{فَرَقْنَاهُ} قال: فصلناه1.
[1443] وعند أبي عبيد من طريق مجاهد أن رجلا سأله عن رجل قرأ البقرة وآل عمران ورجل قرأ البقرة فقط قيامهما واحد ركوعهما واحد وسجودهما واحد، فقال: الذي قرأ البقرة فقط أفضل. ثم تلا {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} 2.
قوله تعالى: {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً} الآية: 107
[1444] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ} قال: للوجوه3.
[1445] وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله4.
[1446] وعن معمر عن الحسن للّحى 5.
__________
1 فتح الباري 9/89.
أخرجه ابن جرير 15/178 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 9/89.
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب ما يستحب لقارئ القرآن من الترسل في قراءته والترتيل والتدبر، رقم9-17، ص 75 حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عُبيد المُكتِب، قال: قلت لمجاهد - فذكره.
3 فتح الباري 8/394. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 15/180 حدثنا علي بن داود، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
4 فتح الباري 8/394.
في تفسيره 1/2/392 سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/394.
أخرجه عبد الرزاق - في الموضع السابق نفسه -.(2/693)
قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} الآية: 110
[1447] أخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس أن المشركين سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: "يا الله يا رحمن"، فقالوا: كان محمد يأمرنا بدعاء إله واحد وهو يدعو إلهين فنزلت1.
[1448] وأخرج عن عائشة بسند آخر نحوه 2.
قوله تعالى:
{وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} الآية: 110
[1449] للطبري عن سعيد بن جبير "فقالوا له لا تجهر فتؤذي آلهتنا فنهجو إلهك" 3.
__________
1 فتح الباري 13/360.
لم أقف على إسناده، لكن الحافظ ابن حجر قد حكم عليه بالضعف كما هو أعلاه، هذا وأورد السيوطي في الدر المنثور 5/348 عن ابن عباس نحوه، ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه. ولفظه "قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ذات يوم، فدعا الله فقال في دعائه: "يا الله ... يا رحمن ... " فقال المشركون: انظروا إلى هذا الصابئ، ينهانا أن ندعو إلهين وهو يدعو إلهين. فأنزل الله {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} الآية". هذا وقد أخرج ابن جرير 15/182 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني محمد بن كثير، عن عبد الله بن واقد، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس - فذكر نحوه.
2 فتح الباري 13/360.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/347 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه، ولفظه "قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بالدعاء فجعل يقول: يا الله ... يا رحمن ... فسمعه أهل مكة فأقبلوا عليه، فأنزل الله {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} الآية. وانظر ما قبله.
3 فتح الباري 8/405. =(2/694)
[1450] ومن طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرق عنه أصحابه، وإذا خفض صوته لم يسمعه من يريد أن يسمع قراءته، فنزلت"1.
[1451] وقد أخرج الطبري وابن خزيمة والعمري والحاكم من طريق حفص بن غياث 2 عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت نزلت هذه الآية في التشهد 3.
__________
= أخرجه ابن جرير 15/186 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد - نحوه.
وقد أخرج البخاري رقم4722 من طريقه، عن ابن عباس في الآية بلفظ "قال: نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع المشركون سبّوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسّبوا القرآن {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} عن أصحابك؛ فلا تسمعهم {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} . وقد رجّح الطبري هذا القول. ونقل عنه ابن حجر وقال: ولكن يحتمل الجمع بين هذا القول، وبين ما ورد أنها نزلت في الدعاء داخل الصلاة. واستدل لهذا الجمع بما أخرجه ابن مردويه من حديث أبي هريرة الآتي برقم 1455.
1 فتح الباري 8/405.
أخرجه ابن جرير 15/185 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس، ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثني داود ابن الحصين، به نحوه.
2 حفص بن غياث بن طَلْق بن معاوية النخعي، أبو عمر الكوفي القاضي، روى عن هشام ابن عروة والأعمش والثوري وغيرهم، ثقة فقيه، تغير حفظه قليلا في الآخر، مات سنة أربع أو خمس وتسعين، وقد قارب الثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/357، والتقريب 1/189.
3 فتح الباري 8/405.
أخرجه ابن جرير 15/187 وابن خزيمة في صحيحه رقم707 - في الصلاة، باب إخفاء التشهد وترك الجهر به -، والحاكم 1/230 كلهم من طريق حفص بن غياث، به. وسكت عنه الحاكم. وقد صحّح إسناده الدكتور الأعظمي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/351 ونسبه إلى الطبري والحاكم.(2/695)
[1452] ومن طريق عبد الله بن شداد قال: كان أعرابي من بني تميم إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم ارزقنا مالا وولدا" فنزلت هذه الآية1.
[1453] أسند الطبري عن عطاء قال: يقول قوم إنها في الصلاة، وقوم إنها في الدعاء2.
[1454] أخرج الطبري من طريق أشعث بن سوار3 عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزلت في الدعاء4.
[1455] ومن وجه آخر عن ابن عباس مثله 5.
__________
1 فتح الباري 8/405.
أخرجه ابن جرير 15/184 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال: ثنا سفيان، عن ابن عياش العامري، عن عبد الله بن شداد، به نحوه. ولفظه "اللهم ارزقنا إبلا وولدا".
وله شاهد عند البخاري رقم4723 عن عائشة قالت: أنزل ذلك في الدعاء.
2 فتح الباري 8/405.
أخرجه ابن جرير 15/186 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا حسان بن إبراهيم، عن إبراهيم الصائغ، عن عطاء - مثله.
3 أشعث بن سوار الكندي النجار الكوفي مولى ثقيف، قاضي الأهواز، روى عن الحسن البصري والشعبي وعكرمة وغيرهم، وعنه شعبة والثوري ويزيد بن هارون وغيرهم. ضعيف ضعّفه النسائي والدارقطني وغيرهما. مات سنة ست وثلاثين ومائة. أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم في المتابعات، والترمذي والنسائي وابن ماجه.
انظر ترجمته في: التهذيب 1/308، والتقريب 1/79.
4 فتح الباري 8/405.
أخرجه ابن جرير 15/183 حدثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا عباد بن العوّام، عن أشعث بن سوار، به نحوه. ولفظه " قال: كانوا يجهرون بالدعاء؛ فلما نزلت هذه الآية أُمِروا أن لا يجهروا، ولا يخافتوا ". والإسناد ضعيف لحال "أشعث بن سوار" كما سبق بيان حاله في ترجمته.
5 فتح الباري 8/405. أخرجه ابن جرير 15/184 من طريق العوفي عنه نحوه. ولفظه " {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} الآية قال: في الدعاء والمسألة".(2/696)
[1456] ومن طريق عطاء ومجاهد وسعيد ومكحول1 مثله 2.
[1457] روى ابن مردويه من حديث أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت رفع صوته بالدعاء، فنزلت 3.
[1458] روى سعيد بن منصور من طريق صحابي لم يسم رفعه في هذه الآية "لا ترفع صوتك في دعائك؛ فتذكر ذنوبك فتعير بها" 4.
__________
1 ويسمى "مكحول الشامي"، أبو عبد الله، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن أبي بن كعب وثوبان وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وغيرهم، وعنه الأوزاعي وعبد الرحمن بن يزيد ابن جابر والحجاج بن أرطأة وغيرهم. ثقة كثير الإرسال. مات سنة بضع عشرة ومائة. أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/258، والتقريب 2/273.
2 فتح الباري 8/405.
أما أثر عطاء فأخرجه ابن جرير 15/184 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال:، ثنا سفيان، عمن ذكره، عن عطاء، به.
وأما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 15/184 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به.
وأما أثر سعيد - وهو ابن جبير - فأخرجه ابن جرير 15/184 حدثنا ابن بشار، قال: يحيى، قال: ثنا سفيان، قال: ثني قيس بن مسلم، عنه، به.
وأما أثر مكحول فأخرجه ابن جرير 15/184 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عيسى، عن الأوزاعي، عنه، به.
3 فتح الباري 8/406.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/351 ونسبه إلى محمد بن نصر وابن مردويه.
4 فتح الباري 8/406.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل150/ب قال: حدثنا عبد الله ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، أن شيخا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/351 ونسبه إلى سعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن المنذر وابن مردويه، عن دراج أبي السمح: أن شيخا من الأنصار من.
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال. فذكره بنحوه.
والحديث أخرجه البخاري في الكبير 2/1/256 قال: قال أصبغ، عن ابن وهب، قال: حدثنا عمرو، عن دراج أن شيخا من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فذكره.
هذا وقد ذكره العيني في عمدة القاري 19/35 برواية ابن مردويه، وقال: سنده صحيح.(2/697)
[1459] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} أي لا تصل مراءاة للناس، {وَلا تُخَافِتْ بِهَا} أي لا تتركها مخافة منهم 1.
[1460] ومن طرق عن الحسن البصري نحوه 2.
قوله تعالى:
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} الآية: 111
[1461] وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} قال: لم يحالف أحدا 3.
__________
1 فتح الباري 8/406.
أخرجه ابن جرير 15/187 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/406.
أخرجه ابن جرير 15/187 من طريق سعيد عن قتادة، ومن طريق عبد الرزاق عن معمر، ومن طريق هشيم عن عوف، ومن طريق سفيان، عن منصور، كلهم عن الحسن - نحوه.
3 فتح الباري 8/391.
أخرجه ابن جرير 15/189 من طريق عيسى وورقاء عن ابن أبي نجيح، به مثله. وزاد "ولا يبتغي نصر أحد".(2/698)
سورة الكهف
قوله تعالى: {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} الآية: 6
[1462] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {بَاخِعٌ نَفْسَكَ} أي قاتل نفسك 1.
قوله تعالى:
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً} الآية:9
[1463] وقد روى عبد بن حميد بإسناد صحيح عن ابن عباس قصة أصحاب الكهف مطولة غير مرفوعة، وملخص ما ذكر أن ابن عباس غزا مع معاوية الصائفة، فمروا بالكهف الذي ذكره الله تعالى في القرآن، فقال معاوية: أريد أن أكشف عنهم، فمنعه ابن عباس، فصمّم وبعث ناسا؛ فبعث الله ريحا فأخرجتهم، قال: فبلغ ابن عباس فقال: إنهم في مملكة جبّار يعبد الأوثان، فلما رأوا ذلك خرجوا منها فجمعهم الله على غير ميعاد فأخذ بعضهم على بعضهم العهود والمواثيق، فجاء أهاليهم يطلبونهم ففقدوهم، فأخبروا الملك، فأمر بكتابة أسمائهم في لوح من رصاص، وجعله في خزانته.
فدخل الفتية الكهف، فضرب الله على آذانهم فناموا، فأرسل الله من يقلّبهم وحوّل الشمس عنهم، فلو طلعت عليهم لأحرقتهم، ولولا
__________
1 فتح الباري 8/406.
أخرجه في تفسيره 1/2/396 به سندا ومتنا.(2/699)
أنهم يقلبون لأكلتهم الأرض.
ثم ذهب ذلك الملك وجاء آخر فكسر الأوثان وعبد الله وعدل، فبعث الله أصحاب الكهف، فأرسلوا واحدا منهم يأتيهم بما يأكلون، فدخل المدينة مستخفيا، فرأى هيئة وناسا أنكرهم لطول المدة، فدفع درهما إلى خبّاز، فاستنكر ضربه وهمّ بأن يرفعه إلى الملك. فقال أتخوفني بالملك وأبي دهقانه؟ 1 فقال: من أبوك؟ قال: فلان. فلم يعرفه، فاجتمع الناس، فرفعوه إلى الملك، فسأله فقال: عليّ باللوح، وكان قد سمع به، فسمّى أصحابه، فعرفهم من اللوح، فكبّر الناس وانطلقوا إلى الكهف.
وسبق الفتى لأن لا يخافوا من الجيش، فلما دخل عليهم عمى الله على الملك ومن معه المكان، فلم يدر أين يذهب الفتى، فاتفق رأيهم على أن يبنوا عليهم مسجدا، فجعلوا يستغفرون لهم ويدعون لهم، وصله عبد بن حميد من طريق يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مطولا، وإسناده على شرط البخاري 2.
__________
1 الدهقان - بكسر الدال وضمها -: رئيس القرية ومقدَّم الثُّنَّاء وأصحاب الزراعة، وهو معرَّب، ونونه أصلية، وقيل زائدة. انظر: النهاية 2/145.
2 فتح الباري 8/407 و 6/504. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا بلفظ " {الرَّقِيمِ} لوح من رصاص كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته فضرب الله على آذانهم فناموا".
أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/ 244-246 ثنا عيسى ابن الجنيد، ثنا يزيد بن هارون، أنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، به مطولا.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في المصدر السابق - عن أبيه، ثنا عمرو بن عوف، ثنا يزيد بن هارون، به.
قال ابن حجر عقبه: هذا إسناد صحيح، قد رواه عن سفيان بن حسين أيضا هشيم وغيره، وسفيان بن حسين ثقة، حجة في غير الزهري، وإنما ضعفه من ضعفه في حديث الزهري؛ لأنه لم يضبطه عنه. أهـ. انظر: تغليق التعليق 4/246.(2/700)
[1464] وروى عبد الرزاق من طريق عكرمة قال: كان أصحاب الكهف أولاد ملوك اعتزلوا قومهم في الكهف فاختلفوا في بعث الروح، فقال قائل يبعثان، وقال قائل: تبعث الروح فقط وأما الجسد فتأكله الأرض، فأماتهم الله ثم أحياهم، فذكر القصة 1.
__________
1 فتح الباري 8/407.
أخرجه ابن جرير 15/216 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن عكرمة - فذكر القصة مطولا. ولفظه "قال: كان أصحاب الكهف أبناء ملوك الروم، رزقهم الله الإسلام، فتعوّذوا بدينهم، واعتزلوا قومهم، حتى انتهوا إلى الكهف، فضرب الله على سمعهم، فلبثوا دهرا طويلاً، حتى هَلكت أمتهم، وجاءت أمّة مسلمة، وكان ملكهم مسلما، فاختلفوا في الروح والجسد، فقال قائل: يبعث الروح والجسد جميعا وقال قائل: يُبعث الروح، فأما الجسد فتأكله الأرض، فلا يكون شيئا فشقّ على ملكهم اختلافهم، فانطلق فلبس المُسُوح، وجلس على الرّماد، ثم دعا الله تعالى فقال: أي ربّ، قد ترى اختلاف هؤلاء، فابعث لهم آية تبين لهم، فبعث الله أصحاب الكهف، فبعثوا أحدهم يشتري لهم طعاما، فدخل السوق، فجعل يُنكر الوجوه، ويعرف الطرق، ويرى الإيمان بالمدينة ظاهرا، فانطلق وهو مستخف حتى أتى رجلاً يشتري منه طعاما فلما نظر الرجل إلى الوَرِق أنكرها، قال: حسبت أنه قال: كأنها أخفاف الرّبَع، يعني الإبل الصغار، فقال له الفتى: أليس ملككم فلانا؟ قال: بل ملكنا فلان فلم يزل ذلك بينهما حتى رفعه إلى الملك، فسأله، فأخبره الفتى خبر أصحابه، فبعث الملك في الناس، فجمعهم، فقال: إنكم قد اختلفتم في الروح والجسد، وإن الله قد بعث لكم آية، فهذا رجل من قوم فلان، يعني ملكهم الذي مضى، فقال الفتى: انطلقوا بي إلى أصحابي فركب الملك، وركب معه الناس حتى انتهوا إلى الكهف فقال الفتى دعوني أدخل إلى أصحابي، فلما أبصرهم ضُرِب على أذنه وعلى آذانهم فلما استبطؤوه دخل الملك، ودخل الناس معه، فإذا أجساد لا ينكرون منها شيئا غير أنها لا أرواح فيها، فقال الملك: هذه آية بعثها الله لكم. قال قتادة: وعن ابن عباس، كان قد غزا مع حبيب ابن مسلمة، فمرّوا بالكهف، فإذا فيه عظام، فقال رجل: هذه عظام أصحاب الكهف، فقال ابن عباس: لقد ذهبت عظامهم منذ أكثر من ثلاث مئة سنة".
والقصة ذكرها السيوطي في الدر المنثور 5/367 ونسبها إلى عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عكرمة.(2/701)
[1465] عن الضحاك {الْكَهْفِ} الفتح في الجبل، أخرجه ابن أبي اتم عنه1.
[1466] وفي تفسير ابن مردويه عن ابن عباس: أصحاب الكهف أعوان المهدي، وسنده ضعيف2.
[1467] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الرقيم الكتاب3.
[1468] وقد روى ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قال: ما كنت أعرف الرقيم، ثم سألت عنه، فقيل لي: هي القرية التي خرجوا منها. وإسناده ضعيف4.
__________
1 فتح الباري 6/503.
لم أقف عليه، ومعناه صحيح. وقال الراغب: الكهف الغار في الجبل وجمعه: كُهوف. المفردات ص:442.
2 فتح الباري 6/503.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/370 ونسبه إلى ابن مردويه فقط، هذا ولم أقف على إسناده، وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
3 فتح الباري 6/504.
أخرجه ابن جرير 15/198 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 8/407.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/397، ومن طريقه ابن جرير في تفسيره 15/198، وإسحاق بن إبراهيم البستي في تفسيره سورة الكهف، رقم6 كلهم من حديث الثوري، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه: "قال ابن عباس في قوله تعالى: {الرَّقِيمِ} قال: يزعم كعب أنها القرية.
هذا وإن هذا التفسير يخالف ما في الصحيح، فقد تقدمت الإشارة في الرواية رقم 1461 إلى ما روى البخاري في صحيحه تعليقا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بلفظ " {الرَّقِيمِ} لوح من رصاص كتب عاملهم أسماءهم ثم طرحه في خزانته فضرب الله على آذانهم فناموا".(2/702)
[1469] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة ومن طريق عطية العوفي: الرقيم الوادي الذي فيه الكهف1.
[1470] وأخرج الطبري أيضا من طريق ابن عباس عن كعب الأحبار قال: هو اسم القرية2.
[1471] وروى ابن أبي حاتم من طريق أنس بن مالك ومن طريق سعيد بن جبير أن الرقيم اسم الكلب.
قوله تعالى: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} الآية: 12
[1472] روى عبد بن حميد من طريق مجاهد في قوله {أَمَداً} قال عددا4.
__________
1 فتح الباري 6/504.
أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 15/198 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه. ولفظه "قال: كنا نحدث أن الرقيم: الوادي الذي فيه أصحاب الكهف ".
وأما عن عطية فأخرجه ابن جرير 15/198 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت أبي، عن عطية قال: الرقيم: واد.
وأخرج من طريق عطية، عن ابن عباس قال: الرقيم: واد بين عُسفان وأيلة دون فلسطين.
2 فتح الباري 6/504.
أخرجه ابن جرير 15/198 من طريق الثوري، عن الشيباني، عن عكرمة، عن ابن عباس. ولفظه " قال: يزعم كعب أن الرقيم: القرية. ومن طريق عبد الرزاق، عن الثوري، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله.
3 فتح الباري 6/504.
لم أقف عليهما مسندين. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 5/362 عن أنس بن مالك قال: {الرَّقِيمِ} الكلب، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
4 فتح الباري 8/407.
أخرجه ابن جرير 15/206 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/703)
قوله تعالى: {قُلْنَا إِذاً شَطَطاً} الآية: 14
[1473] وروى الطبري عن سعيد عن قتادة في قوله: {شَطَطاً} قال: كذبا 1.
قوله تعالى: {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} الآية: 17
[1474] وصل الفريابي عن مجاهد {تَقْرِضُهُمْ} تتركهم 2.
[1475] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة نحوه 3.
قوله تعالى: {الْوَصِيدِ} الآية: 18
[1476] أخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {الْوَصِيدِ} الفناء 4.
قوله تعالى: {أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً} الآية: 19
[1477] وروى سعيد بن منصور من طريق عطاء بن السائب عن
__________
1 فتح الباري 6/504.
أخرجه ابن جرير 15/208 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
2 فتح الباري 8/406. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 243 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
3 فتح الباري 8/406.
أخرجه في تفسيره 1/2/400. ولفظه "تدعهم ذات الشمال".
4 فتح الباري 6/504.
لم أجد في تفسير الطبري من طريق سعيد عن ابن عباس، وإنما من طريق علي بن أبي طلحة، عنه. نعم أخرج 15/214 عن محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} قال: بالفِناء. ولم يذكر في الإسناد "ابن عباس".(2/704)
سعيد بن جبير عن ابن عباس: أحلُّ ذبيحةً، وكانوا يذبحون للطواغيت1.
[1478] وروى عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله {أَزْكَى طَعَاماً} قال: خير طعاما2.
[1479] وروى الطبري عن سعيد بن جبير أحلّ3.
قوله تعالى: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} الآية: 22
[1480] قال عبد الرزاق في تفسيره عن معمر عن قتادة في قوله {رَجْماً بِالْغَيْبِ} قال: قذفا بالظن 4.
قوله تعالى:
{وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} الآية:23-24
[1481] أخرج ابن إسحاق في سؤال من سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة أصحاب الكهف: غدا أجيبكم، فتأخر الوحي فنزلت {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي
__________
1 فتح الباري 8/407.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير ل 150/ ب حدثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، به. وهذا إسناد ضعيف؛ فإن خالد بن عبد الله هو الطحان الواسطي إنما سمع من عطاء بن السائب بعد الاختلاط. انظر رقم 203.
2 فتح الباري 6/504.
أخرجه عبد الرزاق 1/2/400 به سنداً ومتناً. وزاد في آخره "يعني أجوده".
3 فتح الباري 6/504.
أخرجه ابن جرير 15/223 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، به. ومن طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، مثله. وقد رجّح الطبري هذا القول.
4 فتح الباري 6/504 و 8/408.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/400 به سنداً ومتناً.(2/705)
فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} فقال إن شاء الله1.
قوله تعالى:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} الآية: 28
[1482] وعن ابن جريج: نزلت في عيينه بن حصن بن حيفة بن بدر الفزاري قبل أن يسلم 2.
قوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}
[1483] وصل الطبري من طريق داود بن أبي هند في قوله {فُرُطاً} قال: ندامة3.
[1484] وللطبري عن مجاهد قال: ضياعا4.
__________
1 فتح الباري 11/603.
ذكر ابن كثير في تفسيره 5/132-33 قال "وقد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه السورة الكريمة، قال: حدثني شيخ من أهل مصر، قدم علينا منذ بضع وأربعين سنة، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره قصة اجتماع اليهود بالنبي صلى الله عليه وسلم وسؤالهم عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح. وتأخر الوحي عنه ثم نزول جبريل عليه السلام بسورة أصحاب الكهف. كما أورد السيوطي في الدر المنثور 5/376-377 عن مجاهد هذه القصة، وفيه "فأنزل الله هذه الآية ". وقد عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
2 فتح الباري 8/408.
أخرجه ابن جرير 15/235 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج. ولفظه "قال: أخبرت أن عيينة بن حصن قال للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم: لقد آذاني ريح سلمان الفارسي، فاجعل لنا مجلسا منك لا يجامعوننا فيه، واجعل لهم مجلسا لا نجامعهم فيه، فنزلت الآية ".
3 فتح الباري 8/408. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 15/236 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا بدل بن المحبر، قال: ثنا عباد بن راشد، عن داود، به.
4 فتح الباري 8/408. أخرجه ابن جرير 15/236 من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/706)
[1485] وعن السدي قال: إهلاكا 1.
قوله تعالى: {نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} الآية: 29
[1486] وروى الطبري من طريق ابن عباس بإسناد منقطع قال: سرادقها حائط من نار2.
قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} الآية: 33
[1487] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً} : لم تنقص3.
[1488] وكذا الطبري من طريق سعيد عن قتادة4.
قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} الآية: 34
[1489] وصل الفريابي عن مجاهد {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} قال: ذهب
__________
1 فتح الباري 8/408.
لم يرو الطبري عن السدي من قوله، وإنما عن خباب من طريق السدي، فقد أخرجه 15/237 من طريق أسباط، عن السدي، عن أبي سعيد الأزدي، عن أبي الكنود، عن خباب {وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} قال: هلاكا.
2 فتح الباري 8/408.
أخرجه ابن جرير 15/239 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، فذكره. وفيه انقطاع بين ابن جريج وابن عباس وقد أشار ابن حجر إلى ذلك.
3 فتح الباري 8/407.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/243-244 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، أنا هشام، عن ابن جريج، به مثله.
4 فتح الباري 8/407.
أخرجه ابن جرير 15/245 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.(2/707)
وفضة 1.
[1490] وأخرج الفراء من وجه آخر عن مجاهد قال: ما كان في القرآن ثمر بالضم فهو المال، وما كان بالفتح فهو النبات 2.
[1491] أخرج الطبري من طريق أبي سفيان المعمري 3 عن معمر عن قتادة قال: الثمر المال كله، وكل مال إذا اجتمع فهو ثُمُر إذا كان من لون الثمرة وغيرها من المال كله 4.
[1492] وروى ابن المنذر من وجه آخر عن قتادة قال: قرأ ابن عباس {ثَمَرٌ} يعني بفتحتين وقال: يريد أنواع المال 5.
__________
1 فتح الباري 8/406. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/243 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/406.
أخرجه الفراء في معاني القرآن 2/144 قال: وحدثني المعلى بن هلال الجعفي، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
قوله {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} اختلفت القرّاء في قوله {ثَمَرٌ} فقرأ عامة قرّاء الحجاز والعراق {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} - بضم التاء والميم -، وقرأ آخرون {وَكَانَ لَهُ ثَمَر} بفتحتين، وقرئ {ثُمْر} بضم فسكون، كما قرئ {ثَمْر} بفتحة فسكون. انظر: البحر المحيط 6/125، والسبعة لابن مجاهد ص390، والمحتسب لابن جني 6/476، وتفسير الطبري 15/245.
3 هو محمد بن حميد اليشكري، أبو سفيان المعمري، نزيل بغداد، روى عن معمر وغيره، ثقة. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/115، والتقريب 2/156.
4 فتح الباري 8/406.
أخرجه ابن جرير 15/245 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، به مثله.
5 فتح الباري 8/406. أخرجه ابن جرير 15/245 حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثني حجاج، عن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، مثله.(2/708)
قوله تعالى: {هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} الآية: 45
[1493] ذكر إسماعيل بن أبي زياد في تفسيره عن ابن عباس {هَشِيماً} متغيرا، و {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} أي تفرقه 1.
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً} الآية: 52
[1494] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً} أي مهلكا 2.
قوله تعالى: {بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً} الآية: 58
[1495] وصل الفريابي عن مجاهد {مَوْئِلاً} مَحْرِزا 3.
__________
1 فتح الباري 6/295.
ضعيف، قال في الفتح 6/295 "لم أره عنه من طريق موصولة ".
و"إسماعيل بن أبي زياد" هو الشامي، واسم أبيه "مسلم"، قاضي الموصل، شيخ ضعيف جمع تفسيراً كبيراً، فيه الصحيح والسقيم، متروك كذّبوه، وهو في عصر أتباع التابعين. وقد كان يعلّم ولد المهدي، وشحن كتابه في "التفسير" بأحاديث مسندة يرويها عن شيوخه، ثور بن يزيد، ويونس الأبلي، لا يتابع عليها. ونقل الذهبي عن الدارقطني قال: هو إسماعيل بن مسلم، متروك يضع الحديث. انظر: الميزان 1/230-231، رقم881، 884، والتقريب 1/69، وطبقات المفسرين للداودي 1/108، والعجاب في بيان الأسباب - المقدمة - 1/213.
2 فتح الباري 10/443.
أخرجه ابن جرير 15/264 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.
3 فتح الباري 8/407.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/247 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.(2/709)
[1496] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {مَوْئِلاً} قال: ملجأ1.
قوله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} الآية: 60
[1497] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: بحر فارس والروم2.
[1498] وعن الربيع بن أنس مثله، أخرجه عبد بن حميد3.
[1499] وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: هما الكُرّ والرَّسُّ حيث يصبان في البحر 4.
[1500] وقال محمد بن كعب القرظي: مجمع البحرين بطنجة5.
[1501] وعن أبي بن كعب قال: بإفريقية. أخرجهما ابن أبي حاتم،
__________
1 فتح الباري 8/407.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/405 بهذا السند بلفظ "منجيا".
2 فتح الباري 8/410.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/405 به، مثله.
3 فتح الباري 8/410.
لم أقف على إسناده، وانظر ما قبله.
4 فتح الباري 8/410. قال ابن عطية: مجمع البحرين ذراع في أرض فارس من وراء أذربيجان يخرج من البحر المحيط من شماليه إلى جنوبيه مما يلي بر الشام. انظر: المحرر الوجيز 10/421.
5 فتح الباري 8/410.
أخرجه ابن جرير 15/271 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن الضريس، قال: ثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب، به.(2/710)
لكن السند إلى أبي بن كعب ضعيف 1.
[1502] وأغرب من ذلك ما نقله القرطبي عن ابن عباس قال: المراد بمجمع البحرين اجتماع موسى والخضر؛ لأنهما بحرا علم 2.
قوله تعالى: {أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً}
[1503] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: الحقب الزمان 3.
[1504] وعن ابن عباس: الحقب الدهر 4.
[1505] وعن سعيد بن جبير: الحقب الحين، أخرجهما ابن المنذر 5.
[1506] وجاء تقديره عن غيرهم، فروى ابن المنذر عن عبد الله
__________
1 فتح الباري 8/410.
لم أقف على إسناده، لكن ابن حجر قد حكم عليه بالضعف كما في الأعلى. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/423 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب.
2 فتح الباري 8/410.
حكاه القرطبي عن ابن عباس، ثم علق عليه قائلا: وهذا قول ضعيف، لا يصح؛ فإن الأمر بيِّن من الأحاديث أنه إنما وُسم له بحر ماء. انظر: تفسير القرطبي 11/8.
وقال ابن حجر: وهذا غير ثابت ولا يقتضيه اللفظ، وإنما يحسن أن يذكر في مناسبة اجتماعهما بهذا المكان المخصوص، كما قال السهيلي: اجتمع البحران بمجمع البحرين. أهـ. فتح الباري 8/410.
قلت: ولم يبين الله سبحانه وتعالى أي البحرين هما، ولا جاءنا خبر صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم في بيان ذلك، وعدم معرفة ذلك لا يضرنا شيئا؛ فإن معرفة ذلك وعدمه لا يترتب عليه أمر ديني.
3 فتح الباري 8/410.
أخرجه في تفسيره 1/2/405، مثله.
4 فتح الباري 8/410.
أخرجه ابن جرير 15/272 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
5 فتح الباري 8/410.(2/711)
ابن عمرو بن العاص أنه ثمانون سنة 1.
[1507] وروى عبد بن حميد عن مجاهد أنه سبعون 2.
قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً} الآية: 63
[1508] ولابن أبي حاتم من طريق قتادة قال: عجب موسى أن تسرب حوت مملح في مكتل 3.
قوله تعالى: {قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا} الآيتان: 64-65
[1509] وروى عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال: انجاب الماء عن مسلك الحوت فصار كوة، فدخلها موسى على أثر الحوت فإذا هو بالخضر 4.
[1510] وروى ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال: فرجع موسى حتى أتى الصخرة فوجد الحوت، فجعل موسى يقدم عصاه يفرج بها عنه الماء ويتبع الحوت، وجعل الحوت لا يمس شيئا من البحر إلا
__________
1 فتح الباري 8/410.
أخرجه ابن جرير 15/272 حُدِّثت عن هشيم، قال: ثنا أبو بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله ابن عمرو، به. وفي سنده شيخ الطبري مبهم.
2 فتح الباري 8/410.
لم أجده بهذا اللفظ، وأخرج ابن جرير 15/272 من طريق ابن جريج، وابن أبي نجيح كلاهما عن مجاهد بلفظ "سبعين خريفا ".
3 فتح الباري 8/416.
أخرج ابن جرير 15/275 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، نحوه. ولفظه قال في الآية "فكان موسى لما اتخذ سبيله في البحر عجبا، يعجب من سرب الحوت.
4 فتح الباري 1/168 و 8/417.(2/712)
يبس حتى يصير صخرة، فجعل موسى يعجب من ذلك حتى انتهى إلى جزيرة في البحر فلقي الخضر 1.
[1511] ولابن أبي حاتم من طريق السدي قال: بلغنا عن ابن عباس أن موسى دعا ربه ومعه ماء في سقاء يصب منه في البحر، فيصير حجرا فيأخذ فيه، حتى انتهى إلى صخر فصعدها وهو يتشوف هو يرى الرجا، ثم رآه 2.
قوله تعالى:
{قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً} الآية:70
[1512] وعند ابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس قال: قال الخضر لموسى: إن عجلت علي في ثلاث فذلك حين أفارقك 3.
قوله تعالى: {قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} الآية: 71
[1513] أخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} قال: منكرا 4.
[1514] وروى ابن أبي حاتم من طريق خالد بن قيس 5 عن قتادة في
__________
1 فتح الباري 8/417.
ضعيف الإسناد، لأنه من طريق عطية العوفي فهو ضعيف.
2 فتح الباري 8/417.
ضعيف لانقطاعه.
3 فتح الباري 8/419.
4 فتح الباري 8/419.
أخرجه ابن جرير 15/284 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/425 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
5 خالد بن قيس بن رباح الأزدي الحُدَّاني البصري، روى عن عطاء وعمرو بن دينار وقتادة وغيرهم، صدوق يُغرب. أخرج له مسلم وأبو داود في سننه وفي الناسخ والمنسوخ والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 3/97، والتقريب 1/217.(2/713)
قوله: {إِمْراً} قال: عجبا 1.
[1515] ومن طريق أبي صخر في قوله {إِمْراً} قال عظيما 2.
[1516] وفي رواية الربيع بن أنس عند ابن أبي حاتم "إن موسى لما رأى ذلك امتلأ غضبا وشدّ ثيابه وقال: أردت إهلاكهم، ستعلم أنك أول هالك. فقال له يوشع: ألا تذكر العهد؟ فأقبل عليه الخضر فقال: ألم أقل لك؟ فأدرك موسى الحلم فقال: لا تؤاخذني. وأن الخضر لما خلصوا قال لصاحب السفينة: إنما أردت الخير، فحمدوا رأيه، وأصلحها الله على يده" 3.
قوله تعالى: {قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ} الآية: 73
[1517] وروى الفراء من وجه آخر عن أبي بن كعب قال: لم ينس موسى، ولكنه من معاريض الكلام، وإسناده ضعيف 4.
__________
1 فتح الباري 8/419.
أخرج ابن جرير 15/284 من طريق سعيد، عن قتادة، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/425 ونسبه إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم عن قتادة.
2 فتح الباري 8/419.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/425 عنه، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
وأبو صخر المدني: اسمه حميد بن زياد أبو صخر، رأى سهل بن سعد، وروى عن جماعة من التابعين، روى عنه المفضل وغيره. قال أحمد ويحيى ليس به بأس، وقال ابن حجر: صدوق يهم. تقدم برقم 1013.
3 فتح الباري 8/419.
4 فتح الباري 8/419.
أخرجه الفراء في معاني القرآن 2/155 حدثني يحيى بن المهلب، عن رجل، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، به. وقد أخرجه ابن جرير 15/285 قال: حُدِّثت عن يحيى بن زياد، قال: ثني يحيى ابن المهلب، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عن أبي بن كعب الأنصاري - فذكر مثله. وإسناده ضعيف كما نبّه على ذلك ابن حجر أيضا.(2/714)
قوله تعالى: {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً} الآية: 76
[1518] وروى ابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس مرفوعا قال: الأولى نسيان والثانية عذر والثالثة فراق 1.
قوله تعالى:
{فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} الآية:81
[1519] وللنسائي من طريق أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: فأبدلهما ربهما خيرا منه زكاة قال: أبدلهما جارية فولدت نبيا من الأنبياء 2.
[1520] وللطبري من طريق عمرو بن قيس نحوه 3.
__________
1 فتح الباري 8/419.
لم أقف على إسناده، وأوله في الصحيحين من حديث أبي بن كعب مرفوعا في حديث طويل بلفظ " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانت الأولى من موسى نسيانا"، وفي رواية عنه مرفوعا "كانت الأولى نسيانا والوسطى والثالثة عمداً". البخاري - كتاب التفسير، باب "وإذ قال موسى لفتاه"، رقم4725 و 4726، وصحيح مسلم: كتاب الفضائل، باب من فضائل الخضر عليه السلام، رقم:2380-171، 172.
2 فتح الباري 8/421.
لم أقف عليه عند النسائي، ولا عند غيره.
3 فتح الباري 8/421.
أخرجه ابن جرير 16/3 حدثني يعقوب، قال: ثنا هاشم بن القاسم، قال: ثنا المبارك بن سعيد، قال: ثنا عمرو بن قيس في الآية قال: بلغني أنها جارية.(2/715)
[1521] ولابن المنذر من طريق بسطام بن جميل 1 قال: أبدلهما مكان الغلام جارية ولدت نبيين 2.
[1522] ولعبد بن حميد من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة: ولدت جارية 3.
[1523] ولابن أبي حاتم من طريق السدي قال: ولدت جارية فولدت نبيا، وهو الذي كان بعد موسى فقالوا له: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، واسم هذا النبي شمعون، واسم أمه حنة 4.
[1524] وعند ابن مردويه من حديث أبي بن كعب أنها ولدت غلاما، لكن إسناده ضعيف 5.
[1525] وأخرجه ابن المنذر بإسناد حسن عن عكرمة عن ابن عباس نحوه 6.
قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} الآية: 83
[1526] وأخرج الحاكم من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا
__________
1 بِسْطَام بن جميل، شامي، عن التابعين. قال الأزدي: ليس حديثه بشيء. انظر: الميزان 1/309، رقم1169.
2 فتح الباري 8/421.
ضعيف الإسناد؛ ففيه بسطام بن جميل، ليس حديثه بشيء.
3 فتح الباري 8/421.
لم أقف على إسناده، والحكم بن أبان صدوق له أوهام، وقد تقدم برقم 321.
4 فتح الباري 8/421.
السدي ضعيف، وقد تقدم برقم 5.
5 فتح الباري 8/421.
إسناده ضعيف كما نبه على ذلك ابن حجر.
6 فتح الباري 8/421.(2/716)
أدري ذو القرنين كان نبيا أو لا" 1.
[1527] قال الزبير في أوائل "كتاب النسب" حدثنا إبراهيم بن المنذر2 عن عبد العزيز بن عمران3 عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال4 عن القاسم بن أبي بزة 5 عن أبي الطفيل سمعت ابن الكوّاء يقول لعلي
__________
1 فتح الباري 6/383.
أخرجه الحاكم 2/14 من طريق عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - مرفوعا. وأخرجه 2/450 من طريق آدم ابن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/435 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه.
2 إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي، روى عن مالك وابن عيينة وعبد العزيز بن عمران وغيرهم. صدوق، مات سنة ست وثلاثين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 1/145، والتقريب 1/43-44.
3 عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، الأعرج، يعرف بابن أبي ثابت، روى عن هشام بن سعد وغيره، وعنه إبراهيم ابن المنذر وغيره. متروك، احترقت كتبه فحدث من حفظه، فاشتد غلطه، وكان عارفا بالأنساب، قال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير. مات سنة سبع وتسعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/312، والتقريب 1/511.
4 سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري، قيل: مدني الأصل، روى عن جابر وأنس مرسلا وزيد بن أسلم وربيعة والقاسم بن أبي بزة وغيرهم، وعنه سعيد المقبري وهو أكبر منه والحارث وهشام بن سعد وغيرهم. قال العجلي: ثقة، ووثقه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي والخطيب وابن عبد البر وغيرهم، انظر ترجمته في: التهذيب 4/83، والتقريب 1/307.
5 القاسم بن أبي بزة، المكي أبو عبد الله المخزومي مولاهم، قيل أصله من همدان. روى عن أبي الطفيل وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم، وعنه سعيد بن أبي هلال وفطر بن خليفة وعمرو بن دينار وابن جريج وشعبة وغيرهم. ثقة، مات سنة خمس عشرة ومائة. وقيل قبله. أخرج له الجماعة.
انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7/122، والتهذيب 8/278، والتقريب 2/115.(2/717)
ابن أبي طالب: أخبرني ما كان ذو القرنين؟ قال: كان رجلا أحب الله فأحبه، بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه ضربة مات منها، ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة مات منها، ثم بعثه الله فسمي ذو القرنين، وعبد العزيز ضعيف، ولكنه توبع على أبي الطفيل 1.
[1528] أخرجه سفيان بن عيينة في جامعه عن ابن أبي حسين 2 عن أبي الطفيل نحوه، وزاد: وناصح لله فناصحه. وفيه " لم يكن نبيا ولا ملكا". وسنده صحيح سمعناه في الأحاديث المختارة للحافظ الضياء 3.
[1529] وأخرج الزبير بن بكار من طريق سليمان بن أسيد 4 عن ابن شهاب قال: إنما سمي ذا القرنين لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن
__________
1 فتح الباري 6/383.
وفي إسناده "عبد العزيز بن عمران" ضيعف، لكنه توبع كما أشار أعلاه وكما سيأتي برقم 1528. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/435-436 ونسبه إلى ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه.
2 هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل المكي، النوفلي، روى عن أبي الطفيل ونافع بن جبير بن مطعم وعطاء وعكرمة ومجاهد وآخرين. وعنه ابن جريج وابن إسحاق والليث ومالك والسفيانان وغيرهم. ثقة، عالم بالمناسك، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/256، والتقريب 1/428.
3 فتح الباري 6/383.
أخرجه الضياء المقدسي في المختارة رقم555 وابن عبد الحكم في فتوح مصر 1/39-40 - ذكر بناء الاسكندرية - كلاهما من طريق ابن عيينة، بهذا السند.
تنبيه: وفي هذا الحديث إشكال، لأن قوله "لم يكن نبيا" مغاير لقوله "بعثه الله إلى قومه"، وقد أجاب ابن حجر عن ذلك بأن يحمل البعث على غير رسالة النبوة. فتح الباري 6/383.
4 سليمان بن أسيد بن عبد الله بن أسيد بن الأخنس بن شريق الأخنسي أبو داود، ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال روى عن هشام بن عروة، روى عنه إسحاق بن موسى الخطمي الأنصاري. الجرح والتعديل 4/101.(2/718)
الشمس من مطلعها 1.
قوله تعالى: {السَّدَّيْنِ} الآية: 93
[1530] روى ابن أبي حاتم من حديث عقبة بن عامر مرفوعا في قصة ذي القرنين وأنه سار حتى بلغ مطلع الشمس، ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شيء فبنى السدين، وفي إسناده ضعف 2.
قوله تعالى: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} الآية: 94
[1531] وجاء في صفتهم ما أخرجه ابن عدي وابن أبي حاتم والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه من حديث حذيفة رفعه قال "يأجوج أمة ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح"، "لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه، ويأكلون من مات منهم"، وهو من رواية يحيى بن سعيد العطار 3 عن محمد بن إسحاق 4 عن الأعمش، والعطار ضعيف جداً،
__________
1 فتح الباري 6/383.
أخرجه عبد ابن عبد الحكم في فتوح مصر 1/40 - ذكر بناء الاسكندرية - حدثنا أحمد ابن محمد، عن عبد العزيز بن عمران، عن سليمان بن أسيد، عن ابن شهاب، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/439 عن ابن شهاب، ونسبه إلى ابن عبد الحكم في فتوح مصر.
2 فتح الباري 6/385.
3 يحيى بن سعيد العطار الحمصي، ترجم له ابن عدي، وروى بسنده عن عثمان قال: قلت ليحيى بن معين: يحيى بن سعيد العطار الحمصي؟ قال: ليس بشيء، سمعت ابن حماد يقول: قال السعدي: يحيى بن سعيد العطار منكر الحديث. وقال أبو داود: جائز الحديث، وقال ابن خزيمة: لا يحتج به، وقال ابن عدي: بيِّن الضعف. انظر ترجمته في: الكامل لابن عدي 7/2650، وميزان الاعتدال 6/53، رقم9519.
4 محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي، روى عن الأوزاعي وإبراهيم بن أبي عبلة وجعفر بن برقان والأعمش أحاديث مناكير بالأسانيد التي يرويها. قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن معين: كذّاب، وقال الدارقطني: يضع الحديث. انظر ترجمته في: الميزان 4/396، رقم7202، والكامل 6/2176.(2/719)
ومحمد بن إسحاق قال ابن عدي ليس هو صاحب المغازي، بل هو العكاشي، قال والحديث موضوع، وقال ابن أبي حاتم منكر1.
[1532] لكن لبعضه شاهد صحيح، أخرجه ابن حبان من حديث ابن مسعود رفعه "إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية" 2.
[1533] وللنسائي من رواية عمرو بن أوس3 عن أبيه4 رفعه "إن
__________
1 فتح الباري 6/386 و 13/106.
أخرجه ابن عدي في الكامل 6/2177 والطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم4513 وابن الجوزي في الموضوعات 1/206 من طريق ابن عدي كلهم من طريق يحيى بن سعيد العطار عن محمد بن إسحاق عن الأعمش، عن حديفة، به. قال ابن عدي: هذا حديث منكر موضوع، ومحمد بن إسحاق هذا ليس هو صاحب المغازي، وإنما هو محمد ابن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محصن الأسدي قال يحيى ابن معين: كذاب، وقال الدارقطني: يضع الحديث. والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 5/457-458 مطولا ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عدي وابن عساكر وابن النجار.
2 فتح الباري 13/106.
أخرجه ابن حبان رقم6828 أخبرنا أبو عروبة، قال: حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن ابن مسعود، به. وقد صحّح إسناده ابن حجر كما هو أعلاه.
3 هو عمرو بن أوس بن أبي أوس، الثقفي الطائي، تابعي كبير، وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: وقد وَهِم من ذكره في الصحابة، مات بعد التسعين من الهجرة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/6-7، والتقريب 2/66.
4 اسمه أوس بن أبي أوس الثقفي، صحابي سكن دمشق، توفي سنة تسع وخمسين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/312، رقم287، والتقريب 1/85.(2/720)
يأجوج ومأجوج يجامعون ما شاءوا، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفا فصاعداً" 1.
[1534] وأخرج الحاكم وابن مردويه من طريق عبد الله بن عمرو "أن يأجوج ومأجوج من ذرية آدم، ووراءهم ثلاثة أمم، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعداً" 2.
[1535] وأخرج عبد بن حميد بسند صحيح عن عبد الله بن سلام 3 مثله 4.
__________
1 فتح الباري 13/106.
أخرجه النسائي في تفسيره رقم354 أنا داود، نا سهل بن حماد، نا شعبة، عن النعمان بن سالم، عن ابن عمرو بن أوس، عن أبيه، عن جده مرفوعا. وابن عمرو بن أوس ضعيف كما ستأتي ترجمته قريبا برقم 1546. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه إلى النسائي وابن مردويه.
2 فتح الباري 13/106-107.
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم2282 ومن طريقه الطبراني كما في اللآلي المصنوعة 1/58-59 حدثنا المغيرة بن مسلم، ثنا أبو إسحاق، عن وهب بن جابر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. وأخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم4512 من طريق زياد بن خيثمة، حدثني أبو إسحاق، به نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/9 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه لعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي في البعث وابن مردويه وابن عساكر.
3 عبد الله بن سلام - بالتخفيف - الإسرائيلي، أبو يوسف، حليف بني الخزرج، صحابي مشهور، قيل كان اسمه الحصين فسمّاه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، مات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/265، رقم2986، والإصابة 4/102، رقم4743، والتقريب 1/422.
4 فتح الباري 13/107.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي شيبة. ولفظه "قال: ما مات رجل من يأجوج ومأجوج إلا ترك ألف ذرية لصلبه فصاعداً". وقد أخرجه ابن جرير 17/88 - في سورة الأنبياء - حدثنا محمد بن عمارة، قال: ثنا عبد الله ابن موسى، قال: أخبرنا زكريا، عن عامر، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله ابن سلام، به.(2/721)
[1536] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عمرو قال "الجن والإنس عشرة أجزاء، فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزء سائر الناس"1.
[1537] ومن طريق شريح بن عبيد 2 عن كعب قال: هم ثلاثة أصناف، صنف أجسادهم كالأرز 3، وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى 4.
[1538] وأخرج أيضا هو 5 والحاكم من طريق أبي الجوزاء 6 عن
__________
1 فتح الباري 13/107.
لم أقف عليه مسنداً، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.
2 شريح بن عبيد بن شريح، الحضرمي الحمصي، روى عن ثوبان وأبي الدرداء وأبي أمامة وجماعة. وروى عن سعد بن أبي وقاص والصعب بن جثامة وأبي ذر الغفاري وكعب الأحبار ولم يدركهم. وروى عنه معاوية بن صالح وغيره. ثقة، وكان يرسل كثيراً. مات بعد المائة. أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 4/288، والتقريب 1/349.
3 بفتح الهمزة وسكون الراء ثم زاي، هو شجر كبار جداً. كذا قال ابن حجر. فتح الباري 13/107.
4 فتح الباري 13/107.
أخرجه ابن جرير 16/22 حدثني بحر بن نصر، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني معاوية، عن أبي الزاهرية وشريح بن عبيد، به. ولم يذكر في إسناده كعبا.
قلت: وقد تقدم في ترجمة شريح أن روايته عن كعب الأحبار مرسلة، لكنه - هنا - مقرون بأبي الزاهرية واسمه حُدَير بن كُرَيب.
5 أي ابن أبي حاتم، فإنه معطوف على ما تقدم قبل رواية.
6 اسمه أوس بن عبد الله الربعي، أبو الجوزاء، بصري، يرسل كثيراً، روى عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وغيرهم. وعنه عمرو بن مالك وغيره. ثقة، مات سنة ثلاث وثمانين، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/335، والتقريب 1/86.(2/722)
ابن عباس: يأجوج ومأجوج شبراً شبراً وشبرين شبرين وأطولهم ثلاثة أشبار 1، وهو من ولد آدم 2.
[1539] ومن طريق أبي هريرة رفعه "وُلِد لنوح سام وحام ويافث، فولد لسام العرب وفارس والروم، وولد لحام القبط والبربر والسودان، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالية "، وفي سنده ضعف 3.
[1540] ومن رواية سعيد بن بشير عن قتادة قال: يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة، بنى ذو القرنين السد على إحدى وعشرين، وكانت منهم قبيلة غائبة في الغزو وهم الأتراك، فبقوا دون السد 4.
[1541] وأخرج ابن مردويه من طريق السدي قال: الترك سرية من سرايا يأجوج ومأجوج خرجت تغير فجاء ذو القرنين فبنى السد فبقوا خارجا 5.
__________
1 الشِّبْر: ما بين طرفي الخنصر والإبهام بالتفريج المعتاد، وجمعه أشبار. انظر: المعجم الوسيط ص470.
2 فتح الباري 13/107.
أخرجه الحاكم 4/527 حدثنا علي بن حمشاد العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عمرو بن مالك البكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، به. وسكت عنه الحاكم والذهبي.
3 فتح الباري 13/107.
لم أقف عليه مسنداً، وقد حكم ابن حجر على إسناده بالضعف كما في الأعلى.
4 فتح الباري 13/107.
إسناده ضعيف كسابقه؛ ففيه سعيد بن بشير، يروي عن قتادة وغيره، ضعيف، بل وصفه بعضهم بأنه منكر الحديث، يروي عن قتادة منكرات، وقد تقدم ترجمته برقم 45.
5 فتح الباري 13/107.
وهذا أيضا ضعيف؛ فإنه من طريق السدي. انظر ترجمته برقم 5.(2/723)
[1542] وقد جاء في خبر مرفوع "إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم" وهو فيما أخرجه الترمذي وحسنه وابن حبان والحاكم وصححاه من طريق قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رفعه في السد " يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستخرقونه غداً، فيعيده الله كأشد ما كان، حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غداً إن شاء الله واستثنى، قال: فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه فيخرجون على الناس" الحديث.
أخرجه الترمذي والحاكم من رواية أبي عوانة وعبد بن حميد من رواية حماد بن سلمة وابن حبان من رواية سليمان التيمي كلهم عن قتادة، ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة مدلس.
وقد رواه بعضهم عنه فأدخل بينهما واسطة أخرجه ابن مردويه، لكن وقع التصريح في رواية سليمان التيمي عن قتادة بأن أبا رافع حدثه وهو في صحيح ابن حبان.
وأخرجه ابن ماجه من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال "حدث أبو رافع" 1.
__________
1 فتح الباري 13/108-109.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/510 وابن ماجه في سننه رقم4080 - في الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج - وابن جرير 16/21 ثلاثتهم من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، ثنا أبو رافع، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه. وأخرج الترمذي رقم3153 - في التفسير، باب ومن سورة الكهف - والحاكم 4/488 كلاهما من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عن أبي رافع، به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن حبان في صحيحه رقم6829 الإحسان من طريق المعتمر =(2/724)
[1543] وله طريق آخر عن أبي هريرة أخرجه عبد بن حميد من طريق عاصم عن أبي صالح عنه، لكنه موقوف 1.
__________
= ابن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، أن أبا رافع حدثه عن أبي هريرة، فذكره.
والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2520. وقال ابن كثير في تفسيره 5/194 وهذا إسناد جيد قوي، ولكن في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية - أي قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً} [الآية 97]- يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه، لإحكام بنائه وصلابته وشدته. ولكن هذا وقد روي عن كعب الأحبار أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا قليل، فيقولون: غدا نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتى لا يبقى منه إلا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو كما كان، فيلحسونه ويقولون: غداً نفتح، ويلهمون أن يقولوا "إن شاء الله" فيصبحون وهو كما فارقوه، فيفتحونه - قال - وهذا متَّجه، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب، فإنه كثيراً ما كان يجالسه ويحدثه، فحدث به أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنه مرفوع، فرفعه. والله أعلم. أهـ كلامه.
هذا وقد نقل الشيخ شعيب الأرنؤوط مقالة ابن كثير هذه في تعليقه على صحيح ابن حبان، وأيَّده قائلا: ومما يؤكد ما قاله ابن كثير أن الوهم من بعض الرواة ما رواه مسلم بن الحجاج في كتابه "التمييز" ص 128: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، حدثنا مروان الدمشقي، عن الليث بن سعد، حدثني بكير بن الأشج، قال: قال لنا بسر بن سعيد: اتقوا الله وتحفظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحدثنا عن كعب الأحبار، ثم يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب وحديث كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن كثير في البداية 8/109 عن مسلم، وقال بإثره: وفي رواية: يجعل ما قاله كعب الأحبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كعب، فاتقوا الله وتحفظوا من الحديث. وانظر: سير أعلام النبلاء 2/606. ثم قال - أي شعيب الأرنؤوط - وقد وهم الشيخ ناصر الألباني في تصحيح هذا الحديث ورده على ابن كثير. أهـ.
1 فتح الباري 13/109.
انظر التعليق السايق. وعاصم هو ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، روى عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي وائل، وأبي صالح السمان وغيرهم، وعنه الأعمش ومنصور وهما من أقرانه وعطاء ابن أبي رباح وهو أكبر منه وشعبة والسفيانان وغيرهم. صدوق، له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون، مات سنة ثمان وعشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/35، والتقريب 1/383، وأما أبو صالح فهو ذكوان تقدم برقم 474.(2/725)
[1544] وقد أخرج عبد بن حميد من طريق كعب الأحبار نحو حديث أبي هريرة وقال فيه "فإذا بلغ الأمر ألقي على بعض ألسنتهم نأتي إن شاء الله غدا فنفرغ منه" 1.
[1545] وأخرج ابن مردويه من حديث حذيفة نحو حديث أبي هريرة وفيه: "فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس حتى يسلم رجل منهم حين يريد الله أن يبلغ أمره فيقول المؤمن غدا نفتحه إن شاء الله، فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتح" الحديث، وسنده ضعيف جداً 2.
__________
1 فتح الباري 13/109.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/461 عن كعب، ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولفظه "قال: إن يأجوج ومأجوج ينقرون السد بمناقرهم، حتى إذا كادوا أن يخرقوه قالوا: نرجع إليه غداً فنفرغ منه، فيرجعون إليه وقد عاد كما كان، فيرجعون فهم كذلك، وإذا بلغ الأمر ألقي على بعض ألسنتهم يقولون: نأتي إن شاء الله غداً، فنفرغ منه، فيأتونه وهو كما هو فيخرقونه فيخرجون، فيأتي أولهم على البحيرة فيشربون ما كان فيها من ماء، ويأتي أوسطهم عليها فيلحسون ما كان فيها من الطين، ويأتي آخرهم عليها فيقولون: قد كان ههنا ماء. فيرمون بسهامهم نحو السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا من في الأرض وظهرنا على من في السماء، فيدعون عليهم عيسى ابن مريم فيقول: اللهم لاطاقة لنا بهم ولا يد، فاكفناهم بما شئت، فيبعث الله عليهم دوداً يقال له النغف، فيأخذهم في أقفائهم فيقتلهم حتى تنتن الأرض من ريحهم، ثم يبعث الله عليهم طيراً فتنقل أبدانهم إلى البحر، ويرسل الله إليهم السماء أربعين يوما فينبت الأرض، حتى إن الرمان لتشبع أهل البيت".
هذا وقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/28-29 قال: أنا معمر، عن رجل، عن حميد ابن هلال، عن أبي بن الصيف، قال: قال كعب، فذكره بنحوه. وفي إسناده من لم يُسَمّ.
2 فتح الباري 13/109. لم أقف على إسناده، وقال ابن حجر - كما في الأعلى - "سنده ضعيف جداً"، وانظر التعليق على ما سبق برقم 1542.(2/726)
[1546] وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق ابن عمرو ابن أوس 1 عن جده رفعه "إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاءوا وشجر يلقحون ما شاءوا" الحديث 2.
[1547] أخرج مسلم من حديث النواس بن سمعان 3 بعد ذكر الدجال وقتله على يد عيسى قال: "ثم يأتيه قوم قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر عيسى نبي الله وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار، فيرغب عيسى نبي الله وأصحابه إلى الله فيرسل عليهم النغف 4 - بفتح النون
__________
1 ابن عمرو بن أوس، يقال اسمه عبد الرحمن، لا يعرف حاله، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل. ولم يرو عنه غير النعمان بن سالم. انظر: التقريب 2/494. وجده أوس ابن أبي أوس الثقفي صحابي تقدم برقم 1533.
2 فتح الباري 13/109.
أخرجه النسائي في تفسيره رقم354 من حديث شعبة، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن أبيه، عن جده - مرفوعا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/457 ونسبه إلى النسائي وابن مردويه. هذا وقد ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم 2028.
3 النواس بن سمعان بن خالد الكلابي أو الأنصاري، صحابي مشهور، سكن الشام.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/345، رقم5314، والإصابة 6/377، رقم8845، والتقريب 2/308.
4 النَّغَف - بالتحريك - دودٌ يكون في أنوف الإبل والغنم، واحدتها: نَغَفَة. انظر: النهاية 5/87.(2/727)
والغين المعجمة ثم فاء - في رقابهم فيصبحون فرسى، - بفتح الفاء وسكون الراء بعدها مهملة مقصور - كموت نفس واحدة؛ ثم يهبط عيسى نبي الله وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأ زهمهم 1 ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردّي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون تحتها، فبينماهم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، فيبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة".
وفي رواية لمسلم أيضا "فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلمّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بِنُشَّابِهم 2 إلى السماء، فيردها الله عليهم مخضوبة دماء" 3.
[1548] وأخرج الحاكم من طريق أبي حازم عن أبي هريرة نحوه في قصة يأجوج ومأجوج وسنده صحيح 4.
__________
1 الزَّهَم بالتحريك، مصدر زَهِمتْ يدُه من رائحة اللحم. والزُّهمة بالضم: الرّيح المنتنة. أراد أن الأرض تُنْتن من جيفهم. انظر: النهاية 2/323.
2 النُّشّاب: النبل، واحدته: نُشَّابة، ويجمع أيضا على نشاشيب. انظر: القاموس باب الباء، فصل النون، مادة "ن ش ب" ص 127، والمعجم الوسيط مادة "ن ش ب، ص 921.
3 فتح الباري 13/109-110.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم2137-110 - في الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه - بسنديه عن النواس بن سمعان - مرفوعا مطولا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/675-676 ونسبه إلى أحمد ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في البعث عن النواس بن سمعان.
4 فتح الباري 13/110.
تقدم نحوه من طريق قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رفعه.(2/728)
قوله تعالى:
{نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً} الآية: 94
[1549] روى ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {خَرْجاً} قال أجرا عظيما 1.
[1550] وصل ابن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، قد رأيت سد يأجوج ومأجوج، قال: "كيف رأيته؟ " قال: مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء، قال: "قد رأيته" 2.
[1551] ورواه الطبراني من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن رجلين عن أبي بكرة 3 "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال" فذكر نحوه وزاد فيه
__________
1 فتح الباري 6/385.
أخرجه ابن جرير 16/22 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 6/386.
أخرجه ابن حجر بسنده إلى ابن أبي عمر، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن سعيد ابن أبي عروبة، به. وقال - أي ابن حجر - عقبه "هذا إسناد صحيح إلى قتادة، فإن كان سمعه من هذا الرجل، فهو حديث صحيح؛ لأن عدم معرفة اسم الصحابي لا تضر عند الجمهور، لأن كلهم عدول، ولكن قد اختلف فيه على قتادة، فرواه سعيد بن أبي عروبة، عنه هكذا، ورواه عن قتادة، عن رجلين، عن أبي بكرة الثقفي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني قد رأيته يعني السد، فقال: "كيف؟ " قال: كالبرد المحبر، فقال: "قد رأيته".
رواه ابن مردويه في تفسيره عن الطبراني عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، عن أبي الجماهير بهذا. ورواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن، عن شيخ له، عن سعيد بن بصير، عن قتادة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره مرسلا. ورواه مسلمة بن علي، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، ومسلمة ضعيف وليس هذا من حديث أنس. والله أعلم". أهـ.
3 واسمه: نُفَيع بن الحارث بن كلدة، من فضلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحيهم، أسلم بالطائف، ثم نزل البصرة، ومات بها، سنة إحدى أو اثنتين وخمسين.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/35، رقم5738، والتقريب 2/306.(2/729)
زيادة منكرة وهي "والذي نفسي بيده لقد رأيته ليلة أسري بي لبنة من ذهب ولبنة من فضة" 1.
[1552] وأخرجه البزار من طريق يوسف بن أبي مريم الحنفي عن أبي بكرة ورجل رأى السد فساقه مطولا 2.
قوله تعالى: {بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} الآية: 96
[1553] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} قال: بين الجبلين 3.
__________
1 فتح الباري 6/386.
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين، ومن طريقه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 2/312-313 حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا أبو الجماهر، حدثنا سعيد بن بشير، به. سعيد بن بشير ضعيف. وانظر ما قبله.
2 فتح الباري 6/386.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2089 من طريق يوسف بن أبي مريم الحنفي، به. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/137 رواه البزار عن شيخه عمرو بن مالك، تركه أبو زرعة وأبو حاتم، ووثقه ابن حبان، وقال: يخطئ ويغرب، وفيه من لم أعرفه.
قلت: ولعله يقصد "يوسف بن أبي مريم الحنفي"؛ فإني لم أجد له ترجمة حسب ما بحثت، إلا ما ذكره ابن أبي حاتم قال: يوسف بن أبي مريم، روى عن ... ، روى عنه ... سمعت أبي يقول ذلك. انظر: الجرح والتعديل 9/232. والله أعلم.
هذا وقد حسّن ابن حجر إسناد البزار. انظر: تغليق التعليق 4/13. ولعله حسّنه بالطرق والمتابعات.
3 فتح الباري 6/385.
أخرجه ابن جرير 16/25، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/11 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.(2/730)
قوله تعالى: {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً}
[1554] روى ابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} قال: صفرا 1.
[1555] وصل ابن أبي حاتم بإسناد صحيح إلى عكرمة عن ابن عباس قال {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} قال: النحاس 2.
[1556] ومن طريق السدي قال: القطر النحاس المذاب، وبناه لهم بالحديد والنحاس 3.
[1557] ومن طريق وهب بن منبه قال: شرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب وجعل له عرقا من نحاس أصفر فصار كأنه برد محبر من صفر النحاس وحمرته وسواد الحديد 4.
قوله تعالى: {وَكَانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} الآية: 101
[1558] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً} أي
__________
1 فتح الباري 6/385.
أخرج ابن جرير 16/26 حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً} يعني النحاس. والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي ضعيف.
2 فتح الباري 6/385. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/11 ثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الله ابن معاوية، ثنا ثابت بن يزيد أبو زيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
3 فتح الباري 6/385.
لم أقف عليه مسنداً، ويشهد له ما قبله.
4 فتح الباري 6/385.(2/731)
لا يعقلون 1.
قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} الآية: 103
[1559] ولابن مردويه من طريق القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل عن علي في هذه الآية قال: أظن أن بعضهم الحرورية 2، وأصله عند عبد الرزاق بلفظ: قام ابن الكواء إلى علي فقال: ما الأخسرين أعمالا؟ قال: ويلك، منهم أهل حروراء 3.
[1560] وللحاكم من وجه آخر عن أبي الطفيل 4 قال: قال علي: منهم أصحاب النهروان 5.
__________
1 فتح الباري 8/407.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/ 247 قال: أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
2 الحرورية: نسبة إلى حروراء، قرية بظاهر الكوفة، وقيل موضع على ميلين منها. نزل بها الخوارج الذين خالفوا عليّا حين جرى أمر الحكمين على إثر وقعة الصفين، ونسبوا إليها. فيقال: لمن يعتقد مذهب الخوارج حروري؛ لأن أول فرقة منهم خرجوا على عليّ بهذه البلدة فاشتهروا بالنسبة إليها، وهم فرق كثيرة، لكن من أصولهم المتفق عليها بينهم: الأخذ بما دلّ عليه القرآن وردّ ما زاد عليه من الحديث مطلقا.
انظر: الأنساب 2/207، والملل والنحل 1/172، وفتح الباري 1/422.
3 فتح الباري 8/425.
أخرجه عبد الرزاق 1/2/413 عن الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل، به.
قال ابن حجر: وليس هو ببعيد؛ لأن اللفظ يتناوله وإن كان السبب مخصوصا. فتح الباري 8/425.
4 اسمه عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي، أبو الطفيل، وربما سمّي عمراً، ولد عام أحد، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم، وعُمِّر إلى أن مات سنة عشر ومائة على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/143، رقم2747، والتقريب 1/389.
5 فتح الباري 8/425. قال ابن حجر: وذلك قبل أن يخرجوا.(2/732)
[1561] وقد روى ابن مردويه من طريق أبي عون عن مصعب 1 قال: نظر رجل من الخوارج 2 إلى سعد فقال: هذا من أئمة الكفر، فقال له سعد: كذبت، أنا قاتلت أئمة الكفر. فقال له آخر: هذا من الأخسرين أعمالا، فقال له سعد: كذبت، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم. الآية 3.
قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي} الآية: 109
[1562] جاء في سبب نزولها ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس في قصة سؤال اليهود عن الروح ونزول قوله تعالى: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً} [الإسراء:85] قالوا كيف وقد أوتينا التوراة فنزلت {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي} الآية 4.
__________
1 هو مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري، أبو زرارة المدني، ثقة، مات سنة ثلاث ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/145، والتقريب 2/251.
2 الخوارج فرقة تدعو بالتبرئة من عثمان وعلي، وكان أول ظهورهم حين جرى أمر الحكمين بعد الصفين، وكانوا قبل ذلك علي. ومن أهم معتقداتهم أنهم يكفّرون أصحاب الكبائر، ويرون الخروج على الإمام إذا خالف السنة حقا واجبا. انظر: الملل والنحل 1/170-172.
3 فتح الباري 8/426.
لم أقف عليه مسنداً. هذا وقد نقل ابن حجر هنا عن ابن الجوزي قال: وجه خسرانهم أنهم تعبدوا على غير أصل، فابتدعوا، فخسروا الأعمار والأعمال.
4 فتح الباري 13/445.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/255 والترمذي في جامعه رقم3140 - في تفسير سورة بني إسرائيل - والنسائي في تفسيره رقم334 وابن حبان في صحيحه رقم99 وأبو الشيخ في العظمة رقم403 والحاكم 2/531 والبيهقي في الدلائل 2/46 كلهم من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن داود ابن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. قال الترمذي: حديث صحيح غريب من هذا الوجه، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. كما صححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم2309 وصححه أيضا الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2510. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/331 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.(2/733)
[1563] فأخرج عبد الرزاق في تفسيره من طريق أبي الجوزاء قال: لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما، والبحر مداداً لنفد الماء وتكسرت الأقلام قبل أن تنفد كلمات الله1.
[1564] وعن معمر عن قتادة أن المشركين قالوا في هذا القرآن يوشك أن ينفد فنزلت2.
[1565] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة نحوه، وفيه "فأنزل الله: لو كان شجر الأرض أقلاما ومع البحر سبعة أبحر مداداً لتكسرت الأقلام ونفد ماء البحار قبل أن تنفد3.
__________
1 فتح الباري 13/445.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 1/2/413-414 أنا جعفر بن سليمان، قال: أخبرني عمرو بن مالك، قال: سمعت أبا الجوزاء يقول، فذكره.
2 فتح الباري 13/445.
أخرجه عبد الرزاق 2/106 في سورة لقمان عن معمر، عن قتادة به. وفيه فنزلت {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [الآية:27] .
3 فتح الباري 13/445.
أخرجه ابن جرير 21/81 - في سورة لقمان - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، نحوه.(2/734)
سورة مريم
قوله تعالى: {كهيعص} الآية: 1
[1566] روى الحاكم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "الكاف من كريم، والهاء من هادي، والياء من حكيم، والعين من عليم، الصاد من صادق" 1.
[1567] ومن وجه آخر عن سعيد نحوه لكن قال: يمين بدل حكيم، وعزيز بدل عليم 2.
__________
1 فتح الباري 8/427.
أخرجه الحاكم 2/371-372 حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنبأ يعقوب بن يوسف القزويني، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء ابن السائب، عن سعيد بن جبير، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق 2/3 ومن طريقه النحاس في معاني القرآن 4/307 وآدم ابن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 383 ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات ص94 كلهم من طرق عن عطاء بن السائب، به. وأخرج ابن جرير 16/42 من طريق عطاء، عن سعيد قال: كاف من كريم. ولم يذكر في الإسناد "ابن عباس".
وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 5/478 ونسبه إلى عبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وعثمان بن سعيد الدارمي في التوحيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات.
2 فتح الباري 8/427. أخرج الحاكم 2/372 من طريق شريك، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس - فذكر نحوه. ولفظه "قوله عز وجل: {كهيعص} قال: كاف من هاد أمين عزيز صادق". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.(2/735)
[1568] وللطبري من وجه آخر عن سعيد نحوه، لكن قال: الكاف من كبير 1.
[1569] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {كهيعص} قسم، أقسم الله به، وهو من أسمائه 2.
[1570] ومن طريق فاطمة بنت علي 3 قالت: كان علي يقول: يا "كهيعص" اغفر لي 4.
[1571] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: هي اسم من أسماء القرآن 5.
__________
1 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/41 من طرق عن حصين، عن إسماعيل بن راشد، عن سعيد ابن جبير، مثله. وفي بعضها "عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس".
2 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/44 حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به مثله.
3 فاطمة بنت علي بن أبي طالب، روت عن أبيها وقيل لم تسمع منه، وعن أخيها ابن الحنفية وعن أسماء بنت عميس، ثقة، ماتت سنة سبع عشرة ومائة، وقد جاوزت الثمانين. انظر ترجمتها في: التهذيب 12/470، والتقريب 2/609.
4 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/44 حدثني محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سالم بن قتيبة، عن أبي بكر الهُذلي، عن عاتكة، عن فاطمة ابنة علي، مثله.
5 فتح الباري 8/427.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/3 به سندا ومتنا. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير 16/45. هذا وقد اختلف المفسرون في الحروف المقطعة التي في أوائل السور، فمنهم من قال: هي مما استأثر الله بعلمه، فردوا علمها إلى الله، ولم يفسروها.
ومنهم من فسّرها، واختلف هؤلاء في معناها، فمن قائل: إنما هي أسماء السور، ومن قائل: هي اسم من أسماء الله تعالى، ومن قائل: هي من أسماء القرآن. ورجّح الطبري 1/220 القول بأن كل حرف من هذه الحروف يحوي معان كثيرة لا على معنى واحد. راجع: تفسير الطبري 1/205-223، وتفسير ابن كثير 1/56-57.(2/736)
قوله تعالى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ} الآيتان: 5-6
[1572] وأخرج الطبري من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله تعالى: حكاية عن زكريا {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ} قال: العصبة 1.
[1573] وفي قوله {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي} قال: يرث مالي ويرث من آل يعقوب النبوة 2.
[1574] ومن طريق قتادة عن الحسن نحوه لكن لم يذكر المال 3.
[1575] ومن طريق مبارك بن فضالة عن الحسن رفعه مرسلا "رحم الله زكريا ما كان عليه من يرث ماله" 4.
__________
1 فتح الباري 12/8.
أخرجه ابن جرير 16/46 حدثنا يحيى بن داود الواسطي، قال: ثنا أبو أسامة، عن إسماعيل، عن أبي صالح، به. وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ ضعيف.
2 فتح الباري 12/8.
أخرجه ابن جرير 16/47، 48 من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، به. وانظر ما قبله.
3 فتح الباري 12/8.
أخرجه ابن جرير 16/48 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، عن الحسن. ولفظه "قال: نبوته وعلمه".
4 فتح الباري 12/8.
أخرجه ابن جرير 16/48 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا جابر بن نوح، عن مبارك، عن الحسن، نحوه.(2/737)
قوله تعالى: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً} الآية: 7
[1576] ومن طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً} قال: لم يسم يحيى قبله غيره، وأخرجه الحاكم في المستدرك 1.
قوله تعالى: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً} الآية: 8
[1577] وروى الطبري بإسناد صحيح عن ابن عباس قال "ما أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عتيا أو عسيا 2.
__________
1 فتح الباري 6/468.
أخرجه الحاكم 2/372 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله ابن موسى، أنبأ إسرائيل، عن سماك بن حرب، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/33 حدثنا إسرائيل، عن سماك، به.
2 فتح الباري 6/468.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/249 عن سُريج بن النعمان، وابن جرير 16/51 من طريق يعقوب، قالا: حدثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. وأخرجه أحمد 1/257-258 عن عثمان، عن جرير، عن حصين، به. وأخرجه الحاكم في مستدركه 2/244 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/158 وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم2246، 2332 وقال: شك ابن عباس بين التاء والسين، لا بين ضم العين وكسرها، وقد ثبت في المستدرك النص على أنهما كليهما بالضم، ولكن كتب فيه "جثيا" بدل "عسيا" وهو خطأ مطبعي ظاهر، واللغتان معروفتان بالتاء والسين، والقراء الأربعة عشر قرؤوا "عتيا" بالتاء لا غير، ولكن حمزة والكسائي والأعمش وحفص يكسرون العين، والباقون يضمونها.
أما قراءتها "عسيا" بالسين، فهي قراءة شاذة. قال أبو حيان في البحر 6/175 و"عن عبد الله ومجاهد "عسيا" بضم السين مكسورة، وحكاها الداني عن ابن عباس، وحكاها الزمخشري في الكشاف 3/6 عن أبي ومجاهد، يقال: عتا العود وعسا: لبس". أهـ.(2/738)
قوله تعالى: {ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} الآية: 10
[1578] عن عبد الرحمن بن زيد أسلم قال في قوله {ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} وأنت صحيح، فحبس لسانه فكان لا يستطيع أن يتكلم وهو يقرأ التوراة ويسبح ولا يستطيع أن يكلم الناس، أخرجه ابن أبي حاتم عنه 1.
[1579] وأخرج من طريق أبي عبد الرحمن السلمي 2 قال: اعتقل لسانه من غير مرض 3.
قوله تعالى:
{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً} الآية: 16
[1580] وقد روى الطبري من طريق السدي قال: أصاب مريم حيض فخرجت من المسجد فأقامت شرقي المحراب 4.
__________
1 فتح الباري 6/468.
أخرجه ابن جرير 16/52 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، مثله.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/483 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
2 اسمه عبد الله بن حبيب بن ربيعة، أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي، المقرئ، مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة ثبت، مات بعد السبعين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/408.
3 فتح الباري 6/468.
لم أجده عن أبي عبد الرحمن، ولكن أخرج ابن جرير 16/52 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس، مثله.
4 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 16/59 من طريق أسباط، عن السدي، نحوه.(2/739)
قوله تعالى: {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً} الآية: 18
[1581] وصل عبد بن حميد من طريق عاصم قال: قرأ أبو وائل {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً} قال: لقد علمت مريم أن التقي ذو نُهْيَة 1.
قوله تعالى: {مَكَاناً قَصِيّاً} الآية: 22
[1582] أخرج الطبري عن مجاهد {قَصِيّاً} قال: قاصيا 2.
قوله تعالى: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً} الآية: 23
[1583] وصل ابن جرير من طريق ابن جريج أخبرني عطاء عن ابن عباس في قوله {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً} أي لم أخلق ولم أكن شيئا 3.
[1584] وقال السدي: النسي الحقير 4.
__________
1 فتح الباري 6/479.
أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/37 ثنا هاشم بن القاسم، عن المسعودي، عن عاصم، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/37 ثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، ثنا مسعر، عن عاصم، به.
2 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 16/63 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 16/66 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء الخراساني، به.
4 فتح الباري 6/479.
أخرج ابن جرير 16/66 من طريق أسباط، عن السدي قال: "نسيا": نُسي ذكري، ومنسيا: تقول: نسي أثري، فلا يرى لي أثر ولا عين.(2/740)
[1585] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال في قوله: {وَكُنْتُ نَسْياً} أي شيئا لا يذكر 1.
قوله تعالى: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً} الآية: 24
[1586] أورد الحاكم في المستدرك وابن أبي حاتم من طريق الثوري والطبري من طريق شعبة كلاهما عن أبي إسحاق عن البراء {سَرِيّاً} : نهر صغير بالسُّريانية 2.
[1587] وأخرجه ابن مردويه من طريق آدم عن إسرائيل به، لكن لم يقل بالسريانية وإنما قال البراء: السري الجدول وهو النهر الصغير 3.
[1588] وروى الطبري من طريق حصين عن عمرو بن ميمون 4
__________
1 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 16/66 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به بلفظ "شيئا لا يعرف ولا يذكر".
2 فتح الباري 6/479. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 16/69 من طريق شعبة، وعبد الرزاق في تفسيره 2/6-7 والحاكم في المستدرك 2/373 من طريق الثوري كلاهما عن أبي إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
3 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن مردويه في التفسير كما في تغليق التعليق 4/38 حدثنا أبو عمرو، ثنا محمد ابن عبد الوهاب، ثنا آدم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، به.
وأخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 386 عن إسرائيل، به.
4 عمرو بن ميمون الأودي أبو عبد الله ويقال أبو يحيى الكوفي، أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي ذر وغيرهم، وعنه سعيد ابن جبير والربيع بن خثيم وأبو إسحاق السبيعي وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم. ثقة عابد، نزل الكوفة، مات سنة أربع وسبعين، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: التهذيب 8/96، والتقريب 2/80.(2/741)
قال: السري الجدول1.
[1589] ومن طريق الحسن البصري قال: السري هو عيسى، وهذا شاذ 2.
[1590] وقد روى ابن مردويه في تفسيره من حديث ابن عمر مرفوعا: "السري في هذه الآية نهر أخرجه الله لمريم لتشرب منه" 3.
قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} الآية: 26
[1591] وقد ثبت من حديث أبي بن كعب وأنس بن مالك أن معنى قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} أي صمتا، أخرجه الطبراني وغيره 4.
__________
1 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 16/69 حدثنا يعقوب وأبو كريب، قالا: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عمرو بن ميمون، به.
2 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 16/70 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، به. وإسناده صحيح، ولكنه شاذ كما قال ابن حجر.
3 فتح الباري 6/479 - 480.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 12/رقم13303 حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى ابن عبد الله البابُلتي، حدثنا أيوب بن نَهيك، سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - فذكر مثله. وقال ابن كثير في تفسيره 5/219 "وهذا حديث غريب جداً من هذا الوجه، وأيوب بن نهيك هذا الحبلي، قال فيه أبو حاتم الرازي: ضعيف، وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي متروك الحديث ". أهـ. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/58 وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
قلت: وله شاهد من حديث البراء بن عازب تقدم قريبا.
4 فتح الباري 9/440.
أما حديث أنس بن مالك فأخرجه ابن جرير 16/74 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: سمعت أنس بن مالك في هذه الآية {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} صمتا.
وأما حديث أبي بن كعب فلم أقف عليه، وقال السيوطي في الدر المنثور 5/506 "وأخرج ابن الأنباري، عن الشعبي قال: في قراءة أبي بن كعب {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً} صمتا".(2/742)
قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} الآية: 27
[1592] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فَرِيّاً} عظيما 1.
[1593] ومن طريق سعيد عن قتادة كذلك 2.
قوله تعالى:
{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} الآية: 29
[1594] أخرج ابن أبي حاتم من طريق ميمون بن مهران قال: لما قالوا لمريم {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} إلخ أشارت إلى عيسى أن كلموه، فقالوا: تأمرنا أن نكلم من هو في المهد زيادة على ما جاءت به من الداهية 3.
قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} الآية: 38
[1595] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} يقول: الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره،
__________
1 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 16/76 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 16/77 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً} قال: عظيما.
3 فتح الباري 9/440.
ذكره ابن كثير في تفسيره 5/222 عنه تعليقا.(2/743)
وهم اليوم لا يسمعون، ولا يبصرون {فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} 1.
[1596] وعند عبد الرزاق عن قتادة {فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} يعني يوم القيامة 2.
[1597] زاد الطبري من وجه آخر عن قتادة: سمعوا حين لا ينفعهم السمع، وأبصروا حين لا ينفعهم البصر 3.
قوله تعالى: {لَأَرْجُمَنَّكَ} الآية: 46
[1598] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس {لَأَرْجُمَنَّكَ} لأشتمنك 4.
[1599] ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: الرجم الكلام 5.
__________
1 فتح الباري 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/248 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به مثله.
وهكذا فسره ابن كثير 5/227. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/511 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 8/427.
أخرجه عبد الرزاق 2/8 عن معمر، عن قتادة، مثله، لكن عند قوله {يَوْمَ يَأْتُونَنَا} .
3 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/86 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه، مثله.
4 فتح الباري 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/248 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/513 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
5 فتح الباري 8/427.
قال الطبري: {لَأَرْجُمَنَّكَ} يقول: لأرجمنك بالكلام وذلك السبّ، والقول القبيح. التفسير 16/90.(2/744)
قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} الآية: 47
[1600] عن ابن عباس {حَفِيّاً} لطيفا، أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه 1.
قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} الآية: 57
[1601] وقد روى الطبري أن كعبا قال لابن عباس في قوله تعالى {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} أن إدريس سأل صديقا له من الملائكة فحمله بين جناحيه ثم صعد به، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت فقال له أريد أن تعلمني كم بقي من أجل إدريس؟ قال: وأين إدريس؟ قال: هو معي، فقال: إن هذا لشيء عجيب، أمرت بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فقلت: كيف ذلك وهو في الأرض؟ فقبض روحه، فذلك قوله تعالى {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} 2.
قوله تعالى: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} الآية:58
[1602] أسند الطبري عن عمر أنه قرأ هذه الآية {وَبُكِيّاً} فسجد ثم قال: ويحك هذا السجود فأين البكاء؟ 3.
__________
1 فتح الباري 6/468.
أخرجه ابن جرير 16/92 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 6/375.
أخرجه ابن جرير 16/96 حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير ابن حازم، عن سليمان الأعمش، عن هلال بن يساف، قال: سأل ابن عباس كعبا وأنا حاضر - فذكر نحوه. قال ابن حجر - عقبه ـ: وهذا من الإسرائيليات، والله أعلم بصحة ذلك.
3 فتح الباري 8/428. أخرجه ابن جرير 16/98 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قرأ عمر بن الخطاب سورة مريم فسجد، فذكره. ولم يقل قرأ هذه الآية.
قال ابن حجر: كذا قال، وكلام عمر يحتمل أن يريد الجماعة أيضا. أي: أين القوم البكي؟(2/745)
قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} الآية: 59
[1603] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} قال: خسرانا 1.
[1604] وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود 2 عن أبيه في هذه الآية قال: الغي واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم، أخرجه الحاكم والطبري أيضا 3.
[1605] ومن طريق عبد الله بن عمرو بن العاص مثله 4.
__________
1 فتح الباري 6/332 و 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 16/100 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، ويقال: اسمه عامر، روى عن أبيه ولم يسمع منه وعن أبي موسى الأشعري وكعب بن عجرة وعائشة والبراء بن عازب وغيرهم. وعنه إبراهيم النخعي وأبو إسحاق السبيعي ومجاهد بن جبر وغيرهم. ثقة، مات بعد سنة ثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/65، والتقريب 2/448.
3 فتح الباري 6/332-333 و 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/100 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه، نحوه. ولفظه "نهر في جهنم" بدل "واد في جهنم". وإسناده منقطع؛ فإن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه.
وأخرجه الحاكم 2/374 من طريق إبراهيم بن الحسين، ثنا شعبة، به.
وذكره ابن كثير في تفسيره 5/240 تعليقا عن سفيان الثوري وشعبة ومحمد بن إسحاق ثلاثتهم عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن أبيه، به.
4 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/100 حدثنا محمد بن بشار، قال، ثنا عمرو بن عاصم، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو، مثله، بدون قوله "بعيد القعر".(2/746)
[1606] ومن طريق أبي أمامة مرفوعا مثله وأتم منه 1.
قوله تعالى: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} الآية: 64
[1607] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {مَا بَيْنَ أَيْدِينَا} الآخرة، {وَمَا خَلْفَنَا} الدنيا، {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} ما بين النفختين 2.
[1608] روى عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: أبطأ جبريل في النزول أربعين يوما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل ما نزلت حتى اشتقت إليك، قال: أنا كنت أشوق إليك، ولكني مأمور، وأوحى الله إلى جبريل قل له {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} 3.
__________
1 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/100 حدثني عباس بن أبي طالب، قال: ثنا محمد بن زياد بن رزان، قال: ثنا شرقي بن قطامي، عن لقمان بن عامر الخزاعي، عن أبي أمامة - مرفوعا. ولفظه "قال لقمان: جئت أبا أمامة صدي بن عجلان الباهلي، فقلت: حدِّثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فدعا بطعام، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها خمسين خريفا، ثم تنتهي إلى غي وأثام"، قال: قلت: وما غيّ وما أثام؟ قال: "بئران في أسفل جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار، وهما اللتان ذكر الله في كتابه {أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} ، وقوله في الفرقان {وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً} [الآية 68] .
2 فتح الباري 8/429.
أخرجه عبد الرزاق 2/19 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/429.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/244 من طريق الحكم بن أبان، عن عكرمة - مرسلا هكذا. قال ابن كثير عقبه: وهو غريب.
وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/530 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم فقط.(2/747)
[1609] وروى الطبري من طريق العوفي وابن مردويه من طريق سماك بن حرب عن سعيد بن جبير كلاهما عن ابن عباس قال: احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم 1.
[1610] وروى ابن مردويه في سبب ذلك من طريق زياد النميري 2 عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغض إلى الله؟ قال: "ما أدري حتى أسأل"، فنزل جبريل وكان قد أبطأ عليه " الحديث 3.
[1611] وعند ابن إسحاق من وجه آخر عن ابن عباس "إن قريشا لما سألوا عن أصحاب الكهف فمكث النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يحدث الله له في ذلك وحيا، فلما نزل جبريل قال: له: أبطأت" فذكره 4.
__________
1 فتح الباري 8/429.
أخرجه ابن جرير 16/103 من طريق العوفي عن ابن عباس، به. وتمامه "فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وحزن، فأتاه جبريل فقال: يا محمد {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} . أهـ. والعوفي ضعيف.
2 زياد بن عبد الله النميري البصري، روى عن أنس، ضعيف، وقد ذكره ابن حبان في الضعفاء، وقال: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لاتشبه حديث الثقات تركه ابن معين. أهـ. أخرج له الترمذي.
انظر ترجمته في: التهذيب 3/365-366 والتقريب 1/269.
3 فتح الباري 8/429.
وذكره الحافظ في موافقة الخُبر الخَبر 1/10 وقال: وفي إسناده زياد النميري، وهو ضعيف.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 530 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وتمامه "فقال: لقد أبطأت عليّ حتى ظننت أن بربي عليّ موجدة! فقال: {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} .
4 فتح الباري 8/429.
ذكره ابن إسحاق في السيرة سيرة ابن هشام 1/313 من غير إسناد نحوه.(2/748)
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} الآية: 64
[1612] أخرج البزار، وقال: سنده صالح، وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء رفعه "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته؛ فإن الله لم يكن ينسى شيئا، ثم تلا هذه الآية {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} 1.
قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} الآية: 65
[1613] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} يقول: هل تعلم له مثلا أو شبها، وأسنده البيهقي عن ابن عباس 2.
__________
1 فتح الباري 13/266.
أخرجه البزار في مسنده كشف الأستار، رقم123، 2231 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/245 والحاكم في مستدركه 2/375 والبيهقي في الكبرى 10/12 كلهم من طرق عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن أبي الدرداء - مرفوعا مثله. قال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ... وإسناده صالح، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/176 و 7/58 وقال: رواه البزار والطبراني في الكبير وإسناده حسن ورجاله موثوقون.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/531 وزاد نسبته إلى ابن المنذر والطبراني وابن مردويه.
2 فتح الباري 6/468 و 13/356.
أخرجه ابن جرير 16/106، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 280، وفي الاعتقاد ص45، وابن مردويه في التفسير كما في تغليق التعليق 4/36 من طرق عن امعاوية بن صالح ن عن علي بن أبي طلحة، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/531 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم.(2/749)
قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الآية: 71
[1614] ففي حديث حفصة أنها لما سمعت "لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرا والحديبية" قالت: أليس الله يقول {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فأجيبت بقوله {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} الآية 1.
قوله تعالى: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَاماً وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} الآية: 73
[1615] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَأَحْسَنُ نَدِيّاً} قال: مجلسا 2.
قوله تعالى: {هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً} الآية: 74
[1616] ولابن أبي حاتم من طريق أبي ظبيان 3 عن ابن عباس قال: الأثاث المتاع، والرئي المنظر 4.
__________
1 فتح الباري 1/ 197.
أخرجه أحمد 6/285 ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أم مبشر - امرأة زيد بن حارثة - عن حفصة، نحوه. وأخرجه 6/362 من وجه آخر عن الأعمش، بهذا الإسناد عن أم مبشر، به من حديثها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة - فذكر الحديث مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 5/250 عن أحمد بهذين الإسنادين.
2 فتح الباري 8/428.
أخرجه عبد الرزاق 2/11 به.
3 اسمه حصين بن جندب بن الحارث الجنبي - نسبة إلى جنب قبيلة من اليمن - أبو ظبيان الكوفي، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وابن عباس وغيرهم، وعنه ابنه قابوس وأبو إسحاق السبيعي وسلمة بن كهيل والأعمش وغيرهم. ثقة، مات سنة تسعين، وقيل غير ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/327، والتقريب 1/182.
4 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/248 حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، به. وأخرجه ابن جرير 16/117 من طريق سفيان، عن الأعمش، به.(2/750)
[1617] ومن طريق رزين قال: الثياب 1.
[1618] ومن طريق الحسن البصري قال: الصور 2.
[1619] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَثَاثاً} مالا 3.
[1620] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً} قال: أكثر أموالا وأحسن صورا 4.
[1621] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَرِئْياً} منظرا 5.
قوله تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً} الآية: 75
[1622] وصل الفريابي عن مجاهد {فَلْيَمْدُدْ} فليدعه 6
__________
1 فتح الباري 8/427.
2 فتح الباري 8/427.
انظر ما يأتي برقم 1620.
3 فتح الباري 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/249 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، به مثله.
4 فتح الباري 8/427.
أخرجه عبد الرزاق 2/11 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/117 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
6 قال ابن حجر: أي يمهله إلى مدة، وهو لفظ الأمر والمراد به الإخبار.(2/751)
الله في طغيانه"1.
[1623] وروى ابن أبي حاتم من طريق حبيب بن أبي ثابت2 قال: في حرف أبي بن كعب "قل من كان في الضلالة فإن الله يزيده ضلالة"3.
قوله تعالى: {تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} الآية: 83
[1624] عند عبد الرزاق عن قتادة في قوله {تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} قال: تزعجهم إزعاجا في معاصى الله 4.
[1625] وعند ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "تغريهم إغراء"5.
[1626] ومن طريق السدي: تطغيهم طغيانا 6.
قوله تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً} الآية: 85
[1627] وأخرج الطبري عن علي في تفسير هذه الآية فقال: أما والله
__________
1 فتح الباري 8/428. وذكره البخاري عنه تعليقا بلفظ "فليدعه".
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/250 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
2 حبيب بن أبي ثابت: قيس، ويقال: هند بن دينار الأسدي، مولاهم، أبو يحيى الكوفي، ثقة فقيه جليل، وكان كثير الإرسال والتدليس، مات سنة تسع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/148.
3 فتح الباري 8/428.
4 فتح الباري 8/427.
أخرجه عبد الرزاق 2/12 ومن طريقه ابن جرير 16/125 قال: أنا معمر، عن قتادة في قوله {تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} قال: تزعجهم إزعاجا في معاصى الله.
5 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/125 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
6 فتح الباري 8/427.(2/752)
ما يحشرون على أرجلهم ولا يساقون سوقا، ولكن يؤتون بنوق لم تر الخلائق مثله، عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة 1.
قوله تعالى: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً} الآية: 86
[1628] روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْداً} قال: عطاشا 2.
__________
1 فتح الباري 11/381.
أخرجه ابن جرير 16/126 حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، قال: ثنا ابن فضيل، عن عبد الرحمن ابن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي، به موقوفا. قلت: وفيه إسناده "عبد الرحمن بن إسحاق" ضعيف - كما سيأتي ـ.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 13/119، رقم15861 وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند 1/155 وابن أبي ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/259 والحاكم في مستدركه 2/377 وأبو نعيم في صفة الجنة 2/134، رقم281 كلهم من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي قائلا: بل عبد الرحمن هذا لم يرو له مسلم، ولا لخاله النعمان وضعفوه. كما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/58 وقال: رواه أحمد، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف. قلت: ونسبته إلى أحمد وهم من الهيثمي رحمه الله، إذ هو من زيادات ابنه.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/539 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في البعث.
هذا ولبعضه شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الشيخان عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق: راغبين وراهبين واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا ". البخاري: رقم6522، ومسلم: رقم2861.
2 فتح الباري 6/332 و 8/427.
أخرجه ابن جرير 16/127 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، مثله.(2/753)
[1629] ومن طريق مجاهد قال: منقطعة أعناقهم من الظمأ 1.
قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً} الآية: 89
[1630] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِدّاً} قولا عظيما 2.
[1631] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِدّاً} عوجا 3.
قوله تعالى: {وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً} الآية: 90
[1632] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {هَدّاً} قال: هدما 4.
قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} الآية:96
[1633] أخرج أحمد والطبراني في "الأوسط" عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم
__________
1 فتح الباري 6/332.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/541 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
2 فتح الباري 13/181 و 8/427. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/249 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به.
3 فتح الباري 8/427.
أخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/249 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "عظيما".
4 فتح الباري 8/431.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 251 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن عليّ، به.(2/754)
"إن العبد ليلتمس مرضاة الله تعالى فلا يزال كذلك حتى يقول: يا جبريل إن عبدي فلانا يلتمس أن يرضيني، ألا وإن رحمتي غلبت عليه ... فيقول جبريل: رحمة الله على فلان، وتقوله حملة العرش" وفيه "ثم يهبط إلى الأرض"، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} الحديث1.
قوله تعالى: {قَوْماً لُدّاً} الآية: 97
[1634] في تفسير عبد بن حميد من طريق معمر عن قتادة في قوله تعالى {قَوْماً لُدّاً} قال جُدُلا بالباطل2.
[1635] ومن طريق مجاهد {لُدّاً} قال: "لا يستقيمون"3.
[1636] وأسند ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن
__________
1 فتح الباري 10/462.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/279 عن محمد بن بكر، والطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم4976 من طريق محبوب بن الحسن، كلاهما عن ميمون بن عجلان الثقفي، عن محمد بن عباد المخزومي، عن ثوبان - مرفوعا نحوه مطولا. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/275 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات.
قلت: و"ميمون بن عجلان"، قال عنه ابن حجر: لا أعرف له حديثا، ثم ذكر له هذا الحديث، وقال: وميمون هذا أظنه عطاء بن عجلان أحد الضعفاء، كأن بعض الرواة دلّس اسمه وهذا من عجيب التدليس. انظر: لسان الميزان 6/141.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/545 ونسبه إلى ابن مردويه فقط.
2 فتح الباري 13/181. أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/14 عن معمر عن قتادة، به.
3 فتح الباري 13/181.
أخرجه ابن جرير 16/133 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/546 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. وقال ابن حجر: وهذا نحو قوله: {عِوَجاً} .(2/755)
أبي صالح في قوله {وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً} قال "عُوْجا عن الحق" 1.
[1637] وقد أسند ابن أبي حاتم عن الحسن أنه قال "اللّد: الخصم" 2.
[1638] وعن محمد بن كعب قال "الألدّ: الكذاب" 3.
[1639] وعن مجاهد أنه قال "لُدَّا" عُوْجاً 4.
قوله تعالى: {أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} الآية: 98
[1640] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {رِكْزاً} صوتا 5.
[1641] وعند عبد الرزاق عن قتادة مثله 6.
__________
1 فتح الباري 13/181.
أخرجه الثوري فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 5/265 عن إسماعيل - وهو السدي - عن أبي صالح، مثله. السيدي ضعيف، وأبو صالح اسمه باذام مولى أم هانئ ضعيف أيضاً.
2 فتح الباري 13/181.
لم أقف على إسناده، وقال ابن حجر: وكأنه تفسير باللازم لأن مَن اعوجّ عن الحق كان كأنه لم يسمع.
3 فتح الباري 13/181.
لم أقف عليه مسندا، وقال ابن حجر: وكأنه أراد أن من يكثر المخاصمة يقع في الكذب كثيرا.
4 فتح الباري 13/181.
لم أقف على إسناده، وقد تقدم برقم 1635 عنه بمعناه بلفظ "لا يستقيمون"؛ فالأعوج لا يستقيم.
5 فتح الباري 8/427.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/249 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، به.
قال الطبري: الركز في كلام العرب الصوت الخفي 16/135.
6 فتح الباري 8/427.
أخرجه عبد الرزاق 2/14 ومن طريقه ابن جرير 16/134 عن معمر، عنه، مثله.(2/756)
سورة طه
قوله تعالى: {طه} الآية: 1
[1642] وصل ابن أبي حاتم من رواية حصين بن عبد الرحمن عن عكرمة في قوله {طه} أي طه يا رجل 1.
[1643] وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {طه} : قال: هو كقولك يا محمد بالحبشية 2.
[1644] وصل الطبري من طريق قرة بن خالد 3 عن الضحاك ابن مزاحم في قوله {طه} قال: يا رجل بالنبطية 4.
__________
1 فتح الباري 8/432.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 251 ثنا أحمد بن سنان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن حصين، به، مثله.
2 فتح الباري 8/432.
أخرجه الحاكم 2/378 أخبرني محمد بن إسحاق الصفار، ثنا أحمد بن نصر، ثنا عمرو بن طلحة، أنبأ عمر بن أبي زائدة قال: سمعت عكرمة، به مثله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
3 هو قرة بن خالد السدوسي، أبو خالد ويقال أبو محمد البصري، ثقة ثبت متقن، روى عن الضحاك وغيره، وروى عنه أبو عاصم وغيره، مات سنة خمس وخمسين ومائة.
انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7/130-131، والتهذيب 8/332-333، والتقريب 2/125.
4 فتح الباري 8/432.
أخرجه ابن جرير 16/136 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، عن قرة ابن خالد، به مثله.(2/757)
[1645] وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر قال: قال رجل من بني مازن 1 ما يخفى علي من القرآن شيء، فقال له الضحاك: ما {طه} ؟ قال: اسم من أسماء الله تعالى، قال: إنما هو بالنبطية يا رجل 2.
[1646] روينا في الجعديات للبغوي، وفي مصنف ابن أبي شيبة من طريق سالم الأفطس 3 عن سعيد بن جبير مثل قول الضحاك 4.
[1647] وزاد الحارث في مسنده من هذا الوجه فيه ابن عباس 5.
__________
1 مازن قبيلة من تميم، وهم قبائل وبطون، منهم الأعشى المازني الشاعر، بصري له صحبة. انظر: الأنساب 5/163-164، واللباب في تهذيب الأنساب 3/145.
2 فتح الباري 8/432.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/551 عن قرة بن خالد، عن الضحاك به، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. وانظر ما قبله. قال ابن حجر: وقد قيل إن "طه" من أسماء السور كما قيل في غيرها من الحروف المقطعة. فتح الباري 8/432.
3 سالم بن عجلان الأفطس، الأموى مولاهم، أبو محمد الحرّاني، ثقة رُمِي بالإرجاء، قتل صبراً سنة اثنتين وثلاثين ومائة. التقريب 1/281.
4 فتح الباري 8/432.
أخرجه البغوي في "الجعديات" 2/117، رقم2187 ثنا علي، ثنا شريك، عن سالم - هو الأفطس - عن سعيد. ولفظه " قال في قوله: {طه} : يا رجل، وهي بالنبطية.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 10/471-472 حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سالم، به مثله.
5 فتح الباري 8/432.
أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث 2/726 رقم718 حدثنا أبو عبد الرحمن الأسود بن عامر شاذان، ثنا شريك، عن سالم، عن سعيد، عن ابن عباس. ولفظه قال في قوله: {طه} ، أي طه يا رجل، وهي بالنبطية. قال شاذان: وربما قال شريك "طه"، يا رجل. وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/253 بسنده إلى الحارث بن أبي أسامة، به.(2/758)
[1648] وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وعن قتادة قالا في قوله {طه} قال: يا رجل 1.
[1649] وعند عبد بن حميد عن الحسن وعطاء مثله 2.
[1650] ومن طريق الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع أخرى، فأنزل الله تعالى: {طه} ، طأ الأرض 3.
[1651] ولابن مردويه من حديث علي نحوه بزيادة أن ذلك لطول قيام الليل 4.
__________
1 فتح الباري 8/432.
أخرجه عبد الرزاق 2/15 به سندا ومتنا. ومن طريقه أخرجه ابن جرير 16/136.
2 فتح الباري 8/432.
أما أثر الحسن فقد تقدم عنه مسندا، وأما أثر عطاء فلم أقف عليه مسندا، ولا وقفت على من ذكره غير ابن حجر.
3 فتح الباري 8/432.
أخرجه القاضي عياض في الشفا 1/56 بسنده إلى عبد بن حميد قال: حدثنا هاشم القاسم، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، مثله.
وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 549-550، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
4 فتح الباري 8/432.
أخرجه ابن مردويه في تفسيره فيما ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/348 حدثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا شعيب ابن واقد الصفال، حدثنا قيس بن الربيع، عن فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية، عن عليّ، فذكره. ولفظه "قال: لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم {الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً} [المزمل:1] ، فقام الليل كله حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلا ويضع أخرى، فهبط عليه جبريل فقال له: {طه} طأ الأرض بقدميك يا محمد {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} .(2/759)
[1652] جاء عن ابن الكلبي أنه لو قيل لِعَكِي 1 يا رجل لم يجب حتى يقال له: طه 2.
قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} الآية: 5
[1653] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {اسْتَوَى} علا على العرش 3.
[1654] وقد نقل أبو إسماعيل الهروي في كتاب الفاروق بسنده إلى داود بن علي بن خلف قال: كنا عند أبي عبد الله بن الأعرابي يعني محمد ابن زياد اللغوي فقال له رجل {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} فقال: هو على العرش كما أخبر، قال: يا أبا عبد الله إنما معناه استولى، فقال: اسكت، لا يقال استولى على الشيء إلا أن يكون له مضاد 4.
[1655] ومن طريق محمد بن أحمد بن النضر الأزدي 5 سمعت
__________
1 عَكِّي - بفتح العين المهملة وتشديد الكاف المكسورة - نسبة إلى عكّ، وهي قبيلة يقال لها: عكّ ابن عدنان أخو معد بن عدنان، حالفوا اليمن، ونزلوا في الأشعريين، وهم على نسبهم. كانت موطنهم في نواحي زبيد، وقطنوا مدينة الكوراد، وغيرها من مدن اليمن التهامية.
انظر: الأنساب للسمعاني 4/225، ومعجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة 2/802.
2 فتح الباري 8/432.
أخرجه البيهقي في الدلائل 1/158-159 من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في الآية - ذكر نحوه. وإسناده هالك.
وذكر السيوطي في الدر المنثور 5/ 551 عن أبي صالح، به. ونسبه إلى البيهقي في الدلائل.
3 فتح الباري 13/405.
أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/345 به سندا ومتنا.
4 فتح الباري 13/406.
5 لم يتبين لي من هو؟ إلا أن ابن حبان ذكر في الثقات 9/152-153 "محمد بن أحمد ابن النضر ابن ابنة معاوية بن عمر، كنيته أبو عمر، يروي عن معاوية بن عمرو، كتب عنه أصحابنا"، وقد يكون هو الأزدي الذي هنا.(2/760)
ابن الأعرابي يقول أرادني أحمد بن أبي داود أن أجد له في لغة العرب {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} بمعنى استولى فقلت: والله ما أصبت هذا 1.
[1656] ونقل محيي السنة البغوي في تفسيره عن ابن عباس وأكثر المفسرين أن معناه ارتفع 2.
[1657] وأخرج أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة من طريق الحسن البصري عن أمه 3 عن أم سلمة أنها قالت: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر" 4.
[1658] ومن طريق ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سئل كيف استوى على العرش؟ فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، وعلى الله الرسالة، وعلى رسوله البلاغ، وعلينا التسليم" 5.
__________
1 فتح الباري 13/406.
2 فتح الباري 13/406.
نقله في تفسيره 1/78 - في سورة البقرة عند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [الآية:29]- من غير إسناد.
3 اسمها خيرة، مولاة أم سلمة، مقبولة، أخرج لها مسلم والأربعة. التقريب 2/596.
4 فتح الباري 13/406.
أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 2/397 أخبرنا عبد الله ابن محمد بن أحمد، قال: ثنا عبد الصمد بن علي، قال: حدثني محمد بن عمر بن كبيشة - أبو يحيى النهدي - قال: حدثنا أبو كنانة محمد بن أشرس الأنصاري، قال: ثنا أبو عمير الحنفي، عن قرة بن خالد، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، به.
قال ابن تيميمة - بعد ذكر قول مالك في الاستواء - "وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفا ومرفوعا، ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه ". مجموع فتاوى 5/365.
5 فتح الباري 13/406.
أخرجه اللالكائي 2/398 أخبرنا عبد الله بن أحمد بن القاسم بن سينك النهاوندي، =(2/761)
[1659] وأخرج البيهقي بسند جيد عن عبد الله بن وهب قال: كنا عند مالك فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فأطرق مالك فأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه، فقال: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كما وصف به نفسه ولا يقال كيف، وكيف عنه مرفوع، وما أراك إلا صاحب بدعة أخرجوه 1.
[1660] ومن طريق يحيى بن يحيى 2 عن مالك نحو المنقول عن أم سلمة لكن قال فيه "والإقرار به واجب، والسؤال عنه بدعة" 3.
__________
= قال: ثنا أبو بكر أحمد بن محمود بن يحيى - داود النهاوندي بنهاوند سنة ثنتي عشرة وثلثمائة - قال: ثنا أحمد بن محمد بن صدقة، قال: ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، عن يحيى بن آدم، عن ابن عيينة، قال: سئل ربيعة، فذكره. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 408-409 أخبرنا أبو بكر بن الحارث، أنا أبو الشيخ، ثنا محمد بن أحمد ابن معدان، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا موسى بن خاقان، ثنا عبد الله بن صالح بن مسلم، قال: سئل ربيعة الرأي - فذكر نحوه.
وقال ابن تيمية - بعد ذكر قول مالك "ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك ". مجموع فتاوى 5/365.
1 فتح الباري 13/406-407.
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 408 أخبرنا أبو عبد الله، أخبرني أحمد بن محمد ابن إسماعيل بن مهران، ثنا أبي، حدثنا أبو الربيع بن أخي رشدين بن سعد، قال: سمعت عبد الله بن وهب، به.
2 يحيى بن يحيى بن بُكير بن عبد الرحمن التميمي، أبو زكرياء النيسابوري، روى عن مالك وسليمان بن بلال والحمادين وخلق، وعنه البخاري ومسلم وغيرهما. ثقة ثبت إمام، مات سنة ست وعشرين على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 11/259، والتقريب 2/360.
3 فتح الباري 13/407.
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 408 بسنده إلى أبي الشيخ ابن حيان، قال: ثنا أبو جعفر بن زيرك البزي، سمعت محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري يقول سمعت يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك ابن أنس، فذكره.(2/762)
قوله تعالى: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} الآية: 7
[1661] ساق البيهقي عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} قال: يعلم ما أسر العبد في نفسه وما أخفى عنه مما سيفعله قبل أن يفعله 1.
[1662] ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: يعلم السر الذي في نفسك ويعلم ما ستعمل غدا 2.
قوله تعالى: {لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً} الآية:10
[1663] وصل ابن عيينة من طريق عكرمة عن ابن عباس {بِقَبَسٍ} قال: ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فقال: إن لم أجد عليها من يهدي الطريق آتكم بنار توقدون 3
قوله تعالى: {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً} الآية: 12
[1664] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن
__________
1 فتح الباري 13/362.
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 122 من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 13/362.
3 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن عيينة في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/ 254-255 عن أبي سعيد، عن عكرمة، به نحوه. ولفظه " قال ابن عباس: ضلوا الطريق، وكانوا شاتين، فلما رأى النار قال: لعلي آتيكم منها بقيس أو أجد على النار هدى أهتدي به الطريق، فإن لم أجد أحدا يهدي آتيكم بنار تستدفئون بها.(2/763)
ابن عباس: "المقدس: المبارك، طوى: اسم الوادي 1.
[1665] وروى هو والطبري من وجه آخر عن ابن عباس أنه سمي "طوى" لأن موسى طواه ليلا 2.
[1666] وعن سعيد بن جبير قال: قيل له طوى أي طأ الأرض حافيا 3.
[1667] وروى الطبري عن مجاهد مثله 4.
[1668] وعن عكرمة أي طأ الوادي 5.
[1669] ومن وجه آخر عن ابن عباس كذلك 6.
[16670] وروى ابن أبي حاتم من طريق مبشر بن عبيد 7 والطبري من
__________
1 فتح الباري 6/424. أخرجه ابن جرير 16/145، 146 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله.
2 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/145 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به.
3 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/146 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن سعيد بن جبير، بنحوه. وزاد في آخره "كما تدخل الكعبة حافيا، يقول: من بركة الوادي ".
4 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/146 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
5 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/146 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا الحسن، عن يزيد، عن عكرمة، مثله.
6 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/146 حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا صالح ابن إسحاق، عن جعفر بن برقان، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله.
7 مبشر بن عبيد الحمصي، أبو حفص، كوفي الأصل، متروك، ورماه أحمد بالوضع، له في ابن ماجه حديث واحد. انظر ترجمته في: التهذيب 10/30، والتقريب 2/228.(2/764)
طريق الحسن قال: قيل له: طوى لأنه قدس مرتين 1.
قوله تعالى: {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} الآية: 21
[1671] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} يقول: حالتها الأولى، ورواه ابن جرير كذلك 2.
[1672] ومن طريق مجاهد وقتادة "سيرتها" هيئتها 3.
قوله تعالى: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} الآية: 27
[1673] وروى الطبري من طريق السدي قال: لما تحرك موسى أخذته آسية امرأة فرعون ترقصه ثم ناولته لفرعون، فأخذ موسى بلحيته فنتفها، فاستدعى فرعون الذبّاحين، فقالت آسية إنه صبي لا يعقل، فوضعت له جمراً وياقوتاً، وقالت إن أخذ الياقوت فاذبحه وإن أخذ الجمرة فاعرف أنه لا يعقل، فجاء جبريل فطرح في يده جمرة فطرحها في فيه
__________
1 فتح الباري 6/424.
أما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير 16/144 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج، قال الحسن، فذكره. وأما أثر مبشر بن عبيد فلم أقف عليه مسندا. وهو - أي مبشر - متروك.
2 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/157 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
3 فتح الباري 6/424.
أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 16/157 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به.
وأما أثر قتادة فأخرجه أيضا ابن جرير 16/157 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه، به.(2/765)
فاحترق لسانه فصارت في لسانه عقدة من يومئذ 1.
[1674] ومن طريق مجاهد وسعيد بن جبير نحو ذلك 2.
قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} الآية: 31
[1675] أورد أبو عبيدة بإسناد لين عن ابن عباس في قوله {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} قال: ظهري 3.
قوله تعالى: {فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ} الآية: 39
[1676] وصل ابن أبي حاتم من طريق أسباط بن نصر عن السدي {الْيَمِّ} البحر 4.
قوله تعالى: {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} الآية: 40
[1677] وروى النسائي في الحديث الطويل الذي يقال له حديث الفتون
__________
1 فتح الباري 6/425.
أخرجه ابن جرير 16/159 من طريق أسباط، عن السدي، نحوه.
2 فتح الباري 6/425.
أما أثر مجاهد فأخرجه 16/159 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه. ولفظه "قال: عجمة الجمرة نار أدخلها في فيه، عن أمر امرأة فرعون تردّ به عنه عقوبة فرعون حين أخذ بلحيته ".
وأما أثر سعيد بن جبير فأخرجه أيضا ابن جرير 16/159 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عنه نحوه أثر مجاهد، وزاد في آخره "فقال - أي فرعون - هذا عدوّ لي، فقالت له: إنه لا يعقل".
3 فتح الباري 6/425.
أخرج ابن جرير 16/160 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، مثله.
4 فتح الباري 8/434. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرج ابن جرير 16/161 حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، به مثله.(2/766)
عن ابن عباس قال: "لما توجه موسى لميقات ربه خطب هارون بني إسرائيل فقال: إنكم خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندكم ودائع وعواري، وأنا أرى أن تحفر حفيرة وتلقي فيها ما كان عندكم من متاعهم فنحرقه.
وكان السامري من قوم يعبدون البقر وكان من جيران بني إسرائيل، فاحتمل معهم فرأى أثرا فأخذ منه قبضة، فمر بهارون فقال له: ألا تلقي ما في يدك؟ فقال: لا ألقيها حتى تدعو الله أن يكون ما أريد، فدعا له فألقاها فقال: أريد أن يكون عجلا له جوف يخور.
قال ابن عباس: "ليس له روح، كانت الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه، فكان الصوت من ذلك، فتفرق بنو إسرائيل عند ذلك فرقا" الحديث بطوله 1.
__________
1 فتح الباري 8/433.
أخرجه النسائي في تفسيره رقم346 أنا عبد الله بن محمد، نا يزيد بن هارون، أنا أصبغ ابن زيد، نا القاسم بن أبي أيوب، أخبرني، سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل لموسى عليه السلام {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً} ، فذكره بطوله قريبا من عشرين صفحة. وقال - أي النسائي - في آخره: رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصَدَقَ ذلك عندي أن معاوية سمع ابن عباس حدّث هذا الحديث، فأنكر عليه أن يكون الفرعوني الذي أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل، فقال: كيف يُفشِي عليه ولم يكن علم به، ولا ظهر عليه إلا الإسرائيلي الذي حضر ذلك، فغضب ابن عباس فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى سعد بن مالك الزهري، فقال له: يا أبا إسحاق هل تذكر يوما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون؟ الإسرائيلي أفشى عليه أم الفرعوني؟ قال: إنما أفشى عليه الفرعوني ما سمع من الإسرائيلي شهد على ذلك وحضره.
ونقله ابن كثير في تفسيره 5/279-286 بطوله. وقال: وهو موقوف من كلام ابن عباس، وليس فيه مرفوع إلا قليل منه، وكأنه تلقاه ابن عباس رضي الله عنه مما أبيح نقله من الإسرائيليات عن كعب الأحبار أو غيره، والله أعلم. وسمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزّي يقول ذلك أيضا. أهـ. =(2/767)
قوله تعالى: {عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} الآية: 40
[1678] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {عَلَى قَدَرٍ} : موعد 1.
[1679] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} أي على ميقات 2.
قوله تعالى: {وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} الآية: 42
[1680] وصل عبد بن حميد من طريق قتادة {وَلا تَنِيَا} قال: لا تضعفا 3.
[1681] ومن طريق أخرى ضعيفة عن مجاهد عن ابن عباس 4.
__________
= وأخرجه أيضا أحمد بن منيع في مسنده كما في إتحاف الخيرة رقم196 وأبو يعلى في مسنده رقم2618 وابن جرير 16/164-167 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/286 كلهم من طرق عن يزيد بن هارون، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/59-69 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أصبغ بن يزيد والقاسم بن أبي أيوب وهما ثقتان.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 569-579 ونسبه إلى ابن أبي عمر العدني في مسنده، وعبد بن حميد والنسائي وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
1 فتح الباري 6/427.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/256 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 6/427.
أخرجه ابن جرير 16/167 من طريق عطية العوفي، به نحوه. والعوفي ضعيف.
3 فتح الباري 8/434. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه عبد الرزاق 2/17 أنا معمر، عن قتادة، مثله.
4 فتح الباري 8/434.
لم أجده، وقد أخرج ابن جرير 16/169 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، مثله.(2/768)
[1682] وروى الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لا تَنِيَا} لا تبطئا 1.
[1683] وصل الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد {لا تَنِيَا فِي ذِكْرِي} : لا تضعفا 2.
قوله تعالى: {مَكَاناً سُوَىً} الآية: 58
[1684] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {مَكَاناً سُوَىً} : منتصف بينهم 3.
قوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ} الآية: 61
[1685] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَيُسْحِتَكُمْ} فيهلككم 4.
__________
1 فتح الباري 6/427 و 8/434.
أخرجه ابن جرير 16/168 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 6/427 و 8/434.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/257 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 6/427.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/256 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/425.
أخرجه ابن جرير 16/178 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
وهذا القول قاله موسى للسحرة لما جاء بهم فرعون، يقول: لا تختلقوا على الله كذبا، ولا تقولوه "فيسحتكم بعذاب" أي يستأصلكم بهلاك فيبيدكم. انظر: تفسير الطبري 16/178.(2/769)
[1686] وروى من طريق قتادة في قوله {فَيُسْحِتَكُمْ} أي يستأصلكم 1.
قوله تعالى: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً} الآية: 77
[1687] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً} أي يابسا 2.
قوله تعالى: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} الآية: 81
[1688] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} قال: يعني شقي، وكذا أخرجه الطبري 3.
قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} الآية: 87
[1689] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} يقول: بأمرنا 4.
__________
1 فتح الباري 6/425.
أخرجه ابن جرير 16/178 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، ومن طريق عبد الرزاق، عن معمر، كلاهما عن قتادة، به.
2 فتح الباري 6/427.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/256 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 6/424 و 8/434. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 16/194، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 256 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/197 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.(2/770)
[1690] ومن طريق سعيد عن قتادة "بملكنا أي بطاقتنا " 1.
[1691] وكذا قال السدي 2.
[1692] ومن طريق ابن زيد بهوانا 3.
قوله تعالى: {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} الآية: 87
[1693] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ} أي الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، وهي الأثقال أي الأوزار 4.
[1694] وروى الطبري من طريق ابن زيد قال: الأوزار الأثقال وهي الحلي الذي استعاروا من آل فرعون، وليس المراد بها الذنوب 5.
[1695] ومن طريق قتادة قال: كان الله وقت لموسى ثلاثين ليلة ثم أتمها بعشر، فلما مضت الثلاثون قال السامري لبني إسرائيل: إنما أصابكم
__________
1 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/198 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
2 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/198 من طريق أسباط، عن السدي، به.
3 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/198 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، به.
4 فتح الباري 6/427 و 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/253 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
5 فتح الباري 6/427.
أخرجه ابن جرير 16/199 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، به.(2/771)
الذي أصابكم عقوبة بالحلي الذي كان معكم، وكانوا قد استعاروا ذلك من آل فرعون فساروا وهي معهم فقذفوها إلى السامري فصورها صورة بقرة، وكان قد صرّ1 في ثوبه قبضة من أثر حافر فرس جبريل فقذفها مع الحلي في النار فأخرج عجلا يخور 2.
[1696] وروى الحاكم من حديث علي قال: عمد السامري إلى ما قدر عليه من الحلي فضربه عجلا، ثم ألقى القبضة في جوفه، فإذا هو عجل له خوار" الحديث، وفيه: "فعمد موسى إلى العجل فوضع عليه المبارد على شفير الماء، فما شرب من ذلك أحد ممن كان عبد العجل إلا اصفر وجهه 3.
قوله تعالى: {فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} الآية: 87
[1697] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {أَلْقَى السَّامِرِيُّ} أي صنع 4.
__________
1 أي شدّ، يقال: صرّ الناقة يصُر صرا، أي شدّ ضرعها بالصرار لئلا يرضعها ولدها. وصرّ الدّراهم: أي وضعها في الصُّرّة وشدّها. انظر: القاموس المحيط باب الراء، فصل الصاد، ص 382 والمعجم الوسيط ص 512 مادة "ص ر ر".
2 فتح الباري 6/427.
أخرجه ابن جرير 16/200 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، نحوه.
3 فتح الباري 8/433.
أخرجه الحاكم 2/379 حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن عمارة بن عمرو السلولي وأبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، به نحوه مطولا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
4 فتح الباري 6/427.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/772)
قوله تعالى: {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} الآية: 88
[1698] وصل الفريابي عن مجاهد {هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} : هم يقولونه أخطأ الرب ألا يرجع إليهم قولا في العجل 1.
[1699] وروى الطبري من طريق السدي قال: لما خرج العجل فخار قال لهم السامري: هذا إلهكم وإله موسى، فنسي أي فنسى موسى وضل 2.
[1700] ومن طريق قتادة نحوه قال: نسي موسى ربه 3.
[1701] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس "فنسي" أي السامري نسي ما كان عليه من الإسلام 4.
قوله تعالى: {أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً} الآية: 89
[1702] وصل الفريابي عن مجاهد: "أن لا يرجع إليهم قولا" قال: العجل 5.
__________
1 فتح الباري 6/427.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/427.
أخرجه ابن جرير 16/200 حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، نحوه في سياق مطول.
3 فتح الباري 6/427.
أخرجه ابن جرير 16/201 من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، نحوه. ولفظه: "يقول: قال السامري: موسى نسي ربه عندكم".
4 فتح الباري 6/427.
أخرجه ابن جرير 16/201 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني محمد ابن إسحاق، عن حكيم ابن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "ترك ما كان عليه" بدل "نسي ما كان عليه".
5 فتح الباري 6/427. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/773)
قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ} الآية: 95
[1703] روى الطبري من طريق السدي في قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكَ} قال: ما لك يا سامري 1.
قوله تعالى: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا} الآية: 96
[1704] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا} قال: ألقيتها 2.
قوله تعالى: {لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} الآية: 7
[1705] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} يقول: لنذرينه في البحر 3.
قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} الآية: 104
[1706] في رواية للطبري عن سعيد بن جبير "أوفاهم عقلا" 4.
__________
1 فتح الباري 6/426.
أخرجه ابن جرير 16/204 من طريق أسباط، عن السدي، به.
2 فتح الباري 6/427.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 6/426.
أخرجه ابن جرير 16/209 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 8/433.
أخرجه الطبري 16/211 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر - وهو ابن أبي المغيرة القمي الكوفي ـ، عن سعيد بن جبير في قوله {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} أوفاهم عقلا. وقد تصحف "سعيد" إلى "شعبة" في نسخة تفسير الطبري التي بين أيدينا؛ فإن هذا الإسناد مما يتكرر كثيراً، وخصوصا في تفسير يحيى بن اليمان: يرويه عن جعفر بن أبي المغيرة القمي الكوفي، عن سعيد بن جبير الكوفي، وليس عن "شعبة".(2/774)
[1707] وفي أخرى عنه "أعلمهم في أنفسهم" 1.
قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً} الآيتان: 105-106
[1708] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: القاع الصفصف: الأرض المستوية 2.
قوله تعالى: {فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} الآية: 108
[1709] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {هَمْساً} قال: حس الأقدام 3.
[1710] وعن قتادة قال: {هَمْساً} صوت الأقدام، أخرجه عبد الرزاق 4.
__________
1 فتح الباري 8/433.
ذكرها السيوطي في الدر المنثور 5/ 598 عن سعيد بن جبير بهذا اللفظ، ونسبها إلى ابن أبي شيبة وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 8/433.
أخرجه عبد الرزاق 2/20 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا.
هكذا عزاه للطبري، وليس عنده بهذا اللفظ؛ فقد أخرج 16/215 عن محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "همسا قال: خفض الصوت". وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/254 وقال: هو بمعناه في الهمس.
4 فتح الباري 8/433.
ليس عنده في تفسيره عن قتادة بهذا اللفظ، وإنما عن الثوري. انظر 2/19. وأخرج ابن جرير 16/215 من طريق سعيد، عن قتادة بلفظ "وقع أقدام القوم".(2/775)
[1711] وعن عكرمة قال: وطء الأقدام، أخرجه عبد بن حميد 1.
قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} الآية: 111
[1712] أخرج ابن المنذر من طريق مجاهد {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} خضعت 2.
[1713] وأخرج من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال "قوله {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ} أي ذلت 3.
قوله تعالى: {فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً} الآية: 112
[1714] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً} قال: لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد في سيآته ولا يهضم فينقص من حسناته 4.
