الجامع
تفسير القرآن
الجزء الأول
لعبد الله بن وهب بن مسلم أبي محمد المصري
(125 - 197 هـ)
برواية سحنون بن سعيد
(160 - 240 هـ)
تحقيق وتعليق
ميكلوش موراني
جامعة بون / ألمانيا
دار الغرب الإسلامي
الطبعة الأولى
2003 م(/)
#2#
الجزء الأول من التفسير تفسير القرآن من جامع عبد الله بن وهب
رواية عيسى بن مسكين عن سحنون بن سعيد عن ابن وهب لعبد الله بن مسرور
سمع جميعه يقرأ على أبي عبد الله محمد بن نصر الأندلسي في شعبان من سنة خمس وأربعمائة عمر بن عبد الله بن أبي زيد، رواية الشيخ له عن أبي محمد عبد الله بن مسرور التجيبي رحمه الله.
وسمع جميعه على أبي عبد الله محمد بن نصر الأندلسي بالرواية المذكورة محمد بن عبد العزيز بن خلف الأخوة وولده علي، وذلك في شهر رمضان من سنة خمس وأربعمائة.(1/2)
#3#
بسم الله الرحمن الرحيم
[حدثنا (؟) عيسى بن] مسكين قال: حدثنا سحنون بن سعيد قال: حدثنا ابن وهب قال:
1- أخبرني جرير بن حازم [عن علي بن] الحكم عن الضحاك بن مزاحم قال: الفقراء من المهاجرين والمساكين من الأعراب. قال: وكان يقول: الفقراء من المسلمين والمساكين أهل الذمة.(1/3)
#4#
2- قال: وأخبرني عاصم بن حكيم، عن أبي شريح عن [عـ (؟).. ... ..] الخمر، وإن التسنيم عينٌ في الجنة.
قال: {ويسألونك عن [ذي] القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكراً إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيءٍ سبباً}، وإن السبب العلم، وإن {الأب}، ما يأكل الأنعام، وإن الـ {حدائق غلباً}، الملتفة، وإن الربوة المكان المرتفع، وإن الهباء الرماد، وإن ذا القرنين كان له قرنان صغيران تواريهما العمامة، وإن الذي كان معه فتاه ليس بموسى الذي كلم ولكن كان اعلم من على ظهر الأرض إلا الملك الذي لقي.(1/4)
3- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنه بلغه عن ابن عباس أنه كان يقول: الهباء هو الغبار.(1/4)
#5#
4- قال: وأخبرني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية الأنصاري عن محمد بن رفاعة القرظي عن محمد بن كعب أنه قال: {كذبت ثمود بطغواها}، قال: بأجمعها.(1/5)
5- قال: وأخبرني يحيى بن أيوب عن المثنى بن الصباح عن عمرو ابن شعيب أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال في {اللمم}: هو ما دون الشرك.(1/5)
6- قال: وأخبرني يحيى بن أيوب عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن #6# شعيب قال: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، في صلاة الصبح، وصلاة العشي.(1/5)
7- قال: وأخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن من حدثه أن زيد ابن ثابت كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفخذ رسول الله على فخذ زيد بن ثابت، فأقبل ابن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله، إن الله قال: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم}، حتى ختم الآية؛ وقد ترى ما بنا نزل؛ فأخذ رسول الله ما كان يأخذ حين ينزل عليه الوحي؛ قال زيد: حتى ظننت أن فخذي سترض حتى سري عنه، فقال: اكتب: {غير أولي الضرر}، لم ينزل معها حرفٌ غيرها.(1/6)
#7#
8- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة أن {الأواب}، الحفيظ، إذ ذكر خطاياه استغفر الله منها.(1/7)
9- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة أن مجاهداً قال: {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغةً}، قال: هي الفطرة، فطرة الإسلام التي فطر الناس عليها.(1/7)
10- قال: وأخبرني مسلمة بن علي أن الربيع بن خثيم كان يقول: {التوبة}، النصوح أن يتوب العبد من الذنب، ثم لا يرجع إليه.(1/7)
#8#
11- قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن رجلٍ عن الحكم بن عتيبة عن ابن عباس: {لقد خلقنا الإنسان في كبدٍ}، قال: خلقنا مستوياً وخلق كل دابة على أربع.(1/8)
12- قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية بن سلمة قال: أخبرني القاسم عن مجاهد في قول الله: {القوي الأمين}، قال: إنه رفع حجراً عن جب لم يكن يرفعه إلا فئام من الناس.(1/8)
13- قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عن الحكم بن عتيبة #9# قال: لم يكن شريح يفسر غير ثلاث آيات، قول الله: {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}، قال: الحكمة: الفهم، وفصل الخطاب: الشهود والبينات، {والذي بيده عقدة النكاح}، الزوج، وفي قول الله: {إن خير من استأجرت القوي الأمين}، قال: أمرها أن تمشي خلفه وغض عنها بصره.(1/8)
14- قال: وأخبرني مسلمة عن معاوية عن القاسم عن مجاهد في قول الله: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}، قال: يقول: الله ربنا يرزقنا، والله يميتنا وهم مشركون.(1/9)
15- قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية، عن عطية، عن ابن عباس في قول الله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما #10# يجمعون}، قال: فضل الله القرآن، ورحمته أن جعلهم من أهل القرآن.
قال: وأخبرنا مسلمة بن علي، عن معاوية، عن القاسم عن مجاهد مثله.(1/9)
16- قال: وأخبرني مسلمة وبلغه عن عطاء قال: سمعت ابن عباس وسئل عن {القسورة}، فقال ناسٌ عنده: هو الأسد، فقال ابن عباس: هم الرجال، الرماة القنص.
وقال عنه عن القاسم عن مجاهد مثله.(1/10)
17- قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: {الزينة} زينتان: فأما ما ظهر منها فالثياب، وأما الباطنة فالخلخالان والسواران والحلي، لا يطلع عليه إلا الزوج.(1/10)
#11#
18- قال: وأخبرني مسلمة بن معاوية عن القاسم بن نافع عن مجاهد: {حتى تستأنسوا}، قال: هو التنحنح والتنخم.(1/11)
19- قال: وأخبرني مسلمة عن معاوية عن القاسم بن نافع عن مجاهد في قول الله: {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكانٍ قريبٍ}، قال: يوم القيامة؛ {وقالوا: آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد}، قال: التناوش التناول، سألوا الرد وليس بخير رد، {من مكانٍ بعيدٍ}، ما بين الآخرة والدنيا، {وحيل بينهم وبين ما يشتهون}، من زهرتهم وأموالهم وأولادهم، {كما فعل بأشياعهم من قبل}، يقول: بالكفار، {إنهم كانوا في شكٍ مريبٍ}.(1/11)
20- قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عن عطاء بن أبي رباح قال: أربع رخص وليس بعزيمة، {وإذا حللتم فاصطادوا}، فإن شئت #12# فاصطد، وإن شئت فاترك؛ {ومن كان مريضاً أو على سفرٍ}، فإن شئت فصم، وإن شئت فأفطر؛ {فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها}، فإن شئت فكل وإن شئت فاترك، {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض}، فإن شاء انتشر، وإن شاء ثبت.(1/11)
21- وأخبرني إسماعيل بن عياش عن الحجاج بن أرطأة عن عطاء بن أبي رباح بذلك؛ قال لي ابن عياش: وزاد فيه غير الحجاج: {والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً}، فإن شاء كاتب، وإن شاء لم يكاتب؛
وقال لي الليث بن سعد مثله.(1/12)
22- وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول في قول الله: {إلا من أكره #13# وقلبه مطمئن بالإيمان}، قال: بلغنا أن ذلك التقية في القول.(1/12)
23- قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول: حدثني إسماعيل بن عبيد الله قال: عرض على النبي صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوحٌ على أمته بعده كفراً كفراً، قال: فسر بذلك، قال: فأنزل الله عليه: {والضحى. والليل إذا سجى. ما ودعك ربك وما قلى. وللآخرة خيرٌ لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى}، فأعطاه الله ألف قصرٍ في الجنة من لؤلؤ ترابهن المسك، في كل قصر ما ينبغي له.(1/13)
24- قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {أولائك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}، اللاعنون البهائم: #14# الإبل والبقر والغنم تلعن عصاة بني آدم إذا أجذبت الأرض.(1/13)
25- قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن طاؤوس أن رجلين اختصما إليه فأكثروا، فقال طاؤوس: اختلفتما وأكثرتما؛ قال أحد الرجلين: لذلك خلقنا، قال طاؤوس: كذبت، أليس يقول الله: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، قال: لم يخلقهم ليختلفوا، ولكن خلقهم للجماعة والرحمة.(1/14)
26- قال: وحدثني سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {الذين يمشون على الأرض هوناً}، قال: بالوقار والسكينة، {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}، قالوا سداداً من القول.(1/14)
#15#
27- قال: وأخبرني حيوة بن شريح عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: {الغاسق إذا وقب} الشمس إذا غربت، والقرية التي قال الله في كتابه: {كانت حاضرة البحر}، طبرية، والقرية التي قال الله: {إذا أرسلنا إليهم اثنين} أنطاكية، والقرية التي قال الله: {كانت آمنةً مطمئنةً}، قال: هي يثرب.(1/15)
28- قال: وأخبرني الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أن الآية التي في سورة المائدة: {فإن جاءوك فاحكم بينهم}، كانت في شأن الرجم، وأن الآية التي في طسم: {أولئك يؤتون أجرهم مرتين}، كان فيهم أسلم من أهل الكتاب.(1/15)
29- قال: وأخبرني الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب أن ابن #16# عباس كان يقول: {وما جعل عليكم في الدين من حرجٍ}، إنما ذلك سعة الإسلام ما جعل الله من التوبة والكفارات.(1/15)
30- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله في: {والليل إذا عسعس}، قال: إذا ذهب، وفي قول الله: {والليل إذا سجى}، قال: سجوه سكونه.(1/16)
31- قال: وأخبرني عمر بن طلحة عن محمد بن عمرو بن علقمة بن #17# أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لما أنزلت هذه السورة: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعضٍ}، قال أبو بكر: لا أكلمك إلا كناجي السرار حتى ألقى الله.(1/16)
32- قال: وأخبرني عمر بن طلحة أيضاً عن سعيد بن إسحاق بن كعب بن عجرة قال: سمعت محمد بن كعب القرظي وتلا هذه الآية: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إداً}، الآية كلها، فقال القرظي حين تلاها: إن أكاد أعداء الله ليقيمون علينا الساعة.
قال ابن وهب: وحدثنيه أبو المثنى عنهم أيضاً.(1/17)
33- وحدثني عبد الله بن محمد بن أبي فروة عن سعيد المقبري قال: كان أبو هريرة يقول: {اللمم}، لمم أهل الجاهلية؛
#18#
قال ابن وهب: وقال لي عبد الله بن أبي فروة: وسمعت زيد بن أسلم وإنسانٌ يذكر ذلك، فقال: صدق، إنما اللمم لمم أهل الجاهلية، يقول الله: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف}.(1/17)
34- قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح في قول الله: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالةٍ}، قال عطاء: عملٌ بالسوء جهالةٌ.(1/18)
35- قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: المحروم المحارف.(1/18)
36- قال: وأخبرني مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في #19# قول الله: {ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن}، قال: الولد والحيضة.(1/18)
37- قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {من مارجٍ من نارٍ}، قال: الحمرة التي تكون في طرف النار.(1/19)
38- قال: وفي قوله: {يرسل عليكم شواظٌ من نارٍ}، قال: اللهب؛ وقال مجاهد في قوله: {ومن وراءهم برزخٌ إلى يوم يبعثون}، قال: الحاجز ما بين الدنيا والآخرة.(1/19)
39- قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {وكل صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ}، قال: مكتوبٌ.(1/19)
#20#
40- قال: وأخبرني مسلم بن خالد، عن سعيد بن أبي صالح، عن ابن عباس في قول الله: {قد جعل ربك تحتك سرياً}، قال: الماء الذي كان تحتها.(1/20)
41- قال: وأخبرني مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد أن القطمير القشرة التي تكون على النواة، والنقير النقطة التي على ظهرها، والفتيل الذي في شق النواة.(1/20)
42- قال مسلم: وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون}، قال: كانوا قل ليلة تمر بهم إلا أصابوا منها #21# خيراً.(1/20)
43- قال: وقال مجاهد في قول الله: {أهلكت مالاً لبداً}، قال: مالاً كثيراً.(1/21)
44- وقال مجاهد في قول الله: {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين}، قال: شرهين.(1/21)
45- وقال مجاهد في قول الله: {فلما آسفونا}، قال: أغضبونا.(1/21)
46- وقال مجاهد في قول الله: {أمرنا مترفيها}، قال: أكثرنا #22# مترفيها.(1/21)
47- وقال مجاهد في قول الله: { لا ينال عهدي الظالمين}، قال: إذا كان ظالماً فليس بإمامٍ.(1/22)
48- وقال مجاهد في قوله: {ذي مسغبةٍ}، قال: ذي مجاعة.(1/22)
49- وقال مجاهد في قول الله: {إن الإنسان لربه لكنودٌ}، لكفورٌ.(1/22)
50- قال: وأخبرني مسلم بن خالد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن #23# المسيب في قوله: {وآويناهما إلى ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}، قال: هي دمشق.(1/22)
51- قال: وأخبرني حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عبيد الله، عن عطاء، عن ابن عباس قال: {اللمم} الرجل يلم بالزنا، ثم يتوب، ثم يكون منه اللمة الأخرى، ثم يتوب.
قال: وأخبرني حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: {اللمم}، ما دون الشرك.(1/23)
52- قال: وحدثني أبو المثنى سليمان بن يزيد أنه سمع أن تفسير قول الله: {فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور}، إن الشيطان هو #24# الغرور الذي يغر الإنسان.(1/23)
53- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم القارئ قال: سألت مسلم بن جندب الهذلي عن قول الله: {كأنهم إلى نصبٍ يوفضون}، قال: إلى غايةٍ.(1/24)
54- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم قال: سألت يحيى بن سعيد وربيعة عن قول الله: {ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف}، قال: ذلك في اليتيم، إن كان فقيراً أنفق عليه بقدر فقره، وإن كان غنياً أنفق عليه بقدر غناه، ولم يكن للوي منه شيءٌ، وما نسيت #25# قولهما: إن كان غنياً يلحموه، ثم ذكر حديث ابن عباس في ذلك حين قال: فاشرب غير ناهك في حلب ولا مضر بنسل.(1/24)
55- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم أن عبد الله بن عباس سئل عن قول الله: {وفومها}، ما فومها، قال: الحنطة؛ قال ابن عباس: أما سمعت أحيحة بن الجلاح وهو يقول:
قد كنت أغنى الناس شخصاً واحداً ... ورد المدينة عن زراعة فوم.(1/25)
56- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم قال: سألت مسلم بن جندب عن: {ردءاً يصدقني}، فقال: الردأ الزيادة، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
#26#
أسمر خطياً كأن كعوبه نوى القسب ... قد أردأ ذراعاً على عشر.(1/25)
57- قال: وحدثني حماد بن زيد، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير أنه تلا هذه الآية: {إذا قمتم إلى الصلاة}، حتى بلغ: {ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم}، قال: يدخلهم الجنة، فإنها لم تتم نعم الله على عبدٍ حتى يدخله الجنة.(1/26)
58- قال: وحدثني يحيى بن أيوب عن عمرو بن الحارث عن ربيعة في قول الله: {حتى إذا بلغ أشده}، قال: أشده الحلم.
#27#
قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه مثله.
وقال مالك بن أنس مثله.(1/26)
59- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أنه سأل عائشة زوج النبي عليه السلام قال: قلت: أرأيت قول الله: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}، أو كذبوا، فقالت: بل، كذبوا، فقلت: والله، لقد استيقنوا أن قومهم قد كذبوهم وما هو بالظن، فقالت: لعمري، لقد استيقنوا بذلك، قال: فقلت: فلعلها وظنوا أنهم قد كذبوا، قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل لتظن ذلك بربها، قلت: وأما هذه الآية، قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأست الرسل ممن كذبهم من قوهم وظنوا أن أتباعهم الذين قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك.(1/27)
60- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: قرأ رجلٌ #28# من الأنصار فقال: {السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانٍ}، فقال عمر: والذين اتبعوهم بإحسان، من أقرأك، وتواعده، فقال: رجلٌ من الأنصار، فقال: ائتني به، فجاءه فسأله، فقال: نعم، فقال: من أقرأكها، فقال: أبي بن كعب، فانطلق به إلى أبي، فقال له عمر: إن هذا يزعم أنك أقرأته هذه الآية، فقال أبي: نعم، سمعتها من رسول الله، فقال له عمر: فما منعك أن تخبرني، فقال: فرقت منك، قال عمر: ذلك أجدر ألا تكون من شهداء الله.(1/27)
61- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن ابن عجلان عن أبي عبيد أن كعباً دخل كنيسةً فأعجبه حسنها، فقال: أحسن عملٍ وأضل قومٍ رضيت لهم بالفلق، قيل: وما الفلق، قال: بيتٌ في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره.(1/28)
#29#
62- قال: وحدثني عمارة بن عيسى، عن يونس بن يزيد، عن من حدثه، عن ابن عباس أنه قال: لكعب: أخبرني عن ست آياتٍ في القرآن لم أكن علمتهن، ولا تخبرني عنهن إلا ما تجد في كتاب الله المنزل: ما {سجين}، وما {عليون}، وما {سدرة المنتهى}، وما {جنة المأوى}، وما بال {أصحاب الرس}، ذكرهم الله في الكتاب، وما بال {طالوت}، رغب عنه قومه، وما بال إدريس ذكره الله فقال: {رفعناه مكاناً علياً}؛ قال: كعب: والذي نفسي بيده، لا أخبرك عنهن إلا بما أجد في كتاب الله المنزل؛ أما سجين، فإنها شجرةٌ سوداء تحت الأرضين السبع مكتوبٌ فيها اسم كل شيطان، فإذا قبضت نفس الكافر عرج بها إلى السماء فغلقت أبواب السماء دونها، ثم ترمى إلى سجين، فذلك سجين؛ وأما عليون، فإنه إذا قبضت نفس المرء المسلم عرج بها إلى السماء وفتحت لها أبواب السماء، حتى ينتهي إلى العرش فيكتب له نزله وكرامته، فذلك عليون،؛ أما سدرة المنتهى، فإنها شجرةٌ عن يمين العرش انتهى إليها علم العلماء، فلا يعلم العلماء ما وراء تلك السدرة؛ أما جنة المأوى، فإنها جنةٌ يأوى #30# إليها أرواح المؤمنين؛ وأما أصحاب الرس، فإنهم كانوا قوماً مؤمنين يعبدون الله في ملك جبارٍ لا يعبد الله، فخيرهم في أن يكفروا أو يقتلهم، فاختاروا القتل على الكفر، فقتلهم، ثم رمى بهم في قليب، فبذلك سموا أصحاب الرس؛ وأما طالوت، فإنه كان من غير السبط الذي الملك فيه، فبذلك رغب قومه عنه؛ وأما إدريس، فإنه كان يعرج بعمله إلى السماء فيعدل عمله جميع عمل أهل الأرض، فاستأذن فيه ملكٌ من الملائكة أن يؤاخيه، فأذن الله له أن يؤاخيه، فسأله إدريس: أي أخي، هل بينك وبين ملك الموت إخاءٌ، فقال نعم، ذلك أخي دون الملائكة وهم يتآخون كما يتآخى بنو آدم، قال: هل لك أن تسأله لي كم بقي من أجلي لكي أزداد في العمل، قال: إن شئت سألته وأنت تسمع قال: فجعله الملك تحت جناحه حتى صعد به إلى السماء فسأل ملك الموت: أي أخي، كم بقي من أجل إدريس، قال: ما أدري حتى أنظر، قال: فنظر، قال: إنك تسألني عن رجلٍ ما بقي من أجله إلا طرف عينٍ؛ قال: فنظر الملك تحت جناحه، فإذا إدريس قد قبض وهو لا يشعر.(1/29)
63- قال: وأخبرني يحيى بن أزهر عن غالب بن عبيد الله أنه سأل ابن #31# شهاب عن بكة، فقال: بكة البيت والمسجد، وسأله عن مكة، فقال ابن شهاب: مكة الحرم كله.(1/30)
64- قال: وأخبرني معاذ بن فضالة عن هشام بن حماد قال: سألت إبراهيم عن هذه الآية: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}؛ قال: حدثت أن أهل الشرك قالوا لمن دخل النار من أهل الإسلام: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون، قال: فيغضب الله لهم فيقول الملائكة والنبيين: أشفعوا، قال: فيشفعون لهم فيخرجون حتى إن إبليس يتطاول ورجاء أن يخرج معهم، فعند ذلك {يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين}.(1/31)
65- قال: وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي قال: سمعت #32# عمر بن عبد العزيز قرأ هذه الآية: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، قال: خلق أهل رحمته ألا يختلفوا.(1/31)
66- قال: وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن سلمة بن كهيل عن رجلٍ سأل ابن مسعود: ما {الأواه}، فقال: الرحيم، فقال: ما {التبذير}، فقال: إنفاق المال في غير حقه، قال: فما {الماعون}، قال: ما يتعاطى الناس بينهم من الفأس والدلو والقدر وأشباه ذلك، قال: فما {المرسلات عرفاً}، قال: الريح، قال: فما {العاصفات عصفاً}، قال: الريح، قال: فما {الناشرات نشراً}، قال: الريح، قال: فما {الفارقات فرقاً}، قال: حسبك.(1/32)
#33#
67- قال: وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعودي عن رجلٍ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}، قال: من آمن بالله ورسوله تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ولا رسوله عوفي من أن يصيبه ما كان يصيب الأمم قبل ذلك.(1/33)
68- قال: وأخبرني الليث بن سعد عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أهل اليمن، فقيل: يا رسول الله، أليس يؤتون زكاة أموالهم ويتصدقون، قال: فكيف بما تحوي الفضول من سأله ذو قرابة حقاً من غنىً فمنعه طوق شجاعاً أقرع حتى يقضى بين الخلق يوم القيامة، #34# ثم قال: {ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرٌ لهم بل هو شرٌ لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}.(1/33)
69- قال: وأخبرني الليث بن سعد عن ابن أبي جعفر أنه بلغه أن عائشة قالت: يا نبي الله، كيف حساباً يسيراً، قال: يعطى العبد كتابه بيمينه فيقرأ سيئاته، ويقرأ الناس حسناته، ثم يحول صحيفته فيحول الله سيئاته حسناتٍ، فيقرأ حسناته، ويقرأ الناس سيئاته حسناتٍ، فيقول الناس: ما كان لهذا العبد سيئةٌ، قال: يعرف بعمله، ثم يغفر الله له، قال: {أولئك يبدل الله سيئاتهم حسناتٍ وكان الله غفوراً رحيماً}(1/34)
تفسير ما بين المغرب والعشاء
70- قال: وأخبرني حفص بن ميسرة عن الكرماني أنه قال في قول #35# الله: {ودخل المدينة على حين غفلةٍ من أهلها}، قال: ما بين المغرب والعشاء.(1/34)
71- قال: وأخبرني حفص بن ميسرة عن أبي الحسن أنه قال في قول الله: {ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمةٌ قائمةٌ يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف}، الآية كلها، قال: ما بين المغرب والعشاء.(1/35)
72- وأخبرني حفص بن ميسرة عن الكرماني أنه قال: في قول الله: {وكانت من القانتين}، قال: ما بين المغرب والعشاء.(1/35)
73- قال: وأخبرني حفص بن ميسرة أيضاً عن أبي مروان، عن أبي طيبة #36# عن عبد الله بن عمر أنه قال: حق على الله من عكف نفسه في المسجد بعد المغرب إلى العشاء، لا يتكلم إلا بقرآنٍ أو دعاءٍ أو صلاةٍ، أن يبنى له قصران في الجنة، عرض كل قصرٍ منهما مائة عام، ويغرس له ما بينهما غراس لو أضافه جميع أهل الدنيا كلهم لوسعهم؛ فإن قرأ مائتي آية أعطي قنطاراً في الجنة، والقنطار ألف ومائتا وقية، والوقية ما بين السماء إلى الأرض.(1/35)
74- قال: وأخبرني حفص عن أيوب أنه قال: من عكف نفسه في المسجد بعد المغرب إلى العشاء لا يتكلم كأنما عقب غزوةً بعد غزوةٍ.(1/36)
75- قال: وأخبرنا حفص عن جابر الزاهد أنه [قال]: من صلى أربع ركعات بعد العشاء الآخرة يقرأ في كل ركعةٍ منهن بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وخمس عشرة مرة: {قل هو الله أحد}، فتلك #37# ستون مرة في أربع ركعاتٍ، قام من مجلسه ذلك مغفوراً له.(1/36)
76- قال: وأخبرني حفص عن زيد بن أسلم في قول الله: {ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حياً}، وذلك في الذين ينكرون البعث، يقول الله: {أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً فوربك}، يا محمد، {لنحشرنهم}، أهل هذا القول، المكذبين بالبعث، {والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً ثم لننزعن من كل شيعةٍ أيهم أشد على الرحمن عتياً}، المكذبين بالبعث، {وإن منكم}، يا أهل هذا القول، {إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا}، فلا يردونها، {ونذر الظالمين فيها جثياً}.(1/37)
77- قال: وأخبرني حفص عن زيد بن أسلم في قول الله: {يعلم السر وأخفى}، قال: يعلم أسرار العباد وأخفى سره فلا يعلم.(1/37)
78- قال: وأخبرني حفص عن ابن عجلان قال: لما أنزلت هذه الآية #38# على رسول الله: {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نورٍ من ربه}، قال أصحاب رسول الله عليه السلام: أو ينشرح الصدر، قال: نعم، إذا جعل الله فيه النور انشرح وانفسح، قالوا: فهل لذلك علامةٌ يعرف بها، قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والإعداد للموت قبل الموت.(1/37)
79- قال: وحدثني سفيان بن عيينة، عن خالد بن أبي كريمة، عن عبد الله بن المسور عن رسول الله بنحو ذلك أيضاً.(1/38)
80- وأخبرنا حفص بن ميسرة عن عبادة بن كثير في قول الله: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً}، قال: ما بين المغرب والعشاء.(1/38)
81- قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن أبان بن أبي عياش، عن مسلم #39# ابن أبي عمران، عن عبيد الله بن عمر بن الخطاب قال: أتى ابن مسعود عشية خميس وهو يذكر أصحابه، قال: فقلت يا أبا عبد الرحمن، ما الصراط المستقيم، قال: يا ابن أخي، تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدناه وطرفه في الجنة وعن يمينه جواد، وعن شماله جواد، وعلى كل جواد رجالٌ يدعون كل من مر بهم: هلم لك، هلم لك، فمن أخذ معهم وردوا به النار، ومن لزم الطريق الأعظم وردوا به الجنة.(1/38)
82- قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن أبان بن أبي عياش، عن طاؤوس، عن ابن عباس قال: كان وادٍ لقوم عاد كان إذا أمطروا من نحو ذلك الوادي وأتاهم الغيم من قبله كان ذلك العام خصب متعالم فيهم، فبعث الله عليهم العذاب من قبل ذلك الوادي، فجعل هود يدعوهم ويقول: إن العذاب قد أظلكم، فيقولون:كذبت، هذا عارض ممطرنا؛ فنزلت الريح فنسفت الرعاة فجعلت تمر على الرجل بغنمه ورعاته حتى يعرفها، ثم يحلق بهم في #40# السماء حتى تقذفهم في البحر، ثم نسفت البيوت حتى جعلتهم {كالرميم}.(1/39)
83- قال: وأخبرني شبيب عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو رحم الله من قوم نوح أحداً لرحم امرأةً، لما رأت الماء حملت ولدها، ثم صعدت الجبل، فلما بلغها الماء صعدت به على منكبيها، فلما بلغ الماء منكبيها وضعت ولدها على رأسها، فلما بلغ الماء رأسها رفعت ولدها بيديها، فلو رحم الله منهم أحداً لرحم هذه المرأة.(1/40)
84- وأخبرني شبيب عن أبان عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: نزلت عليه سورة الحج وهو في مسيرٍ له يتعشون متبددين، فرفع بها صوته فنادى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيمٌ يوم ترونها تذهل كل مرضعةٍ عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى #41# الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديدٌ}؛ فاجتمع إليه أصحابه فقال لهم: هل تدرون أي يوم ذلك، ذلك يوم يقول الله لآدم: يا آدم، ابعث بعثاً إلى النار من بنيك وبناتك، قال: يا رب، من كم، قال: من كل ألفٍ تسع مائةٍ وتسعة وتسعين إلى النار وواحدٌ إلى الجنة؛ وإن القوم لما سمعوا ذلك أبلسوا وكبر عليهم، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما لقوا قال: أبشروا، فإنكم مع خليقتين لم يكونا مع شيء قط إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدبٍ ينسلون، وما أنتم في الناس إلا كالرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير، ثم قال: إني لأرجوا أن يكون من يدخل من أمتي ربع أهل الجنة، فكبر القوم، ثم قال: إني لأرجوا أن يكونوا ثلث أهل الجنة، ثم قال: إني لأرجوا أن يكونوا نصف أهل الجنة، ثم قال: وسبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حسابٍ؛ وإنهم لما سمعوا ذلك قالوا: فهؤلاء السبعون ألفاً ما هم، فتذاكروا بينهم قالوا: هم قومٌ ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئاً، حتى بلغ النبي قولهم، فقال: هم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون؛ فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني بينهم، فقال: اللهم، اجعله منهم، فقام آخر، فقال رسول الله: سبقك بها عكاشة.(1/40)
85- قال:وأخبرني الحارث بن نبهان عن عطاء بن السائب عن سعيد #42# ابن جبير، عن ابن عباس قال: {ثم لقطعنا منه الوتين}، قال: نياط القلب.(1/41)
86- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير في قول الله: {أكاد أخفيها}، قال: لقد أخفاها إني أكاد أخفيها من نفسي.(1/42)
87- قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن أبان، عن الحسن، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: يا أبا هريرة، إنك لن تزال سالماً ما لم تأت ثلاثاً: العرس، والرهان وصيحة السوق، قال: إنك إذا أتيت العرس غفلت وأغفلت، وإذا أتيت الرهان حلفت وماريت؛ قال: وما صيحة السوق، قال: الشاعر يسمع القوم الشعر، فإن خطوت إليه ثلاث خطوات إلى عشر كنت من الغاوين؛ ثم تلا هذه الآية: {والشعراء يتبعهم الغاوون}.(1/42)
88- قال: وأخبرني شبيب بن سعيد عن يحيى بن أبي أنيسة أنه سأل #43# عطاء بن أبي رباح عن قول الله: {من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها وهم من فزعٍ يومئذٍ آمنون}، قال عطاء: من جاء بالتوحيد فله خيرٌ وقوةٌ، {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار}، فقال عطاء: من جاء بالشرك؛ قال: وسمعت عطاء يقول: ألم تسمع لقوله: {من أعطى واتقى وصدق بالحسنى}، يقول: من صدق بالتوحيد، {وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى}، كذب بالتوحيد.(1/42)
89- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان، عن عطاء بن السائب، عن عامر: {أو آخران من غيركم}، قال: من غير المصلين، فيستحلفان بعد العصر.(1/43)
90- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: {وفي الأرض قطعٌ متجاوراتٌ}، قال: حتى بلغ: {ونفضل بعضها على بعضٍ في الأكل}، قال: العنب الأبيض والأسود والتين والخوخ والقوثياء والدقل في أرض واحدة وتسقى بماء واحد #44# حلو وحامض، وأما النخل والصنوان الخمس نخلات يكون أصلها واحداً.(1/43)
91- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان، عن عطاء بن السائب، عن ابن عباس قال: {يحفظونه من أمر الله}، قال: له معقباتٌ تحفظه، قال: الملائكة من أمر الله يحفظونه.(1/44)
92- قال: وأخبرني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله ابن عباس أنه كان يقرأ: {له معقباتٌ من بين يديه}، ورقباء، {من خلفه} من أمر الله {يحفظونه}.(1/44)
93- قال: وأخبرني الحارث عن غالب بن عبيد الله، عن مجاهد في قول الله: {وأيدناه بروح القدس}، قال: القدس هو الله.(1/44)
94- قال: وأخبرني الحارث، عن غالب، عن مجاهد في قول الله: {وما كانوا يعرشون}، قال: يبنون المساكن.(1/44)
#45#
95- قال: وأخبرني الحارث عن غالب عن مجاهد وعطاء في قول الله: {يجعل لكلم فرقاناً}، قالا: يجعل لكم مخرجاً.(1/45)
96- قال: وأخبرني ابن وهب قال: وقال: مجاهد: {إذا مسهم طائفٌ من الشيطان}، قال: ذكر الغضب.(1/45)
97- قال: وأخبرني الحارث، عن غالب، عن مجاهد في قوله: {فخلف من بعدهم خلفٌ}، قال: النصارى.(1/45)
98- قال: وأخبرني سعد بن عبد الله المعافري، عن أبي معشر القرظي #46# قال: كنت إذا سمعت شيئاً من أصحاب النبي عليه السلام التمسته في القرآن فوجدته؛ قال الله لنبيه: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك}، فعرفت أن الله لم يتم عليه النعمة حتى غفر له؛ قال: ثم قرأت الآية التي في سورة المائدة: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة}، حتى بلغ: {وليتم نعمته عليكم}، فعرفت أن الله لم يتم النعمة عليهم حتى غفر لهم.(1/45)
99- قال: وأخبرني يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن سليمان، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لو أن قطرة {من غسلينٍ}، وقعت في الأرض أفسدت على الناس معايشهم، ولو أن النار أبرزت في صعيد لم يمر بها شيء إلا مات.(1/46)
100- قال: وأخبرنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن يسار في قول الله: #47# {تتجافى جنوبهم عن المضاجع}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
قال حفص: وبلغني في قول الله: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون}، ما بين المغرب والعشاء؛ كانت الأنصار يصلون المغرب فينصرفون إلى قباء فبدا لهم فأقاموا حتى صلوا العشاء، فنزلت فيهم هذه الآية: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون}، ما بين المغرب والعشاء، {وبالأسحار هم يستغفرون}، يغدون من قباء فيصلون في مسجد النبي.(1/46)
101- قال: وأخبرني حفص عن ابن حرملة، عن سعيد بن المسيب في قول الله: {فإنه كان للأوابين غفوراً}، قال: الذي يذنب، ثم يتوب، ثم يختم الله له التوبة.(1/47)
#48#
102- قال: وأخبرني حفص بن ميسرة، عن أبي مودود في قول الله: {فإنه كان للأوابين غفوراً}، قال: ما بين المغرب والعشاء.(1/48)
103- قال: وأخبرني رجالٌ من أهل العلم منهم مالك بن أنس والليث ابن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول في هذا الآية، قال: هو العبد يذنب، ثم يتوب، ثم يذنب، ثم يتوب.(1/48)
104- قال: وحدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي الرواد، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد في قول الله: {فخرج على قومه في زينته}، على براذين بيض سروجهم الأرجوان وعليهم المعصفرات.(1/48)
105- قال: وحدثني عبد المجيد، عن ابن جريج، عن مكحول أنه قال #49# في قول الله: {وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا حتى يستأذنوه}، قال: كانت الجمعة من تلك الأمور الجامعة التي يستأذن الرجل فيها، قال: إذا كان ذلك وضع الرجل يده اليسرى على أنفه، ثم يأتي فيشير بيده اليمنى إلى الإمام فيشير إليه الإمام فيذهب.(1/48)
106- قال: وحدثني عبد المجيد، عن أبيه، عن يزيد بن جابر بذلك.(1/49)
107- قال: وأخبرني عمر بن قيس، عن محمد بن المرتفع، عن عبد الله ابن الزبير أنه قال: {والفجر وليالٍ عشرٍ والشفع والوتر}، قال: الفجر: قسم أقسم الله به، وليال عشر: أول ذي الحجة إلى يوم النحر، والشفع: يومان بعد يوم النحر، والوتر: يوم النفر الآخر، يقول الله: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه}، {والليل إذا يسر}، حين #50# يذهب يتبع بعضه بعضاً.(1/49)
108- قال: وأخبرني عمر بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله ابن عباس أنه قال: المفدي إسماعيل، وزعمت اليهود أنه إسحاق، وكذبت اليهود.(1/50)
109- قال: وسمعت سفيان الثوري يحدث لا أعلم إلا عن مجاهد أنه قال: {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته}، قال: العرب: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}، العجم، {وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به}، العرب، {ومن بلغ}، العجم.(1/50)
#51#
110- قال: وأخبرني يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبي صخر قال: بلغني عن عبد الله بن عمر في قول الله: {ولا يعصينك في معروفٍ}، قال: لا يشققن جيوبهن ولا يصككن خدودهن.
قال أبو صخر: وسألت القرظي فقال: {ولا يعصينك في معروفٍ}، أن تنكحهن أو تنكحهن من أحببت.(1/51)
111- وأخبرني يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبي صخر قال: بلغني أن عبد الله بن عمر سئل عن قول الله: {ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ}، قال: خروجهن من بيوتهن فاحشةٌ.
