أحاديث حياة البرزخ في الكتب التسعة
جمعاً ، وتخريجاً ، ودراسة
محمد بن حيدر بن مهدي بن حسن
ملخص الرسالة
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فهذه الأطروحة ، المقدمة لنيل درجة الدكتوراه ، في السنة وعلوم الحديث ، من الباحث / محمد بن حيدر بن مهدي بن حسن ، إلى قسم السنة وعلوم الحديث ، بكلية أصول الدين ، بجامعة أم درمان الإسلامية ، بجمهورية السودان ، تحت إشراف فضيلة الدكتور / الفاتح الحبر عمر أحمد ، وعنوان الرسالة ( أحاديث حياة البرزخ في الكتب التسعة ، جمعاً ، وتخريجاً ، ودراسة ) .
وهذه الرسالة تعد الأولى ـ حسب علمي ـ في فنها ، حيث تعهّد الباحث ، بأن يستوعب كل ما جاء من أحاديث في الكتب التسعة ، تخص الأبواب ، والفصول ، والمباحث ، المرتبة حسب ماجاء في الخِطة .
وهي مكونة من بابين ، الباب الأول ( الأحكام المتعلقة بـ الإحتضار ـ الدفن ـ القبر ) أما الباب الثاني ( أحوال الأرواح في البرزخ ، والنفخ في الصور ) وفي كل باب ثلاثة فصول ، وفي كل فصل مباحث ، تزيد وتنقص ، حسب الحاجة .(1/1)
تشتمل الرسالة على معاني ، ولطائف جميلة ، قد لا تكون مجتمعة في كتاب واحد ، فهي تبدأ ، من وقت الإحتضار قبل خروج الروح , وحين خروج الروح ، وكيف يجب أن يكون العبد على حسن ظنه بالله عز وجل ، وأنه قادم على رحيم ، فهو أرحم من الوالدة ، بولدها ، وأن لا يسيئ الظن بالله ، فإنه رحمان الدنيا ، والآخرة ، وكيفية طيب رائحة روح المؤمن ، ونتن رائحة روح الكافر ، إلى أن يوضع في قبره ، وهل العذاب يكون على البدن ، أم على الروح ، أم على كليهما ؟ ، وهل يكون لقاءٌ بين الأرواح ، وهل تتزاور ؟ ، وكيفية وصول الأعمال الصالحة إلى الميت ، وهل تصل ؟ ، وما هي الأمور التي تقتضي عذاب القبر ، وما هي المنجية منه ؟ وما هو الصور ، وما هي عدد نفخاته ؟ وهذ ، وذاك ، وغيره ، من حياة البرزخ ، تجده في ثنايا البحث ، ويحتاج إلى شرح وتفصيل ، في ثوب دَعويٍّ ، يزيد المؤمن قربة ، وإقبالاً على الله ، كما يكشف النقاب عن بعض الغيبيات ، التي لو علمها غير المسلمين لدخلوا في الإسلام ، وسوف يبرزها البحث ، ويوثقها ، مما يجعل القارئ يطمئن إلى الراجح .
وصلى الله وسلم ، وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
شكر وتقدير
الحمد لله الذي أحيا البرية وأوجدهم من العدم ، ثم أماتهم فأقبرهم ، ثم أحياهم من الرفات ، وجمعهم من النخرات ، ليجزي الذين أ ساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى .
اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ . وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ . وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ .(1)
وبعد :
فإني أحمد الله تعالى أولاً ، على نعمه التي لا تحصى ، وآلائه التي تترآ ، بما فتح به علىَّ من علمٍ أنتفع به ، ويَنتفع به مِن بعدي ، وأحمده بما بلَّغني ما كنت أصبوا إليه ، وأتمناه من إتمام هذه الرسالة المتواضعة .(1/2)
وأثني بالشكر على من أمرني ربي بشكرهما في كتابه ( ( (((( (((((((( ((( ((((((((((((((( ( (2) والدي الكريمين ، رعاهما الله ، ويسر لهما سبل الخير ، وطول العمر ، مع حسن العمل ، وختم لهما بالسعادة في الدارين ، اللهم آمين .
كما أتقدم بعميق الشكر ، وجزيل الإمتنان ، والتقدير ، لفضيلة شيخي ومشرفي الدكتور / الفاتح الحبر عمر أحمد ، الذي بذل وسعه في الإحسان لي ، بالتوجيه ، والإرشاد ، والنصح ، ومنحني من أوقاته الغالية ، وفتح لي بيته ، زيادة على ساعات الإشراف الرسمية بالجامعة ، فبفضل من الله ، ثم بإخلاصه وتوجيهاته السديدة ، تحقق إنجاز هذه الرسالة ، وإخراجها إلى حيز الوجود ، والله أسأل أن يضاعف له الحسنات ، وأن يجازيه على ذلك الحسنى وزيادة .
كما أقدم عظيم شكري ، وجزيل امتناني ، بمداد العرفان ، لمساعد المشرف ( الخارجي ) فضيلة الدكتور / يوسف بن محمد صديق ، فقد غمرني بما لا أستحقه ، فقد كان يبذل الغالي ، والنفيس ، في سبيل أن تكون هذه الرسالة متميزة عن بقية الرسائل العلمية ، فكان يشحذ همتي ، عندما يراني توانيت ، وتقاعست ، إضافة إلى ذلك ، فقد كان على كثرة إنشغاله ، وإشرافه على رسائل في كليات البنات بمكة المكرمة ، يشرفني بحضوره إلى بيتي ، لبذل النصح ، والإرشاد ، فجزاه الله خيراً ، ما جزي شيخاً ، عن تلميذه .(1/3)
كما أتوجه بالشكر الجزيل المتصل ، إلى جامعة أم درمان الإسلامية / بأم درمان ، حيث أتاحت لي الفرصة ، بالإنخراط في هذه الجامعة العريقة ، التي تعد من أقدم الجامعات ، بجمهورية السودان ، على حسب علمي ، على ماتقدمه من عون لطلاب العلم ، وتسهيلاً لشؤنهم ، وأخص بالشكر ، معالي مدير الجامعة ، وفقه الله ، على ما يتحلى به من أخلاق عالية ، وأوجه شكري إلى عمادة الدراسات العليا ، والقائمين عليها ، وإلى عميد كلية أصول الدين ، وفقه الله لما يحب ويرضى ، وإلى رئيس قسم السنة ، وعلوم الحديث ، وفق الله الجميع لما يحبه ، ويرضاه .
كما لا يفوتني أن أكلل شكري العطر ، لوزارة التعليم العالي ، بالمملكة العربية السعودية ، حيث أتاحت لي فرصة مواصلة ، دراستي العليا ، بجمهورية السودان ، وإعطائي الموافقة بالدراسة في جامعة أم درمان الإسلامية ، جزاها الله خيراً ، بما تقدمه لطلبة العلم من مساعدة وتوجيه .
وأوجه شكري ، وتقديري ، لسفارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه ، على ما لا قيته من ترحاب ، ومساعدة ، وأسجل شكري للملحقية الثقافية ، بما أبدوه من مساعدة ، وتوجيه ، شكر الله سعي الجميع .
كما أوجه شكري الأخير ، إلى كل من قدم لي النصح ، والمشورة ، سواء بكلمة ، أو بمساعدة ، أو إعارة كتاب ، أو في طبع الرسالة ، كما اطلب العذر عمن لم أذكر اسمه ، مخافة الإطالة ، أو نسيت اسمه ، راجياً من المولى العلي القدير ، أن يلهمنا الصواب ، والسداد ، لما يحبه ، ويرضاه ، إنه أكرم الأكرمين ، وأجود الأجودين ، وأرحم الأرحمين ، وصلى الله وسلم ، وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
المقدمة(1/4)
إنَّ الْحَمْدَّ لِلَّهِ ، نَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
( ((((((((((( (((((((( ((((((((( (((((((( ((((((( ((((((((( (((( (((((( ((((((((( (((((((( ((((((( ((((((((( (((((( ((((((((( ((((((( (((((((( (((((((((( ( ((((((((((( (((( ((((((( ((((((((((((( ((((( ((((((((((((( ( (((( (((( ((((( (((((((((( (((((((( ((( ( (3)
( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( (((( (((((((((( (((( ((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ((((( ((4)
( (((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( ( ((((( (((((( (((( (((((((((((( (((((( ((((( ((((((( (((((((( ( (5)
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .(1/5)
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَالِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ ، وَوَعْدُكَ حَقٌّ ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ .(6)
أما بعد : فقد دلت النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أن الإنسان في الحياة الدنيا يمر بثلاثة مراحل ، أو بثلاثة دور :-
قال أبوجعفر الطحاوي رحمه الله :
إن الدور ثلاثة : دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار ، وقد جعل الله لكل دار أحكاماً تخصها ، وركَّب هذا الإنسان من بدنٍ ونفس ، وجعل أحكام الدنيا على الأبدان ، والأرواح تبعٌ لها ، وجعل أحكام البرزخ على الأرواح ، والأبدان تبعٌ لها ، فإذا كان يوم حشر الأجساد وقيام الناس من قبورهم ، صار الحكم والنعيم والعذاب على الأرواح ، والأجساد جميعا )(7) .(1/6)
…وترد على كل هذا أسئلة كثيرة مشكلة لدى كثيرٌ من الناس ، ودقائق عقدية لطيفة ، تحتاج إلى بيان وإظهار ، وقبول ، ورد ، بالدليل المقنع ، وكذلك عذاب القبر هو عذاب البرزخ ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه ، قبر أو لم يقبر ، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ، ونسف في الهواء ، أو صلب ، أو غرق ، في البحر ، وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ، ما يصل إلى المقبور ، وهذا وغيره من حياة البرزخ ، يحتاج إلى شرح وتفصيل ، في ثوب دعوي ، يزيد المؤمن قربة وإقبالاً على الله ، كما يكشف النقاب لغير المسلمين للدخول في الإسلام ،وقد تواترت الأخبار عن رسول الله ( في عذاب القبر ، ونعيمه لمن كان لذلك أهلا ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك ، والإيمان به ، ولا نتكلم في كيفيته ، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذه الدنيا ، إلا بقدر ما أخبر الكتاب والسنة ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ، ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول .
والسؤال في القبر هل للروح وحدها أو للبدن وحده ، أو للروح والبدن معاً ! وهو موطن خلاف بين أهل السنة والجماعة ، ناهيك عن الفرق الضالة ، والأحاديث الصحيحة الكثيرة ، وأقوال العلماء من مفسرين وعقديين ، ومحدثين تبين ذلك وتوضحة ، وسوف يبرزها هذا البحث ، ويوثقها ، مما يجعل القارئ يطمئن إلى الراجح .
وعلى كل هذه الأسئلة المتقدمة والمتوقعة تجدها أن شاء الله في ثنايا البحث ، الذي شرعت في إعداد التصور العام له فلله وحده المنة والفضل ، والله المستعان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(1/7)
ومن الإيمان باليوم الآخر : الإيمان بكل ما أخبر به النبي ( ، مما يكون بعد الموت : فيؤمنون بفتنة القبر ، وبعذاب القبر ، ونعيمه . فأما الفتنة : فإن الناس يفتنون في قبورهم ، فيقال للرجل : ( من ربك ، وما دينك ، ومن نبيك ؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، فيقول المؤمن : الله ربي ، والإسلام ديني ، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبي ، وأما المرتاب فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ؛ فيضرب بمرزبة (8) من حديد ، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمعها لصعق ) ثم بعد هذه الفتنة : إما نعيم وإما عذاب ، إلى أن تقوم القيامة الكبرى ، فتعاد الأرواح إلى الأجساد ، وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه ، وعلى لسان رسوله ، وأجمع عليها المسلمون ، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراةً غرلاً(9) ، وتدنو منهم الشمس ، ويلجمهم العرق .(10)
ثم أما بعد : فتشمل هذه المقدمة على الأتي :-
أولاً : بيان أهمية هذا الموضوع ، وسبب اختياره .
ثانياً : بيان خطة البحث ، والدراسات السابقة ، ومنهجي في البحث ، والمنهج الذي سرت عليه .
أولاً : أهمية الموضوع ، وسبب اختياره ، وسبب اختيار الكتب التسعة المعنون لها في الرسالة .
تتجلى أهمية هذا الموضوع في التالي :-
1- كون حياة البرزخ من حياة البرزخ من الأمور التي ذكرها الله تعالى في كتابه ، فوجب الإيمان بها .
2- إن هذا الموضوع من الأهمية بمكان ، كونه يعالج قضية مهمة قديمة ، من عهد الصحابة ، إلى وقتنا هذا ، وهي حياة البرزخ .
3- حياة البرزخ من الأمور الغيبية ، التي لا مجال للعقل فيها ، وقد وردت النصوص الصريحة في ذلك ، من الكتاب والسنة ، فواجب على العلماء ، وطلبة العلم توضيح الإشكالات ، ودحض الشبه ، وإزالة الأوهام التي علقت بالأذهان ، وهذا ما أردت توضيحه إن شاء الله ، وبيانه .(1/8)
4- فيه بيان لمعتقد أهل السنة والجماعة في عذاب القبر ، وأن من خالفهم فقد ضل ، واتبع غير سبيل المؤمنين .
5- إن جميع الفرق ، والجماعات ، والمذاهب التي خالفت في عذاب القبر ، قد اعملت عقلها في الأمور الغيبية ، التي لا مجال للعقل فيها ، وكونها أمور غيبية ، لا يستطيع العقل بمفرده إدراكها ، والبحث قد بين ما لُبِّس عليهم .
6- تناول البحث التوثيق من المصادر ، من حيث التتبع ، والحكم ، لمعرفة الصحيح من الضعيف من الأحاديث ، وهذا سوف يعين طلبة العلم على البحث في مظان الحديث .
7 - من المعلوم أن الكتب الستة هي : ( صحيح الإمام البخاري ، وصحيح الإمام مسلم ، وسنن أبي داود ، وسنن الترمذي ، وسنن النسائي ، و سنن ابن ماجه ) وهي مشهورة بين علماء الإسلام بالكتب الستة ، إلا أن سنن الدارمي ، وموطأ الإمام مالك بن أنس كانا من المصادر المعتبرة في الحديث لدى علماء الإسلام مدى العصور ، حتى أن بعضهم عدَّ موطأ الإمام مالك بن أنس الكتاب السادس من الكتب الستة ، بدل سنن الإمام ابن ماجه ، والبعض الآخر اعتبر سنن الإمام الدارمي الكتاب السادس لتلك المجموعة ، وعمدت إلى ضم هذين الكتابين المعدودين عند البعض من الكتب الستة ، ولم أكتف بهذا القدر ، بل أردت أن أضم مسند الإمام أحمد بن حنبل إلى هذه المجموعة المباركة ، لأنه من الكتب الشهيرة في ميدان الحديث ، لا يمكن أن نغض الطرف عنه ، ولا أن نتغاضى عنه ، ومن هنا اتضح سبب اختياري للبحث بهذا العنوان .
7- شمل هذا البحث ، كل الأحاديث في عذاب القبر ، من الكتب التسعة ، التي ذكرتُ مباحثها ، والتي استطعت الوصول والوقوف عليها .
8- قراءة المواضيع التي تبحث في عذاب القبر ، تبعث الرقة ، واللين في القلب ، وهذا منها ، ولا سيما في هذا العصر زادت فيه قسوة القلوب .
9- تناول البحث أمور عقدية هامة ، بين أهل السنة ، وبين بقية الفرق ، وهي أمور مهمة يحتاجها العامة ، ولا يستغني عنها طالب العلم .(1/9)
10- تبيين الحق ، والصواب ، وفق أسس علمية صحيحة ، وموثقة .
فهذه الأمور مشتملة جعلتني اختار هذا البحث ، بعدما استعنت بالله ، وتوكلت عليه ، وقد وجدت العامة يخوضون في أمور الغيب ، ويسألون عن الصحيح من الأقوال ، بعدما خاض ممن يدعي العلم ، فضلاً عن العامة ، والجهال ، في أمور الغيب بغير علم ، ولا هدى .
خطة البحث
يشتمل هذا البحث على مقدمة ، وتمهيد ، وبابين ، وخاتمة ، وفهارس .
المقدمة : وتشمل على الآتي :
1- خطبة البحث .
2- بيان أهمية الموضوع ، وسبب اختياره .
3- خطة البحث .
4- والدراسات السابقة .
5- ومنهجي في البحث .
6- والمنهج الذي سرت عليه .
التمهيد : ويحتوي على شيئين :
أولاً : 1- معنى الحياة لغة وشرعاً .
……2- معنى البرزخ لغة وشرعاً .…
ثانياً : عقيدة أهل السنة والجماعة ، في حياة البرزخ .
1- حياة البرزخ في القرآن الكريم .
2- حياة البرزخ في السنة المطهرة .
3- طوائف أنكرت حياة البرزخ ، وشبههم
4- الرد عليهم وإدحاض حججهم .
5- حياة البرزخ ضرورة شرعية ، وعقلية .
6- حياة البرزخ ، وأثرها في سلوك الفرد والجماعة .
الباب الأول
الأحكام المتعلقة بـ ( الإحتضار ـ الدفن ـ القبر )
ويشتمل على ثلاثة فصول ، في كل فصل مباحث .
الفصل الأول : الإحتضار وخروج الروح .
ويشتمل على المباحث التالية :-
المبحث الأول : حسن الظن بالله حال الاحتضار ، ومحبة المؤمن لقاء الله .
المبحث الثاني : شدة الموت وسكراته ، وكيفية قبض الأرواح واختلاف أحوالهم في ذلك .
المبحث الثالث : تلقين المحتضر .
المبحث الرابع : علامات حسن الخاتمة ، وسوء الخاتمة .
المبحث الخامس : نزول ملائكة الرحمة عند الاحتضار ببشارة المؤمن ، وملائكة العذاب بوعيد الكافر ، وصفة ملك الموت .
المبحث السادس : إنقطاع معرفة المحتضر من الناس .
المبحث السابع : طيب رائحة روح المؤمن ونتن رائحة روح الكافر .
المبحث الثامن : معرفة الميت بمن يغسله ويجهزه .(1/10)
المبحث التاسع : كلام الجنائز وسماع كلامها .
المبحث العاشر : بكاء السماء على الميت .
الفصل الثاني : أحوال أهل القبور .
ويشتمل على المباحث الآتية :
المبحث الأول : الإطلاع على القبر ، والإعتبار به .
المبحث الثاني : ما يقال عند الدفن ، القراءة عند الدفن خطاب القبر للميت .
المبحث الثالث : رد الروح إلى الميت لسؤاله .
المبحث الرابع : سؤال الأحياء التثبيت للميت .
المبحث الخامس : فظاعة القبر ، وضمة القبر لكل أحد .
المبحث السادس : من لا يسأل في قبره ، وحال العصاة ، وتوسعة القبر للغريب .
المبحث السابع : الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر .
المبحث الثامن : تأذي الميت بجار السوء .
المبحث التاسع : تمثيل غروب الشمس للميت .
المبحث العاشر : التعبد في القبر .
المبحث الحادي عشر : من لا يأكل الأرض جسده .
الفصل الثالث : السؤال في القبر ، وعذابه ونعيمه .
ويشتمل على المباحث الآتية :
المبحث الأول : عموم سؤال منكر ونكير .
المبحث الثاني : اختلاف الناس في سؤال غير المكلفين في القبر
المبحث الثالث : الأسباب المقتضية لعذاب القبر ، والمنجية منه .
المبحث الرابع : عذاب القبر للبدن والروح .
المبحث الخامس : الأدلة الواردة في صفات الملكين .
المبحث السادس : انقطاع عذاب القبر ودوامه .
الباب الثاني : أحوال الأرواح في البرزخ والنفخ في الصور .
ويشتمل على ثلاثة فصول في كل فصل مباحث .
الفصل الأول : مستقر الأرواح بعد مفارقتها للجسد ، وتعارفها ، وعرضها على الله .
ويشتمل على المباحث الآتية :
المبحث الأول : مستقر الأرواح .
المبحث الثاني : تلاقي أرواح الموتى وتعارفها وتزاورها .
المبحث الثالث : عرض الأرواح على الله .
المبحث الرابع : اختلاف الناس في أمور الموت أعلى الجسد أم الروح
الفصل الثاني : العلاقة بين الموتي والأحياء .
ويشتمل على المباحث الآتية :
المبحث الأول : تلاقي أرواح الموتى وأروح الأحياء .(1/11)
المبحث الثاني : معرفة الموتى بزيارة الأحياء .
المبحث الثال : سماع الموتى كلام الأحياء .
المبحث الرابع : انتفاع الموتى بسعي الأحياء .
الفصل الثالث : الصور .
ويشتمل على المباحث الآتية :
المبحث الأول : النفخة الأولى واختلاف الناس في عدد النفخات .
المبحث الثاني : ما يقع بعد النفخة الأولى ومدة ما بين النفختين .
المبحث الثالث : النفخة الثانية .
المبحث الرابع : بعث الخلائق والخروج من القبور .
الخاتمة
وتشمل على أهم النتائج التي توصلت إليها .
الفهارس
1- فهرس الآيات القرآنية .
2- فهرس الأحاديث النبوية .
3- فهرس الأعلام المترجم لهم .
4- فهرس غريب المفردات .
5- فهرس الأحاديث الصحيحة .
6- فهرس الأحاديث الضعيفة .
7- فهرس المصادر والمراجع .
8- فهرس الموضوعات .
الدراسات السابقة(1/12)
بعد السؤال لأهل العلم ، والإستفسار من معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي ، بجامعة أم القري بمكة المكرمة ، علمت أن هذا البحث لا يوجد ضمن قاعدة المعلومات المتوفرة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض ، وعند تسجيلي للموضوع في جمهورية السودان بجامعة القرآن الكريم ، قبل انتقالي إلى جامعة أم درمان الإسلامية ، فقد كلفتني الجامعة بالذهاب إلى ثلاث جامعات ، وهي جامعة أم درمان الإسلامية ، وجامعة الخرطوم ، وجامعة النيلين ، للتثبت هل الموضوع بحث أم لا ، فكانت النتيجة أنه لم يبحث ، ولم يعثر على موضوع مشابه ، وبعد الوقوف على فهارس المكتبات ، ومكتبات الجامعات ، و الكليات المتخصصه ، و المؤسسات العلمية التى تعني بالدراسات العليا ، ظهر لي أنه لا توجد رسالة بهذا العنوان ، اللهم إلا رسالة بعنوان ( الحياة البرزخية في الإسلام ) رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في العقيدة ( بجامعة أم القري ) في سنة 1399هـ وهذه الرسالة تعد من الدراسات السابقة لرسالتي لكنها تشارك رسالتي فى جزء يسير من بعض مباحثها كما انها فى تخصص العقيدة والمذاهب المعاصرة فقد عُنيت بأقوال الفرق ، والرد عليهم ، كما أنها لم تتبع أطراف الأحاديث ، وكذلك خلت من دراسة الإسناد ، والحكم عليه ، وخلت أيضاً من الشمولية فى دراستها حيث تناولت الأحاديث التى تتعلق بالإيمان والعقائد .
وهناك رسالة أخري بمسمى ( أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد أحاديث اليوم الآخر البرزخ وأحوال القيامة ، ترتيباً ، وتخريجاً ، وشرحاً ، ودراسة )
وهذه رسالة جيدة في موضوعها ، وإن كان هناك بعض الملاحظات التي تفتقر إليها الرسالة ، وقد أثبتها في بحثي منها عدم شمولية البحث للكتب التسعة وكذلك خلت الرسالة ، من الفوائد المشتملة عليها الأحاديث ، وكذلك اللطائف المستنبطة ، وأقوال العلماء في المعاني والترجيحات التي قد تؤدي إلى عمق وفهم للمعنى .(1/13)
وأيضاً فإنها لا تتبع طرق الرواية ، بل تكتفي بالتخريج فقط .
منهجي فى البحث
اقتضت طبيعة البحث أن تشمل على ثلاثة مناهج .
الأول: منهج الاستقراء و التتبع .
…وقد سلكت هذا المنهج ، متوصلاً به للأحاديث التى بنيت عليها الرسالة ، وبيان كلام العلماء على معاني هذه الروايات ، والكلام عليها من حيث الدراية والرواية .
الثاني : المنهج النقدي .
…وبه توصلت إلى الحكم على الحديث ، مستعملاً قواعد النقد ، من الجرح والتعديل .
الثالث : المنهج التاريخي الاستردادي .
وبه توصلت إلى تراجم الأعلام ، وسيرهم وتاريخ حياتهم .
وقد اتبعت الخطوات الآتية :-
1- إستيعاب جميع ما ورد فى الكتب التسعة ، من روايات ، ثم أعزوه إلى الكتاب ، والباب ، والجزء ، والصفحة ، ورقم الحديث ، حسب الإمكان .
2- أقوم بترقيم الأحاديث ، ترقيماً تسلسلياً ، وكذلك المكرر .
3- الحديث إن وجد في غير الكتب التسعة لا أتطرق إليه ، وإنما أكتفي بما ورد في الكتب التسعة ، وما عداها إن دعت الحاجة لذكره ، فأذكره في الهامش ، إلتزاماً بما اشترطه .
4- قمت بترجمة الرواة ، وشرح المفردات الغريبة ، والغامضة .
5- قمت بإعطاء مقدمة موجزة لكل مبحث ، إما لأحد العلماء ، أو من عند نفسي ، وذلك في غالب البحث ، إلا في بعضه .
6- نقلت بعض الفوائد ، والإستنباطات ، والشروح للعلماء ، ووضعتها في المكان المناسب ، حسب رأيي .
7- نقلت الآيات ، بالرسم العثماني ، وميزتها بالخط العريض ، وأشرت في الهامش ، إلى اسم السورة ، ورقم الآية .
8- ميزت كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، بوضعه بين قوسين ، وبالخط العريض .
9- إذا تقدمت ترجمة أحد الرواه ، فإني أبين ذلك ، وأعزوا إلى مكان وورودها .
10- أرقام الطبعات ، ودور النشر ، فإني أذكرها مع المصادر ، والمراجع .
11- قمت بتعريف موجز لبعض الفرق والطوائف .(1/14)
12- أجمع روايات كل صحابي فى موطن واحد فى الباب ، ثم انتقل لصحابي آخر سالكاً مناهج أصحاب المسانيد لكل الرسالة .
13- الرواية للصحابي الواحد مختلفة الألفاظ ، أسلك فيها طريقة الإفراد والغريب ، ولا أعنى كثيراً بالإختلاف اليسير ، و إنما ألاحظ ما كان بنحوه أو بمعناه .
14- النسخ و الطبعات التى خلت من ترقيم الأحاديث ، فليس أمامي إلا عزوها للجزء والصفحة ، وليس هذا بالكثير فى الرسالة ، ولعله فى مسند الإمام أحمد ، طبعة دار صادر أكثر .
15- الحديث الذي له معاني ، أو ألفاظ كثيرة ، أجعله فى أصل و صلب الرسالة ، وأخرج عليه بقية الروايات من الكتب التسعة .
16- لا أعتمد تاريخ الوفاة ، والتقدم فى السن ، فى العزو للمصادر حيث لا عبرة لها في الرواية ، و إنما اعتمدت الصحة فجعلت البخاري في المقدمة ، ثم تلميذه مسلم ، فأبى داود ، فالترمذي ، ثم النسائي ، ثم ابن ماجه القزويني ، ثم مالك في الموطأ ، ثم الدارمي ، ثم أحمد في المسند .
17- ترتيب المادة العلمية كما يلي : أذكر أولاً متن الحديث ، ثم أتبعه ذلك بالتخريج من الكتب التسعة ، فإن كان الحديث مخرجاً فى الصحيحين او أحدهما ، فأكتفي ، ولا أحكم على الإسناد ، وإن كان في غيرهما ، قمت بدراسة إسناده على منهج المحدثين فى الجرح والتعديل والرواية والدراية ، معتمداً على ما قاله المحدثون فى تصحيح الحديث أو تضعيفه ، وقد أكتفي بقول المشهورين منهم ، و إن كانوا من المتأخرين مثل الشيخ أحمد شاكر ، والساعاتي ، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني ( رحمهم الله تعالى ) معتمداً حكمهم على الحديث ، فإن لم أجد لأحدهم حكماً على الحديث وهذا نادر وقليل ، شمرت عن الساعدين ، وحكمت عليه بما تيسر في ضوء قواعد علم الحديث ، وهذا الحكم فى الغالب على الإسناد دون المتن .(1/15)
18- طرف السند الصحيح ، لا أتعرض لدراسته و إنما ينصب دراسة الإسناد فى منهجي على موطن الراوي المجروح ، و لا أتعرض لدراسة الرواة الثقات .
19- أقدم تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني و أعتمد عبارته إلا فيما ندر وقل .
20- لكل مبحث ، جعلت له أرقاماً تخصه ، فمثلاً ، الحديث الأول ، الحديث الثاني ، ثم رقمت جميع الأحاديث ، بأرقام جانبية متسلسلة ، مثلاً [ح1] و [ح2] ، وهكذا .
التمهيد
الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مكور الليل على النهار ، تذكرة لأولي القلوب والأبصار ، وتبصرة لذوي الألباب والإعتبار ، الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه ، فزهدهم في هذه الدار ، وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار ، وملازمة الإتعاظ والإدكار ، ووفقهم للدأب في طاعته ، والتأهب لدار القرار ، والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار ، والمحافظة على ذلك ، مع تغاير الأحوال والأطوار .
أحمده أبلغ حمد وأزكاه ، وأشمله وأنماه .
وأشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم ، الروؤف الرحيم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وحبيبه وخليله ، الهادي إلى صراط مستقيم ، والداعي إلى دين قويم . صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى سائر النبيين ، وآل كلٍ ، وسائر الصالحين .(11)
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا ، وَفِي لِسَانِي نُورًا ، وَفِي سَمْعِي نُورًا ، وَفِي بَصَرِي نُورًا ، وَمِنْ فَوْقِي نُورًا ، وَمِنْ تَحْتِي نُورًا ، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا ، وَعَنْ شِمَالِي نُورًا ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا ، وَمِنْ خَلْفِي نُورًا ، وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا ، وَأَعْظِمْ لِي نُورًا .(12)
أما بعد .
…فيحتوي التمهيد على شيئين :
أولاً : 1- معنى الحياة لغة وشرعاً .
……2- معنى البرزخ لغة وشرعاً .…
ثانياً : عقيدة أهل السنة والجماعة ، في حياة البرزخ .
1- حياة البرزخ في القرآن الكريم .
2- حياة البرزخ في السنة المطهرة .(1/16)
3- الطوائف التي أنكرت حياة البرزخ .
4- الشبه التي وقعت فيها الطوائف ، و الرد عليهم ، وإدحاض حججهم .
5- حياة البرزخ ضرورة شرعية ، وعقلية .
6- حياة البرزخ ، وأثرها في سلوك الفرد والجماعة .
الحياة في اللغة : ما بين سُقُوط الولد إِلى وقت مَوْتِه.(13)
الحياة في الشرع : قال سعيد بن جبير : الحياة الدنيا : أن يشتغل الإنسان بنعيمها ولذاتها ، عن عمل الآخرة .(14)
وقال علي الجرجاني : الحياة الدنيا : هي ما يشغل العبد عن الآخرة (15)
والبرزخ في اللغة : الحاجز بين الشيئين .
والبرزخ : ما بين الدنيا والآخرة ، من وقت الموت إلى البعث ، فمن مات فقد دخل البرزخ .(16)
البَرْزَخُ : ما بين كل شيئين ، وفي الصحاح : الحاجز بين الشيئين .
والبَرْزَخُ : ما بين الدنيا والآخرة قبل الحشر من وقت الموت إِلى البعث ، فمن مات فقد دخل البَرْزَخ َ.
…وفي حديث المبعث عن أَبي سعيد : في بَرْزَخِ ما بين الدنيا والآخرة ؛ قال: البَرْزَخُ ما بين كل شيئين من حاجز .
وقال الفراء قوله تعالى : ( ((((( ((((((((((( (((((((( (((((( (((((( ((((((((((( (17)( قال : البَرْزَخُ من يوم يموت إِلى يوم يبعث . وفي حديث علي َ، رضوان الله عليه : أَنه صلى بقوم فأَسْوَى بَرْزَخاً .
قال الكسائي : قوله فأَسْوَى بَرْزَخاً أَجْفَلَ وأَسْقَط ؛ قال : البَرْزَخ ما بين كل شيئين : ومنه قيل للميت : هو في بَرْزخ لأَنه بين الدنيا والآخرة ؛ فأَراد بالبَرْزَخ ما بين الموضع الذي أَسقط عليٌّ منه ذلك الحرف إِلى الموضع الذي كان انتهى إِليه من القرآن .(1/17)
وبَرازِخُ الإِيمان : ما بين الشك واليقين ؛ وقيل : هو ما بين أَول الإِيمان والآخرة . وفي حديث عبد الله : وسئل عن الرجل يجد الوسوسة ، فقال : تلك بَرازِخُ الإِيمان ِ؛ يريد ما بين أَوّله وآخره ؛ وأَوَّلُ الإِيمان الإِقرار بالله عز وجل ، وآخره إِماطة الأَذَى عن الطريق . و البَرازخ جمع بَرْزَخ ، وقوله تعالى : ( ((((((((((( (((((((( (( ((((((((((( ((18) ؛ يعني حاجزاً من قدرة الله سبحانه وتعالى ؛ وقيل : أَي حاجز خفيّ . و( ( (((((((( ((((((((((( ((((((((( ( (19) أَي حاجزاً .(20)
…وأما دلالته في لسان الشرع :(1/18)
فقال ابن القيم : إنه ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر ونعيمه : اسم لعذاب البرزخ ونعيمه ، وهو مابين الدنيا والآخرة ، قال تعالى : ( ((((( ((((((((((( (((((((( (((((( (((((( ((((((((((( ( (21) وهذا البرزخ يشرف أهله فيه على الدنيا والآخره ، وسُمِّيَ عذاب القبر ونعيمه ، وأنه روضة أو حفرة نار ، باعتبار غالب الخلق ، فالمصلوب والحرق ، والغرق ، وأكيل السباع والطيور ، له من عذاب البرزخ ونعيمه قسطه الذي تقتضيه أعماله ، وإن تنوعت أسباب النعيم والعذاب وكيفياتهما ، فقد ظن بعض الأوائل ، أنه إذا حرق جسده بالنار ، وصار رماداً ، وذرى بعضه في البحر ، وبعضه في البر ، في يوم شديد الريح ، أنه ينجو من ذلك ، فأوصى بنيه أن يفعلوا به ذلك ، فأمر الله البحر فجمع ما فيه ، وأمر البر فجمع ما فيه ، ثم قال : قم فإذا هو قائم بين يدي الله ، فسأله ما حملك على ما فعلت ؟ فقال خشيتك يارب ، وأنت أعلم فما تلافاه أن رحمه . فلم يفت عذاب البرزخ ونعيمه لهذه الأجزاء التي صارت في هذه الحال ، حتى لو علق الميت على رؤوس الأشجار ، فى مهاب الرياح ، لأصاب جسده من عذاب البرزخ حظه ، ونصيبه ، ولو دفن الرجل الصالح فى أتون من النار ، لأصاب جسده من نعيم البرزخ وروحه نصيبه وحظه ، فيجعل الله النار على هذا برداً وسلاماً والهواء على هذا ناراً وسموماً فعناصر العلم ومواده منقادة لربها ، وفاطرها ، وخالقها ، يصرفها كيف يشاء ولا يستعصي عليه منها شئ أراده ، بل هى طوع مشيئته ، مذللة منقادة لقدرته ، ومن أنكر هذا فقد جحد رب العالمين ، وكفر به ، وأنكر ربوبيته (22).
وقال رجل بحضرة الشعبي : رحم الله فلانا فقد صار من أهل الآخرة فقال : لم يصر من أهل الآخرة ولكنه صار من أهل البرزخ وليس من الدنيا ولا من الآخرة . (23)
ثانياً : عقيدة أهل السنة والجماعة ، في حياة البرزخ .(1/19)
نحن معاشر المسلمين ، نعتقد إعتقاداً جازماً ، لا يقبل النكوص ، والتراجع ، ونؤمن بأن عقيدتنا توجب علينا ، أن نقر بكل ما جاءنا عن الله عز وجل ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، من أخبار عن عالم الغيب ، والشهادة ، الذي حجبه الله عنا ، وقد يكشفه لبعض خلقه ، كرامة لهم ، وفضلاً منه ، سواء قبلته عقولنا ، أولم تقبله ، وسواء رضينا أم أبينا ، إنما موقفنا ، السمع ، والطاعة ، فإننا مطالبون بأن نؤمن باليوم الآخر ، ومن الإيمان باليوم الآخر ، الإيمان بحياة البرزخ ، وهو عذاب القبر ونعيمه .
قال ابن القيم : ومما ينبغى أن يعلم أن عذاب القبر ، هو عذاب البرزح ، فكل من مات وهو مستحق للعذاب ، ناله نصيبه منه ، قبر أو لم يقبر ، فلو أكلته السباع ، أو أحرق حتى صار رماداً ، ونسف في الهواء ، أو صلب ، أو غرق في البحر ، وصل إلى روحه ، وبدنه من العذاب ، ما يصل إلى المقبور .
وفي صحيح البخاري ، قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا صَلَّى صَلَاةً ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا ؟ ) قَالَ : ( فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا ) ، فَيَقُولُ : ( مَا شَاءَ اللَّهُ ) ، فَسَأَلَنَا يَوْمًا ، فَقَالَ : ( هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا ؟ ) قُلْنَا : لَا ، قَالَ : ( لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ ، أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي ، فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ ، بِيَدِهِ كَلُّوبٌ(24) مِنْ حَدِيدٍ ) .(1/20)
قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُوسَى : ( إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ ، حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الْآخَرِ ، مِثْلَ ذَلِكَ ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا ، فَيَعُودُ ، فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ ، قُلْتُ : مَا هَذَا ؟ ، قَالَا : انْطَلِقْ ، فَانْطَلَقْنَا ، حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ ، أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ ، فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ ، فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ ، فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا ، حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ ، وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ ، فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَا : انْطَلِقْ ، فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ(25) أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ ، وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ ، يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَاراً ، فَإِذَا اقْتَرَبَ ، ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا ، فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا ، وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَا : انْطَلِقْ ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ ، فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ .(1/21)
قَالَ يَزِيدُ ، وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ : ( وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ ، رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ ، رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ ، رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ ، فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ ، فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ قَالا : انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ ، فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ ، وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنَ الشَّجَرَةِ ، بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا ، فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ ، وَأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا ، فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ ، وَشَبَابٌ ، وَنِسَاءٌ ، وَصِبْيَانٌ ، ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا ، فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ ، فَأَدْخَلَانِي دَارًا ، هِيَ أَحْسَنُ ، وَأَفْضَلُ ، فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ ، قُلْتُ : طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ ، فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ ، قَالا : نَعَمْ ، أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ ، يُشَقُّ شِدْقُهُ ، فَكَذَّابٌ ، يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ ، حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ ، فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ ، فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ ، وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ ، يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ ، فَهُمُ الزُّنَاةُ ، وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ ، آكِلُوا الرِّبَا ، وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ ، إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلَادُ النَّاسِ ، وَالَّذِي يُوقِدُ(1/22)
النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ ، وَالدَّارُ الْأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ ، دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ ، فَدَارُ الشُّهَدَاءِ ، وَأَنَا جِبْرِيلُ ، وَهَذَا مِيكَائِيلُ ، فَارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ ، قَالَا : ذَاكَ مَنْزِلُكَ ، قُلْتُ : دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي ، قَالا : إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ ، فَلَوِ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ ) .(26)
وهذا نص في عذاب البرزخ ، فإن رؤيا الأنبياء وحى مطابق لما في نفس الأمر .(27)
قال شيخ الاسلام أحمد بن تيمية رحمه الله :
مذهب سائر المسلمين ، بل وسائر أهل الملل ، إثبات القيامة الكبرى ، وقيام الناس من قبورهم ، والثواب والعقاب هناك ، وإثبات الثواب والعقاب فى البرزخ ، ما بين الموت الى يوم القيامة ، هذا قول السلف قاطبة ، وأهل السنة والجماعة ، وإنما أنكر ذلك فى البرزخ ، قليل من أهل البدع ، لكن من أهل الكلام من يقول هذا ، إنما يكون على البدن فقط ، وأن مذهب سلف الامة ، وائمتها أن الميت إذا مات ، يكون فى نعيم ، أو عذاب ، وأن ذلك يحصل لروحه ، ولبدنه وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن ، منعمة أو معذبة ، وأنها تتصل بالبدن أحياناً ، فيحصل له معها النعيم والعذاب ، ثم إذا كان يوم القيامة الكبرى أُعيدت الأرواح إلى أجسادها ، وقاموا من قبورهم لربهم . (28)
1- حياة البرزخ في القرآن الكريم .
( ( (((((((( ((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((((( ( (((((( (((((( ((((((((((((( ( ((((((((( ((((( ((((((((((( (( (((((((((((( ( (((((( (((((((((((( ( (((((((((((((( (((((((((( (((( ((((((((( (((((( ((((((( ((((((( ( (29)
قال قتادة : ( ( (((((((((((((( (((((((((( ( (30) قال عذابا في الدنيا وعذابا في القبر . (31)(1/23)
( ( (((((( ((((((((( ((((((((( (((((((( ((((( ((((((( ((((((((( (((((((((((( (( ((((((((((( ((32)
قال قتادة : أن ابن عباس كان يقول : إنكم لتجدون عذاب القبر في كتاب الله ( (((((( ((((((((( ((((((((( (((((((( ((((( ((((((( ( (33) . (34)
( ( ((((((((( (((( (((((((((( ((( ((((((((( ( ((((((( ((((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( (((( ( (35)
قال ابن كثير رحمه الله : وهو الغرق في اليم ، ثم النقلة منه إلى الجحيم ، فإن أرواحهم تعرض على النار صباحاً ومساءاً إلى قيام الساعة ، فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار ، ولهذا قال تعالى ( (((((((( ((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( ( (36) أي أشده ألما وأعظمه نكالا . (37)
2- حياة البرزخ في السنة المطهرة .
الحديث الأول :
قال البخاري قال : عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ ، كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ، كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ ، وَيَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ ، ( اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب مايتعوذ من الجبن 3/1038ح2667 ، وسيأتي بقية التخريج في الفصل الثاني ، من الباب الأول في المبحث السابع .
الحديث الثاني :(1/24)
عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ).
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير ، باب مايتعوذ من الجبن 3/1039ح2668 ، وسيأتي بقية التخريج في الفصل الثاني ، من الباب الأول في المبحث السابع .
الحديث الثالث :(1/25)
عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ ، قَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَخَلَ نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ ، فَسَمِعَ صَوْتًا فَفَزِعَ ، فَقَالَ : ( مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ ) ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) ، قَالُوا : وَمِمَّ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ ، قَالَ : كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا بَيْتُكَ كَانَ لَكَ فِي النَّارِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي ، فَيُقَالُ لَهُ : اسْكُنْ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ ، فَيَقُولُ لَهُ مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي فَيُقَالُ لَهُ : لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ ، فَيُقَالُ لَهُ : فَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً ، يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ ) .
التخريج :-(1/26)
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب الميت يسمع خفق النعال 1/448ح1273 ، وسيأتي بقية التخريج في الفصل الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) ، في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح86]ص176
3- الطوائف التي أنكرت حياة البرزخ .
عندما حكم الناس عقولهم في الأمور الغيبية ، نشأت طوائف ، وفرق ، وجماعات ، كل واحدة تدعي أنها أصابت الحق ، وقد ابعدوا التجعة ، والإفترآء على الله عز وجل ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .
عذاب القبر حق فمن لم يؤمن أي يصدق به عذب فيه عذابا مخصوصا على عدم إيمانه بذلك أي إن لم يدركه الله بعفوه .(38)
فمن هذه الطوائف من دخل في دائرة الزندقة ، ومنهم من حكم عقله في بعض الجزئيات ، وأقر بالبعض الآخر .
وهي ليست وليدة اليوم ، وإنما موغلة في القدم ، من عهد الصحابة ، رضوان الله عليهم .
فنتعرض لهذه الطوائف بشيئ من الإيجاز ، وبعض شبههم ، للحذر منها ، وعدم الوقوع فيها .
أولاً : المنكرون لعذاب القبر ، ونعيمه بالكلية :-
وهم خمسة طوائف :
الطائفة الأولى : بعض المعتزلة .(39)(40)
الطائفة الثانية : الخوارج .(41)
الطائفة الثالثة : الجهمية .(42)
الطائفة الرابعة : القرآنيون .(43)
الطائفة الخامسة : الروافض .(44)
4- الشبه التي وقعت فيها الطوائف ، و الرد عليهم ، وإدحاض حججهم .
شبه الطائفة الأولى ، وهم الذين أنكروا عذاب القبر بالكلية . :
إعتمدوا على شبه نقلية ، وأخرى عقلية .
فالشبه النقلية ، فقد اعتمدت هذه الطائفة ، لإظهار شبهتها ، على آيتين في كتاب الله ، ، وهما اللتان بنوا عليهما شبهتهم . وقالوا إن الله تعالى لم يذكر فيهما عن حياة القبر شيئ .
الآية الأولى : قال تعالى : ( (((((((( (((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((((((((((( (((((((((((( ( (45)
وقال تعالى : ( (((((( ((((((((((( (((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((((((( ( (((( ((((((((((( (((( ((((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ( (46)(1/27)
الرد عليهم :
يقال لهم : الآية التي استدللتم بها ، ليست في معرض ، ماذهبتم إليه ، وإنما هي لبيان حياة الإنسان ، والأدوار التي يمر بها ، وأيضاً فإنكم خالفتم ما عليه جمهور السلف .
والذي عليه جمهور السلف في تفسير الآيتين هو :
أن المراد بالموت الأول : العدم السابق ، وبالثاني : الموت المعهود في الدار الدنيا .
والمراد بالإحياء الأول : حياة الدنيا ، وبالثاني : البعث للقيامة الكبرى .
قال القرطبي : وأختلف أهل التأويل في ترتيب هاتين الموتتين والحياتين ، وكم من موتة وحياة للأنسان ، فقال ابن عباس وابن مسعود : أي كنتم أمواتاً معدومين قبل أن تخلقوا ، فأحياكم ، أي خلقكم ثم يميتكم ، ثم انقضاء آجالكم ، ثم يحييكم يوم القيامة ، قال ابن عطية : وهذا القول ، هو المراد بالآية ، وهو الذي لا محيد للكفار عنه ، لإقرارهم بهما ، وإذا أذعنت نفوس الكفار لكونهم أمواتاً معدومين ، ثم للأحياء في الدنيا ، ثم للإماتة فيها ، قوي عليهم لزوم الأحياء الآخر ، وجاء جحدهم له ، دعوى لا حجة عليها . قال غيره : والحياة التي تكون في القبر ، على هذا التأويل ، في حكم حياة الدنيا . وقيل :لم يعتد بها ، كما لم يعتد بموت من أماته في الدنيا ، ثم أحياه في الدنيا ، وقيل : كنتم أمواتاً في ظهر آدم ، ثم أخرجكم من ظهره كالذر ، ثم يميتكم موت الدنيا ، ثم يبعثكم . وقيل كنتم أمواتاً ، أي نطفاً في أصلاب الرجال ، وأرحام النساء ، ثم نقلكم من الأرحام ، فأحياكم ، ثم يميتكم بعد هذه الحياة ، ثم يحييكم في القبر للمسألة ، ثم يميتكم في القبر ، ثم يحييكم حياة النشر ، إلى الحشر ، وهي الحياة التي ليس بعدها موت .(47)(1/28)
قال ابن الجوزي : وفي الحياتين ، والموتتين أقوال : أصحها : أن الموتة الأولى ، كونهم نطفاً ، وعلقاً ، ومضغاً ، فأحياهم في الأرحام ، ثم يميتهم بعد خروجهم إلى الدنيا ، ثم يحييهم للبعث يوم القيامة ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة ، ومقاتل ، والفرآء ، وثعلب ، والزجاج ، وابن قتيبة ، وابن الأنباري .(48)
قال ابن كثير : قال ابن مسعود رضي الله عنه : هذه الآية كقوله تعالى ( (((((( ((((((((((( (((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((((((( ( (((( ((((((((((( (((( ((((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( ( (49) وكذا قال ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة ، وأبو مالك ، وهذا هو الصواب الذي لاشك فيه ، ولا مرية . وقال السدي : أميتوا في الدنيا ، ثم أحيوا في قبورهم فخوطبوا ، ثم أميتوا ، ثم أحيوا يوم القيامة . وقال ابن زيد : أحيوا حين أخذ عليهم الميثاق من صلب آدم عليه السلام ، ثم خلقهم في الأرحام ، ثم أماتهم ، ثم أحياهم يوم القيامة ، وهذان القولان من السدي ، وابن زيد ، ضعيفان ، لأنه يلزمهما على ما قالا ، ثلاث إحياءآت ، وإماتات ، والصحيح قول ابن مسعود ، وابن عباس ، ومن تابعهما .(50)
الشبهة الثانية : فهي شبهة عقلية .
فقالوا : إن تعذيب الميت محال ، لأنه لا حياة فيه ، ولا إدراك ، فكيف يعذب وهو لا يشعر .
الرد عليهم : لو أن الله عز وجل أطلع الناس على أمور الغيب لحصل عدة مفاسد ، منها :-
1- إنتفاء حكمة الغيب ، يؤدي إلى عدم التمايز بين المؤمنين ، والكافرين .
2- إن سماع عذاب القبر ، يؤدي إلى عدم التدافن .
3- قياس أمور البرزخ ، والآخرة ، بأمور الدنيا ، فهذا من سخف العقول ، إذ لا مشابهة ، ولا مقارنة .
الشبهة الثالثة : قالوا إن عذاب القبر ، ثبت عن طريق الآحاد ، وإثبات العقائد لا يكون به ، بدعوى أنه لا يفيد العلم .
واحتجوا بأدلة من القرآن ، والسنة :(1/29)
إحتجوا بقوله تعالى ( ((( ((((((((((( (((( ((((((( ((((( ((((((( ((((((((( ( (((((((( ((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( ( (51).
وقوله تعالى ( ((( ((((((((((( (((( ((((((( ( (((((( ((((((( (( ((((((( (((( ((((((((( ((((((( ( (52)
وأما احتجاجهم ، بأدلة من السنة :
1- قصة ذي اليدين : فقالوا : لم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم قول ذي اليدين ، حتى تثبت من غيره ، كما جاء في الصحيحين : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ مِنِ اثْنَتَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ : أَقَصُرَتِ الصَّلاةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمْ نَسِيتَ ، فَقَالَ : ( أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ ) ، فَقَالَ النَّاسُ : نَعَمْ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ، ثُمَّ سَلَّمَ ، ثُمَّ كَبَّرَ ، ثُمَّ سَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ ، أَوْ أَطْوَلَ ، ثُمَّ رَفَعَ ، ثُمَّ كَبَّرَ ، فَسَجَدَ مِثْلَ سُجُودِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ .(53)
فقالوا : لم يقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، قول ذو اليدين ، حتى انضم إليه أبي بن كعب .(1/30)
2- قصة عمر : فقالوا : حينما توقف في خبر أبي موسى الأشعري ، في الإستئذان ، حتى انضم إليه ، أبي ابن كعب ، كما جاء في الصحيحين : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ ، إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مَذْعُورٌ ، فَقَالَ : اسْتَأْذَنْتُ عَلَى عُمَرَ ثَلَاثًا ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَرَجَعْتُ ، فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ ، قُلْتُ : اسْتَأْذَنْتُ ثَلَاثًا ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، فَرَجَعْتُ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا اسْتَأْذَنَ أَحَدُكُمْ ثَلَاثًا ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ ، فَلْيَرْجِعْ ) ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَتُقِيمَنَّ عَلَيْهِ بِبَيِّنَةٍ ، أَمِنْكُمْ أَحَدٌ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : وَاللَّهِ لَا يَقُومُ مَعَكَ إِلَّا أَصْغَرُ الْقَوْمِ ، فَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ ، فَقُمْتُ مَعَهُ ، فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ ذَلِكَ .(54)
فقالوا : لم يقبل عمر رضي الله عنه ، قول أبو موسى ، حتى جاءه ببينة .
الرد عليهم :
يقول القرطبي : قبول خبر الواحد ، وهو مجمع عليه من السلف ، معلوم بالتواتر ، من عادة النبي صلى الله عليه وسلم في توجيهه ولاته ، ورسله ، آحاداً للأفاق ، ليعلموا الناس دينهم ، فيبلغوهم سنة رسولهم صلى الله عليه وسلم ، من الأوامر والنواهي .(55)
وقد وردت أدلة ، من الكتاب والسنة ، تثبت صحة الإحتجاج بخبر الواحد .
أولاً : الأدلة من القرآن الكريم :-(1/31)
قال تعالى : ( ((((( ((((( ((((((((((((((( (((((((((((( (((((((( ( (((((((( (((((( ((( ((((( (((((((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((((((( ((( ((((((((( (((((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((((( (((((((((( (((((((((( ((((((((((( ( (56)
قال القرطبي : قال ابن العربي ، والقاضي أبو الحسن : أن الطائفة هاهنا واحد ، ويتعضدون فيه بالدليل على وجوب العمل بخبر الواحد ، وهو صحيح ، لا من جهة أن الطائفة تنطلق على الواحد ، ولكن من جهة أن خبر الشخص الواحد أو الأشخاص خبر واحد .(57)
وقال تعالى : ( ((((((((((( ((((((((( ((((((((((( ((( (((((((((( ((((((( (((((((( (((((((((((((( ((( (((((((((( ((((((( ((((((((((( ((((((((((((( (((((( ((( (((((((((( (((((((((( ((( ( (58)
قال القرطبي : وفي هذه الآية دليل على قبول خبر الواحد ، إذا كان عدلاً ، لأنه إنما أمر فيها بالتثبت ، ثم نقل خبر الفاسق ، ومن ثبت فسقه ، بطل قوله في الأخبار إجماعاً ، لأن الخبر أمانة ، والفسق قرينة يبطلها .(59)
وغيرها من الآيات ، التي تبين وتوضح ، حجية خبر الواحد .
ثانياً : الأدلة من السنة :-
1- ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم ، على من بلغ العلم ، ونشره .
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ ) .(60)
التخريج :-(1/32)
خرجه أبوداود - واللفظ له - في كتاب العلم ، باب فضل نشر العلم 3 /322ح3660 ، والترمذي في كتاب العلم ، باب ماجاء في الحث على تبليغ السماع 5/34ح2657 ، وابن ماجه في المقدمة ، باب من بلغ علماً 1/84ح230 ، والدارمي في المقدمة ، باب الإقتدآء بالعلماء 1/86ح229 ، وأحمد 5/183ح21630 كلهم عن زيد بن ثابت ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى : حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ .
قال الألباني : صحيح .(61)
2- عندما بعث معاذاً إلى اليمن ، داعياً ، ومعلماً .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ ، قَالَ لَهُ : ( إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى ، فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ ، فَإِذَا صَلَّوْا ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ ، تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ ، فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ ، فَخُذْ مِنْهُمْ ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ ) .
التخريج :
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب التوحيد ، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى التوحيد 6/2685ح6937 ، ومسلم في كتاب الإيمان ، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام 1/50ح19
ثالثاً : من آثار الصحابة .
1- قصة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة .(1/33)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ ، فَاسْتَقْبِلُوهَا ، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْقِبْلَةِ .
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب تفسير ، باب ومن حيث خرجت فولي وجهك شطر المسجد الحرام 4/1635ح4223 ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة 1/375ح526
2- قصة تحريم الخمر .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ( قَالَ كُنْتُ سَاقِيَ الْقَوْمِ يَوْمَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ فِي بَيْتِ أَبِي طَلْحَةَ وَمَا شَرَابُهُمْ إِلَّا الْفَضِيخُ الْبُسْرُ وَالتَّمْرُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي فَقَالَ اخْرُجْ فَانْظُرْ فَخَرَجْتُ فَإِذَا مُنَادٍ يُنَادِي أَلا إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ قَالَ فَجَرَتْ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ اخْرُجْ فَاهْرِقْهَا فَهَرَقْتُهَا فَقَالُوا أَوْ قَالَ بَعْضُهُمْ قُتِلَ فُلَانٌ قُتِلَ فُلَانٌ وَهِيَ فِي بُطُونِهِمْ قَالَ فَلَا أَدْرِي هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( (((((( ((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ((((((( (((((( (((((((((( ((((( ((( ((((((((( (((((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ( (62) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب المظالم والغصب ، باب صب الخمر في الطريق 2/869ح2332 ، ومسلم - واللفظ له - في كتاب الأشربة ، باب تحريم الخمر 3/1570ح1980
ثانياً : القائلون بوقوع العذاب في القبر ، على الروح فقط ، دون البدن
قال به :
1- الفلاسفة ، المنكرون للمعاد .
2- كثير من المعتزلة ، وغيرهم من أهل الكلام .(1/34)
3- طائفة من أهل الحديث .
وهو اختيار أبي محمد بن حزم .(63) وغيره .(64)
الرد عليهم :
وهذا القول مشتمل على حق وباطل ، فأما الحق ، فإنهم أثبتوا النعيم والعذاب ، وأما الباطل ، فإنهم ألغوا نصيب البدن ، من العذاب .
والصواب : الذي دلت عليه النصوص ، من الكتاب والسنة ، أن العذاب يقع على الروح والبدن باتفاق أهل السنة المعتبرين .
ثالثاً : القائلون بوقوعه على البدن فقط ، دون الروح ، وهو عكس السابق .
قال به طائفة من المعتزلة ، والأشعرية .(65)
الرد عليهم :
وهذا قول باطل ، بل هو أفسد من الذي قبله ، لإنهم الغوا نصيب الروح ، من النعيم ، أو العذاب ، وقصروه على البدن فقط ، فيجابون بما أجيبت به الطائفة السابقة .
رابعاً : القائلون بوقوع العذاب ، للكافرين دون المؤمنين .
قال به بعض المعتزلة منهم : أبو علي الجبائي(66) ، وابنه أبوهاشم(67) ، والبلخي(68) .
فهؤلاء نفوا عذاب القبر ، عن المؤمنين ، وأثبتوه لأصحاب التخليد من الكفار ، والفساق .
والرد عليهم :
أصحاب هذا القول ، على ضلال ، فإن قولهم مبني على أصولهم الفاسدة .
وأهل السنة يثبتون العذاب للكافرين ، ولعصاة المؤمنين .
4- حياة البرزخ ضرورة شرعية ، وعقلية .
إن حياة البرزخ ، وما يحدث في هذا القبر ، بعد الموت من عذاب ونعيم ، ضرورة شرعية ، وعقلية .
أولاً : ضرورة شرعية :(1/35)
وذلك لأن الإخبار عن هذه الحياة - حياة البرزخ - جاءنا عن طريق الشرع الحنيف ، بواسطة القرآن الكريم ، والسنة المطهرة ، وهذا الشرع الحنيف قائم على القسط ، والأصل فيه العدل ، ومن مقتضى العدل ، ومن لوازم القسط ، ومن ضروريات الإنصاف ألاَّ يُترْك هذا الإنسان بعد هذه الحياة الدنيا ، وبعد موته هكذا ، بدون حساب ولا عقاب ، ولا يُثاب المحسن ، ولا يعاقب المسيئ ، وأن تكون هذه الحياة هي نهاية المطاف ، وآخر أمر هذا الأنسان ، على رغم وجود الصالح والطالح في هذه الحياة الدنيا ، ويوجد المحسن والمسيئ ، ويوجد الظالم والمظلوم ، ولذلك يهدد الله سبحانه وتعالى عباده ، ويلفت أنظارهم إلى الحقيقة الكبرى ، والغاية العظمى ، ومآلهم المحتوم ، قال تعالى : ( (((((((((((((( ((((((( ((((((((((((( ((((((( (((((((((( ((((((((( (( ((((((((((( ( (69) .
إن من مقتضى العدل ، وانطلاقاً من الشرع الحنيف ، لا بد أن يكون هناك موقف يقفه هذا الإنسان ، ليحاسب على عمله ، ويجازى على فعله ، بعد انتهاء حياته الدنيا ، وينتقل إلى حياة أخرى التي هي بداية الحياة الأبدية ، ألا أنها حياة البرزخ ، لينعم أو ليعذب ، حتى تتحقق العدلة الإلهية ، وحتى يوفى الجميع ويطمئن قلبه ، أن لهذا الكون إلهاً عادلاً ، لا يظلم مثقال ذرة ، قال تعالى ( (((((( (((( (((((( (((((((( (((((((((((( ( (70)
فإن الإله الذي خلق ، والذي كلَّف الإنسان ، من موجبات عدله ، وشرعه الحنيف ، وجود هذه الحياة البرزخية ، التي هي بداية الحياة الأخروية .
ثانياً : ضرورة عقلية .(1/36)
إن حياة البرزخ ليست ضرورة شرعية فقط ، بل هي ضرورة غقلية أيضاً ، إذ أن العقول السليمة ، والفطرة المستقيمة ترى أن حياة الإنسان بعد موته لحسابه ومجازاته ، ومنها حياة البرزخ ، من أهم ضرورات الحياة الطبيعية ، الحياة المستقرة الآمنة التي تتمتع بالأمن والأمان ، إذ لا بد أن يكون هناك وقفة مع هذا الإنسان بعد الحياة الدنيا ، لكي يجازى كل إنسان على عمله وفعله ، وما كسبت يداه ، وينعَّم المحسن ، يعذَّب المذنب ، لأن العقول السليمة ، والفطرة القويمة ، في هذه الحياة الدنيا ، تقول للمحسن في عمله وأفعاله وسلوكياته أحسنت ويجازيه على إحسانه ، وتقول للمسيئ أسأت وتعاقبه على إساءته ، وذلك في أدنى فعل من أفعله ، أو في قول من أقواله ، فهو محاسب عليه ، مجزيٌ به ، فكان من باب أولى أن يحاسب هذا الإنسان بعد موته على حياته ، وأعماله كلها ، ومن ذلك وفي مقدمته - حياة البرزخ - استعداداً للحياة الأخروية الأبدية ، ومن هنا كانت حياة البرزخ ضرورة عقلية ، فضلاً عن كونها ضرورة شرعية .
5- حياة البرزخ وأثرها في سلوك الفرد والجماعة .
إن اعتقاد المسلم وإيمانه بحياة البرزخ ، له أكبر الأثر في سلوكه ، وفي انضباط أفعاله ومعاملاته ، إذ أن هذا الإعتقاد ليولد عنده الخوف والخشية من الموقف ، ومن هذا المكان ، ويجعله يعمل لهذه الحياة - حياة البرزخ - التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، أنها إما روضة من رياض الجنة ، , وإما حفرة من حفر النار - والعياذ بالله - فيعمل جاهداً على أن تكون هذه الحياة البرزخية بالنسبة له روضة من رياض الجنة ، فيدفعه ذلك لفعل الخيرات ، والتزين بالأعمال الصالحة ، والإحسان للآخرين ، وأن يكون مسلماً صالحاً في نفسه ، ومصلحاً لغيره حتى يفوز بنعيم القبر ، ويتمتع بحياة البرزخ .(1/37)
وخوفه من أن يكون قبره ، وحياة البرزخ حفرة من حفر النار ، يجعله ذلك من الذين يقفون عند حدود الله تعالى ، ولا يتجرأ على حرمات الله ، ولا يقدم على معصية الله ، ولا يقع في شيئ يغضب الجبار في علاه ، من ظلم ، أو بطش ، أو غشٍ ، أو شهادة زور ، أو أكل حقوق الناس ، وأموالهم بالباطل ، أو إفساد في الأرض ، أو غير ذلك ، فيؤدي ذلك الإعتقاد بوجود حياة البرزخ ، إلى أن يستقيم كل فرد مسلم ومسلمة على شرع الله ، وعمل الصالحات ، وترك المنكرات ، فيعم الخير ، ويسود الأمن والأمان ، على مستوى الأفراد ، ويتعدى ذلك إلى الجماعات ، والدول ، والأمم ، وبصلاح الفرد ، تصلح الأمم .
وهذه هي الثمرة ، من اعتقاد المسلم بوجود البرزخ ، وهذا هو الأثر المرجو على مستوى الفرد والجماعات والأمم .
المبحث الأول
حسن الظن بالله حال الاحتضار ،
ومحبة المؤمن لقاء الله(1/38)
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : أعظم الشدائد التي تنزل بالعبد في الدنيا الموت (71) ، وما بعده أشدُ منه ، إن لم يكن مصير العبد إلى خير ، فالواجب على المؤمن الاستعداد للموت ، وما بعده في حال الصحة ، بالتقوى ، والأعمال الصالحة ( ( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( ((((((((((( (((((( ((( (((((((( (((((( ( ((((((((((( (((( ( (((( (((( ((((((( ((((( ((((((((((( (((( (((( (((((((((( ((((((((((( ((((((( (((( (((((((((((( ((((((((((( ( (((((((((((( (((( (((((((((((((( (((( ( (72) فمن ذكر الله في حال صحته ورخائه ، واستعد حينئذٍ للقاء الله عز وجل بالموت ، وما بعده ، ذكرهُ الله عند هذه الشدائد ، فكان معه فيها ، ولَطَفَ به ، وأعانه ، وتولاه ، وثبته على التوحيد ، فلقيه وهو عنه راضٍ ، ومن نسي الله في حال صحته ، ورخائه ، ولم يستعد حينئذ للقاءه ، نسيه الله في هذه الشدائد(73) (74) ، بمعنى أنه أعرض عنه فأهمله ، فإذا نزل الموت بالمؤمن ، المستعدِ له ، أحسن الظن بربه ، وجاءته البشرى من الله ، فأحب لقاء الله ، وأحب الله لقاءه ، والفاجر بعكس ذلك ، وحينئذ يفرح المؤمن ويستبشر بما قدمه ، مما هو قادم عليه ، ويندم المفرط ، ويقول : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله (75)
أولاً : حسن الظن بالله حال الإحتضار .
…الحديث الأول :
[ح1]
عَنْ جَابِرٍ (، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ ، إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ ، فَإِنَّ قَوْماً قَدْ أَرْدَاهُمْ سُوءُ ظَنِّهِمْ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( ((((((((((( (((((((( ((((((( (((((((( ((((((((((( ((((((((((( ((((((((((((( ((((( ( ((((((((((((( ( (76) ) .
التخريج :-(1/39)
خرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها ، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت 4 / 2205 ، 2206 ح 2877 ، و أبو داود في كتاب الجنائز ، باب ما يستحب من حسن الظن بالله عند الموت ، 3/ 189 ح3113 ، وابن ماجه في كتاب الزهد باب التوكل واليقين 2/1395 ح4167 ، وأحمد 3/293ح 14157 و 3/315 ح14426 و 3/325ح14521 و 3/330ح14572 و 3/334ح 14620 3/390ح 15234 - واللفظ له - كلهم عن جابر بن عبد الله( مثله.
قال الإمام النووي رحمه الله : قال العلماء : معنى حسنِ الظنِ بالله تعالى ، أن يظن أنه يرحمهُ ، ويعفو عنه ، قالوا : وفى حالة الصحة يكون خائفاً ، راجياً ، ويكونان سواء ، وقيل : يكون الخوف أرجح ، فإذا دنت أماراتُ الموتِ ، غلَّبَ الرجاء ، أو محضه ، لأن مقصودَ الخوفِ الإنكفافُ عن المعاصى ، والقبائح ، والحرص على الإكثارِ من الطاعات ، والأعمال ، وقد تعذر ذلك ، أو معظمهُ في هذا الحالِ ، واستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار الى الله تعالى ، والاذعانِ له . (77)
قال المناوي رحمه الله : أكبر الكبائر سوء الظن بالله ، فهو أكبر الكبائر الاعتقادية بعد الكفر ، لأنه يؤدي إليه ( ((((((((((( (((((((( ((((((( (((((((( ((((((((((( ((((((((((( ( (78) والله تعالى ، عند ظن عبده به ، لكن كما يجب على العبد إحسان الظن بربه ، يجب عليه أن يخاف عقابه ، ويخشى عذابه ، فطريق السلامة بين طريقين مخوفين ، مهلكين ، طريق الأمن ، وطريق اليأس وطريق الرجاء والخوف ، هو العدل بينهما ، فمتى فقدت الرجاء ، وقعت في طريق الخوف ، ومتى فقدت الخوف ، وقعت في طريق الأمن ( (((( (((((((( (((((( (((( (((( (((((((((( (((((((((((((( (((( ( (79) فطريق الاستقامة ، ممتد بينهما ، فإن ملت عنه يمنة أو يسرة هلكت ، فيجب أن تنظر إليهما جميعاً ، وتركب منهما طريقاً دقيقاً وتسلُكَهُ ، نسأل الله السلامة .(1/40)
واعلم أن النفس إذا كانت ذات شره وشهوة غالية ، فارت بدخان شهواتها كدخان الحريق ، فأظلمت الصدر ، فلم يبق له ضوء بمنزلة قمر ينكسف ، فصار الصدر مظلماً ، وجاءت النفس بهواجسها ، وتخليطها ، واضطربت ، فظن العبد أن الله لا يعطف عليه ، ولا يرحمه ، ولا يكفيه أمر رزقهِ ، ونحو ذلك ، وهذا من سوء الظن بالله ، وصل إلى حال اليأس من الرحمة ، ووقع في القنوطِ ، وهوكفر . (80)
ثانياً : محبة المؤمن لقاءَ الله .
الحديث الأول :
[ح2]
عَنْ عَائِشَة َ ((، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَرَاهِيَةُ لِقَاءِ اللَّهِ ، أَنْ يَكْرَهَ الْمَوْتَ ، فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَكْرَهُهُ ، فَقَالَ : ( لا ، لَيْسَ بِذَاكَ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ ، إِذَا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْضَهُ ، فَرَجَ لَهُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ ، مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَرَامَتِهِ ، فَيَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ ، وَهُوَ يُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاللَّهُ يُحِبُّ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ ، وَالْمُنَافِقَ إِذَا قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْضَهُ ، فَرَجَ لَهُ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ ، مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهَوَانِهِ ، فَيَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ ، وَهُوَ يَكْرَهُ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ يَكْرَهُ لِقَاءَهُ ) .
التخريج :-(1/41)
خرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء ، باب من أحب لقاء الله 4/2065 ح2684، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه 3/379 ح1067 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب فيمن أحب لقاء الله 4/10ح1838 ، و ابن ماجه في كتاب الزهد ، باب ذكر الموت والاستعداد له 2/1425 ح4264 ، وأحمد في المواضع التالية : 6/207ح25769 6/218 ح25873 - واللفظ له - 6/236 ح26031 كلهم عن عائشة( نحوه .
الحديث الثاني :
[ح3]
عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) قَالَ : فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا ، إِنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدْ هَلَكْنَا ، فَقَالَتْ : إِنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ ، بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) وَلَيْسَ مِنَّا ، وأَحَدٌ إلاَّ وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ ، فَقَالَتْ : قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْهِ ، وَلَكِنْ إِذَا شَخَصَ(81) الْبَصَرُ ، وَحَشْرَجَ (82) الصَّدْرُ ، وَاقْشَعَرَّ (83) الْجِلْدُ ، وَتَشَنَّجَتِ (84) الْأَصَابِعُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءهُ ) .(1/42)
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى ( (((((((((( ((( (((((((((((( ((((((( (((( ( (85) 6/2725 ح7065 ، ومسلم - واللفظ له - في كتاب الذكر والدعاء ،باب تمني كراهة الموت لضر نزل به 4/2066 ح 2685 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب فيمن أحب لقاء الله 4/9،10 ح1834 ، 1835 ، ومالك في الموطأ في كتاب الجنائز ، باب ما جاء في الاختفاء 1/240 ح569 ، و أحمد 2/313 ح8118 و 2/346 ح8537 و 2/418 ح9400 و 2/420 ح 9434 و 2/451 ح9821كلهم عن أبي هريرة ( نحوه
الحديث الثالث :
[ح4]
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) قَالَتْ عَائِشَةُ - أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ - إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ : ( لَيْسَ ذَاكِ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ ، بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ ، وَكَرَامَتِهِ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ ، بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) .
