أسئلة دروس
الموقظة
(الشريطان الأخيران من السلسلة المنشورة في موقع طريق الإسلام)
لفضيلة الشيخ المحدث:
عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّعْدِ ـ حفظه الله ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا التفريغ لم يطّلع عليه الشّيخُ و لم يراجعه،
فليُعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جزى الله خيرا كل من ساهم في نشر هذه الورقات.
[أسئلة الشريط العاشر من السّلسلة، من منتصف الدقيقة الخامسة إلى آخر الشّريط]
الطّالب: جزى اللهُ فضيلة شيخِنا خيرَ الجزاء،
و هذه بعض أسئلةِ إخوتنا من طلبة العلم.
يقول السائلُ الأولُ،
يقول السائلُ الأولُ:
فضيلة الشيخ عبد الله، السلام عليكم و رحمة الله.
الشّيخ: و عليكم السّلام.
الطّالب: سؤالي هو: ما هي أفضل طريقة في حفظ الحديث مع الإسناد؟ و ما هي الكتب...
الشّيخ: بعدَ؟
الطّالب: يقول...
الشّيخ: ما هي أفضل طريقة في حفظ الحديث...
الطّالب: مع الإسناد...
الشّيخ: أيه...
الطّالب: و ما هي الكتب المرشحة للحفظ في هذا الفن؟
و الله يحفظكم و يزيدكم علما إلى علمكم و السلام عليكم.
الشّيخ: و عليكم السلام.
طبعا، يعني أفضل طريقة في حفظ الحديث هو أن الإنسانَ يبدأ بأوّلًا القراءةِ في كتب السنة،
و يبدأ بحفظ المختصرات من الأربعين ثم عمدة الأحكام لعبد الغني المقدسي و هلمّ جرًّا ممّن أتى من بعده كبلوغ المرام.
ثم إذا وجد عنده قوة في الحفظ فليحفظ صحيح البخاري و هكذا.
و أنا أنبّه الإخوان على عدم الإنشغال بالحفظ قبل الفهم.
الفهمُ مُقدَّم على الحفظ.
و كم من شخص قد حفظَ كُتُبا و لكنه ما حَصَل منه فائدةً و استفادةً مما حَفِظَ.
فالفهمُ مُقدَّمٌ على الحفظ.
فلا تَحفظْ شيئا حتى تَفهمَه.
فأنتَ ركّز على الفهم قبل الحفظ.(1/1)
و أما ما يتعلق بالإسناد، فهذا يحتاج إلى مقدماتٍ،هذا يحتاج إلى مقدماتٍ.
فلا تبدأ بالحفظِ و الإسناد إلا بعد، طبعًا، مَعرفةِ ما يَتعلق بأمور العقيدة و التوحيد،
ثم فقه العبادات و التي تجب على كل مسلم و التي كل مسلم مطالب بها.
فعندما يبدأ الإنسان بالحفظ، فَرَاحْ يشغله الحفظُ عن ذلك،
فعلى الإنسان أن يبدأ بالأهمِّ فالأهمُّ و هكذا.
ثم ما يتعلق بالإسناد، (كلام غير واضح) مقدماتٍ في الرجال.
فليَعرف الرجالَ المشاهير، و يعرف سلاسلَ الإسنادِ،
فإذا عرف الرجال المشاهير و سلاسل الإسناد هذا يُعِينه على الحفظ فيما بعد.
نعم.
الطّالب: يقول السائل:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
ما مدى صحة حديث نية المؤمن خير من عمله؟
و مَن الذي أخرجه؟
الشّيخ: هذا ضعيف، رواه البيهقي بإسناد مرسل و هو ضعيف لا يصح.
الطّالب: و له سؤال آخر، يقول:
ذكرتم حفظكم الله أن كتب الحديث المقدمة على غيرها هي بالترتيب:
البخاري ثم مسلم ثم النسائي ثم بن خزيمة و بن حبان ثم جامع الصحيح و سنن أبي داوود إلخ...
الشّيخ: جامع الصحيح يعني...
الطّالب: الترمذي...
الشّيخ: أيه نعم جامع أبي عيسى الترمذي...
الطّالب: فما وجه هذا الترتيب؟ و هل هناك من قال به؟ لأن الترتيب المشهور هو:
البخاري ثم مسلم ثم أبو داوود ثم أبو عيسى ثم النسائي ثم بن ماجة.
جزاكم الله خيرا.
الشّيخ: هو باتفاق أهل الحديث أن النسائيَّ أصحُّ من أبي داوود و الترمذي.
كان يسمي الخطيبُ البغداديُّ و قبله بنُ عديٍّ و الحاكمُ يسمون كتابَ النسائي بالصحيح.
و إذا أراد هذا أن يَنظُرَ فليَنظُرْ،
فليقارِنْ ما بين الكتابين،
ما بين سنن أبي داوود و النسائي.
فلا شك أن النسائي أصحّ من سنن أبي داوود و الترمذي،
و حتى من حيث الرجال رجالُه أشهر و أوثق،
و قَلَّمَا يروي النسائيُّ لرجل ضعيف،
و إذا روى لرجل ضعيف ما يَسكتُ، يقول فلان ضعيف و لا يَسكُت على هذا،(1/2)
فلا شك أن النسائي أصح من أبي داوود و الترمذي.
لكن الأئمة (كلمة غير واضحة) سننَ أبي داوودَ هذا من حيث يعني المكانة و من حيث الأقدمية،
فيقولون أبو داوود و الترمذي ثم النسائي لأن النسائي تأخر عنهما من حيث الأقدمية.
و لذلك في علم الصناعة الحديثية قُدِّمَ أبو داوود على مسلم في العلم بالصناعة الحديثية،
قَدَّمَ الذهبيُّ و السّبكيُّ النسائيَّ على مسلم.
فكتاب النسائي أصح من كتاب أبي داوود و الترمذي و بن ماجة،
و لا أعرف خلافا بين أهل الحديث في ذلك.
نعم.
الطّالب: يقول السائل:
فضيلة الشيخ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، و بعد،
ما صحة حديث السوق
من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحديث؟
الشّيخ: هذا الحديث باتفاق أهل الحديث ضعيف و لا يصح،
باتفاق أهل الحديث،
ما فيه خلاف بينهم،
ضعفه أحمد و البخاري و بن عدي ،و انتَهينا.
هؤلاء كبار الحفاظ ضعفوه،
و أما تأليف الرسائل و الأجزاء هذا يعني موب صحيح،
فضعفه كبار الحفاظ و اتفقوا على ضعفه،
جاء الحاكم رحمه الله و تساهل في كتابه المستدرك فصحح هذا الخبر،
و إلا هو خبر باطل معلول،
من رواية عمرو بن دينار كهرمان آل الزبير.
و ما رُوِيَ من غير طريقه إنما هو معلول و لا يصح.
فالحديث باتفاق أهل الحديث ضعيف و لا يصح.
و أنا قد تكلمتُ عليه إسنادا و متنا، نقدتُه إسنادا و متنا،
و لم يقوه أحدٌ ممن تقدم إلا الحاكمُ و بعضُ من أتى من بعده،
و أما كبار الحفاظ فهم على تضعيفه:
فالعقيليُّ ضعفه،
أحمد و البخاري و بن عدي و العقيلي على تضعيفه.
نعم.
الطّالب: و لأخينا سؤال آخر يقول:
ما صحة حديث الدخول إلى المنزل بسم الله ولجنا و بسم الله خرجنا و على الله ربنا توكلنا؟
الشّيخ: هذا الحديث ضعيف لأنه منقطع،
هذا الحديث ضعيف لأنه منقطع،
بين راويه و نسيته الآن و بين أبي مالك الأشعري،
فهو منقطع،
لم يسمع الراوي من أبي مالك الأشعري،
فهو منقطع.(1/3)
و يُغْنِي عنه ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر
أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال:
إذا دخل أحدكم إلى البيت فذكر اسم الله،
فمعنى ذلك أن يقول الإنسان بسم الله،
يقول الشيطان لا مبيت لكم الليلة،
فإذا ذكر اسم الله عند العشاء قال و لا طعام لكم الليلة.
فهذا الذي صح،
هذا الذي صح،
و أما بسم الله ولجنا و بسم الله خرجنا،
ربِّ نسألك خير المَوْلج و خير المخرج، بسم الله ولجنا و بسم الله خرجنا،
هذا لا يصح، بل هو منقطع.
الطّالب: يقول السائل: أين أجد هذه التقسيمات التي يذكرها الذهبي في أحاديث الراوي،
مثل أن يقول: حديث فلان ينقسم إلى قسمين؟
الشّيخ: هو الذهبي في الغالب كما ذكرت ما يذكر التقسيم لكن الحافظ بن حجر يذكر.
المهم، الذهبي، يعني إذا أردتَ تقسيمَ أهل العلم، هذا بناءً على إما كلام الحفاظ في تقسيم حال الراوي،
كما قَسَّم يعقوبُ بن شيبة السدوسي حديثَ سماك بن حرب،
و إما أن يكون جَمْعًا بين أقوال الحفاظ،
و إما أن يكون جمعا بين أقوال الحفاظ،
و هذه تكلمتُ عليها في ما سبق في دروس الترمذي و غيره،
و لعله يأتي الكلامُ عليها في هذا الدرس بمشيئة الله.
الطّالب: هذا سائل يسأل يقول: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
الشّيخ: و عليكم السلام.
الطّالب: فضيلة الشيخ،
ما صحة حديث أن النبي صلى الله عليه و سلم ما كان يترك صيام الأيام البيض في سفر و لا حضر؟
الشّيخ: هذا فيه ضعف،
هذا الحديث فيه ضعف،
هذا الحديث فيه ضعف.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يقول،
يسأل عن بعض الأحاديث و صحتها،
يقول:
ما صحة حديث خلفتُ فيكم ما لن تضلوا بعده أبدا كتاب الله و سنتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض؟
الشّيخ: هذا الحديث بهذا اللفظ لا يصح،
هذا الحديث بهذا اللفظ لا يصح،
و إنما صح في حديث زيد بن أرقم في صحيح مسلم أنه قال:
أوصيكم بكتاب الله عز و جل و بأهل بيتي،
و بأهل بيتي،(1/4)
و أما زيادة السنة فلا تصح، لكن لا شك أن السنة داخلة في كتاب الله عز و جل،
أن السنة داخلة في كتاب الله،
ما في شك في ذلك.
