الجامع
علوم القرآن
الجزء الثالث
لعبد الله بن وهب بن مسلم أبي محمد المصري
(125 - 197 هـ)
برواية سحنون بن سعيد
(160 - 240 هـ)
تحقيق وتعليق
ميكلوش موراني
جامعة بون / ألمانيا
دار الغرب الإسلامي
الطبعة الأولى
2003 م(/)
الجزء [.. ... ... ... ... ... ... ... ... ..]
رِوَايَةُ عِيسَى [بْنِ مِسْكِينٍ] [عَنْ سُحْنُونِ بْنِ سعيد] لعبد الله بن مسرور
سمع جميعه عمر بن عبد الله بن أبي زيد يقرأ على أبي عبد الله محمد بن نصر الأندلسي في شعبان من سنة خمس وأربعمائة رواه عن أبي محمد عبد الله بن مسرور رحمه الله.
وسمع جميعه يقرأ على أبي عبد الله محمد بن نصر الأندلسي محمد بن عبد العزيز بن خلف [الأخوة وولده] علي وذلك في شهر رمضان من سنة خمس وأربعمائة حدثنا به عن عبد الله بن مسرور.(1/5)
1-[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...]
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...] ب
[.. ... ... ... ... ... ... ..] كلمة إلا بسم
[.. ... ... ... ... ..] .(1/6)
2-[.. ... ... ... ... ... ..] عة عن عبد ربه بن سعيد [.. ... ... .. أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قَالَ: [سيأتي.. ..ناسٌ] يفتون في القرآن برأيهم [.. ... ... ..] .(1/6)
3-[.. ... ... .. عَنِ] ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ [ص:7] عَنْ رجلٍ سَمِعَ عُبَادَةَ [بْنِ الصَّامِتِ يَقُول] : إِنَّا كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ نَقْتَرِئُ، مَعَنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَنَحْنُ أُمِّيُّونَ يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا؛ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بن أبي بن سلول تتبعه نمرقٌ وَزِرْبِيّه، ثُمَّ وُضِعَتَا لَهُ فَاتَّكَأَ؛ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلا تَقُولُ لمحمدٍ يَأْتِينَا بآيةٍ كَمَا جَاءَ بِهَا الأَوَّلُونَ: جَاءَ صَالِحٌ بِالنَّاقَةِ وَجَاءَ [مُوسَى بِالأَلْوَاحِ] ، وَجَاءَ دَاوُدُ بِالزَّبُورِ، وَجَاءَ عيسى بالمائدة، وعبد الله بن أبي بن سَلُولٍ رجلٌ جَدِلٌ صَبِيحٌ، فَصِيحٌ؛ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُومُوا نَسْتَغِيثُ بِنَبِيِّ اللَّهِ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّهُ لا يُقَامُ لِي، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ، إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَقَالَ: اخْرُجْ فَحَدِّثْ بِنِعْمَةِ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْكَ وَبِفَضِيلَتِهِ الَّتِي فُضِّلْتَ بِهَا، فَبَشَّرَنِي بِعَشْرٍ لَمْ يُؤْتَهَا نبيٌ قَبْلِي؛ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَى النَّاسِ جَمِيعًا، وَأَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ الْجِنَّ، وَإِنَّ اللَّهَ لقاني كلامه وأنا أميٌ؛ فقد أُوتِيَ دَاوُدُ الزَّبُورَ، وَمُوسَى الأَلْوَاحَ، وَعِيسَى الإِنْجِيلَ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِي ذَنْبِي مَا تَقَدَّم مِنْهُ وَمَا تَأَخَّرَ، وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي الْكَوْثَرَ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَدَّنِي بِالْمَلائِكَةِ وَأَتَانِي النَّصْرُ، وَجَعَل بَيْنَ يَدَيَّ الرُّعْبُ، وَجَعَل حَوْضِي أَعْظَمَ الْحِيَاضِ، وَرَفَعَ ذِكْرِي فِي النَّادِينَ، وَبَعَثَنِي يَوْمَ القيامة مقاماً محموداً، والناس {مهطعين، مقنعي [رؤوسهم} .. ..] .
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ]
[ص:8]
طر لم يتغير، ومثل من تعلم القرآن كبيراً [كما.. ... ... ... ... ..] .(1/6)
4-[ابن وهب قال:] وأخبرني حيوة بن شريح عن شرحبيل بن شريك [.. ... ... ... ] مولى سعد بن أبي وقاص يقول: ما كان في كتاب الله فليـ[.. ... ] .(1/8)
5-[ابن وهب قال:] وأخبرني عيسى بن يونس، عن هشام بن عروة أنه كان يعقد الأيمن بيساره في الصلاة.(1/8)
6- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا [ص:9] أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ قَالَ: إِنَّ أَخًا لَكُمْ أُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنَّ النَّاسَ [يَسْلُكُونَ فِي] صَدْعِ جبلٍ وَفَرْعٍ طَوِيلٍ، وَعَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ شَجَرَتَانِ خَضْرَوَانِ إِحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ الأُخْرَى تَهْتِفَانِ: أَفِيكُمْ أحدٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، أَفِيكُمْ أحدٌ يَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ؛ فَإِذَا قَالَ أَحَدٌ: نَعَمْ، تَدَانَتَا إِلَيْهِ بِأَعْذَاقِهِمَا حَتَّى يَتَعَلَّقَ فَتَخْطِرَا بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ.(1/8)
7- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَحَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ أَنَّهُ [سَمِعَ] أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ: إِنَّ رَجُلا مِمَّنْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ أَغَارَ عَلَى جارٍ لَهُ كَانَ يَأْتِي بَعْضَ [جِيرَانِهِ] ، فَقَتَلَهُ، وَإِنَّهُ أُقِيدَ مِنْهُ فَقُتِلَ؛ فَمَا زَالَ الْقُرْآنُ يَنْسَلُّ [مِنْهُ سُورَةً] سُورَةً حَتَّى بقيت البقرة وآل عِمْرَانَ جُمُعَةً؛ ثُمَّ إِنَّ آلَ عِمْرَانَ انْسَلَّتْ، وَأَقَامَتِ الْبَقَرَةُ جُمُعَةً، فَقِيلَ لَهَا: {مَا يُبَدَّلُ القول لدي وما أنا بظلامٍ للعبيد} ؛ قَالَ: فَخَرَجَتْ مِنْهُ كَالسَّحَابَةِ الْعَظِيمَةِ.(1/9)
8- قال: وأخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بْنِ أَبِي هِلالٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ اللَّهَ لما أنزل: { [إلا قليلٌ منهم] } ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ، لَوْ فَعَلَ لَفَعَلْنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَرِجَالا] الإِيمَانُ أَثْبَتُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي.(1/10)
9-[قال: وأخبرني] بن محمد بن عبد العزيز أنه بلغه أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: [.. .. سورة] البقرة بلغت ثلاثمائة آية لتكلمت.(1/10)
10- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ [ص:11] الْخَطَّابِ قَالَ: إِنَّمَا هذا القرآن كلامٌ فَضَعُوهُ عَلَى مَوَاضِعِهِ، وَلا تَتَّبِعُوا فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ.(1/10)
11- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ {قُلْ هو الله أحدٌ} ، هَذِهِ السُّورَةَ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ.(1/11)
12- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى أَنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا الْقُرْآنَ وَلا تَأْكُلُوا بِهِ وَلا تَسْتَكْثِرُوا بِهِ، ولا تجفو عنه، ولا تغلوا فيه، واقرؤوا الزهراوين، سورة البقرة وسورة آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَانِ مَعَ صَاحِبِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا [غَمَامَتَانِ أَوْ] كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كأنهم فرقان من طيرٍ صواف ثم قال: اقرؤوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بركةٌ وَتَرْكَهَا حسرةٌ، وَلا يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ.(1/12)
13- قال: وأخبرني السري بن يحيى أن شجاعا حدثه عن أبي طيبة عن ابن مسعود قال: سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [.. ..] به [ص:13][فاقرأ بها (؟) ] .(1/12)
14- قال: [حدثني.. ... ] لا يدعها [.. ... ] يقول للنساء لا تعجز إحداكن [.. ... ... ..] بسورة [.. ... ... ..] .(1/13)
15-[قَالَ: أَخْبَرَنِي (؟) الْقَاسِمُ بْنُ] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر عن أبي بكر ابن عُمَرَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [.. ... ] عَلَيْكُمْ بقضاء بالقرآن، فتعلموه فإنه أهونه (؟) [محملان (؟) .. ..] .(1/13)
16-[قَالَ:.. ... ..]ـاد عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ] سَأَلَهُ وَرَجُلا مِنْ بَيْتِهِ، فَقَالَ: مَا مَعَكُمَا مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَعِي إِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةً، وَقَالَ الآخَرُ: مَعِي سُورَةٌ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ لَهُمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنْ كُنْتُمَا مُتَعَلِّمِي الْقُرْآنِ فَعَلَيْكُمَا بِكُلِّ سُورَةٍ خَفِيفَةٍ، فَإِنَّ ذَلَك أَدْنَى أَنْ تَنْشَطَا لِلصَّلاةِ بِهَا.(1/13)
17- قال: وأخبرني عبد العزيز بن محمد عن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بَنِيهِ بِتَعْلِيمِ الْمُفَصَّلِ.(1/14)
18- قال: وحدثني حماد بن زيد عن عاصم قال: سمع أبو العالية رجلا وهو يقول سورة قصيرة، فقال: أنت أقصر وألم؛ قال: وكان ابن سيرين يكره أن يقول سورة خفيفة، فإن الله يقول: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا} ، ولكن قل سورة يسيرة، فإن الله يقول: {لقد يسرنا القرآن للذكر} .(1/14)
ترغيب القرآن
19- قال: وحدثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي أيوب وعمرو [ص:16] ابن الْحَارِثِ أَنَّ عَيَّاشَ بْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ عِيسَى بْنِ هِلالٍ الصَّدَفِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَجُلا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَقْرِئْنِي، يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْقُرْآنَ فَقَالَ: اقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَوَاتِ الرَّاءِ، قَالَ الرَّجُلُ: كَبِرَتْ سِنِّي وثقل لساني وَغَلُظَ قَلْبِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: فَاقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَوَاتِ حَمِيم، فَقَالَ الرَّجُلُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: فَاقْرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَوَاتِ سَبِّحْ، فَقَالَ الرَّجُلُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ أَقْرِئْنِي، يَا رَسُولَ اللَّهِ، سُورَةً جَامِعَةً، فَأَقْرَأَهُ رَسُولُ اللَّهِ: {إِذَا زلزلت الأرض زلزالها} ، حتى أتى على آخرها: {من يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مثقال ذرةٍ شراً يره} ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ، مَا أُبَالِي أَلا أَزِيدَ عَلَيْهَا حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي بِمَا عَلَيَّ مِنَ الْعَمَلِ أَعْمَلُهُ مَا أَطَقْتُ لِلْعَمَلِ، قَالَ: [صَلاةُ الْخَمْسِ] ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، [وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ] ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ [وَالنَّهْيُ] عَنِ الْمُنْكَرِ؛ ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ [رَسُولُ اللَّهِ.. ..] ، فَجَاءَهُ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: وَأُمِرْتُ بِيَوْمِ الأَضْحَى عِيدًا [.. ... ] أَجِدُ إِلا مَنِيحَةَ ابْنِي أَوْ شَاةَ ابْنِي وَأَهْلِي أَوْ مَنِيحَتَهُمْ [أُضَحِّي بِهَا؛ قَالَ: لا، وَلَكِنْ تَأْخُذُ مِنْ شاربك واحلق عَانَتَكَ، وَذَلِكَ تَمَامُ أُضْحِيَّتِكَ] عِنْدَ اللَّهِ.(1/15)
20- أَخْبَرَنِي [.. ... ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي [ص:17] سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ [أَنَسِ بن مالك (؟) ] قال: نزل بسورة الأَنْعَامِ مَوْكِبٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ يَبْدُو مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ لَهُمْ زجلٌ بِالتَّسْبِيحِ، وَالأَرْضُ تَرْتَجُّ بِهِمْ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ مَرَّتَيْنِ.(1/16)
21- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ شيخٍ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إذا قرأ أحدكم: {والتين والزيتون} ، فَبَلَغَ آخِرَهَا فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَإِذَا قَرَأَ: {لا أقسم بيوم القيامة} ، فَبَلَغَ آخِرَهَا، فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَإِذَا قَرَأَ {والمرسلات عرفاً} ، فبلغ آخرها: {فبأي حديثٍ بعده يؤمنون} ، فَلْيَقُلْ: {آمَنَّا بِاللَّهِ} .(1/17)
22- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أمية عن رسول الله عليه صلى الله عليه وسلم السَّلامُ مِثْلَهُ، إِلا أَنَّهُ قَالَ فِي آخَرَ {والتين والزيتون} : فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِمَا أَنْزَلَ.(1/18)
23- وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ [ص:19] اللَّهِ، قَالَ: رَفَعَهُ لي، قال: اقرؤوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ، فَقُومُوا عَنْهُ.(1/18)
24- قال: وحدثني حماد بن زيد عن أيوب عن نافع أن ابن عمر كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كله، وقال: إن منه ما قد رفع، أو نسي.(1/19)
25- قال: وحدثني حماد بن زيد عن أيوب عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: إِنَّا لَنَقْرَأُ فِي ثمانٍ، يُرِيدُ الْقُرْآنَ.(1/19)
26- قال: وحدثني حماد بن زيد عن عاصم عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ [ص:20] قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ لِكُلِّ شيءٍ سَنَامًا، وَسَنَامُ الْقُرْآنِ الْبَقَرَةُ، وَلِكُلِّ شيءٍ لبابٌ وَلُبَابُ الْقُرْآنِ الْمُفَصَّلُ، وَإِنَّ أَصْفَرَ الْبُيُوتِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ شيءٌ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ سماءٍ وَلا أرضٍ وَلا [.. ... ] .(1/19)
27- قال: وحدثني حماد بن زيد عن [عمرو بن] دينار قال: [.. ... ... ..] رجلٌ تأول القرآن على غير تأويله، ورجلٌ بنفس [.. ... ... ..] .(1/20)
28-[قَالَ:.. ... ... ..] بْن مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أنه بلغه أن رَسُول اللَّهِ [صلى الله عليه وسلم قال:.. .. {ألهاكم] التكاثر} ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ أَلْفَ آيَةٍ.(1/20)
29- قَالَ: [وَأَخْبَرَنِي.. .. عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ] الضَّبِّيِّ عَنْ زُبَيْدٍ الإِيَامِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:.. ..] الْقُرْآنَ من غير عدوٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَخْصُومًا مَدْحُوضًا.(1/21)
30- قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ رجلٍ يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُبَيْدٍ الإِيَامِيِّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَلا يُطْعِمَهُ النار ما لم يغل، ما لَمْ يُرَائِي بِهِ، مَا لَمْ يَأْكُلْ بِهِ، مَا لَمْ يَدَعْهُ إِلَى غَيْرِهِ.(1/21)
31- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو أَنَّ [ص:22] حَبِيبَ بْنَ هِنْدٍ الأَسْلَمِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَخَذَ السَّبْعَ السور [الأُوَلِ مِنَ] الْقُرْآنِ فَهُوَ حبرٌ.(1/21)
32-[وأخبرني.. .. عن] المطلب بن عبد الله أن رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:.. ..] الملك عن صاحبها في قبره؛ ولم تمر على رسول الله [.. ..] يقرأ بها فيها.(1/22)
33- قال: أخبرني القاسم بن عبد الله [.. ..] مان (؟) يرفعه، قال: من قرأ حين يمسي أو يصبح: {لقد [جاءكم رسول من أنفسكم] عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ [رحيم] } ،.. .. من] ذلك اليوم أو من تلك الليلة، أمن من الغرق والهدم والحريق والقتل.(1/22)
34- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَرْفَجَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ {تبارك} سُورَةَ الْمُلْكِ كُلَّ لَيْلَةٍ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَيَقُولُ الرَّأْسُ: لا سَبِيلَ لَكَ إِلَيْهِ، قَدْ كَانَ يَقْرَأُ بِي، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ بَطْنِهِ فَيَقُولُ: لا سَبِيلَ لَكَ إِلَيْهِ، قَدْ كَانَ وَعَانِي، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ فَتَقُولُ: لا سَبِيلَ لَكَ إِلَيْهِمَا.. ..] إِنَّا لَنَجِدُهَا فِي التَّوْرَاةِ سُورَةَ [.. ..] هَا كُلَّ لَيْلَةٍ [.. ..] .(1/23)
35-[أخبرني] محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد [ص:24] ابن سعد [.. ..] ، فذكر ذلك لعبد الله بن عباس، فقال: ما تمارى اثنان [.. ..] هما.(1/23)
36- وحدثني الليث بن سعد قال: كان لحارثة بن النعمان جارية [تـ.. ..] يقوم الليل فسهروا ليلة لبعض الحاجة فغلبتهم أعينهم حتى كادوا يصبحون، فاستيقظت الجارية فنادته: أصحبنا، واقترب الصبح؛ فقال: لقد أيقظتني، وإن بقرة لتنطحني في النوم، لأنها كان ليلة البقرة.(1/24)
37- قال: وسمعت الليث بن سعد يحدث عن سُلَيْمَانَ بْنِ حُمَيْدٍ أَوْ غَيْرِهِ أَنَّ عَلِيًّا ذَكَرَ عِنْدَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ لَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ؛ فَقَالَ عَلِيٌّ: إِنَّ قَلْبَهُ وَعَاهُ قَبْلَ أَنْ يَنْطِقَ بِهِ لِسَانُهُ.(1/24)
38- قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ جَاءَ رجلٌ إِلَى [ص:25] النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ سُورَةٍ وَاحِدَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ، قَالَ: الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الْبَقَرَةِ؛ قَالَ: وَأَيُّ آيَةٍ وَاحِدَةٍ فِي الْقُرْآنِ أَعْظَمُ، قَالَ: آيَةُ الْكُرْسِيِّ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: وَآيَتَانِ أُنْزِلَتَا مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، اخْتِمُوا بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ.(1/24)
39- قَالَ: وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ قَالَ: شَكَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَنْسَى الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: قُلْ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ وَالْعَلِيمُ، وأعوذ برب مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ إِنَّكِ أَنْتَ السَّمِيعُ [ص:26] الْعَلِيمُ، اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي، وَأَطْلِقْ بِالْقُرْآنِ لِسَانِي وَاشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي، وَأَفْرِجْ بِالْقُرْآنِ عَنْ قَلْبِي وَاسْتَعْمِلْنِي بِهِ أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي؛ فَقَالَ ذَلِكَ، فَذَهَبَ عَنْهُ النِّسْيَانُ.(1/25)
40- قال: وحدثني الليث بن سعد قال: نزل القرآن على سبعة أحرف، خمس أحرف منها بلسان عجز هوازن؛ والعجز: قبائل؛ قال: وهم الذين ربوا رسول الله؛ قال: وحرفان في سائر [الناس] .(1/26)
41- قال: وكان أول من [جمع القرآن.. ..] بذلك عليه عمر بن الخطاب، وذلك حين قتل أصحاب رسول الله [.. .. أبو بكر] الصديق قال لعمر: فمن يكتبه، قال: زيد بن ثابت فإنه فطن [.. ..] رسول الله؛ وكتبه زيد بن ثابت، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت [.. ..آية] إلا بشاهدٍ في عدلٍ؛ وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع خزيمة بن ثابت، فقال: [.. ..] اكتبوها، فإن رسول الله جعل شهادته شهادة رجلين، فكتبت؛ وإن عمر بن الخطاب أتى بآية الرجم فلم يكتبوها، لأنه كان وحده، فلما فرغ من ذلك المصحف كان عند أبي بكر، ثم كان بعد عند عمر، ثم كان بعد عمر [ص:27] عند حفصة زوج النبي، حتى قدم حذيفة بن اليمان على عثمان بن عفان، فقال: يا أمير المؤمنين، إني سمعت الناس قد اختلفوا في القرآن، فيقول الرجل: حرفي الذي أقرأ به خيرٌ من حرفك؛ فأرسل عثمان إلى حفصة أن تبعث به إليه، فقالت: على أن ترده إلي، قال: نعم؛ قال: فنسخ منها مصاحف فبعث بها إلى الآفاق وأمرهم أن يبعثوا إليه بما كان عندهم منها، وأمر بها أن تحرق؛ قال: ومن حبس عنده منها شيئا فهو غلولٌ.
قال ابن مسعود: مصحفي هذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الله يقول: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} ، فأنا أغله حتى ألقى الله به يوم القيامة.
قال: وكان حين جمع القرآن جعل زيد بن ثابت وأبي بن كعب يكتبان القرآن، وجعل معهما سعيد بن العاص يقيم عربيته، فقال أبي بن كعب: التابوه، فقال سعيد: إنما هو التابوت، فقال عثمان: اكتبوه كما قال سعيد: التابوت، فكتبوا: {التابوت} .(1/26)
42- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ [ص:28] قَالَ: لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ يومئذٍ فَرِقَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْقُرْآنِ أَنْ يَضِيعَ، فَقَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب وَلِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: [اقْعُدُوا عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَمَنْ جَاءَكُمَا] بِشَاهِدَيْنِ عَلَى شيءٍ مِنْ كِتَابِ [الله فاكتباه] .(1/27)
43- قال: [وأخبرني] [عمر بن طلحة] عن محمد بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ [قَالَ أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ] أَنْ يَجْمَعَ الْقُرْآنَ، فَقَامَ فِي النَّاسِ فَقَالَ: مَنْ كَانَ تَلَقَّى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ فَلْيَأْتِنَا؛ فَكَانُوا كَتَبُوا ذَلِكَ فِي الصُّحُفِ وَالأَلْوَاحِ [وَالْعُسُبِ] ، وَكَانَ لا يَقْبَلُ مِنْ أحدٍ شيءً حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهِ شَاهِدَانِ، فَقُتِلَ عُمَرُ قَبْلَ أَنْ يَجْمَعَ ذَلِكَ إِلَيْهِ. فَقَامَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَقَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شيءٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلْيَأْتِنَا بِهِ، وَكَانَ لا يَقْبَلُ من ذلك شَيْئًا حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهِ شَاهِدَانَ؛ قَالَ: فَجَاءَ خزيمة ابن ثابت فقال: إني قد رَأَيْتُكُمْ قَدْ تَرَكْتُمْ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ لَمْ تَكْتُبُوهَا؛ [ص:29] فَقَالُوا: وَمَا هُمَا، قَالَ: تَلَقَّيْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ} ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ؛ فَقَالَ عُثْمَانُ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُمَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، فَأَيْنَ تَرَى أَنْ نَجْعَلَهَا، فَقَالَ: اخْتِمْ بِهِمَا آخِرَ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ؛ فَخُتِمَتْ بِهِمَا بَرَاءَةٌ.(1/28)
44- قَالَ: وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَمَرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِتْيَانًا مِنَ الْعَرَبِ أَنْ يَكْتُبُوا الْقُرْآنَ، وَيُمِلُّ عَلَيْهِمْ زَيْدُ بْنُ ثابت؛ فلما بلغوا {التابوت} ، قَالَ: زَيْدٌ: اكْتُبُوهُ: التَّابُوهَ، فَقَالُوا: لا نَكْتُبُ إلا {التابوت} ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَالَ: اكْتُبُوا: {التابوت} فَإِنَّمَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى رجلٍ مِنِّا بِلِسَانٍ عربيٍ مبينٍ.(1/29)
45- قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: بلغني عن عبد الله ابن عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى خَمْسَةِ أحرفٍ؛ ثَلاثَةٌ مِنْهَا تُرَدَّدُ فِي هَوَازِنَ، وبني سعد، وبني نصر، وَحَرْفَانِ فِي سَائِرِ النَّاسِ.(1/29)
46- قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [ص:30] قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ قِيلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَقْرَأَ عَلَى قِرَاءَةِ فلانٍ، فَقَالَ: لَقَدْ قَرَأْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعِينَ سُورَةً، فَقَالَ لِي: لَقَدْ أَحْسَنْتَ؛ وإن الذي تسألونني أَنْ أَقْرَأَ عَلَى قِرَاءَتِهِ فِي صُلْبِ رجلٍ كافرٍ.(1/29)
47- وحدثنا مالك بن أنس قال: اختلف الناس في القرآن، فكان في كلام الأنصار: التابوه، وفي كلام قريش التابوت؛ قال: فأثبت في القرآن: {التابوت} ؛ وكان عثمان بن عفان ممن أعان على ذلك.(1/30)
48- قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ وَخَارِجَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي قَرَاطِيسَ، وَكَانَ قَدْ سَأَلَ زيد [ابن ثَابِتٍ] النَّظَرَ فِي ذَلِكَ، وَأَبَى، حَتَّى اسْتَعَانَ عَلَيْهِ [بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَتْ] تِلْكَ الْكُتُبُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ، ثُمَّ كَانَتْ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى [تُوُفِّيَ، ثُمَّ كَانَتْ] عِنْدَ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا عُثْمَانُ، وَأَبَتْ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَيْهِ حَتَّى عَاهَدَهَا لَيَرُدَّنَّهَا إِلَيْهَا. فبعثت بها إليه، فنسخها عثمان في هذه المصاحف، ثم ردها إِلَيْهَا؛ فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَهَا حَتَّى أَرْسَلَ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَأَخَذَهَا فَحَرَقَهَا.(1/31)
