهب ابن عمر ?، وهو أقرب الأقوال لعموم قوله ?: " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ".
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:50 ص]ـ
المسائل المتعلقة بليلة القدر:-
1 - الصحيح أن ليلة القدر باقية لم ترفع خلافاً للرافضة المبتدعة 0
2 - اختلف في تعيينها متى تكون؟ على أكثر من 40 قو لاً إلى 46 أو 47 قولاً نذكر شيئاً منها:
وقيل: أنها رُفعت وهو قول ضعيف. وقيل: موجودة لكن لا تعلم مطلقاً 0
وقيل: هي ليلة إحدى وعشرين 0 وقيل: هي ليلة ثلاث وعشرين 0
وقيل: هي ليلة خمس وعشرين، وقيل: تسع وعشرين.
وقيل: إن تم الشهر صارت في الشفع وإن نقص صارت في الوتر.
وقيل: تكون ليلة الأحد دائماً في العشر الأواخر يروي هذا القول
عن أبي الحسن المغربي – رحمه الله – قال: أني تتبعتها طول عمري فوجدتها ليلة الأحد، ورد هذا القول.
وقيل: في ليلة الجمعة 0
وقيل: في العشر الأوائل. وقيل: الأواسط. وقيل: الأواخر 0
والصحيح: أنها ثابتة باقية وأنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها في أوتاره وأنها أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين. وعندي: أنها في ليلة سبع وعشرين لا غير؛ لأدلة كثيرة وآثار ليس هذا محل بسطها.
3 - أن لها علامات قبلية وبعدية، أكثرها العلامات البعدية، وأكثر الأحاديث الواردة فيها ضعيفة إلا حديث عند مسلم صحيح: "تخرج الشمس صبيحتها لا شعاع لها " 0
4 - يستحب الدعاء في ليلة القدر بما صح عن النبي ?: " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " خرجه الترمذي، وعلمه النبي ? لعائشة – رضي الله عنها - فهو من أفضل وأصح الأحاديث زاد الترمذي في نسخه شاكر " كريم ".
5 - قد أحصينا الأحاديث التي جاءت في ليلة القدر و الآثار بالمتكرر فبلغت 113 حديثاً. التي في الصحيح و السنن والأجزاء والمعاجم فيها الصحيح والحسن والضعيف، والضعيف كثير.
6 - اختار بعض العلماء أن ليلة القدر تنتقل من سنة إلى أخرى. والسبب الحامل على القول بهذا اختلاف الأحاديث و الروايات في ذلك 0
7 - سميت ليلة القدر بذلك: لعظم منزلتها وشرفها، وقيل لتقدير الآجال فيها 0
8 - امتازت ليلة القدر بأشياء:
1 - أن القرآن أنزل فيها 0
2 - تتنزل الملائكة فيها 0
3 - نزول جبريل مع الملائكة 0
4 - أنها سالمة من كل شر وعيب 0
5 - أن منتهاها طلوع الفجر 0
9 - كان النبي ? يعلم أي ليلة هي فنسيها لمصالح شرعية ثبت ذلك في البخاري 0
قوله تعالى ((وما أدراك)): قاعدة عند المحدثين وهي ما قاله سفيان – رحمه الله - فيما رواه البخاري في صحيحه: " كل ما في القرآن (وما أدراك) فهو يعلمه وما في القرآن (وما يدريك) فهو لا يعلمه.
10 - يستحب الاشتغال في ليلة القدر بالدعاء والاستغفار والذكر، واستحب الشافعي – رحمه الله - الإكثار من الدعاء 0
11 - قال الشافعي – رحمه الله – وغيره: ليلة القدر ونهارها سواء ويستحب الاشتغال بالذكر و الدعاء والعبادة0
12 - روي عن أبي هريرة ? أنه قال: الملائكة في الأرض ليلة القدر أكثر من عدد الحصى ((تتنزل الملائكة. . الآية)).
================================
وبهذا تتم جميع المسائل.
ولله الحمد والمنة.
أذكرك بقول الملك وهو يؤمن على دعائك لأخيك بظهر الغيب، ويقول لك: ولك بمثل.
فلا تنسني من دعوة صادقة صالحة في ظهر الغيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/417)
ـ[المضياني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 10:03 م]ـ
((ملحوظة:
قد راجعت هذه المسائل على فضيلة شيخنا الشيخ خالد بن عبد العزيز الهويسين عضو مركز الدعوة بالرياض بعد انتهاء الدورة في شعبان المنصرم 1424 هـ والتي أقيمت في محافظة الخرج في جامع عاصم بن ثابت - رضي الله عنه - بحي الخزامى وكانت في شرح كتاب الصيام والاعتكاف من متن كتاب ((بلغة الساغب وبغية الراغب)) للفخر ابن تيمية.
واستأذنته في نشرها فأذن لي.
ومن أراد المذكرة كاملة فهي لدى المراسل لخدمات الطالب بمحافظة الخرج شارع 17 هاتف 5482033 وقد وضعتها عندهم بعد صلاة التراويح 1/ 9/1424هـ وسبب تاخيرها على كثير ممن يطلبها هو دقة التحري في المعلومات ومراجعتها على الشيخ في عدة مجالس.
ومن لم يستطع الحصول على المذكرة فهاهي كاملة لكن بدون المقدمة والفهرس.
لا تنسوني من دعوة في ظهر الغيب صادقة.))
==============================================
قال فضيلة شيخنا الشيخ المحدث الفقيه: خالد بن عبد العزيز الهويسين:
الكتاب (بلغة الساغب وبغية الراغب) تتعلق به مسائل:
-
الأولى: المصنف هو: أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد المعروف بابن تيمية وتطلق ابن تيميه أو ابن تيمية بالتشديد أو التخفيف وجهان جائزان 0
الثانية: اسم الكتاب: بلغة الساغب وبغية الراغب. والبلغة: ما يتبلغ به، والساغب: يطلق على الجائع ويطلق على المحتاج من طعام أو كساء حاجة شديدة وقد أخذه من كتاب الله " أو إطعام في يوم ذي مسغبة " وبغية الراغب المرغوب فيه أو المرغوب إليه 0
الثالثة: هذا الكتاب (بلغة الساغب وبغية الراغب) هو الثالث للمصنف وهو أصغر الثلاثة بمعنى سبقه اثنان متوسط وهو: (ترغيب القاصد في تقريب المقاصد). وكبير وهو: (تلخيص المطلب في تلخيص المذهب) أختصر الكبير في المتوسط واختصر المتوسط في هذا الكتاب الذي بين أيدينا 0
الرابعة: لا يعرف للمؤلف كتب فقه إلا هذه الثلاثة 0
الخامسة: إن قيل ما صلة القرابة بينه وبين العلامة ابن تيمية أحمد بن عبد السلام بن عبد الحليم 0
الجواب: أن هذا هو عم لجد الشيخ ابن تيمية وبما أنه عم لجده فهو عم لابن تيمية 0
وهو صاحب المحرر وصاحب المنتقى في الحديث 0
السادسة: هذا الكتاب البلغة أكثر الذين جاءوا من الحنابلة خاصة إذ أطلقوا كلمة البلغة، أو جاء في البلغة، أو رجح صاحب البلغة، أو ذكره صاحب البلغة فالمراد هو هذا الكتاب ومؤلفه 0
السابعة: المُصَنْف " الكتاب "
يعتبر عمدة لمن ألف بعده لأنه واسع العلم قوي الترجيح فاعتمده المؤلفون من بعده 0
الثامنة: امتاز الكتاب بأشياء منها:
1 - أنه يذكر منصوص الإمام أحمد إذا كانت رواية أو روايتين، فإذا لم يجد خرج عليها ـ قال ويتخرج عليها 0
2 - ومنها أنه يكثر الفصول والفروع والمسائل في كتابه 0
3 - أن أسلوبه في كتابه سهل المأخذ بين العبارة 0
4 - أنه يعتبر من الكتب التي ينبغي أن تعتمد في ترجيح المذهب بالدليل 0
التاسعة: المصنِف له عدة كتب له كتاب في التفسير (التفسير الكبير) كبير جداً بلغ أكثر من ثلاثين مجلداً وله ثلاثة كتب في الفقه الكبير والوسيط والوجيز 0
العاشرة: فسر المصنف القرآن في دروسه من فاتحته إلى الناس أربع مرات وكتب الطلاب والناس خلفه، فسره في ما يقارب عشرين أو ثلاثين سنة 0
الحادية عشر: اشتهر المصنِف في باب العلم بثلاثة أشياء التفسير مفسر، والفقه فقيه، والوعظ والإرشاد والخطب ـ كونه خطيب " حران " 0
الثانية عشر: اجمع المترجمون له على أنه ثقة رحمه الله ترجم له أكثر من ثلاثين مترجم منهم ابن كثير في البداية والسيوطي في طبقات المفسرين، والعليمي وغيرهم 0
الثالثة عشر: توفي المصنف رحمه الله سنة 622 للهجرة وقيل في 621 والصحيح الأول 0
الرابعة عشر: لا نعرف إلى هذا التاريخ أنه طبع شيء من كتبه سوى هذا المصنف في الفقه 0
الخامسة عشر: ليس لهذا المصنَف فيما نعلم شرح مستوفي 0
السادسة عشر: كتاب البلغة هذا استوفى جميع أبواب الفقه في الجملة، وجعل مواضيع وأبواب الفقه على صفحات يسيرة. والسبب في ذلك: تسهيل للطالب وترغيب للراغب في هذا العلم وهذا من نصح المصنف رحمه الله 0
الفقهاء رحمهم الله يجعلون في كتبهم المصنفة ستة أشياء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/418)
كتاب ـ ثم باب ـ ثم فصل أو فصول ـ ثم مسائل ـ ثم فروع أو فرع ـ ثم تنبيه 0
وقد يزيد بعضهم زيادة وهي حسنة:
وهي " ضابط " فإذا جاءت كلمة ضابط احرص على قراءتها، لأن الضابط يشبه القاعدة الكلية 0
مثاله: كل محرم فحريمه حرام إلا في شيء واحد حلال. فالزنا محرم وحريمه النظر والمس والقبلة فهذه كلها حرام 0والوطء في الدبر حرام وحريمه الفخذين والأليتين وهذه حلال بالإجماع 0
ومن أكثر الكتب ذكراً للضابط: ((الأشباه والنظائر)) للسيوطي.
مسائل في الصيام:
1 - ثبت وجوب الصوم بالكتاب و السنة والإجماع فالكتاب " كتب عليكم الصيام. . الأية " والسنة: " بني الإسلام على خمس "، والإجماع: أجمع العلماء على وجوبه 0
2 - دائماً يأتي الصوم بعد الزكاة فلماذا يأتي بعد الزكاة؟
أجاب بعضهم فقال: سبب وضع العلماء كتاب الصوم بعد الزكاة موافقةً للحديث الصحيح، وهو أنه قال: " إيتاء الزكاة وصوم رمضان "
أجاب عن هذا الشيخ قاسم الحنفي في كتاب جيد سماء (أنيس الفقهاء) في أكثر من 200 صفحة 0
3 - الصوم هو الإمساك مطلقاً عن أكل وعن شرب وعن جماع وعن كلام 0
وفي الاصطلاح: إمساك في شهر مخصوص من شخص مخصوص عن أشياء مخصوصة 0
4 - صام رسول الله ? تسع رمضانات حيث فرض رمضان في السنة الثانية من الهجرة.
5 - أجمع العلماء على أن من أنكر مشروعيته يكفر ويرتد عن الدين ويحل دمه وماله إلا أن يرجع توبة سريعة 0
6 - من أنكر فرضيته لجهل فلا يكفر ويعرّف 0
7 - إذا أقر بوجوبه وتهاون في صومه مع أداء بقية أركان الإسلام الأربعة فهل يكفر؟
قولان: ذهب جماعة إلى أنه يكفر ويرتد، وقال آخرون: لا يكفر والثانية أقرب والله أعلم بالصواب 0
8 - الصوم على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم. فالمسلم أخرج الكافر، والبالغ أخرج الصبي والعاقل أخرج المجنون 0
وهنا مسألة في العاقل:
إذا رأينا مجنوناً يأكل في رمضان فهل نُنكر عليه أم نتركه؟
الجواب: تارة ينكر عليه وتارة لا 0
فننكر عليه: إذا كان يتعاطى محرم كدخان أو نبيذ أو خمر، وإذا كان يفتتن به كالصبيان أو يظن بعض الناس أنه يجاهر بالمعصية فإذا سلم من ذا وذاك فلا حرج 0
السفيه هو: الذي يأتي عقله تارة ويذهب تارة فإذا جاء عقله صام وإذا ذهب فلا صوم.
قادر: أخرج العاجز.
وهنا مسألة مهمة في العاجز:
إذا كان عاجزاً كبيراً لا يستطيع الصوم وقال لزوجته: اصنعي لي طعاماً أرزاً أو براً؛ فيجوز لها أن تصنع لزوجها العاجز عن الصوم طعاماً، أوتصنع لابنتها أو لابنها العاجزين عن الصوم 0
المقيم: أي غير المسافر فالمسافر يجوز له الفطر ويجوز له الجماع 0
9 - قواعد مهمة في الصوم فمنها:
1 - كل صوم أفسده الصائم باختياره وجب عليه أمور:
الأول: التوبة و الاستغفار من هذه الكبيرة.
الثاني: وجوب القضاء عليه.
الثالث: إذا جامع فيه كان عليه الكفارة المغلظة 0
2 - كلُ صوم أُفسد عليه بغير طوعه واختياره لا يفسد صومه ولا قضاء عليه ولو كان جماعاً 0
مثال هذا:إذا قال اشرب،كُل، جامع فلا، أما إذا صُب الماءُ في فمه بغير اختياره فلا يفسد صومه 0
صح بإسناد صحيح عن الإمام أحمد برواية أبي داود يا أبا عبد الله: الرجل يؤسرُ في الحرب فيريد العدو أن يضرب عنقه هل يمد رقبته؟ فقال: لا يعين على قتل نفسه. أي لا يمد رقبته 0
3 - المرأة المجامعةُ قهراً يصحُ صومُها ولا قضاءَ عليها ولا كفارة للحديث: (إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ و النسيان وما استكرهوا عليه) أخرجه الحاكم وابن حبان وقال الحافظ ابن حجر: صحيح، وحسنه النووي.
4 - كل من أكل في نهار رمضان أو تعاطى مفطراً فيه جهلاً أو تغريراً أو نسياناً فلا قضاء ولا كفارة 0
5 - كلُ قاضٍ عدةً من رمضان وجامع في القضاء فلا كفارة فيه الكفارة في نهار رمضان فقط فإن كان نفلاً لم يجب عليه قضاءٌ و لا كفارة وإن كان قضاءً واجباً لزمه القضاء ولا كفارة 0
6 - كل مسافر يريد الترخص برخص المفطرين من أكل وشرب وجماع لا يجوز له ذلك لأن سفره سفر معصية 0
مسائل تتعلق برؤيا الهلال:
1 - يجب على كل من رأى هلال رمضان أن يصومه 0
2 - يجب على كل من أخبر بخبر ثقة وتيقنه أن يصومه 0
3 - إذا أعلنه ولي الأمر وجب على الجميع رأوه أم لا 0
4 - إذا كان ممن يعرف الرؤيا و أعلن ولي الأمر الصوم غداً فهل يصوم أم لا؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/419)
الجواب: يصوم لأن عدم رؤيته للهلال لا ينفي عدم رؤية غيره.
5 - إذا لم يراه الجميع وجب إتمام العدة ثلاثين للحديث 0
6 - إذا رأوه في النهار وجب الإمساك و القضاء 0
7 - يكفي في رؤيته رجل أو امرأة أو عبد 0
8 - إذا رآه كافر ولم يراه المسلمون فهل يصوموا، الصحيح و المختار أنهم لا يصومون 0
9 - إذا لم يروا هلال شوال وبقي في الشهر يوم أي 29 وجب الصوم للحديث الصحيح:" صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته " 0
10 - إذا تم ثلاثون يوماً وهم لم يروا وجب الإفطار إلا أن يكون اخطأ في الرؤية الأولى فهذا يزيد يوماً وتسمى " غرة " 0
11 - إذا رأى إنسان هلال شوال وَرُدَّ قوله فهل يفطر؟ قولان الصحيح أن يفطر لكن لا يخرج لصلاة العيد لأنها تصلي جماعة، وكثير من العلماء يرون أنه لا يفطر وهذا في الحقيقة فيه نظر وقالوا لأنه محتمل أنه وهم 0
12 - إذا ادعى رجل أنه رأى هلال رمضان فصاموا ثم كذّب نفسه فهل يؤخذ بقوله الأول أم الثاني؟ هذا فيه تفصيل: وهو أن ينظر إلى أحواله وقرائن حفت بهذا الشخص ربما أصابه جنون أو سفه فلا يؤخذ بقوله الثاني، وأيضاً ينظر في زيادة توثقه من حالته الأولى، فإن كان عدلاً فتقبل الأول، وإن تبين أن عنده خارم من خوارم المروءة قبل الثاني حينئذ ويفطرون 0
13 - إذا لم يروا هلال شوال إلا بعد الزوال أفطروا وصلوا العيد من الغد فيه حديث صحيح عند أبي داود.
مسألة: إذا رُئي الهلال في موضع فهل يلزم الجميع الصوم؟
1 - أنه يلزمهم وهو قول الحنابلة 0
2 - وآخرون إلى أن كل بلد يختص برؤية ودل عليه حديث ابن عباس في الصحيح وهذا هو الصحيح إلا إذا كان لبلد قطر واحد كالمملكة رؤية واحدة.
وهنا مسألة عصرية وهي: قرب بعض المناطق من بعض كدول الخليج وقربها من المملكة
فلو أنهم لم يتحروا الرؤيا فجعلوا رؤياهم مع المملكة؟
الجواب: فعلهم صحيح ويسوغ لهم العمل بهذا وسواء تحروا أم لم يتحروا لكن التحري فيهم مطلوب.
مسائل تتعلق بالحائض:
1 - إذا طهرت الحائض في النهار هل واجب عليها الإمساك أم لا؟
المصنف قال: يجب وهو المرجح في مذهب أحمد.
و القول الثاني: أنه لا يجب وهو الصحيح؛ لأن صومها فاسد فهو لا ينفعها.
أما قولهم: تمسك لحرمة الشهر فليس هذا مما يخل بحرمة الشهر 0
2 - إذا فتشت قبل طلوع الفجر فلم تر شيئاً تُمسك، ثم فتشت بعد غروب الشمس فرأت دماً؟ الصحيح صومها صحيح ولا قضاء عليها 0
3 - إذا رأت الدم قبل غروب الشمس ولو بلحظة فسد صومها 0
4 - لا ينبغي للمرأة عند قرب حيضها كثرة التفتيش عن نفسها لأن ذلك يسبب لها الوسوسة 0
5 - إذا ثبت حيضها وشكت في الطهر فالأصل الحيض أي عليها القضاء، ,إذا ثبت طهرها وشكت في الحيض فالأصل الطهارة أي لا قضاء عليها 0
قواعد مهمة في الدماء الطبيعية للنساء:
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: الدم باعتبار حكمه لا يخرج عن خمسة أقسام:
1 - دم مقطوع بأنه حيض كالدم المعتاد الذي لا استحاضة معه.
2 - دم مقطوع بأنه استحاضة كدم صفرة.
3 - دم يحتمل الأمرين لكن الأظهر أنه حيض، وهو دم المعتادة والمميزة ونحوهما من المستحاضات الذي يحكم بأنه حيض.
4 - دم يحتمل الأمرين، والأظهر أنه دم فساد، وهو الدم الذي يحكم بأنه استحاضة من دماء هؤلاء.
5 - دم مشكوك فيه لا يترجح فيه أحد الأمرين.
مسائل في المريض:
1 - إذا صح المريض هل يجب عليه الإمساك؟ الصحيح: لا يجب مثل الحائض 0
2 - ليس كلُ مرض يبيح الفطر، إذاً ما الضابط في المرض؟ هو: الشاق المؤلم الذي يحتاج معه أكل وشرب وتعاطي دواء أو أكل وشرب فلا يلزم دواء 0
3 - مثلوا للأمراض الغير مبيحة للفطر ما تقدم كصداع، وكوجع السن البسيط، وكالجرح الخفيف للجسد 0
4 - إذا تحامل المريض وصام صح صومه 0
5 - إذا أخبره الطبيب الثقة بأن الصوم يضره وهو لا يحس بإعياء وأمسك أكثر النهار ثم بدا له الفطر ولو لشهوة وافطر هل يجوز؟
الجواب: نعم لأن الإباحة في حقه الرخصة جائزة وهذا عارض لا عبرة به.
مسائل في صيام الصبي:
1 - أجمع العلماء على أنه لا يجب الصوم على الصبي 0
2 - من هو الصبي؟ هو كل ما هو دون البلوغ 0
3 - أجمعوا على أن الصبي إذا صام أجر على ذلك 0
4 - يؤجر آمر الصبي بالصوم سواء من والده أو من هو وليه لحديث " ألهذا حج قال نعم ولك أجر " مخرج في الصحيحين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/420)
5 - إذا بلغ الصبي في نهار رمضان فهل يجزي عن فرضه أو لا؟ الصحيح الإجزاء فلا قضاء عليه لذلك اليوم 0
6 - استحب السلف أن يعود الصبيان على الصوم ولا سيما القادرين 0
7 - اختلف السلف في ضرب الصبي القادر روايتان، في مذهب أحمد الصحيح تركه لأنه لا يجب عليه.
8 - من هدي السلف في تعويد الصبيان تلهيتهم بالمباح يضعون عندهم لعب حتى تغرب الشمس أو أدخلوهم المساجد 0
9 - إذا خرج الشهر وكان بلوغ الصبي في ليلة العيد فلا قضاء لانتهاء الشهر 0
10 - من الأمور المعاصرة وهي تعتبر سيئة نهي بعض الوالدين الصبيان عن الصوم رأفة ورحمة بهم وهذا خلاف هدي السلف 0
11 - إذا قال الصبي الصغير الغير قادر أصوم من أول النهار إلى العصر فهل يُمَكَّن؟
فالجواب يُمَكَّن بشرط أن يعلم أن هذا ليس هو الفرض حتى لا ينشأ عليه 0
12 - الإناث والذكور في الأحكام المتقدمة سواء.
مسائل تتعلق بالعاجز والكبير:
1 - مرخص شرعاً للعاجز والكبير عن الصوم وأنه يجوز له الإفطار 0
2 - هل هناك حد للكبر؟ أي عدد سنوات محدودة حتى يفطر معه من ستين أو سبعين أو ثمانين سنة؟ ليس هناك حد محدود في الكبر فمتى عجز عنه لكبر أفطر 0
3 - إذا تحامل العاجز و الكبير على نفسه وصام أجزأ ولا كفارة 0
4 - المفطر لعجز أو كبر يكفر والكفارة ½ صاع من بر أو شعير بمعدل (1.5) ولو أنفقها لا حرج 0
5 - في حالة العاجز والكبير لا قضاء ولا كفارة وهي إذا كان مع عجزه وكبره سفر فلا قضاء ولاكفارة.
6 - يجوز تقديم الكفارة للعاجز والكبير في أول الشهر أو تأخيرها في آخره 0
7 - لو جعل الكفارة في كل يوم فجائز 0
8 - هل يجوز له تأخير الكفارة إلى بعد رمضان إذا كان غير مستطيع فلا بأس، وإلا فلا 0
9 - إذا مات ولم يكفر أخرجت من تركته 0
10 - أيهما يقدم في الإخراج الديون أو الكفارات؟
تخرج الديون قبل الكفارات. والسبب لأن حق الناس مبنيٌ على التضييق، والكفارات حقوق متعلقة بالشخص فتقدم حقوق الناس عليه 0
11 - ما حد العجز؟ وهل هناك حد له؟
لا حد للعجز وإنما ضابطه عدم القدرة على الصوم 0
أركان الصوم ((النية و الإمساك)):
ميزة هذا الكتاب أنه جعل للصوم أركان. وهي جواب لسؤال: هل للصوم أركان؟
الجواب: نعم ـ هي النية والإمساك 0
الركن الأول: (النية) فيها مسائل نذكر طرفاً منها:
1 - النية هي: الجزم بالشيء أو على الشيء واعتقاده و لا سيما في العبادة " 0
2 - النية ركن من أركان الصوم وذلك أنه إن لم يكن نية فسد صومه 0
3 - ما معنى النية في الصوم خاصةً؟ هي: (أن يعتقد أو هو الاعتقاد أن يصوم رمضان)
4 - النية تكونُ بالليل أو بجزء منه و لا تكون في النهار أي لا ينوي الصوم في النهار 0
5 - يجوز أن تكون النية في أول الليل أو وسطه أو آخره 0
6 - متى يبدأ الليل لليوم القادم؟
يبدأ من غروب الشمس. معنى هذا لو أنها غربت الشمس فنويت صحت نيتك للغد 0
7 - ليس من شروط النية وواجباتها التلفظ بها بل التلفظ بها بدعة، ومن تلفظ بالنية فهو يستدرك على الشرع، نسأل الله العافية ولم يكن ذلك من هدي النبي ?،كان يقول بعض العوام " اللهم إني نويت الصيام وعليك التمام " وهذا نوع من أنواع التلفظ بالنية 0
8 - هل النية شرط أو واجبة لكل يوم أو يكفي نية واحدة للشهر كله؟ قولان للعلماء مذهب مالك - رحمه الله - و الثانية في مذهب أحمد - رحمه الله - أنها ليست بشرط ويكفي نية واحدة، والقول الثاني وهي رواية في مذهب أحمد ومن وافقه أنها نية لكل ليلة والصحيح و المختار انه إذا نوى من أول الشهر كفى 0
9 - قال ابن تيمية - رحمه الله - وضع العشاء أو السحور أو الطعام هو نية و المعنى أنه يكفي 0
10 - استدل على وجوب النية بحديثين الأول المشهور " إنما الأعمال بالنيات " في الصحيحين والسنن، والثاني قوله ? فيما روى عنه أهل السنة على ألفاظ " لا صيام لمن لم يبيت النية " والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما - والحديث متكلم في سنده وصحح الإمام أحمد أنه لا يثبت مرفوعاً وقال الحافظ الترمذي: الصحيح أنه موقوف على عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما -، ونحن نزيد علة ونقول: أن الحديث في إسناده بعض الضعف. أما الأول " إنما الأعمال بالنيات " لكن نقول نيته للشهر كله داخل في هذا الحديث إذاً الصحيح و الصواب أنه يكفي بنية واحدة 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/421)
11 - ذهب بعض أهل العلم وهو مذهب الحنابلة واختيار المصنف هنا إلى أن من نوى الفطر أفطر وإن لم يأكل ولم يشرب بمعنى أنه وقع في قلبه نية الإفطار، والقول الثاني وهو الصواب إن شاء الله أنه لا يفطر لكن لا يجوز أن يتعمد الإنسان هذا وهذا مذهب الحنفية ومن وافقهم.
12 - إذا تردد في النية فحكمه حكم الغير جازم كأنه لم ينوي 0
13 - إذا قال: سأصوم غداً إن شاء الله، أو سُئل: تصوم غداً إن شاء الله؟ فهل تصح فيه النية أم لا؟
فيه تفصيل فيقال: إذا قال أنا أصوم غداً إن شاء الله ويريد الشك والتردد لم تنفعه، وإذا أراد التبرك باسم الله ولا يدري أن صومه مقبول أولا فهذا يعتبر جازم بالنية فينفعه هذا الاستثناء 0
14 - هل يستحب له أن يقول هذه الكلمة؟ أي " سأصوم غداً إن شاء الله "
الجواب: إذا كان على الثاني فنعم 0
15 - إذا تم صوم يوم وانقضى ونوى عدم الصوم لم تؤثر، أي إذا نوى إبطال صوم أمس، فلا يؤثر إلا أن يبطله بالردة والعياذ بالله 0
16 - كل يوم له نية تخصه، على القول بوجوبها في كل يوم، قال العلامة ابن تيمية رحمة الله " لابد من النية لرمضان " ما معنى هذا الكلام؟
جوابها:
أي أنه لا يجوز نية مطلقة في الصوم أما في الحج فيجوز نية مطلقة بخلاف رمضان 0
إذا قال إنسان نويت الصوم غداً فهي نية مطلقة لابد من نية لرمضان 0
17 - لا يحتاج النفل إلى نية من الليل، لو نوى من الصباح جاز لثبوت ذلك في الحديث في الصحيح
18 - هل يجوز نية النفل بعد الزوال؟
الجواب: أما قبل الزوال فأجمعوا على جوازه، وأما بعده أي بعد الظهر على قولين و الصحيح ما اختاره العلامة ابن تيمية: الجواز بعد الزوال ما دام لم يأكل ولم يشرب 0
19 - أجره في صيام النفل من حين نيته 0
20 - صوم النذر وصوم الكفارة هل يحتاج إلى نية من الليل؟
الصواب و الصحيح أنه لا يحتاج، والأولى أن تكون من الليل و الواجب التعيين 0
22 – إذا صام صوم نذر أو كفارة،وقلبها إلى نفل فهل يجوز؟
الجواب: يجوز مع الكراهية إذا لم يكن عذر صحيح 0
يتعلق بالركن الثاني (الإمساك) مسائل:
1 - هو بمعنى الترك وهو ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات 0
2 - أعظم ما يمسك عنه الصائم اثنان: الأكل والشرب، والجماع ومقدماته 0
3 - الإمساك وقته من طلوع الفجر الثاني، ويسمى الفجر الصادق إلى غروب الشمس 0
4 - صح عنه ? أنه قال: " إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغابت الشمس فقد أفطر الصائم " هذا الحديث قاعدة لا تنخرم أبداً في إمساك الصائم أو في إفطاره 0
ومعنى هذا: لو أن إنسان رأى إدبار النهار وإقبال الليل وغروب الشمس فيفطر ولولم يسمع الأذان0
5 - إمساك الصائم عن المفطرات فقط و المكروهات، أما المباحات فلا يمسك عنها إن شاء أمسك وإن شاء فعل 0
6 - إذا لم يمسك عن المفطرات أفطر، وإذا لم يمسك عن المكروهات لم يفطر، وبطريق الأولى المباحات.
مثال للمكروهات: " جمع الريق " وهو عند جماعة، وعند غيرهم ليس بمكروه.
ومثل تخايل الإفطار: فهو من مكرهات الصوم 0
7 - المتنفل بالصوم أي غير الواجب وغير الفرض وغير النذر أو الكفارة، إذا قطع صومه بنيته ولم يأكل ولم يشرب ثم بدا له العود في الصوم صح ذلك منه لأنه تجديد للنية.
8 - رأي بعض العلماء أن مما يمسك عنه الصائم أمور:
أ – السواكِ بعد الزوال، والصحيح جوازه مطلقاً، وكلُ حديث في منع الصائم من السواكِ بعد الزوال لا يصح حديث ضعيف 0
ب- الكحل فمنع بعضهم الكحل للصائم و الصحيح جوازه، ولا يصح في منعه عن الصائم شيء.
ج – البخور والصحيح ما قاله ابن تيمية جوازه لكن لا يتعمد شمه أي إدخاله إلى جوفه.
د – المبالغة في المضمضمة و الاستنشاق وهذا صحيح 0
هـ - التقطير في الأذن والصحيح جوازه ولا سيما إذا احتاج إليه، لكن يُشكل على هذا شيء وهو إذا وجد طعم القطرة في حلقه " مرارة أو حلاوة " والصحيح جوازه لأنه ليس بأكل ولا بشرب.
و- التقطير في الأنف والأولى تركه لأنه قريب 0
ز- التقطير في الإحليل " الذكر " والصحيح جوازه لأنه ليس بمنفذ وسيأتي بحثه إن شاء الله 0
مسائل تتعلق بالمسجونين:-
1 - يجب على المسجونين - أو المسجون - إذا عرفوا دخول الشهر من غيرهم أن يصوموا لدخول الشهر 0
2 - إذا أخبر المسجون أن الشهر دخل وكان المخبر ثقة وجب عليه العمل بخبره 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/422)
3 - يستحب في حق المسجونين التحري و السؤال عن دخول الشهر ليؤدوا العبادة في وقتها 0
4 - إذا اشتبه على المسجونين دخول الشهر تحروا وصاموا 0
5 - إذا صام المسجونون الشهر ـ أي رمضان ـ وتبين لهم بعد الخروج أو وهم في السجن أنهم صاموا بعد الشهر أي صاموا في شوال أو في ذي القعدة أخطأوا في الحساب، صح صومهم قضاءً أي لا يعيدون وإذا تبين لهم أن صومهم وقع قبل الشهر وجب عليهم القضاء 0
6 - إذا أخبروا بأول الشهر ولم يخبروا بآخره فكم يصومون؟ يصومون ثلاثين يوماً احتياطاً للعبادة 0
7 - ليس على المسجونين صلاتا عيد ولا جمعة، أي يعتبرون من أهل الأعذار0
مسائل في الجماع:-
1 - أجمعوا - رحمهم الله - على أن الجماع مفطر من مفطرات الصوم للحديث الصحيح في الصحيحين 0
2 - ما هو تعريف الجماع المفطر لهذا الصوم؟ هو تغييب الحشفة الأصلية في القبل الأصلي 0
3 - إذا جامع الجماع الحقيقي ولم ينزل فسد صومه؛ لأن ليس من شرط الجماع الإنزال للحديث الصحيح " إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل "
4 - إذا باشر ولم يجامع، أي وضع البشرة على البشرة ولم يولج ولم ينزل الصحيح صح صومه.
5 - إذا مس القبل بيده - زوجته أو جاريته - بحائل أو بغيره فلا يفسد صومه 0
6 - المجامع في نهار رمضان يجب عليه الكفارة المغلظة وهي: العتق أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً 0
7 - إذا أُكرهت الزوجة أو الأمة على الجماع وجبت الكفارة على المُكْرِه ولم تجب على المُكْرَه.
8 - إذا أُكرهت الزوجة أو الجارية على الجماع وحصل مع الإكراه إنزال ورغبة أي منهما، فالصحيح لا كفارة عليها للإكراه 0
9 - إذا نسي فجامع فهل عليه الكفارة وهل يفسد صومه؟
ففيها ثلاثة أقوال:
الأول: ذهب جماعة أنه يفسد وعليه القضاء وعليه الكفارة0
الثاني: يفسد صومه و ليس عليه الكفارة وعليه القضاء 0
الثالث: لا قضاء ولا كفارة. والثالث هو الصحيح ولأن النبي ? في الصحيح عذر مثل هذا وهي الرواية الثانية عند أحمد - رحمه الله -.
10 - إذا جامع جهلاً كأن يكون حديث عهد بالإسلام فليس عليه كفارة 0
11 - إذا أغرت الحائض زوجها فامتنع فوقع فعلى من تكون الكفارة؟
الجواب: الكفارة على الزوج 0
12 - المجامع في نهار رمضان بتعديه واختياره يلزمه أمور:
الأول: التوبة من هذا الفعل 0
الثاني: الكفارة المغلظة 0
الثالث: إتمام الصوم 0
الرابع: قضاء هذا اليوم، عند أبي داود أن النبي ? قال للرجل الذي جامع: " وصم يوماً مكانه " وهو حديث حسن، وليست الكفارة المغلظة واجبة إلا على من جامع في نهار رمضان 0
الاستمناء:-
خروج المني ولا يشترط أن يكون باليد فهو يكون بأشكال قد يكون باليد أو الجدار أو النظر أو التكرار وما أشبه ذلك 0
فهذا عندهم على أنه مفطر من مفطرات الصوم و استدلوا بالحديث في الصحيح " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "، وقوله: " يترك شهوته من أجلي ".
الحجامة:-
الحجامة إخراج الدم من الرأس أو أي موضع. وهي ليست سنة، إنما هي نوع من الطب متى احتاج إليها فعلها ولو كانت سنة لفعلها كبار الصحابة ولكنها نوع من الطب.
مسألة: هل الحجامة تفطر أم لا؟ فيها أقوال:
ذهب جماعة: إلى أن الحجامة تفطر وصح أن النبي ? قال: " أفطر الحاجم والمحجوم " وهو حديث صحيح صححه الحفاظ وعلى رأسهم أحمد – رحمه الله -.
وذهب آخرون: أنها لا تفطر والحديث السابق صحيح لكنه منسوخ بحديث النسائي عن جابر? قال " رخص في الحجامة "، والترخيص لا يكون إلا بعد المنع، وكذا عند أبن أبي شيبة بسند حسن من حديث أنس ?: " أنه نهى عن الحجامة ولم يعزم علينا " أي:لم يشدد. فيصير أعلى أحوالها الكراهية؛ وعلى هذا الصحيح أنها لا تفطر وبحثها ابن حزم – رحمه الله - بحث مستوفى 0
قوله في الحديث: " أفطر الحاجم والمحجوم "
المحجوم ظاهر والحاجم قيل: لأنه يستجلب هذا الدم بفمه من خلال المحقان فربما ذهب بعض الدم أو شيء منه إلى جوفه 0
وذهب الحنفية إلى أنه ليس المقصود إخراج الدم وإنما كانوا يغتابون فإنما أفطروا بالغيبة. وقد كان بعض الصحابة يفعل الحجامة بالليل احتياطاً وهذا الأولى 0
مسألة في القيء: -
أجمع العلماء إن من تقيأ بغير قصد فإنه لا يفطر، واختلفوا فيمن تعمد القيء؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/423)
فالجمهور على أنه يفطر وفيه حديث رواه الدارمي وأهل السنن وغيرهم قوله ?:" من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء أفطر ". وأكثر العلماء صححوا هذا الحديث وعند التحقيق أن هذا الحديث ضعيف وقد ضعفه الإمام أحمد والبخاري والدارمي والترمذي كذلك – رحمهم الله -0
قال البخاري – رحمه الله -: هذا حديث غير محفوظ. وعلى هذا عند التحقيق لو استقاء لا يفطر لضعف هذا الحديث فيما نعتقده 0
مسألة في الحقنة (الأبر): -
الحقن ـ الإبر ـ وهي على نوعين:
منها ما يحكم بفطره إذا استعملها، ومنها ما ليس كذلك.
فكل حقنة غير مغذية فالصحيح أنها لا تفطر سواء منشطة أو مقوية أو مهدئة أو منومة.
معنى هذا أن كل إبرة أو حقنة مغذية تفطر ومثله من باب أولى ما يسمى المغذي لأنه في حكم الطعام والشراب 0
وهنا مسالة:
إذا أخذ الإنسان مغذياً أو إبرة مغذية فهل يجوز له أن يأكل أو يشرب؟
الجواب: نعم لأنه لا فائدة له من صومه وهو في حكم المفطرين، إن تركه ورعاً فلا بأس 0
= وضع المراهم والدهونات على الجلد أو مطهراً أو زيتاً على بدنه أو رأسه أو شفتيه أو قدميه كل ذلك جائز
الردة: وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلام سواء بقصد أو فعل أو قول؟
ففي الفقه: بيان حكمه وما هو الشيء الذي يكون به مرتداً.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: المرتد لا يمكن من بقاءه في البلد، يجب إخراجه من البلد ولا تقبل منه جزية ولا فدية 0
مسائل تدعو الحاجة إليها: -
1 - ومنها السواك وبحثنا فيه.
ويدخل في مسماه الفرشة ومعجون الأسنان هل يستعملها الصائم؟
يجوز للصائم الفرشة بالمعجون أيضاً وإن قيل فيها نكهات بشرط أن لا تصل إلى حلقه أو جوفه فإن وصلت أفطر 0
2 - ومنها: الانغماس في الماء بجميع بدنه في بحر أو بركة أو بئر يجوز 0
كان عمر بن الخطاب ? فيما رواه ابن سعد: يجلس ينظر إلى بعض أبنائه وهم يغوصون في الماء ولا ينكر عليهم وهم صيام 0
3 - ومنها البخور: وتقدم ويدخل فيه شم الأطياب، الورد و الزعفران والريحان فشمه وهو صائم جائز 0
4 - ومنها: وهو مهم جداً وهو إدخال الهواء الاصطناعي إلى من أبتلي بضيق النفس فهل يجوز أن يستعمله وهو صائم؟
أما من حيث الجواز للضرورة جائز إذا ضاق النفس عليه واحتاج إليه لكن هل يفطر به أم لا؟ أما أنا فأخرج من عهدته، وقد أفتت اللجنة بجوازه برئاسة شيخنا – ابن باز - رحمه الله 0
5 - ومنها: الدخان المتطاير من الحطب و لهب النار فهذا لا يفسد صومه به.
6 - ومنها: التبرع بالدم وإخراج دم من بدنه و الصحيح جوازه ولا بأس به ولا يفسد صومه بغض النظر أن يكون الدم قليل أوكثير 0
7 - ومنها: الريق لا يفطر به مطلقاً سواء جمعه أو تعمده 0
8 - ومنها: النخامة فأما إذا ابتلعها من غير قصد فإنها لا تفطر. لكن إذا ابتلعها قصداً؟ قولان الصحيح أنها لا تفطر وذلك لأنها مستقبحة وليست في حكم الطعام والشراب 0
مكروهات الصوم فيها مسائل: -
عدها بعضهم مكروه وهناك أشياء ليست مكروهة:
أولاً: المكروه هو: الذي يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله 0
ثانياً: أن المكروه هذا الذي كُره شرعاً من الكتاب و السنة وآثار السلف ولا سيما الخلفاء الراشدين لأن سنتهم متبعة ومقتدى بهم 0
ثالثاً: ليس معنى: ولا يعاقب فاعله. أن يتعمد الإنسان أو المسلم أو الصائم على الخصوص فعله 0
رابعاً: نص العلماء على أن المكروه طريق إلى الحرام، أو قد يوصل إلى الحرام0
خامساً: هل فعل المكروه ينقص العبادة أو ينقص الدين؟
نعم المكروه قد يضعف أجر العبادة وإن كان لا يأثم 0
سادساً: يكره كما نص المصنف على مضغ العلك و المراد بالعلك هو الذي لا يتحلل. مثلوا له وقالوا: كلما مضغ اشتد و ليس له حلاوة وليس له ملوحة وليس له طعم يصل إلى الحلق 0ومثلوا له بمثل: علك المستكا و اللبان والسرور وقد عدوا ما يقارب عشرة أو أقل. والحكمة في ذلك: إذا جف ريقه يستجلب الريق فلا يكون ريقه ناشف.
سابعاً: ذوق الطعام وقال ابن عباس – رضي الله عنهما - فيما صح عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/424)
" لا بأس بذوق الطعام ثم مجه " أي طرحه لا يبتلع ولا يصل إلى حلقه أي على طرف لسانه وكذا قال البخاري – رحمه الله - وذكر عن ابن عباس – رضي الله عنهما - وكذا قال مجد الدين ابن تيمية، وكذا قال جماعة من الحفاظ بشرط ألاّ يصل إلى حلقه فإن وصل إلى حلقه أفطر إجماعاً 0
ثامناً: مما ذكر في المكروهات جمع ريقه وابتلاعه وتقدم بحثه 0
تاسعاً: ومما ذكروا النخامة وتقدم بحثها 0
عاشراً: إذا بلع ريق غيره كزوج وأمة مما يحل فهل يفطر به أو لا؟
الجواب: إذا أجرينا حكمه حكم ريقه فلا يفطر وإلا انعكس الحكم0
الحادي عشر: القُبلة:
ذهب جماعة: إلى أنها مكروهة مطلقاً. وذهب بعض أهل العلم: أنها إذا حركت شهوة يحرم. وذهب بعضهم: إلى الإباحة. والصحيح أنها تكره إذا حركت شهوة وتباح مع عدمها و الأولى ترك ذلك جميعاً 0
الثاني عشر: المباشرة. كره جماعة المباشرة والمضاجعة وأجازه آخرون تنزيلاً على حكم القبلة 0
الثالث عشر: فرق بعضهم بين قبلة الشاب وقبلة الشيخ فمنعوا الأول وأجازوا الثاني، وفيه حديث ولكنه حديث إلى الضعف أقرب 0
الرابع عشر: أجمعوا على أن من ذاق الطعام فوصل إلى حلقه أفطر- أي يفسد صومه ويلزمه قضاء يوم مكانه -.
مسائل فيمن أكل أو شرب ناسياً:-
1 - اجمعوا على أن من أكل أو شرب ناسياً لصومه أنه لا أثم عليه 0
2 - اجمعوا على أن من أكل أو شرب ناسياً أنه لا قضاء عليه، إلا الشافعي - رحمه الله - خالف في ذلك وقال: يجب عليه القضاء وإن كان ناسياً. وهذا القول ضعيف لأن النص الصحيح يرده وهو قوله ? في الصحيحين من حديث أبي هريرة ? " ومن أكل أو شرب ناسياً فإنما أطعمه الله وسقاه " وقد صح عنه ? عند الحاكم بإسناد صحيح " و لا قضاء عليه ".
3 - قليل الأكل والشرب وكثيرة سواء في الحكم، سواء أكل ذبيحة أو حبة تمر فحكمها سواء فلا يفرق بين قليل وكثير 0
4 - إذا وصل الطعام أو الشراب إلى حلقه واستطاع رده وجب عليه ذلك 0
5 - إذا أكل ناسياً فابتلع اللقمة ذاكراً مع ريقه لصعوبة ردها هل يصح أو يفسد صومه؟ يصح صومه قال ابن المنذر: إجماعاً.
6 - إذا أصبح وفي فمه طعام وجب لفظه إلا أن لا يستطيع مثل الأولى 0
7 - من أكل أو شرب ظاناً بقاء الليل ولم يتبين له أنه أكل في نهار أو ليل صح صومه 0
8 - من أكل ظاناً بقاء الليل فتبين له طلوع الفجر أي انه أكل أو شرب في النهار فهل يصح صومه؟
ذهب الحنابلة ومن وافقهم: على فساد صومه، واختار ابن تيمية ومن وافقه: صحة صومه وقال أن الأصل بقاء الليل في حقه 0
9 - إذا أكل أو شرب ظاناً غروب الشمس فلم يتبين له صح صومه 0
10 - إذا أكل أو شرب ظاناً غروب الشمس فتبين له بقاء النهار فهل يصح صومه؟ الجواب: على مثل هذا أمور منها:
أ – وجوب التوقف عن الأكل والشرب 0
ب – شدة التحري للمرة الثانية و لاسيما مع الغيم أو الريح أو الغبار.
ج – هل يلزمه قضاء أو لا؟
ذهب بعض التابعين إلى أنه يلزمه قضاء 0
وعن عمر ? روايتين بالقضاء وبعدمها في رواية أنه افطر فتبين له فقال:" هذا أمر يسير نقضي يوماً مكانه".
والصواب أنه لا قضاء عليه إذا لم يكن مفرط.
11 - كل من أُجبر على الطعام والشراب بصب الماء أو الطعام في فمه أو الوجور في حلقه لايفسد صومه 0
12 - وهي مشكلة: إذا أكل طعاماً وهو صائم ناسياً وتذكر وهذا الطعام يحتاج معه إلى ماء كأن أكل عسلاً أو شيئاً مالحاً جداً أو فلفلاً حاراً جداً فهل يشرب أم لا؟ الجواب: إن استطاع الصبر وجب عليه، وإن خشي معه الهلاك أكل أو شرب ما يبرده ويقضي يوماً مكانه لأن أكله أو شربه كان عن عمد 0
13 - متى يجوز له أن يأكل أو يشرب عمداً في نهار رمضان؟
أجاب العلماء بقولهم:
إذا كان يحتاج لإنقاذ غريق أو إنقاذ حريق جاز له الأكل و الشرب لإنقاذ غيره ويقضي يوماً مكانه 0
مسألة:
إذا جامع وهو يعلم قرب طلوع الفجر فهل يجوز له؟
الأصل في حقه أنه جائز لكن ينظر إذا كان سيستديم معه فلا يسوغ له.
النزع جماع: أي إذا طلع الفجر ونزع فإنه جماع قال ابن القيم – رحمه الله - في معنى كلامه: التحقيق أن النزع ليس بجماع وهو الواجب في حقه و الصحيح أن النزع ليس بجماع 0
وإذا استدام بعد طلوع الفجر فقد فسد صومه و أثم ووجب عليه القضاء وعليه الكفارة المغلظة 0
المسائل التي تتعلق بصوم يوم الشك: -
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/425)
1 - صح الحديث الصحيح بالنهي عن صوم يوم الشك 0
2 - النهي للتحريم لا للكراهية لأن في الحديث الصحيح: (فقد عصى أبا القاسم) وعصيان الرسول ? محرم وقد يكون كبيرة.
3 - المراد بيوم الشك هو اليوم الذي قبل رمضان في آخر شعبان الذي هو يحتمل أن يكون من رمضان ويحتمل أن يكون من شعبان 0
4 - يجوز صيام هذا اليوم إذا كان عن قضاء لرمضان سابق 0
5 - يجوز صومه أيضاً لنذر وافق يوم الشك مثاله قال: نذر عليَّ لله أن أصوم إذا قدم فلان، فقدم في يوم الشك فيؤديه 0
6 - هل يجوز أن يصومه للكفارة الصواب جوازه لأنه واجب 0
7 - الحكمة من النهي عن صوم يوم الشك: حتى لا يختلط رمضان بغيره و أن يكون صوم رمضان على يقين 0
8 - إذا وافق يوم الشك صوم يعتاده كالاثنين و الخميس وليس صومه من أجل رمضان جاز ذلك 0
9 - يفيد الحديث الناهي عن صوم يوم الشك ألا يدخل المسلم في عبادة إلا بيقين لأن الشك هو التردد في الشيء 0
10 - إذا أجبر على صوم يوم الشك فلا سمع و لا طاعة لأنه ليس من المعروف وإنما الطاعة في المعروف كما صح عن النبي ? 0
11 - النهي عن صوم يوم الشك يفيد أن الصوم قبله مما هو ليس يوم شك جائز. وفي هذا ما قد يضعف الحديث المشهور إذا انتصف شعبان فلا تصوموا، ومما يضعفه أيضاً ما صح عنه ?: " أنه كان يصوم أكثر شعبان " و في رواية: "كله " و الحديث رواه البخاري وغيره وبوب له البخاري - رحمه الله - بابُ صوم شعبان 0
مسائل في سنن الصيام: -
1 - تقدم غُسل الجنابة و المراد به قبل طلوع الفجر 0
2 - لو اغتسل من الجنابة بعد طلوع الفجر صح ذلك لأنه ليس من مفطرات الصائم.
3 - انفرد أبو هريرة ? بالقول: أن من أصبح وهو جنب أن صومه يفسد لحديث سمعه من النبي ? والصحيح أن هذا الحديث منسوخ. وقيل: قد رجع عن ذلك.
4 - لو تعمد تأخير الغسل إلى بعد طلوع الفجر لم يضره ذلك 0
5 - تقدم غسل الحائض من الحيض يعني قبل طلوع الفجر 0
6 - لو أخرت الغسل عمداً من الحيض بعد طلوع الفجر جاز ذلك0
7 - إذا طهرت الحائض قبل الفجر نوت الصوم وإن أخرت غسل الحيض بعد الفجر 0
8 - التشاغل بمعنى القراءة، والاشتغال بالقرآن في رمضان سنة لأن جبريل كان يدارس النبي ? القرآن في رمضان 0
9 - من الاشتغال أو التشاغل بالقرآن تلاوته ومعرفة تفسيره وتجويده و البحث عن معانيه ولغته، ومن التشاغل أيضاً به تعليمه للغير وكثرة ختمه بالليل و النهار 0
10 - كان السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم يكثرون التلاوة ليلاً ونهاراً فكان بعضهم يختم في رمضان أكثر من ختمه، وكان بعضهم يختم خمس مرات، وكان بعضهم عشر، وكان بعضهم يختم كل يوم ختمه، وكان مالك و الشافعي - رحمهم الله - وغيرهم يختمون في رمضان 60 ختمة، ختمة بالليل وختمه بالنهار. . فوازن نفسك بين هؤلاء 0
11 - رأي بعض أهل العلم أن يتشاغل بالقرآن دون غيره من العلم. والصحيح جواز الجميع بالقرآن و العلم والسنة وغيرها، وأملى الحافظ ابن حجر في حياته ألف مجلس حديثي وكان بعضها في رمضان وهذا يفيد الاشتغال بالعلم، وأنهى أبو زكريا النووي كتابه "رياض الصالحين " في رمضان 0
12 - استحب بعض السلف أن يدعو عند ختم القرآن و استحبابهم هذا خارج الصلاة.
13 - لا يصحُ حديث في دعاء ختم القرآن في الصلاة وليس ممن كان يفعله رسول الله ? ولا كبار الصحابة 0
14 - ليس من السنة ولا من المستحب بل هو محدث يجب تركه ختم القراءة بقول: صدق الله العظيم وليس فيها حديث ولا ضعيف فضلاً عن حسن أو صحيح 0
15 - السنة عند إرادتك إيقاف القارئ أن تقول له: "حسبك " كما صح عن النبي ? في حديث ابن مسعود ? في البخاري 0
16 - لو ختم القارئ بدعاء ختم القرآن المؤلف في الصلاة هل ينكر عليه؟
الجواب: إذا اتخذها عادة وظن أنها سنة تعين الإنكار لعدم ثبوت أو ورود ذلك.
17 - اتخذ بعض الذين يختمون القرآن في الصلاة أن يقولوا بعد القراءة وهم في الصلاة:" صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم "، وهذا ليس عليه عمل السلف فالأولى تركه 0
18 - أيهما أفضل التدبر في القراءة والتلاوة أوكثرة القراءة؟ ورد عن السلف ذا وذا، والتحقيق و الله أعلم أن الأفضل بحسب ما يُصلح قلب القارئ 0
19 - لو قرأ الإنسان أو تلا في رمضان جزءً أو أجزاء يسيرة من القرآن وهو مشتغل بعمل متعدِ النفع لكان أجره أوسع 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/426)
20 - صح الحديث الصحيح أن النبي ? يكثر الصدقة في رمضان 0
21 - ليست الصدقة خاصة بالمال فمنها المال والطعام ومنها تفطير الصائم، ومنها الكسوة، ومنها وإن قل كشربة ماء ومذقة لبن، ولو بالكلمة الطيبة فإنها صدقة كما في الحديث الصحيح 0
22 - كان بعض السلف يُكثِّر طعامه في يوم صومه و غيره لإخوانه الفقراء والمحتاجين والمحاويج وهو من الصدقة 0
23 - من الصدقة جلب المساكين إلى بيتك وإطعامهم كما كان السلف يفعلون كجعفر و ابن عمر وأبي الدرداء ? 0
24 - أمر يخفى على الجميع أو يغفلون عنه وهو إطعام الصائمين، وعدم إطعام المتسحرين وإطعام الجميع سنة 0
25 - كره جماعة التسوك بعد الزوال وهذا القول ضعيف.والصحيح جوازه مطلقاً لعموم الأحاديث الآمرة به مطلقاً. وفيه ما يقرب من سبعين حديثاً، ومن أحسن من صنف في السواك الحافظ أبو شامة الشافعي في كتاب سماه " السواك وما أشبه ذاك ".
26 - الصحيح أن السواك طوال اليوم سُنة 0
27 - كل حديث في النهي عن السواك بعد الزوال لا يصح 0
28 - وجه من كره السواك بعد الزوال لأمرين الأول: لأحاديث وردت في ذلك وعرفنا حكمها. الثاني: قالوا حتى لا يغير رائحة الفم التي هي عند الله أطيب من رائحة المسك لأن السواك يغيرها 0
29 - لو طارت شظايا السواك إلى حلقه لم تضر صومه 0
30 - إذا وجد طعم السواك الطبيعي في حلقه لم يضره 0
31 - إذا استعمل سواكاً مما أخترع الناس في هذا الزمان بنكهات مختلفة كالنعناع و البرتقال ونحوهما واستاك به ووجد طعمه فهل يضر صومه؟ الجواب لا يضره وتركه أولى 0
32 - الرجال و النساء في ذلك سواء 0
33 - إذا استاك فخرج من بين أسنانه دم فابتلعه؟ قولان في فطره؛ والأقرب عدم فطره لكن ينبغي طرحه وبصقه 0
34 - اتفق العلماء على وجوب كف اللسان عن كل محرم مثل الكذب و الغيبة و النميمة وقول الزور وشهادة الزور و اللعن والسب و الشتم ونحوهما 0
35 - اختلفوا فيمن فعلها هل يفطر بها أم لا؟ والصحيح عدم الفطر لكن الأجر ينقص 0
36 - واتفقوا على حرمة السماع المحرم مثل سماع الغيبة ومثل استماع آلات اللهو 0
37 - هل يفطر بها أو لا؟ الصحيح أنه لا يفطر بها ولكن أجر صومه ينقص 0
38 - صحت السنة بالفطر على التمر أو الماء فإن لم يجد على ما سواهما 0
39 - ينبغي أن يتنبه للسنة في الفطر على التمر وهي إن كان في الشتاء فيفطر على تمر وإن كان في الصيف على رطب كما جاء عنه ? ذلك خرجه ابن خزيمة في صحيحه وصححه.
40 - إذا وجد تمراً أو رطباً وترك الإفطار عليهما هل يأثم؟ الجواب: يعتبر تاركاً للسنة 0
41 - الحكمة في الإفطار على التمر أو الماء؟ أن في التمر حلاوة توافق جوع الصائم وأما الماء فلأنه طهور كما جاء في الحديث 0
42 - رأى بعض الأطباء إن لم يجد تمراً ولا ماءً، أن يفطر على شيء يوافق جفاف المعدة، ورأوا من ذلك أن يتحسى شُربةً أو أن يشرب شيئاً معتدلاً في الدفء، وحذروا من وقوع شيء بارد على المعدة وقالوا: لأن الآكل أو الشارب وهو صام يحتاج إلى توقيظ المعدة وتنبيهها وشدة البرودة يضر بها 0
43 - من ابتلي بشرب المحرم الدخان وافتتح فطره به ارتكب محظورين:
أ – شرب محرم 0
ب – افتتاح عبادة بمحرم، ولا علاقة بفساد صومه 0
44 - من السنة تعجيل الفطر، صح بذلك الحديث الصحيح والمراد بتعجيل الفطر: عند التحقق من غروب الشمس 0
45 - خلاف السنة تأخير الفطر، وهو من عمل اليهود و النصارى والرافضة فإنهم لا يفطرون حتى تشتبك النجوم 0
46 - تعجيل الفطر لموافقة السنة لا يحمل الصائم على التفريط في ذلك 0
مسائل تتعلق بالسحور:-
1 - ما هو السحور؟ السحور بالفتح هو الأكل في آخر الليل قبيل الفجر. على هذا التعريف من أكل بعد العشاء أو الحاديةَ عشر أو الثانية عشر ليلاً فلا يسمى سحور. وهذا التعريف عرفه العلماء وعلى رأسهم الحسن البصري 0 - رحمه الله -.
2 - هل السحور واجب أو سنة مؤكدة؟ الصحيح أنه ليس بواجب بل سنة مؤكدة جداً، وبوب البخاري – رحمه الله - في صحيحه بقوله " باب بركة السحور من غير إيجاب ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/427)
3 - إن قيل: قد جاءت الأحاديث الصحيحة بالأمر به كقوله ?: " تسحروا "، وكقوله ?: "لا تدعوه " عند أحمد بإسناد صحيح. فما الصارف عن هذه الأوامر حتى لا يكون واجب؟ فالجواب ما قاله الأئمة والحفاظ وعلى رأسهم البخاري: أن النبي ? واصل وواصل أصحابه معه ولم يتسحروا، وفي صحيح البخاري ولم يذكر السحور ولو كان واجب لذُكر 0
4 - من أكل في وسط الليل أو في أوله ناوياً بهذه الأكلة السحور لم يحصل له ثواب السحور ولا أجره ولا سنيته 0
5 - جاءت أحاديث كثيرة في فضل السحور ما بين صحيح وحسن و ضعيف من حيث السند ومن أصحها و أعظمها حديث أنس ? في الصحيحين وهو قوله e :" تسحروا فإن في السحور بركة " متفق عليه، وأيضاً حديث أنس وزيد بن ثابت – رضي الله عنهما – " أنهم أخروا السحور مع رسول الله e حتى لم يبق على طلوع الفجر إلا مقدار ما تقرأ 50 آية " متفق على صحته، ومما يدل على فضله ما خرجه الإمام أحمد وغيره من حديث أبي سعيد ? أنه e قال: " السحور بركة فلا تدعوه وإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين " حديث صحيح 0
6 - بأي شيء يحصل السحور؟ قال الحافظ بن حجر – رحمه الله - في الفتح الجزء الرابع كتاب الصوم: يحصل السحور بأقل ما يأكله المرء أو ما يتغذى به المرء من مأكول أو مشروب وإن قل.
7 - من بركة السحور الذي سماه النبي ? بركة: أنه يقع في وقت السحر؛ وهذا الوقت وقت نزول الرب ?، ويرجى فيه إجابة الدعوة 0
8 - قوله e في المتفق عليه: "فإن في السحور بركة " قال ابن دقيق العيد -رحمه الله -: وهذه البركة عائدة على الأمور الأخروية و الأمور الدنيوية 0
9 - يستحب أن يتصدق على المتسحرين ولا سيما الفقراء والمحاويج كما يتصدق على المفطرين سواء بسواء 0
10 - من السنة الدعوة على طعام السحور كما ثبت ذلك عن النبي e أنه قال لبعض أصحابه: " هلم إلى الغداء المبارك " يعني السحور رواه ابن خزيمة في صحيحه وغيره، وكذلك كان السلف يفعلون منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه 0
11 - وهي من غرائب المسائل ولكن ذُكرت للعلم: ذهب الحسن البصري - رحمه الله - إلى أن من تسحر من أجل الصوم، وجب عليه الصوم في النافلة.وهذا القول مستدرك عليه ليس براجح بل مرجوح 0
12 - أجمعوا رحمهم الله: على أن تأخير السحور مستحب 0
13 - أجمعوا رحمهم الله: على سُنية أكلة السحور 0
14 - من فوائد السحور أمور: منها إتباع السنة ويكفيك هذا، ومنها تقوية البدن بالطعام، ومنها مخالفة أهل الكتاب فإنهم لا يتسحرون كما صح بذلك الحديث الصحيح فأُمرنا بمخالفتهم، ومنها أنه يقع في وقت إجابة الدعاء آخر الليل 0
15 - قال الحافظ بن حجر - رحمه الله -: السحور يدفع الأخلاق الرديئة الناتجة عن شدة الجوع 0
16 - قال بعض المحدثين من بركة السحور: استدراك نية الصوم، والتسبب في الصدقة على المحتاج 0
17 - هل لو أكل لقمة أو جرع ماءً أو أكل تمرة واحدة مع نية السحور في وقته يحصل له السنة بذلك ويحصل له أجر السحور؟
الجواب: نعم وفيه أحاديث وآثار بذلك 0
18 - ما هو أفضل ما يتسحر به المؤمن؟
أفضل ما يتسحر به المؤمن " التمر " وفيه حديث نصه ((نعم سحور المؤمن التمر)) وفي إسناده ضعف وقواه بعض الحفاظ 0
19 - إذا لم يجد سحوراً لا مطعوم ولا مشروب؛كفقير أو مريض لم يجد من يقدم له السحور أُجر على نيته كالمتسحر 0
20 - هل من السائغ دعوة الأقارب على السحور؟
الجواب: نعم ويؤجر على ذلك، وغيرهم كذلك كما تقدم في حديث ابن خزيمة.
مسائل تتعلق بالسفر: -
1 - الأولى كالحالتين الأوليين فإذا قدم المسافر مفطراً. فهل يمسك؟
القول الصحيح لا يجب عليه الإمساك 0
2 - هل يجوز له الجماع كما لو كانت زوجته معه وهي مفطرة؟
يجوز له سائر المباحات 0
3 - إذا نوى المسافر الصوم وبداله الفطر جاز 0
4 - أيهما أفضل للمسافر الفطر أو الصوم؟ أربع أو خمسة أقوال، الصحيح أنه بحسب حاله إن كان يشق عليه الصوم يفطر وإن كان لا يشق عليه فيصوم 0
5 - هل ينكر على من صام بالسفر أو أفطر؟ الجواب لا نكير عليهما 0
6 - إذا ألزم أمير السفر المسافرين بالصوم أو الفطر. فهل يُطاع؟
أما في الفطر فيسمع له ويطاع. أما بالصوم فلا؛ لأن الصوم قد يشق عليهم 0
7 - أجمعوا على أن السفر المعتبر يبيح الفطر 0
8 - الصحيح و التحقيق أنه لا حد محدود بكيلو أو ميل للسفر 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/428)
9 - كلُ حديث في تحديده بميل أو مسافة حديث لا يصح ضعيف 0
10 - أمثل حديث في تحديد السفر قوله e : " لا تقصر الصلاة في أقل من أربعة بُرُد ". والأربعة بُرُد تساوي في حسابنا 80 كم، وهذا الحديث ضعيف 0
11 - قال ابن تيمية - رحمه الله -: السفر هو ما تعارف الناس عليه كأن يأخذ زاده ومتاعه ويتهيأ للسفر فالعرف هو الذي يحدده 0
12 - ليس معنى أنه لايوجد تحديد للسفر التهاون بأحكام السفر بل ينبغي التحري والتروي والسؤال عما أشكل 0
13 - ذهب بعض أهل العلم: إلى أن من نوى الصوم في السفر لا يجوز له الإفطار والصحيح جوازه 0
14 - المسافر في نهار رمضان يترخص بجميع رخص السفر، وبجميع المباحات في غير نهار رمضان كالأكل والشرب والجماع وغيرها 0
15 - تقدم البحث في هل الأفضل الفطر في السفر أم الصوم؟ والصحيح أنه يفعل الأرفق به.
16 - إذا دخل بلداً وهو مفطر بسبب السفر جاز له الأكل و الشرب على الصحيح ولكن ينبغي إلا يُظهره حتى لا يُظن به السوء 0
17 - إذا وصل المسافر إلى بلده هل يجب عليه الإمساك أو لا؟ قولان: فكثير من العلماء يوجبون الإمساك، والصحيح أنه لا يجب عليه، ولكن لا يأكل علانية حتى لا يظن به السوء.
18 - إذا وصل إلى بلده المفطر في السفر بسبب السفر المبيح له ذلك فهل يجوز له الجماع؟ منعه قوم وشددوا فيه، وأوجب عليه آخرون الكفارة إن فعل. والصحيح جوازه لأن المبيح له جائز شرعاً 0
مسائل تتعلق بالمريض: -
1 - أجمعوا على أن المرض يبيح الفطر 0
2 - المرض المقصود: هو الذي يشق معه الصوم.
3 - إذا تحامل المريض وصام صح صومه 0
4 - لابد من تشخيص المرض المبيح للفطر من طبيب ثقة يعمل بالتقوى 0
5 - إذا كان الطبيب كافراً وأخبر أن الصوم يضر به فهل يقبل قوله؟ الأصل عدم قبول قوله وعدم الاحتجاج برأيه، ولكن إذا كان في فنه " الطب " مأمون فالصحيح قبول قوله 0
6 - أجمعوا على أن من تمارض ليفطر أنه أتى باباً من أبواب الكبائر إذا أفطر 0
7 - المرض الخفيف واليسير كالصداع ونحوه لا يبيح الفطر، إلا إذا خشي معه الهلكة واحتاج إلى أكل دواء جاز ويفطر بذلك، ويقضي يوماً مكانه 0
8 - إذا علم المريض أن الصوم يضر به ويزيد مرضه كُره له الصيام، وصار في حقه استحباب الفطر 0
مسائل تتعلق بأحكام القضاء و الكفارة: -
1 - وجوب القضاء على من أفطر في نهار رمضان 0
2 - من أفطر لعذر وجب القضاء من غير إثم، ومن أفطر بغير عذر زاد مع القضاء التوبة 0
3 - يستحب التتابع في القضاء بحسب الأيام التي أفطرها 0
4 - الصحيح جواز تفريق هذه الأيام 0
5 - لو أخر هذه الأيام يعني أيام القضاء إلى شعبان لجاز لحديث عائشة - رضي الله عنها - في الصحيحين " أنها كانت تجعل قضائها في شعبان " ولا حرج في ذلك ولو تعمده لأنه موسع 0
6 - إذا بقي عليه يوم من رمضان وما بقي إلا يوم الشك؟ صامه بنية القضاء لا الشك،صح وجاز ذلك.
7 - لا يجوز تأخير القضاء إلى رمضان آخر و استدل بحديث عائشة – رضي الله عنها - المتقدم 0
8 - من أخر قضاء رمضان حتى جاء رمضان آخر لعذر كمرض أو سفر فلا كفارة.
9 - إذا كان عليه عشرة أيام من رمضان ونذر أن يصوم عشرة أيام من شعبان أيهما يقدم؟ يقدم قضاء رمضان. نص عليه منصور البهوتي – رحمه الله - في كشاف القناع 0
إذا تعارض واجبان نقدم أوجبهما، فيقدم قضاء رمضان.
10 - الكفارة هي مد من بر أو شعير أو نصف صاع من غيره أي ما يقارب كيلو ونصف من غير البر وكيلو إلا ربع من البر 0
11 - إذا أخر القضاء إلى رمضان بتفريط منه أوجبوا عليه الكفارة المتقدمة 0
12 - لا أعرف حديثاً صحيحاً يوجب على المؤخر قضاء رمضان بغير عذر أن عليه كفارة 0
13 - ما دليل من قال بالكفارة؟ هو قول يروى عن ابن عمر وعن أبي هريرة وعن عائشة ? ويروى عن مجاهد بن جبر وعن سعيد بن جبير – رحمهم الله - وغيرهم من الصحابة و التابعين جعلوا كفارة و أفتى الفقهاء بذلك0
14 - هل تصح هذه الأسانيد إليهم؟
الجواب: أسانيدها إليهم فيها ضعف لكنه ليس بشديد وعلى تقدير صحتها فهي ليست من المرفوع الملزم به 0
15 - الدليل على عدم وجوب الكفارة عليه قوله تعالى " فعدة من أيام أُخر ". وجه الدلالة أنه أمر بالقضاء دون الكفارة 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/429)
16 - من مات وعليه قضاء من رمضان يستحب أن يصوم عنه وليه، لقوله e : " من مات وعليه صوم صام عنه وليه " وهو حديث صحيح. قال أبو داود- رحمه الله -: قال الإمام أحمد - رحمه الله -: هو في النذر خاصة. وذهب بعض أهل العلم إلى جوازه مطلقاً 0
17 - لو كان عليه مثلاً عشرة أيام من رمضان ومات قبل القضاء وصام عنه عشرة أشخاص في يوم واحد أجزأ؛ لأن كل واحد يقوم مقام يومه 0
18 - هل يصوم صيام النفل قبل الفرض؟ يعني يصوم ستة من شوال أو عرفة ونحوهما قبل الفرض؟ قولان مشهوران عند العلماء هما روايتان في مذهب أحمد - رحمه الله -0
19 - إذا مات وعليه قضاء وعذره مستمر من مرض أو نحوه؟ فلا فدية ولا قضاء إلا أن يشاء وليه 0
20 - إذا لم يجد كفارة لعجزه أو فقره؟ إما أن تكون في ذمته حتى يجد أو تسقط عنه.
21 - يجوز أن يُتبرع له بقيمة الكفارة بشرط علمه بذلك لوجوب النية 0
22 - إذا كُفِّر عنه بغير علمه ثم علم هل تسقط عنه؟ الصحيح عدم السقوط 0
23 - إذا لم يجد إلا بعضها أدى ما وجد 0
24 - إذا تُبرع له أو أديت عنه مع علمه وقدرته على الأداء فهل يجزئ؟ الجواب: يجزئ ذلك.
مسائل في صيام التطوع: ـ
1 - المراد بالتطوع هو: الشيء الزايد على الفرض والواجب. فالفرض مثل رمضان والواجب مثل النذر 0
2 - اتفقوا - رحمهم الله - على استحباب صوم التطوع اتفاقاً قطعياً 0
3 - أفضل الصوم على الإطلاق في التطوع صوم يوم وإفطار يوم، صح بذلك الحديث عن النبي ? وهو صوم داود النبي المعروف كان يصوم يوماً ويفطر يوماً 0
4 - اتفقوا على أن من كان يصوم يوماً ويفطر يوماً إذا وافق يوم صومه يوم العيد أنه يجب عليه الإفطار للنهي الصحيح الثابت في ذلك 0
5 - اختلفوا في أي شيء أفضل في التطوع؟
قال أبو حنيفة - رحمه الله -: أفضله العلم، ثم الجهاد. وقال مالك - رحمه الله -: أفضله العلم ثم الجهاد. وقال الشافعي - رحمه الله -: أفضله الصلاة. وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: أفضله الصوم، وقال أفضل ما يتطوع به الصوم. وفي رواية عن أحمد -رحمه الله- أنه قال: أفضله الجهاد. ذكرها الوزير ابن هبيرة في الإفصاح 0
6 - التحقيق والمختار في أفضل التطوعات: ما أُحتيج إليه أكثر، أو ماكان أنفعه للشخص، وهذا هو معنى كلام المحققين وعلى رأسهم العلامة ابن تيمية - رحمه الله - وهو الصواب إن شاء الله.
7 - مما يتطوع به من الصوم وصحت به الأحاديث صيام ثلاثة أيام من كل شهر كما صح في حديث أبى هريرة ? وغيره 0
8 - استحب بعضهم أن يصوم من الشهر الأيام البيض؛ وسميت بالبيض: لإسفار القمر فيها وجعلوها الثالث عشر و الرابع عشر والخامس عشر 0
9 - التحقيق أن الأحاديث الواردة في تعيين الأيام البيض أسانيدها ضعيفة، وأمثلها ما عند الترمذي وغيره أنها: الثالث والرابع و الخامس عشر، على ضعف فيه ولكن بوب البخاري في صحيحه -رحمه الله- بتحديد هذه الأيام في صحيحه فقال:" صوم أيام البيض الثالث والرابع والخامس عشر " و السبب أن الحديث ليس على شرطه مع ما فيه من ضعف 0
10 - اختلفوا في تحديد الأيام البيض على عشرة أقوال:منها ما تقدم وهو أمثلها، ومنها أنها تكون في أول الشهر، ومنا أنها تكون في آخر الشهر، ومنهم من قال أنها أول اثنين في الشهر والخميس بعده والاثنين بعده، ومنهم من قال أول خميس في الشهر ثم بعده الاثنين ثم الخميس وغير ذلك. ومن أراد الزيادة فليرجع إلى فتح الباري فقد ذكرها 0
11 - الصواب والصحيح أنه إن صام أي يوم من الشهر في أوله أو وسطه أو آخره ثلاثة أيام انطبق عليه الحديث الصحيح في ذلك. إلا أن أمثلها كما تقدم الثالث و الرابع والخامس عشر 0
12 - مما استحب صومه يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم صح به الحديث عن النبي ?.
13 - ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستحب في عاشوراء أن يصوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا القول ضعيف لا دليل عليه صحيح من السنة 0
14 - ذهب بعض أهل العلم في عاشوراء إلى أنه يصوم يوماً قبله أو بعده أي بالخيار. و الأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة، أي صيام يوماً قبله أو يوماً بعده وردت عند أحمد وغيره وهي ضعيفة 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/430)
15 - ذهب المحققون من أهل العلم في عاشوراء إلى أنه يُصام التاسع والعاشر فقط وبهذا دلت السنة الصحيحة كما عند مسلم من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما - وغيره وهو قوله ?: " لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع " وهو حديث صحيح 0
إذاً التحقيق في عاشوراء الموافق للسنة صوم التاسع والعاشر فقط 0
16 - لو اقتصر على صوم العاشر فقط فقد خالف السنة. وهل يصوم الحادي عشر من أجل مخالفة أهل الكتاب؟ الجواب: لوصامه لا بأس بذلك من أجل المخالفة لا من أجل ورود الحديث لأنه ضعيف 0
17 - كل الأحاديث الواردة في التوسعة على العيال في يوم عاشوراء أو الاكتحال في يوم عاشوراء ونحوه أحاديث موضوعة مكذوبة 0
18 - مما أستحب صومه من التطوعات شهر الله المحرم صح بذلك الحديث في الصحيح عن النبي e 0
19- إن قيل:لم يحفظ عن النبي e أنه كان يكثر الصوم في شهر الله المحرم وقد رغب في فضله؟ فأجيب عن هذا بجوابين:
منها: أنه تركه لعذر و الجواب الثاني: أن معرفة فضيلته جاءت متأخرة 0
20 - هل يستحب استكمال شهر الله المحرم بالصوم؟
الجواب: نعم وإن قصر عنه أفضل؛ أن يخلف يوم أو يومين لصحة الحديث بذلك عن النبي e0
21- مما رغب في صومه يوم الخميس والأحاديث الواردة فيه أفرادها ضعيفة، ولكن عند التحقيق مع الطرق الأخرى تقوي فضيلة صوم يوم الخميس فتدفعها إلى درجة الحسن.
22 - مما رغب في صيامه، صيام يوم عرفة وأجمعوا على استحبابه لثبوت الحديث فيه.
23 - استحب بعض أهل العلم صومه حتى للحاج.سئل الإمام أحمد عنه فقال: " إذا قوي عليه ولم يضعفه - أي عن الدعاء والعبادة - أرجو أن لا بأس به "
24 - الحديث الوارد في النهي عن صوم يوم عرفة بعرفة لا يصح 0
25 - التحقيق في صوم يوم عرفة بعرفة: أنه لا يستحب ولو قوي عليه وذلك لأمور منها: ثبوت الفطر فيه عن النبي e ومنها: أن الصحابة رضي الله عنهم تماورا أي اختلفوا: هل هو صائم أم هو مفطر؟ فأرادوا معرفة السنة، فدفعوا إليه قدحاً من لبن فشربه على ملأ من الناس، وفي رواية " بحلاب " رواهما البخاري - رحمه الله -.
ومنها: أن هدي السلف والصحابة كابن عباس ? وغيره الفطر في يوم عرفة، دُخل على ابن عباس – رضي الله عنهما - في يوم عرفة وهو بعرفة وهو يأكل الرمان 0
فالصواب تركه و السنة تركه حتى مع القدرة عليه 0
26 - مما يكره الصوم فيه وهو بالاتفاق: يومي العيد لصحة النهي بذلك و أيام التشريق وهي الحادي و الثاني والثالث عشر، لصحة النهي عن ذلك 0
27 - لو صام يومي العيد وجب إفطاره ولو في آخر لحظة من النهار، وإن تعمده مع العلم أثم بذلك لارتكابه النهي ولأن النهي للتحريم 0
28 - نص العلماء رحمهم الله: أنه لا يجوز صوم يومي العيد حتى في القضاء الواجب 0
29 - أجاز أبو حنيفة - رحمه الله - صيام أيام التشريق مع الكراهية. والحديث يرد عليه وكذا قول جمهور أهل العلم - رحم الله الجميع - 0
30 - ومما يكره إفراده بالصوم يوم الجمعة لصحة الحديث بذلك 0
31 - يجوز أن يصوم الجمعة إذا صام يوم الخميس أو السبت معه، صح بذلك الحديث عن النبي e .
32- إذا أفرده أي يوم الجمعة " لجهله " وعلم في وسط النهار هل يفطر؟
الجواب: وجوب الإفطار لصحة الحديث عن النبي بذلك 0
33 - إذا قال الشخص: لا أتمكن من الصوم إلا في يوم الجمعة و إلا فلا أستطيع صوم النافلة فهل يسوغ له ذلك؟
الجواب: لا يجوز له ذلك لصحة النهي عنه و التشديد فيه 0
34 - إذا قيل: هل هناك حكمة من المنع في الجمعة والتغليظ في ذلك؟
لم تبين الأحاديث الصحيحة ذلك، ولكن ذكر بعض أهل العلم أن يوم الجمعة يعتبر عيد المسلمين والعيد ممنوع الصوم فيه. وكون يوم الجمعة يسمى عيداً فيه حديث مرفوع لكن إسناده ضعيف 0
35 - ومما كره صومه و إفراده صوم يوم السبت. وفيه حديث خرجه أبو داود وغيره وأختلف الحفاظ في سنده قال النسائي - رحمه الله -: حديث مضطرب. وقال الحافظ أبو داود - رحمه الله -: حديث منسوخ.وقال الإمام مالك - رحمه الله - وشدد في ذلك:حديث كذب. وقال العلامة ابن تيمية - رحمه الله -: هو حديث منسوخ أو شاذ. وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: هو حديث منسوخ. قلت: الحديث إلى الصحة أقرب لكنه لا يخلو من علة الشذوذ أو النسخ أو عدم العمل به لمخالفته الأحاديث الأخرى 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/431)
36 - الصحيح جواز إفراد يوم السبت بالصوم 0
37 - يكره بالإجماع صيام الدهر. قد جاء النهي عن ذلك في الحديث الصحيح، ويكره المواصلة في الصوم قد جاء النهي الصحيح عن ذلك 0
38 - لا يجب إتمام الصوم المتطوع به، لصحة الحديث بذلك " الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء أفطر وإن شاء صام ".
39 - جعل بعض الفقهاء، قاعدة وهي قولهم:)) لا يجب إتمام النفل إلا في الحج والعمرة ((ذكرها العلامة منصور البهوتي - رحمه الله -.
40 - استحب بعض أهل العلم أن من قطع صوم النافلة القضاء لورود أحاديث في ذلك وأسانيدها ضعيفة 0
41 - كل حديث يوجب ويأمر بقضاء الصوم بعد قطعه لا يصح 0
42 - حكم الأكل و الشرب نسياناً في التطوع كحكم الفريضة ويتم صومه 0
43 - قال الحافظ ابن حجر: ومما يستظرف ما خرجه عبد الرازق عن أبي هريرة ? " أنه جاءه رجل فقال: إني أصبحت صائماً فنسيت و أكلت. قال فقال أبو هريرة ?: أطعمك الله وسقاك فقال الرجل: يا أبا هريرة ? ثم نسيت مرة أخري فأكلت وشربت. قال أبو هريرة ?: أتم صومك. ثم قال الرجل: يا أبا هريرة ? ثم نسيت فأكلت.قال أبو هريرة ?: أنت رجل لم تتعود الصيام".
44 - إذا اشتغل الشخص بأمر منعه من صوم التطوع مع رغبته في الصوم. فينظر إن كان المشتغل به يتعدى نفعه كالدعوة إلى الله و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و تبليغ العلم كان أفضل، وإن كان المشتغل به أقل من الصوم، فينظر إن كان يرى أن صلاح قلبه بالمشتغل به أفضل صار أفضل 0
45 - إذا كان الصوم المتطوع يضعفه عن العبادة؟ المستحب تكميل العبادة و لا سيما إن كانت واجبة 0
46 - إذا نهته أمه أو أبوه أو نهاه والداه عن صوم التطوع فأيهما أفضل الصوم أو الاستماع لقولهما مع أن الحامل لهما الشفقة عليه مع عدم تضرره به؟
الجواب: الرجوع إلى قولهما أفضل من الصوم، لأنه من إدخال السرور عليهما وترك ما يؤذيهما. قال العلامة ابن تيمية: يجب على الولد أن يسمع ويطيع لوالديه وإن كان فيه نوع مشقة عليه 0
47 - إذا أمراه في وسط الصوم بالفطر؟ فالصواب و الصحيح الرجوع إلى قولهما والفطر 0
48 - إذا استأذن والده بصوم التطوع و أذن له ومنعته أمه فأيهما يقبل؟ يطيع أمه لأمرين:
1 - لعظم حقها في النص 0 2 - لأن الآذن ليس بآمر 0
49 - إذا منعه أبوه من الصوم وأمرته أمه بالصوم فأيهما يطيع؟
الجواب: قال بعضهم ومنهم مالك – رحمه الله -: أطع أمك ولا تعصي أباك. وهو نوع إشكال والصواب: يُرجح الأصلح في حقه ويفعل مع الاعتذار للآخر 0
50 - إذا صام صوم تطوع و في وسط صومه نوى الفطر وأراد معاودة الصوم بعد قطعه بالنية وهولم يأكل ولم يشرب هل يصح ذلك؟
الجواب: أن ذلك يصح لأن نية التطوع لا تفتقر إلى الليل 0
51 - صح الحديث باستحباب صوم ست من شوال بعد رمضان وذهب مالك و أبو حنيفة - رحمهم الله – إلى عدم الاستحباب وذلك لعلل رأوها، مع القدح في بعض إسناد الحديث، وقيل إن مالك –رحمه الله - رجع عن هذا القول وكان يصومه. والصواب والصحيح استحباب صومها بل هي سنة 0
52 - يستحب أن تكون الستة بعد القضاء 0
53 - أجاد وأفاد الحافظ صلاح الدين العلائي في كتاب صنفه عن صيام ستة أيام من شوال سماه: ((رفع الإشكال عن صيام ستة أيام من شوال)).
مسائل تتعلق بالاعتكاف:-
قال سعيد بن المسيب – رحمه الله -: ((ما آذن المؤذن منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد)).
قال مالك بن دينار – رحمه الله -: ((لولا البول ما خرجت من المسجد)). وفي فضل المساجد واللبث فيها أكثر من أربعين حديث، منها قوله ?: " ما يزال الرجل في صلاة 000 ألخ ". روى البزار بإسناده بسند قوي قوله ?: " من لازم المسجد أمن الجواز على الصراط يوم القيامة ". وخرج أبو داود و الحاكم وهو حديث صحيح قوله ?: " ما استوطن عبد مسلم المسجد إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب لغائبهم ".
1 - الاعتكاف معناه: لزوم مسجد للعبادة وقيل معناه: الإقامة.
2 - هل يسمى الاعتكاف خلوة، الجواب قال الوزير ابن هبيرة - رحمه الله -: لا يجوز تسمية الاعتكاف بالخلوة. والسبب و الله أعلم في ذلك لأن النصوص جاءت بلفظ الاعتكاف 0
3 - أجمعوا على مشروعيته وسُنيته و استحبابه 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/432)
4 - دل على مشروعيته الكتاب والسنة والإجماع: الكتاب كقوله تعالى ((ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد)). وكقوله تعالى: ((طهر بيتي للطائفين والعاكفين و الركع السجود)). ودلت السنة الصحيحة في الصحيحين: على أنه ? اعتكف. ونقل أكثر من واحد الإجماع عليه.
5 - كل حديث في فضائله ضعيف. بمعنى من اعتكف فله من الحسنات كذا وكذا فهو لا يصح 0
6 - الاعتكاف يكون في المساجد لقوله ?: ((وأنتم عاكفون في المساجد)).
7 - ذهب بعض أهل العلم إلى أنه: لا يجوز الاعتكاف إلا في ثلاثة مساجد في مسجد مكة - الحرم - و المدينة والقدس - المسجد الأقصى - وفيه حديث بذلك، وهو حديث صحيح 0
8 - الصحيح جوازه في كل المساجد 0
9 - الصحيح جوازه حتى في غير المسجد الجامع الذي لا يقام فيه جمعة 0
10 - لا يجوز الاعتكاف إلا في مسجد تقام فيه الجماعة 0
11 - اشترط بعض أهل العلم: وجوب الصوم في الاعتكاف و الأقرب عدم اشتراطه 0
12 - كان اعتكافه ? في رمضان، ولم يعتكف خارج رمضان إلا مرةً قضاءً كما صح في الصحيح.
13 - جوز بعض أهل العلم الاعتكاف عند دخوله المسجد للصلاة وغيرها. والتحقيق أن هذا ليس من السنة لأنه لا يحفظ فيه هدي ولا أمر ولا سنة بذلك 0
14 - أجاز بعض العلماء ومنهم النووي – رحمه الله – وغيره: الاعتكاف ولو لحظة، أو أن يدخل من باب ويخرج من الآخر وينوي الاعتكاف بين البابين. والصواب والتحقيق: أن هذا لا يسوغ بل قد يقال أنه محدث لأنه لو كان مستحب لشُرع و بُين 0
15 - إذا تخلل اعتكافه جمعة؛ خرج وجوباً للجمعة، واسُتحب عدم التبكير إليها لأنه في عبادة 0
16 - يجوز للنساء الاعتكاف في المساجد بشرط الأمن عليهن ولو خلت في المسجد وحدها؛ فقد اعتكفن أزواج النبي ? بعده ومعه ثبت ذلك في الصحيح 0
17 - يجوز اعتكاف الصبيان المميزين مع أمان تلويث المسجد وترك اللعب فيه لأنها عبادة.
18 - يجوز اعتكاف العبد بإذن سيده 0
19 - إذا أذن الزوج لزوجه واعتكفت ثم بدا له الرجوع عن ذلك، جاز لها الخروج 0
20 - إذا حاضت المعتكفة أو نفِست وجب الخروج 0
21 - هل يجوز اعتكاف المستحاضة؟
الجواب: نعم بشرط أن تأمن تلويث المسجد 0
22 - يشتغل المعتكف بالعبادة من صلاة وتلاوة وذكر وغيرها 0
23 - هل يجوز له تعليم العلم وهو معتكف وإقراء القرآن؟ الصواب جوازه 0
24 - لا يدخل المعتكف فيما لا يعينه بل يشتغل بالعبادة والطاعة فإن فعل لم ينتقض اعتكافه 0
25 - يدخل المعتكف معتكفه بعد صلاة الصبح 0
26 - يجوز للمعتكف أن يحتجز مكاناً في المسجد كحجرة أو زاوية أو نحو ذلك؟ ثبتت الآثار الصحيحة بذلك 0
27 - كل ما هو في حكم المسجد يجوز للمعتكف أن يدخله كساحة المسجد وفناء المسجد وكسطح المسجد وكمنارة المسجد الداخلة فيه ونحو ذلك مما تقدم 0
28 - الحجرة التي في المسجد إن كان لها أبواب فإن كانت الأبواب داخلة في المسجد فحكمها حكم المسجد وإن كانت في الخارج فتعتبر خارج المسجد 0
29 - إن كانت هذه الحجرة لها أبواب شارعة في المسجد وخارج المسجد فالورع و الاحتياط تركها 0
30 - يجوز للمعتكف أن يخرج لما جرت به العادة كقضاء الحاجة من بول وكالطعام و الشراب إذا لم يجد من يحضره إليه، وكالغسل الواجب من الجنابة ونحوها.
31 - هل يجوز للمعتكف أن يتوضأ في المسجد؟
الجواب: جوازه بشرط أمن تلويث المسجد، صحت آثار مرفوعة بذلك.
32 - يجوز للمعتكف الأكل والشرب بما جرت به العادة من غير تلويث 0
33 - هل يجوز للمعتكف طهي الطعام في المسجد؟
الصواب: إذا كان يسيراً فلا بأس ويمنع من دخول البقول الخبيثة كالبصل والثوم والكراث والفجل ونحوه 0
34 - إذا غلب على المعتكف قيء أو خروج دم خرج من المسجد ولا ينقطع اعتكافه.
35 - أجاز بعض العلماء والحفاظ الاشتراط للمعتكف فيما يجوز اشتراطه كعيادة المريض وشهود جنازة ونحوها 0
36 - لا يجوز للمعتكف البيع والشراء 0
37 - يجوز زيارة المعتكف بقدر الحاجة من زوجة وأبن وقريب صح بذلك الحديث عن النبي ?.
38 - إذا فعل المعتكف ما ينافي اعتكافه بطل 0
39 - إذا خرج المعتكف لغير حاجة ولا ضرورة ولا اشتراط بطل اعتكافه 0
40 - يصح للمعتكف أن يُخرج بعض بدنه. صح بذلك الحديث عن النبي ?.
41 - إذا وطئ المعتكف - جامع - فسد اعتكافه بالإجماع 0
42 - إذا قَبَّل المعتكف أو لمس بشهوة هل يبطل اعتكافه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/433)
قولان: بالبطلان وعدمه، والأقرب عدم بطلانه 0
43 - يجوز للمعتكف خياطة ثوبه ورقعه وما جرت به العادة بمثل ذلك لا أن يعمل صنعته في المسجد 0
44 - إذا خرج المعتكف من معتكفه من غير حاجة وهو لا يدري رجع ولم يبطل اعتكافه.
45 - استحب بعض أهل العلم أن يمكث المعتكف في معتكفه حتى يصلي العيد. والتحقيق جواز خروجه قبل ذلك 0
46 - ينتهي وقت الاعتكاف بليلة العيد. فعلى هذا لو أراد الخروج في ليلة العيد جاز له ذلك لأنها ليست من رمضان 0
47 - إذا زارت المعتكف زوجته و احتاج إلى توصيلها إلى دارها خشية عليها؟ جاز ذلك ولم يبطل اعتكافه صح الحديث بذلك لقصة صفية - رضي الله عنها - 0
48 - يقدم الاعتكاف الواجب بالنذر قبل المسنون 0
49 - إذا خرج المعتكف بالنذر الواجب قبل انتهاء مدته وجب عليه قضاؤه 0
50
مسألةعصرية: ما يستعمله الناس اليوم من دخول أجهزة الهاتف ونحوها وهم معتكفون فهل يصلح ذلك؟ الجواب الأولى ترك ذلك والانقطاع والتخلي للعبادة مع جواز أصله.
المسائل المتعلقة بصلاة التراويح:-
1 - أجمعت الأمة على أن التراويح: سنة. وقال بعضهم: سنة مؤكدة. لأن النبي ? فعلها ورغب فيها.
2 - لا أعلم أحداً قال بوجوبها. بمعنى لو تركها لا إثم عليه 0
3 - قالت الرافضة التراويح بدعة ـ وقولهم من أفسد الأقوال 0
4 - سُميت بذلك لأنهم كانوا يستريحون بعد كل 4 ركعات وكانت صلاتهم طويلة جداً حتى كانوا يعتمدون على العصي 0
5 - الأفضل و الموافق للسنة أن تسمى (التراويح) (قيام رمضان) لأنه لم يرد في الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سماها تراويح 0
6 - اختلف السلف في عدد التراويح فقال جماعة هي: 11 وقال جماعة: 13 وقال جماعة: 15 وقال آخرون: 21 وقال آخرون: 25 وقال آخرون: 27 وقال آخرون: 31 وقال آخرون: 39 وقال آخرون: 41 ركعة. والصحيح من هذا كله الموافق للسنة: 11 ركعة لحديث عائشة – رضي الله عنها -في صحيح البخاري وغيره: " ما زاد الرسول ? على إحدى عشرة ركعة لا في رمضان ولا في غيره ". وصح عنه ? في غير رمضان أنه صلى ثلاث عشرة ولا مانع 0
7 - إن قيل: قد ورد عن السلف بالعشرين و السبع عشرة؟ فالجواب: كل حديث مرفوع فيه العدد غير 11 أو 13 حديث لا يصح 0
8 - ثبت عند ابن أبي شيبة بإسناد حسن عن عمر بن الخطاب ? أنه أمرهم أن يقوموا بإحدى عشرة ركعة فوافق الأثر السنة، أما ما روي عن عمر?: أكثر من ذلك فأسانيدها لا تقوم بها حجة 0
9 - هل لو قاموا بأكثر من إحدى عشرة ركعة يقال أنها بدعة؟
الجواب: لا يقال بدعة لورودها عن بعض السلف وقال بها بعض العلماء، وصيانة لهم 0
10 - أجمع العلماء على أن التراويح تُفعل بعد صلاة العشاء 0
11 - استحب العلماء أن تُفعل بعد السنة الراتبة أي سنة العشاء 0
12 - إذا فعلها قبل السنة الراتبة؟ الصحيح صحتها، ومنعها بعض العلماء، والصحيح الأول.
13 - إذا صلى التراويح أو قيام رمضان قبل الفريضة فهل تصح؟
ذهب بعض العلماء: إلى بطلانها وهي رواية في مذهب أحمد –رحمه الله - اختارها بعض أصحابه والقول الثاني: صحتها؛ لكنه خالف السنة 0
14 - إذا دخل من فاتته صلاة العشاء وهم يصلون قيام رمضان (التراويح)؟ جاز له أن يدخل معهم بنية العشاء ويكمل ما بقي له بعد سلام الإمام 0
15 - إذا دخل من فاتته صلاة العشاء وهم في الوتر فهل يدخل معهم؟
الجواب: نعم يدخل معهم ويكمل بعدهم ثلاثاً 0
16 - إن قيل: إنهم سيقنتون فهل يقنت معهم وهي فريضة له؟
الجواب: نعم يقنت معهم، وإذا سلموا قضى ما فاته 0
17 - لو صلوا العشاء والمغرب جمع تقديم في رمضان بسبب مطر مثلاً؟
جاز لهم أن يصلوا التراويح بعدها أي بعد العشاء ويوترون في وقت المغرب وهذه من
الحالات التي يقدم فيها الوتر 0
مسائل متعلقة بالوتر:-
1 - اختلف في وجوب الوتر، والصحيح عدم وجوبه 0
2 - يكره تعمد ترك الوتر لغير سبب شرعي 0
3 - قال الإمام أحمد – رحمه الله -: من تعمد ترك الوتر فهو رجل سوء. وقال ابن تيمية – رحمه الله -: من تعمد ترك الوتر رُدت شهادته 0
4 - أقل الوتر ركعة للأحاديث الصحيحة في ذلك، ويجوز أن يوتر بركعة صح عن عشرة من أصحاب النبي ? منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة ? وغيرهم. وأكثر الوتر كما سمعنا 11 أو 13 ركعة.
5 - اختلفوا في أيهم أفضل الوتر أو التراويح؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/434)
فالمرجح: الوتر وجعل ابن تيمية – رحمه الله - في هذا شبه قاعدة فقال:
(ما اختلف فيه من العبادة كان آكد من غيره) 0
6 - يشرع الدعاء في الوتر، أي ركعة الوتر. لما ثبت عن النبي ? رواه أهل السنن وهو صحيح 0
7 - أجاز بعض الحفاظ أن يقنت قبل الركوع، وبعد الركوع.
قال البغدادي – رحمه الله -: و أحاديث القنوت قبل الركوع كلها معلولة أي: كأنه يريد بعد الركوع 0
8 - يقرأ في ركعة الوتر سورة الإخلاص وهي أحد المواضع التي تقرأ فيها سورة الإخلاص والمواضع التي يقرأ فيها الإخلاص مع الكافرون عدها بعضهم 12 موضع مثل الوتر، وركعتي الفجر، وركعتي بعد المغرب والطواف، أكثرها لا تصح أحاديثها إلا في أحاديث يسيرة 0
9 - خرج ابن ماجه في سننه مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم – " أنه يقرأ في الوتر الإخلاص والفلق والناس ". وهذا الحديث مختلف في صحته، ضعفه يحيى بن معين والإمام أحمد وآخرون، وقواه بعض الحفاظ، وعندي أنه إلى الضعف أقرب 0
10 - يستحب أن يكون الدعاء في الوتر مما ثبت عن النبي ?.
11 - يجوز أن لا يدعو في الوتر أصلاً، بمعنى لو استمر على الترك فلا حرج، أو دعا متواصلاً فلا حرج، أولم يدعُ إلا منتصف الشهر فلا حرج، ورد عن بعض الصحابة – رضي الله عنه -.
12 - إذا أحب المأموم أن يكمل صلاته في بيته؛ فيشفع بركعة بعد سلام الإمام 0
13 - إذا أوتر مع إمامه وأحب أن يصلي من الليل فاختلف السلف في كيفية ذلك؟ فقال بعضهم: يشفع وتره الأول بركعة ثم يصلي ويوتر 0وأنكرت عائشة – رضي الله عنها - هذا الفعل فيما خرجه سعيد بن منصور فقالت:" ذاك الذي يلعب أو يتلاعب في وتره" فكرهت هذه الطريقة. وذهب جماعة: إلى أنه يصلي شفعاً ويكتفي بوتره الأول. وذهب آخرون: إلى أنه يصلي شفعاً ويختم صلاته بالوتر ويلغي وتره الأول بالنية ويحتسب وتره الثاني، وهذا هو مذهب ابن عمر ?، وهو أقرب الأقوال لعموم قوله ?: " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ".
المسائل المتعلقة بليلة القدر:-
1 - الصحيح أن ليلة القدر باقية لم ترفع خلافاً للرافضة المبتدعة 0
2 - اختلف في تعيينها متى تكون؟ على أكثر من 40 قو لاً إلى 46 أو 47 قولاً نذكر شيئاً منها:
وقيل: أنها رُفعت وهو قول ضعيف. وقيل: موجودة لكن لا تعلم مطلقاً 0
وقيل: هي ليلة إحدى وعشرين 0 وقيل: هي ليلة ثلاث وعشرين 0
وقيل: هي ليلة خمس وعشرين، وقيل: تسع وعشرين.
وقيل: إن تم الشهر صارت في الشفع وإن نقص صارت في الوتر.
وقيل: تكون ليلة الأحد دائماً في العشر الأواخر يروي هذا القول
عن أبي الحسن المغربي – رحمه الله – قال: أني تتبعتها طول عمري فوجدتها ليلة الأحد،
ورد هذا القول.
وقيل: في ليلة الجمعة 0
وقيل: في العشر الأوائل. وقيل: الأواسط. وقيل: الأواخر 0
والصحيح: أنها ثابتة باقية وأنها في رمضان وأنها في العشر الأواخر وأنها في أوتاره وأنها أرجى ما تكون ليلة سبع وعشرين. وعندي: أنها في ليلة سبع وعشرين لا غير؛ لأدلة كثيرة وآثار ليس هذا محل بسطها.
3 - أن لها علامات قبلية وبعدية، أكثرها العلامات البعدية، وأكثر الأحاديث الواردة فيها ضعيفة إلا حديث عند مسلم صحيح: "تخرج الشمس صبيحتها لا شعاع لها " 0
4 - يستحب الدعاء في ليلة القدر بما صح عن النبي ?: " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " خرجه الترمذي، وعلمه النبي ? لعائشة – رضي الله عنها - فهو من أفضل وأصح الأحاديث زاد الترمذي في نسخه شاكر " كريم ".
5 - قد أحصينا الأحاديث التي جاءت في ليلة القدر و الآثار بالمتكرر فبلغت 113 حديثاً. التي في الصحيح و السنن والأجزاء والمعاجم فيها الصحيح والحسن والضعيف، والضعيف كثير.
6 - اختار بعض العلماء أن ليلة القدر تنتقل من سنة إلى أخرى. والسبب الحامل على القول بهذا اختلاف الأحاديث و الروايات في ذلك 0
7 - سميت ليلة القدر بذلك: لعظم منزلتها وشرفها، وقيل لتقدير الآجال فيها 0
8 - امتازت ليلة القدر بأشياء:
1 - أن القرآن أنزل فيها 0
2 - تتنزل الملائكة فيها 0
3 - نزول جبريل مع الملائكة 0
4 - أنها سالمة من كل شر وعيب 0
5 - أن منتهاها طلوع الفجر 0
9 - كان النبي ? يعلم أي ليلة هي فنسيها لمصالح شرعية ثبت ذلك في البخاري 0
قوله تعالى ((وما أدراك)): قاعدة عند المحدثين وهي ما قاله سفيان – رحمه الله - فيما رواه البخاري في صحيحه: " كل ما في القرآن (وما أدراك) فهو يعلمه وما في القرآن (وما يدريك) فهو لا يعلمه.
10 - يستحب الاشتغال في ليلة القدر بالدعاء والاستغفار والذكر، واستحب الشافعي – رحمه الله - الإكثار من الدعاء 0
11 - قال الشافعي – رحمه الله – وغيره: ليلة القدر ونهارها سواء ويستحب الاشتغال بالذكر و الدعاء والعبادة0
12 - روي عن أبي هريرة ? أنه قال: الملائكة في الأرض ليلة القدر أكثر من عدد الحصى ((تتنزل الملائكة. . الآية)).
=============== أنتهى ولله الحمد والمنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/435)
ـ[البلقيني]ــــــــ[28 - 10 - 03, 11:08 م]ـ
ملف وورد
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:41 م]ـ
أخي البلقيني وفقه الله
الملف فارغ
ليتك تعيد إدراجه مرة أخرى بصورة صحيحة
جزاك الله خيرا
ـ[علي الكناني]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:01 ص]ـ
الملف فارغ بارك الله فيك
ـ[ abouzied550] ــــــــ[05 - 11 - 03, 01:30 ص]ـ
أخي الكريم / البلقيني.
أحسنت إلي و الي الكثيرين بنشرك هذا الموضوع القيم فعلا.
بارك الله فيك.
و جزاك الله خيرا.
و دائما هكذا أخي أتحفنا بما ينفعنا و المسملين.
دمتم في طاعته سبحانه.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أخوك / أبو زيد.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 10 - 04, 05:43 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظ الله الشيخ الهويسين وبارك في علمه.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[21 - 10 - 04, 01:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[21 - 10 - 04, 02:17 ص]ـ
انفرد أبو هريرة ? بالقول: أن من أصبح وهو جنب أن صومه يفسد لحديث سمعه من النبي ? والصحيح أن هذا الحديث منسوخ. وقيل: قد رجع عن ذلك.
هذا الحديث منسوخ: فهل من التوضيح؟ لأني لا أجد دليلا لذلك في كتاب الناسخ والمنسوخ من الحديث لابن شاهين
فأود أن تزيدوني علما. هل الحديث منسوخ (كما يزعم) أم رجع عنه؟
موراني(22/436)
رُخصَة الفِطر في سَفر رَمَضَانَ وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنَ الآَثَارِ (الحلقة 1)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[28 - 10 - 03, 08:50 ص]ـ
لفضيلة الدكتور أحمد طه ريان
الأستاذ المساعد بكلية الحديث
المصدر: مجلة الجامعة الإسلامية العدد: (49)
تقديم:
الحمد لله رب العالمين، وسعت رحمته كل شيء من خلقه، وتجلت رأفته لأهل طاعته ومحبته، حيث وفقهم لعبادته، ثم أحسن إليهم بقبولها، وأجزل لهم المثوبة عليها، ففازوا بالسعادتين نعمة الطاعة في الدنيا، ونعمة الرضا والتكريم في دار النعيم، والصلاة والسلام على الرسول الأمين، سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فإننا سنعرض في هذا التقديم -بإيجاز- لبيان أهمية هذا البحث ثم لدور السنة فيه، ثم بعد ذلك نعالج موضوع البحث في ثلاثة أصول، يشتمل كل منها على عدة مطالب، نتناول في الفصل الأول: رخصة الفطر في السفر، مبيناً كل جوانبها الهامة، ثم نتناول في الفصل الثاني: كيفية العمل بهذه الرخصة من بداية السفر إلى نهايته، وبعد ذلك نتناول في الفصل الثالث: بيان أهم الآثار المترتبة على الآخذ بهذه الرخصة، ثم نختم البحث بذكر أهم النتائج التي أمكن الوصول إليها من خلال هذا البحث، فتقول: وبالله التوفيق.
أهمية هذا البحث:
تتبين أهمية هذا البحث من خلال ارتباطه بالأمور الثلاثة الآتية:
الأمر الأول:
إنه يتناول بالتفصيل رخصة الفطر في السفر باعتبارها تطبيقاً جزئياً لقاعدة هامة من قواعد الشريعة الإسلامية، ألا وهي قاعدة رفع الحرج، تلك القاعدة التي تعتبر من الحصون المنيعة التي أقامها رب العزة تبارك وتعالى للدفاع عن الشريعة الإسلامية ضد أعدائها الرامين لها بكثرة التكاليف وشدتها، كما أنها من جملة البراهين الساطعة الدالة على سماحة تعاليم الإسلام ويسرها، ومناسبتها لكل الظروف والأحوال، لذلك كانت هذه القاعدة وما تشتمل عليه من تطبيقات جديرة بأن يسجلها القرآن الكريم في كثير من آياته، مثل قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} (البقرة/286)، وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج/78)، وقوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة/185)، وقوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ} (النساء/101) وقوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} (النساء/179).
الأمر الثاني:
إن هذا البحث يتناول أهم الأحكام المتصلة بجانب حيوي من جوانب الحياة الإنسانية، وهو السفر، وهو جانب لا يمكن الاستغناء عنه، وكيف يمكن الاستغناء عنه وقد جعله الإسلام واجباً في كثير من التشريعات العملية، فالحج فريضة على كل مسلم مستطيع، ولا يمكن تأديته لأكثر المسلمين إلا بالسفر، والوسيلة إلى تحقيق الواجب واجبة، ويقال هذا أيضا في الجهاد لمن تعين عليه.
كما أن السفر ضرورة من ضرورات الحياة، إذ هو الوسيلة لتنمية التجارات، وتشغيل الصناعات، وطلب العلوم والمعارف، كما أنه من أهم الوسائل الموصلة إلى العلم بالله والتعرف على آياته، {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ .. } (العنكبوت/20).
ومع ضرورته ولزومه، فإنه لا يمكن فصله أو تجريده من المشقات التي تصاحبه في كل مرحلة من مراحله، من بدء التفكير فيه إلى الانتهاء منه، لذلك منَّ الله على الخلق بتهيئة السبل والوسائل التي تيسر لهم تحقيق غايتهم منه، قال تعالى: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (النحل/7).
فلولا ما اقتضته رحمته تعالى بخلقه ورأفته بهم، من شرعية هذه التيسيرات –المتمثلة في رخصتي الفطر والقصر وما يتعلق بهما- لقعد المسلمون عن السفر، وتعطلت كثير من الفرائض، وكسدت التجارات وجمدت العقول.
ثم يأتي الأمر الثالث:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/437)
والذي يمسس هذا البحث جانباً هاماً منه وهو الصوم، تلك الشعيرة الربانية، والعبادة الصمدانية، التي أضافها الرب تبارك وتعالى إلى نفسه تعظيماً لها، وتشريفاً لفاعلها، ووعد المتصفين بها، بأنه سيتولى مثوبتهم بنفسه، ولن يوكل أمرهم إلى أحد من ملائكته.
فهذه العناية الإلهية بأمر الصوم والصائمين، تلزم أهل العلم -كل على قدر طاقته- أن يعطوا هذه الفريضة ما تستحقه من اهتمام سواء بإيضاح ما تنطوي عليه من أسرار عظيمة، أو ببيان ما تشتمل عليه من أحكام جزئية، أو مسائل فرعية.
لذلك كله وغيره كان هذا الموضوع جديراً بما يبذل فيه من جهد أو ينفق فيه من وقت، ونسأله سبحانه أن يجعله عملاً خالصاً لوجهه الكريم، وأن يوفقنا إلى تحقيق الغاية المرجوة منه وأن ينفع المسلمين به.
دور السنة في هذه الرخصة:
تعتبر آية البقرة: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} الآية، هي الأصل الأصيل لهذه الرخصة، ولم يقتصر دورها على التأصيل والتأسيس، بل إننا سنرى ضوؤها يشع في كثير من الفروع والآثار التي انبثقت عنها أو ترتبت عليها.
أما دور السنة في هذه الرخصة، فقد كان في أكثر الأحايين هو التبيين والتوضيح لما أجملته الآية السابقة من قواعد وأحكام، كبيان المراد من السفر الذي يباح فيه القصر أو الفطر، أو دور التقييد والتخصيص لما جاء مطلقاً أو عاماً من الفروع والجزئيات، كتحديد بداية العمل بالرخصة ونهايته.
كما أننا سنجد أنها قامت بدور التأكيد لما أفادته الآية، فقد جاء في حديث حمزة ابن عمرو الأسلمي حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيام في السفر قال: "هي رخصة من الله" [1]، وهو نفس المعنى المستفاد من الآية السابقة.
وأخيرا فإننا سنجد أنها قامت بدور التأسيس أو الإنشاء لأحكام لم تستفد من الآية كتحديد المدة التي إذا أجمع المسافر على إقامتها في مكان ما من سفره، فإن حكم السفر يرتفع عنه.
لذلك كان دخول هذا البحث ضمن نطاق فقه السنة أولى من دخوله في مجال فقه الكتاب العزيز، إذ هي تشمل ما جاء في الكتاب الكريم وزيادة.
الفصل الأول: رخصة الفطر في السفر
معنى الرخصة لغة وشرعا:
يقال رخص له في الأمر، أذن له فيه بعد النهي عنه، والاسم: الرخصة والرخصة -بتسكين الخاء وضمها- والرخصة- ترخيص الله للعبد في أشياء خففها عنه [2].
ومن هنا أطلق الفقهاء لفظ الرخصة على كل معنى خاص -روعي في تشريعه التخفيف سبب ما- إذا ما كان هذا المعنى مستثنى من حكم عام، وذلك كإباحة الفطر في السفر بسبب المشقة، وهذا الأمر مستثنى من الحكم العام، وهو وجوب الصوم على كل مسلم بالغ صحيح مقيم.
وعلى هذا فالرخصة شرعاً مستعملة في نفس المعنى اللغوي التي وضعت له.
معنى السفر لغة وشرعا:
السفر -بفتح السين والفاء- يطلق في اللغة على عدة معان، من بينها: الكشف والذهاب والسعي بالإصلاح، يقال: سفر شعره: استأصله وكشف عن رأسه، وسفرت الريح التراب والورق كنسته وذهبت به كل مذهب، وسفرت المرأة وجهها إذا كشفت النقاب عنه، وسفرت بين القوم أي سعيت بينهم بالإصلاح، ومنه قول علي لعثمان رضي الله عنهما: إن الناس قد استسفروني بينك وبينهم، والجمع أسفار وسافرة وسفر وسفار، وفي الحديث: "صلوا أربعا فإنا قوم سفر" [3] والرجل المسفر كثير الأسفار القوي عليها، والأنثى مسفرة، وقد اشتق لفظ السفر المستعمل في لسان الشرع، وهو الضرب في الأرض من هذا المعنى.
وقد ربط الأزهري بين المعنى اللغوي والشرعي للسفر بقوله: لكشفه قناع الكن عن وجهه، ومنازل الحضر عن مكانه، ومنازل الخفض عن نفسه: وبروزه إلى الأرض الفضاء ... ولأنه يسفر عن وجزه المسافرين وأخلاقهم فيظهر ما كان خافياً منها [4].
المطلب الأول: الفطر في السفر رخصة عامة
يرى جمهور أهل العلم أن الفطر في السفر رخصة عامة، سواء حضر المسلم بداية الشهر مقيماً أو مسافراً، وقد نقل هذا القول عن مالك وأبي حنيفة والشافعي والثوري والأوزاعي وأحمد، والعلماء كافة ما عدا بعض التابعين.
وقد استندل الجمهور فيما ذهبوا إليه على ما يلي:
1 - قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} الآية، وجه الدلالة: أن الله سبحانه وتعالى: قد أعطى الإذن في الفطر لكل مريض أو مسافر على أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/438)
2 - ما روي عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال: "يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه" [5]. وجه الدلالة: قوله صلى الله عليه وسلم هي رخصة .. إلى آخره. يفيد العموم، لأن الشأن في الرخصة العموم، كما أنه عبر "بمن" المفيدة للعموم في جانب المستفيدين بالرخصة.