التخريج :-(1/43)
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الرقاق ، باب من أحب لقاء الله 5/2386ح 6142 ، و مسلم في كتاب الذكر والدعاء ، باب من أحب لقاء الله 4/2065 ح 2683و الترمذي في كتاب الجنائز ، باب ما جاء فيمن أحب لقاء الله 3/379 ح 1066 و 4/554 ح2309 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب فيمن أحب لقاء الله 4/10 ح 1836 ، 1837 و أحمد 5/316 ح22748 و 5/321 ح 22796 ، والدارمي في كتاب الرقاق ، باب في حب لقاء الله 2/402 ح2756 كلهم عن عبادة بن الصامت ( نحوه .
الحديث الرابع :
[ح5]
عَنْ أَبِي مُوسَى ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الرقاق ، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، 5/ 2387 ح 6143 و مسلم في كتاب الذكر والدعاء ، باب تمني كراهة الموت لضر نزل به 4/2067 ح 2686
قال النووي رحمه الله : ومعنى الحديث ، أن الكراهة المعتبرة هى : التى تكون عند النزع ، فى حالة لا تقبل توبتُه ، ولا غيرُها ، فحينئذ يبشر كل انسان بما هو صائر اليه ، وما أعدله ، ويكشف له عن ذلك ، فأهل السعادة يحبون الموت ، ولقاءَ الله لينتقلوا الى ما أُعِدلهم ، ويحب الله لقاءهم ، أي فيجزل لهم العطاء والكرامة ، وأهل الشقاوة يكرهون لقاءه ، لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه ، ويكره الله لقاءهم ، أى يبعدهم عن رحمته وكرامته ، ولا يريد ذلك بهم ، وهذا معنى كراهته سبحانه لقائهم ، وليس معنى الحديث أن سبب كراهة الله تعالى لقاءهم ، كراهتهم ذلك ، ولا أن حبه لقاء الآخرين ، حبهم ذلك ، بل هو صفة لهم . (86)(1/44)
قلت : في هذا الكلام تأويل لصفة الحب ، والكراهة الواردتان في هذا الحديث ، بالثمرة ، والصواب أن الحب صفة ثابتة لله ، ومن ثمرتها إجزال العطاء لمن أحب ، وإكرامه لهم ، والكراهة صفة ثابتة لله ، ومن ثمرتها إبعاد الله سبحانه وتعالى لمن كرهه ، عن رحمته وكرامته ، وهذا قول أهل السنة والجماعة .
الحديث الخامس :
[ح6]
قال الترمذي رحمه الله : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمُعَلَّى ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا ، فَقَالَ : ( إِنَّ رَجُلًا خَيَّرَهُ رَبُّهُ ، بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَعِيشَ ، وَيَأْكُلَ فِي الدُّنْيَا مَا شَاءَ أَنْ يَأْكُلَ ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ ) ، قَالَ : فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ ، فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ ، إِذْ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَجُلاً صَالِحاً ، خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّهِ ، فَاخْتَارَ لِقَاءَ رَبِّهِ ، قَالَ : فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ : أَعْلَمَهُمْ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأَمْوَالِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ إِلَيْنَا ، فِي صُحْبَتِهِ ، وَذَاتِ يَدِهِ ، مِنِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً ، لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلاً ، وَلَكِنْ وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ ، وُدٌّ وَإِخَاءُ إِيمَانٍ ،(1/45)
مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثاً ، وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ ) .
…وَفِي الْبَاب : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، بِإِسْنَادٍ غَيْرِ هَذَا ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ أَمَنَّ إِلَيْنَا : يَعْنِي أَمَنَّ عَلَيْنَا .
التخريج :-
…خرجه الترمذي _ واللفظ له _ في كتاب المناقب ، باب مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه 5/607 ح3659 و أحمد 3/478 ح15964 ، 4/211 ح17884 ، من طريق أبي عوانة ، عن عبد الملك ، عن ابن أبي المعلى عن أبيه ، مثله .
دراسة الإسناد :-
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، الأموي ، البصري ، واسم أبي الشوارب ، محمد بن عبد الرحمن بن أبي عثمان ، صدوق ، من كبار العاشرة ، مات سنة أربع وأربعين م ت س ق .(87)
قال أبو طالب القاضي : سألت محمداً فقال : يضطربون في هذا الحديث ، يروى عن أبي عَوانة خلاف هذا ، وأبو المعلى لا أعرف اسمه (88)
قال ابن حجر : ابن أبي المعلى الأنصاري ، عن أبيه ، لم يسم ، ولا يعرف ، من الثالثة (89)
الحكم على الإسناد :-
قال الترمذي رحمه الله : هذا حديث حسن غريب ، وقد روى هذا الحديث عن أبي عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، بإسناد غير هذا .(1/46)
وسُئِلَ الدارقطني رحمه الله عن حديث أبي المعلى الأنصاري عن النبي ( أنه خطب فقال : ( إن رجلا خيره الله تعالى بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش ، وبين لقاء ربه ، فاختار لقاء ربه ) فبكي أبو بكر ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا تعجبون من هذا الشيخ أن ذكر رسول الله ( ...) الحديث ، فقال : يرويه عبد الملك بن عمير ، واختلف عنه ، فرواه أبو عوانة ، وعبيد الله بن عمرو ، وشعيب بن صفوان ، عن عبد الملك ، عن ابن أبي المعلى ، عن أبيه ، وقال بعضهم : عن رجل من آل أبي المعلى ، عن أبيه ، ورواه إسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الملك ، عن رجل من آل أبي المعلى مرسلا ، ولم يقل عن أبيه وحديث أبي عوانة ، ومن تابعه ، أشبه بالصواب . (90)
قلت : وقد أورده الألباني ، في ضعيف سنن الترمذي . (91)
قال ابن حجر رحمه الله : في قوله ( ( وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلاً ) ، منقبة عظيمة لأبي بكر ،لم يشاركه فيها أحد ، ونقل ابن التين عن بعضهم : أن معنى قوله : ولو كنت متخذاً خليلاً ، لو كنت أخص أحداً بشيء من أمر الدين ، لخصصت أبا بكر ، قال : وفيه دلالة على كذب الشيعة في دعواهم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان خص علياً بأشياء من القرآن ، وأمور الدين ، لم يخص بها غيره .(92)
…
الحديث السادس :
[ح7](1/47)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَقَالَ : ( إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ ) ، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ ، وَقَالَ : فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا : فَعَجِبْنَا لَهُ وَقَالَ : النَّاسُ انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ ، وَهُوَ يَقُولُ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيَّرَ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ ، وَمَالِهِ ، أَبَا بَكْرٍ ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي ، لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ ، إِلا خُلَّةَ الاسْلامِ ، لا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ(93) إِلا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ ) .
التخريج :-(1/48)
…خرجه البخاري في كتاب الصلاة ، باب الخوخة والممر في المسجد 1/177 ح 454، وفي كتاب فضائل الصحابة ، باب قول النبي ( سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر 3/1337 ح3454 وفي كتاب المناقب ، باب هجرة النبي ( وأصحابه إلى المدينة 3/1417 ح3691 _ واللفظ له _ ومسلم في كتاب فضائل الصحابة رضى الله عنهم باب من فضائل أبي بكر الصديق رضى الله عنه 4/1854 ح2382 والترمذي في كتاب المناقب ، باب مناقب أبي بكر الصديق رضى الله عنه 5/608 ح3660 ، وأحمد 3/18 ح11150 ، والدارمي في المقدمة ، باب في وفاة النبي ( 1/49 ح77 كلهم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( ، نحوه .
قال النووي رحمه الله : قال العلماء : معناه أكثرهم جوداً ، وسماحة لنا بنفسه ، وماله ، وليس هو من المن ، الذي هو الإعتداد بالصنيعة ، لأنه أذى مبطل للثواب ، ولأن المنة لله ولرسوله( ، في قبول ذلك ، وفي غيره . (94)
الحديث السابع :
[ح8](1/49)
عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ ( مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ، فَقَالَ : ( يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ ، إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأهْلِ الْبَقِيعِ فَانْطَلِقْ مَعِي ) قَالَ : فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ ، فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، قَالَ : ( السَّلامُ عَلَيْكُمْ ، يَا أَهْلَ الْمَقَابِرِ لِيَهْنِ لَكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ ، مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ ، أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يَتْبَعُ أَوَّلُهَا آخِرَهَا ، الآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الأُولَى ) قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : ( يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا ، وَالْخُلْدَ فِيهَا ، ثُمَّ الْجَنَّةَ ، وَخُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ ، وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْجَنَّةِ ) ، قَالَ قُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، فَخُذْ مَفَاتِيحَ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا ثُمَّ الْجَنَّةَ ، قَالَ : ( لاَ وَاللَّهِ يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ، وَالْجَنَّةَ ) ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لأهْلِ الْبَقِيعِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَبُدِئَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قَضَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ حِينَ أَصْبَحَ .
التخريج :-(1/50)
خرجه أحمد - واللفظ له - 3/ 488 ح 16039 من طريق إبراهيم بن سعد ، و الدارمي في المقدمة ، باب في وفاة النبي ( 1/ 50 ح78 من طريق بكر بن سليمان ، عن ابن إسحاق ، قال حدثني عبد الله بن عمر العبلي ، عن عبيد بن جبير ، عن عبيد بن جبير مولى الحكم ابن العاص ، عن عبد الله بن عمرو ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله ( .
ورواه أحمد 3/489ح16040 ، من طريق أبي النضر عن الحكم بن فضيل ، عن يعلى بن عطاء ، عن عبيد بن جبير ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله ( نحوه .
دراسة الإسناد :
قال ابن عبد البر رحمه الله : أبو مويهبة ( مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان من مولدي مزينة ، اشتراه رسول الله ( ، فأعتقه ، يقال إنه شهد المريسيع ، لا يوقف على اسمه ، حديثه حسن في استغفار رسول الله ( لأهل البقيع ، واختياره لقاء ربه عز وجل .(95)
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ، والطبراني بإسنادين ، ورجال أحدهما ثقات .(96)
في إسناده ، بكر بن سليمان البصري ، ومحمد بن إسحاق بن يسار .
قال ابن حجر رحمه الله : بكر بن سليمان البصري ، عن ابن إسحاق ، قاله أبوحاتم ، مجهول ، قلت : روى عنه شهاب بن معمر ، وخليفة بن خياط ، ولا بأس به إن شاء الله تعالى ، انتهى .(97)
قال ابن حجر رحمه الله: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر المطلبي مولاهم المدني نزيل العراق إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة مات سنة خمسين ومائة ويقال بعدها خت م 4 .(98)
الحكم على الإسناد :-…
قال محمد بن عبدالباقي رحمه الله : حديث حسن(99)
قال ابن عبد البر رحمه الله : حديثه حسن ، في استغفار رسول الله ( لأهل البقيع ، واختياره لقاء ربه عز وجل .(100)
قال ابن عبد البر رحمه الله : روى أبو مويهبة مولى رسول الله ( عن النبي ( ، حديثاً حسناً ، يدل على أن ذلك كان منه عليه السلام ، حين خيره الله بين الدنيا والآخرة ، ونعيت إليه نفسه فاختار ما عنده .(101)(1/51)
الحديث الثامن :
[ح9]
عن عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ رحمه الله قَالَ : كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ عَرَفْتُ فِيهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى ، رَأَيْتُ شَيْخاً أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، عَلَى حِمَارٍ ، وَهُوَ يَتْبَعُ جِنَازَةً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : حَدَّثَنِي فُلانُ بْنُ فُلانٍ ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ ) قَالَ : فَأَكَبَّ الْقَوْمُ يَبْكُونَ فَقَالَ : ( مَا يُبْكِيكُمْ ) فَقَالُوا : إِنَّا نَكْرَهُ الْمَوْتَ ، قَالَ : ( لَيْسَ ذَلِكَ وَلَكِنَّهُ إِذَا حَضَرَ ( (((((((( ((( ((((( (((( ((((((((((((((( (((( (((((((( ((((((((((( (((((((( ((((((( (((( ( (102) فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ لِلِقَائِهِ أَحَبُّ ( (((((((( ((( ((((( (((( (((((((((((((((( ((((((((((((( (((( (((((((( ((((( ((((((( (((( ( (103) - قَالَ عَطَاءٌ : وَفِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ ( ، ثُمَّ تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ - فَإِذَا بُشِّرَ بِذَلِكَ ، يَكْرَهُ لِقَاءَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ لِلِقَائِهِ أَكْرَهُ ) .
التخريج:-
خرجه أحمد 4/259 ح18309 من طريق عطاء بن السائب ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صحابي .
الحكم على الإسناد :-
قال البنا رحمه الله : لم يذكر اسم الصحابي ، وجهالته لا تضر ، ورجال إسناده رجال الصحيحين ، وله شاهد من حديث عائشة عند الشيخين ، ومن حديث أبي هريرة .(104)
قلت : عند البخاري في 5/2386 ح6142 ، وقد سبق في ص (6) ، وعند مسلم 4/2065 ، 2066 ح2684 ، 2685 وقد سبق في ص (5،6)
المبحث الثاني
شدة الموت وسكراته ، وكيفية قبض الأرواح
واختلاف أحوالهم في ذلك(1/52)
إن الموت حق ، وللموت شدة ومعاناة ، على المسلم والكافر ، لكنه ليس بحالة واحدة ، وإن كان الكل يعاني من سكراته وشدته ، وكل الناس يتجرع من غَصصه ، وتناله أهواله ، وشدته ، وقد ذاق أفضل خلق الله ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ماذاق منه ، حتى أنه كان يقول في لحظاته الأخيرة ( إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ) ، وذلك من شدة ما يلاقي منه حتى إن فاطمة ابنته (( ، أشفقت عليه ، وقالت : وَا كَرْبَ أَبَاهُ فقال لها الرسول ( : ( لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ ) فحريٌ بكل مسلم ، ومسلمة ، الإستعداد لهذا اليوم ، والعمل على هذا الموقف ، والتعوذ بالله من سكرات الموت ، عسى الله أن يهونها عليه ، والله أرحم الراحمين .
أولاً : شدة الموت وسكراته .
الحديث الأول :
[ح10](1/53)
عن أَبِى عَمْرٍو ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ (( كَانَتْ تَقُولُ : إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي(105) وَنَحْرِي(106)وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ (107) عِنْدَ مَوْتِهِ ، دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ ، وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ ، فَقُلْتُ : آخُذُهُ لَكَ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ ، فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ ، وَقُلْتُ : أُلَيِّنُهُ لَكَ ، فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ ، فَلَيَّنْتُهُ فَأَمَرَّهُ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ (108) أَوْ عُلْبَةٌ (109) - يَشُكُّ عُمَرُ(110) - فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ، يَقُولُ : ( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ ) ، ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : ( فِي الرَّفِيقِ الاعْلَى ) حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ .
التخريج : -
…خرجه البخاري في كتاب المغازي ،باب مرض النبي ( ووفاته ، 4/1615 ، 1616 ح 4181 ، 4184 _ واللفظ له _ وكتاب الرقاق ، باب سكرات الموت 5/2387 ح 6145 ، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ما جاء في التشديد عند الموت 3/308 ، 309 ح978 ، 979 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب شدة الموت 4/6 ح1830 ، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله ( 1/519 ح1623 ، وأحمد 6/64 ح24399،24401 و 6/70 ح24461 و 6/77 ح24525 ، 24526 و 6/151 ح25217 كلهم من حديث عائشة رضي الله عنها .
الحديثُ الثاني :
[ح11](1/54)
عَنْ أَنَسٍ ( ، قَالَ : لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ (( : وَا كَرْبَ أَبَاهُ ، فَقَالَ لَهَا : ( لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ ) ، فَلَمَّا مَاتَ ، قَالَتْ : يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ ، فَلَمَّا دُفِنَ ، قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلام : يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب المغازي ، باب مرض النبي ( ووفاته 4/1619ح4193 ، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ذكر وفاته ودفنه ( 1/521ح1629 ، وأحمد 3/141ح12457 كلهم من حديث أنس ( .
ثانياً : كيفية قبض الأرواح ، واختلاف أحوالهم في ذلك .
الحديثُ الأول :
[ح12](1/55)
عَنْ مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زَاذَانَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ( قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الانْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ ، وَلَمَّا يُلْحَدْ ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ، وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا (111) الطَّيْرَ ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ (112) فِي الارْضِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : ( اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) ، مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ، ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ ، إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِقْبَالٍ مِنَ الاخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ ، بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ، قَالَ : فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ ، وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الارْضِ ، قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا ، فَلا يَمُرُّونَ - يَعْنِي بِهَا - عَلَى مَلا مِنَ الْمَلائِكَةِ ، إِلا قَالُوا : مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ : فُلانُ بْنُ فُلانٍ ، بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا(1/56)
حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الارْضِ ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ، فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا دِينُكَ ، فَيَقُولُ : دِينِيَ الاسْلامُ فَيَقُولانِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ، فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولانِ لَهُ : وَمَا عِلْمُكَ ، فَيَقُولُ ، قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ ، أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا ، وَطِيبِهَا ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ، قَالَ : وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الثِّيَابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ ، فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ ، حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي . )(1/57)
قَالَ : ( وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ ، إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِقْبَالٍ مِنَ الاخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ ، قَالَ : فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ(113) مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ (114) ، وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الارْضِ ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا ، فَلا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلا مِنَ الْمَلائِكَةِ ، إِلا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ، فَيَقُولُونَ : فُلانُ بْنُ فُلانٍ ، بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ ، الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ ، فَلا يُفْتَحُ لَهُ ) ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( ( (( (((((((( (((((( ((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( (((((( (((((( (((((((((( ((( ((((( ((((((((((( ( ( (115) فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الارْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ) ثُمَّ قَرَأَ ( ( ((((( (((((((( (((((( ((((((((((( (((( (((( ((((((((((( (((((((((((( ((((((((( (((( ((((((( (((( ((((((((( ((( ((((((( ((((((( (((( ( (116) فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ ، فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولانِ(1/58)
لَهُ : مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا دِينُكَ ، فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ، فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ ، أَنْ كَذَبَ ، فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ ، حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاعُهُ ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ ، قَبِيحُ الثِّيَابِ ، مُنْتِنُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ ، فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ ، فَيَقُولُ : رَبِّ لا تُقِمِ السَّاعَةَ . )
[ح13]
وفي رواية لأحمد ، ( فَيَنْتَزِعُهَا تَتَقَطَّعُ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ ) .
[ح14]
وفي رواية أخرى ، لأحمد أيضاً ( وَتَمَثَّلَ لَهُ رَجُلٌ حَسَنُ الثِّيَابِ حَسَنُ الْوَجْهِ وَقَالَ فِي الْكَافِرِ وَتَمَثَّلَ لَهُ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ ) .
[ح15]
وفي رواية لأبي داود ( ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَبْكَمُ مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ لَصَارَ تُرَابًا قَالَ فَيَضْرِبُهُ بِهَا ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلا الثَّقَلَيْنِ فَيَصِيرُ تُرَابًا قَالَ ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ ) .
التخريج :-(1/59)
خرج البخاري أصله في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في عذاب القبر 1/461ح1303 ، وكتاب تفسير القرآن ، باب ( يثبت الله الذين آمنوا ) 4/1735ح4422 ، و مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه 4/2201 ، 2202ح2871، وأبو داود في كتاب السنة ، باب المسألة في القبر وعذاب القبر 4/239ح4753 ، وكتاب الجنائز ، باب الجلوس عند القبر 3/213ح3212 ، والترمذي في كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام 5/295ح3120 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب الجلوس قبل أن توضع الجنازة 4/78ح2001 ، مختصراً ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء في الجلوس في المقابر1/494ح1549، وأحمد4/287ح18557و4/295ح18637
- واللفظ له - نحوه ، كلهم عن البرآء بن عازب .
دراسة الإسناد :-
قال المنذري رحمه الله : في إسناده المنهال بن عمرو ، قد أخرج له البخاري في صحيحه حديثاً واحداً ، وقال يحيى بن معين رحمه الله : ثقة وقال الإمام أحمد رحمه الله : تركه شعبة على عمد ، وغمزه يحيى بن سعيد . وحكى عن شعبة أنه تركه . وقال ابن عدي والمنهال بن عمرو : هو صاحب حديث القبر الحديث الطويل ، رواه عن زاذان ، عن البراء ، ورواه عن منهال ، جماعة ، وذكر أبو موسى الأصبهاني رحمه الله أنه حديث حسن مشهور للمنهال عن زاذان ، وللمنهال حديث واحد في كتاب البخاري حسب ، ولزاذان في كتاب مسلم حديثان ، عن أبي عمر ، كنيته زاذان . (117)
وقال أحمد بن عبد الله العِجْلِيُ رحمه الله : زاذان أبو عمر سمع من عبد الله ثقة (118)
قال ابن حجر رحمه الله : المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي صدوق ربما وهم من الخامسة خ 4 . (119)
قال ابن حجر رحمه الله : وزاذان أبو عمر الكندي البزاز ويُكْنَى أبو عبد الله أيضاً صدوق يرسل وفيه شيعية من الثانية مات سنة اثنتين وثمانين بخ م 4 . (120)
الحكم على الإسناد :-(1/60)
قال الحاكم رحمه الله : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا جميعا بالمنهال بن عمرو وزاذان أبي عمر الكندي وفي هذا الحديث فوائد كثيرة لأهل السنة وقمع للمبتدعة ولم يخرجاه بطوله وله شواهد على شرطهما يستدل بها على صحته . (121)
قال الذهبي رحمه الله في التلخيص : على شرطهما .
قال الحاكم رحمه الله : قد ثبتت صحة هذا الحديث في كتاب الإيمان وأنهما لم يخرجاه . (122)
قال الهيثمي رحمه الله : قلت هو في الصحيح ، وغيره باختصار ، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (123)
قال الألباني رحمه الله : صحيح .(124)
قلت : رجاله كلهم ثقات ، إلا أن فيه ، مِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو و زَاذَانَ ، وقد سبق الكلام فيهما
المبحث الثالث
تلقين المحتضر
قال النووي رحمه الله : ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) معناه من حضره الموت والمراد ذكروه لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه كما في الحديث ( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) والأمر بهذا التلقين أمر ندب وأجمع العلماء على هذا التلقين وكرهوا الإكثار عليه والموالاة لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق قالوا وإذا قاله مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعده بكلام آخر فيعاد التعريض به ليكون آخر كلامه .
…ويتضمن الحديث الحضور عند المحتضر لتذكيره وتأنيسه وإغماض عينيه والقيام بحقوقه .(125)
الحديث الأول :
[ح16]
عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ( يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ )(126)
التخريج :-(1/61)
خرجه مسلم في كتاب الجنائز ، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله ، 2/631 ح 917_ واللفظ له _ وأبوداود في كتاب الجنائز ، بابٌ في التلقين ، 3/190 ح 3117 والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في تلقين المريض عند الموت والدعاء له 3/306 ح 976 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب تلقين الميت 4/5 ح 1826 ، وابن ماجه في كتاب ماحاء في الحنائز ، باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا الله 1/464 ح1445 ، وأحمد 3/3 ح 11006 كلهم عن أبي سعيد الخدري ، مثله .
الحديث الثاني :
[ح17]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الجنائز ، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله 2/631 ح917 _ واللفظ له _ وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب في تلقين الميت لا إله إلا الله 1/464 ح1444 كلاهما عن أبي هريرة ( ، مثله .
الحديث الثالث :
[ح18]
عَنْ عَائِشَةَ (( قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقِّنُوا هَلْكَاكُمْ قَوْلَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي في كتاب الجنائز ، باب تلقين الميت 4/5 ح1827 عن عائشة (( . انفرد به النسائي
دراسة الإسناد :-
رجاله كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : سنده صحيح . (127)
الحديث الرابع :
[ح19]
عن إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ لِلاحْيَاءِ قَالَ : ( أَجْوَدُ وَأَجْوَدُ ) .
التخريج :-(1/62)
خرجه ابن ماجه في كتاب الجنائز ، باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا الله 1/465 ح1446من طريق إسحاق بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه.
دراسة الإسناد :-
قال ابن حجر رحمه الله : إسحاق بن عبد الله بن جعفر الهاشمي مستور من الثالثة ق . (128)
الحكم على الإسناد :-
قد ضعفه الألباني رحمه الله ، في الضعيفة (129) ، وقال رحمه الله : وفيه اسحاق بن عبد الله بن جعفر ، وهو ابن أبي طالب ، وهو مجهول الحال ، لم يوثقه أحد . (130)
الحديث الخامس :
[ح20]
عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ أَبِي عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ لُقِّنَ عِنْدَ الْمَوْتِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 3/474 ح15935
دراسة الإسناد :-
قال عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي : عطاء بن السائب بن مالك الثقفي أبو السائب الكوفي روى عن أبيه والحسن وسعيد بن جبير وخلق ، وعنه أبو حنيفة والسفيانان والحمادان وشعبة وخلق ، قال أحمد : ثقة رجل صالح من خيار عباد الله ، وقال ابن معين : اختلط ، وقال النسائي : ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير مات سنة ست وثلاثين ومائة . (131)
الحكم على الإسناد :-
قال أحمد البنا : لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد ، وسنده جيد ، وإن كان قد تكلم في عطاء بالنسبة لإختلاطه في آخر عمره وهذا الحديث يعضده ما عند الشيخين في هذا الباب (132)
المبحث الرابع
علامات حسن الخاتمة ، وسوء الخاتمة(1/63)
علامات حسن الخاتمة كثيرة وقد تتداخل فرأيت أن أجملها في ثلاثَ عشرةَ علامة ، وهي مما تحث المسلم على كسبها في الدنيا بالاجتهاد في العبادة والعمل الصالح وقد نبَّه العلماء عليها ونبَّهوا على الاهتمام بما يؤدي إلى نيلها بل كثير من الناس يرقبون حال الموتى ويتحدثون عن حالهم بعد الموت من نالها ومن حُرِمَهَا نسأل الله تعالى حسنَ الخاتمةِ لنا ولمشايخنا ولعامة المسلمين ، وقد رأيت واستحسنت أن أفرد لكل علامة عنواناً خاصاً بها .
الأحاديث الواردة في علامات حسن الخاتمة :-
العلامة الأولى : من كان آخر كلامه لاإله إلا الله :
الحديث الأول :
[ح21]
قال أبوداود : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي صَالِحُ ابْنُ أَبِي عَرِيبٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ( قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
التخريج :-
خرجه أبو داود _ واللفظ له _ في كتاب الجنائز ، باب في التلقين 3/190 ح3116 ، وأحمد 5/233 ح22087 - 5/247 ح22180 ، من طريق معاذ بن جبل . مثله
دراسة الإسناد :-
قلت : في إسناده عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، وصالح بن أبي عَرِيب .
قال ابن حجر رحمه الله : عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري صدوق رمي بالقدر وربما وهم من السادسة مات سنة ثلاث وخمسين خت م4 . (133)
وقال أيضا : صالح بن أبي عَرِيب بفتح المهملة وكسر الراء وآخره موحدة واسمه قليب بالقاف والموحدة مصغراً ، مقبول من السادسة د س ق . (134)
الحكم على الإسناد : -
قال الحاكم رحمه الله : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . (135)
ووافقه الذهبي في التلخيص .
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (136)
العلامة الثانية : الموت برشح الجبين .
الحديث الأول :
[ح22](1/64)
عن حُسَامُ بْنُ الْمِصَكِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَال سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ نَفْسَ الْمُؤْمِنُ تَخْرُجُ رَشْحًا(137)وَلا أُحِبُّ مَوْتاً ، كَمَوْتِ الْحِمَارِ ) ، قِيلَ : وَمَا مَوْتُ الْحِمَارِ ، قَالَ : ( مَوْتُ الْفَجْأَةِ ) .
التخريج :-…
خرجه الترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في التشديد عند الموت 3/309 ح980 من طريق أبي معشر ، عن إبراهيم ، عن علقمة .
دراسة الإسناد :-
قلت : انفرد به الترمذي . وفيه حسام بن المصك .
قال ابن الجوزي رحمه الله : حسام بن المصك بن ظالم بن شيطان أبو سهل البصري الأزدي ، قال أحمد رحمه الله : مطروح الحديث ، قال غندر : أسقطنا حديثه ، وقال يحيى رحمه الله : ليس حديثه بشيء ، وقال أبو زرعة رحمه الله : واهي الحديث ، وقال الفلاس والدارقطني رحمهما الله: متروك الحديث ، وقال النسائي رحمه الله : ضعيف ، وقال ابن حبان رحمه الله : كثير الخطأ فاحش الوهم فخرج عن حد الاحتجاج به . (138)
الحكم على الإسناد :-
الحديث ضعيف الإسناد ، لضعف حسام بن المصك ، ولم أعثر له على إسناد يعضده أو يرفع من درجته كما لم اعثر على من تكلم عليه من السابقين والله أعلم .
الحديث الثالث :
[ح23]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ عَادَ أَخًا لَهُ ، فَرَأَى جَبِينَهُ يَعْرَقُ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : أَوْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي حَدِيثِهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ ) .
التخريج :-(1/65)
خرجه الترمذي في كتاب الجنائز ، باب ما جاء في المؤمن يموت بعرق الجبين 3/310 ح982 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب علامة موت المؤمن 4/5 ح1828 ، 4/6 ح1829 وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع 1/467 ح1452 ، وأحمد 5/350 ح23014 ، و360 ح 23097 _ واللفظ له _ كلهم من طريق عبد الله بن بريدة عن أبيه ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
قال أبو سعيد العَلائي رحمه الله : قال إسحاق بن منصور عن ابن معين : لا أعلم لقتادة سماعاً من أبي بردة . (139)
الحكم على الإسناد :-
قال أبو عيسى رحمه الله : هذا حديث حسن ، وقد قال بعض أهل العلم لا نعرف لقتادة سماعاً من عبد الله بن بريدة . (140)
قال الحاكم رحمه الله فى المستدرك : على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي في التلخيص . (141)
وقال الذهبي رحمه الله : حدَّث عن أبي بردة ، قتادة . (142)
قال الألباني رحمه الله : صحيح (143)
العلامة الثالثة : الموت يومَ الجمعةِ .
الحديث الأول :
[ح24]
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه الترمذي - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب ما جاء فيم مات يوم الجمعة ، 3/386 ح1074 وأحمد 2/169 ح6582 - 2/220 ح7050 كلاهما من طريق ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو بن العاص .
ورواه أحمد 2/176 ح6646 ، من طريق بقية بن الوليد ، عن معاوية بن سعيد ، عن أبي قبيل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص .
دراسة الإسناد :-
قال الإمام مسلم رحمه الله : أبو قبيل حي بن هانئ المعافري سمع عبد الله بن عمرو(144) .
قال ابن حجر رحمه الله : حيي بن هانئ بن ناضر ، أبو قبيل ، صدوق يهم (145).
الحكم على الإسناد :-(1/66)
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ قَالَ وَهَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ رَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ إِنَّمَا يَرْوِي عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَلا نَعْرِفُ لِرَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ سَمَاعًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو .
قال الألباني رحمه الله : رواه الترمذي ، ورجاله موثقون ، إلا أنه منقطع كما ذكر الترمذي ، لكن رواه الطبراني موصولاً ، كما في الفيض ، وله طرق أخرى في المسند وإسناده حسن أو صحيح بما قبله . (146)
قلت : وللحديث طريق آخر في المسند ، سبق العزو إليه ، وهي وإن كان في سندها بقية بن الوليد ، الذي يدلس ، تدليس التسوية ، لكنها متابعة لأبي قبيل ، تزيد الحديث قوة .
العلامة الرابعة : القتل في سبيل الله .
من أفضل العبادات وأرفعها وأسماها أن يقدم العبد روحه في ساحات القتال ومعامع الحروب ذباً ودفاعاً عن هذه العقيدة السمحاء وعن هذا الدينِ العظيمِ و قد كان الاستشهاد في سبيل الله همَّ السلفِ الصالحِ من الصحابة والتابعين ، وكانت أمنيتهم الأولى ،ونصوص الأصلين الكتاب العزيز والسنة المطهرة تنادى أتباع محمد ( بتحقيق ذلك فى أنفسهم وأهليهم . فيا سعادة من أستشهد في سبيل الله وما أحسن خاتمته وإليك نماذج مختارة من السنة في ذلك .
الحديث الأول :
[ح25](1/67)
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) - قَالَ الْحَكَمُ : سِتَّ خِصَالٍ - ( أَنْ يُغْفَرَ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ وَيَرَى قَالَ الْحَكَمُ وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُحَلَّى حُلَّةَ الايمَانِ وَيُزَوَّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ قَالَ الْحَكَمُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعَ فِي سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبِهِ ) .
التخريج :-
أخرجه أحمد ، 4/131 ح17221 - واللفظ له - من طريق إسحاق بن عيسى ، والحكم بن نافع ، عن إسماعيل بن عياش ، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد ، باب في ثواب الشهيد 4/187 ح 1663 من طريق بقية بن الوليد ، وابن ماجه في كتاب الجهاد ، باب فضل الشهادة في سبيل الله 2/935 ح2799 من طريق إسماعيل بن عياش ، كلاهما من طريق بحير بن سعد عن خالد بن معدان ، عن المقدام بن معدي كرب .
دراسة الإسناد :-
قال ابن أبي حاتم رحمه الله : سألت أبي عن حديث رواه إسماعيل بن عياش عن بجير بن سعد عن خالد ابن معدان عن كثير بن مرة عن نعيم بن همار عن النبي ( قال (للشهيد عند الله ست خصال)
قال أبي : رواه بقية عن يحيى(147) عن خالد بن معدان عن المقدام عن النبي ( ، قلت لأبي : أيهما الصحيح فقال : كان ابن المبارك يقول : إذا اختلف بقية وإسماعيل فبقية أحب إلي قلت : فأيهما أشبه عندك قال : بقية أحب إلينا من إسماعيل ، فأما الحديث فلا يضبط أيهما الصحيح . (148)
الحكم على الإسناد :-(1/68)
قال أبو عيسى رحمه الله : هذا حديث حسن صحيح غريب .
قال الألباني رحمه الله : إسناده صحيح . (149)
الحديث الثاني :
[ح26]
عن ابْنِ ثَوْبَانِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ قَيْسٍ الْجُذَامِيِّ رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قَالَ : قَالَ : النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُعْطَى الشَّهِيدُ سِتَّ خِصَالٍ عِنْدَ أَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهِ يُكَفَّرُ عَنْهُ كُلُّ خَطِيئَةٍ وَيُرَى مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُزَوَّجُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَيُؤَمَّنُ مِنَ الْفَزَعِ الاكْبَرِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيُحَلَّى حُلَّةَ الايمَانِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 4/200 ح17818 من طريق مكحول ، عن كثير بن مرة ، عن قيس ألجذامي .
دراسة الإسناد :-
قلت : إنفرد به أحمد . وفيه ابن ثوبان ، وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، قال يحيى بن معين : صالح الحديث ، قال الأثرم : سمعت أبا عبد الله يقول : ابن ثوبان أحاديثه مناكير .
أخبرنا عبد الرحمن قال سئل أبى عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فقال : ثقة .
أخبرنا عبد الرحمن قال : سئل أبو زرعة عن عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان فقال : شامي لا بأس به .(150)
الحكم على الإسناد :-
قال البنا رحمه الله : سنده جيد . (151)
الحديث الثالث :
[ح27](1/69)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ يَعُودُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ فَوَجَدَهُ قَدْ غُلِبَ عَلَيْهِ ، فَصَاحَ بِهِ فَلَمْ يُجِبْهُ فَاسْتَرْجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : ( غُلِبْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا الرَّبِيعِ ) فَصَاحَ النِّسْوَةُ وَبَكَيْنَ ، فَجَعَلَ جَابِرٌ يُسَكِّتُهُنَّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَعْهُنَّ فَإِذَا وَجَبَ فَلا تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوُجُوبُ ، قَالَ : ( إِذَا مَاتَ ) ، فَقَالَتِ : ابْنَتُهُ وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لارْجُو أَنْ تَكُونَ شَهِيدًا فَإِنَّكَ كُنْتَ قَدْ قَضَيْتَ جِهَازَكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ ، وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ ؟ ) قَالُوا : الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ (152) شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ (153) ، وَالْحَرِقُ شَهِيدٌ ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ ، شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ ) (154) .
التخريج :-
خرجه أبو داود في كتاب الجنائز ، باب في فضل من مات في الطاعون 3/482 ح3111 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت 4/13 ح 1846 ، ومالك في كتاب الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت 1/233 ح554 _ واللفظ له _ وأحمد 5/446 ح23804، كلهم من طريق عتيك بن الحارث بن عتيك ، عن جابر بن عتيك .
دراسة الإسناد :-(1/70)
رجال إسناده ثقات ، إلا أن فيه ، عتيك بن الحارث .
قال ابن حجر رحمه الله : عتيك بفتح أوله وكسر ثانيه وآخره كاف بن الحارث بن عتيك الأنصاري المدني مقبول من الرابعة د س . (155)
الحكم على الإسناد :-
قال النووي رحمه الله : وهذا الحديث الذى رواه مالك صحيح بلا خلاف وان كان البخارى ومسلم لم يخرجاه . (156)
قال الحاكم رحمه الله : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه رواته مدنيون قرشيون .
وقال الذهبي رحمه الله في التلخيص : صحيح (157)
قال الألباني رحمه الله : صحيح (158)
الحديث الثالث :
[ح28]
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ؟ قَالُوا الَّذِي يُقَاتِلُ فَيُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتِيلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَهِيدٌ ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ ) - يَعْنِي النُّفَسَاءَ - .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/315ح22737 من طريق عبادة بن نسي ، 5/328ح22836 من طريق يعلى بن شداد ، كلا الروايتين عن عبادة بن الصامت .
[ح29]
وأما الرواية الثانية : فهي نحو الرواية السابقة ، إلا أن فيها زيادة وهي ( يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ )
دراسة الإسناد :-
قال المنذري رحمه الله : رواه أحمد والطبراني ، ورواتهما ثقات . (159)
والرواية الثانية : في سندها ، عيسى بن سنان .
قال ابن حجر : لين الحديث . (160)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : صحيح .(161)
والرواية الثانية : ضعيفة الإسناد ، لوجود عيسى بن سنان ، والله أعلم .
الحديث الرابع :
[ح30](1/71)
قَالَ أحمد رحمه الله : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي الأشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ حُبَيْشٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَعُودُهُ فِي مَرَضِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَعْلَمُونَ مَنِ الشَّهِيدُ مِنْ أُمَّتِي ) فَأَرَمَّ الْقَوْمُ ، فَقَالَ عُبَادَةُ : سَانِدُونِي فَأَسْنَدُوهُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ الصَّابِرُ الْمُحْتَسِبُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَهَادَةٌ وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ وَالنُّفَسَاءُ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسَرَرِهِ(162) إِلَى الْجَنَّةِ ) قَالَ : وَزَادَ فِيهَا أَبُو الْعَوَّامِ سَادِنُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَالْحَرْقُ وَالسَّيْلُ .
التخريج :-
خرجه أحمد 3/489 ح 16041 من طريق محمد بن بكر ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن مسلم بن يسار ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، عن راشد بن حبيش .
دراسة الإسناد :-
قال أحمد البنا رحمه الله في الفتح الرباني : رواه أحمد ورجاله ثقات. مجمع الزوائد 5/299
قلت : رجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن فيه محمد بن بكر .
قال ابن حجر رحمه الله : محمد بن بكر بن عثمان البرساني بضم الموحدة وسكون الراء ثم مهملة أبو عثمان البصري صدوق قد يخطىء من التاسعة مات سنة أربع ومائتين ع . (163)
قال ابن حجر رحمه الله : أبو العوام سادن بيت المقدس ، عن عمر ، ومعاذ ، ومعاوية ، وغيرهم ، وعنه روح بن عابد ، وغيره ، وثقه ابن حبان ، وقال : روى عنه أهل الشام .(164)(1/72)
الحكم على الإسناد :-
الإسناد حسن .
العلامة الخامسة : الموت غازياً في سبيل الله .
الحديث الأول :
[ح31]
…عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا تَعُدُّونَ الشَّهِيدَ فِيكُمْ ؟ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ قَالَ : ( إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ ) ، قَالُوا : فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ( مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ فِي الطَّاعُونِ (165) فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ مَاتَ فِي الْبَطْنِ (166) فَهُوَ شَهِيدٌ ) - قَالَ ابْنُ مِقْسَمٍ أَشْهَدُ عَلَى أَبِيكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ - .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الإمارة ، باب بيان الشهدآء 3/1521 ح1915 _ واللفظ له _ من طريق جرير ، عن سهيل ، عن أبيه ، وأحمد 2/310 ح8078 من طريق الزهري ، عن سهيل ، عن أبيه و 2/441 ح9693 من طريق عمر بن الحكم بن ثوبان كلاهما عن أبي هريرة .
العلامة السادسة : الموت بالطاعون .
الحديث الأول :
[ح32]
عَنْ حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ ، قَالَتْ : قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِي الله عَنْهم : يَحْيَى(167) بِمَ مَاتَ ؟ قُلْتُ : مِنَ الطَّاعُونِ ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري _ واللفظ له _ في كتاب الطب ، باب مايذكر في الطاعون 5/2165 ح5400 ، وكتاب الجهاد والسير ، باب الشهادة سبع سوى القتل 3/1041 ح2675 ومسلم في كتاب الإمارة ، باب بيان الشهادة 3/1522 ح1916 ، وأحمد 2/132 ح6165 ، 3/150 ح12541 ، 3/220 ح13329 ، 3/223 ح13359 ، 3/258 ح13735 ، 3/265 ح13827 ، كلهم من طريق أنس بن مالك مثله .(1/73)
الحديث الثاني :
[ح33]
عَنْ عَامِرٍ يَعْنِي ابْنَ مَالِكٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ ، وَالْغَرَقُ شَهَادَةٌ ، وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ ، وَالنُّفَسَاءُ شَهَادَةٌ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي في كتاب الجنائز ، باب الشهيد 4/99 ح2054 والدارمي في كتاب الجهاد ، باب ما يعد من الشهداء 2/273 ح2413 ، وأحمد - واللفظ له - 3/400 ح15336 ، 3/401 ح15342، 15343 - 6/465 ح27676 - 6/466 ح27682 ، من طريق عامر بن مالك ، عن صفوان . نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات ، إلا أن في إسناده عامر بن مالك البصري .
قال ابن حجر رحمه الله : عامر بن مالك بصري مقبول من الثالثة س (168)
الحكم على الإسناد :-
قال البنا رحمه الله : سنده جيد (169)
الحديث الثالث :
[ح34]
قال أحمد رحمه الله : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ : أَخْبَرَنِي ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُصَبِّحٍ ، أَوِ ابْنَ مُصَبِّحٍ - شَكَّ أَبُو بَكْرٍ - عَنِ ابْنِ السِّمْطِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ( ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ ، قَالَ : فَمَا تَحَوَّزَ (170) لَهُ عَنْ فِرَاشِهِ ، فَقَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي ؟ ) قَالُوا : قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ قَالَ : ( إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي إِذًا لَقَلِيلٌ ، قَتْلُ الْمُسْلِمِ شَهَادَةٌ ، وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ ) .
التخريج :-(1/74)
خرجه أحمد - واللفظ له - في المواضع التالية : 4/201 ح17830 ، 5/314 ح22736 و 5/323 ح22808 ، والدارمي في كتاب الجهاد ، باب مايعد من الشهدآء 2/525ح2419 عن عبادة . نحوه ، وعند الدارمي ، عن منصور ، عن أبي بكر بن حفص ، عن شرحبيل بن السمط .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجالهما ثقات(171)
الحكم على الإسناد :-
قال أبو عبد الله ضياء المقدسي رحمه الله : حديث شرحبيل بن السمط عن عبادة ، إسناده صحيح . (172)
قال ابن أبي حاتم رحمه الله : سألت أبي عن حديث عمرو بن أبي قيس عن منصور عن أبي بكر بن حفص عن أبي صالح عن عبادة عن النبي ( أنه عاد عبد الله بن رواحة فما تحول عبد الله عن مكانه فقال النبي ( (من شهداء أمتي ) قالوا القتل في سبيل الله شهادة والبطن شهادة والغرق شهادة الحديث قال ابي ورواه سعيد عن أبي بكر بن حفص عن ابن الفصيح أو ابي المصبح عن ابن السمط عن عبادة عن النبي ( قال ابي وهذا أشبه . وهذا حديث من حديث أهل الشام وهو ابو المصبح المقرائي عن شرحبيل ابن السمط عن عبادة . (173)
قال البنا رحمه الله : شهيد الآخرة هو كل ماذكر ، وشهيد الدنيا والآخرة ، هو من قتل في حرب الكفار ، لسبب من أسباب القتال ، والفرق بينهما أن شهيد الحرب ، لا تجري عليه أحكام الدنيا ، فلا يغسل ، ولا يصلى عليه ، بعكس شهيد الآخرة .(174)
الحديث الرابع :
[ح35]
عن أَبَي عَسِيبٍ ( مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام بِالْحُمَّى وَالطَّاعُونِ ، فَأَمْسَكْتُ الْحُمَّى بِالْمَدِينَةِ ، وَأَرْسَلْتُ الطَّاعُونَ إِلَى الشَّامِ ، فَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لامَّتِي ، وَرَحْمَةٌ لَهُمْ ، وَرِجْسٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/81 ح20786 ، وقد انفرد به أحمد .(1/75)
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : ورجال أحمد ثقات . (175)
قال محمد بن عبد الباقي رحمه الله : وقد روى أحمد برجال ثقات مرفوعا أتاني جبريل بالحمى والطاعون (176)
قال الحافظ المنذري رحمه الله : رواه أحمد ورواته ثقات مشهورون . (177)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (178)
السابعة : الموت بدآء البطن :
[ح36]
وفيها الحديث المتقدم ( ... ومن مات في البطن فهو شهيد ) سبق تخريجه في العلامة الخامسة من علامات حسن الخاتمة ( الموت غازياً في سبيل الله ) في المبحث الرابع ، من الفصل الأول ، في الباب الأول ص102ح41
العلامة الثامنة : الموت بالغَرَقِ (179) .
الحديث الأول :
[ح37]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ إِذْ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ) وَقَالَ : ( الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ (180) الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِقُ ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) ، وَقَالَ : ( لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الاوَّلِ ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لاتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا ) .(181)
التخريج :-(1/76)
…خرجه البخاري في كتاب الأذان ، باب فضل التهجير إلى الظهر 1/233 ح624 _ واللفظ له _ وفي كتاب الجهاد والسير ، باب الشهادة سبع سوى القتل 3/1041 ح2674 ، ومسلم في كتاب الإمارة باب بيان الشهداء 3/1521ح1914 ، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ما جاء في الشهداء من هم 3/377 ح1063 ، ومالك في كتاب النداء للصلاة ، باب ما جاء في العتمة والصبح 1/131 ح293 ، وأحمد 2/324 ح8288 - 2/533 ح10910 ، 10911 ، كلهم عن أبي هريرة .
التاسعة : الموت بالهدم :
[ح38]
وفيه الحديث المتقدمُ ، ( الشهدآء خمسة ... وصاحب الهدم ) سبق تخريجه في العلامة الثامنة من علامات حسن الخاتمة ( الموت بالغرق ) في المبحث الرابع ، من الفصل الأول ، في الباب الأول [ح46]ص108
العاشرة : موت المرأة في نِفَاسِهَا بسبب ولدها .
[ح39]
وفيه الحديث المتقدمُ ، ( وَالْبَطْنُ شَهَادَةٌ وَالنُّفَسَاءُ يَجُرُّهَا وَلَدُهَا بِسُرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ) سبق تخريجه في العلامة الخامسة من علامات حسن الخاتمة ( الموت غازياً في سبيل الله ) في المبحث الرابع ، من الفصل الأول ، في الباب الأول ص100ح40
[ح40]
وكذلك الحديث المتقدمُ ، (...وَالطَّاعُونُ شَهَادَةٌ وَالْمَرْأَةُ يَقْتُلُهَا وَلَدُهَا جَمْعَاءَ ...) . سبق تخريجه في العلامة السادسة ، من علامات حسن الخاتمة ( الموت بالطاعون ) في المبحث الرابع ، من الفصل الأول ، في الباب الأول ص105ح44
الحاديةَ عَشْرةَ : الموت في سبيل الدفاع عن المال والدين والنفس .
الحديث الأول :
[ح41](1/77)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي ، قَالَ : ( فَلا تُعْطِهِ مَالَكَ ) ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي ، قَالَ : ( قَاتِلْهُ ) ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي ، قَالَ : ( فَأَنْتَ شَهِيدٌ ) ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ ، قَالَ : ( هُوَ فِي النَّارِ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم 1/124 ح140 .
قال النووي رحمه الله : فيه جواز قتل القاصد لأخذ المال بغير حق ، سواءاً كان المال قليلا أو كثيراً ، لعموم الحديثَ وهذا قول الجماهير من العلماء وقال بعض أصحاب مالك لا يجوز قتله اذا طلب شيئاً يسيراً ، كالثوب والطعام وهذا ليس بشىء والصواب ما قاله الجماهير وأما المدافعة عن الحريم فواجبة بلا خلاف وفى المدافعة عن النفس بالقتل خلافٌ فى مذهبنا ومذهب غيرنا والمدافعة عن المال واجبة والله أعلم وأما قوله صلى الله عليه وسلم فلا تعطه فمعناه لا يلزمك أن تعطيه وليس المراد تحريم الاعطاء وأما قوله صلى الله عليه وسلم فى الصائل اذا قتل هو فى النار فمعناه أنه يستحق ذلك وقد يجازى وقد يعفى عنه الا أن يكون مستحيلا لذلك بغير تأويل فانه يكفر ولا يعفى عنه والله أعلم .(182)
الحديث الثاني :
[ح42](1/78)
عن ثَابِت مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال : لَمَّا كَانَ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، وَبَيْنَ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ مَا كَانَ ، تَيَسَّرُوا لِلْقِتَالِ ، فَرَكِبَ خَالِدُ بْنُ الْعَاصِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَوَعَظَهُ خَالِدٌ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب الدليل على أن من قصد أخذ مال غيره بغير حق كان القاصد مهدر الدم 1/124 ح141 ، وأحمد 2/206 ح6922 كلاهما عن ثابت مولى عمر بن عبد الرحمن ، نحوه ، وزاد أحمد في روايته ( وقال عبد الرزاق من قتل على ماله فهو شهيد ) .
الحديث الثالث :
[ح43]
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب المظالم والغصب ، باب من قاتل دون ماله 2/877 ح 2348وأبو داود في كتاب السنة ، باب في قتال اللصوص 4/246 ح4771 ، والترمذي في كتاب الديات ، باب ما جاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد 4/29 ح1419 ، والنسائي في كتاب تحريم الدم ، باب من قتل دون ماله 7/115 ح4087،4088،4089 ، وأحمد 2/163 ح6522 و2/216 ح7030 و 2/221ح7055 و 2/223 ح7084 كلهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، نحوه .
الحديث الرابع :
[ح44](1/79)
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ( ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِه ،ِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
التخريج :-
خرجه أبو داود في كتاب السنة ، باب في قتال اللصوص 5/128 ح4772 ، والنسائي في كتاب تحريم الدم ، باب من قاتل دون أهله 7/116 ح4095 ، من طريق إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، عن طلحة بن عبدالله بن عوف ، عن سعيد بن زيد ، والترمذي في كتاب الديات ، باب ماجاء فيمن قتل دون ماله فهو شهيد 4/28 ح1418 و 4/30 ح1421 - واللفظ له - من طريق معمر ، عن الزهري ، عن طلحة ، عن عبدالرحمن بن عمرو بن سهل ، عن سعيد بن زيد ، وابن ماجه في كتاب الحدود ، باب من قتل دون ماله فهو شهيد 2/861 ح2580 ، وأحمد 1/187 ح1628 و 1/190 ح1652 من طريق سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن طلحة ، عن سعيد بن زيد ، والنسائي في باب من قتل دون ماله 7/115ح4091 كلهم عن سعيد بن زيد .
دراسة الإسناد :-
قلت : رجال إسناده ثقات ، إلا أن فيه أبو عبيدة .
قال ابن حجر رحمه الله : أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر أخو سلمة وقيل هو هو مقبول من الرابعة 4 (183) .
الحكم على الإسناد :-
قال الترمذي رحمه الله : وهذا حديث حسن صحيح .
قال إبراهيم الحسيني رحمه الله : قال السيوطي رحمه الله : وهو متواتر .(184)
قال الألباني رحمه الله : سنده صحيح . (185)
الحديث الخامس :
[ح45](1/80)
قال النسائي رحمه الله : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) قَالَ أَبو عَبْد الرَّحْمَنِ حَدِيثُ الْمُؤَمَّلِ خَطَأٌ وَالصَّوَابُ حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ .
قال : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُؤَمَّلُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي في كتاب تحريم الدم ، باب من قتل دون ماله 7/116 ح4093 ، من طريق أبو جعفر ، محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب .
دراسة الإسناد :-
قال ابن حجر رحمه الله : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( أبو جعفر الباقر ثقة فاضل من الرابعة مات سنة بضع عشرة ع . (186)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : صحيح ، بما قبله . (187)
الحديث السادس :
[ح46]
عَنْ سَوَادَةَ ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي في كتاب تحريم الدم ، باب من قاتل دون مظلمته 7/117 ح4096 ، عن سويد بن مقرن .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ، ثقات ، إلا أن في إسناده سوادة بن أبي الجعد .
قال ابن حجر رحمه الله : سوادة بن أبي الجعد أو ابن الجعد الجعفي مقبول من السادسة س . (188)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني : صحيح . (189)
الحديث السابع :
[ح47](1/81)
عن مُوسَى بْنِ دَوُادَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلَمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 1/305 ح2780
دراسة الإسناد :-
إنفرد به أحمد ، وبقية رجاله ثقات ، إلا أن فيه موسى بن داود الضبي .
قال ابن حجر رحمه الله : موسى بن داود الضبي أبو عبد الله الطرسوسي نزل بغداد ثم ولي قضاء طرسوس الخلقاني بضم المعجمة وسكون اللام بعدها قاف صدوق فقيه زاهد له أوهام من صغار التاسعة مات سنة سبع عشرة م د س ق . (190)
قال ابن حجر رحمه الله : صدوق له أوهام . (191)
الحكم على الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه احمد ورجاله رجال الصحيح . (192)
قلت : فعلى هذا فيكون الحديث حسناً ، ولكن لكن يرتقي إلى الصحيح لغيره بشواهده السابقة .
الحديث الثامن :
[ح48]
عن يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الْجَزَرِيُّ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أُتِيَ عِنْدَ مَالِهِ فَقُوتِلَ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ ) .
التخريج :-
خرجه ابن ماجه في كتاب الحدود ، باب من قتل دون ماله فهو شهيد 2/861ح2581
دراسة الإسناد :-
انفرد به ابن ماجه ، وفي إسناده ، يزيد بن سنان .
قال ابن حجر رحمه الله : يزيد بن سنان بن يزيد التميمي ، أبو فروة ضعيف . (193)
الحكم على الإسناد :-
قال أحمد الكناني رحمه الله : هذا إسناد ضعيف يزيد بن سنان التيمي أبو فروة الرهاوي ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو حاتم وأبو داود والنسائي ويعقوب بن سفيان والعقيلي والدارقطني وغيرهم . (194)
قال الألباني : صحيح . (195)
الحديث التاسع :
[ح49](1/82)
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 1/78 ح590
دراسة الإسناد :-
في سنده عبد العزيز بن المطلب ، قال ابن حجر رحمه الله : صدوق(196) وكذلك عبدالرحمن بن الحارث بن عبدالله بن عياش ، قال ابن حجر رحمه الله : صدوق له أوهام . (197)
الحكم على الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه احمد ورجاله رجال الصحيح .(198)
العلامةُ الثانيةَ عشرةَ : الموت مرابطاً في سبيل الله
الحديث الأول :
[ح50]
عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ ( ، أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ ، وَهُوَ مُرَابِطٌ عَلَى السَّاحِلِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( مَنْ رَابَطَ يَوْمًا أَوْ لَيْلَةً كَانَ لَهُ كَصِيَامِ شَهْرٍ لِلْقَاعِدِ ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَجْرَى اللَّهُ لَهُ أَجْرَهُ ، وَالَّذِي كَانَ يَعْمَلُ أَجْرَ صَلاتِهِ ، وَصِيَامِهِ ، وَنَفَقَتِهِ ، وَوُقِيَ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الإمارة ، باب فصل الرباط في سبيل الله عز وجل 2/1520 ح1913 ، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد ، باب ماجاء في فضل المرابط 4/188ح1665 ، والنسائي في كتاب الجهاد ، باب فضل الرباط 6/39 ح3166،3165 ، وأحمد 5/440ح23779 - واللفظ له - و5/441 ح23786 كلهم عن شرحبيل بن السمط ، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه .
الحديث الثاني :
[ح51](1/83)
عن أَبي هَانِئٍ الْخَوْلانِيِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الْجَنْبِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ ) ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ ) . قَالَ أَبو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ وَجَابِرٍ وَحَدِيثُ فَضَالَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
التخريج :-
خرجه الترمذي _ واللفظ له _ في كتاب فضائل الجهاد ، باب ماجاء في فضل من مات مرابطاً 4/165 ح1621 ، وأحمد 6/20ح23996 و 6/20ح24000 كلهم عن فُضالة بن عبيد .
دراسة الإسناد :-
قلت : رجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن فيه حميد بن هانئ ، أبو هانئ الخولاني .
قال ابن حجر رحمه الله : لا بأس به . (199)
قال الترمذي رحمه الله : وَحَدِيثُ فَضَالَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : إسناده حسن . (200)
الحديث الثالث :
[ح52]
قال أحمد رحمه الله : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا مِشْرَحٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ ، إِلا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يُجْرَى لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ حَتَّى يُبْعَثَ ) .
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ فِيهِ ( وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-(1/84)
خرجه الدارمي في كتاب الجهاد ، باب فضل من مات مرابطاً 2/278ح2450 ، وأحمد _ واللفظ له _ 4/150 ح17396 و 4/157ح17472 كلاهما عن عقبة بن عامر .
دراسة الإسناد :-
قلت : في سنده ابن لهيعة .
قال بن حجر رحمه الله : عبد الله بن لهيعة بفتح اللام وكسر بن عقبة الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيء مقرون مات سنة أربع وسبعين وقد ناف على الثمانين م د ت ق (201)
وقد روى عنه في هذا الحديث عبدالله بن يزيد ، وهو أحد العبادلة ، ورواية العبادلة عنه صحيحة . أنظر تهذيب التهذيب 5/330 ، وفيه أيضاً مشرح بن هاعان قال ابن حجر رحمه الله : مقبول (202) .
الحكم على الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة ، وحديثه حسن . (203)
قلت : السند صحيح ، وإن كان فيه ابن لهيعة ، لأنه روى عنه عبدالله بن يزيد ، وروايته عنه صحيحة .
الحديث الرابع :
[ح53](1/85)
…عن محمد بن يعلى ، عن عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ مُحْتَسِبًا مِنْ غَيْرِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ عِبَادَةِ مِائَةِ سَنَةٍ صِيَامِهَا ، وَقِيَامِهَا ، وَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، مِنْ وَرَاءِ عَوْرَةِ الْمُسْلِمِينَ ، مُحْتَسِبًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَعْظَمُ أَجْرًا ، - أُرَاهُ قَالَ - مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا ، فَإِنْ رَدَّهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِهِ سَالِمًا ، لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ سَيِّئَةٌ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَتُكْتَبُ لَهُ الْحَسَنَاتُ ، وَيُجْرَى لَهُ أَجْرُ الرِّبَاطِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .
التخريج :-
خرجه ابن ماجه في كتاب الجهاد ، باب فضل الرباط في سبيل الله 2/924 ح2768 عن أبي بن كعب
دراسة الإسناد :-
قال ابن الجوزي رحمه الله : عمرَ بن صُبحٍ بن عمران ، أبو نعيم ، التميمي ، يروي عن قتادة ، ومقاتل بن حيان ، قال البخاري : حدثني يحيى بن علي بن جرير ، قال : سمعت عمر بن صبح ، يقول : أنا وضعت خطبة النبي ( وآله ، وقال ابن عدي : منكر الحديث . وقال ابن حبان ، يضع الحديث على الثقات ، لا يحل كتب حديثه إلا على وجه التعجب . وقال الدارقطني : متروك . وقال الأزدي : كذاب . (204)
قلت : إنفرد به ابن ماجه .
الحكم على الإسناد :-(1/86)
قال أحمد الكناني رحمه الله : هذا إسناد ضعيف ، لضعف محمد بن يعلى ، وشيخه عمر بن صبح ، قلت : ومكحول لم يدرك أبي بن كعب ، ومع ذلك فهو مدلس ، وقد عنعنه ، وقال عبد العظيم المنذري في كتاب الترغيب والترهيب ، في باب الرباط : وآثار الوضع عليه ظاهر ، قال : ولا عجب فراوية عمر بن صبح الخراساني ، لولا أنه في الأصول لما ذكرته . (205)
الحديث الخامس :
[ح54]
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِي اللَّه عَنْهم ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ الْغَدْوَةُ ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ) .
التخريج :-
خرجه البخاري _ واللفظ له _ في كتاب الجهاد والسير ، باب فضل رباط يوم في سبيل الله 3/1059 ح2735 ، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد ، باب ماجاء في فضل المرابط 4/188 ح1664 وأحمد 5/339 ح22923 كلهم من طريق سهل بن سعد الساعدي ، نحوه .
قال ابن قدامة : معنى الرباطِ الإقامة بالثغر مقوياً للمسلمينَ على الكفار ، والثغر كل مكان يُخِيفُ أَهلَهُ العدُوُ ويخِيفُهُم ، وأصل الرباط من رباط الخيل لأن هؤلاء يربطون خيولهم وهؤلاء يربطون خيولهم كل يعد لصاحبه فسمي المقام بالثَغر رباطاً ، وإن لم يكن فيه خيل ، وفضله عظيم ، وأجره كبير ، قال أحمد : ليس يعدل الجهاد عندي والرباط شيء ، والرباط دفع عن المسلمين ، وعن حريمهم ، وقوة لأهل الثغر ، ولأهل الغزو فالرباط أصل الجهاد وفرعُهُ ، والجهاد أفضل منه ، للعناء والتعب والمشقة . (206)
الحديث السادس :
[ح55](1/87)
عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ ، قَال : سَمِعْتُ عُثْمَانَ ( وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، يَقُولُ : إِنِّي كَتَمْتُكُمْ حَدِيثًا ، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَرَاهِيَةَ تَفَرُّقِكُمْ عَنِّي ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُحَدِّثَكُمُوهُ ، لِيَخْتَارَ امْرُؤٌ لِنَفْسِهِ مَا بَدَا لَهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَنَازِلِ ) .
التخريج :-
خرجه الترمذي _ واللفظ له _ في كتاب فضائل الجهاد ، باب ماجاء في فضل المرابط 4/189 ح1667 ، والنسائي في كتاب الجهاد ، باب فضل الرباط 6/39 ح3169 وأحمد في المواضع التالية : 1/62 ح442 و 1/65 ح470 و 1/66 ح477 و 1/75 ح558 كلهم عن عثمان بن عفان ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات ، إلا أن فيه أبو صالح ، وهو مولى لعثمان ( .
قال ابن حجر رحمه الله : أبو صالح مولى عثمان مقبول من الثالثة اسمه الحارث ويقال تركان بمثناة أوله ثم راء ساكنة ت س (207)
الحكم على الإسناد :-
قال أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، و قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ أَبُو صَالِحٍ مَوْلَى عُثْمَانَ اسْمُهُ تُرْكَانُ .
قال الألباني رحمه الله : حديث حسن . (208)
الحديث السابع :
[ح56]
عن ابْنِ لَهِيعَةَ (قال) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( رِبَاطُ يَوْمٍ ، خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ ، وَقِيَامِهِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 2/177 ح6653
دراسة الإسناد : -
رجال إسناده ، كلهم ثقات ، إلا أن فيه عبد الله بن لهيعة .(209)
قلت : إنفرد به أحمد .(1/88)
الحكم على الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف . مجمع الزوائد 5/289
قلت : الحديث صحيح لغيره ، لشهادة الأحاديث السابقة له .
الحديث الثامن :
[ح57]
عن إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا إسماعيل بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ الدُّؤَلِيِّ ، عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ (( ، تَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَتْ : ( مَنْ رَابَطَ فِي شَيْءٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْمُسْلِمِينَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ أَجْزَأَتْ عَنْهُ رِبَاطَ سَنَةٍ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 6/362 ح27085
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد والطبراني ، من رواية إسماعيل بن عياش ، عن المدنيين ، وبقية رجاله ثقات . (210)
قلت : إنفرد به أحمد ، ورجاله كلهم ثقات ، إلا أن في إسناده إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي أبو يعقوب بن الطباع ، وإسماعيل بن عياش .
قال ابن حجر رحمه الله : إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي ، أبو يعقوب بن الطباع ، سكن أذنة ، صدوق ، من التاسعة ، مات سنة أربع عشرة ، وقيل بعدها وعشرون ، م ت س ق . (211)
وقال ابن حجر رحمه الله : إسماعيل بن عياش بن سليم العنسي ، بالنون أبوعتبة الحمصي ، صدوق في روايته عن أهل بلده ، مخلط في غيرهم ، من الثامنة مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ، وله بضع وسبعون سنة ي 4 . (212)
وقال الذهبي رحمه الله : إسماعيل بن عياش أبو عتبة الحمصي شيخ الشاميين ، ليس بالقوي ، وحديثه عن الحجازيين منكر ضعيف ، بخلاف الشاميين ، قال : يزيد بن هارون ، ما رأيت أحفظ منه ، وقال أبو حاتم : لين ، وقال البخاري : إذا حدث عن الشاميين فصحيح . قلت ومع هذا فما احتج به . والله أعلم . (213)
الحكم على الإسناد :-
الحديث ضعيف ، لضعف إسماعيل بن عياش في حديث الحجازيين ، والله أعلم .(1/89)
العلامة الثالثةَ عشرةَ : الموت على عمل صالح
الحديث الأول :
[ح58]
قال أحمد رحمه الله حَدَّثَنَا حَسَنٌ وَعَفَّانُ قَالا حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ عَنْ نُعَيْمٍ قَالَ عَفَّانُ فِي حَدِيثِهِ ابْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَسْنَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى صَدْرِي فَقَالَ : ( مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ حَسَنٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ خُتِمَ لَهُ بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/391 ح23372
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد وروى البزار طرفا منه في الصيام فقط ، ورجاله موثقون . (214)
قلت : إنفرد به أحمد ، ورجال إسناده كلهم موثقون ، إلا أن فيه عثمان بن مسلم البتي .
قال ابن حجر رحمه الله : صدوق . (215)
الحكم على الإسناد :-
الحديث حسن .
الأحاديث الواردة في علامات سوء الخاتمة .
أولاً : مخالفة الباطنِ الظاهرَ .(1/90)
من تمام عدل الله تعالى أن لا يظلم أحداً ( ( ((((( (((((((( ((((((((( (((((( ((((((( ((((((( ((( ( (216) ، فيستحيل فى حقه تعالى ان يعمل المرء طيلة حياته فى الخير وبنية صالحة و قلب سليم و على كتاب وسنة وهدي كما ( ( (((((((( ((((((( (((( ((217) و بينما هو على ذلك الحال الطيب الصالح و ليس بينه وبين باب الجنة إلا اليسير يختم الله عليه بالشقاء محبطاً عمله ونيته السليمة ، و لم يقل من أهل القبلة بذلك أحدٌ لأنه لا يشبه ذلك عدل الله , فبان أن المراد بالختم بالشقاوة على من كات فى قلبه مرض ونفاق وبغض لهذا الدين وظاهره لا يعبر عن ما باطنه فإذا دنا أجله و قرب رحيله من الدنيا ختم الله على عمله بالسوء وفضحه بين خلقه وكشف عوره ، وهذا تمام عدل الله تعالى ، وكما علمه وقدرته على الماكرين ( ( ((((((((((( (((((((( (((( ( (((((( (((((( (((((((((((((( (((( ( (218)
وهذه مجموعة من الأدلة تشهد ناطقة بذلك
الحديث الأول :
[ح59](1/91)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ( ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ، ( يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ ، فَيَقُولُ : اكْتُبْ عَمَلَهُ ، وَأَجَلَهُ ، وَرِزْقَهُ ، وَاكْتُبْهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدًا ) ، ثُمَّ قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ غَيْرُ ذِرَاعٍ ، ثُمَّ يُدْرِكُهُ الشَّقَاءُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، فَيَمُوتُ فَيَدْخُلُ النَّارَ ) ، ثُمَّ قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ عَبْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ غَيْرُ ذِرَاعٍ ، ثُمَّ تُدْرِكُهُ السَّعَادَةُ ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَمُوتُ فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته 3/1212ح3154 وكتاب القدر 6/2433ح6221 ، ومسلم في كتاب القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي 4/2036 ح2643 ، والترمذي في كتاب القدر ، باب ماجاء أن الأعمال بالخواتيم 4/466ح2137 ، وابن ماجه في المقدمة ، باب في القدر 1/29ح76 وأحمد- واللفظ له - 1/382ح3624 و 1/414ح3934 كلهم عن عبد الله بن مسعود ، نحوه(1/92)
قال النووي رحمه الله : ففيه التحذير من الإغترار بالاعمال ، وأنه ينبغي للعبد أن لا يتكل عليها ، ولا يركن اليها ، مخافة من انقلاب الحال للقدر السابق ، وكذا ينبغي للعاصى أن لا يقنط ، ولغيره ، أن لا يقنطه من رحمه الله تعالى .(219)
الحديث الثاني :
[ح60]
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ( ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ ، فَاقْتَتَلُوا ، فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ ، وَمَالَ الآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ ، وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلا فَاذَّةً (220) ، إِلا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ ، فَقَالَ : مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلانٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ) ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَنَا صَاحِبُهُ ، قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ ، كُلَّمَا وَقَفَ ، وَقَفَ مَعَهُ ، وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ ، قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا ، فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالارْضِ ، وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : ( وَمَا ذَاكَ ) قَالَ : الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ ، فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ، ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ ، فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الأَرْضِ ، وَذُبَابَهُ(221)(1/93)
بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ، ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ ، فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجهاد ، باب لا يقول فلان شهيد 3/1061ح2742 ، وكتاب المغازي ، باب غزوة خيبر 4/1539ح3966 - واللفظ له - و 4/1541ح3970 وكتاب الرقاق ، باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها 5/2381ح6128 ، وكتاب القدر ، باب العمل بالخواتيم 6/2436ح6233 ، ومسلم في كتاب الإيمان ، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه 1/106ح112 ، وكتاب القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه 4/2042ح2652 ، وأحمد 5/331ح22864 و 5/335 ح22886 ، مثله كلهم من طريق سهل بن سعد الساعدي .
قال ابن حجر رحمه الله : قال ابن بطال في تغييب خاتمة العمل عن العبد ، حكمة بالغة ، وتدبير لطيف ، لأنه لو علم ، وكان ناجياً ، أعجب وكسل ، وان كان هالكاً ازداد عتواً ، فحجب عنه ذلك ، ليكون بين الخوف والرجاء .(222)
الحديث الثالث :
[ح61](1/94)
عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه ، قَالَ : شَهِدْنَا خَيْبَرَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الإسْلامَ : ( هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ) ، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ ، قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحَةُ ، فَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ يَرْتَابُ ، فَوَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحَةِ ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا أَسْهُمًا ، فَنَحَرَ بِهَا نَفْسَهُ ، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ ، انْتَحَرَ فُلانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ : ( قُمْ يَا فُلانُ فَأَذِّنْ ، أَنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ ، إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر 4/1540ح3967 وكتاب القدر ، باب العمل بالخواتيم 6/2436ح6232 ، ومسلم في كتاب الإيمان ، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه 1/105ح111 ، وكتاب القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه 4/2042ح2651 كلاهما عن أبي هريرة ، نحوه .