49- قال: وأخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قوذر عن كعب [ص:32] الأحبار قال: من ختم القرآن زوجها الله مائة ألف زوجة من الحور العين، لكل زوجة مائة ألف ألف وصيفة، ومائة ألف ألف وصيف؛ ومن قرأ شيئا منه فحساب ذلك؛ فإن ختمه مرابطا زاده الله على ذلك مائة ألف ألف ضعف، وبني له عدد ذلك مدائن، وقصورا، وغرفا من در وياقوت في الجنة، وكان ذلك على الله يسيرا؛
قال كعب: وما من شيءٍ أحب إلى الله من قراءة القرآن، والذكر، ولولا ذلك ما أمر الناس بالصلاة والقتال، ألا ترون أنه أمر الناس بالذكر عند القتال أيضا، فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} ؛
قال: وسمع كعب رجلا يقرأ القرآن، فقال: خيار عباد الله من أطاب الكلام، وشرار عباد الله من أخبث الكلام؛ وقال كعب: من قرأها: {هو الله أحدٌ} ، حرم الله لحمه على النار.(1/31)
50- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه أنه سئل عن قراءة الرجل القرآن وهو على غير طهر من جنابةٍ، فقال: سمعت من يحتظى برأيه من الفقهاء يقولون: أما الآية والكلمة من القرآن فإنه لا بأس بذلك، وأما أن ينتصب الجنب والحائض للقرآن، فإنا نكره ذلك؛ فأما غير الجنابة والحيضة، فلا بأس بقراءة القرآن.(1/32)
51- قال: وأخبرني موسى بن سلمة عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب أن جوامع الكلم التي تجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد أو الأمرين أو نحو ذلك.(1/33)
52- قال: وحدثني عبد الملك بن محمد بن حزم الأنصاري عن أبيه قال: لا أدري أرفعه أم لا، فإنه قال: إن أحق الضالة ألا تضاع لضالة القرآن.(1/33)
53- قال: وحدثني بكر بن مضر عن الحارث بن يعقوب عن عباس [ص:34] ابن جليد الحجري قال: قلت لشفي الأصبحي: أشكو إلى الله، ثم إليك إني كنت أختم القرآن في كذا وكذا، ثم صرت لا أختمه إلا في كذا وكذا؛ فقال: اللهم غفرا، أعمل بما فيه وأختمه في سنةٍ.(1/33)
54- قال: وحدثني من سمع عبد الله بن عمر بن حفص يحدث قال: لما أنزلت {تبت يدا أبي لهبٍ} ، أقبلت امرأة أبي لهب حتى دخلت المسجد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر؛ فلما نظر إليها أبو بكر قال: يا رسول الله، هذه فلانة، لو تنحيت عنها، فإني أخشى أن تؤذيك، فقال رسول الله: إني سأقرأ آية من كتاب الله فلا تراني، فأقبلت حتى وقفت عليهما، فقالت لأبي بكر: أين صاحبك هذا الذي يهجونا، فقال لها أبو بكر: لا، ورب هذه البنية، ما يهجوكم، قالت: بلى، بلغني أنه يهجونا، فقال لها أبو بكر مثل ذلك؛ فقال أبو بكر: فلما تولت عنا قلت: يا رسول الله، أي شيء قرأت به حتى لم ترك، قال: قرأت: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا} .(1/34)
55- وحدثني ابن لهيعة قال: يقولون إن براءة من: {يسألونك عن الأنفال} ، قالوا: وإنما ترك بسم الله الرحمن الرحيم أن يكتب في براءة لأنها من: {يسألونك} .(1/34)
56- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن غير واحدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوماً: قد أنزلت آيةٌ عظيمةٌ، فقالوا: وكيف، يا رسول الله، فقال: ما كنت بدعا من الرسل وما كنت أدري ما يفعل بي ولا بكم؛ فبكوا وقالوا: لا تدري، فقال: لا، والله؛ فأنزل الله: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} ، حتى بلغ: {ويهديك صراطا مستقيما} ؛ قالوا: قد بين الله لك، يا رسول الله، فكيف بنا، فبكوا بكاء شديدا، فقال: إن لكم ربا رحيما، فأتمها الله رحمةً منه: {وهو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} ، حتى بلغ: {وكان ذلك عند الله فوزا عظيما} ، فكبروا الله وحمدوه.(1/35)
57- وَحَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ وَاهِبٍ الْمَعَافِرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أُقْرِئُهُ المصمدة، فَقَالَ رجلٌ: أَنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَقْرَأَهُ رَسُولُ اللَّهِ سُورَةَ يُونُسَ؛ ثُمَّ قَالَ: مَنْ أُقْرِئُهُ الْمحلية، فَقَالَ رجلٌ أَنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، [ص:36] فَأَقْرَأَهُ طَهَ؛ ثُمَّ قَالَ: مَنْ أُقْرِئُهُ الْمُحَبِّرَةَ، فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا؛ فَأَقْرَأَهُ: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حينٌ من الدهر} .(1/35)
58- قال: وحدثنا غوث بن سليمان الحضرمي أن رجلا من الأنصار حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجلٍ من أصحابه: يا فلان، أوصيك بتقوى الله والقرآن، فإنه نور النهار وهدى الظلمة، أتى على ما كان من جهد وفاقةٍ، فإن تعرضك بلاءٌ فاجعل مالك دون دمك، فإن تجاوزك البلاء فاجعل مالك ودمك دون دينك، فإن المسلوب من سلب دينه، والمحروب من حرب دينه؛ فإنه لا فاقة بعد الجنة ولا غنى، بعده النار لا يستغنى فقيرها ولا يفل أسيرها.(1/36)
59- قال: وحدثني حفص بن عمر عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال: قراءة {قل يا أيها الكافرون} ، {إذا جاء نصر الله والفتح} ، فإنهما يغنيان من الفقر.(1/36)
60- قال: وحدثني عبد الحميد بن سالم عن سالم بن غيلان قال: [ص:37] اشتكى صحابة عمر بن عبد العزيز إلى عمر تفلت القرآن منهم، فقال: اقرؤوه في ممشاكم وفي إقبالكم وإدباركم.(1/36)
61- وَحَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: يَأْتِي الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَافِعًا لِمَنْ حَمَلَهُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، كُلُّ صَانِعٍ يُعِيدُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ صَنْعَتِهِ، وَكُلُّ عَامِلٍ يُعِيدُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ عَمَلِهِ، وَكُلُّ تَاجِرٍ يُعِيدُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ تِجَارَتِهِ؛ وَقَدْ كُنْتُ شَغَلْتُ فُلانًا بِي كَانَ يَغْدُو بِي وَيَرُوحُ، فَيَقُولُ: فَمَا تَسْأَلُ لَهُ، فَيَقُولُ: الرِّضْوَانَ وَالْمَغْفِرَةَ، فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ وَالنِّعْمَةَ بِشِمَالِهِ، وَيَلْبَسُ تَاجَ الْوَقَارِ، وَفِيهِ لُؤْلُؤَةٌ تُضِيءُ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ، وَيُكْسَى حُلَّةَ الْكَرَامَةِ فَإِذَا نَشَرَهَا كَانَتْ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَإِذَا طَوَاهَا كَانَتْ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ.(1/37)
62- قال: وحدثني ابن لهيعة عن عبد الله بْنِ هُبَيْرَةَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَقُولُ: إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ وَتَابَعْتَ بَيْنَ الْمُفَصَّلِ فِي سُوَرٍ فَاحْمَدِ [ص:38] اللَّهَ وَكَبِّرْ بَيْنَ كل سورتين.(1/37)
63- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يزيد عن أبي الهيثم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بَاتَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ يَقْرَأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحدٌ} ، حَتَّى أَصْبَحَ؛ فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ أَوْ نِصْفَهُ.(1/38)
64- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يُقْرِئُ رَجُلا مِنْ دَوْسٍ، وَكَانَ يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَيَأْكُلُ عِنْدَهُ، فَأَتَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ يُقْرِئُهُ، ثُمَّ يَدْخُلُ مَعَهُ عَلَى أَهْلِهِ فَيَأْكُلُ مِنْ طَعَامِهِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنْ كَانَ يُطْعِمُكَ مِنْ طَعَامِ أَهْلِهِ، فَلا بَأْسَ، وَإِنْ كَانَ يَخُصُّكَ بشيءٍ، فلا تأكل.(1/38)
65- وأخبرني شبيب بن سعيد عن شعبة بن الحجاج عن الفضيل عن سعيد بن جبير أنه كان يكتب التعويذ لهم.(1/38)
في العربية بالقرآن
66- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ.(1/39)
67- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: تَعَلَّمُوا قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَعِبَارَةِ الأَحْلامِ، وَقُولُوا: خيرٌ لَنَا، وشرٌ لِعَدُوِّنَا.(1/39)
68- قال: وبلغني عن ابن مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ، فَإِنَّهُ سَيَأْتِي قومٌ يَثْقَفُونَهُ وَلَيْسُوا بِخِيَارِكُمْ.(1/39)
69- قَالَ: وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ [ص:40] عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ بَيْنَا يُقْرِئُ رَجُلا يَوْمًا هَذِهِ الآيَةَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا} ، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عوجٌ قيمٌ، فقال عقبة: قل {عوجاً قيماً} ، فَقَالَ: عوجٌ قيمٌ؛ فَرَدَّدَ عَلَيْهِ مِرَارًا؛ فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي أَقُولُ كَمَا تَقُولُ غَيْرَ أَنِّي لا أَقُولُ؛ فَقَالَ لَهُ عُقْبَةُ: فَقُلْ ذَلِكَ، فَإِنَّهُ مِنْ تَمَامِهَا.(1/39)
70- قال: وأخبرني سعيد بن أبي أيوب عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ عربيٌ، وَاللَّهُ يُحِبُّ مَنْ يُعْرِبُ.(1/40)
71- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَسْمَعُ بَعْضَ وَلَدِهِ يَلْحَنُ فَيَضْرِبُهُ.(1/40)
72- وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أبي عيينة عن يحيى [ص:41] ابن عَقِيلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فِي الْقُرْآنِ كما تتعلمون حفظه.(1/40)
73- قال: وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ حازم عن سليمان ابن يَسَارٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ مِنْ خوخته فأتى على قومٍ يقرؤون، فَلَمَّا رَأَوْا عُمَرَ أَنْصَتُوا، فَقَالَ: كُنْتُمْ تُرَاجِعُونَ، فقالوا: كنا نقرئ بعضنا بعضاً، فقال: فاقرؤوا، ولا تلحنوا.(1/41)
74- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم قال: سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن شكل القرآن في المصاحف، فقال: لا بأس بذلك.(1/41)
75- قال: وحدثني الليث بن سعد قال: لا أرى بأسا أن ينقط المصحف بالعربية.(1/41)
76- قال: وقال لي مالك بن أنس: أما هذه المصاحف الصغار فلا أرى بأسا، وأما الأمهات، فلا.(1/42)
77- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم قال: سمعت عبد الله بن يزيد بن هزمر يسأل عن النبر في القرآن، فقال: إن كانت العرب تنبر فإن القرآن أحق أن ينبر.(1/42)
78- قَالَ: وَسَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ يُحَدِّثُ عَنْ سعيد بن عبيد اللَّهِ الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ أَنَّ رَجُلا قَرَأَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَحَنَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْشِدُوا أَخَاكُمْ.(1/42)
79- قَالَ: وَحَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكَلاعِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ: أَعْرِبُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ، وَتَفَقَّهُوا فِي السُّنَّةِ، وَأَحْسِنُوا عِبَارَةَ الرُّؤْيَا، وَإِذَا قَصَّ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ [ص:43] كَانَ خَيْرًا فَلَنَا، وَإِنْ كَانَ شَرًّا فَعَلَى عدونا.(1/42)
80- قَالَ: وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ شُيُوخِنَا أَبُو الأَزْهَرِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ قَالَ: لأَنْ أُعْرِبَ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَحْفَظَ آيَةً.(1/43)
81- قال: وقال لي الليث: وسألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن تعلم النحو لإعراب القرآن، وقال لي ربيعة وددت أني أحسنه.(1/43)
82- وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ أَنَّ أَبَا زُهَيْرٍ شَيْخًا مِنْ قُرَيْشٍ حَدَّثَهُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ لِنَافِعٍ فِي رَجُلٍ كَانَ يَقْرَأُ قَرِيبًا مِنْهُ يَرْفَعُ صَوْتَهُ: إِنَّ هَذَا يَقْرَأُ وَقَدْ آذَانِي بِاللَّحْنِ، فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَانْهَاهُ عن ذلك، فَإِنْ أَبَى فَاسْتَأْذِنِّي عَلَيْهِ.(1/43)
83- قال: وأخبرني عبد العزيز بن محمد عن محمد بن جعفر الأنصاري قال: نهيت عن نبر القرآن في النوم.(1/43)
84- قال: وحدثني حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق قال: قلت للحسن: أرأيت الرجل يتعلم العربية ليقيم بها لسانه ويصلح بها منطقه، [ص:44] قال: نعم، فليتعلمها، فإن الرجل يقرأ بالآية فيعيها بوجوهها فيهلك.(1/43)