[1715] وعن قتادة عند عبد بن حميد مثله 5.
__________
1 فتح الباري 8/433.
أخرج ابن جرير 16/214 حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، قال: أخبرنا شريك، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن عكرمة، مثله.
2 فتح الباري 5/394.
أخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 403 نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "خشعت الوجوه".
وأخرجه ابن جرير 16/216 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "خشعت". ومن طريق ابن جريج، عنه، مثله.
3 فتح الباري 5/394.
أخرجه ابن جرير 16/216 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 255 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، به نحوه.
5 فتح الباري 8/433. أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/19 عن معمر، عن قتادة، مثله.
وأورده السيوطي في الدر المنثور 5/ 601 وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد.(2/776)
[1716] وصل ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس {عِوَجاً} واديا {وَلا أَمْتاً} رابية 1.
قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} الآية: 119
[1717] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: لا يصيبك فيها عطش ولا حر 2.
قوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} الآية:124
[1718] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {ضَنْكاً} الشقاء 3.
__________
1 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 255 بالسند المذكور قبله، مثله.
قال أبو عبيدة - العوج بكسر أوله -: ما اعوج من المسائل والأودية، والأمت: الانثناء، يقال: مد حبله حتى ما ترك فيه أمتا: أي استرخاء، وملأسقاءه حتى ما ترك فيها أمتا: أي انثناءً. أهـ. مجاز القرآن 2/292.
2 فتح الباري 6/426.
أخرجه ابن جرير 16/223 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
3 فتح الباري 8/433.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 256 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، به مثله. وأخرجه ابن جرير 16/226 من طريق معاوية، به.
قال الراغب: {مَعِيشَةً ضَنْكاً} أي ضيِّقا، وقد ضَنُك عيشُه. المفردات ص 299 مادة "ضنك". ويقال إنها كلمة فارسية معناها الضيق، وأصلها "التنك" - بمثناة فوقانية - بدل الضاد فعربت. ذكره ابن حجر. قلت: وتستعمل هذه الكلمة - أي "التنك" - بكلف نثقلة - بمعنى الضيق في لغتهم إلى الآن.(2/777)
[1719] وللطبري عن عكرمة مثله 1.
[1720] ومن طريق قيس بن أبي حازم 2 في قوله {مَعِيشَةً ضَنْكاً} قال: رزقا في معصية 3.
[1721] وصحّح ابن حبان من حديث أبي هريرة مرفوعا في قوله {مَعِيشَةً ضَنْكاً} قال: "عذاب القبر"، أورده من وجهين مطولا ومختصرا 4.
__________
1 فتح الباري 8/433.
لم أجد عند الطبري عن عكرمة بهذا اللفظ. وأورد السيوطي في الدر المنثور 5/ 609 عن عكرمة في قوله {مَعِيشَةً ضَنْكاً} قال: الضنك. وعند الطبري 16/226 من طريق يزيد النحوي، عن عكرمة في قوله {مَعِيشَةً ضَنْكاً} قال: هي المعيشة التي أوسع الله عليه من الحرام.
2 هو قيس بن أبي حازم البجلي، أبو عبد الله الكوفي، مخضرم، أدرك الجاهلية، ورحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه فقبض وهو في الطريق، وأبوه له صحبة. ويقال إن لقيس رؤية ولم يثبت، ثقة، وهو الذي يقال إنه اجتمع له أن يروي عن العشرة، وروى عنه إسماعيل ابن أبي خالد وغيره، مات بعد التسعين، أو قبلها، وقد جاوز المائة وتغير. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/346، والتقريب 2/127.
3 فتح الباري 8/433.
أخرجه ابن جرير 16/226 حدثني داود بن سليمان بن يزيد المكتب من أهل البصرة، قال: ثنا عمرو بن جرير البجلي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، مثله.
4 فتح الباري 8/433.
أما المطول فأخرجه ابن حبان الإحسان رقم3113 أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد الواحد ابن غياث، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت محمد بن عمرو يحدث عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الميت إذا وضع في قبره.... الحديث. وفي آخره "ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} .
وأخرجه ابن جرير 13/215-216، والحاكم 1/379-380 و 380-381 من طرق عن محمد بن عمرو، به. وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وذكره =(2/778)
[1722] وأخرجه سعيد بن منصور والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري موقوفا ومرفوعا 1.
[1723] والطبراني من حديث ابن مسعود 2.
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} الآية: 125
[1724] وصل الفريابي من طريق مجاهد {حَشَرْتَنِي أَعْمَى} عن
__________
= الهيثمي في مجمع الزوائد 3/54-55 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.
وأما المختصر فأخرجه ابن حبان الإحسان رقم3119 أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - مرفوعا مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/317 عن أبي زرعة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، به مثلة. قال ابن كثير: إسناد جيد.
وقد رجح الطبري هذا التفسير مستندا إلى قوله في آخر الآيات {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} ، قال: فكان معلوما بذلك أن المعيشة الضنك التي جعل الله لهم قبل عذاب الآخرة. ثم قال: وهذا العذاب ليس في الحياة الدنيا أيضا؛ فإن هناك كثيرا ممن أعرض عن ذكر الله من الكفار أوسع معيشة من كثير من المقبلين على ذكر الله، فبقي أن ذلك في البرزخ. انظر: جامع البيان 16/228.
1 فتح الباري 8/433.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير ل 154/ ب حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن وعبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبي حازم، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن أبي سعيد الخدري، به.
وأخرجه الحاكم 2/381 من طريق حماد بن سلمة عن أبي حازم المدني، عن النعمان ابن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري - مرفوعا. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم معيشة ضنكا قال: "عذاب القبر". وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
2 فتح الباري 8/433.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 9/ رقم9143 حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا المسعودي، عن عبد الله بن المخارق، عن أبيه المخارق بن سليم، عن عبد الله. ولفظه "فإن له معيشة ضنكا قال: عذاب القبر.
وأخرجه ابن جرير 16/228 من طريق أبي عميس، عن عبد الله بن مخارق، به مثله.(2/779)
حجتي {وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً} في الدنيا 1.
قوله تعالى: {يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى} الآية:128
[1725] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى} قال: لأولي التقى 2.
[1726] ومن طريق سعيد عن قتادة "لأولي النهى": لأولي الورع 3.
__________
1 فتح الباري 8/433. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 254 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، نحوه.
وأخرجه ابن جرير 16/229 من طرق عن ابن أبي نجيح - عنه مثله أو نحوه.
قال ابن كثير 5/317 ويحتمل أن يكون المراد أنه يحشر أو يبعث إلى النار أعمى البصر والبصيرة، كما قال تعالى {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً} [الإسراء:97] . وهذا الذي رجحه الطبري 16/229 أيضا قائلا: والصواب من القول في ذلك ما قال الله تعالى ذكره، وهو أنه يحشر أعمى عن الحجة ورؤية الشيء، كما أخبر جل ثناؤه، فعمّ ولم يخصّص.
2 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/231 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
3 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 16/231 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.(2/780)
سورة الأنبياء
قوله تعالى: {لا تَرْكُضُوا} الآية: 13
[1727] وأخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله {لا تَرْكُضُوا} أي لا تفروا 1.
قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} الآية: 13
[1728] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ} قال: تفهمون 2.
[1729] ولابن المنذر من وجه آخر عنه "تفقهون" 3.
قوله تعالى:
{وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ} الآية: 19
[1730] روى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {وَلا
__________
1 فتح الباري 6/420.
أخرجه ابن جرير 17/8 من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/437.
أخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 258 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بفظ "تفقهون". وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 618 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولفظه "تتفهمون".
3 فتح الباري 8/437.
انظر ما قبله.(2/781)
يَسْتَحْسِرُونَ} قال: لا يَعْيَون 1.
قوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} الآية: 28
[1731] وصل الفريابي من طريق مجاهد {ارْتَضَى} قال: رضي عنه 2.
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} الآية: 30
[1732] عن قتادة قال: كل شيء حي فمن الماء خلق، أخرجه الطبري عنه 3.
[1733] وروى ابن أبي حاتم عن أبي العالية أن المراد بالماء النطفة 4.
[1734] وروى أحمد من طريق أبي ميمونة 5 عن أبي هريرة: قلت يا
__________
1 فتح الباري 8/436.
أخرجه ابن جرير 17/12 من طريق يزيد، عن سعيد، به مثله. وأخرجه عبد الرزاق 2/23 ومن طريقه ابن جرير 17/12 عن معمر، عنه مثله أيضا.
2 فتح الباري 8/437.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 بالسند المذكور قريبا بهذا اللفظ.
3 فتح الباري 5/29.
أخرجه ابن جرير 17/20 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، به.
4 فتح الباري 5/29.
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 388 من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية. ولفظه "في قوله: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} قال: نطفة الرجل".
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/626 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.
5 أبو ميمونة الفارسي، المدني، الأبار، قيل اسمه سليم، أو سليمان، أو سلمى، وقيل أسامة، روى عن معاوية وأبي هريرة وسمرة بن جندب، وعنه يحيى بن أبي كثير وقتادة وهلال بن أبي ميمونة وأبو النضر. ثقة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 12/277، والتقريب 2/479.(2/782)
رسول الله أخبرني عن كل شيء، قال: كل شيء خلق من الماء، إسناده صحيح 1.
قوله تعالى: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} الآية: 33
[1735] وصل ابن عيينة عن عمرو 2 عن الحسن في قوله {كُلٌّ فِي فَلَكٍ} مثل فلكة المغزل 3.
[1736] وصل وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {يَسْبَحُونَ} قال: يدورون حوله 4.
[1737] ومن طريق مجاهد {فِي فَلَكٍ} كهيئة حديدة الرحى {يَسْبَحُونَ} يجرون 5.
__________
1 فتح الباري 5/29.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/295 حدثنا يزيد، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة، به نحوه مطولا. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/333 من طريق سعيد بن بشير، حدثنا قتادة، عن أبي ميمونة، به. وأخرجه الحاكم 4160 من طريق يزيد بن هارون، بهذا الإسناد، وصححه، ووافقه الذهبي. وقد صحح ابن حجر إسناده كما هو أعلاه.
2 وهو ابن دينار.
3 فتح الباري 8/436.
أخرجه ابن عيينة في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/ 257 به سندا ومتنا. وزاد في آخره "تدور".
4 فتح الباري 8/436. هذا من تمام ماعلقه البخاري عن الحسن، وقد عزاه ابن حجر إلى ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة عنه. ولم أجد من ذكره عن ابن عباس غيره.
5 فتح الباري 8/436.
أخرجه ابن جرير 17/22 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. قال الفراء: قال "يسبحون"؛ لأن السباحة من أفعال الآدميين فذكرت بالنون مثل {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف:4] ، 2/201.(2/783)
قوله تعالى: {وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} الآية: 43
[1738] وصل ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَلا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ} قال: يُمنَعون 1.
[1739] ومن وجه آخر منقطع عن ابن عباس "يمنعون" قال: ينصرون 2.
[1740] وهو قول مجاهد رواه الطبري 3.
قوله تعالى:
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} الآية: 52
[1741] وصل الفريابي من طريق مجاهد {التَّمَاثِيلُ} قال: الأصنام 4.
__________
1 فتح الباري 8/436. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أورده السيوطي في الدر المنثور 5/632 بهذا اللفظ، ونسبه لابن جرير وابن المنذر.
وقد أخرج ابن جرير 17/31 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به بلفظ "يُجْأرُون".
2 فتح الباري 8/436.
أخرجه ابن جرير 17/30-31 من طريق ابن جريج قال: قال ابن عباس - فذكر مثله. وفيه انقطاع بين ابن جريج وابن عباس، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى.
3 فتح الباري 8/436.
أخرجه ابن جرير 17/30 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا أبو ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ "لا ينصرون".
4 فتح الباري 8/437.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 بالسند المذكور قريبا، به.(2/784)
قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً} الآية: 58
[1742] وصل الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً} أي قطعا 1.
قوله تعالى: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} الآية: 78
[1743] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {نَفَشَتْ} قال: رعت ليلا 2.
[1744] وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن مسروق قال: كان حرثهم عنبا نفشت فيه الغنم أي رعت ليلا، فقضى داود بالغنم لهم، فمروا على سليمان فأخبروه الخبر فقال سليمان: لا، ولكن أقضي بينهم أن يأخذوا الغنم فيكون لهم لبنها وصوفها ومنفعتها ويقوم هؤلاء على
__________
1 فتح الباري 8/435.
أخرجه ابن جرير 17/38 من طريق يزيد، عن سعيد، به مثله.
2 فتح الباري 8/436.
أجرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/258 ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، أنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، به. وليس فيه "ليلا". وكذا أخرجه ابن جرير 17/53 من طريق سنيد، عن حجاج، عن ابن جريج، به بدون "ليلا". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 647 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
نعم، وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 5/ 647 أن الطستي أخرج في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {نَفَشَتْ} فقال: النفش: الرعي بالليل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول لبيد:
بدلن بعد النفش الوجيفا ... وبعد طول الحزن الصريفا(2/785)
حرثهم، حتى إذا عاد كما كان ردوا عليهم غنمهم 1.
[1745] وأخرجه الطبري من وجه آخر لين فقال فيه: عن مسروق عن ابن مسعود 2.
[1746] وأخرجه ابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود وسنده حسن 3.
[1747] وعن معمر عن قتادة: قضى داود أن يأخذوا الغنم، ففهمها الله سليمان فقال: خذوا الغنم فلكم ما خرج من رسلها وأولادها وصوفها إلى الحول 4.
[1748] وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: أعطاهم داود رقاب الغنم بالحرث، فحكم سليمان بجزة الغنم وألبانها
__________
1 فتح الباري 13/148.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/26-27 أنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن مسروق، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/645 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 13/148.
لم أقف عليه في تفسير الطبري.
3 فتح الباري 13/148.
أخرجه البيهقي في سننه 1/118 من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن ابن مسعود.
وأخرجه ابن جرير 17/51 والحاكم 2/588 كلاهما من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/645 ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه والحاكم واليهقي في سننه.
4 فتح الباري 13/148.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/25 - 26 به سندا ومتنا.(2/786)
لأهل الحرث وعليهم رعايتها ويحرث لهم أهل الغنم حتى يكون كهيئة يوم أكل، ثم يدفع لأهله ويأخذون غنمهم 1.
[1749] وروينا بعضه في تفسير ابن أبي حاتم وفي المجالسة لأبي بكر الدينوري وفي أمالي الصولي جميعا يزيد بعضهم على بعض من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل قال: دخلنا مع الحسن على إياس بن معاوية حين استقضى قال فبكى إياس وقال: يا أبا سعيد - يعني الحسن البصري المذكور - يقولون: القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال مع الهوى فهو في النار؛ ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة. 2 فقال الحسن: إن فيما قص الله عليك من نبأ سليمان ما يرد على من قال هذا، وقرأ {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ} قال: فحمد سليمان لصوابه ولم يذم داود لخطئه. ثم قال: إن الله أخذ على الحكام عهداً بأن لا يشتروا به ثمنا ولا يتبعوا فيه الهوى ولا يخشوا فيه أحداً، ثم تلا {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً} [ص: 26] إلى آخر الآية 3.
__________
1 فتح الباري 13/148.
أخرجه ابن جرير 17/52 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، قال: ثنا ابن أبي نجيح، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/646 ونسبه إلى ابن جرير وعبد الرزاق.
2 هذا الذي أشار إليه إياس حديث أخرجه أصحاب السنن وغيرهم من حديث بريدة، لكن عندهم الثالث قضى بغير علم.
انظر: سنن أبي داود رقم5373، والمعجم الكبير ج 2/ رقم1154، 1156.
3 فتح الباري 13/147.(2/787)
قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ} الآية: 80
[1750] روى عبد الرزق عن معمر عن قتادة: اللبوس الدروع كانت صفائح، وأول من سردها وحلَّقها داود 1.
قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} الآيتان: 83-84
[1751] أخرج ابن أبي حاتم وابن جريج وصححه ابن حبان والحاكم من طريق نافع بن يزيد 2 عن عقيل عن الزهري عن أنس "إن أيوب عليه السلام ابتلي فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه فكانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما للآخر: لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء، فذكره الآخر لأيوب، يعنى فحزن ودعا الله حينئذ فرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه، فأوحى الله إليه أن اركض برجلك، فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا، فجاءت امرأته فلم تعرفه، فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو؛ وكان له أَنْدَرَان 3 أحدهما للقمح، والآخر للشعير،
__________
1 فتح الباري 8/437.
أخرجه عبد الرزاق 2/27 عن معمر عنه، مثله، بدون قوله "اللبوس الدروع". وأخرجه ابن جرير 17/55 من طريق ابن ثور، عن معمر، عنه، مثله أيضا.
2 نافع بن يزيد الكَلاعي، أبو يزيد المصري، روى عن يزيد بن عبد الله بن الهاد وهشام بن عروة وعقيل بن خالد الأيلي وغيرهم. ثقة عابد، مات سنة ثمان وستين ومائة.
انظر ترجمته في: التهذيب 10/367 - 368، والتقريب 2/296.
3 الأَنْدَر: البَيْدَر، وهو الموضع الذي يُداس فيه الطعام بلغة الشام. انظر: النهاية في غريب الحديث 1/74.(2/788)
فبعث الله له سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض، وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض" 1.
[1752] وروى ابن أبي حاتم نحوه من حديث ابن عباس وفيه "فكساه الله حلة من حلل الجنة، فجاءت امرأته فلم تعرفه فقالت: يا عبد الله، هل أبصرت المبتلى الذي كان هنا، فلعل الذئاب ذهبت به؟ فقال: ويحك أنا هو" 2.
[1753] وروى ابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير نحو حديث أنس، وفي آخره "قال فسجد وقال: وعزتك لا أرفع رأسي حتى تكشف عني فكشف عنه" 3.
__________
1 فتح الباري 6/421.
أخرجه البزار في مسنده كشف الأستار، رقم2357 وأبو يعلى في مسنده رقم3617 وابن جرير في تفسيره 23/167 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم2898 والحاكم 2/581-582 وأبو نعيم في الحلية 3/374-375 كلهم من طرق عن نافع بن يزيد، به. قال البزار: لا نعلم رواه عن الزهري عن أنس إلا عقيل ولا عنه إلا نافع، ورواه عن نافع غير واحد. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم: ورواته متفق على عدالتهم، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/211 وقال: رواه أبو يعلى والبزار، ورجال البزار رجال الصحيح. وقال ابن كثير: رفع هذا الحديث غريب جداً. وذكره أيضا في البداية والنهاية 1/223 وقال: وهذا غريب رفعه جداً، والأشبه أن يكون موقوفا. وقال ابن حجر - عقبه - وهو أصح شيء ورد في قصته. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/659-660 وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا وابن مردويه.
2 فتح الباري 6/421.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، أخبرنا علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس، به.
3 فتح الباري 6/421. =(2/789)
[1754] وروى ابن أبي حاتم من طريق الحسن أن إبليس أتى امرأته فقال لها: إن أكل أيوب ولم يسم عوفي فعرضت ذلك على أيوب فحلف ليضربنها مائة، فلما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيها مائة شمراخ فيضربها ضربة واحدة 1.
قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ} الآية: 84
[1755] وعن الضحاك عن ابن عباس "رد الله على امرأته شبابها حتى ولدت له ستة وعشرين ولدا ذكرا 2.
قوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} الآية: 87
[1756] وقد روى قصته السدي في تفسيره عن ابن مسعود وغيره "إن
__________
= أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/356 حدثنا أبي، حدثنا أبو سلمة، حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير. ولفظه "قال: كان لأيوب عليه السلام أخوان، فجاءا يوماً فلم يستطيعا أن يدنوا منه من ريحه، فقاما من بعيد، فقال أحدهما للآخر: لو كان الله علم من أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا، فجزع أيوب من قولهما جزعاً لم يجزع من شيء قط، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني لم أبت ليلة قط شبعان وأنا أعلم مكان جائع، فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني لم يكن لي قميصان قط، وأنا أعلم مكان عار، فصدقني، فصدق من السماء وهما يسمعان، ثم قال: اللهم بعزتك، ثم خرّ ساجداً، فقال: اللهم بعزتك لا أرفع رأسي أبداً حتى تكشف عني، فما رفع رأسه حتى كشف عنه ". والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/654 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم في الحلية عن عبد الله بن عبيد ابن عمير.
1 فتح الباري 6/421.
2 فتح الباري 6/421.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/660 ونسبه إلى ابن مردويه وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، به في سياق مطول. وإسناده ضعيف؛ لأن فيه جويبراً فهو ضعيف، ثم إنه منقطع بين الضحاك وابن عباس.(2/790)
الله بعث يونس إلى أهل نينوي وهي من أرض الموصل فكذبوه، فوعدهم بنزول العذاب في وقت معين، وخرج عنهم مغاضبا لهم، فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرعوا وآمنوا، فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب، وذهب يونس فركب سفينة فلججت بهم، فاقترعوا فيمن يطرحونه فوقعت عليه ثلاثا، فالتقمه الحوت" 1.
[1757] وروى ابن حاتم من طريق عمرو بن ميمون عن ابن مسعود بإسناد صحيح إليه ونحو ذلك وفيه " وأصبح يونس فأشرف على القرية فلم ير العذاب قد وقع عليهم، وكان في شريعتهم من كذب قتل، فانطلق مغاضبا حتى ركب سفينة - وقال فيه - فقال لهم يونس أن معهم عبدا آبقا من ربه وأنها لا تسير حتى تلقوه، قالوا: لا نلقيك يا نبي الله أبدا، قال: فاقترعوا فخرج عليه ثلاث مرات، فألقوه فالتقمه الحوت فبلغ به قرار الأرض، فسمع تسبيح الحصى فنادى في الظلمات أن لا إله إلاّ أنت" الآية 2.
[1758] وروى البزار وابن جرير من طريق عبد الله بن رافع 3 عن أبي هريرة رفعه: "لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة. قال: ذاك عبدي يونس، فشفعوا له، فأمر الحوت فقذفته في الساحل - قال ابن مسعود - كهيئة الفرخ
__________
1 فتح الباري 6/452.
لم أقف على إسناده، ولكن تقدم برقم 5 الكلام على أسانيد السدي، والتفسير الذي جمعه عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما، فليراجع هناك.
2 فتح الباري 6/452.
لم أقف على إسناده، ولكن الحافظ ابن حجر قد حكم على إسناده بالصحة كما في الأعلى.
3 في الفتح "عبد الله بن نافع"، وهو تصحيف، والتصحيح من تفسير الطبري وكشف الأستار. وقد سبق ترجمة عبد الله بن رافع برقم 284.(2/791)
ليس عليه ريش" 1.
قوله تعالى: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} إلى قوله {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} الآية: 87-88
[1759] عن سعد بن أبي وقاص رفعه "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله تعالى له "، أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم، وفي لفظ للحاكم " فقال رجل: أكانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تسمع إلى قول الله تعالى {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} 2.
__________
1 فتح الباري 6/452.
أخرجه ابن جرير 17/81 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثني ابن إسحاق عمن حدثه، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وإسناده ضعيف؛ فإن "ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف، ثم إن ابن إسحاق لم يصرح باسم شيخه.
وأخرجه البزار كما في كشف الأستار، رقم2254 قال: حدثنا بعض أصحابنا، ثنا عبد الله بن سعيد أو غيره، عن يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن رافع، عن أبي هريرة مرفوعا.
وهو أيضا كسابقه، فشيخ البزار لم يسم. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/101 وقال: رواه البزار عن بعض أصحابه، ولم يسمه، وفيه ابن إسحاق وهو مدلّس، وبقية رجاله رجال الصحيح.
2 فتح الباري 11/147.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/170 والترمذي رقم2505 - في الدعوات، باب 82 - والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم656 والحاكم 1/505، والبيهقي في شعب الإيمان رقم620 كلهم من طريق يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن إبراهيم بن محمد بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص، به مرفوعا. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم1462 كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2785. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/668 وزاد نسبته إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم والبزار وابن مردويه.(2/792)
قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} الآية: 92
[1760] قال قتادة في هذه الآية {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} قال: دينكم، أخرجه الطبري وابن المنذر من طريقه 1.
قوله تعالى: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} الآية: 93
[1761] وروى الطبري من طريق زيد بن أسلم {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ} قال: اختلفوا في الدين 2.
قوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} الآية: 95
[1762] في تفسير أبي جعفر الطبري وعبد بن حميد وابن أبي حاتم جميعا من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى:
__________
1 فتح الباري 8/436. هكذا عزاه ابن حجر لقتادة، والصحيح - فيما يبدو أنه لابن عباس، إذ أنه معطوف على ما علقه عنه البخاري. ثم إنه في تفسير الطبري أيضا عن ابن عباس؛ فقد أخرجه 17/85 عن علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} يقول: دينكم دين واحد.
نعم، وقد أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم فيما ذكره السيوطي 5/672 عن قتادة، مثله. إلا أن هذه الرواية لم يخرجها ابن جرير. والله أعلم.
2 فتح الباري 8/437.
أخرجه ابن جرير 17/85 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، مثله.(2/793)
{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} قال: وجب، وفي وقوله {أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ} أي لا يتوب منهم تائب 1.
[1763] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: حرم عزم 2.
[1464] ومن طريق عطاء عن عكرمة: وحرم وجب بالحبشية 3.
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} الآية: 96
قال عبد الرزاق في التفسير عن معمر عن قتادة في قوله {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} قال: من كل أكمة 4.
__________
1 فتح الباري 11/503.
أخرجه إسحاق بن إبراهيم البستي في تفسيره سورة الأنبياء، رقم358 وابن جرير في تفسيره 17/86 عن محمد بن المثنى، عن عبد الوهاب، عن داود بن أبي هند، به نحوه.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/672 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.
2 فتح الباري 11/503.
أخرجه ابن جرير 17/86 من طريق شعبة وابن علية، عن أبي المعلى، عن سعيد ابن جبير، به.
3 فتح الباري 11/503.
أخرج ابن أبي حاتم فيما نقل عنه السيوطي في المهذب ص 82 قال: ذكر الحسن بن محمد ابن الصباح، حدثنا حجاج بن أبي جريج، أخبرني عطاء أن عكرمة قال: "وحرام" وجب بالحبشية.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/673 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
4 فتح الباري 6/386.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/27 به سندا ومتنا.(2/794)
[1766] وعند عبد بن حميد من حديث أبي سعيد رفعه "يفتح يأجوج ومأجوج فيعمون الأرض، وتنحاز منهم المسلمون فيظهرون على أهل الأرض؛ فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم فيهز آخر حربته إلى السماء فترجع مخضبة بالدم، فيقولون قد قتلنا أهل السماء، فبينماهم كذلك إذ بعث الله عليهم دواب كنغف الجراد فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد يركب بعضهم بعضا " 1.
قوله تعالى: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} الآية: 98
[1767] وصل ابن أبي حاتم من طريق عبد الملك بن أبجر 2 سمعت عكرمة {حَصَبُ جَهَنَّمَ} : حطب بالحبشية 3.
__________
1 فتح الباري 13/110.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/77 وأبو يعلى في مسنده رقم1144، 1351 وابن ماجه في سننه رقم4079 - في الفتن، باب فتنة الدجال ... ـ، وابن جرير 16/21 و 17/90 وابن حبان في صحيحه رقم6830 الإحسان والحاكم 2/245 و 4/489 كلهم من حديث محمد بن إسحاق، قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، عن محمود بن لبيد أحد بني عبد الأشهل، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم1439 "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/673-674 مطولا، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه.
2 هو عبد الملك بن حيّان، ابن أبجر، الكوفي. روى عن عكرمة وغيره، وعنه سفيان الثوري وغيره. ثقة، عابد. أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. هذا وقد تصحف "ابن أبجر" إلى "ابن الحر" في تفسير الطبري. انظر ترجمته في: التهذيب 6/351، والتقريب 1/519.
3 فتح الباري 6/332.
أخرجه ابن جرير 17/94 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان عن ابن أبجر، عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/680 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.
وأخرج ابن أبي حاتم فيما نقل عنه السيوطي في المهذب ص 83 حدثنا ابن محمد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجعفي، حدثنا عبد الله بن موسى، عن المنهال بن خليفة الطائي، عن سلمة، عن تمام الشقري، عن ابن عباس في قوله: {حَصَبُ} قال: حطب جهنم بالزنجية.(2/795)
[1768] وروى الطبري عن مجاهد مثله لكن لم يقل بالحبشية 1.
[1769] وروى الطبري عن الضحاك قال في قوله {حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال: تحصب بهم جهنم وهو الرمي يقول يرمى بهم فيها 2.
قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} الآية: 104
[1770] وصل الفريابي من طريق مجاهد {السِّجِلِّ} الصحيفة 3.
[1771] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {كَطَيِّ السِّجِلِّ} يقول كطي الصحيفة على الكتاب 4.
__________
1 فتح الباري 6/332.
أخرجه ابن جرير 17/94 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} قال: حطبها.
2 فتح الباري 6/332.
أخرجه ابن جرير 17/94 حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {حَصَبُ جَهَنَّمَ} ، فذكره. وكأن الطبري يشير إلى تضعيف الرواية بقوله "حُدِّثت".
3 فتح الباري 8/437. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 259 ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
4 فتح الباري 8/437.
أخرجه ابن جرير 17/100 حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، به. قال الطبري معناه: كطي السجل على ما فيه من الكتاب.
وقيل على بمعنى من، أي من أجل الكتاب؛ لأن الصحيفة تطوى حسناته لما فيها من الكتابة. انظر: فتح الباري.(2/796)
[1772] وجاء عن ابن عباس أن السجل كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود والنسائي والطبري من طريق عمرو بن مالك 1 عن أبي الجوزاء عن ابن عباس بهذا. وعند ابن مردويه السجل: الرجل بلسان الحبش 2.
[1773] وله شاهد من حديث ابن عمر عند ابن مردويه، وأورده ابن منده وأبو نعيم من طريق ابن نمير عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يقال له سجل، وأخرجه ابن مردويه من هذا الوجه 3.
__________
1 عمرو بن مالك النكري أبو يحيى ويقال أبو مالك البصري، روى عن أبيه وأبي الجوزاء، روى عنه ابنه يحيى ونوح بن قيس ومهدي بن ميمون ويزيد بن كعب العوذي وعباد بن عباد وغيرهم. صدوق له أوهام. وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة تسع وعشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/84، والتقريب 2/77.
2 فتح الباري 8/437. وذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/259 أيضا.
أخرجه أبو داود في سننه رقم2935 - في الخراج والإمارة والفيء، باب في اتخاذ الكاتب - ومن طريقه البيهقي في سننه 10/126 والنسائي في تفسيره رقم355 وابن جرير 17/100 كلهم من حديث نوح بن قيس، عن يزيد بن كعب، عن عمرو ابن مالك، به.
والحديث ذكره الذهبي في ترجمة يزيد بن كعب العوذي، وقال: لا يُدرى من ذا أصلا، رواه عن عمرو بن مالك النُّكري. انفرد عنه نوح بن قيس الحدّاني.
انظر: الميزان 6/112 رقم الترجمة 9743.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 684 ونسبه إلى أبي داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مندة في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه.
3 فتح الباري 8/437.
والحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 3/28 رقم الترجمة 3101 في ترجمة سجل، =(2/797)
[1774] وعند ابن المنذر من طريق السدي قال: السجل الملك 1.
[1775] وعند الطبري من وجه آخر عن ابن عباس مثله 2.
__________
= وزاد في آخره "فأنزل الله عز وجل: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} ، قال: لا، السجل هو الرجل، ثم قال - أي ابن حجر - زاد ابن مردويه: والسجل هو الرجل بالحبشية.
والحديث أخرجه الخطيب في تاريخه 8/175 من حديث حمدان بن سعيد، عن عبد الله بن نمير، به نحوه.
و"حمدان بن سعيد" قال عنه الذهبي في الميزان 2/125 رقم الترجمة 2286 أتى بخبر كذب عن عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر ... فذكره، وتعقبه ابن حجر في اللسان 2/356 قائلا: "وهذا المتن لا يجوز أن يطلق عليه الكذب، فقد رواه النسائي في التفسير وأبو داود في السنن من طريق أخرى عن ابن عباس، وأما هذه الطريق فتفرد بها حمدان، لكن لم أر من ضعفه قبل المؤلف" - أي الذهبي -.وقد نقل ابن حجر عن الثعلبي والسهيلي أنهما أنكرا أن يكون السجل اسم الكاتب بأنه لايعرف في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا في أصحابه من اسمه السجل، قال السهيلي: ولا وجد إلا في هذا الخبر. قال ابن حجر وهو حصر مردود. ثم ذكر هذا الحديث.
هذا وقد جمع ابن حجر في الإصابة 3/28-29 طرق هذا الحديث، ثم قال: فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع، نعم ورد ما يخالفه، فأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي جعفر الباقر أن السجل ملَك كان له في أم الكتاب كل يوم ثلاث حجات، فذكر قصة في أقوال الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة:30] . وزاد النقاش في تفسيره أنه في السماء الثانية يرفع فيه أعمال العباد في كل اثنين وخميس. أهـ.
1 فتح الباري 8/437.
أخرج ابن جرير 17/100 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت السدي يقول في قوله: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ} قال: السجل: ملك.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي. ولفظه "السجل ملك موكل بالصحف، فإذا مات دفع كتابه إلى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة".
2 فتح الباري 8/437.
لم يذكر عند الطبري عن ابن عباس، وإنما أخرج من حديث ابن عمر مثله. انظر 17/99. والذي روي عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة - كما سبق - أن السجل الصحيفة، ومن طرق أخرى أنه اسم كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم، أو هو الرجل بلسان الحبش.(2/798)
[1776] وعند عبد بن حميد من طريق عطية مثله 1.
[1777] وبإسناد ضعيف عن علي مثله 2.
[1778] وعند الطبري من حديث ابن عمر بعض معناه 3.
__________
1 فتح الباري 8/437.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683 ولفظه "السجل: اسم ملك". ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
2 فتح الباري 8/437.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/ 683. ولفظه "عن علي في قوله: {كَطَيِّ السِّجِلِّ} قال: ملك. ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
3 فتح الباري 8/437.
أخرجه ابن جرير 17/99 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا أبو الوفاء الأشجعي، عن أبيه، عن ابن عمر في الآية. ولفظه "قال: السجل: مَلَك، فإذا صعد بالاستغفار قال: اكتبها نورا ".(2/799)
سورة الحج
قوله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} الآية: 1
[1779] أخرج الترمذي من وجهين عن الحسن البصري عن عمران ابن حصين 1 قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فرفع صوته بهاتين الآيتين: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} - إلى - {شَدِيدٌ} ، فحث أصحابه المطي، فقال: "هل تدرون أي يوم ذاك؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "ذاك يوم ينادي الله آدم" فذكر نحو حديث أبي سعيد 2، وصححه وكذا الحاكم، وهذا سياق قتادة عن الحسن من رواية هشام
__________
1 عمران بن حصين بن عُبيد بن خَلف الخزاعي، أبو نُجَيد، صحابي أسلم عام خيبر وصحب، وكان فاضلا، وقضى، مات سنة اثنتين وخمسين بالبصرة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/269، رقم4048، والإصابة 4/584، رقم6024، التقريب 2/82.
2 وحديث أبي سعيد أخرجه البخاري رقم 6530 ولفظه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعون، فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} " فشقّ ذلك على الناس حتى تغيّرت وجوههم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد، أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة" - فكبرنا ثم قال – "ثلث أهل الجنة" - فكبرنا ثم قال – "شطر أهل الجنة" فكبرنا.(2/800)
الدستوائي 1 عنه 2.
[1780] ورواه معمر عن قتادة فقال عن أنس، أخرجه الحاكم أيضا 3.
[1781] وأخرجه البزار والحاكم أيضا من طريق هلال بن خبّاب 4 عن عكرمة عن ابن عباس قال: "تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ثم قال: "هل
__________
1 هشام بن أبي عبد اللن سَنْبر، أبو بكر الدستوائي، ثقة ثبت، وقد رمي بالقدر، مات سنة أربع وخمسين ومائة. وله ثمان وسبعون سنة، أخرج له الجماعة. التقريب 2/319.
2 فتح الباري 11/389.
أخرجه الإمام أحمد 4/435، والترمذي رقم3169 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الحج - والنسائي في التفسير رقم360 وابن جرير 17/111 كلهم من حديث يحيى بن سعيد، عن هشام بن أبي عبد الله، حدثنا قتادة، عن الحسن، به. وأخرجه الحاكم 1/28 و 2/233، 385 و 4/567 من حديث سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وغيرهما، عن قتادة، به. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه بطوله، والذي عندي أنهما تحرجا من ذلك خشية الإرسال، وقد سمع الحسن من عمران ابن الحصين. وفي مكان آخر قال: أكثر أئمتنا من المتقدمين على أن الحسن قد سمع من عمران. وقال أيضا: أكثر أئمة البصرة على أن الحسن قد سمع من عمران، غير أن الشيخين لم يخرجاه. وقد وافق الذهبي على تصحيحه.
والحسن هو الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة فاضل مشهور وكان يرسل كثيراً ويدلس، على أنه قد اختلف في سماعه من عمران. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم، رقم54، وتقريب التهذيب 1/165.
3 فتح الباري 11/389.
أخرجه الحاكم 4/566 من طريق عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مسير له فرفع بها صوته، فذكره بنحو حديث عمران بن حصين المتقدم. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
4 هلال بن خبّاب العبدي مولاهم، أبو العلاء البصري، نزيل المدائن، روى عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وغيرهم، صدوق تغيّر بآخره، مات سنة أربع وأربعين ومائة. أخرج أصحاب السنن. انظر ترجمته في: التهذيب 11/68، والتقريب 2/323.(2/801)
تدرون ... ؟ " فذكر نحوه 1.
قوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} الآية: 2
[1782] روى ابن المنذر من طريق الضحاك قال في قوله {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ} أي تسلو من شدة خوف ذلك اليوم 2.
قوله تعالى: {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} الآية: 5
[1783] روى الطبري من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن ابن مسعود قال: إذا وقعت النطفة في الرحم بعث الله ملكا فقال: يا رب مخلقة أو غير مخلقة؟ فإن قال غير مخلقة مجّها الرحم دما، وإن قال مخلقة قال: يا رب فما صفة هذه النطفة؟ فذكر الحديث. وإسناده صحيح، وهو موقوف لفظا مرفوعا حكما 3.
__________
1 فتح الباري 11/389-390.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2235، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/387 والحاكم 4/568 كلهم من حديث سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، حدثنا هلال بن خباب، به نحوه حديث أبي سعيد الذي تقدم قريبا في الهامش. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
2 فتح الباري 8/441.
3 فتح الباري 1/ 419.
أخرجه ابن جرير 17/117 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو معاوية، عن داود بن أبي هند، به. وتمامه "أذكر أم أنثى ما رزقها ما أجلها، أشقي أو سعيد؟ قال: فيقال له: انطلق إلى أم الكتاب، فاستنسخ منه صفة هذه النطفة. قال: فينطلق الملك، فينسخها فلا تزال معه حتى يأتي على آخر صفتها ".
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/391 من حديث داود بن أبي هند، به. والحديث قد صحح إسناده ابن حجر كما هو أعلاه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/10 ونسبه إلى ابن جرير.
قلت: وأصله في الصحيحين من حديث الأعمش، عن زيد بن وهب عن ابن مسعود بسياق آخر، ولفظه "قال ابن مسعود: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق - "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات، يكتب عمله وأجله ورزقه، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح ". انظر: صحيح البخاري: رقم6594، وصحيح مسلم، رقم: 2643.(2/802)
قوله تعالى: {ثَانِيَ عِطْفِهِ} الآية: 9
[1784] وصل ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {ثَانِيَ عِطْفِهِ} قال: مستكبرا في نفسه 1.
[1785] ومن طريق قتادة قال: لاوى عنقه 2.
[1786] ومن طريق السدي {ثَانِيَ عِطْفِهِ} أي معرض من العظمة 3.
[1787] ومن طريق أبي صخر المدني قال: كان محمد بن كعب يقول: هو الرجل يقول: هذا شيء ثنيت عليه رجلي، فالعطف هو الرجل، قال أبو صخر: والعرب تقول العطف العنق 4.
__________
1 فتح الباري 8/441 و 10/490.
أخرجه ابن جرير 17/121 حدثنا علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 10/490.
أخرجه عبد الرزاق 2/33 ومن طريقه ابن جرير 17/121 عن معمر، عن قتادة، به. وأخرجه ابن جرير 17/121 من طريق ابن ثور عن معمر عن قتادة، به.
3 فتح الباري 10/490.
لم أقف عليه، ولعله من طريق أسباط، وهو نحو تفسير ابن عباس وقتادة.
4 فتح الباري 10/490.
لم أقف على إسناده.(2/803)
[1788] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد أنها نزلت في النضر بن الحارث 1.
[1789] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في قوله تعالى {ثَانِيَ عِطْفِهِ} قال رقبته 2.
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} الآية: 11
[1790] أخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} قال: على شك 3.
[1791] أخرج ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن أبي المغيرة 4 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان ناس من الأعراب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم
__________
1 فتح الباري 10/490.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/12 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
2 فتح الباري 10/490.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 5/95 به سنداً ومتناً.
3 فتح الباري 8/442.
أخرجه ابن جرير 17/123 من طرق عن ابن أبي نجيح وغيره عن مجاهد، مثله.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/14 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
قال أبو عبيدة: كل شاك في شيء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم. انظر: مجاز القرآن 2/46.
4 جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمي، روى عن سعيد بن جبير وعكرمة وشهر بن حوشب وغيرهم، وعنه ابنه الخطاب وحسان بن علي العنزي ومطرف بن طريف ويعقوب بن عبد الله القمي وعدة. صدوق يهم، وذكره ابن حبان في الثقات، ونقل ابن حبان في الثقات عن أحمد بن حنبل توثيقه. وقال ابن مندة ليس بالقوي في سعيد بن جبير. انظر ترجمته في: التهذيب 2/92، والتقريب 1/133.(2/804)
فيسلمون فإذا رجعوا إلى بلادهم، فإن وجدوا عام خصب وغيث وولاد حسن قالوا: إن ديننا هذا لصالح، فتمسكوا به، وإن وجدوا عام جدب وقحط وولاد سوء، قالوا: ما في ديننا هذا خير 1.
[1792] زاد العوفي عن ابن عباس "وصح جسمه، رضي واطمأن، وقال: ما أصبت في ديني إلا خيرا، وإن أصابه وجع المدينة وولدت امرأته جارية وتأخرت عنه الصدقة، أتاه الشيطان فقال والله ما أصبت على دينك هذا إلا شرا، وذلك الفتنة " أخرجه ابن أبي حاتم 2.
[1793] ولابن المنذر من طريق الحسن البصري: كان الرجل يقدم المدينة مهاجرا، فإن صحّ جسمه، قال: لنعم الدين هذا، فإن سقم جسمه وحبست عنه الصدقة وأصابته الحاجة قال: والله ليس الدين هذا، ما زلت أتعرف النقصان في جسمي وحالي 3.
__________
1 فتح الباري 8/443.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/13 ونسبه إلى ابن أبي حاتم، وزاد في آخره "فأنزل الله {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} . وقد صحّح السيوطي إسناده.
2 فتح الباري 8/443.
أخرجه ابن جرير 17/122-123 من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه. وأوله قال: "الفتنة: البلاء، كان أحدهم إذا قدم المدينة وهي أرض وبيئة، فإن صحّ بها جسمه، ونتجت فرسه مهرا حسنا وولدت امرأته غلاما رضي به، واطمأن إليه".
قال ابن كثير 5/396 بعدما نقله عن العوفي عن ابن عباس -: وهكذا ذكر قتادة، والضحاك، وابن جريج، وغير واحد من السلف، في تفسير هذه الآية.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/13-14 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.
3 فتح الباري 8/443.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/14 عنه بنحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.(2/805)
[1794] وروى ابن مردويه من حديث أبي سعيد بإسناد ضعيف أنها نزلت في رجل من اليهود أسلم فذهب بصره وماله وولده، فتشاءم بالإسلام فقال: لم أصب في ديني خيرا 1.
قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ} الآية: 15
[1795] وصل عبد بن حميد من طريق أبي إسحاق عن التميمي 2 عن ابن عباس: "من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً في الدنيا والآخرة، فليمدد بسبب بحبل إلى سماء بيته، فليختنق به" 3.
__________
1 فتح الباري 8/443.
أخرجه ابن مردويه فيما ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/ 379 حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا الحكم بن معبد الخزاعي، حدثنا محمد بن علي بن حارث، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا محمد بن عبد الله، عن عطية، عن أبي سعيد، نحوه. وفي آخره "فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أقلني، فقال:"إن الإسلام لا يقال "، فقال: إني لم أصب من هذا الدين خيراً، ذهب بصري ومالي وولدي، فقال:" يا يهودي، الإسلام يسبك الرجال كما تسبك النار خبث الحديد والذهب والفضة" فنزلت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} ". قلت: وعطية هو العوفي ضعيف.
وذكره الواحدي في أسباب النزول ص 254 قال: روى عطية عن أبي سعيد، فذكره. كما ذكره ابن حجر في الكافي الشاف 3/137 بذيل الكشاف وقال: أخرجه ابن مردويه من رواية عطية عن أبي سعيد.
قلت: وقريب منه ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن جابر، ولكن فيه أن الذي طلب الإقالة إنما هو أعرابي، ولفظه "جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محموما فقال: أقلني، فأبى - ثلاث مرار - فقال: "المدينة كالكير تنفي خبثها، وينصع طيّبُها". [البخاري: رقم1883، ومسلم: رقم1383] .
2 هو أَرْبِدة التميمي المفسر، تقدم برقم 684.
3 فتح الباري 8/441. وذكره البخاري عنه تعليقا بلفظ "بسبب: بحبل إلى سقف البيت". =(2/806)
قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} الآية: 19
[1796] أخرج الطبري من طريق محمد بن مُحَبَّب1، عن سفيان2، عن منصور، عن هلال بن يساف3 قال: نزلت هذه الآية في الذين تبارزوا يوم بدر4.
__________
= أخرجه ابن جرير 17/126-127 من طريق إسرائيل، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 260 والحاكم 386 من طريق سفيان، كلاهما - أعني إسرائيل وسفيان - عن أبي إسحاق، عن التميمي، به نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وذكره ابن كثير 5/397 عن ابن عباس، وقال: وكذا قال مجاهد وعكرمة وعطاء وأبو الجوزاء وقتادة وغيرهم. ثم قال: وقول ابن عباس وأصحابه أولى وأظهر في المعنى، وأبلغ في التهكم؛ فإن المعنى: من ظن أن الله ليس بناصر محمداً وكتابه ودينه، فليذهب فليقتل نفسه، إن كان ذلك غائظه، فإن الله ناصره لا محالة، قال تعالى {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر:51-52] .
والأثر ذكره السيوطي أيضا في الدر المنثور 6/15 وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - وابن مردويه.
1 محمد بن مُحَبَّب - بموحدتين - وزن محمد، القرشي، أبو همام الدلاّل البصري، روى عن الثوري وغيره، وعنه بندار محمد بن بشار وغيره، ثقة. أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه. مات سنة إحدى وعشرين ومائتين. انظر: التهذيب 9/379، والتقريب 2/204.
2 هو الثوري.
3 هلال بن يساف - بكسر التحتانية -، ويقال "إساف"، الأشجعي مولاهم، الكوفي، تابعي ثقة، يروي عنه منصور بن المعتمر وغيره. أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. انظر: التهذيب 11/76 - 77، والتقريب 2/325.
4 فتح الباري 8/444.
أخرجه ابن جرير 17/131 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن مجيب، به. وله شاهد - عند البخاري رقم4743 - من حديث أبي ذر رضي الله عنه. ولفظه " أنه كان يقسم فيها قسما: إن هذه الآية نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر"، وآخر عن عليّ في المغازي برقم 3967 نحوه.(2/807)
[1797] وقد روى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في أهل الكتاب والمسلمين 1.
[1798] ومن طريق الحسن قال: هم الكفار والمؤمنون 2.
[1799] ومن طريق مجاهد: هو اختصام المؤمن والكافر في البعث 3.
قوله تعالى:
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} الآية: 24
[1800] وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} قال: ألهموا 4.
__________
1 فتح الباري 8/444.
أخرجه ابن جرير 17/132 من طريق العوفي عن ابن عباس. ولفظه "قال: هم أهل الكتاب، قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله وأقدم منكم كتابا، ونبينا قبل نبيكم. وقال المؤمنون: نحن أحق بالله آمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم وآمنا بنبيكم، وبما أنزل الله من كتاب، فأنتم تعرفون كتابنا ونبينا، ثم تركتموه وكفرتم به حسدا، وكان ذلك خصومتهم في ربهم ".
2 فتح الباري 8/444.
أخرجه ابن جرير 17/132 من طريق الحسين - وهو سنيد - عن حجاج، قال: ثنا أبو تميلة، عن أبي حمزة، عن جابر، عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح وأبي قزعة، عنه، به.
3 فتح الباري 8/444.
أخرجه ابن جرير 17/132 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به.
واختار الطبري هذه الأقوال في تعميم الآية قال: ولا يخالف المروي عن علي وأبي ذر؛ لأن الذين تبارزوا ببدر كانوا فريقين مؤمنين وكفار، إلا أن الآية إذا نزلت في سبب من الأسباب لا يمتنع أن تكون عامة في نظير ذلك السبب. انظر: جامع البيان 17/133.
4 فتح الباري 8/441.
أخرجه ابن جرير 17/136 حدثنا علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(2/808)
[1801] وروى ابن المنذر من طريق سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد في قوله {إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} قال: القرآن. وفي قوله {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} : الإسلام 1.
قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الآية: 25
[1802] ذكر السدي في تفسيره عن مرة عن ابن مسعود أنه يستثنى من عدم مؤاخذة من وقع منه الهم بالمعصية ما يقع في الحرم المكي ولو لم يصمم لقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} 2.
قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} الآية: 26
[1803] وروى ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما كان زمن الطوفان رفع البيت، وكان الأنبياء يحجونه ولا يعلمون
__________
1 فتح الباري 8/441. ذكره البخاري عنه تعليقا.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/24 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 11/328.
لم أجده بهذا اللفظ، وقريب منه ما أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/407 حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شعبة، عن السدي، أنه سمع مُرة يحدث عن عبد الله - يعني ابن مسعود - في قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} قال: لو أن رجلا أراد فيه بإلحاد بظلم، وهو بعدن أبين، أذاقه الله من العذاب الأليم". قال ابن كثير: وهذا من خصوصية الحرم أنه يعاقب البادي فيه الشر، إذا كان عازما عليه، وإن لم يوقعه. ثم استدل بحديث ابن مسعود هذا.
وقال القرطبي: ذهب قوم من أهل التأويل منهم الضحاك وابن زيد إلى أن هذه الآية تدل على أن الإنسان يعاقب على ما ينويه من المعاصي بمكة وإن لم يعمله، وقد روي نحو ذلك عن ابن مسعود وابن عمر، فذكر هذا الحديث. ثم قال: وهذا صحيح. وقال أيضا: ومن نوى سيئة ولم يعملها لم يحاسب عليها إلا في مكة، هذا قول ابن مسعود وجماعة من الصحابة وغيرهم. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 12/24، 25.(2/809)
مكانه حتى بوأه الله لإبراهيم وأعلمه مكانه 1.
[1804] وفي حديث علي عند الطبري والحاكم "رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلّمه فقال: يا إبراهيم اِبْنِ على ظلي - أو على قدري - ولا تزد ولا تنقص، وذلك حين يقول الله {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} الآية 2.
قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} الآية: 28
[1805] وقد وصل عبد بن حميد من طريق عمرو بن دينار عن ابن عباس "الأيام المعدودات: أيام التشريق، والأيام المعلومات أيام العشر" 3.
[1806] وروى ابن مردويه من طريق أبي بشر 4 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "الأيام المعلومات التي قبل يوم التروية ويوم التروية ويوم عرفة، والمعدودات أيام التشريق " إسناده صحيح 5.
__________
1 فتح الباري 6/402.
لم أقف على إسناده.
2 فتح الباري 6/406.
3 فتح الباري 2/458.
أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 2/377 حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، به.
4 اسمه جعفر بن إياس أبو يشر الواسطي، ثقة، مِن أثبت الناس في سعيد بن جبير. انظر ترجمته في: التهذيب 2/71، والتقريب 1/129.
5 فتح الباري 2/458.
قال ابن حجر: وظاهره إدخال يوم العيد في أيام التشريق، واستدل لذلك بالأثر الذي بعد هذا. لم أقف على إسناده، إلا أن ابن حجر صحّح إسناده كما هو أعلاه، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/38 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر، ولفظه "قبل يوم التروية بيوم" والباقي مثله.(2/810)
[1807] وقد روى ابن أبي شيبة من وجه آخر عن ابن عباس "أن المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده" 1.
قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} الآية: 34
[1808] أسند ابن عيينة في تفسيره عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {الْمُخْبِتِينَ} المطمئنين، وكذا هو عند ابن المنذر من هذا الوجه 2.
[1809] ومن وجه آخر عن مجاهد قال: المصلين 3.
[1810] ومن طريق الضحاك قال: المتواضعين 4.
قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} الآية: 39
[1811] وأخرج هو والترمذي وصححه الحاكم من طريق سعيد بن جبير
__________
1 فتح الباري 2/458.
2 فتح الباري 8/438.
أخرجه ابن جرير 17/161 من طريق سفيان وغيره، عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/48 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
قال ابن حجر: المخبت من الإخبات؛ وأصله الخبت بفتح أوله وهو المطمئن من الأرض.
3 فتح الباري 8/438.
لم أقف على من ذكره غير ابن حجر.
4 فتح الباري 8/438.
ذكره ابن كثير في تفسيره 5/421 عن الضحاك تعليقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/49 وعزاه لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم. وورد مثله عن قتادة، فيما أخرجه عبد الرزاق 2/38 عن معمر، عنه، وعن مجاهد من طريق الثوري، عن ابن أبي نجيح عنه.(2/811)
عن ابن عباس قال "لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم، ليهلكن، فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} الآية. قال ابن عباس: فهي أول آية نزلت في القتال 1.
[1812] وقال الزهري: أول آية نزلت في القتال كما أخبرني عروة عن عائشة {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} أخرجه النسائي، وإسناده صحيح 2.
قوله تعالى: {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} الآية: 45
[1813] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} قال: بالقصة يعني الجص 3.
__________
1 فتح الباري 7/280.
أخرجه أحمد 1/216 والترمذي رقم3171 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الحج - وقال هذا حديث حسن، والنسائي في التفسير رقم365 وابن جرير 17/172 وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم4710 والحاكم 2/66 - وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي - كلهم من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم1865، كما صحح إسناده الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2535. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/57 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجه والبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.
2 فتح الباري 7/280.
أخرجه النسائي في التفسير رقم366 أخبرني زكريا بن يحيى، نا محمد بن يحيى، نا محمد بن عبد العزيز ابن أبي رزمة، نا سلمويه أبو صالح، أنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما هو أعلاه.
3 فتح الباري 8/440.
أخرجه ابن جرير 17/181 حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. قال ابن حجر: والقصة - بفتح القاف وتشديد الصاد هو الجص - بكسر الجيم وتشديد المهملة.(2/812)
[1814] ومن طريق عكرمة قال: المشيد المجصّص، قال: الجص في المدينة يسمى الشيد 1.
[1815] ومن طريق قتادة قال: كان أهله شيّدوه وحصّنوه 2.
قوله تعالى: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} الآية: 52
[1816] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - مقطعا - {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} : إذا حّدث ألقى الشيطان في حديثه، فيبطل الله ما يلقي الشيطان ويحكم آياته 3.
[1817] وقد أخرج ابن أبي حاتم والطبري وابن المنذر من طرق عن شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
__________
1 فتح الباري 8/440.
أخرجه ابن جرير 17/181 حدثنا القاسم قال: ثنا الحسين قال: ثنا عباد بن العوام عن هلال بن خباب، عنه، به.
2 فتح الباري 8/440.
أخرجه ابن جرير 17/181 حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عنه مثله. وزاد " فهلكوا وتركوه". ومن طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه، مثله.
ومعنى "قصر مشيد" أي مبني بالشِّيد، والشيد كل ما طُلِي به البناء من جصّ ونحوه، وقيل: هو المنيف المرتفع، وقيل: الشديد المنيع الحصين. قال ابن كثير: وكل هذه الأقوال متقاربة، ولا منافاة بينها. انظر: المفردات ص 270، وتفسير ابن كثير 5/435.
قال ابن حجر: وقصة القصر المشيد ذكر أهل الأخبار أنه من بناء شداد بن عاد، فصار معطلا بعد العمران لا يستطيع أحد أن يدنو منه على أميال مما يسمع فيه من أصوات الجن المنكرة.
3 فتح الباري 8/438. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 17/190 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مقطعا.(2/813)
"والنجم"، فلما بلغ {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم:19-20] ألقى الشيطان على لسانه "تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"، فقال المشركون ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم، فسجد وسجدوا، فنزلت هذه الآية 1.
[1818] وأخرجه البزار وابن مردويه من طريق أمية بن خالد 2 عن شعبة فقال في إسناده "عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، فيما أحسب، ثم ساق الحديث. وقال البزار: لا يروى متصلا إلا بهذا الإسناد، تفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور، قال: وإنما يروى هذا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، انتهى قال ابن حجر: والكلبي متروك ولا يعتمد عليه 3.
__________
1 فتح الباري 8/439.
أخرجه ابن جرير 17/188-189 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، به عن سعيد بن جبير نحوه مرسلا.
وأخرجه الواحدي في أسباب النزول ص 256-257 من طريق سهل العسكري، قال: أخبرني يحيى - وهو القطان - عن عثمان بن الأسود، عن سعيد بن جبير - مرسلا.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/65-66 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. وقد صحّح السيوطي إسناده.
2 أمية بن خالد بن الأسود القيسي، أبو عبد الله البصري، روى عن شعبة وغيره، صدوق، مات سنة مائتين، أو إحدى ومائتين. أخرج له مسلم، والأربعة إلا ابن ماجه.
انظر ترجمته في: التهذيب 1/324، والتقريب 1/83.
3 فتح الباري 8/439.
أخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار رقم2263 وابن مردويه في تفسيره فيما ذكر الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 2/394 كلاهما من حديث يوسف بن حماد، ثنا أمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير - في رواية البزار قال: فيما أحسب، وفي رواية ابن مردويه قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس - فذكر نحوه.
وأخرجه الطبراني في الكبير ج 12/ رقم12450 عن الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن حمد كلاهما عن يوسف بن حماد، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/118 "رواه البزار والطبراني ... ورجالهما رجال الصحيح، إلا أن الطبراني قال: لا أعلمه إلا عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ".
وزاد ابن حجر في الكافي الشاف المطبوع بذيل الكشاف 3/164 نسبته للطبري. ولم أجده عنده، فلعله سهو منه رحمه الله، وقد نبّه على ذلك الشيخ الألباني قائلا: وعزوه للطبري سهو؛ فإنها ليست في تفسيره فيما علمت، إلا إن كان يعني غير التفسير من كتبه، وما أظن يريد ذلك ... نصب المجانيق ص 5.
وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/65 ونسبه إلى البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند قال - أي السيوطي - رجاله ثقات، من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس.(2/814)
[1719] وكذا أخرجه النحاس بسند آخر فيه الواقدي 1.
[1820] وذكره ابن إسحاق في السيرة مطولا وأسندها عن محمد ابن كعب 2.
[1821] وكذلك موسى بن عقبة في المغازي عن ابن شهاب الزهري 3.
__________
1 فتح الباري 8/439.
أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ 2/528 من حديث الواقدي، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله. ولفظه " فسجد المشركون كلهم، إلا الوليد بن المغيرة، فإنه أخذ ترابا من الأرض فرفعه إلى وجهه،.... حتى نزل جبريل، فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا فقال له ما جئتك به، وأنزل الله {كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} [الإسراء:74-75] . والواقدي ضعيف.
2 فتح الباري 8/439.
لم يورد ابن هشام قصة الغرانيق في روايته عن ابن إسحاق.
وقد أخرج هذه الرواية ابن جرير 17/ 187 من طريق ابن إسحاق، عن يزيد بن زياد المدني، عن محمد ابن كعب القرظي مطولا. و"ابن إسحاق" مدلس، وقد عنعن.
3 فتح الباري 8/439.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/439 من طريق محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فذكره. ونسبه ابن كثير 5/440 إلى موسى بن عقبة في مغازيه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/66-67 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وقال - أي السيوطي - وأخرجه البيهقي في الدلائل، عن موسى بن عقبة، ولم يذكر ابن شهاب.
وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/66 وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير من طريق قيس، عن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث.(2/815)
[1822] وكذا ذكره أبو معشر في السيرة له عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس، وأورده من طريقه الطبري 1.
[1823] وأورده ابن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدي 2.
[1824] ورواه ابن مردويه من طريق عباد بن صهيب 3، عن يحيى بن كثير 4، عن الكلبي، عن أبي صالح، وأبي بكر الهذلي، وأيوب، عن عكرمة، وسليمان التيمي، عمن حدثه ثلاثتهم، عن ابن عباس 5.
__________
1 فتح الباري 8/439.
أخرجه ابن جرير 17/186-187 من طريق الحسين - وهو سنيد - قال: ثنا حجاج، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس - فذكرا نحوه. و"أبو معشر" اسمه نجيح بن عبد الرحمن السدي، ضعيف، كما قال الحافظ في التقريب 2/289.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/67 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن جرير.
2 فتح الباري 8/439.
أشار إليه ابن كثير 5/439 عقب رواية أبي بشر، قائلا: "ثم رواه ابن أبي حاتم، عن أبي العالية، وعن السدي، مرسلا ... ". كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/69 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
3 عباد بن صهيب البصري، أحد المتروكين، هكذا قال الذهبي. وقال ابن المديني: ذهب حديثه، وقال البخاري والنسائي وغيرهما: متروك، وقال ابن حبان: كان قدريا داعية، ومع ذلك يروي أشياء إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع. انظر: الميزان 3/81، رقم الترجمة 4122.
4 يحيى بن كثير، أبو النضر، صاحب البصري، روى عن الكلبي وغيره، ضعيف، أخرج له ابن ماجه. انظر ترجمته في: الميزان 6/77، رقم9608، وتهذيب الكمال 31/502، وتهذيب التهذيب 11/234، والتقريب 2/356.
5 فتح الباري 8/439. =(2/816)
[1825] وأوردها الطبري أيضا من طريق العوفي عن ابن عباس 1. ومعناهم كلهم في ذلك واحد، وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإلا منقطع، لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا، مع أن لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين.
[1826] أحدهما: ما أخرجه الطبري من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام 2، فذكر نحوه 3.
__________
= ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/66 بهذه الطرق الثلاثة، ونسبه إلى ابن مردويه. وقد ذكره الشيخ الألباني أيضا في نصب المجانيق ص 17 بهذه الطرق الثلاثة، وقال: وهذه طرق ثلاث عن ابن عباس وكلها ضعيفة. أما الطريق الأولى: ففيها الكلبي وهو كذاب، وأما الطريق الثانية: ففيها من لم يسم، وأما الطريق الثالثة: ففيها أبو بكر الهذلي، قال الحافظ في التقريب 2/401: " أخباري متروك الحديث"، لكن قد قرن فيها بأبوب، والظاهر أنه السختياني، فلا بد أن يكون في الطريق إليه من لا يحتج به؛ لأن الحافظ قال في الفتح بعد أن ساقه من الطرق الثلاث: "وكلها ضعيف أو منقطع ". وقد ذكر - أي ابن حجر - ما يفيد أن ابن مردويه أخرجها من طريق عباد بن صهيب، وهو أحد المتروكين، كما قال الحافظ الذهبي في ترجمته من "الميزان". أهـ كلام الشيخ الألباني.
1 فتح الباري 8/439.
أخرجه ابن جرير 17/189 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، فذكره.
2 أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني، قيل اسمه محمد، وقيل المغيرة، وقيل أبو بكر اسمه، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل اسمه كنيته، ثقة فقيه عابد، مات سنة أربع وتسعين، وقيل غير ذلك. انظر ترجمته في: التهذيب 12/34، والتقريب 2/398.
3 فتح الباري 8/439.
أخرجه ابن جرير 17/189 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، فذكره.(2/817)
[1827] والثاني: ما أخرجه أيضا من طريق المعتمر بن سليمان 1 وحماد بن سلمة فرّقهما، عن داود بن أبي هند، عن أبي العالية 2.
__________
1 المعتمر بن سليمان التيمي، أبو محمد البصري، يلقب بالطفيل، ثقة، مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقد جاوز الثمانين، أخرج له الجماعة. التقريب 2/263.
2 فتح الباري 8/439.
أما طريق المعتمر فأخرجها 17/188 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت داود، به.
وأما طريق حماد بن سلمة فأخرجها 17/188 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا أبو الوليد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، به.
قال ابن حجر - بعد أن ذكر أن هذه الطرق وأنها إذا كثرت وتباينت مخارجها دل ذلك على أن لها أصلا - قال "وإذا تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر وهو قوله "ألقى الشيطان على لسانه: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"؛ فإن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره؛ لأنه يستحيل عليه صلى الله عليه وسلم أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس منه، وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به من التوحيد لمكان عصمته. ثم ذكر - أي ابن حجر - مسالك العلماء في توجيه ذلك، فقال:
فقيل جرى ذلك على لسانه حين أصابته سنة وهو لا يشعر، فلما علم بذلك أحكم الله آياته. وهذا أخرجه الطبري عن قتادة. قال وردّه عياض..
وقيل: إن الشيطان ألجأه إلى أن قال ذلك بغير اختياره. قال: وردّه ابن العربي ...
وقيل إن المشركين كانوا إذا ذكروا آلهتم وصفوهم بذلك، فعلق ذلك بحفظه صلى الله عليه وسلم فجرى على لسانه لما ذكرهم سهوا. قال: وقد ردّ ذلك عياض ...
وقيل لعله قالها توبيخا للكفار. ونقل عن عياض قال: وهذا جائز ...
وقيل إنه لما وصل إلى قوله: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} خشي المشركون أن يأتي بعدها بشيء يذم آلهتم به، فبادروا إلى ذلك الكلام فخلطوه في تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم على عادتهم في قولهم {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت:26] ، ونسب ذلك للشيطان لكونه الحامل لهم على ذلك، أو المراد بالشيطان شيطان الإنس.
وقيل: المراد بالغرانيق العلى الملائكة، وكان الكفار يقولون: الملائكة بنات الله ويعبدونها، فسيق ذكر الكل ليردّ عليهم بقوله تعالى: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى} [النجم:21] ، =(2/818)
قوله تعالى:
{يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} الآية: 72
[1828] وقال عبد بن حميد أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {يَكَادُونَ} أي كفار قريش {يَسْطُونَ} أي يبطشون بالذين يتلون القرآن 1.
__________
= فلما سمعه المشركون حملوه على الجميع، وقالوا: قد عظم آلهتنا، ورضوا بذلك، فنسخ الله تلك الكلمتين وأحكم آياته وقيل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتّل القرآن، فارتصده الشيطان في سكتة من الكتاب، ونطق بتلك الكلمات محاكيا نغمته، بحيث سمعه من دنا إليه فظنها من قوله وأشاعها. قال - أي ابن حجر -: وهذا أحسن الوجوه، ثم أيده بتفسير ابن عباس {تَمَنَّى} بتلا، وباستحسان ابن العربي لهذا التأويل.
أقول بعد هذا: إن هذه القصة لا تصح سنداً - كما صرح ابن حجر فيما تقدم من كلامه، وإن كان يرى أن كثرة الطرق تدل على أن لها أصلا. وقد بين الشيخ الألباني ضعف هذه الطرق، وبين بطلاق القصة سنداً ومتنا. ثم إن هذه القصة تعارض النصوص القرآنية الصريحة في كون الشيطان لا سبيل له على أولياء الله وأصفيائه {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ} [الحجر:42] {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل:99] ، وأولاهم النبي صلى الله عليه وسلم. فهي تعارض صريح القرآن في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم في إخباره بالوحي وفيما يبلغه من شرع الله، وأن الشيطان لا سبيل له عليه صلى الله عليه وسلم في ذلك {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4] ، {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء:221-222] ، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] .
هذا وقد ضعّف ابن حجر نفسه طرق هذا الحديث عقب إيرادها قائلا: "وكلها سوى طريق سعيد بن جبير إما ضعيف وإلا منقطع، لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصلا، مع أن لها طريقين آخرين مرسلين رجالهما على شرط الصحيحين". فذكر الروايتين المتقدمتين برقم 1826 و 1827، وهما أيضا مرسلان كما بيّن الحافظ نفسه، والمرسل من أنواع الضعيف كما هو معلوم. والله تعالى أعلم.
1 فتح الباري 8/440-441. أخرجه ابن جرير 17/202 من طرق عن ابن أبي نجيح، به نحوه.(2/819)
[1829] وروى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {يَسْطُونَ} فقال: يبطشون 1.
__________
1 فتح الباري 8/441.
أخرجه ابن جرير 17/202 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به.(2/820)
سورة المؤمنون
قوله تعالى:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} الآيتان: 1 - 2
[1830] وأخرج ابن أبي شيبة من رواية هشام بن حسان 1، عن محمد بن سيرين "كانوا يلتفتون في صلاتهم حتى نزلت {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} فأقبلوا على صلاتهم ونظروا أمامهم، وكانوا يستحبون أن لا يجاوز بصر أحدهم موضع سجوده" 2.
__________
1 هشام بن حسان الأزدي القردوسي، أبو عبد الله البصري، روى عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين وعكرمة وغيرهم. ثقة، مِن أثبت الناس في ابن سيرين، مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/32، والتقريب 2/318.
2 فتح الباري 2/234.
أخرجه ابن جرير 18/2 من طريق هارون بن المغيرة، عن أبي جعفر، عن الحجاج الصواف، عن ابن سيرين، نحوه. وأخرجه البيهقي في السنن 2/283 من طريق يونس ابن بكير عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين - مرسلا، ثم أخرجه من طريق محمد ابن يونس، ثنا سعيد أبو زيد الأنصاري عن أبي عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة - موصولا، وقال: والصحيح هو المرسل، وقد ضعفه الشيخ الألباني في إرواء الغليل 2/71-72 وقال: والصحيح أنه مرسل.
هذا ولم أقف عليه في مصنف ابن أبي شيبة بهذا السياق. ولكنه أخرج 2/240 حدثنا هشيم، عن ابن عون، عن ابن سيرين قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ينظر إلى الشيء في الصلاة، فيرفع بصره حتى نزلت آية إن لم تكن هذه فلا أدري ما هي {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه.(2/821)
[1831] ووصله الحاكم بذكر أبي هريرة فيه، ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال في آخره "فطأطأ رأسه " 1.
قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} الآية: 10
[1832] وقع عند ابن ماجه أيضا وأحمد بسند صحيح عن أبي هريرة بلفظ "ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله، وذلك قوله تعالى {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} 2.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ} الآية: 12
[1833] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {مِنْ سُلالَةٍ}
__________
1 فتح الباري 2/234.
أخرجه الحاكم 2/393 والبيهقي في سننه 2/283 من طريق أبي شعيب الحراني، حدثني أبي، ثنا إسماعيل بن علية، عن يعقوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة - مرفوعا. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنزلت {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} فطأطأ رأسه". قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، لولا خلاف فغيه على محمد، فقد قيل عنه مرسلا، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي فقال: الصحيح مرسل.
2 فتح الباري 11/442.
أخرجه ابن ماجه في سننه رقم4341 - في الزهد، باب صفة الجنة - وابن جرير 18/5، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 5/459 كلهم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - مرفوعا مثله. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم1553 وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور رقم266 من طريق أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي هريرة - مرفوعا. لم يذكر في إسناده "أبو صالح". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/90 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه.(2/822)
استل آدم من طين وخلقت ذريته من ماء مهين 1.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} الآية: 17
[1834] أخرج الطبري من طريق زيد بن أسلم {سَبْعَ طَرَائِقَ} سبع سماوات 2.
قوله تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ} الآية: 36
[1835] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} بعيد بعيد 3.
[1836] وروى عبد بن حميد عن سعيد عن قتادة قال: تباعد ذلك في أنفسهم 4.
__________
1 فتح الباري 8/445-446.
أخرجه عبد الرزاق 2/44 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/445.
أخرجه ابن جرير 18/12 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، مثله.
3 فتح الباري 8/445. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 18/20، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/263 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.
4 فتح الباري 8/445.
وهذا إسناد صحيح، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/98 وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. وزاد في آخره " يعني البعث بعد الموت".
وأخرجه عبد الرزاق 2/45 ومن طريقه ابن جرير 18/20 عن معمر، عنه مختصرا بلفظ " يعني البعث ".(2/823)
قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} الآية: 41
[1837] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {غُثَاءً} قال: هو الشيء البالي 1.
قوله تعالى: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} الآية: 60
[1838] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال: يعملون خائفين 2.
[1839] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال: خائفة 3.
[1840] وللطبري من طريق يزيد النحوي عن عكرمة مثله 4.
[1841] وفي الباب عن عائشة قالت: يا رسول الله، في قوله تعالى {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} ، أهو الرجل يزني ويسرق وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال: "لا، بل هو الرجل يصوم ويصلي وهو مع ذلك يخاف الله"، أخرجه الترمذي
__________
1 فتح الباري 8/446.
أخرجه عبد الرزاق 2/45 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/445.
أخرجه ابن جرير 18/33 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
3 فتح الباري 8/445.
أخرجه عبد الرزاق 2/46 به سندا ومتنا.
4 فتح الباري 8/445.
أخرجه ابن جرير 18/32 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد، به.(2/824)
وأحمد وابن ماجه وصححه الحاكم 1.
قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} الآية: 61
[1842] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لَهَا سَابِقُونَ} سبقت لهم السعادة 2.
قوله تعالى: {عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ} الآية: 66
[1843] وصل الطبري من طريق مجاهد {تَنْكِصُونَ} تستأخرون 3.
قوله تعالى: {عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} الآية: 74
[1844] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
__________
1 فتح الباري 8/445.
أخرجه الإمام أحمد 6/159، 205 والترمذي رقم3175 - في التفسير، باب "ومن سورة المؤمنون" - وابن ماجه رقم4198 - في الزهد، باب التوفي على العمل - وابن جرير 18/34 وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 5/474 والحاكم 2/393-394 - وصحّحه ووافقه الذهبي - كلهم من طرق عن مالك ابن مِغْوَل، عن عبد الرحمن بن سعيد ابن وهب الهمداني، عن عائشة، نحوه. وصحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2537.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/105 وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين، وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.
2 فتح الباري 8/445.
أخرجه ابن جرير 18/34 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
3 فتح الباري 8/445.
أخرجه ابن جرير 18/38 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. ومن طريق ابن جريج، عنه أيضا، مثله.(2/825)
{لَنَاكِبُونَ} لعادلون 1.
قوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} الآية: 96
[1845] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوه عصمهم الله وخضع له عدوهم كأنه ولي حميم 2.
[1846] ومن طريق عبد الكريم الجزري عن مجاهد {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} : السلام 3.
قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} الآية: 101
[1847] أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
__________
1 فتح الباري 8/445.
أخرجه ابن جرير 18/44 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "عن الحق عادلون". وأخرجه من طريق ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس باللفظ المذكور في الأعلى.
2 فتح الباري 8/561.
هكذا عزاه للطبري، ولم أجده فيه. وقد أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/303 عن أبيه، عن أبي صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/303 بسنده إلى عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، به.
3 فتح الباري 8/561.
أخرجه ابن جرير 18/51 من طريق ابن ثور، ومن طريق عبد الرزاق، كلاهما عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، به.(2/826)
أن نفي المساءلة عند النفخة الأولى، وإثباتها بعد النفخة الثانية 1.
[1848] أخرج الطبري من طريق زاذان 2 قال: أتيت ابن مسعود فقال: يؤخذ بيد العبد يوم القيامة فينادى: ألا إن هذا فلان ابن فلان، فمن كان له حق قبله فليأت، قال: فتود المرأة يومئذ أن يثبت لها حق على أبيها أو ابنها أو أخيها أو زوجها، فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون 3.
[1849] ومن طريق أخرى قال "لا يسأل أحد يومئذ بنسب شيئا ولا يتساءلون به ولا يمتّ برحم 4.
[1850] وقد جاء في تفسير آخر أن نفي المساءلة عند تشاغلهم بالصعق والمحاسبة والجواز على الصراط، وإثباتها فيما عدا ذلك، وهذا
__________
1 فتح الباري 8/558.
أخرجه ابن جرير 18/54 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه قال: "فذلك حين ينفخ في الصور، فلا حيّ يبقى إلا الله {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات:27] فذلك إذا بعثوا في النفخة الثانية".
2 زاذان، أبو عمر الكندي البزاز، ويكنى أبا عبد الله أيضاً، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وسلمان وحذيفة وأبي هريرة وعائشة وابن عمر وغيرهم، صدوق، يرسل، وفيه شيعية، مات سنة اثنتين وثمانين. انظر ترجمته في: التهذيب 3/261، والتقريب 1/256.
3 فتح الباري 8/558.
أخرجه ابن جرير 18/54 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن فضيل، عن هارون بن أبي وكيع، قال: سمعت زاذان يقول: أتيت ابن مسعود، وقد اجتمع الناس إليه في داره - فذكر الحديث نحوه. وأخرجه 18/54-55 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن هارون بن عنترة، عن زاذان، به نحوه.
4 فتح الباري 8/558.
أخرجه ابن جرير 18/55 قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج - فذكر مثله. وفيه "الحسين" وهو "سنيد" ضعيف.(2/827)
منقول عن السدي أخرجه الطبري 1.
قوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} الآية: 104
[1851] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {كَالِحُونَ} عابسون 2.
[1852] ومن طريق أبي الأحوص 3 عن ابن مسعود قال: مثل كلوح الرأس النضيخ، وكثر عن ثغره 4.
[1853] وأخرجه الحاكم وصححه من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا "تشويه النار فتقلص 5 شفته العليا وتسترخي السفلى" 6.
__________
1 فتح الباري 8/558.
لم يذكر في تفسير الطبري في هذا الموضع، ولم أهتد إليه في موضع آخر إلى الآن.
2 فتح الباري 8/445.
أخرجه ابن جرير 18/56 حدثني علي، قال: ثني عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
3 اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي أبو الأحوص الكوفي، مشهور بكنيته، روى عن أبيه وله صحبة وعن علي وابن مسعود وأبي مسعود الأنصاري وأبي موسى الأشعري وأبي هريرة وغيرهم. ثقة، قتل في ولاية الحجاج على العراق. انظر ترجمته في: التهذيب 8/150، والتقريب 2/90.
4 فتح الباري 8/445.
لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج ابن جرير 18/56 من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله في قوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} قال: ألم تر إلى الرأس المشيط قد بدت أسنانه، وقلصت شفتاه. ومن طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به نحوه.
5 قلص الشيء: أي ارتفع. انظر: النهاية 4/100.
6 فتح الباري 8/445. =(2/828)
قوله تعالى: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فاسْأَلِ الْعَادِّينَ} الآية: 113
[1854] أخرج الفريابي من طريق مجاهد {فاسْأَلِ الْعَادِّينَ} : الملائكة 1.
[1855] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {الْعَادِّينَ}
__________
= أخرجه أحمد 3/88، والترمذي رقم2587، 3176 - وقال: حسن صحيح غريب - وأبو يعلى رقم1367، والحاكم 2/246، 395 - وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي ـ، وأبو نعيم في الحلية 8/182 كلهم من حديث عبد الله ابن المبارك، عن سعيد بن يزيد أبي شجاع، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري - مرفوعا نحوه في تفسير هذه الآية.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/118 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة النار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم483 و 621.
قلت: والعلة فيه "أبو السمح وهو دراج، متكلم فيه، والجمهور على تضعيفه وتوهين حديثه، بل وصف الإمام أحمد والنسائي حديثه بالنكارة. وقال الدارقطني متروك، وضعف الإمام أحمد وأبو داود أحاديثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. وقال ابن عدي: عامة الأحاديث التي أمليتها عن دراج مما لا يتابع عليها. ثم ذكر بعضا منها. وذهب الحافظ يحيى بن معين وابن حبان إلى توثيقه، وفيما قالا نظر. وقال ابن حجر في التقريب: صدوق في حديثه، عن أبي الهيثم ضعيف، وفي قوله هذا نظر؛ لأنه يخالف ما قاله أحمد وأبو داود وابن عدي سابقا.
انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/441، والميزان 2/214، رقم2667، والتهذيب 3/180، والتقريب 1/235. وانظر أيضا: المستدرك 2/246.
1 فتح الباري 8/445. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 18/63 وابن أبي حاتم رقم14064 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله. وأخرجه ابن جرير 18/63 من طريق ابن جريج، عنه، مثله.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/122 وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه.(2/829)
قال: الحُسَّاب - أي بضم أوله والتشديد - 1.
__________
1 فتح الباري 8/445.
أخرجه عبد الرزاق 2/49 ومن طريقه ابن جرير 18/63 به سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/121 وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.(2/830)
سورة النور
[1856] لي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَفَرَضْنَاهَا} يقول: بيناها 1.
قوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ} الآية: 2
[1857] نقل ابن أبي شيبة بأسانيده عن مجاهد أدناها رجل 2.
[1858] وعن عطاء اثنان 3.
[1859] وعن الزهري ثلاثة 4.
__________
1 فتح الباري 8/447.
أخرجه ابن جرير 18/66 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 12/158.
أخرج ابن جرير 18/69 من طرق، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: طائفة: رجل.
3 فتح الباري 12/158.
أخرجه ابن جرير 18/69 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا ابن أبي نجيح، في قوله {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} قال: قال عطاء، فذكره.
نقل عنه القرطبي، ثم قال - أي القرطبي - هو مشهور قول مالك، فرآها موضع شهادة. تفسير القرطبي 12/111.
4 فتح الباري 12/158.
أخرجه ابن جرير 18/70 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، قال: الطائفة: الثلاثة فصاعداً.
نقل القرطبي عنه، ويقول: لأنه أقلّ الجمع. تفسير القرطبي 12/111.(2/831)
قوله تعالى: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} الآية: 3
[1860] أخرج الفاكهي من طريق القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمر "إن امرأة كانت يقال لها أم مهزول تسافح في الجاهلية، فأراد بعض الصحابة أن يتزوجها فنزلت {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً} 1.
__________
1 فتح الباري 9/185.
للعلماء في المراد بالنكاح في هذه الآية قولان: الوطء أو العقد. وفي الآية قرينة تمنع كون المراد به العقد، وهي ذكر المشرك والمشركة؛ فإن الزاني المسلم لا يحل له نكاح المشركة، وكذلك الزانية المسلمة لا يحل لها نكاح المشرك، لقوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} [البقرة:221] ، ولقول {لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [سورة الممتحنة:10] . وهو اختيار ابن جرير أيضا. انظر: جامع البيان 18/75، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي 12/112، وتفسير ابن كثير 6/8.
كما اختلفوا في النهي عن نكاح الزانية، فقيل: هو للتنزيه أو التحريم، وقيل: إن ذلك منسوخ بقوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ} [النور:32] . وهو قول ابن المسيب والشافعي. والحديث يقوي قول من يرى أن الآية محكمة لم تنسخ، وأن تحريم زواج الأعفّاء من المسلمين بالزواني، والزناة بالعفيفات ما زال باقيا ما لم تصح التوبة منهما. وقد نقل ابن كثير عن الإمام أحمد قال: لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب، فإن تابت صحّ العقد عليها وإلا فلا، وكذلك لا يصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح، حتى يتوب توبة صحيحة، لقوله تعالى: {وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} .
انظر: نواسخ القرآن لابن الجوزي ص 404-405، وتفسير ابن كثير 6/7، 8، 11، ومسند الإمام أحمد بتحقيق: الشيخ الأرناؤط 11/18 الحاشية.
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/159، 225، والنسائي في تفسيره رقم379، وابن جرير 18/71، وابن أبي حاتم في تفسيره رقم14140 والحاكم 2/193 - 194 والبيهقي في سننه 7/153 كلهم من طريق معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحضرمي، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن عمرو، نحوه.
وقد ضعفه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند رقم1502، 6480 وقال: =(2/832)
[1861] ومن طريق مجاهد في هذه الآية قال: هن بغايا، كن في الجاهلية معلومات لهن رايات يعرفن بها 1.
[1862] ومن طريق عاصم بن المنذر 2 عن عروة بن الزبير مثله وزاد "كرايات البيطار" 3.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} الآية: 4
[1863] أخرج ابن مردويه من طريق الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى "أن عاصم بن عدي لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} قال: يا رسول الله،
__________
= الحضرمي: شيخ مجهول، يروي عنه سليمان التيمي وحده وهو شخص مجهول، وليس هو الحضرمي بن لاحق. ونقل عن ابن حبان القول: لا أدري من هو ولا ابن من هو، وقال: إن البخاري فرق بينه وبين الحضرمي بن لاحق فترجم لكل منهما ترجمة مستقلة متتالية. أهـ. وانظر ترجمة الحضرمي في: الكامل 2/859، وتهذيب التهذيب 2/340.
هذا وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي! وكذا الهيثمي في مجمع الزوائد 7/77 قال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه، ورجال أحمد ثقات. أهـ! وقد علمت - مما تقدم - أن الحضرمي مجهول.
وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/128 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وأبي داود في ناسخه.
1 فتح الباري 9/185.
أخرج ابن جرير 18/73 من طريق محمد بن ثور، وعبد الرزاق، كلاهما عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
2 عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الأسدي المدني، روى عن جدته أسماء بنت أبي بكر وعميه عبد الله وعروة ابني الزبير وغيرهم. صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 5/50، والتقريب 1/386.
3 فتح الباري 9/185.
له شواهد تقدمت.(2/833)
أين لأحدنا أربعة شهداء؟ فابتلي به في بنت أخيه"، وفي سنده مع إرساله ضعف 1.
[1864] أخرج الطبري من طريق حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عكرمة في هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} نزلت في هلال بن أمية، فذكره مختصرا، فكأن ابن جريج أشار إلى بيان الاختلاف في الذي نزل ذلك فيه 2.
[1865] وصل ابن مردويه عن ابن عباس قال "لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} قال سعد بن عبادة: إن أنا رأيت لكاع يفجر بها رجل" فذكر القصة وفيه "فوالله ما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية، فذكر قصة 3.
__________
1 فتح الباري 9/448.
لم أهتد إلى إسناده، إلا أن الحافظ ابن حجر قد حكم عليه بالضعف، كما في الأعلى، ثم إنه مرسل. هذا وقد جاء عن عاصم بن عدي موصولا نحوه، فقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره رقم 14161 من طريق أبي محصن حصين بن ثمير، عن الشعبي، عن عاصم بن عدي، ولفظه قال - أي عاصم - "لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} قلت: يا رسول الله إلى أن يأتي الرجل بأربعة شهداء قد خرج الرجل؟ فلم ألبث إلا أياما فإذا ابن عم لي معه امرأته ومعها ابن وهي تقول: منك، هو يقول: ليس مني، فنزلت آية اللعان، قال عاصم: فأنا أول من تكلم وأول من ابتلي به". هذا وأصله في الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدي قال: أن عويمراً أتى عاصم بن عدي - وكان سيد بني عجلان ـ، وفيه أنه طلب من عاصم أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فسأله، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة. ثم سأله عويمر نفسه، فنزل القرآن. انظر صحيح البخاري، رقم4745، وصحيح مسلم، رقم1492.
2 فتح الباري 9/453.
أخرجه ابن جرير 18/85 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به. وزاد: والذي رميت به شريك بن سحماء، والذي استفتى عاصم بن عديّ".
3 فتح الباري 9/455.
أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده رقم2667، ص 347-348 والإمام أحمد في. مسنده 1/238 - 239 كلاهما من حديث عباد بن منصور، قال: ثنا عكرمة، عن ابن عباس، نحوه مطولا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4331 و 5/14 - 15 وقال: رواه أبو يعلى وأحمد، ومداره على عباد بن مصنور وهو ضعيف. ثم أورده في 7/77 وقال: رواه أحمد وفيه عباد بن منصور وهو ضعيف، وقد وثق.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/133-135 بطوله، ونسبه إلى أحمد وعبد الرزاق والطيالسي وعبد بن حميد وأبي داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.(2/834)
[1866] وفي حديث ابن عباس عند أحمد واللفظ له وأبي داود والحاكم "لما نزلت هذه الآية {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} الآية، قال سعد بن عبادة: أهكذا أنزلت؟ فلو وجدت لكاع متفخذها رجل لم يكن لي أن أحركه ولا أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء؟ فوالله لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضي حاجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الأنصار، ألا تسمعون ما يقول سيدكم؟ " قالوا: يا رسول الله، لا تالله فإنه رجل غيور، والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء، ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته، فقال سعيد: والله إني لأعلم يا رسول الله أنها لحق وأنها من عند الله، ولكني عجبت، أخرجه أبو داود والطبري من طريق عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس 1.
__________
1 فتح الباري 9/321 و 8/450.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/238-239، وأبو داود رقم2256 - في الطلاق، باب في اللعان -، وأبو يعلى في مسنده رقم2741، وابن جرير 18/82-93، والواحدي في أسباب النزول ص 262-263، من طرق عن عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، به مطولا.
قلت: وفي هذا الإسناد "عباد بن عباد" فيه ضعف من جهة حفظه، فقد أخرجه البخاري رقم4747 بنحوه مختصراً وبدون محاورة سعد بن عبادة، من طريق هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس. والحديث ذكره ابن كثير 5/57-58 برواية أحمد، وأشار إلى رواية أبي داود، ثم قال: ولهذا الحديث شواهد كثيرة في الصحاح وغيرها من وجوه كثيرة. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/133-135 وعزاه لأحمد وعبد الرزاق والطيالسي وعبد بن حميد وأبي داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.(2/835)
[1867] وعند الطبري من طريق أيوب عن عكرمة مرسلا، فيه نحوه، وزاد "فلم يلبثوا أن جاء ابن عم له فرمى امرأته " الحديث 1.
[1868] وأخرج الطبري من طريق الشعبي مرسلا قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} الآية قال عاصم بن عدي: إن أنا رأيت فتكلمت جلدت، وإن سكت سكت على غيظ " الحديث 2.
__________
1 فتح الباري 8/450.
أخرجه ابن جرير 18/82 حدثني يعقوب بن إبراهيم، ثنا ابن علية، قال: ثنا أيوب، عن عكرمة - مرسلا. ولفظه "قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} قال سعد بن عبادة: والله إن أنا رأيت لَكَاعِ متفخذَها رجل فقلت بما رأيت إن في ظهري لثمانين إلى ما أجمع أربعة؟ قد ذهب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، ألا تَسْمَعونَ إلى ما يَقولُ سَيّدُكُمْ؟ ". قالوا: يا رسول الله لا تَلُمْه وذكروا من غَيرته فما تزوّج امرأة قطّ إلا بكرا، ولا طلق امرأة قطّ فرجع فيها أحد منا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنّ اللهَ يَأبَى إلاّ ذَاكَ" فقال: لا والله، لا يَجْعَل في ظهري ثمانين أبدا، لقد نظرت حتى أيقنت، ولقد استسمعت حتى استشفيت قال: فأنزل الله القرآن باللّعان، فقيل له: احلف فحلف، قال: "قِفُوهُ عِنْدَ الخَامِسَةِ، فإنّها مُوجِبَةٌ". فقال: لا يُدْخله الله النار بهذا أبدا، كما درأ عنه جلد ثمانين، لقد نظرت حتى أيقنت، ولقد استسمعت حتى استشفيت فحلف ثم قيل: احلفي فحلفت ثم قال: "قِقُوهَا عِنْدَ الخَامِسَةِ، فإنّها مُوجِبَةٌ". فقيل لها: إنها مُوجِبة، فتلكأت ساعة، ثم قالت: لا أُخْزِي قومي، فحلفت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنْ جاءَتْ بِهِ كَذَا وكَذَا فَهُوَ لِزَوْجِها، وَإنْ جاءَتْ بِهِ كَذَا وكَذَا فَهُوَ للّذِي قِيلَ فيهِ ما قيلَ". قال: فجاءت به غلاما كأنه جمل أورق، فكان بعد أميرا بمصر، لا يُعرف نَسَبُه، أو لا يُدْرَى من أبوه".
وهذا مرسل، وسبق في الذي قبله موصولا.
2 فتح الباري 8/450. =(2/836)
[1869] وروى البزار من طريق زيد بن يثيع1 عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به؟ قال: كنت فاعلا به شرا. قال: فأنت يا عمر؟ قال: كنت أقول: لعن الله الأبعد، قال: فنزلت 2.
[1870] وفي حديث أنس عند أبي يعلى قال: أول لعان كان في
__________
= أخرجه ابن جرير 18/84 حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عديّ، عن داود، عن عامر الشعبي. ولفظه "قال: لما أنزل: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} قال عاصم ابن عديّ: إن أنا رأيت فتكلّمت جُلدت ثمانين، وإن أنا سكت سكت على الغيظ قال: فكأنّ ذلك شقّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأنزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} قال: فما لبثوا إلاّ جمعة، حتى كان بين رجل من قومه وبين امرأته، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما".
وهذا مرسل، وقد أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره سورة النور، رقم89 من وجه آخر موصولا، قال: حدثنا العباس بن يزيد العبيدي، ثنا أبو محصن حصين بن ثمير، عن الشعبي، عن عاصم بن عدي قال: لما نزلت {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} قلت: يا رسول الله - فذكر نحوه.
1 زيد بن يُثَيع - بضم التحتانية - وقد تبدل همزة، بعدها مثلة، ثم تحتانية ساكنة، ثم مهملة، ثقة مخضرم. التقريب 1/277.
2 فتح الباري 8/450.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2237 حدثنا إسحاق بن الضيف، ثنا النضر بن شميل، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن زيد بن يثيع، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/77 وقال: "رواه البزار، ورجاله ثقات. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/138 ونسبه إلى البزار فقط.
وأرسله زيد بن يثيع عند عبد الرزاق في مصنفه ج 7/رقم12364 عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ... الحديث، فلم يذكر "حذيفة".(2/837)
الإسلام أن شريك بن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته " الحديث 1.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} الآية: 11
[1871] أخرج البزار عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا، أقرع بين نسائه، فأصاب عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق، فلما كان في جوف الليل، انطلقت عائشة لحاجة، فانحلت قلادتها، فذهبت في طلبها، وكان مسطح يتيما لأبي بكر، وفي عياله، فلما رجعت عائشة لم
__________
1 فتح الباري 8/450.
أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم2824 حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي، حدثنا مخلد ابن الحسين، حدثنا هشام، عن ابن سيرين، عن أنس، به مطولا. ولفظه "قال: لأول لعان كان في الإسلام أن شريك ابن سحماء قذفه هلال بن أمية بامرأته، فرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعة شهود، وإلا فحد في ظهرك" فقال: يا رسول الله، إن الله يعلم إني لصادق، ولينزلن الله عليك ما يبرىء به ظهري من الجلد، فأنزل الله آية اللعان {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} إلى آخر الآية، قال: فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اشهد بالله إنك لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا" فشهد بذلك أربع شهادات، ثم قال له في الخامسة "ولعنة الله عليك إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزنا" ففعل، ثم دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قومي فاشهدي بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماك به من الزنا" فشهدت بذلك أربع شهادات، ثم قال لها في الخامسة: "وغضب الله عليك إن كان من الصادقين فيما رماك به من الزنا" قال: فلما كانت الرابعة أو الخامسة، سكتت سكتة حتى ظنوا أنها ستعترف، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت على القول، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وقال: "انظروا فإن جاءت به جعداً حمش الساقين، فهو لشريك بن سحماء، وإن جاءت به أبيض سبطا قصير العينين، فهو لهلال بن أمية" فجاءت به جعداً حمش الساقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا ما نزل فيهما من كتاب الله لكان لي ولها شأن".
والحديث أورده ابن كثير في تفسيره 6/17 برواية أبي يعلى. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/137-138 ونسبه إلى أبي يعلى وابن مردويه.
وأصله في صحيح مسلم رقم1496 - في اللعان - من طريق عبد الأعلى، عن هشام عن ابن سيرين، به مختصراً.(2/838)
تر العسكر، قال: وكان صفوان بن المعطل السلمي يتخلف عن الناس، فيصيب القدح والجراب، والإداوة، - أحسبه قال:، فيحمله، قال: فنظر فإذا عائشة، فغطي - أحسبه قال: وجهه عنها، ثم أدنى بعيره منها، قال: فانتهى إلى العسكر، فقالوا قولا - أو قالوا فيه - قال: ثم ذكر الحديث حتى انتهى، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء، فيقوم على الباب فيقول: "كيف تيكم؟ " حتى جاء يوما، فقال: "أبشري يا عائشة! فقد أنزل الله عذرك"، فقالت: بحمد الله لا بحمدك، قال: وأنزل في ذلك عشر آيات: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} قال: فحدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسطحا، وحمنة، وحسان 1.
[1872] وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهم، فسافر بعائشة بنت أبي بكر، وكان لها هودج 2، وكان الهودج له رجال يحملونه ويضعونه.
فعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة، فتباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا، وجاء الذين
__________
1 أورد ابن حجر بعض ألفاظه مقطعا، ونسبه إلى البزار فتح الباري 8/457-479، وذكرت الحديث بلفظ البزار.
هذا وقد أخرجه البزار رقم2663 كشف الأستار حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن معمر - واللفظ لمحمد بن معمر - قالا: ثنا عمرو بن خليفة البكرواني، ثنا محمد بن عمر، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بهذا السياق. قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/233 "رواه البزار، وفيه محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات". وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/146 ونسبه إلى البزار وابن مردويه.
2 الهودج: أداة ذات قُبَّة توضع على ظهر الجمل لتركب فيها النساء. انظر: القاموس المحيط ص191 باب الجيم، فصل الهاء، والمعجم الوسيط ص976 مادة "هـ د ج".(2/839)
يحملون الهودج فحملوه ولا يعلمون إلا أنها فيه، فساروا، وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا، فجلست مكانها.
فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له صفوان بن المعطل، وكان لا يقرب النساء، فتقرب منها، وكان معه بعير له، فلما رآها حملها، وقد كان يراها قبل الحجاب، وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس والنبي صلى الله عليه وسلم ومعه عائشة.
وأكثروا القول، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليه حتى اعتزلها، واستشار فيها زيد بن ثابت وغيره، فقال: يا رسول الله، دعها لعل الله أن يحدث لك فيها، فقال علي بن أبي طالب: النساء كثير، فحمل النبي صلى الله عليه وسلم عليها.
وخرجت عائشة ليلة تمشي في نساء فعثرت أم مسطح، فقالت: تعس مسطح، فقالت عائشة: بئس ما قلت، تقولين هذا لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: إنك لا تدرين ما يقولون، وأخبرتها الخبر، فسقطت عائشة مغشيا عليها.
ثم نزل القرآن بعذرها في سورة النور {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} حتى بلغ {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ونزل {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} إلى قوله {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
وكان أبو بكر يعطي مسطحا ويبره ويصله، وكان ممن أكثر على عائشة، فحلف أبو بكر أن لا يعطيه شيئا، فنزلت هذه الآية {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} .
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيها ويبشرها، فجاء أبو بكر فأخبرها بعذرها وبما أنزل الله، فقالت: لا بحمدك ولا بحمد صاحبك 1.
__________
1 وهذا الحديث أيضا أورد ابن حجر بعض ألفاظه مقطعا، ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه فتح الباري 8/457-479، وذكرته بلفظ الطبراني. هذا وقد أخرجه الطبراني في الكبير ج 23/ رقم162 حدثنا سلمنة بن إبراهيم ابن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، حدثني أبي، عن أبيه، عن جده سلمة بن كهيل، عن الحسن العربي، عن ابن عباس. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/239-240: وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو متروك.(2/840)
[1873] وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه أثلاثا، فمن أصابته القرعة أخرج بهن معه.
فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى، فلما غزا بني المصطلق أقرع بينهن، فأصابت القرعة عائشة وأم سلمة 1، فأخرج بهما معه.
فلما كانوا في بعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها. وكانت عائشة تريد قضاء حاجة، فلما أنزلوا إبلهم، قالت عائشة: فقلت في نفسي إلى ما يصلحوا رحل أم سلمة أقضي حاجتي، قالت: فنزلت من الهودج، فأخذت ماء في السطل ولم يعلموا بنزولي، فأتيت خربة وانقطعت قلادتي فاحتسبت في رجعها ونظامها، وبعث القوم إبلهم ومضوا وظنوا أني في الهودج لم أنزل 2.
قالت عائشة: فرجعت ولم أر أحدا، قالت: فاتبعتهم حتى أعييت، فقلت في نفسي إن القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبي، قالت: فقمت على بعض الطريق، فمرّ بي صفوان بن المعطل السلمي 3، وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة فجعله،
__________
1 قال ابن حجر: وهو ضعيف، ولم يقع لأم سلمة في تلك الغزوة ذكر. فتح الباري 8/458.
2 قال ابن حجر: وهذا شاذ منكر 8/458.
3 وهذا السياق ليس بصحيح، ويخالف ما في الصحيح من أنها أقامت في منزلها إلى أن أصبحت.
وقد نبه على ذلك ابن حجر 8/461.(2/841)
فكان إذا رحل الناس أقام يصلي ثم اتبعهم، فما سقط منهم من شيء حمله حتى يأتي به أصحابه.
قالت عائشة: فلما مرّ بي ظن أني رجل فقال: يا نومان قم؛ فإن الناس قد مضوا، قالت: فقلت: إني لست رجلا أنا عائشة، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ثم أناخ بعيره، فعقل يديه ثم ولّى عني، فقال: يا أمة قومي فاركبي، فإذا ركبت فائذنيني، قالت: فركبت، فجاء حتى حل العقال، ثم بعث حمله، فأخذ بخطام الجمل.
فقال ابن عمر: فما كلمها كلاما حتى أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله ابن أبي بن سلول المنافق: فجر بها ورب الكعبة، وأعانه على ذلك جماعة حسان بن ثابت الأنصاري ومسطح بن أثاثة وحمنة، وشاع ذلك في العسكر، وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم مما قالوا، حتى رجعوا إلى المدينة، وأشاع عبد الله بن أبي بن سلول هذا الحديث في المدينة، واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة: فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب، فحملت معي السطل وفيه ماء، فوقع السطل منها، فقالت: تعس مسطح، قالت لها عائشة: سبحان الله تتعسين رجلا من أهل بدر وهو ابنك. قالت لها أم مسطح: إنه سال بك السيل وأنت لا تدرين وأخبرتها الخبر. قالت: فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقلص ما كان بي ولم أبعد المذهب.
قالت عائشة: وقد كنت أرى من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك جفوة، ولم أدر من أي شيء هي؟ فلما حدثتني أم مسطح فعلمت أن جفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذاك، فلما أخبرتني أم مسطح قالت عائشة: فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا(2/842)
رسول الله، أتأذن لي أن أذهب إلى أهلي؟ قال: "اذهبي"، فخرجت عائشة حتى أتت أباها أبا بكر قال لها أبو بكر: ما لك؟ قالت: أخرجني رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته، قال لها أبو بكر: فأخرجك رسول الله صلى الله عليه وسلم فآويك! أنا والله لا آويك، حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤويها.
فقال لها أبو بكر: والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط، فكيف وقد أعزنا الله بالإسلام؟ فبكت عائشة وأم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن، وبكى معهم أهل الدار.
وبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال: "أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني"؟ فقام إليه سعد بن معاذ فسل سيفه فقال: يا رسول الله، أنا أعذرك منه، إن يك من الأوس أتيتك برأسه، وإن يك من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه، فقام سعد بن عبادة فقال: كذبت والله ما تقدر على قتله، إنما طلبتنا بدخول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية، فقال هذا: يا للأوس، وقال هذا: يا للخزرج، فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا، فقام أسيد بن حضير فقال: فيم الكلام؟ هذا رسول الله يأمرنا بأمره فنفعله عن رغم أنف من رغم.
ونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر، فصعد إليه أبو عبيدة بن الجراح فاحتضنه، فلما سري عنه أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا، ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} 1 بالسيف إلى آخر الآيات، فصاح الناس: رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن، فقام
__________
1 الآية 9، من سورة الحجرات.(2/843)
بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصالحوا.
ونزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر، وانتظر الوحي في عائشة، وبعث إلى علي وأسامة وبريرة، وكان إذا أراد أن يستشير امرءا لم يعد عليا وأسامة بعد موت أبيه زيد، فقال لعلي: "ما تقول في عائشة؟ فقد أهمني ما قال الناس فيها" فقال له: يا رسول الله قد قال الناس وقد حل لك طلاقها، وقال لأسامة: "ما تقول أنت"؟ قال: سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم في هذا، سبحانك هذا بهتان عظيم، فقال لبريرة: "ما تقولين يا بريرة"؟ قالت: والله يا رسول الله، ما علمت على أهلك إلا خيرا، إلا أنها امرأة نؤوم تنام حتى تجيء الداجن فتأكل عجينها، وإن كان شيء من هذا ليخبرنك الله.
فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل أبي بكر، فدخل عليها فقال لها" يا عائشة إن كنت فعلت هذا الأمر فقولي حتى استغفر الله لك، قالت: والله لا أستغفر الله منه أبدا، إن كنت فعلته فلا غفر الله لي، وما أجد مثلي ومثلكم إلا مثل أبي يوسف - وذهب اسم يعقوب من الأسف – {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [يوسف:86] فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمها إذ نزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم نعسة، فقال أبو بكر لعائشة: قومي فاحتضني رسول الله، فقالت: لا والله لا أدنو منه، فقام أبو بكر فاحتضن النبي صلى الله عليه وسلم، فسري عنه وهو يبتسم فقال: "عائشة، قد أنزل الله عذرك" قالت: بحمد الله لا بحمدك، فتلا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة النور إلى الموضع الذي انتهى خبرها وعذرها وبراءتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قومي إلى البيت" فقامت.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فدعا أبا عبيدة بن الجراح فجمع الناس ثم تلا عليهم ما أنزل الله عز وجل من البراءة لعائشة، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم(2/844)
وبعث إلى عبد الله ابن أبي المنافق، فجيء به فضربه النبي صلى الله عليه وسلم حدين، وبعث إلى حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش فضُرِبوا ضربا وجيعا ووجيء في رقابهم.
قال ابن عمر: إنما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم حدين؛ لأنه من قذف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعليه حدّان.
فبعث أبو بكر إلى مسطح بن أثاثة، فقال: أخبرني عنك وأنت ابن خالتي، ما حملك على ما قلت في عائشة؟ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي، وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها، وأما عبد الله بن أبي فمنافق. وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن أربع حجج أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت، ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا. والله إنك لرجل لا وصلتك بدرهم أبدا ولا عطفت عليك بخير أبدا، ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله.
فنزل القرآن {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} الآية، فلما قال {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} بكى أبو بكر فقال: أما إذ نزل القرآن بأمري فيك لأضاعفنّ لك النفقة وقد غفرت لك، فإن الله أمرني أن أغفر لك، وكانت امرأة عبد الله بن أبي منافقة معه، فنزل القرآن {الْخَبِيثَاتُ} يعني امرأة عبد الله {لِلْخَبِيثِينَ} يعني عبد الله {وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} يعني عبد الله لامرأته {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} يعني عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم {وَالطَّيِّبُونَ} يعني النبي صلى الله عليه وسلم {لِلطَّيِّبَاتِ} يعني لعائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم {أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} إلى آخر الآيات 1.
__________
1 وهذا الحديث أيضا أورد ابن حجر بعض ألفاظه مقطعا، ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه فتح الباري 8/457-480، وذكرته بلفظ الطبراني.
وقد أخرجه الطبراني ج23/رقم164 حدثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا سعدان ابن زكريا الدورقي، قال: ثنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/240-243: رواه الطبراني، وفيه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي وهو كذاب.
وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/147-150 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه.(2/845)
[1874] وأورده ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير مرسلا بإسناد واهٍ، في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} قال: وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انطلق غازيا، وانطلق معه بعائشة بنت أبي بكر زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ومع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ رفيق يقال له صفوان بن المعطل من بني سليم، وكان إذا سار النبي صلى الله عليه وسلم ليلا مكث صفوان في مكانه حتى يصبح، فإن سقط من المسلمين شيء من متاعهم حمله إلى المعسكر، فعرفه، فإذا جاء صاحبه دفعه إليه.
وإن عائشة لما نودي بالرحيل ذات ليلة ركبت الرحل، فدخلت هودجها، ثم ذكرت حليل لها كانت نسيته في المنزل، فنزلت لتأخذه، ولم يشعر بها صاحب البعير، فانبعث، فسار مع المعسكر، فلما وجدت عائشة حليها فإذا البعير قد ذهب، فأخذت تمشي على إثر المعسكر، وهي تبكي، وأصبح صفوان بن المعطل في المنزل، ثم سار على إثر النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو بعائشة قد غطت وجهها وهي تبكي، فقال صفوان: من هذه ثم نزل عن بعيره، فحملها على بعيره، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ففقدوا عائشة ولم يجدوها، ومكثوا ما شاء الله، إذ جاء صفوان قد حملها على بعيره، فقذفها عبد الله بن أبي المنافق، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش الأسدية، فقال عبد الله بن أبي المنافق: ما برئت عائشة من صفوان، وما برئ صفوان منها، وخاض الناس في ذلك، وقال بعضهم: قد كان كذا(2/846)
وكذا، وقال بعضهم: كذا، وعرض بالقوم، وبعضهم أعجبه ذلك، فنزلت ثماني عشرة آية متواليات بتكذيب من قذف عائشة، وببراءتها ويؤدب فيها المؤمنين فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ} 1.
[1875] وأورده الحاكم في الإكليل من رواية مقاتل بن حيان مرسلا، وفيه "فيحمله فيتقدم به فيعرفه في أصحابه"، وفيه أيضا "أنه ركب معها مردفا لها" 2، وفيه أيضا "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه قول أهل الإفك وكان شديد الغيرة قال: لا تدخل عائشة رحلي، فخرجت تبكي حتى أتت أباها، فقال: أنا أحق أن أخرجك، فانطلقت تجول لا يؤويها أحد حتى أنزل الله عذرها" 3، وفيه أيضا "فنزلت ثماني عشرة آية متوالية كذبت من قذف عائشة {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا} - إلى قوله – {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} 4.
قوله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
[1876] وعند الطبري من طريق هشام بن عروة "وكان الذي تولّى كبره عبد الله بن أبيّ ومسطح وحمنة وحسان، وكان كبر ذلك من قبل
__________
1 وهذا المرسل أيضا أورد ابن حجر فتح الباري 8/457-477 بعض ألفاظه مقطعا، ونسبه إلى ابن أبي حاتم، وذكرته بلفظه.
وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم14207 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، عن سعيد بن جبير. قال ابن حجر: إسناده واهٍ.
2 قال ابن حجر: والذي في الصحيح هو الصحيح. فتح الباري 8/479.
3 قال ابن حجر: وإنما ذكرته مع ظهور نكارته لإيراد الحاكم له في الإكليل وتبعه بعض من تأخر غير متأمل، لما فيه من النكارة والمخالفة للحديث الصحيح من عدة أوجه، فهو باطل. فتح الباري 8/464-465.
4 فتح الباري 8/463، 464، 465.(2/847)
عبد الله بن أبي 1.
[1877] في رواية عبد الرزاق عن الزهري قال: قال لي الوليد ابن عبد الملك: الذي تولى كبره منهم علي، قلت: لا، ولكن حدثني سعيد ابن المسيب وعروة وعلقمة وعبيد الله كلهم عن عائشة قال: الذي تولى كبره عبد الله بن أبي، قال: فما كان جرمه 2؟
__________
1 فتح الباري 8/479.
أخرجه ابن جرير 18/89 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، نحوه. ولم تذكر "حمنة" في هذه الرواية. وأخرج ابن جرير 18/86 عن عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبان العطار، قال: ثنا هشام ابن عروة، عن عروة، أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان: كتبت إليّ تسألني في الذين جاءوا بالإفك، فذكرهم ما عدا عبد الله بن أبي - وفيهم حمنة بنت جحش.
قلت: والذي دلت عليه الأحاديث الصحاح - وهو الذي رجحه الإمام الطبري أيضا - أن الذي تولى كبره من عصبة الإفك عبد الله بن أبي المنافق، وهو الذي بدأ بذكر الإفك، وقد أخرج البخاري في صحيحه - كتاب المغازي، باب حديث الإفك، رقم 4142 - عن الزهري قال: قال لي الوليد بن عبد الملك أبلغك أن عليا كان فيمن قذف عائشة؟ قلت: لا، ولكن قد أخبرني رجلان من قومك - أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث - أن عائشة رضي الله عنها قالت لهما: كان عليّ مسلما في شأنها، فراجعوه فلم يرجع، وقيل: مسلما بلا شك فيه، وعليه وكان في أصل العتيق كذلك. وعند غيره بلفظ "قالت عائشة: الذي تولى كبره عبد الله بن أبي". أهـ.
ثم خاض في ذلك عصبة سمي منهم: مسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش، وحسان ابن ثابت، أخرج البخاري رقم4757 من حديث هشام بن عروة، عن أبيه - في حديث طويل -، وفيه "وكانت عائشة تقول: أما زينب ابنة جحش فعصمها الله بدينها فلم يقل إلا خيرا، وأما أختها حمنة فهلكت فيمن هلك. وكان الذي يتكلم فيه مسطح وحسان بن ثابت والمنافق عبد الله بن أبي - وهو الذي كان يستوشيه ويجمعه، وهو الذي تولى كبره منهم - هو وحمنة" الحديث. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام حدّ القذف عليهم كلهم. وانظر: تفسير الطبري 18/89.
2 فتح الباري 7/437.
أصله في البخاري رقم4142 من وجه آخر عن معمر، عن الزهري، نحوه.(2/848)
[1878] وفي ترجمة الزهري عن "حلية أبي نعيم" من طريق ابن عيينة عن الزهري "كنت عند الوليد بن عبد الملك فتلا هذه الآية {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فقال: نزلت في علي بن أبي طالب. قال الزهري: أصلح الله الأمير، ليس الأمر كذلك، أخبرني عروة عن عائشة. قال: وكيف أخبرك؟ قلت: أخبرني عروة عن عائشة أنها نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول" 1.
[1879] ولابن مردويه من وجه آخر عن الزهري "كنت عند الوليد ابن عبد الملك ليلة من الليالي وهو يقرأ سورة النور مستلقيا، فلما بلغ هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} - حتى بلغ - {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} جلس ثم قال: يا أبا بكر من تولّى كبره منهم؟ أليس علي بن أبي طالب؟ قال: فقلت في نفسي: ماذا أقول؟ لئن قلت لا لقد خشيت أن ألقى منه شرا، ولئن قلت نعم لقد جئت بأمر عظيم، قلت في نفسي: لقد عوّدني الله على الصدق خيرا، قلت: لا، قال فضرب بقضيبه على السرير ثم قال: فمن فمن؟ حتى ردّد ذلك مرارا، قلت: لكن عبد الله بن أبي"، وفيه "قالت عائشة: أن عليا أساء في شأني والله يغفر له" 2.
[1880] أخرج يعقوب بن شيبة في مسنده عن الحسن بن علي الحلواني 3
__________
1 فتح الباري 7/437.
أخرجه أبو نعيم في الحلية 3/369 حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا إسماعيل بن موسى السعدي، ثنا ابن عيينة، عن الزهري، به.
2 فتح الباري 7/437.
ساقه السيوطي في الدر المنثور 6/157 بهذا الإسناد معزواً ليعقوب بن شبة في مسنده.
3 الحسن بن علي بن محمد الهذلي، أبو علي الخلاّل الحلواني، نزيل مكة، ثقة حافظ، له تصانيف، مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 2/263، والتقريب 1/168.(2/849)
عن الشافعي قال: حدثنا عمي قال "دخل سليمان بن يسار1 على هشام بن عبد الملك فقال له: يا سليمان الذي تولى كبره من هو؟ قال: عبد الله بن أبي. قال: كذبت، هو علي. قال: أمير المؤمنين أعلم بما يقول. فدخل الزهري فقال: يا ابن شهاب، من الذي تولى كبره؟ قال ابن أبي. قال: كذبت هو علي، فقال: أنا أكذب لا أبا لك، والله لو نادى مناد من السماء: إن الله أحل الكذب ما كذبت، حدثني عروة وسعيد وعبيد الله وعلقمة عن عائشة: أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي 2.
قوله تعالى: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} الآية: 12
[1881] وروى الطبري أيضا من طريق ابن إسحاق حدثني أبي 3 عن بعض رجال بني النجار أن أبا أيوب قالت له أم أيوب 4: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: بلى، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟
__________
1 سليمان بن يسار الهلالي، المدني، مولى ميمونة بنت الحارث، وهو أخو عطاء بن يسار، ثقة فاضل، أحد الفقهاء السبعة، مات بعد المائة، وقيل قبلها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 4/149، والتهذيب 4/199-201، والتقريب 1/331.
2 فتح الباري 7/437.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/157 ونسبه إلى يعقوب بن شبة في مسنده، به سنداً ومتناً.
3 هو إسحاق بن يسار المدني، والد محمد بن إسحاق صاحب المغازي، رأى معاوية وروى عن الحسن بن علي وعروة بن الزبير والمغيرة بن عبد الرحمن وغيرهم. ثقة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/225، والتقريب 1/62.
4 أم أيوب الأنصارية، زوج أبي أيوب الصحابي المشهور، هي بنت قيس بن سعد، وكان أبوها خال زوجها.
انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/291، رقم7372، والإصابة 8/362، رقم11904، والتقريب 2/619.(2/850)
قالت: لا والله، قال: فعائشة والله خير منك، قالت: فنزل القرآن {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} الآية 1.
[1882] وللحاكم من طريق أفلح مولى أبي أيوب 2، عن أبي أيوب نحوه 3.
[1883] وله من طريق أخرى قال: قالت أم الطفيل 4 لأبي بن كعب، فذكر نحوه 5.
__________
1 فتح الباري 8/470.
أخرجه ابن جرير 18/96 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، به. وانظر سيرة ابن هشام 3/302.
قلت: محمد بن إسحاق مدلّس وقد صرح هنا بالتحديث عن أبيه، لكنه لم يصرح بأسماء شيوخ أبيه. هذا وقد أدرك إسحاق بن يسار - والد محمد - بعض الصحابة. قال المزي رأى معاوية بن أبي سفيان وكثير بن الصلت، وروى عن الحسن بن علي بن أبي طالب وعبيد الله ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ومقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل. انظر: تهذيب الكمال 2/495.
2 أفلح، مولى أبي أيوب الأنصاري، أبو عبد الرحمن، وقيل أبو كثير، مخضرم، ثقة، مات سنة ثلاث وستين. التقريب 1/83.
3 فتح الباري 8/470.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/159 ونسبه إلى الواحدي وابن عساكر والحاكم. ولم أهتد إلى موضعه عند الحاكم. وقد أخرجه الواقدي فيما ذكره ابن كثير 6/27 قال: حدثني ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن أبي سفيان، عن أفلح مولى أبي أيوب: أن أم أيوب قالت لأبي أيوب، فذكره نحو ما ذكر ابن إسحاق.
4 أم الطفيل، امرأة أبي بن كعب، صحابية، روى عنها محمد بن أبي بن كعب وعمارة اابن عامر، وبُسر بن سعيد. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/344، رقم7506، والإصابة 8/424، رقم12120.
5 فتح الباري 8/470.
الذي يظهر من السياق أنه عزاه للحاكم، وذلك بالعطف على ما قبله، ولكني لم أهتد إليه عنه، وقد أشار إليه ابن كثير 6/27 - عقب رواية الواقدي من طريق أفلح - بقوله "ويقال: إنما قالها أبي بن كعب".(2/851)
قوله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} الآية: 15
[1884] وصل الفريابي من طريق مجاهد {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} قال: يرويه بعضكم عن بعض 1.
قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} الآية: 19
[1885] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} تظهر يتحدث به 2.
[1886] ومن طريق سعيد بن جبير في قوله {أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} يعني أن تفشو وتظهر، والفاحشة: الزنا 3.
قوله تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} الآية: 22
[1887] وقد روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَلا يَأْتَلِ} يقول: لا يقسم 4.
__________
1 فتح الباري 8/482.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/264-265 بسنده إلى الفريابي، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وقال - أي ابن حجر - هكذا ذكره الفريابي في تفسيره.
2 فتح الباري 8/489.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم14245 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحبه.
3 فتح الباري 8/489.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم14246 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني ابن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير، به.
4 فتح الباري 8/489.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم14269 حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي صلحة، به.(2/852)
[1888] في تفسير الثعلبي نقلا عن ابن جريج قال: حدثت أنها نزلت في أبي بكر الصديق حين حلف أن لا ينفق على مسطح لخوضه في الإفك 1.
قوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} الآية: 27
[1889] وأخرج الطبري من طريق مجاهد {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} تتنحنحوا أو 2 تتنخموا 3.
[1890] ومن طريق أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود "كان عبد الله إذا دخل الدار استأنس يتكلم ويرفع صوته" 4.
__________
1 فتح الباري 11/518.
أما كون هذه الآية نزلت في أبي بكر حين حلف أن لا ينفق على مسطح لخوضه في الإفك فقد ثبت من أوجه متعددة، منها ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم4750 من حديث عائشة رضي الله عنها في حديث قصة الإفك الطويل، وفيه "قالت: فلما أنزل الله براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} " الحديث.
2 "أو" هكذا في الفتح، أما في الطبري والدر المنثور فبالعطف بالواو.
3 فتح الباري 11/ 8.
أخرجه ابن جرير 18/111 من طريق ابن أبي نجيح، وابن جريج وغيرهما، عن مجاهد، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/172 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد.
4 فتح الباري 11/ 8.
هكذا عطف ابن حجر على الذي قبله، للعزو إلى الطبري، مع أني لم أجده في تفسيره، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/173 ولم ينسبه إلا إلى ابن أبي حاتم. هذا وقد أخرجه ابن أبي حاتم رقم14343 حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا عبد الله بن نمير، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة، به.(2/853)
[1891] وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف من حديث أبي أيوب قال: قلت: يا رسول الله، هذا السلام، فما الاستئناس؟ قال: "يتكلم الرجل بتسبيحة أو تكبيرة ويتنحنح فيؤذن أهل البيت" 1.
[1892] وأخرج الطبري من طريق قتادة قال: الاستئناس هو الاستئذان ثلاثا، فالأولى ليسمع، والثانية ليتأهبوا له، والثالثة إن شاءوا أذنوا له وإن شاءوا ردّوا 2.
__________
1 فتح الباري 11/8.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم14348 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن واصل بن السائب، حدثني أبو سورة ابن أخي أبي أيوب عن أبي أيوب، به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 8/419 وابن ماجه رقم3707 - في الأدب، باب الاستئذان - وابن أبي حاتم في تفسيره سورة النور، رقم313 من حديث عبد الرحيم ابن سليمان، عن واصل بن السائب، به. قال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم1292 "في إسناده أبو سورة، قال فيه البخاري: منكر الحديث ويروي عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليها". وذكره ابن كثير في تفسيره 6/41 وقال: هذا حديث غريب. وقد ضعّف إسناده ابن حجر كما هو أعلاه.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/171-172 ونسبه إلى ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.
2 فتح الباري 11/ 8.
هكذا عزاه ابن حجر للطبري، ولم أجده في تفسيره، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/174 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان. هذا وقد أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم14347 حدثنا أبي، ثنا عبدة بن سليمان، أنبأ المبارك، أنبأ محمد بن يسار، عن قتادة، به.
وقال ابن حجر: والاستئناس في اللغة طلب الايناس وهو من الأُنس بالضم ضد الوحشة. وانظر: القاموس المحيط باب السين، فصل الألف، مادة "أن س"، ص478، ولسان العرب 6/14.(2/854)
[1893] أخرج سعيد بن منصور والطبري والبيهقي في الشعب بسند صحيح أن ابن عباس كان يقرأ "حتى تستأذنوا "، ويقول: أخطأ الكاتب. وكان يقرأ على قراءة أبيّ بن كعب 1.
__________
1 فتح الباري 11/8.
أخرجه ابن جرير 18/110 من طريق معاذ بن سليمان وهشيم، كلاهما عن جعفر بن إياس، عن سعيد، عن ابن عباس، به. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم8801، 8802 من طريق سعيد بن منصور، قال: نا أبو عوانة وهشيم، كلاهما عن أبي بشر - وهو جعفر بن إياس، به. وأخرج البيهقي رقم8803، 8804 من طرق عن ابن عباس نحوه.
قال البيهقي بعد هذه الروايات: وهذا الذي رواه شعبة واختلف عليه في إسناده، ورواه أبو بشر واختلف عليه في إسناده من أخبار الآحاد. ورواية إبراهيم عن ابن مسعود منقطعة. والقراءة العامة ثبت نقلها بالتواتر فهي أولى ويحتمل أن تكون ذلك القراءة الأولى ثم صارت القراءة إلى ما عليه العامة ونحن لا نزعم أن شيئا مما وقع عليه الإجماع أو نقل متواتراً أنه خطأ وكيف يجوز أن يقال ذلك وله وجه يصح وإليه ذهبت العامة.
وقال ابن حجر: وأجيب بأن ابن عباس بناها على قراءته التي تلقاها عن أبيّ بن كعب، وأما اتفاق الناس على قراءتها بالسين فلموافقة خط المصحف الذي وقع الاتفاق على عدم الخروج عما يوافقه، وكان قراءة أبي من الأحرف التي تركت القراءة بها كما تقدم تقريره في فضائل القرآن. ثم نقل قول البيهقي، يعني ولم يطلع ابن عباس على ذلك. انظر: فتح الباري 11/8-9.