قال: وسألت القرظي عنها فقال: إلا أن يخرجن لحدٍ يأتين به فيقام عليهن.(1/51)
#52#
112- قال: وأخبرني يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبي صخر في قول الله: {إنها ترمي بشررٍ كالقصر كأنه جمالاتٌ صفرٌ}، قال: كان القرظي يقول: إن على جهنم سوراً فما خرج من وراء السور مما يرجع فيها في عظم القصور ولون القار.(1/52)
113- قال: وأخبرني يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله}، فقال عبد الله: الغناء، والذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مراتٍ.(1/52)
#53#
114- قال: وأخبرني رجلٌ عن عمرو بن الحارث أن عطاء بن أبي رباح قال في قول الله: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسناتٍ}، قال: إنما هذا في الدنيا، الرجل يكون على الهيئة القبيحة، ثم يبدله الله بها خيراً منها.(1/53)
115- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً}، قال: الخير القوة على ذلك قال: {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}، قال: ذلك في الزكاة على الولاة يعطونهم من الزكاة لقول الله: {وفي الرقاب}.(1/53)
116- قال: وحدثني أيضاً ابن زيد عن أبيه في قول الله: {الذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال: يصلون وليس الصلاة من شأنهم رياء؛ قال: #54# {الذين هم يراءون ويمنعون الماعون}، قال: هم المنافقون يراؤون بصلاتهم ويمنعون زكاة أموالهم.(1/53)
117- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زيد عن أبيه في قول الله: {إلا اللمم}، قال: هو ما ألموا به في الشرك.(1/54)
118- وأخبرني عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه قال: {المغضوب عليهم}، اليهود، {والضالين}، النصارى.(1/54)
119- قال: وحدثني مالك بن أنس وابن زيد بن أسلم أن الذين قال الله: {وشهد شاهدٌ من بني إسرائيل على مثله}، قال: هو عبد الله بن سلام.(1/54)
#55#
120- قال: وحدثني مالك وابن زيد في قول الله: {ومن عنده علم الكتاب}، قالا: هو عبد الله بن سلام.(1/55)
121- قال: وأخبرني خالد بن حميد عن عقيل عن ابن شهاب أن هذه الآية أنزلت: {لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً}، أنه حين كان بمكة إذا طاف كان يقول له المشركون: استلم آلهتنا كي لا نضرك، أو نحو ذلك من الكلام، فكاد يفعل، فأنزل الله في ذلك ما أنزل ينهاه أن يركن إليهم شيئاً قليلاً وتواعده.(1/55)
122- قال: وأخبرنا خالد بن حميد عن عقيل عن ابن شهاب أنه كان يقول في هذه الآية: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط}، يقول: لا تمنعه من حقٍ ولا تنفعه في باطلٍ، #56# {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}، كذلك أيضاً.(1/55)
123- قال: وأخبرني خالد بن حميد عن عقيل، عن ابن شهاب قال: كل شيء في القرآن {يا أيها الناس}، ما لم يكن سورة تامة، فإنما أنزل الله ذلك بمكة، وكل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا}، فإنما أنزل كله بالمدينة حين استحكم الأمر.(1/56)
124- قال: وأخبرني خالد بن حميد أنه بلغه عن ابن عباس في قول الله: {ما أصابك من حسنةٍ فمن الله وما أصابكم من سيئةٍ فمن نفسك}، قال: هذا يوم أحد، يقول: ما فتحت لك من فتحٍ فمني، وما كانت من نكبةٍ، وأنا قدرت ذلك عليك.(1/56)
125- قال: وأخبرني خالد بن حميد عمن حدثه، عن مجاهد، عن ابن #57# عباس أنه كان يقول: {إن في ذلك لآياتٍ للمتوسمين}، يقول: للمتفرسين؛ وكان عمر بن الخطاب يقول: فراسة المؤمن حقٌ يقينٌ.(1/56)
126- قال: وحدثني عبد الجبار بن عمر أن ابن أبي مريم حدثه قال: إنما سمى الله نوحاً {عبداً شكوراً}، أنه كان إذا خرج البراز منه قال: الحمد لله الذي سوغنيك طيباً وأخرج عني أذاك وأبقى في منفعتك.(1/57)
127- قال: وحدثني عبد الله بن عياش القتباني، عن عمر مولى غفرة أن الكنز الذي قال الله في سورة التي يذكر فيها الكهف: {وكان تحته كنزٌ لهما}، قال: كان لوحٌ من ذهبٍ مصمتٌ مكتوبٌ فيه: بسم الله الرحمن #58# الرحيم، عجبٌ ممن عرف الموت، ثم ضحك، وعجبٌ ممن أيقن بالقدر، ثم نصب، وعجبٌ ممن أيقن بالموت، ثم أمن، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله.(1/57)
128- قال: وأخبرني عبد الله بن عياش عن زيد بن أسلم في قول الله: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفاً}، القسمة الوصية، جعل الله للميت جزء من ماله يوصي به لمن يشاء إلى من لا يرثه.(1/58)
129- وقال عبد الله بن عياش: وقال زيد بن أسلم في قول الله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}، فمن الكبائر: الشرك، والكفر بآيات الله ورسله، والسحر، وقتل الأولاد، ومن دعا لله ولداً أو صاحبة، ومثل ذلك من الأعمال، والقول الذي لا يصلح معه عملٌ، #59# وأما كل ذنب يصلح معه دين ويقبل معه عملٌ فإن الله يعفو السيئات بالحسنات.(1/58)
130- قال: وقال زيد في قول الله: {ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}، قال: الذين أساؤوا هم المشركون، والذين أحسنوا: المؤمنون.(1/59)
131- قال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}، فالكبائر: الشرك، والفواحش: الزنا، تركوا ذلك حين دخلوا في الإسلام، فغفر الله لهم ما كانوا ألموا به وأصابوا من ذلك قبل الإسلام.(1/59)
132- قال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {الله نور السموات والأرض مثل نوره}، ونوره الذي ذكر القرآن، ومثله الذي ضرب له نورٌ على نورٍ يضيء بعضه بعضاً.(1/59)
133- وقال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {في بيوتٍ أذن الله أن #60# ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة}، إقامة الدين، ويوم {تتقلب فيه القلوب والأبصار}، يوم القيامة.(1/59)
134- قال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}، وذلك رجلان يقتتلان من أهل الإسلام، أو النفر والنفر، أو القبيلة والقبيلة، فأمر الله أئمة المسلمين أن يقضوا بينهم بالحق الذي أنزل الله في كتابه، إما القصاص والقود، وإما الغير، وإما العفو، فإن بغت إحداهما بعد ذلك على الأخرى كان المسلمون مع المظلوم على الظالم، حتى تفيء إلى حكم الله وترضى به.(1/60)
135- قال ابن عياش: وقال زيد في قول الله: {وأنفقوا في سبيل الله #61# ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة،} وذلك أن رجالاً كانوا يخرجون في بعوثٍ يبعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير نفقة، فإما يقطع بهم وإما كانوا عيالاً، فأمرهم الله أن يستنفقوا مما رزقهم الله ولا يلقوا بأيديهم إلى التهلكة؛ والتهلكة أن يهلك الرجل من الجوع أو العطش أو من المشي؛ ثم قال لمن بيده فضلٌ: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين}.(1/60)
136- قال ابن عياش: وقال زيد بن أسلم في قول الله: {والذين في أموالهم حقٌ معلومٌ للسائل والمحروم}، وليس ذلك بالزكاة، ولكن ذلك مما ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزكاة؛ قال زيد: {والقانع} الذي يسأل الناس، والمحروم الذي يصاب زرعه أو حرثه أو نسل ماشيته فيكون له حق على من لم يصبه من المسلمين؛ كما قال لأصحاب الجنة حين أهلك جنتهم فقالوا: {بل نحن محرومون}، وقال أيضاً: {لو نشاء #62# لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون إنا لمغرومون بل نحن محرومون}.(1/61)
137- وقال ابن عياش: وقال زيد في هذه الآية: {شهادة بينكم}، هذه الآية كلها، قال: كان ذلك في رجلٍ توفي وليس عنده أحدٌ من أهل الإسلام، وذلك في أول الإسلام، والأرض حربٌ والناس كفار إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالمدينة، وأصحاب المدينة؛ وكان الناس يتوارثون بالوصية، ثم نسخت الوصية وفرضت الفرائض، وعمل المسلمون بها.(1/62)
138- قال: وقال زيد في هذه الآية: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح}، قال: فتح مكة.(1/62)
139- قال: وحدثني عبد الله بن عياش، عن أبي صخر، عن محمد بن كعب القرظي أن عمر بن عبد العزيز أرسل يوماً إليه، وعمر أمير المدينة يومئذٍ، #63# فقال: يا أبا حمزة، آيةٌ أسهرتني البارحة، قال: محمد: وما هي، أيها الأمير، قال: قول الله: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم))، قال محمد: أيها الأمير، إنما عنى الله بـ {أيها الذين آمنوا} الولاة من قريش، {من يرتد منكم} عن الحق {يأتي الله بقومٍ}، وهم أهل اليمن؛ قال عمر: يا ليتني وإياك منهم، قال: آمين.(1/62)
140- قال: وحدثنا القاسم بن عبد الله، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر أنه سئل عن {الشفق}، فقال: ذهاب البياض، وسئل عن الـ {غسق}، فقال: ذهاب الحمرة.(1/63)
141- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد، عن أبيه قال: {الصائبون}، #64# قومٌ مما يلي العراق وهم بكوثى، وهم يؤمنون بالنبيين كلهم يصومون من كل سنةٍ ثلاثين يوماً، ويصلون إلى اليمن كل يومٍ خمس صلواتٍ.(1/63)
142- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه كان يقول في هذه الآية: {خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}، قال عروة: أمر الله رسوله أن يأخذ بالعفو من أخلاق الناس؛ قال هشام: وكان أبي يقول في هذه الآية: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا}، إن الراسخين في العلم لا يعلمون تأويله، ولكنهم يقولون آمنا به كل من عند ربنا.(1/64)
#65#
143- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: سمعت ممن اقتدي برأيه يقول في {السائل} و{المحروم}: إن المحروم الذي يحارف، لا يكاد يتوجه إلى شيءٍ من التجارة إلا نكب عنه الرزق.(1/65)
144- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي قالت: أنزل الله هذه الآية في المرأة إذا دخلت في السن فتجعل يومها لامرأةٍ أخرى، ففي ذلك أنزلت: {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً}.(1/65)
145- قال: وأخبرني مسلم بن خالد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن #66# أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلى هذه الآية: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}، قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا، ثم لا يكونوا أمثالنا؛ فضرب على فخذ سلمان الفارسي، ثم قال: هذا وقومه، لو كان الدين عند الثريا لتناوله رجالٌ من فارس.(1/65)
146- قال: وحدثنا سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في هذه الآية: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علمٍ}، قال: هو الغناء.(1/66)
147- قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقرأ خلف الإمام في الصلاة؛ قال: وذلك حين أنزل الله: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}، وقال: {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين}، قال: لا تكن قائماً في الصلاة ساهياً؛ قال: وكان أبي ينهى عن القراءة خلف #67# الإمام أشد النهي، وفيما يسر، وفيما يجهر.(1/66)
148- قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب كان ينهى عن ذلك، وأن علي بن أبي طالب كان ينهى عن ذلك ويقول: من قرأ خلف الإمام فلا صلاة له، وقد خرج من السنة.(1/67)
149- قال: وحدثني ابن زيد أن سعد بن أبي وقاص كان يقول: وددت أن في فيه جذلا من النار.(1/67)
150- أبو الربيع قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني أسامة ابن زيد الليثي قال: سألت القاسم بن محمد عن القراءة خلف الإمام، فقال لي: إن قرأت فقد قرأ قومٌ بهم أسوةً، وأخذت بالسنة، وإن تركت فقد ترك قومٌ بهم أسوةً، وأخذت بسنة، وإن كان عبد الله بن عمر لا يقرأ.(1/67)
151- قال: وسمعت ابن وهب يقول: إذا خاف الوسوسة فليقرأ فيما #68# يسر فيه الإمام فليقرأ ما فيه من القرآن دعاء: {ربنا لا تزغ قلوبنا}، الآية أو نحوه.(1/67)
152- قال: وحدثني أن عبد الله بن مسعود كان يقول: وددت أن فاه حشي فيه التراب.(1/68)
153- قال: وحدثني ابن زيد أن أبي بن كعب أو زيد بن ثابت كان يقول: وددت أنه مكعومٌ على حجرٍ؛ وإنهم كلهم كانوا لا يقرؤون مع الإمام فيما جهر ولا فيما أسر، وينهون عن ذلك أشد النهي.(1/68)
154- قال: وحدثني بكر بن مضر أن محمد بن كعب القرظي كان يقول: إن بين أيديكم مرصداً، فخذوا له جوازه، ثم قرأ: {إن جهنم كانت مرصاداً للطاغين مئاباً}.(1/68)
#69#
155- قال: وكتب إلي إبراهيم بن سويد يقول: حدثني زيد بن أسلم في هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، قال: النداء حين يخرج الإمام، وكان يقول: السعي العمل، إن الله يقول: {إن سعيكم لشتى}، وقال: {من أراد الآخرة وسعى لها سعيها}.(1/69)
156- قال: وحدثني رجل عن المحرر بن حريث قال: كان باليمن قريتان يقال لإحداهما حضوراء والأخرى قلاثة، قال: فبطروا وأترفوا حتى ما كانوا يغلقون أبوابهم، قال: فلما أترفوا بعث الله إليهم نبياً فدعاهم فقتلوه؛ فألقى الله في نفس بخت نصر أن يغزوهم فجهز إليهم جيشاً فقاتلوهم فهزموا جيشه، فرجعوا إليه منهزمين؛ فجهز إليهم جيشاً آخر أكثف #70# من الأول فهزموهم؛ فلما رأى ذلك بخت بن نصر غزاهم هو نفسه فقاتلوهم فهزمهم حتى خرجوا منها يركضون؛ فسمعوا منادياً يقول: {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم}، فرجعوا، فسمعوا صوتاً يقول: يا آل ثأرات النبي، فقتلوا بالسيوف؛ فهي التي قال الله: {وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمةً وأنشأنا بعدها قوماً آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين}.(1/69)
157- قال: وحدثني من سمع عقيل بن خالد يحدث عن ابن شهاب أنه كان يقول: ما من شيءٍ إلا هو في القرآن إلا أنا لا نعرفه.(1/70)
158- وحدثني أيضاً من سمع عقيل بن خالد أيضاً أن أبا هريرة كان يقول في هذه الآية: {إن في هذا لبلاغاً لقومٍ عابدين}، قال: هم الذين يصلون الصلوات الخمس في المسجد.(1/70)
159- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أن رجلاً كان أسلم ولزم #71# رسول الله صلى الله عليه وسلم ولطف به حتى اختلط بأهله كلهم، وأنه سمع بذلك المؤمنون والمشركون وعلم ذلك منه، وأنه لحق بالمشركين فقال لهم: والله، ما أرى أحداً أبطن بمحمدٍ مني، قالوا: قد سمعنا بذلك فأخبرنا عنه، قال: والله، ما يعلمه إلا عبد بني فلان، لراعي عبدٍ أعجمي، فأنزل الله: {ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشرٌ لسان الذي يلحدون إليه أعجميٌ وهذا لسانٌ عربيٌ مبينٌ}، وفي ذلك أنزلت هذه الآية، والله أعلم.(1/70)
160- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما، فقال الذي قضى عليه: ردنا إلى عمر بن الخطاب، فقال رسول الله: نعم، انطلقا إليه؛ فلما أتيا عمر قال الرجل: يا ابن الخطاب، قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا، فقال: ردنا إلى عمر، فردنا إليك؛ قال: كذلك، قال: نعم، قال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما، فخرج إليهما مشتملاً على سيفه فضرب الذي قال: (ردنا إلى عمر)، فقتله؛ وأدبر الآخر فاراً إلى رسول الله، فقال: يا رسول الله، قتل، #72# والله، عمر صاحبي، ولو ما أني أعجزته لقتلني، فقال رسول الله: ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمنٍ، فأنزل الله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}، فهدر دم ذلك الرجل وبرئ عمر من قتله، وكره الله أن يسن ذلك بعد، فقال: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلٌ منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً}.(1/71)
161- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أن عمر بن الخطاب بينما هو يمشي بسوق المدينة مر على امرأةٍ محترمةٍ بين أعلاج قائمة تسوم ببعض السلع، فجلدها، فانطلقت حتى أتت رسول الله، فقالت: يا رسول الله، قد جلدني عمر بن الخطاب على غير شيءٍ رآه مني؛ فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عمر فقال: ما حملك على جلد ابنة عمك، فأخبره خبرها، فقال: أو ابنة عمي هي أنكرتها، يا رسول الله، إذا لم أر عليها جلباباً وظننت أنها وليدةٌ؛ فقال الناس: الآن ينزل على رسول الله فيما قال عمر وما نجد لنسائنا جلابيب، فأنزل الله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من #73# جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}.(1/72)
162- قال: وحدثني مخرمة بن بكير أنه سمع زيد بن أسلم يقول: كان الأعراب يأتون يوم الجمعة بالغنم والسمن فيبيعونه، قال: وكان في مؤخر المسجد رحبة فكان إذا حسهم الناس قاموا إليهم ورسول الله يخطب على المنبر، فأنزل الله: {وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين}.(1/73)
163- قال: وحدثني معاوية بن صالح عن كثير بن الحارث عن القاسم #74# مولى معاوية قال: سئل رسول الله عن العتل الزنيم، قال: هو الفاحش اللئيم.(1/73)
164- قال معاوية: وحدثني عياض بن عبد الله الفهري عن موسى بن عقبة عن رسول الله بمثل ذلك.(1/74)
165- قال: وحدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول في هذه الآية: {عتلٌ بعد ذلك زنيم}، قال سعيد: وهو الملصق في القوم، ليس منهم.(1/74)
166- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي يوسف المعافري أن حنش بن عبد الله حدثه أن كعب الأحبار قال: إن اقتحام عقبة في كتاب الله سبعون درجة في الجنة.(1/74)
167- قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي #75# إسحاق، عن أبي الأحوص وهبيرة في هذه الآية: {فردوا أيديهم في أفواههم}، قالوا: كذا، وأشار بأصابعه فأدخلها في أسنانه.(1/74)
168- قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن شعبة، عن الحكم أن علياً خرج يوم النحر على بلغه يريد الجبانة، فجاءه رجلٌ، فأخذ بلجام دابته فسأله عن الحج الأكبر، فقال: هو يومك هذا، خل سبيلها.(1/75)
169- قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن أبان، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن حتى إذا أتى على آخرها، قال: يا معشر الإنس، ما لي أرى الجن أسرع إجابةً منكم ما قرأت عليكم: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}، إلا قالوا: لا بأي شيءٍ، يا رب، من نعمتك نكذب.(1/75)
170- قال: وأخبرني شبيب، عن أبان، عن مسلم بن أبي عمران الأسدي #76# قال: خطب حذيفة الناس بالمدائن فقال: {اقتربت الساعة وانشق القمر}، ألا وإن الساعة قد اقتربت، وأما القمر فقد انشق، ألا إنما المضمار اليوم، والسباق غداً، الغاية النار، والسبق إلى الجنة.(1/75)
171- قال: وأخبرني شبيب، عن أبان، عن أبي تميمة الهجيمي أنه سمع أبا موسى الأشعري يحدث عن رسول الله: إن الله بعث يوم القيامة منادياً ينادي أهل الجنة بصوتٍ يسمع أولهم وآخرهم: إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله.(1/76)
172- قال: وأخبرني شبيب، عن أبان، عن أنس بن مالك، عن رسول الله #77# أنه قال حين عرج به إلى السماء، قال: رأيت نهراً عجاجاً مثل السهم يطرد أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، حافتاه قبابٌ من در مجوف، فقلت: يا جبريل، ما هذا، قال: هذا الكوثر الذي أعطاكم ربك؛ قال: فضربت بيدي إلى حافته فإذا هو مسك ذفر، ثم ضربت يدي إلى رضراضه، فإذا هو درٌ.(1/76)
173- قال: وأخبرني الحارث، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله: من نوقش الحساب يوم القيامة عذب، فقالت: أليس قال الله: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}، فقال: إنما ذلك العرض.(1/77)
174- قال: وأخبرني شبيب بن سعيد، عن أبان، عن أبي رافع أنه قال: #78# بلغنا أنه يجاء لابن آدم يوم القيامة بثلاثة دواوين: ديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، وديوان فيه النعم، فيقال لأصغر تلك النعم: قومي فاستفي ثمنك من الحسنات، فتستوعب عمله ذلك كله، فتبقى ذنوبه والنعم كما هي، فمن ثم يقول العبد: {إن ربنا لغفورٌ شكورٌ}.(1/77)
175- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان، عن أيوب، عن رجلٍ، عن مسروق أو غيره، عن عائشة زوج النبي قالت: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، وقال الله لمحمدٍ: {ما كان لبشرٍ أن يكلمه [الله] (1) إلا وحياً}، حتى ختم الآية، ومن زعم أن محمداً كتم شيئاً من الوحي فقد أعظم على الله الفرية، وقال الله: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}، حتى ختم الآية، ومن زعم أنه يعلم ما في غدٍ، فقد أعظم على الله الفرية، وقال الله: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان #79# يبعثون}.
__________
(1) ليست في المطبوع.(1/78)
176- قال: وأخبرني الحارث عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة زوج النبي عليه السلام قالت: قرأ رسول الله هذه الآية: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهاتٌ}، الآية كلها، فقال رسول الله: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه أو الذين يجادلون فيه فهم الذين قال الله فيهم، فلا تجالسوهم.(1/79)
177- قال: وأخبرني الحارث عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة #80# السلماني قال في هذه الآية: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم}، قال: أحل الله لكم أربعاً.(1/79)
178- قال: وسمعت الليث بن سعد يحدث أن عمر بن عبد العزيز قال: في قول الله: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم}، قال عمر: كتابٌ عليكم أحل لكم أربعاً، وما ملكت أيمانكم بعد الأربع الحرائر.(1/80)
179- قال الليث: ويقول آخرون من أهل العلم: { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم}، السبايا اللاتي لهن أزواج في أرض الشرك، ولا بأس أن يوطأن في الإسلام، وإن كان لهن أزواج في الشرك لم يفارقوهن.(1/80)
180- قال: وأخبرني الحارث، عن أيوب، عن ابن سيرين أن شريحاً قال: {الذي بيده عقدة النكاح}، هو الزوج.(1/80)
181- قال: وأخبرني الحارث عن ليث بن أبي سليم، عن عيسى بن قيس #81# عن ابن المسيب: {نساؤكم حرثٌ لكم}، قال: هو العزل، إن شئت عزلت، وإن شئت لم تعزل، وإن شئت سقيته، وإن شئت أظمأته.(1/80)
182- قال: وأخبرني ابن وهب قال: بلغني عن جعفر بن ربيعة، عن ربيعة بن أبي سليم أنه سمع حنشاً يقول في قول الله: {حرمنا} عليهم، {كل ذي ظفرٍ}، إنه الخنزير والنعام والبعير.(1/81)
183- قال: وحدثني ابن لهيعة عن خالد، عن عُلي بن رباح اللخمي أنه #82# لما وعظ لقمان ابنه: {إنها إن تك مثقال حبةٍ من خردلٍ فتكن في صخرةٍ أو في السموات أو في الأرض}، أخذ حبةً من خردل فأتى بها إلى اليرموك فألقاها في عرضه، ثم مكث ما شاء الله، ثم ذكرها وبسط يده فأقبل بها ذباب حتى وضعها في راحلته.(1/81)
184- قال: وحدثني ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخراساني أنه قال: {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل}، نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد.(1/82)
185- قال: وحدثني مالك بن أنس، عن الحسن بن زيد في هذه الآية: {كما صبر أولوا العزم من الرسل}، أنهم أربعة، ولم يحفظ أسماءهم.(1/82)
#83#
186- قال: وحدثني عبد الحميد بن سالم، عن عمر مولى غفرة قال: يقال: ينسخ لملك الموت من يموت ليلة القدر إلى مثلها، وذلك أن الله يقول: {إنا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ}، وقال: {فيها يفرق كل أمرٍ حكيمٍ}، قال: فتجد الرجل ينكح النساء، ويعرس العرس واسمه في الأموات.(1/83)
187- قال: وحدثني حرملة بن عمران، عن سليمان بن حميد قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عمر بن عبد العزيز قال: إذا فرغ الله من أهل الجنة والنار أقبل الله في ظللٍ من الغمام والملائكة، قال: فيسلم على أهل #84# الجنة في أول درجة فيردون عليه السلام، قال القرظي: وهذا في القرآن{سلامٌ قولاً من ربٍ رحيمٍ}، فيقول: سلوني، فيقولون: ماذا نسألك أي رب، قال: بلى سلوني، قالوا: نسألك أي رب رضاك، قال: رضائي أدخلكم دار كرامتي، قالوا: يا رب، وما الذي نسألك فوعزتك وجلالك وارتفاع مكانك، لو قسمت علينا رزق الثقلين لأطعمناهم ولأسقيناهم ولألبسناهم ولأخدمناهم لا ينقصنا من ذلك شيئاً؛ قال: إن لدي مزيداً؛ قال: فيفعل الله ذلك بهم في درجتهم حتى يستوي في مجلسه؛ قال: ثم تأتيهم التحف من الله تحمله إليهم الملائكة، قال: وليس في الآخرة ليل ولا نصف نهارٍ، إنما هو بكرة وعشياً، وذلك في القرآن، في آل فرعون: {النار يعرضون عليها غدواً وعشياً}، وكذلك قال لأهل الجنة: {لهم زرقهم فيها بكرةً وعشياً}، قال: وقال: والله، الذي لا إله إلا هو، لو أن امرأة من حور العين أطلعت سوارها لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر، فكيف المسورة وإن خلق الله شيئاً يلبسه إلا عليه مثلما عليها من ثياب أو حلي.(1/83)
188- قال: حدثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال الليثي أن #85# ابن مسعود كان يقول في: {لكل أوابٍ حفيظٍ}، إنه الذي ذكر ذنباً استغفر الله له.(1/84)
189- قال: وحدثنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال أنه سمع القرظي يقول في قول الله: {كان على ربك وعداً مسئولاً}، إن الملائكة تسأل لهم في قولهم ذلك وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم.(1/85)
190- قال سعيد: وسمعت أبا حازم يقول: إذا كان يوم القيامة قال المؤمنون: ربنا، عملنا لك بالذي أمرتنا، فأنجز لنا ما وعدتنا، قال: فذاك قوله: {وعداً مسئولاً}.(1/85)
191- وأخبرني أيضاً عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن المقام المحمود الذي ذكر الله في كتابه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يكون بين الجبار وبين جبريل فيغبطه بمقامه ذلك أهل الجمع.(1/85)
#86#
192- قال: وحدثني ابن سمعان قال: بلغنا عن عبد الله بن عباس أنه كان يقول في هذه الآية: {فسوف يأتي الله بقومٍ يحبهم ويحبونه أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائمٍ}، هم ناسٌ من أهل اليمن سابقتهم الأنصار.(1/86)
193- قال: وكان ابن عباس يقول في هذه الآية: {والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجةً مما أوتوا}، هم الأنصار، ذكر الذين قسم لهم من الخير ونعت سفاطة أنفسهم عند ما زوى عنهم فيء النضير وآثرتهم المهاجرين على أنفسهم، فجعل فيء النضير لقريش لم يشركهم فيه أحدٌ من الأنصار إلا رجلان: أبو دجانة الساعدي وسهل بن حنيف.(1/86)
#87#
194- قال: وأخبرني السري بن يحيى قال: سمعت الحسن يقول في هذه الآية: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}، قال: هو الرجل يصيب اللمم من الزنا والخطرة من الخمر، ثم يتوب، فذلك مما يتجاوزا لله عنه.(1/87)
195- وأخبرني السري بن يحيى قال: سأل رجلٌ الحسن عن قول الله: {كلٌ في فلكٍ يسبحون}، قال: يعني في استدارتهم، وقال بيده.(1/87)
196- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن أبي النضر قال: سمعت الحسن يقول في قول الله: {فاسعوا إلى ذكر الله}، قال: السعي بالقلوب والإرادة.(1/87)
#88#
197- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن سعيد بن جبير في قول الله: {ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها}، قال: إذا عمل فيها بالمعاصي فاخرجوا.(1/88)
198- قال: وحدثني ابن مهدي، عن الثوري في قول الله: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً}، قال: متحولاً، قال: {وسعةً}، قال: سعةً من الرزق.(1/88)
199- قال: وحدثني ابن مهدي، عن الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قول الله: {واجعلنا للمتقين إماماً}، قال: يقتدى بهدانا.(1/88)
#89#
200- قال: وحدثني عبد الرحمن قال: حدثنا حماد بن زيد، عن رجلٍ، عن الحسن قال: نأتم بهم ويأتم بنا من بعدنا.(1/89)
201- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي أيضاً، عن الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: حنفاء متبعون.(1/89)
202- قال: وحدثني ابن مهدي أيضاً، عن الثوري قال: بلغني عن مجاهد في قول الله: {وآتيناه أجره في الدنيا}، قال: {وتركنا عليه في الآخرين}، قال: الثناء الصالح.(1/89)
203- قال: وحدثني طلحة بن عمرو المكي أنه سمع عطاء بن أبي رباح يحدث عن ابن عباس أنه قال: الملامسة الجماع.(1/89)
204- قال:وحدثني طلحة بن عمرو أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: #90# {ضرب لكم مثلاً من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواءٌ تخافونهم كخيفتكم أنفسكم}، قال: هل أنت، يا ابن آدم، مشرك شيئاً مما خولتك في شيء مما رزقتك لا تنفق منه شيئاً إلا بعلمه تخاف أن تنفق شيئاً منه إلا بعلمه، فقلت: لا أشرك عبدي في شيءٍ مما رزقتني، قال: فرب العالمين تبارك وتعالى يأبى ذلك على ما خولك وتريده أنت، يا ابن آدم، منه.(1/89)
205- قال: وحدثني طلحة أيضاً أنه سمع عطاء يقول: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}، قال: اليهود والنصارى والمجوس والحنيفية، وهم الذين رحم ربك الحنيفية.(1/90)
206- قال: وحدثني طلحة أيضاً أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: {جعلوا القرآن عضين}، قال: المشركون من قريش عضوا القرآن أعضاء #91# الأجزاء، فقال بعضهم: ساحرٌ، وقال بعضهم: مجنونٌ، وقالوا: كاهنٌ، فذلك العضين.(1/90)
207- قال: وحدثني طلحة أيضاً أنه سمع عطاء يقول: كل شيء ينبت على ظهر الأرض فهو الأبّ، {فاكهةً وأباً}.(1/91)
208- قال: وحدثني طلحة أيضاً أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: {لهم البشرى في الحياة الدنيا}، قال: الرؤيا الصالحة يراها المسلم لنفسه أو ترى له، والرؤيا جزءٌ من سبعة وأربعين جزء من النبوة.(1/91)
209- وحدثني طلحة أنه سمع عطاء يقول: القطمير القشر الذي يكون #92# بين النواة والتمرة، والنقير الذي في ظهر النواة، والفتيل الذي في بطن النواة.(1/91)
210- وحدثني طلحة أنه سمع عطاء يحدث عن ابن عباس أنه قال: {علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت}، قال: ما قدمت بين يديها من خيرٍ وأخرت وراءها من سنةٍ يعمل بها من بعده.(1/92)
211- قال: وحدثني طلحة أنه سمع عطاء يقول: {وأصلحنا له زوجه}، قال: كان في لسان امرأة زكريا طولٌ فأصلح الله له زوجه.(1/92)
212- قال: وحدثني طلحة وسفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود في: {حمولةً وفرشاً}، الحمولة ما من الإبل، والفرش هي الصغار.(1/92)
#93#
213- قال: وحدثني سفيان الثوري، عن حميد بن قيس، عن مجاهد في قول الله:{ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}، قال: هم النساء.(1/93)
214- قال: وحدثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن خولة بنت حكيم بن الأوقص من بني سليم كانت من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله عليه السلام.(1/93)
215- قال: وأخبرني سعيد بن عبد الرحمن وابن أبي الزناد، عن هشام #94# ابن عروة، عن أبيه قال: قد كنا نتحدث أن أم شريك كانت وهبت نفسها للنبي عليه السلام، وكانت امرأةً صالحةً.(1/93)
216- قال: وأخبرني سعيد بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه عروة أخبره أن ابن أبيرق الظفري كان سرق درعاً من رجلٍ، فأخذ فرمى بها غيره فأغضبهم ذلك، وقالوا: أراد أن يعر أحسابنا، فكلموا رسول الله أن يقوم بعذره، فلما رجعوا من عند رسول الله أنزل الله على رسوله فأخبره خبره، فنزلت: {ولا تجادل عن الذين يختاتون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً}، وما ذكر معها في ذلك الشأن، ثم قال: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً ومن يكسب إثماً فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً ومن يكسب خطيئةً أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً}، فلو أنه تاب لقبل منه إن شاء الله؛ وكان قد دعي ولكنه حمى أنفه فخرج إلى قريش فلبث فيهم، فعثروا عليه قد سرق بعض ثياب الكعبة فقدموه فقتلوه.(1/94)
217- قال: وحدثني الليث بن سعد بهذا الحديث، وقال: سرق درعاً من رجلٍ يهوديٍ فأخذ بها فرمى بها غيره.(1/94)
#95#
النهي عن المسألة عن القرآن
218- قال: وحدثني الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن نافع أن صبيغاً العراقي جعل يسأل عن أشياء من القرآن في أجناد المسلمين حتى قدم مصر، فبعث به عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب، فلما أتاه الرسول بالكتاب فقرأه فقال: أين الرجل، قال: في الرحل، قال عمر: ابصر أن يكون ذهب فتصيبك مني العقوبة الموجعة، فأتاه به، فقال: عم تسأل، فحدثه، فأرسل عمر إلى رطائب من الجريد فضربه بها حتى نزل ظهره دبرة، ثم تركه حتى برئ، ثم عاد له، ثم تركه حتى برئ، فدعا به ليعود له، فقال له صبيغ: إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً، وإن كنت تريد أن تداويني فقد، والله، برئت، فأذن له إلى أرضه؛ وكتب إلى أبي موسى الأشعري ألا يجالسه أحدٌ من المسلمين، فاشتد ذلك على الرجل، فكتب أبو #96# موسى إلى عمر بن الخطاب أن قد حسنت هيئته، فكتب إليه عمر أن ائذن للناس بمجالسته.(1/95)
219- قال: وحدثني يحيى بن أيوب عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن أبي الصهباء البكري، عن علي بن أبي طالب أنه قال وهو على المنبر: لا يسألني أحدٌ عن آيةٍ في كتاب الله إلا أخبرته، فقام ابن الكواء فأراد أن يسأله عما سأل عنه صبيغ عمر بن الخطاب، فقال: ما {الذاريات ذرواً}، فقال علي: الرياح، قال: {فالحاملات وقراً}، قال: السحاب، قال: {فالجاريات يسراً}، قال: السفن، قال: {فالمقسمات أمراً}، قال: الملائكة، قال: وقول الله: {هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً}، قال: فرقي إليه درجتين فتناوله بعصىً كانت بيده فجعل يضربه بها، ثم قال علي: أنت وأصحابك.(1/96)
220- قال: وسمعت خلاد بن سليمان يقول: سمعت خالد بن أبي #97# عمران وذكر هاروت وماروت أنهما يعلمان السحر.
فقال خالد: نحن ننزههما عن هذا، فقرأ بعض القوم: {وما أنزل على الملكين}، قال خالد: لم ينزل عليهما.(1/96)
221- قال: وسمعت خلاد بن سليمان يقول: سمعت عامر بن عبد الرحمن يقول: أن ابن عباس كان يقول في هذه الآية: {هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم أو من تحت أرجلكم}، أما العذاب من فوقكم فأئمة السوء، وأما العذاب من تحت أرجلكم فخدم السوء.(1/97)
#98#
222- قال: وسمعت خلاد يحدث أنه سمع عمرو بن لبيد يقول: إن أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: إن {أصحاب اليمين}، هم الولدان.(1/98)
223- قال: وسمعت خلاد يقول: سمعت أبا سعيد وكان قرأ القرآن على أبي هريرة قال: ما قرأت القرآن إلا على أبي هريرة، هو أقرأني، قال في هذه الآية: {وشددنا أسرهم}، قال: هي المفاصل.(1/98)
224- قال أبو سعيد في هذه الآية: {ولا متخذات أخذانٍ}، قال: وهو الصديق.(1/98)
#99#
225- وقال أبو سعيد: أنزل الله في كتابه: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات}، أما المقتصد فأدى وبقي، وأما السابق فأدى كلاً، وأما الظالم فلم يؤد شيئاً.(1/99)
226- قال: وسمعت خلاد يقول: سمعت أبا عبد الرحمن المديني يقول في هذه الآية: {ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم}، قال: لا يكثر عليه.(1/99)
227- قال: وحدثني من سمع أبا الأحوص يخبر عن عاصم بن بهدلة #100# عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود في قول الله: {سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}، قال: يطوق شجاعاً أقرع بفيه زبيبتان ينقر رأسه يقول: ما لي ولك، قال: يقول: أنا مالك الذي بخلت بي.
قال الأحوص: أحسبه قال: حتى يلقى الحساب.(1/99)
228- قال: وأخبرني أيضاً من سمع أبا الأحوص يقول عن الأعمش، عن مجاهد في قول الله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، قال: هم الفقهاء والعلماء.