لكن المقصود أن هذا اللفظ لم يصح،
نعم، و ذكره الإمام مالك بلاغا،
و قد صححه الحاكم و أخطأ في تصحيحه.
نعم.
الطّالب: و هذا حديث آخر يسأل عنه، يقول:
ما صحة حديث: لا تجوز شهادة خائن و لا خائنة و لا ذي غِمْزٍ على أخيه و لا مجلود في حد و لا القانع لأهل البيت؟
الشّيخ: هذا الحديث أيضا فيه ضعف و لا يصح.
نعم.
الطّالب: و يسأل عن حديث فيقول:
ما صحة حديث إن الله أجاركم من ثلاث خلال،
ألا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا و ألا يظهر أهل الباطل على أهل الحق و ألا تجتمعوا على ضلالة.
الشّيخ: هذا الحديث ما يصح بهذا اللفظ.
نعم، لا تجتمع أمتي على ضلالة هذا جاء من طرق متعددة،
هذا جاء من طرق متعددة بمجموعها يثبت،
بمجموعها يثبت.
و أما ما يتعلق ببعض فقرات هذا الحديث، فكما ذكرتُ،
بعض فقرات هذا الحديث قد جاء معناها في أحاديث أخرى،
من ذلك لا تزال طائفة من أمتي على الحق إلى قيام الساعة،
هذا قد تواتر عنه عليه الصلاة و السلام،
و هو معنى الجملة الثانية التي جاءت في هذا الخبر.
و أما ما يتعلق بالجملة الأولى فلا شك أن الرسول عليه الصلاة و السلام لم يكن ليدعوَ على أمته،
لم يكن ليدعو على أمته،
و إنما دعا على بعض أفراد هذه الأمة،
و كان عليه الصلاة و السلام كما وصفه ربه عز و جل رحيما شفيقا بأمته،
و هو الذي عندما يُبعث يقول أُمَّتِي أمتي،
و هو الشَّافِع المُشَفَّع عليه الصلاة و السلام.
نعم.
الطّالب: و يسأل عن صحة لفظ رميت بعد ما أمسيت قال النبي افعل و لا حرج.
الشّيخ: هذا في البخاري من حديث بن عباس،
رميت بعد ما أمسيت في صحيح البخاري من حديث بن عباس.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يسأل عن حديث
من سمع النداء و لم يأته فلا صلاة له إلا من عذر.
الشّيخ: هذا الصواب أنه موقوف على بن عباس،(1/5)
الصواب أنه موقوف على بن عباس،
أصحاب شعبة اختلفوا في رفعه و وقفه،
و الصواب هو وقفه على بن عباس،
هذا هو الصواب.
الطّالب: و يسأل سائل آخر عن أحاديث التسمية على الوضوء.
الشّيخ: هذه لا تصح،
ضعفها الإمام أحمد و ضعفها كذلك أيضا بن حبان و بن حزم و بن الجوزي و غيرهم من أهل العلم،
لا يصح و لا حديث في التسمية،
فالتسمية على الوضوء ليست بواجبة.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يسأل عن حديث النهي عن الجلوس بين الظل و الشمس.
الشّيخ: صحيح، هذا صحيح،
و هو مجلس الشيطان،
رواه أبو داوود و غيره.
نعم.
الطّالب: و عن حديث الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الشمس قدر رمح و أنه يؤتى أجر عمرة و حجة تامة تامة تامة.
الشّيخ: هذا موب صحيح،
هذا لا يصح،
جميع أسانيده ضعيفة،
و بعضهم قواها بمجموع طرقها و لكنها لا تتقوى لأن المتن أيضا غير مستقيم،
و أعني غير مستقيم و ذلك أن المتون التي فيها إخبار عن أجر عظيم و ثواب جزيل أو التي تتحدث عن أصل من أصول الدين
و قاعدة عامة من قواعد الشريعة تحتاج إلى أسانيد قوية تحملها،
أما هذا الخبر فأسانيده كلها ضعيفة و كثير منها ساقط،
فلا يمكن أن تتقوى.
و قد ضعفها بن حبان و الترمذي كذلك أيضا، نعم،
ضعف هذا الحديث الترمذي و بن حبان و غيرهما من أهل العلم.
(أحد الطلبة يسأل)
ما فيه، ما فيه ما يسمى بسنة الإشراق، ما فيه، و إنما فيه سنة الضحى،
لكن لا شك يُشرع للإنسان أن يجلس بعد الفجر إلى ارتفاع الشمس،
ثم إذا أحب أن يصلي ركعتين سنة الضحى فهذا جميل و حسن و مأجور و مُثاب،
و قد ثبت في صحيح مسلم من حديث سماك بن حرب عن جابر بن سمرة عن أبيه
أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يجلس بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس،
و عند أبي داوود حتى تطلع الشمس حفناء،
و هذا يدل على ضعف الحديث السابق لأنه ما فيه ذِكْرُ أنه كان يصلي ركعتين،(1/6)
و لم يَثبت عن و لا واحد من الصحابة فيما أعلم أنه كان يصلي ركعتين بعد ارتفاع الشمس،
و إنما نُقل عن عائشة أنها كانت تجلس في رمضان تقرأ القرآن فإذا طلعت الشمس نامت رضي الله تعالى عنها،
فكل هذا يدل على عدم صحة هذا الخبر الذي جاء بهذا اللفظ،
نعم،
و هذا كله من عدم استقامة المتن،
هذا كله داخل في عدم استقامة المتن.
نعم.
الطّالب: و هذا يسأل عن حديث قصة الغرانيق.
الشّيخ: أيضا جميع أسانيدها لا تصح،
جميع أسانيدها لا تصح،
و كذلك أيضا من حيث المتن،
و قد تكلم فيها عياض و غيره من أهل العلم،
القاضي عياض و غيره من أهل العلم.
نعم.
الطّالب: و هذا يسأل عن حديث،
سؤال إصطلاحي يقول:
ما حكم الحديث المرسل؟
و ما وجه قول أبي داوود في رسالته لأهل مكة إنه ثابتٌ إلى أن تَكَلم فيه الشافعي؟
الشّيخ: طبعا لفظُ أبي داوود ليس هذا و إنما يبدو أن هذا الأخَ ذكره بالمعنى،
لفظُ أبي داوود قال: لم يَزَلْ أهلُ العلم يَحتجّون بالمراسيل حتى جاء الشافعيُّ و تَكلم فيها،
هذا لفظ أبي داوود،
يحتجون، غير الإحتجاج من الثبوت،
و يَقصد بالذين يحتجون بها بعض أهل العلم من سبق الشافعيَّ يعني كأبي حنيفة و مالك و بعض الكوفيين،
فهؤلاء نعم كانوا يحتجون، مشهور أنهم كانوا يحتجون،
لكن أهل الحديث كما نَقل الإمامُ مسلم أنهم ما كانوا يحتجون بالمراسيل،
و كما قال الحاكم إن أهل الحديث، في كتابه المدخل إلى علوم الحديث، قال إن أهل الحديث أيضا يضعفون الأحاديث المرسلة،
فلا شك أن الأحاديث المرسلة ضعيفة و لا تصح إلا إذا جاء ما يشهد لها،
إلا إذا جاء ما يشهد لها فهنا نعم،
إذا توفرتْ الشروط التي يتقوى فيها الخبرُ نعم هنا تكون قوية،
و أما ما عدا ذلك فلا.
الطّالب: و هذا سائل يقول:
فضيلة الشيخ،
بالنسبة لفضل العلم،
نسمع بعض الأحاديث في ذلك منها حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم.
ما صحته؟
الشّيخ: هذا الحديث طلب العلم فريضة على كل مسلم جاء من طرق،(1/7)
جاء من طرق بعضهم قواها و بعضهم ضعفه،
ممن ضعفه إسحاق بن راهُويه و أبو عمر بن عبد البر،
و ممن قواه المزي و السيوطي،
ممن قواه،
و أنا في الحقيقة كنتُ يعني،
يعني أكثر من مرة نفْسي حَدَّثَتْنِي أن أُراجعه و لكن ما تَيسَّر لي مراجعتُه
و الترجيحُ ما بين أقوال أهل العلم في هذا الحديث،
لكن يعني الذي يبدو و الله أعلم بما أن إسحاق بن راهويه و بن عبد البر ضعفاه فقولهم أقوى من قول من أتى من بعدهم،
لكن أيضا يحتاج إلى مراجعة،
و أما زيادة و مسلمة فهذه ليس لها أصل،
زيادة و مسلمة ليس لها أصل،
نبه على ذلك السخاوي و غيره.
نعم.
طيب.
الطّالب: يقول: يسأل عن حديث
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله
الحديث.
الشّيخ: هذا قواه الإمام أحمد و لكنه هو خالفه غيرُه و ضعفه فيبدو أنه ضعيف،
يبدو أنه ضعيف، ثم إسناده فيه ضعف.
الطّالب: فضيلة الشيخ السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
الشّيخ: و عليكم السلام.
الطّالب: ذكرتم حفظكم الله حديث السوق و أنه ضعيف لأنه من رواية عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله،
ألا يمكن أن يرتفع هذا الضعف برواية محمد بن واسع عن سالم؟
لأن الحديث إذا كان ضعيفا و ورد من طرق ضعيفة أخرى فإنه يتقوى،
جزاكم الله خيرا.