قلت: وقد تقدم نحو هذا في سورة الرعد برقم 1168، وفي سورة الإسراء برقم 1332 فانظر التعليق على ذلك.
والقراءة المتواترة الصحيحة فيها هي "حتى تستأنسوا "، وقد صحّ الإجماع على ذلك، فلذا لا يجوز خلافها، وإطلاق الخطأ على الكاتب في لفظ أجمع الصحابة عليه وأخذوه بالتلقي قول لا يصح، وإنما يحمل ما روي عن ابن عباس أنها قراءة تفسيرية. فقد صح عن ابن عباس فيما أخرجه ابن أبي حاتم رقم14344 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه في قوله: {لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} يقول: حتى تستأذنوا". وانظر: آراء المستشرقين حول القرآن الكريم وتفسيره 2/566-567.(2/855)
[1894] ومن طريق مغيرة بن مقسم1 عن إبراهيم النخعي قال: في مصحف ابن مسعود "حتى تستأذنوا" 2.
[1895] وأخرج سعيد بن منصور من طريق مغيرة عن إبراهيم في مصحف عبد الله "حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا " 3.
[1896] وأخرجه إسماعيل بن إسحاق في "أحكام القرآن" عن ابن عباس واستشكله 4.
قوله تعالى: {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} الآية: 30
[1897] وصل ابن أبي حاتم من طريق يزيد بن زريع عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة في قوله {وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} قال: عمّا لا يحلّ لهم 5.
__________
1 المغيرة بن مِقْسَم الضبي مولاهم، أبو هشام الكوفي، الأعمى، ثقة متقن، إلا أنه كان يدلّس ولا سيما عن إبراهيم. مات سنة ست وثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/241، والتقريب 2/270.
2 فتح الباري 11/8.
أخرجه ابن جرير 18/110 حدثنا القاسم، قال: قال: ثنا الحسين، قال: ثني هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، به.
3 فتح الباري 11/8-9.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 158/ ب حدثنا هشيم، قال: حدثنا مغيرة، عن إبراهيم، به.
وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم8800 من طريق أحمد بن نجدة، قال: أنا مغيرة، عن إبراهيم، به.
4 فتح الباري 11/8.
5 فتح الباري 11/9.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم14381 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، به.(2/856)
قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} الآية: 31
[1898] ولابن أبي حاتم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم 1 عن صفية 2، ولفظه "ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن، فقالت: إن نساء قريش لفضلاء، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار: أشد تصديقا بكتاب الله ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رؤوسهن الغربان3.
[1899] وأخرج الحاكم من طريق زيد بن الحباب 4 عن إبراهيم بن نافع 5
__________
1 عبد الله بن عثمان بن خثيم - مصغرا - القاري المكي، أبو عثمان، صدوق، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/275، والتقريب 1/432.
2 صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدريّة، لها رؤية وحدثت عن عائشة وغيرها من الصحابة، وفي البخاري التصريح بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم. أخرج لها الجماعة. انظر ترجمتها في: أسد الغابة 7/170، رقم7066، والإصابة 8/213، رقم11410، والتقريب 2/603.
3 فتح الباري 8/490.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم14406 حدثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثني الزبجي بن خالد، حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، به نحوه.
4 زيد بن الحباب أبو الحسين اللعكلي، أصله من خراسان، وكان بالكوفة، ورحل في الحديث فأكثر منه، وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري، مات سنة ثلاث ومائتين. أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/347، والتقريب 1/273.
5 إبراهيم بن نافع المخزومي، المكي، ثقة حافظ، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/152، والتقريب 1/45.(2/857)
بلفظ "أخذ نساء الأنصار" 1.
قوله تعالى: {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}
[1900] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ} قال: الذي يريد الطعام، ولا يريد النساء 2.
[1901] ومن وجه آخر عنه قال: الذين لا يهمهم إلا بطونهم ولا يخافون على النساء، وفي قوله {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} قال: لم يدروا ما هي من الصغر قبل الحلم 3.
__________
1 فتح الباري 8/490.
أخرجه الحاكم 2/397 أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الزاهد ببغداد، ثنا يحيى ابن جعفر بن الزبير، قال: ثنا زيد بن الحباب، ثنا إبراهيم بن نافع، قال: سمعت الحسن بن مسلم يحدث عن صفية بن شيبة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها - فذكرت نحو رواية عبد الله بن خثيم. ولفظها: "قالت: لما نزلت هذه الآية {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} أخذ نساء الأنصار أزرهن فشققنه من نحو الحواشي فاختمرن به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: وفي البخاري رقم4759 عن أبي نعيم - شيخ البخاري - عن إبراهيم بن نافع، بهذا الإسناد، بلفظ "لما نزلت هذه الآية {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} أخذن أزرهن" - نسب الفعل إلى الضمير والباقي مثله.
قال ابن حجر: ويمكن الجمع بين الروايتين بأن نساء الأنصار بادرن إلى ذلك.
2 فتح الباري 8/448.
أخرجه ابن جرير 18/122 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/448.
أخرجه ابن جرير 18/122، 124 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به مفرقا.(2/858)
[1902] وصل عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء 1.
[1903] وصل الطبري من طريق شعبة، عن مغيرة، عن الشعبي {أُولِي الْأِرْبَةِ} قال: من ليس له أرب 2.
[1904] ومن وجه آخر عنه قال: الذي لم يبلغ أربه أن يطلع على عورة النساء 3.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} الآية: 33
[1905] وروى ابن إسحاق عن خاله عبد الله بن صَبيح 4، عن أبيه 5 قال: "كنت مملوكا لحويطب بن عبد العزى، فسألته الكتابة فأبى،
__________
1 فتح الباري 8/447.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/57-58 به سنداً ومتنا.
2 فتح الباري 8/447.
أخرجه ابن جرير 18/123 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، به. وزاد في آخره "في النساء".
3 فتح الباري 8/447.
أخرجه ابن جرير 18/122 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، به. وزاد في أوله "قال: مِن تبع الرجل وحشمه". و"ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف.
4 عبد الله بن صبيح مولى بني ليث، روى عن أبيه، قاله ابن أبي حاتم عن أبيه. وقد ترجم له ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. انظر: الجرح والتعديل 5/85.
5 صُبيح، مولى حويطب بن عبد العزى، قال ابن السكن وابن حبان: يقال له صحبة. وقال البخاري في تاريخه: عبد الله بن صبيح عن أبيه: كنت مملوكا لحويطب - هو خال محمد ابن إسحاق - انتهى. وروى ابن السكن والبارودي من طريق ابن إسحاق عن خاله عبد الله ابن صبيح، عن أبيه - فذكر الحديث المذكور هنا، وفيه أنه قال: "ففيَّ أنزلت {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} ، قال ابن السكن: لم أر له ذكرا إلا في هذا الحديث. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/6،رقم2480، والإصابة 3/328، رقم4057.(2/859)
فنزلت {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ} الآية1.
قوله تعالى: {إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً}
[1906] وصل إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن" قال: حدثنا علي بن المديني2: حدثنا روح بن عبادة عن ابن جريج: قلت لعطاء: أواجب علي إذا علمت له مالا أن أكاتبه، قال: ما أراه إلا واجبا3.
قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} الآية: 35
[1907] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: المشكاة موضع الفتيلة4.
__________
1 فتح الباري 5/185.
أخرجه ابن السكن والبارودي فيما نقل عنهما ابن حجر في الإصابة 3/328 من طريق ابن إسحاق، عن خاله عبد الله بن صبيح، عن أبيه، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/189 ونسبه إلى ابن السكن في معرفة الصحابة عن عبد الله بن صبيح، عن أبيه.
2 هو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، السعدي مولاهم، أبو الحسن ابن المديني البصري، ثقة ثبت إمام، أعلم أهل عصره بالحديث، وعلله، حتى قال البخاري: ما استصغرت نفسي إلا عنده، وقال فيه شيخه ابن عيينة: كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلمه مني، وقال النسائي: كأن الله خلقه للحديث. مات سنة أربع وثلاثين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 7/306، والتقريب 2/39-40.
3 فتح الباري 5/185-186. وعلقه البخاري عن روح، به.
ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 3/348 برواية إسماعيل القاضي، به سنداً ومتنا.
وأخرجه ابن جرير 18/126 من طريق عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن جريج، قال: قلت لعطاء - فذكر مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 6/55-56 برواية البخاري المعلقة، ثم عقبه برواية عبد الرزاق.
4 فتح الباري 8/447.
أخرجه ابن جرير 18/137 حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/197 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق علي عن ابن عباس.(2/860)
[1908] وصل ابن شاهين من طريق سعد بن عياض الثُّمَالي 1 قال: المشكاة الكوَّة بلسان الحبشة 2.
[1909] وقد روى الطبري من طريق كعب الأحبار قال: المشكاة الكوة 3.
[1910] وأخرج الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله
__________
1 سعد بن عياض الثُّمالي - بضم المثلثة وتخفيف الميم - نسبة إلى ثمالة قبيلة من الأزد، تابعي، وزعم بعضهم أن له صحبة ولم يثبت، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن ابن مسعود، وعنه أبو إسحاق السبيعي. ذكره ابن حبان في الثقات، قال ابن حجر: صدوق. له في السنن حديث واحد. وله ذكر في صحيح البخاري تعليقا في تفسير النور - وهذا موضعه ـ. قال ابن سعد: كان قليل الحديث. مات غازيا بأرض الروم.
انظر ترجمته في: التهذيب 3/416، والتقريب 1/289.
2 فتح الباري 8/447. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/264 بسنده إلى جعفر السراج، أنا أبو الحسن القزويني، أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم - هو الإسماعيلي، ثنا عمر بن محمد - ولعله عمر ابن أحمد بن شاهين -، ثنا محمد بن إسماعيل الحساني، ثنا وكيع، ثنا أبي وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعد بن عياض، بهذا.
وفي الفتح قال ابن حجر: ووقع لنا بعلو في فوائد جعفر السراج. أهـ.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/200 ونسبه إلى ابن أبي شيبة فقط.
3 فتح الباري 8/447.
والكوة: - بضم الكاف وبفتحها وتشديد الواو - وهي الطاقة للضوء. قاله ابن حجر. فتح الباري 8/447.
والأثر أخرجه ابن جرير 18/137 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص، عن شمر، عن كعب الأحبار، به فيما أجابه على طلب ابن عباس منه تفسير هذه الآية. وفي إسناده "ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف.(2/861)
{كَمِشْكَاةٍ} قال: يعني الكوة 1.
قوله تعالى: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} الآية: 43
[1911] روى الطبري من طريق ابن عباس في قوله {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} يقول: ضوء برقه2.
[1912] ومن طريق قتادة قال: لمعان البرق 3.
قوله تعالى: {يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} الآية: 49
[1913] وروى الطبري من طريق مجاهد في قوله {يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} قال: سراعا4.
قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذاً} الآية: 63
[1914] وصل الطبري من طريق مجاهد {لِوَاذاً} قال: خلافا 5.
__________
1 فتح الباري 8/447.
أخرجه الحاكم 2/397 أخبرنا أبو عبد الله الدشتكي، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
2 فتح الباري 8/446.
أخرجه ابن جرير 18/154 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عنه، به.
3 فتح الباري 8/446.
أخرجه ابن جرير 18/154 من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عنه، به.
4 فتح الباري 8/447.
أخرجه ابن جرير 18/156حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه، به.
5 فتح الباري 8/447.
أخرجه ابن جرير 18/178 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عنه، به.(2/862)
سورة الفرقان
قوله تعالى: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً} الآية: 13
[1915] وصل ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {ثُبُوراً} قال: ويلا 1.
قوله تعالى: {وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً} الآية: 21
[1916] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً} قال: طغوا 2.
قوله تعالى: {هَبَاءً مَنْثُوراً} الآية: 23
[1917] وصل ابن جرير من طريق ابن جريج عن عطاء 3 عن ابن عباس {هَبَاءً مَنْثُوراً} ما يسفي به الريح ويَبُثُّه 4.
[1918] ولابن أبي حاتم من طريق الحسن البصري نحوه، وزاد "لو
__________
1 فتح الباري 8/491.
أخرجه ابن جرير 18/187، وابن أبي حاتم رقم15009 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي، به مثله.
2 فتح الباري 8/491.
3 هو الخراساني.
4 فتح الباري 8/490.
أخرجه ابن جرير 19/4 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به.(2/863)
ذهب أحدكم يقبض عليه لم يستطع" 1.
[1919] ومن طريق الحارث عن علي في قوله {هَبَاءً مَنْثُوراً} قال: ما ينثر من الكوة 2.
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} الآية: 34
[1920] في حديث أبي هريرة عند البزار "يحشر الناس على ثلاثة أصناف: صنف على الدواب، وصنف على أقدامهم، وصنف على وجوههم"، قيل: فكيف يمشون على وجوههم " الحديث 3.
__________
1 فتح الباري 8/490.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15072 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن. ولفظه "الشعاء في كوة أحدكم لو ذهب يقبض عليه لم يستطع".
وأخرجه عبد الرزاق 2/67 عن معمر، عن الحسن بلفظ " قال: أما رأيت يدخل البيت من الشمس يدخله من الكوة فهو الهباء ".
2 فتح الباري 8/490.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15069 حدثني أبي، ثنا قبيصة، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارثبه.
3 فتح الباري 8/492.
وتمام الحديث كما في الدر المنثور 5/341 "قال: "إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم، أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك"، وقد عزاه السيوطي لأبي داود والترمذي - وحسنه - وابن جرير وابن مردويه واليهقي في البعث.
والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي رقم2566، ص 334 وأحمد 2/354، 363 والترمذي رقم3142 - في التفسير، باب "ومن سورة بني إسرائيل"، والبيهقي في شعب الإيمان 1/318 بعد رقم359 كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة - مرفوعا. وأخرجه ابن جرير 19/12 من وجه آخر، عن علي بن زيد بن جدعان، به مثله.
و"ابن زيد" ضعيف، لكن الحديث له شاهد في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: "أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة! " البخاري: رقم4760، ومسلم: رقم2809.(2/864)
قوله تعالى: {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} الآية: 38
[1921] أورد ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: الرس البئر 1.
[1922] ومن طريق سفيان عن رجل عن عكرمة قال: أصحاب الرس رسوا نبيهم في بئر 2.
[1923] ومن طريق سعيد عن قتادة قال: حُدِّثنا أن أصحاب الرس كانوا باليمامة 3
__________
1 فتح الباري 8/491.
لم أجده من طريق ابن أبي نجيح؛ فقد أخرجه ابن جرير 19/14 عن محمد بن عمارة، وابن أبي حاتم رقم15174 عن أبي سعيد الأشج، كلاهما عن عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، مثله.
2 فتح الباري 8/491.
إسناده ضعيف؛ ففيه من لم يسم.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15175 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن يمان، عن سفيان، به. والمبهم فيه قد سمي عند ابن جرير؛ فقد أخرجه 19/14 عن ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي بكر، عن عكرمة، مثله.
وأبو بكر هذا - فيما يبدو ليـ هو الهذلي، واسمه سُلمى بن عبد الله، وقيل: رَوْح، روى عن عكرمة وغيره، وعنه ابن عيينة وغيره. قال ابن حجر: أخباري متروك الحديث. تقدم برقم 332.
انظر: التهذيب 12/47-48 التقريب 2/401.
3 فتح الباري 8/491.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/256 بلفظ "قال قتادة: حُدِّثنا أن أصحاب الرس كانوا أهل فلج باليمامة، وآبار كانوا عليها"، وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم. أخرجه ابن جرير 19/14 من طريق ابن وهب، قال: ثنا جرير بن حازم، قال: قال قتادة. ولفظه "الرس قرية من اليمامة يقال لها الفلج".
وأخرجه ابن أبي حاتم رقم15176 من طريق يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة بلفظ " {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} حدثني أن أصحاب الرس كانوا أهل فلج وآبار كانوا عليها".(2/865)
[1924] ومن طريق شبيب 1 عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {وَأَصْحَابَ الرَّسِّ} قال: بئر بأذربيجان 2.
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} الآية: 45
[1925] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَدَّ الظِّلَّ} ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس3.
[1926] وعند عبد الرزاق عن معمر عن الحسن وقتادة مثله 4.
[1927] وصل ابن أبي حاتم من الوجه المذكور {سَاكِناً} دائما 5.
__________
1 شبيب بن بشر البجلي الكوفي، روى عن أنس وعكرمة، صدوق يخطئ. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ كثيرا. أخرج له ابن ماجه والترمذي. انظر ترجمته في: التهذيب 4/269، والتقريب 1/346.
2 فتح الباري 8/491.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15173 حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، حدثني أبي، أنبأ شبيب بن بشير، به مثله.
3 فتح الباري 8/491.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15210 حدثني أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طحلة، به.
4 فتح الباري 8/491.
أخرجه عبد الرزاق 2/70 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/491.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15216 بالسند المذكور قريبا، عن علي بن أبي طلحة، به.(2/866)
[1928] {عَلَيْهِ دَلِيلاً} طلوع الشمس، وصل ابن أبي حاتم كذلك 1.
قوله تعالى: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} الآية: 53
[1929] وروى ابن أبي حاتم عن السدي قال: العذب الفرات الحلو 2.
[1930] أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة: الأجاج المر 3.
قوله تعالى: {بُرُوجاً} الآية: 61
[1931] روى الطبري من طريق مجاهد قال: البروج الكواكب 4.
[1932] ومن طريق أبي صالح قال: هي النجوم الكبار 5.
[1933] وروى عبد بن حميد من طريق يحيى بن رافع قال: هي قصور في السماء 6.
__________
1 فتح الباري 8/491.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15221 بالسند المذكور قريبا عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 5/29.
3 فتح الباري 5/29.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15262 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، به. وأخرجه عبد الرزاق 2/70 عن معمر، عن قتادة، به.
4 فتح الباري 6/299.
أخرجه ابن جرير 19/29 من طريق عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
5 فتح الباري 6/299.
أخرجه ابن جرير 19/29 حدثني ابن المثنى، قال: ثنا يعلى بن عبيد، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح، به. وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ ضعيف. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/269 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر. وهذا القول رجّحه ابن كثير في تفسيره 6/129.
6 فتح الباري 6/299. أخرجه ابن جرير 19/29 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثني أبو معاوية، قال: ثني إسماعيل، عن يحيى بن رافع، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/269 ونسبه إلى هناد وعبد بن حميد وابن جرير.(2/867)
[1934] ومن طريق قتادة قال: هي قصور على أبواب السماء فيها الحرس 1.
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً} الآية: 62
[1935] {خِلْفَةً} من فاته من الليل عمل أدركه بالنهار أو فاته بالنهار أدركه بالليل، وصله ابن أبي حاتم أيضا كذلك2.
[1936] وكذا أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الحسن نحوه3.
قوله تعالى: {يَلْقَ أَثَاماً} الآية: 68
[1937] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {يَلْقَ أَثَاماً} قال: نكالا، قال: ويقال إنه واد في النار 4.
[1938] أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمرو وعكرمة وغيرهما: إنه واد في النار 5.
__________
1 فتح الباري 6/299.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/269 ولم ينسبه إلا إلى عبد بن حميد.
2 فتح الباري 8/491.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15323 من طريق أبي صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
3 فتح الباري 8/491.
أخرجه عبد الرزاق 2/71 به عنه نحوه.
4 فتح الباري 8/493.
أخرجه عبد الرزاق 2/71 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/493. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15407 حدثنا أبي، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، ثنا قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمر، مثله. قال ابن أبي حاتم: وروي عن مجاهد وسعيد بن جبير في إحدى الروايات وعكرمة مثل ذلك. ثم أخرج رقم15408، 15410 من طريقين عن سعيد بن بشير، عن قتادة، نحوه. ورقم15409 من طريق يريد النحوي عن عكرمة، نحوه كذلك.(2/868)
[1939] روى أحمد والطبري من طريق يحيى الجابر 1 والنسائي وابن ماجه من طريق عمّار الدُّهني 2 كلاهما عن سالم بن أبي الجعد قال: كنت عند ابن عباس بعد ما كف بصره، فأتاه رجل فقال: ما ترى في رجل قتل مؤمنا متعمدا؟ قال: جزاؤه جهنم خالدا فيها، وساق الآية إلى {عَظِيماً} قال: لقد نزلت في آخر ما نزل، وما نسخها شيء حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نزل وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أفرأيت إن تاب وآمن وعمل عملا صالحا ثم اهتدى؟ قال: وأنى له التوبة والهدى" ولفظ يحيى الجابر، والآخر نحوه 3.
__________
1 هو يحيى بن عبد الله بن بن الحارث الجابر، ويقال المُجَبِّر التيمي الكوفي، روى عن سالم ابن أبي الجعد وغيره، وعنه السفيانان وغيرهما. ضعّفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي، وقال أحمد وابن عدي: ليس به بأس، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي، قال ابن حجر في التقريب "ليّن الحديث". أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه.
انظر ترجمته في: التهذيب 11/209، والتقريب 2/351.
2 تصحّف في الفتح إلى "الذهبي". هو عمار بن معاوية الدُّهني، أبو معاوية البَجَلي الكوفي، صدوق يتشيع، روى عن سالم بن أبي الجعد وغيره، وعنه السفيانان وغيرهما. أخرج له مسلم والأربعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 7/355-356، والتقريب 2/48.
3 فتح الباري 8/496.
أخرجه أحمد 1/240 من طريق شعبة، وابن جرير رقم10188 من طريق جرير، كلاهما عن يحيى الجابر، به نحوه. وقد صححه كل من الشيخ أحمد محمد شاكر والشيخ. محمود محمد شاكر.(2/869)
............................................................................................................
__________
(1) وأخرجه النسائي في سننه رقم3999 - في تحريم الدية، باب تعظيم الدم - عن قتيبة، وابن ماجه رقم2621 - في الديات، باب هل لقاتل مؤمن توبة -، عن محمد بن الصباح، كلاهما، عن سفيان ابن عيينة، عن عمار الدهني، عن سالم بن أبي الجعد، به.
فالحديث صحيح بهذه الطرق. قال ابن كثير 2/333 وقد روي هذا عن ابن عباس من طرق كثيرة.
وقد صحّحه الشيخ الألباني أيضا في صحيح سنن ابن ماجه رقم2122.
وقول ابن عباس بأن المؤمن إذا قتل مؤمنا متعمدا لا توبة له مشهور عنه؛ فقد روى البخاري رقم4590 عن سعيد بن جبير قال: آية اختلف فيها أهل الكوفة، فرحلت إلى ابن عباس فسألته عنها، فقال: نزلت هذه الآية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء:93] هي آخر ما نزل، وما نسخها شيء. وعند النسائي رقم390 عنه قال: سألت ابن عباس هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة؟ قال: لا، وقرأت عليه الآية التي في الفرقان {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ} قال: هذه آية مكية نسختها آية مدنية {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} ، نقله القرطبي في تفسيره 5/214.
هذا وقد حمل جمهور السلف وجميع أهل السنة ما ورد من ذلك على التغليظ، وصححوا توبة القاتل كغيره، وقالوا: إن له توبة فيما بينه وبين ربه عز وجل، فإن تاب وأناب وخشع وخضع، وعمل عملا صالحا، بدّل الله سيئاته حسنات، وعوّض المقتول من ظلامته وأرضاه عن طلابته. وقالوا: معنى قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} أي إن شاء الله أن يجازيه تمسكا بقوله تعالى: في سورة النساء [الآية 48] أيضا {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} .
ومن الحجة في ذلك حديث الإسرائيلي الذي قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم أتى تمام المائة فقال له: لا توبة، فقتله فأكمل به مائة، ثم جاء آخر فقال: ومن يحول بينك وبين التوبة" الحديث [أخرجه مسلم - رقم2766- من حديث أبي سعيد الخدري] ، وفي الحديث أنه يخرج من النار من كان في قلبه أدنى ذرة من إيمان أخرجه البخاري: رقم44 وإذا ثبت ذلك لمن قبل من غير هذه الأمة فمثله لهم أولى لما خفّف الله عنهم من الأثقال التي كانت على من قبلهم.
انظر: فتح الباري 8/496، وتفسير ابن كثير 2/334-335، وتفسير القرطبي 5/213.(2/870)
(1)
[1940] أخرج أحمد والنسائي من طريق أبي إدريس الخولاني 2 عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا الرجل يموت كافرا، والرجل يقتل مؤمنا متعمدا" 3.
قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} الآية:74
[1941] وصل سعيد بن منصور: حدثنا جرير بن حازم 4، سمعت الحسن وسأله رجل عن قوله {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا} : ما القرة، أفي الدنيا أم
__________
2 اسمه عائذ الله بن عبد الله، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وسمع من كبار الصحابة، روى عن معاوية وغيره، وعنه أبو عون الأنصاري وغيره. ومات سنة ثمانين، قال سعيد ابن عبد العزيز: كان عالم الشام بعد أبي الدرداء. أخرج له الجماعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 5/74، والتقريب 1/390.
3 فتح الباري 8/496.
أخرجه أحمد 4/99 والنسائي في سننه رقم3984 - في تحريم الدم ـ، والحاكم 4/351 كلهم من حديث صفوان بن عسى، حدثنا ثور بن يزيد، عن أبي عون، عن أبي إدريس، به مثله. صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. كما صحّحه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم511.وله شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا، مثله. أخرجه أبو داود رقم4270 وابن حبان رقم5980 الإحسان والحاكم 4/351. قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وانظر التعليق على ما قبله.
4 جرير بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي، أبو النضر البصري، والد وهب، ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدّث من حفظه، مات سنة سبعين بعد ما اختلط، لكن لم يحدّث في حال اختلاطه. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/60، والتقريب 1/127.(2/871)
في الآخرة؟ قال: بل في الدنيا، هي والله أن يرى العبد من ولده طاعة الله، وما شيء أقر لعين المؤمن أن يرى حميمه في طاعة الله 1، وأخرجه عبد الله ابن المبارك في "كتاب البر والصلة"، عن حزم القطعي 2، عن الحسن، وسمي الرجل السائل كثير بن زياد 3.
قوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}
[1942] أخرج الفريابي والطبري وغيرهما من طريق مجاهد بسند صحيح {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} قال: أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا 4.
[1943] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريقه بسند صحيح أيضا، قال يقول: اجعلنا أئمة في التقوى حتى نأتم بمن كان قبلنا ويأتم بنا من بعدنا 5.
[1944] وللطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المعنى "اجعلنا أئمة التقوى لأهله يقتدون بنا" لفظ
__________
1 أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 161/ أبه سندا ومتنا.
2 حَزْم بن أبي حزم القُطَعي، أبو عبد الله البصري، صدوق يهم، مات سنة خمس وسبعين. التقريب 1/160.
3 فتح الباري 8/491.
4 فتح الباري 13/251.
أخرجه ابن جرير 19/53 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
قال ابن حجر: ورجّح الطبري أنهم سألوا أن يكونوا للمتقين أئمة ولم يسألوا أن يجعل المتقين لهم أئمة. انظر: تفسير الطبري 19/53-54، وفتح الباري 13/251.
5 فتح الباري 13/251.
أخرج ابن أبي حاتم رقم15488 حدثنا محمد بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.(2/872)
الطبري 1.
[1945] وفي رواية ابن أبي حاتم "اجعلنا أئمة هدى ليهتدي بنا ولا تجعلنا أئمة ضلالة، لأنه قال تعالى لأهل السعادة {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} وقال لأهل الشقاوة {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} 2.
[1946] ونقله ابن أبي حاتم أيضا عن أبي صالح وعبد الله بن شوذب 3 4.
[1947] ورواه ابن أبي حاتم عن عكرمة وسعيد بن جبير 5.
__________
1 فتح الباري 13/251.
أخرجه ابن جرير 19/53 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 13/251.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15487 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.
3 عبد الله بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن، سكن البصرة ثم الشام، صدوق عابد، مات سنة ست أو سبع وخمسين. التقريب 1/423.
4 فتح الباري 13/251.
نقل ذلك ابن أبي حاتم من غير إسناد عقب رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قائلا "وروي عن أبي صالح، وعبد الله بن شوذب نحو ذلك ". انظر: تفسير ابن أبي حاتم 8/2742.
5 فتح الباري 13/251.
أما رواية عكرمة فأخرجه ابن أبي حاتم رقم15490 حدثنا أبي، ثنا محمد بن سعيد بن الوليد الخزاعي، ثنا وكيع، عن النضر بن عربي، عن عكرمة. ولفظه "في قوله {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} قال: مثالا".
وأما رواية سعيد بن جبير فأخرجه أيضا ابن أبي حاتم رقم15491 حدثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد الله حدثني عبد الله بن لهيعة، حدثني عطاء، عن سعيد بن جبير. ولفظه "في قول الله: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} يعني اجعلنا أئمة في الخير نعبدك، فأخبر بثوابهم".(2/873)
[1948] وأخرج عبد بن حميد بسند صحيح عن قتادة في قوله {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} أي قادة في الخير ودعاة هدى يؤتم بنا في الخير 1.
[1949] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي: ليس المراد أن تؤم الناس، وإنما أرادوا اجعلنا أئمة لهم في الحلال والحرام يقتدون بنا فيه 2.
[1950] ومن طريق جعفر بن محمد 3 معناه اجعلني رضا، فإذا قلتُ صدَّقوني وقبلوا مني 4.
قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} الآية: 77
[1951] وقد وصل ابن جريرمن قول ابن عباس قال في قوله تعالى:
__________
1 فتح الباري 13/251.
ذكره السيوطي في الدر 6/285 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير، مع أني لم أجده في تفسير الطبري.
2 فتح الباري 13/251.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15492 حدثنا علي بن الحسين، ثنا يحيى بن أيوب الزاهد، قال: سمعت أبا حفص الأبار يقول للسدي، فذكره.
3 هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي العلوي أبو عبد الله، المعروف بالصادق، روى عن أبيه وغيره، وعنه شعبة والسفيان ومالك وابن جريج وغيرهم. قال ابن حجر: صدوق فقيه إمام، وقال إسحاق بن راهويه: قلت للشافعي: كيف جعفر بن محمد عندك؟ فقال: ثقة. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ثقة لا يسأل عن مثله. مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
انظر ترجمته في: التهذيب 2/88، والتقريب 1/132.
4 فتح الباري 13/251.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15493 حدثنا علي بن الحسين، ثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، ثنا سعيد بن خثيم، عن القاسم بن الأرقم، قال: قلت لجعفر بن محمد يقول الرجل في الصلاة: اللهم اجعلني للمتقين إماما، قال: نعم وتدري ما ذاك؟ قال: قلت: لا، قال، فذكره.(2/874)
{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} قال: يقول لولا إيمانكم، أخبرالله الكفار أنه لا يعبؤ بهم، ولولا إيمان المؤمنين لم يعبؤبهم أيضا 1.
__________
1 فتح الباري 1/ 49 و 8/490-491. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصراً.
أخرجه ابن جرير 19/55 وابن أبي حاتم رقم15505 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به نحوه.(2/875)
سورة الشعراء
قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} الآية: 36
[1952] وصل ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله {أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} قال: أخره وأخاه 1.
قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} الآية: 54
[1953] أورد الفريابي وغيره عن مجاهد أنه قال في قوله {إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} قال: هم يومئذ ستمائة ألف، ولا يحصى عدد أصحاب فرعون 2.
[1954] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: ذكر لنا أن بني إسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة ألف مقاتل بني عشرين سنة فصاعدا 3.
__________
1 فتح الباري 8/525.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم8790، 15606 حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، مثله.
2 فتح الباري 8/498.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/272، 273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 19/76 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/498.
لم أجده في تفسيره، وقد أخرج ابن جرير 19/75 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن سعيد الجرير، عن أبي السليل، عن قيس بن عباد، مثله ضمن قصة نجاة موسى عليه السلام وغرق فرعون.
وقيس بن عباد قال عنه "وكان من أكثر الناس أو أحدث الناس عن بني إسرائيل ".(2/876)
[1955] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي 1 إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال: كانوا ستمائة وسبعين ألفا 2.
[1956] ومن طريق ابن إسحاق عن عمرو بن ميمون مثله 3.
قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} الآية: 63
[1957] وصل ابن أبي حاتم من طريق على بن أبي طلحة عن ابن عباس {كَالطَّوْدِ} قال: كالجبل على نشز من الأرض 4.
[1958] ووصله الفريابي من طريق مجاهد 5.
قوله تعالى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} الآية: 119
[1959] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد
__________
1 في الفتح "ابن إسحاق"، وهو تصحيف. وأبو إسحاق هو السبيعي، روى عن أبي عبيدة ابن مسعود.
2 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن جرير 19/75 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، به.
3 فتح الباري 8/498.
لم أقف على إسناده، وعمرو بن ميمون ثقة مخضرم. تقدم برقم 1588.
4 فتح الباري 8/497.
أخرجه ابن جرير 19/80، وابن أبي حاتم رقم15674 كلاهما من طريق معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به مختصراً بلفظ"يقول: كالجبل". وقد نقل ابن حجر في تغليق التعليق 4/273 عن الطبري، ولكن ذكره بلفظ المتن.
5 فتح الباري 8/497.
لم أقف على إسناده، وغالب الظن أنه من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح.(2/877)
قال: {الْمَشْحُونِ} المملوء 1.
[1960] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس: المشحون المرقر 2.
قوله تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} الآية: 128
[1961] وصل الفريابي عن روقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ} قال بكل فج {آيَةً تَعْبَثُونَ} بنيانا 3.
[1962] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى {بِكُلِّ رِيعٍ} أي بكل طريق 4.
قوله تعالى: {وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} الآية: 129
[1963] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: المصانع القصور والحصون 5.
__________
1 فتح الباري 6/451.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15793 والفريابي كما في تغليق التعليق 4/28 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/451.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15792 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به.
3 فتح الباري 8/497.
قال ابن حجر: وقيل كانوا ينتدون في الأسفار بالنجوم، ثم اتخذوا أعلاما في أماكن مرتفعة ليهتدوا بها، وكانوا في غنية عنها بالنجوم، فاتخذوا البنيان عبثا. فتح الباري 8/497.
أما الأثر فأخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/272، به سنداً ومتناً.
4 فتح الباري 8/498.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/74 به سنداً ومتناً.
5 فتح الباري 8/498. وقد نقل ابن حجر عن عبد الرزاق أنه قال: المصانع عندنا بلغة اليمن القصور العادية.
أما الأثر فأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/75 به سنداً ومتناً.(2/878)
[1964] ولابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: المصانع القصور المشيدة 1.
[1965] ومن وجه آخر قال: المصانع بروج الحمام 2.
[1966] وصل ابن أبي طلحة عن ابن عباس {لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} : كأنكم 3.
قوله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} الآية: 137
[1967] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} يقول دين الأولين 4.
[1968] وفيه قول آخر، أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الشعبي عن علقمة في قوله {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} قال: اختلاق الأولين 5.
__________
1 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15812 من طريق شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15813 حدثنا أبي، ثنا الحماني، ثنا مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/497.
أخرجه ابن جرير 19/96 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 8/512.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15827 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي، به مثله.
5 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15828 حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني، ثنا مسدد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، به مثله. وأخرجه ابن جرير 19/98 من طريق ابن علية، عن داود، به مثله. وأخرج 19/97 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال ثنا داود، بهذا الإسناد - عن ابن مسعود، مثله.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/313 عن علقمة، ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.(2/879)
[1969] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: كذبهم 1.
[1970] ومن طريق قتادة قال: سيرتهم 2.
قوله تعالى: {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} الآية: 148
[1971] وصل الفريابي عن مجاهد {هَضِيمٌ} يتهشم هشيما 3.
[1972] وروى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد "الطلعة إذا مستها تناثرت4.
[1973] ومن طريق عكرمة قال: الهضيم الرطب اللين 5.
__________
1 فتح الباري 8/512.
أخرجه ابن جرير 19/97 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله.
2 فتح الباري 8/512.
أخرج عبد الرزاق 2/75 ومن طريقه ابن جرير 19/97 عن معمر، عن قتادة نحوه. ولفظه "يقول: هكذا خِلقة الأولين، وهكذا كانوا يحيون ويموتون".
3 فتح الباري 8/497.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/272 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن أبي حاتم رقم15852 من طريق شبابة، ثنا ورقاء، به.
4 فتح الباري 8/497.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15853 حدثنا الحسين بن الحسن، أنبأ إبراهيم بن عبد الله، أنبأ حجاج، قال ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.
5 فتح الباري 8/497. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15844 حدثنا أبي، ثنا الحسن، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة به.(2/880)
قوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ} الآية: 149
[1974] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والكلبي في قوله {فَارِهِينَ} قال: معجبين بصنعكم 1.
[1975] ولابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: آمنين 2.
[1976] ومن طريق مجاهد قال: شرهين 3.
[1977] ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح وعن عبد الله بن شداد قال: أحدهما: حاذ قين، وقال الآخر: جبارين 4.
قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} الآية: 153
[1978] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله {إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} أي من المسحورين 5.
__________
1 فتح الباري 8/498.
أخرجه عبد الرزاق 2/75 به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15861 حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيد، عن قتادة، به.
3 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15858 من طريق سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15857 حدثنا أبي، ثنا علي الطنافسي، ثنا عثمان، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، به.
5 فتح الباري 8/497. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وقال الفراء: المعنى أنك تأكل الطعام والشراب وتسحر به فأنت بشر مثلنا لا تفضلنا في شيء. انظر: معاني القرآن 2/282.(2/881)
قوله تعالى:
{وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} الآية:183
[1979] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة {وَلا تَعْثَوْا} أي لا تسيروا {فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} 1.
قوله تعالى: {وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ} الآية: 184
[1980] وأخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ} قال: خلق الأولين2.
[1981] ومن طريق مجاهد قال {وَالْجِبِلَّةَ} الخلق3.
[1982] ولابن أبي حاتم من طريق ابن أبي عمر4 عن سفيان مثل
__________
1 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15913 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، به.
2 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن جرير 19/108، وابن أبي حاتم رقم15916 كلاهما من طريق معاوية، عن علي، به.
3 فتح الباري 8/498.
أخرجه ابن جرير 19/109 وابن أبي حاتم رقم15916 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، أبو عبد الله الحافظ، نزيل مكة، روى عن أبيه وسفيان بن عيينة وفضيل ابن عياض وغيرهم، وعنه مسلم والترمذي وابن ماجه وأبو حاتم الرازي وغيرهم. صدوق صنّف المسند، مات سنة ثلاث وأربعين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/457، والتقريب 2/218.(2/882)
قول ابن عباس، ثم قرأ {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً} [يس:62] 1.
قوله تعالى: {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} الآية: 189
[1983] وصل الفريابي عن مجاهد {يَوْمِ الظُّلَّةِ} إظلال العذاب إياهم 2.
قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} الآية: 214
[1984] وقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم ونساءه وأهله فقال: "يا بني هاشم، اشتروا أنفسكم من النار، واسعوا في فكاك رقابكم، يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أم سلمة " فذكر حديثا طويلا 3.
__________
1 فتح الباري 8/499.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم15919 حدثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، به.
2 فتح الباري 8/497.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/502.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 8/رقم7890 من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة - مطولا، ولفظه "قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني هاشم، فأجلسهم على الباب، وجمع نساءه وأهله، فأجلسهم في البيت، ثم اطلع عليهم فقال: "يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار، واسعوا في فكاك رقابكم وافتكوا أنفسكم من الله، فإني لا أملك لكم من الله شيئا " ثم أقبل على أهل بيته فقال: "يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا أم سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتروا أنفسكم من النار، واسعوا في فكاك رقابكم فإني لا أطلب لكم من الله شيئا ولا أغني " فبكت عائشة =(2/883)
[1985] وقد روى ابن مردويه من حديث عدي بن حاتم "أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قريشا فقال {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} يعني قومه 1.
__________
= وقالت: يا حبي وهل يكون ذلك يوم ولا تغني عنا شيئا؟ قال: "نعم في ثلاث مواطن يقول الله عز وجل: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} الآيتين فعند ذلك لا أغني لكم من الله شيئا، وعند النور، من شاء الله أتم له نوره، ومن شاء أكبه في الظلمات يغمه فيها، فلا أملك لكم من الله شيئا، ولا أغني لكم من الله شيئا، وعند الصراط من شاء الله سلمه وأجازه، ومن شاء ليكبه في النار"، قالت عائشة: أي حبي قد علمنا الموازين هي الكفتان فيوضع في هذه الشيء فترجح أحدهما وتخف الأخرى، وقد علمنا ما النور وما الظلمة فما الصراط؟ فقال "طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه وهو مثل حد الموسى، والملائكة صافين يمينا وشمالا يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان، وهم يقولون ربِّ سلِّم سلِّم، واقتد بهم هواء فمن شاء الله سلَّمهم، ومن شاء الله ليكبه فيها".
وأخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الزيلعي على الكشاف 2/477 من حديث علي بن يزيد، عن القاسم، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/88-89 وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه علي ابن يزيد الألهاني وهو متروك.
وقال ابن حجر - عقب ذكره -: "فهذا إن ثبت دلّ على تعدد القصة؛ لأن الأولى - إشارة إلى ما وقع في رواية البخاري - وقعت بمكة لتصريحه في حديث الباب أنه صعد الصفا، ولم تكن عائشة وحفصة وأم سلمة عنده ومن أزواجه إلا بالمدينة..... ثم قال: فيجوز أن تكون متأخرة عن الأولى....، ويحمل قوله "لما نزلت ... جمع " أي بعد ذلك، لا أن الجمع وقع على الفور، ولعله كان نزل أولا {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} فجمع قريشا فعمّ ثم خصّ ... ثم نزل ثانيا {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} فخصّ بذلك بني هاشم ونساءه والله أعلم" أهـ.
ففي قول الحافظ "فهذا إن ثبت" ما يشير إلى أنه لم يثبت عنده، وقد سبق أن في إسناده متروكا. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/327 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه.
1 فتح الباري 5/382.
لم أقف عليه مسنداً، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/325 ولم ينسبه إلا لابن مردويه.(2/884)
قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} الآية: 219
[1986] وصل الفريابي كذلك عن مجاهد {فِي السَّاجِدِينَ} المصلين1.
قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} الآيات: 224-227
[1987] وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} - إلى قوله – {مَا لا يَفْعَلُونَ} قال: فنسخ من ذلك واستثنى فقال {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} إلى آخر السورة2.
[1988] وأخرج ابن أبي شيبة - من طريق مرسلة - قال: لما نزلت {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} جاء عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك وهم يبكون فقالوا: يا رسول الله، أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء، فقال: "اقرأوا ما بعدها {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} أنتم {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} أنتم 3".
__________
1 فتح الباري 8/497.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/273 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 10/539.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم871 - باب من كره الغالب عليه الشعر ـ، وأبو داود في سننه رقم5016 - في الأدب، باب ما جا في الشعر - كلاهما من طريق علي بن الحسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، به. وقد حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم 4194.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/335 ونسبه إلى البخاري في الأدب المفرد وأبي داود في ناسخه.
3 فتح الباري 10/539. =(2/885)
قوله تعالى: {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} الآية: 225
[1989] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فِي كُلِّ وَادٍ} قال: في كل لغو، وفي قوله {يَهِيمُونَ} قال: يخوضون 1.
__________
= هذا المرسل رواه أبوحسن سالم البراد مولى تميم الداري - أحد الثقات التابعين -، فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه ج 8/ رقم6102، وابن جرير 19/130 وابن أبي حاتم سورة الشعراء، رقم598 كلهم من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي الحسن سالم البراد، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/334 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي حسن سالم البراد. وقال ابن كثير في تفسيره 6/186
- بعد ذكر هذا المرسل وما في معناه - "هكذا قال ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة وزيد بن أسلم وغير واحد أن هذا استثناء مما تقدم، ولا شك أنه استثناء، ولكن هذه السورة مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية شعراء الأنصار؟ في ذلك نظر. ثم قال: ولم يتقدم إلا مرسلات لا يعتمد عليها، والله أعلم ". ثم عقبه بقوله "ولكن هذا الاستثناء يدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم، حتى يدخل فيه من كان متلبسا من شعراء الجاهلية بذم الإسلام وأهله، ثم تاب وأناب ورجع وأقلع وعمل صالحا وذكر الله كثيراً في مقابلة ما تقدم من الكلام السيء، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وامتدح الإسلام وأهله في مقابلة ما كذب بذمه ".
1 فتح الباري 10/539.
أخرجه ابن جرير 19/128، وابن أبي حاتم رقم16060 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.(2/886)
سورة النمل
قوله تعالى: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} الآية: 19
[1990] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَوْزِعْنِي} قال: اجعلني 1.
قوله تعالى: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} الآية: 23
[1991] وصل الطبري من طريق ابن جريج عن عطاء 2 عن ابن عباس في قوله {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} قال: سرير كريم حسن الصنعة، قال: وكان من ذهب وقوائمه من جوهر ولؤلؤ 3.
[1992] ولابن أبي حاتم من طريق زهير بن محمد 4 قال: حسن
__________
1 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 19/143 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
2 هو الخراساني.
3 فتح الباري 8/504. وذكره البخاري عنه تعليقا نحوه.
أخرجه ابن جرير 19/148 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، به مثله.
4 زهير بن محمد التميمي، أبو المنذر، الخراساني، سكن الشام ثم الحجاز. رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها، قال البخاري: عن أحمد: كان زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدثّ بالشام من حفظه، فكثر غلطه، مات سنة اثنتين وستين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/301-302، والتقريب 1/ 264.(2/887)
الصنعة غالي الثمن سرير من ذهب وصفحتاه مرمول بالياقوت والزبرجد طوله ثمانون ذراعا في أربعين 1.
قوله تعالى: {يُخْرِجُ الْخَبْءَ} الآية: 25
[1993] أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال {يُخْرِجُ الْخَبْءَ} يعلم كل خفية في السماوات والأرض 2.
[1994] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: الخبء السر 3.
[1995] ولابن أبي حاتم من طريق عكرمة مثله 4.
[1996] ومن طريق مجاهد قال: الغيث 5.
__________
1 فتح الباري 8/504.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم16264 حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمدـ مثله.
2 فتح الباري 8/504.
هكذا عزاه ابن حجر للطبري، ولم يذكر عنده في تفسير هذه الآية. وإنما أخرجه ابن أبي حاتم رقم16268 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. وكذلك ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/352 ولم يعزه إلا لابن المنذر وابن أبي حاتم.
3 فتح الباري 8/504.
أخرجه عبد الرزاق 2/81 به سندا ومتنا.
4 فتح الباري 8/504.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم16269 حدثنا أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة - في الآية - قال: الخبء السر.
5 فتح الباري 8/504.
أخرجه ابن جرير 19/150 وابن أبي حاتم رقم16271 من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، مثله.(2/888)
[1997] ومن طريق سعيد بن المسيب قال: الماء1.
قوله تعالى: {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} الآية: 37
[1998] وأخرج الطبري من طريق إسماعيل بن أبي خالد {لا قِبَلَ} قال: لا طاقة2.
قوله تعالى: {قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} الآية: 38
[1999] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} طائعين3.
[2000] ومن طريق ابن جريج أي مقرين بدين الإسلام4.
__________
1 فتح الباري 8/504.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم16272 حدثنا أبي، ثنا محمد بن أبي صفوان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عبد الحميد بن عمرو بن سعيد، عن أبي يزيد التيمي، عن سعيد بن المسيب، مثله.
2 فتح الباري 8/504.
أخرج ابن جرير 19/158 حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله: {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا} قال: لا طاقة لهم بها.
3 فتح الباري 8/504. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 19/161 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
وقد رجحّ ابن جرير هذا، واستدل له قائلا: إن المرأة لم تأت سليمان إذ أتته مسلمة، وإنما أسلمت بعد مقدمها عليه وبعد محاورة جرت بينهما ومساءلة.
4 فتح الباري 8/505
أخرجه ابن جرير 19/161 حدثنا القاسم، قال ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، نحوه.(2/889)
قوله تعالى: {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا} الآية: 41
[2001] وصل الطبري من طريق مجاهد {نَكِّرُوا} قال: غيروا 1.
[2002] ومن طريق قتادة وغيره نحوه 2.
[2003] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر صحيح عن مجاهد قال: أمر بالعرش فغير ما كان أحمر جعل أخضر وما كان أخضر جعل أصفر، غير كل شيء عن حاله 3.
[2004] ومن طريق عكرمة قال: زيدوا فيه وانقصوا 4.
قوله تعالى: {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا} الآية: 42
[2005] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ} يقوله سليمان5.
__________
1 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 19/166 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله.
2 فتح الباري 8/505.
أخرجه ابن جرير 19/165 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة، مثله.
3 فتح الباري 8/505.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم16410 حدثنا أبي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد بن العوام، عن سفيان ابن حسين، عن الحكم، عن مجاهد، مثله.
4 فتح الباري 8/505.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم16413 حدثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي سعد، عن عكرمة، مثله.
5 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 19/167 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. قال ابن حجر: ونقل الواحدي أنه من قول بلقيس قالته مقرة بصحة نبوة سليمان، قال ابن حجر: والأول هو المعتمد. أهـ.(2/890)
قوله تعالى:
{قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا} الآية: 44
[2006] وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: {الصَّرْحَ} بركة من ماء ضرب عيلها سليمان قوارير ألبسها، قال: وكانت هلباء شعراء1 2.
[2007] ومن وجه آخر عن مجاهد: كشفت بلقيس عن ساقيها فإذا هما شعراوين، فأمر سليمان بالنورة 3 فصنعت4.
[2008] ومن طريق عكرمة نحوه قال: فكان أول من صنعت له النورة 5.
__________
1 الهلباء: الطويلة الشعر. انظر: القاموس ص 133
2 فتح الباري 8/505.
أخرجه ابن جرير 19/169 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله. وزاد "قدمها كحافر الحمار، وكانت أمها جنية".
3 النورة - بضم فسكون -: حجر يحرق، يحلق به شعر العانة.
انظر: المعجم الوسيط ص962.
4 فتح الباري 8/505.
أخرج ابن أبي حاتم رقم16441 من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا الحسين بن علي، عن زائدة، حدثني عطاء بن السائب، ثنا مجاهد، عن ابن عباس - فذكر نحوه.
5 فتح الباري 8/505.
أخرجه ابن جرير 19/169-170 حدثني أبو السائب، قال: ثنا حفص - هو ابن غياث -، عن عمران ابن سليمان، عن عكرمة وأبي صالح قالا، فذكره. ولفظهما "لما تزوّج سليمان بلقيس قالت له: لم تمسني حديدة قطّ، قال سليمان للشياطين: انظروا ما يُذهب الشعر؟ قالوا: النورة، فكان أول من صنع النورة".(2/891)
[2009] وصله ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس 1.
[2010] وأخرج الطبري من طريق وهب بن منبه قال: أمر سليمان الشياطين فعملت له الصرح من زجاج كأنه الماء بياضا، ثم أرسل الماء تحته، ووضع سريره فيه، فجلس عليه. وعكفت عليه الطير والجن والإنس، ليريها ملكا هو أعز من ملكها، فلما رأت ذلك بلقيس حسبته لجة وكشفت عن ساقيها لتخوضه 2.
[2011] ومن طريق محمد بن كعب قال: سجن سليمان فيه دواب البحر الحيتان والضفادع، فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها، فإذا هي أحسن الناس ساقا وقدما، فأمرها سليمان فاستترت 3.
__________
1 فتح الباري 8/505.
لم أجده، وأخرج ابن أبي حاتم رقم16437 من طريق سويد بن سعيد، عن علي بن مسهر، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه" {وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا} فإذا فيها الشعر، فعند ذلك أمر بصنعة النورة، فصنعت، فقيل لها {إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
2 فتح الباري 8/504.
أخرجه ابن جرير 19/168 من طريق ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه، فذكره مطولا. وهذا ضعيف؛ فقد روى ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ولم يسمهم، ثم إنه مما روى وهب من الإسرائيليات.
وقد ذكره ابن كثير 6/205 عن محمد بن إسحاق به بهذا السياق، ولم يعلق عليه بشيء.
3 فتح الباري 8/504.
أخرجه ابن جرير 19/169 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن أبي معشر، عن محمد بن كعب القرظي - فذكر نحوه مطولا. وأوله "قال: قالت الجنّ لسليمان تزهِّده في بلقيس: إن رجلها رجل حمار، وإن أمها كانت من الجنّ، فأمر سليمان بالصرح، فعمل، فسجن فيه دواب البحر ... إلخ.
و"أبو معشر" ضعيف، تقدم، فهذا مثل الذي قبله من الإسرائيليات.(2/892)
قوله تعالى: {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ} الآية: 49
[2012] أخرج الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ} قال تحالفوا على هلاكه فلم يصولا إليه حتى هلكوا جميعا 1.
قوله تعالى: {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} الآية: 72
[2013] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ} اقترب لكم2.
قوله تعالى: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} الآية: 88
[2014] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {جَامِدَةً} قائمة 3.
__________
1 فتح الباري 8/383. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/234 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به نحوه بأطول من هذا. ولفظه "في قوله: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} من قوم صالح {تَقَاسَمُوا} تحالفوا على هلاكه، فلم يصلوا إليه حتى أهلكوا وقومهم أجمعين".
2 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 20/9 حدثنا علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
3 فتح الباري 8/505. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 20/21 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.(2/893)
سورة القصص
قوله تعالى:
{نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الآيات: 3-9
[2015] ذكر السدي في تفسيره بأسانيده أن بدء أمر موسى أن فرعون رأى كأن نارا أقبلت من بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميع القبط إلا دور بني إسرائيل، فلما استيقظ جمع الكهنة والسحرة، فقالوا: هذا غلام يولد من هؤلاء يكون خراب مصر على يده، فأمر بقتل الغلمان، فلما ولد موسى أوحى الله إلى أمه أن أرضعيه، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم، قالوا فكانت ترضعه، فإذا خافت عليه جعلته في تابوت وألقته في البحر وجعلت الحبل عندها، فنسيت الحبل يوما فجرى به النيل حتى وقف على باب فرعون فالتقطه الجواري فأحضروه عند امرأته، ففتحت التابوت فرأته فأعجبها، فاستوهبته من فرعون فوهبه لها، فربته حتى كان أمره ما كان1.
قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً} الآية: 10
[2016] وصل سعيد بن عبد الرحمن المخزومي في تفسير ابن عيينة
__________
1 فتح الباري 6/422-423.
أخرجه ابن جرير 20/27 حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي، نحوه. وانظر رقم 5 في الكلام على أسانيد السدي.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/389-390 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي.(2/894)
من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً} قال: من كل إلا من ذكر موسى1.
[2017] وأخرج الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه2.
[2018] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَارِغاً} لا تذكر إلا موسى " 3.
[2019] ومن طريق مجاهد وقتادة نحوه4.
[2020] ومن طريق الحسن البصري "أصبح فارغا من العهد الذي عهد إليها أنه سيرد عليها"5.
قوله تعالى: {لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} الآية: 10
[2021] رووى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: لولا أن ربطنا
__________
1 فتح الباري 6/424.
أخرجه المخزومي كما في تغليق التعليق 4/23 عن ابن عيينة، عن أبي سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 20/35 من طريق سفيان، عن الأعمش، عن حسان أبي الأشرس، عن سعيد بن جبير، به.
3 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 20/36 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 20/36 من طريق يزيد، عن سعيد، عن قتادة، به. وأما أثر مجاهد فأخرجه 20/35 من طريق الأعمش، عنه، به.
5 فتح الباري 6/424.
أخرجه ابن جرير 20/36 حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي بكر بن عبد الله، قال: ثني الحسن، به.(2/895)
على قلبها بالإيمان1.
قوله تعالى: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} الآية: 11
[2022] وصل ابن أبي حاتم من طريق القاسم بن أبي أيوب 2 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال في قوله {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} قصي أثره 3.
[2023] عن مجاهد والسدي وغيرهما {قُصِّيهِ} : اتبعي أثره، أخرجه الطبري4.
قوله تعالى: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} الآية: 11
[2024] روى الطبري من طريق مجاهد في قوله {عَنْ جُنُبٍ}
__________
1 فتح الباري 8/407.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/88 به سنداً ومتناً.
2 وقع في الفتح "القاسم بن أبي بزة" وهو تصحيف، فالقاسم بن أبي أيوب هو ابن بهرام الأسدي الواسطي الأعرج، روى عن سعيد بن جبير، وعنه أصبغ بن زيد الوراق الجهني وغيره. ثقة. قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث. انظر ترجمته في: التهذيب 8/278، والتقريب 2/115.
3 فتح الباري 8/509.
أخرجه ابن جرير 20/39 عن العباس بن الوليد، وابن أبي حاتم رقم16722 عن محمد بن عبد الله ابن أبي الثلج، قالا: ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أصبغ بن زيد الوراق، ثنا القاسم بن أبي أيوب، به مثله. وزاد "واطلبيه هل تسمعين له ذكرا أحي ابني أم أكلته الدواب، ونسيت ماكان الله وعدها فيه".
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/395 ونسبه إلى الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه -.
4 فتح الباري 6/426.
أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 20/38 من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج، عنه، به.
وأما أثر السدي فأخرجه ابن جرير 20/39 من طريق أسباط، عنه، به.(2/896)
قال: عن بعد1.
[2025] وفي حديث الفتون الطويل عن ابن عباس: الجنب أن يسمو بصر الإنسان إلى الشيء البعيد وهو إلى جنبه لم يشعر2.
قوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ} الآية: 28
[2026] عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل: "أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أتمهما وأكملهما" أخرجه الحاكم3.
__________
1 فتح الباري 6/426.
أخرجه ابن جرير 20/39 من طريق ابن أبي نجيح وابن جريج، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/426-427.
قال ابن حجر وهو أصح ما ورد في قصة موسى، وقد أخرجه النسائي وأبو يعلى بإسناد حسن عن ابن عباس قدر ثلاث ورقات، وهو في تفسير طه عنده وعند ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه وغيرهم ممن خرج التفسير المسند. فتح الباري 6/427.
وحديث الفتون الطويل أخرجه أحمد بن منيع في مسنده إتحاف الخيرة، رقم196، والنسائي في تفسيره رقم346، وأبو يعلى في مسنده رقم2618 وابن جرير 16/164-167، وابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 5/286 كلهم من طرق عن يزيد بن هارون، عن أصبغ بن زيد الجهني، عن القاسم بن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/59-69 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، غير أصبع بن يزد، والقاسم بن أيوب وهما ثقتان. وأخرجه ابن جرير 20/38 - في هذا الموضع - بالإسناد نفسه بهذا اللفظ.
3 فتح الباري 5/291.
أخرجه الحاكم 2/407 حدثني بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا عبد الصمد ابن الفضل البلخي، ثنا حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: حفص واهٍ.
قلت: وقد توبع عند الطبري 20/68، وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 6/241 كلاهما من طريق الحميدي، عن سفيان بن عيينة، حدثني إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب، عن الحكم بن أبان، به. وقد أخرجه البخاري رقم 2684 عن ابن عباس موقوفا عليه مثله. وقال ابن حجر - عند شرحه له - "وهو في حكم المرفوع لأن ابن عباس كان لا يعتمد على أهل الكتاب ".(2/897)
[2027] وفي حديث جابر "أوفاهما" أخرجه الطبراني في الأوسط1.
[2028] وفي حديث أبي سعيد "أتمهما وأطيبهما عشر سنين" 2.
قوله تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي} الآية: 34
[2029] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {رِدْءاً} : كي يصدقني3.
[2030] وروى الطبري من طريق السدي قال: كيما يصدقني4.
__________
1 فتح الباري 5/291.
أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3598 حدثنا موسى بن سهل، ثنا هشام بن عمار، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن عطاء، عن عبد الملك بن جابر، عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى، قال: "أوفاهما". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/207 وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن سهل لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف. قلت: قال محقق مجمع البحرين عبد القدوس: شيخ الطبراني ثقة معروف، والحديث حسن الإسناد.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/410 ونسبه إلى ابن مردويه فقط.
2 فتح الباري 5/291.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/409-410 في حديث طويل، ونسبه إلى ابن مردويه من طريق علي بن عاصم، عن أبي هريرة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن ميكائيل، عن الرفيع، عن إسرافيل عن رب العزة والجلال.
وعلي بن عاصم ضعيف، وقد نقل ابن عدي عن النسائي قال: علي بن عاصم متروك الحديث. انظر: تهذيب التهذيب 7/302-305. وللحديث شواهد تقدمت.
3 فتح الباري 6/425.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم16097 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 6/425.
أخرجه ابن جرير 20/75 من طريق أسباط، عن السدي، به.(2/898)
[2031] ومن طريق مجاهد وقتادة ردءا أي عونا1.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} الآية: 51
[2032] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي في قوله {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} قال: بينا لهم القول2.
قوله تعالى:
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} الآية:52
[2033] وروى الطبراني بإسناد صحيح عن علي بن رفاعة القرظي3 قال: خرج عشرة من أهل الكتاب - منهم أبي رفاعة - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا به فأوذوا، فنرلت {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ} الآيات4.
__________
1 فتح الباري 6/425.
أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 20/74 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به.
وأما أثر قتادة فأخرجه 20/75 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه، به.
2 فتح الباري 8/509.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم16971 حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباط، عن السدي، مثله.
3 علي بن رفاعة القرظي، ويقال علي بن عبد الله بن رفاعة، حليف الأنصار، له صحبة، وذكره ابن حجر في الإصابة في القسم الأول. روى عنه يحيى بن جعدة وغيره. انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 6/275، وأسد الغابة 4/86، رقم3786، والإصابة 4/463، رقم5701.
4 فتح الباري 1/ 191.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 6/275، وابن جرير 20/89، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6/185، وابن الأثير في أسد الغابة 4/86 كلهم من عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن علي ابن رفاعة، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/422 ونسبه إلى البخاري في تاريخه وابن المنذر عن علي بن رفاعة رحمه الله.(2/899)
قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ} الآية: 54
[2034] في الطبراني من حديث رفاعة القرظي قال: نزلت هذه الآيات فيّ وفي من آمن معي1.
[2035] في تفسير الطبري وغيره عن قتادة أنها نزلت في عبد الله بن سلام وسلمان الفارسي2.
قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} الآية: 56
[2036] ولأحمد من طريق أبي حازم عن أبي هريرة في قصة أبي طالب قال فأنزل الله {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} 3.
__________
1 فتح الباري 1/ 191.
أخرج ابن جرير 20/88 حدثني بشر بن آدم، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا حماد ابن سلمة، قال: ثنا عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن رفاعة القرظي، نحوه.
2 فتح الباري 1/ 191.
أخرجه ابن جرير 20/89 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، نحوه. قلت: وهو مرسل مع صحة إسناده.
3 فتح الباري 7/195.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/434 حدثنا يحيى، عن يزيد بن كيسان، قال: حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل: لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة"، قال: لولا أن تعيرني قريش يقولون: إنما حمله على ذلك الجزع، لأقررت بها عينك. فأنزل الله عز وجل {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} . وإسناده صحيح على شرط مسلم.
وأخرجه مسلم في صحيحه 25-42 - في الإيمان - من طريق يحيى بن سعيد القطان، بهذا الإسناد.(2/900)
قوله تعالى:
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً} الآية: 59
[2037] ولابن أبي حاتم من طريق قتادة: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً} وأم القرى مكة1.
[2038] ومن وجه آخر عن قتادة عن الحسن في قوله {فِي أُمِّهَا} قال: في أوائلها2.
قوله تعالى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} الآية: 66
[2039] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} قال: الحجج3.
قوله تعالى: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} الآية: 76
[2040] أورد ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} يقول: تثقل4.
__________
1 فتح الباري 8/509.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17019 حدثنا محمد بن يحيى، ثنا العباس، ثنا يزيد، عن سعيد، عن قتادة، مثله.
2 فتح الباري 8/509.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17018 حدثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشير، عن الحسن - فذكر مثله. ولم يذكر في الإسناد "قتادة".
3 فتح الباري 8/505-506.
أخرجه ابن جرير 20/99 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
4 فتح الباري 6/448. أخرجه ابن أبي حاتم رقم17089 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به.(2/901)
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}
[2041] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الْفَرِحِينَ} المرحين1.
قوله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} الآية: 81
[2042] وقد أخرج ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: كان موسى يقول لبني إسرائيل: إن الله يأمركم بكذا حتى دخل عليهم في أموالهم فشق ذلك على قارون فقال لبني إسرائيل: إن موسى يقول: من زنى رجم، فتعالوا نجعل لبغي شيئا حتى تقول إن موسى فعل بها فيرجم فنستريح منه، ففعلوا ذلك، فلما خطبهم موسى قالوا له: وإن كنت أنت؟ قال: وإن كنت أنا، فقالوا: فقد زنيت، فجزع. فأرسلوا إلى المرأة، فلما جاءت عظم عليها موسى، وسألها بالذي فلق البحر لبني إسرائيل إلا صدقت، فأقرت بالحق، فخر موسى ساجدا يبكي، فأوحى الله إليه: إني أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت، فأمرها فخسفت بقارون ومن معه2.
__________
1 فتح الباري 6/448 و 8/509.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17104 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله.
2 فتح الباري 6/448-449.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17156 حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي، ثنا محضر، ثنا الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بنحوه.(2/902)
قوله تعالى:
{وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ} الآية: 82
[2043] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} أي أولا يعلم أن الله1.
قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} الآية: 85
[2044] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان ابن عباس يكتم تفسير هذه الآية، وقال عبد الرزاق قال: معمر: وأما الحسن والزهري فقالا: هو يوم القيامة2.
[2045] وروى الطبري عن ابن عباس قال: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} قال: إلى الجنة، وإسناده ضعيف3.
[2046] ومن وجه آخر قال: "إلى الموت"، وأخرجه ابن أبي حاتم وإسناده لا بأس به4.
__________
1 فتح الباري 8/509.
أخرجه عبد الرزاق 2/94 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/510.
أخرجه عبد الرزاق 2/94 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/510.
أخرجه ابن جرير 20/124 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن رجل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله.
وفيه راوٍ لم يسمّ، وقد نبه ابن حجر على ضعفه كما في الأعلى.
4 فتح الباري 8/510. أخرجه ابن جرير 20/125 حدثنا إسحاق بن وهب الواسطي، وابن أبي حاتم رقم17199 حدثنا أحمد بن سنان، قالا: ثنا محمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله. قال ابن حجر - كما في الأعلى - وإسناده لا بأس به.
قال ابن أبي حاتم - عقبه - وروي عن أبي سعيد الخدري وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد مثل ذلك.(2/903)
[2047] ومن طريق مجاهد قال "يحييك يوم القيامة"1.
[2048] ومن وجه آخر عنه "إلى مكة"2.
[2049] وروى أبو يعلى من طريق أبي جعفر محمد بن علي3 قال: سألت أبا سعيد عن هذه الآية فقال: معاده آخرته، وفي إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف4.
__________
1 فتح الباري 8/510.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17201 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
2 فتح الباري 8/510.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17204 حدثنا أبي، ثنا بن أبي عمر العدني، ثنا سفيان، عن يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، مثله. قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عباس ويحيى بن الجزار، وسعيد بن جبير وعطية، والضحاك نحو ذلك.
3 محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، روى عن أبي سعيد الخدري وغيره، تابعي ثقة فاضل. أخرج له الستة. قال البرقي: ولد سنة ست وخمسين، وقال ابن سعد: مات سنة ثماني عشرة ومائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وعلى هذا يكون مولده سنة خمس وأربعين.
انظر ترجمته في: التهذيب 9/311-313، والتقريب 2/192.
4 فتح الباري 8/510.
أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم1131 حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا كثير بن قاروندا، عن أبي جعفر محمد بن علي، مثله. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/91 رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات. وذكره ابن حجر في المطالب العالية رقم3697 وعزاه لأبي يعلى، ونقل الشيخ الأعظمي عن البوصيري قال: رواته ثقات.
وقول الحافظ: "وفي إسناده جابر الجعفي" سهو منه رحمه الله؛ فليس في إسناده كما تبين من التجريج. وقد روي عن أبي سعيد نحوه بإسناد ضعيف، أخرجه ابن جرير 20/124 عن ابن وكيع، عن أبيه، عن إبراهيم بن حبان، سمعت أبا جعفر، عن ابن عباس، عن أبي سعيد الخدري، نحوه.(2/904)
قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} الآية: 88
[2050] وصل ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن مجاهد في قوله {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} قال: إلا ما أريد به وجهه1.
__________
1 فتح الباري 8/505. ذكره البخاري في ترجمة الباب قائلا: "ويقال ".
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17214 حدثنا الحسن بن عرفة،، ثنا عمار بن محمد، عن أبي سعيد، عن خصيف، به مثله.(2/905)
سورة العنكبوت
قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا} الآية: 4
[2051] أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا} أي يعجزونا1.
قوله تعالى:
{وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} الآية: 8
[2052] وقد أخرج مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه قال: حلفت أم سعد: لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه. قالت: زعمتَ أن الله أوصاك بوالديك، فأنا أمك، وأنا آمرك بهذا، فنزلت {وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً} 2 3.
__________
1 فتح الباري 8/536.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17151 حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 20/130 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله.
2 وقعت في الرواية انتقال من آية إلى آية. قال ابن حجر: كذا وقع عنده، وفيه انتقال من آية إلى آية، فإن في آية العنكبوت {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا} - إلى – {مَرْجِعُكُمْ} والمذكور عنده بعد قوله: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى} إلخ إنما هو في لقمان. وقد وقع عند الترمذي إلى قوله: {حُسْناً} الآية فقط. أهـ.
3 فتح الباري 10/400. أخرجه مسلم في صحيحه رقم1748 - في الفضائل، باب في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - بسنده عن سعد بن أبي وقاص، نحوه في حديث طويل.(2/906)
قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} الآية 13
[2053] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال: من دعا قوما إلى ضلالة فعليه مثل أوزارهم1.
[2054] ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن قتادة قال {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ} أي أوزارهم {وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} أوزار من أضلوا2.
قوله تعالى: {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} الآية: 22
[2055] وقد أخرج ابن أبي حاتم بإسناد صحيح، عن عبد الله بن الزبير {وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} يعني مثبطين3.
__________
1 فتح الباري 8/510.
أخرجه عبد الرزاق 2/96 به سندا ومتنا. وزاد "من غير أن ينقص من أوزاهم شيء". وهو مثل قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل:25] . وفي الحديث "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" [أخرجه الإمام أحمد 2/397 من حديث أبي هريرة مرفوعا، وإسناده صحيح] .
2 فتح الباري 8/510.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم 17187، 17188 حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، قال: سمعت سعيد، عنه، مثله.
3 فتح الباري 8/536. فسره البخاري في ترجمة الباب بلفظ "أي بفائتين"، وأشار ابن حجر إلى رواية ابن أبي حاتم.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17230 حدثنا أحمد بن سنان، ثنا أبو معاوية، ثنا هشام ابن عروة، عن وهب ابن كنعان، عن ابن الزبير، مثله.(2/907)
قوله تعالى: {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} الآية: 38
[2056] وصل ابن أبي حاتم من طريق شبل بن عباد، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} ضللة 1.
[2057] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: معجبين بضلالتهم2.
[2058] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن قتادة قال: كانوا مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها3.
قوله تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} الآية: 64
[2059] وللطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {لَهِيَ الْحَيَوَانُ} قال: لا موت فيها 4.
__________
1 فتح الباري 8/510.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17305 أخبرنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، عن شبل، به بلفظ "في الضلال".
2 فتح الباري 8/510.
أخرجه عبد الرزاق 2/97 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/510.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم17306 حدثنا محمد بن يحيى، ثنا العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، قال: سمعت سعيداً، عنه، مثله.
4 فتح الباري 8/510.
أخرجه ابن جرير 21/13 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله.(2/908)
سورة الروم
قوله تعالى:
{ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ} الآية: 10
[2060] وللطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ} أي الذين كفروا جزاؤهم العذاب1.
[2061] وصل الفريابي عن مجاهد {السُّوأَى} الإساءة، جزاء المسيئين2.
قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} الآية: 15
[2062] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} أي ينعّمون 3.
__________
1 فتح الباري 8/512.
أخرجه ابن جرير 21/25 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
2 فتح الباري 8/512. وذكره البخاري عنه تعليقا.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/485 وعزاه للفريابي وابن أبي شيبة.
3 فتح الباري 8/511.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 279 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 21/28 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله.(2/909)
[2063] ولابن أبي حاتم والطبري من طريق يحيى بن أبي كثير قال: لذة السماع1.
[2064] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يُحْبَرُونَ} قال: يُكرمون2.
قوله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} الآية: 27
[2065] وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس بإسناد صحيح في قوله {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} أيسر3.
[2066] وصل الطبري من طريق منذر الثوري4 عن
__________
1 فتح الباري 8/511.
أخرجه ابن جرير 21/28 والبيهقي في البعث والنشور رقم419 ص 211 من طرق عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، نحوه. وأخرجه ابن جرير 21/28 من طريق عامر بن يساف، عن يحيىبن أبي كثير، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/486 وعزاه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد السري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والخطيب في تاريخه. وذكره ابن كثير 6/313 عن يحيى، والذي قبله عن مجاهد، ثم قال: والحبرة أعم من هذا كله.
2 فتح الباري 8/511.
أخرجه ابن جرير 21/27 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
3 فتح الباري 6/287.
أخرجه ابن جرير 21/36 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.
4 المنذر بن يعلى الثوري أبو يعلى الكوفي، روى عن محمد بن علي بن أبي طالب والربيع ابن خثيم وسعيد بن جبير وغيرهم، وعنه ابنه الربيع والأعمش وغيرهما. متفق على توثيقه. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/270، والتقريب 2/275، وفتح الباري 11/306.(2/910)
الربيع بن خُثَيم1: كل عليه هيّن2.
[2067] وروى الطبري من طريق قتادة وأظنه عن الحسن بلفظ "وإعادته أهون عليه من بدئه، وكل على الله هيّن3.
[2068] وكذا قال مجاهد فيما أخرجه ابن أبي حاتم وغيره4.
قوله تعالى: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية: 27
[2069] أسند البيهقي عن ابن عباس في قوله تعالى {وَلَهُ الْمَثَلُ
__________
1 الربيع بن خُثَيم بن عائذ بن عبد الله بن موهب الثوري أبو يزيد الكوفي. ثقة عابد مخضرم، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وعن ابن مسعود وغيره، وعنه ابنه عبد الله ومنذر الثوري والشعبي وهلال بن يساف وإبراهيم النخعي وبكر بن ماعز وغيرهم. روى الإمام أحمد في الزهد عن ابن مسعود أنه كان يقول للربيع: والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك. مات سنة إحدى وقيل ثلاث وستين. أخرج له الشيخان وغيرهما. انظر ترجمته في: التهذيب 3/210، والتقريب 1/244.
2 فتح الباري 6/287.
أخرجه ابن جرير 21/36 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يحيى بن سعيد العطار، عن سفيان، عمن ذكره عن منذر الثوري، به بلفظ "ما شيء عليه بعزيز ". وإسناده ضعيف، ففيه راو لم يسم، ثم إن شيخ الطبري ضعيف.
3 فتح الباري 6/287.
أخرجه ابن جرير 21/36 من طريق يزيد، عن سعيد، عن قتادة، به. وليس فيه "عن الحسن".
4 فتح الباري 6/287.
أخرجه ابن جرير 21/36 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ " {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} قال: الإعادة عليه من البداءة، والبدائة عليه هيّن".(2/911)
الْأَعْلَى} يقول ليس كمثله شيء1.
قوله تعالى: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية: 28
[2070] ولابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: هذا مثل ضربه الله لمن عدل به شيئا من خلقه يقول: أكان أحد منكم مشاركا مملوكه في فراشه وزوجته؟ وكذلك لا يرضى الله أن يعدل به أحد من خلقه2.
[2071] وصل الطبري من طريق ابن جريج عن عطاء3 عن ابن عباس في هذه الآية قال: هي في الآلهة، وفيه يقول: تخافون أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا4.
[2072] ومن طريق أبي مجلز قال: أن مملوكك لا تخاف أن يقاسمك مالك، وليس له ذلك، كذلك الله لا شريك له5.
__________
1 فتح الباري 13/356.
أخرجه ابن جرير 21/38 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 355 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 8/512.
أخرجه ابن جرير 21/38 حدثنا بشر، قال: يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله. وأخرجه عبد الرزاق 2/102 عن معمر، عنه، نحوه.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/494 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم.
3 هو الخراساني.
4 فتح الباري 8/511.
أخرجه ابن جرير 21/39 قال: حُدِّثت عن حجاج، عن ابن جريج، به مثله. وفي إسناده انقطاع.
قال ابن حجر: والضمير في قوله "فيه" لله تعالى، أي أن المثل لله وللأصنام، فالله المالك والأصنام مملوكة والمملوك لايساوي المالك.
5 فتح الباري 8/512. أخرجه ابن جرير 21/39 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت عمران قال، قال أبو مجلز - فذكر مثله.(2/912)
قوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الآية: 30
[2073] وصل الطبري من طريق عكرمة: الفطرة الإسلام1.
قوله تعالى: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}
[2074] أخرج الطبري من طريق إبراهيم النخعي في قوله {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} قال: لدين الله2.
[2075] ومن طرق عن مجاهد وعكرمة وقتادة وسعيد بن جبير والضحاك مثله3.
[2076] وفيه قول آخر: أخرجه الطبري من طرق عن ابن عباس
__________
1 فتح الباري 8/513.
أخرجه ابن جرير 21/41 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا زيد بن حباب، عن حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، مثله.
2 فتح الباري 8/512.
أخرجه ابن جرير 21/41 حدثني ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن مسعر وسفيان، عن قيس بن مسلم، عن إبراهيم البخعي، مثله. وأخرجه 21/41 من وجه آخر عن جعفر الرازي، عن مغيرة، عن إبراهيم، به.
3 فتح الباري 8/512.
أما أثرمجاهد فأخرجه ابن جرير 21/41 من طرق عن ابن أبي نجيح وليث، عنه. وأما أثر عكرمة فأخرجه من طريق النضر بن عربي، عنه. وأما أثر قتادة فأخرجه من طريق يزيد، عن سعيد، عنه. وأما أثر سعيد بن جبير فأخرجه من طريق ابن عيينة، عن حميد الأعرج، عنه. وأما أثر الضحاك فأخرجه من طريق جويبر، عنه. وقد ذكر جميعا السيوطي في الدر المنثور 6/493 وعزاها إلى الطبري. وأما أثر مجاهد فزاد نسبته إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر.(2/913)
وعكرمة ومجاهد قال: الإخصاء1 2.
قوله تعالى: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} الآية: 39
[2077] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} قال: يعطي ماله يبتغي أفضل منه3.
[2078] وقال عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي روّاد4 عن الضحاك في هذه الآية قال: هذا هو الربا الحلال، يهدي الشيء ليثاب أفضل منه، ذاك لا له ولا عليه5.
[2079] وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عبد العزيز، وزاد:
__________
1 هو رضَ عروق الخصيتين، أو سل الخصيتين ونزعهما، ويفعل ذلك في البهائم لقصد السمن وزيادة اللحم. انظر: المعجم الوسيط ص239.
2 فتح الباري 8/512.
أخرجه ابن جرير 21/41-42 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن فضيل، عن مطرف، عن رجل سأل ابن عباس عن خصاء البهائم فكرهه، وقال: {لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} . وأخرج من طريق ابن عيينة، عن حميد الأعرج، قال: قال عكرمة: الإخصاء. وأخرج من طريق حفص بن غياث، عن ليث، عن مجاهد قال: الإخصاء.
3 فتح الباري 8/511.
أخرجه ابن جرير 21/42 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله.
4 عبد العزيز بن أبي روّاد - بفتح الراء وتشديد الواو -، أبو عبد الرحمن مولى الأزد، روى عن عطاء والضحاك وغيرهما، وعنه عبد الرزاق ووكيع وغيرهما، وثقه يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين وأبو حاتم. قال ابن حجر في التقريب: صدوق عابد، ربما وهم، ورمي بالإرجاء، مات سنة تسع وخمسين ومائة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 5/394، والتهذيب 6/301-302، والتقريب 1/509.
5 فتح الباري 8/511.
أخرجه عبد الرزاق 2/104 به سندا ومتنا.(2/914)
ونُهِيَ النبي صلى الله عليه وسلم عنه خاصة1.
[2080] ومن طريق إسماعيل بن أبي خالد عن إبراهيم قال: هذا في الجاهلية كان يعطي الرجل قرابته المال يكثر به ماله2.
[2081] ومن طريق محمد بن كعب القرظي قال: هو الرجل يعطي الآخر الشيء ليكافئه به ويزاد عليه، {فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} 3.
[2082] ومن طريق الشعبي قال: هو الرجل يلصق بالرجل يخدمه، ويسافر معه، فيجعل له ربح بعض ما يتجر فيه، وإنما أعطاه التماس عونه، ولم يرد به وجه الله4.
قوله تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} الآية: 44
[2083] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله
__________
1 فتح الباري 8/511.
أخرج ابن جرير 21/47 عن ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي روّاد، عن الضحاك، نحوه.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/495-496 والذي قبله في سياق واحد، ونسبه إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك، واستدل بقوله: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} [المدثر:6] . وانظر تفسير الطبري 29/148-149.
2 فتح الباري 8/511.
أخرجه ابن جرير 21/47 عن عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، به مثله.
3 فتح الباري 8/511.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/496 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
4 فتح الباري 8/511.
أخرجه ابن جرير 21/47 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، ومحمد بن فضيل، عن زكريا، عن عامر الشعبي، مثله.(2/915)
{فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} قال: يسوون المضاجع1.
قوله تعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} الآية: 48
[2084] وصل الفريابي أيضا بالإسناد المذكور عن مجاهد قال {الْوَدْقَ} المطر2.
__________
1 فتح الباري 8/511.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 279 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 21/52 من طريق ورقاء، به مثله.
2 فتح الباري 8/511.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 279 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(2/916)
سورة لقمان
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} الآية: 6
[2085] وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة رفعه "لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن"، الحديث، وفيه "وفيهن أنزل الله {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} الآية"، وسنده ضعيف1.
[2086] وأخرج الطبراني عن ابن مسعود موقوفا أنه فسر "اللهو" في هذه الآية بالغناء، وفي سنده ضعف أيضا2.
__________
1 فتح الباري 11/91.
أخرجه الترمذي في جامعه رقم3195 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة لقمان - حدثنا قتيبة، حدثنا بكر بن مضر عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم ابن عبد الرحمن، عن أبي أمامة - مرفوعا نحوه. وقال: هذا حديث غريب، إنما يروى من حديث القاسم عن أبي أمامة، والقاسم ثقة، وعلي بن يزيد يضعف في الحديث. قال: سمعت محمداً يقول: القاسم ثقة وعلي بن يزيد يضعف. وضعفه ابن حجر كما هو أعلاه. هذا وقد ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2553 وقال: حسن. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/504 ونسبه إلى سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن أبي أمامة.
2 فتح الباري 11/91.
لم أجده عند الطبراني، ولعله الطبري؛ فقد أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره 21/61، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يزيد ابن يونس، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء البكري، أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو سئل عن هذه الآية {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ} فقال عبد الله: الغناء، والذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات. وأخرج 21/61 من طريق صفوان بن عيسى، قال: أخبرنا حميد الخراط، عن عمار، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء، أنه سأل ابن مسعود عن قول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قال: الغناء.(2/917)
قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} الآية: 12
[2087] وقد روى سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} قال: التفقه في الدين ولم يكن نبيا1.
قوله تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} الآية: 18
[2088] وأورد من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} : لا تتكبر عليهم2.
[2089] أورد الطبري عن عكرمة {وَلا تُصَعِّرْ} : الإعراض بالوجه3.
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية: 34
[2090] وروى ابن مردويه في التفسير من طريق يحيى بن أيوب
__________
1 فتح الباري 6/466.
أخرجه ابن جرير 21/67 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. وزاد في آخره "ولم يُوْحَ إليه". وذكره ابن كثير 6/338 تعليقا عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.
2 فتح الباري 6/466.
أخرجه ابن جرير 21/74 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به بلفظ "ولا تتكبر فتحقر عباد الله، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك".
3 فتح الباري 6/466.
أخرجه ابن جرير 21/75 حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، قال: ثنا محمد بن ربيعة، قال: ثنا أبو مكين، عن عكرمة، به. وأخرجه 21/75 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي مكين، به.(2/918)
البجلي1 عن جده أبي زرعة 2 عن أبي هريرة رفعه "خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية3.
__________
1 يحيى بن أيوب بن أبي زرعة بن عمرو بن جرير البجلي الكوفي، روى عن جده وزياد ابن علاقة والشعبي، وعنه ابن المبارك وأبو أحمد الزبيري ومحمد بن يوسف الفريابي وغيرهم. لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر ترجمته في: التهذيب 11/163، والتقريب 2/343.
2 في الفتح "عن جده عن أبي زرعة" فكلمة "عن" زائدة؛ لأن جدّ "يحيى بن أيوب" هو "أبو زرعة". وأبو زرعة هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، رأى عليا وروى عن جده وأبي هريرة ومعاوية وغيرهم. ثقة، أخرج له الجماعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 12/109، والتقريب 2/424.
3 فتح الباري 2/525.
لم أقف على إسناده غير ما ذكر ابن حجره، وأصله في الصحيحين عن أبي هريرة. ولفظه "قال: إن رجلا قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثكم بأشراطها إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها، وإذا كانت الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطول رعاة الغنم في البنيان فذاك من أشراطها، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله"، ثم تلا {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} إلى آخر الآية. البخاري: رقم4777، ومسلم: رقم9-5. وله شاهد من حديث ابن عمر مرفوعا، أخرجه البخاري برقم 1039 ولفظه "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم أحد ما يكون في غد، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غذا، وما تدري نفس بأي أرض تموت". وآخر من حديث بريدة أخرجه أحمد 5/353 وغيره، ولفظه "قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خمس لا يعلمهن إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/92-93 رجال أحمد رجال الصحيح.(2/919)
سورة السجدة
قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} الآية: 8
[2091] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} ضعيف1.
[2092] وللفريابي من هذا الوجه في قوله {مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} قال: نطفة الرجل2.
قوله تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} الآية:10
[2093] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} قال: هلكنا3.
قوله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} الآية:17
[2094] أخرج مسلم والترمذي من طريق الشعبي سمعت المغيرة ابن شعبة 4 على المنبر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم "إن موسى سأل ربه ... ، فذكر
__________
1 فتح الباري 8/515. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 21/95 من طرق عن ابن أبي نجيح - عنه مثله. وزاد "نطفة الرجل".
2 فتح الباري 8/515.
انظر ما قبله.
3 فتح الباري 8/515.
أخرجه ابن جرير 21/97 من طرق عن ابن أبي نجيح وغيره، عنه، مثله.
4 المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتِّب، الثقفي، صحابي مشهور، أسلم قبل الحديبية، وولي إمرة البصرة، ثم الكوفة. مات سنة خمسين على الصحيح.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/238، رقم5071، والإصابة 6/156، رقم8197، والتقريب 2/269.(2/920)
الحديث بطوله، وفي آخره، "مَن أعظم أهل الجنة منزلة؟ فقال: غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، قال: ومصداق ذلك في كتاب الله {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} 1.
[2095] زاد ابن مسعود في حديثه "ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل" أخرجه ابن أبي حاتم2.
__________
1 فتح الباري 8/516.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم312-189 - في الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ـ، من حديث سفيان بن عيينة، عن مطرف وابن أبجر، عن الشعبي، بهمطولا.
2 فتح الباري 8/516.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/549 ونسبه إلى الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم - وصححه -. ولفظه قال: إنه لمكتوب في التوراة "لقد أعد الله للذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع ما لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ولا يعلم ملك مقرب، ولا نبي مرسل"، وإنه لفي القرآن {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} .
أخرجه الحاكم 2/414 من طريق أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله، فذكره بهذا السياق قريبا من لفظه. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن جرير 21/104 من طريق قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن عبيدة ابن ربيعة الحارثي، عن عبد الله بن مسعود - فذكر نحوه، ولم يذكر اللفظ الموجود في الأعلى، وهو قوله "ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل". وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 7/93 بدون قوله "ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل"، وقال: رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيف.(2/921)
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ} الآية:26
[2096] أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ} قال: أو لم يبين لهم1.
قوله تعالى: {إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} الآية:27
[2097] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن رجل، عن مجاهد، عن ابن عباس {الْجُرُزِ} التي لا تمطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا2.
[2098] وذكر الفريابي وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من طريق ابن أبي نجيح، عن رجل، عن ابن عباس كذلك3.
[2099] زاد إبراهيم، وعن مجاهد قال: هي أرض أبين4.
__________
1 فتح الباري 8/515.
أخرجه ابن جرير 21/113-114 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/515.
أخرجه ابن جرير 21/115 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن رجل، عن ابن عباس، مثله. ولم يذكر في إسناده "مجاهد". وزاد "إلا ما يأتيها من السيول". وقد أورده ابن حجر في تغليق التعليق 4/280 برواية الطبري فقال في إسناده "حدثنا الحارث، ثنا الحسن ابن موسى، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس. فوصله بذكر مجاهد، ولم يذكر الراوي المبهم.
3 فتح الباري 8/515.
أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث كما في تغليق التعليق 4/280 من طريق عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن رجل، عن ابن عباس.
4 فتح الباري 8/515.
أخرجه إبراهيم كما في تغليق التعليق 4/280 من طريق معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: الجزر أبين. قال ابن حجر: وأنكر ذلك الحربي وقال: أبين مدينة معروفة باليمن، فلعل مجاهداً قال ذلك في وقت لم تكن أبين تنبت فيه شيئا. أهـ.(2/922)
[2100] وأخرج ابن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن ابن عباس في قوله {إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} قال: هي أرض باليمن1.
__________
1 فتح الباري 8/515.
أخرجه سفيان بن عيينة في تفسيره في رواية سعيد بن عبد الرحمن المخزومي كما في تغليق التعليق 4/281 عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن جرير 21/115 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان ابن عيينة، به.
وقال أبو عبيدة: الأرض الجرز الغليظة اليابسة التي لم يصبها مطر. مجاز القرآن 2/133.(2/923)
سورة الأحزاب
قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} الآية: 6
[2101] في حديث جابر عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه" 1.
قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً} الآية: 6
[2102] وقد أخرج عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة عن ابن جريج قال: قلت لعطاء في هذه الآية {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفاً} فقال: هو إعطاء المسلم الكافر، بينهم قرابة صلة له2.
__________
1 فتح الباري 12/10.
أخرجه أبو داود في سننه رقم2956 - في الخراج والإمارة والفيء، باب في أرزاق الذرية - من حديث معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر، بهمرفوعا. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/112، والإمام أحمد في مسنده 3/296 من حديث معمر، به. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم2563.
وله شاهد عند البخاري رقم4781 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة. اقرؤوا إن شئتم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني وأنا مولاه".
2 فتح الباري 8/517.
أخرجه عبد الرزاق 2/113 قال: أخبرني ابن جريج، قال: قلت لعطاء - فذكر نحوه. وليس في إسناده "عن معمر عن قتادة".(2/924)
قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا} الآية: 9
[2103] وروى ابن مردويه في التفسير من طريق أخرى عن ابن عباس قال "قالت الصبا للشمال: اذهبي بنا ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن الحرائر لا تهب بالليل، فغضب الله عليها فجعلها عقيما". وفي رواية له من هذا الوجه "فكانت الريح التي نصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبا"1.
قوله تعالى: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} الآية: 10
[2104] وعند ابن مردويه من حديث ابن عباس {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: عيينة بن حصن {وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} : أبو سفيان بن حرب2.
قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} الآية: 23
[2105] وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الحسن في قوله {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} قال: قضى أجله على الوفاء والتصديق3.
__________
1 فتح الباري 7/402.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/385 وأبو الشيخ في العظمة رقم862 كلاهما من حديث أبي سعيد الأشج، عن حفص بن غياث، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه.
وأخرجه ابن جرير 21/127 من وجه آخر عن داود، عن عكرمة - من قوله، ولم يذكر ابن عباس في الإسناد. وذكر السيوطي في الدر المنثور 6/573 نحوه عن ابن عباس، ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه وأبي الشيخ في العظمة وأبي نعيم في الدلائل.
2 فتح الباري 7/400.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/576 ونسبه إلى ابن مردويه فقط.
3 فتح الباري 8/518. قال ابن حجر: وهذا مخالف لما قاله غيره.
أخرجه عبد الرزاق 2/114 به سندا ومتنا. ولفظه "الصدق" بدل "التصديق".(2/925)
[2106] ثبت عن عائشة "أن طلحة دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أنت يا طلحة ممن قضى نحبه"، أخرجه ابن ماجه والحاكم1.
[2107] وعند الحاكم من حديث أبي هريرة: منهم مصعب بن عمير، ومن حديث أبي ذر أيضا2.
__________
1 فتح الباري 8/518.
ويمكن أن يجمع بين هذا وبين ما ورد في حق أنس بن النضر - عند البخاري - ومصعب وغيره، بحمل حديث عائشة هذا على المجاز، ويكون "قضى" بمعنى "يقضي". وهكذا جمع ابن حجر.
أخرجه الحاكم 2/415-416 من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة، قال: بينا عائشة بنت طلحة تقول لأمها أم كلثوم بنت أبي بكر: أبي خير من أبيك، فقالت عائشة أم المؤمنين: ألا أقضي بينكما؟ إن أبا بكر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار، قالت: فمن يومئذ سمي عتيقا، ودخل طلحة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أنت يا طلحة ممن قضى نحبه "، قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله "قلت: بل إسحاق متروك، قاله أحمد".
وأخرجه ابن ماجه رقم126، 127 - في المقدمة - من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى ابن طلحة، عن معاوية بن أبي سفيان - مرفوعا نحوه.
وله شاهد من حديث طلحة نفسه، أخرجه أبو يعلى رقم663، والترمذي رقم3203 كلاهما من طريق طلحة بن يحيى، عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لأعرابي جاهل: سله عمن قضى نحبه من هو؟ وكان لا يجترؤون على مسألته، يوقرونه ويهابونه، فسأله الأعرابي، فأعرض عنه، ثم سأله فأعرض عنه، ثم إني اطلعت من باب المسجد وعليّ ثياب خضر، فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أين السائل عمن قضى نحبه؟ " قال: أنا يا رسول الله، قال: "هذا ممن قضى نحبه". وإسناده حسن. وقد ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2560 وقال:"حسن صحيح".
والحديث صحّحه في سلسلة الأحاديث الصححية رقم125.
2 فتح الباري 8/518. لم أجده من حديث أبي هريرة، أما حديث أبي ذر فقد أخرجه الحاكم 2/200 والبيهقي في دلائل النبوة 3/284-285 كلاهما من حديث محمد بن صالح بن هانئ، ثنا يحيى ابن محمد بن يحيى الشهيد، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحربي، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن قطن ابن وهيب، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر، نحوه. ولفظه "قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، مر على مصعب بن عمير رضي الله عنه مقتولا على طريقه، فقرأ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.(2/926)
قوله تعالى:
{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} الآية: 26
[2108] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {صَيَاصِيهِمْ} قصورهم1.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ} الآيتان:28-29
[2109] أخرج مسلم من حديث جابر قال "دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحديث فيه قوله صلى الله عليه وسلم "هن حولي كما ترى يسألنني النفقة" يعني نساءه، وفيه أنه اعتزلهن شهرا ثم نزلت عليه هذه الآية {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} - حتى بلغ – {أَجْراً عَظِيماً} قال: فبدأ بعائشة" الحديث.
وفيه "أن عائشة لما قالت "بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة" قالت: يا رسول الله، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت: فقال: "لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني متعنتا وإنما بعثني
__________
1 فتح الباري 8/517. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 282 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله.(2/927)
معلما ميسرا" 1.
[2110] وقد أخرج مسلم أيضا من طريق سماك بن الوليد 2 عن ابن عباس "حدثني عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد " الحديث بطوله، وفي آخره "قال: وأنزل الله آية التخيير"3.
[2111] روى ابن مردويه من طريق الحسن عن عائشة أنها طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا، فأمر الله نبيه أن يخير نساءه: إما عند الله تردن أم الدنيا؟ 4.
قوله تعالى: {وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} الآية: 33
[2112] أخرج عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية قال: كانت المرأة تخرج تتمشى بين الرجال، فذلك تبرج
__________
1 فتح الباري 8/520.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم1478-29 - في الطلاق، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنبية -، عن جابر نحوه في حديث طويل.
2 سماك بن الوليد الحنفي، أبو زُميل، اليمامي، ثم الكوفي، ليس به بأس، أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. التقريب 1/332.
3 فتح الباري 8/521.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم1479-30 عن زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمّار، عن سماك أبي زُميل، بهفي حديث طويل. الشاهد من الحديث نزول آية التخيير، وهي - كما في هذا الحديث - قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} ، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم:4-5] .
4 فتح الباري 8/522.
قال ابن حجر: فإن ثبت هذا وكانت هي السبب في التخيير فلعل البداءة بها لذلك، لكن الحسن لم يسمع من عائشة فهو ضعيف.(2/928)
الجاهلية الأولى1.
[2113] وعند ابن أبي حاتم من طريق شيبان عن قتادة قال: كانت لهن مشية وتكسر وتغنّج2 إذا خرجن من البيوت فنُهِيْن عن ذلك3.
[2114] ومن طريق عكرمة عن ابن عباس قال: قال عمر: ماكانت إلا جاهلية واحدة، فقال له ابن عباس: هل سمعت بأولى إلا ولها آخرة؟ 4.
[2115] ومن وجه آخر عن ابن عباس قال: تكون جاهلية أخرى5.
[2116] ومن وجه آخر عنه قال: كانت الجاهلية الأولى ألف سنة فيما نوح وإدريس، وإسناده قوي6.
__________
1 فتح الباري 8/520.
أخرجه عبد الرزاق 2/116 به سندا ومتنا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 602 وعزاه لابن سعد وابن أبي حاتم.
2 الغنج في الجارية: تكسّر وتدلُّل. انظر: النهاية 3/389.
3 فتح الباري 8/520.
أخرجه ابن جرير 22/4 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، مثله.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 602 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
4 فتح الباري 8/520.
أخرجه ابن جرير 22/5 من طريق ابن وهب، قال: قال ابن زيد - وهو عبد الرحمن - قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن ثور، عن عبد الله بن عباس، نحوه. و"عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم" ضعيف.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 601 وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
5 فتح الباري 8/520.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 601 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
6 فتح الباري 8/520.
وقد قوّى ابن حجر إسناد ابن أبي حاتم إلا أنني لم أقف عليه. وأخرج ابن جرير 22/4 حدثني ابن زهير، قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا داود - يعني ابن أبي الفرات -، قال: ثنا علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله في حديث طويل. وذكره ابن كثير 6/406 عن ابن جرير.(2/929)
[2117] ومن حديث عائشة قالت: الجاهلية الأولى بين نوح وإبراهيم، وإسناده ضعيف1.
[2118] ومن طريق عامر - وهو الشعبي - قال: هي ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم2.
قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} .
[2119] عند مسلم والترمذي من رواية عامر بن سعد بن أبي وقاص 3 قال: قال معاوية لسعد: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه" فذكر الحديث وفيه " وقوله "لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله"، وقوله "لما نزلت {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران:61] دعا عليًا وفاطمة والحسن والحسين فقال:
__________
1 فتح الباري 8/520.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 602 بلفظ "الجاهلية الأولى كانت على عهد إبراهيم عليه السلام "، وعزاه لابن أبي حاتم فقط.
2 فتح الباري 8/520.
أخرجه ابن جرير 22/4 حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن زكريا، عن عامر، مثله. وفيه ابن وكيع شيخ الطبري، ضعيف.
وقد رجّح ابن جرير القول القائل بأن ذلك عام فيما كان قبل الإسلام، فيدخل في ذلك ما بين آدم وعيسى. انظر: جامع البيان 22/4.
3 عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، روى عن أبيه وعثمان والعباس بن عبد المطلب وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم، ثقة، مات سنة أربع ومائة. أخرج له الجماعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 5/56، والتقريب 1/387.(2/930)
اللهم هؤلاء أهلي1.
[2120] عن أم سلمة قالت: لما نزلت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا والحسن والحسين فجللهم بكساء، فقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي " الحديث، أخرجه الترمذي وغيره2.
قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} الآية: 34
[2121] وصل ابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} القرآن والسنة، وكذا هو في تفسير عبد الرزاق3.
__________
1 فتح الباري 7/74.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم2404-32 - في فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه - بسنده إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب - فذكر الحديث.
2 فتح الباري 7/138.
أخرجه الترمذي رقم3871 - في المناقب، باب فضل فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم -، وابن جرير 22/6 من طريقين، عن زبيد، عن شهر بن حوشب، عن أم سلمة، به نحوه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب. وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم3038. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/604 ونسبه إلى الترمذي وابن جرير وابن المنذر والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة.
3 فتح الباري 8/520.
أخرجه عبد الرزاق 2/116 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/283 بإسناده إلى أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، به.
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 283 عن الرمادي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 607 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.(2/931)
قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} الآيتان:37-38
[2122] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي "بلغنا أن هذه الآية نزلت في زينب بنت جحش، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يزوجها زيد بن حارثة مولاه، فكرهت ذلك، ثم إنها رضيت بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه، ثم أعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بعد أنها من أزواجه فكان يستحي أن يأمره بطلاقها.
وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب ما يكون من الناس، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسك عليه زوجه وأن يتقي الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه ويقولوا تزوج امرأة ابنه، وكان قد تبنى زيدا1.
[2123] وعنده من طريق علي بن زيد، عن علي بن الحسين بن علي قال: أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها، فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له: "اتق الله وأمسك عليك زوجك" قال الله: قد أخبرتك أني مزوجكها، وتخفي في نفسك ما الله مبديه2.
__________
1 فتح الباري 8/523.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/616 وعزاه لابن أبي حاتم فقط.
2 فتح الباري 8/523-524.
أخرجه ابن جرير 22/13 من حديث سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، به نحوه. ضعفه ابن حجر بعلي بن زيد بن جدعان.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/614-615 ونسبه إلى الحكيم الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل.(2/932)
[2124] وقد أخرج الترمذي من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن عائشة قالت: لوكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} - يعني بالإسلام - {وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} - بالعتق - {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} إلى قوله {قَدَراً مَقْدُوراً} وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها قالوا: تزوج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} - إلى قوله - {وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب:5] ، قال الترمذي: روي عن داود عن الشعبي عن مسروق عن عائشة إلى قوله "لكتم هذه الآية " ولم يذكر ما بعده. قلت - القائل ابن حجر-: وهذا القدر أخرجه مسلم كما قال الترمذي، وأظن الزائد بعده مدرجا في الخبر؛ فإن الراوي له عن داود لم يكن بالحافظ1.
قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} الآية
[2125] وروى أحمد ومسلم والنسائي ومن طريق سليمان بن المغيرة2
__________
1 فتح الباري 8/524.
أخرجه الترمذي رقم3207 - في التفسير، باب ومن سورة الأحزاب - حدثنا علي ابن حجر، أخبرنا داود بن الزبرقان، عن داود بن أبي هند، به.
قال ابن حجر: الراوي له عن داود - وهو داود بن الزبرقان - لم يكن بالحافظ.
والحديث ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم628 وقال: ضعيف مقطوع.
قلت: حديث عامر الشعبي عن عائشة مرسل، إنما يحدث عن مسروق عن عائشة. انظر: المراسيل رقمالترجمة 290.
وأما أول الحديث - إلى قوله "لكتم هذه الآية" - فأخرجه مسلم في صحيحه رقم177-288 من طريق عبد الوهاب، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.
2 سليمان بن المغيرة القيسي مولاهم، أبو سعيد البصري، روى عن أبيه وثابت البناني والحسن وابن سيرين وغيرهم، وعنه الثوري وشعبة وابن المبارك وغيرهم. ثقة، مات سنة خمس وستين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/193، والتقريب 1/330.(2/933)
عن ثابت عن أنس قال: "لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: "اذكرها عليّ"، قال: فانطلقت فقلت: يا زينب، أبشري، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك. فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي، فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها بغير إذن"1.
[2126] أخرج الإسماعيلي من طريق عارم بن الفضل2 عن حماد ابن زيد3 عن ثابت عن أنس: نزلت في زينب بنت جحش {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا} الآية؛ وكانت تفخر ... الخ4.
[2127] وفي مرسل الشعبي "قالت زينب: يا رسول الله، أنا أعظم
__________
1 فتح الباري 8/524.
قال ابن حجر: وهذا أيضا من أبلغ ما وقع في ذلك، وهو أن يكون الذي كان زوجها هو الخاطب، لئلا يظن أحد أن ذلك وقع قهرا بغير رضاه.
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه رقم1428 - في النكاح، باب زواج زينب بنت جحش ... - عن أنس بن مالك، نحوه.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 612 ونسبه إلى ابن سعد وأحمد والنسائي وأبي يعلى وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.
هذا والحديث في صحيح مسلم - كما سبق في التخريج -، ولم ينسبه السيوطي إليه.
2 اسمه محمد بن الفضل السدوسي أبو النعمان البصري المعروف بعارم، روى عن جرير ابن حازم والحمادين وغيرهم، وعنه البخاري ثم روى هو والباقون عنه بواسطة عبد الله ابن محمد المسندي وغيرهم. ثقة ثبت، تغيّر في آخر عمره، مات سنة ثلاث أو أربع وعشرين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/357، والتقريب 2/200.
3 حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي، أبو إسماعيل البصري، روى عن ثابت البناني وأنس بن سيرين وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه ابن المبارك وابن عيينة وعارم ابن الفضل وغيرهم، ثقة ثبت فقيه، مات سنة تسع وسبعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/9، والتقريب 1/197.
4 فتح الباري 13/412.(2/934)
نسائك عليك حقا، أنا خيرهن منكحا وأكرمهن سفيرا وأقربهن رحما، فزوجنيك الرحمن من فوق عرشه، وكان جبريل هو السفير بذلك، وأنا ابنة عمتك، وليس لك من نسائك قريبة غيري" أخرجه الطبري وأبو القاسم الطحاوي في "كتاب الحجة والتبيان" له1.
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} الآية: 49
[2128] وروى ابن خزيمة والبيهقي من طريقه من وجه آخر عن سعيد بن جبير "سئل ابن عباس عن الرجل يقول: إذا تزوجت فلانة فهي طالق، قال: ليس بشيء، إنما الطلاق لما ملك، قالوا: فابن مسعود قال: إذا وقت وقتا فهو كما قال، قال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، لو كان كما قال لقال الله إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن"2.
[2129] وأخرج الحاكم من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما قالها ابن مسعود، وإن يكن قالها فزلة من عالم في الرجل يقول إذا تزوجت فلانة فهي طالق، قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} ولم يقل: إذا طلقتم المؤمنات ثم نكحتموهن3.
__________
1 فتح الباري 13/412.
أخرجه ابن جرير 22/14 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، نحوه. و"ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف.
2 فتح الباري 9/381.
3 فتح الباري 9/381.
أخرجه الحاكم 2/205 من طريق الحسين بن واقد وأبو حمزة كلاهما عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. صحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي.(2/935)
[2130] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق آدم مولى خالد 1 عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس فيمن قال: كل امرأة أتزوجها فهي طالق ليس بشيء، من أجل أن الله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} الآية2.
[2131] ورواه سعيد بن منصور عن حماد بن شعيب3 عن حبيب ابن أبي ثابت قال "جاء رجل إلى علي بن الحسين فقال: إني قلت يوم أتزوج فلانة فهي طالق، فقرأ هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} قال علي بن الحسين: لا أرى الطلاق إلا بعد نكاح"4.
قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} الآية: 50
[2132] وعند ابن أبي حاتم من حديث عائشة: التي وهبت نفسها
__________
1 هو آدم بن سليمان، والد يحيى بن آدم، مولى خالد بن خالد بن عقبة بن أبي معيط، قال ابن أبي حاتم: روى عن سعيد بن جبير وعطاء ونافع، روى عنه الثوري وشعبة وإسرائيل، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو صالح. الجرح والتعديل 2/268.
2 فتح الباري 9/381.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/432 حدثنا أحمد بن منصور المروزي، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا يونس - يعني ابن أبي إسحاق - سمعت آدم مولى خالد، به.
3 حماد بن شعيب الحماني التميمي أبو شعيب، روى عن أبي الزبير وحبيب بن أبي ثابت ومنصور والأعمش، وعنه حسين الجعفي وموسى بن أعين وأحمد بن يونس وعبد الأعلى ابن حماد. روى ابن أبي حاتم بسنده عن أحمد أنه سئل عن حماد بن شعيب، فقال: لا أدري كيف هو؟ وروى عن يحيى بن معين قال: هو ضعيف. كما ضعّفه أبو زرعة.
انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 3/142.
4 فتح الباري 9/383.
لم أقف عليه عند سعيد بن منصور فيما وقفت عليه من سننه، وفي إسناده حماد ابن شعيب ضعيف.(2/936)
للنبي صلى الله عليه وسلم هو خولة بنت حكيم1 2، وصلها ابن مردويه في التفسير والبيهقي من طريق منصور أبي بن مزاحم3 عن أبي سعيد المؤدب4، عن هاشم ابن عروة، عن أبيه، عنها5.
__________
1 خَولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية، امرأة عثمان بن مظعون، وكان عثمان مات عنها. يقال كنيتها أم شريك، ويقال لها خُويلة - بالتصغير -، وكانت صالحة فاضلة، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنها سعد بن أبي وقاص وسعيد بن المسيب وبشر ابن سعيد، وعروة. وهي من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
انظر ترجمتها في الإصابة 8/116-117 رقم11119.
2 فتح الباري 8/525.
قال ابن حجر: هذا هو الصحيح.
3 منصور بن أبي مزاحم بشير التركي، أبو نصر البغدادي، روى عن أبي سعيد بن أبي الوضاح وغيره، وعنه أبو حاتم وموسى بن هارون وغيرهما. ثقة. مات سنة خمس وثلاثين ومائتين وهو ابن ثمانين سنة. أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي.
انظر ترجمته في: التهذيب 10/270276-277، والتقريب 2/276.
4 اسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، أبو سعيد المؤدب، مشهور بكنيته، روى عن هشام بن عروة وغيره، وعنه منصور بن أبي مزاحم وغيره. ذكره ابن حبان في الثقات وقال مستقيم الحديث. وقال ابن سعد: مات في خلافة موسى الهادي وكان ثقة. ووثقه أبو زرعة وغيره. قال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم. مات بعد الثمانين ومائة، أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 9/401، والتقريب 2/208.
5 فتح الباري 9/165.
أخرجه ابن مردويه في التفسير كما في تغليق التعليق 4/ 411، والبيهقي في سننه 7/55 من حديث موسى بن هارون، قال: ثنا منصور بن أبي مزاحم، به مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 6/435 حدثنا أبي، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 629 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في السنن عن عائشة.
والحديث أخرجه البخاري رقم5113 - في النكاح، باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد - بسنده موقوفا على عروة، ولم يذكر عائشة. ثم أشار البخاري إلى من وصله قائلا: رواه أبو سعيد المؤدب ومحمد ابن بشر وعبدة بن عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، يزيد بعضهم على بعض.(2/937)
[2133] ومن طريق الشعبي قال: من الواهبات أم شريك1.
[2134] وأخرجه النسائي من طريق عروة2.
[2135] ومن طريق قتادة عن ابن عباس قال: التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم هي ميمونة بنت الحارث. هذا منقطع، وأورده من وجه آخر مرسل وإسناده ضعيف3.
[2136] ويعارضه حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس "لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له" أخرجه الطبري وإسناده حسن4.
__________
1 فتح الباري 8/525.
أخرج ابن سعد كما في الإصابة 9/419 عن عبيد الله بن موسى، عن سنان، عن فراس، عن الشعبي بلفظ " قال: المرأة التي عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شريك الأنصارية. قال ابن حجر: وهذا مرسل. رجاله ثقات.
وري علي بن الحسين بهذا اللفظ. أخرجه بن جرير 22/23 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، قال: ثني الحكم، قال: كتب عبد الملك إلى أهل المدينة يسألهم، قال: فكتب إليه عليّ: "هي امرأة من الأسد يقال لها أمّ شريك، وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت: و"أمّ شريك" - فيما يقال - كنية خولة بنت حكيم، كما ذكر ابن حجر في ترجمة خولة.
2 فتح الباري 8/525.
ذكر ابن حجر في الإصابة 9/419 أن النسائي أخرجها من رواية هشام بن عروة، عن أم شريك، ولكن لم ينسبها. قال ابن حجر: ورجاله ثقات.
3 فتح الباري 8/525.
لم أقف عليه مسندا، وقد بين ابن حجر أن إسناده ضعيف، وأنه منقطع، ثم إن هذا يعارض ماصحّ من أنه لم يكن عنده صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له، وميمونة بنت الحارث إنما كانت من أمهات المؤمنين.
4 فتح الباري 8/526. =(2/938)
قوله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} الآية: 50
[2137] وروى ابن مردويه من حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس أيضا {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} قال: فرض عليهم أن لا نكاح إلا بولي وشاهدين1.
قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} الآية: 51
[2138] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {تُرْجِي} تؤخر2.
__________
= والمراد أنه لم يدخل بواحدة ممن وهبت نفسها له، ولم يقبل واحدة منهن، وإن كان مباحا له؛ لأنه راجع إلى إرادته صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: {إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا} . انظر فتح الباري 8/526، وتفسير ابن كثير 6/436.
والأثر أخرجه ابن جرير 22/23 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير، عن عنبسة ابن الأزهر، عن سماك بن حرب، به مثله. وأخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 6/436 والطبراني في الكبير ج11/رقم11787 من طريق يونس بن بكير، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/255: رواه الطبراني ورجاله ثقات. كما حسّن إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 630 وزاد نسبته إلى ابن مردويه والبيهقي في السنن.
1 فتح الباري 8/526.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 632 في روايتين مستقلتين وعزاهما إلى ابن مردويه فقط، وزاد في رواية ابن عباس "ومهر". وروي نحوه عن قتادة، فقد أخرج ابن جرير 22/23-24 من طريق علي بن الحسين، قال: ثني أبي، عن مطر، عن قتادة في قوله: {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} قال: "إن مما فرض الله عليهم أن لا نكاح إلا بولي وشاهدين". وأخرج 22/24 من طريق سعيد، عن قتادة قوله {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} ق ال: "كان مما فرض الله عليهم أن لا تزوج امرأة إلا بولي وصداق عند شاهدي عدل، ولا يحل لهم من النساء إلا أربع، وما ملكت أيمانهم". وسنده صحيح إلى قتادة.
2 فتح الباري 8/525. أخرجه ابن جرير 22/24 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/ 285 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به.(2/939)
[2139] أخرج الطبري عن ابن عاس ومجاهد والحسن وقتادة وأبي رزين وغيرهم {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} أي تؤخرهن بغير قسم1 2.
[2140] وأخرج الطبري أيضا عن الشعبي في قوله {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ} قال: كنّ نساء وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فدخل ببعضهن وأرجأ بعضهن لم ينكحهن3.
__________
1 قال ابن حجر: هناك ثلاثة أقوال في تأويل {تُرْجِي} :
أحدها: تطلق وتمسك.
وثانيها: تعتزل من شئت منهن بغير طلاق وتقسم لغيرها.
ثالثها: تقبل من شئت من الواهبات وترد من شئت. قال ابن حجر: واللفظ محتمل للأقوال الثلاثة.
2 فتح الباري 8/526.
نسب ابن حجر هذا القول إلى الجمهور.
أما أثر ابن عباس فقد سبق في الذي قبله.
وأما أثر مجاهد فأخرجه 22/24 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "تعتزل بغير طلاق من أزواجك من تشاء.
وأما أثر الحسن فأخرجه 22/25 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن فذكر نحوه في رواية طويلة.
وأما أثر قتادة فأخرجه 22/24 - 25 من طريق يزيد، عن سعيد، عنه، نحوه.
وأما أثر أبي رزين فأخرجه 22/25 من طريق جرير، عن منصور، عنه - مايفهم معناه.
ومع هذا كان صلوات الله وسلامه عليه يقسم لهن، كما ورد ذلك عن قتادة والحسن - في أثريهما السابقين - وغيرهما. وانظر: تفسير ابن كثير 6/437.
3 فتح الباري 8/526.
قال ابن حجر: وهذا شاذ، والمحفوظ أنه لم يدخل بأحد من الواهبات كما تقدم.
هكذا عزاه ابن حجر للطبري، ولم أجده عنده بعد البحث، وقد أورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 634 وعزاه لابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن. وهذا مما يقوّي الاحتمال أنه ليس في تفسير الطبري. والله أعلم.
هذا وقد أخرجه ابن سعد 8/154 - 155 عن وكيع بن الجراح، عن زكريا بن أبي زائدة، عن عامر الشعبي، نحوه. وأخرجه البيهقي في سننه 7/55 من طريق يونس بن بكير، عن زكريا بن أبي زائدة، به نحوه. وزاد في آخره "منهن أم شريك".(2/940)
[2141] وعن قتادة: أطلق له أن يقسم كيف شاء فلم يقسم إلا بالسوية1.
قوله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} الآية: 52
[2142] وقد روى الترمذي والنسائي عن عائشة "ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء"2.
__________
1 فتح الباري 8/526.
أخرجه ابن جرير 22/24-25 من طريق سعيد، عنه، نحوه، وقد تقدم.
2 فتح الباري 8/526.
اختلف العلماء في تأويل هذه الآية، فجمهور العلماء على أنها منسوخة إما بالسنة، والناسخ لها هذا الحديث، أو أنها منسوخة بآية أخرى، وهي قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} ، يدل على ذلك الحديث الآتي بعده عن أم سلمة.
قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية: "ذكر غير واحد من العلماء كابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة وابن زيد وابن جرير وغيرهم، أن هذه الآية نزلت مجازاة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضاً عنهن على حسن صنيعهن في اختيارهن الله ورسوله والدار الآخرة لما خيرهن رسول لله صلى الله عليه وسلم كما تقدم في الآية، فلما اخترن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جزاؤهن أن الله تعالى قصره عليهن، وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن أو يستبدل بهن أزواجاً غيرهن، ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري فلا حرج عليه فيهن، ثم إنه تعالى رفع عنه الحرج في ذلك ونسخ حكم هذه الآية، وأباح له التزوج، ولكن لم يقع منه بعد ذلك تزوج لتكون المنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليهن".
وقال ابن حجر: "اختلف في المنفي في هذه الآية: هل المراد بعد الأوصاف المذكروة، فكان يحل له صنف دون صنف؟ أو بعد النساء الموجودات عند التخيير؟ على قولين: وإلى الأول ذهب أبي بن كعب ومن وافقه أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند. =(2/941)
[2143] وأخرج ابن أبي حاتم عن أم سلمة رضي الله عنها مثله1.
قوله تعالى:
{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} الآية: 53
[2144] وقع في رواية مجاهد عن عائشة أخرجه النسائي "كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم حيسا2
__________
= وإلى الثاني ذهب ابن عباس ومن وافقه وأن ذلك وقع مجازاة لهن على اختيارهن إياه".
انظر: تفسير الطبري 22/30، وتفسير القرطبي 14/141، وتفسير ابن كثير 6/438، وفتح الباري 8/526.
وأما هذا الحديث فأخرجه الإمام أحمد 6/180، 201 والدارمي 2/154 - باب قول الله تعالى: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} -، والنسائي في التفسير رقم435، وابن جرير 22/32 والحاكم 2/437، والبيهقي 7/54 كلهم من طريق ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، مثله. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
وأخرج أحمد 6/41 والترمذي رقم3216 - وحسنه -، والنسائي في المجتبى رقم3204 وابن جرير 22/32 والبيهقي 7/54 كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن عمرو ابن دينار، عن عطاء، عن عائشة، به.
والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2568 وقال "صحيح الإسناد".
وأورده السيوطي في الدر المنثور 6/ 637 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وأبي داود في ناسخه والترمذي - وصححه - والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي من طرق عن عطاء عن عائشة.
1 فتح الباري 8/526.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/438 حدثنا أبو زرعة، حدثنا عبد الرحمن ابن عبد الملك ابن شيبة، حدثني عمر بن أبي بكر، حدثني المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن عبد الله بن وهب بن زمعة، عن أم سلمة. ولفظه "قالت: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحلّ الله له أن يتزوج من النساء ما شاء، إلا ذات محرم، وذلك قول الله عز وجل: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} ".
2 الحيس: طعام يُتّخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يُجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت.
انظر: النهاية 1/467.(2/942)
في قعب1، فمرّ عمر فدعاه فأكل، فأصاب إصبعه إصبعي فقال: حس2 - أو أوه -3 لو أطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزل الحجاب4.
[2145] وروى ابن جرير في تفسيره من طريق مجاهد قال: بينا النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشة تأكل معهم، إذ أصابت يد رجل منهم يدها، فكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت آية الحجاب5.
__________
1 القعب: قدح ضخم غليظ، جمعه قِعاب وأقعب. لسان العرب 1/683.
2 حِس - بكسر السين والتشديد -: كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مضّه وأحرقه غفلة، كالجمرة والضربة ونحوهما. انظر: النهاية 1/385.
3 أوه: كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع، وهي قريب من حسّ في المعنى. انظر: النهاية 1/82.
4 فتح الباري 8/531.
قال ابن حجر: ويمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب، فلقربه منها أطلقت نزول الحجاب بهذا السبب، ولا مانع من تعدد الأسباب. أهـ.
والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم1053 - باب أكل الرجل مع امرأته -، والنسائي في التفسير رقم439 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/445، وابن مردويه كما ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 3/126 كلهم من حديث سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن موسى بن أبي كثير، عن مجاهد، به.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/96 رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن أبي كثير وهو ثقة. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/640-641 ونسبه إلى النسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.
قلت: وإسناده ضعيف، فإن مجاهدا لم يسمع من عائشة، فهو مرسل. انظر: المراسيل رقم الترجمة 361.
وقد نقل الزيلعي عن الدارقطني قال: هذا حديث يرويه مسعر واختلف عنه، فرواه ابن عيينة عنه: عن موسى بن أبي كثير، عن مجاهد، عن عائشة، وغيره يرويه عن مسعر، عن موسى، عن مجاهد مرسلا، والصواب المرسل. أهـ-. تخريج أحاديث الكشاف 3/126. وانظر ما بعده.
5 فتح الباري 1/ 249. أخرجه ابن جرير 22/39 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن ليث، عن مجاهد، به. وليث هو ابن أبي سليم ضعيف، وانظر ما قبله.(2/943)
[2146] وقد أخرج ابن مردويه من حديث ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل، فدخل عمر فرأى الكراهية في وجهه فقال للرجل: لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل"، فقال له عمر: يا رسول الله لو اتخذت حجابا، فإن نساءك لسن كسائر النساء، وذلك أطهر لقلوبهن، فنزلت آية الحجاب1.
قوله تعالى: {لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلا نِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ} الآية: 55
[2147] أخرج الطبري من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة والشعبي أنه قيل لهما: لِمَ لَمْ يذكر العم والخال في هذه الآية؟ فقالا: لأنهما
__________
1 فتح الباري 8/531.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/ رقم12244 قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ح وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة قالا ثنا بشر بن السري، ثنا رباح بن معروف المكي، عن سالم بن عجلان الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه في حديث طويل.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/70-71 "رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه أبو عبيدة بن فضيل بن عياض وهو لين الحديث، وبقية رجاله ثقات.
قلت: وقد تابعه عليه إسماعيل بن عبد الله بن زرارة، في إسناده الثاني - كما ترى -، وهو صدوق، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. وانظر ترجمته في: التهذيب 1/269، والتقريب 1/71.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/640 ونسبه إلى ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.(2/944)
ينعتانها لأبنائهما، وكرها لذلك أن تضع خمارها عند عمها أو خالها1.
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الآية: 56
[2148] وقع في حديث أبي مسعود 2 عند مسلم بلفظ "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك3؟
__________
1 فتح الباري 8/532.
أخرجه ابن جرير 22/42 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا حجاج بن المنهال، قال: ثنا حماد، عن داود، عن الشعبي وعكرمة - فذكر مثله. وأخرج ابن المنذر كما في تفسير ابن كثير 6/46 عند آية سورة النور {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} [الأحزاب:31] من حديث ابن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، به نحو هذا الحديث.
قال ابن حجر: وحديث عائشة في قصة أفلح يرد عليهما.
قلت: وقصة أفلح أخرجها البخاري رقم4796 - في التفسير - عن عائشة أن أفلح أخا أبي القُعَيس - وأبو القُعيس هو زوج أم عائشة من الرضاعة - استأذن عليها، فأبت حتى تستأذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت له ذلك، ففيه أنه صلى الله عليه وسلم قال لها: "ائذني له فإنه عمّك".
2 هو عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري، أبو مسعود المعروف بالبدري؛ لأنه سكن أو نزل ماء بدر. وشهد العقبة ولم يشهد بدراً عند أكثر أهل السير، وقيل شهد بدراً. صحابي جليل، مات قبل الأربعين، وقيل بعدها. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/280، رقم6249، والإصابة 7/333، رقم10624.
3 فتح الباري 8/533.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم405-659 - في الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد - بسنده عن أبي مسعود الأنصاري. وفي أخره قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم".(2/945)
[2149] وروى الترمذي من طريق يزيد بن أبي زياد1 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ} الآية، قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام، فكيف الصلاة2؟
[2150] وقد روى إسماعيل بن إسحاق في كتاب "أحكام القرآن" له بإسناد حسن عن عمر بن عبد العزيز 3 أنه كتب "أما بعد، فإن ناسا من الناس
__________
1 يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي مولاهم، الكوفي، روى عن مولاه عبد الله بن الحارث ابن نوفل وإبراهيم النخعي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم، إسماعيل بن أبي خالد وعبد العزيز بن مسلم وهشيم وأبو عوانة وغيرهم. ضعيف، كبر فتغيّر، صار يتلقّن، وكان شيعيّا، مات سنة ست وثلاثين ومائة.