وقال الأعمش: وقال أبو صالح: قال أبو هريرة: هم الأمراء.(1/100)
#101#
229- قال: وأخبرني من سمع أبا الأحوص يقول عن أبي جعفر في قول الله: {ويلعنهم اللاعنون}، قال: حتى الخنفس في جحرها.(1/101)
230- قال ابن وهب: وسمعت خالد بن أبي عمران أنه سأل القاسم وسالماً عن قول الله: {ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو}، قالا: العفو فضل المال ما تصدق به عن ظهر غنىً.(1/101)
231- قال: وسمعت حيوة بن شريح يقول: حدثني السكن بن أبي #102# كريمة عن أمه أخبرته أنها سمعت عبد الله بن قيس يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول في هذه الآية: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً}، قال: علي: هم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم على الصوامع.(1/101)
232- قال: وحدثني ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح أن رجلاً علق حشفاً من أفنان التمر في المسجد، فقال رسول الله: من علق هذا، فنزل: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون}.(1/102)
233- قال: وأخبرني سليمان بن بلال، عن موسى بن عبيدة، عن محمد ابن كعب القرظي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليت شعري ما فعل أبواي، فأنزل الله عليه: {إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، قال: فما ذكرهما رسول الله بعد.(1/102)
#103#
234- قال: وحدثني سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار في قول الله: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}، يقول: لا أسألكم على ما جئتكم به أجراً إلا أن تودوني في قرابتي وتمنعوني من الناس.(1/103)
235- وقال عطاء بن دينار في قول الله: {وهم ينهون عنه وينأون عنه}، إنها أنزلت في أبي طالب أنه كان ينهى الناس عن رسول الله وينأى عن ما جاء به من الهدى.(1/103)
236- قال: وسمعت خلاد بن سليمان يقول: سمعت دراجاً أبا #104# السبح يقول: خرجت سرية غازية، فسأل رجلٌ رسول الله أن يحمله، فقال: ما أجد ما أحملك عليه، قال: فانصرف حزيناً، فمر برجلٍ راحلته منيجةٌ بين يديه، فشكا إليه، فقال له الرجل: هل لك أن أحملك فتلحق الجيش بحسناتك، فقال: نعم، فركب؛ فنزل الكتاب: {أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى أعنده علم الغيب فهو يرى أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرةٌ وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى},.(1/103)
237- قال: وقال خالد بن أبي عمران: سألت القاسم وسالم بن عبد الله عن قول الله: {ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله}، قال: حتى ينحر.(1/104)
238- وأخبرني أبو يحيى بن سليمان عن هلال بن علي، عن عبد #105# الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : في الجنة شجرةٌ يسير الراكب في ظلها مائة سنة، واقرؤوا إن شئتم: {وظلٍ ممدودٍ}.(1/104)
239- قال: وحدثني عياش بن عقبة، عن ابن أبي فروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لناس من يهود: من أصحاب النار غداً، قالوا: نحن سبعة أيام، ثم تخلفوننا فيها، فنزل القرآن: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودةً قل اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أن تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئةً وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}.(1/105)
#106#
240- قال: وحدثني عبد الله بن المسيب قال: سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول: الحين حين لا يدرك، وحين يكون من الثمرة إلى الجذاذ.(1/106)
241- قال: وحدثني هشام بن سعد قال: كنا عند نافع مولى ابن عمر ومعنا رجاء بن حيوة، فقال لنا رجاء: سلوا نافعاً عن الصلاة الوسطى، فسألناه فقال: قد سأل عنها عبد الله بن عمر رجلٌ فقال: هي فيهن فحافظوا عليهن كلهن.(1/106)
242- قال: وسمعت ابن جريج يحدث، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن #107# عباس في قول الله: {إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح}، قال: أقربهما إلى التقوى الذي يعفو.(1/106)
243- قال: وأخبرني ابن جريج أن مجاهداً كان يقول: إن امرأةً من مزينة طلقها زوجها بنت يسار فعضلها أخوها معقل بن يسار؛
قال ابن جريج: وأخبرني ابن أخيها عبد الله بن عبد الله بن معقل أن جمل ابنة يسار كانت تحت أبي البداح الأنصاري، فطلقها فانقضت عدتها، ثم رغب فيها فخطبها فعضلها معقل بن يسار، فنزل فيه: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن}.(1/107)
244- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: أخبرني عبيد الله بن الصلت أن ابن الكواء سأل علي بن أبي طالب عن {فالمدبرات أمراً}، قال: هي الملائكة يدبرون ذكر الرحمن وأمره.(1/107)
#108#
245- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن المنذر بن قيس أخبره أن سعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وعبيد بن عمير قعدوا يوماً عند ابن عباس فسألهم عن قول الله: {لامستم النساء}، فقال سعيد وعطاء: مس الفرج باليد، وقال عبيد ابن عمير: الجماع؛ فقال ابن عباس: أصاب العرب وأخطأ الموالي.(1/108)
246- وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب في قول الله: {ولا يبدين زينتهن}، قال ابن شهاب: لا يبدوا لهؤلاء الذين سماهم الله ممن لا يحل له إلا الأسورة والأخمرة والأقرطة من غير حسنٍ، وأما عامة الناس فلا يبدوا منها إلا الخواتم.(1/108)
247- قال: وأخبرني مسلمة بن علي، عن زيد بن واقد، عن سليمان بن #109# موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان ناسٌ من كندة يطوفون بالبيت عراة، فقال الله: {خذوا زينتكم عند كل مسجدٍ}، وقال: {من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}.(1/108)
248- قال: وحدثني مسلمة بن علي عن علي بن عروة قال: ذكر رسول الله يوماً أربعةً من بني إسرائيل فقال: عبدوا، والله، ثمانين عاماً لم يعصوه طرفة عينٍ، فذكر أيوب، وزكرياء، وحزقيل، وابن العجوز، ويوشع ابن نون؛ قال: فعجب أصحاب النبي من ذلك، فأتاه جبريل فقال: يا محمد، عجبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة لم يعصوا الله طرفة عينٍ، فقد أنزل الله عليك خيراً من ذلك، ثم قرأ عليه: {إنا أنزلناه في ليلة القدر وأما أدراك ما ليلة القدر}، هذا أفضل مما عجبت أنت وأمتك منه؛ #110# فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه.(1/109)
249- قال: وأخبرني مسلمة أيضاً عن زيد بن واقد، عن القاسم بن مخيمرة في قول الله: {وكواعب أتراباً}، قال: الأتراب المستويات.(1/110)
250- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن قول الرب لعيسى بن مريم: {ويكلم الناس في المهد وكهلاً}، قال: الكهل منتهى الحلم.(1/110)
251- قال: وأخبرني مالك بن أنس، عن هشام بن عروة أنه قال: نزلت: {عبس وتولى}، في ابن أم مكتوم، أتى النبي عليه السلام، فجعل يقول: يا محمد، استدنيني، قال: وعند النبي رجلٌ من عظماء المشركين، قال: #111# فجعل النبي يعرض عنه ويقبل على الآخر، فقال: يا أبا فلان، هل ترى بما أقول بأساً، فيقول: لا، والدمى، ما أرى بما تقول بأساً، فأنزلت {عبس وتولى أن جاءه الأعمى}.(1/110)
252- قال: وأخبرني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن هذه الآية: {لهم البشرى في الحياة الدنيا}، قال: هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له.(1/111)
253- قال: وسمعت مالكاً يحدث عن قول الله: {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل}، قال مالك: سمعت أن ذلك الجراد كان يأكل المسامير.(1/111)
254- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن #112# فرقد عن إبراهيم قال: {ويخافون سوء الحساب}، أن يحاسب بذنبه، ثم لا يغفر له.(1/111)
255- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري، عن خصيف الجزري، عن مجاهد وسعيد بن جبير في قول الله: {فتلقى آدم من ربه كلماتٍ فتاب عليه}، {قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين}.(1/112)
256- قال: وحدثني ابن مهدي أيضاً عن إسرائيل عن إسماعيل السدي قال: حدثني من سمع ابن عباس يقول: {اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدوٌ}، قال: آدم، وحواء، وإبليس، والحية؛ قال: {ولكم في الأرض مستقرٌ}، #113# قال: القبور؛ قال: {ومتاعٌ إلى حينٍ}، قال: الحياة.(1/112)
257- قال: وحدثني ابن مهدي أيضاً عن قيس بن الربيع عن إبراهيم بن المهاجر قال: {وجعلت له مالاً ممدوداً}، قال: ألف دينار.(1/113)
258- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن مسعود كان يقول: المبذر الذي ينفق في غير حق.(1/113)
259- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنه سئل عن قول الله: {فما أصبرهم على النار}، قال: ما أجرأهم على النار.(1/113)
260- قال: وقال: وسئل يزيد بن أبي حبيب عن قول الله: {فرت #114# من قسورةٍ}، فزعم أنه يقال: هم الرماة.(1/113)
261- قال: وأخبرني ابن لهيعة وحيوة بن شريح، عن ابن الهاد، عن محمد ابن إبراهيم التيمي أنه لما أنزلت هذه الآية: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءً يجز به}، قال أبو بكر: يا رسول الله، إنا لمجزون بأعمالنا، فقال رسول الله: أما المؤمن فيزجى بها في الدنيا، وأما الكافر فيجزى بها يوم القيامة.(1/114)
262- قال: وأخبرني ابن لهيعة، عن أبي الأسود أنه سمع مولى لابن عباس #115# يقول عن ابن عباس: إن ناساً مسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على النبي فيأتيهم السهم يرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل، فأنزل الله فيهم هذه الآية: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيهم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعةً فتهاجروا فيها}.(1/114)
263- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن أبي قبيل، عن أبي هبيرة الزيادي قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: أي شيء الغساق، قالوا: الله أعلم، فقال عبد الله بن عمرو: هو القيح الغليظ، لو أن قطرة منه تهراق بالمغرب أنتنت أهل المشرق، ولو تهراق في المشرق أنتنت أهل المغرب.(1/115)
264- قال: وأخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن أبي شيبة الكوفي، عن زيد #116# ابن أسلم ، عن عطاء بن يسار تلا هذه الآية يوماً: {وجمع الشمس والقمر}، ثم قال: يجمعان يوم القيامة، ثم يقذفان في البحر، فيكون نار الله الكبرى.(1/115)
265- قال: وأخبرني محمد بن سعيد، عن أبي معشر، عن القرظي: {ولقد علمنا المستقدمين منكم}، الميت والقتال، {ولقد علمنا المستأخرين}، من يلحق بعد، {إن ربك هو يحشرهم إنه حكيمٌ عليمٌ}.
قال عون بن عبد الله: وفقك الله وجزاك خيراً، وكان عون بن عبد الله قال ذلك في أول صفوف الرجال وفي آخرها، وفي أول صفوف النساء وآخرها.(1/116)
266- قال: وأخبرني محمد بن سعيد، عن أبي معشر: لا يقبل منه صرف ولا عدل، قال: الفريضة والنافلة.(1/116)
#117#
267- قال: وأخبرني محمد بن سعيد أيضاً عن القرظي أنه قال: إن الآية تنزل في الرجل، ثم تكون عامةً بعد.(1/117)
268- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي يوسف شعيب بن زرعة المعافري أن حنش بن عبد الله حدثه أن كعباً قال: اقتحام العقبة في كتاب الله سبعون درجة في جهنم.(1/117)
269- قال: وأخبرني نافع بن يزيد أنه سأل يحيى بن سعيد عن قول الله: {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها}، قال: العهود.(1/117)
270- قال: وأخبرني نافع بن يزيد عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن #118# الأشج، عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن {المحروم}، قال: المحارف.(1/117)
271- قال: وأخبرني نافع بن يزيد عن حيوة بن شريح ويعقوب ابن عمرو، عن عمرو بن كعب المعافري أن علي بن أبي طالب سئل عن هذه الآية في قول الله: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين}، التعرب هو، فقال علي: بل، هو البدع.(1/118)
272- قال نافع: وحدثني يعقوب بن عمرو، عن أبيه في الحديث: ومن أقر بالجزية فقد أقر بالصغار.(1/118)
273- قال: وحدثني نافع بن يزيد، عن يحيى بن أبي أسيد يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن قول الله: {وإذا ألقوا منها مكاناً ضيقاً مقرنين}، قال: والذي نفسي بيده، إنهم ليستكرهون في النار كما يستكره #119# الوتد في الحائط.(1/118)
274- قال: وحدثني نافع بن يزيد قال: كان الكلبي يقول: بلغنا، والله أعلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى ليلةً فقال: يا آل قصي، يا آل غالب، يا آل بني عبد مناف، إني لا أملك لكم من الدنيا منعة، ولا من الآخرة نصيباً حتى تقولوا: لا إله إلا الله؛ فخرج إليه أبو لهب فقال: لما تدعونا، فقال: إني لا أملك لكم من الدنيا منعة، ولا من الآخرة نصيباً حتى تقولوا: لا إله إلا الله، فقال له أبو لهب: تباً لك، ألهذا دعوتنا، فأنزل الله: {تبت يا أبي لهبٍ}، قال: خسرت يدا أبي لهب، {وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب}، كسبه ولده، {وامرأته حمالة الحطب}، قال: حمالة النميمة، {في جيدها حبلٌ من مسدٍ}، قال: يقال الحبل الذي في الدلو، قال: ويقال: المسد الحديد.(1/119)
#120#
275- قال: وحدثني نافع بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: {المحروم}، هو المحارف في الرزق والتجارة.(1/120)
276- قال: وأخبرني يحيى بن أزهر، عن عاصم بن عمر، عن محمد بن طلحة أن سعيد بن نمران قال: قرأت عند أبي بكر الصديق: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}، قلت: يا خليفة رسول الله، ما استقاموا، قال: استقاموا على ألا يشركوا.(1/120)
277- قال: وأخبرني يحيى بن أزهر، عن عاصم بن عمر، عن محمد بن طلحة، عن أبي عبيدة، عن عائشة زوج النبي عليه السلام أنها سئلت عن قول الله: {فسوف يلقون غياً}، قالت: نهرٌ في جهنم.(1/120)
#121#
278- وأخبرني يحيى بن أزهر، عن عاصم بن عمر، عن محمد بن طلحة، عن رجلٍ من بني تميم قال: سألت ابن عباس عن: {ومهيمناً عليه}، قال: مؤتمناً عليه؛ قال وسألته عن: {شرعةً ومنهاجاً}، قال: سبيلاً وسنةً.(1/121)
279- قال: وأخبرني يحيى بن أزهر، عن عاصم بن عمر، عن محمد بن طلحة، عن مجاهد، عن ابن عباس في قول الله: {والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع}، قال: الرجع المطر، والصدع النبات.(1/121)
280- قال: وأخبرنا سفيان الثوري، عن زبيد الأيامي، عن مرة بن شراحيل #122# الهمداني قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: {اتقوا الله حق تقاته}، قال: فحق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، وأن يذكر فلا ينسى.(1/121)
281- قال: وأخبرنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: من أراد أن يطلق كما أمره الله فليطلقها طاهرةً في غير جماع.
قال سفيان الثوري: وحدثني سليمان الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله بن مسعود: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}، قال: الطاهر في غير جماع.(1/122)
282- قال سفيان: وحدثني سليمان عن أبي الضحى، عن مسروق قال: #123# قال عبد الله بن مسعود: التي في سورة النساء القصرى: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن}، بعد التي في سورة البقرة.
وقال ابن مسعود: من شاء لاعنته، لقد نسخت الآية التي في: {أيها النبي إذا طلقتم النساء}، التي في سورة البقرة.(1/122)
283- قال سفيان: وحدثني إسماعيل بن سميع قال: سمعت أبا رزين يقول: جاء رجلٌ إلى النبي فقال: يا رسول الله، أرأيت قول الله: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروفٍ أو تسريح بإحسانٍ}، أين الثالثة، قال: التسريح بإحسانٍ.(1/123)
#124#
284- قال: وأخبرني رجلٌ عن زيد بن أسلم في قول الله: {وبست الجبال بساً}: يقول: حتت حتاًً.(1/124)
285- قال زيد: {فكانت وردةً كالدهان}، كعكر الزيت.(1/124)
286- قال: وحدثني سعيد بن أبي أيوب قال: كان ابن شهاب والحسن والنخعي يقول في قول الله: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}، قال: إنما ذلك في الصلاة.(1/124)
287- قال: وأخبرني سعيد أيضاً، عن عطاء بن دينار في قول الله: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرةً ثم يغلبون}، قال: أنزلت في سفيان بن حرب.(1/124)
#125#
288- قال: وأخبرني سعيد عن بشير بن أبي عمرو الخولاني قال: سمعت عكرمة يقول: {والخيل المسومة}، قال: تسويمها للحسن.(1/125)
289- قال: وأخبرني الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم: {لواحةٌ للبشر}، أن تلوح أجسادهم عليها.(1/125)
290- قال سعيد بن أبي هلال: وقال زيد بن أسلم في هذه الآية: {لا #126# يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ وعاشروهن بالمعروف}، فكان أهل يثرب إذا مات الرجل منهم في الجاهلية ورث امرأته من يرث ماله وكان يعضلها حتى يتزوجها أو يزوجها من أراد؛ وكان أهل تهامة يسيء الرجل صحبة المرأة حتى يطلقها ويشترط عليها ألا تنكح إلا من أراد حتى تفتدي منه ببعض ما أعطاه؛ فنهى الله المؤمنين عن ذلك؛ وقال زيد: وأما قوله: {إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ}، فإنه كان في الزنا ثلاثة أنحاء، أما نحو قال الله: {لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشةً}، فلم ينته الناس، قال: ثم نزل: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائك فاستشهدوا عليهن أربعةً منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً}، كانت المرأة الثيب إذا زنت فشهد عليها أربعة عطلت فلم يتزوجها أحدٌ، فهي التي قال الله: {ولا تعضلوهن إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ}.
قال زيد: ثم نزلت: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما}، فهذان البكران اللذان إن لم يتزوجها وآذاهما أن يعرفا بذنبهما، فيقال: يا زان حتى ترى منهما توبةٌ، حتى نزل السبيل، قال: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدةٍ}، فهذا للبكرين.
قال زيد: وكان للثيب الرجم؛ وقال الله: {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود #127# الله}، إذا خافت المرأة ألا تؤدي حق زوجها وخاف الرجل ألا يؤدي حقها، فلا جناح في الفدية.(1/125)
291- وقال زيد في قول الله: {والجار ذي القربى والجار الجنب}، فالجار ذي القربى جارك ذو القرابة، والجار الجنب الذي ليس بينك وبينه قرابة، {والصاحب بالجنب}، جليسك في الحضر وصاحبك في السفر.(1/127)
292- وقال زيد بن أسلم في هذه الآية: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله}، فهذا في المرأة يتوفى عنها زوجها أو يطلق فتكون في عدتها، فيرسل إليها الرجل يخطبها ويقول: لا تفوتيني بنفسك، فهذا القول المعروف، أما قوله: {لا تواعدوهن سراً}، فيقول: لا تنكح المرأة في عدتها، ثم تقول شيئاً سره حتى لا يعلم به، أو يدخل عليها فيقول: لا يعلم بدخولي حتى تنقضي العدة، وهي التي قال الله: {حتى يبلغ الكتاب أجله}.(1/127)
#128#
293- وقال زيد في قول الله: {ذلك أدنى ألا تعولوا}، يقول: ذلك أدنى ألا يكثر من تعولوا.(1/128)
294- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وسئل عن المشكاة، فقال: هي التي توضع فيها الفتيلة.(1/128)
295- قال: وسئل يزيد بن أبي حبيب عن هذه الآية: {زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ}، فقال: كان محمد بن كعب القرظي يقول: هي القبلة.(1/128)
296- قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه أن العقود التي قال الله: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}، إنهن ست: عهد الله، وعقد الحلف، وعقد الشركة، وعقد البيع، وعقد النكاح، وعقد اليمين.
#129#
قال زيد بن أسلم: والشعائر ست: الصفا والمروة، والبدن، والجمار، والمشعر الحرام، وعرفة، والركن؛ والحرمات خمس: الكعبة الحرام، والبلد الحرام، والشهر الحرام، والمسجد الحرام، والمحرم حتى يحل.(1/128)
297- قال: وأخبرني ابن زيد بن أسلم، عن أبيه أن عبد الله بن أبي بن السلول كانت له جاريتان قائنتان، وكان القوم في الجاهلية إذا شربوا أرسلوا إليهما، فغنتا وأصابوهما، ثم كسوهما وأعطوهما النفقة، فكان نصيب فيهما؛ فلما كان الأسارى، أسارى بدر، جلسوا ليلةً يشربون فأرسلوا إليهما فغنتاهم فأرادوا أن يصيبوهما فأبتا وكانتا قد أسلمتا، فأرسلوا إلى عبد الله بن أبي بن السلول فأكرههما، فنزل القرآن: {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً}، إلى آخر الآية، يقول: لهن المغفرة حين يكرههن.(1/129)
298- قال: وأخبرني يزيد بن عياض، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن #130# عمار، عن فاطمة السهمية، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: الإلحاد ظلم الخادم فما فوق ذلك.(1/129)
299- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن خالد بن أبي عمران يرفعه إلى رسول الله: إن النار تأكل أهلها حتى إذا طلعت على أفئدتهم انتهت، ثم تنين أنيناً واحداً، ثم يعود كما كان، ثم تستقبله أيضاً فتطلع على فؤاده فهو كذلك أبداً، فذلك قول الله: {نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة}.(1/130)
300- قال: وأخبرني ابن أنعم، عن حبان بن أبي جبلة يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: {وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً}، الوسط العدل، {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً}، #131# إن أمة محمدٍ تدعى فيقال: أتشهدون أن رسلي هؤلاء قد بلغوا عهدي إلى من أرسلوا إليه، فيقولون: نعم، رب، نشهد أنهم قد بلغوا.(1/130)
301- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن ابن هبيرة، عن حنش بن عبد الله، عن ابن عباس أنه كان يقول في هذه الآية: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلماتٍ فأتمهن}، قال: عشر؛ ستٌ في الإنسان وأربعٌ في المشاعر التي في الإنسان، حلق العانة، والختان، ونتف الإبطين؛
قال: فكان ابن هبيرة يقول: هؤلاء ثلاث واحدة: وتقليم الأظافر، وقص الشارب، والسواك، وغسل يوم الجمعة، والأربعة المشاعر: الطواف بالبيت، والسعي بن الصفا والمروة، ورمي الجمارة، والإفاضة.(1/131)
302- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن مهدي، عن الثوري، عن رجلٍ، عن مجاهد في قول الله: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن #132# أربعة أشهرٍ وعشراً فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف}، قال: المعروف النكاح الحلال الطيب.(1/131)
303- قال: وحدثني عبد الرحمن بن شريح أنه سمع أشياخاً يقولون: إن العبد يعطى يوم القيامة كتابه فينظر في بطنه فإذا فيه مكتوب سيئاته وفي ظهره حسناته، فهو يقرأ السيئات فيتغير لها وجهه ويشتد منها خوفه، ومن قرأ ما في ظهر كتابه غبطه على ما فيه من حسناته، فيقول: يا رب، قد عملت حسنات لم أجدها في هذا الكتاب، فيقال: اقلب أو حول، فإذا بالحسنات وبدلت تلك السيئات حسناتٍ، فلما قرأها أسفر وجهه، ومن قرأ ما يحول إليهم من كتابه قرؤوها حسنات فيغبطون عليها، ثم أمر أن يقلب أيضاً، فإذا تلك السيئات قد حولت حسناتٍ، فعند ذلك يقول الذي قال الله في كتابه: {هآؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه}.(1/132)
304- قال: وأخبرني ابن مهدي عن الثوري عن منصور، عن مجاهد، عن #133# ابن عباس في قول الله: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء}، قال: يقول: إني أريد أن أتزوج.(1/132)
305- قال: وأخبرني ابن مهدي، عن الثوري، عن عاصم بن بهدلة، عن وائل بن ربيعة قال: سمعت ابن مسعود يقول: شهادة الزور تعدل بالشرك بالله، ثم قرأ ابن مسعود هذه الآية: {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور}.(1/133)
306- قال: وأخبرني ابن مهدي، عن الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في هذه الآية: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ}، قال: هو إسماعيل، والعظيم المتقبل.(1/133)
#134#
307- قال: وأخبرني ابن مهدي، عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد في قول الله:{واستوى آتيناه حكماً وعلماً}، قال: إذا بلغ أربعين سنة فقد استوى.(1/134)
308- وأخبرني ابن مهدي، عن الثوري، عن رجل، عن عطاء، عن ابن عباس في هذه الآية: {وثيابك فطهر}، قال: من الإثم.(1/134)
309- قال: وأخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمرو ابن عبد الله، عن قتادة أنه قال: كان مساكن عاد بالشحر.(1/134)
310- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم، عن أبي الأشهب، عن الحسن: #135# {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ أنهم إلى ربهم راجعون}، قال: يعملون ما عملوا من أعمال الخير وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب الله.(1/134)
311- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم، عن سليمان بن المغيرة، عن الحسن في هذه الآية: {وأتوا البيوت من أبوابها}، قال: كان أهل الجاهلية إذا هم الرجل بالأمر فعاقه شيءٌ لم يدخل بيته من بابه، يدخل من ظهر البيت.(1/135)
312- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم، عن رجل، عن حصين، عن عكرمة #136# عن ابن عباس في هذه الآية: {فإذا هم بالساهرة}، قال: الساهرة الأرض.
وقال الشاعر:
صيد بحرٍ ... وصيد ساهرةٍ.(1/135)
313- قال: وأخبرني أشهل، عن حصين، عن مجاهد، عن ابن عباس في: السرر الموضونة، قال: مرمولةٌ بالذهب؛ وقال: {على الأرائك}، قال: على السرر في الحجال.(1/136)
314- قال: وأخبرني أشهل، عن حصين، عن المغيرة، عن إبراهيم: {فليغيرن خلق الله}، قال: دين الله.(1/136)
315- قال: وأخبرني أشهل، عن حصين، عن المغيرة، عن إبراهيم، عن عبد #137# الرحمن بن زيد أن عبد الله قال في هذه الآية: {أقم الصلاة لدلوك الشمس}، قال: غروبها.
وقال الشعبي: قال: ابن عباس: زوالها.(1/136)
316- قال: وأخبرني أشهل عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {أكالون للسحت}، أكالون الرشى.(1/137)
317- قال: وأخبرني أشهل، عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {قد شغفها حباً}، أي قد بطن لها حبه، والشغف أن يكون مشغوفاً بها.(1/137)
318- قال: وأخبرني أشهل، عن علي بن علي، عن الحسن: {الذين #138# ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم}، قال: إذا أراد أن ينفق تثبت، فإن كان لله مضى، وإلا أمسك.(1/137)
319- وأخبرني أشهل، عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {لو لا أن رأى برهان ربه}، قال: زعموا، والله أعلم، أنه رأى يعقوب فرج السقف عاضاً على أصبعه.(1/138)
320- قال: وأخبرني أشهل، عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {ذلك أدنى ألا تعولوا}، قال: ألا تميلوا.(1/138)
321- قال: وأخبرني أشهل، عن قرة بن خالد، عن الحسن في هذه الآية: {فمال الذين كفروا قبلك مهطعين}، منطلقين، {عن اليمين وعن الشمال عزين}، قال: متفرقين.(1/138)
#139#
322- قال: وأخبرني أشهل، عن شعبة بن الحجاج، عن إسماعيل السدي قال: سمعت مرة الهمداني قال: قال عبد الله في هذه الآية: {وإن منكم إلا واردها}، قال: يردونها، ثم يصدرون عنها بأعمالهم.(1/139)
323- قال: وأخبرني أشهل، عن شعبة بن الحجاج، عن الحكم، عن مجاهد قال: ما كنا ندري ما {بيتٌ من زخرفٍ}، حتى سمعنا قراءة عبد الله: بيتاً من ذهبٍ.(1/139)
324- قال: وأخبرني أشهل، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهد: {فظن أن لن نقدر عليه}، قال: فظن أن لن نعاقبه بذنب.(1/139)
325- قال: وأخبرني أشهل، عن شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة قال: #140# سمعت أبا الأحوص قال: قال عبد الله بن مسعود: {حورٌ مقصوراتٌ في الخيام}، قال: در مجوفٌ.(1/139)
326- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم، عن عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح قال: سأل رجلٌ زيد بن ثابت عن هذه الآية: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}، قال زيد: حرم الله عليك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.(1/140)
327- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان، عن محمد بن عبيد الله، عن قيس، عن مجاهد قال: {طوبى لهم}، قال: طوبى: الجنة، {وحسن مئابٍ} #141# قال: حسن مرجع.(1/140)
328- قال: وأخبرني الحارث، عن محمد بن عبيد الله، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة الباهلي قال: {طوبى}، شجرةٌ في الجنة، ليس فيها دار إلا فيها غصن منها، ولا طير حسن إلا وهو فيها، ولا ثمرة إلا وهي فيها.(1/141)
329- قال: وأخبرني الحارث عن محمد بن عبيد الله، عن القاسم بن أبي بزة أن قريشاً قالوا للنبي: نح عنا هذين الجبلين، وأنشر لنا موتانا وافجر لنا عيون ماءٍ، فأنزل الله: {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى}.(1/141)
330- قال: وأخبرني الحارث عن محمد بن عبيد الله، عن قيس، عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتاهم: بالله، والرحمن الرحيم، والمتشابه، والمحكم، والناسخ والمنسوخ، قالوا: ما نرى لك من الأمر من شيءٍ، فأنزل #142# الله: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.(1/141)
331- قال: وأخبرني حيوة بن شريح، عن زهرة بن معبد أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: {اعملوا آل داود شكراً}، فالصلاة شكرٌ، والصيام شكرٌ، وكل خيرٍ يعمل لله شكرٌ؛ وأفضل الشكر الحمد.(1/142)
332- قال: وأخبرني حيوة بن شريح وابن لهيعة، عن محمد بن عجلان، عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول في هذه الآية: {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ}، قال: خروجهن قبل انقضاء العدة.
قال: وقال ابن عجلان عن زيد بن أسلم: إذا أتت بفاحشة أخرجت.(1/142)
333- قال: وأخبرني محمد بن عمرو، عن سفيان الثوري، عن الأعمش #143# عن سعيد بن جبير في قول الله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، قال: التوراة والإنجيل والفرقان من بعد الذكر؛ قال: الذكر الذي في السماء، {أن الأرض}، قال: أرض الجنة، {يرثها عبادي الصالحون}.(1/142)
334- قال: وأخبرني محمد، عن سفيان الثوري، عن الأشعث بن أبي الشعثاء عن يزيد بن معاوية، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله بن مسعود أنه قال في قول الله: {ختامه مسكٌ}، قال: ليس بخاتم يختم، ألم تر قول المرأة من نساءكم إن خلطه من الطيب كذا وكذا، إنما هو خلطه مسك، ليس بخاتم يختتم.(1/143)
335- قال: وأخبرني محمد بن عمرو، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن #144# مجاهد، عن عبيد بن عمير قال: {إنه كان للأوابين غفوراً} يذكرون ذنوبهم في الخلاء فيستغفرون منها، والأواب مثل ذلك.(1/143)
336- قال: وأخبرني عبد العزيز بن محمد عن ابن أخي ابن شهاب، عن ابن شهاب في قول الله: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصديةً}، قال: المكاء مكاؤهم في أيديهم، والتصدية صغيرهم حين يستهزؤون بالمؤمنين وهم يصلون، فذكر الله أنها لم تكن صلاة الكفار عند البيت إلا مكاءً وتصديةً حين يستهزؤون بالمؤمنين.(1/144)
337- وعن قول الله: {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جارٌ لكم فلما ترآءت الفئتان نكص على عقبيه وقال #145# إني بريءٌ منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب}، قال ابن شهاب: بلغنا، والله أعلم، أن ابن عباس كان يقول: تمثل لهم الشيطان رجلاً فقال لهم ذلك حتى ورطهم، ثم نكص على عقبيه.(1/144)
338- قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول في قول الله: {غير أولي الإربة من الرجال}، قال: هو المخالط عقله.
قال: وقال لي الليث نحو ذلك.(1/145)
339- قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول: كان ابن عباس يقول في هذه الآية: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه}، قال: رأى آيةً من كتابٍ مثلت له في جدار، فهو البرهان الذي رأى.(1/145)
340- قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول في قول الله: {تتجافى #146# جنوبهم عن المضاجع}، قال: كنا نسمع أنه القيام من جوف الليل؛
قال: وسمعت مالك بن أنس يقول ذلك أيضاً.(1/145)
341- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم، عن شعبة بن الحجاج، عن المغيرة، عن إبراهيم في هذه الآية: {واهجروهن في المضاجع}، قال: يهجر فراشها.(1/146)
342- قال: وأخبرني أشهل، عن شعبة بن الحجاج، عن هلال الوزان في هذه الآية: {والجار الجنب}، قال: هي الزوجة.(1/146)
343- قال: وأخبرني أشهل، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن #147# ابن مسعود في هذه الآية: {سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}، قال: شجاع أسود.(1/146)
344- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت عباية يحدث عن علي يقول: {وألزمهم كلمة التقوى}، قال: لا إله إلا الله.(1/147)
345- قال: وأخبرني أشهل، عن شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار قال: كان علي يوم النحر على بغلةٍ بيضاء، فأخذ إنسانٌ بلجامها فسأله عن الحج الأكبر، أي يوم هو، قال: هو يومك هذا، فخل سبيلها.(1/147)
346- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم، عن شعبة، عن أبي إسحاق قال: #148# سمعت سعيد بن جبير يقول: قال ابن عباس: الزنيم الذي يعرف بذنبه.(1/147)
347- قال: وأخبرني أشهل عن عبد الله بن عون، عن ابن سيرين قال: قال ابن عباس في: {طير أبابيل}: خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب.(1/148)
348- قال: وأخبرني أشهل، عن ابن عون قال: أتينا إبراهيم وقد مات، فسأل بعض أصحابنا: هل سأله البارحة أحدٌ عن شيءٍ، فقالوا سأله عبد الرحمن بن الأسود عن المستقر، والمستودع، فقال: المستقر في الرحم، والمستودع في الصلب.(1/148)
349- قال: وأخبرني يحيى بن أيوب، عن ابن جريج أن مجاهداً قال: #149# لما أنزلت آية الشدة التي في سورة النساء في اليتيم عزلوا أموال اليتامى، فأنزلت هذه الآية الأخرى: {وإن تخالطوهم فإخوانكم}، قال مجاهد: الراعي والأدم.(1/148)
350- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله: {كان الناس أمةً واحدةً}، فهذا يوم آخذ ميثاقهم، لم يكونوا أمةً واحدةً غير ذلك اليوم، {فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين}، {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه}، اختلفوا في يوم الجمعة، فاتخذ اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد، فهدى الله أمة محمدٍ ليوم الجمعة؛ واختلفوا في القبلة، فاستقبلت النصارى المشرق، واليهود بيت المقدس، وهدى الله أمة محمدٍ للقبلة؛ واختلفوا في الصلاة، فمنهم من يركع ولا يسجد، ومنهم من يسجد ولا يركع، ومنهم من يصلي وهو يتكلم، ومنهم من يصلي وهو يمشي، فهدى الله أمة محمدٍ للحق من ذلك؛ واختلفوا في الصيام؛ فمنهم من يصوم بعض #150# النهار، ومنهم من يصوم من بعض الطعام، فهدى الله أمة محمدٍ للحق من ذلك؛ واختلفوا في إبراهيم فقالت اليهود: كان يهودياً، وقالت النصارى: كان نصرانياً، وجعله الله حنيفاً مسلماً، فهدى الله أمة محمدٍ للحق من ذلك؛ واختلفوا في عيسى بن مريم، فكفرت به اليهود وقالوا لأمه {بهتاناً عظيماً}، وجعلته النصارى إلهاً وولداً، وجعله الله روحه وكلمه، فهدى الله أمة محمدٍ للحق من ذلك.(1/149)
351- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن زيد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: كيف ترون في رجلٍ يجادل بين أصحاب رسول الله ويسيء القول لأهل رسول الله وقد برأهم الله، ثم قرأ ما أنزل الله في براءة عائشة؛ فقال سعد بن معاذ: إن كان منا قتلناه، وإن كان من غيرنا جاهدناه؛ فقال سعد بن عبادة: إنك، والله، لا تقدر على ذلك وما تستطيعه؛ فقال محمد بن مسلمة: أتتكلم دون منافق عدو الله؛ فقال: أسيد بن الحضير: فيما تكثرون، دعونا من هذا بيننا وبينه إن يأمرنا به رسول الله لم ننظر هل تمنعه، فلم تبرح المقالة بهم حتى تداعوا بالأوس والخزرج، فنزل عليه القرآن في ذلك #151# {فما لكلم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله}، فلم يكن بعد هذه الآية ينصره أحدٌ ولا يتكلم فيه أحدٌ، قال: فلقد كان رجلٌ من بني ثعلبة يأتيه وهو جالسٌ في المسجد فيأخذ بلحيته ويقول: اخرج منافق، خبيث، فيقول: أما أحدٌ ينصرني من أسيد بني ثعلبة، هذا فما يتكلم فيه أحدٌ.(1/150)
352- قال: وأخبرنا عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن يوسف بن تيرح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أي الأجلين قضى موسى، فقال: لا أعلم شيئاً؛ فسأل النبي جبريل فقال: لا علم لي، فسأل جبريل ملكاً فوقه، فقال: لا علم لي، فسأل ذلك الملك ربه عما سأله عنه جبريل مما سأله عنه محمد، فقال الرب: أبرهما وأبقاهما أو أزكاهما.(1/151)
353- قال: وأخبرنا عمرو بن الحارث بن يعقوب أن أباه أخبره أنه بلغه #152# أن الطير التي رمت بالحجارة كانت تحملها بأفواهها، ثم إذا ألقتها تنفط لها الجلد.(1/151)
354- قال: وأخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أنها طيرٌ تخرج من البحر وأن سجيل السماء الدنيا.(1/152)
355- قال: وحدثني يزيد بن عياض، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب قال: بينا أنا مع ابن عباس إذ لقي تبيعاً فقال له ابن عباس: مثل ما كانت الدواب التي أرسلت على أصحاب الفيل، قال تبيع: كان فوق الجراد ودون الفراخ؛ انصرف عنه ابن عباس، فقلت له: أصدق تبيع فيما قال: فقال: لا، فقلت: مثل ما كانت، فقال: ألم تر دواباً تصور في البسط والستور وأذنابها أذناب الطير، ولها أجنحةٌ وصدورها صدور السباع، قلت: بلى، قال: هي هي، واسمها العنقاء عنقاء المغرب.(1/152)
356- قال: وأخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن عمرو ابن عبد الله، عن قتادة أنه قال: إن {أصحاب الأيكة}، وأيكة الشجر #153# الملتف، و{أصحاب الرس} كانتا أمتين فبعث الله إليهما نبياً واحداً شعيباً وعذبهما الله بعذابين.
تم الكتاب بحمد الله ونعمته وصلى الله على نبيه محمدٍ خاتم الأنبياء والرسل وسلم تسليماً
قابلت بكتاب سحنون هذا النصف(1/152)
الجامع
علوم القرآن
الجزء الثالث
لعبد الله بن وهب بن مسلم أبي محمد المصري
(125 - 197 هـ)
برواية سحنون بن سعيد
(160 - 240 هـ)
تحقيق وتعليق
ميكلوش موراني
جامعة بون / ألمانيا
دار الغرب الإسلامي
الطبعة الأولى
2003 م(/)
#5#
الجزء [.. ... ... ... ... ... ... ... ... ..]
رواية عيسى [بن مسكين] [عن سحنون بن سعيد] لعبد الله بن مسرور
سمع جميعه عمر بن عبد الله بن أبي زيد يقرأ على أبي عبد الله محمد بن نصر الأندلسي في شعبان من سنة خمس وأربعمائة رواه عن أبي محمد عبد الله بن مسرور رحمه الله.
وسمع جميعه يقرأ على أبي عبد الله محمد بن نصر الأندلسي محمد بن عبد العزيز بن خلف [الإخوة وولده] علي وذلك في شهر رمضان من سنة خمس وأربعمائة حدثنا به عن عبد الله بن مسرور.(2/5)
#6#
1- [.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...]
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...] ب
[.. ... ... ... ... ... ... ..] كلمة إلا بسم
[.. ... ... ... ... ..].(2/6)
2- [.. ... ... ... ... ... ..] عة عن عبد ربه بن سعيد [.. ... ... .. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ] قال: [سيأتي .. ..ناسٌ] يفتون في القرآن برأيهم [.. ... ... ..].(2/6)
3- [.. ... ... .. عن] ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح #7# عن رجلٍ سمع عبادة [بن الصامت يقول]: إنا كنا في المسجد نقترئ، معنا أبو بكر الصديق ونحن أميون يقرئ بعضنا بعضاً؛ فخرج عبد الله بن أبي بن سلول تتبعه نمرقٌ وزربية، ثم وضعتا له فاتكأ؛ فقال: يا أبا بكر، ألا تقول لمحمدٍ يأتينا بآيةٍ كما جاء بها الأولون: جاء صالح بالناقة وجاء [موسى بالألواح]، وجاء داود بالزبور، وجاء عيسى بالمائدة، وعبد الله بن أبي بن سلول رجلٌ جدل صبيح، فصيح؛ فبكي أبو بكر، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو بكر: قوموا نستغيث بنبي الله من هذا المنافق؛ فقال رسول الله: إنه لا يقام لي، إنما يقام لله، إن جبريل أتاني فقال: اخرج فحدث بنعمة الله التي أنعم بها عليك وبفضيلته التي فضلت بها، فبشرني بعشر لم يؤتها نبيٌ قبلي؛ فقال: إن الله بعثني إلى الناس جميعاً، وأمرني أن أنذر الجن، وإن الله لقاني كلامه وأنا أميٌ؛ فقد أوتي داود الزبور، وموسى الألواح، وعيسى الإنجيل، إن الله قد غفر لي ذنبي ما تقدم منه وما تأخر، وإن الله أعطاني الكوثر، وإن الله أمدني بالملائكة وأتاني النصر، وجعل بين يدي الرعب، وجعل حوضي أعظم الحياض، ورفع ذكري في النادين، وبعثني يوم القيامة مقاماً محموداً، والناس {مهطعين، مقنعي [رؤوسهم}.. ..].
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...]