3 - عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "خرج إلى مكة في رمضان فصام، حتى بلغ الكديد أفطر فأفطر الناس" [6].
وجه الدلالة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة خلال شهر رمضان، أي بعد أن استهل عليه الشهر وهو مقيم صائم بالمدينة المنورة، ومع ذلك أفطر في بعض مراحل سفره.
المخالفون ووجهتهم:
نقل عن أبي مجلز التابعي أن من أدركه الشهر مقيماً فعليه أن يتمه مقيماً صائماً، ولا يسافر في أثنائه، فإنه إن سافر لزمه الصوم وحرم عليه الفطر [7].
وما نقله عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني -بفتح العين-: من سافر في رمضان وكان قد صام أوله مقيما فليصم آخره، ألا تسمع أن الله يقول: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة/185).
كما نقل هذا القول أيضا عن سويد بن غفلة [8].
وما نقله عبد الرزاق عن معمر عن أيوب، أن أم ذر دخلت على عائشة تسلم عليها وذلك في رمضان فقالت لها عائشة: "أتسافرين في رمضان؟ ما أحب أن أسافر في رمضان، ولو أدركني وأنا مسافرة لأقمت" [9].
وما نقله أيضا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال علي رضي الله عنه: "لا أرى الصوم عليه -أي على من بدأه مقيماً صائماُ- إلا واجباً قال الله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [10].
وقد نقل البيهقي الأثر السابق عن عبيدة السلماني بسنده .. إلى أبي البختري بنفس اللفظ السابق تقريباً إلا أنه عقبه بقول أبي البختري: قال ابن عباس -وكان أفقه منا- من شاء صام ومن شاء أفطر [11].
وقد حرصت على نقل أسماء القائلين بهذا الرأي مع ذكر وجهتهم بالسند الصحيح إليهم، لأن ما ذكر عن هذا الرأي وعن القائلين به ووجهتهم لم يكن محققاً، ولنأخذ على سبيل المثال ما ذكره صاحب الفتح نقلاً عن ابن المنذر "روي عن علي بإسناد ضعيف، وقال به عبيدة بن عمرو وأبو مجلز وغيرهما، ونقله النووي، عن أبي مجلز وحده" [12].
واضح من رجال السند إلى علي رضي الله عنهم أنهم ثقات: فقد قال الحافظ ابن حجر في كل من معمر وقتادة: إنه ثقة ثبت [13] وأما عبد الرزاق صاحب المصنف فهو معروف. وقد قال فيه ابن حجر: إنه ثقة حافظ [14]. كما أن النووي لم يقتصر في نقله عن أبي مجلز وحده، بل نقله أيضاً عن أبي عبيدة السلماني وسويد بن غفلة كما أشرنا إلى ذلك فيما سبق.
ويتلخص مستند هذا الفريق في الاستدلال بقوله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}. ووجه الدلالة، أن من شهد الشهر حاضراً مقيماً وجب عليه صومه، ولفظ الشهر يطلق على الكل وعلى البعض، فيكون المعنى، فمن شهد منكم الشهر -كله أو بعضه- حاضراً مقيماً صائماً فإنه يجب عليه تكملة صيامه سواء أكمله حاضراً أم مسافراً.
ولكن الجمهور: يرون أن المعنى أن من أدرك الشهر أي حضره كله حاضراً غير مسافر وجب عليه صومه. وأما المسافر فله حكم آخر جاء به في الجزء التالي في الآية، وهو قوله تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} الآية [15].
ولكني أرى -والله أعلم- أن المعنى: أن كل من شهد الشهر وجب عليه صومه سواء شهده مقيماً أو مسافراً، صحيحاً أو مريضاً، ثم استثنى الله سبحانه وتعالى من هذا العموم المريض والمسافر واختصهما بحكم خاص بهما، وهو إباحة الفطر لمن شاء منهما على أن يقضيه بعد ذلك في أيام أخر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/439)
وهذا المعنى وإن كان يتفق مع المعنى الذي قصده الجمهور. لكنه يختلف عنه من حيث الدلالة فإن الآية على تقدير الجمهور: نزلت بحكمين مختلفين كل جزء منها نزل بحكم خاص منقطع الصلة عن الجزء الآخر، الجزء الأول نزل بحكمٍ للمقيم والصحيح، والجزء الآخر نزل بحكمٍ للمسافر والمريض. مع أن لفظ (من) في قوله تعالى {فَمَنْ شَهِدَ} يفيد العموم، و (شهد الشهر) بمعنى حضره أي أدركه، وكل حي موجود يدرك هذا الشهر لا فرق بين مقيم ومسافر وصحيح ومريض، فمن أين لهم قصر معنى (من) على بعض الأفراد وهم المقيمون دون غيرهم ممن أدرك الشهر.
ويمكن أن يعتذر لهم بأنهم لجأوا إلى هذا التقدير ليتفقوا مع ما قاله أهل اللغة في الآية، فقد جاء في لسان العرب: تعليقاً على الآية السابقة: "معناه: من شهد منكم المصر في الشهر -لا يكون إلا ذلك [16]- لأن الشهر يشهده كل حي فيه، قال الفراء: الشهر نصب بنزع الصفة ولم ينصب بوقوع الفعل عليه، المعنى: فمن شهد منك في الشهر أي كان حاضراً غير غائب في سفرة" [17] والتكلف هنا ظاهر.
أما على تقدير: بأن كل من شهد الشهر وجب عليه صومه إلا المسافر والمريض فقد رخص لهما في فطره، فهو متفق مع سياق المعنى في الآية، وربما يعترض على هذا التقدير: بالصبي والمجنون ونحوهما من غير المكلفين إذ هم يشهدون الشهر، ومع ذلك لا يجب عليهم صومه، فيجاب عن ذلك: بأن أمثال هؤلاء يخرجون من الوجوب بنصوص أخرى، مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: "رفع القلم عن ثلاثة، عن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ" وغيره.
وعلى فرض أن الآية تحتمل التأويلين، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين المراد منها بفعله في غزوة الفتح، إذ صام أول الشهر بالمدينة، وخرج منها صائماً حتى بلغ الكديد ثم أفطر، قال الزهري -في رواية أخرى لحديث ابن عباس السابق-: "فصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان" [18].
وفي حديث آخر عن أبي سعيد الخدري -ولعله في غزوة بدر- قال: "غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم" [19].
وفعله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح -وكانت في العام الثامن من الهجرة- يعتبر من التشريعات المحكمة لما جاء في حديث ابن عباس السابق -في رواية ثالثة له-: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر، قال وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره" [20].
فهذه الأحاديث الواردة في محل النزاع تقطع كل احتمال يتوهمه البعض من الآية وترفع كل لبسة قد يحوم حول دلالتها على عموم الرخصة، سواء لمن شهد بداية الشهر مقيماً أو مسافراً فقد قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر/7)، وقال جل من قائل: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (النحل/44).
لذلك كان هذا هو الرأي المختار والله أعلم.
أما ما نقل عن علي رضي الله عنه من القول بوجوب إتمام الشهر صائماً فلعله كان اجتهاداً منه, ومعلوم أن النص الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً أو فعلاً أقوى من اجتهاد الصحابي مهما كان قدره.
ومما يقوي أنه كان اجتهاداً منه، إشارته للآية بعد قوله بالوجوب مما يدل على أن ذلك كان استنباطاً منه للحكم من نص الآية. وقد قلنا: إن الآية وإن كان فيها احتمال لكن السنة قد رفعت عنها هذا الاحتمال.
أما ما نقل عن السيدة عائشة رضي الله عنها من كراهتها للسفر في رمضان، فلما في صومه من عظيم الثواب، وما في قيام ليله من المغفرة والرحمة فالمسافر وإن رخص له في الفطر، لكنه سيفوته ثواب الصيام في نفس الشهر، وسيفوته قيام ليله المؤدي للمغفرة والرحمة، مما ينبغي الحرص عليه.
وهذا في حق من كان يمكنه تأجيل سفره، أما من كان لا يمكنه، وكان التأجيل سيترتب عليه ضرر كبير على المسلم في أهله أو ماله، فليس هناك ما يمنعه، وما قلناه في حق علي رضي الله عنه، يقال فيما نقل عن عبيدة السلماني وغيره من التابعين رضي الله تعالى عنهم.
الدستور الأساسي
قال الفيلسوف (جيبون):
القرآن مسلم به من حدود الأقيانوس إلى نهر الفانك بأنه الدستور الأساسي. ليس لأصول الدين فحسب بل للأحكام الجنائية والمدنية والشرائع التي عليها مدار نظام المجتمع الإنساني وترتيب شؤونه.
<<<< يتبع >>>>
=====================
الهوامش
[1] صحيح مسلم ج1 ص 145 دار التحرير- القاهرة.
[2] لسان العرب ج 8 ص 306 مصورة من طبعة بولاق. مادة رخص.
[3] لسان العرب ج 6 ص 31 مادة سفر.
[4] (والكن: الستر والوقاية، والخفض: الدعة والراحة والاطمئنان).
[5] صحيح مسلم ج 3 ص 145 دار التحرير. القاهرة.
[6] صحيح البخاري ج 11 ص 45 مع شرحه عمدة القاري. دار الفكر ببيرو.
والكديد: بفتح الكاف وكسر الدال الأولى: موضع بينه، وبين المدينة سبع مراحل أو نحوها وبينه وبين مكة نحو مرحلتين.
[7] المجموع ج 6 ص 216 - مطبعة المدني بالقاهرة.
[8] المجموع ج 6 ص 216.
[9] المصنف ج 4 ص 270 الطبعة الأولى. المكتب الإسلامي ببيروت.
[10] المصنف ج 4 ص 269.
[11] السنن الكبرى ج 4 ص 246 - دار الفكر.
[12] فتح الباري ج 5 ص 83 مطبعة مصطفى الحلبي.
[13] تقريب التهذيب ج 2 ص123، 266 دار المعرفة ببيروت.
[14] تقريب التهذيب ج 1 ص 505.
[15] تفسير فتح القدير للشوكاني ج1 ص182 درا المعرفة ببيروت.
[16] الإشارة إلى المعنى الذي قدره.
[17] لسان العرب ج4 ص227 مادة شهد.
[18] صحيح مسلم ج3 ص141 دار التحرير ـ القاهرة.
[19] صحيح مسلم ج3 ص142.
[20] مسلم ج3 ص140.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/440)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:32 ص]ـ
مجلة الجامعة الإسلامية.
العدد: (50 - 51)
(المطلب الثاني): في بيان مقدار المسافة في السفر المرخص فيه بالفطر:
اختلفت النقول عن السلف رضي اللّه تعالى عنهم، في تحديد المسافة التي يباح الفطر فيها لمن أراد قطعها أو تجاوزها، اختلافا كثيراً، فقد نقل عن دحية بن خليفة «أنه خرج من قرية بدمشق إلى قرية عقبة من الفسطاط [1] وذلك ثلاثة أميال في رمضان، ثم أنه أفطر وأفطر معه أناس، فكره ذلك آخرون، فلما رجع إلى قريته، قال: واللّه قد رأيت أمرا ما كنت أظن أني أراه، إن قوما رغبوا عن هدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك [2].
ونقل ابن حزم بسنده إلى اللجلاج قال: كنا نسافر مع عمر بن الخطاب ثلاثة أميال فيتجوز في الصلاة ويفطر ويقصر [3]. كما نقل بسنده إلى وكيع عن مسعد بن كدام عن محارب بن دثار قال سمعت ابن عمر يقول: إني لأسافر الساعة من النهار فأقصر [4] وأيضا بما رواه بسنده إلى سحيم عن ابن عمر: لو خرجت ميلا لقصرت الصلاة [5].
كما روى بسنده إلى يزيد بن أبي حبيب، أن كليب بن ذهيل الحضرمي أخبره أن عبيد بن جبر، قال كنت مع أبا بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى اللّه عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في رمضان فرفع- وفي رواية: فدفع- ثم قرب غذاءه، قال اقترب، فقلت: ألست ترى البيوت؟ فقال: أترغب عن سنة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ فأكل، ثم قال ابن حزم: «والروايات في هذا كثيرة» [6].
ونقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قصر الصلاة في سفره إلى ذي الحليفة- وهى على ستة أميال من المدينة- ونسب ذلك إلى إقتدائه بالنبي صلى اللّه عليه وسلم، فقد قال جبير بن نفير «خرجت مع شرحبيل بن السمط إلى قرية على رأس سبعة عشر أو ثمانية عشر ميلا، فصلى ركعتين فقلت له: فقال رأيت عمر صلى بذي الحليفة ركعتين، فقلت له، فقال: إنما أفعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل» [7].
وروى مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر قصر الصلاة إلى خيبر [8]، كما روى مالك عن نافع عن ابن عمر أنه قصر الصلاة إلى خيبر. وقال: هذه ثلاث قواصد يعنى ثلاث ليال [9]، وروى نافع عن سالم بن عبد الله أن أباه عبد الله بن عمر: ركب إلى ذات النصب فقصر الصلاة في مسيره ذلك، قال مالك وبين ذات النصب والمدينة أربعة برد [10].
كما روى مالك عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه أنه ركب إلى ريم فقصر الصلاة في مسير ذلك، قال مالك: وذلك نحو من أربعة برد [11]، وقررت هذه المسافة في المصنف لعبد الرزاق بمقدار ثلاثين ميلا [12]، ولكن ابن عبد البر قد رجح تقدير مالك بكونها أربعة برد، يعني أنها ثمانية وأربعون ميلا [13].
وعن مالك بلغه: أن عبد الله بن عباس كان يقوله: تقصر الصلاة في مثل ما بين مكة والطائف، وفي مثل ما بين مكة وجدة، وفي مثل ما بين مكة وعسفان، قال مالك: وذلك أربعة برد [14].
وقد روى الشافعي عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أنه سئل: أتقصر إلى عرفة؟ فقال: لا ولكن إلى عسفان وإلى جدة وإلى الطائف، وزاد في المصنف فإن قدمت على أهل لك أو على ماشية فأتم الصلاة [15].
وروى مالك عن نافع أنه كان يسافر مع ابن عمر البريد فلا يقصر الصلاة [16]، وعن عطاء بن أبي رباح أن عبد اللّه بن عمر وعبد اللّه بن عباس رضي الله عنهما كانا يصليان ركعتين ركعتين ويفطران في أربعة برد فما فوق ذلك [17].
تعليقات هامة حول هذه النقول عن السلف رضى اللّه عنهم:
(أ) يتبين من هذه النقول لأول وهلة أن مسألة تحديد المسافة، التي هي مناط الرخصة في القصر والفطر، ليست سهلة كما يظن بعض أهل العلم من المعاصرين، بل هي مسألة قد تباينت فيها آراء السلف تباينا كبيرا، فقد ترواحت تقديراتهم من ثلاثة أميال إلى مسيرة ثلاثة أيام كما أوضحتها هذه النقول:-
(ب) إن تحديد هذه المسافة هي مناط الرخصة في القصر والفطر، فما يصلح دليلا لقصر الصلاة يصير تلقائيا دليلا على تحقق رخصة الفطر في السفر، فقد قال عطاء: تفطر إذا قصرت وتصوم إذا أوفيت الصلاة [18].
كما صرح بذلك كثير من أهل العلم [19].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/441)
(جـ) كثرة هذه الآراء في تحديد مسافة الفطر في السفر تشير بوضوح إلى أنه لم يرد دليل صريح من السنة يحدد هذه المسافة التي تناط فيها الرخصة، وكل ما ورد في ذلك، أمران:
أولهما: ما ورد في غزوة الفتح من حديث جابر بن عبد الله رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كُراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال:" أولئك العصاة أولئك العصاة " [20].
قال القاضي عياض: اختلفت الروايات في الموضع الذي أفطر صلى الله عليه وسلم فيه، والكل في قضية واحدة، وكلها متقاربة، والجميع من عمل عسفان [21]. يشير القاضي عياض إلى رواية ابن عباس السابقة والتي تفيد أنه أفطر بالكديد. وهذه الرواية التي تنص على أنه أفطر بكراع الغميم وغير ذلك من الروايات، إلا أن هذه الاختلافات لا تأثير لها على الحكم؛ لأن هذه المواضع كلها كما قالت القاضي عياض: من عمل عسفان، وعسفان على سبعة مراحل من المدينة المنورة، وقد ظل صلى الله عليه وسلم صائما منذ خروجه من المدينة حتى أفطر قرب عسفان، ولا يمكن أن تعتبر هذه المسافة هي مناط الرخصة؛ لعدم وجود ما يدل على نفي الفطر فيما دونها، ولما ثبت أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قد عمل بالرخصة في الصلاة عند وصوله إلى ذي الحليفة، خارجا من المدينة، ومقدار المسافة التي تناط بها الرخصة في الصلاة والصوم واحدة.
الأمر الثاني: ما ورد من حديث أنس رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ (شعبة الشاك) صلى ركعتين" [22]. وقد فهم منه أكثر العلماء: على أن هذه المسافة هي ابتداء العمل بالرخصة يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من المدينة إلى سفر بعيد كان يبدأ القصر للصلاة بعد مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ من المدينة [23]، وسيأتي لهذا الحديث مزيد بيان أثناء الكلام على رأي الظاهرية في تحديد مسافة القصر. إن شاء اللّه.
(د) بناء على ما سبق يمكن القول: أن الاجتهاد من الصحابة رضي اللّه عنهم كان له مجال في تحديد هذه المسافة التي تناط بها الرخصة، فمنهم من اعتمد على عموم لفظ السفر في الآية فأجاز الأخذ بالرخصة مطلقا، ومنهم من أخذ ببيان المراد من السفر من وقائع أخرى: مثل قوله صلى اللّه عليه وسلم في حديث أبي هريرة وبن عمر رضي الله عنهم: "لا يحل لامرأة تؤمن باللّه واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم" [24]، فاعتبر مسيرة اليوم والليلة، هي التي يطلق عليها اسم السفر التي تناط به الرخصة وهكذا.
(هـ) اختلاف السلف على هذا النحو المتقدم انعكس أثره على مواقف أهل العلم من الأئمة المجتهدين فيما بعد والذي سنبينه فيما يلي:-
مواقف أهل العلم من تحديد المسافة التي تناط بها الرخصة وأدلتهم:
الأول: موقف ابن حزم الظاهري:
يرى ابن حزم: أن من سافر ميلا أو تجاوزه أو قاربه، فإنه يجب عليه الفطر، وقد بطل صومه بمجرد بلوغه نهاية الميل [25].
وقد استند إلى إطلاق لفظ السفر في الآية ... {وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}، وعدم وجود ما يدل على تحديد للمعنى المراد من لفظ السفر الوارد في السنة المطهرة، وكل ما يستفاد من حديث ابن عباس وحديث جابر في غزوة الفتح- وقد سبقت الإشارة إليهما قريبا- وحديث أنس المتقدم: هو جواز القصر في هذه المسافات. وليس في هذه الأحاديث، ولا في غيرها ما يفيد المنع من الفطر أو القصر في أقل من هذه المسافات، وقد جاءت في التحديد روايات مختلفة عن الصحابة رضي الله عنهم ليس بعضها أولى من بعض [26].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/442)
ويناقش مستند ابن حزم هذا، بأن لفظ السفر وإن جاء مطلقا في الكتاب الكريم، وفي السنة المطهرة، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح المراد منه، في منعه المرأة من السفر بدون زوج أو محرم ثلاثة أيام، حسب ما جاء في روايات أبي هريرة السابق، فعلم من ذلك أن أدنى المسافة التي يطلق عليها لفظ السفر، هي مسيرة هذه المدة من الزمن. وقد فهم كثير من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم هذا المعنى، فقد روى عبد الرزاق عن إسرائيل عن إبراهيم بن عبد الأعلى، قال: سمعت سويد بن غفلة يقول: إذا سافرتَ ثلاثا فاقصر الصلاة [27].
كما روى عن معمر عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: كنت مع حذيفة بالمدائن فاستأذنت أن آتى أهلي بالكوفة فأذن .. وشرط على ألا أفطر، ولا أصلى ركعتين حتى أرجع إليه [28].
وعن مجاهد أن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: إذا سافرتَ يوما إلى العشاء فأتم الصلاة. فان زدت فأقصر [29].
وما يضعف قول ابن حزم رحمه الله: أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى قباء والى أحد وإلى بني سلمة وإلى غير ذلك من المواضع حول المدينة، وكل هذه الأماكن على مسافة تزيد كثيرا عن الميل، ولم يثبت عنه أنه قصر الصلاة أو أفطر في رمضان حينما كان يخرج إلى أي من هذه الأماكن.
كما أن الصحابة رضي الله عنهم كانت لهم مزارع في الجرف والعقيق والغابة وغيرها، بل كان بعضهم يسكن الجرف والعوالي بل وذا الحليفة ولم يصل إلى علمي أن أحدا منهم قصر الصلاة أو أفطر حينما كان يأتي إلى المدينة.
الثاني: موقف الظاهرية: يرى الظاهرية- ما عدا ابن حزم- أن المسافة التي تتحقق بها الرخصة في الفطر والقصر، مقدارها ثلاثة أميال [30].
وقد استدل لهم بحديث أنس رضي اللّه عنه: "كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ صلى ركعتين" شعبة الشاك [31]
ومما رواه عبد الرزاق بسنده إلى أبي سعيد رضي الله عنه، قال: "كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سار فرسخا نزل يقصر الصلاة" [32]
ولعل حديث أبي سعيد قد بين المراد من أحد التقديرين اللذين تردد بينهما شعبة ورجح بأن المسافة التي كان يحدث فيها القصر، هي ثلاثة أميال؛ لأن الفرسخ الوارد في حديث أبي سعيد، مقداره ثلاثة أميال.
وهذا المستند وإن كان قويا، لأنه نص صحيح صريح في الموضوع إلا أن المناقشة التي أشرنا إليها من قبل- والتي تتلخص في أن هذا المقدار كان بداية العمل بالرخصة. أي أنه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا بدأ سفرا بعيدا ابتدأ القصر بعد مسيرة ثلاثة أميال- تقلل من شأن الاستدلال به، وتجعل الاعتماد عليه في القول بهذا التقدير، محل نظر.
وقد استبعد الحافظ ابن حجر هذا الاحتمال الوارد في المناقشة السابقة. وقوى هذا البعد بما جاء عند البيهقي، عن يحي بن يزيد الهنائي: قال سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة وكنت أخرج إلى الكوفة- يعنى من البصرة- فأصلى ركعتين حتى أرجع، فقال أنس، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج ... الحديث [33].
يشير الحافظ بذكر هذا السياق: إلى أن أنس كان يقصد أن القصر كان يحدث ولو كان السفر قصيرا كثلاثة أميال.
لكن مع ذلك: فالاحتمال ما زال واردا، إذ يحتمل أن أنسا يريد من الرجل ألا يبدأ القصر إلا بعد ثلاثة أميال من المكان الذي خرج منه. ولم يرد ببيان مقدار مسافة القصر.
ومما يقوى هذا الاحتمال -في نظري على الأقل- ما روى عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: "صليت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا وصليت معه العصر بذل الحليفة ركعتين وكان خرج مسافرا" [34].
وعند البخاري بلفظ "صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا وبذي الحليفة ركعتين، ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة فلما ركب راحلته واستوت به أهل" [35]. أي أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم كان يبدأ القصر عملا بالرخصة حينما كان يصل إلى ذي الحليفة وهو في طريقه إلى مكة. ومعلوم أن ذا الحليفة على بعد فرسخين أو ثلاثة من المدينة.
وما رواه عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني ابن المنكدر عن أنس بن مالك "أنه صلى مع النبي صلى اللّه عليه وسلم بالمدينة الظهر أربعا وصليت معه بذي الحليفة العصر ركعتين والنبي صلى اللّه عليه وسلم يريد مكة" [36].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/443)
لذلك أرى- واللّه أعلم- أن مقدار الثلاثة أميال أو الثلاثة فراسخ الواردة في حديث أنس هي بداية القصر وليست هي مقدار المسافة التي تناط بها الرخصة، وإنما حديث أنس المشتمل على بيان هذا المقدار، وإن ورد مطلقا عند مسلم، لكنه جاء مقيدا عند البخاري وغيره، بأن ذلك كان بداية القصر أو بداية العمل بالرخصة.
الثالث: موقف الأوزاعي ومالك: نقل عن الأوزاعي ومالك، أن حدّ المسافة التي يباح فيها الفطر وتقصر فيها الصلاة، تقدر بمسيرة يوم وليلة، وهو اختيار البخاري، حيث ذكر بعد ترجمته للباب بقوله: باب: في كم يقصر الصلاة- وسمى النبي صلى اللّه عليه وسلم السفر يوما وليلة [37].
ومستند هذا الرأي هو حديث أبي هريرة رضى اللّه عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لامرأة تؤمن باللّه واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حرمة" [38] حيت أطلق صلى الله عليه وسلم السفر على مسيرة يوم وليلة وبمعنى أوضح: أن لفظ السفر وإِن جاء مجملا في الآية وبعض الأحاديث النبوية، إلا أن هذا الحديث وما ورد في معناه يعتبر مفسرا له.
ولم ينقل عن الأوزاعي تحديداً لمسيرة اليوم والليلة بالأميال أو بالفراسخ، كما أنه لم يوضح فيه كيفية السير، هل هي بالإبل المثقلة، أو بالأقدام أو بغير ذلك.
وقد قدر مالك مسيرة اليوم والليلة أو اليوم التام -كما يسميه-: بأربعة برد، وقد قيد بعض علماء المالكية كابن المواز وغيره هذا التقدير بأن مسيرة اليوم التام: أيضا تقدر بأربعة برد، إذا كان ذلك في وقت الصيف وكان، لسير جادا [39].
وقد نقل عن مالك بعد ذلك، أنه ترك التحديد بمسيرة اليوم التام وتمسك بتحديد المسافة بأربعة برد، فقد سئل عن الرجل يخرج إلى ضيعته على ليلتين أيقصر صلاة؟ قال: نعم، وأبين من ذلك، البرد والفراسخ و الأميال، على كم ضيعته منه من ميل أو فرسخ؟ فقال: على خمسة عشر فرسخا فذلك خمسة وأربعون ميلا، فقال: نعم أرى أن تقصر الصلاة إلى مسيرة ذلك [40].
والحقيقة أن مالكاً قد أخذ هذا التقدير مما نقل عن ابن عباس وابن عمر رضي اللّه عنهم، فقد قال البخاري في صحيحه- تعليقا بصيغة الجزم- (وكان ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم يقصران ويفطران في أربعة برد وهى ستة عشر فرسخا) [41] وقد أخرج البيهقى هذا الأثر موصولا عن عطاء بن أبي رباح أن عبد اللِّه بن عمر وعبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهم كانا يصليان ركعتين ركعتين ويفطران في أربعة برد فما فوق ذلك [42] ويناقش مستند هذا الفريق بما يلي:
أولا: أنا الاستدلال بحديث أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم في هذا الموضع لا يتم، لأن هذا الحديث وارد في حق المرأة إذا عزمت على السفر مسيرة يوم وليلة، فإنه لا يحق لها الشروع في ذلك إلا إذا صحبها زوجها أو محرم. بينما المستدل عليه هو تحديد مسافة السفر الذي شرع فيه القصر أو الفطرة وشتان بين الأمرين، فخروج المرأة منفردة في مثل هذه المسافة يترتب عليه مفاسد كثيرة نظرا لأنها ستمر بطرق منقطعة، كما أنها ستضطر للمبيت في بعض الطريق، وفي هذا ما فيه.
أما المسافر فقد شرع له الفطر والقصر دفعا للمشقة الحاصلة من السفر والمشقة قد تحصل بدون ذلك.
ثانيا: أن الحديث قد ورد بيوم وليلة ويومين وثلاثة أيام، فاختيار رواية اليوم والليلة دون اليومين أو الثلاثة تحكم.
ثالثا: تقدير مسيرة اليوم التام- أو اليوم والليلة- بأربعة برد أيضا فيه تحكما لاختلاف الناس والدواب من حيث الجد في السير وعدمه والقدرة على تحمل سير المسافات الطويلة ودون ذلك، فقد تقطع هذه المسافة في أقل من يوم بالدواب السريعة النشيطة ومن باب أولى إذا كان السفر بالسيارة أو الطائرة، وقد يبطئ في السير فيقطع هذه المسافة في أكثر من هذه المدة.
ويجاب عن هذه المناقشات بما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/444)
بالنسبة للمناقشة الأولى: بأن الاستدلال بحديث ابن عمر وأبي هريرة- الوارد في حق منع المرأة من السفر يوما وليلة إلا إذا كان معها محرم- هو استدلال تام وفي موضعه، لأن القصد من الإتيان به، ليس هو قياس السفر الذي تناط به الرخصة على سفر المرأة، حتى يقال بوجود الفارق بين الأمرين، بل المراد منه هو تفسير لفظ السفر، بأنه ما كان مسيرة يوم وليلة، أي أن لفظ السفر الوارد في الآية كان محتملا لسير المسافات البعيدة القريبة دون تحديد فجاء هذا الحديث وأطلق لفظ السفر على ما كان مسيرة يوم وليلة. أي أن المسافة إذا كانت تقطع في أقل من هذا الزمن عادة بالدابة المتوسطة، فلا يطلق على من قطعها أنه سافر سفرا تتحقق فيه رخصة الفطر أو القصر.
وبالنسبة للمناقشة الثانية، فان اختيار رواية يوم وليلة دون بقية الروايات الأخرى الواردة في حق سفر المرأة ليس فيه تحكم؛ لأن ما ورد في هذه الهواية هو أقل ما يطلق عليه لفظ السفر الذي تناط به الرخصة؛ لأن هذا الحديث يعتبر مبينا للمعنى المراد من السفر ومحددا له. والحدود يؤخذ فيها بأقل ما قيل فيها، كما يقال إن أقل الجمع ثلاثة، وفي لسان الشرع: الجماعة اثنان فما فوقهما وهكذا.
وبالنسبة للمناقشة الثالثة: فإن اختيار مقدار الأربعة برد لتقاس بها مسيرة اليوم والليلة، إنما روعي فيه العادة بالنسبة للدابة الوسط وقد كانت ركوبة أكثر الناس. فالقياس عليها أولى من القياس على الدابة السريعة أو البطيئة. واللّه أعلم.
الرابع: ما نقل عن الشافعي، ومالك، وأصحابهما، وأحمد، وإسحاق، والليث، كما نقل عن الأوزاعي وفقهاء أصحاب الحديث وغيرهم، من أن الرخصة في الفطر أو القصر لا تتحقق إلا في مسيرة مرحلتين قاصدتين [43]، وحددت مسافتهما بثمانية وأربعَّين ميلاً هاشمية [44].
وقد حمل بعض العلماء ما نقل عن مالك هنا بأنه قول آخر له، إلا أن بعض علماء المالكية قد جمع بين قوليه، بأن مسيرة اليوم والليلة إذا كانت الدابة سريعة مع الجد في السير وكان الوقت صيفا، وأما مسيرة اليومين والليلتين، فهو إذا ما كانت ثقيلة بطيئة ولم يكن هناك جد في السير؛ ويؤيد هذا الجمع بأن مالكا لم يختلف تقديره للمسافة في القولين، إذ حددها في كليهما بثمانية وأربعين ميلا [45].
وقد استدل لهذا الرأي بحديث أبي سعيد: "لا تسافر المرأة يومين من الدهر إلا ومعها ذو محرم منها أو زوجها" [46]، وقد قدرت مسيرة هذا الزمن بثمانية وأربعين ميلا. وبذلك يلتقي هذا الرأي مع الرأي السابق في تقدير المسافة التي يباح الفطر فيها للمسافر، إذا عزم على بلوغ نهايتها أو تجاوزها، بالرغم من الاختلاف في مقدار الزمن، إلا أنه يمكن الجمع بين اختلاف المقدار في الزمن بين هذا الرأي والرأي السابق بما جمع به بعض علماء المالكية بين قولي مالك في المسألة. وقد أشرنا إلى ذلك قريبا.
ويناقش مستند هذا الفريق بعدد من المناقشات، من أهمها ما يلي:
أولا: أنّ الاستدلال بحديث أبي سعيد هنا لا يتم، لما قلناه سابقا، من أنه وارد في منع المرأة من السفر بدون محرم لها أو زوج مدة يومين، بينما المستدل عليه هو السفر المبيح للفطر، وهناك فارق كبير بين الأمرين، فخروج المرأة منفردة في مثل هذه المسافة يترتب عليه مفاسد كثيرة ... أما المسافر فقد شرع له الفطر والقصر دفعا للمشقة الحاصلة من السفر، والمشقة قد تحصل بدون ذلك.
ثانيا: أن الأحاديث الواردة في منع المرأة من السفر وردت باليوم، واليومين. والثلاثة، فاختيار حديث اليومين دون غيره تحكم.
ثالثا: تقدير مسيرة اليومين بأربعة برد يتساوى مع تقدير مسيرة اليوم والليلة، بهذا المقدار، مع أن ما يقطعه المسافر في اليومين والليلتين، ضعفه ما يقطعه في اليوم والليلة ...
ويجاب عن هذه المناقشات بما يلي:-
بالنسبة للمناقشة الأولى:-
فيجاب عنها بما أجيب به سابقا، وهو أننا لا نستدل بالحديث لأجل قياس السفر الذي تتعلق به الرخصة على سفر المرأة، بل إنما يستدل به من حيث إطلاق لفظ السفر على مسيرة اليومين. أي أن الاستدلال بهذا الحديث في هذا الموضع هو من قبيل التفسير والبيان لتحديد المراد من لفظ السفر الوارد في الآية ..
ويجاب عن المناقشة الثانية:
بأن اختيار حديث اليومين ليس من قبيل التحكم، لأنه أوسط الأزمان الثلاثة الواردة في الموضوع. وأعدل الأمور هو أوسطها ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/445)
أما المناقشة الثالثة:
فيجاب عنها بما أشرنا إليه سابقا، من أن لا يقطع من المسافة في مسيرة اليومين بالدابة البطيئة، مع عدم الجد في السفر وكون الوقت شتاء فإنه يتساوى مع ما يقطع منها في اليوم والليلة، إذا كانت خفيفة سريعة مع الجد في السير وكان الوقت صيفا.
الخامس: موقف أبي حنيفة ومن معه: يرى أبو حنيفة والثوري والشعبي والنخعي والحسن بن صالح: أن المسافر إذا عزم على السفر وكان سفره مسيرة ثلاثة أيام بلياليها، سيرا وسطا على الدواب المحملة أو بالأقدام، فإنه يرخص له في الفطر.
ويرى أبو يوسف تقدير المدة، بيومين وأكثر اليوم الثالث.
والتقدير بالزمن هو الصحيح عند علماء الحنفية، ومقابله: التقدير بالفراسخ، فقيل بأحد عشر فرسخا، وقيل بثمانية عشر وقيل بخمسة عشر، وكل من قدر بقدر منها أعتقد أنه مسيرة ثلاثة أيام ..
وإنما صح عندهم التقدير بالزمن فقط دون التقدير بالأميال أو الفراسخ لأنه لو كان الطريق وعرا، بحيث لو قطع في ثلاثة أيام أقل من خمسة عشر فرسخا فإنه يقصر بالنص، وإذا جرى على هذه التقديرات فإنه لا يقصر، فيكون معارضا للنص، وعلى ذلك فلا يعتبر إلا التقدير بسير الثلاثة أيام.
وقد ورد عليهم اعتراض، وهو ما الحكم إذا كانت الدابة سريعة كدواب البريد وقطعت المسافة -المقدر سيرها بثلاثة أيام- في يوم واحد؟ فأجاب البعض بجواز القصر والفطر لأنه يصدق عليه أنه قطع المسافة المقدرة بثلاثة أيام.
ومنع آخرون فطره وقصره، لانتفاء علة المشقة المنوط بها علة القصر والفطر في السفر [47].
ولا أدري بماذا يجيب الحنفية على من يقطع هذه المسافة الآن في ساعة أو بعضها بسبب السرعة التي دخلت على ميدان المواصلات.
وقد استدل الحنيفة على التحديد بثلاثة أيام بالتوقيت الوارد في المسح على الخفين: فقد روى عن شريح بن هانئ، قال: أتيتُ عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت عليك بابن أبي طالب فسله فإنه كان على يسافر مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسألناه، فقال: "جعل رسول الله صلى اللّه عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوما وليلة للمقيم" [48].
فتحديد الرسول عليه الصلاة والسلام لرخصة المسح في السفر بثلاثة أيام يلزم منه، أن تكون هذه المدة هي المعيار الشرعي في السفر لكل رخصة سواء كانت للمسح أو للقصر أو للفطر أو لغير ذلك، والجامع في ذلك مشقة السفر في كل.
المناقشات الواردة على هذا الاستدلال؟
أولا: يناقش هذا الاستدلال بأنه من باب القياس، والقياس لا يلجأ إليه إلا عند عدم النص، والنص موجود وهو حديث أنس السابق: "كان رسول الله صلى اللّه عليه وسلم إذا سافر ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخٍ … الخ فإنه بالرغم من الاحتمال الوارد عليه، لكنه لا يزال هو النص الوحيد الوارد في الموضع.
ثانيا: بأن تمسك المذهب الحنفي بالتحديد الزمن دون وضع معيار ثابت بالمقادير المساحية، كالأميال وغيرها، يقلل الفائدة من العمل بهذه الرخصة وخصوصا بعد أن تطورت وسائل المواصلات في العصر الحديث تطورا يكاد يكون مذهلا، إذ ما كان يقطع في ثلاثة أيام فيما مضى صار الآن يقطع بالسيارات العادية في أقل من ساعة. فمعنى ذلك أن المسلم لا يتاح له العمل بالرخصة الآن إلا إذا سافر عدة آلاف من الأميال، كما أنه لن يستفيد من الرخصة إذا ما سافر بالطائرات.
ويجاب عن المناقشة الأولى: بأن الاستدلال بحديث أنس في تحديد المسافة التي تناط بها الرخصة كان محل نظر، وقد أوضحنا ذلك سابقا، ومعلوم أن الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
أما المناقشة الثانية: فلا أدري بما يجيب الحنفية عنها. اللهم إلا إذا أخذ بما يقابل القول الصحيح وهو التقدير بالفراسخ أو الأميال.
وقد استدل سفيان الثوري على رأيه- المتفق مع الحنفية- بأن الرخصة لا تتحقق إلا بمسيرة ثلاثة أيام- بحديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أن النبي صلى اللّه عليه وسلم، قال: "لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم" [49].
فقد نقل عبد الرزاق عن الثوري قوله: (وقولنا الذي نأخذ به: مسيرة ثلاثة أيام. قلت: من أجل ما أخذت به؟ قال: قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: "لا تسافر امرأة فوف ثلاث إلا مع ذي محرم") [50].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/446)
وجه الاستدلال: أن الرسول عليه الصلاة والسلام منع المرأة من السفر خلال هذه المدة إلا إذا كان معها زوجها أو محرم، وتعليقه صلى الله عليه وسلم هذا الحكم بمدة الثلاثة أيام يفهم منه: أن سفر الثلاثة أيام هو الذي ينصرف إليه اسم السفر عند الإطلاق، فينبغي أن يقيد به.
ونرد على استدلال الثوري بهذا الحديث عدد من المناقشات التي وردت على بعض أصحاب الآراء السابقة، ونجملها فيما يلي:
أ- إن الحديث وارد في تحديد المسافة التي لا يجوز للمرأة أن تسافر فيها بدون محرم بينما المستدل عليه هو حدّ السفر المبيح للفطر وشتان بين الأمرين.
ب- إن هذا الحديث قد ورد بعدة روايات، فالتمسك بإحداها دون بقيتها فيه تحكم.
ج- عدم وجود تقدير مساحي لتحديد هذه المسافة بالأميال أو الفراسخ جعل التحديد الزمن بمسيرة ثلاثة أيام قليل الفائدة.
ويمكن الرد على هذه المناقشات بما يلي:
أ- أما المناقشة الأولى: فقد سبقت الإجابة عليها أكثر من مرة.
ب- أما المناقشة الثانية: فيجاب عنها، بأن التمسك برواية الثلاث أولى من التمسك بغيرها، لأن الثلاث أكثر ما ورد، والتمسك بأكثر ما ورد، فيه أخذ بالحيطة، وهى مطلوبة في الدين.
ج- أما المناقشة الثالثة: فيجاب عنها، بأن العلة في الرخصة هي المشقة، والمشقة إنما تتحقق في سفر الثلاثة أيام.
ويمكن على هذه الإجابة السؤال التالي:
ما الحكم إذا قطعت هذه المسافة- مسيرة الثلاثة أيام- في ساعة أو بعض الساعة كما هو حاصل الآن بالسيارات السريعة فضلا عن الطائرات، فماذا تكون الإجابة؟.
هذه هي أهم الآراء في تقدير المسافة التي تتحقق بها رخصة الفطر للمسافر، وقد أضربنا عن ذكر بقية الآراء، لعدم وجود مستند صحيح لها.
الرأي المختار:
واضح من استعراضنا لآراء الفقهاء ومستنداتهم في هذه المسألة أن الرأي الثاني أقوى الآراء إذ يستدل بحديث أنس "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر ثلاثة أيام أو ثلاثة فراسخ- شك شعبة- صلى ركعتين"؛ إذ هو نص صريح صحيح في الموضوع. وإنما التحديد بالثلاثة فراسخ أولى، لأنه القدر المتيقن.
لكن وجود الاحتمال الذي أشرنا إليه سابقاً من أن ذلك كان ابتداء القصر، وأن هذا الاحتمال ليس ببعيد -بعد أن ذكرت بعضا من الأحاديث الصحيحة التي تفيد أنه صلى اللّه عليه وسلم كان يبتدئ القصر من ذي الحليفة، وبينها وبين المدينة، من فرسخين إلى ثلاثة، كما يحمل فعل عمر رضي اللّه عنه على ذلك- يضعف هذا الاستدلال. لذا أرى أن الأخذ برأي الفريق الذي حدد المسافة بأربعة برد هو الأولى لما يأتي:
1 - امتياز هذا التحديد بالوضوح، فقد حددت فيه المسافة بمقياس مساحي وهو أربعة برد. وأن هذا القياس ارتكز على علامات مادية يمكن الرجوع إليها للتأكد من مقداره وضبطه؛ وهو من مكة إلى عسفان، ومن مكة إلى الطائف ومن مكة إلى جدة، ومن المدينة إلى ذات النصب ومن المدينة إلى ريم.
2 - اتفاق ابن عمر المعروف بتشدده، وابن عباس بتيسيره على هذا القدر يومي- ولو من بعيد- إلى أنه ربما يكونا قد استلهماه من مشكاة النبوة، ومعلوم أنهما كانا من الملازمين له صلى اللّه عليه وسلم في أسفاره [51].
وأما ما ورد من قول ابن عمر رضي اللّه عنهما، أنه يقصر في سفر ساعة ونحو ذلك مما يتعارض مع التحديد السابق، فقد قال بعض أهل العلم: إن التحديد بأربعة برد وما في معناه هو أصح الروايتين عن ابن عمر [52].
3 - كان هذا الرأي هو محل اختيار أغلبية رجال الحديث الذين أنفقوا حياتهم في الاشتغال بالسنة رواية ودراية، فإطباق هذه الكثرة على الأخذ بهذا التحديد يشير بوضوح إلا عدم وجود نص صريح ثابت من السنة في الموضوع.
4 - عدم تجويز كل من ابن عمر وابن عباس للقصر في مسافات أقل من هذا المقدار. يدل على مدى تمكنهما من تحديد هذا المقدار، فقد سبقت الإشارة إلى ما رواه سفيان عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه سئل أتقصر الصلاة إلى عرفة، فقال: لا. ولكن إلى عسفان وإلى جدة وإلى الطائف وما روي عن ابن عمر أنه كان يخرج إلى الغابة- وهى على بريد من المدينة- فلا يفطر ولا يقصر [53].
كما نقل عن أبي جمرة قوله: قلت لابن عباس: أقصر إلا الأبله [54]. قال أتجيء من يومك؟ قلت: نعم. قال: لا تقصر [55].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/447)
وما رواه مالك عن نافع أنه كان يسافر مع ابن عمر البريد فلا يقصر الصلاة [56]، وأما ما جاء في قصة دحية فقد قال الخطابي عنها: ليس الحديث بالقوى، وقال صاحب العون: إن ابن عمر وابن عباس خالفا دحية وهما أفقه من دحية وأعلم بالسنن [57] وأما أبو بصرة الغفاري فلعله كان يقصد سفرا بعيدا كان كذلك، فله أن يفطر في بداية سفره.
5 - إن الأخذ بهذا التحديد، فيه أخذ بالأحوط، إذ لم يخرج عنه إلا من قال بتحديد مسيرة ثلاثة أيام. وقد عرفنا ما أخذ على التحديد بهذا المقدار، والله أعلم.
بيان هذه المسافة حسب المقياس المعلوم لدى أغلب المسلمين اليوم وهو القياس- بالكيلومتر-:
يقدر البريد بأربعة فراسخ، والفرسخ يقدر بثلاثة أميال. وعلى ذلك فتكون المسافة مقدرة بثمانية وأربعون ميلا.
أما الميل- وهو فارسي معرب- فقد اختلف في تقديره اختلافا كبيرا وفيما يلي إشارة إلى أهم أقوال العلماء في بيانه وما شهر أو صحح منها وبيان المراد منه بالمتر المعروف الآن: القول الأول: الميل: هو منتهى مدّ البصر من الأرض؛ لأن البصر يميل عن وجه الأرض حتى يفنى إدراكه وبذلك جزم الجوهري.
الثاني: أن ينظر إلى شخص بعيد يقف على أرض مستوية فلا يدرى أرجل هو أو امرأة.
الثالث: ما قاله النووي: أنه ستة آلاف ذراع والذراع أربعة وعشرون أصبعا معترضة معتدلة، وشهر هذا القول الحافظ ابن حجر ثم قال: قد حرر بذراع الحديد المشهور في مصر والحجاز في هذه الأعصار، فوجد ينقص عن ذراع الحديد بقدر الثمن. فعلى هذا: يكون الميل -بذراع الحديد في القول المشهور- خمسة آلاف ذراع ومائتان وخمسون ذراعا.
الرابع: هو اثنا عشر ألف قدم بقدم الإنسان.
الخامس: هو أربعة آلاف ذراع.
السادس: ثلاثة آلف وخمسمائة ذراع، قاله الخرشي، وصححه بعض العلماء.
السابع: ثلاثة آلاف ذراع.
الثامن: ألفا ذراع.
التاسع: خمسمائة ذراع وصححه ابن عبد البر [58].
وإذا ما رجعنا إلى الأقوال المشهورة أو المصححة وهى الأقوال المنسوبة إلى النووي والخرشي وابن عبد البر، فإننا نجد أن أصح هذه الأقوال -من حيث مطابقته للواقع-: هو قول الخرشي. ونبين ذلك فيما يلي:
أ- طول المسافة على ما قاله النووي -إذا عرفنا أن الذراعين يقدران بمتر واحد، وأنّ كل ألف متر تقدر بكيلو متر واحد- هو 127 كم (سبعة وعشرون ومائة) كيلو مترا.
ب- وعلى ما قاله الخرشي فإن طول المسافة هو 84 كم (أربعة وثمانون) كيلو مترا.
جـ- وعلى ما صححه ابن عبد البر يكون طول المسافة هو (12) كم (اثنا عشر) كيلو مترا.
وإذا ما راجعنا هذه الأطوال على العلامات المادية التي ضبطت عليها المسافة التي أنيطت بها الرخصة، وهى من مكة إلى جدة، ومن مكة إلى الطائف، ومن مكة إلى عسفان، فإننا نجد أن المسافة مقدرة الآن بين مكة وجدة بـ 75 كيلو مترا (خمسة وسبعون) كيلومترا، وبين مكة وعسفان بحوالي 80 كم (ثمانون) كيلومترا. وبين مكة والطائف من 80 إلى 85 كم (من ثمانين إلى خمسة وثمانين) كيلومترا.
وإذا لاحظنا الاتساع العظيم لمكة وجدة، مما جعل العمران يزحف إلى الطريق الموصل بينهما فيقتطع منها حوالي 10 كم عشرة كيلومترات؛ أي خمسة من كل ناحية، إذا عرفنا ذلك: وجدنا أن أمثل الأقوال هنا في تحديد مقدار الميل: هو قول الخرشي.
وبناء على هذا فإنه يمكننا القول: بأن المسافة التي تناط بها رخصة الفطر والقصر هي 84 كم (أربعة وثمانون) كيلو مترا أو ما يقاربها. والله أعلم.
من الحكمة
وقّرْ مَن فوقَك، ولِنْ لِمَن دونَك، وأحسِنْ مواتاة أكفائِك، وليكن آثرَ ذلك عندك مواتاةُ الإخوان، فان ذلك هو الذي يشهد لك أن إجلالك مَن فوقَك ليس بخضوع منك لهم، وأن لينَك لمِن دونك ليس لالتماس خِدمِتهم.
ابن المقفع
في الأدب الصغير
ثلاثة لثلاثة
أمورهنَّ تَبَعٌ لأمور: فالمروءات كلّها تبع للعقل، والرأيُ تَبَعٌ للتجربة، والغبطةُ تبعٌ لِحُسن الثناء، والسروز تبع للأمن، والقرابة تبع للمودة، والعمل -المنصب- تبع للقَدْر، والجدَةُ تبع للإنفاق.
ابن المقفَّع
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[01 - 11 - 03, 02:55 ص]ـ
========== الهوامش ==========
[1] قرية عقبة: اسم للمكان دفن فيه عقبة بن عامر الجهني، الصحابي المعروف والذي كان واليا لمعاوية على مصر، والفسفاط: مكان آخر بمصر كان قد نصب عمرو بن العاص عليه خيامه حين فتحه لمصر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/448)
[2] السنن الكبرى للبيهقي جـ4ص241 دار الفكر ببيروت
[3] المحلى جـ 6ص11
[4] المحلى جـ 6ص366
[5] المحلى جـ 6ص366
[6] المحلى جـ 6ص 367.
[7] صحيح مسلم جـ 2ص 145.
[8] السنن الكبرى للبيهقي جـ 3ص 136 والموطأ جـ 1ص 298 من شرح الزرقاني عليه.
[9] المصنف جـ 2ص 523. السنن الكبرى جـ 3ص 136.
[10] السنن الكبرى جـ 3ص136 والموطأ جـ 1ص 298. من شرح الزرقاني عليه.
[11] السنن الكبرى جـ 3ص 336 والموطأ جـ 1ص 298 من شرح الزرقاني عليه.
[12] المصنف جـ 2ص 525.
[13] شرح الزرقاني على الموطأ جـ 1ص 298.
[14] السنن الكبرى جـ 2ص 137 والموطأ جـ 1ص 299 مطبوع مع شرح الزرقاني عليه.
[15] المصنف جـ 2ص 524 والسنن الكبرى جـ 3ص 137.
[16] الموطأ جـ1 ص 299 من شرح الزرقاني عليه. والمصنف جـ 2ص 523. السنن الكبرى جـ 3ص 137.
[17] السنن الكبرى جـ 3ص 137.
[18] المصنف جـ 3ص 270.
[19] المجموع جـ 6ص 217 ونيل الأوطار جـ 4ص 253 والمحلى جـ 6ص 365
[20] صحيح مسلم جـ 3ص 141. والكراع بضم الكاف وفتح العين، واد أمام عسفان بثمانية أميال يضاف إليه هذا الكراع وهو جبل أسود متصل به، والكراع: كل أنف سال من جبل أو حرة. شرح عمدة القارئ جـ 11ص 46 دار الفكر.
[21] شرح عمدة القارئ جـ 11ص 46.
[22] صحيح مسلم جـ 2ص 145.
[23] نيل الأوطار جـ 3ص 234.
[24] صحيح مسلم جـ4 ص103، صحيح البخاري جـ13 ص128 ص129 مع شرحه عمدة القارئ.
[25] المحلى جـ 6ص 364.
[26] المحلى جـ 6ص 365.
[27] المصنف جـ 2ص 526.
[28] الصنف جـ 2ص 527.
[29] المصنف جـ 2ص 525.
[30] نيل الأوطار جـ 3ص 234.
[31] صحيح مسلم جـ 2ص 145.
[32] المصنف جـ 2ص529.
[33] السنن الكبرى جـ 3ص 146.
[34] المصنف جـ 2ص 529.
[35] صحيح البخاري جـ 9ص 10 مع شرحه عمدة القارئ.
[36] المصنف جـ 7ص 124 دار الفكر.
[37] صحيح البخاري جـ 7ص 124 دار الفكر.
[38] صحيح البخاري باب في كم يقصر الصلاة جـ 7ص 129 مع شرحه عمدة القارئ.
[39] شرح الزرقاني على الموطأ جـ 1ص 299.
[40] حاشية الرهوني على الزرقاني جـ 2ص 122.
[41] صحيح البخاري باب في كم الصلاة انظر مع شرحه عمدة القارئ جـ 7ص 125.
[42] السنن الكبرى جـ 3ص 137.
[43] هكذا نص عليه الشافعي. وهو النص المتفق عليه بين أصحابه. من نصوصه الأخرى في الموضوع إذ حدد بستة وأربعين. وحده بأكثر من الأربعين. وبأربعين وبيومين وليلتين وبيوم وليلة. وبعض أصحابه حاول أن يجمع بينها وقال إنها كلها ترجع إلى معنى واحد وهو ثمانية وأربعين ميلا. المجموع جـ 4ص190.
[44] الهاشمية: نسبة إلى بني هاشم؛ وذلك احترازا عن الأميال الأموية فإنها تقدر المسافة بأربعين ميلا لأن الأميال الأموية أكبر من الهاشمية إذ كل ستة أميال هاشمية تقدر بخمسة أميال أموية. المجموع جـ4 ص190
[45] الزرقاني على الموطأ جـ 1 ص 299.298. والمجموع جـ4 ص 190.189. والمغني جـ2 ص189. وحاشية الرهوني جـ2 ص122.
[46] صحيح مسلم جـ3 ص102.
[47] نيل الأوطار جـ3 ص234. المجموع جـ4 ص191.فتح القدير للكمال جـ2 ص31.30 مطبعة مصطفى الحلبي.
[48] صحيح مسلم جـ1 ص160.
[49] صحيح البخاري، باب في كم يقصر الصلاة جـ7 ص126 مع شرحه عمدة القارئ. وصحيح مسلم جـ4 ص102
[50] المصنف جـ2 ص527. وصحيح مسلم جـ4 ص103
[51] وقد جاء في ذلك حديث ضعيف، فقد خرج البيهقي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أهل مكة لا تقصروا الصلاة في أدنى من أربعة برد من مكة إلى عسفان". قال الترميذي بعد ذكره له. هذا حديث ضعيف. إسماعيل بن عياش لا يحتج به وعبد الوهاب بن مجاهد ضعيف جدًا. والصحيح أن ذلك من قول ابن عباس. السنن الكبرى جـ3 ص138.137
[52] عون المعبود جـ4 ص69 طبعة المجد بالقاهرة.
[53] السنن الكبرى جـ3 ص137. وسنن أبي داود جـ7 ص59 مع عون المعبود.
[54] الأبله (على وزن حبلى): موضع بأرض بني سليم بين مكة والمدينة.
[55] السنن الكبرى جـ1 ص137.
[56] السنن الكبرى جـ3 ص137.
[57] عين المعبود جـ7 ص59.
[58] انظر هذه الأقول وغيرها في نيل الأوطار جـ3 ص233 مطبعة مصطفى الحلبي الطبعة الأخيرة. والمجموع جـ4 ص190 وحاشية الرهوني على الزرقاني جـ2 ص122.
>>>> يتبع >>>>>>>(22/449)
باقة المختارات الرمضانية (لاتفوتكم) ..
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[28 - 10 - 03, 11:11 ص]ـ
أخي الفاضل
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أود أن أبارك لك قدوم هذا الشهر الفضيل علينا الذي أسأل الله
أن يعتق رقابنا ورقاب أبائنا وأمهاتنا فيه من النار.
كما أود أن أهدي لك هذه الباقة المختارة بعناية لأقدمها بين يديك
لتختار من بين هذه الورود ما يزيد من إيمانك بالله العزيز الحكيم
ويؤصل بذرة الإسلام في نفسك الزاكية بأريج الخوف من الله
والطاعة والإذعان له ..
ولا أود أن أطيل عليك .. فهيا بنا نطوف في رياض هذه المختارات
لنقطف ثمارها .. ونشرب من مائها .. ونستنشق من أزهارها أزكى
الرياحين ..
ونشكر صاحب هذا البستان الرائع الذي بذل فيه الجهود حتى أتى على
هذا النحو إنه موقع:
http://mod.muslm.org/mod/bannnar3.jpg
فشكرا له على هذه الهدية الرائعة والمفيدة التي أسأل الله
أن يجعلها في ميزان حسنات القائمين عليه.
والآن هيا بنا:
تهنئة فلاشية من شبكة انا المسلم
http://mod.muslm.org/mod/555.swf
فلاش رمضان قد أهل
http://www.ghrib.net/vcard/create.php?card_id=148
صيام رمضان أحكام ومسائل (صيد الفوائد)
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/48.htm
حكم التهنئة بدخول شهر رمضان
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/2.htm
صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم
http://www.saaid.net/rasael/r22.htm
الصيام فوائد وأحكام
http://www.saaid.net/rasael/r30.htm
حكمة صيام شهر رمضان وأثره في حياة المسلم
http://www.saaid.net/Doat/ahdal/33.htm
كيف نستقبل شهر رمضان
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/11.htm
أخي ماذا أعددت لرمضان
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/23.htm
عشر وسائل لاستقبال رمضان
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/22.htm
نحو استغلال أمثل لشهر رمضان
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/56.htm
جدول لاغتنام رمضان بالأعمال الصالحة
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/43.htm
نصائح رمضانية
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/27.htm
رمضان فرصة للتغيير
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/10.htm
رسالة إلى إمام المسجد في رمضان
http://www.saaid.net/rasael/r17.htm
حتى تجمع مليون في رمضان
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/63.htm
ملف عن نهاية رمضان واستقبال العيد.
وداعاً
http://www.saaid.net/Doat/abu_sarah/91.htm
حتى يأتيك اليقين
http://www.saaid.net/Doat/ahdal/72.htm
وقفتان بعد رحيل رمضان
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/69.htm
صوتيات عن رمضان
محاضرة / وعاد الشهر الكريم دروس متنوعة
http://media.islamway.com/lessons/several///backAgain.rm
محاضرة / اللهم بلغنا رمضان / وليد إدريس المنيسي.
http://media.islamway.com/lessons/waleedidris///RamAdan.rm
محاضرة / كيف نستقبل رمضان / محمد حسن يعقوب
http://media.islamway.com/lessons/yaqoob///howwelcramsan.rm
محاضرة / الاستعداد لرمضان / محمد حسن يعقوب
http://media.islamway.com/lessons/yaqoob///116rAMadan1.rm
http://media.islamway.com/lessons/yaqoob///116rAMadan2.rm
محاضرة / كيف نستقبل رمضان / عمرو خالد
http://media.islamway.com/lessons/amrkhaled///getRaMadan.rm
محاضرة /بقى على رمضان ساعات / محمد حسين يعقوب
http://media.islamway.com/lessons/yaqoob///Ramadan-Taoba.rm
محاضرة / أهلاً رمضان / أيمن سامي
http://media.islamway.com/lessons/asami///welRAmadan.rm
محاضرة / أقبلت يا رمضان عبد المحسن القاضي
http://media.islamway.com/lessons/alqady///aqbaLTEramdan.rm
محاضرة / كل شئ عن رمضان / طارق الطواري
http://media.islamway.com/lessons/tawary///allaboutrAmadan.rm
محاضرة / ودخل شهر رمضان / محمد صالح المنجد
http://media.islamway.com/lessons/munajjed///Dakhalramadan.rm
محاضرة / من كنوز رمضان / ناصر الأحمد
http://media.islamway.com/lessons/nahmad///knoozramdan.rm
محاضرة / رمضان و إعداد العدة / محمد صالح المنجد
http://media.islamway.com/lessons/munajjed///035-ramdanedad.rm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/450)
محاضرة / إشكالية اختلاف البلدان في رؤية الهلال / ممدوح جابر.
http://media.islamway.com/lessons/mjaber///alroo2yaa.rm
محاضرة / ماذا يجب أن نفعله في رمضان /
محمد الصالح العثيمين. ـ رحمه الله ـ
http://media.islamway.com/lessons/othymeen///010whatdoinramdan.rm
محاضرة / العبادة في رمضان / نبيل العوضي.
http://media.islamway.com/lessons/awady///worshipinramadan.rm
محاضرة / حال السلف في رمضان / عمر العيد.
http://media.islamway.com/lessons/eid///10halalslafFErAmdan.rm
محاضرة / كيف نعيش رمضان / محمد حسين يعقوب.
http://media.islamway.com/lessons/yaqoob///Na3ish1.rm
http://media.islamway.com/lessons/yaqoob///Na3ish2.rm
محاضرة / فضل الصيام / عبد الحميد كشك.
http://media.islamway.com/lessons/kishk///fdlALseam.rm
محاضرة / 40 وسيله لاستغلال شهر رمضان / إبراهيم الدويش.
http://media.islamway.com/lessons/duwaish///40Wayramadan.rm
محاضرة / في رمضان يكرم المرء أو يهان / وجدي غنيم.
http://media.islamway.com/lessons/wagdy///yukram_awyuhan.rm
محاضرة / بين يدي رمضان / محمد الشنقيطي.
http://media.islamway.com/lessons/shinqiti///bayn_yaday_ramadan.rm
محاضرة / لطائف رمضانية / نشأت أحمد.
http://media.islamway.com/lessons/nashat///laTayfRamadanya.rm
محاضرة / الإبداع في رمضان / طارق السويدان.
http://media.islamway.com/lessons/tarek///Ramadaaan.rm
محاضرة / رمضان تجارة رابحة / محمد حسان.
http://media.islamway.com/lessons/hasan///RamdanTegaraRabeha.rm
محاضرة / قيام رمضان / محمد الشنقيطي.
http://media.islamway.com/lessons/shinqiti///qeamRAMdan.rm
محاضرة / وقفات رمضانية / سلمان العودة
http://media.islamway.com/lessons/salman///waqafatramadaN.rm
محاضرة / رمضان لك أم عليك / محمد بن إبراهيم السبر.
http://media.islamway.com/lessons/mohamdsbr///RAMADAn1.rm
http://media.islamway.com/lessons/mohamdsbr///RAMADAn2.rm
محاضرة / مائة فائدة من أحكام الصيام / محمد صالح المنجد.
http://media.islamway.com/lessons/munajjed///100Faeda.rm
محاضرة / رمضان وبناء الأمة / راغب السرجاني.
http://media.islamway.com/lessons/raggeb///76ramaDan.rm
محاضرة / أسباب تضييع رمضان / سيد العربي.
http://media.islamway.com/lessons/sayyid///aSBab.rm
محاضرة / الرابحون في رمضان / عبد الله حماد الرسي.
http://media.islamway.com/lessons/ahammad///aLRabi7ooN.rm
محاضرة / هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان /
سامي السرساوي.
http://media.islamway.com/lessons/samisar///HadieRsool.rm
محاضرة / فضل العشر الأواخر وليلة القدر / محمد صالح المنجد.
http://media.islamway.com/lessons/munajjed///035-fadllailatkadr.rm
محاضرة / كيف نستفيد من العشر الأواخر / محمد الشنقيطي.
http://media.islamway.com/lessons/shinqiti///3ashr_awaakhir.rm
محاضرة / حقيقة الاعتكاف / محمد الشنقيطي.
http://media.islamway.com/lessons/shinqiti///haqeeqat_aletikaaf.rm
محاضرة / رمضان وألم الفراق / عبد الحميد السحيباني.
http://media.islamway.com/lessons/sihibany///ramadanALAM.rm
محاضرة / ورحل رمضان / دروس متنوعة.
http://media.islamway.com/lessons/several///raHlRamadan.rm
محاضرة / كيف نودع رمضان / عبد العزيز مشتهري.
http://media.islamway.com/lessons/mushtohry///88Nowadearam.rm
للنساء في رمضان
محاضرة / أمور تهم المرأة في رمضان / ناصر العمر.
http://media.islamway.com/lessons/onasser///005maraahinramadan.rm
محاضرة / سؤال إلى صائمة / مازن الفريح.
http://media.islamway.com/lessons/mazin///toafastingwoman.rm
محاضرة / مخالفات نسائية في رمضان / نبيل العوضي.
http://media.islamway.com/lessons/awady///mukhalafatinramadan.rm
خطب الحرمين الشريفين حول شهر رمضان
خطبة الحرم المدني / 1/ رمضان 1422هـ
http://media.islamway.com/lessons/awady///mukhalafatinramadan.rm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/451)
خطبة الحرم المكي /1/ رمضان /1422هـ فرصة لتثبيت القلوب.
http://media.islamway.com/lessons/haramain///makk01_09_1422.rm
خطبة الحرم المكي / اغتنام رمضان لشحذ الهمم.
http://media.islamway.com/lessons/haramain///makk15_09_1422.rm
خطبة الحرم المدني رمضان فرصة قبل أن ينقضي العمر.
http://media.islamway.com/lessons/haramain///mad15_09_1422.rm
خطبة الحرم المكي / العشر الأواخر وليلة القدر.
http://media.islamway.com/lessons/haramain///makk22ramdan1422.rm
خطبة الحرم المدني / للشيخ على الحذيفي / فضل القرآن
و خصوصاً في شهر رمضان.
http://media.islamway.com/lessons/haramain///mad22ramdan1422.rm
خطبة الحرم المكي / وداعاً رمضان.
http://media.islamway.com/lessons/haramain///makk29ramdan1422.rm
خطبة الحرم المدني / وداع رمضان بالاستغفار والثبات على
الطاعات بعد انقضاءه.
http://media.islamway.com/lessons/haramain///mad29ramdan1422.rm
سلاسل دروس الشيخ / محمد بن صالح العثيمين .. يرحمه الله
لعام 1410هـ
كيف ينظم المسلم وقته في رمضان
الجزء الأول
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//jalasRamd/1.rm
الجزء الثاني
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//jalasRamd/2.rm
الجزء الثالث
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//jalasRamd/3.rm
الجزء الرابع
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//jalasRamd/4.rm
لعام 1411هـ
الجزء الأول
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1411/1.rm
الجزء الثاني
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1411/2.rm
الجزء الثالث
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1411/3.rm
الجزء الرابع
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1411/4.rm
الجزء الخامس
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1411/5.rm
الجزء السادس
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1411/6.rm
الجزء السابع
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1411/7.rm
لعام 1412 هـ
الجزء الأول
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramaDan1412/1.rm
الجزء الثاني
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramaDan1412/2.rm
الجزء الثالث
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramaDan1412/3.rm
الجزء الرابع
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramaDan1412/4.rm
لعام 1413هـ
الجزء الأول
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramaDan1413/1.rm
الجزء الثاني
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramaDan1413/2.rm
الجزء الثالث
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramaDan1413/3.rm
لعام 1414هـ
الجزء الأول
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1414/1.rm
الجزء الثاني
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1414/2.rm
الجزء الثالث
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1414/3.rm
الجزء الرابع
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1414/4.rm
لعام 1415هـ
الجزء الأول
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1415/1.rm
الجزء الثاني
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1415/2.rm
الجزء الثالث
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1415/3.rm
الجزء الرابع
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1415/4.rm
الجزء الخامس
http://media.islamway.com/lessons/othymeen//ramadan1415/5.rm
وبعد أخي الكريم:
هذه هديتي إليك ..
حاولت أن تظهر بالمظهر الذي يعجبك ..
وان تلبي رغابتك .. وتحظى ولو بالقيل من تقديرك ..
وما حداني إلى إدراجها هنا إلاّ طمعاً في أن أكون من الذين
قال الله عز وجل فيهم:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر} (التوبة: من الآية71)
أسأل الله أن أكون أنا وأنت ومن جمع هذه المادة ونشرها منهم ..
دمت بنقاء ..
وكل عام وأنت بخير
أبو حاتم
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:57 ص]ـ
حقاً أنت مبدع أخي أبا حاتم ..
وهي باقة وقليل فيها إسم باقة ..
وقد أظهرت لنا ما تحمله من هم ..
وما تتحلى به من عزم ..
وما تتميز به من حكمة وفهم ..
وأثر المسمى واضح عليك .. فأنت أبو حاتم في سعة تبحره ..
أدام الله لك التوفيق .. وزادك الله من العلم العميق ..
ومهد لك أعسر طريق .. أيها الأديب الأريب الرقيق ..
تقبل تحية عاطرة لك من أخ محب وداع لك بالتوفيق ..
ولجميع أحبابنا في هذا الملتقى ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/452)
ـ[أبوحاتم]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:29 ص]ـ
أخي الغالي/ ابن عبد البر .... أسعد الله أيامه ولياليه.
أشكرك على هذه العبارات الرقيقة .. التي تدل على طيب أصلك.
ودماثة خلقك ..
دمت موفقاً وللخير مسدداً.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[25 - 10 - 04, 12:53 ص]ـ
دونكم هذه الباقات .. فلا تفتكم ..
ـ[ابن حسين الحنفي]ــــــــ[25 - 10 - 04, 01:37 ص]ـ
ما شاء الله
بارك الله فيك اخانا الفاضل
جزيتم خيرا وتبوأتم من الجنة منزلا
ـ[أبو عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[08 - 09 - 07, 12:47 م]ـ
أخي وحبيبي أبو حاتم ..
جزاك الله عنا خيرا على هذه الباقة الرائعة، ولكن عندي اعتراض على بعض الروابط التي أدرجتها ضمن هذه الباقة ألا وهي رابط (كيف نستقبل رمضان لعمرو خالد) وأحب أن، أنبه أخي الكريم أنه كان لا ينبغي إدراج شريط هذا التالف الساقط (عمرو خالد) وسط أشرطة هؤلاء الأشاوس الكرام، وذلك لما لهذا الشخص من ضلال بعيد في العقائد والأحكام وغيرها.
وفقنا الله وأياكم لما يحبه ويرضاه
-----------------------------------------
السلام على أهل الهمم، فهم صفوة الأمم، وأهل المجد والكرم، طارت بهم أرواحهم إلى مراقي الصعود، ومطالع السعود، ومراتب الخلود، ومن أراد المعالي هان عليه كل همّ، لأنه لولا المشقة ساد الناس كلهم، ونصوص الوحي تناديك، سارع ولا تلبث بناديك، وسابق ولا تمكث بواديك، أُمية بن خلف، لما جلس مع الخلف، أدركه التلف، ولما سمع بلال بن رباح، حي على الفلاح، أصبح من أهل الصلاح.
ـ[ابن محمد علي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 10:35 م]ـ
وأحب أن، أنبه أخي الكريم أنه كان لا ينبغي إدراج شريط هذا التالف الساقط (عمرو خالد) وسط أشرطة هؤلاء الأشاوس الكرام، وذلك لما لهذا الشخص من ضلال بعيد في العقائد والأحكام وغيرها.
.
.
أوافقك أخي على رأيك، لا على أسلوبك و " ما كان الرفق في شيء إلا زانه".الحديث
. . . ولا تعجب فقد أصبحنا في زمان نتعلم فيه عقيدة السلف ومنهجهم نظريا فقط .. وعلى تطبيقه السلام. . والله المستعان.
ـ[أبو عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[19 - 09 - 07, 03:35 م]ـ
حبيبي في الله .. ابن محمد علي
نعم (ما كان اللين في شيئ إلا زانه) صدقت، ولكن:
أنا أتكلم مع أخوتي لا مع المدعو عمرو خالد حتى أكون لين معه في الدعوة،
فضلا عن أن التنبيه من أهل البدع والزيغ والضلال واجب على كل مسلم بقدر علمه، وإن شأت أخي فأقرأ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها:
من تعزى بعزاء الجاهلية فعضوه بهن أبيه ولا تكنوا
وقوله صلى الله عليه وسلم " أسقي يا زبير وأقطع الماء عن جارك"
وكذلك قول أبو بكر رضي الله عنه:
"أمصص بظر اللات "
وقد جرت على ذلك عادة أهل العلم وهى التخذيل عن أهل البدع ومحاربتهم وتجريحهم وبيان عجرهم وبجرهم
هذا وقد وقفت على بعض الشرائط لهذا الرجل فيها الكفر البواح والفسق الواضح الجلي والجهل المطبق الذي لم نري مثله من قبل.
والله المستعان
ـ[أبو عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[19 - 09 - 07, 03:36 م]ـ
حبيبي في الله .. ابن محمد علي
نعم (ما كان اللين في شيئ إلا زانه) صدقت، ولكن:
أنا أتكلم مع أخوتي لا مع المدعو عمرو خالد حتى أكون لين معه في الدعوة،
فضلا عن أن التنبيه من أهل البدع والزيغ والضلال واجب على كل مسلم بقدر علمه، وإن شأت أخي فأقرأ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها:
من تعزى بعزاء الجاهلية فعضوه بهن أبيه ولا تكنوا
وقوله صلى الله عليه وسلم " أسقي يا زبير وأقطع الماء عن جارك"
وكذلك قول أبو بكر رضي الله عنه:
"أمصص بظر اللات "
وقد جرت على ذلك عادة أهل العلم وهى التخذيل عن أهل البدع ومحاربتهم وتجريحهم وبيان عجرهم وبجرهم
هذا وقد وقفت على بعض الشرائط لهذا الرجل فيها الكفر البواح والفسق الواضح الجلي والجهل المطبق الذي لم نري مثله من قبل.
والله المستعان(22/453)
أي الألفاظ أصح؟؟ وما معناها؟
ـ[خالد الخالدي]ــــــــ[28 - 10 - 03, 11:31 ص]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين)
أي الألفاظ ... (أصح)
(أبواب الجنة /أبواب السماء/أبواب الرحمة)
وما معنى الفتح و الإغلاق هنا هل هو على ظاهره أم هو على المجاز؟
وسلسلت الشياطين وتصفيدها ما معناه؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[28 - 10 - 03, 01:43 م]ـ
ورد لفظا الجنة والسماء عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه (ح1898 - 1899)، أما الرحمة فلا أدري.
أما الفتح والسلْسلة (المصدر بالتاء المربوطة) والتصفيد على ظاهرها. ومعنى صفّدت: شدت بالأغلال وهو بمعنى سُلسلت. الفتح 4/ 114.
والسِّلْسِلة: حلقة منتظمة بأخرى، وهي بثالثة، وهلم جرًا. تفسير القاسمي 16/ 278.
أما الفتح فقد قال ابن فارس: الفاء والتاء والحاء أصل صحيح يدل على خلاف الإغلاق 4/ 469.
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[28 - 10 - 03, 11:22 م]ـ
نعم، وردت لفظة الرحمة عند مسلم.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:52 م]ـ
للرفع و ننتظر المزيد من الفوائد.(22/454)
توحد في (الحج) واختلاف في (رمضان)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[28 - 10 - 03, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سألني أخ وزميل من أرض الكنانة الحبيبة سؤالاً خلاصته ما يلي:
جميع دول العالم الإسلامي
تأخذ برؤية البلاد السعودية في هلال ذي الحجة
فلماذا لاتأخذ بها في هلال رمضان أيضاً
فيتوحد الصيام كما توحد الوقوف بعرفة
أم أن الأمر يختلف
ولماذا لا تكون الحال في هلال ذي الحجة كالحال في هلال رمضان .. ؟
انتهى مضمون سؤاله وقد وعدته بأن أسالكم بالنيابة عنه
فخذوا بأيدينا الى الحق بدليله مع رفق ولين
أجزل الله ثواب أعمالكم الصالحات
- آمين-
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[28 - 10 - 03, 11:13 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13068
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[29 - 10 - 03, 05:11 ص]ـ
اخى الحبيب حتى هلال ذى الحجة مختلفين فيه فى المغرب الاقصى والباكستان لا يعيدون فى عيد الاضحى مع بقية بلاد المسلمين فى معظم السنين ......
نسال الله ان يوحد كلمتنا
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[04 - 01 - 04, 06:46 ص]ـ
الاصل بلد الرؤية لاختلاف المطالع حسب المكان
ومكان الحج واحد -والصيام حسب مطلع الهلال في البلد .. والله أعلم(22/455)
قواعد معرفة البدع
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[29 - 10 - 03, 12:26 ص]ـ
(قواعد معرفة البدع)
هذا عنوان كتاب لطيف أزعم أنه مؤصل ونافع في بابه
وهو تأليف محمد بن حسين الجيزاني
ط دار ابن الجوزي وعدد صفحاته 188
ذكر فيه الأصول الجامعة للإبتداع وهي ثلاثة:
الأصل الأول: (التقرب الى الله بما لم يشرع)
الأصل الثاني: (الخروج على نظام الدين)
الأصل الثالث: (الذرائع المفضية إلى البدعة)
وجعل تحت الأصل الأول عشر قواعد:
1 - العبادة المستندة الى حديث مكذوب
2 - العبادة المستندة الى الهوى والرأي المجرد
3 - العبادة المخالفة للسنة التركية
4 - العبادة المخالفة لعمل السلف
5 - العبادة المخالفة لقواعد الشريعة
6 - التقرب الى الله بالعادات والمباحات
7 - التقرب الى الله بالمعاصي
8 - إطلاق العبادة المقيدة
9 - تقييد العبادة المطلقة
10 - الغلو في العبادة
وجعل تحت الأصل الثاني ثمان قواعد:
1 - ما كان من الاعتقادات والآراء معارضاً لنصوص الوحي
2 - مالم يرد في الوحي ولم يؤثر عن الصحابة والتابعين من اعتقادات
3 - الخصومة والجدال في الدين
4 - الإلزام بشيء من العادات والمعاملات
5 - أن يحصل بفعل العادة أو المعاملة تغيير للأوضاع الشرعية الثابتة
6 - مشابهة الكافرين في خصائصهم
7 - مشابهة الكافرين في محدثاتهم
8 - الإتيان بشيء من أعمال الجاهلية
وجعل تحت الأصل الثالث خمس قواعد:
1 - أن يفعل ماهو مطلوب شرعاً على وجه يُوهم خلاف ما هو عليه في الحقيقة
2 - أن يفعل ما هو جائز شرعاً على وجه يُعتقد فيه أنه مطلوب شرعاً
3 - أن يعمل بالمعصية العلماء وتظهر من جهتهم بحيث يعتقد العامة أن هذه المعصية من الدين
4 - أن يعمل بالمعصية العوام وتشيع فيهم ولا ينكرها العلماء وهم قادرون على الانكار بحيث يعتقد العامة أن هذه المعصية مما لا بأس به
5 - ما يترتب على فعل البدع المحدثة من الأعمال.
ـ[علي أبو الحسن المصري]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:15 ص]ـ
للشيخ علي حسن عبد الحميد، رده الله إلى الحق ردًا جميلا ـ كتاب في أصول البدع، سابق على كتاب الجيزاني، وهو كثير النفع مفيد يمكن الاستفادة منه أيضًا في هذا الباب، وهو أول من أطلق بعد شيخه الألباني ـ رحمه الله وأسكنه الجنة ـ هذه التسمية على هذا الفن فيما أعلم. ((علم أصول البدع)).
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[25 - 11 - 05, 03:29 ص]ـ
بالمناسبة الشيخ عبدالرحمن المحمود يشرح الكتاب وتجد الشرح على البث الإسلامي
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[07 - 11 - 06, 06:13 م]ـ
تجدون كتاب قواعد معرفة البدع على هذا الرابط بحمد الله تعالى
قواعد معرفة البدع للشيخ محمد الجيزاني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85334)
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[08 - 11 - 06, 04:54 ص]ـ
، وهو أول من أطلق بعد شيخه الألباني ـ رحمه الله وأسكنه الجنة ـ هذه التسمية على هذا الفن فيما أعلم. ((علم أصول البدع)).
بارك الله فيكم و لكن يبدو لي و الله اعلم ان الأمر ليس كما تقول ... فجعل هذا الفن مستقلا بذاته و اطلاق اسم العلم عليه معروف عند الفقهاء المتأخرين و يجعلونه فرعا من علم القضاء و استقر اعتماد شيخ الاسلام ابن تيمية المرجع الأكبر في معرفة اصوله و تقعيد قواعده ليس فقط -و هذا هو العجيب- عند اهل السنة بل عند جمهور أهل الفقه من بقية الطوائف
و الله أعلم بالحال و المآل
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[08 - 11 - 06, 06:41 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا غيداء ..(22/456)
سؤال عن منهج ابن عبد البر في التمهيد
ـ[متعلم 1]ــــــــ[29 - 10 - 03, 03:49 ص]ـ
من لديه معلومات عن مراجع تكلمت عن منهج ابن عبد البر في كتابه التمهيد؟
وجزاكم الله خيرا،،،
ـ[ابن النقاش]ــــــــ[29 - 10 - 03, 11:48 م]ـ
قريبا ستناقش رسالة دكتوراه حول التمهيد ومنهج ابن عبد البر أعدها الأخ طه بوسريح بالجامعة الزيتونية و فيها الكثير من الفوائد
ـ[متعلم 1]ــــــــ[30 - 10 - 03, 03:23 ص]ـ
شكرا اخي ابن النقاش،،
ولكن هل يمكن اعطائي عنوان الاخ الباحث للاستفادة، ولعل ان يرسل لي بعض المعلومات.
وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:58 م]ـ
إذا راجعت مقدمة ابن عبد البر لكتابه ستجده قد تكلم عن منهجه إجمالاً
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:06 ص]ـ
كتاب (عقيدة ابن عبد البر في التوحيد والإيمان عرض ودراسة)
للشيخ سليمان بن صالح الغصن
وهو عبارة عن رسالة ماجستير في قسم العقيدة بجامعة الإمام عام 1409 وقد حصلت على امتياز مع التوصية بطبعها.
تكلم في المقدمة عن كتبه وعن مناهجها وبدأ بالتمهيد.وذكر العديد من الرسائل الخاصة بابن عبد البر. رحمه الله.
والكتاب عندي إن أردت أن أنقل لك الرسائل عن ابن عبد البر لكن ليس فيها شيء خاص عن كتابه التمهيد.
هناك كتاب (ابن عبد البر الأندلسي وجهوده في التاريخ) للباحث ليث بن سعود جاسم. ط دار الوفاء بمصر.
وفقك الله.
ـ[أبو نعيم الظبياني]ــــــــ[04 - 11 - 03, 02:00 ص]ـ
رسالة علمية بعنوان:" مدرسة الإمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر في الحديث والفقه وآثارها في تدعيم المذهب المالكي بالمغرب".
تأليف الأستاذ محمد بن يعيش، وهي من مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب.
وهي عندي إذا رغبت في شيئ منها.
ـ[متعلم 1]ــــــــ[05 - 11 - 03, 05:01 ص]ـ
اعتذر عن التأخر:
أشكرك أخي ابن عبد البر ..
والرسالة وجدتها وشكرا لك.
واثني بالشكر لأبي نعيم الظبياني وأتمنى الحصول على كتاب " مدرسة الإمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر في الحديث والفقه وآثارها في تدعيم المذهب المالكي بالمغرب " فكيف احصل عليه؟
وبانتظار الرد،،،
ـ[أبو نعيم الظبياني]ــــــــ[05 - 11 - 03, 06:15 ص]ـ
الأخ متعلم 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكتاب متوفر فيما يظهر لي في المكتبات التي تعنى بالكتب المغربية وبخاصة ماطبع منها بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية هناك.
وإذا أردت موضوعاً بعينه من الكتاب فيسرني إجابة طلبك.
وللمعلومية فهناك رسالة ماجستير عن جهود ابن عبدالبر في التفسير وعلوم القرآن، نوقشت في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام، وهي من إعداد الأخ ((أبو مجاهد العبيدي)) أحد كتاب هذا الملتقى، وأحد المشرفين على ملتقى أهل التفسير ولعلك تكتب إليه ليفيدك في مسألتك.(22/457)
الفوائد المستفادة من الجزء الأول من سورة البقرة
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[29 - 10 - 03, 05:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أضع بين أيدي أخوتي في الله هذه الفوائد المستفادة من الجزء الأول من سورة البقرة، التي ذكرها فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتاب تفسير القرآن الكريم - المجلد الأول -.
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفع بها، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
أبو حميد الفلاسي
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[29 - 10 - 03, 05:15 ص]ـ
قال تعالى: ((الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2))).
من فوائد الآيات رقم (1إلى2) من سورة البقرة:
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بيان علوّ القرآن؛ لقوله تعالى: {ذلك}؛ فالإشارة بالبعد تفيد علوّ مرتبته؛ وإذا كان القرآن عالي المكانة والمنزلة، فلا بد أن يعود ذلك على المتمسك به بالعلوّ والرفعة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {ليظهره على الدين كله} [التوبة: 33]؛ وكذلك ما وُصِف به القرآن من الكرم، والمدح، والعظمة فهو وصف أيضاً لمن تمسك به.
2. ومنها: رفعة القرآن من جهة أنه قرآن مكتوب معتنٍ به؛ لقوله تعالى: {ذلك الكتاب}؛ وقد بيّنّا أنه مكتوب في ثلاثة مواضع: اللوح المحفوظ، والصحف التي بأيدي الملائكة، والمصاحف التي بأيدي الناس.
3. ومن فوائد الآية: أن هذا القرآن نزل من عند الله يقيناً؛ لقوله تعالى: (لا ريب فيه)
4. ومنها: أن المهتدي بهذا القرآن هم المتقون؛ فكل من كان أتقى لله كان أقوى اهتداءً بالقرآن الكريم؛ لأنه عُلِّق الهدى بوصف؛ والحكم إذا عُلق بوصف كانت قوة الحكم بحسب ذلك الوصف المعلَّق عليه؛ لأن الوصف عبارة عن علة؛ وكلما قويت العلة قوي المعلول.
5. ومن فوائد الآية: فضيلة التقوى، وأنها من أسباب الاهتداء بالقرآن، والاهتداء بالقرآن يشمل الهداية العلمية، والهداية العملية؛ أي هداية الإرشاد، والتوفيق.
فإن قيل: ما الجمع بين قوله تعالى: {هدًى للمتقين}، وقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان}؟ (البقرة: 185).
فالجواب: أن الهدى نوعان: عام، وخاص؛ أما العام فهو الشامل لجميع الناس وهو هداية العلم، والإرشاد؛ ومثاله قوله تعالى عن القرآن: {هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185]، وقوله تعالى عن ثمود: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17]؛ وأما الخاص فهو هداية التوفيق: أي أن يوفق الله المرء للعمل بما علم؛ مثاله: قوله تعالى {هدًى للمتقين}، وقوله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدًى وشفاء} [فصلت: 44].
----------------------
قال تعالى: ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)))
من فوائد الآيات رقم (3إلى5) من سورة البقرة:
1 - فوائد الآية: أن من أوصاف المتقين الإيمان بالغيب؛ لأن الإيمان بالمُشاهَد المحسوس ليس بإيمان؛ لأن المحسوس لا يمكن إنكاره.
2. ومنها: أن من أوصاف المتقين إقامة الصلاة؛ وهو عام لفرضها، ونفلها.
ويتفرع على ذلك: الترغيب في إقامة الصلاة؛ لأنها من صفات المتقين؛ وإقامتها أن يأتي بها مستقيمة على الوجه المطلوب في خشوعها، وقيامها، وقعودها، وركوعها، وسجودها، وغير ذلك.
3. ومن فوائد الآيات: أن من أوصاف المتقين الإنفاق مما رزقهم الله؛ وهذا يشمل الإنفاق الواجب كالزكاة، وإنفاقَ التطوع كالصدقات، والإنفاقِ في سبل الخير.
4. ومنها: أن صدقة الغاصب باطلة؛ لقوله تعالى: {ومما رزقناهم}؛ لأن الغاصب لا يملك المال الذي تصدق به، فلا تقبل صدقته.
5. ومنها: أن الإنفاق غير الزكاة لا يتقدر بشيء معين؛ لإطلاق الآية، سواء قلنا: إن "مِن" للتبعيض؛ أو للبيان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/458)
ويتفرع على هذا جواز إنفاق جميع المال في طرق الخير، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه حين تصدق بجميع ماله؛ لكن هذا مشروط بما إذا لم يترتب عليه ترك واجب من الإنفاق على الأهل، ونحوهم؛ فإن ترتب عليه ذلك فالواجب مقدم على التطوع.
6. ومن فوائد الآية: ذم البخل؛ ووجهه أن الله مدح المنفقين؛ فإذا لم يكن إنفاق فلا مدح؛ والبخل خلق ذميم حذر الله سبحانه وتعالى منه في عدة آيات.
تنبيه:
لم يذكر الله مصرف الإنفاق أين يكون؛ لكنه تعالى ذكر في آيات أخرى أن الإنفاق الممدوح ما كان في سبيل الله من غير إسراف، ولا تقتير، كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً} [الفرقان: 67].
7. من فوائد الآية: أن من أوصاف المتقين الإيمان بما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم وما أنزل من قبله.
8. ومنها: أن من أوصاف المتقين الإيقان بالآخرة على ما سبق بيانه في التفسير.
9. ومنها: أهمية الإيمان بالآخرة؛ لأن الإيمان بها هو الذي يبعث على العمل؛ ولهذا يقرن الله تعالى دائماً الإيمان به عزّ وجلّ، وباليوم الآخر؛ أما من لم يؤمن بالآخرة فليس لديه باعث على العمل؛ إنما يعمل لدنياه فقط: يعتدي ما دام يرى أن ذلك مصلحة في دنياه: يسرق مثلاً؛ يتمتع بشهوته؛ يكذب؛ يغش .. ؛ لأنه لا يؤمن بالآخرة؛ فالإيمان بالآخرة حقيقة هو الباعث على العمل.
10. ومنها: سلامة هؤلاء في منهجهم؛ لقوله تعالى: (أولئك على هدًى من ربهم).
11. ومنها: أن ربوبية الله عزّ وجلّ تكون خاصة، وعامة؛ وقد اجتمعا في قوله تعالى عن سحرة فرعون: {آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون} (الأعراف: 121، 122)
12. ومنها: أن مآل هؤلاء هو الفلاح؛ لقوله تعالى: (وأولئك هم المفلحون)
13. ومنها: أن الفلاح مرتب على الاتصاف بما ذُكر؛ فإن اختلَّت صفة منها نقص من الفلاح بقدر ما اختل من تلك الصفات؛ لأن الصحيح من قول أهل السنة والجماعة، والذي دلّ عليه العقل والنقل، أن الإيمان يزيد، وينقص، ويتجزأ؛ ولولا ذلك ما كان في الجنات درجات: هناك رتب كما جاء في الحديث: "إن أهل الجنة ليتراءون أصحاب الغرف كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق؛ قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال صلى الله عليه وسلم لا؛ والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله، وصدقوا المرسلين"، أي ليست خاصة بالأنبياء.
------------------
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:6) (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:7)
من فوائد الآيات رقم (6 إلى 7) من سورة البقرة:
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم حين يردُّه الكفار، ولا يَقبلون دعوته.
2. ومنها: أن من حقت عليه كلمة العذاب فإنه لا يؤمن مهما كان المنذِر والداعي؛ لأنه لا يستفيد. قد ختم الله على قلبه.، كما قال تعالى: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم} [يونس: 96، 97]، وقال تعالى: {أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار} [الزمر: 19] يعني هؤلاء لهم النار؛ انتهى أمرهم، ولا يمكن أن تنقذهم.
3. ومنها: أن الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة، ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ، ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله.
4. ومنها: أن محل الوعي القلوب؛ لقوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم} يعني لا يصل إليها الخير.
5. ومنها: أن طرق الهدى إما بالسمع؛ وإما بالبصر: لأن الهدى قد يكون بالسمع، وقد يكون بالبصر؛ بالسمع فيما يقال؛ وبالبصر فيما يشاهد؛ وهكذا آيات الله عزّ وجلّ تكون مقروءة مسموعة؛ وتكون بيّنة مشهودة.
6. ومنها: وعيد هؤلاء الكفار بالعذاب العظيم.
مسألة:. إذا قال قائل: هل هذا الختم له سبب من عند أنفسهم، أو مجرد ابتلاء وامتحان من الله عزّ وجلّ؟
فالجواب: أن له سبباً؛ كما قال تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: 5]، وقال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية (المائدة: 13)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/459)
---------------------
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (البقرة:8)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بلاغة القرآن؛ بل فصاحة القرآن في التقسيم؛ لأن الله سبحانه وتعالى ابتدأ هذه السورة بالمؤمنين الخلَّص، ثم الكفار الخلَّص، ثم بالمنافقين؛ وذلك؛ لأن التقسيم مما يزيد الإنسان معرفة، وفهماً.
2. ومنها: أن القول باللسان لا ينفع الإنسان؛ لقوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)
3. ومنها: أن المنافقين ليسوا بمؤمنين. وإن قالوا: إنهم مؤمنون.؛ لقوله تعالى: {وما هم بمؤمنين}؛ ولكن هل هم مسلمون؟
إن أريد بالإسلام الاستسلام الظاهر فهم مسلمون؛ وإن أريد بالإسلام إسلام القلب والبدن فليسوا بمسلمين.
4. ومنها: أن الإيمان لا بد أن يتطابق عليه القلب، واللسان.
ووجه الدلالة: أن هؤلاء قالوا: "آمنا" بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم؛ فصح نفي الإيمان عنهم؛ لأن الإيمان باللسان ليس بشيء.
-----------------------
(يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) (البقرة:9)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: مكر المنافقين، وأنهم أهل مكر، وخديعة؛ لقوله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم}؛ ولهذا قال الله تعالى في سورة المنافقين: {هم العدو فاحذرهم} [المنافقون: 4]؛ فحصر العداوة فيهم؛ لأنهم مخادعون.
2. ومنها: التحفظ من المنافقين؛ لأنه إذا قيل لك: "فلان يخدع" فإنك تزداد تحفظاً منها؛ وأنه ينبغي للمؤمن أن يكون يقظاً حذراً، فلا ينخدع بمثل هؤلاء.
فإن قال قائل: كيف نعرف المنافق حتى نكون حذرين منه؟
فالجواب: نعرفه بأن نتتبع أقواله، وأفعاله: هل هي متطابقة، أو متناقضة؟ فإذا علمنا أن هذا الرجل يتملق لنا، ويظهر أنه يحب الإسلام، ويحب الدين، لكن إذا غاب عنا نسمع عنه بتأكد أنه يحارب الدين عرفنا أنه منافق؛ فيجب علينا أن نحذر منه.
3. ومن فوائد الآية: أن المكر السيئ لا يحيق إلّا بأهله؛ فهم يخادعون الله، ويظنون أنهم قد نجحوا، أو غلبوا؛ ولكن في الحقيقة أن الخداع عائد عليهم؛ لقوله تعالى: {وما يخدعون إلا أنفسهم}: فالحصر هنا يدل على أن خداعهم هذا لا يضر الله تعالى شيئاً، ولا رسوله، ولا المؤمنين.
4. ومنها: أن العمل السيئ قد يُعمي البصيرة؛ فلا يشعر الإنسان بالأمور الظاهرة؛ لقوله تعالى: {وما يشعرون} أي ما يشعرون أنهم يخدعون أنفسهم؛ و "الشعور" أخص من العلم؛ فهو العلم بأمور دقيقة خفية؛ ولهذا قيل: إنه مأخوذ من الشَّعر؛ والشعر دقيق؛ فهؤلاء الذين يخادعون الله، والرسول، والمؤمنين لو أنهم تأملوا حق التأمل لعرفوا أنهم يخدعون أنفسهم، لكن لا شعور عندهم في ذلك؛ لأن الله تعالى قد أعمى بصائرهم. والعياذ بالله.، فلا يشعرون بهذا الأمر.
-----------------------
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (البقرة:10)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن الإنسان إذا لم يكن له إقبال على الحق، وكان قلبه مريضاً فإنه يعاقب بزيادة المرض؛ لقوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً}؛ وهذا المرض الذي في قلوب المنافقين: شبهات، وشهوات؛ فمنهم من علم الحق، لكن لم يُرِده؛ ومنهم من اشتبه عليه؛ وقد قال الله تعالى في سورة النساء: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلًا} [النساء: 137]، وقال تعالى في سورة المنافقين: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} [المنافقون: 3].
2. ومن فوائد الآية: أن أسباب إضلال اللَّهِ العبدَ هو من العبد؛ لقوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً}؛ ومثل ذلك قوله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: 5]، وقوله تعالى: {ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة} [الأنعام: 110]، وقوله تعالى: {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} [المائدة: 49].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/460)
3. ومنها: أن المعاصي والفسوق، تزيد وتنقص، كما أن الإيمان يزيد وينقص؛ لقوله تعالى: {فزادهم الله مرضاً}؛ والزيادة لا تُعقل إلا في مقابلة النقص؛ فكما أن الإيمان يزيد وينقص، كذلك الفسق يزيد، وينقص؛ والمرض يزيد، وينقص.
4. ومنها: الوعيد الشديد للمنافقين؛ لقوله تعالى: (ولهم عذاب أليم)
5. ومنها: أن العقوبات لا تكون إلا بأسباب. أي أن الله لا يعذب أحداً إلا بذنب.؛ لقوله تعالى: (بما كانوا يكذبون)
6. ومنها: أن هؤلاء المنافقين جمعوا بين الكذب، والتكذيب؛ وهذا شر الأحوال.
7. ومنها: ذم الكذب، وأنه سبب للعقوبة؛ فإن الكذب من أقبح الخصال؛ وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكذب من خصال المنافقين، فقال صلى الله عليه وسلم "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب .. " (1) الحديث؛ والكذب مذموم شرعاً، ومذموم عادة، ومذموم فطرة أيضاً.
مسألة:- إن قيل: كيف يكون خداعهم لله وهو يعلم ما في قلوبهم؟
فالجواب: أنهم إذا أظهروا إسلامهم فكأنما خادعوا الله؛ لأنهم حينئذ تُجرى عليهم أحكام الإسلام، فيلوذون بحكم الله. تبارك وتعالى. حيث عصموا دماءهم وأموالهم بذلك.
------------------------
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (البقرة:11) (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) (البقرة:12)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: أن النفاق الذي هو إظهار الإسلام، وإبطان الكفر من الفساد في الأرض؛ لقوله تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض}؛ والنفاق من أعظم الفساد في الأرض.
2. ومنها: أن من أعظم البلوى أن يُزَيَّن للإنسان الفساد حتى يَرى أنه مصلح؛ لقولهم: (إنما نحن مصلحون)
3. ومنها: أن غير المؤمن نظره قاصر، حيث يرى الإصلاح في الأمر المعيشي فقط؛ بل الإصلاح حقيقة أن يسير على شريعة الله واضحاً صريحاً.
4. ومنها: أنه ليس كل من ادعى شيئاً يصدق في دعواه؛ لأنهم قالوا: {إنما نحن مصلحون}؛ فقال الله تعالى: {ألا إنهم هم المفسدون}؛ وليس كل ما زينته النفس يكون حسناً، كما قال تعالى: {أفمن زُين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء} [فاطر: 8].
5. ومنها: أن الإنسان قد يبتلى بالإفساد في الأرض، ويخفى عليه فساده؛ لقوله تعالى: {ولكن لا يشعرون}
6. ومنها: قوة الرد على هؤلاء الذين ادعوا أنهم مصلحون، حيث قال الله عزّ وجلّ: {ألا إنهم هم المفسدون}؛ فأكد إفسادهم بثلاثة مؤكدات؛ وهي {ألا} و "إن"، و {هم}؛ بل حصر الإفساد فيهم عن طريق ضمير الفصل.
------------------------
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ) (البقرة:13)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن المنافق لا تنفعه الدعوة إلى الخير؛ لقوله تعالى: {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء}؛ فهم لا ينتفعون إذا دعوا إلى الحق؛ بل يقولون: {أنؤمن كما آمن السفهاء)
2. ومنها: إعجاب المنافقين بأنفسهم؛ لقولهم: (أنؤمن كما آمن السفهاء)
3. ومنها: شدة طغيان المنافقين؛ لأنهم أنكروا على الذين عرضوا عليهم الإيمان: {قالوا أنؤمن}؛ وهذا غاية ما يكون من الطغيان؛ ولهذا قال الله تعالى في آخر الآية: {في طغيانهم يعمهون} [البقرة: 15].
4. ومنها: أن أعداء الله يصفون أولياءه بما يوجب التنفير عنهم لقولهم: {أنؤمن كما آمن السفهاء}؛ فأعداء الله في كل زمان، وفي كل مكان يصفون أولياء الله بما يوجب التنفير عنهم؛ فالرسل وصفهم قومهم بالجنون، والسحر، والكهانة، والشعر تنفيراً عنهم، كما قال تعالى: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون} [الذاريات: 52]، وقال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين} [الفرقان: 31] وورثة الأنبياء مثلهم يجعل الله لهم أعداء من المجرمين، ولكن {وكفى بربك هادياً ونصيراً} [الفرقان: 31]؛ فمهما بلغوا من الأساليب فإن الله تعالى إذا أراد هداية أحد فلا يمنعه إضلال هؤلاء؛ لأن أعداء الأنبياء يسلكون في إبطال دعوة الأنبياء مَسْلكين؛ مسلك الإضلال، والدعاية الباطلة في كل زمان، ومكان؛ ثم مسلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/461)
السلاح.
أي المجابهة المسلحة؛ ولهذا قال تعالى: {هادياً} [الفرقان: 31] في مقابل المسلك الأول الذي هو الإضلال. وهو الذي نسميه الآن بالأفكار المنحرفة، وتضليل الأمة، والتلبيس على عقول أبنائها؛ وقال تعالى: {ونصيراً} [الفرقان: 31] في مقابل المسلك الثاني. وهو المجابهة المسلحة.
5. ومن فوائد الآية: أن كل من لم يؤمن فهو سفيه، كما قال الله تعالى: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه} [البقرة: 130].
6. ومنها: أن الحكمة كل الحكمة إنما هي الإيمان بالله، واتباع شريعته؛ لأن الكافر المخالف للشريعة سفيه؛ فيقتضي أن ضده يكون حكيماً رشيداً.
7. ومنها: تحقيق ما وعد الله به من الدفاع عن المؤمنين، كما قال تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [الحج: 38]؛ فإذا ذموا بالقول دافع الله عنهم بالقول؛ فهؤلاء قالوا: {أنؤمن كما آمن السفهاء}، والله عزّ وجلّ هو الذي جادل عن المؤمنين، فقال: {ألا إنهم هم السفهاء} يعني هم السفهاء لا أنتم؛ فهذا من تحقيق دفاع الله تعالى عن المؤمنين؛ أما دفاعه عن المؤمنين إذا اعتُدي عليهم بالفعل فاستمع إلى قول الله تعالى: {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان} [الأنفال: 12]: هذه مدافعة فعلية، حيث تنْزل جنود الله تعالى من السماء لتقتل أعداء المؤمنين؛ فهذا تحقيق لقول الله تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} [الحج: 38]؛ ولكن الحقيقة أن هذا الوعد العظيم من القادر جل وعلا الصادق في وعده يحتاج إلى إيمان حتى نؤمن بالله عزّ وجلّ، ولا نخشى أحداً سواه، فإذا ضعف الإيمان أصبحنا نخشى الناس كخشية الله، أو أشد خشية؛ لأننا إذا كنا نراعيهم دون أوامر الله فسنخشاهم أشد من خشية الله عزّ وجلّ؛ وإلا لكنا ننفذ أمر الله عزّ وجلّ، ولا نخشى إلا الله سبحانه وتعالى. فنحن لو آمنا حقيقة الإيمان بهذا الوعد الصادق الذي لا يُخلَف لكنا منصورين في كل حال؛ لكن الإيمان ضعيف؛ ولهذا صرنا نخشى الناس أكثر مما نخشى الله عزّ وجلّ؛ وهذه هي المصيبة، والطامة العظيمة التي أصابت المسلمين اليوم؛ ولذلك تجد كثيراً من ولاة المسلمين.
مع الأسف. لا يهتمون بأمر الله، ولا بشريعة الله؛ لكن يهتمون بمراعاة فلان، وفلان؛ أو الدولة الفلانية، والفلانية. ولو على حساب الشريعة الإسلامية التي من تمسك بها فهو المنصور، ومن خالفها فهو المخذول؛ وهم لا يعرفون أن هذا هو الذي يبعدهم من نصر الله؛ فبدلاً من أن يكونوا عبيداً لله أعزة صاروا عبيداً للمخلوقين أذلة؛ لأن الأمم الكافرة الكبرى لا ترحم أحداً في سبيل مصلحتها؛ لكن لو أننا ضربنا بذلك عُرض الحائط،
وقلنا: لا نريد إلا رضى الله، ونريد أن نطبق شريعة الله سبحانه وتعالى على أنفسنا، وعلى أمتنا؛ لكانت تلك الأمم العظمى تهابنا؛ ولهذا يقال: من خاف الله خافه كل شيء، ومن خاف غير الله خاف من كل شيء.
8. ومن فوائد الآية: الدلالة على جهل المنافقين؛ لأن الله عزّ وجلّ نفى العلم عنهم؛ لقوله تعالى: {ولكن لا يعلمون}؛ فالحقيقة أنهم من أجهل الناس. إن لم يكونوا أجهل الناس؛ لأن طريقهم إنما هو خداع، وانخداع، وتضليل؛ وهؤلاء المنافقون من أجهل الناس؛ لأنهم لم يعلموا حقيقة أنفسهم، وأنهم هم السفهاء.
----------------------------
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) (البقرة:14) (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة:15)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: ذلّ المنافق؛ فالمنافق ذليل؛ لأنه خائن؛ فهم {إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا} خوفاً من المؤمنين؛ و {إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم} خوفاً منهم؛ فهم أذلاء عند هؤلاء، وهؤلاء؛ لأن كون الإنسان يتخذ من دينه تَقيَّة فهذا دليل على ذله؛ وهذا نوع من النفاق؛ لأنه تستر بما يُظَن أنه خير وهو شر.
2. ومنها: أن الله يستهزئ بمن يستهزئ به، أو برسله، أو بشرعه جزاءً وفاقاً؛ واعلم أن ها هنا أربعة أقسام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/462)
قسم هو صفة كمال لكن قد ينتج عنه نقص: هذا لا يسمى الله تعالى به؛ ولكن يوصف الله به، مثل "المتكلم"، و"المريد"؛ فـ"المتكلم"، و"المريد" ليسا من أسماء الله؛ لكن يصح أن يوصف الله بأنه متكلم، ومريد على سبيل الإطلاق؛ ولم تكن من أسمائه؛ لأن الكلام قد يكون بخير، وقد يكون بشر؛ وقد يكون بصدق، وقد يكون بكذب؛ وقد يكون بعدل، وقد يكون بظلم؛ وكذلك الإرادة.
القسم الثاني: ما هو كمال على الإطلاق، ولا ينقسم: فهذا يسمى الله به، مثل: الرحمن، الرحيم، الغفور، السميع، البصير .. وما أشبه ذلك؛ وهو متضمن للصفة؛ وليس معنى قولنا: "يسمى الله به" أن نُحْدِث له اسماً بذلك؛ لأن الأسماء توقيفية؛ لكن معناه أن الله سبحانه وتعالى تَسَمَّى به.
القسم الثالث: ما لا يكون كمالاً عند الإطلاق؛ ولكن هو كمال عند التقييد؛ فهذا لا يجوز أن يوصف به إلا مقيداً، مثل: الخداع، والمكر، والاستهزاء، والكيد. فلا يصح أن تقول: إن الله ماكر على سبيل الإطلاق، ولكن قل: إن الله ماكر بمن يمكر به، وبرسله، ونحو ذلك.
مسألة:- هل "المنتقم" من جنس الماكر، والمستهزئ؟
الجواب: مسألة "المنتقم" اختلف فيها العلماء؛ منهم من يقول: إن الله لا يوصف به على سبيل الإفراد، وإنما يوصف به إذا اقترن بـ"العفوّ"؛ فيقال: "العفوُّ المنتقم"؛ لأن "المنتقم" على سبيل الإطلاق ليس صفة مدح إلا إذا قُرِن بـ"العفوّ"؛ ومثله أيضاً المُذِل: قالوا: لا يوصف الله سبحانه وتعالى به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن بـ"المُعِز"؛ فيقال: "المعزُّ المُذل"؛ ومثله أيضاً "الضار": قالوا: لا يوصف الله سبحانه وتعالى به على سبيل الإفراد إلا إذا قُرِن "النافع"؛ فيقال: "النافع الضار"؛ ويسمون هذه: الأسماء المزدوجة. ويرى بعض العلماء أنه لا يوصف به على وجه الإطلاق.
ولو مقروناً بما يقابله. أي إنك لا تقول: العفوّ المنتقم؛ لأنه لم يرد من أوصاف الله سبحانه وتعالى "المنتقم"؛ وليست صفة كمال بذاتها إلا إذا كانت مقيدة بمن يستحق الانتقام؛ ولهذا يقول عزّ وجلّ: {إنا من المجرمين منتقمون} [السجدة: 22]، وقال عزّ وجلّ: {والله عزيز ذو انتقام} [آل عمران: 4]؛ وهذا هو الذي يرجحه شيخ الإسلام ابن تيمية؛ والحديث الذي ورد في سرد أسماء الله الحسنى، وذُكر فيه المنتقم غير صحيح؛ بل هو مدرج؛ لأن هذا الحديث فيه أشياء لم تصح من أسماء الله؛ وحذف منها أشياء هي من أسماء الله.
مما يدل على أنه ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
القسم الرابع: ما يتضمن النقص على سبيل الإطلاق: فهذا لا يوصف الله سبحانه وتعالى به أبداً، ولا يسمى به، مثل: العاجز؛ الضعيف؛ الأعور .. وما أشبه ذلك؛ فلا يجوز أن يوصف الله سبحانه وتعالى بصفة عيب مطلقاً. والاستهزاء هنا في الآية على حقيقته؛ لأن استهزاء الله بهؤلاء المستهزئين دال على كماله، وقوته، وعدم عجزه عن مقابلتهم؛ فهو صفة كمال هنا في مقابل المستهزئين مثل قوله تعالى: {إنهم يكيدون كيداً * وأكيد كيداً} [الطارق: 15، 16] أي أعظمَ منه كيداً؛ فالاستهزاء من الله تعالى حق على حقيقته، ولا يجوز أن يفسر بغير ظاهره؛ فتفسيره بغير ظاهره محرم؛ وكل من فسر شيئاً من القرآن على غير ظاهره بلا دليل صحيح فقد قال على الله ما لم يعلم؛ والقول على الله بلا علم حرام، كما قال تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33]؛ فكل قول على الله بلا علم في شرعه، أو في فعله، أو في وصفه غير جائز؛ بل نحن نؤمن بأن الله جل وعلا يستهزئ بالمنافقين استهزاءً حقيقياً؛ لكن ليس كاستهزائنا؛ بل أعظم من استهزائنا، وأكبر، وليس كمثله شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/463)
وهذه القاعدة يجب أن يسار عليها في كل ما وصف الله به نفسه؛ فكما أنك لا تتجاوز حكم الله فلا تقول لما حرم: "إنه حلال"، فكذلك لا تقول لما وصف به نفسه أن هذا ليس المراد؛ فكل ما وصف الله به نفسه يجب عليك أن تبقيه على ظاهره، لكن تعلم أن ظاهره ليس كالذي ينسب لك؛ فاستهزاء الله ليس كاستهزائنا؛ وقرب الله ليس كقربنا؛ واستواء الله على عرشه ليس كاستوائنا على السرير؛ وهكذا بقية الصفات نجريها على ظاهرها، ولا نقول على الله ما لا نعلم؛ ولكن ننزه ربنا عما نزَّه نفسه عنه من مماثلة المخلوقين؛ لأن الله تعالى يقول: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11].
أما الخيانة فلا يوصف بها الله مطلقاً؛ لأن الخيانة صفة نقص مطلق؛ و"الخيانة" معناها: الخديعة في موضع الائتمان. وهذا نقص؛ ولهذا قال الله عزّ وجلّ: {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم} [الأنفال: 71]، ولم يقل: فخانهم؛ لكن لما قال تعالى: {يخادعون الله} [النساء: 142] قال: {وهو خادعهم} [النساء: 142]؛ لأن الخديعة صفة مدح مقيدة؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة" (1)، وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تخن من خانك" (2)؛ لأن الخيانة تكون في موضع الائتمان؛ أما الخداع فيكون في موضع ليس فيه ائتمان؛ والخيانة صفة نقص مطلق.
3. ومن فوائد الآيتين: أن الله سبحانه وتعالى قد يُملي للظالم حتى يستمر في طغيانه.
فيستفاد من هذه الفائدة فائدة أخرى: وهي تحذير الإنسان الطاغي أن يغتر بنعم الله عزّ وجلّ؛ فهذه النعم قد تكون استدراجاً من الله؛ فالله سبحانه وتعالى يملي، كما قال تعالى: {ويمدهم في طغيانهم يعمهون}؛ ولو شاء لأخذهم، ولكنه سبحانه وتعالى يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. كما جاء في الحديث (3).
فإن قال قائل: كيف يعرف الفرق بين النعم التي يجازى بها العبد، والنعم التي يستدرج بها العبد؟
فالجواب: أن الإنسان إذا كان مستقيماً على شرع الله فالنعم من باب الجزاء؛ وإذا كان مقيماً على معصية الله مع توالي النعم فهي استدراج.
4. ومن فوائد الآيتين: أن صاحب الطغيان يعميه هواه، وطغيانه عن معرفة الحق، وقبوله؛ ولهذا قال تعالى: {ويمدهم في طغيانهم يعمهون}؛ ومن الطغيان أن يُقَدِّم المرء قوله على قول الله ورسوله؛ والله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدِّموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم (الحجرات: 1).
---------------------------
(أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) (البقرة:16)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بيان سفه هؤلاء المنافقين، حيث اشتروا الضلالة بالهدى.
2. ومنها: شغف المنافقين بالضلال؛ لأنه تبارك وتعالى عبر عن سلوكهم الضلال بأنهم اشتروه؛ والمشتري مشغوف بالسلعة محب لها.
3. ومنها: أن الإنسان قد يظن أنه أحسنَ عملاً وهو قد أساء؛ لأن هؤلاء اشتروا الضلالة بالهدى ظناً منهم أنهم على صواب، وأنهم رابحون، فقال الله تعالى: {فما ربحت تجارتهم}.
4. ومنها: خسران المنافقين فيما يطمعون فيه بالربح؛ لقوله تعالى: (فما ربحت تجارتهم).