الشّيخ: طبعا الحديث ليس ضعيفا بل باطل، الحديث ليس ضعيفا بل هو باطل،
و اتفق الحفاظ على تضعيفه و رده،
و أنا ذكرت أنه من رواية عمرو بن دينار كهرمان آل الزبير عن سالم عن بن عمر،
و هذا إسناده و ما له إسناد آخر،
محمد بن واسع عن سالم عن بن عمر هذا خطأ معلول،
و هذا الذي جعل من لم ينتبه لعلم العلل يصحح هذا الخبر،
فرواية محمد بن واسع ما تخفى و لكنها معلولة و الصواب أنها عن عمرو بن دينار عن سالم،
لم يرو عن سالم إلا عمرو بن دينار، و لا أعرف أن هناك من رواه عن سالم غير عمرو بن دينار،
و كل من رواه غير عمرو بن دينار عن سالم فلا تصح روايته أصلا و هو حديث معلول،
قَلَبَه بعضهم،
نعم.(1/8)
طبعا بالنسبة لكتابة السلام في بداية السؤال،
بعض الإخوان قال إنه ما فيه حاجة إلى أن يُسَلَّم على المسؤول لأن السائل موجود،
و الذي يبدو و الله أعلم أنه لا بأس أن يُسَلَّم على المسؤول،
و لعل الذي يدل على هذا هو حديث المسيء في صلاته،
أنه عندما كان في المسجد و صلى ركعتين ثم سَلَّم على الرسول عليه الصلاة و السلام
ثم قال ارجع فصل فصلى ركعتين ثم جاء فقال فسلم أيضا،
فكأن هذا السائل في سؤاله صحيح أنه موجود لكن كأنه في هذا السؤال اقترب و باشر المسؤول،
فالذي أساء في صلاته كان كلما يباشر الرسول عليه الصلاة و السلام يكرر السّلام،
و الأمر في ذلك سهل.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يقول: فضيلة الشيخ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
الشّيخ: و عليكم السلام.
الطّالب: ما صحة حديث قضاء الوتر؟
الشّيخ: قضاء الوتر حديثه صحيح، قضاء الوتر صحيح،
لكن يقضى شفعا،
يقضى شفعا.
نعم.
و حديث عمر طبعا قال: من كان له ورد فاته في الليل فيقضيه في النهار ثابت في الصحيح،
و جاء أيضا معنى هذا في حديث أبي سعيد الخدري.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يقول: فضيلة الشيخ
أحبك في الله و سؤالي:
ما صحة حديث إذا أقرعت الكؤوس حرم ما فيها؟
و يقول أيضا:
ما حكم الشرب بالكأس المكسور؟
الشّيخ: أولا نقول أحبك الله الذي أحببتنا فيه،
و أما ما يتعلق بالذي سأل عنه فهذا ليس بحديث،
هذا ليس بحديث،
أنه إذا تضاربت الكؤوس أو كذا أنه ما يجوز الشرب فيها أو بهذا المعنى،
هذا ليس بصحيح،
و إنما يفعل هذا أهل الشر عندما يتعاطون الخمر عافانا الله و إياكم من ذلك،
فلا ينبغي للمسلم أن يتشبه بهم في ذلك،
لكن مسألة وجود حديث ما أعرف أنه هناك حديث في ذلك.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يقول:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
فضيلة الشيخ،
إذا كان هناك شخص فاسق فعلا كأن يكون مدخّنا أو مسبلا أو يسمع ما حَرَّم الله،
فهل يجوز أن تقول له أنه فاسق أم أنه لا يجوز ذلك؟(1/9)
الشّيخ: نعم إذا ارتكب الإنسان كبيرة من كبائر الذنوب فهذا يسمى فاسقا،
كل من ارتكب كبيرة لا تكون صغيرة، لا،
و إنما تكون كبيرة،
فكل من ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب فهذا يصح أن يسمى فاسقا،
لكن لا شك لا تناديه و لا تدعوه بِيَا فاسق،
لا شك أن هذا لا يجوز أن تدعوه بذلك،
و إنما عليك إذا رأيته يتعاطى المنكر أنكر عليه بلطف و بلين و بَيِّنْ له الحق و الصواب في ذلك.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم،
فضيلة الشيخ،
أشهد الله على حبكم،
أما بعد،
ما صحة حديث رجل من قريش يملؤ الأرض علما؟
كما يذكر الحديث المتقدم قبل قليل إذا ضُرب الإناءان ببعضهما حرم ما بداخلهما،
ما صحته أيضا؟
أرجو توضيح ذلك،
و جزاكم الله خيرا.
الشّيخ: أما هذا الحديث،
لا يصح أن رجلا من قريش يملؤ الأرض علما هذا ليس بصحيح،
و إنما الذي جاء أن رجلا من أهل بيتي من عترتي يملؤ الأرض قسطا و عدلا،
و هو المهدي الذي أخبر عنه الرسول عليه الصلاة و السلام،
و هو من قريش من بني هاشم،
و جاء حديث آخر حديث جابر من طريق بن جريج عن أبي الزبير عن جابر
أنه يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة،
و هذا أيضا لا يصح،
كذلك أيضا هذا لا يصح، معلول.
الطّالب: فضيلة الشيخ،
ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه نهى عن الإستثناء في الدعاء،
مثل قوله صلى الله عليه و سلم: لا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت الحديث،
و قد ذكرتم في حديثكم، يقصد في سؤال ماض، حديثا عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال إهدني لما اختلف فيه بإذنك،
فالتي أسأل عنها هي كلمة بإذنك،
و الله يلهمكم و يحفظكم و يزيدكم علما آمين.
بالنسبة للدعاء يكون هذا على قسمين في ما يتعلق بدخول المشيئة فيه:
إما أن يكون هذا من باب الإخبار فهذا يشرع أن تدخل فيه المشيئة،
مثل ما ثبت عن الرسول عليه الصلاة و السلام أنه كان يقول طهور إن شاء الله،
هذا دعاء له،
لكن من باب الإخبار،(1/10)
و أنك سوف تكون طاهرا بهذا المرض،
و أن المرض سوف يطهرك من المعاصي و السيئات،
أو ما ثبت في حديث بن عمر الذي رواه أبو داوود و الدارقطني،
و هو أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يقول عندما يفطر يقول:
ذهب الظمأ و ابتلت العروق و ثبت الأجر إن شاء الله،
ثبت الأجر إن شاء الله،
فهذا من باب الإخبار.
و أما إذا كان الدعاء صِرْفًا فلا يجوز أن يُدخل فيه المشيئة،
كما نهى عن ذلك الرسول عليه الصلاة و السلام كما في حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح.
و أما ما يتعلق بحديث عائشة اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك،
فيدعو الله عز و جل أن يهديه إلى الحق بإذنه هو،
هو الذي يوفقه و يهديه إلى ما اختلف فيه الناس،
فهذا ليس داخل في ما تقدم.
الطّالب: شيخنا الفاضل،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
الشّيخ: و عليكم السلام.
الطّالب: لقد قرأت منذ سنوات حديثا منسوبا لابن ماجة نصه غزوة في البحر كعشر غزوات في البر الحديث.
هل الحديث صحيح أم لا؟
الشّيخ: هذا الحديث موب صحيح، هذا الحديث ليس بصحيح، بل هو حديث ضعيف،
و لا يصح شيء في الغزو في البحر إلا ما جاء في حديث أم حرام بنت ملحان الثابت في الصحيحين،
أن الرسول عليه الصلاة و السلام أغفى غفاءة،
فاستيقظ قال رأيت في منامي أن أناسا من أمتي يركبون كبد هذا البحر كالملوك على الأسِرَّة،
قالت أم حرام: ادع الله لي أن أكون منهم، قال: أنت منهم،
فهذا الذي ثبت في الغزو في البحر.
الطّالب: فضيلة الشيخ عبد الله حفظكم الله و رزقكم العلم النافع و العمل الصالح المتقبل،
سؤالي:
ما صحة حديث عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
خيار أمتي القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم لا يزداد الأمر إلا شدة؟
الشّيخ: سعيد بن عبد العزيز عن أبيه؟
الطّالب: نعم، عبد العزيز بن سعيد قال عن أبيه، هكذا.
الشّيخ: لا هذا موب صحيح،(1/11)
يعني هذا الإسناد موب صحيح، يبدو أن هذا نقله خطأ،
و أما خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
فهذا متواتر عن الرسول عليه الصلاة و السلام،
جاء من حديث عائشة و حديث أيضا عبد الله بن مسعود و عمران بن حصين و غيرهم من الصحابة
رضي الله تعالى عنهم.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم،
فضيلة الشيخ حفظه الله،
ذكرتم في دروس شرح الترمذي أن حديث المجهول لا يقبل مطلقا و لا يرد مطلقا بل حسب القرائن،
و ذكرتم أن هذا هو مذهب الأئمة المتقدمين،
فيطلب السائل:
هل هناك من أحاديث في هذا الباب عن الأئمة المتقدمين،
صححها الأئمة لرواة مجهولين و قبلوا حديثهم؟
الشّيخ: هذا سوف يأتينا،
هذا سوف يأتي الكلام عليه في هذه الرسالة بمشيئة الله،
سوف يأتي الكلام عليه بمشيئة الله في هذه الرسالة،
لكن أعطيه جوابا مجملا،
و هو أن البخاري قد خَرّج لبعض الذين ليسوا بالمشهورين،
و مسلم تقريبا في كتابه خمسون راو ليسوا بالمشهورين،
و منهم جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة في الوضوء من لحم الإبل،
فهناك تقريبا خمسون راو في صحيح مسلم هم ليسوا بالمشهورين الذين لم يوثقوا،
و الترمذي أيضا فيه،
تصحيحات الترمذي فيها و بن خزيمة و بن حبان طبعا و الحاكم و غيرهم،
و سوف يأتي بمشيئة الله الكلام على هذه المسألة و أن هذا هو مذهب جمهور المتقدمين.
الطّالب: هذا سائل يقول:
ما حكم من يرى أن صلاة الجماعة فرض كفاية؟
الشّيخ: حكم هذا أنه أخطأ،
و هذه المسألة و إن كانت من مسائل الإجتهاد لكن دل الدليل الواضح البين على أن صلاة الجماعة فرض،
بل دل الدليل على أن الذي يداوم على ترك الجماعة أنه مرتكب لكبيرة من كبائر الإثم،
و ذلك لما ثبت في الصحيح في حديث أبي هريرة
أن الرسول عليه الصلاة و السلام هَمَّ أن يحرق على المتخلفين عن صلاة الجماعة بيوتهم،
فهذا وعيد و عقوبة شديدة،(1/12)
ففيه دليل على أن من كان دَيْدنه ترك الجماعة فيكون قد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب.