#8#
طر لم يتغير، ومثل من تعلم القرآن كبيراً [كما.. ... ... ... ... ..].(2/6)
4- [ابن وهب قال:] وأخبرني حيوة بن شريح عن شرحبيل بن شريك [.. ... ... ...] مولى سعد بن أبي وقاص يقول: ما كان في كتاب الله فليـ[.. ...].(2/8)
5- [ابن وهب قال: ] وأخبرني عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة أنه كان يعقد الأيمن بيساره في الصلاة.(2/8)
6- قال: وأخبرني معاوية بن صالح عن أبي يحيى أنه سمع أبا #9# أمامة الباهلي قال: إن أخاً لكم أرى في المنام أن الناس [يسلكون في] صدع جبلٍ وفرع طويل، وعلى رأس الجبل شجرتان خضروان إحداهما أطول من الأخرى تهتفان: أفيكم أحدٌ يقرأ سورة البقرة، أفيكم أحدٌ يقرأ سورة آل عمران؛ فإذا قال أحد: نعم، تدانتا إليه بأعذاقهما حتى يتعلق فتخطرا به إلى الجنة.(2/8)
7- قال ابن وهب: وحدثنا معاوية بن صالح عن أبي عمران أنه [سمع] أم الدرداء تقول: إن رجلاً ممن قد قرأ القرآن أغار على جارٍ له كان يأتي بعض [جيرانه]، فقتله، وإنه أقيد منه فقتل؛ فما زال القرآن ينسل [منه سورةً] سورةً حتى بقيت البقرة وآل عمران جمعةً؛ ثم إن آل عمران انسلت، وأقامت البقرة جمعةً، فقيل لها: {ما يبدل القول لدي وما أنا بظلامٍ للعبيد}؛ قال: فخرجت منه كالسحابة العظيمة.(2/9)
#10#
8- قال: وأخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن الله لما أنزل: {[إلا قليلٌ منهم]}، قال أبو بكر: والله، لو فعل لفعلنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [إن من أمتي لرجالاً] الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي.(2/10)
9- [قال: وأخبرني] بن محمد بن عبد العزيز أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [.. .. سورة] البقرة بلغت ثلاثمائة آية لتكلمت.(2/10)
10- قال: وأخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن عمر بن #11# الخطاب قال: إنما هذا القرآن كلامٌ فضعوه على مواضعه، ولا تتبعوا فيه أهواءكم.(2/10)
11- قال: وأخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن {قل هو الله أحدٌ}، هذه السورة تعدل ثلث القرآن.(2/11)
#12#
12- قال: وأخبرني السري بن يحيى أن يحيى بن أبي كثير اليمامي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به، ولا تجفو عنه، ولا تغلوا فيه، واقرؤوا الزهراوين، سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنهما يأتيان مع صاحبهما يوم القيامة كأنهما [غمامتان أو] كأنهما غيايتان، أو كأنهم فرقان من طيرٍ صواف ثم قال: اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركةٌ وتركها حسرةٌ، ولا يستطيعها البطلة.(2/12)
13- قال: وأخبرني السري بن يحيى أن شجاعاً حدثه عن أبي طيبة عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [.. ..] به #13#[فاقرأ بها (؟)].(2/12)
14- قال: [حدثني.. ...] لا يدعها [.. ...] يقول للنساء لا تعجز إحداكن [.. ... ... ..] بسورة [.. ... ... ..].(2/13)
15- [قال: أخبرني (؟) القاسم بن] عبد الله بن عمر عن أبي بكر ابن عمر عن سالم بن عبد الله [.. ...] عليكم بقضاء بالقرآن، فتعلموه فإنه أهونه (؟) [محملان (؟).. ..].(2/13)
16- [قال:.. ... ..]ـاد عن أبيه أن عمر بن عبد الله بن عمر أخبره عن عبد الله بن عمر [أن عمر بن الخطاب] سأله ورجلاً من بيته، فقال: ما معكما من القرآن، فقال عبد الله: معي إحدى عشرة سورة، وقال الآخر: معي سورة واحدة، فقال لهما عمر بن الخطاب: إن كنتما متعلمي القرآن فعليكما بكل سورة خفيفة، فإن ذلك أدنى أن تنشطا للصلاة بها.(2/13)
#14#
17- قال: وأخبرني عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه أنه كان يأمر بنيه بتعليم المفصل.(2/14)
18- قال: وحدثني حماد بن زيد عن عاصم قال: سمع أبو العالية رجلاً وهو يقول سورة قصيرة، فقال: أنت أقصر وألم؛ قال: وكان ابن سيرين يكره أن يقول سورة خفيفة، فإن الله يقول: {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}، ولكن قل سورة يسيرة، فإن الله يقول: {لقد يسرنا القرآن للذكر}.(2/14)
#15#
ترغيب القرآن
19- قال: وحدثني عبد الله بن عياش وسعيد بن أبي أيوب وعمرو #16# ابن الحارث أن عياش بن عباس حدثهم عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله ابن عمرو بن العاص أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئني، يا رسول الله، القرآن فقال: اقرأ ثلاثاً من ذوات الراء، قال الرجل: كبرت سني وثقل لساني وغلظ قلبي، فقال رسول الله: فاقرأ ثلاثاً من ذوات حميم، فقال الرجل مثل ذلك، قال: فاقرأ ثلاثاً من ذوات سبح، فقال الرجل مثل ذلك، ولكن أقرئني، يا رسول الله، سورة جامعة، فأقرأه رسول الله: {إذا زلزلت الأرض زلزالها}، حتى أتى على آخرها: {من يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره}، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق، ما أبالي ألا أزيد عليها حتى ألقى الله، ولكن أخبرني بما علي من العمل أعمله ما أطقت للعمل، قال: [صلاة الخمس]، وصيام شهر رمضان، [وحج البيت، وإيتاء الزكاة]، والأمر بالمعروف [والنهي] عن المنكر؛ ثم أدبر الرجل، فقال [رسول الله.. ..]، فجاءه، قال له رسول الله: وأمرت بيوم الأضحى عيداً [.. ...] أجد إلا منيحة ابني أو شاة ابني وأهلي أو منيحتهم [أضحي بها؛ قال: لا، ولكن تأخذ من شاربك واحلق عانتك، وذلك تمام أضحيتك] عند الله.(2/15)
20- أخبرني [.. ...] عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي #17# سهيل بن مالك عن [أنس بن مالك (؟)] قال: نزل بسورة الأنعام موكب من الملائكة يبدو ما بين الخافقين لهم زجلٌ بالتسبيح، والأرض ترتج بهم، ورسول الله يقول: سبحان الله العظيم مرتين.(2/16)
21- قال: وأخبرني سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن شيخٍ سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قرأ أحدكم: {والتين والزيتون}، فبلغ آخرها فليقل: بلى، وإذا قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة}، فبلغ آخرها، فليقل: بلى، وإذا قرأ {والمرسلات عرفاً}، فبلغ آخرها: {فبأي حديثٍ بعده يؤمنون}، فليقل: {آمنا بالله}.(2/17)
#18#
22- قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن إسماعيل بن أمية عن رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم السلام مثله، إلا أنه قال في آخر {والتين والزيتون}: فليقل: آمنت بالله وبما أنزل.(2/18)
23- وحدثني حماد بن زيد عن أبي عمران عن جندب بن عبد #19# الله، قال: رفعه لي، قال: اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه، فقوموا عنه.(2/18)
24- قال: وحدثني حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كله، وقال: إن منه ما قد رفع، أو نسي.(2/19)
25- قال: وحدثني حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب أن أبي بن كعب قال: إنا لنقرأ في ثمانٍ، يريد القرآن.(2/19)
26- قال: وحدثني حماد بن زيد عن عاصم عن أبي الأحوص #20# قال: قال عبد الله بن مسعود: إن لكل شيءٍ سناماً، وسنام القرآن البقرة، ولكل شيءٍ لبابٌ ولباب القرآن المفصل، وإن اصفر البيوت الذي ليس فيه من كتاب الله شيءٌ، وإن الشيطان ليخرج من البيت تقرأ فيه سورة البقرة. وما خلق الله من سماءٍ ولا أرضٍ ولا [.. ...].(2/19)
27- قال: وحدثني حماد بن زيد عن [عمرو بن] دينار قال: [.. ... ... ..] رجلٌ تأول القرآن على غير تأويله، ورجلٌ بنفس [.. ... ... ..].(2/20)
28- [قال: .. ... ... ..] بن محمد عن إسماعيل بن إبراهيم أنه بلغه أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم قال: .. .. {ألهاكم] التكاثر}، فكأنما قرأ ألف آية.(2/20)
#21#
29- قال: [وأخبرني .. .. عن مغيرة بن مقسم] الضبي عن زبيد الأيامي أنه بلغه أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم قال:.. ..] القرآن من غير عدوٍ لقي الله يوم القيامة مخصوماً مدحوضاً.(2/21)
30- قال: وحدثني أيضاً عن إسماعيل بن رافع عن رجلٍ يكنى أبا عبد الله عن زبيد الأيامي أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ القرآن كان حقاً على الله ألا يطعمه النار ما لم يغل، ما لم يرائي به، ما لم يأكل به، ما لم يدعه إلى غيره.(2/21)
31- قال: وأخبرني سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو أن #22# حبيب بن هند الأسلمي أخبره أنه سمع عروة بن الزبير يقول: سمعت عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أخذ السبع السور [الأول من] القرآن فهو حبرٌ.(2/21)
32- [وأخبرني.. .. عن] المطلب بن عبد الله أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم قال:.. ..] الملك عن صاحبها في قبره؛ ولم تمر على رسول الله [.. ..] يقرأ بها فيها.(2/22)
33- قال: أخبرني القاسم بن عبد الله [.. ..] مان (؟) يرفعه، قال: من قرأ حين يمسي أو يصبح: {لقد [جاءكم رسول من أنفسكم] عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ [رحيم]}، .. .. من] ذلك اليوم أو من تلك الليلة، أمن من الغرق والهدم والحريق والقتل.(2/22)
#23#
34- قال: وأخبرني القاسم بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح قال: حدثني عرفجة بن عبد الواحد عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من قرأ {تبارك} سورة الملك كل ليلة وقاه الله فتنة القبر، يؤتى من قبل رأسه فيقول الرأس: لا سبيل لك إليه، قد كان يقرأ بي، ثم يؤتى من قبل بطنه فيقول: لا سبيل لك إليه، قد كان وعاني، ثم يؤتى من قبل رجليه فتقول: لا سبيل لك إليهما.. ..] إنا لنجدها في التوراة سورة [.. ..]ها كل ليلة [.. ..].(2/23)
35- [أخبرني] محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد #24# ابن سعد [.. ..]، فذكر ذلك لعبد الله بن عباس، فقال: ما تمارى اثنان [.. ..]هما.(2/23)
36- وحدثني الليث بن سعد قال: كان لحارثة بن النعمان جارية [تـ.. ..] يقوم الليل فسهروا ليلةً لبعض الحاجة فغلبتهم أعينهم حتى كادوا يصبحون، فاستيقظت الجارية فنادته: أصحبنا، واقترب الصبح؛ فقال: لقد أيقظتني، وإن بقرة لتنطحني في النوم، لأنها كان ليلة البقرة.(2/24)
37- قال: وسمعت الليث بن سعد يحدث عن سليمان بن حميد أو غيره أن علياً ذكر عنده أن عمر بن الخطاب لم يجمع القرآن؛ فقال علي: إن قلبه وعاه قبل أن ينطق به لسانه.(2/24)
38- قال: وحدثني موسى بن علي عن أبيه أنه جاء رجلٌ إلى #25# النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي سورة واحدة في القرآن أعظم، قال: التي فيها ذكر البقرة؛ قال: وأي آية واحدة في القرآن أعظم، قال: آية الكرسي، ثم قال رسول الله: وآيتان أنزلتا من تحت العرش، أختموا بهما سورة البقرة.(2/24)
39- قال: وحدثني الليث بن سعد عن عمر مولى غفرة قال: شكى علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ينسى القرآن، فقال له رسول الله: قل أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع والعليم، وأعوذ برب من همزات الشياطين، وإن يحضرون إنك أنت السميع #26# العليم، اللهم نور بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني واشرح بالقرآن صدري، وأفرج بالقرآن عن قلبي واستعملني به أبداً ما أبقيتني؛ فقال ذلك، فذهب عنه النسيان.(2/25)
40- قال: وحدثني الليث بن سعد قال: نزل القرآن على سبعة أحرف، خمس أحرف منها بلسان عجز هوازن؛ والعجز: قبائل؛ قال: وهم الذين ربوا رسول الله؛ قال: وحرفان في سائر [الناس].(2/26)
41- قال: وكان أول من [جمع القرآن.. ..] بذلك عليه عمر بن الخطاب، وذلك حين قتل أصحاب رسول الله [.. .. أبو بكر] الصديق قال لعمر: فمن يكتبه، قال: زيد بن ثابت فإنه فطن [.. ..] رسول الله؛ وكتبه زيد بن ثابت، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت [.. ..آية] إلا بشاهدٍ في عدلٍ؛ وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع خزيمة بن ثابت، فقال: [.. ..] اكتبوها، فإن رسول الله جعل شهادته شهادة رجلين، فكتبت؛ وإن عمر بن الخطاب أتى بآية الرجم فلم يكتبوها، لأنه كان وحده، فلما فرغ من ذلك المصحف كان عند أبي بكر، ثم كان بعد عند عمر، ثم كان بعد عمر #27# عند حفصة زوج النبي، حتى قدم حذيفة بن اليمان على عثمان بن عفان، فقال: يا أمير المؤمنين، إني سمعت الناس قد اختلفوا في القرآن، فيقول الرجل: حرفي الذي أقرأ به خيرٌ من حرفك؛ فأرسل عثمان إلى حفصة أن تبعث به إليه، فقالت: على أن ترده إلي، قال: نعم؛ قال: فنسخ منها مصاحف فبعث بها إلى الآفاق وأمرهم أن يبعثوا إليه بما كان عندهم منها، وأمر بها أن تحرق؛ قال: ومن حبس عنده منها شيئاً فهو غلولٌ.
قال ابن مسعود: مصحفي هذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن الله يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}، فأنا أغله حتى ألقى الله به يوم القيامة.
قال: وكان حين جمع القرآن جعل زيد بن ثابت وأبي بن كعب يكتبان القرآن، وجعل معهما سعيد بن العاص يقيم عربيته، فقال أبي بن كعب: التابوه، فقال سعيد: إنما هو التابوت، فقال عثمان: اكتبوه كما قال سعيد: التابوت، فكتبوا: {التابوت}.(2/26)
42- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه #28# قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذٍ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: [اقعدوا على باب المسجد فمن جاءكما] بشاهدين على شيءٍ من كتاب [الله فاكتباه].(2/27)
43- قال: [وأخبرني] [عمر بن طلحة] عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب [قال أراد عمر بن الخطاب] أن يجمع القرآن، فقام في الناس فقال: من كان تلقى من رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] شيئاً من القرآن فليأتنا؛ فكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح [والعسب]، وكان لا يقبل من أحدٍ شيءً حتى يشهد عليه شاهدان، فقتل عمر قبل أن يجمع ذلك إليه. فقام عثمان بن عفان فقال: من كان عنده شيءٌ من كتاب الله فليأتنا به، وكان لا يقبل من ذلك شيئاً حتى يشهد عليه شاهدان؛ قال: فجاء خزيمة ابن ثابت فقال: إني قد رأيتكم قد تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوها؛ #29# فقالوا: وما هما، قال: تلقيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ}، إلى آخر السورة؛ فقال عثمان: وأنا أشهد أنهما من عند الله، فأين ترى أن نجعلها، فقال: اختم بهما آخر ما نزل من القرآن؛ فختمت بهما براءة.(2/28)
44- قال: وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: أمر عثمان بن عفان فتياناً من العرب أن يكتبوا القرآن، ويمل عليهم زيد بن ثابت؛ فلما بلغوا {التابوت}، قال: زيد: أكتبوه: التابوه، فقالوا: لا نكتب إلا {التابوت}، فذكروا ذلك لعثمان بن عفان، فقال: أكتبوا: {التابوت} فإنما أنزله الله على رجلٍ منا بلسان عربيٍ مبينٍ.(2/29)
45- قال: وحدثني عبد العزيز بن محمد قال: بلغني عن عبد الله ابن عباس أنه قال: إن القرآن أنزل على خمسة أحرفٍ؛ ثلاثة منها تردد في هوازن، وبني سعد، وبني نصر، وحرفان في سائر الناس.(2/29)
46- قال: وحدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن حمزة بن عبد الله #30# قال: بلغني أنه قيل لعبد الله بن مسعود: ما يمنعك أن تقرأ علي قراءة فلانٍ، فقال: لقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، فقال لي: لقد أحسنت؛ وإن الذي تسألونني أن أقرأ على قراءته في صلب رجلٍ كافرٍ.(2/29)
47- وحدثنا مالك بن أنس قال: اختلف الناس في القرآن، فكان في كلام الأنصار: التابوه، وفي كلام قريش التابوت؛ قال: فأثبت في القرآن: {التابوت}؛ وكان عثمان بن عفان ممن أعان على ذلك.(2/30)
#31#
48- قال: وحدثني مالك عن ابن شهاب عن سالم وخارجة أن أبا بكر الصديق كان جمع القرآن في قراطيس، وكان قد سأل زيد [ابن ثابت] النظر في ذلك، وأبى، حتى استعان عليه [بعمر بن الخطاب، وكانت] تلك الكتب عند أبي بكر حتى توفي، ثم كانت عند عمر حتى [توفي، ثم كانت] عند حفصة زوج النبي، فأرسل إليها عثمان، وأبت أن تدفعها إليه حتى عاهدها ليردنها إليها. فبعثت بها إليه، فنسخها عثمان في هذه المصاحف، ثم ردها إليها؛ فلم تزل عندها حتى أرسل مروان بن الحكم وأخذها فحرقها.(2/31)
49- قال: وأخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قوذر عن كعب #32# الأحبار قال: من ختم القرآن زوجها الله مائة ألف زوجة من الحور العين، لكل زوجة مائة ألف ألف وصيفة، ومائة ألف ألف وصيف؛ ومن قرأ شيئاً منه فحساب ذلك؛ فإن ختمه مرابطاً زاده الله على ذلك مائة ألف ألف ضعف، وبنى له عدد ذلك مدائن، وقصوراً، وغرفاً من در وياقوت في الجنة، وكان ذلك على الله يسيراً؛
قال كعب: وما من شيءٍ أحب إلى الله من قراءة القرآن، والذكر، ولو لا ذلك ما أمر الناس بالصلاة والقتال، ألا ترون أنه أمر الناس بالذكر عند القتال أيضاً، فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون}؛
قال: وسمع كعب رجلاً يقرأ القرآن، فقال: خيار عباد الله من أطاب الكلام، وشرار عباد الله من أخبث الكلام؛ وقال كعب: من قرأها: {هو الله أحدٌ}، حرم الله لحمه على النار .(2/31)
50- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه أنه سئل عن قراءة الرجل القرآن وهو على غير طهر من جنابةٍ، فقال: سمعت من يحتظى برأيه من الفقهاء يقولون: أما الآية والكلمة من القرآن فإنه لا بأس بذلك، وأما أن ينتصب الجنب والحائض للقرآن، فإنا نكره ذلك؛ فأما غير الجنابة والحيضة، فلا بأس بقراءة القرآن.(2/32)
#33#
51- قال: وأخبرني موسى بن سلمة عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب أن جوامع الكلم التي تجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد أو الأمرين أو نحو ذلك.(2/33)
52- قال: وحدثني عبد الملك بن محمد بن حزم الأنصاري عن أبيه قال: لا أدري أرفعه أم لا، فإنه قال: إن أحق الضالة ألا تضاع لضالة القرآن.(2/33)
53- قال: وحدثني بكر بن مضر عن الحارث بن يعقوب عن عباس #34# ابن جليد الحجري قال: قلت لشفي الأصبحي: أشكو إلى الله، ثم إليك إني كنت أختم القرآن في كذا وكذا، ثم صرت لا أختمه إلا في كذا وكذا؛ فقال: اللهم غفراً، أعمل بما فيه وأختمه في سنةٍ.(2/33)
54- قال: وحدثني من سمع عبد الله بن عمر بن حفص يحدث قال: لما أنزلت {تبت يدا أبي لهبٍ}، أقبلت امرأة أبي لهب حتى دخلت المسجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر؛ فلما نظر إليها أبو بكر قال: يا رسول الله، هذه فلانة، لو تنحيت عنها، فإني أخشى أن تؤذيك، فقال رسول الله: إني سأقرأ آيةً من كتاب الله فلا تراني، فأقبلت حتى وقفت عليهما، فقالت لأبي بكر: أين صاحبك هذا الذي يهجونا، فقال لها أبو بكر: لا، ورب هذه البنية، ما يهجوكم، قالت: بلى، بلغني أنه يهجونا، فقال لها أبو بكر مثل ذلك؛ فقال أبو بكر: فلما تولت عنا قلت: يا رسول الله، أي شيء قرأت به حتى لم ترك، قال: قرأت: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً}.(2/34)
55- وحدثني ابن لهيعة قال: يقولون إن براءة من: {يسألونك عن الأنفال}، قالوا: وإنما ترك بسم الله الرحمن الرحيم أن يكتب في براءة لأنها من: {يسألونك}.(2/34)
#35#
56- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً: قد أنزلت آيةٌ عظيمةٌ، فقالوا: وكيف، يا رسول الله، فقال: ما كنت بدعاً من الرسل وما كنت أدري ما يفعل بي ولا بكم؛ فبكوا وقالوا: لا تدري، فقال: لا، والله؛ فأنزل الله: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً}، حتى بلغ: {ويهديك صراطاً مستقيماً}؛ قالوا: قد بين الله لك، يا رسول الله، فكيف بنا، فبكوا بكاءً شديداً، فقال: إن لكم رباً رحيماً، فأتمها الله رحمةً منه: {وهو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم}، حتى بلغ: {وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً}، فكبروا الله وحمدوه.(2/35)
57- وحدثني الوليد بن المغيرة عن واهب المعافري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أقرئه المصمدة، فقال رجلٌ: أنا، يا رسول الله، فأقرأه رسول الله سورة يونس؛ ثم قال: من أقرئه المحلية، فقال رجلٌ أنا، يا رسول الله، #36# فأقرأه طه؛ ثم قال: من أقرئه المحبرة، فقال رجل أنا؛ فأقرأه: {هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر}.(2/35)
58- قال: وحدثنا غوث بن سليمان الحضرمي أن رجلاً من الأنصار حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ من أصحابه: يا فلان، أوصيك بتقوى الله والقرآن، فإنه نور النهار وهدى الظلمة، أتى على ما كان من جهد وفاقةٍ، فإن تعرضك بلاءٌ فاجعل مالك دون دمك، فإن تجاوزك البلاء فاجعل مالك ودمك دون دينك، فإن المسلوب من سلب دينه، والمحروب من حرب دينه؛ فإنه لا فاقة بعد الجنة ولا غنىً، بعده النار لا يستغنى فقيرها ولا يفل أسيرها.(2/36)
59- قال: وحدثني حفص بن عمر عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال: قراءة {قل يا أيها الكافرون}، {إذا جاء نصر الله والفتح}، فإنهما يغنيان من الفقر.(2/36)
60- قال: وحدثني عبد الحميد بن سالم عن سالم بن غيلان قال: #37# اشتكى صحابة عمر بن عبد العزيز إلى عمر تفلت القرآن منهم، فقال: اقرؤوه في ممشاكم وفي إقبالكم وإدباركم.(2/36)
61- وحدثني عثمان بن الحكم عن هشام بن سعد عن سهيل بن أبي صالح أن ابن مسعود كان يقول: يأتي القرآن يوم القيامة شافعاً لمن حمله فيقول: يا رب، كل صانع يعيد على أهله من صنعته، وكل عامل يعيد على أهله من عمله، وكل تاجر يعيد على أهله من تجارته؛ وقد كنت شغلت فلاناً بي كان يغدو بي ويروح، فيقول: فما تسأل له، فيقول: الرضوان والمغفرة، فيعطي الخلد بيمينه والنعمة بشماله، ويلبس تاج الوقار، وفيه لؤلؤة تضيء مسيرة يومين، ويكسي حلة الكرامة فإذا نشرها كانت سبعين ذراعاً، وإذا طواها كانت بين أصبعيه.(2/37)
62- قال: وحدثني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة أن علي بن أبي طالب كان يقول: إذا قرأت القرآن وتابعت بين المفصل في سور فاحمد #38# الله وكبر بين كل سورتين.(2/37)
63- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أنه قال: بات قتادة بن النعمان يقرأ: {قل هو الله أحدٌ}، حتى أصبح؛ فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن أو نصفه.(2/38)
64- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد قال: كان أبي بن كعب يقرئ رجلاً من دوس، وكان يدخل بيته فيأكل عنده، فأتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه يقرئه، ثم يدخل معه على أهله فيأكل من طعامه؛ فقال رسول الله إن كان يطعمك من طعام أهله، فلا بأس، وإن كان يخصك بشيءٍ، فلا تأكل.(2/38)
65- وأخبرني شبيب بن سعيد عن شعبة بن الحجاج عن الفضيل عن سعيد بن جبير أنه كان يكتب التعويذ لهم.(2/38)
#39#
في العربية بالقرآن
66- أخبرني عبد الله بن وهب قال: حدثني الوليد بن المغيرة عن الحارث بن يزيد الحضرمي يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعربوا القرآن فإنه عربي.(2/39)
67- قال: وأخبرني يحيى بن أيوب قال: قال عمر بن الخطاب: تعلموا قراءة القرآن بالعربية وعبارة الأحلام، وقولوا: خيرٌ لنا، وشرٌ لعدونا.(2/39)
68- قال: وبلغني عن ابن مسعود أنه قال: أعربوا القرآن، فإنه عربي، فإنه سيأتي قومٌ يثقفونه وليسوا بخياركم.(2/39)
69- قال: وحدثني سعيد بن عبد الله المعافري عن موسى بن علي #40# عن أبيه أن عقبة بن عامر بينا يقرئ رجلاً يوماً هذه الآية: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً}، فقال الرجل: ولم يجعل له عوجٌ قيمٌ، فقال عقبة: قل {عوجاً قيماً}، فقال: عوجٌ قيمٌ؛ فردد عليه مراراً؛ فقال الرجل: إني أقول كما تقول غير أني لا أقول؛ فقال له عقبة: فقل ذلك، فإنه من تمامها.(2/39)
70- قال: وأخبرني سعيد بن أبي أيوب عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن يونس بن عبيد عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعربوا القرآن، فإنه عربيٌ، والله يحب من يعرب.(2/40)
71- قال: وأخبرني عبد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر كان يسمع بعض ولده يلحن فيضربه.(2/40)
72- وحدثني حماد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى #41# ابن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي بن كعب قال: تعلموا العربية في القرآن كما تتعلمون حفظه.(2/40)
73- قال: وحدثني حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان ابن يسار أن عمر بن الخطاب خرج من خوخته فأتى على قومٍ يقرؤون، فلما رأوا عمر أنصتوا، فقال: كنتم تراجعون، فقالوا: كنا نقرئ بعضنا بعضاً، فقال: فاقرؤوا، ولا تلحنوا.(2/41)
74- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم قال: سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن شكل القرآن في المصاحف، فقال: لا بأس بذلك.(2/41)
75- قال: وحدثني الليث بن سعد قال: لا أرى بأساً أن ينقط المصحف بالعربية.(2/41)
#42#
76- قال: وقال لي مالك بن أنس: أما هذه المصاحف الصغار فلا أرى بأساً، وأما الأمهات، فلا.(2/42)
77- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم قال: سمعت عبد الله بن يزيد بن هزمر يسأل عن النبر في القرآن، فقال: إن كانت العرب تنبر فإن القرآن أحق أن ينبر.(2/42)
78- قال: وسمعت إسماعيل بن عياش يحدث عن سعيد بن عبيد الله القرشي عن أبي الزناد أن رجلاً قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرشدوا أخاكم.(2/42)
79- قال: وحدثني إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي أن عمر بن الخطاب كان يقول: أعربوا القرآن فإنه عربي، وتفقهوا في السنة، وأحسنوا عبارة الرؤيا، وإذا قص أحدكم على أخيه فليقل: اللهم إن #43# كان خيراً فلنا، وإن كان شراً فعلى عدونا.(2/42)
80- قال: وحدثني الليث بن سعد قال: حدثني بعض شيوخنا أبو الأزهر أن أبا بكر الصديق قال: لأن أعرب آيةً من القرآن أحب إلي من أن أحفظ آيةً.(2/43)
81- قال: وقال لي الليث: وسألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن تعلم النحو لإعراب القرآن، وقال لي ربيعة وددت أني أحسنه.(2/43)
82- وحدثني الليث أن أبا زهير شيخاً من قريش حدثه قال: بلغني أن عبد الله بن عمر قال لنافع في رجل كان يقرأ قريباً منه يرفع صوته: إن هذا يقرأ وقد آذاني باللحن، فاذهب إليه فأنهاه عن ذلك، فإن أبى فاستأذني عليه.(2/43)
83- قال: وأخبرني عبد العزيز بن محمد عن محمد بن جعفر الأنصاري قال: نهيت عن نبر القرآن في النوم.(2/43)
84- قال: وحدثني حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق قال: قلت للحسن: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويصلح بها منطقه، #44# قال: نعم، فليتعلمها، فإن الرجل يقرأ بالآية فيعيها بوجوهها فيهلك.(2/43)
85- قال: وأخبرني حماد بن زيد عن عبيدة بن زيد النميري قال: سمعت الحسن يقول: أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله.(2/44)
في اختلاف حروف القرآن
86- قال: وأخبرني سفيان الثوري عن عاصم عن عبد الله بن مسعود قال: إذا اختلفتم في القرآن في الياء والتاء فذكروا القرآن، فإن القرآن مذكرٌ.(2/44)
87- قال: وسمعت سفيان بن عيينة يحدث عن عمرو بن دينار #45# عن ابن مسعود أنه قال: القرآن كله مذكرٌ، وذكروه.(2/44)
88- قال: وحدثني العطاف بن خالد المخزومي عن رجل حدثه عن الحسن أنه كان يقرأ هذه الحروف: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيمٌ}، قال: النصب.(2/45)
89- قال: أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن لهيعة بن عقبة أنه سمع أبان بن عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر يقرأ سورة الأنعام: {من الضأن} اثنان.(2/45)
90- قال: وسمعت يحيى بن أيوب يحدث عن ابن #46# الهاد أن إنساناً سأل عبد الرحمن الأعرج عن قول الله: {وما هو على الغيب بضنينٍ}، أو ظنينٍ، فقال عبد الرحمن: ما أبالي بأيهما قرأت.(2/45)
91- قال: وحدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقرأها: {وما هو على الغيب} بظنينٍ.(2/46)
92- قال سفيان: تفسير ضنين وظنين سواء، ويقول ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ؛ والظنين: المتهم، والضنين: البخيل.(2/46)
93- قال: وسمعت خلاد بن سليمان يقول: اختصم عبد الواحد، وكان ممن قد جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، هو وعبد الله بن مسعود، فقال عبد الواحد: أرأيت حيث يقول الله في كتابه: {تسعٌ وتسعون نعجةً}، أنثى، ألم يكن يعرف حين قال نعاج أنهن إناث، قال ابن مسعود: أرأيت حين يقول الله: {فصيام ثلاثة أيامٍ في الحج وسبعةٍ إذا رجعتم تلك عشرةٌ كاملةٌ}، ألم يعرف أن ثلاثة وسبعة عشرة.(2/46)
#47#
94- قال: وحدثني عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان عبد الله ابن عمر يعطيني المصحف فأمسك عليه، قال: فقلنا له: كيف كان يقرأ هذه الآية في سورة البقرة، قال: كان يقرأها: {فديةٌ طعام} مساكين.(2/47)
95- قال: وحدثني طلحة بن عمرو عن أبي خالد قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة زوج النبي عليه السلام، فقلت لها: يا أمتاه، كيف تقرئين هذا الحرف: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ}. قالت: ما كنا نقرأها إلا: الذين يأتون ما أتوا وقلوبهم وجلةٌ.(2/47)
96- قال: وحدثني أيضاً عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ: {إنما ذلك الشيطان يخوف أولياءه}: إنما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه.(2/47)
97- قال: وحدثني أيضاً أنه سمع عطاء يحدث عن ابن عباس أنه كان يقرأ: {فيه} آيةٌ بينةٌ {مقام إبراهيم}.(2/47)
#48#
98- قال: وأخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم عن موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن رجلٍ يقال له عمر قال: سمعت علياً يقرأ هذه الآية في الأنعام: {إن الذين} فارقوا {دينهم وكانوا شيعاً}.(2/48)
99- قال: وحدثني حرملة بن عمران التجيبي قال: سمعت محمد بن عبد الملك بن مروان يقول: أخبرني من سمع معاوية بن أبي سفيان يقرأ هذه الآية: حرم {على قريةٍ}.(2/48)
#49#
100- قال: وحدثني حرملة بن عمران أنه سمع محمد بن راشد يخبر عن أبيه قال: عرضت القرآن على أبي الدرداء وواثلة بن الأسقع صاحبي النبي صلى الله عليه وسلم بدمشق ثماني مراتٍ فلم يرددا علي شيئاً؛ وإنه كان يقرأ: يقضي {الحق وهو خير الفاصلين}.(2/49)
101- قال: وأخبرنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم أنه كان يقرأ هذه الآية: {إلا من ظلم}.(2/49)
102- قال: وحدثني من سمع عقيل بن خالد يحدث #50# عن ابن شهاب أنه كان يقرأ: يخصفان {عليهما من ورق الجنة}.
قال عقيل: وكان ابن شهاب يقول: لن تنال {الله لحومها ولا دماءها ولكن} تناله {التقوى منكم}.(2/49)
103- قال: وحدثني من سمع سعيد بن أبي أيوب يقول: صلى بنا رزيق بن حكيم، قال: حسبت المغرب، فقرأ فيها: بالليل {إذا يغشى}؛ فسمعته يقول: {ناراً} تتلظى.(2/50)
104- قال: وحدثني ابن جريج وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع عبيد بن عمير الليثي قرأ بها كذلك في صلاة المغرب.(2/50)
#51#
105- قال: وحدثني الحارث بن نبهان عن أبان بن أبي عياش أن أنس بن مالك قرأ: {إن ناشئة الليل هي أشد وطأً} وأصوب {قيلاً}؛ قال: فقلت له: أو {أقوم قيلاً}، فقال: أصوب وأقوم واحدٌ.(2/51)
106- قال: وأخبرني معاوية بن صالح عن مرثد بن سمي الخولاني عن أبي الدرداء قال: سيأتي قومٌ يقرؤون هذه الآية: الم، غلبت الروم، وإنما هي: {الم غلبت الروم}.(2/51)
107- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج قال: سمعت مروان يقرأ: {قالوا سلاماً}، قال: سلمٌ.(2/51)
108- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن الأعرج قال: سمعت محمد #52# ابن يوسف، وكان من أفصح العرب، يقرأ: {إلا أن} يخافا.(2/51)
109- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن الأعرج قال: سمعت عبد الله ابن عباس يقرأ: {وما آتيتم من رباً} لتربوا {في أموال الناس}.(2/52)
110- وحدثني ابن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج قال: سمعت عبد الله بن عباس يقرأ: {ألا إنهم} تثنون {صدورهم}.(2/52)
111- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: سمعت بعض أهل الشر الذين ينكرون القرآن: خلقنا وفعلنا، وأشباه هذا؛ فسمعت يهودياً وهو يحدث عن التوراة عن خلق آدم فقال: مكتوبٌ فيها إنا خلقنا آدم، فقال: إن الله هو كل شيء، فلذلك يقول: خلقنا وفعلنا.(2/52)
112- قال: وأخبرني ابن لهيعة قال: سمعت شيخاً #53# من فهم يقول: سمعت عبد الرحمن بن حجيرة وقرأ بسورة الكهف وهو يقص على الناس فبلغ هذه الآية: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض}، فقال: ما أشهدتهم وأشهدناهم سواء.(2/52)
113- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة ابن الزبير أنه قال: إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرؤوه كما أقرئتموه.(2/53)
114- قال: وأخبرني جرير بن حازم قال: قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود: {فاذكروا اسم الله عليها} صوافن.
قال جرير: وكان الحسن يقول: صواف، صوافي: خالصة لله.(2/53)
115- قال: وحدثني ابن لهيعة أنه سمع ربيعة يقول ذلك.(2/53)
#54#
116- قال: وحدثني جرير بن حازم عن سليمان الأعمش عن زيد ابن وهب عن عبد الله بن مسعود وأتاه رجلان وقد اختلفا في آيةٍ من القرآن، فقال لأحدهما: إقرأ، فقرأ، فقال: من أقرأك هذه الآية، قال: أقرأنيها أبو حكيم المزني؛ قال للآخر: إقرأ، فقرأ، فقال: من أقرأك هذه، قال: أقرأنيها عمر بن الخطاب؛ قال: عمر بن الخطاب، قال: نعم؛ قال: إقرأ كما أقرأك عمر مرتين أو ثلاثاً؛ ثم بكى حتى رأيت قطرتين من دموعه في الحصباء، ثم قال: كان عمر حائطاً حصيناً على الإسلام، يدخل الناس فيه ولا يخرجون منه، فانثلم الحائط فالناس يخرجون منه ولا يدخلون فيه.(2/54)
117- قال: وحدثني الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن عون بن عبد الله يرفع الحديث إلى عبد الله بن مسعود أنه كان يقرئ رجلاً #55# أعجمياً هذه الآية: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}، فيقول الأعجمي: طعام اليتيم؛ فقال ابن مسعود: أتستطيع أن تقول طعام الفاجر، قال: نعم، قال: فاقرأ كذلك.(2/54)
118- قال: وحدثني مالك بن أنس قال: أقرأ عبد الله بن مسعود رجلاً: {إن شجرة الزقوم طعام الأثيم}، فجعل يقول: طعام اليتيم، فقال له عبد الله: طعام الفاجر؛ قال: قلت لمالك: أترى أن تقرأ كذلك، قال: نعم، أرى ذلك واسعاً.(2/55)
119- قال: وحدثني الليث عمن سمع عمر بن عبد العزيز يقرأ هذه الآية: {حتى إذا ساوى بين الصدفين}؛
قال الليث: حسبت أن الذي حدثني بهذا سليمان بن حميد أو غيره.(2/55)
120- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم عن عبد الرحمن الأعرج أنه كان يقرأ: {حتى إذا ساوى بين} الصدفين؛
قال ابن وهب: وأقرأنيها نافع: {الصدفين}.(2/55)
121- قال: وحدثني الليث بن سعد أن عمر بن عبد العزيز كان يقرأ: {والليل} إذا دبر.(2/55)
#56#
122- قال: وحدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه سمع عمر بن عبد العزيز في امرأته على المدينة يقرأ هذه الآية:{والليل} إذا دبر، حتى فارقنا؛ قال: ابن أبي الزناد: ثم أخبرني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أن أباه لم يزل يقرأ: إذا دبر، حتى مات.(2/56)
123- وحدثني سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عباس أنه كان يقرأ: {والليل إذا أدبر}.(2/56)
124- قال: وحدثنا أيضاً عن حميد بن قيس عن مجاهد أنه كان يقرأ: {والليل إذ أدبر}.(2/56)
125- قال: وأخبرنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: كان زيد بن ثابت يقرأ: {وانظر إلى العظام كيف ننشزها}، بالزاء.(2/56)
126- قال ابن أبي الزناد: وسمعت أبا جعفر القاري يقرأها بالراء.(2/56)
#57#
127- وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة عن أبيه زيد بن ثابت أنه كان يقرأ: ذرية {قومٍ آخرين}.(2/57)
128- قال ابن أبي الزناد: وكان أبي يحدث عن أبان عن زيد بن ثابت: ينشزها، وذرية.(2/57)
129- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقرأ: {أنت} منذرٌ {من يخشاها}.(2/57)
130- قال: وأخبرني مسلم بن خالد عن إسماعيل بن أمية قال: اجتمع معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عباس، فقال ابن عباس: {وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ}، وقال معاوية: {وجدها تغرب في عينٍ} حامئةٍ؛ فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار فقال: إني اختلفت وابن عباس في هذه الآية، فقلت: {في عينٍ} حامئةٍ، وقال ابن عباس: {في عينٍ حمئةٍ}؛ فقال #58# كعب: أنتم أعلم بالقرآن مني، أما هي فتغيب في ثأطٍ.(2/57)
131- قال: وسمعت سفيان بن عيينة يحدث عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس قال: خالفني عمرو بن العاص ونحن عند معاوية، فقال: ابن عباس: {في عينٍ حمئةٍ}، وقال عمرو: {في عينٍ} حامئةٍ؛ فسألنا كعباً فقال: إنها لفي كتاب الله المنزل لتغرب في طينة سوداء.(2/58)
132- قال: وحدثني [نافع بن أبي] نعيم قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: كان ابن عباس يقرأ: {في عين [حمئةٍ]}، ثم فسرها: ذات حماةٍ.
قال: وقال لي نافع: وسئل عنها كعب، فقال: أنتم أعلم بالقرآن مني، ولكني أجدها في كتاب الله تغيب في طينة سوداء.(2/58)
133- قال ابن وهب: وسمعت سفيان بن عيينة يحدث عن عمرو ابن دينار عن عبد الله بن عباس أنه قرأ: حرم {على قريةٍ}؛ وقرأ: دارست؛ وقرأ: {في عينٍ حمئةٍ}.