الحديث الرابع :
[ح62](1/95)
عَنْ أَنَسٍ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( لا عَلَيْكُمْ أَنْ لا تَعْجَبُوا بِأَحَدٍ ، حَتَّى تَنْظُرُوا بِمَ يُخْتَمُ لَهُ ، فَإِنَّ الْعَامِلَ يَعْمَلُ زَمَانًا مِنْ عُمْرِهِ ، أَوْ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ ، بِعَمَلٍ صَالِحٍ لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلا سَيِّئًا ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَعْمَلُ الْبُرْهَةَ مِنْ دَهْرِهِ بِعَمَلٍ سَيِّئٍ ، لَوْ مَاتَ عَلَيْهِ دَخَلَ النَّارَ ، ثُمَّ يَتَحَوَّلُ فَيَعْمَلُ عَمَلا صَالِحًا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ قَالَ : ( يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ ) .
التخريج :-
رواه أحمد 3/120ح12235
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح . (223)
الحكم على الإسناد :-
قال أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله : إسناده صحيح . (224)
الحديث الخامس :
[ح63](1/96)
عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بَعْضُ مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ : ( إِنَّ هَذَا لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ) ، فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ ، قَاتَلَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ ، حَتَّى كَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ ، فَأَتَاهُ رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ الَّذِي ذَكَرْتَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَقَدْ وَاللَّهِ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَشَدَّ الْقِتَالِ ، وَكَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ) ، وَكَادَ بَعْضُ النَّاسِ أَنْ يَرْتَابَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحِ ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ الرَّجُلُ إِلَى كِنَانَتِهِ ، فَانْتَزَعَ مِنْهَا سَهْمًا ، فَانْتَحَرَ بِهِ ، فَاشْتَدَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، قَدْ صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ ، قَدِ انْتَحَرَ فُلانٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ .
التخريج :-
خرجه أحمد 4/135ح17257
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . مجمع الزوائد 7/214
الحكم على الإسناد :-
قلت : إنفرد به أحمد ، ورجال إسناده كلهم ثقات ، والإسم المبهم ، صحابي ، والجهالة به لا تضر ، فالحديث صحيح .
الحديث السادس :
[ح64](1/97)
عَنْ عَائِشَةَ (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَإِذَا كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَحَوَّلَ فَعَمِلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ لَمَكْتُوبٌ فِي الْكِتَابِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَإِذَا كَانَ قَبْلَ مَوْتِهِ تَحَوَّلَ فَعَمِلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمَاتَ فَدَخَلَهَا ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 6/107ح24806 .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد وأبو يعلى بأسانيد ، وبعض أسانيدهما رجاله رجال الصحيح .(225)
الحكم على الإسناد :-
قلت : إنفرد به أحمد ، ورجال إسناده كلهم ثقات .
ثانياً : الحيف في الوصية .
الحديث الأول :
[ح65]
عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ سَبْعِينَ سَنَةً ، فَإِذَا أَوْصَى حَافَ فِي وَصِيَّتِهِ ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِشَرِّ عَمَلِهِ ، فَيَدْخُلُ النَّارَ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الشَّرِّ سَبْعِينَ سَنَةً ، فَيَعْدِلُ فِي وَصِيَّتِهِ ، فَيُخْتَمُ لَهُ بِخَيْرِ عَمَلِهِ ، فَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ ) .
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رحمه الله : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( (((((( ((((((( (((( ( (226) إِلَى قَوْلِهِ ( ((((((( ((((((( ((((((( (((( ( (227).
التخريج :-(1/98)
خرجه أبو داود في كتاب الوصايا ، باب ماجاء في كراهية الإضرار في الوصية 3/113ح2867 ، والترمذي في كتاب الوصايا ، باب ماجاء في الضرار في الوصية 4/431ح2117 ، وابن ماجه - واللفظ له - في كتاب الوصايا ، باب الحيف في الوصية 2/902ح2704 ، وأحمد 2/278ح7728 كلهم من طريق أشعث بن عبدالله ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
قلت : في إسناده أشعث بن عبدالله ، وشهر بن حوشب .
قال ابن حجر : أشعث بن عبدالله الحداني، صدوق . (228)
وقال ابن حجر رحمه الله : شهر بن حوشب الأشعري ، صدوق كثير الإرسال والأوهام . (229)
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ .
قال الألباني رحمه الله : رواه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد ( ضعيف ) . (230)
المبحث الخامس
نزول ملائكة الرحمة عند الإحتضار ، ببشارة المؤمن
وملائكة العذاب بوعيد الكافر،
وصفةِ ملَكِ الموت
……لحظة الإحتضارِ وخروجُ الروح من الجسد من آسف وأحزن لحظات حياة الإنسان ، وقد كانت العرب فى جاهليتها تطلب من بناتها أن تندبها ساعة الإحتضار بذكر مآثرها وفضائلها وقد يعد لذلك الشعرُ والمآثرُ ، كما فعل أبو طالب وغيرِه ، وكما قال عنترة :
إذا مُتُ فادفني إلى جنب كرمة ** وشقي عليَّ الجيب ياأم معبدي
وجاء الإسلام وحرم الندب على الميت ، ورفع الصوت ، والنياحةَ على الميت ، فالمؤمن يكون مآله إلى خير فيبشر برضوان الله ، واما الكافر فيكون مآله إلى شر ، فيتوعد بسخط الله ، فهذا المبحث يوضح لنا كيف تكون بشارة المؤمن ، ووعيدُ الكافر .
أولاً : نزول ملائكة الرحمة عند الإحتضار ، ببشارة المؤمن ، وملائكة العذاب بوعيد الكافر .
الحديث الأول :
[ح66](1/99)
حديث البرآءِ ( في عذاب القبر ، بلفظ ( ... إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلام ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ) ، قَالَ : ( فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ ) ، قَالَ : ( ... وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ ، إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ ) ، قَالَ :( فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ... )
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثاني ( شدة الموت وسكراته ، وكيفية قبض الأرواح ، واختلاف أحوالهم في ذلك ) من الفصل الأول ، من الباب الأول [ح12]ص75
الحديث الثاني :
[ح67](1/100)
عن مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِذَا حُضِرَ (231) الْمُؤْمِنُ ، أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ ، فَيَقُولُونَ : اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ ، إِلَى رَوْحِ اللَّهِ وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ ، حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ ، فَيَقُولُونَ : مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأرْضِ ، فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ ، يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ ، مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ ، فَيَقُولُونَ : دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا ، فَإِذَا قَالَ : أَمَا أَتَاكُمْ ، قَالُوا : ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ ، أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ(232) ، فَيَقُولُونَ : اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الارْضِ ، فَيَقُولُونَ : مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي _ واللفظ له _ في كتاب الجنائز ، باب مايلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه 4/8ح1833 ، وابن ماجه في كتاب الزهد ، باب ذكر الموت والإستعداد له 2/1423ح4262 ، وأحمد 2/364ح8754 كلهم عن أبي هريرة .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات .
الحكم على الإسناد :-(1/101)
قال أحمد بن أبي بكر الكناني رحمه الله : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات . (233)
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (234)
ثانياً : حضورُ الشياطينِ للمحتضرِ .
الحديث الأول :
[ح68]
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ صَيْفِيٍّ ، مَوْلَى أَفْلَحَ ، مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي الْيَسَرِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَدْعُو : (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَدْمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ التَّرَدِّي(235) وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْغَرَقِ وَالْحَرَقِ وَالْهَرَمِ (236) وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِي الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ(237) وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي سَبِيلِكَ مُدْبِرًا ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا ).
التخريج :-
خرجه أبو داود - واللفظ له - في كتاب الوتر ، باب الإستعاذة 2/194ح1552 ، والنسائي في كتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من التردي والهدم 8/282،283ح5531،5532 وأحمد 3/427ح15562،15563 كلهم عن أبي اليسر ، نحوه ، ( والغم ) زيادة عند أبي داود .
دراسة الإسناد :-
قلت : رجال الإسناد كلهم ثقات ، إلا أن عبد الله بن سعيد بن أبي هند مختلف فيه .
فقال ابن حجر رحمه الله : صدوق ربما وهم . (238)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (239)
ثالثاً : صفة ملك الموت
الحديث الأول :
[ح69](1/102)
سبق في حديثِ البرآءِ ( صفة ملائكة الرحمة التي تقبض أرواح المؤمنين ، وصفة ملائكة العذاب التي تقبض أرواح الكفار ( ...... إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ ...... وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ ...... وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ...... )(240)
المبحث السادس
إنقطاع معرفةِ المحتضرِ من الناس
فالكافر يرى ملائكة العذاب والمؤمن يرى ملائكة الرحمة فحينئذ ينقطع معرفتُهُ من الناس وأما ما يحصل لبعض الموتى ذهولهم عن الناس قبل موته أياماً فهو بسبب شدة المرض والغَشْيِ لا بسبب المعاينة والله أعلم .(241)
الحديث الأول :
[ح70]
قال ابن ماجه رحمه الله : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ كَرْدَمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ( ، قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَتَى تَنْقَطِعُ مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ مِنَ النَّاسِ ، قَالَ : ( إِذَا عَايَنَ ) .
التخريج :-
خرجه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ماجاء في المؤمن يؤجر في النزع 1/467ح1453
دراسة الإسناد :-
قلت : إنفرد به ابن ماجه .
…في سنده نصر بن حماد ، وموسى بن كردم .(1/103)
قال محمد بن عمر العقيلي : نصر بن حماد أبو الحارث الوراق ، حدثني آدم قال : سمعت البخاري قال : نصر بن حماد ، أبو الحارث الوراق ، يتكلمون فيه وهو متروك . حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : سمعت يحيى بن معين ، يقول : نصر بن حماد كذاب . (242)
قال ابن حجر رحمه الله : نصر بن حماد بن عجلان البجلي أبو الحارث الوراق البصري ضعيف أفرط الأزدي فزعم أنه يضع من صغار التاسعة ق .(243)
قال ابن حجر رحمه الله : موسى بن كردم كوفي مجهول من السابعة ق . (244)
الحكم على الإسناد :-
قال أحمد بن أبي بكر الكناني رحمه الله : هذا إسناد ضعيف ، نصر بن حماد كذبه ابن معين ، وغيره واتهم بالوضع . (245)
قال الألباني رحمه الله : ضعيف جداً . (246)
المبحث السابع
طيبُ رائحةِ روحِ المؤمنِ ،
ونتنُ را ئحةِ روحِ الكافرِ
الحديث الأول :
[ح71](1/104)
حديث البرآء ( قال ( ... إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ ، بِيضُ الْوُجُوهِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلام ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ، قَالَ : فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ ، فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا ، فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ ، وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ ... ) إلى أن قال ( ... وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ ، سُودُ الْوُجُوهِ ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ ، فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَيَقُولُ : أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَغَضَبٍ ، قَالَ : فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنَ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ ، فَيَأْخُذُهَا ، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ ، حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ ، فَيَصْعَدُونَ بِهَا ، فَلا يَمُرُّونَ(1/105)
بِهَا عَلَى مَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، إِلا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ... ) الحديث
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثاني ( شدة الموت وسكراته ، وكيفية قبض الأرواح ، واختلاف أحوالهم في ذلك ) من الفصل الأول ، من الباب الأول [ح12]ص75
الحديث الثاني :
[ح72]
…عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : إِذَا خَرَجَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ ، تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا .
قَالَ حَمَّادٌ : فَذَكَرَ مِنْ طِيبِ رِيحِهَا ، وَذَكَرَ الْمِسْكَ .
قَالَ : وَيَقُولُ : أَهْلُ السَّمَاءِ رُوحٌ طَيِّبَةٌ ، جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الارْضِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ ، وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ يَقُولُ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الاجَلِ .
قَالَ : وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ ، - قَالَ حَمَّادٌ وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا ، وَذَكَرَ لَعْنًا - وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ : رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الارْضِ ، قَالَ : فَيُقَالُ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الاجَلِ .
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ( : فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيْطَةً(247) كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ هَكَذَا .
التخريج :-
رواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه 3/2202ح2872 عن أبي هريرة ( .
قلت : تفرد مسلم بهذة الرواية .
الحديث الثالث :
[ح73](1/106)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِذَا حُضِرَ ...... فَيَقُولُونَ : اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ ، إِلَى رَوْحِ اللَّهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ ، حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السَّمَاءِ ، فَيَقُولُونَ : مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الارْضِ : فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ : فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ ، فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ ، فَيَقُولُونَ : دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا ، فَإِذَا قَالَ : أَمَا أَتَاكُمْ ، قَالُوا : ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ ، أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ ، بِمِسْحٍ فَيَقُولُونَ : اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ ، إِلَى عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأرْضِ ، فَيَقُولُونَ : مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ ، حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الخامس ( نزول ملائكة الرحمة عند الإحتضار ، ببشارة المؤمن ، وملائكة العذاب بوعيد الكافر ، وصفة ملك الموت ) في الفصل الأول ، من الباب الأول [ح67]ص143
المبحث الثامن
معرفةُ الميتِ بمن يغسلهُ ويجهزهُ .(1/107)
قال المناوي رحمه الله : إن الميت ولو أعمى ، يعرف من يحمله من محل موته إلى مغتسله ، ومن يغسله ، ومن يكفنه ، ومن يدليه في قبره ، ومن يلحده فيه ، وغير ذلك ، لأن الموت ليس بعدم محض ، والشعور باق حتى بعد تمام الدفن ، حتى أنه يعرف زائرهُ ، وإنما يغلِطُ أكثرُ الناس في هذا ، وأمثاله ، حيث يعتقد أن الروح ، من جنس ما يُعْهَدُ من الأجسامِ ، الذي إذا شغلت مكاناً ، لا يمكن أن تكون بغيره ، بل الروح لها اتصال بالبدن ، والقبر ، وجرمها في السماء كشعاع الشمس ، ساقط بالأرض ، وأصله متصل بالشمس . (248)
الحديث الأول :
[ح74]
عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ حَسَنٍ الْحَارِثِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلا مِنَّا ، - قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ نَسِيتُ اسْمَهُ وَلَكِنِ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ أَوِ ابْنُ مُعَاوِيَةَ - يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمَيِّتَ يَعْرِفُ مَنْ يَحْمِلُهُ وَمَنْ يُغَسِّلُهُ وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي قَبْرِهِ ) فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ : مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ قَالَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
التخريج :-
رواه أحمد 3/3ح11010 و 3/62ح11618 تفرد به أحمد ،
عن أبي سعيد الخدري .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ، والطبراني في الأوسط ، وفيه رجل لم أجد من ترجم له . مجمع الزوائد ج3/21(1/108)
في سنده عبد الملك بن الحسن ، وسعيد بن عمرو ، ومعاوية بن فلان ، قال يوسف المزي رحمه الله : عبد الملك بن الحسن بن أبي حكيم الجاري ، أبو مروان المدني الأحول ، مولى ابن أمية ، روى عن سعيد بن عمرو بن سليم ، قال أبو طالب : عن أحمد بن حنبل ، لا بأس به . وقال إسحاق بن منصور : عن يحيى بن معين ، ثقة . وقال أبو حاتم : شيخ . وذكره بن حبان في كتاب الثقات . (249)
وقال ابن حجر رحمه الله : عبد الملك بن الحسن بن أبي حكيم الجاري بالجيم بالمهملة وزيادة المثلثة مدني لا بأس به من السابعة س . (250)
وقال ابن حجر : سعيد بن عمرو بن سليم الأنصاري الزرقي روى عن أبيه والقاسم بن محمد وغيرهما ، وعنه مالك . قال بن معين : ثقة . وقال البخاري قيل : اسمه سعد بسكون العين ، وذكره بن حبان في الثقات وقال مات سنة أربع وثلاثين ومائة . (251)
وقال ابن حجر : معاوية بن فلان ، أو فلان بن معاوية ، مجهول . (252)
الحكم على الإسناد :-
في سنده رجل مجهول ، فالحديث ضعيف .
المبحث التاسع
كلام الجنائز وسماع كلامها
الله عز وجل قادر على أن يستنطق الميت ، سواءٌ كانت فيه روح أو لم تكن فيه ، وهو أعلم بأحوال عباده ، وقد ترجع إليه الروح ، من غير شعور للحاضرين .
الحديث الأول :
[ح75]
حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِ ( ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ قَدِّمُونِي ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ : يَا وَيْلَهَا أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا ، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ ، إِلا الانْسَانَ وَلَوْ سَمِعَهَا الانْسَانُ لَصُعِقَ ) .
التخريج :-(1/109)
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء 1/442ح1251، وباب قول الميت وهو على الجنازة 1/443ح1253، وباب كلام الميت على الجنازة 1/464ح1314 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب السرعة بالجنازة 4/41ح1909 ، وأحمد 3/38ح11352 - واللفظ له - و 3/41ح11390 و 3/58ح11569 كلهم عن أبي سعيد الخدري ( مثله .
الحديث الثاني :
[ح76]
…حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ( قَالَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ : لا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا (253) وَلا تَتْبَعُونِي بِمِجْمَرٍ(254) وَأَسْرِعُوا بِي ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ ، قَالَ : قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي ، وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السُّوءُ عَلَى سَرِيرِهِ ، قَالَ يَا وَيْلَهُ أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي ) .
التخريج :-
خرجه النسائي في كتاب الجنائز ، باب السرعة بالجنازة 4/40ح1908 ، وأحمد - واللفظ له - 2/292ح7901 و 2/474ح10141 و 2/500ح10498 كلاهما عن أبي هريرة ( .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن فيه عبد الرحمن بن مهران المدني .
قال ابن حجر رحمه الله : مقبول من الثالثة م س . (255)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : أخرجه أحمد بإسناد صحيح ، على شرط مسلم ، وقال أيضاً صحيح . (256)
المبحث العاشر
بكاء السماء على الميت .
الحديث الأول :
[ح77](1/110)
عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ بَابَانِ ، بَابٌ يَصْعَدُ مِنْهُ عَمَلُهُ ، وَبَابٌ يَنْزِلُ مِنْهُ رِزْقُهُ ، فَإِذَا مَاتَ بَكَيَا عَلَيْهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ( ((((( (((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((( (((((((((( (((( ( (257).
التخريج :-
رواه الترمذي في كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الدخان 5/380ح3255 .
دراسة الإسناد :-
قلت : إنفرد به الترمذي ، ورجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن في إسناده موسى بن عبيدة بن نشيط الربذي ، ويزيد بن أبان الرقاشي .
قال ابن حجر رحمه الله : موسى بن عبيدة بضم أوله بن نشيط بفتح النون وكسر المعجمة بعدها تحتانية ساكنة ، ثم مهملة الربذي ، بفتح الراء والموحدة ثم معجمة ، أبو عبد العزيز المدني ، ضعيف ، ولا سيما في عبد الله بن دينار ، وكان عابداً ، من صغار السادسة ، مات سنة ثلاث وخمسين ت ق (258)
وقال ابن حجر رحمه الله : يزيد بن أبان الرقاشي ، بتخفيف القاف ، ثم معجمة أبو عمرو البصري ، القاص ، بتشديد المهملة ، زاهد ، ضعيف ، من الخامسة . (259)
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ وَيَزِيدُ بْنُ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ يُضَعَّفَانِ فِي الْحَدِيثِ .
قال الألباني رحمه الله : ضعيف . (260)
المبحث الأول
الإطلاع على القبر ، والإعتبار به .
الحديث الأول :
[ح78](1/111)
عَنْ نَافِعٌ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا أَخْبَرَهُ ، قَالَ : اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ الْقَلِيبِ ، فَقَالَ : ( وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّاً ) ، فَقِيلَ لَهُ : تَدْعُو أَمْوَاتاً ، فَقَالَ : ( مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لا يُجِيبُونَ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في عذاب القبر 1/462ح1304 ، وكتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل 4/1462ح3760 ، وأحمد 2/131ح6145 كلاهما عن عبدالله بن عمر ( نحوه .
الحديث الثاني :
[ح79]
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئًا مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الاخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ) قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ) قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ .
التخريج :-
خرجه الترمذي - واللفظ له - في كتاب الزهد ، باب (5) 4/553ح2308 ، وابن ماجة في كتاب الزهد ، باب ذكر القبر والبلى 2/1426ح4267 ، وأحمد 1/63ح454 كلهم عن هانئ مولى عثمان عن عثمان ( ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
في سنده عبدالله بن بحير ، وهانئ البربري .(1/112)
قال ابن حجر رحمه الله : هانئ البربري أبو سعيد مولى عثمان صدوق من الثالثة د ت ق .(261)
قال ابن حجر رحمه الله : عبد الله بن بجير بالموحدة والجيم مصغر بن حمران التيمي أو القيسي أبو حمران البصري ثقة من السادسة مد .(262)
الحكم على الإسناد :-
قال الترمذي رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ .
قال الألباني رحمه الله : حسن .(263)
المبحث الثاني
مايقال عند الدفن ، خطاب القبر للميت
أولاً : ما يقال عند الدفن .
الحديث الأول :
[ح80]
حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ هُوَ النَّاجِيُّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقَبْرِ ، فَقُولُوا : بِسْمِ اللَّهِ ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .
التخريج :-
خرجه أبو داود في كتاب الجنائز ، باب في الدعاء للميت إذا وضع في قبره 3/214 ، وأحمد في المواضع التالية و 2/27ح4812- واللفظ له -2/40ح4990 و 2/59ح5233 و 2/69ح5370 و 2/127ح6111 من طريق همام بن يحيى عن قتادة عن أبي الصديق الناجي ، عن ابن عمر ( ، نحوه .
وخرجه الترمذي في كتاب الجنائز ، باب مايقول إذا أدخل الميت القبر 3/364ح1046 ، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ماجاء في إدخال الميت القبر 1/494،495ح1550 عن أبي خالد الأحمر ، عن الحجاج ، كلاهما عن نافع عن ابن عمر ، نحوه .
وخرجه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ماجاء في إدخال الميت القبر 1/494،495ح1550 من طريق إسماعيل بن عياش ، عن ليث بن سليم عن نافع ، عن ابن عمر ( ، نحوه .(1/113)
وخرجه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ماجاء في إدخال الميت القبر 1/495ح1553 من طريق حماد بن عبدالرحمن الكلبي ، عن إدريس الأودي ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عمر ( ، نحوه أيضاً .
دراسة الإسناد :-
الطريق الأولى : رجالها كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قال الصنعاني رحمه الله : أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان وأعله الدارقطني بالوقف ، ورجح النسائي وقفه على ابن عمر ( أيضا إلا أن له شواهد مرفوعة .(264)
الطريق الثانية : في سنده حجاج بن أرطاة .
قال ابن حجر رحمه الله : حجاج بن أرطاة بفتح الهمزة بن ثور بن هبيرة النخعي أبو أرطاة الكوفي القاضي أحد الفقهاء صدوق كثير الخطأ والتدليس من السابعة مات سنة خمس وأربعين بخ م 4(265)
الحكم على الأسناد :-
قَالَ الترمذي رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَاهُ أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفًا أَيْضًا .
قال الألباني رحمه الله : صحيح .(266)
دراسة الإسناد :-
الطريق الثالثة : في سندها ، إسماعيل بن عياش (267)، وليث بن أبي سليم .
وقال ابن حجر رحمه الله : الليث بن أبي سليم بن زنيم بالزاي والنون مصغر واسم أبيه أيمن وقيل أنس وقيل غير ذلك صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك من السادسة مات سنة ثمان وأربعين خت م 4 . (268)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : صحيح .(269)
الطريق الرابعة : في سندها ، حماد بن عبدالرحمن الكلبي ، و إدريس ابن صبيح الأودي .
قال ابن حجر رحمه الله : حماد بن عبدالرحمن أبو عبد الرحمن القنسريني ضعيف من الثامنة ق .(270)(1/114)
وقال ابن حجر رحمه الله : إدريس بن صبيح الأودي مجهول من السابعة ويقال هو بن يزيد ق .(271)
الحكم على الإسناد :-
قال أحمد بن أبي بكر الكناني رحمه الله : هذا إسناد فيه حماد بن عبد الرحمن وهو متفق على تضعيفه .(272)
قال الألباني رحمه الله : ضعيف . (273)
قال ابن أبي حاتم رحمه الله : سألت أبي عن حديث رواه هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَلْبِيُّ حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ الأوْدِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ حَضَرْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي جِنَازَةٍ فَلَمَّا وَضَعَهَا فِي اللَّحْدِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا أُخِذَ فِي تَسْوِيَةِ اللَّبِنِ عَلَى اللَّحْدِ قَالَ اللهم أَجِرْهَا مِنَ الشَّيْطَانِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ اللَّهُمَّ جَافِ الأَرْضَ عَنْ جَنْبَيْهَا وَصَعِّدْ رُوحَهَا وَلَقِّهَا مِنْكَ رِضْوَانًا قُلْتُ يَا ابْنَ عُمَرَ أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَمْ قُلْتَهُ بِرَأْيِكَ قَالَ إِنِّي إِذًا لَقَادِرٌ عَلَى الْقَوْلِ بَلْ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قال أبي الحديث منكر . علل ابن أبي حاتم . 1 / 362،363
الحديث الثاني :-
[ح81](1/115)
…عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : لَمَّا وُضِعَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقَبْرِ قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( ((((((( ((((((((((((( (((((((( ((((((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((( (((((((( (((( ((274) قَالَ : ثُمَّ لا أَدْرِي أَقَالَ : ( بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ) أَمْ لا ، فَلَمَّا بَنَى عَلَيْهَا لَحْدَهَا ، طَفِقَ يَطْرَحُ لَهُمُ الْجَبُوبَ(275) ، وَيَقُولُ : ( سُدُّوا خِلالَ اللَّبِنِ ) ثُمَّ قَالَ : ( أَمَا إِنَّ هَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنَّهُ يَطِيبُ بِنَفْسِ الْحَيِّ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/254ح22241.
دراسة الإسناد :-
قال ابن أبي حاتم رحمه الله : عبيد الله بن زحر الإفريقي الكناني الضمري ، روى عن يحيى بن أيوب ، ضعفه أحمد بن حنبل . سئل يحيى بن معين رحمه الله عن عبيد الله بن زحر فقال : ليس بشيء ، قال على بن المديني عبيد الله بن زحر : منكر الحديث ، قال عبد الرحمن قال سألت أبى عن عبيد الله بن زحر فقال : لين الحديث ، سألت أبا زرعة عن عبيد الله بن زحر فقال : لا بأس به صدوق . (276)
قال يوسف المزي رحمه الله : علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني ويقال الهلالي أبو عبد الملك ويقال أبو الحسن الشامي الدمشقي الباهلي قال يحيى بن معين : ضعيف . قال يحيى بن معين رحمه الله : أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة : هي ضعاف كلها . وقال يعقوب : واهي الحديث كثير المنكرات وقال الغلابي عن يحيى بن معين أحاديث عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعة ضعيفة . (277)
قال الهيثمي : رواه أحمد وإسناده ضعيف . (278)
الحكم على الإسناد :-(1/116)
قلت : إنفرد به أحمد . وإسناده ضعيف ، لوجود علي بن يزيد الألهاني .
ثانياً : خطاب القبر للميت .
الحديث الأول :
[ح82]
قال الترمذي رحمه الله : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَدُّوَيْهِ . (قال) حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصَلاهُ فَرَأَى نَاسًا كَأَنَّهُمْ يَكْتَشِرُونَ (279) قَالَ : ( أَمَا إِنَّكُمْ لَوْ أَكْثَرْتُمْ ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أَرَى ، فَأَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ ، الْمَوْتِ فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلا تَكَلَّمَ فِيهِ ، فَيَقُولُ : أَنَا بَيْتُ الْغُرْبَةِ ، وَأَنَا بَيْتُ الْوَحْدَةِ ، وَأَنَا بَيْتُ التُّرَابِ ، وَأَنَا بَيْتُ الدُّودِ ، فَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ قَالَ لَهُ الْقَبْرُ : مَرْحَبًا وَأَهْلا ، أَمَا إِنْ كُنْتَ لأحَبَّ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ ، فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ ، وَصِرْتَ إِلَيَّ ، فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ ) قَالَ : ( فَيَتَّسِعُ لَهُ مَدَّ بَصَرِهِ ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِذَا دُفِنَ الْعَبْدُ الْفَاجِرُ أَوِ الْكَافِرُ قَالَ لَهُ الْقَبْرُ : لا مَرْحَبًا وَلا أَهْلا ، أَمَا إِنْ كُنْتَ لأبْغَضَ مَنْ يَمْشِي عَلَى ظَهْرِي إِلَيَّ ، فَإِذْ وُلِّيتُكَ الْيَوْمَ وَصِرْتَ إِلَيَّ ، فَسَتَرَى صَنِيعِيَ بِكَ ) ، قَالَ : ( فَيَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْتَقِيَ عَلَيْهِ ، وَتَخْتَلِفَ أَضْلاعُهُ ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِأَصَابِعِهِ ، فَأَدْخَلَ بَعْضَهَا فِي جَوْفِ بَعْضٍ ، قَالَ : ( وَيُقَيِّضُ(1/117)
اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ تِنِّينًا (280) لَوْ أَنْ وَاحِدًا مِنْهَا نَفَخَ فِي الأَرْضِ ، مَا أَنْبَتَتْ شَيْئًا مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا ، فَيَنْهَشْنَهُ (281) وَيَخْدِشْنَهُ (282) حَتَّى يُفْضَى بِهِ إِلَى الْحِسَابِ ) ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ ) .
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة ، باب (26) 4/639ح2460 عن أبي سعيد .
دراسة الإسناد :-
قال ابن حجر رحمه الله : محمد بن أحمد بن الحسين بن مدويه بميم وتثقيل القرشي أبو عبد الرحمن الترمذي صدوق من الحادية عشرة ت . (283)
قال الذهبي رحمه الله : القاسم بن الحكم العرني ت صدوق قال أبو حاتم : لا يحتج به . ووثقه النسائي . (284)
قال ابن الجوزي رحمه الله : عبيد الله بن الوليد الوصافي الكوفي من ولد وصاف بن عامر العجلي واسم الوصاف مالك يروي عن عطاء وعطية العوفي قال أحمد رحمه الله ليس محكم الحديث يكتب حديثه للمعرفة وقال يحيى : ليس بشيء وقال مرة : ضعيف وكذلك قال أبو زرعة والدارقطني وقال عمرو بن علي والنسائي رحمهم الله : متروك الحديث وقال ابن حبان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها فاستحق الترك . (285)
قال ابن حجر رحمه الله : عطية بن سعد بن جنادة بضم الجيم بعدها نون خفيفة العوفي الجدلي بفتح الجيم والمهملة الكوفي أبو الحسن صدوق يخطىء كثيرا وكان شيعيا مدلسا من الثالثة مات سنة إحدى عشرة بخ د ت ق . (286)
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
قال إسماعيل العجلوني رحمه الله : سنده ضعيف .(287)
قال الألباني رحمه الله : ضعيف جداً ، لكن جملة " هاذم اللذات " صحيحة . (288)(1/118)
قال المناوي رحمه الله : وقضية هذا الحديث ، أن الضم مخصوص بالكافر والفاسق ، وأن المؤمن المطيع ، لا ينضم عليه ، وصريح ما ذكر في قصة سعد بن معاذ ، وقوله ( لو نجا أحد من ضمة القبر ، لنجا سعد ) خلافه ، ويمكن الجواب ، بأن المؤمن الكامل ، ينضم عليه ثم ينفرج عنه سريعاً ، والمؤمن العاصي ، يطول ضمه ، ثم يتراخى عنه بعد ، وأن الكافر يدوم ضمه أو يكاد أن يدوم ، وبذلك يحصل التوفيق بين الحديثين ، ويزول التعارض من البين ، فتدبره فإني لم أره .(289)
قلت : هذا الجمع بين هذا الحديث ، وبين حديث " لو نجا أحد من ضمة القبر ، لنجا سعد " الدال على أن ضمة القبر شاملة لكل أحد براً ، أو فاجراً . جمع جيد ، لو صح الحديثان ، غير أن هذا الحديث لم يصح ، فلا يعارض الحديث الآخر ، لأن التعارض إنما يكون بين الأحاديث المقبولة ، وبناءاً على هذا فإن ضمة القبر ، نائلة كل أحد ، إلا أنها مختلفة الإعتبار ، فهي عذاب في القبر في حق الكافر والمنافق ، وليست عذاباً في حق المؤمن المطيع ، ولا تستطيع أن تقول إنه ينضم عليه القبر ، ثم ينفرج عنه سريعاً ، فإن هذا الأمرَ إلى الله ، وعلمه عنده .
قال الإمام الذهبي رحمه الله : قلت : هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء ، بل هو أمر يجده المؤمن ، كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا ، وكما يجد من ألم مرضه ، وألم خروج نفسه ، وأما سؤاله في قبره وامتحانه ، وألم تأثره ببكاء أهله عليه ، وألم قيامه من قبره ، وألم الموقف وهوله ، وألم الورود على النار ونحو ذلك ، فهذه الاراجيف كلها قد تنال العبد ، وما هي من عذاب القبر ، ولا من عذاب جهنم قط ، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك ، أو كله ، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه .(290)
المبحث الثالث
رد الروح إلى الميت لسؤاله
الحديث الأول :-
[ح83](1/119)
حديث البرآء ( ، قال : (... فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ، فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا دِينُكَ ، فَيَقُولُ : دِينِيَ الإِسْلامُ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ، فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولانِ لَهُ : وَمَا عِلْمُكَ ، فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ ، فَآمَنْتُ بِهِ ، وَصَدَّقْتُ ... وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ ، إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ... وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ، فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا دِينُكَ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي ...) الحديث
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثاني ( شدة الموت وسكراته وكيفية قبض الأرواح واختلاف أحوالهم في ذلك) ، في الفصل الأول من الباب الأول [ح12] ص 74
الحديث الثاني :-
[ح84](1/120)
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ (( ، قَالَتْ : خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعْتُ رَجَّةَ النَّاسِ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : آيَةٌ ، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ فِي فَازِعٍ ، فَخَرَجْتُ مُتَلَفِّعَةً بِقَطِيفَةٍ لِلزُّبَيْرِ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَائِمٌ يُصَلِّي لِلنَّاسِ ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ : مَا لِلنَّاسِ ، فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَتْ : فَصَلَّيْتُ مَعَهُمْ ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَغَ مِنْ سَجْدَتِهِ الأُولَى ، قَالَتْ : فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيَامًا طَوِيلا حَتَّى رَأَيْتُ بَعْضَ مَنْ يُصَلِّي يَنْتَضِحُ بِالْمَاءِ ، ثُمَّ رَكَعَ فَرَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلا ، ثُمَّ قَامَ وَلَمْ يَسْجُدْ قِيَاما طَوِيلا ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلا ، وَهُوَ دُونَ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ ، ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ سَلَّمَ ، وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ ثُمَّ رَقِيَ الْمِنْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلا لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاةِ ، وَإِلَى الصَّدَقَةِ ، وَإِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا ، وَقَدْ أُرِيتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ يُسْأَلُ أَحَدُكُمْ ، مَا كُنْتَ تَقُولُ ، وَمَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَإِنْ قَالَ : لا أَدْرِي رَأَيْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ : شَيْئًا فَقُلْتُهُ ، وَيَصْنَعُونَ شَيْئًا(1/121)
فَصَنَعْتُهُ ، قِيلَ لَهُ : أَجَلْ عَلَى الشَّكِّ عِشْتَ ، وَعَلَيْهِ مِتَّ ، هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ النَّارِ ، وَإِنْ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، قِيلَ : عَلَى الْيَقِينِ عِشْتَ ، قَالَ : مِتَّ هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَقَدْ رَأَيْتُ خَمْسِينَ أَوْ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ) ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : ( اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ، أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ لَنْ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَنْزِلَ إِلا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ ) ، فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَنْ أَبِي ، قَالَ : ( أَبُوكَ فُلانٌ ، الَّذِي كَانَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ ) .
[ح85]
وفي رواية لأحمد رحمه الله : ( إِذَا دَخَلَ الإِنْسَانُ قَبْرَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ الصَّلاةُ ، وَالصِّيَامُ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ ، فَتَرُدُّهُ ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ ، فَيَرُدُّهُ ، قَالَ : فَيُنَادِيهِ اجْلِسْ ، قَالَ : فَيَجْلِسُ ... وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا ، أَوْ كَافِرًا ... قَالَ : وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ دَابَّةٌ فِي قَبْرِهِ ، مَعَهَا سَوْطٌ ، تَمْرَتُهُ(291) جَمْرَةٌ ، مِثْلُ غَرْبِ الْبَعِيرِ(292) ، تَضْرِبُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ صَمَّاءُ ، لا تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَتَرْحَمَهُ ) .
التخريج :-(1/122)
خرجه البخاري في كتاب العلم ، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس 1/44ح86 و كتاب الوضوء ، باب من لم يتوضأ إلا من الغش المثقل 1/79ح182 و كتاب الكسوف ، باب صلاة النساء مع الرجال في الكسوف 1/358ح1005 وكتاب الجمعة ، باب من قال في الخطبة بعد الثناء 1/312 وكتاب الإعتصام بالكتاب والسنة ، باب الإقتداء بسنن رسول الله ( 6/2657ح6857 ، ومسلم في كتاب الكسوف ، باب ماعرض على النبي ( في صلاة الكسوف 2/624ح905، والموطأ في كتاب النداء للصلاة ، باب ماجاء في صلاة الخسوف 1/188ح447 ، وأحمد - واللفظ له - 6/345ح26970 و 6/352ح27021بلفظ و 6/354ح27037 كلهم عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم ، نحوه .
الحديث الثالث :
[ح86](1/123)
عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ ( ، قَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَخَلَ نَخْلاً لِبَنِي النَّجَّارِ ، فَسَمِعَ صَوْتًاً فَفَزِعَ ، فَقَالَ : ( مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ : وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) ، قَالُوا : وَمِمَّ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ ، قَالَ : كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا بَيْتُكَ كَانَ لَكَ فِي النَّارِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ : دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي ، فَيُقَالُ لَهُ : اسْكُنْ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي ، فَيُقَالُ لَهُ : لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ ، فَيُقَالُ لَهُ : فَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ ، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ ) .
[ح87](1/124)
…قال أبو داود : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، بِمِثْلِ هَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ قَالَ : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ ، فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ ، فَيَقُولانِ لَهُ : ) فَذَكَرَ قَرِيبًا مِنْ حَدِيثِ الأَوَّلِ ، قَالَ فِيه : ( وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ ، فَيَقُولانِ لَهُ : ) زَادَ الْمُنَافِقَ ، وَقَالَ : ( يَسْمَعُهَا مَنْ وَلِيَهُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب الميت يسمع خفق النعال 1/448ح1273 ، باب ماجاء في عذاب القبر 1/462 ح1308 ، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه 4/2200ح2870 بزيادة في آخره بلفظ ( قَالَ قَتَادَةُ وَذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا وَيُمْلأُ عَلَيْهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) والنسائي في كتاب الجنائز ، باب المسألة في القبر 4/97ح2050 وباب مسألة الكافر 4/97ح2051 ، وأبوداود في كتاب السنة ، باب في المسألة في القبر 4/238ح4751 و 4/239ح4752 - واللفظ له - وأحمد 3/126ح12293 و 3/233ح13471 ، 13472 كلهم عن أنس بن مالك ( .
الحديث الرابع :
[ح88](1/125)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمَيِّتَ يَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فِي قَبْرِهِ ، غَيْرَ فَزِعٍ وَلا مَشْعُوفٍ (293) ثُمَّ يُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ ، فَيَقُولُ : كُنْتُ فِي الإِسْلامِ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ ، فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، فَصَدَّقْنَاهُ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ رَأَيْتَ اللَّهَ ، فَيَقُولُ : مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللَّهَ ، فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا ، وَمَا فِيهَا ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ، وَيُقَالُ لَهُ : عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ ، وَعَلَيْهِ مُتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فِي قَبْرِهِ ، فَزِعًا مَشْعُوفًا ، فَيُقَالُ لَهُ : فِيمَ كُنْتَ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي فَيُقَالُ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ ، فَيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلا فَقُلْتُهُ ، فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا ، وَمَا فِيهَا ، فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْكَ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ ، وَعَلَيْهِ مُتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ) .
التخريج :-(1/126)
خرجه الترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في عذاب القبر 3/383ح1071 ، وابن ماجه - واللفظ له - في كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى 2/1426ح4268 وأحمد 2/364ح8754 كلهم عن أبي هريرة ( .
دراسة الإسناد :-
قلت : رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
قال أحمد بن أبي بكر الكناني رحمه الله : هذا إسناد صحيح ، وله شاهد من حديث البراء بن عازب ( . (294)
قال الألباني رحمه الله : سنده صحيح ، على شرط الشيخين . (295)
الحديث الخامس :-
[ح89](1/127)
عَنْ عَائِشَةَ (( ، قَالَتْ : جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي ، فَقَالَتْ : أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ اللَّهُ ، مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، قَالَتْ : فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا ، حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ ؟ قَالَ : ( وَمَا تَقُولُ ؟ ) قُلْتُ : تَقُولُ أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا ، يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، ثُمَّ قَالَ ( أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ ، وَسَأُحَذِّرُكُمُوهُ تَحْذِيرًا لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ ، إِنَّهُ أَعْوَرُ ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ ، فَبِي تُفْتَنُونَ ، وَعَنِّي تُسْأَلُونَ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلا مَشْعُوفٍ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ فِيمَ كُنْتَ ، فَيَقُولُ : فِي الإِسْلامِ ، فَيُقَالُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ، فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَصَدَّقْنَاهُ ، فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَيُقَالُ لَهُ انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ(1/128)
فُرْجَةٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا ، وَيُقَالُ : عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ ، وَعَلَيْهِ مِتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا ، فَيُقَالُ لَهُ : فِيمَ كُنْتَ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي ، فَيُقَالُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ فِيكُمْ ، فَيَقُولُ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلا فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا : فَتُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا ، فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكَ ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَيُقَالُ لَهُ : هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْهَا ، كُنْتَ عَلَى الشَّكِّ ، وَعَلَيْهِ مِتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُعَذَّبُ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 6/139ح25133 عن عائشة رضي الله عنها ، إنفرد به أحمد .
دراسة السند :-
قلت : رجال إسناده كلهم ثقات .
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (296)
قال أحمد البنا رحمه الله : لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ، ورجاله من رجال الصحيحين (297)
الحكم على الإسناد :-
إسناده صحيح .
الحديث السادس :
[ح90](1/129)
عن عَبَّادٍ - يَعْنِي ابْنَ رَاشِدٍ - عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( ، قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِنَازَةً ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا ، فَإِذَا الإِنْسَانُ دُفِنَ ، فَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، جَاءَهُ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ ، فَأَقْعَدَهُ قَالَ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا ، قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولُ : صَدَقْتَ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ ، فَيَقُولُ : هَذَا كَانَ مَنْزِلُكَ لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ ، فَأَمَّا إِذْ آمَنْتَ فَهَذَا مَنْزِلُكَ ، فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيُرِيدُ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ لَهُ اسْكُنْ ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا ، يَقُولُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولَ : لا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا ، فَيَقُولُ : لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ وَلا اهْتَدَيْتَ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : هَذَا مَنْزِلُكَ لَوْ آمَنْتَ بِرَبِّكَ ، فَأَمَّا إِذْ كَفَرْتَ بِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ ، ثُمَّ يَقْمَعُهُ قَمْعَةً بِالْمِطْرَاقِ ، يَسْمَعُهَا خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ ، غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ ) ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحَدٌ يَقُومُ عَلَيْهِ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ ، إِلا هُبِلَ (298) عِنْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ(1/130)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((((( ( (299).
التخريج :-
خرجه أحمد 3/3ح11013 وقد إنفرد به .
دراسة السند :-
قال الهيثمي رحمه الله : رجاله رجال الصحيح .(300)
قلت : رجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن فيه عباد بن راشد .
قال ابن حجر رحمه الله : عباد بن راشد التميمي مولاهم البصري البزار آخره راء قريب داود بن أبي هند صدوق له أوهام من السابعة خ د س ق (301)
الحكم على الإسناد :-
قال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن ، رجاله ثقات ، رجال الصحيح . (302)
الحديث السابع :
[ح91](1/131)
عن ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ( عَنْ فَتَّانِي الْقَبْرِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا ، فَإِذَا أُدْخِلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، جَاءَ مَلَكٌ شَدِيدُ الانْتِهَارِ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ ، أَقُولُ : إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَعَبْدُهُ ، فَيَقُولُ لَهُ : الْمَلَكُ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ الَّذِي كَانَ فِي النَّارِ ، قَدْ أَنْجَاكَ اللَّهُ مِنْهُ ، وَأَبْدَلَكَ بِمَقْعَدِكَ الَّذِي تَرَى مِنَ النَّارِ ، مَقْعَدَكَ الَّذِي تَرَى مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيَرَاهُمَا كِلاهُمَا ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : دَعُونِي أُبَشِّرْ أَهْلِي ، فَيُقَالُ لَهُ : اسْكُنْ ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ فَيُقْعَدُ إِذَا تَوَلَّى عَنْهُ أَهْلُهُ ، فَيُقَالُ لَهُ ، مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَيُقَالُ لَهُ : لا دَرَيْتَ هَذَا مَقْعَدُكَ الَّذِي كَانَ لَكَ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَدْ أُبْدِلْتَ مَكَانَهُ مَقْعَدَكَ مِنَ النَّارِ ) ، قَالَ جَابِرٌ : فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ فِي الْقَبْرِ عَلَى مَا مَاتَ ، الْمُؤْمِنُ عَلَى إِيمَانِهِ ، وَالْمُنَافِقُ عَلَى نِفَاقِهِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 3/346ح14764 عن جابر بن عبد الله ( .
دراسة الإسناد :-
قال أحمد البنا رحمه الله : فيه ابن لهيعة (303) ، وفيه كلام ، وبقية رجاله ثقات . (304)
الحكم على الإسناد :-(1/132)
قال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لسوء حفظ ابن لهيعة ، وقد توبع ، تابعه ابن جريج - وهو ثقة - عند عبد الرزاق (6744،6746)(305)
الحديث الثامن :
[ح92]
عن ابْنِ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ فَتَّانَ الْقُبُورِ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَتُرَدُّ عَلَيْنَا عُقُولُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نَعَمْ كَهَيْئَتِكُمُ الْيَوْمَ ) ، فَقَالَ عُمَرُ : بِفِيه الْحَجَرُ .
التخريج :-
خرجه أحمد 2/172ح6603 عن عبد الله بن عمرو .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رجال أحمد رجال الصحيح .(306)
قلت : رجال الإسناد كلهم ثقات ، إلا أن فيه ابن لهيعة (307) ، وفيه حيي بن أخطب .
قال ابن حجر رحمه الله : وحيي المعافري حيي بضم أوله ويائين من تحت الأولى مفتوحة بن عبد الله بن شريح المعافري المصري صدوق يهم من السادسة مات سنة ثمان وأربعين 4 (308)
الحكم على الإسناد :-
إسناده فيه ضعف ، من أجل ابن لهيعة (309)، إلا أنه تابعه عبدالله بن وهب ، عن حيي بن عبدالله ، عند ابن حنان ، فهو إذن حديث حسن .(310)
قال أحمد البنا رحمه الله : هذا القول من عمر رضي الله عنه كناية عن أنه إذا ردت عليه روحه يستطيع أن يدافع عن إيمانه بالجواب الذي يسكت الفتان ويقنعه ، وإنما صدر ذلك منه رضي الله عنه لرسوخ الإيمان في نفسه وثباته في قلبه ، ويستعمل العرب هذا اللفظ دائماً كناية عن الجواب المسكت ، والله أعلم (311)
المبحث الرابع
سؤال التثبيت للميت
الحديث الأول :
[ح93](1/133)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ ، عَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ( ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ ، وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : ( اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ ، وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ ) .
التخريج :-
خرجه أبوداود في كتاب الجنائز ، باب الإستغفار عند القبر للميت في وقت الإنصراف 3/215ح3221
دراسة الإسناد :-
قلت : انفرد به أبو داود ، ورجاله كلهم ثقات ، إلا أن فيه عبدالله بن بحير بن ريسان .
قال ابن حجر رحمه الله : عبد الله بن بحير بفتح الموحدة وكسر المهملة بن ريسان بفتح الراء وسكون التحتانية بعدها مهملة أبو وائل القاص الصنعاني وثقه بن معين واضطرب فيه كلام بن حبان د ت ق . (312)
الحكم على الإسناد :-
قال الحاكم رحمه الله : هذا حديث صحيح على شرط الإسناد ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : صحيح . (313)
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (314)
المبحث الخامس
فظاعة القبر ، وضمتة لكل أحد ،
وتوسعته للمؤمن
أولاً : فظاعة القبر .
الحديث الأول :
[ح94]
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئًا مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ ( إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ) قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ) .
التخريج :-(1/134)
سبق تخريجه في المبحث الأول ( الإطلاع على القبر ، والإعتبار به ) في الفصل الثاني من الباب الأول [ح79] ص159
ثانياً : ضمة القبر لكل أحد ، وتوسعته للمؤمن
الحديث الأول :-
[ح95]
…حديث البرآء ( بلفظ (... فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي ، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ ، أَنْ كَذَبَ ، فَافْرِشُوا لَهُ مِنَ النَّارِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ ، فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا ، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ ، حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاعُهُ ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ ، قَبِيحُ الثِّيَابِ ، مُنْتِنُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ ، فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ : رَبِّ لا تُقِمِ السَّاعَةَ ... )
التخريج :-
سبق تخريجه ، في الباب الأول ، في الفصل الأول ، في المبحث الثاني [ح74] ص 74
الحديث الثاني :-
[ح96]
حديث أبي سعيد الخدري ( ، بلفظ ( ... قَالَ : ( فَيَلْتَئِمُ عَلَيْهِ ، حَتَّى يَلْتَقِيَ عَلَيْهِ ، وَتَخْتَلِفَ أَضْلاعُهُ ) ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِأَصَابِعِهِ ، فَأَدْخَلَ بَعْضَهَا فِي جَوْفِ بَعْضٍ ...)
التخريج :-
سبق تخريجه في الباب الأول ، في الفصل الثاني ، في المبحث الثاني ( ما يقال عند الدفن ، القرآءة عند الدفن ، خطاب القبر للميت ) صفحة 168
الحديث الثالث :-
[ح97](1/135)
قال الترمذي : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ ) ، أَوْ قَالَ : ( أَحَدُكُمْ ، أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ ، يُقَالُ لأحَدِهِمَا الْمُنْكِرُ ، وَالآخَرُ النَّكِيرُ ، فَيَقُولانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : مَا كَانَ يَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، فِي سَبْعِينَ ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ ، نَمْ فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ، فَيَقُولانِ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ ، الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ ، فَقُلْتُ : مِثْلَهُ لا أَدْرِي ، فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ : ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِلأرْضِ : الْتَئِمِي عَلَيْهِ ، فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ) .
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في عذاب القبر 3/383ح1071 ، وقد إنفرد به الترمذي .
دراسة الإسناد :-(1/136)
قال الألباني رحمه الله : ورجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، وفي ابن إسحاق ـ وهو العامري القرشي مولاهم ـ كلام لايضر .(315)
قلت في إسناده : عبدالرحمن بن إسحاق .
قال ابن حجر رحمه الله : يحيى بن خلف الباهلي أبو سلمة البصري الجوباري بجيم مضمومة واو ساكنة ثم موحدة صدوق من العاشرة مات سنة اثنتين وأربعين م ت ق . (316)
قال ابن حجر رحمه الله : عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن كنانة المدني نزيل البصرة ويقال له عباد صدوق رمي بالقدر من السادسة بخ م 4 . (317)
الحكم على الإسناد :-
قال عمرو الشيباني رحمه الله : إسناده حسن . (318)
قَالَ الترمذي رحمه الله : حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
قال الألباني رحمه الله ، قلت : وإسناده حسن .(319)
الحديث الرابع :-
[ح98]
عَنْ أُمِّ سَلَمَة َ (( ، قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى أَبِي سَلَمَةَ ، وَقَدْ شَقَّ بَصَرَهُ ، فَأَغْمَضَهُ ، فَصَيَّحَ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ ، فَقَالَ : ( لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلا بِخَيْرٍ ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ) ، ثُمَّ قَالَ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأبِي سَلَمَةَ ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الجنائز ، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر 2/634ح920 ، وأبوداود - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب تغميض الميت 3/190ح3118 ، نحوه .
الحديث الخامس :-
[ح99](1/137)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ( ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي في كتاب الجنائز ، باب ضمة القبر وضغطته 4/100ح2055
دراسة الإسناد :-
قلت : رجال إسناده كلهم ثقات
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (320)
قال الإمام الذهبي رحمه الله : قلت : هذه الضمة ليست من عذاب القبر في شيء ، بل هو أمر يجده المؤمن ، كما يجد ألم فقد ولده وحميمه في الدنيا ، وكما يجد من ألم مرضه ، وألم خروج نفسه ، وأما سؤاله في قبره وامتحانه ، وألم تأثره ببكاء أهله عليه ، وألم قيامه من قبره ، وألم الموقف وهوله ، وألم الورود على النار ونحو ذلك ، فهذه الاراجيف كلها قد تنال العبد ، وما هي من عذاب القبر ، ولا من عذاب جهنم قط ، ولكن العبد التقي يرفق الله به في بعض ذلك ، أو كله ، ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه .(321)
الحديث السادس :-
[ح100](1/138)
قال أحمد : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيُّ ، ثُمَّ الزُّرَقِيُّ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأنْصَارِيِّ ( ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ تُوُفِّيَ ، قَالَ : فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، وَسُوِّيَ عَلَيْهِ ، سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَبَّحْنَا طَوِيلاً ، ثُمَّ كَبَّرَ فَكَبَّرْنَا ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ سَبَّحْتَ ، ثُمَّ كَبَّرْتَ ، قَالَ : ( لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ ، حَتَّى فَرَّجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ ) . (322)
التخريج :-
رواه أحمد 3/360ح14916 و 3/377ح15071 نحوه عن جابر ( .
دراسة السند :-
قال الهيثمي رحمه الله : فيه محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح قال الحسيني رحمه الله : فيه نظر . قلت ولم أجد من ذكره غيره . (323)(1/139)
قال ابن حجر رحمه الله : محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري ، الخزرجي ، السلمي رضي الله عنه ، كان جده سيد قومه ، وهو مشهور ، واستشهد في حياة النبي ( وابنه عبد الرحمن ، معدود في الصحابة ، وأمه بشامة بنت هلال السلمية من بني سليم ، وأما محمود ، فجاءت الرواية عند ابن إسحاق ، من روايته عن معاذ بن رفاعة ، عنه ومعاذ ضعيف ، روى عن جابر في دفن سعد بن معاذ ، روى عنه معاذ بن رفاعة الأنصاري ، فيه نظر قلت : لم يذكره البخاري ولا من تبعه ، بل ذكروا محمود بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ ، وذكر في الرواية عن محمد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح ، فلعله تحرف اسمه أو هما أخوان . (324)
الحكم على الإسناد :-
قال البنا رحمه الله : سنده جيد . (325)
قلت : كيف يكون سنده جيداً ، والحافظان ، الحسيني ، وابن حجر ، يقولان : عن محمود بن عبدالرحمن : فيه نظر ، ثم فيه إشكال ، توقف الحافظ ابن حجر ، في حله ، حيث ورد في الرواة ، محمد بن عبدالرحمن بن الجموح ، قال الحافظ ابن حجر : فلعله تحرف اسمه ، أو هما أخوان .
فالظاهر أن السند فيه ضعف ، والله أعلم .
قال المناوي رحمه الله : وفي الحديث ، إشارة إلى أن جميع ما يحصل للمؤمن من أنواع البلايا ، حتى في أول منازل الآخرة ، وهو القبر وعذابه وأهواله ، لما اقتضته الحكمة الإلهية من التطهيرات ، ورفع الدرجات ، ألا ترى أن البلاء يخمد النفس ، ويذلها ويدهشها عن طلب حظوظها ، ولو لم يكن في البلاء إلا وجود الذلة ، لكفى ، إذ مع الذلة تكون النصرة ، تنبيه : قد أفاد الخبر أن ضغطة القبر ، لا ينجو منها أحد صالح ، ولا غيره ، لكن خص منه الأنبياء .(326)
الحديث السابع :
[ح101](1/140)
قال أحمد : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ( ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ عَلَى شَفَتِهِ ، فَجَعَلَ يَرُدُّ بَصَرَهُ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : ( يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ(327) ، وَيُمْلأ عَلَى الْكَافِرِ نَارًا ) ، ثُمَّ قَالَ : ( أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ اللَّهِ ، الْفَظُّ الْمُسْتَكْبِرُ ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ ، الضَّعِيفُ الْمُسْتَضْعَفُ ، ذُو الطِّمْرَيْنِ(328) ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأبَرَّ اللَّهُ قَسَمَهُ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/407ح23504 وقد إنفرد به أحمد .
دراسة الإسناد :-
في سنده مُوسَى بْنُ دَاوُد(329) ، و مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ ،
قال ابن حجر رحمه الله : محمد بن جابر بن سيار بن طارق الحنفي اليمامي أبو عبد الله أصله من الكوفة صدوق ذهبت كتبه فساء حفظه وخلط كثيرا وعمي فصار يلقن ورجحه أبو حاتم على بن لهيعة من السابعة مات بعد السبعين د ق . (330)
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد وفيه محمد بن جابر وهو ضعيف . (331)
الحكم على الإسناد :-
الإسناد ضعيف .
الحديث الثامن :
[ح102]
عَنْ نَافِعٍ ، قَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ إِنْسَانٍ ، عَنْ عَائِشَةَ (( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً ، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِياً مِنْهَا ، نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 6/55ح24328 ، و 6/98ح24707 ، وقد إنفرد به .
دراسة السند :-(1/141)
قال الهيثمي : رواه أحمد عن نافع عن عائشة ، وعن نافع عن انسان عن عائشة ، وكلا الطريقين رجالها رجال الصحيح . (332)
قلت : رجال إسناده ، كلهم ثقات ، إلا أن فيه رجل مبهم .
الحكم على الإسناد :-
قال الذهبي : إسناده قوي . (333)
قال أحمد العسقلاني : وهذه الرواية تدل على أن نافعا لم يسمعه من عائشة رضي الله عنها وما رواه يعقوب ويحيى هو الراجح ويمكن ان يكون نافع سمعه عن إنسان عن عائشة ثم سمعه عنها أيضا(334) .(335)
ثالثاً : توسعته للمؤمن .
القبر يوسع على من كتب الله له السعادة ، كما أنه يُضَّيق على من عليه الشقاوة ، وقد ذهب بعض السلف إلى هذا المعنى مستشهدين بالقرآن .
قال ابن كثير رحمه الله : قال أبوسعيد الخدري ( : ( (((((( ((((( ((((((((( (((((( ( (336) قال يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه .(337)
وقد وردت الأحاديث الصحيحة ، والصريحة ، في توسعة القبر على السعداء ، وإليك طرفاً من هذه الأحاديث ، وإن كان بعضها قد تقدم فى المباحث الأولى من الرسالة .
الحديث الأول :-
[ح103]
حديث البرآء ( : ( ..... قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا ، وَطِيبِهَا ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ...... )
التخريج :-
سبق تخريجه في الباب الأول ، من الفصل الأول ، في المبحث الثاني ( شدة الموت وسكراته ... ) [ح12] ص 75
الحديث الثاني :-
[ح104](1/142)
عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ( ، قَالَ : قَالَ : نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ ) ، قَالَ : ( يَأْتِيهِ مَلَكَانِ ، فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ ، مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ) ، قَالَ : ( فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : فَيُقَالُ لَهُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ، قَالَ قَتَادَةُ : وَذُكِرَ لَنَا ، أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَيُمْلأ عَلَيْهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) .
التخريج :
سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) ، في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح86] ص 175
المبحث السابع
الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر(1/143)
قال النووي رحمه الله : مذهب أهل السنة ، إثبات عذاب القبر ، وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة ، قال الله تعالى ( (((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((((( ((((((((( ( (338) الآية ، وتظاهرت به الأحاديث الصحيحة ، عن النبى صلى الله عليه وسلم من رواية جماعة من الصحابة ، فى مواطن كثيرة ، ولا يمتنع فى العقل أن يعيد الله تعالى ، الحياة فى جزء من الجسد ويعذبه ، واذا لم يمنعه العقل ، وورد الشرع به وجب قَبوُلُه واعتقاده ، وقد ذكر مسلم هنا أحاديث كثيرة ، فى اثبات عذاب القبر ، وسماع النبى ( من يعذبُ فيه ، وسماع الموتى قرع نعال دافنيهم ، وكلامه ( لأهل القليب ، وقوله ( ما أنتم باسمع منهم ) وسؤال الملكين الميت ، واقعادهما إياه ، وجوابه لهما ، والفسح له فى قبره ، وعرض مقعِدِه عليه بالغداة والعشى ، والمقصود أن مذهب أهل السنة اثبات عذاب القبر ، كما ذكرنا ، خلافاً للخوارج ، ومعظم المعتزلة ، وبعضُ المرجئه ، نفوا ذلك ، ثم المعذبَ عند أهل السنة الجسد بعينه ، أو بعضه ، بعد إعادة الروح اليه ، أو الى جزء منه ، وخالف فيه محمد بن جرير(339) ، وعبدالله بن كُرَّام(340) ، وطائفة ، فقالوا : لا يشترطُ إعادة الروح ، قال أصحابنا : هذا فاسد ، لأن الألم والاحساس ، إنما يكون فى الحى ، قال أصحابنا : ولا يمنع من ذلك ، كون الميت قد تفرقت اجزاؤه ، كما نشاهد فى العادة ، أو أكلته السباع ، أو حيتان البحر ، أو نحو ذلك ، فكما أن الله تعالى يعيده للحشر ، وهو سبحانه وتعالى قادر على ذلك ، فكذا يعيد الحياة الى جزء منه ، أو أجزاء ، وإن أكلته السباع والحيتان ، فان قيل : فنحن نشاهد الميت على حاله فى قبره ، فكيف يسأل ، ويقعد ، ويضرب بمطارق من حديد ، ولا يظهر له أثر ، فالجواب : أن ذلك غير ممتنع ، بل له نظير فى العادة ، وهو النائم ، فانه يجد لذة وآلاما ، لانحس نحن شيئاً منها ، وكذا يجد اليقظانُ لذةً وألماً ، لما يسمعه أو يفكر فيه(1/144)
، ولا يشاهد ذلك جليسُه منه ، وكذا كان جبرئيل يأتى النبى ( فيخبره بالوحى الكريم ، ولا يدركه الحاضرون ، وكل هذا ظاهر جلى . (341)
قال المناوي رحمه الله : عذاب القبر حق . قال الغزالي : من أنكره فهو مبتدع ، محجوب عن نور الإيمان ، ونور القرآن ، بل الصحيح عند ذوي الأبصار ، ما صحت به الأخبار ، أنه حفرة من حفر النار ، أو روضة من رياض الجنة . (342)
قال السيوطي رحمه الله : قال العلماء : عذاب القبر هو عذاب البرزخ ، أضيف إلى القبر ، لأنه الغالب ، وإلا فكل ميت إذا أراد الله تعالى تعذيبه ناله ماأراد به ، قبر أو لم يقبر ، ولو صلب ، أو غَرِقَ في البحر ، أو أكلته الدواب ، أوحرق حتى صار رماداً ، أو ذري في الريح ، ومحله الروح والبدن جميعاً باتفاق أهل السنة .(343)
أولاً :-
الآيات الدالة على عذاب القبر .
( ( (((((((( ((((((((( ((((( ((((((((((( (((((((((((( ( (((((( (((((( ((((((((((((( ( ((((((((( ((((( ((((((((((( (( (((((((((((( ( (((((( (((((((((((( ( (((((((((((((( (((((((((( (((( ((((((((( (((((( ((((((( ((((((( ( (344)
قال قتادة رحمه الله : ( ( (((((((((((((( (((((((((( ( (345) قال عذابا في الدنيا وعذابا في القبر . (346)
( ( (((((( ((((((((( ((((((((( (((((((( ((((( ((((((( ((((((((( (((((((((((( (( ((((((((((( (((( ((347)
قال قتادة رحمه الله : أن ابن عباس كان يقول : إنكم لتجدون عذاب القبر في كتاب الله ( (((((( ((((((((( ((((((((( (((((((( ((((( ((((((( ( (348) (349)
( ( ((((((((( (((( (((((((((( ((( ((((((((( ( ((((((( ((((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( (((( ( (350)(1/145)
قال ابن كثير رحمه الله : وهو الغرق في اليم ، ثم النقلة منه إلى الجحيم ، فإن أرواحهم تعرض على النار صباحاً ومساءاً إلى قيام الساعة ، فإذا كان يوم القيامة اجتمعت أرواحهم وأجسادهم في النار ، ولهذا قال ( (((((((( ((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( ((351) أي أشده ألما وأعظمه نكالا . (352)
( ( (((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((((( ((((((((( ( (((((((( ((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( (((( ( (353)
وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور وهي قوله تعالى ( (((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((((( ((((((((( ( (354) .
و( ( (((((( (((((((( ((( ((((((( (((((( ((((( ((((((((( (((((( ((((((((((((( (((((( ((((((((((((( (((((((( ((((( ( (355)
قال أبوسعيد الخدري ( ، في قول الله (((((((((( (((((( ) قال : عذاب القبر .(356)
قال تعالى : ( ((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((((( ((( (((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((((( (357) (
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِذَا أُقْعِدَ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ ، أُتِيَ ثُمَّ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ( ((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((((( ( نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ ) .(358)
وقال تعالى : ( ((((( ((((((((((( (((((((( (((((( (((((( ((((((((((( ((((( (359) ((1/146)
قال أبو صالح وغيره ، في قوله تعالى ( ((((( ((((((((((( ) : يعني أمامهم . وقال مجاهد رحمه الله : البرزخ الحاجز ، مابين الدنيا والآخرة . وقال محمد بن كعب رحمه الله : البرزخ مابين الدنيا والآخرة ، ليسوا مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون ، ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم . وقال أبو صخر رحمه الله : البرزخ المقابر ، لا هم في الدنيا ، ولا هم في الآخرة ، فهم مقيمون إلى يوم يبعثون . وفي قوله تعالى ( ((((( ((((((((((( (((((((( ) تهديد لهؤلاء المحتضرين من الظلمة ، بعذاب البرزخ .(360)
ثانياً : الأحاديث الدالة على عذاب القبر .
الحديث الأول :
[ح105]
قال البخاري قال : عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأوْدِيَّ ، كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ ، كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ ، وَيَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلاةِ ، ( اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب مايتعوذ من الجبن 3/1038ح2667 - واللفظ له - وكتاب الدعوات ، باب التعوذ من البخل 5/2342ح6009 ، وباب الإستعاذة من أرذل العمر 5/2343ح6013 ، وباب التعوذ من فتنة الدنيا 5/2347ح6027 ، وباب مايتعوذ من عذاب القبر 5/2341ح6400 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب دعاء النبي ( 5/562ح3567 ، والنسائي في كتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من أرذل العمر 8/271ح5496 ، وباب الإستعاذة من الجبن 8/256ح5445 ، وباب الإستعاذة من البخل 8/256ح5447 ، وباب الإستعاذة من فتنة الدنيا 8/266ح 5478،5479 ، وأحمد 1/183ح1585 ، و 1/186ح1621كلهم من حديث سعد بن أبي وقاص ( مثله .(1/147)
الحديث الثاني :
[ح106]
عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ( ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير ، باب مايتعوذ من الجبن 3/1039ح2668 ، وكتاب تفسير القرآن ، باب ومنكم من يرد الى أرذل العمر 4/1741ح4430 ، وكتاب الدعوات ، باب التعوذ من فتنة المحيا والممات 5/2341ح6006 ، ومسلم - واللفظ له - في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار ، باب التعوذ من العجز والكسل 4/2079ح2706 ، وباب مايقول عند النوم وأخذ المضجع 4/2080ح2706 وكتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت 4/2200ح2868 ، وأبوداود في كتاب الصلاة ، باب في الإستعاذة 2/90ح1540 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب ماجاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى 5/520ح3485 ، والنسائي في كتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من البخل 8/257ح5448 ، وباب الإستعاذة من الهم 8/257ح5451 ، 5452 ، وباب الإستعاذة من الحزن 8/258ح5453 وباب الإستعاذة من الكسل 8/260 ح5457 ، وباب الإستعاذة من العجز 8/260ح5459 ، وباب الإستعاذة من شر الكبر 8/271ح5495 وأحمد 3/113ح12134 و 3/117ح12187 و 3/179ح12856 و 3/201ح13098 و 3/205ح13155 و 3/208ح13195 و 3/214ح13256 و 3/231ح13441 و 3/235ح13497 و 3/264ح13807 كلهم عن أنس ( نحوه
الحديث الثالث :
[ح107](1/148)
عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ ( ، قَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَخَلَ نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ ، فَسَمِعَ صَوْتًا فَفَزِعَ ، فَقَالَ : ( مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ ) ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) ، قَالُوا : وَمِمَّ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ ، قَالَ : كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا بَيْتُكَ كَانَ لَكَ فِي النَّارِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي ، فَيُقَالُ لَهُ : اسْكُنْ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ ، فَيَقُولُ لَهُ مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي فَيُقَالُ لَهُ : لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ ، فَيُقَالُ لَهُ : فَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً ، يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح86]ص176
الحديث الرابع :
[ح108](1/149)
عَنْ أَنَسٍ ( ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( لَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الجنة وصفة نعيمها ، باب عرض مقعد الميت 2200ح 2868 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب عذاب القبر 4/102ح2058 ، وأحمد 3/103ح12026 و 3/111ح12117 و 3/114ح12144 و 3/153ح12575 و 3/175ح12814 و 3/176ح12831 و 3/273ح13915 و 3/284ح14063 و 3/201ح13102 من طريق أنس ( نحوه .
الحديث الخامس :
[ح109]
عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ( أَنَّ عَائِشَةَ (( قَالَتْ دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدِي امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ وَهِيَ تَقُولُ هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَالَتْ فَارْتَاعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ ( إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُودُ ) قَالَتْ عَائِشَةُ فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَلْ شَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ ) قَالَتْ عَائِشَةُ فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر 1/410ح584 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر 4/104ح2064 ، وأحمد 6/89ح24626 ، و 6/238ح26050 ، و 6/248ح26148 ، و 6/271ح26376 كلهم عن عائشة (( ، نحوه .
الحديث السادس :
[ح110](1/150)
عَنْ أَنَسٍ ( ، قَالَ : بَيْنَمَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَخْلٍ لَنَا لأبِي طَلْحَةَ يَتَبَرَّزُ لِحَاجَتِهِ ، قَالَ وَبِلالٌ يَمْشِي وَرَاءَهُ يُكَرِّمُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يَمْشِيَ إِلَى جَنْبِهِ ، فَمَرَّ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرٍ فَقَامَ حَتَّى لَمَّ إِلَيْهِ بِلالٌ ، فَقَالَ : ( وَيْحَكَ يَا بِلالُ ، هَلْ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُ ) ، قَالَ : مَا أَسْمَعُ شَيْئًا ، قَالَ : ( صَاحِبُ الْقَبْرِ يُعَذَّبُ ) ، قَالَ : فَسُئِلَ عَنْهُ فَوُجِدَ يَهُودِيًّا .
التخريج :-
خرجه أحمد 3/151ح12552 ، إنفرد به أحمد .
دراسة الإسناد :-
ورجاله رجال الشيخين ، كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (361)
الحديث السابع :
[ح111]
عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( ( ((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((((( ((362) قَالَ : ( نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ، فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ ( ((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((( (((((((((( ((( (((((((((((( (((((((((( ((((( (((((((((( ( (363).