انظر ترجمته في: التهذيب 11/287، والتقريب 2/365.
2 فتح الباري 8/533.
هكذا عزاه ابن حجر للترمذي من طريق يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. ولم أجده عنده من هذه الطريق، وقد أخرجه الترمذي رقم483 - في أبواب الصلاة، باب ما جاء في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - من طريق الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة، نحوه. وليس فيه ذكر نزول الآية، ولفظه "قلنا يا رسول الله! هذا السلام عليك قد علمنا، فكيف الصلاة عليك؟ " الحديث.
أما الحديث المذكور هنا فقد أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 6/449 حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا هشيم بن بشير، عن يزيد بن أبي زياد، حدثنا عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة. ولفظه "قال: لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} قال: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا السلام، فكيف الصلاة عليك؟ قال: " قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد". وكان عبد الرحمن ابن أبي ليلى يقول: "وعلينا معهم".
3 عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي، أمير المؤمنين، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، ولي إمرة المدينة للوليد، وكان مع سليمان كالوزير، وولي الخلافة بعده، فعدّ مع الخلفاء الراشدين. مات في رجب سنة إحدى ومائة. وله أربعون سنة. التقريب 2/59-60.(2/946)
التمسوا عمل الدنيا بعمل الآخرة، وإن ناسا من القصاص أحدثوا في الصلاة على خلفائهم وأمرائهم عدل الصلاة على النبي، فإذا جاءك كتابي هذا فمرهم أن تكون صلاتهم على النبيين، ودعاؤهم للمسلمين، ويَدَعوا ماسوى ذلك"1.
[2151] ثم أخرج عن ابن عباس بإسناد صحيح قال: لا تصلح الصلاة على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار2.
[2152] أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء3.
[2153] ومن طريق آدم بن أبي إياس "حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع - هو ابن أنس - بهذا"، وزاد في آخره له4.
__________
1 فتح الباري 8/534.
أخرجه القاضي إسماعيل كما في تفسير ابن كثير 6/458 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، عن جعفر بن برقان، قال: كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فذكره. وقد حسّنه ابن كثير.
2 فتح الباري 8/534.
أخرجه ابن أبي شيبة 2/519 والقاضي إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ص69 من طريقين عن عثمان بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه مختصرا، بدون قوله "ولكن للمسلمين والمسلمات الاستغفار". ونقله ابن كثير 6/468 عن القاضي إسماعيل.
وقد صحّح إسناده الشيخ الألباني في تعليقه على كتاب القاضي إسماعيل ".
3 فتح الباري 8/533. وذكره البخاري عنه تعليقا.
وذكره ابن كثير 6/447 تعليقا عن أبي جعفر، به، وقال: رواه ابن أبي حاتم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/646 وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
4 فتح الباري 8/533.
انظر رقم 21 في الكلام على إسناد أبي جعفر الرازي عن الربيع، وانظرما قبله.(2/947)
[2154] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} قال: يُبَرِّكون على النبي، أي يدعون له بالبركة1.
[2155] وفي حديث طلحة عند الطبري "أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت الله يقول {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ} الآية فكيف الصلاة عليك2.
[2156] وعند ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال: صلاة الله مغفرته وصلاة الملائكة الاستغفار3.
[2157] وعن ابن عباس أن معنى صلاة الرب الرحمة وصلاة الملائكة الاستغفار4.
[2158] وقال الضحاك بن مزاحم: صلاة الله رحمته5.
[2159] وفي رواية عنه مغفرته، وصلاة الملائكة الدعاء، أخرجهما إسماعيل القاضي عنه6.
__________
1 فتح الباري 8/533. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 22/43 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "يباركون".
2 فتح الباري 11/154.
أخرجه ابن جرير 22/43 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا هارون، عن عنبسة، عن عثمان ابن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، به. وتمامه "قال: "قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد". وفي إسناده ابن حميد شيخ الطبري ضعيف.
3 فتح الباري 11/155-156.
4 فتح الباري 11/156.
5 فتح الباري 11/156.
6 فتح الباري 11/156.(2/948)
قوله تعالى: {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} الآية: 60
[2160] وصل الطبري أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لَنُغْرِيَنَّكَ} لنسلطنك عليهم، وكذا قال السدي1.
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} الآية:69
[2161] وقد روى أحمد بن منيع في مسنده، والطبري وابن أبي حاتم بإسناد قوي عن ابن عباس عن علي قال: "صعد موسى وهارون الجبل، فمات هارون، فقال بنو إسرائيل لموسى: أنت قتلته، كان ألين لنا منك وأشد حبا فآذوه بذلك، فأمر الله الملائكة فحملته فمرت به على مجالس بني إسرائيل2، فعلموا بموته"3.
__________
1 فتح الباري 8/533.
أخرجه ابن جرير 22/48 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
2 في مصادر التخريج زيادة "وتكلّمت الملائكة بموته، حتى عرف بنو إسرائيل أنه قد مات، فبرأه الله من ذلك فانطلقوا به فدفنوه، فلم يطلع على قبره أحد من خلق الله إلا الرخم، فجعله الله أصمّ أبكم".
3 فتح الباري 8/534.
أخرجه ابن جرير 22/52، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/474-475، والحاكم 2/579 كلهم من حديث عباد بن العوام، ثنا سفيان بن حصين، ثنا الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقد قوّى إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/666 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه.
تنبيه: وقد تصحف "سفيان بن حصين " في رواية ابن جرير إلى "سفيان بن حبيب".
انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 5/99. هذا وقد نقل ابن حجر عن الطبري قال: يحتمل أن يكون هذا المراد بالأذى في قوله: {لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} ثم قال - أي ابن حجر - "قلت: وما في الصحيح أصح من هذا، لكن لا مانع أن يكون للشيء سببان فأكثر كما تقدم تقريره غير مرة ".(2/949)
[2162] وقد روى أحمد بن منيع في مسنده بإسناد حسن والطحاوي وابن مردويه من حديث علي أن الآية المذكورة نزلت في طعن بني إسرائيل على موسى بسبب هارون لأنه توجه معه إلى زيارة فمات هارون فدفنه موسى، فطعن فيه بعض بني إسرائيل وقالوا: أنت قتلته، فبرأه الله تعالى بأن رفع لهم جسد هارون وهو ميت فخاطبهم بأنه مات. وفي الإسناد ضعف1.
قوله تعالى: {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} الآية: 70
[2163] عند الفريابي والطبري وغيرهما من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {قَوْلاً سَدِيداً} قال: سدادا2.
[2164] وأخرج أيضا من طريق يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال في قوله تعالى {قَوْلاً سَدِيداً} قال: عدلا يعني في منطقه وفي عمله. قال: والسداد الصدق، وكذا أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة3.
[2165] ومن طريق مبارك بن فضالة عن الحسن البصري في قوله {قَوْلاً
__________
1 فتح الباري 6/438.
انظر ما قبله.
2 فتح الباري 11/300.
أخرجه ابن جرير 22/53 حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
قال ابن حجر: "والسداد بفتح أوله العدل المعتدل الكافي وبالكسر ما يسد الخلل". فتح الباري 11/300.
3 فتح الباري 11/300.
أخرجه ابن جرير 22/53 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.(2/950)
سَدِيداً} قال: صدقا1.
[2166] وأخرج الطبري من طريق الكلبي مثله2.
__________
1 فتح الباري 11/300.
لم أقف على إسناده، وانظر ما قبله.
2 فتح الباري 11/300.
أخرجه ابن جرير 22/53 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عنبسة، عن الكلبي، به. والكلبي ضعيف.(2/951)
سورة سبأ
قوله تعالى:
{لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ} الآية: 3
[2167] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {لا يَعْزُبُ} قال: لا يغيب1.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} الآية: 5
[2168] وذكر ابن أبي حاتم من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {مُعَاجِزِينَ} قال: مراغمين2.
قوله تعالى: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} الآية: 10
[2169] وصل الفريابي من طريق مجاهد {أَوِّبِي مَعَهُ} : سبّحي معه3.
[2170] وعن الضحاك هو بلسان الحبشة4.
__________
1 فتح الباري 8/ 536.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/288 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/536.
3 فتح الباري 6/454.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/29 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 22/65 من طريق ابن أبي نجيح، ومنصور كلاهما عن مجاهد، مثله.
4 فتح الباري 6/454.
لم أجده بهذه الزيادة، وقد أخرج ابن جرير 22/66 من طريق جويبر، عن الضحاك في قوله: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ} سبحي معه.
وأخرج ابن جرير 22/65 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن عنبسة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة في قوله تعالى: {أَوِّبِي مَعَهُ} قال: سبحان بلسان الحبشة. وقد ذكره السيوطي في المهذب ص76.(2/952)
[2171] وقال قتادة: معنى "أوبي" سيري1.
قوله تعالى: {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} الآية: 11
[2172] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} أي قدر المسامير والحلق2.
[2173] وروى إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من طريق مجاهد في قوله {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} : لا تدق المسامير فَيَسْلَس، ولا تغلظه فيفصمها3.
قوله تعالى: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} الآية: 13
[2174] وصل عبد بن حميد عن مجاهد {مِنْ مَحَارِيبَ} قال: بنيان ما دون القصور4.
__________
1 فتح الباري 6/454.
لم أجده، وقد أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/127 من طريق معمر، وابن جرير 22/66 من طريق سعيد كلاهما عنه بلفظ "سبحي".
2 فتح الباري 6/454.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/29 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 6/454.
أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث كما في تغليق التعليق 4/29 ثنا محمد ابن الصباح، أنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وأخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 523 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
4 فتح الباري 6/458. أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/31 ثنا روح، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/953)
[2175] عن مجاهد {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} قال: كانت صورا من نحاس، أخرجه الطبري1.
[2176] وقال قتادة: كانت من خشب ومن زجاج، أخرجه عبد الرزاق2.
قوله تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} الآية: 13
[2177] وصل عبد بن حميد عن مجاهد {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} كالحياض للإبل3.
[2178] ووصل ابن أبي حاتم عن ابن عباس: كالجوبة من الأرض4.
قوله تعالى: {مِنْسَأَتَهُ} الآية: 14
[2179] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مِنْسَأَتَهُ} : عصاه5.
__________
1 فتح الباري 10/382.
أخرجه ابن جرير 22/70 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 10/382.
لم أجده في تفسير عبد الرزاق، وقد أخرج ابن جرير 22/70 من طريق سعيد، عنه بلفظ "من زجاج وشبه".
3 فتح الباري 6/458.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/31 ثنا روح، ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/458.
أخرجه ابن جرير 22/71 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/31 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
5 فتح الباري 6/458. أخرجه ابن جرير 22/73 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/31 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.(2/954)
قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ} الآية: 15
[2180] وقع عند الترمذي وحسنه من حديث فروة بن مسيك1 قال: "أنزل في سبأ ما أنزل، فقال رجل: يا رسول الله، وما سبأ، أرض أو امرأة؟ قال: "ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامن ستة وتشاءم أربعة" الحديث2.
[2181] قال "وفي الباب عن ابن عباس"، قلت - القائل ابن حجر: حديث ابن عباس وفروة صححهما الحاكم3.
__________
1 فروة بن مسيك المرادي، ثم الغطيفي، يكنى أبا عمير، صحابي سكن الكوفة، أصله من اليمن، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر، فأسلم فبعثه على مراد وزَبيد ومَذحِج. واستعمله عمر. انظر ترجمته في: أسد الغابة 4/343، رقم4224، والإصابة 5/281، رقم6996.
2 فتح الباري 8/535.
أخرجه الترمذي رقم3222 - في التفسير، باب "ومن سورة سبأ" -، حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد وغير واحد قالوا: أخبرنا أبو أسامة، عن الحسن بن الحكم النخعي، حدثنا أبو سبرة النخعي، عن فروة بن مسيك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله في حديث طويل. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. كما ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2574 وقال: حسن صحيح.
وأخرجه ابن الأثير في ترجمة فروة بأسانيده إلى الترمذي. وأخرجه الحاكم 2/424 من حديث الحميدي، ثنا فرج ابن سعيد ابن علقمة ابن سعيد بن أبيض بن جمال الماربي، حدثني عم أبي ثابت بن سعيد بن أبيض، عن أبيه، عن فروة بن مسيك مرفوعا. وقد ذكره ابن كثير 6/492 برواية الإمام أحمد وعبد بن حميد، وجوّد إسناده، ثم أشار إلى تخريج ابن جرير. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 686، ونسبه إلى أحمد وعبد ابن حميد والبخاري في تاريخه والترمذي - وحسنه - وابن المنذر والحاكم - وصحّحه - وابن مردويه.
3 فتح الباري 8/535. =(2/955)
[2182] وأخرج ابن أبي حاتم في حديث فروة زيادة أنه قال: يا رسول الله إن سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية، وإني أخشى أن يرتدوا فأقاتلهم، قال: ما أمرت فيهم بشيء، فنزلت {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ} الآيات. فقال له رجل: يا رسول الله، وما سبأ؟ فذكره1.
قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} الآية: 16
[2183] وصل الفريابي عن مجاهد {سَيْلَ الْعَرِمِ} 2 السد ماء أحمر، أرسله الله في السد، فشقه وهدمه وحفر الوادي، فارتفعتا عن الجنبتين
__________
= أشار إليه الترمذي عقب حديث فروة، والحديث أخرجه الحاكم 2/423 من طريق عبد الله بن عياش القتباني، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن وعلة، قال: سمعت ابن عباس يقول: إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ أرجل هو، أو امرأة، أم أرض؟ ... الحديث نحوه. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد 1/316 وعبد بن حميد كما في تفسير ابن كثير 6/491 بإسناد فيه ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، به. وقد حسّن ابن كثير إسناده. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/97: "رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجالهما ثقات".
1 فتح الباري 8/535.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/492 حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، حدثني ابن لهيعة، عن توبة بن نمر، عن عبد العزيز بن يحيى أنه أخبره، عن علي بن رباح، قال: حدثني فلان، أن فروة بن مسيك الغطيفي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن سبأ قوم كان لهم عز في الجاهلية ... الحديث. قال ابن كثير: فيه غرابة من حيث ذكر الآية بالمدينة، والسورة مكية كلها، والله أعلم. أهـ.
2 قال أبو حاتم: هو جمع لا واحد له من لفظه. وقال أبو عبيدة: سيل العرم واحدتها عرمة، وهو بناء يحبس به الماء يبنى فيشرف به على الماء في وسط الأرض، ويترك فيه سبيل السفينة، فتلك العرمات واحدتها عرمة. انظر: الفتح 8/537.(2/956)
وغاب عنهما الماء فيبستا، ولم يكن الماء الأحمر من السد، ولكن كان عذابا أرسل عليهم1.
[2184] وصل سعيد بن منصور عن شريك2 عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة - وهو عمرو بن شرحبيل3 - العرم المُسَنَّاة4 بلحن أهل اليمن5.
[2185] أخرج ابن أبي حاتم من طريق عثمان بن عطاء 6 عن أبيه
__________
1 فتح الباري 8/536.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/288 بالسند المذكور سابقا، مثله.
2 شريك بن عبد الله النخعي الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق، يخطئ كثيراً، تغيّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابداً، شديداً على أهل البدع، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة. التقريب 1/351.
3 عمرو بن شرحبيل الهمداني، أبو ميسرة، الكوفي، ثقة عابد مخضرم، مات سنة ثلاث وستين. أخرج له الجماعة ماعد ابن ماجه. انظر: التقريب 2/72.
4 المسناة - بضم الميم وفتح المهملة وتشديد النون، أو بفتح الميم وسكون المهملة، نقل ابن حجر عن ابن التين: أن المراد بها ما يبنى في عرض الوادي ليرتفع السيل، ويفيض على الأرض، قال: وكأنه أخذ من عرامة الماء وهو ذهابه كل مذهب. ونقل عن الفراء: العرم المسناة وهي مسناة كانت تحبس الماء على ثلاثة أبواب منها. فيسيبون من ذلك الماء من الباب الأول، ثم الثاني، ثم الآخر. ولا ينفد حتى يرجع الماء السنة المقبلة. وكانوا أنعم قوم، فلما أعرضوا عن تصديق الرسل وكفروا بثقة الله عليهم تلك المسناة فغرقت أرضهم ودقت الرمل بيوتهم، ومزقوا كل ممزق، حتى صار تمزيقهم عند العرب مثلا يقولون: "تفرقوا أيدي سبأ". أهـ. انظر: فتح الباري 8/536-537.
5 فتح الباري 8/536. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه ل 165/ ب به سندا ومتنا. ونقله ابن حجر في تغليق التعليق 4/288 برواية سعيد بن منصور. وأخرجه ابن جرير 22/79 من طريق صالح بن زريق، قال: أخبرنا شريك، به.
6 عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، أبو مسعود المقدسي، روى عن أبيه وأبي عمران مولى أم الدرداء وإسحاق بن قبيصة بن ذؤيب وزياد بن أبي سودة، وعنه ابنه محمد وحجاج بن محمد وآخرون. ضعيف، مات سنة خمس وخمسين ومائة، وقيل سنة إحدى وخمسين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 7/126، والتقريب 2/12.(2/957)
قال: العرم اسم الوادي1.
[2186] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس "الخمط" الأراك2.
[2187] وبه قال: و"الأثل" الطرفاء3.
[2187] وبه قال: {الْعَرِمِ} الشديد4.
قوله تعالى: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} الآية: 17
[2189] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {نُجَازِي} نعاقب5.
[2190] ومن طريق طاوس قال: هو المناقشة في الحساب، ومن نوقش الحساب عذب، وهو الكافر لا يغفر له6.
__________
1 فتح الباري 8/537.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/690 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وأخرج ابن جرير 22/79 من طريق سعيد، عن قتادة، ومن طريق العوفي، عن ابن عباس، وعن الضحاك، نحوه.
2 فتح الباري 8/537.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/289 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، حدثني علي بن أبي طلحة، به.
3 فتح الباري 8/537.
انظر ما قبله برقم 2186.
4 فتح الباري 8/537.
انظر رقم 2186.
5 فتح الباري 8/537.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/288 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 22/83 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
6 فتح الباري 8/537. أخرجه عبد الرزاق 2/129 عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/692 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.(2/958)
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} الآية: 23
[2191] في حديث النواس بن سمعان عند الطبراني مرفوعا "إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله، فإذا سمع أهل السماء بذلك صعقوا وخروا سجدا، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، فينتهي به على الملائكة، كلما مرّ بسماء سأله أهله ماذا قال ربنا؟ قال: الحق، فينتهي به حيث أمر " 1.
[2192] وقد روى ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه "إذا تكلم الله بالوحي يسمع أهل السماء صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون، ويرون أنه من أمر الساعة". وقرأ {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ} الآية. وأصله عند أبي داود وغيره2.
__________
1 فتح الباري 8/538.
أخرجه ابن جرير 22/91 وابن خزيمة في التوحيد 1/348 وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/504 وأبو الشيخ في العظمة رقم163 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 293 كلهم من حديث نعيم بن حماد، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الله بن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان - مرفوعا نحوه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/98 رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح، وقد وثق وتكلم فيه من لم يسم بغير قادح معين، وبقية رجاله ثقات. وقال ابن أبي حاتم فيما نقله عنه ابن كثير في التفسير 6/504 سمعت أبي يقول: ليس هذا الحديث بالتام عن الوليد بن مسلم رحمه الله.
2 فتح الباري 8/538.
أخرجه أبو داود رقم4738 - في السنة، باب في القرآن -، وابن خزيمة في التوحيد 1/351، وابن أبي حاتم في الرد على الجهمية كما في فتح الباري 13/456 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 262 كلهم من طريق علي بن الحسين ابن إشكاب عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عنه - مرفوعا نحوه. والحديث صححه الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم1293.(2/959)
وقد وصل البيهقي في الأسماء والصفات من طريق أبي معاوية 1 عن الأعمش عن مسلم بن صبيح - وهو أبو الضحى - 2 عن مسروق عن ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئا، فإذا فُزِّع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق، ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق3.
وهكذا أخرجه أحمد عن أبي معاوية ولفظه "إن الله عز وجل إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفاء فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم" قال: ويقولون يا جبريل، ماذا قال ربكم، قال: فيقول الحق، قال: فينادون الحق الحق4.
__________
1 اسمه محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم أبو معاوية الضرير الكوفي، روى عن عاصم الأحول والأعمش وداود بن أبي هند وخلق كثير وعنه إبراهيم وابن جريج ويحيى القطان وآخرون. ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يَهِم في حديث غيره، مات سنة خمس وتسعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/120، والتقريب 2/157.
2 مسلم بن صبيح - بالتصغير - الهمداني، أبو الضحى الكوفي العطّار، مشهور بكنيته، ثقة فاضل، مات سنة مائة. أخرج له الجماعة. التقريب 2/245.
3 فتح الباري 13/456. وذكره البخاري عنه تعليقا.
نقل ابن حجر عن البيهقي قال: "رواه أحمد بن شريح الرازي وعلي بن إشكاب وعلي بن مسلم ثلاثتهم عن أبي معاوية مرفوعا أخرجه أبو داود في السنن عنهم ولفظه مثله إلا أنه قال: فيقولون: ماذا قال ربك. قال ورواه شعبة عن الأعمش موقوفا، وجاء عنه مرفوعا أيضا وهكذا رواه الحسن بن محمد الزعفراني عن أبي معاوية مرفوعا".
4 فتح الباري 13/456.(2/960)
[2193] وعند مسلم والترمذي من طريق علي بن الحسين بن علي عن ابن عباس عن رجال من الأنصار أنهم كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فرمي بنجم فاستنار، فقال: "ما كنتم تقولون لهذا إذا رمي به في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول مات عظيم أو يولد عظيم، فقال: "إنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح سماء الدنيا، ثم يقولون لحملة العرش: ماذا قال ربكم " الحديث. وليس عند الترمذي "عن رجال من الأنصار"1.
[2194] وعند ابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن مردويه من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " لم تكن قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع، فكان إذا نزل الوحي سمع الملائكة صوتا كصوت الحديدة ألقيتها على الصفا، فإذا سمعت الملائكة ذلك خروا سجدا، فلم يرفعوا حتى ينزل، فإذا نزل قالوا: ماذا قال ربكم؟ فإن كان مما يكون في السماء قالوا الحق، وإن كان مما يكون في الأرض من غيث أو موت تكلموا فيه فسمعت الشياطين فينزلون على أوليائهم من الإنس".
__________
1 فتح الباري 8/538.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم2229-124 مكرر - في السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان -، من طرق عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، به. وفيه "قال ابن عباس: أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار، وفي رواية، رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار" فلا تضر عدم معرفة هذه الواسطة؛ لأن الصحابة كلهم عدول.
وأخرجه الترمذي رقم3224 - في التفسير، باب "ومن سورة سبإ" - من طريق معمر، عن الزهري، به. وليس فيه "عن رجال من الأنصار"، ثم أشار إلى ذلك الترمذي قائلا: وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس عن رجال من الأنصار ... حدثنا بذلك الحسين بن حُريث. حدثنا الوليد بن مسلم. حدثنا الأوزاعي. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.(2/961)
وفي لفظ " فيقولون: يكون العام كذا فيسمعه الجن فتحدثه الكهنة.
وفي لفظ "ينزل الأمر إلى السماء الدنيا له وقعة كوقع السلسة على الصخرة فيفزع له جميع أهل السماوات " الحديث1.
[2195] وعند ابن مردويه من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده "لما نزل جبريل بالوحي فزع أهل السماء لانحطاطه، وسمعوا صوت الوحي كأشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فيقولون: يا جبريل بم أمرت؟ الحديث2.
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} الآية: 46
[2196] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} بطاعة الله، {مَثْنَى وَفُرَادَى} واحد واثنين3.
قوله تعالى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} الآية: 52
[2197] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} قال:
__________
1 فتح الباري 8/538 و 13/459.
أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة رقم177 قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا عمي أبو بكر، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/699 مطولا، ونسبه إلى البيهقي وابن أبي شيبة وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.
2 فتح الباري 13/459.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 6/700 ونسبه إلى ابن مردويه من هذا الطريق مرفوعا.
3 فتح الباري 8/537.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/289 بالإسناد المذكور قريبا.(2/962)
الرد {مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} من الآخرة إلى الدنيا1.
[2198] وعند الحاكم من طريق التميمي عن ابن عباس في قوله {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} قال: يسألون الرد، وليس بحين رد2.
قوله تعالى: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} الآية: 53
[2199] وروى الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله
__________
1 فتح الباري 8/537.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/289 بالإسناد المذكور قريبا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/714-715 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم.
وقوله: {التَّنَاوُشُ} قرأ عامة قراء المدينة {التَّنَاوُشُ} بغير همز، ومعناه "التناول"، وقرأ عامة قراء الكوفة والبصرة {التَّنَاؤُُشُ} بالهمز بمعنى التنؤش وهو الإبطاء، ومعناهما متقارب. يقال: للقوم في الحرب، إذا دنا بعضهم إلى بعض بالرماح ولم يتلاقوا: قد تناوش القوم.
ومعنى الآية: كيف يتناولون الإيمان من مكان بعيد ولم يكونوا يتناولونه عن قريب، وأين لهم التوبة والرجعة وقد بعدت عنهم، فصاروا منها كموضع بعيد أن يتناولوها، وإنما وصف ذلك الموضع بالبعيد؛ لأنهم قالوا ذلك في القيامة، والتوبة المقبولة إنما كانت في الدنيا وقد ذهبت فصارت بعيدا من الآخرة. انظر: جامع البيان 22/109-110، والمفردات للراغب ص 509 مادة "نوش".
2 فتح الباري 8/537.
أخرجه الحاكم 2/424 أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التميمي، به مثله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير 22/110 من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. ومن طريق عنبسة، عن أبي إسحاق، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/715 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه -.(2/963)
{وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} يقولون هو ساحر هو كاهن هو شاعر1.
قوله تعالى:
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} الآية: 54
[2200] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} من مال أو ولد2.
[2201] وصل الفريابي من طريق مجاهد {كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} قال: الكفار من قبلهم3.
__________
1 فتح الباري 8/542.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/293 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
2 فتح الباري 8/537.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/289 بالإسناد المذكور قريبا.
3 فتح الباري 8/537.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/289 بالإسناد المذكور قريبا.(2/964)
سورة فاطر
قوله تعالى: {وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} الآية: 5
[2202] وصل الفريابي في تفسيره عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: الغرور: الشيطان1.
قوله تعالى:
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} الآية: 10
[2203] وقد وصل الفريابي من رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب2.
[2204] وأخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسيرها "الكلم الطيب" ذكر الله، و"العمل الصالح" أداء فرائض الله، فمن
__________
1 فتح الباري 11/250.
أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/163 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 13/416.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 5/347 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
قال الفراء: معناه أن العمل الصالح يرفع الكلام الطيب أي يتقبل الكلام الطيب إذا كان معه عمل صالح. انظر: معاني القرآن 2/367.(2/965)
ذكر الله ولم يؤد فرائضه رد كلامه1.
قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} الآية: 13
[2205] وقد وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {قِطْمِيرٍ} لفافة النواة2.
[2206] وروى سعيد بن منصور من طريق عكرمة عن ابن عباس: القطمير القشر الذي يكون على النواة3.
قوله تعالى:
{وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} الآية: 18
[2207] عن مجاهد {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ} أي مُثَقَّلة بذنوبها4.
__________
1 فتح الباري 13/416.
أخرجه ابن جرير 22/121، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 536 كلاهما من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه.
2 فتح الباري 8/540.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/290 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله.
3 فتح الباري 8/540.
أخرجه ابن جرير 22/125 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، بلفظ "الجلد الذي يكون على ظهر النواة".
وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/14 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
4 فتح الباري 8/540.
أخرج ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/290 بالإسناد المذكور قريبا عن مجاهد بلفظ "إلى ذنوب لا تحمل منه شيء".(2/966)
قوله تعالى: {وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ} الآية: 21
[2208] وقال السدي: المراد بالظل والحرور في الآية الجنة والنار، أخرجه ابن أبي حاتم عنه1.
[2209] وروى عبد بن حميد من طريق مجاهد قال: ما نقص من أحدهما دخل في الآخر يتقاصان ذلك في الساعات2.
[2210] ومن طريق قتادة نحوه قال: يولج ليل الصيف في نهاره أي يدخل، ويدخل نهار الشتاء في ليله3.
قوله تعالى: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} الآية: 27
[2211] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
__________
1 فتح الباري 6/299.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/17-18 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات - وهي قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} - قال: "وهذا مثل ضربه الله للمؤمنين وهو الأحياء، وللكافرين وهم الأموات كقوله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام:122] ، وقال عز وجل: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً} [هود:24] فالمؤمن بصير سميع في نور يمشي على صراط مستقيم في الدنيا والآخرة حتى يستقر به الحال في الجنات ذات الظلال والعيون، والكافر أعمى وأصم في ظلمات يمشي لا خروج له منها، بل هو يتيه في غيّه وضلاله في الدنيا والآخرة حتى يفضي به ذلك إلى الحرور والسموم والحميم، وظل من يحموم لا بارد ولا كريم".
2 فتح الباري 6/299.
3 فتح الباري 6/299.(2/967)
قال: الغرابيب الأسود الشديد السواد1.
قوله تعالى:
{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} الآية: 37
[2212] نقل الطبري عن مسروق وغيره أن التعمير أربعون سنة2.
[2213] وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن ابن عباس: أنه ست وأربعون سنة، وتلا الآية، ورواته رجال الصحيح، إلا ابن خثيم فهو صدوق وفيه ضعف3.
__________
1 فتح الباري 8/540.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/290 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به مثله.
2 فتح الباري 11/239.
أما أثر مسروق فأخرجه جرير 22/141 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، عنه. ولفظه "أنه كان يقول: إذا بلغ أحدكم أربعون سنة، فليأخذ حذره من الله".
وأما الغير فهو ابن عباس، فقد أخرج 22/141 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا بشر ابن المفضل، قال: ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} : أربعون سنة.
3 فتح الباري 11/239.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/31 ونسبه لابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس.
ولم أجده في تفسير ابن جرير بهذا اللفظ، وإنما فيه "أربعون سنة"، وفي رواية "ستون "، فقد أخرج 22/141 من طريق بشر بن المفضل، قال: ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: العمر الذي أعذر الله إلى ابن آدم {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} : أربعون سنة. وأخرج من وجهين آخرين عن ابن خثيم، عن مجاهد، عن ابن عباس في الآية قال: ستون سنة.(2/968)
[2214] وأخرج ابن مردويه من طريق عطاء عن ابن عباس قال {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} فقال: نزلت تعييراً لأبناء السبعين، وفي إسناده يحيى ابن ميمون وهو ضعيف1.
[2215] أخرج أبو نعيم في "المستخرج" من طريق سعيد بن سليمان2 عن عبد العزيز بن أبي حازم3 عن أبيه4 عن سعيد بن أبي سعيد عن
__________
1 فتح الباري 11/239.
لم أقف على إسناده، إلا أن ابن حجر قد حكم على إسناده بالضعف كما في الأعلى، لأن فيه "يحيى بن ميمون".
و"يحيى بن ميمون" هذا لعله ابن عطاء القرشي، أبو أيوب التمار البصري، نزيل بغداد، فقد ترجم له ابن حجر في التقريب 2/359 وقال: "متروك"، مات في حدود التسعين.
وروي نحوه عن ابن عباس مرفوعا أيضا؛ فقد أخرج ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 6/539 والطبراني في الكبير ج11/رقم11415 والبيهقي في سننه 3/370 كلهم من طريق محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك، عن إبراهيم بن الفضل، عن أبي حسين المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم القيامة نودي أين أبناء الستين، وهو العمر الذي قال الله: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} ". إلا أنه حديث ضعيف، فقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/100 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه إبراهيم بن الفضل المخزومي وهو ضعيف، كما ضعفه ابن كثير عقب ذكره قائلا: وهذا الحديث فيه نظر لحال إبراهيم بن الفضل، والله أعلم. أهـ.
2 سعيد بن سليمان الضبي، أبو عثمان الواسطي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، مات سنة خمس وعشرين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 4/38، والتقريب 1/298.
3 عبد العزيز بن أبي حازم سلمة بن دينار المحاربي مولاهم أبو تمام المدني الفقيه، روى عن أبيه وسهيل بن أبي صالح وهشام بن عروة وغيرهم، وعنه ابن مهدي وابن وهب والقعنبي وعلي بن المديني وغيرهم. صدوق فقيه، مات سنة أربع وثمانين ومائة، وقيل قبل ذلك، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/297، والتقريب 1/508.
4 هو سلمة بن دينار أبو حازم الأعرج المدني، مولى الأسود بن سفيان، ثقة عابد، مات في خلافة المنصور، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/126، والتقريب 1/316.(2/969)
أبي هريرة بلفظ "العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم ستون سنة: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} "1.
[2216] وأخرجه ابن مردويه من طريق حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل ابن سعد مثله2.
[2217] وأخرج ابن مردويه من طريق أبي معشر3 عن سعيد4 عن
__________
1 فتح الباري 11/239.
أخرجه البزار كما في تفسير ابن كثير 6/540 حدثنا هشام بن يونس، حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله.
2 فتح الباري 11/239.
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الزيلعي على الكشاف 3/155 حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد، حدثنا عبيد بن الحسن، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد - وربما لم يقل عن سهل -. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم ستون سنة ".
وقد أخرجه الطبراني في الكبير ج6/رقم5933 والحاكم 2/428 من طريقين عن حماد ابن زيد، به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وقال الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/80-81 "وهو كما قالا" وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/209 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/31 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه عن سهل بن سعد.
قلت: الذي وجدته في البخاري إنما هو من حديث أبي هريرة. انظر: صحيح البخاري، رقم 6419.
3 هو نجيح بن عبد الرحمن السندي، المدني أبو معشر، وهو مولى بني هاشم، مشهور بكنيته، روى عن سعيد بن المسيب ومحمد بن كعب القرظي وسعيد بن أبي سعيد المقبري وغيرهم، ضعيف، مات سنة سبعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/374-376، والتقريب 2/298.
4 هو المقبري.(2/970)
أبي هريرة بلفظ "من عمر ستين أو سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر"1.
[2218] وأخرجه أيضا من طريق معتمر بن سليمان عن معمر عن رجل من غفار يقال له محمد2 عن سعيد عن أبي هريرة بلفظ "من بلغ الستين والسبعين" 3.
__________
1 فتح الباري 11/239.
لم أقف على إسناده، إلا أن فيه أبا معشر وهو ضعيف.
2 هو محمد بن معن بن محمد بن معن الغفاري، أبو يونس المدني، ثقة، مات بعد التسعين ومائة، وقد جاوز التسعين. أخرج له البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه. التقريب 2/209.
3 فتح الباري 11/239.
لم أقف على إسناده، وقال ابن حجر: ومحمد الغفاري هو ابن معن الذي أخرجه البخاري من طريقه.(2/971)
سورة يس
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً} الآية: 9
[2219] وصل ابن أبي حاتم من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً} قال عن الحق1.
[2220] ووصله عبد بن حميد من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {سَدّاً} قال: عن الحق وقد يترددون2.
قوله تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} الآية: 12
[2221] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا} قال: أعمالهم، وفي قوله {وَآثَارَهُمْ} قال: خُطاهم3.
__________
1 فتح الباري 11/502.
أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تغليق العليق 5/190 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا محمد بن القاسم الأسدي، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 11/502.
أخرجه ابن جرير 22/152 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. ولفظه "فهم يترددون" بدل "وقد يترددون".
3 فتح الباري 2/140.
أخرجه عبد بن حميد في التفسير كما في تغليق التعليق 2/278 ثنا روح، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما أخرجه ابن ماجه برقم 785 وغيره من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: "كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد، فأرادوا أن يقتربوا، فنزلت {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} قال: فثبتوا". قال ابن حجر:
وإسناده قوي. فتح الباري 2/140، وعند البخاري برقم 656 عن أنس "أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم، فال: فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعْروا المدينة، فقال: "ألا تحتسبون آثاركم".(2/972)
قوله تعالى: {فَعَزَّزْنَا} الآية: 14
[2222] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فَعَزَّزْنَا} قال: فشدّدنا1.
قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} الآية: 19
[2223] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {طَائِرُكُمْ} : مصائبكم2.
[2224] وللطبري من وجه آخر عن ابن عباس قال: طائركم: أعمالكم3.
قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} الآية: 30
[2225] وصل الفريابي كذلك عن مجاهد {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} وكان
__________
1 فتح الباري 6/467 و 8/540.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/291 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
2 فتح الباري 6/467.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/33 من طريق أبي صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به.
3 فتح الباري 8/541.
أخرجه ابن جرير 22/157 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس، عن كعب، وعن وهب بن منبه، مثله. وهذا إسناد ضعيف؛ لما فيه من الانقطاع بين ابن إسحاق وابن عباس، ثم إن شيخ الطبري وهو ابن حميد ضعيف أيضا.(2/973)
حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل1.
قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ} الآية: 37
[2226] وصل الفريابي من طريقه أيضا {نَسْلَخُ} نخرج أحدهما من الآخر ويجري كل واحد منهما في فلك2.
قوله تعالى:
{وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} الآية: 38
[2227] روى عبد الرزاق من طريق وهب بن جابر3 عن عبد الله ابن عمرو في هذه الآية قال: مستقرها أن تطلع فيردها ذنوب بني آدم، فإذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت فلا يؤذن لها، فتقول: إن السير بعد، وإني إن لا يؤذن لي لا أبلغ، فتحبس ما شاء الله. ثم يقال: اطلعي من حيث غربت، قال: فمن يومئذ إلى يوم القيامة لاينفع نفسا إيمانها4.
__________
1 فتح الباري 8/540.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/291 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
2 فتح الباري 6/298.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/491، 492 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 في الفتح "وهب عن جابر"، ولعله خطأ مطبعي، والصواب كما أثبت؛ فوهب هو ابن جابر الخَيواني - نسبة إلى خيوان بن زيد -، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص لقيه ببيت المقدس. روى عنه أبو إسحاق الهمداني - وهو السبيعي - وحده. وثقه العجلي وابن حبان، قال ابن حجر: مقبول. انظر ترجمته في: التهذيب 11/141، والتقريب 2/337.
4 فتح الباري 8/542.
وقد نقل ابن حجر عن الخطابي قال: وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها. =(2/974)
قوله تعالى:
{لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} الآية: 40
[2228] وصل الفريابي في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} قال: لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر، ولا ينبغي لهما ذلك {وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} قال: يطلبان حثيثين1.
قوله تعالى: {فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} الآية: 41
[2229] وصل الطبري من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بإسناد حسن {الْمَشْحُونِ} الموقر 2.
__________
= وأما الأثر فقد أخرجه عبد الرزاق 2/142 ومن طريقه أبو الشيخ في العظمة رقم628 أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن وهب بن جابر، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/56 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
وهو موقوف، وأبو إسحاق هو السبيعي، وقد اختلط بآخر عمره، إلا أنه توبع من قبل أبي حيان عن أبي زرعة عن عبد الله بن عمرو - فيما أخرجه أحمد 2/201 والحاكم 4/547 نحوه مرفوعا. وليس فيه ذكر ذنوب بني آدم. وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
ولعل عبد الله أخذ هذا التفصيل من كتب الإسرائيليات؛ فإنه قد وجد زاملتين في اليرموك من كتب الأقدمين. ففي رواية أحمد إشارة إلى ذلك - أعني أنه أخذ ذلك من كتب الأوائل -.
1 فتح الباري 6/298.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/491، 492 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/541.
أخرجه ابن جرير 23/9 حدثنا الفضل بن الصباح، ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، به مثله. وقد حسن ابن حجر إسناده كما في الأعلى.(2/975)
قوله تعالى: {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} الآية: 42
[2230] وصل الفريابي أيضا من طريق مجاهد {مِنْ مِثْلِهِ} من الأنعام1.
[2231] وعن ابن عباس قال: المراد "بالمثل" هنا السفن، ورجح لقوله بعد {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ} إذ الغرق لا يكون في الأنعام2.
قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} الآية: 51
[2232] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يَنْسِلُونَ} يخرجون3.
قوله تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} الآية: 55
[2233] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {فَاكِهُونَ} معجبون4.
__________
1 فتح الباري 8/540.
أخرجه ابن جرير 23/11 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
2 فتح الباري 8/540.
أخرج ابن جرير 23/10 حدثنا الفضل بن الصباح، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نحوه. ولفظه "قال: تدرون ما {وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ} ؟ قلنا: لا، قال: هي السفن جُعلت من بعد سفينة نوح على مثلها. وهذا إسناد حسن، وقد حسنه ابن حجر كما سبق قريبا.
أما الترجيح الذي ذكره ابن حجر فإنه يوهم أنه معطوف على قول ابن عباس، وليس كذلك وإنما هو ترجيح الطبري. انظر: جامع البيان 23/11.
3 فتح الباري 8/541.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/292 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة - عنه مثله.
4 فتح الباري 8/540. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/291 من طريق ابن أبي نجيح، عنه، به. وأخرجه ابن جرير 23/19 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه مثله.(2/976)
قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الآية: 65
[2234] أخرج مسلم من حديث أبي هريرة، في أثناء حديث، وفيه "ثم يلقى الثالث فيقول: يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسولك ويثني ما استطاع، فيقول: الآن نبعث شاهدا عليك، فيفكر في نفسه من الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه وتنطق جوارحه" 1.
قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} الآية: 67
[2235] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} يقول: لأهلكناهم في مساكنهم2.
قوله تعالى: {وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} الآية: 75
[2236] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {جُنْدٌ
__________
1 فتح الباري 8/558.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/68 ونسبه إلى مسلم والترمذي وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد وأبي هريرة، وأوله "قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يلقى العبد ربه فيقول الله: أي فل ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى أي رب، فيقول: أفطنت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني: فيقول: مثل ذلك، ثم يلقى الثالث ... الحديث نحوه.
هذا وقد أخرجه مسلم في صحيحه رقم 2968-16 - في الزهد والرقائق - بسنده عن أبي هريرة نحوه ضمن حديث الرؤية.
2 فتح الباري 8/541.
أخرجه ابن جرير 23/26 من طريق عطية العوفي، به. والعوفي ضعيف وقد تقدم.(2/977)
مُحْضَرُونَ} عند الحساب1.
__________
1 فتح الباري 6/346 و 8/541.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/514 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 537 عن ورقاء، به. وأخرجه ابن جرير 23/29 من طريقين عن ابن أبي نجيح، به.(2/978)
سورة الصافات
...
قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} الآية: 12
[2240] وقد روى الطبري وابن أبي حاتم من طريق الأعمش عن أبي وائل1 عن شريح أنه أنكر قراءة {عَجِبْتَ} بالضم، ويقول إن الله لا يعجب وإنما يعجب من لا يعلم2، قال فذكرته لإبراهيم النخعي فقال: إن شريحا كان معجبا برأيه، وأن ابن مسعود كان يقرؤها بالضم وهو أعلم منه3.
__________
1 اسمه شقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل الكوفي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، روى عن عدد من الصحابة والتابعين، وعنه الأعمش وغيره. ثقة. مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مائة سنة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/317-318، والتقريب 1/354.
2 صفة العجب في حق الله سبحانه وتعالى قد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة الرجل الذي أضاف ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه "لقد عجب الله - عز وجل ـ، أو ضحك - من فلان وفلانة " الحديث. صحيح البخاري، تفسير سورة الحشر، ومسلم، كتاب الأشربة، باب إكرام الضيف، فمذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتا يليق بجلاله وعظمته من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل.
3 فتح الباري 8/365.
وهما قراءتان متواتران - أعني قراءة الفتح والضم في قوله: {بَلْ عَجِبْتَ} - فقرأ عامة قراء الكوفة {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} بضم التاء بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون.
وقرأ عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة {بَلْ عَجِبْتَ} بفتح التاء بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن. انظر: جامع البيان 23/43.
هذا ولم تذكر هذه الرواية عند الطبري في هذا الموضع، وقد ذكرها السيوطي في الدر المنثور 7/82 ونسبها إلى أبي عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح، به. والأثر أخرجه الحاكم 2/430 من طريق إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جرير، عن الأعمش، به مثله. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.(2/980)
[2241] روى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال في قوله {بَلْ عَجِبْتَ} الله عجيب1.
[2242] ومن طريق أخرى عن الأعمش، عن أبي وائل، عن ابن مسعود أنه قرأ {بَلْ عَجِبْتَ} بالرفع ويقول نظيرها {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد:5] 2.
[2243] ومن طريق الضحاك، عن ابن عباس قال: سبحان الله عجيب3.
قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} الآية: 19
[2244] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ} قال: صيحة4.
قوله تعالى: {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} الآية: 28
[2245] وقد وصل الفريابي عن مجاهد {إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ}
__________
1 فتح الباري 8/365.
2 فتح الباري 8/365-366.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/82 ونسبه إلى الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه. وانظر ما تقدم برقم 2240 من رواية أبي وائل شقيق بن سلمة.
3 فتح الباري 8/366.
ضعيف؛ فإن فيه انقطاعا بين الضحاك وابن عباس رضي الله عنه.
4 فتح الباري 11/368.
أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/179 حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، به.(2/981)
قال الكفار تقوله للشياطين 1.
قوله تعالى: {لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} الآية: 47
[2246] روى الفريابي وعبد بن حميد من طريق مجاهد قال في قوله {لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} غول: وجع البطن، {يُنْزَفُونَ} : لا تذهب عقولهم2.
قوله تعالى: {بَيْضٌ مَكْنُونٌ} الآية: 49
[2247] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {بَيْضٌ مَكْنُونٌ} اللؤلؤ المكنون3.
قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} الآية: 51
[2248] روى الفريابي وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} قال شيطان4.
__________
1 فتح الباري 8/542-543.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/293 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
2 فتح الباري 6/321 و 8/543.
أخرجه ابن جرير 23/54، 55 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله مفرقا.
3 فتح الباري 8/543.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/294 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
قال أبو عبيدة: "مكنون" أي مصون، وكل شيء صنته فهو مكنون، وكل شيء أضمرته في نفسك فقد أكنته. انظر: مجاز القرآن 2/170.
4 فتح الباري 6/340 و 8/543.
أخرجه ابن جرير 23/58 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/982)
قوله تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} الآية: 55
[2249] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} قال: في وسط الجحيم1.
[2250] ومن طريق قتادة والحسن مثله2.
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} الآية: 67
[2251] روى الطبري من طريق السدي قال في قوله تعالى {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ} الشوب الخلط وهو المزج3.
قوله تعالى: {فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} الآية: 70
[2252] وصل الفريابي عن مجاهد {يُهْرَعُونَ} كهيئة الهرولة4.
قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} الآية: 94
[2253] وصل عبد بن حميد من طريق شبل عن ابن أبي نجيح
__________
1 فتح الباري 6/332.
أخرجه ابن جرير 23/60 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 6/332.
أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 23/60 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه - قال {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} أي في وسط الجحيم".
وأما أثر الحسن فأخرجه ابن جرير أيضا 23/60 من طريق عبد الرحمن وعبد الصمد، قالا: ثنا عباد بن راشد، عن الحسن في قوله: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} يقول: في وسط الجحيم.
3 فتح الباري 6/332. أخرجه ابن جرير 23/65 من طريق أسباط، عن السدي، به.
4 فتح الباري 8/543.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/293 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.(2/983)
عن مجاهد في قوله {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} قال: الوزيف: النِّسلان1.
قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} ... {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} الآيات 91-98
[2254] أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق السدي قال "رجع إبراهيم عليه السلام إلى آلهتهم فإذا هي في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه بعضها إلى جنب بعض، فإذا هم قد جعلوا طعاما بين يدي الأصنام وقالوا: إذا رجعنا وجدنا الآلهة برّكت في طعامنا فأكلنا، فلما نظر إليهم إبراهيم قال {أَلا تَأْكُلُونَ مَا لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ} فأخذ حديدة فبقر كل صنم في حافتيه ثم علق الفأس في الصنم الأكبر ثم خرج، فلما رجعوا جمعوا لإبراهيم الحطب حتى إن المرأة لتمرض فتقول لئن عافاني الله لأجمعن لإبراهيم حطبا، فلما جمعوا له وأكثروا من الحطب وأرادوا إحراقه قالت السماء والأرض والجبال والملائكة: ربنا خليلك إبراهيم يحرق؟ قال: ألا أعلم به، وإن دعاكم فأغيثوه. فقال إبراهيم: اللهم أنت الواحد في السماء وأنا الواحد في الأرض ليس أحد في الأرض يعبدك غيري، حسبي الله ونعم الوكيل" انتهى2.
__________
1 فتح الباري 6/399 و 8/543.
قال ابن حجر: النسلان - بفتحتين - الإسراع مع تقارب الخطا، وهو دون السعي.
والأثر أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/294 ثنا روح، عن شبل، به مثله. وأخرجه ابن جرير 23/74 من طريقين عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به
2 فتح الباري 6/399.
لم أجده بهذا السياق، فقد أخرج الطبري 17/43-44 - في سورة الأنبياء - من طريق أسباط، عن السدي، نحوه. وليس فيه أوله إلى قوله "ثم علق الفأس في الصنم الأكبر ثم خرج".
وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/101-102 بسياق الطبري، ونسبه إليه.(2/984)
قوله تعالى: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} الآيات 102-107
[2255] قيل كان إبراهيم نذر إن رزقه الله من سارة ولدا أن يذبحه قربانا فرأى في المنام أن أوف بنذرك، أخرجه ابن أبي حاتم عن السدي، قال: فقال إبراهيم لإسحاق انطلق بنا نقرب قربانا وأخذ حبلا وسكينا ثم انطلق به حتى إذا كان بين الجبال قال: يا أبت أين قربانك؟ قال: أنت يا بني، إني أرى في المنام أني أذبحك، الآيات، فقال: اشدد رباطي حتى لا أضطرب وأكفف ثيابك حتى لا ينتضح عليها من دمي فتراه سارة فتحزن، وأسرع مرّ السكين على حلقي ليكون أهون عليّ، ففعل ذلك إبراهيم وهو يبكي وأمرَّ السكين على حلقه فلم تحز وضرب الله على حلقه صفيحة من نحاس فكبه على جبينه وجز في قفاه، فذاك قوله {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} فالتفت فإذا هو بكبش فأخذه وحل عن ابنه1.
[2256] جاء عن ابن عباس وهو عند أحمد من طريق أبي الطفيل عنه قال: إن إبراهيم لما رأى المناسك عرض له إبليس عند المسعى فسبقه إبراهيم فذهب به جبريل إلى العقبة فعرض له إبليس فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، وكان على إسماعيل قميص أبيض، وثم تله للجبين فقال: يا أبت إنه ليس لي قميص تكفنني فيه غيره فاخلعه، فنودي من خلفه {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ
__________
1 فتح الباري 12/377-378.
قال ابن حجر - عقبه -: هكذا ذكره السدي ولعله أخذه عن بعض أهل الكتاب.
والأثر أخرجه ابن جرير 23/78 من طريق أسباط، عن السدي، بنحوه مطولا.(2/985)
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} ، فالتفت فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين فذبحه1.
قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} الآية: 103
[2257] قال الفريابي في تفسيره: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {فَلَمَّا أَسْلَمَا} قال سلما ما أمرا به، وفي قوله {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} قال: وضع وجهه بالأرض قال: لا تذبحني وأنت تنظر في وجهي لئلا ترحمني، فوضع جبهته في الأرض2.
[2258] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي قال {فَلَمَّا أَسْلَمَا} أي سلما لله الأمر3.
[2259] ومن طريق أبي صالح قال: اتفقا على أمر واحد4.
__________
1 فتح الباري 12/378.
قال ابن حجر عقبه: "وأخرج ابن إسحاق في "المبتدأ" عن ابن عباس نحوه وزاد: فوالذي نفسي بيده لقد كان أول الإسلام وإن رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة، وأخرجه أحمد أيضا عن عثمان بن أبي طلحة قال "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فواريت قرني الكبش حين دخل البيت".
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/297 حدثنا سريج ويونس قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عاصم الغنوي، عن أبي الطفيل، عن ابن عباس، بنحوه. وإسناده صحيح. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/24 برواية أحمد.
2 فتح الباري 12/379.
وهذا إسناد صحيح، وقد أخرجه ابن جرير 23/79، 80 من طرق عن ابن أبي نجيح، بهمفرقا.
3 فتح الباري 12/379.
أخرجه ابن جرير 23/79 من طريق أسباط، عن السدي، به.
4 فتح الباري 12/379.
أخرجه ابن جرير 23/79 حدثني سليمان بن عبد الجبار، قال: ثنا ثابت بن محمد؛ وحدثنا ابن بشار، قال: ثنا مسلم بن صالح، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي صالح، مثله.(2/986)
[2260] ومن طريق قتادة: سلم إبراهيم لأمر الله، وسلم إسحاق لأمر إبراهيم1.
[2261] وفي لفظ: أما هذا فأسلم نفسه لله، وأما هذا فأسلم ابنه لله2.
[2262] ومن طريق أبي عمران الجوني: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} كبّه لوجهه3.
قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} الآية: 125
[2263] وصل ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس أنه أبصر رجلا يسوق بقرة فقال: من بعل هذه؟ قال: فدعاه فقال: من أنت؟ قال: من أهل اليمن، قال: هي لغة {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} أي ربا، وصله إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من هذا الوجه مختصرا، إلخ4.
__________
1 فتح الباري 12/379.
لم أجده بهذا الفظ عند غير ابن حجر، وبنحوه فسّر ابن كثير في تفسيره 7/24 ثم قال: قاله مجاهد وعكرمة والسدي وقتادة وابن إسحاق وغيرهم.
2 فتح الباري 12/379.
أخرجه ابن جرير 23/79 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
3 فتح الباري 12/379.
لم أقف على إسناده، وعلقه ابن كثير في تفسيره 7/24 عن ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير والضحاك وقتادة. وقال الطبري: "وقوله {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} يقول: وصرعه للجبين. التفسير 23/80.
4 فتح الباري 8/543.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/294 ثنا الحسن بن محمد بن شيبة الواسطي، ثنا يزيد، ثنا شريك، عن عطاء بن السائب، به مثله.
وأخرجه إبراهيم الحربي في غريبه كما في تغليق التعليق 4/295 عن إسحاق ابن إسماعيل، عن وكيع، عن شريك، به. ولفظه "عن ابن عباس {أَتَدْعُونَ بَعْلاً} قال: ربًا.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/119 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وإبراهيم الحربي في غريب الحديث.(2/987)
قوله تعالى: {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} الآية: 130
[2264] وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} يذكر بخير1.
[2265] وصل عبد بن حميد وابن أبي حاتم بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: الياس هو إدريس، ويعقوب هو إسرائيل2.
[2266] ووصل جويبر في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس به، وإسناده ضعيف3.
قوله تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} الآية: 141
[2267] عن ابن عباس {فَسَاهَمَ} أقرع، أخرجه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه4.
__________
1 فتح الباري 6/373.
هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، وكذا قال تغليق التعليق 4/9 وصل ابن جري رمن طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس بهذا. ولم يقع لي في تفسيره في سورة الصافات.
2 فتح الباري 6/373.
أخرجه عبد بن حميد في التفسير 4/9 حدثنا أبو نعيم، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبيدة بن ربيعة، عن عبد الله بن مسعود، به.
3 فتح الباري 6/373.
أخرجه جويبر بن سعيد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/9 عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس، به. وإسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر كما هو أعلاه.
4 فتح الباري 5/294.
أخرجه ابن جرير 23/98 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.(2/988)
[2268] وروي عن السدي قال: قوله "فساهم" أي قارع1.
[2269] أخرج ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} : فكان من المقروعين2.
[2270] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ "فكان من المسهومين" 3.
قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} الآية: 142
[2271] وقد أخرج ابن جرير من طريق مجاهد قال {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} من ألام الرجل إذا أتى بما يلام عليه4.
قوله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ} الآية: 145
[2272] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في
__________
1 فتح الباري 5/294.
أخرجه ابن جرير 23/98 من طريق أسباط، عن السدي، به.
2 فتح الباري 5/294.
أخرجه ابن جرير 23/98 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
3 فتح الباري 5/294.
أخرجه ابن جرير 23/98 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
4 فتح الباري 6/451.
لم أجد عند ابن جرير بهذا اللفظ، وإنما بلفظ "مذنب"، وكذا علق البخاري بهذا اللفظ، فقد أخرج الطبري 23/99 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله {وَهُوَ مُلِيمٌ} قال: مذنب. نعم وقد فسر الطبري الآية بما ذكره ابن حجر، فقال - أي الطبري - "وقوله: {وَهُوَ مُلِيمٌ} : يقول: وهو مكتسب اللوم، يقال: قد ألام الرجل؛ إذا أتى ما يلام عليه من الأمر وإن لم يُلم.
هذا وقد ذكر ابن حجر من قول الطبري أوله، حيث قال عقب إيراد الرواية المذكورة منسوبة إلى مجاهد قال: ثم قال الطبري: المليم هو المكتسب اللوم.(2/989)
قوله تعالى {فَنَبَذْنَاهُ} قال: ألقيناه1.
قوله تعالى: {مِنْ يَقْطِينٍ} الآية: 146
[2273] وصل عبد بن حميد من طريق مجاهد {مِنْ يَقْطِينٍ} من غير ذات أصل، ليس لها ساق، الدباء ونحوه2.
قوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} الآية: 158
[2274] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، فقال أبو بكر: فمن أمهاتهم؟ قالوا: بنات سَرَوات3 الجن، قال الله {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} قال: علمت الجن أنهم سيحضرون للحساب4.
قوله تعالى:
{مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} الآيتان: 162-163
[2275] وصل عبد بن حميد من طريق إسرائيل عن منصور عن
__________
1 فتح الباري 6/479.
أخرجه ابن جرير 23/101 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 6/451.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/28، وابن جرير 23/102 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 سَرَوات جمع سرية، أي شريفة. انظر: النهاية في غريب الحديث 2/363، والقاموس ص1165.
4 فتح الباري 6/346.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/514 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/990)
مجاهد في قوله تعالى {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} قال: لا يفتنون إلا من كُتِبَتْ عليه الضلالة1.
[2276] ووصله أيضا من طريق شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظه2.
[2277] وأخرجه الطبري من تفسير ابن عباس من رواية علي ابن أبي طلحة عنه بلفظ "لا تضلون أنتم، ولا أضل منكم إلا من قضيت عليه أنه صال الجحيم3.
[2278] ومن طريق عمر بن عبد العزيز قال في تفسير هذه الآية "إنكم والآلهة التي تعبدونها لستم بالذي تفتنون عليها إلا من قضيت أنه سيصلى الجحيم4.
قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} الآية: 165
[2279] وصل الطبري عن ابن عباس {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} قال:
__________
1 فتح الباري 11/515.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 5/193 حدثني ابن أبي رزمة، عن إسرائيل، به.
2 فتح الباري 11/515.
انظر ما قبله.
3 فتح الباري 11/515.
أخرجه ابن جرير 23/109 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 11/515.
أخرجه ابن جرير 23/110 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن العشرة الذين دخلوا على عمر بن عبد العزيز، وكانوا متكلمين كلهم، فتكلموا، ثم إن عمر بن عبد العزيز تكلم بشيء، فذكره بمثله. قلت: وإسناده ضعيف؛ فإنه لم يسم الذين روى عنهم جعفر، ثم إن شيخ الطبري "ابن حميد" ضعيف أيضا.(2/991)
الملائكة1.
[2280] وصل عبد الرزاق من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس {لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} : الملائكة2.
[2281] وللطبراني عن عائشة مرفوعا "ما في السماء موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو ساجد، فذلك قوله تعالى {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} 3.
__________
1 فتح الباري 8/543.
أخرجه ابن جرير 23/112 من طريق عطية العوفي، عنه، مثله. والعوفي ضعيف.
2 فتح الباري 6/307.
أخرجه عبد بن حميد كما في التعليق 3/494 عن عبد الرزاق، عن اسرائيل، عن سماك، به. هذا ولم أقف عليه في تفسير عبد الرزاق.
3 فتح الباري 6/307.
أخرجه ابن جرير 23/112 حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شفيق المروزي، قال: ثنا أبو معاذ الفضل ابن خالد، قال: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك ابن مزاحم يقول قوله: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ} كان مسروق ابن الأجدع يروي عن عائشة أنها قالت: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم - فذكره نحوه. ولفظه "ما في السماء الدنيا".(2/992)
سورة ص
قوله تعالى: {ص} الآية:1
[2282] وروى ابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {ص} وأشباهها قسم، أقسم الله بها، وهو من أسماء الله1.
قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} الآية: 2
[2283] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {فِي عِزَّةٍ} قال: مُعازّين2.
[2284] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {فِي عِزَّةٍ} قال: في حمية 3.
قوله تعالى: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} الآية: 7
[2285] وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
__________
1 فتح الباري 8/554.
أخرجه ابن جرير 23/117 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
2 فتح الباري 8/545.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/295 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله.
3 فتح الباري 8/545.
أخرجه ابن جرير 23/120 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، مثله.(2/993)
في قوله {الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} قال: النصرانية1.
[2286] وعن السدي نحوه2.
[2287] وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن الكلبي3.
[2288] وقال قتادة: دينهم الذي هم عليه4.
[2289] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد في قوله {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ} قال: ملة قريش {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلاقٌ} كذب5.
قوله تعالى: {فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ} الآية: 10
[2290] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الْأَسْبَابِ} قال: السماء6.
__________
1 فتح الباري 8/545.
أخرجه ابن جرير 23/126 حدثنا علي، قال، ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
2 فتح الباري 8/545.
أخرجه ابن جرير 23/126 حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي - مثل قول ابن عباس.
3 فتح الباري 8/545.
أخرجه عبد الرزاق 2/160 به سندا ومتنا.
4 فتح الباري 8/545.
أخرجه عبد الرزاق 2/160 عن قتادة، نحوه. ولفظه " هو الدين الذي نحن عليه".
5 فتح الباري 8/545.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/295 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عنه، مثله.
6 فتح الباري 8/543.
أخرجه ابن جرير 23/129 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله.(2/994)
[2291] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الْأَسْبَابِ} طرق السماء أبوابها1.
[2292] وقال عبد الرز عن معمر عن قتادة {الْأَسْبَابِ} هي أبواب السماء 2.
قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} الآية: 11
[2293] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ} قال: قريش3.
[2294] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال: وعده الله وهو بمكة أنه سيهزم جند المشركين، فجاء تأويلها ببدر4.
قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} الآية: 13
[2295] وصل الفريابي عن مجاهد {أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} قال: القرون الماضية5.
__________
1 فتح الباري 8/545.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/295، 296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
2 فتح الباري 8/545.
أخرجه عبد الرزاق 2/160 به سندا وتنا.
3 فتح الباري 8/545.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
4 فتح الباري 8/545.
أخرجه ابن جرير 23/130 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، مثله.
5 فتح الباري 8/545.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.(2/995)
قوله تعالى:
{وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} الآية: 15
[2296] وصل الفريابي عن مجاهد {فَوَاقٍ} قال: رجوع1.
[2297] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: ليس لها مثنويّة2.
[2298] وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} : يقول: ليس لهم إفاقة ولا رجوع إلى الدنيا3.
قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} الآية: 16
[2299] وصل الفريابي من طريق مجاهد أيضا {قِطَّنَا} قال: عذابنا4.
[2300] وقد أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {قِطَّنَا} قال: نصيبنا من العذاب، وهو شبيه قولهم {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ} الآية، وقول الآخرين {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} 5.
__________
1 فتح الباري 8/545.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
2 فتح الباري 8/545.
أخرجه عبد الرزاق 2/161 به سندا ومتنا. قال ابن حجر: وهي بمعنى قول مجاهد.
3 فتح الباري 8/545.
أخرجه ابن جرير 23/133 حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، مثله.
4 فتح الباري 8/545.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
5 فتح الباري 8/545.
أخرجه عبد الرزاق 2/161 به سندا ومتنا. وليس عنده "وهو شبيه قولهم ... "إلخ(2/996)
[2301] وقد أخرج الطبري من طريق إسماعيل بن أبي خالد قال قوله {قِطَّنَا} أي رزقنا1.
[2302] ومن طريق سعيد بن جبير قال: نصيبنا من الجنة2.
[2303] ومن طريق السدي نحوه3.
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ} الآية: 17
[2304] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ} قال: القوة4.
__________
1 فتح الباري 8/545 - 546.
أخرجه ابن جرير 23/135 حدثني محمد بن عمر بن علي، قال: ثنا أشعث السجستاني، قال: ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، مثله.
قلت: وهذا إسناد حسن، محمد بن عمر بن علي: صدوق، وباقي رجاله ثقات.
2 فتح الباري 8/546.
أخرجه ابن جرير 23/135 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال، ثنا سفيان، عن ثابت الحدّاد، قال: سمعت سعيد بن جبير، مثله.
ومعنى هذا: أنهم سألوا نصيبهم من الدنيا، وسألوا تعجيله لهم في الدنيا.
3 فتح الباري 8/546.
أخرجه ابن جرير 23/135 حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، نحوه. ولفظه "قالوا: أرنا منازلنا في الجنة حتى نتابعك".
ثم قال الطبري: وأولى الأقوال بالصواب أن يقال: إنهم سألوا ربهم تعجيل صِكاكهم بحضوظهم من الخير أو الشر الذي وعد الله عباده أن يؤتيهموها في الآخرة قبل يوم القيامة في الدنيا اشتهزاء بوعيد الله. انظر: جامع البيان 23/135.
4 فتح الباري 8/546.
هكذا ذكره ابن حجر من طريق علي بن أبي طلحة، ونسبه إلى الطبري، ولم أجده عنده بهذا الطريق، وإنما أخرجه 23/136 من طريق العوفي، عنه، مثله. وكذا ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/296 أيضا برواية الطريق، وساقه من طريق العوفي. نعم أخرج الطبري - كما يأتي عند قوله {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} - من طريق علي بن أبي طلحة نحوه.(2/997)
[2305] ومن طريق مجاهد قال: القوة في الطاعة1.
[2306] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {ذَا الْأَيْدِ} ذا القوة في العبادة2.
قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} الآية: 20
[2307] وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي بشر عن مجاهد قال: الحكمة الصواب3.
[2308] ومن طريق ليث عن مجاهد: "فصل الخطاب" إصابة القضاء وفهمه4.
[2309] ومن طريق ابن جريج عن مجاهد قال: "فصل الخطاب" العدل في الحكم وما قال من شيء أنفذه5.
__________
1 فتح الباري 8/546.
أخرجه ابن جرير 23/136 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
2 فتح الباري 8/546.
أخرجه عبد الرزاق 2/161 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 6/456.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير ل 168/ أحدثنا هشيم، وأبو عوانة، عن أبي بشر، عن مجاهد، مثله.
وذكره ابن كثير في تفسيره 7/51 عنه تعليقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/154 ونسبه إلى سعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد.
4 فتح الباري 6/456.
أخرجه ابن جرير 23/139 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، عن ليث، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/154 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر.
5 فتح الباري 6/456.
لم أقف على من ذكره غير ابن حجر.(2/998)
[2310] أخرج ابن أبي حاتم من طريق بلال بن أبي بردة1 عن أبيه2 عن جده قال "أول من قال أما بعد داود النبي صلى الله عليه وسلم وهو فصل الخطاب3.
[2311] وقال الشعبي: فصل الخطاب قوله أما بعد، وذكره ابن جرير بإسناد صحيح عنه مثله4.
[2312] وروى ابن أبي حاتم من طريق شريح5 قال: فصل الخطاب
__________
1 بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو عمرو، قاضي البصرة، روى عن أنس فيما قيل، وأبيه أبي بردة وعمه أبي بكر، وعنه قتادة وثابت البناني ومعاوية ابن عبد الكيم الضال وغيرهم. مُقِلّ، مات سنة نيّف وعشرين ومائة.
انظر ترجمته في: التهذيب 1/439، والتقريب 1/109.
2 هو أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، قيل اسمه عامر، وقيل الحارث، روى عن أبيه وغيره. وعنه أولاده سعيد وبلال وحفيده أبو بردة يزيد بن عبد الله بن أبي بردة والشعبي وغيرهم. ثقة، مات سنة أبع ومائة. وقيل غير ذلك، وقد جاوز الثمانين. أخرج له الجماعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 12/21، والتقريب 2/394.
3 فتح الباري 6/456.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/51 حدثنا عمر بن شبة النمري، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن بلال بن أبي بردة، به.
4 فتح الباري 6/456.
أخرجه ابن جرير 23/140 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا جابر بن نوح، قال: ثنا إسماعيل، عن الشعبي، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/51 عنه تعليقا.
5 شريح بن الحارث بن قيس الكوفي النخعي القاضي، أبو أمية، مخضرم، وقيل له صحبة، استقضاه عمرعلى الكوفة وأقرّه علي وأقام على القضاء بها ستين سنة، وقضى بالبصرة سنة، ثقة. مات قبل الثمانين أو بعدها، وله مائة وثمان سنين أو أكثر.
انظر ترجمته في: التهذيب 4/287، والتقريب 1/349.(2/999)
الشهود والأيمان1.
[2313] ومن طريق أبي عبد الرحمن السلمي نحوه2.
قوله تعالى: {وَلا تُشْطِطْ} الآية: 22
[2314] روى ابن جرير من طريق قتادة في قوله: {وَلا تُشْطِطْ} أي لا تمل3.
[2315] ومن طريق السدي قال: لا تُحِف4.
قوله تعالى: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} الآية: 23
[2316] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: إن دعا ودعوت كان أكثر مني، وإن بطشت وبطش كان أشد مني5.
[2317] ومن طريق قتادة قال: معناه قهرني وظلمني6.
__________
1 فتح الباري 6/456.
أخرجه ابن جرير 23/140 من طريق ابن عليّة ومعتمر، عن داود بن أبي هند - قال في رواية ابن علية - نُبِّئت عن شريح، وقال في رواية معتمر "بلغني أن شريحا قال، فذكر نحوه.
2 فتح الباري 6/456.
لم أجده، هذا وقد أخرج ابن جرير 23/140 من طريق سفيان، عن أبي حصين، قال: سمعت أبا عبد الرحمن يقول: فصل الخطاب: القضاء. أهـ. والله تعالى أعلم.
3 فتح الباري 6/456.
أخرجه ابن جرير 23/142 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
4 فتح الباري 6/456.
أخرجه ابن جرير 23/143 من طريق أسباط، عن السدي، به.
5 فتح الباري 6/457.
أخرجه ابن جرير 23/144 من طريق العوفي، به.
6 فتح الباري 6/457.
أخرجه ابن جرير 23/144 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.(2/1000)
قوله تعالى: {وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} الآية: 24
[2318] وصل ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَتَنَّاهُ} قال: اختبرناه1.
قوله تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الآية: 26
[2391] قرأت في "كتاب القضاء لأبي علي الكرابيسي أنبأنا الشافعي2 عن عمه هو محمد بن علي3 قال: دخل ابن شهاب على الوليد بن عبد الملك فسأله عن حديث "إن الله إذا استرعى عبداً الخلافة كتب له الحسنات ولم يكتب له السيآت" فقال له: هذا كذب، ثم تلا {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} - إلى قوله - {بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} فقال الوليد: إن الناس ليغروننا عن ديننا4.
__________
1 فتح الباري 6/457.
أخرجه ابن جرير 23/146 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطلب ابن عبد مناف القرشي المطلبي أبو عبد الله الشافعي المكي نزيل مصر. رأس الطبقة التاسعة، وهو المجدّد لأمر الدين على رأس المائتين، مات سنة أربع ومائتين، وله أربع وخمسون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/25، والتقريب 2/143.
3 هو محمد بن علي بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ابن عبد مناف المطلبي المكي، روى عن ابن عم أبيه عبد الله بن علي بن السائب والزهري، وعنه الإمام محمد بن إدريس الشافعي، وقال ثقة، وسبطه إبراهيم بن محمد الشافعي والحسن بن محمد بن أعين ويونس بن محمد المؤدب.
انظر ترجمته في: التهذيب 9/315، والتقريب 2/192.
4 فتح الباري 13/113.
وفي معناه ما أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/54 حدثنا أبي، حدثنا هشام بن خالد حدثنا الوليد حدثنا مروان بن جناح حدثني إبراهيم أبو زرعة - وكان قد قرأ الكتاب - أن الوليد بن عبد الملك قال له: أيحاسب الخليفة، فإنك قد قرأت الكتاب الأول، وقرأت القرآن، وفقهت؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أقول؟ قال: قل في أمان الله، قلت: يا أمير المؤمنين أنت أكرم على الله أو داود عليه الصلاة والسلام؟ إن الله - عز وجل - جمع له النبوة والخلافة، ثم توعده في كتابه فقال تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} ... الآية.(2/1001)
قوله تعالى: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} الآية: 30
[2320] وقد أخرج ابن جريج من طريق مجاهد قال: الأواب الرجاع عن الذنوب1.
[2321] ومن طريق قتادة قال: المطيع2.
[2322] ومن طريق السدي قال: هو المسبِّح3.
قوله تعالى: {الصَّافِنَاتُ} الآية: 31
[2323] وصل الفريابي من طريق مجاهد قال: صَفَنَ الفرسُ: رفع إحدى يديه حتى يكون على طرف الحافر4.
__________
1 فتح الباري 6/458.
أخرجه ابن جرير 23/136 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/458.
أخرجه ابن جرير 23/137، 153 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، بهز
3 فتح الباري 6/458.
أخرجه ابن جرير 23/137، 153 من طريق أسباط، عن السدي، به.
4 فتح الباري 6/459.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1002)
قوله تعالى: {الْجِيَادُ}
[2324] وصل الفريابي من طريق مجاهد "الجياد" السراع1.
[2325] روى ابن جرير من طريق إبراهيم التيمي 2 أنها كانت عشرين فرسا ذوات أجنحة3.
قوله تعالى: {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} الآية: 33
[2326] أخرج ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} : يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حباً لها4.
[2327] وروي من طريق الحسن قال: كشف عراقيبها وضرب أعناقها وقال: لا تشغلني عن عبادة ربي مرة أخرى5.
__________
1 فتح الباري 6/459.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 هو إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، يكنى أبا أسماء الكوفي، العابد، ثقة إلا أنه يرسل ويدلّس، مات سنة اثنتين وتسعين، وله أربعون سنة.
انظر ترجمته في: التهذيب 1/154، والتقريب 1/45-46.
3 فتح الباري 6/459.
أخرجه ابن جرير 23/154 حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن أبيه، عن إبراهيم التيمي، به.
4 فتح الباري 6/459.
أخرجه ابن جرير 23/156 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
5 فتح الباري 6/459.
أخرجه ابن جرير 23/156 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن، فذكر نحوه.(2/1003)
قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ} الآية: 34
[2328] قال الفريابي: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً} قال: شيطانا يقال له آصف، قال له سليمان كيف تفتن الناس؟ قال: أرني خاتمك أخبرك، فأعطاه، فنبذه آصف في البحر فساخ، فذهب ملك سليمان وقعد آصف على كرسيه، ومنعه الله نساء سليمان فلم يقربهن، فأنكرته أم سليمان، وكان سليمان يستطعم ويعرفهم بنفسه فيكذبونه حتى أعطته امرأة حوتا فطيب بطنه فوجد خاتمه في بطنه فرد الله إليه ملكه، وفر آصف فدخل البحر1.
قوله تعالى:
{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} الآية: 35
[2329] أخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال في قوله: {لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} لا أسلبه كما سلبته أول مرة2.
قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} الآية: 36
[2330] روى الفريابي من طريق مجاهد {رُخَاءً} : قال: طيبة3.
__________
1 فتح الباري 6/459.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32، بهسندا ومتنا. وقد نقله ابن كثير في تفسيره 7/59 مع روايات أخرى في هذا المعنى، ثم عقبها قائلا: "وهذه كلها من الإسرائيليات".
2 فتح الباري 8/547.
أخرجه ابن جرير 23/159 حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، مثله.
3 فتح الباري 6/459.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1004)
قوله تعالى: {حَيْثُ أَصَابَ}
[2331] وصل الفريابي من طريق مجاهد {حَيْثُ أَصَابَ} : حيث شاء 1.
قوله تعالى: {مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} الآية: 38
[2332] روى ابن جرير من طريق السدي قال: مقرنين في الأصفاد: أي يجمع اليدين إلى العنق بالأغلال2.
قوله تعالى: {فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} الآية: 39
[2333] وصل الفريابي من طريق مجاهد "فامنن" أعط، "بغير حساب" بغير حرج3.
قوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} الآية: 42
[2334] روى ابن جرير من طريق شعبة عن قتادة في قوله: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} قال: ضرب برجله الأرض فإذا عينان تنبعان فشرب من إحداهما واغتسل من الأخرى4.
__________
1 فتح الباري 6/459.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/459.
أخرجه ابن جرير 23/162 من طريق أسباط، عن السدي، به.
3 فتح الباري 6/459.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/32 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/420.
لم أجده من طريق شعبة، وإنما من طريق من طريق سعيد، فقد أخرج ابن جرير 23/166 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد ن عن قتادة، مثله.(2/1005)
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} الآية: 45
[2335] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} قال: أولي القوة في العبادة والفقه في الدين1.
[2336] ومن طريق منصور عن مجاهد قال: {وَالْأَبْصَارِ} العقول2.
قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ} الآية: 52
[2337] وصل الفريابي عن مجاهد {أَتْرَابٌ} قال: أمثال3.
[2338] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: أتراب مستويات4.
__________
1 فتح الباري 8/546.
أخرجه ابن جرير 23/170 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
2 فتح الباري 8/546.
أخرجه ابن جرير 23/170 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن منصور، عنه، مثله.
3 فتح الباري 8/546.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/296 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
4 فتح الباري 8/546.
أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره السيوطي في الإتقان 2/6، 33 حدثنا أبي، قال: حدثني أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به مثله. وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ص 198، 199 من طريق عثمان بن سعيد، ثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.(2/1006)
قوله تعالى: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ} الآية: 63
[2339] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق مجاهد بلفظ أخطأناهم أم هم في النار لا نعلم مكانهم1.
__________
1 فتح الباري 8/546. وعلق البخاري عنه بلفظ "أحطنا بهم".
أخرجه ابن جرير 23/181، 182 من طريق ابن أبي نجيح وليث - في أثرين مستقلين - عن مجاهد، نحوه.
قال ابن عطية: الزيغ: الميل، والمعنى ليسوا معنا أم هم معنا لكن أبصارنا تميل عنهم فلا تراهم. انظر: المحرر الوجيز 14/48.(2/1007)
سورة الزمر
قوله تعالى:
{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} الآية: 7
[2340] أخرج الطبري وغيره بسند رجاله ثقات عن ابن عباس في قوله تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} يعني بعباده الكفار الذين لم يرد الله 1 أن يطهر قلوبهم بقولهم لا إله إلا الله، فأراد عباده المخلصين الذين قال فيهم {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} فحبب إليهم الإيمان وألزمهم كلمة التقوى شهادة أن لا إله إلا الله2.
قوله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً} الآية: 23
[2341] وروى الطبري من طريق السدي في قوله: {كِتَاباً مُتَشَابِهاً} قال: يشبه بعضه بعضا، ويدل بعضه على بعض3.
__________
1 في الفتح "الذين أراد الله" ولعل هذا خطأ إما من الناسخ أو الطابع. وقد صححت من تفسير الطبري والدر المنثور.
2 فتح الباري 13/450.
أخرجه ابن جرير 23/197 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/213 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.
3 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 23/210 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي - مختصرا، بدون قوله "ويدل بعضه على بعض". وهذا الأخير رواه عن سعيد بن جبير - كما يأتي في الذي بعد هذا ـ.(2/1008)
[2342] ومن طريق سعيد بن جبير نحوه1.
قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية: 24
[2343] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} يُجَرّ على وجهه في النار، ويقول هي مثل قوله: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [فصلت:40] 2.
قوله تعالى: {قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} الآية: 28
[2344] وصل الفريابي والطبري عن مجاهد {ذِي عِوَجٍ} أي ليس فيه لبس3.
[2345] وأخرج ابن مردويه من وجهين ضعيفين عن ابن عباس في قوله: {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} قال: ليس بمخلوق4.
__________
1 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 23/210 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير. ولفظه "قال في قوله: {كِتَاباً مُتَشَابِهاً} : يشبه بعضه بعضا، ويصدّق بعضه بعضا، ويدلّ بعضه على بعض".
2 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/297 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله.
3 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/297 وابن جرير 23/212 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. ولفظهما "غير ذي لبس".
4 فتح الباري 8/548.
لم أقف على هذين الإسنادين، وقد بين ابن حجر أنهما ضعيفان، ولكن قد روى غيره بسند صحيح عن ابن عباس نحوه. فقد أخرج الآجري في الشريعة ص77 - باب ذكر الإيمان بأن القرآن كلام الله عز وجل، وأن كلامه جل وعلا ليس بمخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر ـ، واللالكائي في شرح أصول إعتقاد أهل السنة والجماعة 2/217، رقم355، والبيهقي في الأسماء والصفات ص311 كلهم من طريق علي بن أبي طلحة، عنه، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/223 ونسبه إلى الآجري في الشريعة، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات.(2/1009)
قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} الآية: 29
[2346] عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: الشكس العسر لا يرضى بالإنصاف، أخرجه الطبري1.
قوله تعالى: {وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ}
[2347] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ} قال: مثل آلهة الباطل ومثل إله الحق2.
قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} الآية: 33
[2348] قال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن منصور، قلت لمجاهد: يا أبا الحجاج {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} قال: هم الذين يأتون بالقرآن
__________
1 فتح الباري 8/549. وذكره البخاري عنه تعليقا.
لم أجده بهذا اللفظ عند الطبري، بل عنده بسياق آخر، فقد أخرجه 23/214 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال ابن زيد في قوله {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ} قال: أرأيت الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون كلهم سيء الخلق، ليس منهم واحد إلا تلقاه آخذا بطرف من مال لاستخدامه أسوؤهم، والذي لا يملكه إلا واحد، فإنما هذا مثل ضربه الله لهؤلاء الذين يعبدون الآلهة، وجعلوا لها في أعناقهم حقوقا، فضرب الله مثلا لهم، وللذي يعبده وحده {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ} .
2 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به مثله.(2/1010)
فيقول هذا الذي أعطيتمونا قد عملنا فما فيه1.
[2349] ووصله ابن المبارك في الزهد عن مسعر2 عن منصور عن مجاهد في قوله عز وجل: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} قال: هم الذين يجيئون بالقرآن قد اتبعوه، أو قال: اتبعوا ما فيه3.
[2350] وأما قتادة فقال: الذي جاء بالصدق النبي صلى الله عليه وسلم، والذي صدّق به المؤمنون، أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه4.
[2351] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} لا إله إلا الله، {وَصَدَّقَ بِهِ} أي صدّق بالرسول5.
[2352] ومن طريق السدي: الذي جاء بالصدق جبريل، والصدق القرآن، والذي صدّق به محمد صلى الله عليه وسلم6.
__________
1 فتح الباري 8/548.
أخرجه ابن جرير 24/4 من طريق جرير وعمرو كلاهما عن منصور، به نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/228-229 نحوه، ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن الضرس وابن جرير وابن المنذر.
2 مِسْعَر بن كِدام الهلالي، أبو سلمة الكوفي، روى عن منصور وغيره، وعنه ابن المبارك وغيره، ثقة ثبت فاضل. مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/102-13، والتقريب 2/243.
3 فتح الباري 8/548. أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 278 به سنداً ومتناً.
4 فتح الباري 8/548. أخرجه عبد الرزاق 2/172 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/548.
أخرجه ابن جرير 24/3 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به نحوه. ولفظه: " {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} يقول: من جاء بلا إله إلا الله، {وَصَدَّقَ بِهِ} يعني: رسول".
6 فتح الباري 8/548.
قال ابن جرير 24/3 وقال آخرون: الذي جاء بالصدق جبريل، والصدق: القرآن الذي جاء به من عند الله، وصدّق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ذكر من قال ذلك، فأسند: حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي بلفظ "في قوله {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} محمد صلى الله عليه وسلم ". هكذا أورده مختصرا. والله أعلم.(2/1011)
[2353] ومن طريق أسيد بن صفوان1 عن علي: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم، والذي صدّق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه2.
[2354] وعن أبي العالية: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم، وصدّق به أبو بكر3.
قوله تعالى: {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} الآية: 36
[2355] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} بالأوثان4.
[2356] وقال عبد الرزاق عن معمر: قال لي رجل: "قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:
__________
1 أسيد بن صفوان، ذكره أبو نعيم وابن عبد البر في الصحابة، ونسبه ابن قانع سلما، وأما ابن السكن فقال: ليس بمعروف في الصحابة ولم يقف على نسب ولا غيره، وقد وقع في بعض طرقه: وكان من الصحابة. روى له ابن ماجه في التفسير. أما ابن حجر فقد ترجم له في القسم الأول. وليس له رواية إلا عن علي، تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/238، رقم164، والإصابة 1/232، رقم179، والتهذيب 1/301-302، والتقريب 1/77.
2 فتح الباري 8/548.
أخرجه ابن جرير 24/3 حدثني أحمد بن منصور، قال: ثنا أحمد بن مصعد المروزي، قال: ثنا عمر بن إبراهيم بن خالد، عن عبد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، به مثله.
3 فتح الباري 8/548.
لم أقف على من ذكره غير ابن حجر، وليس في تفسير الطبري، مع أن العطف على ما قبلها من الروايات يفهم منه أنه عطف على الطبري. كما لم يذكره السيوطي أيضا.
4 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(2/1012)
لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك، فنزلت: {وَيُخَوِّفُونَكَ} 1.
قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} الآية: 45
[2357] وروى الطبري من طريق السدي قال: اشمأزت أي نفرت2.
[2358] ومن طريق مجاهد قال: انقبضت3.
قوله تعالى: {إِذَا خَوَّلْنَاهُ} الآية: 49
[2359] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِذَا خَوَّلْنَاهُ} قال: أعطيناه4.
قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الآية: 53
[2360] في رواية الطبراني عن ابن عباس أن وحشي بن حرب قاتل حمزة 5 قال: لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزلت {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ
__________
1 فتح الباري 8/548.
أخرجه عبد الرزاق 2/173 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 24/11 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي، مثله.
3 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 24/10 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. وزاد "وذلك يوم قرأ عليهم النجم عند باب الكعبة ".
4 فتح الباري 8/548.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/298 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
5 وحشي بن حرب الحبشي مولى بني نوفل، وهو قاتل حمزة بن عبد المطلب، قتله يوم أحد، ثم أسلم وحسن إسلامه، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغيب وجهه عنه، وكان قدومه عليه مع وفد أهل الطائف. وشارك في قتل مسيلمة الكذاب، وكان يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وشرّ الناس في الإسلام، وشهد اليرموك، ثم سكن حمص، ومات بها.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/409، رقم5449، والإصابة 6/470، رقم9129.(2/1013)
عَمَلاً صَالِحاً} الآية [الفرقان:70] ، فقال: هذا شرط شديد، فنزلت {قُلْ يَا عِبَادِيَ} الآية ... الحديث، وفيه "فقال الناس: يا رسول الله، إنا أصبنا ما أصاب وحشي، فقال: "هي للمسلمين عامة" 1.
[2361] وروى ابن إسحاق في "السيرة" قال: حدثني نافع عن ابن عمر
__________
1 فتح الباري 8/550.
أخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم11480 حدثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إسحاق ابن الأركون، ثنا أبين بن سفيان، عن عطاء، عن ابن عباس، فذكره مطولا. ولفظه "قال: ابعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنا يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا، وأنا قد صنعت ذلك؟ فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله عز وجل:
{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} فقال وحشي: يا محمد هذا شرط شديد، إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا، فلعلي لا أقدر على هذا، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فقال وحشي: يا محمد أرى بعد مشيئة فلا أدري يغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله عز وجل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} قال وحشي: هذا فجاء فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله ... الحديث.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/103-104 وقال: وفيه أبين بن سفيان ضعفه الذهبي.
وأصل هذا الحديث مخرج في البخاري، ولكن لم يسم قائل ذلك، ففيه "قال ابن عباس: أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا وأكثروا، وزنوا وأكثروا، فأتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفّارة، فنزلت {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ} ونزل {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} " صحيح البخاري، رقم4810.(2/1014)
عن عمر قال "اتَّعَدْتُ أنا وعيّاش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص أن نهاجر إلى المدينة، فذكر الحديث في قصتهم ورجوع رفيقه فنزلت {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، قال: فكتبت بها إلى هشام1.
[2362] روى أحمد والطبراني في "الأوسط" من حديث ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما أحب أن لي بهذه الآية الدنيا وما فيها {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} الآية، فقال رجل: ومن أشرك؟ فسكت ساعة ثم قال: "ومن أشرك" ثلاث مرات2.
قوله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} الآية: 61
[2363] وروى الطبري من طريق السدي قال: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ} أي بفضائلهم3.
__________
1 فتح الباري 8/550.
أخرجه ابن إسحاق سيرة ابن هشام 2/496-497 بهذا السند مطولا. وفي آخره "قال عمر بن الخطاب فكتبتها بيدي في صحيفة، وبعثت بها إلى هشام بن العاصى، فال: فقال هشام: فلما أتتني جعلت أقرأها بذي طوى، أصعّد بها فيه وأصوّب ولا أفهمها، حتى قلت: اللهم فهّمنيها، قال: فألقى الله تعالى في قلبي أنها إنما أنزلت فينا وفيما كنا نقول لأنفسنا ويقال فينا، قال: فرجعت إلى بعيري فجلست عليه فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
2 فتح الباري 8/550.
أخرجه الإمام أحمد 5/275 والطبراني في الأوسط رقم1911 كلاهما من حديث ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن ثوبان - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه. ولفظهما - في آخره - "إلا من أشرك"، ثلاث مرات. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/103 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وأحمد، وفيه ابن لهيعة، وفيه ضعف وحديثه حسن. وانظر: مجمع البحرين في زوائد المعجمين رقم3385 و3386.
3 فتح الباري 8/549.
أخرجه ابن جرير 24/22 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، ثنا أسباط، عن السدي، مثله.(2/1015)
قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} الآية: 67
[2364] وساق البيهقي من طريق أبي يحيى القتات 1 عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} قال: "وكلتا يديه يمين" 2.
قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} الآية: 68
[2365] عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن هذه الآية من الذين لم يشأ الله أن يصعقوا؟ قال: هم شهداء الله عز وجل، صححه الحاكم ورواته ثقات3.
__________
1 أبو يحيى القتات الكوفي الكناني، مختلف في اسمه، روى عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح وحبيب بن أبي ثابت، عنه الأعمش وإسرائيل والثوري وغيرهم. ليّن الحديث.
انظر ترجمته في: التهذيب 2/489، والتقريب 12/303.
2 فتح الباري 13/396.
3 فتح الباري 11/371 و 6/444.
أخرجه الحاكم 2/253 حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم، ثنا الحسين بن محمد القباني، ثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، قالا: ثنا أبو أسامة، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي هريرة، بهمرفوعا. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وأخرجه أبو يعلى كما في تفسير ابن كثير 7/108 من طريق إسماعيل بن عياش، عن عمر بن محمد، عن زيد بن أسلم، بهبأطول منه سياقا. قال ابن كثير: رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش، فإنه غير معروف، والله أعلم. وأخرجه إسحاق بن راهويه كما في فتح الباري 6/444 من طريق زيد بن أسلم، به. والحديث ضعفه الألباني ضعيف الجامع الصغير رقم3218. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/249 ونسبه إلى أبي يعلى والدارقطني في الأفراد وابن المنذر والحاكم - وصححه - وابن مرويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.(2/1016)
[2366] أخرج البيهقي وابن مردويه من حديث أنس بلفظ "فكان ممن استثنى الله ثلاثة: جبريل وميكائيل وملك الموت" الحديث وسنده ضعيف1.
[2367] وله طريق أخرى عن أنس ضعيفة أيضا عند الطبري وابن مردويه، وسياقه أتم2.
__________
1 فتح الباري 11/371.
لم أجده من حديث أنس مسندا، إلا أن الحافظ ابن حجر قد حكم على إسناده بالضعف كما في الأعلى. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/250-251 مطولا، ونسبه إلى ابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أنس رفعه. وانظر ما يأتي برقم 2367.
هذا وقد أخرج البيهقي في البعث والنشور ص 325-334 من حديث أبي هريرة - ضمن حديث الصور الطويل - من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي، عن رجل من الأنصار، عنه، نحوه.
2 فتح الباري 11/371.
أخرجه ابن جرير 24/29 حدثني هارون بن إدريس الأصم، قال: ثنا عبد الرحمن ابن محمد المحاربي، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا الفضيل بن عيسى، عن عمه يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، نحوه. ولفظه قال:"قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فقيل: من هؤلاء الذين استثنى الله يا رسول الله؟ قال: "جبرائيل وميكائيل، ومَلك الموت، فإذا قبض أرواح الخلائق قال: يا ملك الموت من بقي؟ وهو أعلم قال: يقول: سبحانك تباركت ربّي ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، بَقِيَ جِبْريلُ وميكائيلُ وَمَلَكُ المَوْتِ قالَ: يَقُولُ يا مَلَك المَوْتِ خُذْ نَفْسَ مِيكائِيلَ قالَ: فَيَقَعُ كالطّوْدِ العَظِيم، قال: ثُمّ يَقُولُ: يا مَلَكَ المَوْتِ مَنْ بَقِي؟ فَيَقُول: سُبْحانَكَ رَبّي يا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، بَقِيَ جِبْريلُ وَمَلَكُ المَوْتِ، قال: فَيَقُولُ: يا مَلَكَ المَوْتِ مُتْ، قالَ: فَيَمُوتُ قالَ: ثُمّ يَقُولُ: يا جِبرِيلُ مَنْ بَقِيَ؟ قالَ: فَيَقُولُ جِبْرِيلُ: سُبْحانَكَ رَبّي يا ذَا الجَلال والإكْرامِ، بَقِي جِبْرِيلُ، وَهُوَ مِنَ اللهِ بالمَكانِ الّذِي هُوَ بِهِ قال: فَيَقُولُ يا جِبْريلُ لا بُدّ مِنْ مَوْتَةٍ قالَ: فَيَقَعُ ساجِدا يَخْفِقُ بِجَناحَيْهِ يَقُولُ: سُبْحانَكَ رَبّي تَبَارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا ذَا الجَلالِ والإكْرامِ، أنْتَ الباقي وجِبْريلُ المَيّت الفاني: قال: ويأْخُذُ رُوحَهُ في الحلْقَةِ التي خُلِقَ مِنْها، قالَ: فَيَقَعُ على مِيكائِيلَ أنّ فَضْلَ خَلْقِهِ على خَلْقِ مِيكائِيلَ كَفَضْلِ الطّوْدِ العَظِيمِ عَلى الظّرْبِ مِنَ الظّرابِ". والحديث قد ضعفه ابن حجر كما هو أعلاه.(2/1017)
[2368] وأخرج البيهقي من طريق أبي الزعراء1: كنا عند عبد الله ابن مسعود فذكر الدجال إلى أن قال "ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس في بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء، قال: فيرسل الله ماء من تحت العرش فينبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الري " ورواته ثقات. إلا أنه موقوف2.
[2369] وأخرج ابن مردويه من طريق سعد بن الصلت 3 عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعا " ما بين النفختين أربعون سنة"، وهو شاذ4.
__________
1 هو عبد الله بن هانئ الكندي الأزدي أبو الزعراء الأكبر الكوفي، روى عن عمر وابن مسعود، عنه ابن أخته سلمة بن كهيل، وذكره ابن حبان في الثقات. قال البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال ابن المديني: عامة روايته عن ابن مسعود ولا أعلم روى عنه إلا سلمة، وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين. أخرج له الترمذي والنسائي.
انظر ترجمته في: التهذيب 6/56، والتقريب 1/458.
2 فتح الباري 11/370.
3 تصحّف في الفتح إلى "سعيد بن الصلت"، والصواب ما أثبته، وسعد بن الصلت هو ابن برد ابن أسلم مولى جرير بن عبد الله البجلي، روى عن الأعمش وغيره. ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وقال الذهبي: صالح الحديث وما علمت لأحد فيه جرحاً.
انظر: الجرح والتعديل 4/86، وسير أعلام النبلاء 9/317.
4 فتح الباري 8/552 و 11/370.
لم أقف على إسناده، وقد بين ابن حجر الفتح 11/370 أن إسناده ضعيف، وأنه شاذ.
وقد أخرج أبو داود في البعث رقم42، ص 43 من طريق سعد بن الصلت، به، وأخرج ابن منده في كتاب الإيمان 3/773 رقم811، 812 من طريق الحسين بن واقد، عن الأعمش، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/252 وعزاه لأبي داود في البعث وابن مردويه. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينفخ في الصور، والصور كهيئة القرن: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} وبين النفختين أربعون عاما فيمطر الله في تلك الأربعين مطراً فينبتون من الأرض كما ينبت البقل ... الحديث.(2/1018)
[2370] ومن وجه ضعيف عن ابن عباس قال: ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة1.
[2371] وقد أخرج ابن مردويه من طريق زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: بين النفختين أربعون. قالوا: أربعون ماذا؟ قال: هكذا سمعت2.
[2372] وأخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة، فذكر حديث أبي هريرة منقطعا، ثم قال "قال أصحابه: ما سألناه عن ذلك ولا زادنا عليه، غير أنهم كانوا يرون من رأيهم أنها أربعون سنة" 3.
[2373] وأخرج ابن المبارك في "الرقائق" من مرسل الحسن "بين النفختين أربعون سنة: الأولى يميت الله بها كل حي، والأخرى يحيي الله بها كل ميت"4.
__________
1 فتح الباري 8/552 و 11/370.
لم أقف على إسناده، وقد حكم ابن حجر على إسناده بالضعف كما هو أعلاه.
2 فتح الباري 8/552 و 11/370.
لم أقف عليه مسندا، وقال ابن حجر الفتح 11/370 إسناده جيد. وعند البخاري رقم4814 من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عنه مرفوعا "ما بين النفختين أربعون" قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يوما؟ قال: أبيت. قال: أربعون سنة؟ قال: أبيت. قال: أربعون شهراً؟ قال: أبيت ... الحديث.
3 فتح الباري 11/370.
أخرجه ابن جرير 24/32 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، فذكره. ولفظه: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} قال نبي الله: "بين النفختين أربعون"، قال: قال أصحابه: فما سألناه عن ذلك ... الحديث.
4 فتح الباري 11/370.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/252 ونسبه إلى ابن المبارك فقط. وهو مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف.(2/1019)
سورة المؤمن (غافر)
قوله تعالى: {حم} الآية: 1
[2374] وأخرج الطبري من طريق الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: "ألم" و"حم" و"ألمص" و"ص" فواتح افتتح بها1.
[2375] وروى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد قال: فواتح السور كلها "ق" و"ص" و"طسم" وغيرها هجاء مقطوع2.
[2376] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: "حم" اسم من أسماء القرآن3.
قوله تعالى: {ذِي الطَّوْلِ} الآية: 3
[2377] وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة
__________
1 فتح الباري 8/554.
أخرجه ابن جرير رقم230 - في البقرة - حدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، عن يحيى بن آدم، عن سفيان - وهو الثوري، به مثله.
2 فتح الباري 8/554.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/299 ثنا أبي، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم بن أبي الوضاح، عن خصيف، عن مجاهد، به.
قال ابن حجر: والإسناد الأول أصح.
3 فتح الباري 8/554.
أخرجه عبد الرزاق 2/178 به سندا ومتنا.(2/1020)
عن ابن عباس في قوله: {ذِي الطَّوْلِ} قال: ذي السعة والغنى1.
[2378] ومن طريق عكرمة قال: ذي المنّ2.
[2379] ومن طريق قتادة قال: ذي النعماء3.
قوله تعال: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} الآية: 19
[2380] وعند ابن أبي حاتم من طريق ابن عباس في قوله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} قال: هو الرجل ينظر إلى المرأة الحسناء تمر به أو يدخل بيتا هي فيه، فإذا فطن له غض بصره، وقد علم الله تعالى أنه يود لو اطلع على فرجها وإن قدر عليها لو زنى بها4.
__________
1 فتح الباري 8/555.
أخرجه ابن جرير 24/41 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/271 ونسبه ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.
2 فتح الباري 8/555.
علقه عنه ابن كثير 7/118. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/272 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر فقط.
3 فتح الباري 8/555.
أخرجه ابن جرير 24/41 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة - بلفظ "ذي النعم". وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/271 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
4 فتح الباري 11/9.
ذكره ابن كثير في تفسيره 7/127 تعليقا عن ابن عباس، ونسبه إلى ابن أبي حاتم. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/282 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وقد أخرج سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل170/أحدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "قال في قوله: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} قال الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة فيُرى أنه يغض بصره عنها، فإذا غفلوا لحظ إليها، وإذا نظروا غض بصره عنها، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه ودّ أن ينظر إلى عورتها".(2/1021)
[2381] ومن طريق مجاهد وقتادة نحوه1.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ} الآية: 34
[2382] ونقل عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ} قال: هو رسول الجن2.
قوله تعالى: {أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ} الآية: 41
[2383] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {إِلَى النَّجَاةِ} قال: إلى الإيمان3.
قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا} الآية: 43
[2384] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ} يعني الأوثان4.
__________
1 فتح الباري 11/9.
ذكر السيوطي في الدر المنثور 7/282 عن مجاهد {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} قال: نظر العين إلى ما نهي عنه. وقد عزاه لعبد بن حميد وابن المنذر.
والأثر أخرجه ابن جرير 23/54 من طرق عن ابن نجيح، عنه، به.
وأما عن قتادة فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 7/282 عنه {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} قال: يعلم همزه وإضمامه بعينه فيما لا يحب الله تعالى. وقد عزاه لعبد بن حميد وأبي الشيخ في العظمة.
والأثر أخرجه ابن جرير 23/54 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عنه، به.
2 فتح الباري 6/345. لم أقف على من ذكره غير ابن حجر.
3 فتح الباري 8/555.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/299 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
4 فتح الباري 8/555. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/299 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.(2/1022)
قوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} الآية: 46
[2385] أخرج ابن مردويه والبيهقي من حديث ابن مسعود رفعه "ما أحسن محسن من مسلم ولا كافر إلا أثابه الله، قلنا: يا رسول الله، ما إثابة الكافر؟ قال: "المال والولد والصحة وأشباه ذلك". قلنا: وما إثابته في الآخرة؟ قال: "عذابا دون العذاب"، ثم قرأ: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} ، وسنده ضعيف1.
قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} الآية: 60
[2386] عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
__________
1 فتح الباري 11/431-432.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم945، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/138، والبيهقي في الشعب رقم281، والحاكم 2/253 كلهم من طريق زيد ابن أخرم، عن عامر بن مدرك الحارثي، عن عتبة بن يقظان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، مثله. وقال البزار: لا نعلم له إسناداً غير هذا، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله "عتبة واهٍ". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/114 وقال: رواه البزار وفيه عتبة بن يقظان وفيه كلام وقد وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات، وأشار البيهقي إلى ضعفه بقوله: وفي الإسناد من لا يحتج به. أهـ. وذكره الذهبي في الميزان 3/427 وقال: رواه ابن ماجه في تفسيره عن زيد بن أخزم، حدثنا عامر بن مدرك، حدثنا عتبة ابن يقظان، به. ثم ضعفه بعتبة بن يقظان، وقال: والخبر منكر. كما ضعّفه ابن حجر - كما في الأعلى - ثم قال: - أي ابن حجر - "وعلى تقدير ثبوته فيحتمل أن يكون التخفيف فيما يتعلق بعذاب معاصيه، بخلاف عذاب الكفر". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/292 وزاد نسبته إلى ابن مردويه.(2/1023)
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} الآية، أخرجه الأربعة وصححه الترمذي والحاكم1.
[2387] وروى الطبري من طريق السدي في قوله {سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} أي صاغرين2.
قوله تعالى: {ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ} الآية: 72
[2388] وأخرج الفريابي وعبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {يُسْجَرُونَ} : توقد بهم النار3.
__________
1 فتح الباري 11/94.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/200، رقم9216، وأحمد في المسند 4/267، 271 والبخاري في الأدب المفرد رقم735، وأبو داود رقم1479 - في الصلاة، باب الدعاء -، وابن ماجه رقم3828 - في الدعاء، باب فضل الدعاء -، والترمذي رقم3247 و3372 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة المؤمن، وفي الدعوات، باب ماجاء في فضل الدعاء -، والنسائي في تفسيره رقم484، وابن جرير 24/78، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/142-143، والحاكم 1/490-491 كلهم من طريق ذر ابن عبد الله المرهبي، عن يُسيع الخضرمي، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه - مرفوعا. وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2685. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/301 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والطبراني وابن حبان وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان.
2 فتح الباري 8/555.
أخرجه ابن جرير 24/79 حدثنا محمد، ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/301 ونسبه إلى ابن جرير فقط. وهذا إسناد ضعيف، ولكن معناه صحيح؛ قال الراغب: يقال: أدخرتُه فدخر أي أذللته فذلّ. انظر: المفردات ص 166 مادة "دخر".
3 فتح الباري 6/333 و 8/555.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/300 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.(2/1024)
قوله تعالى:
{بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} الآية: 75
[2389] وصل الفريابي عن مجاهد {تَمْرَحُونَ} قال: يبطرون ويأشرون1.
__________
1 فتح الباري 8/555.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/300 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.(2/1025)
سورة حم السجدة (فصلت)
قوله تعالى: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} الآية: 8
[2390] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} قال: محسوب1.
[2391] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {غَيْرُ مَمْنُونٍ} قال: غير منقوص2.
قوله تعالى: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} الآية: 10
[2392] أخرج عبد الرزاق عن معمر عن الحسن {أَقْوَاتَهَا} قال: أرزاقها3.
[2393] قال: وقال قتادة: جبالها وأنهارها ودوابها وثمارها4.
__________
1 فتح الباري 8/559.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/559.
أخرجه ابن جرير 24/93 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
3 فتح الباري 8/559.
أخرجه عبد الرزاق 2/184 به سندا ومتنا.
4 فتح الباري 8/559.
أخرجه عبد الرزاق 2/184 عن معمر عنه، به.(2/1026)
[2394] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} قال: من المطر1.
قوله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} الآية:11-12
[2395] وصل الطبري وابن أبي حاتم على شرط البخاري في الصحة، عن طاوس عن ابن عباس، ولفظ الطبري في قوله {أَتَيْنَا} قال أعطيا، وفي قوله {قَالَتَا أَتَيْنَا} قالتا أعطينا2.
[2396] وقد روى الطبري من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال الله عز وجل للسماوات أطلعي الشمس والقمر والنجوم، وقال للأرض: شققي أنهارك وأخرجي ثمارك، {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} 3.
__________
1 فتح الباري 8/559.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/556.
أخرجه ابن جرير 24/98-99 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُليّة، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن طاوس، به. وهذا إسناد صحيح على شرط البخاري كما قال ابن حجر. وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/300 ثنا علي بن المبارك، كتابة، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، به. هذا وقد نقل ابن حجر عن عياض قال: ليس أتى هنا بمعنى أعطى، وإنما هو من الإتيان وهو المجيء بمعنى الانفعال للوجود، بدليل الآية نفسها، وبهذا فسره المفسرون أن معناه جيئا بما خلقت فيكما وأظهراه، قالتا: أجبنا، وروي ذلك عن ابن عباس. وتعقّبه ابن حجر قائلا: وكأنه لما رأى عن ابن عباس أنه فسره بمعنى المجيء نفى أن يثبت عنه أنه فسره بالمعنى الآخر، قال: وهذا عجيب؛ فما المانع أن يكون له في الشيء قولان بل أكثر. أهـ. انظر: فتح الباري 8/556-557.
3 فتح الباري 8/557. أخرجه ابن جرير 24/98 حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن مجاهد، به نحوه. ولفظه - في آخره - "قالتا: أعطينا طائعين".(2/1027)
[2397] أخرج عبد الرزاق من طريق أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس رفعه قال "خلق الله الأرض في يوم الأحد وفي يوم الاثنين، وخلق الجبال وشقق الأنهار وقدر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، ثم استوى إلى السماء وهي دخان" وتلا الآية إلى قوله: {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} قال: "في يوم الخميس ويوم الجمعة" ... الحديث، فهو ضعيف لضعف أبي سعيد وهو البقال1.
قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} الآية: 12
[2398] أخرج الطبري من طريق أبي جعفر الرازي عن أبي العالية في قوله {فَقَضَاهُنَّ} : خلقهن2.
قوله تعالى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا}
[2399] وصل الفريابي من طريق مجاهد {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} مما أمر به وأراده3.
__________
1 فتح الباري 8/558.
أخرجه عبد الرزاق 2/210-211 عن معمر عن ابن عيينة عن أبي سعيد، به نحوه. وتمامه "وكان آخر الخلق آدم خُلق في آخر ساعات يوم الجمعة، فلما كان يوم السبت لم يكن له فيه خلق فقالت اليهود فيه ما قالت، فأنزل الله تكذيبهم: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق:38] . وإسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر.
2 فتح الباري 13/405.
هكذا عزاه ابن حجر للطبري، ولم يقع لي في تفسيره.
3 فتح الباري 8/559.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1028)
قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} الآية: 16
[2400] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {رِيحاً صَرْصَراً} باردة {نَحِسَاتٍ} مشئومات1.
[2401] وصل الفريابي من طريق مجاهد {نَحِسَاتٍ} قال: مشائيم2.
قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} الآية:19
[2402] وأخرج الطبري من طريق السدي في قوله {فَهُمْ يُوزَعُونَ} قال: عليهم وزعة ترد أولاهم على أخراهم3.
قوله تعالى:
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} الآية: 22
[2403] أخرج الطبري من طريق السدي {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} قال: تستخفون4.
__________
1 فتح الباري 8/559.
أخرجه عبد الرزاق 2/184 به سندا ومتنا، وزاد في آخره النكدات. وقال ابن كثير وقوله في أيام نحسات أي: متتابعات.
2 فتح الباري 8/559.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/560.
جاء هذا التفسير في تفسير الطبري عن قتادة - بعد أثر السدي بسطر -، ولعل فيه انتقالا من محل إلى محل آخر عند النسخ. فقد أخرج الطبري 24/106 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {فَهُمْ يُوزَعُونَ} قال: عليهم وزعة تردّ أولاهم على أُخراهم.
أما عن السدي فجاء عنه بلفظ "يحبس أوّلهم على آخرهم".
4 فتح الباري 8/561.
أخرجه ابن جرير 24/108 من طريق أسباط، عن السدي، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/320 ونسبه إلى ابن جرير عن السدي.(2/1029)
[2404] ومن طريق مجاهد قال: تتقون1.
[2405] ومن طريق شعبة عن قتادة قال: ما كنتم تظنون أن يشهد عليكم إلخ2.
قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} الآية: 25
[2406] وقد أخرج الفريابي من طريق مجاهد {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} قال: شياطين3.
[2407] وروى الطبري عن مجاهد والسدي في قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} قال: شياطين4.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} الآية: 30
[2408] أخرج الفريابي من طريق مجاهد في قوله {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ
__________
1 فتح الباري 8/561.
أخرجه ابن جرير 24/108 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/561.
لم أجده في تفسير الطبري من طريق شعبة، وإنما من طريق سعيد. فقد أخرج 24/108 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} يقول: وما كنتم تظنون {أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ} حتى بلغ {كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ} .
3 فتح الباري 8/560.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/340.
أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 24/111 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به.
وأما أثر السدي فأخرجه 24/111 من طريق أسباط، عنه، به.(2/1030)
الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} قال عند الموت1 وكذلك أخرجه الطبري مفرقا في موضعيه2.
[2409] ومن طريق السدي قال: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} عند الموت3.
[2410] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} وذلك في الآخرة4.
قوله تعالى: {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} الآية: 39
[2411] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {اهْتَزَّتْ} بالنبات، {وَرَبَتْ} ارتفعت قبل أن تنبت5.
قوله تعالى: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية:40
[2412] وقال عبد الرزاق: أنبأنا ابن عيينة عن بشر بن تيم6 قال:
__________
1 فتح الباري 8/560.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/560.
أخرجه ابن جرير 24/111، 116 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به مفرقا في موضعيه. أعني عند قوله {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} قال: شياطين، وعند قوله: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا} قال عند الموت.
3 فتح الباري 8/560.
أخرجه ابن جرير 24/116 من طريق أسباط، عن السدي، به.
4 فتح الباري 8/560.
أخرجه ابن جرير 24/116 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
5 فتح الباري 8/560.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/302-303 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
6 بشر بن تيم، ويقال: بشير بن تيم بن مرة، مكي، روى عن عكرمة، وروى عنه ابن عيينة وابن جريج، ذكره ابن أبي حاتم في باب "بشر" مرة، ثم في باب "بشير" مرة أخرى، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
انظر: الجرح والتعديل 2/352، 372.
ووقع في الفتح "بشر بن تميم".(2/1031)
نزلت في أبي جهل وعمار بن ياسر، {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ} أبو جهل {} عمار1.
[2413] وذكر الطبري أنه روي عن ابن عباس بإسناد ضعيف قال: ينطلق به إلى النار مكتوفا ثم يرمى به فيها، فأول ما يمس وجهه النار2.
قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} الآية: 40
[2414] وقد وصل عبد بن حميد من طيق سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} قال: هذا وعيد3.
[2415] وأخرجه عبد الرزاق من وجهين آخرين عن مجاهد4.
__________
1 فتح الباري 8/548.
أخرجه عبد الرزاق 2/188 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/548.
ذكره ابن جرير 23/212 من غير إسناد، وقال وهو قول يُذكر عن ابن عباس من وجه كرهت أن أذكره لضعف سنده.
3 فتح الباري 8/561.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/303 ثنا أبو نعيم، وقبيصة، وأبو أحمد الزبيري، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/561.
أما الوجه الأول فأخرجه في تفسيره 2/189 عن معمر، عن رجل، عن مجاهد، مثله. وأما الوجه الثاني فأخرجه 2/189 قال: أنا عمر بن حبيب عن عبد الحميد بن رافع الطهراني، عن فلان بن نافع، عن مجاهد، مثله قال: وعيد.(2/1032)
قوله تعالى: {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} الآية: 50
[2416] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي} أي بعملي أنا محقوق بهذا1.
__________
1 فتح الباري 8/560.
أخرجه ابن جرير 25/3 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1033)
سورة الشورى
قوله تعالى: {يَذْرَأُكُمْ فِيهِ} الآية: 11
[2417] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {يَذْرَأُكُمْ فِيهِ} قال نسلا بعد نسل من الناس والأنعام1.
[2418] وروى الطبري من طريق السدي في قوله {يَذْرَأُكُمْ} قال: يخلقكم2.
قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} الآية: 13
[2419] وقال أبو العالية في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} قال: وصاهم بالأخلاص في عبادته3.
قوله تعالى: {لا حُجَّةَ بَيْنَنَا} الآية: 15
[2420] وصل الفريابي عن مجاهد {لا حُجَّةَ بَيْنَنَا} لا خصومة بيننا وبينكم4.
__________
1 فتح الباري 8/563.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/304 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/563.
أخرجه ابن جرير 25/11 من طريق أسباط، عن السدي، به.
3 فتح الباري 1/ 11
4 فتح الباري 8/563.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/304 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1034)
قوله تعالى: {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} الآية: 16
[2421] وروى الطبري من طريق السدي في قوله {حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} قال: هم أهل الكتاب للمسلمين: كتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم1.
قوله تعالى: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الآية: 23
[2422] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق قيس بن الربيع 2، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت - هذه الآية - قالوا: يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ الحديث، وإسناده واه فيه ضعيف ورافضي، وهو ساقط لمخالفته الحديث الصحيح - حديث الباب3.
__________
1 فتح الباري 8/563.
لم أجد هذا الأثر عن السدي، وإنما عن قتادة. فقد أخرج ابن جرير 25/19 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} قال: هم اليهود والنصارى، قالوا: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن خير منكم. ومن طريق سعيد، عن قتادة، نحوه.
2 قيس بن الربيع الأسدي الكوفي أبو محمد، قال أبو حاتم: محله الصدق، وليس بقوي، وقال ابن معين: ضعيف. وقال مرة: لا يكتب حديثه، وقيل لأحمد: لم تركوا حديثه؟ قال: كان يتشيع، وكان كثير الخطأ وله أحاديث منكرة. وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف.
انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 7/97، والميزان 4/313.
3 فتح الباري 8/564.
وتمامه "قال: علي وفاطمة وأبناهما".
قال الزيلعي: ذكر نزول هذه الآية في المدينة بعيد؛ فإنها مكية، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية فإنها لم تتزوج لعلي إلا بعد بدر من السنة الثانية، والحق تفسير الآية بما فسر به حبر الأمة ابن عباس، أخرجه البخاري - رقم4818 - من رواية طاوس عنه أنه سئل عن قوله تعالى: { ... إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... } فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد، فقال ابن عباس: عجلت - أي أسرعت في التفسير - أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من =(2/1035)
[2423] وفي سبب نزولها قول آخر: ذكر الواحدي عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانت تنوبه نوائب وليس بيده شيء، فجمع له الأنصار مالا فقالوا: يا رسول الله إنك ابن أختنا، وقد هدانا الله بك، وتنوبك النوائب وحقوق وليس لك سعة فجمعنا لك من أموالنا ما تستعين به علينا، فنزلت، وهذه من رواية الكلبي ونحوه من الضعفاء1.
__________
= قريش إلا كان لهم فيه قربة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. انتهى. تخريج أحاديث الكشاف 3/235.
والحديث أخرجه ابن أبي حاتم، كما في تفسير ابن كثير 7/189، والطبراني في الكبير رقم12259 وابن مردويه في تفسيريهما كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 3/235 من طريق حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، به. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/168 وقال: رواه الطبراني وفيه جماعة ضعفاء، وقد وثقوا. وقال ابن كثير - عقب ذكره - "وهذا إسناد ضعيف فيه مبهم لا يعرف عن شيخ شيعي متخرق، زهو حسين الأشقر ولا يقبل خبره في هذا المحل، وذكر نزول هذه الآية في المدينة بعيد ... فذكر نحوه ما قال الزيلعي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/348 وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه، وحكم على إسناده بالضعف.
1 فتح الباري 8/564.
أخرج الطبراني في الكبير ج 12/رقم12384 من طريق حسين الأشقر، ثنا نصير بن زياد، عن عثمان أبي اليقظان عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/106 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عثمان بن عمير أبو اليقظان وهو ضعيف.
وذكره الواحدي في أسباب النزول ص 312 بغير سند، وقال ابن حجر في الكافي الشاف بذيل الكشاف 4/221 ذكره الثعلبي والواحدي في الأسباب عن ابن عباس بغير سند، ويشبه أن يكون عن الكلبي عن أبي صالح عنه. وروى الطبراني من طريق عثمان بن القطان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وأخرجه ابن مردويه عنه.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/348 ونسبه إلى الطبراني في الأوسط وابن مردويه، وحكم على إسناده بالضعف.(2/1036)
[2424] وأخرج من طريق مقسم عن ابن عباس أيضا قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم عن الأنصار شيء فخطب فقال: "ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي"، الحديث، وفيه "فجثوا على الركب وقالوا أنفسنا وأموالنا لك فنزلت، وهذا أيضا ضعيف ويبطله أن الآية مكية1.
[2425] عن قتادة قال: قال المشركون لعل محمداً يطلب أجراً على ما يتعاطاه، فنزلت2.
[2426] وقد روى سعيد بن منصور من طريق الشعبي قال: أكثروا علينا في هذه الآية، فكتبت إلى ابن عباس أسأله عنها فكتب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واسط النسب في قريش، لك يكن حي من أحياء قريش إلا ولده، فقال الله: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} تودوني بقرابتي منكم، وتحفظوني في ذلك3.
__________
1 فتح الباري 8/564.
أخرجه ابن جرير 25/25، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/189، وابن مرديه كما في تخريج أحاديث الكشاف 3/237 كلهم من طريق عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس، نحوه. قال ابن كثير: يزيد بن أبي زياد ضعيف. وقال عنه ابن حجر في التقريب 2/365 ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن، وكان شيعيا.
والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/35 وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعد بن بشير وفيه لين وبقية رجاله وثقوا.
2 فتح الباري 8/564.
3 فتح الباري 8/565.
أخرجه الحاكم في المستدرك 2/444 حدثنا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عمر بن عون، ثنا هشيم، أنبأنا داود، عن الشعبي رحمه الله به. ثم قال الحاكم: قال هشيم، وأخبرني حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحوه من ذلك. هذا حديث ولم يخرجاه بهذه الزيادة، وهو صحيح على شرطهما، فإن حديث عكرمة صحيح على شرط البخاري وحديث داود بن أبي هند صحيح على شرط مسلم. أهـ. وكذا قال الذهبي.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/346 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.
وفي البخاري نحوه، وقد تقدمت الإشارة إليه.(2/1037)
[2427] وفيه قول ثالث: أخرج أحمد من طريق مجاهد عن ابن عباس أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً} على ما جئتكم به من البينات والهدى إلا أن تقربوا إلى الله بطاعته، وفي إسناده ضعف1.
[2428] وثبت عن الحسن البصري نحوه2.
قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} الآية: 30
[2429] وأخرج أبو عبيد من طريق الضحاك بن مزاحم موقوفا قال:
__________
1 فتح الباري 8/565.
أخرجه الإمام أحمد 1/268 حدثنا حسن بن موسى، حدثنا قزعة - يعني ابن سويد ـ، حدثني عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، نحوه مرفوعا. وقد ضعفه ابن حجر كما في الأعلى. قلت: والعلة فيه: قزعة بن سويد الباهلي، قال عنه ابن حجر في التقريب 2/126 "ضعيف".
وأخرجه الحاكم 2/443-444 من طريق الحسن بن موسى، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي! والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 7/188 برواية الإمام أحمد.
2 فتح الباري 8/565.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/350 عن الحسن في قوله: {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قال: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسألهم على هذا القرآن أجراً، ولكنه أمرهم أن يتقربوا إلى الله، بطاعته وحب كتابه". ونسبه إلى عبد بن حميد. وقال ابن كثير - عقب رواية مجاهد عن ابن عباس المتقدم - قال: "وهكذا روى قتادة عن الحسن البصري مثله.
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/191 عن معمر عن الحسن قال: إلا أن تودوا إلى الله فيما يقربكم إليه.(2/1038)
ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا يذنب أحدثه؛ لأن الله يقول {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} ونسيان القرآن من أعظم المصائب1.
قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} الآية: 33
[2430] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة {فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ} قال: سفن هذا البحر تجري بالريح فإذا أمسكت عنها الريح ركدت2.
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} الآية: 39
[2431] روى الطبري من طريق السدي في قوله {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} قال: يعني ممن بغي عليهم من غير أن يعتدوا3.
قوله تعالى:
{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} الآية: 40
[2432] وروى ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} قال: إذا شتمك شتمته بمثلها من غير أن تعتدي {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} 4.
__________
1 فتح الباري 9/86. راجع كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد.
2 فتح الباري 8/563.
أخرجه ابن جرير 25/34 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
3 فتح الباري 5/99.
أخرجه ابن جرير 25/37 من طريق أسباط، عن السدي، به.
4 فتح الباري 5/100.
أخرجه ابن جرير 25/38 من طريق أسباط، عن السدي، به.(2/1039)
قوله تعالى: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} الآية: 45
[2433] وصل الفريابي عن مجاهد {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} ذليل1.
[2434] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله2.
[2435] ومن طريق قتادة ومن طريق السدي في قوله {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} قال: يسارقون النظر3.
قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً} الآية: 50
[2436] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً} قال: لا يُلْقِح4.
[2437] ومن طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس {عَقِيماً} قال: لا تلد، وفيه ضعف وانقطاع5.
__________
1 فتح الباري 8/563.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/304 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/563.
لم أجده في تفسير الطبري من طريق علي بن أبي طلحة، وإنما من طريق العوفي. فقد أخرج 25/42 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ} ... إلى قوله: {مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} يعني بالخفي: الذليل.
3 فتح الباري 8/563.
أخرجه ابن جرير 25/42 من طريق أسباط، عن السدي، به.
4 فتح الباري 8/563.
أخرجه ابن جرير 25/44، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/304 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/363 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.
5 فتح الباري 8/563. إسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر - كما في الأعلى. وقد ذكره البخاري عن ابن عباس تعليقا، بصيغة التمريض قائلا "ويذكر عن ابن عباس"، فذكره.(2/1040)
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} الآية: 52
[2438] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} القرآن1.
[2439] وروى الطبري من طريق السدي قال في قوله {رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} قال: وحيا2.
[2440] ومن طريق قتادة عن الحسن في قوله {رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا} قال: رحمة 3.
__________
1 فتح الباري 8/563.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/304 من طريق أبي صالح، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 8/563.
أخرجه ابن جرير 25/46 من طريق أسباط، عن السدي، به.
3 فتح الباري 8/563.
أخرجه ابن جرير 25/46 حدثن ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، به.(2/1041)
سورة حم الزخرف
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} الآية: 4
[2441] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} قال: في أصل الكتاب وجملته1.
قوله تعالى:
{أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ} الآية: 5
[2442] وصل ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ} مشركين، والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا، ولكن الله عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه2.
[2443] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} أي تكذّبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه؟ 3.
__________
1 فتح الباري 8/569.
أخرجه عبد الرزاق 2/194 به سندا متنا.
2 فتح الباري 8/569.
أخرجه ابن جرير 25/49 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، ثنا سعيد، به نحوه.
3 فتح الباري 8/566.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(2/1042)
[2444] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: أفحسبتم أن نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به1.
قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} الآية: 8
[2445] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} عقوبة الأولين2.
[2446] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله {وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ} قال: سُنَنُهم3.
قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} الآية: 13
[2447] وصل الفريابي عن مجاهد {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} يعني الإبل والخيل والبغال والحمير4.