85- قال: وأخبرني حماد بن زيد عن عبيدة بن زيد النميري قال: سمعت الحسن يقول: أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله.(1/44)
في اختلاف حروف القرآن
86- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ فِي الْقُرْآنِ فِي الْيَاءِ وَالتَّاءِ فَذَكِّرُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ مذكرٌ.(1/44)
87- قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ [ص:45] عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ: الْقُرْآنُ كُلُّهُ مذكرٌ، وَذَكِّرُوهُ.(1/44)
88- قال: وحدثني العطاف بن خالد المخزومي عن رجل حدثه عن الحسن أنه كان يقرأ هذه الحروف: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيمٌ} ، قال: النصب.(1/45)
89- قال: أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن لهيعة بن عقبة أنه سمع أبان بن عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر يقرأ سورة الأنعام: {من الضأن} اثنان.(1/45)
90- قال: وسمعت يحيى بن أيوب يحدث عن ابن [ص:46] الهاد أن إنسانا سأل عبد الرحمن الأعرج عن قول الله: {وما هو على الغيب بضنينٍ} ، أو ظنينٍ، فقال عبد الرحمن: ما أبالي بأيهما قرأت.(1/45)
91- قَالَ: وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُهَا: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ} بظنينٍ.(1/46)
92- قال سفيان: تفسير ضنين وظنين سواء، ويقول مَا هُوَ بكاذبٍ، وَمَا هُوَ بفاجرٍ؛ وَالظَّنِينُ: الْمُتَّهَمُ، وَالضَّنِينُ: الْبَخِيلُ.(1/46)
93- قَالَ: وَسَمِعْتُ خَلادَ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ: اخْتَصَمَ عَبْدُ الْوَاحِدِ، وَكَانَ مِمَّنْ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هُوَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، فَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: أَرَأَيْتَ حَيْثُ يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: {تسعٌ وتسعون نعجةً} ، أُنْثَى، أَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ حِينَ قَالَ نِعَاجٌ أَنَّهُنَّ إِنَاثٌ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَرَأَيْتَ حِينَ يَقُولُ اللَّهُ: {فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيامٍ فِي الْحَجِّ وسبعةٍ إذا رجعتم تلك عشرةٌ كاملةٌ} ، أَلَمْ يَعْرِفْ أَنَّ ثَلاثَةً وَسَبْعَةً عَشَرَةٌ.(1/46)
94- قال: وحدثني عبد الله بن عمر عن نافع قال: كان عبد الله ابن عُمَرَ يُعْطِينِي الْمُصْحَفَ فَأُمْسِكُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ، قَالَ: كَانَ يَقْرَأُهَا: {فديةٌ طَعَامُ} مساكين.(1/47)
95- قَالَ: وَحَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَتَاهُ، كَيْفَ تَقْرَئِينَ هَذَا الْحَرْفَ: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ} . قالت: ما كنا نقرأها إلا: الذين يأتون مَا أَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وجلةٌ.(1/47)
96- قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابن عباس يقرأ: {إنما ذلك الشيطان يخوف أولياءه} : إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ.(1/47)
97- قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا أَنَّهُ سَمِعَ عَطَاءً يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {فِيهِ} آيةٌ بينةٌ {مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ} .(1/47)
98- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ رجلٍ يُقَالُ لَهُ عُمَرُ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ فِي الأَنْعَامِ: {إِنَّ الَّذِينَ} فَارَقُوا {دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} .(1/48)
99- قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَقْرَأُ هَذِهِ الآيَةَ: حَرَّمَ {عَلَى قريةٍ} .(1/48)
100- قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ رَاشِدٍ يُخْبِرُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ صَاحِبَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدِمَشْقَ ثَمَانِيَ مراتٍ فَلَمْ يُرَدِّدَا عَلَيَّ شَيْئًا؛ وَأَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: يَقْضِي {الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الفاصلين} .(1/49)
101- قال: وأخبرنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم أنه كان يقرأ هذه الآية: {إلا من ظلم} .(1/49)
102- قال: وحدثني من سمع عقيل بن خالد يحدث [ص:50] عن ابن شهاب أنه كان يقرأ: يخصفان {عليهما من ورق الجنة} .
قال عقيل: وكان ابن شهاب يقول: لن تنال {الله لحومها ولا دماءها ولكن} تناله {التقوى منكم} .(1/49)
103- قال: وحدثني من سمع سعيد بن أبي أيوب يقول: صلى بنا رزيق بن حكيم، قال: حسبت المغرب، فقرأ فيها: بالليل {إذا يغشى} ؛ فسمعته يقول: {ناراً} تتلظى.(1/50)
104- قال: وحدثني ابن جريج وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع عبيد بن عمير الليثي قرأ بها كذلك في صلاة المغرب.(1/50)
105- قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَرَأَ: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً} وأصوب {قيلاً} ؛ قال: فقلت له: أو {أقوم قيلاً} ، فَقَالَ: أَصْوَبُ وَأَقْوَمُ واحدٌ.(1/51)
106- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ مَرْثَدِ بْنِ سُمَيٍّ الْخَوْلانِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سيأتي قومٌ يقرؤون هَذِهِ الآيَةِ: الم، غَلَبَتِ الرُّومُ، وَإِنَّمَا هِيَ: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} .(1/51)
107- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج قال: سمعت مروان يقرأ: {قالوا سلاما} ، قال: سلمٌ.(1/51)
108- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن الأعرج قال: سمعت محمد [ص:52] ابن يوسف، وكان من أفصح العرب، يقرأ: {إلا أن} يخافا.(1/51)
109- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن الأعرج قال: سمعت عبد الله ابن عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا} لِتُرْبُوا {فِي أَمْوَالِ النَّاسِ} .(1/52)
110- وحدثني ابن لهيعة عن عبد الرحمن الأعرج قال: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: {إِلا إِنَّهُمْ} تَثْنُونَ {صُدُورُهُمْ} .(1/52)
111- قَالَ: وَأْخَبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قال: سمعت بعض أهل الشر الذين ينكرون القرآن: خلقنا وفعلنا، وأشباه هذا؛ فسمعت يهوديا وهو يحدث عن التوراة عن خلق آدم فقال: مكتوبٌ فيها إنا خلقنا آدم، فقال: إن الله هو كل شيء، فلذلك يقول: خلقنا وفعلنا.(1/52)
112- قال: وأخبرني ابن لهيعة قال: سمعت شيخا [ص:53] من فهم يقول: سمعت عبد الرحمن بن حجيرة وقرأ بسورة الكهف وهو يقص على الناس فبلغ هذه الآية: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض} ، فقال: ما أشهدتهم وأشهدناهم سواء.(1/52)
113- قال: وأخبرني ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن عروة ابن الزبير أنه قال: إن قراءة القرآن سنة من السنن، فاقرؤوه كما أقرئتموه.(1/53)
114- قال: وأخبرني جرير بن حازم قال: قرأت في مصحف عبد الله بن مسعود: {فاذكروا اسم الله عليها} صوافن.
قال جرير: وكان الحسن يقول: صواف، صوافي: خالصة لله.(1/53)
115- قال: وحدثني ابن لهيعة أنه سمع ربيعة يقول ذلك.(1/53)
116- قَالَ: وَحَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ الأعمش عن زيد ابن وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأَتَاهُ رَجُلانِ وَقَدِ اخْتَلَفَا فِي آيةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فقال لأحدهما: اقْرَأْ، فَقَرَأَ، فَقَالَ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ الآيَةَ، قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا أَبُو حَكِيمٍ الْمُزَنِيُّ؛ قَالَ لِلآخَرِ: إقرأ، فقرأ، فقال: من أقرأك هذه، قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: اقْرَأْ كَمَا أَقْرَأَكَ عُمَرُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا؛ ثُمَّ بَكَى حَتَّى رَأَيْتُ قَطْرَتَيْنِ مِنْ دُمُوعِهِ فِي الْحَصْبَاءِ، ثُمَّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ حَائِطًا حَصِينًا عَلَى الإِسْلامِ، يَدْخُلُ النَّاسُ فِيهِ وَلا يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَانْثَلَمَ الْحَائِطُ فَالنَّاسُ يَخْرُجُونَ مِنْهُ وَلا يَدْخُلُونَ فيه.(1/54)
117- قَالَ: وَحَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أنه كان يقرئ رجلاً [ص:55] أَعْجَمِيًّا هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الأثيم} ، فَيَقُولُ الأَعْجَمِيُّ: طَعَامُ الْيَتِيمِ؛ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُولَ طَعَامُ الْفَاجِرِ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاقْرَأْ كَذَلِكَ.(1/54)
118- قَالَ: وَحَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ: أَقْرَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَجُلا: {إِنَّ شَجَرَةَ الزقوم طعام الأثيم} ، فَجَعَل يَقُولُ: طَعَامُ الْيَتِيمِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: طَعَامُ الْفَاجِرِ؛ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: أَتَرَى أَنْ تُقْرَأَ كَذَلِكَ، قَالَ: نَعَمْ، أَرَى ذَلِكَ واسعاً.(1/55)
119- قال: وحدثني الليث عمن سمع عمر بن عبد العزيز يقرأ هذه الآية: {حتى إذا ساوى بين الصدفين} ؛
قال الليث: حسبت أن الذي حدثني بهذا سليمان بن حميد أو غيره.(1/55)
120- قال: وحدثني نافع بن أبي نعيم عن عبد الرحمن الأعرج أنه كان يقرأ: {حتى إذا ساوى بين} الصدفين؛
قال ابن وهب: وأقرأنيها نافع: {الصدفين} .(1/55)
121- قال: وحدثني الليث بن سعد أن عمر بن عبد العزيز كان يقرأ: {والليل} إذا دبر.(1/55)
122- قال: وحدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنه سمع عمر بن عبد العزيز في امرأته على المدينة يقرأ هذه الآية: {والليل} إذا دبر، حتى فارقنا؛ قال: ابن أبي الزناد: ثم أخبرني عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أن أباه لم يزل يقرأ: إذا دبر، حتى مات.(1/56)
123- وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كان يقرأ: {والليل إذا أدبر} .(1/56)
124- قال: وحدثنا أيضا عن حميد بن قيس عن مجاهد أنه كان يقرأ: {والليل إذ أدبر} .(1/56)
125- قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ يَقْرَأُ: {وَانْظُرْ إِلَى العظام كيف ننشزها} ، بالزاء.(1/56)
126- قال ابن أبي الزناد: وسمعت أبا جعفر القاري يقرأها بالراء.(1/56)
127- وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَارِجَةَ عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: ذِرِّيَّةِ {قومٍ آخَرِينَ} .(1/57)
128- قَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: وَكَانَ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبَانٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: يُنْشِزُهَا، وذرية.(1/57)
129- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقرأ: {أنت} منذرٌ {من يخشاها} .(1/57)
130- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: اجْتَمَعَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ ابْنُ عباس: {وجدها تغرب في عينٍ حمئةٍ} ، وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عينٍ} حامئةٍ؛ فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى كَعْبِ الأَحْبَارِ فَقَالَ: إِنِّي اخْتَلَفْتُ وَابْنَ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الآيَةِ، فَقُلْتُ: {فِي عينٍ} حامئةٍ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {فِي عينٍ حمئةٍ} ؛ فَقَالَ [ص:58] كَعْبٌ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِالْقُرْآنِ مِنِّي، أَمَّا هِيَ فَتَغِيبُ فِي ثأطٍ.(1/57)
131- قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَالَفَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَنَحْنُ عند معاوية، فقال: ابن عباس: {في عينٍ حمئةٍ} ، وَقَالَ عَمْرٌو: {فِي عينٍ} حامئةٍ؛ فَسَأَلْنَا كَعْبًا فَقَالَ: إِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنْزَلِ لَتَغْرُبُ فِي طِينَةٍ سَوْدَاءَ.(1/58)
132- قال: وحدثني [نافع بن أبي] نعيم قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجَ يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عباس يقرأ: {في عين [حمئةٍ] } ، ثم فسرها: ذات حماةٍ.