التخريج :-(1/151)
خرجه البخاري في تفسير القرآن ، باب يثبت الله الذين آمنوا 4/1735ح4422 ، وكتاب الجنائز ، باب ماجاء في عذاب القبر 1/461ح1303 ، ومسلم - واللفظ له - في كتاب الجنة وصفة نعيما وأهلها ، باب عرض مقعد الميت 4/2201ح2871 ، و4/2202ح2871 وأبوداود في كتاب السنة ، باب في المسألة في القبر 4/238ح4750 ، و 4/239ح4753 والترمذي في كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة إبراهيم عليه السلام 5/295ح3120 ، والنسائي كتاب الجنائز ، باب عذاب القبر 4/101ح2056،2057 ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ذكر القبر والبلى 2/1427ح4269 ، وأحمد 4/282 ، و 4/278 ، و 4/291 ، و 4/295 كلهم من حديث البرآء بن عازب ( نحوه .
الحديث الثامن :
[ح112](1/152)
عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : كَانَتْ أَسْمَاءُ (( تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : قَالَ : ( إِذَا دَخَلَ الإنْسَانُ قَبْرَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ ، الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ فَتَرُدُّهُ ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ فَيَرُدُّهُ ، قَالَ : فَيُنَادِيهِ اجْلِسْ ، قَالَ : فَيَجْلِسُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ - يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : مَنْ قَالَ مُحَمَّدٌ ، قَالَ : أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَقُولُ : وَمَا يُدْرِيكَ أَدْرَكْتَهُ أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : يَقُولُ : عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ ، وَعَلَيْهِ مِتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ ، قَالَ : وَإِنْ كَانَ فَاجِرًا أَوْ كَافِرًا ، قَالَ : جَاءَ الْمَلَكُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ يَرُدُّهُ ، قَالَ : فَأَجْلَسَهُ ، قَالَ : يَقُولُ : اجْلِسْ مَاذَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، قَالَ : أَيُّ رَجُلٍ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ ، قَالَ : يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ : شَيْئًا فَقُلْتُهُ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَهُ : الْمَلَكُ عَلَى ذَلِكَ عِشْتَ ، وَعَلَيْهِ مِتَّ ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ ، قَالَ : وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ دَابَّةٌ فِي قَبْرِهِ ، مَعَهَا سَوْطٌ ، تَمْرَتُهُ جَمْرَةٌ ، مِثْلُ غَرْبِ الْبَعِيرِ ، تَضْرِبُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، صَمَّاءُ لا تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَتَرْحَمَهُ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح85]ص175
الحديث التاسع :
[ح113](1/153)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ مَكَّةَ ، أَوِ الْمَدِينَةِ ، سَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ) ، ثُمَّ قَالَ : ( بَلَى ، كَانَ أَحَدُهُمَا لا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ) ، ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً ، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ، قَالَ : ( لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ) ، أَوْ ( إِلَى أَنْ يَيْبَسَا ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الوضوء ، باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله 1/88ح213 ، وباب ماجاء في غسل البول 1/88ح215 ، وكتاب الجنائز ، باب الجريد على القبر 1/458ح1259 ، وباب عذاب القبر من الغيبة والبول 1/464ح1312 ، وكتاب الأدب ، باب الغيبة 5/2249ح5705 ، وباب النميمة من الكبائر 5/2250ح5708 ، ومسلم في كتاب الطهارة ، باب الدليل على نجاسة البول 1/240ح584 ، والترمذي في كتاب الطهارة ، باب ماجاء في التشديد في البول 1/102ح70 ، والنسائي في كتاب الطهارة ، باب التنزه عن البول 1/28ح31 ، وفي كتاب الجنائز ، باب وضع الجريدة على القبر 4/106ح2068 ، 2069 - واللفظ له - ، وأبوداود في كتاب الطهارة ، باب الإستبرآء من البول 1/6ح20 ، وابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها ، باب التشديد في البول 1/125ح347 ، والدارمي في كتاب الطهارة ، باب الإنقاء من البول 1/205ح739 ، وأحمد 1/225ح1980 ، و 1/242ح2168 كلهم عن ابن عباس ( نحوه .
الحديث العاشر :
[ح114](1/154)
خرج مسلم عن جابر ( قال ( سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ فَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ(364) الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأخْرَى فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ مِمَّا بَيْنَهُمَا لأمَ بَيْنَهُمَا يَعْنِي جَمَعَهُمَا فَقَالَ الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ فَالْتَأَمَتَا قَالَ جَابِرٌ فَخَرَجْتُ أُحْضِرُ مَخَافَةَ أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُرْبِي فَيَبْتَعِدَ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ فَيَتَبَعَّدَ فَجَلَسْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلا وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدِ افْتَرَقَتَا فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ وَقْفَةً فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ أَبُو إِسْمَعِيلَ بِرَأْسِهِ يَمِينًا وَشِمَالا ثُمَّ أَقْبَلَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ قَالَ : ( يَا جَابِرُ هَلْ رَأَيْتَ مَقَامِي ) ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( فَانْطَلِقْ إِلَى(1/155)
الشَّجَرَتَيْنِ فَاقْطَعْ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا فَأَقْبِلْ بِهِمَا حَتَّى إِذَا قُمْتَ مَقَامِي فَأَرْسِلْ غُصْنًا عَنْ يَمِينِكَ وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِكَ ) قَالَ جَابِرٌ : فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُهُ وَحَسَرْتُهُ(365) فَانْذَلَقَ(366) لِي فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَجُرُّهُمَا حَتَّى قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلْتُ غُصْنًا عَنْ يَمِينِي وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي ثُمَّ لَحِقْتُهُ فَقُلْتُ قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَمَّ ذَاكَ قَالَ : ( إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ فَأَحْبَبْتُ بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ ...... ) الحديث .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق ، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر 3/2306،2306ح3012
قال القرطبي رحمه الله : ففي هذا الحديث زيادة على رطوبه الغصن وهى شفاعته صلى الله عليه وسلم ، والذي يظهر لي أنهما قضيتان مختلفتان لا قضية واحة كنا قال من تكلم على ذلك يدل عليهما سناق الحديث ، فإن في حديث ابن عباس ( ( عسيباً واحداً شقه النبي صلى الله عليه وسلم بيده نصفين وغرسهما بيده ) وحديث جابر بخلافهما ، ولم يذكر فيه ما يعذب بسببه .(367)
الحديث الحادِيْ عَشَر :
[ح115]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ ، كَمَا يُعَلِّمُهُمُ السُّورَةَ مِنَ الْقُرْآنِ ، يَقُولُ : ( قُولُوا : اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ) .(1/156)
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب مايستعاذ منه في الصلاة 1/413ح590 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب ماجاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى 5/524ح3494 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر 4/104ح2063 ، وكتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من فتنة المحيا 8/276ح5512 ، وكتاب الصلاة ، باب مايقول بعد التشهد 1/259ح984 ، وباب في الإستعاذة 2/90ح1542 ، وابن ماجه في كتاب الدعاء ، باب ماتعوذ منه ( ، ومالك في كتاب صلاة الكسوف ، باب ماجاء في الدعاء ، وأحمد 1/242ح2168 ، و 1/298ح2709 ، و 1/305ح2779 و 1/311ح2839 كلهم من حديث ابن عباس ( ، نحوه .
الحديث الثاني عشر :
[ح116]
عَنْ عَائِشَةَ (( ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ ، وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ ، وَعَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَقْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّ قَلْبِي مِنَ الْخَطَايَا ، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) .
التخريج :-(1/157)
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الدعوات ، باب التعوذ من المأثم والمغرم 5/2341ح6007 ، وباب الإستعاذة من أرذل العمر 5/2344ح6014 ، وباب الإستعاذة من فتنة الغنى 5/2344 ح6015 ، باب التعوذ من فتنة الفقر 5/2344ح6016 ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب مايستفاد منه في الصلاة 1/412ح589 ، وكتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار ، باب التعوذ من شر الفتن 4/2078ح589 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب ماجاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى 5/525ح3495 ، والنسائي في كتاب السهو ، باب (64باب نوع آخر) 3/56ح1308 ، 1309 ، 1310 ، وفي كتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من شر فتنة القبر 8/262ح5466 ، وباب الإستعاذة من شر فتنة الغنى 8/266ح5477 ، وفي كتاب الصلاة ، باب الدعاء في الصلاة 1/232ح880 ، وابن ماجه في كتاب الدعاء ، باب ماتعوذ منه ( 2/262ح3838 ، وكتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر 4/104ح2065 ، وكتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من فتنة الدجال 8/274ح5504 ،وباب الإستعاذة من حر النار 8/278ح5519 ، وأحمد 6/61ح24369 ، و 6/207ح25768 كلهم عن عائشة ( عنها نحوه .
الحديث الثالثَ عشَر :
[ح117](1/158)
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِالرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ (( ، أَنَّ يَهُودِيَّةً جَاءَتْ تَسْأَلُهَا ، فَقَالَتْ : أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَائِذًا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ غَدَاةٍ مَرْكَبًا ، فَكَسَفَتِ الشَّمْسُ ، فَرَجَعَ ضُحًى فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْحُجَرِ ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَقَامَ النَّاسُ وَرَاءَهُ ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلا ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلا ، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلا ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأوَّلِ ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلا ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ سُجُودًا طَوِيلا ، ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأوَّلِ ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلا ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ ، ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلا ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأوَّلِ ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلا ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ ، ثُمَّ سَجَدَ ، وَهُوَ دُونَ السُّجُودِ الأوَّلِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .
التخريج :-(1/159)
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الكسوف ، باب صلاة الكسوف في المسجد 1/359ح1007 ، وكتاب الجنائز ، باب ماجاء في عذاب القبر 1/462ح1306 ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر 1/410ح584 ، و كتاب الكسوف ، باب ذكر عذاب القبر 2/621ح903 ، والنسائي في كتاب الكسوف ، باب التعوذ في دبر الصلاة 3/73ح1347 ، وباب ( 11 نوع آخر منه عن عائشة ) 3/133ح1475 ، وباب القعود على المنبر بعد صلاة الكسوف 3/151ح1499 ، وباب كيفية الخطبة في الكسوف 3/152ح1500 ، و 4/104ح2064 والدارمي في كتاب الصلاة ، باب الصلاة ثم الكسوف 1/430ح1527 ، و مالك في كتاب صلاة الكسوف ، باب العمل في صلاة الكسوف 1/187ح446 وأحمد 6/53ح24313 و 6/81ح24564 - واللفظ له - و 6/89ح24626و 6/139ح25133 و 6/174ح25458 و 6/205ح25747 و 6/238ح26050 و 6/248ح26148 و 6/271ح26376، كلهم عن عائشة (( عنها .
الحديث الرابعَ عشر :
[ح118]
عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ (( ، قَالَتْ : دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَتَا : إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، قَالَتْ : فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا ، فَخَرَجَتَا ، وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ ، فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، فَقَالَ :( صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ ) ، قَالَتْ : فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلاةٍ إِلا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .
التخريج :-(1/160)
خرجه البخاري في كتاب الدعوات ، باب التعوذ من عذاب القبر 5/2341ح6005 ، و مسلم - واللفظ له - في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب مايستعاذ منه في الصلاة 1/411ح585 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر 4/105ح2066 ، 2067 ، وأحمد 6/44ح24224 كلهم عن عائشة (( نحوه
الحديث الخامسَ عشر :
[ح119]
عَنْ عَائِشَة َ (( أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ( رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ ، فَقَالَتْ : وَهَلَ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الآنَ ) ، قَالَتْ : وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ ، وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ : ( إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ ) ، إِنَّمَا قَالَ : ( إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ ) ثُمَّ قَرَأَتْ ( (((((( (( (((((((( (((((((((((( ((368) ( (((((( ((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( (((( ( (369) يَقُولُ حِينَ تَبَوَّءُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ .
التخريج :-(1/161)
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب قول النبي ( يعذب الميت ببكاء الحي 1/433ح1227 ، وكتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل 4/1462ح3759 - واللفظ له - ومسلم في كتاب الجنائز ، باب الميت يعذب أهله عليه 2/642ح931 و 2/643ح932 ، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في الرخصة في البكاء على الميت 3/328ح1006 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب النياحة على الميت 4/17ح1856،1857 ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء في الميت يعذب بما نيح عليه 1/508ح1595 ، ومالك في كتاب الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت 1/234ح555 وأحمد 6/57ح24347 و 6/61ح24369 و 6/95ح24681 ، و6/209ح25795 و 6/281ح26452 ، كلهم عن عائشة رضي الله عنها .
الحديث السادس عشر :
[ح120]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ( يَقُولُ : قَالَ عُمَرُ ( أَرْسِلُوا إِلَيَّ طَبِيبًا يَنْظُرُ إِلَى جُرْحِي هَذَا قَالَ فَأَرْسَلُوا إِلَى طَبِيبٍ مِنَ الْعَرَبِ فَسَقَى عُمَرَ نَبِيذًا فَشُبِّهَ النَّبِيذُ بِالدَّمِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الطَّعْنَةِ الَّتِي تَحْتَ السُّرَّةِ قَالَ فَدَعَوْتُ طَبِيبًا آخَرَ مِنَ الأنْصَارِ مِنْ بَنِي مُعَاوِيَةَ فَسَقَاهُ لَبَنًا فَخَرَجَ اللَّبَنُ مِنَ الطَّعْنَةِ صَلْدًا أَبْيَضَ فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْهَدْ فَقَالَ عُمَرُ صَدَقَنِي أَخُو بَنِي مُعَاوِيَةَ وَلَوْ قُلْتَ غَيْرَ ذَلِكَ كَذَّبْتُكَ قَالَ فَبَكَى عَلَيْهِ الْقَوْمُ حِينَ سَمِعُوا ذَلِكَ فَقَالَ لا تَبْكُوا عَلَيْنَا مَنْ كَانَ بَاكِيًا فَلْيَخْرُجْ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ) فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يُقِرُّ أَنْ يُبْكَى عِنْدَهُ عَلَى هَالِكٍ مِنْ وَلَدِهِ وَلا غَيْرِهِمْ .
التخريج :-(1/162)
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب قول النبي ( يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه 1/433ح1228 ، وباب مايكره من النيحة على الميت 1/434ح1230 ، ومسلم في كتاب الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه 2/638ح927 و 2/639ح927 و 2/640 ح927 ، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في كراهية البكاء 3/326ح1002 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت 4/15ح1848 و 4/15ح1850 ، وباب النياحة على الميت 4/17ح1853 ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء في الميت يعذب بما نيح عليه 1/508ح1593 ، وأحمد 1/26ح180 و 1/36ح247 و 1/38ح246 و 1/39ح268 و 1/42ح294 - واللفظ له - و 1/45ح315 و 1/47ح334 و 1/50ح354 و 1/51ح366 و 1/54ح386 كلهم عن عمر بن الخطاب ( .
الحديث السابعَ عشر :
[ح121](1/163)
قال أحمد : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ( ، وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ جَنَازَةَ أُمِّ أَبَانَ ابْنَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُودُهُ قَائِدُهُ ، قَالَ : فَأُرَاهُ أَخْبَرَهُ بِمَكَانِ ابْنِ عُمَرَ ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي ، وَكُنْتُ بَيْنَهُمَا فَإِذَا صَوْتٌ مِنَ الدَّارِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ) ، فَأَرْسَلَهَا عَبْدُ اللَّهِ مُرْسَلَةً قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ ، إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَازِلٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ ، فَقَالَ لِي : انْطَلِقْ فَاعْلَمْ مَنْ ذَاكَ ، فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هُوَ صُهَيْبٌ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَعْلَمَ لَكَ مَنْ ذَاكَ ، وَإِنَّهُ صُهَيْبٌ ، فَقَالَ : مُرُوهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا ، فَقُلْتُ : إِنَّ مَعَهُ أَهْلَهُ ، قَالَ : وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَهْلُهُ ، - وَرُبَّمَا قَالَ أَيُّوبُ : مَرَّةً فَلْيَلْحَقْ بِنَا - ، فَلَمَّا بَلَغْنَا الْمَدِينَةَ لَمْ يَلْبَثْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أُصِيبَ ، فَجَاءَ صُهَيْبٌ ، فَقَالَ وَا أَخَاهُ وَا صَاحِبَاهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَلَمْ تَعْلَمْ ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ) ، فَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَأَرْسَلَهَا مُرْسَلَةً ، وَأَمَّا عُمَرُ فَقَالَ بِبَعْضِ بُكَاءِ ، فَأَتَيْتُ(1/164)
عَائِشَةَ فَذَكَرْتُ لَهَا قَوْلَ عُمَرَ ، فَقَالَتْ لا وَاللَّهِ مَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَحَدٍ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْكَافِرَ لَيَزِيدُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَذَابًا ) ، وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ( (((( (((((( ((((((((( (((((( (((((((( ((370) .
قَالَ أَيُّوبُ : وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَ عَائِشَةَ قَوْلُ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ ، قَالَتْ : إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونِي عَنْ غَيْرِ كَاذِبَيْنِ وَلا مُكَذَّبَيْنِ وَلَكِنَّ السَّمْعَ يُخْطِئُ .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب قول النبي ( يعذب الميت ببكاء الحي 1/432ح1226 ، ومسلم في كتاب الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه 2/640 ، 641ح928 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب النياحة على الميت 4/18ح1857 ، وأحمد - واللفظ له - 1/41ح288 كلهم عن عبدالله بن عمر ( ، نحوه .(1/165)
قال النووي رحمه الله : وهذه الروايات من رواية عمرَ بنِ الخطاب ( ، وابنِهِ عبدِاللهِ رضي الله عنهما ، وأنكرت عائشة (( ، ونَسبتها إلى النسيان ، والاشتباه عليهما ، وأنكرت أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ذلك ، واحتجت بقوله تعالى ( (((( (((((( ((((((((( (((((( (((((((( ( (371) قالت وإنما قال النبيُ صلى الله عليه وسلم في يهودية أنها تعذب ، وهم يبكون عليها ، يعني تعذب بكفرها ، في حال بكاء أهلها ، لا بسبب البكاء ، واختلف العلماء في هذه الأحاديث : فتأولَها الجُمهورُ على من وصى بأن يبكى عليه ، ويناح بعد موته ، فنفذت وصيته ، فهذا يعذبُ ببكاء أهله عليه ونوحِهِم ، لأنه بسببه ، ومنسوب إليه ، قالوا : فأما من بَكَى عليه أهله وناحوا من غير وصية منه ، فلا يعذب لقول الله تعالى ( (((( (((((( ((((((((( (((((( (((((((( ((372) قالوا : وكان من عادة العرب الوصية بذلك ، ومنه قولُ طَرَفَةَ ابنِ العبد
إذا مِتُ فانعيني بما أنا أهله *** وشُقِّي علىَّ الجيب يا ابنةَ مَعْبدِ(1/166)
قالوا : فخرج الحديث مطلقاً حملاً على ما كان معتاداً لهم ، وقالت طائفة : هو محمول على من أوصى بالبكاء ، والنوح ، أولم يوص بتركهما ، فمن أوصى بهما ، أو أهمل الوصية بتركهما ، يعذب بهما ، لتفريطه بإهمال الوصية بتركهما ، فأما من وصى بتركهما فلا يعذب بهما ، إذ لا صنع له فيهما ، ولا تفريط منه ، وحاصل هذا القول ، إيجاب الوصية بتركهما ، ومن أهملها عذب بهما ، وقالت طائفة : معنى الأحاديث ، أنهم كانوا ينوحون على الميت ، ويندبونه ، بتعديد شمائله ومحاسنه في زعمهم ، وتلك الشمائلُ قبائحُ في الشرع يعذب بها ، كما كانوا يقولون يا مؤيد النسوان ، ومؤتم الولدان ، ومخرب العمران ، ومفرق الأخدان ، ونحوِ ذلك مما يَرَونَهُ شجاعةً ، وفخراً ، وهو حرام شرعاً وقالت طائفة : معناه أنه يعذب بسماعه بكاء أهله ، ويرق لهم ، وإلى هذا ذهب محمد بن جرير الطبري ، وغيره ، وقال القاضي عياض : وهو أولى الأقوال . والصحيح من هذه الأقوالِ ، ما قدمناه عن الجمهور ، وأجمعوا كُلُهُم على اختلاف مذاهبهم ، على أن المراد بالبكاء هنا البكاء بصوت ونياحة ، لا مجردُ دمع العين .(373)
الحديث الثامن عشر :
[ح122]
عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَائِشَة َ (( ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( يُرْسَلُ عَلَى الْكَافِرِ حَيَّتَانِ ، وَاحِدَةٌ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ، وَأُخْرَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ تَقْرِضَانِهِ قَرْضًا ، كُلَّمَا فَرَغَتَا عَادَتَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 6/152ح25230 إنفرد به أحمد
دراسة الإسناد :-
في إسناده علي بن زيد ، وأُم محمد .(1/167)
قال ابن حجر رحمه الله : علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري أصله حجازي وهو المعروف بعلي بن زيد بن جدعان ينسب أبوه إلى جد جده ضعيف من الرابعة مات سنة إحدى وثلاثين وقيل قبلها بخ م . (374) قال ابن حجر رحمه الله : أمية بنت عبد الله ويقال أمينة وهي أم محمد امرأة والد علي بن زيد بن جدعان وليست بأمه من الثالثة ت . (375)
الحكم على الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد وإسناده حسن . (376)
قلت : كذا قال ، وفيه نظر ، كيف يحسن إسناده وفيه علي بن زيد ، بل الظاهر أن إسناده ضعيف ، والله أعلم .
قال شعيب الأرناؤوط : إسناده ضعيف لجهالة أم محمد ، وقيل اسمها أمينة ، وقيل : أمية ، وهي امرأة زيد بن جُدعان ، إذ لم يذكروا في الرواة عنها سوى علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف ، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الصحيح .(377)
الحديث التاسع عشر :
[ح123]
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الأسَدِيِّ ، قَالَ : مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ ، يُقَالُ لَهُ : قَرَظَةُ بْنُ كَعْبٍ ، فَنِيحَ عَلَيْهِ ، فَجَاءَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : مَا بَالُ النَّوْحِ فِي الإسْلامِ ، أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ عُذِّبَ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ ) . قَالَ أَبو عِيسَى : حَدِيثُ الْمُغِيرَةِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب مايكره من النياحة 1/434ح1229 ، ومسلم في كتاب الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه 2/643ح933 ، والترمذي - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في كراهية النوح 3/324ح1000 ، وأحمد 4/245 ، و 4/252 ، و 4/255 كلهم عن المغيرة بن شعبة ، نحوه .
…
الحديث العشرون :
[ح124](1/168)
عَنْ أَبِي مُوسَى ( ، قَالَ : لَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ ( ، أَقْبَلَ صُهَيْبٌ ( مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عُمَرَ ، فَقَامَ بِحِيَالِهِ يَبْكِي ، فَقَالَ عُمَرُ : عَلامَ تَبْكِي ، أَعَلَيَّ تَبْكِي ، قَالَ : إِي وَاللَّهِ لَعَلَيْكَ أَبْكِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ يُبْكَى عَلَيْهِ يُعَذَّبُ ) ، قَالَ(378) فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُوسَى بْنِ طَلْحَةَ(379) ، فَقَالَ : كَانَتْ عَائِشَة ُ (( تَقُولُ إِنَّمَا كَانَ أُولَئِكَ الْيَهُودَ .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب مايكره من النياحة 1/434ح1230 ، ومسلم في كتاب الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه 1/639،640 و 940ح927 - واللفظ له - 4/2202ح2873 ، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في كراهية البكاء على الميت 3/326ح1002 ، والنسائي في كتاب الكسوف ، باب (12باب نوع آخر ) 2/134ح1476 ، وكتاب الجنائز ، باب باب النهي عن البكاء على الميت 4/15ح1850 ، وباب النياحة على الميت 4/16ح1853 ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء في الميت يعذب بما نيح عليه 1/508ح1593 ، وأحمد 1/26ح180 و 1/36ح247 و 1/36ح248 و 1/38ح264 و 1/39ح268 و 1/42ح294 و 1/45ح315 و 1/47ح334 و 1/50ح354 و 1/51ح366 و 1/54ح386 كلهم عن أبي موسى ( ، نحوه .
الحديث الحادي والعشرون :
[ح125](1/169)
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، قَالَ : اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، مَعَ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَعَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِي اللَّه عَنْهمْ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ ، فَقَالَ : ( قَدْ قَضَى ) ، قَالُوا : لا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا ، فَقَالَ : ( أَلا تَسْمَعُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ ، وَلا بِحُزْنِ الْقَلْبِ ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا ) ، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ ، ( أَوْ يَرْحَمُ ، وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ) ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِي اللَّه عَنْهم ، يَضْرِبُ فِيهِ بِالْعَصَا ، وَيَرْمِي بِالْحِجَارَةِ ، وَيَحْثِي بِالتُّرَابِ .
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب البكاء ثم المريض 1/439ح1242 ، ومسلم في كتاب الجنائز ، باب البكاء على الميت 2/636ح924 ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه 2/638 ، 640 ، 641 ، 642 ، 643 ح 927 ، 928 ، 930 ، 932 ، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في الرخصة في البكاء على الميت 3/327ح1004 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب النياحة على الميت 4/17ح1855 ، وأحمد 2/31ح4865 ، و 2/38ح4959 ، و 2/134ح6182 ، و 6/36ح24161 ، و 6/57ح24347 ، و 6/57ح2437 ، و 2/60ح5262 ، و 6/39ح24161 كلهم عن عبدالله بن عمر ( نحوه .
الحديث الثاني والعشرون :
[ح126](1/170)
قال النسائي : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَلْمٍ الْبَلْخِيُّ هُوَ أَبُو دَاوُدَ الْمُصَاحِفِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا النَّضْرُ قَالَ أَنْبَأَنَا يُونُسُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ( يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَسُوءِ الْعُمُرِ وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه أبو داود في كتاب الصلاة ، باب في الإستعاذة 2/90ح 1539 ، والنسائي في كتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من فتنة الصدر 8/255ح5443 ، وباب الإستعاذة من فتنة الدنيا 8/266 ، 267ح5480 ، 5481 - واللفظ له - وباب الإستعاذة من سوء العمر 8/272ح5497 ، ، وابن ماجه في كتاب الدعاء ، باب ماتعوذ منه ( 2/1263ح3844 ، وأحمد 1/22ح145 كلهم عن عمر بن الخطاب ( ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات ، إلا أن فيه يونس بن أبي إسحاق ، قال ابن حجر رحمه الله : يونس بن أبي إسحاق السبيعي أبو إسرائيل الكوفي صدوق يهم قليلا من الخامسة مات سنة اثنتين وخمسين على الصحيح ر م 4 . (380)
الحكم على الإسناد :-
اختلف في سند هذا الحديث على الوصل والإرسال ، قال الدارقطني رحمه الله في العلل : رواه يونس بن أبي إسحاق ، وابنه إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ابن ميمون ، عن عمر .
وخالفهما شعبة ، والثوري ، ومسعر ، فرووه عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون مرسلاً ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمتصل صحيح . (381)
وقد ضعفه الألباني ، في السنن الضعيفة . (382)
قال الحاكم رحمه الله : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .(383)
قلت : والصحيح أن الحديث صحيح ، بل على شرط الشيخين ، كما قال الحاكم .
وقد وافقه الذهبي .
الحديث الثالثُ والعشرون :
[ح127](1/171)
عَنْ أَبِي إِسْحَقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ( ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ ، مِنَ الْبُخْلِ ، وَالْجُبْنِ ، وَسُوءِ الْعُمُرِ ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ .
التخريج :-
خرجه النسائي في كتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من البخل 8/256ح5443
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات ، وفيه أبو إسحاق السبيعي ، قال ابن حجر رحمه الله : عمرو بن عبد الله بن عبيد ، ويقال : علي ويقال : بن أبي شعيرة الهمداني ، أبو إسحاق السبيعي ، بفتح المهملة وكسر الموحدة ، ثقة ، مكثر ، عابد ، من الثالثة ، اختلط بأخرة ، مات سنة تسع وعشرين ومائة ، وقيل : قبل ذلك ع . (384)
قال عبدالرحمن بن محمد الرازي رحمه الله : سألت أبي ، وأبا زرعة ، عن حديث رواه زكريا بن أبي زائدة ، وزهير ، فقال احدهما ، عن أبي اسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يتعوذ من خمس من البخل ، والجبن ، وسوء العمر ، وفتنة الصدر ، وعذاب القبر ، فايهما أصح فقال : لا هذا ولا هذا ، روى هذا الحديث الثوري فقال : عن أبي اسحاق عن عمرو بن ميمون ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ . مرسل ، والثوري احفظهم ، وقال أبي أبو اسحاق رحمه الله : كبر وساء حفظه بآخرة فسماع الثوري منه قديماً ، وقال ابو زرعة رحمه الله : تأخر سماع زهير ، وزكريا من أبي اسحاق . (385)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني : ضعيف .(386)
الحديث الرابع والعشرون :
[ح128]
عن مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ ، قَالَ : وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا سَمِعَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .
التخريج :-(1/172)
…خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر 1/463ح1310 ، وكتاب الدعوات - واللفظ له - باب التعوذ من عذاب القبر 5/2341ح6003 ، و أحمد 6/364ح27101 ، و 6/365ح27103 كلهم عن أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ ( عنها .
قلت : قد جاءت الروايات مرة بأم خالد بنت خالد ، ومرة إبنة خالد بن سعيد ، والصحيح أنهما واحدة ، كما قرر ذلك ابن بشكوال قال : ابنة خالد هذه هي ام خالد بنت خالد بن سعيد بن العاصي كما سمعت من محمد بن محسن عن أبيه . (387)
الحديث الخامس والعشرون :
[ح129]
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ( ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ : قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ).
التخريج :-(1/173)
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر 1/363ح1311 ، ومسلم - واللفظ له - في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ، باب مايستعاذ منه في الصلاة 1/411،412، 413ح585،588 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب في الإستعاذة 5/582ح3604 ، والنسائي في كتاب السهو ، باب (64باب نوع آخر) وكتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر 4/103ح2060،2061 ، وكتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من عذاب جنهم 8/275ح5505،5506 ، وباب الإستعاذة من فتنة المحيا 8/275ح5508 ، و 8/276ح5509،5510، 5511 ، وباب الإستعاذة من فتنة الممات 8/277ح5513، وباب الإستعاذة من عذاب القبر 8/277ح 5514،وباب الإستعاذة من فتنة القبر 8/277ح5515،وباب الإستعاذة من عذاب الله8/277ح 5516 ، وباب الإستعاذة من عذاب جهنم 8/278ح5517،وباب الإستعاذة من عذاب النار 8/278ح5518،وباب الإستعاذة من حر النار 8/278ح 5520 ، وأبوداود في كتاب الصلاة ، باب ما يقول بعد التشهد 1/258ح983 ، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة ، باب مايقال في التشهد والصلاة على النبي ( 1/294ح909 ، والدارمي في كتاب الصلاة ، باب الدعاء بعد التشهد1/357ح1344 ، وأحمد 2/288ح7857 و 2/298ح7951 و 2/416ح9376 و 2/423ح9460 و2/454ح9855 و 2/467ح10040 و 2/469ح10072 و 2/477ح10183 و 1/258ح2342 و 2/522ح10778 و 2/522ح10778 كلهم عن أبي هريرة ، نحوه
الحديث السادس والعشرون :
[ح130](1/174)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّه عَنْهم يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً ، قَالَتْ : قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ ، قَالَتْ : يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا ، يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلا الإنْسَانَ ، وَلَوْ سَمِعَهَا الإنْسَانُ لَصَعِقَ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء 1/442، 443ح1251، 1253 ، وباب كلام الميت على الجنازة - واللفظ له - 1/464ح1314 ، والترمذي في كتاب صفة القيامة ، باب ( 26 باب ) 4/639ح2460 كلاهما عن أبي سعيد الخدري ( نحوه
الحديث السابع والعشرون :
[ح131]
قال الدارمي : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ بْنِ مِقْلاصٍ ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو يَحْيَى ، قَالَ : سَمِعْتُ دَرَّاجاً أَبَا السَّمْحِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْهَيْثَمِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ( ، يَقُولُ : قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا ، تَنْهَشُهُ وَتَلْدَغُهُ ، حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَلَوْ أَنَّ تِنِّيناً مِنْهَا نَفَخَ فِي الأرْضِ ، مَا نَبَتَتْ خَضْرَاءُ ) .
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة ، باب ( 26) 4/639ح2460 من طريق القاسم بن الحكم العرفي ، عن عبيدالله بن الوليد الوصافي ، عن عطية ، عن أبي سعيد .(1/175)
وخرجه الدارمي - واللفظ له - في كتاب الرقاق ، باب في شدة عذاب النار2/636ح2818 ، وأحمد 3/38ح11352 من طريق سعيد بن أبي أيوب ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، كلهما عن أبي سعيد الخدري ( نحوه
دراسة الإسناد :-
في إسناده دراج بن سمعان .
قال ابن حجر رحمه الله : دراج بتثقيل الراء وآخره جيم بن سمعان ، أبو السمح بمهملتين الأولى مفتوحة ، والميم ساكنة قيل : اسمه عبد الرحمن ، ودراج لقب ، السهمي ، مولاهم المصري القاص ، صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ، ضعف ، من الرابعة مات سنة ست وعشرين بخ 4 (388)
وقال عمر بن أحمد بن شاهين : دراج أبو السمح سليمان بن عمرو مصري ، يروي عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، ما كان بهذا الإسناد فليس به بأس ، ودراج وأبو الهيثم ثقتان قاله يحيى . (389)
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد وأبو يعلى موقوفا (390) وفيه دراج وفيه كلام وقد وثق . (391)
الحكم على الإسناد :-
الحديث ضعيف ، لضعف دراج بن سمعان .
الحديث الثامن والعشرون :
[ح132](1/176)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( ، قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِنَازَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ الأمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا ، فَإِذَا الإنْسَانُ دُفِنَ ، فَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ جَاءَهُ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ فَأَقْعَدَهُ ، قَالَ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا ، قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولُ : صَدَقْتَ ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ ، فَيَقُولُ : هَذَا كَانَ مَنْزِلُكَ لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ ، فَأَمَّا إِذْ آمَنْتَ فَهَذَا مَنْزِلُكَ ، فَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيُرِيدُ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ لَهُ : اسْكُنْ ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ ، وَإِنْ كَانَ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا ، يَقُولُ لَهُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولَ : لا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا ، فَيَقُولُ : لا دَرَيْتَ ، وَلا تَلَيْتَ ، وَلا اهْتَدَيْتَ ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : هذَا مَنْزِلُكَ لَوْ آمَنْتَ بِرَبِّكَ ، فَأَمَّا إِذْ كَفَرْتَ بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا ، وَيُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ ، ثُمَّ يَقْمَعُهُ قَمْعَةً بِالْمِطْرَاقِ يَسْمَعُهَا خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ ) ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَحَدٌ يَقُومُ عَلَيْهِ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ إِلا هُبِلَ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ((((((((( (((( ((((((((( (((((((((( (((((((((((((1/177)
(((((((((( ( (392).
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت ، لسؤاله ) ، في الفصل الثاني ، من الباب الأول [90] ص 181
الحديث التاسع والعشرون :
[ح133]
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة ، فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب ايت يعرض عليه بالغداة والعشي 1/464ح1313 ، وكتاب بدء الخلق ، باب ماجاء في صفة المهة وأنها مخلوقة 3/1184ح3068 ، وكتاب الرقاق ، باب سكرات الموت 5/2388ح6150، وكتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت 4/2199ح2866 ، والترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في عذاب القبر 3/384ح 1072والنسائي في كتاب الجنائز ، باب موضع الجريد من القبر 4/106،107ح2070،2071،2072 ، وابن ماجه في كتاب الزهد ، باب ذكر القبر والبلى 2/1427ح4270 ، وأحمد 2/16ح4658 و2/50ح5119 و 2/59ح5234 و 2/113ح5926 و 2/123ح6059 كلهم عن عبد الله بن عمر (، نحوه .
الحديث الثلاثون :
[ح134]
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِي الله عَنْهمْ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ : ( يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا ) .
التخريج :-(1/178)
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر 1/463ح1309 ، و مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها ، باب عرض مقعد الميت 4/2200ح2869 ، و النسائي في كتاب الجنائز ، باب عذاب القبر 4/102ح2059 ، وأحمد 5/417ح23586 و 5/419ح23601 كلهم عن أبي أيوب الأنصاري ، وهو خالد بن زيد بن كليب الأنصاري ( مثله .
الحديث الحادي والثلاثون :
[ح135]
قال مسلم : حَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجَحْدَرِيُّ وَاللَّفْظُ لأبِي كَامِلٍ قَالا حَدَّثَنَا حَمَّادٌ وَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ أَوْ شَابًّا فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عَنْهَا أَوْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ قَالَ : ( أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي ) قَالَ فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا أَوْ أَمْرَهُ فَقَالَ : ( دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ ) فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ ) .
التخريج :-(1/179)
خرجه البخاري في كتاب الصلاة ، باب كنس المسجد 1/175ح446 قال حدثنا سليمان بن حرب ، وباب الخدم للمسجد ، وقال بن عباس : نذرت لك مافي بطني محرراً للمسجد يخدمه 1/176ح448 قال حدثنا أحمد بن واقد ، وباب الصلاة على القبر بعد مايدفن 1/448ح1272 قال حدثنا محمد بن الفضل ، ومسلم - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب الصلاة على القبر 2/659ح956 قال حدثني أبوالربيع الزهراني ، وأبوكامل ، فضيل بن حسين الجحدري ، وأبوداود في كتاب الجنائز ، باب الصلاة على القبر 3/211ح3203 قال حدثنا سليمان بن حرب ، ومسدد ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء في الصلاة على القبر 1/489ح1527 قال حدثنا أحمد بن عبدة ، وأحمد 2/353ح8619 قال حدثنا يونس بن محمد ، و 2/388ح9025 قال حدثنا عفان ، كلهم عن أبي رافع .
الحديث الثاني والثلاثون :
[ح136]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ : أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ ، يُقَالُ : لأحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ النَّكِيرُ ، فَيَقُولانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : مَا كَانَ يَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ : هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ ، فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ، فَيَقُولانِ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ .(1/180)
وَإِنْ كَانَ مُنَافِقاً ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لا أَدْرِي ، فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ، فَيُقَالُ لِلأرْضِ : الْتَئِمِي عَلَيْهِ فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلاعُهُ ، فَلا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الخامس ( فظاعة القبر ، وضمته لكل أحد ، وتوسعته للمؤمن ) ، في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح97] ص 190
الحديث الثالث والثلاثون :
[ح137]
عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ ) .
التخريج :-
خرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها ، باب التشديد في البول 1/125ح348 ، وأحمد 2/326ح8313 ، و 2/388ح9021
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات
الحكم على الإسناد :-
قال أحمد الكناني رحمه الله : هذا إسناد صحيح ، رجاله عن آخرهم محتج بهم في الصحيحين . (393)
الحديث الرابع والثلاثون :
[ح138]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرٍ ، فَقَالَ : ( ائْتُونِي بِجَرِيدَتَيْنِ ) ، فَجَعَلَ إِحْدَاهُمَا عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَالأخْرَى عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، فَقِيلَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيَنْفَعُهُ ذَلِكَ ، قَالَ : ( لَنْ يَزَالَ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ بَعْضُ عَذَابِ الْقَبْرِ مَا كَانَ فِيهِمَا نُدُوٌّ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 2/441ح9684 ، إنفرد به أحمد .
دراسة الإسناد :-
قال شعيب الأرناؤوط : وإسناده على شرط مسلم .(394)
الحكم على الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح . (395)
الحديث الخامس والثلاثون :
[ح139](1/181)
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، يَقُولُ : صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ ( عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه مالك في كتاب الجنائز ، باب ما يقول المصلي على الجنازة 1/228ح536 ، إنفرد به مالك .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
الإسناد صحيح .
الحديث السادس والثلاثون :
[ح140]
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمْسَى قَالَ : ( أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ) قَالَ أُرَاهُ قَالَ فِيهِنَّ لَهُ ( الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ ) وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا : ( أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الذكر والدعاء والتوبة ، باب التعوذ من شر ماعمل ومن شر مالم يعمل 4/2089ح2723 ، وأبوداود في كتاب الأدب ، باب مايقول إذا أصبح 5/313،314ح5071 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب ماجاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى 5/465ح3390 ، كلهم عن عبدالله بن مسعود ( نحوه .(1/182)
الحديث السابع والثلاثون :
[ح141]
عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ ابْنَةُ أَبِي سُفْيَانَ ، اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِزَوْجِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ ، وَأَيَّامٍ مَعْدُودَةٍ ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ ، لَنْ يُعَجَّلَ شَيْءٌ قَبْلَ حِلِّهِ ، أَوْ يُؤَخَّرَ شَيْءٌ عَنْ حِلِّهِ ، وَلَوْ كُنْتِ سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعِيذَكِ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ ، كَانَ أَخْيَرَ ، أَوْ أَفْضَلَ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب القدر ، باب بيان أن الآجال والأرزاق 4/2050،2051 خرجه أحمد - واللفظ له - 1/390ح3700 ، و 1/413ح3925 ، و 1/445ح4254 ، و 1/466ح4441 ، و 1/433ح4119 من طريق عبدالله بن مسعود ( نحوه .
قال الدار قطني رحمه الله : حديث المعرور بن سويد ، عن بن مسعود ( ، قالت أم حبيبة (( اللهم أمتعني بزوجي رسول الله ، وبأبي سفيان ، وبأخي معاوية ، فقال رسول الله ( : دعوت الله لآجل مضروبة ، وآثار مبلوغة ، وأرزاق مقسومة ، لا يتقدم منها بشيء ، ولو سألت الله أن ينجيك من عذاب القبر ، وعذاب النار كان خير ، أو أفضل ، فقال : يرويه علقمة بن مرثد ، واختلف عنه ، فرواه أبو خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن ، والثوري ، ومسعر بن كدام ، عن علقمة بن مرثد ، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري ، عن المعرور بن سويد ، عن عبد الله ، وخالفهم عبد الرحمن المسعودي ، ورواه عن علقمة بن مرثد ، عن المستورد بن الأحنف ، عن بن مسعود ، ووهم فيه ، والصواب قول أبي خالد الدالاني ومن تابعه . (396)
الحديث الثامن والثلاثون :
[ح142](1/183)
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّه عَنْه ، قَالَ : مَا زِلْنَا نَشُكُّ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ .
قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ مَرَّةً ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ - هُوَ رَازِيٌّ ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ ، كُوفِيٌّ - عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو .
التخريج :-
خرجه الترمذي - واللفظ له - في كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة التكاثر 5/447ح3355
دراسة الإسناد :-
في سنده عمرو بن أبي قيس ، والحجاج(397) ، والمنهال(398) .
قال ابن حجر رحمه الله : عمرو بن أبي قيس الرازي الأزرق كوفي نزل الري صدوق له أوهام من الثامنة خت 4 (399)
قال أبوعيسى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ .
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : ضعيف الإسناد (400)
الحديث التاسع والثلاثون :
[ح143]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُؤَدِّبُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ - وَكَانَ مِنْ بَنِي أَسَدٍ - عَنِ الأغَرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( قَالَ : أَكْثَرُ مَا دَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فِي الْمَوْقِفِ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِي نَقُولُ ، وَخَيْرًا مِمَّا نَقُولُ ، اللَّهُمَّ لَكَ صَلاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي ، وَإِلَيْكَ مَآبِي ، وَلَكَ رَبِّ تُرَاثِي(401) ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَوَسْوَسَةِ الصَّدْرِ ، وَشَتَاتِ الأمْرِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ .
التخريج :-(1/184)
خرجه الترمذي - واللفظ له - في كتاب الدعوات ، باب (88) 5/537ح3520
دراسة الإسناد :-
في سنده علي بن ثابت ، وقيس بن الربيع .
قال ابن حجر رحمه الله : علي بن ثابت الجزري ، أبو أحمد الهاشمي ، مولاهم ، صدوق ربما أخطأ ، وقد ضعفه الأزدي بلا حجة ، من التاسعة د ت (402)
وقال ابن حجر رحمه الله : قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به من السابعة مات سنة بضع وستين د ت ق (403)
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ .
قال الألباني رحمه الله : ضعيف .(404)
الحديث الأربعون :
[ح144](1/185)
عَنْ أَبِي طَلْحَةَ ( ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ ثَلاثَ لَيَالٍ ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ ، أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا ، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ ، وَقَالُوا : مَا نُرَى يَنْطَلِقُ إِلا لِبَعْضِ حَاجَتِهِ ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ (405) ، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ ، وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ : ( يَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ ، وَيَا فُلانُ بْنَ فُلانٍ ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا ، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّاً ) ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لا أَرْوَاحَ لَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ) ، قَالَ قَتَادَةُ : أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ ، تَوْبِيخًا ، وَتَصْغِيرًا ، وَنَقِيمَةً ، وَحَسْرَةً ، وَنَدَمًا .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل 4/1461ح3757 ، وباب شهود الملائكة بدراً 4/1476ح3802
الحديث الحادي والأربعون :
[ح145](1/186)
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، سَمِعَهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ ( ، يَقُولُ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ ، وَعَافِهِ ، وَاعْفُ عَنْهُ ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا ، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ ، وَأَهْلا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ) ، قَالَ : حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الْمَيِّتَ .
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب الدعاء للميت في الصلاة 2/662،663ح963 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب الدعاء 4/73ح1983، 1984 ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة 1/481 ح1500 ، وأحمد 6/20ح23996 كلهم عن عوف بن مالك ، نحوه
الحديث الثاني الأربعون :
[ح146](1/187)
عَنْ زَيْدِ ابْنِ أَرْقَمَ ( ، قَالَ : لا أَقُولُ لَكُمْ ، إِلا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : : ( كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا ) .
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار ، باب التعوذ من شر ماعمل ومن شر مالم يعمل 4/2088ح2722 ، والنسائي في كتاب الإستعاذة ، باب دعاء لايستجاب 8/285ح5538 ، وباب الإستعاذة من العجز 8/260ح5458 ، وأحمد 4/371 كلهم عن زيد بن أرقم ، نحوه .
الحديث الثالث والأربعون :
[ح147](1/188)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ( ، - قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ - ، قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ ، وَنَحْنُ مَعَهُ ، إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ ، أَوْ خَمْسَةٌ ، أَوْ أَرْبَعَةٌ - قَالَ : كَذَا كَانَ يَقُولُ الْجُرَيْرِيُّ - فَقَالَ : ( مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الأقْبُرِ ) ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا ، قَالَ : ( فَمَتَى مَاتَ هَؤُلاءِ ) ، قَالَ : مَاتُوا فِي الإشْرَاكِ : فَقَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الأمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا ، فَلَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَقَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ) ، قَالُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، فَقَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) ، قَالُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، قَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) ، قَالُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، قَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) ، قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ .
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت 4/2199ح2867 ، واحمد 5/190ح21701 كلاهما عن زيد بن ثابت ، نحوه .
الحديث الرابع والأربعون :
[ح148](1/189)
قال الترمذي : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ ، إِذَا قَالُوا : وَا عَضُدَاهُ ، وَا كَاسِيَاهُ ، وَا نَاصِرَاهُ ، وَا جَبَلاهُ ، وَنَحْوَ هَذَا ، يُتَعْتَعُ(406) ، وَيُقَالُ : أَنْتَ كَذَلِكَ ، أَنْتَ كَذَلِكَ ) ، قَالَ أَسِيدٌ : فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ( (((( (((((( ((((((((( (((((( (((((((( ( (407) قَالَ : وَيْحَكَ أُحَدِّثُكَ أَنَّ أَبَا مُوسَى حَدَّثَنِي ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَرَى أَنَّ أَبَا مُوسَى كَذَبَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ تَرَى أَنِّي كَذَبْتُ عَلَى أَبِي مُوسَى .
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في كراهية البكاء على الميت 3/326ح1003 ، وابن ماجه - واللفظ له - في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء في الميت يعذب بما نيح عليه 1/508ح1594 كلاهما عن عبدالله بن قيس ( .
دراسة الإسناد :-
في إسناده يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ ، ، و أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ ، و مُوسَى بْنِ أَبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ .
قال ابن حجر رحمه الله : يعقوب بن حميد بن كاسب المدني نزيل مكة وقد ينسب لجده صدوق ربما وهم من العاشرة مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين عخ ق (408)
وقال ابن حجر رحمه الله : أسيد بن أبي أسيد البراد أبو سعيد المديني صدوق واسم أبيه يزيد أسيد بن على من الخامسة مات في أول خلافة المنصور بخ 4 .(409)(1/190)
وقال ابن حجر رحمه الله : موسى بن أبي موسى الأشعري الكوفي مقبول من الثالثة ت ق . (410)
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ .
قال أحمد بن أبي بكر الكناني رحمه الله : هذا إسناد حسن يعقوب بن حميد مختلف فيه روى الترمذي بعضه…من حديث أبي موسى أيضا وأصله في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب وروى الترمذي والنسائي بعضه من حديث عائشة . (411)
الحديث الخامس والأربعون :
[ح149]
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَحِيرٍ أَنَّهُ سَمِعَ هَانِئًا مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ كَانَ عُثْمَانُ ( إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ فَقِيلَ لَهُ تُذْكَرُ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلا تَبْكِي وَتَبْكِي مِنْ هَذَا فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ ) قَالَ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ إِلا الْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ) .
التخريج :
سبق تخريجه ، في المبحث الأول ( الإطلاع على القبر ) ، من الفصل الثاني ، في الباب الأول ، صفحة 161 .
الحديث السادس والأربعون :
[ح150](1/191)
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَسَارٍ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِساً وَسُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ ، وخَالِدُ بْنُ عُرْفُطَةَ ، فَذَكَرُوا أَنَّ رَجُلا تُوُفِّيَ ، مَاتَ بِبَطْنِهِ ، فَإِذَا هُمَا يَشْتَهِيَانِ أَنْ يَكُونَا شُهَدَاءَ جَنَازَتِهِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ ، فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ ) ، فَقَالَ الآخَرُ : بَلَى .
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في الشهدآء 3/377ح1064 ، والنسائي - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب من قتله بطنه 4/98ح2052 ، وأحمد 4/262 ، و 5/292ح22553
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ فِي هَذَا الْبَابِ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ .
قال الألباني رحمه الله : سنده صحيح .(412)
الحديث السابع والأربعون :
[ح151]
عَنْ سَلْمَانَ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، أَفْضَلُ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ، صَائِماً لا يُفْطِرُ ، وَقَائِماً لا يَفْتُرُ ، وَإِنْ مَاتَ مُرَابِطاً جَرَى عَلَيْهِ كَصَالِحِ عَمَلِهِ ، حَتَّى يُبْعَثَ ، وَوُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الإمارة ، باب فضل الرباط في سبيل الله عز وجل 3/1520ح1913 ، والترمذي في كتاب فضائل القرآن ، باب ماجاء في فضل الرباط 4/188ح1665 ، والنسائي في كتاب الجهاد ، باب فضل الرباط 6/39ح3167 ، وأحمد - واللفظ له - 5/440 ، 441ح23778 ، 23779 ، و 23786 كلهم عن سلمان الفارسي ( ، نحوه .
الحديث الثامن والأربعون :
[ح152](1/192)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ ، وَالْهَرَمِ ، وَالْمَغْرَمِ ، وَالْمَأْثَمِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي - واللفظ له - في كتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من الهرم 8/269ح5490 ، وأحمد 2/176ح6646 ، و 2/185ح6734 ، و 2/220ح7050 كلاهما عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
في إسناده عمرو بن شعيب ، وشعيب بن محمد ، قال ابن حجر :
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص صدوق من الخامسة مات سنة ثماني عشرة ومائة ر 4 . (413)
قال ابن حجر رحمه الله : شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص صدوق ثبت سماعه من جده من الثالثة ر 4 . (414)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : حسن ، صحيح الإسناد . (415)
…
الحديث التاسع و الأربعون :
[ح153](1/193)
قال أبوداود : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْجَلِيلِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ لأَبِيهِ : يَا أَبَتِ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي ، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي ، اللَّه عَلَيْهِ عَافِنِي فِي بَصَرِي ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ تُعِيدُهَا ثَلاثًا حِينَ تُصْبِحُ ، وَثَلاثًا حِينَ تُمْسِي ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِنَّ ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ ، قَالَ عَبَّاسٌ فِيهِ ، وَتَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ ، وَالْفَقْرِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، تُعِيدُهَا ثَلاثًا حِينَ تُصْبِحُ ، وَثَلاثًا حِينَ تُمْسِي ، فَتَدْعُو بِهِنَّ ، فَأُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ ، قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ ، اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو ، فَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ) ، وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ عَلَى صَاحِبِهِ .
التخريج :-
خرجه أبوداود - واللفظ له - في كتاب الأدب ، باب مايقول إذا أصبح 4/324ح5090 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب (80) 5/528ح3503 ، والنسائي في كتاب السو ، باب (88 نوع آخر من الذكر والدعاء بعد التسليم ) 3/72ح1345 ، وكتاب الإستعاذة ، باب الإستعاذة من الفقر 8/262ح5465 ، وأحمد 5/36،39،42،44 كلهم عن أبي بكرة ، نفيع بن الحارث ، نحوه .(1/194)
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات ، إلا أن في إسناده عَبْد الْجَلِيلِ بْنِ عَطِيَّةَ ، وجَعْفَرِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قال ابن حجر : عبد الجليل بن عطية القيسي أبو صالح البصري صدوق يهم من السابعة بخ س . (416)
قال ابن حجر : جعفر بن ميمون التميمي أبو علي أو أبو العوام بياع الأنماط صدوق يخطىء من السادسة ر 4 . (417)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : حسن الإسناد . (418)
الحديث الخمسون :
[ح154]
قال ابن ماجة : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، حَدَّثَنَا الأسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ مَرَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرَةَ ( ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أُمَاشِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذِي بِيَدِي ، وَرَجُلٌ عَنْ يَسَارِهِ ، فَإِذَا نَحْنُ بِقَبْرَيْنِ أَمَامَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، وَبَلَى فَأَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِجَرِيدَةٍ ) ، فَاسْتَبَقْنَا فَسَبَقْتُهُ ، فَأَتَيْتُهُ بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا نِصْفَيْنِ ، فَأَلْقَى عَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً ، وَعَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً ، وَقَالَ : ( إِنَّهُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا مَا كَانَتَا رَطْبَتَيْنِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلا فِي الْبَوْلِ وَالْغِيبَةِ ) .
التخريج :-
خرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة وسننها ، باب التشديد في البول 1/125ح349 ، وأحمد - واللفظ له - 5/35،39 كلاهما عن نفيع بن الحارث ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ، ثقات ، إلا أن في إسناده أَبُو سَعِيدٍ ، وبَحْرُ بْنُ مَرَّارٍ .(1/195)
قال ابن حجر رحمه الله : عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري ، أبو سعيد مولى بني هاشم ، نزيل مكة ، لقبه جردقة ، بفتح الجيم والدال ، بينهما راء ساكنة ثم قاف ، صدوق ربما أخطأ ، من التاسعة ، مات سنة سبع وتسعين ، خ صد س ق . (419)
قال ابن حجر رحمه الله : بحر بن مرار ، - بفتح الميم وتشديد الراء - ابن عبد الرحمن بن أبي بكرة الثقفي ، أبو معاذ البصري ، صدوق اختلط بأخرة من السادسة ق . (420)
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، غير بحر بن مرار وهو ثقة . (421)
قال المنذري رحمه الله : رواه أحمد ، والطبراني في الأوسط ، وابن ماجه مختصراً ، من رواية بحر بن مرار ، عن جده أبي بكرة ، ولم يدركه . (422)
الحكم على الإسناد :
الإسناد صحيح .
قال الألباني رحمه الله : صحيح .(423)
الحديث الحادي والخمسون :
[ح155]
قال النسائي : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا مَنْصُورٌ - هُوَ ابْنُ زَاذَانَ - عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِنِيَاحَةِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَرَأَيْتَ رَجُلا مَاتَ بِخُرَاسَانَ ، وَنَاحَ أَهْلُهُ عَلَيْهِ هَاهُنَا ، أَكَانَ يُعَذَّبُ بِنِيَاحَةِ أَهْلِهِ ، قَالَ : صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَبْتَ أَنْتَ .
التخريج :-
خرجه النسائي في كتاب الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت 4/15ح1849 ، وباب النياحة على الميت - واللفظ له - 4/17ح1854 من طريق الحسن البصري ، وأحمد 4/437 من طريق محمد بن سيرين ، كلاهما عن عمران بن حصين ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : ضعيف الإسناد . (424)(1/196)
قلت : إسناد النسائي فيه انقطاع ، من أجل الحسن فإنه لم يسمع من عمران بن الحصين ، لكن يقويه رواية محمد بن سيرين ، عن عمران عند أحمد ، فالسند حسن لغيره ، لكن سند أحمد صحيح ، فالحديث صحيح .
الحديث الثاني والخمسون :
[ح156]
قال أبوداود : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ح و حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ - وَحَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَتَمُّ - حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأسْقَعِ ( ، قَالَ : صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( اللَّهُمَّ إِنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ فِي ذِمَّتِكَ ، فَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) .
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ ذِمَّتِكَ ، وَحَبْلِ جِوَارِكَ ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ ، وَعَذَابِ النَّارِ ، وَأَنْتَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَالْحَمْدِ ، اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جَنَاحٍ .
التخريج :-
خرجه أبوداود - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب الدعاء للميت 3/211ح3202 ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء في الدعاء في الصلاة على الجنازة 1/480ح1499 ، وأحمد 3/491 كلهم عن واثلة بن الأسقع ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن في سنده مروان بن جناح .
قال ابن حجر رحمه الله : مروان بن جناح الأموي ، مولاهم ، الدمشقي ، أصله كوفي ، لا بأس به ، من السادسة .(425)
قال الشوكاني رحمه الله : أخرجه ابن ماجه وسكت عنه أبو داود والمنذري وفي إسناده مروان بن جناح وفيه مقال . (426)
الحكم على الإسناد :-(1/197)
قال الألباني رحمه الله : إسناده صحيح إن شاء الله ، وقد أورده ابن القيم فيما حفظ من دعائه ( ، وسكت عليه النووي في المجموع . (427)
الحديث الثالث والخمسون :
[ح157]
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ( قال : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ ، مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ تَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .
التخريج :-
خرجه أحمد 3/295ح14185 ، و 3/346ح14764
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الأسناد :-
قال شعيب الأرناؤوط : إسناد صحيح ، على شرط مسلم .(428)
الحديث الرابع والخمسون :
[ح158](1/198)
حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ سِيَابَةَ ( قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ فَأَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَةً فَأَمَرَ وَدْيَتَيْنِ(429) فَانْضَمَّتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأخْرَى ثُمَّ أَمَرَهُمَا فَرَجَعَتَا إِلَى مَنَابِتِهِمَا وَجَاءَ بَعِيرٌ فَضَرَبَ بِجِرَانِهِ(430) إِلَى الأرْضِ ثُمَّ جَرْجَرَ حَتَّى ابْتَلَّ مَا حَوْلَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَدْرُونَ مَا يَقُولُ الْبَعِيرُ إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ صَاحِبَهُ يُرِيدُ نَحْرَهُ ) فَبَعَثَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( أَوَاهِبُهُ أَنْتَ لِي ) فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لِي مَالٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ قَالَ : ( اسْتَوْصِ بِهِ مَعْرُوفًا ) فَقَالَ لا جَرَمَ لا أُكْرِمُ مَالا لِي كَرَامَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَتَى عَلَى قَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ فَقَالَ : ( إِنَّهُ يُعَذَّبُ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ ) فَأَمَرَ بِجَرِيدَةٍ فَوُضِعَتْ عَلَى قَبْرِهِ فَقَالَ : ( عَسَى أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُ مَا دَامَتْ رَطْبَةً ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 4/172 .
دراسة الإسناد :-
قال ابن حجر رحمه الله : في سنده حبيب بن حبيرة ، أو ابو جبيرة ، عن يعلى بن سبابة ، وعنه عاصم بن بهدلة ، لايعرف ، وقال في " الإكمال " مجهول .(431)
الحكم على الإسناد :-
إسناده ضعيف ، لجهالة حبيب بن حبيرة .
الحديث الخامس والخمسون :
[ح159](1/199)
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ حَسَنَةَ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ (432) ، فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَلَسَ خَلْفَهَا فَبَالَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : انْظُرُوا يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ فَسَمِعَهُ ، فَقَالَ : ( أَوَ مَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ ، قَرَضُوهُ بِالْمَقَارِيضِ ، فَنَهَاهُمْ صَاحِبُهُمْ فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي - واللفظ له - في كتاب الطهارة ، باب البول إلى السترة ليستتر بها 1/26ح30 ، وابن ماجه في كتاب الطهارة ، باب التشديد في البول 1/124ح346 ، و 4/196 كلهم عن عبدالرحمن بن حسنة ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قال الشوكاني رحمه الله : قال الحافظ في الفتح : صحيح صححه الدارقطني وغيره . (433)
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (434)
الحديث السادس والخمسون :
[ح160]
قال أحمد : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَرَوْحٌ ، قَالا : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي الْهُذَيْلِ - قَالَ رَوْحٌ الْعَنْزِيُّ - يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ( - وَقَالَ رَوْحٌ فِي حَدِيثِهِ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ( - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : ( عَيْنُهُ خَضْرَاءُ ، كَالزُّجَاجَةِ ، فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/123،124ح21183،21184
دراسة الإسناد :-(1/200)
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ورجاله ثقات . (435)
الحكم على الإسناد :-
قال الضياء المقدسي رحمه الله : إسناده صحيح . (436)
الحديث السابع والخمسون :
[ح161]
عَنِ ابْنِ طَاوُسَ(437) عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ فِي الْعِشَاءِ الآخِرَةِ كَلِمَاتٍ كَانَ يُعَظِّمُهُنَّ جِدًّا يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، قَالَ كَانَ يُعَظِّمُهُنَّ وَيَذْكُرُهُنَّ عَنْ عَائِشَةَ (( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
التخريج :-
خرجه أحمد 6/200ح25689
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قال الحاكم رحمه الله : صحيح على شرطهما .(438)
الحديث الثامن والخمسون :
[ح162]
عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ( ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ (( ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ بَنِي النَّجَّارِ ، فِيهِ قُبُورٌ مِنْهُمْ قَدْ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَسَمِعَهُمْ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : ( اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) ، قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ ، قَالَ : ( نَعَمْ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 6/326ح27089 ، وقد انفرد به أحمد .
دراسة الإسناد :-
في سنده طلحة بن نافع ، أبو سفيان ، قال ابن حجر رحمه الله : طلحة بن نافع الواسطي أبو سفيان الإسكاف نزل مكة صدوق من الرابعة ع . (439)
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . (440)
الحكم على الإسناد :(1/201)
الإسناد صحيح ، على شرط مسلم .
الحديث التاسع والخمسون :
[ح163]
عَنْ أَبي عِيسَى الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ حَدَّثَتْنِي جَارَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا كَانَتْ تَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ ) . قَالَ أَبُو عِيسَى فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَمَعَهُمَا إِنْسَانٌ قَالَ فَقَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/270ح22382 ، وقد إنفرد به .
دراسة السند :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ورجاله ثقات . (441)
قلت : في سنده أَبُو عِيسَى الْخُرَاسَانِيُّ ، و عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، وهو مختلف فيهما ، قال ابن حجر رحمه الله : أبو عيسى الخراساني نزيل مصر التميمي اسمه سليمان بن كيسان وقيل محمد بن عبد الرحمن أو بن القاسم مقبول من السادسة وحديثه عن بن عمر مرسل د . (442)
قال ابن حجر رحمه الله : عبد الله بن القاسم التيمي مولى أبي بكر مقبول من الثالثة د . (443)
قال الذهبي رحمه الله : أبو عيسى الخراساني ، قال ابن القطان : لا يعرف حاله ، قلت : ذا ثقة روى عنه حيوة بن شريح و سعيد بن أبي أيوب و أبن لهيعة و جماعة سكن مصر ووثقه ابن حبان . (444)
عبد الله بن القاسم مولى الصديق عن جابر وابن عباس وعنه فضيل بن غزوان وقرة بن خالد وثق حب د . (445)
الحكم على الإسناد :-
قال البنا رحمه الله : سنده جيد .(446)
الحديث الستون :
[ح164]
عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/10 ، وقد إنفرد به أحمد .(1/202)
دراسة الإسناد :-
قال المزي رحمه الله : رجال إسناده ثقات ، إلا أن الحسن لم يسمع من سمرة هذا الحديث ، فهو منقطع . (447)
الحكم على الإسناد :-
قال شعيب الأرناؤوط : صحيح لغيره .(448)
المبحث التاسع
تمثيل غروب الشمس للميت
الحديث الأول :
[ح165]
عن أَبي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ مُثِّلَتِ (449) الشَّمْسُ (450) عِنْدَ غُرُوبِهَا ، فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ ، وَيَقُولُ دَعُونِي أُصَلِّي ) .
التخريج :-
رواه ابن ماجه في كتاب الزهد ، باب ذكر القبر والبلى 2/1428ح4272
الدراسة :-
قلت : إنفرد به ابن ماجه ، ورجال الإسناد كلهم ثقات .
قال الألباني رحمه الله : حسن . أنظر صحيح سنن ابن ماجه 2/423
المبحث العاشر
التعبد في القبر ( البرزخ )
الحديث الأول :
[ح165](1/203)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا ، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ) ، قَالَ : ( فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأنْبِيَاءِ ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي (451) فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلام قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ _ ، فَحَانَتِ الصَّلاةُ فَأَمَمْتُهُمْ ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ قَائِلٌ : يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ ، فَبَدَأَنِي بِالسَّلامِ .
التخريج :-
رواه مسلم في كتاب الإيمان ، بات ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال 1/156ح172 عن أبي هريرة .
قال القاضي عياض رحمه الله : وقد تكون الصلاة هنا بمعنى الدعاء ، والذكر ، وهي من أعمال الآخرة ، ويؤكد أحد التأويلات فيه ، وأنها الصلاة المعهودة .
ماذكر من أنه أمَّ صلى الله عليه وسلم الأنبياء ، وقد قال بعضهم : يحتمل أن موسى لم يمت وأنه ( ، رآءه ، فتكون صلاته حقيقة كصلاة عيسى بدليل قوله ( ( أكون أول من تنشق عنه الأرض ، فإذا موسى آخذ بساق العرش ، فال أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور )(452)(1/204)
لكن يرد هذا التأويل قوله ( ( يصلي في قبره ، عند الكثيب الأحمر )(453) والقبر لا يكون إلا للميت ، والحديث الوارد في قصة وفاته ، وخبره مع ملك الموت ، فإن قيل : فكيف رأى موسى في قبره يصلى ، وكيف صلى بالأنبياء في حديث الإسراء ببيت المقدس على ماجاء في الحديث ، وقد جاء في الحديث نفسه أنه وجدهم على مراتبهم في السلام عليه ورحبوا به ؟ قيل : يحتمل أن رؤيته لموسى في قبره وعند الكثيب الأحمر ، كانت قبل صعوده إلى السماء وفي طريقه إلى بيت المقدس ثم وجد موسى قد سبقه إلى السماء ، ويحتمل أنه رأى الأنبياء وصلى بهم على تلك الحال لأول مارآهم ثم سألوه ورحبوا به ، أو يكون اجتماعه بهم ، وصلاته ورؤيته موسى بعد انصرافه ورجوعه عن سدرة المنتهى ، فلا تتناقض الأحاديث وتستمر على الصواب . (454)
الحديث الثاني :
[ح166]
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ( ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَتَيْتُ ) - وَفِي رِوَايَةِ هَدَّابٍ - ( مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الأحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ ) .
التخريج :-
رواه مسلم _ واللفظ له _ في كتاب الفضائل ، باب من فضائل موسى ( 4/1845ح2375 ، والنسائي في كتاب قيام الليل وتطوع النهار ، باب ذكر صلاة نبي الله موسى عليه السلام 3/215ح1631، 1632 وأحمد 3/120ح12231 و 3/148ح12526 و 3/248ح13618 و 5/59ح20616 و 5/362ح23112 و 5/365ح23143 كلهم عن أنس بن مالك ، نحوه .(1/205)
قال أبو العباس القرطبي رحمه الله : وهذا الحديث يدل بظاهره على أنه ( ، رأى موسى رؤية حقيقية في اليقظة ، وأن موسى كان في قبره حياً ، يصلي فيه الصلاة التي كان يصليها في الحياة وهذا كله ممكن لا إحالة في شيئٍ منه ، وقد صح أن الشهداء أحياء يرزقون ، ووجِد منهم من لم يتغير في قبره من السنين ، كما ذكرنا . وإذا كان هذا في الشهداء ، كان في الأنبياء أحرى وأولى ، فإن قيل : كيف يصلون بعد الموت وليست تلك الحال تكليف ؟ فالجواب : أن ذلك ليس بحكم التكليف ، وإنما ذلك بحكم الإكرام لهم والتشريف ، وذلك أنهم كانوا في الدنيا حُبِّب لهم عبادة الله ، والصلاة ، بحيث كانوا يلازمون ذلك ، ثم توفوا وهم على ذلك ، فشرفهم الله تعالى بعد موتهم بأن أبقى عليهم ما كانوا يحبون ، وما عرفوا به ، فتكون عبادتهم إلهامية كعبادة الملائكة ، لا تكليفية ، وقد وقع مثل هذا لثابت البناني رضي الله عنه ، فإنه حببت الصلاة إليه حتى كان يقول : اللهم إن كنت أعطيت أحداً يصلى لك في قبره ، فأعطني ذلك . فرآه مُلحده ، بعدما سوِّى عليه لحده قائماً يصلي في قبره .(455)
المبحث الحادي عشر
من لايأكلُ الأرضُ جَسَدَه
قال البيهقي رحمه الله : والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، بعدما قبضوا ردت إليهم أرواحهم فهم أحياء عند ربهم ، كالشهداء ، وقد رأى نبينا ( جماعة منهم ليلة المعراج ، وأمر بالصلاة عليه والسلام عليه ، وأخبر وخبره صدق ، أن صلاتنا معروضة عليه ، وأن سلامنا يبلغه ، وأن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء . (456)
الحديث الأول :
[ح167](1/206)
عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي الأشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ) ، قَالَ : قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ ؟ وَقَدْ أَرِمْتَ (457) ، يَقُولُونَ : بَلِيتَ ، فَقَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَجْسَادَ الأنْبِيَاءِ ) .
التخريج :-
رواه أبو داود - واللفظ له - في كتاب الصلاة ، باب الإستغفار 2/184ح1531 ، وباب تفريع أبواب الجمعة ، وباب فصل الجمعة وليلة الجمعة 1/635ح1047 ، والنسائي في كتاب الجمعة ، باب إكثار الصلاة على النبي ( يوم الحمعة 3/91ح1372 ، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ذكر وفاته ودفنه ( 1/524 ح1636 ، وأحمد 4/8 ح16207 مثله ، كلهم عن أوس بن أوس ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال الإسناد كلهم ثقات .