5. ومنها: أن المدار في الربح، والخسران على اتباع الهدى؛ فمن اتبعه فهو الرابح؛ ومن خالفه فهو الخاسر؛ ويدل لذلك قوله تعالى: {والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [العصر: 1. 3]، وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} [الصف: 10، 11]: تقف على {خير لكم}؛ لأن {إن كنتم تعلمون} إذا وصلناها بما قبلها صار الخير معلقاً بكوننا نعلم. وهو خير علمنا أم لم نعلم.
6. ومن فوائد الآية: أن هؤلاء لن يهتدوا؛ لقوله تعالى: {وما كانوا مهتدين}؛ لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً؛ ولذلك لا يرجعون؛ وهكذا كل فاسق، أو مبتدع يظن أنه على حق فإنه لن يرجع؛ فالجاهل البسيط خير من هذا؛ لأن هذا جاهل مركب يظن أنه على صواب. وليس على صواب.
-----------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/464)
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ) (البقرة:17) (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (البقرة:18)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: بلاغة القرآن، حيث يضرب للمعقولات أمثالاً محسوسات؛ لأن الشيء المحسوس أقرب إلى الفهم من الشيء المعقول؛ لكن من بلاغة القرآن أن الله تعالى يضرب الأمثال المحسوسة للمعاني المعقولة حتى يدركها الإنسان جيداً، كما قال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت: 43].
2. ومنها: ثبوت القياس، وأنه دليل يؤخذ به؛ لأن الله أراد منا أن نقيس حالهم على حال من يستوقد؛ وكل مثل في القرآن فهو دليل على ثبوت القياس.
3. ومنها: أن هؤلاء المنافقين ليس في قلوبهم نور؛ لقوله تعالى: {كمثل الذي استوقد ناراً}؛ فهؤلاء المنافقون يستطعمون الهدى، والعلم، والنور؛ فإذا وصل إلى قلوبهم. بمجرد ما يصل إليها. يتضاءل، ويزول؛ لأن هؤلاء المنافقين إخوان للمؤمنين من حيث النسب، وأعمام، وأخوال، وأقارب؛ فربما يجلس إلى المؤمن حقاً، فيتكلم له بإيمان حقيقي، ويدعوه، فينقدح في قلبه هذا الإيمان، ولكن سرعان ما يزول.
4. ومن فوائد الآيتين: أن الإيمان نور له تأثير حتى في قلب المنافق؛ لقوله تعالى: {فلما أضاءت ما حوله}: الإيمان أضاء بعض الشيء في قلوبهم؛ ولكن لما لم يكن على أسس لم يستقر؛ ولهذا قال تعالى في سورة المنافقين. وهي أوسع ما تحدَّث الله به عن المنافقين: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم} [المنافقون: 3].
5. ومنها: أنه بعد أن ذهب هذا الضياء حلت الظلمة الشديدة؛ بل الظلمات.
6. ومنها: أن الله تعالى جازاهم على حسب ما في قلوبهم: {ذهب الله بنورهم}، كأنه أخذه قهراً. فإن قال قائل: أليس في هذا دليل على مذهب الجبرية؟ فالجواب: لا؛ لأن هذا الذي حصل من رب العباد عزّ وجلّ بسببهم؛ وتذكَّر دائماً قول الله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} [الصف: 5]. حتى يتبين لك أن كل من وصفه الله بأنه أضله فإنما ذلك بسبب منه
7. ومن فوائد الآيتين: تخلي الله عن المنافقين؛ لقوله تعالى: [وتركهم] ويتفرع على ذلك: أن من تخلى الله عنه فهو هالك. ليس عنده نور، ولا هدًى، ولا صلاح؛ لقوله تعالى: (وتركهم في ظلمات لا يبصرون)
8. ومن فوائد الآيتين: أن هؤلاء المنافقين أصم الله تعالى آذانهم، فلا يسمعون الحق؛ ولو سمعوا ما انتفعوا؛ ويجوز أن يُنفى الشيء لانتفاء الانتفاع به، كما في قوله تعالى: {ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} (الأنفال: 21)
9. ومنها: أن هؤلاء المنافقين لا ينطقون بالحق. كالأبكم.
10. ومنها: أنهم لا يبصرون الحق. كالأعمى.
11. ومنها: أنهم لا يرجعون عن غيِّهم؛ لأنهم يعتقدون أنهم محسنون، وأنهم صاروا أصحاباً للمؤمنين، وأصحاباً للكافرين: هم أصحاب للمؤمنين في الظاهر، وأصحاب للكافرين في الباطن؛ ومن استحسن شيئاً فإنه لا يكاد أن يرجع عنه.
-------------------------------
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) (البقرة:19)) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:20)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: تهديد الكفار بأن الله محيط بهم؛ لقوله تعالى: {والله محيط بالكافرين}.
2. ومنها: أن البرق الشديد يخطف البصر؛ ولهذا يُنهى الإنسان أن ينظر إلى البرق حال كون السماء تبرق؛ لئلا يُخطف بصره.
3. ومنها: أن من طبيعة الإنسان اجتناب ما يهلكه؛ لقوله تعالى: (وإذا أظلم عليهم قاموا)
4. ومنها: إثبات مشيئة الله؛ لقوله تعالى: (ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/465)
5. ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عزّ وجلّ أن يمتعه بسمعه، وبصره؛ لقوله تعالى: {ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}؛ وفي الدعاء المأثور: "متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا ما أحييتنا" (1).
6. ومنها: أن من أسماء الله أنه قدير على كل شيء.
7. ومنها: عموم قدرة الله تعالى على كل شيء؛ فهو جلّ وعلا قادر على إيجاد المعدوم، وإعدام الموجود، وعلى تغيير الصالح إلى فاسد، والفاسد إلى صالح، وغير ذلك.
------------------------------
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: العناية بالعبادة؛ يستفاد هذا من وجهين؛ الوجه الأول: تصدير الأمر بها بالنداء؛ و الوجه الثاني: تعميم النداء لجميع الناس مما يدل على أن العبادة أهم شيء؛ بل إنّ الناس ما خُلقوا إلا للعبادة، كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات: 56)
2. ومنها: أن الإقرار بتوحيد الربوبية مستلزم للإقرار بتوحيد الألوهية؛ لقوله تعالى: {اعبدوا ربكم}.
3. ومنها: وجوب عبادة الله عزّ وجلّ وحده. وهي التي خُلق لها الجن، والإنس؛ و"العبادة" تطلق على معنيين؛ أحدهما: التعبد. وهو فعل العابد؛ و الثاني: المتعبَّد به. وهي كل قول، أو فعل ظاهر، أو باطن يقرب إلى الله عزّ وجلّ.
4. ومنها: أن وجوب العبادة علينا مما يقتضيه العقل بالإضافة إلى الشرع؛ لقوله تعالى: {اعبدوا ربكم}؛ فإن الرب عزّ وجلّ يستحق أن يُعبد وحده، ولا يعبد غيره؛ والعجب أن هؤلاء المشركين الذين لم يمتثلوا هذا الأمر إذا أصابتهم ضراء، وتقطعت بهم الأسباب يتوجهون إلى الله، كما قال تعالى: {وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين} [لقمان: 32]؛ لأن فطرهم تحملهم على ذلك ولابد.
5. ومن فوائد الآية: إثبات أن الله عزّ وجلّ هو الخالق وحده، وأنه خالق الأولين، والآخرين؛ لقوله تعالى: (الذي خلقكم والذين من قبلكم)
6. ومنها: أن من طريق القرآن أنه إذا ذَكر الحكم غالباً ذَكر العلة؛ الحكم: {اعبدوا ربكم}؛ والعلة: كونه رباً خالقاً لنا، ولمن قبلنا.
7. ومنها: أن التقوى مرتبة عالية لا ينالها كل أحد إلا من أخلص العبادة لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (لعلكم تتقون).
8. وربما يستفاد التحذير من البدع؛ وذلك؛ لأن عبادة الله لا تتحقق إلا بسلوك الطريق الذي شرعه للعباد؛ لأنه لا يمكن أن نعرف كيف نعبد الله إلا عن طريق الوحي والشرع: كيف نتوضأ، كيف نصلي .. يعني ما الذي أدرانا أن الإنسان إذا قام للصلاة يقرأ، ثم يركع، ثم يسجد .. إلخ، إلا بعد الوحي.
9. ومنها: الحث على طلب العلم؛ إذ لا تمكن العبادة إلا بالعلم؛ ولهذا ترجم البخاري. رحمه الله. على هذه المسألة بقوله: "باب: العلم قبل القول، والعمل.
--------------------------
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:22)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بيان رحمة الله تعالى، وحكمته في جعل الأرض فراشاً؛ إذ لو جعلها خشنة صلبة لا يمكن أن يستقر الإنسان عليها ما هدأ لأحد بال؛ لكن من رحمته، ولطفه، وإحسانه جعلها فراشا ً.
2. ومنها: جعْل السماء بناءً؛ وفائدتنا من جعل السماء بناءً أن نعلم بذلك قدرة الله عزّ وجلّ؛ لأن هذه السماء المحيطة بالأرض من كل الجوانب نعلم أنها كبيرة جداً، وواسعة، كما قال تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} (الذاريات: 47).
3. ومنها: بيان قدرة الله عزّ وجلّ بإنزال المطر من السماء؛ لقوله تعالى: {وأنزل من السماء ماء}؛ لو اجتمعت الخلائق على أن يخلقوا نقطة من الماء ما استطاعوا؛ والله تعالى ينزل هذا المطر العظيم بلحظة؛ وقصة الرجل الذي دخل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قال: ادع الله يغيثنا، فرفع (صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: "اللهم أغثنا" (1)، وما نزل من المنبر إلا والمطر يتحادر من لحيته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/466)
4. ومنها: حكمة الله سبحانه وتعالى، ورحمته بإنزال المطر من السماء؛ وجه ذلك: لو كان الماء الذي تحيى به الأرض يجري على الأرض لأضر الناس؛ ولو كان يجري على الأرض لحُرِم منه أراضٍ كثيرة. الأراضي المرتفعة لا يأتيها شيء؛ ولكن من نعمة الله أن ينزل من السماء؛ ثم هناك شيء آخر أيضاً: أنه ينزل رذاذاً. يعني قطرةً قطرةً؛ ولو نزل كأفواه القرب لأضر بالناس.
5. ومنها: إثبات الأسباب؛ لقوله تعالى: (فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم).
6. ومنها: أن الأسباب لا تكون مؤثرة إلا بإرادة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (فأخرج به).
7. ومنها: أنه ينبغي لمن أراد أن يضيف الشيء إلى سببه أن يضيفه إلى الله مقروناً بالسبب، مثل لو أن أحداً من الناس غرق، وجاء رجل فأخرجه. أنقذه من الغرق؛ فليقل: أنقذني الله بفلان؛ وله أن يقول: أنقذني فلان؛ لأنه فعلاً أنقذه؛ وله أن يقول: أنقذني الله ثم فلان؛ وليس له أن يقول: أنقذني الله وفلان؛ لأن هذا تشريك مع الله؛ ويدل لهذا. أي الاختيار أن يضيف الشيء إلى الله مقروناً بالسبب.
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا الغلام اليهودي للإسلام وكان هذا الغلام في سياق الموت، فعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يسلم، فأسلم؛ لكنه أسلم بعد أن استشار أباه: التفت إليه ينظر إليه يستشيره؛ قال: "أطع أبا القاسم". أمر ولده أن يسلم، وهو لم يسلم في تلك الحال، أما بعد فلا ندري، والله أعلم؛ فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه بي من النار" (1)، وهكذا ينبغي لنا إذا حصل شيء بسبب أن نضيفه إلى الله تعالى مقروناً ببيان السبب؛ وذلك؛ لأن السبب موصل فقط.
8. ومن فوائد الآية: بيان قدرة الله، وفضله بإخراج هذه الثمرات من الماء؛ أما القدرة فظاهر: تجد الأرض شهباء جدباء ليس فيها ورقة خضراء فينزل المطر، وفي مدة وجيزة يخرج هذا النبات من كل زوج بهيج بإذن الله عزّ وجلّ، كما قال تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءاً فتصبح الأرض مخضرَّة} [الحج: 63]؛ وأما الفضل فبما يمن الله به من الثمرات؛ ولذلك قال تعالى: {رزقاً لكم}.
9. ومنها: أن الله عزّ وجلّ منعم على الإنسان كافراً كان، أو مؤمناً؛ لقوله تعالى: {لكم}، وهو يخاطب في الأول الناس عموماً؛ لكن فضل الله على المؤمن دائم متصل بفضل الآخرة؛ وفضل الله على الكافر منقطع بانقطاعه من الدنيا.
10. ومنها: تحريم اتخاذ الأنداد لله؛ لقوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً}؛ وهل الأنداد شرك أكبر، أو شرك أصغر؛ وهل هي شرك جلي، أو شرك خفي؛ هذا له تفصيل في علم التوحيد؛ خلاصته: إن اتخذ الأنداد في العبادة، أو جعلها شريكة لله في الخلق، والملك، والتدبير فهو شرك أكبر؛ وإن كان دون ذلك فهو شرك أصغر، كقول الرجل لصاحبه: "ما شاء الله وشئت".
11. ومن فوائد الآية: أنه ينبغي لمن خاطب أحداً أن يبين له ما تقوم به عليه الحجة؛ لقوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون}، ولقوله تعالى في صدر الآية الأولى: {اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم} [البقرة: 21]؛ فإن قوله تعالى: {الذي خلقكم والذين من قبلكم} [البقرة: 21] فيه إقامة الحجة على وجوب عبادته وحده؛ لأنه الخالق وحده.
-----------------------------
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: دفاع الله سبحانه وتعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله}؛ لأن الأمر هنا للتحدي؛ فالله عزّ وجلّ يتحدى هؤلاء بأن يأتوا بمعارضِ لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
2. ومنها: فضيلة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لوصفه بالعبودية؛ والعبودية لله عزّ وجلّ هي غاية الحرية؛ لأن من لم يعبد الله فلا بد أن يعبد غيره؛ فإذا لم يعبد الله عزّ وجلّ. الذي هو مستحق للعبادة. عَبَدَ الشيطان، كما قال ابن القيم. رحمه الله. في النونية:. هربوا من الرق الذي خلقوا له وبلوا برق النفس والشيطان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/467)
3. ومنها: أن القرآن كلام الله؛ لقوله تعالى: {مما نزلنا}؛ ووجه كونه كلام الله أن القرآن كلام؛ والكلام صفة للمتكلم، وليس شيئاً بائناً منه؛ وبهذا نعرف بطلان قول من زعم أن القرآن مخلوق.
4. ومنها: إثبات علوّ الله عزّ وجلّ؛ لأنه إذا تقرر أن القرآن كلامه، وأنه منزل من عنده لزم من ذلك علوّ المتكلم به؛ وعلو الله عزّ وجلّ ثابت بالكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل، والفطرة؛ وتفاصيل هذه الأدلة في كتب العقائد؛ ولولا خوض أهل البدعة في ذلك ما احتيج إلى كبير عناء في إثباته؛ لأنه أمر فطري؛ ولكن علماء أهل السنة يضطرون إلى مثل هذا لدحض حجج أهل البدع.
5. ومن فوائد الآية: أن القرآن معجز حتى بسورة. ولو كانت قصيرة؛ لقوله تعالى: {فأتوا بسورة من مثله).
6. ومنها: تحدي هؤلاء العابدين للآلهة مع معبوديهم؛ وهذا أشد ذلًّا مما لو تُحدوا وحدهم.
---------------------------
(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة:24)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن من عارض القرآن فإن مأواه النار؛ لقوله تعالى: (فاتقوا النار)
2. ومنها: أن الناس وقود للنار كما توقد النار بالحطب؛ فهي في نفس الوقت تحرقهم، وهي أيضاً توقد بهم؛ فيجتمع العذاب عليهم من وجهين.
3. ومنها: إهانة هؤلاء الكفار بإذلال آلهتهم، وطرحها في النار. على أحد الاحتمالين في قوله تعالى: {الحجارة}؛ لأن من المعلوم أن الإنسان يغار على من كان يعبده، ولا يريد أن يصيبه أذًى؛ فإذا أحرق هؤلاء المعبودون أمام العابدين فإن ذلك من تمام إذلالهم، وخزيهم. .
4 ومنها: أن النار موجودة الآن؛ لقوله تعالى: {أعدت}؛ ومعلوم أن الفعل هنا فعل ماض؛ والماضي يدل على وجود الشيء؛ وهذا أمر دلت عليه السنة أيضاً؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم عُرضت عليه الجنة، والنار، ورأى أهلها يعذبون فيها: رأى عمرو بن لحيّ الخزاعي يجر قصبه. أي أمعاءه. في النار؛ ورأى المرأة التي حبست الهرة حتى ماتت جوعاً: فلم تكن أطعمتها، ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض؛ ورأى فيها صاحب المحجن. الذي كان يسرق الحُجَّاج بمحجنه.
يعذب: وهو رجل معه محجن. أي عصا محنية الرأس. كان يسرق الحُجاج بهذا المحجن؛ إذا مر به الحجاج جذب متاعهم؛ فإن تفطن صاحب الرحل لذلك ادعى أن الذي جذبه المحجن؛ وإن لم يتفطن أخذه؛ فكان يعذب. والعياذ بالله. بمحجنه في نار جهنم (1).
مسألة: هل النار باقية؛ أو تفنى؟
ذكر بعض العلماء إجماع السلف على أنها تبقى، ولا تفنى؛ وذكر بعضهم خلافاً عن بعض السلف أنها تفنى؛ والصواب أنها تبقى أبد الآبدين؛ والدليل على هذا من كتاب الله عزّ وجلّ في ثلاث آيات من القرآن: في سورة النساء، وسورة الأحزاب، وسورة الجن؛ فأما الآية التي في النساء فهي قوله تعالى: {إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً} [النساء: 168، 169]؛ والتي في سورة الأحزاب قوله تعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً * خالدين فيها أبداً} [الأحزاب: 64، 65]؛ والتي في سورة الجن قوله تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً} [الجن: 23]؛ وليس بعد كلام الله كلام؛ حتى إني أذكر تعليقاً لشيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله على كتاب "شفاء العليل" لابن القيم؛ ذكر أن هذا من باب: "لكل جواد كبوة؛ ولكل صارم نبوة". وهو صحيح؛ كيف إن المؤلف رحمه الله يستدل بهذه الأدلة على القول بفناء النار مع أن الأمر فيها واضح؟! غريب على ابن القيم رحمه الله أنه يسوق الأدلة بهذه القوة للقول بأن النار تفنى! وعلى كل حال، كما قال شيخنا في هذه المسألة: "لكل جواد كبوة؛ ولكل صارم نبوة"؛ والصواب الذي لا شك فيه. وهو عندي مقطوع به. أن النار باقية أبد الآبدين؛ لأنه إذا كان يخلد فيها تخليداً أبدياً لزم أن تكون هي مؤبدة؛ لأن ساكن الدار إذا كان سكونه أبدياً لابد أن تكون الدار أيضاً أبدية. وأما قوله تعالى في أصحاب النار: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} [هود: 107] فهي كقوله تعالى في أصحاب الجنة: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} [هود: 108]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/468)
لكن لما كان أهل الجنة نعيمهم، وثوابهم فضلاً ومنَّة، بيَّن أن هذا الفضل غير منقطع، فقال تعالى: {عطاءً غير مجذوذ} [هود: 108]؛ ولما كان عذاب أهل النار من باب العدل، والسلطان المطلق للرب عزّ وجلّ قال تعالى في آخر الآية: {إن ربك فعال لما يريد} [هود: 107]؛ وليس المعنى: {إن ربك فعال لما يريد} [هود: 107] أنه سوف يخرجه من النار، أو سوف يُفني النار. .
5 ومن فوائد الآية: أن النار دار للكافرين؛ لقوله تعالى: {أعدت للكافرين}؛ وأما من دخلها من عصاة المؤمنين فإنهم لا يخلدون فيها؛ فهم فيها كالزوار؛ لا بد أن يَخرجوا منها؛ فلا تسمى النار داراً لهم؛ بل هي دار للكافر فقط؛ أما المؤمن العاصي. إذا لم يعف الله عنه. فإنه يعذب فيها ما شاء الله، ثم يخرج منها إما بشفاعة؛ أو بمنة من الله وفضل؛ أو بانتهاء العقوبة.
مسألة: إذا قال قائل: ما وجه الإعجاز في القرآن؟ وكيف أعجز البشر؟.
الجواب: أنه معجز بجميع وجوه الإعجاز؛ لأنه كلام الله، وفيه من وجوه الإعجاز ما لا يدرك؛ فمن ذلك:.
أولاً: قوة الأسلوب، وجماله؛ والبلاغة، والفصاحة؛ وعدم الملل في قراءته؛ فالإنسان يقرأ القرآن صباحاً، ومساءً. وربما يختمه في اليومين، والثلاثة. ولا يمله إطلاقاً؛ لكن لو كرر متناً من المتون كما يكرر القرآن مل ّ.
ثانياً: أنه معجز بحيث إن الإنسان كلما قرأه بتدبر ظهر له بالقراءة الثانية ما لم يظهر له بالقراءة الأولى. ث
الثاً: صدق أخباره بحيث يشهد لها الواقع؛ وكمال أحكامه التي تتضمن مصالح الدنيا، والآخرة؛ لقوله تعالى: {وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً} (الأنعام: 115)
رابعاً: تأثيره على القلوب، والمناهج؛ وآثاره، حيث ملك به السلف الصالح مشارق الأرض، ومغاربها. وأما كيفية الإعجاز فهي تحدي الجن، والإنس على أن يأتوا بمثله، ولم يستطيعوا.
مسألة:.ثانية. حكى الله عزّ وجلّ عن الأنبياء، والرسل، ومن عاندهم أقوالاً؛ وهذه الحكاية تحكي قول من حُكيت عنه؛ فهل يكون قول هؤلاء معجزاً. يعني مثلاً: فرعون قال لموسى: {لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين} [الشعراء: 29]: هذا يحكيه الله عزّ وجلّ عن فرعون؛ فيكون القول قول فرعون؛ فكيف كان قول فرعون معجزاً والإعجاز إنما هو قول الله عزّ وجلّ؟
فالجواب: أن الله تعالى لم يحك كلامهم بلفظه؛ بل معناه؛ فصار المقروء في القرآن كلام الله عزّ وجلّ. وهو معجز.
--------------------------
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:25)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: مشروعية تبشير الإنسان بما يسر؛ لقوله تعالى: {وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات}؛ ولقول الله تبارك وتعالى: {وبشرناه بإسحاق نبيًّا من الصالحين} [الصافات: 112]، وقوله تعالى: {وبشروه بغلام عليم} [الذاريات: 28]، وقوله تعالى: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101]؛ فالبشارة بما يسر الإنسان من سنن المرسلين. عليهم الصلاة والسلام؛
وهل من ذلك أن تبشره بمواسم العبادة، كما لو أدرك رمضان، فقلت: هنّاك الله بهذا الشهر؟
الجواب: نعم؛ وكذلك أيضاً لو أتم الصوم، فقلت: هنّأك الله بهذا العيد، وتقبل منك عبادتك وما أشبه ذلك؛ فإنه لا بأس به، وقد كان من عادة السلف.
2. ومن فوائد الآية: أن الجنات لا تكون إلا لمن جمع هذين: الإيمان، والعمل الصالح.
فإن قال قائل: في القرآن الكريم ما يدل على أن الأوصاف أربعة: الإيمان؛ والعمل الصالح؛ والتواصي بالحق؛ والتواصي بالصبر؟
فالجواب: أن التواصي بالحق، والتواصي بالصبر من العمل الصالح، لكن أحياناً يُذكر بعض أفراد العام لعلة من العلل، وسبب من الأسباب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/469)
3. ومنها: أن جزاء المؤمنين العاملين للصالحات أكبر بكثير مما عملوا، وأعظم؛ لأنهم مهما آمنوا، وعملوا فالعمر محدود، وينتهي؛ لكن الجزاء لا ينتهي أبداً؛ هم مخلدون فيه أبد الآباد؛ كذلك أيضاً الأعمال التي يقدمونها قد يشوبها كسل؛ قد يشوبها تعب؛ قد يشوبها أشياء تنقصها، لكن إذا منّ الله عليه، فدخل الجنة فالنعيم كامل.
4. ومنها: أن الجنات أنواع؛ لقوله تعالى: {جنات}؛ وقد دل على ذلك القرآن، والسنة؛ فقال الله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن: 46]، ثم قال تعالى: {ومن دونهما جنتان} [الرحمن: 62]؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما؛ وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما (1) ".
5. ومنها: تمام قدرة الله عزّ وجلّ بخلق هذه الأنهار بغير سبب معلوم، بخلاف أنهار الدنيا؛ لأن أنهار الماء في الدنيا معروفة أسبابها؛ وليس في الدنيا أنهار من لبن، ولا من عسل، ولا من خمر؛ وقد جاء في الأثر (2) أنها أنهار تجري من غير أخدود. يعني لم يحفر لها حفر، ولا يقام لها أعضاد تمنعها؛ بل النهر يجري، ويتصرف فيه الإنسان بما شاء. يوجهه حيث شاء؛ قال ابن القيم رحمه الله في النونية. أنهارها في غير أخدود جرت سبحان ممسكها عن الفيضان
6. ومن فوائد الآية: أن من تمام نعيم أهل الجنة أنهم يؤتون بالرزق متشابهاً؛ وكلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا: هذا الذي رُزقنا من قبل؛ وهذا من تمام النعيم، والتلذذ بما يأكلون.
7. ومنها: إثبات الأزواج في الآخرة، وأنه من كمال النعيم؛ وعلى هذا يكون جماع، ولكن بدون الأذى الذي يحصل بجماع نساء الدنيا؛ ولهذا ليس في الجنة مَنِيّ، ولا مَنِيَّة؛ والمنيّ الذي خلق في الدنيا إنما خُلق لبقاء النسل؛ لأن هذا المنيّ مشتمل على المادة التي يتكون منها الجنين، فيخرج بإذن الله تعالى ولداً؛ لكن في الآخرة لا يحتاجون إلى ذلك؛ لأنه لا حاجة لبقاء النسل؛ إذ إن الموجودين سوف يبقون أبد الآبدين لا يفنى منهم أحد؛ ثم هم ليسوا بحاجة إلى أحد يعينهم، ويخدمهم؛ الوِلدان تطوف عليهم بأكواب، وأباريق، وكأس من معين؛ ثم هم لا يحتاجون إلى أحد يصعد الشجرة ليجني ثمارها؛ بل الأمر فيها كما قال الله تعالى: {وجنى الجنتين دان} [الرحمن: 54]، وقال تعالى: {قطوفها دانية} [الحاقة: 23]؛ حتى ذكر العلماء أن الرجل ينظر إلى الثمرة في الشجرة، فيحسّ أنه يشتهيها، فيدنو منه الغصن حتى يأخذها؛ ولا تستغرب هذا؛ فنحن في الدنيا نشاهد أن الشيء يدنو من الشيء بغير سلطة محسوسة؛ وما في الآخرة أبلغ، وأبلغ.
8. ومن فوائد الآية: أن أهل الجنة خالدون فيها أبد الآباد؛ لا يمكن أن تفنى، ولا يمكن أن يفنى من فيها؛ وقد أجمع على ذلك أهل السنة والجماعة.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 12:48 ص]ـ
(إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) (البقرة:26)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: إثبات الحياء لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما).
ووجه الدلالة: أن نفي الاستحياء عن الله في هذه الحال دليل على ثبوته فيما يقابلها؛ وقد جاء ذلك صريحاً في السنة، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفراً" (1)؛ والحياء الثابت لله ليس كحياء المخلوق؛ لأن حياء المخلوق انكسار لما يَدْهَمُ الإنسان ويعجز عن مقاومته؛ فتجده ينكسر، ولا يتكلم، أو لا يفعل الشيء الذي يُستحيا منه؛ وهو صفة ضعف ونقص إذا حصل في غير محله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/470)
2. ومن فوائد الآية: أن الله تعالى يضرب الأمثال؛ لأن الأمثال أمور محسوسة يستدل بها على الأمور المعقولة؛ انظر إلى قوله تعالى: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً} [العنكبوت: 41]؛ وهذا البيت لا يقيها من حَرّ، ولا برد، ولا مطر، ولا رياح {وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت} [العنكبوت: 41]؛ وقال تعالى: {والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} [الرعد: 14]: إنسان بسط كفيه إلى غدير مثلاً، أو نهر يريد أن يصل الماء إلى فمه! هذا لا يمكن؛ هؤلاء الذين يمدون أيديهم إلى الأصنام كالذي يمد يديه إلى النهر ليبلغ فاه؛ فالأمثال لا شك أنها تقرب المعاني إلى الإنسان إما لفهم المعنى؛ وإما لحكمتها، وبيان وجه هذا المثل.
3. ومن فوائد الآية: أن البعوضة من أحقر المخلوقات؛ لقوله تعالى: {بعوضة فما فوقها}؛ ومع كونها من أحقر المخلوقات فإنها تقض مضاجع الجبابرة؛ وربما تهلك: لو سُلطت على الإنسان لأهلكته وهي هذه الحشرة الصغيرة المهينة.
4. ومنها: رحمة الله تعالى بعباده حيث يقرر لهم المعاني المعقولة بضرب الأمثال المحسوسة لتتقرر المعاني في عقولهم.
5. ومنها: أن القياس حجة؛ لأن كل مثل ضربه الله في القرآن، فهو دليل على ثبوت القياس.
6. ومنها: فضيلة الإيمان، وأن المؤمن لا يمكن أن يعارض ما أنزل الله عزّ وجلّ بعقله؛ لقوله تعالى: {فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم}، ولا يعترضون، ولا يقولون: لِم؟، ولا: كيف؟؛ يقولون: سمعنا، وأطعنا، وصدقنا؛ لأنهم يؤمنون بأن الله عزّ وجلّ له الحكمة البالغة فيما شرع، وفيما قدر.
7. ومنها: إثبات الربوبية الخاصة؛ لقوله تعالى: {من ربهم}؛ واعلم أن ربوبية الله تعالى تنقسم إلى قسمين: عامة؛ وخاصة؛ فالعامة هي الشاملة لجميع الخلق، وتقتضي التصرف المطلق في العباد؛ والخاصة هي التي تختص بمن أضيفت له، وتقتضي عناية خاصة؛ وقد اجتمعتا في قوله تعالى: {قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون} [الأعراف: 121، 122]:
فالأولى ربوبية عامة؛ والثانية خاصة بموسى، وهارون؛ كما أن مقابل ذلك "العبودية" تنقسم إلى عبودية عامة، كما في قوله تبارك وتعالى: {إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً} [مريم: 93]؛ وخاصة كما في قوله تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} [الفرقان: 1]؛
والفرق بينهما أن العامة هي الخضوع للأمر الكوني؛ والخاصة هي الخضوع للأمر الشرعي؛ وعلى هذا فالكافر عبد لله بالعبودية العامة؛ والمؤمن عبد لله بالعبودية العامة، والخاصة
8. ومن فوائد الآية: أن ديدن الكافرين الاعتراض على حكم الله، وعلى حكمة الله؛ لقوله تعالى: {وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلًا}؛ وكل من اعترض ولو على جزء من الشريعة ففيه شبه بالكفار؛ فمثلاً لو قال قائل: لماذا ينتقض الوضوء بأكل لحم الإبل، ولا ينتقض بأكل لحم الخنزير إذا جاز أكله للضرورة مع أن الخنزير خبيث نجس؟
فالجواب: أن هذا اعتراض على حكم الله عزّ وجلّ؛ وهو دليل على نقص الإيمان؛ لأن لازم الإيمان التام التسليم التام لحكم الله عزّ وجلّ. إلا أن يقول ذلك على سبيل الاسترشاد، والاطلاع على الحكمة؛ فهذا لا بأس به.
9. ومن فوائد الآية: أن لفظ الكثير لا يدل على الأكثر؛ لقوله تعالى: {يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً}؛ فلو أخذنا بظاهر الآية لكان الضالون، والمهتدون سواءً؛ وليس كذلك؛ لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون من الألف ضالون؛ وواحد من الألف مهتدٍ؛ فكلمة: {كثيراً} لا تعني الأكثر؛ وعلى هذا لو قال إنسان: عندي لك دراهم كثيرة، وأعطاه ثلاثة لم يلزمه غيرها؛ لأن "كثير" يطلق على القليل، وعلى الأكثر.
10. ومن فوائد الآية: أن إضلال من ضل ليس لمجرد المشيئة؛ بل لوجود العلة التي كانت سبباً في إضلال الله العبد؛ لقوله تعالى: {وما يضل به إلا الفاسقين}؛ وهذا كقوله تعالى: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين} (الصف: 5).
11. ومنها: الرد على القدرية الذين قالوا: إن العبد مستقل بعمله. لا علاقة لإرادة الله تعالى به؛ لقوله تعالى: (وما يضل به إلا الفاسقين).
--------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/471)
(الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (البقرة:27)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن نقض عهد الله من الفسق؛ لقوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} فكلما رأيت شخصاً قد فرط في واجب، أو فعل محرماً فإن هذا نقض للعهد من بعد الميثاق.
2. ومنها: التحذير من نقض عهد الله من بعد ميثاقه؛ لأن ذلك يكون سبباً للفسق.
3. ومنها: التحذير من قطع ما أمر الله به أن يوصل من الأرحام. أي الأقارب. وغيرهم؛ لأن الله ذكر ذلك في مقام الذم؛ وقطع الأرحام من كبائر الذنوب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قاطع" (1)، يعني قاطع رحم.
4. ومنها: أن المعاصي والفسوق سبب للفساد في الأرض، كما قال تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} [الروم: 41]؛ ولهذا إذا قحط المطر، وأجدبت الأرض، ورجع الناس إلى ربهم، وأقاموا صلاة الاستسقاء، وتضرعوا إليه سبحانه وتعالى، وتابوا إليه، أغاثهم الله عزّ وجلّ؛ وقد قال نوح عليه السلام لقومه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لهم أنهاراً} [نوح: 10. 12].
فإن قال قائل: أليس يوجد في الأرض من هم صلحاء قائمون بأمر الله مؤدون لحقوق عباد الله ومع ذلك نجد الفساد في الأرض؟
فالجواب: أن هذا الإيراد أوردته أم المؤمنين زينب رضي الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ويل للعرب من شر قد اقترب"؛ قالت: أنهلك وفينا الصالحون؟! قال صلى الله عليه وسلم: "نعم، إذا كثر الخبث" (2)؛ وقوله صلى الله عليه وسلم "إذا كثر الخبث" يشمل معنيين:.
أحدهما: أن يكثر الخبث في العاملين بحيث يكون عامة الناس على هذا الوصف.
و الثاني: أن يكثر فعل الخبث بأنواعه من فئة قليلة، لكن لا تقوم الفئة الصالحة بإنكاره؛ فمثلاً إذا كثر الكفار في أرض كان ذلك سبباً للشر، والبلاء؛ لأن الكفار نجس؛ فكثرتهم كثرة خبث؛ وإذا كثرت أفعال المعاصي كان ذلك سبباً أيضاً للشر، والبلاء؛ لأن المعاصي خبث. .
5 - ومن فوائد الآية: أن هؤلاء الذين اعترضوا على الله فيما ضرب من الأمثال، ونقضوا عهده، وقطعوا ما أمر الله به أن يوصل، وأفسدوا في الأرض هم الخاسرون. وإن ظنوا أنهم يحسنون صنعا ً.
-------------------
(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة:28)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: شدة الإنكار حتى يصل إلى حد التعجب ممن يكفر وهو يعلم حاله، ومآله.
2. ومنها: أن الموت يطلق على ما لا روح فيه. وإن لم تسبقه حياة.؛ يعني: لا يشترط للوصف بالموت تقدم الحياة؛ لقوله تعالى: {كنتم أمواتاً فأحياكم}؛ أما ظن بعض الناس أنه لا يقال: "ميت" إلا لمن سبقت حياته؛ فهذا ليس بصحيح؛ بل إن الله تعالى أطلق وصف الموت على الجمادات؛ قال تعالى في الأصنام: {أموات غير أحياء} [النحل: 21].
3. ومنها: أن الجنين لو خرج قبل أن تنفخ فيه الروح فإنه لا يثبت له حكم الحي؛ ولهذا لا يُغَسَّل، ولا يكفن، ولا يصلي عليه، ولا يرث، ولا يورث؛ لأنه ميت جماد لا يستحق شيئاً مما يستحقه الأحياء؛ وإنما يدفن في أيّ مكان في المقبرة، أو غيرها.
4. ومنها: تمام قدرة الله عزّ وجلّ؛ فإن هذا الجسد الميت ينفخ الله فيه الروح، فيحيى، ويكون إنساناً يتحرك، ويتكلم، ويقوم، ويقعد، ويفعل ما أراد الله عزّ وجلّ.
5. ومنها: إثبات البعث؛ لقوله تعالى: {ثم يحييكم ثم إليه ترجعون}؛ والبعث أنكره من أنكره من الناس، واستبعده، وقال: {من يحيي العظام وهي رميم} [يس: 78]؛ فأقام الله. تبارك وتعالى. على إمكان ذلك ثمانية أدلة في آخر سورة "يس":.
الدليل الأول: قوله تعالى: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} [يس: 79]: هذا دليل على أنه يمكن أن يحيي العظام وهي رميم؛ وقوله تعالى: {أنشأها أول مرة} دليل قاطع، وبرهان جليّ على إمكان إعادته كما قال الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} [الروم: 27].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/472)
الدليل الثاني: قوله تعالى: {وهو بكل خلق عليم} [يس: 79] يعني: كيف يعجز عن إعادتها وهو سبحانه وتعالى بكل خلق عليم: يعلم كيف يخلق الأشياء، وكيف يكونها؛ فلا يعجز عن إعادة الخلق.
الدليل الثالث: قوله تعالى: {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون} [يس: 80]: الشجر الأخضر فيه البرودة، وفيه الرطوبة؛ والنار فيها الحرارة، واليبوسة؛ هذه النار الحارة اليابسة تخرج من شجر بارد رطب؛ وكان الناس فيما سبق يضربون أغصاناً من أشجار معينة بالزند؛ فإذا ضربوها انقدحت النار، ويكون عندهم شيء قابل للاشتعال بسرعة؛ ولهذا قال تعالى: {فإذا أنتم منه توقدون} [يس: 80] تحقيقاً لذلك.
ووجه الدلالة: أن القادر على إخراج النار الحارة اليابسة من الشجر الأخضر مع ما بينهما من تضاد قادر على إحياء العظام وهي رميم.
الدليل الرابع: قوله تعالى: {أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى} (يس: 81) ووجه الدلالة: أن خلْق السموات والأرض أكبر من خلق الناس؛ والقادر على الأكبر قادر على ما دونه.
الدليل الخامس: قوله تعالى: {وهو الخلَّاق العليم} [يس: 81]؛ فـ {الخلاق} صفته، ووصفه الدائم؛ وإذا كان خلَّاقاً، ووصفه الدائم هو الخلق فلن يعجز عن إحياء العظام وهي رميم.
الدليل السادس: قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} [يس: 82]: إذا أراد شيئاً مهما كان؛ و {شيئاً}: نكرة في سياق الشرط، فتكون للعموم؛ {أمره} أي شأنه في ذلك أن يقول له كن فيكون؛ أو {أمره} الذي هو واحد "أوامر"؛ ويكون المعنى: إنما أمره أن يقول: "كن"، فيعيده مرة أخرى.
ووجه الدلالة: أن الله سبحانه وتعالى لا يستعصي عليه شيء أراده.
الدليل السابع: قوله تعالى: {فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء}: كل شيء فهو مملوك لله عزّ وجلّ: الموجود يعدمه؛ والمعدوم يوجده؛ لأنه رب كل شيء. ووجه الدلالة: أن الله سبحانه وتعالى نزه نفسه؛ وهذا يشمل تنزيهه عن العجز عن إحياء العظام وهي رميم
الدليل الثامن: قوله تعالى: (وإليه ترجعون). ووجه الدلالة: أنه ليس من الحكمة أن يخلق الله هذه الخليقة، ويأمرها، وينهاها، ويرسل إليها الرسل، ويحصل ما يحصل من القتال بين المؤمن، والكافر، ثم يكون الأمر هكذا يذهب سدًى؛ بل لابد من الرجوع؛ وهذا دليل عقلي. فهذه ثمانية أدلة على قدرة الله على إحياء العظام وهي رميم جمعها الله عزّ وجلّ في موضع واحد؛ وهناك أدلة أخرى في مواضع كثيرة في القرآن؛ وكذلك في السنة.
6. ومن فوائد الآية: أن الخلق مآلهم، ورجوعهم إلى الله عزّ وجل ّ.
---------------
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:29)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: منّة الله تعالى على عباده بأن خلق لهم ما في الأرض جميعاً؛ فكل شيء في الأرض فإنه لنا. والحمد لله. والعجب أن من الناس من سخر نفسه لما سخره الله له؛ فخدم الدنيا، ولم تخدمه؛ وصار أكبر همه الدنيا: جمع المال، وتحصيل الجاه، وما أشبه ذلك.
2. ومنها: أن الأصل في كل ما في الأرض الحلّ. من أشجار، ومياه، وثمار، وحيوان، وغير ذلك؛ وهذه قاعدة عظيمة؛ وبناءً على هذا لو أن إنساناً أكل شيئاً من الأشجار، فقال له بعض الناس: "هذا حرام"؛ فالمحرِّم يطالَب بالدليل؛ ولو أن إنساناً وجد طائراً يطير، فرماه، وأصابه، ومات، وأكله، فقال له الآخر: "هذا حرام"؛ فالمحرِّم يطالب بالدليل؛ ولهذا لا يَحْرم شيء في الأرض إلا ما قام عليه الدليل.
3. ومن فوائد الآية: تأكيد هذا العموم بقوله تعالى: {جميعاً} مع أن {ما} موصولة تفيد العموم؛ لكنه سبحانه وتعالى أكده حتى لا يتوهم واهم بأن شيئاً من أفراد هذا العموم قد خرج من الأصل.
4. ومنها: إثبات الأفعال لله عزّ وجلّ. أي أنه يفعل ما يشاء؛ لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}: و {استوى} فعل؛ فهو جلّ وعلا يفعل ما يشاء، ويقوم به من الأفعال ما لا يحصيه إلا الله، كما أنه يقوم به من الأقوال ما لا يحصيه إلا الله.
5. ومنها: أن السموات سبع؛ لقوله تعالى: (سبع سموات)
6. ومنها: كمال خلق السموات؛ لقوله تعالى: (فسواهن).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/473)
7. ومنها: إثبات عموم علم الله؛ لقوله تعالى: (وهو بكل شيء عليم)
8. ومنها: أن نشكر الله على هذه النعمة. وهي أنه تعالى خلق لنا ما في الأرض جميعاً؛ لأن الله لم يبينها لنا لمجرد الخبر؛ ولكن لنعرف نعمته بذلك، فنشكره عليها.
9. ومنها: أن نخشى، ونخاف؛ لأن الله تعالى بكل شيء عليم؛ فإذا كان الله عليماً بكل شيء. حتى ما نخفي في صدورنا. أوجب لنا ذلك أن نحترس مما يغضب الله عزّ وجلّ سواء في أفعالنا، أو في أقوالنا، أو في ضمائر قلوبنا.
---------------------
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: إثبات القول لله عزّ وجلّ، وأنه بحرف، وصوت؛ وهذا مذهب السلف الصالح من الصحابة، والتابعين، وأئمة الهدى من بعدهم؛ يؤخذ كونه بحرف من قوله تعالى: {إني جاعل في الأرض خليفة}؛ لأن هذه حروف؛ ويؤخذ كونه بصوت من أنه خاطب الملائكة بما يسمعونه؛ وإثبات القول لله على هذا الوجه من كماله سبحانه وتعالى؛ بل هو من أعظم صفات الكمال: أن يكون عزّ وجلّ متكلماً بما شاء كوناً، وشرعاً؛ متى شاء؛ وكيف شاء؛ فكل ما يحدث في الكون فهو كائن بكلمة {كن}؛ لقوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} [يس: 82]؛ وكل الكون مراد له قدراً؛ وأما قوله الشرعي: فهو وحيه الذي أوحاه إلى رسله، وأنبيائه.
2. ومن فوائد الآية: أن الملائكة ذوو عقول؛ وجهه أن الله تعالى وجه إليهم الخطاب، وأجابوا؛ ولا يمكن أن يوجه الخطاب إلا إلى من يعقله؛ ولا يمكن أن يجيبه إلا من يعقل الكلامَ، والجوابَ عليه؛ وإنما نبَّهْنا على ذلك؛ لأن بعض أهل الزيغ قالوا: إن الملائكة ليسوا عقلاء.
3. ومنها: إثبات الأفعال لله عزّ وجلّ أي أنه تعالى يفعل ما شاء متى شاء كيف شاء؛ ومن أهل البدع من ينكر ذلك زعماً منه أن الأفعال حوادث؛ والحوادث لا تقوم إلا بحادث فلا يجيء، ولا يستوي على العرش، ولا ينْزل، ولا يتكلم، ولا يضحك، ولا يفرح، ولا يعجب؛ وهذه دعوى فاسدة من وجوه:.
الأول: أنها في مقابلة نص؛ وما كان في مقابلة نص فهو مردود على صاحبه.
الثاني: أنها دعوى غير مسلَّمة؛ فإن الحوادث قد تقوم بالأول الذي ليس قبله شيء.
الثالث: أن كونه تعالى فعالاً لما يريد من كماله، وتمام صفاته؛ لأن من لا يفعل إما أن يكون غير عالم، ولا مريد؛ وإما أن يكون عاجزاً؛ وكلاهما وصفان ممتنعان عن الله سبحانه وتعالى. فتَعَجَّبْ كيف أُتي هؤلاء من حيث ظنوا أنه تنزيه لله عن النقص؛ وهو في الحقيقة غاية النقص!!!
فاحمد ربك على العافية، واسأله أن يعافي هؤلاء مما ابتلاهم به من سفه في العقول، وتحريف للمنقول.
4. ومن فوائد الآية: أن بني آدم يخلف بعضهم بعضاً. على أحد الأقوال في معنى {خليفة}؛ وهذا هو الواقع؛ فتجد من له مائة مع من له سنة واحدة، وما بينهما؛ وهذا من حكمة الله عزّ وجلّ؛ لأن الناس لو من وُلِد بقي لضاقت الأرض بما رحبت، ولما استقامت الأحوال، ولا حصلت الرحمة للصغار، ولا الولاية عليهم إلى غير ذلك من المصالح العظيمة.
5. ومنها: قيام الملائكة بعبادة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)
6. ومنها: كراهة الملائكة للإفساد في الأرض؛ لقولهم: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)
7. ومنها: أن وصف الإنسان نفسه بما فيه من الخير لا بأس به إذا كان المقصود مجرد الخبر دون الفخر؛ لقولهم: {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}؛ ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" (1)؛ وأما إذا كان المقصود الفخر، وتزكية النفس بهذا فلا يجوز؛ لقوله تعالى: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} [النجم: 32].
8. ومنها: شدة تعظيم الملائكة لله عزّ وجلّ، حيث قالوا: (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 06:47 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/474)
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31) (قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة:32)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: بيان أن الله تعالى قد يمنّ على بعض عباده بعلم لا يعلمه الآخرون؛ وجهه: أن الله علم آدم أسماء مسميات كانت حاضرة، والملائكة تجهل ذلك.
2. ومنها: أن اللغات توقيفية. وليست تجريبية؛ "توقيفية" بمعنى أن الله هو الذي علم الناس إياها؛ ولولا تعليم الله الناسَ إياها ما فهموها؛ وقيل: إنها "تجريبية" بمعنى أن الناس كوَّنوا هذه الحروف والأصوات من التجارب، فصار الإنسان أولاً أبكم لا يدري ماذا يتكلم، لكن يسمع صوت الرعد، يسمع حفيف الأشجار، يسمع صوت الماء وهو يسيح على الأرض، وما أشبه ذلك؛ فاتخذ مما يسمع أصواتاً تدل على مراده؛ ولكن هذا غير صحيح؛ والصواب أن اللغات مبدؤها توقيفي؛ وكثير منها كسبي تجريبي يعرفه الناس من مجريات الأحداث؛ ولذلك تجد أن أشياء تحدث ليس لها أسماء من قبل، ثم يحدث الناس لها أسماء؛ إما من التجارب، أو غير ذلك من الأشياء.
3. ومن فوائد الآيتين: جواز امتحان الإنسان بما يدعي أنه مُجيد فيه.
4. ومنها: جواز التحدي بالعبارات التي يكون فيها شيء من الشدة؛ لقوله تعالى: {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين.
5. ومنها: أن الملائكة تتكلم؛ لقوله تعالى: (أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم).
6. ومنها: اعتراف الملائكة. عليهم الصلاة والسلام. بأنهم لا علم لهم إلا ما علمهم الله عزّ وجل ّ. ويتفرع على ذلك أنه ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه، فلا يدَّعي علم ما لم يعلم.
7. ومنها: شدة تعظيم الملائكة لله عزّ وجلّ، حيث اعترفوا بكماله، وتنزيهه عن الجهل بقولهم: {سبحانك}؛ واعترفوا لأنفسهم بأنهم لا علم عندهم؛ واعترفوا لله بالفضل في قولهم: {إلا ما علمتنا}.
8. ومنها: إثبات اسمين من أسماء الله؛ وهما {العليم}، و {الحكيم}؛ فـ {العليم}: ذو العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً لما كان، وما يكون من أفعاله، وأفعال خلقه.
و {الحكيم}: ذو الحكمة البالغة التي تعجز عن إدراكها عقول العقلاء وإن كانت قد تدرك شيئاً منها؛ و "الحكمة" هي وضع الشيء في موضعه اللائق به؛ وتكون في شرع الله، وفي قدر الله؛ أما الحكمة في شرعه فإن جميع الشرائع مطابقة للحكمة في زمانها، ومكانها، وأحوال أممها؛ فما أمر الله بشيء، فقال العقل الصريح: "ليته لم يأمر به"؛ وما نهى عن شيء، فقال: "ليته لم ينهَ عنه"؛ وأما الحكمة في قدره فما من شيء يقدره الله إلا وهو مشتمل على الحكمة إما عامة؛ وإما خاصة.
واعلم أن الحكمة تكون في نفس الشيء: فوقوعه على الوجه الذي حكم الله تعالى به في غاية الحكمة؛ وتكون في الغاية المقصودة منه: فأحكام الله الكونية، والشرعية كلها لغايات محمودة قد تكون معلومة لنا، وقد تكون مجهولة؛ والأمثلة على هذا كثيرة واضحة.
ولـ {الحكيم} معنًى آخر؛ وهو ذو الحكم، والسلطان التام؛ فلا معقب لحكمه؛ وحكمه تعالى نوعان: شرعي، وقدري؛ فأما الشرعي فوحيه الذي جاءت به رسله؛ ومنه قوله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون} [المائدة: 50]، وقوله تعالى في سورة الممتحنة: {ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم} [الممتحنة: 10]؛ وأما حكمه القدري فهو ما قضى به قدراً على عباده من شدة، ورخاء، وحزن، وسرور، وغير ذلك؛ ومنه قوله تعالى عن أحد إخوة يوسف: {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين} (يوسف: 80)
والفرق بين الحكم الشرعي، والكوني: أن الشرعي لا يلزم وقوعه ممن حُكِم عليه به؛ ولهذا يكون العصاة من بني آدم، وغيرهم المخالفون لحكم الله الشرعي؛ وأما الحكم القدري فلا معارض له، ولا يخرج أحد عنه؛ بل هو نافذ في عباده على كل حال.
---------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/475)
(قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (البقرة:33)
الفوائد:
01 من فوائد الآية: إثبات القول لله عزّ وجلّ لقوله تعالى: {يا آدم}؛ وأنه بحرف، وصوت مسموع؛ لأن آدم سمعه، وفهمه، فأنبأ الملائكة به؛ وهذا الذي عليه أهل السنة والجماعة، والسلف الصالح. أن الله يتكلم بكلام مسموع مترتب بعضه سابق لبعض.
02 ومنها: أن آدم. عليه الصلاة والسلام. امتثل، وأطاع، ولم يتوقف؛ لقوله تعالى: {فلما أنبأهم}؛ ولهذا طوى ذكر قوله: "فأنبأهم" إشارة إلى أنه بادر، وأنبأ الملائكة.
03 ومنها: جواز تقرير المخاطب بما لا يمكنه دفعه؛ والتقرير لا يكون إلا هكذا. أي بأمر لا يمكن دفعه؛ وذلك لقوله تعالى: {ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض}.
04 ومنها: بيان عموم علم الله عزّ وجلّ، وأنه يتعلق بالمشاهد، والغائب؛ لقوله تعالى: (أعلم غيب السموات والأرض).
05 ومنها: أن السموات ذات عدد؛ لقوله تعالى: {السموات}؛ و "الأرض" جاءت مفردة، والمراد بها الجنس؛ لأن الله تعالى قال: {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن} [الطلاق: 12] أي في العدد.
06 ومنها: أن الملائكة لها إرادات تُبدى، وتكتم؛ لقوله تعالى: {وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}.
07 ومنها: أن الله تعالى عالم بما في القلوب سواء أُبدي أم أُخفي؛ لقوله تعالى: (ما تبدون وما كنتم تكتمون) فإن قال قائل: ما الدليل على أن الملائكة لها قلوب؟.
فالجواب: قوله تعالى: {حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} [سبأ: 23]
------------------
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (البقرة:34)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بيان فضل آدم على الملائكة؛ وجهه أن الله أمر الملائكة أن يسجدوا له تعظيماً له.
2. ومنها: أن السجود لغير الله إذا كان بأمر الله فهو عبادة؛ لأن لله تعالى أن يحكم بما شاء؛ ولذلك لما امتنع إبليس عن هذا كان من الكافرين؛ وقد استدل بعض العلماء بهذه الآية على كفر تارك الصلاة؛ قال: لأنه إذا كان إبليس كفر بترك سجدة واحدة أُمر بها، فكيف عن ترك الصلاة كاملة؟!
وهذا الاستدلال إن استقام فهو هو؛ وإن لم يستقم فقد دلت نصوص أخرى من الكتاب، والسنة، وأقوال الصحابة على كفر تارك الصلاة كفراً أكبر مخرجاً عن الملة. ويدل على أن المحرَّم إذا أمر الله تعالى به كان عبادة قصة إبراهيم عليه السلام، حين أمره الله أن يذبح ابنه إسماعيل فامتثل أمر الله؛ ولكن الله رحمه، ورحم ابنه برفع ذلك عنهما، حيث قال تعالى: {فلما أسلما وتلَّه للجبين * وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين} [الصافات: 103. 105]؛ ومن المعلوم أن قتل الابن من كبائر الذنوب، لكن لما أمر الله عزّ وجلّ به كان امتثاله عبادة.
3. ومن فوائد الآية: أن إبليس. والعياذ بالله. جمع صفات الذم كلها: الإباء عن الأمر؛ والاستكبار عن الحق، وعلى الخلق؛ والكفر؛ إبليس استكبر عن الحق؛ لأنه لم يمتثل أمر الله؛ واستكبر على الخلق؛ لأنه قال: {أنا خير منه} [الأعراف: 12]؛ فاستكبر في نفسه، وحقر غيره؛ و"الكبر" بطر الحق، وغمط الناس.
تنبيه:
إن قال قائل: في الآية إشكال. وهو أن الله تعالى لما ذكر أمر الملائكة بالسجود، وذكر أنهم سجدوا إلا إبليس؛ كان ظاهرها أن إبليس منهم؛ والأمر ليس كذلك؟.
والجواب: أن إبليس كان مشاركاً لهم في أعمالهم ظاهراً، فكان توجيه الأمر شاملاً له بحسب الظاهر؛ وقد يقال: إن الاستثناء منقطع؛ والاستثناء المنقطع لا يكون فيه المستثنى من جنس المستثنى منه.
------------------------
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) (البقرة:35)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: إثبات القول لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (وقلنا يا آدم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/476)
2. ومنها: أن قول الله يكون بصوت مسموع، وحروف مرتبة؛ لقوله تعالى: {يا آدم اسكن .. } إلخ؛ ولولا أن آدم يسمعه لم يكن في ذلك فائدة؛ وأيضاً هو مرتب؛ لقوله تعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك}: وهذه حروف مرتبة، كما هو ظاهر؛ وإنما قلنا ذلك لأن بعض أهل البدع يقول: إن كلام الله تعالى هو المعنى القائم بنفسه، وليس بصوت، ولا حروف مرتبة؛ ولهم في ذلك آراء مبتدعة أوصلها بعضهم إلى ثمانية أقوال
3. ومن فوائد الآية: منّة الله عزّ وجلّ على آدم، وحواء حيث أسكنهما الجنة.
4. ومنها: أن النكاح سنة قديمة منذ خلق الله آدم، وبقيت في بنيه من الرسل، والأنبياء، ومن دونهم، كما قوله تعالى: {ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية} (الرعد: 38) فإن قال قائل: زوجته بنت من؟.
فالجواب: أنها خلقت من ضلعه. فإن قال: إذاً تكون بنتاً له، فكيف يتزوج ابنته؟.
فالجواب: أن لله تعالى أن يحكم بما شاء؛ فكما أباح أن يتزوج الأخ أخته من بني آدم الأولين؛ فكذلك أباح أن يتزوج آدم من خلقها الله من ضلعه.
5. ومن فوائد الآية: أن الأمر يأتي للإباحة؛ لقوله تعالى: {وكُلا منها}؛ فإن هذه للإباحة بدليل قوله تعالى: {حيث شئتما}: خيَّرهما أن يأكلا من أيّ مكان؛ ولا شك أن الأمر يأتي للإباحة؛ ولكن الأصل فيه أنه للطلب حتى يقوم دليل أنه للإباحة.
6. ومنها: أن ظاهر النص أن ثمار الجنة ليس له وقت محدود؛ بل هو موجود في كل وقت؛ لقوله تعالى: {حيث شئتما}؛ فالتعميم في المكان يقتضي التعميم في الزمان؛ وقد قال الله تعالى في فاكهة الجنة: {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} (الواقعة: 32، 33)
7. ومنها: أن الله تعالى قد يمتحن العبد، فينهاه عن شيء قد تتعلق به نفسه؛ لقوله تعالى: {ولا تقربا هذه الشجرة}؛ ووجه ذلك أنه لولا أن النفس تتعلق بها ما احتيج إلى النهي عن قربانها.
8. ومنها: أنه قد يُنهى عن قربان الشيء والمراد النهي عن فعله؛ للمبالغة في التحذير منه؛ فإن قوله تعالى: {ولا تقربا هذه الشجرة}: المراد: لا تأكلا منها، لكن لما كان القرب منها قد يؤدي إلى الأكل نُهي عن قربها.
9. ومنها: إثبات الأسباب؛ لقوله تعالى: {ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.
10. ومنها: أن معصية الله تعالى ظلم للنفس، وعدوان عليها؛ لقوله تعالى: (ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.)
--------------------
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) (البقرة:36)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: الحذر من وقوع الزلل الذي يمليه الشيطان؛ لقوله تعالى: (فأزلهما الشيطان عنها).
2. ومنها: أن الشيطان يغرّ بني آدم كما غرّ أباهم حين وسوس لآدم، وحواء، وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين، وقال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى؛ فالشيطان قد يأتي الإنسان، فيوسوس له، فيصغر المعصية في عينه؛ ثم إن كانت كبيرة لم يتمكن من تصغيرها؛ منّاه أن يتوب منها، فيسهل عليه الإقدام؛ ولذلك احذر عدوك أن يغرك.
3. ومنها: إضافة الفعل إلى المتسبب له؛ لقوله تعالى: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه}؛ وقد ذكر الفقهاء. رحمهم الله. أن المتسبب كالمباشر في الضمان، لكن إذا اجتمع متسبب ومباشر تمكن إحالة الضمان عليه فالضمان على المباشر؛ وإن لم تمكن فالضمان على المتسبب؛
مثال الأول؛ أن يحفر بئراً، فيأتي شخص، فيدفع فيها إنساناً، فيهلك: فالضمان على الدافع؛
ومثال الثاني: أن يلقي شخصاً بين يدي أسد، فيأكله: فالضمان على الملقي. لا على الأسد.
4. ومن فوائد الآية: أن الشيطان عدو للإنسان؛ لقوله تعالى: {بعضكم لبعض عدو}؛ وقد صرح الله تعالى بذلك في قوله تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً} (فاطر: 6)
5. ومنها: أن قول الله تعالى يكون شرعياً، ويكون قدرياً؛ فقوله تعالى: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها}: هذا شرعي؛ وقوله تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو}: الظاهر أنه كوني؛ لأنه سبحانه وتعالى يعلم أنه لو عاد الأمر إليهما لما هبطا؛ ويحتمل أن يكون قولاً شرعياً؛ لكن الأقرب عندي أنه قول كوني. والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/477)
6. ومنها: أن الجنة في مكان عالٍ؛ لقوله تعالى: {اهبطوا}؛ والهبوط يكون من أعلى إلى أسفل.
7. ومنها: أنه لا يمكن العيش إلا في الأرض لبني آدم؛ لقوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين}؛ ويؤيد هذا قوله تعالى: {فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} [الأعراف: 25]؛ وبناءً على ذلك نعلم أن محاولة الكفار أن يعيشوا في غير الأرض إما في بعض الكواكب، أو في بعض المراكب محاولة يائسة؛ لأنه لابد أن يكون مستقرهم الأرض.
8. ومنها: أنه لا دوام لبني آدم في الدنيا؛ لقوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين}.
-----------------------------
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:37)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: منة الله سبحانه وتعالى على أبينا آدم حين وفقه لهذه الكلمات التي كانت بها التوبة؛ لقوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات}.
2. ومنها: أن منة الله على أبينا هي منة علينا في الحقيقة؛ لأن كل إنسان يشعر بأن الله إذا منَّ على أحد أجداده كان مانّاً عليه.
3. ومنها: أن قول الإنسان: "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" سبب لقبول توبة الله على عبده؛ لأنها اعتراف بالذنب؛ وفي قول الإنسان: "ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين" أربعة أنواع من التوسل؛
الأول: التوسل بالربوبية؛
الثاني: التوسل بحال العبد: {ظلمنا أنفسنا}؛
الثالث: تفويض الأمر إلى الله؛ لقوله: {وإن لم تغفر لنا .. } إلخ؛
الرابع: ذكر حال العبد إذا لم تحصل له مغفرة الله ورحمته؛ لقوله تعالى: {لنكونن من الخاسرين}، وهي تشبه التوسل بحال العبد؛ بل هي توسل بحال العبد؛ وعليه فيكون توسل العبد بحاله توسلاً بحاله قبل الدعاء، وبحاله بعد الدعاء إذا لم يحصل مقصوده.
4. ومن فوائد الآية: أن الله تعالى يتكلم بصوت مسموع؛ وجه ذلك أن آدم تلقى منه كلمات؛ وتلقي الكلمات لا يكون إلا بسماع الصوت؛ وهذا الذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله يتكلم بكلام بصوت مسموع، وحروف مرتبة.
5. ومنها: منة الله عزّ وجلّ على آدم بقبول التوبة؛ فيكون في ذلك منَّتان؛ الأولى: التوفيق للتوبة، حيث تلقَّى الكلمات من الله؛ و الثانية: قبول التوبة، حيث قال تعالى: {فتاب عليه}.
واعلم أن لله تعالى على عبده توبتين؛ التوبة الأولى قبل توبة العبد؛ وهي التوفيق للتوبة؛ والتوبة الثانية بعد توبة العبد؛ وهي قبول التوبة؛ وكلاهما في القرآن؛ قال الله تبارك وتعالى: {وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا} [التوبة: 118]: فقوله تعالى: {ثم تاب عليهم} أي وفقهم للتوبة، وقوله تعالى: {ليتوبوا} أي يقوموا بالتوبة إلى الله؛ وأما توبة القبول ففي قوله تعالى: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} (الشورى: 25)
6. ومن فوائد الآية: أن الإنسان إذا صدق في تفويض الأمر إلى الله، ورجوعه إلى طاعة الله فإن الله تعالى يتوب عليه؛ وهذا له شواهد كثيرة أن الله أكرم من عبده؛ من تقرب إليه ذراعاً تقرب الله إليه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه الله هرولة؛ فكرم الله عزّ وجلّ أعلى، وأبلغ من كرم الإنسان.
7. ومنها: إثبات هذين الاسمين الكريمين: {التواب}، و {الرحيم}؛ وما تضمناه من صفة، وفعل.
8. ومنها: اختصاص الله بالتوبة، والرحمة؛ بدليل ضمير الفصل؛ ولكن المراد اختصاصه بالتوبة التي لا يقدر عليها غيره؛ لأن الإنسان قد يتوب على ابنه، وأخيه، وصاحبه، وما أشبه ذلك؛ لكن التوبة التي لا يقدر عليها إلا الله. وهي المذكورة في قوله تعالى: {ومن يغفر الذنوب إلا الله} [آل عمران: 135].
هذه خاصة بالله. كذلك الرحمة المراد بها الرحمة التي لا تكون إلا لله؛ أما رحمة الخلق بعضهم لبعض فهذا ثابت. لا يختص بالله عزّ وجلّ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن" (1).
---------------------------
(قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:38)
الفوائد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/478)
1. من فوائد الآية أن الجنة التي أُسكنها آدم أولاً كانت عالية؛ لقوله تعالى: {اهبطوا}؛ والهبوط لا يكون إلا من أعلى.
2. ومنها: إثبات كلام الله؛ لقوله تعالى: (قلنا).
3. منها: أنه بصوت مسموع، وحروف مرتبة؛ لقوله تعالى: {اهبطوا منها جميعاً}؛ فلولا أنهم سمعوا ذلك ما صح توجيه الأمر إليهم.
4. ومنها: أن التوكيد في الأسلوب العربي فصيح، ومن البلاغة؛ لقوله تعالى: {جميعاً}؛ وهو توكيد معنوي: لأنه حال من حيث الإعراب؛ لأن الشيء إذا كان هاماً فينبغي أن يؤكد؛ فتقول للرجل إذا أردت أن تحثه على الشيء: "يا فلان عجل عجل عجل" ثلاث مرات؛ والمقصود التوكيد، والحث.
5. ومنها: أن الهدى من عند الله؛ لقوله تعالى: (فإما يأتينكم مني هدًى) فإن قال قائل: "إنْ" في قوله تعالى: {فإما} لا تدل على الوقوع؛ لأنها ليست كـ "إذا"؟
قلنا: نعم، هي لا تدل على الوقوع، لكنها لا تنافيه؛ والواقع يدل على الوقوع. أنه ما من أمة إلا خلا فيها نذير؛ وممكن أن نقول: في هذه الصيغة. {فإما يأتينكم}. ما يدل على الوقوع؛ وهو توكيد الفعل. ويتفرع على هذه الفائدة: أنك لا تسأل الهدى إلا من الله عزّ وجلّ؛ لأنه هو الذي يأتي به.
6. ومن فوائد الآية: أن من اتبع هدى الله فإنه آمن من بين يديه، ومن خلفه؛ لقوله تعالى: (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
7. ومنها: أنه لا يتعبد لله إلا بما شرع؛ لقوله تعالى: (فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
8. ومنها: أن من تعبد لله بغير ما شرع فهو على غير هدى؛ فيكون ضالاً كما شهدت بذلك السنة؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة يقول: "وشر الأمور محدثاتها؛ وكل محدثة بدعة؛ وكل بدعة ضلالة (1).
--------------------------
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:39)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن الذين جمعوا بين هذين الوصفين. الكفر، والتكذيب. هم أصحاب النار مخلدون فيها أبداً. كما سبق؛ فإن اتصفوا بأحدهما فقد دل الدليل على أن المكذب خالد في النار؛ وأما الكافر فمن كان كفره مخرجاً عن الملة فهو خالد في النار؛ ومن كان كفره لا يخرج من الملة فإنه غير مخلد في النار.
2. ومنها: أن الله تعالى قد بين الحق بالآية التي تقطع الحجة، وتبين المحجة.
3. ومنها: انحطاط رتبة من اتصفوا بهذين الوصفين. الكفر، والتكذيب.
4. ومنها: إثبات النار؛ وقد ثبت بالدليل القطعي أنها موجودة الآن، كما في قوله تعالى: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} (آل عمران: 131)
-------------------------
(وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) (البقرة:41)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أنه يجب على بني إسرائيل أن يؤمنوا بالقرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: (وآمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم)
2. ومنها: أن الكافر مخاطب بالإسلام؛ وهذا مجمع عليه، لكن هل يخاطب بفروع الإسلام؟ الجواب: فيه تفصيل؛ إن أردت بالمخاطبة أنه مأمور أن يفعلها فلا؛ لأنه لا بد أن يُسلم أولاً، ثم يفعلها ثانياً؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله؛ فإن هم أطاعوا لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة" (1).
إذاً هم لا يخاطبون بالفعل. يعني لا يقال: افعلوا.؛ فلا نقول للكافر: تعال صلِّ؛ بل نأمره أولاً بالإسلام؛ وإن أردت بالمخاطبة أنهم يعاقبون عليها إذا ماتوا على الكفر فهذا صحيح؛ ولهذا يقال للمجرمين: {ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين} [المدثر: 72. 47] يعني هذا دأبهم حتى ماتوا؛ ووجه الدلالة من الآية أنه لولا أنهم كانوا مخاطبين بالفروع لكان قولهم: {لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين} [المدثر: 43. 44] عبثاً لا فائدة منه، ولا تأثير له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/479)
3. ومن فوائد الآية: أن من اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً ففيه شبه من اليهود؛ فالذين يقرؤون العلم الشرعي من أجل الدنيا يكون فيهم شبه باليهود؛ لأن اليهود هم الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً؛ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة" (1) يعنى ريحها؛ وحينئذ يشكل على كثير من الطلبة من يدخل الجامعات لنيل الشهادة: هل يكون ممن اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً؟
والجواب: أن ذلك حسب النية؛ إذا كان الإنسان لا يريد الشهادة إلا أن يتوظف ويعيش، فهذا اشترى بآيات الله ثمناً قليلاً؛ وأما إذا كان يريد أن يصل إلى المرتبة التي ينالها بالشهادة من أجل أن يتبوأ مكاناً ينفع به المسلمين فهذا لم يشتر بآيات الله ثمناً قليلاً؛ لأن المفاهيم الآن تغيرت، وصار الإنسان يوزن بما معه من بطاقة الشهادة.
4. ومن فوائد الآية: أن جميع ما في الدنيا قليل، ويشهد لهذا قوله تعالى: {قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلًا} [النساء: 77].
5. ومنها: أن شرائع الله من آياته لما تضمنته من العدل، والإصلاح. بخلاف ما يسنُّه البشر من الأنظمة والقوانين فإنه ناقص:.
أولاً: لنقص علم البشر، وعدم إحاطتهم بما يُصلح الخلق.
ثانياً: لخفاء المصالح عليهم: فقد يظن ما ليس بمصلحة مصلحة؛ وبالعكس.
ثالثاً: أننا لو قدرنا أن هذا الرجل الذي سن النظام، أو القانون من أذكى الناس، وأعلم الناس بأحوال الناس فإن علمه هذا محدود في زمانه، وفي مكانه؛ أما في زمانه فظاهر؛ لأن الأمور تتغير:
قد يكون المصلحة للبشر في هذا الزمن كذا، وكذا؛ وفي زمن آخر خلافه؛ وفي المكان أيضاً قد يكون هذا التشريع الذي سنه البشر مناسباً لأحوال هؤلاء الأمة في مكانهم؛ ولكن في أمة أخرى لا يصلح؛ ولهذا ضل كثير من المسلمين مع الأسف الشديد في أخذ القوانين الغربية، أو الشرقية، وتطبيقها على مجتمع إسلامي؛ لأن الواجب تحكيم الكتاب، والسنة؛ والعجب أن بعض الناس. نسأل الله العافية. تجدهم قد مشوا على قوانين شرعت من عشرات السنين، أو مئاتها، وأهلها الذين شرعوها قد عدلوا عنها، فصار هؤلاء كالذين يمشمشون العظام بعد أن ترمى في الزبالة؛ وهذا شيء واضح:
هناك قوانين شرعت لقوم كفار، ثم تغيرت الحال، فغيروها، ثم جاء بعض المسلمين إلى هذه القوانين القشور الملفوظة، وصاروا يتمشمشونها.
6. ومن فوائد الآية: وجوب تقوى الله عزّ وجلّ، وإفراده بالتقوى؛ لقوله تعالى: {وإياي فاتقون}.
فإن قال قائل: أليس الله يأمرنا أن نتقي أشياء أخرى، كقوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} [البقرة: 281]، وقوله تعالى: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين} [آل عمران: 131]، وقوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} [الأنفال: 25]؟
فالجواب: بلى، ولكن اتقاء هذه الأمور من تقوى الله عزّ وجلّ. فلا منافاة.
----------------------------
(وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:42)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: وجوب بيان الحق، وتمييزه عن الباطل؛ فيقال: هذا حق، وهذا باطل؛ لقوله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل}؛ ومن لبْس الحق بالباطل: أولئك القوم الذين يوردون الشبهات إما على القرآن، أو على أحكام القرآن، ثم يزيلون الإشكال. مع أن إيراد الشبه إذا لم تكن قريبة لا ينبغي. ولو أزيلت هذه الشبهة؛ فإن الشيطان إذا أوقع الشبهة في القلب فقد تستقر فيه. وإن ذكِر ما يزيلها ..
2. ومن فوائد الآية: أنه ليس هناك إلا حق، وباطل؛ وإذا تأملت القرآن والسنة وجدت الأمر كذلك؛ قال تعالى: {ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} [الحج: 62]، وقال تعالى: {وإنا أو إياكم لعلى هدًى أو في ضلال مبين} [سبأ: 24]، وقال تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال} [يونس: 32]، وقال تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} [الكهف: 29]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم "القرآن حجة لك أو عليك" (1).
فإن قال قائل: أليس هناك مرتبة بين الواجب، والمحرم؛ وبين المكروه، والمندوب. وهو المباح.؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/480)
قلنا: بلى، لا شك في هذا؛ لكن المباح نفسه لا بد أن يكون وسيلة إلى شيء؛ فإن لم يكن وسيلة إلى شيء صار من قسم الباطل كما جاء في الحديث: "كل لهو يلهو به ابن آدم فهو باطل إلا لعبه في رمحه، ومع أهله، وفي فرسه" (2)؛ وهذه الأشياء الثلاثة إنما استثنيت؛ لأنها مصلحة. كلها تعود إلى مصلحة.
3. ومن فوائد الآية: تحريم كتمان الحق؛ لقوله تعالى: {وتكتموا}؛ ولكن هل يقال: إن الكتمان لا يكون إلا بعد طلب؟
الجواب: نعم، لكن الطلب نوعان: طلب بلسان المقال؛ وطلب بلسان الحال؛
فإذا جاءك شخص يقول: ما تقول في كذا، وكذا: فهذا طلب بلسان المقال؛ وإذا رأيت الناس قد انغمسوا في محرم: فبيانه مطلوب بلسان الحال؛ وعلى هذا فيجب على الإنسان أن يبين المنكر، ولا ينتظر حتى يُسأل؛ وإذا سئل ولم يُجب لكونه لا يعلم فلا إثم عليه؛ بل هذا هو الواجب؛ لقوله تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} [الإسراء: 23]. هذه واحدة.
ثانياً: إذا رأى من المصلحة ألا يبين فلا بأس أن يكتم كما جاء في حديث علي بن أبي طالب: "حدثوا الناس بما يعرفون؛ أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟! " (3)؛ وقال ابن مسعود: "إنك لن تحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" (4)؛ فإذا رأيت من المصلحة ألا تبين فلا تبين ولا لوم عليك.
ثالثاً: إذا كان قصد السائل الامتحان، أو قصده تتبع الرخص، أو ضرب أقوال العلماء بعضها ببعض. وأنت تعلم هذا.: فلك أن تمتنع؛ الامتحان أن يأتي إليك، وتعرف أن الرجل يعرف المسألة، لكن سألك لأجل أن يمتحنك: هل أنت تعرفها، أو لا؛ أو يريد أن يأخذ منك كلاماً ليشي به إلى أحد، وينقله إلى أحد:
فلك أن تمتنع؛ كذلك إذا علمت أن الرجل يتتبع الرخص، فيأتي يسألك يقول: سألت فلاناً، وقال: هذا حرام. وأنت تعرف أن المسؤول رجل عالم ليس جاهلاً: فحينئذٍ لك أن تمتنع عن إفتائه؛ أما إذا كان المسؤول رجلاً تعرف أنه ليس عنده علم. إما من عامة الناس، أو من طلبة العلم الذين لم يبلغوا أن يكونوا من أهل الفتوى:
فحينئذ يجب عليك أن تفتيه؛ لأنه لا حرمة لفتوى من أفتاه؛ أما لو قال لك: أنا سألت فلاناً، ولكني كنت أطلبك، ولم أجدك، وللضرورة سألت فلاناً؛ لكن لما جاء الله بك الآن أفتني: فحينئذ يجب عليك أن تفتيه؛ لأن حال هذا الرجل كأنه يقول: أنا لا أطمئن إلا لفتواك؛
وخلاصة القول أنه لا يجب عليك الإفتاء إلا إذا كان المستفتي مسترشداً؛ لأن كتمان الحق لا يتحقق إلا بعد الطلب بلسان الحال، أو بلسان المقال.
---------------------------
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة:43)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن الصلاة واجبة على الأمم السابقة، وأن فيها ركوعاً كما أن في الصلاة التي في شريعتنا ركوعاً؛ وقد دلّ على ذلك أيضاً قول الله تعالى لمريم: {يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين} [آل عمران: 43]؛ فعلى الأمم السابقة صلاة فيها ركوع، وسجود.
2. ومنها: أن الأمم السابقة عليهم زكاة؛ لأنه لابد من الامتحان بالزكاة؛ فإن من الناس من يكون بخيلاً. بذل الدرهم عليه أشد من شيء كثير.؛ فيُمتحَن العباد بإيتاء الزكاة، وبذلِ شيء من أموالهم حتى يُعلم بذلك حقيقة إيمانهم؛ ولهذا سميت الزكاة صدقة؛ لأنها تدل على صدق إيمان صاحبها.
3. ومنها: الإجمال في موضع، وتبيينه في موضع آخر؛ لقوله تعالى: (وآتوا الزكاة) ولم يبين مقدار الواجب، ولا من يدفع إليه، ولا الأموال التي فيها الزكاة؛ لكن هذه الأشياء مبينة في موضع آخر؛ إذ لا يتم الامتثال إلا ببيانها. 4. ومنها: جواز التعبير عن الكل بالبعض إذا كان هذا البعض من مباني الكل التي لا يتم إلا بها؛ لقوله تعالى: (واركعوا مع الراكعين)
5. ومنها: وجوب صلاة الجماعة؛ لقوله تعالى: {واركعوا مع الراكعين}؛ هكذا استدل بها بعض العلماء؛ ولكن في هذا الاستدلال شيء؛ لأنه لا يلزم من المعية المصاحبة في الفعل؛ ولهذا قيل لمريم: {اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}: والنساء ليس عليهن جماعة؛ إذاً لا نسلم أن هذه الآية تدل على وجوب صلاة الجماعة؛ ولكن. الحمد لله.
وجوب صلاة الجماعة ثابت بأدلة أخرى ظاهرة من الكتاب، والسنة، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
يتبع إن شاء الله
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:31 م]ـ
أخي الحبيب:-
هل لك أن تدلنا على مصدر هذه الفوائد
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم إسلام بن منصور
لقد ذكرت المصدر في المقدمة وهي من كتاب التفسير للشيخ العثيمين رحمه الله وهي موجوده في موقعه ولكن الشيخ رحمه الله يذكر الآية أولاً ثم يشرحها من الناحية اللغوية ومن ناحية المعنى ثم يذكر الفوائد
وفي موضوعي هذا اقتصرت على الفوائد فقط
اضغط هنا للوصول إلى كتاب تفسير القرآن الكريم للشيخ العثيمين رحمه الله في موقعه ( http://www.binothaimeen.com/modules.php?name=Newss&file=categories&op=newindex&catid=92)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/481)
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 12:43 ص]ـ
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:44)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: توبيخ هؤلاء الذين يأمرون بالبر، وينسون أنفسهم؛ لأن ذلك منافٍ للعقل؛ وقد ورد الوعيد الشديد على من كان هذا دأبه؛ فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أنه يؤتى بالرجل فيلقى في النار فتندلق أقتابه".
و"الأقتاب" هي الأمعاء. "فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان، أليس كنت تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر، فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه" (2)؛ فهو من أشد الناس عذاباً. والعياذ بالله ..
فإن قال قائل: بناءً على أنه مخالف للعقل، وبناءً على شدة عقوبته أنقول لمن لا يفعل ما أَمَر به، ومن لا يترك ما نهى عنه: "لا تأمر، ولا تنهَ"؟
فالجواب: نقول: لا، بل مُرْ، وافعل ما تأمر به؛ لأنه لو ترك الأمر مع تركه فِعلَه ارتكب جنايتين:
الأولى: ترك الأمر بالمعروف؛ والثانية: عدم قيامه بما أمر به؛ وكذلك لو أنه ارتكب ما ينهى عنه، ولم يَنْهَ عنه فقد ارتكب مفسدتين: الأولى: ترك النهي عن المنكر؛
والثانية: ارتكابه للمنكر. ثم نقول: أينا الذي لم يسلم من المنكر! لو قلنا: لا ينهى عن المنكر إلا من لم يأت منكراً لم يَنهَ أحد عن منكر؛ ولو قلنا: لا يأمر أحد بمعروف إلا من أتى المعروف لم يأمر أحد بمعروف؛ ولهذا نقول: مُرْ بالمعروف، وجاهد نفسك على فعله، وانْهَ عن المنكر، وجاهد نفسك على تركه.
2. ومن فوائد الآية: توبيخ العالم المخالف لما يأمر به، أو لما ينهى عنه؛ وأن العالم إذا خالف فهو أسوأ حالاً من الجاهل؛ لقوله تعالى: {وأنتم تتلون الكتاب}؛ وهذا أمر فُطر الناس عليه.
أن العالم إذا خالف صار أشد لوماً من الجاهل.؛ حتى العامة تجدهم إذا فعل العالم منكراً قالوا: كيف تفعل هذا وأنت رجل عالم؟! أو إذا ترك واجباً قالوا: كيف تترك هذا وأنت عالم؟!.
3. ومن فوائد الآية: توبيخ بني إسرائيل، وأنهم أمة جهلة حمقى ذوو غيٍّ؛ لقوله تعالى: {أفلا تعقلون}.
4. ومنها: أن من أمر بمعروف، ولم يفعله؛ أو نهى عن منكر وفعله من هذه الأمة، ففيه شبه باليهود؛ لأن هذا دأبهم. والعياذ بالله.
---------------------
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة:45)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: إرشاد الله - تبارك وتعالى - عباده إلى الاستعانة بهذين الأمرين: الصبر، والصلاة.
2. ومنها: جواز الاستعانة بغير الله؛ لكن فيما يثبت أن به العون؛ فمثلاً إذا استعنت إنساناً يحمل معك المتاع إلى البيت كان جائزاً؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم "وتعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة (1) ". أما الاستعانة بما لا عون فيه فهي سفه في العقل، وضلال في الدين، وقد تكون شركاً: كأن يستعين بميت، أو بغائب لا يستطيع أن يعينه لبعده عنه، وعدم تمكنه من الوصول إليه.
3. ومن فوائد الآية: فضيلة الصبر، وأن به العون على مكابدة الأمور؛ قال أهل العلم: والصبر ثلاثة أنواع؛ وأخذوا هذا التقسيم من الاستقراء؛
الأول: الصبر على طاعة الله؛
والثاني: الصبر عن معصية الله؛ و
الثالث: الصبر على أقدار الله؛ فالصبر على الطاعة هو أشقها، وأفضلها؛ لأن الصبر على الطاعة يتضمن فعلاً وكفاً اختيارياً: فعل الطاعة؛ وكفّ النفس عن التهاون بها، وعدم إقامته؛ فهو إيجادي إيجابي؛ والصبر عن المعصية ليس فيه إلا كف فقط؛ لكنه أحياناً يكون شديداً على النفس؛ ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الشاب الذي دعته امرأة ذات منصب، وجمال، فقال: "إني أخاف الله" (2) في رتبة الإمام العادل من حيث إن الله يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. وإن كان الإمام العادل أفضل.؛ لأن قوة الداعي في الشباب، وكون المرأة ذات منصب وجمال، وانتفاء المانع فيما إذا كان خالياً بها يوجب الوقوع في المحذور؛ لكن قال: "إني أخاف الله"؛ ربما يكون هذا الصبر أشق من كثير من الطاعات؛ لكن نحن لا نتكلم عن العوارض التي تعرض لبعض الناس؛ إنما نتكلم عن الشيء من حيث هو؛ فالصبر على الطاعة أفضل من الصبر عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/482)
المعصية؛ والصبر عن المعصية أفضل من الصبر على أقدار الله؛ لأنه لا اختيار للإنسان في دفع أقدار الله؛ لكن مع ذلك قد يجد الإنسان فيه مشقة عظيمة؛ ولكننا نتكلم ليس عن صبر معين في شخص معين؛ قد يكون بعض الناس يفقد حبيبه، أو ابنه، أو زوجته، أو ما أشبه ذلك، ويكون هذا أشق عليه من كثير من الطاعات من حيث الانفعال النفسي؛ والصبر على أقدار الله ليس من المكلف فيه عمل؛ لأن ما وقع لابد أن يقع. صبرت، أم لم تصبر.:
هل إذا جزعت، وندمت، واشتد حزنك يرتفع المقدور؟!.
الجواب: لا؛ إذاً كما قال بعض السلف: إما أن تصبر صبر الكرام؛ وإما أن تسلو سُلوّ البهائم.
4. ومن فوائد الآية: الحث على الصبر بأن يحبس الإنسان نفسه، ويُحمِّلها المشقة حتى يحصل المطلوب؛ وهذا مجرب. أن الإنسان إذا صبر أدرك مناله؛ وإذا ملّ كسل، وفاته خير كثير.؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز" (3)؛ وكثير من الناس يرى أن بداءته بهذا العمل مفيدة له، فيبدأ، ثم لا يحصل له مقصوده بسرعة، فيعجز، ويكِلّ، ويترك؛ إذاً ضاع عليه وقته الأول، وربما يكون زمناً كثيراً؛ ولا يأمن أنه إذا عدل عن الأول، ثم شرع في ثانٍ أن يصيبه مثل ما أصابه أولاً، ويتركه؛ ثم تمضي عليه حياته بلا فائدة؛ لكن إذا صبر مع كونه يعرف أنه ليس بينه وبين مراده إلا امتداد الأيام فقط، وليس هناك موجب لقطعه؛ فليصبر: لنفرض أن إنساناً من طلبة العلم همّ أن يحفظ: "بلوغ المرام"، وشرع فيه، واستمر حتى حفظ نصفه؛ لكن لحقه الملل، فعجز، وترك: فالمدة التي مضت خسارة عليه إلا ما يبقى في ذاكرته مما حفظ فقط؛ لكن لو استمر، وأكمل حصل المقصود؛ وعلى هذا فقس.
5. ومن فوائد الآية: فضيلة الصلاة، حيث إنها مما يستعان بها على الأمور، وشؤون الحياة؛ لقوله تعالى: {والصلاة}؛ ونحن نعلم علم اليقين أن هذا خبر صدق لا مرية فيه؛ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر صلى (1)؛ ويؤيد ذلك اشتغاله لله في العريش يوم بدر بالصلاة، ومناشدة ربه بالنصر (2).
فإن قال قائل: كيف تكون الصلاة عوناً للإنسان؟
فالجواب: تكون عوناً إذا أتى بها على وجه كامل.
وهي التي يكون فيها حضور القلب، والقيام بما يجب فيها أما صلاة غالب الناس اليوم فهي صلاة جوارح لا صلاة قلب؛ ولهذا تجد الإنسان من حين أن يكبِّر ينفتح عليه أبواب واسعة عظيمة من الهواجيس التي لا فائدة منها؛ ولذلك من حين أن يسلِّم تنجلي عنه، وتذهب؛ لكن الصلاة الحقيقية التي يشعر الإنسان فيها أنه قائم بين يدي الله، وأنها روضة فيها من كل ثمرات العبادة لا بد أن يَسلوَ بها عن كل همّ؛ لأنه اتصل بالله عزّ وجلّ الذي هو محبوبه، وأحب شيء إليه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "جعلت قرة عيني في الصلاة" (3)؛ أما الإنسان الذي يصلي ليتسلى بها، لكن قلبه مشغول بغيرها فهذا لا تكون الصلاة عوناً له؛ لأنها صلاة ناقصة؛ فيفوت من آثارها بقدر ما نقص فيها، كما قال الله تعالى: {اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45]؛ وكثير من الناس يدخل في الصلاة، ويخرج منها لا يجد أن قلبه تغير من حيث الفحشاء والمنكر. هو على ما هو عليه.؛ لا لانَ قلبه لذكر، ولا تحول إلى محبة العبادة.
6. ومن فوائد الآية: أنه إذا طالت أحزانك فعليك بالصبر، والصلاة.
7. ومنها: أن الأعمال الصالحة شاقة على غير الخاشعين. ولا سيما الصلاة ..
8. ومنها: أن تحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى بالخشوع له مما يسهل العبادة على العبد؛ فكل من كان لله أخشع كان لله أطوع؛ لأن الخشوع خشوع القلب؛ والإخبات إلى الله تعالى، والإنابة إليه تدعو إلى طاعته.
------------------
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة:46)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: إثبات ملاقاة الله عزّ وجلّ؛ لأن الله مدح الذين يتيقنون بهذا اللقاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/483)
2. ومنها: إثبات رؤية الله عزّ وجلّ، كما ذهب إليه كثير من العلماء؛ لأن اللقاء لا يكون إلا مع المقابلة، وهذا يعني ثبوت الرؤية؛ فإن استقام الاستدلال بهذه الآية على رؤية الله فهذا مطلوب؛ وإن لم يستقم الاستدلال فَثَمّ أدلة أخرى كثيرة تدل على ثبوت رؤية الله عزّ وجلّ يوم القيامة.
3. ومنها: أن هؤلاء المؤمنين يوقنون أنهم راجعون إلى الله في جميع أمورهم؛ وهذا يستلزم أمورا ً:.
أولاً: الخوف من الله؛ لأنك ما دمت تعلم أنك راجع إلى الله، فسوف تخاف منه.
ثانياً: مراقبة الله عزّ وجلّ. المراقبة في الجوارح.؛ والخوف في القلب؛ يعني أنهم إذا علموا أنهم سيرجعون إلى الله، فسوف يخشونه في السرّ، والعلانية.
ثالثاً: الحياء منه؛ فلا يفقدك حيث أمرك، ولا يجدك حيث نهاك.
-------------------
(يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:47)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أنه يجب على بني إسرائيل أن يذكروا نعمة الله عليهم، فيقوموا بشكرها؛ ومن شكرها أن يتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم
2. ومنها: إظهار أن هذه النعمة لم تأت بكسبهم، ولا بكدِّهم، ولا بإرث عن آبائهم؛ وإنما هي بنعمة الله عليهم؛ لقوله تعالى: (أنعمت عليكم)
3. ومنها: أن بني إسرائيل أفضل العالم في زمانهم؛ لقوله تعالى: {وأني فضلتكم على العالمين}؛ لأنهم في ذلك الوقت هم أهل الإيمان؛ ولذلك كُتب لهم النصر على أعدائهم العمالقة، فقيل لهم: {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم} [المائدة: 21]؛ و "الأرض المقدسة" هي فلسطين؛ وإنما كتب الله أرض فلسطين لبني إسرائيل في عهد موسى؛ لأنهم هم عباد الله الصالحون؛ والله سبحانه وتعالى يقول: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105]، وقال موسى لقومه: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده} [الأعراف: 128]، ثم قال: {والعاقبة للمتقين} [الأعراف: 128]؛ إذاً المتقون هم الوارثون للأرض؛ لكن بني إسرائيل اليوم لا يستحقون هذه الأرض المقدسة؛ لأنهم ليسوا من عباد الله الصالحين؛
أما في وقت موسى فكانوا أولى بها من أهلها؛ وكانت مكتوبة لهم، وكانوا أحق بها؛ لكن لما جاء الإسلام الذي بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم صار أحق الناس بهذه الأرض المسلمون. لا العرب.؛ ففلسطين ليس العرب بوصفهم عرباً هم أهلها؛ بل إن أهلها المسلمون بوصفهم مسلمين. لا غير وبوصفهم عباداً لله عزّ وجلّ صالحين؛
ولذلك لن ينجح العرب فيما أعتقد. والعلم عند الله. في استرداد أرض فلسطين باسم العروبة أبداً؛ ولا يمكن أن يستردوها إلا باسم الإسلام على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، كما قال تعالى: {إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين} [الأعراف: 128]؛ ومهما حاول العرب، ومهما ملؤوا الدنيا من الأقوال والاحتجاجات، فإنهم لن يفلحوا أبداً حتى ينادوا بإخراج اليهود منها باسم دين الإسلام.
بعد أن يطبقوه في أنفسهم.؛ فإن هم فعلوا ذلك فسوف يتحقق لهم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم "لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ، وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ، أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ" (1)؛ فالشجر، والحجر يدل المسلمين على اليهود يقول: "يا عبد الله". باسم العبودية لله.، ويقول: "يا مسلم". باسم الإسلام.؛ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "يقاتل المسلمون اليهود"، ولم يقل: "العرب". ولهذا أقول: إننا لن نقضي على اليهود باسم العروبة أبداً؛ لن نقضي عليهم إلا باسم الإسلام؛ ومن شاء فليقرأ قوله تعالى: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} [الأنبياء: 105]: فجعل الميراث لعباده الصالحين؛ وما عُلِّق بوصف فإنه يوجد بوجوده، وينتفي بانتفائه؛ فإذا كنا عبادَ الله الصالحين ورثناها بكل يسر وسهولة، وبدون هذه المشقات، والمتاعب، والمصاعب، والكلامِ الطويل العريض الذي لا ينتهي أبداً!! نستحلها بنصر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/484)
الله عزّ وجلّ، وبكتابة الله لنا ذلك. وما أيسره على الله.!
ونحن نعلم أن المسلمين ما ملكوا فلسطين في عهد الإسلام الزاهر إلا بإسلامهم؛ ولا استولوا على المدائن عاصمة الفرس، ولا على عاصمة الروم، ولا على عاصمة القبط إلا بالإسلام؛ ولذلك ليت شبابنا يعون وعياً صحيحاً بأنه لا يمكن الانتصار المطلق إلا بالإسلام الحقيقي. لا إسلام الهوية بالبطاقة الشخصية.! ولعل بعضنا سمع قصة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حينما كسرت الفُرس الجسور على نهر دجلة، وأغرقت السفن لئلا يعبر المسلمون إليهم؛ فسخَّر الله لهم البحر؛ فصاروا يمشون على ظهر الماء بخيلهم، ورجلهم، وإبلهم؛ يمشون على الماء كما يمشون على الأرض لا يغطي الماء خفاف الإبل؛ وإذا تعب فرس أحدهم قيض الله له صخرة تربو حتى يستريح عليها؛ وهذا من آيات الله. ولا شك.؛ والله تعالى على كل شيء قدير؛ فالذي فلق البحر لموسى. عليه الصلاة والسلام. ولقومه، وصار يبساً في لحظة، ومشوا عليه آمنين؛ قادر على ما هو أعظم من ذلك.
فالحاصل أن بني إسرائيل لا شك أفضل العالمين حينما كانوا عباد الله الصالحين؛ أما حين ضربت عليهم الذلة، واللعنة، والصَّغار فإنهم ليسوا أفضل العالمين؛ بل منهم القردة، والخنازير؛ وهم أذل عباد الله لقوله تعالى: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤوا بغضب من الله} [آل عمران: 112]، وقوله تعالى: {لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} [الحشر: 14].
ويدل لذلك. أي أن المراد بقوله تعالى.: {فضلتكم على العالمين} أي في وقتكم، أو فيمن سبقكم: قوله تعالى في هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم} [آل عمران: 110]؛ فقوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} صريح في تفضيلهم على الناس؛ ولهذا قال تعالى: {ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم}؛ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أننا نوفي سبعين أمة نحن أكرمها، وأفضلها عند الله عزّ وجل (2) ّ. وهذا أمر لا شك فيه.، ولله الحمد.
4. ومن فوائد الآية: أن الله تعالى إذا فضل أحداً بعلم، أو مال، أو جاه فإن ذلك من النعم العظيمة؛ لقوله تعالى: {وأني فضلتكم على العالمين}: خصها بالذكر لأهميتها.
5. ومنها: تفاضل الناس، وأن الناس درجات؛ وهذا أمر معلوم. حتى الرسل يفضل بعضهم بعضاً.، كما قال تعالى: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض} [البقرة: 253]، وقال تعالى: {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض} [الإسراء: 55].
---------------------------
(وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (البقرة:48)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: التحذير من يوم القيامة؛ وهذا يقع في القرآن كثيراً؛ لقوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}، وقوله تعالى: {يوماً يجعل الولدان شيباً} [المزمل: 17].
2. ومنها: أنه في يوم القيامة لا تجزي نفس عن نفس شيئاً. بخلاف الدنيا.: فإنه قد يجزي أحد عن أحد؛ لكن يوم القيامة: لا.
3. ومنها: أن الشفاعة لا تنفع يوم القيامة؛ والمراد لا تنفع من لا يستحق أن يشفع له؛ وأما من يستحق فقد دلت النصوص المتواترة على ثبوت الشفاعة. وهي معروفة في مظانها من كتب الحديث، والعقائد.
4. ومنها: أن يوم القيامة ليس فيه فداء؛ لا يمكن أن يقدم الإنسان فداءً يعدل به؛ لقوله تعالى: (ولا عدل)
5. ومنها: أنه لا أحد يُنصر يوم القيامة إذا كان من العصاة؛ ولهذا قال الله تعالى: {ما لكم لا تناصرون * بل هم اليوم مستسلمون} [الصافات: 25، 26]؛ فلا أحد ينصر أحداً يوم القيامة. لا الآلهة، ولا الأسياد، ولا الأشراف، ولا غيرهم.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[01 - 11 - 03, 12:50 ص]ـ
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (البقرة:49)
الفوائد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/485)
1. من فوائد الآية: تذكير الله تعالى لبني إسرائيل نعمته عليهم بإنجائهم من آل فرعون.
2. ومنها: أن الإنجاء من العدو نعمة كبيرة ينعم الله بها على العبد؛ ولهذا ذكرهم الله بها في قوله تعالى: (نجيناكم)
3. ومنها: بيان حنق آل فرعون على بني إسرائيل؛ وقيل: إن هذا التقتيل كان بعد بعثة موسى؛ لأن فرعون لما جاءه موسى بالبينات قال: {اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم} [غافر: 25]، وقال في سورة الأعراف: {سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون} (الأعراف: 127) وذكر بعض المؤرخين أن هذا التقتيل كان قبل بعثة موسى، أو قبل ولادته؛ لأن الكهنة ذكروا لفرعون أنه سيولد لبني إسرائيل ولد يكون هلاكك على يده؛ فجعل يقتلهم؛ وعضدوا هذا القول بما أوحى الله تعالى إلى أم موسى: {أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني} [القصص: 7]؛
لكن هذه الآية ليست صريحة فيما ذكروا؛ لأنها قد تخاف عليه إما من هذا الفعل العام الذي يقتَّل به الأبناء، أو بسبب آخر، وآية الأعراف: {قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا} [الأعراف: 129] لا دليل فيها صراحة على أن التقتيل كان قبل ولادة موسى عليه السلام؛ لأن الإيذاء لا يدل على القتل، ولأن فرعون لم يقل: سنقتل أبناءهم، ونستحيي نساءهم إلا بعد أن أُرسل إليه موسى عليه السلام، ولهذا قال موسى عليه السلام لقومه بعد ذلك: {استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده} (الأعراف: 128)
4. ومنها: أن الرب سبحانه وتعالى له مطلق التصرف في عباده بما يسوؤهم، أو يسرهم؛ لقوله تعالى: {من ربكم} يعني هذا العذاب الذي سامكم إياه آل فرعون، والإنقاذ منه؛ كله من الله عزّ وجلّ؛ فهو الذي بيده الخير، ومنه كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (البقرة:50)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: مناسبة قوله تعالى: {وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون} لما قبله ظاهرة جداً، وذلك أنه لما ذكر الله سبحانه وتعالى تسلُّطَ آل فرعون عليهم ذكر مآل هؤلاء المتسلطين؛ وأن الله أغرقهم، وأنجى هؤلاء، وأورثهم أرضهم، كما قال الله تعالى: {وأورثناها بني إسرائيل} (الشعراء: 59).
2. ومنها: تذكير الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بنعمه؛ وقد تضمن هذا التذكير حصول المطلوب، وزوال المكروه؛ حصول المطلوب: بنجاتهم؛ وزوال المكروه: بإهلاك عدوهم.
3. ومنها: بيان قدرة الله تعالى على كل شيء؛ فهذا الماء السيال أمره الله. تبارك وتعالى. أن يتمايز، وينفصل بعضه عن بعض؛ فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم. أي كالجبل العظيم؛ وثم وجه آخر من هذه القدرة: أن هذه الطرق صارت يبساً في الحال مع أنه قد مضى عليها سنون كثيرة لا يعلمها إلا الله عزّ وجلّ والماء من فوقها، ولكنها صارت في لحظة واحدة يبساً، كما قال تعالى: {ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقاً في البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى} [طه: 77]؛ وقد ذكر بعض المفسرين أنه كانت في هذه الفرق فتحات ينظر بعضهم إلى بعض. حتى لا ينْزعجوا، ويقولوا: أين أصحابنا؟! وهذا ليس ببعيد على الله سبحانه وتعالى. وقد وقع مثل ذلك لهذه الأمة؛ فقد ذكر ابن كثير. رحمه الله في "البداية والنهاية" أنه ما من آية سبقت لرسول إلا لرسولنا صلى الله عليه وسلم مثلها: إما له صلى الله عليه وسلم هو بنفسه، أو لأمته؛ ومعلوم أن الكرامات التي تقع لمتبع الرسول هي في الحقيقة آيات له؛ لأنها تصديق لطريق هذا الولي المتبع للرسول؛ فتكون آية على صدق الرسول، وصحة الشريعة؛ ولهذا من القواعد المعروفة أن كل كرامة لولي فهي آية لذلك النبي المتبع؛ وذكر ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" على ذلك أمثلة؛ ومنها أن من الصحابة من مشَوا على الماء؛ وهو أبلغ من فلق البحر لبني إسرائيل، ومشيهم على الأرض اليابسة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/486)
4. من فوائد الآية: أن الآل يدخل فيهم من ينتسبون إليهم؛ فقد قال تعالى: {وأغرقنا آل فرعون}؛ وفرعون قد غرق بلا شك، كما قال تعالى: {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين} [يونس: 90] الآيتين.
5. ومنها: أن إغراق عدو الإنسان وهو ينظر من نعمة الله عليه؛ فإغراقه، أو إهلاكه نعمة؛ وكون عدوه ينظر إليه نعمة أخرى؛ لأنه يشفي صدره؛ وإهلاك العدو بيد عدوه أشفى، كما قال تعالى: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم} [التوبة: 14، 15]؛ نعم، عند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله عزّ وجلّ؛ ولهذا في غزوة الأحزاب نُصروا بالريح التي أرسلها الله عزّ وجلّ، كما قال تعالى: {فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها} [الأحزاب: 9].
6. ومن فوائد الآية: عتوّ بني إسرائيل؛ فإن بني إسرائيل مع هذه النعم العظيمة كانوا من أشد الناس طغياناً، وتكذيباً للرسل، واستكباراً عن عبادة الله عزّ وجلّ.
7. ومنها: أن الله تعالى سخِر من فرعون، حيث أهلكه بجنس ما كان يفتخر به، وأورث أرضه موسى. عليه الصلاة والسلام؛ وقد كان فرعون يقول: {يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} [الزخرف: 51. 52]؛ فأغرقه الله تعالى بالماء الذي كان يفتخر بجنسه، وأورث موسى أرضه الذي وصفه بأنه مهين، ولا يكاد يبين.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة:51) (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:52)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: حكمة الله. تبارك وتعالى. في تقديره، حيث واعد موسى أربعين ليلة لينَزِّل عليه فيها التوراة. مع أنه سبحانه وتعالى قادر على أن يَنزِّلها في ليلة مرة واحدة؛ ولكن لحكمة. لا نعلم ما هي. وعده الله تعالى ثلاثين ليلة أولاً، ثم أتمها بعشر؛ فتم ميقات ربه أربعين ليلة.
2. ومنها: بيان جهل بني إسرائيل الجهل التام؛ وجه ذلك أن هذا الحلي الذي جعلوه إلهاً هم الذين صنعوه بأنفسهم؛ فقد استعاروا حلياً من آل فرعون، وصنعوه على صورة الثور عجلاً جسداً. لا روح فيه؛ ثم قال السامري: {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} [طه: 88]؛ وزعموا أن موسى ضلّ، ولم يهتد إلى ربه، وهذا ربه! والعياذ بالله؛ فكيف يكون المصنوع رباً لكم، ولموسى وأنتم الذين صنعتموه! وهذا دليل على جهلهم، وغباوتهم إلى أبعد الحدود؛ وقد قالوا لموسى. عليه الصلاة والسلام. حينما أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم: {اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة} [الأعراف: 138] قال لهم نبيهم موسى: {إنكم قوم تجهلون} [الأعراف: 138]، وصدق عليه الصلاة والسلام.
3. ومن فوائد الآيتين: أن اتخاذهم العجل كان عن ظلم؛ لقوله تعالى: {وأنتم ظالمون}. وهذا أبلغ، وأشنع في توبيخهم، والإنكار عليهم.
4. ومنها: سعة حلم الله عزّ وجلّ، وأنه مهما بارز الإنسان ربه بالذنوب فإن حلم الله تعالى قد يشمله، فيوفق للتوبة؛ وهؤلاء وفِّقوا لها. .
5. ومنها: أن العفو موجب للشكر؛ لقوله تعالى: {لعلكم تشكرون}؛ وإذا كان العفو. وهو زوال النقم. موجباً للشكر فحدوث النعم أيضاً موجب للشكر من باب أولى.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (البقرة:53)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن إنزال الله تعالى الكتب للناس من نعمه، وآلائه؛ بل هو من أكبر النعم؛ لأن الناس لا يمكن أن يستقلوا بمعرفة حق الخالق؛ بل ولا حق المخلوق؛ ولذلك نزلت الكتب تبياناً للناس.
2. ومنها: أن موسى صلى الله عليه وسلم نبي رسول، لأن الله تعالى آتاه الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/487)
3. ومنها: فضيلة التوراة؛ لأنه أُطلق عليها اسم {الكتاب}؛ و "أل" هذه للعهد الذهني؛ فدل هذا على أنها معروفة لدى بني إسرائيل، وأنه إذا أُطلق الكتاب عندهم فهو التوراة؛ أيضاً سماها الله تعالى الفرقان، كما سمى القرآن الفرقان؛ لأن كلا الكتابين أعظم الكتب، وأهداهما؛ لقوله تعالى: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما} [القصص: 49]. يعني التوراة، والإنجيل. {أتبعه إن كنتم صادقين} [القصص: 49]؛ ودل هذا على أن التوراة مشاركة للقرآن في كونها فرقاناً؛ ولهذا كانت عمدة الأنبياء من بني إسرائيل، كما قال تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدًى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء} [المائدة: 44].
4. ومن فوائد الآية: بيان عتوّ بني إسرائيل، وطغيانهم؛ لأنه إذا كانت التوراة التي نزلت عليهم فرقاناً، ثم هم يكفرون هذا الكفر دلّ على زيادة عتوهم، وطغيانهم؛ إذ من نُزِّل عليه كتاب يكون فرقاناً كان يجب عليه بمقتضى ذلك أن يكون مؤمناً مذعناً.
5. ومنها: أن الله. تبارك وتعالى. يُنزل الكتب، ويجعلها فرقاناً لغاية حميدة حقاً. وهي الهداية؛ لقوله تعالى: (لعلكم تهتدون).
6. ومنها: أن من أراد الهداية فليطلبها من الكتب المنزلة من السماء. لا يطلبها من الأساطير، وقصص الرهبان، وقصص الزهاد، والعباد، وجعجعة المتكلمين، والفلاسفة، وما أشبه ذلك؛ بل من الكتب المنَزلة من السماء. فعلى هذا ما يوجد في كتب الوعظ من القصص عن بعض الزهاد، والعباد، ونحوهم نقول لكاتبيها، وقارئيها: خير لكم أن تبدو للناس كتاب الله عزّ وجلّ، وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم وتبسطوا ذلك، وتشرحوه، وتفسروه بما ينبغي أن يفهم حتى يكون ذلك نافعاً للخلق؛ لأنه لا طريق للهداية إلى الله إلا ما جاء من عند الله عزّ وجلّ.
7. ومن فوائد الآية: إثبات الأسباب، وتأثيرها في مسبَّباتها؛ وبسط ذلك مذكور في كتب العقائد.
8. ومنها: أن الإيتاء المضاف إلى الله سبحانه وتعالى يكون كونياً، ويكون شرعياً؛ مثال الكوني قوله تعالى: {وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة} [القصص: 76]؛ ومثال الشرعي قوله تعالى: {وآتينا موسى الكتاب} (الإسراء: 2)
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:54)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أنه ينبغي للداعي إلى الله أن يستعمل الأسلوب الذي يجذب إليه الناس، ويعطفهم عليه؛ لقوله تعالى حكاية عن موسى: {يا قوم}؛ فإن هذا لا شك فيه من التودد، والتلطف، والتحبب ما هو ظاهر.
2. ومنها: أن اتخاذ الأصنام مع الله ظلم؛ لقوله: {إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل}.
3. ومنها: أن المعاصي ظلم للنفوس؛ وجه ذلك: أن النفس أمانة عندك؛ فيجب عليك أن ترعاها بأحسن رعاية، وأن تجنبها سوء الرعاية؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص: "إن لنفسك عليك حقا (1) ً".
4. ومنها: أنه ينبغي التعبير بما يناسب المقام؛ لقوله: {فتوبوا إلى بارئكم}؛ لأن ذكر "البارئ" هنا كإقامة الحجة عليهم في أن العجل لا يكون إلهاً؛ فإن الذي يستحق أن يكون إلهاً هو البارئ. أي الخالق سبحانه وتعالى.
5. ومنها: وجوب التوبة؛ لقوله: (فتوبوا إلى بارئكم)
6. ومنها: أن التوبة على الفور؛ لقوله: {فتوبوا}؛ لأن الفاء للترتيب، والتعقيب.
7. ومنها: إثبات الأسباب، وتأثيرها في مسبباتها؛ لقوله {باتخاذكم}: فإن الباء هنا للسببية.
8. ومنها: أنه ينبغي للداعي إلى الله أن يبين الأسباب فيما يحكم به؛ لقوله: (إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل)
9. ومنها: سفاهة بني إسرائيل، حيث عبدوا ما صنعوا وهم يعلمون أنه لا يرجع إليهم قولاً، ولا يملك لهم ضراً، ولا نفعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/488)
10. ومنها: ما وضع الله تعالى على بني إسرائيل من الأغلال، والآصار، حيث كانت توبتهم من عبادة العجل أن يقتل بعضهم بعضاً؛ لقوله: {فاقتلوا أنفسكم}.
11. ومنها: أن الأمة كنفس واحدة؛ وذلك لقوله: {فاقتلوا أنفسكم}؛ لأنهم ما أُمروا أن يقتل كل واحد منهم نفسه؛ بل يقتل بعضهم بعضاً؛ ونظير ذلك قوله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم} [الحجرات: 11] أي لا يلمز بعضكم بعضاً؛ وعبر عن ذلك بـ "النفس"؛ لأن الأمة شيء واحد؛ فمن لمز أخاه فكمن لمز نفسه.
12. ومنها: تفاضل الأعمال؛ لقوله: (ذلكم خير لكم عند بارئكم).
13. ومنها: أن الله سبحانه وتعالى يتوب على التائبين مهما عظم ذنبهم؛ لقوله تعالى: {فتاب عليكم}.
14. ومنها: إثبات اسمين من أسماء الله. وهما {التواب}، و {الرحيم}؛ وإثبات ما تضمناه من صفة. وهي: التوبة، والرحمة؛ وإثبات ما تضمناه من صفة باقترانهما. لا تكون عند انفراد أحدهما؛ لأنه لما اقترنا حصل من اجتماعهما صفة ثالثة. وهي: الجمع بين التوبة التي بها زوال المكروه، والرحمة التي بها حصول المطلوب.
15. ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يتعرض لما يقتضيه هذان الاسمان من أسماء الله؛ فيتعرض لتوبة الله، ورحمته؛ فيتوب إلى ربه سبحانه وتعالى، ويرجو الرحمة؛ وهذا هو أحد المعاني التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحصاها". أي أسماء الله التسعة والتسعين. "دخل الجنة" (1)؛ فإن من إحصائها أن يتعبد الإنسان بمقتضاها.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (البقرة:55) (ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:56)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: تذكير الله تعالى بني إسرائيل بنعمته عليهم، حيث بعثهم من بعد موتهم.
2. ومنها: سفاهة بني إسرائيل؛ وما أكثر ما يدل على سفاهتهم؛ فهم يؤمنون بموسى، ومع ذلك قالوا: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة}.
3. ومنها: أن من سأل ما لا يمكن فهو حري بالعقوبة؛ لقوله تعالى: {فأخذتكم الصاعقة}؛ لأن الفاء تدل على السببية. ولا سيما في مثل حال هؤلاء الذين قالوا هذا عن تشكك؛ وفرْق بين قول موسى عليه السلام: {رب أرني أنظر إليك} [الأعراف: 143]، وبين قول هؤلاء: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة}؛ فموسى قال ذلك شوقاً إلى الله عزّ وجلّ، وليتلذذ بالرؤية إليه؛ أما هؤلاء فقالوه تشككاً. يعني: لسنا بمؤمنين إلا إذا رأيناه جهرة؛ ففرق بين الطلبين.