قال: وقال لِي نَافِعٌ: وَسُئِلَ عَنْهَا كَعْبٌ، فَقَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِالْقُرْآنِ مِنِّي، وَلَكِنِّي أَجِدُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ تَغِيبُ فِي طِينَةٍ سَوْدَاءَ.(1/58)
133- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يحدث عن عمرو ابن دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: حَرَّمَ {عَلَى قريةٍ} ؛ وَقَرَأَ: دَارَسْتَ؛ وَقَرَأَ: {في عينٍ حمئةٍ} .
قال عمرو: وسمعت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: إِنَّ صِبْيَانًا هاهنا يقرؤون: وحرم، ويقرؤون: دارست، وإنما هي {درست} ، ويقولون: {حمئةٍ} ، وهي حامئةٍ.(1/58)
134- قال: وحدثني محمد بن سليم الفارسي أنه سمع الضحاك ابن مزاحم، وكان من أصحاب ابن عباس، كان يقرأ: {يا أيها الذين آمنوا لا} تقدموا {بين يدي الله ورسوله} .(1/59)
135- قال: وحدثني أنس بن عياض عن بعض أصحابه أن القاسم بن محمد سئل عن قول الله: {وما أنزل على الملكين} ، فقيل له: أنزل أو لم ينزل، ما أبالي أي ذلك كان، إلا أني آمنت به.(1/59)
136- وحدثني الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن [ص:60] محمد وسأله رجلٌ عن قول الله: {يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} ، فقال الرجل: يعلمان الناس ما أنزل عليهما أو يعلمان الناس ما لم ينزل عليهما؛ فقال القاسم: ما أبالي أيتهما كانت.(1/59)
137- وَأَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَرَأَهَا: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ} فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ.(1/60)
138- أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني مالك قال: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يَؤُمُّ النَّاسَ بِمَكَّةَ، فَكَانَ يَقْرَأُ قِرَاءَةً، فَعَابَ عَلَيْهِ بَعْضُ الناس قراءته، وقالوا له: إن الناس يقرؤون غَيْرَ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ؛ فَقَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي أَقْرَأُ قِرَاءَتَكُمْ، وَلَكِنْ جَرَى لِسَانِي عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ.(1/60)
139- فَقِيلَ لِمَالِكٍ: أَفَتَرَى أَنْ يُقْرَأَ بِمِثْلِ [مَا] قَرَأَ عُمَرُ بْنُ [ص:61] الْخَطَّابِ: فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ، فَقَالَ: ذَلِكَ جائزٌ؛ وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أنزل [القرآن] على سبعة أحرف، فاقرؤوا منه مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ، مِثْلُ تَعْلَمُونَ، وَيَعْلَمُونَ.
قَالَ مَالِكٌ: وَلا أَرَى بِاخْتِلافِهِمْ فِي مِثْلِ هَذَا بَأْسًا؛ قَالَ: وَقَدْ كَانَ النَّاسُ لَهُمْ مَصَاحِفُ وألسنة الَّذِينَ أَوْصَى إِلَيْهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَانَتْ لَهُمْ مَصَاحِفُ.(1/60)
140- وسألت مالك بن أنس عن مصحف عثمان بن عفان، فقال لي: ذهب.(1/61)
141- قال: وسمعت مالكا وسئل عن الحروف تكون في القرآن مثل الواو والألف، أترى أن نغير من المصاحف إذا وجد ذلك فيها، فقال: لا تغير.(1/61)
142- قال: وأخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال: [ص:62] جاء إنسان إلى القاسم بن محمد، فقال: إن محمد بن كعب القرظي يقرأ هذه الآية: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} ، فقال القاسم: فأخبروني عني أني سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقرأ: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد} كذبوا، تقول: كذبهم أتباعهم.(1/61)
143- قَالَ: وَأْخَبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: رَأَيْتُ مُصْحَفَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: لَمْ يَكُنْ أَهْلُ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ ذَاتُ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ وَالْمَجُوسِيَّةِ وَإِنَّ الدِّينَ الْحَنِيفِيَّةَ الْمُسْلِمَةَ غَيْرَ الْمُشْرِكَةِ لَمْ يَكُونُوا مُفْتَرِقِينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ.
وقال أبو الأسود: وقال عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: إِنَّ النَّاسَ اخْتَلَفُوا فِي قِرَاءَةِ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكتاب} ، فَدَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى حَفْصَةَ بِأَدِيمٍ، فقال: إذا دخل عليكم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْأَلِيهِ يُعَلِّمْكِ: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكتاب} ، وَقُولِي لَهُ يَكْتُبْهَا لَكِ فِي هَذَا الأَدِيمِ؛ فَفَعَلَتْ فَكَتَبَهَا لَهَا، فَهِيَ قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ.(1/62)
144- قال: وأخبرني ابن لهيعة قال: سمعت أبا طعمة يقرأ: [ص:63] {متكئين على} رفارف {خضرٍ} .(1/62)
145- وَحَدَّثَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ نَبِيهِ بن وهب عن مولىً لسعيد بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ يَقُولُ: لَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَهُوَ يُمْلِي عَلَيَّ: {وَإِنِّي} خَفَّتِ {الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} .
قال ابن وهب: خلف، قَلَّتْ فِي رَأْيِي.
آخر الترغيب الثاني(1/63)
باب الناسخ: وهذا كتاب الناسخ والمنسوخ
146- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخاطب عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللَّهُ:
{مَا نَنْسَخْ مِنْ آيةٍ أَوْ نُنْسِهَا نأت بخيرٍ منها أو مثلها} ؛ وقال الله: {وإذا بدلنا آيةً} ، {والله أعلم بما ينزل} ، وقال: {يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} ؛
[ص:65]
فَقَالَ زَيْدٌ: فَأَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ نُسِخَتِ الْقِبْلَةُ؛ كَانَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَقْبِلُ صَخْرَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَهِيَ قِبْلَةُ الْيَهُودِ، سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا لِيُؤْمِنُوا به، ويتبعونه وينصرونه مِنَ الأُمِّيِّينَ مِنَ الْعَرَبِ؛
فَقَالَ اللَّهُ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إن الله واسعٌ عليمٌ} ؛
ثُمَّ قَالَ: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام} .(1/64)
147- ثم قال في رمضان: {وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام} مساكين، فمن شاء صام، ومن شاء افتدى بطعام مساكين، {فمن تطوع خيرا فهو خيرٌ له وأن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون} ؛
ثم نسختها الآية الأخرى التي تليها، فقال: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفرٍ فعدةٌ من أيامٍ أخر} ؛ قال: {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} ؛
قال: كانوا إذا صلوا العشاء حرم عليهم الطعام والشراب والنساء، وصاموا إلى مثلها من القابلة، فاختان رجلٌ نفسه فجامع امرأته وقد صلى العشاء [ص:66] ولم يفطر، وهو عمر بن الخطاب، فجعل الله في ذلك رخصة وبركة،
فنسخها فقال: {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام من الليل} .(1/65)
148- ثم قال: {إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين} ؛ فنسختها آية الميراث.(1/66)
149- قال: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحاً} ، كان الرجل إذا طلق المرأة فهو أحق بردها، وإن كان طلقها ثلاثا؛
فنسخت، فقال: {الطلاق مرتان فإمساك بمعروفٍ أو تسريح بإحسانٍ} .(1/66)
150- وقال الله: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية [ص:67] لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراجٍ} ؛
ثم نسختها آية الميراث في سورة النساء حين فرض لهن الربع أو الثمن.(1/66)
151- وقال: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمةٌ مؤمنةٌ خيرٌ من مشركةٍ ولو أعجبتكم} ؛
فنسخ واستثنى منها: فأحل من المشركات نساء أهل الكتاب في سورة المائدة؛
قال الله: {اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌ لكم وطعامكم حلٌ لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم} ،
وقال: {لا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله} ، {فلا جناح عليهما فيما افتدت به} .(1/67)
152- وقال: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ} ، [ص:68] وقال: {فعدتهن ثلاثة أشهرٍ} ؛
فنسخ واستثنى منها، فقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدةٍ تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا} ؛
وقال: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} .(1/67)
153- وقال الله في المائدة: {فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بينهم أو أعرض عنهم} ؛
فنسخت، فقال: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتونك عن بعض ما أنزل الله إليك} .(1/68)
154- وقال في سورة النساء: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} ؛
فنسختها آية الميراث؛ لكل امرئٍ نصيبه؛ وقال في أموال [ص:69] اليتامى: {من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بِالْمَعْرُوفِ} ؛
ثم قال لمن أكله ظلما: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً} .(1/68)
155- وقال الله: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ الله لهن سبيلاً} ؛
ذكر الرجل مع امرأته فجمعهما فقال: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عنهما إن الله كان تواباً رحيماً} ؛
فنسختها سورة النور فقال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحدٍ منهما مائة جلدةٍ} ؛ فجعل عليهما الحد، ثم لم ينسخ.(1/69)
156- ثم قال في سورة النساء: {لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينةٍ} ؛
وقال: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} ؛ كان الرجل [ص:70] يحالف الرجل يقول: ترثني أرثك؛
فنسخ ذلك في سورة الأنفال: {وأولوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى ببعضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إن الله بكل شيءٍ عليمٌ} .(1/69)
157- وقال في سورة النساء: {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حتى تعلموا ما تقولون} ؛
وقال في سورة البقرة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إثمٌ كبيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نفعهما} ؛
فنسخت في المائدة فقال: {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رجسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .(1/70)
158- وقال في سورة النساء: {إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قومٍ بَيْنَكُمْ [ص:71] وَبَيْنَهُمْ ميثاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عليهم سبيلاً} ؛
وقال: سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ ويكفوا أيديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأولائكم جعلنا لكم عليهم سلطاناً مبيناً} ؛
وقال في سورة الممتحنة: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المقسطين} ؛
ثم قال فيها: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ [ص:72] وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فأولائك هم الظالمون} ؛
فنسخ هؤلاء الآيات في شأن المشركين، فقال: {براءةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أشهرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مخزي الكافرين} ؛
فجعل لهم أجلا أربعة أشهر يسيحون فيها وأبطل ما كان قبل ذلك، ثم قال في الآية التي تليها: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصدٍ} ؛
ثم نسخ واستثنى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غفورٌ رحيمٌ} ؛
وقال: {وَإِنْ أحدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ.(1/70)
159- وقال في سورة النساء: {لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تكون تجارةً عن تراضٍ منكم} ؛ كان الرجل يتحرج أن يأكل عند أحدٍ من الناس.