قال البوصيري رحمه الله : أخرج المصنف في الجنائز عن أبي بكر ابن أبي شيبة بهذا الإسناد عن أوس بن أوس بدل شداد بن أوس وهو الصواب . (458)
الحكم على الإسناد :-
قال الحاكم رحمه الله : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقد وافقه الذهبي في التلخيص . (459)
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (460)
قلت : اختلف النقاد في عبدالرحمن بن يزيد بن تميم ، وقد اختلط على حسين الجعفي ، الأمر ، فظن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم ، هو الذي روى عنه في هذا الحديث ، وهو ضعيف ، وعبدالرحمن بن يزيد بن جابر وهو ثقة .(1/207)
قال الإمام البخاري رحمه الله : عبدالرحمن بن يزيد بن تمبم ، السلمي ، الشامي ، عن مكحول ، سمع منه الوليد بن مسلم ، عنده مناكير ، ويقال : هو الذي روى عنه أهل الكوفة ، أبو أسامة ، وحسين ، فقالوا : عبدالرحمن بن يزيد بن جابر .(461)
وقال ابن أبي حاتم رحمه الله : سألت أبي عن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم ، فقال : عنده مناكير ، ويقال هو الذي روى عنه أبو أسامة ، وحسين الجعفي ، وقالا : هو ابن يزيد بن جابر ، وغلطا في نسبه ، ويزيد بن تميم أصح ، وهو ضعيف الحديث . (462)
وقال الخطيب البغدادي رحمه الله : روى الكوفيون أحاديث عبدالرحمن بن يزيد بن جابر ، ووهموا في ذلك ، فالحمل عليهم في تلك الأحاديث ، ولم يكن ابن تميم ثقة ، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر .(463)
وقال ابن أبي حاتم أيضاً رحمه الله : سمعت أبي يقول : عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، لا أعلم أحداً من أهل العراق يحدث عنه ، والذي عندي أن الذي يروي عنه ، أبو أسامة ، وحسين الجعفي ، واحد ، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ، لأن أبا أسامة ، روى عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن القسم ، عن أبي أمامة خمسة أحاديث ، أو ستة أحاديث ، منكرة ، لا يحتمل أن يحدث عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر مثله ، ولا أعلم أحداً ، من أهل الشام روى عن ابن جابر من هذه الاحاديث شيئاً ، وأمَّا حسين الجعفي ، فإنه روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي الاشعث ، عن أوس بن أوس ، عن النبي ( في يوم الجمعة ، أنه قال أفضل الأيام يوم الجمعة ، فيه الصعقة ، وفيه النفحة ، وفيه كذا ، وهو حديث منكر ، لا أعلم أحداً رواه غير حسين الجعفي ، وأما عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ، فهو ضعيف الحديث ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثقة .(464)
الحديث الثاني :
[ح168](1/208)
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ) ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ ، وَقَدْ أَرِمْتَ - يَعْنِي بَلِيتَ - فَقَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأنْبِيَاءِ ) .
التخريج :-
رواه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها ، باب في فضل الجمعة 1/345ح1085 عن شداد بن أوس ، وقد إنفرد به ابن ماجه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
الحديث هو نفس الحديث السابق ، وقد وقع وهم في صحابيه ، روى ابن ماجه الحديث عن أبي بكر بن أبي شيبة في الموضعين ، فقال في الموضع الأول : شداد بن أوس ، وقال في الموضع الثاني : أوس بن أوس ، والصواب : أن صحابي الحديث أوس بن أوس ، لكن لا أدري هل وقع الوهم من ابن ماجه ، أو من بعده من نساخ كتابه ، والله أعلم
الحديث الثالث :
[ح169]
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَيْمَنَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَكْثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلائِكَةُ ، وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا ) ، قَالَ : قُلْتُ : وَبَعْدَ الْمَوْتِ ، قَالَ : ( وَبَعْدَ الْمَوْتِ ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأنْبِيَاءِ ، فَنَبِيُّ اللَّهِ حَيٌّ يُرْزَقُ ) .
التخريج :-(1/209)
رواه ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ذكر وفاته ودفنه ( 1/524ح1637 عن أبي الدردآء ، وقد إنفرد به ابن ماجه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن في إسناده ، زَيْدِ بْنِ أَيْمَنَ .
قال ابن حجر رحمه الله : زيد بن أيمن مقبول من السادسة ق. (465)
قال الشوكاني رحمه الله : قال العراقي في شرح الترمذي رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا لأن في إسناده زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي عن أبي الدرداء قال البخاري زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي مرسل . (466)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : رجاله ثقات ، لكنه منقطع . (467)
المبحث الأول
عموم سؤال منْكِرٍ ونكير
الحديث الأول :
[ح170]
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ( ، قَالَ : بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ ، وَنَحْنُ مَعَهُ ، إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ ، أَوْ خَمْسَةٌ ، أَوْ أَرْبَعَةٌ ، قَالَ ، كَذَا كَانَ يَقُولُ الْجُرَيْرِيُّ ، فَقَالَ : ( مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الأقْبُرِ ) ، فَقَالَ رَجُلٌ : أَنَا قَالَ : ( فَمَتَى مَاتَ هَؤُلاءِ ) ، قَالَ : مَاتُوا فِي الإشْرَاكِ ، فَقَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الأمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا ، فَلَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ...... ) الحديث
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح147]ص256
الحديث الثاني :
[ح171](1/210)
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ (( ، قَالَتْ : خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعْتُ رَجَّةَ النَّاسِ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : آيَةٌ ، وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ فِي فَازِعٍ ، فَخَرَجْتُ مُتَلَفِّعَةً بِقَطِيفَةٍ لِلزُّبَيْرِ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَائِمٌ يُصَلِّي لِلنَّاسِ ، .......... ثُمَّ قَالَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلا لِحَيَاتِهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاةِ ، وَإِلَى الصَّدَقَةِ ، وَإِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلا وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا ، وَقَدْ أُرِيتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ يُسْأَلُ أَحَدُكُمْ ، مَا كُنْتَ تَقُولُ ، وَمَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَإِنْ قَالَ : لا أَدْرِي رَأَيْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ : شَيْئًا فَقُلْتُهُ ، وَيَصْنَعُونَ شَيْئًا فَصَنَعْتُهُ ، قِيلَ لَهُ : أَجَلْ عَلَى الشَّكِّ عِشْتَ ، وَعَلَيْهِ مِتَّ ، هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ النَّارِ ، وَإِنْ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ، قِيلَ : عَلَى الْيَقِينِ عِشْتَ ، قَالَ : مِتَّ هَذَا مَقْعَدُكَ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَقَدْ رَأَيْتُ خَمْسِينَ أَوْ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي مِثْلِ صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ) ........... ) .
التخريج :-
سبق تخريجه ، في المبحث الثالث ، ( رد الروح الى الميت لسؤاله ) في في الفصل الثاني ، من الباب الأول ، [ح84] صفحة 173
الحديث الثالث :
[ح172](1/211)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ( ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ ، وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ، وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ ، وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الأرْضِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : ( اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) ، مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلاثاً ، ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ ، إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا ، وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ ، بِيضُ الْوُجُوهِ ......... قال فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ، فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا دِينُكَ ، فَيَقُولُ : دِينِيَ الإسْلامُ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ، فَيَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولانِ لَهُ : وَمَا عِلْمُكَ ، فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ ، فَآمَنْتُ بِهِ ، وَصَدَّقْتُ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ ، أَنْ صَدَقَ عَبْدِي ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا ، وَطِيبِهَا ، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ، قَالَ : وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ ، حَسَنُ الثِّيَابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ ، فَيَقُولُ : أَنَا عَمَلُكَ(1/212)
الصَّالِحُ ، فَيَقُولُ : رَبِّ أَقِمِ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي ) ، قَالَ : ( وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ ، إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ............ قال وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ، فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي ، فَيَقُولانِ لَهُ : مَا دِينُكَ ، فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ، فَيَقُولُ : هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي ......... ) الحديث .
التخريج :
سبق تخريجه في المبحث الثاني ( شدة الموت وسكراته ، وكيفية قبض الأرواح ، واختلاف أحوالهم في ذلك ) من الفصل الأول ، من الباب الأول [ح12]ص75
الحديث الرابع :
[ح173](1/213)
عَنْ عَائِشَةَ (( ، قَالَتْ : جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي ، فَقَالَتْ : أَطْعِمُونِي أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، قَالَتْ : فَلَمْ أَزَلْ أَحْبِسُهَا ، حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا تَقُولُ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ ، قَالَ : ( وَمَا تَقُولُ ) ، قُلْتُ : تَقُولُ أَعَاذَكُمُ اللَّهُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدّاً ، يَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ ، ثُمَّ قَالَ : ( أَمَّا فِتْنَةُ الدَّجَّالِ ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا قَدْ حَذَّرَ أُمَّتَهُ ، وَسَأُحَذِّرُكُمُوهُ تَحْذِيرًا لَمْ يُحَذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمَّتَهُ ، إِنَّهُ أَعْوَرُ وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ ، فَبِي تُفْتَنُونَ ، وَعَنِّي تُسْأَلُونَ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ ، أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فَزِعٍ وَلا مَشْعُوفٍ ...... ) الحديث .
التخريج :-
…سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) في الفصل الثاني ، في الباب الأول [ح89]ص179
الحديث الخامس :
[ح174](1/214)
عَنْ أَنَسِ ابْنِ مَالِكٍ ( ، قَالَ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ ، فَسَمِعَ صَوْتاً ، فَفَزِعَ ، فَقَالَ : ( مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ ) ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) ، قَالُوا : وَمِمَّ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ ، قَالَ : كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ ، فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا بَيْتُكَ كَانَ لَكَ فِي النَّارِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي ، فَيُقَالُ لَهُ : اسْكُنْ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي فَيُقَالُ لَهُ : لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ ، فَيُقَالُ لَهُ : فَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ : فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ ) .
التخريج :
سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح86]ص176 .
الحديث السادس :
[ح175](1/215)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ ) ، أَوْ قَالَ ( أَحَدُكُمْ ، أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ ، يُقَالُ لأحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ ، وَالآخَرُ النَّكِيرُ ، فَيَقُولانِ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا ، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : نَمْ ، فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ ، فَيَقُولانِ : نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ ، الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ ، لا أَدْرِي فَيَقُولانِ : قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ : فَيُقَالُ لِلأرْضِ الْتَئِمِي عَلَيْهِ ، فَتَلْتَئِمُ ...... ) الحديث
التخريج :
سبق تخريجه في المبحث الخامس ( فظاعة القبر ، وضمته لكل أحد ، وتوسعته للمؤمن ) ، من الفصل الثاني ، في الباب الأول [ح97] ص 190(1/216)
قال أبوعبدالله الترمذي رحمه الله : وإنما سؤال الميت في هذه الأمة خاصة ، لأن الأمم قبلها كانت الرسل تأتيهم بالرسالة ، فإذا أبوا كفت الرسل ، فاعتزلت ، وعوجلوا بالعذاب ، فلما بعث الله محمداً ( بعثه بالرحمة ، وأماناً للخلق ، فقال ( (((((( ((((((((((((( (((( (((((((( ((((((((((((((( ( (468) فأمسك عنهم العذاب ، وأعطى السيف ، حتى يدخل في الإسلام من دخل ، لمهابة السيف ، ثم يرسخ في قلبه ، فأمهلوا ، فمن ههنا ظهر أمر النفاق ، فكانوا يسرون الكفر ، ويعلنون الإيمان ، فكانوا بين المسلمين في ستر ، فلما ماتوا قيض لهم فتانا القبر ، ليستخرجا سرهم بالسؤال ، ( ( ((((((((( (((( ((((((((((( (((( (((((((((( (((((((((( ((((((((((( ((((((((( (((((( (((((( ((((((((((((( (((((((( ((((((((((((( ((( (((((((( ( (((((((((((( (((( (((((((((((((( ( (469) (470)
…ومن أدلتهم قوله ( (...... إِنَّ هَذِهِ الأمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ...... ) الحديث .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح147]ص256
وكذلك من أدلتهم :
[ح176](1/217)
عَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها ، قَالَتْ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي ، فَقُلْتُ : مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ ، فَقَالَتْ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، قُلْتُ : آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ ، فَقُمْتُ حَتَّى تَجَلَّانِي الْغَشْيُ ، فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي الْمَاءَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : ( مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُنْ أُرِيتُهُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي حَتَّى الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ ) - مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - ( مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ يُقَالُ مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ الْمُوقِنُ لَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا هُوَ مُحَمَّدٌ ثَلَاثًا فَيُقَالُ نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ ) - لَا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ - ( فَيَقُولُ لَا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب العلم ، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس 1/44ح86 ، وأحمد 6/238ح26050 من حديث أسماء رضي الله عنها .
…
وكذلك من أدلتهم :
[ح177]
قوله ( ( ...... فَأَمَّا فِتْنَةُ الْقَبْرِ فَبِي تُفْتَنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ ...... ) الحديث .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) ، في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح89]ص179(1/218)
وخالف في ذلك آخرون ، منهم عبد الحق الإشبيلى(471) ، والقرطبى ، وقالوا : السؤال لهذه الأمة ولغيرها . (472)
وقد توقف ابن عبدالبر ، فقال :
[ح178]
وفي حديث زيد بن ثابت ، عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أنه قال ( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ) .
[ح179]
ومنهم من يرويه ، ( تسأل في قبورها )(473) وهذا اللفظ يحتمل أن تكون هذه الأمة خصت بذلك ، وهو أمر لا يقطع عليه ، والله أعلم(474)
الترجيح :
قال ابن القيمِ رحمه الله :
والظاهر والله أعلم ، أن كل نبي مع أمته كذلك ، و أنهم معذبون في قبورهم بعد السؤال لهم ، وإقامة الحجة عليهم ، كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال ، و إقامة الحجة ، و الله سبحانه و تعالى أعلم . (475)
المبحث الثاني
إختلاف الناس في سؤال غير المكلفين
في القبر
إن غير المكلف مثل الطفل ، والمجنون ونحوهما ، لا تكلفه نصوصُ وقواعدُ وعموميات الشريعة ، لا بصلاة ولا حج ، ولا يقع عليه عذاب فى الدنيا ، من قصاص ، وحدود ، ولا عذاب قبر ، ولا حشر ، ولا نشر ، و لايعذب بين يدي الجبار سبحانه ، بسؤال ولا غيره ، فغير المكلفين مرفوع عنهم القلم ، بل تذهب الشريعة الغراء إلى أبعد من ذلك ، فتمنع قتلهم فى الجهاد ، وتندد بمن تعرض لتعذيبهم أو قتلهم ، عاكسة بذلك منهجاً حضارياً رائعاً ، كيف لا وهو منهج السماء ، من لدن حكيم عليم ، بينه و بشر به أفضل الرسل ، وخاتمهم صلى الله عليه وسلم ، وقد ورد فى السنة مايبين ذلك ويفصله ، وإن لم يكن فى عذاب القبر بخصوصه ، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، كما هو معلوم فى الأصول الفقهية .
الحديث الأول :
[ح180](1/219)
قال محمد بن الحسن الشيباني : حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ : صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ ( عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح139]ص249
قال ابن عبد البر رحمه الله : وأما قوله في الصبي ( اللهم أعذه من عذاب القبر ) فيشهد له قول الله تعالى ( (((( (((((( ((((((((((((( (((((((((( ( (((((((( ((((( (((((((( ((((((((((( ((( (((((((( ( ((((((( (((( (((((((( (((((((( ( (476) ولو عذب الله عباده أجمعين ، كان غير ظالم لهم ، كما أنه إذا هدى ووفق من شاء منهم ، وأضل وخذل من شاء منهم ، كان غير ظالم لهم ، وإنما الظالم من فعل غير ما أمر به الله تعالى ، وهو غير مأمور لا شريك له . (477)
وقال الباجي رحمه الله : يحتمل أن أبا هريرة اعتقده لشيء سمعه أن عذاب القبر عامٌّ في الصغير والكبير وأن الفتنة فيه لا تسقط عن الصغير بعدم التكليف في الدنيا . (478)
قال محمد بن عبدالباقي الزرقاني رحمه الله: قال بعضهم ليس المراد بعذاب القبر هنا عقوبته ، ولا السؤال ، بل مجرد الألم بالغم ، والهم ، والحسرة ، والوحشة والضغطة ، وذلك يعم الأطفالَ وغيرَهُم .(479)
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : عن الصغير ، هل يحيا ويسئل ، أو يحيا و لايسئل ، وبماذا يسئل عنه ، وهل يستوى فى الحياة والسؤال من يكلف ، ومن لا يكلف .
فأجاب : الحمد لله رب العالمين ، أما من ليس مكلفاً كالصغير والمجنون فهل يمتحن فى قبره ، ويسأله منكر ونكير ، على قولين للعلماء :-(1/220)
أَحَدُهُما : أنه يمتحن ، وهو قول أكثر أهل السنة ، ذكره أبو الحسن بن عبدوس عنهم ، وذكره أبو حكيم النهروانى وغيرهما .
والثانى : أنه لا يمتحن فى قبره ، كما ذكره القاضى أبو يعلى ، وابن عقيل ، وغيرهما قالوا : لأن المحنة إنما تكون لمن يكلف فى الدنيا .
ومن قال بالأول : يستدل بما فى الموطأ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .(480) وهذا يدل على أنه يفتن ، وأيضاً فهذا مبنىٌ على أن أطفال الكفار الذين لم يكلفوا فى الدنيا ، يكلفون فى الآخرة ، كما وردت بذلك أحاديث متعددة ، وهو القول الذى حكاه أبو الحسن الأشعرى ، عن أهل السنة والجماعة ، فإن النصوص عن الأئمة ، كالإمام أحمد ، وغيره ، الوقف فى أطفال المشركين ، كما ثبت فى الصحيحين عن النبى ( ، أنه سئل عنهم فقال الله أعلم بما كانوا عاملين . (481)
وقال أبوجعفر الطحاوي : إستغفار النبي صلى الله عليه وسلم للصغار ، الذين لا ذنوب لهم ، كاستغفاره للكبار ذوي الذنوب ، وهو أن يغفر لهم الذنوب التي كانوا يصيبونها بعد خروجهم عن الصغر إلى الكبر ، فتكون مغفورة لهم مغفرة قد تقدمتها ، وتكون غير مكتوبة عليهم ، ويكونون غير مأخوذين بها ، ومثل ذلك قوله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما بأخر ) الفتح ، فكان غفراناً منه له مالم يعمله ، حتى يكون في عمله إياه مغفوراً له ، معفواً عنه ما عمله غير مكتوب عليه ، فمثل ذلك سؤال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربه الغفران للصغار هو على هذا المعنى ، وعلى الغفران لهم ما يصيبونه بعد بلوغهم من الذنوب التي لو لم يكن هذا الدعاء منه لهم ، كانوا مأخوذين بها معاقبين عليها ، والله نسأله التوفيق .(482)(1/221)
الحديث الثاني :
[ح181]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، وَيُنَصِّرَانِهِ ، كَمَا تُنْتِجُونَ الْبَهِيمَةَ ، هَلْ تَجِدُونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ، حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُمْ تَجْدَعُونَهَا ) ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَفَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ ، قَالَ : ( اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب ما قيل في أولاد المشركين 1/465ح1318 ، وباب الله أعلم بما كانوا عاملين 6/2434ح6225،6226 ، ومسلم في كتاب القدر ، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة 4/2048،2049ح2658،2659 ، والترمذي في كتاب القدر ، باب ما جاء كل مولود يولد على الفطرة 4/447ح2183 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب أولاد المشركين 4/58ح1950،1958 ، وأبو داود في كتاب السنة ، باب في القدر 4/229ح4714 ، ومالك في كتاب الجنائز ، باب جامع الجنائز 1/241ح571 ، وأحمد 2/253ح7438 و 2/259ح7512 و 2/268ح7625 و 2/315ح8164 و 2/346ح8543 و 2/328ح7321 و 2/393ح9092 و 2/464ح9992 و 2/471ح10086 و 2/481ح10246 و 2/518ح10732 كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
الحديث الثالث :
[ح182]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَطْفَالِ الْمُشْرِكِينَ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ إِذْ خَلَقَهُمْ .
التخريج :-(1/222)
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب الله أعلم بما كانوا عاملين 6/2434ح6224 ، ومسلم - واللفظ له - في كتاب القدر ، باب معنى كل مولود يولد يولد على الفطرة 4/2049ح2660 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب أولاد المشركين 4/59ح1952 ، و أبوداود في كتاب السنة ، باب ذراري المشركين 4/229ح4711 ، وأحمد 1/215ح1845 و 1/328ح3035 كلهم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
الحديث الرابع :
[ح183]
قال أبوداود : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ح وحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ ، الرَّقِّيُّ ، وَكَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَذْحِجِيُّ ، قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ الْمَعْنَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : هُمْ مِنْ آبَائِهِمْ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : بِلا عَمَلٍ ، قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَذَرَارِيُّ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : مِنْ آبَائِهِمْ ، قُلْتُ : بِلا عَمَلٍ ، قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ .
التخريج :-
خرجه أبوداود في كتاب السنة ، باب ذراري المشركين 4/229ح4715 ، إنفرد به أبوداود .
دراسة الإسناد :-
في إسناده ، بقية بن الوليد ، وموسى بن مروان .
قال ابن حجر : بقية بن الوليد ، بن صائد ، بن كعب الكلاعي ، أبو يُحْمِد - بضم التحتانية وسكون المهملة وكسر الميم - صدوق ، كثير التدليس عن الضعفاء ، من الثامنة ، مات سنة سبع وتسعين ، وله سبع وثمانون ، خت م 4 .(483)
قال ابن حجر : موسى بن مروان ، أبو عمران التمار ، البغدادي ، نزل الكوفة ، مقبول ، من العاشرة ، مات بالرقة ، سنة ست وأربعين ، د س ق .(484)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني : صحيح الإسناد .(485)
الحديث الخامس :
[ح184](1/223)
قَالَ أَبو دَاود : قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ، أَخْبَرَكَ يُوسُفُ بْنُ عَمْرٍو ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكًا ، قِيلَ لَهُ : إِنَّ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ يَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ ، قَالَ مَالِكٌ : احْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِآخِرِهِ ، قَالُوا : أَرَأَيْتَ مَنْ يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ ، قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ .
التخريج :-
خرجه أبوداود في كتاب السنة ، باب في ذراري المشركين 4/229ح4715 ، وقد انفرد به أبوداود
دراسة الإسناد :-
في إسناده يوسف بن عمرو ، وهو صدوق ، وبقية رجاله ثقات .
قال ابن حجر : يوسف بن عمرو بن أبو يزيد المصري صدوق صالح فقيه من التاسعة مات سنة خمس ومائتين د س .(486)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني : صحيح الإسناد ، مقطوع .(487)
الحديث السادس :
[ح185]
عَنْ عَمَّارٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمَّارٍ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ ، وَأَنَا أَقُولُ أَوْلادُ الْمُسْلِمِينَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، حَتَّى حَدَّثَنِي فُلانٌ ، عَنْ فُلانٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْهُمْ ، فَقَالَ : ( اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ) ، قَالَ : فَلَقِيتُ الرَّجُلَ فَأَخْبَرَنِي ، فَأَمْسَكْتُ عَنْ قَوْلِي .
التخريج :-
خرجه أحمد 5/373
دراسة الإسناد :-
قلت : جهالة الصحابي ، لاتضر ، وفي إسناده ، عمار بن أبي عمار ، وهو صدوق ، وبقية رجاله ثقات .
قال ابن حجر : عمار بن أبي عمار ، مولى بني هاشم ، أبو عمر ، ويقال : أبو عبد الله ، صدوق ، ربما أخطأ ، من الثالثة ، مات بعد العشرين م 4 .(488)
قال الهيثمي : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .(489)
الحكم على الإسناد :-
الحديث صحيح .(1/224)
قال ابن القيم : ليس المراد أنه خرج من بطن أمه يعلم الدين ، لأن الله يقول ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ) سورة النحل ولكن المراد أن فطرته مقتضية لمعرفة دين الإسلام ، ومحبته ، فنفس الفطرة تستلزم الإقرار والمحبة ، وليس المراد مجرد قبول الفطرة لذلك ، فإنه لا يتغير بتهويد الأبوين مثلاً ، بحيث يخرجان الفطرة عن القبول ، وإنما المراد أن كل مولود يولد على إقراره بالربوبية ، فلو خَلَى ، وعدم المعارض ، لم يعدل عن ذلك إلى غيره ، كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه ، من ارتضاع اللبن حتى يصرفه عنه الصارف ، ومن ثم شبهت الفطرة باللبن ، بل كانت إياه ، في تأويل الرؤيا ، انتهى .(490)
[ح186]
قال أحمد : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنِ الأسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ - وَكَانَ رَجُلا مِنْ بَنِي سَعْدٍ قَالَ : وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَصَّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ يَعْنِي الْمَسْجِدَ الْجَامِعَ - قَالَ : غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَ غَزَوَاتٍ ، قَالَ : فَتَنَاوَلَ قَوْمٌ الذُّرِّيَّةَ بَعْدَمَا قَتَلُوا الْمُقَاتِلَةَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( أَلا مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَتَلُوا الْمُقَاتِلَةَ ، حَتَّى تَنَاوَلُوا الذُّرِّيَّةَ ) ، قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَوَلَيْسَ أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ خِيَارَكُمْ أَبْنَاءُ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّهَا لَيْسَتْ نَسَمَةٌ تُولَدُ إِلا وُلِدَتْ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَمَا تَزَالُ عَلَيْهَا حَتَّى يُبِينَ عَنْهَا لِسَانُهَا ، فَأَبَوَاهَا يُهَوِّدَانِهَا ، أَوْ يُنَصِّرَانِهَا )
التخريج :-(1/225)
خرجه الدارمي في كتاب السير ، باب النهي عن قتل النساء والصبيان 2/294ح2463، وأحمد 4/24 - واللفظ له - و 3/435 ، كلاهما عن الأسود بن سريع ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد بأسانيد ، والطبراني في الكبير والأوسط ، كذلك إلا انه قال : فبلغ ذلك النبي ( ، فقال : ما بال اقوام جاوز بهم القتل ، حتى قتلوا الذرية ، فقال رجل ، والباقي بنحوه ، وبعض اسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح . (491)
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الأسناد :-
قال أبوعمر بن عبد البر رحمه الله : وروى هذا الحديث عن الحسن جماعة منهم بكر المزني والعلاء بن زياد والسري بن يحيى وقد روي عن الأحنف عن الأسود بن سريع وهو حديث بصري صحيح . (492)
المبحث الثالث
الأسبابُ المقتضيةُ لعذاب القبر ،
والمنجية منه
أولاً : الأسبابُ المقتضيةُ لعذاب القبر
ذكر ابن القيم رحمه الله ، الأسبابَ المقتضيةَ لعذاب القبر ، فقال : وإنها قسمان : أسباب مجملة ، وأسباب مفصلة :-
أما المجمل : فإنهم يعذبون على جهلهم بالله ، وإضاعتهم لأمره ، وارتكابهم لمعاصيه ، فلا يعذب الله روحاً عرفته ، وأحبته وامتثلت أمره ، واجتنبت نهيه ، ولا بدناً كانت فيه أبداً ، فان عذاب القبر ، وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده ، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ، ثم لم يتب ومات على ذلك ، كان له من عذاب البرزخ ، بقدر غضب الله وسخطه عليه ، فمستقل ومستكثر ، ومصدق ومكذب .(1/226)
وأما الجواب المفصَّل : فقد أخبر النبي عن الرجلين الذين رآهما يعذبان في قبورهما ، يمشي أحدهما بالنميمة بين الناس ، ويترك الآخر الاستبراء من البول ، فهذا ترك الطهارة الواجبة ، وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه ، وإن كان صادقاً ، وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب ، والزورِ والبهتانِ أعظمُ عذاباً ، كما أن في ترك الاستبراء من البول ، تنبيهاً على أن من ترك الصلاة التي الاستبراء من البول بعض واجباتها ، وشروطها فهو أشد عذاباً .(493)
أ - البكاء على الميت .
الحديث الأول :
[ح187]
عَنْ عَائِشَةَ (( أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ( رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ( إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ ) ، فَقَالَتْ : وَهَلَ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ ، وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الآنَ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) ، في الفصل الثاني ، من الباب الأول[ح119]ص224
الحديث الثاني :
[ح188]
حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ( ...... قَالَ : يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ) فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ لا يُقِرُّ أَنْ يُبْكَى عِنْدَهُ عَلَى هَالِكٍ مِنْ وَلَدِهِ وَلا غَيْرِهِمْ .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) ، في الفصل الثاني ، من الباب الأول[ح120]ص225
ب - عدم التنزه من البول ، والنميمة .
الحديث الأول :
[ح189](1/227)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ مَكَّةَ ، أَوِ الْمَدِينَةِ ، سَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ) ، ثُمَّ قَالَ : ( بَلَى ، كَانَ أَحَدُهُمَا لا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح113]ص216
الحديث الثاني :
[ح190]
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ حَسَنَةَ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كَهَيْئَةِ الدَّرَقَةِ ، فَوَضَعَهَا ثُمَّ جَلَسَ خَلْفَهَا فَبَالَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : انْظُرُوا يَبُولُ كَمَا تَبُولُ الْمَرْأَةُ فَسَمِعَهُ ، فَقَالَ : ( أَوَ مَا عَلِمْتَ مَا أَصَابَ صَاحِبُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانُوا إِذَا أَصَابَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْبَوْلِ ، قَرَضُوهُ بِالْمَقَارِيضِ ، فَنَهَاهُمْ صَاحِبُهُمْ فَعُذِّبَ فِي قَبْرِهِ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح159]ص272
د - الكفر ومعصية الله .
الحديث الأول :
[ح191](1/228)
حديث أَنَسِ بنِ مَالِكٍ ( : قَالَ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ نَخْلا لِبَنِي النَّجَّارِ ، فَسَمِعَ صَوْتاً فَفَزِعَ ، فَقَالَ : ( مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ ) ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ) ، قَالُوا : وَمِمَّا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ ، قَالَ : كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْتٍ كَانَ لَهُ فِي النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ : هَذَا بَيْتُكَ كَانَ لَكَ فِي النَّارِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي فَيُقَالُ لَهُ اسْكُنْ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : لا أَدْرِي ، فَيُقَالُ لَهُ : لا دَرَيْتَ وَلا تَلَيْتَ ، فَيُقَالُ لَهُ : فَمَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ . )
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح الى الميت لسؤاله ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح86]ص176
الحديث الثاني :
[ح192](1/229)
حديث الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ( قالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ ... وَإِنَّ الْكَافِرَ فَذَكَرَ مَوْتَهُ قَالَ : ( وَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا قَالَ وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاعُهُ ) .
[ح193]
زَادَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ قَالَ : ( ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَبْكَمُ مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ لَصَارَ تُرَابًا ) ، قَالَ : ( فَيَضْرِبُهُ بِهَا ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ إِلا الثَّقَلَيْنِ فَيَصِيرُ تُرَابًا قَالَ ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثاني ( شدة الموت وسكراته ، وكيفية قبض الأرواح ، واختلاف أحوالهم في ذلك ، في الفصل الأول ، من الباب الأول [ح12]ص75
هـ - النَوْحُ على الميت .
الحديث الأول :
[ح194](1/230)
حديث عَلِيَّ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ : شَهِدْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ ( خَرَجَ يَوْماً ، فَرَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : مَا بَالُ هَذَا النَّوْحِ فِي الإسْلامِ ، وَكَانَ مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَنِيحَ عَلَيْهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّهُ مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ ، يُعَذَّبْ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ ) .
التخريج :-
رواه البخاري في كتاب الجنائز ، باب مايكره من النياحة على الميت 1/434ح1229 ، ومسلم في كتاب الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه 2/643ح933 ، والترمذي في كتاب الجيائز ، باب ماجاء في كراهية النوح 3/324ح1000 ، وأحمد- واللفظ له - 4/245ح18165 و 4/252ح18227 و 4/255ح18263 كلهم عن المغيرة بن شعبة .
وفي هذا المعنى أيضاً :
[ح195]
حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : (الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِنِيَاحَةِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ) ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَرَأَيْتَ رَجُلا مَاتَ بِخُرَاسَانَ ، وَنَاحَ أَهْلُهُ عَلَيْهِ هَاهُنَا ، أَكَانَ يُعَذَّبُ بِنِيَاحَةِ أَهْلِهِ ، قَالَ : صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَبْتَ أَنْتَ .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثاني ( شدة الموت وسكراته ، وكيفية قبض الأرواح ، واختلاف أحوالهم في ذلك ، في الفصل الأول ، من الباب الأول [ح155]ص267
[ح196]
وحديث سَمُرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ ) .
التخريج :-(1/231)
وقد سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح164]ص277
و : الغيبة .
الحديث الأول :
[ح197]
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ( قَالَ بَيْنَمَا أَنَا أُمَاشِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذِي بِيَدِي وَرَجُلٌ عَنْ يَسَارِهِ فَإِذَا نَحْنُ بِقَبْرَيْنِ أَمَامَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ وَبَلَى فَأَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِجَرِيدَةٍ ) فَاسْتَبَقْنَا فَسَبَقْتُهُ فَأَتَيْتُهُ بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا نِصْفَيْنِ فَأَلْقَى عَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً وَعَلَى ذَا الْقَبْرِ قِطْعَةً وَقَالَ : ( إِنَّهُ يُهَوَّنُ عَلَيْهِمَا مَا كَانَتَا رَطْبَتَيْنِ وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلا فِي الْبَوْلِ وَالْغِيبَةِ ) .
التخريج :-
وقد سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح154]ص265
الحديث الثاني :
[ح198](1/232)
عن مُعَانِ بْنِ رِفَاعَةَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : سَمِعْتُ الْقَاسِمَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ( : قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ ، نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ قَالَ : فَكَانَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ وَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ ، فَجَلَسَ حَتَّى قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ ، لِئَلا يَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ ، فَلَمَّا مَرَّ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، إِذَا بِقَبْرَيْنِ قَدْ دَفَنُوا فِيهِمَا رَجُلَيْنِ ، قَالَ : فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( مَنْ دَفَنْتُمْ هَاهُنَا الْيَوْمَ ) ، قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ : فُلانٌ وَفُلانٌ ، قَالَ : ( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ الآنَ ، وَيُفْتَنَانِ فِي قَبْرَيْهِمَا ) ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ : فِيمَ ذَاكَ ، قَالَ : ( أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَتَنَزَّهُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الأخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ) ، وَأَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا ثُمَّ جَعَلَهَا عَلَى الْقَبْرَيْنِ ، قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ : وَلِمَ فَعَلْتَ ؟ قَالَ : ( لِيُخَفَّفَنَّ عَنْهُمَا ) ، قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ : وَحَتَّى مَتَى يُعَذِّبُهُمَا اللَّهُ ، قَالَ : ( غَيْبٌ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ ) ، قَالَ : ( وَلَوْلا تَمَزُّعُ قُلُوبِكُمْ أَوْ تَزَيُّدُكُمْ فِي الْحَدِيثِ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ ) .
التخريج :-
رواه أحمد 5/266ح22346
الدراسة :-
في سنده مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ ، وعَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ(494) ، والْقَاسِمَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ .(1/233)
قال ابن حجر رحمه الله : معان بضم أوله ، وتخفيف المهملة بن رفاعة السلامي بتخفيف اللام الشامي لين الحديث كثير الإرسال من السابعة مات بعد الخمسين ق . (495)
وقال ابن حجر رحمه الله : القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة صدوق يغرب كثيرا من الثالثة مات سنة اثنتي عشرة بخ 4 .. (496)
قال أحمد البنا رحمه الله : في إسناده علي بن يزيد فيه كلام . الفتح الرباني 8/132
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد وفيه علي بن يزيد بن علي الألهاني ، عن القاسم وكلاهما ضعيف . مجمع الزوائد 1/208
الحكم على الإسناد :-
إسناده ضعيف .
ثانياً : الأسباب المنجية من عذاب القبر .
أ ـ قراءة سورة الملك .
الحديث الأول :
[ح199]
عن يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( قَالَ : ضَرَبَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِبَاءَهُ عَلَى قَبْرٍ ، وَهُوَ لا يَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ حَتَّى خَتَمَهَا ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنِّي ضَرَبْتُ خِبَائِي عَلَى قَبْرٍ ، وَأَنَا لا أَحْسِبُ أَنَّهُ قَبْرٌ ، فَإِذَا فِيهِ إِنْسَانٌ يَقْرَأُ سُورَةَ تَبَارَكَ الْمُلْكِ حَتَّى خَتَمَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هِيَ الْمَانِعَةُ ، هِيَ الْمُنْجِيَةُ ، تُنْجِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب فضائل القرآن ، باب ماجاء في فضل سورة تبارك 5/164ح2890
دراسة الإسناد :-
قال البيهقي رحمه الله : تفرد به يحيى بن عمرو ، وليس بالقوي . (497)
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .(1/234)
قلت : تفرد بإسناده الترمذي ، وفي إسناده يحي بن عمرو ، قال ابن حجر رحمه الله : يحيى بن عمرو بن مالك النكري بضم النون البصري ضعيف ويقال إن حماد بن زيد كذبه ، من السابعة ت . (498)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : ضعيف ، وإنما يصح منه قوله : ( هِيَ الْمَانِعَةُ ) (499)
ب ـ الأعمال الصالحة .
الحديث الأول :
[ح200]
عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : كَانَتْ أَسْمَاءُ (( تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : قَالَ : ( إِذَا دَخَلَ الإنْسَانُ قَبْرَهُ ، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا أَحَفَّ بِهِ عَمَلُهُ ، الصَّلاةُ وَالصِّيَامُ ) ، قَالَ : ( فَيَأْتِيهِ الْمَلَكُ مِنْ نَحْوِ الصَّلاةِ فَتَرُدُّهُ ، وَمِنْ نَحْوِ الصِّيَامِ فَيَرُدُّهُ ...... ) الحديث
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) ، في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح85]ص175
ج ـ الموت بمرض البطن .
الحديث الأول :
[ح201]
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَسَارٍ ، قَالَ : ..... مَنْ يَقْتُلْهُ بَطْنُهُ ، فَلَنْ يُعَذَّبَ فِي قَبْرِهِ ، فَقَالَ الآخَرُ : بَلَى .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح150]ص260
د ـ الموتُ يومَ الجمعة .
الحديث الأول :
[ح202]
عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الرابع ( علامات حسن الخاتمة ، وسوء الخاتمة) في الفصل الأول ، من الباب الأول [ح24]ص91
ج ـ الموت مرابطاً في سبل الله .
الحديث الأول :
[ح203](1/235)
عَنِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ ( ، أَنَّهُ سَمِعَهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ شُرَحْبِيلَ بْنَ السِّمْطِ ، وَهُوَ مُرَابِطٌ عَلَى السَّاحِلِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( مَنْ رَابَطَ يَوْمًا أَوْ لَيْلَةً كَانَ لَهُ كَصِيَامِ شَهْرٍ لِلْقَاعِدِ ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَجْرَى اللَّهُ لَهُ أَجْرَهُ ، وَالَّذِي كَانَ يَعْمَلُ أَجْرَ صَلاتِهِ ، وَصِيَامِهِ ، وَنَفَقَتِهِ ، وَوُقِيَ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ ، وَأَمِنَ مِنَ الْفَزَعِ الأكْبَرِ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الرابع ( علامات حسن الخاتمة ، وسوء الخاتمة) في الفصل الأول ، من الباب الأول [ح50]ص120
المبحث الرابع
مورد عذاب القبر أعلى الروح والبدن معاً ،
أو على النفس دون البدن ، أوالعكس
تعرض الجمهور من شراح كتب الحديث ، لإشارات المحدثين فى كتبهم وتبويبهم ، لما يقع من ثواب وعقاب فى القبر ، وهل هو على النفس والبدن معاً ، أو على البدن فقط ، أو على النفس فقط ، أوعلى البدن بلا حياة فيه ، وجملة ما ذكرووه منحصرٌ فى أربعة أقوال .
ذكرها ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى :-
الأول : للسلف من أهل السنة والجماعة .
والثاني : للمتكلمين من المعتزلة ، والأشعرية .
والثالث : لابن حزم وابن ميسرة .
والرابع : لطائفة من أهل الحديث .
فقال رحمه الله تعالى : مذهب سائر المسلمين ، بل وسائر أهل الملل إثبات القيامة الكبرى ، وقيام الناس من قبورهم ، والثواب والعقاب هناك ، وإثبات الثواب والعقاب فى البرزخ - ما بين الموت الى يوم القيامة - هذا قول السلف قاطبة ، وأهل السنة والجماعة .(1/236)
وإنما أنكر ذلك فى البرزخ قليل من أهل البدع ، لكن من أهل الكلام من يقول هذا ، إنما يكون على البدن فقط ، كأنه ليس عنده نفس تفارق البدن ، كقول من يقول ذلك من المعتزلة والأشعرية .
ومنهم من يقول : بل هو على النفس فقط ، بناءاً على أنه ليس فى البرزخ عذاب على البدن ولا نعيم ، كما يقول ذلك ابن ميسرة ، وابن حزم .
ومنهم من يقول : بل البدن ينعم ويعذب بلا حياة فيه ، كما قاله طائفة من أهل الحديث . (500)
فالأدلة الواردة في عذاب القبر ، متواترة عن النبي ( ، وهي في الصحيحين ، وغير الصحيحين ، وقد سبقت ، ونذكر بعضها : -
الحديث الأول :
[ح204]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ مَكَّةَ ، أَوِ الْمَدِينَةِ ، سَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُعَذَّبَانِ ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ) ، ثُمَّ قَالَ : ( بَلَى ، كَانَ أَحَدُهُمَا لا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ) ، ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً ، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا ، قَالَ : ( لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ) ، أَوْ ( إِلَى أَنْ يَيْبَسَا ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح113]ص216
الحديث الثاني :
[ح205](1/237)
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ( قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ قَالَ كَذَا كَانَ يَقُولُ الْجُرَيْرِيُّ فَقَالَ : ( مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الأقْبُرِ) َفقَالَ رَجُلٌ أَنَا قَالَ : ( فَمَتَى مَاتَ هَؤُلاءِ ) قَالَ مَاتُوا فِي الإشْرَاكِ فَقَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ الأمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلا أَنْ لا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ...... ) الحديث .
التخريج :-
سبق في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح147]ص256
الحديث الثالث :
[ح206]
عَنْ عَائِشَةَ (( قَالَتْ دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ قَالَتْ فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَقَالَ : ( صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ قَالَتْ فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلاةٍ إِلا يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ...... )
التخريج :-(1/238)
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) من الفصل الثاني ، في الباب الأول [ح118]ص223
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : قوله : ( باب ما جاء في عذاب القبر )لم يتعرض المصنف في الترجمة لكون عذاب القبر يقع على الروح فقط أو عليها وعلى الجسد وفيه خلاف شهير عند المتكلمين وكأنه تركه لأن الأدلة التي يرضاها ليست قاطعه في أحد الامرين فلم يتقلد الحكم في ذلك واكتفى بإثبات وجوده . (501)
المبحث الخامس
الأدلة الواردة في صفات الملكين
قال المناوي رحمه الله : فيأتيه منكر ونكير ، وخلقهما لا يشبه خلق الآدميين ، ولا الملائكة ، ولا الطير ، ولا البهائم ، ولا الهوام ، بل خلق بديع ، وليس في خلقهما أنس للناظرين ، جعلهما الله مكرمة للمؤمن لتثبته ، ونصرته ، وهَتكاً لستر المنافق في البرزخ ، من قبل أن يبعث ، حتى يحل عليه العذاب ، وإنما كان مَكرمة للمؤمن ، لأن العدو لم ينقطع طمعه بعد ، فهو يتخلل السبيل إلى أن يجيء إليه في البرزخ ، ولو لم يكن للشيطان عليه سبيل هناك ، ما أمر رسول الله بالدعاء بالتثبيت . (502)
الحديث الأول :
[ح207]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ ) ، أَوْ قَالَ : ( أَحَدُكُمْ ، أَتَاهُ مَلَكَانِ ، أَسْوَدَانِ ، أَزْرَقَانِ ، يُقَالُ : لأحَدِهِمَا الْمُنْكِرُ ، وَالآخَرُ النَّكِيرُ ...... ) الحديث .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الخامس ( فظاعة القبر ، وضمته لكل أحد ، وتوسعته للغريب ) في الفصل الثاني ،من الباب الأول [ح97]ص190
الحديث الثاني :
[ح208](1/239)
عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَأَلَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ( ، عَنْ فَتَّانَي الْقَبْرِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( إِنَّ هَذِهِ الأمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا ، فَإِذَا أُدْخِلَ الْمُؤْمِنُ قَبْرَهُ ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، جَاءَ مَلَكٌ شَدِيدُ الانْتِهَارِ فَيَقُولُ لَهُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ... ) الحديث .
التخريج :-
سبق تخريجه ، في المبحث الثالث ( رد الروح إلى الميت لسؤاله ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح91]ص183
المبحث السادس
انقطاع عذاب القبر ودوامه
قال ابن القيم رحمه الله : إن عذاب القبر ، نوعان :-
نوع دائم : سوى ما ورد في بعض الأحاديث ، أنه يخفف عنهم ما بين النفختين(503) ، فإذا قاموا من قبورهم قالوا : يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ، ويدل على دوامه ، قوله تعالى ( (((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((((( ((((((((( ((504) ويدل عليه أيضاً ، حديث سمرة الذي رواه البخاري في رؤيا النبي ، وفيه ( فهو يفعل به ذلك إلى يوم القيامة )(505) ، وفي حديث ابن عباس في قصة الجريدتين ( لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا )(506) ، فجعل التخفيف مقيداً برطوبتهما فقط ، وفي الصحيح ، في قصة الذي لبس بردين ، ( وجعل يمشي يتبختر ، فخسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة )(507) .
النوع الثاني : إلى مدة ثم ينقطع وهو عذاب بعض العصاة ، الذين خفت جرائمهم ، فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه ، كما يعذب في النار ، مدة ثم يزول عنه العذاب ، وقد ينقطع عنه العذاب ، بدعاء أو صدقة أو استغفار أو ثواب حج أو قراءة تصل إليه من بعض أقاربه ، أو غيرهم ، وهذا كما يشفع الشافع في المعذب في الدنيا ، فيخلص من العذاب بشفاعته .(508)(1/240)
قال المناوي رحمه الله : إن عذاب القبر غير منقطع ، وفي كثير من الأخبار والآثار ، ما يدل على انقطاعه ، والظاهر اختلافه باختلاف الأشخاص (509)
( ( (((((((( ((((((((((( ((((((((( ((((((( ((((((((( ( (((((((( ((((((( (((((((((( (((((((((((( ((((( (((((((((( (((((( ((((((((((( (((( ( (510)
الحديث الأول :
[ح209]
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِي الله عَنْهم قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي ، قَالا : الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ ، فَكَذَّابٌ يَكْذِبُ بِالْكَذْبَةِ ، تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجمعة ، باب عقد الشيطان على قافية الرأس ، وكتاب الجنائز ، باب ما قيل في أولاد المشركين 1/465ح1320 ، وكتاب البيوع ، باب آكل الربا وشاهده وكاتبه 2/734ح1979 ، وكتاب الأدب ، باب قول الله تعالى : ( ((((((((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((( (((( (((((((((( (((( ((((((((((((( ((((( ( (511) 5/2262ح5745 ، وكتاب التعبير ، باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح 6/2583ح6640 ، وأحمد 5/8،10،14 كلهم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه .
الحديث الثاني :
[ح210](1/241)
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : بَيْنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ( يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ ، فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ لَهُ ، فَجَعَلَ يَمِيسُ(512) فِيهَا حَتَّى قَامَ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ : هَلْ عِنْدَكَ فِي حُلَّتِي هَذِهِ مِنْ فُتْيَا ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ وَقَالَ : حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ، خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ ، صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( بَيْنَا رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ ، فَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَأَمَرَ الأرْضَ ، فَبَلَعَتْهُ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّهُ لَيَتَجَلْجَلُ(513) إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) ، اذْهَبْ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب اللباس ، باب من جر ثوبه من الخيلاء 5/2182ح5452 ، ومسلم في كتاب اللباس والزينة ، باب تحريم التبختر في المشي مع إعجابه بثيابه 3/1653،1654ح2088 ، والدارمي في المقدمة ، باب تعجيل عقوبة من بلغه عن النبي ( فلم يعظمه 1/127ح437 ، وأحمد - واللفظ له - 2/267ح7618 ، و 2/315ح8162 ، و 2/390ح9053 و 2/413ح9335 و 2/456ح9887 و 2/467ح10034 و 2/492ح10388 و 2/497ح10459 و 2/531ح10881 كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، نحوه .
الحديث الثالث :
[ح211](1/242)
حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( خَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي حُلَّةٍ لَهُ يَخْتَالُ فِيهَا فَأَمَرَ اللَّهُ الأرْضَ فَأَخَذَتْهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا أَوْ قَالَ يَتَلَجْلَجُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) .
التخريج :-
خرجه الترمذي - واللفظ له - في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع باب ( 47 ) 4/655ح2491 ، وأحمد 2/222ح7074 كلهم عن عبدالله بن عمرو بن العاص ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
قال الألباني رحمه الله : صحيح . (514)
الحديث الرابع :
[ح212]
قال أحمد : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ الْقَاصُّ ، حَدَّثَنَا الأعْمَشُ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَا رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، خَرَجَ فِي بُرْدَيْنِ(515) أَخْضَرَيْنِ يَخْتَالُ فِيهِمَا أَمَرَ اللَّهُ الأرْضَ فَأَخَذَتْهُ وَإِنَّهُ لَيَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 3/40ح11371،11374 ،ورواه أيضاً من طريق شيبان ، عن فراس ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، نحوه ، وقد إنفرد به أحمد .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد والبزار بأسانيد واحد اسانيد البزار رجاله رجال الصحيح . (516)(1/243)
في سنده الأول : النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو الْمُغِيرَةِ الْقَاصُّ وعَطِيَّةَ(517) ، قال ابن حجر رحمه الله : النضر بالمعجمة بن إسماعيل بن حازم البجلي أبو المغيرة الكوفي القاص ليس بالقوي من صغار الثامنة مات سنة اثنتين وثمانين ت س(518)
الحكم على الإسناد :-
الحديث فيه ضعف ، لكن يشهد له حديث أبي هريرة ، وعبدالله بن عمرو ، السابقان ، فهو صحيح بهذين الشاهدين .
الحديث الخامس :
[ح213]
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ عُرِضَ عَلَى مَقْعَدِهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ ، فَيُقَالُ : هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
التخريج :-
[ح214]
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح133]ص243
الحديث السادس :
[ح215]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ مَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةِ سَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا فَقَالَ ...... ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كَسْرَتَيْنِ فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ فَعَلْتَ هَذَا قَالَ : ( لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا أَوْ إِلَى أَنْ يَيْبَسَا ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر ) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح113]ص216
المبحث الأول
مستقر الأرواح
الحديث الأول :
[ح216](1/244)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : ( إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلائِكَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ ، قَالُوا : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، اخْرُجِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ) ، قَالَ : ( فَلا يَزَالُ يُقَالُ ذَلِكَ ، حَتَّى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا ، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا فَيُقَالُ : فُلانٌ فَيَقُولُونَ : مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، ادْخُلِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ) ، قَالَ : ( فَلا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السَّوْءُ ، قَالُوا : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً ، وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٍ ، فَلا يَزَالُ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا فَيُقَالُ : فُلانٌ ، فَيُقَالُ : لا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً ، فَإِنَّهُ لا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبرِ ، فَيُجْلَسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ ، فَيُقَالُ لَهُ مِثْلُ مَا قِيلَ لَهُ فِي الْحَدِيثِ الأوَّلِ ، وَيُجْلَسُ الرَّجُلُ السَّوْءُ ، فَيُقَالُ لَهُ مِثْلُ مَا قِيلَ فِي الْحَدِيثِ الأوَّلِ ) .
التخريج :-(1/245)
خرجه مسلم في كتاب الحنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت 4/2202ح2872 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب مايلقى به المؤمن من الكرامة 4/8ح1833 ، وابن ماجه في كتاب الزهد ، باب ذكر الموت والإستعداد له 2/1423ح4262 ، وباب ذكر القبر والبلى 2/1426ح4268 كلهم عن أبي هريرة ، نحوه .
الحديث الثاني :
[ح217]
قال أحمد : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ - يَعْنِي الشَّافِعِيَّ - عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ( كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ ، حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ ) .
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد ، باب ماجاء في ثواب الشهداء 4/176ح1641 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب أرواح المؤمنين 4/108ح2073 ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء فيما يقال عند المريض إذا حضر 1/466ح1448 ، وكتاب الزهد ، باب ذكر القبر والبلى 2/1428ح4271 ، ومالك في كتاب الجنائز ، باب جامع الجنائز 1/240ح568 ، وأحمد 3/455،456- واللفظ له - و 3/460 و 6/386ح27210 كلهم من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
قال البنا رحمه الله : هذا الحديث إسناده صحيح لا شك فيه ، اجتمع فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة وهم الإمام أحمد ، والإمام محمد إدريس الشافعي ، والإمام مالك ، رحمهم الله .(1/246)
قال الألباني رحمه الله : رواه ابن ماجه في سننه ، وسنده ( ضعيف ) فيه عنعنة محمد بن إسحاق(519) ، وهو مدلس ، وقد روى أحمد هذه القصة ، على خلاف رواية ابن ماجه ، وسنده صحيح . (520)
بيان ابن القيم بنفيس عباراته لمستقر الأرواح :
قال ابن القيم رحمه الله : الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظمَ تفاوت .
فمنها أرواح : في أعلى عليين في الملا الأعلى ، وهي أرواح الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي ليلة الإسراء .
ومنها : أرواح في حواصل طير خضر ، تسرح في الجنة حيث شاءت ، وهي أرواح بعض الشهداء ، لا جميعهم بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنة ، لدين عليه أو غيره .
ومنهم : من يكون محبوساً على باب الجنة .
ومنهم : من يكون محبوساً في قبره .
ومنهم : من يكون مقره باب الجنة .
ومنهم : من يكون محبوساً في الأرض لم تعل روحهُ إلى الملأ الأعلى ، فإنها كانت روحاً سفلية أرضية ، فإن الأنفس الأرضية ، لا تجامع الأنفس السماوية ،كما لا تجامعها في الدنيا ، والنفس التي لم تكتسب في الدنيا معرفةَ ربها ، ومحبتَه ، وذكرَه ، والأنسَ به ، والتقربَ إليه ، بل هي أرضية سفلية ، لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك ، كما أن النفس العلوية التي كانت في الدنيا عاكفة على محبة الله ، وذكره ، والقرب إليه ، والأنس به ، تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها ، فالمرء مع من احب في البرزخ ، ويوم القيامة والله تعالى يزوج النفوس بعضَها ببعضٍ في البرزخ ، ويوم المعاد ، ويجعل روحه - يعنى المؤمن - مع النَسْم الطيب - أي الأرواحِ الطيبةِ المشاكلة - فالروح بعد المفارقة تلحق بأشكالها ، وأخواتها ، وأصحاب عملها ، فتكون معهم هناك .
ومنها : أرواح تكون في تنور الزناة ، والزواني .
ومنها : أرواح في نهر الدم تسبح فيه ، وتلقم الحجارة .(1/247)
فليس للأرواح سعيدِها ، وشقِيها مستقر واحد ، بل روح في أعلى عليين ، وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض ، وأنت إذا تأملت السنن والآثار في هذا الباب ، وكان لك بها فضل اعتناء ، عرفت حجة ذلك ، ولا تظن أن بين الآثار الصحيحة في هذا الباب تعارضاً ، فإنها كلها حق يصدق بعضها بعضاً ، لكن الشأن في فهمها ، ومعرفة النفس ، وأحكامها ، وأن لها شاناً غير شأن البدن ، وأنها مع كونها في الجنة ، فهي في السماء ، وتتصل بفناء القبر وبالبدن فيه ، وهي أسرع شيء حركة ، وانتقالاً ، وصعوداً ، وهبوطاً ، وأنها تنقسم إلى :-
مرسلةٍ ومحبوسةٍ ، وعلويةٍ ، وسفليةٍ ، ولها بعد المفارقة صحةٌ ، ومرضٌ ، ولذةٌ ، ونعيمٌ ، وألمٌ ، أعظم مما كان لها حالَ اتصالها بالبدن بكثير ، فهنالك الحبسَ ، والألمَ ، والعذابَ ، والمرضَ ، والحسرةَ ، وهنالك اللذةَ ، والراحةَ ، والنعيمَ ، والإطلاقَ ، وما أشبَه حالِها في هذا البدن ، بحال ولد في بطن أمه ، وحالها بعد المفارقة ، بحاله بعد خروجه من البطن إلى هذه الدار ، فلهذه الأنفسِ أربع دور ، كل دار أعظم من التي قبلها :
الدار الأولى : في بطن الأم ، وذلك الحصر ، والضيق ، والغم ، والظلمات الثلاث .
والدار الثانية : هي الدار التي نشأت فيها ، والفتها واكتسبت فيها الخير والشر ، وأسباب السعادة ، والشقاوة .
والدار الثالثة : دار البرزخ ، وهي أوسع من هذه الدار ، وأعظم ، بل نسبتها إليه ، كنسبة هذه الدار إلى الأولى .
والدار الرابعة : دار القرار ، وهي الجنة ، أو النار فلا دار بعدها.(521)
المبحث الثاني
تلاقي أرواحُ الموتى وتعارُفُها وتزاوُرُها
قال ابن تيمية رحمه الله : أرواح الأحياء إذا قبضت تجتمع بأرواح الموتى ، ويسأل الموتى القادم عليهم ، عن حال الأحياء ، فيقولون : ما فعل فلان ، فيقولون فلان تزوج ، فلان على حال حسنة ، ويقولون : ما فعل فلان ، فيقول : ألم يأتكم ؟ فيقولون : لا ذهب به إلى أمه الهاوية .(522)(1/248)
الحديث الأول :
[ح218]
قال أحمد حدثنا حسن حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا دَرَّاجٌ ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ ، مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 2/220ح7048 و 2/175ح6636
دراسة الإسناد :-
حسن : هو الحسن بن موسى الأشيب .
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم .(523)
قال أحمد البنا رحمه الله : لم أقف عليه لغير الإمام أحمد ، وفي إسناده ابن لهيعة (524)، وفيه كلام .(525)
و عِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ .
قال ابن حجر رحمه الله : عيسى بن هلال الصدفي ، المصري صدوق من الرابعة بخ د ت س . (526)
الحكم على الإسناد :-
حديث حسن .
قال البنا رحمه الله : ما رأى أحدهم صاحبه في الدنيا ، ولكن جمعهم بعد الموت ، اتفاقهم في العمل والعقيدة .(527)
الحديث الثاني :
[ح219]
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الأزْهَرِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ( وَهُوَ يَمُوتُ فَقُلْتُ اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلامَ .
التخريج :-
خرجه ابن ماجه - واللفظ له - في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء فيما يقال عند المريض إذا حضر 1/466ح1450 وأحمد 3/69ح11678 و 4/391 كلاهما عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن في إسناده أحمد بن الأزهر .(1/249)
قال ابن حجر رحمه الله : أحمد بن الأزهر بن منيع أبو الأزهر ، العبدي ، النيسابوري صدوق ، كان يحفظ ، ثم كبر فصار كتابه أثبت من حفظه ، من الحادية عشرة ، مات سنة ثلاث وستين س ق . (528)
الحكم على الإسناد :-
قال البوصيري رحمه الله : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات إلا أنه موقوف . (529)
الحديث الثالث :
[ح220]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا حُضِرَ الْمُؤْمِنُ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ ...... فَيَقُولُونَ مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ الَّتِي جَاءَتْكُمْ مِنَ الأرْضِ فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ مَاذَا فَعَلَ فُلانٌ فَيَقُولُونَ دَعُوهُ فَإِنَّهُ كَانَ فِي غَمِّ الدُّنْيَا فَإِذَا قَالَ أَمَا أَتَاكُمْ قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأرْضِ فَيَقُولُونَ مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ حَتَّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الخامس ( نزول ملائكة الرحمة عند الإحتضار ، ببشارة المؤمن ، وملائكة العذاب بوعيد الكافر ، وصفة ملك الموت ) في الفصل الأول ، من الباب الأول [ح67]ص143
الحديث الرابع :
[ح221](1/250)
عَنْ أَبي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( إِنَّ الرُّوحَ لا تَلْقَى الرُّوحَ ) ، وَأَقْنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ هَكَذَا ، فَوَضَعَ جَبْهَتَهُ ، عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
التخريج :
خرجه أحمد 5/214،215ح21913،21927
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات إلا أن في إسناده أبو جعفر الخطمي .
قال ابن حجر : عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب الأنصاري ، أبو جعفر الخطمي بفتح المعجمة ، وسكون الطاء المدني ، نزيل البصرة ، صدوق من السادسة 4 .(530)
الحكم على الإسناد :-
قال شعيب الأرناؤوط : إسناده ضعيف .(531)
قلت : إن لفظ الحديث يوهم أن الروح لا تلقى الروح ، ولكن هذا ربما يكون تصحيفاً ، لأنه مخالفٌ للأحاديث الصحيحة ، أو أن أرواح المؤمنين لا تلقى أرواح الكافرين ، لكون أرواح المؤمين في نعيم ، وأرواح الكفار في عذاب ، هكذا يمكن الجمع بين الروايتين ، والنفس تميل إلى الأول ، لثبوت الروايات ، في المسند وفي غيره ، بلقاء أرواح المؤمنين ، والله تعالى أعلم .(532)
المبحث الثالث
عرض الأرواح على الله(1/251)
الجزاء من جنس العمل ، إن المؤمن كان له في الدنيا علاقة بالسماء ، فكان يصعد له عملٌ صالح في كل يوم ، وإن الكافر مقطوع العلاقة عن السماء ، فلا يصعد له عمل صالح ، فإذا انتهت حياتهما ، وقبضت أرواحهما ، فإن روح المؤمنِ تصعد بها الملائكة إلى السماء ، فتستفتح الملائكة أبواب السماء ، فيفتح لها ، ويرحب بها ، حتى تصل بها الملائكة إلى السماء السابعة ، ثم يكلم الله الملائكة ، ويأمرهم بأن يعيدوا روح المؤمنِ إلى الأرض ، ويكتبوا كتابه في عليين ، وإن روح الكافرِ إذا قبضتها الملائكة تصعد بها إلى السماء فتستفتح لها أبواب السماء فلا يفتح لها ، ولا كرامة ، ويأمر الله الملائكة أن تكتب كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه من السماء طرحاً .
الحديث الأول :
[ح222](1/252)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ( ( ...... قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنَ السَّمَاءِ ، بِيضُ الْوُجُوهِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الشَّمْسُ ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ ....... ) قَالَ : ( فَيَصْعَدُونَ بِهَا ، فَلا يَمُرُّونَ - يَعْنِي بِهَا - عَلَى ملإ مِنَ الْمَلائِكَةِ ، إِلا قَالُوا : مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ، فَيَقُولُونَ : فُلانُ بْنُ فُلانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ ، فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ : اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأرْضِ ، فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ ، وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ ، وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، قَالَ : فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ...... ) قَالَ : ( وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ ، إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنَ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنَ الآخِرَةِ ، نَزَلَ إِلَيْهِ مِنَ السَّمَاءِ ، مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ ، مَعَهُمُ الْمُسُوحُ ...... فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلإ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِلا قَالُوا : مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ ، فَيَقُولُونَ : فُلانُ بْنُ فُلانٍ ، بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلا يُفْتَحُ لَهُ ، ثُمَّ(1/253)
قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( (( (((((((( (((((( ((((((((( ((((((((((( (((( ((((((((((( (((((((((( (((((( (((((( (((((((((( ((( ((((( ((((((((((( ( (533) فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأرْضِ السُّفْلَى ، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ ( ((((( (((((((( (((((( ((((((((((( (((( (((( ((((((((((( (((((((((((( ((((((((( (((( ((((((( (((( ((((((((( ((( ((((((( ((((((( ( (534) فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ........ ) الحديث
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثاني ( شدة الموت وسكراته ، وكيفية قبض الأرواح واختلاف أحوالهم في ذلك ) في الفصل الأول ، من الباب الأول [12] ص75
الحديث الثاني :
[ح223]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : إِذَا خَرَجَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ ، تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا ، - قَالَ حَمَّادٌ : فَذَكَرَ مِنْ طِيبِ رِيحِهَا وَذَكَرَ الْمِسْكَ - قَالَ : وَيَقُولُ : أَهْلُ السَّمَاءِ رُوحٌ طَيِّبَةٌ ، جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأرْضِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ ، وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ يَقُولُ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الأجَلِ ، قَالَ : وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ ، - قَالَ حَمَّادٌ وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا ، وَذَكَرَ لَعْنًا - وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ : رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الأرْضِ ، قَالَ : فَيُقَالُ : انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الأجَلِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ( : فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيْطَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ هَكَذَا .
التخريج :-(1/254)
سبق تخريجه في المبحث السابع ( طيب رائحة روح المؤمن ونتن رائحة روح الكافر )في الفصل الأول ، من الباب الأول [ح72]ص150
المبحث الرابع
اختلاف الناس في أمور الموت
أعلى الجسد أم الروح
ظواهر وعمومات القرآن الكريم ، لا تقطع بأن الموت يكون على الروح فقط ، أم على الجسد فقط ، أم عليهما ، ومن هنا نشب الخلاف بين العلماء ، قال تعالى : ( (((( (((( ((((((((( ((((( ( (535)وقال تعالى ( (((( (((((( (((( (((( (((((((( ((((((( ( (( ((((((( (((( (((( ( (((( (((((( ((((((( (((( ((((((((( ( (((( (((((((((( (((((((((( ((((((((((( ( (536) وقال تعالى : ( (((((((( (((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((((((((((( (((((((((((( ((((((((((((((( (((((((((((( (((((( (((((( ((((((( (((( ((((((( ( (537)
( ( (((( (((((((((( ((((((((( ((((((((( ((( ((((((( (((( (((((((((( ( (((( (((((((((( ((((( ((((((((( ((((((((((( ( (538)
قال ابن القيم رحمه الله : إن الروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام :-
أحدها : تعلقها به في بطن الأم جنيناً .
الثاني : تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض .
الثالث : تعلقها به في حال النوم ، فلها به تعلق من وجه ، ومفارقة من وجه .
الرابع : تعلقها به في البرزخ ، فإنها وإن فارقته ، وتجردت عنه ، فإنها لم تفارقه فراقاً كلياً ، بحيث لا يبقى لها التفات إليه البتة .
الخامس : تعلقها به يوم بعث الأجساد ، وهو أكمل أنواع تعلقها ، بالبدن . (539)
قال ابن كثير رحمه الله : قال الله تعالى : ( (((( (((((( ((((((( (((( ((((((()(540) كل شيء يفنى ولا يبقى إلا الله عز وجل كما قال تعالى : ( (((( (((( ((((((((( ((((( (((( (((((((((( (((((( ((((((( ((( ((((((((((( ((((((((((((( ( (541) (542)(1/255)
قال القرطبي رحمه الله : وقوله تعالى : ((((( (((( ((((((((() فان الضمير عليها ، للأرض وقد جرى ذكرها في أول السورة ، في قوله تعالى : ( (((((((((( ((((((((( ((((((((( ( (543) وقد يقال هو أكرم من عليها ، يعنون الأرض ، وإن لم يجر لها ذكر ، وقال ابن عباس : لما نزلت هذه الآية ، قالت الملائكة : هلك أهل الأرض ، فنزلت ((((( (((((( ((((((( (((( ((((((((()(544) فأيقنت الملائكة بالهلاك ، وقاله مقاتل ، ووجه النعمة في فناء الخلق ، التسوية بينهم في الموت ، ومع الموت تستوي الأقدام ، وقيل : وجه النعمة ، أن الموت سبب النقل إلى دار الجزاء والثواب ، ((((((((((( (((((( ((((((()(545) أي ويبقى وجه الله ، فالوجه عبارة عن وجوده ، وذاته سبحانه .(546)(1/256)
قال ابن القيم رحمه الله : فقد اختلف الناس في هذا ، فقالت طائفة : تموت الروح وتذوق الموت ، لأنها نفس ، وكل نفس ذائقة الموت ، قالوا : وقد دلت الأدلة على أنه لا يبقى إلا الله وحده ، قال تعالى ( (((( (((( ((((((((( ((((( (((( (((((((((( (((((( ((((((( ((( ((((((((((( ((((((((((((( (((( ( (547) وقال تعالى ( (((( (((((( ((((((( (((( ((((((((( ( (548) قالوا : وإذا كانت الملائكة تموت ، فالنفوس البشرية أولى بالموت ، قالوا : وقد قال تعالى عن أهل النار أنهم ( (((((((( (((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((((((((((( (((((((((((( ( (549) فالموتة الأولى هذه المشهودة ، وهي للبدن والأخرى للروح وقال آخرون : لا تموت الأرواح ، فإنها خلقت للبقاء ، وإنما تموت الأبدان قالوا : وقد دلت على هذا الأحاديث الدالة على نعيم الأرواح ، وعذابها ، بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها ، ولو ماتت الأرواح ، لانقطع عنها النعيم والعذاب ، هذا مع القطع بأن أرواحهم قد فارقت أجسادهم ، وقد ذاقت الموت ، والصواب أن يقال موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها ، وخروجها منها ، فإن أريد بموتها هذا القدر ، فهي ذائقة الموت ، وإن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدماً محضاً فهى لا تموت بهذا الإعتبار ، بل هي باقية بعد خلقها في نعيم ، أو في عذاب ، كما صرح به النص ، أنها كذلك حتى يردها الله في جسدها .(550)
المبحث الأول
تلاقيِ أرواحِ الموتى ، وأرواحِ الأحياءِ
قال تعالى ( (((( ((((((((( ((((((((( ((((( ((((((((( ((((((((( (((( (((((( ((( (((((((((( . . . . . ( (551)
قال ابن عباس ( وغيره من المفسرين : إن أرواح الأحياءِ والأمواتِ ، تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله منها ، فإذا الرجوع إلى الأجساد ، أمسك الله أرواح الأموات عنده ، وأرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها .(552)(1/257)
قال السدي رحمه الله : تقبض الأرواح عند نيام النائم ، فتقبض رُوُحه في منامه ، فتلقى الأرواح بعضها بعضاً ، أرواح الموتى ، وأرواح النيام ، فتلتقي فتُسأل ، قال : فيخلي عن أرواح الأحياء ، فترجع إلى أجسادها ، وتريد الأخرى أن ترجع ، فيحبس التي قضى عليها الموت ، ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، قال : إلى بقية آجالها .(553)
قال ابن القيم رحمه الله : وقد دل التقاء أرواح الأحياء والأموات ، أن الحي يرى الميت في منامه ، فيستخبره ويخبره الميت ، بما لا يعلم الحيُ ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل ، وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلمْ به سواه ، وربما أخبره بدين عليه ، وذكر له شواهدَهُ وأدلتَهُ ، وأبلغُ من هذا أنه يخبر بما عمله من عمل ، لم يطلع عليه أحد من العالمين ، وأبلغ من هذا أنه يخبره أنك تأتينا إلى وقت كذا وكذا ، فيكون كما أخبر وربما أخبره عن أمور يقطعُ الحىُّ أنه لم يكن يعرفها غيرُهُ .(554)
المبحث الثاني
معرفة الموتى بزيارة الأحياء
الحديث الأول :
[ح224](1/258)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ ، فَقَالَ : ( السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ) ، قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ) ، فَقَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : ( أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ(555) بُهْمٍ(556) ، أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ) ، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي ، كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ ، أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ ، فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا ) .
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الطهارة ، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء 1/218ح249 ، وابو داود في كتاب الجنائز ، باب ما يقول إذا زار القبور أو مر بها 3/219ح3237 ، والنسائي في كتاب الطهارة ، باب حلية الوضوء 1/93ح150 ، وابن ماجة في كتاب الزهد ، باب ذكر الحوض 2/1439ح4306 ، ومالك في كتاب الطهارة ، باب جامع الوضوء 1/28ح58 ، وأحمد 2/300ح7980 و 2/375ح8865 و 2/408ح9281 ، كلهم من طريق أبي هريرة رضي الله عنه .