4. ومن فوائد الآيتين: أن ألم العقوبة، ووقعها إذا كان الإنسان ينظر إليها أشد؛ لقوله تعالى: {وأنتم تنظرون}؛ فإن الإنسان إذا رأى الناس يتساقطون في العقوبة يكون ذلك أشد وقعاً عليه.
5. ومنها: بيان قدرة الله سبحانه وتعالى، حيث أحياهم بعد الموت؛ لقوله تعالى: ثم بعثناكم من بعد موتكم}.
6. ومنها: وجوب الشكر على من أنعم الله عليه بنعمة؛ لقوله تعالى: {لعلكم تشكرون}؛ والشكر هو القيام بطاعة المنعم إقراراً بالقلب، واعترافاً باللسان، وعملاً بالأركان؛ فيعترف بقلبه أنها من الله، ولا يقول: إنما أوتيته على علم عندي؛ كذلك أيضاً يتحدث بها بلسانه اعترافاً. لا افتخاراً؛ وكذلك أيضاً يقوم بطاعة الله سبحانه وتعالى بجوارحه؛ وبهذه الأركان الثلاثة يكون الشكر؛ وعليه قول الشاعر: أفادتكم النعماء مني ثلاثةً يدي ولساني والضمير المحجبا.
7. ومن فوائد الآيتين: إثبات الحكمة لله تعالى: لقوله: {لعلكم تشكرون}؛ فإن "لعل" هنا للتعليل المفيد للحكمة.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (البقرة:57)
الفوائد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/489)
1. من فوائد الآية: نعمة الله تبارك وتعالى بما هيأه لعباده من الظلِّ؛ فإن الظلّ عن الحرّ من نعم الله على العباد؛ ولهذا ذكره الله عزّ وجلّ هنا ممتناً به على بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام}، وقوله تعالى: {والله جعل لكم مما خلق ظلالًا} [النحل: 81].
2. ومنها: أن الغمام يسير بأمر الله عزّ وجلّ، حيث جعل الغمام ظلاً على هؤلاء.
3. ومنها: بيان نعمة الله على بني إسرائيل بما إنزل عليهم من المن، والسلوى. يأتيهم بدون تعب، ولا مشقة؛ ولهذا وصف بـ "المن".
4. ومنها: أن لحم الطيور من أفضل اللحوم؛ لأن الله تعالى هيأ لهم لحوم الطير. وهو أيضاً لحوم أهل الجنة، كما قال تعالى: {ولحم طير مما يشتهون} (الواقعة: 21)
5. ومنها: أن الإنسان إذا أنعم الله عليه بنعمة فينبغي أن يتبسط بها، ولا يحرم نفسه منها؛ لقوله تعالى: {كلوا من طيبات ما رزقناكم} [البقرة: 57]؛ فإن الإنسان لا ينبغي أن يتعفف عن الشيء المباح؛ ولهذا قال شيخ الإسلام. رحمه الله: "من امتنع من أكل الطيبات لغير سبب شرعي فهو مذموم"؛ وهذا صحيح؛ لأنه ترك ما أباح الله له وكأنه يقول: إنه لا يريد أن يكون لله عليه منة؛ فالإنسان لا ينبغي أن يمتنع عن الطيبات إلا لسبب شرعي؛ والسبب الشرعي قد يكون لسبب يتعلق ببدنه؛ وقد يكون لسبب يتعلق بدينه؛ وقد يكون لسبب يتعلق بغيره؛ فقد يمتنع الإنسان عن اللحم؛ لأن بدنه لا يقبله، فيكون تركه له من باب الحمية؛ وقد يترك الإنسان اللحم، لأنه يخشى أن تتسلى به نفسه حتى يكون همه أن يُذهب طيباته في حياته الدنيا؛ وقد يترك الإنسان الطيب من الرزق مراعاة لغيره، مثل ما يذكر عن عمر رضي الله عنه في عام الرمادة. عام الجدب المشهور. أنه كان لا يأكل إلا الخبز والزيت، حتى اسود جلده، ويقول: بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع (1)؛ فيكون تركه لذلك مراعاة لغيره؛ إذاً من امتنع من الطيبات لسبب شرعي فليس بمذموم.
6. ومنها: أن المباح من الزرق هو الطيب؛ لقوله تعالى: (كلوا من طيبات).
7. ومنها: تحريم أكل الخبيث، والخبيث نوعان: خبيث لذاته؛ وخبيث لكسبه؛ فالخبيث لذاته كالميتة، والخنْزير، والخمر، وما أشبهها، كما قال الله تعالى: {قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنْزير فإنه رجس} [الأنعام: 145] أي نجس خبيث؛ وهذا محرم لذاته؛ محرم على جميع الناس؛ وأما الخبيث لكسبه فمثل المأخوذ عن طريق الغش، أو عن طريق الربا، أو عن طريق الكذب، وما أشبه ذلك؛ وهذا محرم على مكتسبه، وليس محرماً على غيره إذا اكتسبه منه بطريق مباح؛ ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل اليهود مع أنهم كانوا يأكلون السحت، ويأخذون الربا، فدلّ ذلك على أنه لا يحرم على غير الكاسب.
8. ومن فوائد الآية: أن بني إسرائيل كفروا هذه النعمة؛ لقوله تعالى: (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).
9. ومنها: أن العاصي لا يضر الله شيئاً؛ وإنما يظلم نفسه.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:58)) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (البقرة:59)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: إثبات القول لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {وإذ قلنا ادخلوا}؛ وهو قول حقيقي بصوت، وبحرف؛ لكن صوته سبحانه وتعالى لا يشبهه صوت من أصوات المخلوقين؛ ولا يمكن للإنسان أن يدرك هذا الصوت؛ لقوله تعالى: {ولا يحيطون به علماً} [طه: 110]؛ وهكذا جميع صفات الله عزّ وجلّ لا يمكن إدراك حقائقها.
2. ومنها: وعد الله لهم بدخولها؛ ويؤخذ هذا الوعد من الأمر بالدخول؛ فكأنه يقول: فتحنا لكم الأبواب فادخلوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/490)
3. ومنها: جواز أكل بني إسرائيل من هذه القرية التي فتحوها؛ فإن قال قائل: أليس حِلّ الغنائم من خصائص هذه الأمة. أي أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فالجواب: بلى، والإذن لبني إسرائيل أن يأكلوا من القرية التي دخلوها ليس على سبيل التمليك؛ بل هو على سبيل الإباحة؛ وأما حِلّ الغنائم لهذه الأمة فهو على سبيل التمليك.
4. ومنها: أنه يجب على من نصره الله، وفتح له البلاد أن يدخلها على وجه الخضوع، والشكر لله؛ لقوله تعالى: {وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة}؛ ولهذا لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة دخلها مطأطئاً رأسه (1) يقرأ قول الله تعالى: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} [الفتح: 1].
5. ومنها: لؤم بني إسرائيل، ومضادَتُهم لله، ورسله؛ لأنهم لم يدخلوا الباب سجداً؛ بل دخلوا يزحفون على أستاههم على الوراء استكباراً واستهزاءً.
6. ومنها: بيان قبح التحريف سواء كان لفظياً، أو معنوياً؛ لأنه يغير المعنى المراد بالنصوص.
7. ومنها: أن الجهاد مع الخضوع لله عزّ وجلّ، والاستغفار سبب للمغفرة؛ لقوله تعالى: {نغفر لكم خطاياكم}، وسبب للاستزادة أيضاً من الفضل؛ لقوله تعالى: {وسنزيد المحسنين}.
8. ومنها: أن الإحسان سبب للزيادة سواء كان إحساناً في عبادة الله، أو إحساناً إلى عباد الله؛ فإن الإحسان سبب للزيادة؛ وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" (2)؛ وقال: "ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته (3) ".
9. ومنها: تحريم التبديل لكلمات الله وهو تحريفها؛ وأنه من الظلم، لقوله تعالى فبدل الذين ظلموا قولًا).
10. ومنها: بيان عقوبة هؤلاء الظالمين، وأن الله أنزل عليهم الرجز من السماء.
11. ومنها: الإشارة إلى عدل الله عزّ وجلّ، وأنه لا يظلم أحداً، وأن الإنسان هو الظالم لنفسه.
12. ومنها: إثبات فسوق هؤلاء بخروجهم عن طاعة الله؛ والفسق نوعان: فسق أكبر مخرج عن الملة، وضده "الإيمان"، كما في قوله تعالى: {وأمَّا الذين فسقوا فمأواهم النار} [السجدة: 20]؛ و فسق أصغر لا يخرج عن الملة، وضده "العدالة"، كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} (الحجرات: 6).
13. ومنها: إثبات الأسباب، وتأثيرها في مسبَّباتها؛ لقوله تعالى: {بما كانوا يفسقون}.
14. ومنها: الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الله سبحانه وتعالى مجبر العبد على عمله؛ ووجه الرد أن الله سبحانه وتعالى أضاف الفسق إليهم؛ والفسق هو الخروج عن الطاعة؛ والوجه الثاني: أنهم لو كانوا مجبرين على أعمالهم لكان تعذيبهم ظلماً، والله. تبارك وتعالى. يقول: {ولا يظلم ربك أحداً} [الكهف: 49].
15. ومنها: أن الفسوق سبب لنُزول العذاب.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) (البقرة:60)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: مشروعية الاستسقاء عند الحاجة إلى الماء؛ لأن موسى استسقى لقومه؛ وشرع من قبلنا شرع لنا إن لم يرد شرعنا بخلافه؛ فكيف وقد أتى بوفاقه؟! فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي في خطبة الجمعة (1)، ويستسقي في الصحراء على وجه معلوم (2).
2. ومنها: أن السقيا كما تكون بالمطر النازل من السماء تكون في النابع من الأرض.
3. منها: أن الله سبحانه وتعالى هو الملجأ للخلق؛ فهم إذا مسهم الضر يلجؤون إلى الله سبحانه وتعالى.
4. ومنها: أن الرسل. عليهم الصلاة والسلام. كغيرهم في الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى؛ فلا يقال: إن الرسل قادرون على كل شيء، وأنهم لا يصيبهم السوء.
5. ومنها: رأفة موسى بقومه؛ لقوله تعالى: {وإذا استسقى موسى لقومه}.
6. ومنها: أن الله سبحانه وتعالى قادر جواد؛ ولهذا أجاب الله تعالى دعاء موسى؛ لأن العاجز لا يسقي؛ والبخيل لا يعطي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/491)
7. ومنها: إثبات سمع الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى: {فقلنا}؛ لأن الفاء هنا للسببية؛ يعني: فلما استسقى موسى قلنا؛ فدل على أن الله سمع استسقاء موسى، فأجابه.
8. ومنها: كمال قدرة الله عزّ وجلّ، حيث إن موسى صلى الله عليه وسلم يضرب الحجر اليابس بالعصا، فيتفجر عيوناً؛ وهذا شيء لم تجر العادة بمثله؛ فهو دليل على قدرة الله عزّ وجلّ، وأنه ليس كما يزعم الطبائعيون بأنه طبيعة؛ إذ لو كانت الأمور بالطبيعة ما تغيرت، وبقيت على ما هي عليه.
9. ومنها: الآية العظيمة في عصا موسى، حيث يضرب به الحجر، فيتفجر عيوناً مع أن الحجر صلب، ويابس؛ وقد وقع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أعظم، حيث أُتي إليه بإناء فيه ماء، فوضع يده فيه، فصار يفور من بين أصابعه كالعيون (3)؛ ووجه كونه أعظم: أنه ليس من عادة الإناء أن يتفجر عيوناً بخلاف الحجارة؛ فقد قال الله تعالى: {وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار} [البقرة: 74]؛ ووجه آخر: أن الإناء منفصل عن الأرض لا صلة له بها بخلاف الحجارة.
10. ومنها: حكمة الله سبحانه وتعالى بجعل هذا الماء المتفجر اثنتي عشرة عيناً؛ لفائدتين:. الفائدة الأولى: السعة على بني إسرائيل؛ لأنه لو كان عيناً واحدة لحصلت مشقة الزحام. الفائدة الثانية: الابتعاد عن العداوة، والبغضاء بينهم؛ لأنهم كانوا اثنتي عشرة أسباطاً؛ فلو كانوا جُمعوا في مكان واحد مع الضيق، والحاجة إلى الماء لحصل بينهم نزاع شديد؛ وربما يؤدي إلى القتال؛ فهذا من رحمة الله. تبارك وتعالى. ببني إسرائيل، حيث فجره اثنتي عشرة عيناً، ولهذا أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذه النعمة بقوله: {قد علم كل أناس مشربهم}: كل أناس من بني إسرائيل.
11. من فوائد الآية: أن الله سبحانه وتعالى يذكِّر بني إسرائيل بهذه النعم العظيمة لأجل أن يقوموا بالشكر؛ ولهذا قال تعالى: (كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين).
12. ومنها: أن ما خلق الله تعالى من المأكول، والمشروب للإنسان فالأصل فيه الإباحة، والحل؛ لأن الأمر للإباحة؛ فما أخرج الله تعالى لنا من الأرض، أو أنزل من السماء فالأصل فيه الحل؛ فمن نازع في حل شيء منه فعليه الدليل؛ فالعبادات الأصل فيها الحظر؛ وأما المعاملات، والانتفاعات بما خلق الله فالأصل فيها الحل، والإباحة.
13. ومنها: تحريم الإفساد في الأرض؛ لقوله تعالى: {ولا تعثوا في الأرض مفسدين}؛ والأصل في النهي التحريم.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:41 ص]ـ
(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة:61)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: لؤم بني إسرائيل، وسفههم؛ حيث إنهم طلبوا أن يغير لهم الله هذا الرزق الذي لا يوجد له نظير بقولهم: (لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يُخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثَّائها وفومها وعدسها وبصلها)
2. ومنها: غطرسة بني إسرائيل، وجفاؤهم؛ لقولهم: {ادع لنا ربك}؛ ولم يقولوا: "ادع لن ربنا"، أو: "ادع لنا الله"؛ كأن عندهم. والعياذ بالله. أنفة؛ مع أنهم كانوا مؤمنين بموسى ومع ذلك يقولون: {ادع لنا ربك}. كما قالوا: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون} [المائدة: 24].
3. ومنها: أن من اختار الأدنى على الأعلى ففيه شبه من اليهود؛ ومن ذلك هؤلاء الذين يختارون الشيء المحرم على الشيء الحلال.
4. ومنها: أن من علوّ همة المرء أن ينظر للأكمل، والأفضل في كل الأمور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/492)
5. ومنها: أن التوسع في المآكل، والمشارب، واختيار الأفضل منها إذا لم يصل إلى حد الإسراف فلا ذم فيه؛ ولذلك لم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه حين أتوه بتمر جيد بدلاً عن الرديء؛ لكن لو ترك التوسع في ذلك لغرض شرعي فلا بأس كما فعله عمر رضي الله عنه عام الرمادة؛ وأما إذا تركها لغير غرض شرعي فهو مذموم؛ لأن الله تعالى يحب من عبده إذا أنعم عليه نعمة أن يرى أثر نعمته عليه (2).
6. ومن فوائد الآية: حِلّ البقول، والقثاء، والفوم، والعدس، والبصل؛ لقولهم: {ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض .. } إلى قوله: {اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم} أي من الأصناف المذكورة. وهذه الأصناف مباحة في شريعة موسى؛ وكذلك في شريعتنا؛ فإنه لما قُدِّم للرسول صلى الله عليه وسلم قدر فيه بقول فكره أكلها؛ فلما رآه بعض أصحابه كره أكلها، قال الرسول صلى الله عليه وسلم "كل؛ فإني أناجي من لا تناجي" (3)؛ فأباحها لهم؛ وكذلك في خيبر لما وقع الناس في البصل، وعلموا كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لها قالوا: حُرّمت؛ قال صلى الله عليه وسلم "إنه ليس بي تحريم ما أحل الله" (4)؛ فبين أنه حلال.
7. ومن فوائد الآية: جواز إسناد الشيء إلى مكانه لا إلى الفاعل الأول؛ لقولهم {مما تنبت الأرض}؛ والذي ينبت حقيقة هو الله سبحانه وتعالى.
8. ومنها: جواز إسناد الشيء إلى سببه الحقيقي الذي ثبت أنه سبب شرعاً، أو حساً؛ مثال ذلك: لو أطعمت جائعاً يكاد يموت من الجوع فإنه يجوز أن تقول: "لولا أني أطعمته لهلك"؛ لأن الإطعام سبب لزوال الجوع؛ والهلاك معلوم بالحس؛ ومثال الشرعي: القراءة على المريض، فيبرأ، فتقول: "لولا القراءة عليه لم يبرأ"؛ أما المحظور فهو أن تثبت سبباً غير ثابت شرعاً، ولا حساً، أو تقرن مشيئة الله بالسبب بحرف يقتضي التسوية مع الله عزّ وجلّ؛
مثال الأول: أولئك الذين يعلقون التمائم البدعية، أو يلبسون حلقاً، أو خيوطاً لدفع البلاء، أو رفعه. كما زعموا؛
و مثال الثاني: ما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رجل: "ما شاء الله وشئت"، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم "أجعلتني لله نداً، بل ما شاء الله وحده" (5)، لأنك إذا قلت: "ما شاء الله وشئت" جعلت المخاطَب ندًّا لله في المشيئة.
فإذا قال قائل: أليس الله قد ذم قارون حينما قال: {إنما أوتيته على علم عندي} [القصص: 78]؛ فنسب حصول هذا المال إلى العلم؛ وهذا قد يكون صحيحاً؟
فالجواب أن هذا الرجل أنكر أن يكون من الله ابتداءً؛ ومعلوم أن الإنسان إذا أضاف الشيء إلى سببه دون أن يعتقد أن الله هو المسبِّب فهو مشرك؛ وأيضاً فإن قارون أراد بقوله هذا أن يدفع وجوب الإنفاق عليه مبتغياً بذلك الدار الآخرة. والخلاصة: أن الحادث بسبب معلوم له صور:.
الصورة الأولى: أن يضيفه إلى الله وحده.
الثانية: أن يضيفه إلى الله تعالى مقروناً بسببه المعلوم؛ مثل أن يقول: "لولا أن الله أنجاني بفلان لغرقت".
الثالثة: أن يضيفه إلى السبب المعلوم وحده مع اعتقاد أن الله هو المسبِّب؛ ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب لما ذكر عذابه: "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار (1) ".
الرابعة: أن يضيفه إلى الله مقروناً بالسبب المعلوم بـ"ثم"، كقوله: "لولا الله ثم فلان"؛ "وهذه الأربع كلها جائزة".
الصورة الخامسة: أن يضيفه إلى الله، وإلى السبب المعلوم مقروناً بالواو؛ فهذا شرك، كقوله: "لولا الله وفلان
الصورة السادسة: أن يضيفه إلى الله، وإلى السبب المعلوم مقروناً بالفاء، مثل: "لولا الله ففلان"؛ فهذا محل نظر: يحتمل الجواز، ويحتمل المنع.
الصورة السابعة: أن يضيفه إلى سبب موهوم ليس بثابت شرعاً، ولا حساً، فهذا شرك. كما سبق.
9. ومن فوائد الآية: توبيخ موسى عليه السلام لبني إسرائيل، وأن الذي يستبدل الأدنى بالذي هو خير يستحق التوبيخ؛ لأن موسى وبخهم، حيث قال: (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير)
10. ومنها: أنه يجوز للإنسان أن يعتذر عن الوساطة إذا لم يكن لها داعٍ؛ لأنه قال: {اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم}؛ وكأنه قال: لا حاجة أن أدعو الله أن يخرج لكم مما تنبت الأرض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/493)
11. ومنها: ضرب الذلة على بني إسرائيل؛ وقد ذكر الله تعالى أنهم ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله. وهو الإسلام؛ أو بحبل من الناس وهو المساعدات الخارجية؛ والمشاهد الآن أن اليهود أعزاء بما يساعدهم إخوانهم من النصارى.
12. ومنها: أن اليهود قد ضربت عليهم المسكنة وهي الفقر؛ ويشمل فقر القلوب الذي هو شدة الطمع بحيث أن اليهودي لا يشبع، ولا يتوقف عن طلب المال ولو كان من أكثر الناس مالاً؛ ويشمل أيضاً فقر المال وهو قلته.
13. ومنها: أن بني إسرائيل لا يقومون للمسلمين لو حاربوهم من قبل الإسلام؛ لأن ضرب الذلة بسبب المعصية؛ فإذا حوربوا بالطاعة والإسلام فلا شك أنه سيكون الوبال عليهم؛ وقد قال الله تعالى: {لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر} [الحشر: 14]؛ وما يشاهد اليوم من مقاتلة اليهود للعرب فإنما ذلك لسببين:.
الأول: قلة الإخلاص لله تعالى؛ فإن كثيراً من الذين يقاتلون اليهود. أو أكثرهم. لا يقاتلونهم باسم الإسلام، وأن تكون كلمة الله هي العليا؛ وإنما يقاتلونهم باسم العروبة؛ فهو قتال عصبي قَبَليّ؛ ولذلك لم يفلح العرب في مواجهة اليهود.
والسبب الثاني: كثرة المعاصي من كبيرة، وصغيرة؛ حتى إن بعضها ليؤدي إلى الكفر؛ وقد حصل للمسلمين في أُحُد ما حصل بمعصية واحدة مع ما انضم إليها من التنازع، والفشل، كما قال الله تعالى: {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون} (آل عمران: 152)
14. ومن فوائد الآية: إثبات صفة الغضب لله تعالى؛ وغضب الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته؛ لكنها لا تماثل صفات المخلوقين؛ فنحن عندما نغضب تنتفخ الأوداج منا، ويحمر الوجه، ويقفُّ الشعر، ويفقد الإنسان صوابه؛ وهذه العوارض لا تكون في غضب الله؛ لأن الله ليس كمثله شيء؛ بل هو غضب يليق بالله عزّ وجلّ دال على كمال عظمته، وسلطانه؛ وإذا قلنا بهذا، وسلَّمنا أن الغضب صفة حقيقية برئت بذلك ذمتنا، وصرنا حسب ما أمر الله به، ورسوله. وفسر أهل التحريف "غضب الله" بانتقامه، ولا يثبتونه صفة لله عزّ وجلّ؛ وفسره آخرون بأنه إرادة الانتقام؛ فمعنى {غضب الله عليهم} عندهم: أراد أن ينتقم منهم؛ وتفصيل ذلك مذكور في كتب العقائد.
15. ومن فوائد الآية: أن بني إسرائيل جمعوا بين المعاصي، والعدوان.
16. ومنها: بيان حكمة الله عزّ وجلّ حيث ربط الأشياء بأسبابها؛ لقوله تعالى: {ذلك بأنهم}، وقوله تعالى: {ذلك بما عصوا}؛ وهذا من الحكمة أن يكون للأسباب تأثيراً في مسبَّباتها بما جعله الله رابطاً بين الأسباب والمسبَّبات، ولكن الأسباب قد يكون لها موانع؛ فقد توجد الأسباب، ولكن توجد موانع أقوى منها؛ فالنار لم تحرق إبراهيم صلى الله عليه وسلم. مع أنها سبب للإحراق. لوجود مانع؛ وهو قول الله تعالى لها: {كوني برداً وسلاماً على إبراهيم} [الأنبياء: 69].
--------------------------------------------------------------------------------
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:62)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً، فكل من آمن بالله واليوم الآخر، فإن له أجره من أيّ صنف كان.
2. ومنها: ثمرة الإيمان بالله، واليوم الآخر. وهو حصول الأجر، وانتفاء الخوف مما يستقبل، والحزن على ما مضى.
3. ومنها: أنه لا فرق في ذلك بين جنس وآخر؛ فالذين هادوا، والنصارى، والصابئون مثل المؤمنين إذا آمنوا بالله، واليوم الآخر. وإن كان المؤمنون من هذه الأمة يمتازون على غيرهم بأنهم أكثر أجراً.
4. ومنها: عظم أجر الذين آمنوا، وعملوا الصالحات؛ وذلك في قوله تعالى: {عند ربهم}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/494)
5. ومنها: أنه إذا ذكر الثناء بالشر على طائفة، وكان منهم أهل خير فإنه ينبغي ذكر أولئك الذين اتصفوا بالخير حتى لا يكون قدحاً عاماً؛ لأنه تعالى بعدما قال: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق} [البقرة: 61] بيَّن أن منهم من آمن بالله، واليوم الآخر، وأن من آمن بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم، ولا هم يحزنون.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:63) (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (البقرة:64)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: تذكير الله. تبارك وتعالى. لبني إسرائيل بما أخذ عليهم من عهد؛ لقوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور}؛ وهذا التذكير مقتضاه الإلزام. أي فالتزموا بالميثاق.
2. ومنها: عتوّ بني إسرائيل، حيث لم يؤمنوا إلا حين رفع فوقهم الطور كأنه ظلة، وظنوا أنه واقع بهم؛ فحينئذٍ آمنوا؛ وهذا الإيمان في الحقيقة يشبه إيمان المكره الذي قيل له: إما أن تؤمن؛ أو تُقْتَل.
3. ومنها: بيان قوة الله عزّ وجلّ، وقدرته؛ لقوله تعالى: {ورفعنا فوقكم الطور}؛ وقد قال الله تعالى في آية أخرى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة} [الأعراف: 171]؛ فلا أحد من الخلق يستطيع أن يحمل ذلك الجبل، ويجعله ظلة لا يسقط عليهم إلا الله عزّ وجلّ؛ فالأحجار العظيمة الثقيلة الكبيرة أمسكها الله تعالى بقدرته.
4. ومنها: أن الواجب على أهل الملة أن يأخذوا كتابهم بقوة لا بضعف، ولين، ومداهنة؛ بل لابد من قوة في التطبيق، والدعوة؛ التطبيق على أنفسهم؛ ودعوة غيرهم إلى ذلك بدون فتور، ولا تراخٍ على حدّ قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النمل: 125]؛ لأنه لا يتم الأمر إلا بهذا.
5. ومنها: أن الأخذ بالكتاب المُنَزَّل يوجب التقوى؛ لقوله تعالى: لعلكم تتقون} أي لأجل أن تكونوا من المتقين لله عزّ وجلّ.
6. ومنها: لؤم بني إسرائيل؛ لأنهم بعد أن رجع الجبل إلى مكانه تولوا، كما قال تعالى: {ثم توليتم من بعد ذلك}؛ وهذا من اللؤم؛ لأن من الواجب أن يذكروا رفع الجبل فوقهم حتى يستقيموا، ويستمروا على الأخذ بقوة؛ لكنهم تولوا من بعد ما رأوا الآية.
7. ومنها: بيان فضل الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: (فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين).
8. ومنها: أن الإنسان لا يستقل بنفسه في التوفيق؛ لقوله تعالى: (فلولا فضل الله عليكم ورحمته).
9. ومنها: إثبات فضل الله تعالى على بني إسرائيل بما أعطاهم من الآية الكونية، والشرعية.
10. ومنها: إثبات الأسباب، وربطها بمسبباتها؛ لقوله تعالى: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين}؛ فهذا صريح في إثبات الأسباب، وتأثيرها في مسبَّباتها.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة:65) (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:66)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: توبيخ اليهود الموجودين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم الإيمان به؛ ووجه ذلك أنهم علموا ما حلّ بأسلافهم من النكال بسبب المخالفة؛ فكان عليهم أن يكون ذلك موعظة لهم يرتدعون به عن معصية الله ورسوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/495)
2. ومنها: تحريم الحيل، وأن المتحيل على المحارم لا يخرج عن العدوان؛ لقوله تعالى: {الذين اعتدوا منكم في السبت}؛ بل الحيل على فعل محرم أعظم إثماً من إتيان المحرم على وجه صريح؛ لأنه جمع بين المعصية، والخداع؛ ولهذا كان المنافقون أشد جرماً وعداوة للمؤمنين من الكفار الصرحاء؛ قال أيوب السختياني. رحمه الله. في المتحيلين: "إنهم يخادعون الله كما يخادعون الصبيان؛ ولو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون"؛ وصدق رحمه الله؛ وللحيل مفاسد كثيرة. راجع إن شئت كتاب "إغاثة اللهفان" لابن القيم. رحمه الله. وغيره. وأنت إذا تأملت حيل اليهود في السبت، وحيلهم في بيع شحوم الميتة وقد حرمت عليهم، ثم أذابوها، وباعوها، وأكلوا ثمنها؛ وتأملت حيل بعض المسلمين اليوم على الربا وغيره. وجدت أن حيل بعض المسلمين اليوم على ما ذُكر أشد حيلة من حيل اليهود. ومع ذلك أحل الله بهم نقمته، وقد نهانا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل" (1)؛ فالمتحيل على المحرَّم واقع فيه، ولا تنفعه الحيلة.
3. ومن فوائد الآيتين: بيان حكمة الله في مناسبة العقوبة للذنب؛ لأن عقوبة هؤلاء المتحيلين أنهم مسخوا قردة خاسئين؛ والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح؛ ولكن حقيقته غير مباح؛ فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي؛ وهذا؛ لأن الجزاء من جنس العمل؛ ويدل لذلك أيضاً قوله تعالى: {فكلًّا أخذنا بذنبه} [العنكبوت: 40].
4. ومنها: بيان قدرة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {كونوا قردة خاسئين}؛ فكانوا في لحظة قردة.
5. ومنها: إثبات القول لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}.
6. ومنها: أن الذين مسخوا قردة من هذه القرية هم الذين اعتدوا في السبت؛ وأما الذين نَهَوا عن السوء فقد نجوا؛ وأما الذين سكتوا عن المعتدين، ولم يشاركوهم فقد سكت الله عنهم؛ فنسكت عنهم.
7. ومنها: أن العقوبات فيها تنكيل لغير العامل؛ لقوله تعالى: {فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها}؛ ولهذا يقص الله علينا من نبأ المكذبين للرسل ما يكون لنا فيه عبرة، كما قال عزّ وجلّ: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب} [يوسف: 111].
8. ومنها: أن الحدود الشرعية نكال للفاعل أن يعود مرة أخرى إلى هذا الذنب، ولغير الفاعل.
9. ومنها: أن الذين ينتفعون بمثل هذه المواعظ هم المتقون.
10. ومنها: أن المواعظ قسمان: كونية، وشرعية؛ فالموعظة هنا كونية قدرية؛ لأن الله أحل بهم العقوبة التي تكون نكالاً لما بين يديها، وما خلفها، وموعظة للمتقين؛ وأما الشرعية فمثل قوله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور} [يونس: 57]؛ والمواعظ الكونية أشد تأثيراً لأصحاب القلوب القاسية؛ أما المواعظ الشرعية فهي أعظم تأثيراً في قلوب العارفين بالله اللينة قلوبهم؛ لأن انتفاع المؤمن بالشرائع أعظم من انتفاعه بالمقدورات.
11. ومن فوائد الآيتين: أن الذين ينتفعون بالمواعظ هم المتقون؛ وأما غير المتقي فإنه لا ينتفع لا بالمواعظ الكونية، ولا بالمواعظ الشرعية؛ قد ينتفع بالمواعظ الكونية اضطراراً، وإكراهاً؛ وقد لا ينتفع؛ وقد يقول: هذه الأشياء ظواهر كونية طبيعية عادية، كما قال تعالى: {وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم} [الطور: 44]؛ وقد ينتفع، ويرجع إلى الله تعالى، كما قال تعالى: {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجَّاهم إلى البر إذا هم يشركون} [العنكبوت: 65]، وقال تعالى: {وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجَّاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختَّار كفور} [لقمان: 32].
12. ومن فوائد الآيتين: أن من فوائد التقوى. وما أكثر فوائدها. أن المتقي يتعظ بآيات الله سبحانه وتعالى الكونية، والشرعية.
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:44 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/496)
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (البقرة:67) (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ) (البقرة:68) (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) (البقرة:69) (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) (البقرة:70) (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ) (البقرة:71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (البقرة:72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (البقرة:73)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: تعظيم الله عزّ وجلّ، حيث أسند الأمر إليه بصيغة الغائب، كقوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} [النحل: 90].
2. ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يسلك الأسباب التي تؤدي إلى قبول الأمر، أو الخبر؛ لقوله: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}.
3. ومنها: استهتار بني إسرائيل، حيث قالوا لنبيهم عليه الصلاة والسلام: {أتتخذنا هزواً} وقد أخبرهم أن الله تعالى أمرهم أن يذبحوا بقرة؛ فلم يحملوا هذا محمل الجدّ مع أن الواجب أن يحملوا هذا محمل الجدّ؛ لأنه أمر من الله عزّ وجلّ.
4. ومنها: أن الاستهزاء بالناس من الجهل وهو الحمق، والسفه؛ لقول موسى عليه الصلاة والسلام: (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)
5. ومنها: أن جميع الخلق محتاجون إلى الله تعالى، وإلى الاعتصام به عزّ وجلّ؛ فإن موسى صلى الله عليه وسلم كان من أولي العزم من الرسل؛ ومع ذلك فهو محتاج إلى ربه تبارك وتعالى؛ لقوله تعالى: {قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}؛ والاستعاذة لا تكون إلا بالله عزّ وجلّ؛ وقد تكون بالمخلوق فيما يقدر عليه، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "فمن وجد معاذاً فليعذ به" (1).
6. ومنها: استكبار بني إسرائيل، حيث قالوا لموسى. عليه الصلاة والسلام: {ادع لنا ربك}؛ فأمروه أمراً، ثم أضافوا ربوبية الله عزّ وجلّ إلى موسى، كأنهم متبرئون من ذلك؛ فلم يقولوا: "ادع ربنا"، أو "ادع الله"؛ ومما يدل على استكبارهم كونهم طلبوا من موسى. عليه الصلاة والسلام. أن يبين لهم ما هذه البقرة مع أن البقرة معروفة؛ وهي عند الإطلاق تشمل أيّ واحدة.
7. ومنها: تأكيد الأمر على بني إسرائيل أن يفعلوه؛ لقوله: {فافعلوا ما تؤمرون}؛ ومع ذلك لم يمتثلوا؛ بل تعنتوا، وطلبوا شيئاً آخر: {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها}؛ فسألوه عن اللون مع أن أيّ لون يمكن أن يكون في البقرة لا يمنع من إجزائها.
8. ومنها: بيان ما يدل أيضاً على تعنتهم؛ وذلك أنهم طلبوا بيان هل البقرة عاملة، أو غير عاملة.
9. ومنها: أن استعمال البقر في الحرث والسقي كان قديماً معروفاً بين الأمم، ولا يزال إلى وقتنا هذا قبل أن تظهر الآلات الحديدية.
10. ومنها: تشديد الله عليهم، حيث أمرهم بذبح بقرة موصوفة بهذه الصفات التي يعز وجودها في بقرة واحدة؛ وذلك بأن تكون متوسطة في السن لا فارضاً ولا بكراً؛ وأن تكون صفراء فاقعاً لونها تسر الناظرين؛ وألا تكون ذلولاً تثير الأرض وتسقي الحرث؛ وأن تكون مسلَّمة ليس فيها شيء من العيوب. وألا يخالط لونها لون آخر؛ لقوله: (لا شية فيها).
11. ومنها: أن من شدد على نفسه شدد الله عليه. كما حصل لهؤلاء؛ فإنهم لو امتثلوا أول ما أُمِروا، فذبحوا أيّ بقرة لكفاهم؛ ولكنهم شددوا، وتعنتوا، فشدد الله عليهم؛ على أنه يمكن أن يكون تعنتهم هذا للتباطؤ في تنفيذ الأمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/497)
12. ومنها: أن بني إسرائيل أرادوا أن يتقهقروا عن تنفيذ أمر الله عزّ وجلّ على درجات؛ الدرجة الأولى: ما سبق من قولهم: {أتتخذنا هزواً}؛ الدرجة الثانية: قولهم: {ادع لنا ربك يبين لنا ما هي}، الدرجة الثالثة: قولهم: {ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها}؛ الدرجة الرابعة: قولهم: {ادع لنا ربك يبين لنا ما هي} مرة أخرى
13. ومنها: استهتار بني إسرائيل، حيث قالوا: {الآن جئت بالحق}؛ فكأنهم يقولون: الآن رضينا بوصف هذه البقرة، ثم قاموا بذبحها على مضض؛ وكل هذا يدل على استهتارهم بأوامر الله عزّ وجلّ.
14. ومنها: أن الإنسان إذا لم يقبل هدى الله عزّ وجلّ من أول مرة فإنه يوشك أن يشدد الله عليه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الدين يسر؛ ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه (2) ".
15. ومنها: تذكير بني إسرائيل بهذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم ببيان الأمر الواقع حتى يكونوا على بصيرة من أمرهم.
16. ومنها: تأخير ذكر السبب بعد القصة، والمبادرة بذكر النعمة قبل بيان سببها.
17. ومنها: أن قول الرسول قول لمرسله إذا كان بأمره؛ لقوله تعالى: {فقلنا اضربوه ببعضها}.
18. منها: أن البعض الذي ضرب به هذا القتيل من البقرة غير معلوم؛ لقوله تعالى: {ببعضها}؛ فقد أبهمه الله؛ ومحاولة بعض المفسرين أن يعينوه محاولة ليس لها داع؛ لأن المقصود الآية.
19. ومنها: أنه ينبغي لطالب العلم أن يعتني بمعنى القصة، وغرضها دون من وقعت عليه؛ لقوله تعالى: {ببعضها}؛ ولم يعين لهم ذلك توسعة عليهم؛ ليحصل المقصود بأيّ جزء منها؛ ولهذا نرى أنه من التكلف ما يفعله بعض الناس إذا سمع حديثاً أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله .. " كذا وكذا؛ تجد بعض الناس يتعب، ويتكلف في تعيين هذا الرجل؛ وهذا ليس بلازم؛ المهم معنى القصة، وموضوعها؛ أما أن تعرف من هذا الرجل؟ من هذا الأعرابي؟ ما هذه الناقة مثلاً؟ ما هذا البعير؟ فليس بلازم؛ إذ إن المقصود في الأمور معانيها، وأغراضها، وما توصل إليه؛ فلا يضر الإبهام. اللهم إلا أن يتوقف فهم المعنى على التعيين.
20. ومن فوائد الآية: أن المبهم في أمور متعددة أيسر على المكلف من المعين؛ وذلك إذا كانوا قد أمروا أن يضربوه ببعضها فقط؛ فإذا قيل لك: "افعل بعض هذه الأشياء" يكون أسهل مما إذا قيل لك: "افعل هذا الشيء بعينه"؛ فيكون في هذا توسعة على العباد إذا خيروا في أمور متعددة. والله أعلم.
21. ومنها: أن هذه الآية من آيات الله عزّ وجلّ. وهي أن تكون البقرة سبباً لحياة هذا القتيل؛ إذ لا رابطة في المعقول بين أن تُذبح البقرة، ويضرب القتيل ببعضها، فيحيى.
22. ومنها: أن بيان الأمور الخفية التي يحصل فيها الاختلاف، والنِّزاع، من نعمة الله عزّ وجلّ؛ يعني مثلاً إذا اختلفنا في أمور، وكاد الأمر يتفاقم، ويصل إلى الفتنة، ثم أظهر الله ما يبينه فإن هذا من نعمة الله سبحانه وتعالى علينا؛ لأنه يزيل بذلك هذا الخلاف، وهذا النِّزاع.
23. ومنها: أن الله سبحانه وتعالى يخرج ما كان يكتمه أهل الباطل، ويبينه للناس؛ لقوله تعالى: {والله مخرج ما كنتم تكتمون}؛ واذكروا قول الله تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيِّتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً} (النساء: 108)
24. ومنها: التحذير من أن يكتم الإنسان شيئاً لا يرضاه الله عزّ وجلّ؛ فإنه مهما يكتم الإنسان شيئاً مما لا يُرضي الله عزّ وجلّ فإن الله سوف يطلع خلقه عليه. إلا أن يعفو الله عنه.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[05 - 11 - 03, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تنبيه مهم:
لقد نسيت أنزال فوائد الآية رقم 40 من سورة البقرة فارجو المعذرة:
(يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة:40)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن الله تعالى يوجه الخطاب للمخاطب إما لكونه أوعى من غيره؛ وإما لكونه أولى أن يمتثل؛ وهنا وجّهه لبني إسرائيل؛ لأنهم أولى أن يمتثلوا؛ لأن عندهم من العلم برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنها حق ما ليس عند غيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/498)
2. ومنها: أن تذكير العبد بنعمة الله عليه أدعى لقبوله الحق، وأقوم للحجة عليه؛ لقوله تعالى: {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم}؛ فهل هذا من وسائل الدعوة إلى الله؛ بمعنى أننا إذا أردنا أن ندعو شخصاً نذكره بالنعم؟ فالجواب: نعم، نذكره بالنعم؛ لأن هذا أدعى لقبول الحق، وأدعى لكونه يحب الله عزّ وجلّ؛ ومحبة الله تحمل العبد على أن يقوم بطاعته.
3. ومن فوائد الآية: عظيم منة الله تعالى في إنعامه على هؤلاء؛ لقوله تعالى: {التي أنعمت عليكم}.
4. ومنها: أن من وفى لله بعهده وفى الله له؛ لقوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}؛ بل إن الله أكرم من عبده، حيث يجزيه الحسنة بعشر أمثالها؛ وفي الحديث القدسي: "إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً؛ وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعاً؛ وَإِذَا أَتَانِي مَشْياً أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" (1).
5. ومن فوائد الآية: أن من نكث بعهد الله فإنه يعاقب بحرمانه ما رتب الله تعالى على الوفاء بالعهد؛ وذلك؛ لأن المنطوق في الآية أن من وفى لله وفّى الله له؛ فيكون المفهوم أن من لم يفِ فإنه يعاقب، ولا يعطى ما وُعِد به؛ وهذا مقتضى عدل الله عزّ وجلّ.
6. ومنها: وجوب الوفاء بالنذر؛ لأن الناذر معاهد لله، كما قال تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين} [التوبة: 75].
7. ومنها: وجوب إخلاص الرهبة لله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: () وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة: من الآية40)
8. ومنها: أن الرهبة عبادة؛ لأن الله تعالى أمر بها، وأمر بإخلاصها.
فإن قال قائل: هل ينافي التوحيد أن يخاف الإنسان من سبُع، أو من عدو؟
فالجواب: لا ينافي هذا التوحيد؛ ولهذا وقع من الرسل: إبراهيم. عليه الصلاة والسلام. لما جاءه الضيوف، ولم يأكلوا أوجس منهم خيفة؛ وموسى. عليه الصلاة والسلام. لما ألقى السحرة حبالهم، وعصيهم أوجس في نفسه خيفة؛ ولأن الخوف الطبيعي مما تقتضيه الطبيعة؛ ولو قلنا لإنسان: "إنك إذا خفت من أحد سوى الله خوفاً طبيعياً لكنت مشركاً"، لكان هذا من تكليف ما لا يطاق؛ لأن خوف الإنسان مما يخاف منه خوفٌ طبيعي غريزي لا يمكنه دفعه؛ كل إنسان يخاف مما يُخشى منه الضرر.
فإن قال قائل: لو منعه الخوف من واجب عليه هل يُنهى عنه، أو لا؟
فالجواب: نعم، يُنهى عنه؛ لأن الواجب عليه يستطيع أن يقوم به؛ إلا إذا جاء الشرع بالعفو عنه في هذه الحال فلا حرج عليه في هذا الخوف؛ قال الله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 175]؛ لكن إذا كان في الشرع رخصة لك أن تخالف ما أمر الله به في هذه الحال فلا بأس؛ ولهذا لو كان إنسان يريد أن يصلي صلاة الفريضة، وحوله جدار قصير، ويخشى إن قام أن يتبين للعدو؛ فله أن يصلي قاعداً؛ وهذا لأن الله تعالى عفا عنه: قال الله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن: 16]؛ ولو كان العدو أكثر من مثلَي المسلمين فلا يلزمهم أن يصابروهم، ويجوز أن يفروا.
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[05 - 11 - 03, 01:23 ص]ـ
(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:74)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: لؤم بني إسرائيل الذين جاءتهم هذه النعم ومع ذلك فهم لم يلينوا للحق؛ بل قست قلوبهم على ظهور هذه النعم.
2. ومنها: تشبيه المعقول بالمحسوس في قوله تعالى: {فهي كالحجارة}؛ لأن الحجارة أمر محسوس؛ والقلب قسوته أمر معقول؛ إذ إنه ليس المعنى أن القلب الذي هو المضغة يقسو؛ القلب هو هو؛ لكن المراد: أنه يقسو قسوة معنوية بإعراضه عن الحق، واستكباره عليه؛ فهو أمر معنوي شبه بالأمر الحسي؛ وهذا من بلاغة القرآن تشبيه المعقول بالمحسوس حتى يتبين.
3. ومنها: أن الحجارة أقسى شيء يضرب به المثل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/499)
4. ومنها: بيان قدرة الله سبحانه وتعالى، حيث جعل هذه الحجارة الصماء تتفجر منها الأنهار؛ وقد كان موسى. عليه الصلاة والسلام. يضرب بعصاه الحجر، فينبجس، ويتفجر عيوناً بقدرة الله. تبارك وتعالى
5. ومنها: أن الحجارة خير من قلوب هؤلاء بأن فيها خيراً؛ فإن من الحجارة ما يتفجر منه الأنهار؛ ومنها ما يشقق، فيخرج منه الماء؛ ومنها ما يهبط من خشية الله؛ وهذه كلها خير، وليس في قلوب هؤلاء خير.
6. ومنها: أن الجمادات تعرف الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {وإن منها لما يهبط من خشية الله}؛ وهذا أمر معلوم من آيات أخرى، كقوله تعالى: {يسبح لله ما في السموات وما في الأرض} [الجمعة: 1]، وقوله تعالى: {تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} [الإسراء: 44]، وقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين} [فصلت: 11]: ففهمتا الأمر، وانقادتا.
7. ومن فوائد الآية: عظمة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {من خشية الله}؛ والخشية هي الخوف المقرون بالعلم؛ لقوله تعالى: {إنما يخشى اللّه َ من عباده العلماء} [فاطر: 28]؛ فمن علم عظمة الله سبحانه وتعالى فلا بد أن يخشاه.
8. ومنها: سعة علم الله سبحانه وتعالى؛ لقوله تعالى: {وما الله بغافل عما تعملون}؛ وهذه الصفة من صفات الله سبحانه وتعالى السلبية؛ والصفات السلبية هي التي ينفيها الله سبحانه وتعالى عن نفسه. وتتضمن أمرين هما: نفي هذه الصفة؛ وإثبات كمال ضدها.
--------------------------------------------------------------------------------
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:75)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن من كان لا يؤمن بما هو أظهر فإنه يبعد أن يؤمن بما هو أخفى؛ لأن من يسمع كلام الله، ثم يحرفه، أبْعَدُ قبولاً للحق ممن لم يسمعه.
2. ومنها: أن الله تعالى يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم بما يذهب عنه الأسى، والحزن؛ حيث بين له حال هؤلاء، وأنهم قوم عتاة لا مطمع في إيمانهم.
3. ومنها: إثبات أن الله يتكلم، وأن كلامه بصوت مسموع؛ لقوله تعالى: {يسمعون كلام الله}؛ وكلام الله. تبارك وتعالى. صفة حقيقية تتضمن اللفظ، والمعنى؛ فهو سبحانه وتعالى يتكلم بحروف، وأصوات مسموعة؛ وتفصيل ذلك والرد على من خالفه مذكور في كتب العقائد.
4. ومنها: أن كلام الله سبحانه وتعالى من صفاته الفعلية باعتبار آحاده؛ وأما باعتبار أصل الصفة فهو صفة ذاتية؛ والفرق بين الصفات الذاتية، والفعلية أن الصفات الذاتية لازمة لذات الله أزلاً، وأبداً. ومعنى "أزلاً" أي فيما مضى؛ و"أبداً" أي فيما يستقبل. مثل الحياة، والعلم، والقدرة، والقوة، والعزة، والسمع، والبصر إلى غير ذلك، و الصفات الفعلية هي التي تتعلق بمشيئته، فتحْدُث إذا شاء، كالاستواء على العرش، والنُّزول إلى سماء الدنيا، والمجيء يوم القيامة للفصل بين العباد، والفرح، والرضا، والغضب. عند وجود أسبابها.
5. ومن فوائد الآية: الرد على الأشعرية، وغيرهم ممن يرون أن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه؛ وأن الحروف، والأصوات عبارة عن كلام الله، وليست كلام الله؛ بل خلقها الله ليعبر بها عما في نفسه؛ و الرد عليهم مفصلاً في كتب العقائد.
6. ومنها: أن هؤلاء اليهود قد حرفوا كلام الله، لقوله تعالى: (ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه).
7. ومنها: بيان قبح تحريف هؤلاء اليهود، لأنهم حرفوا ما عقلوه؛ والتحريف بعد عقل المعنى أعظم؛ لأن الإنسان الجاهل قد يعذر بجهله؛ لكن الإنسان العالم الذي عقل الشيء يكون عمله أقبح؛ لأنه تجرأ على المعصية مع علمه بها. فيكون أعظم.
8. ومنها: قبح تحريف كلام الله، وأن ذلك من صفات اليهود؛ ومن هذه الأمة من ارتكبه، لكن القرآن محفوظ؛ فلا يمكن وقوع التحريف اللفظي فيه؛ لأنه يعلمه كل أحد؛ وأما التحريف المعنوي فواقع، لكن يقيض الله عزّ وجلّ من الأئمة، وأتباعهم من يبينه، ويكشف عوار فاعله.
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(22/500)
(وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:76)) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77)
الفوائد:
1. ومن فوائد الآية: أن في اليهود منافقين؛ لقوله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا .. } إلخ.
2. ومنها: أن من سجايا اليهود وطبائعهم الغدر؛ لقوله تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض .. } إلخ؛ لأن هذا نوع من الغدر بالمؤمنين.
3. منها: أن بعضهم يلوم بعضاً على بيان الحقيقة حينما يرجعون إليهم؛ لقوله تعالى: (وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم).
4. ومنها: أن العلم من الفتح؛ لقولهم: {بما فتح الله عليكم}؛ ولا شك أن العلم فتح يفتح الله به على المرء من أنواع العلوم والمعارف ما ينير به قلبه.
5. ومنها: أن المؤمن، والكافر يتحاجَّان عند الله يوم القيامة؛ لقولهم: {ليحاجُّوكم به عند ربكم}؛ ويؤيده قوله تعالى: (ثم إنكم بعد ذلك لميِّتون * ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} [المؤمنون: 15).
6. ومنها: سفه اليهود الذين يتخذون من صنيعهم سلاحاً عليهم؛ لقولهم: (أفلا تعقلون).
7. ومنها: الثناء على العقل، والحكمة؛ لأن قولهم: {أفلا تعقلون} توبيخ لهم على هذا الفعل؛ وأنه ينبغي للإنسان أن يكون عاقلاً؛ ما يخطو خطوة إلا وقد عرف أين يضع قدمه؛ ولا يتكلم إلا وينظر ما النتيجة من الكلام؛ ولا يفعل إلا وينظر ما النتيجة من الفعل: قال النبي صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً، أو ليصمت" (1).
8. ومنها: أن كفر اليهود بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن علم؛ ولهذا صاروا مغضوباً عليهم.
9. ومنها: توبيخ اليهود على التحريف؛ لقوله تعالى: {أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون
10. ومنها: إثبات عموم علم الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (يعلم ما يسرون وما يعلنون)
11. ومنها: الوعيد على مخالفة أمر الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {أولا يعلمون أن الله يعلم .. } الآية؛ لأن المقصود بذلك تهديد هؤلاء، وتحذيرهم.
--------------------------------------------------------------------------------
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة:79)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: الوعيد على الذين يكتبون الكتاب بأيديهم، ثم يقولون هذا من عند الله وهم كاذبون.
2. ومنها: أنهم يفعلون ذلك من أجل الرئاسة، والمال، والجاه؛ لقوله تعالى: {ليشتروا به ثمناً قليلاً}؛ وقد ورد الوعيد على من طلب علماً يبتغى به وجه الله لينال عرضاً من الدنيا.
3. ومنها: أن الدنيا كلها مهما بلغت فهي قليل، كما قال تعالى: {قل متاع الدنيا قليل} (النساء: 77)
4. ومنها: أن الجزاء بحسب العمل؛ لقوله تعالى: (فويل لهم مما كتبت أيديهم)
5. ومنها: إثبات العلل، والأسباب؛ لقوله تعالى: {مما كتبت أيديهم}؛ فإن هذا بيان لعلة الوعيد؛ وهذه غير الفائدة السابقة؛ لأن الفائدة السابقة جزاؤهم بقدر ما كتبوا؛ وهذه بيان السبب.
6. ومنها: أن عقوبة القول على الله بغير علم تشمل الفعل، وما ينتج عنه من كسب محرم؛ لقوله تعالى: {فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}؛ فما نتج عن المحرم من الكسب فإنه يأثم به الإنسان؛ مثلاً: إنسان عمل عملاً محرماً. كالغش. فإنه آثم بالغش؛ وهذا الكسب الذي حصل به هو أيضاً آثم به.
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/1)
(وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:81) (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:82)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن اليهود يقرون بالآخرة، وأن هناك ناراً، لقوله تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة}؛ لكن هذا الإقرار لا ينفعهم؛ لأنهم كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم؛ وعلى هذا ليسوا بمؤمنين.
2. ومنها: أنهم قالوا على الله ما لا يعلمون، إما كذباً، وإما جهلاً؛ والأول أقرب؛ لقوله تعالى: {أم تقولون على الله ما تعلمون.
3. ومنها: حسن مجادلة القرآن؛ لأنه حصر هذه الدعوى في واحد من أمرين، وكلاهما منتفٍ: {أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون}؛ وهذا على القول بأن {أم} هنا متصلة؛ أما على القول بأنها منقطعة فإنه ليس فيها إلا إلزام واحد.
4. ومنها: أن الله سبحانه وتعالى لن يخلف وعده؛ وكونه لا يخلف الوعد يتضمن صفتين عظيمتين هما: الصدق، والقدرة، لأن إخلاف الوعد إما لكَذِب، وإما لعجز؛ فكون الله. جلَّ وعلا. لا يخلف الميعاد يقتضي كمال صدقه، وكمال قدرته.
5. ومنها: أن من دأب اليهود القول على الله بلا علم؛ لقوله تعالى: {أم تقولون على الله ما لا تعلمون}؛ والقول على الله يتضمن القول عليه في أحكامه، وفي ذاته، وصفاته؛ من قال عليه ما لا يعلم بأنه حلَّل، أو حرَّم، أو أوجب، فقد قال على الله بلا علم؛ ومن أثبت له شيئاً من أسماء، أو صفات لم يثبته الله لنفسه فقد قال على الله بلا علم؛ ومن نفى شيئاً من أسمائه وصفاته فقد قال على الله بلا علم؛ ومن صرف شيئاً عن ظاهره من نصوص الكتاب والسنة بلا دليل فقد قال على الله بلا علم.
6. ومن فوائد الآية: تحريم الإفتاء بلا علم؛ وعلى هذا يجب على المفتي أن يتقي الله عزّ وجلّ، وألا يتسرع في الإفتاء؛ لأن الأمر خطير.
7. ومنها: أن الثواب والعقاب لا يترتب على الأشخاص بحسب النسب، أو الانتماء؛ وإنما هو بحسب العمل.
8. ومنها: أن من أحاطت به خطيئته فلم يكن له حسنة فإنه من أصحاب النار الذين لا يخرجون منها.
9. ومنها: أن من كسب سيئة لكن لم تحط به الخطيئة فإنه ليس من أصحاب النار؛ لكن إن كان عليه سيئات فإنه يعذب بقدرها. ما لم يعف الله سبحانه وتعالى عنه.
10. ومنها: إثبات النار، وأنها دار الكافرين
11. ومنها: خلود أهل النار فيها؛ وهو خلود مؤبد لا يخفف عنهم فيه العذاب، وقد صرح الله عزّ وجلّ بتأبيد الخلود فيها في ثلاثة مواضع من القرآن؛ الأول: في سورة النساء في قوله تعالى: {إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديدهم طريقاً * إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً وكان ذلك على الله يسيراً} [النساء: 168، 169]؛ الموضع الثاني: في سورة الأحزاب في قوله تعالى: {إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً * خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً} [الأحزاب: 64، 65]؛ الموضع الثالث: في سورة الجن في قوله تعالى: {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً} [الجن: 23].
12. ومن فوائد الآية: أن أهل الجنة هم الذين قاموا بالإيمان، والعمل الصالح؛ ولا يكون العمل صالحاً إلا بأمرين: الإخلاص لله عزّ وجلّ، والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل على ذلك قول الله تعالى في الحديث القدسي: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" (1). وهذا فُقِدَ فيه الإخلاص؛ وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ" (2). وهذا فُقِدَ فيه المتابعة؛ وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم "فأيما شرط كان ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مِائة شرط (3) ".
13. ومن فوائد الآية: أن الإيمان وحده لا يكفي لدخول الجنة؛ بل لا بد من عمل صالح.
14. ومنها: أن العمل وحده لا يكفي حتى يكون صادراً عن إيمان؛ لقوله تعالى: {آمنوا وعملوا الصالحات ولذلك لم ينفع المنافقين عملهم؛ لفقد الإيمان في قلوبهم.
15. ومنها: بلاغة القرآن، وحسن تعليمه؛ حيث إنه لما ذكر أصحاب النار ذكر أصحاب الجنة؛ وهذا من معنى قول الله تعالى: {الله نزَّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني} [الزمر: 23]؛ فإن من معاني المثاني أن تثنى فيه الأمور؛ فيذكر الترغيب والترهيب؛ والمؤمن والكافر؛ والضار والنافع؛ وما أشبه ذلك.
16. ومنها: إثبات الجنة.
17. منها: أن أصحاب الجنة مخلدون فيها؛ وتأبيد الخلود في الجنة صرح الله سبحانه وتعالى به في آيات عديدة.
يتبع إن شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/2)
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[07 - 11 - 03, 01:01 ص]ـ
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة:83)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بيان عظمة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {وإذ أخذنا}؛ لأن الضمير هنا للتعظيم؛ وهو سبحانه وتعالى العظيم الذي لا أعظم منه.
2. ومنها: أن التوحيد جاءت به الرسل جميعاً؛ لقوله تعالى: (لا تعبدون إلا الله).
3. ومنها: أن العبادة خاصة بالله. تبارك وتعالى؛ فلا يعبد غيره؛ لقوله تعالى: {لا تعبدون إلا الله}؛ لأن هذا يفيد الحصر.
4. ومنها: وجوب الإحسان إلى الوالدين؛ لقوله تعالى: {وبالوالدين إحساناً}؛ وإنما أوجب ذلك؛ لأن نعمة الوالدين على ولدهما هي التي تلي نعمة الله عزّ وجلّ؛ ولذلك قال الله سبحانه وتعالى في سورة لقمان: {أن اشكر لي ولوالديك} [لقمان: 14]؛ فهما سبب وجودك، وإمدادك، وإعدادك. وإن كان أصل ذلك من الله؛ فلولا الوالدان ما كنت شيئاً؛ والإحسان إلى الوالدين شامل للإحسان بالقول، والفعل، والمال، والجاه، وغير ذلك من أنواع الإحسان؛ وضده أمران؛ أحدهما أن يسيء إليهما؛ والثاني: أن لا يحسن، ولا يسيء؛ وكلاهما تقصير في حق الوالدين مناف لبرهما؛ وفي الإساءة زيادة الاعتداء.
5. ومن فوائد الآية: وجوب الإحسان إلى ذوي القربى. أي قرابة الإنسان. وهم من يجتمعون به بالأب الرابع، فما دون؛ ولكن يجب أن نعلم أن الإحسان يتفاوت؛ فكل من كان أقرب فهو أولى بالإحسان؛ لأن الحكم إذا عُلِّق بوصف قوي بحسب قوة ذلك الوصف؛ فمثلاً يجب عليك من صلة العم أكثر مما يجب عليك من صلة أولاد العم؛ ويجب عليك من صلة الخال أكثر مما يجب عليك من صلة أولاد الخال.
6. ومنها: وجوب الإحسان إلى اليتامى؛ وهو يشمل الإحسان إليهم أنفسهم؛ والإحسان في أموالهم؛ لقوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} [الأنعام: 152].
7. ومنها: وجوب الإحسان إلى المساكين؛ وذلك بإعطائهم ما يستحقون من الزكاة، ودفع الضرورة، وما أشبه ذلك.
8. ومنها: وجوب القول الحسن؛ لقوله تعالى: {وقولوا للناس حسناً}؛ وضد القول الحسن قولان؛ قول سوء؛ وقول ليس بسوء، ولا حسن؛ أما قول السوء فإنه منهي عنه؛ وأما القول الذي ليس بسوء، ولا حسن فليس مأموراً به، ولا منهياً عنه؛ لكن تركه أفضل؛ ولهذا وصف الله عباد الرحمن بأنهم: {لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مرُّوا كراماً} [الفرقان: 72]؛ وقال الرسول صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً؛ أو ليصمت" (1).
9. ومنها: الأمر بإقامة الصلاة على وجه الوجوب فيما لا تصح الصلاة إلا به؛ وعلى وجه الاستحباب فيما تصح الصلاة بدونه وهو من كمالها.
10. ومنها: أن الصلوات مفروضة على من كان قبلنا.
11. ومنها: وجوب إيتاء الزكاة؛ لقوله تعالى: (وآتوا الزكاة)
12. ومنها: وجوب الزكاة على من كان قبلنا؛ ولكن لا يلزم أن يكونوا مساوين لنا في الأموال التي تجب فيها الزكاة، ولا في مقدار الزكاة، ولا في أهلها الذين تدفع إليهم.
13. ومنها: أن بني إسرائيل مع هذا الميثاق الذي أخذه الله عليهم لم يقوموا به إلا القليل منهم.
14. ومنها: أن تولي بني إسرائيل كان تولياً كبيراً، حيث كان تولياً بإعراض.
15. ومنها: أن المتولي المعرض أشد من المتولي غير المعرض.
16. ومنها: أن التولي قد يكون بإعراض، وقد يكون بغير إعراض؛ لأنه لو كان بإعراض مطلقاً لم يستقم قوله: (وأنتم معرضون).
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/3)
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) (البقرة:84) (ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (البقرة:85) (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (البقرة:86)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن بني إسرائيل أُخذ عليهم تحريم قتال بعضهم بعضاً؛ لقوله تعالى: (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم)
2. ومنها: تحريم إخراج بعضهم بعضاً من ديارهم.
3. ومنها: أن الأمة كالنفس الواحدة؛ لقوله تعالى: (لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم).
4. ومنها: الأسلوب البليغ في قوله تعالى: {لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم}؛ وذلك أن مثل هذا التعبير فيه الحث البليغ على اجتناب ما نُهي عنه، وكأن الذي اعتدى على غيره قد اعتدى على نفسه
5. ومنها: أن بني إسرائيل قد أقروا على أنفسهم بهذا الميثاق، وشهد بعضهم على بعض؛ لقوله تعالى: {ثم أقررتم وأنتم تشهدون.
6. ومنها: بيان تمرد بني إسرائيل؛ حيث إنهم نقضوا العهد الذي أخذه الله عليهم، فصار بعضهم يقتل بعضاً، ويخرج بعضهم بعضاً من ديارهم.
7. ومنها: أن بعضهم يتعالى على بعض بالإثم، والعدوان.
8. ومنها: تحريم التظاهر على الغير بغير حق؛ لقوله تعالى: {تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان}؛ وأما إذا علا عليه بحق فإن هذا لا بأس به؛ فإن الله سبحانه وتعالى فضل العباد بعضهم على بعض، كما قال تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: 13]، وقال تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم} [محمد: 35].
9. ومنها: تناقض بني إسرائيل في دينهم، وقبولهم للشريعة؛ حيث إنه يقتل بعضهم بعضاً، ويخرج فريقاً من ديارهم؛ ثم إذ أتى بعضهم أسيراً فاداه. أي دفع فدية لفك أسره؛ لأنه واجب عليهم في شريعتهم أن يفدي بعضهم بعضاً؛ وهذا من الإيمان ببعض الكتاب، والكفر ببعضه؛ ولهذا قال الله تعالى: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}.
10. ومنها: أن الكفر ببعض الشريعة كفر بجميعها؛ وجه ذلك أن الله توعد هؤلاء الذين يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض؛ ومثل ذلك إذا آمن ببعض الرسل دون بعض فإنه كفر بالجميع؛ ودليل ذلك قوله تبارك وتعالى: {كذبت قوم نوح المرسلين} [الشعراء: 105].
ونوح هو أول الرسل لم يسبقه رسول؛ ومع ذلك جعل الله المكذبين له مكذبين لجميع الرسل؛ ولقوله تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلًا * أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً} [النساء: 150، 151].
11. ومن فوائد الآية: مضاعفة العقوبة على بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: (فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب)
12. ومنها: إثبات يوم القيامة؛ وهو اليوم الذي يقوم فيه الناس لرب العالمين مبعوثين من قبورهم.
13. ومنها: تهديد الذين نقضوا العهد؛ لقوله تعالى: (وما الله بغافل عما تعملون)
14. ومنها: كمال علم الله سبحانه وتعالى، ومراقبته لخلقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/4)
15. ومنها: إثبات أن صفات الله تعالى ثبوتية، ومنفية؛ لكن يجب أن نعلم أن النفي المحض لا يوجد في صفات الله تعالى؛ وإنما النفي الواقع في صفاته لبيان كمال ضد ذلك المنفي؛ ففي قوله تبارك وتعالى: {ولا يظلم ربك أحداً} [الكهف: 49] إثبات كمال العدل مع نفي الظلم عنه؛ وفي قوله تعالى: {وما مسَّنا من لغوب} [ق: 38] إثبات كمال القوة مع نفي اللغوب عنه؛ وعلى هذا فقس؛ فالضابط في الصفات التي نفاها الله تعالى عن نفسه أنها تدل على نفي تلك الصفة، وعلى ثبوت كمال ضدها.
16. ومن فوائد الآية: توبيخ من اختار الدنيا على الآخرة؛ وهو مع كونه ضلالاً في الدين سفه في العقل؛ إذ إن الدنيا متاع قليل، ثم يزول؛ والآخرة خير، وأبقى.
17. ومنها: أن هؤلاء القوم خالدون في العذاب أبد الآبدين؛ لقوله تعالى: {فلا يخفف عنهم العذاب}.
18. ومنها: أن المجرم لا يجد ناصراً له يمنعه من عذاب الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {ولا هم ينصرون}.
مسألة:-
هذا الذي قصه الله تعالى علينا من أخبار بني إسرائيل مضمونه التحذير من الوقوع فيما وقعوا فيه ولكن مع الأسف أن بعض هذه الأمة وقعوا في جنس ما وقع فيه بنو إسرائيل؛ وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم "لتركبن سنن من كان قبلكم ".
--------------------------------------------------------------------------------
(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) (البقرة:87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:88)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: إثبات رسالة موسى؛ لقوله تعالى: (ولقد آتينا موسى الكتاب)
2. ومنها: تأكيد الخبر ذي الشأن. وإن لم ينكر المخاطب؛ لقوله تعالى: {ولقد آتينا}؛ فإنها مؤكدة بثلاث مؤكدات مع أنه لم يخاطب بها من ينكر؛ وتأكيد الكلام يكون في ثلاثة مواضع:.
أولاً: إذا خوطب به المنكِر، وقد قال علماء البلاغة: إنه في هذه الحال يؤكد وجوباً.
ثانياً: إذا خوطب به المتردد؛ وقد قال علماء البلاغة: إنه في هذه الحال يؤكد استحساناً.
ثالثاً: إذا كان الخبر ذا أهمية بالغة فإنه يحسن توكيده. وإن خوطب به من لم ينكر، أو يتردد.
3. ومن فوائد الآيتين: أن من بعد موسى من الرسل من بني إسرائيل تبع له؛ لقوله تعالى: {وقفينا من بعده بالرسل}؛ ويشهد لهذا قوله تعالى: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدًى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار} (المائدة: 44)
4. ومنها: ثبوت رسالة عيسى؛ لقوله تعالى: (وآتينا عيسى بن مريم البينات)
5. ومنها: أن من ليس له أب فإنه ينسب إلى أمه؛ لأن عيسى عليه السلام نسب إلى أمه. وبهذا نعرف أن القول الراجح من أقوال أهل العلم أن أم من ليس له أب شرعاً هي عصبته؛ فإن عدمت فعصبتها.
خلافاً لمن قال: إن أمه ليس لها تعصيب؛ ويظهر أثر ذلك بالمثال: فلو مات من ليس له أب عن أمه، وخاله: فلأمه الثلث والباقي لخاله. على قول من يقول: إن الأم لا تعصيب لها؛ أما على القول الراجح: فلأمه الثلث فرضاً، والباقي تعصيباً.
6. ومن فوائد الآيتين: أن عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم أعطاه الله سبحانه وتعالى آيات كونية، وشرعية؛ مثال الشرعية: الإنجيل؛
ومثال الكونية: إحياء الموتى، وإخراجهم من القبور، وإبراء الأكمه، والأبرص، وأنه يخلق من الطين كهيئة الطير، فينفخ فيه، فيكون طيراً يطير بإذن الله؛ وكذلك أيضاً يخبرهم بما يأكلون، وما يدخرون في بيوتهم؛ قال العلماء: إنما أعطي هذه الآية الكونية؛ لأن الطب في عهده ارتقى إلى درجة عالية، فأتاهم بآيات لا يقدر الأطباء على مثلها؛ كما أن محمداً صلى الله عليه وسلم ترقى في عهده الكلام إلى منْزلة عالية في البلاغة، والفصاحة؛ فآتاه الله سبحانه وتعالى القرآن العظيم الذي عجزوا أن يأتوا بمثله.
7. ومن فوائد الآيتين: أن الله سبحانه وتعالى أيد عيسى بجبرائيل؛ لقوله تعالى: {وأيدناه بروح القدس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/5)
8. ومنها: أن الملائكة من جملة تسخيرهم للخلق أنهم يؤيدون من أمَرَهم الله بتأييده؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت: "اللهم أيده بروح القدس (1) ".
9. ومنها: بيان عتوّ بني إسرائيل، وأنهم لا يريدون الحق؛ لقوله تعالى: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون)
10. ومنها: أن بني إسرائيل يبادرون بالاستكبار عند مجيء الرسل إليهم، ولا يتأنون؛ لقوله تعالى: {أفكلما جاءكم}، ثم قال تعالى: {استكبرتم}؛ لأن مقتضى ترتب الجزاء على الشرط أن يكون الجزاء عقيباً للشرط: كلما وجد الشرط وجد الجزاء فوراً.
11. ومنها: توبيخ ولوم بني إسرائيل، وبيان مناهجهم بالنسبة للشرائع، وبالنسبة لمن جاء بالشرائع؛ ففي الشرائع: لا يقبلون إلا ما وافق أهواءهم، وبالنسبة لمن جاء بالشرائع بما لا تهوى أنفسهم: انقسموا إلى قسمين: فريقاً يكذبون؛ وفريقاً يقتلون مع التكذيب.
12. ومنها: أن من استكبر عن الحق إذا كان لا يوافق هواه من هذه الأمة فهو شبيه ببني إسرائيل؛ فإذا استكبر عن الحق. سواء تحيل على ذلك بالتحريف؛ أو أقر بأن هذا الحق، ولكنه استكبر عنه.
فإنه مشابه ببني إسرائيل. والخارجون عن الحق ينقسمون إلى قسمين: قسم يقرُّ به، ويعترف بأنه عاصٍ؛ وهذا أمره واضح، وسبيله بين، وقسم آخر يستكبر عن الحق، ويحاول أن يحرف النصوص إلى هواه؛ وهذا الأخير أشد على الإسلام من الأول؛ لأنه يتظاهر بالاتباع وهو ليس من أهله.
13. ومن فوائد الآيتين: أن بعض الناس يستكبر عن الحق؛ لأنه مخالف لهواه.
14. ومنها: أن بني إسرائيل انقسموا في الرسل الذين جاءوا بما لا تهوى أنفسهم إلى قسمين: قسم كذبوهم؛ وقسم آخر قتلوهم مع التكذيب.
15. ومنها: أن هؤلاء الذين لم يقبلوا الحق احتجوا بما ليس بحجة؛ فقالوا: قلوبنا غلف.
16. ومنها: أن من صنع مثل صنيعهم فهو شبيه بهم؛ يوجد أناس نسمع عنهم أنهم إذا نُصِحوا، ودُعوا إلى الحق قالوا: "ما هدانا الله"؛ وهؤلاء مشابهون لليهود الذين قالوا: (قلوبنا غلف)
17. ومنها: أن القلوب بفطرتها ليست غلفاء؛ لقوله تعالى: {بل لعنهم الله}؛ وهذا الإضراب للإبطال. يعني ليست القلوب غَلفاء لا تقبل الحق، لكن هناك شيء آخر هو الذي منع من وصل الحق؛ وهو لَعْن الله إياهم بسبب كفرهم.
18. ومنها: أن الفطرة من حيث هي فطرة تقبل الحق، ولكن يوجد لها موانع.
19. منها: بيان أن الأسباب مهما قويت إذا غلب عليها المانع لم تؤثر شيئاً؛ فالقلوب وإن كانت مفطورة على الدين القيم لكن إذا وجد موانع لم تتمكن من الهدى؛ وقد قيل: إن الأمور لا تتم إلا بوجود أسبابها، وانتفاء موانعها.
20. ومنها: إثبات الأسباب، وأن لها تأثيراً في مسبباتها بإذن الله؛ لقوله تعالى: (بل لعنهم الله بكفرهم).
21. ومنها: أن الإيمان في هؤلاء اليهود قليل، أو معدوم؛ لقوله تعالى: (فقليلاً ما يؤمنون).
--------------------------------------------------------------------------------
(وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (البقرة:89) (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ) (البقرة:90)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: أن القرآن من عند الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (كتاب من عند الله)
2. ومنها: أن القرآن كلامه سبحانه وتعالى تكلم به حقيقة؛ لقوله تعالى: {كتاب من عند الله}؛ ومعلوم أن الكلام ليس جسماً يقوم بنفسه حتى نقول: إنه مخلوق.
3. ومنها: التنويه بفضل القرآن؛ لقوله تعالى: {مصدق لما معهم}، ولقوله تعالى: (من عند الله)
4. ومنها: أن اليهود كانوا يعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم سيبعث، وتكون له الغلبة؛ لقوله تعالى: {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} يعني يستنصرون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/6)
أي يطلبون النصر؛ أو يَعِدون به؛ فقبل نزول القرآن، وقبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم يقولون للعرب: إنه سيبعث نبي، وينْزل عليه كتاب، وننتصر به عليكم، ولما جاءهم الرسول الذي كانوا يستفتحون به كفروا به.
5. ومنها: أن اليهود لم يخضعوا للحق؛ حتى الذي يقرون به لم يخضعوا له؛ لأنهم كفروا به؛ فيدل على عتوهم، وعنادهم.
6. ومنها: أن الكافر مستحق للعنة الله، وواجبة عليه؛ لقوله تعالى: (فلعنة الله على الكافرين)
7. استدل بعض العلماء بهذه الآية على جواز لعن الكافر المعين؛ ولكن لا دليل فيها؛ لأن اللعن الوارد في الآية على سبيل العموم؛ ثم هو خبر من الله عزّ وجلّ، ولا يلزم منه جواز الدعاء به؛ ويدل على منع لعن المعين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم العن فلاناً، وفلاناً".
لأئمة الكفر، فنهاه الله عن ذلك؛ ولأن الكافر المعين قد يهديه الله للإسلام إن كان حياً؛ وإن كان ميتاً فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ".
8. ومن فوائد الآيتين: أن كفر بني إسرائيل ما هو إلا بغي، وحسد؛ لقوله تعالى: (بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده)
9. ومنها: أن من رد الحق من هذه الأمة لأن فلاناً الذي يرى أنه أقل منه هو الذي جاء به؛ فقد شابه اليهود
10. ومنها: أنه يجب على الإنسان أن يعرف الحق بالحق لا بالرجال؛ فما دام أن هذا الذي قيل حق فاتْبَعْه من أيٍّ كان مصدره؛ فاقبل الحق للحق؛ لا لأنه جاء به فلان، وفلان.
11. ومنها: أن العلم من أعظم فضل الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {أن ينَزِّل الله من فضله على من يشاء}؛ ولا شك أن العلم أفضل من المال؛ وإذا أردت أن تعرف الفرق بين فضل العلم، وفضل المال فانظر إلى العلماء في زمن الخلفاء السابقين؛ الخلفاء السابقون قَلّ ذكرهم؛ والعلماء في وقتهم بقي ذكرهم: هم يُدَرِّسون الناس وهم في قبورهم؛ وأولئك الخلفاء نُسوا؛ اللهم إلا من كان خليفة له مآثر موجودة، أو محمودة؛ فدل هذا على أن فضل العلم أعظم من فضل المال.
12. ومن فوائد الآيتين: إثبات مشيئة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {على من يشاء}؛ وهي عامة فيما يحبه الله، وما لا يحب؛ فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ وكل شيء عُلِّق بالمشيئة فهو مقرون بالحكمة؛ لقوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً} [الإنسان: 30]؛ فليست أفعال الله وأحكامه لمجرد المشيئة؛ بل هي لحكمة بالغة اقتضت المشيئة.
13. ومن فوائد الآيتين: أن هذا الفضل الذي نزله الله لا يجعل المفضَّل به رباً يُعْبد؛ بل هو من العباد. حتى ولو تميز بالفضل؛ لقوله تعالى: (على من يشاء من عباده).
وهذه الفائدة لها فروع نوضحها، فنقول: إن من آتاه الله فضلاً من العلم والنبوة لم يخرج به عن أن يكون عبداً؛ إذاً لا يرتقي إلى منْزلة الربوبية؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم عبد من عباد الله؛ فلا نقول لمن نزل عليه الوحي: إنه يرتفع حتى يكون رباً يملك النفع، والضرر، ويعلم الغيب. ويتفرع عنها أن من آتاه الله من فضله من العلم، وغيره ينبغي أن يكون أعبد لله من غيره؛ لأن الله تعالى أعطاه من فضله؛ فكان حقه عليه أعظم من حقه على غيره؛ فكلما عظم الإحسان من الله عزّ وجلّ استوجب الشكر أكثر؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في الليل حتى تتورم قدماه؛ فقيل له في ذلك؛ فقال: "أفلا أكون عبداً شكوراً ".
ويتفرع عنها فرع ثالث: أن بعض الناس اغتر بما آتاه الله من العلم، فيتعالى في نفسه، ويتعاظم حتى إنه ربما لا يقبل الحق؛ فحُرِم فضل العلم في الحقيقة.
14. من فوائد الآيتين: أن العقوبات تتراكم بحسب الذنوب جزاءً وفاقاً؛ لقوله تعالى: (فباءوا بغضب على غضب).
15. ومنها: أن المستكبر يعاقب بنقيض حاله؛ لقوله تعالى: {عذاب مهين} بعد أن ترفعوا؛ فعوقبوا بما يليق بذنوبهم؛ وعلى هذا جرت سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه؛ قال الله تعالى: {فكلًّا أخذنا بذنبه} [العنكبوت: 40]، وقال تعالى: {جزءًا وفاقاً} (النبأ: 26).
16. ومنها: أن الإظهار في موضع الإضمار من أساليب البلاغة، وفيه من الفوائد ما سبق ذكره قريباً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/7)
17. ومنها: إثبات الغضب من الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى: {فباءوا بغضب على غضب}؛ والغضب من صفات الله الفعلية المتعلقة بمشيئته؛ وهكذا كل صفة من صفات الله تكون على سبب.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[10 - 11 - 03, 06:05 ص]ـ
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:91)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن القرآن كلام الله؛ لقوله تعالى: {آمنوا بما أنزل الله}؛ لأن ما أنزل الله هو القرآن. وهو كلام؛ والكلام ليس عيناً قائمة بذاتها؛ بل هو صفة في غيره؛ فإذا كان صفة في غيره، وهو نازل من عند الله لزم أن يكون كلام الله عزّ وجلّ.
2. ومنها: علوّ الله سبحانه وتعالى؛ لأنه إذا كان القرآن كلامه، وهو نازل من عنده دلَّ على علوّ المتكلم به
3. ومنها: كذب اليهود في قولهم: {نؤمن بما أنزل علينا}؛ لأنهم لو آمنوا به لآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر .. } [الأعراف: 157] إلخ.
4. ومنها: عتوّ اليهود، وعنادهم؛ لأنهم يقولون: لا نؤمن إلا بما أنزل علينا.
5. ومنها: أن من دُعي إلى الحق من هذه الأمة، وقال: "المذهب كذا، وكذا". يعني ولا أرجع عنه ففيه شبه من اليهود. لأن الواجب إذا دعيت إلى الحق أن تقول: "سمعنا وأطعنا"؛ ولا تعارضه بأي قول كان، أو مذهب.
6. ومنها: وجوب قبول الحق من كل من جاء به.
7. ومنها: إفحام الخصم بإقامة الحجة عليه من فعله؛ ووجه ذلك أن الله أقام على اليهود الحجة على فعلهم؛ لأنهم قالوا: نؤمن بما أنزل علينا وهم قد قتلوا أنبياء الله الذين جاءوا بالكتاب إليهم؛ فإن قولهم: {نؤمن بما أنزل علينا} ليس بحق؛ لأنه لو كانوا مؤمنين حقيقة ما قتلوا الأنبياء؛ ولهذا قال تعالى: (قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين).
--------------------------------------------------------------------------------
(وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة:92)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: إقامة البرهان على عناد اليهود؛ ووجه ذلك أنه قد جاءهم موسى بالبينات، فاتخذوا العجل إلهاً.
2. ومنها: سفاهة اليهود، وغباوتهم، لاتخاذهم العجل إلهاً مع أنهم هم الذين صنعوه.
3. ومنها: أن اليهود اغتنموا فرصة غياب موسى مما يدل على هيبتهم له؛ لقوله تعالى: {من بعده} يعني من بعد ذهاب موسى إلى ميقات ربه.
4. ومنها: أن اليهود عبدوا العجل عن ظلم، وليس عن جهل؛ لقوله تعالى: (وأنتم ظالمون).
--------------------------------------------------------------------------------
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:93)
الفوائد:.
.1 من فوائد الآية: أن الله تعالى أخذ الميثاق على بني إسرائيل بالإيمان؛ لقوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم .. } إلخ.
.2ومنها: أن بني إسرائيل ما آمنوا إلا عن كره؛ لأنهم لم يؤمنوا إلا حين رفع فوقهم الطور.
.3 ومنها: بيان قدرة الله عزّ وجلّ.
.4 ومنها: أن أمر الكون كله بيد الله عزّ وجلّ، وأنه سبحانه وتعالى قادر على خرق العادات؛ لقوله تعالى: {ورفعنا فوقكم الطور.
.5 ومنها: وجوب تلقي شريعة الله بالقوة دون الكسل والفتور، لقوله تعالى: {خذوا ما آتيناكم بقوة}.
.6 ومنها: بيان عتوّ بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: {قالوا سمعنا وعصينا}؛ وهذا أبلغ ما يكون في العتوّ؛ لأنه كان يمكن أن يكون العصيان عن جهل؛ لكنهم قالوا: {سمعنا وعصينا}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/8)
7 ومنها: أن السمع نوعان: سمع استجابة، وسمع إدراك؛ مثال الأول: {خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا}؛ ومثال الثاني: (سمعنا وعصينا)
.8 ومنها: أن المؤمن حقاً لا يأمره إيمانه بالمعاصي؛ لقوله تعالى: {إن كنتم مؤمنين} يعني إن كنتم مؤمنين حقاً ما اتخذتم العجل إلهاً.
.9 ومنها: أن الشر لا يسنده الله تعالى إلى نفسه؛ بل يذكره بصيغة المبني لما لم يُسمَّ فاعله؛ لقوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم}؛ ولهذا نظير من القرآن، كقوله تعالى: {وأنَّا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً} [الجن: 10]؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "والشر ليس إليك"؛ فالشر في المفعول. لا في الفعل؛ الخير والشر كل من خلْق الله عزّ وجلّ؛ لكن الشر بالنسبة لإيجاد الله له هو خير، وليس بشر؛ لأن الله سبحانه وتعالى ما أوجده إلا لحكمة بالغة، وغاية محمودة. وإن كان شراً.
لكن الشر في المفعولات. أي المخلوقات؛ وأما نفس الفعل فهو ليس بشر؛ أرأيت الرجل يكوي ابنه بالنار. والنار مؤلمة محرقة. لكنه يريد أن يُشفى.
فهذا المفعول الواقع من الفاعل شر مؤلم محرق لكن غايته محمودة. وهو شفاء الولد؛ فيكون خيراً باعتبار غايته.
.10 ومن فوائد الآية: أن الله تعالى قد يبتلي العبد، فيملأ قلبه حباً لما يكرهه الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: (وأشربوا في قلوبهم العجل).
.11 ومنها: أن الإيمان الحقيقي لا يحمل صاحبه إلا على طاعة الله؛ لقوله تعالى: (قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين).
--------------------------------------------------------------------------------
(قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (البقرة:95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (البقرة:96)
الفوائد:
.1 من فوائد الآيات: تكذيب اليهود الذين قالوا: "لنا الآخرة، ولكم الدنيا، لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة"؛ ووجهه: أن الله تعالى قال لهم: {فتمنوا الموت}، وقد قال تعالى: {ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم
2. ومنها: أنَّ الكافر يكره الموت لما يعلم من سوء العاقبة؛ لقوله تعالى: (بما قدمت أيديهم).
.3 ومنها: إثبات السببية. تؤخذ من الباء في قوله تعالى: (بما قدمت أيديهم).
.4 منها: إثبات علم الله تعالى للمستقبل؛ لقوله تعالى: {ولن يتمنوه أبداً}؛ فوقع الأمر كما أخبر به.
.5 ومنها: جواز تخصيص العموم لغرض؛ لقوله تعالى: {والله عليم بالظالمين} فخص علمه بالظالمين تهديداً لهم.
.6 ومنها: أن اليهود أحرص الناس على حياة.
.7 ومنها: إبطال قولهم: "لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة"، ثم يخرجون منها، ويكونون في الجنة؛ لأن من كان كذلك لا يكره الموت.
.8 ومنها: أن الناس يتفاوتون في الحرص على الحياة؛ لقوله تعالى: {أحرص}؛ و {أحرص} اسم تفضيل
.9 ومنها: أن المشركين من أحرص الناس على الحياة، وأنهم يكرهون الموت؛ لقوله تعالى: {ومن الذين أشركوا} مما يدل على أنهم في القمة في كراهة الموت ما عدا اليهود.
10. ومنها: أن طول العمر لا يفيد المرء شيئاً إذا كان في معصية الله؛ لقوله تعالى: (وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر).
.11 ومنها: غَوْرُ فهم السلف حين كرهوا أن يُدْعَى للإنسان بالبقاء؛ فإن الإمام أحمد كره أن يقول للإنسان: "أطال الله بقاءك"؛ لأن طول البقاء قد ينفع، وقد يضر؛ إذاً الطريق السليم أن تقول: "أطال الله بقاءك على طاعة الله"، أو نحو ذلك.
.12 ومنها: أن الله سبحانه وتعالى محيط بأعمال هؤلاء كغيرهم؛ لقوله تعالى: {والله بصير بما يعملون}؛ والبصر هنا بمعنى العلم؛ ويمكن أن يكون بمعنى الرؤية؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم "لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه"؛ فأثبت لله بصراً؛ لكن تفسيره بالعلم أعم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/9)
--------------------------------------------------------------------------------
(قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) (البقرة:97) (مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ) (البقرة:98)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: أن من الناس من يكون عدواً لملائكة الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {قل من كان عدواً لجبريل}: ووجه ذلك: أن مثل هذا لكلام لو لم يكن له أصل لكان لغواً من القول؛ والقرآن منزه عن هذا اللغو.
2. ومنها: فضيلة جبريل. عليه الصلاة والسلام. لأن الله تعالى دافع عنه.
3. ومنها: ذكر الوصف الذي يستحق أن يكون به ولياً لجبريل؛ لقوله تعالى: {فإنه نزله على قلبك} يعني: ومن كان هذه وظيفته فإنه يستحق أن يكون ولياً.
4. ومنها: إثبات علوّ الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {فإنه نزله}؛ وإنما نزل به من عند الله؛ والنّزول لا يكون إلا من أعلى.
5. ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وعى القرآن وعياً كاملاً لا يتطرق إليه الشك؛ لقوله تعالى: {نزله على قلبك}؛ لأن ما نفذ إلى القلب حلّ في القلب؛ وإذا حلّ في القلب فهو في حرز مكين.
6. ومنها: أن هذا القرآن إنما نزل بإذن الله؛ لقوله تعالى: {نزله على قلبك بإذن الله}؛ والإذن هنا كوني؛ وقد ذكر العلماء أن إذن الله تعالى نوعان:.
كوني: وهو المتعلق بالخلق، والتكوين، ولا بد من وقوع ما أذِن الله تعالى فيه بهذا المعنى؛ مثاله قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة: 255]، وقوله تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} [البقرة: 102] وقوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله} [التغابن: 11].
والثاني شرعي: وهو ما يتعلق بالشرع، والعبادة؛ مثاله قوله تعالى: {قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون} [يونس: 59]؛ وقوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} [الشورى: 21]؛ والفرق بينهما أن المأذون به شرعاً قد يقع، وقد لا يقع؛ وأما المأذون به قدراً فواقع لا محالة؛ ومن جهة أخرى:
أن المأذون به شرعاً محبوب إلى الله عزّ وجلّ؛ والمأذون به قدراً قد يكون محبوباً، وقد يكون غير محبوب.
7. ومن فوائد الآيتين: أن القرآن بشرى للمؤمنين؛ وعلامة ذلك أنك تنتفع به؛ فإذا وجدت نفسك منتفعاً به حريصاً عليه تالياً له حق تلاوته فهذا دليل على الإيمان، فتناله البشرى؛ وكلما رأى الإنسان من نفسه كراهة القرآن، أو كراهة العمل به، أو التثاقل في تطبيقه فليعلم أنه إنما فاقد للإيمان بالكلية، أو أن إيمانه ناقص.
8. ومنها: أن من عادى الله فهو كافر؛ لقوله تعالى: {من كان عدواً لله}، ثم قال تعالى: (فإن الله عدوّ للكافرين).
9. ومنها: أن من كان عدواً للملائكة، أو للرسل فإنه عدو لله؛ لأن الملائكة رسل الله، كما قال تعالى: {جاعل الملائكة رسلاً} [فاطر: 1]؛ والرسل البشريون أيضاً رسل لله؛ فمن عادى ملائكة الله من جبريل أو غيره، أو عادى الرسل من محمد أو غيره فقد عادى الله عزّ وجلّ. فإن قيل: فهل من عادى المؤمنين يكون معادياً لله؟
فالجواب: هذا محل توقف في دلالة الآية عليه؛ اللهم إلا إذا عادى المؤمنين لكونهم تمسكوا بشريعة الرسل؛ فهذا يظهر أن الله يكون عدواً لهم، لأن من عاداهم إنما فعل ذلك بسبب أنهم تمسكوا بما جاءت به الرسل؛ فكان حقيقة معاداتهم أنهم عادوا رسل الله، كما قال أهل العلم في قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} [الكوثر: 3] أي مبغضك، ومبغض ما جئت به من السنة هو الأبتر؛ وفي الحديث الصحيح أن الله تعالى في الحديث القدسي قال: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب" (1).
10. ومن فوائد الآيتين: أن كل كافر فاللَّه عدوّ له؛ لقوله تعالى: (فإن الله عدوّ للكافرين)
11. ومنها: إثبات صفة العداوة من الله. أي أن الله يعادي؛ وهي صفة فعلية كالرضا، والغضب، والسخط، والكراهة؛ و "المعاداة" ضدها الموالاة الثابتة للمؤمنين، كما قال الله تعالى: (الله وليّ الذين آمنوا) (البقرة: 257).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/10)
--------------------------------------------------------------------------------
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ) (البقرة:99)
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: أن القرآن وحي من الله عزّ وجلّ.
.2 ومنها: عظمة القرآن؛ لأن الله سبحانه وتعالى أضافه إليه، وجعله آية ..
3. ومنها: ثبوت علوّ الله عزّ وجلّ؛ لقوله تعالى: {ولقد أنزلنا إليك آيات بينات}؛ والنّزول لا يكون إلا من أعلى؛ وعلوّ الله سبحانه وتعالى من صفاته الذاتية اللازمة له التي لم يزل، ولا يزال متصفاً بها؛ وأما استواؤه على العرش فإنه من الصفات الفعلية؛ لأنه يتعلق بمشيئته.
.4 ومنها: وصف القرآن بأنه آيات بينات، ولا ينافي هذا قوله تعالى: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} [آل عمران: 7]؛ لأن هذا التشابه يكون متشابهاً على بعض الناس دون بعض؛ ولأنه يُحمل على المحكم، فيكون الجميع محكماً، كما قال تعالى: {فأما الذين في قلوبهم زيع فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ... } [آل عمران: 7] الآية.
فالحاصل: أن القرآن. ولله الحمد. آيات بينات؛ ولكنه يحتاج إلى قلب ينفتح لهذا القرآن حتى يتبين؛ أما قلب يكره القرآن، ثم يأتي بما يُشتَبه فيه ليضرب القرآن بعضه ببعض فهذا لا يتبين له أبداً؛ إنما يتبين الهدى من القرآن لمن أراد الهدى؛ وأما من لم يرده فلا؛ ولهذا قال تعالى: {وما يكفر بها إلا الفاسقون}.
5. ومن فوائد الآية: أنه لا يكفر بالقرآن إلا الفاسق.
6. ومنها: أن من كفر به فهو فاسق.
.7 ومنها: إطلاق الفاسق على الكافر؛ وعلى هذا يكون الفسق على نوعين:. فسق أكبر مخرج عن الملة، كما في قوله تعالى: {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار} [السجدة: 19، 20] الآية؛ ووجه الدلالة أنه تعالى جعل الفسق هنا مقابلاً للإيمان. والثاني: فسق أصغر لا يخرج من الإيمان؛ ولكنه ينافي العدالة، كقوله تعالى: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان} [الحجرات: 7]: فعطف {الفسوق} على {الكفر}؛ والعطف يقتضي المغايرة. مسألة:-
تنقسم آيات الله تعالى إلى قسمين: كونية، وشرعية؛ فالكونية مخلوقاته، كالشمس، والقمر، والنجوم، والإنسان، وغير ذلك؛ قال الله تعالى: {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر} [فصلت: 37]، وقال تعالى: {ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين} [الروم: 22]؛ وأما الشرعية فهي ما أنزله الله تعالى على رسله من الشرائع، كقوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته} [الجمعة: 2]، وقوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم .. } [سبأ: 43] الآية، وكذلك الآية التي نحن بصدد تفسيرها.
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[12 - 11 - 03, 12:38 ص]ـ
(أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:100) (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (البقرة:101)
الفوائد:
1. من فوائد الآيتين: أن اليهود لا يوثق منهم بعهد؛ لأنهم كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم.
2. ومنها: أن نبذ فريق من الأمة يعتبر نبذاً من الأمة كلها. ما لم يتبرؤوا منه؛ فإن تبرؤوا منه فإنهم لا يلحقهم عاره؛ لكن إذا سكتوا فإن نبذ الفريق نبذ للأمة كلهم؛ وجه ذلك أن الله وبخ هؤلاء على نبذ فريق منهم مع أنهم لم يباشروه.
3. ومنها: أن من أهل الكتاب من لم ينبذ كتاب الله وراء ظهره؛ بل آمن به كالنجاشي من النصارى، وعبد الله بن سلام من اليهود.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/11)
4. ومنها: أن من نبذ العهد من هذه الأمة فقد ارتكب محظورين:. أحدهما: النفاق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف؛ وإذا اؤتمن خان"، وفي الحديث الآخر: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها. "، وذكر منها: "إذا عاهد غدر".
والمحظور الثاني: مشابهة اليهود.
5. ومنها: أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم حق؛ لقوله تعالى: (من عند الله).
6. ومنها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرت به الكتب السابقة؛ لقوله تعالى: (مصدق لما معهم).
7. ومنها: أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم تقرر ما سبق من رسالات الرسل، لقوله تعالى: (مصدق لما معهم).
8. ومنها: أنه مع هذا البيان والوضوح، فإن فريقاً من الذين أوتوا الكتاب نبذوا هذا الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
9. ومنها: أن نبذ من عنده كتاب وعلم أقبح ممن ليس عنده ذلك؛ ولهذا نص على قوله تعالى: {فريق من الذين أوتوا الكتاب}؛ لإظهار شدة القبح من هؤلاء في نبذهم؛ لأن النبذ مع العلم أقبح من النبذ مع الجهل.
10. ومنها: أن القرآن كلام الله، لأن الله تعالى أضافه إليه في قوله تعالى: (كتاب الله).
11. ومنها: توكيد قبح ما صنع هؤلاء المكذبون؛ لقوله تعالى: {كأنهم لا يعلمون}؛ لأنهم في الواقع يعلمون؛ ولكن فعلهم كأنه فعل من لم يعلم؛ وكفر من علم أشد من كفر من لم يعلم.
12. ومنها: أن هذا النبذ الذي كان منهم لا يرجى بعده قبول؛ لقوله تعالى: {وراء ظهورهم}؛ لأن النبذ لو كان أمامهم ربما يتلقونه بعد؛ كذلك لو كان عن اليمين، والشمال، لكن إذا كان وراء الظهر فمعناه استبعاد القبول منهم.
13. ومنها: شدة كراهية اليهود للقرآن، واستهانتهم به، حيث نبذوه وراء ظهورهم.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أن اليهود أخذوا السحر عن الشياطين؛ لقوله تعالى: {واتبعوا ما تتلو الشياطين}؛ ويدل على هذا أن أحدهم. وهو لبيد بن الأعصم. سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
2. ومنها: أن السحر من أعمال الشياطين؛ لقوله تعالى: {ما تتلو الشياطين].
3. ومنها: أن الشياطين كانوا يأتون السحر على عهد سليمان مع قوة سلطانه عليهم؛ لقوله تعالى: {ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}.
4. ومنها: أن سليمان لا يقر ذلك؛ لقوله تعالى: {وما كفر سليمان}؛ إذ لو أقرهم على ذلك. وحاشاه. لكان مُقراً لهم على كفرهم.
5. ومنها: أن تعلم السحر، وتعليمه كفر؛ وظاهر الآية أنه كفر أكبر مخرج عن الملة؛ لقوله تعالى: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}، وقوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}؛ وهذا فيما إذا كان السحر عن طريق الشياطين؛ أما إذا كان عن طريق الأدوية، والأعشاب، ونحوها ففيه خلاف بين العلماء. واختلف العلماء. رحمهم الله.
هل تقبل توبته، أو لا؟ والراجح أنها تقبل فيما بينه وبين الله عز وجل؛ أما قتله فيرجع فيه إلى القواعد الشرعية، وما يقتضيه اجتهاد الحاكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/12)
6. ومن فوائد الآية: أن الله تعالى قد ييسر أسباب المعصية فتنةً للناس. أي ابتلاءً.، وامتحاناً؛ لقوله تعالى: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة}؛ فإياك إياك إذا تيسرت لك أسباب المعصية أن تفعلها؛ واذكر قصة بني إسرائيل حين حُرِّم عليهم الصيد يوم السبت. أعني صيد البحر.؛ فلم يصبروا حتى تحيلوا على صيدها يوم السبت؛ فقال لهم الله تعالى: {كونوا قردة خاسئين} [البقرة: 65]؛ واذكر قصة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين ابتلاهم الله عز وجل وهم محرِمون بالصيد تناله أيديهم، ورماحهم؛ فلم يُقدم أحد منهم عليه حتى يتبين لك حكمة الله. تبارك وتعالى. في تيسير أسباب المعصية؛ ليبلوَ الصابر من غيره ..
7. ومن فوائد الآية: أنه يجب على الإنسان أن ينصح للناس. وإن أوجب ذلك إعراضهم عنه.؛ لقوله تعالى: {وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما فتنة فلا تكفر}؛ فإذا كانت عندك سلعة رديئة، وأراد أحد شراءها يجب عليك أن تُحذِّره.
8. ومنها: أنّ من عِظم السحر أن يكون أثره التفريق بين المرء، وزوجه؛ لقوله تعالى: {فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه}؛ لأنه من أعظم الأمور المحبوبة إلى الشياطين، كما ثبت في الحديث الصحيح أن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويقول: "نِعْم أنت" (2)؛ وفيه سحر مقابل لهذا: وهو الربط بين المرء، وزوجه؛ حتى إنه. والعياذ بالله. يُبتلى بالهيام؛ فلا يستطيع أن يعيش. ولا لحظة. إلا وزوجته أمامه؛ وبعضهم يقضي عليه هذا الأمر. نسأل الله العافية.
9. ومن فوائد الآية: أن الأسباب. وإن عظمت. لا تأثير لها إلا بإذن الله عز وجل؛ لقوله تعالى: (وما هم بضارِّين به من أحد إلا بإذن الله)
10. ومنها: أن قدرة الله عز وجل فوق الأسباب؛ وأنه مهما وجدت الأسباب. والله لم يأذن. فإن ذلك لا يؤثر؛ وهذا لا يوجب لنا أن لا نفعل الأسباب؛ لأن الأصل أن الأسباب مؤثرة بإذن الله.
11. ومنها: الإشارة إلى أنه ينبغي اللجوء إلى الله دائماً؛ لقوله تعالى: {إلا بإذن الله}؛ فإذا علمت أن كل شيء بإذن الله فإذاً تلجأ إليه سبحانه وتعالى في جلب المنافع، ودفع المضار.
12. ومنها: أنّ تعلم السحر ضرر محض، ولا خير فيه؛ لقوله تعالى: {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم}؛ فأثبت ضرره، ونفى نفعه.
13. ومنها: أن كفر الساحر كفر مخرج عن الملة؛ لقوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} يعني: من نصيب؛ وليس هناك أحد ليس له نصيب في الآخرة إلا الكفار؛ فالمؤمن مهما عذب فإن له نصيباً من الآخرة.
14. ومنها: أن هؤلاء اليهود تعلموا السحر عن علم؛ لقوله تعالى: {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}.
15. ومنها: إثبات الجزاء، وأنه من جنس العمل؛ فإن الكافر لما لم يجعل لله نصيباً في دنياه لم يجعل الله له نصيباً من الآخرة.
16. ومنها: ذم هؤلاء اليهود بما اختاروه لأنفسهم؛ لقوله تعالى: (ولبئس ما شروا به أنفسهم).
17. ومنها: أن صاحب العلم الذي يَنتفِع بعلمه هو الذي يحذر مثل هذه الأمور؛ لقوله تعالى: {لو كانوا يعلمون} يعني: لو كانوا ذوي علم نافع ما اشتروا هذا العلم الذي يضرهم، ولا ينفعهم؛ والذي علموا: أنّ من اشتراه ما له في الآخرة من خلاق.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:103)
الفوائد:
.1 من فوائد الآية: سعة حلم الله، حيث يعرض عليهم الإيمان، والتقوى؛ لقوله تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا} يعني فيما مضى، وفيما يستقبل؛ وهذه من سنته سبحانه وتعالى أن يعرض التوبة على المذنبين؛ انظر إلى قوله تعالى: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} البروج: 10]: يُحَرِّقون أولياءه، ثم يعرض عليهم التوبة؛ لقوله تعالى: {ثم لم يتوبوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/13)
2 ومنها: أن الإيمان يُنال به ثواب الله؛ لقوله تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير.
.3 ومنها: أن ثواب الله خير لمن آمن واتقى من الدنيا؛ لقوله تعالى: {ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير} أي خير من كل شيء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا، وما فيها (1) ".
.4 ويؤخذ منها: ومن قوله تعالى عن الناصحين لمن تمنوا أن يكون لهم مثل ما لقارون: {ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً} [القصص: 80]، أنّ التقوى هي العمل الصالح.
.5 ومنها: أن فعل هؤلاء اليهود، واختيارهم لما فيه الكفر من تعلم السحر فعلُ الجاهل؛ لقوله تعالى: (لو كانوا يعلمون).
--------------------------------------------------------------------------------
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (البقرة:104)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: أنه ينبغي استعمال الأدب في الألفاظ؛ يعني أن يُتجنب الألفاظ التي توهم سبًّا، وشتماً؛ لقوله تعالى: {لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا .. }
2. ومنها: أن الإيمان مقتضٍ لكل الأخلاق الفاضلة؛ لأن مراعاة الأدب في اللفظ من الأخلاق الفاضلة ..
3. ومنها: أن مراعاة الأخلاق الفاضلة من الإيمان ..
4. ومنها: أنه ينبغي لمن نهى عن شيء أن يدل الناس على بدله المباح؛ فلا ينهاهم، ويجعلهم في حيرة.
5. ومنها: وجوب الانقياد لأمر الله ورسوله؛ لقوله تعالى: (واسمعوا)
6. ومنها: التحذير من مخالفة أمر الله، وأنها من أعمال الكافرين؛ لقوله تعالى: (وللكافرين عذاب أليم).
--------------------------------------------------------------------------------
(مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (البقرة:105)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بيان عداوة غير المسلمين للمسلمين؛ لأنه تعالى ذكر صنفين ينتظمان جميع الأصناف: أهل الكتاب. وهم اليهود، والنصارى.؛ والمشركين. وهم كل أصحاب الأوثان.؛ فكل هؤلاء أعداء للمسلمين؛ لأنهم لا يودون الخير للمسلمين.
2. ومنها: أنه يجب علينا أن نحذر من كل تصرف يصدر عن اليهود، والنصارى، والمشركين، ونتخذهم أعداءً، وأن نعلم أنهم بجميع تصرفاتهم يحاولون أن يمنعوا الخير عن المسلمين.
3. ومنها: أن هؤلاء الكفار يودون أن يمنعوا عن المسلمين التقدم ..
4. ومنها: أنه يحرم على المسلمين أن يُوَلُّوا هؤلاء الكفار أيّ قيادة؛ لأنهم ما داموا لا يودون لنا الخير فلن يقودونا لأيّ خير مهما كان الأمر؛ ولهذا يحرم أن يجعل لهم سلطة على المسلمين لا في تخطيط، ولا في نظام، ولا في أي شيء؛ بل يجب أن يكونوا تحت إمرة المسلمين، وتحت تدبيرهم ما أمكن؛ وإذا استعنا بهم فإنما نستعين بهم لإدراك مصالحنا وهم تحت سلطتنا؛ لأنهم لو استطاعوا أن يمنعوا القطر وينبوع الأرض عن المسلمين لفعلوا؛ إذاً فيجب علينا الحذر من مخططاتهم، وأن نكون دائماً على سوء ظن بهم؛ لأن إحسان الظن بهم في غير محله؛ وإنما يحمل عليه الذل، وضعف الشخصية، والخور، والجبن؛ ولهذا قال تعالى: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم}؛ وهي شاملة لخير الدنيا، والآخرة؛ فاليهود حسدوا المسلمين لما آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ونزل عليهم هذا الكتاب.
5. ومن فوائد الآية: أن خير الله لا يجلبه ودّ وادّ، ولا يرده كراهة كاره؛ لقوله تعالى: {والله يختص برحمته من يشاء}؛ فلا يمكن لهؤلاء اليهود، والنصارى، والمشركين أن يمنعوا فضل الله علينا؛ وعلى هذا جاء الحديث الصحيح: "واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك؛ ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك (1) ".
6. ومنها: أن الإنسان الذي لا يود الخير للمسلمين فيه شبه باليهود، والنصارى؛ لأن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/14)
7. ومنها: إثبات المشيئة لله؛ لقوله تعالى: {من يشاء}؛ ومشيئته تعالى عامة في كل شيء سواء كان من أفعاله، أو من أفعال عباده؛ لقوله تعالى: {ولو شاء الله ما فعلوه} [الأنعام: 137]، وقوله تعالى: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} [التكوير: 29]؛ وأما ما يتعلق بأفعاله تعالى فالأمثلة عليه كثيرة، كقوله تعالى: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها} [السجدة: 13]، وقوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد} [فاطر: 16]، وقوله تعالى: {والله يفعل ما يشاء}، وغير ذلك من الآية.
8. ومن فوائد الآية: إثبات الرحمة لله؛ لقوله تعالى: (برحمته)
9. ومنها: إثبات الإرادة لله؛ لقوله تعالى: {يختص}؛ لأن التخصيص يدل على الإرادة.
10. ومنها: إثبات الفضل لله؛ لقوله تعالى: (ذو الفضل)
11. ومنها: إثبات أن فضله ليس كفضل غيره؛ ففضل غيره محدود؛ وأما فضل الله ففضل عظيم لا حدود له؛ فإن الله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم؛ ومن فضله تبارك وتعالى أنه خص هذه الأمة بخصائص عظيمة كثيرة ما جعلها لأحد سواها؛ منها ما جاء في حديث جابر في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر؛ وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلّ؛ وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي؛ وأعطيت الشفاعة؛ وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ".
تنبيه:. لا يعارض هذه الآية قوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون} [المائدة: 82]؛ لأن هذه الآية في صنف معين من النصارى: وهم الذين منهم القسيسون، والرهبان الذين من صفاتهم أنهم لا يستكبرون؛ فإذا وجد هذا الصنف في عهد الرسول، أو بعده انطبقت عليه الآية؛ لكن اختلفت حال النصارى منذ زمن بعيد؛ نسأل الله أن يعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم، حتى يعرفوا حقيقة عداوة النصارى، وغيرهم من أهل الكفر، فيعدوا لهم العدة.
--------------------------------------------------------------------------------
(مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:106)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: ثبوت النسخ، وأنه جائز عقلاً، وواقع شرعاً؛ وهذا ما اتفقت عليه الأمة إلا أبا مسلم الأصفهاني؛ فإنه زعم أن النسخ مستحيل؛ وأجاب عما ثبت نسخه بأن هذا من باب التخصيص؛ وليس من باب النسخ؛ وذلك لأن الأحكام النازلة ليس لها أمد تنتهي إليه؛ بل أمدها إلى يوم القيامة؛ فإذا نُسِخت فمعناه أننا خصصنا الزمن الذي بعد النسخ. أي أخرجناه من الحكم.؛ فمثلاً: وجوب مصابرة الإنسان لعشرة حين نزل كان واجباً إلى يوم القيامة شاملاً لجميع الأزمان؛ فلما نُسخ أخرج بعض الزمن الذي شمله الحكم، فصار هذا تخصيصاً؛ وعلى هذا فيكون الخلاف بين أبي مسلم وعامة الأمة خلافاً لفظياً؛ لأنهم متفقون على جواز هذا الأمر؛ إلا أنه يسميه تخصيصاً؛ وغيره يسمونه نسخاً؛ والصواب تسميته نسخاً؛ لأنه صريح القرآن: {ما ننسخ من آية أو ننسها}؛ ولأنه هو الذي جاء عن السلف.
2. ومن فوائد الآية: أن الناسخ خير من المنسوخ؛ لقوله تعالى: {نأت بخير منها}؛ أو مماثل له عملاً. وإن كان خيراً منه مآلاً.؛ لقوله تعالى: (أو مثلها)
3. ومنها: أن أحكام الله سبحانه وتعالى تختلف في الخيرية من زمان إلى زمان؛ بمعنى أنه قد يكون الحكم خيراً للعباد في وقت؛ ويكون غيره خيراً لهم في وقت آخر.
4. ومنها: عظمة الله عز وجل لقوله تعالى: {ما ننسخ}: فإن الضمير هنا للتعظيم؛ وهو سبحانه وتعالى أهل العظمة.
5. ومنها: إثبات تمام قدرة الله عز وجل؛ لقوله تعالى: {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير}؛ ومن ذلك أنه قادر على أن ينسخ ما يشاء ..
6. ومنها: أن قدرة الله عامة شاملة؛ لقوله تعالى: (أن الله على كل شيء قدير).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/15)
7. ومنها: أن القادر على تغيير الأمور الحسية قادر على تغيير الأمور المعنوية؛ فالأمور القدرية الكونية الله قادر عليها؛ فإذا كان قادراً عليها فكذلك الأمور الشرعية المعنوية؛ وهذا هو الحكمة في قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} بعد ذكر النسخ.
8. ومنها: أن الشريعة تابعة للمصالح؛ لأن النسخ لا يكون إلا لمصلحة؛ فإن الله لا يبدل حكماً بحكم إلا لمصلحة. قد يقول قائل: ما الفائدة إذاً من النسخ إذا كانت مثلها والله تعالى حكيم لا يفعل شيئاً إلا لحكمة؟ فالجواب: أن الفائدة اختبار المكلف بالامتثال؛ لأنه إذا امتثل الأمر أولاً وآخراً، دل على كمال عبوديته؛ وإذا لم يمتثل دل على أنه يعبد هواه، ولا يعبد مولاه؛ مثال ذلك:
تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة؛ هذا بالنسبة للمكلف ليس فيه فرق أن يتجه يميناً، أو شمالاً؛ إنما الحكمة من ذلك اختبار المرء بامتثاله أن يتجه حيثما وجه؛ أما المتجَه إليه، وكونه أولى بالاتجاه إليه فلا ريب أن الاتجاه إلى الكعبة أولى من الاتجاه إلى بيت المقدس؛ ولهذا ضل من ضل، وارتد من ارتد بسبب تحويل القبلة: قال الله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله} [البقرة: 143]؛ فالإنسان يبتلى بمثل هذا النسخ؛ إن كان مؤمناً عابداً لله قال: سمعت وأطعت؛ وإن كان سوى ذلك عاند، وخالف: يقول: لماذا هذا التغيير! فيتبين بذلك العابد حقاً، ومن ليس بعابد ..
9. ومن فوائد الآية: أن الله تعالى وعد بأنه لا يمكن أن ينسخ شيئاً إلا أبدله بخير منه، أو مثله؛ ووعده صدق.
10. ومنها: ذكر ما يطمئن به العبد حين يخشى أن يقلق فكره؛ لقوله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها).