نعم.
الطّالب: و هذا سائل يقول:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أما بعد،
ما صحة قراءة سورة الكهف في صلاة الجمعة و هل لها وقت أم في أي وقت من يوم الجمعة؟
الشّيخ: اُخْتُلف على أبي هاشم الرُّمَّاني على لفظين،
هشيم روى الخبر عن أبي هاشم الرماني فذكره بلفظ،
قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة،
قال: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة،
اللفظ الآخر رواه شعبة و الثوري عن أبي هاشم الرُّمّاني بلفظ أن من قرأ سورة الكهف مُطْلَقا بدون أن يُقيَّد بيوم الجمعة،
بدون تقييده بيوم الجمعة.
عفوا، الإختلاف على، الإختلاف على حُصَين بن عبد الرحمن عن أبي هاشم الرماني،
حصين الإختلاف على حُصَين بن عبد الرحمن عن أبي هاشم الرماني،
ففي الحقيقة أن الترجيح ما بين الروايتين محل تردد،
طبعا لا شك أن شعبة و الثوري أحفظ لكن هشيم مُقدَّم في حصين بن عبد الرحمن،
و قد يعني يُجمع ما بينهما فيقال إن رواية هشيم زادت،
فقراءة الكهف في يوم الجمعة يعني هذا أمر لا بأس به بهذا الحديث الذي جاء من حديث أبي سعيد الخدري،
و لعلي أقف عند هذا.
الطّالب: بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا سائل يقول:
فضيلة الشيخ حفظك الله،
ما صحة حديث لا صلاة لمنفرد خلف الصف؟
الشّيخ: هذا الحديث صحيح، جاء من حديث وابصة بن معبد و جاء من حديث علي بن شيبان،
فهو حديث صحيح.
نعم.
الطّالب: ما صحة حديث و الله لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به؟
الشّيخ: هذا ليس بصحيح لا من جهة المتن و لا من جهة الإسناد،
أما جهة الإسناد ففيه ثلاثة علل ذكرها بن رجب في شرح جامع العلوم و الحكم،
و أما من جهة متنه فالمتن لا يستقيم.
ثبت عند عبد الرزاق في المصنف أن بن عباس رضي الله عنهما قال: كل الهوى مذموم،
و لا شك هذا الذي دل عليه القرآن و السنة،(1/13)
الهوى كله مذموم، ما يمكن للإنسان أن يجعل هواه تبعا لما جاء به صاحب الشريعة،
ما يمكن هذا،
ما يمكن،
كل الهوى مذموم،
كل الهوى مذموم،
أن الإنسان لو أطلق لنفسه عنان الهوى عافانا الله و إياكم لفعل المعاصي و السيئات،
فما يمكن أن يكون أيضا هواه كله تبعا لما جاء به صاحب الشريعة،
و إنما المطلوب من الإنسان أن لا يتبع هواه،
هذا هو المطلوب من الإنسان،
فهذا الحديث لا يصح لا من جهة المتن و لا من جهة الإسناد.
نعم.
الطّالب: ما صحة حديث أبي مسعود
من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه و سلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى:
قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا إلى آخر الحديث؟
الشّيخ: هذا الحديث في إسناده رجل قد اختُلف فيه،
هل هو يزيد الأودي،
الاختلاف في إسناده في يزيد الأودي،
هل هو الثقة الذي لا بأس به أو هو الضعيف،
فالأمر محتمل ما بين هذا و هذا،
الأمر محتمل ما بين هذا و هذا.
نعم.
الطّالب: أين موضع الدعاء في صلاة الإستخارة؟
الشّيخ: سواء دعا قبل الإنتهاء من صلاته أو بعد أن ينتهي،
سواء في التشهد أو في السجود أو بعد ما ينتهي،
ظاهر الحديث بعد ما ينتهي،
قال: يصلي ركعتين ثم يقول كذا و كذا،
فالظاهر أنه بعد ما ينتهي،
لكن لو دعا في أثناء الصلاة فلا بأس.
نعم.
الطّالب: أليس أول من استعمل الحسن هو علي بن المديني؟
فكيف يكون أول من عَرَّفَه الترمذي؟
الشّيخ: هذا تقدم الكلام عليه،
تقدم الكلام عليه،
قلنا شهره بن المديني و أيضا زاد في استعماله أبو عيسى الترمذي،
لأن كتاب أبي عيسى الجامع هو من دواوين الإسلام المشهورة،
و كُتُب علي بن المديني أغلبها ضاع،
فلذلك إشهار الترمذي له أكثر.
نعم.
الطّالب: ما رأيكم في من يقول لا بأس بالحديث عن سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم
لتذكير الناس في يوم المولد النبوي؟
الشّيخ: لا بأس بماذا؟(1/14)
الطّالب: لا بأس بالحديث عن سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم لتذكير الناس في يوم المولد النبوي.
الشّيخ: نعم،
الأولى أن لا يفعل ذلك لأنه، الأصل أنه لا ينبغي أن يفعل ذلك،
لأن الرسول عليه الصلاة و السلام و لا صحابته و لا السلف الصالح
كانوا إذا جاء اليوم الذي ولد فيه عليه الصلاة و السلام يتحدثون فيه عن سيرته،
و إنما الذي ينبغي هو الحديث عن سيرته عليه الصلاة و السلام كلما أمكن،
فينبغي أن نكثر من الحديث عن سيرته و الإقتداء به و اتباعه في هديه عليه الصلاة و السلام،
و أما إذا جاء يوم مولده يُجعل هذا اليوم للحديث عن سيرته فهذا في الحقيقة أيضا من البدع
التي ليس عليها دليل يدل عليها،
و أما ما يسمى بالإحتفال بالمولد و ما شابه ذلك فهذا لا شك أنه بدعة، بدعة ضلالة،
نعم،
(طالب يسأل)
و الله الأولى أن لا يفعل ذلك،
و إنما الإنسان يخطب عن سيرته عليه الصلاة و السلام بين حين و آخر،
و يذكر الإنسان بسيرته عليه الصلاة و السلام بين حين و آخر،
و لا يجعل، يجعل سيرته مهجورة و العياذ بالله ما يخطب عنها إلا مرة واحدة في السنة، لا.
نعم.
الطّالب: ما حكم تحية المسجد؟
و ما الصارف لها إن كانت مستحبة؟
الشّيخ: تحية المسجد جاء الأمر بها و انقسم أهل العلم إلى قسمين بالنسبة إلى هذا الأمر:
هناك من أوجبها و هناك من استحبها،
الجمهور على استحباب، الجمهور على أن هذا الأمر على الإستحباب،
و ذهب بعض أهل العلم كأبي محمد بن حزم إلى أن هذا الأمر على الوجوب،
و الجمهور قالوا إن هذا الأمر على الإستحباب و الدليل على هذا هو عدة أشياء:
أوَّلًا أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان مثلا يدخل إلى المسجد في يوم الجمعة و لا يصلي و إنما يبدأ بالخطبة أَوَّلا،
و استدلوا أيضا بقصة طلحة بن عبيد الله مع كعب بن مالك عندما قام له و هنأه،
قالوا إن كعب دخل المسجد و ما فيه أنه صلى ركعتين،
ما فيه أنه صلى ركعتين،
فاستدلوا بنحو ذلك،(1/15)
و في الحقيقة أن هذا يعني ما يطمئن الإنسان إلى الإستدلال به على صرف هذا الأمر من الوجوب إلى الإستحباب،
فالله أعلم.
الأولى بالإنسان أن يصلي ركعتين، لكن تجد أحيانا قد يكون الإنسان محدثا أو كذا،
فالأفضل له أن يتوضأ،
لكن لو دخل و هو محدث طبعا و جلس فيبدو أن هذا لا بأس به،
لكن لا شك أن الأفضل هو أن الإنسان يتوضأ و يصلي ركعتين.
نعم.
الطّالب: ما صحة حديث من عَشَقَ فَعَفَّ فَكَتَمَ فمات مات شهيدا؟
الشّيخ: هذا حديث باطل،
هذا حديث باطل،
و اتهم به سليم بن سعيد،
و هذا مما أخطأ فيه و وهم فيه،
فهو حديث باطل،
و قد أُلفت أجزاء في هذا الحديث لكن كما تقدم أن هذا الحديث باطل و ليس بصحيح.
الطّالب: ما صحة حديث أنا أفصح العرب بَيْدَ أني من قريش؟
الشّيخ: لا هذا ليس بصحيح،
هذا ليس بصحيح.
الطّالب: ما صحة حديث شيبتني هود و أخواتها؟
الشّيخ: هذا حسن، جاء من طرق لعل بعضها يقوي البعض الآخر،
و قد تكلم عليه جمع من أهل العلم،
و ممن تكلم عليه الدارقطني في كتابه العلل،
لأنه جاء من حديث أبي بكر و ساق الأسانيد و توسع في الكلام على هذا الحديث،
و للحديث أسانيد أخرى فلعله بمجموعها يكون الحديث حسنا.
الطّالب: هذا سائل يسأل فيقول:
ذكرت يا شيخنا بالأمس أن التسمية غير واجبة لضعف الأحاديث الواردة فيها،
فهل يقال إن التسمية سنة لعموم الأحاديث الدالة على التسمية؟
الشّيخ: هذا محل اجتهاد، و قد قال بهذا جمع من أهل العلم،
و بالنسبة لي أنا لا أسمي لأنه يعني جاء في عدة أحاديث صحيحة أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يتوضأ
و لم يُنْقَل أنه كان يقول بسم الله،
لكن نُقِل أنه كان يتشهد بعد أن ينتهي من الوضوء،
فلو كان ثابت أنه كان يقول شيئا كان نُقِل.
نعم.
الطّالب: ورد في منتقى الأخبار عن عثمان بن أبي العاص أن النبي صلى الله عليه و سلم فتح قميصه و لم يزرّه،
فهل هذا الحديث صحيح؟(1/16)
و هل فيه دلالة على سنية إرسال القميص و فتح أزاريره؟
الشّيخ: عثمان، يقول حديث عثمان بن أبي العاص؟
الطّالب: عثمان بن أبي العاص في منتقى الأخبار.