الحديث الثاني :
[ح225](1/259)
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى عَلَى الْمَقَابِرِ ، فَقَالَ : ( السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ ، مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ لَنَا وَلَكُمْ ) .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الجنائز ، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 1/671ح 975 ، والنسائي - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب الأمر بالإستغفار للمؤمنين 4/94ح2040 ، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ماجاء فيما يقال إذا دخل المقابر 1/494ح1547 ، وأحمد 5/353ح23035 و 5/359ح23089 كلهم من حديث سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما .
الحديث الثالث :
[ح226](1/260)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ- (557) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا : أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أُمِّي ، قَالَ : فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : أَلا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْنَا : بَلَى ، قَالَ : قَالَتْ : لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي ، انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ ، وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا ، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا ، وَفَتَحَ الْبَابَ ، فَخَرَجَ ، ثُمَّ أَجَافَهُ(558) رُوَيْدًا ، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي ، وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ انْحَرَفَ ، فَانْحَرَفْتُ ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ ، فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ ، فَلَيْسَ إِلا أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ : ( مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَاً(559) رَابِيَةً(560) ) قَالَتْ : قُلْتُ لا شَيْءَ ، قَالَ : ( لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْتُهُ قَالَ : ( فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي ) قُلْتُ : نَعَمْ فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ثُمَّ قَالَ : ( أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ(1/261)
عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ) قَالَتْ : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ قَالَ : ( فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ) قَالَتْ : قُلْتُ : كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( قُولِي السَّلامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلاحِقُونَ )
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب مايقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها 1/669ح974 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب الأمر بالإستغفار للؤمنين 4/91ح2037 و 4/93ح2039 ، وابن ماجه في كتاب ماجاء في الجنائز ، باب ماجاء فيما يقال إذا دخل المقابر 1/493ح 1546 ، وأحمد 6/71ح24469 و 6/76ح24519 و 6/111ح24845 و 6/180ح25510 و 6/221ح25897 كلهم من حديث عائشة رضي الله عنها .
الحديث الرابع :
[ح227](1/262)
عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُبُورِ الْمَدِينَةِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : ( السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ يَغْفِرُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ أَنْتُمْ سَلَفُنَا وَنَحْنُ بِالأثَرِ ) ، قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ بُرَيْدَةَ وَعَائِشَةَ قَالَ أَبمو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَأَبُو كُدَيْنَةَ اسْمُهُ يَحْيَى بْنُ الْمُهَلَّبِ وَأَبُو ظَبْيَانَ اسْمُهُ حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبٍ .
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب الجنائز ، باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر 3/369ح1053 وقد انفرد به الترمذي .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات ، إلا أن في قابوس بن أبي ظبيان .
قال ابن حجر رحمه الله : قابوس بن أبي ظبيان ، بفتح المعجمة وسكون الموحدة بعدها تحتانية ، الجنبي ، بفتح الجيم وسكون النون بعدها موحدة ، الكوفي ، فيه لين من السادسة بخ د ت ق .(561)
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
قال الألباني رحمه الله قلت : إسناده ضعيف ، فيه قابوس بن أبي ظبيان ، وهو ضعيف . (562)
قال الألباني رحمه الله : قلت : وهذا من رواية قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ ، فلا يحتج به ، ولعل تحسين الترمذي لحديثه هذا إنما هو بإعتبار شواهده ، فإن معناه ثابت في الأحاديث الصحيحة ، إلا أن قوله : ( فأقبل عليهم بوجهه ) منكر لتفرد هذا الضعيف به .(1/263)
إذا عرفت هذا ، فقد قال الشيخ علي القاري : فيه دلالة على أن المستحب في حال السلام على الميت أن يكون وجهه لوجه الميت ، وأن يستمر كذلك في الدعاء أيضاً ، وعليه عمل عامة المسلمين ، خلافاً لما قاله ابن حجر من أن السنة عندنا أنه في حالة الدعاء يستقبل القبلة كما علم من أحاديثٍ أُخَر في مطلق الدعاء .(563)
قال الألباني رحمه الله : وفي هذا الإستدلال نظر ظاهر ، إذ ليس في الحديث إلا إقباله ( بوجهه على القبور ، وأما الإقبال على وجوه الموتى ، فشيئ آخر وهو يحتاج إلى نص آخر غيرِ هذا ، وهو مما لا أعرفه .
فالحق أن الحديث لو ثبت سنده لكان دليلاً واضحاً على أن المار بالقبور يستقبلها بوجهه حين السلام عليها ، والدعاء لها ، كيفما كان الإستقبال ، وحسبما يتفق ، دون قصد لوجوه الموتى ، أما والسند ضعيف كما سبق بيانه ، فلا يصلح للإستدلال به أصلا .(564)
قال ابن القيم رحمه الله : وقد شرع النبي لأمته إذا سلموا على أهل القبور ، أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه ، فيقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد ، والسلف مجمعون على هذا ، وقد تواترت الآثار عنهم ، بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به .(565)(1/264)
وقال أيضاً : ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليهم زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً ، فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره ، لم يصح أن يقال زاره ، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم ، وكذلك السلام عليهم أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ، ولا يعلم بالمسِّلِمِ محال ، وقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور ، أن يقولوا : سلامٌ عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم ، والمستأخرين ، نسأل الله لنا ولكم العافية ، وهذا السلام والخطاب والنداء لِمَوجُود ، يسمع ، ويخاطب ، ويعقل ويرد ، وإن لم يسمعِ المسلِّم الرد ، وإذا صلى الرجل قريباً منهم شاهدوه ، وعلموا صلاتَهُ ، وغبطوه على ذلك .(566)
المبحث الثالث
سماع الموتى كلام الأحياء
الحديث الأول :
[ح228](1/265)
عن أَنَسٍ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، شَاوَرَ النَّاسَ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، فَقَالَتِ الأنْصَارُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِيَّانَا تُرِيدُ ، فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأسْوَدِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لأخَضْنَاهَا(567) ، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ فَعَلْنَا ، فَشَأْنَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَنَدَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ ، فَانْطَلَقَ حَتَّى نَزَلَ بَدْرًا ، وَجَاءَتْ رَوَايَا قُرَيْشٍ ، وَفِيهِمْ غُلامٌ لِبَنِي الْحَجَّاجِ أَسْوَدُ ، فَأَخَذَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلُوهُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ وَأَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : أَمَّا أَبُو سُفْيَانَ فَلَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ، وَلَكِنْ هَذِهِ قُرَيْشٌ ، وَأَبُو جَهْلٍ ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ، قَدْ جَاءَتْ فَيَضْرِبُونَهُ ، فَإِذَا ضَرَبُوهُ ، قَالَ : نَعَمْ ، هَذَا أَبُو سُفْيَانَ ، فَإِذَا تَرَكُوهُ ، فَسَأَلُوهُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ : مَا لِي بِأَبِي سُفْيَانَ مِنْ عِلْمٍ ، وَلَكِنْ هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ جَاءَتْ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ، فَانْصَرَفَ ، فَقَالَ : ( إِنَّكُمْ لَتَضْرِبُونَهُ إِذَا صَدَقَكُمْ ، وَتَدَعُونَهُ إِذَا كَذَبَكُمْ ) ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَوَضَعَهَا ، فَقَالَ : ( هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا ، وَهَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ) ، فَالْتَقَوْا فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ،(1/266)
فَوَاللَّهِ مَا أَمَاطَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَنْ مَوْضِعِ كَفَّيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ، وَقَدْ جَيَّفُوا فَقَالَ : ( يَا أَبَا جَهْلٍ ، يَا عُتْبَةُ ، يَا شَيْبَةُ ، يَا أُمَيَّةُ قَدْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّاً ، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّاً ) ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَدْعُوهُمْ بَعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ، وَقَدْ جَيَّفُوا ، فَقَالَ : ( مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ جَوَاباً ) ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَجُرُّوا بِأَرْجُلِهِمْ ، فَأُلْقُوا فِي قَلِيبِ بَدْرٍ .
التخريج :-
خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب الميت يسمع خفق النعال 1/448ح1273 ، وباب ماجاء في عذاب القبر 1/462ح1308 ، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت 4/2200 ، 2201 ، 2203 ح2870 ، 2874 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب التسهيل في غير السبتية 4/96ح2049 ، وباب المسألة في القبر 4/97ح2050 ، 2051 ، وباب أرواح المؤمنين 4/109ح2075 ، وأبو داود في كتاب الجنائز ، باب المشي في النعل بين القبور 3/217ح3231 ، وأحمد - واللفظ له - 3/104ح12039 ، 3/106ح12293 ، 3/145ح12493 ، 3/182ح12896 ، 3/219ح13320 و 3/233ح13471 ، 3/263ح13799 ، 3/287ح14096 كلهم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .
الحديث الثاني :
[ح229](1/267)
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : هَذِهِ مَغَازِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُلْقِيهِمْ : ( هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمْ رَبُّكُمْ حَقًّاً ) ، قَالَ مُوسَى ، قَالَ نَافِعٌ ، قَالَ عَبْدُاللَّهِ ، قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تُنَادِي نَاساً أَمْوَاتاً ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا قُلْتُ مِنْهُمْ ) ، قَالَ أَبو عَبْد اللَّهِ : فَجَمِيعُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ قُرَيْشٍ مِمَّنْ ضُرِبَ لَهُ بِسَهْمِهِ ، أَحَدٌ وَثَمَانُونَ رَجُلا ، وَكَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ : قَالَ الزُّبَيْرُ : قُسِمَتْ سُهْمَانُهُمْ فَكَانُوا مِائَةً ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
التخريج :-
رواه البخاري - واللفظ له - في كتاب الجنائز ، باب ماجاء في عذاب القبر 1/462ح1304 ، وباب أروح المؤمنين 4/110 ح2076 ، وكتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل 4/1462ح3760 ، وباب شهود الملائكة 4/1476ح3803 ، والنسائي في كتاب الجنائز ، باب أرواح المؤمنين 4/110ح2076 ، واحمد 2/31ح4864 و 2/38ح4958 و 2/131ح6145 و 2/135ح6195 كلهم من طريق عبدالله بن عمر رضي الله عنه .
الحديث الثالث :
[ح230](1/268)
عَنْ عَائِشَةَ (( ، قَالَتْ : أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقَتْلَى ، أَنْ يُطْرَحُوا فِي الْقَلِيبِ ، فَطُرِحُوا فِيهِ ، إِلا مَا كَانَ مِنْ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ ، فَإِنَّهُ انْتَفَخَ فِي دِرْعِهِ ، فَمَلأهَا ، فَذَهَبُوا يُحَرِّكُوهُ فَتَزَايَلَ فَأَقَرُّوهُ ، وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مَا غَيَّبَهُ مِنَ التُّرَابِ ، وَالْحِجَارَةِ ، فَلَمَّا أَلْقَاهُمْ فِي الْقَلِيبِ ، وَقَفَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : ( يَا أَهْلَ الْقَلِيبِ هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّاً ، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي رَبِّي حَقًّاً ) ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتُكَلِّمُ قَوْماً مَوْتَى ، قَالَ فَقَالَ لَهُمْ : ( لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ مَا وَعَدْتُهُمْ حَقٌّ ) ، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَالنَّاسُ يَقُولُونَ : لَقَدْ سَمِعُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ ، وَإِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ عَلِمُوا ) .
التخريج :-
رواه البخاري في كتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل 4/1462ح3759 ، ومسلم في كتاب الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه 2/643ح932 ، وأحمد 6/170ح25411 و 6/276 ح26404- واللفظ له - كلهم من حديث عائشة ((
الحديث الرابع :
[ح231](1/269)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ( ، قَالَ : كُنَّا مَعَ عُمَرَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَتَرَاءَيْنَا الْهِلالَ ، وَكُنْتُ رَجُلاً حَدِيدَ الْبَصَرِ ، فَرَأَيْتُهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَآهُ غَيْرِي ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ : أَمَا تَرَاهُ ، فَجَعَلَ لا يَرَاهُ ، قَالَ يَقُولُ عُمَرُ : سَأَرَاهُ وَأَنَا مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِي ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عَنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بِالأمْسِ ، يَقُولُ : ( هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ ) ، قَالَ فَقَالَ عُمَرُ : فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا أَخْطَئُوا الْحُدُودَ الَّتِي حَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ فَجُعِلُوا فِي بِئْرٍ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : ( يَا فُلانَ بْنَ فُلانٍ ، وَيَا فُلانَ بْنَ فُلانٍ ، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ حَقًّاً ، فَإِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِي اللَّهُ حَقًّاً ) ، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تُكَلِّمُ أَجْسَاداً لا أَرْوَاحَ فِيهَا ، قَالَ : ( مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شَيْئًا ) .
التخريج :-
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب عرض مقعد الميت 4/2202ح2873 ، والنسائي في كتاب الجنائز 4/108ح2074 ، وأحمد 1/26ح182 كلاهما عن عمر بن الخطاب (
الحديث الخامس :
[ح232](1/270)
عَنْ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلا مِنْ صَنَادِيدِ قُرَيْشٍ ، فَقُذِفُوا فِي طَوِيٍّ (568) مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ ، خَبِيثٍ مُخْبِثٍ ، وَكَانَ إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالْعَرْصَةِ(569) ثَلاثَ لَيَالٍ ، فَلَمَّا كَانَ بِبَدْرٍ الْيَوْمَ الثَّالِثَ ، أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا ، ثُمَّ مَشَى وَاتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ ، فَقَالَ : مَا نُرَاهُ إِلا يَنْطَلِقُ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهُ ، حَتَّى قَامَ عَلَى شَفَةِ الرَّكِيِّ(570) ، فَجَعَلَ يُنَادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ ، وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ ، : ( يَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ ، وَيَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّاً ، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّاً ) ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ لا أَرْوَاحَ لَهَا ، فَقَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ ) ، قَالَ قَتَادَةُ : أَحْيَاهُمُ اللَّهُ حَتَّى أَسْمَعَهُمْ قَوْلَهُ ، تَوْبِيخاً ، وَتَصْغِيراً ، وَتَقْمِئَةً ، وَحَسْرَةً ، وَنَدَامَةً .
…
التخريج :-
رواه البخاري - واللفظ له - في كتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل 4/1461ح3757 ، وأحمد4/29ح16403،16406 من حديث زيد بن سهل رضي الله عنه .
الحديث السادس :
[ح233]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا ) .
التخريج :-
رواه أحمد 2/347ح8544 و 2/445ح9740 عن أبي هريرة .
دراسة الإسناد :-
إسناده على شرط مسلم .
الحكم على الإسناد :-(1/271)
الإسناد صحيح .
قال أبوجعفر الطبري رحمه الله : اختلف السلف من علماء الأمة في معاني هذه الأخبار ، فقال جماعة يكثر عددُها بتصحيحها ، وتصحيح القول بظاهرها وعمومها ، وقالوا : الميت بعد موته يسمع كلام الأحياء ، ولذلك قال النبي ( لأهل القليب ، بعدما أُلقوا فيه ما قال قالوا : وفى قوله لأصحابه ، إذ قالوا : ( أتكلم أقواماً قد ماتوا وصاروا أجساداً لا أرواح فيها ؟) فقال : ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) أوضح البيان عن صحة ما قلناه ، من أن الموتى يسمعون كلام الأحياء .
وقال آخرون : هذه أخبارٌ عن رسول الله ( صحاح ، ولكن معنى قوله ( : ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) ، ما أنتم بأعلم بما أقول أنه حقٌ منهم ، ورووا عن النبي ( أنه قال : ( ما أنتم بأعلم بما أقول منهم ) .
قالوا : فخبر عائشة عن رسول الله ( الذي روته عنه أنه قال لأصحابه ، إذ قالوا له حين قال ما قال لأهل القليب : ( أتكلم أجساداً لا أرواح فيها ) ، ( ما أنتم بأعلم بما أقول منهم ، وما أنتم بأفهم له منهم ) ، يبين حقيقة ما قلنا من التأويل في معنى قوله عليه السلام ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ) من أنه مرادٌ به : ما أنتم بأعلم ، لا أنه خبرٌ عن أنهم يسمعون أصوات بني آدم وكلامهم .
قالوا : ولو كانوا يسمعون كلام الناس وهم موتى ، لم يكن لقول الله تعالى ذِكْرُهُ لنبيه ( :( (((((( (( (((((((( (((((((((((( ( (571) ، ولا لقوله تعالى ( (((( (((( (((((((( ((( (((((((( ( (((((( ((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( ((572) معنىً .
قالوا : وفي فساد القول بأن ذلك لا معنى له ، صحةُ القولُ بأن الأموات بعد مماتهم لا يسمعون من كلام الناس شيئاً .(1/272)
والصواب من القول في ذلك أنّ كلتا الروايتن اللتين ذُكِرَتْ عن رسول الله ( في ذلك صحيحة ، عدولٌ نقلتها ، فالواجب على من انتهت إليه ، وقامت عليه حجةُ خبر الواحد العدل ، الإيمانُ بها ، والإقرارُ بأن الله يُسمِع من شاء من خلقه من بعد مماته ، ما شاء من كلام خلقه من بني آدم وغيرهم على ما شاء ويُفهم من شاء منهم ما شاء ، ويُنعِّم من أحب منهم بما أحب ، ويُعذِّب في قبره الكافر ومن استحق منهم العذاب كيف أراد ، على ما جاءت به عن رسول الله ( الآثار ، وصحَّت به الأخبار .
ليست في قول الله غز وجل لنبيه ( ( (((((( (( (((((((( (((((((((((( (((( (((((((( ((((((( ((((((((((( ((((( (((((((( ((((((((((( (((( ( (573)
ولا في قوله : ( (((( (((( (((((((( ((( (((((((( ( (((((( ((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( ((574) حجة لمن احتج في دفع ما صحت به الرواية عن رسول الله من قوله لاصحابه ، إذ قالوا له في خطابه أهل القليب بما خاطبهم به : ( ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولا في إنكاره ما ثبت عنه ( من قوله لأصحابه مخبرهم عن الميت في قبره : وقوله ( (((((( ((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( ( (575) ، وقوله ( (((((( (( (((((((( (((((((((((( ( (576)، مُحتمِلاً من التأويل أوجهاً سوى التأويلِ الذي تأوله إلى أنه لا ميتَ يسمعُ من كلام الأحياء شيئاً .
فمن ذلك أن يكون معناه : فإنك لا تُسمع الموتى ، بطاقتك وقدرتك ، إذ كان خالق السمع غيرك ، ولكن الله تعالى ذكرُهُ هو الذي يُسمع إذا شاء ، إذ كان هو القادر على ذلك دون من سواه من جميع الأنبياء ، وذلك أن الهداية من الكفر إلى الإيمان ، والتوفيقَ للرشاد ، بيد الله دون من سواه ، فنفى جل ثناؤه عن محمد ( أن يكون قادراً أن يسمع الموتى إلا بمشيئته ، كما نفى أن يكون قادراً على هداية الضُلال إلى سبيل الرشاد إلا بمشيئته .(1/273)
وذلك يبين أنَّه كذلك في قوله : ( (((( (((( (((((((( ((( (((((((( ( (((((( ((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( (((( ( (577) ، إنه جل ثناؤه أثبت لنفسه من القدرة على إسماع من شاء من خلقه ، بقوله ( (((( (((( (((((((( ((( (((((((( ( (578) ، ثم عن محمد ( القدرة على ما أثبته وأوجبه لنفسه من ذلك ، فقال له : ( (((((( ((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( (((( ( (579) ، ولكن الله هو المسمعهم دونك ، وبيده الإفهام والإرشاد والتوفيق ، وإنما أنت نذير ، فبلِّغ ما أُرسلت به . فهذا أحد أوجُهِهِ .
والثاني : أن يكون معناه : فإنك لا تسمع الموتى إسماعاً ينتفعون به ، لأنهم قد انقطعت عنهم الأعمال ، وخرجوا من دار الأعمال إلى الجزاء ، فلا ينفعهم دعاؤك إياهم إلى الإيمان بالله والعمل بطاعته ، فكذلك هؤلاء الذين كتب ربك عليهم أنهم لا يؤمنون ، لا يسمعهم دعاؤك إلى الحق إسماعاً ينتفعون به ، لأن الله تعالى ذكره قد ختم عليهم أن لا يؤمنوا ، كما ختم على أهل القبور من أهل الكفر أنَّهم لا ينفعهم بعد خروجهم من دار الدنيا إلى مساكنهم من القبور ، إيمانٌ ولا عمل ، لأن الآخرة ليست بدار امتحانٍ ، وإنما هى دار مجازاة ، وكذلك تأويل قولهِ تعالى ( (((( (((( (((((((( ((( (((((((( ( (((((( ((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( (((( ((580) ، وغير ذلك من وجوه المعاني.
فإذا كان ذلك مُحتمِلاً من المعاني ما وصفنا ، فليس لموجِّهه إلى أنه معنىٌّ به أنه لا يَسمع ميتٌّ شيئاً بحالٍ حجةٌ ، إذ كان لا خَبر بذلك عن رسول الله ( يُصَحِّحه ، ولا في الفعل شاهد بحقيقته ، بل تأويلُ مخالفيه فى ذلك على ما ذكرنا أولى بالصِّحة ، لما روينا عن رسول الله ( من الأخبار الواردة عنه أنهم يسمعون كلام الأحياء ، على ما وردت به عنهُ الآثار .(581)
الحديث السابع :
[ح234](1/274)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلا مِنَّا ، قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : نَسِيتُ اسْمَهُ ، وَلَكِنِ اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ ، أَوِ ابْنُ مُعَاوِيَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنَّ الْمَيِّتَ يَعْرِفُ مَنْ يَحْمِلُهُ ، وَمَنْ يُغَسِّلُهُ ، وَمَنْ يُدَلِّيهِ فِي قَبْرِهِ ) ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : وَهُوَ فِي الْمَجْلِسِ مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : مِنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَانْطَلَقَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى أَبِي سَعِيدٍ ، فَقَالَ يَا أَبَا سَعِيدٍ : مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا ، قَالَ : مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الثامن ( معرفة الميت بمن يغسله ويجهزه ) في الفصل الأول ، من الباب الأول [ح74]ص152
قال ابن تيمية رحمه الله : والميت قد يعرف من يزوره ، ولهذا كانت السنة أن يقال : السلام عليكم أهل دارِ قوم مؤمنين ، وإنا ان شاء الله بكم لا حقون ، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم ، والمستأخرين ، والله أعلم . (582)
المبحث الثالث
انتفاع الموتى بسعي الأحياء
تنتفع الموتى من سعى الأحياء بأمرين ، مجمع عليهما بين أهل السنة من الفقهاء ، وأهل الحديث والتفسير ، أحدهما : ما تسبب إليه الميت في حياته والثاني : دعاء المسلمين له ، واستغفارهم له والصدقة والحج . (583)
الحديث الأول :
[ح235](1/275)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِي اللَّه عَنْه ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ ، فَقَالَتْ : إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ ، وَإِنَّهَا مَاتَتْ ، قَالَ فَقَالَ : ( وَجَبَ أَجْرُكِ ، وَرَدَّهَا عَلَيْكِ الْمِيرَاثُ ) ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا ، قَالَ : ( صُومِي عَنْهَا ) ، قَالَتْ : إِنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا ، قَالَ : ( حُجِّي عَنْهَا ) .
التخريج :-
أخرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الصيام ، باب قضاء الصيام على الميت 2/805 ح1149 ، وابن ماجه في كتاب الصيام ، باب من مات وعليه صيام من نذر1/559 ح1759 من طريق بريدة بن الحصيب .
الحديث الثاني :
[ح236]
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا ، قَالَ : ( نَعَمْ ) ، قَالَ : ( فَدَيْنُ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى ) .
التخريج :-(1/276)
أخرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الصوم ، باب من مات وعليه صوم 2/690ح1852 ، ومسلم في كتاب الصيام ، باب قضاء الصيام على الميت 2/804ح1148 ، وكتاب النذر ، باب الأمر بقضاء النذر3/1260ح 1638 ، وأبوداود في كتاب الوصايا ، باب ماجاء فيمن مات عن غير وصية يتصدق عنه 3/118ح2882 ، وكتاب الأيمان والنذر ، باب في قضاء النذر عن الميت 3/236ح3307 و 3/237ح3308 ، 3309 ، وباب ماجاء فيمن مات وعليه صيام 3/237ح3310 ، والترمذي في كتاب الزكاة ، باب ماجاء في الصدقة عن الميت 3/56ح669 ، وكتاب الصوم ، باب ماجاء في الكفارة 3/96ح718 ، والنسائي في كتاب الوصايا ، باب فضل الصدقة على الميت 6/252، 253ح3654 ، 3655 ، 3659 وباب ذكر الإختلاف على سفيان 6/254ح3660 ، 3661 ، 3662 ، 3663 ، وكتاب الإيمان والنذر ، باب من نذر أن يصوم ثم مات 7/20ح3816 ، وباب من مات وعليه نذر 7/20، 21ح3817 ، 3818 ، 3819 ، وابن ماجه في كتاب الكفارات ، باب من مات وعليه نذر 1/689ح2132 ، ومالك في كتاب النذور والأيمان ، باب مايجب من النذور في المشي 2/472ح1007، 1008 ، والدارمي في كتاب الصوم ، باب الرجل يموت وعليه صوم 2/39ح1768 ، وكتاب النذور والأيمان ، باب الوفاء بالنذر 2/239ح2332، وأحمد 1/219ح1893،1/224ح1970،1/227ح2005،1/258ح336 ،1/329ح3049،1/333ح3080،1/338ح3137،1/362ح3420 ، 1/370ح3504 ، 3506 ، 3508 ، ، كلهم من حديث ابن عباس رضي الله عنه .
قال الشوكاني رحمه الله : وقد قيل : إن الرجل المبهم في حديث عائشة (( ، وفي حديث ابن عباس ، هو سعد بن عبادة ، ويدل على ذلك ، أن البخاري أورد بعد حديث عائشة ، حديث ابن عباس ، بلفظ أن سعد بن عبادة ، قال : إن أمي ماتت وعليها نذر ، وكأنه رمز إلى أن المبهم في حديث عائشة ، هو سعد .(584)
الحديث الثالث :
[ح237](1/277)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا ، أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا ، وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا ، قَالَ : ( نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا ) .
التخريج :-
رواه البخاري - واللفظ له - في كتاب الوصايا ، باب مايستحب لمن يتوفى فجأة أن يتصدقوا عنه 3/1015ح 2609 ، وكتاب الصوم ، باب من مات وعليه صوم 2/690ح1851 ، والترمذي في كتاب الزكاة ، باب باب ماجاء في الصدقة عن الميت 3/56ح669 ، وكتاب النذور والأيمان ، باب ماجاء في قضاء النذر عن الميت 4/117 ح1546 ، والنسائي في كتاب الوصايا ، باب إذا مات الفجأة 6/250ح3649 ، وأبوداود في كتاب الوصايا ، باب ماجاء فيمن مات عن غير وصية يتصدق عنه 3/118ح2881 ، ومالك في كتاب الأقضية ، باب صدقة الحي عن الميت 2/760ح1451 كلهم عن عائشة رضي الله عنها ، مثله .
الحديث الرابع :
[ح238]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ ، إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) .
التخريج :-
رواه مسلم - واللفظ له - في كتاب الوصية ، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته 3/1255ح1631 ، وأبوداود في كتاب الوصايا ، باب ماجاء في الصدقة عن الميت 3/117ح2880 ، الترمذي في كتاب الأحكام ، باب الوقف 3/660ح1376 ، والنسائي في كتاب الوصايا ، باب فضل الصدقة على الميت 6/251ح3651 وأحمد 2/372ح8831 ، والدارمي في المقدمة ، باب البلاغ عن رسول الله ( وتعليم السنن 1/148ح559 كلهم عن أبي هريرة ، مثله .
الحديث الخامس :
[ح239](1/278)
عَنْ مَرْزُوقِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، (قال) حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الأغَرُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ، عِلْماً عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ ، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) .
التخريج :-
رواه ابن ماجه في المقدمة ، باب ثواب معلم الناس الخير 1/88ح242
الدراسة والحكم :-
قال المنذري رحمه الله : رواه ابن ماجه بإسناد حسن .(585)
قلت : في سنده مرزوق بن أبي الهذيل .
قال ابن حجر رحمه الله : مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي أبو بكر الدمشقي لين الحديث من السابعة صدوق .(586)
قال المزي رحمه الله : مختلف فيه ، قال يوسف المزي : مرزوق بن أبي الهذيل الثقفي أبو بكر الدمشقي روى عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري قال أبو حاتم سمعت دحيما يقول هو صحيح الحديث عن الزهري وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه حديثه صالح وقال أبو بكر بن خزيمة ثقة وقال البخاري تعرف وتنكر وقال أبو أحمد بن عدي ما أعلم روى عنه غير الوليد بن مسلم وأحاديثه يحمل بعضها بعضا ويكتب حديثه .(587)
الحكم على الإسناد :
قال الألباني رحمه الله : حديث حسن .(588)
الحديث السادس :
[ح241]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا ، وَلَمْ يُوصِ فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ ، قَالَ : ( نَعَمْ ) .
التخريج :-(1/279)
رواه مسلم - واللفظ له - في كتاب الوصية ، باب وصول ثواب الصدقاب إلى الميت 3/1254ح1630 ، والنسائي في كتاب الوصايا ، باب فضل الصدقة عن الميت 6/251ح3652 ، وابن ماجه في كتاب الوصايا ، باب من مات ولم يوصي هل يتصدق عنه 2/906 ح2716 ، وأحمد 2/371ح8828 كلهم عن أبي هريرة ، مثله .
الحديث السابع :
[ح242]
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ( ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الْمُشْرِكِينَ لِيُقَاتِلَهُمْ ، وَقَالَ لِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ يَا جَابِرُ : لا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ فِي نَظَّارِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، حَتَّى تَعْلَمَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُنَا ، فَإِنِّي وَاللَّهِ لَوْلا أَنِّي أَتْرُكُ بَنَاتٍ لِي بَعْدِي ، لأحْبَبْتُ أَنْ تُقْتَلَ بَيْنَ يَدَيَّ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا فِي النَّظَّارِينَ ، إِذْ جَاءَتْ عَمَّتِي بِأَبِي وَخَالِي عَادِلَتَهُمَا عَلَى نَاضِح(589) ، فَدَخَلَتْ بِهِمَا الْمَدِينَةَ لِتَدْفِنَهُمَا فِي مَقَابِرِنَا ، إِذْ لَحِقَ رَجُلٌ يُنَادِي أَلا إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا بِالْقَتْلَى ، فَتَدْفِنُوهَا فِي مَصَارِعِهَا حَيْثُ قُتِلَتْ ، فَرَجَعْنَا بِهِمَا فَدَفَنَّاهُمَا حَيْثُ قُتِلا ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي خِلافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، إِذْ جَاءَنِي رَجُلٌ فَقَالَ يَا جَابِرُ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ : وَاللَّهِ لَقَدْ أَثَارَ أَبَاكَ عَمَلُ مُعَاوِيَةَ ، فَبَدَا فَخَرَجَ طَائِفَةٌ مِنْهُ ، فَأَتَيْتُهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى النَّحْوِ الَّذِي دَفَنْتُهُ لَمْ يَتَغَيَّرْ ، إِلا مَا لَمْ يَدَعِ الْقَتْلُ أَوِ الْقَتِيلُ ، فَوَارَيْتُهُ ، قَالَ : وَتَرَكَ أَبِي عَلَيْهِ دَيْنًا مِنَ التَّمْرِ ، فَاشْتَدَّ عَلَيَّ بَعْضُ غُرَمَائِهِ فِي(1/280)
التَّقَاضِي ، فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ : إِنَّ أَبِي أُصِيبَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، وَتَرَكَ عَلَيَّ دَيْنًا مِنَ التَّمْرِ ، وَاشْتَدَّ عَلَيَّ بَعْضُ غُرَمَائِهِ فِي التَّقَاضِي ، فَأُحِبُّ أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ لَعَلَّه أَنْ يُنَظِّرَنِي طَائِفَةً مِنْ تَمْرِهِ إِلَى هَذَا الصِّرَامِ الْمُقْبِلِ ، فَقَالَ : ( نَعَمْ آتِيكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَرِيبًا ، مِنْ وَسَطِ النَّهَارِ ) ، وَجَاءَ مَعَهُ حَوَارِيُّوه ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ وَدَخَلَ ، فَقُلْتُ لامْرَأَتِي : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَنِي الْيَوْمَ وَسَطَ النَّهَارِ ، فَلا أَريَنَّكِ وَلا تُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي بِشَيْءٍ ، وَلا تُكَلِّمِيهِ ، فَدَخَلَ فَفَرَشَتْ لَهُ فِرَاشًا وَوِسَادَةً ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ ، قَالَ : وَقُلْتُ لِمَوْلًى لِيَ : اذْبَحْ هَذِهِ الْعَنَاقَ(590) وَهِيَ دَاجِنٌ سَمِينَةٌ ، وَالْوَحَا(591) وَالْعَجَلَ(592) افْرُغْ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَعَكَ ، فَلَمْ نَزَلْ فِيهَا حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهَا ، وَهُوَ نَائِمٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَيْقَظَ يَدْعُو بِالطَّهُورِ ، وَإِنِّي أَخَافُ إِذَا فَرَغَ أَنْ يَقُومَ ، فَلا يَفْرَغَنَّ مِنْ وُضُوئِهِ حَتَّى تَضَعَ الْعَنَاقَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلَمَّا قَامَ ، قَالَ : ( يَا جَابِرُ : ائْتِنِي بِطَهُورٍ ) فَلَمْ يَفْرُغْ مِنْ طُهُورِهِ ، حَتَّى وَضَعْتُ الْعَنَاقَ عِنْدَهُ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : ( كَأَنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ حُبَّنَا لِلَّحْمِ ، ادْعُ لِي أَبَا بَكْرٍ ) ، قَالَ :(1/281)
ثُمَّ دَعَا حَوَارِيَّيْهِ اللَّذَيْنِ مَعَهُ ، فَدَخَلُوا فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيَدِهِ ، وَقَالَ : ( بِسْمِ اللَّهِ كُلُوا ) ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، وَفَضَلَ لَحْمٌ مِنْهَا كَثِيرٌ ، قَالَ : ( وَاللَّهِ إِنَّ مَجْلِسَ بَنِي سَلِمَةَ لَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَعْيُنِهِمْ ، مَا يَقْرُبُهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، مَخَافَةَ أَنْ يُؤْذُوهُ ) ، فَلَمَّا فَرَغَ قَامَ ، وَقَامَ أَصْحَابُهُ فَخَرَجُوا بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَكَانَ يَقُولُ : ( خَلُّوا ظَهْرِي لِلْمَلائِكَةِ ) ، وَاتَّبَعْتُهُمْ حَتَّى بَلَغُوا أُسْكُفَّةَ(593) الْبَابِ ، قَالَ : وَأَخْرَجَتِ امْرَأَتِي صَدْرَهَا ، وَكَانَتْ مُسْتَتِرَةً بِسَفِيفٍ(594) فِي الْبَيْتِ ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ : صَلِّ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ : ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَى زَوْجِكِ ) ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ لِي فُلانًا لِغَرِيمِي الَّذِي اشْتَدَّ عَلَيَّ فِي الطَّلَبِ ، قَالَ : فَجَاءَ ، فَقَالَ : ( أَيْسِرْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ) ـ يَعْنِي إِلَى الْمَيْسَرَةِ ـ ( طَائِفَةً مِنْ دَيْنِكَ الَّذِي عَلَى أَبِيهِ إِلَى هَذَا الصِّرَامِ(595) الْمُقْبِلِ ) ، قَالَ : مَا أَنَا بِفَاعِلٍ ، وَاعْتَلَّ وَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ مَالُ يَتَامَى ، فَقَالَ : ( أَيْنَ جَابِرٌ ) ، فَقَالَ : أَنَا ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( كِلْ لَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَوْفَ يُوَفِّيهِ ، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا الشَّمْسُ قَدْ دَلَكَتْ ) ، قَالَ : ( الصَّلاةَ يَا أَبَا بَكْرٍ ) ، فَانْدَفَعُوا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ : قَرِّبْ أَوْعِيَتَكَ ، فَكِلْتُ لَهُ مِنَ الْعَجْوَةِ ، فَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَفَضَلَ(1/282)
لَنَا مِنَ التَّمْرِ ، كَذَا وَكَذَا ، فَجِئْتُ أَسْعَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِهِ ، كَأَنِّي شَرَارَةٌ فَوَجَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ صَلَّى ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَلَمْ تَرَ أَنِّي كِلْتُ لِغَرِيمِي تَمْرَهُ فَوَفَّاهُ اللَّهُ ، وَفَضَلَ لَنَا مِنَ التَّمْرِ ، كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : ( أَيْنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ) ، فَجَاءَ يُهَرْوِلُ ، فَقَالَ : ( سَلْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ غَرِيمِهِ وَتَمْرِهِ ) ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِسَائِلِهِ ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَوْفَ يُوَفِّيهِ ، إِذْ أَخْبَرْتَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ سَوْفَ يُوَفِّيهِ ، فَكَرَّرَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْكَلِمَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ مَا أَنَا بِسَائِلِهِ ، وَكَانَ لا يُرَاجِعُ بَعْدَ الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : ( يَا جَابِرُ مَا فَعَلَ غَرِيمُكَ ، وَتَمْرُكَ ) ، قَالَ قُلْتُ : وَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَفَضَلَ لَنَا مِنَ التَّمْرِ كَذَا وَكَذَا ، فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ ، فَقَالَ : أَلَمْ أَكُنْ نَهَيْتُكِ أَنْ تُكَلِّمِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : أَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُورِدُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتِي ، ثُمَّ يَخْرُجُ وَلا أَسْأَلُهُ الصَّلاةَ عَلَيَّ وَعَلَى زَوْجِي قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ .
التخريج :-(1/283)
رواه البخاري في كتاب البيوع ، باب شراء الدواب والحمير 2/739ح1991 ، وباب الكيل على البائع والمعطي 2/748 ح2020 ، وكتاب الإستقراض وأداء الديون ، باب إذا قضى دون حقه أو حلله فهو جائز 2/843ح2265 ، وباب إذا قاص أو جازفه في الدين تمراً بتمر 2/844ح2266 ، وباب الشفاعة في وضع الدين 2/847ح2275 ، وكتاب الهبة ، باب إذا وهب ديناً على رجل 2/919ح2461 ، وكتاب الصلح ، باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث 3/964ح2562 ، وكتاب الوصايا ، باب قضاء الوصي ديون الميت بغير محضر من الورقة 3/1023ح2629 ، وكتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام 3/1312ح3387 ، وكتاب المغازي ، باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا 4/1489ح3827 ، وأبوداود في كتاب الوصايا ، باب ماجاء في الرجل يموت وعليه دين 3/118ح2884 ، والنسائي في كتاب الوصايا ، باب الوصية بالثلث 6/244ح3636 ، وباب قضاء الدين قبل الميراث 6/245،246ح3637، 3638 ، 3639 ، 3640 ، وابن ماجه في كتاب الأحكام ، باب إداء الدين عن الميت 2/813ح2434 وأحمد 3/303ح14284 ، 3/313ح14398 ، 3/365ح14976 ، 14977 ، و 3/395ح15292 ، 3/397ح15316 - واللفظ له - كلهم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه نحوه .
الحديث الثامن :
[ح243]
قال النسائي : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ(596) أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَلانِيُّ ، عَنْ عِيسَى - وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ - عَنِ الأوْزَاعِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ( ، أَنَّهُ اسْتَفْتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَذْرٍ كَانَ عَلَى أُمِّهِ ، فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اقْضِهِ عَنْهَا ) .
التخريج :-(1/284)
رواه النسائي - واللفظ له - في كتاب الوصايا ، باب فضل الصدقة على الميت 6/ 253ح 3655 ، 3656 ، 3657 ، 3658 من طرق ، عن الزهري ، عن عبيدالله ، عن ابن عباس ، عن سعد .
وأحمد 6/7 من طريق سليمان بن كثير ، عن الزهري ، به نحوه .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : صحيح الإسناد .(597)
الحديث التاسع :
[ح244]
عن ابْنِ عَبَّاسٍ ( أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِي الله عَنْهمْ أَخَا بَنِي سَاعِدَةَ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا فَهَلْ يَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا قَالَ : ( نَعَمْ ) قَالَ فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا .
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الوصايا ، باب إذا قال داري صدقة 3/1013ح2605 ، وباب الإشهاد في الوقف والصدقة 3/1015ح2611 ،وباب إذا وقف أرضاً ولم يبين الحدود 3/1019ح2618 ، وأبوداود في كتاب الوصايا ، باب ما جاء فيمن مات ووليه يتصدق عنه3/118ح2882 ، والترمذي في كتاب الزكاة ، باب ما جاء في الصدقة عن الميت 3/56ح669 ، والنسائي في كتاب الوصايا ، باب فضل الصدقة عن الميت 6/252ح3655 ، وأحمد 1/333ح3080 و 1/370ح3504،3508
قَالَ الترمذي رحمه الله : يَقُولُ أَهْلُ الْعِلْمِ : لَيْسَ شَيْءٌ يَصِلُ إِلَى الْمَيِّتِ إِلا الصَّدَقَةُ وَالدُّعَاءُ ، وَمَعْنَى قَوْلِهِ إِنَّ لِي مَخْرَفًا يَعْنِي بُسْتَانًا .
الحديث العاشر :
[ح245](1/285)
قال النسائي رحمه الله : أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ( ، أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا ، قَالَ : ( نَعَمْ ) ، قَالَ : فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ ، قَالَ : ( سَقْيُ الْمَاءِ ) ، فَتِلْكَ سِقَايَةُ سَعْدٍ بِالْمَدِينَةِ .
التخريج :-
خرجه النسائي - واللفظ له - في كتاب الوصايا ، باب ذكر الإختلاف على سفيان 6/255ح3666 ، وأحمد 6/7ح23896 عن الحجاج .
وخرجه النسائي في كتاب الوصايا ، باب ذكر الإختلاف على سفيان 6/254ح3665 من طريق هشام ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن عبادة ، نحوه .
دراسة الإسناد :-
قال الشوكاني رحمه الله : حديث سعد ، رجال إسناده عند النسائي ثقات ، ولكن الحسن لم يدرك سعداً .(598)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : حسن بما قبله .(599)
الحديث الحادي عشر :
[ح246](1/286)
عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ أَوْصَى أَنْ يُعْتِقَ عَنْهُ مِائَةُ رَقَبَةٍ ، فَأَعْتَقَ ابْنُهُ هِشَامٌ خَمْسِينَ رَقَبَةً ، فَأَرَادَ ابْنُهُ عَمْرٌو أَنْ يُعْتِقَ عَنْهُ الْخَمْسِينَ الْبَاقِيَةَ ، فَقَالَ : حَتَّى أَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ أَبِي أَوْصَى بِعَتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ ، وَإِنَّ هِشَامًا أَعْتَقَ عَنْهُ خَمْسِينَ ، وَبَقِيَتْ عَلَيْهِ خَمْسُونَ رَقَبَةً ، أَفَأُعْتِقُ عَنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ ، أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ ، أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ ، بَلَغَهُ ذَلِكَ ) .
التخريج :-
خرجه أبوداود في كتاب الوصايا ، باب ماجاء في وصية الحربي 3/118ح 2883 وقد إنفرد به أبوداود .
دراسة الإسناد :-
قال الشوكاني رحمه الله : الحديث سكت عنه أبو داود وأشار المنذري إلى الاختلاف في حديث عمرو بن شعيب وقد قدمنا غير مرة أن حديثه عن أبيه عن جده من قسم الحسن وقد صحح له الترمذي بهذا الإسناد عدةَ أحاديثَ .(600)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : حسن .(601)
الحديث الثاني عشر :
[ح247]
قال الترمذي : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامُ شَهْرٍ ، فَلْيُطْعَمْ عَنْهُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا ) .(1/287)
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ لا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفٌ قَوْلُهُ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْبَابِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ : يُصَامُ عَنِ الْمَيِّتِ ، وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ ، وَإِسْحَقُ ، قَالا : إِذَا كَانَ عَلَى الْمَيِّتِ نَذْرُ صِيَامٍ ، يَصُومُ عَنْهُ ، وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ قَضَاءُ رَمَضَانَ أَطْعَمَ عَنْهُ ، و قَالَ مَالِكٌ ، وَسُفْيَانُ ، وَالشَّافِعِيُّ : لا يَصُومُ أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ ، قَالَ : وَأَشْعَثُ هُوَ ابْنُ سَوَّارٍ ، وَمُحَمَّدٌ هُوَ عِنْدِي ، ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى .
وقال ابن ماجه رحمه الله : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ، حَدَّثَنَا عَبْثَرُ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ .
التخريج :-
خرجه الترمذي - واللفظ له - في كتاب الصوم ، باب باب ماجاء في الكفارة 3/96ح718 ، وابن ماجه في كتاب الصيام ، باب من مات وعليه صيام 1/558ح1757
دراسة السند :-
قال المزي رحمه الله : قال ابن ماجه : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْثَرُ عَنْ أَشْعَثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ . قال : وهو وهمٌ .(602)(1/288)
قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله : حديث ابن عمر من مات وعليه صيام ، فليطعم عنه مكان كل يوم مسكين ، روي مرفوعاً وموقوفاً الترمذي عن قتيبة ، عن عبثر بن القاسم ، عن أشعث ، عن محمد ، عن نافع ، عن بن عمر ، مرفوعاً ، وقال : غريب لا نعرفه مرفوعاً ، إلا من هذا الوجه ، والصحيح أنه موقوف ، على ابن عمر ، قال : وأشعث هو بن سوار ، ومحمد هو بن عبد الرحمن بن أبي ليلى . قلت : رواه بن ماجه من هذا الوجه ، ووقع عنده عن محمد بن سيرين ، بدل محمد بن عبد الرحمن ، وهو وهم منه ، أو من شيخه .(603)
قال ابن الجوزي رحمه الله : أشعث ، هو ابن سوار ، وكان ابن مهدي ، يخط على حديثه . وقال يحيى : لا شيء ، وفي رواية ، هو ثقة ، ومحمد ، هو ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، ضعيف ، مضطرب الحديث .(604)
قال عبدالله بن يوسف الزيلعي رحمه الله : ضعفه عبد الحق في أحكامه ، بأشعث ، وابن أبي ليلى . وقال البيهقي في المعرفة(605) : لا يصح هذا الحديث ، فإن محمد بن أبي ليلى ، كثير الوهم ورواه أصحاب نافع ، عن نافع ، عن ابن عمر .(606)
الحكم على الإسناد :-
قال الشوكاني رحمه الله : إسناده ضعيف .(607)
الحديث الثالث عشر :
[ح248](1/289)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّهُ قَالَ : خَرَجَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ ، فَحَضَرَتْ أُمَّهُ الْوَفَاةُ بِالْمَدِينَةِ ، فَقِيلَ لَهَا : أَوْصِي فَقَالَتْ : فِيمَ أُوصِي ، إِنَّمَا الْمَالُ مَالُ سَعْدٍ ، فَتُوُفِّيَتْ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ سَعْدٌ ، فَلَمَّا قَدِمَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، ذُكِرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نَعَمْ ) ، فَقَالَ سَعْدٌ : حَائِطُ كَذَا وَكَذَا صَدَقَةٌ عَنْهَا ، لِحَائِطٍ سَمَّاهُ .
التخريج :-
رواه النسائي في كتاب الوصايا ، باب إذا مات الفجأة 6/250ح3650 ، ومالك - واللفظ له - في كتاب الأقضية ، باب صدقة الحي عن الميت 2/760ح1450
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات ، إلا أن فيه عمرو بن شرحبيل ، وشرحبيل بن سعيد .
قال ابن حجر رحمه الله : عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري مقبول من السادسة س .(608)
وقال أيضاً : شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري مقبول من الخامسة س .(609)
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : صحيح .(610)
الحديث الرابع عشر :
[ح249](1/290)
قال النسائي : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : إِنَّ أُمِّي أَوْصَتْ أَنْ تُعْتَقَ عَنْهَا رَقَبَةٌ ، وَإِنَّ عِنْدِي جَارِيَةً نُوبِيَّةً(611) ، أَفَيُجْزِئُ عَنِّي أَنْ أُعْتِقَهَا عَنْهَا ، قَالَ : ( ائْتِنِي بِهَا ) ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ رَبُّكِ ؟ ) قَالَتِ : اللَّهُ قَالَ : ( مَنْ أَنَا ؟ ) قَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : ( فَأَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ) .
التخريج :-
خرجه النسائي - واللفظ له - في كتاب الوصايا ، باب فضل الصدقة على الميت 6/252ح3653 ، وأحمد 4/222 ، 388 ، 389 كلاهما عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن الشريد بن سويد الثقفي .
دراسة الإسناد :-
قال الشوكاني رحمه الله: حديث الشريد رواه النسائي من طريق موسى بن سعيد وهو صدوق لا بأس به وبقية رجاله ثقات .(612)
الحكم على الإسناد :-
إسناده حسن .
المبحث الأول
النفخ في الصور ، واختلاف الناس
في عدد النفخات
قال ابن كثير رحمه الله: أول شيئٍ يطرق أهل الدنيا ، بعد وقوع أشراط الساعة ، نفخة الفزع ، وذلك أن الله سبحانه يأمر إسرافيل فينفخ في الصور نفخة الفزع ، فيطوِّلها ، فلا يبقى أحد من أهل الأرض ولا السموات إلا فزع ، إلا من شاء الله ، ولا يسمعها أحدٌ من أهل الأرض إلا أصغى ليتاً ، ورفع ليتاً - أي رفع صفحة عنقه ، وأمآل الآخرى - يستمع هذا الأمر العظيم .(1/291)
قال تعالى ( (((((((( ((((((( ((( (((((((( (((((((( ((( ((( ((((((((((((( ((((( ((( (((((((( (((( ((( (((((( (((( ( (((((( (((((((( (((((((((( (((( ((((((( ((((((((((( ((((((((((( ((((((((( (((((( (((((( (((( (((((((((( ( (((((( (((( (((((((( (((((((( (((( (((((( ( ((((((( ((((((( ((((( ((((((((((( (((( ( (613) (614)
الحديث الأول :
[ح250]
عَنْ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَا الصُّورُ ؟ قَالَ : قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ .
قَالَ أَبو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَقَدْ رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَلا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِهِ .
التخريج :-
خرجه أبوداود في كتاب السنة ، باب في ذكر البعث والصور 4/236ح4742 ، والترمذي - واللفظ له - في كتاب صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الصور 4/620ح2430 ، وكتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الزمر 5/370ح3236 ، والدارمي في كتاب الرقاق ، باب في نفخ الصور 2/418ح2798 ، وأحمد 2/162ح6507 و 2/192ح6805 كلهم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-
قَالَ الترمذي رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .
قال الألباني رحمه الله : صحيح .(615)
الحديث الثاني :
[ح251](1/292)
قال الترمذي : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَيْفَ أَنْعَمُ وَقَدِ الْتَقَمَ صَاحِبُ الْقَرْنِ الْقَرْنَ ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ ، وَأَصْغَى سَمْعَهُ ، يَنْتَظِرُ أَنْ يُؤْمَرَ أَنْ يَنْفُخَ ، فَيَنْفُخَ ) ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ : فَكَيْفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ قُولُوا : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ رَبِّنَا ) ، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ : عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا .
قَالَ أَبو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ، وَقَدْ رَوَاهُ الأعْمَشُ أَيْضًا عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ .
التخريج :-
خرجه الترمذي - واللفظ له - في كتاب صفة القيامة والرقائق ، باب ما جاء في شأن الصور 4/620ح2430 ، وكتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الزمر 5/370ح3243 ، وابن ماجه في كتاب الزهد ، باب ذكر البعث 2/1428ح4273 ، وأحمد 3/7ح11053 و 3/73ح374 كلاهما من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات ، إلا أن في إسناده ابْنِ أَبِي عُمَرَ ، و عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ(616) .
وقال أيضاً : محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني نزيل مكة ويقال إن أبا عمر كنية يحيى صدوق صنف المسند وكان لازم بن عيينة لكن قال أبو حاتم كانت فيه غفلة من العاشرة مات سنة ثلاث وأربعين م ت س ق .(617)
الحكم على الإسناد :-
قَالَ الترمذي رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .
قال الألباني رحمه الله : صحيح .(618)
وقد خرجه ابن ماجه بلفظ ( إِنَّ صَاحِبَيِ الصُّورِ )
قال الألباني رحمه الله : منكر - والمحفوظ (صَاحِبُ الْقَرْنِ)(619)
الحديث الثالث :
[ح252](1/293)
عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( ، فِي قَوْلِهِ : ( ((((((( (((((( ((( ((((((((((( ( (620) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ ، يَسَّمَّعُ مَتَى يُؤْمَرُ فَيَنْفُخُ ) ، فَقَالَ : أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ كَيْفَ نَقُولُ : قَالَ : قُولُوا : ( حَسْبُنَا اللَّهُ ، وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 1/326ح3010 وقد انفرد به .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار عنه ، وفيه عطية العوفي (621) ، وهو ضعيف ، وفيه توثيق ولين .(622)
الحكم على الإسناد :-
الحديث ضعيف .
الحديث الرابع :
[ح253]
قال أحمد : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ خَالِدٍ أَبِي الْعَلاءِ الْخَفَّافِ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَيْفَ أَنْعَمُ ، وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ ، وَأَصْغَى السَّمْعَ مَتَى يُؤْمَرُ ) ، قَالَ : فَسَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 4/374 وقد انفرد به .
دراسة الإسناد :-
رواه أحمد والطبراني ورجاله وثقوا على ضعف فيهم . (623)
الحكم على الإسناد :-
الحديث ضعيف ، لضعف عطية العوفي .
الحديث الخامس :
[ح254](1/294)
عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، صَاحِبَ الصُّورِ ، فَقَالَ : ( عَنْ يَمِينِهِ جِبْرَائِلُ ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِيكَائِلُ ) .
التخريج :-
خرجه أبوداود - واللفظ له - في كتاب الحروف والقراءات ، باب أول الحروف والقراءات 4/36ح3999 ، وأحمد 3/9ح11084 كلاهما عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ .
دراسة الإسناد :-
في إسناده عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ(624) .
الحكم على الإسناد :-
قال الألباني رحمه الله : ضعيف .(625)
الحديث السادس :
[ح255]
عَنْ أَبِي مُرَيَّةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( النَّفَّاخَانِ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ ، رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَشْرِقِ ، وَرِجْلاهُ بِالْمَغْرِبِ ) ، أَوْ قَالَ : ( رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَغْرِبِ ، وَرِجْلاهُ بِالْمَشْرِقِ ، يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ يَنْفُخَانِ فِي الصُّورِ ، فَيَنْفُخَانِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 2/192ح6804 تفرد به أحمد .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد على الشك ، فإن كان عن أبي مرية ، فهو مرسل ورجاله ثقات ، وإن كان عن عبدالله بن عمرو ، فهو متصل مسند ، ورجاله ثقات .(626)
قال شعيب الأرناؤوط : إسناده ضعيف للشك بين إرساله ، ووصله ، ولجهالة حال أبي مرية فيما لو ثبت وصله ، والأكثر على أن اسمه عبدالله بن عمرو العجلي البصري ، تابعي .(627)
قال ابن كثير رحمه الله : ولعل هذين الملكين ، أحدهما : إسرافيل ، وهو الذي ينفخ في الصور ، والآخر : هو الذي ينقر في الناقور ، وقد يكون الصور ، والناقور اسمُ جنس ، يعُم أفراداً كثيرة ، أو الألف واللام للعهد ، ويكون لكل واحد منهما اتباع يفعلون كفعله .(628)(1/295)
الحديث السابع :
[ح256]
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، وَجَاءَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ ، تَقُولُ : إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَوْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهُمَا ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أُحَدِّثَ أَحَداً شَيْئاً أَبَداً ، إِنَّمَا قُلْتُ : إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْراً عَظِيماً ، يُحَرَّقُ الْبَيْتُ ، وَيَكُونُ وَيَكُونُ ، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ ، لا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا ، أَوْ أَرْبَعِينَ عَاماً ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحاً بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّأْمِ ، فَلا يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأرْضِ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَوْ إِيمَانٍ إِلا قَبَضَتْهُ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبَدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ ، حَتَّى تَقْبِضَهُ ) قَالَ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ ، وَأَحْلامِ السِّبَاعِ ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً ، وَلا يُنْكِرُونَ مُنْكَراً ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ، فَيَقُولُ : أَلا تَسْتَجِيبُونَ ، فَيَقُولُونَ : فَمَا تَأْمُرُنَا ، فَيَأْمُرُهُمْ(1/296)
بِعِبَادَةِ الأوْثَانِ ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلا أَصْغَى لِيتاً ، وَرَفَعَ لِيتاً ، قَالَ : وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ ، قَالَ : فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ ، أَوْ قَالَ : يُنْزِلُ اللَّهُ مَطَراً كَأَنَّهُ الطَّلُّ(629) ، أَوِ الظِّلُّ - نُعْمَانُ الشَّاكُّ - فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ ( ((((((((((( ( ((((((( (((((((((((( ( (630) قَالَ : ثُمَّ يُقَالُ : أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ ، فَيُقَالُ : مِنْ كَمْ ، فَيُقَالُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ ، تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ، قَالَ : فَذَاكَ يَوْمَ ( ((((((( (((((((( ((((((((((((( (((((( (((( ( (631)وَذَلِكَ ( (((((( (((((((( ((( ((((( ( (632).
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب ومكثه في الأرض 4/2258ح2940 ، وأحمد 2/166ح6555 من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه .
الحديث الثامن :
[ح257](1/297)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينَ ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ ، فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ : لا أَرَبَ(633) لِي بِهِ ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا أَجْمَعُونَ - فَذَلِكَ حِينَ ( (( ((((((( ((((((( ((((((((((( (((( (((((( ((((((((( ((( (((((( (((( (((((((( (((( ((((((((((( ((((((( ( (634) وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ ، وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلا يَتَبَايَعَانِهِ ، وَلا يَطْوِيَانِهِ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ ، وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ(635) ، فَلا يَطْعَمُهُ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ ، وَهُوَ يُلِيطُ(636) حَوْضَهُ ، فَلا يَسْقِي فِيهِ ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ ، وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَا ) .
التخريج :-(1/298)
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب تفسير القرآن ، باب لا ينفع نفساً إيمانها 4/1697ح4359 ، 4360 وكتاب الرقاق ، باب طلوع الشمس من مغربها 5/2386ح6141 وكتاب الفتن ، باب خروج النار 6/2605ح6704 ، ومسلم في كتاب الإيمان ، باب بيان الزمن الذي لايقبل فيه الإيمان 1/137ح157 ، وأبوداود في كتاب الملاحم ، باب إمارات الساعة 4/115ح4312 ، وابن ماجه في كتاب الفتن ، باب طلوع الشمس من مغربها 2/1352ح4068 ، وأحمد 2/231ح7161 و 2/313ح8123 و 2/350ح8583 و 2/372ح8837 و 2/398ح9161 و 2/530ح10871 كلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
الحديث التاسع :
[ح258](1/299)
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَةً لَهُ ، أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا كَرِهَهُ ، أَوْ لَمْ يَرْضَهُ - شَكَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ - قَالَ : لا وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام عَلَى الْبَشَرِ ، قَالَ : فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَلَطَمَ وَجْهَهُ ، قَالَ : تَقُولُ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام عَلَى الْبَشَرِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، قَالَ : فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا ، وَقَالَ : فُلانٌ لَطَمَ وَجْهِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ ) ، قَالَ : قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام عَلَى الْبَشَرِ ، وَأَنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، قَالَ : فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى عُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ : ( لا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ، فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ ، أَوْ فِي أَوَّلِ مَنْ بُعِثَ ، فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام ، آخِذٌ بِالْعَرْشِ ، فَلا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي ، وَلا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ السَّلام ) .(1/300)
التخريج :-
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الخصومات ، باب مايذكر في الإشخاص 2/849ح2280 و كتاب أحاديث الأنبياء ، باب ( وإذ قال موسى لقومه ) 3/1251ح3227 وباب قول الله تعالى ( وإلى مدين ) 3/1254ح3233 وكتاب الرقاق ، باب نفخ الصور 5/2389ح6152،6153 وكتاب التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة 6/2715ح7034 وكتاب الفضائل ، باب من فضائل موسى ( 4/1843،1844،ح2373 ، وأبو داود في كتاب السنة ، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 4/217ح4671 والترمذي في كتاب التفسير ، باب ومن سورة الزمر 5/373ح3245 وأحمد 2/264ح7576 و 2/450ح9820 كلهم عن أبي هريرة ( .
الحديث العاشر :
[ح259]
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ( ، قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ ، جَاءَ يَهُودِيٌّ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ، فَقَالَ : ( مَنْ ؟ ) قَالَ : رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ ، قَالَ : (ادْعُوهُ ، فَقَالَ أَضَرَبْتَهُ ) ، قَالَ : سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ ، وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ ، قُلْتُ : أَيْ خَبِيثُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأنْبِيَاءِ ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، فَلا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأولَى ) .
التخريج :-(1/301)
خرجه البخاري في كتاب الخصومات ، باب مايذكر في الإشخاص 2/850ح2281 - واللفظ له - وكتاب تفسير القرآن ، باب ( ولما جاء موسى لميقاتنا ) 4/1700ح4362 وكتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى ( وواعدنا ) 3/1245ح3217 وكتاب الديات ، باب إذا لطم المسلم يهودياً 6/2534ح6518،6519 وكتاب التوحيد ، باب وكان عرشه على الماء 6/2701ح6991 ومسلم في كتاب الفضائل ، باب من موسى ( 4/1845ح2374 وأبوداود في كتاب السنة ، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام 4/217ح4668 وأحمد 3/31ح11283 و 3/33ح11304 و 3/40ح11383 كلهم من حديث أبي سعيد الخدري ((1/302)
قال ابن القيم رحمه الله : فإن قيل : فعند النفخ في الصور ، هل تبقى الأرواحُ حيةً ، كما هي ، أو تموت ، ثم تحيا ، قيل : قد قال تعالى ( (((((((( ((( (((((((( (((((((( ((( ((( ((((((((((((( ((((( ((( (((((((( (((( ((( (((((( (((( ( (637) فقد استثنى اللهُ سبحانه بعضَ من في السموات ، ومن في الأرض من هذا الصعق ، فقيل : هم الشهداء ، هذا قول أبى هريرة ، وابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وقيل : هم جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، وهذا قول مقاتل ، وغيرِهِ وقيل : هم الذين في الجنة من الحور العين ، وغيرهم ، ومن في النار ، من أهل العذاب ، وخزنتها ، قاله : أبو إسحق بن شاقلا من أصحابنا ، وقد نص الإمام أحمد : على أن الحور العين ، والولدان ، لا يمتن عند النفخ في الصور ، وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة ، ( لا يذوقون فيها الموت ، إلا الموتة الأولى ) ، وهذا نص على أنهم لا يموتون غير تلك الموتة الأولى ، فلو ماتوا مرة ثانية لكانت موتتان ، وأما قول أهل النار : ( (((((((( ((((((((( (((((((((((( ((((((((((((((( (((((((((((( ( (638) فتفسير هذه الآية التي في البقرة ، وهي قوله تعالى ( (((((( ((((((((((( (((((( ((((((((( (((((((((( ((((((((((((( ( (((( ((((((((((( (((( ((((((((((( ( (639) فكانوا أمواتاً وهم نطف في أصلاب آبائهم ، وفي أرحام أمهاتهم ، ثم أحياهم بعد ذلك ، ثم أماتهم ، ثم يحييهم يوم النشور ، وليس في ذلك اماتةُ أزواجهم قبل يوم القيامة ، وإلا كانت ثلاثُ موتات ، وصعقُ الأرواحِ عند النفخ في الصور ، لا يلزم منه موتُها ، ففي الحديث الصحيح ( فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ ، أَوْ فِي أَوَّلِ مَنْ بُعِثَ ، فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام ، آخِذٌ بِالْعَرْشِ ، فَلا أَدْرِي أَحُوسِبَ(1/303)
بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ ) فهذا صعق في موقف القيامة ، إذا جاء الله تعالى لفصل القضاء ، وأشرقت الأرض بنوره ، فحينئذ تصعق الخلائق كلهم ، قال تعالى ( (((((((((( (((((( (((((((((( (((((((((( ((((((( ((((( ((((((((((( (((( ( (640) ولو كان هذا الصعق موتاً ، لكانت موتةً أخرى ، وقد تنبه لهذا جماعة من الفضلاء .
فقال أبو عبد الله القرطبى رحمه الله : ظاهر هذا الحديث ، أن هذه صعقة غَشْىٍ ، تكون يوم القيامة ، لاصعقةَ الموتِ الحادثةُ عن نفخ الصور ، قال : وقد قال شيخنا أحمد بن عمرو : وظاهر حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، يدل على أن هذه الصعقة ، إنما هي بعد النفخة الثانية ، نفخة البعث ، ونص القرآن يقتضى ، أن ذلك الإستثناءَ ، إنما هو بعد نفخة الصعق ، ولما كان هذا ، قال بعض العلماء : يحتمل أن يكون موسى ممن لم يمت من الأنبياء ، وهذا باطل .
وقال القاضي عياض رحمه الله : يحتمل أن يكون المراد بهذه صعقة فزع ، بعد النشور ، حين تنشق السموات والأرض ، قال : فتستقل الأحاديث والآثار ، ورد عليه أبو العباس القرطبى ، فقال : يرد هذا قوله في الحديث الصحيح : ( فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأْرضُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ) قال : وهذا إنما عند نفخة الفزع .(1/304)
قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله : وقال شيخنا أحمد بن عمرو : الذي يزيح هذا الاشكال إن شاء الله تعالى ، أن الموت ليس بعدم محض ، وإنما هو انتقال من حال إلى حال ، ويدل على ذلك ، أن الشهداء بعد قتلهم وموتهم أحياء عند ربهم يرزقون فرحين مستبشرين ، وهذه صفة الأحياء في الدنيا ، وإذا كان هذا في الشهداء ، كان الأنبياء بذلك أحق وأولى ، مع أنه قد صح عن النبي أنه قال ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأرض أَجْسَادَ الأنْبِيَاءِ ) وأنه اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء ، في بيت المقدس ، وفي السماء ، وخصوصاً بموسى ، وقد أخبر بأنه ما من مسلم يسلم عليه إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام ، إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع ، بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا ، بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين ، جاءوا ذلك كالحال في الملائكة ، فإنهم أحياء موجودون ولا تراهم ، وإذا تقرر أنهم أحياء فإذا نفخ في الصور نفخة الصعق ، صعق كل من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، فأما صعق غير الأنبياء فموت ، وأما صعق الأنبياء فالأظهر أنه غَشْيَةٌ ، فإذا نفخ في الصور نفخة البعث ، فمن مات حَيِيَ ومن غشى عليه أفاق ، ولذلك قال في الحديث المتفق على صحته : ( فأكون أول من يُفِيقُ )(641) فنبينا أول من يخرج من قبره قبل جميع الناس ، إلا موسى فإنه حصل فيه تردد ، هل بعث قبله من غَشْيَتِهِ ، أو بقى على الحالة التي كان عليها قبل نفخة الصعق مُفِيقاً ، لأنه حوسب بصعقة يوم الطور ، وهذه فضيلة عظيمة لموسى ، ولا يلزم من فضيلةٍ واحدةٍ أفضليتُهُ على نبينا مطلقاً ، لأن الشيء الجزئي ، لا يوجب أمراً كلياً . انتهى .(1/305)
قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله : ان حمل الحديث على صعقة الخلق يوم القيامة ، فلا إشكال ، وإن حُمِلَ على صعقة الموت عند النفخ في الصور ، فيكون ذِكْرُ يوم القيامة يراد به أوائله ، فالمعنى إذا نفخ في الصور نفخة البعث ، كنتُ أوَلَ من يرفع رأسه ، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش ، فلا أدرى أفاق قبلي أم جوزى بصعقة الطور ، قلت : وحمل الحديث على هذا لا يصح ، لأنه تردد ، هل أفاق موسى قبله أم لم يصعق ؟ بل جوزى بصعقة الطور ، فالمعنى لا أدرى أصُعِقَ أم لم يصعق ، وقد قال في الحديث : فأكونُ أولَ من يُفِيقُ وهذا يدل على أنه يصعق فيمن يصعق ، وان التردد حصل في موسى ، هل صعق وأفاق قبله من صعقته ، أم لم يصعق ، ولو كان المراد به الصعقة الأولى وهي صعقة الموت ، لكان قد جزم بموته وتردد ، هل مات موسى أم لم يمت ؟ وهذا باطل لوجوه كثيرة ، فعلم أنها صعقة فزع ، لاصعقة موت ، وحينئذ فلا تدل الآية على أن الأرواح كُلَها تموت عند النفخة الأولى ، نعم تدل على أن موت الخلائق عند النفخة الأولى ، وكل من لم يذق الموت قبلها فإنه يذوقُهُ حينئذ ، وأما من ذاق الموتُ ، أو من لم يكتب عليه الموت ، فلا تدل الآية على أنه يموت موتة ثانية والله أعلم .
فإن قيل : فكيف تصنعون بقوله في الحديث ( فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ) .
…قيل : لا ريب أن هذا اللفظ قد ورد هكذا ، ومنه نشأ الإشكالُ ، ولكنه دخل فيه على الراوي حديث في حديثٌ ، فركَّب بين اللفظين ، فجاء هذا ، والحديثان هكذا :-
أحدهما : إن الناس يصعقون يوم القيامة فأكونُ أولَ من يُفيق .
والثاني : أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة .(1/306)
ففي الترمذي وغيره ، من حديث أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا فَخْرَ وَبِيَدِي لِوَاءُ الْحَمْدِ وَلا فَخْرَ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ آدَمُ فَمَنْ سِوَاهُ إِلا تَحْتَ لِوَائِي وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأرْضُ وَلا فَخْرَ )(642) قَالَ أَبو عِيسَى : وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
فدخل على الراوى هذا الحديثُ ، في الحديث الآخر ، وكان شيخنا أبو الحجاج الحافظُ يقول ذلك .
فإن قيل : فما تصنعون بقوله : ( فَلا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي أَوْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ )(643) والذين استثناهم الله إنما هم مستَثْنَونَ من صعقة النفخة ، لا من صعقة يوم القيامة ، كما قال الله تعالى ( (((((((( ((( (((((((( (((((((( ((( ((( ((((((((((((( ((((( ((( (((((((( (((( ((( (((((( (((( ( (644) ولم يقع الإستثناءُ من صعقة الخلائق يوم القيامة .
قيل : هذا والله أعلم غير محفوظ ، وهو وهم من بعض الرواة ، والمحفوظ ما تواطأت الروايات الصحيحة من قوله ( فلا أدرى أفاق قبلى أم جوزى بصعقة الطور ) فظن بعض الرواة أن هذه الصعقةَ هي صعقةُ النفخةِ ، وأن موسى داخل فيمن استُثْنِى منها ، وهذا لا يلتئم على مساق الحديث قطعاً ، فإن الإفاقة حينئذٍ ، هي إفاقة البحث ، فكيف يقول لا أدرى ، أبعث قبلى أم جوزى بصعقة الطور ، فتأمله ، وهذا بخلاف الصعقة التي يصعقها الخلائق يوم القيامة ، إذا جاء الله سبحانه لفصل القضاء بين العباد ، وتجلى لهم فإنهم يصعقون جميعاً ، وأما موسى فإن كان لم يصعق معهم ، فيكون قد حوسب بصعقته يوم تجلى ربه للجبل فجعله دكاً ، فجعلت صعقة هذا التجلى عوضاً من صعقة الخلائق لتجلي الربِ يوم القيامة ، فتأمل هذا المعنى العظيم .(645)(1/307)
قال ابن حجر رحمه الله : في النفخة الأولى ، تنثر الكواكب ، وتخسف الشمس والقمر ، وتصير السماء كالمهل ، وتكشط عن الرءوس ، وتسير الجبال ، وتموج الأرض ، وتنشق الى أن تصير الهيئة ، ثم بين النفختين تطوى السماء والأرض ، وتبدل السماء والأرض ، إلى آخر كلامه في ذلك ، والعلم عند الله تعالى . (646)
واختلف أهل العلم في عدد النفخات فقال ابن حزم إنها أربع نفخات .