--------------------------------------------------------------------------------
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:107)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: تقرير عموم ملك الله؛ لقوله تعالى: {ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض}؛ ولا يرد على هذا إضافة الملك للإنسان، كما في قوله تعالى: {أو ما ملكت أيمانكم} [النساء: 3]؛ فإن هذه الإضافة ليست على سبيل الإطلاق؛ لأن ملك الإنسان للأشياء ملك محدود، وناقص، وقاصر؛ محدود من حين استيلائه عليه إلى أن يخرج عن ملكه ببيع، أو هبة، أو موت، أو غير ذلك؛ كذلك هو ناقص:
فهو لا يملك التصرف فيه كما يشاء؛ بل تصرفه مقيد بما يباح له شرعاً؛ ولهذا لو أراد أن يحرق ملكه لم يملك ذلك؛ كذلك أيضاً ملك الإنسان قاصر؛ فهو لا يملك إلا ما تحت يده؛ فلا يشمل ملك الآخرين ..
2. ومن فوائد الآية: اختصاص ملك السموات، والأرض بالله؛ وهذا مأخوذ من تقديم الخبر، حيث إن تقديم الخبر يدل على الحصر؛ لقوله تعالى: {له ملك السموات والأرض}.
3. ومنها: أن من ملك الله أنه ينسخ ما يشاء، ويثبت؛ فكأن قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض} تعليل لقوله تعالى: {ما ننسخ من آية}؛ فالمالك للسموات والأرض يتصرف فيهما كما شاء.
4. ومنها: أنه لا أحد يدفع عن أحد أراد الله به سوءاً؛ لقوله تعالى: {وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير
5. ومنها: أنه يجب على المرء أن يلجأ إلى ربه في طلب الولاية، والنصر .. فإذا قال قائل: إن الله سبحانه وتعالى يقول: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} [الأنفال: 62]، ويقول تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله} [التوبة: 40]؛ فأثبت نصراً لغير الله.
فالجواب: أن إثبات النصر لغير الله إثبات للسبب فقط؛ وليس نصراً مستقلاً؛ والنصر المستقل من عند الله؛ أما انتصار بعضنا ببعض فإنه من باب الأخذ بالأسباب؛ وليس على وجه الاستقلال.
6. ومن فوائد الآية: أن ما يريده الإنسان فهو إما جلب منفعة يحتاج إلى ولي يجلبها له؛ وإما دفع مضرة يحتاج إلى نصير يدفعها عنه.
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/16)
(أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ) (البقرة:108)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: إنكار كثرة الأسئلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الاستفهام: {أم تريدون} يقصد به الإنكار؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم محذراً من ذلك: "ذروني ما تركتكم فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم"؛ وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن أعظم المسلمين جرماً من سأل عن شيء لم يحرَّم فحُرِّم من أجل مسألته"؛ فهذا نهي، وإنكار على الذين يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم مسائل؛ والمطلوب من المسلم في زمن الوحي أن يسكت حتى ينزل ما أراد الله عز وجل من أمر أو نهي ..
2. ومن فوائد الآية: تأكيد ذم هذا النوع من الأسئلة؛ لقوله تعالى: {رسولكم}؛ فكأنه أراد أنه لما كان رسولكم، فالذي ينبغي منكم عدم إعناته بالأسئلة ..
3. ومنها: أن إرسال محمد صلى الله عليه وسلم من مصالحنا، ومنافعنا؛ لقوله تعالى: (رسولكم) ..
4. ومنها: أن كثرة الأسئلة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها مشابهة لليهود؛ لقوله تعالى: (كما سئل موسى من قبل).
5. ومنها: أنه لا ينبغي إلقاء السؤال إلا لمصلحة: إما رجل وقعت له مسألة يسأل عن حكمها؛ أو طالب علم يتعلم ليستنتج المسائل من أصولها؛ أما الأسئلة لمجرد استظهار ما عند الإنسان فقط؛ أو أقبح من ذلك من يستظهر ما عند الإنسان ليضرب آراء العلماء بعضها ببعض، وما أشبه ذلك؛ أو لأجل إعنات المسؤول، وإحراجه؛ فكل هذا من الأشياء المذمومة التي لا تنبغي ..
6. ومن فوائد الآية: ذم بني إسرائيل الذين أرسل إليهم موسى صلى الله عليه وسلم، حيث إن الله سبحانه وتعالى ذكرهم في هذه الآية على سبيل الذم ..
7. ومنها: أن اليهود كانوا سألوا موسى عن أشياء فكانت العاقبة فيها وخيمة: فقد سألوا عن أشياء بينت لهم؛ لكنهم لم يعملوا بها؛ فكانت نتيجة السؤال الخيبة ..
8. ومنها: إثبات رسالة موسى صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: {كما سئل موسى من قبل} يعني: وهو رسول ..
9. ومنها: ذم من استبدل الكفر بالإيمان؛ لقوله تعالى: {ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل؛ وهذا يشمل من بقي على كفره بعد عرض الإيمان عليه، ومن ارتد بعد إيمانه؛ فإنه في الحقيقة تبديل؛ لأن كل مولود يولد على الفطرة؛ فإذا كفر فقد تبدل الكفر بالإيمان ..
10. ومنها: أن من اختار الكفر على الإيمان فهو ضال ..
11. ومنها: عكس هذه المسألة: أن من يتبدل الإيمان بالكفر فقد هُدي إلى سواء السبيل ..
12. ومنها: الرد على الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان ليس له إرادة في عمله، وأنه مجبر عليه؛ لقوله تعالى: {ومن يتبدل الكفر بالإيمان} ..
13. ومنها: أنه يجب على السائل أن يعمل بما أجيب به؛ لأنه إذا علم ولم يعمل فقد تبدل الكفر بالإيمان من بعد ما تبين له أنكر؛ فالواجب على المرء إذا سأل من يثق به أن يعمل بقوله؛ ولهذا قال العلماء: ومن سأل مفتياً ملتزماً بقوله حرم عليه أن يسأل غيره؛ لأنه حين سأله كان يعتقد أن الذي يقوله هو الشرع؛ فإذا كان يعتقد هذا فلا يسأل غيره؛ نعم، إذا سأل إنساناً يثق به بناءً على أن فتواه هو الشرع، وأفتاه، ولكنه سمع في مجلس عالم آخر حكماً نقيض الذي أُفتي به مدعَّماً بالأدلة، فحينئذ له أن ينتقل؛ بل يجب عليه؛ أو سأل عالماً مقتنعاً بقوله للضرورة. لأنه ليس عنده في البلد أعلم منه. على نية أنه إذا وجد أعلم منه سأله؛ فهذا أيضاً يجوز أن يسأل غيره إذا وجد أعلم منه.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:109)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: بيان شدة عداوة اليهود، والنصارى للأمة الإسلامية؛ وجه ذلك أن كثيراً منهم يودون أن يردوا المسلمين كفاراً حسداً من عند أنفسهم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/17)
2. ومنها: أن الكفر بعد الإسلام يسمى ردة؛ لقوله تعالى: {لو يردونكم}؛ ولهذا الذي يكفر بعد الإسلام لا يسمى باسم الدين الذي ارتد إليه؛ فلو ارتد عن الإسلام إلى اليهودية، أو النصرانية لم يعط حكم اليهود، والنصارى ..
3. ومنها: أن الحسد من صفات اليهود، والنصارى.
4. ومنها: تحريم الحسد؛ لأن مشابهة الكفار بأخلاقهم محرمة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"؛ واعلم أن الواجب على المرء إذا رأى أن الله أنعم على غيره نعمة أن يسأل الله من فضله، ولا يكره ما أنعم الله به على الآخرين، أو يتمنى زواله؛ لقوله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله} [النساء: 32]؛ والحاسد لا يزداد بحسده إلا ناراً تتلظى في جوفه؛ وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة؛ فهو مع كونه كارهاً لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه؛ لأنه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود؛ ثم إن الحاسد أو الحسود. مهما أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلاً فيها؛ لأنه لابد أن يرى في غيره نعمة أكثر مما أنعم الله به عليه، فيحتقر النعمة؛ حتى لو فرضنا أنه تميز بأموال كثيرة، وجاء إنسان تاجر، وكسب مكسباً كبيراً في سلعة معينة تجد هذا الحاسد يحسده على هذا المكسب بينما عنده ملايين كثيرة؛ وكذلك أيضاً بالنسبة للعلم: بعض الحاسدين إذا برز أحد في مسألة من مسائل العلم تجده. وإن كان أعلم منه. يحسده على ما برز به؛ وهذا يستلزم أن يحتقر نعمة الله عليه؛ فالحسد أمره عظيم، وعاقبته وخيمة؛ والناس في خير، والحسود في شر: يتتبع نعم الله على العباد؛ وكلما رأى نعمة صارت جمرة في قلبه؛ ولو لم يكن من خُلُق الحسد إلا أنه من صفات اليهود لكان كافياً في النفور منه.
5. ومن فوائد الآية: علم اليهود، والنصارى أن الإسلام منقبة عظيمة لمتبعه؛ لقوله تعالى: {حسداً}؛ لأن الإنسان لا يحسد إلا على شيء يكون خيراً، ومنقبة؛ ويدل لذلك قوله تعالى: {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم} [البقرة: 105].
6. ومنها: وجوب الحذر من اليهود، والنصارى؛ ما دام كثير منهم يودون لنا هذا فإنه يجب علينا أن نحذر منهم.
7. ومنها: بيان خبث طوية هؤلاء الذين يودون لنا الكفر؛ لقوله تعالى: {من عند أنفسهم}؛ ليس من كتاب، ولا من إساءة المسلمين إليهم؛ ولكنه من عند أنفسهم: أنفس خبيثة تود الكفر للمسلمين حسدا ً.
8. ومنها: أن هؤلاء الذين يودون الكفر للمسلمين قد تبين لهم الحق؛ فلو كانوا جاهلين بأن المسلمين على حق، وقالوا: "لا نريد أن نكون على دين مشكوك فيه" لكان لهم بعض العذر؛ ولكنهم قد تبين لهم الحق، وعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم حق، وأن دينه حق، وأن المؤمنين على حق؛ ومع ذلك فهم يودون هذه المودة، ويسعون بكل سبيل أن يصلوا إلى غايتهم؛ فمن أحب شيئاً سعى في تحصيله؛ فكثير من هؤلاء اليهود والنصارى يسعون بكل ما يستطيعون من قوة مادية، أو أخلاقية، أو غيرهما ليردوا المسلمين بعد الإيمان كفاراً.
9. ومن فوائد الآية: مراعاة الأحوال، وتطور الشريعة، حيث قال تعالى: {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}.
10. ومنها: أن الذم إنما يقع على من تبين له الحق؛ وأما الجاهل فهو معذور بجهله إذا لم يقصر في طلب العلم.
11. ومنها: جواز مهادنة الكفار إذا لم يكن للمسلمين قوة.
12. ومنها: إثبات الحكمة لله عز وجل، حيث أمر بالعفو، والصفح إلى أن يأتي الله بأمره؛ لأن الأمر بالقتال قبل وجود أسبابه، وتوفر شروطه من القوة المادية والبشرية، ينافي الحكمة.
13. ومنها: الرد على منكري قيام الأفعال الاختيارية بالله عز وجل؛ والذي عليه أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى فعال لما يريد فعلاً يليق بجلاله وعظمته، وما تقتضيه حكمته؛ لقوله تعالى: {حتى يأتي الله بأمره} ..
14. ومنها: ثبوت القدرة لله عز وجل، وأنها شاملة لكل شيء؛ لقوله تعالى: (إن الله على كل شيء قدير) 15. ومنها: الرد على المعتزلة القدرية؛ لأنهم يقولون: إن الإنسان مستقل بعمله؛ وإذا كان مستقلاً بعمله لزم من ذلك أن الله لا يقدر على تغييره؛ لأنه إن قدر على تغييره صار العبد غير مستقل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/18)
16. ومنها: بشارة المؤمنين بأن الله سبحانه وتعالى سيغير حالهم المقتضية للعفو والصفح، إلى قوة يستطيعون بها جهاد العدو.
17. ومنها: اتباع الحكمة في الدعوة إلى الله بالصبر، والمصابرة حتى يتحقق النصر، وأنْ تعامَل كل حال بما يناسبها.
--------------------------------------------------------------------------------
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة:110)
الفوائد:
1. من فوائد الآية: وجوب إقامة الصلاة؛ والصلاة تشمل الفريضة والنافلة؛ ومن إقامة الفرائض كثرة النوافل؛ لأنه جاء في الحديث (1) أن النوافل تكمل بها الفرائض يوم القيامة؛ ما من إنسان إلا وفي فريضته نقص؛ لكن هذه النوافل تكملها، وترقعها ..
2. ومنها: وجوب إيتاء الزكاة. يعني لمستحقيها ...
3. ومنها: أن الصلاة أوكد من الزكاة؛ ولهذا يقدمها الله عليها في الذكر ..
4. ومنها: أن إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة من أسباب النصر؛ لأن الله ذكرها بعد قوله: {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} [البقرة: 109]؛ وقد جاء ذلك صريحاً في قوله تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكنَّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج: 40، 41] ..
5. ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يتشاغل بالأهم فالأهم مع الدعوة إلى الله عز وجل ..
6. ومنها: أن كل خير يقدمه العبد لربه عز وجل فإنه سيجد ثوابه عنده ..
7. ومنها: أن الثواب عام لجميع الأعمال صغيرها، وكبيرها؛ لقوله تعالى: {من خير}؛ فإنها نكرة في سياق الشرط؛ فتفيد العموم؛ فأيّ خير قدمته قليلاً كان، أو كثيراً ستجد ثوابه؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" (2) ..
8. ومنها: الترغيب في فعل الخير، حيث إن الإنسان يجد ثوابه عند ربه مدخراً له. وهو أحوج ما يكون إليه ...
9. ومنها: أن الإنسان إذا قدم خيراً فإنما يقدمه لنفسه؛ لقوله تعالى: {وما تقدموا لأنفسكم من خير}؛ ولهذا ليس له من ماله إلا ما أنفق لله؛ وما أخره فلوارثه ..
10. ومنها: عموم علم الله سبحانه وتعالى بكل ما نعمل ..
11. ومنها: التحذير من المخالفة؛ لقوله تعالى: (إن الله بما تعملون بصير)
يتبع إن شاء الله(23/19)
قاعدة فقهية للدراسة
ـ[المنصور]ــــــــ[29 - 10 - 03, 05:18 ص]ـ
ذكر ابن دقيق العيد في شرح العمدة < كتاب الجهاد > تحت الحديث الثامن أن تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دارت بين التشريع، والحكم الذي يتصرف به ولاة الأمر: فهل يحمل على التشريع أو على الثاني، وقال: الأغلب حمله على التشريع.
وأرغب من الإخوة إرشادي إلى المزيد حول هذه القاعدة، ومدى صحتها، وذكر بعض الفروع عليها.
وفق الله الجميع.
ـ[مسلم2003]ــــــــ[29 - 10 - 03, 07:16 ص]ـ
يمكنك الرجوع إلى كتاب الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام ... للإمام العلامة شهاب الدين القرافي رحمه الله تعالى ..
وأفضل طبعاته التي حققها الشيخ عبد الفتاح أبي غدة رحمه الله
ففي هذا الكتاب تجد زيادة بيان لما تريد في هذه المسألة .. وإن تعذر عليك الحصول عليه، يمكنك مراجعة كتاب الفروق للقرافي أيضاً ..
والله أعلم
ـ[المنصور]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:52 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وهل من مزيد من المراجع
والسؤال كذلك موجه لبقية الإخوة في المنتدى
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[29 - 10 - 03, 06:32 م]ـ
هذه من المسائل المهمة وللعلم فكتاب ابن دقيق في شرح العمدة مترع (بالقواعد النفيسة جدا) والتى لو استخرجها مستحرج لاتي على كثير من ابواب الفقه والاصول والمقاصد.
وهذه القاعدة اعتنى بها في المقام الاول من نسج وصنف في مقاصد الشرع كالشاطبي والطاهر بن عاشور والذي اطال الكلام عليها في كتابه المقاصد و مثل لها.
وهم تكلموا عليها من حيث اصل التفريق أما من جهة ان الغالب على أحكام الرسول المشتبهه ان تكون من أحكام التشريع فهذا الحق اذا عدمت القرائن لانه عود بالاصل لان الاصل في احكام الرسول صلى الله عليه وسلم التشريع.
والان المتأمل فيه يجد انها كذلك بالاستقراء اليسير (بالنسبة لي).
وهذه القاعدة مهمة جدا لانه يندرج تحتها الكثير من الفروع التى وقع فيها الخلاف وقد غلا الامام الطاهر بن عاشور في عد بعض المسائل التى حكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلها من صنف أحكام الامام وظاهرها انها من أحكام النبي المشرع فليتنبه لهذا.
ـ[المنصور]ــــــــ[29 - 10 - 03, 10:49 م]ـ
أحسنت، ولكن:
يجب أن نتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إمام المسلمين في وقت النبوة، فهناك خيط رفيع دقيق بين مايصنف من أفعاله كتشريع أو من أفعال الإمام.
هذا هو محل السؤال.(23/20)
صفة رفع اليدين في الدعاء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 10 - 03, 05:22 ص]ـ
تختلف صفة رفع اليدين الدعاء بين عوام الناس فمنهم من يلصق اليدين ويضعهما محاذية لصدره، وبعضهم محاذية لعنقه، وبعضهم يفرق بين يديه وبعضهم يرفعهما رفعا شديدا .... الخ، فما هي السنة في رفع اليدين اثناء الدعاء؟
وفقكم الله.
ـ[الممتع]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:54 ص]ـ
هل من مجيب على هذا السؤال
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[29 - 10 - 03, 10:10 ص]ـ
ذكر الوصف الشيخ بكر أبو زيد - حفظه الله تعالى - في تصحيح الدعاء، وأذكر مما قاله: أنهما - اليدان - يكون باطنهما باتجاه السماء في محاذاة المنكبين. ولعلي آتيكم بنص كلامه والدليل عليه إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 10 - 03, 11:27 ص]ـ
هذا كلام الحافظ ابن رجب في فتح الباري
وفيه زيادة في الهيئات على ما ذكره الشيخ بكر في تصحيح الدعاء
- حدثنا محمد بن بشار: نا يحيى وابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: كان النبي
صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شي من دعائه إلا في
الاستسقاء، وإنه كان يرفع حتى يرى بياض إبطيه.
وقد سبق في الباب الماضي، في الرواية التي علقها عن أنس، أن النبي
صلى الله عليه وسلم رفع في دعائه يوم الجمعة بالاستسقاء حتى رئي بياض إبطيه.
ولا يوجد ذلك في كل النسخ، وقد ذكره – تعليقا – في ((كتاب الأدعية)) في آخر ((صحيحه)).
وروى معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن بركة، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، أن النبي
صلى الله عليه وسلم استسقى حتى رأيت – أو رئي – بياض إبطيه 0 قال معتمر: أراه في الاستسقاء.
خرجه ابن ماجه.
وقد رواه بعضهم، فلم يذكر: ((بركة)) في إسناده.
والصواب ذكره -: قاله الدارقطنى.
وبركة، هو: المجاشعي.
قال أبو زرعة: ثقة.
وقد تقدم حديث عائشة في الاستسقاء، وأن النبي
صلى الله عليه وسلم لم يزل يرفع حتى يرى بياض إبطيه.
وقول أنس: ((كان لا يرفع يديه إلا في الاستسقاء))، في معناه قولان:
أحدهما: أن أنسا اخبر عما حفظه من النبي
صلى الله عليه وسلم، وقد حفظ غيره عن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في الدعاء في غير الاستسقاء – أيضا.
وقد ذكر البخاري في ((كتاب الأدعية)): ((باب: رفع الأيدي في الدعاء)):
وقال أبو موسى، دعا النبي
صلى الله عليه وسلم، ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه.
وقال ابن عمر: رفع النبي
صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: ((اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد)).
ثم ذكر رواية الأويسي تعليقاً، وقد ذكرناها في الباب الماضي.
والثاني: أن أنساً أراد أنه لم يرفع يديه هذا الرفع الشديد حتى يرى بياض إبطيه، إلا في الاستسقاء.
وقد خرّج الحديث مسلم، ولفظه: كان النبي
صلى الله عليه وسلم لايرفع يديه في شىء من دعائه الا في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه. ومع هذا؛ فقد رأه غيره رفع يديه هذا الرفع في غير الاستسقاء – أيضا.
وقد خرّج البخاري في ((الأدعية)) من حديث أبي موسى، قال: دعا النبي
صلى الله عليه وسلم ;بماء فتوضأ، ثم رفع يديه، وقال: ((اللهم اغفر لعبيد أبي عامر)) ورأيت بياض إبطيه.
وخرّجه مسلم –أيضا.
وخرّجه مسلم من حديث شعبه، عن ثابت، عن أنس، قال: رايت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء، حتى يرى بياض إبطيه.
ولم يذكر في هذه الروايه الاستسقاء،لكن في روايه خرجها البيهقي: ((يعني: في الاستسقاء)).
[0 0 0 0 0 0] في هذا الحديث: قال شعبة: فأتيت علي بن زيد، فذكرت ذلك له، فقال: إنما ذلك في الاستسقاء. قلت: أسمعته من أنس؟
قالَ: سبحان الله 0 قلت: أسمعته من أنس؟ قالَ: سبحان الله.
وخرّج الإمام أحمد من حديث سهل بن سعد، قالَ: ما رأيت النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم شاهرا يديه قط يدعو على منبر ولا غيره، ما كانَ يدعو إلا يضع يديه حذو منكبيه، ويشير بإصبعه إشارة.
وخرّج أبو يعلى الموصلي بإسناد ضعيف، عن أبي برزة الأسلمي، أن النبي
صلى الله عليه وسلم رفع يديه في الدعاء حتى رئي بياض إبطيه.
وخرّج مسلم من حديث ابن عباس، عن عمر بن الخطاب، أن النبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/21)
صلى الله عليه وسلم يوم بدر استقبل القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه: ((اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آتني ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض))، فما زال يهتف بربه، مادا يديه، مستقبل القبلة حتى سقط رداءه عن منكبيه – وذكر الحديث.
قال الوليد بن مسلم في ((كتاب الدعاء)): نا عبد الله بن العلاء، قال: سمعت الزهري ومكحولا يقولان: لم نحفظ عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه كل الرفع إلا في ثلاث مواطن: عشية عرفة، وفي الاستسقاء، والانتصار.
ولا أعلم أحدا من العلماء خالف في استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء، وإنما اختلفوا في غيره من الدعاء، كما سنذكره في موضعه – إن شاء الله سبحانه
وتعالى.
وانما اختلفوا في صفة الرفع، على حسب اختلاف الروايات عن النبي
صلى الله عليه وسلم في ذلك في الاستسقاء.
وقد روي، عنه
صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء في هذا خمسة أنواع:
أحدها: الإشارة بإصبع واحدة إلى السماء.
روي عامر بن خارجة بن سعد، عن أبيه، عن جده سعد، أن قوما شكوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قحط المطر، فقال: ((اجثوا على الركب، وقولوا: يا رب، يا رب)) ورفع السبابة إلى السماء، فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم.
خرّجه الطبراني.
وخرّجه أبو القاسم البغوي في ((معجمه))، وعنده: عن عامر بن خارجة، عن جده سعد.
وترجم عليه ((سعد أبو خارجة)) يشير إلى أنه ليس سعد بن أبي وقاص.
[ .................................................. ........... ].
كل الرفع إلا في ثلاث مواطن: عشية عرفة، وفي الاستسقاء، والانتصار.
ولا أعلم أحداً من العلماء خالف في استحباب رفع اليدين في دعاء الاستسقاء، وإنما اختلفوا في غيره من الدعاء، كما سنذكره في موضعه - إن شاء الله سبحانه
وتعالى.
وإنما اختلفوا في صفة الرفع، على حسب اختلاف الروايات عن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم في ذَلِكَ في الاستسقاء.
وقد روي، عنه
صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء في هذا خمسة أنواع:
أحدها: الإشارة بإصبع واحدة إلى السماء.
روى عامر بن خارجة بن سعد،؟ عن أبية، عن جده سعد، أن قوماً شكوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قحط المطر، فقالَ: ((اجثوا على الركب، وقولوا: يا رب، يا رب)) ورفع السبابة إلى السماء، فسقوا حتَّى أحبوا أن يكشف عنهم.
خرجه الطبراني.
وخرجه أبو القاسم البغوي في ((معجمه))، وعنده: عن عامر بن خارجة، عن جده سعد.
وترجم عليهِ ((سعد أبو خارجة))، يشير إلى أنه ليس سعد بن أبي وقاص
[. . . . . . . . . . .. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .].
والإشارة بالإصبع، تارة تكون في الدعاء، كما روي عن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم، أنه كانَ يفعله في دعائه على المنبر كما تقدم في ((كتاب الجمعة)).
وقد تقدم قريباً حديث سهل بن سعد في ذَلِكَ.
وتاره تكون في الثناء على الله، كما الله، كما في التشهد، وكما أشار النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم بإصبعه بعرفة، وقال: ((اللَّهُمَّ، اشهد))، وكما أشار بإصبعه لما ركب راحلته، وقال: ((اللَّهُمَّ، أنت الصاحب في السفر)).
وروي عن أبي هريرة، أنه قالَ: إذا دعا أحدكم فهكذا - ورفع إصبعه المشيرة -وهكذا - ورفع يديه جميعاً.
خرجه الوليد بن مسلم في ((كتاب الدعاء)).
وروى عن ابن عباس، قالَ: والاستغفار: أن يشير بإصبع واحدة.
روي عنه مرفوعا وموقوفا، ذكره أبو داود.
وروى عن عائشة، قالت: إن الله يحب أن يدعا هكذا - وأشارت بالسبابة.
وروي عنها - مرفوعا.
وعن ابن الزبير، قالَ: إنكم تدعون أفضل الدعاء، هكذا - وأشار بإصبعه.
وعن ابن سيرين، قالَ: إذا أثنيت على الله، فأشر بإصبع واحدة.
وعن ابن سمعان، قالَ: بلغنات أنه الإخلاص.
قالَ حرب: رأيت الحميدي يشير بالسبابة - يعني: في الدعاء -، ويقول: هذا الدعاء، ويقول: هذا السؤال.
وذهب طائفة من العلماء إلى أن المصلي إذا قنت لا يرفع يديه في دعاء القنوت، بل يشير بإصبعه.
ذكره الوليد بن مسلم في ((كتابه))، عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز ويزيد بن أبي مريم وابن حبان وإبراهيم بن ميمون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/22)
ونقل ابن منصور، عن إسحاق بن راهويه، قالَ: إن شاء رفع يديه، وإن شاء أشار بإصبعه.
النوع الثاني: رفع اليدين وبسطهما، وجعل بطونهما إلى السماء.
وهذا هوَ المتبارد فهمه من حديث أنس في رفع النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم يديه في دعاء الاستسقاء يوم الجمعة على المنبر.
وخرجه أبو داود من رواية محمد بن إبراهيم التيمي، قالَ: أخبراني من رأي النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم يدعو عندَ أحجار الزيت باسطا كفيه.
يعني: في الاستسقاء.
وقد خرج أبو داود وابن ماجه، عن ابن عباس - مرفوعا -: ((إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها)).
وإسناده ضعيف، وروى مرفوعا.
وروي - أيضا - عن ابن عمر وأبي هريرة وابن سيرين وغيرهم.
وروي حرب، عن الحميدي، قالَ هذا هوَ السؤال.
النوع الثالث: أن يرفع يديه، ويجعل ظهورهما إلى القبلة، وبطونهما مما يلي وجهه.
وخرج أبو داود من حديث محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير مولى آبي اللحم، أنه رأى النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم يستسقي عندَ أحجار الزيت، قائما يدعو، يستسقى، رافعا يديه قبل وجهه، لا يجاوز بهما رأسه.
وخرجه الإمام أحمد، وزاد: ((مقبلا بباطن كيفه إلى وجهه)).
وخرجه ابن حبان- بهذه الزيادة.
وخرجه جعفر الفريابي من وجه آخر، عن عمير، أنه رأى النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم قائما يدعو، رافعا كفيه قبل وجهه، لا يجاوز بهما رأسه، مقبلا ببطن كفيه إلى وجهه.
وخرج الإمام أحمد، من حديث خلاد بن السائب، أن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم كانَ إذا دعا جعل باطن كفيه إلى وجهه.
وفي رواية لهُ - أيضا -: كانَ النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم إذا جعل باطن كفيه إليه وإذا استعاذ جعل ظاهر هما إليه.
وفي إسناده اختلاف على ابن لهعية.
وخرجه جعفر الفرابي، وعنده - في رواية لهُ -: عن خلاد بن السائب، عن أبيه، أن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم كانَ إذا دعا جعل راحته إلى وجهه.
وذكر الوليد بن مسلم، عن ابن سمعان، قالَ: بلغنا أن رفع اليدين إلى المنكبين دعاء، وأن قلبهما والاستقبال ببطونهما وجه الإنسان تضرع، وأن رفعهما إلى الله جدا ابتهال.
وعن أبي عمرو، عن خصف الجزري، قالَ: رفع اليدين - يعني يكفيه -
تضرع، وهكذا - يعني: قلبهما مما يلي وجهه - رهبة.
النوع الرابع: عكس الثالث، وهو أن يجعل ظهورهما مما يلي وجه الداعي.
قالَ الجوزجاني: نا عمرو بن عاصم: نا حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد، عن أنس، أن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم استسقى ودعا هكذا - يقبل ببياض كفية على القبلة، وظاهر هما إلى وجهه.
ثُمَّ قالَ: وفي هذا بيان أنه قلب كفية، وجعل ظاهر هما إلى وجهه.
وقد تقدم في حديث خلاد بن السائب هذه الصفة -أيضا.
وروى عن ابن عباس، أن هذا هوَ الابتهال.
خرجه أبو داود.
وعنه قالَ: هوَ استجارة.
وروي عن أبي هريرة، أنه الاستجارة -أيضا.
خرجه الوليد بن مسلم.
وروي عن ابن عمر، قالَ: إذا سأل أحدكم ربه، فليجعل باطن كفيه إلى
وجهه، وإذا استعاذ فليجعل ظاهرهما إلى وجهه.
خرجه جعفر الفريابي.
وروي عن عمر بن عبد العزيز، أنه كانَ يدعو إذا رفع يديه حذو منكبيه، ظهورهما مما يلي وجهه.
النوع الخامس: أن يقلب كفيه، ويجعل ظهورهما مما يلي السماء، وبطونهما مما يلي الأرض، مع مد اليدين ورفعهما إلى السماء.
خرج مسلم من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء.
وخرجه الإمام أحمد، ولفظه: رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستسقي، بسط يديه، وجعل ظاهر هما مما يلي السماء.
وخرجه أبو داود، وعنده: استسقى - يعني: ومد يديه -، وجعل بطونهما مما يلي الأرض، حتَّى رأيت بياض إبطيه.
وفي رواية: وهوَ على المنبر.
خرجها البيهقي.
وخرج أبو داود من رواية عمر بن نبهان، تكلم فيهِ.
وخرج الإمام أحمد من رواية بشر بن حرب، عن أبي سعيد الخدري، قالَ: كانَ رسول الله
صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة يدعو، هكذا، ورفع يده حيال ثندوتيه، وجعل بطون كفيه مما يلي الأرض.
وفي رواية لهُ - أيضا -: وجعل ظهر كفيه مما يل وجهه، ورفعهما فوق
ثندوتيه، وأسفل من منكبيه.
وبشر بن حرب، مختلف فيهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/23)
وقد تأول بعض المتأخرين حديث أنس على أن النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم لم يقصد قلب كفيه، إنما حصل لهُ من شدة رفع يديه انحاء بطونهما إلى الأرض.
وليس الأمر كما ظنه، بل هوَ صفة مقصود لنفسه في رفع اليدين في الدعاء.
روى الوليد بن مسلم بإسناده، عن ابن سيرين، قالَ: إذا سألت الله فسل ببطن كفيك، وإذا استخرت الله،فقل هكذا - ووجه يديه إلى الأرض -، وقال: لا تبسطهما.
وروى الإمام أحمد، عن عفان، أن حماد بن سلمة وصف النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم يديه بعرفة، ووضع عفان وكفيه مما يلي الأرض.
وقال حرب: رأيت الحميدي مد يديه، وجعل بطن كفيه إلى الأرض، وقال: هكذا الابتهال.
وحماد بن سلمة والحميدي من أشد الناس تشددا في السنة، وردا على من خالفها من الجهمية والمعتزلة ونحوهم.
وقد ذهب مالك إلى رفع اليدين في الاستسقاء على هذا الوجه:
ففي ((تهذيب المدونة)) في ((كتاب الصَّلاة)): ضعف مالك رفع اليدين عد الجمرتين، واستلام الحجر، وبعرفات، والموافق، وعند الصفا والمروة، وفي المشعر، ووالاستسقاء، وقد رئي مالك رافعا يديه في الاستقاء، حين عزم عليهم الإمام، وقد جعل بطونهما مما يلي الأرض، وقال إن كانَ الرفع فهكذا.
قالَ ابن القاسم: يريد في الاستسقاء في مواضع الدعاء.
وكذا ذكره أصحاب الشافعي:
ففي ((شرح المهذب)) في ((الاستسقاء)): قالَ الرافعي وغيره: قالَ العلماء: السنة لكل من الدعا لرفع بلاء أن يجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإن دعا لطلب شيء جعل بطن كفيه إلى السماء.
وقال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر من أصحابنا في كتابه ((الشافي)) في ((كتاب الاستسقاء)) في ((باب: القول في رفع اليدين في الدعاء وصفته))، ثُمَّ روى فيهِ حديث قتادة، عن أنس الذي خرجه البخاري في الدعاء وصفته))، ثُمَّ حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: كانَ النَّبيّ
صلى الله عليه وسلم يستسقى هكذا - ومد يديه، وجعل بطونهما مما يلي الأرض حتَّى بياض إبطيه.
ولم يذكر في الرفع وصفته غير ذَلِكَ، وهذا يدل على أنه علي أنه يرى أن هذا هوَصفته رفع اليدين في الاستسقاء، أو مطلقا؛ لكن مع رفع اليدين إلى السماء والاجتهاد في رفعهما، إلا أن يرى منه بياض الابطين.
صلى الله عليه وسلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:30 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع ج4 باب صلاة التطوع:
ولكن كيف يرفع يديه؟
الجواب: قال العلماء: يرفع يديه الى صدره ولايرفعهما كثيرا، لان هذا الدعاء ليس دعاء ابتهال يبالغ فيه الانسان بالرفع، بل دعاء رغبة، ويبسط يديه وبطونهما الى السماء، هكذا قال اصحابنا رحمهم الله.
وظاهر كلام اهل العلم: انه يضم اليدين بعضهما الى بعض كحال المستجدي الذي يطلب من غيره ان يعطيه شيئا، واما التفريج والمباعدة بينهما فلا اعلم له اصلا لا في السنة ولا في كلام العلماء.أ. هـ
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 10 - 04, 02:20 ص]ـ
للفائدة.
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[17 - 10 - 04, 05:29 م]ـ
دونك هذا الرابط، وإن كان كلام الشيخ عبد الرحمن كافيا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14187
ـ[صالح جزره]ــــــــ[17 - 10 - 04, 06:08 م]ـ
وانا اشارك اخواني في فائده تدل على ثبوت رفع اليدين في الصلاة باقرار النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري من قصة تاخر النبي عليه السلام وصلاة ابي بكر وحضوره عليه السلام وهو في الصلاة وتسبيح الناس واشارة النبي له ان ابق في مكانك الشاهد قال (فرفع يديه - اي ابوبكر - وقال الحمد لله) هذا اصل في سنه رفع اليدين بالدعا في الصلاة
والله اعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 09 - 06, 08:25 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خيرا.
من ميزات العلم أنه لايخْلَق، ولا يُمل، والحاجة إليه لاتنقطع.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 09 - 08, 01:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
للفائدة .... وإثراء الموضوع.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[02 - 09 - 08, 11:36 ص]ـ
أخرج أبو داود: (2/ 79):
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ عِكْرِمَةَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/24)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ الْمَسْأَلَةُ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ حَذْوَ مَنْكِبَيْكَ أَوْ نَحْوَهُمَا وَالِاسْتِغْفَارُ أَنْ تُشِيرَ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ وَالِابْتِهَالُ أَنْ تَمُدَّ يَدَيْكَ جَمِيعًا
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ فِيهِ وَالِابْتِهَالُ هَكَذَا وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَجَعَلَ ظُهُورَهُمَا مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ
[قال الألباني:وهذا إسناد صحيح مرفوع، رجاله ثقات كلُّهم؛ وللعباسى بن عبد الله بن
معبد فيه شيخان:
الأول: عكرمة، وهذا رواه عن ابن عباس موقوفاً.
والآخر: أخوه إبراهيم بن عبد الله، وقد رواه عن ابن عباس مرفوعاً.
والرفع زيادة، وهي من ثقة فيجب قبولها لا سيما ومثله لا يقال بمجرد الرأي] (صحيح أبي داود (5/ 229)
و أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة" (58/ 184/2)
،
و أخرجه الحاكم (4/ 320):
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: هَكَذَا الإِخْلاصُ، يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ، وَهَذَا الدُّعَاءُ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَهَذَا الابْتِهَالُ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا
و أخرجه البيهقي في (السنن الكبرى) (2/ 133):
عَنْ عَبَّاسٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «هَكَذَا الإِخْلاَصُ». يُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ الَّتِى تَلِى الإِبْهَامَ: «وَهَذَا الدُّعَاءُ». فَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ: «وَهَذَا الاِبْتِهَالُ». فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا.
قال الذهبي: (تابعه الدراوردي و ابن عيينة مختصرا. ورواه وهيب، عن العباس بن عبد الله بن معبد فقال: عن عكرمة، عن ابن عباس قوله.) [المهذب: 2/ 580]
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[02 - 09 - 08, 02:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن ما هي صفة رفع اليدين في قنوت الوتر؟
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[02 - 09 - 08, 09:59 م]ـ
هل من مجيب على سؤالي أيها الأخوة الأفاضل؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[03 - 09 - 08, 03:45 ص]ـ
روى ابن أبي شيبة (2/ 107)
حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن سعيد عن جعفر بن ميمون عن أبي عثمان قال كان عمر بيقنت بنا بعد الركوع ويرفع يديه حتى يبدو ضبعاه ويسمع صوته من وراء المسجد.
حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عوف عن خلاس بن عمرو الخجري عن ابن عباس أنه صلى فقنت بهم في الفجر بالبصرة فرفع يديه حتى مد ضبعيه.
و روى محمد بن نصر المروزي (صلاة الوتر) (288)
عن الأسود، أن عبد الله بن مسعود: «كان يرفع يديه في القنوت إلى صدره»
وعن وكيع، عن محل، عن إبراهيم قال: «قل في الوتر هكذا، ورفع يديه قريبا من أذنيه، ثم ترسل يديه»
و أخرج عبد الرزاق (7952)
عن إبراهيم أن ابن مسعود كان يرفع يديه في الوتر ثم يرسلهما بعد
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 09 - 08, 04:12 م]ـ
قال الشيخ / بكر أبوزيد رحمه الله تعالى في كتابه: (تصحيح الدعاء) ص115 ومابعدها:
(يرفع الداعي يديه إلى منكبيه , أو نحوهما , ضاماً لهما غير مفرقتين؛ باسطاً بطونهما نحو السماء , وظهورهما نحو الأرض , وإن شاء قنّع بهما وجهه , وظهورهما نحو القبلة , وتكونان طاهرتين , نظيفتين , مكشوفتين غير محجوبتين بحائل.
صفات الرفع ثلاث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما.
والإستغفار أن تشير بأصبع واحدة.
والإبتهال أن تمد يديك جميعا ".
رواه أبو داود , والطبراني في: الدعاء , وله طرق أخرى , يصح بمجموعهما.
وقد جاءت الأحاديث من فعل النبي صلى الله عليه وسلم مبينة مقام كل حالة من هذه الصفات الثلاث , لا أنها من اختلاف التنوع فليتنبه) أ. هـ.
ثم ذكر رحمه الله بيان مقام الدعاء العام ... ثم مقام الاستغفار ... ثم مقام الابتهال.
-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/25)
ـ[أحمد القزاز]ــــــــ[04 - 09 - 08, 10:13 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[05 - 09 - 08, 09:03 ص]ـ
قال الشيخ / بكر أبوزيد رحمه الله تعالى في كتابه: (تصحيح الدعاء) ص115 ومابعدها:
(يرفع الداعي يديه إلى منكبيه , أو نحوهما , ضاماً لهما غير مفرقتين؛ باسطاً بطونهما نحو السماء , وظهورهما نحو الأرض , وإن شاء قنّع بهما وجهه , وظهورهما نحو القبلة , وتكونان طاهرتين , نظيفتين , مكشوفتين غير محجوبتين بحائل.وهل ينطبق كشفهما على النساء كذلك؟؟
صفات الرفع ثلاث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما.
والإستغفار أن تشير بأصبع واحدة.
والإبتهال أن تمد يديك جميعا ".
رواه أبو داود , والطبراني في: الدعاء , وله طرق أخرى , يصح بمجموعهما.
وقد جاءت الأحاديث من فعل النبي صلى الله عليه وسلم مبينة مقام كل حالة من هذه الصفات الثلاث , لا أنها من اختلاف التنوع فليتنبه) أ. هـ.
ثم ذكر رحمه الله بيان مقام الدعاء العام ... ثم مقام الاستغفار ... ثم مقام الابتهال.
-
..............................
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[05 - 09 - 08, 09:29 م]ـ
هل من مجيب
ـ[عبدالناصر ابو جمال]ــــــــ[05 - 09 - 09, 11:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الاحبة حسب عمي الناقص انه لم يرد حديث واحد صحيح واقول صحيح يثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رفع يده في القنوت من صلاة الوتر مع ورود اكثر من حديث صحيح تصف صلاة رسول الله الا انه لم يثبت اي حديث صحيح عن انه رفع يده بعض العلماء استدل بجواز الرفع قياسا بالنوازل الا ان اهل العلم من اهل الحديث قالوا بان هذا استدلال لايجوز فكيف وقد نقلت صلاة رسول الله ولم يثبت انه رفع يده في القنوت من الوتر لذا قال بعضهم لايرفع ودليلهم عدم وجود دليل على الرفع في هذه الحالة سؤال يطرح نفسه
هل اذا رفع الامام يديه في القنوت يرفع الماموم يديه او ينزلها وما دليل الحالة الاولى؟
جزاكم الله خير
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[06 - 09 - 09, 08:17 ص]ـ
الأصل رفع اليدين في الدعاء وهذا من آداب الدعاء ...
لعموم حديث: (( .... أشعث أغبر يمدُّ يديه إلى السماء: يارب يارب ... )) رواه مسلم.
أليس كذلك أحبتي الأفاضل ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 08 - 10, 11:19 م]ـ
رابط قد يفيد:
هل يرفع الداعي يديه عند الثناء على الله تعالى في القنوت؟
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63244)(23/26)
قول (يامن لاتراه العيون)
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:13 ص]ـ
فضيلة شيخنا العلامة: محمد الصالح العثيمين حفظه الله ورعاه ..
ماقولكم فيمن يقول في دعائه في القنوت في رمضان أو غيره: يامن لاتراه العيون أو يخصص [في الدنيا العيون] ولا تخالطه الظنون ولا يخشى الدوائر ولا تغيره الحوادث، ويقول: ياسامع الصوت وياسابق الفوت وياكاسي العظام لحما بعد الموت، ويقول: يامن يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار وعدد قطر الأمطار وعدد ورق الأشجار وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار ..
أفتونا مأجورين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب: هذه أسجاع غير واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيما ورد عنه من الأدعية ماهو خير منها من غير تكلف.
والجملة الأولى: يامن لاتراه العيون إن أراد في الآخرة أو مطلقا فخطأ مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح من أن الله تعالى يُرى في الآخرة. وإن أراد في الدنيا فإن الله تعالى يثنى عليه بالصفات الدالة على الكمال والإثبات لا بالصفات السلبية. والتفصيل في الصفات السلبية بغير ماورد من ديدن أهل التعطيل.
فعليك بالوارد، ودع عنك الجمل الشوارد.
كتبه محمد الصالح العثيمين في 12/ 8/1417هـ
المرجع: مجموع فتاوى الشيخ 14/ 143 - 144.
منقول
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:34 ص]ـ
دعاء: (يا من لا تراه العيون ... )
نصه الكامل هكذا: (يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون، ولا تغيره الحوادث، ولا يخشى الدوائر , ويعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما اظلم عليه الليل، وأشرق عليه النهار، ولا تواري سماء منه سماء، ولا أرض أرضاً، ولا بحر ما في قعره، ولا جبل ما في وعره، إجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك فيه) ...
هذا حديث اخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وهو أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، مر بأعرابي فسمعه يدعو بهذا الدعاء، فوهب له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذهباً لحسن ثنائه على الله كما في الحديث ...
قال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأذرمي وهو ثقة.
وقد أخرجه ابن الجزري في عدة الحصن الحصين، وقال الشوكاني في شرحه لهذا الحديث:
(قوله "يا من لا تراه العيون" أي في الدنيا، وأما في الآخرة فقد صحت السنة المتواترة بان العباد يرون ربهم عز وجل، ولا التفات إلى المجادلات الواقعة من المعتزلة فكلها خيالات مختلة، وعلل معتلة، وما تمسكوا به من الدليل القرآني فهو معارض بمثله من القرآن، والرجوع إلى السنة المتواترة واجب على كل مسلم، وأما ما تمسكوا به من الأدلة العقلية فهو السراب الذي يحسبه الظمآن ماءاً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وليس لنا في هذا إلا ما جاءنا من طريق الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد جاءنا بما لا تبقى معه شبهة، ولا يرفعه ولا يدخله خيال) أ. هـ
فإن صح الحديث فهو دعاء مأثور طالما أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أقر الأعرابي عليه، بل وأعجب به، وعبر عن إعجابه بما وهب للأعرابي ...
ولعل الأخوة هنا يبينون لنا صحته من ضعفه ... وهل ما ذكره في مجمع الزوائد مسلم به أم لا ...
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - 04 - 09, 04:37 ص]ـ
فعليك بالوارد، ودع عنك الجمل الشوارد.
جزاك الله خيرا أخي الكريم ..
وبالمناسبة: أردت وضع موضوع يتكلم عن دعاء نُسب إلى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - وهو لم يثبت عنه؛ لكن مخافة أن يُحذف الموضوع كما هو الغالب في مواضيعي!!
قلت: لماذا لا أرفقه هنا ما دام أن ثمة فتوى للشيخ تدل على أنه لم يتفوه بالدعاء الذي قيل عنه؟!
هذا هو الموضوع، وقد عنونته بـ (دعاء منسوب إلى الشيخ ابن عثيمين وهو غير وارد عنه):
(تنبيه مهم جدًا)!!!
ورد إلينا عبر البريد الإلكتروني أنه نُسب إلى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله قوله:
أفضل الدعاء:
[اللهم إني أسألك الأنس بقربك]
يتحقق للمؤمن فيها أربع:
1 - عز من غير عشيرة.
2 - علم من غير طلب.
3 - غنى من غير مال.
4 - أنس من غير جماعة.
وهذه النسبة إلى الشيخ غير صحيحة إطلاقاً حيث كان فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى يتحرى أن يدعو بالدعاء الوارد ويختار الجوامع من الدعاء إتباعاً للسنة وكان من عباراته المشهورة قوله رحمه الله: (عليك بالدعاء الوارد ودع عنك الجمل الشوارد).
ولا شك أن هذا الدعاء المنقول غير وارد فلا تصح نسبته إلى الشيخ ولذا جرى التنبيه.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ,,,
القسم العلمي ..
في مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية ..
http://www.ibnothaimeen.com/all/shaikh/article_18079.shtml(23/27)
(دعوة للنقاش) دعاء الإستفتاح في بداية التراويح وليس في كل تسليمة ..
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:09 ص]ـ
بالنسبة لمسألة دعاء الإستفتاح هل يقال في كل تسليمة في صلاة التراويح ..
أما الذي أذكره أنها بمثابة العبادة الواحدة فالدعاء في أولها فقط ولا يكرر ..
ومن كان عنده تفصيل فاليفد إخوانه فيه لأني رأيت بعض الإخوة من الأئمة يقرأه والناس تبع له ..
؟؟ هل من فائدة!!
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:56 ص]ـ
الشيخ رضا .. ابن معين .. المسيطر .. ليس حصراً والجميع ..
هل من فائدة في الموضوع؟؟
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:08 ص]ـ
بعد نقاش مع بعض العلماء والمشايخ تبين لي أن دعاء الإستفتاح يقال في كل تسليمة لكن لم يحل أي منهم على مرجع وأنا في طور البحث عن شيء مكتوب في ذلك.
ولعل الله ييسر ذكر الحجة في ذلك في وقت لا حق بإذن الله.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[04 - 11 - 03, 02:11 ص]ـ
أخي الفاضل ابن عبدالبر ـ سلمه الله ـ:
نصوص الاستفتاح عامة في كل صلاة، وتسليمات التراويح لا تخرج عن هذا العموم، وهذا واضح جداً، فلا وجه لاستشكال ذلك.
كما أن الأصل أن ما ثبت في الفريضة ثبت في النافلة، إلا ما استثناه الدليل.
ثم قولك ـ بارك الله فيك ـ: (بمثابة العبادة الواحدة فالدعاء في أولها فقط ولا يكرر) اهـ
لا يستقيم مع وجود التسليمتين بعد كل ركعتين، إذ كيف تكون عبادة واحدة، وهم يسلمون ويتكلمون بين كل ركعتين؟
بل هي أقرب إلى الصلوات المجموعة في السفر، ومعلومٌ أنه يستفتح في كل صلاةٍ حالَ الجمع في السفر وغيره.
والله أعلم ...
ـ[بو الوليد]ــــــــ[04 - 11 - 03, 06:09 ص]ـ
ولكن؛؛ هل يستحب الاستفتاح في كل ركعتين، أم الأولى تركها أحياناً؟؟
ـ[أخوكم]ــــــــ[05 - 11 - 03, 09:52 ص]ـ
قبل النقاش لنتعامل مع المسألة على أنها:
1 - من الفروع.
2 - أنه حتى من ترك الاستفتاح مطلقا فلا شيء عليه.
....
ومن باب المدارسة فدونكم هذا الحديث:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح صلاته إذا قام من الليل
" اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " (رواه مسلم 534/ 1)
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[06 - 11 - 03, 06:33 ص]ـ
شيخنا الفاضل .. أبا عبد الله نفعنا الله بعلمك ..
المسألة ليست بمستبعدة كثيرا على أن أحد الإخوة سأل أحد دكاترة الجامعات ممن يعطي إجازات حديثية .. فقال السائل هل دعاء الإستفتاح يقال في كل تسليمة فقال:لا بل في أولها لأنه دعاء استفتاح لكل الصلاة أهـ.
وله وجه من النظر حيث أن هذه العبادة التي تسمى بصلاة التراويح هكذا صفتها أنها مثنى مثنى ..
على أن ما ذكرتم ـ سددكم الله ـ هو الصواب.
وفقنا الله وإياكم للصواب وجميع المسلمين.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[25 - 10 - 04, 01:00 ص]ـ
هل من مزيد ..
ـ[أبو عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[25 - 10 - 04, 01:23 ص]ـ
سئل الشيخ سلمان العودة السؤال التالي:
في صلاة التراويح، هل يكفي استفتاح الصلاة في الركعتين الأول؟ لأني ألاحظ عند نقل صلاة التراويح من الحرم المكي البدء في قراءة الفاتحة مباشرة بعد تكبيرة الإحرام .... أفتونا مأجورين، ونفع الله بعلمكم.
الجواب
الأظهر في صلاة التراويح أنه يكفي الاستفتاح الأول.
تأريخ الفتوى: 3/ 5/1422
المصدر:
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******1.cfm?id=15083
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[25 - 10 - 04, 01:37 ص]ـ
نقل موفق أخي الكريم ..
ـ[المنصور]ــــــــ[25 - 10 - 04, 02:12 ص]ـ
جاء في الموسوعة الفقهية:
[ size=3] ثالِثًا: الِاسْتِفْتَاحُ فِي النَّوَافِلِ: 16 - يَرَى الْحَنَابِلَةُ: أَنَّ صَلَاةَ النَّافِلَةِ إذَا كَانَتْ بِأَكْثَرَ مِنْ سَلَامٍ وَاحِدٍ كَمَا فِي التَّرَاوِيحِ , وَالضُّحَى , وَصَلَاةِ السُّنَّةِ الرَّاتِبَةِ , إذَا كَانَتْ أَرْبَعًا وَصَلَّاهَا بِسَلَامَيْنِ , فَإِنَّهُ يَسْتَفْتِحُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ عَلَى الْأَصْلِ , لِأَنَّ كُلَّ رَكْعَتَيْنِ صَلَاةٌ مُسْتَقِلَّةٌ. وَفِي قَوْلٍ آخَرَ عِنْدَهُمْ: يَكْتَفِي بِاسْتِفْتَاحِ وَاحِدٍ فِي أَوَّلِ صَلَاتِهِ. وَإِنْ صَلَّى النَّافِلَةَ الرَّبَاعِيَّةَ بِسَلَامٍ وَاحِدٍ , فَقَدْ قَالَ الْحَنَفِيَّةُ: إنَّ النَّافِلَةَ الرَّبَاعِيَّةَ نَوْعَانِ: النَّوْعُ الْأَوَّلُ: شَبَّهُوهُ بِالْفَرِيضَةِ لِتَأَكُّدِهِ , وَهُوَ الْأَرْبَعُ قَبْلَ صَلَاةِ الظُّهْرِ , وَالْأَرْبَعُ قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ , وَالْأَرْبَعُ بَعْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ , فَهَذَا النَّوْعُ لَيْسَ فِيهِ إلَّا اسْتِفْتَاحٌ وَاحِدٌ فَقَطْ , وَهُوَ مَا يَقُولُهُ فِي أَوَّلِ الرَّكْعَةِ الْأُولَى. وَالنَّوْعُ الثَّانِي: مَا عَدَا ذَلِكَ مِنْ النَّوَافِلِ , وَفِي هَذَا النَّوْعِ اسْتِفْتَاحٌ آخَرُ يَقُولُهُ فِي أَوَّلِ الْقِيَامِ فِي الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ. قَالُوا: وَهَكَذَا الْحُكْمُ لَوْ نَذَرَ أَنْ يُصَلِّيَ أَرْبَعًا. وَوَجَّهُوهُ بِأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ فَرْضًا , إلَّا أَنَّهُ فِي الْأَصْلِ نَفْلٌ عَرَضَ لَهُ الِافْتِرَاضُ. قَالُوا: يَسْتَفْتِحُ الْمَرَّةَ الْأُخْرَى , لِأَنَّ كُلَّ اثْنَتَيْنِ مِنْ الْأَرْبَعِ صَلَاةٌ عَلَى حِدَةٍ , أَيْ مِنْ بَعْضِ الْأَوْجُهِ. قَالَ ابْنُ عَابِدِينَ: وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ لَيْسَتْ مَرْوِيَّةً عَنْ الْمُتَقَدِّمِينَ. وَإِنَّمَا هِيَ اخْتِيَارُ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ. قَالَ: وَفِي الْمَسْأَلَةِ قَوْلٌ ثَانٍ: أَنَّهُ يَسْتَفْتِحُ مُرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ كَالنَّوْعِ الْأَوَّلِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/28)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[15 - 08 - 10, 03:55 م]ـ
للفائدة، ومزيد من النقاش
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 08:39 ص]ـ
سبق الكلام عن ذلك في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113493
وفيه نقل عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أنه قال:
لا يكفي استفتاح واحد؛ وذلك لأن كل ركعتين منفصلتان عن الركعتين قبلهما، ولهذا لو بطلت الركعتان الأخريان هل تبطل الركعتان الأوليان؟ لا، فهما منفصلتان، كل واحدة لها استفتاح، كل واحدة لها سلام، كل واحدة لها واجبات مستقلة فلا يكفي استفتاح واحد، لكن الذي يغلب على الأئمة عفا الله عني وعنهم محبة الإسراع، ومن أجل ذلك كانوا يسقطون دعاء الاستفتاح,,,ا. هـ. (جلسات رمضانية1415هـ)
للفائدة:
وممن رجح أنه يكفي الاستفتاح الأول في صلاة التراويح الشيخ صالح آل الشيخ وفقه الله ذكر ذلك في تعليقه على زاد المعاد.(23/29)
بماذا يحصل أجر تفطير الصائم؟؟
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:12 ص]ـ
مع الإقبال على تفطير الصائمين فهل التفطير يكفي فيه التمرات؟ أم لا بد من الإشباع والإطعام؟؟
عندي فيها كلام .. لكن أحب أن أقرأ ما عند الإخوان ..
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:37 ص]ـ
طيب هات ما عندك لعلك تفتح شهية الأخوة للحوار والنقاش
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 10 - 03, 10:03 ص]ـ
عن زيد بن خالد الجهني قال: قال صلى الله عليه وسلم: " مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ".
رواه الترمذي (807) وابن ماجه (1746).
وصححه ابن حبان (8/ 216) والألباني في " صحيح الجامع " (6415).
والأجر الذي للمفطِّر إنما هو لمن أشبع لا لمن ابتدأ بالإطعام، فليس من قدَّم تمرة كمن ذبح شاة وأطعم خبزاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
والمراد بتفطيره: أن يُشبعه.
" الفتاوى الكبرى " (4/ 460).
والله أعلم
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[30 - 10 - 03, 08:27 ص]ـ
حديث زيد بن خالد المذكور ـ مع شهرته ـ إلا أنه منقطع، لأنه من رواية عطاء عن زيد، وهو لم يسمع منه، نعم، أحاديث كثيرة تشهد لمعناه.
والحديث يظهر لي أنه معلول، وصوابه هو ما أخرجه الشيخان من حديث زيد بن خالد: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا "، والله أعلم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:05 ص]ـ
الحديث صحيح بشواهده.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13773
تم وضع الرابط الصحيح.
## المشرف ##
ـ[المستفيد7]ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:29 ص]ـ
في الفروع لابن مفلح 3/ 73:
((ومَن فطَّر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر ه شيء.صححه الترمذي من حديث زيد بن خالد،
وظاهر كلامهم: اي شيء كان، كما هو ظاهر الخبر، وكذا رواه ابن خزيمة من حديث سلمان الفارسي وذكر فيه ثوابا عظيما ان اشبعه،
وقال شيخنا:مراده بتفطيره ان يشبعه)) اهـ.
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:31 ص]ـ
أحترم وجهة نظرك، ولكن أجب عن العلة التي ذكرت لك، فهي ما زالت باقية وقوية جداً، وأنا ذكرت خلاصة بحث لي في هذا الحديث، وقد قلت: إن معناه تشهد له أصول كثيرة، لكن الشأن في ثبوت سنده، وأنت تعلم الفرق بين غرض المحدث وبين غرض الفقيه.
وأنا بحمد الله ممن يحث على تفطير الصائم، وأتذكر قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي ثبت في صحيح مسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله ".
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:33 ص]ـ
أحسن الله إليك يا إحسان .. وحُلِّيت الكرامة يا حلية الأولياء .. وأنت أيها المفيد ..
والرابط أيها المنهال لا يعمل فلو أعدته جزيت الجنة.
بالنسبة لما ذكرت أخي من علة فقد وجدت المناوي نقل قول العقيلي ليس يروى هذا من وجه يثبت.
والمسالة تحتاج بحث.
وقد صحح الألباني الحديث في صحيح الجامع والترمذي والنسائي والمشكاة والترغيب .. وصحح الحديث شعيب الأرناؤوط في رياض الصالحين وفي صحيح ابن حبان 3429وقال رجاله ثقات رجال الصحيح.
قال المناوي: (من فطر صائماً) بعشائه وكذا بتمر فإن لم يتيسر فبماء.
قال ابن علان:أي ولو بالماء. دليل الفالحين 4/ 69
وجاء في نزهة المتقين: من فطر صائماً أي قدم له شيئاً يفطر عليه ولو تمرة أو شربة ماء 2/ 890
قال المباركفوري:قوله (من فطر صائماً):قال ابن الملك:التفطير جعل أحد مفطراص أي من أطعم صائماً قال القاري: أي عند إفطاره .. التحفة 3/ 533 وهناك آثار في الباب ذكرها تحتاج تحقيق.
في صحيح ابن خزيمة (ومن فطر صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجرة من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا: ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:يعطى الله تعالى هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن) (للتحقيق)
والنص يا أخي الفاضل ورد عاما في تفطيره فحصر التفطير في الإشباع لا دليل قاطع به .. والتفطير حصل بالتمرة والماء ..
ولا نختلف أن من فطر وأشبع كمن فطر بالتمرة فقط ..
وهذا ما رجحه بعض المحدثين المعاصرين من أمثال شيخنا الشيخ عبد العزيز السعيد حفظه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 10 - 03, 01:46 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين: واختلف العلماء في معنى " من فطر صائما " فقيل ان المراد من فطّره على ادنى ما يفطر به الصائم، ولو بتمره.
وقال بعض العلماء: المراد بتفطيره ان يشبعه، لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليله، وربما يستغني عن السحور.
لكن ظاهر الحديث ان الانسان لو فطر صائما ولو بتمرة واحدة، فإن له اجره.أ. هـ
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 01:21 ص]ـ
قول الأخ حلية الأولياء: (أحترم وجهة نظرك، وأجب عن العلة التي ذكرت لك، فهي ما زالت باقية وقوية جداً)!!
إن كان الكلام موجه إلي، فإنه لم يقرأ تحقيق الحديث جيدا.
ولعله يقرأه مرة الثانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/30)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 01:51 ص]ـ
الإخوة الأفاضل الذين يرون خلاف ما نقلته عن شيخ الإسلام:
لو أن واحداً منكم عمل إفطاراً لعشرة أشخاص، وذبح لهم شاة، وتكلف لهم.
وجاءوا إلى مسجد آخر صلاة المغرب فأعطاهم رجل كل واحد منهم تمرة وكوب ماء.
ثم جاءوا بعد الصلاة وتعشوا - أفطروا - عندكم
من الذي فاز بأجر التفطير؟؟
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:05 ص]ـ
الرابط الذي وضعته لا يعمل.
ثم إني قد درست هذا الحديث دراسة موسعة، والوقت لا يحتمل تنزيلها الآن، وما ذكرته لك هو خلاصة البحث، وما زلت ـ حتى الآن ـ أقول: إن العلة قوية، وقد جمعت طرق حديث زيد بن خالد، فإذا هي كلها مدارها على عطاء.
ومسألة التصحيح بالشواهد، هذه تحتاج إلى بحث آخر، فأنا مقتنع تماماً أنه حصل فيها توسع كبير، خاصة عند المتأخرين كالسخاوي والسيوطي والمعاصرين إلا من رحم الله.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:26 ص]ـ
أخي حلية الأولياء الرابط قد تم تعديله فهو يعمل بشكل صحيح .. وهو موجود في الموضوعات الأساسية في منتدى العلوم الشرعية ..
****
أخي إحسان أحسن الله إليك ..
فقد نقلت لك أخي الفاضل فهم العلماء في هذا ..
أما المثال الذي ضربته فلا يمكن أن تغفل من فطرك أول الإفطار وستقول ما أتيناهم إلا بعد أن أفطرنا في الطريق أو في مسجد كذا وكذا .. وهذا يسمى عشاء وليس إفطار - وجهة نظر -.
وحتى لو رجعنا لأصل التفطير في لغة العرب وجد تأييداً لما قاله من قبلي ..
قال ابن فارس: الفاء والطاء والراء أصل صحيح يدل على فتح شيء وإبرازه ومن ذلك الفطر من الصوم يقال:أفطر إفطاراً وقوم فطر أي مفطرون أهـ .. معجم المقاييس في اللغة (849)
ولو تأملت من فطر الصائم ولو باليسير فهو من فتح عليه الفطر ..
والله تعالى أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 06:07 م]ـ
بارك الله عليك أخي الفاضل
أنا أعلم أنه فهم للعلماء ونحن في صدد مناقشته وإلا فما الفائدة من طرح الموضوع أصلاً.
فهل يعني الحديث: الأولية؟!
بمعنى أن الأجر يكون لأول من يبل ريق الصائم بشربة ماء أو يفك صيامه بحبة تمر؟
ظاهر ما نقلتم عن بعض العلماء هو هذا
فهل هذا هو المقصود من الحديث؟
والمثال الذي ضربته ليس من نسج الخيال فهو يحدث آلاف المرات في كل يوم بل لعله ملايين على مستوى العالم.
ومثله:
رجل يعزم الناس على الإفطار وجهز لهم الطعام بأصنافه والشراب بألوانه وليس على مائدته رطب ولا تمر!
فقال أحد الحاضرين: معي رطب ومن السنة البداءة به وأعطى كل ضيف رطبة، فهل هو الذي حصَّل الأجر!؟
أنا أعلم أن للحديث فهمين أخي بارك الله عليك
لكنني آتي بأمثلى صحيحة واقعة للوصول إلى صحة فهم الحديث
والذي أراه أنه ليس معنى الحديث فيمن بل ريق الصائم ولا أول من أطعم صائماً بل المراد من أشبعه إلا من كان طعامه أصلا التمر والماء ويكفيه للسحور كحال بعض المعتكفين - مثلاً - أو في بعض البلاد الفقيرة فيكون المعنى صحيحا فيمن اقتصر على التمر والماء.
والله أعلم
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:44 م]ـ
إفطار الصائم بأي طعام أوشراب قليل أو كثير، هو ظاهر الحديث وتشهد له اللغة، وأمر آخر: وهو أنه - والله أعلم - ليس المقصود من
تفطير الصائم الإشباع بدليل أنه يجوز الأكل من إفطار الصائمين للغني والفقير، فليس المقصود الإشباع، فهذا له باب آخر وهو باب الصدقة،
فيحصل الأجر لإفطار الجميع، ثم إني أسأل الإخوة هل بعد أن يشرب شربة الماء ويأكل رطبات هل مايزال صائماً أم مفطراً؟
ـ[أبو نايف]ــــــــ[01 - 11 - 03, 12:26 ص]ـ
إذا شرب شربة ماء وأكل رطبات فقد أفطر
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[02 - 11 - 03, 06:15 ص]ـ
أخي إحسان وفقك الله ..
إعلم وفقك الله أني لا أنكر أن لكلامك حظ من النظر ..
ولم أطرح هذه المسألة إلا لإشكالات عندي أحب
أن أناقش فيها من هو مثلك من أهل العلم - دلنا الله وإياك على الصواب -
و ما تشهد له اللغة حيث كنت أتأمل في معاجمها إشارات على أن المفطر ولو باليسير قال سيبويه فطرته فأفطر وقال ابن منظور الفطر نقيض الصيام (5/ 3434).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/31)
ولعلي أكتب ما أتوصل إليه من نقول للعلماء وكذا من يجد فائدة في هذا الباب فليكتبها حتى نخرج بنتيجة في هذه المسألة ..
أخرج العقيلي وضعفه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والخطيب والأصبهاني في الترغيب عن سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال "يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وجعل صيامه فريضة وتطوع ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن تقرب أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن، من فطر فيه صائما كان له مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء. قلنا: يا رسول الله ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة من ماء، ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وهو شهر أوله وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، من خفف عن مملوكه فيه غفر له وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان ترضون بهما ربكم، وخصلتان لا غنى بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الجنة وتعوذون به من النار".
وفي مغني المحتاج للخطيب الشربيني:
(وروى أيضا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول حينئذ اللهم ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ويستحب له أن يفطر الصائمين بأن يعشيهم لخبر من فطر صائما فله أجر صائم ولا ينقص من أجر الصائم شيء رواه الترمذي وصححه.
فإن عجز عن عشائهم فطرهم على شربة أو تمرة أو نحوهما لما روي أن بعض الصحابة قال يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم فقال يعطي الله تعالى هذا الثواب من فطر صائما على ثمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن " وأن يكثر الصدقة ")
وفي المجموع شرح المهذب: يُسْتَحَبُّ أَنْ يَدْعُوَ الصَّائِمَ وَيُفَطِّرَهُ فِي وَقْتِ الْفِطْرِ، وَهَذَا لَا خِلَافَ فِي اسْتِحْبَابِهِ لِلْحَدِيثِ، قَالَ الْمُتَوَلِّي فَإِنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى عَشَائِهِ فَطَّرَهُ عَلَى تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ أَوْ لَبَنٍ، قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: {إنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ كُلُّنَا يَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ؟ فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُعْطِي اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ أَوْ مَزْقَةِ لَبَنٍ}.
..
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 10 - 04, 01:15 ص]ـ
للفائدة.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[14 - 10 - 04, 02:32 ص]ـ
إن كنتم تطرحون أدلة عقلية فأستطيع أن أجاريكم و أطرح دليل عقلي
مثال: لو أن أحدا عمل إفطارا لشخص و قدم له تمرات و ماء، و لم يأكل هذا الصائم بعد هذا الأكل شئ إلى و قت السحور فهل من قدم التمر و الماء لا يحصل على أجر الإفطار؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 - 10 - 04, 12:48 ص]ـ
أثابكم الله
لعل من الأمور التي تعين على الاقتراب من فقه هذا الحديث أن نتصور الحال التي كان عليها ذلك المجتمع .. أعني من الناحية الاقتصادية، فإذا علمنا أن نبينا محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يمر الهلال والهلالان والثلاثة ولا يوقد في بيته نار،ومات ـ بأبي هو وأمي ونفسي ـ ودرعه مرهونة عند يهودي، وحال أصحابه رضي الله عنهم أكثرها إلى الفقر أقرب، فكيف يقال باشتراط الاشباع؟!
يضاف إلى ذلك أن هديه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الإفطار كان الإطار على تمرات،فإن لم يجد حسا حسوات من ماء .. فهل يحصل بذلك إشباع بالمعنى الذي يرمي إليه بعض الإخوة [ما فيه مفاطيح!!]؟ !!
ولو قيل: من فطّر الصائم بما جرت به العادة في زمنه ومكانه فقد أتى بالمطلوب وحصل على الأجر ـ على افتراض صحة الحديث المذكور وإلا فأنا أميل إلى قول الذين يرون عدم ثبوت لفظه،وأن معناه صحيح ـ لو قيل بهذا لكان قولاً قريباً،وأقرب إلى القواعد ومراعاة الحال التي ورد فيها النص ـ على فرض ثبوته ـ،والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 05 - 05, 01:39 ص]ـ
فائدة استمعت لها هذا اليوم، وأخشى أن تذهب قبل أن يأتي رمضان:).
---
قال سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب الجامع من بلوغ المرام (الشريط الثالث) جوابا على سائل قال:
هل يلزم الإشباع عند تفطير الصائم حتى يكتب له مثل أجره؟
فقال سماحة الشيخ رحمه الله تعالى:
الأحاديث تدل على أنه مهوب لازم الإشباع.
فقال السائل: هل يكون له أجر؟
فقال رحمه الله تعالى:
يحصل الأجر حتى لو ما أشبعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/32)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 05 - 05, 03:08 ص]ـ
سؤال قبل رمضان:)
هل يدفع أحد منكم " إطعامه " للعشرة مساكين في كفارة اليمين - مثلاً - تمراًَ؟؟؟
يعني:
لو أعطى صاحب كفارة يمين عشرة مساكين كل واحد منهم صاعا أو نصف صاع من تمر، فهل يكون أطعمهم الكفارة المطلوبة منه؟
مجرد سؤال (قد) يبنى عليه شيء سبق الإشارة إليه
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 09 - 05, 07:56 ص]ـ
قرب الشهر
أسأل الله أن يبلغنا إياه ونحن وأنتم في عافية في ديننا ودنيانا
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 09 - 05, 10:19 ص]ـ
فائدة عابرة قد تبين وجه قول شيخ الإسلام:
فطَّر صيغة مبالغة، فلو قال من أفطر صائماً، أو قال من جعل صائماً يفطر، أو نحو ذلك لكان وجه شيخ الإسلام بعيداً، ولكان ظاهر اللغة كما قال العلمين ابن باز وابن عثيمن يدل على أدنى الإفطار، أما وإن صيغة المبالغة هي المعبر بها، فذلك يوجه قول العلم الإمام شيخ الإسلام.
ولايعني ذلك أن من قدم التمرات فهو خلي من الأجر لا والله (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره)، (ولايظلم ربك أحداً).
ولايفوتني التأمين على ما قاله شيخنا إحسان فآمين.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:59 م]ـ
للفائدة ..
ـ[إرشاد الساري]ــــــــ[20 - 09 - 06, 08:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يثار هذا الموضوع في هذا العام 1427هـ
ولم يبق على رمضان إلا القليل نسأل الله أن يبلغنا إياه وأن يعيننا على صيامه وقيامه
مشاركة مني أرى أن الإخوان حجروا واسعاً في فهم الحديث، فما دام أن الحديث ليس فيه ذكر للإشباع فلماذا التكلف والتضييق على الناس؟؟
ثم ألا يمكن أن يشترك في تفطير الصائم أكثر من شخص؟ وكلهم له مثل أجره وفضل الله واسع
وشكر الله لكم
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[23 - 09 - 06, 02:52 م]ـ
هذا تخريج لحديث زيد بن خالد الجهني. استقيته من كتاب الأخ الشيخ خالد الغصن، وعنوان الكتاب: (زوائد المحرر في الحديث على بلوغ المرام)، وهو تحت الطبع.
ويظهر من خلال نتيجة البحث صواب ماقاله الأخ الفاضل: حلية الأولياء بأنه منقطع بين عطاء وزيد.
وضع ما في الرمفق داخل المشاركة
## المشرف ##
عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (من فطَّر صائما كُتِبَ له مثل أجره، إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم شيءٌ) رواه الخمسة إلا أبا داود، وهذا لفظ أحمد، وصحَّحه الترمذي، وابن حبان.
========================
(1) أخرجه الترمذي (807) وابن ماجه (1746، 2759) والنسائي في الكبرى (3331) وأحمد (4/ 114 و 5/ 192) والدارمي (2/ 14، 275) والبزار (9/ 233 9 وابن خزيمة (3/ 277) والطبراني (5/ 256، 257) وابن حبان (8/ 216 و 10/ 489، 491) والبيهقي (4/ 240) وفي شعب الإيمان (3952) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان،
وابن ماجه (1746) والنسائي في الكبرى (3330) وعبد الرزاق (4/ 311) وابن خزيمة (3/ 277) والطبراني (5/ 255، 256) والبيهقي (4/ 240) وفي شعب الإيمان (4121، 4122) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى،
وابن ماجه (1746) من طريق حجاج بن أرطاة،
والطبراني (5/ 257) وفي الأوسط (2/ 7) والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 241) والبيهقي (4/ 240) من طريق سعيد بن حفص، عن معقل بن عبيد الله،
والطبراني (5/ 257) وفي الأوسط (7/ 351) وفي الصغير (2/ 89) من طريق يعقوب بن عطاء،
والطبراني (5/ 256) من طريق ابن أبي ذئب،
والطبراني (5/ 257) من طريق عمرو بن قيس،
والبيهقي في شعب الإيمان (3953) من طريق ابن جريج،
ثمانيتهم عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن خالد رضي الله عنه " بعضهم مطولاً وبعضهم مختصراً "، وهذا لفظ أحمد، والترمذي. وفي رواية معقل جُعِلَ عطاءُ مقروناً بعكرمة، وهو ابن خالد المخزومي.
دراسة الحديث والحكم عليه:
يتبيَّن من خلال هذا التخريج أنَّ الحديث مداره على عطاء بن أبي رباح، وقد رواه عنه جمعٌ من الرواة هكذا، وانفرد معقل بن عبيد الله بذكر " عكرمة بن خالد " مقروناً بعطاء، وهي زيادة غريبة؛ لعل الحمل فيها على من دونه وهو سعيد بن حفص النفيلي، فإنه صدوق تغير بأخرة (التقريب ص375). وعلى افتراض ثبوته عن عكرمة – وهو بعيد –؛ ففيه شبهة انقطاع، حيث لم يثبت لعكرمة سماعٌ من زيد بن خالد.
والحديث صحَّحه ابن خزيمة، وابن حبان كما تقدَّم، وقال الترمذي عقبه: ((هذا حديث حسن صحيح)). ومع ذلك ففيه انقطاع بين عطاء بن أبي رباح وزيد بن خالد، حيث نصَّ ابن المديني علىعدم سماع عطاء منه؛ والله أعلم [علل ابن المديني ص66 رقم 88].
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 08:35 م]ـ
زقد سمعت الشيخ الطريفي قبل سنتين يذكر بأن الحديث معلول.ز
وأظن أنه كرر ذلك في لقائه السابق في جامع الأميره نورة، فلعل من حضر يتحفنا بكلام الشيخ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/33)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[27 - 08 - 08, 01:46 ص]ـ
رفع الله قدركم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 08 - 09, 12:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[23 - 08 - 09, 05:50 م]ـ
سؤال: هل يلزم لحصول أجر تفطير الصائم أن أكون أول من فطره، أم يمكن أن أعطيه تمرا مثلا ويكون قد قد أكل قبلها شيئا؟
ـ[لبنى]ــــــــ[24 - 08 - 09, 02:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 08 - 10, 06:47 م]ـ
الحمد لله
من باب المذاكرة
الذي يظهر أن معنى: فطره، مثل: عشَّاه، وغداه، ونحوها.
فمن زارك وقدمت له تمرة أو شربة ماء، لن يقول: تعشيت عند فلان ولا تغديت عنده.
فهذا لا يكون قد غداه ولا عشاه لا لغة ولا عرفاً.
وكذا التفطر سواء بسواء.
ولو أن شخصا أعدَّ طعاما (رز ولحم وفاكهة ونحوها) ودعى له جماعة، وقبل أن يأكلوا قدم له شخص تمرة تمرة، ثم أكلوا من هذا الطعام ...
فهل يقول أحد: أن الذي أطعمهم هو صاحب التمرة؟!
****
ويترتب على ما ذكره الفضلاء أمر مهم، وهو:
التفطير الذي يحصل في كثير من المساجد عندنا ويتبرع له الناس بأموال طائلة (لغرض التفطير وإرادة ثوابه)، وهو أن القائم على التفطير يدفع هذه الأموال للطعام والشراب حين يتعاقد مع مطاعم تتولى ذلك، وفي كثير من الأحيان يأتي أشخاص بكميات من التمر، فيبدأ به الصائمون.
فعليه: هذه الأموال صرفت في غير وجهها؛ إذ الذي فطر، صاحب التمر، والباقي ليس لهم حظ في ثواب التفطير!
فعلى القائم بالتفطير أن يرى لذلك حلا!
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[07 - 08 - 10, 10:52 م]ـ
إذا كان للصوم شأن عظيم ومن فطر له أجر عظيم ... ونحن نعرف الأجر علي قدر المشقة ... كيف يحصل أجر الصائم بالماء والتمر فقط إذا كان عنده من الطعام مايشتهي الصائم لإفطاره، وأما إذا لم يستطيع إلا الماء والتمر فيحصل أجر الإفطار إن شاء الله وفضل الله عظيم، وكذلك إذا رأي صائما في الطريق وحان وقت المغرب وفطن ليس عنده شئ للإفطار فاشتري الماء والتمر وأعطاه فيحصل الأجر إن شاء الله. وأما إذا يريد أن يجهز إفطار الصائم كيف يليق له ان يجهز التمر والماء فقط ويتمني من الله الأجر العظيم ...(23/34)
إلى من عنده السنة للخلال أريد إسناد هذا الأثر
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[29 - 10 - 03, 05:29 م]ـ
رقم الأثر 1378 وهو عن عبد الله بن شقيق: (ما علمنا شيئا من الأعمال قيل تركه كفر إلا الصلاة)
وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 10 - 03, 11:43 م]ـ
(4/ 144)
1378_ حدثنا أبو عبدالله قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا الجريري عن عبدالله بن شقيق قال: ما علمنا شيئا من الأعمال قيل تركه كفر إلا الصَّلاة.
وللفائدة:
ذكر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في بداية تحقيقه للمسند (1/ 79)
هذا النص من كتاب السنة للخلال
((قال الخلال: أنبأنا محمد بن ابي هارون أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال: حضرت رجلا سأل أبا عبدالله فقال: يا أبا عبدالله، إجماع المسلمين على الإيمان بالقدر خيره وشره؟ قال نعم، قال: ولا نكفر أحدا بذنب؟ فقال أبو عبدالله: اسكت: من ترك الصلاة فقد كفر، ومن قال القرآن مخلوق فهو كافر))
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[29 - 10 - 03, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(23/35)
دعوها فإنها مأمورة
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[29 - 10 - 03, 09:37 م]ـ
هل هذا الحديث صحيح؟ عن ابن عمر قال قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادخل المدينة راشدا مهديا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فخرج الناس فجعلوا ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مر على قوم قالوا يا رسول الله ههنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها مأمورة - يعني ناقته - حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري.
كنز العمال وذكره البيهقي أيضا في دلائل النبوة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 12 - 05, 04:35 م]ـ
قال الدكتور مهدي رزق الله:
خبر قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة وقوله " دعوها فإنها مأمورة " رواه ابن سعد (1/ 236، 137) بسند متصل رجاله ثقات ما عدا الواقدي.
ورواه ابن إسحاق بإسناد حسن ...
" السيرة النبوية في ضوء المصار الأصلية " (ص 287).
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[16 - 12 - 05, 04:46 م]ـ
وهذه النتائج من موقع الدرر السنية
قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادخل المدينة راشدا مهديا، قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج الناس فجعلوا ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلما مر على قوم قالوا: يا رسول الله هاهنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها مأمورة. يعني ناقته
الراوي: عبد الله بن عمر - خلاصة الدرجة: باطل - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 2/ 424
--------------------------------------------------------------------------------
قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل المدينة راشدا مهديا، قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة فخرج الناس ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مر على قوم قالوا: يا رسول الله هاهنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها مأمورة ـ يعني ناقته ـ حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: باطل عن عبد الرحمن - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 3/ 1659(23/36)
هل يجوز ما يفعله البعض من الأكل أثناء آذان الفجر في رمضان؟
ـ[جنة]ــــــــ[30 - 10 - 03, 05:38 ص]ـ
و يستدلون على ذلك بأحاديث لا أذكرها الآن ..
لكن المسألة الثانية أن بعضهم يأكل أو يشرب عند الآذان دون أن يكون على المائدة!
فما هو حكم المسألتين بالتفصيل؟
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 05:58 ص]ـ
إن كان يأكل والطعام في فمه
فلا يضعها حتى يأكلها
أما كان قد استمر في الأكل والشرب وما زال المؤذن يؤذن
فإن كان يعلم أن المؤذن يؤذن قبل الوقت كما هو الحال في بلاد الإسلام اليوم
فلا حرج سواء أكل بعد أذان الفجر أو قبل أذان المغرب
طالما أنه متيقن من عدم دخول الوقت في الفجر ودخوله في المغرب
أما المسألة الثانية:
أرجو أن تبين ما المقصود منها
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 03:19 ص]ـ
فيه مسائل:
1 - الفجر يؤذن قبل موعد الفجر في جميع الدول الإسلامية على حد علمي، بدرجات متفاوتة بمعدل ربع إلى ثلث ساعة. فهذا مما يجب التنبه إليه.
2 - المغرب يؤذن دوماً في وقته. والخلل يقع فقط في تحديد وقتي الفجر والعشاء. وبالتالي لا يجوز الأكل قبل أذان المغرب.
3 - جواز الأكل والشرب حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وهذا يكون بعد صلاة الفجر. وفي الباب حديث حذيفة، وكذلك عمل الصحابة.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[31 - 10 - 03, 04:22 ص]ـ
الأخ محمد الأمين .. وفقه الله.
يتبين الخيط الأبيض بعد صلاة الفجر، تعني هذه الأيام، أو أيام الصحابة؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[31 - 10 - 03, 05:31 ص]ـ
قال الإمام الحافظ ابن رجب في شرح العلل 1/ 9:
فصل في سرد أحاديث اتفق العلماء على عدم العمل بها، وذكر منها:
ص (11) حديث الأكل في الصيام بعد الفجر، [عن حذيفة] قال
الجوزجاني: وهو حديث قد أعيى العلماء معرفته.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:02 ص]ـ
كلام الأخ محمد صحيح وبإمكانك الدخول إلى هذا الموقع وضع اسم مدينتك
واختر مختلف طرق الحساب وسترى
http://prayer.al-islam.com/default.asp?l=Arb
وهي طرق مختلفة في حساب زاوية الشمس قبل بلوغ الأفق.
وأبدر الحسابات هي حساب مصر، أقصد أنها قد تفرق 45 دقيقة عن طريقة شمال أمريكا.
غير أني جربت طريقة رابطة شمال أمريكا فوجدتها أقربهم للصواب وما هي إلا دقيقتين أو ثلاثة وترى فعلا النور المستعرض في الأفق.
جربوها يا شباب وأفيدونا، هل توافقونني
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:21 ص]ـ
قد ورد نحو هذا عن ابن عمر رضي الله عنهما.
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:11 ص]ـ
الأخ راجي رجمة ربه، ما هي الجهة التي يوافق توقيتها كلام الشيخ محمد الأمين، هل هي الهيئة العامة المصرية للمساحة؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:13 ص]ـ
الأخ / أنا مسلم، ما الذي ورد بنحوه من كلام ابن عمر رضي الله عنهما؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 02:14 م]ـ
الذي رأيته أقرب الأوقات للحق هو توقيت الاتحاد الإسلامي بأمريكا الشمالية وهو آخر وقت مقارنة بكل الجهات الأخرى التي تجدها على الرابط.
فضع اسم مدينتك والبيانات اللازمة وسترى توقيت الفجر الذي بعده يظهر الخيط الأبيض.
وأنصحك أن تختبر ذلك بنفسك وتفيدنا.
ويا إخوة مهما ثبت عن هذا أو ذاك فنص القرآن صريح في جوازا الأكل حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
وحتى تفيد الغاية.
وبعد هذا التوقيت لا يجوز الأكل أو الشرب
ولا تتعب نفسك بصحة أو ضعف الأثر لأنه معلول المتن حينئذ. وإلا فما فائدة حد الصحيح وشروطه الخمسة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 10 - 03, 02:31 م]ـ
صحّة حديث " إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده ... " ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3188&highlight=%C7%E1%E3%DE%C8%E1)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 03:36 م]ـ
أقول ما في صحيح البخاري صريح بأن ثبوت طلوع الفجر مانع للأكل والشرب، وهو الموافق للآية ولا محيد عن ذلك
فقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعن أحدكم أو أحدا منكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن أو ينادي بليل ليرجع قائمكم ولينبه نائمكم وليس أن يقول الفجر أو الصبح وقال بأصابعه ورفعها إلى فوق وطأطأ إلى أسفل حتى يقول هكذا
وقال زهير بسبابتيه إحداهما فوق الأخرى ثم مدها عن يمينه وشماله
قال الحافظ:
وكأنه جمع بين إصبعيه ثم فرقهما ليحكي صفة الفجر الصادق لأنه يطلع معترضا ثم يعم الأفق ذاهبا يمينا وشمالا , بخلاف الفجر الكاذب وهو الذي تسميه العرب " ذنب السرحان " فإنه يظهر في أعلى السماء ثم ينخفض , وإلى ذلك أشار بقوله رفع وطأطأ رأسه , وفي رواية الإسماعيلي من طريق عيسى بن يونس عن سليمان " فإن الفجر ليس هكذا ولا هكذا , ولكن الفجر هكذا " فكأن أصل الحديث كان بهذا اللفظ مقرونا بالإشارة الدالة على المراد , وبهذا اختلفت عبارة الرواة , وأخصر ما وقع فيها رواية جرير عن سليمان عند مسلم " وليس الفجر المعترض ولكن المستطيل ".
ثم أورد بعده البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم
وراجع الصفحة في هذا الرابط وما قبلها من صفحات لشروحات الأحاديث في الفتح
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=1006&SearchText= إن+بلالا+يؤذن& SearchType=exact&SearchLevel=exact&Scope=all&Offset=0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/37)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 06:13 م]ـ
بالنسبة لتوقيت صلاة الفجر والعشاء فقد بحثت الموضوع بتوسع في موضوع قديم لي، وللأسف ضاع مني رابطه.
هذا الموقع يساعدكم على حساب أوقات الصلاة:
http://www.islamicfinder.org/prayerCustomized.php?dayl=1&lang=arabic
أقرب هذه الطرق للواقع هي طريقة الاتحاد الإسلامي بشمال أميركا، حيث أن زاوية الشفق = 15 درجة
وعلى ما أذكر فالزاوية الحقيقية هي بين 13 إلى 14.5 (الشك مني)
ومن السهل على الإخوة تجربة ذلك، مع العلم أن أضواء المدينة قد تصعب قليلا المشاهدة البصرية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 06:50 م]ـ
أما جواز الأكل بعد الفجر فقد تكلم فيه الحافظ في فتح الباري (4\ 424 - 426 ط الغرباء) بكلام نفيس فليراجع.
وقال: وعلى هذا يجوز السحور في وقتٍ تجوز فيه صلاة الفجر، إذا غلب على الظن طلوع الفجر، ولم يتيقن ذلك.
ولينظر هذا الرابط:
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&MaksamID=753&DocID=11&ParagraphID=768&HitNo=1&Source=0&SearchString=G%24102%23%C3%D5%C8%CD%CA%20%C3%D5%C8 %CD%CA%230%232%230%23%23%23%23%23&Diacratic=1
وفيه كلام مهم لابن حزم
ـ[جنة]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:52 م]ـ
ليس الكلام على الاختلاف على التوقيت، إنما المسألة على من تيقن الفجر و أكمل سحوره سواء أكان على المائدة أم لا أو كان الإناء بين يديه أم لا.
هذا ما يبيحه البعض الآن!!!
أما ما ذكره محمد الأمين عن الحافظ ابن حجر في الفتح فما دليله على ذلك؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 01:39 ص]ـ
وعلى هذا يجوز السحور في وقتٍ تجوز فيه صلاة الفجر، إذا غلب على الظن طلوع الفجر، ولم يتيقن ذلك
حقيقة هناك إشكال في العبارة هذه.
أولا: إن ظن ولم يتيقين، فجاز له الأكل،
فهذه مفهومة أقصد طالما لم يتيقن. والعبرة باليقين.
أما المشكل هو كيف تجوز الصلاة والمرء ليس متيقنا من دخول الوقت، وهل في الصلاة يكفي الظن، بينما في الأكل لابد من اليقين؟؟
روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم
فهل يقال عند الإفطار أنه يجوز الصلاة في وقت قبل هذا حيث يظن الواحد دخول الوقت ولم يجز الإفطار بعد.؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 11 - 03, 04:00 ص]ـ
الذي ذكره ابن رجب (وليس ابن حجر) في فتح الباري في البحث المذكور أعلاه، هو جواز الصلاة إذا غلب على الظن دخول وقتها، بينما لا يتوقف عن الأكل والشرب حتى يتيقن بدخول الوقت.
وليراجع بحث ابن حزم فقد ذكر آثاراً كثيرة عن الصحابة والتابعين تؤيد ذلك.
=====
أما مسألة الخطأ في الحساب فمسألة أخرى وهي أكثر أهمية كذلك
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:30 م]ـ
إلى محمد الأمين:
1 - هل تقصد جواز الأكل بعد طلوع الفجر؟
2 - قام عبد الملك الكليب بعدة أبحاث وتجارب فوجد أول وقت للفجر عند زاوية ((16.5)) لا 13 أو 14 ... فوجب التنبيه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:43 م]ـ
1 - إذا كنت متيقناً بطلوع الفجر فلا تأكل (إذا إذا في يدك كأس ماء مثلا أو في فمك لقمة) وإما إذا ظننت طلوع الفجر ولم تتيقن بذلك فيجوز لك أن تأكل.
ويروى عن الأعمش أنه كان يقول لولا الشهرة لصليت الفجر ثم تسحرت! وكان أبو حنيفة يشنع عليه في تلك المسألة.
2 - 16.5 درجة خطأ حتماً ويخالف الواقع، وقد تم مناقشة هذا الأمر من قبل في موضوع سابق بهذا المنتدى، ثم تم إغلاقه وضاع مني: (
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:02 م]ـ
1 - بالنسبة للدرجة 16.5 فقد رأها الكليب في صحراء السعودية في وقت كانت السماء صافية وأنا نقلت لك من كتابه لا من قيل وقال وعلى العموم الرؤية في المدن غير معتبرة للضوء وعدم الوضوح فتنبه ولا تتعجل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:17 م]ـ
أعرف ذلك وقد رددت عليه لكن يبدو أن ذلك الموضوع قد حذف! ولا أدري لم ذاك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:34 م]ـ
الأخ محمد حفظه الله
موضوعك لم يحذ وهذا هو
سؤال وجواب عن الخطأ في حساب وقت صلاتي الفجر والعشاء ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4034)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:46 م]ـ
شيخنا عبد الرحمن جزاك الله خيرا
يبدو أني لم أستطع إيجاده لسببين:
1 - وضعي في خانة البحث محمد الأمين
2 - خطأ في الموضوع السابق في كتابة اسم "لعبد الملكالكليب"
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:14 م]ـ
لا يمكن الرد على 16.5 إلا إذا كان الكليب كذابا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:47 م]ـ
أو واهماً
ـ[ abouzied550] ــــــــ[05 - 11 - 03, 01:52 ص]ـ
السؤال الآن بالنسبة لي:
نحن في مصر الحبيبة / نمسك و نفطر خطأ إذا أمسكنا و أفطرنا و صلينا الفجر والمغرب علي ما ينشر في وسائل الايضاح و ما تسمي التقاويم المنتشرة في المساجد؟
و بالنسبة للكليب. فقد قرأت ردا علميا عليه في مجلة الازهر منذ أكثر من خمس سنوات من دكتورة متخصصة في الفلك و أثبتت من خلال البحث المنشور الي ضحالة علم هذا الرجل و أنه من غير المتخصصين و أنه يفتأت علي المتخصصين بما قال.
و أثبتت من خلال البحث أنه أيضا يستخدم مصطلحات علمية في غير مكانها الصحيح.
معذرة: هذا رأيها الذي قرأته.
فأرجو الرد كما عهدناكم بحسن الادب الإسلامي.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/38)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 11 - 03, 04:25 ص]ـ
الكاتب: أبو غسان المشاركات: 76 8 - 9 - 1424 هـ 04:09 م
السلام عليكم ورحمة الله
منذ فترة طويلة قرأت كتيب صغير للأخ عبدالملك الكليب يتحدث فيه عن وقت أذان الفجر، وقد ذكر فيه أنه رصد في ليلة صافية جدا - بعد المطر- نجوم الدرجة السادسة (لست عالما بالفلك لكن يبدو انها نجوم ذات إضاءة خافتة جدا لدرجة ان أقل كمية من الضوء يمكن أن تحجبها) فوجد أنها اختفت عندما كانت الشمس 16.5 درجة تحت الافق تقريبا وهذا يعني ان الفجر الكاذب - ناهيك عن الصادق - لم يحن بعد حتى هذه اللحظة. والفرق بين تقويم ام القرى وال 16.5 هو 12 دقيقة!!!!
http://www.muslm.org/showthread.php?s=&threadid=99566
قال محمد الأمين: فهذا يوضح أن تأثير ضوء الشمس يبدأ عند 16.5 درجة وليس معناه أن الفجر الصادق يبدأ عن ذلك الوقت، بل يبدأ عندما تصبح الشمس أقل من الـ15 درجة.(23/39)
من يعرف تفسير (الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)؟؟
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 06:54 ص]ـ
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
ما هو تفسيره؟
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:57 ص]ـ
قال النووي بالمنهاج
قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإِنْسَانِ مَجْرَىَ الدَّم).
قال القاضي وغيره: قيل: هو على ظاهره، وأنَّ اللهَ جعل له قوَّة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجاري دمه.
وقيل: هو على الاستعارة لكثرة إغوائه، ووسوسته فكأنَّه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه دمه.
وقيل: يلقى وسوسته في مسام لطيفة من البدن، فتصل الوسوسة إلى القلب، واللهُ أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:17 م]ـ
المعنى الثاني هو المتعين وهو المتبادر إلى الذهن إذا قرأنا القول ضمن الحديث الكامل بدون اقتطاع
عن علي بن حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته صفية بنت حيي فلما رجعت انطلق معها فمر به رجلان من الأنصار فدعاهما فقال إنما هي صفية قالا سبحان الله قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم
أخرجه البخاري
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[30 - 10 - 03, 11:11 م]ـ
قال المناوي رحمه الله:
_ (_ إن الشيطان _) _ أي كيده _ (_ يجري من ابن آدم _) _ أي فيه _ (_ چ
مجرى الدم _) _ في العروق المشتملة على جميع البدن قال القاضي _:_ وهذا إمّا چ
مصدر أي يجري مثل جريان الدم في أنه لا يحس بجريه كالدم في الأعضاء ووجهه چ
الشبه شدة الاتصال فهو كناية عن تمكنه من الوسوسة أو ظرف ليجري ومن الإنسان چ
حال منه أن يجري مجرى الدم كائناً من الإنسان أو بدل بعض من الإنسان أي يجري في الإنسان حيث يجري فيه الدم انتهى _._ وقال الطيبي _:_ عدى يجري بمن على
تضمنه معنى التمكن أي يتمكن من الإنسان في جريانه في عروقه مجرى الدم وقوله:مجرى الدم يجوز كونه مصدراً ميمياً وكونه اسم مكان وعلى الأول فهو تشبيه شبه كيد الشيطان وجريان وسوسته في الإنسان بجريان دمه وعروقه وجميع أعضائه
والمعنى أنه يتمكن من إغوائه وإضلاله تمكناً تاماً ويتصرف فيه تصرفاً لا مزيد عليه وعلى الثاني يجوز كونه حقيقة فإنه تعالى قادر على أن يخلق أجساماً لطيفة تسري في بدن الإنسان به سريان الدم فيه فإن الشياطين مخلوقة من نار السموم والإنسان من صلصال وحمأ مسنون والصلصال فيه نارية وبه يتمكن من الجري في أعضائه بدليل خبر البخاري معلقاً الشيطان جائم على قلب ابن آدم فإذا ذكر اللّه خنس وإذا غفل وسوس ويجوز كونه مجازاً يعني أن كيد الشيطان ووسوسته تجري في الإنسان حيث يجري منه الدم من عروقه والشيطان إنما يستحوذ على النفوس وينفث وساوسه في قلوب الأخيار بوسطة النفس الأمارة بالسوء ومركبها الدم ومنشأ قواها منه فعلاجه سد المجاري بالجوع والصوم لأنه يقمع الهوى والشهوات التي هي أسلحة الشيطان
وقال ابن الكمال _:_ هذا تمثيل وتصوير أراد تقرير أن للشيطان قوة التأثير في السرائر فإن كان متفرداً منكراً في الظاهر فإليه رغبة روحانية في الباطن بتحريكه تنبعث القوى الشهوانية في المواطن قال أعني ابن الكمال ومن لم يتنبه لحسن هذا التمثيل ضل في رد ذلك المقال وأضل
حيث قال _ {_ فيما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم _} _ كالدلالة على بطلان ما يقال إنه يدخل في بدن الآدمي ويخالطه لأنه إذا أمكنه ذلك لكان ما يذكره في باب المبالغة أحق أما إنه ضل فلأنه لم يدر أن الكلام المذكور مأخوذ من مشكاة النبوة مصبوب في قالب التمثيل والغرض منه بيان أن الشيطان منفور محذور منه في الظاهر مطبوع متبوع في الباطن والغرض من التمثيل المنقول عنه بيان كمال اهتمامه في أمر الإغواء وتصوير قوة استيلائه على ابن آدم من جميع الجهات وكل من التمثيلين على أبلغ نظام وأحسن وجه من الانطباع على مقتضى التمام وأما
أنه أضل فلأن الفخر الرازي ذلك الإمام الهمام نقله عنه نقل قبول حيث قال
قال القاضي هذا القول من إبليس كالدلالة على بطلان على ما يقال إنه يدخل في بدن الآدمي اهـ
وفيه دليل على أن الاجتهاد في نفي التهمة واجب وجوب إنفاء التهمة
الذنوب في مواقعها ووجود الشياطين وهم مردة الجن وقد نطق القرآن العظيم به وإنما خالف فيه الفلاسفة الضالون ومن اقتفى فيه أثرهم كالمعتزلة _._
_ ... _ _ (_ حم ق د ه عن أنس _) _ بن مالك _ (_ ق د عن صفية _) _ بنت حيي النضرية أم المؤمنين من ذرية هارون عليه السلام وهذا قاله وقد انطلق معها فمر به رجلان من الأنصار فدعاهما فقال إنها صفية قالا سبحان اللّه فذكره
قال الغزالي _:_ فانظر كيف أشفق على دينهما فحرسهما وكيف أشفق على أمته فعلمهم طريق التحرز من التهم حتى لا يتساهل العالم الورع المعروف بالدين في أحواله فيقول مثلي لا يظن به إلا خيراً إعجاباً منه بنفسه فإن أورع الناس وأتقاهم وأعلمهم لا ينظر الناس كلهم إليه بعين واحدة بل بعين الرضى بعضهم _،_ وبعين السخط بعضهم فيجب التحرز عن تهمة الأشرار _._ @ _[_ج2/ 358_]_
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/40)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 08:36 م]ـ
مجموع الفتاوىالثالث
للشخ عبدالعزيز بن باز
إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. .
أما بعد. . فقد نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها في شعبان من هذا العام أعني عام 1407 هـ أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن - الذي تلبس ببعض المسلمات في الرياض - إسلامه عندي بعد أن أعلنه عند الأخ عبد الله بن مشرف العمري المقيم في الرياض، بعدما قرأ المذكور على المصابة وخاطب الجني وذكره بالله ووعظه وأخبره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة ودعاه إلى الإسلام لما أخبره الجني أنه كافر بوذي ودعاه إلى الخروج منها، فاقتنع الجني بالدعوة وأعلن إسلامه عند عبد الله المذكور، ثم رغب عبد الله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي بالمرأة حتى أسمع إعلان إسلام الجني فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله فيها فأخبرني بالأسباب ونطق بلسان المرأة لكنه كلام رجل وليس كلام امرأة، وهي في الكرسي الذي بجواري وأخوها وأختها وعبد الله بن مشرف المذكور وبعض المشايخ يشهدون ذلك ويسمعون كلام الجني، وقد أعلن إسلامه صريحا وأخبر أنه هندي بوذي الديانة، فنصحته وأوصيته بتقوى الله، وأن يخرج من هذه المرأة ويبتعد عن ظلمها، فأجابني إلى ذلك، وقال: أنا مقتنع بالإسلام، وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعدما هداه الله له فوعد خيرا وغادر المرأة وكان آخر كلمة قالها: السلام عليكم.
ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه. ثم عادت إلي بعد شهر أو أكثر مع أخويها وخالها وأختها وأخبرتني أنها في خير وعافية وأنه لم يعد إليها والحمد لله، وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها فأجابت بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع وتشعر بميول إلى الدين البوذي والاطلاع على الكتب المؤلفة فيه، ثم بعدما سلمها الله منه زالت عنها هذه الأفكار ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة.
وقد بلغني عن فضيلة الشيخ علي الطنطاوي أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب، وأنه يمكن أن يكون كلاما مسجلا مع المرأة ولم تكن نطقت بذلك. وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر، وقد عجبت كثيرا من تجويزه أن يكون ذلك مسجلا مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها، فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب، هذا من أقبح الغلط ومن تجوبز الباطل، وزعم أيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان: وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ولا شك أن هذا غلط منه أيضا هداه الله وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان.
فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم. . وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعتّه ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فرده الله خاسئا
هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم: إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة وإن الله أمكنني منه فذعته فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم ثم ذكرت قول أخي سليمان رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فرده الله خاسئا وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس ورواه أحمد وأبو داود من حديث أبي سعيد وفيه: فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/41)
وخرج البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به جـ 4 ص 487 من الفتح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال فخليت عنه، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله. قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود، فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة " قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله " قال: " أما إنه قد كذبك وسيعود " فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود. . قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما فعل أسيرك البارحة " قلت: يا رسول الله، زعم أن يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: " ما هي؟ " قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة "؟ قال: لا قال " ذاك شيطان
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند جـ 4 ص 216 بإسناد صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي، قال: " ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا " قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير. وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى، بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة؟ فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله.
رد إرسل للشيخ علي الطنطاوي بتاريخ 2/ 11 / 1408 هـ
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ
قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ما نصه:
يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه " من المس " يعني: من الجنون. وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي: الجنون. يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنونا. ا هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/42)
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي: لا يقومون من قبورهم بوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا.
وقال ابن عباس رضي الله عنه آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق رواه ابن أبي حاتم، قال: وروي عن عوف ابن مالك وسعيد بن جبير، والسدي، والربيع بن أنس، وقتادة، ومقاتل بن حيان نحو ذلك. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس. ا هـ.
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق. (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه. وهذا مبسوط في موضعه).
وقال أيضا رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276 - 277 ما نصه. (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ").
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن أقواما يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني، يكذبون. هو ذا يتكلم على لسانه)، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان. وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك). ا هـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه:
(الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
وأما صرع الأرواح. فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه. ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع أثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها. وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه. فذكر بعض علاج الصرع. وقال: (هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/43)
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها.
إلى أن قال: وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم).
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع: يكون بقوة نفسه. وصدق توجهه إلى فاطر. هذه الأرواح وبارئها. والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان. فإن هذا نوع محاربة. والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل. فكيف إذا عدم الأمران جميعا، ويكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
والثاني من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا، حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله: (اخرج منه) أو يقول: (بسم الله) أو يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اخرج عدو الله أنا رسول الله
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه. ويقول قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب. فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا. . . إلى أن قال: وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا. .). انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره ذلك.
وقد وعد في كلمته أنه يرجع إلى الحق متى أرشد إليه فلعله يرجع إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق.
ومما ذكرنا أيضا يعلم أن ما نقلته صحيفة الندوة في عددها الصادر في 14/ 10 / 1407 هـ ص 8 عن الدكتور محمد عرفان من أن كلمة جنون اختفت من القاموس الطبي، وزعمه أن دخول الجني في الإنسي ونطقه على لسانه أنه مفهوم علمي خاطئ مائة في المائة. كل ذلك باطل نشأ عن قلة العلم بالأمور الشرعية وبما قرره أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وإذا خفي هذا الأمر على كثير من الأطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والأمانة والبصيرة بأمر الدين، بل هو إجماع من أهل السنة والجماعة، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، ونقل عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونفل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور.
وقد سبق في كلام ابن القيم رحمه الله أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه، وإنما أنكر ذلك جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم وزنادقتهم. فاعلم ذلك أيها القارئ وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة، بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان. .
تنبيه
قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة بل ذلك واجب من باب دفع الصائل ونصر المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يفعل ذلك مع الإنسي. .
وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم: ذعت الشيطان حتى سال لعابه على يده الشريفة عليه الصلاة والسلام وقال لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس وفي رواية لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وهكذا كلام أهل العلم، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق، واسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يمن علينا جميعا بإصابة الحق في الأقوال والأعمال، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم، ومن إنكار ما لم نحط به علما، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/44)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 08:38 م]ـ
مجوع الفتاوى لابن باز الثامن
إيضاح وتكذيب حول مسألة تلبس الجني بالإنسي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد اطلعت على ما نشرته صحيفة (المسلمون)، في عددها الصادر في يوم الجمعة 3/ 8 / 1416 هـ من الأسئلة الموجهة إلى علي بن مشرف العمري، وأجوبته عنها، وهذا نص ما ذكرته الصحيفة:
القرآن ليس شفاء لجميع الأمراض العضوية والنفسية.
ابن باز شيخي وأقرني على مذهبي الجديد.
أتحدى معالجة السرطان بالقرآن.
س: هل تعتبر جريان الشيطان من ابن آدم الوارد في الحديث جريانا غير حسي؟
ج: نعم، فعندنا نصوص تدل على هذا، ثم هو استعارة كما قال العلماء، فالحديث الوارد لا يفيد الجريان الحسي، ولو سلمنا جدلا بأنه جريان حسي، فهو خاص بالموسوس. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله في الموسوس.
س: إذن ما زلت تصر على أن الجني لا يمكن أن يتلبس بإنسي بأي حال من الأحوال؟
ج: أبدا لا يمكن أن يتلبس الجني بالإنسي.
س: إذا أنت لا تعترض إلا على من يقرأ على من به جني؟
ج: نعم. أنا لما كنت في أبها ألقيت محاضرة بذلك، وكنت في أبها قبلها، وقد ناقشت البعض فكان يرى عدم التلبس وأراه، ولما عدت لرأيه ألقيت المحاضرة في أبها وكتب عنها، فعندها الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله لما سمع بذلك استغرب وتأثر لما سمع بهذا، فاستدعاني، فذهبت إليه بالطائف فقلت له: يا شيخ، أريدك تستمع إلى ما توصلت إليه - والشيخ حفظه الله رجل عاقل وحبيب وعالم جليل - فاستمع إلى ما قلت من أوله إلى آخره، فقال لي: والله الحق معك، ويجب أن تسير على هذا المنهج ولا تبالي بأحد.
س: قال لك: الحق معك. أي: أن الجني لا يتلبس بالإنسي؟
ج: الموضوع ككل لما شرحته له، فخرجت من عند الشيخ ابن باز وكتبت في الصحف: (إخراج الجني من بدن الإنسان ادعاء كاذب) فالشيخ ابن باز لديه خلفية، ولو خالفني لرد علي في هذا الموضوع، ولكني بعد أن استوثقت من سماحة الشيخ ابن باز حفظه الله، وأنه قال لي: (اكتب هذه المعلومات)، فبدأت بهذا الموضوع.
هذه خلاصة ما ذكرته الصحيفة عن علي المذكور في عددها في التاريخ المذكور.
فأقول: إن ما ذكره عني علي المذكور من تصحيح مذهبه، قول باطل وكذب لا أساس له من الصحة، وقد نصحته حين اجتمع بي منذ سنة أو أكثر أن يفصل القول في ذلك، وأن يعترف بتلبس الجني بالإنسي كما هو الحق الذي أجمع عليه العلماء، ونقله أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة، ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، كما في الفتاوى (ج 19 من ص 9 إلى ص 65)، وقد أوضحت لعلي المذكور: أنه ليس كل ما يدعيه الناس من تلبس
الجني بالإنسي صحيحا، بل ذلك تارة يكون صحيحا في بعض الأحيان، ويكون غير صحيح في أحيان أخرى. بسبب أمراض تعتري الإنسان في رأسه تفقده الشعور فيعالج ويشفى، وقد لا يشفى ويموت على اختلال عقله، وقد يختل العقل بأسباب ووساوس كثيرة تعتري الإنسان، فالواجب: التفصيل، وقد أوضح ذلك ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد)، وقد حصل لشخص من سكان الدلم - حين كنت في قضاء الخرج - خلل في عقله فلما عرض على المختصين ذكروا أن سبب ذلك فتق في الرأس فكوي وبرئ من ذلك بإذن الله.
وهذا نص كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى في المجلد المذكور، قال ما نصه بعد كلام سبق: (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة. كالجبائي، وأبي بكر الرازي، وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع، ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كظهور هذا، وإن كانوا مخطئين في ذلك، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: إن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ الآية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/45)
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي: إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني، يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه، وهو مبسوط في موضعه). وقال أيضا رحمه الله، في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى (ص 276، 277) ما نصه:
(وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم إلى أن قال رحمه الله: وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. .) إلخ.
وبما ذكرنا يعلم بطلان ما ذهب إليه علي المذكور من إنكار دخول الجني في بدن الإنسان، ويعلم كذب علي في دعواه أني صدقته في ذلك وصححت مذهبه، وقد كتبت في ذلك ردا على من أنكر دخول الجني في بدن الإنسي منذ سنوات، ونشر ذلك في كتابي: (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)، في المجلد الثالث (ص 299 - 308) فمن أحب أن يطلع عليه فليراجعه في محله المذكور.
وأما قول علي المذكور: لو أنكر علي لرد علي، فجوابه: أنه ليس كل ما نشر في الصحف من الأخطاء أطلع عليه. لكثرة ما ينشر في الصحف، وكثرة مشاغلي عن الاطلاع على ذلك، والله ولي التوفيق، ونسأله سبحانه أن يحفظنا من الخطأ والزلل في القول والعمل.
وأما إنكار علي المذكور كون القرآن الكريم شفاء لبعض الأمراض البدنية فهو أيضا قول باطل، وقد أوضح الله سبحانه أن كتابه شفاء في كتابه العظيم، فقال سبحانه في سورة بني إسرائيل: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا وقال سبحانه في سورة فصلت: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ الآية.
والآيتان الكريمتان المذكورتان تعمان شفاء القلوب وشفاء الأبدان، ولكن لحصول الشفاء بالقرآن وغيره شروط وانتفاء موانع في المعالج والمعالج، وفي الدواء، فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع حصل الشفاء بإذن الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله رواه مسلم.
وكثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره. لعدم توافر الشروط، وعدم انتفاء الموانع، ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد، ولكن الله سبحانه هو الذي بيده الشفاء، فإذا أراد ذلك يسر أسبابه، وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها أنه كان إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة: (قل هو الله أحد)، وسورة: (قل أعوذ برب الفلق)، وسورة: (قل أعوذ برب الناس) ثلاث مرات، ثم يمسح بهما على ما استطاع من جسده في كل مرة بادئا برأسه ووجهه وصدره، وفي مرض موته عليه الصلاة والسلام كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ هذه السور الثلاث في يديه عليه الصلاة والسلام ثم تمسح بهما رأسه ووجهه وصدره رجاء بركتهما، وما حصل فيهما من القراءة، فتوفي في مرضه ذلك.