[2448] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} قال: مطيقين5.
__________
1 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/49 من طريق عطية العوفي، به.
2 فتح الباري 8/569.
أخرجه عبد الرزاق 2/194 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/566-567.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/567.
قال ابن حجر: وهذا تفسير المراد بالضمير في قوله "له"
والأثر أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 25/55 من طريق ابن أبي نجيح، به.
5 فتح الباري 8/566. أخرجه ابن جرير 25/55 حدثني علي، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي، به.(2/1043)
[2449] ومن طريق السدي مثله1.
[2450] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} لا في الأيدي ولا في القوة2.
قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً} الآية: 15
[2451] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {جُزْءاً} عِدلا3.
[2452] وكذا أخرجه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مثله4.
قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} الآية: 18
[2453] وصل الفريابي عن مجاهد {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}
__________
1 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/55 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، به.
2 فتح الباري 8/566.
أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} بلفظ "قال: في العبادة، في القوة.
3 فتح الباري 8/569.
أخرجه عبد الرزاق 2/195 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 25/56 من طريق ابن ثور، عن معمر، ومن طريق سعيد كلاهما عن قتادة، به.
4 فتح الباري 8/569.
لم يقع لي عند البخاري في خلق أفعال العباد من هذا الطريق، وإنما من طريق آخر، فقد أخرجه ص 45 حدثنا روح بن عبد المؤمن، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا شعبة، عن قتادة، مثله. وأخرجه ابن جرير 25/56 حدثنا بشر، ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/369 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر.(2/1044)
الجواري، يقول: جعلتموهن للرحمن ولدا فكيف تحكمون1؟.
[2454] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} قال: البنات {وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} قال: فما تكلمت المرأة تريد أن تكلم بحجة لها إلا تكلمت بحجة عليها2.
قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} الآية: 20
[2455] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} قال: الأوثان، قال الله {مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} ما تعلمون قدرة الله على ذلك3.
قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} الآية: 22
[2456] روى عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {عَلَى أُمَّةٍ} قال: على ملة4.
__________
1 فتح الباري 8/567.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/567.
أخرجه عبد الرزاق 2/195 به نحوه.
3 فتح الباري 8/567.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/306 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/566.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/305 ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 25/60 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.(2/1045)
[2457] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {عَلَى أُمَّةٍ} أي على دين1.
[2458] ومن طريق السدي مثله2.
قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} الآية: 28
[2459] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فِي عَقِبِهِ} ولده3.
قوله تعالى: {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} الآية: 31
[2460] وقد روى عبد بن حميد في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} قال: نزلت في عتبة بن ربيعة وابن عبد ياليل الثقفي4.
[2461] ومن طريق قتادة قال: هما الوليد بن المغيرة وعروة ابن مسعود5.
__________
1 فتح الباري 8/566.
هكذا عزاه لابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة، ولم أجده من طريقه، وإنما أخرجه 25/60 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/60 حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، به.
3 فتح الباري 8/567.
أخرجه ابن جرير 25/63 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مثله.
4 فتح الباري 6/315.
أخرجه ابن جرير 25/65 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
5 فتح الباري 6/315. أخرجه ابن جرير 25/65 من طريق ابن ثور، عن معمر، ومن طريق يزيد، عن سعيد كلاهما عن قتادة، به.(2/1046)
[2462] ورواه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد وقال فيه: يعني كنانة1.
[2463] وروى الطبري من طريق السدي قال: هما الوليد بن المغيرة وكنانة ابن عبد بن عمرو بن عمير عظيم أهل الطائف2.
قوله تعالى: {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ} الآيتان: 33، 34
[2464] وصل الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مقطعا {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} قال: لولا أن جعل الناس كلهم كفاراً لجعلت لبيوت الكفار سقفا من فضة3.
[2465] وبه في قوله {سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ} وهي درج4.
__________
1 فتح الباري 6/315.
لم أجده، وانظر ما بعده.
2 فتح الباري 6/315.
أخرجه ابن جرير 25/66 من طريق أسباط، عن السدي، به.
3 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/68 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/305 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/70 وابن أبي حاتم الموضع السابق كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به.(2/1047)
[2466] وبه في قوله {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً} قال: وسُرُر فضة1.
[2467] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: أمة واحدة كفارا2.
[2468] وروى الطبري من طريق عوف3 عن الحسن4 في قوله {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً} قال: كفاراً يميلون إلى الدنيا، قال وقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل، فكيف لو فعل5.
قوله تعالى: {وَزُخْرُفاً} الآية: 35
[2469] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَزُخْرُفاً} قال: الذهب6.
[2470] وعن معمر عن الحسن مثله7.
__________
1 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/70 وابن أبي حاتم الموضع السابق كلاهما من طريق أبي صالح، قال: حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 8/566.
أخرجه عبد الرزاق 2/196 به سنداً ومتناً.
3 هو عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري المعروف بالأعرابي، روى عن الحسن البصري وغيره، وعنه هوذة بن خليفة وغيره. ثقة. مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/148-149، والتقريب 2/89.
4 هو البصري.
5 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/70 حدثنا ابن بشار، قال: هوذة بن خليفة، قال:، ثنا عوف، به نحوه. وهذا إسناد حسن لأجل هوذة، قال عنه ابن حجر: صدوق، وبقية رجاله ثقات.
6 فتح الباري 8/568.
أخرجه عبد الرزاق 2/196 به سندا ومتنا.
7 فتح الباري 8/568.
أخرجه عبد الرزاق 2/196 به سندا ومتنا.(2/1048)
قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} الآية: 36
[2471] وصل ابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر1 عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ} قال: يعمى2.
[2472] وروى الطبري من طريق السدي قال: {وَمَنْ يَعْشُ} أي يعرض3.
[2473] ومن طريق سعيد عن قتادة مثله4.
قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} الآية: 53
[2474] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله {أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ} يمشون معا5.
__________
1 وقع في الفتح "شبيب عن بشر" ولعله تصحيف؛ فإن شبيب بن بشر هو الذي يروي عن عكرمة. انظر: التهذيب 4/269. وانظر رقم 1924.
2 فتح الباري 8/566.
أصل العشو: النظر بغير ثبت لعلة في العين، يقال منه: عشا فلان يعشو عشوا وعشوّا إذا ضعف بصره، وأظلمت عينه، كأن عليه غشاوة. وأما إذا ذهب البصر ولم يبصر، فإنه يقال فيه: عَشِيَ فلان يَعْشَى عشى منقوص. قال ابن جرير: فمن تأول كذلك يجب أن تكون قراءته "ومن يَعْشَ" بفتح الشين. انظر: جامع البيان 25/72، 73.
هذا ولم أقف على هذا الأثر مسندا، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/378 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، إلا أني لم أجده في تفسير ابن جرير.
3 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/73 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، به.
4 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/73 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.
5 فتح الباري 8/567.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(2/1049)
[2475] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: يعني متتابعين1.
قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ} الآيتان: 55، 56
[2476] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {فَلَمَّا آسَفُونَا} قال: أغضبونا {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً} قال: إلى النار {وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ} قال: عظة للآخرين2.
[2477] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فَلَمَّا آسَفُونَا} قال: أسخطونا3.
[2478] وقال عبد الرزاق سمعت ابن جريج يقول: {آسَفُونَا} أغضبونا4.
[2479] وعن سماك بن الفضل5 عن وهب بن منبه مثله، وأورده في قصة له مع عروة بن محمد السعدي عامل عمر بن عبد العزيز على اليمن6.
__________
1 فتح الباري 8/567.
أخرجه عبد الرزاق 2/197 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/568.
أخرجه عبد الرزاق 2/197 به سنداً ومتناً.
3 فتح الباري 8/566.
أخرجه ابن جرير 25/84 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
4 فتح الباري 8/566.
لم أجده في تفسير الطبري، وقد أخرج 2/197 عن معمر عن قتادة، مثله.
5 سماك بن الفضل الخولاني، ثقة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/332، والتقريب 4/206.
6 فتح الباري 8/566. =(2/1050)
[2480] وصل الفريابي من طريق مجاهد {سَلَفاً} قال: هم قوم فرعون كفارهم سلفا لكفار أمة محمد1.
[2481] وصل الفريابي عن مجاهد {وَمَثَلاً} عبرة لمن بعدهم2.
قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} الآية: 57
[2482] وصل الفريابي والطبري عن مجاهد {يَصِدُّونَ} يضجون3.
[2483] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس4.
[2484] ومن طريق آخر عن ابن عباس5.
__________
= أخرجه عبد الرزاق 25/203-204 عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا} قال: حدثني سماك بن الفضل قال: كنت عند عروة بن محمد جالسا وعنده وهب بن منبه - فذكر القصة، ولفظه "قال: فأتي بعامل فشُكِيَ فأكثروا عليه فقالوا: فعل وفعل وثبتت عليه البينة، قال: فلم يملك وهب نفسه فضربه على قرنه بعصا فإذا دماؤه تشخب، وقال: أفي زمان عمر بن عبد العزيز تصنع مثل هذا قال: فاستهانها عروة، وكان حليما أيضا فاستلقى على قفاه يضحك، وقال: يعيب علينا أبو عبد الله الغضب وهو يغضب، فقال وهب: قد غضب خالق الأحلام، إن الله يقول: {فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} يقول: أغضبونا.
1 فتح الباري 8/567. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 8/567.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/567.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
4 أخرجه ابن جرير 25/87 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
5 أخرجه ابن جرير 25/87 من طريق عطية العوفي، عنه، مثله. وأخرجه من طريق المغيرة الضبي، عن الصعب بن عثمان، عنه، به. وأخرجه من طريق أبي رزين، عنه، مثله أيضا.(2/1051)
[2485] ومن طريق سعيد عن قتادة في قوله {يَصِدُّونَ} قال: يضجون1.
[2486] وقال عبد الرزاق عن معمر عن عاصم أخبرني زر هو ابن حبيش أن ابن عباس كان يقرؤها {يَصِدُّونَ} يعني بكسر الصاد يقول: يضجون، قال عاصم: وسمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقرأها بضم الصاد2 3.
قوله تعالى: {مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} الآية: 60
[2487] أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ} يخلف بعضهم بعضا مكان ابن آدم4.
قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} الآية: 71
[2488] وروى الطبري من طريق السدي قال: "الأكواب" الأباريق التي لا آذان لها5.
__________
1 فتح الباري 8/567.
أخرجه ابن جرير 25/87 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.
2 قال ابن جرير: والصواب في ذلك أنهما قراءتان معروفتان، ولغتان مشهورتان بمعنى واحد، ولم نجد أهل التأويل فرّقوا بين معنى ذلك إذا قرئ بالضم والكسر. وقال الكسائي: هما لغتان بمعنى. بينما قال غيره: بالكسر معناه يضج وبالضم معناه يعرض. وأنكر بعضهم قراءة الضم. فقد روى الطبري من طريق أبي يحيى عن ابن عباس أنه أنكر على عبيد بن عمير قراءته يصدون بالضم. انظر: جامع البيان 25/86، وفتح الباري 8/567.
3 فتح الباري 8/567.
أخرجه عبد الرزاق 2/197-198 به نحوه. ولكن عنده "أخبرني أبو رزين" بدل "أخبرني زر هو ابن حبيش".
4 فتح الباري 8/568.
أخرجه عبد الرزاق 2/198 به سنداً ومتناً.
5 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/96-97 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، مثله.(2/1052)
قوله تعالى: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ} الآية: 79
[2489] وصل الفريابي عن مجاهد {مُبْرِمُونَ} مجمعون1.
قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} الآية:80
[2490] ذكر ابن بشكوال في "المبهمات" من طريق تفسير عبد الغني ابن سعيد الثقفي أحد الضعفاء، بإسناده عن ابن عباس قال في تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} قال: جلس رجلان عند الكعبة أحدهما من ثقيف وهو الأخنس ابن شريق، والآخر من قريش وهو الأسود بن عبد يغوث، فذكر الحديث2.
قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} الآية: 81
[2491] وصل الفريابي عن مجاهد {أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أول المؤمنين بالله
__________
1 فتح الباري 8/567.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/562. قال ابن حجر - عقب ذكره -: "وفي تنزيل هذا على هذا ما لا يخفى".
وله شاهد من حديث محمد بن كعب القرظي، أخرجه ابن جرير 25/100 حدثني عمرو بن سعيد بن يسار القرشيّ، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا عاصم بن محمد العمريّ، عن محمد بن كعب القرظي، ولفظه "قال: بينا ثلاثة بين الكعبة وأستارها، قرشيان وثقفيّ، أو ثقفيان وقرشيّ، فقال واحد من الثلاثة: أترون الله يسمع كلامنا؟ فقال الأوّل: إذا جهرتم سمع، وإذا أسررتم لم يسمع، قال الثاني: إن كان يسمع إذا أعلنتم، فإنه يسمع إذا أسررتم، قال: فنزلت {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} ".(2/1053)
فقولوا ما شئتم1.
[2492] وقال عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قوله {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} يقول: فأنا أول من عبد الله وحده وكفر بما تقولون2.
[2493] وروى الطبري من طريق محمد بن ثور عن معمر بسنده قال: "قل إن كان للرحمن ولد في زعمكم، فأنا أول من عبد الله وحده وكذّبكم"3.
[2494] وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: يقول لم يكن للرحمن ولد4.
[2495] ومن طريق سعيد عن قتادة قال: هذه كلمة في كلام العرب، إن كان للرحمن ولد أي إن ذلك لم يكن5.
[2496] ومن طريق زيد بن أسلم قال: هذا معروف من قول العرب:
__________
1 فتح الباري 8/567.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/307 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/567.
أخرجه عبد الرزاق 2/203 به نحوه.
3 فتح الباري 8/567-568.
أخرجه ابن جرير 25/101 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/569.
أخرجه ابن جرير 25/101 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
5 فتح الباري 8/569.
أخرجه ابن جرير 25/101 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به مثله. وزاد في آخره "ولا ينبغي".(2/1054)
إن كان هذا الأمر قط، أي ما كان1.
[2497] ومن طريق السدي "إنْ" بمعنى "لو" أي لو كان للرحمن ولد كنتُ أول من عبده بذلك، لكن لا ولد له2.
[2498] وأخرج الطبري أيضا عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب: عبد معناه استنكف3.
قوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} الآية: 88
[2499] وأخرج الطبري من وجهين عن قتادة في قوله {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} قال: هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم4.
__________
1 فتح الباري 8/569.
أخرجه ابن جرير 25/102 حدثني ابن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا عمرو، قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ} - فذكر نحوه.
إسناده صحيح، ابن عبد الرحيم شيخ الطبري اسمه أحمد، وقيل محمد بن عبد الله ابن عبد الرحيم، ثقة، روى عن عمرو بن أبي سلمة. أخرج له أبو داود والنسائي. التقريب 2/178
وعمرو بن أبي سلمة أخرج له الجماعة، قال عنه ابن حجر: صدوق له أوهام. التقريب 2/71.
2 فتح الباري 8/569.
أخرجه ابن جرير 25/102 حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، به. وقد رجحّه الطبري واستدل له 25/103.
3 فتح الباري 8/569.
أخرجه ابن جرير 25/101 به نحوه. ولفظه قال "هذا الانكاف، ما كان للرحمن ولد، نكف الله أن يكون له ولد.
ومعنى "نكف الله أن يكون له ولد" أي تنزيهه وتقديسه من ذلك. يقال: نَكِفت من الشيء واستنكفت منه: أي أنِفتُ منه، وأنكفته: أي نزّهته عما يُستنكف. انظر: النهاية في غريب الحديث 5/116.
4 فتح الباري 8/569. أخرجه ابن جرير 25/106 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. وزاد "يشكو قومه إلى ربه ".(2/1055)
قوله تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ} الآية: 89
[2500] أخرج ابن أبي شيبة من طريق عون بن عبد الله1 عن محمد ابن كعب أنه سأل عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام فقال: نرد عليهم ولا نبدؤهم، قال عون فقلت له: فكيف تقول أنت؟ قال: ما أرى بأسا أن نبدأهم، قلت لم؟ قال لقوله تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ} 2.
__________
1 عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله الكوفي الزاهد، ثقة عابد. مات قبل سنة عشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8153، والتقريب 2/90.
2 فتح الباري 11/39.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/396 ونسبه إلى ابن أبي شيبة فقط.(2/1056)
سورة حم الدخان
قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} الآية: 10
[2501] وصل عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة قال: {فَارْتَقِبْ} فانتظر1.
[2502] أخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم من طريق الحارث2 عن علي، قال: "آية الدخان لم تمض بعد، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام، وينفخ الكافر حتى ينفد3.
[2503] وروى الطبري من حديث ربعي4 عن حذيفة، مرفوعا في
__________
1 فتح الباري 8/571.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا يونس، عن شيبان، به.
2 هو الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارفي أبو زهير الكوفي، روى عن علي وغيره. وعنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي وجماعة. كذّبه الشعبي في رأيه، ورمي بالرفض، وفي حديثه ضعف. مات في خلافة ابن الزبير. انظر ترجمته في: التهذيب 2/126، والتقريب 1/141.
3 فتح الباري 8/572.
أخرجه عبد الرزاق 2/206 قال: أنا إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن الحارث، به. وفيه "ينقدّ" بدل "ينفد".
4 ربعي بن حِراش، أبو مريم العبسي الكوفي، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وحذيفة ابن اليمان وغيرهم، وعنه الشعبي ونعيم بن أبي هند ومنصور بن المعتمر وغيرهم. ثقة عابد مخضرم، مات سنة مائة، وقيل غير ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 3/205، والتقريب 1/243.(2/1057)
خروج الآيات والدخان "قال حذيفة: يا رسول الله! وما الدخان؟ فتلا هذه الآية قال: "أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة، وأما الكافر فيخرج من منخريه وأذنيه ودبره"، وإسناده ضعيف أيضا1.
[2504] وروى ابن أبي حاتم من حديث أبي سعيد نحوه، وإسناده ضعيف أيضا، وأخرجه مرفوعا بإسناد أصلح منه2.
[2505] وللطبري من حديث أبي مالك الأشعري رفعه "إن ربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة " الحديث3.
[2506] ومن حديث ابن عمر نحوه، وإسنادهما ضعيف أيضا4.
__________
1 فتح الباري 8/573.
أخرجه ابن جرير 25/114 حدثني عصام بن روّاد بن الجراح، قال: ثني أبي، قال: ثنا سفيان بن سعيد الثوري، قال: ثنا منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، به نحوه في حديث طويل. وقد ضعف ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
2 فتح الباري 8/573.
لم أقف عليهما مسندين. وقد أخرج ابن جرير 25/113 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي سعيد، نحوه. ولفظه "قال: يهيج الدخان بالناس. فأما المؤمن فيأخذه منه كهيئة الزكمة. وأما الكافر فيهيجه حتى يخرج من كل مسمع منه ".
3 فتح الباري 8/573.
أخرجه ابن جرير 25/114 حدثني محمد بن عوف، قال: ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، قال: ثني أبي قال: ثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري - مرفوعا. وتمامه "ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة الدجال". هذا وقد ضعفه ابن حجر - كما يأتي في الذي بعده -.
4 فتح الباري 8/573.
أخرجه ابن جرير 25/113 حدثني واصل بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن عبد الملك بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن البيلمان، عن ابن عمر. ولفظه قال: "يخرج الدخان، فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق، حتى يكون كالرأس الحنيذ ". وقد ضعفه ابن حجر كما في الأعلى، وقال - عقب ذكره -: "لكن تضافر هذه الأحاديث يدل على أن لذلك أصلا، ولو ثبت طريق حديث حذيفة لاحتمل أن يكون هو القاص المراد في حديث ابن مسعود". أهـ.(2/1058)
قوله تعالى: {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ} الآية:20
[2507] وأورد الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {تَرْجُمُونِ} أنه بمعنى الشتم1.
[2508] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {تَرْجُمُونِ} قال: بالحجارة2.
قوله تعالى: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} الآية: 24
[2509] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} قال: طريقا يابسا كهيئته يوم ضربه، يقول: لا تأمره أن يرجع، بل اتركه حتى يدخل آخرهم3، وأخرجه عبد بن حميد من وجه آخر عن مجاهد
__________
1 فتح الباري 8/570.
أخرجه ابن جرير 25/119 من طريق العوفي، به بلفظ "قال: يعني رجم القول". وعقبه - أي ابن جرير - قائلا: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما دلّ عليه ظاهر الكلام، وهو أن موسى عليه السلام استعاذ بالله من أن يرجمه فرعون وقومه، والرجم قد يكون قولا باللسان، وفعلا باليد. والصواب أن يقال: استعاذ موسى بربه من كل معاني رجمهم الذي يصل منه إلى المرجوم أذى ومكروه، شتما كان ذلك باللسان، أو رجما بالحجارة باليد.
2 فتح الباري 8/570.
أخرجه عبد الرزاق 2/207 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/570.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1059)
في قوله {رَهْواً} 1.
[2510] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: عطف موسى ليضرب البحر ليلتئم وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده، فقيل له: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً} يقول: كما هو طريقا يابسا {إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} 2.
قوله تعالى: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} الآية: 32
[2511] وصل الفريابي عن مجاهد {عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} فضلناهم على من هم بين ظهريه أي على أهل عصرهم3.
قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} الآية: 37
[2512] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قالت عائشة كان تبع رجلا صالحا4.
[2513] قال معمر وأخبرني تميم بن عبد الرحمن5 أنه سمع
__________
1 فتح الباري 8/570.
أخرج ابن جرير 25/122 من طريق ابن ثور، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: {رَهْواً} قال: طريقا يبسا.
2 فتح الباري 8/570.
أخرجه عبد الرزاق 2/208 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/570.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/570.
أخرجه عبد الرزاق 2/208 به سندا ومتنا.
5 ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وقال: هو صنعاني من أهل اليمن، روى عن عطاء ابن أبي رباح وسعيد بن جبير، روى عنه معمر وعمران أبو الهذيل سمعت أبي يقول ذلك. الجرح والتعديل 2/442-443.(2/1060)
سعيد بن جبير يقول إنه كسا البيت، ونهى عن سبه1.
[2514] وقال عبد الرزاق أنبأنا بكار بن عبد الرحمن2 سمعت وهب بن منبه يقول "نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب أسعد وهو تبع، قال وهب: وكان على دين إبراهيم3.
[2515] وروى أحمد من حديث سهل بن سعد رفعه "لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم" 4.
__________
1 فتح الباري 8/570.
أخرجه عبد الرزاق 2/208-209 به سندا ومتنا.
2 بكار بن عبد الرحمن المكي، ترجم له ابن أبي حاتم وسكت عنه، وقال: روى عن عبد الله بن الحر وموسى بن عقبة وهشام بن حسان، روى عنه إبراهيم بن موسى سمعت أبي يقول ذلك. الجرح والتعديل 2/409.
3 فتح الباري 8/570-571.
أخرجه عبد الرزاق 2/209 به نحوه. ولفظه "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب تبع قلنا: يا أبا عبد الله وما كان تبع؟ قال: صابئا، قلنا: يا أبا عبد الله، وما الصابئ؟ قال: على دين إبراهيم.... إلخ.
4 فتح الباري 8/571.
أخرجه الإمام أحمد 5/340 وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 7/244 والطبراني في الكبير ج 6/ رقم6013 والبغوي في تفسيره 7/234 كلهم من طريق ابن لهيعة، حدثنا أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي، عن سهل بن سعد الساعدي، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/79 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمرو بن جابر وهو كذاب. أهـ. وفي التقريب 2/66 ضعيف شيعي. كما ذكره ابن حجر في الكافي الشاف بذيل الكشاف 4/279-280 وعزاه إلى أحمد والطبراني وابن جرير وابن أبي حاتم، وقال: وفيه ابن لهيعة عن عمرو بن جابر وهما ضعيفان، وروى حبيب، عن مالك، عن أبي حازم، عن سهل مثله قال الدارقطني تفرد به حبيب وهو متروك. أهـ.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/415 وعزاه لأحمد والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه. وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 4/413 رقم1939 =(2/1061)
[2516] وأخرجه الطبراني من حديث ابن عباس مثله، وإسناده أصلح من إسناد سهل1.
[2517] وأما ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا أدري تبعا كان لعينا أم لا "، وأخرجه ابن أبي حاتم والحاكم والدارقطني وقال: تفرد به عبد الرزاق2.
__________
= وقال: سنده ضعيف من أجل الحضرمي فإنه شيعي ضعيف. وقد أخرجه أحمد في مسنده 5/430 من طريق أخرى عن ابن لهيعة به، ولفظه "لا تسبوا ... "، قلت: وهو بهذا اللفظ ثابت، لأن له شواهد، ذكرته من أجلها في الصحيحة برقم 2423. أهـ.
قلت: ومن تلك الشواهد التي ذكرها الشيخ الألباني ما أخرجه عبد الرزاق 2/208 ومن طريقه الحاكم 2/450 عن معمر عن الزهري، عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان تبع رجلا صالحا ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال الشيخ الألباني: وهو كما قالا.
والذي في تفسير عبد الرزاق "عن معمر، عن قتادة، عن عائشة رضي الله عنها، وجعل قوله ألا ترى ... من قول كعب.
1 فتح الباري 8/571.
أخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم11790، وفي الأوسط كما في مجمع البحرين رقم3930 حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة، حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان الثوري، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس - مرفوعا مثله. وأخرجه الخطيب في تاريخه 3/209 من طريق أبي بزه، به.
2 فتح الباري 8/571.
قال ابن حجر: "فالجمع بينه وبين ما قبله أنه صلى الله عليه وسلم أُعْلِمَ بحاله بعد أن كان لا يعلمها، فلذلك نُهِيَ عن سبه خشية أن يبادر إلى سبه من سمع الكلام الأول".
والحديث أخرجه أبو داود رقم4674 - في السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير 7/242، والحاكم 2/14، وابن عساكر في تاريخ دمشق كما في تفسير ابن كثير 7/242 كلهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة - مرفوعا بلفظ "ما أدري الحدود طهرة لأهلها أم لا؟ ولا أدري تبع لعينا كان أم لا؟ ولا أدري ذو القرنين نبيا كان أم ملكا؟ " وأخرجه الحاكم 2/450 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، به. وصحّحه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.(2/1062)
قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} الآيات:43-45
[2518] وصل ابن أبي حاتم من طريق مطرف1 عن عطية سئل ابن عباس عن المهل قال: شيء غليظ كدردي الزيت2.
[2519] وقال الليث3: المهل ضرب من القطران، إلا أنه رقيق شبيه بالزيت يضرب إلى الصفرة4.
[2520] وعند عبد بن حميد عن سعيد بن جبير هو الذي انتهى حره5.
[2521] وعند أحمد من حديث أبي سعيد في قوله {كَالْمُهْلِ} قال:
__________
1 مطرف بن طريف الحارثي ويقال الجارفي أبو بكر ويقال أبو عبد الرحمن الكوفي، روى عن الشعبي وأبي إسحاق السبيعي وعطية العوفي، وعنه أبو عوانة وهشيم وأبو جعفر الرازي وغيرهم، ثقة فاضل، مات سنة إحدى وأربعين ومائة، أو بعد ذلك. انظر ترجمته في: التهذيب 10/156، والتقريب 2/253.
2 فتح الباري 8/570.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا علي بن الحسين الهسنجاني، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن مطرف، به.
3 الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، أبو الحارث، المصري، ثقة ثبت، فقيه، إمام مشهور، مات في شعبان، سنة خمس وسبعين ومائة. التقريب 2/138.
4 فتح الباري 8/570.
ونقل ابن حجر عن الأصمعي قال: " المهل بفتح الميم هو الصديد وما يسيل من الميت، وبالضم هو عكر الزيت، وهو كل شيء يتحات عن الجمر من الرماد ".
5 فتح الباري 8/570.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/387 بلفظ "أشد ما يكون حراً "، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.(2/1063)
كعكر الزيت إذا قربه إليه سقطت فروة وجهه فيه1.
قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ} الآية: 47
[2522] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} قال: ادفعوه2.
قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} الآية: 54
[2523] وصل الفريابي من طريق مجاهد {كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} أنكحناهم الحور التي يحار فيها الطرف، يُبان مخ سُوقهنّ من وراء ثيابهن،
__________
1 فتح الباري 8/570.
أخرجه الإمام أحمد 3/70-71 وأبو يعلى رقم1375 كلاهما من طريق الحسن بن موسى عن ابن لهيعة، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري - مرفوعا. وأخرجه نعيم بن حماد في زوائد الزهد رقم316 والترمذي رقم2581، 3322 - في صفة جهنم، باب ما جاء في شراب أهل النار، وفي التفسير، باب "ومن سورة سأل سائل" - وابن جرير 25/132 كلاهما من طريق رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن دراج عن أبي الهيثم، به نحوه. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين.
وقد تابعه ابن وهب كما سيأتي عند الحاكم وغيره، وكما سبق عند الإمام أحمد عن الحسن بن موسى عن ابن لهيعة عن دراج. فقد أخرجه ابن جرير 15/239 وابن حبان رقم7473 الإحسان والحاكم 2/501 والبيهقي في البعث والنشور رقم604 كلهم من طرق عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن أبي الهيثم، به نحوه. وقد صحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي على التصحيح. بينما ضعّفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم475، 478، 656.
والعلة فيه "دراج"؛ فإن روايته عن أبي الهيثم ضعيفة كما في التقريب 1/235.
2 فتح الباري 8/570.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1064)
ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرأة من رقة الجلد وصفاء اللون1.
قوله تعالى: {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} الآية: 56
[2523] م-2 أبو بكر القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا سليمان بن عبد الله الدقي، حدثنا مصعب ابن إبراهيم، حدثنا عمران بن الربيع الكوفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال: سئل نبي الله صلى الله عليه وسلم: أينام أهل الجنة؟ فقال: "النوم أخو الموت وأهل الجنة لا ينامون".
وهكذا رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره: حدثنا أحمد بن القاسم ابن صدقة المصري، حدثنا المقدام بن داود، حدثنا عبد الله بن المغيرة، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون" 3.
__________
1 فتح الباري 8/570.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/310 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 استدركت بعد الترقيم، لذا رمز لها بالميم.
3 تفسير ابن كثير 7/248.
أخرجه الطبراني في الأوسط من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري والبزار كشف الأستار رقم3517 من طريق محمد بن يوسف الفريابي كلاهما عن سفيان، به.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/415 ونسبه إلى الطبراني والبزار، وقال: ورجال البزار رجال الصحيح.
والحديث ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم1087 وساق للحديث خمس طرق، وقال: فهذه طرق خمس عن سفيان الثوري، ليس فيها متهم باستثناء الأولى منها - وهي طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة عن سفيان - يدل مجموعها على أن للحديث أصلا أصيلا، لا سيما والطريق الثانية والخامسة، إسنادهما في الصحة كما عرفت. أهـ.(2/1065)
سورة الجاثية
قوله تعالى:
{وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} الآية: 24
[2524] وقد أخرج الطبري عن أبي كريب عن ابن عيينة حدثنا الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان أهل الجاهلية يقولون إنما يهلكنا الليل والنهار، هو الذي يميتنا ويحيينا، فقال الله في كتابه {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} الآية، قال: فيسبون الدهر، قال الله تبارك وتعالى: يؤذيني ابن آدم " فذكره1.
قوله تعالى: {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً} الآية: 28
[2525] وصل الطبري من طريق مجاهد {جَاثِيَةً} مستوفزين على الركب2.
__________
1 فتح الباري 8/574-575.
أخرجه ابن جرير 25/152 به سندا ومتنا. وتمامه "يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقبلّب الليل والنهار".
هذا وقد نقل ابن حجر عن القرطبي قال "معناه يخاطبني من القول بما يتأذى من يجوز في حقه التأذي، والله منزه عن أن يصل إليه الأذى، وإنما هذا من التوسع في الكلام". أهـ.
2 فتح الباري 8/574.
أخرجه ابن جرير 25/154 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1066)
قوله تعالى: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ} الآية: 34
[2526] وقد وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ} قال: اليوم نترككم كما تركتم1.
[2527] وأخرجه ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أيضا2.
__________
1 فتح الباري 8/574.
أخرجه عبد الرزاق 2/214 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/574.
أخرجه ابن جرير 25/158 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(2/1067)
سورة الأحقاف
قوله تعالى: {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} الآية: 4
[2528] وصل الفريابي في تفسيره عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: أحد يأثر علما1.
[2529] وعن أبي عبد الرحمن السلمي {أَوْ أَثَارَةٍ} بمعنى أو خاصة من علم أُوْتِيْتُمُوه وأُوْثِرْتُم به على غيركم2.
[2530] وبهذا فسره الحسن وقتادة: قال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن في قوله {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: أثرة شيء يستخرجه فيثيره3.
[2531] وقال قتادة: أو خاصة من علم4.
__________
1 فتح الباري 11/532.
أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/197 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/575.
حكاه ابن جرير 26/2 عنه من غير إسناد. ثم عقبه قائلا: والقراءة التي لا أستجيز غيرها {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} بالألف، لإجماع قرّاء الأمصار عليها.
3 فتح الباري 8/576.
أخرجه عبد الرزاق 2/215 عن معمر عن من سمع الحسن، به. ففيه من لم يسم؛ لذا فهو ضعيف.
4 فتح الباري 8/576.
أخرجه عبد الرزاق 2/215 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 26/2 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة.(2/1068)
[2532] وأخرج الطبري من طريق أبي سلمة عن ابن عباس في قوله {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: خط كانت تخطه العرب في الأرض. وأخرجه أحمد والحاكم وإسناده صحيح1.
[2533] ويروى عن ابن عباس: جودة الخط2.
قوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ} الآية: 8
[2534] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {تُفِيضُونَ} تقولون3.
__________
1 فتح الباري 8/576.
أخرجه ابن جرير 26/2 حدثنا بشر بن آدم، قال: ثنا أبو عاصم، عن سفيان، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، بهموقوفا مثله. وأخرجه الحاكم 2/454 من طريق محمد بن كثير العبدي، ثنا سفيان، بهموقوفا بلفظ " قال: هو الخط". وصحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأخرجه الإمام أحمد 1/226 حدثنا يحيى، عن سفيان، به مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ " {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} قال: الخط".
2 فتح الباري 8/576.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/434 ونسبه إلى الطبراني في الأوسط، والحاكم من طريق الشعبي، عن ابن عباس.
أخرجه الحاكم 2/454 والطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين رقم282 و3392 من طريق عمرو بن الأزهر العتكي، عن ابن عون، عن الشعبي، عن ابن عباس - موقوفا. قال الحاكم: هذه الزيادة غريبة في هذا الحديث يعني لفظة "جودة". وقال ابن حجر: وليس بثابت - أي هذه اللفظة -. هذا وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/197 - باب في علم الخط - وقال: أخرجه الطبراني في الأوسط - أيضا - عن ابن عباس موقوفا، ولم يعلق على الإسناد بشيء.
قلت: وهذا عجيب من الحافظ الهيثمي؛ فإن في الإسناد "عمرو بن الأزهر العتكي" فهو متروك، رمي بالكذب، قال أحمد: كان يضع الحديث. انظر: الجرح والتعديل 6/221.
3 فتح الباري 8/576. أخرجه ابن جرير 26/5 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.(2/1069)
قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} الآية: 9
[2535] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} ما كنت بأول الرسل1.
[2536] وللطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله2.
[2537] وللطبري من طري سعيد عن قتادة قال: إن الرسل قد كانت قبلي3.
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} الآية: 10
[2538] وروى عبد بن حميد في تفسيره من طريق سعيد بن جبير أن الآية نزلت في ميمون بن يامين4.
__________
1 فتح الباري 8/576.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/311 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به. وأخرجه ابن جرير 26/6 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/576.
أخرجه ابن جرير 26/6 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/576.
أخرجه ابن جرير 26/6 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.
4 فتح الباري 7/130.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/439-340 عن سعيد بن جبير ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. ولفظه "قال: جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رأس اليهود بالمدينة قد أسلم وقال: يا رسول الله، ابعث إليهم فاجعل بينك وبينهم حكما من أنفسهم؛ فإنهم سيرضوني فبعث إليهم، وأدخله الداخل فأتوه فخاطبوه مليا، فقال لهم: "اختاروا رجلا من أنفسكم يكون حكما بيني وبينكم"، قالوا: فإنا قد رضينا بميمون بن يامين، فأخرجه إليهم، فقال لهم ميمون أشهد أنه رسول الله وأنه على الحق، فأبوا أن يصدقوه، فأنزل الله فيه: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} الآية".
قلت: والمشهور فيه أنه "عبد الله بن سلام".
وذكره ابن حجر في الإصابة - في ترجمة ميمون - 6/191 وقال: أخرج عبد بن حميد في تفسيره بسند قوي إلى جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، فذكره.
وذكره ابن الأثير في ترجمة ميمون أيضا من غير إسناد. انظر: أسد الغابة 5/273-274.(2/1070)
[2539] وفي تفسير الطبري عن ابن عباس أنها نزلت في ابن سلام وعمير بن وهب بن يامين النضري1.
قوله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي} الآية: 17
[2540] والعجب مما أورده الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في عبد الرحمن بن أبي بكر2.
__________
1 فتح الباري 7/130.
أخرجه ابن جرير 26/10 من طريق العوفي، عن ابن عباس، نحوه. ولم يذكر فيه "وعمير بن وهب بن يامين النضري ". وإسناده ضعيف. وله شاهد من حديث سعد ابن أبي وقاص أخرجه الشيخان عنه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى مِثْلِهِ} . البخاري: رقم3812، ومسلم: رقم2483-147. قال ابن كثير في تفسيره 7/262 وهذا الشاهد اسم جنس يعم عبد الله بن سلام وغيره، فإن هذه الآية ميكة نزلت قبل إسلام عبد الله بن سلام.
قال ابن حجر: ولا مانع أن تكون نزلت في الجميع. فتح الباري 7/130.
2 فتح الباري 8/577.
أخرجه ابن جرير 26/19 من طريق العوفي، به. ولفظه "الذي قال هذا ابن لأبي بكر رضي الله عنه " ولم يصرح فيه بذكر اسمه.
إسناده ضعيف، وفيه نكارة.
وقد تعقبه الزجاج فقال: الصحيح أنها نزلت في الكافر العاق، وإلا فعبد الرحمن قد أسلم فحسن إسلامه وصار من خيار المسلمين، وقد قال الله في هذه الآية {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} إلى آخر الآية فلا يناسب ذلك عبد الرحمن. انظر: فتح الباري 8/577.(2/1071)
[2541] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن مجاهد قال: نزلت في عبد الله بن أبي بكر الصديق، قال ابن جريج: وقال آخرون: في عبد الرحمن بن أبي بكر1.
[2542] ومن طريق أسباط عن السدي قال: نزلت في عبد الرحمن ابن أبي بكر، قال لأبويه - وهما أبو بكر وأم رومان - وكانا قد أسلما وأبى هو أن يسلم، فكانا يأمرانه بالإسلام فكان يرد عليهما ويكذبهما ويقول: فأين فلان وأين فلان يعني مشايخ قريش ممن قد مات، فأسلم بعد فحسن إسلامه، فنزلت توبته في هذه الآية {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأنعام:132] 2.
قوله تعالى:
{عَارِضٌ} الآية: 24
[2543] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {عَارِضٌ} السحاب3.
__________
1 فتح الباري 8/577.
في نكارة، قال ابن حجر: والقول في عبد الله كالقول في عبد الرحمن فإنه أيضا أسلم وحسن إسلامه.
2 فتح الباري 8/577.
إسناده ضعيف؛ فإنه من طريق أسباط عن السدي. قال ابن حجر: لكن نفي عائشة أن تكون نزلت في عبد الرحمن وآل بيته أصح إسنادا وأولى بالقبول. ثم قال: وجزم مقاتل في تفسيره أنها نزلت في عبد الرحمن. وأن قوله {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} نزلت في ثلاثة من كفار قريش، والله أعلم.
3 فتح الباري 8/578.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/311 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، عن معاوية، عن علي، به.(2/1072)
[2544] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: الريح إذا أثارت سحابا قالوا هذا عارض1.
__________
1 فتح الباري 8/578.
أخرجه ابن جرير 26/26 من طريق العوفي، به نحوه. ولفظه "قال: هي الريح إذا أثارت سحابا، {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} ، فقال نبيهم: بل ريح فيها عذاب أليم".(2/1073)
سورة محمد
قوله تعالى: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} الآية: 4
[2545] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} قال: حتى لا يكون شرك، قال: والحرب من كان يقاتله، سماهم حربا1.
قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} الآية: 11
[2546] وقد وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} وليهم2.
قوله تعالى: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} الآية: 15
[2547] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {آسِنٍ} متغير3.
__________
1 فتح الباري 8/579.
أخرجه عبد الرزاق 2/221 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/579.
أخرجه ابن جرير 26/47 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/581.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/312 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.(2/1074)
[2548] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: غير منتن1.
[2549] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مرسل من رواية أبي معاذ البصري2 أن عليا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثا طويلا مرفوعا فيه ذكر الجنة قال - "وأنهار من ماء غير آسن3 "قال "صاف: لا كدر فيه" والله أعلم4.
قوله تعالى: {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} الآية: 21
[2550] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ} أي جد الأمر5.
قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} الآية: 22
[2551] وأخرج الطبري في تهذيبه من حديث عبد الله بن مغفل6
__________
1 فتح الباري 8/581.
أخرجه عبد الرزاق 2/222 به سندا ومتنا.
2 هو سليمان بن أرقم البصري، أبو معاذ، ضعيف. انظر ترجمته في: التهذيب 4/148، والتقريب 1/321.
3 يقال: آسن الماء يأسن إذا تغير ريحه تغيّراً منكراً، وماء آسن. انظر: المفردات ص 18.
4 فتح الباري 8/581.
ضعيف لحال أبي معاذ البصري، ثم إنه مرسل.
هذا وقد أشار ابن كثير 7/295 إلى هذه الرواية قائلا "وفي حديث مرفوع أورده ابن أبي حاتم {غَيْرِ آسِنٍ} : "يعني الصافي الذي لا كدر فيه ". ولم يسق إسناده. وقد ذكر ابن حجر - كما في الأعلى - أنه مرسل، والمرسل من أنواع الضعيف. والله أعلم.
5 فتح الباري 8/579.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/312 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
6 عبد الله بن مُغَفَّل بن عبيد بن نَهْم، أبو عبد الرحمن المزني، صحابي، بايع تحت الشجرة، ونزل البصرة، مات سنة سبع وخمسين، وقيل بعد ذلك. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/395، رقم3202، والإصابة 4/206، رقم4988، والتقريب 1/453.(2/1075)
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} قال: هم هذا الحي من قريش، أخذ الله عليهم إن ولّوا الناس أن لا يفسدوا في الأرض ولا يقطّعوا أرحامهم1.
قوله تعالى: {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} الآية: 29
[2552] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله {أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ} قال: أعمالهم، خبثهم والحسد2.
قوله تعالى: {فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ} الآية: 35
[2553] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَلا تَهِنُوا} فلا تضعفوا3.
__________
1 فتح الباري 8/581.
ذكره القرطبي في تفسيره 16/162 عن عبد الله بن مغفل من غير إسناد. هذا وقد أخرج الحاكم 2/254-255 بسنده عن عبد الله بن مغفل باختصار شديد. ولفظه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} .
2 فتح الباري 8/579.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/312 أنا علي بن المبارك، فيما كتب إلي، أنا زيد بن المبارك، ثنا أبو ثور، عن ابن جريج، به، مثله. وزاد "الذي في قلوبهم".
3 فتح الباري 8/579.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/312 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به، مثله.(2/1076)
سورة الفتح
قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} الآية: 1
[2554] وقد روى أحمد وأبو داود والحاكم من حديث مجمع ابن جارية1 قال: شهدنا الحديبية، فلما انصرفنا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند كراع الغميم2 وقد جمع الناس قرأ عليهم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} الآية، فقال رجل: يا رسول الله، أو فتح هو؟ قال: "أي والذي نفسي بيده إنه لفتح، ثم قسمت خيبر على أهل الحديبية" 3.
__________
1 في الفتح "مجمع بن حارثة"، وكذا هو في بعض نسخ الإصابة. وهو مُجَمَّع بن جارية بن عامر ابن مُجَمَّع ابن العطاف الأنصاري، يعد من أهل المدينة، صحابي، قال ابن إسحاق: كان مُجَمَّع غلاما حدثا، قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه من المنافقين ومن أصحاب مسجد الضرار.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/61، رقم4680، والإصابة 5/577، رقم7749.
2 "كراع الغميم" وادٍ بين مكة والمدينة أمام عسفان بثمانية أميال جنوبه بستة عشر كيلا على طريق مكة، ويبعد عنها بـ 64 كلم. انظر: معجم البلدان 4/443، ومعجم المعالم الجغرافية ص 263-264.
3 فتح الباري 7/442.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 4/437، رقم18692 والإمام أحمد 3/420، وأبو داود رقم2736 - في الجهاد، باب فيمن أسهم له سهما -، والحاكم 2/131 والبيهقي في الدلائل 4/239 كلهم من طريق مجمع بن يعقوب، قال: سمعت أبي يحدث، عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري، عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه، نحوه بأطول منه سياقا. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. هذا وقد ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن أبي داود رقم587. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/507 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه.(2/1077)
[2555] وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن الشعبي في قوله {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} قال: صلح الحديبية، وغفر له ما تقدم وما تأخر، وتبايعوا بيعة الرضوان، وأطعموا نجيل خيبر، وظهرت الروم على فارس وفرح المسلمون بنصر الله1.
[2556] في رواية معتمر عن أبيه عن قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة فنزلت2.
قوله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ} الآية: 9
[2557] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَتُعَزِّرُوهُ} قال: ينصروه3.
__________
1 فتح الباري 7/442.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير ل 174/ ب حدثنا خالد، عن مغيرة، عن الشعبي بنحوه. ولفظه "قال: نزلت يوم الحديبية فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبايعوا فيها بيعة الرضوان وأطعموا نخيل خيبر وظهرت الروم على فارس وفرح المؤمنون بتصديق كتاب الله وظهور أهل الكتاب على المجوس ".
2 فتح الباري 8/583.
لم أقف رواية معتمر هذه، ولكن في صحيح مسلم من طريق آخر، فقد أخرجه رقم1786-97 من طريق سعيد بن عروبة، عن قتادة، به نحوه. ولفظه "أن أنس بن مالك حدثهم قال لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ} إلى قوله: {فَوْزاً عَظِيماً} مرجعه من الحديبية وهم يخالطهم الحزن والكآبة وقد نحر الهدي بالحديبية فقال لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا".
وأصله في البخاري رقم4834 عن أنس رضي الله عنه بلفظ " {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} قال: الحديبية".
3 فتح الباري 8/582.
لم أجده عند عبد الرزاق بهذا اللفظ، وأخرجه ابن جرير 26/74 من طريق سعيد، عن قتادة، مثله.(2/1078)
قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً} الآية: 12
[2558] وصل الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {بُوراً} هالكين1.
قوله تعالى:
{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} الآية: 20
[2559] وروى يونس بن بكير في المغازي عن ابن إسحاق في حديث المسور ومروان 2 قالا: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية فنزلت عليه سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة فأعطاه الله فيها خيبر بقوله {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} يعنى خيبر، فقدم المدينة في ذي الحجة فأقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم3.
__________
1 فتح الباري 8/581.
أخرجه ابن جرير 26/79 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
2 مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، أبو عبد الملك الأموي، المدني، ولد بعد الهجرة بسنتين وقيل بأربع، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصحّ له منه سماع، وروى عن عثمان وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم، وعنه ابنه عبد الملك وعروة بن الزبير ومجاهد وغيرهم. ووَلِيّ الخلافة في آخر سنة أربع وستين، ومات سنة خمس في رمضان، وله ثلاث أو إحدى وستون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/82-83، والتقريب 2/238-239.
3 فتح الباري 7/464.
أخرجه البيهقي في الدلائل 4/197 من طريق أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا الزهري، عن عروة، عن مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة، به.
وفي إسناده "أحمد بن عبد الجبار العطاردي" قال عنه ابن حجر في التقريب 1/19 ضعيف وسماعه للسيرة صحيح. أهـ. وهذه الرواية في السيرة. والله أعلم.(2/1079)
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} الآية: 24
[2560] وروى مسلم في حديث سلمة بن الأكوع قال "ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى البيعة تحت الشجرة فبايعه أول الناس " فذكر الحديث قال "ثم إن المشركين راسلونا في الصلح حتى مشى بعضنا في بعض، قال فاضطجعت في أصل شجرة فأتاني أربعة من المشركين فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتحولت عنهم إلى شجرة أخرى، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا آل المهاجرين، قال: فاخترطت1 سيفى ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم، ثم جئت بهم أسوقهم، وجاء عمي برجل يقال له مكرز في ناس من المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوهم يكون لهم بدء الفجور وثنياه"، فعفا عنهم، فأنزل الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} 2.
[2561] وروى مسلم أيضا من حديث أنس أن رجالا من أهل مكة هبطوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل التنعيم ليقاتلوه، فأخذهم، فعفا عنهم، فأنزل الله الآية3.
__________
1 اخترط السيف: استله. انظر: القاموس ص 598، باب الطاء، فصل الخاء.
2 فتح الباري 7/449.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم1807-132 - في الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها - بسنده عن سلمة بن الأكوع، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/532 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد ومسلم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن سلمة بن الأكوع.
3 فتح الباري 7/449.
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم1808 - 133 بسنده عن أنس، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/527 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أنس.(2/1080)
قوله تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} الآية: 26
[2562] وصل عبد بن حميد من طريق منصور بن المعتمر عن مجاهد {كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: لا إله إلا الله1.
[2563] وقد جاء مرفوعا من أحاديث جماعة من الصحابة منهم أبي بن كعب وأبو هريرة وابن عباس وسلمة بن الأكوع وابن عمر، أخرجها كلها أبو بكر بن مردويه في تفسيره، وحديث أبيّ عند الترمذي وذكر أنه سأل أبا زرعة عنه فلم يعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه2.
__________
1 فتح الباري 11/567.
أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/202 حدثنا عمر بن سعد وأبو نعيم وقبيصة، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 11/567.
أما حديث أبي بن كعب فذكره السيوطي في الدر المنثور 7/536 عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: "لا إله إلا الله". ونسبه إلى الترمذي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن جرير والدارقطني في الأفراد وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات.
والحديث أخرجه الترمذي في سننه رقم3265 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الفتح -، وعبد الله ابن أحمد في زوائد المسند 5/138، وابن جرير في تفسيره 26/104 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 132 كلهم من طريق الحسن بن قزعة الأنصاري، حدثنا سفيان بن حبيب، حدثنا شعبة، عن ثوير، عن أبيه، عن الصفيل ابن أبي بن كعب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسن بن قزعة، قال: وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فلم يعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. هذا وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2603.
وأما حديث أبي هريرة فذكره أيضا السيوطي في الدر المنثور 7/536 عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: لا إله إلا الله. ونسبه إلى ابن مردويه فقط. =(2/1081)
قوله تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} الآية: 27
[2564] وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في تفسير هذه الآية قال "أرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه دخل مكة هو وأصحابه محلقين، قال: فلما نحر الهدي بالحديبية قال أصحابه: أين رؤياك؟ فنزلت، وقوله {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً} قال:
__________
= والحديث قد أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/326 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 131-132 كلاهما من طريق ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، نحوه مطولا.
وأما حديث ابن عباس فذكره أيضا السيوطي في الدر المنثور 7/536-537 عنه {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وهي رأس كل تقوى. ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات.
والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره 26/105 والبيهقي في الأسماء والصفات ص 132 كلاهما من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس مثله. وعلقه ابن كثير في تفسيره 7/327 عن ابن طلحة، عن ابن عباس.
وأما حديث سلمة بن الأكوع فذكره أيضا السيوطي في الدر المنثور 7/536 عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} قال: "لا إله إلا الله".
وأما حديث ابن عمر فذكره أيضا السيوطي في الدر المنثور 7/537، ولفظه "عن علي الأزدي قال: كنت مع ابن عمر رضي الله عنه بين مكة ومنى فسمع الناس يقولون: لا إله إلا الله والله أكبر، فقال: هي هي، فقلت: ما هي هي؟ قال: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} . ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي.
والأثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/229، وابن جرير في تفسيره 26/105، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 132 كلهم من طريق سفيان بن عيينة، عن يزيد ابن أبي خالد المكي، عن علي الأزدي، مثله. وعند البيهقي "عن شيخ يقال له يزيد أبو خالد.(2/1082)
النحر بالحديبية فرجعوا ففتحوا خيبر أي المراد بقوله ذلك النحر، والمراد بالفتح فتح خيبر، قال: ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة1.
[2565] وقد أخرج ابن مردويه في التفسير بسند ضعيف عن ابن عباس في هذه الآية قال: تأويل رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء2.
قوله تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} الآية: 29
[2566] فقد وصل ابن أبي حاتم من طريق الحكم عن مجاهد {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} السّحْنة3.
[2567] وصل علي بن المديني عن جرير عن منصور، عن مجاهد: التواضع4.
[2568] ورويناه في "الزهد" لابن المبارك، وفي تفسير عبد بن حميد
__________
1 فتح الباري 12/361-362.
أخرجه ابن جرير 26/107 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بهمختصراً.
2 فتح الباري 12/362.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/538 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وقد حكم ابن حجر على إسناده بالضعف كما هو أعلاه.
3 فتح الباري 8/581.
قال ابن حجر: والسحْنة بالسين وسكون الحاء المهملتين هو لين البشرة والنعمة، وقيل الهيئة، وقيل الحال.
أما الأثر فأخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/313 ثنا أبو سعيد القطان، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن الحكم، به.
4 فتح الباري 8/582.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/313 بسنده إلى علي بن المديني، به بلفظ "هو الخشوع". وبه إلى علي، ثنا سفيان، ثنا حميد هو ابن قيس، عن مجاهد "سيماهم في وجوههم من أثر السجود" قثال: الخشوع والتواضع.(2/1083)
وابن أبي حاتم عن سفيان وزائدة 1 كلاهما عن منصور عن مجاهد قال: هو الخشوع، وزاد في رواية زائدة "قلت: ما كنت أراه إلا هذا الأثر الذي في الوجه، فقال: ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبا من فرعون2.
قوله تعالى:
{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} الآية: 29
[2569] وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} قال: ما يخرج بجنب الحقلة فيتم وينمى3.
[2570] وبه في قوله {عَلَى سُوقِهِ} قال: على أصوله4.
__________
1 زائدة بن قدامة الثقفي، أبو الصَّلت الكوفي، روى عن أبي إسحاق السبيعي وعبد الملك ابن عمير وسليمان التيمي وحميد الطويل وغيرهم، وعنه ابن المبارك وابن عيينة وأبو نعيم وجماعة. ثقة ثبت، صاحب سنة. مات سنة ستين ومائة، وقيل بعدها.
انظر ترجمته في: التهذيب 3/264، والتقريب 1/256.
2 فتح الباري 8/582.
أخرجه ابن المبارك في الزهد ص 56 عن سفيان وزائدة، به بلفظ "قال: هو الخشوع". وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/314 بسنده إلى ابن المبارك، به.
3 فتح الباري 8/582.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/314 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
4 فتح الباري 8/582.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/314 بالسند المذكور قريبا، به.(2/1084)
سورة الحجرات
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} الآية:1
[2571] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {لا تُقَدِّمُوا} لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي الله على لسانه، ورويناه في كتاب "ذم الكلام" من هذا الوجه1.
[2572] وروى الطبري من طريق سعيد عن قتادة قال: ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون لو أنزل في كذا فأنزلها الله2.
[2573] قال وقال الحسن: هم ناس من المسلمين ذبحوا قبل الصلاة يوم النحر فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة3.
__________
1 فتح الباري 8/589.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/315 بسنده إلى عبد بن حميد قال: أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/315 ثنا ورقاء، مثله.
2 فتح الباري 8/589.
أخرجه ابن جرير 26/116 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به بلفظ "ذُكر لنا أ، ناسا كانوا يقولون: لو أنزل في كذا لوضح كذا وكذا، قال: فكره الله عز وجل ذلك، وقدم فيه".
3 فتح الباري 8/589.
أخرجه ابن جرير 26/117 بالإسناد السابق - معطوفا عليه - عن الحسن، مثله.(2/1085)
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} الآية: 2
[2574] وقد روى الطبري وابن مردويه من طريق زيد بن الحباب حدثني أبو ثابت بن ثابت بن قيس قال: لما نزلت هذه الآية قعد ثابت يبكي، فمر به عاصم بن عدي فقال: ما يبكيك؟ قال: أتخوف أن تكون هذه الآية نزلت فيَّ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تعيش حميدا ... ؟ " الحديث1.
[2575] وروى ابن سعد بإسناد صحيح من مرسل عكرمة قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} الآية قال ثابت بن قيس: كنت
__________
1 فتح الباري 6/620.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/549 ونسبه إلى ابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه عن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس. وتتمته "وتقتل شهيداً وتدخل الجنة؟ " قال: رضيت ولا أرفع صوتي أبداً على صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} الآية".
والحديث أخرجه ابن جرير في تفسيره 26/118 حدثني أبو كريب، قال: ثنا زيد ابن حباب، قال: ثنا أبو ثابت بن ثابت بن قيس بن الشماس، قال: ثني عمي إسماعيل ابن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، قال، فذكره.
وأخرجه الطبراني في الكبير ج 2 / رقم1316 من طريق زيد بن الحباب، حدثنا أبو ثابت ابن ثابت بن قيس بن شماس، حدثني أبي ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/324 رواه الطبراني، وأبو ثابت بن قيس بن شماس لم أعرفه ولكنه قال: حدثني أبي ثابت بن قيس فالظاهر أنه صحابي، ولكن زيد بن الحباب لم يسمع من أحد من الصحابة والله أعلم. أهـ.
وأخرجه الحاكم 3/234 من طريق إسماعيل بن محمد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه أن ثابت قيس رضي الله عنه قال: فذكره نحوه. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.(2/1086)
أرفع صوتي فأنا من أهل النار، فقعد في بيته" فذكر الحديث، وفي آخره "بل هو من أهل الجنة"، فلما كان يوم اليمامة انهزم المسلمون فقال ثابت: أف لهؤلاء ولما يعبدون، وأف لهؤلاء ولما يصنعون، قال ورجل قائم على ... فقتله وقتل"1.
[2576] وروى ابن المنذر في تفسيره من طريق عطاء الخراساني قال: حدثتني بنت ثابت بن قيس قالت: لما أنزل الله هذه الآية دخل ثابت بيته فأغلق بابه - فذكر القصة مطولة - وفيها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تعيش حميدا وتموت شهيدا"، وفيها "فلما كان يوم اليمامة ثبت حتى قتل"2.
قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى} الآية: 3
[2577] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {امْتَحَنَ} أخلص3.
__________
1 فتح الباري 6/621.
وهو مرسل مع صحة إسناده، وقد نبه على ذلك ابن حجر كما في الأعلى.
2 فتح الباري 6/621.
أخرجه الطبراني في الكبير ج2/رقم1320، والحاكم 3/235 كلاهما من طريق عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر، عن عطاء الخراساني، عن ابنة ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيها، نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/325 وقال: رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت: سمعت أبي. والله أعلم. أهـ. وذكره البغوي في تفسيره 7/335-336 من غير إسناد. ولبعضه شواهد تقدمت.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/550 مطولا، ونسبه إلى البغوي وابن المنذر والطبراني والحاكم وابن مردويه والخطيب في المتفق والمفترق عن عطاء الخراساني.
3 فتح الباري 8/589.
أخرجه الفرابي كما في تغليق التعليق 4/315 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(2/1087)
[2578] وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أخلص الله قلوبهم فيما أحب1.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الآية: 4
[2579] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة "إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات فقال: يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاك الله عز وجل"، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الآية2.
[2580] وروى الطبري من طريق مجاهد قال: هم أعراب بني تميم3.
[2581] ومن طريق أبي إسحاق عن البراء قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن حمدي زين وإن ذميّ شين، فقال: "ذاك الله تبارك وتعالى" 4.
__________
1 فتح الباري 8/589.
أخرجه عبد الرزاق 2/231 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/591، 592.
أخرجه عبد الرزاق 2/231 به نحوه. وهذا مرسل مع صحة إسناده؛ فإن قتادة لم يحضر التنزيل. ولكن له شواهد صحيحة من حديث البراء وزيد بن أرقم أخرجهما الطبري وغيره. انظر: تفسير الطبري 26/121.
3 فتح الباري 8/592.
أخرجه ابن جرير 26/122 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/592.
أخرجه ابن جرير 26/121 حدثنا أبو عمار المروزي، والحسن بن الحارث، قالا: ثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، به. وهذا إسناد جيد. وقد ذكره ابن كثير 7/349 برواية الطبري هذه.(2/1088)
[2582] ومن طريق الحسن نحوه1.
[2583] وقد أخرج الطبري والبغوي وابن أبي عاصم في كتبهم في الصحابة من طريق موسى بن عقبة2 عن أبي سلمة قال "حدثني الأقرع ابن حابس التميمي3 أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، اخرج إلينا، فنزلت {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الحديث، وسياقه لابن جرير4.
__________
1 فتح الباري 8/592.
أخرجه ابن جرير 26/122 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن. ولفظه "قال: أتى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجراته، فقال: يا محمد، يا محمد؛ فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مالك مالك؟ " فقال: تعلم أن مدحي لزين وأن ذمي لشين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ذاكم الله"، فنزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} ".
2 موسى بن عقبة بن أبي عياش، الأسدي، مولى آل الزبير، ثقة فقيه إمام في المغازي، لم يصحّ أن ابن معين ليّنه، مات سنة إحدى وأربعين ومائة، وقيل بعد ذلك. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 8/154، والتهذيب 10/321، والتقريب 2/286.
3 الأقرع بن حابس بن عِقَال بن محمد التميمي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع وفد تميم بعد فتح مكة، وكان شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا وحضر الطائف، وهو من المؤلفة قلوبهم، وقد حسن إسلامه. انظر ترجمته في: أسد الغابة 1/264، رقم208، والإصابة 1/252، رقم231.
4 فتح الباري 8/592.
وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره 26/122 حدثنا الحسن بن يحيى المقدمي، قال: ثنا عفان، قال: ثنا وُهَيب، قال: ثنا موسى بن عقبة، به نحوه. ولفظه "أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فناداه، فقال: يا محمد إن مدحي زين، وإن شتمي شين؛ فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ويلك ذلك الله"، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} الآية.
وأخرجه ابن الأثير في أسد الغابة - في ترجمة الأقرع بن حابس - 1/267 بسنده إلى أبي بكر ابن أبي عاصم، قال: حدثنا عفان، أخبرنا وهيب، به. وأخرجه الإمام أحمد 3/488 حدثنا عفان، حدثنا وهيب، به نحوه.(2/1089)
[2584] وأخرج ابن مردويه من طريق طارق بن شهاب1 عن أبي بكر قال: "لما نزلت {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ} ، قال أبو بكر: قلت يا رسول الله! آليت أن لا أكلمك إلا كأخي السرار"2.
قوله تعالى: {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} الآية: 11
[2585] وصل الفريابي عن مجاهد {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} لا يدعو
__________
1 طارق بن شهاب بن عبد شمس البَجَلي الأحمسي، أبو عبد الله الكوفي، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رجل ولم يسمع منه، وروى عنه مرسلا، وعن الخلفاء الأربعة وغيرهم، وعنه إسماعيل بن أبي خالد والمقداد وسعد وابن مسعود ومخارق الأحمسي وغيرهم، مات سنة اثنتين وثمانين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/68، رقم2594، والإصابة 3/413، رقم4245، والتهذيب 5/4، والتقريب 1/276.
2 فتح الباري 8/591.
أخرجه البزار كما في كشف الأستار، رقم2257 وابن عدي في الكامل 2/803 والحاكم 3/74 كلهم من طريق حصين بن عمر، عن مخارق، عن طارق بن شهاب، به، مثله. قال البزار: لا نعلمه يروى متصلا إلا عن أبي بكر، وحصين حدث بأحاديث لم يتابع عليها، ومخارق مشهور، ومن عداه أجلاء. أهـ. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي قائلا: حصين واهٍ. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/111 وقال: رواه البزار وفيه حصين بن عمر الأحمسي وهو متروك، وقد وثقه العجلي وبقية رجاله رجال الصحيح. أهـ. وذكره ابن كثير 7/346 وقال: حصين بن عمر هذا - وإن كان ضعيفا - لكن قد رويناه من حديث عبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة بنحو ذلك، والله أعلم. أهـ.
وحديث أبي هريرة الذي أشار إليه ابن كثير أخرجه الحاكم 2/462 حدثنا علي بن عبد الله الحكيمي ببغداد، ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، ثنا سعيد بن عامر، عن محمد ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ} قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.(2/1090)
الرجل بالكفر وهو مسلم1.
[2586] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} قال: لا يطعن بعضكم على بعض {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} قال: لا تقل لأخيك المسلم: يا فاسق يا منافق2.
[2587] وعن الحسن قال: كان اليهودي يسلم فيقال له يا يهودي، فنهوا عن ذلك3.
[2588] وللطبري من طريق عكرمة نحوه4.
[2589] وروى أحمد وأبو داود من طريق الشعبي حدثني أبو جبيرة ابن الضحاك قال "فينا نزلت {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله لقبان أو ثلاثة، فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الأسماء قالوا: إنه يغضب منه، فنزلت"5.
__________
1 فتح الباري 8/589.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/315 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/589.
أخرجه عبد الرزاق 2/232 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/589.
أخرجه عبد الرزاق 2/232 عن معمر، عن الحسن بلفظ "قال: كان اليهودي والنصراني يسلم فيلقب فيقال له: يا يهودي يا نصراني فنهوا عن ذلك".
4 فتح الباري 8/589.
أخرج ابن جرير 26/132-133 من طرق عن الحصين وخصيف، عن عكرمة، نحوه. ولفظه "قال في قوله: {وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} : هو قول الرجل للرجل: يا فاسق، يا كافر، يا منافق".
5 فتح الباري 8/589.
أخرجه الإمام أحمد 4/69، 260 حدثنا إسماعيل، حدثنا داود بن أبي هند، عن =(2/1091)
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الآية: 13
[2590] في صحيح ابن خزيمة وابن حبان وتفسير ابن مردويه من رواية عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال "خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: "أما بعد يا أيها الناس، فإن الله قد أذهب عنكم عُبِّية الجاهلية1 وفخرها، يا أيها الناس، الناس رجلان مؤمن تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله"، ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} ورجاله ثقات إلا أن ابن مردويه ذكر أن محمد بن المقري راويه عن عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة وهم في قوله موسى بن عقبة وإنما هو "موسى بن عبيدة" وابن عقبة ثقة وابن عبيدة ضعيف، وهو معروف برواية موسى بن عبيدة، كذلك أخرجه ابن أبي حاتم وغيره2.
__________
= الشعبي، به. وأخرجه أبو داود رقم4962 - في الأدب، باب في الألقاب -، حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، عن داود، به نحوه. والحديث ذكره ابن كثير 7/356 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية أبي داود. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/563 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر والبغوي في معجمه وابن حبان والشيرازي في الألقاب والطبراني وابن السني في عمل اليوم والليلة والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/114 وعزاه لأحمد وأبي يعلى، وقال ورجالهما رجال الصحيح. والحديث صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم2606.
1 في الفتح "عيبة الجاهلية "، والتصحيح من مصادر التخريج. وعُبِّية الجاهلية: أي فخرها وكبرياؤها. انظر: النهاية 3/169.
2 فتح الباري 6/527. =(2/1092)
[2591] أخرج الطبري عن مجاهد {لِتَعَارَفُوا} أي ليعرف بعضكم بعضا بالنسب يقول فلان ابن فلان وفلان ابن فلان1.
[2592] عن مجاهد: الشعوب النسب البعيد، والقبائل دون ذلك2.
قوله تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً} الآية: 14
[2593] وصل الفريابي عن مجاهد {يَلِتْكُمْ} ينقصكم3.
__________
= أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 4/493-394، رقم18765، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 7/366، وأبو يعلى في مسنده رقم5761 - باختصار -، وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم3828، والبغوي في تفسيره 7/348، وابن خزيمة في صحيحه رقم2781 - باختصار -، كلهم من طريق موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما نحوه. وعند ابن حبان وابن خزيمة "موسى بن عقبة". و"موسى بن عبيدة " هو الربذي، قال عنه ابن حجر في التقريب 2/286 "ضعيف لا سيما في عبد الله بن دينار "، لكن تابعه "موسى بن عقبة " عند ابن خزيمة وابن حبان، وهو ثقة فقيه إمام في المغازي. انظر: التقريب 2/286. وانظر ما قاله ابن حجر في الأعلى.
وأخرجه الترمذي رقم3270 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الحجرات -، والبيهقي في شعب الإيمان رقم5130 كلاهما من طريق عبد الله بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، نحوه. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن جعفر يضعف، ضعفه يحيى بن معين وغيره. أهـ. هذا وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2608، كما صححه الشيخ شعيب الأرناؤط في تحقيقه على صحيح ابن حبان.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/579 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن المنذر.
1 فتح الباري 6/527.
أخرجه ابن جرير 26/140 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/528.
أخرجه ابن جرير 26/139 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/589.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/315 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1093)
سورة ق
قوله تعالى: {ق} الآية: 1
[2594] روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {ق} اسم من أسماء القرآن1.
[2595] وعن ابن جريج عن مجاهد قال: جبل محيط بالأرض2.
قوله تعالى: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} الآية: 3
[2596] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج {رَجْعٌ بَعِيدٌ} قال: أنكروا البعث فقالوا من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا3.
قوله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} الآية: 4
[2597] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} من عظامهم4.
__________
1 فتح الباري 8/593.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/236 به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/593.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/236 به سنداً ومتناً.
3 فتح الباري 8/593.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/589 ونسبه إلى ابن المنذر فقط.
4 فتح الباري 8/593. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/316 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 26/149 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.(2/1094)
[2598] وروى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: ما تأكل الأرض إذا ماتوا1.
[2599] وعن جعفر بن سليمان2 عن عوف عن الحسن: أي من أبدانهم3.
قوله تعالى: {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} الآية: 5
[2600] وروى الطبري عن ابن عباس في قوله تعالى {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} قال: مختلط4.
[2601] ومن طريق سعيد بن جبير ومجاهد قال: ملتبس5.
__________
1 فتح الباري 8/593.
أخرجه ابن جرير 26/149 من طريق العوفي، به نحوه.
2 جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري مولى بني الحريش، روى عن ابن جريج وعوف الأعرابي ومالك بن دينار وغيرهم، وعنه الثوري وابن مبارك وعبد الرزاق وغيرهم، صدوق زاهد، لكنه كان يتشيع، مات سنة ثمان وسبعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/81، والتقريب 1/131.
3 فتح الباري 8/593.
4 فتح الباري 6/333.
أخرج ابن جرير 26/150 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، بلفظ "مختلف".
5 فتح الباري 6/333.
أما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير 26/150 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن يمان ن عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عنه.
وأما أثر مجاهد فأخرجه 26/150 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به.(2/1095)
قوله تعالى:
{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} الآية: 6
[2602] وروى الطبري من طريق مجاهد قال: الفرج الشق1.
قوله تعالى: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} الآية: 8
[2603] وصل الفريابي عن مجاهد {تَبْصِرَةً} بصيرة2.
[2604] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {تَبْصِرَةً} قال: نعمة من الله عز وجل3.
قوله تعالى: {فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} الآية: 9
[2605] وصل الفريابي عن مجاهد {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} قال: الحنطة4.
[2606] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: هو البر والشعير5.
قوله تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} الآية: 10
[2607] وصل الفريابي عن مجاهد {بَاسِقَاتٍ} الطوال6.
__________
1 فتح الباري 8/593.
2 فتح الباري 8/593.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/316 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/593.
لم أجد عند عبد الرزاق بهذا اللفظ، فقد أخرج 2/236 عن معمر، عن قتادة بلفظ "تبصرة من الله وذكرى لكل عبد منيب".
4 فتح الباري 8/593.
أخرجه ابن جرير 26/152 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
5 فتح الباري 8/593.
أخرجه عبد الرزاق 2/236-237 به سنداً ومتناً.
6 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/316 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1096)
[2608] وروى الطبري من طريق عبد الله بن شداد قال: بُسوقها طولها في قامة1.
[2609] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: يعني طولها2.
قوله تعالى: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} الآية: 15
[2610] وقد روى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} يقول: أفأعي علينا إنشاؤكم خلقا جديدا فتشكوا في البعث3؟.
قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} الآية: 16
[2611] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} قال: من عرق العنق4.
قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} الآية: 18
[2612] وصل الفريابي عن مجاهد {رَقِيبٌ عَتِيدٌ} رصد5.
__________
1 فتح الباري 8/594.
أخرجه ابن جرير 26/153 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن شدّاد، به.
2 فتح الباري 8/594.
أخرجه عبد الرزاق 2/237 به سنداً ومتناً.
3 فتح الباري 6/288.
أخرجه ابن جرير 26/166 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/593.
أخرجه ابن جرير 26/157 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
5 فتح الباري 8/594. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(2/1097)
[2613] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: يكتب كل ما تكلم به من خير وشر1.
[2614] ومن طريق سعيد بن أبي عروبة قال: قال الحسن وقتادة {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ} أي ما يتكلم به من شيء إلا كتب عليه. وكان عكرمة يقول: إنما ذلك في الخير والشر2.
قوله تعالى: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} الآية: 21
[2615] وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال: سائق يسوقها وشهيد يشهد عليها بعملها3.
[2616] وروي نحوه بإسناد موصول عن عثمان4.
__________
1 فتح الباري 8/594.
هكذا عزاه ابن حجر إلى الطبري، ولكن لم يقع لي في تفسيره، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 7/377 تعليقا عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 8/594 و 11/309.
أخرجه ابن جرير 26/159 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.
3 فتح الباري 8/594.
أخرجه عبد الرزاق 2/237 به سنداً ومتناً.
4 فتح الباري 8/594.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/599 ونسبه إلى عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور وابن عساكر.
والحديث أخرجه ابن جرير 26/161 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن يحيى بن رافع مولى لثقيف، قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يخطب، فقرأ هذه الآية {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} قال: سائق يسوقها إلى الله، وشاهد يشهد عليها بما عملت. وأخرجه من طريق حكام، عن إسماعيل، عن أبي عيسى، عن عثمان، مثله. وقد اختار ابن جرير هذا القول، ونقل عنه ابن كثير وأيّده قائلا: هذا هو الظاهر من الآية الكريمة. انظر: تفسير الطبري 26/161، وتفسير ابن كثير 7/379.(2/1098)
[2617] وصل الفريابي عن مجاهد {سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} الملكان كاتب وشهيد1.
قوله تعالى: {وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} الآية: 23
[2618] وصل الفريابي عن مجاهد {وَقَالَ قَرِينُهُ} الشيطان الذي قيض له2.
[2619] وقال عبد الرزاق عن قتادة نحوه3.
قوله تعالى:
{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} الآية: 30
[2620] في رواية سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال جهنم يلقى فيها " أخرجه أحمد ومسلم، وفيها "حتى يضع رب العزة فيها قدمه، وفيها فينزوي بعضها إلى بعض وتقول قط
__________
1 فتح الباري 8/594.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/594.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/594.
أخرجه عبد الرزاق 2/238 عن معمر، عن قتادة، قال: قرينه الشيطان.(2/1099)
قط وعزتك " 1.
[2621] وفي حديث أبي بن كعب عند أبي يعلى "وجهنم تسأل المزيد حتى يضع فيها قدمه فينزوى بعضها إلى بعض وتقول قط قط" 2.
[2622] وفي حديث أبي سعيد عند أحمد "فيلقى في النار أهلها فتقول هل من مزيد ويلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يأتيها عز وجل فيضع قدمه فيها فينزوي فتقول قدني قدني" 3.
[2623] روى الطبري من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة في قوله {هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} أي هل من مدخل قد امتلأت4؟
__________
1 فتح الباري 8/595.
أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم2848-38 - في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون، والجنة يدخلها الضعفاء - من طريق سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهمطولا. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/234 من هذا الطريق. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 7/381 برواية الإمام أحمد.
2 فتح الباري 8/595.
أخرجه أبو يعلى في مسنده كما في تفسير ابن كثير 7/382-383 حدثنا عقبة بن مُكْرم، حدثنا يونس، حدثنا عبد الغفار بن القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب - مرفوعا. وأوله "قال: يعرفني الله عز وجل نفسه يوم القيامة، فأسجد سجدة يرضى بها عني ... " الحديث
وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/603 ونسبه إلى أبي يعلى، وابن مردويه.
3 فتح الباري 8/595.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3/13 حدثنا حسن وروح قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري - مرفوعا. وأوله "افتخرت الجنة والنار، فقالت النار: يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك والأشراف ... " الحديث. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/382 برواية الإمام أحمد، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/602-603 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه.
4 فتح الباري 8/595.
هكذا عزاه للطبري، ولم يقع لي في تفسيره.(2/1100)
[2624] ومن طريق مجاهد نحوه1.
[2625] وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس، وهو ضعيف2.
قوله تعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} الآية: 35
[2626] ونقل الطبري عن علي وغيره في قوله تعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال: هو النظر إلى وجه الله3.
قوله تعالى: {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} الآية: 36
[2627] وصل الفريابي عن مجاهد {فَنَقَّبُوا} ضربوا4.
[2628] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ} قال: أثّروا5.
__________
1 فتح الباري 8/595.
أخرج ابن جرير 26/169 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. ولفظه "قوله {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} قال: وعدها الله ليملأنها، فقال: هلا وفيتكِ؟ قالت: وهل من مَسلك.
2 فتح الباري 8/595.
لم أقف على إسناده، وقد بيّن ابن حجر أن إسناده ضعيف.
3 فتح الباري 13/433.
لم يقع لي هذه الرواية في تفسير الطبري عند هذه الآية.
4 فتح الباري 8/594.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
5 فتح الباري 8/594.
أخرجه ابن جرير 26/176 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(2/1101)
قوله تعالى:
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} الآية: 37
[2629] وصل الفريابي عن مجاهد {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ} لا يحدث نفسه بغيره1.
[2630] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال: هو رجل من أهل الكتاب ألقى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله أنه يجد النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبا2.
[2631] قال معمر وقال الحسن: هو منافق استمع ولم ينتفع3.
[2632] وصل الفريابي من طريق مجاهد {شَهِيدٌ} شاهد بالقلب4.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} الآية: 38
[2633] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: قال اليهود إن الله
__________
1 فتح الباري 8/594.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
2 فتح الباري 8/594.
أخرجه عبد الرزاق 2/239 به سنداً ومتناً.
3 فتح الباري 8/594.
أخرجه عبد الرزاق 2/239 به سنداً ومتناً.
4 فتح الباري 8/594.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 26/178 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.(2/1102)
خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت، فأكذبهم الله فقال {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} أي من إعياء، وأخرجه ابن أبي حاتم1.
[2634] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} من نصب، وأخرجه ابن أبي حاتم2.
قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} الآية:39
[2635] ولابن مردويه من طريق شعبة عن إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} قال: "قبل طلوع الشمس صلاة الصبح، وقبل غروبها صلاة العصر" 3.
__________
1 فتح الباري 8/594.
أخرجه عبد الرزاق 2/239 به سنداً ومتناً. وأخرجه ابن جرير 26/179 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، به.
2 فتح الباري 8/594 و 6/288.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/317 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 26/179 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 2/33.
أخرجه الطبراني في الأوسط رقم3399 حدثنا محمد بن نصر الهمداني، ثنا محمد ابن مصفى، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا داود بن الزبرقان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، به، مثله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/115 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه داود بن الزبرقان وهو متروك. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/610 عن جرير بن عبد الله مرفوعا. ونسبه إلى الطبراني في الأوسط وابن عساكر.
قلت: وأصله في البخاري برقم 554 من طريق مروان بن معاوية عن إسماعيل، به بلفظ "قال جرير: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغْلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا"، ثم قرأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} .(2/1103)
قوله تعالى: {فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} الآية: 40
[2636] وأخرج الطبري من طريق ابن علية1 عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال ابن عباس في قوله {فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} قال: هو التسبيح بعد الصلاة2.
[2637] وروى الطبري من وجه آخر عن ابن عباس قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "يا ابن عباس ركعتان بعد المغرب أدبار السجود"، وإسناده ضعيف3.
[2638] روى ابن المنذر من طريق أبي تميم الجيشاني 4 قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} : هما ركعتان بعد المغرب5.
__________
1 هو إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم الأسدي مولاهم، أبو بشر البصري، المعروف بابن عُلَيَّة، ثقة حافظ، مات سنة ثلاث وتسعين ومائة، وهو ابن ثلاث وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/56-66.
2 فتح الباري 8/598.
أخرجه ابن جرير 26/182 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/598.
أخرجه ابن جرير 26/181 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو فضيل، عن رشدين بن كُريب، عن أبيه، عن ابن عباس، به.
4 هو عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم، أبو تميم الجَيْشاني، مشهور بكنيته، المصري، أصله من اليمن، ولد هو وأخوه سيف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهاجر زمن عمر، ثقة، مخضرم، مات سنة سبع وسبعين. انظر ترجمته في: التهذيب 5/332، والتقريب 1/44.
5 فتح الباري 8/598.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/611 ونسبه إلى ابن المنذر ومحمد بن نصر.(2/1104)
[2639] وأخرجه الطبري من طرق عن علي وعن أبي هريرة وغيرهما مثله1.
[2640] وأخرج ابن المنذر عن عمر مثله2.
[2641] وأخرج الطبري من طريق كريب بن يزيد3 أنه كان إذا صلى الركعتين بعد الفجر والركعتين بعد المغرب قرأ أدبار النجوم وأدبار السجود، أي بهما4.
قوله تعالى: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} الآية: 42
[2642] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {يَوْمُ الْخُرُوجِ} يوم يخرجون إلى البعث من القبور5.
__________
1 فتح الباري 8/598.
أما عن علي فأخرجه ابن جرير 26/180 من طرق عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، به. ومن طريق ابن جريج، عن مجاهد، عن علي، به. ومن طرق أخرى عنه، به.
وأما عن أبي هريرة فأخرجه 26/181 حدثني علي بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا حماد، قال: ثنا علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، به.
وأما الغير فأخرج عن الشعبي ومجاهد وإبراهيم وابن عباس والحسن، به.
2 فتح الباري 8/598.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/611 ونسبه إلى ابن المنذر ومحمد بن نصر في الصلاة.
3 لم أقف على ترجمة له.
4 فتح الباري 8/598.
أخرجه ابن جرير 26/181 حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية، قال: ثنا جرير، قال: ثنا حمير بن يزيد الرحبي، عن كريب بن يزيد الرحبي، نحوه.
5 فتح الباري 8/594.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/318 ثنا علي بن المبارك فيما كتب إليّ، ثنا زيد بن المبارك، عن ابن ثور، عن ابن جريج، به.(2/1105)
سورة الذاريات
قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً فَالْحَامِلاتِ وِقْراً فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً} الآيات: 1-4
[2643] عند الفريابي عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن علي {وَالذَّارِيَاتِ} الرياح1.
[2644] وأخرجه ابن عيينة في تفسيره أتم من هذا عن ابن أبي الحسين سمعت أبا الطفيل قال: سمعت ابن الكواء يسأل علي بن أبي طالب عن الذاريات ذروا قال: الرياح، وعن الحاملات وقرا، قال: السحاب، عن الجاريات يسرا، قال: السفن، وعن المقسمات2 أمرا قال: الملائكة "وصححه الحاكم من وجه آخر عن أبي الطفيل3.
__________
1 فتح الباري 8/599.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/318 به سنداً ومتناً.
2 في الفتح "وعن المدبرات"، والتصحيح من مستدرك الحاكم، ومن تغليق التعليق، وهو الذي في الآية أيضا.
3 فتح الباري 8/599.
أخرجه ابن عيينة في التفسير كما في تغليق التعليق 4/318-319 به سندا ومتنا. وأخرجه الحاكم 2/466-467 من حديث بسام بن عبد الله الصيرفي، عن أبي الطفيل، عن علي، نحوه. وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي حاتم مختصراً فيما ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/318 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عقبة بن خالد السكّوني، ثنا سعيد بن عبيد الطائي، عن علي بن ربيعة، أن ابن الكواء سأل عليا ما الذاريات؟ قال: الرياح. قال ابن حجر: وهذا التفسير مشهود عن علي.(2/1106)
[2645] وأخرج عن مجاهد وابن عباس مثله1.
[2646] وأخرجه عبد الرزاق من وجه آخر عن أبي الطفيل قال: شهدت عليا وهو يخطب وهو يقول: سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم به، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل أنزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل. فقال ابن الكواء وأنا بينه وبين علي وهو خلفي فقال: ما الذاريات ذروا؟ فذكر مثله وقال فيه: ويلك سل تفقها ولا تسأل تعنتا "2.
[2647] وله شاهد مرفوع أخرجه البزار وابن مردويه بسند لين عن عمر3.
__________
1 فتح الباري 8/599.
أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 26/188 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه {فَالْحَامِلاتِ وِقْراً} قال: السحاب تحمل المطر.
وأما أثر ابن عباس فأخرجه ابن جرير أيضا - في الموضع نفسه - من طريق عطية العوفي، عنه قوله: {فَالْحَامِلاتِ وِقْراً} قال: السحاب، قوله: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً} قال: الملائكة.
2 فتح الباري 8/599.
أخرجه عبد الرزاق 2/241-242 عن معمر، عن وهب بن عبد الله، عن أبي الطفيل، نحوه مطولا.
3 فتح الباري 8/599.
أخرجه البزار كشف الأستار رقم2259 حدثنا إبراهيم بن هانئ، حدثنا سعيد بن سلام العطار، حدثنا أبوبكر ابن أبي سبرة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، فذكره. ولفظه "قال: جاء صبيع التميمي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً} قال: هي الرياح، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: أخبرني عن {فَالْحَامِلاتِ وِقْراً} قال: هي السحاب. ولولا أني سمعت =(2/1107)
قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} الآية: 7
[2648] وأخرج الفريابي عن الثوري عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {الْحُبُكِ} استواؤها وحسنها. ومن طريق سفيان أخرجه الطبري، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عطاء، به، وإسناده صحيح؛ لأن سماع الثوري عن عطاء بن السائب كان قبل الاختلاط1.
[2649] والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عنه قال "ذات الحبك" أي الخلق الحسن2.
[2650] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعد الإسكاف3 عن عكرمة
__________
= رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال: فأخبرني عن {فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً} قال: هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته ... الحديث. قال البزار: لا نعلمه مرفوعا من وجه إلا من هذا الوجه، وإنما أتى من أبي بكر بن أبي سبرة فيما أحسب؛ لأنه لين الحديث، وسعيد بن سلام لم يكن من أصحاب الحديث، وقد بينا علته إذ لم نحفظه إلا من هذا الوجه. أهـ. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/115-116 وقال: رواه البزار، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة، وهو متروك. وأخرجه ابن مردويه في تفسيره فيما ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 3/366 من حديث عبد الله بن موسى، عن ابن أبي سبرة، بهسندا ومتنا.
1 فتح الباري 8/601 و 6/294.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/319 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن جرير 26/189 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، به.
2 فتح الباري 6/294 و 8/601.
أخرج ابن جرير 26/190 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاويه، عن علي، عن ابن عباس قوله: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} قال: ذات الخلق الحسن؛ ويقال: ذات الزينة".
3 سعد بن طريف الإسكاف الحنظلي الكوفي، روى عن عكرمة وغيره، متروك، ورماه ابن حبان بالوضع، وكان رافضيا. انظر ترجمته في: التهذيب 3/410-411، والتقريب 1/287.(2/1108)
عنه بلفظ "ذات الحبك" أي البهاء والجمال، غير أنها كالبرد المسلسل1.
[2651] وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {ذَاتِ الْحُبُكِ} قال: ذات الخَلْق الحسن2.
[2652] وللطبري من طريق عوف 3 عن الحسن 4 قال: حبكت بالنجوم، وإسناده حسن5.
[2653] ومن طريق عمران بن حُدَير6: سئل عكرمة عن قوله {الْحُبُكِ} قال: ذات الخلق الحسن، ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب قال: ما أحسن ما حبكه7.
__________
1 فتح الباري 6/294.
لم أقف عليه مسنداً، وفي إسناده "سعد الإسكاف" وهو متروك.
وقد نقل ابن كثير أقوال السلف فيها ثم قال: وكل هذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد، وهو الحسن والبهاء، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة، شديدة البناء، متسعة الأرجاء، أنيقة البهاء، مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات، موشحة بالشمس والقمر والكواكب الزاهرات. أهـ. تفسير ابن كثير 7/392.
2 فتح الباري 8/601.
أخرجه عبد الرزاق 2/242 به سندا ومتنا.
3 هو الأعرابي.
4 هو البصري.
5 فتح الباري 8/601 و6/294.
أخرجه ابن جرير 26/189 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، به بلفظ "حبكت بالخلق الحسن، حبكت بالنجوم". وإسناده حسن.
6 في الفتح "عمران بن جدير" وهو تصحيف لعله من الطابع. وهو عمران بن حُدَير - بالمهملات مصغرا - السدوسي أبو عبيدة البصري، ثقة، مات سنة تسع وأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/110-111، والتقريب 2/82.
7 فتح الباري 8/601. أخرجه ابن جرير 26/190 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا عمران ابن حُدَير، به.(2/1109)
[2654] وروى الطبري عن الضحاك {الْحُبُكِ} الطريق التي ترى في السماء من آثار الغيم1.
[2655] وروى الطبري عن عبد الله بن عمرو أن المراد بالسماء هنا السماء السابعة2.
قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} الآية: 10
[2656] وأخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} قال: لعن الكذابون3.
[2657] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج في قوله {قُتِلَ
__________
1 فتح الباري 6/294.
لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج ابن جرير 26/190 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ} يقول: ذات الزينة، ويقال أيضا: حبكها مثل حبك الرمل، ومثل حبك الدرع، ومثل حبك الماء إذا ضربته الريح، فنسجته طرايق.
2 فتح الباري 6/294.
أخرجه ابن جرير 26/190-191 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود، قالا: ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرو البكالي، عن عبد الله بن عمرو، به. وقد نقله ابن كثير في تفسيره 7/391-392 ثم قال: وكأنه - والله أعلم - أراد بذلك السماء التي فيها الكواكب الثابتة، وهي عند كثير من علماء الهيئة في الفلك الثامن الذي فوق السابع، والله أعلم. أهـ.
3 فتح الباري 8/599.
أخرجه ابن جرير 26/192 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "لعن المرتابون".(2/1110)
الْخَرَّاصُونَ} قال: هي مثل التي في عبس {قُتِلَ الْأِنْسَانُ} [عبس:17] 1.
[2658] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} قال: الكذابون2.
قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} الآية: 11
[2659] وصل ابن أبي حاتم والطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} قال: في ضلالتهم يتمادون3.
قوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} الآية: 21
[2660] ولابن أبي حاتم من طريق السدي قال {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} قال فيما يدخل من طعامكم وما يخرج4.
[2661] وأخرج الطبري من طريق محمد بن المرتفع5 عن عبد الله
__________
1 فتح الباري 8/601.
2 فتح الباري 8/599.
لم أجده في تفسيره عن قتادة، وإنما ورد عن الحسن، فأخرجه 2/242 عن معمر، عنه، مثله.
3 فتح الباري 8/601.
أخرجه ابن جرير 26/192 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
4 فتح الباري 8/599.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/619 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
وقد نقل ابن حجر عن الفراء قال: "في قوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ} يعني أيضا آيات، إن أحدكم يأكل ويشرب من مدخل واحد ويخرج من موضعين، ثم عنفهم فقال: {أَفَلا تُبْصِرُونَ} ؟ "، وقد علقه البخاري في ترجمة الباب.
5 محمد بن المرتفع، ذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عن ابن الزبير روى عنه ابن جريج وسفيان بن عيينة وأبو سعيد بن عوذ البراد سمعت أبي يقول ذلك، وروى عن عبد الرحمن، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال: سمعت أبي يقول محمد بن المرتفع شيخ ثقة روى عنه ابن جريج وابن عيينة. انظر: الجرح والتعديل 8/98.(2/1111)
ابن الزبير في هذه الآية قال: سبيل الغائط والبول1.
قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} الآية: 29
[2662] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {صَرَّةٍ} صيحة2.
[2663] وأخرجه ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس3.
[2664] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أقبلت ترنّ4.
قوله تعالى: {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} الآية: 29
[2665] ولسعيد بن منصور من طريق الأعمش عن مجاهد في قوله {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} قال: ضربت بيدها على جبهتها وقالت: يا ويلتاه5.
[2666] وروى الطبري من طريق السدي قال: ضربت وجهها عجبا6.
__________
1 فتح الباري 8/599.
أخرجه ابن جرير 26/204 حدثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، قال: ثنا أبو أسامة، عن ابن جريج، عن ابن المرتفع، به.
2 فتح الباري 8/600.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/319 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/600.
أخرج ابن جرير 26/209 من طريق العوفي عن ابن عباس، مثله.
4 فتح الباري 8/600.
أخرجه عبد الرزاق 2/244 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/599.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه ل 176/ أحدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/620 ونسبه إلى سعيد بن المنصور وابن جرير وابن المنذر.
6 فتح الباري 8/599. أخرجه ابن جرير 26/209-210 حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، نحوه.(2/1112)
[2667] ومن طريق الثوري: وضعت يدها على جبهتها تعجبا1.
قوله تعالى: {وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} الآية: 29
[2668] أخرج ابن المنذر من طريق الضحاك قال: العقيم التي لا تلد2.
[2669] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: العقيم التي لا تنبت3.
قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ} الآية: 34
[2670] وصل ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {مُسَوَّمَةً} قال: معلمة4.
[2671] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {مُسَوَّمَةً} قال: مختومة بلون أبيض وفيه نقطة سوداء وبالعكس5.
قوله تعالى: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} الآية: 39
[2672] أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ} من
__________
1 فتح الباري 8/599.
أخرجه ابن جرير 26/210 حدثني ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان الثوري، به.
2 فتح الباري 8/601.
أخرجه ابن جرير 26/210 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا سليمان أبو داود، قال: ثنا شعبة، عن مشاش، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {عَجُوزٌ عَقِيمٌ} : التي لا تلد.
3 فتح الباري 8/601.
أخرجه عبد الرزاق 2/244 به سندا ومتنا.
4 فتح الباري 8/601.
لم أقف عليه مسندا، وبه فسره الطبري، ثم استشهد لذلك بالأثر الآتي - من طريق العوفي -.
5 فتح الباري 8/601.
أخرجه ابن جرير 27/1 من طريق العوفي، به.(2/1113)
معه لأنهم من قومه1.
قوله تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} الآية: 41
[2673] وأخرج الطبري والحاكم من طريق خصيف عن عكرمة عن ابن عباس قال: الريح العقيم التي لا تُلقِح شيئا2.
قوله تعالى: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} الآية: 42
[2674] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {كَالرَّمِيمِ} الشجر3.
[2675] وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: "الرميم" الهالك4.
قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} الآية: 47
[2676] وروى ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح قال {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قال: أن نخلق سماء مثلها5.
__________
1 فتح الباري 8/599.
أخرجه عبد الرزاق 2/244 به نحوه.
2 فتح الباري 8/601.
أخرجه ابن جرير 27/4 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، به، مثله. وأخرجه الحاكم 2/467 من طريق الأشجعي، عن سفيان، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: وفيما قالاه نظر؛ ففي هذا الإسناد "خصيف"، وقد تقدم أنه صدوق سيء الحفظ، وخلط بآخره. لذا فسنده ضعيف. والله أعلم.
3 فتح الباري 8/599.
أخرجه عبد الرزاق 2/245 به بلفظ "كرميم الشجر".
4 فتح الباري 8/599.
أخرجه ابن جرير 27/5 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
5 فتح الباري 8/600.(2/1114)
قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} الآية: 49
[2677] وأخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} قال: الكفر والإيمان، والشقاوة والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجن والإنس1.
قوله تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ} الآية: 53
[2678] وروى الطبري من طرق عن قتادة {أَتَوَاصَوْا بِهِ} قال: هل أوصى الأول الآخر منهم بالتكذيب2؟.
قوله تعالى:
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ} الآية: 59
[2679] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} قال: سَجْلا من العذاب مثل عذاب أصحابهم3.
[2680] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن مجاهد في قوله {فَإِنَّ
__________
1 فتح الباري 6/365 و 8/600.
لم أجده عند الطبري من هذا الطريق، وإنما وجدته من طريق ابن جريج؛ فقد أخرجه ابن جرير 27/8 و 30/171 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا ابن جريج، قال: قال مجاهد - فذكر مثله. وقال في {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} مثل ذلك.
2 فتح الباري 8/601.
أخرجه ابن جرير 27/10 من طريق معمر وسعيد كلاهما عن قتادة، به.
3 فتح الباري 8/600.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/319 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(2/1115)
لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً} قال: سبيلا، قال وقال ابن عباس: سجلا1.
[2681] من طريق ابن جريج عن عطاء مثله2.
__________
1 فتح الباري 8/600.
2 فتح الباري 8/600.(2/1116)
المجلد الثالث
(تابع) الروايات التفسيرية في فتح الباري
سورة الطور
...
سورة الطور
قوله تعالى: {وَالطُّورِ} الآية: 1
[2682] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {وَالطُّورِ} الجبل بالسريانية 1.
[2683] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: قوله {وَالطُّورِ} قال: جبل يقال له الطور2.
[2684] وعمن سمع عكرمة مثله 3.
قوله تعالى: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} الآيتان: 2- 3
[2685] وصل البخاري في كتاب خلق أفعال العباد من طريق سعيد عن قتادة {مَسْطُورٍ} مكتوب4.
__________
1 فتح الباري 8/602.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/320 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 8/602.
أخرجه عبد الرزاق 2/246 عن معمر عن قتادة وعن من سمع عكرمة قولان - فذكر مثله.
3 فتح الباري 8/602.
انظر ما قبله.
4 فتح الباري 8/602. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد ص 35 حدثنا روح بن عبد المؤمن، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، به، مثله. وأخرجه ابن جرير 27/16 من طريق بشر، عن قتادة، نحوه.(3/1117)
[2686] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} قال: صحف ورق، وقوله {مَنْشُورٍ} قال: صحيفة1.
قوله تعالى: {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} الآية: 5
[2687] أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وغيرهما من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد "السقف المرفوع" قال: السماء2.
[2688] ومن طريق قتادة نحوه 3.
[2689] ولابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس "السقف المرفوع" العرش 4.
__________
1 فتح الباري 8/602.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/320 بالسند المذكور، به.
2 فتح الباري 6/293.
خرجه ابن جرير 27/18 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم547 من طريق محمد بن معمر، حدثنا روح، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 6/293.
أخرجه ابن جرير 27/18 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه " {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} قال: سقف السماء ".
4 فتح الباري 6/293-294.
أخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم251 حدثنا أحمد بن جعفر الحمال، حدثنا أحمد ابن عبد الرحمن السعدي، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع، به.
وقد ذكره ابن كثير 7/405 عنه تعليقا، ثم قال - أي ابن كثير -: يعني أنه سقف لجميع المخلوقات، وله اتجاه، وهو يراد مع غيره كما قاله الجمهور - أي القول السابق بأنه السماء -.(3/1118)
قوله تعالى: {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} الآية: 6
[2690] وصل إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" والطبري من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {الْمَسْجُورِ} قال: الموقد 1.
[2691] وأخرج الطبري من طريق سعيد بن المسيب قال: قال علي لرجل من اليهود أين جهنم؟ قال: البحر، قال: ما أراه إلا صادقا، ثم تلا {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير:6] 2.
[2692] وعن زيد بن أسلم قال {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} الموقد {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير:6] أوقدت 3.
[2693] ومن طريق شِمْر بن عطية 4 قال {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} التنور والمسجور 5.
__________
1 فتح الباري 8/602.
أخرجه إبراهيم الحربي في غريبه كما في تغليق التعليق 4/321 ثنا يحيى بن خلف، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 27/19 من طرق عن ابن نجيح، به.
2 فتح الباري 8/602.
أخرجه ابن جرير 27/18 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن داود، عن سعيد ابن المسيب، به.
3 فتح الباري 8/602.
أخرجه ابن جرير 27/19 حدثني يونس، قال: أخبرني ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فذكره، ولم يذكر في الإسناد "زيد بن أسلم".
4 شِمْر - بكسر أوله وسكون الميم - ابن عطية الأسدي، الكاهلي الكوفي، وثقه ابن سعد والنسائي وابن حبان، قال ابن حجر: صدوق. أخرج له أبو داود في المراسيل، والترمذي، والنسائي في اليوم والليلة.
انظر ترجمته في: التهذيب 4/319، والتقريب 1/354.
5 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن جرير 27/19 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص بن حُمَيد عن شمر بن عطية، به.(3/1119)
[2694] وأخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة {الْمَسْجُورِ} المملوء 1.
قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} الآية: 9
[2695] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} قال: مورها تحركها 2.
[2696] وأخرج الطبري من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} قال: تدور دورا 3.
__________
1 فتح الباري 8/602.
أخرجه ابن جرير 27/19 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.
هذا وقد رجّح الطبري هذا التأويل قائلا: وإن كان الأغلب من معاني السجر الإيقاد، ولكن البحر غير موقد اليوم، والله سبحانه وتعالى قد وصفه بأنه مسجور، فبطل عنه صفة الإيقاد، وصحّت صفة الامتلاء التي عليها اليوم، لأنه كل وقت ممتلئ. انظر: جامع البيان 27/19، 20.
ويؤيد ما ذهب إليه، قول الحسن في قوله: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير:6] قال: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة. [ذكره البخاري عنه تعليقا 8/ 601، ووصله ابن حجر في تغليق التعليق 4/321 من طريق سعيد، عن قتادة، عنه، وعزاه إلى الطبري، هذا ولم أهتد إليه في تفسيره.
فبين الحسن أن ذلك يقع يوم القيامة، وأما اليوم فالمراد بالمسجور الممتلء. ذكره ابن حجر، ثم قال: ويحتمل أن يطلق عليه ذلك باعتبار ما يئول إليه حاله. أهـ.
2 فتح الباري 8/602.
أخرجه عبد الرزاق 2/247 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/602.
أخرجه ابن جرير 27/21 حدثنا ابن المثنى وعمرو بن مالك، قالا: حدثنا أبو معاوية الضرير، عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه - في الموضع نفسه - حدثنا الحسن بن علي الصدائي، قال: ثنا إبراهيم بن بشار، قال: ثنا سفيان بن عيينة، قال: أخبروني عن معاوية بن الضرير، عني، عن ابن أبي نجيح، به.(3/1120)
قوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} الآية: 13
[2697] أخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً} قال: يُدفعون1.
قوله تعالى: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} الآية: 21
[2698] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} قال: ما نقصنا الآباء للأبناء2.
[2699] وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس بإسناد صحيح {أَلَتْنَاهُمْ} نقصناهم3.
[2700] وعن معمر عن قتادة قال: ما ظلمناهم 4.
قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} الآية: 28
[2701] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الْبَرُّ} اللطيف 5.
__________
1 فتح الباري 8/730.
أخرجه ابن جرير 27/22 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/589.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/315-316 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/602.
أخرجه عبد الرزاق 2/247 عن الثوري، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الصلب.
4 فتح الباري 8/602.
أخرجه عبد الرزاق 2/248 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/602. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/321 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.(3/1121)
قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} الآية: 30
[2702] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {رَيْبَ الْمَنُونِ} قال: الموت 1.
[2703] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله 2.
[2704] وأخرج الطبري من طريق مجاهد قال: المنون حوادث الدهر 3.
[2705] وذكر ابن إسحاق في السيرة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس: إن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة قال قائل منهم: احبسوه في وثاق، ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء، فإنما هو واحد منهم، فأنزل الله تعالى {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} 4.
__________
1 فتح الباري 8/602.
أخرجه ابن جرير 27/31 حدثنا علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/602.
أخرجه عبد الرزاق 2/248 به بلفظ " {رَيْبَ الْمَنُونِ} قال: هو الموت، قال: يتربص به الموت كما مات شاعر بني فلان وشاعر بني فلان".
3 فتح الباري 8/602.
أخرجه ابن جرير 27/31 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/602-603.
أخرجه ابن جرير 27/31 من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، به نحوه. وإسناده ضعيف من أجل "محمد بن إسحاق" فإنه مدلس، وقد عنعن، هذا وقد تبين أن هناك واسطة بين ابن إسحاق وابن أبي نجيح مما رواه هو نفسه. فقد أخرجه كما في سيرة ابن هشام 2/503-504 قال: حدثني من لا أتهم من أصحابنا، عن عبد الله ابن أبي نجيح، عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج وغيره ممن لا أتهم، عن عبد الله بن عباس، فذكره في خبر طويل - خبر دار الندوة -، وليس فيه ذكر لنزول الآية.(3/1122)
قوله تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهَذَا} الآية: 32
[2706] قال زيد بن أسلم {أَحْلامُهُمْ} العقول، ذكره الطبري عنه1.
قوله تعالى:
{وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} الآية: 44
[2707] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {كِسْفاً} قطعا 2.
[2708] ولابن أبي حاتم من طريق قتادة مثله3.
[2709] ومن طريق السدي قال: عذابا 4.
__________
1 فتح الباري 8/602. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 27/32 حدثني يونس، قال: أخبرني ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فذكر نحوه ضمن كلام طويل.
2 فتح الباري 8/602.
أخرجه ابن جرير 27/35 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
3 فتح الباري 8/602.
أخرج الطبري 27/35 حدثنا بشر، قال: يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، مثله.(3/1123)
سورة النجم
قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} الآية: 1
[2710] أخرج ابن عيينة في تفسيره عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {النَّجْمِ} الثريا 1.
[2711] روى الطبري من وجه آخر عن مجاهد أن المراد به القرآن إذا نزل. ولابن أبي حاتم بلفظ: النجم نجوم القرآن 2.
قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} الآيتان:3-4
[2712] وأخرج البيهقي بسند صحيح عن حسان بن عطية أحد التابعين من ثقات الشاميين 3 "كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما
__________
1 فتح الباري 8/604.
أخرجه ابن جرير 27/40 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. هذا وقد رجّح الطبري هذا التأويل. انظر جامع البيان 27/41.
2 فتح الباري 8/604.
أخرجه ابن جرير 27/40 حدثني زياد بن عبد الله الحساني أبو الخطاب، قال: ثنا مالك بن سعير، قال: ثنا الأعمش، عن مجاهد، به. أما رواية ابن أبي حاتم فلم أقف على من ذكرها.
3 حسان بن عطية المحاربي أبو بكر الدمشقي، روى عن أبي أمامة وعنبسة بن أبي سفيان وخالد بن معدان وسعيد بن المسيب وغيرهم، وعنه الأوزاعي وأبو غسان المدني وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وغيرهم. ثقة فقيه عابد، مات بعد العشرين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/219، والتقريب 1/162.(3/1124)
ينزل عليه بالقرآن " ويجمع ذلك كله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} الآية 1.
قوله تعالى: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} الآيتان:5-6
[2713] وصل الفريابي عن مجاهد {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} قوة جبريل 2.
[2714] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {ذُو مِرَّةٍ} قال: ذو خلق حسن 3.
قوله تعالى: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} الآية: 9
[2715] وصل الفريابي من طريق مجاهد {قَابَ قَوْسَيْنِ} حيث الوتر من القوس4.
[2716] أخرج ابن مردويه بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: "القاب" القدر، و"القوسين" الذراعان 5.
__________
1 فتح الباري 13/291-292.
2 فتح الباري 8/604.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/604.
أخرجه ابن جرير 27/42 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "ذو منظر حسن".
4 فتح الباري 8/604.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
5 فتح الباري 8/610.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 12/ رقم12603 من طريق عاصم بن بهدلة، عن زر، عن ابن عباس، مثله. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/117 رواه الطبراني وفيه عاصم بن بهدلة، وهو ضعيف وقد يحسن حديثه. وفي التقريب 1/383 صدوق له أوهام، حجة في القراءات وحديثه في الصحيحين مقرون. أهـ. هذا وقد صحّح ابن حجر إسناده في الفتح كما في الأعلى.(3/1125)
[2717] أخرج النسائي والحاكم من طريق عبد الرحمن بن يزيد1 عن عبد الله بن مسعود قال "أبصر نبي الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على رفرف2 قد ملأ ما بين السماء والأرض3.
[2718] وفي رواية أحمد والترمذي وصححها من طريق عبد الرحمن ابن يزيد عن ابن مسعود: رآى جبريل في حلة من رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض4.
__________
1 عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر الكوفي، روى عن حذيفة وابن مسعود وغيرهما، وعنه أبو إسحاق السبيعي وغيره. ثقة، مات سنة ثلاث وثمانين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 6/267-268، والتقريب 1/502.
2 الرفرف: البِساط، أو الستر، وأصله ما كان الديباج رقيقا حسن الصنعة، ثم اشتهر استعماله في الستر، وكل ما فضل من شيء فعُطِف وثُنِيَ فهو رفرف، ويقال رفرف الطائر بجناحيه إذا بسطهما. انظر: النهاية لابن الأثير 2/242-2 243، وفتح الباري 8/611.
3 فتح الباري 8/611.
أخرجه النسائي في تفسيره رقم561 من طريق شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، به في تفسير قوله {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، وزاد في آخره "ولم يبصر به تبارك وتعالى". وأصله في البخاري رقم4858 من طريق الأعمش، عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود في تفسير الآية - ولفظه "قال: رأى رفرفا أخضر قد سدّ الأفق".
4 فتح الباري 8/611.
أخرجه الإمام أحمد 1/394، 418، والنسائي في تفسيره رقم551 والترمذي في جامعه رقم3282 - في التفسير، باب "ومن سورة والنجم" -، وابن جرير 17/30، والحاكم 2/468-469 كلهم من حديث أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد، به. صحّح الحاكم على شرط البخاري، وقال الذهبي: على شرط الشيخين.(3/1126)
قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} الآية: 11
[2719] أخرج مسلم من طريق أبي العالية عن ابن عباس في قوله {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قال: رأى ربه بفؤاده مرتين1.
[2720] وله من طريق عطاء عن ابن عباس قال: رآه بقلبه2.
[2721] وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء أيضا عن ابن عباس قال: لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينه، إنما رآه بقلبه3.
[2722] عند مسلم من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق في الطريق المذكورة قال مسروق: وكنت متكئا فجلست فقلت: ألم يقل الله {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "إنما هو جبريل" 4.
[2723] وأخرجه ابن مردويه من طريق أخرى عن داود بهذا الإسناد "فقالت: أنا أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا فقلت: يا رسول الله،
__________
1 فتح الباري 8/608.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم176- 285 - في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} - بسنده عن أبي العالية، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/423 برواية مسلم.
2 فتح الباري 8/608.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم176-284 - في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} - بسنده عن عطاء، به.
3 فتح الباري 8/608.
لم أقف على إسناده، وانظر ما قبله.
4 فتح الباري 8/607.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم177-287 - في الإيمان، باب معنى قول الله عز وجل: ولقد رآه نزلة أخرى - من طريق داود، به مطولا.(3/1127)
هل رأيت ربك؟ فقال: "لا إنما رأيت جبريل منهبطا" 1.
[2724] وعند مسلم من حديث أبي ذر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "نور أنى أراه" 2.
[2725] ولأحمد عنه قال:"رأيت نورا" 3.
[2726] ولابن خزيمة عنه قال "رآه بقلبه ولم يره بعينه" 4.
[2727] روى الخلال في "كتاب السنة" عن المروزي قلت لأحمد إنهم يقولون إن عائشة قالت "من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله" فبأي شيء يدفع قولها؟ قال: بقول النبي صلى الله عليه وسلم "رأيت ربي" قول النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من قولها 5.
__________
1 فتح الباري 8/607.
انظر تخريج الحديث السابق، وصحيح مسلم الكتاب، والباب المتقدمين 1/159.
2 فتح الباري 8/608.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم178-291 - في الإيمان، باب في قوله عليه السلام: نور أنى أراه - بسنده إلى عبد الله بن شقيق، عن أبي ذر، به.
3 فتح الباري 8/608.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم178-292 - في الإيمان، باب في قوله عليه السلام: "نور أنى أراه"، وفي قوله: "رأيت نورا" - بسنده إلى عبد الله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته. فقال: عن أي شيء كنتَ تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذر: قد سألته فقال: " رأيت نورا ".
4 فتح الباري 8/608.
انظر رقم 2720 و 2721.
5 فتح الباري 8/608.
قال ابن كثير "لا يصح في ذلك - أي في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه بالبصر - شيء عن الصحابة رضي الله عنهم - وقول البغوي في تفسيره: وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه، وهو قول أنس والحسن وعكرمة - فيه نظر، والله أعلم. أهـ. انظر: تفسير ابن كثير 7/424.(3/1128)
[2728] أخرج الترمذي من طريق مجالد1 عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شيء فكبر كعب حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم، فقال له كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه " هكذا ساقه الترمذي2.
[2729] وعند عبد الرزاق من هذا الوجه "فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم نقول إن محمداً رأى ربه مرتين، فكبر كعب وقال: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد، فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين 3، قال
__________
1 مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمرو الكوفي، روى عن الشعبي وغيره، وعنه ابنه إسماعيل وإسماعيل ابن أبي خالد وهو من أقرانه وجرير بن حازم وشعبة والسفيانان وابن المبارك وغيرهم. ليس بالقوي، وقد تغيّر في آخر عمره، وضعّفه النسائي ويحيى بن سعيد وأبو حاتم وغيرهم. مات سنة أربع وأبعين ومائة. أخرج له مسلم والأربعة. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 8/361، والتهذيب 10/36، والتقريب 2/229.
2 فتح الباري 8/606.
وتمامه "بين محمد وموسى، فكلّم موسى مرتين، ورآه محمد مرتين. قال مسروق: فدخلت على عائشة: فقلت: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: لقد تكلمت بشيء قفّ له شعري، قلت: رويدا ثم قرأت {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} قالت: أين يُذهَب بك؟ إنما هو جبريل، من أخبرك أن محمداً رأى ربه أو كتم شيئا مما أمر به أو يعلم الخمس التي قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [لقمان:34] فقد أعظم الفرية، ولكنه رأى جبريل، لم يره في صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في جياد له ستمائة جناح قد سدّ الأفق".
الحديث أخرجه الترمذي في جامعه رقم3278 - في التفسير، باب ومن سورة "والنجم" - حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن مجالد، به. وقد ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم646 وقال: "ضعيف الإسناد، ورواه الشيخان البخاري ومسلم مختصرا دون قصة ابن عباس مع كعب". أهـ. والعلة في "مجالد بن سعيد "؛ فهو ضعيف كما سبق في ترجمته آنفا.
3 هكذا في الفتح، وفي تفسير عبد الرزاق "ورآه محمد بقلبه".(3/1129)
مسروق: فدخلت على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه؟ الحديث 1.
[2730] وأخرج ابن إسحاق من طريق عبد الله بن أبي سلمة 2 أن ابن عمر أرسل إلى ابن عباس: هل رأى محمد ربه؟ فأرسل إليه أن نعم 3.
[2731] أخرج الترمذي من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه، قلت: أليس الله يقول {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} ؟ قال: ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره، وقد رأى ربه مرتين4.
__________
1 فتح الباري 8/606.
وتمامه "فقالت: إنك لتقول قولا، إنه ليقف منه شعري، قال قلت: رويدا فقرأت عليها {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} حتى {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} فقالت: رويدا أين يُذهَب بك؟ إنما رأى جبريل في صورته، من حدّثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، ومن حدثك أنه يعلم الخمس من الغيب فقد كذب {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} إلى آخر السورة.
والحديث أخرجه عبد الرزاق 2/252 عن ابن عيينة عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن عبد الله بن الحارث، قال: اجتمع ابن عباس وكعب، فذكره. قال عبد الرزاق في آخره: فذكرت هذا الحديث لمعمر فقال: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس.
2 عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، التيمي مولاهم، ثقة، مات سنة ست ومائة. أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي. التقريب 1/420.
3 فتح الباري 8/608.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/648 وعزاه لابن إسحاق والبيهقي في الأسماء والصفات، وتمامه "فردّ عليه عبد الله بن عمر رسوله أن كيف رآه؟ فأرسل إنه رآه في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب يحمله أربعة من الملائكة: ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد".
ثم نقل السيوطي عن البيهقي تضعيفه لهذا الحديث.
4 فتح الباري 8/607.
قال ابن حجر: وحاصله أن المراد بالآية نفي الإحاطة به عند رؤياه لا نفي أصل رؤياه.
أخرجه الترمذي رقم3279 - في التفسير، باب "ومن سورة والنجم" - حدثنا محمد ابن عمرو بن نبهان ابن صفوان البصري الثقفي، حدثنا يحيى بن كثير العنبري أبو غسان، حدثنا سلم بن جعفر، عن الحكم بن أبان، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم647 وقال: ضعيف.(3/1130)
[2732] أخرج النسائي بإسناد صحيح وصححه الحاكم أيضا من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد1؟
[2733] وأخرجه ابن خزيمة بلفظ "إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة" الحديث2.
[2734] وروى ابن خزيمة بإسناد قوي عن أنس قال: "رأى محمد به" 3.
[2735] ولابن مردويه من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل 4 عن كعب مثله، قال - يعني الشعبي - فأتى مسروق عائشة فذكر الحديث 5.
__________
1 فتح الباري 8/608.
أخرجه النسائي في التفسير رقم559 أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا معاذ ابن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 8/608.
أخرجه ابن جرير 27/48 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.
أخرجه ابن خزيمة في التوحيد رقم276، 277، وابن أبي عاصم في السنة رقم436 كلاهما من حديث عاصم، به.
3 فتح الباري 8/608.
4 عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي، أبو محمد المدني، أمير البصرة، له رؤية، ولأبيه وجده صحبة. قال ابن عبد البر: أجمعوا على توثيقه، مات سنة تسع وتسعين، ويقال: سنة أربع وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/408.
5 فتح الباري 8/606-607.
أخرجه ابن جرير 27/51 حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: ثنا محمد بن يزيد، عن إسماعيل، به نحو رواية مجالد عند الترمذي الذي تقدم برقم 2728.(3/1131)
[2736] عن أنس رفعه "بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل فوكزني بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري الطائر فقعدت في أحدهما وقعد جبريل في الأخرى فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلت طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست، فالتفت إلى جبريل كأنه جلس لأجلي وفتح بابا من أبواب السماء فرأيت النور الأعظم وإذا دونه الحجاب وفوقه الدر والياقوت، فأوحى إلى عبده ما أوحى" أخرجه البزار، وقال: تفرد به الحارث بن عمير وكان بصريا مشهورا 1.
__________
1 فتح الباري 8/608.
أخرجه البزار رقم58 كشف الأستار من طريق سعيد بن منصور، ثنا الحارث بن عبيد، عن أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك - مرفوعا نحوه. قال ابن حجر - بعد ما نقل قول البزار في آخره -: وهو - أي الحارث بن عمير - من رجال البخاري. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/80 وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
تنبيه: ومما تقدم علم أن السلف - رحمهم الله - اختلفوا في إثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه. والمعوّل في هذه المسالة، والذي دلّ عليه مجموع الأدلة، هو مضمون رواية عطاء عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} قال: رأى ربه بفؤاده مرتين، وفي رواية: رآه بقلبه [كلاهما في صحيح مسلم، وقد سبقا مع التخريج] . وأصرح من ذلك ما أخرجه ابن مردويه من طريق عطاء عن ابن عباس قال: "لم يره رسول الله صلى الله عليه وسلم بعينه، وإنما رآه بقلبه". على أن الروايات الواردة عنه رضي الله عنه بعضها مطلق في إثبات الرؤية، وبعضها مقيد برؤية القلب أو الفؤاد - كما سبق آنفا -، فوجب حمل مطلقها على مقيدها كما قال ابن حجر في الفتح 8/608. وقال أيضا: وعلى هذا فيمكن الجمع بين إثبات ابن عباس ونفي عائشة بأن يحمل نفيها على رؤية البصر وإثباته على رؤية القلب.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما الرؤية فالذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربه بفؤاده مرتين وعائشة أنكرت الرؤية. فمن الناس من جمع بينهما فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد، والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هي مطلقة أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: رأى ربه، وتارة يقول: رآه محمد. =(3/1132)
قوله تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} الآية: 12
[2737] وصل سعيد بن منصور عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم النخعي {أَفَتُمَارُونَهُ} : أفتجادلونه1.
__________
= ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه ... إلى أن قال: وليس في الأدلة ما يقتضي أنه رآه بعينه ولا يثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدلّ، كما في صحيح مسلم عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه". وقد قال تعالى: {أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} [الإسراء:1] . ولو كان قد أراه نفسه بعينه لكان ذكر ذلك أولى، وكذلك قوله: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} ولو كان رآه بعينه لكان ذكر ذلك أولى. أهـ. مجموع الفتاوى 6/509، 510.
وقال ابن كثير رحمه الله: ومن روى عنه - أي ابن عباس - بالبصر فقد أغرب؛ فإنه لا يصح في ذلك شيء عن الصحابة رضي الله عنهم. وقول البغوي في تفسيره: وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه وهو قول أنس والحسن وعكرمة فيه نظر والله أعلم. أهـ. تفسير القرآن العظيم 7/424.
وقال ابن أبي العز الحنفي في شرحه على الصحاوية ص 213: لكن لم يرد نص بأنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين رأسه، بل ورد ما يدل على نفي الرؤية، وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه"، وفي رواية "رأيت نوراً ".
- ثم المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب لا مجرد حصول العلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان عالما بالله على الدوام، بل مراد من أثبت له أنه رآه بقلبه أن الرؤية التي حصلت له خلقت في قلبه كما يخلق الرؤية بالعين لغيره.
وانظر: الشفا للقاضي عياض 1/257-266، وتفسير الطبري 27/47-48، وتفسير البغوي 7/403-404، وفتح الباري 8/608-609، وتفسير ابن كثير 7/423-428.
1 فتح الباري 8/605.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 176/ ب به سندا ومتنا. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/323 بسنده إلى سعيد بن منصور، به. وأخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/323 عن عمرو بن عون، عن هشيم، به.(3/1133)
[2738] ووصل الطبري أيضا عن يعقوب بن إبراهيم1 عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم أنه كان يقرأ: {أَفَتمَرُونَهُ} يقول: أفتجحدونه 2.
قوله تعالى: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} الآية: 17
[2739] وأخرج الطبري من طريق محمد بن كعب القرظي في قوله {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} قال: رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل في صورة الملك3.
[2740] وروى الطبري من طريق مسلم البطين4 عن ابن عباس في
__________
1 يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن أفلح، العبدي مولاهم، أبو يوسف الدورقي، روى عن هشيم ويحيى القطان وابن علية وغيرهم. وروى عنه الجماعة، ثقة، مات سنة اثنتين وخمسين بعد المائتين، وله ست وتسعون سنة. وكان من الحفّاظ. انظر ترجمته في: التهذيب 11/334، والتقريب 2/374.
2 فتح الباري 8/605.
أخرجه ابن جرير 27/50 به سندا ومتنا.
قال ابن حجر: فكأن إبراهيم قرأ بهما معا وفسرهما، وقد صرح بذلك سعيد بن منصور في روايته المذكورة عن هشيم.
وقد قرأ حمزة والكسائي {أَفَتمَرُونَهُ} بفتح التاء بغير ألف، وقرأ الباقون {أَفَتمَرُونَهُ} بضم التاء وألف.
وقال الطبري: والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، وذلك أن المشركين قد جحدوا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أراه الله ليلة أُسْرِي به وجادلوا في ذلك، فبأيهما قرأ القارئ فمصيب. انظر: كتاب السبعة لابن مجاهد ص 614-615، وتفسير الطبري 27/50.
3 فتح الباري 8/606.
أخرجه ابن جرير 27/57 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي، به. وإسناده ضعيف من أجل موسى بن عبيدة الربذي، وقد تقدم، كما أن ابن حميد شيخ الطبري ضعيف أيضا.
4 هو مسلم بن عمران البطين، ويقال: ابن أبي عمران، أبو عبد الله الكوفي، ثقة، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الجرح والتديل 8/191، والتهذيب 10/121، والتقريب 2/246.(3/1134)
قوله: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} ما ذهب يمينا ولا شمالا {وَمَا طَغَى} ما جاوز ما أمر به1.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} الآية:19
[2741] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس"كان اللات يلت السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سمن، فعبدوه"2.
[2742] وأخرج الفاكهي من وجه آخر عن ابن عباس أن اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحي: إنه لم يمت، ولكنه دخل الصخرة فعبدوها وبنوا عليها بيتا3.
[2743] وأخرج الفاكهي من طريق ابن إسحاق قال: "نصب عمرو ابن لحي مناة على ساحل البحر مما يلي قديد يحجونها ويطوفونها إذا طافوا بالبيت وأفاضوا من عرفات وفرغوا من منى أتوا مناة فأهلوا لها، فمن أهل لها لم يطف بين الصفا والمروة4.
__________
1 فتح الباري 8/606.
أخرجه ابن جرير 27/57 من طريق سفيان، عن منصور، عن مسلم البطين، به. و"مسلم البطين" ثقة لكنه لم يدرك ابن عباس. فالأثر مرسل. انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص 170. ولكنه روي من طريق أخرى لا غبار عليها، فقد أخرج الحاكم 2/469 من طريق سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، مثله. وصححه الحاكم على شرط البخاري، وقال الذهبي: على شرط الشيخين.
2 فتح الباري 8/612.
أصله في البخاري رقم4859 من طريق أبي الأشهب، حدثنا أبو الجوزاء، به بلفظ "كان اللات رجلا يلت سويق الحاج".
3 فتح الباري 8/612.