قال عمرو: وسمعت عبد الله بن الزبير يقول: إن صبياناً هاهنا يقرؤون:وحرم، ويقرؤون: دارست، وإنما هي {درست}، ويقولون: {حمئةٍ}، وهي حامئةٍ.(2/58)
#59#
134- قال: وحدثني محمد بن سليم الفارسي أنه سمع الضحاك ابن مزاحم، وكان من أصحاب ابن عباس، كان يقرأ: {يا أيها الذين آمنوا لا} تقدموا {بين يدى الله ورسوله}.(2/59)
135- قال: وحدثني أنس بن عياض عن بعض أصحابه أن القاسم بن محمد سئل عن قول الله: {وما أنزل على الملكين}، فقيل له: أنزل أو لم ينزل، ما أبالي أي ذلك كان، إلا أني آمنت به.(2/59)
136- وحدثني الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن #60# محمد وسأله رجلٌ عن قول الله: {يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت}، فقال الرجل: يعلمان الناس ما أنزل عليهما أو يعلمان الناس ما لم ينزل عليهما؛ فقال القاسم: ما أبالي أيتهما كانت.(2/59)
137- وأخبرنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: سمعت عبد الله بن الزبير قرأها: {ليس عليكم جناحٌ أن تبتغوا فضلاً من ربكم} في مواسم الحج.(2/60)
138- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك قال: كان عبد الله بن الزبير يؤم الناس بمكة، فكان يقرأ قراءةً، فعاب عليه بعض الناس قراءته، وقالوا له: إن الناس يقرؤون غير هذه القراءة؛ فقال: وددت أني أقرأ قراءتكم، ولكن جرى لساني على هذه القراءة.(2/60)
139- فقيل لمالك: أفترى أن يقرأ بمثل [ما] قرأ عمر بن #61# الخطاب: فامضوا إلى ذكر الله، فقال: ذلك جائزٌ؛ وقال رسول الله: أنزل [القرآن] على سبعة أحرف، فاقرؤوا منه ما تيسر منه، مثل تعلمون، ويعلمون.
قال مالك: ولا أرى باختلافهم في مثل هذا بأساً؛ قال: وقد كان الناس لهم مصاحف وألسنة الذين أوصى إليهم عمر بن الخطاب كانت لهم مصاحف.(2/60)
140- وسألت مالك بن أنس عن مصحف عثمان بن عفان، فقال لي: ذهب.(2/61)
141- قال: وسمعت مالكاً وسئل عن الحروف تكون في القرآن مثل الواو والألف، أترى أن نغير من المصاحف إذا وجد ذلك فيها، فقال: لا تغير.(2/61)
142- قال: وأخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال: #62# جاء إنسان إلى القاسم بن محمد، فقال: إن محمد بن كعب القرظي يقرأ هذه الآية: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا}، فقال القاسم: فأخبروني عني أني سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقرأ: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد} كذبوا، تقول: كذبهم أتباعهم.(2/61)
143- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود قال: رأيت مصحف عبد الله بن مسعود: لم يكن أهل الكتاب والمشركين ذات اليهودية والنصرانية والمجوسية وإن الدين الحنيفية المسلمة غير المشركة لم يكونوا مفترقين حتى تأتيهم البينة.
وقال أبو الأسود: وقال عروة بن الزبير: إن الناس اختلفوا في قراءة: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب}، فدخل عمر بن الخطاب على حفصة بأديم، فقال: إذا دخل عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأليه يعلمك: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب}، وقولي له يكتبها لك في هذا الأديم؛ ففعلت فكتبها لها، فهي قراءة العامة.(2/62)
144- قال: وأخبرني ابن لهيعة قال: سمعت أبا طعمة يقرأ: #63# {متكئين على} رفارف {خضرٍ}.(2/62)
145- وحدثني المسور بن عبد الملك عن نبيه بن وهب عن مولىً لسعيد بن العاص قال: سمعت سعيد بن العاص يقول: لكأني أسمع عثمان بن عفان وهو يملي علي: {وإني} خفت {الموالي من ورائي}.
قال ابن وهب: خلف، قلت في رأيي.
آخر الترغيب الثاني(2/63)
#64#
باب الناسخ: وهذا كتاب الناسخ والمنسوخ
146- قال: وأخبرني القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخاطب عن زيد بن أسلم أنه قال: قال الله:
{ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}؛ وقال الله: {وإذا بدلنا آيةً}، {والله أعلم بما ينزل}، وقال: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}؛
#65#
فقال زيد: فأول ما نسخ من القرآن نسخت القبلة؛ كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل صخرة بيت المقدس، وهي قبلة اليهود، سبعة عشر شهراً ليؤمنوا به، ويتبعونه وينصرونه من الأميين من العرب؛
فقال الله: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إن الله واسعٌ عليمٌ}؛
ثم قال: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلةً ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام}.(2/63)
147- ثم قال في رمضان: {وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام} مساكين، فمن شاء صام، ومن شاء افتدى بطعام مساكين، {فمن تطوع خيراً فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون}؛
ثم نسختها الآية الأخرى التي تليها، فقال: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدةٌ من أيامٍ أخر}؛ قال: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم}؛
قال: كانوا إذا صلوا العشاء حرم عليهم الطعام والشراب والنساء، وصاموا إلى مثلها من القابلة، فاختان رجلٌ نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء #66# ولم يفطر، وهو عمر بن الخطاب، فجعل الله في ذلك رخصةً وبركةً،
فنسخها فقال: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام من الليل}.(2/65)
148- ثم قال: {إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين}؛ فنسختها آية الميراث.(2/66)
149- قال: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً}، كان الرجل إذا طلق المرأة فهو أحق بردها، وإن كان طلقها ثلاثاً؛
فنسخت، فقال: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروفٍ أو تسريح بإحسانٍ}.(2/66)
150- وقال الله: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصيةً #67# لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراجٍ}؛
ثم نسختها آية الميراث في سورة النساء حين فرض لهن الربع أو الثمن.(2/66)
151- وقال: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمةٌ مؤمنةٌ خيرٌ من مشركةٍ ولو أعجبتكم}؛
فنسخ واستثنى منها: فأحل من المشركات نساء أهل الكتاب في سورة المائدة؛
قال الله: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم وطعامكم حلٌ لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم}،
وقال: {لا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله}، {فلا جناح عليهما فيما افتدت به}.(2/67)
152- وقال: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ}، #68# وقال: {فعدتهن ثلاثة أشهرٍ}؛
فنسخ واستثنى منها، فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدةٍ تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحاً جميلاً}؛
وقال: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}.(2/67)
153- وقال الله في المائدة: {فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم}؛
فنسخت، فقال: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتونك عن بعض ما أنزل الله إليك}.(2/68)
154- وقال في سورة النساء: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه}؛
فنسختها آية الميراث؛ لكل امرئٍ نصيبه؛ وقال في أموال #69# اليتامى: {من كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف}؛
ثم قال لمن أكله ظلماً: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً}.(2/68)
155- وقال الله: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعةً منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً}؛
ذكر الرجل مع امرأته فجمعهما فقال: {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيماً}؛
فنسختها سورة النور فقال: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مائة جلدةٍ}؛ فجعل عليهما الحد، ثم لم ينسخ.(2/69)
156- ثم قال في سورة النساء: {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ}؛
وقال: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم}؛ كان الرجل #70# يحالف الرجل يقول: ترثني أرثك؛
فنسخ ذلك في سورة الأنفال: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعضٍ في كتاب الله إن الله بكل شيءٍ عليمٌ}.(2/69)
157- وقال في سورة النساء: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}؛
وقال في سورة البقرة {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما}؛
فنسخت في المائدة فقال: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}.(2/70)
158- وقال في سورة النساء: {إلا الذين يصلون إلى قومٍ بينكم #71# وبينهم ميثاقٌ أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً}؛
وقال: ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها فإن لم يعتزلوكم ويلقوا إليكم السلم ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولائكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبيناً}؛
وقال في سورة الممتحنة: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}؛
ثم قال فيها: {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين #72# وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولائك هم الظالمون}؛
فنسخ هؤلاء الآيات في شأن المشركين، فقال: {براءةٌ من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهرٍ واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين}؛
فجعل لهم أجلاً أربعة أشهر يسيحون فيها وأبطل ما كان قبل ذلك، ثم قال في الآية التي تليها: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصدٍ}؛
ثم نسخ واستثنى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفورٌ رحيمٌ}؛
وقال: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه.(2/70)
159- وقال في سورة النساء: {لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارةً عن تراضٍ منكم}؛ كان الرجل يتحرج أن يأكل عند أحدٍ من الناس.
فنسخ ذلك بالآية التي في سورة النور: {وليس عليكم جناحٌ #73# أن}، {تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناحٌ أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً}.(2/72)
160- وقال في سورة الأنفال: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائةٌ يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قومٌ لا يفقهون}؛
ثم نسخت بالآية التي تليها، فقال: {ألآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائةٌ صابرةٌ يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألفٌ يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين}.(2/73)
161- وقال: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولائك بعضهم أولياء بعضٍ والذين آمنوا ولم #74# يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيءٍ حتى يهاجروا}؛ فكان الأعرابي لا يرث المهاجري، وقال: {وإن جنحوا للسلم فأجنح لها}؛
فنسختها الآية التي في براءة: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون}.(2/73)
162- وقال في الأنفال: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}؛
فنسختها الآية التي تليها: {وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصديةً فذوقوا العذاب بما كنت تكفرون}؛ فقتلوا بمكة وأصابهم الجوع والحصار.(2/74)
163- وقال في براءة: {إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل #75# قوماً غيركم ولا تضروه شيئاً}؛ وقال: {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصبٌ ولا مخمصةٌ في سبيل الله ولا يطؤون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً}، الآية كلها؛
فنسختها واستثنى بالآية التي تليها، فقال: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فولا نفر من كل فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}.(2/74)
164- وقال: {لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليمٌ بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون}؛
فنسختها الآية التي في النور: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفورٌ رحيمٌ}.(2/75)
165- وقال في براءة: {الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا #76# يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليمٌ حكيم}؛
واستثنى منها فقال: {ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قرباتٍ عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربةٌ لهم سيدخلهم الله في رحمته}.(2/75)
166- وقال في سورة النحل: {من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضبٌ من الله ولهم عذابٌ عظيمٌ}؛
فنسخ واستثنى فقال: {ثم إن ربك للذين هاجرو، من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ}؛
هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان على مصر، كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار؛ فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل اليوم الفتح، فاستجار له عثمان بن عفان، فأجاره النبي عليه السلام.(2/76)
167- وقال في سورة بني إسرائيل: {رب ارحمهما كما ربياني #77# صغيراً}؛
ثم نسخ منها الآية التي في براءة: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}.(2/76)
168- وقال في سورة بني إسرائيل: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً}؛
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بصلاته آذى ذلك المشركين بمكة، أخفى صلاته هو وأصحابه؛ فلذلك قال الله: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً}؛
وقال في سورة الأعراف: {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين}.(2/77)
169- وقال في سورة الأنبياء: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهةً ما وردوها وكلٌ فيها خالدون #78# لهم فيها زفيرٌ وهم فيها لا يسمعون}؛
ثم استثنى بالآية التي تليها فقال: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولائك عنها مبعدون}.(2/77)
170- وقال في النور: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدةً ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأولائك هم الفاسقون}؛
وقال في أثرها:{ والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهاداتٍ بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ويدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهاداتٍ بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كانت من الصادقين}
قال: فإذا حلفا فرق بينهما ولم يجلد واحد منهما، وإن لم تحلف رجمت، وإن لم يحلف زوجها بعد أن يقذفها جلد الحد.(2/78)
171- وقال في سورة النور: {وقل للمؤمنات يغضضن من #79# أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، حتى بلغ: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء}؛
فنسخ: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناحٌ أن يضعن ثيابهن غير متبرجاتٍ بزينةٍ وأن يستعففن خيرٌ لهن والله سميعٌ عليمٌ}.(2/78)
172- وقال: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خيرٌ لكم لعلكم تذكرون}؛
ثم نسخ واستثنى منها، فقال: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون}؛ يزعمون أنه الضيف.(2/79)
173- وقال: {ليس عليكم جناحٌ} أن تأكلوا من بيوتكم أو #80# بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم}؛ كان الرجل الغني يدعو الرجل من أهله إلى الطعام مما ذكر اسم الله عليه وأحل طعام أهل الكتاب.(2/79)
174- وقال في طسم: {والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل وادٍ يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون}؛
ثم استثنى فقال: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون}.(2/80)
175- وقال في حم الأحقاف: {وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرٌ مبينٌ}؛
#81#
فنسختها الآية التي في سورة الفتح فقال: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً}؛
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت عليه هذه الآية فبشرهم بأن الله قد غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر؛ فقال له رجلٌ من القوم: يا رسول الله، قد علمنا ما يفعل الله بك، فما يفعل بنا، يا رسول الله؛ فأنزل الله في سورة الأحزاب: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً}؛ وأنزل {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات}، {ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً}؛ فبين لهم ما يفعل به وبهم.(2/80)
176- وقال في سورة النجوى: {إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقةً ذلك خيرٌ لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفورٌ رحيمٌ}؛
فنسختها الآية التي تليها، فقال: {ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقاتٍ فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبيرٌ بما تعملون}.(2/81)
#82#
177- وقال في سورة المزمل: {قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً إن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً}؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً وما تقدموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً واستغفروا الله إن الله غفورٌ رحيمٌ}.(2/82)
178- {وناشئة الليل}، كانت صلاتهم أول الليل يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام من آخر الليل شفقة من أن يغلبهم النوم فلا يستغفرون.(2/82)
179- قال: وقوله: {أقوم قيلاً}، يقول: أجدر أن تفقه في القرآن، ويقول: {إن لك في النهار سبحاً طويلاً}، يقول: فراغاً طويلاً.(2/82)
#83#
180- قال: ويقول في الذاريات: {فتول عنهم فما أنت بملومٍ}، أمره أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمداً النبي، ثم قال: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.(2/83)
181- وقال في المائدة: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلافٍ أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهم في الآخرة عذابٌ عظيمٌ}؛
قال: {إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفورٌ رحيمٌ}؛
فمن تاب من قبل أن يقدر عليه فلا سبيل عليه، وليست تحرز هذه الآية الرجل المسلم إذا قتل أو أفسد وحارب من أن يقام عليه الحد فإن لحق بأهل الكتاب.(2/83)
#84#
الناسخ من القرآن
182- قال: وحدثني رجلٌ عن يعقوب بن مجاهد في قول رسول الله: لو كان لابن آدم وادٍ من ذهبٍ لأحب أن يكون له ثاني، فقال: نسخت بـ{ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر}.(2/84)
183- قال: وأخبرني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه سئل عن هذه الآية: {وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام} مساكين، فقال: إنها منسوخة، قال: وبلغنا أن هذه للمريض الذي يتدارك عليه الصوم يكفر عن #85# كل يومٍ أفطره بمدٍ من حنطه.(2/84)
184- قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن سعيد بن بشير عن قتادة أن المائدة ليس فيها منسوخٌ إلا ثلاثة أحرف: {ولا آمين البيت الحرام}
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ..].(2/85)
185- أنزلت في ضبيعة بين شرحبيل، فنسختها: {واقتلوهم حيث وجدتموهم}، {فاعف عنهم واصفح}؛
فنسختها: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر}، {أو #86# أعرض عنهم}؛
نسختها: {فاحكم بينهم بما أنزل الله}.(2/85)
186- قال: وقال خالد بن أبي عمران: سألت القاسم وسالم عن قول الله: {والذين في أموالهم حقٌ معلومٌ للسائل والمحروم}، فقالا: المعلوم منسوخةٌ، وكل صدقة في القرآن منسوخةٌ نسختها هذه الآية {إنما الصدقات للفقراء والمساكين}، إلى آخر الآية؛
قالا: والمحروم محارف في الرزق والتجارة.(2/86)
187- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول في هذه الآية: {ومن كان غنياً فليستعفف ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف}؛
قال أبو الزناد: كان كثير من الفقهاء يتأولون هذه الآية على غير هذا، ويقولون: لا يجوز هذا اليوم، إنما كان ذلك في أهل المواشي.(2/86)
188- قال: وأخبرني المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي #87# الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه دخل على أبيه وعنده رجلٌ من أهل العراق وهو يسأله عن الآية التي في {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده}، والتي في النساء: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً}، فقال زيد: قد عرفت الناسخة من المنسوخة، نسختها التي في النساء بعدها بستة أشهر.(2/86)
189- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عكرمة في قول الله: {يسألونك عن الأنفال}، قال: نسختها: {واعلموا أنما غنمتم من شيءٍ فأن لله خمسه}.(2/87)
190- قال: وسمعت الليث بن سعد يقول في هذه الآية: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفاً}،
فقال: نسخت هذه الآية بما فرض الله من المواريث.(2/87)
#88#
السجود
191- قال: وأخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قوذر عن كعب أنه قال: ليس شيء أشد على إبليس وجنوده ولا الشياطين ولا أكثر أبكائهم من أن يروا مسلماً ساجداً، يقولون: بالسجود دخلوا الجنة بترك السجود دخلنا النار.(2/88)
192- قال: وأخبرني حاتم بن إسماعيل الحارثي عن محمد بن عبيد الله عن عطاء بن السائب قال: كان أبو عبد الرحمن السلمي يقرأ وهو جالسٌ، فإذا قرأ السجدة سجد، ثم سلم إذا رفع؛ وإن أقرأنا وهو يمشي فقرأ سجدة أومأ برأسه إيماءً، ثم سلم؛ فإذا قرأ سجدةً مرة رددها بعد، ثم لا يسجد لها غير الأولى.(2/88)
#89#
193- قال: وحدثني أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبي قال: صلى بنا أبو بكر بن حزم الصبح يوم الجمعة، فقرأ: {الم تنزيل}، السجدة، فسجد لها.(2/89)
194- قال: وحدثني عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه أنه قال: كان عمر بن عبد العزيز وهو خليفة ينقل معه حصباء حيث انتقل فيصلي عليها ويسجد عليها، وذلك بالشأم.(2/89)
195- قال: وقال لي عبد العزيز بن الربيع: وحدثني رجلٌ من أهل ذي المروة قال: نزل عمر بن عبد العزيز في منزلي فقام يصلي، فجئت بخمرة فبسطتها أمامه يسجد عليها، فلما سجد رمى بها وسجد على التراب.(2/89)
196- قال: وحدثني حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود أنه كان لا يسجد في ص، ويقول: إنما هي توبة نبي.(2/89)
#90#
197- قال: وحدثني حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال: عزائم السجود أربع: {الم تنزيل}، و{حم}، {والنجم}، و{اقرأ باسم ربك}.(2/90)
198- قال: وحدثني حماد بن زيد وجرير بن حازم وسفيان بن عيينة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال: من أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد وهو ساجدٌ: رب، إني ظلمت نفسي فاغفر لي.(2/90)
199- قال: وحدثني القاسم بن عبد الله بن عبد الله بن دينار قال: كان لعبد الله بن عمر جليسٌ صديقٌ وكان يجالسه، فغاب عنه زماناً، ثم جاءه وبين عينيه سجدةٌ قد اسودت، فسلم على عبد الله بن عمر، فلم يردد عليه ذلك الرد، وكأنه تثاقل عنه، فقال: يا أبا عبد الرحمن، أليس تعرفني، أنا جليسك، فقال: متى كانت هذه السجدة، صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان، فهل ترى ههنا شيئاً، وأشار إلى جبهته.(2/90)
200- قال: وحدثني القاسم بن عبد الله عن عبد الله بن دينار #91# قال: صلى عبد الله بن عمر ببطحاء، قال: ونظر إلى أثر أثفيةٍ في البطحاء فأعجبه ذلك؛ فقال: إن الله لا يضيع هذا، إن شاء الله.(2/90)
201- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن شريح عن سلامان (؟) بن عامر عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: ليس من خلةٍ تكون في العبد أحب إلى الله من حب لقائه، وليس من عملٍ أحب إلى الله من كثرة السجود.(2/91)
202- قال: وأخبرني حيوة بن شريح عن شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عقبة بن عامر يقول: من قرأ ص ولم يسجد فيها، فلا عليه ألا يقرأ بها.(2/91)
203- وحدثني بكر بن مضر عن شيخٍ من ولد عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: رأيت عبد الله بن عمرو ساجداً وهو يبكي، فأعجبني ذلك منه؛ فلما رفع رأسه قال لي: يا ابن أخي، أعجبك بكائي، فقلت: أي، والله، قال: فأشار إلى القمر، فقال: والله، يا ابن #92# أخي، إن القمر ليبكي من خشية الله.(2/91)
204- قال: وحدثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: رأى عامر بن عبد الله بن الزبير فتىً حدثاً قد أخذ السجود في وجهه، فقال: من أنت، يا فتى، فقال: أنا فلان بن فلان، فقال: فأنا أكبر من أبيك، والله، ما بين عيني أثرٌ من هذا السجود الذي أرى بوجهك.(2/92)
205- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي فاطمة الأزدي أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إن أردت أن تلقاني فاستكثر من السجود بعدي.(2/92)
206- قال: وحدثني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد أنه أدرك عبد العزيز بن مروان يصلي بالناس بمصر فيقرأ في صلاة الصبح من يوم الجمعة: {الم تنزيل} السجدة وسجد فيها.
#93#
قال الحارث: وحدثني سليمان بن يزيد الأزدي أنه رأى عبد الملك بن مروان يفعل ذلك أيضاً.(2/92)
207- وحدثني ابن لهيعة أن إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز حدثه قال: كان عمر بن عبد العزيز يضع في مصلاه عند موضع جبهته تراباً ليسجد عليه.(2/93)
208- قال: وسمعت الليث بن سعد يحدث أن أم سلمة زوج النبي عليه السلام رأت ناساً سجوداً، فقالت لهم: هذه السجود، فأين البكاء.(2/93)
209- قال: وأخبرني الليث بن سعد عن ربيعة أنه قال: إذا قرأت السجدة وأنت تتلو على قومٍ فاسجد.(2/93)
210- قال: وأخبرني الليث عن ربيعة أنه قال: إذا سجدت على جبهتك فقد أديته، وإذا سجدت على أنفك ولم تسجد على جبهتك فإن ذلك ليس بسجودٍ؛ قال: وارفع العمامة على جبهتك.(2/93)
211- قال: وأخبرني الليث عن إسحاق بن عبد الله عن زيد بن #94# أسلم عن الفرافصة عن عمر بن الخطاب أنه سجد في النجم ووصلها بـ{إذا زلزلت الأرض}.(2/93)
212- قال: وأخبرني الليث عن إسحاق بن عبد الله عن أبان بن صالح عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن عباس بن عبد المطلب أنه قال: كنت يوماً في المسجد فأقبل أبو جهل، فقال: إن لله علي إن رأيت محمداً ساجداً أن أطأ على عنقه؛ فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت عليه فأخبرته بقول أبي جهل؛ فخرج غضباناً حتى جاء المسجد فجعل أن يدخل من الباب، فاقتحم من الحائط؛ فقلت: هذا يوم شرٍ، فوثبت، ثم تبعته؛ ثم دخل رسول الله يقرأ: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، حتى بلغ #95# شأن أبي جهل {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى}؛ قال: فقال إنسان لأبي جهل: يا أبا الحكم، هذا محمدٌ، فقال: أبو جهل: ألا ترون ما أرى، والله، لقد سد أفق السماء علي؛ فلما بلغ رسول الله آخر السورة سجد.(2/94)
213- قال: وأخبرني محمد بن عمرو عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: إنما السجدة على من جلس لها، وإن مررت بقوم فسجدوا، فليس عليك.(2/95)
في سجود القرآن
214- قال: وأخبرني يزيد بن يونس بن يزيد عن أبي صخر قال: بلغني أن عبد الله بن مسعود كان يقول: عزائم سجود القرآن {الم تنزيل}، {والنجم}، {واقرأ باسم ربك}.(2/95)
#96#
215- وأخبرني أيضاً عن أبي صخر أن عمر بن عبد العزيز كان يسجد في النجم، و{إذا السماء انشقت}، و{اقرأ باسم ربك الذي خلق}.(2/96)
216- قال: وحدثني عبد الجبار بن عمر أن عمارة بن غزية الأنصاري حدثه عن أبي بكر بن حزم أنه كان يقرأ في صلاة الصبح من يوم الجمعة بـ {الم تنزيل} السجدة، ويسجد فيها.(2/96)
217- قال: وحدثني بكر بن مضر قال: صليت مع رزيق بن #97# حكيم بأيلة وهو أميرها صلاة الصبح، فقرأ في الركعة الأولى بسورة السجدة، وسجد فيها؛ قال: وكان طويل الصلاة.(2/96)
218- قال: وحدثني بكر بن مضر قال: كنت في مجلس عبيد الله ابن أبي جعفر قال: فكان ربما قال لموسى بن حميد: اقرأ: قال: فيقرأ {الم تنزيل} السجدة، فيبكي ويبكي أهل المجلس، ويسجد في سجدتها، ونسجد معه؛ قال: وذلك ضحوةً في المسجد الجامع.(2/97)
219- قال: وحدثني معاوية بن صالح عن أبي بشر أنه رأى عمر ابن عبد العزيز صلى العشاء فقرأ فيها بـ{إذا السماء انشقت}، فسجد فيها وقرأها مرةً أخرى، فلم يسجد.
قال: وحدثني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن #98# أبي الدرداء أنه كان مرةً يسجد في: {إذا السماء انشقت}، ومرة لا يسجد فيها.(2/97)
220- قال: وحدثني يحيى بن حميد عن قرة بن عبد الرحمن قال: سألت ابن شهاب عن سجود القرآن، فقال ابن شهاب: كان عمر بن الخطاب يسجد ويترك.(2/98)
221- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن أيوب عن محمد بن سيرين عن ابن مسعود أنه كان يسجد في النجم.(2/98)
222- وأخبرني الحارث بن نبهان عن أيوب عن عكرمة وابن سيرين أن المسلمين والكفار سجدوا بالنجم.(2/98)
223- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: ص ليس من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.(2/98)
#99#
224- قال: وأخبرني الحارث عن أيوب عن ابن سيرين أن أبا هريرة قال: إن رجلين اقترآ بـ{إذا السماء انشقت}، و{اقرأ باسم ربك الذي خلق}، كلاهما خيرٌ منه؛ قال: فسجد أحدهما، ولم يسجد الآخر، قال الذي سجد: أفضلهما أو خيرهما؛
قال ابن سيرين: إن لم يكن النبي عليه السلام وعمر فلا أدري من هما.(2/99)
225- قال: وحدثني معاوية بن صالح عن عامر بن جشيب عن خالد بن معدان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين.(2/99)
226- قال: وأخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن #100# سليمان عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد فيها، ذهب الشيطان يبكي، يقول: يا ويله، أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت، فلي النار.(2/99)
227- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن السري بن إسماعيل عن عامر الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود قال: قصد السجود والركوع أن يقول في الركوع: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وفي السجود: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً.(2/100)
228- قال: وسمعت حيي بن عبد الله يحدث عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن أرضى عند الله السجود.(2/100)
#101#
229- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن سليمان بن حميد عن محمد ابن كعب القرظي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد في: {والنجم إذا هوى}.(2/101)
230- قال: وأخبرني حرملة بن عمران عن سفيان بن منقذ عن أبيه قال: كان أكثر جلوس عبد الله بن عمر وهو مستقبل القبلة.
قال: وقرأ يزيد بن عبد الله بن قسيط سجدةً بعد طلوع الشمس فسجدوا فيها إلا عبد الله بن عمر، أبى؛ فلما ارتفعت الشمس حل عبد الله حبوته، ثم سجد وسجدت معه، فسألته عن ذلك، فقال: ألم تر سجدة أصحابك، إنهم سجدوا في غير حين أوان صلاةٍ، وإنا جلسنا إليهم فوجبت علينا.(2/101)
231- وحدثنا أبو صخر عن ابن قسيط عن خارجة بن زيد بن ثابت #102# عن أبيه قال: عرضت النجم على النبي عليه السلام فلم يسجد منا أحدٌ؛
قال أبو صخر: وصليت وراء عمر بن عبد العزيز وأبي بكر بن حزم، فلم يسجدا.(2/101)
232- قال: وأخبرني جرير بن حازم قال: سمعت ابن سيرين يقول: حدثنا أبو هريرة قال: سجدت في {إذا السماء انشقت}، قال: ابن سيرين: ذكر خلف رجلين كلاهما خير منه إن لم يكن رسول الله وعمر.(2/102)
233- قال جرير: وسمعت ابن سيرين يسأل عن سجدة النجم، فقال: أنبئت أن عبد الله بن مسعود كان إذا قرأها على الناس سجد، وإذا قرأها في صلاةٍ، ركع وسجد.(2/102)
234- قال: وأخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ النجم وهو يريد أن يكون بعدها قراءةٌ قرأها وسجد، وإذا انتهى إليها، ركع وسجد.(2/102)
235- قال: وحدثني سعيد بن أبي أيوب أنه صلى مع رزيق بن حكيم العشاء، فقرأ في الركعة الأولى بـ{حميم تنزيل}، فسجد في سجدتها، ثم قرأ في الركعة الثانية بسورة أخرى.
قال: وصليت معه الصبح في يوم الجمعة، فقرأ بـ{الم تنزيل}، السجدة، فسجد فيها.(2/102)
#103#
236- قال: وسمعت الليث يحدث أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قرأت سجدةً من سجود القرآن التي فيها ذكر البكاء، ثم قالت: هذه السجود، فأين البكاء.(2/103)
237- قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن عبد الرحمن ابن حرملة الأسلمي قال: كان مسلم بن جندب قاضياً لأهل المدينة فقص بعد صلاة الصبح، فقرأ سجدةً، فسجد؛ فقال سعيد بن المسيب: لو كان لي سلطانٌ على هذا الأعرابي الجافي لم أزل أضربه حتى يخرج من المسجد.(2/103)
238- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم عن شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق قال: سمعت الأسود قال: قال عبد الله: إذا قرأ أحدكم بسورةٍ في #104# آخرها سجدةٌ، فإن شاء سجد، ثم قام فقرأ، وإن شاء ركع.(2/103)
239- قال: وأخبرني أيضاً عن شعبة عن شميسة قالت: رأيت عائشة تقرأ من المصحف، فإذا بلغت سجدةً قامت فسجدت.(2/104)
240- قال: وأخبرني أيضاً عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كانوا يرون أنه يجزي من الركوع أن يمكن يديه من ركبتيه، ومن السجود أن يمكن جبهته من الأرض.
قال: وقال مالك بن أنس مثله.(2/104)
241- قال: وأخبرني أشهل عن ابن عون عن ابن سيرين قال: ذكروا عند أم المؤمنين سجود القرآن، فقالت: هو حق الله أديته أو تطوعاً تطوعته؛ ما من مسلمٍ يسجد لله سجدةً إلا كتب الله له بها حسنةً أو كفر عنه بها سيئةً، أو رفعت بها درجة، ثنتين من هذه الثلاث.(2/104)
242- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم عن شعبة بن الحجاج عن عطاء ابن السائب قال: كان أبو عبد الرحمن السلمي يقرئنا القرآن وهو متوجه نحو المشرق، ونحن نمشي، فإذا قرأ السجدة أومأ؛ قال: وكان عبد الله يفعله.(2/104)
#105#
243- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن محمد بن عبيد عن مجاهد عن ابن عباس مثله.(2/105)
244- قال الثوري: وحدثني ابن أبي ليلى عن طلحة عن إبراهيم أنهما كانا يسجدان في {يسأمون}.(2/105)
245- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن محمد بن عبيد الله عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: سألت عبد الله بن عباس: أفي ص سجدةً، فقال: نعم، فقلت: إن ابن مسعود يقول: لا؛ قال: لو سمعها داود لسجد، وقد أمرنا الله أن نقتدي بهم.(2/105)
#106#
246- قال: وحدثني العطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن حرملة قال: رأى سعيد بن المسيب مسلم بن جندب قرأ سجدةً وهو يقص على الناس بعد صلاة الصبح، فسجد، وسجد الناس معه، فقال ابن المسيب: أي عباد الله، لهذا الأعرابي، أيسجد بالناس هذه الساعة، لو كان لي من الأمر شيءٌ لأوجعت رأسه بالسوط.(2/106)
247- قال: وحدثني العطاف بن خالد قال: بلغني أن رجلاً من الأنصار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل مستتراً بسجدة وهو يقرأ: {ص والقرآن}؛ فلما بلغ السجدة سجد وسجدت الشجرة معه؛ قال: وسمعها وهي تقول: اللهم أعظم لي بهذه السجدة أجراً وارزقني بها شكراً وضع عني بها وزراً، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته؛ فلما أصبح الرجل ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله: نحن أحق أن نقول ذلك؛ فكان رسول الله إذا سجد يقول ذلك.(2/106)
248- قال: وأخبرني محمد بن سعيد عن عمرو بن قيس عن عدي #107# ابن عدي الكندي عن خاله أن عثمان بن عفان كان يقول في سجوده: {الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً}، إلى آخر السورة، وفي السجدة الثانية: اللهم، اغفر لنا ما قدمنا وأخرنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا.(2/106)
249- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه أن ابن عمر رأى رجلاً ينتحي في السجود يشد جبهته على الأرض، فقال ابن عمر: إن صورة الرجل وجهه، فلا تشينن صورتك.(2/107)
250- قال: أخبرني ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الحسن أنه كان يكره أن يختصر السجدة فيقرأ من أجل السجود.(2/107)
251- قال: وأخبرني ابن مهدي عن الثوري عن عمر بن قيس قال: رأى مسروق رجلاً رافعاً رجليه حين سجد، فقال: ما تمت صلاة هذا.(2/107)
252- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن منقذاً #108# مولى عمر بن الخطاب قال: كنت مع ابن عمر فسجد ناسٌ قبل أن ترتفع الشمس، فأبى أن يسجد معهم، ثم خرج يطوف في السوق، ثم عاد إلى الوضوء فتوضأ، ثم رجع إلى المسجد فسجد سجدةً واحدةً، فسألته: ما هذا، فقال: سجدة هؤلاء الذين أخطؤوا السنة.(2/107)
253- قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن يحيى بن أبي كثير اليمامي قال: رأى أبي في منامه أنه قرأ سورة داود، فلما مر بالسجدة سجد، وسجدت شجرةٌ إلى جنبه، فسمعها تقول: اللهم أعظم بها أجراً، وضع بها وزراً، وأحسن بها ذخراً؛ فغدا أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه، فقال رسول الله: فنحن أحق أن نسجد من الشجرة.(2/108)
254- قال: وحدثني عثمان بن الحكم عن يحيى بن سعيد أن القاص كان يسجد قريباً من سعيدٍ بن المسيب، فلا يسجد معه، فكلم في ذلك، فقال: إني لست إليه جلست.(2/108)
255- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنه سئل عن رجلٍ بشر ببشرى فخر ساجداً؛ فقال يزيد: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان #109# كثيراً ما يفعل ذلك.(2/108)
256- وحدثني ابن سمعان عن الحارث بن عبد الرحمن
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...] ابن أبي مليكة [.. ... ... ... ..] الا [.. ... ... ... ... ..]أنه [.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..]..(2/109)
257- قال: وأخبرني [.. ... ... ... ... ... ... ... ...] عن [دا.. ... ... ... ... ..] و [.. ... ... ... ... ..القرآن]، فلا بأس به.(2/109)
258- قال: وأخبرني سعيد بن أبي [أيوب.. ... ... ...] قبل أرضيت ربك.(2/109)
259- [وحدثني .. ... ... ... ..] أنس بن مالك أنه قال: إن قلب القرآن ياسين [ومن قرأها فكأنما قرأ القرآن] عشر مرات؛ قال أنس: وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ [{الم تنزيل} و{تبارك الذي بيده] الملك} قبل العشاء؛ قال أنس: ومن قرأ: {الم تنزيل} و{تبارك الذي بيده #110# الملك}، [.. ... ...] فضلٌ كثيرٌ أو خيرٌ كثيرٌ
قال ابن أبي أيوب: وحدثني [خالد بن يزيد عن] سعيد بن أبي هلال بذلك، إلا أنه قال: كمن وافق ليلة القدر.(2/109)
260- قال: وحدثني يحيى بن أيوب عن إسحاق بن أسيد عن طاؤوس اليماني أنه كان لا يدعهما في سفرٍ ولا حضرٍ.(2/110)
261- قال ابن أيوب: وحدثني إسحاق بن أسيد عن عطاء الخراساني عن الحسن مثل حديث أنس بن مالك في قراءة {الم تنزيل}، و{تبارك} كل ليلةٍ.(2/110)
262- وقال يحيى: قال إسحاق عن من حدثه عن أنس بن مالك أنه قال: من قرأ: {اقتربت الساعة وانشق القمر} في كل ليلة أو ليلتين أو ثلاث جاء يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة القدر.(2/110)
#111#
263- قال: وأخبرنا أبو يحيى زر بن محمد عن عامر بن يحيى المعافري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [.. ..] جا(؟) وامرأته، فقالت له المرأة: يا رسول الله، إن زوجي ليس عنده شيء [.. ..] يعرف من براءته، والذي بعثك بالحق، يا رسول الله، [.. ... ..ـها] البارحة، فقال رسول الله: ادنوا مني، فإنه لن [.. ... ..] أمركما، فدنوا، فقالت المرأة: إني لم أذهب حيث [.. ... ...] ما، يا رسول الله، إن زوجي ليس عنده كسب [.. ... ... ..] رسول الله [.. ... ... ..] سفره، فقال الله: [.. ... ... ... ..] ان سورة بسورة البقرة يرزق جيرانه (؟) [.. ... ... ... ... ... ..].(2/111)
264- [.. ... ... ... ..] يقول سمعت دراجاً أبا [السمح .. ... ... ..] رجل قد جمع القرآن، حججنا إليه [.. ... ... ... ...].(2/111)
265- [.. ... ... ... ... أيضاً يحدث عن الهجنع إن #112# مأدبة الناس [.. ... ...] طعام، وإن مأدبة الله القرآن في المساجد [.. ...] صغيركم، ولا يتناهى [عنه كبيركم]، إن بيتاً تتلى فيه سورة البقرة إن الشيطان ليخرج [.. ...] الحمار.(2/111)
266- قال: وسمعته يقول: سمعت [.. ... ..] بن عبد الرحمن يقول: للقارئ أجرٌ وللمستمع أجران.(2/112)
267- قال: وأخبرني من سمع أبا الأحوص يقول عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} فموضعه في التوراة: يا أيها المساكين.(2/112)
268- وقال خالد بن أبي عمران: سألت القاسم وسالم: هل تدخل الحائض المسجد أو تقرأ شيئاً من القرآن، فقالا: لا.(2/112)
269- قال: وأخبرني ابن لهيعة وحيوة بن شريح عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ: {قل هو الله أحدٌ #113# الصمد}، عشر مرات بني له قصرٌ في الجنة، ومن قرأ ثلاثون مرة بني له ثلاثة قصور في الجنة؛ فقال عمر بن الخطاب: والله، يا رسول الله، لتكثر قصوراً في الجنة، فقال رسول الله: الجنة أوسع من ذلك.(2/112)
270- قال: وسمعت حيوة بن شريح يقول: حدثني بكر بن عمرو عن شرحبيل بن عمرو بن شريك أنه سمع علي بن رباح يحدث عن بعض أهل العلم أنه قال: إن من [.. ... ... ... ..].