لأن الله سبحانه لم يرد شفاءه من ذلك المرض. لأنه قد قضى في علمه سبحانه وقدره السابق أنه يموت بمرضه الأخير عليه الصلاة والسلام، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: الشفاء في ثلاث شربة عسل أو شرطة محجم أو كية نار وما أحب أن أكتوي ومعلوم أن كثيرا من الناس قد يعالج بهذه الثلاثة ولا يحصل له الشفاء. لأن الله سبحانه لم يقدر له ذلك، وهو سبحانه الحكم العدل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وفي الصحيحين أن ركبا من الصحابة رضي الله عنهم مروا على قوم من العرب وقد لدغ سيدهم، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه، فسألوا الركب المذكور هل فيكم راق؟ فقالوا: نعم، وشرطوا لهم جعلا على ذلك، فرقاه بعضهم بفاتحة الكتاب فشفاه الله في الحال، وقام كأنما نشط من عقال، فقال الذي رقى لأصحابه: لا نفعل شيئا في الجعل حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم - وكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/46)
أصحاب اللديغ لم يضيفوهم فلهذا شرطوا عليهم الجعل - فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بما فعلوا، فقال: قد أصبتم واضربوا لي معكم بسهم ففي هذا الحديث الرقية بالقرآن، وقد شفى الله المريض في الحال، وصوبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهذا من الاستشفاء بالقرآن من مرض الأبدان. وقد أخبر الله سبحانه في آية أخرى في سورة يونس أن الوحي شفاء لما في الصدور، وهي قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وكون القرآن شفاء لما في الصدور لا يمنع كونه شفاء لمرض الأبدان،
ولكن شفاءه لما في الصدور أعظم الشفائين وأهمهما، ومع ذلك فأكثر الناس لم يشف صدره بالقرآن ولم يوفق للعمل به، كما قال سبحانه في سورة سبحان: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا وذلك بسبب إعراضهم عنه وعدم قبول الدعوة إليه. وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة يعالج المجتمع بالقرآن ويتلوه عليهم ويدعوهم إلى العمل به فلم يقبل ذلك إلا القليل، كما قال الله سبحانه: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وقال سبحانه: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان، ولكن لمن أراد الله هدايته، وأما من أراد الله شقاوته فإنه لا ينتفع بالقرآن ولا بالسنة ولا بالدعاة إلى الله سبحانه؛ لما سبق في علم الله من شفائه وعدم هدايته، كما قال سبحانه: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ وقال سبحانه: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا الآية، وقال سبحانه: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهكذا الأحاديث الصحيحة.
وأما تأويل علي بن مشرف الحديث: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم بأنه على سبيل الاستعارة، كما حكاه الحافظ بن حجر في الفتح عن بعضهم، أو أن ذلك بالنسبة لبعض الموسوسين، كما قاله علي المذكور، فهو قول باطل، والواجب: إجراء الحديث على ظاهره وعدم تأويله بما يخالف ظاهره. لأن الشياطين أجناس لا يعلم تفاصيل خلقتهم وكيفية تسلطهم على بني آدم إلا الله سبحانه، فالمشروع لكل مسلم: الاستعاذة به سبحانه من شرهم، والاستقامة على الحق، واستعمال ما شرعه الله من الطاعات والأذكار والتعوذات الشرعية، وهو سبحانه الواقي والمعيذ لمن استعاذ به ولجأ إليه، لا رب سواه، ولا إله غيره، ولا حول ولا قوة إلا به.
ونسأل الله سبحانه أن يثبتنا على دينه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يوفق المسلمين لكل خير، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يصلح قادتهم، إنه سميع قريب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
نشرت في صحيفة (المسلمون) في العدد (549) بتاريخ 15/ 3 / 1416 هـ، وفي مجلة الدعوة في العدد (1504) بتاريخ 21/ 3 / 1416 هـ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:49 ص]ـ
أخرج الإمام مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع إحدى نسائه فمر به رجل فدعاه فجاء فقال يا فلان هذه زوجتي فلانة فقال يا رسول الله من كنت أظن به فلم أكن أظن بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم
أخرج الإمامين البخاري ومسلم في صحيحيهما من طريق عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا أو قال شيئا
قال الإمام النووي في فوائد الحديث: وفيه الاستعداد للتحفظ من مكايد الشيطان فإنه يجري من الإنسان مجرى الدم , فيتأهب الإنسان للاحتراز من وساوسه وشره.
قلت: ظاهر الحديث كما قال الإمام النووي وهو المتبادر للفهم من قصة الحديث، خاصة مع تصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خشي أن يقذف الشيطان في قلوبهما شيئاً، أي أن يوسوس له بشيء سيء. وأما تأويل الحديث بأنه خشي أن يصرعهما الشيطان، فتكلف مخالف لظاهر الحديث. والواجب: إجراء الحديث على ظاهره وعدم تأويله بما يخالف ظاهره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/47)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:45 م]ـ
في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوىلابن تيمية (ص 276، 277) ما نصه:
(وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم إلى أن قال رحمه الله:
وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. .)
ـ[المتبصر]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:54 م]ـ
قول النبي صلى الله عليه و سلم (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)
يفيد الأمرين: الأول: أنه يدخل فيه، و يكون جريانه فيه كالدم الجاري في العروق و هذا مستفاد من ظاهر الحديث بل هو نص فيه فقوله (إن الشيطان) بالتوكيد و بلفظ الشيطان ظاهر في المراد، فلم يقل إن وسوته أو تلبيسه أو نحوا من ذلك ...
و الثاني: أن من لوازم جريانه في بدنه وسوسته، و هذا المناسب للقصة، فلا يجوز الاستدلال بالازم على نفي ظاهر النص و هو الجريان الحقيقي، و من فعل ذلك فقد أبطل ظاهر النص، و هذا له تداعياته على نصوص أخرى ..
ثم الوسوسة في القلب تحصل من جريان الدم، فليس جريان الشيطان في البدن كجريان الدم هو عين الوسوسة الحاصلة في القلب، و لذا أئمة أهل السنة استدلوا بهذا الحديث على الأمرين: الجريان الحقيقي و الوسوسة و هي من لوازم الأول و لذا جاءت مناسبة للمقام فتنبه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 11 - 03, 03:26 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع
صحيح، هذا لا ينكره أحد. أما سيطرة الجني على بدن المصروع فهذا الذي كذبه الله تعالى. إذ قوله تعالى حكاية عن الشيطان {وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُمْ مّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى} (إبراهيم: 22) وهذا صريح في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والقتل والإيذاء، لكن له قددرة على إلقاء الوساوس والخواطر الفاسدة. فالشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة، ولكن من غلب عليه المرة السود، أو ضعف عقله، ربما يخيل الشيطان إليه أمورا هائلة، ويوسوس إليه، فيقع الصرع عند ذلك من فعل الله.
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[09 - 10 - 08, 01:05 ص]ـ
لو أن مصاباً تكلم بالعبرية أو اليابانية أو الإنكليزية وهو عربى قح وأمى لايقرأ ولايكتب فيه دلالة على ماذا؟!!(23/48)
قال إمامنا (ومن غدر بنا فاغدر به)!!!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:33 ص]ـ
قال إمامنا وفقه الله وهداه في دعاء القنوت: اللهم من مكر بنا فامكر به ومن غدر بنا فاغدر به.
فهل يصح اطلاق صفة الغدر على الله تعالى، جلّ الله وتقدس؟
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 08:32 ص]ـ
المكر: هو الإحتيال والخديعة
وهذا جائز في مقابل العمل فهو من باب المدح لا الذم
وقد ثبت هذا بالنص
أما الغدر: ترك الوفاء ونقض العهد
والغادر هو من لا عهد له
ولم يأت نص على ذلك بإثبات هذه الصفة
والمعنى للغدر لا يقاس على المكر
والسبب:
أن المكر تظهر فيه صفة المدح في مقابل العمل لأن بالمكر يتوصل إلى الأمر بأسباب خفية للإيقاع بالخصم
أما الغدر فلا يظهر لي فيه إلا وجه ذم لأن الغادر من ترك الوفاء أصلا
فكأن الله عهد إليهم بأمر ونطلب منه أن يترك الإيفاء به (حاشا لله)
هذا والله أعلم ورد العلم إليه أسلم
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان(23/49)
من أدرك أول الشهر في مصر ثم سيسافر الى السعودية فهل يعيد معهم
ـ[صبي التوحيد]ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:56 ص]ـ
أما العكس وهو أن يدركه أول رمضان في بلد متأخر في بدء الصوم ثم ينتقل إلى بلد متقدم كمن يسافر _ في مثل هذه السنة _ من السعودية إلى مصر فإنه في هذه الحالة _ بناء على فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء _ يعيّد مع أهل مصر ولايبقى صائما، ثم بعد ذلك إن كان أهل مصر أتموا الشهر 30 يوما فمعناه أن هذا الشخص قد صام 29 يوما فهذا يفطر معهم ولا قضاء عليه، وأما إن صام أهل مصر 29 يوما فمعناه أنه صام 28 فإنه يفطر معهم ولكن يلزمه أن يقضي يوما وذلك لأن الشهر لايكون 28 يوما فهو إما 30 يوما أو 29 يوما وعليه فيلزمه القضاء، هذه فتوى اللجنة الدائمة رقم الفتوى 3594
وأما إن حصل العكس انتقل من بلد متقدم إلى بلد متأخر ثم إن البلد الذي قدم إليه أتم الشهر فهو إن صام معهم يكون صام 31 يوما والشهر القمري لايكون كذلك فهل بناء على مفهوم الفتوى السابقة يفطر قبلهم بيوم لأن الشهر إما 29 يوما أو 30 يوما، أم أنه يمسك احتراما للشهر؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:43 ص]ـ
الخلاصة:
يعيد مع أهل البلد الذي يذهب إليه في كلا الحالتين.
ثم إن كان صام 28 يوما، يقضي يوما فيما بعد.
وراجع كتب الفقه.
ـ[صبي التوحيد]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:57 ص]ـ
وهل يصوم 31 يوما كما في إحدى الصور.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:00 م]ـ
لا يمكن أن يصوم (31) يوماً،،،،
ولعلك تراجع فتاوى ابن عثيمين - رحمه الله- ففيها الكثير من الأسئلة حول الموضوع.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[30 - 10 - 03, 07:34 م]ـ
انتقل بين بلدين وبينهما اختلاف في بدء الصيام ونهايته ماذا يفعل؟
اجاب عليه اللجنة الدائمة
التاريخ 1/ 9/1424
السؤال
(2665): تقدم إلينا أحد المواطنين ويدعى خويلد الجدعي المطيري من أهالي قرية بسؤال قائلاً: بأنه كان ليلة الثلاثين من شهر شعبان لهذا العام موجوداً في الكويت، وقد نشرت إذاعة الكويت بياناً ذكرت فيه بأنه قد ثبت لديهم شرعاً رؤية هلال رمضان ليلة الثلاثاء الموافق بتقويم أم القرى الثلاثين من شعبان، وأنه كان جالساً عند الراديو فسمع إذاعة الرياض قد أصدرت بيناً عن مجلس القضاء الأعلى ذكرت فيه أنه لم يثبت لديهم رؤية هلال شهر رمضان ليلة الثلاثاء الموافق بتقويم أم القرى الثلاثين، فأصبح صائماً مع أهل البلد الذي كان موجوداً فيه أثناء رؤيتهم الهلال حسب قولهم، ثم عاد إلى المملكة بعد يومين فوجد الناس قد صاموا يومين من رمضان، وبالنسبة له هو اليوم الثالث، وقد أشكل عليه الأمر في نهاية الشهر فيما لو كمل رمضان ثلاثين يوماً، هل يلزمه أن يصوم معنا أو يفطر، فيما لو أذاعت الكويت بياناً ليلة الثلاثين من رمضان بأنها قد رأت هلال شوال فيفطر مع من صام معهم أولاً، مع أن المذكور يعتقد أن ما أصدرته إذاعة الرياض هو الأصوب في نظره، وأنه ماصام مع أهل الكويت إلا لحرمة الزمن فنرجو الإفادة حول هذا الإبلاغ المذكور.
الاجابة
ج: إذا وجد الإنسان في بلد بدأ أهلها الصيام وجب عليه أن يصوم معهم؛ لأن حكم من وجد في بلد في هذا الأمر حكم أهله؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (الصوم يوم تصومون والإفطار يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون) رواه أبوداود بإسناد جيد وله شواهد عنده وعند غيره.
وعلى فرض أنه انتقل من البلد الذي بدأ الصيام مع أهله إلى بلد آخر فحكمه في الإفطار والاستمرار حكم البلد الذي انتقل إليه فيفطر معهم إن أفطروا قبل البلد الذي بدأ الصيام به، لكن إن أفطر لأقل من تسعة وعشرين يوماً لزمه أن يقضي يوماً؛ لأن الشهر لاينقص عن تسعة وعشرين يوماً ويقضي مافاته.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن قعود
عضو: عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.almoslim.net/ramadan/show_question_main.cfm?id=787
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[30 - 10 - 03, 09:33 م]ـ
س: سماحة الشيخ ماحكم الشخص الذي صام أول الشهر بالمملكة
ثم سافر إلى بلد تأخر عنا في دخول الشهر هل يصوم واحداً وثلاثين
يوماً؟
ج: يصوم معهم ويفطر معهم ولو زادت أيامه،للحديث السابق: (الصوم يوم تصومون،والفطر يوم تفطرون).
فتاوى بن باز (15/ 155).
ـ[صبي التوحيد]ــــــــ[30 - 10 - 03, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم الله علما وبارك فيكم
ـ[البراق]ــــــــ[31 - 10 - 03, 12:51 ص]ـ
فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه يصوم مع البلد التيحل بها فان أكملوا 31 يوما فيتحمل ذلك اليوم وان كانت حصيلة صيامه 28 يوما يقضي ذلك اليوم الناقص وهذا من كتيبه فتاوى في الصيام(23/50)
عضو جديد يقرؤكم السلام
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[30 - 10 - 03, 12:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أر حب بجميع الإخوة في المنتدى وخصوصا المتواجدين الآن إبن رجب والبستكي و عبد المحسن المطوع و طالب العلم وأرغب من الجميع إفادتي مما أفاء الله عليهم من العلم والله يحفظكم ويرعاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 06:55 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلا وسهلا بك
ومنك ننتظر الفوائد
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[31 - 10 - 03, 07:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلاً وسهلاً بك بيننا أخي الكريم.
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:03 ص]ـ
الأخوين الفاضلين / الأزهري السلفي و هيثم حمدان جزاكما الله خيرا ونسأل الله أن يسخرنا جميعا لخدمة دينه إنه سميع قريب 000 والله يحفظكم
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بكم بين اخوانكم
..................
اخي الفاضل وضعت في تعليقك هذه الكلمة الجميلة: (((قيمة المرء مايعقل)))
وللفائدة انقل لكم كلام ابن القيم وشيخه ابن تيمية:
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
|3 | بسم الله الرحمن الرحيم
فصل ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الهمة وقد
صدرها صاحب المنازل بقوله تعالى ما زاغ البصر وما طغى
وقد تقدم أنه صدر بها باب الأدب وذكرنا وجهه
وأما وجه تصدير الهمة بها فهو الإشارة إلى أن همته ما تعلقت بسوى مشهوده وما أقيم فيه ولو تجاوزته همته لتبعها بصره
والهمة فعلة من الهم وهو مبدأ الإرادة ولكن خصوها بنهاية الإرادة فالهم مبدأها والهمة نهايتها
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في بعض الآثار الإلهية يقول الله تعالى إني لا أنظر إلى كلام الحكيم وإنما أنظر إلى همته
قال والعامة تقول قيمة كل امرىء ما يحسن والخاصة تقول قيمة كل امرىء ما يطلب , يريد أن قيمة المرء همته ومطلبه ....
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=81&volume=3&page=3
وانظر علو الهمة للشيخ محمد احمد اسماعيل مقدم حفظه الله ص8
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:02 ص]ـ
الشيخ /أبو الوليد الجزائري حفظه الله: سمعت من بعض طلبة العلم قديما أن هذه الجملة من كلام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه وفي الحقيقة أني لم أتأكد من صحة نسبتها له رضي الله عنه. ولكن بما أنكم أفدتموني بكلام ابن القيم رحمه الله فقد وجب العدول إلى رأيكم ولا تبخلوا علينا بفوائدكم ودرركم000 حفظكم الله وسدد خطاكم(23/51)
من يتحفني بما يعلم في مسألة التترس وله من الله الأجر والمثوبة
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[30 - 10 - 03, 01:17 م]ـ
السلام عليكم 000000000000مالدليل على جواز قتل المسلم إذاتترس به المحاربون الكفرة0000وهل لشيخ الإسلام كلام في المسألة أرجو منكم أن تدلوني علي موضعه 000وجزاكم الله خيرا000
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:36 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الفاضل يمكنك مراجعة
الفتاوى لشيخ الإسلام 28/ 537، 28/ 564، 20/ 52
المغني لابن قدامة 10/ 495 ونسختي هي طبعة دار الفكر
والمسألة قد تكلم فيها كثيرا بالنت فابحث عنها
أو إن كان أحد من الأخوة عنده روابط يفيدك
وأذكر أن هناك كلاما للشيخ الشيعبي رحمه الله في موقعه فاطلع عليه
تستفيد إن شاء الله
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[30 - 10 - 03, 03:24 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي / أحمد بوادي على إفادتي 000 والله يرعاك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 10 - 03, 04:24 م]ـ
الموسوعة الفقهية
تترّس *
التّعريف:
1 - التّترّس في اللّغة: التّستّر بالتّرس، والاحتماء به والتّوقّي به. وكذلك التّتريس، يقال: تترّس بالتّرس، أي توقّى وتستّر به. كما في حديث أنس بن مالك قال: «كان أبو طلحة يتترّس مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم بترس واحد» ويقال أيضاً: تترّس بالشّيء جعله كالتّرس وتستّر به، ومنه: تترّس الكفّار بأسارى المسلمين وصبيانهم أثناء الحرب.
ولا يخرج الاستعمال الفقهيّ عن هذا المعنى.
الألفاظ ذات الصّلة:
التّحصّن:
2 - من معاني التّحصّن: الاحتماء بالحصن، يقال: تحصّن العدوّ: إذا دخل الحصن واحتمى به، فالتّحصّن نوع من التّستّر والتّوقّي أثناء الحرب.
الحكم الإجماليّ ومواطن البحث:
3 - اتّفق الفقهاء على أنّه يجوز رمي الكفّار إذا تترّسوا بالمسلمين وأساراهم أثناء القتال أو حصارهم من قبل المسلمين، إذا دعت الضّرورة إلى ذلك، بأن كان في الكفّ عن قتالهم انهزام للمسلمين، والخوف على استئصال قاعدة الإسلام. ويقصد بالرّمي الكفّار.
ولكن إذا لم تدع ضرورة إلى رميهم لكون الحرب غير قائمة، أو لإمكان القدرة عليهم بدونه، فلا يجوز رميهم عند الشّافعيّة والحنابلة، وهو قول الحسن بن زياد من الحنفيّة.
ويجوز عند الحنفيّة - ما عدا الحسن بن زياد - لأنّ في الرّمي دفع الضّرر العامّ بالدّفع عن مجتمع الإسلام، إلاّ أنّه على الرّامي ألاّ يقصد بالرّمي إلاّ الكفّار.
وذهب المالكيّة إلى أنّهم يقاتلون، ولا يقصدون المتترّس بهم، إلاّ إذا كان في عدم رمي المتترّس بهم خوف على أكثر الجيش المقاتلين للكفّار، فتسقط حرمة التّرس، سواء أكان عدد المسلمين المتترّس بهم أكثر من المجاهدين أم أقلّ، وكذلك لو تترّسوا بالصّفّ، وكان في ترك قتالهم انهزام للمسلمين.
وعلى هذا فإن أصيب أحد من المسلمين نتيجة الرّمي وقتل، وعلم القاتل، فلا دية ولا كفّارة عند الحنفيّة، لأنّ الجهاد فرض، والغرامات لا تقرن بالفرائض، خلافاً للحسن بن زياد، فإنّه يقول بوجوب الدّية والكفّارة.
وذهب الشّافعيّة والحنابلة إلى أنّ فيه الكفّارة قولاً واحداً. أمّا الدّية ففيها عنهم قولان.
فعند الشّافعيّة: إن علمه الرّامي مسلماً، وكان يمكن توقّيه والرّمي إلى غيره لزمته الدّية، وإن لم يتأتّ رمي الكفّار إلاّ برمي المسلم فلا.
وكذلك عند الحنابلة: تجب الدّية في رواية لأنّه قتل مؤمناً خطأً، وفي رواية أخرى: لا دية لأنّه قتل في دار الحرب برمي مباح.
4 - وإن تترّس الكفّار بذراريّهم ونسائهم فيجوز رميهم مطلقاً عند الحنفيّة، وهو المذهب عند الحنابلة، ويقصد بالرّمي المقاتلين، «لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم رماهم بالمنجنيق ومعهم النّساء والصّبيان». ولا فرق في جواز الرّمي بين ما إذا كانت الحرب ملتحمةً وما إذا كانت غير ملتحمة، لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لم يكن يتحيّن بالرّمي حال التحام الحرب. وذهب المالكيّة والشّافعيّة: إلى أنّه لا يجوز رميهم، إلاّ إذا دعت الضّرورة ويتركون عند عدم الضّرورة، ويكون ترك القتال عند عدم الضّرورة واجباً في الأظهر عند الشّافعيّة، لكنّ المعتمد ما جاء في الرّوضة وهو: جوازه مع الكراهة.
وقد فصّل الفقهاء أحكام التّترّس في باب الجهاد: عند الحديث عن كيفيّة القتال، وبيان المكروهات والمحرّمات والمندوبات في الغزو.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[30 - 10 - 03, 08:43 م]ـ
ورسالة شيخ الإسلام هي: مسألة في الانغماس في العدو.
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 02:55 ص]ـ
شيخنا أبو عمر عبد الرحمن الفقيه جزاكم الله خيرا على هذه الدرر العظيمة(23/52)
هل هناك نص على منع اقامة جماعتين في مسجد واحد؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 10 - 03, 02:00 م]ـ
تكثر في هذه الايام اقامة جماعتين في مسجد واحد خاصة في صلاة العشاء، وذلك ان الجماعة الاخرى التي تأخرت تدخل المسجد والامام في صلاة التراويح، فتصلي منفردة عن الامام، حتى اني صليت في مسجد بالامس القريب وقاربنا الانتهاء من التراويح والجماعات لازالت تقام.
فاختلف الاخوة في هذا الامر بحجة عدم وجود دليل مانع من اقامة الجماعتين في مسجد واحد، وبعضهم ابطل صلاة الجماعة الاخرى بحجة ان هذا من تفريق جماعة المسلمين وهذا لايجوز، وأذكر ان احد الاخوة كان في الجماعة الاولى، وهم في التشهد الاخير اقيمت جماعة ثانية - لاحظ وهم في التشهد الاخير - فقام مباشرة بعد سلام الامام وذهب للجماعة التي اقيمت فانكر عليهم وامرهم بقطع الصلاة وان صلاتهم باطلة، واستمر في الانكار والامر بقطع الصلاة حتى اختلف المصلون فمنهم من قطع ومنهم من استمر ... الخ.
فما القول الفصل في هذه المسألة؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 11 - 03, 01:16 ص]ـ
هل من مجيب؟
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:21 ص]ـ
انا ايضا اريد جواب عن هذا الموضوع حيث قد حصل نقاش بينى وبين بعض الاخوة هنا فى مصر حول هذا الموضوع
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:16 ص]ـ
هل من مجيب؟.
فالاشكال مازال مستمرا، والحادثة تتكرر يوميا.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:33 ص]ـ
سبقت الإجابة على سؤال مشابه (هنا) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9666&highlight=%C8%D5%E1%C7%CA%E5+%C7%E1%D1%E5%D8)
ـ[ fisal2000] ــــــــ[05 - 11 - 03, 05:00 م]ـ
اخواني اذا دخلتم المسجد ولم تصلو ا العشاء والناس في صلاة التراويح
صلوا مع الامام ولكن بنية العشاء ثم اذا سلم اتمو صلاتكم وهذا افتى به اهل العلم ولكم جزيل الشكر
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[06 - 11 - 03, 08:07 ص]ـ
سألت الشيخ سليمان العلوان سؤالاً هو
من دخل المسجد ووجد جماعة تصلي الفرض والجماعة الاصلية تصلي
التراويح فمع من يدخل؟
فقال:يدخل مع الجماعة الاصلية.والجماعة التي تصلي الفرض مخطئة
فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يصلون فرضهم خلف معاذ رضي الله عنه
وهو متنفل ...
.
ثم قلت له هل ورد أثر صحيح يمنع من من اقامة جماعتين في مسجد؟
فقال:هناك آثار لاتصح. ولكن ذكر غير واحد انعقاد الاجماع على ذلك (المنع).اهـ
أحبتي: من يرشدنا الى الائمة الذين نصوا على الاجماع؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 04 - 10, 06:03 م]ـ
هنا جمع لما تفرق:
فمما كتبته عن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله أنه سُئل في دروسه في الجامع الكبير عن اجتماع جماعتين في مسجد واحد من غير قصد؟.
فقال رحمه الله: لا بأس به.
-----
صلوا في جماعتين منفصلتين في وقت واحد
السؤال:
وجدنا بعد انقضاء الصلاة جماعتين تصليان في نفس الوقت، فهل نأمر إحداهما بقطع الصلاة والانضمام إلى الأخرى أم نسكت عن ذلك؟.
الجواب:
الحمد لله
عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، فأجاب حفظه الله:
يُسكت عن ذلك، وإذا سلموا يُبلّغون. والله أعلم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.islam-qa.com/ar/ref/12055
----
السؤال:
في حالة الدخول في المسجد وملاحظة أن هناك جماعتين في نفس الوقت ففي أي جماعة يمكن أن يلتحق المصلي؟ خاصة أن الجماعتين في نفس المسجد ولكن ليستا في نفس القاعة بينهما جدار فقط؟ أفيدونا بارك الله فيكم ومع خالص الشكر والتقدير
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا ينبغي أن تقام جماعتان في المسجد في وقت واحد، لما في ذلك من تفريق المسلمين، وتشويش بعضهم على بعض، فإن حصل ذلك دون قصد ككون المسجد به قاعتان للصلاة، ولم تعلم الجماعة الثانية بوجود الجماعة الأولى كان عليك أن تلتحق بأفضل الجماعتين إماماً، كأن يكون الإمام في إحداهما قارئاً، وفي الأخرى أميا أو مختلفاً في إمامته لكونه مبتدعاً أو فاسقاً، فإن تساويا في الفضل، أو جهلت حالهما، فالتحق بأكثر الجماعتين عدداً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: وإن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كثر فهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/53)
أحب إلى الله تعالى. رواه أبو داود والنسائي بسند حسن.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=20394
---
السؤال:
ما حكم من صلى وعمل جماعة بعد انتهاء الصلاة وبعد الدخول في الصلاة وجد أن هناك جماعه أخرى ماذا أفعل عندما أكون المأموم؟ وماذا أفعل لو كنت أنا الإمام؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيكره إقامة جماعتين في مسجد واحد في وقت واحد عمدا، أما لو أقام بعض المصلين جماعة ثانية دون أن يعلموا بالجماعة الأولى، بل لم يشعروا بهم إلا بعد الشروع في الصلاة فلا شيء عليهم، وعليهم أن يتموا صلاتهم، ومن دخل المسجد فالأفضل له أن يلتحق بخير الجماعتين؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 20394.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=80173&Option=FatwaId
----
العنوان إقامة جماعتين أو أكثر في آن واحد
المجيب أ. د. سليمان بن فهد العيسى
أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
السؤال:
ما حكم قيام أكثر من جماعة في مسجد واحد وفي وقت واحد، ومع أي جماعة يصلي المصلي هل مع الأغلبية أم مع الجماعة التي أقامت الصلاة أولا؟.
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن إقامة أكثر من جماعة في مسجد واحد وفي وقت واحد بدعة لم تكن على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه – رضي الله عنهم-، قال الزركشي في إعلام المساجد (ص 366): (تكرير الجماعة في المسجد الواحد خلف إمامين فأكثر كما هو الآن بمكة وجامع دمشق لم يكن في الصدر الأول).
وقال أحمد شاكر – رحمه الله- في تعليقه على الترمذي (ج1 ص431): (وقد كان عن تساهل المسلمين في هذا، وظنهم أن إعادة الجماعة في المساجد جائزة مطلقاً أن فشت بدعة منكرة في الجوامع العامة مثل الجامع الأزهر والمسجد المنسوب للحسين – رضي الله عنه- وغيرهما بمصر، فجعلوا في المسجد الواحد إمامين راتبين أو أكثر ... إلى أن قال: بل قد بلغنا أن هذا المنكر كان في الحرم المكي، وأنه كان يصلى فيه أربعة أئمة يزعمونهم للمذاهب الأربعة، ولكننا لم نر ذلك، إذ أننا لم ندرك هذا العهد بمكة، وإنما حججنا في عهد الملك عبد العزيز آل سعود –رحمه الله-، وسمعنا أنه أبطل هذه البدعة وجمع الناس في الحرم على إمام واحد راتب، ونرجو أن يوفق الله علماء الإسلام لإبطال هذه البدعة من جميع المساجد في البلدان بفضل الله وعونه إنه سميع الدعاء). انتهى كلامه رحمه الله.
وقال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله- في الشرح الممتع (ج4 ص228) ما نصه: (فأما الصورة الأولى بأن يكون في المسجد جماعتان دائماً: الجماعة الأولى والجماعة الثانية، فهذا لا شك أنه مكروه إن لم نقل إنه محرم؛ لأنه بدعة لم يكن معروفاً في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ومن ذلك ما كان معروفاً في المسجد الحرام قبل أن تتولى الحكومة السعودية عليه، كان فيه أربع جماعات كل جماعة لها إمام (إمام الحنابلة يصلي بالحنابلة) و (إمام الشافعية يصلي بالشافعية) و (إمام المالكية يصلي بالمالكية)، و (إمام الإحناف يصلي بالأحناف)، ... الملك عبد العزيز – جزاه الله خيراً- لما استولى على مكة قال: هذا تفريق للأمة، أي: أن الأمة الإسلامية متفرقة في مسجد واحد، وهذا لا يجوز، فجمعهم على إمام واحد، وهذه من مناقبه وفضائله رحمه الله تعالى) انتهى. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=63984
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[23 - 04 - 10, 09:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 04 - 10, 11:15 م]ـ
حرصت على الجمع هنا .. لأن هذه المسألة مما يكثر السؤال عنها .. وعند البحث في قوقل تقع على روابط الملتقى .. فأحببت أن يقع السائل على بغيته في موضوع واحد.
-
حكم إقامة جماعة ثانية مع بقاء الجماعة الأولى
للشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله.
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ: ماحكم من يقيم جماعة ثانية في المسجد، علماً بأن الجماعة الأولى لم تنته من الصلاة، وهل تعتبر صلاتهم باطلة؟
الإجابة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/54)
الأولى إذا جئت و الإمام في التشهد الأخير وأنت معك جماعة، أن لا تبدءوا بالصلاة حتى تتم الجماعة، لئلا يجتمع جماعتان في آن واحد، ولكن إذا فعلوا ذلك وكانوا بعيدين من الجماعة الأولى، لا يشوشون عليهم فلا بأس بهذا.
وننتقل من هذه المسألة إلى مسألة أخرى وهي: ما إذا جئنا إلى المسجد ونحن لم نصل صلاة العشاء الآخرة، ووجدنا هم يصلون صلاة التراويح، فإننا ندخل معهم في صلاة التراويح بنية العشاء، ثم إن كنا مسافرين، فإننا نسلم مع الإمام إذا كنا قد صلينا الركعتين، وإن كنا مقيمين أتينا بما بقي من صلاة العشاء، ولا نقيم جماعة أخرى لصلاة العشاء، لأنه لا ينبغي أن يكون جماعتان في مسجد واحد، فأن هذا عنوان التفرق.
حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سلم ذات يوم ووجد رجلين معتزلين لم يصليا في رحالنا قال: " ما منعكما أن تصليا؟ قالا: يا رسول الله صلينا في رحالنا، قال لا تفعلا، إذا صليتما في رحالكم، ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم "، فأمرهما النبي صلى الله عليه وسلم أن يصليا مع الناس وإن كانا قد صليا في رحالهما، لئلا يحصل التفرق، وقال: " إنها لكما نافلة ".
مجموع فتاوى و رسائل - المجلد الخامس عشر- باب صلاة الجماعة.
---
وفي الفتاوى الثلاثية:
سُئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن:
رجل مسافر دخل مسجداً في طريقه فوجد فيه جماعتين ولا يدري أيتهما أقيمت أولاً، فماذا يفعل؟، وهل الجماعة التي أقيمت بعد الأولى صلاتهم صحيحة؟.
الجواب:
إذا كان لا يدري فليختر الأكثر عدداً لأنه أفضل، والذين أقاموا الصلاة الثانية إذا كانوا جاهلين فصلاتهم صحيحة، وإن كانوا عالمين ففي صحة صلاتهم نظر إلا إذا كان المسجد ليس له إمام راتب كالمساجد التي تكون على الطرقات فهذه من دخل صلى، لكن مع ذلك لا ينبغي أن يصلي جماعتان في مسجد واحد.
هنا ( http://islamport.com/d/2/ftw/1/1/1.html?zoom_highlightsub=%CC%E3%C7%DA%CA%ED%E4+%E3 %D3%CC%CF+%E6%C7%CD%CF)
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[24 - 04 - 10, 12:02 ص]ـ
تكثر في هذه الايام اقامة جماعتين في مسجد واحد خاصة في صلاة العشاء، وذلك ان الجماعة الاخرى التي تأخرت تدخل المسجد والامام في صلاة التراويح، فتصلي منفردة عن الامام ....
السؤال الثالث من الفتوى رقم (20795)
س3: هل يجوز أن يقوم الإمام لصلاة التراويح مع أن هناك جماعة تصلي العشاء جماعة ثانية؟
ج3: لا مانع أن يقوم الإمام لصلاة التراويح بعد الفراغ من صلاة العشاء وراتبتها ولو كان هناك جماعة يصلون؛ لأنهم قد فاتتهم صلاة العشاء مع الإمام ولهم أن يصلوا مع الإمام الذي يصلي التراويح وهم بنية صلاة العشاء فإذا سلم قاموا وأتموا لأنفسهم، أو يصلوا جماعة وحدهم في مكان لا يكون فيه تشويش عليهم ولا على الإمام.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
المفتون أصحاب الفضيلة: بكر أبو زيد، عبد الله بن غديان، صالح الفوزان، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
(الجزء رقم: 6، الصفحة رقم: 81)
وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين: هل تصح صلاة من يصلي العشاء خلف من يصلي التراويح؟
فأجاب فضيلته بقوله: إذا صلى رجل صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح فلما سلم الإمام من التراويح أتم الرجل صلاة العشاء فهذا جائز ولا بأس به، وقد نص على جوازه الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - وصح عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم تلك الصلاة، فتكون له نافلة، ولمن خلفه فريضة. لكن إن كان مع هذا الرجل جماعة فالأولى أن يصلوا وحدهم صلاة العشاء في جانب من المسجد ليدركوا الصلاة كلها من أولها إلى آخرها في الجماعة.(23/55)
لماذا أجاز الشيخ محمد بن إبراهيم انتحار الأسير- بشروط؟
ـ[برهان]ــــــــ[30 - 10 - 03, 10:35 م]ـ
أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -رحمه الله- للمجاهدين في الجزائر أيام القتال مع الفرنسيين،
أفتى بجواز انتحار الأسير إن خشي أن يبوح للفرنسيين بأسرار خطيرة على المجاهدين،
حال تعرضه للتعذيب،
وللحقن بمادة تفقد الانسان تحكمه في الذاكرة،
وهذه الفتوى منشورة لكني فقدتها الآن.
سؤال:
لماذا أفتى بالجواز، مع علمنا بأدلة تحريم الانتحار؟
محاولة إجابة:
أرى أن ذلك يعود إلى مناط الحكم،
فغالباً ما نسمع أن سبب تحريم الانتحار هو قتل النفس،
نعم، هذا صحيح.
لكنهم يقصدون بقتل النفس، مباشرة القتل أي القتل بفعل المقتول،
وهذا هو الخطأ.
لماذا؟ لأنه ولأول وهلة نرى أن علة التحريم ليست في مباشرة القتل،
لكنها في القتل نفسه، سواء باشره المنتحر أم غيره.
لأن المنتحر لو كلف طبيبا بحقنه بمادة قاتله لكان حراماً.
وهنا يجب التذكير بقاعدة دوران الحكم مع العلة،
وجوداً وعدماً.
ولإتمام بحث العلة،
يجب النظر فيما إذا كانت مركبة من عدة أوصاف،
بالسبر والتقسيم نتوصل إلى أن علة تحريم قتل النفس مركبة حقاً،
من عدة أوصاف،
إلا أن وصف "مباشرة القتل" ليس من العلة!!!
شاركوا بما لديكم أثابكم الله.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[31 - 10 - 03, 12:06 ص]ـ
أخي الفاضل:
ينبغي أولاً عرض الفتوى بنصها وذكر مصدرها بالجزء والصفحة من فتاوى الشيخ رحمه الله أو من مصدر آخر إذا لم تكن في فتاواه
بارك الله فيك
ـ[برهان]ــــــــ[31 - 10 - 03, 01:50 ص]ـ
وفي فتوى من كتاب مجموع فتاوى العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ جمع الشيخ العلامة محمد بن عبدالرحمن بن قاسم، وقد وضع بن قاسم عنوانا للفتوى هذه نصه (جواز الانتحار في حالة) وكان السؤال إبان الجهاد ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر، جاء مايلي:
(الفرنساويون في هذه السنين تصلبوا في الحرب، ويستعملون الشرنقات، اذا استولوا على واحد من الجزائريين، ليعلمهم بالذخائر والمكامن، ومن يأسرونه قد يكون من الأكابر فيخبرهم أن في المكان الفلاني كذا وكذا.
وهذه الإبرة تسكره إسكارا مقيدا، ثم هو مع هذا كلامه ما يختلط، فهو يختص بما يبينه بما كان حقيقة وصدقا، جاءنا جزائريون يقولون: هل يجوز للإنسان أن ينتحر مخافة أن يضربون بالشرنقة، ويقول: أموت أنا وأنا شهيد، مع أنهم يعذبونه بأنواع العذاب، فقلنا لهم: إذا كان كما تذكرونه فيجوز، ومن دليله: آمنا برب الغلام، وقول بعض أهل العلم ان السفينة ... الخ) 6/ 208.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 02:59 ص]ـ
هذا نص ما جاء في فتاوى ابن إبراهيم
الفرنساويون في هذه السنين تصلبوا في الحرب، ويستعملون " الشرنقات" إذا استولوا على واحد من الجزائريين، ليعلمهم بالذخائر والمكامن،ومن يأسرونه قد يكون من الأكابر فيخبرهم أن في المكان الفلاني كذا وكذا.
وهذه الإبرة تسكره إسكاراً مقيداً، ثم هو مع هذا كلامه ما يختلط فهو يختص بما يبنيه بما كان حقيقة وصدقاً.
جاءنا جزائريون ينتسبون إلى الإسلام يقولون: هل يجوز للإنسان أن ينتحر مخافة أن يضربوه بالشرنقة، ويقول: أموت أنا وأنا شهيد ـ مع أنهم يعذبونهم بأنواع العذاب.
فقلنا لهم: إذا كان كما تذكرون فيجوز، ومن دليله: " آمنا برب الغلام " () وقول بعض أهل العلم: إن السفينة إلخ () إلا أن فيه التوقف من جهة قتل الإنسان نفسه،ومفسدة ذلك أعظم من مفسدة هذا، فالقاعدة محكمة،وهو مقتول ولابد. (تقرير)
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[31 - 10 - 03, 03:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{وعجلت إليك رب لترضى}
المختار
في حكم الانتحار خوف
إفشاء الأسرار
كتبه / عبد العزيز بن صالح الجربوع
محتوى البحث
1 - المقدمة. (3 - 4)
2 - مسألة: من قال بقول لم يسبق إليه أحد من المتقدمين. (4 - 6)
3 - الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك. (6 - 7)
4 - مسألة: من المخاطب بتدبر الدليل وتفهمه والعمل به. (7 - 1)
5 - المسائل المشابهة لمسألة الانتحار خوف إفشاء الأسرار. (11 – 17)
6 - وجه الشبه بين مسألة الانتحار خوف إفشاء الأسرار وبين مسائل أهل العلم المتقدمين. (17 - 18)
7 - تفصيل حال من وقع في الأسر من المسلمين ومعه سرهم والصور الناتجة عن ذلك. (18 - 20)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/56)
8 - تعريف الانتحار، وحكمه الشرعي. (20–22)
9 - أدلة الانتحار عامة ومسألة الانتحار خوف إفشاء الأسرار خاصة، وبيان ذلك. (22 - 25)
10 - بيان أدلة جواز الانتحار خوف إفشاء الأسرار. (25–40)
11 - الشهيد وتعريفه. (41– 42)
12 - مسألة: لا دخل لليد الفاعلة في استحقاق وصف الشهادة. (43 –44)
13 - أخيراً زبدة البحث، ومحصلته: الضوابط التي يجب توافرها في مسألة الانتحار خوف إفشاء الأسرار. (45 - 47)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمدلله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله هادياً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ففتح الله به أعيناً كانت عمياً، وآذانا كانت صماً، وقلوباً كانت غلفاً، فصلوات الله عليه إلى يوم أن نلقاه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
لقد درج كثير من الكتاب والمؤلفين في مثل هذه البحوث والرسائل العلمية والتأليف عموماً على أن آخر ما يكتب من البحث المقدمة، رغم أنها أول ما يقرأ منه، ويتوجه النزر اليسير من القراء إلى الفهارس ليأخذ فكرة عامة عن الكتاب، والغالبية العظمى منهم يتوجهون إلى المقدمة ليكونوا فكرة عن المؤلِف والمؤَلَف، تظل تطاردهم من أو البحث إلى آخره بين أسطره وثناياه، مشكلة قناعة لدى القاري عن الكاتب تكون قالباً لاستيعاب ما في الكتاب.
لذا هي من الصعوبة بمكان صعوبة لا تقل عن صعوبة البحث والتأليف واختيار الموضوع وعنوانه وجمع مادته، ولم مراجعه، لأن الكاتب يحتار في كيفية التقديم لموضوعه ومن أي باب يدخل وإلى أي زاوية يتجه، وليست الحيرة نابعة من عجزه عن التعبير واختار الحسن من القول، ولكن بسبب تعدد وتنوع مشارب القراء والمطالعين.
ولكن ثقة بالله وتوكلاً واعتماداً عليه، أطرح بين أيدي المؤمنين والمؤمنات، تأملاً مختصراً في مسألة تمس الحاجة، وتلح الضرورة إلى طرحها بين المسلمين ومنا قشتها مناقشة علمية هادئة، بعيدةً عن التعصب الأعمى للرأي وأقوال الرجال أو العاطفة الشوهاء للمألوف، ومناقشتها ابتغاء ما عند الله، وحرصاً على النهوض بأمتنا الإسلامية من سفح الجبل الهابط إلى ذروته السامقة، وكف تلك الأيدي العابثة بمصير الأمة من يهود و نصارى، و أذنابهم ممن يدعي الإسلام من العرب أو العجم، وتتمثل هذه الأذناب في تلك الأنظمة الغادرة الخائنة العميلة، التي تمارس أقسى أنواع العذاب الحسي والمعنوي على شعوبها، التي لا جرم ولا جريرة لها سوى قولها ربي الله.
ومما يعلمه ذوو الدين والحِجَا، أن كفَّ هذه الأيدي الآثمة المجرمة لا يكون إلا بالجهاد في سبيل الله سواءً الحسي بشقيه الدفع والطلب، أو المعنوي، وهذا الجهاد يتنوع بتنوع وسائل المفسدين وسبل العابثين بنا وبديننا، وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من حتمية المواجهة والاصطدام، لقوله تعالى: {يقاتلون في سبيل الله فيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ} والنتيجة آسر ومأسور في كلا الصفين، وقاتل ومقتول، وجارح ومجروح، وباتر ومبتور ..... والذي يهمني هنا هو المأسور من المسلمين، حامل سرهم الذي سيقع عليه النكال والعذاب فلا يستطيع الصمودَ إلا أن يبوح ويفشي سرّ المسلمين للأعداء، وعندها تقع الطامة الكبرى والمصيبة العظمى، حيث تستباح بيضة الإسلام وأهله بأي نوع من أنواع الاستباحات المعهودة صورها في الذهن عندما تذكر.
وهنا تأتي مسألة دقيقة وحساسة، حساسية نابعة من واقع المسلمين الأليم، وعظم حرمة الدم المسلم، ودقة متولدة من وجوب مراعاة الشرع، والحذر من القول على الله بغير علم، لذا قلت في بداية هذا البحث: (فهذا تأمل في مسألة تمس الحاجة إليها) ولم أجزم بالقول الفصل الذي لا تجوز مخالفته بعد ظهور أدلته، وبيان دلالتها وتحقيق مناطها بل لا يعدو الأمر أن يكون محاولةً لمطالعة أقوال أهل العلم في ذلك، وتأملها تأملاً لا يخلو من نتيجة أطمئنها لنفسي وأختارها، غير ملزم بها غيري، وما يحصل فيها من صواب فمن الله وحده وما يكون من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان والله المستعان وعليه التكلان.
والمسألة ما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/57)
[هل يجوز للمسلم قتل نفسه إن وقع في الأسر وخشي أن يفشي سر المسلمين لضعفه وعدم صموده أمام التعذيب، علماً أن إفشاء سر المسلمين للعدو فيه هلاك المسلمين]
والحقيقة أن هذه المسألة من المسائل المستجدة على الساحة ولربما أدرجت ضمن فقه النوازل، حيث لم أجد في الجواز ولا التحريم شيئاً من كلام أهل العلم السابقين ولكن هناك عدد من المسائل العلمية التي طرقها أهل العلم، تشبه إلى حد كبير مسألتنا هذه، وبالتالي قد نجد من أقوال أهل العلم السابقين ما يشير إلى مسألتنا من طرف خفي وهذا يجرنا إلى:
مسألة: حكم من قال بقول لم يسبقه إليه أحد من المتقدمين
وهذا لا يمنع من أن يبحث الإنسان المسألة باذلاً فيها جهده، ومستفرغاً وسعه حتى وإن لم يسبقه في الحكم الذي توصل إليه إمام يعتد به، إن كان الحكم الذي توصل إليه مبنياً على الدليل، وحسن التأصيل، وفي المقابل لا شك أن الانفراد في حكم المسألة له وحشة، ولكن الحق ووجوب إظهاره يزيل هذه الوحشة وهنا يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه (إعلام الموقعين) تحت مسألة: [متى يكون تحليف المدعي]: لا يوحشنك من قد أقر على نفسه هو وجميع أهل العلم أنه ليس من أولي العلم، فإذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة ولو خالفك، فإنه يخالفك ويعذرك والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك، أو يبدعك بلا حجة، وذنبك رغبتك عن طريقته الوخيمة، وسيرته الذميمة فلا تغتر بكثرة هذا الضرب فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم أ. هـ
وفي هذا الموضع أقول: ليس لنا أن نطالب علماء السلف بتصور جميع المسائل التي قد تحدث أوتجد، سواء في عصرهم أو بعد عصرهم، لكي يضعوا لها أحكاماً شرعية مستنبطة من الكتاب والسنة، وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عندما انفرد في مسألة إسقاط شرط الطهارة في الطواف عن الحائض التي معها رفقة قد تحبسهم كما في الفتاوى ج26ص241،240،239حيث قال ما نصه: (وهذا الذي ذكرته هو مقتضى الأصول المنصوصة العامة المتناولة لهذه الصورة لفظا ومعنى ومقتضى الاعتبار والقياس على الأصول التي تشابهها والمعارض لها إنما لم يجد للعلماء المتبوعين كلاما في هذه الحادثة المعينة كما لم يجد لهم كلاما فيما إذا لم يمكنه الطواف إلا عريانا وذلك لان الصور التي لم تقع في أزمنتهم لا يجب أن تخطر بقلوبهم ليجب أن يتكلموا فيها ووقوع هذا وهذا في أزمنتهم، إما معدوم، وإما نادر جدا، وكلامهم في هذا الباب مطلق عام، وذلك يفيد العموم لو لم تختص الصورة المعينة بمعان توجب الفرق والاختصاص، وهذه الصورة قد لا يستحضرها المتكلم باللفظ العام من الأئمة لعدم وجودها في زمنهم والمقلدون لهم ذكروا ما وجدوه من كلامهم) إلى أن يقول رحمه الله: (هذا هو الذي توجه عندي في هذه المسألة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولولا ضرورة الناس واحتياجهم إليها علما، وعملا لما تجشمت الكلام حيث لم أجد فيها كلاما لغيري، فإن الاجتهاد عند الضرورة مما أمرنا الله به، فإن يكن ما قلته صوابا فهو حكم الله ورسوله والحمد لله، وإن يكن ما قلته خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان من الخطأ، وان كان المخطىء معفواً عنه والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما) أ. هـ من هنا يتبين لنا أن الحق لا يكون بكثرة السالكين له {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} وإنما الحق ألا تقول بقول ليس عليه دليل صحيح صريح، وليس من شرط أن تسبق إليه، ولكن إن وجد من سبق إلى ما ذهبت إليه كان الأحرى الاستشهاد به، ليطمئن الفؤاد لا غير وللهرب من وحشة الشذوذ، فحسب المتمخض عنه لذع ألسنة الناقدين بغير حق كما مر معنا من قول ابن القيم رحمه الله، وليعلم أن المتبع للدليل في مسألة ما وإن لم يسبق إليها من المتقدمين لا يعد ممن خالف الجماعة، لأن الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك كما سيأتي الآن.
الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/58)
وتحت هذا العنوان أقول: رحم الله ابن مسعود ورضي عنه عندما قال: (إن جمهور الجماعة هم الذين فارقوا الجماعة، الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك وفي لفظ آخر: إن جمهور الناس فارقوا الجماعة وإن الجماعة ما وافق طاعة الله تعالى)
وقال نعيم بن حماد: (إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وان كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ). ذكر هذين الأثرين البيهقى وغيره.
وقال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين:
واعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق , وإن كان وحده وإن خالفه أهل الأرض.
وقال بعض أئمة الحديث وقد ذكر له السواد الأعظم فقال: أتدري ما السواد الأعظم هو محمد بن أسلم الطوسي وأصحابه. فمسخ المختلفون الذين جعلوا السواد الأعظم؟ والحجة والجماعة هم الجمهور، وجعلوهم عيارا على السنة، وجعلوا السنة بدعة والمعروف منكرا، لقلة أهله وتفردهم في الأعصار والأمصار، وقالوا من شذ شذ الله به في النار، وما عرف المختلفون أن الشاذ ما خالف الحق وإن كان الناس كلهم عليه إلا واحدا منهم فهم الشاذون، وقد شذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفرا يسيرا فكانوا هم الجماعة وكانت القضاة حينئذ والمفتون والخليفة وأتباعه كلهم هم الشاذون وكان الإمام أحمد وحده هو الجماعة، ولما لم يتحمل هذا عقول الناس قالوا للخليفة يا أمير المؤمنين أتكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلهم على الباطل وأحمد وحده هو على الحق فلم يتسع علمه لذلك فأخذه بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل فلا إله إلا الله، ما أشبه الليلة بالبارحة وهي السبيل المهيع لأهل السنة والجماعة حتى يلقوا ربهم مضى عليها سلفهم وينتظرها خلفهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي. إعلام الموقعين لابن القيم، ومن أراد المزيد فليرجع إليه ج3ص398.
مسألة: من المخاطب بتدبر الدليل من الكتاب والسنة وتفهمه والعمل به
ومما ينبغي أن يعلم أن لقائلٍ أن يقول من أنت أيها الباحث لكي تكتب في هذه المسألة وتجتهد في استقراء النصوص الشرعية، وتحقق المناط منها وتنزله على هذه المسألة وغير ذلك من الاعتراضات العوراء، والانتقادات العمياء، فأقول وبالله التوفيق، وإن كان حقاً من أنا لكي أكتب في هذه المسألة، إلا أن ابن القيم رحمه الله تعالى قال في (إعلام الموقعين):
الفائدة الثانية والعشرين إذا عرف العامي حكم حادثة بدليلها فهل له أن يفتي به ويسوغ لغيره تقليده فيه، ففيه ثلاثة أوجه للشافعية وغيرهم.
أحدها: الجواز لأنه قد حصل له العلم بحكم تلك الحادثة عن دليلها كما حصل للعالم، وإن تميز العالم عنه بقوة يتمكن بها من تقرير الدليل ودفع المعارض له، فهذا قدر زائد على معرفة الحق بدليله.
ثانيها: لا يجوزله ذلك مطلقا لعدم أهليته للاستدلال، وعدم علمه بشرطه وما يعارضه، ولعله يظن دليلا ما ليس بدليل.
ثالثها: إن كان الدليل كتابا أوسنة جاز له الإفتاء، وإن كان غيرهما لم يجز، لأن القرآن والسنة خطاب لجميع المكلفين، فيجب على المكلف أن يعمل بما وصل إليه من كتاب ربه تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ويجوز له أن يرشد غيره إليه ويدله عليه أ. هـ من باب: [الخصال التي يجب أن يتصف بها المفتي]. إعلام الموقعين ج4ص199
فإذا كان هذا في حق العامي فهو من باب أولى فيمن كان أعلم من العامي ولو بدرجة، وأرى من المناسب هنا أن أنقل كلاماً نفيساً للشيخ الشنقيطي رحمه الله ذكره في أضواء البيان عند قوله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} قال رحمه الله تعالى: فإعراض كثير من الأقطار عن النظر في كتاب الله وتفهمه والعمل به وبالسنة الثابتة المبينة له؛ من أعظم المناكر وأشنعها، وإن ظن فاعلوه أنهم على هدى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/59)
ولا يخفى على عاقل أن القول بمنع العمل بكتاب الله وسنة رسوله e اكتفاءً عنهما بالمذاهب المدونة. وانتفاء الحاجة إلى تعلمها لوجود ما يكفي عنهما من مذاهب الأئمة من أعظم الباطل. وهو مخالف لكتاب الله وسنة رسوله e وإجماع الصحابة ومخالف لأقوال الأئمة الأربعة. فمرتكبه مخالف لله ولرسوله ولأصحاب رسوله e جميعاً وللأئمة رحمهم الله كما سترى إيضاحه إن شاء الله تعالى ثم قال رحمه الله:
المسألة الأولى:
اعلم أن قول بعض متأخري الأصوليين: إن تدبرَ هذا القرآن العظيم وتفهمه والعمل به. لا يجوز إلا للمجتهدين خاصة. وإن كل من لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق بشروطه المقررة عندهم، التي لم يستند اشتراط كثير منها إلى دليل من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس جلي، ولا أثر عن الصحابة. قول لا مستند له من دليل شرعي أصلاً.
بل الحق الذي لا شك فيه، أن كل من له القدرة من المسلمين. على التعلم والتفهم وإدراك معاني الكتاب والسنة، يجب عليه تعلمهما، والعمل بما علم منهما.أما العمل مع الجهل بما يعمل به منهما، فممنوع إجماعا، وأما ما علمه منهما علماً صحيحاً ناشئاً عن تعلم صحيح. فله أن يعمل به ولو آيةً واحدة أو حديثاً واحداً. ومعلومٌ أن هذا الذم والإنكار على من لا يتدبر كتاب الله عام للجميع ..... إلى أن قال: وإذاً فدخول الكفار والمنافقين، في الآيات المذكورة قطعي، ولو كان لا يصح الانتفاع بهدى القرآن إلا لخصوص المجتهدين لما أنكر الله على الكفار عدم تدبرهم كتاب الله وعدم عملهم به .... إلى أن يقول رحمه الله، تنبيه مهم: يجب على كل مسلم، يخاف العرض على ربه يوم القيامة أن يتأمل فيه، ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى، والطامة الكبرى التي عمت جل بلاد المسلمين من المعمورة، وهي ادعاء الاستغناء عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله e استغناءً تاماً في جميع الأحكام من عبادات، ومعاملات، وحدود، وغير ذلك، بالمذاهب الأربعة المدونة وبناء هذا على مقدمتين
إحداهما: أن العمل بالكتاب والسنة لا يجوز إلا للمجتهدين.
والثانية: أن المجتهدين معدومون عدماً كلياً، لا وجود لأحد منهم، في الدنيا وأنه بناء على هاتين المقدمتين، يمتنع العمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله e منعاً باتاً على جميع أهل الأرض، ويستغنى عنهما بالمذاهب المدونة. وزاد كثير منهم على هذا منع تقليد غير المذاهب الأربعة، وأن ذلك يلزم استمراره إلى آخر الزمان.
فتأمل يا أخي رحمك الله: كيف يسوغ لمسلم، أن يقول بمنع الاهتداء بكتاب الله وسنة رسوله e وعدم وجوب تعلمهما والعمل بهما استغناءً عنهما بكلام رجال، غير معصومين ولا خلاف في أنهم يخطئون.
إلى أن قال: وبهذا تعلم أيها المسلم المنصف، أنه يجب عليك الجد والاجتهاد في تعلم كتاب الله تعالى وسنة رسوله e وبالوسائل النافعة المنتجة، والعمل بكل ما علمك الله منهما علماً صحيحاً. ولتعلم أن تعلم كتاب الله تعالى وسنة رسوله e في هذا الزمان أيسر بكثير من القرون الأولى، لسهولة معرفة جميع ما يتعلق بذلك، من ناسخ ومنسوخ وعام وخاص، ومطلق ومقيد، ومجمل ومبين، وأحوال الرجال، من رواة الحديث والتمييز بين الصحيح والضعيف، لأن الجميع ضُبِطَ وأتقن ودوّن، فالجميع سهل التناول فكل آية من كتاب الله قد علم ما جاء فيها من النبي e ثم من الصحابة والتابعين وكبار المفسرين، وجميع الأحاديث الواردة عنه e حفظت ودونت، وعلمت أحوال متونها وأسانيدها وما يتطرق عليها من العلل والضعف. فجميع الشروط التي اشترطوها في الاجتهاد يسهل تحصيلها جداً على كل من رزقه الله فهماً وعلماً.
إلى أن قال رحمه الله تعالى راداً على الشروط التي وضعها الأصوليون للاجتهاد ما نصه: ولا يخفى أن مستندهم في اشتراطهم لهذه الشروط ليس نصاً من كتاب ولا سنة تصرح بأن هذه الشروط كلها لا يصح دونها عمل بكتاب ولا سنة ولا إجماع، دالاً على ذلك .... إلى أن قال: وإيضاح ذلك هو أن كتاب الله تعالى وسنة رسولهeوإجماع المسلمين دال على أن العمل بكتاب الله وسنة رسوله e لا يشترط له إلا شرط واحد، وهو العلم بحكم ما يعمل به منهما، ولا يشترط في العمل بالوحي شرط زائد على العلم بحكمه ألبتة. ثم واصل حديثه رحمه الله تعالى إلى أن وصل إلى قول المقلدين، ومن حذا حذوهم: [
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/60)
إن العمل بالكتاب والسنة وتقديمهما على آراء الرجال من التكليف بما لا يطاق] لأنا لا قدرة لنا على معرفة الكتاب والسنة حتى نعمل بهما.
فأتى إلى هذا الكلام الباطل من قواعده فهدمه حتى خر سقفه على رؤوسهم بكلام نفيس فليراجع هناك، ولولا خشية الإطالة لذكرت جميع ما قال، ولكن يُرجَع إلى الجزء السابع من الأضواء ص 428إلى ص 584 ما يقارب من 136 صفحة.
وليعلم هنا أن المقصود بكلام الشيخ هو من رزقه الله الفهم والتدبر ورزقه مطلق العلم وليس العلم المطلق، وليس المقصود به الجاهل الذي هو أجهل من حمار أهله كما أنه لا يقصد به العالم الفحل الجهبذ البحر الذي لا ساحل له حيث إن هذا الصنف مُسَلَّمٌ له بما قاله الشيخ رحمه الله.
وبعد هذا الإسهاب الذي لا بد منه أبين الآن المسائل المشابهة لمسألتنا عند أهل العلم المتقدمين.
المسائل المشابهة لمسألة الانتحار عند خوف إفشاء الأسرار عند أهل العلم المتقدمين
المسألة الأولى: مسألة إلقاء شخص في البحر لخفة ثقل السفينة المشرفة على الغرق لأجل نجاة ركابها، وهنا لم يجز ذلك أحد من أهل العلم إلا ما نقل عن الدسوقي المالكي عن اللخمي من جواز ذلك بالقرعة، ولمن أراد التفصيل والمزيد فليراجع حاشية ابن عابدين وفتح القدير ونهاية المحتاج والمغني مع الشرح الكبير وكذا القرطبي في جامعه عند قوله تعالى {فساهم فكان من المدحضين} سورة الصافات حيث أشار إلى قول من قال بجواز ذلك ورد هذا القول.
المسألة الثانية: مسألة تترس الأعداء بالمسلمين، وحكم قتالهم إذا أدى ذلك إلى قتل المسلمين المُتَتَرسِ بهم، حيث اتفق أهل العلم على جواز قتل المسلمين المُتَتَرَس بهم شريطة أن يتقي قدر المستطاع تصويب المسلم، وشرط آخر هو التأكد من حصول الضرر ونزوله بالمسلمين لو تُرِكَ الأعداء المَُتَتَرِسون، واختلفوا فيما إذا كان الضرر متوقعاً ومؤدياً إلى تعطيل الجهاد، وهي مسألة مشهورة بين أهل العلم شهرةً تغني عن الإسهاب في ذكرها وليراجع ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى:ج 28ص538 حيث ذكر اتفاق الأئمة الأربعة على جواز ذلك، وفي موطن آخر ذكر أن ذلك هو رأي الجمهور.
المسألة الثالثة: مسألة قتل المسلمين المجهولين داخل صف الكفار ولم يتزيل المسلمون من بين الكافرين لقوله تعالى {ولولا رجال مؤمنون ونساءٌ مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرةٌ بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً} وهي كسابقتها إلا أن المؤمنين لم يُعْلَموا هنا ولم يُعْرَفوا لا بأوصافهم ولا بأسمائهم وإنما على العموم حيث يُعْلَم أن من بين الكافرين مؤمنين، ولقد سئل الإمام مالك رحمه الله كما ذكر القرطبي في جامعه قال: قال أبو زيد قلت لابن القاسم أرأيت لو أن قوماً من المشركين في حصن من حصونهم حصرهم أهل الإسلام وفيهم قوم من المسلمين أسارى في أيديهم، أيحرق هذا الحصن أم لا؟ قال: سمعت مالكاً وسئل عن قوم من المشركين في مراكبهم: أنرمي في مراكبهم بالنار ومعهم الأسارى في مراكبهم؟ قال: فقال مالك لا أرى ذلك، لقوله تعالى {لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً} أ. هـ ولكن خالف أبو حنيفة وأصحابه وكذا الثوري رحمه الله والقاضي من الحنابلة فجوزوا ذلك، وأما الشافعية والحنابلة رحمهم الله فقد وافقوا مالكا والعجيب أن القرطبي ينتصر لهذا الرأي ويحرم الرمي في مثل هذه الحالة ولكنه ينقض نفسه ويجيز مسألة التترس وقتال المشركين وإن تترسوا بالمسلمين والمسألة واحدة والمحصلة واحدة وهي أذية المسلمين المتوقعة بل المتحققة ولكنه شرط أن تكون المصلحة:
1ـ ضرورية 2ـ كلية 3ـ قطعية
وقال: ومعنى ضرورية: أنها لا يحصل الوصول إلى الكفار إلا بقتل الترس.
ومعنى أنها كلية: أنها قاطعة لكل الأمة، حتى يحصل من قتل الترس مصلحة لكل المسلمين، فإن لم يفعل قتل الكفار الترس واستولوا على كل الأمة.
ومعنى كونها قطعية: أن تلك المصلحة حاصلة من قتل الترس قطعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/61)
والحق هنا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ج28ص537،538 539 حيث قال: فالله تعالى أهلك الجيش الذي أراد أن ينتهك حرماته وفيهم المكره وغير المكره، مع قدرته تعالى على التمييز بينهم مع أنه يبعثهم على نياتهم فكيف يجب على المؤمنين المجاهدين أن يميزوا بين المكره وغيره وهم لا يعلمون ذلك، بل لو ادعى مدع أنه خرج مكرها لم ينفعه ذلك بمجرد دعواه كما روى أن العباس بن عبد المطلب قال للنبي e لما أسره المسلمون يوم بدر يا رسول الله إني كنت مكرها فقال: (أما ظاهرك فكان علينا وأما سريرتك فإلى الله) بل لو كان فيهم قوم صالحون من خيار الناس ولم يمكن قتالهم إلا بقتل هؤلاء لقتلوا أيضا، فإن الأئمة متفقون على أن الكفار لو تترسوا بمسلمين وخيف على المسلمين إذا لم يقاتلوا فإنه يجوز أن نرميهم ونقصد الكفار، ولو لم نخف على المسلمين جاز رمى أولئك المسلمين أيضا في أحد قولي العلماء، ومن قتل لأجل الجهاد الذي أمر الله به ورسوله هو في الباطن مظلوم كان شهيدا وبعث على نيته، ولم يكن قتله أعظم فسادا من قتل من يقتل من المؤمنين المجاهدين، وإذا كان الجهاد واجبا وإن قتل من المسلمين ما شاء الله فقتل من يقتل في صفهم من المسلمين لحاجة الجهاد ليس أعظم من هذا بل قد أمر النبي المكره في قتال الفتنة بكسر سيفه وليس له أن يقاتل وإن قتل كما في صحيح مسلم عن أبى بكرة قال: قال: رسول الله e : [ إنها ستكون فتن ثم تكون فتن ثم تكون فتن القاعد فيها خير من الماشي و الماشي فيها خير من الساعي فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بإبله ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه قال فقال رجل يا رسول الله: أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض قال يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج إن استطاع النجاة، اللهم هل بلّغت اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت فقال رجل يا رسول الله أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين فيضربني رجل بسيفه أو بسهمه فيقتلني قال يبوء بإثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار] ففي هذا الحديث أنه نهى عن القتال في الفتنة، بل أمر بما يتعذر معه القتال من الاعتزال أو إفساد السلاح الذي يقاتل به وقد دخل في ذلك المكره وغيره ثم بين أن المكره إذا قتل ظلما كان القاتل قد باء بإثمه وإثم المقتول أ. هـ
المسألة الرابعة: مسألة اقتحام المسلم صف المشركين بمفرده لينكل بالعدو قدر المستطاع، وإن غلب عل ظنه أنهم يقتلونه لا محالة، وهذه المسألة كاد أن يكون الأمر في جوازها إجماعاً، فمن يطالع جميع كتب الفقه للسابقين بلا استثناء وكتب أحكام القرآن يرى الاتفاق العجيب في ذلك، لذا قال الغزالي رحمه الله تعالى في كتاب الإحياء: لا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار فيقاتل وإن علم أنه سيقتل 0 وقال النووي جواز الانغماس في الكفار والتعرض للشهادة جائز لا كراهة فيه عند جمهور العلماء 0 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ج 4 ص 351: جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين وقد بسطنا القول في هذه المسألة في موضع آخر أ. هـ ولكن وقع الخلاف في بعض الجزئيات اليسيرة جداً مع الاتفاق في الأصل.
المسألة الخامسة: مسألة إسقاط الجنين الذي نفخ فيه الروح لمصلحة أمه.وهذه المسألة من المسائل التي لم تعط حقها من العلماء السابقين -رحمهم الله- إلا ما صرح به ابن عابدين في حاشيته فقال: لو كان الجنين حياً ويخشى على حياة أمه من بقائه فإنه لا يجوز تقطيعه، لأن موت الأم به موهوم، فلا يجوز قتل آدمي لأمر موهوم.كما في حاشية ابن عابدين/602 وجاء في الفتاوى الخانية ج3 ص410 ما نصه: إذا اعترض الولد في بطن الحامل، ولم يجدوا سبيلاً لاستخراج الولد إلا بقطع الولد إرباً إرباً؛ ولو لم يفعلوا ذلك يخاف هلاك الأم قالوا: إن كان الولد ميتاً في البطن لا بأس به. وإن كان حياً لم يجز أن يقطع إرباً إرباً لأنه قتل لنفس محترمة لصيانة نفس أخرى من غير تعد منه وذلك باطل، وجاء مثل ذلك في الفتاوى الهندية ج5 ص360 كما نقل ذلك صاحب كتاب المفصل في أحكام المرأة لعبدالكريم زيدان ج3 ص 124،125ـ ولم أجد في بحثي القاصر أحداً من الفقهاء المتقدمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/62)
أجاز ذلك، ومن المتأخرين فقد اطلعت على رأي لشيخ الأزهر سابقاً محمود شلتوت في فتاويه ص289،290ما نصه: (إذا ثبت من طريق موثوق به، أن بقاء الجنين بعد تحقق حياته يؤدي لا محالة إلى موت الأم،فإن الشريعة بقواعدها العامة تأمرنا بارتكاب أخف الضررين، فإن في بقائه موت الأم، وكان لا منقذ لها سوى إسقاطه كان إسقاطه في تلك الحالة متعيناً، ولا يضحى بها في سبيل إنقاذه لأنها أصله وقد استقرت حياتها ولها حظ مستقل في الحياة ..... )
المسألة السادسة: مسألة من وقع في حد من حدود الله، مثل الزاني المحصن ولم يعلم به أحد من المسلمين إلا أنه جاد بنفسه بعد توبته وطلب إقامة الحد عليه وقتله كماعز والغامدية رضى الله عنهما.
وهنا يجعل شيخ الإسلام الذي يجود بنفسه ليقتل في حد من حدود الله تعالى كمثل الذي ينغمس في العدو ثم يقتل فيقول رحمه الله في الفتاوى ج16 ص 31 ما نصه: فالإمام و الناس ليس عليهم إقامة الحد على مثل هذا، ولكن هو إذا طلب ذلك أقيم عليه كالذي يذنب سراً و ليس على أحد أن يقيم عليه حدا، لكن إذا اختار هو أن يعترف و يقام عليه الحد أقيم، وإن لم يكن تائباً، وهذا كقتل الذي ينغمس في العدو هو مما يرفع الله به درجته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له و هل وَجَدْتَ أفضل من أن جادت بنفسها لله. أ. هـ الفتاوى ج:16 ص:31
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى أيضاً ج: 25 ص:279 ولا يجب إقامة الحد عليه كما هو ظاهر مذهب أحمد رحمه الله، وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: عن ماعز رضى الله عنه لما هرب [هلا تركتموه يتوب بينه وبين الله] كما عند أحمد وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي وغيرهم وكذا الغامدية رضى الله عنها التي اعترفت على نفسها ردها مراراً والقصة عند مسلم وأبي داود والنسائي والبيهقي والدارقطني أ. هـ
المسألة السابعة: مسألة المرأة المطلقة ثلاثاً التي لا تحل لزوجها، لو جاء إليها يريد مواقعتها إكراهاً ولم تملك مدافعته فهل لها قتله أو قتل نفسها حفاظاً على عرضها أو ليس لها ذلك. ففي المدونة للإمام مالك: (ولا تتزين له إلا كرها) (ولتفتد منه وفي جواز قتلها له عند محاورتها قولان) ولتفتد منه بما قدرت ولو بشعر رأسها وتقتله إن خفي لها كغاصب المال يريد مثل العادي والمحارب. وقال سحنون: لا يحل لها قتله ولا قتل نفسها وأكثر ما عليها الامتناع وأن لا يأتيها إلا مكرهة.
وقوله (ولا قتل نفسها) يرد على من قال أن لها قتل نفسها، ولا شك أن قول سحنون متوجه نوعاً ما في قتل نفسها، وليس بمتوجه في قتلها له لأن الإسلام جاء بحماية العرض كما جاء بحماية المال ورغب في القتال دفاعاً عن المال لذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ج28ص540 ما نصه: (وإذا كانت السنة والإجماع متفقين على أن الصائل المسلم إذا لم يندفع صوله إلا بالقتل قتل وإن كان المال الذي يأخذه قيراطا من دينار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون حرمه فهو شهيد) أ. هـ فما بالك بالدفاع عن العرض. لا شك أنه أوجب وأولى.
المسألة الثامنة: الغريق إذا جاء من ينقذه من الغرق، وأثناء الإنقاذ خشي المُنْقِذُ على نفسه الغرق، فهل له أن يطلق الغريق في الماء وينجو بنفسه؟ على قولين ثانيهما عدم الجواز، وإن غرقا جميعاً، ففي (التاج المهذب) للصنعاني ما نصه: ليعلم أن جناية (المباشر مضمون) على فاعله (وإن لم يتعد فيه) يعني في فعله (فيضمن) المباشر (غريقاً أمسكه) يريد إنقاذه فثقل عليه وخشي إن تم الإمساك أن يتلفا معا (فأرسله) من يده (لخشية تلفهما) معا، وإن كان في الأصل محسنا بإرادة إنقاذه، ولما خشي على نفسه أرسله في الماء حتى مات، فإنه مباشر في هذه الجناية، ولا يجوز له أن يستفدي نفسه بقتل غيره، ولهذا وجب الضمان للغريق، وذلك بالقود للمرْسِِلِ له وسواء أرسله بعد أن خرج رأسه من الماء أم قبل ذلك وإن عفا عنه سلم الدية من ماله أو هو مباشر فإن كان الغريق هو الممسك واستفدى نفسه بالإرسال فلا ضمان فإن هلك الممسك بفتح بإمساك الغريق ضمنه من ماله فإن هلك الممسك ونجا الغريق قتل به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/63)
المسألة التاسعة: القادر على منع غيره من الهلكة فلم يفعل، وهنا يشدد ابن حزم رحمه الله في ذلك ويجعل هذا نوعاً من القتل وعلى القادر على الإنقاذ من الهلكة إن لم يفعل القتل، أياً كان نوع هذه الهلكة، فقال:
مسألة: من استسقى قوما فلم يسقوه حتى مات؟ قال علي: روينا من طريق أبي بكر بن أبي شيبة نا حفص بن غياث عن الأشعث عن الحسن أن رجلا استسقى على باب قوم؟ فأبوا أن يسقوه , فأدركه العطش فمات , فضمنهم عمر بن الخطاب t عن ديته؟ قال أبو محمد: القول في هذا عندنا - وبالله تعالى التوفيق - هو أن الذين لم يسقوه إن كانوا يعلمون أنه لا ماء له ألبتة إلا عندهم , ولا يمكنه إدراكه أصلا حتى يموت , فهم قتلوه عمدا وعليهم القود بأن يمنعوا الماء حتى يموتوا - كثروا أو قلوا - ولا يدخل في ذلك من لم يعلم بأمره ولا من لم يمكنه أن يسقيه , فإن كانوا لا يعلمون ذلك ويقدرون أنه سيدرك الماء , فهم قتلة خطأ , وعليهم الكفارة , وعلى عواقلهم الدية ولا بد. برهان ذلك: قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وقال تعالى {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} , وقال تعالى {والحرمات قصاص} , وبيقين يدري كل مسلم - في العالم - أن من استقاه مسلم - وهو قادر على أن يسقيه - فتعمد أن لا يسقيه إلى أن مات عطشا فإنه قد اعتدى عليه بلا خلاف من أحد من الأمة , وإذا اعتدى فواجب - بنص القرآن - أن يعتدى على المعتدي بمثل ما اعتدى به - فصح قولنا بيقين لا إشكال فيه. وأما إذا لم يعلم بذلك فقد قتله , إذ منعه ما لا حياة له إلا به , فهو قاتل خطأ , فعليه ما على قاتل الخطأ. قال أبو محمد: وهكذا القول , في الجائع , والعاري , ولا فرق - وكل ذلك عدوان , وليس هذا كمن اتبعه سبع فلم يؤوه حتى أكله السبع , لأن السبع هو القاتل له , ولم يمت في جنايتهم , ولا مما تولد من جنايتهم , ولكن لو تركوه فأخذه السبع - وهم قادرون على إنقاذه - فهم قتلةُ عمدٍ , إذ لم يمت من شيء إلا من فعلهم - وهذا كمن أدخلوه في بيت ومنعوه حتى مات، ولا فرق وهذا كله وجه واحد - وبالله تعالى التوفيق. ويمكن أن يستأنس لهذا القول بالحديث الذي ذكره الموصلي في الاختيار ولم يعزه لأحد 4/ 175 (أيما رجل مات ضياعاً بين أقوام أغنياء فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله) هذا بالخصوص وأما بالعموم فما ذكره ابن حزم من القرآن فيه الكفاية.
المسألة العاشرة: ما قاله ابن قدامة في المغني ج2 ص551 وقبله الإمام الخرقي الحنبلي وغيرهما من أهل العلم، في المرأة إذا ماتت وفي بطنها ولد يتحرك إن لم يوجد قوابل يخرجنه يترك ولا يمكن الرجال من إخراجه بل يترك حتى يموت ويدفن مع أمه كل ذلك رعاية لحرمة أم ميتة من أن يمس الأجنبي المسلم فرجها لإخراج جنينها الحي - أي يضحى بحياة الجنين النفس المنفوسة في سبيل حرمة أمه الميتة – فهنا جعل العلماء ستر عورة المرأة المسلمة الميتة، وعدم لمسها من قبل الرجال المسلمين، أولى من حياة الطفل، بل يضحى بحياته لأجل ذلك، والمسألة التي بين أيدينا قد تكون أخف من ذلك فقد يقول أصحابها فبمقابل مسألتكم الماضية جعلنا أعراض وأنفس المؤمنات اللاتي على قيد الحياة أولى من سلامة رجل وقع في الأسر.
أوجه الشبه بين مسألة قتل النفس خوف إفشاء الأسرار وبين مسائل أهل العلم المتقدمين
وبعد العرض الموجز لهذه المسائل أذكر باختصار شديد وجه مشابهتها لمسألتنا الآن فالشبه في المسألة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة: هو إزهاق النفس المسلمة لمصلحة أعظم وهي بقاء الأكثر من المسلمين بقتل اليسير منهم دون قصد القتل المباشر إلا في المسألة الأولى حيث يقصد منها القتل المباشر، وهذا متحقق في مسألتنا إن قلنا بجواز الانتحار جرياً على قاعدة ارتكاب أخف الضررين، وأما الشبه في المسألة السادسة، فهو التسبب المباشر المأذون فيه شرعاً في إزهاق النفس قربة لله مع جواز أن يستر العبد نفسه ويتوب بينه وبين الله وقاتل نفسه خوف إفشاء الأسرار فعل ذلك قربة لله ولكن سيأتينا هل هذا مأذون فيه شرعاً أولا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/64)
وأما المسألة السابعة: فهو التسبب المباشر في إزهاق النفس حماية للعرض حيث لا وسيلة لها في حماية عرضها إلا بذلك، ومسألتنا هي إزهاق نفس لحماية جمع عظيم من الأنفس المؤمنة.
وأما المسألة الثامنة: فهو عدم جواز أن يستبقي الإنسان نفسه بقتل أخيه أو تركه في الهلكة لينجو بنفسه، وهذا حال المفشي للسر إن لم ينتحر.
وأما المسألة التاسعة: فهو قدرة صاحب السر أن يقي إخوانه من الهلاك بأن ينتحر ولا يفشي سر المسلمين فإن لم يفعل كان كالقاتل عمداً كما قال ابن حزم رحمه الله تعالى في قضية الماء.
وأما المسألة العاشرة فقد ذكرت وجه الشبه عند ذكري للمسألة فليراجع في موضعه.
وهذا جهدي القاصر في ذكر المسائل المشابهة وإلا فهناك الكثير غيرها، ولأن المقصود توضيح الصورة، ومحاولة استظهار الحكم، وليس المقصود المسائل بعينها.
تفصيل حال من وقع في الأسر من المسلمين ومعه سرهم وصور ذلك
ومن هنا أقول: لا يخلو المسلم الذي وقع في الأسر ومعه سر المسلمين من حالين: الحال الأولى فيما يخص السر.
الحال الثانية فيما يخص حامل السر.
أما الحال الأولى لا تخلو من صورتين:
الصورة الأولى: أن يكون سراً ذا معلومات باهتة سطحية، ذيوعها وشيوعها لا يساوي بحال من الأحوال إراقة دم مسلم، وليس من ضرر على المسلمين بذيوعها وانتشارها.
الصورة الثانية: أن يكون السر سراً عظيماً يحتوي على تفاصيل ومعلومات تلحق بالمسلمين ضرراً بالغاً، وتستبيح بيضة الإسلام وأهله.
فبالنسبة للأولى يحتسب المجاهد المأسور ويصبر حتى وإن عذب فإن لم يستطع الصمود فيخبر عن السر، ولا يجوزله قتل نفسه بحال من الأحوال لأن ما معه من السر ليس ذا أهمية ولا يكمن وراءه أذية المسلمين وافتتانهم وقتلهم و استباحة أعراضهم. لكي نقول إنه قتل نفسه فداءً للمسلمين.
وبالنسبة للصورة الثانية فسوف تأتي بعد قليل مع تفصيل الحال الثانية في صورتها الثانية.
الحال الثانية فيما يخص حامل السر.
وهذه لا تخلو من صورتين:
الصورة الأولى: أن يغلب على ظنه أنه سيصمد أمام التعذيب حتى القتل فهنا لا يجوز له قتل نفسه ولا إذاعة السر، وهذا أشبه بمن انغمس في صف الكفار وغلب على ظنه أنه سيقتل هل يعد ممن قتل نفسه بالطبع لا، حيث اتفق الأئمة الأربعة على جواز ذلك قال: شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى ج: 4 ص: 351 ما نصه (ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين، وقد بسطنا القول في هذه المسألة في موضع آخر، فإذا كان الرجل يفعل ما يعتقد أنه يقتل به لأجل مصلحة الجهاد مع أن قتله نفسه أعظم من قتله لغيره كان ما يفضي إلى قتل غيره لأجل مصلحة الدين التي لا تحصل إلا بذلك ودفع ضرر العدو المفسد للدين والدنيا الذي لا يندفع إلا بذلك أولى ..... ) إذاً صموده أمر عظيم عند الله ولا سيما أنه مع جهاده دفع نفسه فداءً للمسلمين واختار هلكته وتلف نفسه لبقاء المسلمين سالمين، ورحم الله الإمام أحمد حيث كان يقول في دعائه اللهم إن قبلت عن عصاة أمة محمد e فداءً فاجعلني فداءً لهم. كما ذكر عنه ابن كثير في البداية والنهاية والشاهد من ذلك تضحية المسلم بنفسه من أجل إخوانه ولا نقف كثيراً عند هذا الخبر هل يصح ما قاله الإمام أحمد أو لا يصح؟ بقدر ما نقف عند بيان حرص السلف على التفاني في مصلحة إخوانهم التي أمر الله بمراعاتها.
الصورة الثانية: أن يغلب على ظنه عدم الصمود إطلاقاً وأنه إن عذب فسوف يفشي السر وهنا تدخل الصورة الثانية من الحالة الأولى وهي أن يكون السر سراً عظيماً يحتوي على تفاصيل ومعلومات تلحق الضرر البالغ بالمسلمين، وتستبيح أعراضهم وتودي إلى وهنهم وعجزهم.
وهنا هل يقال بجواز قتل نفسه فداءً للمسلمين وحرصاً على بيضة الإسلام وأهله أو يقال بعدم الجواز حتى وإن أدى ذلك إلى استباحة بيضة الإسلام والمسلمين. وبمعنى أدق هل يعد ذلك من الانتحار المأذون فيه شرعاً أم لا يعد.
وهنا جاءت تسمية هذا البحث والتأمل باسم [المختار في حكم الانتحار خوف إفشاء الأسرار]
وبادئ ذي بدء لا بد من تعريف الانتحار الذي حرمه الشرع قبل الإجابة عن هذا السؤال.
تعريف الانتحار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/65)
الانتحار في اللغة مصدر: انتحر الرجل، بمعنى نحر نفسه أي: قتلها انظر لسان العرب وتاج العروس مادة نحر.
ولكن الفقهاء لم يستعملوه بهذا المعنى، لكنهم عبروا عنه بقتل الإنسان نفسه ولقد ورد في صحيح البخاري في كتاب المغازي وكتاب القدر (فانتحر بها) وفي لفظ (انتحر فلان فقتل نفسه) وذلك في قصة الرجل الذي أثخنته الجراح فاتكأ على سيفه فقتل نفسه
والفقهاء يقولون في تعريف الانتحار هو: قتل الإنسان نفسه بأي وسيلة كانت. وقيل: هو قتل الشخص نفسه.
وقيل: هو أن يقتل الإنسان نفسه بقصد منه في غضب أو ضجر مما به.
وقيل: هو حمل النفس على أي فعل دنيوي يضر بها أو يؤدي إلى هلاكها.
وقال القرطبي رحمه الله: هو أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه في الحرص على الدنيا، وطلب المال، بأن يحمل نفسه على الغرر المؤدي إلى التلف ويحتمل أن يقال في حال ضجر أو غضب أ. هـ بتصرف يسير.
و قيل: هو قتل النفس في غضب أو ضجر أو جزع.
ويمكن أن يقال: هو كل قتل للنفس بغير دافع ديني مجاز بالنصوص الشرعية.
وقتل النفس (الانتحار) بتعاريفه التي مضت، لا خلاف بين العلماء على تحريمه وأن صاحبه مرتكب لكبيرة، مستحق للنار، إما خالداً فيها الخلود المؤقت، أو يدخلها بغير خلود
بل جاء النهي في الإسلام فيما هو دون ذلك، مثل الدعاء على النفس بالموت لضر نزل به ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان ولا بد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي). وجاءت رواية ابن حبان في صحيحه مقيدة الضر في الدنيا (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا) وإسناده قوي على شرط مسلم.
وروى البخاري أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسناً فلعله يزداد، وإما مسيئاً فلعله يستعتب).
والانتحار: إما أن يكون بسبب ضر نزل به في الدنيا من عسر حال أو مرض شديد أو ضيق نفس أو غيره، وإما أن يكون بلا سبب على الإطلاق هكذا عبث، دون ضغوط دنيوية ولا رجاء فائدة أخروية.
وكلا الحالين مما حرمه الشرع كما جاء ذلك في القرآن والسنة فمن القرآن قوله تعالى {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وقوله تعالى {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً، ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيرا} قال القرطبي رحمه الله تعالى: ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه، بقصد منه للقتل في الحرص على الدنيا وطلب المال أن يحمل نفسه على الغرر المؤدي إلى التلف ويحتمل أن يقال ولا تقتلوا أنفسكم في حال ضجر أو غضب فهذا كله يتناوله النهي وقد احتج عمرو بن العاص t بهذه الآية حين امتنع من الاغتسال بالماء البارد حين أجنب في غزوة ذات السلاسل خوفاً على نفسه منه فأقر النبي صلى الله عليه وسلم احتجاجه وضحك عنده ولم يقل شيئا. أ. هـ
وأما السنة ففي الصحيحين عن جندب بن عبدالله t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكيناً فجز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة). فهذا جزع من الجرح وضجر وفر من الألم والأذى الذي لحق به فلم يصبر فتعجل وقتل نفسه ليخلصها من ألم الدنيا، فكان جزاؤه أن حرم الله عليه الجنة، على اختلاف بين العلماء في تفسير هذا التحريم أهو أبدي أم لا.
وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار).
والأحاديث الصحيحة الصريحة في هذا المعنى كثيرة جداً.
ومما يلاحظ هنا، أن النصوص التي وردت بحرمة قتل النفس، أو تمني الموت، علقت بسبب الضر أو الجزع أو عدم الصبر، وكل ذلك حرصاً على الدنيا، أو غير ذلك وحال القاتل نفسه أو متمني الموت في الأدلة التي مضت، ليس لأجل مصلحة الدين وإعلاء كلمة الله حيث لم تتطرق النصوص المذكورة آنفاً إلى من ألقى بنفسه في التهلكة أو دعا على نفسه بالموت لأجل الدين ومصلحته وإعلاء كلمة الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/66)
أدلة الانتحار عامة ومسألة الانتحار خوف إفشاء الأسرار خاصة وبيان ذلك
لذا وبعد تعريف الانتحار وبيان أدلته، يتبين لنا تبيناً جلياً أن عموم أدلة الانتحار وقتل النفس، وأدلة تحريم الدعاء على النفس بالموت، أو تمني الموت، لا تصلح أن تكون دليلاً على مسألتنا ألبتة، لكونها عامة ومسألتنا خاصة، فما نحن فيه مخصوص حكمه من عموم الأدلة التي تحرم قتل المسلم نفسه بغير حق، حيث جاءت النصوص بجواز أن يدعو الإنسان على نفسه بالهلاك خوف الفتنة في الدين، أو أن يلقي الإنسان بنفسه في التهلكة لمصلحة الدين. لذا كانت رواية ابن حبان وإسنادها قوي على شرط مسلم (لضر نزل به في الدنيا) مبينة اختلاف الحكم باختلاف النية ونوع الضرر.
لهذا قال ابن حجر في الفتح: وقوله من ضر أصابه حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي فإن وجد الضر الأخروي بأن خشي فتنة في دينه لم يدخل في النهي ويمكن أن يؤخذ ذلك من رواية ابن حبان لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا على أن (في) في هذا الحديث سببية أي بسبب أمر من الدنيا وقد فعل ذلك جماعة من الصحابة ففي الموطأ عن عمر t أنه قال اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني لا مضيع ولا مفرط وأخرجه عبد الرزاق من وجه آخر عن عمر t وأخرج أحمد وغيره من طريق عبس ويقال عابس الغفاري أنه قال يا طاعون خذني فقال له عليم بن سنان لم تقول هذا ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين أحدكم الموت، فقال إني سمعته يقول: بادروا بالموت ستاً إمرة السفهاء وكثرة الشرط وبيع الحكم .... الحديث وأخرج أحمد أيضا من حديث عوف بن مالك نحوه، وأنه قيل له ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عُمّرَ المسلم كان خيرا له .... الحديث وفيه الجواب نحوه، وأصرح منه في ذلك حديث معاذ الذي أخرجه أبو داود وصححه الحاكم في القول في دبر كل صلاة وفيه [وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون] قوله فإن كان لا بد فاعلا في رواية عبد العزيز بن صهيب عن أنس كما سيأتي في الدعوات فإن كان ولا بد متمنيا للموت قوله فليقل ..... الخ وهذا يدل على أن النهي عن تمني الموت مقيد بما إذا لم يكن على هذه الصيغة لأن في التمني المطلق نوع واعتراض ومراغمة للقدر المحتوم وفي هذه الصورة المأمور بها نوع تفويض وتسليم للقضاء، وقوله فإن كان ..... الخ فيه ما يصرف الأمر عن حقيقته من الوجوب أو الاستحباب ...... إلى آخر ما قال بن حجر رحمه الله.
ومن أدلة جواز ذلك بل فضلة جميع الأدلة التي فيها الدعاء بطلب الشهادة من الله في سبيله، والشهادة موت كما هو معلوم، ولم يقل أحد إن هذا من تمني الموت المذموم بل هو المحمود لأنه في سبيل الدين ونصرته، لذا جاء عند البخاري باب ما جاء في التمني ومَن تمنى الشهادة، حدثنا سعيد بن عفير حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب أنَّ أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [والذي نفسي بيده لولا أن رجالا يكرهون أن يتخلفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلفت، لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل] وقال حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [والذي نفسي بيده وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثا أشهد بالله] وجاء في صحيح مسلم باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه] وقال: حدثني حرملة بن يحيى واللفظ لحرملة قال أخبرنا وقال حرملة حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو شريح أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه] ولم يذكر في حديثه بصدق.
وهذا لا شك أنه تَمَنٍّ للموت صدر من رسول الله e ، وأمر به ورغب فيه ولكنه في ذات الله فهو e الذي نهى عن ذلك إن كان بسبب الدنيا أو الضجر من الحياة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/67)
ومن المعلوم أيضاً، أن المسلم منهي أن يغشى مواطن الهلكة وموارد قتل النفس فلما كان في سبيل الله، ومن أجل مصلحة الدين وإعلاء كلمة الله،كان ذلك مشروعاً بل مندوباً ندباً مؤكداً ففي صحيح مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خير معاش الناس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل، أو الموت مظانه) وهنا يتبين أن ليس شيء مبتغى سوى القتل والموت ومظانههما. بل روى البيهقي في السنن الكبرى أيضاً قال: قال الشافعي رضي الله عنه تخلف رجل من الأنصار عن أصحاب بئر معونة، فرأى الطير عكوفاً على مقتلة أصحابه، فقال لعمرو بن أمية سأقدم على هؤلاء العدو فيقتلوني، ولا أتخلف عن مشهد قتل فيه أصحابنا ففعل، فقتل فرجع عمرو بن أمية فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولاً حسناً ويقال: قال لعمرو: (فهلا تقدمت؟). ولنا أن نتأمل قوله (فيقتلونني) أي ليس له ثَمّ هدف سوى أن يقتل في سبيل الله.
ومن المعلوم أيضاً ما قاله العلماء فيمن مكن نفسه من عدوه فقتله، ولم يتخلص منه مع إمكانه التخلص. أن هذا الصنف قاتل لنفسه وإليك نص قول الربيع في الأم للشافعي: قال: وأصح القولين أن لا عقل في النفس ولا قود ; لأنه هو الذي قتل نفسه إذا كان يقدر أن يتخلص فيسلم من الموت فترك التخلص وعلى الطارح أرش ما أحرقت النار منه أول ما طرح قبل أن يمكنه التخلص.
وفي موضع آخر من كتاب الأم للشافعي أن من لم يدافع العدو وهو قادر على ذلك أو الفرار هو كقاتل نفسه وأوجب عليه الدفع عن نفسه أو الهرب.
وهنا يقال على قول الفقهاء هذا، إن الصحابي الجليل الذي قال سأقدم على هؤلاء فيقتلوني أنه قاتل لنفسه، ولكن في سبيل الله، وأقره الرسول e على ذلك ولا يسمى منتحراً بسبب الدنيا وعوارضها.
وأما أدلة جواز إلقاء النفس بالتهلكة لمصلحة الدين فهي الأدلة التي تجيز الانغماس في العدو حاسراً مع تيقن الموت فقد سقتها في أول البحث حيث تخرج من ابتغى وجه الله وأراد الآخرة وقصد إعلاء كلمة الله من عموم نصوص النهي عن قتل النفس ففرق بين المنتحر للدنيا ومن غمس يده في العدو لإعلاء كلمة الدين مع تيقن الموت.
وهنا نجد أن النية والقصد غيرت الحكم تغييراً جذرياً مضاداً، فمن الحرمة والتهديد بالنار إلى الاستحباب والوعد بجنان النعيم، في فعلين ظاهرهما الاتحاد والتماثل ومحصلتهما واحدة. ولكن [إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى] فالمريض الذي يترك التداوي من غير قصد سوى الإهمال والتواكل، فيموت ليس كالمريض الذي تركه توكلاً على الله تعالى واحتساباً بأن يكون من السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب وهم الذين لا يسترقون و لا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، فالأول آثم بنص القرآن والسنة والثاني مأجور بنص القرآن والسنة.
لذا هل يمكن أن يقال عمن قتل نفسه لإعلاء كلمة الله وحفاظاً على أرواح المئات من المؤمنين والمؤمنات وأعراضهم ونكاية في أعداء الله، وإرهاباً لهم بنية خالصة أنه منتحر؟!!!! قبل معرفة الدليل. {سبحانك هذا بهتان عظيم}.
بيان أدلة جواز الانتحار خوف إفشاء الأسرار
لم أجد عند العلماء المتقدمين كما أسلفت ما يشير إلى ذلك صراحة، وأما المتأخرون فهم على قولين اثنين لا ثالث لهما، الأول الحرمة وأدلتهم عموم النصوص التي تحرم قتل النفس وإزهاقها، والقول الثاني الجواز للأدلة التي سوف أتناولها الآن بل يمكن أن يقال بالوجوب أو الأفضلية، لما يلي:
أولاً: ليعلم أن حماية الدين وأهله أعظم ما يقوم به المجاهد لإعلاء كلمة الله، ولقد جاءنا مالا يدع مجالاً للشك، بجواز بل فضل فداء المجاهد لدينه وإخوانه بنفسه كما مر معنا، إلا أنني أضيف إلى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد احتمى بالصحابة يوم أحد ولم ينكر ذلك، ولم يدل دليل على خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الفعل، ففي قصة حماية أبي دجانة للرسول eبنفسه ليكون ترساً له من النبل كما في البداية والنهاية لابن كثير، وقول أبي طلحة للرسول صلى الله عليه وسلم: نحري دون نحرك كما في الصحيحين وغيرهما، وكان يقي رسول الله e بنحره ويتطاول في ذلك، بل دافع عنه حتى شلت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/68)
يده التي وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل هذا يفيد مشروعية فداء الأشخاص بالأنفس إذا كان يحدث من قتلهم ضرر على المسلمين أو الدين، بل بوَّب ابن حبان في صحيحه على حادثة أبي طلحة وقوله (نحري دون نحرك الفداء) باباً فقال: (باب طاعة الإمام) ثم قال: ذكر الإباحة للمرء أن يفدي إمامه بنفسه، ثم ذكر حادثة طلحة t نحري دون نحرك يا رسول الله e
ثانياً: روى أحمد في مسنده 1/ 310 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت علي رائحة طيبة فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها قال: قلت ما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدري من يدها فقالت: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا ولكن ربي ورب أبيك الله قالت: أخبره بذلك قالت نعم: فأخبرته فدعاها، فقال: يا فلانة وإن لك ربّاً غيري؟ قالت نعم ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت – أي قدر كبير -، ثم أمر بها أن تُلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا، قال: ذلك لك علينا من الحق، قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحداً واحداً إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع، وكأنها تقاعست من أجله، قال: يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت .. ) رجاله ثقات إلا أبا عمر الضرير قال فيه الذهبي وأبو حاتم الرازي هو صدوق وقد وثقه ابن حبان.
وفي هذا الحديث دلالة أن الله أنطق الطفل ليأمر أمه بالاقتحام في النار، وهذا كطفل المرأة من أصحاب الأخدود، ولو كان في قتل النفس للدين أي محظور لما أثنى الشارع على هذا الفعل، وما إنطاق الطفل إلا آية لبيان فضل هذا الفعل. وهنا لا يقال هذا شرع من قبلنا وليس بشرع لنا، لأن شرعنا أثنى على هذا الفعل وأتى به في معرض المدح والإقرار
والدلالة الثانية: أن المرأة في هذه القصة والمرأة الأخرى في قصة الأخدود لم يُدخَلا إلى النار بالقوة وبالمعالجة بل ذهبتا بطوعهما حتى دخلتا النار وباشرتا الدخول في النار بنفسيهما، ولم يصبرا حتى يجبرا مثل ما فعل الصحابي الجليل كما في البخاري وغيره في قصة السرية التي أمر عليها عاصم بن ثابت حيث أحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا نقتل منكم أحدا، قال عاصم بن ثابت أمير السرية، أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري وابن دثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم، إن في هؤلاء لأسوة يريد القتلى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه فانطلقوا بخبيب وابن دثنة حتى باعوهما بمكة. والشاهد فجروه وعالجوه فأبى فقتلوه. أي لم يستسلم لهم وينقاد مثلما انقادت المرأتان.
ثالثاً: ما رواه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 100، قال: قال الشافعي رضي الله عنه تخلف رجل من الأنصار عن أصحاب بئر معونة، فرأى الطير عكوفاً على مقتلة أصحابه، فقال لعمرو بن أمية، سأقدم على هؤلاء العدو، فيقتلوني، ولا أتخلف عن مشهد قتل فيه أصحابنا ففعل، فقتل، فرجع عمرو بن أمية، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولاً حسناً، ويقال: قال لعمرو (فهلا تقدمت؟).
والشاهد قوله: سأقدم على هؤلاء العدو، فيقتلوني أي ليس له هدف النكاية بالقوم ولا الدفاع عن أصحابه بل مجرد القتل في سبيل الله وهذا واضح من قوله سأقدم على هؤلاء العدو، فيقتلوني ولم ينكر الرسول e فعله هذا بل قال فيه قولاً حسناً بل قال لعمرو (فهلا تقدمت؟).
رابعاً: ما رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/69)
والشاهد: ترغيب الإسلام في إزهاق الروح من أجل كلمة الحق التي أمر الله بها حيث إن المتقدم للسلطان يعلم مسبقاً أن النتيجة بعد قول كلمة الحق القتل، إذاً هو معين على قتل نفسه ولكن لمصلحة الدين وهو سبب مشروع ومرغب فيه، لذا قال شيخ الإسلام في الفتاوى ج26ص182والفتاوى الكبرى ج2ص525 ما نصه: وكذلك أكل الميتة والدم ولحم الخنزير يحرم أكلها عند الغنى عنها ويجب أكلها بالضرورة عند الأئمة الأربعة وجمهور العلماء قال مسروق من اضطر فلم يأكل حتى مات دخل النار وذلك لأنه أعان على نفسه بترك ما يقدر عليه من الأكل المباح له في هذه الحال فصار بمنزلة من قتل نفسه، بخلاف المجاهد بالنفس ومن تكلم بحق عند سلطان جائر فإن ذلك قتل مجاهدا ففي قتله مصلحة لدين الله تعالى أ. هـ
خامساً: في الصحيحين عن يزيد بن أبي عبيد قال: قلت لسلمة بن الأكوع رضي الله عنه: على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قال على الموت.
والشاهد: هنا أن المبايعة على الموت في سبيل الله ونصرة الدين الذي من محصلته النكاية بالعدو، وليس على النكاية بالعدو وإن لم يكن فلا مبايعة. حيث لا يقال أن الجهاد في سبيل الله ناتج عن النكاية بالعدو بل العكس.
سادساً: ما رواه ابن جرير الطبري في تاريخه 2/ 338 عند ذكر ما حدث في معركة اليرموك ولما طال القتال قال: قال عكرمة بن أبي جهل يومئذ قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موطن وأفر منكم اليوم – أي من الروم - ثم نادى من يبايع على الموت، فبايعه الحارث بن هشام وضرار بن الأزور في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جميعاً جراحاً وقتلوا، إلا من برأ ومنهم ضرار بن الأزور، قال وأتي خالد بعدما أصبحوا بعكرمة جريحا فوضع رأسه على فخذه وبعمرو بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه وجعل يمسح عن وجوههما ويقطر في حلوقهما الماء ويقول كلا زعم ابن الحنتمة أنا لا نستشهد.
وروى ابن المبارك في كتاب الجهاد 1/ 88 والبيهقي في سننه 9/ 44 عن ثابت أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه ترجل يوم كذا، فقال له خالد بن الوليد: لا تفعل فإن قتلك على المسلمين شديد، فقال: خل عني يا خالد، فإنه قد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة، وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى حتى قتل.
والشاهد: هنا المبايعة على الموت وليس النكاية بالعدو بل المقصد الأول الاستشهاد في سبيل الله الذي من محصلته النكاية بالعدو.
سابعاً: ما رواه البيهقي في سننه الكبرى ك44 وغيره، قال وفي يوم اليمامة لما تحصن بنو حنيفة في بستان مسيلمة الذي كان يعرف بحديقة الرحمن أو الموت، قال البراء ابن مالك لأصحابه: ضعوني في الجفنة – وهي ترس من جلد كانت توضع به الحجارة وتلقى على العدو – وألقوني، فألقوه عليهم فقاتل وحده وقتل منهم عشرة وفتح الباب وجرح يومئذ بضعاً وثمانين جرحاً، حتى فتح الباب للمسلمين، ولم ينكر ذلك عليه أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
وهنا لطيفة يحسن التنبيه عليها ألا وهي جلوس البراء بنفسه في الجفنة أي مشاركته مشاركة مباشرة في هلاك نفسه، لكي لا يقال أن القاتل لنفسه خوف إفشاء الأسرار باشر قتل نفسه بنفسه والبراء ليس كذلك.
بل يضاف إلى ذلك أن أصحابه عاونوه على ذلك، والمتسبب في قتل النفس بقصد القتل مثل المباشر لقتلها، كما أن المتسبب في قتل غيره بقصد القتل مساو لقتله في أحكام الدنيا حتى أن جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة رتبوا على من قتل غيره بالتسبب بقصد القتل القصاص من المتسبب كما يقتص من المباشر للقتل، وإن لم يكن بقصد فالدية، وخالف في ذلك الحنفية.
وروى البخاري في كتاب الديات عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قُتل غلام غيلة فقال عمر: لو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به.
إذاً لا عبرة بالتفريق بين المباشرة في القتل أو التسبب بقصد القتل فالحكم الشرعي واحد.
وفي إقرار الصحابة لهذا الفعل دليل على جواز كل عمل جهادي حتى لو كانت الهلكة فيه محققة، وما نحن فيه هو من الأعمال الجهادية إن لم يكن صلبها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/70)
ثامناً: ما رواه ابن جرير الطبري في تاريخه 5/ 194 أن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما اصطرع يوم الجمل مع الأشتر النخعي، واختلفا ضربتين، ولما رأى عبد الله أن الأشتر سينجو منه قال كلمته المشهورة: (اقتلوني ومالكاً)، قال الشعبي: إن الناس كانوا لا يعرفون الأشتر باسم مالك، ولو قال ابن الزبير: اقتلوني والأشتر وكانت للأشتر ألف ألف نفس ما نجا منها شيء، ثم ما زال يضطرب في يد ابن الزبير حتى أفلت منه.
وفي طلب الزبير رضي الله عنه من أصحابه أن يقتلوه مع الأشتر دليل على جواز قتل النفس لمصلحة الدين إذا اقتضى الحال ذلك وإلا لما تجرأ الزبير t على طلبه هذا.
تاسعاً: روى مسلم في صحيحه قصة أصحاب الأخدود وفيها من الدلالة قوله (ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فصعدوا به إلى الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك فقال له: ما فعل أصحابك؟ قال كفانيهم الله فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر، فإذا رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك، ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارمني، فإنك إذا فعلت قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهماً من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس، ثم قال بسم الله رب الغلام، ثم رماه، فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات، فقال الناس آمنّا برب الغلام، آمنّا برب الغلام، آمنّا برب الغلام، فأتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود في أفواه السكك، فخدت وأضرمت النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها، أو قيل له اقتحم، ففعلوا حتى أتوا على امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام يا أمّه اصبري إنك على الحق).
وفي هذا الحديث دلالة على أن الغلام عندما أمر بقتل نفسه فداءً للدين أن ذلك أمر مشروع ولم يسم منتحراً،وهنا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الأخدود وفيها أن الغلام أمر بقتل نفسه لأجل مصلحة ظهور الدين ولهذا جوز الأئمة الأربعة أن ينغمس المسلم في صف الكفار وإن غلب على ظنه أنهم يقتلونه إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين وقد بسطنا القول في هذه المسألة في موضع آخر أ. هـ
ومما يعلم أن مذهب الحنابلة والأظهر عند الشافعية وهو رواية عند الحنفية وصححها القدوري وهي رواية مرجوحة في مذهب مالك أن من أمر بقتل نفسه بلا سبب مشروع فهو منتحر، ولم يُعدَّ الغلام منتحراً لأن فعله بقصد إعزاز الدين، حيث ما وجدنا على وجه الأرض إلا من أجل عبادة الله ولو كان أمر الغلام أمراً مجرداً عن مصلحة الدين لما جاز، بل من العبث الذي سيؤاخذ عليه.
والغلام أيضاً لم يوح إليه بفعله ذلك، ولم يكن يعلم النتيجة لفعله مسبقاً، وهذا في نظري القاصر من أقوى الأدلة على جواز مسألتنا آنفة الذكر، بل من فعلَ ذلك فهو من الشهداء بمشيئة الله تعالى، ويظهر هذا في تعريف العلماء للشهيد الذي سيأتي بعد قليل
عاشراً: من المقرر عند أهل العلم قاطبة دون استثناء، أن ليس للمسلم استبقاء نفسه بقتل غيره من المؤمنين بحال من الأحوال، فكيف من استبقى نفسه بقتل المئات من المسلمين، وذلك أن المأسور إن أفشى سر المسلمين الذي فيه هلاكهم، فوازعه، ودافعه في ذلك أن يتخلص من العذاب الواقع عليه، ولا يكون ذلك إلا أن يفشي السر، ويهلك المسلمين في سبيل راحته، وهل يقول بذلك جاهل فضلاً عن عالم؟!!! لذا جاءت عبارة التاج المهذب ما يلي: ولا يجوزله أن يستفدي نفسه بقتل غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/71)
ومن ذلك أن المكرهَ على القتل إذا قتل يقتل ; لأنه قتل من يكافئه ظلما استبقاء لنفسه فقتل , كما لو قتله الجماعة. وقال أبو حنيفة، وسحنون: لا يقتل , وهي عثرة من سحنون وقع فيها بأسد بن الفرات الذي تلقفها عن أصحاب أبي حنيفة بالعراق وألقاها إليه , ومن يُجَوزُ له أن يقي نفسه بأخيه المسلم , وقد قال رسول الله: {المسلم أخو المسلم لا يثلمه ولا يظلمه}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا: يا رسول الله ; هذا ننصره مظلوما , فكيف ننصره ظالما؟ قال: تكفه عن الظلم فذلك نصرك إياه} بدائع الصنائع للكاساني
وماقال الفقهاء ذلك إلا لعظم حرمة الدم المسلم أن يراق بهذه السهولة ففي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) وعند أحمد في الزهد والترمذي في سننه والنسائي كذلك وابن ماجة والبيهقي وغيرهم عن عمرو بن العاص t قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا) وفي رواية (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم) وفي رواية أخرى (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)
وفي مجمع الزوائد للهيثمي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نظر إلى الكعبة فقال: (لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك) رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وعن جابر قال لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلها بوجهه وقال: (أنت حرام ما أعظم حرمتك وأطيب ريحك وأعظم حرمة عند الله منك المؤمن) رواه الطبراني في الأوسط.
ولو قيل لنا وكذا يقال في من قتل نفسه خوف إفشاء السر، فنقول {وعجلت إليك رب لترضى} حيث هذه الحالة مخصوصة من عموم النصوص المحرمة لإزهاق النفس بسبب ضر أصابه في الدنيا أو لمجرد الإزهاق، أو كمن قال أريد أن أقتل نفسي في سبيل الله دون بيان لدليل شرعي على جواز فعله، لم نجوز له ذلك وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى 25/ 279 ما نصه: وأما قوله أريد أن أقتل نفسي في الله، فهذا كلام مجمل فإنه إذا فعل ما أمره الله به فأفضي ذلك إلى قتل نفسه فهذا محسن في ذلك كالذي يحمل على الصف وحده حملا فيه منفعة للمسلمين وقد اعتقد أنه يقتل، فهذا حسن وفي مثله أنزل الله قوله: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد} ومثل ما كان بعض الصحابة ينغمس في العدو بحضرة النبي e وقد روى الخلال بإسناده عن عمر بن الخطاب أن رجلا حمل على العدو وحده فقال الناس ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر لا ولكنه ممن قال الله فيه {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد} وأما إذا فعل ما لم يؤمر به حتى أهلك نفسه فهذا ظالم متعد بذلك مثل أن يغتسل من الجنابة في البرد الشديد بماء بارد يغلب على ظنه أنه يقتله أو يصوم في رمضان صوما يفضي إلى هلاكه فهذا لا يجوز فكيف في غير رمضان فقد روى أبو داود في سننه في قصة الرجل الذي أصابته جراحة فاستفتى من كان معه هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا لا نجد لك رخصة، فاغتسل فمات فقال النبي قتلوه قتلهم الله هلا سألوا إذا لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال. أ. هـ
وهذه حالة جهادية مندوب إليها، ومأجور عليها، ولا وزر فيها، وذلك لقيام الدليل بل الوزر في فضح المسلمين ودلالة العدو عليهم وهم آمنون في عقر دارهم فيقتلون وتستباح أعراضهم ليبقى هو آمناً من تعذيب الأعداء له، أي استبقى راحة جسده وليس نفسه على قتل إخوانه.
حادي عشر: إن هذا المأسور إن لم يقتل نفسه، وأشاع سر المسلمين وأذاعه قتل غيره وكان في حكم المفرط في إنقاذ حياة غيره، ومن فرط في إنقاذ حياة إنسان كأن رآه في مهلكة فلم يمد له يد العون مع قدرته على ذلك , فهلك الإنسان فإنه آثم لا محالة لوجوب المحافظة على الأنفس , وهذا مما اتفق عليه أهل العلم، واختلفوا في ترتب الضمان عليه في ذلك فذهب الجمهور (الحنفية والشافعية والحنابلة في وجه) إلى أنه لا ضمان عليه لأنه لم يهلكه , لا عن طريق المباشرة , ولا عن طريق التسبب. وذهب المالكية والحنابلة في وجه إلى وجوب الضمان عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/72)
, لأنه لم ينجه من الهلاك مع إمكانه. انظر الموسوعة الفقهية مادة تفريط.