الشّيخ: ما أذكر حديث عثمان بن أبي العاص في هذا الباب و إنما أذكر حديث معاوية بن قرة الذي جاء في السنن و هو صحيح،
أنه رأى أنه فيه أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان فاتحا لأزرار قميصه،
و هذا حديث صحيح ثابت،
لكن في ما يبدو أن هذا ليس من السنة لأن هذا أمر يتعلق بالعادات في اللباس و الثياب،
فنعم، لو قال الرسول عليه الصلاة و السلام افعلوا ذلك أو حث على هذا فنعم،
يعني مثل لبس الإزار و الرداء لا يقال إن هذا من السنة،
لأن هذا كان لباس العرب،
لكن لا شك من أراد أن يقتدي به في ذلك عليه الصلاة و السلام فهذا حق،
و لذلك الصحابي الذي رآه قد اقتدى به في ذلك.
نعم.
الطّالب: أحسن الله إليكم و أجزل لكم المثوبة، هذا سائل يسأل فيقول: فضيلة الشيخ،
ما صحة حديث تَفَكَّرُوا في خلق الله و لا تفكروا في ذات الله؟
الشّيخ: هذا الحديث ما يصح،
جاء عن بن عباس و يبدو أنه موقوف عليه،
و أما مرفوعا فلا يصح.
(الشيخ يتحدث مع أحد الطلبة)
الطّالب: و يقول:
ما الراجح في مسألة وضع اليدين بعد الركوع و مسألة النزول على الركبتين أو اليدين من حيث الصنعة الحديثية؟
الشّيخ: هذا تقدم الكلام على هذه المسألة في درس الترمذي بتوسع،
و كلا الحديثين لا يصحان و بالذات حديث أبي هريرة،
لا يبرك أحدكم كبروك البعير و ليضع يديه قبل ركبتيه،
فإن هذا الحديث حديث باطل،
وقد ضعفه كبار الحفاظ،
حديث باطل و لا يصح أبدا،
بل أُخطئ عندما أقول هذا حديث ضعيف بل هو حديث باطل سندا و متنا،
بل هو حديث باطل سندا و متنا،
و قد رده البخاري إمام أهل الحديث في زمانه،
و قال عنه حمزة الكناني و هو من كبار الحفاظ المصريين قال: هذا حديث منكر،
و معلل بأربع علل في الإسناد و علة في المتن،
و قد ذكرتها بتوسع في درس الترمذي،(1/17)
نعم.
و طبعا الراجح هو النزول على الركبتين لثلاثة أدلة:
حديث وائل بن حجر أيضا لا يصح لكنه أقوى من حديث أبي هريرة،
و هذا قد صرح به الطحّاوي و الخطّابي و غيرهما من أهل العلم،
و هذا الذي ثبت عن عمر أمير المؤمنين كما رواه بن أبي شيبة عن إبراهيم عن الأسود عن عمر،
و هذا إسناد صحيح،
و لم يثبت عن أحد من الصحابة ما يخالفه،
ما جاء عن بن عمر أنه كان ينزل على يديه هذا لا يصح،
و قد بَيَّنْتُ علته في درس الترمذي أيضا،
و قال به أيضا بعض التابعين كأبي قلابة و نُقل عن أصحاب بن مسعود أنهم يقولون به و منهم إبراهيم النخعي،
و هو قول أكثر أهل الحديث كالشافعي و إسحاق بن راهويه و الإمام أحمد،
لم يثبت عن أحمد ما يخالف هذا،
و إن نُقل عنه رواية أخرى لكن هذه لا نعرف أنها ثابتة عنه،
و هو قول أبي داوود و قول كذلك بن حبان و غيرهم من أهل العلم،
و أما ما قاله بن أبي داوود إن أكثر أهل الحديث على النزول على اليدين هذا يعني الواقع في ما يبدو على خلافه،
فالأمر الثاني أن هذا،
هذا الذي ثبت عن أمير المؤمنين و لم يثبت عن أحد من الصحابة ما يخالفه،
ثالثا أن مقتضى الطبيعة أن النزول على الركبتين أولى من النزول على اليدين و ذلك لأن الأصل أن الإنسان إذا أراد أن ينزل،
ينزل، يبدأ بالأقرب من الأرض،
يبدأ بالأقرب إلى الأرض فالأقرب،
ما يبدأ بالأبعد و إنما يبدأ بالأقرب،
و طبعا هذه الثالثة يعني ما قلنا بها لذاتها، لا،
و إنما الأصل على ما تقدم،
لكن بس هذه هكذا،
و إلا الأصل المعتمد على ما تقدم،
هذا هو المعتمد عليه.
نعم.
الطّالب: فضيلة الشيخ،
ما صحة حديث تفاءلوا بالخير تجدوه؟
الشّيخ: هذا موب صحيح،
تفاءلوا بالخير تجدوه،
و إنما كان الرسول صلى الله عليه و سلم يتفاءل، كان يعجبه الفأل.
الطّالب: ما صحة الأحاديث الواردة بذكر التهليل بعد الفجر و المغرب عشرا؟(1/18)
الشّيخ: هذه جاءت بأسانيد متعددة و قد حسنها بعض أهل العلم كالحافظ بن حجر و ضعفها بن رجب،
و في ما يبدو أن فيها ضعف، كلها أسانيدها ما تخلو من كلام و لا تطمئن النفس إلى تقويتها بمجموع طرقها،
لا تطمئن النفس إلى تقويتها بمجموع طرقها.
نعم.
الطّالب: ما رأي فضيلتكم بحديث نصف أموات أمتي من العين؟
الشّيخ: هذا ما يصح،
ما يصح.
الطّالب: و ما رأي فضيلتكم في الحديث الذي فيه أن غزالا اشتكت إلى النبي صلى الله عليه و سلم
و تكلمت ثم ذهبت و أرضعت أولادها و رجعت إلى آخر الحديث؟
الشّيخ: هذا الحديث باطل و ليس بصحيح،
هذا باطل و ليس بصحيح،
و حديث البعير أقوى منه، الذي شكا له،
الذي شكا للرسول عليه الصلاة و السلام، نعم،
لعله لا بأس بإسناده،
و أما حديث الغزالة فهو حديث باطل و لا يصح.
الطّالب: فضيلة الشيخ،
ما رأيكم في قدح شعبة بن الحجاج في أبي الزبير المكي حيث قدح فيه بعدة قوادح؟
الشّيخ: تقدم أن أبا الزبير المكي هو من الثقات الحفاظ،
و ذكرت الأدلة على هذا في ما سبق،
ذكرت الأدلة على هذا في ما سبق،
و الأدلة هذه تنقسم إلى قسمين، بل ثلاثة:
الأول ثناء أهل العلم عليه و منهم عطاء بن أبي رباح فقيه الحرم في زمانه،
و الأمر الثاني هو استقامة أحاديثه و قد كما ذكرتُ تتبّعتُ الكثير منها فوجدتُها مستقيمة،
و الأمر الثالث أن كبار أهل العلم على تصحيح حديثه و على رأسهم مسلم بن الحجاج.
الطّالب: بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا سائل يسأل و يقول:
شيخنا الفاضل،
ما صحة حديث علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل؟
الشّيخ: هذا باطل ليس بصحيح.
الطّالب: ما صحة هذه العبارة: إن الإمام الحسن البصري على جلالة قدره كان مدلسا؟
الشّيخ: أيه نعم كان يقع في التدليس،
كان يقع في التدليس،
كان يقع في التدليس،
و سوف يأتينا في الكلام على التدليس،
و هذا الذي وقع فيه،
وقع فيه في التدليس،
هو من باب إحسان الظن بمن حدثه،
كما قال زميلُه بن سيرين،(1/19)
قال: ثلاثة و في رواية عنه أربعة يحسنون الظن بمن حدثهم فذَكر منهم الحسن،
فكان يحسن الظن بمن حدثه،
فليس من قبيل التَّعْمِية و تدليس الخبر الذي هو إخفاء العين.
نعم.
الطّالب: ما تقولون يا شيخنا في مُحَقِّقِ الموقظة؟
الشّيخ: الموقظة حققها شخصان من الناس،
الأول عبد الفتاح أبو غدة و الثاني ذُكر لي و أنا ما وقفت على تحقيق الثاني،
و المقصود أن كل واحد من الناس يُقبل من قوله و يُرد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم،
فما قاله محقق الموقظة منه ما هو حق فيُقبل و منه ما هو باطل فيرد،
فكيف يُعرف الحق من الباطل؟
بإرجاع كل قول إلى ما جاء في كتاب الله و إلى ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم،
على أن للمحقق أشياء كثيرة هي باطلة و ليست بصحيحة،
و مع ذلك سَكَتَ عليها في كتبه أو ذَهَبَ إليها في كتبه،
فلا شك أن هذا موضع إنكار عليه،
على ضَعْفٍ في عقيدته.
الطّالب: هل إذا قال أحد المحدثين: هذا حديث صحيح الإسناد
يعني بذلك صحة الإسناد فقط أم صحة السند و المتن؟
الشّيخ: الأصل في ما صحح إسناده، الأصل أن هذا الحديث صحيح سندا و متنا، هذا هو الأصل،
لكن أحيانا، و هذا عند المتأخرين فقط دون المتقدمين،
المتقدمون ما يمكن أن يقولوا عن حديث إن إسناده صحيح إلا و يقصدون صحة الإسناد و المتن،
و أما المتأخرون فقد يقولون على أحاديث إن أسانيدها صحيحة و قد تكون متونها معلولة غير مستقيمة،
هذا نعم يوجد عند المتأخرين،
و أما المتقدمون فلا يمكن أن يحكموا على الأحاديث بأن إسنادها صحيح إلا و يعنون صحة السند و المتن.
نعم.