4 فتح الباري 8/613.(3/1135)
[2744] روى النسائي بإسناد صحيح عن المطلب بن أبي وداعة1 قال: قرأ النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والنجم فسجد وسجد ومن عنده، وأبيت أن أسجد، ولم يكن يومئذ أسلم "قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبدا 2.
قوله تعالى: {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} الآية:22
[2745] وصل الفريابي من طريق مجاهد {ضِيزَى} عوجاء 3.
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {ضِيزَى} جائرة 4.
__________
1 المطلب بن أبي وداعة، واسم أبي وداعة: الحارث بن صُبيرة بن سُعيد بن سَعد بن سهم ابن عمرو بن هصيص القرشي السهمي، وأمه أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. أسلم يوم الفتح، ثم نزل الكوفة، ثم تحوّل إلى المدينة. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/183، رقم4953، والإصابة 6/104، رقم8046.
2 فتح الباري 8/615.
أخرجه الإمام أحمد 3/420، والنسائي في سننه رقم958 - في الافتتاح، باب سجود القرآن، السجود في النجم - كلاهما من طريق معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن جعفر بن المطلب ابن أبي وداعة، عن أبيه، به. وقوله "قال المطلب: فلا أدع السجود فيها أبدا"، ذكر في رواية أحمد فقط. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى، كما حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي رقم918. هذا وقد ثبت في صحيح البخاري كتاب التفسير، سورة النجم، باب {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا} ، رقم4862 من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في "النجم"، وسجد معه المسلمون والمشركون والإنس والجن. وانظر ما تقدم في سورة الحج، عند الآية 52.
3 فتح الباري 8/604.
"ضِيْزَى" أصله "ضُوزَى"، على وزن " فُعلَى"، وإنما كُسرت الضاد منها مخافة أن تصير الواو وهي من الياء. انظر: جامع البيان 27/60.
والأثر أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/604.
أخرجه عبد الرزاق 2/255 به سندا ومتنا.(3/1136)
[2747] وأخرج الطبري من وجه ضعيف عن ابن عباس مثله1.
قوله تعالى: {وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى} الآية:34
[2748] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَأَكْدَى} اقتطع عطاءه2.
[2749] وروى الطبري من هذا الوجه عن مجاهد أن الذي نزلت فيه هو الوليد بن المغيرة 3.
[2750] ومن طريق أخرى منقطعة عن ابن عباس أعطى قليلا أي أطاع قليلا ثم انقطع 4.
[2751] وأخرج ابن مردويه من وجه لين عن ابن عباس أنها نزلت في الوليد بن المغيرة 5.
__________
1 فتح الباري 8/604.
أخرجه ابن جرير 27/61 من طريق ابن لهيعة، عن ابن عمرة، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 8/604.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/604.
أخرجه ابن جرير 27/70 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {وَأَكْدَى} قال: الوليد بن المغيرة: أعطى قليلا وأكدى.
4 فتح الباري 8/604.
أخرجه ابن جرير 27/71 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي سنان الشيباني، عن ثابت، عن الضحاك، عن ابن عباس، به. وإسناده منقطع؛ فإن الضحاك لم يلق ابن عباس، وقد أشار إلى ذلك ابن حجر. وأخرج من طريق العوفي، عنه، مثله.
5 فتح الباري 8/604.
لم أقف على إسناده، هذا وقد حكم ابن حجر على إسناده بأنه لين - كما في الأعلى -. وقد تقدم مثله آنفا عن مجاهد بسند صحيح.(3/1137)
[2752] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أعطى قليلا ثم قطع ذلك1.
قوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} الآية: 37
[2753] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الَّذِي وَفَّى} وفىّ ما فرض عليه 2.
[2754] وروى سعيد بن منصور عن عمرو بن أوس 3 قال: وفىّ أي بلغ 4.
[2755] وروى ابن المنذر من وجه آخر عن عمرو بن أوس قال: كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم فقال الله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} 5.
[2756] ومن طريق هذيل بن شرحبيل نحوه 6.
__________
1 فتح الباري 8/604.
أخرجه عبد الرزاق 2/254 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/605.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 هو عمرو بن أوس بن أبي أوس، الثقفي الطائي، تابعي كبير، وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: وقد وَهِم من ذكره في الصحابة، مات بعد التسعين من الهجرة.
أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/6-7، والتقريب 2/66.
4 فتح الباري 8/605.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 177/ ب حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، به.
5 فتح الباري 8/605.
6 فتح الباري 8/605.(3/1138)
[2757] وروى الطبري بإسناد ضعيف عن سهل بن معاذ بن أنس 1 عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "سمّى الله إبراهيم خليله الذي وفّى؛ لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون" 2.
[2758] وروى عبد بن حميد بإسناد ضعيف عن أبي أمامة مرفوعا: وفي عمل يومه بأربع ركعات من أول النهار3.
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} الآية: 48
[2759] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {أَغْنَى وَأَقْنَى} أعطى فأرضى4.
__________
1 سهل بن معاذ بن أنس الجهني، نزيل مصر، روى عن أبيه، وعنه يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد والليث بن سعد وغيرهم، لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، ولكن قال: لا يعتبر حديثه ما كان من رواية زبان بن فائد عنه، وذكره في الضعفاء فقال: منكر الحديث جداً. انظر ترجمته في: التهذيب 4/227، والتقريب 1/337.
2 فتح الباري 8/605.
أخرجه ابن جرير 27/73 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا رشدين بن سعد، قال: ثني زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، به نحوه. وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى. قلت: والعلة في "رشدين بن سعد" والراوي عنه "زبان بن فائد"؛ فكلاهما ضعيف.
3 فتح الباري 8/605.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/660 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والشيرازي في الألقاب والديلمي بسند ضعيف عن أبي أمامة مرفوعا. وزاد في آخره "وزعم أنها صلاة الضحى".
وقد أخرج ابن جرير 27/73 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا الحسن بن عطية، قال: ثنا إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة. ولفظه " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} قال: "أتدرون ما وفىّ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "وفىّ عمل يومه أربع ركعات في النهار ".
4 فتح الباري 8/606. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/324 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.(3/1139)
[2760] وأخرج الفريابي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: أقنى قنع1.
[2761] ومن طريق أبي رجاء عن الحسن قال: أخدم 2.
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} الآية: 49
[2762] وصل الفريابي من طريق مجاهد {رَبُّ الشِّعْرَى} هو مِرزم الجوزاء 3.
[2763] وأخرج الطبري من طريق خصيف عن مجاهد قال: الشعرى الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه 4.
[2764] وأخرج الفاكهي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت في خزاعة وكانوا يعبدون الشعرى، وهو الكوكب
__________
1 فتح الباري 8/606.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/324 ثنا إسرائيل، ثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، به.
2 فتح الباري 8/606.
أخرجه ابن جرير 27/76 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، به.
3 فتح الباري 8/604.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرج ابن جرير 27/77 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
4 فتح الباري 8/604.
أخرجه ابن جرير 27/77 حدثني علي بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن خصيف، به.(3/1140)
الذي يتبع الجوزاء1.
[2765] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان ناس في الجاهلية يعبدون هذا النجم الذي يقال له الشعرى 2.
[2766] وأخرج الطبري من وجه آخر عن مجاهد قال: النجم الذي رضي الله عنهم يتبع الجوزاء 3.
قوله تعالى: {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} الآية: 57
[2767] وصل الفريابي من طريق مجاهد {أَزِفَتِ الْآزِفَةُ} اقتربت الساعة 4.
قوله تعالى:
{أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} الآيتان:59، 61
[2768] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} قال: من هذا القرآن {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} قال:
__________
1 فتح الباري 8/604.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/665 ونسبه إلى الفاكهي فقط. وإسناده ساقط؛ فإن الكلبي متروك، وكذلك الراوي عنه "أبو صالح"، وقد تقدما.
2 فتح الباري 8/604.
أخرجه عبد الرزاق 2/254 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/604.
لم يقع لي في تفسير الطبري عن مجاهد بهذا اللفظ، وإنما ذكر عن غيره؛ فأخرج 27/77 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} كان حيّ من العرب يعبدون الشعرى هذا النجم الذي رأيتم، قال بشر، قال: يريد النجم الذي يتبع الجوزاء.
4 فتح الباري 8/605.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1141)
البرطمة1. قال وقال عكرمة: السامدون: يتغنون بالحميرية 2.
[2769] ورواه الطبري من هذا الوجه عن مجاهد قال: كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم غضبا مبرطمين. قال وقال عكرمة هو الغناء بالحميرية 3.
[2770] وروى ابن عيينة في تفسيره عن ابن أبي نجيح عن عكرمة في قوله: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} هو الغناء بالحميرية يقولون: أسمد لنا أي غنّ لنا 4.
[2771] وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" وعبد الرزاق من وجهين آخرين عن عكرمة عن ابن عباس في قوله: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} قال: الغناء. قال عكرمة وهي بلغة أهل اليمن، إذا أراد اليماني أن يقول تغن قال: اسمد. لفظ عبد الرزاق 5.
__________
1 قال ابن حجر: البرطمة - بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح الطاء المهملة - الإعراض. فتح الباري 8/605.
2 فتح الباري 8/605.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/ 322 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/605.
أخرجه ابن جرير 27/82 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/605.
أخرجه ابن عيينة في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/322 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/605.
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن باب لغات القرآن، وأي العرب نزل القرآن بلغته، رقم21-52، ص 205 حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان بن سعيد، عن أبيه، عن عكرمة، به. وزاد "وهي يمانية، اسمدي لنا: تغني لنا ". وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/323 بسنده إلى أبي عبيد، به. وأخرجه عبد الرزاق 2/255 وعنه عبد بن حميد فيما ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/323 عن معمر، عن إسماعيل بن شروس، عن عكرمة، به. وأخرجه البزار كشف الأستار رقم2264 حدثنا نصر بن علي، حدثني أبي، عن سفيان، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/119 رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.(3/1142)
[2772] وأخرجه من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس قال: لاهون1.
[2773] ولابن مردويه من طريق محمد بن سوقة2 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ} قال: معرضون 3.
[2774] وعن معمر عن قتادة قال: غافلون 4.
__________
1 فتح الباري 8/605.
أخرجه عبد الرزاق 2/255 عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به. وزاد "معرضون عنه". وأخرج الطبراني من طريق إسرائيل، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/119 رواه الطبراني ورجاله ثقات.
2 محمد بن سُوقة - بضم المهملة - الغَنَوي، أبو بكر الكوفي العابد، روى عن سعيد بن جبير وغيره. ثقة مرضيّ عابد، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 9/186-187، والتقريب 2/168.
3 فتح الباري 8/605.
انظر ما قبله.
4 فتح الباري 8/605.
أخرجه عبد الرزاق 2/255 به سندا ومتنا.(3/1143)
سورة النجم
...(3/11)
سورة اقتربت الساعة "القمر"
قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} الآية: 1
[2775] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} قال: رأوه منشقا فقالوا: هذا سحر ذاهب 1.
[2776] وأخرج ابن مردويه من رواية ابن جريج عن مجاهد قال الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} يقول: كما شققتُ القمر كذلك أُقيم الساعة 2.
[2777] ساق البيهقي من طريق ابن مسعود في هذه الآية {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} قال: لقد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم3.
[2778] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس فذكر الحديث المرفوع، وفي آخره تلا الآية إلى قوله: {سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} قال: يقول ذاهب 4.
__________
1 فتح الباري 8/615.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 7/184.
لم أجد من ذكره غير ابن حجر، ومعناه صحيح.
3 فتح الباري 7/186.
4 فتح الباري 8/615.
قال ابن حجر: ومعنى ذاهب أي سيذهب ويبطل، وقيل سائر. والحديث المرفوع المشار إليه هو: "قال أنس - سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم فانشق القمر بمكة مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} يقول: أي ذاهب". والحديث أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/257 بالسند المذكور.(3/1144)
قوله تعالى: {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} الآية: 3
[2779] ولابن أبي حاتم من طريق مجاهد {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ} قال: يوم القيامة1.
[2780] ومن طريق ابن جريج قال: مستقر بأهله 2.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} الآية: 4
[2781] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ} متناهى، قال: هذا القرآن 3.
[2782] ومن طريق عمر بن عبد العزيز قال: أحل فيه الحلال وحرم فيه الحرام 4.
قوله تعالى: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} الآية: 8
[2783] وصل ابن أبي حاتم من طريق شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله: {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} قال: هو النسلان 5.
__________
1 فتح الباري 8/616.
ذكره ابن كثير 7/450 عنه تعليقا، ولم يعزه لأحد.
2 فتح الباري 8/616.
ذكره ابن كثير 7/450 عنه تعليقا، ولم يعزه لأحد.
3 فتح الباري 8/615.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 27/89 من طرق عن ابن نجيح، عنه بلفظ "منتهى ".
4 فتح الباري 8/615-616.
5 فتح الباري 8/616. النسلان - بفتحتين - الإسراع مع تقارب الخطا، وهو دون السعي. انظر: فتح الباري 8/543.
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/327-328 ثنا أبي، ثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي، ثنا القاسم بن يزيد الجرمي، ثنا شريك، به.(3/1145)
[2784] وروى ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {مُهْطِعِينَ} قال: ناظرين 1.
قوله تعالى: {وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ} الآية: 9
[2785] وصل الفريابي عن مجاهد {وَازْدُجِرَ} قال: استطير جنونا 2.
قوله تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} الآية: 13
[2786] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {دُسُرٍ} أضلاع السفينة 3.
[2787] وروى ابن المنذر وإبراهيم الحربي في "الغريب" من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال: "الألواح": ألواح السفينة، و"الدسر" معاريضها التي تشد بها السفينة 4.
__________
1 فتح الباري 8/616.
أخرجه ابن جرير 27/91 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/616.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/616.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
4 فتح الباري 8/616.
أخرجه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا شُجاع، ثنا هشيم، أنا حصين، به مختصرا، ولفظه " {وَدُسُرٍ} قال: معاريضها ". قال ابن حجر: وهذا إسناد صحيح.(3/1146)
[2788] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {وَدُسُرٍ} قال: المسامير 1.
[2789] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: "الألواح" مقاذيف2 السفينة و"الدسر" دُسِرت بمسامير3.
قوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} الآية: 14
[2790] وصل الفريابي عن مجاهد {لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} لمن كان كَفَر بالله 4.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} الآية: 15
[2791] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أوائل هذه الأمة على الجودي 5.
[2792] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: أبقى الله السفينة في أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظر إليها أوائل هذه الأمة نظراً، وكم من سفينة بعدها فصارت رمادا 6.
__________
1 فتح الباري 8/616.
أخرجه ابن جرير 2793 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 في تفسير عبد الرزاق "معاريض"، و"مقاذيف": جمع مِقذَاف، وهي خشبة في رأسها لوح عريض تُدفع به السفينة. انظر: لسان العرب 9/227 والمعجم الوسيط ص 722.
3 فتح الباري 8/616.
أخرجه عبد الرزاق 2/258 به سندا ومتنا.
4 فتح الباري 8/616.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
5 فتح الباري 8/618.
أخرجه عبد الرزاق 2/258 به سندا ومتنا.
6 فتح الباري 8/618. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/328 ثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، به. ولفظه "ألقى" بدل "أبقى".(3/1147)
قوله تعالى: {كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ} الآية: 28
[2793] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مُحْتَضَرٌ} يحضرون الماء إذا غابت الناقة 1.
قوله تعالى: {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} الآية: 29
[2794] وروى ابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} تناول فعقر2.
قوله تعالى:
{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} الآية: 31
[2795] وروى الطبري من طريق زيد بن أسلم قال: كانت العرب تجعل حظارا على الإبل والمواشي من يبس الشوك، فهو المراد من قوله {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} 3.
[2796] وعند ابن أبي حاتم بمعناه عن السدي 4.
__________
1 فتح الباري 8/616.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/327 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/616.
أخرجه ابن جرير 27/102 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، مثله.
3 فتح الباري 8/616.
هكذا عزاه للطبري، ولم يقع لي في تفسيره. وقد ذكره ابن كثير 7/455 تعليقا من قول ابن زيد، ولم يعزه لأحد.
4 فتح الباري 8/616. ذكره ابن كثير 7/455 تعليقا عن السدي. ولفظه "قال: هو المرعى بالصحراء حين يبس وتحرق ونسفته الريح.(3/1148)
[2797] وروى الطبري من طريق سعيد بن جبير قال: هو التراب المتناثر من الحائط، ورواه ابن المنذر عنه بلفظ "التراب يسقط من الحائط 1.
[2798] وصل ابن المنذر من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {الْمُحْتَظِرِ} كحظار من الشجر محترق 2.
[2799] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} قال: كرماد 3 محترق 4.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ} الآية: 38
[2800] وعند عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ} استقر بهم إلى نار جهنم 5.
قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} الآية: 45
وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة أن
__________
1 فتح الباري 8/616.
أخرجه ابن جرير 27/103 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/455 وقال: وهذا قول غريب، والأول - أي قول زيد بن أسلم - أقوى.
2 فتح الباري 8/616. وذكره البخاري عنه تعليقا. ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق.
3 في تفسير عبد الرزاق "كرُمام"، والرمام قطعة من الحبل بالية، أو العظام البالية. انظر: القاموس المحيط ص 1006 باب الميم، فصل الراء، والمعجم الوسيط ص 374 مادة "ر م م ".
4 فتح الباري 8/616.
أخرجه عبد الرزاق 2/258-259 به سندا ومتنا.
5 فتح الباري 8/616.
أخرجه ابن جرير 27/106 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.(3/1149)
عمر قال: لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} جعلتُ أقوال: أي جمع يهزم؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب1 في الدرع وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} الآية2.
[2802] في رواية أيوب عن عكرمة عن ابن عباس "لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} قال عمر: أي جمع يهزم؟ قال: فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدروع ويقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} أخرجه الطبري وابن مردويه3.
[2803] وله من حديث أبي هريرة عن عمر "لما نزلت هذه الآية قلت: يا رسول الله! أي جمع يهزم؟ فذكر نحوه4.
قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} الآية: 49
[2804] وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة "جاء مشركو قريش
__________
1 وثب يثب وثوبا: أي نهض وقام. وهو بلغة حمير بمعنى قعد واستقر. انظر: النهاية لابن الأثير 5/150 مادة "وثب".
2 فتح الباري 8/619.
أخرجه عبد الرزاق 2/259 عن معمر عن قتادة وعن أيوب عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/681 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عكرمة.
3 فتح الباري 7/289.
أخرجه ابن جرير 27/108 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن أيوب قال: لا أعلمه إلا عن عكرمة أن عمر قال لما نزلت {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ} ... الحديث. ولم يذكر في إسناده "ابن عباس" كما ذكره ابن حجر. هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/682 عن عكرمة عن ابن عباس موصولا، ونسبه إلى ابن جرير!
4 فتح الباري 7/289-290.
انظر ما قبله برقم 2801.(3/1150)
يخاصمون النبي صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت" 1.
__________
1 فتح الباري 11/478.
أخرجه مسلم في صحيح رقم2656-19 - في القدر، باب "كل شيء بقدر" - بسنده عن أبي هريرة، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/458 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية مسلم.(3/1151)
سورة الرحمن
قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} الآية: 5
[2805] وصل الفريابي في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {بِحُسْبَانٍ} كحسبان الرحى1.
[2806] وصل عبد بن حميد من طريق أبي مالك وهو الغفاري 2 قال: بحساب ومنازل لا يعدوانها3.
[2807] وروى الحربي والطبري عن ابن عباس نحوه بإسناد صحيح4.
__________
1 فتح الباري 6/298.
قال ابن حجر: ومراده أنهما يجريان على حسب الحركة الرحوية الدورية وعلى وضعها.
والأثر أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/492، ومن طريقه ابن جرير 27/116 قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 اسمه غَزْوان، أبو مالك الغفاري، الكوفي، تابعي معروف، ثقة، تقدم برقم 304.
3 فتح الباري 6/298.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/492 حدثنا جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي مالك، به. وأخرجه ابن جرير 27/115 حدثنا ابن حميد، قال، ثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، به.
4 فتح الباري 6/298.
أخرجه إبراهيم الحربي في غريبه كما في تغليق التعليق 3/492، والطبري في تفسيره 27/115 كلاهما من طريق إسرائيل، قال: ثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. ولفظ الطبري "بحساب ومنازل يرسلان ". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/691 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - عن ابن عباس.(3/1152)
قوله تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} الآية: 6
[2808] فسر ابن عباس وغيره: الشجر ما كان لها ساق، وما لا ساق له يقال له نجم1.
قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} الآية: 9
[2809] أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي المغيرة قال "رأى ابن عباس رجلا يزن قد أرجح، فقال: أقم اللسان، كما قال الله تعالى {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} 2.
[2810] وأخرج ابن المنذر من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} قال: اللسان 3.
قوله تعالى: {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} الآية: 12
[2811] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: "العصف" ورق الزرع الأخضر الذي قطعوا رءوسه فهو يسمى العصف إذا يبس 4.
[2812] ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس: العصف أول
__________
1 فتح الباري 2/340. لم يعزه ابن إلى أحد، وقد ذكر الأثر بالعنى.
2 فتح الباري 8/621.
أخرجه ابن جرير 27/118 من طريق مروان بن معاوية، عن مغيرة، عن مسلم، عن أبي المغيرة، بنحوه. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/692 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.
3 فتح الباري 8/621.
4 فتح الباري 8/621.
أخرجه ابن جرير 27/121 من طريق العوفي، به.(3/1153)
ما يخرج الزرع بقلا 1.
[2813] ولابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال: العصف البر والشعير 2.
[2814] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الريحان حين يستوي الرزع على سوقه ولم يسنبل 3.
[2815] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد مفرقا قال: العصف ورق الحنطة، والريحان الرزق 4.
[2816] وصل ابن المنذر من طريق الضحاك بن مزاحم {الْعَصْفِ} التبن 5.
[2817] أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله 6.
__________
1 فتح الباري 8/621.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/693 وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. هذا ولم أجده عند ابن جرير في تفسيره.
2 فتح الباري 8/621.
أخرجه ابن جرير 27/121 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول - فذكر مثله.
3 فتح الباري 8/621.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/693 وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. هذا ولم أجده عند ابن جرير في تفسيره.
4 فتح الباري 8/621.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/329 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
5 فتح الباري 8/621.
وذكره البخاري عنه تعليقا، ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق.
6 فتح الباري 8/621.
أخرجه ابن جرير 27/121 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(3/1154)
[2818] وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله 1.
[2819] وصل عبد بن حميد من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك قال: {الْعَصْفِ} أول ما ينبت، تسميه النبط هبورا 2.
قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} الآية: 13
[2820] وصل الطبري من طريق سهل السراج3 عن الحسن {فَبِأَيِّ آلاءِ} نعمه 4.
[2821] وصل ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة {رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} يعني الجن والإنس 5.
__________
1 فتح الباري 8/621.
أخرجه عبد الرزاق 2/262 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/621.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق4/329 ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا ابن المبارك، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي مالك - وهو الغفاري، به.
وأخرجه ابن جرير 27/121 حدثنا سعيد بن يحيى، قال: ثنا عبد الله بن المبارك الخراساني، عن إسماعيل ابن أبي خالد، به دون قوله "تسميه النبط هبوراً".
3 هو سهل بن أبي الصلت، العيشي، البصري، السراج، روى عن الحسن وأيوب وابن سيرين وحميد بن هلال. صدوق، له أفراد، كان القطان لا يرضاه. وذكره ابن حبان في الثقات. انظر ترجمته في: التهذيب 4/224، والتقريب 1/337.
4 فتح الباري 8/623. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن جرير 27/123 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سهل السراج، به.
5 فتح الباري 8/623.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/331 ثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد، به نحوه. ولفظه "يقول للجن والإنس بأي نعم الله تكذبان".(3/1155)
قوله تعالى: {خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} الآية: 14
[2822] وصل الفريابي من طريق مجاهد {كَالْفَخَّارِ} كما يصنع الفخار1.
قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} الآية: 15
[2823] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} قال: من خالص النار 2.
[2824] ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال: خلقت الجن من مارج، وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت 3.
[2825] وصل الفريابي من طريق مجاهد "المارج" اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت4.
__________
1 فتح الباري 8/622.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/330 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/333.
أخرجه ابن جرير 27/126 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 7/702 تعليقا عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/694 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
3 فتح الباري 6/333.
أخرجه ابن جرير 27/126 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، به. وإسناده منقطع؛ فإن الضحاك لم يلق ابن عباس.
4 فتح الباري 8/622.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/329 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1156)
قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} الآية: 17
[2826] وصل الفريابي عن مجاهد {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} قال: للشمس في الشتاء مشرق، ومشرق في الصيف، {وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} : مغربها في الشتاء والصيف1.
[2827] وأخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة، وسعيد ابن منصور من طريق أبي ظبيان كلاهما عن ابن عباس قال: للشمس مطلع في الشتاء ومغرب، ومطلع في الصيف ومغرب2.
[2828] وأخرج عبد الرزاق من طريق عكرمة مثله، وزاد قوله: {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج:40] لها في كل يوم مشرق ومغرب 3.
[2829] ولابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال: {الْمَشْرِقَيْنِ} مشرق الفجر ومشرق الشفق، {الْمَغْرِبَيْنِ} : مغرب الشمس ومغرب الشفق 4.
قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} الآية: 19
[2830] وروى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
__________
1 فتح الباري 8/622. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/330 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/622.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/695 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. ولم أجده في تفسير الطبري.
3 فتح الباري 8/622.
4 فتح الباري 8/622.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/695 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. ولفظه "مشرق النجم" بدل "مشرق الفجر".(3/1157)
قال: المراد بالبحرين هنا بحر السماء والأرض يلتقيان كل عام 1.
[2831] ومن طريق سعيد بن جبير وابن أبزى مثله 2.
[2832] ومن طريق قتادة والحسن قال: هما بحرا فارس والروم 3.
قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ} الآية: 20
[2833] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لا يَبْغِيَانِ} لا يختلطان 4.
[2834] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس
__________
1 فتح الباري 6/333.
لم يقع لي في تفسير الطبري من طريق علي بن أبي طلحة، وإنما من طريق عطية، فقد أخرج 27/128 حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: بحر في السماء والأرض يلتقان كل عام".
2 فتح الباري 6/333.
أما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير 27/128 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد في قوله {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: بحر في السماء، وبحر في الأرض.
وأما أثر ابن أبزى فأخرجه 27/128 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن ابن أبزى في قوله {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: بحر في السماء، وبحر في الأرض.
3 فتح الباري 6/333.
أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 27/128 من طريق سعيد ومن طريق ابن ثور عن معمر، وأما أثر الحسن فأخرجه 27/128 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن زياد مولى مصعب، عن الحسن بلفظ " {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} قال: بحر الروم وبحر فارس واليمن".
4 فتح الباري 8/622.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/330 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 27/130 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.(3/1158)
قال: بينهما من البعد ما لا يبغي كل واحد منهما على صاحبه 1.
قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ} الآية: 24
[2835] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الْمُنْشَآتُ} ما رفع قطعه من السفن، فأما ما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة 2.
قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} الآية: 29
[2836] وصل البخاري في التاريخ وابن حبان في الصحيح وابن ماجه وابن أبي عاصم والطبراني عن أبي الدرداء مرفوعا {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} "يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين" 3.
__________
1 فتح الباري 8/622.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/696 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
2 فتح الباري 8/622.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/330 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/623.
أخرجه ابن ماجه في سننه رقم202 - في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية -، وابن أبي عاصم في السنة رقم301، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/333، وابن حبان في صحيحه رقم689، وأبو الشيخ في العظمة رقم148، والبيهقي فيي شعب الإيمان رقم1101، كلهم من حديث هشام ابن عمار، حدثنا الوزير بن صَبيح، قال: حدثنا يونس بن ميسرة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء - مرفوعا نحوه. قال البوصيري في مصباح الزجاجة رقم73 هذا إسناد حسن لتقاصر "الوزير" عن درجة الحفظ والإتقان ...
"الوزير بن صَبيح" قال عنه أبو حاتم: صالح الحديث، وقال دحيم: ليس بشيء، وقال ابن حجر في التقريب"مقبول"، وذكره في تغليق التعليق 4/333 وقال: فيه ضعف، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ. انظر: التهذيب 11/102، والتقريب 2/330.
وفي إسناده "هشام بن عمار" فيه كلام أيضا. قال فيه ابن حجر: صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن، فحديثه القدم أصح. أهـ. التقريب 2/320. =(3/1159)
[2837] وأخرجه البيهقي في الشعب من طريق أم الدرداء عن أبي الدرداء موقوفا 1.
[2838] وللمرفوع شاهد آخر عن ابن عمر أخرجه البزار 2.
[2839] وآخر عن عبد الله بن منيب 3 أخرجه الحسن بن سفيان
__________
= ولكنه توبع، تابعه سليمان بن أحمد الواسطي عن الوزير بن صبيح، به. فقد أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تفسير ابن كثير 7/470 حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عمار، وسليمان بن أحمد الواسطي مقرونا.
وتابعه أبو همام الوليد بن شجاع عن الوزير بن صبيح، به. أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 17/771 من طريقهما أي هشام والوليد مقرونا.
وتابعه صفوان بن صالح الدمشقي عن الوزير بن صبيح، به. أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2267.
ونظراً لهذه المتابعات صحّح إسناده الشيخ الألباني في تخريج السنة 1/130 فقال - بعد تخريج الحديث -: حديث صحيح، ورجاله موثقون، وفي هشام كلام، لكنه توبع. أهـ.
1 فتح الباري 8/623.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان رقم1102 أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو عمرو ابن مطر، قال: أنا جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض، ثنا إبراهيم بن هشام، ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء قالت: قال أبو الدرداء في قول الله تبارك وتعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} قال: يغفر ذنبا، ويكشف كربا، ويجيب داعيا، ويرفع قوما، ويضع آخرين.
وهكذا علقه البخاري عنه بصيغة الجزم، فجعله من كلام أبي الدرداء. صحيح البخاري مع الفتح 8/620. وانظر ما قبله.
2 فتح الباري 8/623.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2268 حدثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن الحارث، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولفظه {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} قال: "يغفر ذنبا ويكشف كربا". علق عليه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي قائلا: أهمله الهيثمي في الزوائد، وفي إسناده ابن البيلماني، وهو ضعيف.
3 عبد الله بن منيب الأزدي، ذكروه في الصحابة، ويذكرون في ترجمته هذا الحديث. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 5/152، وأسد الغابة 3/399، رقم3210، والإصابة 4/211، رقم4999.(3/1160)
والبزار وابن جرير والطبراني1.
قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} الآية: 31
[2840] وأخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} قال: هو وعيد من الله لعباده، وليس بالله شغل 2.
قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنْتَصِرَانِ} الآية: 35
[2841] أخرج عبد بن حميد من طريق منصور عن مجاهد في قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ} قال: قطعة من نار حمراء {وَنُحَاسٌ} قال: يذاب الصفر فيصب على رءوسهم 3.
__________
1 فتح الباري 8/623.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2266، وابن جرير 27/135، والطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3401 كلهم من حديث عمرو بن بكر السكسكي، قال: حدثني الحارث بن عبدة بن رباح الغساني، عن أبيه عبدة بن رباح، عن منيب بن عبد الله ابن منيب، عن أبيه - مرفوعا. ولفظه "قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} فقلنا: يا رسول الله، وما ذلك الشأن؟ قال: "يغفر ذنبا، ويُفرج كربا، ويرفع أقواما ويضع آخرين ". واللفظ للطبري. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/120 رواه الطبراني في الكبير والأوسط، والبزار، وفيه من لم أعرفهم. وأشار ابن حجر في تغليق التعليق 4/333 إلى هذا الحديث، وقال: إسناده ضعيف.
2 فتح الباري 8/623.
أخرجه ابن جرير 27/136 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. وزاد في آخره "وهو فارغ".
3 فتح الباري 6/333.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/510 أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، به.(3/1161)
قوله تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} الآية: 44
[2842] أخرج الفريابي عن مجاهد {حَمِيمٍ آنٍ} بلغ إناه 1.
قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} الآية: 46
[2843] أخرج النسائي من رواية محمد بن أبي حرملة2 عن عطاء ابن يسار عن أبي الدرداء أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم هو يقصُّ على المنبر يقول: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} فقلت: وإن زنى وإن سرق يا رسول الله؟ قال: "وإن زنى وإن سرق، فأعدت فأعاد" فقال في الثالثة قال: "نعم وأن رغم أنف أبي ادرداء" 3.
__________
1 فتح الباري 8/700.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/365 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 محمد بن أبي حرملة القرشي المدني، مولى ابن حويطب، وقد ينسب إليه، روى عن عطاء ابن يسار وغيره، وعنه إسماعيل بن جعفر، وابن عيينة وغيرهما. ثقة. مات سنة بضع وثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة إلا ابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 9/96، والتقريب 2/153.
3 فتح الباري 11/267.
أخرجه النسائي في تفسيره رقم580 أخبرنا علي بن حُجْر، حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن أبي حرملة، به. وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وأخرجه الإمام أحمد 2/357، والطبري في تفسيره 27/146 كلاهما من حديث محمد بن أبي حرملة، عن عطاء بن يسار، به.
وقال ابن حجر: وقد وقع التصريح بسماع عطاء بن يسار له من أبي الدرداء في رواية ابن أبي حاتم في "التفسير" والطبراني في "المعجم" والبيهقي في "الشعب". فتح الباري 11/267.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/121 وقال: رواه أحمد والطبراني ... ورجال أحمد رجال الصحيح. وزاد السيوطي نسبته في الدر المنثور 7/707 لابن أبي شيبة وابن منيع والحكيم في نوادر الأصول والبزار وأبي يعلى وابن أبي حاتم وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء.(3/1162)
[2844] وصل الفريابي وعبد الرزاق جميعا من طريق منصور عن مجاهد {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} : إذا همّ بمعصية يذكر مقام الله عليه فيتركها1.
[2845] أخرج الطبري وابن أبي حاتم من رواية حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي بكر بن أبي موسى2 عن أبيه - قال حماد لا أعلمه إلا قد رفعه - قال: "جنتان من ذهب للمقربين ومن دونهما جنتان من ورق لأصحاب اليمين"، ورجاله ثقات3.
قوله تعالى: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} الآية: 48
[2846] وصل الطبري عن مجاهد {أَفْنَانٍ} أغصان 4.
__________
1 فتح الباري 8/622.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/331، وعبد الرزاق 2/265 كلاهما عن سفيان الثوري، عن منصور، به.
2 أبو بكر بن أبي موسى الأشعري، اسمه عمرو، أو عامر، ورى عن أبيه والبراء بن عازب وجابر بن سمرة، وغيرهم، ثقة، مات سنة ست ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 12/42، والتقريب 2/400.
3 فتح الباري 13/431.
أخرجه ابن جرير 27/146 حدثنا علي بن سهل، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا حماد ابن سلمة، به. وهذا إسناد رجاله ثقات كما بين ذلك ابن حجر كما في الأعلى. وذكره ابن كثير 7/476، ونسب السيوطي في الدر المنثور 7/708 إلى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.
4 فتح الباري 6/323.
أخرجه ابن جرير 27/148 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن رجل من أهل البصرة، عن مجاهد، به. وهذا إسناد ضعيف لجهالة الراوي عن مجاهد، ثم إن شيخ الطبري ابن حميد ضعيف أيضا.(3/1163)
[2847] وعن الضحاك يعني {أَفْنَانٍ} ألوان من الفاكهة 1.
قوله تعالى: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} الآية: 54
[2848] وصل الطبري عن مجاهد {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} ما يجتنى من قريب 2.
قوله تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} الآية: 56
[2849] وصل الفريابي من طريق مجاهد {قَاصِرَاتُ} قال: لا يبغين غير أزواجهن3.
قوله تعالى: {مُدْهَامَّتَانِ} الآية: 64
[2850] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مُدْهَامَّتَانِ} سوداوان من الري 4.
__________
1 فتح الباري 6/323.
أخرجه ابن جرير 27/147 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} ، فذكره.
2 فتح الباري 6/323. وذكره البخاري عنه تعليقا.
هذا ولم يقع لي في تفسير الطبري، كما ابن ابن حجر لم يتعرض له في تغليق التعليق مع أنه مما علقه البخاري.
3 فتح الباري 8/624.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/334 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "قصرن أطرافهن عن الرجال، فلا ينظرن إلا إلى أزواجهن".
4 فتح الباري 6/323 و 8/623.
أخرجه آدم في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 643 والفريابي كما في تغليق التعليق 3/505 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/331 ثنا شبابة، ثنا ورقاء، به بلفظ "مسودَّتان". وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/715 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.(3/1164)
[2851] وعن عطية: كادتا أن تكونا سوداوين من شدة الري وهما خضراوان إلى السواد 1.
قوله تعالى: {نَضَّاخَتَانِ} الآية: 66
[2852] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {نَضَّاخَتَانِ} فيَّاضتان 2.
قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} الآية: 72
[2853] في رواية ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} : الحور سواد الحدقة 3.
[2854] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مَقْصُورَاتٌ} محبوسات، قصرن طرفهن وأنفسهن على أزواجهن 4.
__________
1 فتح الباري 6/323.
أخرجه ابن جرير 27/155 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطية، بلفظ " {مُدْهَامَّتَانِ} قال: خضراوان من الرأي ". وعطية هو العوفي ضعيف.
2 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 3/502 حدثنا أبي، قال: ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس، به. وذكره ابن كثير 7/482 تعليقا عن علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس.
3 فتح الباري 8/624. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/333-334 ثنا الفضل بن يعقوب، ثنا حجاج بن محمد، قال ابن جريج، أخبرني عطاء، به.
4 فتح الباري 8/624.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/334 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "لا يبرحن الخيام". وأخرج ابن جرير 27/159 من طرق عن منصور، وغيره، عن مجاهد، نحوه.(3/1165)
[2855] وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس {فِي الْخِيَامِ} قال: الخيمة ميل في ميل، والميل ثلث الفرسخ 1.
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} الآية: 76
[2856] وصل عبد بن حميد من طريق ابن جبير قال: العبقري عتاق الزرابي 2.
[2857] وكذا رويناه في "صفة الجنة لأبي نعيم" من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير قال في قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} قال: الرفرف: رياض الجنة، والعبقري الزرابيُّ 3.
__________
1 فتح الباري 8/625.
أخرج ابن جرير 27/161 من طريق أبي داود، قال: ثنا همام، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس بلفظ "قال: الخيمة في الجنة من درّة مجوفة، فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع".
وأخرج 27/162 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة في قوله {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} قال ذُكر لنا أن ابن عباس كان يقول: الخيمة درّ مجوّفة، فرسخ في فرسخ، لها أربعة آلاف باب من ذهب.
وأخرج 27/161 حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل بن عياش، عن هشام، عن محمد، عن ابن عباس في قوله {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} بلفظ "قال: الخيمة لؤلؤة أربعة فراسخ في أربعة فراسخ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب".
وللأثر شاهد مرفوع، أخرجه البخاري رقم4879، من حديث أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمنون".
2 فتح الباري 7/46.
3 فتح الباري 7/46.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/63 بسنده إلى أبي نعيم، قال: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، به.(3/1166)
سورة الواقعة
قوله تعالى: {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} الآية: 3
[2858] وعن محمد بن كعب {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} : خفضت أقواما كانوا في الدنيا مرتفعين، ورفعت أقواما كانوا في الدنيا منخفضين، وأخرجه سعيد ابن منصور1.
[2859] وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} قال: شملت القريب والبعيد، حتى خفضت أقواما في عذاب الله ورفعت أقواما في كرامة الله 2.
[2860] وروى ابن أبي حاتم من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس نحوه 3.
__________
1 فتح الباري 8/626.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/4 وعزاه لسعيد بن منصور وابن المنذر وأبي الشيخ في العظمة. أخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم181 من طريق عبد الوهاب بن خالد، عن محمد بن الجراح، عن أبي بشر، عن محمد بن كعب، نحوه. وهذا إسناد ضعيف من أجل محمد بن الجراح وأبي بشر؛ فالأول مجهول والآخر ضعيف. هذا وقد ذكره ابن كثير 7/489 عن محمد بن كعب تعليقا.
2 فتح الباري 8/626.
أخرجه عبد الرزاق 2/269 به سندا ومتنا. ولفظه "أسمعت" بدل "شملت".
3 فتح الباري 8/626.
لم أقف على إسناده كاملا، وقد تقدم أن رواية سماك عن عكرمة خاصة فيها اضطراب.(3/1167)
[2861] ومن طريق عثمان بن سراقة1 عن خاله عمر بن الخطاب نحوه2.
[2862] ومن طريق السدي قال: خفضت المتكبرين ورفعت المتواضعين3.
قوله تعالى: {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً} الآية: 4
[2863] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {رُجَّتِ} قال: زلزلت 4.
[2864] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله 5.
__________
1 هو عثمان بن عبد الله بن سراقة بن المعتمر العدوي، أبو عبد الله المدني، سبط عمر، أمه زينب بنت عمر ابن الخطاب وكانت أصغر ولد عمر، روى عن جده عمر مرسلا وخالد بن عمر، وجابر بن عبد الله وبسر ابن سعيد، وعنه الزهري وأبو المنيب العتكي وابن أبي ذئب وغيرهم. ثقة، ولي مكة، ومات سنة ثمان عشرة ومائة. أخرج له البخاري وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 7/119، والتقريب 2/11.
2 فتح الباري 8/626.
أخرجه ابن جرير 27/166 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد الله - يعني العتكي -، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، مثله موقوفا عليه، ولم يذكر "عن خاله عمر بن الخطاب"، هذا وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8 /4 عن عثمان عن خاله عمر بن الخطاب، وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم معا.
3 فتح الباري 8/626.
أخرجه أبو الشيخ في العظمة رقم182 من طريق أبي هشام، حدثنا يحيى بن يمان، عن حماد بن أبي نصر، عن السدي، مثله. وهذا إسناد ضعيف لأجل أبي هشام الرفاعي فهو ضعيف. وذكره ابن كثير 7/489 تعليقا عن السدي، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/4 وعزاه لأبي الشيخ فقط.
4 فتح الباري 8/625.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/334 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
5 فتح الباري 8/625.
أخرجه عبد الرزاق 2/269 به قال: "زلزت زلزالا".(3/1168)
قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً} الآية: 5
[2865] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَبُسَّتِ} قال: بُسّت كما يُبَسّ السّويق1.
[2866] وعند ابن أبي حاتم من طريق منصور عن مجاهد قال: لُتّت لتّا 2.
[2867] ومن طريق الضحاك عن ابن عباس قال: فُتِّت فتّا 3.
قوله تعالى: {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} الآية: 15
[2868] وروى ابن أبي حاتم من طريق الضحاك في قوله {مَوْضُونَةٍ} قال: التوضين التشبيك والنسج، يقول وسطها مشبك منسوج 4.
[2869] ومن طريق عكرمة في قوله {مَوْضُونَةٍ} قال: مشبكة بالدر والياقوت 5.
__________
1 فتح الباري 8/625. وذكره البخاري عنه تعليقا بلفظ "فُتِّت ولُتّت كما يُلتّ السويق".
أخرجه ابن جرير 27/168 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/625.
أخرج ابن جرير 27/168 من طرق عن منصور، به نحوه.
3 فتح الباري 8/625.
وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين الضحاك وابن عباس، ولكن أخرجه ابن جرير بسند صحيح؛ فقد أخرجه 27/168 من طريق علي بن أبي طلحة، عنه، مثله.
4 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن جرير 27/173 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ} ، فذكره.
قلت: وقد لمح ابن جرير إلى تضعيفه بقوله "حُدِّثت".
5 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن جرير 27/173 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد، عن عكرمة، به. وابن حميد شيخ الطبري ضعيف.(3/1169)
قوله تعالى: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} الآية: 18
[2870] وروى عبد بن حميد من طريق قتادة قال: الكوب الذي دون الإبريق ليس له عروة 1.
قوله تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا تَأْثِيماً} الآية: 25
[2871] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {لَغْواً} باطلا، وفي قوله {تَأْثِيماً} قال: كذبا 2.
[2872] وقد وصل الفريابي عن مجاهد {لَغْواً} باطلا، {تَأْثِيماً} كذبا 3.
قوله تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} الآيتان: 28، 29
[2873] وصل الفريابي والبيهقي عن مجاهد في قوله {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} قال: الموز المتراكم. "والسدر المخضود" الموقر حملا 4.
__________
1 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن جرير 27/174 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، به.
2 فتح الباري 8/627. وذكره البخاري تعليقا في ترجمة الباب.
أخرجه البيهقي في البعث والنشور ص 214 من طريق عثمان بن سعيد، ثنا عبد الله ابن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/11 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
3 فتح الباري 6/323.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/504-505 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/322.
أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 3/503 قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه. وأخرجه ابن جرير 27/180، 182 - مفرقا - من طرق عن ابن أبي نجيح، به.(3/1170)
قوله تعالى: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} الآية: 30
[2874] وروى ابن أبي حاتم وابن أبي الدنيا في صفة الجنة عن ابن عباس قال: "الظل الممدود" شجرة في الجنة على ساق قدر ما يسير الراكب المجدّ في ظلها مائة عام من كل نواحيها فيخرج أهل الجنة يتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم اللهو فيرسل الله ريحا فيحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا 1.
قوله تعالى: {وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ} الآية: 31
[2875] وصل الفريابي عن مجاهد {مَسْكُوبٍ} جارٍ2.
قوله تعالى: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} الآية: 34
[2876] وصل الفريابي عن مجاهد {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} بعضها فوق بعض3.
[2877] وروى ابن حبان والترمذي من حديث أبي سعيد الخدري
__________
1 فتح الباري 6/327.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/6 حدثنا الحسن ابن أبي الربيع، حدثنا أبو عامر العقدي، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. قال ابن كثير - عقب ذكره - هذا أثر غريب، وإسناده جيد قوي حسن. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/14 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.
2 فتح الباري 6/323.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/504-505 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 6/323.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/504-505 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1171)
في قوله {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ} قال: ارتفاعها مسيرة خمسمائة عام 1.
قوله تعالى: {عُرُباً أَتْرَاباً} الآية: 37
[2878] وقال ابن عيينة في تفسيره: حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {عُرُباً أَتْرَاباً} قال: هي المحببة إلى زوجها، وأخرجه عبد بن حميد والفريابي والطبري وغيرهم من طريق مجاهد وغيره 2.
[2879] ورواه الفريابي من وجه آخر عن مجاهد قال: العرب العواشق 3.
[2880] وأخرج الطبري نحوه عن أم سلمة مرفوعا 4.
__________
1 فتح الباري 6/323.
أخرجه الترمذي رقم2540 - في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة -، ورقم3254 - في تفسير سورة الواقعة -، وابن جرير 17/185، وابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 8/8، وابن حبان الإحسان، رقم7405 من طرق عن ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن دراجا حدثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم648 وقال: ضعيف.
2 فتح الباري 6/323 و 8/626.
ساقها ابن حجر في تغليق التعليق 4/334 سندا ومتنا غير أنه قال: هي المتحببة إلى زوجها". وأخرجه ابن جرير 27/188 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به
3 فتح الباري 6/323.
أخرجه ابن جرير 27/188 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/323.
أخرجه ابن جرير 27/188 حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن الفرج الصدَّفيّ الدِّمياطيّ، عن عمرو بن هاشم، عن أبي كريمة، عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة. ولفظه "قالت: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن قوله: {عُرُباً أَتْرَاباً} قال: "عربا: متعشِّقات متحبِّبات، أترابا: على ميلاد واحد".(3/1172)
[2881] أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة ومن طريق ابن بريدة1 قال: هي الشكلة بلغة أهل مكة والمغنوجة بلغة أهل المدينة2.
[2882] وروى ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم قال: هي الحسنة الكلام 3.
__________
1 في الفتح والدر المنثور"بريدة "، وفي تفسير الطبري "أبو بريدة"، وفي تفسير ابن كثير "عبد الله بن بريدة " وهو الصواب؛ لأن الذي روى عنه هذا الأثر هو "صالح بن حيان القرشي" وهو معروف بالرواية عن "ابن بريدة ". انظر: تهذيب التهذيب 4/338.
وابن بريدة هو: عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، يروي عن أبيه وابن عباس وابن عمر وابن مسعود وغيرهم، وعنه صالح بن حيان القرشي وبشير بن المهاجر وسهل ابن بشير وثواب بن عتبة ومالك بن مغول ومطر الوراق وغيرهم. ثقة، مات سنة خمس ومائة، وقيل بل خمس عشرة، وله مائة سنة. أخرج له الجماعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 5/137-138، والتقريب 1/403-404.
2 فتح الباري 6/322.
أما أثر ابن بريدة فأخرجه ابن جرير 27/187 حدثني علي بن الحسن الأزدي، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن أبي إسحاق التيمي، عن صالح بن حيان، عن أبن بريدة، مثله. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/12 تعليقا عن صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، مثله. وفي إسناده "صالح بن حيان القرشي" قال عنه ابن حجر: ضعيف، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن حبان: يروي عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وقال الدارقطني: ليس بالقوي. انظر ترجمته في: التهذيب 4/338، والتقريب 1/358. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/17 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر.
وأما أثر عكرمة فأخرجه ابن جرير 27/187 حدثني محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد ابن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن سماك، عن عكرمة أنه قال في هذه الآية {عُرُباً} قال: العرب المغنوجة.
3 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن جرير 27/187 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أسامة بن زيد ابن أسلم، عن أبيه، به. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/12 عنه وعن ابنه عبد الرحمن. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/18 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم.(3/1173)
[2883] ومن طريق جعفر بن محمد عن أبيه1 عن جده مرفوعا "العُرُب كلامهن عربي" وهو ضعيف منقطع2.
[2884] وأخرج الطبري من طريق تميم بن حَذْلَم3 في قوله {عُرُباً} قال: العربة الحسنة التبعل، كانت العرب تقول إذا كانت المرأة حسنة التبعل إنها لعربة 4.
[2885] ومن طريق عبد الله بن عبيد بن عمير المكي قال: العربة التي تشتهي زوجها، ألا ترى أن الرجل يقول للناقة إنها لعربة 5.
__________
1 هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، وأبوه علي بن الحسين زيد العابدين.
2 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/12 قال: ذكر عن سهل بن عثمان العسكري، حدثنا أبو علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، به مرفوعا. وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى، وبين أنه منقطع. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/18 عن جعفر بن محمد عن أبيه، ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
3 في الفتح "حذام"، وهو خطأ مطبعي، وتميم بن حَذْلَم الضبي، أبو سلمة الكوفي، من أصحاب ابن مسعود وأدرك أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ثقة، قال ابن سعد: ثقة قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة مائة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/449، والتقريب 1/113.
4 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن جرير 27/187 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن عثمان بن بشار، عن تميم بن حذلم، به. وذكره ابن كثير 8/12 تعليقا عن تميم بن حذلم باختصار. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/17 ونسبه إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير.
5 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن جرير 27/188 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن عثمان بن الأسود، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، به. وأخرج 27/188 من طريق ابن إدريس، قال: أخبرنا عثمان بن الأسود، به مختصراً. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/17 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر.(3/1174)
قوله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} الآية: 39
[2886] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {ثُلَّةٌ} قال: أمّة 1.
[2887] وعند ابن أبي حاتم من طريق ميمون بن مهران في قوله {ثُلَّةٌ} قال: كثير 2.
قوله تعالى: {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} الآية: 43
[2888] وصل الفريابي من طريق مجاهد {يَحْمُومٍ} دخان أسود3.
[2889] وأخرجه سعيد بن منصور والحاكم من طريق يزيد بن الأصم4 عن ابن عباس مثله5.
__________
1 فتح الباري 8/626.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/335 ثنا شباب، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 8/626.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/19 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
3 فتح الباري 8/626.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/335 ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - بلفظ "قال: من دخان جهنم".
4 يزيد بن الأصم بن عبيد بن معاوية البكائي، أبو عوف، كوفي، نزل الرّقة، وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين، ويقال: له رؤية، ولا يثبت. روى عن خالته ميمونة بنت الحارث وعائشة وابن عباس وغيرهم، وعنه ابنا أخيه عبيد الله وعبد الله بن الأصم وأبو إسحاق الشيباني وجعفر بن برقان وغيرهم، ثقة، مات سنة ثلاث ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/273-274، والتقريب 2/362.
5 فتح الباري 8/626. أخرجه الحاكم 2/476 من طريق سليمان الشيباني، عن يزيد بن الأصم، به مثله. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ابن جرير 27/192 من طرق عن الشيباني، به. وأخرجه من طرق أخرى عن ابن عباس نحوه.(3/1175)
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ} الآية: 45
[2890] ولابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: منعمين1.
قوله تعالى: {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ} الآية: 46
[2891] وصل الفريابي من طريق مجاهد {يُصِرُّونَ} قال: يُدمِنون 2.
[2892] وعند ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: يقيمون 3.
قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} الآية: 64
[2893] أخرج ابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة مرفوعا "لا يقل أحدكم زرعت، ولكن ليقل حرثت، ألم تسمع لقول الله تعالى {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} ، ورجاله ثقات، إلا أن مسلم بن أبي مسلم
__________
1 فتح الباري 8/626.
أخرجه ابن جرير 27/193 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/626.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/335 ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/626.
أخرج ابن جرير 27/193 من طريق ابن وهب، قال: قال ابن زيد، نحوه. ولفظه قال "لا يتوبون ولا يستغفرون، والإصرار عند العرب على الذنب: الإقامة عليه، وترك الإقلاع عنه". وهكذا فسّره ابن جرير.(3/1176)
الجرمي1 قال فيه ابن حبان ربما أخطأ2.
[2894] وروى عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي بمثله من قوله غير مرفوع3.
قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} الآية: 65
[2895] عن مجاهد {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} أي تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم، أخرجه ابن أبي حاتم 4.
[2896] وأخرجه ابن المنذر من طريق الحسن مثله 5.
[2897] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة 6.
__________
1 مسلم بن أبي مسلم الجرمي، ثقة.
2 فتح الباري 5/4.
أخرجه ابن جرير 27/198 حدثني أحمد بن الوليد القرشي، قال: ثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي، قال: ثنا مخلد بن الحسين، عن هشام - وهو ابن حسان -، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وفيه قائل "ألم تسمع إلى قول الله ... " إنما هو أبو هريرة. والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 8/17 برواية الطبري هذه.
وأخرجه البزار كما في تفسير ابن كثير 8/17 عن محمد بن عبد الرحيم، عن مسلم الجرمي، به.
3 فتح الباري 5/4.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/17 حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن - من قوله بلفظ "لا تقولوا زرعنا، ولكن قولوا حرثنا".
4 فتح الباري 8/626.
أخرج ابن جرير 27/198 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ "تعجبون". وابن حميد شيخ الطبري ضعيف.
5 فتح الباري 8/626.
أخرج ابن جرير 27/199 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثني ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن بلفظ "تندمون".
6 فتح الباري 8/626. أخرج عبد الرزاق 2/272 عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} قال: تفكهون شبه التندم. وقال مجاهد: تفكهون تعجّبون ".(3/1177)
قوله تعالى: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} الآية: 66
[2898] وصل ابن أبي حاتم من طريق شعبة عن قتادة {لَمُغْرَمُونَ} لملزمون 1.
[2899] وعند الفريابي من طريق مجاهد: مُلْقُون للشرّ 2.
قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ} الآية: 69
[2900] عن مجاهد وقتادة: المزن السحاب، أخرجه الطبري عنهما 3.
قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً} الآية: 70
[2901] عن ابن عباس ومجاهد وقتادة {أُجَاجاً} : منصبا، أخرجه الطبري عنهم4.
[2902] أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة: الأجاج المر5.
__________
1 فتح الباري 8/626.
لم أقف على إسناده، وقد علقه البخاري في ترجمة الباب، ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق.
2 فتح الباري 8/626.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/335 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 5/29.
أما أثر مجاهد فأخرجه ابن جرير 27/200 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وأما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 27/200 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
4 فتح الباري 5/29.
لم يقع لي في تفسير الطبري عن أحد منهم. والله أعلم.
5 فتح الباري 5/29. أخرجه ابن أبي حاتم رقم15262 - في سورة الفرقان - حدثنا محمد بن يحيى، أنبأ العباس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، به. وأخرجه عبد الرزاق 2/70 - في سورة الفرقان أيضا - عن معمر، عن قتادة، به.(3/1178)
قوله تعالى: {وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ} الآية: 73
[2903] روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {لِلْمُقْوِينَ} للمسافرين1.
[2904] ومن طريق قتادة والضحاك مثله2.
[2905] ومن طريق مجاهد قال: للمقوين أي المستمتعين المسافر والحاضر3.
قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} الآية: 75
[2906] وروى مسلم من طريق أبي زميل عن ابن عباس قال "مطر
__________
1 فتح الباري 6/332.
أخرجه ابن جرير 27/201 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/24 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس.
2 فتح الباري 6/332.
أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 27/202 حدثني ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {لِلْمُقْوِينَ} قال: للمسافرين.
وأما أثر الضحاك فأخرجه ابن جرير 27/202 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {وَمَتَاعاً لِلْمُقْوِينَ} قال: للمسافرين.
3 فتح الباري 6/332.
أخرجه ابن جرير 27/202 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، به. وأخرج 27/202 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ "للمستمتعين الناس أجمعين".(3/1179)
الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم" فذكر نحو حديث زيد بن خالد في الباب1، وفي آخره "فأنزلت هذه الآية {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} إلى قوله {تُكَذِّبُونَ} 2.
[2907] قال الفراء حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور عن المنهال بن عمرو3 قال: قرأ عبد الله {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} قال: بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما4.
[2908] وعند عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} قال: بمنازل النجوم، قال 5: وقال الكلبي: هو القرآن أنزل نجوما. انتهى6.
__________
1 وهو قوله "صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحيبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب". [البخاري، رقم 1038] .
2 فتح الباري 2/522-523.
وتمامه - كما في صحيح مسلم - "فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر"، قالوا: هذه رحمة الله وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، قال: فنزلت هذه الآية، فذكرها.
وقد أخرجه مسلم في صحيحه رقم127-73 - في الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء - من هذه الطريق.
3 المنهال بن عمرو الأسدي، مولاهم، الكوفي، صدوق، ربما وَهِم، أخرج له البخاري والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/283، والتقريب 2/278.
4 فتح الباري 8/627.
5 القائل هو معمر كما يتضح ذلك من رواية عبد الرزاق.
6 فتح الباري 8/627.
أخرجه عبد الرزاق 2/273 به سندا ومتنا.(3/1180)
[2909] ويؤيده ما أخرج النسائي والحاكم من طريق حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزل القرآن جميعا ليلة القدر إلى السماء، ثم فُصِّل، فنزل في السنين، وذلك قوله {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} 1.
قوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} الآية: 82
[2910] أخرج عبد بن حميد من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن علي مرفوعا {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} قال: وتجعلون شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا 2.
__________
1 فتح الباري 8/627.
أخرجه النسائي في التفسير رقم585 من طريق أبي عوانة، وابن جرير 27/203، والحاكم 2/477 كلاهما من طريق هشيم، عن حصين، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وفي إسناد ابن جرير زيادة بين حصين وسعيد، وهو "حكيم بن جُبير"، وهو ضعيف جدا. وكذا أخرجه الطبراني في الكبير ج12/رقم12426 من طريق شريك، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، به. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/123 رواه الطبراني، وفيه حكيم بن جبير وهو متروك.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/25 وعزاه للنسائي وابن جرير، ومحمد بن نصر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.
2 فتح الباري 2/523.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/108 والترمذي رقم3295 - في تفسير سورة الواقعة - حدثنا أحمد ابن منيع، قالا: حدثنا الحسين بن محمد - وهو المروزي -، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/23 عن أبيه، عن مخول بن إبراهيم النهدي، وابن جرير 27/207-208 عن محمد بن المثنى، عن عبيد الله بن موسى، وعن يعقوب بن إبراهيم، عن يحيى بن أبي بكير، أربعتهم عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، به مرفوعا. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث إسرائيل، ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي نحوه ولم يرفعه. أهـ. والحديث ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم649 وقال: ضعيف الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/29 وزاد نسبته إلى أحمد بن منيع وعبد ابن حميد وابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق وابن مردويه والضياء في المختارة عن علي مرفوعا.(3/1181)
[2911] روى سعيد بن منصور عن هشيم عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس أنه كان يقرأ "وتجعلون شكركم أنكم تكذبون"، وهذا إسناد صحيح، ومن هذا الوجه أخرجه ابن مردويه في التفسير المسند 1.
قوله تعالى: {فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} الآية: 86
[2911] م - وصل عبد بن حميد في التفسير من طريق ورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: {فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ} غير محاسبين2.
قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} الآية: 89
[2912] قال الفريابي: حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {فَرَوْحٌ} قال: جنة {وَرَيْحَانٌ} قال: رزق 3.
__________
1 فتح الباري 2/522.
أخرجه ابن جرير 27/208 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر، به، ولكن الآية ذكرت فيها كما في المصحف - {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} . وزاد في أوله "قال: ما مُطر قوم قط إلا أصبح بعضهم كافراً، يقولون: مُطرنا بنوء كذا وكذا". مع أن الحافظ ابن كثير نقلها في تفسيره 8/23 برواية الطبري هذه، وفيه "وقرأ ابن عباس وتجعلون شكركم أنكم تكذبون "، وبهذا اللفظ ذكره السيوطي أيضا في الدر المنثور 8/32 ونسبه إلى ابن جرير. والله تعالى أعلم. ثم قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس، كما صحح الحافظ ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
2 فتح الباري 8/156.
وصله عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/171: أخبرني شبابة، عن ورقاء، به.
3 فتح الباري 6/322. أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/503 به سنداً ومتناً. وأخرج ابن جرير 27/211 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} قال: راحة، وقوله "وريحان" قال: الرزق. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/26 عن مجاهد تعليقا بلفظ "فروح وريحان": جنة ورخاء، "وريحان": ورزق.(3/1182)
[2913] وأخرجه البيهقي في الشعب من طريق آدم عن ورقاء بسنده بلفظ {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ} قال: الروح جنة ورخاء، والريحان رزق1.
قوله تعالى: {فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} الآية: 91
[2914] أخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس قال: يأتيه الملائكة من قبل الله، سلام لك من أصحاب اليمين: تخبره أنه من أصحاب اليمين2.
__________
1 فتح الباري 6/322.
2 فتح الباري 8/627.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/38 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر، هذا ولم أجده في تفسير الطبري.(3/1183)
سورة الحديد
قوله تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} الآية: 7
[2915] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ} معمرين فيه1.
قوله تعالى: {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} الآية: 9
[2916] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح {لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} من الضلالة إلى الهدي2.
قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} الآية: 16
[2917] عن ابن مسعود: لم يكن بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} إلا أربع سنين، أخرجه مسلم من طريق عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عمه3.
__________
1 فتح الباري 8/628.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/336 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظ "معمرين بالرزق".
2 فتح الباري 8/628.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/336 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 8/628.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم3027-24 - في التفسير، باب في قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} - بسنده عن عون بن عبد الله، عن أبيه، أن ابن مسعود قال: فذكره.(3/1184)
قوله تعالى: {فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} الآية: 25
[2918] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} جُنَّة وسلاح1.
قوله تعالى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} الآية: 28
[2919] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبي موسى الأشعري في قوله تعالى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} قال: ضعفين بالحبشية أجرين 2.
__________
1 فتح الباري 8/628.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/336 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 10/452.(3/1185)
سورة المجادلة
قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} الآية: 1
[2920] وصل أحمد والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش عن تميم1 عن عروة عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، فأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} 2.
[2921] وأخرجه ابن ماجه أيضا من رواية أبي عبيدة بن معن 3 عن الأعمش بلفظ "بتبارك" وسياقه أتم4.
__________
1 هو تميم بن سلمة السلمي الكوفي، روى عنه الأعمش ومنصور وطلحة بن مصرف وغيرهم، ثقة. مات سنة مائة. انظر ترجمته في: التهذيب 1/450، والتقريب 1/113.
2 فتح الباري 13/373.
أخرجه الإمام أحمد 6/46، وابن ماجه رقم188 - في المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية - من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. وأخرجه النسائي رقم3460 - في الطلاق، باب الظهار - من حديث جرير عن الأعمش، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 5/339 بسنده إلى جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، به. ثم قال: هذا حديث صحيح، وتميم وثقه ابن معين وغيره. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن النسائي رقم3237، وصحيح سنن ابن ماجه رقم155.
3 هو عبد الملك بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي أبو عبيدة المسعودي الكوفي، روى عن الأعمش وأبي إسحاق الشيباني، وعنه ابنه محمد وابن المحاربي وحسين بن ثابت وأحمد بن يحيى الأحول. ثقة، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. انظر ترجمته في: التهذيب 6/376، والتقريب 1/523.
4 فتح الباري 13/373.
أخرجه ابن ماجه رقم2063 - في الطلاق، باب الظهار - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، =(3/1186)
[2922] أخرج النقاش في تفسيره بسند ضعيف إلى الشعبي قال: المرأة التي جادلت في زوجها هي خولة بنت الصامت1 وأمها معاذة أمة عبد الله بن أبي التي نزل فيها {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] 2.
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} الآية: 2
[2923] أخرج سعيد بن منصور من رواية داود بن أبي هند سألت مجاهداً عن الظهار من الأمة فكأنه لم يره شيئا. قلت: أليس الله يقول {مِنْ نِسَائِهِمْ} أفليست من النساء؟ فقال: قال الله تعالى {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ} أو ليس العبيد من الرجال؟ أفتجوز شهادة العبيد3؟
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية: 5
[2924] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {يُحَادُّونَ}
__________
= ثنا محمد بن أبي عبيدة، ثنا أبي، عن الأعمش، به. ولفظه "قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كلَّ شيء. إنيّ لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى عليَّ بعضه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي تقول: يا رسول الله! أكل شبابي، ونثرتُ له بطني، حتى إذا كبرت سنّي، وانقطع ولدي، ظاهر منيّ، اللهم إنّي أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبرائيل بهؤلاء الآيات: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} . وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/60 من هذا الطريق. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/70 ونسبه إلى ابن ماجه وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي. وقد صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم1678. وانظر ما قبله.
1 قال ابن حجر: وقوله "بنت الصامت" خطأ؛ فإن الصامت والد زوجها، ولعله سقط منه شيء، وتسمية أمها غريب. فتح الباري 13/374.
2 فتح الباري 13/374.
إسناده ضعيف كما بين ذلك ابن حجر، ثم إنه مرسل.
3 فتح الباري 9/434.(3/1187)
يشاقّون 1.
[2925] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {يُحَادُّونَ اللَّهَ} قال: يعادون الله ورسوله2.
قوله تعالى: {كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الآية: 5
[2926] ولابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة: خزوا كما خزي الذين من قبلهم3.
[2927] ومن طريق مقاتل بن حيان: أخزوا4.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} الآية: 11
[2928] عن قتادة "كانوا يتنافسون في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأوه مقبلا ضيقوا مجلسهم، فأمرهم الله تعالى أن يوسع بعضهم لبعض5.
__________
1 فتح الباري 8/628.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/337 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 8/628.
أخرجه عبد الرزاق 2/281 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/628.
أخرجه ابن جرير 28/11 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.
4 فتح الباري 8/628.
انظر ما قبله.
5 فتح الباري 11/62.
أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/279، وابن جرير 28/17 من طريق ابن ثور، كلاهما عن معمر، عن قتادة، نحوه. وأخرج ابن جرير 28/17 من طريق سعيد، عن قتادة، نحوه.(3/1188)
[2929] وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيّان قال: نزلت يوم الجمعة أقبل جماعة من المهاجرين والأنصار من أهل بدر فلم يجدوا مكانا، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم ناسا ممن تأخر إسلامه فأجلسهم في أماكنهم، فشق ذلك عليهم، وتكلم المنافقون في ذلك، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا} 1.
[2930] وعن الحسن البصري: المراد بذلك مجلس القتال، قال: ومعنى قوله {انْشُزُوا} انهضوا للقتال2.
قوله تعالى:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} الآية: 11
[2931] وفي صحيح مسلم عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي3 - وكان عامل عمر علي مكة - أنه لقيه بعسفان فقال له: من استخلفت؟ فقال: استخلفت ابن أبزي مولى لنا. فقال عمر: استخلفت مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض. فقال عمر: أما إن نبيكم قد قال: "إن الله
__________
1 فتح الباري 11/62.
قلت: إسناده ضعيف، فإنه مرسل، ثم إنه يخالف ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري رقم6270 من رواية ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه نهى أن يُقام الرجل من مجلسه ويَجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا ". فحاشا أن ينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء ثم يفعله، اللهم ما كان خاصا به صلى الله عليه وسلم.
2 فتح الباري 11/62.
أخرج ابن جرير 28/18 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. وذكر السيوطي في الدر المنثور 8/82 بنحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
3 نافع بن عبد الحارث بن خالد الخزاعي، صحابي فتحيّ، وأمّره عمر على مكة فأقام بها إلى أن مات. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/284، رقم5176، والإصابة 6/321، رقم8678، والتقريب 2/295.(3/1189)
قد يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين" 1.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} الآية: 12
[2932] أخرج الترمذي وحسنه وصححه ابن حبان وابن مردويه من طريق علي بن علقمة2 عن عليّ قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} الآية، قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "ما ترى؟ دينار"، قلت: لا يطيقونه، قال: "فنصف دينار؟ " قلت: لا يطيقونه، قال: "فكم؟ " قلت: شعيرة، قال: "إنك لزهيد"، فنزلت {أَشْفَقْتُمْ} الآية، قال: فبيّ خفف الله عن هذه الأمة3.
[2933] وأخرج ابن مردويه من حديث سعد بن أبي وقاص له
__________
1 فتح الباري 1/ 141.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم817-269 - في صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه - بسنده عن نافع بن عبد الحارث، به.
2 علي بن علقمة الأنماري الكوفي، روى عن علي وابن مسعود، وعنه سالم بن أبي الجعد. مقبول. قال البخاري: في حديثه نظر. وذكره ابن حبان في الثقات. له عند الترمذي حديث واحد، وهو هذا. وأخرج له النسائي في خصائص علي. انظر ترجمته في: التهذيب 7/319، والتقريب 2/41.
3 فتح الباري 11/81 و 13/340.
أخرجه الترمذي رقم3300 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة المجادلة -، عن سفيان بن وكيع، وابن حبان الإحسان، رقم6941 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن يحيى بن آدم، حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة الأنماري، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه. وأخرجه ابن جرير 28/21 من طرق عن سفيان الثوري، به. وذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم652 وقال: ضعيف الإسناد.(3/1190)
شاهدا1.
[2934] وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن عاصم الأحول قال: لما نزلت كان لا يناجي النبي صلى الله عليه وسلم أحد إلا تصدق، فكان أول من ناجاه علي ابن أبي طالب فتصدق بدينار، ونزلت الرخصة {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} الآية، وهذا مرسل رجاله ثقات2.
__________
1 فتح الباري 11/81.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/84 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه بسند قال عنه السيوطي "فيه ضعف" عن سعد بن أبي وقاص، ولفظه "قال نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} فقدمت شعيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لزهيد" فنزلت الآية الأخرى {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} ".
وقد أخرجه الطبراني في الكبير ج 1/ رقم331 حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي كاتب سلمة، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا محمد بن إسحاق، عن أبي إسحاق الهمداني، عن مصعب ابن سعد، عن سعد رضي الله عنه، به في حديث طويل. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/125 وقال: رواه الطبراني في حديث طويل ... وفيه "سلمة بن الفضل الأبرش وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره
2 فتح الباري 11/81.
ضعيف، لأنه مرسل مع أن رجاله ثقات - كما بين ذلك ابن حجر -، وله شواهد تقدمت.(3/1191)
سورة الحشر
قوله تعالى:
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} الآيتان: 1، 2
[2935] وصل عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري عن عروة "ثم كانت غزوة بني النضير، وهم طائفة من اليهود على رأس ستة أشهر من وقعة بدر1، وكانت منازلهم ونخلهم بناحية المدينة، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمتعة والأموال لا الحلقة يعني السلاح، فأنزل الله فيهم {سَبَّحَ لِلَّهِ - إلى قوله - لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} وقاتلهم حتى صالحهم على الجلاء فأجلاهم إلى الشام، وكانوا من سبط لم يصبهم جلاء فيما خلا، وكان الله قد كتب عليهم الجلاء ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسباء 2.
__________
1 هذا قول الزهري، والذي عليه أكثر أصحابي المغازي أن غزوة بني النضير وقعت بعد وقعة الرجيع وبئر معونة في سنة أربع للهجرة. انظر: سيرة ابن هشام 3/993، والرحيق المختوم ص 330.
2 فتح الباري 7/330.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه 5/357-358، رقم9732 عن معمر، عن الزهري، عن عروة، به.(3/1192)
قوله تعالى: {وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ} الآية: 3
[2936] أخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد، عن قتادة {الْجَلاءَ} الإخراج من أرض إلى أرض1.
قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} الآية: 5
[2937] وعند الترمذي من حديث ابن عباس "اللينة" النخلة، في أثنا حديث2.
[2938] وروى سعيد بن منصور من طريق عكرمة قال: "اللينة" ما دون العجوة 3.
[2939] وقال سفيان: هي شديد الصفرة تنشق عن النوى4.
__________
1 فتح الباري 8/629.
أخرج ابن جرير 28/31 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به نحوه. ولفظه "خروج الناس من البلد إلى البلد ". وبهذا اللفظ علقه ابن كثير 8/85 عن قتادة.
2 فتح الباري 8/629.
أخرجه الترمذي رقم3303 - في التفسير، باب "ومن سورة الحشر" - حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا عفان بن مسلم، حدثن حفص بن غياث، حدثنا حبيب بن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به، في حديث طويل. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2631 وقال: صحيح الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/98 مختصرا، ونسبه إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي شيبة وعبد بن حميد.
3 فتح الباري 8/629.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 180/ ب حدثنا خالد بن عبد الله، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/98 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
4 فتح الباري 8/629.(3/1193)
قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} الآية: 7
[2940] وروى عبد الرزاق في حديث عمر الطويل حين دخل عليه عباس وعلي يختصمان قال: قرأ عمر {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} الآية، فقالوا: استوعبت هذه المسلمين1.
قوله تعالى: {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} الآية: 9
[2941] وصل عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن {حَاجَةً} حسدا 2، ورويناه في الجزء الثامن من "أمالي المحامل" بعلو من طريق أبي رجاء عن الحسن في قوله {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} قال: الحسد3.
قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الآية: 9
[2942] وعند ابن مردويه من طريق محارب بن دثار4 عن ابن عمر "أهدى لرجل رأس شاة فقال: إن أخي وعياله أحوج منا إلى هذا فبعث به إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى رجعت إلى الأول بعد سبعة،
__________
1 فتح الباري 6/269.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/283-284 عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة بن خالد، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر بن الخطاب، نحوه مختصراً.
2 لم أجده في تفسير عبد الرزاق. وقد أخرجه عبد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/337 ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، به.
3 فتح الباري 8/632.
أخرج ابن جرير 28/42 من طريق شعبة وابن علية كلاهما عن أبي رجاء، به.
4 محارب بن دثار، السدوسي، الكوفي، القاضي، روى عن ابن عمر وغيره، وعنه عطاء بن السائب وأبو سحاق الشيباني والأعمش وغيرهم. ثقة إمام زاهد، مات سنة ست عشرة ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/45، والتقريب 2/230.(3/1194)
فنزلت1.
[2943] عن مقاتل بن حيان "الخصاصة" فاقة، أخرجه ابن أبي حاتم من طريقه2.
__________
1 فتح الباري 7/120.
أخرجه الحاكم 2/483-484 حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن المغيرة السكري بهمدان، ثنا القاسم بن الحكم العرني، ثنا عبيد الله بن الوليد، عن محارب بن دثار، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقه الذهبي فقال: "عبيد الله" ضعفوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/107 ونسبه إلى الحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.
هذا وقد أخرج البخاري برقم3798 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه "أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضم - أو يضيف - هذا؟ " الحديث، وفيه "ضحك الله الليلة - أو عجب - من فعالكما"، فأنزل الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ... } الآية". قال ابن حجر: هذا هو الأصح في سبب نزول هذه الآية، ثم أورد هذه الرواية، وقال ويحتمل أن تكون نزلت بسبب ذلك كله. أهـ. فتح الباري 7/120.
2 فتح الباري 8/632.
لم أقف عليه مسنداً، وهكذا فسره البخاري في ترجمة الباب، كما فسره به ابن جرير وغيره. انظر: تفسير الطبري 28/42. وفي الحديث عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل؟ قال: "جُهد المُقِلّ، وابدأ بمن تعول". أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/358 بسند صحيح.(3/1195)
سورة الممتحنة
قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} الآية: 1
[2944] وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن بشير 1 عن قتادة عن أنس قال: "لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مشركي قريش كتب إليهم حاطب بن أبي بلتعة يحذرهم " فذكر الحديث إلى أن قال "فأنزل الله فيه القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} الآية2.
__________
1 سعيد بن بشير الأزدي، ضعيف. وقد تقدم، بل وصفه بعضهم بأنه منكر الحديث، يروي عن قتادة منكرات.
2 فتح الباري 8/636.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/125-126 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وتمامه "فأطلع الله نبيه على ذلك، فوجد الكتاب مع امرأة في قرن من رأسها فقال له: "ما حملك على الذي صنعت؟ " قال: أما والله ما ارتبت في أمر الله، ولا شككت فيه، ولكنه كان لي بها أهل ومال، فأردت مصانعة قريش، وكان حليفا لهم، ولم يكن منهم، فأنزل الله فيه القرآن"، فذكر هذه الآية.
وإسناده ضعيف لحال سعيد بن بشير. ولكن صحّت هذه القصة من حديث علي وغيره فيما أخرجه الشيخان وغيرهما من أن هذه الآية نزلت في حاطب انظر: البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، تفسير سورة الممتحنة، باب {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ} رقم4890، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل بدر، رقم2494-161.
وفي هذا قال ابن كثير: كان سبب نزول صدر هذه السورة الكريمة قصة حاطب بن أبي بلتعة، وذلك أن حاطبا هذا كان رجلا من المهاجرين، وكان من أهل بدر أيضا، وكان له بمكة أولاد ومال، ولم يكن من قريش أنفسهم، بل كان حليفا لعثمان، فلما عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتح مكة لما نقض أهلها العهد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالتجهيز لغزوهم، وقال: "اللهم عمِّ عليهم خبرنا". فعمد حاطب هذا فكتب كتابا، وبعثه مع امرأة من قريش إلى أهل مكة، يعلمهم بما عزم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتخذ بذلك عندهم يداً، فأطلع الله رسوله على ذلك، استجابة لدعائه. فبعث في أثر المرأة فأخذ الكتاب منها. أهـ. تفسير القرآن العظيم 8/105.(3/1196)
قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} الآية: 5
[2945] وصل الفريابي عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} قال: لا تعذبنا بأيديهم، ولا بعذاب من عندك، وزاد في آخره "ما أصابهم مثل هذا، كذا أخرجه عبد بن حميد عن شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه1.
[2946] وللطبري من طريق أخرى عن ورقاء، عن عيسى عن ابن أبي نجيح كذلك2.
[2947] وأخرج الحاكم مثل هذا من طريق آدم بن أبي إياس عن ورقاء فزاد فيه ابن عباس وقال: صحيح على شرط مسلم3.
__________
1 فتح الباري 8/633.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/337-338 ثنا ورقاء، به. ولفظه في آخره "فيقولون: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم مثل هذا ".
2 فتح الباري 8/633.
أخرجه ابن جرير 28/64 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، به مثله.
قال ابن حجر: فاتفقوا كلهم على أنه موقوف عن مجاهد.
3 فتح الباري 8/633.
أخرجه الحاكم 2/485 أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان، ثنا إبراهيم ابن الحسين، ثنا آدم ابن أبي إياس، به. وفيه قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وهو على شرط مسلم فحسب كما ذكره ابن حجر - كما في الأعلى-. قال ابن حجر: وما أظن زيادة ابن عباس فيه إلا وهما لاتفاق أصحاب ورقاء على عدم ذكره.(3/1197)
[2948] وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} لا تسلطهم علينا فيفتنونا1.
[2949] وأخرج الطبري من طريق سعيد عن قتادة في قوله {لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} قال: لا تظهرهم علينا فيفتنونا، يرون أنهم إنما ظهروا علينا بحقهم2.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} الآية: 10
[2950] وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أنه صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر من النساء: بالله ما خرجت إلا رغبة في الإسلام وحبا لله ورسوله 3.
[2951] وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد نحوه وزاد "ولا خرج بك عشق رجل منا، ولا فرار من زوجك"4.
__________
1 فتح الباري 8/633.
أخرجه ابن جرير 28/64 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
قال ابن حجر: وهذا بخلاف تفسير مجاهد، وفيه تقوية لما قلته.
قلت: وليس تفسيره يخالف تفسير مجاهد، بل هو في معناه؛ فإن قوله "لا تعذبنا بأيديهم" بمعنى "لا تسلطهم علينا فيفتنونا".
2 فتح الباري 8/633.
أخرجه ابن جرير 28/64 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.
قال ابن حجر: وهذا يشبه تأويل مجاهد.
3 فتح الباري 8/637.
أخرجه عبد الرزاق 2/288 به نحوه. وأخرجه ابن جرير 28/68 من طريق أبي ثور، عن معمر، به. وهذا مرسل مع صحة إسناده؛ لأن قتادة لم يخضر الحادث.
4 فتح الباري 8/637. قد تكرر هذا الإسناد كثيراً، وعبد بن حميد إنما يروي فيه عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، فهذا إسناد صحيح.(3/1198)
[2952] وعند ابن مردويه وابن أبي حاتم والطبراني من حديث ابن عباس نحوه، وسنده ضعيف1.
[2953] وذكر الطبري وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أن المرأة من المشركين كانت إذا غضبت على زوجها قالت: والله لأهاجرن إلى محمد، فنزلت {فَامْتَحِنُوهُنَّ} 2.
قوله تعالى: {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} الآية: 10
[2954] وصل عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أرأيت
__________
1 فتح الباري 8/637.
لعله أشار إلى الرواية التي أوردها السيوطي في الدر المنثور 8/137 وعزاها لابن أبي أسامة والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، وحسّن - أي السيوطي - أسنادها. ولفظها "عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} أنه سئل بم كان النبي صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء؟ قال: كانت المرأة إذا جاءت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها عمر رضي الله عنه: بالله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض، وبالله ما خرجت من بغض زوج، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله. واللفظ لابن المنذر كما قال السيوطي.
هذا وقد أخرج هذا الأثر البزار كشف الأستار، رقم2272 - تفسير سورة الممتحنة -، وابن جرير 28/67 من طريق قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة بن حصين، عن أبي نصر الأسدي، عن ابن عباس. قال البزار: لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وأبو نصر لم يرو عنه إلا خليفة.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/126 وقال: رواه البزار، وفيه قيس بن الربيع، وثقّه شعبة والثوري وضعّفه غيرهما، وبقية رجاله ثقات.
2 فتح الباري 8/637.
أخرجه ابن جرير 28/68 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فذكره. وزاد في آخره "إن كان الغضب أتى بها فردّوها، وإن كان الإسلام أتى بها فلا تردّوها".(3/1199)
اليوم امرأة من أهل الشرك جاءت إلى المسلمين أيعاوض زوجها منها لقوله تعالى: {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} ؟ قال: لا، إنما كان ذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أهل العهد1.
قوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} الآية: 10
[2955] وصل الفريابي من طريق مجاهد {بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} أمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بفراق نسائهم كن كوافر بمكة2، وأخرجه الطبري من طريقه أيضا ولفظه "أمر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بطلاق نسائهم كوافر بمكة قعدن مع الكفار" 3.
[2956] ولسعيد بن منصور من طريق إبراهيم النخعي قال: نزلت في المرأة من المسلمين تلحق بالمشركين فتكفر فلا يمسك زوجها بعصمتها قد برئ منها. انتهى4.
[2957] روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري لما نزلت {وَلا تُمْسِكُوا
__________
1 فتح الباري 9/422.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم12707 - في الطلاق، باب {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} ، به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/633.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/338 عن ورقاء، وعبد بن حميد كما في تغليق التعليق أيضا عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/633.
أخرجه ابن جرير 28/72 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، به مثله. وأخرجه البيهقي في السنن 7/171 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، به نحوه.
4 فتح الباري 8/633.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 180/ب حدثنا جرير، عن معن، عن إبراهيم، به.(3/1200)
بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} فذكر القصة وفيها "فطلق عمر امرأتين كانتا له بمكة"1.
[2958] وأخرج ابن أبي حاتم بسند حسن من رواية بني طلحة مسلسلا بهم عن موسى بن طلحة2 عن أبيه قال "لما نزلت هذه الآية {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} طلقت امرأتي أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وطلق عمر قريبة وأم كلثوم بنت جرول" 3.
[2959] وقد روى الطبري من طريق سلمة بن الفضل4 عن محمد
__________
1 فتح الباري 9/419.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/288 عن معمر، عن الزهري - مطولا. ولفظه "نزلت عليه وهو في أسفل الحديبية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم صالحهم على أنه من أتاه منهم فإنه يرده إليهم، فلما جاء النساء نزلت عليه هذه الآية، وأمره أن يرد الصداق على أزواجهن وحكم على المشركين بمثل ذلك إذا جاءتهم امرأة من المسلمين أن يردوا الصداق إلى زوجها، قال الله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} قال: فطلّق عمر امرأتين كانتا له بمكة ... إلخ.
2 موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، أبو عيسى، أو أبو محمد المدني، نزيل الكوفة، ثقة جليل، ويقال إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، روى عن أبيه وغيره، وعنه ابنه عمران وحفيده سليمان بن عيسى بن موسى وابنا أخيه إسحاق وطلحة ابنا يحيى بن طلحة وابن أخيه الآخر موسى بن إسحاق بن طلحة وابن أخيه موسى بن عبد الله بن إسحاق ابن طلحة وغيرهم. مات سنة ثلاث ومائة على الصحيح. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/312، والتقريب 2/284.
3 فتح الباري 9/419.
لم أقف على إسناده، وقد حسنه ابن حجر كما في الأعلى. ويشهد له مرسل الزهري الآتي.
ورواية بني طلحة قد تكرر كثير في كتب المسندة وهذه السلسلة هي "سليمان بن أيوب ابن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة بن عبيد الله. انظر هذه السلسة مثلا في: تفسير الطبري 21/147، والمختارة للضياء المقدسي 3/19، وتفسير ابن كثير 6/394.
4 سلمة بن الفضل الأبرش، مولى الأنصار، أبو عبد الله الأزرق، قاضي الريّ، روى عن محمد بن إسحاق وغيره، وعنه محمد بن حميد الرازي وغيره، صدوق كثير الخطأ، مات بعد التسعين ومائة. وقد جاوز المائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/135، والتقريب 1/318.(3/1201)
ابن إسحاق قال "قال الزهري: لما نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ} ... إلى قوله {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} طلق عمر قريبة وأم كلثوم وطلق طلحة أروى بنت ربيعة فرق بينهما الإسلام، حتى نزلت {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} ثم تزوجها بعد أن أسلمت خالد بن سعيد ابن العاصي1.
قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا} الآية: 10
[2960] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلوا مَا أَنْفَقُوا} قال: من ذهب من أزواج المسلمين إلى الكفار فليعطهم الكفار صدقاتهن وليمسكوهن، ومن ذهب من أزواج الكفار إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فكذلك، هذا كله في صلح كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش2.
[2961] وعن معمر عن الزهري نحو قول مجاهد، وزاد: وقد انقطع ذلك يوم الفتح فلا يعاوض زوجها منها بشيء 3.
__________
1 فتح الباري 9/419.
أخرجه ابن جرير 28/72 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: وقال الزهري، نحوه مطولا. وإسناده ضعيف، ثم إنه مرسل.
2 فتح الباري 9/422.
أخرجه ابن جرير 28/73 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
3 فتح الباري 9/422.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم12708 - في الطلاق، باب {وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} - عن معمر، عن الزهري، به. ولفظه "قال: إنما كان هذا صلح بين النبي صلى الله عليه وسلم، وبين قريش، يوم الحديبية فقد انقطع ذلك يوم الفتح ولا يعاوض وزجه منها بشيء.(3/1202)
قوله تعالى: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} الآية: 11
[2962] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} أي إن أصبتم مغنما من قريش فاعطوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا عوضا1.
[2963] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أشعث عن الحسن في قوله تعالى: {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ} قال: نزلت في أم الحكم بنت أبي سفيان ارتدت فتزوجها رجل ثقفي، ولم ترتد امرأة من قريش غيرها، ثم أسلمت مع ثقيف حين أسلموا 2.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ} الآية: 12
[2964] فقد أخرج ابن مردويه من حديث ابن عباس قال: "لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء فبايعهن أن لا يشركن بالله شيئا، الآية قالت
__________
1 فتح الباري 9/418، 422.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/464 حدثني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه. وأخرجه ابن جرير 28/76 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 9/422.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/138 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وقال ابن حجر عقب ذكره - فإن ثنت هذا استثنى من الحصر المذكور في حديث الزهري، لأن أم الحكم هي أخت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وقج تقدم في حديث ابن عباس أنها كانت تحت عياض بن غنم، وظاهر سياقه أنها كانت عند نزول قوله تعالى: {وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} مشركة، وأن عياض بن غنم فارقها لذلك فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي، فهذا أصح من رواية الحسن. أهـ. فتح الباري 9/422.(3/1203)
خولة بنت حكيم: يا رسول الله، كان أبي وأخي ماتا في الجاهلية، وإن فلانة أَسْعَدَتْنِي1 وقد مات أخوها" الحديث 2.
[2965] وأخرج الترمذي من طريق شهر بن حوشب3 عن أم سلمة الأنصارية وهي أسماء بنت يزيد قالت: "قلت يا رسول الله، إن بني فلان أسعدوني على عمي ولا بد من قضائهن، فأبى. قالت: فراجعته مرارا فأذن لي4، ثم لم أنح بعد" 5.
[2966] وأخرج أحمد والطبري من طريق مصعب بن نوح6 قال:
__________
1 أسعدتني من الإسعاد، وهو إسعاد النساء في المناحاة، تقوم المرأة فتقوم معها أخرى من جاراتها فتساعدها على النيّاحة. وهو خاص بهذا المعنى، ولا يستعمل إلا في البكاء والمساعدة عليه. وأما المساعدة فعامّة في كل معونة. انظر: النهاية لابن الأثير 2/366، مادة "سعد"، وفتح الباري 8/638.
2 فتح الباري 8/639.
لم أقف على من ذكره غير ابن حجر، وله شواهد تأتي.
3 شهر بن حوشب الأشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، صدوق، كثير الإرسال والأوهام، مات سنة اثنتي عشرة ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/323، والتقريب 1/355.
4 قال ابن حجر: وظهر من هذا كله أن أقرب الأجوبة أنها كانت مباحة ثم كرهت كراهة تنزيه، ثم تحريم والله أعلم.
5 فتح الباري 8/639.
أخرجه الترمذي رقم3307 - في التفسير، باب "ومن سورة الممتحنة" - حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا يزيد بن عبد الله الشيباني، قال: سمعت شهر بن حوشب، به. وأوله " قال أم سلمة: قال امرأة من النسوة: ما هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نعصيك فيه؟ قال: لا تَنُحْن، قلت: يا رسول الله ... الحديث نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن. كما حسّنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2635.
6 مصعب بن نوح الأنصاري، ذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عنه عمرو بن فرّوخ، سمعت أبي يقول: هو مجهول. وذكره الذهبي باسمه فقط، ولم يذكر شيئا في ترجمته. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر "لكنه - أي ابن حبان - ذكره في الطبقة الثالثة، فقال: يروي المقاطيع، فكأنه عنده لم يسمع من الصحابية المذكورة.
انظر: الجرح والتعديل 8/308، والميزان 5/247، رقم8573، وتعجيل المنفعة رقم1039.(3/1204)
"أدركت عجوزاً لنا كانت فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فأخذ علينا ولا يَنُحْن، فقالت عجوز: يا نبي الله، إن ناسا كانوا أسعدونا على مصائب أصابتنا، وإنهم قد أصابتهم مصيبة، فأنا أريد أن أسعدهم، قال: "فاذهبي فكافئهم". قالت: فانطلقت فكافأتهم، ثم إنها أتت فبايعته" 1.
[2967] وقد أخرج البزار من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قال: جاءت فاطمة بنت عتبة - أي ابن ربيعة ابن عبد شمس أخت هند بنت عتبة - تبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عليها أن لا تزني، فوضعت يدها على رأسها حياء، فقالت لها عائشة: بايعي أيتها المرأة،
__________
1 فتح الباري 8/639.
أخرجه الإمام أحمد 4/55، وابن جرير 28/79 كلاهما من طريق عمرو بن فروخ القتات، قال: حدثنا مصعب بن نوح الأنصاري، به نحوه. وليس في رواية أحمد قوله "فاذهبي فكافئهم"، وإنما هي في رواية الطبري. وقد زادا في آخره "قال: هو المعروف الذي قال الله {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} .
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/127 وقال: رواه أحمد، ورجاله ثقات!
قلت: وقد عرفت ما قال علماء الجرح والتعديل في "مصعب بن نوح - فيما تقدم من ترجمته -.
ولكن للحديث شواهد تقدمت، وآخر من حديث أم عطية رضي الله عنها، أخرجه البخاري رقم4892 عنها قالت: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ علينا {أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً} ، ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة يدها فقالت: أسعدتني فلانة، فأريد أن أجزيها، فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فانطلقت ورجعت، فبايعها".
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/141 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد وابن سعد وابن مردويه. وقد وجوّد - أي السيوطي - إسناده!(3/1205)
فوالله ما بايعناه إلا على هذا، قالت: فنعم إذاً 1.
قوله تعالى: {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} الآية: 12
[2968] وأخرج الطبري من طريق زهير بن محمد2 قال في قوله {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} : لا يخلو الرجل بامرأة 3.
[2969] وقد جمع بينهما قتادة: فأخرج الطبري عنه قال "أخذ عليهن أن لا ينحن ولا يحدثن الرجال، فقال عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أضيافا وإنا نغيب عن نسائنا، فقال: ليس أولئك عَنَيْتُ" 4.
[2970] وللطبري من حديث ابن عباس المتقدم ذكره "إنما أنبئكن بالمعروف الذي لا تعصينني فيه، لا تخلونّ بالرجل وحدانا، ولا تنحن نوح الجاهلية" 5.
__________
1 فتح الباري 13/204.
2 زهير بن محمد التميمي، تقدم ترجمته، ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة، فضعف بسببها، قال البخاري: عن أحمد: كان زهير الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدثّ بالشام من حفظه، فكثر غلطه.
3 فتح الباري 8/639-640.
أخرجه ابن جرير 28/81 حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثنا عمرو ابن أبي سلمة، عن زهير، به. وإسناده صحيح إلا ما قيل في زهير بن محمد في رواية الشاميين عنه، فعمرو بن أبي سلمة شامي. ولكن الإمام أحمد يرى - كما سبق في ترجمته - أن الذي يروي عنه الشاميون "زهير" آخر. والله أعلم.
4 فتح الباري 8/640.
أخرجه ابن جرير 28/78-79 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} حتى بلغ {فَبَايِعْهُنَّ} قال: ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ عليهن يومئذ النياحة، ولا يتحدثن الرجال ... الخ.
وهذا منقطع مع صحة إسناده.
5 فتح الباري 8/640. لم أقف عليه في تفسير الطبري.(3/1206)
[2971] ومن طريق أسيد بن أبي أسيد البراد 1 عن امرأة من البايعات قالت "كان فيما أخذ علينا أن لا نعصيه في شيء من المعروف، ولا نخدش وجها، ولا ننشر شعراً، ولا تشق جيبا، ولا ندعو ويلا"2.
__________
1 أسيد بن أبي أسيد البراد، أبو سعيد المديني، صدوق، روى عنه الحجاج بن صفوان وغيره. مات في أول خلافة المنصور. أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن الأربعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 1/300، والتقريب 1/77.
2 فتح الباري 8/640.
أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 8/128 حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا القعنبي، حدثنا الحجاج بن صفوان، عن أسيد بن أبي أسيد البراد، به. وإسناده حسن.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/142 ونسبه إلى ابن سعد وابن أبي حاتم وابن مردويه.(3/1207)
سورة الصف
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} الآية: 4
[2972] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} : مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض1.
الآية قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ} الآية: 10
[2973] وقد روى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير "إن هذه الآية لما نزلت قال المسلمون: لو علمنا هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين، فنزلت {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ} الآية" هكذا ذكره مرسلا 2.
[2974] وروى هو والطبري من طريق قتادة قال "لولا أن الله بيّنها
__________
1 فتح الباري 8/641.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/340 ثنا علي بن المبارك في كتابه، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج، به.
2 فتح الباري 6/6.
لم أقف عليه مسندا، وهو مرسل، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/149 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.(3/1208)
ودلّ عليها لتلهّف عليها رجال أن يكونوا يعلمونها حتى يطلبوها 1 " 2.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} الآية: 14
[2975] وأخرج الطبري من طريق معمر عن قتادة أن الحواريين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم من قريش، فسمى العشرة المشهوين إلا سعيد بن زيد وحده وحمزة وجعفر بن أبي طالب وعثمان بن مظعون3.
[2976] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} قال: من يتبعني 4.
__________
1 في الفتح "حتى يطلبونها"، والصواب إسقاط النون؛ لأنه وقع بعد "حتى". وفي تفسير الطبري "حتى يضنوا بها".
2 فتح الباري 6/6.
أخرجه ابن جرير 28/89 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، نحوه.
3 فتح الباري 8/641.
أخرجه عبد الرزاق 2/290 عن معمر، عن قتادة، به. وأخرجه ابن جرير 28/91 من طريق ابن ثور، عن معمر، به.
4 فتح الباري 8/640.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/340 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1209)
سورة الجمعة
قوله تعالى:
{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} الآية: 9
[2977] وصل عبد بن حميد في تفسيره عن عطاء بلفظ "إذا نودي بالأذان حرم اللهو والبيع والصناعات كلها والرقاد وأن يأتي الرجل أهله وأن يكتب كتابا" 1.
[2978] وفي الموطأ عن مالك أنه سأل ابن شهاب عن هذه الآية فقال: كان عمر يقرؤها "إذا نودي للصلاة فامضوا"، قال مالك: وإنما السعي العمل لقول الله تعالى {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ} [البقرة:205] وقال: {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى} [عبس:8] ، قال مالك: وليس السعي الاشتداد. أهـ.2.
[2979] روى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين قال
__________
1 فتح الباري 2/391. وذكره البخاري عنه تعليقا مختصرا بلفظ "تحرم الصناعات كلها".
أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 2/361 حدثنا روح، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: هل من شيء يحرم إذا نُودي بالأولى سوى البيع؟ فقال عطاء - فذكر نحوه.
2 فتح الباري 2/390.
الموطأ كتاب الجمعة، باب ما جاء في السعي يوم الجمعة، 1/106.
وفي البخاري رقم908 عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون عليكم السكينة، فما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم فأتموا".(3/1210)
"جمع أهل المدينة قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن تنزل الجمعة، فقالت الأنصار: إن لليهود يوما يجتمعون فيه كل سبعة أيام، وللنصارى كذلك، فهلم فلنجعل يوم نجتمع فيه فنذكر الله تعالى ونصلي ونشكره، فجعلوه يوم العروبة، واجتمعوا إلى أسعد بن زرارة، فصلى بهم يومئذ، وأنزل الله تعالى بعد ذلك {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} الآية 1.
__________
1 فتح الباري 2/355.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/159 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.
قال ابن حجر: وهذا وإن كان مرسلا فله شاهد بإسناد حسن أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وغير واحد، بإسناد حسن، من حديث كعب بن مالك قال "كان أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسعد بن زرارة" الحديث.(3/1211)
سورة المنافقون
قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} الآية: 2
[2980] قال عبد بن حميد: حدثني شبابة عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} قال: يجتنون أنفسهم " 1.
[2981] وأخرجه الطبري من وجه آخر عن ابن أبي نجيح {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} قال: يجتنون بها2.
قوله تعالى:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ} الآية: 5
[2982] في مرسل سعيد بن جبير "وجاء عبد الله بن أبي فجعل يعتذر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "تُبْ"، فجعل يلوي رأسه، فنزلت" 3.
__________
1 فتح الباري 8/646.
2 فتح الباري 8/646. أخرجه ابن جرير 28/106 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، به. وزاد في آخره "قال ذلك بأنهم آمنوا ثم كفراو".
3 فتح الباري 8/648.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/174 مطولا، وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم. وأوله "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل منزلا في السفر لم يرتحل منه حتى يصلي فيه، فلما كان غزوة تبوك نزل منزلا، فقال عبد الله ابن أبي: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فارتحل ولم يصل، فذكروا ذلك له فذكر فصة ابن أبي، ونزل القرآن {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} وجاء عبد الله بن أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يعتذر ... الحديث. =(3/1212)
[2983] ووقع في مرسل الحسن "فقال قوم لعبد الله بن أبي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستغفر لك، فجعل يلوي رأسه، فنزلت1.
[2984] وكذا أخرج عبد بن حميد من طريق قتادة2.
[2985] ومن طريق مجاهد 3.
[2986] ومن طريق عكرمة أنها نزلت في عبد الله بن أبيّ 4.
قوله تعالى:
{سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} الآية: 6
[2987] وأخرج الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال "أنزلت
__________
= وقد أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 8/153-154 حدثنا أبي، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا أيوب، عن سعيد بن جبير، نحوه. وليس فيه اللفظ المذكور هنا. ولفظه "وقيل لعبد الله بن أبي: ائت النبي صلى الله عليه وسلم حتى يستغفر لك، فأنزل الله {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} إلى قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ} .
قال ابن كثير: "وهذا إسناد صحيح إلى سعيد بن جبير. وقوله: إن ذلك كان في غزوة تبوك، فيه نظر، بل ليس بجيد؛ فإن عبد الله بن أبي بن سلول لم يكن ممن خرج في غزوة تبوك، بل رجع بطائفة من الجيش، وإنما المشهور عند أصحاب المغازي والسير أن ذلك كان في غزوة المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق". أهـ.
1 فتح الباري 8/648.
لم أجده عن الحسن، وأخرج ابن جرير 28/110 من طريق ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، نحوه. ولفظه "قال له قومه" والباقي مثله.
2 أخرجه ابن جرير 28/110 من طريق سعيد، عنه، نحوه.
3 أخرجه ابن جرير 28/110 من طريق ابن أبي نجيح، عنه، نحوه.
4 فتح الباري 8/648.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/174 مطولا، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر من طريق الحكم عن عكرمة.(3/1213)
هذه الآية بعد التي في التوبة {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} 1.
قوله تعالى:
{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} الآية: 8
[2988] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عقيل عن الزهري عن عروة ابن الزبير وعمرو بن ثابت أنهما أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزا عزوة المريسيع وهي التي هدم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مناة الطاغية التي كانت بين قفا المشلل وبين البحر فاقتتل رجلان فاستعلى المهاجري على الأنصاري، فقال حليف الأنصار: يا معشر الأنصار، فتداعوا إلى أن حجز بينهم، فانكفأ كل منافق إلى عبد الله بن أبي فقالوا: كنت تُرْجَى وتَدفع، فصرت لا تضر ولا تنفع، فقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكر القصة بطولها، وهو مرسل جيد 2.
__________
1 فتح الباري 8/649.
أخرجه ابن جرير 28/111 من طريق العوفي به. وتمامه "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم زيادة على سبعين مرة، فأنزل الله {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} ".
2 فتح الباري 8/649.
أخرجه ابن أبي حاتم فيما ذكره ابن كثير في تفسير 8/158 حدثنا محمد بن عزيز الايلي، حدثني سلامة، حدثني عقيل - وهو ابن خالد -، أخبرني محمد بن مسلم - هو الزهري، به مطولا. وتمامه "قال مالك بن الدخْشُم وكان من المنافقين: أو لم أقل لكم لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، فسمع بذلك عمر بن الخطاب، فأقبل يمشي حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي في هذا الرجل الذي قد أفتن الناس، أضرب عنقه - يريد عمر عبد الله بن أبي - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: "أو قاتله أنت إن أمرتُك بقتله؟ " قال عمر: والله لئن أمرتني بقتله لأضربن عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجلس". فأقبل =(3/1214)
............................................................................................
__________
= أسيد بن الحضير - وهو أحد الأنصار، ثم أحد بني عبد الأشهل - حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي في هذا الرجل الذي قد أفتن الناس أضرب عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أو قاتله أنت إن أمرتك بقتله؟ ". قال: نعم، والله لئن أمرتي بقتله لأضربن بالسيف تحت قرط أذنيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجلس". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آذنوا بالرحيل". فجهّز الناس، فسار يومه وليلته والغد حتى متع النهار، ثم نزل. ثم هجّر بالناس مثلها، فصبّح بالمدينة في ثلاث سارها من قفا المُشلَّل، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أرسل إلى عمر فدعاه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي عمر، أكنتَ قاتلَه لو أمرتك بقتله؟ ". قال عمر: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والله لو قتلتَه يومئذ لأرغمتَ أنوف رجال لو أمرتهم اليوم بقتله امتثلوه فيتحدث الناس أني قد وقعت على أصحابي فأقتلهم صبراً". وأنزل الله عز وجل {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} ... إلى قوله {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ} ... الآية. قال ابن كثير: وهذا سياق غريب، وفيه أشياء لا توجد إلا فيه.
قلت: ومن الأمور الغريبة في هذا السياق: ذكر مالك بن الدُّخْشم بالنفاق، فقد شهد مالك هذا بدراً في قول الجميع، وهو الذي أَسر سُهيل بن عمرو يوم بدر. قال ابن عبد البر: "لا يصح عنه النفاق، فقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه في ذلك". وهو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرق مسجد ضرار هو ومعن بن عدي. انظر: الاستيعاب رقم الترجمة 2292، وأسد الغابة 5/20، رقم الترجمة 4591، والإصابة 5/534، رقم الترجمة 7640.(3/1215)
سورة التغابن
قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} الآية: 9
[2989] وقد وصله الفريابي وعبد بن حميد من طريق مجاهد قال: التغابن غبن أهل الجنة أهل النار1.
[2990] وللطبري من طريق شعبة عن قتادة: يوم التغابن يوم غبن أهل الجنة أهل النار2 3.
قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} الآية: 11
[2991] وصل عبد الرزاق عن ابن عيينة عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علقمة {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال: هو الذي إذا أصابته مصيبة رضي بها وعرف أنها من الله، لكن لم يذكر ابن مسعود4، وكذا أخرجه الفريابي
__________
1 فتح الباري 8/652، 653.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/343 ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 قال ابن حجر: أي لكون أهل الجنة بايعوا على الإسلام بالجنة فربحوا وأهل النار امتنعوا من الإسلام فخسروا، فشبهوا بالمتبايعين يغبن أحدهما الآخر في بيعه.
3 فتح الباري 8/653.
هكذا ذكره ابن حجر من طريق شعبة، عن قتادة. ولكن أخرجه ابن جرير 28/122 من طريق سعيد، عن قتادة، به.
4 وعلقه البخاري عن علقمة عن عبد الله.
أخرجه عبد الرزاق 2/295 به نحوه. ولكنه ذكر صدر الآية فقط، وهو قوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} . ولم يذكر "ابن مسعود".(3/1216)
عن الثوري، وعبد بن حميد عن عمر بن سعد1 عن الثوري عن الأعمش، والطبري من طرق عن الأعمش2.
[2992] نعم أخرجه البرقاني من وجه آخر فقال:"عن علقمة قال: شهدنا عنده - يعني عند عبد الله - عرض المصاحف، فأتى على هذه الآية {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال: هي المصيبات تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم ويرضى 3.
[2993] وعند الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: المعنى يهدي قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه 4.
__________
1 عمر بن سعد بن عبيد أبو داود الحفري - نسبة إلى موضع بالكوفة -، روى عن الثوري وغيره، وعنه أحمد ابن حنبل وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني وغيرهم. ثقة عابد، مات سنة ثلاث ومائتين. أخرج له مسلم والأربعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 7/397، والتقريب 2/56.
2 فتح الباري 8/652.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/342 ثنا عمر بن سعد، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال: في الرجل يصاب المصيبة فيعلم أنها من عند الله، فيسلم، ويرضى. وكذا قال، ليس فيه "عن عبد الله".
وكذا أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/342 عن سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وأخرجه ابن جرير 28/123 من طرق عدة، عن الأعمش، به. ولم يذكر "عبد الله".
3 فتح الباري 8/652.
رواه البرقاني في مستخرجه على البخاري فيما ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/343 بهذا اللفظ. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/184 عن ابن مسعود بهذا السياق، وعزاه لسعيد بن منصور فقط.
4 فتح الباري 8/652. أخرجه ابن جرير 28/123 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(3/1217)
سورة الطلاق
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} الآية: 1
[2994] قال مجاهد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} قال ابن عباس: في قبل عدتهن، أخرجه الطبري بسند صحيح1.
[2995] وروى الطبري بسند صحيح عن ابن مسعود في قوله تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} قال: في الطهر من غير جماع 2.
__________
1 فتح الباري 9/346.
أخرجه ابن جرير 28/129 حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت مجاهدا يحدث عن ابن عباس، فذكره. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
2 فتح الباري 9/346.
ثم قال ابن حجر: وأخرجه - أي الطبري - عن جمع من الصحابة ومن بعدهم كذلك، وهو عند الترمذي أيضا. انظر: تفسير الطبري 28/129-131 فقد أخرج عن ابن عباس وابن عمر وعن جمع من التابعين نحوه. وأخرج الترمذي رقم1175 و 1176 عن ابن عمر بنحوه. وقد صححهما، ثم قال الترمذي: وقد روى هذا من غير وجه عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم، أن طلاق السنة، أن يطلقها طاهراً من غير جماع. وقال بعضهم: إن طلقها ثلاثا وهي طاهر، فإنه يكون للسنة أيضا. انظر: سنن الترمذي 3/479.
وحديث ابن مسعود أخرجه الطبري 28/129 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/169. ثم أخرج الطبري من طرق عن ابن مسعود، مثله. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/190 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي.(3/1218)
قوله تعالى: {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} الآية: 1
[2996] أخرج مسلم من طريق أبي إسحاق "كنت مع الأسود بن يزيد في المسجد فحدث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سكنى ولا نفقة، فأخذ الأسود كفا من حصى فحصبه به وقال: ويلك تحدث بهذا؟ قال عمر: لا ندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لا تدري لعلها حفظت أم نسيت، قال الله تعالى {لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} 1.
قوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} الآية: 2
[2997] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال "كان نفر من المهاجرين يطلقون لغير عدة ويراجعون بغير شهود فنزلت 2.
قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} الآية: 2
[2998] وأخرج أبو داود بسند صحيح من طريق مجاهد قال "كنت عند ابن عباس، فجاءه رجل فقال: إنه طلق امرأته ثلاثا، فسكت حتى ظننت أنه سيردها إليه فقال: ينطلق أحدكم فيركب الأحموقة ثم يقول:
__________
1 فتح الباري 9/481.
قال ابن حجر: قال الدارقطني: قوله في حديث عمر "وسنة نبينا" غير محفوظ والمحفوظ "لا ندع كتاب ربنا".
والحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم1480-46 - في الطلاق، باب المطلقة ثلاثا لا نفقة لها - بسنده إلى أبي إسحاق، به.
2 فتح الباري 9/346.
لم أجده، وقد أخرج ابن جرير 28/137 من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: إن أراد مراجعتها قبل أن تنقضي عدتها، أشهد رجلين كما قال الله {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} عند الطلاق وعند المراجعة.(3/1219)
يا ابن عباس يا ابن عباس، إن الله قال {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} وإنك لم تتق الله فلا أجد لك مخرجا، عصيت ربك وبانت منك امرأتك1.
[2999] وأخرج أبو داود له متابعات عن ابن عباس بنحوه2.
[3000] وصل الطبراني وابن أبي حاتم من طريق الربيع بن منذر الثوري3 عن أبيه عن الربيع بن خثيم قال في قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ
__________
1 فتح الباري 9/362.
أخرجه أبو داود في سننه رقم2197 - في الطلاق، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث -، وابن جرير 28/129 كلاهما من طريق إسماعيل بن علية، أخبرنا أيوب، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد، به. وزاد في آخره "وإن الله قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} في قُبُل عدتهن".
وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى، كما صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم1923.
2 فتح الباري 9/362.
قال أبو داود روى هذا الحديث حميد الأعرج وغيره عن مجاهد عن ابن عباس، ورواه شعبة عن عمرو ابن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وأيوب وابن جريج جميعا عن عكرمة ابن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وابن جريج عن عبد الحميد ابن رافع عن عطاء عن ابن عباس، ورواه الأعمش عن مالك بن الحارث عن ابن عباس، وابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس كلهم قالوا في الطلاق الثلاث أنه أجازها قال وبانت منك نحو حديث إسماعيل عن أيوب عن عبد الله بن كثير. قال أبو داود: وروى حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس إذا قال أنت طالق ثلاثا بفم واحد فهي واحدة ورواه إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة هذا قوله لم يذكر ابن عباس وجعله قول عكرمة. سنن أبي داود 2/260.
3 الربيع بن منذر الثوري، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا، وذكره ابن حبان في الثقات. روى عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، روى عنه زيد بن الحباب وعبد الحميد الحماني وأبو نعيم ومحمد بن الصلت.
انظر ترجمته في: التاريخ الكبير 1/2/274، والجرح والتعديل 3/470، وفتح الباري 11/306.(3/1220)
لَهُ مَخْرَجاً} الآية قال: من كل شيء ضاق على الناس 1.
قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} الآية: 4
[3001] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق يونس عن الزهري قال: الارتياب والله أعلم في المرأة التي تشك في قعودها عن الولد وفي حيضها أتحيض أو لا، وتشك في انقطاع حيضها بعد أن كانت تحيض وتشك في صغرها هل بلغت المحيض أم لا، وتشك في حملها أبلغت أن تحمل أو لا؟ فما ارتبتم فيه في ذلك فالعدة فيه ثلاثة أشهر2.
__________
1 فتح الباري 11/306.
أخرجه ابن جرير 28/138 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الربيع بن المنذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، به. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/173 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عمر بن سعد، ثنا سفيان، عن منذر الثوري، عن الربيع بن خثيم. ولم يذكر في الإسناد "الربيع بن المنذر"، وأبوه هو منذر الثوري.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/198 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
2 فتح الباري 9/470.
لم أقف على إسناده. قال ابن حجر: وهذا الذي جزم به الزهري مختلف فيه فيمن انقطع حيضها بعد أن كانت تحيض، فذهب أكثر فقهاء الأمصار إلى أنها تنتظر الحيض إلى أن تدخل في السن الذي لا تحيض فيه مثله فتعتد حينئذ تسعة أشهر. وعن مالك والأوزاعي تربص تسعة أشهر، فإن حاضت وإلا اعتدت ثلاثة. وعن الأوزاعي إن كانت شابة فسنة، وحجة الشافعي والجمهور ظاهر القرآن، فإنه صريح في الحكم للآيسة والصغيرة، وأما التي تحيض ويتأخر حيضها فليست آيسة، لكن لمالك في قوله سلف وهو عمر، فقد صحّ عنه ذلك. وذهب الجمهور إلى أن المعنى في قوله: {إِنِ ارْتَبْتُمْ} أي في الحكم لا في اليأس. أهـ. فتح الباري 9/470.(3/1221)
[3002] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {إِنِ ارْتَبْتُمْ} قال: إن لم تعلموا أتحيض أم لا تحيض، فاللائي قعدن عن المحيض واللائي لم يحضن بعد فعدتهن ثلاثة أشهر1.
[3003] ولابن المنذر من طريق أخرى عن مجاهد "التي كبرت والتي لم تبلغ"2.
قوله تعالى: {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} الآية: 4
[3004] وقد أخرج الطبري وابن أبي حاتم بطرق متعددة إلى أبي بن كعب أنه "قال للنبي صلى الله عليه وسلم {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} المطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها زوجها؟ قال: "هي للمطلقة ثلاثا أو المتوفى عنها" 3.
__________
1 فتح الباري 8/653.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/343 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/653.
أخرج ابن جرير 28/140 من طريق ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. ولفظه "قوله: {إِنِ ارْتَبْتُمْ} إن لم تعلموا التي قعدت عن الحيضة، والتي لم تحض، فعدتهن ثلاثة أشهر".
3 فتح الباري 8/654.
أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد مسند أبيه 5/116 حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثني المثنى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بن كعب - مرفوعا مثله. ونقله ابن كثير في تفسيره 8/178 وقال: هذا حديث غريب جداً، بل منكر؛ لأن في إسناده "المثنى بن الصباح"، وهو متروك الحديث بمرة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/5 وقال: رواه عبد الله ابن أحمد وفيه المثنى بن الصباح وثقه ابن معين وضعفه الجمهور.
وأخرجه ابن جرير 28/143، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/178 كلاهما من حديث ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي بن كعب، به نحوه. وابن لهيعة أيضا ضعيف.
وأخرجه ابن جرير 28/143 من حديث ابن عيينة عن عبد الكريم بن أبي المخارق، =(3/1222)
[3005] وقد أخرج أبو داود وابن أبي حاتم من طريق مسروق قال: بلغ ابن مسعود أن عليا يقول تعتد آخر الأجلين، فقال: من شاء لاعنته أن التي في النساء القُصْرَى 1 أنزلت بعد سورة البقرة، ثم قرأ {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} 2.
__________
= عن أبي بن كعب، به. قال ابن كثير: عبد الكريم ضعيف، ولم يدرك أبيّا. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/203 ونسبه إلى عبد الله في زوائد المسند وابن مردويه.
قال ابن حجر: وهذا المرفوع وإن كان لا يخلو شيء من أسانيده عن مقال لكن كثرة طرقه تشعر بأن له أصلا، يعضده قصة سُبَيْعَة المذكورة.
قلت: وقصة سبيعة المذكورة أخرجها الإمام أحمد 4/327، والبخاري ومسلم، وغيرهم البخاري: الطلاق، باب {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} ، الأرقام 5318-5320، ومسلم: الطلاق، باب انقضاء عدة المتوفى عنها زوجها، وغيرها، بوضع الحمل، رقم1484-56 عن المسور بن مخرمة وغيره أن سبيعة الأسدية توفي عنها زوجها وهي حامل، فلم تمكث إلا ليالي حتى وضعت، فلما تعلّمت من نفاسها خطبت، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النكاح، فأذن لها أن تنكح، فنكحت.
فدلّت الآية والحديث - أعني حديث سبيعة - على أن الحامل تنقضي عدتها بوضع الحمل مباشرة. وفي هذا يقول ابن كثير 8/175: "من كان حاملا فعدتها بوضعه، ولو كان بعد الطلاق أو الموت بفواق ناقة، في قول جمهور العلماء من السلف والخلف، كما هو نصّ هذه الآية، وكما وردت به السنة النبوية". أهـ.
1 يقصد هذه السورة أي الطلاق، قال ابن حجر: وعرف بهذا مراده بسورة النساء القصرى، وهي سورة الطلاق، والمراد بعض كل، فمن البقرة قوله {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} ومن الطلاق هذه الآية وهي قوله {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} .
2 فتح الباري 8/656.
أخرجه أبو داود رقم2307 - في الطلاق، باب في عدة الحامل - وابن ماجه رقم2030 - في الطلاق، باب الحامل المتوفى عنها زوجها، إذا وضعت حلّت للأزواج -، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/177 كلهم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، به. وأخرجه ابن جرير 28/142 من حديث سعيد =(3/1223)
قوله تعالى: {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} الآية: 9
[3006] وصل عبد بن حميد من طريق مجاهد {وَبَالَ أَمْرِهَا} قال: جزاء أمرها 1.
قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} الآية: 12
[3007] روى ابن جرير من طريق شعبة عن عمرو بن مرة 2 عن أبي الضحى عن ابن عباس في هذه الآية {وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} قال: في كل أرض مثل إبراهيم، ونحو ما على الأرض من الخلق، هكذا أخرجه مختصرا،
__________
= ابن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر، حدثني ابن شبرمة الكوفي، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، أن عبد الله بن مسعود قال - فذكر بنحوه. وأخرجه ابن جرير 28/143 من حديث إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي قال: ذُكر عند ابن مسعود - فذكر نحوه. وأخرجه النسائي في التفسير رقم624، والطبراني في الكبير ج9/ رقم9644 كلاهما من حديث زهير بن معاويه، عن أبي إسحاق، عن الأسود ومسروق وعبيدة عن ابن مسعود، نحوه.
وفي البخاري رقم4532، 4910 وغيره من حديث ابن مسعود في قصة سبيعة وفيه: "أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون عليها الرخصة؟ لنزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى {وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} ".
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/203 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه.
1 فتح الباري 8/653.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/344 ثنا شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث، المرادي، أبو عبد الله، الكوفي، الأعمى، روى عن سعيد ابن المسيب وعبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن جبير وغيرهم، وعنه الأوزاعي والثوري وشعبة وغيرهم، ثقة عابد، كان لا يدلّس، ورمي بالإرجاء، مات سنة ثمان عشرة ومائة. وقيل قبلها. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/89-90، والتقريب 2/78.(3/1224)
وإسناده صحيح1.
[3008] وأخرجه الحاكم والبيهقي من طريق عطاء بن السائب عن أبي الضحى مطولا وأولّه: أي سبع أرضين في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم وإبراهيم كإبراهيمكم وعيسى كعيسى ونبي كنبيكم"، قال البيهقي: إسناده صحيح، إلا أنه شاذ بمرة 2.
[3009] وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس قال: لو حدثتكم بتفسير هذه الآية لكفرتم وكفركم تكذيبكم به 3.
__________
1 فتح الباري 6/293.
أخرجه ابن جرير 28/153 حدثني عمرو بن علي ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، به. ونقل ابن كثير في تفسيره 8/183 عن الطبري.
وأخرجه الحاكم 2/493 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
فهذا الأثر وإن صحّ إسناده إلى ابن عباس فلا شك أن متنه لا يخلو من نكارة. وقد أشار البيهقي - كما في الرواية الآتية - إلى ذلك قائلا "وإسناده صحيح إلا أنه شاذ بمرة ".
2 فتح الباري 6/293.
أخرجه الحاكم 2/493 أخبرنا أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عبيد بن غنام النخعي، أنبأ علي بن حكيم، ثنا شريك، عن عطاء بن السائب، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. ثم قال البيهقي: إسناد هذا عن ابن عباس صحيح، وهو شاذ بمرة، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا، والله أعلم. أهـ.
وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/183 برواية البيهقي.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/211 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في الشعب وفي الأسماء والصفات عن أبي الضحى عن ابن عباس.
3 فتح الباري 6/293.
أخرجه ابن جرير 28/153 حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، به. ونقله ابن كثير في تفسيره 8/183 عن الطبري. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/210 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير وابن الضريس.(3/1225)
[3010] ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه وزاد "وهن مكتوبات بعضهن على بعض1.
__________
1 فتح الباري 6/293.(3/1226)
سورة التحريم
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ... قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} الآيتان: 1-2
[3011] وقع عند سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلى مسروق قال:"حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة لا يقرب أمته وقال: "هي علي حرام"، فنزلت الكفارة ليمينه، وأمر أن لا يحرم ما أحل الله"1.
[3012] وأخرج الضياء في "المختارة" من مسند الهيثم بن كليب ثم من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة: "لا تخبري أحداً أن أم إبراهيم عليّ حرام"، قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} 2.
__________
1 فتح الباري 8/657.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 182/ أعن هشيم، نا داود، عن الشعبي، عن مسروق، به. وأخرجه ابن جرير 28/156 من طريق ابن علية، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: قال مسروق - فذكر نحوه. وإسناده مرسل. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/216 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد.
2 فتح الباري 8/657.
أخرجه الهيثم بن كليب في مسنده كما في تفسير ابن كثير 8/186 ومن طريقه الضياء في المختارة رقم189 حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، به مثله. قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/216 ونسبه إلى الهيثم بن كليب في مسنده والضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر - مرفوعا. ولم يذكر "عن عمر"، ولعل هذا سقط عند النسخ أو الطباعة. والله تعالى أعلم.(3/1227)
[3013] وقد روى النسائي من طريق حماد عن ثابت عن أنس هذه القصة مختصرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم يزل به حفصة وعائشة حتى حرّمها، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} الآية 1.
[3014] ووقع في رواية يزيد بن رومان2 عن عائشة عند ابن مردويه وفيه "أن حفصة أهديت لها عكة فيها عسل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها حبسته حتى تلعقه أو تسقيه منها، فقالت عائشة لجارية عندها حبشية يقال لها خضراء: إذا دخل على حفصة فانظري ما يصنع، فأخبرتها الجارية بشأن العسل، فأرسلت إلى صواحبها فقال: إذا دخل عليكن فقلن: إنا نجد منك ريح مغافير، فقال: "هو عسل، والله لا أطعمه أبدا"، فلما كان يوم حفصة استأذنته أن تأتي أباها، فأذن لها فذهب، فأرسل إلى جاريته مارية فأدخلها بيت حفصة، قالت حفصة: فرجعت فوجدت الباب مغلقا، فخرج ووجهه يقطر
__________
1 فتح الباري 8/657، 9/376.
أخرجه النسائي في التفسير رقم627، وفي السنن رقم3959 أخبرني إبراهيم بن يونس ابن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، به.
وقد صحّح ابن حجر إسناده، ثم قال: وهذا أصحّ طرق هذا السبب. انظر: فتح الباري 9/376.
وأخرجه الحاكم 2/493 من طريق محمد بن بكير، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/214 ونسبه إلى النسائي والحاكم وابن مردويه.