وقيل مثل ذلك في الغريق و ترك إنقاذه، حيث اتفق الفقهاء على أن المسلم يأثم بتركه إنقاذ الغريق معصوم الدم , لكنهم اختلفوا في حكم تركه إنقاذه هل يجب عليه القصاص أو الدية أو لاشيء عليه؟ فعند الحنفية والشافعية والحنابلة - عدا أبي الخطاب - على ما يفهم من كلامهم أنه لا ضمان على الممتنع من إنقاذ الغريق إذا مات غرقا ; لأنه لم يهلكه , ولم يحدث فيه فعلا مهلكا , لكنه يأثم. وعند المالكية وأبي الخطاب من الحنابلة يضمن ; لأنه لم ينجه من الهلاك مع إمكانه , قال المالكية: وتكون الدية في ماله إن ترك التخليص عمدا , وعلى عاقلته إن تركه متأولا. الموسوعة مادة، غرق
وقد شدد ابن حزم رحمه الله في ذلك وجعل هذا نوعاً من القتل وعلى القادر على الإنقاذ من الهلكة إن لم يفعل القتل، أياً كان نوع هذه الهلكة، فقال: مسألة: من استسقى قوما فلم يسقوه حتى مات؟ قال علي: روينا من طريق أبي بكر بن أبي شيبة نا حفص بن غياث عن الأشعث عن الحسن أن رجلا استسقى على باب قوم؟ فأبوا أن يسقوه , فأدركه العطش فمات , فضمنهم عمر بن الخطاب t عن ديته؟ قال أبو محمد: القول في هذا عندنا - وبالله تعالى التوفيق - هو أن الذين لم يسقوه إن كانوا يعلمون أنه لا ماء له ألبتة إلا عندهم , ولا يمكنه إدراكه أصلا حتى يموت , فهم قتلوه عمدا وعليهم القود بأن يمنعوا الماء حتى يموتوا - كثروا أو قلوا - ولا يدخل في ذلك من لم يعلم بأمره ولا من لم يمكنه أن يسقيه , فإن كانوا لا يعلمون ذلك ويقدرون أنه سيدرك الماء , فهم قتلة خطأ , وعليهم الكفارة , وعلى عواقلهم الدية ولا بد. برهان ذلك: قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} , وقال تعالى {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} , وقال تعالى {والحرمات قصاص} , وبيقين يدري كل مسلم - في العالم - أن من استقاه مسلم - وهو قادر على أن يسقيه - فتعمد أن لا يسقيه إلى أن مات عطشا فإنه قد اعتدى عليه , بلا خلاف من أحد من الأمة , وإذا اعتدى فواجب - بنص القرآن - أن يعتدى على المعتدي بمثل ما اعتدى به - فصح قولنا بيقين لا إشكال فيه. وأما إذا لم يعلم بذلك فقد قتله , إذ منعه ما لا حياة له إلا به , فهو قاتل خطأ , فعليه ما على قاتل الخطأ. قال أبو محمد: وهكذا القول , في الجائع , والعاري , ولا فرق - وكل ذلك عدوان , وليس هذا كمن اتبعه سبع فلم يؤوه حتى أكله السبع , لأن السبع هو القاتل له , ولم يمت في جنايتهم , ولا مما تولد من جنايتهم , ولكن لو تركوه فأخذه السبع - وهم قادرون على إنقاذه - فهم قتلة عمد , إذ لم يمت من شيء إلا من فعلهم - وهذا كمن أدخلوه في بيت ومنعوه حتى مات ولا فرق وهذا كله وجه واحد - وبالله تعالى التوفيق. ويمكن أن يستأنس لهذا القول بالحديث الذي ذكره الموصلي في الاختيار ولم يعزه لأحد 4/ 175 (أيما رجل مات ضياعاً بين أقوام أغنياء فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله) هذا بالخصوص وأما بالعموم فما ذكره ابن حزم من القرآن فيه الكفاية.
وأقول: بلا خلاف إن المأسور قادر على إنقاذ المسلمين من القتل بصيانة سرهم وعدم إظهاره، حتى لو أدى ذلك إلى قتله ففي التاج المهذب لأحكام المذهب للصنعاني ما نصه: (فصل) في الفرق بين ضماني المباشرة والتسبيب في جناية الخطأ (و) اعلم أن جناية (المباشر مضمون) على فاعله (وإن لم يتعد فيه) يعني في فعله (فيضمن) المباشر (غريقا أمسكه) يريد إنقاذه فَثَقُلَ عليه وخشي إن تم الإمساك أن يتلفا معا (فأرسله) من يده (لخشية تلفهما) معا وإن كان في الأصل محسنا بإرادة إنقاذه ولما خشي على نفسه أرسله في الماء حتى مات فإنه مباشر في هذه الجناية ولا يجوزله أن يستفدي نفسه بقتل غيره ولهذا وجب الضمان للغريق وذلك بالقود للمرسل له وسواء أرسله بعد أن خرج رأسه من الماء أم قبل ذلك وإن عفا عنه سلم الدية من ماله أو هو مباشر , فإن كان الغريق هو الممسك واستفدى نفسه بالإرسال فلا ضمان فإن هلك الممسك بفتح السين بإمساك الغريق ضمنه من ماله فإن هلك الممسك ونجا الغريق قتل به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/73)
وما أحسن كلام ابن القيم في إعلام الموقعين، عندما قال في الرجل الذي اعترف أنه هو الزانى لما رأى أن غيره سيؤخذ به فقال: وأما سقوط الحد عن المعترف فإذا لم يتسع له نطاق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأحرى أن لا يتسع له نطاق كثير من الفقهاء , ولكن اتسع له نطاق الرءوف الرحيم , فقال: إنه قد تاب إلى الله وأبى أن يحده , ولا ريب أن الحسنة التي جاء بها من اعترافه طوعا واختيارا خشية من الله وحده وإنقاذا لرجل مسلم من الهلاك , وتقديم حياة أخيه على حياته واستسلامه للقتل أكبر من السيئة التي فعلها.
والشاهد قوله: وإنقاذا لرجل مسلم من الهلاك , وتقديم حياة أخيه على حياته واستسلامه للقتل أكبر من السيئة التي فعلها.
وأصل القصة في النسائي قال ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين، وقد روينا في سنن النسائي من حديث سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه: {أن امرأة وقع عليها في سواد الصبح وهي تعمد إلى المسجد بمكروه على نفسها , فاستغاثت برجل مر عليها وفر صاحبها , ثم مر عليها ذوو عدد , فاستغاثت بهم , فأدركوا الرجل الذي كانت استغاثت به فأخذوه , وسبقهم الآخر , فجاءوا يقودونه إليها , فقال: أنا الذي أغثتك وقد ذهب الآخر قال: فأتوا به نبي الله صلى الله عليه وسلم , فأخبرته أنه الذي وقع عليها وأخبر القوم أنهم أدركوه يشتد , فقال: إنما كنت أغثتها على صاحبها فأدركني هؤلاء فأخذوني , فقالت: كذب , هو الذي وقع علي , فقال النبي e : انطلقوا به فارجموه فقام رجل من الناس فقال: لا ترجموه وارجموني , فأنا الذي فعلت بها الفعل , فاعترف فاجتمع ثلاثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذي وقع عليها والذي أغاثها والمرأة , فقال: أما أنت فقد غفر لك وقال للذي أغاثها قولا حسنا فقال عمر: ارجم الذي اعترف بالزنى , فأبى رسول الله e وآله وسلم ; فقال: {لأنه قد تاب إلى الله}
ثاني عشر: مما يعلم أن جمهور الفقهاء اتفقوا على جواز قتال العدو بل وجوبه إن كان هناك ضرر بتركه حتى وإن أدى ذلك إلى قتل الترس البشري من المسلمين، ولنا أن نقول من المعلوم أن قتل المسلم لأخيه أعظم من قتله لنفسه كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى وكذا ابن حجر في الفتح وغيرهما، لأن قتل المسلم لأخيه يتوجب عليه حقان الحق الأول لله والحق الثاني لأخيه، وأما قتله لنفسه ففيه حق واحد لله فإذا جاز قتل الترس البشري المسلم على أيدي المسلمين من أجل مصلحة الدين وإعلاء كلمة الله، أفلا يجوز قتل المسلم نفسه بنفسه إعلاءً لكلمة الله وحفاظاً على المسلمين من أن يقتلوا أو تنتهك أعراضهم وتستباح بيضتهم، حيث لا يمكن أن نقول بتقديم مصلحة بقاء الواحد على مصلحة بقاء المئات أو درء مفسدة موت الواحد بموت المئات بحال من الأحوال، ولم يأت الإسلام بذلك بل مما جاءت به الشريعة بقواعدها العامة وأمرتنا به أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكذا لو تعارضت مفسدتان روعي أخطرهما ضراراً بارتكاب أخفهما ضرراً -قاعدة ارتكاب أخف الضررين - وهذا حاصل في استبقاء المئات بأن يفدي المأسور المسلمين بقتل نفسه {وعجلت إليك رب لترضى} وترك مصلحة بقاء الأسير مقدم على جلب مفسدة قتل المئات من المسلمين واستباحة أعراضهم كما ألمح إلى ذلك فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله.
ثالث عشر: سئل الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى عن ما يلاقيه أهل الجزائر، من المجاهدين، عندما يقعون في الأسر على أيدي الفرنسيون من العذاب والنكال، حتى يعترفوا، ويدلوا على المسلمين، وأسرارهم، فهل لهم أن ينتحروا لكي لا يخبروا بسر المسلمين فكانت الإجابة ما يلي:
[الفرنساويون في هذه السنين تصلبوا في الحرب، ويستعملون (الشرنقات) إذا استولوا على واحد من الجزائريين؛ ليعلمهم بالذخائر والمكامن، ومن يأسرونه قد يكون من الأكابر فيخبرهم أن في المكان الفلاني كذا وكذا.
وهذه الإبرة تسكره إسكاراً مقيداً، ثم هو مع هذا كلامه ما يختلط، فهو يختص بما يبينه بما كان حقيقة وصدقاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/74)
جاءنا جزائريون ينتسبون إلى الإسلام يقولون: هل يجوز للإنسان أن ينتحر مخافة أن يضربوه بالشرنقة، ويقول: أموت أنا وأنا شهيد – مع أنهم يعذبونه بأنواع العذاب- فقلنا لهم: إذا كان كما تذكرون فيجوز، ومن دليله (آمنا برب الغلام (وقول بعض أهل العلم: إن السفينة .... إلخ إلا أن فيه التوقف من جهة قتل الإنسان نفسه ومفسدة ذلك أعظم من مفسدة هذا فالقاعدة محكمة، وهو مقتول ولا بد. أ. هـ (تقرير)] من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم ج6ص207 - 208 الطبعة الأولى 1399هـ المطابع الحكومية كتاب الجهاد.
وفي نظري القاصر أن هذه الفتوى من الشيخ قاصمة الظهر لمن يسأل ويقول من سبقك إلى هذا القول، لذا وبعد أن عثرت على هذه الفتوى مؤخراً فإنني لا أرى غضاضة في أن أقول: قد يتوجه وجوب قتل النفس على من وقع في مثل ذلك، صيانة لدماء المسلمين وأعراضهم، وما كنت لأقول بهذا لولا أن رأيت هذه الفتوى للعلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله، هروباً من وحشة الشذوذ، وأما الآن فلا شذوذ والحمد لله، فضلاً عن أن الأدلة بحد ذاتها أقل ما يقال فيها إنها دالة على جواز ذلك، فلما جاءت الفتوى جاءت لتقصر نبس الشفاه.
رابع عشر: ما صدر عن الشيخ حسن أيوب في كتابه [الجهاد والفدائية في الإسلام] ص 247 - 248 من جواز هذا الفعل حيث قال (الانتحار إذا كان له مبرر أصيل، وقوي يتصل بأمر يخص المسلمين وينفعهم، وبدونه يحصل الضرر للمسلمين فإنه حينئذ يكون جائزاً. وذلك كأن يعذب إنسان من أجل الإفضاء بأسرار تتعلق بمواقع الفدائيين أو أسمائهم، أو يكشف خطط الجيش الإسلامي، أو مواقع الذخيرة أو السلاح إلى آخر ما يعتبر علم العدو به خطراً على الجيش الإسلامي، أو على أفراد المسلمين أو على حريمهم أو ذراريهم، ويرى أنه لا صبر له على التعذيب، وأنه مضطر أن يفضي بهذه الأسرار، أو يعلم أن الأعداء يحقنونه بمادة مؤثرة على الأعصاب بحيث يبوح بما عنده من أسرار تلقائياً، وبدون تفكير، أو شعور بخطورة ما يقوله، ويشهد لذلك أقوال العلماء فيمن ألقى بنفسه على الأعداء، وهو يعلم أنه مقتول لا محالة ولكنه يرى أن في ذلك خيراً للإسلام والمسلمين، وحالتنا هذه أهم وأخطر) أ. هـ
خامس عشر: جميع ما صدر من فتاوى بأدلتها الشرعية عن العلماء المتأخرين كالشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله فيما ينقل عنه والشيخ الألباني رحمه الله والشيخ العلامة حمود العقلاء وفقه الله ومتعنا به والشيخ سليمان العلوان حفظه الله وفتوى علماء الأردن وعلماء الأزهر وعلماء مصر وغيرها كثير صادرة عن علماء أقطار العالم الإسلامي التي تجيز تفجير النفس وقتلها نكاية بالعدو، هي بحد ذاتها فتوى لما ذهبت إليه من جواز قتل المسلم نفسه إن خشي أن يفشي سر المسلمين تحت طائلة التعذيب، لأن النكاية بالعدو هنا متحققة، وكذا نصرة الدين والمسلمين وليس هناك فرق بين المسألتين، بل إن أدلة العلماء السابقين في مسألة جواز الانغماس في العدو للنكاية بهم وإن غلب على ظنه أنه يقتل ليس بينها وبين مسألتنا فرق؛ سوى أن هذا قتل بيد العدو وهذا قتل بيده، و لا عبرة بهذا الفرق لأن المعين أو المتسبب في قتل نفسه هو كالمباشر لقتل نفسه وهذا مما يتفق عليه أهل العلم قاطبة.
سادس عشر: يلزم لزوماً حتمياً جميع من أفتى بجواز وفضل العمليات الاستشهادية أن يفتي بجواز وفضل من قتل نفسه فداءً للمسلمين، وخوفاً عليهم من أن يفشي سرهم وذلك لأن الحفاظ على أرواح المؤمنين أولى بكثير من قتل بعض الكافرين في عملية استشهادية قد لا يقتل فيها أحد سوى بعض الدمار لبعض المنشآت وإرهاب العدو لذا جاء في بدائع الصنائع 7/ 120: وأما مفاداة الأسير بالأسير فلا تجوز عند أبي حنيفة عليه الرحمة، وعند أبي يوسف ومحمد تجوز ووجه قولهما أن في المفاداة إنقاذ المسلم وذلك أولى من إهلاك الكافر.
والشاهد قول أهل العلم المتفق عليه (إنقاذ المسلم وذلك أولى من إهلاك الكافر) وهذا مما يتفق عليه ذوو الحجا والنهى من المسلمين، فإن قال قائل لا يلزم قلنا له بين لنا الفرق بين المسألتين؟! لأن التفرقة بين المتماثلات بلا دليل من أعسر المشكلات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/75)
سابع عشر: نص الفقهاء رحمهم الله تعالى على أن من تعين موته بأحد سببين واستويا في السوء، فله أن يتخير بينهما، كمن احترقت سفينته فيه، ولا يحسن السباحة أو كانت الأسماك المفترسة تحته، فلو اختار موته غرقاً، أو احتراقا ًجاز، وإن غلب على ظنه أن أحد السببين أهون من الآخر، فيتبع الأهون وبه قال جمهور الفقهاء، كما في البحر الرائق وبدائع الصنائع وغيرها من كتب الفقه، قال في البحر الرائق: (فإن كان المسلمون في سفينة فاحترقت السفينة , فإن كان غلبة ظنهم أنهم لو ألقوا أنفسهم في البحر تخلصوا بالسباحة يجب عليهم أن يطرحوا أنفسهم في البحر ليتخلصوا من الهلاك القطعي وإن استوى الجانبان إن أقاموا احترقوا , وإن أوقعوا أنفسهم غرقوا فهم بالخيار عند أبي حنيفة وأبي يوسف لاستواء الجانبين وقال محمد لا يجوز أن يلقوا أنفسهم في الماء ; لأنه يكون إهلاكا بفعلهم) ا هـ.
وهذه هي مسألتنا في غالب أحوالها حيث إن صاحب السر مقتول لا محالة أخبر بالسر أو كتمه وهذا حال الحربي المأسور إلا فيما ندر، وهنا له أن يختار أحد السببين في موته على رأي الفقهاء، فما بالك إذا أضفنا أنه اختار السبب الذي فيه صالح الإسلام والمسلمين؟!!
ثامن عشر: ومن الأدلة على جواز مسألتنا بل فضلها، وأن صاحبها ممن يستحق لقب الشهيد بمشيئة الله تعالى، أن لا عبرة بكيفية القتل ولا باليد القاتلة في استحقاق الشهادة حتى نقول إن من قتل نفسه خوف إفشاء الأسرار ليس بشهيد لأنه باشر قتل نفسه، أو قتل في غير ساحة المعركة، لذا سوف آتي الآن بمبحث (الشهيد وتعريفه) لكي أبين أن من قتل نفسه بهذه الصورة أنه شهيد، ثم أبين بعد ذلك أن لا عبرة باليد القاتلة في مسألة الشهادة في سبيل الله، حيث لم يرد في الشرع أن الشهيد من قتل في المعركة مع الأعداء بيد العدو وإلا فلا شهادة.
الشهيد وتعريفه
أما تعريف الشهيد في اللغة:
فقد جاء في لسان العرب لابن منظور: والشهيد: المقتول في سبيل الله، والجمع شهداء ..... قال والاسم الشهادة، والشهيد الحي؛ عن النضر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يستشهد: الحي أي هو عند ربه ... ثم ذكر بعد ذلك لماذا سمي الشهيد بهذا الاسم وعند ابن حجر والنووي ما يغني عن ما ذكره ابن منظور.
وقال صاحب تاج العروس: الشهيد تكسر شينه – قال الليث: وهي لغة بني تميم ... إلى أن قال: والشهيد الحاضر وفعيل من أبنية المبالغة في فاعل .... وقال: والشهيد في الشرع القتيل في سبيل الله ..... إلى آخر ما قال.
القاموس الفقهي: الشهيد من شهد ويأتي بمعنى الشاهد ومن قتل في سبيل الله تعالى ويجمع على شهداء، وأشهاد، ومنه الشاهد: الحاضر ويجمع على شهود وأشهاد وهو أيضاً من يؤدي الشهادة.
وأما تعريفه في الشرع:
فعند الحنفية: قال صاحب حاشية ابن عابدين: هو من قتله المشركون أو وجد مقتولاً في المعركة وبه أثر أية جراحة ظاهرة أو باطنة كخروج الدم من العين أو نحوها.
وقالوا أيضاً في تبيين الحقائق للزيلعي هو كل من صار مقتولاً في قتال أهل الحرب أو البغاة أو قطاع الطريق بمعنى مضاف إلى العدو كان شهيداً، بالمباشرة أو التسبب وكل من صار مقتولاً بمعنى غير مضاف إلى العدو لا يكون شهيداً.
وقالوا كما في البحر الرائق: رجل قصد العدو ليضربه فأخطأ فأصاب نفسه فمات يغسل، لأنه ما صار مقتولا بفعل مضاف إلى العدو ولكنه شهيد فيما ينال من الثواب في الآخرة لأنه قصد العدو لا نفسه، وأطلق في قتله فشمل القتل مباشرة أو تسببا لأن موته مضاف إليهم، حتى لو أوطؤا دابتهم مسلما أو انفروا دابة مسلم فرمته أو رموه من السور أو ألقوا عليه حائطا أو رموا بنار فأحرقوا سفنهم أو ما أشبه ذلك من الأسباب كان شهيدا، ولو انفلتت دابة مشرك ليس عليها أحد فوطئت مسلما أو رمي مسلم إلى الكفار فأصاب مسلما، أو نفرت دابة مسلم من سواد الكفار أو نفر المسلمون منهم فألجئوهم إلى خندق أو نار أو نحوه أو جعلوا حولهم الشوك فمشى عليها مسلم فمات بذلك لم يكن شهيدا، خلافا لأبي يوسف لأن فعله يقطع النسبة إليهم وكذا فعل الدابة دون حامل وإنما لم يكن جعل الشوك حولهم تسبيبا لأن ما قصد به القتل فهو تسبب وما لا فلا، وهم إنما قصدوا به الدفع لا القتل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/76)
وعند المالكية: قال الدرديري في الشرح الكبير هو: من قتل في قتال الحربيين فقط ولو قتل ببلد الإسلام بأن غزا الحربيون المسلمين، أو لم يقاتل بأن كان غافلاً أو نائماً أو قتله مسلم يظنه كافراً، أو داسته الخيل، أو رجع عليه سيفه أو سهمه، أو سقط في بئر أو سقط من شاهق حال القتال.
وعند الشافعية: قال ابن حجر هو: من قتل في حرب الكفار مقبلاً غير مدبر مخلصاً.
و في مغني المحتاج: هو الذي يقتل في قتال الكفار مقبلاً غير مدبر لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى دون عرض من أعراض الدنيا.
وعند الحنابلة: قال صاحب كشاف القناع والشهيد هو من مات بسبب القتال مع الكفار وقت قيام القتال.
وقال ابن قدامة في المغني: فإن كان الشهيد عاد عليه سلاحه فقتله فهو كالمقتول بأيدي العدو، وقال القاضي يغسل ويصلى عليه لأنه مات بغير أيدي المشركين أشبه ما لو أصابه ذلك في غير المعترك، ولنا ما روى أبو داود عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أغرنا على حي من جهينة فطلب رجل من المسلمين رجلا منهم فضربه فأخطأه، فأصاب نفسه بالسيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أخوكم يا معشر المسلمين فابتدره الناس فوجدوه قد مات فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثيابه ودمائه وصلى عليه) فقالوا يا رسول الله أشهيد هو؟ قال (نعم وأناله شهيد) وعامر بن الأكوع بارز مرحبا يوم خيبر فذهب يسفل له فرجع سيفه على نفسه فكانت فيها نفسه فلم يفرد عن الشهداء بحكم ولأنه شهيد المعركة فأشبه ما لو قتله الكفار.
مسألة: لا دخل لليد الفاعلة في استحقاق وصف الشهادة
مما تقدم من تعريف الشهيد يتبين أن الجمهور خلافاً للحنفية لم يجعلوا لليد الفاعلة للقتل سبباً في تحقق الشهادة، سوى ما جاء عند الحنفية بأن الشهيد الذي قتله المشركون أو وجد قتيلاً في أرض المعركة.
وقول الجمهور هو الراجح، وقول الحنفية يرده ما جاء في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، ثم ذكر الحديث ....... وفيه (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا السائق قالوا عامر بن الأكوع – أخو سلمة - قال يرحمه الله، قال رجل من القوم وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به، فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيراً، فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه، قال فلما قفلوا قال سلمة رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم شاحباً وهو آخذ بيدي قال (ما لك؟) قلت له فداك أبي وأمي زعموا أن عامراً حبط عمله، قال (من قاله؟) قلت قاله فلان وفلان وفلان وأسيد بن الحضير الأنصاري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كذب من قاله إن له لأجرين وجمع بين إصبعيه إنه لجاهد مجاهد).
وروى أبو داود في سننه حديث 2539 عن أبي سلام عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أغرنا على حي من جهينة، فطلب رجل من المسلمين رجلاً منهم فأخطأه، وأصاب نفسه بالسيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أخوكم يا معشر المسلمين) فابتدره الناس فوجدوه قد مات، فلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه، فقالوا يا رسول الله، أشهيد هو؟ قال (نعم وأنا عليه شهيد).
وبهذا يتبين أنه ليس شرطاً أن يقتل المجاهد بسلاح العدو حتى يقال عنه شهيد، إنما الشهيد من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وقتل في أرض المعركة بأية طريقة كانت فإنه ينطبق عليه وصف الشهيد.
ومن توقف عن القول بجواز العمليات الاستشهادية شبهته فيها أن المجاهد يقتل نفسه، فتوقفه ليس له ما يبرره، فإن كان توقف لهذه الشبهة فليعلم أنه لا تأثير لها في استحقاق الشهيد للشهادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/77)
إذ إن الشرع قد يفرق بين حكم متماثلين ظاهراً بسبب القصد والنية كما أسلفت آنفاً، ولا أدل على ذلك من مسألة تمني الموت، حيث اختلف حكمها باختلاف نية المتمني ومثلها مسألة زواج المحلِل محرم إن قصد به التحليل وإلا فمشروع ومندوب إن قصد به اعفاف نفسه والاستمتاع المشروع فيكون بذلك نكاحاً شرعياً، والسبب أن قصده في الأول التحليل وفي الثاني الإعفاف، فأثرت النية في العقد الأول فأبطلته وفي الثاني فأباحته بل رغبت فيه، ومثل ترك التداوي يختلف حكمه باختلاف نية التارك للدواء فإن كان الترك توكلاً على الله فهو مرغب فيه محمود وإن كان إهمالاً فهو محرم مذموم وغير ذلك كثير من مسائل الشرع التي تؤثر فيها النية فتقلبها من حال إلى حال إذ العمدة في ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء عن عمر في الصحيحين [إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى].
فالنية هي مناط تغير الحكم والتفريق بين المتماثلين ظاهرٌ في كثير من الأحكام الشرعية، ومن هذا الكثير قتيل المعركة حيث بين الشارع أن من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله و من قاتل ليقال عنه جريء أو شجاع فهو في سبيل الشيطان وهذا ظاهر في أحاديث رسول الله e .
من هنا يتضح لنا أن الحكم الشرعي للشهيد لا يتغير بتغير اليد القاتلة ولا يعتد باليد القاتلة للمجاهد، ولا بأداة القتل ولا بطريقة القتل، إذا كان ذلك لوجه الله و بنية خالصة لإعلاء كلمة الله فمن قتله العدو مع سوء نيته فهذا في النار، وآخر قتله العدو مع إخلاصه فهو في الجنة، وآخر قتل نفسه جزعاً فهو في النار، والرابع قتل نفسه خطأً فهو في الجنة، وآخر تمنى الموت أو دعاء به على نفسه لضر أصابه أو ضجرٍ من الدنيا فتمنيه محرم ويقابله من تمنى الموت ودعا على نفسه بذلك رجاء ما عند الله ففعله مندوب ومأمور به.
والذي أعان على قتل نفسه أو قتلها لإعلاء كلمة الله وحفاظاً على أعراض المسلمين وحمايةً لها فهو على نيته وليس بمنتحر وفيما قدمت من أدلة وقفة تأمل يجب أن تكون لمن حرم قتل النفس خوف إفشاء الأسرار.
لذا قال شيخ الإسلام في الفتاوى ج25/ ص 281 ما نصه:
فينبغي للمؤمن أن يفرق بين ما نهى الله عنه من قصد الإنسان قتل نفسه أو تسببه في ذلك وبين ما شرعه الله من بيع المؤمنين أنفسهم وأموالهم له كما قال تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة وقال ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله أي يبيع نفسه، والاعتبار في ذلك بما جاء به الكتاب والسنة لا بما يستحسنه المرء أو يجده أو يراه من الأمور المخالفة للكتاب والسنة ..... ألخ
ويا ليت شعري من حرم ذلك، ونهى عنه، لو اطلع على ما قاله الفقهاء كما في المغني لابن قدامةج2 ص551 ومنهم الإمام الخرقي الحنبلي في المرأة إذا ماتت وفي بطنها ولد يتحرك إن لم يوجد قوابل يخرجنه يترك ولا يمكن الرجال من إخراجه بل يترك حتى يموت ويدفن مع أمه كل ذلك رعاية لحرمة أم ميتة من أن يمس الأجنبي المسلم فرجها لإخراج جنينها الحي ـ أي يضحى بحياة الجنين النفس المنفوسة في سبيل حرمة أمه الميتة ـ أليس يا ذوي الحجا، والنهى، من الأولى أن يباح للمسلم أن يضحي بنفسه في سبيل الله تعالى حفاظاً على وحياة ألوف مؤلفة من المؤمنات أن يطأ أعراضهن علوج أنجاس من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم من المرتدين من عملاء النصيرية في سوريا أو البعثية في العراق أو العلمانية في تونس وليبيا والمغرب و .......... إلى مالا نهاية له نسأل الله العافية مما نحن فيه.
أخيراً: وهي زبدة هذا البحث ومحصلته وفائدته المختصرة:
1 - جميع النصوص المحرمة قتل المسلم نفسه أو إلقاءها في مواطن الهلكة، عامة مخصوص منها مسألتنا، ومن قال غير ذلك فعليه الدليل لكي نرجع إليه رغم أنوفنا {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/78)
2 - يجب أن يُعلم أن قياس المنتحر في هذه العمليات الاستشهادية على المنتحر ضجراً من الدنيا أو لضر أصابه، قياس مع الفارق فالمنتحر وازعه في قتل نفسه الجزع وعدم الصبر أو اليأس، وهذا ما لا يرضي الله، وأما المنتحر في العملية الاستشهادية المذكورة آنفاً فوازعه فيها أن يفدي الدين وإخوانه المؤمنين بنفسه، وأن يحمي أعراضهم بدمه وبذلك تكمن رفعة الدين، والنكاية بالعدو، فنفسه، مطمئنة، فرحة، مستبشرة متطلعة إلى لقاء الله والفوز بالجنة. فهل يستويان؟! {هل يستويان مثلاً الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون}
3 - جواز الانتحار خوف إفشاء الأسرار لابد له من ضوابط:
أ- أن تكون نيته خالصة لله ووازعه ودافعه لهذا العمل حماية المسلمين والإسلام وبيضته لا أن يكون الوازع عدم الصبر على العذاب والضجر مما نزل به.
ب- أن يكون السر مهما ً يترتب على كشفه ضرر كبير يلحق بالمسلمين، من هزيمة أو قتل أحدهم، أو هتك أعراضهم، أو الزج بهم في غياهب السجون وتعذيبهم مدداً طويلة لا يعلم أمدها إلا الله سبحانه وتعالى.
ج- أن يقع صاحب السر في أيدي الأعداء حقيقة وليس أن يتوقع أن يقع في أيديهم، أو أن يكون في حصار لا فرار معه البتة فإن كان هناك مجال للفرار أو المقاومة حتى القتل أو النجاة فلا يجوز الانتحار، بل يجب عليه أن يقاوم ويبذل طاقته ويستفرغ وسعه وجهده في الفرار أوحملهم على قتله.
د- أن لا يستطيع حامل السر الصمود أمام التعذيب، ولا قدرة له على ذلك، فإن كان له قدرة وصبرٌ على ذلك حتى الموت، فلا يجوز الانتحار، إلا أن يخاف ألا يصمد مع الوقت عند ذلك لا بأس بالانتحار خوف إفشاء الأسرار إن لم نقل بندبه أو وجوبه على حسب ما يترتب على إفشاء السر.
ختاماً: أسال الله جلت قدرته أن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم وأن يعفو عن الزلل فيه فما أردت إلا الحق وما حصل في هذا البحث من صواب فمن الله وحده وما حصل فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان.
كتبه / عبدالعزيز بن صالح الجربوع
وتم الفراغ منه يوم السبت الموافق 18/ 2/1422هـ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 03:54 ص]ـ
لماذا قال: "جاءنا جزائريون ينتسبون إلى الإسلام" بدلاً من جاءنا جزائريون مسلمون؟
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[31 - 10 - 03, 07:18 ص]ـ
لعله بسبب ما اشتهر ـ الى زمن قريب ـ ان الجزائريين قد تفرنسوا وتحللوا من الملة لطول مكث المخرب الفرنسي فكان المشارقة لا يشكون بفقد الجزائر واهلها كفقد الاندلس!!
ـ[علي الكناني]ــــــــ[01 - 11 - 03, 03:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الإفادات
لكن ينبغي التنبه إلى أن الفتوى من تقريرات ابن قاسم التي يكتبها عن الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله الجميع(23/79)
كيف نستعيذ من شر مالم نعمل؟! للعلامة الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري
ـ[مبارك]ــــــــ[31 - 10 - 03, 01:06 ص]ـ
كيف نستعيذ من شر ما لم نعمل؟!
أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال الإمام مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهويه واللفظ ليحيى قالا: أخبرنا جرير: عن منصور: عن هلال: عن فروة بن نوفل الأشجعي قال: سألت عائشة (رضي الله عنها) عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله؟ ,, قالت: كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل (1) ورواه أبوداوود فقال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير: عن منصور,,, الحديث إسناداً ومتناً, (2)
وقال ابن ماجة: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة: حدثنا عبدالله بن إدريس: عن حصين: عن هلال: عن فروة,,, الحديث, (3)
وقال النسائي: أخبرني محمد بن قدامة: عن جرير,, الحديث بمثل رواية مسلم إلا أنه قال: عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو,, قالت,, ومن يعني شر ما لم أعمل, (4)
وقال: أخبرنا هناد بن السري: عن أبي الأحوص: عن حصين: عن هلال,,, الحديث بمثل رواية ابن ماجة, (5)
وقال: اخبرنا محمد بن عبدالأعلى قال: حدثنا المعتمر: عن أبيه: عن حصين: عن هلال بن يساف: عن فروة بن نوفل قال: سألت عائشة (رضي الله عنها)، فقلت: حدثيني بشياءٍ, (6)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به؟ ,, قالت,, الحديث, (7)
وقال: أخبرنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبوداوود قال: حدثنا شعبة: عن حصين: سمعت هلال,, الحديث, (8)
وقال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم: أنبأنا جرير: عن منصور: عن هلال بن يساف: عن فروة بن نوفل قال: قلت لعائشة (رضي الله عنها): حدثيني بشياءٍ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به؟ ,, فقالت: نعم كان يقول,, الحديث, وفي بعض النسخ: علمت,, وأعلم, (9)
وقال: أخبرنا يونس بن عبدالأعلى: عن ابن وهب قال: أخبرني موسى بن أبي شيبة: عن الأوزاعي: عن عبدة بن أبي لبابة: أن ابن يساف حدثه: أنه سأل عائشة (رضي الله عنها) زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ما كان أكثر ما يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته؟ ,, قالت: كان أكثر ما كان يدعو به: اللهم,, الحديث,, إلا أنه قال: ومن سوء ما لم أعمل, (10)
وصحح الألباني رحمه الله كل هذه الروايات السابقة واللاحقة في كتبه: صحيح أبي داوود، وصحيح ابن ماجة، وصحيح النسائي، وظلال الجنة,, ولم يبين الاختلاف في روايات النسائي، ويرجح بينها.
وقال النسائي: أخبرني عمران بن بكار قال: حدثنا أبوالمغيرة قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثنا عبدة قال: حدثني ابن يساف قال: سئلت عائشة (رضي الله عنها): ما كان أكثر ما يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم؟ ,, فقالت: كان أكثر دعائه أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل بعد, (11)
قال أبوعبدالرحمن: هذا خبر آحاد مداره على هلال بن يساف، ثم على شيخه فروة بن نوفل,, ثم رواه عن هلال كل من منصور بن المعتمر، وحصين بن عبدالرحمن السلمي، وعبدة بن أبي لبابة, والاختلاف المأثِّر (12) الآتي:
1 - ما ورد في إحدى النسخ من السنن الكبرى للنسائي، وهو: علمتُ، وأعلم,, وسند النسائي في هذا: عن إسحاق بن راهويه: عن جرير بن عبدالحميد: عن منصور.
2 - زيادة (قبل موته) و (من سوء)، (وأن ذلك أكثر دعائه) ,, وفيها أن السائل هلال,, وكل هذا عند النسائي: عن عبدالله بن وهب بن مسلم الفقيه: عن موسى بن أبي شيبة ولم يرد عنه غير ابن وهب عن الأوزاعي: عن ابن أبي لبابة.
3 - أن هذا الدعاء أكثر دعائه، وزيادة كلمة بعد في قوله: ما لم أعمل بعد ,, وهما عند النسائي: عن عمران بن بكار: عن أبي المغيرة هو عبدالقدوس بن الحجاج: عن الأوزاعي.
قال أبوعبدالرحمن: أما رواية: علمت، وأعلم: فهي مخالفة لبقية نسخ النسائي,, كما أنها تقضي بمخالفة ابن راهويه لما رواه كل من يحيى بن يحيى، وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن قدامة: عن جرير بلفظ: عملت، وأعمل,, وإن صح أن هذه هي رواية الحافظ ابن راهويه: فمن دقة نظر مسلم أنه اختار المتن من رواية يحيى.
وأما زيادة قبل موته، وعبارة من سوءِ فهي مما تفرد به موسى بن أبي شيبة: عن الأوزاعي.
وأما زيادة بعد فقد تفرد بها أبوالمغيرة: عن الأوزاعي,, وروايتا الأوزاعي هاتان: عن أبي لبابة: عن ابن يساف: بخلاف رواية منصور، وحصين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/80)
وأما زيادة أن ذلك أكثر دعائه: فمدارها على الأوزاعي، ثم على شيخه ابن أبي لبابة.
قال أبوعبدالرحمن: هذا ما يتعلق بتحقيق الحديث رواية، وأما تحقيقه فقهاً فذلك ما يتعلق باستشكال التعوذ مما لم نعمل؟ ,, وأحب أولاً أن ألخص كلام العلماء في ذلك على هذا النحو:
1 - المعنى أعوذ بك من شر ما عملته من غير قصد (13)، فكأنه في حكم ما لم نعمل.
2 - المعنى تعليم الأمة الدعاء (14)؟!.
3 - المعنى حمل الحديث على معنى التعوذ من شر المني,, وهذا من إيماء الحافظ أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي رحمه الله تعالى، لأنه أورد الحديث الذي فيه (وشر منيتي)، ثم نقل عن راوي الحديث سعد بن أوس العبسي أنه قال: والمني ماؤه يعني ماء الرجل الذي يكون منه الولد بإذن الله ,,, ثم عقب البغوي بقوله: وقد صح عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل ,, ثم ساق أحاديث توافق بقية معاني حديث سعد بن أوس (15)
4 - المعنى ما سيعمله في المستقبل (16).
5 - المعنى الاستعاذة من أن يصير معجباً بنفسه في ترك القبائح (17)؟!.
6 - المعنى الاستعاذة من شر عمل غيره مما تعم عقوبته في الدنيا غير العامل كما في قوله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) 24, (18)
7 - المعنى الاستعاذة من كونه محباً للحمد بما لم يعمل.
قال أبوعبدالرحمن: الأقوال الأربعة الأخيرة أوردها الطيبي في شرحه لمشكاة المصابيح، وعلق عليها الملا علي القاري بقوله: وكل منها في غاية من البهاء (19).
ومن العلماء من لم يفسر هذا الجزء من الحديث كأبي الفتح ابن الإمام (20)، والحافظ بن حجر,, قال الطيبي عن سكوت الأخير: وأغرب ابن حجر حيث لم يفسر قوله: ومن شر ما لم أعمل ,, وكأنه حمل على أن لا أدري نصف العلم.
قال أبوعبدالرحمن: المعنى الصحيح الظاهر المتعيِّن خارج هذه الأقوال، والاهتداأُ إليه سهل بدهي بحمد الله، وهو أن نحمل معنى النص على معهود الشرع,, وبيان ذلك: أن المكلف يؤجر على فعل المطلوب شرعاً، ويؤجر على ترك المنهي عنه,, كما أنه يأثم بفعل المنهي عنه، ويأثم على ترك المطلوب,, والمسلم لا يتعوذ مما يؤجر عليه، بل يسأل الله الاستقامة عليه، والازدياد منه,, وإنما يستعيذ الله من شر ما يأثم عليه، فصح أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعوذ من شر عمل يأثم فاعله، وتعوذ من شر ترك (ما لم يعمل) يأثم تاركه.
أما القول الأول فباطل، لأنه دعوى على الحديث بلا برهان,, ووجه الدعوى أنه وصف ما عمل من غير قصد بأنه مما لم يعمل,, وهذا غير صحيح، بل هو مما عمل، وكونه عن غير قصد صفة للعمل، وليس سلباً له في الواقع,, ودعاء الله برفع الحرج عن ذلك ثابت بنصوص أخرى، وليس مدلولاً لهذا الحديث.
والقول الثاني أشد بطلاناً لأنه دعوى حول غاية الدعاء وحكمته,, وليس هذا محل النزاع، إنما المراد بيان معنى الدعاء، وأما توجيه حكمته ففرع عن ذلك.
والقول الثالث لو صح في ذاته لما كان معنى لهذا الحديث، لأنه إلقاء المني من عمل ابن آدم وأسبابه، فلا يوصف بأنه مما لم يعمل,, وهو بعيد مزاحم لظاهر الحديث، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل (عملت) قسيماً لما (لم يعمل)، ولا يتحقق ذلك إلا في عمل يتعلق به الإثم، وترك يتعلق به الإثم.
وأما كون الرسول صلى الله عليه وسلم معصوماً لم يأت ما يأثم عليه فأمر صحيح، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم تجرد للعبودية بالتحرج من عمل عُوتب عليه وهو مرفوع عنه إثمه كالعتاب في أسرى بدر، والعتاب في سورة عبس,, وتخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي تقصير في العبادة لا يليق بكونه المصطفى فهذا غاية العبودية لله والبراأة من الاتكال على العمل,, والأمة داخلة في الخطاب، وهذا الدعاأُ بها اولى.
وأما القول الرابع فموافق لرواية بعد إلا أن اتفاق الحفاظ دل على أنها غير محفوظة، وفي معناها بعض نكارة، لأن مآلها: ومن شر ما سأعمل مما لم أعمل بعد، فكان ذلك وعداً بعمل ما يأثم عليه!! ,, والدعاء في مثل هذا طلب العصمة من الفعل أساساً، وليس طلب رفع حوبه فقط.
والقول الخامس باطل، لأن الإعجاب من عمل القلوب، فلا يصدق عليه ما لم أعمل ,, والإعجاب يرد أيضا على فعل الطاعات, والقول السادس صحيح بنصوص أخرى في التعاوذ من الفتن، ولا يتناوله عموم الحديث، لأن الحديث كما أسلفت عما ينبغي للمسلم من الترك، وهو القسيم لما ينبغي له من الفعل.
والقول السابع باطل، لأن الحب من عمل القلوب، فلا يصدق عليه ما لم أعمل.
الحواشي
1) صحيح مسلم بشرح النووي 8/ 41
2) سنن أبي داوود 2/ 92.
3) سنن ابن ماجة 2/ 1262م.
4) السنن الكبرى 4/ 466.
5) المصدر السابق.
6) بنا على المعتاد رجحتُ كتابة رأس الألف على نبرة ثانية غير الياء الأصلية هكذا شيئ ,, وما رسمته الآن هو الأصح الأرجح.
7) السنن الكبرى 4/ 466.
8) المصدر السابق.
9) السنن الكبرى 1/ 388 389.
ولهذا قال أبوالفتح محمد بن محمد بن علي بن هُمام ابن الإمام (677755ه) في كتابه سلاح المؤمن الدعاء ص 513: وفي رواية للنسائي: من شر ما علمت، ومن شر ما لم أعلم,, ولم يذكر الألباني هذه الرواية، مما يُأيِّد (21) أنها انفراد نسخة من النسخ، فترد إلى النسخ الاخرى بناء على المحفوظ.
10) السنن الكبرى 4/ 465
11) المصدر السابق 4/ 465 - 466.
12) الأصح الأرجح مراعاة حركة الألف لا حركة ما قبلها.
13) شرح النووي لصحيح مسلم 18/ 41 - 42.
14) هذا هو الأصح الأرجح وإن توالت الألفان.
15) شرح السنة 3/ 387.
16) استبعده الطيبي، لبعده عن ظاهر اللفظ,, وعارضه القاري ببيان نكتة مخالفة الظاهر.
17) كتب الشراح مليأة بمثل هذا الأقوال التي لا يدل عليها لغة النص.
18) رجح الطيبي، وقال: إنه أقرب.
19) المرقاة 5/ 319.
20) انظر سلاح المؤمن الدعاء ص 513.
21) انظر التعليقة رقم (12).
انظر هذا الرابط:
http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/may/20/ar7.htm
جزاك الله خيرا أخانا مبارك
تم نسخ المقال داخل المشاركة من قبل ## المشرف ##(23/81)
أسئلة عاجلة؟
ـ[نديم العلم]ــــــــ[31 - 10 - 03, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم
1 - من هو الصحابي الذي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ عليه سورة البينة؟
2 - ما هو اسم أم أيمن؟
وجزاكم الله خير
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:37 ص]ـ
الصحابي هو أُبَي بن كعب - رضي الله عنه -.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:01 ص]ـ
قال ابن عبد البر: بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان هي أم أيمن. كما في ((تهذيب التهذيب)) (6/ 620، 621).
ـ[نديم العلم]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا وكثر من أمثالكم(23/82)
هل من مجيب
ـ[أم عبد العزيز]ــــــــ[31 - 10 - 03, 05:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يجيب على اسألتي وأكون له من الشاكرين
السؤال الأول:
أيه كريمه تعدل الف أيه كما ذكر أبن كثير في تفسيره وكما أشار اليها الحديث؟
السؤال الثاني:.
سئل الحسن بن الفضل هل تجد في كتاب الله (لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين) فماكان جوابه من كتاب الله؟
السؤال الثالث:
سورتان قرأهما الله قبل أن يخلق السموات ولأرض بألفي عام؟
وجزاكم الله خير
أختكم أم عبد العزيز
ـ[جنة]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:32 م]ـ
هذه أسئلة مسابقة!!!
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[01 - 11 - 03, 12:56 ص]ـ
إجابة السؤال الأول:
قال ابن كثير (4/ 303 - دار الفكر): [والآية المشار إليها في الحديث هي والله أعلم قوله تعالى: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)]. انتهى.
قلت: وهي الآية رقم (3) في سورة الحديد.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 02:29 ص]ـ
بالنسبة للسؤال الثالث تجدي جوابه في تفسير ابن كثير ج: 3 ص: 142
مقدمة سورة طه
قال:
روى إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد عن زياد بن أيوب عن إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار عن عمر بن حفص بن ذكوان عن مولى الحرقة يعني عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألف عام فلما سمعت الملائكة قالوا طوبى لأمة ينزل عليهم هذا وطوبى لأجواف تحمل هذا وطوبى لألسن تتكلم بهذا هذا حديث غريب وفيه نكارة وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تكلم فيهما
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن مهاجر بن مسمار وضعفه البخاري بهذا الحديث ووثقه ابن معين
مجمع الزوائد ج: 7 ص: 56
وقال ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ج: 1 ص: 216
وإبراهيم بن مهاجر لم أجد له حديثا أنكر من حديث قرا طه ويس لأنه لم يروه إلا إبراهيم بن مهاجر ولا يروي بهذا الإسناد ولا بغير هذا الإسناد هذا المتن الا إبراهيم بن مهاجر هذا
وقال ابن حبان في المجروحين ج: 1 ص: 108
وهذا متن الموضوع
ونقل عنه هذا الكلام الذهبي في الميزان وابن حجر في اللسان
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج: 10 ص: 691
هذا حديث منكر فابن مهاجر وشيخه ضعيفان
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[01 - 11 - 03, 02:42 ص]ـ
كان جوابه:
قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل
ـ[أم عبد العزيز]ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:29 ص]ـ
جنة نعم هي أسئله مسابقه بس عجزت ألقى جوابها والفضول يدفعني لمعرفه أجوبتها
أحمد جزاك الله عني خير ونفعك بعلمك
راجي رحمه ربه أسأل الله أن ينفعك بما علمك ويفرج كربك
طيب في سؤال انا شاكه باجابته يقول سورة نزلت جمله واحده على الرسول عليه الصلاه والسلام شيعها سبعون ألف من الملائكه
انا محتاره بين الكهف ولا الانعام ولا الواقعه
احم: (في سؤال بعد يقول امم اربع سور من القران من قرأها بعد الجمعه سبعافي مجلسه حفظ إلى الجمعه الاخرى ماهي
انا اعرف الكهف اللي تحفظ من الجمعه الى الجمعه بس
والله يعطيكم العافيه ويبلغكم لليله القدر
أختكم في الله أم عبد العزيز
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[02 - 11 - 03, 10:05 ص]ـ
سورة الأنعام
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[26 - 01 - 06, 01:54 ص]ـ
هي سورة الأنعام كما صثح ذلك(23/83)
الداء و الدواء في الذباب!
ـ[ Aboibrahim] ــــــــ[31 - 10 - 03, 07:15 ص]ـ
الداء والدواء في الذباب
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينتزعه فإن في إحدى جناحية داء وفي الأخرى شفاء) أخرجه البخاري وابن ماجه وأحمد .. وقوله: (إن في أحد جناحي الذباب سم والآخر شفاء فإذا وقع في الطعام فامقلوه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء) رواه أحمد وابن ماجه
من معجزاته الطبية صلى الله عليه وسلم التي يجب أن يسجلها له تاريخ الطب بأحرف ذهبية ذكره لعامل المرض وعامل الشفاء محمولين على جناحى الذبابة قبل اكتشافهما بأربعة عشر قرنا .. وذكره لتطهير الماء إذا وقع الذباب فيه وتلوث بالجراثيم المرضية الموجودة في أحد جناحيه نغمس الذبابة في الماء لإدخال عامل الشفاء الذي يوجد في الجناح الآخر الأمر الذي يؤدي إلى إبادة الجراثيم المرضية الموجودة بالماء وقد أثبت التجارب العلمية الحديثة الأسرار الغامضة التي في هذا الحديث .. أن هناك خاصية في أحد جناحي الذباب هي أنه يحول البكتريا إلى ناحية .. وعلى هذا فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام وألقى الجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب أو الطعام .. فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم وأول واحد منها هو مبيد البكتريا يحمله الذباب في جوفه قريبا من أحد جناحيه فإذا كان هناك داء فدواؤه قريب منه .. ولذا فإن غمس الذباب كله وطرحه كاف لقتل الجراثيم التي كانت عالقة به وكاف في إبطال عملها كما أنه قد ثبت علميا أن الذباب يفرز جسيمات صغيرة من نوع الإنزيم تسمى باكتر يوفاج أي مفترسة الجراثيم وهذه المفترسة للجراثيم الباكتر يوفاج أو عامل الشفاء صغيرة الحجم يقدر طولها بـ 20: 25 ميلي ميكرون فإذا وقعت الذبابة في الطعام أو الشراب وجب أن تغمس فيه كي تخرج تلك الأجسام الضدية فتبيد الجراثيم التي تنقلها من هنا فالعلم قد حقق ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بصورة إعجازية لمن يرفض الحديث وقد كتب الدكتور أمين رضا أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة الإسكندرية بحثا عن حديث الذبابة أكد فيه أن المراجع الطبية القديمة فيها وصفات طبية لأمراض مختلفة باستعمال الذباب. وفي العصر الحديث صرح الجراحون الذين عاشوا في السنوات العشر التي سبقت اكتشاف مركبات السلفا .. أي في الثلاثينيات من القرن الحالي بأنهم قد رأوا بأعينهم علاج الكسور المضاعفة والقرحات المزمنة بالذباب. ومن هنا يتجلى أن العلم في تطوره قد أثبت في نظرياته العلمية موافقته وتأكيده على مضمون الحديث الشريف مما يعد إعجازا علميا قد سبق به العلماء الآن
المصدر " الإعجاز العلمى في الإسلام والسنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد(23/84)
ماالضابط في التشبه بالكفار؟
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[31 - 10 - 03, 07:49 ص]ـ
إخواني أهل الملتقى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
الزينة التي يتزين بها النساء والتي عرفت من طريق الكفار، سواء كان ذلك في الشعر أو الملابس، وليست خاصةً بهم ولاتحمل شعاراً لهم هل هي محرمة على الإطلاق؟ علماً أنني كنت أقول للطلاب بأن لبس القبعة (الكبوس) محرم لأن فيه مشابهة للكفار، ثم إني سمعت الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - وقد سئل عن ذلك، فابتسم ثم قص قصة: وهي أنه كان يسير في الطريق فرأى شاباً صغيراً يلبسها، فسأله عن ذلك، فأجاب: أنه يلبسها من أجل الشمس، قال الشيخ: وقد كان الوقت بالليل ... وكأنه يرى أنه لابأس بها.
فما هو الضابط بارك الله فيكم في ذلك؟
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:19 ص]ـ
قد ناقش المشايخ هذا الموضوع في هذا الرابط، وبارك الله فيكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5656&highlight=%C7%E1%CA%D4%C8%E5+%C8%C7%E1%DF%DD%C7%D1
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[01 - 11 - 03, 05:47 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا الوليد، وعوداً حميداً.(23/85)
صلاة الإستسقاء غدا بعد صلاة الجمعة 000أتمنى من الإخوة المشاركة
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:16 ص]ـ
بعد عودتي من صلاة التراويح أخبرتني والدتي أن صلاة الإستسقاء غدا ستكون بعد صلاة الجمعة 000 أرجو من الإخوة طرح مالديهم من علم في هذا 000 حفظ الله الجميع
ـ[يوسف صلاح الدين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:05 ص]ـ
أرجو من الإخوة الفائدة العلمية وليس صحة نسبة الخبر والله يرعاكم(23/86)
هل كان شيخ الإسلام لا يرى إلا بعين واحدة
ـ[المنصور]ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:01 ص]ـ
هل كان شيخ الإسلام لايرى إلا بعين واحدة؟
كما نقل ذلك عنه الذهبي في الترجمة المفردة.
أرجو الفائدة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:17 ص]ـ
أبا محمد
قف على ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية في سير أعلام النبلاء!
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2261&highlight=%CA%ED%E3%ED%C9)
ابن وهب
عضو مميز
تاريخ التسجيل» صفر 1423 هـ
البلد»
عدد المشاركات» 1474
بمعدل» 2.64 مشاركة لكل يوم
(5) وقع هنا في نسخة (ج) ترجمة مطولة لشيخ الإسلام ابن تيمية ولم ترد في سائر النسخ فرأيت أن أثبتها في الهامش بنصها, مع أنه قد وقع في سطورها نقص ينقطع الكلام بسببه, وقد أشرت إليه بإثبات النقط, وإنما أثبتها هنا لأن المجلد الذي فيه الترجمة من (سير أعلام النبلاء) و- وهو الأخير – لم يطبع , لأننا لم نجد نسخة منه صالحة للنشر ونصها:
وهذه ترجمة الإمام العلامة ابن تيمية من (النبلاء) للذهبي نقلتها إلى هنا لأني قد أكثرتُ عنه النقل في هذا الكتاب خاصة في هذا المجلد
قال أبو عبدالله الذهبي فيه
(الشيخ الإمام , العالم , المفسر, الفقيه , المجتهد , الحافظ , المحدث , شيخ الإسلام , نادرة العصر , ذو التصانيف الباهرة , والذكاء المفرط , تقي الدين أبو العباس أحمد بن العالم المفتي شهاب الدين عبدالحليم بن الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام مؤلف (الأحكام) < يعني كتاب المنتقى> ابن عبدالله بن أبي القاسم الحراني ... إلى قوله: سمع من فلان وفلان وفلان وخلق كثير وأكثر وبالغ وقرأ بنفسه على جماعة , ونسخ عدة أجزاء (وسنن أبي داود) , ونظر في الرجال والعلل , وصار من أئمة النقد , ومن علماء الأثر مع التدين, والتأله , والذكر, والصيانة , ثم أقبل على الفقه ودقائقه وقواعده, وحججه , والإجماع , والإختلاف , حتى كان يُقضى منه العجب إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف , ثم يستدل , ويرجح , ويجتهد , وحق له ذلك ,
فإن شروط الإجتهاد كانت قد اجتمعت فيه , فإنني ما رأيت أحدا أسرع انتزاعا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه , ولاأشد استحضارا لمتون الأحاديث ... صحيح أو الى المسند ... كأن لكتاب والسنن نصب عينه , وعلى طرف لسانه بعبارة رشيقة ... آيات الله في التفسير والتوسع لعله .... الديانة ومعرفتها ومعرفة أحوال الخوارج والروافض والمعتزلة ... المبتدعة فكان لايسبق فيه غباره , ولايلحق شأوه هذا ... من الكرم الذي
لم يشاهد مثله , والشجاعة المفرطة التي يضرب بها المثل , والفراغ من ميلان النفس من اللباس الجميل ,
والمأكل الطيب , والراحة الدنيوية , ولقد سارت بتصانيفه في فنون من العلم وألوان بعد تواليفه وفتاويه< كذا>
في الأصول , والفروع , والزهد , واليقين , والتوكل , والإخلاص , وغير ذلك تبلغ ثلاث مئة مجلد , لابل أكثر , وكان قوالاً بالحق نهاء عن المنكر ,
لاتأخذه في الله لومة لائم , ذا سطوة وإقدام , وعدم مداراة للأغيار , ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه , ومن نابذه وخالفه ينسبني إلى التغالي ... مع أني لا أعتقد فيه العصمة , كلا , فإنه مع سعة علمه وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدين , بشر من البشر تعتريه حدة في البحث , وغضب ....
يزرع له عداوة في النفوس ونفورا عنه , وإلا والله فلو لاطف الخصوم , ورفق بهم ولزم المجاملة , وحسن المكالمة , لكان كلمة اجماع فإن كبارهم وأئمتهم ... خاضعون بعلومه وفقهه , معترفون بشنوفه ,
وكأنهم مقرون بندور خطئه.
لستُ أعني بعض العلماء الذين شعارهم وهجُيراهم الاستخفاف به , والازدراء ُ بفضله , والمقتُ له
حتى استجهلوه وكفروه ونالوا منه من غير أن ينظروا في تصانيفه ,
ولا فهموا كلامه ,
ولا لهم حظ تام من التوسع في المعارف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/87)
, والعالم منهم قد يُنصفه ... بعلم , وطريق العقل عما شجر بين الأقران , رحم الله الجميع وأنا أقل من ينبه على قدر كلمي أو أن يوضح بناءه قلمي , وأصحابه وأعداؤه خاضعون بعلمه , مقرون بسرعة فهمه , وأنه بحر لاساحل له , وكنز لانظير له , وأنه جوده حاتمي , وشجاعته خالدية , ولكن قد ينقمون عليه أخلاقا وأفعالا منصفهم فيها مأجور , ومقتصدهم فيها معذور , وظالمهم فيه مأزور , وغالبهم مغرور
إلى الله ترجع الأمور , وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك , والكمال للرسل
والحجة في الإجماع , فرحم الله أمرأً تكلم في العلماء بعلم , وأمعن في مضايق أقاويلهم بتؤدة وفهم واستغفر لهم
ووسع نطاق المعذرة , وإلا فهو ممن لايدري , ولايدري أنه لايدري
وإن أنت أعذرت كبار الائمة في معضلاتهم ولم تعذر ابن تيمية في مفرداته فقد أقررت على نفسك بالهوى وعدم الأنصاف وإن قلت لاأعذره لأنه كافر عدو الله ورسوله ,
قال لك خلق من أهل العلم والدين: ماعلمناه الا مؤمنا محافظا على الصلاة والوضوء وصوم رمضان معظما للشريعة ظاهرا وباطنا لايؤتى من سوء فهم بل له الذكاء المفرط , ولا من قلة علم فإنه بحر زخار , بصير بالكتاب والسنة , عديم النظير في ذلك , وهو بمتلاعب بالدين , فلو كان كذلك لكان أسرع شيء إلى مداهنة خصومه وموافقتهم ومناقضتهم , وهو هو يفرد بمسائل بالتشهي , ولايفتي كيما اتفق بل مسائله المفردة يحتج لها بالقرآن أو بالحديث وبالقياس ويبرهنها ويناظر عليها ,
وينقل فيها الخلاف ويطيل البحث أسوة من تقدمه من الأئمة فان كان أخطأ فيها فله أجر المجتهد من العلماء
وان كان قد أصاب فله أجران وإنما الذم والمقت لأحد رجلين: رجل أفتى في مسألة بالهوى ولم يُبدِ حجة ً
, ورجل تكلم في مسألة بلا خميرة من علم ولاتوسع في نقل فنعوذ بالله من الهوى والجهل ولا ريب انه لااعتبار بذم أعداء العلم فإن الهوى والغضب يحملهم على عدم الإنصاف والقيام عليه.
ولا اعتبار بمدح خواصه والغلاة فيه , فإن الحب يحملهم على تغطية هناته بل قد يعدونها له محاسن وانما العبرة لاهل الورع والتقوى من الطرفين الذين يتكلمون بالقسط ويقومون لله ولو على أنفسهم وآبائهم فهذا الرجل لا أرجو على ما قلته فيه دنيا ولا مالا ولاجاها بوجه أصلا مع خبرتي التامة به ولكن لايسعني في ديني ولا عقلي أن أكتم محاسنه وأدفن فضائله وأبرز له ذنوبا مغفورة في سعة كرم الله , وصفحة مغمورة في علمه وجوده ,
فالله يغفر له ويرضى عنه ويرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه مع أني مخالف له في مسائل أصلية وفرعية فقد
أبديت آنفا ان خطأه مغفور بل يثيبه الله فيها على حُسن قصده وذل وسعه , والله الوعد , مع أني قد أوذيت لكلامي فيه من أصحابه ... فحسبي الله
وكان الشيخ أبيض أسود الرأس واللحية قليل الشيب كأن عينه لسانان ناطقان ربعة من الرجال بعيد ما بين المنكبين جهوري الصوت فصيحا سريع القراءة تعتريه حدة ثم يقهرها بحلم وصفح وإليه كان المنتهى في فرط الشجاعة والسماحة وقوة الذكاء ولم ار مثله في ابتهاله واستعانته بالله وكثرة توجهه
وقد تعبت بين الفريقين فأنا عند محبه مقصر وعند عدوه مسرف مكثر
كلا والله
توفي الى رحمة الله معتقلا بقلعة دمشق بقاعة بها بعد مرض جد أياما في ليلة الإثنين العشرين من ذي القعدة
وصُلي عليه بجامع دمشق عقيب الظهر وامتلأ الجامع بالمصلين كهيئة يوم الجمعة حتى خرج الناس لتشييعه من اربعة ابواب البلد واقل ما قيل في عدد من شهده خمسون الفا وقيل اكثر من ذلك وحمل على الرؤوس
الى مقابر الصوفية ودفن الى جانب اخيه الإمام شرف الدين رحمهما الله تعالى وايانا
وقد صنف جماعة من الفضلاء له تراجم مطولة ورُثي بقصائد كثيرة انتهى
وللذهبي ترجمة مختصرة مجودة في تذكرة الحفاظ 4/ 1496 , والحمدلله وحده.
ـ[المنصور]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:18 م]ـ
لقد طبع قبل فترة قريبة كتاب فيه بعض مؤلفات شيخ الإسلام: ومنها جواب سؤالات أهل الرحبة، وقد قام المحقق بتحقيق ترجمة لشيخ الإسلام من تصنيف الذهبي، وقد أشار في آخر الترجمة إلى أن شيخ الإسلام كانت عينه التي يرى بها قد ضعفت في آخر عمره.
ـ[المنصور]ــــــــ[01 - 11 - 03, 02:12 ص]ـ
للفائدة أيضا الطبعة مصرية.
مع أنني وجدت في كتب التراجم مثل الجامع الذي أخرجه العمران وعزير شمس أن عيني شيخ الإسلام يخيل للناظر فيهما أنهما تنطقان.(23/88)
مسألة في البيوع من النوازل (للمتمكنين فقط)
ـ[جنة]ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:01 ص]ـ
شركة أو شخص ما وكل رجلا لشراء سلعة ما كحواسيب أو طابعات أو نحو ذلك ..
فكان يشتريها لهم بشكل دوري أحيانا لها و لجهات أخرى بلا مقابل و يتعب في انتقاء الأفضل و يضيع وقت له في ذلك.
و صفة طلبهم: أن يقولوا له: نريد أن نشتري كذا و كذا و لخبرتك خذ هذا المال و اشتر لنا الأفضل.
فعرض عليه أحد المحلات أنه إذا اشترى من دكانهم بشكل خاص دون غيرهم أو جلب له زبونا فإنه سيعطيه عمولة لكل زبون أو كل سلعة يشتريها.
فهل يجوز لهذا الرجل المكلف بالشراء من قبل تلك الجهة أو الشخص أن يعتبر نفسه جلب لهم زبونا بالشراء و يأخذ تلك المكافأة أو العمولة .. ؟ أم أن هذا سحت لا يجوز؟
مسألة دقيقة .. و تحتاج إلى تأصيل و تأمل أرجو من يستطيع النظر فيها أن يذكر أدلته بالتفصيل.
ـ[رأس الحكمة مخافة الله]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:42 ص]ـ
هذا الرجل الموكل بالشراء هو في حقيقة الحال سمسار مع كونه وكيلا، وأخذ العمولة على السمسرة جائز، هذا إن علم الموكل بذلك، فإن لم يعلم فإنه يشترط لجواز ذلك عدم الإضرار بالموكل، فالوكالة عقد أمانة، فيمنع من كل تصرف يخل بها ..
هذا تخريج، وهناك تخريج آخر، وهو اعتبار العمولة المأخوذة جعلا، فيكون العقد عقد جعالة.
هذا نظرة خاطفة، والمسألة تحتاج مزيد تأمل ... والله أعلم.
ـ[جليس العلماء]ــــــــ[31 - 10 - 03, 03:12 م]ـ
المسألة ليست دقيقة، ولا عويصة!!
هذا الرجل كما ذكر الأخ وكيل للشركة وهو مؤتمن على حسن الانتقاء، وكونه يأخذ من الشركة التي يشتري منها عمولة على شرائه منهم؛
فهذا لا تثريب به عليه بشرط:
أن لا يشتري شيئًا بأغلى من سعر السوق طلبًا للعمولة، أو أقل جودة، فإن سلم من هذين الأمرين؛ فلا تثريب عليه من أخذ العمولة حتى ولو كان موظفًا عند الشركة الموكِّلة.
والدليل على صحة معاملته:
أولًا: أن الأصل في المعاملات الحل، والجواز، ولا يظهر في هذه المعاملة ما ينقل المسألة عن ذلك.
ثانيًا: أخذ الإنسان مبلغًا نظير إحضار عميل، او شراء هو من باب الجعالة.
هذا ما يحضرني الآن، والله أعلم.
ـ[جنة]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:30 م]ـ
أبا محمد العجمي:
ما الدليل على قولك ((و أخذ العمولة على السمسرة جائز))؟!
أما كون الموكل يعلم بذلك فهنا ينتهي الإشكال و لا يلزم السؤال،
فإنما المعاملة تتم للأسف عادةً دون علمه ..
ـ[جنة]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:46 م]ـ
الأخ جليس العلماء:
كونه وكيلا فهذا يجعله مؤتمنا.
فالوكيل دائما مؤتمن .. و يجب أن يدور في كل حال مع مصلحة مُوكّلِهِ كما لو أنه يشتري لنفسه، هذا هو الأصل.
لذا فإن هذه العمولة فيها شبهة أن تكون (تخفيضا)، و تسميتها بـ (العمولة) لا اعتبار له في الشرع، إذ العبرة في العقود ـ كما نعرف ـ للمقاصد و المعاني لا للألفاظ و المباني، فإذا كانت تخفيضا يأكله هذا الوكيل باسم العمولة فهذا لا يجوز.
و الله أعلم بالصواب ..
هل من يُصوِّب لي كلامي؟
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[01 - 11 - 03, 09:27 ص]ـ
أرجو أن لا أكون متطفلا:
إن كان الرجل الموكَل بالشراء أعطي العمولة على شرائه فإنها تكون ملحقة بالهدايا الدعائية والتي يشترط فيها ما يلي:
- أن تكون محققة غير محتملة
- أن تكون معلومة (معينة) غير مجهولة.
- أن تكون غير نقدية.
وتكون العمولة لصالح من وكله لأنها في مقابل ماله.
أما إن كانت العمولة لجلبه عملاء أخر فهذا من قبيل ما يأخذه الدلالون والأصل فيه الإباحة
والله أعلم.
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:03 م]ـ
إن كان الرجل الموكَل بالشراء موظف بالشركة الموكلة، فهل يجوز له أخد العمولة أم تعتبر رشوة حتى لا يلتفت الى غيرهم؟
وأذا طلب الموظف الذى يعتمد البضاعة نسبة من الشركة العارضة للبضاعة، علما بانه سيختار ما هو انسب.
هذه معضلة فى العالم وخاصة فى القطاع العام، مع حب المال وضعف الايمان خاصة فى الدول الاسلامية، فالرجاء من الاخوة الكرام من لديه روابط او علم ان يفيدنا به وجزاء الله الجميع .....
ـ[جنة]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:53 ص]ـ
عبد الله الجامع:
شكر الله لك سعيك ... فقد زدتَ المسألة تعقيدا .. !
ـ[العطار]ــــــــ[02 - 11 - 03, 03:33 ص]ـ
مهلا أيها المتسرعة
فقه المعاملات عميق دقيق، وليس يصلح لكل أحد أن يتكلم فيه إلا أن يكون قد سهر سهرا طويلا على القراءة فيه، وعالج مسائله.
والغريب أن هذه الردود جاءت معللة عللا عقلية بعيدا عن التأصيل والتقعيد، فلم يذكر أحد المرجع الذي استند إليه، ولا الأصل الذي رد إليه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وإليك خلاصة ما قاله الفقهاء:-
الوكالة من العقود الجائزة، بل المستحبة، والوكيل إما أن يكون متبرعا، وإما أن يكون وكيلا بأجر، فإذا كان الوكيل متبرعا، فلا يجوز أن يأخذ شيئا من الموكل، ولا أن يضيف المصروفات التي يتحملها في سبيل الوكالة، دون أن يعلم الموكل، فإن أعلمه أنه يريد أن يخصم ما تحمله من مصروفات، جاز له أن يخصمها، وإلا كان حراما، أما الوكيل بأجر فيأخذ الأجرة المتفق عليها بعد إتمام العمل.
وإليكم المراجع:-
1 - جاء في شرح مجلة الأحكام العدلية:-
إذا لم يشترط في الوكالة أجرة، ولم يكن الوكيل ممن يخدم بالأجرة كان متبرعا , وليس له أن يطلب أجرة.
أما إذا كان ممن يخدم بالأجرة يأخذ أجر المثل ولو لم تشترط له أجرة.
و2 - جاء في كتاب المغني:-
قال أحمد في رواية مهنا: إذا دفع إلى رجل ثوبا ليبيعه , ففعل , فوهب له المشتري منديلا , فالمنديل لصاحب الثوب. إنما قال ذلك لأن هبة المنديل سببها البيع , فكان المنديل زيادة في الثمن , والزيادة في مجلس العقد تلحق به. انتهى.
3 - والحل في أن يطيب لهذا الرجل العمولة أحد أمرين:-
إما أن يخبر الموكل.
وإما أن يخبر الموكل أنه هو البائع وأنه ليس مجرد وكيل.
وإليكم هذا الرابط
http://islamonline.net/fatwa/arabic/FatwaDisplay.asp?hFatwaID=95787
وأأسف على الحدة ..... لكن لم أتمالك نفسي فأرجو المغفرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/89)
ـ[جنة]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:41 ص]ـ
الأخ الفاضل العطار ..
أحسنت و أجدت و أفدت.
فجزاك الله خيرا.
ـ[رأس الحكمة مخافة الله]ــــــــ[02 - 11 - 03, 10:14 ص]ـ
الأخ الكريم العطار
حدتك في مشاركتك السابقة لا مسوغ لها بتاتا، ويمكنني أن ألخص إجابتي على مشاركتك بما يلي:
أولا: لا يخفى عليك أن الفتوى لها أسلوب يختلف عن البحث المعمق والدراسة المؤصلة، فهي تقوم على الإختصار ببيان الحكم الشرعي مع دليله إن ظن أن المستفتي يمكنه فهمه، وأظن أن السؤال كان استفتاء لا طلب بحث ودراسة!!!
ثانيا: أن السائل طلب مشاركة المتخصصين، وهذا الذي حملني على المشاركة، فأخوك كاتب هذه الكلمات يعد رسالة دكتوراة في الإستثمار في البنوك، وساءني كثيرا وصفك للمشاركين _ وأنا منهم _ بالتسرع.
ثالثا: أنا فهم السؤال شرط في الإفتاء، فلا يجوز للمفتي أن يفتي إلا بعد أن يفهم السؤال فهما دقيقا، وهذا أظنه قد فات الأخوة المشاركين، فأخونا السائل سأل عن مسألة واضحة جدا، يتنازعها تخريجان قد أشرت إليهما في مشاركتي السابقة، أما تخريجها بأن المأخوذ هدية في مقابل الشراء فلا وجه له، لأن كلام الباذل صريح في أن العمولة مقابل عمل، وهو جلب الزبائن للشراء من هذا المحل، وهذا ما أتى به هذا الوكيل فاستحق به العمولة المبذولة.
أما ما أتيت به من نقول فلا علا قة له البتة بسؤال السائل.
وقد طلب مني الأخ الكريم جنة بذكر أدلة جواز أخذ العمولة على السمسرة، وأنا أحيله إلى كتاب جيد في هذا الباب، وهو الوساطة التجارية للشيخ عبدالرحمن الأطرم، فقد استقصى جميع الأدلة في هذه المسألة. ثم إن من العلماء من اعتبر هذه العمولة أجرة، ومنهم من اعتبرها جعلا.
وأشير هنا إلى أن بعض المشاركات كانت أجوبة لمسائل أخرى، والعجيب أن الأخ جنة استحسنها!!!
وأخيرا لم يمنعني من الإطالة فيما يستحق الإطالة إلا بطئي الشديد في الكتابة، وأرجو أن أكون قد وفقت في هذه المشاركة. والله أعلم
ـ[جنة]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا محمد العجمي ..
لكني أقف معك وقفة في قولك:
(( .. وأظن أن السؤال كان استفتاء لا طلب بحث ودراسة!!!))
فأقول لك إن ظنَّك غيرُ صحيح! كيف و قد كتب السائل في آخر سؤاله:
((مسألة دقيقة .. و تحتاج إلى تأصيل و تأمل، أرجو من يستطيع النظر فيها أن يذكر أدلته بالتفصيل)).
فالموضوع منذ بدايته فيه طلب استقصاء للأدلة و طلب بحث و دراسة مؤصلة و موثقة.
و قد بذلتَ فيها جهدا طيبا مشكورا أنت و الأخ العطار، لا سيما في مشاركتك الأخيرة.
أما مسألة الحدة فالأخ اعتذر منها .. و نحن إخوة في الله على اعتقاد واحد و لا ينبغي أن نستجيب لتحريش الشيطان بيننا.
و إنما ندخل هاهنا للفائدة و لنشر الخير أو تلقيه، فلا ينبغي أن نحيد عن هذا إلى ضده.
وفقنا الله و إياكم إلى كل خير.(23/90)
الصواب في نطق حرف: (لا) أو لام ألف؟؟
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:19 ص]ـ
الصواب في نطق حرف: (لا) أو لام ألف؟؟
هذا الحرف المركب من حرفين، استخدمه العلماء قديما، وقد كنت أعتقد أنه حرف زيد في العصور المتأخرة، إلا أنني علمت بعد ذلك أن استعماله قديم، ولقلة علمي باللغة فلا أدري متى زيد هذا الحرف.
على كل حال استعمال هذا الحرف موجود مثلاً عند ابن أبي حاتم (ت 327 هـ) في الجرح والتعديل والطبراني (ت 360 هـ) في المعجم الكبير 22/ 271، ومن جاء بعدهما من المصنفين في التراجم والمسانيد، ولا أشك أنه موجود في كتب قبلهما، وإنما ذكرت.
وقد وقفت عرضاً على كلام لشيخ الإسلام في تصويب النطق بهذا الحرف أنقله لكم للفائدة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المجموع 12/ 63: (والألف تقرن بالواو والياء لأنهن حروف العلة، ولهذا ذكرت فى آخر حروف المعجم ونطقوا بأول لفظ كل حرف منها إلا الألف فلم يمكنهم أن ينطقوا بها ابتداء فجعلوا اللام قبلها فقالوا لا والتى فى الأول هى الهمزة المتحركة فان الهمزة فى أولها وبعض الناس ينطق بها لام ألف والصواب أن ينطق بها لا وبسط هذا له موضع آخر).
ومن الفوائد التي تتعلق بهذا الحرف أنه ليس في الصحيحين من يبدأ اسمه بهذا الحرف سوى لاحق بن حميد، نص على ذلك النووي في شرح مسلم.(23/91)
سماع خطبة الجمعة شرط لصحتها؟
ـ[ aboumalik] ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:00 ص]ـ
قال الألباني رحمه الله في الضعيفة (10/ 31): " ولا دليل في السنة على شرطية سماع الخطبة , ولا على اشتراط عدد اكثر من عدد صلاة الجماعة , فتنبه! ".
ولنفتح باب النقاش في هذه المسألة: هل سماع الخطبة شرط في صحة الصلاة؟
الاخوة تتفضل كلٌ يدلي بدلوه بارك الله فيكم.
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 10:40 م]ـ
إن قلنا أنها شرط فأين الدليل(23/92)
شغلني الجهاد عن تعلّم القرآن، أثر خالد: هل هو ضعيف؟
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[31 - 10 - 03, 01:31 م]ـ
قال ابن أبي شيبة: حدثنا الفضل بن دكين قال
حدثنا الوليد بن جميع قال حدثني رجل أثق به!
أنه أمّ الناسَ بالحرة خالد بن الوليد فقرأ من سورٍ
شتّى ثم التفت إلينا حين انصرف فقال: شغلني
الجهاد عن تعلم القرآن. المصنّف2/ 266، (8821).
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[31 - 10 - 03, 03:39 م]ـ
إن كان هذا هو الطريق الوحيد للأثر، فلا يحتج به لوجود المجهول لأن قوله حدثني الثقة قد لا يكون كذلك عند غيره، وهي مسألة مشهورة في كتب الأصول.
ـ[الورّاق]ــــــــ[31 - 10 - 03, 09:29 م]ـ
وأخرجه أيضاً أبو عبيد في (فضائل القرآن 189،)
وابن عساكر ـ (تاريخ دمشق 16/ 250) عن أبي نعيم به.
وعلة ضعف الأثر المجهول هنا.
إلا أن للحديث طريقاً آخر عند أبي عبيد ـ أيضاً ـ أخرجه في (فضائل القرآن 189) قال:
حدثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال خالد بن الوليد: (لقد شغلني الجهاد عن سبيل الله عن كثير من قراءة القرآن).
وابن أبي زائدة، هو زكريا بن خالد بن ميمون الوادعي الهمداني، أبو يحيى الكوفي وهو ثقة مُدلِّس، وجعله ابن حجر من المرتبة الثالثة، ولم يُصرِّح هنا بالسماع، وإسماعيل بن أبي خالد ثقة ثبت، وقيس بن أبي حازم ثقة أيضاً ..
ولعل هذا الطريق يقوي حديث الباب، والله أعلم ..
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:22 ص]ـ
جزاكما الله خيْرًا أخويّ الكريميْن ..(23/93)
حكم صلاة الاستسقاء يوم الجمعة
ـ[محب الدين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 06:51 م]ـ
صدرت فتوى من فضيلة الشيخ / سلمان العودة بعدم مشروعية إقامة صلاة الاستسقاء يوم الجمعة
صلاة الاستسقاء يوم الجمعة
سأل جماعة من الأئمة والخطباء عن إشكال يتعلق بصلاة الاستسقاء يوم الجمعة ... هل هناك صلاة خاصة للاستسقاء، وهل تكون قبل صلاة الجمعة أو بعدها
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الأخ/ حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .... إقامة صلاة خاصة للاستسقاء مع صلاة الجمعة قبلها أو بعدها ليس له أصل فيما أعلم, وإنما السنة أن يستسقي الخطيب في أثناء الخطبة بالدعاء بنزول الغيث وارتفاع القحط والجدب ونحو ذلك. ولا يشرع في هذه الحالة قلب الأردية ولا غيرها مما يفعل في صلاة الاستسقاء الخاصة, بل يكتفى بالدعاء على المنبر كالمعتاد ويرفع الخطيب يديه بالدعاء ويرفع الناس أيديهم مثل ذلك.
أخوكم سلمان بن فهد العودة 5/ 9/1424 هـ
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=32967
أرجو التكرم بمن يتحفنا حول ها الموضوع وهل صلى المسلمون يوما ما الاستسقاء يوم الجمعة
ـ[صالح العقل]ــــــــ[21 - 10 - 07, 10:42 م]ـ
للفائدة ..(23/94)
سؤال حول الناي أو الشبابة
ـ[أبومحمد 2003م]ــــــــ[31 - 10 - 03, 08:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
سمعت حديثا في معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر هو ورجل خلفه فإذا راعي يعزف على ناي أو شبابة
فأغلق الرسول صلى الله عليه وسلم أذنيه ولم يأمر الرجل
خلفه بذلك وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله
باستمرار إذا ما توقف عزف الراعي لينزل يديه عن أذنيه
واستدل من استدل على هذه الرواية بعدم حرمت الناي
أوالشبابة، فما رأيكم في هذا يرحمكم الله؟
ـ[أبومحمد 2003م]ــــــــ[05 - 11 - 03, 04:22 م]ـ
ألا من مجيب
يرحمكم الله؟؟؟
ـ[أبومحمد 2003م]ــــــــ[08 - 11 - 03, 05:46 م]ـ
ايها المشايخ الأجلاء الأحباء
أرجو ردكم فهل من مجيب؟؟؟
وفقكم الله
ـ[أبومحمد 2003م]ــــــــ[14 - 01 - 04, 04:42 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 01 - 04, 06:23 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث رواه أبو داود وقال عنه منكر
ووجد له متابعة عند ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي
قال أبو داود في السنن 4924 حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن نافع قال سمع بن عمر مزمارا قال فوضع إصبعيه على اليسرى ونأى عن الطريق وقال لي يا نافع هل تسمع شيئا قال فقلت لا قال فرفع إصبعيه من اليسرى وقال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا فصنع مثل هذا
قال أبو علي اللؤلؤي سمعت أبا داود يقول هذا حديث منكر
وهناك فرق بين السماع والاستماع
قال في المبدع ج: 10 ص: 228
(قاله الجوهري وغيره وقال بعض العلماء المزمار مباح لحديث نافع عن ابن عمر
وجوابه الفرق بين السماع والإستماع بدليل سجدة التلاوة
والمحرم إنما هو الاستماع
مع أن أبا داود قال الحديث منكر) انتهى.
فالمقصود أن المسلم لو كان ماشيا في طريق أو في سوق وسمع صوت الموسيقى ونحوها فإنه لايأثم إذا كان كارها لأن فعله هذا سماع وليس استماع
ولكن من استمع للمعازف وتعمد ذلك فهو المحذور.
فهذا الحديث لايكون حجة في جواز سماع الناي ونحوه، بل غاية ما فيه أنه سماع وليس استماع، ففعل ابن عمر هو سماع وليس استماع.
ـ[أبومحمد 2003م]ــــــــ[15 - 01 - 04, 04:21 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب عبدالرحمن الفقيه
وزادك الله حكمة زنفعنا والمسلمين من علمك(23/95)
إلى أحبتي أرجو الإيضاح؟
ـ[نديم العلم]ــــــــ[01 - 11 - 03, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم
1 - وجدت في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 349 – 350 أن الخليفة المتوكل – العباسي: (كان منهمكاً في اللذات والشراب، وكان له أربعة آلاف سرية، ووطىء الجميع).
فهل هذا هو الخليفة الذي نصر الإمام أحمد وأعزّ الله به السنّة؟
أشكل عليّ هذا فأرجو الإيضاح؟
2 - كنت في مناقشة مع أحد الرافضة، فقال لي أن البخاري ترك أئمة أهل البيت في زمنه كجعفر الصادق وغيره، فينما روى عن بعض النواصب، فبماذا أجيبه؟
وجزاكم الله خيرا(23/96)
هل الاولى القاء المواعظ او تعليم العلم في كلمات الصلاة؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 11 - 03, 01:01 ص]ـ
يكثر ولله الحمد والمنة اقبال الناس الى المساجد في رمضان، وخاصة في صلاة التراويح، فيستغل بعض المشايخ هذا الاقبال لتذكير الناس بالموت والتوبة وخطر المعاصي وخطر الدشوش وخطر العباءت الحديثة الغير ساترة وتحريم لبس البنطال .... الى آخره من المواضيع الهامة التي لاتخفى اهميتها علىذي لب، لكنها مكررة قد تسبب الملل عند بعض الناس.
لكن عند تأملي لمجمل الكلمات التي حضرتها في بعض المساجد التي يكثر مصلوها وجدت انها لاتكاد تخلو من ما طرح اعلاه، فتأملت اخرى في معرفة الناس لاحكام الدين فوجدت العجب، بل وجدت الجهل الصريح في بعض احكام الصلاة والتي تكاد تجزم ان المسلم في ادغال افريقيا يعرفها تجد ان اخاك لايعرفها وجارك لايعرفها، بل حتى زوجتك قد لاتعرفها، فاين الكلام عن احكام الوضوء والمسح على الخفين والجبيرة واحكام الصلاة ومخالفات الناس المتكررة فيها واحكام الصيام والاسئلة المتكررة من الرجال والنساء فيها، بل واحكام الزكاة التي يجهل حكمها اناس ويتساهل فيها آخرين، فلم يمر على خاطري الا كلمتين الاولى للشيخ عبدالله المطلق في احكام الزكاة في مسجد الكلباني، ولا تكاد تتصور اقبال الناس على الشيخ واهتمامهم بالموضوع مما يدل على تعطشهم لمثل هذه المواضيع، والثانية لاحد المشايخ عن احكام النساء في رمضان.
والامر الاخر الذي يجب طرحه على المصلين وهو المهم تنبيههم عن امور عقدية يقعون فيها ويجهلون حكمها، وبعضها قد يصل الى الشرك وهو لايعلم، وتذكير الناس بالتوحيد وربطهم بالله جل وعلا من خلال الكلام على انواع التوحيد والوقوف مع الاسماء والصفات التي يرتقي العبد اذا سمعها .... الخ.
والكتب في هذا الموضوع كثيرة تحتاج الى همتي وهمتك لابلاغ الناس دين الله تعالى الحق.
والله المستعان.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 11 - 03, 03:00 م]ـ
هل تكلم احد من المشايخ حول هذا الموضوع تأييدا او اعتراضا او توجيها؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[07 - 11 - 03, 04:44 ص]ـ
شكراً لأخي الفاضل /المسيطير وفقه الله
وإنه يتملكني نفس السؤال والشعور
وأقول صدقت وصُدقت
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 03:30 ص]ـ
وهنا شيءٌ له تعلُّقٌ بالموضوع .. اضغط .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=114826#post114826)
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[22 - 10 - 04, 05:41 م]ـ
قال الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
قيام رمضان شُرع فقط لزيادة التقرب إلى الله عز وجل بصلاة القيام , ولذلك فلا نرى نحن أن نجعل صلاة التراويح يخالطها شيء من العلم والتعليم ونحو ذلك , وإنما ينبغي أن تكون صلاة القيام محض العبادة , أما العلم فله زمن , لا يحدد بزمن , وإنما يراعي فيه مصلحة المتعلمين , وهذا هو الأصل.
وأريد من هذا أن من إتخذ عادة أن يعلم الناس ما بين كل أربع ركعات مثلا في صلاة القيام , إتخذ ذلك عادة , فتلك محدثة مخالفة للسنة.
ــــــــــــــــــــــــــ
مفرغ من شريط سلسلة الهدى والنور رقم 693 ـ الدقيقة 28 ـ
للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله(23/97)
عودة موقع الشيخ سفر حفظة الله
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[01 - 11 - 03, 02:17 ص]ـ
يمكن الاخوة تصفح الموقع بعد عودتة علي الرابط
http://www.alhawali.com/(23/98)
نعم إنهم يكتبون في هذا المنتدى!!
ـ[الورّاق]ــــــــ[01 - 11 - 03, 05:14 ص]ـ
إن لم نستعمل لغة الإثارة في موضوعاتنا فسيتوارى في الإرشيف بعد لحظات! هذا عذري سلفاً!
وبعد:
الكثير من أعضاء المنتدى طلاب علم نبلاء وأساتذة فضلاء، ولو كشفوا أقنعتهم لتواريت خجلاً منهم! ولم أعد أكتب إلا خفية أو خلسة!
فبارك الله فيهم فهم منارة هذا المنتدى وزينته!
وفي الطرف لآخر فئة استطالت الطريق فلم تسلم من بنياته!
نعم إن من بيننا ـ وقد يكون كاتب هذه السطور هو أحدهم ـ من تبلغ به نشوة العلم أو قل شهوته! إلى حد ينسيه أدب الطلب ومعرفة قدر النفس! فتراه يحسم المسألة ابتداءً ويلغي خط الرجعة تماماً، فإذا ما ظهر له خطأة استنكف الرجوع إلى الحق وبدأ يماحك خصمه بلغة هي أبعد ما تكون عن لغة أهل العلم! فتقرأ في لغته تضخم الأنا! والاستهانة بأقدار أهل العلم وأقوالهم! فهو في مسألة واحدة بجندل الإمام أحمد وابن المديني وأبو زرعة! فيجزم بالمسألة وكأنه أوحد أهل زمانه! وحجة الله على خلقه!
وأقول له ولنفسي:رفقاً بنفسك فقد ارتقيت مرتقاً صعباً!
ـ[دليل الطالب]ــــــــ[01 - 11 - 03, 05:38 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وأسأل الله لي ولك ولجميع الإخوة الإخلاص في القول والعمل.
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:48 ص]ـ
جزاك الله خيراً ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:22 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وبارك فيك، ونفع بما كتبت.
ولعلك والاخوان تذكّرون قراء المنتدى بمثل هذه اللفتات المهمة.
وفقكم الله.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[01 - 11 - 03, 11:13 ص]ـ
بارك الله قلبا حوى هذا التواضع، وسلم الله يدا سطرت هذه الدرر
وشكر الله كاتبا أسدى هذا النصح، وجزى الله خيرا من أذعن وامتثل ...
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 11 - 03, 12:04 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة رضا أحمد صمدي
بارك الله قلبا حوى هذا التواضع، وسلم الله يدا سطرت هذه الدرر
وشكر الله كاتبا أسدى هذا النصح، وجزى الله خيرا من أذعن وامتثل ...
ـ[رابح]ــــــــ[07 - 09 - 04, 06:30 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وبارك فيك، ونفع بما كتبت.
ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[07 - 09 - 04, 08:44 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وبارك فيك، ونفع بما كتبت.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[الفضيل]ــــــــ[07 - 09 - 04, 12:02 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ونفع الله بك
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[08 - 09 - 04, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - 06 - 05, 08:55 ص]ـ
للرفع ..
عِظَةً لنفسي ولإخواني، وتذكيراً.
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[26 - 06 - 05, 09:08 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي
الله المستعان على هوى أنفسنا
أسأل الله لي ولك وللأخوة حسن التعلم وشرف الطلب
وفقك الله
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 05, 01:57 م]ـ
بارك الله قلبا حوى هذا التواضع، وسلم الله يدا سطرت هذه الدرر
وشكر الله كاتبا أسدى هذا النصح، وجزى الله خيرا من أذعن وامتثل
أسأل الله لي ولك وللأخوة حسن التعلم وشرف الطلب
وفقك الله
ـ[أبو حذيفة الحنبلىّ]ــــــــ[26 - 06 - 05, 04:48 م]ـ
سلم يا رب سلم
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 06:45 ص]ـ
الله أكبر أخي الوراق وجزيت خيراً على كلامك المفيد
ـ[زياد عوض]ــــــــ[27 - 06 - 05, 07:27 ص]ـ
كلمات طيبات نافعات جامعات أسأل الله أن يفعنا بها وبارك الله فيمن سطرها
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[27 - 06 - 05, 09:22 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، ورفع الله قدر من رفعه وكاتبه:
------------------------------------------------
قال أبو العيناء محمد بن القاسم بن خلاد ت 283، يهجو أسد بن جهور:
تَعِسَ الزَّمانُ [!] لَقَدْ أَتى بِعُجابِ وَأماتَ أهْلَ العِلْمِ وَالآداب
ِ
وأتَى بِكُتَّابٍ لَوِ انْطَلَقََتْ يَدي - - فِيهمْ رَدَدْتُهُمُ إِلى الكُتَّابِ
جِيلٌ مِنَ الأَنْعَامِ إِلاَّ أَنَّهُمْ - - مِنْ بَيْنِها خُلِقُوا بِلا أَذْنابِ
لايَعْرِفُونَ إِذا الجَريدةُ جُرِّدَت - - ما بَيْنَ عَيَّابٍ إِلى عَتَّابِ
أَوْ ما تَرى أَسَدَ بْنَ جَهْوَرَ (1) قَدْ غَدا - - مُتَشَبِّهاً بِأَجِلَّةِ الكُتَّابِ
ِ
لَكِن يُخَرِّقُ ألفَ طُومَارٍ إذا - - ما احْتيجَ منه إلى جَوَابِ كِتَابِ
وإِذا أَتَاهُ سائِلٌ فِي حَاجَةٍ - - رَدَّ الجَوابَ لَهُ بِغَيْرِ جَوابِ
وَسَمِعْتَ مِنْ غَثِّ الكَلامِ وَرَثِّهِ - - وَقَبيحِهِ والْلَّحْنِ بَالإِعْرابِ
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ هَبْكَ مِنْ بَقَرِ الفلا (2) - - ما كُنْتَ تَغْلَطُ مَرَّةً بِصَوابِ
(1) هكذا كما في " صناعة الكُتّاب " لأبي جعفر النّحاس المرادي ت338 وقيل 337، ووفيات الأعيان لابن خلكان ت681، وعند ياقوت كما في معجم الأدباء ت626، و الوطواط كما في غرر الخصائص ت718: " أسد بن جوهر "
(2) وفي " صناعة الكُتّاب " لأبي جعفر: " بقر الملا "، قلتُ: والمُثْبَتْ أَوْلى، وتوجد بعض الإختلافات اليسيرة، لكني أشرتُ للمهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/99)
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[27 - 06 - 05, 02:00 م]ـ
ا لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مالي أرى إخواني يكتفون بالشكر و يتوقفون عند (جزاك الله خيرا)
بودي لو زاد أحدنا - لو كانت عند ي في ذلك بضاعة - من مثل هذه الفوائد!!
ويا كثرة من يزري بالعلم وأهله في كل مكان ... فإذا قيل: مارأي المشايخ الفضلاء؟
انبرى صاحبنا وثرثر وقعّد وفصّل بما لا يفهمه إلا هو مما لا يخلو من تقوّل أو أو تقويل أو سرد أحاديث هي في واد ومحل الإستدلال في واد آخر ... لكأنه يقول: ألم تقل (المشايخ الفضلاء)؟ فها أنا ذا!!
بل وبعضهم يتشدّق بقوله (قال شيخنا) وهذه الكلمة لها مقتضاها من أخذ العلم و الدراسة على الشيخ .. ولكن صاحبنا قد يكون جلس في إحدى دروسه في الحرم أو في بعض الجوامع أو سأله سؤالا - على الطاير - .. بل ربما صافحه في إحدى المرات .. أو رآه يفتي في التلفاز ...
فإذا به يمطّ فمه رافعا عقيرته قائلا: (قال شيخنا)!!!
أسأل الله أن يعّلمنا ويعرّفنا بأقدارنا وأن الإنسان كان (ظلوما جهولا)
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[27 - 06 - 05, 03:47 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذه النصيحة الغالية، كثير من الشباب هداهم الله عندهم محصلة علمية لا بأس بها، ولكن ينقصهم [الأدب]، فالكبر والعجب والحسد وحب الظهور هي القواصم للظهور، ولو تواضع هذا الشاب واحترم كلام العلماء وراقب الله قبل ذلك كله في كل كلمة يقولها بلسانه أو يسطرها بيده، لرفع الله مقامه في الدنيا والآخرة.
وبالمناسبة .. أنا لم أسجل في هذا المنتدى المبارك إلا للاستفادة من الإخوة طلاب العلم والمشائخ وهذا ظني بهم، فقدوتهم صلى الله عليه وسلم ((كان خلقه القرآن)).
أخوكم / أبو خطاب
ـ[أمةالله]ــــــــ[26 - 10 - 06, 04:16 ص]ـ
رأيت رفع الموضوع للتذكرة
ـ[وائل هادي]ــــــــ[29 - 10 - 06, 10:58 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وبارك فيك، ونفع بما كتبت.
اللهم امين
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[30 - 10 - 06, 12:19 ص]ـ
احسنت اخي الكريم
ـ[أبو الوليد الوراقي]ــــــــ[30 - 10 - 06, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله خير ...
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[31 - 10 - 06, 03:59 ص]ـ
^^ ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[31 - 10 - 06, 08:50 ص]ـ
نفع الله بكم ..
خاطرة:
علّقَ على مقالك كثيرون ولعل بعضهم يعلق ههنا شكراً أو إشادة وقد غص بعَيِّنَة ممن ذكرتَ في مقالٍ كان يطالعه من قريب! بل لعلك طالعت مقالاً استنفرك إلى كتابة مقالك ذا.
ولعله مع مرور الأيام يعلق المزيد.
وأخوك يرجو أن يعلق كل أعضاء المنتدى ....
ويبقى المحك ...
في التطبيق لا التعليق!
وقد هممتُ في بدء التعقيب أن أشكرك فقد شعرت براحة وأنا أقرأ المقال فكلماتك أحجار يُرجم بها فلان وعلان وكأنها انتصار لي عليه، فخشيت أن يكون الشكر تعريضاً بالمخالف، وادعاءً لنقاء الثوب!
فظهر أن أولى من ذلك مراجعة النفس ومعرفة محلها من الكلمات فربما كنتُ المقصود.
فرحم الله من قوم ونصح وسدد وأرشد، وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[31 - 10 - 06, 10:22 م]ـ
{فأما الزبد فيذهب جفاءا وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[02 - 11 - 06, 05:31 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الشباب
ـ[علي الكناني]ــــــــ[02 - 11 - 06, 09:03 م]ـ
ما أحوجنا إلى مثل هذه المواعظ.
جزاك الله كل خير
ـ[محمودعبدالعزيزالمصرى]ــــــــ[03 - 11 - 06, 10:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ان كان هذا مرفوض لمن كان له فضل علم فما بالنا بمن ليس عنده علم.
فقد هالنى أن أجد فى أحد المنتديات طرح موضوع يتناول أصل العقيدة ويطلب من أعضاؤه أن يدلوا بآرائهم
أخوكم فى الله
عبدالعزيزعثمان
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[03 - 11 - 06, 11:46 ص]ـ
لا أعلم كيف أقترح موضوعا جديدا فهل من مرشد لأخيكم المسترشد؟
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[06 - 11 - 06, 09:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
تبدأ موضوع جديد بالضغط على ايقونه موضوع جديد اعلى الصفحه يمين وذلك فى الصفحات الرئيسه للمنتديات مثل المنتدى الشرعى العام 00
واردت ان اشكر لك مشاركتك فى موضوعات الطرف والملح وان كنت المح فى طيات كلامك مسحه عتاب لمصر وانا مصرى هل تظننى فهمت ام لا؟؟؟
احبك فى الله وارجو ان تدعو لى بظهر الغيب ولك مثله
ملحوظه اردت ارسال ذلك لك على الخاص الا انك لاتفعل هذه الخاصيه لعل المانع خير
والسلام عليكم ورحمه الله
ـ[عادل المامون]ــــــــ[07 - 11 - 06, 01:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وياليت البعد عن المذهبية لان هذا امر دين
ـ[أبو العباس أحمد]ــــــــ[08 - 11 - 06, 02:02 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الوراق وبارك الله فيك على هذه اللفته الطيبة والتنبيه المبارك.
أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك وأن ينفعنا به. فقد علق على مقالك مدحاً ودعاءً العضو الجديد (مثلي) والنشيط والمميز والمخضرم .... بارك الله في الجميع.
ولعلنا وقفنا مع أنفسنا وقفة بعد أن وقعت هذه الكلمات في أنفسنا أحسن موقع, وألطف موضع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/100)
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[09 - 11 - 06, 12:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
تبدأ موضوع جديد بالضغط على ايقونه موضوع جديد اعلى الصفحه يمين وذلك فى الصفحات الرئيسه للمنتديات مثل المنتدى الشرعى العام 00
واردت ان اشكر لك مشاركتك فى موضوعات الطرف والملح وان كنت المح فى طيات كلامك مسحه عتاب لمصر وانا مصرى هل تظننى فهمت ام لا؟؟؟
احبك فى الله وارجو ان تدعو لى بظهر الغيب ولك مثله
ملحوظه اردت ارسال ذلك لك على الخاص الا انك لاتفعل هذه الخاصيه لعل المانع خير
والسلام عليكم ورحمه الله
لقد فهمت والله
الله وحده يعلم مدى حبي لمصر وأهلها البسطاء ممن صفت عقيدتهم على قلة علمهم. أما العلماء منهم وطلبة العلم فأشهد الله على حبي الصادق لهم لعلمهم وما تمنيت على الله أكثر من أن أكون خادمهم وتحت أقدامهم وإن كنت عانيت ولا أزال أعاني من بعض فضلائهم شدة وفي الخلق حدة وفي باب الود قطيعة وإلى الله المشتكى والله أسأل أن يحنن علينا قلوبا قد قست ولغيرنا مالت ولودنا نست. ,أدعو الله لك ولكل صاحب دعوة صادقة ولأهل البدع صاعقة أن يوفقه لما يحب ويرضى
أما عن الخاص فأخوكم باعه قصير في هذه الأمور ولعلي لم أول أمر الخيارات شديد انتباه في لوحة التحكم وسأعيد النظر ويمكنكم مراسلتي على: [/ B[/COLOR]]
mmduh1@yahoo.com
ـ[الفضيل]ــــــــ[16 - 11 - 06, 01:16 م]ـ
فائدة لعل لها صلة بالموضوع:
قال الحافظ الذهبي في السير3/ 42
عن ثابت البناني أن أبا برزة كان يلبس الصوف فقيل له:إن أخاك عائذ بن عمرو يلبس الخز.
قال:ويحك , ومن مثل عائذ
فانصرف الرجل فأخبر عائذا فقال: ومن مثل أبي برزة
قلتُ - أي الذهبي-: هكذا كان العلماء يوقرون أقرانهم.
ـ[محمد جمعة احمد]ــــــــ[16 - 11 - 06, 04:10 م]ـ
قد يقال لك أخي: إنه الاجتهاد وقد صح فيما قلت حديث،ولا أبالي إذا خالفت الاجماع، وخرجت عن سبيل المؤمنين فهم رجال ونحن رجال!!!!!.
نعم هم رجال عرفوا العلم فتهيبوه،ونحن رجال عرفنا الجهل فستطلنا على العلم به.
قال الذهبي في السير (16\ 405)
في حديثه عن الداركي (وكان ربما يختار في الفتوى، فيقال له في ذلك، فيقول: ويحكم! [حدث] فلان عن فلان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والاخذ بالحديث أولى من الاخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة (3).
قلت (أي الذهبي): هذا جيد، لكن بشرط أن يكون قد قال بذلك الحديث إمام من نظراء هذين الامامين مثل مالك، أو سفيان، أو الاوزاعي، وبأن يكون الحديث ثابتا سالما من علة، وبأن لا يكون حجة أبي حنيفة والشافعي حديثا صحيحا معارضا للآخر. أما من أخذ بحديث صحيح وقد تنكبه سائر أئمة الاجتهاد، فلا، كخبر: " فإن شرب في الرابعة فاقتلوه "" أه ـ.
وقال (السير 18\ 191) بعد قول ابن حزم:وأنا اتبع الحق وأجتهد ولا أتقيد بمذهب"
حيث قال _ الذهبي _:" قلت: نعم، من بلغ رتبة الاجتهاد، وشهد له بذلك عدة من الأئمة لم يسع له أن يقلد
، كما أن الفقيه المبتدئ العامي الذي يحفظ القرآن أو كثيراً منه لا يسوغ له الاجتهاد أبداً، فكيف يجتهد؟ وما
الذي يقول؟ وعلامً يبني؟ وكيف يطير ولما يريّش؟ " أهـ
لا لا اسكت أيها الذهبي العالم -رحمك الله- لا تقل هذا حتى لا يغضب منك أحد بل قد يتهمك أنك من المقلدين الجامدين،أو حتى لا يقال إنك من أعداء السنة أو أعداء الدين.
لا تقل:أبو حنيفة وأحمد والشافعي ومالك حتى تحفظ عرضك من جاهل بذلك.
أخي إنا لله وإنا إليه راجعون
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو العباس أحمد]ــــــــ[17 - 11 - 06, 12:23 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد.
وقد وجدت منهم من يكتبون في هذا المنتدى.
(نعم إنهم يكتبون في هذا المنتدى) ومنتديات أخرى ....
وإنهم ليتمادون في غيهم, وينهمكون في غوايتهم, ويتتبعون زلات العلماء وهفواتهم, ويغضون الطرف عن محاسنهم ومناقبهم.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 01:31 م]ـ
نعم هم رجال عرفوا العلم فتهيبوه، ونحن رجال عرفنا الجهل فاستطلنا على العلم به.
ما أجمل هذا الكلام وأحسنه!
لقد أحسست له بهزة ونشوة، تفوق لذة الخمر [كذا يقول ابن الأثير في المثل السائر!]
وقديما قال الحسين بن مطير:
ومن هاب الرجال تهيبوه ............. ومن حقر الرجال فلن يهابا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 11 - 06, 01:32 م]ـ
فظهر أن أولى من ذلك مراجعة النفس ومعرفة محلها من الكلمات فربما كنتُ المقصود.
زادك الله رفعة أستاذنا الفاضل!
ـ[محمد جمعة احمد]ــــــــ[17 - 11 - 06, 10:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد.
وقد وجدت منهم من يكتبون في هذا المنتدى.
(نعم إنهم يكتبون في هذا المنتدى) ومنتديات أخرى ....
وإنهم ليتمادون في غيهم, وينهمكون في غوايتهم, ويتتبعون زلات العلماء وهفواتهم, ويغضون الطرف عن محاسنهم ومناقبهم.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ليس في هذا المنتدي فقط بل والله إني أراهم في كل طريق وممر مستخفين تحت رداء السنة أو التجديد والتطوير، .... الخ.
ولا أرى لهم حلا إلا التشهير والإفصاح عن جهلهم ليحذرهم العامة.
أما العلماء فيعرفونهم بسيماهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/101)
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[18 - 11 - 06, 08:52 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد.
وقد وجدت منهم من يكتبون في هذا المنتدى.
(نعم إنهم يكتبون في هذا المنتدى) ومنتديات أخرى ....
وإنهم ليتمادون في غيهم, وينهمكون في غوايتهم, ويتتبعون زلات العلماء وهفواتهم, ويغضون الطرف عن محاسنهم ومناقبهم.
فإنا لله وإنا إليه راجعون.
............
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 10 - 08, 09:02 م]ـ
أصلح الله حالنا ... وأحوالنا.(23/102)
هل يجوز التأمين التجاري على المساجد؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:42 ص]ـ
اتصل احد الاخوة ممن يدرسون في الولايات المتحدة الامريكية، ويسأل عن جواز التأمين على المساجد.
وهذا نص السؤال:
نحن مجموعة من الاخوة المسلمين قد دفعنا مبلغا كبيرا من الدولارات لشراء ارض يبنى عليها مسجد (والاخوة في امريكا يعرفون الثمن الباهض لشراء الارض)، ثم سعينا سعيا حثيثا لبناءه وكلفنا من الجهد والمال ما الله به عليم، وبعد الاحداث الاخيرة وصلنا بعض التهديدات لتفجير المسجد، فجاءتنا عروض عديدة من شركات التأمين، فاختلف الاخوة في هذه المسألة.
فهل يجوز التأمين على المسجد ان خيف الضرر عليه، وقد تعب الاخوة في جمع المال له، ام لايجوز بحكم ان هذا عقد غرر لايخفى حكمه، وهل الضرر المحتمل على هذا المسجد يسوغ للاخوة التأمين عليه؟.
ارجو من الاخوة الافادة.
وفقكم الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:34 ص]ـ
هل من مجيب؟.(23/103)
أفدني عن حال هذا الرواي
ـ[أبو فيصل]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:02 ص]ـ
بعد التحية يا إخوان
أود ممن لديه العلم في الحديث ورجاله أن يفيدني بما يعرفه
عن حال هؤلاء الرواة: -
وذلك لأنني بصدد تقديم بحث عنهم فأرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا
1 - عمر بن سعد بن أبي وقاص
2 - عمران بن حطان
3 - مروان بن الحكم بن أبي العاص
هذا ولكم جزيل الشكر والامتنان ...
وأتمنى أن تكون بداية خير ومحبة ووئام مع أول مشاركة لي في
ملتقى الحديث.
ـ[أبو فيصل]ــــــــ[02 - 11 - 03, 06:00 ص]ـ
اش دعوه ما أشوف أحد رد،،
ـ[أبو فيصل]ــــــــ[29 - 07 - 08, 04:47 ص]ـ
؟؟؟
؟؟
؟(23/104)
ما صحة هذا الحديث [اذا تصافح المؤمنان نزلت عليهما مائة رحمة ... ]
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:22 ص]ـ
اذا تصافح المؤمنان نزلت عليهما مائة رحمة تسع وتسعون لابشهما واحسنهما خلقا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 05 - 04, 09:23 ص]ـ
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (7/ 342)، حدثنا محمد بن موسى الإصطخري، نا الحسن بن كثير، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدالله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة، مرفوعاً، نحوه.
قال المنذري في " الترغيب " (3/ 378): " رواه الطبراني بإسناد فيه نظر ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (8/ 37): " رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحسن بن كثير بن عدي ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح ".
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[10 - 05 - 04, 10:54 ص]ـ
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة ":
(الخطيب) أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطي حدثنا علي بن الحسن الجراحي حدثنا أبو بكر محمد بن عبداللّه الأشناني حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً إذا صافح المؤمن المؤمن نزلت عليهما مائة رحمة تسعة وتسعون لأبشهما وأحسنهما لقاء:
الأشناني وضاع.
قال الخطيب وقد رواه مرة أخرى فوضع له إسناداً غير هذا أخبرنيه عبيد اللّه بن أبي الفتح حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن حدثنا محمد بن عبداللّه بن إبراهيم الأشناني حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبداللّه بن إدريس حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبي ليلة عن البراء بن عازب مرفوعاً مثله سواء.
(قلت) أخرجه أبو الشيخ في الثواب حدثنا الفضل بن محمد بن عقيل حدثنا أبو قلابة عن عمرو بن عامر التمار عن عبداللّه بن الحسن الجريري عن أبي عثمان عن عمر بن الخطاب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا التقى المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه كان أحبهما إلى اللّه أحسنهما بشراً بصاحبه فإذا تصافحا أنزل اللّه عليهما مائة رحمة للبادي تسعة وللمصافح عشرة.
وقال البهيقي في الشعب أنبأنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي حدثنا أبو عبداللّه محمد بن عبداللّه ابن عبدة المعمري المصيصي حدثنا محمد بن إسحق حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي الجهم حدثنا عمرو بن عامر حدثنا عبداللّه بن الحسن عن جرير عن أبي عثمان عن عمر بن الخطاب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا التقى المسلمان فتصافحا نزل عليهما مائة رحمة للبادي منها تسعون وللمصافح عشرة واللّه أعلم.ا. هـ.
وقال الفَتّنِي في " تذكرة الموضوعات ": في اللآلئ عن أبي هريرة " إذا صافح المؤمنُ المؤمنَ نزلت عليهما مائة رحمة، تسعة وتسعون لأبشهما وأحسنهما لقاء".
فيه وضاع.
قلت: روي مثله عن عمر حديث وضوئه صلى الله عليه وسلم "من مس يد كافر" وقوله "من صافح يهوديا أو نصرانيا فليتوضأ وليغسل يده" لا يصح: أبو هريرة "إن العجم يبدؤون إذا كتبوا إليهم فإذا كتب أحدكم إلى أخيه فليبدأ بنفسه.
موضوع.
قلت له طرق أخرى منها عن أبي الدرداء "إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه وإذا كتب فليترب كتابه فإنه أنجح".ا. هـ.(23/105)
هل نثبت اسما للسورة دل عليه حديث ضعيف؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أورد الإمام الرازي في تفسيره لسورة الإخلاص عند الكلام على أسماء هذه السورة عدة أحاديث فأين أجد هذه الأحاديث وما درجتها وهل لو كانت ضعيفة يصح أن نستدل بها على أسماء هذه السورة أم أننا نطرح كل اسم لم يصح دليله
1 - روى جابر أن رجلا صلى فقرأ قل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا عبد عرف ربه
فسميت سورة المعرفة لذلك
2 - قال عليه الصلاة والسلام (إن الله جميل يحب الجمال فسألوه عن ذلك فقال أحد صمد لم يلد ولم يولد
3 - روي أنه عليه السلام دخل على عثمان بن مظعون فعوذه بها وباللتين بعدها ثم قال تعوذ بهن فما تعوذت بخير منهن
4 - قوله (أسست السماوات السبع والأرضون السبع على قل هو الله أحد)
5 - روى ابن عباس أنه تعالى قال لنبيه حين عرج به أعطيتك سورة الإخلاص وهي من ذخائر كنوز عرشي، وهي المانعة تمنع عذاب القبر ولفحات النيران
6 - من قرأ سورة قل هو الله أحد مائة مرة في صلاة أوغيرها كتبت له براءة من النار
7 - روي أنه عليه السلام رأى رجلا يقرأ هذه السورة فقال أما هذا فقد بريء من الشرك
8 - إن لكل شيء نورا ونور القرآن قل هو الله أحد(23/106)
هل يصح ان نقول ...
ـ[الجوشن]ــــــــ[01 - 11 - 03, 12:51 م]ـ
هل يصح قول القائل: هناك احتمال ان لا يكون خبر الآحاد حديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم حتى و ان ثبت عنه لذا لا نعتبره دليل قطعي يبنى عليه الحكم في اصول الفقه.
فهل صحيح ان الإحتمال الوارد في خبر الآحاد ان لا يكون حديثا لرسول الله صلى الله عليه و سلم؟(23/107)
هل صحيح ما ادعاه ابن قدامة على مالك وأبي حنيفة؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:00 م]ـ
وأفتى أبو حنيفة بأن رجلاً لو تزوّج امرأة في مجلس، ثم طلّقها فيه قبل غيبته عنهم، ثم أتت امرأته بولد لستة أشهر من حين العقد، لحقه الولد، وكذا لو تزوج رجل في المشرق بامرأة في المغرب، ثم مضت ستة أشهر، وأتت بولد، فإنه يلحق به، لأن الولد إنما يلحقه بالعقد ومضي مدة الحمل، وإن علم أنه لم يحصل منه الوطء ..
راجع لمغني لابن قدامة 9|:55.
وأفتى أبو حنيفة بأنه لو تزوج رجلان امرأتين، فغلط بهما عند الدخول، فزُفَّت كل واحدة إلى زوج الأخرى، فوطأها وحملت منه، لحق الولد بالزوج لا بالواطئ، لأن الولد للفراش.
راجع المغني لابن قدامة 9|58 ـ 59
أفتى مالك بن انس بطهارة الكلاب والخنازير، وسؤرهما طاهر يُتوضَّأ به ويُشرب، وإن ولغا في طعام لم يحرم أكله، وعنده أن الأمر بغَسل الإناء من ولوغ الكلب فيه مجرد تعبّد ..... راجع المغني لابن قدامة 1|70.
(أظن هذه صحيحة)
وأفتى مالك بن انس بجواز أكل الحشرات كالديدان والصراصير والخنافس والفئران والجراذين والحرباء والعضاء، والحيّة حلال إذا ذُكِّيت .....
راجع المغني لابن قدامة 11|65
(قلت: هذا فيه تشنيع)
وأفتى مالك بن انس بحِلِّية الزواج من بنته من الزنا، ومن أخته وبنت ابنه، وبنت بنته، وبنت أخيه وأخته من الزنا، مستدلاً بأنها أجنبية منه، ولا تنتسب إليه شرعاً، ولا يجري التوارث بينهما، ولا تعتق عليه إذا ملكها، ولا تلزمه نفقتها، فلا يحرم عليه نكاحها كسائر الأجانب ..... راجع المغني لابن قدامة 7|485.