الطّالب: هل يكفي تقريب التهذيب في الحكم على رجال الكتب الستة بتطبيق عملي في الحكم على رجال الحديث؟
الشّيخ: لا يكفي لا التقريب و لا الكاشف و لا التهذيب
و لا تهذيب الكمال و لا الميزان للذهبي،
ما تكفي هذه الكتب،
لا بد من الرجوع إلى الأصول،
لا بد من الرجوع إلى الأصول،(1/20)
و أيضا يُسْنَدُ هذا بالإستقراء لأحاديث الرواة الذين اختُلف فيهم بين القبول و الرد،
فلا بد من استقراء أحاديث الرواة الذين اختُلِف فيهم،
و بعض المشتغلين بالحديث ينكرون مسألة الإستقراء و يقولون لا يمكن لأحد أن يستقرئ،
طب هذا إذا كان هم ما يستطيعون غيرهم يستطيع،
هم إستعجالهم، و ينظرون، بس ينظرون لما قاله بن حجر على رجال الإسناد من حيث الظاهر و لا يدققون في المتن ولا في الإسناد،
يريدون أن يستعجلون حتى لا يتأخرون في الحكم على الأحاديث،
فلذلك يقولون ما يمكن الإستقراء،
و هذا موب صحيح،
هذا موب صحيح،
هذا موب صحيح،
فمثلا عبد العزيز بن أبي رواد قد استقرأتُ حديثه و هناك من ساعدني في استقراء حديثه،
فوجدتُ له تقريبا، وجدتُ له في الكتب تقريبا ثلاثين إلى أربعين حديثا،
و كثير من هذه الأحاديث أصلا لا تصح له،
و ما صح الإسناد إليه هو فيه على قسمين،
منه ما هو مقبول و منه ما هو مردود،
فوجدتُ عدة أحاديث هي معلولة،
ما وجدت أهل العلم عللوها،
هي معلولة عندهم،
لكن ما وجدت أنهم ذكروا تعليلها،
و من ذلك ما رواه عن سالم عن بن عمر أن الرسول عليه الصلاة و السلام قال:
الإسبال في ثلاثة القميص و الإزار و العمامة،
و هذا حديث معلول لا يصح بهذا اللفظ بل هذا اللفظ منكر،
و الصواب هو ما رواه خمسة عشر راو عن بن عمر،
كلهم رووه بلفظ لا ينظر الله إلى من جَرَّ إزاره خيلاء أو في رواية ثوبه خيلاء،
و جاءت رواية عند أبي داوود من حديث يزيد بن أبي سمية عن بن عمر قال: إن الرسول صلى الله عليه و سلم
جعل ما كان في الإزار فهو في القميص،
يعني أن القميص ملحق بالإزار،
و ليس هذا كلام للرسول عليه الصلاة و السلام،
ثم الإسبال في العمامة كيف يكون؟
كيف يكون الإسبال في العمامة؟
كيف يكون؟
يعني هل يوصلها الإنسان مثلا إلى مؤخرته؟
أو بحيث تسحب في الأرض؟
هذه ما أحد يجعلها يجعل عمامته تسحب في الأرض.
الطّالب: بسم الله الرحمن الرحيم،(1/21)
هذا سائل يسأل يقول:
فضيلة الشيخ،
كيف يرسل الصحابي؟
الشّيخ: كيف يرسل الصحابي؟
نعم،
يعني مثل بن عباس يقول:
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام، و يكون قد سمعه من صحابي آخر،
مثلا سمعه من أبي هريرة سمعه مثلا من أبي بكر ولّا من عمر ولّا من عثمان،
ثم يرسله عن،
أو من علي رضي الله تعالى عنهم،
ثم يرسله عنهم فيقول قال رسول الله عليه الصلاة و السلام.
نعم.
الطّالب: ما الفرق بين مرسَل الصحابي و الحديث الموقوف؟
الشّيخ: المرسل هو قول الصحابي أو التابعي: قال رسول الله عليه الصلاة و السلام،
أما الموقوف موقوف عليه، الصحابي مثلا يقول كذا و كذا هذا موقوف،
يكون من كلامه ليس بمرفوع.
نعم.
الطّالب: مرسل سعيد بن المسيب لا يُحتج به مطلقا أم فيه تفصيل؟
الشّيخ: الصواب أن مرسل سعيد لا يُحتج به إلا إذا جاء ما يعضده و يشهد له،
و احتج الإمام الشافعي ببعض مراسيله دون البعض الآخر،
إذا جاء ما يشهد له نعم يحتج بها،
و إذا لم يأت ما يشهد لها ما يحتج بها.
نعم.
الطّالب: قوله صلى الله عليه و سلم: فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين،
و الله يقول: و لا تزر وازرة وزر أخرى،
كيف الجمع حفظك الله؟
الشّيخ: ما فيه شك أن هذا و لا تزر وزرة وزر أخرى إذا لم يكن للإنسان دَخْلٌ في معصية هذا الشخص،
نعم،
و إلا ثبت في صحيح مسلم من حديث جرير و حديث أبي هريرة أن من سَنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة
و من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة،
هو الذي سن،
هو الذي سن هذه المعصية،
و في البخاري من حديث بن مسعود لا تُقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ منها،
كفل من الوزر،
لأنه هو الذي سَنَّ القَتْلَ.
نعم.
(طالب يكلم الشيخ)
الطّالب: لماذا قال عليه الصلاة و السلام عظيمُ الروم و لم يقل ملكُ الروم؟
الشّيخ: هو عظيمهم و هو ملكهم.
نعم.(1/22)
الطّالب: فضيلة الشيخ وفقك الله،
قلت أثناء كلامك أن العمل شرط لصحة الإيمان،
ألا ترى أن الصحيح أن يقال إن العمل ركن من أركان الإيمان،
لأن في قولك هذا مواقفة لمذهب مرجئة الفقهاء الذين يخرجون العمل من مسمى و حقيقة الإيمان؟
الشّيخ: لا، هذا الكلام موب صحيح،
هذا موب صحيح،
هو ركن و هو شرط،
هو ركن و هو شرط،
يعني عندما أقول شرط أن الإيمان لا بد فيه من عمل،
و أما مرجئة الفقهاء فلم يقولوا شرط،
ما قالوا شرط،
عندهم أن الإيمان قول و إعتقاد،
عندهم أن الإيمان إعتقاد و قول،
ما قالوا شرط لصحة الإيمان،
فهؤلاء المرجئة،
و أما من قال شرط لصحة الإيمان يعني لا بد من العمل،
و ليس معنى هذا أن العمل خارج عن مسمى الإيمان،
لا،
العمل ركن من أركان الإيمان،
الإيمان يتكون من إعتقاد و قول و عمل.
نعم.
الطّالب: فضيلة الشيخ،
يقول:
رأيتكم أثناء الصلاة و بعد الركوع تضعون اليدين على الصدر،
فما سبب ترجيح هذا على الإسبال من الناحية الحديثية؟
الشّيخ: هذا لحديث وائل بن حجر الذي في السنن و لفظه عند النسائي،
قال: كان الرسول صلى الله عليه و سلم في القيام يضع يديه على صدره،
و هذا شأن القيام الأول و الثاني،
و لأدلة أخرى يعني أيضا،
يعني من ذلك أنه لم ينقل أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يرسل يديه،
فدل هذا على أن يديه كان يضعهم على صدره كما يفعل في قيامه الأول،
فلو كان يرسل كانوا ذكروا ذلك.
نعم.
الطّالب: فضيلة الشيخ،
نسأل الله أن ينفعنا بعلمكم آمين،
السؤال:
ذكرتَ تقسيمات الحاكم للحديث الصحيح و أنها في كتاب المدخل إلى الإكليل،
أليس هذا الكتاب مفقودا؟
و أليس هو قريبا من كتب السيرة؟
الشّيخ: مطبوع هذا الكتاب،
الكتاب هذا مطبوع،
هذا الكتاب مطبوع،
مطبوع بطبعتين،
طبعتين،
مطبوع بطبعتين.
نعم.
الطّالب: مَنْ مِنَ المحدثين الذي قسم الصحيح إلى ثلاثة أقسام:
الصحيح المتفق عليه و الصحيح المعلول و الصحيح المختلف فيه؟(1/23)
و هل هذا التقسيم صحيح؟
الشّيخ: هذا الخليلي،
أبو يعلى الخليلي،
هو الذي قسم هذا إلى هذه الأقسام الثلاث،
و هذه فيها،
يعني هذا إصطلاح خاص به،
إصطلاح خاص به،
و فيها بعض،
يعني تحتاج إلى بيان،
لكن لعله في وقت آخر قد لعله تُبَيَّن هذه الأشياء.
نعم.
[أسئلة الشّريط الحادي عشر من السلسلة، من بداية الشريط إلى منتصف الدقيقة الحادية و العشرين]
نعم
(طالب يعلن عن دروس و محاضرات و يذكر درسا للشيخ عبد الله بن عقيل)
الشّيخ: عفوا بس،
بالنسبة للشيخ عبد الله بن عقيل حفظه الله،
تَرى هذا من كبار العلماء في العالم الإسلامي و فقيه من كبار الفقهاء،
فَرَاح يأتي بمشيئة الله يوم الخميس،
معروف، هو من نُظُراء الشيخ محمد بن عثيمين،
و من نظراء الشيخ البسّام، تتلمذ على بن سعدي
و قرأ عليه كثيرا، ثم صاحب الشيخ محمد بن إبراهيم،
فهو عالم جليل من كبار الفقهاء في العالم الإسلامي،
فأنا أوصيكم و نفسي بالإستفادة منه و الحضور عنده،
و راح يأتينا بمشيئة الله يوم الخميس بين الأذان و الإقامة،
فمن كان عنده سؤال في المسائل العلمية و بالذات البيوع،
و يثني عليه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان في البيوع،
و هو عالم جليل كبير،
بالذات في مسائل البيوع و ما شابه ذلك،
فنبهوا الإخوان على الحضور و الإستفادة،
و ترى كان أهل العلم في ما سبق و بالذات أهل الحديث كانوا معروفين بالرحلة،
و حتى بن معين في مرض موته رحمه الله عندما سئل: ماذا تتمنى؟ قال:
إسناد عال و بيت خال،
و الإسناد العالي لا يأتي إلا بالرحلة في الغالب،
فبما أن هذا العالم راح يأتينا هنا فنحن ما رحلنا إليه مع أنه موجود في الرياض،
لكن راح يأتينا إلى هنا ففرصة أن الإنسان يستفيد منه،
و أنا أنبه نفسي و الإخوان إلى أن ينبهوا أيضا الإخوان الآخرين بالحضور و الإتيان،
ينبهوا أيضا الإخوان الآخرون بالحضور و الإتيان.