2 يزيد بن رُومان المدني، مولى آل الزبير، ثقة، روى عن ابن الزبير وأنس وعبيد الله وسالم ابني عبد الله بن عمر وصالح بن خوات بن جبير وعروة بن الزبير والزهري وهو من أقرانه وأرسل عن أبي هريرة. وعنه هشام ابن عروة وعبيد الله بن عمر بن حفص ابن عاصم بن عمر وأبو حازم سلمة بن دينار وغيرهم. مات سنة ثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/284، والتقريب 2/364.(3/1228)
وحفصة تبكي، فعاتبته فقال:" أشهدك أنها على حرام، انظري لا تخبري بهذا امرأة وهي عندك أمانة"، فلما خرج قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت: ألا أبشرك؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرّم أمته، فنزلت"1.
[3015] وعند ابن سعد من طريق شعبة مولى ابن عباس عنه "خرجت حفصة من بيتها يوم عائشة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجاريته القبطية بيت حفصة فجاءت فرقبته حتى خرجت الجارية فقالت له "أما أني قد رأيت ما صنعت، قال: "فاكتمي عليَّ وهي حرام"، فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها، فقالت له عائشة: أما يومي فتعرس فيه بالقبطية ويسلم لنسائك سائر أيامهن، فنزلت الآية2.
__________
1 فتح الباري 9/289.
لم أجده من حديث عائشة، وقد أخرج الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم2397 من حديث ابن عباس بهذا اللفظ مطولا، فقال: حدثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن رومان، عن ابن عباس، فذكره. وأوله "قال: كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله عز وجل: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} فكنت أهابه حتى حججنا معه حجة، فقلت: لئن لم أسأله في هذه الحجة، لا أسأله ... إلخ. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 5/11-13 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب بن الليث ثقة مأمون وضعفه أحمد وغيره.
2 فتح الباري 9/289.
أخرجه ابن سعد في الطبقات فيما نقل عنه الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 4/61 أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عمر بن عقبة، عن شعبة قال: سمعت ابن عباس يقول، فذكره نحوه. وقد ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 4/61 برواية ابن سعد هذه.
هذا ولم أقف على هذه الرواية عند ابن سعد في الطبقات، ولكن أخرج في ترجمة مارية من طريق سويد بن عبد العزيز، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن القاسم بن محمد، نحوه. انظر: الطبقات الكبرى 8/213.(3/1229)
[3016] أخرج ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس قال "دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم بيتها فوجدت معه مارية فقال: "لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة، إن أباك يلي هذا الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت"، فذهبت إلى عائشة فأخبرتها فقالت له عائشة ذلك، والتمست منه أن يحرم مارية فحرّمها، ثم جاء إلى حفصة فقال: "أمرتك ألا تخبري عائشة فأخبرتها"، فعاتبها على ذلك ولم يعاتبها على أمر الخلافة، فلهذا قال الله تعالى {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} 1.
__________
1 فتح الباري 8/657 و 9/289.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 12/ رقم12640 حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، أنا أبو عوانة، عن أبي سنان، عن الضحاك، به. وليس عنده لفظة "فعاتبته". وتمامه "فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة، فإن أباك يلي من بعد أبي بكر إذا أنا مت"، فذهبت حفصة فأخبرت عائشة أنا رأت النبي صلى الله عليه وسلم يطأ مارية، وأخبرتها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن أبا بكر يلي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويلي عمر من بعده، فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: من أنبأك هذا؟ قال:"نبأني العليم الخبير"، فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرم مارية، فحرّمها، فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ} . ونقله ابن كثير في تفسيره 8/192 برواية الطبراني، وقال: إسناده فيه نظر. كما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 5/181 وقال: رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف، وقد وثقّه ابن حبان، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس، وبقية رجاله ثقات.
قال ابن حجر - بعد إيراده لهذه الطرق -: وهذه طرق يقوي بعضها بعضا.
هذا وقد أخرج البخاري رقم4912 عن عائشة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها، فواطأتُ أنا وحفصة على أيّتنا دخل عليها فليقل له: أكلتَ مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال: "لا، ولكني كنتُ أشرب عسلا عند زينب ابنة جحش، فلن أعود له، وقد حلفتُ لا تخبري بذلك أحداً ".
فهذا يخالف ما تقدم، ولذا فقد رجّح ابن كثير هذا السبب، حيث قال: "اختلف في سبب نزول صدر هذه السورة، فقيل: نزلت في شأن مارية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرمّها " ثم أورد جملة من الآثار في ذلك، ثم قال: "والصحيح أن ذلك كان في تحريمه العسل " ثم ذكر هذا الحديث وطرق أخرى له. تفسير القرآن العظيم 8/185، 187.
بينما جنح ابن حجر إلى الجمع بين السببين، فقال: فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا.(3/1230)
[3017] وأخرج الطبراني في "الأوسط" وفي "عشرة النساء" وابن مردويه من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية بيت حفصة، فجاءت فوجدتها معه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي تفعل هذا معي دون نسائك؟ فذكر نحوه، وفي كل منهما ضعف1.
__________
1 فتح الباري 8/657 و 9/289.
أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3404، وعنه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/60 قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء، أنا موسى ابن جعفر بن أبي كثير مولى الأنصار، عن عمه، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام، به مطولا نحو حديث الضحاك عن ابن عباس الآتي. وتمامه "قال: "فإنها عليّ حرام أن أمسها يا حفصة! واكتمي هذا عليّ"، فخرجت حتى أتت عائشة، فقالت: يا بنت أبي بكر ألا أبشرك؟ فقالت: بماذا؟ فقالت: وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فقلت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك؟ وبي تفعل هذا من بين نسائك؟ فكان أول السرور أن حرّمها على نفسه، ثم قال لي: "يا حفصة ألا أبشرك؟ " فقلت: بلى بأبي وأمي يا رسول الله، فأعلمني أن أباك يلي الأمر بعده، وأن أبي يليه بعد أبيك، وقد استكتمني ذلك، فاكتميه. فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أي من مارية {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي لما كان منك {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً} يعني حفصة، {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} يعني عائشة {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ} أي بالقرآن، {عَرَّفَ بَعْضَهُ} عرّف حفصة ما أظهرت من أمر مارية {وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} عن ما أخبرت به من أمر أبي بكر وعمر، فلم يثر به عليها {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} ثم أقبل عليهما يعاتبهما، فقال {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} يعني أبا بكر وعمر =(3/1231)
[3018] أخرج الطبري بسند صحيح عن زيد بن أسلم التابعي الشهير قال "أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم ولده في بيت بعض نسائه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي وعلى فراشي، فجعلها عليه حراما، فقالت: يا رسول الله، كيف تحرم عليك الحلال! فحلف لها بالله لا يصيبها، فنزلت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ، قال زيد ابن أسلم: فقول الرجل لامرأته أنت علي حرام لغو، وإنما تلزمه كفارة يمين إن حلف1.
[3019] في الطبراني وتفسير ابن مردويه من طريق أبي عامر الخزاز2 عن ابن أبي مليكة3 عن ابن عباس قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند سودة، وفي آخره" فأنزلت {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ورواته
__________
= {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً} فوعده من الثيبات: آسية بنت مزاحم، امرأة فرعون، وأخت نوح، ومن الأبكار: مريم بنت عمران، وأخت موسى عليه السلام. قال الطبراني: لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/129-130 وقال: رواه الطبراني في الأوسط من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عمه، قال الذهبي: مجهول، وخبره ساقط.
وأخرجه - أيضا - العقيلي 4/155 في ترجمة موسى بن جعفر هذا، وقال: لا يصح إسناده.
1 فتح الباري 9/376.
أخرجه ابن جرير 28/155 حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثني ابن أبي مريم، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثني زيد بن أسلم، نحوه. وقد صحح ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
2 هو صالح بن رستم المزني مولاهم، أبو عامر الخزاز - بمعجمات -، البصري، روى عن ابن أبي مليكة وغيره، وعنه يحيى القطان وسعيد بن عامر الضبي وأبو نعيم وغيرهم، صدوق، كثير الخطأ، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
انظر ترجمته في: التهذيب 4/342، والتقريب 1/360.
3 هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة - بالتصغير -، ابن عبد الله بن جدعان، التيمي، المدني، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فقيه، مات سنة سبع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/431.(3/1232)
موثقون، إلا أن أبا عامر وَهِمَ في قوله سودة 1.
[3020] وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "أن رجلا جاءه فقال: إني جعلت امرأتي عليَّ حراما، قال: كذبت، ما هي عليك بحرام، ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ثم قال له "عليك رقبة" 2.
قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} الآية: 4
[3021] أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن قتادة {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: الأنبياء3.
__________
1 فتح الباري 12/343.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/رقم11226 حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن أبي عامر الخزاز، حدثني ابن أبي مليكة، به. وتتمته "فيدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة فقالت: إني أجد منك ريحا، فقال: إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه "فنزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/130 ورجاله رجال الصحيح. وقال ابن حجر عقبه: ورواته موثقون، إلا أن أبا عامر وهم في قوله سودة. أ. هـ.
2 فتح الباري 9/376.
أخرجه النسائي في التفسير رقم629، وفي سننه رقم3420 - في الطلاق، تأويل قوله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أخبرني عبد الله بن عبد الصمد بن علي، نا مخلد، نا سفيان، عن سالم، به.
وأخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم12246 والحاكم 2/493-494 وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، والبيهقي في سننه 7/350-351 كلهم من حديث سالم بن عجلان الأفطس، عن سعيد بن جبير، به.
3 فتح الباري 10/421.
أخرجه ابن جرير 28/163 من طريق سعيد ومعمر كلاهما عن قتادة، به.(3/1233)
[3022] وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي: أنهم الصحابة1.
[3023] وعن الضحاك: هم خيار المؤمنين، أخرجه ابن أبي حاتم عنه2.
[3024] وعن الحسن البصري: هم أبو بكر وعمر وعثمان، أخرجه ابن أبي حاتم عنه3.
[3025] وعن ابن مسعود مرفوعا: "أبو بكر وعمر"، أخرجه الطبري 4 وابن مردويه، وسنده ضعيف5.
__________
1 فتح الباري 10/421.
ذكره القرطبي في تفسيره 18/124 عن السدي من غير إسناد.
2 فتح الباري 10/421.
أخرجه ابن جرير 28/163 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فذكره. وأخرجه 28/163 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك في قوله: {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: خيار المؤمنين أبو بكر الصديق وعمر.
وابن حميد شيخ الطبري ضعيف، وأما الثاني فكأن الطبري لمح إلى تضعيفه بقوله "حُدِّثت".
3 فتح الباري 10/421.
ذكره ابن كثير في تفسيره 8/192 عن الحسن البصري تعليقا، ولم يعزه لأحد.
4 هكذا في الفتح، ولعله الطبراني؛ فإني لم أجده في تفسير الطبري، ثم إن السيوطي لما ذكره عزاه إلى الطبراني - كما يأتي.
5 فتح الباري 10/421-422.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 10/رقم10477 حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسين بن حريث، ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: "صالح المؤمنين أبو بكر وعمر ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/130 وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك. كما ضعف إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/223 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه وأبي نعيم في فضائل الصحابة. هذا وقد اختار الطبري بأن "صالح" اسم جنس كقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} . انظر: تفسير الطبري 28/163.(3/1234)
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} الآية: 6
[3026] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ} قال: أوصوا أهليكم بتقوى الله 1.
[3027] وروى الحاكم من طريق ربعي بن حراش عن علي في قوله {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} قال "علموا أهليكم خيراً "، ورواته ثقات 2.
[3028] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة "مروهم بطاعة الله وانهوهم عن معصيته " 3.
[3029] وعند سعيد بن منصور عن الحسن نحوه 4.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} الآية: 8
[3030] وصل عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة: توبة نصوحة الصادقة الناصحة 5.
__________
1 فتح الباري 8/659. وذكره البخاري عنه تعليقا، وزاد "وأدّبوهم".
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/345 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 8/659.
أخرجه الحاكم 2/494 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي، به. صحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال ابن حجر - كما في الأعلى - رواته ثقات.
3 فتح الباري 8/659. أخرجه عبد الرزاق 2/303 به سنداً ومتناً.
4 فتح الباري 8/659.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 182/ ب عن خالد بن عبد الله، عن يونس، عن الحسن، به.
5 فتح الباري 11/104. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/136 ثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة، به.(3/1235)
[3031] حكى القرطبي عن عمر أن يذنب الذنب ثم لا يرجع، وفي لفظ "ثم لا يعود فيه1.
[3032] أخرجه الطبري بسند صحيح عن ابن مسعود مثله 2، وأخرجه أحمد مرفوعا3.
[3033] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أن يندم إذا أذنب فيستغفر ثم لا يعود إليه"،
__________
1 فتح الباري 11/104.
ذكره القرطبي 18/129 من غير إسناد، عن عدد من الصحابة منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. هذا وقد أخرجه ابن جرير 28/167 من طرق عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب، به. وذكره ابن كثير 8/195-196 برواية الطبري. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/279 عن أبي الأحوص، والحاكم 2/495 من طريق سفيان، كلاهما عن سماك بن حرب، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
2 أخرجه الطبري 28/167 حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله {تَوْبَةً نَصُوحاً} قال: يتوب ثم لا يعود. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وأخرج الطبري أيضا 28/167 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: التوبة النصوح: الرجل يذنب الذنب ثم لا يعود فيه.
3 فتح الباري 11/104.
أخرجه الإمام أحمد 1/446 حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرنا الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "التوبة من الذنب: أن يتوب منه، ثم لا يعود فيه ". ذكره ابن كثير برواية أحمد هذه، ثم قال: تفرد به أحمد من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف، والموقوف أصح، والله أعلم. أهـ. تفسير القرآن العظيم 8/196. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/202-203 وقال: رواه أحمد، وإسناده ضعيف.(3/1236)
وسنده ضعيف جدا 1.
[3034] أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن البصري: أن يبغض الذنب ويستغفر منه كلما ذكره2.
__________
1 فتح الباري 11/104.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/196 حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني الوليد بن بكير أبو خياب، عن عبد الله بن محمد العَدَوي، عن أبي سنان البصري، عن أبي قلابة، عن زر بن حبيش، به مرفوعا نحوه في حديث طويل. وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
2 فتح الباري 11/104.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/196 حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عباد بن عمرو، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، سمعت الحسن يقول - فذكر نحوه. ولفظه "أن تُبغض الذنب كما أحببته، وتستغفر منه إذا ذكرته".(3/1237)
سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}
قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} الآية: 2
[3035] وذكر مقاتل والكلبي في تفسيرهما في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} قال: خلق الموت في صورة كبش لا يمر على أحد إلا مات، وخلق الحياة على صورة فرس لا يمر على شيء إلا حيي1.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} الآية: 5
[3036] وصل عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} خلق هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به، وإن ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا في هذه النجوم كهانة: من غرس بنجم كذا كان كذا ومن سافر بنجم كذا كان كذا ولعمري ما من النجوم نجم إلا ويولد به الطويل والقصير والأحمر والأبيض والحسن والدميم، وما علم هذه النجوم وهذه الدابة وهذا الطائر شيء من الغيب2.
__________
1 فتح الباري 11/420.
ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/234 عن قتادة في قوله {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} قال: الحياة فرس جبريل عليه السلام، والموت كبش أملح، وقد نسبه إلى ابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 6/295. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 3/489 ثنا يونس، ثنا شيبان، عن قتادة، نحوه.(3/1238)
[3037] وذكر ابن دحية في "التنوير" من طريق أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: النجوم كلها معلقة كالقناديل من السماء الدنيا كتعليق القناديل في المساجد1.
قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ} الآية: 19
[3038] وروى الفريابي وابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى {صَافَّاتٍ} قال: بَسْط أجنحتِهن2.
قوله تعالى: {بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} الآية: 21
[3029] وصل عبد بن حميد والطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} قال: كفور 3.
قوله تعالى:
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً} الآية: 22
[3040] عن مجاهد {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً} قال: هذا مثل المؤمن والكافر4.
__________
1 فتح الباري 6/295.
2 فتح الباري 6/348 و 8/661.
أخرجه الفريابي، وعبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/346، وابن جرير 29/8 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/661.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/346 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 11/382. أخرج آدم بن أبي إياس في تفسيره المسمى بتفسير مجاهد ص 686 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد نحوه. ولفظه قال: " {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ} يعني في الضلالة، {أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} يعني على الحق المستقيم ".(3/1239)
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً} الآية: 30
[3041] وأخرج الفاكهي عن ابن أبي عمر عن سفيان عن ابن الكلبي قال: نزلت هذه الآية {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً} في بئر زمزم وبئر ميمون بن الحضرمي وكانت جاهلية، قال الفاكهي: وكانت آبار مكة تغور سراعا 1.
__________
1 فتح الباري 8/661.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 4/105، رقم2441 حدثنا محمد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن الكلبي، به.
وقد ذكره الأزرقي في أخبار مكة 2/222 من غير إسناد، ثم عزا هذا التفسير إلى مجاهد وعطاء وغيرهما من أهل العلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/239 ونسبه إلى ابن المنذر والفاكهي.(3/1240)
سورة {نْ وَالْقَلَمِ}
قوله تعالى: {نْ وَالْقَلَمِ} الآية: 1
[3042] أخرج الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا قال: "أول ما خلق الله القلم والحوت، قال: أكتب، قال: ما أكتب؟ قال: كل شيء كائن إلى يوم القيامة"، ثم قرأ {نْ وَالْقَلَمِ} ، فالنون الحوت والقلم القلم"1.
قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} الآية: 9
[3043] أخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} قال: تُرَخَّص فَيُرَخَّصون 2.
__________
1 فتح الباري 8/661.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/ رقم12227 حدثنا أبو حبيب زيد بن المهتدي المروذي، ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، ثنا مومل بن إسماعيل، ثنا حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى مسلم بن صبيح، عن عباس، به مرفوعا. قال الطبراني: لم برفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمل بن إسماعيل وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/131 وقال: رواه الطبراني ... ومؤمل ثقة كثير الخطأ وقد وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات.
وأخرجه ابن جرير 29/15 حدثنا ابن حميد، ثنا جرير، عن عطاء، به موقوفا على ابن عباس، ولم يرفعه. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/240 ونسبه إلى ابن جرير والطبراني وابن مردويه.
2 فتح الباري 8/662.
أخرج ابن جرير 29/21 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، مثله.(3/1241)
[3044] ومن طريق عكرمة قال: تكفر فيكفرون1.
قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} الآية: 13
[3045] وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن "العتل" الفاحش الآثم 2.
[3046] وعند أحمد من طريق عبد الرحمن بن غنم3 - وهو مختلف في صحبته - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن "العتل الزنيم" قال: "هو الشديد الخلق المصحح، الأكول الشروب، الواجد للطعام والشراب، الظلوم للناس، الرحيب الجوف" 4.
__________
1 فتح الباري 8/662.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/245 عن عكرمة، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط. وأخرج ابن جرير 29/21 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، مثله.
2 فتح الباري 8/663.
أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/308 عن معمر، عن الحسن بلفظ "قال في قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} : الفاحش اللئيم الضريبة ".
3 عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري، مختلف في صحبته، قال البخاري: له صحبة، وقال ابن يونس: كان ممن قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن في السفية. وقد أورد ابن حجر في ترجمته عدداً من الأحاديث التي رواها ابن غنم فيها ما يدل على صبته، ثم قال - أي ابن حجر - فهذه الأحاديث تدل على صحبته. وذكره العجلي في كبار ثقات التابعين. وقال ابن الأثير: كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره، ولم يَفِد إليه. ولزم معاذ بن جبل منذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن إلى أن مات في خلافة عمر، يعرف بصاحب معاذ لملازمته. وسمع عمر بن الخطاب، وكان أفقه أهل الشام، وهو الذي فقّه عامة التابعين بالشام وكانت له جلالة وقدر. توفي سنة ثمان وسبعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/482، رقم3376، والإصابة 4/293، رقم5197، والتقريب 1/494.
4 فتح الباري 8/663.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 4/227 ثنا وكيع، ثنا عبد الرحمن، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، به. وأخرجه ابن الأثير في ترجمته في أسد الغابة 3/482- 483 من طريق الإمام أحمد، قال: حدثني عبد الحميد، عن شهر بن حوشب، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/131 وقال: رواه أحمد وفيه شهر وثقه جماعة وفيه ضعف وعبد الرحمن بن غنم ليس له صحبة على الصحيح.(3/1242)
[3047] وأخرج الحاكم من حديث عبد الله بن عمر أنه تلا قوله تعالى {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ - إلى - زَنِيمٍ} فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أهل النار كل جعظري جواظ 1 مستكبر" 2.
قوله تعالى: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} إلى قوله {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} الآية: 17-25
[3048] قال عبد الرزاق عن معمر أخبرني تميم بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن جبير يقول: هي يعني الجنة المذكورة أرض باليمن يقال لها صرفان، بينها وبين صنعاء ستة أميال3.
__________
1 الجعظري - بفتح الجيم والظاء المعجمة بينهما عين مهملة وآخره راء مكسورة، ثم تحتانية ثقيلة - قيل: هو الفظ الغليظ المتكبر، وقيل: الذي لا يمرض، وقيل: الذي يتمدح بما ليس فيه أو عنده.
والجواّظ - بفتح الجيم وتشديد الواو وآخره معجمة - الكثير اللحم المختال في مشيه. وقيل: هو الأكول، وقيل: الفاجر، وقيل: الفظ الغليظ. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/276، 316، وفتح الباري 8/663.
2 فتح الباري 8/663.
أخرجه الحاكم 2/499 أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا عبد الله بن رباح، ثنا موسى بن علي، قال: سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به مرفوعا.
وله شاهد من حديث حارثة بن وهب الخزاعي أخرجه البخاري رقم4918 عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: - وفيه - "ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جوّاظ مستكبر".
3 فتح الباري 8/662.
أخرجه عبد الرزاق 2/309 به نحوه. وفيه "ضرّوان" بدل "صرفان"، وليس فيه قوله "بينها وبين صنعاء ستتة أميال". وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/251 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.(3/1243)
[3049] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: كانت الجنة لشيخ، وكان يمسك قوته سنة ويتصدق بالفضل، وكان بنوه ينهونه عن الصدقة، فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا: "لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين"، {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} يقول: على جد من أمرهم، قال معمر وقال الحسن: على فاقة1.
[3050] وأخرج سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن عكرمة قال: هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة، فذكر نحوه إلى أن قال {وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} قال: أمر مجتمع 2.
قوله تعالى: {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} الآية: 20
[3051] أخرج ابن المنذر من طريق شيبان عن قتادة في قوله {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ} : كأنها قد صرمت3.
__________
1 فتح الباري 8/661.
أخرجه عبد الرزاق 2/309 به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/661.
وقد قيل في "حرد" إنها اسم الجنة، وقيل اسم قريتهم. انظر: فتح الباري 8/661.
هذا وقد أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 182/ ب حدثنا أبو الأحوص، ثنا سماك عن عكرمة، نحوه. ولفظه "في قوله {لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} قال: هم ناس من الحبشة كانت لأبيهم جنة وكان يطعم المساكين، فمات أبوهم فقال بنوه: والله إن كان أبونا لأحمق يطعم المساكين، فأجمعوا إليهم منها مصبحين ولا يستثنون أن لا يطعموا مسكينا، وغدوا على حرد قادربن ".
3 فتح الباري 8/662.
لم أقف عليه مسنداً، ومعنى "الصريم" قيل: الليل الأسود، قاله ابن عباس، لأن الليل يقال له الصريم أي صارت سوداء كالليل لاحتراقها، وقال الثوري والسدي: مثل الزرع إذا حُصد: أي هشيما يبساً. انظر: المفردات للراغب ص 280، وتفسير ابن كثير 8/222.(3/1244)
قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ} الآية: 26
[3052] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قوله {فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ} : أضللنا مكان جنتنا1.
[3053] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: أخطأنا الطريق، ماهذه جنتنا2.
قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} الآية: 42
[3054] أخرج أبو يعلى بسند فيه ضعف عن أبي موسى مرفوعا في قوله {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: "عن نور عظيم، فيخرون له سجداً" 3.
[3055] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {يَوْمَ يُكْشَفُ
__________
1 فتح الباري 8/662.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/346 أنا علي بن المبارك، فيما كتب إليَّ، ثنا زيد بن المبارك، ثنا محمد بن ثور، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 8/662.
أخرجه عبد الرزاق 2/309 به سنداً ومتناً.
3 فتح الباري 8/664 و13/428.
أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم7283، وابن جرير 29/42، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 347-348 كلهم من طريق الوليد بن مسلم، حدثنا أبو سعيد روح بن جناح، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، به. أورده ابن كثير في تفسيره 7/90 وقال: وفيه رجل مبهم والله أعلم. كما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/131 وقال: رواه أبو يعلى، وفيه روح ابن جناح وثقه دحيم وقال فيه: ليس بالقوي، وبقية رجاله ثقات. وقال البيهقي: تفرد به روح بن جناح - وهو شامي - يأتي بأحاديث منكرة لا يتابع عليها، والله أعلم، وموالي عمر بن عبد العزيز كثيرة. كما ضعفه ابن حجر كما في الأعلى. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/254 ونسبه إلى أبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات وضعفه وابن عساكر.(3/1245)
عَنْ سَاقٍ} قال: عن شدة أمر1.
[3056] وعند الحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: هو يوم كرب وشدة 2.
[3057] جاء عن ابن عباس في قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: عن شدة من الأمر، والعرب تقول: قامت الحرب على ساق إذا اشتدت، أسنده البيهقي عن ابن عباس بسندين كل منهما حسن، وزاد: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فاتبعوه من الشعر:
قد سنّ أصحابك ضرب الأعناق ... وقامت الحرب بنا على ساق3.
[3058] وأسند البيهقي من وجه آخر صحيح عن ابن عباس قال: يريد يوم القيامة4.
قوله تعالى: {وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} الآية: 48
[3059] وأخرج ابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {مَكْظُومٌ} قال: مغموم5.
__________
1 فتح الباري 8/664.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/310 به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/664.
أخرجه الحاكم 2/499 حدثنا أبو زكريا العنبري، ثنا الحسين بن محمد القباني، ثنا سعيد بن يحيى الأموي، ثنا عبد الله بن المبارك، أنبأ أسامة بن زيد، عن عكرمة عن ابن عباس، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
3 فتح الباري 13/428.
4 فتح الباري 13/428.
5 فتح الباري 6/451 و 8/662.
أخرجه ابن جرير 29/45 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.(3/1246)
سورة الحاقة
قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ} الآية: 1
[3060] الحاقة من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك لأنها حقت لكل قوم أعمالهم. قال قتادة، أخرجه عبد الرزاق عن معمر عنه1.
قوله تعالى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} الآية: 5
[3061] وأخرج الطبري من طريق مجاهد قال {فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} : بالذنوب2.
قوله تعالى: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} الآية: 6
[3062] أخرج ابن أبي حاتم من حديث ابن عمر،
[3063] والطبراني من حديث ابن عباس رفعاه "ما فتح الله على عاد من الريح إلا موضع الخاتم، فمرت بأهل البادية فحملتهم مواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض، فرآهم الحاضرة فقالوا: هذا عارض
__________
1 فتح الباري 8/664.
أخرج عبد الرزاق في تفسيره 2/312 به بدون قوله "الحاقة من أسماء يوم القيامة".
وأخرج ابن جرير 29/47 من طريق سعيد، عن قتادة في قوله {الْحَاقَّةُ} يعني الساعة.
ومن طريق علي ابن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله {الْحَاقَّةُ} قال: من أسماء يوم القيامة، عظمه الله، وحذّره عبادة.
2 فتح الباري 8/665.
أخرجه ابن جرير 29/49 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1247)
ممطرنا، فألقتهم عليهم فهلكوا جميعا1.
قوله تعالى: {سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً} الآية: 7
[3064] وأخرج الطبراني عن ابن مسعود موقوفا بإسناد حسن وصححه الحاكم {حُسُوماً} : متتابعة2.
قوله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}
[3065] قال وهب بن منبه: كان رأس أحدهم مثل القبة 3.
قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ} الآية: 11
[3066] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال {طَغَا} كثر4.
[3067] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: بلغنا أنه طغى فوق
__________
1 فتح الباري 6/377.
أما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/236 حدثنا أبي، حدثنا محمد بن يحيى بن الضريس، حدثنا ابن فضيل، عن مسلم، عن مجاهد، عن ابن عمر - مرفوعا نحوه. وأخرجه الطبراني في الكبير ج12/رقم13553 من طريق واصل ابن عبد الأعلى، ثنا محمد بن فضيل، به.
وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في الكبير ج12/رقم12416 حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا إسماعيل بن زكريا الكوفي، ثنا أبو مالك الجنبي، عن مسلم الملائي، عن مجاهد وسعيد بن جبير، عن ابن عباس - مرفوعا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/116 وقال: وفيه مسلم الملائي وهو ضعيف.
2 فتح الباري 8/664.
3 فتح الباري 6/377.
4 فتح الباري 8/665.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/348 من طريق معاوية، عن علي ابن أبي طلحة، به.(3/1248)
كل شيء خمسة عشر ذراعا 1.
[3068] روى سعيد بن منصور من طريق السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس في قوله {إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ} قال: طغى على خزانه، فنزل بغير كيل ولا وزن2.
قوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} الآية: 14
[3069] وأخرج البيهقي في "البعث" من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله تعالى {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} قال: يصيران غبرة في وجوه الكفار 3.
قوله تعالى: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} الآية: 16
وروى الطبري عن ابن عباس في قوله: {وَاهِيَةٌ} قال:
__________
1 فتح الباري 8/665.
أخرجه عبد الرزاق 2/313 به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/665.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 183/ أعن الحكم بن ظهر، قال: ثنا السدي، به. وفيه "عن أبي مالك أو أبي صالح" بالشك. ولفظه "طغا الماء على خزانه فنزل ولم ينزل من السماء إلا بمكيال أو ميزان إلا زمن نوح، فإنه طغا على خزانه فنزل بغير كيل ولا وزن ". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/266-267 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن المنذر.
3 فتح الباري 11/376.
لم أجده في البعث والنشور. وهذا إسناد حسن، انظر مقدمة هذا الكتاب ص27.
وقد أخرجه الحاكم 2/500 من طريق الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، به نحوه. وزاد في آخره "لا على وجوه المؤمنين، وذلك قوله عز وجل {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس:40] . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/268 ونسبه إلى الحاكم، والبيهقي في البعث والنشور.(3/1249)
متمزقة ضعيفة 1.
قوله تعالى: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} الآية: 17
[3071] وروى عبد بن حميد من طريق قتادة في قوله: {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} أي على حافات السماء2.
[3072] وروى الطبري عن سعيد بن المسيب مثله3.
[3073] وعن سعيد بن جبير: على حافات الدنيا4.
[3074] وأخرج عن ابن عباس قال: والملك على حافات السماء حين تنشق5.
قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}
[3075] عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام"، أخرجه
__________
1 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 29/57 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 29/58 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثني سعيد، عن قتادة، مثله.
3 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 29/58 حدثني الحارث، قال: ثنا الأشيب، قال: ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن سعيد المسيب: الأرجاء حافات السماء.
4 فتح الباري 6/298.
لم أجده بهذا اللفظ، وفي الطبري 29/58 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بلفظ "حافات السماء"، وكذا في الدر المنثور 8/269 بهذا اللفظ، ونسبه إلى عبد بن حميد.
5 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 29/57 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به.(3/1250)
أبو داود وابن أبي حاتم من رواية إبراهيم بن طهمان عن محمد بن المنكدر، وإسناده على شرط الصحيح1.
قوله تعالى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} الآية: 23
[3076] روى عبد بن حميد من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال في قوله: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} قال: يتناول منها حيث شاء 2.
[3077] وروى ابن أبي حاتم من طريق الثوري عن أبي إسحاق عن البراء {دَانِيَةٌ} قال: قريبة 3.
[3078] ومن طريق قتادة قال: دنت فلا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك4.
__________
1 فتح الباري 8/665.
أخرجه أبو داود رقم4727 - في السنة، باب في الجهمية، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/239 كلاهما من طريق أحمد بن عبد الله النيسابوري، حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، به مرفوعا. وهذا لفظ أبي داود. ولفظ ابن أبي حاتم "بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام". قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات.
2 فتح الباري 6/321.
أخرج ابن جرير 29/61 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول في هذه الآية {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} قال: يتناول الرجل من فواكهها وهو نائم.
وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/272 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر. وذكره ابن كثير 8/241 بهذا اللفظ أيضا تعليقا عن البراء.
3 فتح الباري 6/321.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 183/ أحدثنا حُدَيج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/272 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم
4 فتح الباري 6/321.
أخرجه ابن جرير 29/61 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.(3/1251)
قوله تعالى: {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ} الآية:36
[3079] وقد روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الغسلين صديد أهل النار1.
قوله تعالى: {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} الآية: 46
[3080] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الْوَتِينَ} : نياط القلب 2.
[3081] ووصل ابن أبي حاتم والفريابي والأشجعي والحاكم كلهم من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {الْوَتِينَ} : نياط القلب3.
[3082] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: {الْوَتِينَ} : حبل القلب 4.
__________
1 فتح الباري 6/331.
أخرجه ابن جرير 29/65 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 8/664.
أخرج ابن جرير 29/67 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس بلفظ "عرق القلب.
3 فتح الباري 8/664.
أخرجه ابن جرير 29/67، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/347، والحاكم 2/501 كلهم من طرق عن عطاء، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قال ابن حجر: وإسناده قوي؛ لأنه من رواية الثوري عن عطاء وسمعه منه قبل الاختلاط.
4 فتح الباري 8/664.
أخرجه عبد الرزاق 2/315 به سنداً ومتناً.(3/1252)
سورة {سَأَلَ سَائِلٌ}
قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} الآية: 4
[3083] وقد أخرج معمر في الجامع عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال معمر: وبلغني عن عكرمة في قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} قال: الدنيا من أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسون ألف سنة لا يدري كم مضى ولا كم بقي إلا الله تعالى1.
قوله تعالى: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} الآية: 13
[3084] وقال عبد الرزاق عن معمر: بلغني أن فصيلته أمه التي أرضعته2.
__________
1 فتح الباري 11/352.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/316 عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/665.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/318 عن معمر، عن قتادة، به.(3/1253)
سورة نوح
قوله تعالى: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً} الآية: 11
[3085] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مِدْرَاراً} يتبع بعضه بعضا1.
قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} الآية: 13
[3086] وصل سعيد بن منصور وابن أبي حاتم من طريق مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} قال: ما تعرفون لله حق عظمته2.
قوله تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} الآية: 14
[3087] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن
__________
1 فتح الباري 8/666-667.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/348 حدثنا أبي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، به.
2 فتح الباري 8/667.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/348-349 حدثنا أبي، ثنا عبد الله ابن محمد بن علي بن نُفيل، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن سميع، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، بلفظ "لا تُبالون لله عظمة ".
وأخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/349 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - من قوله - قال في قوله {مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} : لا تُبالون لله عظمة ".(3/1254)
ابن عباس في معنى الأطوار كونه مرة نطفة ومرة علقة إلخ، وأخرج الطبري عن ابن عباس وجماعة نحوه1.
[3088] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} : نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم خلقا آخر2.
قو له تعالى: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} الآية: 23
[3089] بين الفاكهي عن ابن جريج قال في قوله تعالى {وَدّاً وَلا سُوَاعاً} الآية قال: أوثان كان قوم نوح يعبدونهم3.
[3090] في رواية عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: كانت آلهة تعبدها قوم نوح ثم عبدتها العرب بعد4.
[3091] وعن عروة بن الزبير أنهم كانوا أولاد آدم لصلبه، وكان ودا أكبرهم وأبرّهم به5.
__________
1 فتح الباري 6/288.
أخرج ابن جرير 29/95 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به نحوه.
2 فتح الباري 8/666.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/319 عن معمر، عن قتادة. ولفظه "قال: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم خلقا طوراً بعد طور".
3 فتح الباري 8/667.
4 فتح الباري 8/668.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/320 عن معمر، عن قتادة، به. وزاد في آخره "فكان ودّ لكلب بدومة الجندل، وكان سواع لهذيل، وكان يغوث لبني غطيف من مراد بالجوف، وكان يعوق لهمدان، وكان نسر لذي الكلاع من حمير".
5 فتح الباري 8/668.(3/1255)
[3092] وهكذا أخرجه عمر بن شبة في "كتاب مكة" من طريق محمد ابن كعب القرظي قال: كان لآدم خمس بنين فسماهم قال: وكانوا عبادا، فمات رجل منهم فحزنوا عليه، فجاء الشيطان فصوره لهم ثم قال للآخر. إلى آخر القصة، وفيها: فعبدوها حتى بعث الله نوحا1.
[3093] وقد أخرج الفاكهي من طريق ابن الكلبي قال: كان لعمرو ابن ربيعة2 رئي من الجن، فأتاه فقال: أجب أبا ثمامة، وادخل بلا ملامة، ثم ائت سيف جدة، تجد بها أصناما معدة، ثم أوردها تهامة ولا تهب، ثم ادع العرب إلى عبادتها بجب. قال: فأتى عمرو ساحل جدة فوجد بها "ودّاً وسواعاً ويغوث ونسراً، وهي الأصنام التي عبدت على عهد نوح وإدريس، ثم إن الطوفان طرحها هناك نسفي عليها الرمل فاستثارها عمرو وخرج بها إلى تهاموة وحضر الموسم فدعا إلى عبادتها، فأجيب3.
__________
1 فتح الباري 8/668.
2 هو عمرو بن لحيّ، وقد نبّه على ذلك ابن حجر عقب الرواية.
3 فتح الباري 8/668.(3/1256)
سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}
قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} الآية: 3
[3094] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي رجاء وعبد بن حميد من طريق سليمان التيمي كلاهما عن الحسن في قوله تعالى {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} قال: غنى ربنا1.
قوله تعالى:
{وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً} الآية: 8
[3095] وقد أخرج الترمذي والطبري من طريق أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " كانت الجن تصعد إلى السماء الدنيا يستمعون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها أضعافا، فالكلمة تكون حقا وأما ما زادوا فيكون باطلا، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم منعوا مقاعدهم، ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك2.
__________
1 فتح الباري 2/333.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 2/335 حدثنا أبو نعيم، وقبيصة، عن سفيان، عن سليمان التيمي، عن الحسن، به. وأخرج ابن جرير 29/104 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان به، مثله.
وأخرج ابن جرير 29/104 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، مثله.
2 فتح الباري 8/671. =(3/1257)
[3096] وأخرجه الطبري أيضا وابن مردويه وغيرهما من طريق عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير مطولا وأوله "كان للجن مقاعد في السماء يستمعون الوحي" الحديث "فبينما هم كذلك إذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فدحرت الشياطين من السماء، ورموا بالكواكب، فجعل لا يصعد أحد منهم إلا احترق، وفزع أهل الأرض لما رأوا من الكواكب ولم تكن قبل ذلك فقالوا: هلك أهل السماء، وكان أهل الطائف أول من تفطن لذلك فعمدوا إلى أموالهم فسيّبوها وإلى عبيدهم فعتقوها، فقال لهم رجل: ويلكم لا تهلكوا أموالكم، فإن معالمكم من الكواكب التي تهتدون بها لم يسقط منها شيء، فأقلعوا، وقال إبليس: حدث في الأرض حدث، فأتى من كل أرض بتربة فشمها، فقال لتربة تهامة: ههنا حدث الحدث، فصرف إليه نفرا من الجن، فهم الذين استمعوا القرآن"1.
[3097] قال وهب بن منبه: كان إبليس يصعد إلى السماوات كلهن يتقلب فيهن كيف شاء لا يمنع منذ أخرج آدم إلى أن رفع عيسى، فحجب
__________
= أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/274، والترمذي رقم3324 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة الجن -، والنسائي في التفسير رقم646، والطبراني في الكبير ج12/رقم12431 والبيهقي في دلائل النبوة 2/22-23 كلهم من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، به نحوه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2648.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/302 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي - وصححه - والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي معاً في دلائل النبوة.
1 فتح الباري 8/671.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/302 من حديث ابن عباس، ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه.(3/1258)
حينئذ من أربع سماوات، فلما بعث نبينا حجب من الثلاث، فصار يسترق السمع هو وجنوده ويقذفون بالكواكب1.
[3098] ويؤيده ما روى الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: لم تكن السماء تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد، فلما بعث محمد حرست حرسا شديدا ورجمت الشياطين، فأنكروا ذلك2.
[3099] ومن طريق السدي قال: إن السماء لم تكن تحرس إلا أن يكون في الأرض نبي أو دين ظاهر، وكانت الشياطين قد اتخذت مقاعد يسمعون فيها ما يحدث، فلما بعث محمد رجمعوا 3.
[3100] وأخرج العقيلي وابن منده وغيرهما وذكره أبو عمر بغير سند من طريق لهب - بفتحتين ويقال بالتصغير - ابن مالك الليثي قال: ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم الكهانة فقلت: نحن أول من عرف حراسة السماء ورجم
__________
1 فتح الباري 8/672.
قال ابن حجر: وهذا الخبر يرفع الإشكال ويجمع بين مختلف الأخبار.
2 فتح الباري 8/672-273.
3 فتح الباري 8/673.
قال ابن حجر: فإن قيل إذا كان الرمي بها غلظ وشدد بسبب نزول الوحي فهلا انقطع بانقطاع الوحي بموت النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نشاهدها الآن يرمى بها؟
قال: "فالجواب يؤخذ من حديث الزهري المتقدم، ففيه عند مسلم قالوا: كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم ومات رجل عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنها لا ترمى لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمراً أخبر أهل السماوات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر السماء الدنيا فيخطف الجن السمع فيقذفون به إلى أوليائهم".
فيوخذ من ذلك أن سبب التغليظ والحفظ لم ينقطع لما يتجدد من الحوادث التي تلقى بأمره إلى الملائكة، فإن الشياطين مع شدة التغليظ عليهم في ذلك بعد المبعث لم ينقطع طمعهم في استراق السمع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بما بعده ". فتح الباري 8/673.(3/1259)
الشياطين ومنعهم من استراق السمع عند قذف النجوم، وذلك أنا اجتمعنا عند كاهن لنا يقال له خطر بن مالك - وكان شيخا كبيرا قد أتت عليه مائتان وستة وثمانون سنة - فقلنا: يا خطر: هل عندك علم من هذه النجوم التي يرمى بها، فإنا فزعنا منها وخفنا سوء عاقبتها؟ الحديث، وفيه: فانقض نجم عظيم من السماء، فصرخ الكاهن رافعا صوته:
أصابه أصابه ... خامره عذابه ... أحرفه شهابه
الأبيات، وفي الخبر أنه قال أيضا:
قد منع السمع عتاة الجان بثاقب يتلف ذي سلطان من أجل مبعوث عظيم الشان
وفيه أنه قال:
أرى لقومي ما أرى لنفسي ... أن يتبعوا خير نبي الإنس
الحديث بطوله، قال أبو عمر: سنده ضعيف جدا، ولولا فيه حكم لما ذكرته لكونه علما من أعلام النبوة والأصول1.
قوله تعالى:
{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} الآية: 19
[3101] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {لِبَداً} قال: أعوانا 2.
__________
1 فتح الباري 8/673.
2 فتح الباري 8/670.
أخرجه ابن جرير 29/119 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، به.(3/1260)
[3102] وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: لما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبدت الإنس والجن وحرصوا على أن يطفئوا هذا النور الذي أنزله الله تعالى1.
__________
1 فتح الباري 8/670.
أخرجه عبد الرزاق 2/323 به سنداً ومتناً.(3/1261)
سورة المزمل
قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} الآية: 4
[3103] عند الطبري بسند صحيح عن مجاهد في قوله تعالى {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ} قال: بعضه إثر بعض على تؤدة 1.
[3104] وعن قتادة قال: بينه بيانا 2.
قوله تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} الآية: 8
[3105] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَتَبَتَّلْ} أخلص3.
__________
1 فتح الباري 9/89.
أخرجه ابن جرير 29/126 حدثنا محمد بن عبد الله المخزومي، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
2 فتح الباري 9/89.
أخرجه ابن جرير 29/127 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
3 فتح الباري 8/675 و 9/118.
قال ابن حجر: وهو تفسير معنى، وإلا فأصل التبتل الانقطاع، والمعنى انقطع إليه انقطاعا، لكن لما كان حقيقة الانقطاع إلى الله إنما يقع بإخلاص العبادة له فسرها بذلك. فتح الباري 9/118.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/350 عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه عبد بن حميد - كما في المصدر السابق - عن قبيصة، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 29/132، 133 من طرق، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/349 بسنده إلى محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن منصور، به.(3/1262)
قوله تعالى: {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً} الآية: 12
[3106] وصل عبد بن حميد والطبري من طريق الحسن البصري {أَنْكَالاً} قيودا1.
قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} الآية: 14
[3107] وصل عبد بن حميد من طريق مجاهد {تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} وهي الزلزلة2.
قوله تعالى: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً}
[3108] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {كَثِيباً مَهِيلاً} الرمل السائل3.
[3109] وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس ولفظه: المهيل إذا أخذت منه شيئا يتبعك آخره، والكثيب الرمل4.
__________
1 فتح الباري 8/675.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/350 ثنا يحيى بن عبد الحميد، عن حفص، عن عمرو، عن الحسن، به. وأخرجه ابن جرير 29/135 حدثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن مبارك، عن الحسن، به.
ونقل ابن حجر عن أبي عبيدة قال:" الأنكال واحدها نكل بكسر النون وهو القيد، وهذا هو المشهور، وقيل: النكل الغل". فتح الباري 8/675.
2 فتح الباري 8/690.
3 فتح الباري 8/675.
أخرجه ابن جرير 29/136، وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/351 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
4 فتح الباري 8/675-676.
نقل ابن حجر عن الفراء قال "الكثيب الرمل، والمهيل الذي تحرك أسفله فينهال عليك أعلاه". انظر: معاني القرآن 3/198. والأثر أخرجه الحاكم 2/505-506 أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عاصم، عن شبيب بن شيبة، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. قال الذهبي: قلت: شبيب ضعفوه.(3/1263)
قوله تعالى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} الآية: 16
[3110] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَبِيلاً} قال: شديدا 1.
قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} الآية: 18
[3111] وصل عبد بن حميد من وجه آخر عن الحسن البصري في قوله {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} قال: مثقلة به يوم القيامة 2.
[3112] ووصل الطبري وابن أبي حاتم من طريقه بلفظ: مثقلة موقرة3.
[3113] ولابن أبي حاتم من طريق أخرى عن مجاهد {مُنْفَطِرٌ بِهِ} تنفطر من ثقل ربها تعالى4.
__________
1 فتح الباري 8/676.
أخرجه ابن جرير 29/137 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/675.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/350 ثنا مسلم بن قتيبة، عن سهل ابن أبي الصلت، عن الحسن، به.
3 فتح الباري 8/675.
أخرجه ابن جرير 29/138 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا أبو رجاء، عن الحسن، به. وأخرج عن أبي حفص الجسري، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا أبو مودود، عن الحسن في قوله {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} قال: مثقلة محزونة يوم القيامة.
4 فتح الباري 8/675.
ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/322 عنه نحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.(3/1264)
سورة المدثر
قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} الآية: 4
[3114] أخرج ابن المنذر في سبب نزولها من طريق يزيد بن مرثد1 قال: "ألقي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلي جزور فنزلت" 2.
[3115] وأخرج ابن المنذر من طريق محمد بن سيرين قال: اغسلها بالماء3.
__________
1 في الفتح "زيد بن مرثد" وهو تصحيف، أغلب الظن أنه من الطابع. و"يزيد بن مرثد" هو أبو عثمان الهمداني الصنعاني، من صنعاء دمشق، تابعي ثقة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وعن عبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وأبي ذر وغيرهم. أخرج له أبو داود في المراسيل. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 9/288، والتهذيب 11/314-315، والتقريب 2/370.
2 فتح الباري 8/679.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/327 بنحوه، ونسبه إلى ابن المنذر فقط.
3 فتح الباري 8/679.
أخرجه ابن جرير 29/146 حدثني عباس بن أبي طالب، قال: ثنا علي بن عبد الله ابن جعفر، عن أحمد ابن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ، قال: أخبرنا ابن عون، عن محمد بن سيرين، مثله.
وقد رجّح ابن جرير هذا التأويل قائلا: هذا الذي قاله ابن سيرين وابن زيد في ذلك أظهر معانيه، والذي قاله ابن عباس وعكرمة وابن زكريا قول عليه أكثر السلف من أنه عُنِيَ به: جسمك فطهر من الذنوب، والله أعلم بمراده من ذلك. أهـ. 29/147.
وقد نقل ابن حجر عن الإمام الشافعي قال: "قيل في قوله {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} صل في ثياب طاهرة، وقيل غير ذلك، والأول أشبه". انتهى. ثم أيد ابن حجر الشافعي على هذا الترجيح بحديث يزيد بن مرثد المتقدم. وعقّبه قائلا: ويجوز أن يكون المراد جميع ذلك. أهـ.(3/1265)
[3116] وعلى هذا حمله ابن عباس فيما أخرجه ابن أبي حاتم1.
[3117] وأخرج من وجه آخر عنه قال: فطهر من الإثم2.
[3118] ومن طريق عن قتادة والشعبي نحوه3.
[3119] ومن وجه ثالث عن ابن عباس قال: لا تلبسها على غدرة ولا فجرة 4.
[3120] ومن طريق طاوس قال: شمر5.
[3121] ومن طريق منصور - قال وعن مجاهد مثله - قال: أصلح عملك6.
__________
1 فتح الباري 8/679.
لم أقف عليه مسنداً، هذا وقد ذكر ابن كثير في تفسيره 8/288 قال ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: في كلام العرب: نقِيّ الثياب.
2 فتح الباري 8/679.
أخرجه ابن جرير 29/146 من طرق عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به.
3 فتح الباري 8/679.
أخرج ابن جرير 29/145 من طريق معمر وسعيد كلاهما عن قتادة، نحوه.
4 فتح الباري 8/679.
أخرجه ابن جرير 29/145 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا مصعب بن سلام، عن الأجلح، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. وأخرج من وجه آخر عن الأجلح، عن عكرمة - موقوفا عليه. ولم يذكر ابن عباس.
5 فتح الباري 8/679.
لم أقف على من ذكره غير ابن حجر.
6 فتح الباري 8/679.
أخرجه ابن جرير 29/146 حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد في قوله {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: عملك فأصلح.(3/1266)
[3122] وأخرجه سعيد بن منصور أيضا من طريق منصور عن مجاهد1.
[3123] وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق منصور عن أبي رزين مثله2.
[3124] وأخرج ابن المنذر من طريق الحسن قال: خلقك فحسنه3.
قوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} الآية: 8
[3125] وصل الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} قال: الصور4.
[3126] وأخرج البيهقي من طريق أخرى عن ابن عباس في قوله تعالى {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف أنعم وقد التقم صاحب القرن القرن" الحديث5.
__________
1 فتح الباري 8/679.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 184/ أحدثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مجاهد بلفظ "وعملك فاصلح".
2 فتح الباري 8/679.
أخرجه ابن جرير 29/146 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن أبي رزين في قوله {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قال: عملك فأصلحه، وكان الرجل إذا كان خبيث العمل، قالوا: فلان خبيث الثياب، وإذا كان حسن العمل قالوا: فلان طاهر الثياب. وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/326 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
3 فتح الباري 8/679.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/327 ونسبه إلى ابن المنذر فقط.
4 فتح الباري 11/368.
أخرجه ابن جرير 29/151 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
5 فتح الباري 11/368. =(3/1267)
قوله تعالى: {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} الآية: 9
[3127] وصل ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس {عَسِيرٌ} قال: شديد1.
قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} الآيتان: 50-51
[3128] وصل سفيان بن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قال: هو ركز الناس، قال سفيان: يعني حِسَّهُم وأصواتهم2.
__________
= وتمامه - كما في الطبري - "وحنَّى جبهته يستمع متى يُؤمر يَنفخ فيه"، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف نقول؟ فقال: "تقولون: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا".
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة 10/352، والإمام أحمد في مسنده 1/326 وابن جرير 29/150-151، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/290 من طريق أسباط بن محمد، حدثنا مطرف، عن عطية العوفي، عن ابن عباس، به. وأخرجه الطبراني ج 12/رقم12670 من طريق أبي عوانة، والحاكم 4/559 من طريق علي بن محمد، كلاهما عن مطرف، به. لكن الآية عند الحاكم {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} . وأخرجه الطبري 29/151 عن محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه - وهو عطية بن سعد العوفي -، عن ابن عباس، به. وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء. ومدار هذا الحديث على عطية العوفي، وهو ضعيف. ولكن له شواهد يقويه ويرتفع بها إلى درجة الحسن لغيره، ولهذا ذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، ثم قال: رُوي من حديث أبي سعيد الخدري وابن عباس وزيد ابن أرقم وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله والبراء بن عازب. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم1079.
1 فتح الباري 8/676.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/351 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي ين أبي طلحة، عن ابن عباس، مثله.
2 فتح الباري 8/676.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/351-352 بسنده إلى سفيان بن عيينة، به.(3/1268)
[3129] وقد وصل عبد بن حميد من طريق هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال: كان أبو هريرة إذا قرأ {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قال: الأسد، وهذا منقطع بين زيد وأبي هريرة1.
[3130] وقد أخرجه من وجهين آخرين عن زيد بن أسلم عن ابن سيلان عن أبي هريرة، وهو متصل2، ومن هذا الوجه أخرجه البزار3.
[3131] أخرج ابن جرير من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: "القسورة" الأسد بالعربية، وبالفارسية شير، وبالحبشية قسورة 4.
__________
1 فتح الباري 8/676.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/352 ثنا جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، به.
2 أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/352 ثنا عبد الملك بن عمرو، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة، به. وأخرجه - كما في المصدر السابق - ثنا سليمان بن داود، عن زهير بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، نحوه.
3 فتح الباري 8/676.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2277 حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني، ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة في قول الله تبارك وتعالى {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قال: الأسد. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/134-135 رواه البزار، ورجاله ثقات.
هذا وقد تصحّف "هشام بن سعد" في كشف الأستار إلى "هشام بن يوسف". ومما يؤكد هذا التصحيف أن ابن حجر ذكر أن البزار أخرجه من الوجه الذي أخرجه عبد بن حميد. والله أعلم.
4 فتح الباري 8/676.
أخرجه ابن جرير 29/170 حدثني محمد بن خالد بن خداش، قال: ثني سلم بن قتيبة، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، به. وفيه زيادة "وبالنبطية: أريا ".(3/1269)
[3132] وأخرج الفراء من طريق عكرمة أنه قيل له: القسورة بالحبشية الأسد، فقال: القسورة الرماة، والأسد بالحبشية عنبسة1.
[3133] وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس2.
[3134] وتفسيره بالرماة أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والحاكم من حديث أبي موسى الأشعري3.
[3135] ولسعيد من طريق ابن أبي حمزة قلت لابن عباس: القسورة الأسد؟ قال: ما أعلمه بلغة أحد من العرب، هم عصب الرجل4.
__________
1 فتح الباري 8/676.
أخرجه ابن جرير 29/169 حدثنا هناد بن السري، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، نحوه.
2 فتح الباري 8/676.
أخرجه ابن جرير 29/168 حدثني أبو السائب، قال: ثنا حفص بن غياث، عن حجاج، عن عطاء، عن ابن عباس في قوله {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} قال: الرماة.
3 فتح الباري 8/676.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 184/ ب وابن جرير 29/168، والحاكم 2/508 كلهم من حديث الأعمش، عن أبي ظبيان، عن أبي موسى، به. صحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي.
4 فتح الباري 8/676.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 184/ ب حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة، عن أبي حمزة، به.
وأخرجه ابن جرير 29/168 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة؛ وحدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي حمزة، به.(3/1270)
سورة القيامة
قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ الْأِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} الآية: 5
[3136] وصل الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله {بَلْ يُرِيدُ الْأِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} يعني الأمل، يقول: أعمل ثم أتوب1.
[3137] ووصله الفريابي والحاكم وابن جبير عن مجاهد قال: يقول: سوف أتوب2.
[3138] ولابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: هو الكافر يكذب بالحساب ويفجر أمامه، أي يدوم على فجوره بغير توبة 3.
__________
1 فتح الباري 8/681.
أخرجه ابن جرير 29/177 من طريق العوفي، به. وزاد في آخره "قبل يوم القيامة".
2 فتح الباري 8/681.
هكذا ذكر ابن حجر عن مجاهد، ثم عزاه للفريابي والحاكم وابن جبير، بينما علقه البخاري عن ابن عباس، ثم إن الحافظ وصله في تغليق التعليق أيضا من طريق ابن عباس. وكذا ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/344 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان، كلهم عن ابن عباس.
فقد أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/355، والحاكم 2/509، والبيهقي في شعب الإيمان رقم7232 كلهم من حديث إسرائيل، قال: ثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
3 فتح الباري 8/681. أخرجه ابن جرير 29/178 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "الكافر يكذب بالحساب". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/344 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن جرير، عن ابن عباس.(3/1271)
قوله تعالى: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} الآية: 9
[3139] وأخرج ابن وهب في "كتاب الأهوال" عن عطاء بن يسار في قوله تعالى {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} قال: يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في النار1.
[3140] ولابن أبي حاتم عن ابن عباس نحوه موقوفا أيضا2.
قوله تعالى: {كَلَّا لا وَزَرَ} الآية: 11
[3141] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {كَلَّا لا وَزَرَ} قال:"لاحِرْزَ" 3.
[3142] ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: لا حصن ولا ملجأ"4.
__________
1 فتح الباري 6/300.
أخرجه ابن جرير 29/180 عن ابن وهب، قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن أبي شيبة الكوفي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار. ولفظه "يقذفان في البحر "، وزاد "فيكون نا الله الكبرى ". وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/345 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. وذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة 1/83 بلفظ "يقذفان في النار، ونسبه إلى أبي الشيخ. وله شاهد في البخاري رقم3200 من حديث أبي هريرة مرفوعا "الشمس والقمر مكوَّران يوم القيامة ".
2 فتح الباري 6/300.
لم أقف عليه مسندا، وانظر ما قبله.
3 فتح الباري 8/681.
أخرجه ابن جرير 29/181 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
4 فتح الباري 8/681. أخرجه ابن جرير 29/181 من طريق العوفي، به.(3/1272)
[3143] ولابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي سعيد عن ابن مسعود في قوله {لا وَزَرَ} قال: لا حِصْن1.
[3144] ومن طريق أبي رجاء عن الحسن قال: كان الرجل يكون في ماشيته فتأتيه الخيل بغتة، فيقول له صاحبه: الوزر الوزر، أي اقصد الخيل فتحصن به2.
قوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} الآية: 16
[3145] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي رجاء عن الحسن "كان يحرك به لسانه يتذكره، فقيل له: إنا سنحفظه عليك" 3.
[3146] وللطبري من طريق الشعبي "كان إذا نزل عليه عجل يتكلم به من حبه إياه4.
__________
1 فتح الباري 8/681.
ذكر ابن حجر - كما في الأعلى - أنه من طريق السدي، والسدي ضعيف تقدم مرارا. وقد علقه البخاري عن ابن عباس، مثله في ترجمة الباب. وانظر ما قبله برقم 3143.
والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/345 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الأهوال وابن المنذر وابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 8/681.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/345 بهذا اللفظ، ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر. وقد أخرجه ابن جرير 29/182 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، به نحوه.
3 فتح الباري 8/682.
أخرجه ابن جرير 29/188 حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن عُليّة، قال: ثنا أبو رجاء، به.
4 فتح الباري 8/682.
أخرجه ابن جرير 29/187 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا ربعي بن علية، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي في هذه الآية، فذكره، وفي آخره "فنزل {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} .(3/1273)
قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} الآية: 17
[3147] وعن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {جَمْعَهُ} حفظه1.
[3148] وأخرج الطبري عن قتادة أن معنى {جَمْعَهُ} تأليفه 2.
قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} الآية: 18
[3149] روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قال: "قرأناه " بيناه، "فاتبع" اعمل به، أخرجه ابن أبي حاتم 3.
[3150] وعند الطبري من طريق قتادة في قوله {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} : اتبع حلاله واجتنب حرامه4.
قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} الآية: 22، 23
[3151] وأخرج الطبري بسند صحيح إلى يزيد النحوي عن عكرمة
__________
1 فتح الباري 8/683.
أخرجه عبد الرزاق 2/334 به قال: حفظه وتأليفه. وبهذا اللفظ أخرجه ابن جرير 29/189 من طريق سعيد، ومن طريق ابن ثور، عن معمر، كلاهما عن قتادة.
2 فتح الباري 8/683.
انظر ما قبله.
3 فتح الباري 8/682.
أخرجه ابن جرير 29/190 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به بلفظ "اعمل به "، ولم يذكر عنده أوله، وهو تفسير"قرأناه" بـ "بيناه"، ولكن ابن حجر ذكره في تغليق التعليق 4/355 عن ابن جرير بهذا الإسناد، وذكره باللفظ المذكور في الأعلى. والله تعالى أعلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/348 بهذا اللفظ، ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
4 فتح الباري 8/683.
أخرجه ابن جرير 29/190 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.(3/1274)
في هذه الآية قال: تنظر إلى ربها نظراً "1.
[3152] وأخرج عن البخاري عن آدم عن مبارك عن الحسن قال "تنظر إلى الخالق وحُقَّ لها أن تنضر"2.
[3153] أخرج عبد بن حميد والترمذي والطبري وغيرهم وصححه الحاكم من طريق ثوير بن أبي فاختة 3 "عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه ألف سنة، وإن أفضلهم منزلة لمن ينظر في وجه ربه في كل يوم مرتين"، قال: ثم تلا {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قال: بالبياض والصفاء {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: "تنظر كل يوم في وجه الله"، لفظه الطبري من طريق مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن ثوير4.
__________
1 فتح الباري 13/424-425.
أخرجه ابن جرير 29/192 حدثنا محمد بن منصور الطوسي، وإبراهيم بن سعيد الجوهري قالا: ثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: ثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، به.
قال ابن حجر: وقد أخرج عبد بن حميد عن عكرمة من وجه آخر إنكار الرؤية، ثم قال: ويمكن الجمع بالحمل على غير أهل الجنة. انظر: فتح الباري 13/425.
2 فتح الباري 13/425.
أخرجه ابن جرير 29/192 حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: ثنا آدم، به. وزاد في آخره "وهي تنظر إلى الخالق".
3 ثُوَير - مصغرا - ابن أبي فاختة بن سعيد بن علاقة الكوفي أبو الجهم مولى أم هانئ، ضعيف رمي بالرفض، أخرج له الترمذي. قال ابن حجر: لا أعلم أحداً صرح بتوثيقه، بل أطبقوا على تضعيفه، وقال ابن عدي: الضعف على أحاديثه بيّن. انظر ترجمته في: التهذيب 2/32، والتقريب 1/121، وفتح الباري 13/424.
4 فتح الباري 13/424.
أخرجه ابن جرير 29/193، والحاكم 2/509-510 كلاهما من طريق إسرائيل ابن يونس، عن ثوير، عن ابن عمر، به مرفوعا مثله. قال الحاكم: ثوير بن أبي فاختة وإن لم يخرجاه فلم ينقم عليه غير التشيع، وتعقبه الذهبي بقوله "بل هو واهي الحديث". والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/350 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي.(3/1275)
[3154] وأخرجه عبد عن شبابة عن إسرائيل، ولفظه: لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه وخدمه ونعيمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله تعالى من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، وكذا أخرجه الترمذي عن عبد، وقال: "غريب، رواه غير واحد عن إسرائيل مرفوعا، ورواه عبد الملك بن أبحر عن ثوير عن ابن عمر موقوفا، ورواه الثوري عن ثوير عن مجاهد عن ابن عمر موقوفا أيضا، قال: ولا نعلم أحداً ذكر فيه مجاهداً غير الثوري بالعنعنة" 1.
[3155] أخرجه ابن مردويه من أربعة طرق عن إسرئيل عن ثوير قال "سمعت ابن عمر"2.
[3156] ومن طريق عبد الملك بن أبحر عن ثوير مرفوعا 3.
__________
1 فتح الباري 13/424.
أخرجه الترمذي رقم3330 - في تفسير سورة القيامة - حدثنا عبد بن حميد، أخبرني شبابة، عن إسرائيل، به. قال الترمذي: هذا حديث غريب، قد رواه غير واحد عن إسرائيل مثل هذا مرفوعا ... إلخ. وقد ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم660. وانظر التعليق السابق.
2 فتح الباري 13/424.
ضعيف الإسناد، انظر رقم 3154.
3 فتح الباري 13/424.
وأخرجه الإمام أحمد 2/13، وأبو يعلى رقم5729 وأبو الشيخ في العظمة رقم604، والحاكم 2/509 وأبو نعيم في الحلية 5/87 من طريق أبي معاوية، حدثنا عبد الملك بن أبجر، عن ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر - مرفوعا. ولفظه كما في المسند "إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفى سنة، يَرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر في أزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله تعالى كل يوم مرتين ".
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/404 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وفي أسانيدهم "ثوير بن أبي فاختة" وهو مجمع على ضعفه.
وذكره الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم1985 وقال: ثوير ضعيف كما في التقريب، فلا يصح الحديث لا مرفوعا ولا موقوفا. انظر: رقم 3154.(3/1276)
[3157] وأخرج الطبري من طريق أبي الصهباء1 موقوفا نحو حديث ابن عمر2.
[3158] وأخرج - أي عبد بن حميد - بسند صحيح عن مجاهد: ناظرة تنظر الثواب3.
[3159] وعن أبي صالح نحوه 4.
__________
1 أبو الصهباء اسمه صهيب البكري البصري ويقال المدني، مولى ابن عباس، روى عن مولاه ابن عباس وابن مسعود وعلي بن أبي طالب وعنه سعيد بن جبير وأبو معاوية البجلي وطاووس ويحيى بن الجزار وأبو نضرة العبدي. قال ابن حجر: مقبول، أخرج له مسلم والترمذي والنسائي. انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 4/386 والتقريب 1/370.
2 فتح الباري 13/424.
أخرجه ابن جرير 29/193 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، قال: ثنا أشجع، عن أبي الصهباء الموصلي. ولفظه قال: "إن أدنى أهل الجنة منزلة، من يرى سرره وخدمه ومُلكَه في مسيرة ألف سنة، فيرى أقصاه كما يرى أدناه، وإن أفضلهم منزلة من ينظر إلى وجه الله غدوة وعشية ".
3 فتح الباري 13/425.
أخرج ابن جرير 29/192 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد - بلفظ "تنتظر الثواب ". ومن طرق أخرى عن منصور، به.
4 فتح الباري 13/425.
أخرجه ابن جرير 29/193 حدثني أبو الخطاب الحساني، قال: ثنا مالك، عن سفيان، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قال: تنتظر الثواب.
هذا وقد أورد الطبري الاختلاف فقال: الأولى عندي بالصواب ما ذكرناه عن الحسن البصري وعكرمة هو ثبوت الرؤية لموافقته الأحاديث الصحيحة، ثم أخرج بسنده حديث ابن عمر المتقدم برقم 3154. انظر: تفسير الطبري 29/193.(3/1277)
[3160] وقد أخرج أبو العباس السراج في تاريخه عن الحسن ابن عبد العزيز الجروي وهو من شيوخ البخاري، سمعت عمرو بن أبي سلمة يقول: سمعت مالك بن أنس وقيل له: يا أبا عبد الله قول الله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} يقول قوم إلى ثوابه، فقال: كذبوا، فأين هم عن قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} 1.
قوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} الآية: 36
[3161] وقد وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {سُدىً} هملا2.
__________
1 فتح الباري 13/426.
قال ابن كثير: وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله - عز وجل - في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح، من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها، لحديث أبي هريرة وأبي سعيد وأبي هريرة وهما في الصحيحين أنا ناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا، قال: "فإنكم ترون ربكم كذلك." ثم أورد عددا من الأحاديث الدالة على إثبات رؤية المؤمنين لله في الدار الآخرة. انظر: تفسير ابن كثير 8/304-305.
2 فتح الباري 8/681.
أخرجه ابن جرير 29/200 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(3/1278)
سورة {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ}
قوله تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} الآية: 2
[3162] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: من الرجل الجلد والعظم، ومن المرأة الشعر والدم1.
[3163] ومن طريق الحسن: من نظفة مشجت بدم وهو دم الحيض2.
[3164] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمشاج قال: مختلفة الألوان3.
__________
1 فتح الباري 8/684.
أخرج أبو الشيخ في العظمة رقم1074 حدثنا حسن بن هارون بن سليمان، حدثنا أحمد الدورقي، حدثنا أبو داود، قال: حدثنا جرحان، قال: سمعت عكرمة - رحمه الله تعالى - يقول في قول الله عز وجل: {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} - فذكر نحوه. ولفظه قال: "الظفر والعظم والعصب من الرجل، واللحم والدم والشعر من المرأة". قال المحقق: "جرحان" لم أهتد إلى ترجمته. وبهذا اللفظ ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/368 ونسبه إلى أبي الشيخ في العظمة. وأورد أيضا عن ابن عباس نحوه وعزاه لابن مردويه.
2 فتح الباري 8/684.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/358 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في تفسير الآية.
3 فتح الباري 8/684.
أخرجه ابن جرير 29/204 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(3/1279)
[3165] ومن طريق ابن جريج عن مجاهد قال: أحمر وأسود1.
[3166] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: الأمشاج إذا اختلط الماء والدم ثم كان علقة ثم كان مضغة2.
[3167] وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود قال: الأمشاج العروق3.
قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} الآية: 7
[3168] وقد أخرج الطبري من طريق مجاهد في قوله تعالى: {يُوفُونَ
__________
1 فتح الباري 8/684.
أخرج ابن جرير 29/205 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ} قال: ألوان النطفة، نطفة الرجل بيضاء وحمراء، ونطفة المرأة حمراء وخضراء.
2 فتح الباري 8/684.
أخرجه عبد الرزاق 2/336 به سنداً ومتناً.
3 فتح الباري 8/684.
أخرجه ابن جرير 29/205 حدثنا أبو كريب وأبو هشام، قالا: ثنا وكيع، ثنا المسعودي، عن عبد الله بن المخارق، عن أبيه، عن عبد الله - أي ابن مسعود، به.
هذا وقد ورد في معنى الأمشاج أربعة أقوال:
أحدها: أنه الأخلاط، أي أن يختلط ماء الرجل بماء المرأة. روى ابن جرير عن الحسن وعكرمة ومجاهد والربيع بن أنس وغيرهم، كما روى عن ابن عباس أيضا.
والثاني: أنه اختلاف ألوان النطفة. وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد أيضا.
والثالث: أن الأمشاج الأطوار، وهو أن الخلق أول ما يكون نطفة ثم يصيرعلقة، ثم مضغة، ثم عظما، ثم كسي لحما. وهذا قول قتادة.
والربع: أنها العروق التي تكون في النطفة. ورد هذا عن ابن مسعود وزيد بن حارثة.
وقد اختار ابن جرير القول الأول، واستبعد الأقوال الأخرى. كما ذهب ابن كثير أيضا إلى اختيار هذا القول، حديث لم يذكر غيره. انظر: تفسير الطبري 29/203-205، وتفسير ابن كثير 8/310.(3/1280)
بِالنَّذْرِ} قال: إذا نذروا في طاعة الله1.
[3169] وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ} قال: كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة، وما افترض عليهم، فسماهم الله أبراراً 2.
قوله تعالى: {وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً}
[3170] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد عن قتادة قال: استطار والله شره حتى ملأ السماء والأرض3.
[3171] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مُسْتَطِيراً} قال: فاشيا 4.
قوله تعالى: {يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً} الآية: 10
[3182] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: القمطرير تقبيض
__________
1 فتح الباري 11/576.
أخرجه ابن جرير 29/208 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بلفظ "إذا نذروا في حق الله".
2 فتح الباري 11/579.
أخرجه ابن جرير 29/208 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
3 فتح الباري 8/685.
أخرجه ابن جرير 29/209 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، به.
4 فتح الباري 8/685.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/370 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. وأخرجه ابن أبي حاتم كما ذكره السيوطي في الإتقان 2/6، 42 ثنا أبي، قال: ثنا أبو صالح، حدثني معاوية، عن علي، به.(3/1281)
الوجه، قال معمر وقال يوم الشديد 1.
قوله تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً} الآية: 11
[3173] قال الحسن: النضرة في الوجه، والسرور في القلب، رواه عبد بن حميد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن في قوله تعالى: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً} فذكره 2.
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ} الآية: 13
[3174] روى عبد بن حميد بإسناد صحيح من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال: الأرائك السرر في الحجال3 4.
[3175] ومن طريق منصور عن مجاهد نحوه ولم يذكر ابن عباس 5.
__________
1 فتح الباري 8/685.
أخرجه عبد الرزاق 2/337 به نحوه. ثم قال عبد الرزاق: قال معمر: وناس يقولون: القمطرير الشديد. أهـ.
2 فتح الباري 6/321.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/499 ثنا هاشم بن القاسم، عن المبارك، عن الحسن، به. وأخرجه ابن جرير 29/213 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، به.
3 الحجلة: موضع يُزَيَّن بالثياب والستور للعروس. القاموس ص 884.
4 فتح الباري 6/321.
أخرجه ابن جرير 23/20 - في سورة "يس" - قال: حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حُصين، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 5/388 - في سورة "الكهف" - ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
5 فتح الباري 6/321.
أخرج ابن جرير 23/20 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا حصين، عن مجاهد، بلفظ ابن عباس. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/389 عن مجاهد بنحوه، ونسبه إلى ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير.(3/1282)
[3176] ومن طريق الحسن ومن طريق عكرمة جميعا أن الأريكة هي الحجلة على السرير1.
[3177] وعن ثعلب: الأريكة لا تكون إلا سريرا متخذا في قبة عليه شواره2.
قوله تعالى: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} الآية: 14
[3178] وصل سعيد بن منصور عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء في قوله: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} قال: إن أهل الجنة يأكلون من ثمار الجنة قياما وقعودا ومضطجعين وعلى أي حال شاءوا3.
__________
1 فتح الباري 6/321.
أخرجه ابن جرير 23/20 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، قال: سمعت الحسن، وسأله رجل عن الأرائك قال: هي الحجال. أهل اليمن يقولون: أريكة فلان وسمعت عكرمة وسئل عنها فقال: هي الحجال على السُّرُر.
وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 5/389 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن جرير.
2 فتح الباري 6/321.
لم أقف على من ذكره غير ابن حجر.
3 فتح الباري 8/685.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 185/ أومن طريقه البيهقي في البعث والنشور رقم313 ثنا شريك، به مثله. وأخرجه الحاكم 2/511، وعنه البيهقي في البعث والنشور رقم312 كلاهما من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به بلفظ "ذللت لهم فيتناولون منها كيف شاؤوا ". قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/374 وعزاه للفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن السري وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي في البعث.(3/1283)
[3179] ومن طريق مجاهد: إن قام ارتفعت وإن قعد تدلّت1.
[3180] ومن طريق قتادة: لا يردُّ أيديَهم شوك ولا بعد2.
قوله تعالى: {عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} الآية: 18
[3181] وصل سعيد بن منصور وعبد بن حميد من طريق مجاهد {سَلْسَبِيلاً} : حديدة الجَرْية 3.
[3182] روى عبد بن حميد عن قتادة قال في قوله تعالى: {عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً} قال: سلسة لهم يصرفونها حيث شاءوا4.
[3183] وقد روى عبد بن حميد أيضا عن مجاهد قال: تجري شبه السيل5.
__________
1 فتح الباري 8/685.
أخرجه ابن جرير 29/215 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، نحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/374 بنحوه، ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
2 فتح الباري 8/685.
أخرجه ابن جرير 29/215 من طريق سعيد، عن قتادة، به.
3 فتح الباري 6/321.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 185/ أعن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، أو غيره، عن مجاهد، به. وقد نقله ابن حجر في تغليق التعليق 3/500 به سندا ومتنا.
وأخرجه ابن جرير 29/218 من طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح، به.
وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 3/500 بسنده إلى ابن عيينة، عن سفيان الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/321.
أخرجه ابن جرير 29/218 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، به.
5 فتح الباري 6/321.
لم أقف عليه مسنداً، ولم أقف على من ذكره بهذا اللفظ غير ابن حجر، وقد أخرج ابن جرير 29/218 من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بلفظ "سلسلة الجرية".(3/1284)
[3184] وروى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: السلسبيل اسم العين المذكورة1.
قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} الآية: 28
[3185] أخرج عبد الرزاق عن معمر بن راشد عن قتادة في قوله {وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} قال: خَلْقَهم2.
[3186] وكذا أخرجه الطبري من طريق محمد بن ثور عن معمر3.
__________
1 فتح الباري 6/321.
لم أقف عليه مسندا، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/317 عنه تعليقا. ونقله ابن جرير من غير إسناد، ونسبه إلى البعض، فقال: وقال بعضهم: لا، بل هو اسم العين، وهو معرفة، ولكنه لما كان رأس آية، وكان مفتوحا، زيدت فيه الألف، كا قال: كانت قواريرا. تفسير ابن جرير 29/219.
2 فتح الباري 8/685.
أخرجه عبد الرزاق 2/339 به سنداً ومتناً. وأخرجه ابن جرير 29/226 من طريق سعيد، عن قتادة، به.
3 فتح الباري 8/685.
أخرجه ابن جرير 29/226 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، مثله.(3/1285)
سورة المرسلات
قوله تعالى: {وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً} الآية: 1
[3187] وأخرج الحاكم بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: "المرسلات عرفا: الملائكة أرسلت بالمعروف"1.
قوله تعالى: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً} الآية: 27
[3188] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {فُرَاتاً} : عذبا2.
قوله تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} الآية: 32
[3189] وقد أخرج الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن مسعود في قوله: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} قال: ليست كالشجر والجبال، ولكنها
__________
1 فتح الباري 8/686.
أخرجه الحاكم 2/511 أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم النيسابوري، ثنا محمد ابن موسى الباشاني، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/381 وعزاه لابن أبي حاتم والحاكم.
2 فتح الباري 8/686.
أخرجه ابن جرير 29/238 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(3/1286)
مثل المدائن والحصون1.
[3190] وأخرج ابن مردويه من طريق قيس بن الربيع، عن عبد الرحمن بن عابس "سمعت ابن عباس كانت العرب تقول في الجاهلية: اقصروا لنا الحطب، فيقطع على قدر الذراع والذراعين2.
قوله تعالى: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} الآية: 33
[3191] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {جِمَالَتٌ} حبال الجسور3.
قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} الآية: 35
[3192] وأخرج عبد بن حميد من طريق علي بن زيد عن أبي الضحى
__________
1 فتح الباري 8/688.
أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3410 حدثنا أحمد يعني ابن يحيى الحلواني، ثنا سعيد - يعني ابن سليمان -، عن حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن علقمة، قال: سمعت ابن مسعود يقول في قول الله عز وجل {تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} ، فذكره. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/135 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه حديج ابن معاوية وهو ضعيف، وقال أبو حاتم: محله الصدق يكتب حديثه، وبقية رجاله ثقات. أهـ.
هذا ولم يذكر في مجمع البحرين في طبعته قوله "والجبال"، بينما هو مذكور في مجمع الزوائد، فالظاهر أنه سقط من نسخة مجمع البحرين.
2 فتح الباري 8/688.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/385 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وأصله في البخاري رقم4932 من حديث سفيان، حدثنا عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس يقول " {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} قال: كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقلّ. فنرفعه للشتاء، فنسميه القصر".
3 فتح الباري 8/686.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/356 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(3/1287)
عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا: يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله تعالى: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} وقوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} وقوله: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} وقوله: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} قال: ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف، تأتي عليهم ساعة لا ينطقون، ثم يؤذن لهم فيختصمون، ثم يكون ما شاء الله يحلفون ويجحدون، فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم، وتؤمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا، وذلك قوله: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} 1.
[3193] وروى ابن مردويه من حديث عبد الله بن الصامت قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أريت قول الله: {هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} ؟ فقال: إن يوم القيامة له حالات وتارات، في حال لا ينطقون، وفي حال ينطقون 2.
__________
1 فتح الباري 8/686.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 4/357 حدثني سليمان بن حرب، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/387 وعزاه لعبد بن حميد فقط.
إسناده ضعيف؛ فعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف.
2 فتح الباري 8/686.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/386 وعزاه لابن مردويه فقط. وتمامه - كما في الدر المنثور - "وفي حال تعتذرون، لا أحدثكم إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار في ظلل من الغمام، وكل أمة جاثية في ثلاث حجب مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة، حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من ماء، لا يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة، ولا تسمع نفس ذلك القول إلا ذهبت فعند ذلك لا ينطقون ".(3/1288)
[3194] ولابن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة قال: إنه ذو ألوان1.
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ} الآية: 48
[3195] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا} قال: صلّوا2.
__________
1 فتح الباري 8/686.
لم أقف عليه مسنداً.
2 فتح الباري 8/686.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/356 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(3/1289)
سورة {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً} الآية: 13
[3196] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَهَّاجاً} مضيئا1.
قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} الآية: 16
[3197] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} قال: ملتفة2.
[3198] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} أي مجتمعة3.
قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} الآية: 18
[3199] وصل ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في
__________
1 فتح الباري 8/689.
أخرجه ابن جرير 29/359 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 6/296.
أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 3/490 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/7 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
3 فتح الباري 6/296.
أخرجه ابن جرير 30/7 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.(3/1290)
قوله {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} قال: زُمُراً زُمُراً1.
قوله تعالى: {إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً} الآية: 25
[3200] روى الطبري من قول قتادة ومن قول إبراهيم وعطية بن سعد وغيرهم أن المراد بالغسّاق ما سال من أهل النار من الصديد2.
[3201] وقيل: من دموعهم، أخرجه من قول عكرمة وغيره3.
[3202] وقيل: الغسّاق البارد الذي يحرق ببرده، رواه من قول ابن عباس ومجاهد وأبي العالية4.
__________
1 فتح الباري 8/690.
أخرجه ابن أبي حاتم 30/8 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 6/331.
أما قول قتادة فأخرجه ابن جرير 30/13 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله {وَغَسَّاقاً} : كنا نحدَّث أن الغسَّاق: ما يسيل من بين جلده ولحمه.
وأما قول إبراهيم فأخرجه ابن جرير 30/13 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن أبراهيم، به.
وأما قول عطية بن سعد فأخرجه ابن جرير 30/13 حدثنا أبو كريب ومحمد بن المثنى، قالا: ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن عطية بن سعد، به.
3 فتح الباري 6/331.
لم أجده من قول عكرمة، وقد أخرج ابن جرير 30/13 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، به مثله. وأخرج عن عكرمة بلفظ آخر، فقال 30/13 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، قال: ثنا أبو عمرو، قال: زعم عكرمة أنه حدثهم في قوله {وَغَسَّاقاً} قال: ما يخرج من أبصارهم من القيح والدم.
4 فتح الباري 6/331.
أما قول ابن عباس فأخرجه ابن جرير 30/14 من طريق معاوية بن صالح، عن علي ابن أبي طلحة، عنه بلفظ " {إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً} يقول: الزمهرير".
وأما قول مجاهد فأخرجه 30/14 من طريق ابن إدريس وسفيان، كلاهما عن ليث، عنه بلفظ " {إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً} قال: الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده".
وأما قول أبي العالية فأخرجه ابن جرير 30/14 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية بلفظ "قال: الغساق: الزمهرير".(3/1291)
[3203] وقيل الغسّاق المنتن، رواه الطبري عن عبد الله بن بريدة وقال: إنها بالطَّخارية1.
[3204] أخرج الترمذي والحاكم من حديث أبي سعيد مرفوعا "لو أن دلواً من غسّاق يهراق إلى الدنيا لأنتن أهل الدنيا" 2.
[3205] وأخرج الطبري من حديث عبد الله بن عمرو3 موقوفا: "الغساق": القيح الغليظ، لو أن قطرة منه تهراق بالمغرب لأنتن أهل المشرق4.
__________
1 فتح الباري 6/331.
أخرجه ابن جرير 30/14 حُدِّثت عن المسيب بن شريك، عن صالح بن حيان، عن عبد الله بن بُريدة قال: الغساق: بالطَّخارية: هو المنتن.
2 فتح الباري 6/331.
أخرجه ابن المبارك في الزهد في زيادات نعيم بن حماد ص 316، والإمام أحمد في مسنده 3/28، والترمذي في سننه رقم2583 - في صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار -، وابن جرير 23/178 و 30/14، والحاكم 2/501 و 4/601-602 والبيهقي في البعث والنشور ص278 كلهم من طريق عمرو ابن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم480، وضعيف الجامع الصغير رقم4803.
قلت: في إسناده "دراج أبو السمح " فإنه ضعيف، ولكن له شواهد تتقوى بها، ويرتفع إلى درجة الحسن لغيره. والله أعلم.
والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 7/69.
3 في الفتح "عبد الله بن عمر"، والمثبت ما في تفسير الطبري.
4 فتح الباري 6/331.
أخرجه ابن جرير 30/14 قال: حُدِّثت عن محمد بن حرب، قال: ثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي مالك، عن عبد الله بن عمرو، به. وفي إسناده "ابن لهيعة "ضعيف، وانظر ما قبله.(3/1292)
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً} الآية: 27
[3206] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {لا يَرْجُونَ حِسَاباً} لا يخافونه1.
قوله تعالى: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً} الآية: 30
[3207] وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي برزة الأسلمي2 مرفوعا والطبري من حديث عبد الله بن عمرو موقوفا "لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً} 3.
__________
1 فتح الباري 8/689.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/397 بهذا اللفظ، ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم. ثم قال وفي لفظ "لا يبالون، فيصدقون بالبعث". وبهذا اللفظ الأخير ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/359 أيضا، وقال: أخرجه عبد، ثنا شبابة، عن ورقاء، عن أبي نجيح، عن مجاهد، فذكره. وكذا أخرجه ابن جرير 29/16 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
2 اسمه نضلة بن عبيد، أبو برزة الأسلمي، صحابي، مشهور بكنيته، أسلم قبل الفتح، وغزا سبع غزوات، ثم نزل البصرة، وغزا خراسان، ومات بها سنة خمس وستين على الصحيح. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/305، رقم5226، والإصابة 6/341، رقم8737، والتقريب 2/303.
3 فتح الباري 6/333.
أما حديث أبي برزة المرفوع فأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/331 حدثنا محمد بن محمد ابن مصعب الصوري، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا جَسر ابن فَرقَد، عن الحسن، قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار - فذكر نحوه. ولفظه" قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً} ، فقال: "هلك القوم بمعاصيهم الله عز وجل". قال ابن كثير: "جسر بن فرقد" ضعيف الحديث بالكلية. وأما حديث عبد الله بن عمرو المرقوف فأخرجه ابن جرير 30/17 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي أيوب الأزدي، عن عبد الله ابن عمرو، به. وزاد في آخره "فهم في مزيد من العذاب أبداً ".(3/1293)
قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} الآية: 33
[3208] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} قال: نواهد1.
قوله تعالى: {وَكَأْساً دِهَاقاً} الآية: 34
[3209] وصل عبد بن حميد من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: "الكأس الدهاق" الممتلئة المتتابعة2.
قوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً} الآية: 36
[3210] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {عَطَاءً حِسَاباً} قال: كثيرا 3.
قوله تعالى: {لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً} الآية: 37
[3211] أخرج الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله:
__________
1 فتح الباري 6/321 و 8/689.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 3/501 من طريق معاوية بن صالح، عن علي، به.
2 فتح الباري 6/321 و 8/689.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/501 حدثنا هشيم، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، به.
3 فتح الباري 8/689.
أخرجه عبد الرزاق 2/343 به سندا ومتنا.(3/1294)
{لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً} قال: كلاما، إلا من قال صوابا قال: حقا في الدنيا وعملٌ به1.
__________
1 فتح الباري 8/689. وذكره البخاري عنه تعليقا.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/359 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به. وأخرجه ابن جرير 29/22، 24 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مفرقا.(3/1295)
سورة {وَالنَّازِعَاتِ}
قوله تعالى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} الآيتان: 6-7
[3212] وصل الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {الرَّادِفَةُ} : النفخة الأولى، {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} : النفخة الثانية1.
[3213] وعن مجاهد قال: {الرَّاجِفَةُ} : الزلزلة و {الرَّادِفَةُ} : الدكدكة، أخرجه الفريابي والطبري وغيرهما عنه2.
قوله تعالى: {يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} الآية: 10
[3214] وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {الْحَافِرَةِ} يقول: الحياة3.
قوله تعالى: {أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً} الآية: 11
[3215] قال أبو الحسن الأثرم الراوي عن أبي عبيدة: سمعت
__________
1 فتح الباري 8/691 و 11/369.
أخرجه ابن جرير 30/31 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 11/369.
أخرجه ابن جرير 30/32 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
3 فتح الباري 8/691.
أخرجه ابن جرير 30/34 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(3/1296)
ابن الكلبي يقول: نخرة ينخر فيها الريح، وناخرة بالية1.
قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} الآية: 13
[3216] وصل الفريابي وعبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} قال: صيحة 2.
قوله تعالى: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} الآية: 14
[3217] عن عكرمة {بِالسَّاهِرَةِ} وجه الأرض، أخرجه ابن أبي حاتم عنه3.
[3218] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مصعب بن ثابت4
__________
1 فتح الباري 8/690.
قوله {نخرة} اختلفت القراء في ذلك، فقرأ عامة قراء المدينة والحجاز والبصرة {نَخِرًةً} بمعنى: بالية، وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة {ناخِرَةً} بألف، بمعنى أنها مجوّفة تنخر. انظر: تفسير الطبري 30/34. ونقل ابن كثير عن ابن عباس من غير إسناد: هو العظم إذا بلي ودخلت الريح فيه. تفسير ابن كثير 8/336.
2 فتح الباري 8/690 و 11/368.
أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/179 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 6/294.
أخرجه ابن جرير 30/36-37 من طريق ابن علية وعبد الوارث سعيد كلاهما عن عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، مثله. ومن طريق أبي محصن، عن حصين، عن عكرمة، به.
4 مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، روى هشام بن عروة ونافع مولى ابن عمر وأبي حازم بن دينار وغيرهم، وعنه ابنه عبد الله وزيد بن أسلم وابن المبارك وبشر بن السري وغيرهم. وهو ليّن الحديث، وكان عابداً، مات سنة سبع وخمسين ومائة، وله ثلاث وسبعون. انظر ترجمته في: التهذيب 10/144، والتقريب 2/251.(3/1297)
عن أبي حازم1 عن سهل بن سعد في قوله: {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} قال: أرض بيضاء عفراء كالخبزة2.
قوله تعالى: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} الآية: 17
[3219] وقد وصل الفريابي من طريق مجاهد {طَغَى} عصى3.
قوله تعالى: {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} الآية: 20
[3220] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} قال: عصاه ويده4.
[3221] وكذا قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة مثله5.
__________
1 هو سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج، الأثور التّمّار، المدني، القاضي، مولى الأسود ابن سفيان، روى عن سهل بن سعد الساعدي وأبي أمامة بن سهل بن حنيف وسعيد ابن المسيب وغيرهم، وعنه الزهري وعبيد الله بن عمر وابن إسحاق ومالك والحمادان والسفيانان ومصعب بن ثابت وغيرهم، ثقة عابد، مات في خلافة المنصور. أخرج له الجماعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 4/126، والتقريب 1/316.
2 فتح الباري 6/294.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/337 حدثنا علي بن الحسين، حدثنا خزر بن المبارك الشيخ الصالح، حدثنا بشر بن السري، حدثنا مصعب بن ثابت، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، به. ولفظه "كالخبزة النقي ".
3 فتح الباري 8/690. وذكره البخاري عنه تعليقا. ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق، إلا أن هذا مما تكرر إسناده، وهو "من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد ".
4 فتح الباري 8/690.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/359 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
5 فتح الباري 8/690.
أخرجه عبد الرزاق 2/346 به قال: عصاه ويده.(3/1298)
قوله تعالى: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} الآية: 28
[3222] عن ابن عباس {رَفَعَ سَمْكَهَا} أي رفع بنيانها، أخرجه ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه1.
[3223] ومن طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله وزاد "بغير عمد" 2.
[3224] ومن طريق قتادة مثله3.
قوله تعالى: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} الآية: 29
[3225] أخرج عبد بن حميد من طريق قتادة قال قوله: {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي أظلم ليلها4.
قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} الآية: 30
[3226] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن عباس والسدي وغيرهما: دحاها أي بسطها5.
__________
1 فتح الباري 6/294.
أخرجه ابن جرير 30/43 من طريق معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 6/294.
أخرجه ابن جرير 30/43 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 6/294.
أخرجه ابن جرير 30/43 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة. ولفظه "قوله {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا} يقول: رفع بناءها فسوّاها ".
4 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 30/44 من طريق يزيد، قال: ثنا سعيد، ومن طريق ابن ثور، عن معمر، عنه، به.
5 فتح الباري 6/294.(3/1299)
قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى} الآية: 34
[3227] ولابن أبي حاتم من طريق الربيع بن أنس: الطامة هي الساعة طمت كل داهية1.
__________
1 فتح الباري 8/691.
لم أقف عليه مسندا، وقد أخرج ابن جرير 30/47 من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: الطامة من أسماء يوم القيامة عظمه الله، وحذّره عباده. وقال ابن كثير: سميت بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع.(3/1300)
سورة {عَبَسَ}
قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} الآيات1-10
[3228] أخرج الترمذي والحاكم من طريق يحيى بن سعيد الأموي1 وابن حبان من طريق عبد الرحيم بن سليمان2 كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت "نزلت في ابن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدني - وعند النبي صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين -3 فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُعرِض عنه ويُقبِل على الآخر فيقول له: "أترى بما أقول بأسا؟ " فيقول: لا فنزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} قال الترمذي: حسن غريب، وقد أرسله بعضهم عن عروة لم يذكر عائشة4.
__________
1 يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص، الأموى، أبو أيوب الكوفي، نزيل بغداد، لقبه الجمل، صدوق يُغرب، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة أربع وتسعين ومائة. وله ثمانون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/189، والتقريب 2/348.
2 عبد الرحيم بن سليمان الكناني، أبو الطائي، أبو علي الأشل، المروزي، نزيل الكوفة، ثقة له تصانيف، مات سنة سبع وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/504.
3 أورد ابن حجر روايات متعددة في بيان المراد به. فقال: "وذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن الذي كان يكلمه أبي بن خلف. وروى سعيد بن منصور من طريق أبي مالك أنه أمية بن خلف. وروى ابن مردويه من حديث عائشة أنه كان يخاطب عتبة وشيبة ابني ربيعة. ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: عتبة وأبو جهل وعياش. ومن وجه آخر عن عائشة: كان في مجلس فيه ناس من وجوه المشركين منهم أبو جهل وعتبة. ثم قال - أي ابن حجر - فهذا يجمع الأقوال ". انظر: فتح الباري 8/692.
4 فتح الباري 8/692. =(3/1301)
[3229] أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم - أحد الضعفاء - قال "كان يقال لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي لكتم هذا عن نفسه، وذكر قصة ابن أم مكتوم ونزول {عَبَسَ وَتَوَلَّى} . انتهى1.
قوله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} الآية: 15
[3230] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} قال: كَتَبَة واحدها سافر، وهي
__________
= أخرجه الترمذي رقم3331 - في التفسير، باب "ومن سورة عبس"-، والحاكم 2/514 كلاهما من حديث سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم535 من طريق عبد الله بن عمر الجُعفي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام بن عروة، به. قال الترمذي - كما في المطبوعة -:
حديث غريب، بينما نقل ابن حجر عنه قال: حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة. وصوّب الذهبي كونه مرسلا. بينما ذكره الشيخ الألبابي في صحيح سنن الترمذي رقم2651 وقال: صحيح الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/416 ونسبه إلى الترمذي - وحسنه - وابن المنذر وابن حبان والحاكم - وصححه - وابن مردويه، عن عائشة.
قلت: والمرسل أخرجه مالك في الموطأ 1/203 - باب ماجاء في القرآن - عن هشام بن عروة، عن أبيه.
1 فتح الباري 13/411.
أخرجه ابن جرير 30/52 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فذكر نحوه. ولفظه قال "وسألته عن قول الله عز وجل: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} قال: جاء ابن أمّ مكتوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقائده يُبْصر، وهو لا يبصر، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى قائده يَكُفّ، وابن أمّ مكتوم يدفعه ولا يُبصر قال: حّتى عَبَس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاتبه الله في ذلك، فقال: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} ... إلى قوله: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} قال ابن زيد: كان يقال: لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَتَمَ من الوحي شيئا، كتم هذا عن نفسه قال: وكان يتصدّى لهذا الشريفِ في جاهليته، رجاء أن يسلم، وكان عن هذا يتلهّى".(3/1302)
كقوله: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5] قال: كُتُباً1.
[3231] وقد ذكر عبد الرزاق من طريق معمر عن قتادة في قوله {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} قال: كَتَبَة 2.
قوله تعالى: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} الآية: 23
[3232] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {لَمَّا يَقْضِ} لا يقضي أحد أبدا ما افترض عليه3.
قوله تعالى: {وَحَدَائِقَ غُلْباً} الآية: 30
[3233] وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: {وَحَدَائِقَ غُلْباً} أي ملتفة4.
[3234] وروى ابن أبي حاتم من طريق عاصم بن كليب5 عن
__________
1 فتح الباري 8/693.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/361 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/693.
أخرجه عبد الرزاق 2/348 به سندا ومتنا.
3 فتح الباري 8/692.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/360 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
4 فتح الباري 6/296.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/490 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
5 عاصم بن كليب بن شهاب بن المحنون، الجَرْمي الكوفي، روى عن أبيه وعلقمة بن وائل ابن حجر ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم. صدوق رمي الإرجاء. أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. مات سنة بضع وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/49، والتقريب 1/385.(3/1303)
أبيه1 عن ابن عباس: "الحدائق" ما التفت و"الغُلب" ما غلظ2.
[3235] ومن طريق عكرمة عنه: الغلب شجر بالجنة3 لا يحمل يستظل به4.
قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} الآية: 31
[3236] وذكر الحميدي أنه جاء عن ثابت عن أنس أن عمر قرأ {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال: ما الأب؟ ثم قال: ما كُلّفنا أو قال: ما أُمِرنا بهذا5.
__________
1 كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي، والد عاصم، روى عن أبيه وخاله الفلتان بن عاصم وعمر وعلي وسعد وأبي موسى وأبي هريرة وغيرهم. وثقه أبو زرعة وابن سعد وابن حبان. قال ابن حجر: صدوق، ووهم من ذكره في الصحابة.
انظر ترجمته في: التهذيب 8/400، والتقريب 2/136.
2 فتح الباري 6/296.
أخرج ابن جرير 30/58 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "قال: الحدائق: ما التفّ واجتمع".
3 في الفتح "بالجبل"، والتصحيح من الدر المنثور وتفسير الطبري.
4 فتح الباري 6/296.
أخرج ابن جرير 30/58 حدثني محمد بن سنان القزّاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه " {وَحَدَائِقَ غُلْباً} قال: الشجر يستظل به في الجنة". وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/421 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
5 فتح الباري 13/270-271.
أخرج ابن جرير 30/59 حدثنا ابن بشار، حدثنا ابن أبي عديّ، عن حميد، عن أنس، نحوه. ولفظه "قال: قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فلما أتى على هذه الآية {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} قال: قد عرفنا الفاكهة، فما الأب؟ قال: لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف ". وقد ذكره ابن كثير 8/348 برواية الطبري هذه، ثم قال: فهو إسناد صحيح، وقد رواه غير واحد عن أنس، به، وهو محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه، وإلا فهو وكل من قرأ الآية يعلم أنه من نبات الأرض، لقوله:
{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ".(3/1304)
[3237] وهو عند الإسماعيلي من رواية هشام عن ثابت، وأخرجه من طريق يونس بن عبيد1 عن ثابت بلفظ: أن رجلا سأل عمر بن الخطاب عن قوله: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ما الأب؟ فقال عمر: نُهينا عن التعمق والتكلف2.
[3238] وأخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريق أبي مسلم الكجي3 عن سليمان بن حرب4 شيخ البخاري فيه، ولفظه عن أنس: "كنا عند عمر وعليه قميص في ظهره أربع رقاع، فقرأ {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم قال: مَهْ، نُهينا عن التكلف"5، وقد أخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن سليمان بن حرب بهذا السند مثله سواء6.
[3239] وأخرجه أيضا عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة بدل
__________
1 يونس بن عبيد بن دينار العبدي مولاهم أبو عبد الله البصري، روى عن ثابت البناني وغيره، ثقة ثبت فاضل ورع، مات سنة تسع وثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/389، والتقريب 2/385.
2 فتح الباري 13/271.
انظر ما قبله. وأصله في البخاري رقم7293 بلفظ "قال عمر: نهينا عن التكلف"، بدون ذكر الآية.
3 لم أقف على ترجمة له - حسب ما بحثت -، وقد ذكره ابن حجر في ترجمة "سليمان ابن حرب الأزدي " فيمن روى عنه. انظر: التهذيب 4/157.
4 سليمان بن حرب الأزدي الواشجي، البصري، القاضي بمكة، روى عن شعبة ومحمد ابن طلحة بن مصرف والحمادين ومبارك بن فضالة وغيرهم، وعنه البخاري وأبو داود وغيرهما، ثقة إمام حافظ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين، وله ثمانون سنة.
انظر ترجمته في: التهذيب 4/157، والتقريب 1/322.
5 انظر رقم 3236.
6 فتح الباري 13/271.
وسنده - كما في البخاري - "عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أنس".(3/1305)
حماد بن زيد، وقال بعد قوله: فما الأب، ثم قال: يا ابن أم عمر إن هذا لهو التكلف وما عليك أن لا تدري ما الأب1.
[3240] وأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق صالح بن كيسان2 عن الزهري عن أنس أنه أخبره أنه سمع عمر يقول: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً} الآية، إلى قوله: {وَأَبّاً} قال: كل هذا قد عرفناه فما الأب؟ ثم رمى عصا كانت في يده ثم قال: هذا لعمر الله التكلف "اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب" 3.
[3241] وأخرجه الطبري من وجهين آخرين عن الزهري وقال في آخره "اتبعوا ما بُيِّن لكم في الكتاب" وفي لفظ "ما بُيِّن لكم فعليكم به وما لا فدعوه"4.
__________
1 فتح الباري 13/271.
قال ابن حجر: وسليمان بن حرب سمع من الحمادين، لكنه اختص بحماد بن زيد، فإذا أطلق قوله حدثنا حماد فهو ابن زيد وإذا روى عن حماد بن سلمة نسبه. فتح الباري 13/271. وانظر ما قبله.
2 صالح بن كيسان المدني، أبو محمد أبو أبو الحارث، مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، رأى ابن عمر وابن الزبير وقال ابن معين: سمع منهما، وروى عن عروة بن الزبير ونافع مولى ابن عمر والزهري وغيرهم، وعنه مالك وابن إسحاق وابن جريج وإبراهيم بن سعد وغيرهم، ثقة، ثبت فقيه، مات بعد سنة ثلاثين ومائة. أو بعد الأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/350، والتقريب 1/362.
3 فتح الباري 13/271.
أخرجه الحاكم 2/514، وعنه البيهقي في شعب الإيمان رقم2281 من حديث يزيد ابن هارون، أنا حميد، عن أنس، وعن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
4 فتح الباري 13/271.
أخرجه ابن جرير 30/60-61 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول، فذكره بنحوه الرواية صالح بن كيسان السابق قبله. وفي آخره اللفظ المذكور.(3/1306)
[3242] وأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن ابن زيد "أن رجلا سأل عمر عن {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فلما رآهم عمر يقولون أقبل عليهم بالدرة"1.
[3243] ومن وجه آخر عن إبراهيم النخعي قال: قرأ أبو بكر الصديق وفاكهة وأبا فقيل ما الأب؟ فقيل كذا وكذا فقال أبو بكر إن هذا لهو التكلف، أيُّ أرض تقلني أو أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم"، وهذا منقطع بين النخعي والصديق2.
[3244] وأخرج أيضا من طريق إبراهيم التيمي "أن أبا بكر سئل عن الأب ما هو فقال: أي سماء تظلني " فذكر مثله، وهو منقطع أيضا لكن أحدهما يقوي الآخر3.
__________
1 فتح الباري 13/271.
لم أقف عليه مسنداً، وعبد الرحمن بن زيد ضعيف كما سبق مرارا، وآخره في أوائل هذه السورة. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/422 هذا الأثر، ولم ينسبه إلا إلى عبد بن حميد.
2 فتح الباري 13/271.
فيه انقطاع بين النخعي والصديق، وقد روي موصولا، فقد أخرج ابن عبد البر في كتاب العلم كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/158 من حديث موسى بن هارون الحمال، ثنا يحيى الحماني، ثنا حفص، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم النخعي، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصديق، فذكره. وفيه "يحيى الحماني" وهو ضعيف. ثم قال ابن عبد البر: ورواه عن أبي بكر أيضا ميمون بن مهران، وعامر الشعبي، وابن أبي مليكة.
3 فتح الباري 13/271.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/512 - في فضائل القرآن -، وعبد بن حميد في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/158 قالا: ثنا محمد بن عبيد، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، به. وفيه انقطاع بين إبراهيم التيمي والصديق. وقد أشار إلى ذلك ابن حجر - كما في الأعلى - ثم قال: لكن أحدهما يقوي الآخر. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/348 برواية أبي عبيد القاسم بن سلام في كتاب "فضائل القرآن": حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا العوام بن حوشب، به.(3/1307)
[3245] وأخرج الحاكم في تفسير آل عمران من المستدرك من طريق حميد عن أنس قال: قرأ عمر {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال بعضهم كذا وقال بعضهم كذا، فقال عمر: دعونا من هذا، آمنا به، كل من عند ربنا"1.
[3246] وأخرج الطبري من طريق موسى بن أنس2 نحوه3.
[3247] ومن طريق معاوية بن قرة4، ومن طريق قتادة كلاهما عن
__________
1 فتح الباري 13/271.
أخرجه الحاكم 2/290 - في تفسير قوله تعالى: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} - أخبرني الحسن بن علي المروزي، أنبأ أبو الموجه أن أنبأ عبدان، أنبأ عبد الله بن المبارك، أنبأ حميد الطويل، عن أنس، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
2 موسى بن أنس بن مالك الأنصاري، قاضي البصرة، روى عن أبيه وابن عمه عمرو ابن عبد الله بن أبي طلحة وعبد الله بن عباس. وعنه ابنه حمزة وعطاء بن أبي رباح وشعبة وآخرون. ثقة، ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، وقال: كان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/298، والتقريب 2/281.
3 فتح الباري 13/271.
أخرجه ابن جرير 30/59 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس. ولفظه "قال: قرأ عمر {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ومعه عصا في يده، فقال: ما الأب، ثم قال: بحسبنا ما قد علمنا، وألقى العصا من يده ".
4 معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني، أبو إياس البصري، روى عن أبيه وأنس ومعقل بن يسار وعدة، وعنه خليد بن جعفر وشعبة وسماك بن حرب وغيرهم. ثقة عالم، مات سنة ثلاث عشرة ومائة، وهو ابن ست وسبعين سنة. أخرج له الجماعة. انظر: ترجمته في: الجرح والتعديل 8/378، والتهذيب 10/195، والتقريب 2/261.(3/1308)
أنس كذلك1.
[3248] وقد جاء أن ابن عباس فسر "الأب" عند عمر، فأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق سعيد بن جبير قال: كان عمر يدني ابن عباس فذكر نحو القصة الماضية في تفسير {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} 2 وفي آخره وقال تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً} إلى قوله {وَأَبّاً} قال: فالسبعة رزق لبني آدم "والأب" ما تأكل الأنعام، ولم يذكر أن عمر أنكر عليه ذلك 3.
__________
1 فتح الباري 13/271.
أخرجه ابن جرير 30/59 حدثني ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن خليد بن جعفر، عن أبي إياس معاوية بن قرة، عن أنس، عمر رضي الله عنه، به. وفيه أنه قال: إن هذا هو التكلف. وأخرجه بهذا الإسناد عن خليد بن جعفر، قال: حدثني قتادة، عن أنس، عن عمر بنحو هذا الحديث كله.
2 يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري رقم4970 - في تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} - بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: "كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لِمَ تُدخِل هذا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم. فدعا ذات يوم فأدخله معهم، فما رُثيتُ أنه دعاني يومئذ إلا ليُرهم. قال: ما تقولون في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فقال بعضهم: أُمِرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: إذا جاء نصر الله والفتح - وذلك علامة أجلك - فسبِّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول".
3 فتح الباري 13/271.
لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج ابن جرير 30/60 حدثنا أبو كريب وأبو السائب، قالا: ثنا ابن إدريس، قال: ثنا عبد الملك، عن سعيد بن جبير، نحوه. ولفظه قال: "عدّ ابن عباس، وقال: "الأب": ما أنبتت الأرض للأنعام ". قال ابن جرير: وهذا لفظ حديث أبي كريب، وقال أبو السائب في حديثه: قال: "ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس وتأكل الأنعام ".(3/1309)
[3249] وأخرج الطبري بسند صحيح عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: "الأب" ما تنبته الأرض مما تأكله الدواب، ولا يأكله الناس"1.
[3250] وأخرج عن عدة من التابعين نحوه2.
[3251] ثم أخرج من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بسند صحيح قال "الأب" الثمار الرطبة، وهذا أخرجه ابن أبي حاتم بلفظ "وفاكهة وأبا" قال: الثمار الرطبة، وكأنه سقط منه واليابسة3.
[3252] فقد أخرج أيضا من طريق عكرمة عن ابن عباس بسند حسن "الأب" الحشيش للبهائم4.
[3253] وفيه قول آخر أخرجاه من طريق عطاء قال: كل شيء ينبت على وجه الأرض فهو أب5.
__________
1 فتح الباري 13/271.
أخرجه ابن جرير 30/60 حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا عاصم، عن أبيه، عن ابن عباس، به. وأخرج 30/60 حدثنا أبو كريب وأبو السائب ويعقوب قالوا: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت عاصم بن كليب، به نحوه. ولفظه "قال: عدّ سبعا جعل رزقه في سبعة، وجعله من سبعة، وقال في آخر ذلك "الأب": ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس ".
2 فتح الباري 13/271.
انظر تفسير الطبري 30/60 فقد أخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وقتادة، نحوه.
3 فتح الباري 13/271.
أخرجه ابن جرير 30/61 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 فتح الباري 13/271.
لم أقف عليه مسنداً. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا.
5 فتح الباري 13/271.
لم أقف عليه مسنداً، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/422 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
وقال ابن حجر: فعلى هذا فهو من العام بعد الخاص. فتح الباري 13/271.(3/1310)
[3254] ومن طريق الضحاك قال: "الأب" كل شيء أنبتت الأرض سوى الفاكهة1.
قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} الآية: 37
[3255] ولابن أبي الدنيا من حديث أنس قال: سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم كيف يحشر الناس؟ قال: "حفاة عراة". قالت: واسوأتاه، قال: "قد نزلت علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أولا": {لِكُلِّ امْرِئٍ} الآية 2.
[3256] وللنسائي والحاكم من طريق الزهري عن عروة عن عائشة: قلت: يا رسول الله، فكيف بالعورات؟ قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} 3.
__________
1 فتح الباري 13/271. ذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا.
2 فتح الباري 11/387.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/350 حدثنا أبي، حدثنا أزهر بن حاتم، حدثنا الفضل بن موسى، عن عائد بن شريح، عن أنس بن مالك، به نحوه. ولفظه "قال: سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إني سائلتك عن حديث فتخبرني أنت به. قال: "إن كان عندي منه علم". قالت: يا نبي الله، كيف يُحشر الرجال؟ قال: "حفاة عراة". ثم انتظرت ساعة فقالت: يا نبي الله، كيف يحشر النساء؟ قال: "كذلك حفاة عراة"، قالت: واسوأتاه من يوم القيامة! قال: "وعن أي ذلك تسألين، إنه قد نزل عليّ آية لا يضرك كان عليك ثياب أولا يكون ". قالت: أية آية هي يا نبي الله؟ قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} ".
ويأتي من حديث عائشة نفسها، وله شواهد أخرى من حديث ابن عباس وسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أيضا. انظر: سنن ابن ماجه، رقم 4276، وتفسير ابن كثير 8/349-350، والدر المنثور 3/323 و 8/423.
3 فتح الباري 11/387. أخرجه النسائي في التفسير رقم668، والحاكم 4/564 كلاهما من حديث بقية، قال: حدثني محمد بن الوليد الزبيدي، قال: أخبرني الزهري، به. صححه الحاكم على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/423 ونسبه إلى الحاكم وابن مردويه.(3/1311)
قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} الآية: 38
[3257] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مُسْفِرَةٌ} مشرقة1.
قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} الآيتان: 40، 41
[3258] وأخرج الحاكم من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [الحاقة:14] قال: يصيران غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين، وذلك قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} 2.
قوله تعالى: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} الآية: 41
[3259] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} قال: تغشاها شدة3.
__________
1 فتح الباري 8/693. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/361 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/692-693.
أخرجه الحاكم 2/515 أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا الفضل ابن عبد الجبار، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووفقه الذهبي.
3 فتح الباري 8/692. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/360 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.(3/1312)
سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
[3260] أخرج أحمد والترمذي والطبراني وصححه الحاكم من حديث ابن عمر رفعه "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} " لفظ أحمد1.
قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} الآية: 1
[3261] وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي رجاء عن الحسن قال: {كُوِّرَتْ} تُكوّر حتى يذهب ضوؤها 2.
__________
1 فتح الباري 8/695.
أخرجه الإمام أحمد 2/27، والترمذي رقم3333 - في تفسير سورة " {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} "-، والحاكم 4/576، وأبو نعيم في الحلية 9/231، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/17 كلهم من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن بحير الصنعاني القاص، أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره، أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وعندهم زيادة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، وعند البعض قال: "وأحسب أنه قال "سورة هود". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقال ابن حجر - عقب ذكره - "هو حديث جيد". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/426 ونسبه إلى أحمد والترمذي وابن المنذر والحاكم وابن مردويه.
2 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 3/492 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا إسماعيل بن عُليَّة، عن أبي رجاء، عن الحسن، به.
قال ابن حجر: وكأن هذا كان يقوله قبل أن يسمع حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الشمس والقمر مكوران يوم القيامة" أخرجه البخاري رقم3200 / وإلا فمعنى التكوير اللف تقول كورت العمامة تكويرا إذا لففتها، والتكوير أيضا الجمع، تقول: كورته إذا جمعته. أهـ. فتح الباري 6/298.(3/1313)
[3262] وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} يقول: أظلمت1.
[3263] ومن طريق الربيع بن خُثيم قال: كُوِّرت أي رُمِي بها2.
[3264] ومن طريق أبي يحيى عن مجاهد {كُوِّرَتْ} قال: أضمحلت 3.
قوله تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} الآية: 2
[3265] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} قال: تناثرت4.
__________
1 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 30/64 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 30/64 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم، به.
3 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 30/64 حدثني محمد بن عمارة، حدثني عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى - هو القتات، به.
قال الطبري: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال {كُوِّرَتْ} كما قال الله جل ثناؤه؛ والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثباب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها، فعلى هذا فالمراد أنها تلف ويرمى بها فيذهب ضوؤها. انظر: تفسير الطبري 30/64-65.
4 فتح الباري 8/694.
أخرجه عبد الرزاق 2/350 به سنداً ومتناً.(3/1314)
قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} الآية: 6
[3266] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة {سُجِّرَتْ} يذهب ماؤها فلا يبقى قطرة1.
[3267] وصل الطبري من طريق سعيد عن قتادة عن الحسن في قوله {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} قال: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة 2.
[3268] أخرج ابن أبي حاتم من طرق السدي {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أي فتحت وسيرت3.
قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} الآية: 7
[3269] وصل عبد بن حميد والحاكم وأبو نعيم في "الحلية" وابن مردويه من طريق الثوري وإسرائيل وحماد بن سلمة وشريك كلهم عن سماك ابن حرب سمعت النعمان ابن بشير سمعت عمر يقول في قوله: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} هو الرجل يزوج نظيره من أهل الجنة، والرجل يزوج نظيره من أهل النار، ثم قرأ {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات:22] .
__________
1 فتح الباري 8/693.
أخرجه ابن جرير 30/68 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
2 فتح الباري 8/602، 693.
لم أجده في تفسير الطبري، وقد ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/321 برواية الطبري، فقال: قال أبو جعفر الطبري، ثنا بشر، ثنا يزيد، ثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به.
3 فتح الباري 8/693.
ذكره ابن كثير في تفسيره 8/355 عن السدي، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.(3/1315)
وهذا إسناد متصل صحيح، ولفظ الحاكم: هما الرجلان يعملان العمل يدخلان به الجنة والنار: الفاجر مع الفاجر والصالح مع الصالح1.
[3270] وقد رواه الوليد بن أبي ثور2 عن سماك بن حرب فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقصر به فلم يذكر فيه عمر، جعله من مسند النعمان، أخرجه ابن مردويه3.
__________
1 فتح الباري 8/694.
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/361-362 ثنا أبو عمرو هو ابن حكيم، ثنا محمد ابن عبد الوهاب، ثنا آدم، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سماك بن حرب، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/362 بسنده إلى أحمد بن عبد الله - وهو أبو نعميم - قال: ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الزهري، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/362، والحاكم 2/516 كلاهما من حديث الثوري، وإسرائيل جميعا عن سماك، به نحوه. وقد صحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرج ابن جرير 30/69 من طريق سفيان وأبي الأحوص والوليد بن أبي ثور، كلهم عن سماك، به نحوه. وهذا الأخير ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في البعث وأبي نعيم في الحلية، كلهم عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب.
2 هو الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني الكوفي، وقد ينسب لجده، ضعيف، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. التقريب 2/333.
3 فتح الباري 8/694.
ضعيف الإسناد، لضعف الوليد بن أبي ثور، وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429-430 عن النعمان ابن بشير مرفوعا، ونسبه إلى ابن مردويه، ولفظه "قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: "هما الرجلان يعملان العمل يدخلان الجنة والنار".
والحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/355 حدثنا أبي، حدثنا محمد ابن الصباح البزار، حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن النعمان بن بشير - مرفوعا. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: "الضرباء، كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله، وذلك بأن الله عز وجل يقول {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة:7-10] قال: "هم الضرباء". قال ابن حجر عقب ذكر الحديث "والأول هو المحفوظ".(3/1316)
[3271] وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الثوري كذلك1.
[3272] وأخرج الفراء من طريق عكرمة قال: يقرن الرجل بقرينه الصالح في الدنيا، ويقرن الرجل الذي كان يعمل السوء في الدنيا يقرينه الذي كان يعينه في النار2.
قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّس الْجَوَارِ الْكُنَّسِِ} الآيتان 15، 16
[3273] وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أبي ميسرة عمرو ابن شرحبيل3 قال: قال لي ابن مسعود ما الخنس؟ قال: قلت: أظنه بقر الوحش، قال: وأنا أظن ذلك4.
[3274] وعن معمر عن الحسن في قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّس} قال: هي النجوم تخنس بالنهار، والكنس تسترهن إذا غبن. قال وقال
__________
1 فتح الباري 8/694.
لم أقف عليه. وانظر ما قبله.
2 فتح الباري 8/694.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/430 ونسبه إلى الفراء فقط.
3 وقع في الفتح "أبي ميسرة، عن عمرو بن شرحبيل " وهو خطأ لعله من الطابع أو الناسخ، فإن أبا ميسرة اسمه عمرو بن شرحبيل، وقد تقدم ترجمته برقم2.
4 فتح الباري 8/694.
أخرجه عبد الرزاق 2/351-352 عن ابن عيينة، قال: أخبرني زكريا، عن إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل، به.(3/1317)
بعضهم: الكنس الظباء1.
[3275] وروى سعيد بن منصور بإسناد حسن عن علي قال: هن الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى2.
[3276] ومن طريق مغيرة قال: سئل مجاهد عن هذه الآية فقال: لا أدري، فقال إبراهيم: لم لا تدري؟ قال: سمعنا أنها بقر الوحش، وهؤلاء يروون عن علي أنها النجوم. قال: إنهم يكذبون على عليّ 3.
[3277] وأسند ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: {الْخُنَّسِ} تخنس في مجراها ترجع، وتكنس تستتر في بيوتها كما تستر الظباء4.
__________
1 فتح الباري 8/694.
أخرجه عبد الرزاق 2/352 به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/694.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 186/ أحدثنا حُدَيج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن المرادي، عن علي، به. وأخرج ابن جرير 30/74-75 بأسانيد متعددة عن علي بن أبي طالب، بنحوه.
3 فتح الباري 8/694.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 186/ أ-ب ثنا خالد بن عبد الله، عن مغيرة، قال سئل مجاهد عن قوله {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ، فذكره.
أخرج ابن جرير 30/76 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، قال سئل مجاهد عن الجواري الكنس - فذكر نحوه. وقال: حدثنا يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم ومجاهد أنهما تذاكرا هذه الآية. فذكر نحوه.
4 فتح الباري 8/694.
الكلبي ضعيف، وقد ذكره البخاري في ترجمة الباب تعليقا. هذا ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق.(3/1318)
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} الآية: 17
[3278] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {عَسْعَسَ} قال: أدبر1.
[3279] وروى أبو الحسن الأثرم بسند له عن عمر قال: إن شهرنا قد عسعس، أي أدبر2.
قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} الآية: 24
[3280] وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن إبراهيم النخعي قال: الظنين المتهم، والضنين البخيل3.
[3281] وروى ابن أبي حاتم بسند صحيح: كان ابن عباس يقرأ {بِضَنِينٍ} قال: والضنين والظنين سواء، يقول ما هو بكاذب، والظنين المتهم
__________
1 فتح الباري 8/694.
أخرجه ابن جرير 30/78 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 8/695.
قال كثير من علماء الأصول: إن لفظ "عسعس" تستعمل في الإقبال والإدبار على وجه الاشتراك. أما هذه الرواية فلم أقف عليه مسنداً، وقد صح هذا التفسير عن ابن عباس - كما في الذي قبله - وغيره من السلف وقد اختار ابن جرير أيضا هذا التفسير لقوله: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} قال: فدلّ بذلك على أن القسم بالليل مدبراً، وبالنهار مقبلا، والعرب تقول: عسعس الليل، وسعسع الليل: إذا أدبر، ولم يبق منه إلا اليسير.
وقال ابن حجر: وتمسك من فسره بأقبل بقوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} . ثم نقل عن الخليل قال: أقسم بإقبال الليل وإدباره.
انظر: تفسير الطبري 30/79، وتفسير ابن كثير 8/360، وفتح الباري 8/695.
3 فتح الباري 8/694.
أخرجه عبد الرزاق 2/353 عن ابن التيمي، عن مغيرة، قال إبراهيم، به.(3/1319)
والضنين البخيل1.
__________
1 فتح الباري 8/694.
قرئ قوله تعالى: {بِضَنِينٍ} بالضاد، وبالظاء، فقرأ عامة قرّاء المدينة والكوفة {بِضَنِينٍ} بالضاد، بمعنى: أنه غير بخبل عليهم بتعليمهم ما علَّمه الله، وأنزل إليه من كتابه. وقرأ بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين {بِظَنِينٍ} بالظاء، بمعنى: أنه غير متهم فيما يخبرهم عن الله من الأنباء.
هذا وقد أخرج ابن جرير 30/81 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن زر {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ} قال: الظنين: المتهم. وفي قراءتكم {بِضَنِينٍ} والضنين: البخيل، والغيب: القرآن. ثم اختار ابن جرير قراءة الضاد.
قلت: وكلا القراءتين متواتر، ومعناه صحيح، كما قال ابن كثير 8/362. وقد أخرج ابن جرير 30/82 من طريق سعيد، عن قتادة، قوله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} قال: إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمداً، فبذله وعلَّمه ودعا إليه، والله ما ضنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل بلَّغه ونشره وبذله لكل من أراده. وكذا قال عكرمة، وابن زيد، وغير واحد. وانظر: إبراز المعاني من حرز الأماني 4/249-250، والبدور الزاهر ص336.
أما بخصوص هذا الأثر فلم أقف عليه مسنداً، إلا أن ابن حجر قد بين أن إسناده صحيح - كما في الأعلى -.
هذا وقد نقل ابن كثير في تفسيره 8/362 عن سفيان بن عيينة قال: ظنين وضنين سواء، أي: ما هو بكاذب، وما هو بفاخر، والظنين: المتهم، والضنين: البخيل. أهـ.(3/1320)
سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}
قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} الآية: 3
[3282] قال عبد بن حميد حدثنا مُؤَمِّل1 وأبو نعيم قالا: حدثنا سفيان هو ابن سعيد الثوري عن أبيه2 عن أبي يعلى هو منذر الثوري عن الربيع بن خُثيم {فُجِّرَتْ} قال: فاضت3.
[3283] قال عبد الرزاق أنبأنا الثوري مثله وأتم منه4.
__________
1 هو مُؤَمِّل - بوزن محمد - ابن إسماعيل البصري، أبو عبد الرحمن، نزيل مكة، روى عن شعبة والحمادين والسفيانين وغيرهم، وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وبندار وأبو كريب وغيرهم. قال ابن حجر: صدوق سيء الحفط، وذكره ابن حبان في الثقات مات سنة ست ومائتين، وقال ابن سعد ثقة كثير الغلط. انظر ترجمته في: التهذيب 10/339-340، والتقريب 2/290.
2 هو سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، والد سفيان، ثقة، مات سنة ست وعشرين ومائة، وقيل بعدها، أخرج له الجماعة.