قال ابن حجر رحمه الله : زعم ابن حزم(647) أن النفخات يوم القيامة أربع الأولى نفخة إماتة يموت فيها من بقي حيا في الأرض ، والثانية نفخة إحياء يقوم بها كل ميت وينشرون من القبور ويجمَعُون للحساب ، والثالثةُ نفخة فزع وصعق يُفِيقُون منها كالمغشي عليه لا يموت منها أحد والرابعة نفخة إفاقة من ذلك الغَشِي وهذا الذي ذكره من كون الثنتين أربعاً ليس بواضح ، بل هما نفختان فقط ، ووقع التغايرُ في كل واحدة منهما باعتبار من يستمعها ، فالأول يموت بها كل من كان حياً ويُغْشَى على من لم يمت ممن استثنى الله ، والثانيةُ يعيش بها من مات ويُفِيقُ بها من غُشِيَ عليه والله أعلم .(648)
قال الحافظ ابن حجر : رأيت في كلام ابن العربي أنها ثلاث : نفخة الفزع كما في النمل ، ونفخة الصعق كما في الزمر ، ونفخة البعث ، وهي المذكورة في الزمر أيضاً .(649)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وجدت مستند ابن العربي في حديث الصور الطويل فقال فيه " ثم ينفخ في الصور ثلاث نفخات ، نفخة الفزع ، ونفخة الصعق ، ونفخة القيام لرب العالمين . أخرجه الطبري هكذا مختصراً ، وقد ذكرت أن سنده ضعيف ، ومضطرب .(650)
وإلى هذا القولِ ذهب الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله قال : فأما النفخات في الصور فثلاث ، نفخة الفزع ، ثم نفخة الصعق ، ثم نفخة البعث .(651)
وقال أيضاً ابن كثير رحمه الله : وقوله ( : ( ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلا أَصْغَى لِيتًا(652) وَرَفَعَ لِيتًا )(653)(1/308)
اللِّيتُ : هو صفحة العنق ، أي : أمال عنقه ، ليستمعه من السماء جيداً .
فهذه نفخة الفزع ، ثم بعد ذلك نفخة الصعق ، وهو الموت ، ثم بعد ذلك نفخة القيام لرب العالمين ، وهو النشور من القبور لجميع الخلائق .(654)
قال القرطبي رحمه الله : وقيل : نفختان ، ونفخة الفزع : هي نفخة الصعق ، والسنة الثابتة على ما تقدم من حديث أبي هريرة ، وحديث عبدالله بن عمرو ، وغيرهما يدل على أنهما نفختان ، لا ثلاث وهو الصحيح إن شاء الله تعالى .(655)
والراجح أنهما نفختان ، كما نص على ذلك أبوعبدالله القرطبي ، قال : وإنما هما نفختان يموت الخلق في الأولى منهما ، ويحيون في الثانية .(656)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وقد ثبت في صحيح مسلم ، من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص ، أنهما نفختان ، ولفظه في أثناء حديث مرفوع ( ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد ، إلا أصغى ليتاً ، ورفع ليتاً ، ثم يرسل الله مطراً ، كأنه الطل ، فتنبت منه أجسادُ الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى ، فإذا هم قيام ينظرون )(657) ، وفي حديث أوس بن أوس الثقفي ، رفعه ( إن أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه الصعقة ، وفيه النفخة )(658) وفي كل ذلك دلالة على أنهما نفختان فقط .(659)
المبحث الثاني
ما يقع بعد النفخة الأولى ،
ومدة مابين النفختين
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : يموت بنفخة الصعق ، جميع الموجودين من أهل السموات والأرض ، من الإنس والجن ، والملائكة ، إلا من شاء الله ، فقيل : هم حملة العرش ، وجبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، وقيل : هم الشهداء ، وقيل غيرُ ذلك .(660)
قال تعالى ( (((((((( ((( (((((((( (((((((( ((( ((( ((((((((((((( ((((( ((( (((((((( (((( ((( (((((( (((( ( (661)
الحديث الأول :
[ح260](1/309)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ ) ، قَالُوا يَا أَبَا هُرَيْرَةَ : أَرْبَعُونَ يَوْمًا ، قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ شَهْرًا ، قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ سَنَةً ، قَالَ : أَبَيْتُ ، ( ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ ) قَالَ : ( وَلَيْسَ مِنَ الإنْسَانِ شَيْءٌ إِلا يَبْلَى ، إِلا عَظْماً وَاحِداً ، وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
التخريج :
خرجه مسلم - واللفظ له - في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب مابين النفختين 4/2270ح2955 ، والبخاري في كتاب تفسير القرآن ، باب ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض 4/1813ح4536 ، وباب يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً زمراً 4/1881ح4651(1/310)
قال ابن حجر رحمه الله : قول أبي هريرة ، لما قيل له أربعون سنة أبيت - بالموحدة ومعناه امتنعت - من تبيينه ، لأني لا أعلمه فلا اخوض فيه بالرأي ، وقال القرطبي في التذكرة : يحتمل قوله : امتنعت ، أن يكون عنده علم منه ، ولكنه لم يفسره ، لأنه لم تدع الحاجة الى بيانه ، ويحتمل أن يريد امتنعت ، أن أسأل عن تفسيره ، فعلى الثاني ، لا يكون عنده علم منه ، قال : وقد جاء أن بين النفختين أربعين عاماً ، قلت : وقع كذلك في طريق ضعيف ، عن أبي هريرة في تفسير بن مردويه ، وأخرج ابن المبارك في الرقائق ، من مرسل الحسن ، بين النفختين أربعون سنة ، الأولى يميت الله بها كل حي ، والأخرى يحيى الله بها كل ميت ، ونحوه ، ثم بن مردويه من حديث بن عباس ، وهو ضعيف أيضاً ، وعنده أيضاً ما يدل على أن أبا هريرة ، لم يكن عنده علم بالتعيين ، فاخرج عنه بسند جيد ، أنه لما قالوا أربعون ماذا قال هكذا سمعت ، واخرج الطبري ، بسند صحيح ، عن قتادة ، فذكر حديث أبي هريرة منقطعاً ، ثم قال : قال اصحابه : ما سألناه عن ذلك ولا زادنا عليه ، غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة ، وفي هذا تعقب على قولِ الحَلِيِمِي ، اتفقت الروايات على ان بين النفختين أربعين سنة ، قلت : وجاء فيما يصنع بالموتى بين النفختين ، ما وقع في حديث الصور الطويل (662) أن جميع الأحياء إذا ماتوا بعد النفخة الأولى ، ولم يبق الا الله ، قال سبحانه : أنا الجبار ، لمن الملك اليوم فلا يجيبه أحد ، فيقول : لله الواحد القهار .(663)(1/311)
قال أبوجعفر الطبري رحمه الله : وقال أبو هريرة ( إن الناس إذا ماتوا في النفخة الأولى أمطر عليهم من ماء تحت العرش يدعى ماء الحيوان أربعين سنة فينبتون كما ينبت الزرع من الماء حتى إذا استكملت أجسامهم نفخ فيهم الروح ثم يلقي عليهم نومةً فينامون في قبورهم فإذا نفخ في الصور الثانيةَ عاشوا وهم يجدون طعم النوم في رءوسهم ، وأعينهم ، كما يجد النائمُ حين يستيقظ من نومه فعند ذلك يقولون ( يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ) فناداهم المنادي (هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ) .(664)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : تبدل معالم الأرض فيما بين النفختين ، نفخة الصعق ، ونفخة البعث ، فتسير الجبال ، وتمد الأرض ، ويبقى الجميع صعيداً واحداً ، لا اعوجاج فيه ولا روابي َ ، ولا أودية ، كما قال تعالى ( ((((((((((((((( (((( ((((((((((( (((((( (((((((((( (((((( ((((((( ((((( ((((((((((( (((((( ((((((((( ((((( (( (((((( (((((( ((((((( (((( ((((((( ((((( ( (665) وقال تعالى ( ((((((( ((((((((((( ((((((((((( ((((((((( (((((( (((((( (((( (((((((((( ( (((((( (((( (((((((( (((((((( (((( (((((( ( ((((((( ((((((( ((((( ((((((((((( (((( ((666)(667)
المبحث الثالث
النفخة الثانية
الحديث الأول :
[ح261]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( إِنِّي أَوَّلُ مَنْ يَرْفَعُ رَأْسَهُ بَعْدَ النَّفْخَةِ الآخِرَةِ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى مُتَعَلِّقٌ بِالْعَرْشِ ، فَلا أَدْرِي أَكَذَلِكَ كَانَ ، أَمْ بَعْدَ النَّفْخَةِ ) .
التخريج :-(1/312)
خرجه البخاري - واللفظ له - في كتاب الخصوماب ، باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة 2/849ح2280 ، وكتاب أحاديث الأنبياء ، باب وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم 3/1251 ح3227 ، وباب قول الله تعالى وإلى مدين أخاهم 3/1254 ح3233 ، وكتاب تفسير القرآن ، باب ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض 4/1813ح4535 ، ، و كتاب الرقاق ، باب نفخ الصور قال مجاهد الصور كهيئة البوق 5/2389ح6152 ، وكتاب التوحيد ، باب في المشيئة والإرادة 6/2717ح 7034 ، ومسلم في كتاب الفضائل ، باب من فضائل موسى ( 4/1843،1844ح2373 ، والترمذي في كتاب تفسير القرآن ، باب ومن سورة الزمر 5/373ح3245 ، وأبوداود في كتاب السنة ، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام4/217ح4671 ، وأحمد2/264ح7576 ، 2/450ح9820 كلهم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، نحوه .
الحديث الثاني :
[ح262](1/313)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، قَالَ : بَيْنَمَا يَهُودِيٌّ يَعْرِضُ سِلْعَةً لَهُ ، أُعْطِيَ بِهَا شَيْئًا كَرِهَهُ ، أَوْ لَمْ يَرْضَهُ - شَكَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ - قَالَ : لا وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام عَلَى الْبَشَرِ ، قَالَ : فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ فَلَطَمَ وَجْهَهُ ، قَالَ : تَقُولُ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام عَلَى الْبَشَرِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، قَالَ : فَذَهَبَ الْيَهُودِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ لِي ذِمَّةً وَعَهْدًا ، وَقَالَ : فُلانٌ لَطَمَ وَجْهِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ ) ، قَالَ : قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام عَلَى الْبَشَرِ ، وَأَنْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، قَالَ : فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى عُرِفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ : ( لا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ، فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ) ، قَالَ : ( ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ ، أَوْ فِي أَوَّلِ مَنْ بُعِثَ ، فَإِذَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام ، آخِذٌ بِالْعَرْشِ ، فَلا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي ، وَلا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ السَّلام ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الأول ( النفخة الأولى ، واختلاف الناس في عدد النفخات ، في الفصل الثالث ، من الباب الثاني [ح258] ص403
الحديث الثالث :(1/314)
[ح263]
عَنِ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً ، قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو : إِنَّكَ تَقُولُ إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أُحَدِّثَكُمْ شَيْئًا ، إِنَّمَا قُلْتُ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدَ قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا ، كَانَ تَحْرِيقَ الْبَيْتِ ، قَالَ شُعْبَةُ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَلْبَثُ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ ، لا أَدْرِي أَرْبَعِينَ يَوْماً ، أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْراً ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ، فَيَظْهَرُ فَيُهْلِكُهُ ، ثُمَّ يَلْبَثُ النَّاسُ بَعْدَهُ سِنِينَ سَبْعاً ، لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ رِيحاً بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ الشَّامِ ، فَلا يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، إِلا قَبَضَتْهُ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ كَانَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عَلَيْهِ ، قَالَ : سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ ، وَأَحْلامِ السِّبَاعِ ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً ، وَلا يُنْكِرُونَ مُنْكَراً ) ، قَالَ : ( فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ، فَيَقُولُ : أَلا تَسْتَجِيبُونَ ، فَيَأْمُرُهُمْ بِالأوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارَّةٌ أَرْزَاقُهُمْ(668) ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ، فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ(1/315)
إِلا أَصْغَى لَهُ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَهُ ، فَيَصْعَقُ ، ثُمَّ لا يَبْقَى أَحَدٌ إِلا صَعِقَ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ ، أَوْ يُنْزِلُ اللَّهُ قَطْراً ، كَأَنَّهُ الطَّلُّ ، أَوِ الظِّلُّ ) - نُعْمَانُ الشَّاكُّ - ( فَتَنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى ، فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) ، قَالَ : ( ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ ، وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ) ، قَالَ : ( ثُمَّ يُقَالُ : أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ ) ، قَالَ : ( فَيُقَالُ : كَمْ ، فَيُقَالُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ ، تِسْعَ مِائَةٍ ، وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ، فَيَوْمَئِذٍ يُبْعَثُ الْوِلْدَانُ شِيباً ، وَيَوْمَئِذٍ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) .
التخريج :-
سبق تخريجه في المبحث الأول ( النفخ في الصور واختلاف الناس في عدد النفخات ، في الفصل الثالث من الباب الثاني [ح256] ص402
الحديث الرابع :
[ح264](1/316)
قَالَ عَبْد اللَّهِ : كَتَبَ إِلَيَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : كَتَبْتُ إِلَيْكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَقَدْ عَرَضْتُهُ وَجَمَعْتُهُ عَلَى مَا كَتَبْتُ بِهِ إِلَيْكَ ، فَحَدِّثْ بِذَلِكَ عَنِّي ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْحِزَامِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَيَّاشٍ السَّمَعِيُّ الأنْصَارِيُّ الْقُبَائِيُّ ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ دَلْهَمِ بْنِ الأسْوَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ الْعُقَيْلِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمِّهِ ، لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ دَلْهَمٌ : وَحَدَّثَنِيهِ أبو الأسْوَدِ ، عَنِ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطٍ ، أَنَّ لَقِيطًا خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ ، يُقَالُ لَهُ : نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ ، قَالَ لَقِيطٌ : فَخَرَجْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لانْسِلاخِ رَجَبٍ ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَافَيْنَاهُ حِينَ انْصَرَفَ مِنْ صَلاةِ الْغَدَاةِ ، فَقَامَ فِي النَّاسِ خَطِيبًا ، فَقَالَ : ( أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنِّي قَدْ خَبَّأْتُ لَكُمْ صَوْتِي مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، أَلا لأسْمِعَنَّكُمْ ، أَلا فَهَلْ مِنِ امْرِئٍ بَعَثَهُ قَوْمُهُ ، فَقَالُوا : اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَلا ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُلْهِيَهُ حَدِيثُ نَفْسِهِ ، أَوْ حَدِيثُ صَاحِبِهِ ، أَوْ يُلْهِيَهُ الضُّلالُ ، أَلا إِنِّي مَسْئُولٌ ، هَلْ بَلَّغْتُ ؟ أَلا اسْمَعُوا(1/317)
تَعِيشُوا ، أَلا اجْلِسُوا أَلا اجْلِسُوا ) ، قَالَ : فَجَلَسَ النَّاسُ ، وَقُمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ لَنَا فُؤَادُهُ وَبَصَرُهُ ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا عِنْدَكَ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ ، فَضَحِكَ لَعَمْرُ اللَّهِ ، وَهَزَّ رَأْسَهُ ، وَعَلِمَ أَنِّي أَبْتَغِي لِسَقَطِهِ ، فَقَالَ : ( ضَنَّ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ بِمَفَاتِيحِ خَمْسٍ مِنَ الْغَيْبِ ، لا يَعْلَمُهَا إِلا اللَّهُ ) ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ ، قُلْتُ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : ( عِلْمُ الْمَنِيَّةِ ، قَدْ عَلِمَ مَنِيَّةَ أَحَدِكُمْ ، وَلا تَعْلَمُونَهُ ، وَعِلْمُ الْمَنِيِّ حِينَ يَكُونُ فِي الرَّحِمِ ، قَدْ عَلِمَهُ وَلا تَعْلَمُونَ ، وَعَلِمَ مَا فِي غَدٍ ، وَمَا أَنْتَ طَاعِمٌ غَدًا ، وَلا تَعْلَمُهُ ، وَعَلِمَ الْيَوْمَ الْغَيْثَ يُشْرِفُ عَلَيْكُمْ ، آزِلِينَ(669) ، آدِلِينَ ، مُشْفِقِينَ ، فَيَظَلُّ يَضْحَكُ قَدْ عَلِمَ أَنَّ غَيْرَكُمْ إِلَى قُرْبٍ ) .(1/318)
قَالَ لَقِيطٌ لَنْ نَعْدَمَ مِنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا ، وَعَلِمَ يَوْمَ السَّاعَةِ ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : عَلِّمْنَا مِمَّا تُعَلِّمُ النَّاسَ ، وَمَا تَعْلَمُ ، فَإِنَّا مِنْ قَبِيلٍ لا يُصَدِّقُونَ تَصْدِيقَنَا أَحَدٌ ، مِنْ مَذْحِجٍ(670) الَّتِي تَرْبَأُ(671) عَلَيْنَا ، وَخَثْعَمٍ(672) الَّتِي تُوَالِينَا ، وَعَشِيرَتِنَا الَّتِي نَحْنُ مِنْهَا ، قَالَ : ( تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ، ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ، ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحَةُ(673) لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ شَيْءٍ إِلا مَاتَ ، وَالْمَلائِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَصْبَحَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ يُطِيفُ فِي الأرْضِ ، وَخَلَتْ عَلَيْهِ الْبِلادُ ، فَأَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاءَ بِهَضْبٍ(674) مِنْ عِنْدِ الْعَرْشِ ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ ، وَلا مَدْفِنِ مَيِّتٍ ، إِلا شَقَّتِ الْقَبْرَ عَنْهُ ، حَتَّى تَجْعَلَهُ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ ، فَيَسْتَوِي جَالِسًا ، فَيَقُولُ رَبُّكَ : مَهْيَمْ(675) لِمَا كَانَ فِيهِ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ أَمْسِ الْيَوْمَ ، وَلِعَهْدِهِ بِالْحَيَاةِ ، يَحْسَبُهُ حَدِيثًا بِأَهْلِهِ ) ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : كَيْفَ يَجْمَعُنَا بَعْدَ مَا تُمَزِّقُنَا الرِّيَاحُ ، وَالْبِلَى ، وَالسِّبَاعُ ، قَالَ : ( أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلاءِ(676) اللَّهِ الأرْضُ أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا وَهِيَ مَدَرَةٌ(677) بَالِيَةٌ ، فَقُلْتَ : لا تَحْيَا أَبَدًا ، ثُمَّ أَرْسَلَ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا السَّمَاءَ ، فَلَمْ تَلْبَثْ عَلَيْكَ إِلا أَيَّامًا حَتَّى أَشْرَفْتَ عَلَيْهَا ، وَهِيَ شَرْيَةٌ(678)(1/319)
وَاحِدَةٌ ، وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ ، لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ مِنَ الْمَاءِ ، عَلَى أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتَ الأرْضِ ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ الأصْوَاءِ(679) وَمِنْ مَصَارِعِهِمْ ، فَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، وَيَنْظُرُ إِلَيْكُمْ ) ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : كَيْفَ نَحْنُ مِلْءُ الأرْضِ ، وَهُوَ شَخْصٌ وَاحِدٌ ، نَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَيَنْظُرُ إِلَيْنَا ، قَالَ : ( أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَةٌ مِنْهُ صَغِيرَةٌ ، تَرَوْنَهُمَا وَيَرَيَانِكُمْ سَاعَةً وَاحِدَةً ، لا تُضَارُّونَ(680) فِي رُؤْيَتِهِمَا ، وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدَرُ عَلَى أَنْ يَرَاكُمْ وَتَرَوْنَهُ مِنْ أَنْ تَرَوْنَهُمَا وَيَرَيَانِكُمْ ، لا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا ) ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَمَا يَفْعَلُ بِنَا رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ إِذَا لَقِينَاهُ ، قَالَ : ( تُعْرَضُونَ عَلَيْهِ بَادِيَةٌ لَهُ صَفَحَاتُكُمْ(681) ، لا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ، فَيَأْخُذُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ بِيَدِهِ غَرْفَةً مِنَ الْمَاءِ ، فَيَنْضَحُ قَبِيلَكُمْ (682) بِهَا ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تُخْطِئُ وَجْهَ أَحَدِكُمْ مِنْهَا قَطْرَةٌ ، فَأَمَّا الْمُسْلِمُ فَتَدَعُ وَجْهَهُ مِثْلَ الرَّيْطَةِ الْبَيْضَاءِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْطِمُهُ(683) مِثْلَ الْحَمِيمِ(684) الأسْوَدِ ، أَلا(685) ثُمَّ يَنْصَرِفُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَفْتَرِقُ عَلَى أَثَرِهِ الصَّالِحُونَ ، فَيَسْلُكُونَ جِسْرًا مِنَ النَّارِ ، فَيَطَأُ أَحَدُكُمُ الْجَمْرَ ، فَيَقُولُ : حَسِّ(686) يَقُولُ رَبُّكَ عَزَّ وَجَلَّ : أَوَانُهُ ، أَلا فَتَطَّلِعُونَ عَلَى حَوْضِ الرَّسُولِ عَلَى أَظْمَأِ وَاللَّهِ نَاهِلَةٍ(687) عَلَيْهَا(1/320)
قَطُّ مَا رَأَيْتُهَا ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ ، مَا يَبْسُطُ وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَدَهُ ، إِلا وُضِعَ عَلَيْهَا قَدَحٌ يُطَهِّرُهُ مِنَ الطَّوْفِ(688) ، وَالْبَوْلِ ، وَالأذَى ، وَتُحْبَسُ الشَّمْسُ ، وَالْقَمَرُ ، وَلا تَرَوْنَ مِنْهُمَا وَاحِدًا ) ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَبِمَا نُبْصِرُ ، قَالَ : ( بِمِثْلِ بَصَرِكَ سَاعَتَكَ هَذِهِ ، وَذَلِكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، فِي يَوْمٍ أَشْرَقَتِ الأرْضُ وَاجَهَتْ بِهِ الْجِبَالَ ) ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَبِمَا نُجْزَى مِنْ سَيِّئَاتِنَا ، وَحَسَنَاتِنَا ، قَالَ : ( الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا ، إِلا أَنْ يَعْفُوَ ) ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِمَّا الْجَنَّةُ ، إِمَّا النَّارُ ، قَالَ : ( لَعَمْرُ إِلَهِكَ ، إِنَّ لِلنَّارِ لَسَبْعَةَ أَبْوَابٍ ، مَا مِنْهُنَّ بَابَانِ إِلا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا ، وَإِنَّ لِلْجَنَّةِ لَثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ ، مَا مِنْهُمَا بَابَانِ إِلا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا ) ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَعَلَى مَا نَطَّلِعُ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالَ : ( عَلَى أَنْهَارٍ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ، وَأَنْهَارٍ مِنْ كَأْسٍ ، مَا بِهَا مِنْ صُدَاعٍ ، وَلا نَدَامَةٍ ، وَأَنْهَارٍ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ، وَمَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ، وَبِفَاكِهَةٍ ، لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَعْلَمُونَ ، وَخَيْرٌ مِنْ مِثْلِهِ مَعَهُ ، وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ) ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَلَنَا فِيهَا أَزْوَاجٌ ، أَوْ مِنْهُنَّ مُصْلِحَاتٌ ، قَالَ : ( الصَّالِحَاتُ لِلصَّالِحِينَ ، تَلَذُّونَهُنَّ مِثْلَ لَذَّاتِكُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَيَلْذَذْنَ بِكُمْ ، غَيْرَ أَنْ لا تَوَالُدَ ) ، قَالَ لَقِيطٌ(1/321)
: فَقُلْتُ : أَقُضِيَ مَا نَحْنُ بَالِغُونَ ، وَمُنْتَهُونَ إِلَيْهِ ، فَلَمْ يُجِبْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا أُبَايِعُكَ ، قَالَ : فَبَسَطَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ،وَقَالَ : ( عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَزِيَالِ(689) الْمُشْرِكِ ، وَأَنْ لا تُشْرِكَ بِاللَّهِ إِلَهًا غَيْرَهُ ) ، قُلْتُ : وَإِنَّ لَنَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، فَقَبَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ، وَظَنَّ أَنِّي مُشْتَرِطٌ شَيْئًا لا يُعْطِينِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ : نَحِلُّ مِنْهَا حَيْثُ شِئْنَا ، وَلا يَجْنِي امْرُؤٌ إِلا عَلَى نَفْسِهِ ، فَبَسَطَ يَدَهُ ، وَقَالَ : ( ذَلِكَ لَكَ تَحِلُّ حَيْثُ شِئْتَ ، وَلا يَجْنِي عَلَيْكَ إِلا نَفْسُكَ ) ، قَالَ فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ ، ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ هَذَيْنِ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مِنْ أَتْقَى النَّاسِ فِي الأولَى ، وَالآخِرَةِ ) ، فَقَالَ لَهُ كَعْبُ ابْنُ الْخُدْرِيَّةِ أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلابٍ : مِنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( بَنُو الْمُنْتَفِقِ(690) أَهْلُ ذَلِكَ ) ، قَالَ : فَانْصَرَفْنَا : وَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : هَلْ لأحَدٍ مِمَّنْ مَضَى مِنْ خَيْرٍ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ ، قَالَ : ( قَالَ رَجُلٌ مِنْ عُرْضِ قُرَيْشٍ : وَاللَّهِ إِنَّ أَبَاكَ الْمُنْتَفِقَ ، لَفِي النَّارِ ) ، قَالَ : فَلَكَأَنَّهُ وَقَعَ حَرٌّ بَيْنَ جِلْدِي ، وَوَجْهِي ، وَلَحْمِي ، مِمَّا قَالَ : لأبِي ، عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ : وَأَبُوكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثُمَّ إِذَا الأخْرَى أَجْهَلُ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : وَأَهْلُكَ ، قَالَ : ( وَأَهْلِي لَعَمْرُ اللَّهِ(1/322)
مَا أَتَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ قَبْرِ عَامِرِيٍّ ، أَوْ قُرَشِيٍّ مِنْ مُشْرِكٍ ، فَقُلْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ مُحَمَّدٌ ، فَأُبَشِّرُكَ بِمَا يَسُوءُكَ ، تُجَرُّ عَلَى وَجْهِكَ وَبَطْنِكَ فِي النَّارِ ) ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا فَعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ ، وَقَدْ كَانُوا عَلَى عَمَلٍ ، لا يُحْسِنُونَ إِلا إِيَّاهُ ، وَكَانُوا يَحْسِبُونَ أَنَّهُمْ مُصْلِحُونَ ، قَالَ : ( ذَلِكَ ، لأنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ فِي آخِرِ كُلِّ سَبْعِ أُمَمٍ - يَعْنِي نَبِيًّا - فَمَنْ عَصَى نَبِيَّهُ ، كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ، وَمَنْ أَطَاعَ نَبِيَّهُ ، كَانَ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) .
التخريج :-
خرجه أبوداود في كتاب الأيمان والنذور ، باب ما جاء في يمين النبي ( 3/226ح3266 ، وأحمد - واللفظ له - 4/13 كلاهما من حديث لقيط بن صبرة .
دراسة الإسناد :-
في إسناده ، إبراهيم بن حمزة ، وعبدالرحمن بن المغيرة ، وعبدالرحمن بن عياش ، ودلهم بن الأسود ، والأسود بن عبدالله .
قال ابن حجر رحمه الله : إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، المدني ، أبو إسحاق ، صدوق ، من العاشرة ، مات سنة ثلاثين خ د س .(691)
وقال ابن حجر رحمه الله : عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حكيم بن حزام ، الأسدي ، الحزامي - بالزاي - المدني ، أبو القاسم ، صدوق ، من العاشرة خ د .(692)
وقال رحمه الله أيضاً : عبد الرحمن بن عياش - بتحتانية ومعجمة ويقال بموحدة ومهملة - السمعي - بفتح المهملة والميم بعدها مهملة - المدني القبائي - بضم القاف بعدها موحدة - مقبول ، من السابعة د .(693)
وقال أيضاً : دلهم - بسكون اللام وفتح الهاء - ابن الأسود بن عبد الله بن حاجب العُقيلي حجازي ، مقبول من السابعة د (694)(1/323)
وقال أيضاً : الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المُنْتَفِق ، مقبول ، من السادسة ، د .(695)
الحكم على الإسناد :-
قال الحاكم رحمه الله : هذا حديث جامع في الباب صحيح الإسناد كلهم مدنيون ولم يخرجاه .(696)
قال الهيثمي رحمه الله : رواه عبدالله ، والطبراني بنحوه ، وأحد طريقي عبدالله إسنادها متصل ، ورجالها ثقات ، والإسناد الآخر ، إسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط إن لقيطا .(697)
قال الألباني رحمه الله : إسناده ضعيف ، دلهم بن الأسود ، وجدُه ، عبدالله بن حاجب ، قال الذهبي رحمه الله : لا يعرفان . قلت : ومثلهما عبد الرحمن بن عياش الأنصاري ، وهو السمعي القبائي . وثقه ابن حبان ، وفي التقريب مقبول ، والحديث أخرجه أحمد ، وابن خزيمة ، من طريقين آخرين عن عبد الرحمن بن المغيرة الخزامي به ، إلا أنهما قالا عن أبيه بدل عن جده ، قلت : وأبوه مجهول أيضاً .(698)
الحديث الخامس :
[ح265](1/324)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، أَنَّهُ قَالَ خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ ، فَلَقِيتُ كَعْبَ الأحْبَارِ ، فَجَلَسْتُ مَعَهُ ، فَحَدَّثَنِي عَنِ التَّوْرَاةِ ، وَحَدَّثْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثْتُهُ أَنْ قُلْتُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ مَاتَ ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا وَهِيَ مُصِيخَةٌ (699) يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، شَفَقاً مِنَ السَّاعَةِ ، إِلا الْجِنَّ وَالإنْسَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ ، لا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا ، إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ، قَالَ كَعْبٌ : ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ ، فَقُلْتُ : بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ ، فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ ، فَقَالَ : صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ، فَقُلْتُ : مِنَ الطُّورِ ، فَقَالَ : لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ ، مَا خَرَجْتَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ( لا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ ، إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ ، إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا ، وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ(700) ، أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ) - يَشُكُّ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ ، فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبِ الأحْبَارِ ، وَمَا حَدَّثْتُهُ بِهِ(1/325)
فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَقُلْتُ : قَالَ كَعْبٌ ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ : كَذَبَ كَعْبٌ ، فَقُلْتُ : ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ ، فَقَالَ : بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ : صَدَقَ كَعْبٌ ، ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ : قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتَ لَهُ أَخْبِرْنِي بِهَا : وَلا تَضَنَّ عَلَيَّ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ : هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : وَكَيْفَ تَكُونُ آخِرَ سَاعَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي ، وَتِلْكَ السَّاعَةُ سَاعَةٌ لا يُصَلَّى فِيهَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ ، أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ ، فَهُوَ فِي صَلاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ ) ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَقُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَهُوَ ذَلِكَ .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الجمعة ، باب فضل الجمعة 2/585ح854 ، وأبوداود في كتاب الصلاة ، باب تفريع أبواب الجمعة ، باب فضل الجمعة 1/274ح1046 ، والترمذي في كتاب الجمعة ، باب ما جاء في فضل يوم الجمعة 2/359ح488 ، والنسائي في كتاب الجمعة ، باب ذكر الساعة التي يستجاب فيها الدعاء 3/114ح1430 ، ومالك - واللفظ له - في كتاب الندآء للصلاة ، باب ما جاء في الساعة التي في يوم الجمعة 1/108ح241، وأحمد 2/417ح9398 و 2/486ح10308 و 2/504ح10552 و 540ح10983 ، كلهم من حديث أبي هريرة .
المبحث الرابع
بعثُ الخلائقِ والخروجُ من القبور
الحديث الأول :
[ح266](1/326)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ( ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَوْماً بَارِزًا لِلنَّاسِ ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الإيمَانُ ، قَالَ : ( الإيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَلِقَائِهِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ الآخِرِ ) ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإسْلامُ ؟ قَالَ : ( الإسْلامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ ، وَلا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ) ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإحْسَانُ ؟ قَالَ : ( الإحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) ، قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : ( مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا ، إِذَا وَلَدَتِ الْمَرْأَةُ رَبَّتَهَا ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا كَانَ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ ، فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا ، فِي خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلا اللَّهُ ( (((( (((( (((((((( (((((( (((((((((( ((((((((((( (((((((((( (((((((((( ((( ((( ((((((((((( ( (701) ) ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : ( رُدُّوا عَلَيَّ ) ، فَأَخَذُوا لِيَرُدُّوا ، فَلَمْ يَرَوْا شَيْئاً ، فَقَالَ : ( هَذَا جِبْرِيلُ ، جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ ) .
التخريج :-(1/327)
خرجه البخاري- واللفظ له - في كتاب الإيمان ، باب سؤال جبريل النبي ( 1/27ح50 ، وفي كتاب تفسير القرآن ، باب إن الله عنده علم الساعة 4/1793ح4499 ، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان الإيمان والإسلام 1/39،40ح9،10 ، وابن ماجه في المقدمة ، باب في الإيمان 1/25ح46 ، وفي كتاب الفتن ، باب أشراط الساعة 2/1342ح4044 وأحمد 2/291،426ح7893،9497 كلهم من حديث أبي هريرة .
الحديث الثاني :
[ح267]
قال الترمذي : حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ ، حَتَّى يُؤْمِنَ بِأَرْبَعٍ ، يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ، وَيُؤْمِنُ بِالْمَوْتِ ، وَبِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَيُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ ) .
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ ، (قال) حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، عَنْ شُعْبَةَ نَحْوَهُ ، إِلا أَنَّهُ قَالَ رِبْعِيٍّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ عَلِيٍّ .
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عِنْدِي أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ النَّضْرِ ، وَهَكَذَا رَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ . حَدَّثَنَا الْجَارُودُ ، قَال : سَمِعْتُ وَكِيعًا ، يَقُولُ : بَلَغَنَا أَنَّ رِبْعِيًّا لَمْ يَكْذِبْ فِي الإسْلامِ كِذْبَةً .
التخريج :-
خرجه الترمذي - واللفظ له - في كتاب القدر ، باب بيان الإيمان والإسلام 4/452ح2145 وابن ماجه في كتاب الفتن ، باب في القدر 1/32ح81 وأحمد 1/97،133ح758،1112 كلاهما عن علي ( .
دراسة الإسناد :-
قلت : رجال إسناده كلهم ثقات .
الحكم على الإسناد :-(1/328)
سئل الدارقطني عن حديث ربعي بن حراش عن علي عن النبي ( ( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع ) فقال : حدث به شريك وورقاء وجرير وعمرو بن أبي قيس عن منصور عن ربعي عن علي وخالفهم سفيان الثوري وزايدة وأبو الأحوص وسليمان التيمي فرووه عن منصور عن ربعي عن رجل من بني راشد عن علي ، وهو الصواب .(702)(703)
قال المباركفوري رحمه الله : حديث علي هذا رجاله رجال الصحيح .(704)
قلت : إختلف الترمذي والدارقطني في سند هذا الحديث ، فرجح الترمذي رواية ربعي عن علي ، ورجح الدارقطني رواية ربعي عن رجل عن علي ، ولا أستطيع الحكم بينهما .
الحديث الثالث :
[ح268](1/329)
قَالَ أحمد : قَرَأْتُ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، وَحُمَيْدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ ، قَالا : لَقِينَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، فَذَكَرْنَا الْقَدَرَ ، وَمَا يَقُولُونَ فِيهِ ، فَقَالَ : إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ، فَقُولُوا : إِنَّ ابْنَ عُمَرَ مِنْكُمْ بَرِيءٌ ، وَأَنْتُمْ مِنْهُ بُرَآءُ ثَلاثَ مِرَارٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِي اللَّه عَنْه : أَنَّهُمْ بَيْنَا هُمْ جُلُوسٌ ، أَوْ قُعُودٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، جَاءَهُ رَجُلٌ يَمْشِي ، حَسَنَ الْوَجْهِ ، حَسَنَ الشَّعْرِ ، عَلَيْهِ ثِيَابٌ بيضٌ ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، مَا نَعْرِفُ هَذَا ، وَمَا هَذَا بِصَاحِبِ سَفَرٍ ، ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : آتِيكَ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَجَاءَ فَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ رُكْبَتَيْهِ ، وَيَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، فَقَالَ : مَا الإسْلامُ ؟ قَالَ : ( شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ) ، قَالَ : فَمَا الإيمَانُ ؟ قَالَ : ( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ ) ، قَالَ : فَمَا الإحْسَانُ ؟ قَالَ : ( أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ ، كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) ، قَالَ : فَمَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : ( مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا ، بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ) ، قَالَ : فَمَا أَشْرَاطُهَا ، قَالَ : ( إِذَا الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ(1/330)
الْعَالَةُ ، رِعَاءُ الشَّاءِ تَطَاوَلُوا فِي الْبُنْيَانِ ، وَوَلَدَتِ الإمَاءُ رَبَّاتِهِنَّ ) ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : عَلَيَّ الرَّجُلَ ، فَطَلَبُوهُ ، فَلَمْ يَرَوْا شَيْئاً فَمَكَثَ يَوْمَيْنِ ، أَوْ ثَلاثَةً ، ثُمَّ قَالَ : ( يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ عَنْ كَذَا وَكَذَا ) ، قَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ( ذَاكَ جِبْرِيلُ جَاءَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ) ، قَالَ : وَسَأَلَهُ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ ، أَوْ مُزَيْنَةَ ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فِيمَا نَعْمَلُ ، أَفِي شَيْءٍ قَدْ خَلا ، أَوْ مَضَى ، أَوْ فِي شَيْءٍ يُسْتَأْنَفُ الآنَ ؟ قَالَ : ( فِي شَيْءٍ قَدْ خَلا ، أَوْ مَضَى ) ، فَقَالَ رَجُلٌ ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ : فِيمَا نَعْمَلُ ؟ قَالَ : ( أَهْلُ الْجَنَّةِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأَهْلُ النَّارِ يُيَسَّرُونَ لِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ) .
قَالَ يَحْيَى قَالَ : هُوَ هَكَذَا - يَعْنِي كَمَا قَرَأْتَ عَلَيَّ - .
التخريج :-
خرجه مسلم في كتاب الإيمان ، باب بيان الإيمان والإسلام1/36ح8 وأبو داود في كتاب السنة ، باب في القدر 3/223ح4695 والترمذي في كتاب الإيمان ، باب ماجاء في وصف جبريل للنبي ( الإيمان والإسلام 5/6ح2610 والنسائي في كتاب الإيمان وشرائعه ، باب نعت الإسلام 8/97ح4990 وابن ماجه في المقدمة ، باب في الإيمان 1/24ح63 وأحمد- واللفظ له - 1/27ح184و 1/51ح367 كلهم عن عمربن الخطاب ( .
الحديث الرابع :
[ح269](1/331)
قال أحمد : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ : إِنَّ عِنْدَنَا رِجَالا يَزْعُمُونَ أَنَّ الأمْرَ بِأَيْدِيهِمْ ، فَإِنْ شَاءُوا عَمِلُوا ، وَإِنْ شَاءُوا لَمْ يَعْمَلُوا ، فَقَالَ : أَخْبِرْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ ، وَأَنَّهُمْ مِنِّي بُرَآءُ ، ثُمَّ قَالَ : جَاءَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَا الإسْلامُ ؟ فَقَالَ : ( تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ) ، قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَأَنَا مُسْلِمٌ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ ) ، قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَمَا الإحْسَانُ ؟ قَالَ : ( تَخْشَى اللَّهَ تَعَالَى كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لا تَكُ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) ، قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُحْسِنٌ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ ) ، قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَمَا الإيمَانُ ؟ قَالَ : ( تُؤْمِنُ بِاللَّهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْبَعْثِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ ، وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَالْقَدَرِ كُلِّهِ ) ، قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَنَا مُؤْمِنٌ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ ) ، قَالَ : صَدَقْتَ .
التخريج :-
خرجه أحمد 1/28ح191 و 1/52ح374 و 2/107ح5856 عن عبدالله بن عمر ( .
دراسة الإسناد :-(1/332)
في إسناده علي بن زيد ، قال يوسف المزي : علي بن زيد بن جدعان وهو علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة ، قال عثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين ليس بذاك القوي وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين ضعيف وقال أبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين ليس بذاك وقال مرة أخرى ضعيف في كل شيء وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين ليس بشيء وقال في موضع آخر ليس بحجة وقال في موضع آخر علي بن زيد أحب إلي من بن عقيل ومن عاصم بن عبيد الله وقال أحمد بن عبد الله العجلي يكتب حديثه وليس بالقوي وقال في موضع آخر كان يتشيع لا بأس به(705)
الحكم على الإسناد :-
سنده صحيح ولا يضر وجود علي بن زيد في السند الأول ، فإن في السند الثاني سويد بن إسحاق ، وهو ثقة .
الحديث الخامس :
[ح270]
قال أحمد : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ ، أَنَّهُ جَاءَ بِأَمَةٍ سَوْدَاءَ ، وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ عَلَيَّ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً ، فَإِنْ كُنْتَ تَرَى هَذِهِ مُؤْمِنَةً ، أَعْتَقْتُهَا ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَشْهَدِينَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) ، قَالَتْ : نَعَمْ قَالَ : ( أَتَشْهَدِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ) ، قَالَتْ : نَعَمْ قَالَ : ( أَتُؤْمِنِينَ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ) ، قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : ( أَعْتِقْهَا ) .
التخريج :-
خرجه أحمد - واللفظ له - 3/451 ومالك في كتاب العتق والولاء ، باب مايجوز من العتق 2/777ح1469 كلاهما عن رجل من الأنصار ، نحوه .
دراسة الإسناد :-(1/333)
قال الشوكاني رحمه الله : حديث عبيدالله بن عبدالله رواه أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن رجل من الأنصار وهذا إسناد رجاله أئمة وجهالة الصحابي مغتفرة كما تقرر في الأصول . نيل الأوطار 9 / 152
الحكم على الإسناد :-
الإسناد صحيح .
الحديث السادس :
[ح271]
قال أحمد : حَدَّثَنَا عَفَّانُ : حَدَّثَنَا أَبَانُ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي سَلامٍ ، عَنْ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( بَخٍ بَخٍ خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ ، لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ ، يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدَاهُ ) ، وَقَالَ : ( بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ ، مَنْ لَقِيَ اللَّهَ مُسْتَيْقِنًا بِهِنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَبِالْجَنَّةِ ، وَالنَّارِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْحِسَابِ ) .
التخريج :-
خرجه أحمد 3/443 و 4/237
دراسة السند :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح قلت والصحابي الذي لم يسم هو ثوبان إن شاء الله . مجمع الزوائد 10 / 88
الحكم على السند :-
الإسناد صحيح .
الحديث السابع :
[ح272](1/334)
قال أحمد : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلامٍ أَنَّ رَجُلاً حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( بَخٍ بَخٍ لِخَمْسٍ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ ) ، قَالَ رَجُلٌ : مَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ يُتَوَفَّى فَيَحْتَسِبُهُ وَالِدُهُ ، خَمْسٌ مَنِ اتَّقَى اللَّهَ بِهِنَّ مُسْتَيْقِناً دَخَلَ الْجَنَّةَ ، مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ، وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ ).
التخريج :-
خرجه الترمذي في كتاب الدعوات ، باب (78 ) 5/536ح3519 والدارمي في كتاب الطهارة ، باب ماجاء في الطهور 1/174ح654 وأحمد 4/260 و 5/363ح23123 و 5/365ح23148 ، 23149 - واللفظ له - و 5/370ح23188 و 5/372ح23208 كلهم عن رجل .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده كلهم ثقات ، وجهالة الصحابي لاتضر .
الحكم على الإسناد :-
قَالَ أَبو عِيسَى رحمه الله : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
الحديث الثامن :
[ح273](1/335)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ( ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا قَامَ يَتَهَجَّدُ مِنَ اللَّيْلِ ، قَالَ : ( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الْحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالْبَعْثُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَمُحَمَّدٌّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ ) .
التخريج :-(1/336)
خرجه البخاري في كتاب الجمعة ، باب التهجد بالليل 1/377ح1069 وكتاب الدعوات ، باب الدعاء إذا انتبه بالليل 5/2328ح5958 وكتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقّ ) 6/2689ح6950 وباب قول الله تعالى (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) 6/2709ح7004 و باب قول الله تعالى ( يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ) 6/2724ح7060 ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه 1/532ح769 ، وأبو داود في كتاب الصلاة ، باب مايستفتح به الصلاة من الدعاء 1/205ح771 ، والترمذي في كتاب الدعوات ، باب مايقول إذا قام من الليل الى الصلاة 5/481ح3418 ، والنسائي في كتاب قيام الليل وتطوع النهار ، باب ذكر مايستفتح به القيام 3/209ح1619 ، وابن ماجه في كتاب إقامة والسنة فيها ، باب ماجاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل 1/430ح1355 ، ومالك في كتاب الندآء ، باب ماجاء في الدعاء 1/215ح502 ، والدارمي في كتاب الصلاة ، باب الدعاء ثم التهجد 1/415ح1486 ، وأحمد 1/298ح2710 و 1/302ح2748 و 1/308ح2813 و 1/358ح3368 و 1/366ح3468 كلهم من حديث ابن عباس ( .
الحديث التاسع :
[ح274](1/337)
قال أحمد : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، أَخِي بَنِي عَبْدِ الأشْهَلِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلامَةَ بْنِ وَقْشٍ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ ، قَالَ : كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ يَهُودَ فِي بَنِي عَبْدِ الأشْهَلِ ، قَالَ : فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ ، قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَسِيرٍ ، فَوَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ عَبْدِ الأشْهَلِ ، قَالَ سَلَمَةُ : وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ مَنْ فِيهِ سِنّاً ، عَلَيَّ بُرْدَةٌ مُضْطَجِعاً فِيهَا ، بِفِنَاءِ أَهْلِي ، فَذَكَرَ الْبَعْثَ ، وَالْقِيَامَةَ ، وَالْحِسَابَ ، وَالْمِيزَانَ ، وَالْجَنَّةَ ، وَالنَّارَ ، فَقَالَ ذَلِكَ : لِقَوْمٍ أَهْلِ شِرْكٍ ، أَصْحَابِ أَوْثَانٍ ، لا يَرَوْنَ أَنَّ بَعْثاً كَائِنٌ بَعْدَ الْمَوْتِ ، فَقَالُوا لَهُ : وَيْحَكَ يَا فُلانُ ، تَرَى هَذَا كَائِناً ، إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلَى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ وَنَارٌ ، يُجْزَوْنَ فِيهَا بِأَعْمَالِهِمْ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ ، لَوَدَّ أَنَّ لَهُ بِحَظِّهِ مِنْ تِلْكَ النَّارِ ، أَعْظَمَ تَنُّورٍ فِي الدُّنْيَا ، يُحَمُّونَهُ ثُمَّ يُدْخِلُونَهُ إِيَّاهُ ، فَيُطْبَقُ بِهِ عَلَيْهِ ، وَأَنْ يَنْجُوَ مِنْ تِلْكَ النَّارِ غَدًا ، قَالُوا لَهُ : وَيْحَكَ ، وَمَا آيَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَبِيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نَحْوِ هَذِهِ الْبِلادِ ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ مَكَّةَ ، وَالْيَمَنِ ، قَالُوا : وَمَتَى تَرَاهُ ؟ قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيَّ ، وَأَنَا مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنّاً ، فَقَالَ : إِنْ يَسْتَنْفِدْ هَذَا الْغُلامُ عُمُرَهُ(1/338)
يُدْرِكْهُ ، قَالَ سَلَمَةُ : فَوَاللَّهِ مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ بِهِ ، بَغْيًا وَحَسَدًا ، فَقُلْنَا : وَيْلَكَ يَا فُلانُ ، أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ لَنَا فِيهِ ، مَا قُلْتَ ، قَالَ : بَلَى ، وَلَيْسَ بِهِ .
التخريج :-
خرجه أحمد 3/467 وقد تفرد به أحمد .
دراسة الإسناد :-
رجال إسناده ثقات ، إلا أن في إسناده محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي . (706)
الحكم على الإسناد :-
الإسناد حسن ، لوجود محمد بن إسحاق .
الحديث العاشر :
[ح275](1/339)
قال أحمد : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الإسْلامُ ؟ قَالَ : ( أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ ) ، قَالَ : فَأَيُّ الإسْلامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ( الإيمَانُ ) قَالَ : وَمَا الإيمَانُ ؟ قَالَ : ( تُؤْمِنُ بِاللَّهِ ، وَمَلائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ ) ، قَالَ : فَأَيُّ الإيمَانِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ( الْهِجْرَةُ ) ، قَالَ : فَمَا الْهِجْرَةُ ؟ قَالَ : ( تَهْجُرُ السُّوءَ ) ، قَالَ : فَأَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ( الْجِهَادُ ) قَالَ : وَمَا الْجِهَادُ ؟ قَالَ : ( أَنْ تُقَاتِلَ الْكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ ) ، قَالَ : فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ( مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ ، وَأُهْرِيقَ دَمُهُ ) ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثُمَّ عَمَلانِ ، هُمَا أَفْضَلُ الأعْمَالِ ، إِلا مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِهِمَا ، حَجَّةٌ مَبْرُورَةٌ ، أَوْ عُمْرَةٌ ) .
التخريج :-
خرجه ابن ماجه ، في كتاب الجهاد ، باب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى 2/934ح2794 ، وأحمد - واللفظ له - 4/114،385 كلاهما من طريق عمرو بن عبسة .
دراسة الإسناد :-
قال الهيثمي رحمه الله : رواه أحمد والطبراني في الكبير بنحوه ورجاله ثقات . (707)
الحكم على الإسناد :-
الإسناد صحيح .
الخاتمة
ظهر لي من خلال العمل في هذا البحث ، بعض القضايا ، التي تقتضي البيان ، والتوضيح ، والتنويه ، وهي كالآتي :-(1/340)
أولاً : أن الإيمان بعذاب القبر ، يعد من مقتضيات الإيمان بالغيب ، وأن الإيمان بالغيب ، هو الإيمان باليوم الآخر ، واليوم الآخر ، هو الركن الخامس ، من أركان الإيمان ، التي لا يصح إيمان العبد إلا به .
ثانياً : أن حسن الظن ، يعتبر من كمان إيمان العبد ، وأن سوء الظن يعد من أكبر الكبائر الإعتقادية ، بعد الكفر ، لأنه يؤدي إليه .
ثالثاً : إن للموت علامات ، وقد ذكرتها ، يعرف بها المطيع ، من غير المطيع ، بلغت جميعها ، خمسة عشر علامة ، ثلاثة عشر من حسن الخاتمة ، واثنان من سوء الخاتمة ، أسأل الله حسن الخاتمة ، للجميع .
رابعاً : إن المؤمن يشعر بالسعادة ، من حين قبض روحه ، يشم رائحةً طيبةً ، ويرى وجوهاً حساناً ، وأما الكافر فإنه يرى ملائكةً سود الوجوه ، ويشمُ رائحةً كريهة .
خامساً : إن الروح لها اتصال بالبدن ، وبالقبر ، وجرمها في السماء ، بعد مفارقتها البدن ، كشعاع الشمس ، ساقط بالأرض ، وأصله متصل بالشمس .
سادساً : إن الضمة التي يجدها المؤمن ، عندما يوضع في قبره ، إنما هي ليست من عذاب القبر في شيئ ، إنما هي كالألم الذي يجده من يفقد ولده في الدنيا ، وكمن يجد ألم المرض ، وألم خروج نفسه .
سابعاً : إن الروح تعاد إلى الميت ، عندما يوضع في قبره ، وإن العذاب يكون تارة على البدن ، وتارة على الروح ، وتارة على كليهما .
ثامناً : إن الأدلة قد استفاضت من الكتاب والسنة ، على عذاب القبر , ولا مجال لردها ، لأنه أصبح معلومٌ من الدين بالضرورة .
تاسعاً : عذاب القبر ، يكون من عدم التنزه من البول ، والنميمة ، والغيبة ، والنوح على الميت ، وغيرها ، أما المنجية من عذاب القبر منها ، قرآة سوره الملك ، وعموم الأعمال الصالحة ، والموت يوم الجمعة ، والموت بمرض البطن ، وغيرها .
عاشراً : عذاب القبر ، منه ما ماهو دائم ، ومنه ماهو منقطع ، دائم للكفار ، ومنقطع لعصاة المؤمنين .(1/341)
الحادي عشر : مستقر الأرواح في البرزخ ، متفاوتة على حسب قربها ، وبعدها من الله ، منها ماهو في أعلى عليين ، وهي أرواح الأنبياء ، ومنها ماهو في حواصل طير خضر ، ومنها من يكون محبوساً في قبره ، ومنها من يكون محبوساً على باب الجنة .
الثاني عشر : إن أرواح الموتى تلتقي ، وتتعارف ، وتتزاور ، ويستبشر أحدهم بمقدم أقاربه ، ومعارفه ، إذا كانوا على عمل صالح .
الثالث عشر : إن الموتى تنتفع ، وتستبشر ، بسعي الأحياء ، وبما يقومون به من أعمال صالحة ، يهدونها لهم ، وقد ثبت ذلك .
الثالث عشر : إن الراجح في عدد نفخات الصور هي ثلاثة ، النفخة الأولى هي نفخة الفزع ، والثانية هي نفخة الصعق ، والثالثة هي نفخة البعث .
(1) خرجه مسلم في كتاب الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود 1/352ح486
(2) سورة لقمان ، آية ( 14 )
(3) سورة النساء ، آية (1)
(4) سورة آل عمران ، آية (102)
(5) سورة الأحزاب ، آية (71)
(6) خرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة ، باب ما جاء في الدعاء إذا قام الرجل من الليل 1/430ح1355 من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ ... ) وسيأتي تخريجه كاملاً في البحث الرابع ( بعث الخلائق والخروج من القبور ) في الفصل الثالث ، من الباب الثاني ص458
(7)شرح العقيدة الطحاوية لأبي جعفر الطحاوي ص 392 .
(8) المِطْرَقة الكبيرة التي تكون للحَدّاد ، النهاية في غريب الحديث 2 / 219
(9) الغُرْلُ جمع الأغْرَل وهو الأقْلَف والغُرْلَة القُلْفة النهاية في غريب الحديث3 /362
(10) مجموع فتاوى ابن تيمية 3/145
(11) مقدمة الإمام النووي رحمه الله ، في كتاب رياض الصالحين .
(12) رواه مسلم ، من حديث ابن عباس ، في كتاب المساجد ، ومواضع الصلاة ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه 1/528ح763
(13) لسان العرب ، لابن منظور 1 / 116(1/342)
(14) تفسير القرطبي ، للقرطبي 14 / 322
(15) كتاب التعريفات ، لعلي الجرجاني 1 / 127
(16) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ، للجوهري 1/419
(17) سورة المؤمنون آية (100)
(18) سورة الرحمن ، آية (20)
(19) سورة الفرقان ، آية (53)
(20) لسان العرب ، لابن منظور 3/8
(21) سورة المؤمنون ، آية (100)
(22) الروح ، لإبن القيم ص 73
(23) تفسير القرطبي ، للقرطبي 12/150
(24) الكَلُّوب : بالتشديد حَديدة مُعْوَجَّة الرأس . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 4/195
(25) موضع تدفن فيه النار حتى تَخْمُدَ . لسان العرب ، لابن منظور 3/165
(26) خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب ماقيل في أولاد المشركين 1/465ح1320
(27)الروح ، لابن القيم 1/59،58،57
(28) مجموع الفتاوى 4 / 284
(29) سورة التوبة ، آية ( 101 )
(30) سورة التوبة ، آية ( 101 )
(31) تفسير الطبري 11 / 11
(32) سورة الطور ، آية ( 47 )
(33)سورة الطور ، آية (47)
(34) تفسير الطبري ، للطبري 27/37
(35) سورة غافر ، آية (45)
(36) سورة غافر ، آية (46)
(37) تفسير ابن كثير ، لابن كثير 4/82
(38) فيض القدير ، للمناوي 4 / 310
(39) الفصل في الملل والأهوآء والنحل ، لابن حزم 4/117
(40) المعتزلة : سموا بذلك ، لما اعتزلوا الجماعة ، بعد موت الحسن البصري رحمه الله ، في أوائل المائة الثانية ، وكانوا يجلسون معتزلين . العقيدة الطحاوية ، للإمام علي بن علي بن أبي العز . ص524
(41) الخوارج : أطلقت على أولئك النفر ، الذين خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بعد قبوله التحكيم عقب معركة صفين ، إذ اعتبر هؤلاء التحكيم خطيئة تؤدي إلى الكفر ، ومن ثم طلبوا من علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أن يتوب من هذا الذنب . دراسة عن الفرق وتاريخ المسلمين الخوارج والشيعة ، للدكتور أحمد جلي ص 35(1/343)
(42) الجهمية : هم المنتسبون إلى جهم بن صفوان السمرقندي ، وهو الذي أظهر نفي الصفات والتعطيل . العقيدة الطحاوية ص 526
(43) القرآنيون : هم طائفة مبتدعة ظهرت في الهند ، تأخذ بالقرآن دون السنة بزعمهم ، وهم ينكرون أحوال البرزخ ، والشفاعة ، للمؤمنين يوم القيامة وغير ذلك . أحاديث العقيدة في مسند الإمام أحمد أحاديث اليوم الآخر البرزخ وأحوال القيامة 1/226 ( رسالة ماجستير )
(44) الروافض : نشأت عندما أظهر عبدالله من سبأ الإسلام ، وأراد أن يفسد دين الإسلام بمكره ، وخداعه ، فأظهر التنسك ، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى سعى في فتنة عثمان ، وقتله . العقيدة الطحاوية ص 491
(45) سورة غافر ، آية (11)
(46) سورة البقرة ، آية (28)
(47) تفسير القرطبي ، للقرطبي 1 / 249
(48) زاد المسير في علم التفسير ، لابن الجوزي 1/58،57
(49) سورة البقرة ، آية (28)
(50) تفسير ابن كثير ، لابن كثير 4 / 74
(51) سورة النجم ، آية (23)
(52) سورة النجم ، آية (28)
(53) خرجه البخاري في كتاب أخبار الآحاد ، باب ما جاء في إجازة خبر الواحد الصدوق 6/2648ح6823 ، ومسلم في كتاب المساجد ، ومواضع الصلاة ، باب السهو في الصلاة والسجود له 1/404ح573
(54) خرجه البخاري في كتاب الإستئذآن ، باب التسليم والإستئذآن ثلاثاً 5/2305ح5890 ، ومسلم في كتاب الآدآب ، باب الإستئذآن3/1694ح2153
(55) تفسير القرطبي ، للقرطبي 2 / 152
(56) سورة التوبة ، آية (122)
(57) تفسير القرطبي ، للقرطبي 8 / 294
(58) سورة الحجرات ، آية (6)
(59) تفسير القرطبي ، للقرطبي 16/312(1/344)
(60) خرجه أبوداود - واللفظ له - في كتاب العلم ، باب فضل نشر العلم 3/322ح3660 ، والترمذي في كتاب العلم ، باب ماجاء في الحث على تبليغ السماع 5/34ح2657 ، وابن ماجه في المقدمة ، باب من بلغ علماً 1/84ح230 ، والدارمي في المقدمة ، باب الإقتدآء بالعلماء 1/86ح229 ، وأحمد 5/183ح21630 كلهم عن زيد بن ثابت ، نحوه .
(61) صحيح سنن أبي داود ، للألباني 2/697
(62) سورة المائدة ، آية (93)
(63) الفصل في الملل والأهوآء والنحل ، لابن حزم الظاهري 4/117
(64) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ، لابن تيمية 4/117
(65) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 4/262
(66) هو محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن زيد بن أبي الموطأ الجبائي ، أبو علي ، رأس المعتزلة ، ومن انتهت إليه رياستهم ، وكان من رأيه ، تقديم أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، والوقف على أبي بكر ، وعلي ، توفي سنة ثلاث وثلاث مائة ، وله ثمان وستون سنة . لسان الميزان ، لابن حجر 5 / 271
(67) عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان ، مولى عثمان بن عفان ، وهو أبو هاشم بن أبي علي الجبائي ، المتكلم ، شيخ المعتزلة ، ومصنف الكتب على مذاهبهم ، سكن بغداد الى حين وفاته ، مات في سنة إحدى وعشرين ، وكان عمره ستاً وأربعين سنة ، وثمانية أشهر ، وإحدى وعشرين يوماً . تاريخ بغداد ، للحافظ محب الدين البغدادي 11 / 55
(68) عبد الله بن احمد بن محمود البلخي ، أبو القاسم الكعبي ، من كبار المعتزلة ، وله تصنيف في الطعن على المحدثين ، يدل على كثرة اطلاعه ، وتعصبه ، وتوفي سنة تسع عشرة ، وثلاث مائة ، وذكر المصنف في تاريخ الإسلام ، أنه كان داعية الى الاعتزال . لسان الميزان ، لابن حجر 3 / 255
(69) سورة المؤمنون ، آية (115)
(70) سورة آل عمران ، آية (182)
(71) كما ( ( (((((((((( (((((((( (((((((((( ((((((((((( ( ((((((( ((( ((((( (((((( ((((((( (((( سورة ق ، آية (19)(1/345)
(72) سورة الحشر ، آية ( 18 ، 19)
(73) قال تعالى : ( (((( (((((((((( ((((((((((( ((((((( (((( (((((((((((( ((((((((((( ( (الحشر 19)
(74) قال ميمون بن مهران : سمعت الضحاك بن قيس يقول : اذكروا الله في الرخاء ، يذكركم في الشدة ، فإن يونس كان عبداً صالحاً ذاكراً لله ، فلما وقع في بطن الحوت قال الله : ( (((((((( ((((((( ((((( (((( (((((((((((((((( ((((( (((((((( ((( (((((((((( (((((( (((((( ((((((((((( ( (الصافات 143،144) ، وإن فرعون كان عبداً طاغياً ناسياً لذكر الله ، فلما ( (((((((((( (((((((((( ((((( (((((((( ((((((( (( ((((((( (((( (((((((( ((((((((( ((((( (((((((( (((((((((((( (((((((( (((( ((((((((((((((( (((( ( ( سورة يونس ، آية 90 ) مصنف ابن أبي شيبة 7/138
(75) جامع العلوم والحكم ، لابن رجب 1/190
(76) سورة فصلت ، آية (23)
(77) شرح النووي على صحيح مسلم 17/210
(78) سورة فصلت ، آية ( 23 )
(79) سورة الأعراف ، آية ( 99 )
(80) فيض القدير ، للمناوي 2/78
(81) ارْتِفاعُ الأجْفان إلى فَوْق ، وتَحْديدُ النَّظر وانْزِعاجه . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 2 / 450
(82) الغَرْغَرة عند الموت ، وتَرَدّد النَّفَس . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 1/ 389
(83) أي ارتعد . لسان العرب ، لابن منظور 5/95
(84) يَبِسَت . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 4/204
(85) سورة الفتح ، آية (15)
(86) شرح النووي على صحيح مسلم 17/9 ،10 ،11
(87) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 494
(88) علل الترمذي ، لأبي طالب القاضي 1/370
(89) تقريب التهذيب ص 700
(90) علل الدارقطني ، للدارقطني 7/44
(91) صفحة 489،490
(92) فتح الباري ، لابن حجر 7 / 14
(93) باب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب . لسان العرب ، لابن منظور 3 / 14
(94) شرح النووي على صحيح مسلم 15 / 150(1/346)
(95) الإستيعاب ، لابن عبد البر 4/1764، 1765
(96) مجمع الزوائد ، للهيثمي 9/24
(97) لسان الميزان ، لابن حجر 2 / 51
(98) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص 467
(99) شرح الموطأ ، لمحمد عبد الباقي 2/126
(100) الاستيعاب ، لابن عبد البر 4/ 1765
(101) التمهيد ، لابن عبد البر 20/111
(102) سورة الواقعة ، آية (88،89)
(103) سورة الواقعة ، آية (92،93)
(104) الفتح الرباني ، لأحمد البنا 7/34 ، 35
(105) قولها سَحْرِي : والسحر ما تعلق بالحلقوم, ولهذا قيل للرجل إذا جبن : قد انتفخ سَحْرُه , كأنهم إنما أرادوا الرئة وما معها. الغريب لابن سلام 4/322
(106) نحري : موضع القِلادة من الصدر . مختار الصحاح 1/270
(107) الريق : الذي تمجه من فيك . مختار الصحاح 1/257
(108) الرِّكْوَةُ : إناء للماء . مختار الصحاح 1/107
(109) العُلْبةُ: قَدَحٌ ضخْم من جلود الإِبل ، وقيل: العُلْبة من خشب ، كالقَدَحِ الضَّخْمِ يُحْلَبُ فيها وقيل: إِنها كهيئةِ القَصْعةِ مِن جِلد، ولها طَوْق من خشب. وقيل : مِحْلَبٌ من جلد . لسان العرب ، لابن منظور 1/628
(110) عمر بن سعيد ، أحد الرواة في السند .
(111) قال ابن الأثير رحمه الله : معناه وصفهم بالسكون والوقار وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة لأن الطير لا تكاد تقع الا على شيء ساكن . النهاية في غريب الحديث 3/150
(112) ينكت : إذ انْتَبه أي يُفَكِّر ويُحدِّث نفسَه واصله من النَّكْتِ بالحَصَى ونَكْتِ الأرضِ بالقَضيب وهو أن يُؤثِّرَ فيها بِطَرَفِه فِعْلَ المُفَكِّر المَهْموم . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 5 / 112
(113) السُّفُود : بالتشديد حديدة ذات شُعَب مُعَقَّفَة معروف يُشوى به اللحم . لسان العرب 3 / 218
(114) جيفة : وهي الجُثَّة الميِّتة المنتنة . لسان العرب 9 / 38
(115) سورة الأعراف ، آية (40)
(116) سورة الحج ، آية (31)
(117) عون المعبود ، لمحمد شمس الحق آبادي 13/68(1/347)
(118) معرفة الثقات ، للعجلي 1/366
(119) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/547
(120) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/213
(121) المستدرك على الصحيحين ، للحاكم 1/96
(122) المستدرك على الصحيحين ، للحاكم 1/208
(123) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3/50
(124) صحيح سنن أبي داود ، للألباني 3/899
(125) شرح النووي على صحيح مسلم ، للنووي 6/219
(126) قال الصنعاني رحمه الله في سبل السلام : وكأن المراد بقول لا إله إلا الله أي وقول محمد رسول الله ، فإنها لا تقبل إحداهما إلا بالأخرى كما علم 2/90
(127) إرواء الغليل : 3/149
(128) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/101
(129) ضعيف سنن ابن ماجه ، للألباني ، ص 108
(130) مشكاة المصابيح ، للألباني 1/510
(131) طبقات الحفاظ ، للسيوطي 1/67
(132) الفتح الرباني ، للبنا 7/58
(133) تقريب التهذيب 1/333
(134) تقريب التهذيب 1/273
(135) المستدرك1/503
(136) صحيح سنن أبي داود 2/602
(137) الرشْح : العَرَق لأنه يَخرج من البدن شيئاً فشيئاً كما يرشح الإناء المُتخلخِل الأجزاء هـ . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 2/224
(138) الضعفاء والمتروكين ، لابن الجوزي 1/198
(139) جامع التحصيل ، لأبي سعيد العلائي 1/255
(140) سنن الترمذي ، للترمذي 3/310
(141) المستدرك ، للحاكم 1/513
(142) سير أعلام النبلاء ، للذهبي 5/51
(143) صحيح سنن الترمذي ، للألباني 1/289
(144) الكنى والأسماء ، مسلم بن الحجاج 1/700
(145) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص185
(146) مشكاة المصابيح للتبريزي 1/432
(147) كذا في النسخة ، وهو تصحيف عن بحير .
(148) العلل1/328
(149) صحيح سنن ابن ماجة 2/129
(150) الجرح والتعديل ، لابن أبي حاتم 5/219
(151) الفتح الرباني ، للبنا 14/30(1/348)
(152) قال ابن حجر رحمه الله ذات الجنب : هو ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للاضلاع وقد يطلق على ما يعرض في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفافات والعضل التي في الصدر والاضلاع فتحدث وجعا فالأول هوذات الجنب الحقيقي الذي تكلم عليه الأطباء قالوا ويحدث بسببه خمسة أعراض الحمى والسعال والنخس وضيق النفس والنبض المنشاري ويقال لذات الجنب أيضا وجع الخاصرة وهي من الأمراض المخوفة لأنها تحدث بين القلب والكبد وهي من سيء الأسقام ولهذا قال ( ما كان الله ليسلطها علي والمراد بذات الجنب . فتح الباري 10/172
(153) قال السيوطي رحمه الله : والمبطون شهيد قال في النهاية أي الذي يموت بمرض بطنه كالاستسقاء ونحوه . وقيل أراد هنا النفاس وهو أظهر قال البيضاوي من مات بالطاعون أو بوجع البطن ملحق بمن قتل في سبيل الله لمشاركته إياه في بعض ما يناله من الكرامة بسبب ما كابده من الشدة لا في جملة الأحكام والفضائل وصاحب ذات الجنب قال في النهاية هي الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر الى داخل وقلما يسلم صاحبها وصارت ذات الجنب علما لها وان كانت في الأصل صفة مضافة والمرأة تموت بجمع شهيدة قال في النهاية قيل هي التي تموت وفي بطنها ولد وقيل هي التي تموت بكرا . شرح السيوطي ، للسيوطي 4/10
(154)قال ابن حجر رحمه الله : : وأما المرأة تموت بجمع فهو بضم الجيم وسكون الميم وقد تفتح الجيم وتكسر أيضا وهي النفساء وقيل التي يموت ولدها في بطنها ثم تموت بسبب ذلك وقيل التي تموت بمزدلفة وهو خطأ ظاهر وقيل التي تموت عذراء والأول أشهر . فتح الباري 6/43
(155) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 382
(156) شرح النووي على صحيح مسلم ، للنووي 13/62
(157) المستدرك على الصحيحين ، للحاكم 1/503
(158) صحيح سنن النسائي ، للألباني 2/398
(159) الترغيب والترهيب ، للمنذري 2/332
(160) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/428(1/349)
(161) صحيح الترغيب والترهيب ، للألباني 2/150
(162) بِسَرَره : بفتح السين والراء ، ما يبقى بعد القطع من السرة ، بأن يعاد المقطوع إليه . فيض القدير 2 / 345
(163) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/470
(164) تعجيل المنفعة ، لابن حجر 2/517،518
(165) الطاعُونُ : المرضُ العامُّ والوَباء الذي يَفْسد له الهواءُ فتفسُدُ به الأمْزِجَة والأبْدان . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 3/127
(166) المبطون : فهو صاحب داء البطن وهو الاسهال مطلقا . شرح النووي على صحيح مسلم ، للنووي 13 /62،63
(167) يحي : هو ابن سيرين أخو حفصة ، ووقع في رواية مسلم ، يحي بن أبي عمرة ، وهو ابن سيرين ، لأنها كنيته سيرين ، وكانت وفاة يحي في حدود التسعين من الهجرة . فتح الباري ، لابن حجر 10/190
(168) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/ 288
(169) الفتح الرباني ، للبنا 14/38
(170) التحوّز : من الحَوْزة ; وهي الجانب , كالتَّنحِّى من الناحية , يقال : تحَّوز عنه وتحيزَّ , وتحييز تفعيل ، السنَّة أنّ الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه . الفائق 1/331
(171) مجمع الزوائد 5/300
(172) الأحاديث المختارة ، للمقدسي 8/298
(173) علل ابن أبي حاتم ، لابن أبي حاتم 1/320
(174) الفتح الرباني ، للبنا 14/34
(175) مجمع الزوائد 2/310
(176) شرح الزرقاني 4/303
(177) الترغيب والترهيب ، للمنذري 2/336
(178) صحيح الترغيب والترهيب ، للألباني 2/154(1/350)
(179) ورد فى حديثٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ الْعاصِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( أَنَّهُ اسْتَعَاذَ مِنْ سَبْعِ مَوْتَاتٍ ، مَوْتِ الْفَجْأَةِ ، وَمِنْ لَدْغِ الْحَيَّةِ ، وَمِنَ السَّبُعِ ، وَمِنَ الْغَرَقِ ، وَمِنَ الْحَرْقِ ، وَمِنْ أَنْ يَخِرَّ عَلَى شَيْءٍ ، أَوْ يَخِرَّ عَلَيْهِ شَيْءٌ ، وَمِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ فِرَارِ الزَّحْفِ ) أحرجه أحمد فى مسنده 4/204 - وقد أوردت موت الغرق والهدم هنا فى العلامة ( الثامنة ، والتاسعة ) بناءاً على ما ذكره العلماء من أنهما من علامات حسن الخاتمة ، و إن كان فى ظاهر الحديثين التعارض كونه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل موت الغرق من الشهادة ، ومرة استعاذ من الغرق ، ولكن يمكن الجمع بين الحديثين ، بأن يقال : التعوذ من الشيْ لا ينفي ثوابه ، كما هو الحال فى التعوذ من المرض ، ولكن لا ينفي ثواب الأجر إذا وقع المرض ، والله أعلم .