فنسخ ذلك بالآية التي في سورة النور: {وليس عليكم جناحٌ [ص:73] أَنْ} ، {تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} .(1/72)
160- وقال في سورة الأنفال: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مائةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قومٌ لا يَفْقَهُونَ} ؛
ثم نسخت بالآية التي تليها، فقال: {الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مائةٌ صابرةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ ألفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ الله والله مع الصابرين} .(1/73)
161- وقال: {والذين آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله والذين آووا ونصروا أولائك بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بعضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ [ص:74] يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شيءٍ حَتَّى يهاجروا} ؛ فكان الأعرابي لا يرث المهاجري، وقال: {وَإِنْ جنحوا للسلم فأجنح لها} ؛
فنسختها الآية التي في براءة: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يدٍ وهم صاغرون} .(1/73)
162- وقال في الأنفال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} ؛
فنسختها الآية التي تليها: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بما كنت تكفرون} ؛ فقتلوا بمكة وأصابهم الجوع والحصار.(1/74)
163- وقال في براءة: {إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ [ص:75] قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا} ؛ وقال: {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نصبٌ وَلا مخمصةٌ فِي سبيل الله ولا يطؤون مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نيلاً} ، الآية كلها؛
فنسختها واستثنى بالآية التي تليها، فقال: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة فولا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فرقةٍ مِنْهُمْ طائفةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لعلهم يحذرون} .(1/74)
164- وقال: {لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عليمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يترددون} ؛
فنسختها الآية التي في النور: {فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ الله غفورٌ رحيمٌ} .(1/75)
165- وقال في براءة: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا [ص:76] يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ على رسوله والله عليمٌ حكيم} ؛
واستثنى منها فقال: {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قرباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قربةٌ لهم سيدخلهم الله في رحمته} .(1/75)
166- وقال في سورة النحل: {من كفر بالله بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مطمئنٌ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غضبٌ من الله ولهم عذابٌ عظيمٌ} ؛
فنسخ واستثنى فقال: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجرو، مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إن ربك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ} ؛
هو عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان على مصر، كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار؛ فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل اليوم الفتح، فاستجار له عثمان بن عفان، فأجاره النبي عليه السلام.(1/76)
167- وقال في سورة بني إسرائيل: {رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي [ص:77] صَغِيرًا} ؛
ثم نسخ منها الآية التي في براءة: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم} .(1/76)
168- وقال في سورة بني إسرائيل: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بها وابتغ بين ذلك سبيلاً} ؛
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جهر بصلاته آذى ذلك المشركين بمكة، أخفى صلاته هو وأصحابه؛ فلذلك قال الله: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلاً} ؛
وقال في سورة الأعراف: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تكن من الغافلين} .(1/77)
169- وقال في سورة الأنبياء: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وكلٌ فِيهَا خَالِدُونَ [ص:78] لَهُمْ فِيهَا زفيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ} ؛
ثم استثنى بالآية التي تليها فقال: {إِنَّ الذين سبقت لهم منا الحسنى أولائك عنها مبعدون} .(1/77)
170- وقال في النور: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدةً ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأولائك هم الفاسقون} ؛
وقال في أثرها: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ عليه إن كان من الكاذبين ويدرؤا عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عليها إن كانت من الصادقين}
قال: فإذا حلفا فرق بينهما ولم يجلد واحد منهما، وإن لم تحلف رجمت، وإن لم يحلف زوجها بعد أن يقذفها جلد الحد.(1/78)
171- وقال في سورة النور: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ [ص:79] أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ منها} ، حتى بلغ: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يظهروا على عورات النساء} ؛
فنسخ: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جناحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ متبرجاتٍ بزينةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خيرٌ لَهُنَّ والله سميعٌ عليمٌ} .(1/78)
172- وقال: {يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خيرٌ لكم لعلكم تذكرون} ؛
ثم نسخ واستثنى منها، فقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مسكونةٍ فِيهَا متاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تكتمون} ؛ يزعمون أنه الضيف.(1/79)
173- وقال: {ليس عليكم جناحٌ} أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ [ص:80] بُيُوتِ آبَائِكُمْ أو بيوت أمهاتكم} ؛ كان الرجل الغني يدعو الرجل من أهله إلى الطعام مما ذكر اسم الله عليه وأحل طعام أهل الكتاب.(1/79)
174- وقال في طسم: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يقولون ما لا يفعلون} ؛
ثم استثنى فقال: {إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ منقلبٍ ينقلبون} .(1/80)
175- وقال في حم الأحقاف: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نذيرٌ مبينٌ} ؛
[ص:81]
فنسختها الآية التي في سورة الفتح فقال: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مستقيماً} ؛
فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أنزلت عليه هذه الآية فبشرهم بأن الله قد غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر؛ فقال له رجلٌ من القوم: يا رسول الله، قد علمنا ما يفعل الله بك، فما يفعل بنا، يا رسول الله؛ فأنزل الله في سورة الأحزاب: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فضلاً كبيراً} ؛ وأنزل {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جناتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا وَيُعَذِّبَ المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات} ، {وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غفوراً رحيماً} ؛ فبين لهم ما يفعل به وبهم.(1/80)
176- وقال في سورة النجوى: {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خيرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لم تجدوا فإن الله غفورٌ رحيمٌ} ؛
فنسختها الآية التي تليها، فقال: {ءَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صدقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خبيرٌ بِمَا تعملون} .(1/81)
177- وقال في سورة المزمل: {قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلا} ؛
فنسختها الآية التي تليها {علم ألن تحصوه فتاب الله عليكم فاقرؤوا ما تيسر من القرآن عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يقاتلون في سبيل الله فاقرؤوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خيرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غفورٌ رحيمٌ} .(1/82)
178- {وناشئة الليل} ، كانت صلاتهم أول الليل يقول هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام من آخر الليل شفقة من أن يغلبهم النوم فلا يستغفرون.(1/82)
179- قال: وقوله: {أقوم قيلاً} ، يقول: أجدر أن تفقه في القرآن، ويقول: {إن لك في النهار سبحاً طويلاً} ، يقول: فراغاً طويلاً.(1/82)
180- قال: ويقول في الذاريات: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أنت بملومٍ} ، أمره أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمدا النبي، ثم قال: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المؤمنين} .(1/83)
181- وقال في المائدة: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خزيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخرة عذابٌ عظيمٌ} ؛
قال: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غفورٌ رحيمٌ} ؛
فمن تاب من قبل أن يقدر عليه فلا سبيل عليه، وليست تحرز هذه الآية الرجل المسلم إذا قتل أو أفسد وحارب من أن يقام عليه الحد فإن لحق بأهل الكتاب.(1/83)
الناسخ من القرآن
182- قال: وحدثني رجلٌ عن يعقوب بن مجاهد في قول رسول الله: لو كان لابن آدم وادٍ من ذهبٍ لأحب أن يكون له ثاني، فقال: نسخت بـ {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر} .(1/84)
183- قال: وأخبرني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه سئل عن هذه الآية: {وَعَلَى الذين يطيقونه فديةٌ طعام} مساكين، فقال: إنها منسوخة، قال: وبلغنا أن هذه للمريض الذي يتدارك عليه الصوم يكفر عن [ص:85] كل يومٍ أفطره بمدٍ من حنطة.(1/84)
184- قال: وأخبرني مسلمة بن علي عن سعيد بن بشير عن قتادة أن المائدة ليس فيها منسوخٌ إلا ثلاثة أحرف: {وَلا آمِّينَ البيت الحرام}
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ..] .(1/85)
185- أنزلت في ضبيعة بين شرحبيل، فنسختها: {واقتلوهم حيث وجدتموهم} ، {فاعف عنهم واصفح} ؛
فنسختها: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} ، {أو [ص:86] أعرض عنهم} ؛
نسختها: {فَاحْكُمْ بينهم بما أنزل الله} .(1/85)
186- قال: وقال خالد بن أبي عمران: سألت القاسم وسالم عن قول الله: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حقٌ معلومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} ، فقالا: المعلوم منسوخةٌ، وكل صدقة في القرآن منسوخةٌ نسختها هذه الآية {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} ، إلى آخر الآية؛
قالا: والمحروم محارف في الرزق والتجارة.(1/86)
187- قال: وأخبرني ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يقول في هذه الآية: {وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف} ؛
قال أبو الزناد: كان كثير من الفقهاء يتأولون هذه الآية على غير هذا، ويقولون: لا يجوز هذا اليوم، إنما كان ذلك في أهل المواشي.(1/86)
188- قال: وأخبرني المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي [ص:87] الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه دخل على أبيه وعنده رجلٌ من أهل العراق وهو يسأله عن الآية التي في {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفرقان على عبده} ، والتي في النساء: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} ، فقال زيد: قد عرفت الناسخة من المنسوخة، نسختها التي في النساء بعدها بستة أشهر.(1/86)
189- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب عن عكرمة في قول الله: {يسألونك عن الأنفال} ، قال: نسختها: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خمسه} .(1/87)
190- قال: وسمعت الليث بن سعد يقول في هذه الآية: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولاً معروفاً} ،
فقال: نسخت هذه الآية بما فرض الله من المواريث.(1/87)
السجود
191- قال: وأخبرني عبد الله بن عياش عن يزيد بن قوذر عن كعب أنه قال: ليس شيء أشد على إبليس وجنوده ولا الشياطين ولا أكثر إبكائهم من أن يروا مسلما ساجدا، يقولون: بالسجود دخلوا الجنة بترك السجود دخلنا النار.(1/88)
192- قال: وأخبرني حاتم بن إسماعيل الحارثي عن محمد بن عبيد الله عن عطاء بن السائب قال: كان أبو عبد الرحمن السلمي يقرأ وهو جالسٌ، فإذا قرأ السجدة سجد، ثم سلم إذا رفع؛ وإن أقرأنا وهو يمشي فقرأ سجدة أومأ برأسه إيماء، ثم سلم؛ فإذا قرأ سجدة مرة رددها بعد، ثم لا يسجد لها غير الأولى.(1/88)
193- قال: وحدثني أبو المثني سليمان بن يزيد الكعبي قال: صلى بنا أبو بكر بن حزم الصبح يوم الجمعة، فقرأ: {آلم تنزيل} ، السجدة، فسجد لها.(1/89)
194- قال: وحدثني عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه أنه قال: كان عمر بن عبد العزيز وهو خليفة ينقل معه حصباء حيث انتقل فيصلي عليها ويسجد عليها، وذلك بالشأم.(1/89)
195- قال: وقال لي عبد العزيز بن الربيع: وحدثني رجلٌ من أهل ذي المروة قال: نزل عمر بن عبد العزيز في منزلي فقام يصلي، فجئت بخمرة فبسطتها أمامه يسجد عليها، فلما سجد رمى بها وسجد على التراب.(1/89)
196- قال: وحدثني حماد بن زيد عن عاصم بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ لا يَسْجُدُ فِي ص، وَيَقُولُ: إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نبي.(1/89)
197- قال: وحدثني حماد بن زيد عن عاصم بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: عَزَائِمُ السُّجُودِ أربع: {الم تنزيل} ، و {حم} ، {والنجم} ، و {اقرأ باسم ربك} .(1/90)
198- قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: مِنْ أَحَبِّ الْكَلامَ إِلَى اللَّهِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ وَهُوَ ساجدٌ: رَبِّ، إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي.(1/90)
199- قال: وحدثني القاسم بن عبد الله بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ جليسٌ صديقٌ وَكَانَ يُجَالِسُهُ، فَغَابَ عَنْهُ زَمَانًا، ثُمَّ جَاءَهُ وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ سجدةٌ قَدِ اسْوَدَّتْ، فَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بن عمر، فلم يردد عَلَيْهِ ذَلِكَ الرَّدَّ، وَكَأَنَّهُ تَثَاقَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَلَيْسَ تَعْرِفُنِي، أَنَا جَلِيسُكَ، فَقَالَ: مَتَى كَانَتْ هَذِهِ السَّجْدَةُ، صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، فَهَلْ تَرَى هَهُنَا شَيْئًا، وَأَشَارَ إِلَى جَبْهَتِهِ.(1/90)
200- قَالَ: وَحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ [ص:91] قَالَ: صَلَّى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِبَطْحَاءَ، قَالَ: وَنَظَرَ إِلَى أَثَرِ أثفيةٍ فِي الْبَطْحَاءِ فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ؛ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لا يُضَيِّعُ هَذَا، إِنْ شَاءَ الله.(1/90)
201- قال: وأخبرني عبد الرحمن بن شريح عن سلامان (؟) بن عامر عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: ليس من خلةٍ تكون في العبد أحب إلى الله من حب لقائه، وليس من عملٍ أحب إلى الله من كثرة السجود.(1/91)
202- قال: وأخبرني حيوة بن شريح عن شرحبيل بْنِ شَرِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: مَنْ قَرَأَ ص وَلَمْ يَسْجُدْ فِيهَا، فَلا عَلَيْهِ أَلا يَقْرَأَ بِهَا.(1/91)
203- وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ شيخٍ مِنْ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو سَاجِدًا وَهُوَ يَبْكِي، فَأَعْجَبَنِي ذَلِكَ مِنْهُ؛ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ قَالَ لي: يا ابن أَخِي، أَعْجَبَكَ بُكَائِي، فَقُلْتُ: إِيْ، وَاللَّهِ، قَالَ: فأشار إلى القمر، فقال: والله، يا ابن [ص:92] أَخِي، إِنَّ الْقَمَرَ لَيَبْكِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ.(1/91)
204- قال: وحدثني يعقوب بن عبد الرحمن قال: رأى عامر بن عبد الله بن الزبير فتى حدثا قد أخذ السجود في وجهه، فقال: من أنت، يا فتى، فقال: أنا فلان بن فلان، فقال: فأنا أكبر من أبيك، والله، ما بين عيني أثرٌ من هذا السجود الذي أرى بوجهك.(1/92)
205- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ أَبِي فَاطِمَةَ الأَزْدِيِّ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَلْقَانِي فَاسْتَكْثِرْ مِنَ السُّجُودِ بَعْدِي.(1/92)
206- قال: وحدثني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد أنه أدرك عبد العزيز بن مروان يصلي بالناس بمصر فيقرأ في صلاة الصبح من يوم الجمعة: {آلم تنزيل} السجدة وسجد فيها.