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..].(2/113)
271- [.. ... ... ..] ابن أبي ذباب أخبره عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير على #114# [.. ... ..] فرأى رجلاً قصيراً، فنزل، فسجد تشكراً لله.(2/113)
272- وأخبرني من سمع أبا الأحوص [يحدث] عن المغيرة عن إبراهيم قال: قال ابن حذلم: قرأت القرآن على عبد الله وأنا غلامٌ فمررت بسجدة، فقال عبد الله: اقرأ [فأنت] إمامنا فيها.(2/114)
273- قال: وأخبرني عنه أيضاً عن خالد بن إلياس العدوي عن عبد الله بن ذكوان عن عبد الله بن خارجة عن زيد بن ثابت قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النفخ في السجود وعن النفخ في الشراب.(2/114)
274- قال: وأخبرني عنه عن أبي إسحاق الشيباني عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: قال عبد الله بن مسعود: لأن أسجد على جمرة أحب إلي من أن أنفخ ثم أسجد.(2/114)
275- قال: وأخبرنا حيوة بن شريح عن شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول: من قرأ ص، ثم لم يسجد فيها، فلا عليه ألا يقرأها.(2/114)
276- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري عن عطاء #115# ابن السائب عن قيس بن السكن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال: سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره؛ قال: وكان داود النبي إذا سجد قال: عفرت وجهي في التراب لخالقي وحقٌ له، أو معفراً في التراب لخالقي وحقٌ له.(2/114)
277- قال: وحدثني حماد بن زيد عن خالد الحذاء عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ترب، يا بلال.(2/115)
278- قال: وحدثني عن وهيب بن خالد عن خالد الحذاء عن أبي العالية عن عائشة زوج النبي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجود القرآن [بالليل سجد وجهي للذي] خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته.(2/115)
279- قال: وحدثني ابن مهدي عن جعفر بن حيان عن الحسن أنه كان إذا سجد فرفع رأسه قال: اللهم لك سجدناها، وإياك أردناها، فاجعلها كفارةً لما مضى من ذنوبنا، وزيادةٌ خيرٌ فيما بقي من آجالنا.(2/115)
#116#
280- قال: وحدثني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] كان يقول في السجود: اللهم، اغفر لي ذنبي كله [دقه وجله]، وأوله وآخره، وعلانيته وسره.(2/116)
281- قال: وسمعت حيوة بن شريح يقول: أخبرني عبد العزيز ابن علي الدؤلي، وقاله.(2/116)
282- قال ابن وهب: وأخبرنيه ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن سعد بن أبي وقاص رأى رجلاً بين عينيه سجدةٌ، فقال له سعد: متى أسلمت، فأخبره، فقال له سعد: إني صليت القبلتين كلتيهما.(2/116)
283- قال: [.. ...] مالك بن أنس قال: كان رجلٌ يجالس سعد ابن أبي وقاص ويلزمه، ثم غاب [عنه]، ثم أتى وبين عينيه سجدةٌ، فسلم عليه، فقال له: من أنت، فقال: فلان، جليسك، فقال [له: متى] أسلمت، فقال له: غفر الله لك، منذ كذا وكذا، فقال سعد: فأنا قد أسلمت [مـ.. ..] ومن الله علي، وصليت القبلتين، فهل ترى بين عيني شيئاً؛ ثم قال سعد: لو فعل أحدكم الذي أمر به، وكره ذلك سعد.(2/116)
284- قال: وسمعت حيوة بن شريح يقول: أخبرني سالم بن #117# غيلان أن عبد الله بن عمر رأى سجدةً في وجه رجلٍ من أثر السجود، فقال له ابن عمر: متى [أسلمت]، فأخبره، فقال له ابن عمر: فقد أسلمت من قبلك، أفلا تتقي الله.
وأخبرنيه ابن لهيعة عن سالم عن سالم بن غيلان أيضاً مثله.(2/116)
285- قال: وحدثني عبد الله بن عمر عن [.. ..] أن رجلاً كان جليساً لعبد الله بن عمر، فغاب عنه، ثم قدم وبين عينيه سجدةٌ، فسلم على ابن عمر، فقال: من أنت، فقال: فلان جليسك، فقال: متى أحدثت هذه، صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فهل ترى شيئاً.(2/117)
286- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل بن يونس عن [سعيد بن مسروق] عن منذر الثوري قال: كان الربيع بن خيثم إذا سجد [.. ... ..] تطوعاً لك، يا ربنا.(2/117)
287- قال: وحدثني الليث بن سعد أن خير بن نعيم الحضرمي كان يصلي بهم في قيام رمضان، وأنه قرأ بـ{إذا السماء انشقت}، فسجد.
تم الكتاب بحمد الله ونعمته وتوفيقه
وصلى الله على نبيه محمدٍ خاتم الأنبياء والرسل وسلم تسليماً
قابلته بكتاب سحنون، وقابلته أيضاً بكتاب عيسى بن مسكين(2/117)
الجامع
تفسير القرآن
الجزء الثاني
لعبد الله بن وهب بن مسلم أبي محمد المصري
(125 - 197 هـ)
برواية سحنون بن سعيد
(160 - 240 هـ)
تحقيق وتعليق
ميكلوش موراني
جامعة بون / ألمانيا
دار الغرب الإسلامي
الطبعة الأولى
2003 م(/)
#1#
بسم الله الرحمن [الرحيم]
[حدثنا عيسى] بن مسكين قال: حدثنا [سحنون قال: أخبرنا ابن وهب قال:
1- أخبرني] سعد بن عبد الله المعافري عن أبي معشر عن [القرظي.. .. {السابقون الأولون] من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم [بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا] عنه}، وأخذ [عمر بيده فقال]: من #2# أقرأك بها، قال: أبي بن كعب، قال: لا تفارقني حتى أذهب بك إليه، قال: لما جاءه قال عمر: [أنت أقرأت] هذه الآية، قال: نعم، قال: أنت [سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: نعم، قد] كنت أظن أنا قد رفعنا رفعة لا يبلغه أحدٌ بعدنا؛ قال: بلى، [تصديق هذه الآية في أول سورة الجمعة وأوسط] سورة الحشر، وآخر سورة الأنفال؛ في سورة الجمعة و[.. ... ..] {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين [سبقونا بالإيمان}، وفي سورة الأنفال: {والذين آمنوا] من بعد وهاجروا وجاهدوا [معكم فأولائك منكم}.(3/1)
2- قال ابن [وهب: أخبرني .. .. عن عبيد الله] بن زحر عن سليمان عمن أخبره عن ابن عباس قال: [ا.. ... ... ..] #3# ويعذبونهم ويقولون للخنافس هؤلاء ربكم [.. ... ..] {وقلبه مطمئن بالإيمان ثم إن ربك للذين هاجروا [من بعد ما] فتنوا}، الآية كلها.(3/2)
3- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن عباس كان يقول: {[الذين هم على صلاتهم] دائمون}، قال: الصلوات الخمس.(3/3)
4- قال ابن وهب: وحدثني حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن #4# أبي خالد [.. ... ..] حج في الزمان الأول، فلما قضى نسكه قال: أتيت المدينة [.. ... ... ... ..صلى] الله عليه وسلم، وأتيت حرمه [ولقـ ... ... ها] من [صحابة (؟).. ... ... ...] صلى ركعتين ثم سلم، فقال: إنكم [.. ... ... ..] صالحاً ينفعني، فدخل رجلٌ من [.. ... ... ... ..] الله، فقال [.. ..] أبو الدرداء، فحمد الرجل [.. ... ... ... ... ... ...] الله، قال: [.. ... ..تي] أني دعوة ربي بعد ما [صليت.. ... ... ...] يرحم غربتي وأن يرزقني جليساً صالحاً [.. ... ... ... ... ..] أسعد بدعائك منك لا جرم، والله [لأحدثك .. ... ... ... ..صلى الله] عليه وسلم، ما حدثته قبلك [أتحـ.. ... ... ... ... ] يقول: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه، ومنهم مقتصدٌ ومنه سابقٌ بالخيرات بإذن الله [ذلك هو] الفضل الكبير}، فيجيء السابق فيدخل الجنة بغير حسابٍ، ويجيء المقتصد فيحاسب حساباً يسيراً، ويوقف الظالم في طول الموقف فيحاسب بمظلمته، ثم يتلقاهم الله جميعاً [برحمته]، فذلك حين يقولون: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفورٌ شكورٌ}.(3/3)
#5#
5- أخبرني ابن وهب قال: أخبرني معاوية بن صالح عن أسد [بن وداعة] أن عمر بن الخطاب كان يقول في هذه الآية: {فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم [مقتصدٌ ومنهم] سابقٌ بالخيرات بإذن الله}، قال: سابقنا سابقٌ ومقتصدنا ناجٍ، وظالمنا مغفورٌ له.(3/5)
6- [أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني معاوية] بن صالح عن أبي عبد الرحمن أنه سأل أبا أمامة الباهلي عن الصلاة الوسطى، قال: لا أسمعها إلا #6# صلاة الصبح.(3/5)
7- أخبرنا ابن وهب [قال: أخبرني] يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان قال: إنما أنزلت: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، أن أبا جهل كان يقول: لئن رأيته، يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يصلي لأطير على رقبته، فأنزل الله عز وجل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وفي آخرها: {واسجد} للنبي عليه السلام، {واقترب}، [.. ..] جهل. فقيل لأبي جهل: هذا الذي كنت تقول: هذا هو يسجد، اقترب منه، لأبي جهل، فقال: ما [.. ..] عته أن بيني وبينه كالفحل، لو اقتربت منه لأهلكني.(3/6)
8- [أخبرنا ابن وهب قال: ] وأخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن #7# زحر عن سليمان عن زر بن حبيش عن عبد [الله بن مسعود] قال: احتبس علينا رسول الله ذات ليلة عند بعض أهله أو نسائه [فلم يأتنا لصلاة العشاء] حتى ذهب ليل، فجاء، ومنا المصلي ومنا المضطجع، فبشرنا وقال: إنه لا [يصلي هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب]، فأنزلت: {ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمةٌ قائمةٌ [يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون]}.(3/6)
9- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا الحارث بن نبهان عن #8# [.. ... ... ... ..] إسحاق وزر بن حبيش عن ابن مسعود [{الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذاباً فوق] العذاب}، ما تلك الزيادة، قال: عقارب [لها أنياب كالنخل الطوال].(3/7)
10- أخبرنا] ابن وهب قال: أخبرني الحارث بن نبهان عن [.. ... ... ... ابن] عباس أن هذه الآية أنزلت في عمار بن ياسر: {إلا [من أكره وقلبه مطمئنٌ بالإيمان}.(3/8)
11- أخبرنا] ابن وهب قال: أخبرني الحارث عن محمد بن عبيد الله عن [.. ... ... ..] عن ابن عباس قال: {فمن تعجل في يومين فلا إثم [عليه}،.. ... ... ..(3/8)
#9#
12- أخبرنا ابن وهب] قال: أخبرنا الحارث عن محمد بن عبيد الله عن عطاء بن أبي رباح قال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، قال: طاعة الله: اتباع كتابه، وطاعة الرسول: اتباع سنته، أولي الأمر منكم، قال: أهل العلم؛
وعن قتادة مثله.(3/9)
13- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الحارث بن نبهان عن محمد بن #10# عبيد الله عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أن النبي كان يصلي الصبح فقرأ فتىً من الأنصار ودعا فجهر بالدعاء، فأنزل الله: {إذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا واذكر ربك في نفسك}، أيها الداعي، ادعوا سراً.(3/9)
14- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني الحارث عن محمد بن عبيد الله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: {إلا اللمم}، [قال]: الشرك؛ قال بعضهم: ما بين الحدين.
وقال ابن مسعود: العبد يصيب الذنب، ثم يتوب ويستغفر.(3/10)
15- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني الحارث عن محمد بن عبيد الله عن #11# العوفي عن ابن عباس: {إن كتاب الأبرار لفي عليين}، قال: السماء السابعة العليا، {وكتاب الفجار لفي سجين}، قال: في الأرض السابعة السفلى.(3/10)
16- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الحارث عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: لو زرتنا أكثر مما تزورنا، فأنزل الله: {وما نتنزل إلا بأمر ربك}.(3/11)
17- أخبرنا ابن وهب [قال: أخبرني] الحارث بن نبهان عن الكلبي #12# عن أبي صالح عن ابن عباس: {فصل لربك وانحر}، قال: النحر.(3/11)
18- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الحارث عن واصل عن عطاء قال: رفع اليدين في الصلاة [.. ...].(3/12)
19- أخبرنا ابن ] وهب قال: أخبرني الحارث عن مسلم الأعور عن #13# سعيد بن جبير عن ابن عباس: [.. ..{لا يبدين] زينتهن إلا ما ظهر منها}، قال: الكحل والخاتم.(3/12)
20- أخبرنا [ابن وهب قال: أخبرني .. ... عن ابن] جريج عن مجاهد في قول الله: {لتركبن طبقاً عن [طبقٍ.. ...(3/13)
21- أخبرنا ابن وهب قال: .. ...] وسمعت حيي بن عبد الله يقول: سألت [ا.. ... ...].(3/13)
22- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث بن [سعد.. ... ..] أن رجلاً جلس إلى سعيد بن المسيب #14# و[.. ... ..] {الصالحات}، فقال له سعيد: ولا تدري ما [الـ.. ... .. الصلوات] الخمس، قال سعيد: لا، ولكنها الله أكبر، و[.. ... ... ... ...] لا حول ولا قوة إلا بالله، فأما الصلوات فهن [.. ... ... ... ..] {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}، [.. ... ...(3/13)
23- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث] عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عبد الله بن عبيدة أنه بلغه أن ابن مسعود كان يقول في القرآن: حق تلاوته أن يحل حلاله ويحرم حرامه ويضعه على مواضعه، فمن قرأ منه شيئاً كان له بكل حرف عشر حسناتٍ.(3/14)
#15#
24- ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: الويل وادٍ في جهنم، لو سيرت فيه الجبال لا ماعت من شدة حره.(3/15)
25- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد #16# عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم أنه بلغه أن النبي عليه السلام قال: إن العبد إذا أسلم كتب له بكل حسنةٍ كان زلفها حسنة وغفر له كل سيئة زلفها، فما عمل بعد ذلك من حسنةٍ كتب له بها عشر أمثالها، وما عمل من سيئةٍ كتب عليه سيئة مثلها؛
قال سعد: فسألت زيد بن أسلم: هل تعرفه في القرآن، فقال: نعم، يقول الله: {حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنةً قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والداي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من [المسلمين] أولائك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب [الجنة]}، قال: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها.(3/15)
26- [أخبرنا ابن وهب] قال: أخبرني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال قال: [.. ... ... ...] سأل كعباً عن أربع: عن عصى موسى، وعن الركن، وأي [.. ... ... ..]، قال كعب: ما من هذا شيءٌ إلا هو في كتاب [الله #17#.. ...] هبط بهما من الجنة، وأما موسى فإنه [.. ... ... ... ..] رجلين.(3/16)
27- [أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد عن خالد بن] يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن [.. ... ... ..] هذه الآية: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً}، [.. ... ... ...]ب، وقال الآخر: بل، أمة محمدٍ، فانطلق [.. ... ... ... ..] عنها، فقال: ألست تقرأ سورة البقرة [.. ... ... ... ..] سورة البقرة ثلاث مرات، فقال: قلت بلى، قال: فدفع بكفه في صدري، ثم قال: ثكلتك أمك، وأي العلم ليس في سورة البقرة، إنما أريد بها أهل الكتاب.(3/17)
28- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد #18# عن سعيد عن القرظي عن نوف البكالي، وكان يقرأ الكتب، قال: إني لأجد صفة ناسٍ من هذه الأمة في كتاب الله المنزل قومها يحتالون الدنيا بالدين، ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الصبر، يلبسون للناس لباس مسوك الضأن، وقلوبهم قلوب الذئاب؛ يقول الرب: فعلي يجترؤون وبي يغترون، أحلفت بنفسي لأبعثن عليهم فتنةً تترك الحليم فيها حيران؛
قال القرظي: تدبرتها في القرآن فإذا هم المنافقون، فوجدتها: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قبله وهو ألد الخصام ومن الناس من يعبد الله على حرفٍ فإن أصابه خيرٌ اطمأن به}.(3/17)
29- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب #19# أنه بلغه: لما أنزلت هذه الآية: {يا أيها اللذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجراتٍ فامتحنوهن}، في امرأة أبي حسان بن [الدحداحة]، فهي أمية ابنة بشير امرأةٌ من بني عمرو بن عوف، وإن سهل بن حنيف [.. ..] تزوجها حين فرت إلى رسول الله، فولدت له عبد الله بن سهل، وإنه أنزل: {[ولا] تمسكوا بعصم الكوافر}، في امرأةٍ لعمر بن الخطاب تركها [.. ... ... ..] يطلقها حتى نزلت هذه الآية، فطلقها عمر [.. ... ... ..].(3/18)
30- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد عن [.. ... ... ...] بن محمد أنه بلغه: لما نزلت هذه الآية [.. ... ... ... ..] بيمينه أتى أناس إلى رسول الله [.. ... ... ... ..] عن [.. ... ... ..] ير العظمة (؟)، فقال: [.. ... ... ..] في النجوم السابعة والعرش على [.. ... ... ... ..] خمسين ألف سنة؛ وما #20# [.. ... ... ... ...] ألف سنة.
قال سعيد: و[.. ... ... ... ... ..] لاثنتي عشرة ساعة من النهار، [ولاثنـ.. ... ... ... ... ..] تأذين فيسمع تأذينه من في السموات ومن في الأرضين السبع إلا الثقلين من الجن والإنس، ثم يتقدم لهم عظيم الملائكة فيصلي بهم؛ قال: بلغنا أن ميكائيل يؤم الملائكة في البيت المعمور.(3/19)
31- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب قال: وافقني ربي في ثلاثٍ، قال: قلت: يا رسول الله، لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله هذه الآية: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}، قال: قلت: إنه يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب؛ قال: وبلغني بعض ما يؤذي رسول الله نساؤه، قال: فدخلت عليهن فجعلت #21# أستقريهن واحدةً واحدةً فقلت: والله، لتنتهن أو ليبدلنه الله خيراً منكن حتى انتهيت إلى زينب، فقالت: يا عمر، ما في رسول الله ما يعظ نساءه حتى تعظهن، قال: فانصرفت، فأنزل الله: {عسى ربه إن طلقكن [أن يبدله] أزواجاً خيراً منكن مسلماتٍ}.(3/20)
32- [أخبرنا ابن] وهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رجلاً [.. ... ... ..] للنبي كان قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان الرجل إذا قرأ البقرة [.. ... ...] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمل عليه غفوراً [رحيماً] فيقول للنبي: أكتب كذا وكذا [.. ... ..] يمل عليه عليماً حكيماً، يقول: أكتب سميعاً بصيراً؛ فيقول له النبي: اكتب أياً شئت فهو كذلك؛ قال: وارتد عن الإسلام فلحق بالمشركين فقال: أنا أعلمكم بمحمدٍ أن كان يكل إلي لأكتب ما شئت؛ فمات. فبلغ ذلك النبي فقال: إن الأرض لن تقبله؛ قال أنس: فأخبرني أبو طلحة أنه أتى إلى الأرض التي مات فيها فوجده منبوذاً، قال أبو طلحة: ما شأن هذا الرجل، فقالوا: قد دفعناه مراراً فلم تقبله #22# الأرض.(3/21)
33- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول: بلغني عن ابن عباس في قول الله: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغلٍ فاكهون}، قال: افتضاض الأبكار؛ وقال: {والأرائك}: السرور في جوف الحجال عليها الفرش منضودة في السماء فرسخاً.(3/22)
34- قال: وأخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب بن سعيد عن شعبة #23# ابن الحجاج عن قيس بن مسلم عن الهيثم بن العريان قال: كنت بالشام فإذا رجلٌ مع معاوية بن أبي سفيان قاعدٌ على السرير كأنه مولى، فذكر: {فمن تصدق به فهو كفارةٌ له}، قال: من تصدق به هدم الله عنه مثله من ذنوبه؛ فإذا هو عبد الله بن عمرو.(3/22)
35- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب بن سعيد عن شعبة عن سليمان عن أبي معمر أنه قال [في هذه (؟)] الآية: {أولائك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب}، كانوا [.. ... ..] يعبدون من الجن فأسلموا، وقال شعبة عن المغيرة عن إبراهيم [.. ... ..] قال: هي الملائكة؛ وقال عن ابن عباس: عيسى [وا.. ... ... ... ..(3/23)
#24#
36- أخبرنا ابن وهب قال: .. ... ...] عن أبي صالح عن ابن عباس: عيسى [.. ... ...(3/24)
37- أخبرنا ابن وهب] قال: أخبرنا أيضاً شبيب عن [.. ... عن عبد الله بن] مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود أنه قال في هذه الآية: {جنات عدنٍ}، قال: بطنان الجنة.(3/24)
38- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني أيضاً شبيب عن شعبة عن الحكم عن مجاهد في قول الله: {مجنونٌ وازدجر}، قالوا: استعر جنوناً.(3/24)
#25#
39- ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن شعبة بن الحجاج عن الحكم عن مجاهد في قول الله: {ومن عنده علم الكتاب}، قال: الله، عنده علم الكتاب.(3/25)
40- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن مجاهد في قول الله: {فظن أن لن نقدر عليه}، أن لن نعاقبه.(3/25)
41- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن مجاهد في قول الله: {لكم فيها منافع إلى أجلٍ مسمىً}، قال: في ألبانها وأوبارها وأشعارها حتى تصير بدناً.(3/25)
42- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن #26# مجاهد في قول الله: {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم}، قال: التجارة.(3/25)
43- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم أن سلمان الفارسي قال: أول ما خلق الله من آدم وجهه ورأسه، فجعل ينظر وهو يخلق؛ قال: وبقيت رجلاه، فلما كان بعد العصر [قال]: يا رب، عجل قبل الليل، قال: فأنزلت: {خلق الإنسان من عجلٍ}.(3/26)
44- [أخبرنا] ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن طارق بن شهاب [.. ..نفر] من أهل نجران إلى عمر بن الخطاب وعنده ناسٌ؛ #27# فقالوا له: {وجنةٍ عرضها [السموات والأرض أعدت للمتقين}]، وكأنهم تهيبوا؛ فقال عمر: إذا جاء الليل أين يذهب [النهار.. ... ..] التوراة.(3/26)
45- وأخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب [عن شعبة عن الحكم (؟).. ... ... ...] عن ابن مسعود قال: {حورٌ مقصوراتٌ [في الخيام}،.. ... ...].(3/27)
46- أخبرنا ابن وهب [قال: أخبري شبيب عن شعبة عن عمارة بن عمير [.. ... ... ... ..(3/27)
47- أخبرنا ابن وهب] قال: أخبرني شبيب عن شعبة عن [منصور #28# عن الشعبي أنه قال في هذه] الآية: {لا جناح عليكم فيما عرضتم به [من خطبة النساء}، لا يأخذ] ميثاقها، ولا تنكح غيرك.(3/27)
48- أخبرنا ابن وهب [قال: أخبرني شبيب عن شعبة] عن منصور عن إبراهيم أنه قال في هذه الآية: {ولمن .. ... ... .. ل]، يريد الذنب ثم يدعه.(3/28)
49- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي مالك عن علي أنه قال في هذه الآية: {ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس}، قال: الشيطان وابن آدم الذي قتل أخاه.(3/28)
#29#
50- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال في هذه الآية: {وأخرى لم تقدروا عليها}، فارس والروم.
وقال في هذه الآية: {وأثابهم فتحاً قريباً}، قال: خيبر.(3/29)
51- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن شعبة عن الحكم عن #30# رجل من بني تميم كان يسأل عبد الله بن مسعود، وكان ابن مسعود يعرف له، فسأل عبد الله عن {الماعون}، فقال: إن الماعون من منع الفأس والقدر والدلو، خصلتان من هؤلاء الثلاثة؛ فسأله: {ولا تبذر تبذيراً}، قال: إنفاقك المال في غير حقه؛ وسأله عن {الأواه}، فقال: الرحيم.(3/29)
52- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن سليمان عن مسروق عن عبد الله بن مسعود أنه سئل عن هذه الآية: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، قال: أما إنا سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم كطير خضر تسرح في الجنة حيث #31# شاءت، وتأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش، فاطلع إليهم ربك اطلاعه، فقال: سلوني، [فقالوا]: نحن نسرح في الجنة حيث نشاء، ثم اطلع إليهم ربك اطلاعه، فقال: سلوني، [فقالوا: نحن نسرح] في الجنة حيث نشاء فلما رأوا أن لا بد لهم من الجواب قالوا: رب [.. ... ...] حتى نقتل الثانية.(3/30)
53- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني [شبيب بن سعد .. ... ... ...] يخطب على منبر الكوفة وهو يومئذٍ [على .. ... ... ..] حتى أسمع النساء في صفتهن، ثم [تا.. ... ... ... .. أبو موسى] الأشعري بناه، فقال: خصلتان [.. ... ... ... ..] يعوهما أن رسول الله عليه [السلام .. ... ... ... ... ...]
في الدنيا فالله أحلم من أن يثنى [.. ... ... ... ... ...] في الدنيا، فالله أكرم من أن يعود في [عـ.. ... ... ... ... ...] من [.. ... ..] فيما كسبت أيديكم [ويعفو.. ... ... .(3/31)
#32#
54- أخبرنا ابن وهب] عن شبيب عن أبان بن أبي عياش عن سعيد [ابن جبير .. ... ... ... عائشة] سألت رسول الله عن هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار}، قالت: فأين الناس يومئذٍ، يا رسول الله، قال: سبقت الناس بالسؤال عن هذه الآية، يا عائشة، الناس يومئذٍ على الصراط، فمنهم من يمشي منكباً على وجهه، ومنهم من يمشي سوياً على صراط المستقيم، ويعطى كل مؤمن ومنافق نوراً، فأما المؤمن فيبقى فيضيء له نوره حتى يدخله الجنة، وأما الكافر والمنافق فيغطى نوره ويختطف.(3/32)
55- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني شبيب عن المنهال عن شقيق بن #33# سلمة عن ابن مسعود أنه قال: الأرض كلها يومئذ ناراً، والجنة من وراءها وأولياء الله في ظل عرش الله؛ والذي نفس عبد الله بيده، إن جهنم لتنطف على الناس مثل الثلج حين يقع من السماء، والذي نفس عبد الله بيده، عرقه ليسيخ في الأرض تسع قامات، ثم تلجمه، وما ناله الحساب من شدة ما يرى الناس يلقون.(3/32)
56- قال سحنون بن سعيد: وأخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: {الرفث}، المباشرة، و{الملامسة}، هو الجماع.(3/33)
57- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني ابن لهيعة [.. ... .. عن أبي] صخر #34# عن محمد بن كعب القرظي قال: الصلوات الخمس [الـ.. ... ... ... ... ... ..(3/33)
58- أخبرنا] ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود [.. ... ... ... أن رسول] الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحاسب [.. ... ... ... ..] يرى المسلم عمله في قبره يقول: [.. ... ... ... ..] ولا جان يعرف [.. ... ... ... ..(3/34)
59- أخبرنا ابن وهب] قال: أخبرني ابن [لهيعة.. ... ... ..] عن عمارة بن غزية عن يحيى بن سعيد [.. ...] عن القاسم بن محمد وسأله رجلٌ فقال: {أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي}، فقال #35# القاسم: ما أبالي أي ذلك كان، إنما هو موعدٌ وقضاءٌ.
قال القاسم: إن موسى كان أبشر الرجلين خطبةً.(3/34)
60- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه قال: بلغنا أن {المحروم} المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافاً، ولا يعرفون مكانه يتصدقون عليه.
قال: وقال لي مالك: {المحروم} عندي الفقير الذي يحرم الرزق.(3/35)
61- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه سئل عن {الماعون}، فقال: هو في كلام قريش المال.(3/35)
#36#
62- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: {الريح العقيم}: الجنوب؛ فقلت له: ما الريح بالين منها، فقال: إن الله يجعل فيها ما يشاء.(3/36)
63- أخبرنا ابن وهب قال: سمعت هشام بن سعد يحدث عن زيد بن أسلم أن رجلاً من المنافقين قال يوماً: لئن كان ما يقول حقاً، يريد رسول الله، لنحن أشر من الحمير؛ فقال له رجل من الأنصار: والله، إنه لصادق، وإن ما #37# يقول حقاً، وإنك لأشر من الحمار؛ فقال: فنزل القرآن: {ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا}.(3/36)
64- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أنه بلغه أن مروان بن الحكم قال وعنده أبو سعيد الخدري وزيد بن ثابت ورافع بن خديج: يا أبا سعيد، كيف هذه الآية: {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبطن أن يحمدوا بما لم [يفعلوا}، .. ..] إنا لنحب أن نحمد بما لم نفعل ونفرح بما أتينا، قال: إن [.. ... ..] إن ناساً من المنافقين كانوا يتخلفون في زمان [رسول الله.. ... ... ..] فكان فيهم ما يحب حلفوا له ألا يتخلفوا عنهم [.. ... ... ... .. أن] يحمدوا بذلك، وإن كان فيهم ما يكره [فـ.. ... ... ... ..] عنهم؛ فقال مروان: فأين هذا من هذا [.. ... ... ... ..]، قال مروان: كذلك، #38# يا زيد، قال: نعم، [صدقت (؟).. ... ... ..]، قال أبو سعيد: وهذا يعلم ذلك، لرافع [بن خديج، .. ... ... ... .. بن] خديج ولكن يخشى أن يخبرك أن [تنتزعـ.. ... ... ...] قلائص الصدقة؛ فلما خرجوا، قال زيد بن ثابت: يا أبا سعيد، ألا تحمدني كما شهدت لك، فقال: شهدت بالحق، قال: أولا تحمدني أن أشهد بالحق.(3/37)
65- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن رافع بن خديج أنه كان هو وزيد بن ثابت عند مروان بن الحكم وهو أمير المدينة، فقال مروان لرافع: في أي شيءٍ أنزلت هذه الآية: {ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}، فقال رافع: نزلت في ناس من المنافقين، ثم ذكر نحو هذا الحديث إلا أنه قال: قد حمد الله على الحق أهله.(3/38)
66- أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أنزلت هذه الآية: {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}، فقالوا: يا رسول الله، لقد أوقينا أنفسنا فكيف #39# بأهلينا، قال: تأمرونهم بطاعة الله وتنهوهم عن معاصي الله.(3/38)
67- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي عيسى الخراساني عن أبي سعيد الخراساني أن علياً سأل ابن سلام عن الكبائر، فأخبره ابن سلام فأخطأ، فقال رسول الله: يا حبر، تسأل ابن سلام وتتركني، قال: فإني أتوب إلى الله وأعوذ بالله من غضب رسول الله، فقال رسول الله: الكبائر كل ذنبٍ أدخل صاحبه النار.(3/39)
68- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ينضحون لناس من الأنصار بالدلاء على الثمار من أول الليل، ثم [.. ...] قليلاً، ثم يصلون آخر الليل، قال الله: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار [هم يستغفرون]}.(3/39)
#40#
69- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن بكير بن الأشج أنه قيل لنافع [.. ... ... .. ها] من عبد الله بن عمر، فقال: دخلنا يوماً إلى المسجد فنظر [.. ... ... وا] أن يدخل هؤلاء النار، يقول الله: {ما سلككم في سقر [قالوا لم نك من المصلين ولم نك] نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين [وكنا نكذب بيوم الدين}، .. ... ... ..] يصلون ويطعمون المسكين ولا يكذبون بيوم [الدين.(3/40)
70- أخبرنا ابن وهب قال:] أخبرني ابن لهيعة أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: {الرفث}، هو الجماع.(3/40)
71- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني جرير بن حازم قال: سمعت محمد #41# ابن سيرين قال: سألت عبيدة السلماني عن قول الله: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، قال: وأخذ عبيدة ثوبه فتقنع به وأخرج إحدى عينيه.
قال: وقال جرير: وحدثني قيس بن سعد أن أبا هريرة كان يقول: ذلك القلب، الفتخة؛ قال جرير: القلب السوار، والفتخة الخواتم.(3/40)
72- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني جرير بن حازم قال: سمعت الحسن البصري قال: أتت امرأةٌ إلى رسول الله فقالت: إن زوجي لطم وجهي، قال: بينكم القصاص، فأنزل الله: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك #42# وحيه وقل رب زدني علماً}؛ قال: فأمسك رسول الله حتى أنزلت الآية التي في سورة النساء: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعضٍ}.(3/41)
73- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن ابن سيرين قال: كان رسول الله يعرض على جبريل القرآن كل عام عرضةً في رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه عرضتين؛ قال ابن سيرين: فكانوا يرون أن قراءتنا هذه من العرضة الآخرة.(3/42)
74- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم قال: سمعت قتادة ابن دعامة يقول في قول الله: {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك}، كان هذا شيءٌ جعله الله لنبيه #43# وليس لأحد غيره، كان يدع المرأة من نسائه ما بدا له من غير طلاقٍ، فإذا شاء راجعها ويتركها كذلك [.. ... ..].(3/42)
75- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة بن دعامة [يقول: {ناشئة] الليل}، حين يقبل الليل من المشرق.(3/43)
76- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم أنه سمع [قتادة بن دعامة يقول: {ألم] تر إلى ربك كيف مد الظل}، قال: مده ما بين صلاة [.. ... ... ... ..].(3/43)
77- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم أنه [سمع قتادة بن #44# دعامة.. ... ..] عن قول الله: {الذين يجتنبون كبائر [الإثم والفواحش}،.. ... ...] الرجل يلم اللمة من الزنا، واللمة من [الجماع.. ... ..].(3/43)
78- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم عن قتادة ابن دعامة عن عبد الله بن عباس في {أصحاب الأعراف}، قال: هم قومٌ على سور بين الجنة والنار استوت حسناتهم وسيئاتهم.(3/44)
79- قال سحنون: وأخبرنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال عن #45# شريك بن عبد الله عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله أن رجلاً سأل رسول الله عن قول الله: {الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، فقال رسول الله: ما سئلت عنها بعد، ولقد كنت أحب أن أسأل عنها، فقال رسول الله: البشرى في الحياة الدنيا الرؤيا الصالحة يراها الرجل المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنة.(3/44)
80- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن سالم أبي الغيث عن أبي هريرة قال: كنا جلوساً عند رسول الله، فأنزلت سورة #46# الجمعة: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}، فقال رجلٌ منهم: من هؤلاء، يا رسول الله، فلم يجبه حتى سأله ثلاث مرات وفينا سليمان الفارسي، فوضع رسول الله يده على سلمان فقال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجالٌ من هؤلاء.(3/45)
81- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب قال له: أرأيت قول الله لأزواج النبي: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}، هل كانت إلا واحدة، فقال ابن عباس: وهل من أولى إلا ولها آخرة؛ فقال: [لله] درك، يا ابن عباس، كيف قلت، فقال: يا أمير المؤمنين، وهل كانت [من أولى إلا] ولها آخرة، قال: فات بتصديق ما تقول من كتاب الله، قال: نعم، {[وجاهدوا في الله حق] جهاده كما جاهدتم أول مرةٍ}، قال عمر: فمن أمرنا [بالجهاد، قال: قبيلتان من] قريش: مخزوم، وعبد شمس فقال عمر: [صدقت (؟).(3/46)
#47#
82- أخبرنا ابن وهب]: قال: أخبرني سليمان بن بلال عن جعفر بن ربيعة [.. ...نزلت] في أهل قباء: {فيه رجالٌ يحبون [أن يتطهروا والله يحب المطهرين]}، وكانوا [.. ... ..(3/47)
83- أخبرنا ابن وهب] قال: أخبرني [.. ... ... عن] المسيب بن رافع ومجاهد بن جبر في قول الله: {إن ارتبتم #48# فعدتهن ثلاثة أشهرٍ}، قالا: اللاتي لم تبلغن المحيض، {إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهرٍ}، واللاتي قد قعدن من المحيض فعدتهن ثلاثة أشهر؛
قال: وقال لي مالك مثله.(3/47)
84- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني العطاف بن خالد في قول الله: {وجيء يومئذٍ بجهنم}، قال: يقال: يؤتى بجهنم يوم القيامة، يأكل بعضها بعضاً يقودها سبعون ألف ملك، فإذا رأت الناس، فذلك قول الله: {إذا رأتهم من مكانٍ بعيدٍ سمعوا لها تغيظاً وزفيراً}، قال: فإذا رأيتم زفرت زفرةً فلا يبقى نبيٌ ولا صديقٌ إلا برك لركبتيه، يقول: يا رب، نفسي، نفسي، ويقول رسول الله: يا رب، أمتي، أمتي.(3/48)
85- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني العطاف في قول الله: {الذين جعلوا القرآن عضين}، قال: بلغني أن العضين السحر.(3/48)
#49#
86- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني رجلٌ أن الحسن كان يقول في قول الله: {يلق أثاماً}، قال: أثاماً، عذاب الله كله.(3/49)
87- وقال الحسن في قول الله: {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس}، قال: كنتم خير الناس للناس.(3/49)
88- وقال الحسن في قول الله: {الصمد}، الذي يصمد إليه في الحوائج، ثم تلا هذه الآية: {ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون}.(3/49)
89- وقال الحسن عن ابن عباس: {فطفق مسحاً [بالسوق والأعناق]}، قال: بالسيف.(3/49)
#50#
90- وقال الحسن في قول الله: {لا يشهدون الزور}، قال: [الشرك].(3/50)
91- وقال الحسن في قول الله: {طه}، قال: يا محمد؛ وقوله: {ياسين}، قال: يا إنسان.(3/50)
92- [أخبرنا] ابن وهب قال: وأخبرنا أيضاً عن ابن عباس قال في قول الله: {لقد [خلقنا الإنسان في] كبدٍ}، قال: خلق الله كل شيءٍ هكذا على أربع، وخلق [.. ... ...(3/50)
93- أخبرنا ابن وهب قال: .. ... ...] وقال عن مجاهد في قول الله: #51# خذوا زينتكم [عند كل مسجدٍ}.. ... ..(3/50)
94- أخبرنا ابن وهب قال: .. ... ... ..] وقال عن مجاهد في قول الله: [.. ... ... ..] وقص الشارب وتقليم [الأظفار .. ... ... ... ... ..(3/51)
95- أخبرنا ابن وهب قال: .. ... ... ... ..في قول] الله: {قل للذين آمنوا [.. ... ... ..]}، قال في [الصعـ.. ... ... ..] الخلق والمغفرة وهم يكفرون به.(3/51)
96- وقال عن مجاهد في قول الله: {اليوم نقول لجهنم هل امتلأت #52# وتقول هل من مزيدٍ}، قال: تقول. هل في من سعةٍ.(3/51)
97- وقال عن الحسن في قول الله: {وجعل بينكم مودةً ورحمةً}، قال: المودة الجماع، والرحمة الولد.(3/52)
98- وقال الحسن في قول الله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}، فالفضل الإسلام، والرحمة القرآن.(3/52)
99- وقال عن مجاهد في قول الله: {بل ادارك علمهم في الآخرة}، قال: ما جهلوه في الدنيا عملوه في الآخرة.(3/52)
#53#
100- وقال مجاهد في قول الله: {الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم}، قال: التثبت الذين يثبتون أين يضعون أموالهم.(3/53)
101- وقال مجاهد في قول الله: {الوسواس الخناس}، قال: هو الشيطان على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خنس وانقبض.(3/53)
102- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني أيضاً عن الحسن في قول الله: {السر وأخفى}، قال: السر ما تتحدث به أنت وصاحبك، وأخفى ما تحدث به نفسك.(3/53)
103- وقال الحسن في قول الله: {وأوحى ربك إلى النحل}، وقوله: {وإذ أوحيت إلى الحواريين وأوحينا إلى أم موسى}، إلهامٌ #54# ألهمهم.(3/53)
104- قال الحسن في قول الله: {الكاظمين الغيظ عن الأرقى والعافين عن [الناس]}، إذا جهلوا عليهم.(3/54)
105- وقال مجاهد في قول الله: {وظلٍ من يحمومٍ}، [.. ... ..] جهنم، لا باردٍ ولا كريمٍ، قال: لا بارد المدخل ولا كريم [.. ... ...(3/54)
106- أخبرنا] ابن وهب قال: أخبرني محمد بن سعيد عن أبي [.. ... محمد بن كعب] القرظي قال: {قاصرات الطرف [عينٌ}.. .. ـن] لا يبغين غيرهم.(3/54)
#55#
107- [.. ...] والموت {إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً}، ثم تلا حتى بلغ: {نزلاً من عند الله وما عند الله خيرٌ للأبرار}.(3/55)
108- وقال القرظي في قول الله: {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل}، قال: يدخل من ليل الشتاء في نهار الصيف، ويدخل من نهار الصيف في ليالي الشتاء.(3/55)
109- وقال القرظي في قول الله: {رب المشرقين ورب المغربين}، مغرب الشتاء، ومغرب الصيف، ومشرق الشتاء، ومشرق الصيف.(3/55)
#56#
110- وقال القرظي في قول الله: {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون}، كانوا قليلاً من الليل ما ينامون.(3/56)
111- قال سحنون: وأخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال: سمعت نافعاً مولى ابن عمر سئل عن قول الله: {ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام}، أجوف مكة أم حولها، فقال: جوف مكة؛
وقال ذلك عبد الرحمن بن هرمز الأعرج.(3/56)
#57#
112- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني حرملة بن عمران التجيبي أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر يقول: يوم {شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم}، قال: جلودهم الفروج.(3/57)
113- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني حرملة بن عمران أنه سمع عمر بن عبد الله مولى غفرة يقول: إذا سمعت الله يقول: {كلا}، فإنما يقول: كذبت؛ وإذا [سمعت الله يقول (؟)]: {يضربون وجوههم وأدبارهم}، قال: يريد أستاههم.(3/57)
#58#
114- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا ابن سمعان قال: كان مجاهد [يحدث عن ابن] عباس أنه كان يقول في هذه الآية: {وما [كان لرسولٍ أن يأتي بآيةٍ إلا بإذن الله لكل أجلٍ كتابٌ} [.. ... ...] نراك تملك شيئاً [.. ... ..] الله كل شهر رمضان كل شيء يكون في السنة من الأرزاق، المصائب وما يقسم، إلا السعادة والشفاء والحياة والموت، قد فرغ من ذلك.(3/58)
115- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا ابن لهيعة قال: سمعت ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول: كان أهل الجاهلية إذا نحروا بدنهم أشركوا فيها، فأنزل الله: {فاذكروا اسم الله عليها صواف}، فقال ربيعة: خالصة من #59# الشرك.(3/58)
116- أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا أبو صخر أن محمد بن كعب القرظي حدثه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ في الصلاة أجابه من وراءه، وإذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم، قالوا مثل ما يقول حتى يقضي فاتحة القرآن والسورة؛ فلبث ما شاء الله أن يلبث، ثم نزل: {إذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}، فقرأ ونصتوا، ثم نزل: {حافظوا عل الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}، قال القرظي: كل شيء ذكر من القنوت في القرآن فهي الطاعة إلا واحدة وهي تصير إلى الطاعة، قول الله: {والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين}، وهي، يا هذا، ساكتين.(3/59)
#60#
117- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني حفص بن عمر عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب في قول الله: {من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار}، يقول: من جاء بشهادة ألا إله إلا الله، فهي الحسنة، ومن جاء بالشرك، فهي السيئة، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أبا طالب إلى شهادة ألا إله إلا الله عند موته، ثم ذكر قول النبي لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى نجران، فقال: إن يهوداً سيأتونك فيسألونك عن مفتاح هذا الأمر، فقل: شهادة ألا إله إلا الله.(3/60)
118- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد أن عائشة زوج #61# النبي قالت: ما أحسب هذه الآية إلا في المؤذنين: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}.