انظر ترجمته في: التهذيب 4/73، والتقريب 1/305.
3 فتح الباري 8/695.
ساقه ابن حجر في تغليق التعليق 4/362-363 به سندا ومتنا.
وأخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/362 ثنا سفيان، قال: بلغني عن ربيع بن خثيم في قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} قال: فاضت.
قال ابن حجر: والمنقول عن الربيع "فجرت" بتخفيف الجيم وهو اللائق بتفسيره المذكور.
4 فتح الباري 8/695.
لم أجده عند عبد الرزاق، وفيه 2/354 عن معمر، عن الحسن في قوله {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} قال: فجر بعضها في بعض فذهب ماؤها، قال معمر وقال الكلبي: ملئت.(3/1321)
قوله تعالى: {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} الآية:4
[3284] أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} أي: بُحثت1.
قوله تعالى: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} الآية: 8
[3285] وقد وقع في حديث مالك بن الحويرث2 رفعه "إذا أراد الله خلق عبد فجامع الرجل المرأة طار ماؤه في كل عرق وعضو منها، فإذا كان يوم السابع جمعه الله ثم أحضره كل عرق له دون آدم في أي صورة ما شاء ركبه" وفي لفظ "ثم تلا: {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} " 3.
__________
1 فتح الباري 8/695.
أخرجه ابن جرير 30/85 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 مالك بن الحُوَيْرث - بالتصغير - ابن أشيم، أبو سليمان الليثي، صحابي، نزل البصرة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في شَبَبَة من قومه، فعلّمهم الصلاة، وأمرهم بتعليم قومهم إذا رجعوا إليهم، مات سنة أربع وتسعين.
انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/18،رقم4586، والإصابة 5/532،رقم7633، والتقريب 2/224.
3 فتح الباري 11/480.
أخرجه الطبراني في الكبير ج19/رقم644، والأوسط مجمع البحرين، رقم3411، والصغير رقم106 حدثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء البغدادي، حدثنا شباب العصفري، حدثنا أنيس بن سوار الجرمي، حدثنا أبي، حدثنا مالك بن الحويرث، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/137 وقال: رواه الطبراني في الثلاثة ورجاله ثقات. وأخرجه الطبراني في الكبير - الموضع السابق نفسه - من طريقين عن أنيس بن سوار، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/439، ونسبه إلى الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه - بسند قال إنه جيد - والبيهقي في الأسماء والصفات.(3/1322)
[3286] وله شاهد من حديث رباح اللخمي1 لكن ليس فيه ذكر يوم السابع2.
__________
1 رباح بن قصير اللخمي، من بني القشيب، مصري، جد موسى بن علي بن رباح. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم في زمن أبي بكر، حين قدم حاطب بن أبي بلتعة رسولا من أبي بكر إلى المقوقس، فنزل على رباح بن قصير، فأسلم رباح حينئذ. انظر ترجمته في: أسد الغابة 2/250، رقم1613، والإصابة 2/375، رقم2566.
2 فتح الباري 11/480.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/439 ونسبه إلى البخاري في تاريخه وابن جرير وابن المنذر وابن شاهين وابن قانع والطبراني وابن مردويه من طريق موسى بن علي ابن رباح، عن أبيه، عن جده. ولفظه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ما ولد لك؟ " قال: يا رسول الله، ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية. قال: "فمن يشبه؟ " قال: يا رسول الله، ما عسى أن يشبه أباه وإما أمه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم عنده: "مه، لا يقولنَّ هذا، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم فركب خلقه في صورة من تلك الصور، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} من نسلك ما بينك وبين آدم".
هذا وقد أخرج هذا الحديث ابن جرير 30/87، وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/365، والطبراني في الكبير ج 5/رقم4624 كلهم من حديث مطهر بن الهيثم، قال: حدثنا موسى بن علي بن أبي رباح اللخمي، قال: حدثني أبي، عن جدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له، فذكره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/138 وفيه مطهر بن الهيثم وهو متروك.
قال ابن كثير - عقب ذكره - "وهذا الحديث لو صحّ لكان فيصلا في هذه الآية، ولكن إسناده ليس بالثابت، لأن "مطهر بن الهيثم" قال فيه أبو سعيد بن يونس: كان متروك الحديث، وقال ابن حبان: يروي عن موسى بن علي وغيره ما لا يشبه حديث الأثبات".
ولكن يشهد لبعضه ما أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلاما أسود؟ قال: "هل لك من إبل؟ " قال: نعم. قال: "فما لونها؟ " قال: حُمر. قال: "فهل فيها من أوراق؟ " قال: نعم. قال: "فأنى أتاها ذلك؟ " قال: عسى أن يكون نزعه عرق. قال: "وهذا عسى أن يكون نزعه عرق". صحيح البخاري: في الطلاق، باب إذا عرَّض بنفي الولد، رقم5305. ومسلم: كتاب اللعان، رقم1500-18، 19، 20.(3/1323)
سورة {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}
قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} الآية:1
[3287] أخرج النسائي وابن ماجه بإسناد صحيح من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال "لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلا، فأنزل الله {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} فأحسنوا الكيل بعد ذلك1.
[3288] أخرج هناد بن السري في الزهد من طريق عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن عمرو قال: قال له رجل: إن أهل المدينة ليوفون الكيل، فقال: وما يمنعهم وقد قال الله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} - إلى قوله – {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: إن العرق ليبلغ أنصاف آذانهم من هول يوم القيامة2.
__________
1 فتح الباري 8/695-696.
أخرجه النسائي في تفسيره رقم674، وابن ماجه رقم2223 - كتاب التجارات، باب التوقي في الكيل والوزن - كلاهما من طريق علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثني أبي، عن يزيد، به. وقد صحّح ابن حجر هذا الإسناد كما في الأعلى. وأخرجه ابن جرير 30/91 من طريق يحيى بن واضح، والحاكم 2/33 من طريق علي بن الحسين ابن شقيق، كلاهما عن حسين بن واقد، به. وصحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/441 وزاد نسبته إلى الطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان بسند صحيح عن ابن عباس.
2 فتح الباري 11/392-393.
أخرجه ابن جرير 30/90-91 حدثني أبو السائب، قال: ثنا ابن فضيل، عن ضرار، عن عبد الله، به.(3/1324)
قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} الآية: 6
[3289] وأخرج أبو يعلى وصححه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} قال: "مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى أن تغرب" 1.
[3290] وأخرجه أحمد وابن حبان نحوه من حديث أبي سعيد2.
قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} الآية: 14
[3291] وروى ابن حبان والحاكم والترمذي والنسائي من طريق
__________
1 فتح الباري 11/394.
أخرجه أبو يعلى رقم6025، وابن حبان الإحسان، رقم7333 كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، به مرفوعا. وإسناده صحيح، وقد ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/340 وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح، غير إسماعيل بن عبد الله ابن خالد وهو ثقة.
2 فتح الباري 11/394.
أخرجه ابن جرير 29/72، وابن حبان الإحسان، رقم7334 كلاهما من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولفظه "قال: {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4] فقيل: ما أطول هذا اليوم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخفَّ عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا".
وأخرجه الإمام أحمد 3/75، وأبو يعلى 1390 من طريق الحسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن دراج، به.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/340 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ضعف في راويه.
قلت: ومحل هذا الحديث في سورة المعارج، ولكن لما لم يسق لفظه وإنما أشار إليه عقب حديث أبي هريرة، اضطررت إلى ذكره هنا.(3/1325)
القعقاع بن حكيم1 عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه، فإن هو نزع واستغفر صقلت، فإن هو عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، فهو الران الذي ذكر الله تعالى {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} 2.
[3292] وروينا في "فوائد الديباجي" من طريق عيسى3 عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} قال: ثبتت على قلوبهم الخطايا حتى غمرتها. انتهى4.
__________
1 القعقاع بن حكيم الكناني، المدني، روى عن أبي هريرة وقيل لم يلقه وجابر وعائشة وابن عمر وغيرهم، وعنه محمد بن عجلان وزيد بن أسلم وسعيد المقبري وغيرهم، ثقة، أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 8/342، والتقريب 2/127.
2 فتح الباري 8/696.
أخرجه الإمام أحمد 2/297، والترمذي رقم3334 - في تفسير القرآن، باب ومن سورة "ويل للمطففين"، والنسائي في التفسير رقم678، وابن ماجه رقم4244 - في الزهد، باب ذكر الذنوب، وابن جرير 30/98، وابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم930، والحاكم 2/517 كلهم من حديث محمد بن عجلان، عن القعقاع ابن حكيم، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2654. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/445 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.
3 هو عيسى بن ميمون الجُرَشي، أبو موسى، ثقة، وهو صاحب التفسير، روى عن مجاهد وقيس بن سعد وابن أبي نجيح، وعنه السفيانان وأبو عاصم وكيسان. انظر ترجمته في: التهذيب 8/211، والتقريب 2/102.
4 فتح الباري 8/696.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/363 بسنده إلى سهل بن أحمد الديباجي، ثنا خليفة، ثنا يحيى بن خلف، ثنا أبو عاصم، عن عيسى، به. وأخرجه ابن جرير 30/99 حدثني الحارث، قال: حدثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.(3/1326)
[3293] وصل الفريابي من طريق مجاهد {بَلْ رَانَ} ثبت الخطايا1.
[3294] وروينا في "المحامليات" من طريق الأعمش عن مجاهد قال: كانوا يرون الرين هو الطبع2.
قوله تعالى:
{يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ} الآيتان 25- 26
[3295] وصل ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى: {رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} قال: الخمر ختم بالمسك 3.
قوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} الآية: 26
[3296] أخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي الدرداء4 قال في قوله: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} قال: هو شراب أبيض مثل الفضة يختمون به آخر شرابهم5.
__________
1 فتح الباري 8/696.
انظر ما قبله. قال ابن حجر: والران الرين الغشاوة، وهو كالصدى على الشيء الصقيل.
2 فتح الباري 8/696.
أخرجه ابن جرير 30/98-99 حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن مجاهد، نحوه.
3 فتح الباري 6/321 و 8/696.
أخرجه ابن جرير 30/106 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
4 اسمه عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، أبو الدرداء، مشهور بكنيته، صحابي جليل، أول مشاهده أحد، وكان عابداً، مات في آخر خلافة عثمان، وقيل عاش بعد ذلك. انظر ترجمته في: أسد الغابة 6/94 رقم5765، والتقريب 2/91.
5 فتح الباري 6/322.
أخرجه ابن جرير 30/107 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا =(3/1327)
[3297] وعن سعيد بن جبير: ختامه آخر طعمه1.
[3298] وصل ابن أبي حاتم من طريق مجاهد في قوله: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} قال: طينه مسك2.
قوله تعالى:
{وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} الآيتان: 27- 28
[3299] وصل عبد بن حميد بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: التسنيم يعلو شراب أهل الجنة، وهو صِرْف للمقربين،
__________
= أبو حمزة، عن جابر ابن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي الدرداء، نحوه. و"ابن حميد" ضعيف، وله طريق أخرى فقد ذكر ابن القيم في حادي الأرواح ص272 أن الحاكم
أخرجه من حديث آدم، حدثنا شيبان، عن جابر، عن ابن سابط، به. وأخرجه ابن المبارك في زوائد الزهد ص 78 وقد ذكره ابن كثير 8/375 برواية الطبري، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/452 ونسبه إلى ابن جرير وابن المنذر والبيهقي.
وقد رجح الطبري هذا القول قائلا: "وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: معنى ذلك: آخره وعاقبته مسك: أي هي طيبة الريح، إن ريحها في آخر شربهم يختم لها بريح المسك، لأنه لا وجه للختم في كلام العرب إلا الطبع والفراغ. انظر: تفسير الطبري 30/107.
1 فتح الباري 6/322.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/451 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد.
2 فتح الباري 6/321.
أخرجه ابن جرير 30/107 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
قال ابن القيم في "حادي الأرواح" ص 272 تفسير مجاهد هذا يحتاج إلى تفسير، ولفظ الآية أوضح منه، وكأنه والله أعلم يريد ما يبقى في أسفل الإناء من الدُّرْدِي. أهـ. والدُّرْدِي: ما رسب أسفل العسل والزيت ونحوهما من كل شيء مائع كالأشربة والأدهان. انظر: القاموس: باب الدال، فصل الدال، مادة درد، ص 254، والمعجم الوسيط ص 278.(3/1328)
ويمزج لأصحاب اليمين1.
قوله تعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} الآية: 36
[3300] وصل الفريابي عن مجاهد {ثُوِّبَ} قال: جُوزِي2.
__________
1 فتح الباري 6/321 و 8/696.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/501 أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، به. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/357، به نحوه. وأخرجه الطبري 30/109 من طريق عطاء بن السائب، به نحوه.
2 فتح الباري 8/696.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/363 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/453 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر.(3/1329)
سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
قوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} ، {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} الآيات: 2، 4
[3301] وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا} أي: أطاعت1.
[3302] ومن طريق سعيد بن جبير {وَحُقَّتْ} أي حُقّ لها أن تطيع2.
[3303] ومن طريق الضحاك {لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} أي سمعت3.
[3304] قال مجاهد: {أَذِنَتْ} سمعت وأطاعت لربها، {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا} : أخرجت ما فيها من الموتى، {وَتَخَلَّتْ} أي عنهم أخرجه ابن أبي حاتم من طريقه4.
__________
1 فتح الباري 6/294.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/455 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وقد أخرج ابن جرير 30/113 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد في قوله: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} قال: سمعت وأطاعت.
2 فتح الباري 6/294.
أخرجه ابن جرير 30/113 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، به.
3 فتح الباري 6/294.
أخرج ابن جرير 30/113 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} قال: سمعت وأطاعت.
4 فتح الباري 8/697 و 6/294. أخرج ابن جرير 30/113، 114 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه مفرقا.(3/1330)
[3305] وقد أخرجه الحاكم من طريق مجاهد عن ابن عباس، وصله بذكر ابن عباس فيه لكنه موقوف عليه1.
[3306] أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير: ألقت ما استودها الله من عباده وتخلت عنهم إليه2.
قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ} الآية: 10
[3307] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال في قوله: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ} قال: تُجعل يده من وراء ظهره فيأخذ بها كتابه3.
قوله تعالى: {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} الآية: 14
[3308] وصل الفريابي من طريق مجاهد {إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ} أن لن
__________
1 فتح الباري 8/697.
أخرجه الحاكم 2/518 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، عن ابن عباس. ولفظه "قال في قوله عز وجل {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} قال: سمعت {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} قال: يوم القيامة {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ} قال: أخرجت ما فيها من الموتى. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
2 فتح الباري 6/294.
لم أقف عليه مسندا، وقد أخرج ابن جرير 30/114 من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه.
3 فتح الباري 8/697.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/457 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في البعث عن مجاهد، نحوه. ولفظه "تجعل شماله" بدل "تجعل يده".(3/1331)
يرجع إلينا 1.
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} الآية: 17
[3309] وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس في قوله: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} قال: وما دخل فيه، وإسناده صحيح2.
[3310] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَسَقَ} جمع من دابة 3.
[3311] وصل عبد بن حميد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ} أي وما جمع4.
قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} الآية: 18
[3312] وصل عبد بن حميد أيضا من طريق منصور عن الحسن في قوله: {وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} قال: استوى5.
__________
1 فتح الباري 8/697.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
قال ابن حجر: وأصل يحور الحور بالفتح وهو الرجوع. فتح الباري 8/697.
2 فتح الباري 8/697.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 187/ أثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/458 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم.
3 فتح الباري 8/697.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/298.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/493 حدثنا هاشم بن القاسم، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، به.
5 فتح الباري 6/298-299.
أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/493 أخبرني عمرو بن عون، عن هُشَيم، عن منصور، عن الحسن، به.(3/1332)
قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} الآية: 19
[3313] أخرج الطبري عن الحسن وعكرمة وسعيد بن جبير وغيرهم قالوا: {طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} يعني حالا بعد حال1.
[3314] ومن طريق الحسن أيضا وأبي العالية ومسروق قال: السماوات2.
[3315] وأخرج الطبري أيضا والحاكم من حديث ابن مسعود إلى قوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} قال: السماء3.
__________
1 فتح الباري 8/698.
أما أثر الحسن فأخرجه الطبري 30/123 قال: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوفي، عن الحسن، به. وأما أثر عكرمة فأخرجه ابن جرير أيضا: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن نصر، عن عكرمه، به. ومن طريق أبي الأحوص، عن سماك، عنه، به.
وأما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير أيضا: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، به.
هذا وقد رجّح الطبري هذا التفسير، ثم قال: والمراد بذلك وإن كان الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موجها جميع الناس أنهم يلقون من شدائد يوم القيامة وأهواله أحوالا.
2 فتح الباري 8/698.
أما أثر الحسن وأبي العالية فأخرجه ابن جرير 30/124 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسن وأبو العالية، فذكره.
3 فتح الباري 8/698.
أخرجه ابن جرير 30/124-125 بأسانيد متعددة عن مرة الهمذاني والأعمش عن إبراهيم عن عبد الله ابن مسعود، به. وأخرجه الحاكم 2/518 من طريق الحسن ابن عطية، عن حمزة بن حبيب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله، به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي قائلا: كذا قال ولم يخرج للحسن شيئا وفيه ضعف.(3/1333)
[3316] وفي لفظ للطبري عن ابن مسعود قال: المراد تصير مرة كالدهان، ومرة تشقق ثم تحمر ثم تنفطر1.
قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ} الآية: 23
[3317] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {يُوعُونَ} يسرون2.
[3318] وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة {يُوعُونَ} قال: في صدورهم3.
__________
1 فتح الباري 8/698.
أخرجه ابن جرير 30/124 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن قيس بن وهب، عن مرة، عن ابن مسعود، نحوه. وأخرجه من طريق علي بن غراب، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الله، بنحوه.
2 فتح الباري 8/697.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/460 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن المنذر.
3 فتح الباري 8/697.
أخرجه عبد الرزاق 2/360 به سندا ومتنا.(3/1334)
سورة البروج
قوله تعالى: {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} الآية: 4
[3319] وأخرج مسلم والترمذي وغيرهما من حديث صهيب قصة أصحاب الأخدود مطولة، وفيه قصة الغلام الذي كان يتعلم من الساحر، فمر بالراهب فتابعه على دينه، فأراد الملك قتل الغلام لمخالفته دينه فقال: إنك لن تقدر على قتلي حتى تقول إذا رميتني بسم الله رب الغلام، ففعل، فقال الناس: آمنا برب الغلام، فخدّ لهم الملك الأخاديد في السكك وأضرم فيها النيران ليرجعوا إلى دينه. وفيه قصة الصبي الذي قال لأمه: اصبري فإنك على الحق، صرح برفع القصة بطولها حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب، ومن طريقه أخرجه مسلم1 والنسائي وأحمد2.
[3320] ووقفها معمر عن ثابت، ومن طريقه أخرجها الترمذي، وعنده في آخره: يقول الله تعالى {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ} - إلى - {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} 3.
__________
1 أخرجه مسلم في صحيحه رقم3005-73 - في الزهد والرقائق، باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام - من طريق حماد بن سلمة، به مطولا.
2 فتح الباري 8/698.
أخرجه أحمد 6/17، والنسائي في التفسير رقم681 كلاهما من طريق حماد بن سلمة - بالإسناد المذكور.
3 فتح الباري 8/698.
أخرجه عبد الرزاق 2/362-364، ومن طريقه الترمذي رقم3340 في التفسير، باب ومن سورة البروج - عن معمر عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، به مطولا مرفوعا.(3/1335)
[3321] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الْأُخْدُودِ} شق بنجران كانوا يعذبون الناس فيه1.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} الآية: 10
[3322] وصل الفريابي من طريق مجاهد {فَتَنُوا} عذبوا2.
قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} الآيتان 14، 15
[3323] وأخرج الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {الْغَفُورُ الْوَدُودُ} قال: الودود الحبيب 3.
[3324] وفي قوله {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} يقول: الكريم 4.
__________
1 فتح الباري 8/698.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/699.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/699 و 13/408.
أخرجه ابن جرير 30/138 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 5/345 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
4 فتح الباري 8/699 و 13/408.
اختلفت القراء في قراءة قوله {الْمَجِيدُ} ، فقرأته عامة قرّاء المدينة ومكة والبصرة وبعض الكوفيين رفعا، ردّا على قوله {ذُو الْعَرْشِ} على أنه من صفة الله تعالى، وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة خفضا على أنه من صفة العرش، والقراءتان مشهورتان متواترتان، فبأيهما قرأ القارئ فمصيب. انظر: تفسير الطبري 30/139، وفتح الباري 13/408.
والأثر أخرجه ابن جرير 30/138 وابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 5/345 كلاهما من طريق أبي صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(3/1336)
سورة الطارق
قوله تعالى: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} الآية: 3
[3325] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: الثاقب المضئ1.
[3326] وأخرجه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مثله2.
[3327] وصل الفريابي والطبري من طريق مجاهد {الثَّاقِبُ} الذي يتوهج3.
[3328] وأخرج الطبري من طريق السدي قال: هو النجم الذي يُرمَى به4.
[3329] ومن طريق عبد الرحمن بن زيد قال: النجم الثاقب الثريا5.
__________
1 فتح الباري 8/699.
أخرجه عبد الرزاق 2/365 به سندا ومتنا.
2 فتح الباري 8/699.
أخرجه ابن جرير 30/141 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به مثله.
3 فتح الباري 8/699.
أخرجه ابن جرير 30/142 من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/699.
لم أجده في تفسير الطبري.
5 فتح الباري 8/699. أخرجه ابن جرير 30/142 حدثني يونس، قال أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، نحوه.(3/1337)
قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} الآية: 4
[3330] وصل ابن أبي حاتم من طريق يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس {لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} إلا عليها حافظ من الملائكة، وإسناده صحيح1.
قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} الآية: 8
[3331] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} : النطفة في الإحليل2.
قوله تعالى:
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} الآيتان 11، 12
[3332] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} قال: يعني ذات السحاب تمطر ثم ترجع بالمطر 3.
__________
1 فتح الباري 6/365 و 8/699.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/3 حدثنا علي بن الحسين، حدثنا علي ابن بكر، ثنا علي بن الحسين هو ابن شقيق، ثنا الحسين يعني ابن واقد، ثنا يزيد هو النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
2 فتح الباري 6/365.
أخرجه الفريابي في التفسير كما في تغليق التعليق 4/4 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/699.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1338)
[3333] وفي قوله {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} : ذات النبات1.
[3334] وللحاكم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله {ذَاتِ الرَّجْعِ} المطر بعد المطر. وإسناده صحيح2.
__________
1 فتح الباري 8/699.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/364 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/699.
أخرجه الحاكم 2/520 من طريق خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه " {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} قال: المطر". قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. كما صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وقد أخرجه - باللفظ الذي هنا - إبراهيم الحربي في غريب الحديث له كما في تغليق التعليق 4/365 قال: حدثني عبيد الله، ثنا ابن مهدي، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس.(3/1339)
سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
قوله تعالى: {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} الآية: 3
[3335] وصل الفريابي عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} قدر للإنسان الشقاوة والسعادة وهدى الأنعام لمراتعها، ووصل الطبري من طريق مجاهد، به1.
قوله تعالى: {فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} الآية: 5
[3336] وصل الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {غُثَاءً أَحْوَى} هشيما متغيرا2.
قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} الآية: 6
[3337] وعن الحسن وقتادة {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} أي قضى أن ترفع تلاوته3.
__________
1 فتح الباري 11/515 و 8/700.
أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/193-194 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/152 من طرق، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 8/700.
أخرجه ابن جرير 30/153 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
3 فتح الباري 9/85.
لم أجده بهذا اللفظ عنهما، قال ابن حجر: وقد اختلف في الاستثناء في هذه الآية، =(3/1340)
[3338] وعن ابن عباس: إلا ما أراد الله أن ينسيكه لتسن1.
قوله تعالى:
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} الآيتان: 14- 15
[3339] أخرج ابن أبي حاتم من طريق جيدة أن قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} نزلت في صلاة العيد وزكاة الفطر، وسنده حسن2.
__________
= فنقل عن الفراء قال: هو للتبرك وليس هناك شيء استثنى، ثم نقل هذا القول عن الحسن وقتادة، والذي يأتي بعده عن ابن عباس، ثم قال: وقيل: لما جبلت عليه من الطباع البشرية، لكن سنذكره بعد. وقيل المعنى {فَلا تَنْسَى} أي: لا تترك العمل به إلا ما أراد الله أن ينسخه فتترك العمل به.
وقد اختار ابن جرير هذا القول ورجّحه قائلا: "والقول الذي هو أولى بالصواب عندي قول من قال: معنى ذلك: فلا تنسى إلا أن نشاء نحن أن نُنسيكه بنسخه ورفعه". وأخرج - أي ابن جرير - 30/154 من طريق سعيد، عن قتادة في قوله {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} قال: كان صلى الله عليه وسلم لا ينسى شيئا {إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} .
وقد نقل ابن كثير عن الطبري ترجيحه هذا وارتضاه. انظر: تفسير الطبري 30/154، وتفسير ابن كثير 8/401، وفتح الباري 9/85.
1 فتح الباري 9/85.
ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/483 عن ابن عباس {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} يقول: إلا ما شئت أنا فأنسيك، ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 7/262.
لم أقف على إسناده، ولا بين ابن حجر قائله. هذا وقد أخرج البزار كما في كشف الأستار 1/429، رقم905 من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده " عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يأمر بزكاة الفطر قبل أن يصلي صلاة العيد ويتلو هذه الآية {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} . وأخرج البيهقي في السنن الكبرى 4/268 من وجه آخر عن كثير بن عبد الله عن أبيه، عن جده قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم =(3/1341)
........................................................................................
__________
= عن زكاة الفطر قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} فقال: هي زكاة الفطر. وقال الهيثمي في مجمع (1) الزوائد 7/139 رواه البزار، وفيه كثير بن عبد الله، وهو ضعيف، وقد حسّن الترمذي حديثه. أهـ. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/485 ونسبه إلى البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم في الكنى وابن مردويه والبيهقي في سننه. وقال: سنده ضعيف.(3/1342)
سورة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}
قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} الآية: 1
[3340] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الغاشية من أسماء يوم القيامة1.
قوله تعالى: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} الآية: 3
[3341] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} النصارى2.
__________
1 فتح الباري 8/700.
أخرجه ابن جرير 30/159 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به. وزاد في آخره "عظَّمه الله، وحذَّره عباده".
2 فتح الباري 8/700. وذكره البخاري عنه تعليقا.
لم أقف على إسناده كاملا، ولم يذكر هذا الأثر في تغليق التعليق أيضا. إذ أن هناك بياضا في مكانه.
ويشهد له ما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/368 عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مرّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه براهب فوقف، فنودي الراهب فقيل له: هذا أمير المؤمنين، قال: فاطلع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترك الدنيا، فلما رآه عمر بكى، فقيل له: إنه نصراني فقال عمر: قد علمت ولكن رحمته ذكرت قول الله: {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً} فرحمت نصبه واجتهاده وهو في النار. وأخرجه الحافظ أبو بكر الرقاني فيما نقل عنه ابن كثير في تفسيره 8/406-407 حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي، حدثنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا هارون ابن عبد الله، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، به نحوه.(3/1343)
[3342] ومن طريق شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس وزاد: اليهود1.
[3343] وذكر الثعلبي من رواية أبي الضحى عن ابن عباس قال: الرهبان2.
قوله تعالى: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} الآية: 5
[3344] وصل الفريابي من طريق مجاهد {عَيْنٍ آنِيَةٍ} بلغ إناها وحان شربها3.
قوله تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ} الآية: 6
[3345] وأخرج الطبري من طريق عكرمة ومجاهد قال: الضريع الشِّبْرق4 5.
__________
1 فتح الباري 8/700.
لم أقف عليه مسنداً، وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/491 ونسبه إلى ابن أبي حاتم، وزاد "تخشع ولا ينفعها عملها".
أما "شبيب بن بشر" الذي في إسناده فصدوق يخطئ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ كثيراً. انظر ترجمته فيما تقدم برقم 1924.
2 فتح الباري 8/700.
3 فتح الباري 8/700.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/365 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/161 من طرق عن ابن أبي نجيح، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/492 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
4 الشِّبْرق: نبت تسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، ويسميه غيرهم: الشبرق، وهو سمّ. انظر: تفسير الطبري 30/161.
5 فتح الباري 8/701. أما قول عكرمة فأخرجه ابن جرير 30/161 حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال محمد: ثنا، وقال عباد: أخبرها محمد بن سليمان، عن عبد الرحمن الأصبهاني، عن عكرمة، به. وأخرجه عن يعقوب، قال: ثنا إسماعيل ابن علية، عن أبي رجاء، قال: ثني نجدة - رجل من عبد القيس - عن عكرمة، بنحوه.
وأما قول مجاهد فأخرجه 30/162 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد، به. وأخرجه من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه بلفظ "الشبرق اليابس".(3/1344)
[3346] ومن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الضريع شجر من نار1.
[3347] ومن طريق سعيد بن جبير قال: الحجارة2.
قوله تعالى: {لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} الآية: 11
[3348] وصل الفريابي أيضا عن مجاهد {لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً} شتما3.
[3349] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: لا تسمع فيها باطلا ولا مأثما4.
__________
1 فتح الباري 8/701.
أخرجه ابن جرير 30/162 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.
2 فتح الباري 8/701.
أخرجه ابن جرير 30/162 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن جعفر، عن سيعد، به.
3 فتح الباري 8/700.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/365 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/700.
أخرجه عبد الرزاق 2/368 به سندا ومتنا.(3/1345)
قوله تعالى:
{إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} الآيات: 21، 22
[3350] عن جابر مرفوعا "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" الحديث، وفي آخره "وحسابهم على الله"، ثم قرأ {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} إلى آخر السورة، أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم، وإسناده صحيح1.
قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} الآية: 25
[3351] وصل ابن المنذر من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {إِيَابَهُمْ} مرجعهم2.
[3352] وذكره ابن أبي حاتم عن عطاء، ولم يجاوز به3.
__________
1 فتح الباري 8/701.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم21-35 - في الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ... - من طريق سفيان عن أبي الزبير عن جابر، به. وهو عند الترمذي في كتاب التفسير برقم 3341، والنسائي في التفسير برقم690، والحاكم 2/522. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/495 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد وابن ماجه وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن جابر.
2 فتح الباري 8/701.
لم أقف عليه مسنداً، وعطاء هو الخراساني، راجع: مقدمة هذه الرسالة، ص 14.
3 فتح الباري 8/701.(3/1346)
سورة {وَالْفَجْرِ}
قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} الآيات: 1- 3
[3353] وللحاكم من حديث ابن عباس قال: الفجر فجر النهار، وليال عشر عشر الأضحى1.
[3354] وأخرج النسائي من حديث جابر رفعه قال "العشر عشر الأضحى، والشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة" 2.
__________
1 فتح الباري 8/702.
أخرجه الحاكم 2/522 حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا بشر بن موسى، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا سفيان عن الأغر، عن خليفة بن حصين بن قيس عن أبي نصر، عن ابن عباس، به. صحّحه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن جرير 30/168، 169 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، به مفرقا. وابن جميد ضعيف، لكنه توبع في رواية الحاكم كما رأيت. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/498 مختصراً، ونسبه إلى الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان.
2 فتح الباري 8/702.
أخرجه أحمد 3/327، والنسائي في تفسيره 2/521، رقم691، وابن جرير 30/169، والبزار كما في كشف الأستار 3/80-81، رقم2286، كلهم من حديث عياش بن عقبة، حدثني خير بن نعيم، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/290 وقال: رواه البزار وأحمد، ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة. وذكره ابن كثير 8/413 وقال: وهذا إسناد رجاله لا بأس بهم، وعندي أن المتن فيه نكارة. أهـ. وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/579 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الشعب.(3/1347)
[3355] وصل الفريابي والطبري عن مجاهد "كل خلق الله شفع: السماء والأرض، والبر والبحر، والجن والإنس، والشمس والقمر ونحو هذا شفع، والوتر الله وحده1.
[3356] وروى الطبري عن مجاهد قال في قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات:49] : الكفر والإيمان، والشقاء والسعادة، والهدى والضلالة، والليل والنهار، والسماء والأرض، والجن والإنس، والتوتر الله2.
[3357] وروى من طريق أبي صالح نحوه3.
[3358] وأخرج عن ابن عباس من طريق صحيحة أنه قال: الوتر يوم عرفة والشفع يوم الذبح، وفي رواية أيام الذبح4.
__________
1 فتح الباري 6/365.
ذكره البخاري عنه تعليقا باختصار، بلفظ "كل شيء خلقه فهو شفع، والوتر: الله عز وجل".
قال ابن حجر: أراد مجاهد بهذا أن كل شيء له مقابل يقابله ويذكر معه فهو بالنسبة إليه شفع، كالسماء والأرض، والإنس والجن إلخ، وبهذا زال الإشكال بأن السماوات سبع والسبع ليس بشفع.
والأثر أخرجه الفريابي في التفسير كما في تغليق التعليق 4/4، وابن جرير 30/171 من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 6/365.
أخرجه ابن جرير 30/171 حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: قال مجاهد في قوله: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} ، فذكره. قال: وقال في الشفع والوتر مثل ذلك. وانظر ما تقدم برقم 2677.
3 فتح الباري 6/365.
أخرجه ابن جرير 30/171 حدثني عبد الأعلى بن واصل، قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا إسماعيل ابن أبي خالد، عن أبي صالح، في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} . ولفظه "قال: خلق الله من كل شيء زوجين، والله وَتْر واحد صمد".
4 فتح الباري 6/365. قال ابن حجر: وهذا يناسب ما فسروا به قوله قبل ذلك {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} أن المراد به عشر ذي الحجة.
والأثر أخرجه ابن جرير 30/170 من طرق عن عوف، عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس، به. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى.(3/1348)
[3359] وقد أخرج الترمذي من حديث عمران بن حصين "أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الشفع والوتر فقال "هي الصلاة، بعضها شفع، وبعضها وتر" ورجاله ثقات إلا أن فيه راويا مبهما1، وقد أخرجه الحاكم من هذا الوجه فسقط من روايته المبهم فاغتر فصححه2.
__________
1 أخرجه أحمد 4/437، 438 والترمذي رقم3342 - في التفسير، باب ومن سورة الفجر -، وابن جرير 30/172 من طرق عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن عمران ابن عصام عن رجل من أهل البصرة، عن عمران بن حصين، به مرفوعا. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة. وقد ذكره الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي رقم661 وقال: ضعيف الإسناد.
قلت: والعلة أن فيه راويا مبهما، وبقية رجاله ثقات كما أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى.
والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور 8/502 ونسبه إلى أحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه.
2 فتح الباري 8/702.
أخرجه الحاكم 2/522 بالإسناد المذكور، إلا أن فيه عن عمران بن عصام شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين"، فسقط من الإسناد عن بين "عمران بن عصام " وبين "شيخ من أهل البصرة"، فأوهم أنه صفة لعمران بن عصام، وعلى هذا صحّح إسناده، ولم ينتبّه له الحافظ الذهبي أيضا، فوافق الحاكم على هذا التصحيح. رحمهما الله.
وهكذا أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/415 "عن عمران بن عصام - شيخ من أهل البصرة - عن عمران بن الحصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ". قال ابن كثير: هكذا رأيته في تفسيره، فجعل الشيخ البصري هو عمران بن عصام. وأخرجه ابن جرير أيضا 30/172 حدثنا نصر بن علي، حدثني أبي، حدثني خالد بن قيس، عن قتادة، عن عمران بن عصام، عن عمران بن الحصين - مرفوعا. فأسقط ذكر الشيخ المبهم. =(3/1349)
[3360] ولسعيد بن منصور من حديث ابن الزبير أنه كان يقول: الشفع قوله تعالى {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ} [البقرة:203] والوتر اليوم الثالث1.
قوله تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} الآية: 7
[3361] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: {إِرَمَ} قبيلة من عاد، قال: و {الْعِمَادِ} كانوا أهل عمود أي خيام2.
[3362] وقد أخرج ابن مردويه من طريق المقدام
__________
= و"عمران بن عصام " هو الضبعي أبو عمارة البصري، إمام مسجد بني ضُبَيعة وهو والد أبي جمرة نصر بن عمران الشعبي. روى عن عمران بن حصين، وروى عنه قتادة، وابنه أبو جمرة، والمثنى بن سعيد، وأبو التياح يزيد بن حميد. وذكره ابن حبان في الثقات. وذكره خليفة بن خياط في التابعين من أهل البصرة، وكان شريفا نبيلا حظيا عند الحجاج بن يوسف، ثم قتله يوم الزّاوية سنة ثلاث وثمانين لخروجه مع ابن الأشعث.
انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 6/300، والثقات لابن حبان 5/221، وتفسير ابن كثير 8/415.
1 فتح الباري 8/702.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/413 حدثنا محمد بن عامر بن إبراهيم الأصبهاني، حدثني أبي، عن النعمان - يعني ابن عبد السلام - عن أبي سعيد بن عوف حدثني بمكة قال: سمعت عبد الله بن الزبير يخطب الناس - فذكر نحوه.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/504 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 8/701.
أخرجه عبد الرزاق 2/370 به نحوه.
وقد رجّح الطبري هذا القول قائلا: "وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي أنها اسم قبيلة من عاد". وقال ابن حجر: "وأصح هذه الأقوال الأول أن إرم اسم القبيلة وهم إرم بن سام ابن نوح، وعاد هم بنو عاد بن عوص بن إرم، وميزت عاد بالإضافة إلى الإرم عن عاد الأخيرة، ثم قال: وقد تقدم في تفسير الأحقاف أن عادا قبيلتان، ويؤيده قوله تعالى: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى} ". انظر: تفسير الطبري 30/176، وفتح الباري 8/701.(3/1350)
ابن معديكرب1 قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {ذَاتِ الْعِمَادِ} قال: "كان الرجل يأتي الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكهم" 2.
[3363] وصل الفريابي من طريق مجاهد بلفظ {إِرَمَ} القديمة، و {ذَاتِ الْعِمَادِ} أهل عماد لا يقيمون3.
[3364] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي قال: إرم اسم أبيهم4.
[3365] ومن طريق مجاهد قال: إرم أمه5.
__________
1 المقدام بن معديكرب بن عمرو الكندي، صحابي مشهور، نزل الشام، ومات سنة سبع وثمانين على الصحيح، وله إحدى وتسعون سنة، روى عنه ابنه يحيى وحفيده صالح ابن يحيى، وخالد بن معدان، وحبيب بن عبيد، ويحيى بن جابر الطائي، والشعبي، وشريح بن عبيد، وعبد الرحمن بن أبي عوف وآخرون. انظر ترجمته في: أسد الغابة 5/244، رقم5077، والإصابة 6/161، رقم8202، والتقريب 2/272.
2 فتح الباري 8/701.
وهذا الحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/505 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه. وقد أخرجه ابن أبي حاتم فيما نقل عنه ابن كثير 8/417 حدثني أبي، حدثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني معاوية ابن صالح، عمن حدثه، عن المقدام، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره بنحوه.
وإسناده ضعيف لجهالة الراوي عن المقدام.
3 فتح الباري 8/701.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/366 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/701.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/505 بنحوه، ونسبه إلى ابن المنذر فقط. ولفظه قال: "عاد بن إرم نسبهم إلى أبيهم الأكبر".
5 فتح الباري 8/702.
أخرجه ابن جرير 30/175 حدثني محمد بن عمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/505 ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم(3/1351)
[3366] ومن طريق قتادة قال: كنا نتحدث أن إرم قبيلة1.
[3367] ومن طريق عكرمة قال: إرم هي دمشق2.
[3368] ومن طريق عطاء الخراساني قال: إرم الأرض3.
[3369] ومن طريق الضحاك قال: الإرم الهلاك، يقال أُرِم بنو فلان أي هَلَكُوا4.
[3370] ومن طريق شهر بن حوشب نحوه5.
[3371] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك قال {ذَاتِ الْعِمَادِ} القوة6.
[3372] ومن طريق ثور بن زيد قال: قرأ كتابا قديما "أنا شداد بن عاد،
__________
1 فتح الباري 8/702.
أخرجه ابن جرير 30/175 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة بلفظ "كنا نتحدث أن إرم قبيلة من عاد، بيت مملكة عاد ". ومن طريق معمر عنه نحوه.
2 فتح الباري 8/702.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/506 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم. وأخرج ابن جرير 30/175 حدثني محمد بن عبد الأعلى الهلالي من أهل البصرة، قال: ثنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال: ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، مثله.
3 فتح الباري 8/702.
4 فتح الباري 8/702.
أخرجه ابن جرير 30/176 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فذكره.
5 فتح الباري 8/702.
6 فتح الباري 8/702.
أخرجه ابن جرير 30/177 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فذكره.(3/1352)
أنا الذي رفعت ذات العماد، أن الذي شددت بذراعي بطن واد"1.
قوله تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} الآية: 9
[3373] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة {جَابُوا الصَّخْرَ} نقبوا الصخر2.
قوله تعالى: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} الآية: 13
[3374] وصل الفريابي من طريق مجاهد {سَوْطَ عَذَابٍ} ما عذبوا به3.
[3375] ولابن أبي حاتم من طريق قتادة: كل شيء عذب الله به فهو سوط عذاب4.
قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} الآية: 14
[3376] وقد روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: بمرصاد أعمال بني آدم5.
__________
1 فتح الباري 8/702.
لم أقف على إسناده، وثور بن زيد هو الديلي، ثقة تقدم برقم 703.
2 فتح الباري 8/703.
أخرجه عبد الرزاق 2/370 به سندا ومتنا. وزاد "نحتوا الصخر".
3 فتح الباري 8/702.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/366 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وأخرجه ابن جرير 30/180 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
4 فتح الباري 8/702.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/507 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
5 فتح الباري 8/702.
أخرجه عبد الرزاق 2/371 عن معمر عن الحسن، به. ولم يذكر في الإسناد "عن قتادة".(3/1353)
قوله تعالى:
{وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمّاً وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} الآيتان: 19،20
[3377] وصل الفريابي من طريق مجاهد {أَكْلاً لَمّاً} : السَّف، لف كل شيء {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً} قال الكثير1.
قوله تعالى: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} الآية: 23
[3378] عن ابن مسعود رفعه في قوله تعالى {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} قال: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها"، أخرجه مسلم والترمذي2.
قوله تعالى: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} الآية: 27
[3379] وأخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال: {الْمُطْمَئِنَّةُ}
__________
1 فتح الباري 8/702.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/366 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وأخرجه ابن جرير 30/184، 185 من طرق عن ابن أبي نجيح، به مفرقا.
2 فتح الباري 8/703.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم2842-29 - في الجنة، باب في شدة حر جهنم وبعد قعرها، وما تأخذ من المعذبين - من حديث عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن العلاء بن خالد الكاهلي، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود مرفوعا، من غير ذكر الآية. وهو عند الترمذي رقم2573 أيضا بهذا الإسناد من غير ذكر الآية. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/421، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/512 ونسبه إلى مسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
وأخرجه الترمذي - عقب الرواية المذكورة - وابن جرير 30/188 من وجهين آخرين عن العلاء بن خالد، بهذا الإسناد عن ابن مسعود في تفسير الآية موقوفا نحوه.(3/1354)
المؤمنة1.
[3380] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق الحسن قال: إن الله تعالى إذا أراد قبض روح عبده المؤمن واطمأنت النفس إلى الله واطمأن الله إليها ورضيت عن الله ورضي عنها، أمر بقبضها فأدخلها الجنة وجعلها من عباده الصالحين. أخرجه مفرقا2.
[3381] وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن قال: المطمئنة إلى ما قال الله والمصدقة بما قال الله تعالى3.
__________
1 فتح الباري 8/703.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/513 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس، في سياق طويل. ولفظه "في قوله {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} قال: المؤمنة {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} يقول: إلى جسدك. قال: نزلت هذه الآية وأبو بكر جالس فقال: يا رسول الله: ما أحسن هذا! فقال: "أما إنه سيقال لك هذا".
وأخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/423 حدثنا علي بن الحسين، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكر آخره، ولم يذكر التفسير المذكور في أوله، وهو تفسير "المطمئنة" بالمؤمنة.
2 فتح الباري 8/703.
ذكره البغوي في تفسيره 8/423، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن 20/39 عن الحسن تعليقا مختصراً، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/514 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
3 فتح الباري 8/703.
أخرجه عبد الرزاق 2/372 به مثله. ولكن عنده في الإسناد "عن قتادة والحسن".(3/1355)
سورة {لا أُقْسِمُ}
قوله تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} الآية: 2
[3382] وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} : يقول: لا تؤاخذ بما عملت فيه، وليس عليك فيه ما على الناس1.
[3383] وقد أخرجه الحاكم من طريق منصور عن مجاهد، فزاد فيه عن ابن عباس بلفظ: أحل الله له أن يصنع فيه ما شاء2.
[3384] ولابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس: يحل لك أن تقاتل فيه3.
__________
1 فتح الباري 8/703.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/703.
أخرجه الحاكم 2/523 أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق ابن إبراهيم، أبنأ جرير عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
3 فتح الباري 8/703-704.
قال ابن حجر: وعلى هذا فالصيغة للوقت الحاضر والمراد الآتي لتحقق وقوعه، لأن السورة مكية والفتح بعد الهجرة بثمان سنين.
هذا ولم أقف على إسناده، وقد أخرج ابن جرير 30/194 من طريق العوفي، عن ابن عباس بنحوه، ولفظه "أحل الله له يوم دخل مكة أن يقتل من يشاء، وستحبي من شاء، فقتل يومئذ ابن خطل صبراً وهو آخذ بأستار الكعبة، فلم تحلّ لأحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل فيها حراما حرّمه الله، فأحلّ الله له ما صنع بأهل مكة".(3/1356)
قوله تعالى: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} الآية: 3
[3385] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} يعني: آدم وما ولد1.
[3386] وقد أخرجه الحاكم من طريق مجاهد أيضا، وزاد فيه: عن ابن عباس2.
قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} الآية: 4
[3387] وقد أخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد {فِي كَبَدٍ} : حملته أمه كرها ووضعته كرها، ومعيشته في نكد وهو يكابد ذلك3.
[3388] عن ابن عباس {فِي كَبَدٍ} : في شدة خلق، في ولادته ونبت أسنانه وسوره وختانه ومعيشته، رويناه في تفسير ابن عيينة بإسناد صحيح، وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق سفيان عن ابن جريج عن عطاء عنه4.
__________
1 فتح الباري 8/704.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/704.
أخرجه الحاكم 2/523 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} قال: يعني بالوالد آدم، وما ولد ولده. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
3 فتح الباري 8/704.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 187/ أثنا يزيد بن هارون، عن الحجاج، عن القاسم بن نافع، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 6/365 و 8/704. أخرجه الحاكم 2/523 أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، به. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.(3/1357)
قوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً} الآية: 6
[3389] وصل الفريابي من طريق مجاهد {لُبَداً} كثيرا1.
قوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} الآية: 10
[3390] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} : سبيل الخير وسبيل الشر، يقول: عرّفناه2.
[3391] وأخرج الطبراني بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: النجدين سبيل الخير والشر، وصححه الحاكم3.
[3392] وله شاهد عند ابن مردويه من حديث أبي هريرة4.
__________
1 فتح الباري 8/704.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/704.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
3 فتح الباري 8/704.
أخرجه ابن جرير 30/199، والحاكم 2/523، والطبراني ج9/رقم9097 من طرق عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، به. صححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/140-141 وقال: وفيه عاصم بن أبي النجود وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقد حسّن ابن حجر إسناده كما في الأعلى. والأثر أورده السيوطي في الدر المنثور 8/521 ونسبه إلى عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم.
4 فتح الباري 8/704.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/522 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولفظه قال "إنما هما نجدان نجد الخير ونجد الشر، فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم من نجد الخير". ونسبه إلى ابن مردويه فقط.(3/1358)
[3393] وقال عبد الرزاق عن معمر عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم "إنما هما النجدان، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير" 1.
[3394] عن علي في قوله: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} قال: الخير والشر، ساقه أبو عبيدة في معاني القرآن2.
قوله تعالى: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} الآيات: 11-14
[3395] قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: النار عقبة دون الجنة، {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} ، ثم أخبر عن اقتحامها فقال: {فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} 3.
[3396] وأخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد قال: إن من الموجبات إطعام المؤمن السغبان4.
__________
1 فتح الباري 8/704.
أخرجه عبد الرزاق 2/374 عن الحسن، به مرفوعا. ولم يذكر عنده "معمر" في الإسناد. وأخرجه ابن جرير 30/200 حدثنا عمران بن موسى، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا يونس، عن الحسن، به مرفوعا. وإسناده ضعيف؛ لأنه مرسل. والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/522 ونسبه إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه.
2 فتح الباري 8/560.
3 فتح الباري 8/704.
أخرجه عبد الرزاق 2/274-275 به سندا ومتنا.
4 فتح الباري 8/704.
لم أجده عند سعيد بن منصور، وله شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ "من موجبات المغفرة إطعام المسلم السبغان"، ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/525 ونسبه إلى الحاكم والبيهقي. وقد أخرجه الحاكم 2/524 وصححه، ووافقه الذهبي.(3/1359)
[3397] عن البراء قال "جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، علمني عملا يدخلني الجنة، قال: "لئن كنت اقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أعتق النسمة أو فك الرقبة". قال: أو ليستا بواحدة؟ قال: "لا، إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في عتقها" أخرجه أحمد وابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن عوسجة عنه، وصححه ابن حبان1.
[3398] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مَسْغَبَةٍ} : جوع2.
[3399] ومن وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس قال: ذي مجاعة، وأخرجه ابن أبي حاتم كذلك3.
[3400] ومن طريق قتادة قال: يوم يُشْتَهى فيه الطعام4.
__________
1 فتح الباري 8/704.
أخرجه أحمد 4/299 ثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا: ثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بني بجلة من بني سليم عن طلحة قال أبو أحمد ثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء، به بأطول منه سياقا. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/243 وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/524 ونسبه إلى أحمد وابن حبان وابن مردويه والبيهقي.
2 فتح الباري 8/704.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/704.
أخرجه ابن جرير 30/204 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/524 وزاد نسبته إلى الفريابي ابن أبي حاتم.
4 فتح الباري 8/704.
أخرجه ابن جرير 30/204 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.(3/1360)
قوله تعالى: {أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ} الآية: 16
[3401] وصل الفريابي من طريق مجاهد {مَتْرَبَةٍ} المطروح في التراب ليس له بيت1.
[3402] وروى الحاكم من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس قال: المطروح الذي ليس له بيت2.
[3403] وفي لفظ: المتربة الذي لا يقيه من التراب شيء 3، وهو كذلك لسعيد بن منصور4.
[3404] ولابن عيينة من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: هو الذي ليس بينه وبين الأرض شيء5.
__________
1 فتح الباري 8/704.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/368 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/704.
أخرجه الحاكم 2/524 حدثنا علي بن حمشاد العدل، ثنا يزيد بن الهيثم، ثنا إبراهيم ابن أبي الليث، ثنا الأشجعي، عن سفيان، عن حصين، به. صححه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
3 فتح الباري 8/704.
أخرجه الحاكم 2/524 أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، ثنا إسحاق، أنبأ ابن فضيل، ثنا حصين، عن مجاهد عن ابن عباس، مثله. وقد سكت عنه الحاكم والذهبي.
4 فتح الباري 8/704.
لم أجده عند سعيد بن منصور، وانظر ما قبله.
5 فتح الباري 8/704.(3/1361)
سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} الآية: 1
[3405] وصل عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} قال: ضوؤها1.
[3406] أخرجه الحاكم من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس2.
[3407] وروى ابن أبي حاتم من طريق قتادة والضحاك قال: {وَضُحَاهَا} : النهار3.
قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} الآية: 2
[3408] أخرج الطبري من طريق مجاهد {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} : تبعها4.
__________
1 فتح الباري 6/298.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 3/491-492 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/208 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 8/705.
لم أجده عند الحاكم من هذه الطريق، وإنما من طريق أخرى؛ فقد أخرج 2/524 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس في تفسير الآية، فذكره.
3 فتح الباري 6/298.
أما أثر قتادة فأخرجه ابن جرير 30/207 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
4 فتح الباري 8/705. أخرجه ابن جرير 30/207 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به.(3/1362)
[3409] أخرجه الحاكم من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس1.
قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} الآية: 6
[3410] عن مجاهد {طَحَاهَا} : دحاها، أخرجه عبد بن حميد وغيره من طريقه2.
قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} الآية: 8
[3411] وقد أخرج الطبري من طريق مجاهد {فَأَلْهَمَهَا} قال: عرّفها الشقاء والسعادة3.
قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} الآية: 10
[3412] قال الفريابي حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} قال: من أغواها، وأخرجه الطبري من طريق ابن أبي نجيح عنه4.
__________
1 فتح الباري 8/705.
لم أجده عند الحاكم من هذه الطريق، وإنما من طريق أخرى؛ فقد أخرج 2/524 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس في تفسير الآية، فذكره.
2 فتح الباري 6/294.
أخرجه ابن جرير 30/209 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، مثله.
3 فتح الباري 8/705.
أخرجه ابن جرير 30/210 من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد - بلفظ "عرّفها".
4 فتح الباري 8/705 و 11/502.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 5/190 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وأخرجه ابن جرير 30/213 من طرق عن ابن أبي نجيح، به.(3/1363)
[3413] أخرجه الحاكم من طريق حصين عن مجاهد عن ابن عباس1.
[3414] وأخرج الطبري بسند صحيح عن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد وسعيد بن جبير في قوله: {دَسَّاهَا} قال: قال أحدهما أغواها وقال الآخر أضلَّها2.
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا} الآية: 11
[3415] وصل الفريابي من طريق مجاهد {بِطَغْوَاهَا} معصيتها3.
قوله تعالى: {وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} الآية: 15
[3416] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} : الله لا يخاف عقبى أحد4.
__________
1 فتح الباري 8/705.
لم أجده عند الحاكم من هذه الطريق، وإنما من طريق أخرى؛ فقد أخرج 2/524 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس في تفسير الآية، فذكره.
2 فتح الباري 11/502.
لم يقع لي في تفسير الطبري هذه الرواية من طريق حبيب بن أبي ثابت، وإنما من طريق خصيف؛ فقد أخرج الطبري 30/212 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد وسعيد بن جبير، مثله.
3 فتح الباري 8/705.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/369 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/705.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/369 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد - بلفظ " الله لا يخاف عقباها ".(3/1364)
سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} - إلى قوله - {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} الآيات:5-10
[3417] وقع في حديث جابر عند مسلم "جاء سراقة 1 فقال: يا رسول الله، أنعمل اليوم فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أو فيما يستقبل؟ قال: "بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير"، فقال: ففيم العمل؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" 2.
[3418] وأخرجه الطبراني وابن مردويه نحوه، وفيه "فقال يا رسول الله ففيم العمل؟ قال: "كل ميسر لعمله"، وقرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} - إلى قوله - {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} قال: الآن الجد الآن الجد" 3.
__________
1 هو سراقة بن مالك بن جُعْشُم بن مالك الكناني المدلجي، يكنى أبا سفيان، صحابي مشهور، من مسلمة الفتح، مات في خلافة عثمان، سنة أربع وعشرين، وقيل بعدها. أسد الغابة 2/412، رقم1599، والتقريب 1/284.
2 فتح الباري 11/497.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم2648-8 - في كتاب القدر - بسنده عن جابر. ولفظه قال:"جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله! بيّن لنا ديننا كأنا خُلقنا الآن. فيما العمل اليوم؟ أفيما جفّت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: "لا، بل فيا جفت به الأقلام وجرت به المقادير" الحديث.
3 فتح الباري 11/497.
وهذا الحديث رواه البخاري برقم 6605 من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عود ينكت به في الأرض فنكس وقال: "ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة" فقال رجل من القوم: ألا نتكل يا رسول الله؟ قال: "لا اعملوا فكلّ ميسر"، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى} الآية.(3/1365)
[3419] وأخرج الفريابي بسند صحيح إلى بشير بن كعب أحد كبار التابعين1 قال: سأل غلامان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم العمل: فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم شيء نستأنفه؟ قال: "بل فيما جفت به الأقلام"، قالا: ففيم العمل؟ قال: "اعملوا فكل ميسر لما هو عامل"، قالا: فالجد الآن"2.
قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} الآية: 9
[3420] وصل ابن أبي حاتم من طريق حصين عن عكرمة عن ابن عباس {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى} بالخلف، وإسناده صحيح3.
قوله تعالى: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} الآية: 11
[3421] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {إِذَا تَرَدَّى} : إذا مات4.
__________
1 بشير بن كعب البصري أبو أيوب العدوي، روى عن أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي ذر، روى عنه قتادة، وطلق بن حبيب والعلاء بن زياد، ترجم له ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وروى عن علي ابن المديني قال: بشير بن كعب معروف عدوي. انظر: الجرح والتعديل 2/395.
2 فتح الباري 11/497.
3 فتح الباري 8/706.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/370 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أيوب يحيى الرازي، عن أبي جعفر، عن حُصين، به.
4 فتح الباري 8/706.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/370 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1366)
قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى} الآية: 14
[3422] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {نَاراً تَلَظَّى} توهج1.
__________
1 فتح الباري 8/706.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/370 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1367)
سورة {وَالضُّحَى}
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} الآية: 2
[3423] وصل الفريابي من طريق مجاهد {إِذَا سَجَى} : استوى1.
[3424] وروى الطبري من طريق قتادة في قوله {إِذَا سَجَى} قال: إذا سكن بالخلق2.
قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} الآية: 3
[3425] وفي الطبراني بإسناد فيه من لا يعرف أن سبب نزولها وجود جرو كلب تحت سريره صلى الله عليه وسلم لم يشعر به فأبطأ عنه جبريل لذلك3.
__________
1 فتح الباري 8/709.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/371 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/709.
أخرجه ابن جرير 30/230 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
3 فتح الباري 8/710.
أخرجه الطبراني ج 24/ رقم636 حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا حفص ابن سعيد القرشي حدثتني أمي عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكرت نحوه. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/141 وقال: رواه الطبراني، وأم حفص لم أعرفها. وقد أشار إلى ذلك ابن حجركما في الأعلى، ثم قال - أي ابن حجر: وقصة إبطاء جبريل بسبب كون الكلب تحت سريره مشهورة، لكن كونه سبب نزول هذه الآية غريب، بل شاذ، مردود بما في الصحيح والله أعلم.
قلت: ويريد بما في الصحيح الذي أخرجه رقم4950 من حديث جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا، فأنزل الله عز وجل: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} .
والحديث المذكور هنا قد أورده السيوطي في الدر المنثور 8/541-542 ونسبه إلى ابن أبي شيبة في مسنده والطبراني وابن مردويه عن أم حفص عن أمها.(3/1368)
[3426] وورد لذلك سبب ثالث1 وهو ما أخرجه الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: "لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن أبطأ عنه جبريل أياما، فتغيربذلك، فقالوا: ودّعه ربّه وقلاه، فأنزل الله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} 2.
[3427] ومن طريق إسماعيل مولى آل الزبير قال: فتر الوحي حتى شق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم وأحزنه فقال: "لقد خشيت أن يكون صاحبي قلاني"، فجاء جبريل بسورة والضحى3.
[3428] وذكر سليمان التيمي في السيرة التي جمعها ورواها محمد ابن عبد الأعلى4 عن معتمر بن سليمان عن أبيه قال: وفتر الوحي، فقالوا: لو كان من عند الله لتتابع، ولكن الله قلاه، فأنزل الله: والضحى
__________
1 الأول هو ما في حديث جندب بن سفيان الذي رواه البخاري والذي سبقت الإشارة إليه آنفا.
2 فتح الباري 8/710.
أخرجه ابن جرير 30/231-232 من طريق عطية العوفي، عن ابن عباس، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/541 ونسبه إلى ابن جرير وابن مردويه، من طريق العوفي عن ابن عباس.
3 فتح الباري 8/710.
4 محمد بن عبد الأعلى الصنعاني القيسي، أبو عبد الله البصري، روى عن معتمر بن سليمان ويزيد بن زريع وسفيان بن عيينة وغيرهم، وعنه مسلم وأبو داود في كتاب القدر والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم. ثقة، مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
انظر ترجمته في: التهذيب 9/257، والتقريب 2/182.(3/1369)
وألم نشرح لكمالهما "1.
[3429] ووقع في سيرة ابن إسحاق في سبب نزول "والضحى" شيء آخر، فإنه ذكر أن المشركين لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي القرنين والروح وغير ذلك ووعدهم بالجواب ولم يستثن، فأبطأ عليه جبريل اثنتى عشرة ليلة أو أكثر، فضاق صدره، وتكلم المشركون: فنزل جبريل بسورة "والضحى"، وبجواب ما سألوا، وبقوله تعالى: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً} انتهى2.
[3430] وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ما تركك وما أبغضك3.
__________
1 فتح الباري 8/710.
قال ابن حجر: وكل هذه الروايات لا تثبت، والحق أن الفترة المذكورة في سبب نزول "والضحى" غير الفترة المذكورة في ابتداء الوحي، فإن تلك دامت أياما وهذه لم تكن إلا ليلتين أو ثلاثا، فاختلطتا على بعض الرواة، وتحرير الأمر في ذلك ما بينته.
انظر: فتح الباري 8/710.
2 فتح الباري 8/710.
قال ابن حجر: وذكر سورة الضحى هنا بعيد، لكن يجوز أن يكون الزمان في الفصتين متقاربا، فضم بعض الرواة إحدى القصتين إلى الأخرى، وكل منهما لم يكن في ابتداء البعث، وإنما كان بعد ذلك بمدة والله أعلم.
3 فتح الباري 8/711.
أخرجه ابن جرير 30/230 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، به.(3/1370)
سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}
قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} الآية: 1
[3431] وصل ابن مردويه من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} : شرح الله صدره للإسلام، وفي إسناده راو ضعيف1.
قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} الآية: 2
[3432] وصل الفريابي من طريق مجاهد {وِزْرَكَ} في الجاهلية2.
قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} الآية: 3
[3433] وقد أخرج الفريابي من طريق مجاهد بلفظ "الذي أنقض
__________
1 فتح الباري 8/712.
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/373 حدثني محمد بن الحسين، ثنا محمد بن العباس ابن أبوب، ثنا إسحاق بن الضيف، ثنا حجاج، عن ابن جريج، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/547 ونسبه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
والراوي الضعيف الذي أشار إليه ابن حجر هو "إسحاق" كما بين ذلك ابن حجر نفسه في تغليق التعليق.
2 فتح الباري 8/711.
أخرج الفريابي كما في تغليق التعليق 4/371 وابن جرير 30/234 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بلفظ " {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} قال: ذنبك".(3/1371)
ظهرك قال: أثقل"1.
قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} الآية: 4
[3434] أخرج الطبري وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد رفعه "أتاني جبريل فقال: يقول ربك أتدري كيف رفعتُ ذكرك؟ قال: الله أعلم، قال: إذا ذكرتُ ذكرتَ معي" 2.
[3435] وهذا أخرجه الشافعي وسعيد بن منصور وعبد الرزاق من طريق مجاهد قوله3.
__________
1 فتح الباري 8/712.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/371 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/712.
أخرجه ابن جرير 30/235، وابن حبان الإحسان، رقم3382 كلاهما من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعا. وأخرجه أبو يعلى رقم1380 من طريق ابن لهيعة، عن دراج، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/257 وقال: رواه أبو يعلى، وإسناده حسن.
قلت: وإسناده ضعيف، فإن دراجا - وهو ابن سمعان أبو السمح - في حديثه عن أبي الهيثم - وهو سليمان بن عمرو الليثي - ضعف. وقد تقدم الكلام على هذا الإسناد برقم 1852 في سورة المؤمنون.
والحديث ذكره ابن كثير 8/452 برواية ابن جرير. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/549 ونسبه إلى أبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل.
3 فتح الباري 8/712.
أخرجه عبد الرزاق 2/380 عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} ، فذكره. ولفظه "قال: لا أُذكر إلا ذُكرتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".(3/1372)
قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} الآيتان: 5-6
[3436] أخرجه عبد بن حميد عن ابن مسعود1 بإسناد جيد من طريق قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحابه بهذه الآية فقال: "لن يغلب عسر يسرين إن شاء الله " 2.
[3437] وأخرج ابن مردويه من حديث جابر مرفوعا، وبإسناد ضعيف "أوحي إليّ إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، ولن يغلب عسر يسرين" 3.
[3438] وأخرج سعيد بن منصور وعبد الرزاق من حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كان العسر في حجر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه، ولن يغلب عسر يسرين"، ثم قال: "إن مع العسر يسرا إن مع اليسر يسرا" وإسناده ضعيف4.
__________
1 هكذا ذكر في الفتح "عن ابن مسعود"، ولعله يوهم أنه موصول، ولكنه مرسل من حديث قتادة - كما سيأتي بيانه عند التخريج.
2 فتح الباري 8/712.
أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/372 أخبرني يونس، عن شيبان عن قتادة، به. قال ابن حجر: وهذا صحيح إلى قتادة. وأخرجه ابن جرير 30/236 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به. ولم يذكر في آخره "إن شاء الله".
قلت: وإسناده صحيح، لكنه مرسل.
3 فتح الباري 8/712.
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/372 من طريق عطية، عن جابر، به. قال ابن حجر: إسناده ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/550 نحوه مطولا، ونسبه إلى ابن مردويه فقط.
قلت: والعلة في عطية، هو العوفي، وقد تقدم مرارا أنه ضعيف.
4 فتح الباري 8/712.
أخرجه الطبراني ج10/رقم9977 حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا الحسن بن علي الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، أنا مالك النخعي، عن أبي حمزة، عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله - =(3/1373)
[3439] وأخرجه عبد الرزاق والطبري من طريق الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم1.
[3440] وأخرج مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه 2 عن عمر أنه كتب إلى أبي عبيدة يقول: مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله له بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين"، وقال الحاكم صحّ ذلك عن عمر وعلي، وهو في الموطأ عن عمر لكن من طريق منقطع3.
__________
= مرفوعا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/142 وقال: رواه الطبراني، وفيه إبراهيم النخعي وهو ضعيف.
قلت: ولعله محرف من أبي مالك النخعي فهو متروك، أما إبراهيم النخعي فهو ثقة. انظر: التقريب 1/46 و 2/468.
وأخرجه عبد الرزاق 2/380-381 عن جعفر بن سليمان، عن ميمون أبي حمزة قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: قال ابن مسعود - موقوفا.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/550-551 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن مسعود مرفوعا.
1 فتح الباري 8/712.
أخرجه عبد الرزاق 2/380، وابن جرير 30/236 كلاهما من طريق معمر عن الحسن في قوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا فرحا وهو يضحك، وهو يقول: "لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين، إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ". وأخرجه ابن جرير 30/235-236 من طريق المعتمر بن سليمان، عن يونس قال: قال الحسن: لما نزلت هذه الآية {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبشروا أتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين". ومن طريق ابن علية عن يونس، به مثله. ومن طريق عوف، عن الحسن نحوه.
قلت: وأسانيده إلى الحسن صحيح - كما أشار إليه ابن حجر في تغليق التعليق 4/372، لكنها مرسلة. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/551 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن جرير والحاكم والبيهقي.
2 هو أسلم العدوي، مولى عمر، ثقة مخضرم، مات سنة ثمانين، وقيل بعد سنة ستين، وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة، أخرج له الجماعة. التقريب 1/64.
3 فتح الباري 8/712. =(3/1374)
[3441] وأخرجه عبد بن حميد عن ابن مسعود بإسناد جيد1.
[3442] وأخرجه الفريابي بإسناد ضعيف عن ابن عباس2.
قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} الآيتان 7-8
[3443] وصل ابن المبارك في الزهد عن سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} في صلاتك {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} قال: اجعل
__________
= أخرجه مالك في الموطأ كتاب الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، رقم6 عن زيد بن أسلم، نحوه. ولم يقل "عن زيد بن أسلم عن أبيه ". ولفظه "قال: كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر ابن الخطاب يذكر له جموعا من الروم، وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر ابن الخطاب: أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة ... إلخ وفي آخره "وأن الله تعالى يقول في كتابه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200] . وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/418 عند تفسير هذه الآية - أعني آية آل عمران -.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "الفرج بعد الشدة" كما في تغليق التعليق 4/372 قال: ثنا خالد بن خداش، ثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أسلم، أن أبا عبيدة حضر فكتب إليه عمر، فذكره بنحوه. قال ابن حجر - عقب إيراده -: هذا إسناد حسن.
1 فتح الباري 8/712.
أشار إليه ابن حجر في تغليق التعليق 4/372 ولم يسقه، وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/551 ونسبه إلى عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الصبر وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود. ولفظه " لو كان العسر في حجر لتبعه اليسر حتى يدخل عليه ليخرجه، ولن يغلب عسر يسرين، إن الله يقول: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} . والأثر أخرجه عبد الرزاق 2/380-381 عن جعفر بن سليمان، عن ميمون أبي حمزة قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: قال ابن مسعود - موقوفا. وقد تقدم عنه - لكن بسند ضعيف - مرفوعا مثله.
2 فتح الباري 8/712.
لم أقف على إسناده، إلا أن الحافظ ابن حجر قد بيّن أن إسناده ضعيف.(3/1375)
نيتك ورغبتك إلى ربك1.
[3444] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم قال: إذا فرغت من الجهاد فتعبّد2.
[3445] ومن طريق الحسن نحوه3.
__________
1 فتح الباري 8/712.
أخرجه ابن المبارك في الزهد، ص 403 به سندا ومتنا. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/ 372 0 373 بسنده إلى عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، به. وزاد {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} من دنياك. وذكره ابن كثير 8/455 عن مجاهد تعليقا. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/552 عنه نحوه، ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن نصر وابن أبي حاتم.
2 فتح الباري 8/712.
ذكره ابن كثير 8/455 عنه تعليقا، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/552 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط. وأخرجه ابن جرير 30/237 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فذكره. ولم يذكر "عن أبيه".
3 فتح الباري 8/712.
أخرجه ابن جرير 30/237 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قال: قال الحسن في قوله: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} ، فذكره. ولفظه "قال: أمره إذا فرغ من غزوه أن يجتهد في الدعاء والعبادة".(3/1376)
سورة {وَالتِّينِ}
قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} الآيتان 1-2
[3446] وصل الفريابي من طريق مجاهد في قوله: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} قال: الفاكهة التي تأكل الناس {وَطُورِ سِينِينَ} "الطور": الجبل، و"سينين": المبارك 1.
[3447] وأخرجه الحاكم من وجه آخر عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد عن ابن عباس2.
[3448] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس مثله 3.
[3449] ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: "التين" مسجد نوح الذي بنى على الجودي 4.
[3450] ومن طريق الربيع بن أنس قال: "التين" جبل عليه التين،
__________
1 فتح الباري 8/713.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/373 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/713.
أخرجه الحاكم 2/528 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به بلفظه. وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
3 فتح الباري 8/713.
انظر ما قبله.
4 فتح الباري 8/713.
أخرجه ابن جرير 30/239 من طريق العوفي، به.(3/1377)
{وَالزَّيْتُونِ} جبل عليه الزيتون1.
[3451] ومن طريق قتادة: في قوله: {وَالتِّينِ} الجبل الذي عليه دمشق، {وَالزَّيْتُونِ} جبل عليه بيت المقدس2.
[3452] ومن طريق محمد بن كعب قال: "التين" مسجد أصحاب الكهف، {وَالزَّيْتُونِ} مسجد إيلياء3.
قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} لآية: 4
[3453] أخرج الفريابي عن مجاهد {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} في أحسن خلق، {أَسْفَلَ سَافِلِينَ} إلا من آمن4.
[3454] وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس بإسناد حسن قال: أعدل خلق5.
__________
1 فتح الباري 8/713.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/556 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.
2 فتح الباري 8/713.
أخرجه ابن جرير 30/239 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، به. ومن طريق سعيد عن قتادة قال: ذُكر لنا، فذكره.
3 فتح الباري 8/713.
ذكره القرطبي 20/75 من غير إسناد، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/555 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
4 فتح الباري 6/365 و 8/713.
أخرجه ابن جرير 30/243 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
5 فتح الباري 8/713.
أخرجه ابن جرير 30/243 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن عاصم، عن أبي رزين، عن ابن عباس، مثله.(3/1378)
قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} الآيتان: 5- 6
[3455] وأخرج الحاكم من طريق عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر وذلك قوله: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} قال: الذين قرءوا القرآن1.
__________
1 فتح الباري 8/713.
أخرجه الحاكم 2/528-529 حدثني علي بن عيسى، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، به. قال الحاكم: هذه حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.(3/1379)
سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى} الآيات 9-19
[3456] وقد أخرج ابن مردويه بإسناد ضعيف عن علي بن عبد الله ابن عباس1 عن أبيه عن العباس بن عبد المطلب2 قال "كنت يوما في المسجد فأقبل أبو جهل فقال: إن لله عليَّ إن رأيت محمداً ساجداً" فذكر الحديث3.
__________
1 علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، أبو محمد، روى عن أبيه وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم، ثقة عابد، مات سنة ثمان عشرة ومائة على الصحيح. انظر ترجمته في: التهذيب 7/312، والتقريب 2/40.
2 العباس بن عبد المطلب بن هاشم، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصِنْو أبيه، يكنى أبا الفضل، بابنه. وكان أسنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقيل بثلاث سنين. وكان العباس في الجاهلية رئيسا في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة، لما بايعه الأنصار، وشهد حنينا، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انهزم الناس بحنين. وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. انظر ترجمته في: أسد الغابة 3/163، رقم2799، والإصابة 3/511، رقم4525.
3 فتح الباري 8/724.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/564-565 ونسبه إلى البزار والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي عن العباس بن عبد المطلب. وتمامه - كما في الدر المنثور - "أن أطأ على رقبته. فخرجت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى دخلت عليه، فأخبرته بقول أبي جهل. فخرج غضبان حتى جاء المسجد، فعجل أن يدخل الباب فاقتحم الحائط. فقلت: هذا يوم شرّ فاتزرت ثم تبعته، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فلما بلغ شأن أبي جهل {كَلَّا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى} قال إنسان لأبي جهل: يا أبا الحكم، هذا محمد. فقال أبو جهل: ألا ترون ما أرى؟ والله لقد سدّ أفق السماء عليّ. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر السورة سجد".
وأصله في صحيح البخاري رقم4958 من حديث ابن عباس. ولفظه "قال: قال أبو جهل لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "لو فعله لأخذته الملائكة". وهذا مما أرسله ابن عباس، لأنه لم يدرك زمن قول أبي جهل ذلك، لأن مولده قبل الهجرة بنحو ثلاث سنين.(3/1380)
[3457] وأخرج النسائي من طريق أبي حازم عن أبي هريرة نحو حديث ابن عباس1، وزاد في آخره "فلم يفجأهم منه إلا وهو - أي أبو جهل - ينكص على عقبيه ويتقي بيده، فقيل له، فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار وهَوْلا وأجنحة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو دنا لاختطفته الملائكة عضواً عضواً" 2.
قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} الآية: 17-18
[3458] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الزَّبَانِيَةَ} عشيرته3.
[3459] وصل الفريابي من طريق مجاهد {الزَّبَانِيَةَ} الملائكة 4.
__________
1 حديث ابن عباس الذي أشار إليه، أخرجه البخاري، وقد تقدم لفظه آنفا.
2 فتح الباري 8/724.
أخرجه النسائي في التفسير رقم703 أنا محمد بن عبد الأعلى، نا المعتمر، عن أبيه، نا نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره. وأوله "قال: قال أبو جهل: هل يعفّر محمد وجهه بين المشركين، فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته كذلك لأطأن على رقبته، أو لأعفرن وجهه في التراب، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي - زعم ليطأن على رقبته - قال: فما فجاأهم إلا وهو ينكص" فذكر نحوه. أخرجه مسلم في صحيحه رقم2797-38 بهذا الإسناد.
3 فتح الباري 8/714.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/374 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
وقد نقل ابن حجر عن ابن إسحاق في "السيرة " له قال في قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} : النادي المجلس، ويطلق على الجلساء.
انظر: فتح الباري 8/428.
4 فتح الباري 8/714. أخرجه عبد كما في تغليق التعليق 4/374 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1381)
[3460] وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي حازم عن أبي هريرة مثله1.
__________
1 فتح الباري 8/714.
أخرجه ابن جرير 30/256 حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن أبيه، قال: ثنا نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم - هو الأشجعي، به، في قصة أبي جهل وهمّه وطأ رقبة النبي صلى الله عليه وسلم. وفي آخره {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} يدعو قومه، {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} الملائكة.(3/1382)
سورة {لَمْ يَكُنِ} "*"
[3461] روى الحاكم عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه {لَمْ يَكُنِ} وقرأ فيها: إن ذات الدين عند الله الحنيفية، لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية، من يفعل خيراً فلم يكفره1.
قوله تعالى: {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} الآية 5
[3462] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مقاتل بن حيان قال: القيمة الحساب المبين2.
__________
* ملاحظة: لم أقف على رواية تتعلق بسورة القدر في فتح الباري، وهذه هي السورة الوحيدة التي لم أجد رواية فيها.
1 فتح الباري 7/127.
أخرجه الحاكم 2/531 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن عاصم، عن زر، عن أبي بن كعب، به مرفوعا. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الترمذي رقم3898 - في فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه - من طريق أبي داود، والإمام أحمد 5/131، 132 من طرق أخرى، كلهم عن شعبة، به نحوه بأطول منه سياقا. قال الترمذي: هذا حديث حسن. كما حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم3088. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/586 ونسبه إلى أحمد والترمذي والحاكم.
قلت: وإن كان إسناده صحيحا فهو مما نسخ تلاوته، ولم يثبت ذلك في المصحف الإمام، فلا يصحّ أن يقرأ كتلاوة.
2 فتح الباري 8/725.
لم أقف عليه مسنداً، ولا وقفت على من ذكره غير ابن حجر.(3/1383)
سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}
قوله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا} الآية: 5
[3463] وقد أخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: {أَوْحَى لَهَا} أوحى إليها1.
قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} الآيتان: 7-8
[3464] عند النسائي في التفسير، وصححه الحاكم، ولفظه "قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: "من يعمل مثقال ذرة خيراً يره" - إلى آخر السورة - قال: ما أبالي أن لا أسمع غيرها حسبي حسبي2.
__________
1 فتح الباري 8/727.
أخرجه ابن جرير 30/267 حدثني ابن سنان القزاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، به.
2 فتح الباري 13/331.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/59 من طرق، والنسائي في التفسير رقم714، والطبراني في الكبير ج8/رقم7411 والحاكم 3/613 كلهم من حديث جرير ابن حازم، عن الحسن - هو البصري - يقول، نا صعصعة - عم الفرزدق، قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول، فذكره. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/144 وقال: رواه أحمد والطبراني مرسلا ومتصلا ورجال الجميع رجال الصحيح.(3/1385)
سورة {وَالْعَادِيَاتِ}
قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} الآيات: 1-5
[3465] وعند البزار والحاكم من حديث ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فلبثت شهراً لا يأتيه خبرها، فنزلت {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً} ضبحت بأرجلها {فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً} قدحت الحجارة فأورت بحوافرها {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً} صبحت القوم بغارة {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً} التراب {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً} صبحت القوم جميعا" وفي إسناده ضعف1.
[3466] وهو مخالف لما روى ابن مردويه بإسناد أحسن منه عن ابن عباس قال "سألني رجل عن العاديات، فقلت: الخيل، قال: فذهب إلى علي، فسأله فأخبره بما قلت، فدعاني فقال لي: إنما العاديات الإبل من عرفة إلى مزدلفة" الحديث2.
__________
1 فتح الباري 8/727.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2291 حدثنا أحمد بن عبدة، أبنا حفص بن جميع، ثنا سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/145 وقال: رواه البزار، وفيه حفص ابن جميع، وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/599-600 ونسبه إلى البزار وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني في الإفراد وابن مردويه.
2 فتح الباري 8/727.
أخرجه ابن جرير 30/272-273 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه مطولا.(3/1386)
[3467] وعند سعيد بن منصور من طريق حارثة بن مُضَرِّب 1 قال: كان علي يقول هي الإبل، وابن عباس يقول: هي الخيل2.
[3468] ومن طريق عكرمة عنهما نحوه بلفظ "الإبل في الحج، والخيل في الجهاد" 3.
[3469] وبإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود قال: هي الإبل4.
[3470] وبإسناد صحيح عن ابن عباس: ما ضبحت دابة قط إلا كلب أو فرس5.
__________
1 حارثة بن مُضَرِّب - بتشديد الراء المكسورة فبلها معجمة - العبدي الكوفي، روى عن عمر وعلي وابن مسعود وغيرهم، وعنه أبو إسحاق السبيعي، ثقة، ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. أخرج له البخاري والأربعة. انظر ترجمته في: التهذيب 2/145، والتقريب 1/145.
2 فتح الباري 8/727-728.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 189/ أحدثنا أبو الأحوص، ثنا أبو إسحاق، عن حارثة بن مضرب، به.
3 فتح الباري 8/728.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 189/ أثنا هشيم، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، قال تذاكرت أنا وعكرمة هذه السورة، فذكر نحوه.
4 فتح الباري 8/728.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 189/ أحدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبد الله، به.
5 فتح الباري 8/728.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 189/ أحدثنا سفيان، عن عمرو ابن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس، به.(3/1387)
قوله تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} الآية: 6
[3471] وصل الفريابي عن طريق مجاهد "الكنود" الكفور1.
[3472] وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس مثله2.
[3473] وروى الطبري من حديث أبي أمامة رفعه "الكنود: الذي يأكل وحده، ويمنع رفده، ويضرب عبده" 3.
قوله تعالى: {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} الآية: 10
[3474] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله: {حُصِّلَ} أي أخرج4.
__________
1 فتح الباري 8/727.
أخرجه ابن جرير 30/277 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/375-376 بسنده إلى محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن منصور، به.
قال ابن حجر: ويقال: إنه بلسان قريش الكفور، وبلسان كنانة البخيل وبلسان كندة العاصي. انظر: فتح الباري 8/727.
2 فتح الباري 8/727.
أخرجه ابن جرير 30/277 حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. وأخرجه من طريق العوفي، عن ابن عباس، به.
3 فتح الباري 8/727.
أخرجه ابن جرير 30/278 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة - مرفوعا.
4 فتح الباري 8/728.(3/1388)
سورة القارعة
قوله تعالى: {كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} الآية: 5
[3475] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال: {كَالْعِهْنِ} : كالصوف1.
__________
1 فتح الباري 8/728.(3/1389)
سورة {أَلْهَاكُمُ}
[3476] وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي هلال قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمونها المقبرة1.
قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} الآية: 1
[3477] وصل ابن المنذر من طريق ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: التكاثر من الأموال والأولاد2.
قوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} الآية: 8
[3478] أخرج الترمذي من حديث الزبير3 قال: لما نزلت {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قلت: وأي نعيم نسأل عنه؟ وإنما هو الأسودان التمر والماء4، قال: إنه سيكون5.
__________
1 فتح الباري 8/728.
2 فتح الباري 8/728.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/611 ونسبه إلى ابن المنذر فقط.
3 الزبير بن العوّام بن خُويلد، أبو عبد الله القرشي الأسدي، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، قتل سنة ست وثلاثين بعد منصرفه من وقعة الجمل. انظر ترجمته في: الإصابة 2/457، رقم2797، والتقريب 1/259.
4 نقل ابن حجر عن الصنعاني قال: "الأسودان يطلق على التمر والماء، والسواد للتمر دون الماء فنعتا بنعت واحد تغليبا، وإذا اقترن الشيئان سميا باسم أشهرهما". فتح الباري 11/293.
5 فتح الباري 11/293.
أخرجه الترمذي رقم3356 - في تفسير سورة التكاثر - حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا =(3/1390)
......................................................................................
__________
= سفيان بن عيينة، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير بن العوام عن أبيه، به. ولفظه "قال الزبير: يا رسول الله فأي النعيم نُسأل عنه " الحديث. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2672 وقال: حسن الإسناد.
وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي أيضا برقم 3358 بنحوه.(3/1391)
سورة {وَالْعَصْرِ}
قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ} الآية: 1
[3479] قال عبد الرزاق عن معمر قال الحسن: {الْعَصْرِ} : العشى1.
[3480] وقال قتادة: ساعة من ساعات النهار2.
قوله تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} الآية: 2
[3481] أخرج الفريابي عن مجاهد في قوله: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} يعني في ضلال، ثم استثنى فقال "إلا من آمن"3.
__________
1 فتح الباري 8/729.
أخرجه عبد الرزاق 2/394 به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/729.
أخرجه عبد الرزاق في تفسيره 2/394 عن معمر، عنه، به.
3 قال ابن حجر: وكأنه ذكره بالمعنى، وإلا فالتلاوة {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} . فتح الباري 6/365 و 8/729.
أخرجه الفريابي في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/4 حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عنه، به.(3/1393)
سورة {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}
قوله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} الآية: 1
[3482] وأخرج سعيد بن منصور من حديث ابن عباس أنه سئل عن الهمزة قال: المشّاء بالنميمة، المفرِّق بين الإخوان1.
__________
1 فتح الباري 8/729.
أخرجه الطبري 30/292، وقوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب 3/244 كلاهما من طريق رجل من أهل البصرة لم يسمه، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، بنحوه.
وهذا إسناد ضعيف لجهل الراوي عن أبي الجوزاء. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/624 بنحوه، وعزاه لسعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس.
قال أبو عبيدة: الهمزة الذي يغتاب الناس ويغضهم. مجاز القرآن 2/311. وقال ابن كثير 8/501 الهماز بالقول، واللماز بالفعل، يعني يزدري بالناس وينتقص بهم.(3/1395)
سورة {أَلَمْ تَرَ}
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} الآية: 1
[3483] وأخرج ابن مردويه بسند حسن عن عكرمة عن ابن عباس قثال "جاء أصحاب الفيل حتى نزلوا الصفاح1 فأتاهم عبد المطلب فقال: إن هذا بيت الله لم يسلط عليه أحداً، قالوا: لا نرجع حتى نهدمه، فكانوا لا يقدمون فيلهم إلا تأخر، فدعا الله الطير الأبابيل، فأعطاها حجارة سوداء، فلما حاذتهم رمتهم، فما بقي منهم أحد إلا أخذته الحكة، فكان لا يحك أحد منهم جلده إلا تساقط لحمه2.
[3484] وعند الطبري بسند صحيح عن عكرمة أنها كانت طيرا خضراً خرجت من البحر لها رؤوس كرؤوس السباع3.
__________
1 الصَّفاح: بكسر الصاد وتخفيف الفاء: موضع بين حنين وأنصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكة، من جهة طريق اليمن. انظر: معجم اللبلدان 3/467، ومعجم معالم الحجاز 5/144-146.
2 فتح الباري 12/207.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/629 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وأبي نعيم والبيهقي معا في الدلائل.
وقد أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/124 أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، قال: حدثنا أحمد بن عبيد، قال: حدثنا أبو عمران التُّستَري، قال: حدثنا عبد الله بن معاوية الجُمَحِي، قال: حدثنا ثابت بن يزيد، قال: حدثنا هلال بن خبّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. هذا وقد حسّن ابن حجر إسناد ابن مردويه كما في الأعلى.
3 فتح الباري 12/207. أخرجه ابن جرير 30/298 حدثنا يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، عن عكرمة، به. وقد صحّح ابن حجر إسناده كما في الأعلى. وأخرجه البيهقي في الدلائل 1/123 من طريق سعيد بن منصور، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن حصين، عن عكرمة، نحوه.(3/1396)
[3485] ولابن أبي حاتم من طريق عبيد بن عمير بسند قوي: بعث الله عليهم طيراً أنشأها من البحر كأمثال الخطاطيف. فذكر نحو ما تقدم1.
قوله تعالى: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ} الآية: 3
[3486] وصل الفريابي عن مجاهد في قوله: {أَبَابِيلَ} قال: شتى متتابعة2.
__________
1 فتح الباري 12/207.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/508 حدثنا أبو زرعة، حدثنا عبد الله ابن محمد بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي شفيان، عن عبيد ابن عمير. ولفظه قال "لما أراد الله أن يهلك أصحاب الفيل، بعث عليهم طيراً أنشئت من البحر، أمثال الخطاطيف، كل طير منها يحمل ثلاثة أحجار مُجزعة، حجرين في رجليه وحجرا في منقاره، قال: فجاءت حتى صفت على رءوسهم، ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها، فما يقع حجر على رأس رجل إلا خرج من دبره، ولا يقع على شيء من جسده إلا خرج من الجانب الآخر. وبعث الله ريحا شديدة فضربت الحجارة فزادتها شدة فأهلكوا جميعا ". وقد قوّى ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
وأخرجه البيهقي في الدلائل 1/123-124 من طريق سعيد بن منصور، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، بهذا الإسناد.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/631 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي نعيم والبيهقي معا في الدلائل.
2 فتح الباري 8/729.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/376 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به. وأخرجه ابن جرير 30/297 من طرق عن ابن أبي نجيح، عنه، به.(3/1397)
قوله تعالى: {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} الآية: 4
[3487] وصل الطبري من طريق السدي عن عكرمة عن ابن عباس {مِنْ سِجِّيلٍ} قال: سنك وكل، طين وحجارة1.
[3488] ووصله ابن أبي حاتم من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس2، ورواه جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن عكرمة3.
[3489] وروى الطبري من طريق عبد الرحمن بن سابط 4 قال: هي بالأعجمية سنك وكل5.
__________
1 فتح الباري 8/729.
أخرجه ابن جرير 30/299 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس، به. ولفظه "سجيل بالفارسية"، ثم ذكره.
قال الراغب: "والسجيل: حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل فارسي معرّب. المفردات ص224.
2 فتح الباري 8/729.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/377 ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص المكتب، عن إدريس، عن عكرمة، به بلفظ "سنك وكيل".
3 فتح الباري 8/729.
ذكره في تغليق التعليق 4/377 أيضا بهذا الإسناد.
4 عبد الرحمن بن سابط، ويقال ابن عبد الله بن سابط وهو الصحيح، الجمحي المكي، ثقة كثير الإرسال، مات سنة ثمان عشرة. التقريب 1/470.
5 فتح الباري 8/729.
أخرج ابن جرير 30/299 حدثنا أبو كريب قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن جابر ابن سابط، مثله.
قلت: ولعله "عبد الرحمن بن سابط"، تصحّف إلى "جابر بن سابط"؛ فليس هناك راوٍ اسمه "جابر بن سابط" من رواة الطبري - حسب ما اطلعت عليه -. هذا وقد تقدمت ترجمة عبد الرحمن بن سابط برقم 29.(3/1398)
[3490] ومن طريق حصين عن عكرمة قال: كانت ترميهم بحجارة معها نار، قال: فإذا أصابت أحدهم خرج به الجدري، وكان أول يوم رؤي فيه الجدري1.
قوله تعالى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} الآية: 5
[3491] قال ابن عباس في قوله تعالى: {كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} قال: هو الهبور2.
__________
1 فتح الباري 8/729.
أخرجه ابن جرير 30/298-299 حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، به.
2 فتح الباري 8/621.
لم أقف عليه مسندا، وقد أخرج ابن جرير 30/304 بسنده عن الضحاك، في قوله {كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} قال: هو الهبور بالنبطية.(3/1399)
سورة {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}
قوله تعالى: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} الآية: 1
[3492] وأخرج ابن مردويه عن مجاهد عن ابن عباس "لإيلاف" ألفوا ذلك فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف1.
[3493] ولابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} : لنعمتي على قريش2.
__________
1 فتح الباري 8/730.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/637 ونسبه إلى ابن مردويه فقط.
2 فتح الباري 8/730.
أخرجه ابن جرير 30/306 حدثني عمرو بن علي، قال: ثنا عامر بن إبراهيم الأصبهاني، قال: ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة قال: ثني أبي، عن سعيد بن جبير، به.(3/1401)
سورة {أَرَأَيْتَ}
قوله تعالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} الآية: 2
[3494] وأخرج الطبري من طريق مجاهد قال: {يَدُعُّ} يدفع اليتيم عن حقه1.
قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} الآية: 5
[3495] وصل الطبري أيضا من طريق مجاهد في قوله: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} قال: لاهون2.
[3496] أخرج عبد الرزاق وابن مردويه من رواية مصعب بن سعد عن أبيه أنه سأله عن هذه الآية قال: أو ليس كنا نفعل ذلك، الساهي هو الذي يصليها لغير وقتها3.
__________
1 فتح الباري 8/730.
أخرجه ابن جرير 30/310 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
2 فتح الباري 8/730.
أخرجه ابن جرير 30/312 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/730-731.
أخرجه عبد الرزاق 2/400 عن الثوري، عن الأعمش، عن طلحة بن مطرف، عن مصعب بن سعد، فذكره. ولفظه "قال: سئل سعد عن قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} قال: السهو عنها تركها لوقتها". وذكر السيوطي في الدر المنثور 8/642 بنحوه، ونسبه إلى الفريابي وسعيد بن منصور وأبي يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه.(3/1402)
قوله تعالى: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} الآية: 7
[3497] أخرج الطبري من طريق سلمة بن كهيل1 عن أبي المغيرة2: سأل رجل ابن عمر عن {الْمَاعُونَ} ، قال: المال الذي لا يؤدى حقه. قال قلت: إن ابن مسعود يقول: هو المتاع الذي يتعاطاه الناس بينهم، قال: هو ما أقول لك3.
[3498] وأخرجه الحاكم أيضا، وزاد في رواية أخرى عن ابن مسعود: هو الدلو والقدر والفأس4.
[3499] وكذا أخرجه أبو داود والنسائي عن ابن مسعود بلفظ "كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عارية الدلو والقدر" وإسناده صحيح إلى ابن مسعود5.
__________
1 سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي أبو يحيى الكوفي، ثقة، أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/137، والتقريب 1/318.
2 لم أقف على ترجمته، وفي تفسير الطبري 30/315 "أبو المغيرة رجل من بني أسد".
3 فتح الباري 8/731.
أخرجه ابن جرير 30/315 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، به. وفي إسناده "ابن حميد" شيخ الطبري ضعيف وقد تقدم مرارا.
وله طريق أخرى أخرجها ابن جرير - في الموضع السابق - حدثنا عبد الحميد بن بيان، قال: أخبرنا محمد ابن يزيد، عن إسماعيل، عن سلمة بن كهيل قال: سئل ابن عمر عن الماعون - فذكر نحوه.
4 فتح الباري 8/731.
ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/644 ونسبه إلى الفريابي والبيهقي، عن ابن مسعود في قوله {الْمَاعُونَ} قال: الفأس والقدر والدلو ونحوها. وانظر ما بعده.
5 فتح الباري 8/731.
أخرجه أبو داود رقم1657 - في الزكاة، باب في حقوق المال -، والنسائي في التفسير رقم721، وابن جرير 30/319، والبزار كشف الأستار، رقم2292 كلهم من =(3/1403)
[3500] وأخرجه البزار والطبراني من حديث ابن مسعود مرفوعا صريحا1.
[3501] وأخرج الطبراني من حديث أم عطية2 قالت: ما يتعاطاه الناس بينهم3.
[3502] وصل سعيد بن منصور بإسناد إلى عكرمة {الْمَاعُونَ} :
__________
= طريق أبي عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله، به. وأخرجه ابن جرير 30/317، والطبراني في الكبير ج 9/رقم9010، 9011، 9012، 9014 والبيهقي في سننه 4/183 من طرق أخرى عن ابن مسعود، به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/146 وقال: " ... ورجال الطبراني رجال الصحيح. كما صحّح إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/643 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبي داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن ابن مسعود.
1 فتح الباري 8/731.
لم أقف عليه مرفوعاً مصرحاً، ولكن العزو إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في الذي قبله له حكم الرفع.
2 اسمها نسيبة بنت الحارث، وقيل بنت كعب، صحابية مشهورة، ثم سكنت البصرة. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر، وعنها أنس ومحمد، وحفصة ولدا سيرين، وآخرون. انظر ترجمتها في: الإصابة 8/437، رقم12171، والتقريب 2/616.
3 فتح الباري 8/731.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/644 عن حفصة بنت سيرين قال لنا أم عطية "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا نمنع الماعون" قلت: وما الماعون؟ قالت: هو ما يتعاطاه الناس بينهم، ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف. وأخرجه الطبراني في الكبير 25/66-67 رقم 162 قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن خلاد القطان المصري، ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثتنا أم عيسى بنت هاشم، قالت: سمعت حفصة بنت سيرين به بلفظه سواء. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/146 وقال: رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، وهو متروك.(3/1404)
أعلاها الزكاة المفروضة، وأدناها عارية المتاع1.
[3503] وأخرج الطبري والحاكم من طريق مجاهد عن علي مثله2.
__________
1 فتح الباري 8/731.
أخرجه سعيد بن منصور كما في تغليق التعليق 4/378 ثنا أبو عوانة وهشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن عكرمة، به.
2 فتح الباري 8/731.
أخرجه ابن جرير 30/315، والحاكم 2/536 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن علي رضي الله عنه نحوه، وليس عندهما لفظ "وأدناها عارية المتاع ". قال الحاكم: هذا إسناد صحيح مرسل فإن مجاهدا لم يسمع من علي. أهـ.(3/1405)
سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} الآية: 1
[3504] وفي صحيح مسلم من طريق المختار بن فلفل1 عن أنس "بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غفا إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: "نزلت عليَّ سورة". فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} إلى آخرها، ثم قال: "أتدرون ما الكوثر؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة " الحديث2.
__________
1 المختار بن فلفل المخزومي مولى عمرو بن حُريث، روى عن أنس وإبراهيم التيمي وعمر ابن عبد العزيز والحسن البصري وطلق بن حبيب، وعنه ابنه بكر وزائدة والثوري وعلي ابن مسهر وغيرهم. صدوق له أوهام، وذكره ابن حبان في الثقات. أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي. انظر ترجمته في: التهذيب 10/62، والتقريب 2/234.
2 فتح الباري 8/732.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم400-53 - في الصلاة، باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة، سوى البراءة - من طريق علي بن مسهر، أخبرنا المختار بن فلفل، به. وذكره ابن كثير 8/519 برواية الإمام أحمد، ثم قال: وقد روى هذا الحديث مسلم وأبو داود والنسائي، من طريق محمد ابن فضيل وعلي بن مسهر، كلاهما عن المختار بن فلفل، عن أنس، ثم ساقه بلفظ مسلم أيضا.
فائدة: قال ابن حجر: وقد نقل المفسرون في الكوثر أقوالا أخرى غير هذين تزيد على العشرة، منها قول عكرمة: الكوثر النبوة، وقول الحسن: الكوثر القرآن، وقيل: تفسيره، وقيل: الإسلام، وقيل: التوحيد، وقيل: كثرة الأتباع، وقيل: الإيثار، وقيل: رفعة الذكر، وقيل: نور القلب، وقيل: الشفاعة، وقيل: المعجزات، وقيل: إجابة الدعاء، وقيل: الفقه في الدين، وقيل: الصلوات الخمس. انظر: فتح الباري 8/732-733.(3/1406)
[3505] وقد أخرج الترمذي من طريق ابن عمر رفعه "الكوثر نهر في الجنة حاقتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت" الحديث. قال: إنه حسن صحيح1.
قوله تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} الآية: 3
[3506] وصل ابن مردويه من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {شَانِئَكَ} عدوك2.
__________
1 فتح الباري 8/732.
أخرجه الترمذي رقم3361 - في التفسير، باب ومن سورة الكوثر - حدثنا هناد، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر، به مرفوعا. وتمامه "تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج ". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصحّحه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2677.
وأخرجه ابن جرير 30/320 من طريق هشيم، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، به. وانظر تفسير ابن كثير 8/522.
2 فتح الباري 8/732.
أخرجه ابن مردويه كما في تغليق التعليق 4/378 ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل ابن عبد الله، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية، عن علي، به.(3/1407)
سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}
[3507] وقد أخرج ابن أبي حاتم من حديث ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: كف عن آلهتنا فلا تذكرها بسوء، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، فنزلت"، وفي إسناده أبو خلف عبد الله بن عيسى، وهو ضعيف1.
__________
1 فتح الباري 8/733.
أخرجه ابن جرير 30/331 حدثني محمد بن موسى الحرشي، قال: ثنا أبو خلف، قال: ثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/654 ونسبه إلى ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني. وإسناده ضعيف من أجل أبي خلف عبد الله ابن عيسى كما أشار إلى ذلك ابن حجر كما في الأعلى.(3/1409)
سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}
قوله تعالى:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} الآيات: 1-3
[3508] وللطبراني من طريق عكرمة عن ابن عباس قال "لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح نعيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادا في أمر الآخرة"1.
[3509] ولأحمد من طريق أبي رزين عن ابن عباس قال "لما نزلت علم أن نعيت إليه نفسه2.
__________
1 فتح الباري 8/736.
أخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم11903 حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو كامل الجحدري، ثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس، بنحوه. وزاد في آخره "وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: "جاء الفتح ونصر الله وجاء أهل اليمن" فقال رجل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: "قوم رقيقة قلوبهم لينة قلوبهم، الإيمان يمان والفقه يمان". والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/26 وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد، وأحد أسانيد رجاله رجال الصحيح".
وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/660 ونسبه إلى النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.
2 فتح الباري 8/736.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1/344 حدثنا وكيع، عن سفيان - هو الثوري - عن عاصم - هو ابن أبي النجود - عن أبي رزين، عن ابن عباس، به. وأخرجه ابن جرير 30/334 من طريق مهران بن أبي عمر الرازي، عن سفيان، بهذا الإسناد. وأورده السيوطي في الدر المنثور 8/660 وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه.(3/1410)
[3510] ولأبي يعلى من حديث ابن عمر "نزلت هذه السورة في أوسط أيام التشريق في حجة الوداع، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الوداع1.
[3511] وقد أخرج ابن مردويه من طريق أخرى عن مسروق عن عائشة فزاد فيه "علامة في أمتي أمرني ربي إذا رأيتها أكثر من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيت جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا" 2.
__________
1 فتح الباري 8/736.
أخرجه أبو يعلى والبيهقي فيما ذكره ابن كثير في تفسيره 8/529 من حديث موسى ابن عبيدة الزبذي، عن صدقة بن يسار، عن ابن عمر، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/659 ونسبه إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبزار وأبي يعلى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل.
2 فتح الباري 8/734.
أصله في البخاري برقم4967 من طريق الأعمش، عن أبي الضحى عن مسروق، عنها قالت: ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلا يقول فيها: "سبحانك ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي"، وبرقم 4968 من طريق جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفرلي، يتأول القرآن".
ونقل ابن حجر عن ابن القيم قال: كأنه أخذه من قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْهُ} لأنه كان يجعل الاستغفار في خواتم الأمور، فيقول إذا سلم من الصلاة: "أستغفر الله" ثلاثا، وإذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك". وورد الاستغفار عند انقضاء المناسك {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ} الآية.
انظر فتح الباري 8/734.
أما هذا الحديث فقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/663 ونسبه إلى ابن أبي شيبة =(3/1411)
[3512] روى عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال "لما نزلت إذا جاء نصر الله والفتح قال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعيت إليَّ نفسي"، أخرجه ابن مردويه من طريقه1.
__________
= ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة. ولفظه "قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: "سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه"، فقلت: يا رسول الله، أراك تكثر من قول: سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه، فقال: وقال: "خبّرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده وأستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فتح مكة {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} ".
والحديث بهذا السياق أخرجه الإمام مسلم في صحيحه رقم484-220 داود بن أبي هند عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة.
وذكره ابن كثير في تفسيره 8/532-533 برواية الإمام أحمد، ثم أشار إلى رواية مسلم.
1 فتح الباري 8/736.
ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/660 ونسبه إلى أحمد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه.
وقد أخرجه ابن جرير 30/334 حدثنا أبو كريب وابن وكيع، قالا: ثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وزاد في آخره "كأني مقبوض في تلك السنة".
قال ابن حجر: "ووهم عطاء بن السائب فروى هذا الحديث - ثم ذكره - وقال: والصواب رواية حبيب ابن أبي ثابت بلفظ "نعيت إليه نفسه".
قلت: ورواية حبيب بن أبي ثابت أخرجه البخاري برقم 4969.(3/1412)
سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}
[3513] وروى البزار بإسناد حسن عن ابن عباس قال "لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} جاءت امرأة أبي لهب، فقال أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم: لو تنحيت، قال: "إنه سيحال بيني وبينها"، فأقبلت فقالت: يا أبا بكر هجاني صاحبك، قال: لا وروب هذه البنية، ما ينطق بالشعر ولا يفره به. قالت: إنك لمصدَّق، فلما ولتّ قال أبو بكر: ما رأتك. قال: ما زال ملك يسترني حتى ولتّ1.
[3514] وأخرجه الحميدي وأبو يعلى وابن أبي حاتم من حديث أسماء بنت أبي بكر2 بنحوه3.
__________
1 فتح الباري 8/738.
أخرجه البزار كشف الأستار، رقم2294 حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أحمد، ثنا عبد السلام بن حرب،، ثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. قال البزار: هذا أحسن الإسناد، ويدخل في مسند أبي بكر. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 7/147 وقال: رواه أبو يعلى والبزار ... وقال البزار إنه حسن الإسناد، قلت - أي الهيثمي -: ولكن فيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
2 أسماء بنت أبي بكر الصديق، زوج الزبير بن العوام، من كبار الصحابة، أسلمت قديما بمكة، وكانت تلقب ذات النطاقين، عاشت مائة سنة، وماتت سنة ثلاث أو أربع وسبعين. انظر ترجمتها في: الإصابة 8/12، رقم10804، والتقريب 2/581.
3 فتح الباري 8/738.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/536 حدثنا أبي وأبو زرعة قالا: حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا الوليد بن كثير، عن ابن تدرس، عن أسماء بنت أبي بكر - فذكر الحديث. ولفظه "قالت: لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} =(3/1413)
[3515] وللحاكم من حديث زيد بن أرقم "لما نزلت {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} قيل لامرأة أبي لهب: إن محمداً هجاك، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: هل رأيتني أحمل حطبا، أو رأيت في جيدي حبلا1.
قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} الآية: 4
[3516] وصل الفريابي عن مجاهد {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} تمشي بالنميمة2.
__________
= أقبلت العوراء أم جميل بنت حرب، ولها ولولة، وفي يدها فهر، وهي تقول:
مذمما أبينا ... ودينه قلينا ... وأمره عصينا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله، قد أقبلت وأنا أخاف عليك أن تراك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها لن تراني"، وقرأ قرآنا اعتصم به، كما قال تعالى {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً} [الإسراء:45] . فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبا بكر، إني أُخبرت أن صاحبك هجاني؟ قال: لا ورب هذا البيت ما هجاك. فولت وهي تقول: قد علمت قريش أني ابنة سيدها.
و"ابن تدرس"، لا يعرف من هو، قاله الهيثمي وغيره. انظر: مجمع الزوائد 6/20.
وأخرجه الحميدي رقم323، وأبو يعلى رقم53 كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد. وانظر: تفسير ابن كثير 5/79.
1 فتح الباري 8/738.
أخرجه الحاكم 2/526-527 أخبرنا إسحاق بن محمد الهاشمي بالكوفة، ثنا محمد ابن علي بن عفان العامري، حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم، به مطولا. قال الحاكم: هذا إسناد صحيح كما حدثناه هذا الشيخ إلا أني وجدت له علة. قال - أي الحاكم - أخبرناه أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن أبي إسحاق، يزيد بن زيد قال: لما نزلت تبت يدا أبي لهب، فذكر الحديث مثله حرفا بحرف.
2 فتح الباري 8/738.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/380 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.(3/1414)
[3517] وأخرج سعيد بن منصور من طريق محمد بن سيرين قال: كانت امرأة أبي لهب تنم على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المشركين1.
قوله تعالى: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} الآية: 5
[3518] وأخرج الفريابي من طريق مجاهد قال في قوله: {حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} قال: من حديد2.
__________
1 فتح الباري 8/738.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل190/ب حدثنا هشيم، عن عوف، عن ابن سيرين، به.
2 فتح الباري 8/738.
أخرجه ابن جرير 30/340 حدثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن أبيه، عن الأعمش، عن مجاهد، به.(3/1415)
سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
[3519] وقد أخرج أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وابن خزيمة وابن حبان من حديث عقبة بن عامر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس تعوّذ بهن، فإنه لم يتعوّذ بمثلهن" 1.
[3520] وفي لفظ "اقرأ المعوذات دبر كل صلاة" فذكرهن2.
[3521] جاء في سبب نزولها من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب "أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: انسب لنا ربك، فنزلت" أخرجه الترمذي والطبري3.
__________
1 فتح الباري 9/62.
لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرجه الإمام أحمد 4/148، 153، 155، 158 بأسنيد وبألفاظ متقاربة عن عقبة بن عامر الجهني - مرفوعا. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/546 برواية الإمام أحمد.
2 فتح الباري 9/62.
أخرجه الإمام أحمد 4/155 ثنا أبو عبد الرحمن، ثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب، حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني وأبو مرحوم، عن يزيد بن محمد القرشي، عن علي ابن رباح، عن عقبة بن عامر، به مرفوعا.
3 فتح الباري 8/739 و 13/356.
أخرجه الإمام أحمد في مسنده 5/133-134 والبخاري في التاريخ الكبير 1/245، وابن أبي عاصم في السنة 1/297-298، والترمذي رقم3364 - في التفسير، باب سورة الإخلاص - وابن جرير 30/342، والبيهقي في الأسماء والصفات ص49-50، =(3/1416)
[3522] وهو عند ابن خزيمة في "كتاب التوحيد" وصححه الحاكم "وفيه: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لأنه ليس شيء يولد إلا يموت، وليس شيء يموت إلا يورث، والله لا يموت ولا يورث {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} ولم يكن له شبه ولا عدل، وليس كمثله شيء"1.
__________
= وأبو الشيخ في العظمة رقم88 كلهم من طريق أبي سعد محمد بن مُيَسَّر الصاغاني، حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. قال الشيخ الألباني: إسناده ضعيف لسوء حفظ أبي جعفر الرازي، وأبو سعد الخراساني هو محمد بن ميسر الصاغاني الجعفي البلجي الضرير ضعفه غير واحد. لكنه قد توبع، تابعه محمد بن سابق، ثنا أبو جعفر الزاري بتمامه.
قلت: وهذا إسناد حسن، وإن كان أبو جعفر الرازي صدوقا سيء الحفظ، وكذا الربيع ابن أنس صدوقا له أوهام؛ لأن ما يرويه أبو جعفر ليس من حفظه وكذلك الربيع لا يرويه من حفظه، بل يرويان عن نسخة. وهي نسخة مشهورة. وقد حسّن الحافظ ابن حجر هذا الإسناد، وأورده ضمن الطرق الصحيحة في تفاسير التابعين. انظر: مقدمة هذا الكتاب ضمن عرض الأسانيد المتكررة ص 19.
أما متابعة محمد بن سابق التي أشار إليها الألباني فقد أخرجها الحاكم 2/540 من طريق محمد بن سابق المذكور، ثنا أبو جعفر الرازي، به. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
ولكن رواه الترمذي - كما سيأتي برقم 3526 - من طريق عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر الرازي، به مرسلا بدون ذكر "أبي بن كعب "، ثم قال: وهذا أصح من حديث أبي سعد.
وقد أشار إلى هذا الشيخ الألباني قائلا: وقد عرفت أنه ليس كذلك لضعف الرازي على أن الترمذي قد أعله بعلة أخرى وهي الإرسال؛ فإنه رواه من طريق عبيد الله بن موسى عن أبي جعفر الرازي. فذكره دون قوله عن أبي بن كعب يعني أرسله وقال: وهذا أصح من حديث أبي سعد. انظر: ظلال الجنة في تخريج السنة 1/298.
والحديث ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/669 ونسبه إلى أحمد والبخاري في تاريخه والترمذي وابن جرير وابن خزيمة وابن أبي حاتم في السنة والبغوي في معجمه وابن المنذر في العظمة والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات.
1 فتح الباري 13/356. المستدرك 2/540 وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقد سبق تخريجه في الذي قبله برقم 3524.(3/1417)
[3523] وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن أبي العالية مرسلا، وقال: هذا أصح. وصحّح الموصول ابن خزيمة والحاكم1.
[3524] وله شاهد من حديث جابر عند أبي يعلى والطبري والطبراني في الأوسط2.
[3525] وقد أخرج البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات" بسند حسن عن ابن عباس "أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: صف لنا ربك الذي تعبد، فأنزل الله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها، فقال "هذه صفة ربي عز وجل" 3.
__________
1 فتح الباري 8/739.
أخرجه الترمذي رقم3365 - في التفسير، باب ومن سورة الإخلاص - حدثنا عبد ابن حميد، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية، فذكره. ولفظه "أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر آلهتهم فقالوا: انسب لنا ربك، قال: فأتاه جبريل بهذه السورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فذكر نحوه. وانظر التعليق على ما سبق برقم 3524.
أما تصحيح الحاكم فقد تقدم في الذي قبله.
2 فتح الباري 8/739.
أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم278، والطبري 30/343، والطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3422 كلهم من حديث سريج بن يونس، حدثنا إسماعيل ابن مجالد، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر، فذكره. ولفظه - كما في الطبري - قال: قال المشركون: انسب لنا ربك، فأنزل الله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} . ولفظ أبي يعلى "أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انسب الله! فأنزل الله ... وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/149 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورواه أبو يعلى ... وفيه مجالد بن سعيد، قال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال ابن حجر: مجالد بن سعيد ليس بالقوي. التقريب 2/229. وذكره ابن كثير 8/538 برواية أبي يعلى.
قلت: وباجتماع هذه الطرق يصحّ الحديث.
3 فتح الباري 13/356.
وقد حسن إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/670-671 ونسبه إلى ابن أبي حاتم وابن عدي والبيهقي في الأسماء والصفات.(3/1418)
قوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} الآية: 2
[3526] وقد وصل الفريابي من طريق الأعمش عن أبي وائل {الصَّمَدُ} : هو السيد الذي انتهى سُؤدده1.
[3527] وجاء أيضا من طريق عاصم عن أبي وائل فوصله بذكر ابن مسعود فيه2.
__________
1 فتح الباري 8/740.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/380 عن سفيان، عن الأعمش، به. وأخرجه ابن حجر بسنده إلى ابن نمير، عن الأعمش، به. تغليق التعليق، الموضع السابق.
2 فتح الباري 8/740.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/380 بسنده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، ثنا محمد بن علي بن حسن ابن شقيق، ثنا أبي، ثنا الحسين بن واقد، ثنا عاصم، عن شقيق - وهو أبو وائل -، عن عبد الله بن مسعود، به.(3/1419)
سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}
[3528] في حديث زيد بن أرقم عند النسائي وابن سعد وصححه الحاكم وعبد ابن حميد "سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود، فاشتكى لذلك أياما، فأتاه جبريل فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا في بئر كذا" وفيه "فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين" وفيه "فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال 1.
[3529] وقد وقع في حديث ابن عباس فيما أخرجه البيهقي في "الدلائل" بسند ضعيف في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي صلى الله عليه وسلم أنهم وجدوا وترا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق والناس، وجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة 2.
__________
1 فتح الباري 10/228، 230.
أخرجه النسائي في سننه رقم4080، 7/113 أخبرنا هنّاد بن السري، عن أبي معاوية عن الأعمش، عن ابن حبّان يعني يزيد عن زيد بن أرقم، به. وزاد في آخره "فما ذكر ذلك لذلك اليهود ولا رآه في وجهه قط". وبنحوه ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/687 ولكن من حديث زيد بن أسلم.
2 فتح الباري 10/225.
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 6/248 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد ابن أبي عمرو، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأنا محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس، به. ولفظه "قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا شديداً فأتاه ملكان فقعدا، أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقا الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: =(3/1420)
[3530] وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع عن ابن عباس "أن عليا وعمارا لما بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم لاستخراج السحر وجدا طلعة فيها إحدى عشرة عقدة" فذكر نحوه1.
قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} الآية: 1
[3531] وصل الفريابي من طريق مجاهد "الفلق" الصبح2.
قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} الآية: 3
[3532] وصل الطبري من طريق مجاهد {غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} الليل إذا دخل3.
[3533] أخرج الترمذي والحاكم من طريق أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال: "يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا"، قال: "هذا الغاسق إذا وقب"، إسناده حسن4.
__________
= طُبَّ، قال: وما طِبُّه؟ قال: سُحِر، قال: وما سَحَره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي.
قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في ركبة فاتوا الركي فانزِحُوا ماءَها وارفعوا الصخرةَ، ثم خُذُوا الكربة فاحرقوها، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمَّار ابن ياسر في نفر فأتوا الركي، فإذا ماؤها مثل ماء الحناء فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الكربة فأحرقوها، فإذا فيها وَتَر فيه إحدى عشرة عقدة ... الحديث.
إسناده ضعيف بل ساقط؛ لأنه من رواية الكلبي، وقد بين ابن حجر ضعفه كما في الأعلى.
1 فتح الباري 10/225.
2 فتح الباري 8/741.
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/381 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
3 فتح الباري 8/741.
أخرجه ابن جرير 30/351 من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.
4 فتح الباري 8/741.
أخرجه الترمذي رقم3366 - في التفسير، باب ومن سورة المعوذتين - حدثنا محمد =(3/1421)
قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} الآية: 4
[3534] أخرج الطبري بسند صحيح عن الحسن البصري: النفثات السواحر1.
[3535] وأخرج الطبري عن جماعة من الصحابة وغيرهم أنه النفث في الرقية 2.
__________
= ابن المنثنى، حدثنا عبد عبد الملك بن عمرو العقدي، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث ابن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة، به. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه الحاكم 2/540 من طريق آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. والحديث ذكره الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم2681 وقال: حسن صحيح. كما ذكره في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم372 وقال: رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث بن عبد الرحمن هذا وهو القرشي العامري وهو صدوق كما في التقريب.
وأخرجه أيضا النسائي في التفسير من سننه الكبرى فيما ذكره ابن كثير 8/555 من حديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن، به. وهو مذكور بذيل تفسير النسائي برقم 28-763.
1 فتح الباري 10/225.
أخرجه ابن جرير 30/353 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن الحسن - في الآية بلفظ "السواحر والسحرة ".
2 فتح الباري 10/225.
أخرج الطبري 30/353 من طريق العوفي، عن ابن عباس، نحوه. وأخرج من طريق ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، نحوه. ومن طريق سفيان، عن جابر، عن مجاهد وعكرمة، نحوه. ومن طريق ابن وهب، عن ابن زيد، نحوه.(3/1422)
سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} الآيات: 4-6
[3536] أخرج الطبري والحاكم عن ابن عباس: ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإذا عمل فذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس، وفي إسناده حكيم بن جبير وهو ضعيف1.
[3537] ورويناه في الذكر لجعفر بن أحمد بن فارس من وجه آخر عن ابن عباس، وفي إسناده محمد بن حميد الرازي2 وفيه مقال، ولفظه
__________
1 فتح الباري 8/741.
أخرجه ابن جرير 30/355، والحاكم 2/541 كلاهما من حديث سفيان الثوري، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وزادا في آخره "قال: فذلك قوله {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
قلت: وليس كما قالا، فهو سهو منهما - رحمهما الله - فإن "حكيم بن جبير"، ضعيف كما في التقريب 1/193 وكما في الأعلى، وليس هو من رجال الشيخين أو أحدهما، ولم يخرجا له. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/694 ونسبه إلى ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن المنذر والحاكم - وصححه - وابن مردويه والبيهقي والضياء في المختارة.
2 محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ أبو عبد الله الرازي، روى عن جرير بن عبد الله وغيره، وروى عنه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ومحمد ابن جرير وغيرهم. وفي التقريب "حافظ ضعيف"، وكان ابن معين حسن الرأي فيه. مات سنة ثلاثين بعد المائتين. انظر ترجمته في: التهذيب 9/111-115، والتقريب 2/156.(3/1423)
"يحطّ الشيطان فاه على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس" 1.
[3538] وأخرجه سعيد بن منصور من وجه آخر عن ابن عباس ولفظه"يولد الإنسان والشيطان جاثم على قلبه، فإذا عقل وذكر اسم الله خنس، وإذا غفل وسوس"2.
[3539] ولأبي يعلى من حديث أنس نحوه مرفوعا، وإسناده ضعيف3.
__________
1 فتح الباري 8/741.
أخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/381-382 بسنده إلى جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا ابن حميد، ثنا جرير، عن منصور، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وأخرج ابن جرير 30/355 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن سفيان، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "قال في قوله {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قال: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس". وإسناده ضعيف لأجل "ابن حميد"، هو محمد بن حميد الرازي".
2 فتح الباري 8/741-742.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 190/ ب حدثنا جرير، عن منصور، ورجل، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، به. وفيه راوٍ لم يسم؛ لذا فهو ضعيف.
3 فتح الباري 8/742.
أخرجه أبو يعلى في مسنده رقم4301 حدثنا محمد بن بحر، حدثنا عدي بن أبي عمارة، حدثنا زياد النميري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. ولفظه " إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر الله خنس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس". والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/152 وقال: رواه أبو يعلى وفيه عدي بن أبي عمارة وهو ضعيف. وذكره ابن حجر في المطالب العالية رقم3384 وعزاه لأبي يعلى. وقال البوصيري في الإتحاف "رواه أبو يعلى وابن أبي الدنيا والبيهقي كلهم من طريق زياد بن عبد الله النميري وهو ضعيف".
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/694 ونسبه إلى ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان وأبي يعلى وابن شاهين في الترغيب في الذكر والبيهقي في شعب الإيمان.(3/1424)
[3540] ولسعيد بن منصور من طريق عروة بن رويم1 قال: سأل عيسى عليه السلام ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم فأراه، فإذا رأسه مثل رأس الحية، واضع رأسه على ثمرة القلب، فإذا ذكر العبد ربه خنس، وإذا ترك مناه فحدثه2.
[3541] وقد أخرج ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس قال: الوسواس هو الشيطان، يولد المولود والوسواس على قلبه فهو يصرفه حيث شاء، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل جثم على قلبه فوسوس3.
__________
1 عروة بن رويم اللخمي، أبو القاسم، صدوق، يرسل كثيراً، مات سنة خمس وثلاثين على الصحيح. أخرج له أبو داود والنسائي وابن ماجه. التقريب 2/19.
2 فتح الباري 8/742.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 190/ ب حدثنا فرج بن فضالة، عن عروة بن رويم، فذكره بنحوه. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/694 ونسبه إلى سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا وابن المنذر.
3 فتح الباري 8/742.
تقدم نحوه عن ابن عباس عند ابن مردويه وغيره، بدون قوله "فهو يصرفه حيث شاء".(3/1425)
الخاتمة
وبعد هذه الدراسة العلمية عن الحافظ ابن حجر وكتابه فتح الباري، والروايات التفسيرية الواردة فيه، يطيب لي أسجل ما توصلت إليه من النتائج خلال هذه الدراسة:
- مكانة الحافظ ابن حجر وشهرته ومنزلته عند العلماء.
- قيمة كتابه "فتح الباري" لدى العلماء وطلاب العلم، فإنه يعد موسوعة كبيرة في المعارف الإسلامية.
- وأن هذا الكتاب - أعني فتح الباري - يحتاج إلى تحقيق علمي ومقابلة على نسخة خطية متقنة.
- اهتمام الحافظ ابن حجر البالغ بجمع الطرق وسردها في تفسير آية واحدة.
- غزارة المادة التفسيرية في فتح الباري، حيث بلغ عدد الروايات التفسيرية فيه 3541 رواية من غير المكرر، شملت جميع سور القرآن الكريم ما عدا سورة واحدة، وهي سورة القدر، فلم أعثر على رواية تتعلق بهذه السورة في الفتح. وقد بلغ نسبة الروايات الصحيحة والحسنة "53 %"، والروايات الضعيفة 20%، أما الروايات التي لم أتوصل إلى معرفة درجتها فكان "25%" منها "10%" لم أقف على تخريج لها.
- إن الحافظ ابن حجر لم يسرد الروايات بنصها في كثير من الأحيان،(3/1427)
وبخاصة لما تكون الروايات طويلة، فإنه في هذه الحالة يختصر الرواية اختصارا لا يخل بالمعنى.
- إن التفسير بالمأثور - أعني تفسير القرآن بالقرآن، وتفسيره بما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبما أثر عن الصحابة الذين شهدوا التنزيل، وبما أثر عن التابعين الذين تتلمذوا على أيدي الصحابة - وهذا اللون من التفسير يعتبر هو الأساس لفهم القرآن الكريم.
- إن الروايات التفسيرية ليست محصورة في كتب التفسير بالمأثور، بل كثير منها مبثوثة في بطون كتب أخرى، ككتب التخاريج على التفاسير، وكتب شروح الحديث والجوامع، وكتب المغازي والسير، وغيرها من كتب الفنون الإسلامية. وكثير من هذه الروايات مخرجة في كتب تعتبر في عداد المفقود إلى الآن، فجمع تلك الروايات من تلك المصادر تعتبر محاولة لجمع تلك الكتب المفقودة.
- إن إبراز جانب التفسير عند الحافظ ابن حجر يحتاج إلى عمل مستقل، وذلك بجمع أقواله في التفسير - عدا الروايات والنقولات -، وقد قدّم هذا الموضوع إلى جامعة الإمام بالرياض لرسالة ماجستير، من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الأنفال.
وفي الختام أقول: لم أدّع أني وفّيت الموضوع حقه، وحسبي أني بذلت فيه قصارى جهدي، فما كان فيه من صواب فذلك من توفيق الله وحده، ومن كان فيه من خطإ فمني ومن الشيطان، وأسأل الله المولى جلّ شأنه المغفرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(3/1428)