[ص:93]
قال الحارث: وحدثني سليمان بن يزيد الأزدي أنه رأى عبد الملك بن مروان يفعل ذلك أيضا.(1/92)
207- وحدثني ابن لهيعة أن إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز حدثه قال: كان عمر بن عبد العزيز يضع في مصلاه عند موضع جبهته ترابا ليسجد عليه.(1/93)
208- قال: وسمعت الليث بن سعد يحدث أن أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ رَأَتْ ناساً سجوداً، فقالت لهم: هذه السُّجُودُ، فَأَيْنَ الْبُكَاءُ.(1/93)
209- قال: وأخبرني الليث بن سعد عن ربيعة أنه قال: إذا قرأت السجدة وأنت تتلو على قومٍ فاسجد.(1/93)
210- قال: وأخبرني الليث عن ربيعة أنه قال: إذا سجدت على جبهتك فقد أديته، وإذا سجدت على أنفك ولم تسجد على جبهتك فإن ذلك ليس بسجودٍ؛ قال: وارفع العمامة على جبهتك.(1/93)
211- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ [ص:94] أَسْلَمَ عَنِ الْفَرَافِصَةِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ سَجَدَ فِي النَّجْمِ وَوَصَلَهَا بِـ {إِذَا زُلزِلَتِ الأَرْضُ} .(1/93)
212- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: إِنَّ لِلَّهِ عَلَيَّ إِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا سَاجِدًا أَنْ أَطَأَ عَلَى عُنُقِهِ؛ فَخَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ أَبِي جَهْلٍ؛ فَخَرَجَ غَضْبَانًا حَتَّى جَاءَ الْمَسْجِدَ فَجَعَلَ أَنْ يَدْخُلَ مِنَ الْبَابِ، فَاقْتَحَمَ مِنَ الْحَائِطِ؛ فَقُلْتُ: هَذَا يَوْمُ شرٍ، فَوَثَبْتُ، ثُمَّ تَبِعْتُهُ؛ ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْرَأُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خلق} ، حَتَّى بَلَغَ [ص:95] شَأْنَ أَبِي جَهْلٍ {كَلَّا إِنَّ الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} ؛ قَالَ: فَقَالَ إِنْسَانٌ لأَبِي جَهْلٍ: يَا أَبَا الْحَكَمِ، هَذَا محمدٌ، فَقَالَ: أَبُو جَهْلٍ: أَلا تَرَوْنَ مَا أَرَى، وَاللَّهِ، لَقَدْ سَدَّ أُفْقَ السَّمَاءِ عَلَيَّ؛ فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ آخِرَ السورة سجد.(1/94)
213- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّمَا السَّجْدَةُ عَلَى مَنْ جَلَسَ لَهَا، وَإِنْ مَرَرْتَ بِقَوْمٍ فَسَجَدُوا، فَلَيْسَ عَلَيْكَ.(1/95)
في سجود القرآن
214- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي صَخْرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: عَزَائِمُ سُجُودِ الْقُرْآنِ {آلم تنزيل} ، {والنجم} ، {واقرأ باسم ربك} .(1/95)
215- وأخبرني أيضاً عن أبي صخر أن عمر بن عبد العزيز كان يسجد في النجم، و {إِذا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، وَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خلق} .(1/96)
216- قال: وحدثني عبد الجبار بن عمر أن عمارة بن غزية الأنصاري حدثه عن أبي بكر بن حزم أنه كان يقرأ في صلاة الصبح من يوم الجمعة بـ {آلم تنزيل} السجدة، ويسجد فيها.(1/96)
217- قال: وحدثني بكر بن مضر قال: صليت مع رزيق بن [ص:97] حكيم بأيلة وهو أميرها صلاة الصبح، فقرأ في الركعة الأولى بسورة السجدة، وسجد فيها؛ قال: وكان طويل الصلاة.(1/96)
218- قال: وحدثني بكر بن مضر قال: كنت في مجلس عبيد الله ابن أبي جعفر قال: فكان ربما قال لموسى بن حميد: اقرأ: قال: فيقرأ {آلم تنزيل} السجدة، فيبكي ويبكي أهل المجلس، ويسجد في سجدتها، ونسجد معه؛ قال: وذلك ضحوة في المسجد الجامع.(1/97)
219- قال: وحدثني معاوية بن صالح عن أبي بشر أنه رأى عمر ابن عبد العزيز صلى العشاء فقرأ فيها بـ {إذا السماء انشقت} ، فسجد فيها وقرأها مرة أخرى، فلم يسجد.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ [ص:98] أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ كَانَ مَرَّةً يَسْجُدُ فِي: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، وَمَرَّةً لا يسجد فيها.(1/97)
220- قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ سُجُودِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَسْجُدُ وَيَتْرُكُ.(1/98)
221- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْجُدُ فِي النَّجْمِ.(1/98)
222- وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عكرمة وابن سيرين أن المسلمين والكفار سجدوا بالنجم.(1/98)
223- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ص لَيْسَ مِنْ عَزَائِمِ السُّجُودِ، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِيهَا.(1/98)
224- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: إِنَّ رَجُلَيْنِ اقْتَرآ بِـ {إِذا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، وَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، كِلاهُمَا خيرٌ مِنْهُ؛ قَالَ: فَسَجَدَ أَحَدُهُمَا، وَلَمْ يَسْجُدِ الآخَرُ، قَالَ الَّذِي سَجَدَ: أَفْضَلُهُمَا أَوْ خَيْرُهُمَا؛
قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ وَعُمَرُ فَلا أَدْرِي مَنْ هُمَا.(1/99)
225- قَالَ: وَحَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ جُشَيْبٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فُضِّلَتْ سُورَةُ الْحَجِّ عَلَى الْقُرْآنِ بِسَجْدَتَيْنِ.(1/99)
226- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ عَنْ [ص:100] سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ فِيهَا، ذَهَبَ الشَّيْطَانُ يبكي، يقول: يا ويله، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ، فَلِيَ النَّارُ.(1/99)
227- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَصْدُ السُّجُودِ وَالرُّكُوعِ أَنْ يَقُولَ فِي الرُّكُوعِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ثَلاثًا، وَفِي السُّجُودِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى وبحمده ثلاثاً.(1/100)
228- قَالَ: وَسَمِعْتُ حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: إِنَّ أرضى عِنْدَ اللَّهِ السُّجُودُ.(1/100)
229- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حميد عن محمد ابن كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْجُدُ فِي: {وَالنَّجْمِ إِذَا هوى} .(1/101)
230- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ مُنْقِذٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ جُلُوسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةِ.
قال: وقرأ يزيد بن عبد الله بن قسيط سجدة بعد طلوع الشمس فسجدوا فيها إلا عبد الله بن عمر، أبى؛ فلما ارتفعت الشمس حل عبد الله حبوته، ثم سجد وسجدت معه، فسألته عن ذلك، فقال: ألم تر سجدة أصحابك، إنهم سجدوا في غير حين أوان صلاةٍ، وإنا جلسنا إليهم فوجبت علينا.(1/101)
231- وحدثنا أبو صخر عن ابن قُسَيْطٍ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [ص:102] عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عُرِضَتِ النَّجْمِ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ فَلَمْ يَسْجُدْ مِنَّا أحدٌ؛
قَالَ أَبُو صَخْرٍ: وَصَلَّيْتُ وَرَاءَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، فَلَمْ يَسْجُدَا.(1/101)
232- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: سَجَدْتُ فِي {إِذَا السَّمَاءِ انْشَقَّتْ} ، قَالَ: ابْنُ سِيرِينَ: ذَكَرَ خَلْفَ رَجُلَيْنِ كِلاهُمَا خَيْرٌ مِنْهُ إِنْ لَمْ يَكُنْ رَسُولَ اللَّهِ وَعُمَرَ.(1/102)
233- قَالَ جَرِيرٌ: وَسَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَسْأَلُ عَنْ سَجْدَةِ النَّجْمِ، فَقَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ كَانَ إِذَا قَرَأَهَا عَلَى النَّاسِ سَجَدَ، وَإِذَا قَرأَهَا فِي صلاةٍ، رَكَعَ وَسَجَدَ.(1/102)
234- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَرَأَ النَّجْمَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ بَعْدَهَا قراءةٌ قَرَأَهَا وَسَجَدَ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَيْهَا، رَكَعَ وسجد.(1/102)
235- قال: وحدثني سعيد بن أبي أيوب أنه صلى مع رزيق بن حكيم العشاء، فقرأ في الركعة الأولى بـ {حميم تنزيل} ، فسجد في سجدتها، ثم قرأ في الركعة الثانية بسورة أخرى.
قال: وصليت معه الصبح في يوم الجمعة، فقرأ بـ {آلم تنزيل} ، السجدة، فسجد فيها.(1/102)
236- قال: وسمعت الليث يُحَدِّثُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَتْ سَجْدَةً مِنْ سُجُودِ الْقُرْآنِ الَّتِي فِيهَا ذِكْرُ الْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَتْ: هَذِهِ السُّجُودُ، فَأَيْنَ الْبُكَاءُ.(1/103)
237- قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن عبد الرحمن ابن حرملة الأسلمي قال: كان مسلم بن جندب قاضيا لأهل المدينة فقص بعد صلاة الصبح، فقرأ سجدة، فسجد؛ فقال سعيد بن المسيب: لو كان لي سلطانٌ على هذا الأعرابي الجافي لم أزل أضربه حتى يخرج من المسجد.(1/103)
238- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم عن شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق قال: سمعت الأسود قال: قال عبد الله: إذا قرأ أحدكم بسورةٍ في [ص:104] آخرها سجدةٌ، فإن شاء سجد، ثم قام فقرأ، وإن شاء ركع.(1/103)
239- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا عَنْ شُعْبَةَ عَنْ شُمَيْسَةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَائِشَةَ تَقْرَأُ مِنَ الْمُصْحَفِ، فَإِذَا بَلَغَتْ سَجْدَةً قَامَتْ فَسَجَدَتْ.(1/104)
240- قال: وأخبرني أيضا عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كانوا يرون أنه يجزي من الركوع أن يمكن يديه من ركبتيه، ومن السجود أن يمكن جبهته من الأرض.