قال ابن وهب: وسمعت معاوية بن صالح يذكر ذلك عن عائشة زوج النبي عليه السلام.(3/60)
119- أخبرنا ابن وهب قال: سمعت الليث يحدث أن ابن وبرة الكلبي قدم بتجارةٍ ورسول الله على المنبر يوم الجمعة يخطب، فخرج إليه، فنزل القرآن: {وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خيرٌ من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين}.(3/61)
120- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد عن يزيد بن أبي #62# حبيب في قول الله: {ولا جنباً إلا عابري سبيلٍ}، إن رجالاً من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد وكانوا تصيبهم الجنابة، ولا ماء عندهم، فيريدون الماء ولا يجدون ممراً إلا في المسجد، فأنزل الله: {ولا جنباً إلا عابري سبيلٍ}.(3/61)
121- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد عن هشام بن عروة قال: ما سمعت أبي عروة بن الزبير يأول آيةً قط.(3/62)
122- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد ومالك عن يحيى #63# ابن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن القرآن قال: إنا لا نقول في القرآن شيئاً؛ إلا أن مالكاً قال في الحديث: إذا سئل عن تفسير آيةٍ في القرآن.(3/62)
123- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث عن عمران بن أبي أنس عن #64# ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه أنه قال: تمارا رجلان في المسجد {الذي أسس على التقوى من أول يومٍ}، فقال رجلٌ: هو مسجد قباء، وقال الآخر: هو مسجد رسول الله؛ فقال رسول الله: هو مسجدي هذا.(3/63)
124- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة ابن زيد بن ثابت أن أباه كان يقول: المسجد الذي ذكر الله في القرآن أنه {أسس على التقوى من أول يومٍ}، هو مسجد رسول الله.(3/64)
125- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني سحبل بن محمد بن أبي يحيى قال: سمعت عمي أنيس بن أبي يحيى يحدث [عن أبيه] عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله: المسجد الذي {أسس على التقوى}، [هو مسجدي هذا]، يعني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.(3/64)
126- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث [بن سعد أن معمر بن] #65# أبي حبيبة المديني حدثه أنه بلغه في قول الله: {يخرج من بيت الصلب [والترائب}، .. ..عصارة] القلب من هناك يكون الولد.(3/64)
127- أخبرنا ابن وهب [قال:.. ... ... ..] بن أبي الوضاح عن بعض علمائهم قال: من فسر [.. ... ..] وإن أخطأ، قال: بعضهم: إن أصاب إثمٌ وإن أخطأ [.. ... ..(3/65)
128- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني] الليث أيضاً عن بعض [.. ...] في هذه الآية: {كأنهن [بيضٌ مكنونٌ}.. ... ... ..] اللؤلؤ في بياض [.. ... ...].(3/65)
129- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث قال: حدثني #66# من سمع محمد بن كعب القرظي يقول في قول الله: {زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ يكاد زيتها يضيء}، قال: لو أن زيتونة كانت في وسط الزيتون لا تصيبها الشمس عند مطلعها حين تطلع ولا عند غروبها حين تغرب، فأصفى زيتها زيتونها ذلك لأشفى على أن يضيء.(3/65)
130- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عبد الله بن عياش عن عمر بن عبد الله مولى غفرة وحماد بن هلال أن ابن الكواء قال لعلي بن أبي طالب: يا أمير #67# المؤمنين، ما {الذاريات ذرواً فالحاملات وقراً}، فقال: ثكلتك أمك، يا ابن الكواء، سل تفقهاً، ولا تسأل تعنتاً؛ قال:، والله، إن سألتك إلا تفقهاً فقال: فتلك الريح والسحاب تحمل المطر؛ قال: فمن القوم {الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}، فقال له علي مثل ما قال له أولا، فقال له ابن الكواء مثل قوله: قال له علي: فأولائك قتلى المشركين من قريش قتلهم الله يوم بدر وألقاهم في القليب؛ قال: فمن القوم {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً}، قال: أولائك أقوامٌ كانوا على حسناتٍ من أعمالهم فملوها وبدلوها بغيرها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؛ ثم أدخل عليٌ أصبعيه في أذنيه، ثم هتف بصوته حتى خرج صوته من نواحي المسجد، ثم قال: وما ابن الكواء منهم ببعيدٍ، ثلاث مراتٍ.(3/66)
131- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني أبو صخر عن محمد بن كعب #68# القرظي، قال أبو صخر: وحدثني أبو معاوية البجلي عن سعيد بن جبير أن سعد بن أبي وقاص ورجلاً من الأنصار خرجا يقتتلان وينتفلان نفلاً فوجدا سيفاً ملقىً فخرا عليه جميعاً، فقال سعد: هو لي، فقال [الأنصاري]: بل، هو لي، فتنازعا في ذلك؛ فقال الأنصاري إن أيسر ما يكون لأن يكون [.. ..] جمعياً، وخررنا عليه جميعاً، فقال: لا أسلمه إليك حتى نأتي رسول [الله .. ...] القصة على رسول الله؛ قال رسول الله: ليس لك، يا سعد، ولا لك [.. ... ..]: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول [فاتقوا الله] وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله}، يقول: [.. ... ... ...] لمحمدٍ {واعلموا أنما غنمتم من شيءٍ فإن لله خمسه [وللرسول ولذي القربى واليتامى] والمساكين وابن السبيل}.(3/67)
132- قال أبو صخر: وحدثني [محمد بن كعب القرظي.. ..] من اليهود مر على عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين، بارك الله عليك، ما الآية من القرآن أنزلت في كتابكم لا أراكم ترفعون باليوم الذي نزلت فيه رأساً، والذي نفسي بيده، لو أنزلت في التوراة أو إنجيل جعلنا اليوم #69# الذي نزلت فيه لنا عيداً ما بقينا؛ فقال عمر: أي آية هي، ويحك، قال: قول الله: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}، قال: فتبسم عمر، ثم قال: ويحك، وتدري متى نزلت، قال: لا أدري، قال: نزلت على رسول الله وهو واقفٌ بعرفة يوم حجة الوداع، وهل تزال لنا عرفة عيداً ما كان الإسلام.(3/68)
133- قال: وأخبرني أبو صخر قال: وأخبرني محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: {إنا أعطيناك الكوثر}، يقول: إن ناساً يصلون لغير الله وينحرون لغير الله، فإذا أعطيناك الكوثر، يا محمد، فلا تكونن صلاتك ولا نحرك إلا لي.(3/69)
134- قال أبو صخر: وأخبرني أبو معاوية البجلي عن سعيد بن جبير أنه قال: كانت هذه الآية يوم الحديبية أتاه جبريل فقال: انحر وارجع، فقام #70# رسول الله فخطب الناس خطبة الفطر والأضحى، ثم ركع ركعتين، ثم انصرف إلى البدن فنحرها؛ فذلك حين يقول: {فصل لربك وانحر}.(3/69)
135- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني أبو صخر عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: {اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}، يقول: اصبروا على دينكم وصابروا الوعد الذي وعدتم عليه، ورابطوا عدوي وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم، واتقوا الله فيما بيني وبينكم، لعلكم تفلحون غداً إذا لقيتموني؛ فذلك حين يقول: {اصبروا وصابروا ورابطوا}.(3/70)
136- قال: وحدثني عبد الله بن عياش وأبو صخر عن أبي [معاوية] البجلي عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس حدثه قال: بينما أنا في الحجر جالساً أتاني [رجلٌ (؟)] فسألني عن {العاديات ضبحاً}، فقلت: الخيل #71# حين تغير في سبيل الله، ثم تأوى إلى الليل [يصنعون] طعامهم ويورون نارهم؛ فانتقل عني فذهب إلى علي بن أبي طالب وهو تحت [سقاية زمزم]، فسأله عن {العاديات ضبحاً}، فقال: سألت عنها أحداً قبلي، قال: فقال: نعم، [سألت عنها] ابن عباس، فقال: الخيل حين تغير في سبيل الله؛ قال: اذهب فادعه لي؛ فلما وقف [على رأسه قال: تفتي الناس] بما لا علم لك به؛ والله، إن كانت لأول غزوة في الإسلام لبدر وما [كان معنا إلا فرسان]، فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود، فكيف تكون {العاديات ضبحاً}، إنما {العاديات ضبحاً} من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منىً، فاوروا [النيران.. ..]، وكانت {فالمغيرات صبحاً}، من المزدلفة إلى منىً، فذلك جمعٌ، وأما قوله: {فأثرن به نقعاً}، فهي نقع الأرض حين تطأها أخفافها وحوافرها؛ قال ابن عباس: فنزعت عن قولي ورجعت إلى الذي قال عليٌ.(3/70)
137- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني أبو صخر عن القرظي أنه قال في هذه الآية: {فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين}، يقول: إنكم لا تستطيعون أن تضلوا بآلهتكم أحداً إلا أحداً قد حق عليه العذاب مني.(3/71)
#72#
138- قال: وأخبرني أبو صخر عن القرظي في هذه الآية: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}، يقول: هي للناس أجمعين.
قال أبو صخر: وقال زيد بن أسلم: إنما هي للمشركين.(3/72)
139- قال ابن وهب: وأخبرني أبو صخر عن القرظي أنه قال في هذه الآية: {فخلف من بعدهم خلفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}، يقول: ترك الصلاة.(3/72)
140- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا عبد الله بن عياش: قال: أبو صخر #73# عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير أنه جاء إليه رجلٌ فسأله، فقال: أرأيتك ابن نوح أَمِنْهُ، فسبح طويلاً، ثم قال: لا إله إلا الله، يحدث الله محمداً: {ونادى نوحٌ ابنه}، وتقول ليس منه، ولكنه خالفه في العمل، فليس منه من لم يؤمن.
قال أبو معاوية: فسألته عن ذلك ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح، فقال: أما امرأة لوط فكانت تدل على الأضياف، وأما امرأة نوح فلا علم لي بها.(3/72)
141- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني أبو صخر عن القرظي عن حاطب ابن أبي بلتعة حين كتب بالكتاب إلى أهل مكة مثل حديث ابن شهاب.(3/73)
142- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني أبو صخر عن القرظي أنه كان #74# يقول في هذه الآية: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}، قال: كان القوم في سبيل الله فيتزود الرجل، فكان أفضل زاداً من الآخرة، أنفق الموسر حتى لا يكاد يبقى من زاده شيءٌ، أحب أن يؤاسي صاحبه، فأنزل الله: {وأنفقوا [في سبيل الله] ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.(3/73)
143- قال: وأخبرني أبو صخر عن القرظي أنه كان يقول [في هذه الآية]: {ثم ليقضوا تفثهم}، رمي الجمار، وذبح الذبيحة، وحلق الرأس، وأخذ من [الشاربين واللحية] والأظفار، والطواف بالبيت وبالصفا والمروة.(3/74)
144- قال: أخبرنا ابن وهب [قال: أخبرني أبو صخر] عن القرظي أنه #75# كان يقول في هذه الآية: {وأطعموا القانع والمعتر}، القانع [الذي يقنع بالشيء] اليسير ويرضى به، والمعتر الذي يمر بجانبه، لا يسأل شيئاً، فذلك المعتر.(3/74)
145- [أخبرنا ابن وهب] عن أبي صخر عن القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: {يوم لا ينفع نفساً إيمانها لم [تكن آمنت من قبل] أو كسبت في إيمانها خيراً}، يقول: إذا جاءت الآيات [لم ينفع نفساً إيمانها،] يقول: طلوع الشمس من مغربها.(3/75)
146- وقال أبو صخر عن القرظي أنه كان يقول في المحروم: الرجل #76# صاحب الحرث بين الحروث يزرعون جميعاً فيطعم بعضهم نفع زرعه ويحرمه الآخر، فعليهم أن يجبروه بينهم؛ فقال: {أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاماً فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون}، قال: {وغدوا على حردٍ قادرين فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون}، قال: جميع الناس كلهم يقولون: المحارف في التجارة.(3/75)
147- قال أبو صخر عن القرظي أنه قال: في هذه الآية: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌ من الذل وكبره تكبيراً}، قال:إن اليهود والنصارى قالوا: اتخذ الله ولداً، وقالت العرب: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك؛ وقال #77# الصائبون والمجوس: لولا أولياء الله لذل الله، فأنزل الله: {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك ولم يكن له وليٌ من الذل وكبره} أنت، يا محمد، عما يقولون، {تكبيراً}.(3/76)
148- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا أبو صخر عن القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: {قل أعوذ برب الفلق}، يقول: فالق الحب والنوى، فالق الإصباح؛ وقال في: {غاسقٍ إذا وقب}، [.. ..]: النهار إذا دخل في الليل.(3/77)
149- قال أبو صخر عن القرظي أنه قال في هذه الآية: {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا}، أتى رهطٌ إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله، إن المدينة قد ضاق علينا ترابها وسباخها، فاذن لنا نخرج #78# إلى هذه الحرة فنكون منك قريباً، [.. ... ..] إلى حرتنا هذه، فقعد رهطٌ من أصحاب النبي فيهم محمد بن مسلمة الأنصاري [.. ...]هم، فقال بعضهم: ما تقولون في هؤلاء الذين خرجوا إلى هذه الحرة، فقالوا: اسأل [.. ... ... ا] وهم إخواننا وقد أذن لهم نبينا، فقالت طائفةٌ من القوم لعمر: والله، ما [.. ..] خير حين تركوا مجالستنا ومسجدنا، وأن يحضروا معنا؛ وخرجوا إلى [.. ... ...] الحرة ليس بيننا وبينهم إلا دعوة، فأكثروا القول في ذلك الطائفتان جميعاً [.. ... {فما لكم] في المنافقين فئتين}، وذلك: تريدون أن تقتتلوا فيهم فأنا أخبركم خبرهم، فإن الله {أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً ودوا}، للذين كفروا، {لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله}.(3/77)
150- أخبرنا أبو صخر عن محمد بن كعب القرظي أن ناساً من أهل مكة اتعدوا ليخرجوا إلى رسول الله حتى إذا اجتمعوا، خرجوا إليه حتى قدموا عليه المدينة فبايعوه وأقروا بالإسلام؛ ثم مكثوا ما شاء الله أن يمكثوا فخرجوا #79# من المدينة فارتدوا عن إيمانهم حتى لحقوا بقومهم كفاراً، فأنزل الله فيهم: {كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حقٌ وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولائك جزاءهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون}، ثم تعطف عليهم برحمته فقال: {إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا}، لأولائك القوم، {فإن الله غفورٌ رحيمٌ}.(3/78)
151- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم عن سليمان #80# الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف قال: كنا جلوساً إلى كعب أنا وربيع بن خثيم وخالد بن عرعرة ورهطٌ من أصحابنا فأقبل ابن عباس رجلٌ جميلٌ حسن الشعرة، فقال القوم: هذا ابن عم نبيكم فاوسعوا له؛ فجلس إلى جنب كعب فقال: يا كعب، كل القرآن قد علمت فيما أنزل غير ثلاثة أمور، إن كان لك بها علمٌ فأخبرني عنها؛ أخبرني ما {سجينٌ}، وما {عليون}، وما {سدرة المنتهى}، وما قول الله لإدريس: {ورفعناه مكاناً علياً}، قال كعب: أما [سجين فإنها] الأرض السابعة السفلى وفيها أرواح الكفار تحت حد إبليس، وأما [عليون فإنها] السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين، وأما إدريس فإن الله أوحى [إليه إني رافعٌ] لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم، فأحب أن تزداد عملاً، فأتاه خليلٌ له [من الملائكة]، فقال له: إن الله أوحى إلي كذا وكذا، فكلم لي ملك الموت فليؤخرني حتى [أزداد عملاً]؛ فحمل بين جناحيه، ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء [الرابعة تلقاهم ملك] الموت منحدراً فكلمه، فكلمه ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: [أين إدريس]، فقال: ها هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: فالعجب بعثت قبل [أن] [أقبض روح إدريس] في السماء الرابعة وهو في الأرض؛ فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض، فقبض روحه هناك؛ فذلك قول الله {ورفعناه مكاناً علياً}، وأما سدرة المنتهى، فإنها سدرة على رؤوس حملة #81# العرش ينتهي إليها علم الخلائق، ثم ليس لأحد وراءها علمٌ، فلذلك سميت سدرة المنتهى لانتهاء العلم إليها.(3/79)
152- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم عن الحسن بن عمارة حدثه عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة أن علياً سئل عن {البيت المعمور}، قال: هو بيتٌ في السماء السادسة يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة، ثم لا يعودون في آخر الأبد.(3/81)
153- قال جرير: وحدثني حميد بن قيس عن مجاهد قال: هذا البيت الكعبة رافع أربعة عشر بيتاً، في كل سماءٍ بيتٌ وفي كل أرضٍ بيتٌ، كل بيتٍ منها حذو صاحبه، لو وقع، وقع عليه؛ إن هذا الحرم حرم مناه من السموات #82# السبع والأرضين السبع.(3/81)
154- قال جرير: وحدثني حميد بن قيس عن مجاهد قال: كان موضع البيت على الماء قبل أن يخلق الله السموات والأرض مثل الزبدة البيضاء، ومن تحته دحيت الأرض.(3/82)
155- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: سألت عبد الله بن مسعود عن {الأواه}، قال: هو الدعاء.(3/82)
#83#
156- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني جرير بن [حازم] عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول: {الأواب}، الذي يذنب، ثم يتوب، ثم يذنب [ثم يتوب (؟)].(3/83)
157- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة يقول في قول الله: {البيت [العتيق}، العتيق]، أعتقه من الجبابرة.(3/83)
158- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم أنه سمع [قتادة (؟).. .. ول] كانت العرب في الجاهلية إذا وقفوا بعرفة تفاخروا بآبائهم وذكروا [أيام.. .. الجاهلية]، وكان ذلك أمرهم يومهم أجمع؛ فأنزل الله: {فاذكروا الله في ذلك اليوم [كذكركم آبائكم] أو أشد ذكراً}.(3/83)
#84#
159- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم أنه سمع رجلاً يسأل [الحسن]: يا أبا سعيد، ما {الجوار الكنس}، فقال: النجوم.(3/84)
#85#
160- وقال جرير: حدثني الحجاج [.. ..] قال: سألت أبا الشعثاء جابر بن زيد عن {الجوار الكنس}، فقال: هي البقر إذا كنست كوانسها.
قال يونس: قال ابن وهب: يريد بالكنس إذا انفرت من الذباب.
قال جرير: وحدثني الصلت بن راشد عن مجاهد مثل ذلك.(3/85)
161- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم أن زبيد الأيامي حدثه عن مرة بن شراحيل قال: قال ابن مسعود: {اتقوا الله حق تقاته}، وحق تقاته أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.(3/85)
162- قال مرة: وسئل ابن مسعود عن قول الله: {وأتى المال على #86# حبه}، فقال: أن يعطيه صحيحاً شحيحاً يأمل العيش ويخشى الفقر.(3/85)
163- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال: بعث رسول الله الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق ساعياً، فلما دنا منهم خرجوا إليه يتلقونه؛ فرجع عنهم حتى قدم على رسول الله فقال: يا رسول الله، خرج إلي بنو المصطلق ليقتلوني ومنعوني الصدقة؛ فلما بلغ بني المصطلق ما قال قدموا على رسول الله فقالوا: يا رسول الله، بلغنا أن رسولك أتانا ليصدقنا، فخرجنا إليه نتلقاه لنكرمه، فبلغنا رجوعه والذي قال؛ فنزل القرآن: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ #87# فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.(3/86)
164- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني جرير بن حازم أنه سمع قتادة يقول: بعث شعيب النبي إلى أمتين: إلى قومه أهل مدين، وإلى أصحاب الأيكة، وكانت الأيكة غيضة [مو.. ..] شجر ملتفٌ؛ فلما أراد الله أن يعذبهم بعث عليهم حراً شديداً ورفع لهم [العذاب] كأنه سحابة؛ فلما دنت منهم خرجوا إليها رجاءً بردها؛ فلما كانوا [تحتها مطرت] عليهم ناراً؛ قال: فذلك قول الله: {فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه [كان عذاب يومٍ] عظيمٍ}.
قال قتادة: وأما {الرس}، فإنها بقريةٍ من اليمامة يقال لها الفلج.(3/87)
165- [أخبرنا ابن وهب] قال: حدثني جرير بن حازم عن ابن عمارة #88# عن سليمان بن أبي وائل عن ابن [مسعود.. ..] بمكة حين أسلمت أكون تحت أستار الكعبة بالنهار، فإذا كان [الليل (؟).. ..] فخرجت ليلةً فجعلت أطوف بالبيت، فإذا ثلاثة رهطٍ [يطوفون.. ... رجلٌ من] ثقيف ورجلان من قريش، أو رجلٌ من قريش ورجلان من ثقيف؛ فقال [أحدهم: .. ... ..] يسمع ما نقول، فقال أحدهم: أما ما جهرنا به فيسمعه، وأما [خـ.. ... ..] يسمعه، قال الآخر: لئن كان يسمع ما نجهر به إنه ليسمع ما نخافت به، وقال الآخر: ما يسمع شيئاً من ذلك؛ فأنزل الله: {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون}، إلى قوله: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم}.(3/87)
166- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عبد الجبار بن عمر الأيلي عن #89# ربيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون في أحد الكاهنين رجلٌ يدرس القرآن دراسةً لا يدرسها أحدٌ يكون بعده؛ قال ربيعة: فكنا نراه القرظي.(3/88)
167- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عبد الجبار بن عمر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه قال في: {والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً}، قال: التي إذا رأيتها استقذرتها، فلا بأس أن تضع الخمار والجلباب وأن تراها.(3/89)
168- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عبد الجبار بن عمر عن ربيعة أنه قال في قول الله: {من لم يستطع منكم طولاً أن ينكح}، قال ربيعة: الطول الهوى؛ قال: ينكح الأمة إذا كان هواه فيها.(3/89)
#90#
169- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عبد الله بن سعد بن أبي الصعبة عن عبد الجليل بن حميد حدثه أنه سمع ابن شهاب يقول في قول الله: {اعملوا آل داود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور}، قال: قولوا الحمد لله.(3/90)
170- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عبد الملك بن محمد الأنصاري #91# أن عمرة بنت حزم أخت عمرو بن حزم كانت تحت سعد بن الربيع فقتل عنها يوم أحد، وكانت له منها ابنةٌ فأتت رسول الله تطلب ميراث ابنتها من أبيها، ففيهما نزلت هذه الآية: {يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا تؤتونهن ما كتب لهن}؛ قال: وكان فينا بنو غنم، إذا مات الرجل في الجاهلية لم يرثه إلا أكبر ولده ماله كله، وما كان غيرنا من قبائل العرب في الجاهلية إذا مات الرجل تزوج ابنة امرأته وأخذ ماله كله إذا كانت تحته غير أمه.(3/90)
171- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال قال: بلغني أن الله لما أنزل: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً}، قال: المنافقون، استقرض الغني من الفقير، إنما يستقرض الفقير من الغني، فأنزل الله: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقيرٌ ونحن أغنياء}.(3/91)
172- أخبرنا ابن وهب عن خالد بن يزيد عن سعيد عن القرظي أنه #92# سمعه وهو يقول: ما من نفسٍ يوم القيامة صالحة ولا غيرها إلا وهو يلوم نفسه، وهو قول الله: {النفس اللوامة}.(3/91)
173- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني محمد بن سليم المرادي عن خالد بن أبي عمران أنه حين نزلت هذه الآية: {وانذر عشيرتك الأقربين}، أنزلت عليه بسحر فنادى بأعلى صوته: يا قصي، يا آل عبد مناف، يا آل هاشم، يا آل عبد المطلب، النجا، النجا صبحتم، صبحتم، فأتوه خائفين عليه؛ فلما اجتمعوا قال: إنما مثلي مثل رجلٍ أتى قومه فقال: غشيتم؛ #93# وزعم أنه قد شهد الغارة ومر على القتلى فصدقه المصدقون فنجوا، وكذبه المكذبون فهلكوا؛ وأنا النذير والموت المغير، والساعة الموعد.(3/92)
174- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد وسليمان بن كثير أن علي بن أبي طالب كان يقول: أدنى الحين سنةٌ.(3/93)
175- ابن وهب قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أنه قال: سألته عن هذه الآية فلم أجد أحداً يخبرني عنها: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً}، فقيل لي في المنام: سألت عن هذه الآية فلم تجد أحداً يخبرك عنها، فقال: نعم، فقال: هم #94# الذين يتجبرون ولا يتكبرون.(3/93)
176- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الآية: {الذين يمشون على الأرض هوناً}، قال: بالسكينة والوقار، {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}، قالوا سداداً من القول.(3/94)
177- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أن علي بن أبي طالب كان يقول لصلاة الوسطى: صلاة الصبح.
قال عبد الرحمن: وكان أبي زيد بن أسلم يقول ذلك لأن الظهر والعصر في النهار، والمغرب والعشاء في الليل، والصبح فيما بين ذلك.(3/94)
#95#
178- أخبرنا ابن وهب قال: وسمعت مالك بن أنس يقول ذلك.(3/95)
179- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن ابن عباس أنه كان يقول: الصلاة الوسطى صلاة الصبح، تصلى في سواد الليل وبياض النهار، وهي أكثر الصلاة تفوت الناس.(3/95)
180- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني القاسم بن عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم وابن دينار عن عبد الله بن عمر أنه قال: هي الصبح.(3/95)
181- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله: {وما جعل عليكم في الدين من حرجٍ}، قال: الحرج الضيق؛ وإن #96# عمر بن الخطاب سأل رجلاً من العرب عن الحرج، فقال: الضيق، فقال عمر: صدقت.(3/95)
182- [أخبرنا] ابن وهب قال: أخبرني عبد العزيز بن أبي حازم قال: سمعت أبي يقول: قرأ عمر بن الخطاب [.. ... ..] عنده رجلٌ من العرب: {وما جعل عليكم في الدين من حرجٍ}، ثم قال للعربي: ما الحرج من [.. ... ... ..]، قال: الضيق، يا أمير المؤمنين، فقال عمر: صدقت.(3/96)
183- أخبرنا ابن وهب [قال: أخبرني سفيان] بن عيينة عن عبيد الله ابن أبي يزيد قال: سمعت عبد الله بن عباس سئل عن: {[وما جعل عليكم] في الدين من حرجٍ}، قال: هل هاهنا من هذيل أحدٌ، فقال رجلٌ: نعم، أنا، فقال: ما [.. ... ... ...] فيكم، فقال: الشيء الضيق، فقال ابن عباس: فهو ذلك.(3/96)
184- أخبرنا [ابن وهب قال: أخبرني ابن زيد] بن أسلم عن أبيه في قول الله: {ولا تأخذكم بهما رأفةٌ في دين الله}، قال: لا #97# [.. ... ... ..] هما من إقامة الحد عليهما.(3/96)
185- قال: وسألت الليث بن سعد عن [قول الله: {ولا يأب] الشهداء إذا ما دعوا}، قال: ذلك إذا شهد قبل ذلك، فلا يأب أن يؤدي شهادته، فقلت له: فقول رسول الله: حتى يشهد الرجل ولم يستشهد، فقال: الذي يقع في قلبي من ذلك وأظنه الذي يشهد بما لم يعلم.
فقلت له: مثل شهادة الزور، قال: نعم.(3/97)
186- قال: وحدثني ابن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله: {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا}، قال: ذلك إذا شهدتم، ثم دعي إلى شهادته لا ينبغي له إلا أن يأتي يشهد.(3/97)
#98#
187- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني حماد بن زيد عن يونس بن عبيد عن الحسن وعكرمة في هذه الآية: {ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا}، قال أحدهما: إذا دعي يشهد فلا يأب، وقال الآخر: إذا شهد فلا يأب أن يشهد.(3/98)
188- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله: {واذكروا الله في أيامٍ معدوداتٍ}، قال: المعلومات: يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق؛ والأيام المعدودات: أيام التشريق.(3/98)
189- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن غالب بن عبيد الله عن مجاهد قال: الأيام المعلومات العشر، والأيام المعدودات: أيام #99# التشريق.(3/98)
190- قال ابن وهب: وحدثني طلحة بن عمرو عن عطاء قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن محمد بن عبيد الله عن مجاهد وعطاء: الأيام المعلومات العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق.
وقال: إن ابن عباس كان يقول ذلك.(3/99)
191- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله عن أيام العشر، قال جابر: هي أيام العشر.(3/99)
192- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن ابن عباس كان يقول: هي العشر الذي ذكر الله في القرآن.(3/99)
193- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله في الأيام المعلومات والمعدودات، مثل حديث الحارث بن نبهان.(3/99)
194- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة #100# عن زر بن حبيش عن [عبد الله بن] مسعود في قول الله: {إن إبراهيم لحليمٌ أواهٌ منيبٌ}، قال: الأواه الدعاء.
[أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني] سفيان بن عيينة مثله.(3/99)
195- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني حماد بن زيد عن يحيى [بن .. ... .. عن ابن] سيرين عن عبد الله بن مسعود قال: {السبع المثاني]، فاتحة [الكتاب.. ...(3/100)
196- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني] عبد العزيز بن محمد عن ابن #101# أخي ابن شهاب أنه سأل ابن شهاب عن هذه [الآية: {وتقول هل من] مزيدٍ}، قلنا: نسأل المزيد قال ابن شهاب: ليس كذلك، إنما تقول: وهل [.. ...] تخبر إن امتلأت.(3/100)
197- قال: وسمعت إنساناً يسأل ابن شهاب عن قول [الله: {لها سبعة أبوابٍ}، قال: أبواب بعضها فوق بعضٍ، يأكل لهبها بعضه بعضاً.(3/101)
198- قال: [.. ... ..] عن قول الله: {والنخل باسقاتٍ لها طلعٌ نضيدٌ}، قال ابن [شهاب: .. ... ...] والنضيد الذي بعضه فوق بعضٍ؛ وقال الله: {ونخلٍ طلعها هضيمٌ}، قال: الهضيم طلعها الرحمن اللطيف حين يطلع.