(هذه التي أشك بها)
وذهب الزهري إلى أن الجنين قد يبقى في بطن أمة سبع سنين، وقال أبو عبيد: ليس لأقصاه وقت يُوقف عليه ..... راجع المغني لابن قدامة 9|117.
أما أحمد بن حنبل فذهب إلى أن أقصى مدة الحمل أربع سنين ...
راجع المغني لابن قدامة 9|117.(23/108)
من لهم كلام في الجرح والتعديل
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[01 - 11 - 03, 07:18 م]ـ
من من العلماء له كلام في الجرح والتعديل كنتيجة للسبر لا الموازنة بين الأقوال؟؟؟
ـ[بسام]ــــــــ[02 - 11 - 03, 10:12 ص]ـ
السؤال غير واضح
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:15 م]ـ
مثال: الإمام أحمد يعتمد السبر بين روايات الراوي وابن حجر يعتمد الموازنة و المقارنة بين أقوال العلماء في الراوي.
ـ[بسام]ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:58 م]ـ
من أين لك أن ابن حجر يعتمد الموازنة و المقارنة بين أقوال العلماء في الراوي؟
أريد على مثالك هذا من بيّنه؟
والجواب على سؤالي هذا يحتاج مزيد بحث فلا تعجل
وفقك الله
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[03 - 11 - 03, 07:58 م]ـ
وما الدليل على أن ابن حجر يعتمد السبر بين الروايات؟؟
ـ[بسام]ــــــــ[04 - 11 - 03, 06:26 ص]ـ
البينة على المدعي أخي الكريم
أنت الذي بدأت بعرض هذا المثال الغريب وأنا أطالبك بالجواب قبل أن تسألني! لأني أنا معترض على هذا المثال فلما تأتيني بالبينة بالتالي سوف أجيبك على سؤالك
وفقك الله
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 11 - 03, 09:31 ص]ـ
ابن عدي، والعقيلي
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[04 - 11 - 03, 07:40 م]ـ
أنا بنيت حكمي على عدم وجود جواب على سؤالي فلربما أخطأت وعليك أن تبين لي ...
ـ[بسام]ــــــــ[05 - 11 - 03, 04:11 ص]ـ
لعل الأخ راجي رحمة ربه الذي أجابك أن يفيدك
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[05 - 11 - 03, 04:14 ص]ـ
بل ويظهر لي أن الحافظ ابن حجر يسبر المرويات كغيره. وانظر زياداته في لسان الميزان، ترى جليا استقراءه للروايات قبل الحكم على الرواة.
ـ[عبدالله بن جامع]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:54 م]ـ
من هم رواد الجرح والتعديل المعاصرين؟
ـ[بسام]ــــــــ[06 - 11 - 03, 04:36 ص]ـ
شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
لا أعلم له نظيراً في هذا العصر فهو مشتغل بالتدريس في المسجد النبوي كل يوم ما عدا يوم الخميس
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[06 - 11 - 03, 07:32 م]ـ
أريد أجوبة وافية وبالنسبة للعباد فهل هو يسبر الروايات كذلك؟
وبالنسبة للحافظ فالذي يراجع التقريب يرى أنه يوازن فقط والأخ البسام وعدتني بالإجابة ولم تجب؟
ـ[بسام]ــــــــ[07 - 11 - 03, 09:36 ص]ـ
الأخ الأسيف قلت: وبالنسبة للحافظ فالذي يراجع التقريب يرى أنه يوازن فقط والأخ البسام وعدتني بالإجابة ولم تجب؟
أٌقول لا تحكم على الحافظ بن حجر من خلال التقريب فقط أليس له كتب أخرى في الجرح والتعديل؟ وأيضاً أليس له كلام ضمناً في معضم كتبه في الرجال؟
ثم أقول أنا فعلا وعدتك بالاجابة لكن لم يكتمل الحوار بيننا بل دخل معنا الأخ راجي رحمة ربه وذكر لك العقيلي وابن عدي
فلما لم تناقشه من أين له هذا؟
وكيف حصل عليه؟
ولما لم يذكر من العلماء مثلاً يحي بن سعيد القطان و الدارقطني والفسوي وأبوزرعة والجوزجاني وابن سعد وغيرهم ممن لهم كلام ومعرفة بالراوة وبأحوالهم؟
هذه الاسئلة أخي الأسيف ألم تخطر ببالك؟
وأنا في ظني أن هذا الموضوع قد تكون الفائدة منه منحصرة بحيث إنه
بعد معرفتك للعلماء الذين يسبرون أحوال الراوي ستخلص بفائدة عظيمة وهي معرفة منهج هذا العالم في الجرح والتعديل وبالتأكيد ساتستفيد في الترجيح عند التعارض.
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[08 - 11 - 03, 12:02 ص]ـ
التساؤلات المذكورة موجودة ولكنني أريد مشاركات
ـ[بسام]ــــــــ[08 - 11 - 03, 04:35 ص]ـ
مالفائدة من كثرة مشاركات عارية من التحقيق!!
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[08 - 11 - 03, 07:16 م]ـ
لم أرى التحقيق في مشاركاتك فأنت لم تثري الموضوع بالذي أريد والسؤال هل للترمذي كلام في الجرح والتعديل بكثرة وكذلك ابن خزيمة و و و
ـ[بسام]ــــــــ[08 - 11 - 03, 11:35 م]ـ
الأخ الأسيف: جزاك الله خيراً على حسن ظنك
وعذرأ لن أتكلم في هذا الموضوع بعد ما تفضلت به
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[11 - 11 - 03, 07:55 م]ـ
لا تغضب علي أخي(23/109)
عاجل/ الاخ السني
ـ[ aboumalik] ــــــــ[01 - 11 - 03, 09:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلني اليوم الـ سي دي الخاص بكتب الشيخ ابن عثيمين - وصلك الله بطاعته - فجزاك الله خير الجزاء.
ـ[أبوحذيفة]ــــــــ[01 - 11 - 03, 11:02 م]ـ
وأنا أيضا وصلني بارك الله فيك وأسأل الله بمنه وكرمه أن يرفع قدرك وأن يتقبل منك
آمين
ـ[السني]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:34 ص]ـ
الأخوين الكريمين: بارك الله فيكما على دعوتكما الصالحة.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[02 - 11 - 03, 10:38 ص]ـ
أرجوا أن ترسل لي السي دي وجزاك الله خيرا
ـ[السني]ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:55 ص]ـ
الأخ العزيز: إسلام بن منصور
إن أردت فضع لي عنوانك كاملاً(23/110)
ما معنى ((حديث عهد بربه))؟
ـ[طارق]ــــــــ[01 - 11 - 03, 09:45 م]ـ
السلام عليكم
ماهو قول العلماء
في معنى قوله صلى الله عليه وسلم عن المطر
((إنه حديث عهد بربه))
وهل في هذا دليل على العلو؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[علي الكناني]ــــــــ[02 - 11 - 03, 12:09 ص]ـ
هذا إشارة إلى نزوله من العلو
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[02 - 11 - 03, 04:46 ص]ـ
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم
قوله حسر رسول الله ص ثوبه حتى أصابه المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه حديث عهد بربه معنى حسر كشف أي كشف بعض بدنه ومعنى حديث عهد بربه أي بتكوين ربه اياه ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها
وقال الحافظ في فتح الباري
وقال لأنه حديث عهد بربه قال العلماء معناه قريب العهد بتكوين ربه
وقال السيوطي في الديباج
لأنه حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه والمعنى أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى فيتبرك بها
وقال شمس الحق العظيم أبادي في عون المعبود
باب في المطر فحسر ثوبه عنه أي كشف بعضه عن بدنه لأنه حديث عهد بربه أي بإيجاد ربه إياه يعني أي المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها وهو دليل على استحباب ذلك
وقال الأمير الصنعاني في سبل السلام في شرحه على حديث مسلم أعلاه
وعن أنس رضي الله عنه قال أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر قال فحسر ثوبه أي كشف بعضه عن بدنه حتى أصابه من المطر وقال إنه حديث عهد بربه
رواه مسلم وبوب له البخاري فقال باب من يمطر حتى يتحادر عن لحيته وساق حديث أنس بطوله
وقوله حديث عهد بربه أي بإيجاد ربه إياه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله لها فيتبرك بها وهو دليل على استحباب ذلك
وقال الشوكاني في نيل الأوطار
قوله لأنه حديث عهد بربه قال العلماء أي بتكوين ربه إياه قال النووي ومعناه أن المطر رحمة وهو قريب العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها وفي الحديث دليل أنه يستحب عند أول المطر أن يكشف بدنه ليناله المطر لذلك
ـ[محب أهل العلم]ــــــــ[02 - 11 - 03, 05:42 ص]ـ
الأخ الفاضل راجي رحمة الله
كل من نقلت عنهم اضطربوا في باب الصفات فلا مناص من قولهم هذا
ويرد عليه أن هذا يكون في كل ما كان حديث التكوين والخلق! كالنباتات التي أو بعض الحشرات، لكن لا يُقال أنها حديثة عهد بربها! لأنها تكونت حديثا!
بخلاف المطر أنه نازل من العلو! لذلك هو حديث عهد بربه
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[02 - 11 - 03, 05:53 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11981&highlight=%CD%CF%ED%CB+%DA%E5%CF+%C8%D1%C8%E5
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[02 - 11 - 03, 08:47 ص]ـ
هي مثل قولك فلان حديث عهد بالإسلام.
أو زيد حديث عهد بعلم الهندسة.
لا أرى لها معنى غير ما ذكر.(23/111)
لمحبي المنشاوي , تفضل بالدخول
ـ[ aboumalik] ــــــــ[01 - 11 - 03, 09:59 م]ـ
إن شاء الله تعالى سوف أقوم بوضع تسجيلات للشيخ محمد صديق المنشاوي تباعا في هذا المنتدى المبارك.
ولنبدأ اليوم السبت بسورة غافر.
نسألك الدعاء
وهذا هو رابط الحفظ , حفظكم الله.
http://www.qquran.net/menshawe/ghafer.rm
تم تعديل الرابط من قبل المشرف
ـ[طالب النصح]ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:40 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ... يا فضيلة الشيخ
وأقترح أن تدرج الملف الصوتي مباشرة في المقال ويقوم من يريد بتحميله ...
وفقكم الله وسدد خطاكم(23/112)
آخر أخبار شيخنا المحدث الحويني
ـ[ aboumalik] ــــــــ[01 - 11 - 03, 10:16 م]ـ
الشيخ - حفظه الله تعالى- الآن بصدد الانتهاء من الجزء السابع والثامن من تنبيه الهاجد , وقد دفع للمطبعة كتاب (نسل النبال) وهو في الرجال الذين تكلم عليهم شيخنا - حفظه الله - في سائر كتبه المطبوعة والمخطوطة , وهو من إعداد تلميذه أخونا الفاضل / أحمد بن عطية الوكيل.
وكذلك الشيخ يوميا في رمضان , يشرح كتاب فضائل الصحابة من صحيح مسلم بين الركعات الثمانية في مسجده شيخ الاسلام ابن تيمية في بلدتنا - حماها الله - نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بعلمه , وأن يتم عليه شفاؤه , آمين آمين.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[01 - 11 - 03, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيراً
وحفظ الشيخ وبارك في علمه ووقته
ما أخبار تخريج النسائي للشيخ؟
ـ[ aboumalik] ــــــــ[02 - 11 - 03, 04:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم / المثابر
إن فضيلة شيخنا الحوينى - حفظه الله - يعمل في أكثر من مشروع في آن واحد , وهذا سبب في تأخير ظهور بعض الأعمال لفضيلته , وأزف إليك هذه البشرى , فقد دفع الشيخ من فترة إلى المطابع بكتابه " معجم ألفاظ الحديث التي حكم عليها " وقد بلغت 12000 حديث وتزيد قليلا , ولعلك تجده في معرض القاهرة للكتاب القادم إن شاء الله.
ولعلك تجد المزيد في موقع الشيخ.
http://www.alheweny.jeeran.com/
ـ[علي الكناني]ــــــــ[02 - 11 - 03, 11:56 م]ـ
بارك الله فيك
لكن لم تخبرني عن تخريج النسائي الذي أسماه الشيخ: بذل الإحسان في تخريج سنن النسائي أبي عبدالرحمن
فقد صدر منه مجلدان حوت تخريج 76حديثاً فقط وذلك قبل عشر سنوات تقريباً
فما أخبار الكتاب؟
ـ[ aboumalik] ــــــــ[03 - 11 - 03, 12:53 ص]ـ
أخي الكريم / المثابر
أود إحاطتكم بأن الشيخ متوقف فيه حاليا , وعسى الله أن ييسر للشيخ أمره ويبارك في وقته ويكمله , ولا يفعل مثلما فعل في تفسير ابن كثير.(23/113)
أسئلتي لكم
ـ[البباحث]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:03 ص]ـ
معاشر الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نسأل الله لكم مزيدا من التوفيق.
لدي سؤال لطلاب العلم والباحثين.
عندي بحث بعنوان (الخلوة المحرمة وعقوبتها في الفقه الاسلامي)
البحوث المشابهة له التي وقفت عليه.
احكام الخلوة للتحتور الطريقي يقع في قرابة خمسين صفحة.
الخلوة وأثرها في الفقه الاسلامي. للباحثة فاتن بنت محمد المشرف رسالة ما جستير من كلية الشريعة بجامعة الامام بالرياض
عام 1414 تقع في اكثر من 600 صفحة
هل اطلع احد منكم على رسالة اخرى حول الموضوع؟
ذكر لي بحث حول الموضوع في الجامعة الاسلامية بالمدينة. غير انني لم اجده في البحث في المكتبة عبر النت. لكن قيل لي انه موجود في السجلات ونظرا لانني لست قريبا من المدينة.
هل اطلع على هذا العنوان احد في المدينة في السجلات.؟
لاعدمنا طلاب العلم وحامليه.
ارجو الافادة ممن لديه خبر.
اخوكم الباحث الصغير 7 رمضان
ـ[البباحث]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:12 ص]ـ
للرفع ......
ـ[البباحث]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:20 ص]ـ
للرفع .....
ـ[البباحث]ــــــــ[02 - 11 - 03, 08:08 ص]ـ
للرفع مع السلام .....(23/114)
مشروعية الاعتكاف في المساجد الثلاثة فقط!!!!
ـ[البدري]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:12 ص]ـ
اخواني السلام عليكم
سمعت قولا للشيخ المحدث الالباني رحمه لله تعالى يقيد الاعتكاف فقط في المساجد الثلاثة فقط لقول الرسول صى الله عليه واله وسلم لااعتكاف الا في المساجد الثلاثة).
وكذلك لنهي حذيفة رضي الله عنه ابن مسعود رضي الله عنه حين اعتكف في مسجد الكوفه حيث ذكر له الحديث السابق المقيد في الاعتكاف.
مسالة تحتاج الى مدارسة معكم اخواني.
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي البدري، انظر موضوع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=66391#post66391
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:35 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
مناقشة حول حديث: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة" وفتوى الشيخ العلوان ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=635)
ـ[البدري]ــــــــ[02 - 11 - 03, 01:12 م]ـ
بارك الله فيكم اخواني
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[03 - 03 - 06, 03:06 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38370(23/115)
البث المباشر للبرنامج الرمضاني
ـ[بشار البيانوني]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:25 ص]ـ
أيها الأحبة
أحببت فقط دعوتكم للمشاركتنا في البرنامج الرمضاني الذي يبث على الهواء مباشرة يوميا من الثالثة والنصف عصرا وحتى الرابعة والنصف عصرا بتوقيت مكة المكرمة ..
وذلك على العنوان
اضغط هنا لروية برنامج البث ( http://www.wvvw.net/ramadan)(23/116)
إشكال على انتقاد الألباني لمقولة: القرآن ثم السنة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 11 - 03, 08:54 ص]ـ
يقول الألباني رحمه الله بتصرف، إن من الأغلاط المنكرة أن نقول نأخذ الحكم أو نفسر القرآن بالقرآن فإن لم نجد بالسنة، وهذه عبارة شائعة و يقولها كبار من العلماء معتمدين على حديث رسول الله لمعاذ يوم أن أرسله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم (بم تقضي؟ قال: بما في كتاب اللَّه قال: فإن لم تجد؟ قال: بما في سنة رسول اللَّه قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: الحمد للَّه الذي وفق رسول اللَّه لما يحب رسول اللَّه)، و قال الألباني هذا الحديث منكر.
و يضرب مثلاً فيقول: لو جئنا نفسر قوله تعالى (حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير) فإننا سنحرم كل الميتة بينما في السنة النبوية يقول صلى الله عليه وسلم (أحل لنا ميتتان و دمان) و الميتتان هما السمك و الجراد و الدمان هما الكبد و الطحال.
ففسرنا القرآن بالقرآن و السنة وليس بالقرآن ثم السنة.
واستدل بقوله صلى الله عليه و سلم (إلا إني أوتيت القرآن و مثله معه)
فتنبه أن تقول هذه العبارة.
لكن الإشكال هو أنه قد ورد هذا الترتيب الوارد في الحديث عن ائمة الفتوى من الصحابة وهما ابن الخطاب وابن مسعود رضي الله عنهما بأسانيد صحيحة وتراجع في كتاب الخطيب البغدادي الفقيه والمتفقه.
ما قول الإخوة؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[02 - 11 - 03, 11:08 ص]ـ
جزيت خيراً ....
وقد كنت أفكر في هذه المسألة منذ زمن، وقد خلصتُ إلى مايلي، وهو لا يعدو كونه رأياً، والله الهادي إلى سواء السبيل ...
التسوية بين القرآن والسنة بإطلاق فيه ما فيه!
لا تحطّطاً من حجية أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، حاشا وكلا ...
وإنما لأن "الكتاب" هو أصلُ هذه الشرعة، وهو مما يقطع بثبوت لفظه نقلاً، بخلاف كثير من السنن فإن رواية الأخبار يعتريها النقل بالمعنى، فضلاً عن ما يحيط بذلك من إدراج ونحوه، وقد جعل الله لكل شيءٍ قدرا.
والذين قالوا بالنظر في القرآن أولا، ثم في السنة، لا يقصدون معارضة هذه بذاك، وليست حجتهم مجرد حديث معاذ، بل هذا تنهيجٌ للنظر في الأحكام، بحيث يعرف ترتيب الأدلة، ومعلومٌ أنه يرد على السنة ما لا يرد على القرآن، وهذا ما لا يستريب فيه من عالج الخلافيات، والنصوص الواردة بشأنها.
قال ابن تيمية: (كتب عمر إلى شريح: " اقض بما فى كتاب الله، فان لم تجد فبما فى سنة رسول الله، فان لم تجد فبما به قضى الصالحون قبلك" وفي رواية "فبما أجمع عليه الناس".
وعمر قدم الكتاب ثم السنة، وكذلك بن مسعود قال مثل ما قال. ..... وكذلك ابن عباس كان يفتى بما فى الكتاب ثم بما فى السنة ثم بسنة أبي بكر وعمر، لقوله (اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)، وهذه الآثار ثابتة عن عمر وبن مسعود وبن عباس وهم من أشهر الصحابة بالفتيا والقضاء وهذا هو الصواب.) اهـ
إلى أن قال: (وهم إنما كانوا يقضون بالكتاب اولاً، لأن السنة لا تنسخ الكتاب، فلا يكون فى القرآن شيء منسوخ بالسنة، بل إن كان فيه منسوخ كان فى القرآن ناسخه، فلا يقدم غير القرآن عليه. ثم إذا لم يجد ذلك طلبه فى السنة ولا يكون فى السنة شيء منسوخ إلا والسنة نسخته لا ينسخ السنة اجماع ولا غيره ولا تعارض السنة باجماع واكثر الفاظ الآثار فان لم يجد فالطالب قد لا يجد مطلوبه في السنة مع انه فيها وكذلك في القرآن فيجوز له إذا لم يجده فى القرآن أن يطلبه فى السنة واذا كان في السنة لم يكن ما في السنة معارضا لما فى القرآن وكذلك الاجماع الصحيح لا يعارض كتابا ولا سنة) اهـ كلام ابن تيمية (19/ 202).
وهذا بالطبع لا يعني التشكيك في أصل السنة، أو الاحتجاج بها، كما يزعم بعض المتعقلنة، إذ القرآن والسنة مصدران متظاهران، لا يتعارضان تعارضاً حقيقياً، بل يصدِّق أحدهما الآخر، واتباعُ السنةِ إعمالٌ لنص القرآن، قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله). وهذا ـ بداهةً ـ بعد أن يثبت كونُ الأمرِ سنةً، أما لو تطرَّق إليه الضعفُ بوجهٍ، فلا عبرةَ به حينئذٍ، فضلاً عن أن يُعارَضَ به نصٌّ من كتاب الله تعالى.
ويبدو لي أن الحامل لبعض الغيورين على التسوية بين الكتاب والسنة تسويةً تامة؛ ما وقع لطائفةٍ من المُحْدَثين، ممن جادلوا بالباطل، ليُدحضوا به طرفاً من سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، زاعمين أنها تخالف القرآن، وما هي بمخالِفة، إذ لا يعدو أن يكون ما يذكرونه؛ تخصيصاً لعموم آية، أو تقييداً لمطلقها، أو أن تكون السنة مبتدئةً حكماً سكت عنه القرآن. وفي هذه الأحوال وأمثالها؛ لا يصحُّ أن يقال بالتعارض أصلاً.
وليس تعظيمُ القرآن الكريم موكولاً إلى العقل البشري المجرَّد، يستبدُّ بتنزيله كيفما اتفق، وإلا فإن في التأريخ الإسلامي نماذج من الشذوذ الفقهي، والانحراف العقدي، كان مثارُ الغلطِ فيه الجهلُ بهذا الأصل، قال أبو العباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عن فرقة الخوارج: (وأصلُ مذهبهم تعظيمُ القرآن، وطلبُ اتِّباعِه، ولكن خرجوا عن السنة والجماعة، فهم لا يرون اتباع السنة التي يظنون أنها تخالف القرآن؛ كالرجم، ونصاب السرقة، وغير ذلك، فضلُّوا) مجموع الفتاوى، لابن تيمية (13/ 208). اهـ.
ومن هاهنا زلَّت قدمُ بعض المعاصرين، وأخلاطٍ من المُحْدَثين ممن ينتسبُ إلى الثقافة، زعموا أنهم معظمون لكتاب الله، وأنهم يذودون عنه (ركاماً من الأحاديث الضعيفة، ملأ آفاقَ الثقافة الإسلامية بالغيوم، وركاماً مثله من الأحاديث التي صحَّت، وسطا التحريف على معناها، أو لابسها كل ذلك، جعلها تنبو عن دلالات القرآن القريبة والبعيدة) السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث، لمحمد الغزالي (143)، دار الشروق، القاهرة، ط الحادية عشرة، 1996م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/117)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 11 - 03, 08:16 م]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا
والكلام الذي نقلته طيب. لكن كيف نجيب على الإشكال الذي أثاره الشيخ الألباني:
و يضرب مثلاً فيقول: لو جئنا نفسر قوله تعالى (حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير) فإننا سنحرم كل الميتة بينما في السنة النبوية يقول صلى الله عليه وسلم (أحل لنا ميتتان و دمان) و الميتتان هما السمك و الجراد و الدمان هما الكبد و الطحال. ففسرنا القرآن بالقرآن و السنة وليس بالقرآن ثم السنة.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:41 م]ـ
الاخ محمد الامين حفظه الله.
كلام الشيخ لايصلح للاعتراض على هذا الاصل وهو تقديم الكتاب على السنة.
أذ ان السنة يجوز ان تخصص القرآن وقد جاء العموم فيه بتحريم الميته ثم جاء التخصيص من السنة.
وهذا لايعنى عدم التقديم بل يعنى عدم الانفراد بالحكم وهذه غير تلك.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[04 - 11 - 03, 01:43 ص]ـ
مشايخي المبجلين محمدًا الأمين وأبا عبد الله النجدي وزيادًا العضيلة _ حفظكم الله تعالى ونفعنا بعلومكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى _
إضافةً إلى ما تفضلتم ببيانه أحببت أن أذكر ما يلي:
1) لا يبدو لي أن هناك تعارضاً بين النصوص والآثار الدالة على تقديم القرآن على السنة نحو أثر عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - " اقض بما فى كتاب الله، فإن لم تجد فبما فى سنة رسول الله "، وبين ما ذكره الألباني من تقديم تفسير القرآن بالسنة على تفسير القرآن بالقرآن، وذلك لأن تفسير القرآن بالقرآن هو عند التأمل يُعَدُّ نوعاً من التفسير بالرأي، لأنه ما الدليل على أن الله تعالى أراد بالآية الأولى عين ما دلت عليه الآية الثانية؟ فالمفسر عندما يقول هذه الآية تفسرها تلك الآية، فهذا على حسب فهمه واجتهاده، وقد يفسر مفسر آخر نفس الآية بآية أخرى فيصبح المعنى مختلفًا، ولو رجعت إلى (أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن) للعلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله لوجدت الشيخ يصل من خلال تفسير القرآن بالقرآن إلى ترجيح رأي بعينه في مسائل من المسائل الخلافية المشهورة بين الفقهاء، فعلى سبيل المثال توصل الشيخ إلى تفسير الزينة التي أبيح للمرأة إبداؤها بأنها الثياب وجعل ذلك من تفسير القرآن بالقرآن لأن الزينة وردت في آيات أخرى للدلالة على ما ليس جزءاً من المُزَيَّن، فزينة السماء الكواكب وزينة الأرض ما عليها، ولذا فزينة المرأة ليست وجهها الذي هو جزء منها وإنما هي الثياب، وهنا يمكن للمخالف أن يقول: هل يلزم من ورود الزينة بمعنىً في آية أن تكون بالضرورة بنفس المعنى في الآية الأخرى؟
فالخلاصة أن القرآن مقدم على السنة، ولا يلزم من هذا تقديم تفسير القرآن بالقرآن على تفسيره بالسنة، لأن تفسير القرآن بالقرآن فيه مجال للاجتهاد ولإعمال العقل البشري ولهذا فيكون تفسير القرآن بنص صحيح صريح من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مقدماً على تفسير القرآن بالقرآن بالمعنى السابق وهذا في حقيقته ليس من باب تقديم السنة على القرآن وإنما هو من باب تقديم السنة على الرأي.
2) قوله صلى الله عليه و سلم (إلا إني أوتيت القرآن و مثله معه) لا يعني المماثلة التامة بين القرآن والسنة من كل وجه، وإنما المراد أن السنة مثل القرآن في الحجية ووجوب اتباعها والإيمان بها والعمل بما فيها، لكن السنة ليست كالقرآن من كل وجه فالقرآن كلام الله لفظاً ومعنىً، والسنة لفظها من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بل قد يكون لفظها من الراوي إذا كان مروياً بالمعنى، والقرآن يتعبد بألفاظه وفي كل حرف منه عشر حسنات ولا يقرؤه الجنب ولايمسه إلا طاهر إلى غير ذلك من أوجه عدم التماثل بين القرآن والسنة في العديد من الأحكام والمسائل، والمقصود أننا عندما نقول: إن القرآن يقدم على السنة، والقضاء يكون بالقرآن ثم بالسنة، فإننا بهذا لا نعارض حديث (ومثله معه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/118)
3) بالنسبة لتفسير قوله تعالى (إنما حرّم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير) بقوله صلى الله عليه وسلم (أحل لنا ميتتان و دمان) لا يظهر لي ما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله أننا [فسرنا القرآن بالقرآن والسنة وليس بالقرآن ثم السنة] فلا مانع أن نقول إن تفسير الميتة ههنا بأنها ما سوى السمك والجراد هو تفسير بالسنة فحسب، وقد قدمنا السنة هنا لأنها خاصة، وهذا من باب تقديم الخاص على العام بغض النظر عن كون العام قرآنا أو سنة والخاص قرآنا أو سنة.
هذا ما لديّ، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[04 - 11 - 03, 01:43 ص]ـ
المثال الذي ضربه الشيخ ناصر ـ رحمه الله ـ؛ صورة من صور متعددة لتعارض نصوص الكتاب والسنة ظاهراً، ومن ثم فهو لا يعطي تصوراً كاملاً للقاعدة المذكورة، إذ يضاف إلى الصورة التي ذكرها؛ صورٌ أُخرى، منها:
ـ أن تعارض الآية بحديث ضعيف.
ـ أن تعارض بحديث مروي بالمعنى، أو اعتراه إدراج.
ـ أن تعارض بحديث مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم، أو بمن يخاطبه.
ـ أن تعارض بحديث ورد لمناسبة خاصة، أو أنيط بعلة يزول الحكم بزوالها.
وأنت إذا قارنت بين نصوص القرآن والسنة، وجدت القرآن في الغالب؛ نصوصاً تقعيدية، أما السنة فكثيراً ما تأتي: شرحاً، وبياناً، وتخصيصاً، وتقييداً، لنصوص القرآن. هذا فضلاً عما لم يثبت من جهة الرواية.
وعلى سبيل المثال: الحديث المشهور: (لولاك لولاك لما خلقت الافلاك)، وهو موضوع، وأما معناه فلا شك في تخطئته، بنص القرآن: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12). فهذا مثالٌ يبين موضع هذه القاعدة، وأنها أشمل مما مثل به الشيخ ـ قدس الله روحه ـ.
وربما كانت هنالك أمثلة أكثر توضيحاًً لما أردت، ولكن لا يحضرني الآن إلا هذا.
وقولهم: (انظر في كتاب الله، فإن لم تجد ففي السنة): ليس المقصود به ما يتبادر إلى ذهن البعض، بأن ينظر في الكتاب مجرداً، ويغض الطرف عن أحاديث الباب، فهذا لا يقوله مسلم، فضلاً عن فقهاء الصحابة. وإنما لتمام فقههم، وكونهم "أقعد" ممن جاء بعدهم، يرتبون النظر في الأدلة ترتيباً دلالياً، لا إجرائياًـ أو ميكانيكياً ـ، إذ ليس مقصودهم ظاهر العبارة المذكورة.
وبمعنى آخر يقال: إن دلائل الأحكام، ومداركها، وهي الكتاب والسنة والإجماع .... الخ، طرقٌ تؤدي إلى معرفة حكم الله في النازلة، وهي لا تتعارض حقيقةً، فربما أخذ أحد الفقهاء الحكم من الكتاب، وآخر يأخذه من السنة، وثالث من الإجماع، وهكذا ... ومعلوم أن بعض الأدلة قد يخفى على بعض الفقهاء، فيعدل عنه إلى غيره.
لكن عند ترتيب الأدلة نظرياً، يقولون: الكتاب، ثم السنة، ثم الإجماع، ثم القياس.
والله تعالى أعلم.
"""""""""""""""
تنبيه:
الآية المذكورة كما يلي: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:173)
ـ[ابو فاطمة]ــــــــ[05 - 11 - 03, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم
###
المثال الذي ذكره الشيخ جوابه يسير عند اهل الاصول وليست هناك اي اشكالية ### فالسنة قطعا هي بعد كتاب الله في المنزلة وعلى هذا جل اهل العلم
ـ[مبارك]ــــــــ[21 - 07 - 04, 07:17 م]ـ
###
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[21 - 07 - 04, 10:21 م]ـ
السلام عليكم
###
فجواب المشائخ الكرام كاد أن يصل الى التمام في المسألة
و أخص بالذات جواب الأخ الفاضل النجدي حفظه الله
###
و الحمد لله
ـ[أبو عبدالرحمن مبارك]ــــــــ[31 - 07 - 04, 06:53 م]ـ
قال الإمام الألباني في " الضعيفة " (2/ 286) بعد تخريجه حديث معاذ في الرأي وبيان ضعفه وما يستنكر منه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/119)
" هو صحيح المعنى فيما يتعلق بالاجتهاد عند فقدان النص، وهذا مما لا خلاف فيه، ولكنه ليس صحيح المعنى عندي فيما يتعلق بتصنيف السنة مع القرآن وإنزاله إياه معه، منزلة الاجتهاد منهما. فكما أنه لا يجوز الاجتهاد مع وجود النص في الكتاب والسنة، فكذلك لا يأخذ بالسنة إلا إذا لم يوجد في الكتاب. وهذا التفريق بينهما مما لا يقول به مسلم، بل الواجب النظر في الكتاب والسنة معاً وعدم التفريق بينهما، لما علم من أن السنة تبين مجمل القرآن، وتقيد مطلقه، وتخصص عمومه كما هو معلوم. ومن رام الزيادة في بيان هذا فعليه برسالتي " منزلة السنة في الإسلام، وبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن ".
وقال الإمام أيضاً في آخر رسالته المذكورة (21ـ 23):
" وقبل أن أنهي كلمتي هذه أرى لا بد لي من أن ألفت انتباه الأخوة الحاضرين إلى حديث مشهور، قلما يخلو منه كتاب من كتب أصول الفقه، لضعفه من حيث إسناده ولتعارضه مع ما انتهينا إليه في هذه الكلمة من عدم جواز التفريق في التشريع بين الكتاب والسنة، ووجوب الأخذ بهما معاً ألا وهو حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين أرسله إلى اليمن:
" بم تحكم؟ قال: بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأي ولا آلو، قال: الحمد لله الذي وفق رسول الله، لما يحب رسول الله ".
أما ضعف إسناده، فلا مجال لبيانه الآن، وقد بينت ذلك بياناً شافياً ربما لم أسبق إليه في السلسلة الضعيفة برقم 885، وحسبي أن أذكر أن أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري رحمه الله تعالى قال فيه: " حديث منكر ". وبعد هذا يجوز لي أن أشرع في بيان التعارض الذي أشرت إليه فأقول:
إن حديث معاذ هذا يضع للحاكم منهجاً في الحكم على ثلاث مراحل، لا يجوز أن يبحث عن الحكم في الرأي إلا بعد أن لا يجده في السنة، ولا في السنة إلا بعد أن لا يجده في القرآن. وهو بالنسبة للرأي منهج صحيح لدى كافة العلماء، وكذلك قالوا: إذا ورد الأثر بطل النظر. ولكنه بالنسبة للسنة ليس صحيحاً؛ لأن السنة حاكمة على كتاب الله ومبينة له، فيجب أن يبحث عن الحكم في السنة، ولو ظن وجوده في الكتاب لما ذكرنا، فليست السنة مع القرآن، كالرأي مع السنة، كلا ثم كلا، بل يجب اعتبار الكتاب والسنة مصدراً واحداً لا فصل بينهما أبداً، كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " يعني السنة وقوله: " لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ". فالتصنيف المذكور بينهما غير صحيح، لأنه يقتضي التفريق بينهما وهذا باطل لما سبق بيانه ".
ـ[الدرعمى]ــــــــ[31 - 07 - 04, 07:28 م]ـ
كنت أتعجب ممن يحصل على درجة الدكتوراة فى (حتى) حتى رأيت مشايخى الكرام وقد اجتمعوا عن بكرة أبيهم للحديث عن (ثم) وفى موضع واحد ولو أن واحدًا من فطاحل النحو واللغة كان حاضرًا لصال وجال فالموضوع لغوى بحت ونحن البسطاء نعلم بالفطرة أن القرآن مقدم على السنة ونؤمن بأن السنة لا غنى عنها لفهم القرآن وأن ذلك هو ما قصده الشيخ الألبانى سواء وافق لفظ بعض الصحابة رضوان الله عليهم أو خالفه وأما مدى صحة حديث معاذ من ضعفه فهو مقحم فى الموضوع وإن اتصل بكلام الشيخ الألبانىالمشار إليه.
ـ[أبو مروة]ــــــــ[01 - 08 - 04, 04:24 م]ـ
شكر الله الإخوة المشايخ والأساتذة على توضيحاتهم القيمة, وأظن أن الموضوع لا لبس فيه إن شاء الله. فالقرأن هو الأصل ومقدم من حيث الإجمال على السنة، ومن حيث التفصيل عندما يتعلق الأمر بتفسير آية محددة قد نقدم السنة إذا كانت خاصة، ذات دلالة واضحة على أية عامة أو دلالتها محتملة.
وأظن أن في كلام الشيخ الألبياني رحمه الله بعض المبالغة بسبب اهتمامه بالرد على الدعوات إلى الاستغناء على السنة ومحاولته سد المنافذ التي تتسرب منها. والله أعلم
ـ[الدرعمى]ــــــــ[01 - 08 - 04, 04:31 م]ـ
والتقديم فى قول الأخ الكريم ليس معناه ما يتبادر إلى الذهن من تقديم التشريف والتعظيم بل هو أمر متعلق بالاستدلال فهناك أدلة مقدمة على أخرى وإن كانت الأخرى مقدمة عليها بالشرف وقد ذكر بعضهم للتقديم أنواع ولا أحب أن أخوض فيها.
ـ[أبو داود]ــــــــ[01 - 08 - 04, 11:08 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/120)
الحمد لله و كفى و صلى الله على عباده اللذين اصطفى أما بعد فقد كثر الشغب و أقحم البعض أنفسهم في أمور ليس لهم فيها سلف و لا يلوح للناظر في كلامهم ذرة علم و ما هي إلا طمس البصائر في بحور التقليد و نعوذ بالله من الخذلان.
أما الفرق بين القرءان و السنة فنعم هناك فرق و لكن هذا الفرق ليس اللذي ذهب إليه الجهال و ممن لا معنى لكلامهم إلا اتباع الهوى فالفرق هو أن القرءان هو كلام الله و ليست السنة كلام الله بل هي و حيه المنزل على قلب نبيه صلى الله عليه و سلم أما من حيث التشريع فلا فرق بينهما ألبتة و لا يجوز أن يقول قائل أن القرءان مقدم على السنة و لا يتقول متقول بأن السنة مقدمة على القرءان فكليهما يؤخذان معاً بلا فرق و ما أمرنا ربنا و لا نبينا صلى الله عليه و سلم بأن نقدم القرءان على السنة بل أمرنا أن نأخذ من كليهما بلا تفريق قال تعالى: (ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين) فما قال تبارك و تعالى أن نطيعه ثم نطيع نبيه عليه السلام و إنما قال و من يطع الله و رسوله.
وقال جل و على: (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
وهذا هو الفصل التمام فقال تعالى فردوه إلى الله و إلى الرسول ولم يقل سبحانه ردوه إلى الله فإن لم تجدوا ففي سنة النبي و ما قال ردوه إلى الله ثم إلى النبي بل قال فردوه إلى الله و الرسول بلا تفريق و من ادعى غير ذلك كلف أن يأتي بالبرهان قال تعالى:" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "و لا سبيل لهم إليه و الحمد لله رب العالمين.
قال تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا)
وأرى في هذا كفاية لمن هداه الله و أما المعاندين فلو جئتهم بكل آية ما عقلوا و الحمد لله على السلامة.
أما حديث معاذ رضي الله عنه فباطل موضوع ومنكر سنداً و متناً وليراجع قول الألباني فقد أفاد و أجاد و أزيد، قال أبو محمد علي بن أحمد نور الله مرقده في كافيته الشافية الموسومة بالنبذة الكافية:
" قال أبو محمد رضي الله عنه وصح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال اتهموا الرأي وقال سهل بن حنيف اتهموا آراءكم على دينكم وقال على بن أبي طالب رضي الله عنه لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخفين أحق بالمسح وهكذا جاء عن غيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم
فان ذكروا حديث معاذ
أجتهد رأيي ولا آلو فانه حديث باطل لم يروه أحد إلا الحارث بن عمرو وهو مجهول لا يدري من هو عن رجال من أهل حمص لم يسمهم ومن باطل المقطوع به أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ
فان لم تجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله وهو يسمع وحي الله إليه (ما فرطنا في الكتاب من شيء و اليوم أكملت لكم دينكم) فما كمل بشهادة الله تعالى فمن الباطل أن لا يوجد فيه حكم نازله من النوازل فبطل الرأي في الدين مطلقا
فصل
ولو صح لما خلا ذلك من أن يكون خاصة لمعاذ لأمر علمه منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدل عليه قوله عليه السلام
أعلمكم بالحلال والحرام معاذ فسوغ إليه شرع ذلك أو يكون عاما لمعاذ وغير معاذ فان كان خاصا لمعاذ فلا يحل الأخذ برأي أحد غير معاذ وهذا مالا يقوله أحد في الأرض وان كان عاما لمعاذ وغير معاذ فما رأي أحد من الناس أولى من رأى غيره فبطل الدين وصار هملا وكان لكل أحد أن يشرع برأيه ما شاء وهذا كفر مجرد وأيضا فانه لا يخلو الرأي من أن يكون محتاجا إليه فيما جاء فيه النص وهذا مالا يقوله أحد لأنه لو كان ذلك لكان يجب بالرأي تحريم الحلال وتحليل الحرام وإيجاب مالا يجب وإسقاط ما وجب وهذا كفر مجرد وان كان إنما يحتاج إليه فيما لا نص فيه فهذا باطل من وجهين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/121)
أحدهما قول الله تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شيء) وقوله تعالى: (تبيانا لكل شيء) وقوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم) وقوله تعالى: (لتبين للناس ما نزل إليهم) فإذ قد صح يقينا بخبر الله تعالى الذي لا يكذبه مؤمن انه لم يفرط في الكتاب شيئا وأنه قد بين فيه كل شيء وان الدين قد كمل وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين للناس ما نزل إليهم فقد بطل يقينا بلا شك أن يكون شيء من الدين لا نص فيه ولا حكم من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
والثاني أنه حتى لو وجدنا هذا وقد اعاذ الله تعالى ومنع من أن يوجد لكان من شرع في هذا شيئا قد شرع في الدين ما لم يأذن به الله وهذا حرام قد منع القرآن منه فبطل الرأي والحمد لله رب العالمين
فان قالوا قد قال الصحابة رضي الله عنهم بالرأي قلنا إن وجدتم عن أحد منهم تصحيحا لقول بالرأي وجدتم عنه التبريء منه وقد بينا هذا في كتابنا الإحكام لأصول الأحكام وفي رسالة النكت غاية البيان وبالله تعالى التوفيق."
رحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة و جمعني و كل نمحب لسنة النبي صلى الله عليه و سلم معك في الفردوس الأعلى آمين آمين رب العالمين.
و قال بل الله بالرحمة ثراه في حلية السنة الموسومة بالمحلى في مسائل الأصول:
" وحديث معاذ الذي فيه أجتهد رأيي، ولا آلو , لا يصح لانه لم يروه أحد إلا الحارث بن عمرو وهو مجهول لا ندري من هو عن رجال من أهل حمص لم يسمهم عن معاذ. "
وقال لا جعل الله إلا الفردوس مثوله في كتابه الجامع الماتع الإحكام لأصول الأحكام:
" وأما خبر معاذ فإنه لا يحل الاحتجاج به لسقوطه وذلك أنه لم يرو قط إلا من طريق الحارث بن عمرو وهو مجهول لا يدري أحد من هو حدثني أحمد بن محمد العذري ثنا أبو ذر الهروي نا زاهر بن أحمد الفقيه نا زنجويه بن محمد النيسابوري نا محمد بن إسماعيل البخاري هو مؤلف الصحيح فذكر سند هذا الحديث وقال رفعه في اجتهاد الرأي قال البخاري ولا يعرف الحارث إلا بهذا ولا يصح هذا نص كلام البخاري رحمه الله في تاريخه الأوسط ثم هو عن رجال من أهل حمص لا يدري من هم ثم لا يعرف قط في عصر الصحابة ولا ذكره أحد منهم ثم لم يعرفه أحد قط في عصر التابعين حتى أخذه أبو عون وحده عمن لا يدري من هو فلما وجده أصحاب الرأي عند شعبة طاروا به كل مطار وأشاعوه في الدنيا وهو باطل لا أصل له ثم قد رواه أيضا أبو إسحاق الشيباني عن أبي عون فخالف فيه شعبة وأبو إسحاق أيضا ثقة كما حدثنا حمام وأبو عمر الطلمنكي قال حمام نا أبو محمد الباجي نا عبد الله بن يونس نا بقي نا أبو بكر بن أبي شيبة وقال الطلمنكي نا ابن مفرج نا
إبراهيم بن أحمد بن فراس نا محمد بن علي بن زيد نا سعيد بن منصور ثم اتفق ابن أبي شيبة وسعيد كلاهما عن أبي معاوية الضرير نا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي هو أبو عون قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذا إلى اليمن قال
" يا معاذ بما تقضي قال أقضي بما في كتاب الله قال فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله قال أقضي بما قضي به نبيه صلى الله عليه و سلم قال فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه قال أقضي بما قضى به الصالحون قال فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله ولم يقض به نبيه ولا قضى به الصالحون قال أؤم الحق جهدي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الحمد لله الذي جعل رسول رسول الله يقضي بما يرضى به رسول الله" فلم يذكر أجتهد رأيي أصلا وقوله أؤم الحق هو طلبه للحق حتى يجده حيث لا توجد الشريعة إلا منه وهو القران وسنن النبي صلى الله عليه و سلم على أننا قد حدثنا أحمد بن محمد الله الطلمنكي نا أحمد بن عون الله نا إبراهيم بن أحمد بن فراس نا أحمد بن محمد بن سالم النيسابوري قال نا إسحاق بن راهويه قال قال سفيان بن عيينة اجتهاد الرأي هو مشاورة أهل العلم لا أن يقول برأيه وأيضا فإنه مخالفون لما فيه تاركون له لأن فيه أنه يقضي أولا بما في كتاب الله فإن لم يجد في كتاب الله فحينئذ يقضي بسنة رسول الله ? وهم كلهم على خلاف هذا بل يتركون نص القران إما لسنة صحيحة وإما لرواية فاسدة كما تركوا مسح الرجلين وهو نص القران لرواية جاء بالغسل وكما تركوا الوصية للوالدين والأقربين لرواية جاءت لا وصية لوارث وكما تركوا جلد المحصن وهو نص القران لظن كاذب في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/122)
تركه ومثل هذا كثير فكيف يجوز لذي دين أن يحتج بشيء هو أول مخالف له وبرهان وضع هذا الخبر وبطلانه هو أن من الباطل الممتنع أن يقول رسول الله فإن لم تجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله وهو يسمع قول ربه تعالى:
? تبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون?
وقوله تعالى: ? حرمت عليكم الميتة و الدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم وخشون ا ليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن لله غفور رحيم?
وقوله تعالى:
? يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدرى لعل لله يحدث بعد ذلك أمرا? مع الثابت عنه صلى الله عليه و سلم من تحريم القول بالرأي في الدين من قوله صلى الله عليه و سلم فاتخذ الناس رؤوسا جهالا فأفتوا
بالرأي فضلوا وأضلوا ثم لو صح لكان معنى قوله أجتهد رأيي إنما معناه أستنفذ جهدي حتى أرى الحق في القران والسنة ولا أزال أطلب ذلك أبدا وأيضا فلو صح لكان لا يخلو من أحد وجهين إما أن يكون ذلك لمعاذ وحده فيلزمهم ألا يتبعوا رأي أحد إلا رأي معاذ وهم لا يقولون بهذا أو يكون لمعاذ وغيره فإن كان ذلك فكل من اجتهد رأيه فقد فعل ما أمر به وإذ الأمر كذلك فإن كل من فعل ما أمر به فهم كلهم محقون ليس أحد منهم أولى بالصواب من اخر فصار الحق على هذا في المتضادات وهذا خلاف قولهم وخلاف المعقول بل هذا المحال الظاهر وليس حينئذ لأحد أن ينصر قوله بحجة لأن مخالفه أيضا قد اجتهد رأيه وليس في الحديث الذي احتجوا به أكثر من اجتهاد الرأي ولا مزيد فلا يجوز لهم أن يزيدوا فيه ترجيحا لم يذكر في الحديث وأيضا فليس أحد أولى من أحد مع هذا فلكل واحد منا أن يجتهد برأيه فليس من اتبعوا أولى من غيره ومن المحال البين أن يكون ما ظنه الجهال في حديث معاذ لو صح من أن يكون صلى الله عليه و سلم يبيح لمعاذ أن يحلل برأيه ويحرم برأيه ويوجب الفرائض برأيه ويسقطها برأيه وهذا ما لا يظنه مسلم وليس في الشريعة شيء غير ما ذكرنا البتة وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ما تقع فيه المشورة منه وفرق بينه وبين الدين كما حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي نا أبو بكر بن مفرج القاضي نا محمد بن أيوب الصموت الرقي نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار نا عمرو بن علي نا عفان بن مسلم نا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة:
" أن النبي صلى الله عليه و سلم سمع أصواتا فقال ما هذه الأصوات قالوا النخل يؤبرونه فقال لو لم يفعلوا لصلح فأمسكوا عنه فصار شيصا فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال إذا كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم وإن كان شيئا من أمر دينكم فإلي"
وبه إلى البزاز نا هدبة بن خالد نا جهاد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع صوتا في النخل فقال ما هذا قال يؤبرون النخل قال لو تركوها أصلحت فتركوها فصارت شيصا فأخبروه بذلك فقال أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم وأما اخرتكم فإلي."
قال أبو داود عفا عنه المولى تعالى قول شيخنا المتقدم ليس في إنكار حديث معاذ و حسب و إنما في إبطال الرأي أيضا ً و من أراد المزيد فتتمته في الإحكام و الحمد لله على التمام و صلى الله على نبينا الكريم و أزواجه و ذريته الطاهرين و رضي عن صحابته الميامين و تقبل من متبعيهم و أذل المعاندين المبتدعين آمين آمين رب العالمين و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.(23/123)
هدية , المصحف بصيغة وورد (جديد) لا يفوتك
ـ[ aboumalik] ــــــــ[02 - 11 - 03, 12:20 م]ـ
الاخوة الكرام
هذا برنامج للمصحف الشريف للنشر المكتبي , وقبل تحميله اتبع ما يلي:
1 - نقوم بحفظ البرنامج على سطح المكتب مثلاً.
وبعد إتمام التنزيل نتبع ما يلي:
1 - على سطح المكتب نجد exeqrn نقوم بالضغط عليها مرتين.
2 - ثم نضغط على Continue
3- ثم Next
4- ثم نختار نعم.
5 - ثم Close
وبعد ذلك نذهب إلى:
1 - جهاز الكمبيوتر.
2 - ثم نختار C:
3- ثم نختار Program files
4- ثم نذهب إلى exeqrn نضغط عليها مرتين.
5 - ثم setup
ونتابع المطلوب.
بعد ذلك نجد البرنامج موجود في الوورد ضمن شريط المهام ....... بعد كلمة تعليمات.
وهذا هو البرنامج.
لتنزيل البرنامج اضغط هنا http://gesah.net/quran/exeqrn.exe
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو تقي]ــــــــ[02 - 11 - 03, 12:37 م]ـ
الاخ أبو مالك، جزاك الله خيرا.
البرنامج مفيد وسهل الاستعمال.
السلام عليكم
ـ[علي الكناني]ــــــــ[05 - 11 - 03, 09:39 ص]ـ
أثابك الله ونفع بك(23/124)
إخوتي الكرام، أريد قول الجاحظ في وصف الكتاب لو تكرمتم
ـ[طالب شريف]ــــــــ[02 - 11 - 03, 03:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم
إخوتي الكرام، كما رأيتم، أريد قوله في وصف الكتاب، يا حبذا كونه
مشكولاً، بارك الله فيكم.
محبكم
حنبلي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 04 - 09, 04:28 م]ـ
وأحسن من رأيته تكلّم عن فضل الكتاب " الجاحظ المعتزلي " ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144564&highlight=%C7%E1%CC%C7%CD%D9)
ـ[محمد أمنزوي]ــــــــ[02 - 04 - 09, 11:45 م]ـ
السلام عليكم، وبعد
فهذا ما يسمح به الوقت في هذه اللحظة
ولبعض الكتاب: الكتاب وقاية للمسؤل، وصيانة للسائل، ومبلغ ما الحياء مانع منه. [الأمل والمأمول]
وقال موسى بن يحيى: كان يحيى بن خالد يقول: ثلاثة أشياءَ تدلُّ على عقول أربابها:
الكتاب يدلُّ على مقدار عقل كاتِبه، والرّسولُ على مقدار عقل مُرسِله، والهديّةُ على مقدار
عقل مهديها [البيان والتبيين]
مدح الكتب
ثم لم أرَكَ رضِيتَ بالطعن على كلِّ كتاب لي بعينه، حتَّى تجاوزتَ ذلك إلى أَنْ عبت وضْعَ
الكتبِ كيفما دارت بها الحالُ، وكيفَ تصرفَتْ بها الوجوه، وقد كنتُ أعجَب من عيبك
البعضَ بلا علم، حتَّى عِبتَ الكلَّ بلا علْم، ثم تجاوزْت ذلك إلى التشنيع، ثم تجاوزتَ ذلك
إلى نصب الحربِ فعبتَ الكِتَابَ؛ ونعم الذخر والعُقدة هو، ونعم الجليس والعُدَّة، ونعم
النشرة والنزهة، ونعم المشتغل والحرفة، ونعم الأنيس لساعة الوحدة، ونعم المعرفةُ ببلاد
الغربة ونعم القرين والدخِيل، ونعم الوزير والنزيل، والكتاب وعاءٌ مُلِئَ علماً، وَظَرْفٌ حُشِي
ظَرْفاً، وإناءٌ شُحِن مُزَاحاً وجِدّاً؛ إِنْ شئتَ كان أبيَنَ من سَحْبانِ وائل، وإن شئت كان
أعيا من باقِل، وإن شئتَ ضَحِكْتَ مِنْ نوادِرِهِ، وإن شئتَ عَجِبتَ من غرائبِ فرائِده، وإن
شئتَ ألهتْك طرائفُه، وإن شئتَ أشجَتْك مواعِظُه، وَمَنْ لَكَ بِوَاعِظٍ مُلْهٍ، وبزاجرٍ مُغرٍ،
وبناسكٍ فاتِك، وبناطقٍ أخرسَ، وبباردِ حارّ ... [الحيوان]
......
وعبتَ الكتابَ، ولا أعلَمُ جاراً أبرَّ، ولا خَليطاً أنصفَ، ولا رفيقاً أطوعَ، ولا معلِّماً
أخضعَ، ولا صاحباً أظهرَ كفايةً، ولا أقلَّ جِنَايَةً، ولا أقلَّ إمْلالاً وإبراماً، ولا أحفَلَ أخلاقاً،
ولا أقلَّ خِلافاً وإجراماً، ولا أقلَّ غِيبةً، ولا أبعدَ من عَضِيهة، ولا أكثرَ أعجوبةً وتصرُّفاً، ولا
أقلَّ تصلُّفاً وتكلُّفاً، ولا أبعَدَ مِن مِراءٍ، ولا أتْرَك لشَغَب، ولا أزهَدَ في جدالٍ، ولا أكفَّ عن
قتالٍ، من كتاب، ولا أعلَمُ قريناً أحسنَ موَافاةً، ولا أعجَل مكافأة، ولا أحضَرَ مَعُونةً، ولا
أخفَّ مؤونة، ولا شجرةً أطولَ عمراً، ولا أجمعَ أمراً، ولا أطيَبَ ثمرةً، ولا أقرَبَ مُجتَنى، ولا
أسرَعَ إدراكاً، ولا أوجَدَ في كلّ إبَّانٍ، من كتاب، ولا أعلَمُ نِتاجاً في حَدَاثةِ سنِّه وقُرْب
ميلادِه، ورُخْص ثمنه، وإمكانِ وُجوده، يجمَعُ من التدابيرِ العجيبَة والعلومِ الغريبة، ومن آثارِ
العقولِ الصحيحة، ومحمودِ الأذهانِ اللطيفة، ومِنَ الحِكَم الرفيعة، والمذاهب القوِيمة،
والتجارِبِ الحكيمة، ومِنَ الإخبارِ عن القرون الماضية، والبلادِ المتنازِحة، والأمثالِ السائرة،
والأمم البائدة، ما يجمَعُ لك الكتابُ .... [الحيوان]
.....
فضل الكتاب
والكتابُ هو الذي يؤدِّي إلى الناس كتبَ الدين، وحسابَ الدواوين مع خفَّة نقلِه، وصِغَر
حجمه؛ صامتٌ ما أسكتَّه، وبليغ ما استنطقته، ومَن لك بمسامر لا يبتديك في حالِ
شُغْلك، ويدعُوك في أوقاتِ نشاطِك، ولا يُحوِجك إلى التجمُّل له والتذمُّم منه، ومَن لكَ بزائرٍ
إن شئتَ جعل زيارتَه غِبّاً، وورُوده خِمْساً، وإن شئت لَزِمَك لزومَ ظلِّك، وكان منك مكانَ
بعضِك. [لحيوان]
[ونصوص أخرى في كتاب "الحيوان"](23/125)
سؤال يبحث عن اجابة شافيه ,,,,,,
ـ[دريد]ــــــــ[02 - 11 - 03, 03:11 م]ـ
الموضوع يوجد على هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13273(23/126)
إلى من يسكن المدينة
ـ[الفاضل]ــــــــ[02 - 11 - 03, 05:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني سكان المدينة النبوية أريد الإستفسار عن الدروس المقامة الآن في المسجد النبوي هل هي موجودة أم توقفت؟؟ ودروس الشيخ الشنقيطي حفظه الله هل هي قائمة؟؟ وأين يجلس الشيخ؟؟
أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرا
ـ[الطالب النجيب]ــــــــ[03 - 11 - 03, 03:37 ص]ـ
أما عن الشيخ الشنقيطي حفظه الله فهو متوقف في رمضان، وسوف يستأنف بعد رمضان إن شاء الله، كل خميس في عمدة الأحكام.
ودورة إن شاء الله في المناسك والحج.
ـ[الفاضل]ــــــــ[04 - 11 - 03, 11:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا(23/127)
منِ المقصودُ بهذا الكلامِ؟
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[02 - 11 - 03, 06:30 م]ـ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
كنتُ اقرأُ في السلسلةِ الصحيحةِ للشيخِ العلامةِ محمد ناصر الدين الألباني، ووجدتُ كلاماً للشيخِ لم أعرف من المقصودُ بكلامهِ؟
فقلت: لعلي أجدُ عند أحبتي في هذا الملتقى المبارك الجوابَ.
عبارةٌ الشيخِ جاءت في السلسلةِ الصحيحةِ (6/ 2/790 - 791 ح 2827) فقال: " ... ويعودُ الفضلُ في ذلك إلى أحدِ طلابِ العلمِ السعوديين جزاهُ اللهُ خيراً في كتيبٍ لهُ أرسلهُ إلي ثم بلغني أنه توفي فجأةً رحمهُ اللهُ تعالي.ا. هـ.
فمن هو لمن كان عندهُ علمٌ بارك اللهُ فيكم؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:23 م]ـ
لعله عبد الله الدويِّش - رحمه الله -.
ولو تذكر ماقبل العبارة - المسؤول عنها - وما بعدها، لاتَّضح الأمر أكثر.
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:39 م]ـ
بل هو الشيخ عبد الله الدويش يقينا والبحث الذي يقصده الشيخ الألباني هو في كتاب الشيخ الدويش " تنبيه القارئ لتقوية ما ضعفه الألباني " رقم 7 ص 9.
فانظر إلى تواضع الشيخ الألباني رحمه الله.(23/128)
هل تلبث الحائض في المسجد والجنب
ـ[ابو بندر]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:03 م]ـ
السلام عليكم
.هل تلبث الحائض في المسجد والجنب.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 03, 05:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا جواب لمثل سؤالكم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=10355
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[04 - 11 - 03, 01:55 ص]ـ
للأسف ينتشر بين الإخوة ـ أصحاب التجديد الفقهي ـ القول بجواز المكث في المسجد للحائض، و أيضا جواز أن تمس القرءان و تقرأه و هي حائض أو نفساء متعاملين مع الشريعة معاملة أسوأ من معاملة الظاهرية الغلا
أقول ذلك ـ و إن كان ليس له كبير إفادة علمية ـ لأنبه أخي إلى ذلك، و أن يعتمد على كتب المتقدمين من العلماء أصحاب المذاهب الأربعة و غيرهم
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[04 - 11 - 03, 10:15 ص]ـ
أخي الحبيب محمد يوسف رشيد الأزهري.
ألم تقرأ قول الشوكاني في نيل الأوطار أن من قال أن الحائض تدخل المسجد رواية عن أحمد ومالك والشافعي
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[04 - 11 - 03, 10:44 م]ـ
اخي الفاضل محمد يوسف رشيد
جزاك الله خيرا
قال فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله:
(( ......
اختلف العلماء في حكم دخول الحائض المسجد على ثلاثة مذاهب:
المذهب الأول: عدم جواز دخول الحائض المسجد، وهذا المشهور في مذهب مالك، والشافعي، وأهل الرأي، وأحد القولين في مذهب أحمد .......
المذهب الثاني: جواز دخول الحائض المسجد للحاجة والضرورة، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بحجة أن النبي r( ضرب خباء للمرأة السوداء) رواه البخاري في صحيحه (3835) ......
المذهب الثالث: جواز دخول الحائض المسجد إن أمنت التلويث، وهذا المذهب محكي عن مالك، وأحد القولين في مذهب الشافعي، وأحمد، وهذا قول الظاهرية، واختاره ابن حزم، وفيه قوة ...... ))
واذا كنت اخي الفاضل تعاني من بعض اخوانك في مصر فلا ترسم المسلمين في العالم باسره على رسمهم
وجعلت مباركا
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[05 - 11 - 03, 11:10 ص]ـ
بارك الله تعالى في إخواني الأفاضل
و أنا أخي إسلام لا أنكر الخلاف في المسألة، و لا أنكر على من قلد المخالف، و لكني أنكر هذه الصورة المنتشرة وسط الإخوة الطيبين ـ الذين أنا منهم فأنا سلفي ((متشدد)) و لله الحمد ـ و لكن الحق حق و الفقه فقه، و الصورة المنتشرة كالآتي: الحديث ضعيف ... لا يوجد حديث صحيح يحتج به على ما تذهبون ...
و مدار الصحة عندهم على الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ وحده، و أنا أدين الله تعالى بأن الألباني ـ رضي الله عنه ـ ما هو إلا واحد من آلاف المحدثين و هناك من هم أفضل منه بمراحل، و لا أرى في ذلك غبنا له ـ رضي الله عنه ـ
و لكن يأتيني أخ طيب ـ كان بالأمس فقط فاسقا و يدخن و يداعب الفتيات ـ و أرى في عينه نظرة التحدي , وهو يقول: ماذا تقول في مكث الحائض و الجنب بالمسجد، فاقول له: حرام، فيقول و قد اتسعت عينه تشفيا و كأنه قد ظفر بي: هات دليلك على ذلك ... و أنتم تعرفون القصة
أنا إخواني أنكر الصورة لا المسألة، و تعامل كثير من الإخوة مع المسألة يفتقر إلى الإنصاف العلمي، بل هم مقلدون صرف، يقلدون المعاصرين من أهل السنة و لسان حالهم أنهم لا يثقون في فقه المتقدمين.
نصيحة عارضة: أخي إسلام، معرفة المذهب ـ أي مذهب ـ تكون من كتبه المعتمدة التي هي مدار الفتوى في ذلك المذهب، لا من سبل السلام و لا من نيل الأوطار، و التي هي كتب حديث فضلا عن كونها كتب فقه.
و معذرة أخي الجزائري، و لكن مجتمع الإخوة الآن أصبح كالقرية الصغيرة، تكاد تتقارب أفكاره و طرائقه، فأنا أعلم أن معظم الإخوة في مصر هم كمعظم الإخوة في المملكة هم كمعظم الإخوة في الأردن
و في النهاية كل ذلك ظني يحتمل الخطأ(23/129)
ماحكم الشرب والاكل باليمين
ـ[ابو بندر]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:04 م]ـ
السلام عليكم
ماحكم الشرب والاكل باليمين.
وجزاكم الله خيرا(23/130)
مسّ الجني للإنسي
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:35 م]ـ
هناك بعض المعاصرين من يبالغ في ذلك فيقول الجني يتحكم بالعالم ويستطيع أن يغير من عالمنا والبعض الآخر يقول لا يمس الجني الإنسي البتة!!!
ولكن ما المانع من مس الجني للإنسي؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:46 م]ـ
هذا يعتمد على ما تعنيه بالمس
فإذا كنت تقصد أن يسيطر الشيطان على الإنسان فيصير هو الذي يتحكم بجسمه فهذه من زعمات العرب وخرافات الجاهلية
وقد كذبها الله تعالى في كتابه فقال جل وعلى لإبليس لعنه الله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} (42) سورة الحجر
وهذا أمر قد اعترف به إبليس لعنه الله في النهاية:
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (22) سورة إبراهيم
فهذا هو المس الشيطاني: يدعو بني آدم للشر فيستجيبون له، وأما أن يجبرهم فلا.
ولو أن قاتلا أو سارقا أو زانيا ادعى أنه لم يفعل ذلك إنما ركبه شيطان وأجبره على فعل ما فعل، فهل يقبل القاضي ذلك؟ بالطبع لا.
قال ابن حزم: (و أما كلام الشيطان على لسان المصروع فهذا من مخاريق العزامين - يعني بهم الراقون الذين يستعملون العزائم و هي الرقى - و لا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز و نحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام فكيف صار لسانه لسان الشيطان.؟
إن هذا لتخليط ما شئت و إنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها كما قال تعالى ((يوسوس في صدور الناس)) و كما قال تعالى ((إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)) فهذا هو فعل الشيطان فقط و أما أن يتكلم على لسان أحد فحمق عتيق و جنون ظاهر فنعود بالله من الخذلان و التصديق بالخرافات) اهـ من رسالة له ضمن رسائل ابن حزم (3/ 228)
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[02 - 11 - 03, 07:48 م]ـ
هناك من الناس من يعتقد بأن الجنيَّ يعلم ما في الغد ويعلم ما كان وما يكون، وأنه يعلم بخلجات الأنفس ووساوسها، ويعلم ما يضمره الإنسان، وهذا خطيرٌ جدُّ خطيرٍ على عقيدة المؤمن.
وهناك من ينفي تلبس الجنيّ بالإنسي كابن حزم وغيره، وشدد ابن تيمية النكير على من يعتقد هذا الاعتقاد، في مواضع.
وأما المانع من التلبس ..
فإن كان مُرادك بالمانع: ما يمنع القول بجواز التلبس فحجة كثيرٍ منهم: امتناعه عقلاً، والله أعلم.
وإن كان مُرادك بالمانع: ما يمنع تلبسه، فلا شكَّ أنه ذكر الله ودعاؤه والإلتجاء إليه، وحفظه كي يحفظك.
والله اعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 03, 11:34 م]ـ
مجموع الفتاوىالثالث
للشخ عبدالعزيز بن باز
إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. .
أما بعد. . فقد نشرت بعض الصحف المحلية وغيرها في شعبان من هذا العام أعني عام 1407 هـ أحاديث مختصرة ومطولة عما حصل من إعلان بعض الجن - الذي تلبس ببعض المسلمات في الرياض - إسلامه عندي بعد أن أعلنه عند الأخ عبد الله بن مشرف العمري المقيم في الرياض، بعدما قرأ المذكور على المصابة وخاطب الجني وذكره بالله ووعظه وأخبره أن الظلم حرام وكبيرة عظيمة ودعاه إلى الإسلام لما أخبره الجني أنه كافر بوذي ودعاه إلى الخروج منها، فاقتنع الجني بالدعوة وأعلن إسلامه عند عبد الله المذكور، ثم رغب عبد الله المذكور وأولياء المرأة أن يحضروا عندي بالمرأة حتى أسمع إعلان إسلام الجني فحضروا عندي فسألته عن أسباب دخوله فيها فأخبرني بالأسباب ونطق بلسان المرأة لكنه كلام رجل وليس كلام امرأة، وهي في الكرسي الذي بجواري وأخوها وأختها وعبد الله بن مشرف المذكور وبعض المشايخ يشهدون ذلك ويسمعون كلام الجني، وقد أعلن إسلامه صريحا وأخبر أنه هندي بوذي الديانة، فنصحته وأوصيته بتقوى الله، وأن يخرج من هذه المرأة ويبتعد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/131)
عن ظلمها، فأجابني إلى ذلك، وقال: أنا مقتنع بالإسلام، وأوصيته أن يدعو قومه للإسلام بعدما هداه الله له فوعد خيرا وغادر المرأة وكان آخر كلمة قالها: السلام عليكم.
ثم تكلمت المرأة بلسانها المعتاد وشعرت بسلامتها وراحتها من تعبه. ثم عادت إلي بعد شهر أو أكثر مع أخويها وخالها وأختها وأخبرتني أنها في خير وعافية وأنه لم يعد إليها والحمد لله، وسألتها عما كانت تشعر به حين وجوده بها فأجابت بأنها كانت تشعر بأفكار رديئة مخالفة للشرع وتشعر بميول إلى الدين البوذي والاطلاع على الكتب المؤلفة فيه، ثم بعدما سلمها الله منه زالت عنها هذه الأفكار ورجعت إلى حالها الأولى البعيدة من هذه الأفكار المنحرفة.
وقد بلغني عن فضيلة الشيخ علي الطنطاوي أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب، وأنه يمكن أن يكون كلاما مسجلا مع المرأة ولم تكن نطقت بذلك. وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر، وقد عجبت كثيرا من تجويزه أن يكون ذلك مسجلا مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها، فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب، هذا من أقبح الغلط ومن تجوبز الباطل، وزعم أيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان: وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ولا شك أن هذا غلط منه أيضا هداه الله وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان.
فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم. . وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعتّه ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فرده الله خاسئا
هذا لفظ البخاري ولفظ مسلم: إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة وإن الله أمكنني منه فذعته فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم ثم ذكرت قول أخي سليمان رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فرده الله خاسئا وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " حتى وجدت برد لسانه على يدي ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس ورواه أحمد وأبو داود من حديث أبي سعيد وفيه: فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها
وخرج البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به جـ 4 ص 487 من الفتح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال فخليت عنه، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟ قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله. قال: أما إنه قد كذبك وسيعود، فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود، فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة " قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله " قال: " أما إنه قد كذبك وسيعود " فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود. . قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/132)
شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما فعل أسيرك البارحة " قلت: يا رسول الله، زعم أن يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: " ما هي؟ " قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة "؟ قال: لا قال " ذاك شيطان
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند جـ 4 ص 216 بإسناد صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي، قال: " ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا " قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير. وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى، بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة؟ فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله.
رد إرسل للشيخ علي الطنطاوي بتاريخ 2/ 11 / 1408 هـ
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ
قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ما نصه:
يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه " من المس " يعني: من الجنون. وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي: الجنون. يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنونا. ا هـ.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ أي: لا يقومون من قبورهم بوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا.
وقال ابن عباس رضي الله عنه آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنونا يخنق رواه ابن أبي حاتم، قال: وروي عن عوف ابن مالك وسعيد بن جبير، والسدي، والربيع بن أنس، وقتادة، ومقاتل بن حيان نحو ذلك. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس. ا هـ.
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/133)
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق. (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه. وهذا مبسوط في موضعه).
وقال أيضا رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276 - 277 ما نصه. (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ").
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن أقواما يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني، يكذبون. هو ذا يتكلم على لسانه)، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان. وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك). ا هـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه:
(الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
وأما صرع الأرواح. فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه. ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع أثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها. وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه. فذكر بعض علاج الصرع. وقال: (هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج.
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها.
إلى أن قال: وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم).
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع: يكون بقوة نفسه. وصدق توجهه إلى فاطر. هذه الأرواح وبارئها. والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان. فإن هذا نوع محاربة. والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل. فكيف إذا عدم الأمران جميعا، ويكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/134)
والثاني من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا، حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله: (اخرج منه) أو يقول: (بسم الله) أو يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اخرج عدو الله أنا رسول الله
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه. ويقول قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب. فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا. . . إلى أن قال: وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا. .). انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك وخطأ فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في إنكاره ذلك.
وقد وعد في كلمته أنه يرجع إلى الحق متى أرشد إليه فلعله يرجع إلى الصواب بعد قراءته ما ذكرنا، نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق.
ومما ذكرنا أيضا يعلم أن ما نقلته صحيفة الندوة في عددها الصادر في 14/ 10 / 1407 هـ ص 8 عن الدكتور محمد عرفان من أن كلمة جنون اختفت من القاموس الطبي، وزعمه أن دخول الجني في الإنسي ونطقه على لسانه أنه مفهوم علمي خاطئ مائة في المائة. كل ذلك باطل نشأ عن قلة العلم بالأمور الشرعية وبما قرره أهل العلم من أهل السنة والجماعة، وإذا خفي هذا الأمر على كثير من الأطباء لم يكن ذلك حجة على عدم وجوده بل يدل ذلك على جهلهم العظيم بما علمه غيرهم من العلماء المعروفين بالصدق والأمانة والبصيرة بأمر الدين، بل هو إجماع من أهل السنة والجماعة، كما نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، ونقل عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونفل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور.
وقد سبق في كلام ابن القيم رحمه الله أن أئمة الأطباء وعقلاءهم يعترفون به ولا يدفعونه، وإنما أنكر ذلك جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم وزنادقتهم. فاعلم ذلك أيها القارئ وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم ولا بمن يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة، بل بالتقليد لجهلة الأطباء وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم، والله المستعان. .
تنبيه
قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة بل ذلك واجب من باب دفع الصائل ونصر المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يفعل ذلك مع الإنسي. .
وقد سبق في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم: ذعت الشيطان حتى سال لعابه على يده الشريفة عليه الصلاة والسلام وقال لولا دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس وفي رواية لمسلم من حديث أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وهكذا كلام أهل العلم، وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق، واسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه، والثبات عليه، وأن يمن علينا جميعا بإصابة الحق في الأقوال والأعمال، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم، ومن إنكار ما لم نحط به علما، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[03 - 11 - 03, 09:24 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه .. أثابك الله.
ومن اللطائف في ذلك أن الإمام الشهيد أحمد بن نصر الخزاعي، قرأ على مصروع .. حتى كلمته الجنية فقالت: دعني اخنقه فإنه يقول بخلق القرآن.
ومن ذلك أن الإمام أحمد أرسل مع المرّوذي نعليه إلى مصروع، فلما رآى الجنيّ نعلي الإمام خرج منه.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/135)
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[03 - 11 - 03, 07:56 م]ـ
لكن يستطيع إزعاجه وإيلامه في جسده والتكلم على لسانه ولا لا؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:07 م]ـ
إزعاجه نعم، ويكون ذلك عن طريق الأوهام. وهذا لا يسلم منه حتى نبي، وهو صريح السحر. ولذلك توهم موسى عليه السلام أن الحبال والعصي تسعى لكنها لم تسعى.
أما إيذاءه فإذا كان في شكل إنسي أو شكل أفعى أو أمثال ذلك فنعم يستطيع، لكن الإنسي يستطيع إيذاءه كذلك طالما أنه في غير هيئته الجنية.
أما أن يتكلم على لسانه فلا.
قال ابن حزم: (و أما كلام الشيطان على لسان المصروع فهذا من مخاريق العزامين - يعني بهم الراقون الذين يستعملون العزائم و هي الرقى - و لا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز و نحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام فكيف صار لسانه لسان الشيطان.؟ إن هذا لتخليط ما شئت و إنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها كما قال تعالى ((يوسوس في صدور الناس)) و كما قال تعالى ((إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته)) فهذا هو فعل الشيطان فقط و أما أن يتكلم على لسان أحد فحمق عتيق و جنون ظاهر فنعود بالله من الخذلان و التصديق بالخرافات) اهـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:40 م]ـ
الذي ينكر تلبس الجني بالأنسي وينكر السحر ويخصصه بسحر التمثيل هم العقلانيون أفراخ المعتزلة
مجوع الفتاوى لابن باز الثامن
إيضاح وتكذيب حول مسألة تلبس الجني بالإنسي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلقد اطلعت على ما نشرته صحيفة (المسلمون)، في عددها الصادر في يوم الجمعة 3/ 8 / 1416 هـ من الأسئلة الموجهة إلى علي بن مشرف العمري، وأجوبته عنها، وهذا نص ما ذكرته الصحيفة:
القرآن ليس شفاء لجميع الأمراض العضوية والنفسية.
ابن باز شيخي وأقرني على مذهبي الجديد.
أتحدى معالجة السرطان بالقرآن.
س: هل تعتبر جريان الشيطان من ابن آدم الوارد في الحديث جريانا غير حسي؟
ج: نعم، فعندنا نصوص تدل على هذا، ثم هو استعارة كما قال العلماء، فالحديث الوارد لا يفيد الجريان الحسي، ولو سلمنا جدلا بأنه جريان حسي، فهو خاص بالموسوس. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله في الموسوس.
س: إذن ما زلت تصر على أن الجني لا يمكن أن يتلبس بإنسي بأي حال من الأحوال؟
ج: أبدا لا يمكن أن يتلبس الجني بالإنسي.
س: إذا أنت لا تعترض إلا على من يقرأ على من به جني؟
ج: نعم. أنا لما كنت في أبها ألقيت محاضرة بذلك، وكنت في أبها قبلها، وقد ناقشت البعض فكان يرى عدم التلبس وأراه، ولما عدت لرأيه ألقيت المحاضرة في أبها وكتب عنها، فعندها الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله لما سمع بذلك استغرب وتأثر لما سمع بهذا، فاستدعاني، فذهبت إليه بالطائف فقلت له: يا شيخ، أريدك تستمع إلى ما توصلت إليه - والشيخ حفظه الله رجل عاقل وحبيب وعالم جليل - فاستمع إلى ما قلت من أوله إلى آخره، فقال لي: والله الحق معك، ويجب أن تسير على هذا المنهج ولا تبالي بأحد.
س: قال لك: الحق معك. أي: أن الجني لا يتلبس بالإنسي؟
ج: الموضوع ككل لما شرحته له، فخرجت من عند الشيخ ابن باز وكتبت في الصحف: (إخراج الجني من بدن الإنسان ادعاء كاذب) فالشيخ ابن باز لديه خلفية، ولو خالفني لرد علي في هذا الموضوع، ولكني بعد أن استوثقت من سماحة الشيخ ابن باز حفظه الله، وأنه قال لي: (اكتب هذه المعلومات)، فبدأت بهذا الموضوع.
هذه خلاصة ما ذكرته الصحيفة عن علي المذكور في عددها في التاريخ المذكور.
فأقول: إن ما ذكره عني علي المذكور من تصحيح مذهبه، قول باطل وكذب لا أساس له من الصحة، وقد نصحته حين اجتمع بي منذ سنة أو أكثر أن يفصل القول في ذلك، وأن يعترف بتلبس الجني بالإنسي كما هو الحق الذي أجمع عليه العلماء، ونقله أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة، ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، كما في الفتاوى (ج 19 من ص 9 إلى ص 65)، وقد أوضحت لعلي المذكور: أنه ليس كل ما يدعيه الناس من تلبس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/136)
الجني بالإنسي صحيحا، بل ذلك تارة يكون صحيحا في بعض الأحيان، ويكون غير صحيح في أحيان أخرى. بسبب أمراض تعتري الإنسان في رأسه تفقده الشعور فيعالج ويشفى، وقد لا يشفى ويموت على اختلال عقله، وقد يختل العقل بأسباب ووساوس كثيرة تعتري الإنسان، فالواجب: التفصيل، وقد أوضح ذلك ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد)، وقد حصل لشخص من سكان الدلم - حين كنت في قضاء الخرج - خلل في عقله فلما عرض على المختصين ذكروا أن سبب ذلك فتق في الرأس فكوي وبرئ من ذلك بإذن الله.
وهذا نص كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى في المجلد المذكور، قال ما نصه بعد كلام سبق: (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة. كالجبائي، وأبي بكر الرازي، وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع، ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كظهور هذا، وإن كانوا مخطئين في ذلك، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: إن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ الآية.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي: إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني، يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه، وهو مبسوط في موضعه). وقال أيضا رحمه الله، في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى (ص 276، 277) ما نصه:
(وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم إلى أن قال رحمه الله: وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. .) إلخ.
وبما ذكرنا يعلم بطلان ما ذهب إليه علي المذكور من إنكار دخول الجني في بدن الإنسان، ويعلم كذب علي في دعواه أني صدقته في ذلك وصححت مذهبه، وقد كتبت في ذلك ردا على من أنكر دخول الجني في بدن الإنسي منذ سنوات، ونشر ذلك في كتابي: (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)، في المجلد الثالث (ص 299 - 308) فمن أحب أن يطلع عليه فليراجعه في محله المذكور.
وأما قول علي المذكور: لو أنكر علي لرد علي، فجوابه: أنه ليس كل ما نشر في الصحف من الأخطاء أطلع عليه. لكثرة ما ينشر في الصحف، وكثرة مشاغلي عن الاطلاع على ذلك، والله ولي التوفيق، ونسأله سبحانه أن يحفظنا من الخطأ والزلل في القول والعمل.
وأما إنكار علي المذكور كون القرآن الكريم شفاء لبعض الأمراض البدنية فهو أيضا قول باطل، وقد أوضح الله سبحانه أن كتابه شفاء في كتابه العظيم، فقال سبحانه في سورة بني إسرائيل: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا وقال سبحانه في سورة فصلت: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ الآية.
والآيتان الكريمتان المذكورتان تعمان شفاء القلوب وشفاء الأبدان، ولكن لحصول الشفاء بالقرآن وغيره شروط وانتفاء موانع في المعالج والمعالج، وفي الدواء، فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع حصل الشفاء بإذن الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله رواه مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/137)
وكثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره. لعدم توافر الشروط، وعدم انتفاء الموانع، ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد، ولكن الله سبحانه هو الذي بيده الشفاء، فإذا أراد ذلك يسر أسبابه، وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها أنه كان إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة: (قل هو الله أحد)، وسورة: (قل أعوذ برب الفلق)، وسورة: (قل أعوذ برب الناس) ثلاث مرات، ثم يمسح بهما على ما استطاع من جسده في كل مرة بادئا برأسه ووجهه وصدره، وفي مرض موته عليه الصلاة والسلام كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ هذه السور الثلاث في يديه عليه الصلاة والسلام ثم تمسح بهما رأسه ووجهه وصدره رجاء بركتهما، وما حصل فيهما من القراءة، فتوفي في مرضه ذلك.
لأن الله سبحانه لم يرد شفاءه من ذلك المرض. لأنه قد قضى في علمه سبحانه وقدره السابق أنه يموت بمرضه الأخير عليه الصلاة والسلام، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: الشفاء في ثلاث شربة عسل أو شرطة محجم أو كية نار وما أحب أن أكتوي ومعلوم أن كثيرا من الناس قد يعالج بهذه الثلاثة ولا يحصل له الشفاء. لأن الله سبحانه لم يقدر له ذلك، وهو سبحانه الحكم العدل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وفي الصحيحين أن ركبا من الصحابة رضي الله عنهم مروا على قوم من العرب وقد لدغ سيدهم، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه، فسألوا الركب المذكور هل فيكم راق؟ فقالوا: نعم، وشرطوا لهم جعلا على ذلك، فرقاه بعضهم بفاتحة الكتاب فشفاه الله في الحال، وقام كأنما نشط من عقال، فقال الذي رقى لأصحابه: لا نفعل شيئا في الجعل حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم - وكان أصحاب اللديغ لم يضيفوهم فلهذا شرطوا عليهم الجعل - فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بما فعلوا، فقال: قد أصبتم واضربوا لي معكم بسهم ففي هذا الحديث الرقية بالقرآن، وقد شفى الله المريض في الحال، وصوبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهذا من الاستشفاء بالقرآن من مرض الأبدان. وقد أخبر الله سبحانه في آية أخرى في سورة يونس أن الوحي شفاء لما في الصدور، وهي قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وكون القرآن شفاء لما في الصدور لا يمنع كونه شفاء لمرض الأبدان،
ولكن شفاءه لما في الصدور أعظم الشفائين وأهمهما، ومع ذلك فأكثر الناس لم يشف صدره بالقرآن ولم يوفق للعمل به، كما قال سبحانه في سورة سبحان: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا وذلك بسبب إعراضهم عنه وعدم قبول الدعوة إليه. وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة يعالج المجتمع بالقرآن ويتلوه عليهم ويدعوهم إلى العمل به فلم يقبل ذلك إلا القليل، كما قال الله سبحانه: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وقال سبحانه: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان، ولكن لمن أراد الله هدايته، وأما من أراد الله شقاوته فإنه لا ينتفع بالقرآن ولا بالسنة ولا بالدعاة إلى الله سبحانه؛ لما سبق في علم الله من شفائه وعدم هدايته، كما قال سبحانه: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ وقال سبحانه: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا الآية، وقال سبحانه: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهكذا الأحاديث الصحيحة.
وأما تأويل علي بن مشرف الحديث: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم بأنه على سبيل الاستعارة، كما حكاه الحافظ بن حجر في الفتح عن بعضهم، أو أن ذلك بالنسبة لبعض الموسوسين، كما قاله علي المذكور، فهو قول باطل، والواجب: إجراء الحديث على ظاهره وعدم تأويله بما يخالف ظاهره. لأن الشياطين أجناس لا يعلم تفاصيل خلقتهم وكيفية تسلطهم على بني آدم إلا الله سبحانه، فالمشروع لكل مسلم: الاستعاذة به سبحانه من شرهم، والاستقامة على الحق، واستعمال ما شرعه الله من الطاعات والأذكار والتعوذات الشرعية، وهو سبحانه الواقي والمعيذ لمن استعاذ به ولجأ إليه، لا رب سواه، ولا إله غيره، ولا حول ولا قوة إلا به.
ونسأل الله سبحانه أن يثبتنا على دينه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يوفق المسلمين لكل خير، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يصلح قادتهم، إنه سميع قريب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
نشرت في صحيفة (المسلمون) في العدد (549) بتاريخ 15/ 3 / 1416 هـ، وفي مجلة الدعوة في العدد (1504) بتاريخ 21/ 3 / 1416 هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/138)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 03, 08:58 م]ـ
خطبة للشريم للتحذير من العقلانيين ( http://www.khotab.net/Makkah/Makkah15-4-1422.htm)
الأدلة الشرعية في إثبات صرع الشيطان للإنسان والرد على المنكرين ( http://www.bronzefish.host.sk/jan1.html)
وهذا موضوع لأحد طلاب العلم
حقيقة المس واقتران الشيطان بالإنسان
عجبا لمن ينكر حقيقة اقتران الشيطان للإنسان ودخوله في بدنه، بالرغم من شهادة الثقاة من الناس الذين لا يكادون أن يحصوا من كثرتهم، فضلا عن شهادة كثير من علماء أهل السنة والجماعة وإثباتهم لهذه العقيدة. يقول شيخ الإسلام ابن تيميه: " ليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك، فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك".
وكيف يُنكر أمرٌ مشاهدٌ ملموسٌ، يتكلم الشيطان على لسان المصروع بلغة غير لغته ولهجة غير لهجته ونبرة صوت غير نبرة صوته؛ يخبرك الشيطان على لسان المصروع عن أمور لا يعلمها ولا يدركها المصروع نفسه؛ ويشعر المصروع بسريان الشيطان في جسده وبتأثيره عليه في بدنه، وقد يفسد عليه عقله وفكره، ويجعل أعضاءه تتصرف بطريقة مغايرة للمألوف.
يقول الشعبي العلم ثلاثة أشبار، فمن نال شبرا شمخ بأنفه، وظن أنه ناله. ومن نال الشبر الثاني صغرت إليه نفسه وعلم أنه لم ينله؛ وأما الشبر الثالث فهيهات لا يناله أحد أبدا ا. هـ.
فعلى من يُنكر دخول الجني بدن الإنسي أن يلجم فاه عن الإنكار والاستنكار ومخالفة أئمة أهل السنة والجماعة، وأن لا يشوش أفكار المسلمين بأفكاره الملوثة بأفكار أهل البدع والفلسفة
،
فإن قال: هذا رأي، فإن الرأي يحتمل الخطأ والصواب، فما تراه صوابا فإنه يحتمل الخطأ وما تراه خطأ فإنه يحتمل الصواب، ولعله يأتي اليوم الذي يتحول فيه رأيك إلى رأي غيرك. وإن العاقل إذا سمع أمرا عجبا جائزا لا دليل من الشرع ينفيه، استحسنه ولم يكذب قائله، والجاهل إذا سمع ما لم يشاهده قطع بتكذيب قائله، وتزييف ناقله.
ومن لي بأن تدري بأنك لا تدري
جَهلتَ ولا تدري بأنك جاهلٌ
وأنصح من ينكر التلبس بالبحث والإطلاع وبقراءة الكتب المصنفة في هذا الباب وعلى رأسها كتاب برهان الشرع في إثبات المس والصرع فهو كتاب جيد جمع فيه المؤلف الأدلة الشرعية الكثيرة وأقوال أهل العلم فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين كل خير.
ولعل السبب في إنكار البعض لدخول الجان بدن الإنسان هو إتباع الهوى، والجهل وقلة العلم في أحوال الجن والشياطين، وتحجر العقول وإتباع منهج " ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد "، وكذلك إبراز الشخصية وإتباع منهج خالف تعرف، و أيضا حسد طلبة العلم والأطباء الرقاة على ما آتاهم الله من فضله.
ومعظم هؤلاء هم كما قال علي بن الحسين رحمه الله: من بين مغمور بالجهلِ، ومفتون بالعُجْبِ، ومعدُول بالهَوى عن بابِ التثبتِ، ومصروف بسوء العادَةِ عن فَضلِ التعلم ا. هـ.، فكل طائفة اعتقدت أن العلم معها وفرحت به وأكثر ما عندهم كلام وآراء وخرص يقول تعالى:" فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ".
الدليل من الكتاب والسنة
يقول الله تعالى في سورة البقرة:
"الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس "
أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكرا. "تفسير ابن كثير"
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة النساء} وَالّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَآءَ النّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الاَخِرِ وَمَن يَكُنِ الشّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً {، ويقول سبحانه وتعالى في سورة الزخرف} وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمَنِ نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين * وَإِنّهُمْ لَيَصُدّونَهُمْ عَنِ السّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنّهُم مّهْتَدُونَ * حَتّىَ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ {و يقول تعالى في سورة ص:} وَاذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيّوبَ إِذْ نَادَىَ رَبّهُ أَنّي مَسّنِيَ الشّيْطَانُ بِنُصْبٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/139)
وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ {.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَإِيَّايَ إلا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرُنِي إلا بِخَيْرٍ. رواه مسلم
عن عَلِي بْن الْحُسَيْنِ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الأواخرِ مِنْ رَمَضَانَ فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَهَا يَقْلِبُهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلانِ مِنَ الأنصارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإنسانِ مَبْلَغَ الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا.
وفي رواية عَنْ عَلِيِّ ابْنِ حُسَيْنٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُه أَزُورُهُ لَيْلا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلانِ مِنَ الانْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ فَقَالا سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنسانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا أَوْ قَالَ شَيْئًا.
ففي هذا الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وأحمد الدليل والحجة الدامغة على من ينكر دخول الجني بدن الإنسي، وهل مجاري الدم في بني آدم إلا الشرايين والأوردة التي تصل إلى جميع أعضاء الجسد.
http://www.khayma.com/roqia/page5.htm
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[03 - 11 - 03, 09:07 م]ـ
ومن الذي يتكلم في حالة الممسوس؟؟؟ ولماذا نقبل تغير شكل الجني ولا نقبل التكلم على لسان الإنسي؟؟
ـ[عبدالعزيز الجزري]ــــــــ[08 - 11 - 03, 12:12 ص]ـ
...
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[08 - 11 - 03, 09:13 ص]ـ
يبدو ان المنكرين لهذا المس والتلبس لم يشاهدوه ولم يعالجوه والمرء عدو ما يجهل وانصح منكر ذلك بالوقوف مع الراقين في عملهم ليرى عجبا من خلق الله
اسال الله العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يعافي اخواننا المبتلين بذلك وان يحفظ الجميع من شر شياطين الانس والجن
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 11 - 03, 09:04 ص]ـ
للفائدة: من كتاب:
((آكام المرجان في أحكام الجان))
لأبي عبدالله عمر بن عبدالله الشبلي الحنفي المتوفى سنة 769
الباب الحادي والخمسون
في بيان دخول الجن في بدن المصروع
أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي محمد بن زكريا الطبيب وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع وأحالوا وجود روحين في جسد مع إقرارهم بوجود الجن، إذا لم يكن ظهور هذا في المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلَّم كظهور هذا، وهذا الذي قالوه خطأ، وذكر أبو الحسن الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون إن الجن تدخل في بدن المصروع، كما قال الله تعالى {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} قال عبدالله بن أحمد قلت لأبي: إن قوما يقولون إن الجن لا تدخل في بدن الإنس؟ قال يا بني: يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/140)
قلت: ذكر الدارقطني في الجزء الذي انتقاه من حديث أبي سهل زياد لفرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ((أن امرأة جاءت بابن لها إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم فقالت: يا رسول الله، إن ابني به جنون، وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم صدره ودعا له،
فثع ثعة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى)) رواه أبو عبدالرحمن الدارمي في أوائل مسنده، فثع ثعة: أي (أي قاء)
وسيأتي إن شاء الله تعالى عن قريب حديث أمِّ أبان الذي رواه أبو داود وغيره، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلَّم ((اخرج عدو الله))، وهكذا حديث أسامة بن زيد وفيه: ((اخرج يا عدو الله فإني رسول الله)) صلى الله عليه وسلَّم.
وقال القاضي عبدالجبار: إذا صح ما دللنا عليه من رقة أجسامهم وأنهم كالهواء لم يمتنع دخولهم في أبداننا _ كما يدخل الريح والنفس المتردد، الذي هو الروح في أبداننا _ من التخرق والتخلخل ولا يؤدي ذلك إلى احتماع الجواهر في حيز واحد لأنها إلا تجتمع على سبيل المجاورة لا على سبيل الحلول، وإنما تدخل في أجسامنا كما يدخل الجشسم الرقيق في الظروف.
فإن قيل: إن دخول الجن في أجسامنا إلى هذه المواضع يوجب تقطيعها أو تقطيع الشياطين، لأن المواضع الضيقة لا يدخلها الجسم إلا ويتقطع الجسم الداخل فيه.
قيل له: إنما يكون ما ذكرته إذا كانت الأجسام التي تدخل في الأجسام كثيفة كالحديد والخشب، فأما إذا كانت كالهواء فالأمر بخلاف ما ذكرته، وكذلك القول في الشياطين
أنهم لا يتقطعون بدخولهم في الأجسام لأنهم إما أن يدخلوا بكليتهم فبعضهم متصل ببعض فلا يتقطعون، مثل أن تدخل الحية في جحرها كلها كلها، أو يدخل بعضها وبعضها يبقى خارج الجحر، لأن ذلك لا يوجب تقطعها.
وليس لأحد أن يقول: ما أنكرتم إذا حصل الجني في المعدة أن يكون قد أكلناه، كما إذا حصل الطعام فيها كنَّا آكلين له، وذلك لأن الأكل هو معالجة ما يوصل بالمضغ والبلع، وليس كما يحصل في المعدة نكون له آكلين، ولا يكون الماء بحصوله في المعدة مأكولا.
فإن قيل يجوز أن يدخلوا في الأحجار؟
قيل: نعم، إذا كانت مخلخلة، كما يجوز دخول الهواء فيها
فإن قيل: فيجب على ما ذكرتم دخول الشيطان وزوجته في جوف الآدمي، فينكحها، فتحبل وتلد، فيكون لهم في جوف الواحد من أولاد
قيل: قد أجاب أبو هاشم عن هذا السؤال بأنَّ ذلك لا يمتنع في الرقاق، كما لا يمتنع ذلك في الأجسام اللطاف، ألا ترى أنه ربما يحتمع في الجوف من الدود ونحوها شيء عظيم كثير، وكذلك الرقيق من الأجسام غير ممتنع هذا منه، إلاَّ أنه لا يقطع الولادة عليهم لأنهم مختارون، فربما لم يختاروا أن يتوالدوا في أجواف الإنس كما نختار نحن أن نتوالد في الأسواق والمساجد، بل نختار فعل ذلك في مواضع مخصوصة، فلا يمتنع أن تكون هذه حالهم، وإذا صح ما ذكرنا سقط هذا الاعتراض.
قال القاضي عبدالجبار بعدما قدَّم حديث الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، هذا لا يصح إلا أن تكون أجسامهم رقيقة على مقتضاه، ونظائر ذلك من الأخبار المروية في هذا الباب من أنهم يدخلون في أبدان الإنس، وهذا لا يجوز على الأجسام الكثيفة.
قال: ولشهرة الأخبار وظهورها عند العلماء قال أبو عثمان عمرو بن عبيد أنَّ المنكر لدخول الجنِّ في أبدان الإنس دهري أو يجيء منه دهري.
قال عبدالجبار: وإنما قال ذلك لأنها قد صارت في الشهرة والظهور كشهرة الأخبار في الصَّلاة والصِّيام والحج والزَّكاة، ومن أنكر هذه الأخبار التي ذكرناها كان رادا والراد
على الرسول ما لا سبيل إلى علمه إلا من جهته كافر، ومن لا يعلم أن المعجزات لا يقدر عليها إلا الله عزَّ وجلَّ وحده لم يصح له أن يعلم أن الأجسام لا يفعلها إلا الله عزَّ وجلَّ، ومن لم يعلم ذلك لم يمكنه إثبات فاعل لنفسه ولا قادر لنفسه ولا حي لنفسه، ومن لم يمكنه إثبات هذا لم يمكنه إثبات فاعل الأجسام، وغذا لم يمكنه ذلك وهي موجودة لم يمكنه أن يثبتها محدثة، وإذا لم يمكنه أن يثبتها محدثة وهي مع ذلك موجودة فلا بد من أن تكون قديمة، ومن كان هذا حاله كان دهريا أو جاء منه دهري على ما قال، وفساد قوله على ما ذكرناه من هذا الترتيب، فهذا معنى قوله دهري أو يجيء منه دهري.
وقال أبو القاسم الأنصاري: ولو كانوا كثافا يصح ذلك أيضا منهم، كما يصح دخول الطعام والشراب في الفراغ من جسمه، فيجب تصحيح ذلك وتأويله المس منه عليه.
وقال قائلون: إن معنى سلوكهم إنما هو بإلقاء الظل عليهم وذلك هو المس ومنه الصرع والفزع، وذلك أيضا مما يدفعه العقل، غير أنه ورد السمع بسلوكهم في الإنس، ووضع الشيطان رأسه على القلب. والله تعالى أعلم. اهـ
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 11 - 03, 09:24 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الأسيف
ومن الذي يتكلم في حالة الممسوس؟؟؟ ولماذا نقبل تغير شكل الجني ولا نقبل التكلم على لسان الإنسي؟؟
أي شخص لديه عقل يعرف الفرق بين تغير شكل الجني وسيطرته على لسان الإنسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/141)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[09 - 11 - 03, 07:24 م]ـ
المس والصرع ( http://www.islamway.com/bindex.php?section=lessons&lesson_id=6315&scholar_id=47)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:52 م]ـ
بارك الله فيكم
والعجب ممن يصدق بخرافات الغرب
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:14 م]ـ
أحد المشايخ المعروفين والمشهورين جدا
حدثني بأنه قرأ على طفل عمره خمس سنوات أو ست
فتكلم فلبيني على لسانه فأحضروا داعية من مكتب الجاليات ليترجم لهم
وهذه حقيقة ثابته وموثقة وفيها عدة شهود عدول
فإياكم وإياهم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:29 م]ـ
شيخنا المقرىء
بارك الله فيكم ونفع بكم
(قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 05:31 م]ـ
هناك من ينكر ما تواتر
وهناك من يفسر ذلك تفسيرات غريبة جدا
ويريد منا أن نصدق التفسيرات الغريبة العجيبة
ـ[المقرئ]ــــــــ[24 - 05 - 07, 07:14 م]ـ
صدقت شيخنا
وبكل أسف أحد من يستضاف في القنوات يتكلم ويقول:
إن الناس بالغوا في أمر العين وضخموها ولم تقع في عهد الصحابة إلا في قصة واحدة "
لن أذكر له الحديث المري " أكثر من يموت من أمتي من العين " وفي رواية نصف "
لأنه قد لا يراه صحيحا
ولكن لماذا كان يعيذ الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين
صحيح البخاري ج3/ص1233
حدثنا عُثْمَانُ بن أبي شَيْبَةَ حدثنا جَرِيرٌ عن مَنْصُورٍ عن الْمِنْهَالِ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كان يُعَوِّذُ بها إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ من كل شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كل عَيْنٍ لَامَّةٍ
صحيح مسلم ج4/ص1718
عن أبي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشْتَكَيْتَ فقال نعم قال بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ من كل شَيْءٍ يُؤْذِيكَ من شَرِّ كل نَفْسٍ أو عَيْنِ حَاسِدٍ الله يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ
وقبل ذلك من أورادنا قراءة سورة الفلق وفيها (ومن شر حاسد إذا حسد)
إنك لتعجب من هؤلاء
التوسط في معالجة الأمور مطلوب والقصد القصد
لكن هكذا بدون تفصيل ورجم للكلام على هناته فيقول لم يقع إلا مرة واحدة عجيب هذا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:31 م]ـ
شيخنا الفاضل
لو سلمنا جدلا بقول هذا الرجل
طيب
سؤال
كم عدد الحالات النفسية والأمراض النفسية (حسب زعم أطباء (الطب النفسي) في عصر الصحابة رضوان الله عليهم؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:37 م]ـ
وينبغي على أصول المعتزلة أو العقلانيين
أن يكذب خرافات (الطب النفسي)
فما بالهم يؤمنون بما لم يثبت من طرق العلاج عند (الطب النفسي)
ويكذبون المس
والسحر
فلا أدري على أي أصل اعتمدوا
فكيف يقبلون بكلام النفسيين حتى وإن خالف العقل
وأنا كنت أتوقع من ينكر المس أن ينكر ما يدعيه (أطباء) (الطب النفسي)
فهذا الذي يجري على أصله
فلا أدري كيف يصدق كلام القوم
أخشى أن يكون من فتنة الافتتان
فالذي يصدق أطباء (الطب النفسي) في بعض ما يخالف العقل
ويكذب بوقوع المس
هذا قد ترك أصله لغير سبب مقنع
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[14 - 07 - 07, 10:12 م]ـ
للرفع , رفع الله قدركم
ما صحة هذا الأثر عن الإمام أحمد؟
(قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه)
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 06:06 م]ـ
هناك كتاب فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان ... قيم في هذا الموضوع
جمع الشيخ أبي عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان .. فليراجع للفائدة.(23/142)
لمحبي المنشاوي
ـ[ aboumalik] ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو اليوم الثاني , لتقديم الحفلات الخارجية للشيخ محمد صديق المنشاوي , والذي أقدم لكم فيه تسجيل نادر لسور يوسف.
تفضل من هنا:
http://www.qquran.com/qu.php?goto=sura&arid=26&suraid=180
ـ[ابن كثير]ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:28 م]ـ
شكر الله لك أخي aboumalik على هذه التسجيلات النافعة، ولي طلب إن تيسر هل يمكن حذف الأصوات المشجعة بعد الآيات حتى يكمل الحسن.
ـ[ aboumalik] ــــــــ[03 - 11 - 03, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الأصوات أخي الكريم لا أستطيع حذفها , إذ تطلب تقنية في هندسة الصوت , وأنا أجهل مثل هذه الأشياء , ثم إن هذه الأصوات لابد منها إذ هذه التسجيلات قد سُجلت في المساجد وليست في الأستديو.
وبيني وبينك: تعطي للقراءة مذاق خاص.
ـ[ aboumalik] ــــــــ[03 - 11 - 03, 11:02 م]ـ
نقدم اليوم تسجيل أكثر من رائع للشيخ محمد صديق المنشاوي لسورتي (ق والرحمن) سجل من الكويت سنة 1966م
http://www.qquran.com/qu.php?goto=sura&arid=26&suraid=85
ـ[ابن كثير]ــــــــ[04 - 11 - 03, 10:49 م]ـ
أخي aboumalik سلمه الله
لعل هذا من باب المزاح، وإلا كيف تعطي البدع و خزعبلات الصوفية، للقراءة مذاقا خاصا، أرجو تعديل العبارة حتى لا يظن بك ظن السوء.
نفع الله بي وبك.
ـ[ aboumalik] ــــــــ[05 - 11 - 03, 12:34 ص]ـ
اليوم موعدنا مع سورة (المؤمنون) وهي من التسجيلات الخارجية للشيخ محمد صديق المنشاوي وقد سجلت في ليبيا.
http://www.qquran.com/qu.php?goto=sura&arid=26&suraid=86
وترقبوا في الغد المفاجأة الكبرى!!
ـ[ aboumalik] ــــــــ[08 - 11 - 03, 02:37 ص]ـ
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا
ً على التاخير في إنزال تسجيلات فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي , وذلك لسفري خارج البلاد , وها أنا أعوض ما فاتكم وأقدم لكم اليوم هذه الحفلات , وأرجو من الله تعالى أن ينفعكم بها:
سورة الحشر: http://www.qquran.com/qu.php?goto=sura&arid=26&suraid=87
سورتي الحجرات وق: http://www.qquran.com/qu.php?goto=sura&arid=26&suraid=88
سورة الاسراء:
http://www.qquran.com/qu.php?goto=sura&arid=26&suraid=89(23/143)
أذكار الركوع والسجود (وجهنى رحمك الله)
ـ[البباحث]ــــــــ[02 - 11 - 03, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أذكار الركوع والسجود
أولا: أذكار الركوع:
ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( .. ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم). ويعني: حري وحقيق وجدير أن يستجاب لكم.
فكان صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة).
وكان يقول اذا ركع: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات.
وكان يقول اذا ركع ايضا: (اللهم لك ركعت وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي)
وكان يقول في الركوع: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفرلي).
وكان يقول في ركوعه: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح).
ثانيا: أذكار السجود:
ثبت في صحيح مسلم من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في سجوده (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) وهو الدعاء السابق في الركوع.
وكان يقول صلى الله عليه وسلم في سجوده: (سبحان ربي الأعلى) ثلاثا.
وكان يقول ايضا في سجوده (اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين)
وكان يقول: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفرلي) وهو الدعاء السابق في الركوع.
وكان يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله الا أنت)
ويقول صلى الله عليه وسلم: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) وهوالدعاء السابق في الركوع.
وكان يقول: (اللهم اغفرلي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره).
وكان عليه الصلاة والسلام يقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليه أنت كما أثنيت على نفسك).
تعليق:
احسن الله اليكم قد خرجت في الحاشية جميع الاحاديث الواردة. لكن حينما الزقتها لم تأت الحاشية تبعا للمتن.
سئوال: هل نأتي بأذكار الركوع والسجود جميعها في حال الركوع والسجود ام ننوع كما هو الحال في الاستفتاحات.
أحسن الله اليكم: ارجو افادتنا بتعليقاتكم. فاني ارجوا ان يخرج هذا المكتوب للناس قبل العشر الاواخر من رمضان.
ـ[البباحث]ــــــــ[04 - 11 - 03, 03:13 ص]ـ
للرفع ...... رجاء التعليق
ـ[البباحث]ــــــــ[05 - 11 - 03, 07:24 ص]ـ
للرفع ...... للتعليق
ـ[البباحث]ــــــــ[06 - 11 - 03, 12:33 م]ـ
للرفع ... لعل وعسى ..
ـ[أم عمر المسلمة]ــــــــ[30 - 03 - 09, 05:17 م]ـ
سئوال: هل نأتي بأذكار الركوع والسجود جميعها في حال الركوع والسجود ام ننوع كما هو الحال في الاستفتاحات.
أحسن الله اليكم: ارجو افادتنا بتعليقاتكم. فاني ارجوا ان يخرج هذا المكتوب للناس قبل العشر الاواخر من رمضان
أنقل لكم كلام الشيخ الألباني
هل يجوز جمع الأذكار الواردة في الركوع والسجود
</ U> الامام الالباني
( http://www.almenhaj.net/SeekingAuther.php?Auther= الامام الالباني)
السائل: هل يجوز تنويع الذكر في ركعة أو سجدة؟
الشيخ الألباني رحمه الله: يعني تسبيحات؟
السائل: يعني عدة أوراد، بعدة صيغ.
الشيخ الألباني رحمه الله: ما فيه مانع.
السائل: هل ورد ذلك؟
الشيخ الألباني رحمه الله: لا، في نص، ما فيه , لكن ورد أنه [كلام غير مفهوم] ...
السائل: يعني: جمعها في ركعة واحدة يجوز؟
الشيخ الألباني رحمه الله: جمعها في ركعة واحدة؟
السائل: نعم، يجمعها جميعاً في ركعة واحدة.
الشيخ الألباني رحمه الله: أنا ما فهمت هكذا السؤال.
رجل من الحضور: هذا قصده، لكن لعله، [الخلاصة أن الشيخ لم يفهم السؤال على مراد السائل، فوضح رجل من الحضور السؤال للشيخ، وهو: هل يجوز جمع أذكار الركوع جميعها في ركعة واحدة؟]
الشيخ الألباني رحمه الله: حينئذٍ أقول الجواب: هذا الجمع إذا كان في مثل صلاة القيام أو التراويح يجوز، وهذا أنا ذكرته في صفة الصلاة، أما إذا كان صلاة عادية فما في داعي يقول هذه.
ـ[السوادي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 05:41 م]ـ
جزاكم الله خير(23/144)
رد على شبهة رافضي فهل من ناصح ومفيد؟؟؟
ـ[البدري]ــــــــ[02 - 11 - 03, 11:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام اجمعين واللعن الدائم على أعدائهم الى يوم الدين.
اخواني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني طلبة العلم في هذا الموقع المبارك
هذا موضوع قد قمت بالرد على احد الروافض حين اخذ يوجه التهم ضد امهات المؤمنين عائشة وحفصة وكذلك ابي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهم اجمعين حين زعم انهم كانوا وراء اغتيال الرسول صلى الله عليه واله وسلم!!!!
حيث اسشتهد ببعض الروايات من كتب قومه وبعض الروايات من كتبنا نحن اها لاسنة.
المهم انني قكمت بنقد جمع الرويات لكلا الفريقين وما يهم في الموضوع هو نقدي للروايات التي جاءت من طريق كتب اهل السنة.
واريد منكم اخواني تصحيح وتصويب ما وقعت فيه من خطأ ان وجد لتعم الفائدة.
بداية اقول:
ان طرح المواضيع بتجرد واخلاص لهي من سمات الكاتب الجيد الذي لايدلس ولا يبتر ولا ينتقي في النصوص ولا يلوي اعناق الروايات لكي تؤيد فكره ومنهجه ومذهبه.
ويبدوا انني اراها عزيزة في خصمنا هذا الزمان، الا وهو الشيعي الاثني عشري، خاصة من الذين يزعمون انهم اصحاب اقلام نزيه يقصدون بذلك الوصول الى الحقيقة دون عاطفة او ميل او هوى.
ومن هذه النماذج كاتب رافضي اثني عشري اخذ يبث سمومه بين اتباعه، والاتباع بالتالي اخذوا ينشروا فكرة ورايه وطرحه يدعي ((نجاح الطائي)).
هذا المؤلف له عدة كتب نجده قد حشاها بالباطل الكثير وقليل من الحق الذي لايفيده في شيء إلا ان يزور فيه وبالتالي يقوم يتحميل الدليل الصحيح والنص الصريح ما لا يتحمل ومن اشهرها موضوعه الذي حشاه كذبا وزورا حول قضية ان ابي بكر رضي الله عنه لم يكن في الغار مع الرسول صلى الله عليه واله وسلم!!!!
وقد قام مشكورا الاخ الفاضل عدو المشركين بالرد على هذه الشبهة على هذا الرابط فله الشكر والثناء الجميل:)
http://www.pureislam.org/montada/showthread.php?s=&threadid=6
ويبدوا اخواني ان هذا الرافضي المشرك المدعو (نجاح الطائي) مولع بتأليف الغرائب والعجائب، ربما من باب خالف تعرف!!!
فلقد وقع في يدي كتاب اخر لصاحبه الرافضي (نجاح الطائي) يتهم فيه احب النساء الى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بل ويتكلف في إيراد الدليل لكي ثبت اتهامه وزوره، هذا الاتهام صاغه بهذا العنوان:
هل اغتيل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
واليكم صورة من غلاف الكتاب الملعون
http://members.lycos.co.uk/iraqcenter/up/up/ooo.jpgpl,.jpg
وهذه صورة هذا الخنزير الرافضي المدعو (نجاح الطائي)
http://members.lycos.co.uk/iraqcenter/up/up/www.jpgrt.jpg
فمن عنوان الكتاب يتبين حقده الاسود على سلف هذه الامة وعلى راسهم الشيخين الصديق والفاروق عليهما السلام، حيث يدعي في كتابه هذا ان نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد مات مسموما في عملية اغتيال بشعة على يد ام المؤمنين السيدة عائشة وام المؤمنين حفصة رضي الله عنهما، وهذه العملية تمت بتدبير من قبل الصديق والفاروق!!!! رضي الله عن صحابة رسوله الكريم اجمعين.
وليت هذا المؤلف اكتفى بذكر الادلة ـ على زعمه ـ الخاصة والمذكورة في كتب قومه فحسب، بل تعدى به الامر الى مصادر اهل السنة واخذ يفتري عليهم بما يخدم مذهبه وكتابه وفكره.
وانا هنا ايها الاحبة في هذه الموضوع سوف اقوم بالرد على هذا الكاتب لكي ابين سخافته امام قومه ولكي اجعله عاريا عن الصدق في ما يقوله ويدعيه.
بداية انقل لكم بعضا مما جاء في مقدمة كتابه المشؤوم.
قال في صفحة الاهداء:
((أهدي بحثي هذا الى كل عشاق الحقيقة والى كل طلاب الواقع والى كل مخلص محب لخاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم راجيا من الله سبحانه وتعالى القبول.
علما بأني لا اريد ان امس بشخصية اي انسان، بل اريد طرح السيرة النبوية على حقيقتها دون اي تغيير)).
قلت انا البدري: كلام كما يقال معسول لكن تجد في ثناياه السم الزعاف وسيتضح ذلك من خلال كلامه والرد عليه.
ثم نجد هذا الذي يدعي انه باحث الى الحقيقة انه يقول في كتابه صفحة (8 ـ 9)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(23/145)