قال: وقال مالك بن أنس مثله.(1/104)
241- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ سُجُودَ الْقُرْآنِ، فَقَالَتْ: هُوَ حَقَّ اللَّهِ أَدَّيْتَهُ أَوْ تَطَوُّعًا تَطَوَّعْتَهُ؛ مَا مِنْ مسلمٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَوْ كَفَّرَ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، أَوْ رفعت بِهَا دَرَجَةً، ثِنْتَيْنِ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثِ.(1/104)
242- قال: وأخبرني أشهل بن حاتم عن شعبة بن الحجاج عن عطاء ابن السائب قال: كان أبو عبد الرحمن السلمي يقرئنا القرآن وهو متوجه نحو المشرق، ونحن نمشي، فإذا قرأ السجدة أومأ؛ قال: وكان عبد الله يفعله.(1/104)
243- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن محمد بن عبيد عن مجاهد عن ابن عباس مثله.(1/105)
244- قال الثوري: وحدثني ابن أبي ليلى عن طلحة عن إبراهيم أنهما كانا يسجدان في {يسأمون} .(1/105)
245- قال: وأخبرني الحارث بن نبهان عن محمد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ: أَفِي ص سَجْدَةٌ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: لا؛ قَالَ: لَوْ سَمِعَهَا دَاوُدُ لَسَجَدَ، وَقَدْ أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِمْ.(1/105)
246- قال: وحدثني العطاف بن خالد عن عبد الرحمن بن حرملة قال: رأى سعيد بن المسيب مسلم بن جندب قرأ سجدة وهو يقص على الناس بعد صلاة الصبح، فسجد، وسجد الناس معه، فقال ابن المسيب: أي عباد الله، لهذا الأعرابي، أيسجد بالناس هذه الساعة، لو كان لي من الأمر شيءٌ لأوجعت رأسه بالسوط.(1/106)
247- قال: وحدثني العطاف بن خالد قال: بلغني أن رجلا من الأنصار على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل مستترا بسجدة وهو يقرأ: {ص والقرآن} ؛ فلما بلغ السجدة سجد وسجدت الشجرة معه؛ قال: وسمعها وهي تقول: اللهم أعظم لي بهذه السجدة أجرا وارزقني بها شكرا وضع عني بها وزرا، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته؛ فلما أصبح الرجل ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله: نحن أحق أن نقول ذلك؛ فكان رسول الله إذا سجد يقول ذلك.(1/106)
248- قال: وأخبرني محمد بن سعيد عن عمرو بن قيس عن عدي [ص:107] ابن عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ عَنْ خَالِهِ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي لم يتخذ ولداً} ، إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، وَفِي السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَأَخَّرْنَا وَمَا أَسْرَفْنَا وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا.(1/106)
249- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن الثَّوْرِيِّ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَأَى رَجُلا يَنْتَحِي فِي السُّجُودِ يَشُدُّ جَبْهَتَهُ عَلَى الأَرْضِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: إِنَّ صُورَةَ الرَّجُلِ وَجْهُهُ، فَلا تشينن صورتك.(1/107)
250- قال: أخبرني ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الحسن أنه كان يكره أن يختصر السجدة فيقرأ من أجل السجود.(1/107)
251- قال: وأخبرني ابن مهدي عن الثوري عن عمر بن قيس قال: رأى مسروق رجلا رافعا رجليه حين سجد، فقال: ما تمت صلاة هذا.(1/107)
252- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ مُنْقِذًا [ص:108] مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فَسَجَدَ ناسٌ قَبْلَ أَنْ تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، فَأَبَى أَنْ يَسْجُدَ مَعَهُمْ، ثُمَّ خَرَجَ يَطُوفُ فِي السُّوقِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْوُضُوءِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَجَدَ سَجْدَةً وَاحِدَةً، فَسَأَلْتُهُ: مَا هذا، فقال: سجدة هؤلاء الذين أخطؤوا السنة.(1/107)
253- قال: وأخبرني من سمع الأوزاعي يحدث عن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْيَمَامِيِّ قَالَ: رَأَى أَبِي فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ قَرَأَ سُورَةَ دَاوُدَ، فَلَمَّا مَرَّ بِالسَّجْدَةِ سَجَدَ، وَسَجَدَتْ شجرةٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَسَمِعَهَا تَقُولُ: اللَّهُمُّ أَعْظِمْ بِهَا أَجْرًا، وَضَعْ بِهَا وِزْرًا، وَأَحْسِنْ بِهَا ذُخْرًا؛ فَغَدَا أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ مِنَ الشَّجَرَةِ.(1/108)
254- قال: وحدثني عثمان بن الحكم عن يحيى بن سعيد أن القاص كان يسجد قريبا من سعيدٍ بن المسيب، فلا يسجد معه، فكلم في ذلك، فقال: إني لست إليه جلست.(1/108)
255- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب أنه سئل عن رجلٍ بشر ببشرى فخر ساجدا؛ فقال يزيد: بلغني أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ [ص:109] كثيرا ما يفعل ذلك.(1/108)
256- وحدثني ابن سمعان عن الحارث بن عبد الرحمن
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...] ابن أبي مليكة [.. ... ... ... ..] إلا [.. ... ... ... ... ..] أنه [.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..] ..(1/109)
257- قال: وأخبرني [.. ... ... ... ... ... ... ... ...] عن [دا.. ... ... ... ... ..] و [.. ... ... ... ... ..القرآن] ، فلا بأس به.(1/109)
258- قال: وأخبرني سعيد بن أبي [أيوب.. ... ... ... ] قبل أرضيت ربك.(1/109)
259-[وحدثني.. ... ... ... ..] أنس بن مالك أنه قال: إن قلب القرآن ياسين [ومن قرأها فكأنما قرأ القرآن] عشر مرات؛ قال أنس: وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ [ {آلم تنزيل} و {تبارك الذي بيده] الملك} قبل العشاء؛ قال أنس: ومن قرأ: {آلم تنزيل} و {تبارك الذي بيده [ص:110] الملك} ، [.. ... ...] فضلٌ كثيرٌ أو خيرٌ كثيرٌ
قال ابن أبي أيوب: وحدثني [خالد بن يزيد عن] سعيد بن أبي هلال بذلك، إلا أنه قال: كمن وافق ليلة القدر.(1/109)
260- قال: وحدثني يحيى بن أيوب عن إسحاق بن أسيد عن طاؤوس اليماني أنه كان لا يدعهما في سفرٍ ولا حضرٍ.(1/110)
261- قال ابن أيوب: وحدثني إسحاق بن أسيد عن عطاء الخراساني عن الحسن مثل حديث أنس بن مالك في قراءة {آلم تنزيل} ، و {تبارك} كل ليلةٍ.(1/110)
262- وَقَالَ يَحْيَى: قَالَ إِسْحَاقُ عَنْ مَنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قرأ: {اقتربت الساعة وانشق القمر} فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْقَدَرِ.(1/110)
263- قال: وأخبرنا أبو يحيى زر بن محمد عن عامر بن يحيى المعافري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [.. ..] جا (؟) وامرأته، فقالت له المرأة: يا رسول الله، إن زوجي ليس عنده شيء [.. ..] يعرف من براءته، والذي بعثك بالحق، يا رسول الله، [.. ... ..ـها] البارحة، فقال رسول الله: ادنوا مني، فإنه لن [.. ... ..] أمركما، فدنوا، فقالت المرأة: إني لم أذهب حيث [.. ... ...] ما، يا رسول الله، إن زوجي ليس عنده كسب [.. ... ... ..] رسول الله [.. ... ... ..] سفره، فقال الله: [.. ... ... ... ..] أن سورة بسورة البقرة يرزق جيرانه (؟) [.. ... ... ... ... ... ..] .(1/111)
264-[.. ... ... ... ..] يقول سمعت دراجا أبا [السمح.. ... ... ..] رجل قد جمع القرآن، حججنا إليه [.. ... ... ... ...] .(1/111)
265-[.. ... ... ... ... أيضا يحدث عن الهجنع إن [ص:112] مأدبة الناس [.. ... ...] طعام، وإن مأدبة الله القرآن في المساجد [.. ... ] صغيركم، ولا يتناهى [عنه كبيركم] ، إن بيتا تتلى فيه سورة البقرة إن الشيطان ليخرج [.. ... ] الحمار.(1/111)
266- قال: وسمعته يقول: سمعت [.. ... ..] بن عبد الرحمن يقول: للقارئ أجرٌ وللمستمع أجران.(1/112)
267- قال: وأخبرني من سمع أبا الأحوص يقول عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن قال: كل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} فموضعه في التوراة: يا أيها المساكين.(1/112)
268- وقال خالد بن أبي عمران: سألت القاسم وسالم: هل تدخل الحائض المسجد أو تقرأ شيئا من القرآن، فقالا: لا.(1/112)
269- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحدٌ [ص:113] الصمد} ، عَشْرَ مَرَّاتٍ بُنِيَ لَهُ قصرٌ فِي الْجَنَّةِ، ومن قرأ ثلاثون مَرَّةً بُنِيَ لَهُ ثَلاثَةُ قُصُورٍ فِي الْجَنَّةِ؛ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: وَاللَّهِ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَتُكْثِرُ قُصُورًا فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الْجَنَّةُ أَوْسَعُ مِنْ ذَلِكَ.(1/112)
270- قَالَ: وَسَمِعْتُ حَيْوَةَ بْنَ شُرَيْحٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي بكر بن عمرو عن شرحبيل بن عمرو بن شريك أنه سمع علي بن رباح يحدث عن بعض أهل العلم أنه قال: إن من [.. ... ... ... ..] .
[.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ..] .(1/113)
271-[.. ... ... ..] ابْن أَبِي ذُبَابٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسِيرُ عَلَى [ص:114][.. ... ..] فَرَأَى رَجُلا قَصِيرًا، فَنَزَلَ، فَسَجَدَ تشكراً لله.(1/113)
272- وأخبرني من سمع أبا الأحوص [يحدث] عن المغيرة عن إبراهيم قال: قال ابن حذلم: قرأت القرآن على عبد الله وأنا غلامٌ فمررت بسجدة، فقال عبد الله: اقرأ [فأنت] إمامنا فيها.(1/114)
273- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَنْهُ أَيْضًا عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ الْعَدَوِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَارِجَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّفْخِ فِي السُّجُودِ وَعَنِ النَّفْخِ فِي الشَّرَابِ.(1/114)
274- قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَنْهُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لأَنْ أَسْجُدَ عَلَى جَمْرَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَنْفُخَ ثم أسجد.(1/114)
275- قَالَ: وَأَخْبَرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ: مَنْ قَرَأَ ص، ثُمَّ لَمْ يَسْجُدْ فِيهَا، فَلا عَلَيْهِ أَلا يَقْرَأَهَا.(1/114)
276- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن الثوري عن عطاء [ص:115] ابن السَّائِبِ عَنْ قَيْسِ بْنِ السَّكَنِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَجَدَ قَالَ: سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ؛ قَالَ: وَكَانَ دَاوُدُ النَّبِيُّ إِذَا سَجَدَ قَالَ: عَفَّرْتُ وَجْهِيَ فِي التُّرَابِ لِخَالِقِي وحقٌ لَهُ، أَوْ مُعَفَّرًا فِي التُّرَابِ لِخَالِقِي وحقٌ له.(1/114)
277- قَالَ: وَحَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَرِّبْ، يَا بِلالُ.(1/115)
278- قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَنْ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ [بِاللَّيْلِ سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي] خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ.(1/115)
279- قال: وحدثني ابن مهدي عن جعفر بن حيان عن الحسن أنه كان إذا سجد فرفع رأسه قال: اللهم لك سجدناها، وإياك أردناها، فاجعلها كفارة لما مضى من ذنوبنا، وزيادةٌ خيرٌ فيما بقي من آجالنا.(1/115)
280- قَالَ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عِمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] كَانَ يَقُولُ فِي السُّجُودِ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ [دِقَّهُ وَجِلَّهُ] ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَعَلانِيَتَهُ وَسِرَّهُ.(1/116)
281- قال: وسمعت حيوة بن شريح يقول: أخبرني عبد العزيز ابن علي الدؤلي، وقاله.(1/116)
282- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَأَخْبَرَنِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رَأَى رَجُلا بَيْنَ عَيْنَيْهِ سجدةٌ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَتَى أَسْلَمْتَ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: إِنِّي صَلَّيْتُ الْقِبْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا.(1/116)
283- قال: [.. ... ] مالك بن أنس قال: كان رجلٌ يجالس سعد ابن أبي وقاص ويلزمه، ثم غاب [عنه] ، ثم أتي وبين عينيه سجدةٌ، فسلم عليه، فقال له: من أنت، فقال: فلان، جليسك، فقال [له: متى] أسلمت، فقال له: غفر الله لك، منذ كذا وكذا، فقال سعد: فأنا قد أسلمت [مـ.. ..] ومن الله علي، وصليت القبلتين، فهل ترى بين عيني شيئا؛ ثم قال سعد: لو فعل أحدكم الذي أمر به، وكره ذلك سعد.(1/116)
284- قال: وسمعت حيوة بن شريح يقول: أخبرني سَالِمُ بْنُ [ص:117] غَيْلانَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَأَى سَجْدَةً فِي وَجْهِ رجلٍ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: مَتَى [أَسْلَمْتَ] ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: فَقَدْ أسلمت من قَبْلَكَ، أَفَلا تَتَّقِي اللَّهَ.
وَأَخْبَرَنِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ عن سالم عَنْ سَالِمِ بْنِ غَيْلانَ أَيْضًا مِثْلَهُ.(1/116)
285- قال: وحدثني عبد الله بن عمر عن [.. ..] أن رجلاً كان جليساً لعبد الله بن عمر، فغاب عنه، ثم قدم وبين عينيه سجدةٌ، فسلم على ابن عمر، فقال: من أنت، فقال: فلان جليسك، فقال: متى أحدثت هذه، صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، فهل ترى شيئاً.(1/117)
286- قال: وحدثني عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل بن يونس عن [سعيد بن مسروق] عن منذر الثوري قال: كان الربيع بن خيثم إذا سجد [.. ... ..] تطوعا لك، يا ربنا.(1/117)
287- قال: وحدثني الليث بن سعد أن خير بن نعيم الحضرمي كان يصلي بهم في قيام رمضان، وأنه قرأ بـ {إذا السماء انشقت} ، فسجد.
تم الكتاب بحمد الله ونعمته وتوفيقه
وصلى الله على نبيه محمدٍ خاتم الأنبياء والرسل وسلم تسليماً
قابلته بكتاب سحنون، وقابلته أيضاً بكتاب عيسى بن مسكين(1/117)