#102#
قال ابن شهاب: يقول الله: {إنما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم بالساهرة}، قال: هي الأرض كلها.(3/101)
199- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن عمرو بن دينار قال: سمعت ابن عباس وسئل عن: {كأساً دهاقاً}، فقال ابن عباس: دراكاً.(3/102)
200- أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا محمد بن مسلم عن ابن أبي نجيح #103# عن مجاهد في قول الله: {يتيماً وأسيراً}، قال: الأسير: المسجون.(3/102)
201- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني أنس بن عياض عن محمد بن عمرو بن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن عبد الله بن الزبير عن أبيه أنه قال: لما نزلت هذه الآية: {إنك ميتٌ وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون}، قال الزبير: يا رسول الله، أيكر علينا ما كان بيننا في الدنيا مع خواص الذنوب، قال رسول الله: نعم، يكر ذلك عليكم حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه.(3/103)
202- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني محمد بن مسلم عن أيوب بن #104# موسى عن محمد بن كعب القرظي قال: المحروم الذي تصيبه الجائحة؛ قال الله: {وغدوا على حردٍ قادرين فلما رأوها قالوا إنا لضالون بل نحن محرومون}، وقال: {فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون}، قال: المحروم الذي تصيبه الجائحة.(3/103)
203- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني محمد بن مسلم عن أيوب بن موسى عن محمد بن كعب القرظي قال: إن [ابن أم] مكتوم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله الأصغر الأبتر، فقال: [.. ... ..] كذا قولا عنه وكره أن يعلم صاحبه أن ابن أم مكتوم من أصحاب [.. ... ... {عبس] وتولى أن جاءه الأعمى}.(3/104)
204- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني محمد بن مسلم عن #105# [.. ... عمر بن] الخطاب قرأ: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ}، قال: فخرج [.. ..] فخرج إليه فقال: آيةٌ قرأتها فوقعت مني موقعاً [.. .. الآية]، هي يا أمير المؤمنين، قال: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ}، [.. ... ..] ظن إنما هو الذنب [.. ..] لم تسمع إلى قول العبد الصالح إن الشرك [.. ... ... قال] عمر: رحمك الله، يا أبا المنذر، لقد فرجت عني، فرج الله عنك.(3/104)
205- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني محمد بن مسلم أيضاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً}، قال: هو الرجل يقول أعطيت بسلعتي كذا وكذا كاذباً.(3/105)
206- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد في قول الله لموسى وهارون: {قد أجيبت دعوتكما}، قال: كان موسى يدعو، #106# وهارون يؤمن.(3/105)
207- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني طلحة بن عمرو أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: قال الله: {اذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكراً}، قال: كان أهل الجاهلية أيام منىً يتناشدون الأشعار ويذكرون أيامهم وما كانوا يصنعون فيها مما يفخر به بعضهم على بعضٍ، فقال الله: {اذكروا الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكراً}.(3/106)
208- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي الموال عن [محمد] بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات}، قال: فهي الصلوات الخمس.(3/106)
#107#
209- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: هي الآجال، ثم اتبعها: {إن ربك هو يحشركم إنه حكيمٌ عليمٌ}.(3/107)
210- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن أيضاً قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول في هذه الآية: {وما آتيتم من رباً ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند [الله] وما آتيتم من زكاةٍ تريدون وجه الله فأولائك هم [المضعفون}، قال: .. ..] وهو الرجل يعطي الرجل الشيء يبتغي مكافأته فذلك الذي [.. ... ... ..] عند الله؛ قال: والآخر الذي يعطي الشيء لوجه الله لا يريد [.. ... ..] جزاء ولا مكافأة، فذلك الذي يضاعف عند [الله .. ... ... ... ..].(3/107)
#108#
211- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني أيضاً قال: سمعت محمد بن كعب تلا هذه الآية: {وتأكلون التراث أكلاً لماً وتحبون المال حباً جماً}، قال: يقول [..] نصيبي ونصيبك.(3/108)
212- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني [أسامة بن زيد] أنه سمع محمد بن كعب القرظي تلا هذه الآية: {فسبح بحمد ربك حين تقوم}، قال: حين تقوم للصلاة.(3/108)
213- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عبد الرحمن بن شريح عن عبد #109# الكريم بن الحارث قال: يمر الوالد بولده يوم القيامة وهو يحمل ما عليه فيقول لابنه: يا بني، ادن مني خفف عني مما أحمل، فيقول ابنه: إليك عني يا أبتاه، فإن علي ما شغلني وأثقلني؛ فهذا تفسير قول الله تبارك وتعالى: {وإن تدع مثقلةٌ إلى حملها ولا يحمل منه شيءٌ ولو كان ذا قربى}.(3/108)
214- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن أيوب بن موسى القرشي حدثه أنه بلغه أن بلالاً أذن على ظهر البيت، فقال قريش: عز على فلان وعز على فلان أن يؤذن هذا العبد على البيت، فأنزل الله: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.(3/109)
215- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن من حدثه عن أنس بن مالك أنه تلا هذه الآية: {يوم تبدل الأرض غير الأرض}، #110# يبدلها الله يوم القيامة بأرض من فضة لم تعمل عليها الخطايا، ينزل الجبار تبارك وتعالى عليها.(3/109)
216- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه كان يقول في هذه الآية: {حتى إذا بلغ أشده}، قال ربيعة: الأشد الحلم؛ وتلا هذه الآية: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده}، قال ربيعة: وقال الله: {وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم}؛ فكان ربيعة يرى أن الأشد الحلم [في هتين] الآيتين.(3/110)
217- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني بكر بن مضر عمن حدثه عن زيد #111# ابن أسلم [.. ...] في لغو اليمين هو قول الرجل: حربني الله من مالي، لا ردني الله إلى أهلي [.. ... ... ..]، وأشباه هذا؛ فأما إذا قال: والله، ثم حنث فعليه الكفارة.(3/110)
218- [أخبرنا ابن وهب قال: حدثني] بكر بن مضر عن الحارث بن يعقوب عن عباس بن جليد الحجري [.. ... ... ..] قال: من صلى الصلوات الخمس في المسجد خرج من ذنوبه كهيئة [.. ... ... ..] زامة (؟)، أما إني لا أقول لكم إلا شيئاً في القرآن، يقول الله: {أقم [الصلاة طرفي النهار]}، الصبح والظهر والعصر، {وزلفاً من الليل}، المغرب والعشاء [{إن الحسنات يذهبن] السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}.(3/111)
#112#
219- أخبرنا ابن وهب [قال: حدثني بكر بن مضر أيضاً] قال: كان محمد بن كعب القرظي يقول: إن الكافر إذا دعا بالشراب، إذا رآه مات موتاتٍ، فإذا دنا منه مات موتاتٍ، فإذا شرب منه مات موتاتٍ، قال الله: {ويأتيه الموت من كل مكانٍ وما هو بميتٍ ومن ورائه عذابٌ غليظٌ}.(3/112)
220- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني أيضاً عن رجلٍ عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: يحشر الناس يوم القيامة في ظلمةٍ وتطوى السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر، وينادي منادٍ فيتبع الناس الصوت يؤمونه، قال: فذلك قول الله: {يومئذٍ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً}.(3/112)
221- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني بكر عن جعفر بن ربيعة قال: #113# سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف يقول في قول الله: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصديةً}، قال بكر: فجمع لي جعفر كفيه، ثم نفخ فيهما صفيراً، كما قال له أبو سلمة بن عبد الرحمن.(3/112)
222- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني بكر بن مضر عن ابن الهاد عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي أن علي بن أبي طالب قال يوماً وهو #114# على المنبر: سلوني، فإنكم لا تسألوني عن شيءٍ إلا أخبرتكم به؛ فقام ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين، ما {الذاريات ذرواً}، فقال علي: ويلك، والله، ما العلم تريد، هي، ويلك، الرياح؛ قال: يا أمير المؤمنين، ما {الحاملات وقراً}، قال: هي، ويلك، السحاب؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {الجاريات يسراً}، قال: هي، ويلك: السفن؛ قال: يا أمير المؤمنين، فما {المقسمات أمراً}، قال: هي، ويلك، الملائكة؛ فقال: يا أمير المؤمنين، [أولم تر إلى (؟).] {الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}، من هم، قال: [.. ... ... ..].(3/113)
223- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني القاسم بن عبد الله عن عبد الله بن دينار عن [.. ... ..] كان يقول: {ناشئة الليل}، أوله ما بين المغرب والعشاء.(3/114)
224- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني القاسم بن عبد الله عن ابن دينار #115# عن عبد الله بن [عمر] قال: كل ما ألهى عن الصلاة فهو ميسر.(3/114)
225- أخبرنا ابن وهب [قال: أخبرني [.. .. عن ابن] دينار عن ابن عمر أنه قال: {طعام البحر}، ما ألقى ميتاً.(3/115)
226- أخبرنا ابن [وهب قال: حدثني (؟) الليث] بن سعد أن عبد الله بن عباس قال في هذه الآية: {لا فيها [غولٌ ولا هم عنها ينزفون}.. ... ..] ما الغول حتى سمع أعرابياً يقول لصاحبه: إني أجد في [.. ... ...] جاءت، والله، والغول: الوجع يجده في بطنه.(3/115)
#116#
227- أخبرنا [ابن وهب قال: حدثني (؟) الليث] بن سعد قال: كان أول من فسر هذه الآية لأهل المدينة مسلم بن جندب الهذلي: {فانفروا ثباتٍ أو انفروا جميعاً}، قال: ثبةٌ، ثبتان، ثلاث ثبات، قال: الفرقة بعد الفرقة في سبيل الله، وجميعاً بمرة.(3/116)
228- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد قال: تلا عبد الله ابن مسعود هذه الآية: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}، قال: وما هو إلا ذاك، فقالوا: فماذا يا أبا عبد الرحمن، قال: هم في توابيت من حديدٍ، مبهمة عليهم.(3/116)
229- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث عن أبي معشر عن محمد #117# ابن كعب القرظي في قول الله: {قاصرات الطرف أترابٌ}، قال: أتراب مستويات قاصرات الطرف على أزواجهن لا يبتغين غيرهم.(3/116)
230- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث عن أبي معشر عن محمد ابن كعب القرظي في قول الله: {تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل}، قال: يدخل من نهار الصيف في ليل الشتاء، ويدخل من ليل الشتاء في نهار الصيف.(3/117)
231- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث عن أبي معشر عن محمد ابن كعب القرظي في قول الله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل}، قال: طرفي النهار صلاة الصبح، والظهر، والعصر، {وزلفاً من الليل}، قال: المغرب، والعشاء.(3/117)
#118#
232- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي في قول الله: {رب المشرقين ورب المغربين}، قال: مشرق الشتاء ومغرب الشتاء، ومشرق الصيف ومغرب الصيف.(3/118)
233- [أخبرنا ابن وهب] قال: حدثني الليث عن أبي معشر عن محمد بن كعب [القرظي في قول الله: {فأوحى] إليهم أن سبحوا بكرةً وعشياً}، قال: أشار [إليهم أن صلوا (؟)] بكرة وعشياً.(3/118)
234- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث عن أبي معشر [عن محمد ابن كعب] القرظي قال: لأهل النار خمس دعوات يكلمهم [.. ...]، فإذا كانت الخامسة سكتوا، قالوا: [{ربنا أمتنا اثنتين] وأحيينا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروجٍ من سبيلٍ}، قال: فراجعهم بهذه الآية: {ذلك بأنه إذا دعي الله وحده #119# كفرتم}، إلى آخر الآية، ثم يقولون: {ربنا أبصبرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحاً إنا موقنون}، قال: فيرد عليهم: {ولو شئنا لآتينا كل نفس ٍهداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين}، ثم يقول: {ربنا أخرنا إلى أجلٍ قريبٍ نجيب دعوتك ونتبع الرسل}، قال: فراجعهم بهذه الآية: {أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوالٍ}، ثم يقولون: {ربنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل}، قال: فراجعهم فيقول: {أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر}، قال: ثم يقولون: {ربنا غلبت علينا شقوتنا}، قال: فراجعهم: {اخسئوا فيها ولا تكلمون}، قال: فكان آخر كلاهم ذلك.(3/118)
235- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد عن أبي معشر عن محمد بن قيس أنه قال: بلغني أن الشجرة التي أكل منها آدم هي حبلة العنب.(3/119)
236- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث بن سعد أن الحسن قال في #120# قول الله: {أقم الصلاة لدلوك الشمس}، قال: دلوك الشمس إذا زالت عن بطن السماء، وكان لها فيءٌ في الأرض، {وطرفي النهار}، العصر والصبح، {وزلفاً من الليل}، المغرب والعشاء.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما زلفتا الليل.(3/119)
237- وقال: قال الحسن في قول الله: {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي}، قال: [يخرج] المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن.(3/120)
238- قال: وقال الحسن في قول الله: {فإن آنستم منهم رشداً}، #121# قال: رشداً في [د.. ... .. حاً] في أموالهم، فادفعوا إليهم أموالهم.(3/120)
239- وقال [الحسن في قول الله: {الذين هم] عن صلاتهم ساهون}، قال: والمنافق [.. ... .. فاتته] لم يندم عليها.
وفي قول الله: {ويمنعون [الماعون}، قال الزكاة] التي فرض الله في أموالهم.(3/121)
240- أخبرنا [ابن وهب قال: [.. ... ... ..] بن عبد الله عن موسى ابن [عبيدة بن نشيط عن محمد بن كعب] القرظي:إن المشركين كانوا يطوفون عراةً، فكان النهار للرجال والليل للنساء؛ فلما جاء الإسلام ومكارم أخلاقه نهوا عن ذلك؛ قالوا: هذا من عند الله، {وجدنا #122# عليها آباءنا، والله أمرنا بها}؛ قال: الله تبارك وتعالى: {إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجدٍ}.(3/121)
241- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني القاسم بن عبد الله عن عبيد الله ابن عمر عن أيوب عن مجاهد وعكرمة أن هذه الآية أنزلت في أهل مكة وبني بكر: {ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدءوكم أول مرة}، بدؤوا بالنكث أول مرة.(3/122)
242- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري #123# عن أبيه أن عمر بن الخطاب قرأ: {وفاكهةً وأباً}، ما الأب، ثم ضرب علي قدم نفسه بالدرة، ثم قال: إن هذا لهو التكلف.(3/122)
243- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس بن يزيد وعمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب بنحو ذلك.(3/123)
244- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {لا إكراه في الدين}، قال: كان رسول الله بمكة عشر سنين لا يكره أحداً في الدين، فأبى المشركون إلا أن يقاتلوهم، فاستأذن الله في قتالهم فأذن له.(3/123)
245- أخبرنا ابن وهب قال: قال لي يعقوب: سألت زيد بن أسلم عن #124# قول الله: {ولا يضار كاتبٌ ولا شهيدٌ}، قال: لا يضار الكاتب فيكتب غير الحق، ولا يضار الشهيد فيشهد بالباطل.(3/123)
246- قال لي يعقوب: وسألت زيد بن أسلم عن قول الله: {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي فالق الحب والنوى}، قال: الحبة قد فلقها، والنواة قد فلقها، فتزرع فيخرج منها كما ترى النخل والزرع والنطفة يخرجها ميتة فيقرها في رحم المرأة فيخرج منها خلقاً.(3/124)
247- قال لي يعقوب: وسألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً}، قال: أطاعوه فيما أحبوا أو كرهوا كما قال للسماء والأرض: {ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين.(3/124)
#125#
248- قال لي يعقوب: وسألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه}، قال: إذا حضر القسمة الرجل حين يوصي بالوصية القسمة يحضره ناسٌ أولو القربى، واليتامى والمساكين ويذكرونه قرابته، والمساكين يقولون: فلان مسكينٌ، وفلان ذو حاجةٍ فيأمرونه أن يحسن ولا يجحف بولده، فنهى الذين حضروا أن يكلموا بغير ذلك.
فقال: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم}، مثل ما ترك، {ذريةٌ ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً}.(3/125)
249- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: إن {إرم ذات العماد}، الإسكندرية؛ قال أبو صخر: وقال آخرون: هي دمشق.
#126#
أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك قال: سمعت أنها دمشق.(3/125)
250- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: سألت زيد بن أسلم عن قول الله: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ}، فقلت له: من يراد بهذا، فقال: رسول الله، فقلت له: رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: وما تنكر، قد قال الله: {ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى}.
قال: ثم سألت صالح بن كيسان عنها، فقال لي: هل سألت أحداً قبلي، فقلت: نعم، قد سألت زيد بن أسلم، فقال: وما قال لك، فقلت له: بل، تخبرني ما تقول فيه؛ فقال: لأخبرنك برأيي الذي عليه رأي، فأخبرني ما قال لك زيد، قال: قلت: يراد بهذا رسول الله، فقال: وما علم #127# زيدٍ، والله، ما من سن عالية ولا لسان فصيح ولا معرفة بكلام العرب، إنما يراد بهذا الكافر، ثم قال: اقرأ [ما بعدها] يدلك على ذلك.
قال: ثم سألت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن [عباس فقال] لي مثل ما قال صالح: هل سألت أحداً، فأخبرته أني قد سألت زيد بن أسلم [وصالح بن] كيسان، فقال: ما قالا لك، فقلت: بل، تخبرني بقولك، قال: لأخبرنك بقولي [فأخبرته بالذي] قالا لي، قال: فإني أخالفهما جميعاً، يراد بهذا البر والفاجر، [قال الله: {وجاءت] سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد}، {فكشفنا [عنك غطاءك] فبصرك اليوم حديدٌ}، قال: فانكشف الغطاء عن البر [والفاجر فرأى كل] ما يصير إليه.(3/126)
251- أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا إسماعيل بن عياش [.. ... ..] #128# عبيد عمن حدثه عن وهب بن منبه في قول الله قال: {لقد [خلقنا الإنسان] في أحسن تقويمٍ ثم رددناه أسفل سافلين}، قال: فرد [.. .. رددناه] أسفل سافلين.(3/127)
252- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني إسماعيل أيضاً عن سليمان بن سليم وحبيب بن صالح عن يحيى بن جابر عن يزيد بن شريح المنيني قال: ثلاثٌ من الميسر: القمار، والضرب بالكعاب، والصفر بالحمام.
#129#
أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني إسماعيل عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: الميسر القمار.(3/128)
253- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني إسماعيل بن عياش عن عبد الوهاب بن مجاهد قال: سمعت أبي يقول: كان في قراءة ابن مسعود وأبي بن كعب: {ما أصابك من حسنةٍ فمن الله وما أصابك من سيئةٍ فمن نفسك} وأنا كتبتها عليك.(3/129)
254- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني إسماعيل عن عتبة بن حميد عن #130# جعفر بن الزبير عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هل تردون ما الكنود، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هو الكفور الذي يضرب عبده ويمنع رفده ويأكل وحده.(3/129)
255- أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالكاً يقول في قول الله لموسى: {وذكرهم بأيام الله}، قال: ذكرهم بلاء الله الحسن عندهم وأياديه.(3/130)
256- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن زيد بن أسلم في قول الله: {وكلاً آتينا حكماً وعلماً}، قال زيد: إن الحكمة العقل؛ قال مالك: وإنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله، وأمرٌ يدخله الله القلوب برحمته وفضله.(3/130)
257- قال: وقال لي مالك في قول الله: {وآتيناه الحكمة صبياً}، #131# وقال: [عـ.. ... ... ..] جئتكم بالكتاب والحكمة؛ قال مالك: الحكمة طاعة الله [والإتيان.. ... ..] والفقه في الدين والعمل به.
قال مالك: ومما يبين ذلك أنك [تجد رجلاً] عاقلاً في أمر الدنيا ذا نظر فيها ضعيفاً في أمر الله وآخره، [وتجد آخر ضعيفاً] في أمر دنياه عالماً بأمر دينه بصيراً به يؤتيه الله [إياه ويحرمه هذا (؟)]، فالحكمة: الفقه في دين الله.(3/130)
258- أخبرنا ابن وهب قال: [حدثني مالك في قول] الله: {وما كان الله ليضيع إيمانكم]، قال: هي صلاة [المؤمنين إلى بيت المقدس] من قبل أن تصرف القبلة إلى الكعبة؛ فلما صرف الله [القبلة أنزل] الله: {وما كان الله ليضيع أيمانكم للصلاة}، التي [كانوا يصلونها تلقاء بيت] المقدس.(3/131)
#132#
259- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك قال: بلغني [أن ما بين ثلاث] سنين إلى تسع سنين، وقد طرح يوسف وهو غلامٌ؛ قال لي مالك: و{الأشد} الحلم.(3/132)
260- قال: وسمعت مالكاً يقول: كان أهل الجاهلية يعتقون الإبل والغنم ويسيبونها، فأما الحامي فهو الإبل وكان يضرب في الإبل، فإذا انقضى ضرابه جعلوا عليه ريش الطواويس وسيبوه؛ وأما الوصيلة فمن الغنم، إذا وضعت أنثى بعد أنثى سيبوه.(3/132)
261- قال: وقال لي مالك في قول الله: {بنين وحفدةً}، قال: #133# الحفدة الأعوان والخدم في رأيي.(3/132)
262- قال: وقال لي مالك في قول الله: {وطلحٍ منضودٍ}، قال: سمعت أنه الموز.
قال مالك: وأنا أرى أن بعض العرب تسميه الطلح.(3/133)
263- قال: وسألت مالكاً عن قول الله: {وفصل الخطاب}، قال: الخصوم والقضاء؛ قال: يقومون بالقسط.(3/133)
264- قال: وسمعت مالكاً يقول في قول الله: {ليسوا سواء من أهل #134# الكتاب أمةٌ قائمةٌ}، قال: قائمة بالحق.(3/133)
265- قال: وسمعت مالكاً يقول في قول الله: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك}، الذين رحمهم لم يختلفوا.(3/134)
266- قال: وسمعت مالكاً يقول في قول الله: {فلا تسمع إلا همساً}، قال: وطء الأقدام.(3/134)
267- قال: وسألت مالكاً عن قول الله: {ولا تحمل علينا إصراً}، قال: الإصر الأمر الغليظ.(3/134)
#135#
268- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك هذه الآية: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود}، قال: يقال ذلك مما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود.(3/135)
269- قال سحنون: وأخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك بن أنس في هذه الآية: {لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً}، قال: كان الرجل في الجاهلية يعضل امرأة أبيه حتى تموت فيرثها [.. ...].(3/135)
270- وقال لي مالك: الطاغوت ما يعبد من دون الله، قال: {واجتنبوا الطاغوت}، أن يعبد [.. ..]، قال: كل ما عبد من دون الله؛ فقلت لمالك: فـ{الجبت}، قال: سمعت من يقول: هو [الشيطان]، ولا أدري.(3/135)
#136#
271- قال: وسمعت مالكاً وسئل عن الطوفان، فقال: هو الماء.(3/136)
272- [أخبرنا ابن وهب] قال: حدثني مالك قال: التسع الآيات التي أعطيهن موسى: الحجر، والعصى، واليد، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والطور.(3/136)
273- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك عن زيد بن أسلم في قول الله: {سواءً علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيصٍ}، قال زيد: إنهم صبروا مائة عامٍ، ثم بكوا مائة عامٍ، ثم قالوا: {سواءً علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيصٍ}.(3/136)
274- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني مالك قال: سمعت زيد بن #137# أسلم يقول في قول الله: {نرفع درجاتٍ من نشاء}، قال: بالعلم.(3/136)
275- قال: وسمعت مالكاً يقول: سمعت عبد ربه بن سعيد يقول: سمعت أن تأويل هذه الآية: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً}، أن يكون للرجل المسكن يأوى إليه، والمرأة يتزوجها، والخادم تخدمه؛ فهو أحد الملوك الذين قال الله.(3/137)
276- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك بن أنس قال: كان عبد الله #138# ابن عمر يقول: يوم النحر: يوم الحج الأكبر.(3/137)
277- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني مالك في قول الله: {سنقرئك فلا تنسى}، قال: تأويل ذلك أن سنقرئك، فتحفظ.(3/138)
278- قال: وسألت مالكاً عن قول الله: {يجعل لكم فرقاناً}، قال: مخرجاً، ثم قرأ: {من يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه}.(3/138)
279- وسمعت مالكاً يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة #139# صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم أمر بالتحويل إلى الكعبة، فتحول إلى الكعبة في صلاة الصبح؛ فذهب ذاهبٌ إلى قباء، فوجدهم في صلاة الصبح، فقال لهم: إن النبي عليه السلام قد أنزل عليه القرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستداروا وهم في الصلاة [طائعاً] لله واتباعاً لأمره؛ قال: ونزل القرآن: {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم [التي كانوا] عليها قل لله المشرق والمغرب}.(3/138)
280- قال: وسمعت مالكاً قال: سمعت أن البائس هو الفقير وأن المعتر هو [الزا.. ... ... ..(3/139)
281- قال] : وسألت مالكاً عن الميسر ما هو، قال: كل ما قومر عليه فهو حرامٌ.(3/139)
282- أخبرنا ابن وهب] قال: أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي #140# حبيب أن ابن مسعود كان يقول: إن الأواه عند الله الرحيم.
قال يزيد: يقال إن الأواه الذي إذا ذكر خطيئته توجع منها، ثم استغفر ربه.(3/139)
283- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني ابن لهيعة عن عبد الله بن سليمان أن زيد بن أسلم قال: الأشهاد الذي ذكر الله في القرآن: {يوم يقوم الأشهاد}، فالأشهاد أربعةٌ: النبيون، والملائكة، والمؤمنون، والأجساد.(3/140)
284- وقال زيد: إن الذي قال الله الذي {ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبينٍ}، إنها الأصنام.(3/140)
#141#
285- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة أن أبا شريح الكعبي كان من الذين قال الله: {ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرجٌ إذا نصحوا لله ورسوله}.(3/141)
286- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة قال: بلغني عن ابن عباس عن: {طيراً أبابيل}، قال: لها خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف السباع.(3/141)
287- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني ابن لهيعة أنه بلغه أن هذه الآية #142# إنما نزلت في صهيب بن سنان مولى أبي بكر الصديق: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله}، وقال: كان قومه قد أرادوا أن يفتنوه، فقال لهم: خلوا سبيلي، وأنا أترك لكم أهلي ومالي، فقالوا: نعم؛ فترك لهم أهله وماله، ثم لحق بالنبي عليه السلام، فلقيه عمر فلما رآه قال: ربح بيعك لا أقاله بعد البيع، قال: وبيعك فلا تخسر.(3/141)
288- أخبرنا ابن وهب قال: حدثنا ابن لهيعة أنه سمع ربيعة بن أبي عبد الرحمن يقول في {الجدال}، قال: كانوا يتجادلون في الجاهلية في المناسك، و{الفسوق}، قول [المعاصي].(3/142)
289- [أخبرنا ابن] وهب قال: حدثني ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي #143# جعفر [.. ..] أنه قال في هذه الآية: {إلا أن تتقوا منهم تقاةً} [.. ... ..] المشركين يكرهونهم على الكفر [وقلوبهم.. ..] لا يصبرون لعذابهم.(3/142)
290- أخبرنا ابن وهب [قال: حدثني ابن لهيعة] عن قرة بن عبد الرحمن قال: تلا سعيد [.. ... ... ..]: {إنا لله وإنا إليه راجعون}، فقال: لم تعطها [.. ... ..تا]، ولا نبي قبل نبينا، ولو علمها يعقوب [.. ... ... ..] يوسف.(3/143)
291- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة [.. ... ـه] أنه #144# سمع خثيماً يقول: سمعت تبيعاً وسئل عن: {قطوفها دانيةٌ}، فيقول: تدنوا إليه وهو قائمٌ فيأخذ من فاكهتها ما أحب، ثم تدنوا إليه وهو قاعدٌ فيأخذ من فاكهتها ما أحب، ثم ترجع كما كانت.(3/143)
292- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني ابن لهيعة عن موسى بن أيوب أنه سمع إياس بن عامر يقول: سمعت رجلاً بإيلياء قديماً وسألته عن هذه الآية: {فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعينٍ}، قال: قد استبطأت أن تسأل عن هذه الآية، فذلك الجهاد، فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لها من ثوابه.(3/144)
293- قال: وسمعت يقول: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغلٍ #145# فاكهون}، إن الرجل من أهل الجنة في الخيمة مع نسائه حتى تأتيه نساءٌ فيقلن له: اخرج إلى أهلك، فيقول: ما أنتن لي بأهلٍ، فيقلن: بلى، نحن مما أخفى الله لك، فقد زوجتنا؛ فيشتغل بهن عن أهله الأولين؛ فذلك قول الله: {إن أصحاب الجنة اليوم في شغلٍ فاكهون}، قال: فذكرت ذلك لتبيع برودس، فقال: ذلك أبو فلان، فعرفه صدق كما قال.(3/144)
294- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي قبيل عن رجلٍ [عن عبد] الله بن عمرو بن العاص قال: {يسألونك ماذا [ينفقون قل] العفو}، قال عبد الله: العفو فضل المال.(3/145)
295- [أخبرنا ابن] وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر عن #146# [القرظي في قول] الله: {لولا أن رأى برهان ربه}، رأى، {ولا تقربوا [الزنا إنه كان] فاحشةً ومقتاً وساء سبيلاً}، فقال: ما إليك [من سبيلٍ (؟).. ..]، {عليكم لحافظين كراماً [كاتبين}.. ... ...]، فقال: ما إليك من سبيلٍ، ثم رأى [.. ... {اليوم تجزى كل] نفسٍ بما كسبت}، فقال: ما إليك [من سبيلٍ..] وآية أخرى: {وما تكون في شأنٍ [وما تتلو منه من قرآنٍ] ولا تعملون من عملٍ إلا كنا [عليكم شهوداً] إذ تفيضون فيه}.(3/145)
296- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر عن القرظي: {وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه}، قال: الإسلام، {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.(3/146)
#147#
297- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة عن أبي صخر عن القرظي: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكرٍ}، قال: هل من مزدجر عن المعاصي؛
قال القرظي: {بلى قادرين على أن نسوي بنانه}، قال: لو شاء لجعله خنزيراً حماراً.(3/147)
298- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول في هذه الآية: {كذبت ثمود بطغواها}، قال: بأجمعها.(3/147)
#148#
299- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة في قول الله: {عن اليمين وعن الشمال عزين}، قال: يقال: العزين المتفرقين؛ وقال الشاعر:
بمعزاة أضحت صداها ... ترى ركبانها عصبا عزينا.(3/148)
300- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة أن ابن عباس أشكل عليه قول الله: {لا فيها غولٌ}، فلم [.. ..] ما الغول حتى سمع أعرابياً أو أعرابية: إني لأجد في بطني غولاً، فقال: صدقت، [.. ..ـغ] الغول المغص.(3/148)
301- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة أنه سمع الحارث [.. ... ..] يقول في قول الله: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشرٍ}، قال: ثلاثين [..] وعشر من ذي الحجة.(3/148)
#149#
302- [أخبرنا ابن وهب] قال: وحدثني ابن لهيعة أن هذه الآية أنزلت في أبي لبابة بن المنذر: {يا أيها [الذين آمنوا لا] تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون}، إن رسول [الله عليه السلام.. ... ... ن] بعثه إلى بني قريظة، فلما جاءهم أشار إليهم بيده إلى حلقه إنه [.. ... ... المدينة]، أتى إلى المسجد فارتبط إلى سارية في المسجد لا يدخل [.. ... ...] خمس عشرة ليلة حتى تاب الله عليه.(3/149)
303- أخبرنا ابن وهب [قال: وحدثني ابن لهيعة] في قول الله: {ولا تنابزوا بالألقاب}، قال: يقولون: يدعا [.. ... ..(3/149)
#150#
304- أخبرنا] ابن وهب قال: وحدثني ابن لهيعة في قول الله: [{والذين اتخذوا مسجداً] ضراراً}، هم بنو عمرو بن عوف كلهم.(3/150)
305- [أخبرنا ابن وهب قال]: وحدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن مولى لابن عباس عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: {الذين جعلوا القرآن عضين}، قال: الذين يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض.(3/150)
306- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قول الله: {فأذكروني أذكركم}؛ قال: أذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي.(3/150)
#151#
307- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: {لا يصدعون عنها ولا ينزفون}، قال: لا تصدع رؤوسهم ولا تنزف عقولهم.(3/151)
308- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر عن القرظي وسئل عن الآية التي قال الله: {وإبراهيم الذي وفى}، قال: أوفى يذبح ابنه.
وسئل عن هذه الآية التي قال الله: {وحملناه على ذات ألواحٍ ودسرٍ}، قال: هي المسامير الدسر.(3/151)
309- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني ابن لهيعة عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال: {الريح العقيم}، الجنوب، وهي التي عذب الله بها قوم عاد.(3/151)
#152#
310- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن عقيل قال: سمعت أن المقام الكريم: الفيوم.(3/152)
311- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر قال: بلغني أن هذه الآية أنزلت في صهيب بن سنان: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوفٌ بالعباد}.(3/152)
#153#
312- أخبرنا ابن وهب قال: وأخبرني ابن لهيعة عن أبي صخر قال: سمعت محمد بن [كعب] القرظي يقول: {ويمنعون الماعون}، قال: منع المال من حقه.(3/153)
313- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود أن أبي ابن خلف [.. ..] الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : {من يحيي العظام وهي [رميمٌ}.. ..]، النبي بيده صلى الله عليه وسلم ومات من طعنه رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] أن رجع إلى مكة.(3/153)
314- أخبرنا ابن وهب قال: وسمعت [الليث بن سعد يحدث] عن يحيى بن سعيد بن المسيب أنه [ ... ... ... ] إلا في المعلوم من القرآن، قال: ثم سمعته يقول: [ ... ... ..] #154# {محرومون}، قال: المصاب [ ... ..] الجنة حين رأوها قالوا: {إنا لضالون بل [نحن محرومون]}، أخطأنا موضعها؛ فلما تبين لهم هلاكها قالوا: {بل نحن محرومون}، قال الليث: المحروم المصاب في ثمره وماله.(3/153)
315- قال: وسمعته يقول في قول الله: {أو يأخذهم على تخوفٍ}، فقال: وسمعته أنه على عجلٍ.(3/154)
316- قال: وسمعته وسئل عن قول الله: {فذلك الذي يدع اليتيم}، قال يدعه: يدفعه عن حقه الذي يجب له عليه.(3/154)
317- وسمعته يقول في قول الله: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا #155# وصابروا ورابطوا}، فقال: يزعمون أن ذلك لزوم الصلوات في المساجد.(3/154)
318- قال: وسمعته وسئل عن قول الله: {الذين هم على صلاتهم دائمون}، قال: يداوم عليها ولا يدعها ويداوم على مواقيتها وحدودها.(3/155)
319- وسمعته وسئل عن قول الله: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}، قال الليث: السعي الأتي إليها.(3/155)
320- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني الليث في قول الله: {إنا لله وإنا #156# إليه راجعون}، قال: يقول الذي يرجع: إنا، والذي أصبت به لله وإياه إلى الله راجعون.(3/155)
321- وسمعته وسئل عن قول: {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ}، قال: سمعت من يقول: إن هي أتت بفجره أخرجت إلى إقامة الحد عليها.(3/156)
322- وسمعته يحدث أن عائشة سئلت عن قول الله للنبي عليه السلام: {وإنك لعلى خلقٍ عظيمٍ}، ما ذلك الخلق العظيم، فقالت عائشة: خلقه القرآن والعمل بما فيه.(3/156)
#157#
323- وسمعته وسئل عن قول الله: {ورتل القرآن ترتيلاً}، ما ذلك الترتيل، فقال: تفسيره يقرأ به حرفاً حرفاً.(3/157)
324- أخبرنا [ابن] وهب قال: وحدثني الليث قال: كان بعض من مضى يقول في قول الله: {وإذا العشار عطلت}، [العشار]: اللقاح عطلت.(3/157)
325- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني الليث أن البرهان الذي رأى يوسف [صورة أبيه يعقوب] عاضاً على يده، قال: هو يحل الهميان، فلما رآه قام وقال: إن يوسف [ ... ... .] ليعلم إني لم أخنه بالغيب؛ قال له جبريل: اذكر ما هممت [ ... ... يوسف] وما أبرى نفسي إن النفس لا #158# مارة بالسوء إلا ما رحم ربي، إن ربي [غفورٌ، رحيم].(3/157)
326- قال: وسمعت الليث قال: {الشح}: ترك الفرائض وانتهاك المحارم، [وا ... ... ..] المال.(3/158)
327- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني الليث قال: يقال إذا فرغ الله من الحكم [ ... .] والطير والبهائم واقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء، قال لهم: كونوا تراباً، فعند ذلك {يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً}.(3/158)
328- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني الليث في قول الله: {إن ترك #159# خيراً الوصية}، فقال: الخير: المال.(3/158)
329- وقال الليث في قول الله: {وإنه لحب الخير لشديدٌ}، قال: الخير المال.(3/159)
330- وقال في قول الله: {فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرٌ}، قال: حزماً.(3/159)
331- قال: وسمعت يحدث أن الشياطين يموتون كما يموت الناس، قال: وذكر الله ذلك في القرآن حين يقول: {في أممٍ قد خلت من قبلكم من الجن والإنس}.(3/159)
#160#
332- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني الليث في قول الله: {وإنه لحب الخير لشديدٌ}، قال: الخير: المال.(3/160)
333- قال: وسمعت يحدث عن ابن شهاب أنه قال: {الماعون} في كلام قريش المال.(3/160)
334- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: {المحروم}، الذي يصاب في ثمره وزرعه.(3/160)
335- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني أيضاً ابن زيد عن أبيه في قول الله: {ومن يؤت الحكمة}، فقال: الحكمة العقل في الدين.(3/160)
#161#
336- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني ابن زيد عن أبيه قال: السحت الحرام كله، والرشوة من السحت.(3/161)
337- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله: {الذين هم يراءون}، الآية، قال: هم المنافقون، قال: {ويمنعون الماعون}، قال: الماعون: الزكاة.
قال: ولو خفيت لهم الصلاة كما خفيت لهم الزكاة لم يصلوا.(3/161)
338- قال: {والذين هم عن صلاتهم ساهون}، قال مرةً: ما صلوا، ومرةً: ما تركوا الصلاة لا يصلون.(3/161)
#162#
339- قال: وحدثني ابن زيد عن أبيه في قول الله: {وأدبار السجود}، قال: النوافل خلف الصلوات، قال: {وأدبار النجوم}، قال: صلاة الصبح.(3/162)
340- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد عن أبيه في [قول الله]: الر، والمر، والم، تلك وأشباه ذلك، قال: أسماء السور.(3/162)
341- أخبرنا ابن وهب قال: وحدثني ابن زيد عن أبيه في قول الله: {ربوةٍ ذات قرارٍ ومعينٍ}، قال: هي مصر.(3/162)
342- [أخبرنا ابن وهب] قال: وحدثني ابن زيد عن أبيه قال: #163# {والتين}، مسجد دمشق، {والزيتون}، مسجد [إيلياء]، {وطور سنين}، مسجد الطور، {وهذا البلد الأمين}، قال: مسجد الحرام.(3/162)
343- أخبرنا [ابن وهب] قال: وحدثني ابن زيد عن أبيه في قول الله: {خذوا زينتكم}، قال: هي الثياب، قال: [كـ ... ... ] يطوفون بالبيت عراةً، فأنزل الله: {خذوا زينتكم}.(3/163)
344- أخبرنا ابن [وهب قال: حدثني] ابن زيد: {إن إرم ذات العماد}، قال: هي عاد.(3/163)
345- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد عن أبيه في قول الله: {فطفق مسحاً بالسوق والأعناق}، قال: كان يضرب أعناقها وسوقها #164# بالسيف؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو بقي منها واحد لكان نسله إلى اليوم.(3/163)
346- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد عن أبيه في قول الله: {ولات حين مناصٍ}، قال: ولات حين منجىً.(3/164)
347- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد عن أبيه قال: الأئمة الولاة، والهداة الفقهاء، والربانيون الولاة، والأحبار الفقهاء.(3/164)
348- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد أن طلحة بن عبيد #165# الله قال: لئن قبض رسول الله عليه السلام تزوجت عائشة؛ قال: فنزل القرآن: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً}؛ قال الليث: عائشة بنت عمه لأنه من قومها؛ قال: وظننت أن عمر بن الخطاب حين قال: لقد توفي رسول الله عليه [السلام]، وأنه على طلحة لعاقبٌ لهذا الأمر.(3/164)
349- قال: وسألت الليث عن قول الله: {بالغدو والآصال}، فقال: الآصال العشي.(3/165)
350- أخبرنا ابن وهب قال: سألت الليث في قول الله: {وليشهد عذابهما طائفةٌ من المؤمنين}، قال: الطائفة أربعة نفر فصاعداً ألا يكون في الزنا أقل من أربعةٍ للشهادة، قلت له: فيجزي السلطان أن يحضر أربعة نفر عذاب الزاني، قال: نعم قلت: وكذلك الرجل في أمته إذا أقام عليها الحد يحضر [أربعة] نفر، فقال لي: نعم.
#166#
وقال لي مالك مثل هذا كله.(3/165)
351- أخبرنا ابن وهب [قال: حدثني الليث] عن سهيل بن حسان أن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال في هذه [الآية: {واصبر] نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، قال: هم الذين [ ... ..].(3/166)
352- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله: {فإن [آنستم منهم] رشداً}، قال: بعد الاحتلام يكون الرشد.
قال: وقال لي مالك بن أنس مثله.(3/166)
#167#
353- [أخبرنا ابن] وهب قال: حدثني ابن زيد عن أبيه قال: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}، قال: لا يعطون داراً ولا عبداً فيستهلكوه.(3/167)
354- قال: وسمعت الليث يقول: يقولون: {الأشد} الحلم، لهذه الآية: {فإذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشداً}، قال: الأشد الحلم والحيضة.(3/167)
355- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني بكر بن مضر قال: خرج يهودي مرة هو وابنه، فإذا بنفرٍ من الأنصار من الأوس والخزرج جلوساً، فقال أحد اليهوديين لصاحبه: ألا أتلو لك بين هؤلاء، قال: بلى، قال: فوقف عليهم #168# فأنشد شعراً من قول أحد الفريقين في الحرب الذي كان بينهم؛ فقال بعضهم: ونحن، والله، أيضاً قلنا يوماً كذا وكذا وكذا وكذا، فلم يزل ذلك حتى تواثبوا؛ فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظهم وكلمهم، ونزل القرآن: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، الآية كلها.(3/167)
356- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب في قول الله: {إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا}، قال: أنزل ذلك على رسول الله في الحرب، في القتال ينشزوا للقتال ويفسحوا في المجلس أن يكمنوا للقتال؛ قال: وذلك من مكيدة الحرب.(3/168)
357- أخبرنا ابن وهب قال: سمعت الليث يحدث أن عبد الرحمن#169# ابن عوف أتى بصدقةٍ عظيمة وأتى رجلٌ من الأنصار بشيءٍ يسيرٍ من الصدقة، فقال بعض [المنافقون] لعبد الرحمن: هذا منه رياءً، وقالوا للآخر: وأي شيء هذا، يسخرون بهما؛ [فأنزل] في عبد الرحمن: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات}، [فأنزل] الله في الآخر: {والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم [سخر الله منهم ولهم] عذابٌ أليمٌ}.(3/168)
358- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة عن عمارة بن غزية [ ... .. ..(3/169)
359- أخبرنا ابن وهب] قال: سمعت الليث يقول: كان بعض علمائنا يقولون في هذه [الآية: }إذا تداينتم] بدينٍ إلى أجلٍ مسمىً #170# فاكتبوه}، إنها واجبة، يريد الشهداء.(3/169)
360- أخبرنا ابن وهب قال: حدثني الليث بن سعد أن سعد بن أبي وقاص كان باراً بأمه [فا ... ..] في أن تكلمه يرجع إلى دينه، فقالت: أنا أكفيكموه [فـ ... ... ... .]، قال: أما في هذه فلا أطيعك ولكني أطيعك فما سوى ذلك.
قال الليث: فيزعمون أن هذه الآية أنزلت فيه، والله أعلم: {ووصينا الإنسان بوالديه حسناً وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً}، الآية كلها؛
قال لي الليث: فصارت له ولغيره.(3/170)
361- قال: وسمعت الليث يقول في هذه الآية: {لا يملكون #171# الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً}، قال: عهده: حفظ كتبه.(3/170)
362- وسمعت الليث يقول في قول الله: {ذلك أدنى ألا تعولوا}، قال: يقال: ألا تعولوا ألا تجوروا.(3/171)
363- قال ابن وهب: وأخبرني الليث عن عامر بن يحيى عن حنش بن عبد الله أن أبا سعيد الخدري قال له: سل لي عبد الله بن عباس عن: {مسكيناً ذا متربةٍ}، قال: فلقيت ابن عباس فقلت له: ما المسكين ذا #172# متربة، فقال: المسكين ذو المتربة الرجل الذي يخرج من بيته إلى حاجةٍ، ثم يرد وجهه منقلباً إلى بيته يستيقن ليس له فيه إلا التراب.
مقابل بكتاب سحنون
تم الكتاب بحمد الله ونعمته وصلى الله على نبيه محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والرسل وعلى آله، وآل محمدٍ كل مسلم تقي، وسلم تسليماً.(3/171)