الطّالب: هذا سائل يقول:(1/24)
ما حكم الشاذ و خاصة إذا تعارض الحديث في الصحيحين البخاري ومسلم؟
الشّيخ: ما حكم الشاذ خاصة إذا تعارض...
الطّالب: الحديث في الصحيحين البخاري ومسلم.
الشّيخ: هذا تقدم التنبيه عليه من خلال الأمثلة،
و الشاذ يعتبر مردودا.
نعم.
الطّالب: ما هي أفضل و أسهل طريقة لحفظ الصحيحين و غيرها من كتب الحديث؟
الشّيخ: يكون هذا بالقراءة فيهما و تَحَفُّظِ ما جاء فيهما،
لكن قبل الحفظ، إنك إقرإ الشيء و ردده حتى تحفظه،
و أما ما يتعلق،
هذا ما يتعلق بالمتن،
و أما ما يتعلق بالإسناد فيحتاج إلى مقدمات،
إحفظ،
أولا إعرف الرجال ثم إعرف أن هذا يروي عن فلان و هذا عن فلان،
حتى تعرف كل أساس طرق مسلوكة،
حتى تستطيع أن تحفظ إذا أردت أن تحفظ المتن مع الإسناد.
نعم.
الطّالب: أما يمكن أن يعرف الشاذ بأن نقول هو مخالفة الثقة من هو أوثق منه؟
الشّيخ: لا يشترط المخالفة و إنما مطلق التفرد،
نعم عند أهل الحديث هذه تسمى مخالفة،
مطلق التفرد يسمى مخالفة،
لكن ليس كل تفرد مردود،
كما تقدم لنا بالشروط السابقة،
و ذكروني حتى أنبه في الليلة القادمة بمشيئة الله،
راح يأتينا أن التفرد على تسعة أقسام،
راح يأتينا بمشيئة الله أن التفرد على تسعة أقسام،
منها المقبول و منها المردود،
لكن ما تسنى لي أني،
لعل غدا في الدرس القادم إن شاء الله أذكر أقسام التفرد و هي تسعة،
منها المقبول و منها المردود،
لكن هذا التفرد بالشروط السابقة التي شرحتها قبل قليل،
أن يتفرد ثقة غير معروف بالرواية عن فلان المعروف بالرواية و التلاميذ و كثرة الأصحاب،
أو أن يكون كل الإسناد بعضه ما معروف بالرواية عن البعض الآخر،
هذا يسمونه شاذا.
الطّالب: يسأل و يقول:
فضيلة الشيخ حفظه الله،
قلتم إن المرفوع هو ما نسب إلى النبي صلى الله عليه و سلم من قوله أو فعله أو تقريره أو همه،
و من المعلوم أن الهم لا يعرف إلا إذا حدث به صاحبه و قاله،(1/25)
أفلا تكون زيادة أو همه داخلة في لفظة القول؟
الشّيخ: ممكن نعم أن تدخل، نعم ممكن أن تدخل و ممكن أن تخرج،
و قد أخرجها بعض أهل العلم،
و قد أخرجها بعض أهل العلم،
فكونه يفعل الشيء أو يقوله أو يهم به و إن كان قاله فبعضهم غاير ما بين هذه الأقسام،
و إذا أدخله ضمن القول فلا بأس.
الأولى طبعا أن لا يقول عبارات (كلمة غير واضحة لعلّها: التفسير) هذه الأوْلى أن لا تُذكر،
يعني: قولُكم أو ما ذهبتُم إليه،
الأوْلى أن لا تُذكر مثل هذه الأشياء، و إنما يعني ما تقول في كذا،
نعم، هذه أحسن.
نعم.
الطّالب: فضيلة الشيخ حفظه الله...
الشّيخ: و حتى هذه فضيلة هذه أيضا كذلك.
نعم.
الطّالب: بينوا لنا حال عبد العزيز بن أبي رَوّاد،
و هل رد حديثه الإمام أحمد رحمه الله؟
الشّيخ: الإمام أحمد أثنى على عبد العزيز بن أبي رواد و وصفه ببعض الوهم و الخطإ،
و عبد العزيز بن بن أبي رواد هو في الجملة صدوق مشهور بالعبادة و الإستقامة،
و لكنه في باب الرواية خفيف الضبط،
و أحاديثه إذا دلت الأدلة و القرائن على قبولها تقبل،
و إذا لم تدل الأدلة و القرائن على قبولها ترد،
يعني هو في الحقيقة له أوهام و أخطاء،
و له أحاديث مستقيمة على قلة ما روى،
تقريبا إلى ثلاثين حديثا تقريبا،
و كثير منها لا يصح،
ثلاثون أربعون حديثا،
و كثير منها لا يصح الإسناد إليه،
و بعضها أخطأ فيه و وهم تقريبا ستة،
ستة أحاديث تقريبا أو خمسة،
و بعضها صحيح تقريبا أيضا خمسة أو قريب من ذلك،
فهو بين هذا و بين هذا.
نعم.
الطّالب: ما الفرق بين قولهم متفق عليه و قولهم أخرجه الشيخان؟
الشّيخ: هذا متفق عليه الأصل بما أنه متفق عليه عند المتأخرين يعني خرجه الشيخان،
هذا هو الأصل،
لكن أحيانا بعض أهل العلم يستعمل متفق عليه ليس بمعنى خرجه الشيخان
و إنما بمعنى أن شروط الصحة التي يشترطها أهل العلم بالحديث متوفرة فيه،
فهذا ينبغي أن يكون عند أهل العلم بالإتفاق صحيح،(1/26)
و هذا أبو نُعَيم يستعمله يقول في كتابه الحلية: متفق على صحته،
ليس قصده أن الشيخان خرجاه فقط، لا،
و إنما قصده أن شروط الصحة قد توفرت فيه،
و قد يكون الشيخان قد خرجاه،
و قد لا يكون الشيخان خرجاه،
يعني مثل ما رواه عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي رضي الله عنه
إنه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق،
قال: هذا حديث متفق على صحته مع أن البخاري ما خرجه و إنما مسلم الذي خرجه،
لكن قصده أن شروط الصحة قد توفرت فيه،
هذا قصده.
نعم.
الطّالب: هل لرواية الحديث المسلسل بالأولية له أي ثمرة حديثية أم أنه لطلب البركة فقط؟
الشّيخ: هذا الحديث المسلسل بالأولية ما فيه إلا مسألة ثبوت السماع،
فيه مسألة ثبوت السماع،
يعني تقول: هذا أول حديث سمعته من فلان،
إذا رويته بصيغة العنعنة هذا كما تقدم يحتمل أنك سمعت و يحتمل أنك لم تسمع،
لكن إذا قلت هذا أول حديث سمعته ممن حدثني به فهذا يكون فيه ثبوت السماع،
فهذا هو فوائد المسلسل،
هذا هو من بعض فوائد المسلسل و هو ثبوت السماع،
و هذا ليس في كل الأحاديث،
يعني مثلا المسلسل بالمحمدين،
ما، ما يشترط ثبوت السماع و إنما أن يكون الراوي إسمه محمد،
أو الدمشقيين يشترط أن يكون الراوي من دمشق أو نزل دمشق،
فهذا كما ذكرت،
يعني مثلا المحمدين أو الدمشقيين هذه ليس فيه فائدة في الصناعة الحديثية،
و لذلك أنا ذكرتُ أن المسلسل هو من طرائف علم الحديث و ليس من أصوله و مهماته.
(الشيخ يمازح بعض طلابه)
الطّالب: و هذا سائل يسأل يقول: فضيلة الشيخ،
في مصنف عبد الرزاق باب المسح على النعلين،
عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن أبي زياد عن أبي ذبيان قال: رأيت عليا بال قائما حتى أرغى
ثم توضأ و مسح على نعليه ثم دخل المسجد فخلع نعليه فجعلهما في كمه ثم صلى،
و السؤال:
من يزيد هذا؟
هل هو مولى بني مخزوم المدني الثقة أم الهاشمي الكوفي الشيعي الضعيف أم القرشي المتروك؟(1/27)
الشّيخ: أعد الإسناد،
طبعا هو هذا صحيح ثابت عن علي رضي الله تعالى عنه.
الطّالب: عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن أبي زياد عن أبي ذبيان.
الشّيخ: و الله ما أدري يزيد بن أبي زياد هنا من،
لكن الحديث ثابت عن علي رضي الله تعالى عنه،
هذا الأثر ثابت عن علي،
لكن هذا الأثر لا يستفاد منه أن الإنسان يجوز له أن يمسح على خفيه ثم يخلع الخفين
و يصلي و أن وضوءه لا ينتقض كما ذهب إلى هذا بعض أهل العلم،
إستدلوا بهذا الأثر،
لا،
هذا الأثر له ألفاظ،
أثر علي له ألفاظ و أسانيد متعددة ساقها عبد الرزاق بن أبي شيبة و غيره بغير هذا الإسناد و بغير هذا اللفظ،
و الصواب في ما يبدو لي و الله أعلم أن المقصود هنا بمسح توضأ،
لأن المسح يطلق على الغسل و لازال الناس يستعملون تمسح،
يقال تمسحت يعني توضأت،
و هذه لغة عربية صحيحة.
نعم.
الطّالب: و يسأل أيضا و يقول:
كذلك ذكرتم في ترجمة غير واحد منهم سليمان بن بلال و كذا عبد الله بن دينار ذكرتم أنه ثقة مشهور،
ما المقصود بهذه الشهرة؟
الشّيخ: المقصود أن الأئمة وثقوه و أن حديثه مخرج في الصحاح،
فهذا هو المقصود.
نعم.