(180) قال عبد الرحمن السيوطي رحمه الله : الشهداء خمسة كما في الحديث ، وهم أكثر من ذلك وقد جمعتهم في كراسة فبلغوا ثلاثين وأشرت إليهم في شرح الموطأ قال القرطبي ولا تناقض ففي وقت أوحي إليه أنهم خمسة وفي وقت آخر أوحي إليه أنهم أكثر قلت وورد في أثر أن تعداد أسباب الشهادة خصوصية لهذه الأمة ولم يكن في الأمم السابقة شهيد إلا القتيل في سبيل الله خاصة . الديباج ، للحويني 4/508(1/351)
(181) قال أبو عمر رحمه الله : هذه ثلاثة أحاديث في واحد ، كذلك يرويها جماعة من أصحاب مالك ، وكذا هي محفوظة عن أبي هريرة ، أحدها حديث الذي نزع غصن الشوك عن الطريق ، والثاني حديث الشهداء ، والثالث قوله لو يعلم الناس ما في النداء إلى آخر الحديث ، وهذا القسم الثالث سقط ليحيى من باب وهو عنده في باب آخر ، منها ما ان ينبغي أن يكون في باب العتمة والصبح ، وقوله ولو يعلم الناس ما في النداء إلى قوله ولو حبوا فلم يروه عنه ابنه عبيد الله في ذلك الباب ورواه ابن وضاح عن يحيى وهو عند جماعة الرواة للموطأ عن مالك لا يختلفون في ذلك فيما علمت ، التمهيد لابن عبد البر 22 /11 .
(182) شرح النووي على صحيح مسلم ، للنووي 2 / 165
(183) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 656
(184) البيان والتعريف ، للحسيني 2/226
(185) أحكام الجنائز ص42
(186) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 497
(187) صحيح سنن النسائي ، للألباني 3/858
(188) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 259
(189) صحيح سنن النسائي ، للألباني 3/858
(190) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 550
(191) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص550
(192) مجمع الزوائد ، للهيثمي 6/244
(193) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص602
(194) مصباح الزجاجة ، للكناني 3/110،111
(195) صحيح سنن ابن ماجه ، للألباني 2/86
(196) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص359
(197) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص338
(198)مجمع الزوائد ، للهيثمي 6/244
(199) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص182
(200) مشكاة المصابيح ، للتبريزي 2/1124
(201) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/319
(202) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص 532
(203) مجمع الزوائد ، للهيثمي 5/289
(204) الضعفاء والمتروكين ، لابن الجوزي 2/211
(205) مصباح الزجاجة ، للكناني 3/156 ، والترغيب والترهيب ، للمنذري 2/245
(206) المغني ، لابن قدامة 9/167
(207) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 649(1/352)
(208) صحيح سنن الترمذي ، للألباني 2/133
(209) سبقت ترجمته في صفحة (123)
(210) مجمع الزوائد ، للهيثمي 5/289
(211) تقريب التهذيب ، للهيثمي 1/102
(212) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/ 109
(213) من تكلم فيه للذهبي 1/47
(214) مجمع الزوائد 2/324
(215) تقريب التهذيب ص386
(216) سورة الزلزلة ، آية (7)
(217) سورة الشعراء ، آية (89)
(218) سورة آل عمران ، آية (54)
(219) شرح النووي على صحيح مسلم ، للنووي 2 / 126،127
(220) قال ابن الأَعرابي : يقال ما يدع فلان شاذَّةً ولا فاذَّةً إِلا قتله إِذا كان شجاعاً لا يلقاه أَحد إِلا قتله . لسان العرب ، لابن منظور 3 / 495
(221) ذُبابُ السيف : طَرَفُه الذي يُضرَبُ به . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 2/ 152
(222) فتح الباري ، لابن حجر 11 / 330
(223) مجمع الزوائد ، للهيثمي 7 / 211
(224) الأحاديث المختارة ، للمقدسي 5/295
(225) مجمع الزوائد ، للهيثمي 7/212
(226) سورة النساء ، آية ( 13 )
(227) سورة النساء ، آية ( 14 )
(228) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص113
(229) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص269
(230) ضعيف الجامع الصغير وزيادته ، للألباني 2/47،48
(231) حُضِرَ المريض و احْتُضِرَ : إذا نزل به الموتُ . لسان العرب ، لابن منظور 4/199
(232) مسح : الكساء من الشَّعَر . لسان العرب، لابن منظور 2 / 596
(233) مصباح الزجاجة ، للكناني 4/250
(234) صحيح سنن النسائي ، للألباني 2/395
(235) قال أَبو زيد : التردي : رَدِيَ فلانٌ في القَلِيب يَرْدى و تردَّى من الجبل تَرَدِّياً. ويقال: رَدى في البئر وتَرَدَّى ، إِذا سَقَطَ في بئرٍ ، أَو نهرٍ من جبلٍ . لسان العرب ، لابن منظور 14/316
(236) الهَرَم : الكِبَر وقد هَرِم يَهْرم فَهو هَرِم جعل الهَرَم داءً تَشبيهاً به لأن المَوت يَتَعقبه كالأدواء . النهاية في غريب الحديث ، لابن منظور 5 / 260(1/353)
(237) قال الخطابي : إستعاذته من تخبط الشيطان عند الموت هو أن يستوليَ عليه عند مفارقة الدنيا فيضله ويحول بينه وبين التوبة أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قِبَلَهُ أو يؤيسه من رحمة الله أو يتكره الموت ويتأسف على الحياة الدنيا فلا يرضى بما …قضاه الله من الفناء والنقلة الى الدار الآخرة فيختم له بالسوء ويلقى الله وهو ساخطٌ عليه . معالم السنن ، شرح سنن أبي داود ، للخطابي 1/257
(238) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص306
(239) صحيح سنن أبي داود ، للألباني 2/288،289
(240) سبق في شدة الموت وسكراته ص 75
(241) شرح سنن ابن ماجه ، للسيوطي 1/105
(242) ضعفاء العقيلي 4/300
(243) تقريب التهذيب 1 / 560
(244) تقريب التهذيب 1/553
(245) مصباح الزجاجة 2/23
(246) ضعيف سنن ابن ماجة للألباني ص109 ، 110
(247) ريطة : كل مُلاءة ليست بِلِفْقَين ، وقيل كل ثوبٍ رقيق لَيِّن . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 2 / 289
(248) فيض القدير ، لعبد الرؤوف المناوي 2/398
(249) تهذيب الكمال ، للمزي 18 / 301
(250) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 362
(251) تعجيل المنفعة 1/154
(252) تعجيل المنفعة 2/271
(253) الفُسطاط : بيت من شعَر . لسان العرب 7/371
(254) المِجْمَر : بكسر الميم هو الذي يُوضَع فيه النار للبَخُور . النهاية في غريب الحديث 1/293 .
(255) تقريب التهذيب 1/351
(256) أنظر أحكام الجنائز ص72 ، للألباني ، وصحيح سنن النسائي ، للألباني 2/411،412
(257) سورة الدخان ، آية (29)
(258) تقريب التهذيب، لابن حجر 1 / 552
(259) تقريب التهذيب، لابن حجر 1 / 599
(260) أنظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته ، للألباني 5/124
(261)تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 570
(262)تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 296
(263) صحيح سنن الترمذي ، للألباني 2/267
(264) سبل السلام ، للصنعاني 2 / 110
(265) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 152(1/354)
(266) صحيح سنن الترمذي ، للألباني 1/306
(267) سبقت ترجمته في صفحة ( 129 )
(268) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/464
(269) صحيح سنن ابن ماجة ، للألباني 1/259
(270) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 178
(271) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 97
(272) مصباح الزجاجة ، للكناني 2 / 38
(273) ضعيف سنن ابن ماجة ، للألباني ص118
(274) سورة طه ، آية (55)
(275) الجبوب : هو المدر ، واحدها جبوة . النهاية في غريب الحديث 1/234
(276) الجرح والتعديل ، للرازي 5/315
(277) تهذيب الكمال ، للمزي 21/178،179
(278) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3/43
(279) الكَشْر : ظهور الأسنان للضَّحِك وكاشَرَه إذا ضَحِك في وجْهه وباسطه . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 4/176
(280) التِّنِّينُ : ضرْب من الحيّات من أَعظمها كأَكبر ما يكون منها . لسان العرب ، لابن منظور 13/74
(281) يَنْهِشُ نَهْشاً : تناوَل الشيء بفَمِه ليَعَضَّه فيؤثر فيه ولا يَجْرحه . لسان العرب ، لابن منظور 6/360
(282) خدش : خَدَشَ جلده ووجهَه يَخْدِشُه خَدْشاً: مزّقه. و الخَدْشُ : مَزقُ الجلد ، قلّ أَو كثر . لسان العرب، لابن منظور 6/292
(283)تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 466
(284) من تكلم فيه ، للذهبي 1/153
(285) الضعفاء والمتروكين ، لابن الجوزي 2/164
(286) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/393
(287)كشف الخفاء 2/118
(288) ضعيف سنن الترمذي ، للألباني ص280
(289)فيض القدير ، للمناوي 2/168
(290) سير أعلام النبلاء ، للذهبي 1 / 290
(291) لعله تصحيف في الرواية ، ليست تمرته ، وإنما ثمرته ، كما جاء في النهاية ، قال : ومنه حديث الحدّ ( فأتِيَ بسَوط لم تنقْطع ثَمرتُه ، أي طَرَفه الذي يكون في أسْفَله. النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 1 / 221(1/355)
وكذلك قد أورد ابن حجر الرواية في الفتح فقال : حديث أسماء ( ويسلط عليه دابة في قبره ، معها سوط ثمرته جمرة ، مثل غرب البعير ، تضربه ما شاء الله ، صماء ، لا تسمع صوته فترحمه ) فتح الباري ، لابن حجر 3 / 240
(292) غرب البعير : وهي الدلو الكبيرة . لسان العرب 3 / 437 . وقيل : َغرْبُ كل شيء أيضا حدُّهُ ، و الغَارِبُ ما بين السنام إلى العُنُق . مختار الصحاح 1 / 197
(293) مشعوف : شدة الفزع ، حتى يذهب بالقلب . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 2/481
(294) مصباح الزجاجة ، للكناني 4/252
(295) أنظر مشكاة المصابيح ، للتبريزي 1/50
(296)مجمع الزوائد ، للهيثمي 3/50
(297) الفتح الرباني ، للبنا 8/113
(298) هبل : أي أوقع في الهول والفزع ، على بناء المفعول ، من هاله هولاً : إذا أفزعه . حاشية السندي على مسند الإمام أحمد 17/36
(299) سورة إبراهيم ، آية (27)
(300)في مجمع الزوائد ، للهيثمي 3/48
(301) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 290
(302) مسند الإمام أحمد ، تحقيق شعيب الأرنؤوط 17/34
(303) سبقت ترجمته في صفحة (123)
(304) الفتح الرباني ، للبنا 8 /114
(305) مسند الإمام أحمد 23/65،66 تحقيق شعيب الأرناؤوط
(306) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3/47
(307) سبقت ترجمته في صفحة (123)
(308) تقريب التهذيب 1 / 185
(309) سبقت ترجمته في صفحة ( 122 )
(310) صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ، للأمير علاء الدين بن بلبان 7/384
(311) الفتح الرباني ، للبنا ، 8/107
(312) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/296
(313) المستدرك على الصحيحين ، للحاكم 1/526
(314) أنظر صحيح أبي داود ، للألباني 2/620
(315) السلسلة الصحيحة ، للألباني 3/380
(316) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/ 589
(317) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1/ 336
(318) السنة لابن أبي عاصم 2/ 417
(319) ظلال الجنة في تخريج السنة ، للألباني 2/403
(320) أنظر صحيح سنن النسائي ، للألباني 2/441(1/356)
(321) سير أعلام النبلاء ، للذهبي 1 / 290
(322) قلت قد نقل المناوي عن القرطبي ، قولاً غريباً في حق سعد ، وبحثت عنه ولم أجده منسوباً للقرطبي ، ولا لغيره . قال المناوي رحمه الله : وقال السلمي : ضغطة اختلفت لها ضلوعه ، قال أصحاب رسول الله ( : فلم ننقم من أمره شيئا ، إلا أنه كان لا يستبرى ء في أسفاره من البول ، هكذا ذكره القرطبي عنه ، ثم قال فقوله : ثم فرج عنه ، دليل على أنه جوزي على ذلك التقصير ، لا أنه يعذب بعد ذلك في قبره ، هذا لا يقوله إلا شاك في فضيلته ، وفضله ، ونصيحته ، وصحبته ، أترى من اهتز له عرش الرحمن ، كيف يعذب في قبره ، بعد ما فرج عنه ، هيهات ، لا يظن ذلك إلا جاهل بحقه ، غبي بفضيلته وفضله ، اهـ . قال الحكيم : فإن قيل : الذي يهتز العرش لموته كيف يضيق عليه ؟ قلنا : هذا خبر صحيح ، وذاك صحيح ، وإنما سبب ضم القبر أنه كان يُقصر في بعض الطهور ، فكان القوم لا يستنجون بالماء ، بل بالأحجار ، فلما نزل ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) التوبة آية (108) ففشا فيهم الطهور بالماء ، فمنهم من استنجى بالماء ، ومنهم من استمر على الحجر ، فأهل الاستقامة يَردون الُّلحود ، وقد يكون فيهم خصلة عليهم فيها تقصير ، فيردون اللحد مع ذلك التقصير ، غير نازعين عنه وليس ذلك بذنب ، ولا خطيئة ، فيعاتبون في قبورهم عليه ، فتلك الضمة نالت سعداً ، مع عظيم قدره ، لكونه عوتب في القبر بذلك التقصير ، فضم عليه ، ثم فرج ، ليلقى الله وقد حُط عنه دنس ذلك التقصير ، مع كونه غير حرَام ولا مكروه . فيض القدير ، للمناوي 5/333(1/357)
قلت : كلام المناوي رحمه الله فيه نظر ، حيث أن الضمة التي نالت سعداً رضي الله عنه لم تكن بسبب ذنب أو خطيئة معينة ، وإنما الضمة التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وقد نالت سعدٌ رضي الله عنه إنما هي لجميع المؤمنين والكافرين ، وهي ليست من العذاب في شيء ولكن قد تكون عذاباً للكافرين ، ولبعض عصاة المؤمنين ، والله أعلم .
(323) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3/46
(324) تعجيل المنفعة ، لابن حجر 1/ 395
(325) الفتح الرباني ، للبنا 8/134
(326) فيض القدير ، للمناوي 5/333
(327) حمائله : قال الأزهري : هي عُروق أُنْثَيَيْه . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 1 / 442
(328) الطِّمْر : الثوبُ الخَلَق . النهاية في غريب الحديث، لابن الأثير 3 / 138
(329) سبقت ترجمته في صفحة ( 117 )
(330) تقريب التهذيب، لابن حجر 1 / 471
(331) مجمع الزوائد، للهيثمي 3 / 46
(332) مجمع الزوائد، للهيثمي 3 / 46
(333) سير أعلام النبلاء ، للذهبي 1/ 291
(334) ولم أعثر على الرواية المتصلة في مسند الإمام أحمد ، وإنما وجدتها في كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد ، قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الله قال حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة ثنا سعد بن إبراهيم عن نافع عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للقبر ضغطة ولو كان أحد ناجيا منها نجا منها سعد بن معاذ . فضائل الصحابة لابن حنبل 2 / 824
(335) القول المسدد 1/81
(336) سورة طه ، آية (124)
(337) تفسير ابن كثير ، لابن كثير 3/170
(338) سورة غافر ، آية (46)
(339) قال السيوطي : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الإمام العلم الحافظ أبو جعفر الطبري ، أحد الأعلام ، وصاحب التصانيف الطواف . طبقات الحفاظ ، للسيوطي 1 / 310(1/358)
(340) لعله تصحيف ، وهو محمد بن كرام المتكلم ، قال الذهبي : محمد بن كرام السجستاني ، العابد المتكلم ، شيخ الكرامية ، ساقط الحديث على بدعته ، أكثر عن أحمد الجويباري ، ومحمد بن تميم السعدي ، وكانا كذابين . ميزان الإعتدال في نقد الرجال . ، للذهبي 6 / 314
(341) شرح النووي على صحيح مسلم 17 /200 ، 201
(342) فيض القدير، للمناوي 4/309
(343) شرح الصدور ، بشرح حال الموتى والقبور ، للسيوطي ص79
(344) سورة التوبة ، آية (101)
(345) سورة التوبة ، آية (101)
(346) تفسير الطبري ، للطبري 11 / 11
(347) سورة الطور ، آية (47)
(348)سورة الطور ، آية (47)
(349) تفسير الطبري، للطبري 27 / 37
(350) سورة غافر ، آية (45)
(351) سورة غافر ، آية (46)
(352) تفسير ابن كثير 4 / 82
(353) سورة غافر ، آية ( 46 )
(354)سورة غافر ، آية ( 46 )
(355) سورة طه ، آية ( 124 )
(356)تفسير الطبري 16 / 227
(357) سورة إبراهيم ، آية ( 27 )
(358) سيأتي تخريجه في الأحاديث الدالة على عذاب القبر .
(359) سورة المؤمنون ، آية (100)
(360) تفسير ابن كثير ، لابن كثير 3 / 257
(361) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3 / 56
(362) سورة إبراهيم ، آية (27)
(363) سورة إبراهيم ، آية (27)
(364) هو الذي جُعل في أنفه الخِشاشُ ، الخِشاش مُشْتقٌّ من خَشّ في الشيء ، إذا دَخَل فيه ، لأنه يُدخَل في أنف البَعير . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 2 / 34
(365) حسرته : أي كشطت ما عليه من لحائه . الغريب ، للخطابي 1 / 127
(366) انذلق : أي صار له حد ، يقطع به ، وذلق كل شيء حده ، وأذلقت الشيء إذا حددته . الغريب ، للخطابي 1 / 127
(367) التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ، للقرطبي 1/136
(368) سورة النمل ، آية (80)
(369) سورة فاطر ، آية (32)
(370) سورة الأنعام ، آية (164)
(371) سورة الأنعام ، آية (164)
(372) سورة الأنعام ، آية (164)(1/359)
(373) شرح النووي على صحيح مسلم ، للنووي 6 / 228،229
(374) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 401
(375) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 744
(376) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3 / 55
(377) مسند الإمام أحمد ، تحقيق شعيب الأرناؤوط 42/106
(378) القائل هو عبدالملك بن عمير .
(379) موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي ، أبو عيسى ، أو أبو محمد المدني ، نزيل الكوفة ، ثقة جليل ، من الثانية ، ويقال : إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، مات سنة ثلاث ومائة على الصحيح ع . تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 551
(380) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 613
(381) العلل ، للدارقطني 2/188
(382) ضعيف سنن النسائي ، للألباني ص237 ، وفي ضعيف سنن ابن ماجه ص310 ، وفي ضعيف سنن أبي داود ص151
(383) المستدرك على الصحيحين ، للحاكم 1 / 712
(384) تقريب التهذيب ، لابن حجر ج1/ 423
(385) علل ابن أبي حاتم ، لابن أبي حاتم 2 / 166
(386) ضعيف سنن النسائي ، للألباني ص237
(387) غوامض الأسماء المبهمة ، لابن بشكوال 2 / 598
(388)تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 201
(389) تاريخ أسماء الثقات ، لعمر بن أحمد الواعظ 1 / 83
(390) عن أبي سعيد الخدري يقول ثم يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه و تلدغه حتى تقوم الساعة فلو أن تنينا منها نفخت في الأرض ما نبتت خضراء . مسند أبي يعلى ، لأبو يعلى الموصلي 2 / 491
(391) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3 / 55
(392) سورة إبراهيم ، آية (27)
(393) مصباح الزجاجة ، للكناني 1 / 51
(394) مسند الإمام أحمد ، تحقيق شعيب الأرناؤوط 15/429
(395) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3 / 57
(396) علل الدارقطني ، للدارقطني 5 / 276
(397) سبقت الترجمه في صفحة (163)
(398) سبقت الترجمة في صفحة (79)
(399) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 426
(400) ضعيف سنن الترمذي ، للألباني ص438
(401) ما يخلفه الرجل لورثته . لسان العرب ، لابن منظور 2 / 201(1/360)
(402) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 398
(403) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 457
(404) ضعيف سنن الترمذي ، للألباني ص459
(405) الرَّكِيِّ : وهي البئر . النهاية في غريب الحديث 2 /261
(406) قال ابن منظور : قال ابن السكيت : إِذا أَسرَع الرجلُ في الكلام ولم يُتَعْتِعُ فيه ، قيل : هَذْرَم . لسان العرب ، لابن منظور 12 / 606
(407) سورة الأنعام ، آية (164)
(408) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 607
(409) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 111
(410) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 554
(411) مصباح الزجاجة ، لأحمد الكناني 2 / 49
(412) أحكام الجنائز ، وبدعها ، للألباني ص38
(413)تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 423
(414)تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 267
(415) صحيح سنن النسائي ، للألباني 3/1115
(416) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 332
(417) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 141
(418) صحيح سنن أبي داود ، للألباني 3/959
(419) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 344
(420) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 120
(421) مجمع الزوائد ، للهيثمي 8 / 93
(422) الترغيب والترهيب ، للمنذري 1/139
قلت : قال الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب : لكن وصله الطيالسي في ( مسنده ) (867) وابن عدي في ( الكامل ) ق40/1 عن بحر بن مرار البكراوي عن عبدالرحمن بن أبي بكرة عن أبيه به . وهذا سند موصول صحيح .
(423) صحيح الترغيب والترهيب ، للألباني ص66
(424) ضعيف سنن النسائي ، للألباني ص68
(425) تقريب التهذيب ، للألباني ص930
(426) نيل الأوطار ، للشوكاني 4 / 107
(427) أحكام الجنائز وبدعها ، للألباني ص124 ، 125
(428) مسند أحمد ، تحقيق شعيب الأرناؤوط 22/58
(429) وديتين : هى صغار النخل ; الواحدة وَدِيَّة . الفائق 4 / 51
(430) بجرانه : أي قرَّ قَرارُه واسْتقَام كما أن البعير إذا برَك واسْتَراح مدّ عُنُقَه على الأرض . النهاية في غريب الحديث 1 / 263(1/361)
(431) تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة ، لابن حجر 1/421
(432) الدَّرَقَةِ : هي تُرْس من جلود ، ليس فيه خشب ولا عَقِب . لسان العرب 10/ 95 وقال الرازي أيضا : هو مكيال للشراب وأُراه فارسياً معرباً . مختار الصحاح 1 / 85
(433) نيل الأوطار ، للشوكاني 1 / 109
(434) صحيح سنن الترمذي ، للألباني 1/8،9
(435) مجمع الزوائد ، للهيثمي 7 / 337
(436) الأحاديث المختارة ، لأبي عبدالله المقدسي 3 / 408
(437) هو عبدالله بن طاوس بن كيسان .
(438) المستدرك ، للحاكم 1/379
(439) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 283
(440) مجمع الزوائد ، للهيثمي 3 / 56
(441) مجمع الزوائد ، للهيثمي 10 / 115
(442) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 663
(443) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 318
(444) ميزان الإعتدال في نقد الرجال 7 / 410
(445) الكاشف ، للذهبي 1 / 585
(446) الفتح الرباني ، للبنا 8/122
(447) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 356
(448) مسند الإمام أحمد ، تحقيق شعيب الأرناؤوط 33/301
(449) مُثِّلَتِ : ومثل الشيء بالشيء سوَّاه وشبَّهه به ، وجعله مِثله وعلى مِثاله . النهاية في غريب الحديث 4/295
(450) قال السيوطي في شرح سنن ابن ماجه : مثلت الشمس أي شبهت وذا في حق المؤمنين ولعله عند نزول الملكين ، ويمكن كونه بعد السؤال تنبيهاً على رفاهيته 1/316
(451) قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري : يجوز ان يكون لروحه اتصال بجسده في الأرض فلذلك يتمكن من الصلاة وروحه مستقرة في السماء 7/212
(452) خرجه البخاري 2/850ح2281 ، وأحمد 3/33ح 11304
(453) خرجه مسلم 4/1845ح2375
(454) شرح صحيح مسلم ، للقاضي عياض المسمى إكمال المعلم بقوائد 1/524
(455) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ، للحافظ أبي العباس القرطبي 6/192
(456) الإعتقاد والهداية ، للبيهقي 1/305
(457) أَرِمْتَ : أي بَليِتَ . النهاية في غريب الحديث ، لابن الأثير 1/ 40(1/362)
(458) مصباح الزجاجة ، للكناني 1/129
(459) المستدرك ، للحاكم 4/604
(460) صحيح سنن أبي داود ، للألباني 1/196
(461) التاريخ الكبير ، للبخاري 5/365
(462) الجرح والتعديل ، لابن أبي حاتم 5/300
(463) تاريخ مدينة السلام ، للخطيب البغدادي 11/473
(464) علل الحديث ، لابن أبي حاتم 1 / 197
(465) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 222
(466) نيل الأوطار ، للشوكاني 3 / 304
(467) إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ، للإلباني 1/35
(468) سورة الأنبياء ، آية (107)
(469) سورة الأنفال ، آية (37)
(470) نوادر الأصول في أحاديث الرسول ، أبوعبدالله الترمذي 3 / 227، 228
(471) عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حسين بن سعيد ، الحافظ ، العلامة الحجة ، أبو محمد الأزدي الاشبيلي ، ويعرف أيضاً بابن الخراط ، كان فقيهاً حافظاً عالماً بالحديث ، وعلله ، وعارفاً ، بالرجال ، موصوفاً ، بالخير ، والصلاح ، والزهد ، والورع ، ولزوم السنة ، والتقلل من الدنيا ، مشاركاً في الأدب ، صنف في الأحكام ، وجمع بين الصحيحين في كتابه ، وبين الكتب الستة في آخر ، وله المعتل من الحديث ، وكتاب حافل في اللغة ، ولد سنة عشر وخمسمائة ، ومات ببجاية في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة . طبقات الحفاظ ،للسيوطي 1 / 481، 482
(472) العاقبة ، لعبد الحق الإشبيلي ص246 ، والتذكرة ، للقرطبي 1/147 ، والروح ، لابن القيم 1 / 86
(473) لم أجد هذه الرواية في كتب الحديث ، وإنما وجدتها في تفسير الطبري ، قال : حدثني المثنى ، قال : أخبرنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الرحمن بن سعد ، قال : أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، في قول الله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) قال : بلغنا أن هذه الأمة تسأل في قبورها ، فيثبت الله المؤمن في قبره حين يسأل . تفسير الطبري 13 / 217
(474) التمهيد لابن عبد البر 22 / 253(1/363)
(475) الروح ، لابن القيم 1 / 87
(476) سورة الفتح ، آية (14)
(477) الاستذكار ، لابن عبد البر 8/260
(478) شرح الزرقاني ، للزرقاني 2 / 85
(479) المنتقى شرح موطأ الإمام مالك ، للإمام الباجي 2/16
(480) سبق تخريجه في المبحث السابع (الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح139]ص249
(481) مجموع الفتاوى ، لابن تيمية 4 /280 ، 281
(482) مشكل الآثار ، للطحاوي 1/289، 290
(483) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 126
(484) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 553
(485) صحيح سنن أبي داود ، للألباني 3/893
(486) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 611
(487) صحيح سنن أبي داود ، للألباني 3/894
(488) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 408
(489) مجمع الزوائد ، للهيثمي 7 / 218
(490) شرح الزرقاني ، محمد الزرقاني 2 / 119،120
(491) مجمع الزوائد 5 / 316
(492) التمهيد ، لابن عبد البر 18 / 68
(493) الروح ، لابن القيم 1 / 77
(494) علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني ، وقد سبقت ترجمته في صفحة (167)
(495) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 537
(496) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 450
(497) شعب الإيمان ، للبيهقي 2 / 495
(498) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 594
(499) ضعيف سنن الترمذي ، للألباني ص345
قلت : الحديث ضعيف ، بالنظر إلى هذا السند ، لكن تابع يحي بن عمرو ، ابراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن عبد بن حميد ، في المنتخب ص206 ، وله شاهد من حديث ابن مسعود عند النسائي ، في عمل اليوم والليلة ص711 ، وابوعبيد في فضائل القرآن ص43 ، والفريابي في فضائل القرآن ص139 ، والطبراني في المعجم 10/174 ، والحاكم في المستدرك 2/492 ، والبيهقي في سنن الإيمان 2/494 ، وقد حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/131 ولا شك أن الحديث يثبت بهذه المتابعة ، والشاهد ، فيكون صحيحاً لغيره .(1/364)
(500) مجموع الفتاوى ، لابن تيمية 4/263،262
(501) فتح الباري ، لابن حجر 3/233
(502) فيض القدير ، للمناوي 5/151
(503)وقد ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه ، فقال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا قال أن العذاب يخفف عن أهل القبور ما بين النفختين فإذا جاءت النفخة الثانية ( (((((((( (((((((((((( (((( ((((((((( ((( ((((((((((( ( سورة يس ، آية (52) مصنف ابن أبي شيبة ، لابن أبي شيبة 7 / 204
(504) سورة غافر ، آية (46)
(505) خرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب ما قيل في أولاد المشركين 1/465ح1320
(506) سبق تخريجه في المبحث السابع ( الأدلة من الكتاب والسنة على عذاب القبر) في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح113]ص216.
(507) خرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة ، باب تحريم التبختر في المشي مع إعجابه بثيابه 3/1654ح2088
(508) الروح ، لابن القيم 1 / 89
(509) فيض القدير ، للمناوي 2/169
(510) سورة غافر ، آية (46)
(511) سورة التوبة ، آية (119)
(512) يَمِيسُ : التبختر . الصحاح للجوهري 3/980
(513) لَيَتَجَلْجَلُ : اي يَغُوص في الارض ، حين يُخْسَفُ به ، والجَلْجَلَة حَركة معَ صَوْت . النهاية في غريب الحديث 1 / 284
(514) صحيح سنن الترمذي ، للألباني 2/304
(515) بُرْدَيْنِ : نوع من الثياب معروف , والبُرْدة الشَّملَةُ المخطَّطة . وقيل كِساء أسود مُرَبَّع فيه صورُ تَلْبسه الأعرابُ . النهاية في غريب الحديث 1 / 116
(516) مجمع الزوائد ، للهيثمي 5 / 126
(517) عطية بن سعد بن جنادة ، سبقت الترجمة في صفحة (170)
(518) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 561
(519) سبقت ترجمته في صفحة (96)
(520) مشكاة المصابيح ، للتبريزي 1/515
(521) الروح لابن القيم 1 /115، 116
(522) مجموع الفتاوى ، لابن تيمية 24 / 303
(523) مجمع الزوائد ، للهيثمي 10/274
(524) سبقت ترجمته في صفحة (123)(1/365)
(525) الفتح الرباني ، للبنا 7/88
(526) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 441
(527) الفتح الرباني ، للبنا 7/88
(528) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 77
(529) مصباح الزجاجة ، لأحمد بن أبي الكناني 2 / 22
(530) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 432
(531) مسند الإمام أحمد ، تحقيق شعيب الأرناؤوط 36/201
(532) والذي ذهبت إليه ، اعتمدت فيه على ما جاء في مسند عبد بن حميد ، حيث قال : حدثنا بن أبي شيبة ، ثنا يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي جعفر الخطمي ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه ، أن خزيمة رأى في المنام ، كأنه يسجد على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( ثم إن الروح لتلقى الروح ، أو أن الروح تلقى الروح ـ شك يزيد ـ فأقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمره ، فسجد من خلفه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم . مسند عبد بن حميد 1 / 102
قال شعيب الأرناؤوط : الأصول الخطية : " لا يلقى " وأثبتناه على الصواب . هـ
وهو أثبت الرواية التي فيها " إن الروح لتلقى الروح " . مسند الإمام أحمد ، تحقيق شعيب الأرناؤوط 36/201
(533) سورة الأعراف ، آية (40)
(534) سورة الحج ، آية (31)
(535) سورة الرحمن ، آية (26)
(536) سورة القصص ، آية (88)
(537) سورة غافر ، آية (11)
(538) سورة آل عمران ، آية (169)
(539) الروح ، لابن القيم 1 / 43،44
(540) سورة القصص ، آية (88)
(541) سورة الرحمن ، آية (26)
(542) تفسير ابن كثير ، لابن كثير 1 / 594
(543) سورة الرحمن ، آية (10)
(544) سورة القصص ، آية (88)
(545) سورة الرحمن ، آية (26)
(546) تفسير القرطبي ، للقرطبي 17 / 164،165
(547) سورة الرحمن ، آية (26، 27)
(548) سورة القصص ، آية (88)
(549) سورة غافر ، آية (11)
(550) الروح ، لابن القيم 1 / 34
(551) سورة الزمر ، آية (42)
(552) تفسير القرطبي ، للقرطبي 15 / 260(1/366)
(553) تفسير الطبري ، للطبري 24 / 9
(554) الروح ، لابن القيم 1/21
(555) الدُّهْمةُ : السواد ، يقال فرس أدْهَمُ وبعير أدهم وناقة دَهْماءُ ، و ادْهَامَّ الشيء ادْهِيمَاماً أي اسود . مختار الصحاح 1 / 89
(556) البُهْم : جمع بَهِيم ,وهو في الأصل الذي لا يُخالط لونَه لونُ سواه ,يعني ليْس فيهم شيء من العاهات والاعْراض التَّي تكون في الدنيا ، كالْعَمى ، والعَوَر ، والعَرج وغير ذلك , وإنما هي أجْساد مصَحَّحة ، لِخُلُود الأبَدِ في الجنة أو النار . النهاية في غريب الحديث 1 / 167
(557) هو عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة ، القرشي ، السهمي .
(558) أَجافَ البابَ : أَي ردّه عليه . لسان العرب 9 / 35
(559) وهي التى أصابها الحشى ، وهو الربو . الفائق 1 / 286
(560) أي مالَك قد وقعَ عليك الحشاَ , وهو الرّبْو وَالنَّهيج الذي بَعْرِض للمسرِع في مَشيْه , المْحْتَدّ في كلامه من ارتفاع النَّفَس وتَواتُره . النهاية في غريب الحديث 1/392
(561) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 449
(562) مشكاة المصابيح ، للتبريزي ، تحقيق ، الألباني 1/553
(563) مرقاة المفاتيح ، لعلي الفارسي 2/407
(564) أحكام الجنائز وبدعها ، للألباني ص 197 ، 198
(565) الروح ، لابن القيم 1 / 5
(566) الروح ، لابن القيم 1 / 8
(567) الخَوْضُ : المَشْيُ في الماء . لسان العرب 7 / 147
(568) طَوِيٍّ : أي بئر مَطْوِيَّة من آباررِها . النهاية في غريب الحديث 3 / 146
(569) الْعَرْصَةِ :كل بقعة بين الدور ، واسعة ليس فيها بناء . مختار الصحاح1/ 178
(570) الرَّكِيِّ : وهي البئر وجمعها رَكايا والذَّمَّة القليلة الماء .النهاية في غريب الحديث 2/261
(571) سورة النمل ، آية (80 )
(572) سورة فاطر ، آية (22)
(573) سورة النمل ، آية (80)
(574)سورة فاطر ، آية (22)
(575)سورة فاطر ، آية (22)
(576) سورة النمل ، آية (80)
(577) سورة فاطر ، آية (22)(1/367)
(578) سورة فاطر ، آية (22)
(579) سورة فاطر ، آية (22)
(580) سورة فاطر ، آية (22)
(581) تهذيب الآثار ، للطبري 2/491، 516 -520
(582) مجموع الفتاوى ، لابن تيمية 24 / 303،304
(583) الروح ، لابن القيم 1 / 117
(584) نيل الأوطار ، للشوكاني 4 / 142
(585) الترغيب والترهيب ، للمنذري 1/55
(586) تقريب التهذيب ، لابن حجر ص/ 525
(587) تهذيب الكمال ، للمزي 27/372
(588) صحيح سنن ابن ماجه ، للألباني 1/46
(589) عادَلْتُهما على ناضِحٍ : أَي شَدَدْتُهما على جنْبَي البَعير كالعِدْلَيْن . لسان العرب 11 / 432
(590) الْعَنَاقَ : الأُنثى من المَعَز . لسان العرب 10 / 275
(591) الْوَحَا : السُّرعة . مختار الصحاح 1 / 297
(592) َالْعَجَلَ : ضد البطء . مختار الصحاح 1 / 175
(593) أُسْكُفَّةُ الباب : العَتَبَة في الأصل ، وكلُّ مَرْقاةٍ . النهاية في غريب الحديث 3 / 175
(594) سَفِيفٍ : منسوج من خُوص ، وكلُّ شىء مضفور . الفائق 2 / 409
(595) صِرَام النخل , وهو قطع ثمرتها . النهاية في غريب الحديث 1/ 244
(596) نُسب إلى جده ، واسمه محمد بن أحمد بن محمد الصيدلاني . انظر التقريب ص467
(597) صحيح سنن النسائي ، للألباني 2/777
(598) نيل الأوطار ، للشوكاني 4 / 140
(599) صحيح سنن النسائي ، للألباني 2/778
(600) نيل الأوطار ، للشوكاني 6 / 156
(601) صحيح سنن أبي داود ، للألباني 2/558
(602) تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ، للمزي 6/227
(603) تلخيص الحبير ، لابن حجر 2 / 208 ، 209
(604) التحقيق في أحاديث الخلاف ، لابن الجوزي 2/98
(605) معرفة السنن والآثار ، للبيهقي 3/404
(606) نصب الراية ، للزيلعي 2 / 464(1/368)
قلت : لم يصح الحديث مرفوعاً ، ولكن صح عن ابن عمر موقوفاً عليه ، وقد رواه البيهقي في السنن الكبرى ، عن جويرية بن أسماء ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، كان يقول : من أفطر في رمضان أياماً ، وهو مريض ، ثم مات قبل أن يقضي ، فليُطعم عنه مكان كل يوم أفطره من تلك الأيام مسكيناً ، مداً من حنطة ، فإن أدركه رمضان عام قابل ، قبل أن يصومه ، فأطاق صوم الذي أدرك ، فليطعم عما مضى كل يوم مسكيناً مداً من حنطة ، وليصم الذي استقبل . قال هذا هو الصحيح موقوف على ابن عمر . السنن الكبرى ، للبيهقي 4/254
(607) نيل الأوطار ، للشوكاني 4 / 317
(608) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 422
(609) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 265
(610) صحيح سنن النسائي ، للألباني 2/775
(611) نُوبِيَّةً : جِيلٌ من السُّودانِ ، الواحد نُوبيّ . قال أَبو عبيدة: سُميتْ نوباً، لأَنها تَضْرِبُ إِلى السَّواد . لسان العرب 1 / 776
(612) في نيل الأوطار ، للشوكاني 6/ 157
(613) سورة النمل ، آية (87 ، 88)
(614) البداية والنهاية ، لابن كثير 19/304
(615) صحيح سنن الترمذي ، للألباني 2/292
(616) سبقت ترجمته في صفحة (170)
(617) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 513
(618) صحيح سنن الترمذي ، للألباني 2/292
(619) ضعيف سنن ابن ماجه ، للألباني ص349
(620) سورة المدثر ، آية (8)
(621) سبقت ترجمته في صفحة (170)
(622) مجمع الزوائد ، للهيثمي 10 / 331
(623) مجمع الزوائد 10 / 330
(624) سبقت ترجمته في صفحة (170)
(625) ضعيف سنن أبي داود ، للألباني ص395
(626)مجمع الزوائد ، للهيثمي 10 / 330
(627) مسند أحمد ، تحقيق شعيب الأرناؤوط 11/407،408
(628) البداية والنهاية ، لابن كثير 19/309
(629) الذي يُصْبِح على النَّبات . النهاية في غريب الحديث 1 / 326
(630) سورة الصافات ، آية (24)
(631) سورة المزمل ، آية (17)
(632) سورة القلم ، آية (42)(1/369)
(633) أَرَبَ : الحاجةُ . لسان العرب 1 / 208
(634) سورة الأنعام ، آية (158)
(635) لِقْحَتِهِ : الإِبلُ الحَلُوبُ . لسان العرب 2 / 580
(636) يَلِيطُ حوضَه : أَي يُطَيّنُه . لسان العرب 7 / 397
(637) سورة الزمر ، آية (68)
(638) سورة غافر ، آية (11)
(639) سورة البقرة ، آية (28)
(640) سورة الطور ، آية (45)
(641) خرجه البخاري في كتاب الخصومات ، باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي 2/849ح2280 ، ومسلم في كتاب الفضائل ، باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم 4/1844ح2373
(642) خرجه الترمذي في كتاب المناقب ، باب ومن سورة بني إسرائيل 5/308ح3148
(643) خرجه البخاري في كتاب الخصومات ، باب مايذكر في الإشخاص الملازمة والخصومة بين المسلم والكافر 2/849ح2280
(644) سورة الزمر ، آية (68)
(645) الروح ، لابن القيم 1 /35، 36،37
(646) فتح الباري ، لابن حجر 11 / 377
(647) لم أهتد إلى موضع قوله .
(648)فتح الباري ، لابن حجر 6/446
(649) فتح الباري 11/369
(650) فتح الباري 11/369
(651) البداية والنهاية ، لابن كثير 19/324
(652) اللّيتُ : صَفْحة العُنُق . النهاية في غريب الحديث 4/284
(653) سبق تخريجه في المبحث الأول ( النفخة الأولى واختلاف الناس في عدد النفخات ) في الفصل الثالث ، من الباب الثاني ص408
(654) تفسير ابن كثير ، لابن كثير 6/216
(655) التذكرة في أحوال الموتى والآخرة ، للقرطبي 1/287
(656) تفسير القرطبي ، للقرطبي 15/279
(657)سبق تخريجه في المبحث الأول ( النفخة الأولى واختلاف الناس في عدد النفخات ) في الفصل الثالث ، من الباب الثاني ص408
(658) سبق تخريجه في المبحث الحادي عشر ( من لا يأكل الأرض جسده )في الفصل الثاني ، من الباب الأول [ح176]ص284
(659) فتح الباري ، لابن حجر 11/369،370
(660) البداية والنهاية ، لابن كثير 19/334
(661) سورة الزمر ، آية (68)(1/370)
(662) قال الطبراني : حدثنا أحمد بن الحسن النحوي الأبلي ، حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ، قال : حدثنا إسماعيل بن رافع ، عن محمد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال : حدثنا رسول الله ( وهو في طائفة ، فقال : ( إن الله عز وجل ، لما فرغ من خلق السموات والأرض ، خلق الصور ، فأعطاه إسرافيل ، فهو واضعه على فيه شاخصاً بصره إلى العرش ، ينتظر متى يؤمر ) ، فقلت : يا رسول الله وما الصور ؟ ، قال : ( القرن ) ، قلت : كيف هو ؟ قال : ( عظيم ، والذي بعثني بالحق ، إن عظم دارة فيه ، كعرض السموات والأرض ، ينفخ فيه ثلاث نفخات ، النفخة الأولى : نفخة الفزع ، والثانية : نفخة الصعق ، والثالثة : نفخة القيام لرب العالمين ، يأمر الله عز وجل إسرافيل ، بالنفخة الأولى ، فيقول : انفخ ، فينفخ نفخة الفزع ، فيفزع أهل السموات والأرض ، إلا من شاء الله ، فيامره فيديمها ويطيلها ، ولا يفتر ، وهي التي يقول الله عز وجل ( ((((( ((((((( (((((((((( (((( (((((((( ((((((((( ((( ((((( ((( ((((((( (((( ( سورة ص ، آية 15 فيسير الله عز وجل الجبال ، فتمر مر السحاب ، فتكون سراباً ، ثم ترتج الأرض بأهلها رجاً ، فتكون كالسفينة الموبقة في البحر ، تضربها الأمواج ، تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق في العرش ، ترجحه الرياح وهو الذي يقول الله ( (((((( (((((((( (((((((((((( ((( ((((((((((( (((((((((((( ((( ((((((( (((((((((( ((((((((( ((( (((((((((((( ((((((((( ( (سورة النازعات آية 6-9) ، فيميد الناس على ظهرها ، وتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، ويشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة من الفزع ، حتى تأتي الأقطار ، فتأتيها الملائكة فتضرب وجوهها ، وترجع ويولي الناس مدبرين ، مالهم من الله من عاصم ، ينادي بعضهم بعضاً ، وهو الذي يقول الله عز وجل ( (((((( (((((((((( (((( ( (سورة غافر ، آية 32) فبينما هم على ذلك(1/371)
، إذ تصدعت الأرض من قطر إلى قطر ، فرأوا أمراً عظيماً ، لم يروا مثله ، وأخذهم لذلك من الكرب ، والهول ماالله به عليم ، ثم تطوى السماء ، فإذا هي كالمهل ، ثم انشقت السماء فانتثرت نجومها ، وخسفت شمسها وقمرها ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الأموات لا يعلمون بشئ من ذلك ) قال أبو هريرة : يا رسول الله من استثنى الله عز وجل ، حين يقول ( (((((((( ((( ((( ((((((((((((( ((((( ((( (((((((( (((( ((( (((((( (((( ( (سورة النمل ، آية 87) قال أولئك الشهداء ، إنما يصل الفزع الأحياء ، وهم أحياء عند ربهم يرزقون ، فوقاهم الله فزع ذلك اليوم ، وآمنهم منه ، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه ، وهو الذي يقول الله عز وجل ( ((((((((((( (((((((( ((((((((( (((((((( ( (((( (((((((((( (((((((((( (((((( ((((((( ((( (((((( ((((((((((( (((((((( (((( (((((((((( (((((( (((((((((( (((((((( (((( ((((( (((((( ((((((((( ((((((( (((((((( ((((((((( ((((( ((( ((((((((((( ((((((((( ((((((( (((( ((((((( ([سورة الحج،آية : 1،2] فيكونون في ذلك البلاء ما شاء الله ، إلا أنه يطول ، ثم يأمر الله عز وجل إسرافيل بنفخة الصعق ، فيصعق أهل السموات والأرض ، إلا من شاء الله ، فإذا هم قد خمدوا ، جاء ملك الموت إلى الجبار عز وجل ، فيقول : يارب قد مات أهل السموات والأرض ، إلا من شئت ، فيقول الله عز وجل - وهو أعلم بمن بقى - : فمن بقى ؟ فيقول : يارب بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقي جبريل وميكائيل ، وبقيت أنا ، فيقول الله عز وجل : ليمت جبريل ، وميكائيل ، فينطق الله العرش ، فيقول : يارب يموت جبريل ، وميكائيل ؟ ، فيقول الله : اسكت ، فإني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي ، فيموتان ، فيجيئ ملك الموت إلى الجبار فيقول : أي رب قد مات جبريل ، وميكائيل ، فيقول الله عز وجل - وهو أعلم بمن بقى - فيقول : بقيت أنت الحي الذي(1/372)
لا يموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقيت أنا ، فيقول الله عز وجل : فليمت حملة عرشي ، فيموتون ، فيأمر الله عز وجل العرش ، فيقبض الصور من إسرافيل ، ثم يأتي ملك الموت عليه السلام إلى الجبار ، فيقول : يارب قد مات حملة عرشك ، فيقول الله عز وجل - وهو أعلم بمن بقى - : فمن بقى ؟ فيقول : يارب بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت أنا ، فيقول الله عز وجل : أنت من خلقي ، خلقتك لما رأيت ، فمت فيموت ، فإذا لم يبق إلا الله الواحد ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، كان آخراً كما كان أولاً ، طوى السموات والأرض طي السجل للكتاب ، ثم دحاهما ، ثم تلقفهما ثلاث مرات ، ثم يقول : أنا الجبار ، أنا الجبار ، ثلاثاً ، ثم هتف بصوته ، لمن الملك اليوم ؟ لمن الملك اليوم ، ثلاث مرات ، فلا يجيبه أحد ، ثم يقول لنفسه : لله الواحد القهار ، يقول الله عز وجل ( (((((( (((((((( (((((((( (((((( (((((((( ((((((((((((((( ( [ سورة إبراهيم ، آية : 48] فيبسطها ويسطحها ، ثم يمدها مد الأديم العكاظي ، لاترى فيها عوجاً ولا أمتاً ، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة ، فإذا هم في مثل هذه المبدلة ، مثل ماكانوا فيها من الأول ، من كان في بطنها كان في بطنها ، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ، ثم يُنزل الله عز وجل عليهم ماء من تحت العرش ، ثم يأمر الله عز وجل السماء أن تمطر ، فتمطر أربعين يوماً ، حتى يكون الماء فوقهم ، اثني عشر ذراعاً ، ثم يأمر الله عز وجل الأجساد أن تنبت ، فتنبت كنبات الطراثيث ، أو كنبات البقل ، حتى إذا تكاملت أجسادهم ، فكانت كما كانت ، قال الله عز وجل : ليحيى حملة عرشي ، فيحيون ، ويأمر الله عز وجل إسرافيل ، فيأخذ الصور ، فيضعه على فيه ، ثم يقول ليحيى جبريل ، وميكائيل ، فيحييان ، ثم يدعو الله عز وجل الأرواح ، فيؤتى بها تتوهج أرواح المؤمنين نوراً ، وأرواح الآخرين ظلمة ، فيقبضها جميعاً ، ثم يلقيها في الصور ، ثم يأمر إسرافيل ،(1/373)
أن ينفخ نفخة البعث ، فتخرج الأرواح كأنها النحل ، قد ملأت مابين السماء والأرض ، فيقول : وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده ، فيدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد ، فيدخل في الخياشيم ، ثم تمشي في الأجساد ، كما يمشي السم في اللديغ ، ثم تنشق الأرض عنهم ، وأنا أول من تنشق الأرض عنه ، فيخرجون منها سراعاً إلى ربكم تنسلون ، ( ((((((((((( ((((( (((((((( ( ((((((( (((((((((((((( (((((( (((((( (((((( ( [ سورة القمر ، آية : 8 ] ، حفاة عراة غرلاً ، يقفون موقفاً واحداً ، مقداره سبعون عاماً ، لا يُنظر إليكم ، ولا يقضى بينكم ، فتبكون حتى تنقطع الدموع ، ثم يدمعون دماً ، وتعرقون حتى يلجمكم ، أو يبلغ الأذقان ، وتقولون : من يشفع لنا إلى ربنا ، فيقضي بيننا ، فيقولون : من أحق بذلك من أبيكم آدم عليه السلام ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلاً ، فيأتون آدم ، فيطلبون ذلك إليه ، فيأتيى ، ويقول : ما أنا بصاحب ذلك ، فيستنصرون الأنبياء ، نبياً نبياً ، كلما جاءوا نبياً أبى عليهم ، قال رسول الله ( : ( حتى يأتوني ، فانطلق آتي الفحص ، فأخر ساجداً ) ، قال أبو هريرة : يا رسول الله ما الفحص ، قال : ( قدام العرش ، حتى يبعث الله عز وجل إلىَّ ملكاً ، فيأخذ بعضدي فيرفعني ، فيقول لي : يامحمد ، فأقول : نعم يارب ، فيقول الله عز وجل : ما شأنك ؟ - وهو أعلم - فأقول : يارب وعدتني بالشفاعة فشفعني في خلقك ، فاقض بينهم ، فيقول الله عز وجل : قد شفعتك ، أنا آتيكم أقضي بينكم ) ، قال رسول الله ( : ( فأرجع فأقف مع الناس ، فبينما نحن وقوف ، إذ سمعنا حساً من السماء شديداً ، فهالنا ، فنزل أهل السماء الدنيا ، بمثل من في الأرض من الجن والإنس ، حتى إذا دنوا من الأرض ، أشرقت الأرض بنور ربهم ، وأخذوا مصافهم ، قلنا لهم : أفيكم ربنا ؟ ، قالوا : لا وهو آت ، ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف حتى ينزل الجبار في ظل من الغمام(1/374)
والملائكة ، ويحمل عرشه يومئذ ثمانية ، وهم اليوم أربعة أقدامهم على تخوم الأرض السفلى ، والسموات إلى حجرهم ، والعرش على مناكبهم ، لهم زجل من تسبيحهم ، يقولون : سبحان ذي العرش والجبروت ، سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سبحان الذي يميت الخلائق ولا يموت ، سبوح قدوس قدوس قدوس ، سبحان ربنا الأعلى ، رب الملائكة والروح ، سبحان الأعلى الذي يميت الخلائق ولا يموت ، فيضع الله كرسيه حيث يشاء من أرضه ، ثم يهتف بصوته ، فيقول : يامعشر الجن والإنس إني قد أنصت لكم منذ خلقتكم إلى يومكم هذا ، أسمع قولكم ، وأبصر أعمالكم ، وصحفكم تقرأ عليكم ، فمن وجد خيراً ، فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ، ثم يأمر الله عز وجل جهنم ، فيخرج منها عنق ساطع ، ثم يقول : ( (((((( (((((((( (((((((((( ((((((((( ((((((( ((( (( ((((((((((( (((((((((((( ( ((((((( (((((( (((((( ((((((( (((( (((((( (((((((((((( ( (((((( ((((((( ((((((((((( (((( (((((((( (((((( ((((((( (((((( (((((((( ( (((((((( (((((((((( ((((((((((( (((( (((((((( (((((((( ((((((( ((((((( (((((((((( ( [ يس ، آية : 60-63 ] أو ( بها تكذبون ) - شك عاصم - ( (((((((((((((( (((((((((( ((((((( ((((((((((((((( ([ يس ، آية : 59] فيميز الله الناس ، وتجثو الأمم ، يقول الله تعالى ( (((((((( (((( (((((( ((((((((( ( (((( (((((( (((((((( (((((( (((((((((( (((((((((( (((((((((( ((( ((((((( ((((((((((( ( [ سورة الجاثية ، آية : 28 ] فيقضي الله عز وجل بين خلقه ، إلا الثقلين الجن والإنس ، فيقضي الله تعالى بين الوحوش ، والبهائم ، حتى إنه ليقضي للجماء ، من ذوت القرن ، فإذا فرغ الله من ذلك فلم تبق تبعة واحدة لأخرى ، قال الله لها : كوني تراباً ، فعند ذلك يقول الكافر : ياليتني كنت تراباً ، ثم يقضي الله بين العباد ، فكان أول ما يقضي فيه الدماء ،(1/375)
ويأتي كل قتيل في سبيل الله ، ويأمر الله عز وجل كل من قتل ، فيحمل رأسه ، تشخب أوداجه ، فيقول : يارب فيم قتلني هذا ؟ فيقول : - وهو أعلم - فيم قتلتهم ؟ فيقول : قتلتهم لتكون العزة لك ، فيقول الله عز وجل له : صدقت ، فيجعل الله عز وجل وجهه مثل نور الشمس ، ثم تمر به الملائكة إلى الجنة ، ويأتي كل من قتل غير ذلك ، فيحمل رأسه تشخب اوداجه ، فيقول : يارب قتلني هذا ؟ فيقول : - وهو أعلم - لم قتلتهم ؟ فيقول : يارب قتلتهم لتكون العزة لي ، فيقول : تعست ، ثم لا تبقى نفس قتلها ، إلا قتل بها ، ولا مظلمة ظلمها ، إلا أخذ بها ، وكان في مشيئة الله ، إن شاء عذبه ، وإن شاء رحمه ، ثم يقضي الله عز وجل بين من شاء من خلقه ، حتى لا تبقى مظلمة لأحد عند أحد ، إلا أخذ بها للمظلوم من الظالم ، حتى أنه ليكلف شائب اللبن بالماء ، يبيعه أن يخلص اللبن من الماء ، فإذا فرغ الله عز وجل من ذلك ، نادى مناد يسمع الخلائق كلهم ، ألا ليلحق كل قوم بآلهتهم ، وما كانوا يعبدون من دون الله ، فلا يبقى أحد عبد من دون الله ، إلا مثلت له آلهته بين يديه ، ويجعل ملك من الملائكة على صورة عزير ، ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى ابن مريم ، ثم يتبع هذا اليهود ، وهذا النصارى ، ثم قادتهم آلهتهم إلى النار ، وهو الذي يقول : ( (((( ((((( (((((((((( ((((((((( ((( (((((((((( ( (((((( (((((( (((((((((( ( [ سورة الأنبياء ، آية :99 ] فإذا لم يبق إلا المؤمنون ، فيهم المنافقون ، جاءهم الله عز وجل فيما شاء من هيئته ، فقال : يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتهم ، وما كنتم تعبدون ، فيقولون : والله مالنا إله إلا الله عز وجل ، وما كنا نعبد غيره ، فينصرف عنهم ، وهو الله الذي يأتيهم ، فيمكث ما شاء أن الله أن يمكث ، ثم يأتيهم ، فيقول : يا أيها الناس ذهب الناس فالحقوا بآلهتكم ، وما كنتم تعبدون ، فيقولون : والله مالنا إله إلا الله ، وما كنا نعبد غيره ،(1/376)
فيكشف لهم عن ساقه ، ويتجلى لهم من عظمته ، ما يعرفون أنه ربهم ، فيخرون للأذقان سجداً على وجوههم ، ويخر كل منافق على قفاه ، ويجعل الله أصلابهم ، كصياصي البقر ، ثم يأذن الله لهم فيرفعون ، ويضرب الله عز وجل الصراط بين ظهراني جهنم ، كحد الشفرة ، أو كحد السيف ، عليه كلاليب ، وخطاطيف ، وحِسك كحسك السعدان ، دونه جسر دحض مزلة ، فيمرون كطرف العين ، أو كلمح البصر ، أو كمر الريح ، أو كجياد الخيل ، أو كجياد الركاب ، أو كجياد الرجال ، فناج سالم ، وناج مخدوش ، ومكروش على وجهه في جهنم ، فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة ، قالوا : من يشفع لنا إلى ربنا ، فندخل الجنة ، فيقولون : من أحق بذلك من أبيكم آدم صلى الله عليه وسلم ؟ ، خلقه الله عز وجل بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وكلمه قبلاً ، فيأتون آدم ، فيطلبون ذلك إليه ، فيذكر ذنباً ، ويقول : ما أنا بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بنوح ، فإنه أول رسل الله ، فيؤتى نوح ، فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنباً ، ويقول : ما أنا بصاحب ذلك : ويقولون : عليكم بإبراهيم ، فإن الله عز وجل اتخذه خليلاً ، فيأتون إبراهيم ، فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنباً ، ويقول : ما أنا بصاحب ذلك : ويقول : عليكم بموسى ، فإن الله عز وجل قربه نجياً ، وكلمه ، وأنزل عليه التوراة ، فيؤتى موسى صلى الله عليه وسلم ، فيطلب ذلك إليه ، فيذكر ذنباً ، ويقول : لست بصاحب ذلك ، ولكن عليكم بروح الله وكلمته ، عيسى بن مريم ، فيؤتى عيسى ابن مريم فيطلب ذلك إليه ، فيقول : ما أنا بصاحبكم ، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتوني ولي عند ربي ثلاث شفاعات وعدنيهن ، فأنطلق فآتي الجنة فآخذ بحلقة الباب ، فأستفتح فيفتح لي فأُحيا ويرحب بي ، فإذا دخلت الجنة ، فنظرت إلى ربي ، خررت ساجداً ، فيأذن الله لي من تحميده ، وتمجيده بشئ ما أذن به لأحد من خلقه ، ثم يقول عز وجل : ارفع رأسك يامحمد ، واشفع(1/377)
تشفع ، وسل تعطه ، فإذا رفعت رأسي ، يقول الله عز وجل : - وهو أعلم - ماشأنك ؟ ، فأقول : يارب وعدتني الشفاعة ، فشفعني في أهل الجنة ، فيدخلون الجنة ، فيقول الله عز وجل : قد شفعتك ، وقد أذنت لهم في دخول الجنة .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : ( والذي نفسي بيده ، بعثني بالحق ، ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم ، فيدخل كل رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة ، مما ينشئ الله عز وجل ، وثنتين آدميتين من ولد آدم ، لهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما الله في الدنيا ، فيدخل على الأولى في غرفة من ياقوت ، على سرير من ذهب ، مكلل باللؤلؤ ، عليها سبعون زوجاً من سندس ، واستبرق ، ثم أنه يضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر إلى يده من صدرها ، ومن وراء ثيابها ، وجلدها ولحمها ، وإنه لينظر إلى مخ ساقها ، كما ينظر أحدكم إلى السلك ، في قصبة الياقوت ، كبدها له مرآة ، وكبده لها مرآة ، فبينا هو عندها ، لا يملها ولا تمله ، ما يأتيها من مرة ، إلا وجدها عذراء ، ما يفتر ذكره ، وما تشتكي قبلها ، فبينا هو كذلك ، إذ نودي إنا قد عرفنا أنك لا تمل ، ولا نمل ، إلا أنه لامني ، ولا منية ، إلا أن لك أزواجاً غيرها ، فيخرج فيأتيهن واحدة ، واحدة ، كلما أتى واحدة ، قالت له : والله ما أرى في الجنة شيئاً ، أحسن منك ، ولا في الجنة شيء أحب إلي منك ، وإذا وقع أهل النار في النار ، وقع فيها خلق من خلق ربك ، أوبقتهم أعمالهم ، فمنهم من تأخذ النار قدميه ، لا تجاوز ذلك ، ومنهم من تأخذه إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حقويه ، ومنهم من تأخذ جسده كله ، إلا وجهه حرم الله صورته عليها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقول يارب : شفعني فيمن وقع في النار من أمتي ، فيقول الله عز وجل : اخرجوا من عرفتم ، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ثم يأذن الله عز وجل في الشفاعة(1/378)
، فلا يبقى نبي ولا شهيد ، إلا شفع فيقول الله عز وجل : اخرجوا من وجدتم في قلبه زنة دينار إيماناً ، فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد ، ثم يشفع الله فيقول : اخرجوا من وجدتم في قلبه ، إيماناً ، ثلثي دينار ، نصف دينار ، ثم يقول : ثلث دينار ، ثم يقول : ربع دينار ، ثم يقول : قيراط ، ثم يقول : حبة من خردل ، فيخرج أولئك ، حتى لا يبقى منهم أحد ، وحتى لا يبقى في النار من عمل لله خيراً قط ، ولا يبقى أحد له شفاعة ، إلا شفع ، حتى إن إبليس يتطاول مما يرى من رحمة الله ، رجاء أن يشفع له ، ثم يقول : بقيت ، وأنا أرحم الراحمين ، فيدخل يده في جهنم ، فيخرج منها مالايحصيه غيره ، كأنهم حمم ، فيلقون على نهر يقال له نهر الحيوان ، فينبتون كما تنبت الحبة ، في حميل السيل ، فما يلي الشمس منها أخيضر ، وما يلي الظل منها أصيفر ، فينبتون كنبات الطراثيث ، حتى يكونوا أمثال الذر ، مكتوب في رقابهم الجهنميون ، عتقاء الرحمن ، يعرفهم أهل الجنة بذلك الكتاب ، ماعملوا خيراً لله قط ، فيمكثون في الجنة ما شاء الله ، وذلك الكتاب في رقابهم ، ثم يقولون : ربنا هذا الكتاب ، فيمحوه الله عز وجل عنهم ) . الأحاديث الطوال للطبراني ملحق بالمعجم الكبير 25/266-277(1/379)
قال الحافظ بن كثير رحمه الله : هذا الحديث مشهور ، وهو غريب جداً ، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة ، وفي بعض ألفاظه نكارة ، تفرد به إسماعيل بن رافع ، قاص أهل المدينة ، وقد اختلف فيه ، فمنهم من وثقه ، ومنهم من ضعفه ، ونص على نكارته الأئمة ، كأحمد بن حنبل ، وأبي حاتم الرازي ، وعمرو بن علي الفلاس ، ومنهم من قال فيه هو : متروك . وقال ابن عدي : أحاديثه كلها فيها نظر ، إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء . قلت : وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوه كثيرة ، وقد أفردتها في جزء على حدة ، وأما سياقه فغريب جداً ، ويقال : إنه ركبه من أحاديث كثيرة ، وجعله سياقاً واحداً ، فأنكر عليه بسبب ذلك ، وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي ، يقول : إنه رأى للوليد بن مسلم مصنفاً قد جمعه كالشواهد لبعض مفردات هذا الحديث ، فالله أعلم . تفسير ابن كثير 2/147،148،149،150(1/380)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وحديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد ، والطبري ، وأبو يعلى في الكبير ، والطبراني في الطوالات ، وعلي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية ، والبيهقي في البعث ، من حديث أبي هريرة ، ومداره على إسماعيل بن رافع ، واضطرب في سنده ، مع ضعفه ، فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة ، وتارة بواسطة رجل مبهم ، ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة ، وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضاً ، وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضاً ، في تفسيره عن محمد بن عجلان ، عن محمد بن كعب القرظي ، واعترض مغلطاي على عبد الحق ، في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع ، وخفي عليه أن الشامي أضعف منه ، ولعله سرقه منه ، فألصقه بابن عجلان ، وقد قال الدارقطني : إنه متروك يضع الحديث ، وقال الخليلي : شيخ ضعيف ، شحن تفسيره بما لا يتابع عليه ، وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في حديث الصور : جاء من طريق إسماعيل بن رافع من عدة آثار ، وأصله عنده عن أبي هريرة ، فساقه كله مساقاً واحداً ، وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع ، القاضي أبو بكر بن العربي ، والقرطبي في التذكرة ، وقول عبد الحق في تضعيفه أولى ، وضعفه قبله البيهقي . فتح الباري 11 / 368،369
(663) فتح الباري ، لابن حجر 11/370
(664)تفسير الطبري 8/210،211
(665) سورة طه ، آية (105-107)
(666) سورة النمل ، آية (88)
(667) البداية والنهاية ، لابن كثير 19/338
(668) دَارَّةٌ : مُتَّصِلة . النهاية في غريب الحديث 1 / 264
(669) آزِلِينَ : أَي في شدة ، وضيق . لسان العرب 11 / 14
(670) مالِكٌ ، وطيىءٌ : سُمِّيا بذلك ، لأَن أُمهما لما هلك بعلها ، أَذْحَجَتْ على ابْنَيْها طيِّىءٍ ، ومالكٍ هذين، فلم تتزوَّجْ بَعْدَ أُدَدٍ . لسان العرب 2 / 278
(671) تَرْبَأُ : أي يحفظهم من عَدوّهم . الغريب لابن قتيبة 1 / 399(1/381)
(672) خَثْعَمٍ : اسم قبيلة أَيضاً، وهو خَثْعَمُ بن أَنمار من اليمن، ويقال: هم من مَعَدَ صاروا باليمن . لسان العرب 12 / 166
(673) الصائِحةُ: صَيْحَةُ المَناحةِ . لسان العرب ج: 2 ص: 521
(674) بِهَضْبٍ : أي بمَطر . الغريب لابن قتيبة 1 / 531
(675) مَهْيَمْ : أي ما أمْرُكُم وشَأنُكم ، وهي كلمةٌ يمانيَّةٌ . النهاية في غريب الحديث 4 / 378
(676) آلاء : نِعَم اللّه . الغريب لابن قتيبة 2 / 147
(677) المدرة : هي القرية أو المصر . النهاية في غريب الحديث 4 / 309
(678) شَرْيَةٌ : أرادَ أنَّ الأرضَ اخضَرّضت بالنَّبات فكأنَّها حنظلة . النهاية في غريب الحديث 2 / 469
(679) الأصْوَاءِ : يعني القُبور وأصلُ الأصْواء الأعلام تنْصَب في الأرض للهُدَى شَبَّه القُبور بها . الغريب لابن قتيبة 1 / 532
(680) تُضَارُّونَ : بمعنى لا تَتَخالَفُون ولا تَتَجادلُون في صِحْةِ النَّظر إِليهِ لِوُضُوحِه وظُهُوره . لسان العرب 4 / 486
(681) صَفَحَاتُكُمْ : ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه و صُفْحِه، أَي بعُرْضِه . لسان العرب 2 / 513
(682) فَيَنْضَحُ : الجماعة من الناس يكونون من الثلاثة فصاعداً من قوم شتى ، كالزِّنْج ، والرُّوم ، والعرب . لسان العرب 11 / 542
(683) الخِطْمُ : الأَثَرُ على الأَنف كما يُخْطَمُ البعير بالكَيّ.. يقال: خَطَمْتُ البعير، وهو أَن يُوسَمَ بخَطَ من الأَنف إِلى أَحد خديه . لسان العرب 12 / 188
(684) الْحَمِيمِ : الماء الحار . مختار الصحاح 1 / 66
(685) أَلا : حرف يفتتح به الكلام للتنبيه . مختار الصحاح 1 / 8
(686) حَسِّ : كلمة تقال عند الأَلم . لسان العرب 6 / 51
(687) نَاهِلَةٍ : الناهِل في كلام العرب العَطْشان، و الناهِل الذي قد شرِب حتى روِي ، والأُنثى ناهِلة، و الناهِل العَطْشان، و الناهِل الرَّيَّان، وهو من الأَضداد . لسان العرب 11 / 681(1/382)
(688) الطَّوْفِ : الحَدَث من الطَّعام 0 المعنَى أنَّ من شَرِبَ تلْك الشَّربَة طَهُر من الحَدَث والأذى النهاية في غريب الحديث 3 / 1430
(689) زِيَالِ : أي فارقه ، و التَّزَايُلُ التباين . مختار الصحاح 1 / 118
(690) الْمُنْتَفِقِ : اسم رجل . لسان العرب 10 / 360
(691) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 89
(692) تقريب التهذيب 1 / 351
(693) تقريب التهذيب 1 / 348
(694) تقريب التهذيب 1 / 201
(695) تقريب التهذيب ، لابن حجر 1 / 111
(696) المستدرك على الصحيحين ، للحاكم 4 / 607
(697) مجمع الزوائد ، للهيثمي 10 / 340
(698) السنة لابن أبي عاصم ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني 1 / 231
(699) مُصِيخَةٌ : أي مُسْتَمِعَة مُنْصِتَه . النهاية في غريب الحديث 3 / 64
(700) إِيلِيَاءَ : هي بالمد والتخفيف ، اسم مدينة بيت المقدس . لسان العرب11/40
(701) سورة لقمان ، آية (34)
(702) علل الدارقطني 3 / 196
(703) قلت : الرواية التي رجحها الدارقطني رحمه الله هي في مسند الطيالسي قال : حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة وورقاء عن منصور عن ربعي بن حراش قال شعبة عن علي وقال ورقاء عن ربعي عن رجل عن علي أن رسول الله ( قال ( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالموت ويؤمن بالبعث ويؤمن بالقدر ) 1 / 17 وكذلك في مسند عبد بن حميد قال حدثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل عن علي قال قال رسول الله ( ( لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعني بالحق ويؤمن بالقدر ويؤمن بالبعث بعد الموت )1/54
(704) تحفة الأحوذي ، للمباركفوري 6 / 298
(705) تهذيب الكمال ، للمزي 20 / 434،438
(706) سبقت ترجمته في صفحة 69
(707) مجمع الزوائد ، للهيثمي 1 / 59
??
??
? ?
?
??
??
9
_حياة البرزخ الباب الأول : الأحكام المتعلقة بـ " الإحتضار ، الدفن ، القبر "(1/383)