الطّالب: ما هو الجامع بين الكتب الستة؟
فلماذا اقتصر المحدثون على هذه الكتب فقط و لم يذكروا معها الموطأ و بقية السنن كالدارمي و بن أبي شيبة؟
الشّيخ: هذا سؤاله في الأول غير مستقيم،
طبعا أهل العلم جمعوا كتب الحديث،
بعضهم جمع خمسة البخاري و مسلم و كتب السنن مثل في شروط الأئمة الخمسة لابن طاهر المقدسي،
و هذا الذي مشى عليه في مثل شروط الأئمة الخمسة لابن طاهر المقدسي،
و ليس قصده الموطأ و لم يدخل بن ماجة،
فبعضهم جعل خمسة،
و بعضهم أضاف الموطأ كما هو بالنسبة لابن الأثير جعلها ستة و لم يذكر بن ماجة،
و بعضهم جعلها ستة بذكر بن ماجة،
جعلها ستة بذكر بن ماجة،
كما هي في كتب الأطراف المتأخرة كما في أطراف المزي و غيره.
الطّالب: جزى الله الشيخ خيرا،
و هذه بعض الأسئلة،(1/28)
نبدأ بالسؤال الأول يقول:
ما هو القول الراجح في الصلاة على الغائب؟
و هل فيها تفصيل؟
الشّيخ: القول الأرجح و الله أعلم في الصلاة على الغائب،
إذا لم يصلى على هذا الميت كما حصل للنجاشي،
مات بين قوم كفار فلم يصل عليه أحد فصلى عليه الرسول صلى الله عليه و سلم،
و إلا قد توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يذكر أن أهل الطائف صلوا عليه،
أو عبد القيس صلوا عليه، أهل البحرين،
كانوا عبد القيس مسلمين،
فلم يُذكر أنهم صلوا عليه،
كذلك عندما توفي الصديق رضي الله عنه لم يُذكر أن أهل مكة صلوا عليه صلاة الغائب،
و عندما توفي عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم جميعا لم يذكر أن في الأمصار الإسلامية صلوا عليهم صلاة الغائب،
فصلاة الغائب إنما تكون على الذي يموت بين الكفار.
نعم.
الطّالب: يضيف أخونا السائل يقول:
هل الصلاة و هو مات في بلاد المسلمين بدعة؟
الشّيخ: هل صلاة الغائب عليه تكون هنا بدعة؟
الطّالب: نعم.
الشّيخ: و الله الذي يبدو أن السنة على خلاف ذلك،
لكن يعني من ترجح له أنه لا بأس أن يصلَى عليه،
فهذا يعني لا بأس على حسب ما ترجح له،
و الذي يترجح لي هو أن صلاة الغائب إنما تكون على رجل مات بين الكفار و لم يصل عليه أحد،
و الذي يُستنكَر أن بعض الناس قد يصلي على الغائب و هذا الميت مدفون في بلده،
هذه هذه بدعة قبيحة،
هذا جهل،
يصلى عليه و هو مدفون بين أظهرهم،
هذا موب صحيح،
الرسول عليه الصلاة و السلام عندما سأل عن المرأة التي كانت تقم المسجد و جاء في رواية أنه رجل،
فقالوا مات فقال دلوني على قبرها فذهب و صلى عند القبر.
نعم.
الطّالب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
هل وجود المبخرة التي يوجد بها بعض الجمر أمام المصلين محذور؟
و هل يعتبر مثل النار؟
و هل ورد نهي عن استقبال النار؟
الشّيخ: هو ما ورد نهي عن استقبال النار و لا عن التنور و إنما جاء عن إبراهيم النخعي أنه كره ذلك،(1/29)
فبعض أهل العلم ذهبوا إلى هذا الشيء،
و كراهيته أن يكون متشبها بالمجوس،
لكن إن فعل هذا ليس قصده معاذ الله التشبه بالمجوس فهذا أمر لا بأس به،
و قد بوب البخاري باب الصلاة إلى التنور و نحوه،
و استدل بقصة الرسول عليه الصلاة و السلام عندما كان يصلي صلاة الكسوف و عُرِضتْ عليه النار،
فاستفاد من هذا البخاري أن لا بأس من الصلاة إلى ذلك.
الطّالب: و هذه بعض الأسئلة من إخوتنا، يقول السؤال الأول:
ما صحة الحديث صوموا يوم عاشوراء و يوما قبله و يوما بعده حيث أن بعضهم عزاه إلى مسلم؟
الشّيخ: هذا الحديث ليس في مسلم و إنما الذي في مسلم لئن بقيتُ،
في حديث بن عباس،
لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع،
يعني طبعا مع العاشر،
لأنه عندما ذكر له عليه الصلاة و السلام أن اليهود يصومون العاشوراء فقال: لئن بقيت إلى قابل لأصومَنَّ التاسع من أجل أن يخالفهم،
و لذلك في مصنف عبد الرزاق عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس موقوفا عليه،
و هو الذي روى الحديث المرفوع قال:
صوموا يوم العاشوراء صوموا التاسع و العاشر،
قال صوموا عاشوراء صوموا التاسع و العاشر،
أما صوموا يوما قبله و يوما بعده فهذه باطلة،
و أما صوموا يوما قبله أو يوما بعده فهي باطلة لكن الأولى أبطل،
و أما الذي ثبت عن الرسول عليه الصلاة و السلام قال: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع،
طبعا يعني مع العاشر،
و هذه يعني مع العاشر ترى ليست من المتن و إنما هذا الذي دل عليه الدليل،
و لذلك ثبت عن بن عباس قال: صوموا عاشوراء صوموا التاسع و العاشر،
فالسنة صيام التاسع و العاشر من أجل المخالفة،
لكن من صام الحادي عشر خشية أن يفوته عاشوراء لأنه أحيانا قد يُخْتَلَفُ كما حصل في هذه السنة،
و إن كان الثابت و الله أعلم أن عاشوراء كان يوم الخميس لأنه ثبت برؤيا،
نعم.
فأقول: أحيانا قد يقع خلاف، فإذا صام الإنسان ثلاثة أيام،
و شهر محرم جاء الحث على صيامه،(1/30)
كما في حديث أبي هريرة أفضل الصيام بعد الفريضة صيام شهر الله المحرم،
فصام ثلاثة أيام فهذا حسن،
و قد جاء الحث أيضا على صيام ثلاثة أيام من كل شهر،
فهذا حسن،
و أما إذا اقتصر على يومين فهذا أيضا طيب،
و إذا اقتصر على صيام عاشوراء فهذا أيضا حسن لكن دون الذي قبله،
لأن الرسول عليه الصلاة و السلام قال: إن صيام عاشوراء يكفر سنة،
عرفة الذي يكفر سنتين،
عاشوراء يكفر سنة كما في حديث أبي قتادة في مسلم،
فإذا صام الإنسان عاشوراء فهذا مثاب،
و إذا صام تسعة و عشرة فهذا أفضل،
و أما بعضهم كره أن يُفْرَدَ عاشوراء بالصيام فهذا موب صحيح،
الرسول عليه الصلاة و السلام جلس تسع سنوات يصوم العاشر فقط،
و قال إن صيام عاشوراء يكفر سنة،
فالإقتصار على عاشوراء لوحده هذا طيب و حسن و لا يكره بل هو مستحب،
لكن صيام التاسع مع العاشر أفضل.
نعم.
الطّالب: و هذا أخونا يسأل عن الحديث الذي ذكرته المسلسل بالأولية بسندكم،
و يقول من سمع الحديث من الشريط المسموع هل له أن يتحمل ذلك الحديث؟
الشّيخ: ما يخالف،
أنا أجيزه،
إذا كان يريد أن يروي ما سمع بالشريط فلا بأس،
هذا مقرون بالإجازة،
هذا مقرون بالإجازة،
ما يكون سماعا،
ما يكون سماعا و إنما هذا مع الإجازة له الحق أن يرويه،
و إلا ما يعتبر سماعا،
ما يعتبر سماعا إلا مع إذا قرن بالإجازة،
فأنا أجيزه.
نعم.
الطّالب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أما بعد،
ما صحة حديث من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه؟
الشّيخ: هذا ثبت في مسند الإمام أحمد و عند أبي نعيم في الحلية،
من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه،
فهذا صحيح ثابت في مسند الإمام أحمد و الحلية لأبي نعيم.
الطّالب: هل رواية أبي إسحاق السبيعي عن الأسود عن عائشة هي متصلة؟
الشّيخ: متصلة و لكن أخطأ أبو إسحاق في لفظ الحديث،
و لفظ الحديث كما رواه عبد الرحمن بن الأسود و إبراهيم النخعي عن الأسود عن عائشة قالت:(1/31)
كان الرسول عليه الصلاة و السلام إذا كان على جنابة و أراد أن يأكل أو ينام توضأ وضوءه للصلاة.
نعم.
الطّالب: ما حكم تشميت العاطس بيغفر الله لنا و لكم؟
الشّيخ: و الله هذا جاء في بعض الروايات و لا بأس بإسنادها،
جاء في بعض الروايات، نعم، و إسنادها ثابت.
الطّالب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
هل ينطبق على مثال تقوية الحديث الضعيف لكثرة أسانيده،
هل ينطبق ذاك على حديث اعتماد النبي صلى الله عليه و سلم في خطبه على عصا أو قوس؟
الشّيخ: أما اعتماده عليه الصلاة و السلام على قوس أو عصا هذا ثابت،
ثابت في حديث الحزم الكَلَفِي،
فهذا ثابت،
لكن هذا الإعتماد لا يعني يكون سنة على الإطلاق و إنما يكون عند الحاجة،
الرسول عليه الصلاة و السلام عندما احتاج اعتمد،
و أما إذا كان الإنسان غير محتاج فليس من السنة الإعتماد،
نعم جاء في مرسل الزهري أن الصحابة أبو بكر و عمر و عثمان كانوا يعتمدون على العصا،
لكن هذا مرسل،
و الذي دل عليه الدليل هو إنما إعتماده عليه الصلاة و السلام عندما احتاج،
و لذلك اعتمد على بلال، توكأ على بلال،
فالإعتماد إما على عصا و إما على قوس و إما حتى على إنسان،
فالرسول عليه الصلاة و السلام إعتمد على بلال في مرة من المرات لأنه احتاج إلى أن يعتمد،
فهذا عند الحاجة،
و لعلنا نقف عند هنا.(1/32)